Dokument-kategori: آباء وقديسون
| Title | Excerpt | Categories | Link |
|---|---|---|---|
| القديس ليوناردو من بورتو ماورتسيـو | الولادة: 1676 الوفاة: 1751 📜 حياة القديس ليوناردو من بورتو ماورتسيو واعظ متجول ورسول السلام هو كاهن من رهبنة الإخوة الأصاغر، الذي ٱمتلأ بحبِّه للأرواح، وكرَّس حياته كلَّها للتبشير، ونشر الكُتب المقدَّس، وزيارة أكثر من ثلاثمائة بعثة في روما، وكورسيكا، وشمال إيطاليا. هو القديس الذي يُنسب إليه ابتكار طقوس درب الصليب. ليغوري (1676-1751)، ابن قبطان بحري. وُلد في بورتو موريزيو، إمبيريا حاليًا، ودَرَس في الكلية الرومانية بروما، ثم ٱلتحق بدير القديس بونافينتورا على تلّ بالاتين، حيث ٱرتدى ثوب الرهبنة الفرنسيسكانية. أُرسلَهُ البابا إلى كورسيكا لإعادة الوئام بين سكانها، ونجح، رغم ٱلانقسامات العميقة بينهم، في تحقيق سلامٍ لا يُصدَّق. كان موضوع الصليب محورًا أساسيًّا في وعظه: فقد دعا الجموع إلى التوبة والتقوى المسيحية. وصفه ألفونسو ماريا دي ليغوري بأنَّه: «أعظم مُبشِّر في قرننا». 📝 San Leonardo da Porto Maurizio- Sacerdote تذكار العيد ف 26 نوفمبر تشرين الثاني أصل الكلمة: ليوناردو = قوي كالأسد، من اللاتينية والألمانية وُلد ليوناردو في بلدة بورتو ماورتسيو بإيطاليا عام 1676م. كان والده قبطان سفينة ذو خُلُقٍ مسيحي كريم، فرَبّى أبناءه الخمسة على الفضيلة حتى ٱلتحق ثلاثةٌ منهم بالرهبنة الفرنسيسكانية، وابنة كرَّست حياتها في أحد الأديرة بعد وفاة والديها. وتميّز ليوناردو منذ نعومة أظفاره بالتقوى والعبادة للقربان الأقدس، والإكرام للسيدة مريم العذراء. 🎓 بداياته في روما عند بلوغه سنَّ الثالثة عشرة، أرسله أبوه إلى مدينة روما للدراسة. فتميّز بالذكاء والتفوّق في علوم الآداب، وبعد ذلك ٱنتمى إلى إحدى الجمعيات وتعيَّن مُدرِّسًا للتعليم المسيحي للفقراء، وقام بهداية البعيدين عن الكنيسة. ثم بدأ في دراسة الطب، لكن قلبه كان يَصبو إلى ما هو فوق. 🙏 الدعوة الرهبانية في يومٍ من الأيام، وهو عابرٌ بالميدان المسمّى «بميدان يسوع»، رأى راهبين مُتسرْبَلَيْن بملابس رثّة ويتعاملان ببساطة مع الجميع. فتبِعهما حتى دَخلا الكنيسة، فدخل معهما، وكان الرهبان يُتلَون صلاة الغروب. فجلس يستمع إلى الصلاة حتى وصل إلى تلك الكلمات: «ٱهدِنا يا الله مُخلِّصنا». فٱختَرَقَت تلك الكلمات الإلهية بصيرته، فعزم على ٱتّباع تلك الرهبنة ذات الحياة الصارمة، وقال: «هنا سيكون موضع راحتي». وأسرع إلى مُرشده الذي أعلن له، بعد فحص ضمير عميق، أن الله يدعوه إلى تلك الرهبنة. وعندما عزم على ذلك، وجد معارضة شديدة من عمه، أمّا والده فوافقه على رغبته. 👣 الحياة الرهبانية ٱرتدى ليوناردو الثوب الرهباني يوم 2 أكتوبر 1697م، ليختبر ذاته ويَختبره رؤساؤه إن كان أهلًا للحياة الرهبانية. وبعد مرور سنة الاختبار، ٱنتقل إلى الدراسات الفلسفية واللاهوتية، حيث ٱنْكَبَّ بحرارة على الصلاة وممارسة التَّقشُّف، وظهرت عليه جميع فضائل الراهب الكامل، مع حرصه الشديد على تتميم أصغر القوانين. وكان يقول لزملائه: «إن كنا ونحن في سن الشباب لا نهتمُّ بالأشياء الصغيرة بل نُهملها بإرادتنا، عندما نشيخ ستكون لنا حرية أكبر ونسمح لأنفسنا بمخالفة نقاط أكثر أهمية». لقد أدخل بين الطلبة اختيار فضيلة لممارستها أسبوعيًّا، وكذلك مُبادلة الطلبة تنبيه بعضهم لبعض لهفواتهم وعيوبهم، وأن يكون وقت نزهتهم اليومية للحديث في الأمور الروحية. 🌏 رغبة بالشهادة ورسالة طويلة كان يرغب في الاستشهاد في بلاد الصين، ولكن لم تُتَحْ له الفرصة، فكان يقول: «إني غيرُ مُستحقٍّ لسفك دمي من أجل المسيح». إنَّ الله لم يُطلَبْ منه يومًا واحدًا ليستشهد فيه، لكنه كان يريد منه قضاء خمسين سنة من المتاعب والمشقات والتضحيات. فهذا الاستشهاد البطيء لم يكن أقلَّ صعوبة من الاستشهاد الحقيقي ولكنه أقلُّ مجدًا. 🩺 المرض والشفاء بعد سيامته الكهنوتية، ٱختير مديرًا للدراسات الفلسفية، لكنه أُصيب بمرض السلّ، وكانت صحته تزداد سوءًا. فنصحه الأطباء بأن يعيش في جو مسقط رأسه. فٱنتقل إلى دير هناك، حيث كان زملاؤه يسهرون للعناية به. ولما كان مُوقنًا بعدم جدوى العلاج، ٱلتجأ إلى أمه مريم العذراء، ووعدها بأن يُكرِّس ذاته للرسالة وهداية الخطأة إن عادت إليه صحته. وبعد زمنٍ قصير، زال عنه المرض، وعادت إليه الصحة والقوة، فتبين أن الله يدعوه لهذه الرسالة. 📢 سنوات الوعظ والجهاد وبدأ يعظ في بلدته حول آلام السيد المسيح، وأخذ ينتقل من الدير إلى القرى القريبة وهو حافي القدمين رغم البرد القارس، وكان يقضي وقته في الوعظ والتعليم المسيحي وقبول الاعترافات. ثم أخذ ينتقل من بلدة إلى أخرى، ولمدة أربعين سنة يعظ ويهدي الخطأة ويُطفئ نار الحقد ويُحرِّك الفاترين. ولكي يأتي بثمار مطلوبة، وضع قانونًا صارمًا له ولزملائه، وهو: الصمت الصارم، والنوم على الخشب، والامتناع عن أكل اللحوم والبيض والألبان. ولمدة ثمانيةٍ وعشرين سنة لم يأكلوا السمك، وكانوا يعيشون على الحسنات، وكانت زياراتهم تقتصر على المرضى فقط، ولم يجلسوا على مائدة أحد. ✝ نشر العبادة وإقامة درب الصليب ٱهتمّ ليوناردو بنشر عبادة «اسم يسوع» وتكريم مريم العذراء، وكان كثير الوعظ عن الأنفس المطهرية. ثم أدخل عادة قرع أجراس الكنائس عند الظهر وتلاوة صلاة السلام الملائكي من أجل الخطاة المُعاندين. وأقام عبادة «درب الصليب» في أكثر من سبعمائة كنيسة، وكان يقول إن علاج كثير من الشرور يكمن في تلك العبادة. ثم أدخل عبادة السجود للقربان المقدس في الكنائس. وكان ليوناردو ينتقل بين البلاد العديدة المتطاحنة ليضع السلام فيها. 🌟 وفاته وإعلانه قديسًا في شهر نوفمبر عام 1751م، وهو عائد إلى روما، أُصيب بالمرض الذي أودى بحياته، حيث نال إكليل المجد بعد كفاح دام أربعًا وخمسين سنة في الرهبنة. ودُفن في دير القديس بونافنتورا حيث كرّس نفسه للرب أول مرة. ولقد أُعلنت قداسته من البابا بيوس التاسع يوم 29 يونيو 1867م. واعتبره البابا بيوس الحادي عشر شفيع جميع الكهنة الذين يُكرسون ذواتهم للخدمة العامة. فهذا فخر للرهبنة الفرنسيسكانية التي تُعطي لكل الأزمنة رجالًا يتميزون بالقداسة والمعرفة والخدمة. 💬 من أشهر أقواله «إنَّ الاعتراف هو أعظم خيرٍ في الرسالة، وكل شيءٍ آخر دون ذلك هو مجرد مظهرٍ من مظاهر الخير.» … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي جون دونس سكوت | الولادة: 1265 الوفاة: 1308 🏡 النشأة والولادة ولد جون دونس سكوت في أواخر عام 1265م، بقرية دونس بالقرب من أدنبره في اسكتلندا. وُلِد في عائلة رائدة. وانتمى منذ شبابه إلى رهبانية الإخوة الأصاغر، وسُيِّم كاهنًا في 17 مارس 1291م، في سانت أندروز، نورثهامبتون، إنجلترا. وكان ذا ذكاء حادّ وميل نحو التأمل والتبصر، واستحق أن يُدعى “الملفان الدقيق”. 🎓 التعليم والدراسة الأكاديمية فاتجه إلى دراسة الفلسفة واللاهوت في جامعات أكسفورد وباريس، وعندما أنهى دروسه بنجاح أصبح أستاذًا للاهوت في جامعتي أكسفورد وكمبريدج، ومن ثم في باريس، مبتدئًا في التعليق، كما كل معلمي ذاك الزمان، على أحكام “بياترو لومباردو”. تمثل الأعمال الرئيسية لدونس سكوت في الواقع ثمرةً ناضجةً لهذه الدروس. وأهم متنه الفلسفية وشروحاته: “المؤلف الأكسفوردي” “مسائل في ميتافيزيقا أرسطو” “المذكرات الباريسية” “رسالة في النفس” ⚔️ الصراع السياسي والمنفى الاختياري ورَحَل عن باريس عندما اندلع صراع خطير بين الملك فيليب الرابع الجميل ملك فرنسا والبابا بونيفاسيوس الثامن، وكانت القضية هي فرض ضرائب على ممتلكات الكنيسة لدعم حروب الملك مع إنجلترا. عندما طُرِد بونيفاس كنسيًا، ردّ الملك بالدعوة إلى مجلس الكنيسة العام لإقالة البابا. إذ فَضَّل دونس سكوت المنفى الاختياري بدلًا من التوقيع على وثيقة معادية للحبر الأعظم، فُرِضت من قبل الملك على كل رجال الدين. وهكذا غادر دونس سكوت البلاد حبًّا بالكرسي الرسولي، جنبًا إلى جنب مع الرهبان الفرنسيسكان. ✨ المصالحة والعودة إلى باريس بيد أن العلاقات بين ملك فرنسا والبابا بنديكتس الحادي عشر، الرجل القديس، داعية السلام وعمل له تقيًا، تَوصَّلت إلى مصالحة الكرسي الرسولي وفرنسا ورفع الحرم عن الملك. وفي عام 1305م استطاع دونس سكوت العودة إلى باريس، وأصبح أستاذًا لتدريس اللاهوت. وأرسله رؤساؤه في وقت لاحق إلى كولونيا كأستاذ في المعهد اللاهوتي الفرنسيسكاني. ✝️ التأمل في سر التجسد وقبل كل شيء، لقد تَأمَّل دونس سكوت في سر التجسد وأكَّد على، عكس العديد من المفكرين المسيحيين في ذلك الزمان، أن ابن الله كان سيتأنس حتى ولو لم تسقط الإنسانية في الخطيئة. ويُجزم قائلاً: “أن الاعتقاد بأن الله كان ليتخلى عن هذا العمل لو لم يخطئ آدَم هو من غير المعقول تمامًا! أقول إذاً إن السقوط لم يكن سبب قدر المسيح – وحتى لو لم يسقط أحد، لا ملاك ولا إنسان – بهذا الافتراض لكان المسيح مقدّرًا له نفس الشيء.” 🌌 التجسد والعمل الخلاصي ربما تثير هذه الفكرة الدهشة قليلاً، فقد نشأت لأن تجسّد ابن الله بالنسبة لدونس سكوت، المخطط له منذ الأزل من قبل الله الآب في مشروع محبته، هو اكتمال الخلق، ويجعل من الممكن لكل مخلوق، في المسيح وبواسطته، أن تفيض عليه النعمة، فيقدم الثناء والمجد لله على الأبد. على الرغم من أن دونس سكوت يدرك في الواقع أن المسيح، وبسبب الخطيئة الأصلية، قد خلَّصنا بفدائه وموته وقيامته، فهو يؤكّد أن التجسد هو العمل الأكبر والأجمل في كل تاريخ الخلاص، وهذا لا يتأثر بأي حدث طارئ، بل يشكّل الفكرة الأصلية لله التي تتمثل أخيرًا في توحيد جميع الخلق بذاته في شخص الابن وجسده. ❤️ محبة الله في آلام المسيح والقربان الأقدس وكتلميذ مخلص للقديس فرنسيس الأسيزي، كان دونس سكوت يحب التأمل والوعظ حول سر آلام المسيح الخلاصية، وهي تعبير عن محبة الله العظيمة. ولا تظهر هذه المحبة على جبل الجلجلة فحسب، بل أيضًا في سر القربان الأقدس، الذي كرمه دونس سكوت، إذ كان يرى فيه سر الحضور الحقيقي ليسوع المسيح وسر الوحدة والشراكة الذي يدفعنا إلى محبة بعضنا البعض ومحبة الله بصفته الخير المشترك الأعظم. 👼 العقيدة ومريم العذراء ودافع بقناعة عن العقيدة التي تقول إن مريم كلية القداسة كانت بريئة من الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى من الحبل بها. ويعلّمنا الطوباوي دونس سكوت أن جوهر حياتنا هو أن نؤمن بأن الله قريبٌ منا ويحبنا في المسيح يسوع، وأن ننمي لذلك محبةً عميقة لله وكنيسته، ونحن شهود لهذه المحبة على هذه الأرض. لتساعدنا القديسة مريم على تلقّي محبة الله اللامتناهية هذه التي سوف نتمتّع بها بالملء في السماء إلى الأبد، عندما تصبح نفسنا متحدة أخيرًا بالله على الدوام وفي شركة القديسين. 🕊️ الوفاة والتقديس وإذ كان في قمة عطائه التعليمي في كولونيا، فاجأته المنية هناك في 8 نوفمبر عام 1308م، وأعلنه طوباوياً البابا يوحنا بولس الثاني في 6 يوليو 1991م. … | آباء وقديسون | |
| القمص أثناسيوس فهمي جورج | الولادة: 1958 الوفاة: – أثناسيوس فهمي جورج (الذي كان يُعرف قبل الكهنوت باسم أنطون فهمي جورج) 🕊️ النشأة وُلد في 7 نوفمبر 1958 في مدينة الإسكندرية، مصر. اسمه العِلماني قبل الرسامة كان «أنطون فهمي جورج». حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية التجارة عام 1979. 🎓 التعليم والخدمة العلمية رغم دراسته في التجارة، انفتح على الخدمة الكنسية والدراسات اللاهوتية، خاصة في مجال دراسات آباء الكنيسة (باترولوجي). حصل عام 1996 على دكتوراة فخرية في علم الآباء (باترولوجي) من البطريركية المسكونية في القسطنطينية تقديرًا لإسهاماته في دراسة آباء الكنيسة. ✝️ الكهنوت والخدمة الكنسية تمت رسامته ككاهن في 18 يوليو 1997 — في إيبارشية إيرلندا وشمال شرق إنجلترا، تحت سيامة أنبا أنطوني مع أساقفة آخرين. بعد الرسامة قضى 40 يومًا في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. ارتقى إلى رتبة قمصية في 8 مارس 2007، بيد البابا شنودة الثالث. شقّ خدمته فترة طويلة في أوروبا — خدم في كنيسة العذراء والشهيدة دميانة في دبلن، شمال إنجلترا بين 1996 و2015 م. منذ 2015، خدم في كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية بفلمنج-الإسكندرية. 📚 أعماله ونشاطه العلمي والوعظي يُعدّ «المحرر العام» لسلسلة كتب إكثوس آبائية — سلسلة متخصصة في حياة وفكر آباء الكنيسة. ألف وحرّر العديد من الكتب في علم الآباء، التاريخ الكنسي، عقيدة، الكنيسة، والشخصيات الكنسية — مثل: «العلامة بنتينوس السكندري» «القديس كبريانوس» ضمن سلسلة آبائية. كتب أخرى في الفكر الكنسي، التاريخ الكنسي، الآباء المؤرخين، كتب عن اللاهوت والتفسير والتاريخ وطرائق الحياة الروحية. له عدة عظات ومحاضرات، منها تفسيره لقول السيد المسيح لمريم المجدلية «لا تلمسيني»، في سياق تفسير لاهوتي آبائي. منذ عام 2015 هو أيضاً مدير مدرسة “تيرانس” للتعليم اللاهوتي والوعظ بالإسكندرية — مدرسة تهدف إلى نشر الفكر الأرثوذكسي وتعليم اللاهوت المسيحي. 💡 ملامح شخصيته ودوره يُعتبر من أبرز دراسي الآباء (باترولوجيين) في الكنيسة القبطية المعاصرة — يجمع بين البحث الأكاديمي، الترجمة، التأليف، الوعظ، والتعليم الكنيسي. خدمته امتدت بين مصر وأوروبا، ما جعله جسرًا بين الكنيسة في الشرق والشتات، ووسيلة لنقل الفكر والتقليد الأرثوذكسي إلى أجيال ومجتمعات مختلفة. أعماله تُركّز كثيرًا على استعادة تراث الآباء الأوائل، تفسيره، وتأصيله ضمن السياق العصري — خاصة في الكتابة، التعليم، والتثقيف الكنسي. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات”القمص أثناسيوس فهمي جورج ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| القديسة كاترين لابوريه | الولادة: 1806 الوفاة: 1876 ⛪ مولد القديسة كاترين لابوريه ونشأتها وُلدت القديسة كاترين لابوريه في 2 مايو عام 1806 في زوي أبوري بفرنسا، لأسرة ريفية بسيطة؛ فكان والدها بيير لابوريه يعمل مزارعًا، ووالدتها لويز مادلين. وكانت الابنة التاسعة بين أحد عشر طفلًا. وفي عام 1815، حين كان عمرها تسع سنوات، توفيت والدتها، فانتقلت مع عمتها إلى سان ريمي لتعيش هناك طفولتها وشبابها. 🙏 خدمتها في جماعة التمريض ومحبتها للعذراء عندما بلغت سنّ الشباب، انضمّت كاترين إلى جماعة التمريض التي أسسها القديس فنسنت (منصور) دي بول، وتميّزت بالإخلاص والتفاني في خدمة المرضى. ومنذ طفولتها كانت محبّتها للعذراء مريم عميقة، إذ بعد وفاة والدتها أمسكت بتمثال والدة الإله وقبّلته قائلة: “من الآن ستكونين أنتِ أمي”. ✨ ظهور السيدة العذراء الأول في ليلة 18 يوليو 1830، استيقظت كاترين على صوت طفل يدعوها إلى الكنيسة، فذهبت إلى الهيكل حيث ظهرت لها السيدة العذراء. أخبرتها العذراء أن الله يكلّفها بمهمة ستواجه معارضة لكنها ستنال نعمة لإتمامها، كما حذّرتها من أوقات صعبة ستمر على فرنسا والعالم. 🌟 ظهور السيدة العذراء الثاني وشكل الميدالية العجائبية كان الظهور الثاني في 27 نوفمبر 1830، حيث رأت كاترين العذراء داخل إطار بيضاوي، واقفة على كوكب الأرض ومحاطة بأنوار كثيرة، وتحتها العبارة: “يا مريم يا والدة الإله صلي لأجل الذين لجأوا إليكِ”. وكان حول الإطار اثنا عشر كوكبًا، وفوق حرف (M) صليب، وتحته القلبان: قلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر. طلبت السيدة العذراء أن تُرسل وصف الرؤيا إلى أب اعتراف كاترين لصنع الميدالية التي يتبارك بها الجميع. ✝️ إنتاج الميدالية وانتشارها بعد سنتين من التحقيق ومراقبة سلوك كاترين، وافق رئيس الأساقفة على صنع الميدالية. وانتشرت الميدالية العجائبية انتشارًا واسعًا بين المؤمنين بسبب البركات المرتبطة بها، رغم وجود بعض المشككين في نبوءات النساء القديسات. 🕯️ حياتها الأخيرة ورقادها عاشت كاترين بقية حياتها في جماعة التمريض بهدوء وتواضع، محبوبة من الجميع، ولم تكشف عن رؤاها قط حتى رقادها في 31 ديسمبر 1876. وفي عام 1933 أُخرج جسدها فظهر سليمًا كأنه دُفن حديثًا، فوُضع في تابوت زجاجي بجانب مذبح كنيسة سيدة الميدالية العجائبية. وفي 27 يوليو 1947 طوّبها البابا بيوس الثاني عشر. ✝️ شكل الظهور الأول يمثل كاترين راكعة في الكنيسة ليلاً أمام الهيكل، بينما تظهر العذراء لها في هيئة نورانية، تعبيرًا عن بداية الرسالة التي أوكلها الله إليها. 🌟 شكل الظهور الثاني تجسد العذراء داخل إطار بيضاوي، تقف على كوكب الأرض وتحاط بأنوار كثيرة، وتحتها عبارة: “يا مريم يا والدة الإله صلي لأجل الذين لجأوا إليكِ”. 📿 شكل الميدالية العجائبية (الوجه الأمامي) تظهر العذراء منبسطة اليدين تُفيض النِعَم، بينما أشعتها تملأ الشكل، في الصورة نفسها التي وصفتها القديسة كاترين. 📿 شكل الميدالية العجائبية (الوجه الخلفي) يضم: حرف M تعلوه صليب، القلب الأقدس ليسوع محاطًا بإكليل الشوك، وقلب مريم الطاهر مطعونًا بالسيف، تحيط بها اثنا عشر نجمة تمثل رسل المسيح الاثني عشر. ⛪ شكل القديسة كاترين لابوريه تظهر كاترين بثياب جماعة بنات المحبة، ممسكة بالميدالية العجائبية أو واقفة أمام مذبح كنيسة سيدة الميدالية المعجزة، تأكيدًا لرسالتها التي حملتها بصمت طوال حياتها. 🙏 الميدالية العجائبية وأثرها الميدالية العجائبية التي صُممت وفق رؤيا القديسة كاترين ما تزال علامة بركة عند المؤمنين في الشرق والغرب، ويعتقد المسيحيون أن من يحملها بإيمان ينال نعمة وبركة خاصة في حياته. … | آباء وقديسون | |
| جاك ريتوريه | الولادة: 1841 الوفاة: 1921 🎼 جاك ريتوريه… راهب فرنسيّ ألّف أشهر تراتيل السورث تكاد ترتيلة «بشمّد بابا وبرونا» تنفرد بكونها الأكثر شيوعًا بين مسيحيّي العراق، يرتّلونها في جميع المناسبات، وقليلًا ما تجد من لا يحفظ أبياتًا عدّة منها، والأندر أن تجد من يعرف مؤلّفها. قصد الأب جاك ريتوريه (1841-1921) مدينة الموصل، شماليّ العراق، عام 1874 لينضمّ إلى إخوته في رهبنة الإخوة الواعظين المعروفين بالآباء الدومنكان، ويخدم في ديرهم الشهير في المدينة. فأولِع الراهب الفرنسيّ بالشرق وتراثه وآدابه وانغمس في تعلّم لغاته. كان ريتوريه يحتفل بالقدّاس الكلدانيّ، إذ أتقن اللغة السريانيّة الشرقيّة-الكلدانيّة، وأجاد لهجتها المحكيّة (السورث)، فضلًا عن اللغتَين الكُرديّة والأرمنيّة واللهجة الطورانية، وفق كتاب «الآباء الدومنكان في الموصل، أخبارهم وخدماتهم 1750-2005» للمؤرّخ بهنام حبّابه. 🎵 «بشمّد بابا وبرونا» من المؤسف أنّ الآباء الدومنكان في الموصل طبعوا مؤلّفات ريتوريه الشعريّة في كتاب «المدائح الروحيّة» ونسبوها خطأً إلى داويذ كورا، الشاعر الشعبيّ الضرير، فغدا الكتاب مصدرًا للخطأ الشائع في نسبة ترتيلته الأشهر «بشمّا دبابا وبرونا-باسم الآب والابن..» إلى غيره، بينما «المؤلف الحقيقيّ لمعظم مقطوعاته هو الأب يعقوب ريتوريه»، وفق المؤرّخ الأب حنّا فيي. وفي هذا الصدد أيضًا، أكّد الأب ألبير أبونا في كتابه «تاريخ أدب اللغة الآرامية» أنّ «الأغاني المنسوبة عامّةً إلى داويذ كورا ليس هو مؤلفها الحقيقيّ، إنّما الذي وضعها هو الأب يعقوب الدومنكي، المسمّى يعقوب نوخريطا، الغريب أو الراهب». وإلى جانب التراتيل الرائعة، يُعَدّ ريتوريه أوّل من وضع النوتة للألحان الشرقية، الكلدانيّة والعربيّة، وكانت «محفوظة بين ملفات دير الآباء بخط ريتوريه نفسه ويرقى تاريخها إلى عام 1879»، بحسب حبّابه. 📚 مؤلّفات ريتوريه ومن أشهر مؤلّفّاته المطبوعة: «الأمثال باللغة العاميّة الكلدانيّة (السورث)»، طُبِعَ في الموصل عام 1899 باسم داويد كورا أيضًا؛ و«أعمال الغريب، (جاك ريتوريه)» بالسورث، طُبِعَ في الموصل عام 1914؛ و«قواعد لغة السورث» عام 1912 وسواها، فضلًا عن المخطوطات غير المطبوعة. ويبقى كتابه «المسيحيّون بين أنياب الذئاب» المنشور باللغتَين الفرنسية والعربية، والمتضمِّن روايته بصفته شاهدًا على مذابح السلطات العثمانيّة في حقّ المسيحيّين عام 1915، أحد أهمّ المراجع الموثِّقة والمؤرِّخة لمأساة سيفو، نظرًا إلى ما يحتويه من «إحصائيّات دقيقة ووقائق تاريخية بالغة الأهمية». 🌟 إرث لا يُنسى يمكننا القول إنّ الأب ريتوريه، لو لم يضع في حياته سوى ترتيلة السورث الشعبيّة الأشهر «بشمّد بابا وبرونا» بكلّ ما تتضمّنه من تعليمٍ رصين بلغةٍ بسيطة وسهلة الحفظ، لكفته لتخليد ذكره نظرًا إلى سعة انتشارها وبلاغة معانيها. … | آباء وقديسون | |
| ساسين الشهيد | الولادة: – الوفاة: 328 ✨ ساسين الشهيد… شعلة الإيمان في ليل الاضطهاد تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس ساسين الشهيد في تواريخ مختلفة، منها 23 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام؛ هو من أحبّ المسيح حتّى الاستشهاد. 📜 سيرة القدّيس ساسين عاش ساسين في القرن الرابع الميلاديّ، وكان أسقفًا على مدينة كوزيكس، وعُرِفَ بتقواه وشجاعته منذ شبابه. وحين اشتدّت الاضطهادات بحقّ المسيحيّين، قُبِضَ والي كوزيكس عليه، ووضعه أمام خيار إنكار المسيح أو الموت. لكنّ ساسين أجاب بثبات: لن أعبد سوى الإله الحيّ الذي أحبّني وسلّم ذاته لأجلي. بعدئذٍ، أُقِيدَ القدّيس ساسين إلى السجن، حيث تعرّض لشتّى أنواع العذاب، إلّا أنّه ظلّ متمسّكًا بإيمانه، رافعًا الصلاة على نيّة مضطهديه. ⛪ ثبات الإيمان والمحبّة وبعدما نُصِرَت الكنيسة من قسطنطين وفُتِحَت أمامها أبواب الحرّية، عاد ساسين إلى كرسيّه ليضمّد جراح القطيع بكلمة الحقّ. وعندما هبّت رياح بدعة أريوس، شارك في مَجْمَع نيقيا الأوّل سنة 325، فواجه الضلال بثبات قلبه وضياء إيمانه، ثم عاد لينشر حقيقة الإيمان بين المؤمنين. لكنّ غالايوس الذي كان عدوّ قسطنطين والمسيحيّين، سُفِكَ دمه بقطع رأسه بعد عذابات مريرة، ليولد ساسين شهيدًا نحو سنة 328. … | آباء وقديسون | |
| القديسة ماريا غوراتي | الولادة: 1890 الوفاة: 1902 📖 التعريف بالقديسة القديسة ماريا غوريتي (16 أكتوبر 1890 – 6 يوليو 1902) شهيدة الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا، وواحدة من أصغر القديسين المُطَيبين. وُلِدَت لعائلة مزارعة، توفي والدها وهي في التاسعة من عمرها، وكان عليهم أن يتقاسموا منزلًا مع عائلة أخرى، عائلة سيرينيلي. تولّت ماريا المهام المنزلية بينما كانت والدتها وإخوتها وأختها يعملون في الحقول. ⚔️ حادثة الاستشهاد بعد ظهر أحد الأيام، حاول اليساندرو ابن سيرينيلس التحرش بها جنسيًا. وعندما رفضت الخضوع له، طَعَنَها أربع عشرة طعنة. نُقِلَتْ إلى المستشفى لكنها ماتت مسامحة له. وقد أُعْتُقِلَ وأُدِينَ وسُجِنَ. وقد ندم أثناء سجنه. وبعد 27 سنة تم إطلاق سراحه، وزار والدتها لطلب العفو الذي منحته إياه. أصبح فيما بعد شقيقًا في الدير، ثم مات بسلام عام 1970. تم تطويبها عام 1947، ثم تقديسها عام 1950. 🏠 النشأة والسيرة الذاتية ماريا تيريزا غوريتي وُلِدَتْ في 16 أكتوبر 1890 في كورينالدو، في مقاطعة أنكونا، المملكة الإيطالية لوالديها لويجي غوريتي وأسنونتا كارليني، وتُعَدُّ هي الثالثة من سبعة أطفال: أنطونيو (الذي توفي في سن الطفولة)، أنجيلو، ماريانو، أليساندرو، إرسيلي وتيريزا. في الوقت الذي كانت فيه ماريا في الخامسة من عمرها، أصبحت أسرتها فقيرة لدرجة أنها اضطُرَّتْ للتخلي عن مزرعتها والعمل لدى مزارعين آخرين. في عام 1896، انتقلوا إلى كولى جينتروكو، بالقرب من باليانو، على بعد حوالي 50 ميلاً خارج روما. ثم في عام 1899 إلى لافيرير، وكانوا يتشاركون مع عائلة أخرى مكونة من جيوفاني وسيرينيللي وابنهما أليساندرو. وسرعان ما أصبح أبوها مريضًا جدًا بالملاريا، وتوفي عندما كانت تسع سنوات فقط. بينما كانت والدتها وأشقاؤها يعملون في الحقول، كانت تطبخ وتخيط وتعتني بأختها الصغرى تيريزا بالإضافة إلى تنظيف المنزل. كانت حياتها صعبة، لكن أفراد العائلة كانوا قريبين جدًا من بعضهم البعض. 🕊️ موت ماريا في الخامس من يوليو عام 1902، كانت ماريا البالغة من العمر أحد عشر عامًا تجلس على الدرجات الخارجية لمنزلها، وكانت تخيط أحد قمصان أليساندرو وتعتني بتيريزا، بينما كان أليساندرو ابن سيرينيلي يحصد الفاصوليا في الفناء. بملاحظة أنها بمفردها، عاد إلى المنزل وهدد بطَعْنِها إن لم تفعل ما طلبه؛ فقد كان ينوي اغتصابها. ومع ذلك قامت بتحذيره أن ما أراد أن يفعله هو خطيئة شنيعة وإن فعلها فسيذهب إلى الجحيم. حاولت الفرار بيأس واستمرت في الصراخ: «لا! إنها خطيئة! إن الله لن يرضى عن ذلك!» حاول خنقها أولًا، لكن عندما أصرت على الموت بدلاً من الخضوع له، طَعَنَها 11 مرة. وقد حاولت الوصول إلى الباب، لكنه أوقفها بطَعْنِها ثلاث مرات أخرى قبل الهروب. أفاقت تيريزا مع الضجيج وبدأت في البكاء، وعندما جاء أسيونتا وجيوفاني للتحقق منها، وجدا ماريا تنزف على الأرض وأخَذُوهَا إلى أقرب مستشفى في نيتونو. خضعت لعملية جراحية بدون تخدير، ولكن إصاباتها كانت أقوى من مساعدة الأطباء. في منتصف الجراحة، استيقظت. قال لها الطبيب: «ماريا، أذكريني في الفردوس». نظرت إليه وقالت: «حسنًا، من يعلم، من منا سيكون هناك أولًا؟» أجاب: «أنت يا ماريا». فقالت: «إذن سأذكرك بكل سرور». كما أعربت عن قلقها بشأن أمها ومعيشتها. وفي اليوم التالي، بعد 244 ساعة، أعربت عن مسامحتها لأليساندرو وذكرت أنها تريد أن تكون معه في السماء، ثم ماتت متأثرة بجراحها. ✍️ تفاصيل الصحفي قدم الصحفي نويل كروسز شرحًا أكثر تفصيلاً: في الخامس من يوليو عام 1902، في الساعة الثالثة بعد الظهر بينما كانت [أم ماريا] أسونتا والأطفال الآخرون في الحقل، اقترب سيرينيللي الذي كان يسعى باستمرار إلى استمالة الطفلة البالغة من العمر 12 عاما لاستغلالها جنسيًا. وبينما كانت تهتم ماريا بأختها الرضيعة، هددها أليساندرو بفأس 10 بوصة، وعندما رفضت – كما كانت دائما – طعنها 14 طعنة. اخترقت الجروح حلقها، مع تهتم في القلب وغلافه والرئتين والحجاب الحاجز. فوجئ الجراحون أنها كانت على قيد الحياة. وبينما كانت تحتضر ففي حضور رئيس الشرطة أخبرت والدتها بمضايقة سيرينيللي الجنسيّة، ومحاولتين سابقتين لاغتصابها. كانت خائفة من الكشف عن هذا في وقت سابق لأنه كان يهددها بالقتل. وقد قدم المؤرخ الإيطالي جيوردانو برونو جيري في عام 1985 تقريرًا ثالثًا عن هذا الاعتداء. وقد اعترف أليساندرو وأكد أنه أثناء وجوده في السجن، قال إنه لم يكمل الاعتداء وماتت ماريا عذراء. وقد وصف جيري السلاح بأنه كان فأسًا وليس خنجر. … | آباء وقديسون | |
| مار فيلكسينوس يوحنا دولباني | الولادة: 1885 الوفاة: 1969 🟦 السيرة والتعريف يوحنا يوسف دولباني المعروف ب «فيلكسينوس يوحنا دولباني» (1885-1969)، كان مطرانَ ماردين للسريان الأرثوذكس، كما اشتهر بكونه كاتبًا ومؤلِّفًا بالسريانية والعربية والتركية. 🟩 النشأة والرهبنة وُلِدَ في ماردين سنة 1885، ودَرَسَ السريانية والعربية والتركية فيها، واعتزل سنة 1907 في دير السيّدة المعروف بالناطف، عاكفًا على العبادة، مُمارسًا أعمالَ النُّسْكِ والتقشُّف، وفي عام 1908 عُيِّنَ راهبًا في كنيسة دير الزعفران، وعاد إلى ناسكًا أكثرَ من ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى دير الزعفران ليتولّى مهمة التعليم، كما ساعد في إنشاء مجلة الحكمة التي صَدَرَتْ عام 1913. 🟧 الرسامة والخدمة الكهنوتية رُسِمَ كاهنًا سنة 1918، واستقرّ في أضنة حيث أشرف على الميتم لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل لبيروت بعد إغلاقه. وقد رافق البطريرك أفرام برصوم في رحلاته إلى سوريا ثم القدس حيث ألقى دروسًا سريانية ودينية وساعد في تحرير مجلة الحكمة. وفي عام 1933 عُيِّنَ نائبًا بطريركيًا لأبرشية ماردين ودير الزعفران وتوابعهما. وظلّ هكذا حتى سنة 1947 حيث رَقّاهُ البطريرك أفرام مطرانًا لأبرشية ماردين وسمّاه (فيلكسينوس) حتى وفاته عام 1969. 🟨 نشاطه العلمي والنهضوي كرّس حياته لخدمة أبناء شعبه، فاحتضن الأيتام والمشرّدين، وعلّم أجيالًا في مدرسة دير الزعفران، وأسهم في نشر اللغة السريانية وتعليمها بين مئات الطلاب العلمانيين الذين أتقنوها وألّفوا بها. وقد عُرِفَ تلاميذه بإجادتهم للسريانية، شأنهم في ذلك شأن الذين تخرّجوا على أيدي المعلّم الأب إسحق أرملة وملفونو عبد المسيح قره باشي في المعهد السرياني في بيروت في النصف الأول من القرن الماضي. أشرف على مطبعة دير الزعفران بالقرب من مدينة ماردين، وطَبَعَ ونشر عشرات الكتب بالسريانية والعربية والتركية، فغدا اسمًا بارزًا في النهضة السريانية الحديثة. والمؤسف أنه حتى اليوم لا تَحْمِلُ أيُّ مدرسةٍ سريانيةٍ في سوريا اسمه، وخاصة في حلب أو دمشق ومنطقة الجزيرة. 🟫 مؤلفاته ترك يوحنا دولباني مؤلفاتٍ عديدةً تَرْبُو على الخمسين كتابًا في اللغات السريانية، والعربية، والتركية، وتتناول مواضيع مختلفة في الدين، واللغة، والتاريخ، واللاهوت وسِيَر القديسين. كما ساهم مع الموسيقار كبرئيل أسعد في تأليف عدة كتب عن تاريخ الموسيقى السريانية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات”مار فيلكسينوس يوحنا دولباني” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| القديس ليوبولدو مانديتش | الولادة: 1866 الوفاة: 1942 📜 الميلاد والبدايات وُلِدَ بوجدان مانديتش في 12 أيار عام 1866 في كرواتيا، وكان والده صاحب أسطول لسفن الصيد. وكان منذ صغره يعاني من إعاقة في الكلام وفي الحركة، وفي سبيل علاجه فقَدَت عائلته معظم ثروتها وأصبحوا أكثر تعاطفًا مع الذين يعانون من حالات مماثلة. وفي تشرين الأول عام 1882، عندما كان عمره 16 سنة، ذهب إلى أوديني لدخول الإكليريكية الفرنسيسكانية بفينيسا، وبعد ذلك بعامين تمَّت سيامته راهبًا باسم “ليوبولد”، وفي 20 أيلول عام 1890 تمَّت رسامته كاهنًا. ✝️ خدمته ورسالته كان ليوبولد يريد أن يكون مرسَلًا في أوربا الشرقية بعد أن أمضى كل حياته تقريبًا في إيطاليا، وقد استقر في بادوفا حتى نياحته. وقضى ليوبولدو سنة كاملة في السجون الإيطالية خلال الحرب العالمية الأولى لأنه رفض التخلّي عن جنسيته الكرواتية. وكان الأب ليوبولدو يحلم دائمًا بلا انقطاع بإعادة توحيد الكنائس الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية والذهاب إلى الشرق للقيام بهذه المبادرة. 🕊️ المرض والرقاد أُصيب الأب ليوبولدو بسرطان المريء وقد أراحه الله من ألم هذا المرض الخبيث، وتنيَّح بسلام الله في سن السادسة والسبعين في 30 تموز عام 1942. فعندما كان يستعد للقداس سقط على الأرض، فحمله الرهبان إلى قلايته وتجمعوا حوله مرنمين لحن “السلام لمريم الملكة المقدسة”. ونتيجةً للقصف خلال الحرب العالمية الثانية هُدِمَت الكنيسة وجزء من الدير حيث عاش القديس ليوبولدو، ولكن ظلت القلاية كما هي لم يمسّها القصف كما تنبّأ قبل موته مباشرة. 🌟 إعلانه طوباويًا وقديسًا أعلنه قداسةُ البابا بولس السادس طوباويًا في 2 أيار عام 1976، ثم أعلنه قداسةُ البابا يوحنا بولس الثاني ضمن مصاف القديسين في 16 تشرين الأول عام 1983، ومنحه لقب “رسول الوحدة”. … | آباء وقديسون | |
| القديس كليمنس ماريا هوفباور | الولادة: 1751 الوفاة: 1820 كليمنت ماري هوفباور (التشيكية: Klement Maria Hofbauer؛ الألمانية: Klemens Maria Hofbauer) (26 ديسمبر 1751 – 15 مارس 1820) كان ناسكًا مورافيًا ولاحقًا كاهنًا في رهبنة المخلصيين (الرديمبتورست). أسّس رهبنته التي تأسست في إيطاليا شمال جبال الألب، ويُعتبر لهذا السبب أحد المؤسسين المشاركين للرهبنة. اشتهر بتفانيه طوال حياته في رعاية الفقراء خلال فترة مضطربة في أوروبا تركت آلاف الأشخاص بلا مأوى. عمل في خدمة الشعب البولندي حتى طُرِد، فانتقل بعدها إلى النمسا. يُذكَر كليمنت ماري هوفباور كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. ويُلقب بـ رسول فيينا، حيث يُعد أحد القديسين الشفعاء للمدينة إلى جانب القديس كولمان، القديس ليوبولد، والقديس بطرس كانيسيوس. 🏰 السيرة الذاتية وُلد باسم يوهانس (“هانسل”) هوفباور في عيد القديس استفانوس (26 ديسمبر) عام 1751 في تاسوفيتسه، في منطقة زنويمو بالمورافيا، فيما يُعرف اليوم بجمهورية التشيك. كان الطفل التاسع من بين اثني عشر ولدًا، لوالدته ماريا ستير ووالده بول هوفباور (كان بافل دفوراك قد غيّر اسم العائلة من التشيكي “دفوراك” إلى الألماني “هوفباور”). كان والده راعيًا للحيوانات وجزارًا. توفي والد كليمنت ماري هوفباور عندما كان في السادسة من عمره. في تلك الأيام، كان الطفل التاسع من بين اثني عشر طفلًا لأرملة فقيرة في قرية صغيرة، يصعب عليه أن يحصل على فرصة للالتحاق بالمعهد الكهنوتي أو الانضمام إلى رهبنة. ومع ذلك، بدأ دراسة اللاتينية مع كاهن الرعية المحلي، ما يشير إلى دعوة محتملة للكهنوت، رغم أن الطريق أمامه كان طويلًا ومعقدًا. وعندما كان هوفباور في الرابعة عشرة من عمره، توقفت الدراسات الإضافية فجأة بسبب وفاة الكاهن. ولم يقم خليفته بتخصيص وقت لمواصلة التعليم. 🥖 الخباز والناسك بعد توقف دراسته، اضطر هوفباور لتعلم حرفة. أُرسل ليصبح متدربًا في مخبز يبعد 8 كم في عاصمة المنطقة زنويمو (بالألمانية: Znaim) عام 1767. وفي عام 1770، بدأ العمل على بعد 9 كم من تاسوفيتسه، في مخبز دير لوكا للرهبان النظاميين البرمنسترنسيين، المعروفين أيضًا باسم الرهبان البيض. في ذلك الوقت، تركت الحرب والمجاعة الكثيرين معتمدين على هذا الدير للحصول على المساعدة، فعمل هوفباور بلا كلل لإطعام المحتاجين عند باب الدير. ظل خادمًا في الدير حتى عام 1775، حين شرع في حياة النسك. لكن هذه التجربة توقفت بعد ثماني سنوات؛ إذ أُلغيَت جميع الأديرة النسكية في الإمبراطورية الهابسبورغية بأمر الإمبراطور يوزف الثاني، مؤيد الحكم المطلق المستنير. انتقل هوفباور إلى فيينا ليكسب رزقه مرة أخرى كخباز. ⛪ حياة النسك في إيطاليا في عام 1782، بعد حج إلى روما، وجد كليمنت ماري هوفباور طريقه إلى تيفولي في إيطاليا. استأنف حياة النسك عند مزار سيدة كوينتيليولو القريب، تحت رعاية الأسقف المحلي بارناباس كيارامونتي (لاحقًا البابا بيوس السابع)، الذي لُبِسَه رداء النسك. في هذه الفترة أخذ هوفباور اسم كليمنت ماري: كليمنت على الأرجح نسبةً إلى القديس كليمنت روما، وماري تكريمًا للعذراء مريم. كناسك، ركّز هوفباور على الصلاة، داعيًا لنفسه ولكل من قد يغفل عن الصلاة، وساعد الحجاج الوافدين إلى المزار. لكن بعد أقل من ستة أشهر غادر كوينتيليولو، إذ كان هناك شعور دائم بالدعوة للكهنوت رغم قوة صلاته من أجل البشرية. 📚 العودة إلى الدراسة والعمل عاد هوفباور إلى دير لوكا ليكون مفيدًا مرة أخرى في خبز الخبز واستئناف دراسة اللاتينية. في سن التاسعة والعشرين، برعاية سيدتين التقاها أثناء خدمته في القداس في بازيليك الدير (المكرسة للانتقال وسانت وينسلاس)، التحق كليمنت ماري هوفباور بجامعة فيينا. كانت حكومة الإمبراطور جوزف قد أغلقت جميع المعاهد الكهنوتية، فاضطر طلاب الكهنوت للدراسة في جامعات خاضعة للرقابة الحكومية. وكانت مقررات اللاهوت، المتأثرة باليوزفينية والعقلانية، محبطة، فقد تعلّم خلالها الكثير مما اعتبره محل شك. ومع ذلك، أنهى دراسته الفلسفية بحلول عام 1784، لكنه لم يتمكّن من المضي قدمًا نحو الرسامة الكهنوتية؛ إذ كان الإمبراطور قد حظر قبول المجتمعات الدينية لمرشحين جدد. ✝ المخلصيون في عيد القديس يوسف، 19 مارس 1785، ارتدى هوفباور وهوبل رداء المخلصيين، وقدموا علنًا النذور الثلاثة للفقر والعفة والطاعة. وبعد عشرة أيام، رُسِمَا للكهنوت في كاتدرائية ألأتري. بعد عدة أشهر من رسامتهما، استدعاهم المطران العام للرهبنة، الأب فرانشيسكو أنطونيو دي باولا، للعودة وإقامة رهبنة المخلصين شمال جبال الألب. لكن في موطن كليمنت ماري هوفباور كان ذلك مستحيلًا بسبب حكم الإمبراطور جوزف الثاني المطلق، الذي لم يكن ليستسغ إنشاء معهد ديني تبشيري داخل إمبراطوريته، خاصة وأن الرهبنة تأسست قبل جيل واحد فقط في سكالا بإيطاليا. وبناءً على ذلك، توجه المخلصيان إلى الجزء من الكومنولث البولندي–الليتواني الذي يُعرف اليوم ببولندا. وفي رحلتهما انضم إليهما بيتر كونزمان، خباز متدرب آخر كان قد حج مع هوفباور، ليصبح أول أخ علماني غير إيطالي في الرهبنة. 🌍 المهمة خارج جبال الألب – وارسو كان الكومنولث البولندي–الليتواني على مدى أكثر من قرنين دولة كبيرة ومعقدة الإدارة. بعد سنوات من التراجع الاقتصادي والعسكري، خاصة مقابل روسيا، شهدت البلاد اضطرابات عند وصول هوفباور عام 1787. كان الملك ستانيسلاوس الثاني في ظل الإمبراطورة كاترين الثانية مجرد دمية سياسية، بعد أن جُبرت البلاد على تقسيم قبل خمسة عشر عامًا، حيث وزعت الأراضي بين النمسا وروسيا وبروسيا. في عام 1791، أُعلن الدستور البرلماني البولندي، وهو ثاني دستور مكتوب في التاريخ بعد دستور الولايات المتحدة عام 1787. اعتُبر هذا الدستور رمزًا للحرية والتقدم، وسعى لإنشاء جمهورية مركزية حديثة، لكنه جاء متأخرًا ليصمد أمام القوى الاستبدادية المحيطة. أثار الدستور غضب الإمبراطورة كاثرين، التي اعتبرت بولندا محمية لها، واعتبر مسؤولو السياسة الروسية أن الملك البولندي أصبح شبه مستقل، ما دفع روسيا لدعم جماعة مضادة للإصلاح تُعرف باسم كونفدرالية تارغوفيتسا، ودُمّرت آثار الدستور الجديد بالقوة بعد عام واحد تقريبًا، مع سحق القوات البولندية الموالية للدستور. بعد ست سنوات من وصول هوفباور، حصل التقسيم الثاني لبولندا، تاركًا 10 ملايين شخص بلا وطن، ثم تقسيم آخر بعد عامين، لتختفي بولندا كدولة. بحلول عام 1799، بعد اثني عشر عامًا على وجود هوفباور وفريقه في وارسو، قاد نابليون انقلابًا في باريس وأعلن نفسه إمبراطورًا، لتسيطر جيوشه على معظم أوروبا. استولت الجيش الكبير الفرنسي على وارسو في 1806، وأُنشئت دوقية وارسو كدولة تابعة لفرنسا، فأصبحت سيادة الملك فريدريك أغسطس محدودة بمطالب الفرنسيين. طوال 21 سنة في وارسو، عاش هوفباور وفريقه في ظل انعدام الأمن والاستقرار، وسط دمار وحروب ناتجة عن تقسيمات بولندا الثلاث. كان القتال، رغم جهود تاديوس كوشوشكو، يشمل المدينة بأكملها، بما في ذلك مذبحة حي براغا التي راح ضحيتها نحو 20,000 مدني على يد الجيش الروسي، بينما كانت حياة المخلصيين في خطر دائم، حتى أن القنابل فشلت في الانفجار ثلاث مرات عند كسرها سقف الكنيسة التي كانوا مقيمين فيها. 🍞 الفقر والعمل الخيري عندما وصل هوفباور ورفاقه إلى وارسو في فبراير 1787، كان عدد السكان نحو 120,000 نسمة. رغم وجود حوالي 160 كنيسة و20 دار دينية، كانت الحاجة كبيرة للرعاية، إذ كان الكثيرون فقراء وغير متعلمين ومنازلهم متهالكة. وصلوا بلا مال، وقد أعطى هوفباور آخر ثلاث عملات فضية للفقراء في الطريق. التقى المبعوث الرسولّي، رئيس الأساقفة سالوزو، وأُشير إليهم بالبقاء مؤقتًا في العاصمة بسبب سوء الطرق والطقس الشتوي. كلّفهم أسقف بوزنان بخدمة الكنيسة المكرسة للقديس بينو، لخدمة المتحدثين بالألمانية في وارسو، كما تولوا إدارة كنيسة يسوعية سابقة ودير متهالك، إضافة إلى دار للأيتام ومدرسة لأبناء الحرفيين. التقوا بالملك ستانيسلاوس أغسطس بونياتوفسكي، وحصلوا على مساعدات مادية من الملك ومن لجنة التعليم الوطنية ومن البرلمان، لكن هوفباور كان أحيانًا يضطر للتسول لإطعام أيتامه. تقول الروايات إنه في إحدى المرات طلب صدقة في حانة محلية، فسُب عليه أحد الزبائن بالبيرة، فأمسح هوفباور وجهه ورد قائلاً: “هذا لي، وماذا لديكم لأطفالي؟”، فامتنع الزبائن عن الغضب وقدموا له كل أرباحهم التي تجاوزت 100 عملة فضية. عندما رأى صبيًا بلا مأوى في الشارع، أحضره هوفباور إلى الدير، نظفه وأطعمه وعلمه حرفة وطريقة الحياة المسيحية. وعندما أصبح عدد الأطفال كبيرًا جدًا على الاستيعاب، أسّس ملجأ الطفل يسوع للأيتام، وكان يطلب الطعام والملابس من الباب إلى الباب بلا خجل. استخدم مهاراته القديمة في الخبز لتوفير الغذاء لأطفاله، حتى أن عمله في الفرن ساعده على إطعامهم لعدة أيام. في عام 1791، بعد أربع سنوات من وصوله، وسّع المخلصيون الملجأ إلى أكاديمية، واستمر عدد الأطفال في النمو. افتُتحت مدرسة داخلية للفتيات الصغيرات تحت إشراف نساء نبيلات من وارسو. كانت الأموال تأتي من بعض المتبرعين المنتظمين ومن آخرين راغبين في المساعدة، لكن هوفباور استمر في التسول لضمان رعاية أيتامه. يُقال إن هوفباور عندما يشعر بالإرهاق كان يقف أمام القربان المقدس ويبكي قائلاً: “يا رب، ساعد! لقد حان الوقت…” وكان محبوبًا ليس فقط من تلاميذه، بل أيضًا في الأوساط المثقفة، حيث كان يرافقهم ويعطيهم النصح والتعليم والإرشاد في حياتهم اليومية. 🙏 التبشير عندما افتتح المخلصيون كنيستهم لأول مرة، كانوا يُلقون الوعظ أمام مقاعد خالية، إذ بدا أن الناس يجدون صعوبة في الثقة بهؤلاء الكهنة الأجانب. وكان كثيرون قد ابتعدوا عن الكاثوليكية، وبعضهم انضم للماسونية. لمساعدة الناس على استعادة الإيمان الكاثوليكي، بدأ هوفباور ورفاقه بالعمل الجاد. مع تعلمهم اللغة البولندية، وسّع المخلصيون نشاطهم الرسولي ليشمل سكان المنطقة المحيطة بالكنيسة. وبتشكيل فريق موسع (هوفباور وخمسة كهنة مخلصيين وثلاثة إخوة علمانيين)، بدأت المهمة المستمرة. تحولت القداسات الأسبوعية إلى مهمة يومية على مدار السنة، حيث كان من يزور كنيسة القديس بينو في أي يوم من أيام الأسبوع يسمع ما لا يقل عن خمس عظات، بالألمانية والبولندية. كان البرنامج الأسبوعي يتضمن ثلاث قداسات كبرى، صلوات للعذراء، زيارات عامة للقربان المقدس، طريق الصليب، صلوات المساء، الصلوات العامة، والتراتيل. وكان هناك كاهن متاح لسماع الاعتراف في أي ساعة من اليوم أو الليل. بحلول عام 1793، تم تعيين هوفباور وكيلًا عامًا لرهبنة المخلصيين شمال جبال الألب. ومن وارسو كمركز، أُنشئت مؤسسات جديدة للرهبنة في ألمانيا وسويسرا. شهدت وارسو معارك شوارع، فناشد هوفباور ورفاقه للسلام، إلا أن ذلك زاد الشكوك حولهم وصُنّفوا كخونة. بدأت الاضطهادات عام 1795 عند احتلال وارسو من قبل بروسيا. خاطب هوفباور ملك بروسيا مباشرة، موضحًا أن المدرسة الابتدائية كانت تضم 256 فتى و187 فتاة، وأنها المدرسة الوحيدة للفتيات في وارسو، وأن الأطفال فقراء ويتلقون التعليم مجانًا، وأن العديد منهم أيتام أو بلا مأوى، لكن جميع جهوده باءت بالفشل، وصدرت أوامر بإغلاق المدرسة. مع مرور الوقت، أصبحت كنيسة القديس بينو مركزًا نابضًا للكنيسة الكاثوليكية في وارسو. بحلول عام 1800، كان النمو واضحًا، سواء في العمل الكنسي أو في مجتمع المخلصيين، إذ ارتفع عدد المتلقين للأسرار المقدسة من 2,000 عام 1787 إلى أكثر من 100,000. من بين الأولاد تحت رعايته، بدأ هوفباور بتجنيد مستقبلين للرهبنة. بعد تأمين قبولهم في المدارس الإعدادية، بدأ بتعليمهم الفلسفة واللاهوت حتى يتم تقديمهم للرسامة. بعد ثماني سنوات كان لديه سبعة كهنة، وأُنشئت مدرسة للمبتدئين، ووصل عدد الكهنة إلى 18 بحلول عام 1803، وإلى 36 مخلصيًا بحلول عام 1808. بعد استيلاء الفرنسيين على وارسو في 1806، صدر قانون يمنع الكهنة المحليين من السماح للمخلصيين بإلقاء الوعظ في رعاياهم. ثم صدر حظر أشد على الوعظ وسماع الاعتراف في كنيسة القديس بينو. لم يتمكن الملك فريدريك أوغسطس الأول من حماية المخلصيين، وبناءً على طلب المشير دافو، وقع نابليون أمرًا في 9 يونيو 1808 بنقلهم إلى حصن كوستزين ناد أودرا في 20 يونيو. أُطلق سراحهم بعد شهر، لكن لم يُسمح لهم بالعودة إلى بولندا. 🏛 فيينا وصل كليمنت ماري هوفباور إلى فيينا في سبتمبر، وبقي هناك حتى وفاته بعد نحو 13 عامًا. في عام 1809، عندما هاجمت قوات نابليون فيينا، عمل هوفباور ككاهن مستشفى، يعتني بالجنود الجرحى. وبفضل حماسه، كلفه رئيس الأساقفة بالاعتناء بكنيسة إيطالية صغيرة في فيينا، وبقي هناك أربع سنوات حتى تم تعيينه ككاهن للأخوات الأورسولين في يوليو 1813، حيث اهتم بالروحانية لكل من الراهبات والزوار، واكتسب سمعة كواعظ قوي ومُعترف لطيف. في أوائل القرن التاسع عشر، كانت فيينا مركزًا ثقافيًا مهمًا في أوروبا. قضى هوفباور وقتًا مع الطلاب والمثقفين، واهتم بالشباب، وخاصة طلاب الجامعة، وكان دائمًا مستعدًا لتقديم الدعم الروحي والمادي. جاء الطلاب، فرادى وجماعات، إلى مساكنه للحديث، أو لتناول الطعام، أو لطلب النصيحة. العديد منهم أصبحوا لاحقًا من المخلصيين، ومن بينهم فريدريك باراغا الذي أصبح أول مبشر سلوفيني في الولايات المتحدة، وعمل مع قبائل الأوتاوا والأوجيبوا في منطقة البحيرات الكبرى. تجمع حول هوفباور نخبة المثقفين والمبدعين في فيينا، مما ساهم في تأثير روحي وإحياء ديني في النمسا. من بين الشخصيات البارزة الذين قادهم إلى الكنيسة الكاثوليكية: كارل فيلهلم فريدريش شليغل، دوروثيا فون شليغل، فريدريك أوغست فون كلينكوستروم، جوزيف فون بيلات، زكارياس فيرنر، وفريدريك فون هيلد، الذي أصبح لاحقًا من المخلصيين وأسهم في تأسيس الرهبنة في أيرلندا. وبفضل هوفباور، فشل مشروع فيسنبرغ لإدراج فيينا في الكنيسة الوطنية الألمانية. بعد فترة، واجه هوفباور هجومًا آخر، فحُظر عليه الوعظ لفترة قصيرة، وهدد بالطرد بسبب اتصالاته مع رئيس الرهبنة العام في روما. وكان لابد من توقيع الإمبراطور فرانز على أمر الطرد، إلا أن الإمبراطور كان حينها في روما في زيارة للبابا بيوس السابع، حيث أُبلغ عن تقدير العمل الكبير لهوفباور. وبدلًا من الطرد، دُعي هوفباور للقاء الإمبراطور، وتم اختيار كنيسة وتجديدها لتصبح أول مؤسسة للمخلصيين في النمسا، لكن لم يتمكن هوفباور من إدارتها، إذ مرض في أوائل مارس 1820 وتوفي في 15 مارس. وكانت جنازته حدثًا كبيرًا في فيينا. ⚖ أحداث 1848 ونقل الرفات اندلعت الثورة في فيينا في 13 مارس 1848، وأطيح بالمستشار ميترنيخ، وأُلغيت الرقابة على الصحافة، وأُعلن دستور، وأُلغيت الالتزامات الإقطاعية على الفلاحين خلال ستة أشهر. ومع ذلك، انتهت حضور المخلصيين في النمسا، وضاعت الأرشيفات الإقليمية للرهبنة، بالإضافة إلى الوثائق المتعلقة بأنشطة هوفباور. تمت نقل رفاته في عام 1862 إلى كنيسة المخلصيين في فيينا. 🌟 التقديس والقداسة في عام 1888، بدأ البابا ليون الثالث عشر عملية تقديسه بالتمييز بينه والقديسين، وبعد 21 عامًا، اعترف البابا القديس بيوس العاشر به كقديس. اعترافًا بعشرين عامًا من خدمته المثمرة في وارسو، أدرج هوفباور في فهرس القديسين البولنديين بأمر من الأساقفة البولنديين. ويُعد شفيعًا للخبازين والنادلين، وأحد شفعاء مدينة وارسو. في الصور الدينية، يُصوَّر هوفباور مرتديًا رداء المخلصيين، ورمزه المميز هو الصليب. يُحتفل بعيد القديس كليمنت ماري هوفباور في 15 مارس. بعد عدة أشهر من تقديسه، أُنشئت كنيسة رعوية باسمه في شارع 44 الغربي و10 أفينيو في نيويورك لخدمة الجالية البولندية، لكنها أُغلقت في أواخر الستينيات. وبعد ذلك بعامين، في عام 1911، أُنشئت كنيسة سانت كليمنس في برلين. كما يُعد كليمنت ماري هوفباور شفيعًا لكنيسة مركز الطلاب الكاثوليك في كلية دارتموث. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي بطرس دوندرس | الولادة: 1809 الوفاة: 1887 بيتر نوربيرتوس دوندرس 27 أكتوبر 1809 – 14 يناير 1887 كان بيتر نوربيرتوس دوندرس كاهنًا كاثوليكيًا هولنديًا وعضوًا في رهبنة المخلصيين. خدم في عدة بعثات في المستعمرة الهولندية سورينام. بدأ عمله في العاصمة باراماريبو، لكنه اشتهر بشكل خاص بعمله في مستعمرة البرص باتافيا وما حولها، حيث توفي عام 1887. تم تطويب بيتر دوندرس عام 1982 بلقب «رسول الهنود والبرص». وقد تم اعتماد المعجزة المطلوبة في شفاء طفل هولندي من سرطان العظام عام 1929. 🏠 النشأة وُلد بيتر دوندرس في تيلبورغ بمملكة هولندا (حالياً هولندا) في 27 أكتوبر 1809، وكان أكبر طفلين لوالديه أرنولدوس دوندرس وبيتورنلا فان دن بريكل. توفيت والدته عندما كان عمره سبع سنوات. رغب بيتر أن يصبح كاهنًا، لكن والده لم يكن قادرًا على توفير تعليم مناسب له. عمل دوندرس في صناعة النسيج المحلية، ثم التحق بـ معهد بيكفليت في سينت ميشيلغستيل. في عام 1831، اعتُبر غير صالح للخدمة العسكرية. وفي عام 1833، تقدم للانضمام إلى اليسوعيين في بلجيكا فتم رفضه، وواجه نفس النتائج مع المخلصيين والفرنسيسكان. بعد ذلك، مكّنه أحد المحسنين من متابعة دراسته اللاهوتية في كلية هارين، التي التحق بها عام 1837. ✈ البعثة إلى الخارج جذبته التقارير المنشورة في سجلات نشر الإيمان، وهي مجلة عن البعثات الكاثوليكية، للذهاب والعمل بين الهنود في أمريكا. في عام 1839، زار المفوض الرسولي لسورينام، جاكوبوس جروف كلية هارين بحثًا عن مبشرين للمستعمرة (التي أصبحت لاحقًا جمهورية سورينام المستقلة). تقدّم دوندرس وتم قبوله، ثم رُسّم كاهنًا عام 1841. ⛪ الخدمة في سورينام وصل دوندرس إلى باراماريبو في سبتمبر 1843، وعمل ككاهن مساعد لمدة 14 عامًا تحت أربعة وكلاء أسقفيين متعاقبين. من هناك، زار بعض المزارع المملوكة للكاثوليك على نهر سورينام ونهر كومويجن. في عام 1856، عيّن الوكيل الرسولي جاكوبوس شيبرز دوندرس ككاهن في مهمة باتافيا على طول نهر كوبينام. كان هذا المكان البعيد مزرعة كاكاو سابقة، وتحولت إلى مستعمرة برص حكومية منذ 1824، مع إقامة كاثوليكية دائمة منذ 1836. في عام 1853، بلغ عدد البرص من الأفرو-سوريناميين المستعبدين 453 شخصًا. 🔴 الانضمام إلى المخلصيين في عام 1865، خصصت الكرسي الرسولي بعثة سورينام للمخلصيين الهولنديين. تمكّن دوندرس من الانضمام إلى الرهبنة. ارتدى الزي الرهباني على يد الوكيل يوهانس سوينكيلس في 1 نوفمبر 1866، وأدى نذوره النهائية في باراماريبو في 24 يونيو 1867. بعد أن أصبح لديه المزيد من المساعدين في باتافيا، تمكن الأب دوندرس من القيام برحلات تبشيرية. زار المزارع على طول نهر ساراماكا وزار المجتمعات المستقلة نسبيًا في الداخل، مثل الأراواك، الواراو، الكالينا، وأيضًا شعب الكوينتي الأفرو-أمريكي (بوشينينغي). وقد أسلم بعضهم. ⚓ المهمة الأخيرة والوفاة في عام 1882، استدعاه الوكيل يوهانس شاب إلى باراماريبو وأرسله إلى مهمة أمل مريم في منطقة كوروني، والتي كانت في الحقيقة مزرعة قطن. في أكتوبر 1885، أعاد شاب دوندرس إلى باتافيا، حيث توفي بسبب عدوى في الكلى (التهاب الكلى) في 14 يناير 1887. دُفن بيتر دوندرس في مقبرة باتافيا بجوار الكنيسة. 🪦 تبجيل بيتر نوربيرتوس دوندرس بدأ المخلصيون عملية تقديس دوندرس، سواء في سورينام أو في هولندا. تم اتخاذ الخطوات الأولى من قبل أساقفة أبرشيتَي هرتوغنسبوش وباراماريبو في عام 1900. في عام 1900، دُفِن دوندرس في مقبرة القديسين بطرس وبولس في باراماريبو. في عام 1921، نُقلت رفاته إلى قبر في الجناح الأيسر للكنيسة. وقد جُدّد القبر في عام 2010 مع تجديد داخلية الكاتدرائية. أصبحت باتافيا موقعًا سياحيًا وحجًّا. 🇳🇱 هولندا في عام 1900، اشترى المخلصيون الأرض حول مسقط رأس دوندرس شمال تيلبورغ. في عام 1923، وُضع حجر تذكاري على الموقع وأُقيمت كنيسة صغيرة على طراز سورينام، بجانبها تم إنشاء حديقة موكب. في عام 1926، نُصِب تمثال بيتر دوندرس في حديقة فيلهلمينا وسط تيلبورغ. في عام 1930، تم إعادة بناء منزل دوندرس الأصلي، وفي نفس العام كُشف عن نصب تذكاري ثاني في مسقط رأسه، يُظهر جوانب مختلفة من حياته. لاستكمال الموقع كوجهة للحج، تم افتتاح متحف الأعمال الخيرية في الحديقة عام 2009، ويدار المتحف والحديقة المحيطة به بواسطة مؤسسة تيلبورغ بيتر دوندرس منذ عام 2014. ✍ العملية الرسولية تمت الموافقة على كتابات دوندرس الروحية من قبل اللاهوتيين في 13 ديسمبر 1911، وافتُتحت قضيته رسميًا في 14 مايو 1913، ومنحه لقب خادم الله. لاحقًا، أُجريت العمليات الرسولية لتطويبه في أعوام 1914، 1915 و1919. وقد رُفضت معجزة مقترحة تتعلق بشفاء الطفل لودوفيكوس يوهان ويستلاند المولود في تيلبورغ عام 1929 مرتين من قبل اللجنة الطبية الفاتيكانية التابعة لمجمع الطقوس في 1931 و1936. خلال الحرب العالمية الثانية، عُقدت ثلاث جلسات إضافية في روما لمناقشة قضية دوندرس، حيث تم دحض جميع الاعتراضات من محامي الشيطان بواسطة المُقدّم العام. في 25 مارس 1945، أعلن البابا بيوس الثاني عشر أن دوندرس جدير بالتبجيل، مما يعني أنه مارس فضائله «إلى درجة بطولية». 🌟 المعجزة والتطويب في عام 1976، قدّم المخلصيون مرة أخرى شفاء ويستلاند، مع بعض المعلومات الجديدة؛ حيث تم شفاء العدوى العظمية بين ليلة وضحاها، وهو ما لم يكن يمكن تفسيره طبيعيًا. في عام 1978، وافق الخبراء الطبيون في مجلس الكرادلة والأساقفة على ذلك. تم استثناء المعجزة الثانية التي كانت مطلوبة عادة لتطويبه بموجب القوانين القديمة المتعلقة بقضايا القداسة. أدى هذا إلى تطويب دوندرس على يد البابا يوحنا بولس الثاني في 23 مايو 1982، بالتزامن مع الذكرى الـ250 لتأسيس المخلصيين عام 1732. المُقدّم العام الحالي لهذه القضية هو الكاهن المخلصي أنطونيو مارازو. 🗿 جدل تمثال بيتر دوندرس منذ تطويب بيتر دوندرس عام 1982، أصبح تمثال بيتر دوندرس البرونزي الذي أُقيم عام 1926 في وسط تيلبورغ موضوع جدل، بسبب تكوينه الهرمي. يظهر التمثال رجلًا برصًا جاثيًا على ركبتيه، وهو أفريقي مستعبد بلا اسم، بينما يقف الكاهن بيتر دوندرس أمامه. يمثل التمثال بعثة هولندا ورعاية البرص في سورينام، لكنه أيضًا يُرتبط بالاستعمار والعبودية. عند بنائه، كان الحماس الديني والسياسة الاستعمارية مرتبطين ارتباطًا وثيقًا، لذلك يحمل التمثال رمزية كاثوليكية واستعمارية قوية. 🖋 آراء حديثة وانتقادات في 2016، صرّحت غلوريا ويكر بأن التمثال يمثل عدم المساواة. وفي رسالة مفتوحة، طلب الحزب السياسي الهولندي Ubuntu Connected Front (UCF) من بلدية تيلبورغ نقل التمثال خارج الأماكن العامة، لأنه يحتوي على شخصين ويعرض رواية أوروبية مركزية ومعادية للسود. واعتبر الحزب أن المتحف مكان أفضل وأكثر ملاءمة لعرضه. تمتلك البلدية التمثال، وقد عبّر المجلس البلدي في 2021 عن مخاوفه وطلب وضع سياق توضيحي مناسب. في 2022، وُضع لوح تفسيري أمام التمثال، تضمن النص المترجم: “ترون تمثالًا برونزيًا لرجلين: أحدهما جاثٍ والآخر واقف. الرجل الجاثٍ برص من سورينام، والرجل الواقف هو الكاهن بيتر دوندرس، المعروف في تيلبورغ باسم بيركه دوندرس. وُضع التمثال عام 1926، وكان هذا النوع من التمثيلات شائعًا في ذلك الوقت. اليوم نراه رمزًا لا يمكن إنكاره للسيطرة الاستعمارية. عن الشخص التاريخي، بيتر دوندرس نفسه، لدينا تصور إيجابي أكثر؛ فقد اهتم بمصير العبيد في مستعمرة البرص باتافيا وعمل من أجلهم لسنوات عديدة. اليوم ننظر بانتقاد كبير لماضينا الاستعماري والعبودي. في تيلبورغ، لا نتجنب الحوار حول هذا، مع احترام مشاعر الجميع. لذلك، التمثال أمامكم مثار جدل، لكنه يدعو أيضًا إلى هذا الحوار. الحفاظ على التمثال في الأماكن العامة جزء من النقاش المستمر حول تاريخنا وماضينا العبودي، وعن المدينة الشاملة التي نريدها في تيلبورغ.” ⚖ التحليل الأكاديمي في 2023، أكدت البروفيسورة ماريا غريفر من جامعة إيراسموس أن التمثال فقد براءته البيضاء. ضمن إطار ما بعد الاستعمار، يمثل التمثال رواية للخضوع والعنصرية. يجد العديد من سكان تيلبورغ، رغم إدراكهم لوجهات نظر متعددة، صعوبة في تخيل أن تمثال دوندرس مع الرجل الأسود الجاثٍ يُعيد صورة الأفارقة السوريناميين كأشياء تحت الرعاية. بحسب غريفر، خطاب الاستعمار والعنصرية والعمل التبشيري عزز المهمة الحضارية الهولندية في المستعمرات، القائمة على تصور غربي للتقدم، تفوق البيض، وقدرة المجتمع على التشكّل. في عشرينيات القرن الماضي، كانت هذه الرواية مختلطة الجوانب وتلقى قبولًا خاصًا لدى الكاثوليك في هولندا، الذين كانوا محتلين مكانة ثانية في البلاد لقرون. لذلك، يمثل التمثال أيضًا تقدّم الكاثوليك وانتصارهم الاجتماعي في هولندا. … | آباء وقديسون | |
| القديس لويس التاسع ملك فرنسا | الولادة: 1214 الوفاة: 1270 👑 النشأة والبداية وُلِدَ لويس في 20 إبريل عام 1214 في بويسي بالقرب من باريس بفرنسا. وكان والده الملك لويس الثامن وأمّه الملكة بلانش، وهي إسبانية الأصل. وقد نشأ نشأة دينية منذ صغره بفضل توجيهات والدته. 🕊️ تولّيه العرش تُوُفِّيَ ملك فرنسا لويس الثامن فجأة عام 1226 بعد حكم دام ثلاث سنوات، فُتِّوِجَ ابنه الصغير لويس التاسع ملكًا على فرنسا تحت وصاية والدته، وكان عمره آنذاك اثني عشر عامًا. ⚖️ إصلاحاته وحياته العائلية امتاز عهده بإصلاحات متعددة في النواحي الإدارية والقضائية والمالية، إذ طوّر النظم القديمة التي كانت سائدة، وتعهد بنشر الإنجيل في مملكته. تزوّج ورُزِقَ أحد عشر ابنًا ربّاهم تربية مسيحية فاضلة. وكان في حياته مثالًا للمؤمن العلماني الملتزم بمبادئ الإنجيل. 🌹 تكريمه للعذراء اشتهر لويس التاسع ملك فرنسا بحبّه لمريم العذراء وتكريمه لها. وكان يطلب حمايتها كلما اضطربت حبال السكينة في بلاده. ✝️ الحملات الصليبية قام الملك لويس التاسع بقيادة الحملة الصليبية المشهورة، المعروفة بالحملة السابعة بهدف استرداد بيت المقدس. وبعد ثلاث سنوات من الاستعداد للحملة، أبحر الملك الفرنسي إلى الشرق سنة 1248، قاصدًا مصر. 🌍 إنجازاته وسماته جمع لويس التاسع بين صفات الملك العادل، والقائد الناجح، والقديس التقي. فامتاز عهده بالسلام الشامل، وبالتقدم الحضاري الكبير في ميادين العلوم والفنون. 🕯️ انتقاله للسماء تنيَّح الملك لويس التاسع في تونس في يوم 25 أغسطس عام 1270، وخلفه في الحكم ابنه الملك فيليب الثالث. ويُقال إن الملك لويس تُوُفِّيَ بسبب إصابته بمرض الطاعون الذي كان منتشرًا في هذا الوقت. ⛪ إعلان قداسته قام البابا يونيفاس الثامن بإعلان قداسة الملك لويس عام 1297، فهو الملك الوحيد في تاريخ فرنسا الذي يأخذ لقب “قديس”. وهو شفيع الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية. … | آباء وقديسون | |
| القديس برثلماوس الرسول الشهيد | الولادة: – الوفاة: – 🌿 النشأة والدعوة بالميلاد اسمه “نثانئيل” ويعني “عطيّة الله”، تحوَّل اسمه إلى “برثلماوس” وهو اسم آرامي يعني “ابن تلماي”. وُلِدَ في القرن الأول الميلادي، وكان من أوائل التلاميذ الذين تبعوا الرب يسوع المسيح، حيث دعاه فيلبس الذي كان قد صار تلميذًا هو الآخر. يقع ذكر موقف التعارف بينه وبين السيد المسيح في (يوحنا 1 : 45 – 51). وفي التقليد، وبحسب شهادة المؤرخ يوسابيوس القيصري، فقد بشَّر برثلماوس الهند وترك فيها نسخة من بشارة متى. كما تبع القديس يهوذا تدّاوس الرسول إلى أرمينيا ليبشّرا فيها بالإنجيل إلى أن استُشهِدا بها، وصار كلاهما شفيعي الكنيسة الأرمينية. ✝️ الاستشهاد كان استشهاد القديس برثلماوس الرسول حالة فريدة وبشعة للغاية، حيث تم اعتقاله من قِبَل شقيق الملك ويُدعى “أستياجيس”، بعد انتشار الإيمان في أرمينيا التاريخية حتى وصل إلى تعميد الملك “بوليبيوس” ملك أرمينيا. وكان استشهاده عن طريق سلخ جلده وهو حيّ، ثم تلا ذلك صلبه على صليب مقلوب. 🏛️ نقل الزخائر في القرن الثالث عشر تم بناء دير على اسم القديس برثلماوس في نفس الموقع الذي شهد عملية استشهاده بـ “ﭬاسپوركان” في أرمينيا العظمى. وكتب مؤرخ يُدعى “ثيودورس ليكتور” من القسطنطينية، أنه في القرن الخامس أهدى الإمبراطور “أنستاسيوس” زخائر القديس برثلماوس إلى مدينة تُسمى “دورا أوروبوس”، والتي تم اكتشافها في الحدود السورية. كما وُجِد جزء من الزخائر في كاتدرائية القديس برثلماوس الرسول بجزيرة “ليباري” الإيطالية، وقد انتقلت إليها هذه الزخائر عن طريق القسطنطينيين، وهي عبارة عن أجزاء كبيرة من جلده المسلوخ وبعض عظامه. وقد كانت سبب بركة في “ليباري”، وحدث بشفاعة القديس العديد من المعجزات. بعدها نُقِلَت الزخائر المقدسة إلى كاتدرائية أخرى تحمل اسمه في “بنيـﭬنتو” بجنوب إيطاليا عام 838م، ومازالت محفوظة بإكرام فيها حتى اليوم. كما أن أجزاء من الجمجمة موجودة بكاتدرائية تحمل اسمه في فرانكفورت بألمانيا، وزخائر من الذراع محفوظة بإكرام في كاتدرائية كانتربري بإنجلترا. 🌟 معجزاته توجد معجزات كثيرة حدثت بشفاعة القديس قبل وبعد استشهاده، لكن الأشهر منها معجزتان في جزيرة “ليباري” الإيطالية: المعجزة الأولى: في تذكاره السنوي وبعد أعوام قليلة من بناء كاتدرائيته بليباري، كان المحتفلون يحملون تمثالًا من الفضّة له على أعناقهم ويطوفون به نزولًا وصعودًا. لكن في أحد الأعوام لم يتمكن أي عدد من الرجال مهما بلغت قوتهم من حمله لأكثر من بضع ثوانٍ بسبب ثقله غير العادي. تكرر الأمر ثلاث مرّات، وفي المرة الأخيرة سمع المصلّون دوي انهيار، فوجدوا الجدران السفلية المبنية أسفل التلّ قد تهدمت. ولولا ثِقل التمثال العجيب لمات أغلبهم تحت الأنقاض. المعجزة الثانية: خلال الحرب العالمية الثانية قرّر النظام الفاشي الاستيلاء على تمثال القديس برثلماوس المصنوع من الفضّة لتمويل الحرب. لكن عند وضعه على الميزان لم يزن سوى بضعة جرامات برغم ضخامته! فأُعيد إلى الكاتدرائية ظنًّا أنه ليس من الفضّة الخالصة، بينما وزنه الحقيقي كان كبيرًا. ولهذا يُنسَب للقديس برثلماوس العديد من المعجزات الخاصة بأوزان الأشياء. 🎨 شفاعته ورمزه يُرسَم القديس في الأيقونات واللوحات الفنية حاملاً سكين الدبّاغ (أداة استشهاده) ويتدلّى منه جلده المُنسلخ. وهو شفيع دولة أرمينيا، ودولة مالطة، والدبّاغين، والجزّارين، وعُمّال تجليد الكتب، ومرضى الأعصاب. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوية ماريا بيلار إزكويردو ألبيرو | الولادة: 1906 الوفاة: 1945 👶 الميلاد والنشأة وُلدت ماريا بيلار إزكويردو ألبيرو عام 1906 في سرقسطة بإسبانيا وسط عائلة فقيرة ماديًا لكنها غنية بالإيمان والفضائل. منذ طفولتها، تميّزت بحبها العميق لله وللفقراء، حتى إنها كانت تتخلى عن طعامها وأغراضها لمساعدة الآخرين. لم تتعلم القراءة أو الكتابة، وكانت تعتبر نفسها “جاهلة” لا تعرف سوى الحب والمعاناة، لكن هذا لم يمنعها من عيش حياة تقوى وبذل. ⚡ الاختبارات والآلام في سن الثانية عشرة بدأت تختبر الآلام الجسدية، ثم أُصيبت بأمراض غامضة، وتعرضت لحوادث أدت إلى كسور وشلل نصفي وفقدان للبصر والسمع. عاشت أكثر من اثني عشر عامًا طريحة الفراش، لكنها حوّلت ألمها إلى رسالة روحية، فصار بيتها البسيط مدرسة للإيمان والرجاء، خاصة خلال سنوات الحرب الأهلية الإسبانية، حيث كان الكثيرون يزورونها لينالوا منها التعزية الروحية. 🙏 الشفاء والخدمة عام 1939 شُفيت ماريا بيلار بشفاعة العذراء مريم من شللها وأمراضها بشكل عجيب، واستعادت صحتها. هذا الحدث غيّر مسار حياتها، إذ بادرت إلى تأسيس جماعة “عمل يسوع” التي تطورت لاحقًا لتصبح “مرسلي يسوع ومريم”، تهدف إلى خدمة الفقراء والمرضى والأطفال. ورغم الصعوبات التي واجهتها الجماعة، وُجد لها دعم من الكنيسة، وأُعيد إحياء رسالتها بعد فترة من التوقف. ✝️ معاناة لاحقة واستشهادها الروحي مع مرور السنوات، عادت ماريا بيلار لتختبر طريق الصليب من جديد عبر أمراض جسدية وآلام نفسية شديدة، لكنها لم تتوقف عن رسالتها في خدمة الضعفاء. تعرضت جماعتها لمكائد وافتراءات أجبرتها على الانسحاب عام 1944، لكنها بقيت أمًّا مُحبّة لبناتها اللواتي تبعنها وظللن أوفيات لمسيرتها الروحية. وفي عام 1945، بعد معاناة مع المرض وحادث سيارة، رحلت عن عمر 39 عامًا، تاركة إرثًا من الحب والتضحية. 🌟 التكريم والإرث بعد وفاتها، واصل تلميذتها والكهنة الداعمون لها مسيرتها التبشيرية، وتم الاعتراف رسميًا بجماعتها لاحقًا وانتشرت في عدة بلدان. بدأت قضية تطويبها عام 1983، وأعلنها البابا يوحنا بولس الثاني “مكرمة” عام 2000، ثم طُوِّبت رسميًا عام 2001. واليوم تُعد ماريا بيلار مثالًا حيًّا على الإيمان الصامد في الألم، ورسالة حب ورحمة تتواصل عبر صلواتها وجماعتها المنتشرة في العالم. … | آباء وقديسون | |
| القديس نيكولا من تولينتينو | الولادة: 1245 الوفاة: 1305 القديس نيكولا من تولينتينو المتصوّف الملقب بـ “شفيع الأنفس” 👶 الميلاد والنشأة وُلِدَ “نيكولا” حوالي عام 1245م، بمدينة سانت أنݘلو – إيطاليا. أطلق عليه والداه هذا الاسم تيمُّنًا بالقديس نيكولاوس أسقف ميرا، والذي كانا يترددان على مزاره طالبين صلاته من أجل أن يكون لهما طفلًا. كذلك عُرِف بين إخوته بالدير أنه شديد التواضع وناسك حقيقي يعيش إماتة الجسد من أجل تحقيق شفافية نفسه واستماعه لصوت الله بشكل أوضح. كان شهيرًا بحسن معاملته للفقراء والصبر عليهم حتى مع من يمتلك طباعًا مستفزَّة، لذلك كان الدير يوليه مسئولية توزيع الطعام على الفقراء اللاجئين عند باب الدير. 🍞 معجزات الصوم والقداسة كان شغله الشاغل مواجهة التدهور الأخلاقي، والذي جاء مع تطور حياة المدينة في أواخر القرن الثالث عشر. وخلال أحد أصوامه الطويلة على هذه النيّة، تراءت له العذراء مريم والقديس أغسطينوس شفيع رهبنته، وطلبا إليه أن يكسر صومه وأشارا إلى خُبزٍ وُجِد فجأة بكمية كبيرة في محبسته، يحمل علامة الصليب ومغموس في ماء. بمجرد أن أكل الأب نيكولا هذا الخبز، فارقه ضعفه الشديد وهُزاله بفعل الصوم. كما يُذكَر أنه كان دائمًا ما يُذكِّر الناس بأنه آداة في يد الله، فكان يجيب على تساؤل من حدثت لهم معجزات الشفاء بأن يحكي لهم عن رحمة الله لا عن قدرته كناسِك. منذ ذلك الحين أصبح الرهبان الأغسطينيين يكرمون تذكار القديس نيكولا بتبريك كميات من الخبز وتوزيعها على المرضى في عيده، وقد أطلقوا عليه اسم “خبز القديس نيكولا”. ✝️ الخدمة الروحية والتكريس بعُمر التاسعة والعشرين، تراءى له ملاك الرب، وقاده في انخطاف روحي نحو مدينة تولنتينو، الواقعة بوسط إيطاليا والقريبة من مسقط رأسه، حينها تأكد الأب نيكولا أنه مدعو لخدمة هذه المدينة، وطلب من رئاسته الروحية أن يتم نقله إلى هناك وتم النقل فعليًا. لدى وصول الأب نيكولا إلى هناك، حاول أن يكون راعيًا للجميع من خلال تواجده في الدير الأغسطيني بها، فوقف على مسافة واحدة من الجميع. كذلك ظل يتابع صلواته وأصوامه حتى يستطيع أن يكون له دور روحي ودور إرشادي في إحلال السلام في المدينة، ووقف القتال بين الجانبين. كان الأب نيكولا يعتبر أن صلاته وصومه ومحبته للجميع هي السبيل الوحيد لإيقاف تنامي السلوك العنيف وتزايُد أعداد المسلحيين من المدنيين، واشتعال الاستقطاب والاحتقان السياسي. خلال فترات الأصوام حدث الانخطاف الروحي مرة أخرى، وهذه المرة شهد الأب نيكولا الأنفس المطهرية وعاين معاناتها، وقد كرَّس جزءًا خاصًا من صلواته وتقوياته نحو طلب الرحمة لهذه الأنفس المتألمة بالبعد عن حضن الأب السماوي. 🕊️ الوفاة والتكريم وبسبب اهتمامه الشديد هذا أطلق عليه البابا “لاون الثالث عشر” عام 1884م لقب شفيع الأنفس المطهرية. في مرضه الأخير عانى الأب نيكولا كثيرًا، لكن ذلك لم يمنعه من استكمال إماتاته الجسدية على نيات الإهتداء للإيمان وراحة الأنفس المطهرية، إلى أن توفِّيَ بعطر القداسة في 10 سبتمبر 1305م، عن عمر ناهز الستين. تمّ دفنه بمدينة تولنتينو وأُعيد اكتشاف زخائره المباركة عام 1926م. أعلنه البابا “يوݘينيوس الرابع” قديسًا عام 1446م. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي فرنسيس كارليس غونزاليس | الولادة: 1894 الوفاة: 1936 الطوباوي فرنسيس كارليس غونزاليس الكاهن الفرنسيسكاني الشهيد 👶 الميلاد والنشأة وُلِد الطوباوي فرنسيس كارليس غونزاليس في 14 يناير 1894م في بلدة سان جوليان دي ريكيجو بمقاطعة بونتيفيدرا – إسبانيا، من والدين بسيطين تقيين. نال سر العماد يوم ميلاده، ثم سر التثبيت في سن عامين. وفي الخامسة عشرة من عمره انضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، وارتدى الثوب الرهباني عام 1909، ونذر نذوره الأولى سنة 1910، ثم النذور الاحتفالية عام 1913. 🎓 التعليم والخدمة الكهنوتية أكمل دراساته الفلسفية واللاهوتية وسيم كاهنًا في 2 يونيو 1917 بقرطبة. بدأ خدمته الكهنوتية بدير فوينتيوبيجونا، ثم أُرسل عام 1922 إلى الأراضي المقدسة، حيث خدم في كنيسة القيامة والقديسة كاترين في بيت لحم، وكذلك في عين كارم. انتقل بعد ذلك إلى سوريا ليتعلم اللغة العربية في كلية حلب، فأتقنها بجانب الفرنسية والإيطالية. خدم في رعية كناي كسكرتير، ثم مساعدًا في حلب، وبعدها رئيسًا وكاهنًا لرعية جديدة في الرام حتى عام 1931. في العام نفسه أُرسل إلى رعية سان جيوفاني قرب القدس، حيث خدم ثلاث سنوات. وبعد 12 عامًا من الخدمة في حراسة الأراضي المقدسة، عاد إلى إسبانيا عام 1934، وتوزعت مهامه بين كلية تشيبيونا ودير فوينتيوبيجونا. ✝️ الاستشهاد والتكريم خلال الاضطهاد الديني في إسبانيا، اعتُقل مع عدد من الرهبان الفرنسيسكان، وأُعدموا جميعًا فجر 22 سبتمبر 1936 في أزواجا – باداخوز. وهكذا نال إكليل الاستشهاد عن عمر 42 عامًا، منها 26 عامًا في الرهبنة و19 عامًا كاهنًا. تم تطويبه على يد البابا بنديكتوس السادس عشر في 28 أكتوبر 2007، وما زالت الكنيسة تستشفع بصلاته. … | آباء وقديسون | |
| القديس الأنبا أور | الولادة: – الوفاة: – 📜 مولد القدّيس أور وظروف نشأته نشأ القدّيس أور في إحدى بلاد الشرق (بلاد فارس)، وكان أبوه يُدعى ابراشيت، أمّا أمّه فكانت ابنة ملك تلك البلاد. واستطاع أبوه أن يتقرّب من الملك، وكان يقيم في قصره بعد وفاة زوجته التي رزق منها بولدين. وقد أُعجب بابنة الملك الحسنة الصورة، فتطلع إليها وأحبّها كثيرًا حتى أوقعها معه في الخطيئة، فحبلت منه. ولما علمت الملكة بذلك حزنت كثيرًا، وخشيت أن تُخبر الملك، وأخفت الأمر عنه إلى أن ولدت ابنة الملك طفلًا حسن الصورة أُسموه أور، ومعناه: من وُجِد خِلسة وسرًا. وكان ميلاده في الثاني والعشرين من شهر كيهك. وبعد ثلاث سنوات ماتت أمّه، فاحتفظت به الملكة، وأخفته في حجرات القصر خوفًا من أن يراه الملك، وكانت تحبّه وتعزّه كثيرًا، وكلما دخلت عليه كان وجهه يضيء كالشمس وتفوح منه روائح بخور طيبة، وكانت تخشى أن يفزع الطفل من ذلك المنظر. 👼 رؤى القدّيس أور في طفولته كان الطفل أور يحكي أنّ طائرًا ذا وجه يضيء كالشمس، ووسطه مشدود بمنطقة من ذهب أحمر، وجسده كالنار، ورجليه كالنحاس اللامع، ووجهه يشبه وجه إنسان، وصوته كأمواج البحر الهائج، وكان إذا رآه يسقط مرعوبًا. فيقيمه الطائر قائلًا: “هكذا لا تخف يا أور. أنا غبريال رئيس الملائكة الواقف أمام الله القدّوس. أنا قائم معك من يوم مولدك وإلى الآن، ولن أتخلى عنك حتى تنتهي أيام غربتك على الأرض، ويكون لاسمك صيتًا عظيمًا.” فلما سمعت الملكة وأبوه هذا الكلام تعجّبا ووقع عليهما رعب عظيم. ⚔️ غضب الملك وهروب الأسرة عندما بلغ الطفل أور ثماني سنوات، كان الملك يتجوّل في القصر، فرآه وعرف أنّ ابراشيت قد رزقه من ابنته، فحمِي غضبه وأراد قتل ابراشيت. لكن ابراشيت هرب وأخذ ولديه والطفل أور، وخرج من القصر متجهًا نحو أورشليم. عندها ظهر لهم ملاك الرب غبريال وأمرهم بالذهاب إلى مدينة الفيوم في أرض مصر، وأراهم موضع سكنهم وهو جبل النقلون. وبعد خمسة أشهر مات ابراشيت، وترك أولاده الثلاثة الذين صاروا مسيحيين. 🕍 تأسيس بيعة رئيس الملائكة غبريال عندعود الفتى أور، ظهر له الملاك غبريال ومعه القدّيسة مريم العذراء والملاك ميخائيل، وطلبوا منه بناء بيعة باسم رئيس الملائكة غما اشتدّ بريال، وحددوا له موضعها. وكان ذلك في الثالث عشر من شهر أمشير. وبدأ القدّيس أور البناء، وكان الملاك غبريال يعينه بمعجزات واضحة، واستمر أور في البناء بكل قلبه وفكره. 👑 عودة أور إلى المملكة مات الملك جدّ القدّيس أور، وتولى ابنه الحكم. واشتدّ حزن الملكة الجدّة على حفيدها البعيد، فألحّت على ابنها الملك أن يبحث عنه. فأرسل رسله وجنوده ليأتوا به. ظلّوا يبحثون عنه حتى وجدوه في الفيوم بجبل النقلون، قائمًا ببناء البيعة. وتوسلوا إليه أن يعود معهم خوفًا من بطش الملك إذا رجعوا بدونه. فطلب أور مهلة ليعرف مشيئة الرب، ومكث الليل كله يصلي. فظهر له الملاك غبريال وأمره بالذهاب لأن ذلك خير له وللبيعة. فذهب معهم، واستُقبل استقبال الأمراء، وجلَس مع الملك على الكرسي، وأخبر جدته بما صنعه الرب معه وما يقوم به من بناء البيعة. 🙏 طلبه للرجوع إلى جبل النقلون طلب القدّيس أور الإذن من الملك ليعود إلى إكمال بناء البيعة، لكن الملك رفض. فحزن أور وصلّى إلى الرب أن يحنّن قلب الملك. فقد تُرئِيَ (تُرِئِيَ) الملاك للملك والملكة في حلم وأمرهما بإطلاق القدّيس أور. فأرسلاه ومعه ذهب كثير لبناء البيعة. 😈 حرب الشيطان للقدّيس أور عندما عاد إلى جبل النقلون، أراد إعادة البناء بالطوب الأحمر بدل اللبن. لكن إبليس لم يحتمل أن يرى البيعة تُبنى، فحارب القدّيس أور بحيل كثيرة: ظهر له في أشكال مخيفة. تشبّه براهب شيخ ليتسلل بين العمال. كان يكسر الجرار المملوءة بالماء ويعطل العمل. ثم صار يناول الطوب ويلقيه على العمال ليؤذيهم. ولما أثار فتنة واتُّهِم القدّيس أور ظلمًا بأنّه تسبب في قتل عامل، ظَهِرَ (ظُهِرَ) رئيس الملائكة غبريال وربط الشيطان، وجعل العامل يقوم حيًا، فتعجب الجندي الذي قبض على القدّيس ومجّد الله. واستمر القدّيس حتى أكمل بناء البيعة في الثالث عشر من شهر بؤونه. في تلك الليلة، أشرق نور عظيم وظهر رئيس الملائكة غبريال، وقال له: “السلام لك يا أور حبيب الله… البيت الذي بنيته سيُظهر عجائب كثيرة، وكل من يأتي إليه بمرض سينال الشفاء. وكل من يأتي هنا فليكن طاهرًا في نفسه وجسده. وأنا وميخائيل نحرس هذا الموضع ومن يقصده.” ⛪ تكريس البيعة ورسامته قسًا دعا القدّيس أور الأنبا إسحق أسقف الفيوم ليكرّس البيعة، فكرّسها في السادس والعشرين من شهر بؤونه، وتمت رسامة القدّيس أور قسًا عليها، وظهرت فيها عجائب كثيرة. 🕊️ رسامته أسقفًا على الفيوم عند نياحة الأنبا إسحق، اجتمع أراخنة المدينة وكل الشعب، وطلبوا من البطريرك أن يقيم القدّيس أور أسقفًا عليهم. فصلّى البطريرك، فقد تُرِئِيَ الملاك غبريال له وأخبره أنّ الأمر من الرب، فأقامه أسقفًا على الفيوم وكل تخومها. 🏛️ أعماله الرعوية والنسكية • بنى القلالي للرهبان والنساك. • بنى أماكن للغرباء. • اهتم بالمحتاجين. • أكثر من الأعمال الصالحة التي مجّد الناس بسببها الله. وقبل نياحته أوصى أن يُدفن في التراب غربي البيعة بلا ثياب فاخرة ولا تابوت. ✨ نياحته في التاسع من شهر أبيب (يوليو) تُوُفِّيَ القدّيس الأنبا أور، فزفّته الملائكة إلى فردوس النعيم، إذ أكمل جهاده وأرضى الرب. وطوبوه لأنه صار فخرًا للعُبّاد والنساك، وسيرته منارة لكل من يسلك طريق الرب. 🏞️ جبل النقلون وعودة الحياة الرهبانية بُنيت البيعة المقدسة التي تتعالى فيها الصلوات، ورُفعت الأيدي بالتمجيد، وصارت مكانًا للشفاء والعجائب بشفاعة القدّيسة مريم والملاك غبريال والملاك ميخائيل والقدّيس أور وشهداء الجبل. وقد أعاد الله الحياة إلى جبل النقلون بجهود الأنبا ابرآم أسقف الفيوم، وبركة البابا الأنبا شنودة الثالث سنة 1999 حين اعترفت الكنيسة بالرهبنة في الدير رسميًا. 🧱 إعمار الدير تم إنشاء أساسات مائة قلاية لسكنى الرهبان، وبُنيت مبانٍ لخدمة الزوار مع الحفاظ على الجو الروحي للدير. ولا يوجد مبيت للرحلات داخل دير الملاك غبريال، إذ خصص دير القدّيس الأنبا ابرآم (دير العزب) لهذا الغرض. … | آباء وقديسون | |
| الربان هرمزد (هرمز) | الولادة: – الوفاة: – 📜 النسب والميلاد ولد الربان هرمزد، مؤسس الرهبانية الأنطونية الهرمزدية، في بيت لافاط (شيراز) من مقاطعة الأهواز في أواخر القرن السادس الميلادي، من أبوين شريفين هما يوسف وتقلا. 📚 التعليم ودعوة النسك دخل المدرسة في مدينته وعمره اثنتا عشرة سنة، وتلقى مبادئ العلوم الدينية واللغوية، ونبغ في علوم الكتاب المقدس التي كانت تستهويه. وفي العشرين من عمره شعر برغبة قوية في الانقطاع إلى حياة التنسك والزهد، فعزم أولًا على زيارة الأماكن المقدسة، فترك ذويه ورحل صوب فلسطين، وبعد مسيرة سبعة وثلاثين يومًا وصل مدينة (حالًا) الواقعة بين نهري رادان وديالى. هناك صادف ثلاثة رهبان من دير برعيتا (ديرًا دبرعدا) في منطقة المرج، فأقنعوه بالإقلاع عن عزمه ومرافقتهم إلى الدير، والرهبان هم: يعقوب من كفر زمار، ويوحنا المشراحي، وحنانيشوع من حدياب (أربيل). ورافقهم هرمزد إلى الدير الذي كان يضم آنذاك مئتي راهب، وكان بإدارة الربان سبريشوع، أصله من نينوى (الموصل). 🕊️ الرهبانية والزهد في دير برعيتا أتمّ الربان هرمزد الابتداء واقتبل الإسكيم الرهباني، ولسيرته الطاهرة غدا مثالًا حيًا يحتذي به إخوته الرهبان. غادر الربان هرمزد دير برعيتا وعاش في خلوة صارمة ملبّيًا الدعوة التي أرادها الله له، بإذن من رؤسائه في الدير. وأقام في مكان منفرد في كوخ جبلي منقطعًا إلى الصوم والصلاة والتأمل والتقشف. والتقى يومًا راهبًا اسمه إبراهيم، أصله من دير بيت عابي، وقد تحدث هذا الراهب إلى الربان هرمزد عن ديره، فبعث في نفسه الرغبة في زيارته والاطلاع على نمط حياة رهبانه. فقصداه معًا ومكثا فيه ثلاثة أشهر، ثم انطلقا منه إلى دير الرأس (ديرًا درشا) أو دير مار إبراهيم في جبل مقلوب، حيث الربان يوزادق ورهبانه: يوحنا الفارسي، والأنبا دونا، وإيشوع، وشمعون. وعاشوا جميعًا حياة نسك وزهد مثالية. 💧 الترحال وتأسيس الدير وإثر جفاف النبع الذي كان يُشرَب منه الإخوة الرهبان، تفرّقوا إلى أماكن شتّى. فقصد يوزادق مع دونا وشمعون جبال قردو، وقصد هرمزد وإبراهيم جبال بيت عذري، ومكث إيشوع ويوحنا في الموضع نفسه. سار الربان هرمزد والربان إبراهيم إلى موضع في جبل بيت عذري شرقي قرية ألقوش، وأقاما بجوار كهف فيه ينبوع ماء يتحلّب من الصخور، وقد عُرف هذا النبع فيما بعد بـ(عينًا دقديشًا). واتخذ كلٌّ منهما مغارة بجوار العين، غير أنّ إبراهيم لم يمكث هناك سوى ثلاثة أيام، انتقل بعدها إلى شمال شرقي (باطنايا) حيث ابتنى لنفسه ديرًا، وهو الدير المعروف اليوم بدير مار أوراها. أما الربان هرمزد فمكث في الجبل، فتقاطر إليه أهالي القرى القريبة من ألقوش فرحين مستبشرين، ووعدوه أن يقدموا له يد المعونة متى شاء. وممن ساعدوه أيضًا أمير الموصل عُقبة (أو عتبة) بن فرقد السلمي، الذي تولى الموصل سنة 637م، وقد شُفي ابنه شيبين على يد الربان هرمزد، فساعده على بناء الدير حوالي سنة 640م. 🕍 نشأة دير الربان هرمزد يُروى أن خمسين شخصًا من مدرسة «إيث ألها» (إيّا ألها) في نوهدرا (دهوك الحالية) قصدوا الربان هرمزد وانضمّوا إليه ليعيشوا حياة نسك جماعية. وسرعان ما ابتنوا لهم كنيسة، فكانت نشأة دير الربان هرمزد، وقد ساعد في تشييده أهالي القرى المجاورة لألقوش. وتوسّع الدير وبلغ عدد الرهبان فيه في فترة قصيرة مائةً وعشرة رهبان. ويمكننا اعتبار فترة تأسيس الدير بين سنتي 628 – 647م، أي في عهد الجاثليق إيشوعياب الثاني الجدالي. 🌅 نياحته وذكراه وبعد حياة طاهرة وعفيفة ومقدسة تُوُفِّيَ الربان هرمزد، وعمره سبع وثمانون سنة، قضى منها عشرين سنة في البيت والمدرسة، وتسعًا وثلاثين سنة في دير برعيتا، وستًّا في دير الرأس، واثنتين وعشرين سنة في ديره. ودُفن في كنيسة الدير بإجلال عظيم، ولا يزال قبره قائمًا حتى اليوم في قبر الشهداء (أو القديسين). ويُحتفل بذكراه في اليوم الثالث بعد عيد القيامة، كما يُخصَّص الأول من أيلول لذكراه أيضًا. … | آباء وقديسون | |
| الأنبا يوحنا قلته | الولادة: 1937 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة الأنبا يوحنا قلته، المعاون البطريركي، وُلد كمال قلته ببلدة القطنة- مركز طهطا- محافظة سوهاج، في 27 يناير 1937. بعد الدراسات الأولى، التحق بالمعهد الإكليريكي العالي بالمعادي. 🎓 التعليم والدراسة الأكاديمية نال السيامة الكهنوتية في 25 سبتمبر 1960. خدم راعيًا لكنيسة السيدة العذراء بردنوها بإيبارشية المنيا. وفي نفس الوقت التحق بجامعة القاهرة عام 1960. ثم صار راعيًا لكنيسة السجود بشبرا عام 1962 وحتى عام 2006. واصل دراسته في جامعة القاهرة، وحصل على ليسانس في الدراسات العربية والإسلامية عام 1965، ثم على الماجستير عام 1972، وعلى الدكتوراه عام 1981. ⛪ الخدمة الأسقفية والمسئوليات انتخبه السينودس البطريركي أسقفًا معاونًا لغبطة البطريرك إسطفانوس الثاني، وتمت السيامة الأسقفية في كنيسة قلب يسوع، مصر الجديدة- القاهرة، يوم 29 أغسطس 1986. يتولى نيافته مسئولية الإعلام والصحافة، وممثل الكنيسة في لجان الحوار الاسلامي والمسيحي وبيت العائلة، والممثل القانوني لمدرسة سان جورج الإيبارشية البطريركية بمدينة نصر، كما أنه الراعي لكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر. … | آباء وقديسون | |
| الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب | الولادة: 1935 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك الشرفي وُلد في مدينة المنيا في 18 مارس 1935. بدأ الدراسة في مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات في بني سويف. 🎓 الدراسة الدينية والأكاديمية التحق بالمعهد الإكليريكي الصغير – بالفجالة – القاهرة، حيث كانت الدراسة بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين – الابتدائية. ولما نُقِل المعهد إلى طنطا، أكمل الدراسة بكلية القديس لويس للآباء الأفريكان حتى الثانوية العامة. الدراسات الدينية كانت كالتالي: سنتان فلسفة في طنطا، وسنة لاهوت في المعادي، ثم ثلاث سنوات لاهوت بالجامعة الأوربانية بروما – إيطاليا. وبعدها عاد إلى مصر لتأدية الخدمة العسكرية عام 1959–1960. سُمِّيَ كاهنًا باسم الأب أنطون نجيب في كاتدرائية المنيا في 30 أكتوبر 1960، على يدي الأنبا بولس نصير. خدم راعيًا لكنيسة ملكة السلام بالفكرية حتى أغسطس 1961، ثم سافر إلى روما لتكملة الدراسة، حيث حصل على: بكالوريوس اللاهوت من الجامعة الأوربانية، دبلوم علم الاجتماع الديني من مركز متخصص، وليسانس الكتاب المقدس من معهد الكتاب المقدس البابوي. ⛪ الخدمة الرعائية والأسقفية في 1964 عاد إلى مصر مدرسًا للكتاب المقدس بالإكليريكية حيث قام السينودس البطريركي بانتخابه أسقفًا لإيبارشية المنيا، خلفًا للأنبا إسحق غطاس، وتمت السيامة الأسقفية في كاتدرائية المنيا يوم 9 سبتمبر 1977، باسم الأنبا أنطونيوس نجيب. وبسبب ظروفه الصحية، قدّم استقالته من هذه المسئولية الرعائية في 9 سبتمبر 2002. وعلى إثر استقالة غبطة البطريرك الكاردينال الأنبا إسطفانوس الثاني، بسبب تقدّمه في السن وظروفه الصحية، انتُخِب السينودس البطريركي خلفًا له الأنبا أنطونيوس نجيب بطريركًا في 30 مارس 2006، وتمت مراسم التجليس في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر يوم أول مايو 2006. قدّمه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الرتبة الكاردينالية في 21 نوفمبر 2010، ولسبب ظروفه الصحية استقال عن مهامه البطريركية في ديسمبر 2012. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق | الولادة: 1955 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة الأنبا إبراهيم إسحق سدراك من مواليد أسيوط – بني شقير- في 19 أغسطس 1955. ⛪ الكهنوت والخدمة المبكرة سُمِّيَ كاهنًا في 7 فبراير 1980، وعُيّن راعيًا لكنيسة الملاك ميخائيل بحدائق القبة والمليحة. في عام 1983 سافر إلى روما حيث أنهى دراساته العليا في 1988، عاد إلى الإكليريكية وعُيّن أستاذًا لمادة اللاهوت العقائدي ومسئولًا عن الشمامسة، ثم عُيّن مديرًا للكلية من 1990 حتى عام 2000م. سافر بعدها لمدة عام إلى أمريكا وبلجيكا، ثم عاد مديرًا لمعهد التربية الدينية بالسكاكيني ومدرسًا بالإكليريكية وكلية العلوم اللاهوتية بالسكاكيني. 🏛 الخدمة الرعوية والمطرانية عُيّن إلى جانب ذلك راعيًا لفترة وجيزة بكنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر، وفي 15 نوفمبر 2002 سُمِّيَ مطرانًا لإيبارشية المنيا، بكاتدرائية “يسوع الملك” بالمنيا. في 15 يناير 2013 تم انتخابه من سينودس الأساقفة للأقباط الكاثوليك بطريركًا للكرسي الإسكندري خلفًا لغبطة البطريرك الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب، الذي استقال عن مهامه البطريركية بسبب الظروف الصحية. وتم الاحتفال بالتنصيب يوم الثلاثاء 12 مارس 2013، في كنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر. … | آباء وقديسون | |
| المطران برونو موزارو | الولادة: 1948 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة ولد نيافة المطران برونو موزارو، رئيس أساقفة أبرشية أباري، في بلدة أندرانو بمقاطعة ليتشي، بإيطاليا، في يوم 27 يونيو 1948. ⛪ الكهنوت والخدمة المبكرة سُمِّيَ كاهنًا في 19 سبتمبر 1971 لأبرشية أوترانتو بإيطاليا. بعد حصوله على دكتوراه في القانون الكنسي، انضمّ إلى السلك الدبلوماسي للكرسي الرسولي في عام 1977. خدم تباعًا في البعثات الدبلوماسية للكرسي الرسولي في كوريا، إيطاليا، جمهورية أفريقيا الوسطى، بنما، بنغلادش، إسبانيا، وفيما بعد أصبح مسؤولًا في أمانة سر دولة الفاتيكان. 🌍 البعثات الدبلوماسية والمناصب العليا عُيّن قاصدًا رسوليا في بنما في 3 ديسمبر 1994. ثم في 25 سبتمبر 1999 عُيّن لدى مدغشقر وموريشيوس وسيشل، وفي نفس الوقت كان يعمل كنائب رسولي في جزر القمر ولا ريونيون. في 10 فبراير 2004 عُيّن نيافة المطران برونو موزارو قاصدًا رسوليا لدى جواتيمالا. وفي 5 يناير 2009 عُيّن قاصدًا رسوليا لدى بيرو. ومنذ 6 أغسطس 2011 عمل المطران برونو موزارو قاصدًا رسوليا لدى كوبا. 🗣 اللغات يتحدث: الإيطالية، الإسبانية، الفرنسية، والإنجليزية. … | آباء وقديسون | |
| القس يوحنان جولاغ | الولادة: 1935 الوفاة: 2006 👶 النشأة والانتماء وُلِدَ في القوش في 27/11/1935، اسمه في سجل العماد عبد المسيح بنو دنو جولاغ، والمعروف به قبل رسامته باسم (ابلحد). ينتمي إلى عائلة جولاغ القادمة من قرية باشبيتا في أوائل عام 1743، وهم قرع من آل نصرو. وتسمية جولاغ هي كلمة محرفة من (جولاق) التركية والتي تعني أعرج، حيث سَقَدَ المدعو عبد الكريم الملقب (عبدو) وهو أحد الأجداد وكسرت ساقه وعرج بسبب ذلك، ولقبوا من بعده بلقب جولاغ وكان ذلك في أوائل القرن الثامن عشر. وهناك محلة في الموصل بهذا الاسم والمعنى أيضًا. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة القوش، ودخل معهد شمعون الصف الكهنوتي في الموصل عام 1951. في عام 1957 حصل على بعثة دراسية في معهد سان سوليبس في باريس، وفي نهاية عام 1958 أكمل الدراسة وعاد إلى الوطن. رُسِمَ كاهنًا في 9/6/1961 على يد مثلث الرحمة البطريرك بولس شيخو في كنيسة أم الأحزان – بغداد. في عام 1962 بدأ خدمته كاهنًا في بلدته القوش، وكان مرشدًا للأخوية المريمية – بنات – وأخوية قلب يسوع – نساء. ⛪ الخدمة الكنسية والمطرانية في 28/8/1974 انتقل إلى خدمة كنيسة مار شعيا في الموصل، وبقي في خدمتها حتى وفاته في 3/7/2006. 📝 منجزاته ترجم القداس الكلداني إلى السورث ثم إلى العربية. ترجم رسائل بولس والإناجيل المقروءة إلى السورث. ترجم الباعوثة إلى السورث ثم مختصرة إلى العربية. ترجم تاريخ يوسف يوسفايا الراهب من السريانية إلى العربية عام 1984. نظم قصيدة (جونفياف) شعرا بالسورث تحتوي على 515 بيتًا بالوزن السباعي عام 1964. ترجم رواية يزداندوخت شعرا بالسورث بـ(1070) بيتًا بالوزن السباعي عام 1969. له مخطوطة ترجمة كتاب تفسير الأسرار (القداس) لمؤلفه يوحنا بن زوعبي من السريانية إلى العربية. ترجم كتاب يوسف بوسنايا إلى اللغة العربية. له ترجمة مخطوطة لمزامير داود من السريانية إلى السورث والعربية. له عدة مقالات منشورة في المجلات – الفكر المسيحي وبين النهرين – نجم الشرق. له توثيق آثاريات في دير الربان هرمزد – القوش ودير مار ميخائيل – الموصل – ونشرت في الكتابين ليوسف حبي. له: 1- يسوع المسيح في الطقس الكلداني مخطوط. 2- مريم العذراء في الطقس الكلداني مخطوط. 3- صلاة السنة – الطقسية الكلدانية مخطوط. 4- قراءة في طقس المعمودية مخطوط. ألف ولحن كثيرًا من التراتيل الطقسية ودخلت أشرطة كاسيت. ترجم ما يلي: 1- إنجيل القديس متى من الفرنسية إلى العربية 1976. 2- إنجيل القديس لوقا من الفرنسية إلى العربية 1980. 3- في مهب الريح 1982 من الفرنسية إلى العربية. 4- الإباء المخلصون 1984 من الفرنسية إلى العربية. له مجموعة أشعار بالسورث يصف فيها معاناة الهجرة وبؤسها. له طقوس المعمودية والبراخ والدفنة مختصرة بالسورث. … | آباء وقديسون | |
| المطران يوسف بابانا | الولادة: 1915 الوفاة: 1973 👶 النشأة والانتماء وُلِدَ في القوش في 7/11/1915 في أحضان عائلة تقية شديدة التمسك بالتقاليد والأعراف الاجتماعية والدينية. والده زورا بن دانيال بن بابا جوجا (بابانا) بن سادونا كدو، من عائلة يقندا القادمة من قرية بندوايا القريبة من القوش بمسافة 5كم غربًا. بدأ دراسته في مدرسة مارميخا، وما أن أكمل الرابعة عشر من عمره حتى أُختير من قبل رؤسائه للحياة الكهنوتية. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية في عام 1929 دخل المعهد الكهنوتي في الموصل. وفي عام 1933 سافر إلى روما لإكمال دراسته العليا، وبعدها رُسِمَ كاهنًا في 18/3/1939. عاد إلى الوطن وعُيّن في مسقط رأسه القوش. بعد رسامته كاهنًا، أُختير وكيلا بطريركيًا على أبرشية عقرة وزيبار في عام 1941، مكث فيها ست سنوات. ثم عاد إلى مدينة الموصل وأصبح مدرّسًا في المعهد الكهنوتي. ⛪ الخدمة الكنسية والمطرانية في عام 1948 نُقِلَ إلى بغداد وعُيّن في كنيسة أم الأحزان في عقد النصارى، وبقي فيها إلى عام 1959. في 29/3/1959 عُيّن خوريًا في كنيسة ماريوسف الواقعة في الكرادة الشرقية. في 4/3/1968 انتُخِبَ أسقفًا لأبرشية زاخو ودهوك، وفي 15/9/1968 رُسِمَ مطرانًا للأبرشية المذكورة. في 11/10/1968 التحق بأبرشيته، وخلال عهده تم توسيع دار المطرانية في زاخو وبناء الطابق الثاني فيها، وفتح فيها معهد مارتوما الرسول الكهنوتي. باشر ببناء كنيسة في قرية ليفو ومدرسة في قرية شرانش، ولم يُكْمَل بناؤها إذ تُوُفِّيَ في 8/9/1973 ودفن في كنيسة زاخو. 📝 منجزاته كتاب القوش عبر التاريخ – صدر بعد وفاته. أدار مجلة النور لمدة سبع سنوات. له عدة كتب مطبوعة عن أمور دينية. … | آباء وقديسون | |
| القمص رمزي حبيب عوض | الولادة: 1931 الوفاة: 2020 ✝️ النشأة والرهبنة وُلد القمص في ٢٥ يونيو ١٩٣١م باسم رمزي حبيب عوض في جهينة بمحافظة سوهاج. كانت والدته تُدعى رحمة شحاتة خير، وقد انتقلت إلى السماء وهو في الخامسة من عمره، لكنها – بحسب ما ورد عن أبونا – كانت كثيرًا ما تظهر له في فترات تعبه لتعزيه وتخفف عنه. وكان جده لوالدته (شحاته خير) يتنبأ له دائمًا بأنه سيصير قمصًا عظيمًا في المستقبل. ظهر له القديس الأنبا أنطونيوس ودعاه للرهبنة في ديره، بل وأراه الدير بنفسه. وبالفعل ترهبن في دير الأنبا أنطونيوس في ٢٨ يوليو ١٩٥٥م، حيث عاصر رهبانًا عظامًا مثل: يسطس الأنطوني، إبصخيرون الأنطوني، ولوقا الأنطوني. كما حصل على شهادة كلية اللاهوت من مدرسة الرهبان بحلوان عام ١٩٦٠م. في عام ١٩٦٣م أرسله المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس للخدمة هناك، فاستمر خدمته بالقدس حتى ١٩٧٤م، بناءً على ترشيح البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، واللذين عرضا عليه الأسقفية عدة مرات لكنه رفض، كما رشحه البابا شنودة لرئاسة دير الأنبا أنطونيوس فاعتذر أيضًا. بعد عودته من القدس عاد إلى دير الأنبا أنطونيوس ببوش ببني سويف، حيث خدم هناك من ١٩٧٤ حتى ١٩٧٦م. ثم أرسله الأنبا أرسانيوس مطران المنيا إلى خدمة كنيسة مارجرجس بقرية صفط الشرقية بالمنيا عام ١٩٧٦م. ورغم رفضه في البداية، إلا أن الشهيد مارجرجس ظهر له وطلب منه قبول الخدمة، فوافق واستمر في خدمة الكنيسة قرابة ٣٨ عامًا حتى عام ٢٠١٤م. كما قام بتأسيس دير الشهيد مار بقطر بن رومانوس بالخطاطبة بناءً على طلب من الشهيد نفسه، وقد تم الاعتراف رسميًا بالدير وتدشين جميع كنائسه عام ٢٠١٧م. 🕊️ النهاية المباركة وبعد أن أكمل جهاده على الأرض، تنيّح بسلام في ١٤ يوليو ٢٠٢٠م عن عمر يناهز ٨٩ عامًا. … | آباء وقديسون | |
| الأب سيمون عساف | الولادة: 1976 الوفاة: – 🏞 النشأة الأب سيمون عساف راهب لبناني ماروني من بلدة غباله – فتوح كسروان. انضم إلى الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1967، وتابع دروسه الثانوية والفلسفية واللاهوتية في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث سيم كاهنًا عام 1976 ونال شهادة الماجستير. بعد رسامته، عيّنته السلطة الرهبانية في المدرسة المركزية – جونيه، حيث خدم في الإدارة مدة تقارب 14 سنة. عام 1990، سافر إلى كندا بدعوة من أبناء الجالية، وبسبب اجتياح الجيش السوري للمنطقة الشرقية آنذاك، قرر البقاء هناك. التحق بجامعة مونتريال لنيل الدكتوراه، ثم انتقل إلى جامعة شاربروك حيث تخرّج حاملًا شهادة الدكتوراه في علم الديانات. بعدها عاد إلى جامعة مونتريال ودرّس مادة تاريخ الحضارات لمدة سنتين تقريبًا. عند عودته إلى لبنان عام 2010، تولّى تدريس المادة نفسها في جامعة الروح القدس – الكسليك. ✝️ البدايات والدعوة الرهبانية بدأت قصته مع الرهبنة في سنّ الرابعة عشرة، حين أرسله والده إلى رئيس دير مار بطرس وبولس – العزرا، الأباتي فرنسيس غانم. وهناك طُرح عليه سؤال مباشر: «بتعمل راهب ورَه؟»، فأجاب بالموافقة دون أن يعرف بالضبط معنى الرهبنة. ومن يومها انطلق مساره الروحي. دخل دير الابتداء في غوسطا، وأبرز نذوره بعد سنتين، لينتقل إلى الكسليك ويبدأ مشوار العلم رغم صعوباته وتحدياته. كان ضعيف المستوى الدراسي في بداياته، حتى إن أحد المسؤولين في الكسليك نصحه بترك الدراسة أو الاكتفاء بحقل الزراعة. غير أن إصراره على متابعة التحصيل جعله يتحدّى الصعاب. كان عاشقًا للعلم، فدرس بجهد كبير، وتخطّى الصفوف بسرعة لافتة، إذ أنهى المرحلة من الصف الثامن الابتدائي إلى البكالوريا في أربع سنوات فقط بدل سبع. 📖 الأب سيمون عساف الشاعر نشأ حبه للشعر في قريته غباله، بتشجيع من والدته التي كانت تستمتع بسماعه يلقي الشعر ملحّنًا. تابع شعراء الزجل والفصحى، وتعلّم ضبط الأوزان حتى برع في النظم. صعد المنابر وشارك في مباريات شعرية، فتحوّل من موضع استغراب إلى موضع إعجاب. اعتبر الشعر وسيلة للتعبير عن المشاعر الجماعية بلغة لا يتقنها إلا الشاعر، كما جعله المسرح فضاءً آخر لموهبته. ⚔️ الأب سيمون عساف والهمّ السياسي لم يكن يومًا سياسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه تأثر بتاريخ أجداده ومعاناة شعبه. من خلال السرديات الشعبية والقصص التاريخية عن المجازر والبطولات والمظالم التي رواها له أجداده، تشبّع بروح الحمية الوطنية والدفاع عن الحق. اعتبر نفسه مدافعًا عن شعبه وكرامته، لا ثائرًا، ورأى أن دوره ككاهن يشمل الوقوف إلى جانب الناس في مواجهة الظلم. ✨ شخصيته وفكره الأب سيمون عساف يجمع بين الراهب والمثقف والشاعر والمدافع عن القضية اللبنانية. عاش مراحل من التحدي الشخصي منذ صغره، حيث تغلب على صعوبات الدراسة بإصرار قلّ نظيره، ليصبح لاحقًا أستاذًا جامعيًا وحاملاً للدكتوراه. بقي وفيًا لتراثه الماروني، متمسكًا بتاريخ أجداده ومستلهمًا بطولاتهم، ما صاغ شخصيته ككاهن لا يكتفي بالرسالة الروحية بل يحمل أيضًا رسالة وطنية وثقافية. … | آباء وقديسون | |
| هندية عجيمي | الولادة: 1720 الوفاة: 1798 ✨ النشأة والبدايات هندية عجيمي هي راهبة مارونية متصوفة، لعبت دورًا بارزًا في تاريخ الكنيسة المارونية في القرن الثامن عشر. وُلدت في مدينة حلب في 16 آب 1720، من عائلة مارونية متدينة، والدها شكر الله عجيمي ووالدتها هيلين حوّا. تنتمي عائلتها إلى طبقة التجار الذين جمعوا ثرواتهم من المعاهدات التجارية المبرمة بين القوى الأوروبية والدولة العثمانية منذ عام 1675. كان لها شقيق يُدعى نيكولاس وشقيقات أخريات لم يُذكر عددهن. 📖 التعليم والتكوين الروحي تلقت هندية تعليمها الروحي على يد اليسوعيين، الذين شجعوها على تكريس حياتها للمسيح، ودعموها من خلال تعريفها بقصص عن فتيات اخترن الحياة الدينية العلمانية. تأثرت بهم إلى حد كبير، فتبنت سرّ الاعتراف المتكرر والولاءات الكاثوليكية الرومانية، وظلت على صلة بهم حتى عام 1748. 🕊️ تأسيس الرهبنة انتقلت بعدها من حلب إلى دير حراش، ثم إلى دير بكركي في لبنان، وهناك أسست في 25 آذار 1750 رهبنتها الخاصة التي حملت اسم “عن قلب يسوع الأقدس”. ادعت أنها ترى المسيح وتحادثه وتتوحد به توحدًا فريدًا، كما تحدثت عن رؤى صوفية جعلتها تُعتبر قديسة حية تحظى باحترام المؤمنين وتقدير البطاركة، بدءًا من سمعان عواد وصولًا إلى يوسف اسطفان. وقد دعمها هؤلاء بقوة، فيما اتخذ اليسوعيون وبعض رجال الدين الموارنة موقفًا متحفظًا وأكثر تشككًا تجاه عقيدتها. 💭 شخصيتها وخياراتها منذ طفولتها، شعرت هندية بأنها خُلقت لتكرس حياتها للمسيح. في الرابعة من عمرها، قالت إنها سمعت صوتًا يخبرها بأنها ستؤسس أخوية من الرجال والنساء وتكون رئيستها. كانت مختلفة عن بنات جيلها، إذ رفضت الزواج ووهبت حياتها للعبادة، رغم سخرية عائلتها وجيرانها منها واعتبار سلوكها حرمانًا وتمردًا على الأعراف الاجتماعية. كانت ترى أن طاعة المسيح تستلزم ترك الأبوين والعائلة، وأن الانصراف إلى العلاقات الاجتماعية والطقوس المعتادة للشابات في عمرها يناقض رسالتها. هكذا تحولت حياتها إلى تمرّد واضح على التقاليد، وأصبحت نموذجًا لامرأة تتحدى القيود الدينية والاجتماعية في زمانها. ⚖️ الاتهامات والجدل العقائدي لكن أفكارها ورؤاها أثارت جدلًا كبيرًا. خلال التحقيقات الكنسية في السبعينيات، وُجهت إليها اتهامات بالهرطقة. فقد ادعت أنها اتحدت بالمسيح اتحادًا حقيقيًا، وأن معرفتها تفوق معرفة الملائكة، وأنها معصومة، بل رأت بعض الآيات في الكتاب المقدس تشير إليها، وذهبت إلى حد القول إنها أعظم من العذراء مريم وتستحق العبادة لاتحادها بالمسيح. كذلك اتُّهمت بممارسات غير مشروعة، مثل تناول سرّ القربان في غير أوقاته، واعتبرت هذه الادعاءات خروجًا خطيرًا عن العقيدة المارونية. 🌍 التأثير والانتشار رغم ذلك، أثرت هندية في عدد من المؤمنين، وامتد تأثيرها إلى حلب حيث ظهرت جماعة مماثلة أسستها مارغريت بابتست بدعم من القس الفرنسي نيكولاس جودي. لكن هذه الحركات قمعت لاحقًا على يد البطريرك مكسيموس مظلوم والمجمع التبشيري عام 1838. 🕊️ الصراع مع الكنيسة والفاتيكان الصراع مع الكنيسة والفاتيكان أخذ منحى حادًا. ففي عام 1752 أمر البابا بندكت الرابع عشر بإجراء تفتيش أولي في قضيتها، لكن المفتش الذي عُرف بعدائه لها تحوّل لاحقًا إلى مؤيد. وفي عام 1771، ثبّت البطريرك يوسف اسطفان رهبنتها رسميًا ومنحها قوانين داخلية. إلا أن الأمور بلغت ذروتها بين 1777 و1779 عندما رفع عدد من الأساقفة شكاوى ضدها أمام المجمع المقدس والبابا بيوس السادس. بعد تحقيق مطول، أصدر البابا في 25 حزيران 1779 مرسومًا يقضي بحل رهبنتها وتوزيع راهباتها على الأديرة الأخرى، وتحديد إقامتها، كما وجّه توبيخًا شديدًا للبطريرك يوسف اسطفان الذي أُوقف عن ممارسة سلطاته البطريركية لفترة قبل أن يُعاد إليها عام 1784. 🌅 السنوات الأخيرة والوفاة عاشت هندية بعد ذلك متنقلة بين الأديرة تحت قيود صارمة، وقد مُنعت من ممارسة أي دور ديني علني. وتوفيت في 13 شباط 1798 في دير سيدة الحقلة، تاركة خلفها واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ الكنيسة المارونية. فقد كانت شخصيتها ورؤاها مصدر انقسام، وأجبرت الفاتيكان على التدخل مرارًا خشية أن تؤدي قضيتها إلى انشقاق داخل الموارنة. ومع ذلك، بقيت سيرتها تُقرأ بوصفها نموذجًا للتصوف والتمرد الديني والاجتماعي، ودليلًا على الدور المعقد الذي لعبته النساء في الكنيسة المارونية في القرن الثامن عشر. … | آباء وقديسون | |
| القمص إبرام أبسخيرون فهيم | الولادة: 1940 الوفاة: – 🕊️ السيرة وُلد في 15 / 7 / 1940 م . تولى أبونا القمص إبرام أبسخيرون فهيم خدمته الكهنوتية في كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية بمدينة طنطا، محافظة الغربية، مصر. تم رسامته ككاهن في 11 نوفمبر 1994 م، وعُرف في الرتبة الأولى باسم أبونا القس إبرام أبسخيرون فهيم. نال درجة القمصية في يونيو 2003 م. اسمه بالإنجليزية: Reverend Father Abraam Abaskhairoun Fahim. … | آباء وقديسون | |
| الأب موسى واصف جرجس | الولادة: 1939 الوفاة: – 🕊️ السيرة تاريخ الميلاد : 1 / 9 / 1939 م . تاريخ السيامة قس: 1 أكتوبر 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. تاريخ السيامة قمص: 21 يناير 2001 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. حاصل على دكتوراه في الكيمياء بتاريخ يونيو 1969 م. حصل على دكتوراه في اللاهوت المقارن بتاريخ أبريل 2003 م. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: الشهيد مارجرجس بشارع علي مبارك بطنطا، تشمل خدمة ثانوي بنين وبنات. بالإيبارشية: وكيل الكلية الإكليريكية اللاهوتية فرع طنطا، مدرس اللاهوت العقيدي والنظري والمقارن بالكلية الإكليريكية. المواهبة والاهتمامات: البحث والدراسة في اللاهوت، وخدمة التعليم بالكنيسة والكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية بالقاهرة. … | آباء وقديسون | |
| الأب أنجيلوس بولس سركيس | الولادة: 1931 الوفاة: 2020 🕊️ السيرة ولد في 25 يونيو 1931 م باسم رمزي حبيب عوض في جهينة بسوهاج، وكانت والدته تُدعى رحمة شحاتة خير، وتوفيت وهو في سن الخامسة. حسب رواية أبونا، كانت تظهر له أمه أحيانًا لتخفف عنه وتواسيه في أوقات التعب. جده لأمه شحاته خير كان يتنبأ بأنه سيصير قمصًا كبيرًا في المستقبل. وقد ظهر له الأنبا أنطونيوس ودعاه للرهبنة وأراه الدير. ترهبن في دير الأنبا أنطونيوس في 28 يوليو 1955 م، وعاصر رهبانًا عظماء منهم يسطس الأنطوني وأبسخيرون الأنطوني ولوقا الأنطوني. حصل على شهادة كلية اللاهوت من مدرسة الرهبان بحلوان سنة 1960 م. خدم في القدس من 1963 إلى 1974 م بناءً على طلب المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس آنذاك، وقد رشحه البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث للأسقفية عدة مرات، لكنه رفض، كما رشحه البابا شنودة لرئاسة دير الأنبا أنطونيوس لكنه رفض أيضًا. بعد عودته من القدس، رجع إلى دير الأنبا أنطونيوس ببوش، بني سويف، واستمر به من 1974 إلى 1976 م. ✝️ خدمته ثم خدم في كنيسة مارجرجس بقرية صفط الشرقية بالمنيا في 1976 م بناءً على طلب الأنبا أرسانيوس مطران المنيا آنذاك، وفي البداية رفض الخدمة، لكن مارجرجس ظهر له وطلب منه قبول الخدمة فوافق، واستمر يخدم بكنيسته قرابة 38 سنة حتى عام 2014 م. قام بتأسيس دير الشهيد مار بقطر بن رومانوس بالخطاطبة بناءً على طلب الشهيد نفسه، وقد تم الاعتراف رسميًا بالدير وتدشين جميع كنائسه في 2017 م. وبعد أن أكمل جهاده، تنيح بسلام في 14 يوليو 2020 م عن عمر يناهز 89 عامًا. … | آباء وقديسون | |
| الأب اسطفانوس سامي عبده | الولادة: 1955 الوفاة: – 🕊️ السيرة تاريخ الميلاد : 21 / 6 / 1955 م . تاريخ السيامة قس: 12 مارس 1989 م بيد صاحب النيافة قداسة البابا شنوده الثالث. تاريخ السيامة قمص: 21 يناير 2000 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. حاصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية من طنطا عام 1980 م. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: قطاع الشباب والخدمة الشماسية. بالإيبارشية: لجنة الشباب ومعهد الألحان. … | آباء وقديسون | |
| القمص صموئيل أنطون سليمان | الولادة: 1946 الوفاة: 2020 🕊️ السيرة وُلد في 1 سبتمبر 1946 م وخدم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. تاريخ سيامتة قسًا: 5 ديسمبر 1980 م بيد صاحب النيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية. تاريخ سيامتة قمصًا: 14 مايو 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. الشهادات: بكالوريوس علوم لاهوتية بتاريخ 1979. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: تدبير أعمال المباني، الأعمال الإدارية، وتدبير وقيادة أعمال الخدمة. بالإيبارشية: مسئولية لجنة إعدادى وعضو بالمجلس الإكليريكي الفرعي. تاريخ الوفاة: 9 يوليو 2020 م. … | آباء وقديسون | |
| القمص انطونيوس ابراهيم حبشي | الولادة: 1941 الوفاة: 2012 🕊️ السيرة الاسم العِلماني: شفيق إبراهيم حبشي، وُلد في 5 فبراير 1941 في بسيوف، الغربية، مصر. حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة عام 1959 م، وعلى بكالوريوس العلوم اللاهوتية من الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس (القسم العالي المسائي) عام 1963 م. بدأ خدمته سنة 1952 م شماسًا وخادمًا بفصول مدارس الأحد بكاتدرائية مارجرجس بجميع مراحلها، حتى صار الأمين العام للخدمة. كما خدم في قرى طنطا ومدينة الجيزة وأنبا رويس أثناء دراسته الجامعية. تاريخ الرسامة قسًا: 4 أغسطس 1972 م بيد الأنبا يوأنس. مكان الخدمة: كاتدرائية الشهيد مارجرجس الروماني القبطية الأرثوذكسية، أبو النجا، طنطا، الغربية، مصر. تاريخ القمصية: 1 أكتوبر 1993 م بيد الأنبا بولا. تولى الإشراف على أعمال الترميم بالكاتدرائية من 1998 إلى 2002 م والد أبونا بولس أنطونيوس من كنيسة الملاك بشيراتون، القاهرة. تنيح الأب الكاهن قدس أبونا أنطونيوس إبراهيم حبشي في 21 يناير 2012 م. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Antonious Ibrahim Habashy. … | آباء وقديسون | |
| القمص بيشوي وديع فرج | الولادة: 1943 الوفاة: – 🕊️ السيرة الأب بيشوي وديع فرج يخدم في كاتدرائية الشهيد مارجرجس الروماني القبطية الأرثوذكسية، أبو النجا، طنطا، الغربية، مصر. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Bishoy Wadea Farag. تاريخ الميلاد: 16 أبريل 1943 م. تاريخ السيامة قساُ : 2 / 7 / 1971 م بيد صاحب القداسة البابا : شنودة الثالث. تاريخ السيامة قمصاً : 14 / 2 / 1975 م بيد صاحب النيافة الأنبا : يوأنس. الخدمات و الأنشطة المسئول عنها : بكنيسته : مجال التربية الكنسية بمراحلها. و إجتماعات الشباب. بالإيبارشية : الإشراف على لجنة اعداد الخدام . و تدريس مادة اللاهوت الروحى بلاكلية الإكليريكية بطنطا وعضو المجلس الإكليريكى الفرعى للإبارشية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات ” القمص وديع فرج ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| القس داود عوض سعد | الولادة: 1959 الوفاة: – 🕊️ السيرة الأب داود عوض سعد يخدم في كنيسة الشهيدة دميانة والأنبا بيشوي القبطية الأرثوذكسية، طنطا، الغربية، مصر. تاريخ الميلاد : 4 / 12 / 1959 م تاريخ سيامته كقس هو 14 مايو 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: النشاط المسرحي وأخوة الرب. بالإيبارشية: خدمة السجن، وتدريس الألحان بالكلية الإكليريكية ومعهد الألحان. … | آباء وقديسون | |
| القمص تيموثاوس كامل غبريال | الولادة: 1942 الوفاة: – 🕊️ السيرة وُلد في 10 / 11 / 1942 م . سُيِّم القس تيموثاوس كامل غبريال قسًا في 4 فبراير 1977 م بيد صاحب النيافة الأنبا يوأنس المتنيح، ونال درجة القمصية في 16 يوليو 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. خدم أبونا القمص تيموثاوس كامل غبريال في كاتدرائية الشهيد مارجرجس الروماني القبطية الأرثوذكسية بأبو النجا في طنطا، الغربية، مصر، كما خدم في كنيسة القديس ماربولس الرسول القبطية الأرثوذكسية في طنطا. انتُدِب للخدمة بكنيسة الشهيد العظيم مارمينا بملبورن – استراليا. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: في كنيسته: إدارة مراحل التربية الكنسية للبنين والبنات، اجتماع الخدام، اجتماع الأمناء المساعدين، وأسرة إعداد الخدام. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Timothawos Kamel Ghabrial. … | آباء وقديسون | |
| الأب يوأنس سليمان أنيس | الولادة: 1968 الوفاة: – 🕊️ السيرة وُلد في 15 / 4 / 1968 م . سُيِّم القس يوأنس سليمان أنيس قسًا في 21 يناير 2001 م بيد صاحب النيافة الأنبا يولا. حصل على شهادة البكالوريوس من الكلية الإكليريكية اللاهوتية في عام 1997 م. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: في كنيسته: إدارة اجتماع الشباب، الأنشطة الصيفية، ولجنة الرحلات الشموسية. في الإيبارشية: الإشراف على مكتب المستندات والمعلومات الكنسية، ومتابعة شؤون الأسرة التجارية. … | آباء وقديسون | |
| الأب باسيليوس | الولادة: 1891 الوفاة: 1970 📜 حياته وُلِدَ البطريركُ أبونا باسيليوس، في 23 أبريل 1891. اسمُهُ العَلماني (جبري جيورجيس ولدتساديك)، في مَدَى مكايل، وهي قريةٌ في منطقةِ مرهابيت في شيوا بأثيوبيا. كان والدهُ ممهير ولدتساديك، مسؤولًا كنسيًّا محترمًا. تلقّى جبري جيورجيس في مسقطِ رأسهِ تعليمًا ابتدائيًّا في الكنيسةِ المحليّة، ثم دخل دير ديبري ليبانوس حيثُ تلقّى تعليمًا دينيًّا متقدّمًا. رُسِمَ راهبًا في سنّ 21، وخدم في الدير مدّة 12 عامًا. ثم تمَّ تعيينُهُ مُدبِّرًا للعديد من الكنائس في إثيوبيا، وأبرزها كنيسة القدّيسة مريم في ميناجشا. في أوائل عام 1923، تمَّ ترشيحُهُ رئيسًا للكنائسِ والأديرةِ الإثيوبية في القدس بلقب «ممهير». بقي ممهير جبري جيورجيس في القدس مدّة عامين، حيثُ اكتسب المعرفةَ اللاهوتيّة ليُصبِح رئيسَ دير ديبري ليبانوس في عام 1933. (في ذلكَ الوقت كانت هذه أعلى رتبةٍ لإثيوبي داخل الكنيسة، لأن منصبَ أبونا، أو رئيس الأساقفة، كان دائمًا يُشغَلُ من قِبَلِ مطرانِ الكنيسة القبطية). أثناء الغزو الإيطالي، رافق جبري جيورجيس الإمبراطور هيلا سيلاسي والقوات الإثيوبية في معركة مايشو ولكنهم هُزِموا. عاد جبري جيورجيس بصحبةِ الإمبراطور إلى أديس أبابا، ثم إلى المنفى، وعرضوا قضيةَ إثيوبيا على عصبة الأمم. خلال الاحتلال الإيطالي، عاش جبري جيورجيس في المنفى في القدس، حيث ظلّ على اتصالٍ مع أربنيوتش، أو مقاتلي المقاومة داخل إثيوبيا. أثناء الاحتلال، كان رئيس الأساقفة القبطي للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أبونا كيرلس قد خضعَ في البداية للحكم الإيطالي. في وقتٍ لاحق، عاد رئيس الأساقفة إلى مصر وندّد بالاحتلال الإيطالي، فقامت السلطات الإيطالية بشكلٍ غير قانوني بتعيين أسقف جوجام الإثيوبي المولد «أبونا» إبراهيم كرئيس أساقفة جديد للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في عام 1937، وسمحوا له بمسح أساقفةٍ بدون موافقة بطريركية الأقباط بالإسكندرية. عند وفاة «أبونا» إبراهيم، أُقيمَ «أبونا» يوأنس رئيسًا للأساقفة. لم يعترف البطريرك في مصر ولا الإمبراطور المقيم في المنفى بهؤلاء الأساقفة المعيَّنين من قِبَلِ الإيطاليين. ومع ذلك، اعتبر الإمبراطور أن أبونا كيرلس قد تعاون أوّلًا مع العدو ثم تخلّى عن قطيعه. في عشية عودة الإمبراطور هيلا سيلاسي إلى إثيوبيا، اقترحت السلطات الكنسية القبطية أن يرافق أبونا كيرلس الإمبراطور، لكن عُرِضَ الاقتراحُ وتمَّ رفضُه، واختير رئيس دير ديبري ليبانوس بدلًا منه. كما لاحظت مارغاري بيرهام: «الصور الفوتوغرافية لتلك اللحظة الدرامية عندما خطا الإمبراطور عبر الحدود في المنطقة البرية ورفع علمه، تُظهِر رئيس دير ديبري ليبانوس يرتدي أرديةً احتفاليةً سوداء متدفقة بجانبه.» بعد تحرير إثيوبيا عام 1941، صار جبري جيورجيس هو الرئيس الفعلي للكنيسة الإثيوبية، وذلك بسبب رفض الإمبراطور استقبال «أبونا» يوأنس أو الاعتراف به كرئيس أساقفة، وبسبب رفض رجال الدين عمومًا قبول عودة أبونا كيرلس. أثناء ذلك، كانت تجري مفاوضاتٌ لتسوية وضع الكنيسة مع البطريركية القبطية. كرَّس البابا القبطي يوساب الثاني جبري جيورجيس رئيسَ أساقفة إثيوبيا باسم أبونا باسيليوس في يوليو 1948، خلال حفلٍ أُقيمَ في كاتدرائية مارمرقس في مصر. في عام 1950، عند وفاة أبونا كيرلس، أصبح أبونا باسيليوس رئيسًا للكنيسة الإثيوبية، مع السلطة الكاملة لترشيح الأساقفة ورؤساء الأساقفة. خلال احتفالٍ مهيبٍ في عام 1959، حضره الإمبراطور هيلا سيلاسي، كرَّس البابا القبطي كيرلس السادس في كاتدرائية مارمرقس بمصر أبونا باسيليوس كأوّل بطريرك كاثوليكوس للكنيسة التوحيد الإثيوبية الأرثوذكسية. ⛪ البطريرك كان يُنظَرُ إلى أبونا باسيليوس على أنّهُ شخصيةٌ محافظةٌ وتقليديةٌ داخل الكنيسة، على عكسِ خليفته أبونا ثاؤفيلوس الذي كان آنذاك رئيسَ أساقفة هرار وكان من المصلحين. نظر البطريرك أبونا باسيليوس إلى كلِّ بدعةٍ بريبةٍ شديدة. كان أبونا باسيليوس رجلًا تقيًّا للغاية، ركّز بشكلٍ كبير على الصلاة والصوم، فتركَ العديد من واجباته لأبونا ثيوفيلوس الذي عمل نائبًا له، ثم بصفته بطريركًا بالنيابة عندما بدأت صحة أبونا باسيليوس تتدهور بعد عام 1963. كان أبونا باسيليوس واحدًا من الأشخاص القلائل الذين على الرغم من احترامهم الشديد للإمبراطور، إلا أنّه لم يَخْشَهُ بل احتفظ بآرائه ومبادئه. من المعروف أنّه كان صريحًا ومنفتحًا مع الإمبراطور، ولم يتردد يومًا في إخباره بالحقيقة حتى وإن كان ذلك لا يُرضيه. عندما اعتقد البطريرك أن تصرفات الحكومة أو الإمبراطور نفسه تتعارض مع ما يراه صوابًا، كان يُهدِّدُ بالذهاب إلى دير ديبري ليبانوس، وهو تهديدٌ كان يأخذه الإمبراطور على محمل الجد، وغالبًا ما يُغيّر رأيه. خدم البطريرك في مجلس الكراون، وكان من أكثر مستشاري الإمبراطور تأثيرًا. في عام 1960، شنَّ الحرس الإمبراطوري «كبرذاباجنا» محاولة انقلاب ضد الإمبراطور أثناء زيارته للبرازيل. أُعلِنَ خلعُ الإمبراطور وحكومته، وأن ولي العهد أسفاو ووسن سيعمل كملكٍ وفقًا للدستور، وأن الإصلاحات ستُنفَّذ. لكن الجيش الإمبراطوري وسلاح الجو عارضا الانقلاب. أرسل قادة الانقلاب مبعوثين للبطريرك، لكنه رفض الاعتراف بالانقلاب وأعلن أن الحرس لا يملك سلطة عزل إمبراطور مُسِحَ من الكنيسة. وأصدر حَرْمًا ضد المشاركين فيه. طُبِعَ البيان ونُشِرَ ووزِّعَ فوق أديس أبابا بمروحيات الجيش، واستخدمه الجيش لحشد الدعم، حتى سُحِقَ الانقلاب. بعد ذلك، طاف البطريرك على ثكنات الجيش لطمأنة الجنود ووعدهم بزيادةٍ في الرواتب، لكن الإمبراطور لم يستطع تنفيذ الوعد، فغضب أبونا باسيليوس وذهب إلى دير ديبري ليبانوس احتجاجًا. ذهب الإمبراطور بنفسه وأقنعه بالعودة ومنح زيادةٍ أقل للجنود. 🌿 السنوات الأخيرة بدأ أبونا باسيليوس يقضي وقتًا متزايدًا في دير ديبري ليبانوس بعد أن تدهورت صحته في أوائل الستينيات. ترك واجباته لأبونا ثيوفيلوس، وقضى وقتًا أطول في الراحة والصلاة في الدير، ونادرًا ما ظهر في البطريركية أو البلاط الإمبراطوري. كان أضعف من أن يشارك في مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بأديس أبابا عام 1965، فمثّله أبونا ثيوفيلوس. توفّي البطريرك أبونا باسيليوس، أوّل بطريرك وكاثوليكوس للكنيسة التوحيد الإثيوبية الأرثوذكسية، في 13 أكتوبر 1970. وبعد جنازةٍ رسميّةٍ في كاتدرائية الثالوث القدوس بأديس أبابا، حضرها الإمبراطور والعائلة الإمبراطورية والحكومة والسلك الدبلوماسي، دُفِنَ في دير ديبري ليبانوس. وخلفه أبونا ثيوفيلوس. … | آباء وقديسون | |
| القمص لوقا إدوارد واصف | الولادة: – الوفاة: 2021 🕊️ الأب الكاهن القمص لوقا إدوارد واصف سُيِّم القس لوقا إدوارد واصف قسًا في نوفمبر 1981 م بيد صاحب النيافة المتنيح الأنبا يوأنس، ثم سُمِّي كاهنًا بيد مثلث الرحمات نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية في 27 نوفمبر 1981 م على مذبح كنيسة القديس ماربولس في طنطا. انتقل للخدمة في كنيسة القديسة العذراء بروزويل في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية جورجيا في يناير 1993 م، ونال رتبة القمصية في 10 ديسمبر 2000 م بيد صاحب النيافة الأنبا يوسف، أسقف تكساس، فلوريدا، وجنوبي الولايات المتحدة الأمريكية. رقد في الرب السبت الموافق 30 أكتوبر 2021 م. … | آباء وقديسون | |
| القمص برنابا صليب حنا | الولادة: 1926 الوفاة: 2012 🕊️ الأب الكاهن قدس أبونا القمص برنابا صليب حنا ولد الأب القمص برنابا صليب حنا في 6 يوليو 1926 م، وقد سُيم كاهنًا في 20 يونيو 1982 م على يد المتنيح الأنبا يوأنس. نال درجة القمصية في 3 أكتوبر 1997 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. خدم أبونا القمص برنابا في كنيسة الشهيد مارمينا العجائبي بمدينة طنطا في محافظة الغربية بمصر، وظل مخلصًا في خدمته الروحية حتى تنيحه في 18 أكتوبر 2012 م. اسمه بالإنجليزية: Reverend Father Barnaba S. Hana. … | آباء وقديسون | |
| القمص شنوده صادق عياد | الولادة: 1938 الوفاة: – ⛪ الأب الكاهن القمص شنوده صادق عياد قدس أبونا القمص شنوده صادق عياد، كاهن كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية بمدينة طنطا، محافظة الغربية – مصر. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Shenouda Sadeq Ayad. وُلد في 24 أكتوبر 1938 م. 📅 الرسامة والخدمة رُسِم كاهنًا في 9 يونيو 1972 م بالرتبة الأولى باسم أبونا القس شنوده صادق عياد، ثم رُقِّي إلى رتبة القمصية في 20 يونيو 1982 م. يخدم حاليًا في كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية – طنطا، الغربية، مصر. … | آباء وقديسون | |
| الأب سيمون الزند | الولادة: 1960 الوفاة: 2002 👶 النشأة ولد سيمون الزند في 28 شباط 1960 في غادير في قضاء كسروان (لبنان). وقد كبر في كنف والديه عبدو وايلين اللذين ربّياه على الايمان المسيحي، وفي محيط ماروني اتّسم بالتقوى، الى جانب شقيقه الاكبر سناً ريمون وفارس وشقيقتيه الاصغر ريموندا ومايا. 📚 الدراسة بين عامي 1963 و1970، تلقّى دروسه الابتدائية في معهد الرسل – جونيه. وحصل في ختام المرحلة الابتدائية على منحة دراسية من رئيس المعهد الاب بول نجم. ثم تابع دروسه التكميلية والثانوية في المدرسة الرسمية في غزير حتى عام 1975. وبسبب اندلاع الحرب، اضطر ليغيّر مدرسته من جديد. فأنهى دروسه الثانوية في ثانوية حارة صخر الرسمية في ايلول عام 1977. وكان الزند ميالاً الى المواد العلمية، فتابع دروساً عليا في مادة العلوم الالكترونية حتى العام 1981. إلاّ أن حياته الكشفية هي التي لعبت الدور الحاسم في تحديد مثله العليا في الحياة. 🏕️ الحياة الكشفية وقد كان للاب بطرس شلهوب المرسل اللبناني ومؤسس فوج الكشافة الرسل الشكفي وأب الكشافة في جبل لبنان الأثر الدامغ على شخصية سيمون وكذلك على دعوته النهائية في الحياة. وتحت نظر الاب شلهوب، تلقى سيمون تعليمًا كشفيًا متينًا داخل وحدة مار يوحنا المعمدان. وحضّر، مع قائد فريقه، بشارة خبصا، وعده الكشفي الذي أعلنه في بكركي في 27 ايار 1978. ثم نفّذ السهرة الأولى في غوسطا في 20 كانون الثاني 1979، وقد سبقتها فترة تحضير فكري معمّق برفقة ادوار برجي. (Chacal Radieux ) حصل من وحدته على توتم (لقب كشفي) “شغبر المتهلل“ وكان عرابه سمير فرحات. في اليوم التالي، تولّى مسؤولية فريق “الشعلة” الى ان انتهت مدته كقائد فريق في 15 تشرين الثاني 1980. بعدها، رُقِّيَ الى رتبة مساعد قائد الوحدة. في 1 آب 1981، وفي غابة الصنوبر في حريصا، صار قائد وحدة مار يوحنا المعمدان وذلك خلال احتفال عيّن خلاله ايضا ادوار برجي قائدًا للفوج وانطلق خلاله فادي برهوش ككشاف جوّال. في الوقت نفسه، كان سيمون بدأ، اعتبارًا من تشرين الاول 1980، مهام مساعد المفوّض الوطني لفرع الجوالة في جمعية كشافة لبنان وذلك لمدة ثلاث سنوات متتالية، الى جانب القائد سلامه حشيمة، وهو قائد سابق لوحدة مار يوحنا المعمدان. انتهت مهامه كمسؤول جوّال في 4 آب 1984، في احتفال ختامي في معهد الرسل حيث نقل المشعل الى يوسف زغيب. وصار مساعد قائد الفوج. بعد بضعة اشهر، وفي 23 كانون الاول 1984، سُمي قائد فوج كشافة الرسل في خلال الاحتفال بعيد الميلاد في معهد الرسل، وبقي في مسؤوليته لمدة عام كامل وقد خلفه فيها في 23 كانون الاول 1985 كمال زخور. في 26 ايار 1984، كان سيمون الزند بلغ قمة مساره الكشفي عندما انطلق ككشاف جوّال في غابة حريصا، وتحت نظر عرّابه ميشال صقر، وبعدما نال بركة الاب شلهوب ملهمه الكشفي ومرشده الروحي، وفي حضور المطران رولان ابو جودة. وقد شكلت هذه المحطة ذروة نشاط كشفي مثالي عاشه سيمون الزند في شفافية والتزام مسيحيين حقيقيين. غداة هذا الانطلاق الذي شكل منعطفًا مصيريًا في حياته، وخلال قداس شكر أقيم في منزل آل شويري في شننعير، أعلن سيمون الزند أمام كل العائلة الكشفية وفي حضور عرّابه الكشفي وعرّابه الكهنوتي الاب سامي بطيش، قراره بالسير في طريق الرب وبتكريس نفسه للكهنوت. هذا القرار فاجأ كل الموجودين بمن فيهم أهل سيمون، ولكنه غمرهم بالفرح ايضًا. إعتبارًا من تلك اللحظة، بدأ الزند فصلًا جديدًا مشرقًا من حياته الموسومة بحضور الرب. 🎓 التكوين اللاهوتي والسيامة بدأ الاكليريكي سيمون الزند دروسه في اللاهوت في جامعة الروح القدس في الكسليك وحصل على إجازة في تموز عام 1989، في خلال فترة الدراسة هذه، تأثّر بمثل استاذه الاباتي بطرس قزي الذي كان يردّد بإصرار وبحماس دائم شعار: “أحبّوا الكنيسة … أحبّوا الكنيسة“. وهذه الكلمات انطبعت في ذاكرته” سيم سيمون الزند شدياقًا في 4 كانون الاول 1988 في كنيسة الاكليريكية البطريركية في غزير مع عشرين من رفاقه، ثم شماسًا في 13 آب 1989 في كنيسة مار جرجس في الكفور مع روبير دكاش وانطوان بشعلاني. 14 ايلول 1989 كان اليوم الأهّم في حياته: يوم سيامته الكهنوتية في عيد ارتفاع الصليب، في اكليريكية غزير، على يد المطران شكرالله حرب راعي ابرشية جونية المارونية. ✝️ الرسالة الروحية قبل السيامة وكان الزند بدأ، حتى قبل سيامته كاهنًا، مسجلًا بذلك سابقة في هذا المجال، مهمة الارشاد الروحي. اذ كان مرشدًا لفرقة الـ ENDJ فرق السيدة للشباب الاولى والتي أسست في لبنان مع كمال شمالي وكارين نهرا ورانيا بستاني. وهو رافق هذه الفرقة من 1986الى 1989، وخصوصًا خلال التجمّع العالمي للحركة في فاتيما في البرتغال في تموز 1989، حيث كوّن صداقات مع أعضاء ايطاليين في الحركة. بعد مرور بضعة أسابيع على هذا اللقاء وخمسة أيام بعد سيامته الكهنوتية، شاءت الأقدار أن يرسله رؤساؤه إلى روما ليستكمل تعليمه الاكاديمي اللاهوتي. في العاصمة الايطالية، طلب الخوري سيمون ان يكون المرشد الروحي لفرقة الـENDJ الايطالية المعروفة باسم “روما2″، ونال ما اراد. وقد بقي في هذه المسؤولية حتى صيف 1992. 🎓 الدراسة العليا في روما في روما، أقام الخوري سيمون في معهد روسيكوم في محيط بازيليك سانتا ماريا ماجوري. وحصل من الجامعة الغريغورية البابوية التي يتولّى إدارتها الآباء اليسوعيون على إجازة تعليمية في اللاهوت العقائدي في شباط 1992 حول موضوع كان وسيبقى غاليًا على قلبه وهو الزواج والعائلة. وقد حملت اطروحته عنوان: “سر وروحانية ورسالة الزواج المسيحي في كتابات الاب هنري كافاريل” وبالفرنسية، تبدأ الكلمات الاربع بحرف M : Mystére, Mystique, Mission, Mariage. وقد وجّه كافاريل وهو مؤسس فرق السيدة العذراء الشهيرة رسالة إلى الخوري سيمون الزند في 6 كانون الثاني 1992، وصف فيها الأطروحة التي حصل على نسخة منها، بأنها “إحدى أفضل الدراسات التي وصلت إليه“. وتابع: “على الرغم من كثرة انشغالاتي وأهميتها، فلم استطع أن أمنع نفسي من قراءة أطروحتك بشغف وبأن أعجب بعملك الذي يتسِّم بالدقة والعمق والضمير“. وخلال اختباره الأكاديمي الغني في الغريغوريانا، تأثَّر الخوري سيمون بشكل خاص بروحانية وصراحة مدير أطروحته بيار ازنيس وقد كان يدين له بشعور عميق بالعرفان. 📖 مشروع الدكتوراه بعد حصوله على إجازته اللاهوتيّة، بدأ الخوري سيمون بتحضير دكتوراه في الاكليزيولوجيا في المعهد البابوي الشرقي في روما تحت عنوان: الاكليزيولوجيا المارونية في صلوات الفرض الإلهي لعيدي تجديد البيعة وتقديسها، بإدارة الأب بيار يوسف النائب البطريركي الكلداني في باريس واستاذ الباترولوجيا (علم الآباء) السريانية في المعهد. وقد عمل الخوري سيمون في اطروحة الدكتوراه هذه حتى حزيران 1994 عندما استدعاه مطرانه ليمارس مهامًا رعوية في حارة صخر في جونيه فعلَّق أبحاثه الأكاديميّة وعاد إلى لبنان في 28 أيلول 1994 وبدأ مرحلة ثالثة في حياته، مرحلة الالتزام الرعوي. ⛪ الخدمة الرعوية في أوروبا وفي الواقع، كان الخوري سيمون بدأ الاختبار الرعوي أثناء وجوده في روما. ففي موازاة دروسه الأكاديميّة، استلم مسؤوليات رعوية بصفة كاهن مساعد في عدد من الرعايا الكاثوليكيّة في اوروبا. فمارس بين 1990 و 1991 مهمة مساعد كاهن إلى جانب اندريا سانتورو كاهن رعيّة “يسوع الناصري” في منطقة بياترالاتا في روما. ثم انتقل لمساعدة الكاهن لويجي زانغريلي في رعية القديس فرنسيس الأسيزي في شيسترنا، حيث بقي حتى العام 1994. فيما تولّى بشكل مرحلي مهمّات رعوية في رعايا أخرى في إيطاليا وسويسرا والمانيا. وكان يستفيد من عطلة الصيف من أجل تعميق معرفته باللغة الألمانية ( أمضى فترة في معهد غوته في مورنو في ألمانيا صيف 1991، ثم أقام عند آل غوتز في فرييورغ في ألمانيا في أيلول 1991. وخلال تأديته الفاعلة لرسالته الرعوية أثناء وجوده في إيطاليا، تمكّن من إقامة روابط متينة بين الرعايا الأوروبيّة المختلفة التي مرَّ فيها، وحقّق مشروعًا للتعاون الكشفي بين لبنان وإيطاليا. وبناءً على مبادرة منه، دَعت رعية كامورينو السويسريّة مجموعة إيطاليّة كشفيّة من شيسترنا لتحتفل معها بعيد الفصح عام 1993. وقد لبّى الكشافون الإيطاليون الدعوة وقصدوا سويسرا مع راعيهم اللبناني وأحيوا احتفالات خميس الأسرار والجمعة العظيمة وأحد القيامة في الرعية السويسريّة. وكان كشافة شيسترنا دعوا 17 كشافًا لبنانيًا (8 من فوج الرسل و9 من فوج مار مارون – شكا) إلى مخيم نقَّال تبعه مخيّم ثابت في الريف الإيطالي في تموز 1993. وقد أمضى المشاركون بمعيّة الخوري سيمون أوقاتًا لا تنسى. كذلك بنى الخوري سيمون صداقات متينة في إيطاليا وسويسرا حافظ عليها حتى بعد عودته غلى لبنان. ومن أبرزها علاقته فيكاندلو مع السيدة ريتا بيزانا التي اعتاد الخوري سيمون على تسميتها “ماما ريتا“، التي اعتبرها بمثابة أم ثانية. وفي كامورينو مع عائلة ديكريستوفوريس (ماريو وماريا روزا وبنتاهما اولدوا سينزيا)، وفي شيسترنا مع عائلة مركوري (البرتو وماريا بينا وبناتهما ماريا دينا وكلوديا وساره). وقد درج الخوري سيمون على الإقامة لدى هذه العائلة في كل مرة كان يزور فيها إيطاليا خلال العطل، على أثر عودته النهائية إلى لبنان في 28 ايلول 1994. 🕊️ الخدمة في لبنان اعتبارًا من 15 تشرين الأول 1994، صار الخوري سيمون نائبًا للخوري يوسف العنداري في رعية مار مارون في حارة صخر، ثم كاهنًا اعتبارًا من 12 تشرين الأول 1996، بعد وفاة الخوري العنداري. في مار مارون، وجد الخوري سيمون حقلاً واسعًا لتثمير كل اختباراته ومواهبه. فعمد إلى تفعيل وتنشيط الأخويتين النسائيتين (مار يوسف والحبل بلا دنس) والاتحاد المريمي. ثم أطلق مبادرات رعوية جديدة في اتجاهات عدّة. فقسَّم الأراضي التابعة للرعيّة إلى أحياء رعوية متجانسة ووضع كلاً منها تحت رعاية أحد القديسين. وأوجد الجماعات العيليّة (نسخة معدّلة عن فرق السيدة Equipe Notre Dame) من أجل إعطاء دفع للحياة الزوجيّة والعائليّة داخل الرعية. وتميّزت رعية مار مارون بقداس خاص بالأطفال، وقداس الشبيبة، وساعات صلاة تعدّها مجموعة خاصة، وجوقة الرعيّة، وجوقة الأطفال (جوقة المحبة) … ومن النشاطات المميَّزة الزياحات اليومية في شهر أيار، الشهر المريمي، إلى جانب العديد من النشاطات الروحيّة والاحتفالات الخاصة في كل مناسبة وفي كل عيد. على خطٍ موازٍ للنشاطات الرعوية العادية، اهتمَّ الخوري سيمون بتنظيم نشاطات ثقافية نوعية داخل الرعية، وبإعطاء دفع للمشاركة بين الكنائس الكاثوليكيّة ذات الطقوس المختلفة وبإقامة علاقات ممتازة على الصعيد المسكوني مع الكنائس غير الكاثوليكيّة الموجودة ضمن رعيته. من جهة أخرى، تولّى الخوري سيمون عددًا من المسؤوليات خارج الإطار الرعوي. فكان عضوًا في اللجنة الأبرشية للتعليم المسيحي بين 1994 و1999، وعضوًا في اللجنة الأبرشية للشباب منذ العام 1997، وعضوًا في المجلس الكهنوتي بين 1994 و1999، واستاذًا للتعليم المسيحي في مدرسة مار يوحنا في العقيبه بين 1994 و1998، ومرافقًا للنشاطات الروحيّة في مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في جونيه بين 1999 و2001، ومرشدًا روحيًا للتجمّع الاجتماعي الكشفي في جونيه بين العام 1998 و….، واستاذًا في اللاهوت في مركز مار بطرس وبولس لتنشئة العلمانيين في العذرا بين 1996 …. ومحاضرًا في دورات تحضير الزواج في أبرشية جونيه منذ بدء هذه الدورات عام 1996. 🙏 القفزة النوعيّة بعد سبع سنوات من العمل الرعوي المثمر والمنهك في آن، قرّر الخوري سيمون أن يتوقف جذريًا وصلَّى بشغف من أجل أن يحقق ما أسماه بطريقة معبّرة جدًا “قفزة نوعيّة” في مساره الكهنوتي. وقد كان الخوري سيمون يخشى في الواقع أن تؤدّي الأعمال الروتينيّة والعادية التي يتولاّها إلى الاساءة إلى علاقته بالرب، وإلى تهميش هذه العلاقة. وقد قال لأبناء رعيته عندما كان يبلغهم قراره، أنه يشعر أحيانًا أن ليس عنده الوقت الكافي ليُجالِس من ترك كل شيء لأجله، وانه يريد أن يترك كل شيء مرة أخرى ليعود إليه. ✝️ قرار جديد مع الرب ومن أجل هذا، طلب الخوري سيمون من مطرانه الإذن بالتخلّي عن مهامه الرعوية من أجل إعادة النظر في مسار حياته عن طريق التأمل والصلاة من أجل العودة إلى تخصّصه الأكاديمي واستكمال رسالة الدكتوراه. طلبه هذا بدأ بالنضوج خلال رحلة حجّ قام بها في 7 حزيران 2001 برفقة مجموعة من أبناء رعيته إلى روما، في مناسبة تقديس الراهبة اللبنانية رفقا الريّس. في 12 حزيران 2001، بعد يومين من احتفال التقديس، صلّى الخوري سيمون بخشوع على قبر الطوباوي بادري بيو دا بيتريلشينا في سان جيوفاني روتوندو (جنوب إيطاليا) وطلب شفاعة بادري بيو لكي يساعده الرب على الحفاظ على سلامة كهنوته وقدسيته. ولدى عودته إلى لبنان، تبلَّغ من المطران التجاوب مع طلبه. 🕊️ بداية المرض في 20 آب 2001، رافق الخوري سيمون من روما مجموعة من المقعدين الإيطاليين في رحلة حجّ إلى سيدة لورد في فرنسا. وقد أراد هذه الرحلة بمثابة رياضة روحيّة شخصيّة له. وخلال قيامه بمساعدة أحد المقعدين جسديًا، شعر بألم حاد في ظهره ظنَّ أنه نتيجة حركة خاطئة قام بها. في 8 ايلول 2001، سافر من روما إلى سيدة مديغورييه في البوسنة في زيارة حجّ. وكانت آلام ظهره لا تزال ترافقه. إلاّ أن ذلك لم يمنعه من مواصلة تأملاته وصلواته الحثيثة، ومن تحضير محاضرات استعدادًا لإحياء رياضة روحيّة لكهنة أبرشية جبيل المارونية لدى عودته إلى لبنان. وقد قام فعلاً بهذه المحاضرات بين 17 و19 ايلول 2001. في هذا الوقت، كانت آلام ظهره تزداد سوءًا. نزولاً عند نصائح أصدقائه، وافق أخيرًا على الخضوع لفحص طبي أظهرت نتيجته أن الخوري سيمون يعاني من انبثاث سرطاني. 🏥 مرحلة جديدة – الألم والشهادة أُدخل الخوري سيمون الزند مستشفى سان لويس في جونيه اعتبارًا من 10 تشرين الأول 2001، وقد بدأت بالنسبة إليه مرحلة رابعة في حياته، غنيّة بالنضوج الروحي ومليئة بالتحوّلات على الصعيد الشخصي. ويبدو الخوري سيمون مصممًا على الغوص في عمق هذا الاختبار، فيما يسكنه هاجس الشهادة للرب بصوت عال وبقوة من خلال معاناته، وذلك أمام أفراد عائلته، وأبناء رعيته، وعائلته الكشفية وأصدقائه وكل محيطه … وقد طلب تباعًا من أبناء رعيته وأصدقائه، الكهنة والعلمانيين، الكشافة والقادة، الشبان والأكبر سنًا والذين هزَّهم خبر مرضه وسارعوا للالتفاف حوله، أن يعيشوا معه هذا الحدث، على أنه علامة من السماء، ودعوة لارتداد الأنفس والضمائر. كما دعا الجميع لكي ينسوا ما أسماه “الحادثة” المتعلقة بمرضه وأن يعيشوا “الحالة” التي يحياها هو. 🙌 الصلاة المشتركة على نيّته، تشكَّلت مجموعات صلاة متواصلة. وهي تضمّ مؤمنين من بلدان مختلفة يتناوبون في الصلاة ليلاً نهارًا من دون توقف. وفي كل مكان، تقام قداديس ترفع من أجل شفائه، إلى جانب حلقات الصلاة والتأمل. وبناءً على طلب من الخوري سيمون الذي يرافق كل هذه الصلوات من سريره في المستشفى، يعبِّر الجميع عن إرادة ملحّة في أن تطبع حياة كل واحد منهم “قفزة نوعيّة” روحيّة بهدف الوصول إلى التزام مسيحي وثيق وأكثر شفافيّة. ومن ضمن هذا التوجّه، وضعت عائلة الرسل الكشفية صلاة خاصة بها تتضرّع فيها إلى الرب أن يشفي الخوري سيمون الأخ والقائد والمرشد، بتدخّل من الأب شلهوب، مؤسس العائلة الكشفية ونموذج الحياة المثالية في القداسة في نظر الخوري سيمون ورفاقه كذلك قامت مجموعات ورعايا أخرى بزيارات حجّ وتوبة على نيّة الخوري سيمون. وكأن الناس يريدون فجأة أن يحرقوا المراحل على الطريق المؤدية إلى التطويبات. ✨ الشهادة الأخيرة وعاش الخوري سيمون اختبار الحقيقة هذا بصفاء وبفرح وبثقة لا تتزعزع بإرادة الخالق، مستظلاً شفاعة سيدة لبنان وبادري بيو، وصلوات الأب شلهوب. وقد ظلّ متمسكًا بشعاره الكهنوتي الذي أعلنه يوم سيامته: “تكفيك نعمتي” وهذا الشعار سيظلّ المنّ الآتي من السماء والذي سيغذّيه في خلال عبوره الصحراء نحو المملكة الموعودة. 🌟 الانتقال إلى السماء في 10 ايار 2002 انتقل أبونا سيمون إلى الأنوار السماوية. وعندها تأسست جماعة “درب السما” لنكمل طريق شهاداته. … | آباء وقديسون | |
| الخوري يوسف كادو | الولادة: 1892 الوفاة: 1971 👶 النشأة والانتماء هو اسحق بن منصور بن سمعان كادو من مواليد 1892 القوش. ينتمي إلى عائلة كادو التي نزحت إلى القوش من قصر يزيدين جنوب سميل. ولد اسحق في أحضان عائلة محافظة اجتماعيًا ودينيًا. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية كان والده شماسًا يعلم في مدرسة القوش إلى عام 1908. درس اسحق في مدرسة معهد شمعون الصفا الكهنوتي وتخرج منها في عام 1915 ورُسِمَ كاهنًا في نفس السنة باسم القس يوسف كادو. أُنيطت إليه إدارة مدرسة مار ميخا ببنايتها القديمة إلى أن تم إنشاء المدرسة الجديدة عام 1921–1923، واستمر يدرس فيها حتى عام 1926، حيث نُقِلَ إلى بغداد لأداء الخدمة في كنيسة مريم العذراء الواقعة في الكرادة الشرقية–خارج. ⛪ الخدمة الدينية والاجتماعية كان مرشدًا لجمعية الرحمة الكلدانية الخيرية، ويعود له الفضل في شراء وامتلاك قطعة الأرض الواسعة التي أنشئ عليها مركز الجمعية الحالي. كما كان له الفضل الأكبر في دعم وتقوية أخوية قلب يسوع في القوش من عام 1915–1926. اعتكف في منزله في القوش في عام 1956 ولفترة وجيزة إثر خلاف مع إدارة الكنيسة في عهد البطريرك مار يوسف غنيمة، ثم عاد إلى بغداد ومارس مهامه الدينية بشكل طبيعي. كان من أبرز المهتمين بجمع الأعشاب الطبية والمعالجة بها، وكان يقتني في مكتبته مجموعة كتب طبية نادرة. كان يجيد اللغة الكلدانية وله مخطوطات عديدة لمواضيع دينية متعددة، منها – المجر الرثائي بعد الحرب العالمية الأولى. توفي في 20/5/1971 في دير الزعفرانية إثر مرض عضال أقعده عن العمل وخدمة الجماعة. 📝 منجزاته ANDAR DIOCESE AMDAS DIOCESE. الباعوثة في الكنيسة الكلدانية مجلة النجم /1929 صفحات/ 77-82-125-129. عيد قلب اليسوع في كنيسة الكلدان ببغداد مجلة النجم /3/1931 صفحات/335–338. عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد في الصلوات الفرضية الكلدانية مجلة النور /1/1950/124 ص 1-4. تراتيل وصلوات لأخوية قلب يسوع المقدس في القوش، نظمها بالسريانية (سورث). … | آباء وقديسون | |
| القس يوسف عبيا | الولادة: 1880 الوفاة: 1965 👶 النشأة والانتماء من مواليد 1880 في القوش. يعود أصل العائلة إلى شجرة شكوانا القديمة في هذه البلدة منذ القدم. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية دخل المدرسة الكهنوتية عام 1899. ترك الدراسة فيها بعد خمس سنوات لعدم موافقة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني ارتسامه كاهنًا بعد زواجه، لأنه كان وحيد الأبويْن. ⛪ الخدمة الدينية والمهنية عاد إلى القوش معلّمًا لمدرستها الدينية واستمر فيها حتى عام 1908. رحل إلى قوجانوس مع القس كوركيس ياقو أبونا (المطران إيليا أبونا لاحقًا) على أثر حركة انشقاقية في الكنيسة الكاثوليكية ورُسِمَ كاهنًا فيها عام 1909. في عام 1910 عاد إلى القوش وقدم الطاعة لمار يوسف عمانوئيل وقبله، ثم أُرسِلَ كاهنًا إلى قريتي نصرية وتلا، بقي في خدمة تلك الكنيسة حتى عام 1930، ثم قفل راجعًا إلى مسقط رأسه ثانية. في عام 1940 أُعِيدَت له صلاحية القيام بجميع الواجبات الدينية. 🎤 القدرات والإنجازات كان يملك صوتًا جهوريًا وقدرة خطابية مأثورة تصغى له جميع الآذان. كان يجيد اللغة الكلدانية إجادة تامة، وله مخطوطات عديدة لتراتيل ومداريش دينية إلى جانب كتابته الطقس الخاص بمار قرداغ وبخط يده. له قصيدة بعنوان (سيف القوش) نظمها بالذكرى المئوية لعدوان ميراكور على القوش ودير الربان هرمزد عام 1832، محفوظة في خزانة كنيسة القوش (فهرس المخطوطات السريانية في العراق – 1 – 271 – 272). توفي في عام 1965 في بغداد ودفن في كنيسة مار يوسف في الكرادة الشرقية – خربندة. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ماريوسف عمانوئيل توما الثاني | الولادة: 1852 الوفاة: 1947 👶 النشأة والانتماء هو يوسف بن دانيال حفيد توما الأول الذي نزح من أعالي جبال الهكاري في القرن الثامن عشر. ولد في القوش عام 1852، رافق مار يوسف أودو في رحلته إلى مجمع الفاتيكان في روما عام 1869 وهو شاب صغير لم يتجاوز عمره السابعة عشر سنة ليدرس في كلية اليسوعيين في بيروت. ⛪ التعليم والخدمة الكهنوتية رُسِمَ كاهنًا في 10/7/1879 على يد مار إيليا عبو اليونان بعد أن أكمل دراسته في الكلية المذكورة، وعاد إلى الموصل، وفي عام 1890 رُسِمَ خوريًا في كنيسة مسكينتة. في 12/7/1892 رُسِمَ أسقفًا على يد البطريرك مار إيليا عبو اليونان لأبرشية سعرد. بدأت خدماته الروحية في هذه الأبرشية بكل همة ونشاط، وذلك رغم كل الصعاب التي اعترضته في بناء وترميم الكنائس والمدارس ونشر العلم والمعرفة بين أوساط أهلها. في 9/7/1900 تم انتخابه بطريركًا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في الموصل خلفًا للبطريرك عبد يشوع الخياط المتوفي في نفس العام. 🏅 الإنجازات الوطنية والبطولات مُنِحَ الوسام العثماني من الدرجة الأولى مع مجموعة أوسمة لحاشيته إثر زيارته للسلطان عبد الحميد في استانة، وإلقائه خطابًا بليغًا باللغة العربية استمال فيه السلطان على طائفته، وذلك عام 1902. ليوسف عمانوئيل تاريخ حافل بالبطولات والتضحيات الجسام في خدمة وطنه بالدرجة الأولى ورعيته بالدرجة الثانية، والتي قاربت النصف قرن من السنين. آزر الحركة الوطنية ضد المحتلين الإنكليز وأيّد قيام حكومة وطنية عراقية عام 1921. وعلى أثرها نُفِيَ الحاكم الإنكليزي الكولونيل (لجمان) إلى بغداد، ثم أُطلِقَ سراحه من قبل الحاكم السياسي السير (ولسن). وقف بكل شجاعة وإيمان أمام ما حل برعيته من البؤس والشقاء والفقر والتشتت طيلة أيام الحرب العالمية الأولى 1914–1918، ولم يألُ جهدًا في مساعدة قوافل المهاجرين بسبب تلك الحرب القذرة، وبكل سخاء وحنان إلى أن أُعيل المعهد البطريركي الكهنوتي وراهبات القديسة كاترينة. إذ كان يقوم بتوزيع الإعانات للمهاجرين بنفسه مباشرة ليطمئن على حالهم فردًا فردًا، وله مقولة مشهورة بهذا الخصوص: “لن أتحول منهم حتى تروني متسولًا كواحد منهم”. في عام 1933 تمكن من إنقاذ القوش من الدمار والهلاك المحقق إثر فشل حركة الإثوريين وبسببها. توقف قلبه الكبير في 21/7/1947، وشيع جثمانه بمَوكب مهيب بحضور متصرف الموصل وقناصل الدول الأجنبية. … | آباء وقديسون | |
| القس فرنسيس حداد | الولادة: 1892 الوفاة: 1942 👶 النشأة والانتماء هو سليمان بن صادق بن سليمان بن قرياقوس بن جرجيس الحداد. مواليد القوش في 18/12/1892. قدمت عائلته (الحداد) من الموصل في عام 1750م. كان والده صادق ندافا (شذايا) للصوف والقطن وصنع الكجة، وهي من الحرف القديمة في القوش. أما لقب الحداد فقد جاء من احتراف العائلة حتى جده سليمان مهنة الحدادة لصنع المعادل والمناجل والفؤوس وسكة الحراثة ونعل الخيول. ⛪ التعليم والخدمة الكهنوتية بتاريخ 1904 دخل معهد مار يوحَنّان الحبيب الكهنوتي في الموصل. بتاريخ 1914 انتقل إلى معهد شمعون الصفا وتخرج منه، بتاريخ 15/5/1915، رُسِمَ كاهنًا، وكان مع رسامته كل من الخوري يوسف كادو، والمطران أفرام كوكي، والقس اسطيفان قلايات، والقس حنا يفحور، والقس بطرس نجار، والقس أوغسطين خرموش، وذلك على يد البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني. بعد الرسامة عاد إلى بلدته القوش ليواصل الخدمة فيها. بتاريخ 24/9/1918 عُيِّنَ معاونا لمدرسة القوش الكلدانية الكاثوليكية وبراتب شهري قدره (70) روبية. بتاريخ 1922 عُيِّنَ معلما في مدرسة القوش الابتدائية لتدريس الدين واللغة السريانية ودروس الصحة والأشياء والمحادثة وغيرها. بتاريخ 1926 أصبح مرشدًا لأخوية القربان المقدس واستمر في إرشادها حتى وفاته. بتاريخ 1932 تولى رئاسة كهنة القوش، وأصبحت الكنيسة على خير ما يرام. رفض ترشيحه لرتبة الأسقفية لأبرشية العمادية بعد وفاة مطرانها فرنسيس داود (1870–1930) لشدة قلقه ببلدته وحبه لأهلها. كان يحتفظ بجمجمة إنسان فوق مائدة الطعام ويرتدي حزامًا تبرز منه مسامير أثناء النوم. كان يجيد اللغات: السريانية، العربية، الفرنسية، واللاتينية، ويتكلم الكردية بطلاقة. وكان شغوفًا بالقراءة والبحث العلمي، إلى جانب حبه آلة الأورغن والعزف عليه. كانت تحتوي غرفته، والتي تقع في الطابق الثاني من داره الصغيرة في الزقاق الضيقة المغلقة من محلة قاشا، على مكتبة عامرة احتوت الكثير من الكتب القيمة ومخطوطات نفيسة، أغلاها ثمنًا كان قد اشتراها من القس أوراها شكوانا بمبلغ (50) روبية. 🌍 الأعمال الإنسانية والخدمة الاجتماعية في أوائل القرن الحالي بادر هو والقس يوسف كادو في أيام الحرب العالمية الأولى، بانتشال الكثير من أبناء القوش من الموت بسبب المجاعة التي حلت بالمنطقة جراء تلك الحروب، حيث كانا يقومان بتوزيع ما يقع بأيديهما من الزاد والطعام للفقراء، وينقلان الموتى منهم إلى مثواهم ويوارونهم التراب حتى نهاية الحرب عام 1918. ساهم في إنقاذ بلدته من الهلاك المحتوم عام 1933 جراء إيواء الإثوريين وصلابة موقفه من حمايتهم لهم في القوش، وتسلّل بسيارة المدعو يوسف متي سرسروكي (يوسف متي صارو) عبر الطريق العسكري المحاطة بالبلدة من الجهة الجنوبية، ووصل إلى مدينة الموصل وأخبر مار يوسف عمانوئيل توما الثاني، باطريرك بابل على الكلدان، والذي بدوره تمكن من إنقاذ الموقف. ⚰ الوفاة والتكريم جاء نبأ وفاته في 15/5/1942 إثر نوبة قلبية كالصاعقة على رؤوس كل من كان قد ألفه وعاشره من الطفل وحتى الكاهن (وكنت يومئذ أحد تلامذته لدرس الدين واللغة السريانية والصحة والأشياء والمحادثة في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة مارميخا). تزاحمت المناكب وسُدّت جميع الطرق المؤدية إلى داره للتأكد من الفاجعة بوفاته، غير مصدّقين الخبر. وهكذا كان أول قس يُسجَّى جثمانه في تابوت خشبي مغلّف ومبطن بقماش من الحرير الأحمر من الداخل والخارج لمدة يومين، ليلقوا على جثمانه النظرات الأخيرة، وفي اليوم الثالث وُرِيَ جثمانه تحت التراب في كنيسة ماكوركيس، وهناك نصب من المرمر يخلّد ذكره. 📜 منجزاته وإرثه وضع كتبًا صغيرة الحجم لتدريس اللغة السريانية في المدارس الابتدائية بعنوان (سبلتا): الجزء الأول لمادة التدريس للصف الثالث والرابع، وتخلله صور ورسوم توضيحية. الجزء الثاني لتدريس الصف الخامس. الجزء الثالث والأخير لتدريس طلاب الصف السادس الابتدائي. جمع كثيرًا من الأمثال الشعبية المتداولة في القوش، ولا يعلم أحد مصيرها، ومن المتوقع أن تكون في حوزة مكتبة صادق بولا. هناك خمسة وعشرون رسالة موجهة من القس فرنسيس إلى الأستاذ كوركيس عواد، تتضمّن بعضها شكواه له عن الغبن الذي لحق به في مرتبه الشهري أيام التعليم في ابتدائية القوش قياسًا بزملائه. نظم عشرات القصائد باللهجة الكلدانية الدارجة (سورث)، منها تراتيل لأخوية القربان المقدس، وأناشيد التناول الأول وغيرها. في عام 1924 اقتبس مسرحية من نص إسباني وسُمِّيَت شخصياتها بأسماء محلية وقدمها باسم (قلعة سماقا) التي عالج فيها أمورًا اجتماعية، عكس جميع مسرحياته ذات الطابع الديني. نظم جدولًا لعوائل القوش وأصولها. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك بولس الثاني شيخو | الولادة: 1906 الوفاة: 1989 👶 النشأة والحياة المبكّرة هو صادق بن ججو من آل شيخو، من مواليد بلدة القوش في 19/11/1906. تلقّى الدروس الابتدائية في مدرسة الراهبات في القوش وتعلم اللغة الكلدانية فيها. ⛪ التعليم والخدمة الكهنوتية في 29/11/1921 دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل وواكب الدراسة فيه مدة تسع سنوات. في 16/2/1930 رُسِمَ كاهنًا باسم القس بولس على يد المطران يوسف غنيمة، ثم أُرسِلَ إلى روما للدراسة في المعهد الحبري الشرقي، فأكمل الدراسة فيه وحصل على درجة الملفنة (الأستاذ) في العلوم الشرقية عام 1939. عاد إلى مدينة الموصل وعُيِّنَ مدرّسًا في المعهد البطريركي، ثم مديرًا له حتى عام 1947. في 4/5/1947 رُسِمَ أسقفًا لأبرشية العقرة وزيبار، وبنى دارًا جديدة للمطرانية ومدرسة في مركز الأبرشية بإدارة الراهبات الدومنيكان، ومدرسة أخرى في قرية خربا. كما جدد دير مار عبد يشوع الواقع شمال قرية كندك. في عام 1957 نُقِلَ إلى أبرشية حلب وظل فيها إلى أن وافت المنية البطريرك يوسف غنيمة في 8/7/1957، وعاد إلى الموصل وانتُخِب بطريركًا على الكلدان في كنيسة مسكينته في 14/11/1958. توفّي بتاريخ 1989. 📜 المنجزات والإرث له كتاب مترجم من الإيطالية إلى الكلدانية بعنوان (أم المعونة الدائمة)، طُبِع في الموصل عام 1938 بمطبعة الكلدان. له كتاب مترجم من الكلدانية إلى العربية لإيشوع دناح البصري المسمّى (البلورة في مملكتي الفرس والعرب) وتسمّى في العامية (كتاب العفة), طُبِع ونُشِر في مطبعة النجم الكلدانية في الموصل عام 1939. … | آباء وقديسون | |
| إيليا هومو | الولادة: 1856 الوفاة: 1932 👶 النشأة والحياة المبكّرة القس إيليا ابن الشماس هومو (جونا) ابن الشماس شعيا ابن القس هومو. ولد في القوش عام 1856، مارس التعليم في أرادان وتزوج فيها. ⛪ الحياة الكهنوتية والخدمة في عام 1895 رُسِمَ كاهنًا وخدم في قرى أبرشيتي العمادية وعقرة. عاد إلى القوش وعمل مديرًا لمدرستها ورئيسًا دينيًّا لها. كان مضطلعًا باللغة السريانية ويجيد العربية والكردية، وهو وريث أشهر أسرة بخطاطيها. توفّي عام 1932. 📜 المنجزات والإرث في عام 1869 كتب قصص القديسين، والكتاب حاليًا في المكتبة الوطنية في باريس تحت رقم (309). له مقالات تاريخية عن أحوال عصره ومشاهداته لتجوالاته المتعددة. مراسلات جدلية من صديقه المطران توما أودو. مخطوطات كثيرة منها محفوظة لدى مكتبة دير السيدة، والمنقولة إلى دير الرهبان في بغداد/الدورة، ومكتبة كنيسة القوش، ومكتبة البطريركية الكلدانية. في عام 1921 استُنتِجَ بحثًا في الطب (مامرا دعل مت شوفا). … | آباء وقديسون | |
| اوراها شكوانا | الولادة: 1849 الوفاة: 1930 👶 النشأة والانتماء من مواليد 1849 – القوش. هو القس أوراها بن شمعون (جونا) بن أوراها بن القس شمعون بن دانيال بن القس شمعون بن حنّا بن القس حذبشبا، القس إسرائيل بن القس عوديشو بن القس هرمز، القس إسرائيل الألقوشي. ينتمي إلى عائلة (رابي رابا) (شكوانا)، وتُعتبر من العوائل القديمة الساكنة في القوش. 📚 التعليم والخدمة الكهنوتية تلقّى علومه الدينية في مدرسة مارميخا العريقة في بلدته. رُسِمَ كاهنًا في عام 1882م، وخدم بلدته حتى عام 1893. عمل أمينًا للسر للبطريرك مار عبد يشوع الخياط في عام 1893، وسافر إلى أورميا ودرس الطب في الكلية الأنكليريكية، وقام بتدريس اللغة والخط السرياني فيها. مارس التعليم في قرية أرادن الواقعة في شمال العراق – دهوك. يُعتبر القس أوراها شكوانا من مشاهير الخطاطين للغة السريانية، وتخرّج على يده عدد كبير منهم، وأشهرهم الشماس بولس قاشا. كان شاعرًا فذًّا باللغة السريانية الأم. له عشرات المخطوطات باللغة السريانية محفوظة في مكتبات داخل البلاد وخارجها. توفّي عام 1930م. 📜 منجزاته وإرثه له كتاب في الخدمة الكنسية (كةًٌبًٌا دسوٌكًلًا) – الإيضاحات بالسريانية، وضعه عام 1901، ونسخة منه بخطه في مكتبة المجمع العلمي العراقي (هيئة اللغة السريانية لعام 1925). له خطب محفوظة منها: في عيد مريم العذراء. صلاة ختامية للأعياد الكبرى. في انتقال مريم العذراء. في عيد مار اسطيفانوس. مخطوطة (تاريخ أربيل). في عيد شمعون الشيخ. مديحان لعيد القيامة وغيرها. جميعها محفوظة في مكتبة كنيسة القوش تحت رقم (15)، ولدى صادق شكوانا، ولدى موسى شكوانا، وأخرى في مكتبة كنيسة تلكيف تحت رقم (56)، ومخطوطة تحت رقم (33) في كنيسة القوش. وضع تقويما سنويًّا بالأعياد والتذكارات الكنسية حتى عام 2050م، موجود مع ملحق مخطوطتي الصلاة الطقسية (خودرًا) في كنيسة القوش تحت رقم (104) و(105). مخطوطة (تاريخ أربيل) بِيِعَت إلى مكتبة برلين وسُجِّلت برقم (3126)، وكان ثمنها (3500) فرنك. باعها – منكنة – بعد أن زُوِرَت وأُشبِعَت دخان التنور. … | آباء وقديسون | |
| المطران افرام بدي | الولادة: 1916 الوفاة: 1984 👶 النشأة والحياة المبكّرة هو الياس بن يوسف اوراها عوديشو حنّا بدي من مواليد 1916، ينتمي إلى عائلة بدي والتي قدِمَت إلى ألقوش من قرية باشبيتا في أواسط القرن السابع عشر. ⛪ الحياة الكهنوتية والخدمة دخل المعهد الكهنوتي لمار يوحنان الحبيب في الموصل عام 1929. ورُسِمَ كاهنًا في 15/5/1941 باسم القس أفرام. عمل معلّمًا لدرس الدين في مدرسة ألقوش الابتدائية لفترة طويلة. أسّس الجمعية الخيرية في عام 1947 لمساعدة الفقراء، وعمل راعيًا نشطًا لجمعية (الإخوة للقربان المقدّس) للرجال وجمعية القلب الأقدس للنساء. نُقِلَ في عام 1951 إلى سوريا مُرشدًا للكنيسة الكلدانية فيها، وفي عام 1980 نُقِلَ إلى مصر لرعاية الكنيسة الكلدانية في القاهرة. كان يجيد العزف على آلة الأورغن، وكان له صوت جميل. توفّي في عام 1984 في القاهرة، ونُقِلَ جثمانه إلى العراق ودُفِنَ في كنيسة مريم العذراء في ألقوش أمام الحائط الجنوبي داخل الهيكل وحسب وصيّته. 📜 المنجزات والإرث تأمّلات في أسرار الوردية/حلب/1958. تاريخ الكنيسة الكلدانية بالفرنسية/حلب/1960. كتاب كنز الحياة الروحية بالسريانية الدارجة/الموصل/1948، كركوك/1962 أشهر مؤلفي الطقس الكلداني – مجلة المشرق البيروتية/1962. وضع “النوتة” ألحان لطقس القدّاس الكلداني في مجلّدين/روما/1967. قصة ظهورات العذراء (فاطيما)/القاهرة/1968. ترجم طقس العماذ من السريانية إلى الألمانية/برلين/1971. فهرست مخطوطات مكتبة كنيسة ألقوش (مخطوط). ترجم أناجيل السنة الطقسية من السريانية إلى السورث لمطرانية العمادية (مخطوط). سجّل بصوته عدّة كاسيتات لجميع ألحان الطقس للكنيسة الكلدانية، ونُفِّذَ ذلك من قبل جمعية ألمانية تُعنى بالتراث، وله أهميته كمرجع ومصدر لتعليم الألحان الطقسية للكنيسة الكلدانية. … | آباء وقديسون | |
| المطران اسطيفان بلو | الولادة: 1910 القرن 1990 👶 الطفولة والنشأة هو أبلحد جونا ميخا بلو، مولود في فيشخابور من مواليد 1910. أمّه تُدعى تريزا ميخا ساكو. تعتبر عائلة بلو مع عائلة شكوانا (رابي رابا) وعائلة قوجا من أقدم العوائل التي سكنت ألقوش وظهر منهم نابغون، وخاصة عائلتي بلو وشكوانا، وذلك في الأدب واللغة والعلوم الأخرى والخط السرياني. منهم البطريرك مار يوحنا سولاقا دانيال بلو المتوفّى عام 1555م، والمرحوم القس أوراها شكوانا (1850–1930م). من جرّاءِ القحط وشظف العيش تركت عائلته ألقوش، وهاجرت إلى فيشخابور مع والديه وإخوته الأكبر سنًّا. أمّا هو فلم يكن قد وُلِدَ بعد. وقد اختاروا فيشخابور لأنّ راحيل أخته كانت متزوّجة رجلًا من أهالي المنطقة. وفي تلك الفترة وُلِدَ أبلحد (المطران) في عام 1910م وترعرع في كنف أخته. وفي بداية الحرب العالميّة الأولى 1914، ونتيجة الاضطرابات التي حدثت وعصفت بالمسيحيّة في منطقة فيشخابور، قُتِلَ زوج راحيل أخته، وهربت إلى قرية (خانكِ) السوريّة. أمّا ميخا وتريزا والأولاد فهربوا مع الهاربين حتى وصلوا قصر أيزيدين التي كان يسكنها اليزيديّون. ومكثوا فيها مدّة سنتين، ومنها هاجروا إلى كرملّيس عام 1916، وفيها عاشوا فقراء يكدحون في سبيل تحصيل لقمة العيش. أمّا الصغير أبلحد فبدأ يتعلّم مبادئ اللغة السريانيّة على يد المعلّم المشهور توما قزح، واضع اللَّبنة الأولى في بناء صرحه العلمي واللغوي والثقافي. وهنا حدث تغيّر بسبب وفاة والده وزوج أخته. أمّا والدته ففضّلت العودة إلى ألقوش لوحدها وعملت خبّازة في دير السيّدة، بعدها أرسلت في طلب ابنها أبلحد ليعيش معها في الدير بعد أن كان مع أخيه الأكبر ميخا. 🙏 حياته الدينيّة كان وصوله الدير عام 1924م، وبها دخل سلك الرهبنة باسم اسطيفان بلو. ومنذ دخوله هذا الدير وعمره 14 عامًا، تأكّد لدى رؤسائه مدى حبّه واحترامه للقوانين والأنظمة الصارمة المطبّقة في الدير المذكور، إضافة إلى اندفاعه نحو التقوى والعبادة وعمق الإيمان. وفيها لبس اسكيم الرهبنة حتى عام 1927 ليُرسَلَ إلى المعهد الكهنوتي في الموصل. وكان متفوّقًا دراسيًّا على زملائه، ومثالًا رائعًا في الأخلاق والصدق. في عام 1930م نال نذر الرهبنة ولا زال طالبًا في المعهد المذكور. وفي 14/10/1934 رُسِمَ كاهنًا باسم الأب اسطيفان بلو، ثم عاد إلى ديره وهو مليء الثقة بالإيمان والمحبّة. في عام 1935 قرّر رؤساؤه إرساله إلى روما لمتابعة دراسته، وبعد خمس سنوات نال شهادة الدكتوراه في العلوم الشرقيّة. ثم عاد إلى وطنه في عام 1940م وعُيِّنَ رئيسًا للمبتدئين. وفي عام 1942 انتُخِبَ مديرًا أوّلًا للرهبنة الكلدانيّة الهرمزديّة. ⛪ خدمته الكهنوتية والإدارية في عام 1948 أُسنِدَت إليه رعاية الدير، فانتُخِبَ رئيسًا عامًّا للرهبنة حتى عام 1958. وخلال العشر سنوات الأخيرة من خدمته هذه أنشأ أوّل أكليريكيّة رهبانيّة للمؤهَّلين من الرهبان، وتخرّج منها بدرجة الكاهن أحد عشر راهبًا، وُزِّعوا إلى مختلف مراكز الطائفة. في عام 1949 قام بوضع الحجر الأساسي لبناية الميتم للأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى ورعاية أبويّة. وحين اكتمل البناء عام 1951، أُيوِيَ عدد كبير من اليتامى في الميتم، وتمّ الاهتمام بهم وإكساؤهم وتثقيفهم بإدخالهم المدارس الابتدائيّة ثم المتوسطة والإعدادية في ألقوش، إلى جانب التعليم الديني لهم. وكل ذلك كان مجّانًا وخيرًا للإنسانيّة المعذّبة. في عام 1958 عُيِّنَ نائبًا أسقفيًّا عامًّا لأبرشيّة سوريا الكلدانيّة، حتى عام 1959 عُيِّنَ بطريركيًّا لها. وفي 10/ك2/1959 ارتُسِمَ مطرانًا في بيروت. وفي 24/7/1990 تُوفِّيَ في مدينة روما، ودُفِنَ جثمانه – حسب وصيّته – في كنيسة دير السيّدة، وله نصب جداري عن حياته فيه. 📜 منجزاته الربان أدم عقرايا. مجلة النجم 8/1936، ص 223–224. افراهاط الحكيم. مجلة النجم، ص 229–304. اليد المارونيّة والطائفة الكلدانيّة – نقد تاريخي – مجلة النجم 10/1938، ص 20، 25، 54، 60، 111. القرن السادس عشر عن تقرير لاونر دهابيل – مجلة النجم 10/1938، ص 170–175. توما الألقوشي. مجلة النجم 10/1938، ص 292، 296، 320. في طريق الكمال – ترجمة من الإيطاليّة إلى السريانيّة على شكل محاور تمثيليّة/الموصل/1957. التعليم المشجّع في طريق الابتدائيّة الرهبنة، وضعه بالسريانيّة/الموصل/1957. ترتيلة في مدح العذراء بالسريانيّة الدارجة، كتاب القيثارة/1972. مخطوطة عن حياة البطريرك مار عمانوئيل توما الثاني بالسريانيّة – فهرست خزانة الرهبنة الكلدانيّة في بغداد، الأرقام 663/1946، 664/1953، 665/1954. مخطوطة كتاب الحوليّات بالسريانيّة (طبًا يوميًا)، كتاب تاريخي. مخطوطة كتاب أعمال المجمع الأسقفي لانتخاب البطريرك يوسف السابع غنيمة/1947. مخطوطة أنشودة لعيد مار يوسف بالسريانيّة، وضعها عام 1955. مخطوطة جمع ورتّب رسائل المطران يعقوب أوجين منّا بالسريانيّة – خزانة الرهبنة 962/1950. شعر المناسبات – خزانة الرهبنة الكلدانيّة، الرقم 871/2/1957. كتاب الفرص (كتبًا دفورسًا)، كتاب أدبي اجتماعي. … | آباء وقديسون | |
| الأب مجدي علاوي | الولادة: 1970 الوفاة: – 👶 النشأة والتحوّل مجدي علاوي هو كاهن لبناني وُلِدَ في عام 1970. وقد تحوّل من الإسلام إلى المسيحيّة وأصبح عابرًا للمسيح في سنة 1981 عندما كان عمره حوالي 11 سنة. ✝️ الكهنوت والخدمة أصبح كاهنًا لبنانيًا مشهورًا جدًا لما قدّمه من أعمال خيريّة. ويشتهر الأب مجدي علاوي بأنّه ابنٌ بارّ للسيّد المسيح حيث لا تفارق شفتاه كلمات يسوع المسيح على الدوام، ومن أهمها: المحبة ثم المحبة لجميع البشر. 🏥 الأعمال الخيريّة قام بتأسيس جمعيّة خيريّة هدفها مساعدة الشباب، وخصوصًا المدمنين على المخدّرات وشرب الكحول وغيرها. كما قام بافتتاح مطعم في لبنان يقدّم الطعام لجميع الفقراء والمحتاجين. 💒 جمعية سعادة السماء أسّس جمعيّة خيريّة أُخرى (جمعيّة سعادة السماء) هدفها الأساسي مساعدة الفقراء والمحتاجين والمتشرّدين. 🌟 المحبة والخدمة يُعتَبر الأب مجدي علاوي شخصيّة محبوبة كثيرًا في لبنان، لما قدّمه من مساعدات وكرازات وأعمال خيريّة إلى الكثيرين من أبناء وطنه. … | آباء وقديسون | |
| المطران اسطيفان كجو الأول | الولادة: 1883 الوفاة: 1953 📖 النشأة ينتمي اسطيفان إيليا كجو إلى عائلة كجو القادمة من قرية أشيثا. وُلِدَ في مدينة الموصل في 16/1/1883م وأكمل دراسته الابتدائيّة فيها. 🎓 الدراسة والتكوين في 10/9/1895 أُرسِلَ إلى أكليريكيّة القديس لويس للآباء الكبّوشيّين في مدينة إسطنبول. وبعد اثنتي عشرة سنة من الدراسة المتواصلة للعلوم اللاهوتيّة واللغويّة، نال الدرجة الكهنوتيّة في 25/7/1907. ⛪ التعليم والخدمة الأولى في 30/8/1907 عاد إلى الموصل، وعيّنه البطريرك يوسف عمانوئيل توما الثاني (1900–1947م) معلِّمًا يُلقي الدروس الكتابيّة باللغتين الفرنسيّة والتركيّة، والتاريخ الكنسي على طلبة المدرستين العلمانيّة والكهنوتيّة في الموصل. انتقل إلى قصبة ألقوش في 1909 وأدار مدرستها لغاية عام 1915، وفتح صفًّا تمهيديًّا للدراسات الكهنوتيّة واتّبع فيها النظام الداخلي. وفي عام 1910 أسّس في بلدته ألقوش “أخويّة القربان المقدّس”، ولا تزال قائمة لحدّ الآن. 🙏 الخدمة الكهنوتية خدم في خورنة مار يوسف في الموصل من 1915 – 1918م. وفي عام 1918 عمل وكيلًا بطريركيًّا وزائرًا لأبرشيّة عقرة. وفي عام 1919 عاد إلى الموصل ليساعد غبطة البطريرك عمانوئيل في إيواء اللاجئين، وخاصة الآثوريّين منهم بسبب الحرب العالميّة الأولى. من 1922 إلى 1927 أدار ميتم الأطفال المنكوبين الذي أُنشِئَ بفكرة منه، وتخرّج منه العديد من الشخصيّات، ومنهم المطران زيا دشتو (1910–1972) والراهبة الأخت برناديت صائب (1919+ ؟) رئيسة راهبات بنات مريم الكلدانيّات. ومن عام 1927 إلى عام 1939 عمل وكيلًا بطريركيًّا في كنيسة أمّ الأحزان. ✝️ الرسامة الأسقفية في 4/5/1947 رُسِمَ مطرانًا لأبرشيّة الموصل وبصفة معاون بطريرك، مع كلٍّ من المطران بولس شيخو والمطران روفائيل ربان، بسبب مرض البطريرك عمانوئيل. ⚰️ الوفاة بتاريخ 28/6/1953 تُوفِّيَ إثر مرضٍ عضال أمهله خمسة أيّام فقط طريح الفراش، ودُفِنَ جثمانه في كاتدرائيّة القديسة مسكينتا. ورثاه الكاتب الآشوري “أدي” بمقالة مؤثّرة نشرها في مجلّته الشهيرة (كلكامش) الصادرة في العقد السادس من القرن العشرين، وكانت تصدر باللغة السريانيّة (السورث). 📜 منجزاته وضع كتابًا عن حياة الأنبا جبرائيل دنبو وطَبَعَه في الموصل عام 1932. وضع كتاب أسفار البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني، ونشره في مجلّة النجم، المجلّد الأوّل منه 1929، ص 530–532. نظَم ملحمة شعريّة بالسورث تقع في 208 أبيات باسم (السيف الأوّل)، يصف فيها مجزرة (أدن) في تركيا، ذاكرًا فيها أسماء الضحايا من تلكيف وألقوش أيّام الاضطهاد التركي للأرمن والآشوريّين. وضع فهرسًا للمكتبة البطريركيّة في الموصل، يصف فيه 141 مخطوطة مضافًا إليها 116 مخطوطة للفهرس للمطران أدي شير، بالاشتراك مع المطران روفائيل بيداويد واسحق عيسكو. وقد ذكره المستشرق (فياي) لهذا الفهرس في مؤلّفاته. أشرف على مسرحيّة (الملكة أستير) وأخرجها في عام 1912 ومُثِّلَت في ألقوش، وكان من بين الممثّلين: يوسف رئيس (يوسف باخوخا)- ميخا كادو – بولس قاشا وغيرهم. … | آباء وقديسون | |
| المطران إسرائيل اودو | الولادة: 1858 الوفاة: 1941 📖 النشأة هو إسرائيل بن القس هُرمِز بن ميخائيل بن مرخو بن اسحق حكيم بن أودو. وهو ابن أخ البطريرك يوسف أودو وشقيق المطران توما أودو. 🏡 العائلة والجذور ينتمي إلى عائلة مرخو، والتي نزحت إلى ألقوش من منطقة (تخوما – ديادين) الواقعة حاليًّا في جنوب تركيا. ومن مواليد 1858م، درس في مدرسة مار ميخا في ألقوش. 🎓 التكوين والخدمة الأولى دخل المعهد الكهنوتي الكلداني في الموصل وتخرّج عام 1881م. قدَّم أوّل خدماته في كنيسة ألقوش. نُقِلَ إلى بغداد برفقة البطريرك إيليا عبو اليونان عام 1888، وبقي فيها حتى عام 1891م. ⛪ الخدمة في البصرة خدم في البصرة وبنى كنيسة مار توما الرسول والمقرّ البطريركي والقائمين فيها لحدّ الآن. وأنشأ مدرسة لأبناء الطائفة الكلدانيّة. دامت خدماته في البصرة زهاء العشرين عامًا، وكان مضرب المثل بالإخلاص والتفاني في خدمة الطائفة. ✝️ الرسامة الأسقفية في عام 1909 انتُخِبَ مطرانًا لأبرشيّة ماردين إثر وفاة رئيس أساقفتها مار إيليا ملوس. وفي 25 شباط 1910 نال رتبة الأسقف، وفي 27 منه رُسِمَ أسقفًا لها. 📜 كتاباته ومآثره تجاوزت خدماته لهذه الأبرشيّة الثلاثين عامًا من 1910 – 1941م. وكان يتقن اللغة الكلدانيّة وقد ترك فيها عدّة رسائل بليغة لغويًّا وذات قيمة تاريخيّة. كما رثى مذابح ماردين وديار بكر والجزيرة وسعرد ودان في تركيا في رسائل مؤثّرة للذين سقطوا ضحايا الحرب العالميّة الأولى من بني قومه. ⚰️ الوفاة توفّي في 10 شباط 1941 في مدينة ماردين ودُفِنَ فيها. … | آباء وقديسون | |
| مار إيليا ابونا | الولادة: 1863 الوفاة: 1955 📖 النشأة هو كوركيس ياقو مروكي أبونا. من مواليد 1863م. وهو الشقيق الأصغر لإسرائيل أبونا، والذي رُسِمَ كاهنًا عام 1879م من قِبَل مطران العماديّة مار كيوركيس كوكا والمتوفّي عام 1896م في قرية بيدارو قرب زاخو. 🎓 التكوين الكهنوتي دخل كوركيس ياقو المعهد الكهنوتي في الموصل عام 1887 على يد مار إيليا عبو اليونان، بطريرك بابل على الكلدان، باسم القس كوركيس أبونا. وبعد رسامته قسيسًا، أرسله البطريرك إلى المدن: ماردين، ديار بكر، طرسوس. ثم شغل منصب الوكيل البطريركي لمار عبو اليونان في الموصل. وبعدها خدم في كلٍّ من حلب، بيروت، إسطنبول إلى عام 1902م، حيث استُدعِيَ من قِبَل مار عمانوئيل توما الثاني ليستقرّ في بلدته ألقوش. ⛪ الأنشطة الكنسية في عام 1903 أنشأ لجنة مشرفة على صندوق التبرعات الكنسيّة من مجموع وجهاء البلدة، يسمَّون (وكلاء). وفي عام 1909م نُقِلَ كاهنًا إلى الموصل من قِبَل البطريرك نفسه. إلّا أنّه توجّه إلى قوجانس والتحق بمقرّ بطريركيّة الكنيسة الشرقيّة الآثوريّة. واستقبله مار شمعون بنيامين أبونا وبصحبته كلٌّ من الشماس يوسف عبيا ودنو أبونا وبتو ساوا والقس إيليا من تللسقف. وفي رحلته من ألقوش إلى قوجانس أُلقِيَ القبض عليه وأُودِعَ السجن في جوناميرك لمدّة شهرين. ثم أُفرِجَ عنه بوساطة مار شمعون بنيامين لدى السلطات التركيّة – العثمانيّة – في إسطنبول. وفي قوجانس رُسِمَ مطرانًا على أبرشيّة آشور – موصل وتوابعها – باسم المطران إيليا أبونا. وبدوره رَسَمَ الشماس يوسف عبيا كاهنًا باسم القس يوسف عبيا. 🕊️ المحن والخدمة في عام 1910 عاد إلى مسقط رأسه ألقوش، إلّا أنّه أُلقِيَ القبض عليه ثانية ورُحِّلَ إلى الموصل، فتمكّن من الهروب والاختفاء في بيت نمرود الرسّام. وبمساعدته خرج من الموصل متوجّهًا إلى دهوك، ثم قوجانس مرّة ثانية، وعُيِّن مطرانًا على أبرشيّة (صرا) (سعرت). وفي عام 1918 شارك في انتخاب مار شمعون بولس في مدينة خوسراوا بطريركًا على الكنيسة الشرقيّة بعد مقتل البطريرك مار شمعون بنيامين أبونا على يد إسماعيل آغا (سمكو). وحضر رسامته في 15/3/1918. وفي كانون الأوّل/1919 رافق مار شمعون إلى تفليس، وكان بانتظاره قائد الحامية الجنرال نزاروف – للتفاوض على مصير الآثوريّين في تركيا وإيران. كما حضر انتخاب مار شمعون إيشي باطريركًا على الكنيسة الشرقيّة الآثوريّة، والذي كان طالبًا في إنكلترا مع عمّته سُرمي يدرس فيها. 🤝 العودة إلى الكنيسة الكلدانية في 6-12-1922 عاد مار إيليا أبونا إلى ألقوش مرّة ثانية، دون أن يكون له مسؤوليّة، مقدِّمًا الطاعة إلى مار عمانوئيل توما الثاني. فقبله بشرط أن لا يكون له أي نشاط ضد الكنيسة أو يسيء إليها. وفي عام 1914 عُيِّنَ وكيلًا لأبرشيّة عقرة. وبعد فترة قصيرة رجع ثانية إلى ألقوش بدون مهام كنسيّة. ⚰️ الوفاة في عام 1955 توفّي ودُفِنَ في كنيسة مار كيوركيس في ألقوش. وهناك نُصِبَ من حجر المرمر يوجَز فيه حياته باللغات الثلاث – العربيّة، واللاتينيّة، والكلدانيّة – من نحت البنّاء اسحق حنّا جونازرا في عام 1957م. 📜 منجزاته وضع كتابًا في تاريخ الكنيسة عنوانه (اقلسيسطيقا)، وتوجد نسخة منه في مكتبة المطران يوسف بابانا. ألّف كتابًا في علم الفلك عام 1905. وضع تاريخًا مختصرًا لأسرة أبونا. نقل من العربيّة إلى السورث رواية (يزداندوخت) للمطران سليمان صائغ. … | آباء وقديسون | |
| المطران إرميا طيماثيؤس مقدسي | الولادة: 1847 الوفاة: 1929 📖 النشأة ينتمي إلى عائلة مقدسي، وُلِدَ في ألقوش في 13-1-1847م، دخل دير الربّان هُرمزد عام 1864م، وبعد خمس سنواتٍ من دخوله الرهبنة، أرسله رؤساؤه إلى روما لتلقّي العلوم الكنسيّة والفلسفيّة، تقديرًا لأهليّته ومقدرته التعليميّة. 🎓 الدراسة والكهنوت نال درجة الأستاذ في الفلسفة واللاهوت، ورُسِمَ كاهنًا في عام 1879م. عاد إلى ديره ليعلِّم الرهبان اللاهوت النظري والأدبي والمنطق، وفي عام 1888م عُيِّن وكيلاً بطريركيًّا على أبرشيّة أورميا، بعد استقالة ميخائيل نعمو مطران سعرد. ⛪ الرسامة الأسقفيّة وفي عام 1892م رُسِمَ أسقفًا على زاخو وتوابعها. وفي عام 1899م حضر انتخاب البطريرك عبد يشوع الخيّاط. وفي سنة 1914م بنى كاتدرائيّة مار كيوركيس بجانب القلاية الأسقفيّة في زاخو، وأكمل بناؤها عام 1919م. 🤝 الخدمة الرعويّة وفي عام 1928م، نظرًا لشيخوخته وصعوبة إدارة أبرشيّته الواسعة، عيَّن البطريرك عمانوئيل المطران مار بطرس عزيز الموصلي مساعدًا له. وبسبب هذا التعيين، ترك الخوري أبلحد قلو، والذي هو ابن أخت مار طيماثيؤس، الكنيسة وعاد إليها عام 1950م، وكان يطمح بخلافة خاله. 🕊️ الوفاة توفّي المطران مار إيرميا طيماثيؤس في 3 آب 1929م. 📜 أهم منجزاته وضع كتابًا في النحو للغة الآراميّة وطُبِعَ في مطبعة الدومنيكان عام 1889م. نقل كتابًا للمنطق عن اللاتينيّة ولم يُطبَع، وكتابًا آخر للاهوت الأدبي، وطُبِعَ منه على شكل كراريس، ولم يُنجَز الباقي وذلك في عام 1884م. ترجم كتابًا للاهوت الأدبي بمجلّدين من اللغة الإيطاليّة إلى الآراميّة وذلك عام 1922م، وأهداه إلى دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش. له عدّة قصائد باللغة السريانيّة (سورث). له مذكّرات ورسائل خاصّة، كان يحتفظ بها الشمّاس سليمان مقدسي – وهو ابن أخيه. … | آباء وقديسون | |
| القديس جان غابرييل بربوير | الولادة: 1802 الوفاة: 1840 ✨ الميلاد والنشأة وُلِدَ القديس جان غابرييل بربوير في 6 كانون الثاني عام 1802م بقرية مونجيستي في جنوب فرنسا لعائلة تقية مكونة من ثمانية أطفال، منهم خمسة مكرسين، ثلاثة كهنة وراهبتان. كانت كنيسة فرنسا قد خرجت لتوها من تجربة الثورة الفرنسية مرتدية ملابس أرجوانية لاستشهاد أبنائها. في بداية القرن التاسع عشر كانت المناظر قاتمة، مبانٍ مدمرة، أديرة منهوبة، وأرواح بلا رعاة. هنا ظهر نموذج للشاب جان ليسير على مسيرة الأبطال، فانضم إلى رهبنة اللعازريين، وعندما أكمل دراسته اللاهوتية سُمِّي كاهنًا عن عمر 23 عامًا. وبعد ذلك أصبح عميدًا للمعهد الدراسي ومعلمًا للمبتدئين بسبب القداسة التي رآها رؤساؤه فيه. توفي شقيقه الصغير لويس وهو في طريقه للتبشير في الصين عن عمر يناهز 24 عامًا، وطلب جان غابرييل تنفيذ المهمة التي أوكلت إلى أخيه. ⛪ الرسالة والإرسالية أبحر من ميناء لوهافر متجهًا إلى الصين، ووصل إلى جزيرة ماكاو في 29 آب عام 1835م. توقف هناك بضعة أشهر لدراسة اللغة الصينية، وكانت حياة صعبة وسط القمامة والمخاوف في كل مكان، وسيرًا آلاف الأميال على الأقدام لتفقد المجتمعات المسيحية الصغيرة هناك مع صعوبة اللغة. أثمرت إرساليته ثمارًا كثيرة، وكان يعيش حياة إنجيلية مع حمل صليبه يوميًا. كان يقول هناك حقيقة واحدة ضرورية، وهي أن لا نحيد عن طريق يسوع المسيح الذي قال: “أنا الطريق والحق والحياة” و”أنا نور العالم”، فعلينا أن نسير في النور، ومن يتبعه لا يعيش في الظلام بل يمتلك نور الحياة. وقال أيضًا عن سر الإفخارستيا: “نحن في حاجة إلى قوة لتدعيم رسالتنا، وهذه القوة هي سر القربان المقدس، حيث يسوع المسيح يقدم نفسه غذاء لأنفسنا”. وبسبب المرسوم الذي أصدره الإمبراطور المانشو كوينلونغ في عام 1794م بحظر الديانة المسيحية في الإمبراطورية ومنع رجال الدين من التبشير، اضطرّ الأب جان مع المبشرين الآخرين إلى الاختباء وسط الغابات والكهوف المخيفة، وتعرّض للخيانة من أحد المسيحيين في سبيل المال مقابل أن يرشد إلى المكان الذي كان يختبئ فيه. ومن هنا بدأت مسيرة الجلجلة الحزينة لجان غابرييل، فاصبح من أوائل ضحايا الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في الصين. ⚖️ القبض والتعذيب تم القبض عليه في تشايون كيو يوم 26 أيلول عام 1839م، حيث تعرَّض للضرب والاستجوابات وهو على ركبتيه مقيدًا في سلاسل حديدية صديئة ومعلقًا من يديه، وشُدَّ شعر رأسه على عمود خشبي. طلبوا منه أن ينكر إيمانه، وتعرض للتعذيب والضرب بعصى من الخيزران المستمر لمدة ثمانية أشهر، وأكثر من ذلك السخرية من قبل الجنود على إيمانه المسيحي والأسرار المقدسة. وثُمَّ حُبِس في سجون غير صحيّة، حيث ظلّ في انتظار حكم الإعدام الصادر بحقّه من قبل المحكمة المحلية، ويتم اعتماده من قبل الإمبراطور. ✝️ الاستشهاد والقداسة في صباح يوم 11 أيلول عام 1840م عند الظهر، حُكِم عليه بالصلب مع سبعة مجرمين. مات مصلوبًا على مثال معلمه السيد المسيح، وجُرِّد من ثيابه، وأصبح القديس جان غابرييل أول قديس للصين. وأُعلِن قداسته على مذبح الرب على يد البابا يوحنا بولس الثاني في 2 حزيران 1996م. وقبل وفاته كتب القديس جان غابرييل هذه الصلاة: “يا مخلصي الإلهي، حَوِّلني إلى ذاتك، امنحني أن أعيش فيك، بواسطتك ومن أجلك، حتى أقول حقًا مع القديس بولس الرسول: أنا لا أحيا بعد بل المسيح يحيا فيّ”. … | آباء وقديسون | |
| القديس نوهرا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 290 حياة القديس نوهرا الشهيد – (شفيع البصر) ✨ النشأة والتربية إنّ القدّيس نوهرا الشهيد كان سريانيًّا من مدينة ساموزات التابعة لإنطاكية من أسرة عريقة في الفضل والفضيلة ووالدين مسيحيّين صالحين صرفا جلّ العناية في تهذيبه وتثقيفه، فأرضعاه لبان التقوى والعلم والأدب منذ طفولته، فقد والديه وهو في الثانية عشرة من عمره، فكرهت نفسه أباطيل الدنيا وبهجتها وعافت زخارفها وبهجتها، وتاقت إلى الحياة الإكليريكيّة أو بالحري نزعت إلى الحياة النسكيّة. فباع كلّ مقتناه ووزّعه على المساكين امتثالًا لمشورة سيّدنا يسوع المسيح القائل لذلك الشاب: “إن شئت أن تكون كاملاً امضِ فبعْ مقتناك وأعطه للمساكين فيكون لك كنـز في السماء وتعال اتبعني” (متى 19:21). فلجأ إلى القدّيس مكاريوس وأكبّ على درس الكتب المقدسة عنده فبلغ منها مبلغًا بعيدًا واتخذ لنفسه حياة نسكيّة بحتة، ولم يكن يتناول من المأكل سوى القليل من الخبز اليابس والأعشاب الخضراء، ولم يقترب من النار مهما كان البرد قارسًا، وكان مزاولًا الصلوات والتأملات وملازمًا الصمت، ولَم يكن يفتح فاه إلاّ لشرح الأسفار المقدّسة. ولما نشأ ونما في العمر والعلم والفضائل، رُسِمَ كاهنًا في إنطاكية، حينئذٍ شمر عن ساعد الجدّ والكدّ بتثقيف الناشئة إذ فتح لها مدرسة أسوة بأستاذه القدّيس مكاريوس، وقد طالما نزعت نفسه إلى الأعمال الخيريّة والتعاليم الروحيّة، فصرف همّته إلى تعليق وتفاسير الكتاب المقدّس الضافية ودحض الارتكاسات وإظهار الحجج البيّنة في الأضاليل. 📖 الإنجازات العلمية والدينية ثمّ أخلّى ذراعه لترجمة الكتاب المقدّس من العبريّة إلى اليونانيّة، فأصبح نابغة عصره وإمام عصره وحجّة دهره، يحطّ طلاب العلوم رحالهم في فنائه ويستصبح جهابذة النظر بباهر ضيائه، حتى إنّ القدّيس إيرونيموس أخذ عنه من مواد تآليفه وتفاسيره للكتب المقدّسة. فأمسى منقطع النظير بعلومه وأشدّ رجال الدين غيرةً وعملاً في حقل الكنيسة، وأكبر دعامة للديانة المسيحيّة في عصره. ⚔️ الاضطهاد والجلجلة فأُوُشِيَ به إلى الملك مكسيميان الطاغي الذي أمر بإحضاره، حينئذٍ لجأ إلى البراري عملًا بمشورة سيّدنا يسوع المسيح القائل: “إذا اضطهدوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى أخرى” (متى 10:27). وكان هناك كصوت صارخ في البرية ينير بإرشاداته ومثاله وتعاليمه، يهدي ويرشد إلى طريق الخلاص. فأرسل الملك جنودًا فقبضوا عليه واقتادوه إلى السجن، وفي طريقه صادف جنودًا من تلاميذه كانوا قد أنكروا الديانة المسيحيّة خوفًا من الاضطهاد، ولكنّهم عند رؤيتهم هذا القدّيس مقتادًا إلى السجن واستماعهم إرشاداته السديدة عادوا واعترفوا علنًا بالدين المسيحيّ، وكانوا نحو أربعين جنديًّا، فقتلوا منهم بعضًا واقتادوا بعضًا إلى السجن. وفي مروره أيضًا على مدينة نيقوميديا، وجد قسمًا من المسيحيّين قد ضعفوا في إيمانهم، فشدّد عزمهم وشجّعهم على الاحتمال وثبّتهم في الدين المسيحيّ، ودُعي بحقّ نوهرا أي النور، لأنّه كان منارة بعلومه وفضائله ومثله. فزُجَّ في السجن حيث كان يضاعف صلواته وإرشاداته المفيدة. ✝️ الشهادة والإستشهاد وقد كتب رسالة من السجن لأهل أنطاكية، وهو أسير يسوع المسيح، يثبّتهم في الدين المسيحيّ. والملك مكسيميان لم يكن يقابله خوفًا من أن يرتشد بأنوار تعاليمه الساطعة، لذلك كان يخاطبه بواسطة ترجمان قائلاً: «أبعدوا هذا الرجل من أمامي لأنّي أصبحت بخطر عظيم من أن أصير مسيحيًّا من حججه الراهنة». وقد وعده بأنّه يجعله مساويًا له في العرش إن جحد الدين المسيحيّ، وإن أبى فيذيقه أمرّ العذابات. حينئذٍ سخر القدّيس بمواعيده ووعيده ونادى مكرّرًا: “أنا مسيحيّ”. فأُعِدّ له خشبة مثقوبة من أربعة مواضع وأُدخِل فيها مضغوطًا، فتكسّرت مفاصله وتخلّعت رجلاه، وأُلقي بهذه الحالة في السجن مع رفقائه مدّة أربعة عشر يومًا، وكانوا يقدّمون له من لحم الخنازير طعام الأوثان، فكان يأبى قائلاً: “أنا مسيحيّ”. وفي ليلة عيد الغطاس زاره بعض تلاميذه، فطلب خبزًا وخمرًا ووضعهما على صدره وهو ممدود قائلاً: “صدري هو مذبح الربّ!” وقدّس الخبز والخمر كما صنع سيّدنا يسوع المسيح في العشاء السرّيّ وناول تلاميذه، وسبحان العناية الإلهيّة التي قيضت له ولتلاميذه هُنيهة، لم يدخل عليهم أحد من الحرّاس. ولما انتهوا إذا بوزير الملك يدخل على القدّيس ليرى هل هو حيّ أيضًا، فابتدره القدّيس هاتفًا: “أنا مسيحيّ”، فدهش الوزير من شجاعته واحتماله وصبره وسأله: من أين أنت؟ أجاب: “أنا مسيحيّ”. سأله: ما مهنتك؟ “أنا مسيحيّ”. من هم أهلك؟ “أنا مسيحيّ”. وبعد جوابه الأخير طارت نفسه إلى السماء في اليوم السابع من كانون الثاني سنة ثلاثمئة واثنتي عشرة. 🌟 القداسة والشفاعات وما كان أجمل تأويل الذهبيّ الفمّ لأجوبة القدّيس: فبلاده هي السماء، ومهنته من السماء، وأنسباؤه في السماء. ولفظة نوهرا سريانيّة تأويلها النور، وهو شفيع خاص للبصر. وكتب العلماء البولنديون المدقّقون: إنّ الملك مكسيميان أمر بعد موت القدّيس نوهرا أن يُعلّق في يمينه حجر ثقيل ويُغرّق في عمق البحر ليُخفى جثمانه ويمحو ذكره، ولكن قوّة الله التي حفظت يونان النبيّ في بطن الحوت سالمًا قد حفظت جسد هذا القدّيس سالمًا مدّة أربعة عشر يومًا. وفي هذا اليوم الأخير أوحى إلى أحد تلاميذه أن يذهب مع رفاقه إلى سيف البحر حيث عيّن له المكان، وهناك يجد جثّته سالمة من الفساد ويدفنوها. فسار جمهور إلى الشطّ ورأوا حوتًا صاعدًا من البحر يحمل جثّة القدّيس بإكرام، طافًا بها على سطح المياه يشقّ الأمواج آتيًا إليهم، ولمّا بلغ الشطّ وضع جثّة القدّيس ومات فرحًا. وقد نقل التقليد إلينا أشعارًا كانت تنشدها العامّة، نذكر بعضها معرّبًا: فهـا التنين قد وافـى على ظهـر يقل النـور بتبجيـــل وإكــرام ومن بهج يلاقي الحتـف بشوش الوجه معكافـا فوق المــوج طوّافـا تجــاه الناس آلافــا عنـد الشــطّ مهتافـا وربّما كان هذا التقليد مصدرًا لاعتقاد العامّة في أسمر جبيل وغيرها من القرى اللبنانيّة حيث يكرّم القدّيس، إذ يظهر أحيانًا على أمواج المياه البحريّة وفي الآبار. … | آباء وقديسون | |
| القديس ريتشارد رينولدز | الولادة: – الوفاة: 1535 📖 السيرة شهيد من رهبان البرغيتين في إنجلترا، وهو أحد أربعين شهيدًا لإنجلترا وويلز. وُلد في ديفون، إنجلترا، عام 1492، وتلقى تعليمه في جامعة كامبريدج. في عام 1513، انضم إلى رهبنة البرغيتين في دير سايون بجزيرة إيسلوورث. عندما طالب الملك هنري الثامن بالقسم الملكي، رفض ريتشارد وآخرون قبول ذلك ووقفوا ضده. أُعدم في تايبيرن سنة 1535 م، وقد قدّس عام 1970. يُعيّد له في 4 مايو. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي رالف كوربي | الولادة: – الوفاة: 1644 📖 السيرة شهيد من اليسوعيين في إنجلترا، معروف أيضًا باسم رالف كوربينغتون. وُلد في مايوث، أيرلندا، في 25 مارس 1598. تلقى تدريبه في سانت أومير بفرنسا، وفي إشبيلية وفالادوليد بإسبانيا قبل أن يُرسَم كاهنًا. انضم إلى رهبنة اليسوعيين عام 1631، وتطوع في 1632 للقيام بمهمة خطرة في إنجلترا، حيث كُلِّف بمسؤولية المنطقة المحيطة بدورهام. عمل لمدة اثني عشر عامًا قبل أن يُعتقل بالقرب من نيوكاسل مع الطوباوي جون دوكيت. استُشهد شنقًا، وسحبًا، وقطعًا إربًا في تايبيرن في 7 سبتمبر. تُوفي في سنة 1644 م ويُعيّد له في 7 سبتمبر. أُعلن طوباويًا عام 1929. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ألكسندروس الثالث | الولادة: 1869 الوفاة: 1958 البطريرك ألكسندروس الثالث (9 آذار 1869 – 17 حزيران 1958) بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وخليفة بطرس وبولس لكنيسة أنطاكية الأرثوذكسية. 🧑🎓 حياته ولد عام 1869 في دمشق لعائلة مسيحيّة أرثوذكسيّة. درس في المدرسة الآسيّة حتى عام 1880. وفي 12 أيّار 1886 ألبسه البطريرك جيراسيموس الأوّل الإسكيم الرهباني، وأصبح تابعًا للمقر البطريركي في دمشق. في 15 أيلول 1887 أُرسِلَ إلى معهد خالكي في اسطنبول. وفي 6 شباط 1894 رُسِمَ شمّاسًا في مدرسة خالكي، وفي 4 تمّوز من العام ذاته حاز شهادة معلّم في اللاهوت بتقدير ممتاز. بعدها عاد إلى سوريا وعمل مدرّسًا ثلاث سنوات في مدارس الغسّانيّة في حمص. ⛪ كهنوته في 20 نيسان 1900 عيّنه البطريرك ملاتيوس الثاني كاهنًا وأرسله إلى موسكو سفيرًا روحيًّا بين الكرسيّ الأنطاكي والكرسيّ الروسي. وفي موسكو رُقِّيَ عام 1903 إلى درجة أرشمندريت على يد مطرانها فلاديمير. وفي عام 1908 انتُخِبَ مطرانًا على أبرشيّة طرابلس. بعد وفاة البطريرك غريغوريوس الرابع حدّاد حدث انقسام في المجمع الأنطاكي المقدّس، فأُنتُخِبَ بطريركان في وقت واحد: المطران أرسانيوس مطران اللاذقيّة، والمطران ألكسندروس. لجأ المجمع إلى البطريركيّات الأرثوذكسيّة الأخرى للتحكيم، فأفتت بصحّة انتخاب ألكسندروس، فتمّ تنصيبه في 30 كانون الثاني 1931. 🏛️ أعماله في عام 1913 رافق البطريرك غريغوريوس الرابع حدّاد في زيارته إلى روسيا القيصريّة بمناسبة الذكرى الـ300 لاعتلاء عائلة رومانوف العرش. عمل في طرابلس على تطوير المدارس وتأسيس مدرسة للإناث، وبناء دار المطرانيّة الفخمة التي احترقت أثناء الحرب الأهليّة اللبنانيّة. وفي دمشق باع معظم أراضي الأوقاف البطريركيّة لتسديد الديون المتراكمة من عهد سلفه غريغوريوس الرابع. كما جدّد بناء الكاتدرائيّة المريميّة بعد ظهور تصدّع في سقفها، وبنى الدار البطريركيّة عام 1953. أعاد فتح مدرسة دير البلمند، وأسس مدارس لاهوت أرثوذكسيّة عالية في أثينا وموسكو. في 1945 زار موسكو لحضور احتفالات تنصيب ألكسي الأوّل بطريركًا على موسكو وعموم روسيا. وفي 1951 زار أثينا لحضور الاحتفالات بمرور 1900 سنة على تبشير بولس الرسول بالمسيحيّة. كما زار عام 1953 البطريرك المسكوني أثيناغوراس في اسطنبول. 🕊️ وفاته توفّي في دمشق بتاريخ 17 حزيران 1958، ودُفِنَ في مدفن البطاركة في حرم الكاتدرائيّة المريميّة. … | آباء وقديسون | |
| الخوراسقف فرنسيس جحولا | الولادة: 1937 الوفاة: – 📖 النشأة هو اسحق بن لاسو بن باكوس جَحُولا وزريفة بنت بطرس بُلو. أبصر النور في قره قوش في 3 تشرين الأوّل 1937، وتلقّى في مدرستها علومه الابتدائيّة. قصد دير مار بهنام وانضمّ عام 1949 إلى تلامذة معهده التمهيدي مع زميلٍ له هو جرجس بولس القس موسى. 🎓 التكوين والدراسة وبعد سنتين من الاستعداد في دراسة اللغات السريانيّة والعربيّة والفرنسيّة، دَخَلَ، في شهر أيلول 1951 وزميله المذكور، معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل. وهناك أكبّ اسحق، مدّة إحدى عشرة سنة، على تحصيل العلوم الثانويّة والعالية في الفلسفة واللاهوت، متمرّسًا على الحياة الروحيّة وعلى اكتناز الفضائل الكهنوتيّة، حتى سِيمَ كاهنًا، مع ثلاثة من زملائه السريان هم: جرجس القس موسى، وبيوس (زهير) عفّاص، ونعمان أوريدة، بوضع يد المطران عمانوئيل بني، في كاتدرائيّة الطاهرة للسريان الكاثوليك بالموصل، في 10 حزيران 1962، وقد اتّخذ اسمه الكهنوتي “فرنسيس”. ⛪ الرسالة والخدمة تعيَّن أوّلًا معاونًا لرئيس دير مار بهنام الخورأسقف أفرام عبدال. وتولّى إدارة … الذي كان قد افتُتِحَ جديدًا في الدير المذكور. فقام بمهمّته خير قيام، وأبدى خلالها قدرته على الإدارة، لاسيّما في الفترة التي عقبت وفاة الخورأسقف أفرام عبدال المفاجئة عام 1965. لكن الحاجة دعته إلى الخدمة في قره قوش بعد تعيين الخورأسقف بطرس شيتو رئيسًا لدير مار بهنام المذكور. 🕊️ رئاسة الدير وعلى أثر وفاة هذا الأخير في تشرين الأوّل 1983، أقام البطريرك أنطون الثاني حايك الأب فرنسيس جَحُولا رئيسًا للدير المذكور في 20 كانون الثاني من تلك السنة. فشمّر عن ساعد الجد لتحويل الدير إلى مركز إشعاع روحي وحضاري. ✝️ الرسامة الخورأسقفيّة وبمناسبة افتتاح الذكرى المئويّة السادسة عشرة لاستشهاد مار بهنام وأخته ساره وربعه الأربعين رَقّاه البطريرك حايك إلى الدرجة الخورأسقفيّة يوم الجمعة في 7 كانون الأوّل 1984 في كنيسة الطاهرة بقره قوش، وأنعم عليه بلبس الصليب في المناسبات الرسميّة. 🏛️ أعماله وتجديداته وبقي الخورأسقف فرنسيس يعمل بلا هوادة في إنعاش الدير. وقد جدّد في بنائه وكسا جدرانه الخارجيّة بالحجر المزخرف على الفن العربي الأندلسي منذ عام 1993. هذا إلى جانب إصلاحات وترميمات تناولت شتّى مرافق الدير، بعد أن سَيَّج مداخله ومخارجه. وما يزال الخوري فرنسيس يعمل جاهدًا في شأن ازدهار الدير. 📜 ملاحظات كنسيّة يجدر بالذكر أنّ السينودس السرياني المنعقد بدير الشرفة قرّر في 16 أيلول 2000 إعادة المرجعيّة الإداريّة لدير مار بهنام إلى رئاسة أبرشيّة الموصل، كما كان في عهد المطران جرجس دلّال (1926–1952). … | آباء وقديسون | |
| القديس بربطولماوس بونبيدوني | الولادة: – الوفاة: 1300 📜 القديس بربطولماوس بونبيدوني (St. Bartholomew Buonpedoni) كان بربطولماوس كاهنًا أبرصًا وعضوًا في الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة. وُلد في سان جيرمينانو بإيطاليا، وعمل خادمًا للرهبان البندكت في بيزا. أصبح عضوًا في الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة، وفي سنِّ الثلاثين رُسِم كاهنًا. خدم في قرية بيتشولي بإيطاليا حتى اكتُشِف أنه مصاب بالجذام. بعد ذلك، قام بخدمة المصابين بالجذام في المنطقة، وقدم لهم الرعاية لمدة عشرين سنةً. عيده في 14 ديسمبر. … | آباء وقديسون | |
| أغنيس ماري منصور | الولادة: 1931 الوفاة: 2004 🧕 السيرة أَغنيس ماري منصور (10 أبريل 1931 ـ 17 ديسمبر 2004) هيَ راهِبة أمريكيّة سابقة في الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة. أُرغِمَت في عام 1983 عَلى تَرك الرهبنة من أجل الاحتفاظ بِمنصبها كَمُديرة لإدارة الشُؤون الاجتماعيّة في ولاية ميشيغان، وَجاء ذلك على إثر رَفضِها إِصدار بيان عام ضد عَملية الإجهاض، حيثُ كانت تُؤمن بِأنّ الإجهاض ما دامَ مَشروعًا ومتوفّرًا للنِساء الثَريّات، فَلا بُدّ أن يكون متاحًا لِلنِساء اللواتي يَحتجنَّ إلى الدَعم الحُكومي. 🎓 التعليم والدين وُلدت أَغنيس منصور في 10 أبريل 1931 بِمقاطعة ديترويت التابِعة لِولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكيّة لِأُسرة لُبنانيّة الأَصل هاجرت إلى أمريكا. وكانَ اسمُها عند الوِلادة جوسفين منصور. عُمِّدَت في الكنيسة المارونيّة التابِعة للكنيسة الكاثوليكيّة الشرقيّة. دَرست أَغنيس في مدرسة سانت تشارلز الثانويّة في شرق ديترويت، وَتَخرّجت من كُليّة الرَحمة عام 1953 حيثُ حَصلت على البكالوريوس في العلوم الطبيّة التكنولوجيّة والكيميائيّة. في سبتمبر من العام نفسه انضمّت إلى اتحاد راهبات الرَحمة، وَلُقِّبَت بالأُخت أَغنيس ماري. لاحقًا، أكملت دراستها في الجامعة الكاثوليكيّة في واشنطن فحصلت على الماجستير عام 1958. في 16 أغسطس 1959 بَدأت حياة الرهبنة وَتعهدت أَن تظلّ راهبة طيلة حياتها. عام 1964 التحقت بجامعة جورجتاون الأمريكيّة ونالت الدكتوراه في الكيمياء الحيويّة. 🏛️ العمل العام عام 1982 خاضت أَغنيس الانتخابات لمجلس النوّاب الأمريكي لكنها لم تُوفّق. وفي 1983 التقت محافظ ميشيغان جيمز بلانشارد الذي كلّفها بإدارة الشؤون الاجتماعيّة في الولاية. إلّا أنّ الفاتيكان طالبها بالاختيار بين الرهبنة أو المنصب. فقرّرت اعتزال الرهبنة، وهو قرار صادِم آنذاك. عام 1988 أُضيف اسمها رسميًّا إلى صالة الشرف النسائيّة في ولاية ميشيغان. 🏥 إدارة الشؤون الاجتماعيّة في ميشيغان تولّت أَغنيس منصب مديرة إدارة الشؤون الاجتماعيّة، وهي مؤسّسة ضخمة مسؤولة عن برامج الصحّة العامّة وتمويل عمليات الإجهاض القانونيّة. الفاتيكان ضغط عليها لإصدار بيان يُجرِّم الإجهاض لكنّها رفضت. وبعد سلسلة من الضغوط والاجتماعات، طلب منها الأسقف بيفيلاكوا رسميًا الاستقالة أو اعتزال الرهبنة. وفي النهاية وقّعت أوراق اعتزالها للرهبنة بعد نحو 30 عامًا قضتها في الخدمة الكنسيّة. هذا القرار أثار احتجاجات واسعة من راهبات أمريكا والجمعيّات النسويّة، معتبرين أنّ الكنيسة تَعدَّت على حرّية الفكر والتعبير. 🤝 القضاء على الفقر عام 1987 شغلت منصب المستشار التنفيذي لمبادرة صحيّة لمساعدة الفقراء، ثُمّ أسست عام 1988 “مؤسّسة الفَقر والإصلاح الاجتماعي” التي اهتمّت برعاية الأطفال من أسر فقيرة. كما شغلت عددًا من المناصب في مؤسسات متنوّعة مثل: الجمعيّة الصحيّة باتحاد راهبات الرحمة، والجمعيّة الاقتصاديّة للمرأة، والبنك القومي في ديترويت. 🍼 موقفها من الإجهاض رغم استهجانها للإجهاض شخصيًا، رأت أَغنيس أنّه ينبغي أن يكون متاحًا للجميع ما دام مَشروعًا قانونًا. عام 1984 شاركت مع 96 لاهوتيًا وقسًّا في تحرير بيان بعنوان: «بيان من الكاثوليكيّة حول التعدديّة والإجهاض» داعيًا إلى حوار أوسع. 🩺 مرضها عام 1993 اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي فخضعت للعلاج وتعافت، لكن المرض عاد عام 2003 وانتشر إلى العظام والرئتين. في تلك الفترة أقامت بمركز صحّي تابع لاتحاد راهبات الرحمة، وأكدت أنها لم تندم على قرارها وإن كان قد آلمها. ⚰️ وفاتها تُوفِّيت أَغنيس منصور في 17 ديسمبر 2004 عن عمرٍ ناهز 73 سنة، ودُفنت في مقبرة القيامة المقدّسة بمدينة ساوثفيلد بولاية ميشيغان. قالت الأُخت ليندا ويرثمان: «أَنَّ أغنيس لم تَعزُب عَن كونها واحدة من راهبات الرحمة قلبًا وقالبًا، وظلّت تفعل الخير وتبذل جُهدها في خدمة الفقراء والمرضى». … | آباء وقديسون | |
| البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم | الولادة: 1921 الوفاة: 2012 📖 السيرة الذاتية البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم (28 آب 1921 ـ 5 كانون الأوّل 2012)، رجل دين مسيحي سوريّ الجنسيّة، شَغَل منصب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، خليفة بطرس وبولس لأنطاكية العظمى، منذ 2 تمّوز 1979 وحتّى 5 كانون الثاني 2012. وُلِد في مدينة محردة في محافظة حماة، سوريا، وهو أحد مؤسّسي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في سوريا ولبنان عام 1942، ورابطة الشبيبة الأرثوذكسيّة العالميّة والمدرسة اللاهوتيّة. 👨👩👦 النشأة والتعليم وُلِد من عائلة أرثوذكسيّة متديّنة. دَرَس في سوريا، وبعدها درس الأدب في لبنان، وانضمّ إلى الخدمة في الأسقفيّة الأرثوذكسيّة المحليّة. في البداية كان يخدم كمساعد للكاهن في القدّاس الإلهي، ثمّ أصبح شمّاسًا في عام 1945. سافر إلى باريس في فرنسا حيث دَرَس وتخرّج هناك من معهد القدّيس سيرجيوس اللاهوتي. وبعد عودته إلى الوطن، عَمِل على تأسيس معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي اللاهوتي حيث خَدَم كعميد للمعهد، وكان أحد مؤسّسي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في سوريا ولبنان عام 1942 التي عن طريقها تمّت المساعدة لتنظيم وتجديد الحياة الكنسيّة في بطريركيّة إنطاكية. 🌍 النشاط الكنسي في عام 1953 ساعَد في تأسيس رابطة الشبيبة الأرثوذكسيّة العالميّة والمدرسة اللاهوتيّة. كان في سنة 1961 عضوًا في مجمع الأساقفة المقدّس، ثمّ تمَّ انتخابُه في سنة 1970 ميتروبوليت على محافظة اللاذقيّة في سوريا. وفي الثاني من تمّوز عام 1979 انتُخِب بطريركًا على الروم الأرثوذكس لكرسي أنطاكية. 🕊️ الوفاة تُوفِّي إغناطيوس الرابع هزيم في مستشفى القدّيس جاورجيوس في 5 كانون الأوّل 2012 في بيروت، بعدما نُقِل إليها إثر تعرّضه لجلطة دماغيّة. 🏅 المناصب عضوًا في مجمع الأساقفة المقدّس عام 1961. مطرانًا على محافظة اللاذقيّة في سوريا عام 1970. … | آباء وقديسون | |
| القديس جابريل للعذراء سيدة الآلام | الولادة: 1838 الوفاة: 1862 🌟 الميلاد والنشأة المبكرة وُلِدَ “فرانشيسكو پوسّنتي” (جابريل فيما بعد) في 1 مارس 1838م، في أسيزي بإيطاليا. كان ترتيبه الحادي عشر بين ثلاثة عشر أخًا وأختًا، لأبيه “سانتي” الموظف بالحُكم المحلي، وأمه “أجنيس”. نالَ معموديته يوم ميلاده باسم “فرانشيسكو” تيمُّنًا بكونه أسيزي مثل القديس فرنسيس الأسيزي. إنتقل والد فرانشيسكو بعد وقت قصير للعمل في “مونتالتو” ثم إلى “سبوليتو” حيث أصبح مُثَمِّن قضائي عام 1841م. في “سبوليتو” عانت الأسرة من ظروف محزنة عديدة: في ديسمبر نفس عام الانتقال توفيت الإبنة الرضيعة “روزا”، ثم توفيت الإبنة “أديلا” ذات السبعة أعوام في يناير 1842م، ثم توفيت الأم “أجنيس” في نفس العام، وكان فرانشيسكو في الرابعة من عمره. في طفولته كان فرانشيسكو طفلًا صعب المِراس، شديد العصبية لفقدانه أمه، لكنه في المراهقة أصبح محل محبة وتقدير معارفه وجيرانه، لأنه كان مُهتمًا بأعمال الرحمة الروحية والجسدية، كما تعلَّم من الإنجيل، فأصبحت المحبة والعطاء تغلبان على الطابع العصبي. كما اشتُهِر بأناقته واعتدال مظهره، لكنه بقي من مفاعيل المُراهقة أنه كان مشغولًا بحضور حفلات المجتمع الراقي في “سبوليتو”، وسرعان ما أصبح أفضل من يجيد الإتيكيت ومراقصة الفتيات. إرتبط عاطفيًا بإحدى فتيات المدينة واعتزم خطبتها، لكن تصادف في نفس الفترة أن يزور ديرًا لإخوة يسوع، وكان للزيارة أثر في تحريك دعوة مُغايرة لدعوة الزواج، فبدأ يتكوَّن روحيًا وتعليميًا في ديرهم، ثم انتقل ليقضي بعض الوقت في التكوين الديني العلمي لدى جامعة الأباء اليسوعيين في “سبوليتو”، وقد أظهر اهتمامًا وبراعة ملحوظة في الدراسة والتأمل، كما أتقن اللغة اللاتينية. وفي نفس الوقت تكونت رؤية واضحة لدى فرانشيسكو بأن دعوته هي في تكريس حياته لله من أجل الرسالة، ولكنه لم يتخذ قرارًا بذلك. ✝️ التجارب والمحنة العائلية عام 1851م مَرِضَ فرانشيسكو، ولكنه تمسَّك بالأمل بأنه إن كُتِبَ له الشفاء فسيذهب فورًا ليترهَّب، ثم نسيَ وعده. وتكرَّر الأمر عندما نجى من رصاصة طائشة كادت تصيبه أثناء رحلة صيد مع أقرانه. ثم عادت تُخَيِّم الأحداث المُحزنة على الأسرة مرة أخرى، فقد توفي شقيقه “باولو”، وانتحر شقيق آخر هو “لورنزو” في عام 1853م، وعاود المرض جسد فرانشيسكو تأثرًا بوفاة شقيقيه، وكانت محنة المرض أشدّ من سابقتها، حينها قرَّر أن يقدِّم النذر الرهباني حال شفائه، وبالفعل أتمّ ذلك. تقدَّم بدايةً للإلتحاق بالرهبنة اليسوعية، ولأسباب غير معلومة لم يتم قبوله. فكانت صدمة شديدة رافقتها صدمة وفاة شقيقته الكبرى “ماريا لوسيا” بالكوليرا، وهي التي كانت الأقرب إلى قلبه لأنها اعتنت به بعد وفاة والدته. 🕊️ الدعوة للرهبنة الأخ “أولوسيوس” الراهب الدومنيكاني وشقيق فرانشيسكو، قام بإرشاده للتقدُّم لرهبنة آلام المسيح “Passionists” في مدينة “مورّوﭬـالي”. لم تكن هذه الخطوة تروق والد فرانشيسكو، الذي استعان بكثير من الأقارب لكي يقنعوا فرانشيسكو بالعدول عن فكرة الترهُّب، إلا أن محاولاتهم لم تنجح. دخل فرانشيسكو مرحلة الإبتداء كطالب رهبنة في 19 سبتمبر 1856م، وبعدها بيومين تسلَّم زيّ رهبنة آلام المسيح، تحت اسم الأخ “جابريل للعذراء سيدة الآلام”، وقد جعل موضع تأمله وتكريسه في العذراء سيدة الآلام (الأحزان)، لأنه كان دائمًا يرى فيها الأم التي تُشاركه كل الأحزان التي ألمت به في محيط أسرته، بداية من اليُتم في سن مبكر ومرورًا بوفاة بعض أشقاءه. وفي العام التالي أعلن جابريل نذوره للرهبنة، وكان مُرشده الروحي الأب “نوربرت للقديسة مريم”. 📚 التكوين والدراسة عام 1858م انتقل “جابريل” مع بعض زملائه طلبة الرهبنة إلى مدينة “بيـﭬـيتورينا” لإستكمال الدراسة لمدة عام، ثم اضطروا بسبب اضطرابات أن ينتقلوا إلى دير “ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”. امتاز الأخ “جابريل” بتفوقه الأكاديمي بالتلازم مع ارتفاع قامته الروحية بالصلوات والأصوام والتأمل بالكتاب المقدس، وفي الوقت نفسه بدأت تظهر عليه أعراض مرض السُلّ. لم يكن خبر مرضه بالسُلّ مُحزِناً له، بل كان في الحقيقة مُفرِحًا، لأنه قرَّر أن يتوحد بآلام كل المرضى، ويدخل مدرسة الألم بشجاعة، بل إنه صلّى أن يموت ببطء كي يزداد تقدُّسًا بالألم. ❤️ الصبر والقداسة كان دخوله في الألم غريبًا، فبدل أن تعود إليه طباعه العصبية التي عاش بها في طفولته، بداَ أكثر صبرًا وابتسامًا، وحافظ على واجباته الرهبانية كاملة، برغم أنه كان معفيًا من بعضها بحكم المرض ورأي الأطباء. وعندما سائت حاله ورقد على فراش الموت دون أن يستطيع القيام بواجباته، صار هو مصدر إلهام لإخوته بالدير، وكانوا يقضون كل أوقات راحتهم معه ليكتسبوا حماسًا وبسالة منه. قُبَيل وفاته طلب إراق مذكراته الروحية، حتى لا تكون مجال إكرام له بعد وفاته، لأنه كان يرى نفسه غير مستحقّ، فقط بقيت مخطوطات مراسلاته ودراسته. أثناء الخلوة الروحية بالدير التي تسبق نَيل سرّ الكهنوت، توفيَ جابريل بين إخوته بعطر القداسة، وهو يحمل الصليب وصورة العذراء سيدة الآلام،ً مُبتسما بسلام، في 27 فبراير 1862م قبل أن يُكمل عامه الرابع والعشرين بأيام. 🕯️ الوفاة والدفن تم دفن الأخ جابريل في دير “ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”. في عام 1866م تم إجبار الرهبان على إخلاء هذا الدير، ولّت الكنيسة التي دُفِنَ جابريل تحت أحد مذابحها مهجورة لمدة 30 عامًا. على مستوى شعبي – غير رسمي – اشتهرت سيرة قداسة الأخ جابريل في “تيرامو”، وكان الناس يستشفعون به قبل أي إجراء لفت دعوى تطويبه، ولّوا يتوافدون على كنيسة الدير المهجورة يطلبون شفاعته، وكثيراً ما نالوا بها نعماً كانوا في حاجة إليها. تم تطويب الأخ جابريل لسيدة الآلام على يد البابا بيوس العاشر عام 1908م، وقد حضر التطويب مرشده الروحي وبعض الإخوة الذين عاصروه في دير الإبتداء. وتم إعلان قداسته على يد البابا بندكتس الخامس عشر عام 1920م، ودُعي شفيعًا للشباب الكاثوليكي ولطلبة الإكليركيات، ويُعاد له في 27 فبراير. … | آباء وقديسون | |
| القديس ريتشارد غوين | الولادة: 1537 الوفاة: 1584 📖 السيرة واحد من أربعين شهيدًا لإنجلترا وويلز. يُعرف أيضًا باسم ريتشارد وايت، وُلد في مونتغومريشاير، ويلز، في 1537، ودرس في جامعة كامبريدج في إنجلترا. اعتنق الكاثوليكية بعد أن كان بروتستانتيًا، وعاد إلى ويلز عام 1562، حيث تزوج وأنجب ستة أطفال، وفتح مدرسة. اعتُقل عام 1579، وقضى أربع سنوات في السجن قبل أن يُعدم شنقًا، وسحبًا، ويُقطع إربًا في وركسهم في 15 أكتوبر، بسبب إيمانه الكاثوليكي. خلال فترة سجنه، كتب العديد من القصائد الدينية باللغة الويلزية. يُعتبر أول شهيد لويلز، وأُدرج ضمن الشهداء المقدسين لإنجلترا وويلز الذين قدّسهم البابا بولس السادس عام 1970. توفي في سنة 1584 م ويُعيّد له في 17 أكتوبر. … | آباء وقديسون | |
| القديسة جان أنتيد | الولادة: 1765 الوفاة: 1826 🌟 الحياة المبكرة والدعوة إلى الخدمة ولدت جان أنتيد في 27 تشرين الثاني 1765 في بلدة سانسيه الفرنسية، في أسرة كبيرة ذات قيم إنسانية ومسيحية. مرت طفولتها بتحدّيات كبيرة، حيث توفيت والدتها عندما كانت في السادسة عشرة، واضطرت لتحمل مسؤوليات عائلية كبرى، وسط صعوبات مع عمتها وبيئة تحتاج إلى الصبر والعمل الشاق. رغم ضغوط العائلة التي كانت تبحث لها عن زواج مناسب، شعرت بنداء داخلي لخدمة يسوع المسيح والفقراء، فانضمت إلى الراهبات المتوحّدات وسافرت عبر سويسرا وألمانيا وفرنسا لمتابعة رسالتها وسط صعوبات الحروب والفقر والأوبئة، محافظة على إيمانها وحبها للفقراء والمرضى. ✝️ تأسيس الجمعية والعمل الرسولي في 11 نيسان 1799 أسست جان أنتيد أول مدرسة لها في بزنسون وأصبحت مؤسِّسة جمعية مرتبطة بمبادئ مار منصور دي بول، مع التركيز على تربية الشباب وخدمة الفقراء، ومعالجة المرضى، ورعاية الأيتام، وتقديم التعليم للفقراء في القرى والمدن. توسّعت أعمالها لاحقًا إلى نابولي حيث طبّقت نمط الحياة الرهبانية الجديد، رغم الانشقاقات والصعوبات، محافظة على الالتزام بالمحبة، الخدمة، والطاعة للكنيسة. توفيت في 24 آب 1826، وأعلنت الكنيسة قداستها في 14 كانون الثاني 1934، تكريمًا لرؤيتها الجديدة في الحياة الرهبانية وخدمة الفقراء. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي توماس فورد | الولادة: – الوفاة: 1582 📖 السيرة شهيد من إنجلترا، وُلد في ديفون وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وهناك اعتنق الكاثوليكية. غادر إلى مدينة دواي في فرنسا، ورُسِم كاهنًا عام 1573. بعد ثلاث سنوات، أُرسل إلى إنجلترا حيث خدم في مقاطعتي أوكسفوردشاير وبيركشاير حتى أُلقي القبض عليه. استُشهد في 28 مايو في تايبيرن، حيث أُعدم شنقًا ثم سُحب وقُطّع إربًا. كان رفيقًا للقديس إدموند كامبيون، واستُشهد معه الطوباويان روبرت جونسون وجون شيرت. تُوفي في سنة 1582 م. يُعيّد له في 28 مايو. أُعلن طوباويًا عام 1882. … | آباء وقديسون | |
| القديس فنسنت كاون | الولادة: – الوفاة: 1626 📖 السيرة شهيد من اليابان، وُلد في كوريا. أُخذ إلى اليابان سنة 1591 كأسير حرب، ثم اهتدى إلى المسيحية. انضمّ إلى رهبنة اليسوعيين، ودرس في الإكليريكية اليسوعية بمدينة أريما. خدم كمعلم للإيمان (كاتيشيت) لمدة ثلاثة عقود في اليابان والصين. وأثناء اضطهاد الكنيسة، قُبض عليه وأُعدم حرقًا حيًّا في ناغاساكي مع الطوباوي فرنسيس باتشيكو. تُوفي في سنة 1626 م. يُعيّد له في 20 يونيو. أُعلن طوباويًا عام 1867. … | آباء وقديسون | |
| القديس فالنتين بيريو أوتشوا | الولادة: – الوفاة: 1861 📖 السيرة أسقف وشهيد في فيتنام، وُلد في مدينة إلّوريو بإسبانيا. انضم إلى الرهبنة الدومينيكية وأُرسل إلى الفلبين، ومن هناك توجّه إلى فيتنام سنة 1858 حيث خدم نائبًا رسوليًا وأسقفًا فخريًا. تعرّض للخيانة على يد مرتد، فقبض عليه أعداء الكنيسة وأُعدِم بقطع الرأس مع القديس جيروم هيرموسيّا والطوباوي بطرس أماتو. توفي القديس فالنتين بيرّيو أوتشوا سنة 1861. يُعيّد له في 1 نوفمبر. أُعلن قديسًا عام 1988 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. … | آباء وقديسون | |
| القديس منصور دي بول | الولادة: 1581 الوفاة: 1660 🌾 منصور دي بول: الفلاح المبشّر والمجدد كان منصور دي بول فلاحًا بسيطًا عاش في زمن فرنسا المليء بالحروب والأوبئة والمجاعات، حيث كان الشعب الفقير مهمّشًا والكنيسة مثقلة بالفساد والجهل. لكنه تحوّل إلى مبشّر عظيم وأب للفقراء ومجدّد للحياة الكنسيّة، وجعل المحبة محور رسالته، وغيّر مفهوم الكنيسة تجاه الفقر والضعف. ⛪ جمعية كهنة الرسالة وخدمة القرى في القرى، أسّس جمعية كهنة الرسالة، وهم كهنة متجولون لخدمة السكان وتعليمهم الإيمان، مع التركيز على التعليم المسيحي والرياضات الروحية. كما ساهم في تكوين كهنة مثقفين من خلال إنشاء الإكليريكيات وإدخال التكوين الروحي واللاهوتي المنظّم. ❤️ سيدات المحبة: المحبة المنظمة والرسالية النسائية كان منصور يلمس مأساة الفقراء والجوعى والمتسولين، فأسّس مع سيدات نبيلات حركة “سيدات المحبة” وحوّل العطاء من عمل عشوائي إلى محبة منظّمة، دائمة وحاضرة. 👩👧👦 بنات المحبة وتجديد الحياة الرهبانية النسائية كما مجّد الحياة الرهبانية النسائية بالتعاون مع القدّيسة لويز دي مارياك، فأسّس جمعية بنات المحبة، وأطلق حضورًا جديدًا للمرأة في الكنيسة والمجتمع بعيدًا عن الحصون والأديرة المغلقة. وقدّمت بنات المحبة خدمة حيّة في بيوت الفقراء والمستشفيات والسجون والمعارك، حيث كان هدفهن تمجيد المسيح وخدمته في الفقراء، وشملت خدمتهن المرضى، الأيتام، المسجونين، المتسوّلين، العجزة، الجنود واللقطاء. 🕊️ الحياة الرهبانية الجديدة: التأمل والعمل حياتهنّ الرهبانية مميّزة بكونها خارج الحصون، بلا زيّ موحّد، ونذور مؤقتة، مع خدمة حرّة بين الناس. كما غيّر منصور سلم القيم، فصار الفقراء “أسيادنا وأربابنا”، وأعطى للكنيسة بعدًا إنجيليًا جديدًا يوازن بين التأمل والعمل الرسولي. وقد شكّل هذا النموذج أساسًا لجماعات رهبانية لاحقة استوحت رؤيته. … | آباء وقديسون | |
| الأخ سابا المعلولي | الولادة: – الوفاة: 1755 🌱 النشأة والخدمة والوفاة وُلِدَ في معلولا، أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ سنة ١٧١٤ أمام المؤسّس السعيد الذكر ولبث راهبًا بسيطًا. كان عادم الغشّ، خادمًا للإخوة، عاملاً بلا ملل في إنشاء الأرزاق وغرس الأشجار. رُقِدَ بميتة صالحة سنة ١٧٥٥. … | آباء وقديسون | |
| الأب فيليبوس حيفاوي | الولادة: – الوفاة: 1769 🌱 السيرة وُلِدَ الأب فيليبّوس حيفاويّ في بيت جنّ (فلسطين)، أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ وسِيمَ كاهنًا سنة ١٧١٤ عن يد معلّمه المطران أفثيميوس الصيفيّ. كانت سيرتُه فاضلة جدًّا، ممتازة بالتقشّف والبساطة والعبادة والإيمان. كان يرغب كثيرًا في خدمة الرعايا، سنة ١٧٦٨ حضر إلى دير المخلّص إذ كان قد تقدّم في العمر ثمّ توجّه إلى دير رشميّا وفيه رُقِدَ رُقود الأبرار سنة ١٧٦٩. … | آباء وقديسون | |
| الأب لاونديوس حاصباني | الولادة: – الوفاة: 1755 🌱 التلمذة والخدمة والوفاة دخل الرهبانيّة وتتلمذ للمطران أفثيميوس الصيفيّ وهو الذي قبِلَ نذورَهُ سنة ١٧١٢ وهو الذي سامَه كاهنًا سنة ١٧١٤، كان طيّب القلب عديم الغش، صالحًا للغاية. تُوفِّيَ برائحة القداسة سنة ١٧٥٥. … | آباء وقديسون | |
| الأب باسيليوس شامي | الولادة: – الوفاة: 1734 🌱 النذور والخدمة والوفاة نذرَ نذورَهُ الرهبانيّةَ بين يدي معلّمه المطران أفثيميوس الصيفيّ وسِيمَ كاهنًا سنة ١٧١٢ وامتازَ بسيرتِه الصالحةِ. تُوفِّيَ في برتي ونُقِلَ إلى دير المخلّص ودُفن في كمنتيره سنة ١٧٣٤، وهو أوّل مرشد للراهبات المخلّصيّات. … | آباء وقديسون | |
| الأب أمبروسيوس شاوي | الولادة: – الوفاة: – 🌱 سيرة حياة الراهب الدمشقي وُلِدَ في دمشق وهو من تلامذة المؤسّس الطيّب الذكر. درج كالآباء الأوّلين في الرهبانيّة على القداسة والتقوى وأخذ عن الصيفيّ الغيرة المتّقدة على النفوس. أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ أمام معلّمه سنة ١٧١٢ وهو الذي سامَه كاهنًا في السنة نفسها. خدم النفوس كما يظهر في دمشق، وكان فاضلًا للغاية صالحًا عابدًا الله، مثالًا حيًّا بكلّ فضيلة وبرّ. رُقِدَ بالربّ في دمشق ودُفن في مقبرة الكهنة. … | آباء وقديسون | |
| الأب استفان عطا الله | الولادة: – الوفاة: 1771 🌱 النشأة والتلمذة وُلِدَ في دير القمر وكان من تلامذة المؤسّس الأوّلين واللامعين، قبل نذوره ورقّاهُ إلى درجة الكهنوت المطران الصيفيّ نفسه سنة ١٧١٠، ثمّ وكلَ إليه لثقته به الإشراف، وهو شمّاس، على طبع كتاب “الدلالة اللامعة” ثمّ رئاسة دير المخلّص وعلى تدبير الرهبان فيه. ⛪ الرئاسة والخدمة وبقي رئيسًا على الدير حتّى وفاة المؤسّس سنة ١٧٢٣، وسنة ١٧٢٧ انتُخِبَ رئيسًا عامًّا بعد الخوري مخائيل عجيمي الرئيس العامّ الأوّل، وتجدّدت له الرئاسة العامّة سنة ١٧٣١. ويُذكر أنّه في المجمعَين الثاني والثالث تقرّر نظام لتثقيف الرهبان وللحياة الرهبانيّة. وقد خدم الأب عطا الله الرهبانيّة بغيرة ونشاط فنمَت، حتّى بلغ عدد الرهبان في أيّامِه الستّين. وقد قضى مدّة طويلة كاهنًا في دير القمر التي كانت عاصمة الأمراء الشهابيّين وعامرة بالتجّار الإفرنج وأصحاب معامل الحرير الروم الكاثوليك الذين أتوا إليها من دمشق ومنها عائلته. وبعنايته بُنيت لهم فيها أوّل كنيسة سنة ١٧٤١ على اسم النبيّ الياس بنفقة البطريرك كيرلّس طاناس، وهو الذي أشرف على بناء كنيسة الدير الكبرى ودير المخلّص ودير السيّدة القديم، ودبّر لهذا الدير الأملاك قرب نهر الأوّلي. 🙏 الختام وأخيرًا انتقل إلى رحمة الله بوفاة صالحة كعيشته المملوءة من البرّ والصلاح والقداسة سنة ١٧٧١ ودُفن في كمنتير دير المخلّص. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك كيرلس طاناس | الولادة: – الوفاة: 1760 ⛪ الرسالة والبطريركيّة وقد أُرسِلَ مرّتين إلى رومة لمهمّات خاصّة، فخاله أرسله مرّةً أولى لشرح قضيّة خلاف البطريرك المارونيّ يعقوب عوّاد مع طائفته، وأُرسِلَ مرّةً ثانية من قِبَل البطريرك كيرلّس الخامس الحلبيّ ليقدّم إلى البابا صورةَ إيمانِه الكاثوليكيّ. ولمّا تُوفِّيَ البطريرك أثناسيوس الدبّاس سنة ١٧٢٤ انتخبه الشعب الدمشقيّ بطريركًا أنطاكيًّا أصيلًا، وكان لا يزال كاهنًا. ونُصِّبَ بطريركًا بعد أن سِيمَ أسقفًا في ٢٠ أيلول ١٧٢٤ عن يد ثلاثة أساقفة وهم ناوفيطوس مطران صيدنايا وباسيليوس فينان مطران بانياس وأفثيميوس مطران الفرزل، ودُعي كيرلّس السادس. وقد أثبت الأب قسطنطين باشا مؤرّخ الطائفة أنّ رسامة البطريرك كيرلّس طاناس كانت قانونيّةً وانتخابه قانونيًّا، وقد جرى كعادة الانتخاب في تلك الآونة، وهي لا تقبل الشكّ. لكنّه ما عتم أن هرب من دمشق سنة ١٧٢٥ لاشتداد اضطهاد البطريرك سلفستروس المناوئ له، وأتى ومكث مدّةً من الزمن في عيتنيت البقاع لقربها من كرسيّه البطريركيّ. ولكثرة إلحاح الرهبان المخلّصيّين عليه أتى وسكن في الدار البطريركيّة قرب دير المخلّص، التي صارت فيما بعد المدرسة الإكليريكيّة. وممّا دعاه أيضًا للّجوء إلى دير المخلّص هو حماية الشيخ علي جنبلاط له الذي كتب للبطريرك سلفستروس: “إنّ دير المخلّص هو ديري، وإذا كنتَ تدخل إلى جبل الدروز فما يحميك سيف السلطان”. 📜 المجامع والإنجازات وفيها استمرّ يدير شؤون البطريركيّة ويرعى الطائفة بغيرة ونشاط مدّة ستّ وثلاثين سنة، وقد عقد عدّة مجامع طائفيّة لسنّ قوانين تهذيبيّة وتوضيح أمور طقسيّة، ومنها مجمع جون ١٧٣١ ومجمع دير المخلّص ١٧٣٦ لأجل اتّحاد الرهبانيّة المخلّصيّة والشويريّة في رهبانيّة واحدة. ولم ينجح مسعى البطريرك هذا، ولا تمّت رغبة الكرسيّ الرسوليّ بسبب اختلاف العقليّات بين مؤلّفي الرهبانيّتَين واختلاف العادات والتقاليد عند كلّ منهما. ومنها مجمع ١٧٥١ ومجمع ١٧٥٩ الذي فيه اعتزل. وفي عهده صدرت براءة البابا بندكتس الرابع عشر “لمّا قلّد الربّ حقارتنا” في ٢٤ كانون الأوّل ١٧٤٣، وهي مشهورة بما تضمّنَت من توجيهات الكرسيّ الرسوليّ للطائفة الناشئة جديدًا. 🙏 الختام وفي ١٩ تمّوز ١٧٥٩ اعتزل البطريركيّة لكبر سنّه وعجزه. وقد قضى حياتَهُ في عيشة صالحة مليئة بالفضائل ورعى رعيّتَهُ حسنًا. وانتقلَ إلى رحمةِ الله في رأس سنة ١٧٦٠ ودُفِنَ ضمن الهيكل الكبير في كنيسة دير المخلّص الكبرى. … | آباء وقديسون | |
| المطران أغناطيوس بيروتي | الولادة: – الوفاة: 1758 🌱 النشأة والكهنوت هو بيروتيّ الأصل، أبرزَ نذورَهُ وسِيمَ كاهنًا عن يد معلّمه المطران أفثيميوس الصيفيّ سنة ١٦٨٤، ورقّاهُ إلى درجة الأسقفيّة البطريرك أثناسيوس الدبّاس في حلب سنة ١٧٢٤ وعيّنهُ خليفة للمطران أفثيميوس الصيفيّ. ⛪ الخدمة والاضطهاد ولمّا تسلّم زمام الأمور في أبرشيّته انقسمت إلى جزأَين: الجبل والساحل. فكان الجبل وقرى الشوف للمطران باسيليوس فينان، أمّا الساحل وصيدا وصور فكانت للمطران إغناطيوس بيروتي. وعندما ثار اضطهاد البطريرك سلفستروس القبرصي الدخيل المناوئ للبطريرك كيرلّس طاناس نُفِيَ المطران بيروتي إلى جزيرة أرواد في شاطئ سوريّة قرب اللاذقيّة، ولبث فيها خمس سنوات، ذاق أثناءها العذاب المرّ والذلّ المهين. 🙏 العودة والختام ولمّا رجع من المنفى أخذ يهتمّ برعيّته، فكان أسقفًا رسولًا مملوءًا من نعمة الروح القدس، سليم القلب، طاهر السيرة، فطنًا وراهبًا قانتًا رغم أنّه أسقف. ولبث واعظًا مرشدًا النفوس إلى أن رقد رُقود الأبرار وقد بلغ التسعين عامًا. ودُفِنَ في المقبرة التي قرب حارة صيدا سنة ١٧٥٨، ويُعتبر من الأساقفة المعترفين بالإيمان. … | آباء وقديسون | |
| الأب نعمة الله زيادة | الولادة: – الوفاة: 1749 🌱 السيرة وُلِدَ في بانياس، وهو من تلامذة المؤسّس السعيد الذكر فنسج على مثاله بالتقوى والغيرة. أبرزَ نذورَهُ وسِيمَ كاهنًا عن يد المطران أفثيميوس سنة ١٦٨٥، وعاش طيلة حياتِه طاهر السيرة، عابدًا لله، عديم الشرّ والحقد، وتُوفِّيَ بحال القداسة في دير المخلّص سنة ١٧٤٩. … | آباء وقديسون | |
| الشمّاس أثناسيوس نصر | الولادة: – الوفاة: 1709 🌱 النشأة والرهبنة وُلِدَ في غريفة، وهو من أوائل الرهبان المخلّصيّين. أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ سنة ١٦٨٤ ثمّ سِيمَ شمّاسًا إنجيليًّا وبقي طيلةَ حياتِه في هذه الرتبة ملازمًا معلّمَه المطران أفثيميوس. ✨ السيرة والأعجوبة واشتهرَ بسيرتِه الصالحةِ جدًّا للغاية. وهو الذي أطلَقَ البندقيّةَ في أعجوبةِ جون الشهيرةِ. تُوفِّيَ في صيدا ودُفِنَ في مقبرةِ صيدا التي قربَ حارةِ صيدا سنةَ ١٧٠٩. … | آباء وقديسون | |
| الأب إبراهيم الطوطو | الولادة: – الوفاة: 1730 ✨ البداية والأعجوبة هو من تلاميذ المؤسّس الصالح الذكر الذي قبل هو نفسه نذوره الرهبانيّة ثمّ سامه كاهنًا سنة ١٦٨٤، وإذ كان مرافقًا للمطران أفثيميوس في تجواله في أنحاء جون أُصيبَ برصاصة في صدره فصرخ المطران: “يا مخلّص العالم” ونجا الأب إبراهيم من كلّ سوء. وكانت هذه الأعجوبة سبب بناء دير المخلّص في ضواحي جون. 🤲 الخدمة والحياة المشتركة خدم الأب الطوطو طيلة حياته في مدينة بيروت، وكان مملوءًا رأفة وشفقة نحو الفقراء ولا سيّما الذين بهم عاهات أو يُعانون من أمراض، وكان لا يستنكف من خدمتهم هو بنفسه. عقب وفاة المؤسّس حضر الاجتماع سنة ١٧٢٤ مع سائر إخوته الرهبان المخلّصيّين الذين قرّروا السير بموجب نذور رهبانيّة والعيشة بحياة مشتركة واتباع نظام رئاسي ثابت والسير حسب قوانين القدّيس باسيليوس الكبير. 🙏 ختام القداسة وظلّ يخدم النفوس والفقراء في بيروت إلى أن تُوفِّيَ في حالة القداسة إذ كان جاثيًا على ركبتيه مصلّيًا ولبث هكذا حتّى سُجِّيَ في النعش. وكان ذلك في بيروت في شهر أيلول ١٧٣٠ ودُفِنَ في كنيسة بيروت. … | آباء وقديسون | |
| ناوفيطوس إدلبي | الولادة: 1914 الوفاة: 1995 المطران نافيطوس إدلبي (المولود إلياس إدلبي) وُلد في حي قسطل الحرمي بحلب عام 1914، وهو أحد أبرز الشخصيات الكنسية والثقافية في تاريخ الكنيسة الملكية الكاثوليكية في سوريا. 📚 التعليم والمسيرة الكهنوتية درس في معهد القديس يوحنا الدمشقي في دير الشرفة، ثم تابع دراسته في جامعة القديس يوسف في بيروت، حيث حصل على شهادة الماجستير في الفلسفة. أصبح كاهنًا في 25 شباط 1962، وعُيّن مستشارًا بطريركيًا في 6 آذار 1968 بعد استقالة المطران توتونجّي. 🕊️ دوره في الكنيسة والمجتمع خلال فترة خدمته، اهتم المطران نافيطوس بالجانب الثقافي والتعليم الكنسي، حيث أسهم في نشر التراث العربي المسيحي من خلال مؤلفاته. كما كان له دور بارز في تطوير المؤسسات الكنسية والاجتماعية في حلب. 🖋️ مؤلفاته من أبرز أعماله: “الاستقلال الإداري والقانوني للجماعات المسيحية في ظل الحكم الإسلامي من عام 633 إلى 1517” (أطروحة الدكتوراه). “تفسير القرار المجمعي في الكنائس الشرقية الكاثوليكية” (بالفرنسية، 1970). “سليمان الغزي: شاعر وكاتب مسيحي” (ثلاثة أجزاء ضمن سلسلة التراث العربي المسيحي). “أساقفة حلب الملكيين في العصر الحديث”. “صوت الراعي”. “منك وإليك”. “تاريخ الراهبات الباسيليات الحلبيات ودير الملاك ميخائيل في زوق مكايل”. “مذكرات المجمع الفاتيكاني الثاني” (بقيت مخطوطة إلى أن نشرت في ترجمتها الإيطالية في روما عام 1996 وفي أصلها الفرنسي في بيروت عام 2003). 🕊️ وفاته وإرثه توفي المطران نافيطوس إدلبي في 10 حزيران 1995، وشيع جثمانه في 12 حزيران 1995 ودفن شمال المذبح الكبير في الكنيسة الكاتدرائية. ترك إرثًا ثقافيًا ودينيًا غنيًا، وأسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية المسيحية العربية.تُعتبر مؤلفاته مرجعًا مهمًا في الدراسات العربية المسيحية، وتُظهر اهتمامه العميق بالتراث والهوية المسيحية في العالم العربي. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس توتونجّيّ | الولادة: 1899 الوفاة: 1981 🕊️ نشأته وُلد ميشيل بن نقولا ميخائيل توتونجيّ في الإسكندرونة في ٢ شباط ١٨٩٩، لوالديه اللذين نزحا إليها من حلب لأعمال تجارية. تلقى تعليمه الأول في مدرسة أخوة المدارس المسيحية، ثم أرسله الأب سلوانس خروف إلى دير الشير ليترهب، حيث ارتدى ثوب الابتداء الرهباني في ١٠ تشرين الأول ١٩١٤ وحمل اسم أثناسيوس. أظهر نذوره الرهبانية الأولى في ٢٩ تشرين الأول ١٩١٦، وقضى أربع سنوات في الدراسة والعمل داخل الدير، قبل أن يُرسل إلى المدرسة الصلاحية في القدس عام ١٩٢٠ لتلقي علومه الثانوية والفلسفية واللاهوتية، ونال رتبة الشماس في ٢٥ تموز ١٩٢٦ والسيامة الكهنوتية في ٢٠ تموز ١٩٢٧. بعد تدريسه في المدرسة الصلاحية سنتين، عاد إلى ديره ليشغل وظائف تعليمية ورعائية متنوعة، وصولاً إلى رئاسة دير النبّي أشعيا في برمانا. في حزيران ١٩٣٣ عُيّن رئيسًا عامًا للرهبانية الباسيلية الحلبية، وحصل على رتبة إيكونوموس من البطريرك كيرلس مغبغب، ثم سيّامته أسقفًا على أبرشية حمص وحماه ويبرود في ٢٦ تشرين الثاني ١٩٣٨، حيث خدم ٢٣ سنة قبل أن يُعيَّن مدبّرًا بطريركيًا لأبرشية حلب بعد وفاة المطران إيسيذورس فّتّال. 🕊️ مطران حلب عُيّن البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ المطران أثناسيوس توتونجيّ مطرانًا لأبرشية حلب وسلوقية وقورش بعد اجتماع الأساقفة في بيروت يوم ٥ كانون الأول ١٩٦١، ودخل حلب في ٣١ كانون الأول ١٩٦١، مع نائبه العام في البداية الأسخروس جورج ماني، ثم خلفه بطرس جحا، وأمين سره الخوري جرمانوس مصريّ. في عهده، احتفلت حلب باليوبيل الفضّي لمنظمة الشبيبة العاملة المسيحية من ١٣ إلى ٢٠ أيار ١٩٦٢، وأُنشئت “الجمعية النسائية لرعاية العجزة واليتيمات” لإصلاح دار العجزة في شارع المبلط، وتوفير الماء والكهرباء، وتجهيز الغرف وتقديم الطعام اليومي لنزلائها الذين بلغ عددهم نحو خمسين، ولا تزال الجمعية تعمل حتى اليوم. أولى المطران توتونجيّ اهتمامًا كبيرًا بمدارس الطائفة، فكوّن لجنة للمدارس الطائفية توسعت في بناء مدرسة القديس ديمتريوس للبنين بإضافة طابق جديد وشراء دار مجاورة، وفي مدرسة القديس ديمتريوس للبنات شُيّد طابقان جديدان، وافتُتح الجناح الجديد في ١١ كانون الثاني ١٩٦٣. وفي صيف ١٩٦٤ ساهمت لجنة فتيات كريمات برئاسة الآنسة لينا أنطاوي ببناء طابق جديد في مدرسة جبل السيدة، بمساهمة مالية بلغت خمسة آلاف ليرة، وأكمل الوقف باقي النفقة، ولا تزال هذه اللجنة تعمل باسم “مشاريع جبل السيدة”. شارك المطران توتونجيّ في جلسات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ابتداءً من ١١ تشرين الأول ١٩٦٢ حتى الدورة الرابعة في خريف ١٩٦٥، وعرف بتقديره للمتفوقين في خدمة المجتمع، فاستحصل لهم على أوسمة بابوية، كما منح الخوري أيرلس عقاد رتبة أرشمندريت في ٢ شباط ١٩٦٤. 🕊️ مشروع كنيسة القديس جاورجيوس ركّز المطران توتونجيّ اهتمامه على بناء كنيسة القديس جاورجيوس الجديدة، مؤلفًا لجنة خاصة لذلك، ووافق في ٤ تموز ١٩٦٣ على الخرائط النهائية للمهندس الإيطالي لوشيو دي ستيفانو، مع تعديلات المهندس تشالنكو. بدأ العمل مطلع عام ١٩٦٤ بسياج حول الأرض لتسهيل متابعة العمل وحماية المارة، لكن واجه صعوبات بسبب الطبقة المائية وانحدار الصخر. في خريف ١٩٦٤، أُنجز الأساس في النصف الشرقي، واستخدمت الحفارات للقسم الغربي وصبّت الأساسات بالأوتاد المسلحة، مع مساهمات كبيرة من الياس عازار التي أبقاها سرية. توقف العمل مطلع ١٩٦٥، ثم استُؤنف في الربيع، وارتفعت الركائز وُصُبَّ السقف، مكتملًا الطابق الأرضي مع درج المدخل الغربي بحلول تشرين الأول ١٩٦٥. توقف العمل مجددًا بسبب وفاة المهندس الحلبّي ويلفور بالّي وتأخر الخرائط ونفاد الموارد، فسافر المطران توتونجيّ لجمع التبرعات من الجاليات العربية في أميركا الشمالية وفنزويلا. غادر حلب في ١١ أيار ١٩٦٦، وزار بوسطن والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، وجمع حوالي ٢٣٠ ألف ليرة سورية. بعد عودته إلى حلب، استؤنف العمل، وبحلول استقالته في ٦ آذار ١٩٦٨ كانت الأعمدة والجدران والسقف مصبوبة بالباطون المسلّح، وبدأ وضع قالب قبة الكنيسة العظمى، مما يوضح التقدم الكبير في المشروع تحت إشرافه المباشر. 🕊️ من ذكريات مطرانيته ازدهر في عهده مشروع مصيف آسب، الذي أسسه وأداره الأَسرخوس جورج ماني، ثم سجّل باسم الأبرشية لضمان استعماله الدائم لأبناء الطبقة العاملة. قبيل عيد الميلاد ١٩٦٣ سافر إلى القدس للمشاركة في استقبال قداسة البابا بولس السادس، والتقى هناك بالبطريرك المسكوني أثيناغوراس. في ٣٠ أيار ١٩٦٤ رافق البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ في زيارة ودّية إلى البطريرك أثيناغوراس في القسطنطينية، برفقة الأرشمندريت أغناطيوس ديك الذي وثّق الزيارة. في ٢٨ حزيران ١٩٦٤ دُشّن آنيسة القديسة متيلدا التي أقامتها مؤسّسة جورج ومتيلد سالم الخيرية، بحضور المطران توتونجيّ والبطريرك. منح السيامة الكهنوتية للأب يوحّنا جاموس (٢٥ شباط ١٩٦٢)، والأب حكمت جاموس (٥ نيسان ١٩٦٤)، والأب جورج بلدي (٢٥ كانون الأول ١٩٦٦). بعد استقالة الأَسرخوس جورج ماني (٥ آذار ١٩٦٧)، عيّن المطران بطرس جحا نائبًا أسقفيًا عامًا، ومنح رتبة الشماس الإنجيلية للطالبين جان جنبرت ونقولا صّوّاف (٨ آذار ١٩٦٧). نجح في إقناع المطران يوسف معلوف بتعيين ثلاث راهبات من راهبات الخدمة الصالحة لإدارة الشؤون البيتية في مطرانية حلب (مايو ١٩٦٦). خلال الاعتداء الصهيوني على سوريا (حزيران ١٩٦٧)، شارك مع أساقفة حلب في الدفاع المدني، والتدريب على الإسعاف، وحث الكهنة والراهبات على الانخراط في المشافي ومراكز الإسعاف لأداء مهامهم الإنسانية والوطنية. 🕊️ المرض والاستقالة لمطران أثناسيوس توتونجيّ في مطلع تموز ١٩٦٧، تعرض المطران توتونجيّ لأزمة قلبية خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى القديس لويس، تحت إشراف الدّكتور نوئيل مكربنة، وأمضى هناك حوالي شهر لتلقي العلاج. بعد عودته إلى مطرانية حلب، استقر في غرفته الخاصة لمواصلة الراحة والعلاج. بعد وفاة البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ (٥ تشرين الثاني ١٩٦٧) وانتخاب البطريرك مكسيموس الخامس حكيم (٢٣ تشرين الثاني ١٩٦٧)، أدرك المطران توتونجيّ أن صحته المتدهورة لم تعد تسمح له بممارسة مهامه بشكل كامل. قدم استقالته للغبطة البطريرك الجديد في ٢ شباط ١٩٦٨، ووافق السينودس المقدس في ٦ آذار ١٩٦٨، عُيّن بدلاً عنه المطران نافيطوس إدلبي، المستشار البطريركي. بعد تنظيم أموره ووداع أبناء أبرشيته، اعتزل المطران توتونجيّ الحياة العملية وانتقل للعيش في دير المخّلص قرب صربا (لبنان)، حيث عاش حياة رهبانية تقية حتى وافته المنية في دمشق بتاريخ ٢١ شباط ١٩٨١، ونقل جثمانه إلى دير المخّلص ودفن في مقبرته. ترك مثلاً رائداً في التجرد والرحمة والصبر، حيث استقال حفاظًا على صحته ولإفساح المجال للآخرين لمواصلة خدمة الأبرشية، مجسّدًا الصبر والتحمل في مواجهة المصاعب والتحديات. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، … | آباء وقديسون | |
| إيسيذورس فتال | الولادة: 1886 الوفاة: 1961 👶 نشأته وتعليمه وُلد المطران إيسيذورس ديمتريوس فّتّال في حلب في 2 تشرين الأول 1886 لعائلة فاضلة هما الياس فتح الله فّتّال، وجوزفين بيطار. تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الأسقفية بحلب، ثم انتقل إلى المدرسة الصلاحية بالقدس (1899) حيث أكمل دروسه الثانوية والفلسفية واللاهوتية، ونال السيامة الكهنوتية في 20 تموز 1912 على يد المطران مكاريوس سابا. 🎓 مسيرته التعليمية بدأ التدريس في المدرسة الإآليريكية، ثم عاد إلى المدرسة الأسقفية بحلب، وأشرف على التدريس وإدارة الدروس والنظام حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. بعد إعادة افتتاح المدرسة الصلاحية عام 1919، قضى فيها إحدى عشرة سنة في تدريس اللغة العربية وآدابها وإدارة الصفوف، وألف سلسلة كتب “المشوّق” التي انتشرت في الأقطار العربية. 📚 إسهاماته التعليمية والروحانية في 1936 اعتزل التعليم المباشر وكرس جهوده للخدمة الرعائية، فكان مرشدًا لجمعية التعليم المسيحي وشارك في إعداد كتب تعليمية متعددة. تولى إدارة النادي الكاثوليكي، ومحاماة وثائق الزواج، وإرشاد أخوية القديسة تريزيا، وأدار المدرسة الطائفية المجانية في حي الشرعاسوس، رافعًا مستواها التعليمي ومقويًا الروابط المجتمعية. 🕊️ سيامته الأسقفية تم اختيار الأب إيسيذورس فّتّال أسقفًا على أبرشية بانياس ومرجعيون في 1 نيسان 1943، لكنه عُين بدلًا من ذلك مساعدًا لمطران حلب، المطران مكاريوس سابا، مع حق الخلافة. بعد وفاة المطران مكاريوس في 28 تموز 1943، سيم فّتّال مطرانًا أصيلًا على أبرشية حلب في 1 آب 1943 في القاهرة، ووصل حلب في 22 آب 1943، مستعينًا بنائب أسقفي وأمين سر وإكسرخوس للمصروف. 📍 تنظيم الأبرشية وإدارتها جعل لكهنة الرعايا سكنًا ومائدة عمومية للعبادة والقراءة الروحية، وقسّم الأبرشية إلى مناطق راعوية ووزّعها على الكهنة مع صندوق دخل مشترك. نظم الديوان الكنسي للنظر في قضايا الزواج، وشكّل محكمة روحانية مشتركة للطوائف الكاثوليكية عام 1951. أنشأ مجلسًا طائفيًا استشاريًا ولجانًا متخصصة: الأوقاف، المقابر، الجمعية الخيرية، الكنائس، المدارس، الميتم، مشاريع الأبرشية، والشؤون القضائية. أعاد تقسيم الأبرشية إلى رعايا محددة في 13 شباط 1961. 📰 الإعلام الطائفي أصدر المطران فّتّال أول نشرة طائفية في تشرين الأول 1943، وتلتها مناشير أسبوعية بعنوان: “النور يُضيء في الظلمة”، وما زالت تصدر حتى اليوم. 🕊️ رعّيّة جبل السّيّدة رعّيّة جبل السيّدة، الواقعة جنوب المدينة على ربوة خلف المقابر المسيحية، نشأت على أرض كانت تعرف سابقًا باسم “الشيخ مقصود” بعد أن ابتاعها بعض سكان المدينة سنة 1936، لتشييد بيوت للسكن وتخفيف ضيق المساكن القديمة. توسعت بسرعة، فبلغ عدد العائلات المسيحية فيها نحو 345 عائلة عام 1944، أغلبهم من الأرمن. عمل فيها الخوري يوسف جمل على بناء معبد وفتح مدرسة وتأسيس نادي للشبيبة، ثم شاد الأب مكسيموس فحمه معبدًا جديدًا دشنه المطران فّتّال في 16 نيسان 1961، وطوّر جميع نشاطات الرعية، لا سيما المدرسة الابتدائية التي تولت إدارتها الراهبات الباسيليّات الحلبية في السنة الدراسية 1959-1960. 🏛️ مؤّسّسة جورج ومتيلد سالم الخيرّيّة في 27 تشرين الأول 1944 توفي جورج الياس سالم في بيروت، تاركًا إرادة لإنشاء مؤسسة كبيرة للأيتام تضم نحو 600 طفلًا مع مدرسة زراعية ودور للصنايع، لتصبح بمثابة مدينة متكاملة للعاملين. أوصى بثلث أمواله للمطران فّتّال لتحقيق المشروع، وتبنّته أرملته متيلد شلحت، لتشرف على تنفيذه. في أواخر 1947 اشترى المطران فّتّال معهد الأخوة المريميين في حي السبيل ليكون مدرسة للصنايع، وأوكل الإدارة للآباء السالزيان، فافتتحت المدرسة في خريف 1948. وفي نهاية 1948 تأسست رسميًا مؤسّسة جورج ومتيلد سالم الخيرية بحلب، تتمتّع بالشخصية المعنوية المستقلة، ويرأسها متروبوليت الروم الكاثوليك بحلب، بمساعدة متيلد سالم ولجنة مختصّة، لتستمر في تقديم خدماتها الإنسانية حتى اليوم، بإشراف لاحق للسيد رولان دي صعب. 🏛️ الوطنّيّ الكبير والمناضل عن الكنيسة تميز المطران إيسيذورس فّتّال بحنكته وجرأته في حماية حلب من الدمار، وبرز كزعيم وطني مخلص أثناء مرحلة الاستقلال السوري، جامعًا بين أبناء الوطن على اختلاف معتقداتهم. لعب دورًا محوريًا في تهدئة التوترات بعد أحداث العنف في 1945، واستقبل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، مؤكدًا على استقلالية الوطن وحقوق أبنائه. نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى تقديرًا لوطنه، وأحرص على الدفاع عن الحقوق المدنية وضمان عدم التمييز الديني أو المذهبي في الدستور، كما اهتم بالقضية الفلسطينية وإغاثة اللاجئين، مع تعزيز الثقة بوطنية المسيحيين. لم يتدخل مباشرة بالسياسة، بل تعامل بحكمة مع السلطات، مؤكدًا دائمًا أن حماية البلاد تقوم على الجيش السوري وحده، مما أكسبه احترام الجميع ووضعه في مصاف القادة الوطنيين المخلصين. 🏫 تأسيس مدرسة القّدّيسة كاترينا في ربيع 1946، بادر المطران إيسيذورس فّتّال إلى تأسيس مدرسة جديدة للبنات في حلب، مسهماً مع راهبات المعونة الدائمة في اقتناء دار الراهبات الإيطاليات في حي العزيزية، والتي عُرفت لاحقًا باسم مدرسة القّدّيسة كاترينا. افتتحت المدرسة أبوابها في 15 تشرين الأول 1946، بدعم المتبرعين من رجال ونساء حلب، وعلى رأسهم المتروبوليت مكسيموس الصائغ وعائلة المرحوم جرجي يتيم والمرحوم كامل قندلا. وقد صُممت لتكون من مدارس المطرانية، وحرص المطران فّتّال على تأسيسها بكل تضحيات مالية وأدبية، لضمان مستوى تعليمي راقٍ للبنات، مع إدارة راهبات المعونة الدائمة. 🏫 مدرسة القّدّيس ديمتريوس للبنات أنشأ المطران إيسيذورس فّتّال سنة 1946 مدرسة للبنات في حي الجابريّة باسم “مدرسة القّدّيس ديمتريوس للبنات”، بتكلفة نحو 70 ألف ليرة سورية. لاحقًا اشترى المعمل المجاور للمدرسة من المرحوم عبود باتري في 13 كانون الأول 1954 بقيمة 87,500 ل.س. وأوكل إدارتها إلى راهبات سيّدة المعونة الدائمة، بمساندة الخوري ميشيل يتيم، مدير مدرسة القّدّيس ديمتريوس للذكور، والخوري فيلبس أورفلي، لتخريج أجيال متعلمة ومؤمنة. 🏫 مدرسة مار الياس تولى المطران فّتّال سنة 1952 مسؤولية مدرسة مار الياس في حي الرمضانّيّة، التي تم بناؤها بالتعاون مع المرحوم الياس سالم باسم جمعيّة التعليم المسيحي. كُلّفت إدارة المدرسة للأب بولس يتيم، كما تبرع الخوري بطرس جحا بأرض ملاصقة للمدرسة مساحتها 256 مترًا مربعًا لخدمة الطائفة. 🏫 مدرسة القّدّيس نيقولاوس الأسقفيّة اهتم المطران فّتّال بتوسيع مدرسة القّدّيس نيقولاوس الثانويّة، فاقتنى دارين مجاورتين، وهدمهما، وبنى جناحًا عصريًا مع صحن مركزي شامل رواق الصفوف. اكتمل المشروع في أيلول 1961، تحت إشراف الأرشمندريت جبرائيل سّمّان والخوري مكسيموس فحمه، بمساعدة الأرشمندريت ثاوفانوس زيتونه، ليصبح للمدرسة وحدة معمارية وجمالية واضحة. 🏫 الميتم الطائفي والجمعية الخيرية أولى المطران إيسيذورس فّتّال عناية خاصة بالميتم الطائفي الذي أسسه المطران مكاريوس سابا سنة 1919، حيث تعاقب على إدارته عدد من الكهنة، وأشرفت السيدة متيلد سالم ثلاث سنوات على رعاية الأطفال حتى افتتاح المدرسة الصناعية باسم زوجها المرحوم جورج سالم. في عهده بلغ عدد الأيتام نحو ستين، مع تخصيص مدرسة ابتدائية لهم، ومطبعة، ومصانع خياطة وأحذية، وفرقة موسيقية، إضافة إلى توسعة المبنى بمساهمة عائلة المرحوم ألبير حمصي. كما نظّم المطران فّتّال نشاطات الجمعية الخيرية، واحتفلت في 4 كانون الأول 1949 بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وشجّع النشاط الطائفي بشتى أشكاله من رياضات وكشافة وزيارات للسجناء وإدارة الأخويات وحفلات المناولة الأولى. كما دعم المطران تعليم الكهنة والتخصص في العلوم الكنسية، وأرسلهم إلى جامعات أوروبا، ومن بينهم الخوري عبدالمسيح عبجي والأرشمندريت أغناطيوس ديك. 🏫 أفراح الطائفة شهدت حلب في عهد المطران إيسيذورس فّتّال العديد من المناسبات المبهجة للطائفة الكاثوليكية. من 8 إلى 17 أيار 1952 زار المدينة البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ، فقام المطران فّتّال بإكرامه بشكل استثنائي، وأقام بجوار المطرانية بيت ضيافة عرف بـ”قصر الضيافة”. واستضاف المطران فّتّال بعد ذلك عدة شخصيات كاثوليكية مهمة، منها الأب كاستون كورتوا مدير اتحاد المشاريع الكاثوليكية في فرنسا سنة 1953، والمطران باولو بابالاردو سنة 1955، والمنسنيور كاردين مؤسس منظمة الشبيبة العاملة المسيحية في تشرين الأول 1955، ممن منحهم المطران ألقابًا شرفية مثل إيكونوموس وأرشمندريت. وفي 11 آذار 1956، احتفالًا بالذكرى الثمانين لميلاد البابا بيوس الثاني عشر، زُين بيت الضيافة بشعار البابوية على ارتفاع ستة أمتار مع مئات المصابيح الكهربائية، بينما أرسلت الحكومة السورية وفدًا إلى الفاتيكان برئاسة الدكتور منير العجلاني، نائب رئيس مجلس الوزراء. 🏫 كنيسة جديدة للقّدّيس جاورجيوس في خريف 1952 قرّر المطران فّتّال بناء كنيسة جديدة للقديس جاورجيوس لتعويض بُعد الكنيسة القديمة عن الأحياء المسيحية، فاقتنى أرضًا بحي العروبة مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ودفع ثمنها حوالي 2500 ليرة ذهب، واستعان بتبرعات أبناء الأبرشية ووضع الحجر الأساس يوم الأحد 1 أيار 1960. 🏫 مشاكل المدارس الخاصة لعب المطران فّتّال دورًا رئيسيًا في الحوار مع السلطات الحكومية، وخاصة وزارة التربية، بشأن المدارس الخاصة، حيث اجتمع مع وزير المعارف عبد الوهاب حومد في 13 تموز 1956 لمناقشة مشاكل المدارس وما تتعرض له من قيود المرسوم التشريعي رقم 175، وأسفرت المباحثات عن دعم مالي للمدارس المتضررة بمقدار 85 ألف ليرة سورية لكل مدرسة. 🏫 بناء دور للسكن استثمر المطران فّتّال أراضي المدافن القديمة للطائفة في بناء دور للسكن، ليوفر لها دخلًا ثابتًا لدعم مشاريع الطائفة وموظفيها، رغم تراجع هذا الدخل لاحقًا ليصبح رمزيًا في الوقت الحاضر. 🏫 تمثال البطريرك مكسيموس مظلوم في 13 كانون الأول 1956 وضع تمثال البطريرك مكسيموس مظلوم في ساحة الكنيسة الكاتدرائية، صنع في إيطاليا، يظهر البطريرك واقفًا، مع نقشين يرمزان إلى دفاعه عن حقوق الكنيسة، وقد تبرع بثمنه المغترب بنجمان مظلوم. 🏫 راهبات سّيّدة المعونة الدائمة في مستشفى الكلمة في شباط 1957 تسلمت راهبات سّيّدة المعونة الدائمة إدارة مستشفى الكلمة، بجهود المطران فّتّال الذي ذهب إلى دمشق لتنسيق الأمر مع البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ، مستبدلات الراهبات الفرنسيسيات اللواتي أدرن المستشفى سابقًا، واستقبلهن المطران مع القربان المقدس في أجواء روحانية. 🏫 إنشاء جامعة حلب منذ مطلع 1957 شارك المطران فّتّال في المباحثات الخاصة بإنشاء جامعة حلب، مع لجنة من أساتذة القانون والهندسة والطب والصيدلة والزراعة والتجارة، لتأسيس جامعة شاملة على غرار جامعة دمشق، مبتدئًا بآليات الزراعة والتجارة والهندسة، وبذل جهودًا كبيرة لتحقيق هذا المشروع الحيوي لمدينة حلب. 🏫 نادي الشبيبة العاملة في شباط 1957 بدأ المطران فّتّال إنشاء طابق ثانٍ فوق معمل سابق في حي الجابريّة، ليكون ناديًا للشبيبة العاملة على غرار نادي الشبيبة الكاثوليكية في حي العزيزية، بتمويل 10 آلاف ليرة من تبرعات الأستاذ فتح الله صقال، وصُممت صالة النادي الكبيرة “صالة المطران فّتّال” لتتّسع لألف شخص، إضافة إلى سبع غرف للاجتماعات. 🛡️ مع المقاومة الشعبية في نهاية 1957 وجه أساقفة الطوائف المسيحية نداءً إلى أبناء حلب للمشاركة في الدفاع عن الوطن، وساهم المطران فّتّال شخصيًا مع محافظ المدينة و المفتي في حفر الخنادق، مثّل هذا العمل نموذجًا للتضامن والتكاتف الوطني بين مختلف مكونات المجتمع. 🇸🇾 في عهد الوحدة مع مصر خلال الوحدة مع مصر، حافظ المطران فّتّال على دوره الوطني في جمع الكلمة وحماية حقوق الشعب، واستقبل الرئيس جمال عبد الناصر في حلب عامي 1959 و1960، وكان حاضرًا أيضًا في وضع الحجر الأساس لدير راهبات الكرمل “كرمل سيدة سوريا” في 18 شباط 1960. 🌹 نحو السماء توفيت متيلد شلحت، أرملة المرحوم جورج سالم، في 27 شباط 1961، وأقامت حلب جنازة مهيبة لها بقداسة المطران فّتّال، الذي ودّعها برفقة الطائفة، بينما توفي المطران فّتّال نفسه لاحقًا في 4 أيلول 1961، مخلفًا إرثًا من المحبة والعطاء للكنيسة والوطن، وكان مثالًا للرحمة، العطاء، والشجاعة، ومحبوبًا بين جميع أبناء رعّيته دون تمييز، تاركًا أثرًا طويل الأمد في أبرشية حلب. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| مكاريوس سابا | الولادة: 1873 الوفاة: 1943 👶 الميلاد والتعليم وُلد ديزيره بن فتح الله سابا وأّمّه كاتين ابنة تيدوري مكربنه في حلب بتاريخ 12 شباط 1873. تلقى علومه الابتدائية في المدرسة الطائفية، والثانوية عند الفرنسيسكان، ثم أرسله المطران كيرلس جحا عام 1886 إلى مدرسة عين تراز حيث درس الفلسفة واللاهوت حتى 1894. ✝️ البدايات الكهنوتية خدم أولًا ناظرًا للمدرسة الأسقفية بحلب، ثم رُسم شماسًا باسم مكاريوس (1896) وكاهنًا باسم بطرس (1898). رافق المطران جحا في أسفاره إلى القدس ورومة وباريس، وتسلّم رئاسة المدرسة الأسقفية وخدمة الرعية. ⛪ خدمته في مصر بعد انتخاب كيرلس جحا بطريركًا سنة 1902، عُيّن بطرس سابا أمين سرّه، ثم رُسم رئيس أساقفة بلميرا شرفًا ونائبًا بطريركيًا عامًا على مصر والسودان (1903). ساهم في بناء وتجديد كنائس عديدة (القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، هليوبوليس)، وإنشاء المدارس والجمعيات الخيرية، إضافةً إلى تأسيس النادي الكاثوليكي للشبيبة السورية (1917). 📜 أدوار إدارية وروحية عقب وفاة البطريرك جحا عام 1916 تولى سلطات واسعة في مصر بسبب انقطاعها عن دمشق، فطوّر النظام الداخلي للطائفة وأشرك العلمانيين في المسؤوليات. شارك في المجمع الطائفي العام بعين تراز (1909) وزار حلب، كما ساهم في لجنة إعانة منكوبي الحرب السوريين والفلسطينيين (1918). 📌 تعيينه مطرانًا على حلب سنة 1919 عُيّن المطران مكاريوس سابا مطرانًا على أبرشية حلب خلفًا لديمتريوس قاضي، وكُلّف أيضًا برعاية الطائفة في الإسكندرونة وطرسوس ومرسين وأنطاكية. ✨ أبرز مآثره الأسقفية في العبادة: عُرف بتقواه ومشاركته في المؤتمرات القربانية وزياراته لرومة ولورد وليزيو، كما جلب تجهيزات كنسية من فيينا. المقبرة الجديدة: استملك أراضي الشيخ مقصود، وخصص للطائفة مقبرة منظّمة مع كنيسة (1927–1935). الكنائس والمدارس: بنى كنيسة ومدرسة القديس ديمتريوس بالجابرية (1932)، وكنيسة الملاك ميخائيل بالعزيزية (1935)، ورمّم الدار الأسقفية وبنى مدخل الكاتدرائية الجديد (1934). الخدمات الاجتماعية: أسس ميتم الروم الكاثوليك (1919) مع مطبعة ومشغل للأيتام، أعاد تفعيل الجمعية الخيرية، ورعى جمعية عاملات الشفقة. الشباب: أنشأ نادي الشبيبة الكاثوليكية (1929) كصرح ثقافي واجتماعي. المدارس: طور التعليم الطائفي، أسس مدرسة الاتحاد الكاثوليكي (1927)، وسلم إدارة المدرسة الأسقفية لاحقًا للآباء البولسيين ثم للرهبانية الباسيلية. الوحدة والتعاون: عزز التضامن بين الطوائف الكاثوليكية، أسس مجلسًا أسقفيًا عامًا بحلب، ساهم في توحيد الجمعيات الخيرية وإنشاء مستوصف عام (1938)، ومجلس استشاري للطوائف الكاثوليكية (1943). ⚰️ وفاته أُصيب المطران مكاريوس سابا بالتهاب كلوي، وأُجريت له عمليتان جراحيتان في فيينا عامي 1921 و1929. عانى في سنواته الأخيرة من ضعف صحته ومن آلام الانتقادات والتمرد على السلطة الكنسية في حلب. وبعد أن فشلت محاولاته للاستشفاء في لبنان وفلسطين، توفي صباح الأربعاء 28 تموز 1943. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس قاضي | الولادة: 1861 الوفاة: 1925 👶 النشأة والتعليم وُلد يوسف بن نقولا قاضي في دمشق في 18 كانون الثاني 1861 بعد استشهاد والده في أحداث 1860. ربّته والدته سوسنّة غنّاجة ثم عمّه جرجي قاضي. تلقى علومه الأولى عند الآباء اللعازريين، ثم تابع دراسته في مدرسة عين تراز الإكليريكية، ومعاهد سان سلبيس في فرنسا (إيسي وباريس)، حيث درس الفلسفة واللاهوت (1883-1888)، بعد أن أتقن العلوم الأدبية واللغوية لدى الآباء اليسوعيين. ✝️ الرسامة والخدمة التعليمية رُسم شماسًا إنجيليًا على يد الكاردينال ريشار في باريس، ثم كاهنًا عام 1888 بوضع يد البطريرك بطرس الجريجيري. عُيّن مديرًا للمدرسة البطريركية في دمشق (1889-1892) ثم في بيروت (1892-1895)، حيث أحيا التعليم وأسس نهوضًا في المدارس الليلية. ⛪ المهام الكنسية شغل منصب النائب البطريركي في القدس (1895-1898)، ثم في باريس (1898-1903). شارك خلال إقامته هناك في اللجنة المكلّفة بالإعداد لمجمع ملكي عام، وأسهم في صياغة مشروعه بالعربية والفرنسية، مدافعًا عن استقلالية الكنيسة الملكية في مواجهة محاولات الهيمنة. 📜 المجمع الملكي 1909 عند انتخاب كيرلس جحا بطريركًا، حاول التهرب من عقد المجمع، لكنه اضطر لاحقًا إلى الدعوة إليه. انعقد في عين تراز بين 30 أيار و8 تموز 1909، ورفعت نصوصه إلى روما حيث بقيت دون تنفيذ، وطُوي الموضوع. 📜 انتخابه أسقفًا على حلب بعد انتقال المطران كيرلس جحا إلى البطريركية سنة 1902، بقي كرسي حلب شاغرًا 16 شهرًا، ثم انتُخب الخوري يوسف قاضي مطرانًا في 27 تشرين الأول 1903 بأغلبية 99 صوتًا من أصل 106. سيّمه البطريرك كيرلس الثامن جحا في الإسكندرية في 29 تشرين الثاني 1903 باسم ديمتريوس، ودخل حلب في كانون الأول رافعًا شعار: الوداعة والقوة. 🐑 الراعي الصالح أحصى المطران الجديد رعيته بدقة، فبلغ عدد الكاثوليك الروم في حلب سنة 1904 نحو عشرة آلاف، ضمن مجتمع متنوع سكانيًا. تميّز بخدمة رعوية نشيطة: سام كهنة، نظّم المدرسة الأسقفية، كتب رسائل دورية رعوية بمناسبة الفصح، أصلح العادات الاجتماعية خاصة في الحداد والزواج، وقلّص الأعياد والأصوام لتخفيف الأعباء. 🏫 النهضة التعليمية والرعوية طوّر مدرسة القديس نقولاوس الكبرى حتى بلغ طلابها 176 سنة 1906، إلى جانب مدارس للصبيان (321 طالبًا) والبنات (80 طالبة). أنشأ مدارس ليلية للتعليم المسيحي، واهتم بتربية الأحداث. كما قام برحلات إلى روما وفرنسا لخدمة أبرشيته. ✨ شخصيته كان سخي النكتة، سريع الخاطر، عميق الروحانية، ومرنًا في التأقلم بين أجواء باريس وحلب. جمع بين الصرامة الرعوية والانفتاح، فنال محبة الحلبّيين وإعجاب زواره من الداخل والخارج. ⚔️ في خضّمّ الحرب العالمّيّة الأولى في خضمّ الحرب العالمية الأولى أظهر المطران ديمتريوس قاضي حكمة وشجاعة استثنائية. فقد تجنّب أي صدام مع الأتراك، محافظًا على الصمت السياسي، لكنه فتح قلبه وبيته وصندوقه للمنفيين والبؤساء، يساعدهم بسخاء، ويستشفع لهم لدى جمال باشا والسلطات، حتى إنه أعطى أحيانًا كل ما يملك. احتضن الكهنة والأرمن الهاربين من الملاحقة، وفرّ لهم الحماية والكسوة. كما دعم جمعية الرحمة، رغم التضييق، وواجه استيلاء الأتراك على الكنائس بتحويل قاعة المطرانية إلى معبد يضج بالمصلّين. وبعد وفاة البطريرك كيرلس جحا عام 1916، عُيّن المطران قاضي نائبًا رسوليًا وقائمقامًا بطريركيًا، فانتقل إلى دمشق. عاش أربع سنوات من القلق الدائم، تحت رقابة جمال باشا وضغوط الحكومة العثمانية التي حاولت فرض انتخاب بطريرك جديد. غير أن سقوط الحكم العثماني ودخول الحلفاء دمشق أزال المخاوف، فاجتمع الأساقفة في دير المخلّص عام 1919 وانتخبوه بطريركًا باسم ديمتريوس، محافظًا على شعاره: الوداعة والقوة. ⛪ بطريرك الطائفة (١٩١٩- ١٩٢٥) بقي البطريرك ديمتريوس قاضي على رأس الطائفة بين عامي 1919 و1925، وركّز جهوده أولًا على إعادة تنظيم الأبرشيات بتنصيب أساقفة جدد بعد الفراغ الذي خلّفته الحرب العالمية الأولى. كما أسس سنة 1921 فرعًا شرقيًا لراهبات المحبة (بزنسون)، حافظ على الطقس الشرقي وخضع لإشراف البطريرك، فأنشأن مدارس في القاهرة والإسكندرية ودمشق. وفي 1924 شكّل لجنة لإعداد نظام عام للطائفة، وسعى إلى تثبيت عقارات الوقف بأسماء معنوية كنسية بدل الأفراد، مع إعفائها من رسوم الانتقال. لكن اندلاع الثورة السورية أرهقه نفسيًا، فأدركته الوفاة فجأة في دمشق صباح الأحد 25 تشرين الأول 1925. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس الثالث لحام | الولادة: 1933 الوفاة: – غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك سوري (مواليد 15 ديسمبر 1933 -) هو بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ومقرها سوريا،( بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم. هذا اللقب يشمل كليكيّة وسوريا ولبنان والجزيرة العربيّة والخليج العربي وما بين النهرين وليبيا والحبشة ومصر والأردن وفلسطين وكل المشرق العربي، وهو الرئيس الأعلى على كافة أبناء كنيسة الروم الكاثوليك الملكيين في المشرق وأوروبا وأفريقيا وآسيا والأمريكيتين وأستراليا). انتخب في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 2000م لمنصب البطريرك في دمشق خلفاً للبطريرك مكسيموس الخامس حكيم، الذي تنازل عن منصب البطريرك عن عمر ناهز 92 عاماً بسبب مشاكل صحية والذي توفي بعد ثمانية أشهر من تنازله عن البطركية. استقال في 6 مايو 2017 وخلفه يوسف الأول عبسي. 📜 حياته نشأته وتربيته الرهبانيّة: – ولد في داريا الشام سنة 1933، وهي حسب التقليد القديم مكان اهتداء القديس بولس الرسول وظهور السيد المسيح له. – دخل دير المخلص العامر (صيدا – لبنان) عام 1943، حيث تلقى دروسه الابتدائية الثانوية والفلسفية واللاهوتية. أبرز نذوره الرهبانية الأولى في 15 آب 1949 والمؤبّدة في 20 كانون الثاني 1952. – ارسل عام 1956 إلى روما لمتابعة دروسه الجامعية. وحاز على شهادة ليسانس في اللاهوت وليسانس في اللاهوت الشرقي ودكتوراه في العلوم الكنسيّة الشرقيّة من المعهد الحبري للدراسات الشرقيّة عام 1961. – سيم كاهنًا في غروتا فراتا (قرب روما) عام 1959. – في خريف عام 1974، عيّنه غبطة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم مدبراً بطريركيًا ثم نائبًا بطريركيًا أصيلاً في بطريركيّة الروم الكاثوليك بالقدس، في ظروف عسيرة جدًا، على اثر اعتقال سيادة المطران هيلاريون كابوتشي ، من قبل السلطات الإسرائيلية. – عام 1981 انتخب مطرانًا في سينودس 9 ايلول 1981. ورسم مطرانًا في 27/11/1981. – انتخبه السينودس المقدّس بطريركًا في 29 تشرين الأول 2000، بعد استقالة المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم لأسباب صحيّة. واختار اسم غريغوريوس أي الساهر. إضافة إلى اللغة العربية يتقن اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية واليونانية والإسبانية ويلمّ بالعبريّة. شعاره: «اسهروا وسيروا في المحبة». 🏥 إنجازاته الثقافية أسّس مجلة الوحدة في الإيمان عام 1962. أسّس المكتبة الشرقية في القدس. أسّس الندوة المقدسية في القدس عام 1980. أسّس مع جامعيين ومسيحيين وشيوخ مسلمين مركز اللقاء للتراث المسيحي الإسلامي في الأرض المقدسة. أسّس مركز لقاء لحوار الحضارات (2010) في الربوة في لبنان. ⛩️ إنجازاته في البناء والعمارة أسّس دار العناية في لبنان (الصالحية شرق صيدا) عام 1966 ةتشمل ميتمًا ومدرسة مهنية مع المطران سليم غزال وجورج كويتر. بناء 150 وحدة سكنية للشباب في فلسطين. إعادة بناء مقر بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في عين تراز – قضاء عاليه بعد هدمه خلال الحرب اللبنانية الأليمة. إنشاء مستشفى في خبب (حوران – سوريا) وآخر في الكشكول – دمشق، وما زال على العضم وهو مبرة من المرحوم السيد توفيق صعيبة. 📖 مؤلفاته للبطريرك لحام مؤلفات عديدة، تتوزع على الشكل التالي: كتب وكراريس باللغات العربية والأجنية عدد 48. رسائل بطريركية بالعربية والإنكليزية عدد 52. مجلة الوحدة في الإيمان عام 1962. مقالات وكتب باللغة الأجنبية عدد 21. تأسيس مركز الأبحاث الملكية عام 1992 وقد أصدر المركز 5 كتب على نفقته. 📚 الكتب الطقسية لكنيسة الروم الكاثوليك جُددت كلها وظهرت في 6 مجلدات وحوالي 50 نشرة وكرّاس وكتب مع العلامات الموسيقية. وتجدر الإشارة إلى أن مجموع صفحات الكتب الطقسية والكراريس التي طُبعت يصل إلى 23000 صفحة. 🎓 النشاط الثقافي مئات المحاضرات في القدس وفي أوروبا. مدرّس ومحاضر في جامعة بيت لحم ومعهد الآباء الساليزيان في بيت لحم. مدرّس في جامعة الروح القدس – الكسليك (لبنان). مدرّس في إكليريكية دير المخلص الكبرى والصغرى. أسّس عام 1982 مركز لقاء للتراث. تأسيس معهد المخلص الكهنوتي في الأرض المقدسة عام 1991. أسّس عدّة مدارس: 4 في فلسطين، 1 في سوريا، 1 في لبنان. إنشاء 6 مستوصفات في فلسطين (القدس – بيت ساحور – نابلس). إنشاء 6 كنائس: 2 في فلسطين، 1 في لبنان، 3 في سوريا. إقامة مؤتمرات ومشاركة في مؤتمرات محلية في الشرق والعالم وإلقاء محاضرات فيها (30 مؤتمرًا). 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| كيرلس جحا | الولادة: 1840 الوفاة: 1916 🏛️ النشأة والخلفية وُلد كيرلّس جحا باسم سمعان بن حنّا جحا وكاترين بيطار في حلب بتاريخ 16/28 تشرين الأول 1840. تعلّم في صباه العربية والفرنسية والتركية، ودرس العلوم الفلسفية واللاهوتية على يد المطران أثناسيوس توتونجي، مطران طرابلس المتقاعد، الذي فتح في بيته مدرسة شبه إكليريكية لتعليم الشباب، وخصوصًا المرشحين للكهنوت. لاحقًا أسند إليه المطران ديمتريوس أنطاكي بعض شؤون الطائفة الزمنية، ورسمه شمّاسًا إنجيليًا في 2 شباط 1861، وغيّر اسمه من سمعان إلى بطرس. ✝️ الكهنوت والخدمة المبكرة شارك بطرس جحا في أعمال ترميم الكنيسة الكاتدرائية التي دمرها الثوار في “قومة البلد” سنة 1850. رافق المطران بولس حاتم في مجمع الطائفة في 29 أيلول 1864، وكان كاتم أسراره ووكيلاً عن المطران توتونجي. في 30 نيسان 1865، رُقّي إلى درجة الكهنوت المقدس وتولّى التواصل مع الدوائر الحكومية، موثقًا علاقاته مع والي حلب كامل باشا. وفي 10 أيار 1874 رسمه المطران بولس حاتم “خوريا” وصرّفه على إحدى رعايا حلب. 🕊️ نائبا بطريركًا وأسقفًا بعد وفاة المطران بولس حاتم في 10 شباط 1885، عيّن الخوري بطرس جحا نائبا بطريركيا، ثم انتُخب مطرانًا على حلب في 25 آذار 1885 بإجماع الأصوات تقريبًا، وتمت رسامته الأسقفية في 3 أيار 1885 بدير القديس جاورجيوس بالشير، حيث تغيّر اسمه إلى كيرّلس. وقد أُحاط الاحتفال برعاية الباشا والموسيقى الرسمية، وشهد مراسم استقبال رسمية ومبهجة عند دخوله حلب في 22 حزيران 1885. 🏫 المدرسة الأسقفية لاحظ المطران كيرلّس جحا حاجة أبناء الطائفة إلى مدارس، فطور ووسع المدارس الابتدائية القائمة، لتصبح خمس مدارس في مختلف أحياء حلب، وافتتح مدرسة أسقفية كبرى باسم “مدرسة القديس نقولاوس الأسقفية بحلب” في آذار 1886، بفضل تبرعات آل الحمصي، وتجهيزات بلغت حوالي أربعة آلاف جنيه مصري. نظم المناولة الأولى والاحتفالات السنوية للطلاب، وكان متفانيًا في رعاية المدرسة، ويقوم شخصيًا بتوزيع الأوسمة على المتفوقين. 🎼 اهتمامه بالتعليم والموسيقى خلال زيارته فرنسا في أواخر 1886، اشترى آلات موسيقية مدرسية ووسائل تعليمية للمدرسة. في سنة 1895 بلغ عدد التلاميذ 144، مع 9 معلمين، منهم الأخوة الماريانيت الذين ساهموا في تطوير التعليم الفرنسي والديني، قبل أن يعودوا إلى فرنسا بعد عدة سنوات. ومن تلاميذهم المتميزين: جوستان شعراوي، جوردان عبجي، المطران إيزيدورس فتّال، والخوري بطرس سابا. 🏛️ المآثر الدبلوماسية والأسقفية في أواخر 1886، رافق المطران كيرّلس جحا البطريرك غريغوريوس يوسف إلى روما لتقديم التهاني للبابا لاون الثالث عشر بمناسبة اليوبيل الأسقفي الفضي، حاملًا هدية فاخرة باسم أبرشية حلب. بعد ذلك، زار فرنسا حيث استقبله رئيس الجمهورية ومُنح وسام “جوقة الشرف”، وأُقرت إعانة سنوية لمصلحة المدرسة الأسقفية الكبرى بحلب، كما اشترى مطبعة حديثة أرسلها إلى حلب. لاحقًا زار الأستانة، حيث حصل على وسام عثماني من الطبقة الثانية بعد مقابلة السلطان، وعاد إلى حلب في 1887 مع البطريرك، مُستقبَلاً بحرارة من أبناء الطائفة. 🕊️ الراعي الوقور تميّز المطران جحا بولائه للكرسي الروماني وحبه لرعيته، وكان يصدر سنويًا رسائل رعوية ابتداءً من 1885، يدعو فيها لتربية الأولاد وتعليمهم في المدارس المسيحية. كما حفظت سجلات المطرانية قصائد تهنئة له من قساوسة وشعراء محليين، تؤكد مكانته الراقية واحترامه لدى الطائفة. 🎗️ الجمعية الخيرية أسس سنة 1899 الجمعية الخيرية لطائفته بحلب، أولاً باسم “لجنة الرحمة”، وجعل القديس يوحنا الرحيم شفيعًا لها. وضعت الجمعية قانونًا مختصرًا ونظمت جمع التبرعات السنوي، حيث بلغ المجموع في البداية خمس ليرات عثمانية ونصف ذهب، لتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين. ✝️ نحو المنصب البطريركي بعد وفاة البطريرك غريغوريوس يوسف في 1897، عيّن المطران جحا قائمقامًا بطريركيًا في 27 تموز 1898، وصادقته الحكومة العثمانية. دعا إلى مجمع انعقد في دير المخّلص بصربا بين 10 و24 شباط 1898، انتُخب فيه بطرس الرابع جريجيري بطريركًا. ثم سافر إلى القدس ورومة لتقارير الطائفة، وعاد إلى حلب حتى أواخر 1901. في مارس 1902 بقي في دير المخّلص بصربا، وزار بطريركه العليل حتى وفاته في 24 نيسان 1902 في بيروت، حيث ألقى الصلاة على جنازته. 🏛️ تولي البطريركية عند وفاة البطريرك غريغوريوس يوسف، عيّنت رومة المطران كيرّلس جحا مدبّرًا رسولياً للكرسي البطريركي، وأثبتت الدولة العثمانية تعيينه فورًا. دعا جحا الأساقفة إلى عقد سينودس انتخابي في عين تراز في 26 حزيران 1902، وانتُخب بطريركًا في 27 حزيران باسم كيرّلس الثامن، وحصل على تثبيت البابا والوسام المجيدي من الدرجة الأولى. منذ بداية ولايته، تميز بحب الشورى والعمل الجماعي، وحصل على الاعتراف المدني الفريد من نوعه من الباب العالي كرئيس لملة الروم الكاثوليك. 🕊️ الإصلاحات الروحية والإدارية أصدر البطريرك جحا تعليماته لعقد المجمع الملي الذي كان مؤجلًا من عهد سلفه، وعين لجنة لصياغة قانون كامل للطائفة. في شباط 1908 رأس قداسًا احتفاليًا في روما بحضور البابا بيوس العاشر بمناسبة مرور 1500 سنة على وفاة القديس يوحنا الذهب. ⚔️ التحديات السياسية في 1911 نزح إلى مصر، وبقي هناك أثناء الحرب العالمية الأولى. بعد خلع الخديوي عباس، شارك في حفل المبايعة للسلطان الجديد، ممّا أغضب الدولة العثمانية وأدت إلى خلع سلطته المدنية. تمّ تعيين مطارنة الطائفة قائمقَمين بطريركيين مؤقتين، بينما احتفظ الأرشمندريت ديمتري سكّريه بالسلطة الروحية. ✝️ وفاته وخلافة الطائفة توفي البطريرك كيرّلس جحا في الإسكندرية في 9 كانون الثاني 1916، وأُعلن الخبر للأساقفة لاحقًا. بعد سلسلة من الإجراءات والموافقات البابوية، اجتمع الأساقفة في 29 آذار 1919 في دير المخّلص بصربا وانتخبوا المطران ديمتريوس قاضي مطرانًا على حلب، متوحّدًا بالسلطة الروحية والزمنية. 🕊️ الإكليروس الحلبّي في عهده خلال فترة رئاسته للأبرشية، ضمّ الإكليروس الرعوي عددًا من الكهنة المميزين، مع تغييرات لاحقة نتيجة التعيينات والنقل، لضمان إدارة فعالة للطائفة وتربية رجال الدين الجدد، بما في ذلك إدخال الخريجين الجدد من الإكليريكية. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| بولس حاتم | الولادة: 1811 الوفاة: 1885 🏛️ النشأة والخلفية وُلد بولس حاتم باسم بطرس بن نعمة الله بن بطرس حاتم، لأمّه سوسان بنت يوسف شبارخ، في حلب بتاريخ 15/27 كانون الثاني 1811. بعد إنهائه التعليم الابتدائي، تعلّم اللغة السريانية وشارك في ترتيل الفروض الكنسية مع الإكليروس الماروني. لاحظ المطران بولس أروتين موهبته، لكنه لم يسمح له بالالتحاق بالإكليروس الماروني، فتواصل في تحصيل معارفه، بما في ذلك مبادئ اللغة اللاتينية على يد الخوري جبرائيل جّوّان الملكّي. 🎓 التعليم والخدمة المبكرة في سنة 1828 استدعاه المطران أغناطيوس عجوري لإرساله إلى روما، لكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، فدرس في المدرسة الإكليريكية الأرمنية بدير بزمار مبادئ الفلسفة واللاهوت واللغة الإيطالية. لاحقًا، خدم في أبرشية زحلة ككاتم سر المطران أغناطيوس، وتولى الإشراف على الأخويات ومراكز التعليم المسيحي، ووسّع نطاق عملها في قرى البقاع. رُقّي إلى درجة الشماس الإنجليزي عام 1830، ومنحه المطران سلطة قيادة الرسالة العامة في المنطقة. ✝️ الكهنوت والدور الرعوي عاد إلى حلب عام 1833 مع المطران غريغوريوس شاهيات، وألقى أولى مواعظه في الكنيسة الكاتدرائية حول ثبات الكنيسة الكاثوليكية وعناية الله بها. في 26 أيار 1835، رُقّي إلى الكهنوت المقدس وأصبح كاتم أسراره، وأخذ يناهض بدعة “العابدات”، مدافعًا عن التقاليد والطقوس الصحيحة. ⚔️ مناهضة بدعة “العابدات” كان بولس حاتم داعمًا للمطران ديمتريوس أنطاكي في محاربة أخوّيّة “العابدات”، ورفض أن يصبح نائبًا عامًا لتجنب الادعاءات بأن الأبرشية تحت سلطة أسقفين. نشر سنة 1839 كتابه “دحض الأضاليل الباطشتاوية”, حيث فضح بدعة العابدات المستوردة من تعاليم هندية، وأوضح الحرم الاحتفالي الذي أقيم في 3 آب 1847 بحضور كبار المطارنة. كوفئ لاحقًا من المطران ديمتريوس بالصليب، ليصبح أول “أرشمندريت” في تاريخ الطائفة الملكية الكاثوليكية. 🌍 بعثة رومية ودراسة اللغات في 8 آب 1850 أُرسل إلى روما بمهمة رسمية من البطريرك مكسيموس مظلوم، وأقام هناك نحو سنتين، درس خلالها اللغة الفرنسية ودرس بعمق اللاتينية. بعد إتمام مهمته، جال في مدن إيطاليا وفرنسا، قبل العودة إلى حلب. 🕊️ دور الوحدة والإصلاح عاد إلى حلب ليُساهم في استتباب السلم بين أفراد الطائفة وإزالة الفوضى، مستعيدًا وحدة الجماعة وطاعة رئيسهم الشرعي في أواخر 1852. في سنة 1860، ابتُلي بحمى شديدة دامت أربعين يومًا، معبرًا عن صبره وإيمانه خلال محنته. 🏛️ انتخابه أسقفًا لحلب بعد وفاة المطران ديمتريوس أنطاكي في 9 تموز 1863، وجّه البطريرك إكليمنضوس بحوث بتاريخ 10 آب 1863 منشورًا إلى أبرشية حلب، يأمر فيه باجتماع اللجنة الانتخابية لاختيار خلف للمطران المتوفى، برئاسة الخوري يوسف حاتم، وبمشاركة كهنة الأبرشية وعشرين من أرخندس الطائفة. في 21 آب اجتمع الكهنة للانتخاب، وعددهم أحد عشر كاهنًا، وصوّتوا لصالح الخوري بولس حاتم سبع مرات من أصل أحد عشر صوتًا، فوّقّع الحاضرون وثيقة الانتخاب وأرسلوا نسخة إلى البطريرك إكليمنضوس، الذي صدّق على الانتخاب بتاريخ 31 آب 1863 واستدعى بولس حاتم للرسامة الأسقفية. ✝️ رسامته الأسقفية ودّع الأسقف المنتخب أبناء الطائفة في 13 أيلول 1863، ثم توجه إلى الإسكندرية، وركب البحر إلى بيروت ووصلها في 19 أيلول. في 27 أيلول 1863 رّقّاه البطريرك إكليمنضوس بحوث إلى الدرجة الأسقفية، بمشاركة مطارنة بيروت وعكا، وأبقى له اسمه بولس، في كاتدرائية بيروت. 🕊️ عودته إلى حلب واستقبال الطائفة بعد ثلاثة أيام، أي في 30 أيلول 1863، غادر بيروت وعاد إلى حلب، ودخلها في 5 تشرين الأول، حيث نظّمت الطائفة له استقبالًا حافلًا. وقد بعث له الشاعر الرومي الملكي فرنسيس فتح الله مراش من باريس قصيدة بعنوان “ثمرة البشرى ومرآة الذكرى”, يثني فيها على توليه رعاية الطائفة ويشير إلى فرح الجماعة بانتصاره الأسقفي. 🏛️ النشاط الطائفي بعد توليه السدّة الأسقفية في 18 أيلول 1864، حضر المطران بولس حاتم المجمع الطائفي في دير مار يوحّنّا الشوير ببيروت، حيث استقال البطريرك إكليمنضوس بحوث (24 أيلول)، وانتُخب البطريرك غريغوريوس يوسف (29 أيلول). خلال المجمع، أقام بولس قدّاسًا احتفاليًا وخطب في صفات البطريرك الجديد، موقعًا باسم “بولس متروبوليت سلوقية وحلب”, ما دل على تغير أسبقية الرسامة الأسقفية بين الأساقفة. ✝️ زياراته ورعايته للأبرشية في 17 أيار 1867، سافر إلى رومة بدعوة من البابا بيوس التاسع للاشتراك في احتفال تثبيت بعض القديسين، وعاد إلى حلب في 6 آب 1867. وفي سنة 1869، أضاف بفضل جهوده مدينة قورش الأثرية (قرب آّلز) إلى أبرشية حلب، معتمدة رسميًا من البطريرك غريغوريوس يوسف. 🕊️ الاشتراك في المجمع الفاتيكانّي الأوّل استعد المطران بولس حاتم للمشاركة في المجمع الفاتيكانّي الأوّل، فغادر حلب في أيلول 1869، وشارك مع ثمانية أساقفة آخرين في الاجتماعات التمهيدية في دمشق، ثم انتقلوا إلى إيطاليا، ووصلوا رومة في تشرين الثاني. اجتمع المجمع لأول مرة في 8 كانون الأول 1869، وشارك بولس حاتم في الجلسات الأساسية حتى نيسان 1870، قبل أن يعود إلى الشرق ويصل حلب في أيار 1870. موقفه في المجمع كان متوافقًا مع البطريرك غريغوريوس يوسف، معارضًا بعض المعارضة ليس في عصمة البابا نفسها، بل لمناسبة توقيت إعلانها احترامًا للكنائس الأرثوذكسية. 🏛️ الاعتراف الرسمي لمقام حلب في أوائل 1865، اعترف والي حلب ثريا باشا لطائفة الروم الكاثوليك بتقدّمها على باقي الطوائف المسيحية في المدينة، ووجه البطريرك غريغوريوس يوسف رسالة شكر له، مؤكدًا دور المطران بولس حاتم في تأكيد هذه المكانة وتنظيم شؤون الطائفة بحكمة وحسن إدارة. 🎼 اهتمامه بالتراتيل والطقوس الكنسية كان المطران بولس مولعًا بالموسيقى الكنسية، فألف جوقة بيزنطية أدارها جرجس فتح الله اليان، وألف كتابًا موسيقيًا باسم “آتاب اقتطاف لوازم البصلتيكا”, ضم مجموعة من التراتيل البيزنطية مضبوطة بعلامات الموسيقى اليونانية، بعضها مبتكر محليًا، بما فيها أول أنشودة عربية مسجلة بعلامات موسيقية يونانية “صلاة للعذراء مريم”. كما أنشأ فرقة موسيقية وعازفين، وأصدر “بوليخرونيون” لمطران حلب، متضمنًا ألقابه الثلاثة: حلب وسلوقية وقورش. 📚 مؤلفاته “دحض الأضاليل الباطشتاويّة الآتية عن ضلالات تعاليم هندية” (1839): يتناول تفنيد أضاليل أخوّيّة عابدات قلب يسوع في حلب. توجد نسخة في مكتبة مطرانية حلب والمكتبة المارونية هناك. الخطب: جمع نحو ثلاثة آلاف خطبة، بعضهم جمعت في مجلدين، لكنها لم تُنشر. 🌟 خصاله المطران بولس حاتم اتسمت مآثره وخصاله بالورع والاجتهاد في خدمة الطائفة. كان واعظًا بليغًا، يلقن العظة يوم الأحد والأعياد بعد القداس الكبير، ومسائيًا في الكنيسة الكاتدرائية وكنيسة القديس جاورجيوس، مخصّصًا اهتمامًا خاصًا لأعضاء أخوّيّة القربان، مستهلًا عظاته في السنوات الأخيرة بآية من نشيد الأناشيد. اهتم بتثقيف المرشحين للكهنوت في دار المطرانية بشدة، وأنشأ مكتبة معتبرة، متقنًا عدة لغات منها العربية واليونانية واللاتينية والإيطالية والفرنسية. كما أسس مدرسة لتعليم البصلتيكا، نظم الحفلات الموسيقية الأسبوعية، ومواظبًا على تلاوة الفرض الإلهي يوميًا. اتصف بالزهد في لباسه، محافظًا على بساطة ملبسه رغم إلحاح الوجهاء عليه، وغيورًا على مصالح المسيحيين والفقراء، إذ رفض تسليم سجلات الأبناء للحكومة لأغراض التجنيد العسكري، قائلاً: “أنا المطران وأنا الشعب”. كما حرص على المحافظة على مركزه، محافظًا على البروتوكول الكنسي حتى مع والي حلب، مؤكدًا على احترام الطائفة ومكانتها في المدينة. ⚰️ مرضه الأخير ووفاته عانى المطران بولس حاتم في سنواته الأخيرة من مرض طويل الأمد عُرف باسم “مرض الملوك”، استمر نحو عشر سنوات، وخلالها عانى بصمت، حتى ألزمه ألم شديد على الفراش لمدة نحو ثلاثة عشر شهرًا نتيجة قرحة في ظهره. انتقل إلى جوار ربه في 10 شباط 1885، وأقيمت جنازته في اليوم التالي، ودُفن إلى يسار الهيكل الكبير في الكنيسة الكاتدرائية. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| روبرت ساتون | الولادة: – الوفاة: 1588 📖 السيرة الطوباوي روبرت ساتون من بورتون أون ترينت، إنجلترا (متميز عن شهيد إنجليزي آخر بنفس الاسم من كيغورث)، كان وزيرًا أنجليكانيًا قبل أن يتحول إلى الإيمان الكاثوليكي بفضل أخيه الأصغر ويليام. بعد ذلك، درس روبرت الكهنوت في دوآي بفرنسا مع أخيه الآخر إبراهيم. رُسما معًا واحتفلا بأول قداس لهما في نفس اليوم، ثم عادا إلى إنجلترا معًا. أما الأخ الثالث، ويليام، فقد انضم إلى رهبنة اليسوعيين. خدم الأب روبرت ساتون في ستافوردشاير من عام 1578 حتى اعتقاله في 1585. بعد نفيه من البلاد، عاد سرًا. وعندما أُوقف للمرة الثانية، حكم عليه بالإعدام بسبب كهنوته، وتنفيذ الحكم عليه تم بشنقه، وسحبه، وقطعه إربًا، وذلك سنة 1588 م. أنقذ أخوه، الأب إبراهيم ساتون، جزءًا من جثة روبرت، بما في ذلك إبهام محفوظ اليوم كريليك في كلية ستونيهيرست. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بول نافارو | الولادة: – الوفاة: 1622 📖 السيرة الطوباوي بول نافارو شهيد من اليابان. من مواليد لاينو، كاسانو، إيطاليا، تلقى بول تعليمًا ممتازًا قبل أن ينضم إلى رهبنة اليسوعيين عام 1587. أُرسل إلى الهند حيث تمت رسامته كاهنًا، ثم انتقل إلى اليابان حيث ساهم في بناء الجماعة الكاثوليكية المتنامية بسرعة، وشغل منصب الرئيس الأعلى. اعتقلته السلطات اليابانية وأُحرق حيًا في شيبارا مع اثنين من اليسوعيين ومساعد وذلك سنة 1622 م. وكان الطوباوي بول شينسوكي معلمه في التعليم المسيحي. يُعيّد له في 1 نوفمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس أنطاكي | الولادة: 1818 الوفاة: 1863 🏛️ النشأة والخلفية وُلد ميخائيل بن حنّا أنطاكي في حلب، وكان من كهنة أبرشية المدينة. في ربيع عام 1818 نُفي مع عدد من كهنة حلب إلى لبنان بأمر المطران الأرثوذكسي اليوناني جراسيموس التركماني، وبقي هناك حتى أوائل عام 1825. وفي 19 أيلول 1830 شارك مع كهنة وأعيان حلب في المطالبة برفع يد المطران أغناطيوس عجوري عن إدارة أبرشية حلب. ⚖️ شغور الكرسي وحاجة الأبرشية بعد وفاة المطران غريغوريوس شاهيات في 21 آب 1843، احتفظ البطريرك مكسيموس مظلوم مباشرة بإدارة الأبرشية، وظهرت الحاجة إلى انتخاب أسقف أصيل بسبب خلاف حول إقامة القداس في أيام الصوم الأربعيني بين الكهنة والحظر البطريركي. ✝️ انتخابه أسقفًا لحلب أعلن البطريرك مكسيموس مظلوم في 4 نيسان 1844 عن إجراء انتخاب أسقف، وأُجريت الانتخابات برئاسة بطريرك السريان بطرس جَروِه يوم 7 أيار 1844، لكنها لم تُسفر عن نتيجة حاسمة. وبعد عدة جولات واستشارات، اختاره البطريرك رسميًا في 12 تموز 1844. ونال السيامة الأسقفية في 17 أيلول 1844 على يد المطران مكاريوس سمان، متخذًا اسم ديمتريوس، وأضيفت إليه مدينة سلوقية، فيما أقرّت شرعية رسامته لاحقًا من الكرسي الرسولّي في 20 كانون الثاني 1845 بعد طعون حزب العابدات. 🏛️ نشاطه الإداري شكّل المطران ديمتريوس في 16 نيسان 1846 مجلسًا استشاريًا من سبعة علمانيين من وجهاء الطائفة لمساعدته في شؤون الأبرشية، وشارك لاحقًا في المجامع الكنسية مثل مجمع أورشليم 1849 ومجمع دير المخّلص 20 آذار 1856، موقِّعًا باسم “متروبوليت حلب وسلوقية”. 🚫 القضاء على أخوّيّة “العابدات” ركّز المطران ديمتريوس على القضاء على أخويّة “العابدات”، التي كانت مستمرة سرًا في ممارساتها الباطلة، وأرسل قبل نيله الرسامة رسالة إلى البطريرك مكسيموس مظلوم بتاريخ 30 تموز 1844 معلنًا عزمه تنفيذ أوامر الكرسي الرسولّي بشأن هذه البدعة. اعتمد في مهمته على مساعده البارز الخوري بولس حاتم وأخيه يوسف، لتقصّي أسرار العابدات وجمع الأدلة واستدراج العضوات للاعتراف بتجاوزات الأخوّيّة، وأجبر الكهنة الداعمون للأخويّة على تقديم اعتراف رسمي بخطئهم، وصادرت السلطة الكنسية أوراق الأخويّة. وفي 3 آب 1847 أعلن في الكنيسة الكاتدرائية الحرم الكبير على بدعة العابدات. ورغم مواجهة مقاومة شديدة وحملات افتراء وتشويه شخصي، نجح المطران في تنفيذ الإجراءات، ومنع لاحقًا البدع البروتستانتية في 21 آانون 1850، لتعزيز سلطة الكهنة واستقلال الطائفة. 👑 زيارة البطريرك مكسيموس مظلوم لحلب 1849 بعد مجمع أورشليم 1849 شجّع المطران ديمتريوس البطريرك مكسيموس مظلوم على زيارة حلب لتأكيد مكانة الأبرشية. غادر البطريرك القدس في 22 حزيران 1849 برفقة المطران ومطارنة آخرين، واستُقبل استقبالًا شعبيًا ورسميًا في الإسكندرونة وحلب بتاريخ 6 آب 1849، حيث شهدت المدينة احتفالات واسعة بحضور القناصل ووجهاء الطائفة. وعزّزت هذه الزيارة العلاقات الطائفية مع السلطات المحليّة، كما شكّلت فترة راحة للبطريرك بعد جهاداته الطويلة. 🔥 أحداث “قومة البلد” 1850 دخل البطريرك حلب في 6 آب 1849 ضمن احتفالات مهيبة، ما أثار حقد بعض الفئات المحلية وأسهم لاحقًا في اندلاع أحداث “قومة البلد” سنة 1850. بدأت أعمال الشغب في ليلة 16 تشرين الأول بعد محاولات الجيش النظامي السيطرة على المشاغبين. قاد الثوار عمليات نهب وحرق المنازل والكنائس المسيحية، واستهدفوا بيوت المطرانيات وممتلكات البطريرك ومطارنة آخرين، مع قتل عدد من المسيحيين. اختبأ البطريرك مظلوم أحد عشر يومًا تحت حماية القناصل والتُجّار الأجانب، بينما ساعد بعض المسلمين المحليين المسيحيين. بعد وصول الباشا محمد باشا قبرصلي في 22 تشرين الأول، تمّ قمع الثوار وأعدم بعضهم ونُفي آخرون. بدأت بعدها عملية تعويض المسيحيين بمبالغ وصلت من البابا والكنائس الأوروبية، رغم مقاومة بعض وجهاء المدينة. 💰 التعويضات بعد “قومة البلد” في أواخر عام 1852 تراجع الأرمن والموارنة والسريان عن مطالبتهم بالتعويضات بسبب تهديدات الثوار، بينما ظلّ الروم الكاثوليك مصرّين عليها. منحت السلطات العثمانية مبالغ رمزية لإصلاح الكنائس، مثل الكاتدرائية وكنيسة القديس جاورجيوس، مع نقش يذكر إعادة البناء بأمر السلطان عبد المجيد خان سنة 1852. رغم هذه التعويضات الجزئية، بقي المسيحيون يأملون بالحصول على كامل حقوقهم حتى سنة 1870. ⚔️ صراعات المطران ديمتريوس بعد غياب البطريرك بعد مغادرة البطريرك، واجه المطران ديمتريوس مقاومة داخل الإكليروس والشعب، وصدرت ضدّه شكاوى تطالب بعزله. اضطر لمغادرة حلب مؤقتًا بين 1854-1856 بناءً على نصائح القاصد الرسولي، ثم عاد إليها بعد وفاة البطريرك مظلوم وانتخاب إكليمنضوس بحوث. خلال هذه الفترة، منع خصومه الشعب من الصلاة معه في الكنيستين الرئيسيتين، فأجرى القداسات في معبد المطرانية. 🎓 إصلاحات وتعليم افتتحت الطائفة الروم الكاثوليك سنة 1854 مدارس للصبيان والبنات، بما فيها مدرسة مهنية للبنات لتعليم القراءة والخياطة، وكانت من أولى المدارس المماثلة في الشرق العربي. وفي سنة 1857 اعتمدت الطائفة الحساب الغربي لتحديد عيد الفصح، رغم مقاومة بعض مطارنة الطائفة، إلا أن أغلب الطائفة في حلب دعم القرار. 📊 إحصاءات الطائفة بلغ عدد الروم الكاثوليك في حلب سنة 1850 نحو 6,704 نسمة، بينما بلغ مجموع الكاثوليك بحسب تقرير 1856 حوالي 16,200 شخص مقابل 2,300 أرثوذكس، مع تفاصيل عن الأرمن والموارنة والسريان. ⚰️ الوفاة توفي المطران ديمتريوس أنطاكي في 9 تموز 1863، ودفن بجانب المائدة الكبرى الشمالية بحضور رؤساء الطوائف الكاثوليكية والمرسلين، وخلال شُغور الكرسّي أقام الخوري يوسف حاتم نائبًا بطريركيًا، منهية بذلك رحلة المطران الطويلة من جهاد دؤوب ضد بدعة “العابدات” ومقاومة خصومه في الطائفة. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس شاهيات | الولادة: – الوفاة: 1843 غريغوريوس شاهيات (١ كانون الثاني ١٨٣٣ – ٢١ آب ١٨٤٣) 🏛️ نشأته ورهبانيّته هو القّسّ بطرس شاهيات، من إكليروس أبرشّيّة حلب، وُلِد في أسرة كهنوتية، وانضمّ إلى الرهبانيّة الشويرّيّة. رافق في رهبانيّته أخاه الخوري باسيليوس شاهيات، الذي كان مزمعًا أن يُنتخب رئيسًا عامًا للرهبانيّة في المجمع التاسع والثلاثين سنة، ثم أصبح مطرانًا على زحلة والفرزل. ✝️ خدمته في مصر وترشيحه للأسقفية مارس القّسّ بطرس شاهيات الخدمة الكهنوتية في مصر، ونال تقدير الجميع، ورشّحه البابا لاون الثاني عشر ليكون أسقفًا على بيروت، إلا أنّ المطران أغابيوس الرياشّي شغل المنصب بدلًا عنه. 🏗️ انتخابه مطرانًا على حلب وسيامته الأسقفية في أوائل سنة ١٨٣١، وبعد تنحية المطران أغناطيوس عجورّيّ من منصب المدبّر الرسولّي لأبرشّيّة حلب، دعا القاصد الرسولّي يوحّنّا لوسانا إلى انتخاب أسقف أصيل. انقسم الإكليروس والشعب بين مؤيد لبقاء عجورّيّ ومعارض له، ورفعت القضية إلى البابا غريغوريوس السادس عشر، الذي دعا البطريرك أغناطيوس قطّان لاختيار أسقف أصيل. ✨ الانتخاب والرسم الأسقفي اختار الإكليروس والشعب حلاً بانتخاب كاهن من الرهبان الشويرّيّين، فجرى الاجتماع في “محلّ أخويّة سيّدة البشارة” برئاسة القاصد الرسولّي، وأُجريت الصلاة والقرعة، فانتُخب القّسّ بطرس شاهيات مطرانًا على أبرشّيّة حلب بالاتفاق بين الجميع، وصُدّق على الانتخاب بتوقيع خمسة عشر كاهنًا وبتوقيعات نحو ألفي من أبناء الطائفة. 📜 الرسامة الأسقفية ارتسم غريغوريوس شاهيات من قبل البطريرك أغناطيوس قطّان في ١ كانون الثاني ١٨٣٣ في دير مار ميخائيل بالزوق، وأخذ اسم غريغوريوس نظرًا لاعتبارات البراءة الشاهانّية قبل الرسامة لتفادي أي التباس. ⚔️ خلافاته مع الإكليروس والعابدات الخلافات الأساسية: رسم كهنة جدد بحسب رؤيته دون موافقة الإكليروس، ما أثار احتجاج الكهنة. دفاعه عن جمعيّة العابدات ضد أوامر البطريرك، ورفض نشر المنشور البطريركي الذي حرّم الجمعية. أرسل شاهيات شكاوى إلى رومة ليحمي نفسه من تدخل البطريرك، وادعى أنه مضطهد من قبل السلطة البطريركية المحلية. تدخل القاصد الرسولّي يوسف أنجلو دي فايزو في ٢٩ أيار ١٨٣٨، فأجاز حل جمعيّة العابدات وأيد موقف المطران شاهيات تجاه البطريرك، ممهدًا للمصالحة. 🤝 المصالحة والاستقرار في ٢٦ تشرين الأول ١٨٣٨، أطاع الكهنة المطران، وتراجع عن العقوبات الكنسية التي فرضها، وتمّت المصالحة مع الكهنة. استمرّت الألفة بين المطران وكهنته حتى وفاته، وتراجع البطريرك مكسيموس عن التدخل المباشر في شؤون حلب إلا لتوطيد السلام. تدريجيًا انهارت “أخوّيّة العابدات”، وانسحبت العضوات واعترفن بأخطائهن خلال الفترة ١٨٣٧–١٨٤٠. 🕊️ بدعة العابدات ظهرت في حلب جماعة سرية تسمّى “أخوّيّة عابدات قلب يسوع”، تتبع تعاليم راهبة مارونية (مرغريتا باطشتا) مستمدة من مرشّد غربي، نيكولا أوديس. ادّعت هذه الجماعة حصولها على وحي مباشر، واعتمدت على إيحاءات داخلية تجاه عبادتها، متجاوزة سلطات الكنيسة، ورفضت الصلاة الطقسية والاعتراف مع الكهنة، واحتقرت الزواج والعمل اليدوي. اعتبرت نفسها مختارة للقداسة والعصمة، وانفصلت عن القانون والسلطات الكنسية. فضح أمرها الخوري بولس حاتم بالتعاون مع البطريرك مكسيموس مظلوم، وتم القضاء على هذه الجماعة نهائيًا. ⛪ بناء الكنائس في حلب بعد وصوله حلب في ٣١ آذار ١٨٣٣، بدأ المطران غريغوريوس شاهيات بناء: الكنيسة الكاتدرائية في حي الصليبة، بمشروع طويل دام من ١٨٣٤ حتى ١٨٤٣. شملت القلاّية المؤقتة للصلاة، المحراب، القبة، وتهيئة الهيكل الكبير. افتُتحت للصلاة في ١٩ آذار ١٨٤٢، وأقيمت فيها أولى الرسامات في العنصرة سنة ١٨٤٣. كنيسة القديس جاورجيوس في حي الشرعاسوس الشعبي، بدأت بين ١٨٣٣–١٨٣٥، وافتُتحت للعبادة سنة ١٨٣٥، ثم توسعت لاحقًا. 📜 الشمامسة والكهنة المرتسمون عن يده رسم غريغوريوس شاهيات عددًا من الشمامسة والكهنة بين ١٨٣٨–١٨٤٣، ومنهم: باسيليوس جحه، ديمتري شاهيات، فيلبس شاهيات، أنطون عبداﷲ فرخ، الياس جحه، أندراوس اليان، أثناسيوس تادفيه، برتلماوس قسّ حنانيا، رزق اﷲ لطّوف شوحه. ⚰️ وفاته توفي المطران غريغوريوس شاهيات في ٢١ آب ١٨٤٣ بعد حوالي عشر سنوات من خدمة أبرشية حلب. دفن في الكاتدرائية بجانب الهيكل الملوكي الأيمن، بحضور رؤساء الطوائف الكاثوليكية وكهنتهم والمرسلين اللاتين، في احتفال كبير. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغناطيوس عجوري | الولادة: 1785 الوفاة: 1834 أغناطيوس عجورّيّ – نائب رسولّيّ (١٨٢٦–١٨٣١) 🏛️ نشأته هو المقدسّي حّنّا أو يوحّنّا عجورّيّ، زعيم المعارضة ضدّ المطران مكسيموس مظلوم وممثّل النزعة “الغربّيّة” في الأبرشّيّة الحلبّيّة. وُلد في حلب حول سنة ١٧٨٥، ولعب دورًا كبيرًا في المنازعات العقائدّيّة التي بَلْبَلَت الطائفة في عهد المطرانين جرمانوس آدم ومكسيموس مظلوم، وكان دائمًا إلى جانب المرسلين والغُلاة من الكاثوليك “الغربّيّين”. ✝️ رسامته ودراسته سُمّي كاهنًا في تاريخ لم يُثبَت تحديده، ولم يُثبَت أيضًا أنّه درس العلوم الدينيّة في معهد انتشار الإيمان برومة كما ادّعى البعض. 🏗️ مسيرته البطريركية عُيّن معاوِنًا ومستشارًا للطريرك موسى قطّان منذ ١٨١٦، فَرُسِم كاهنًا ثم أسقفًا على ديار بكر، ونُقِل لاحقًا إلى كرسّيّ زحلة. بصفته مطرانًا لزحلة، بُلِّغ بتعيينه مدبّرًا لأبرشّيّة حلب بعد وفاة المطران باسيليوس عرقتنجّي في ٢٩ أيار ١٨٢٣. ✨ تعيينه مدبًّرًا رسولياً لأبرشّيّة حلب صدر للبابا لاون الثاني عشر براءة رسمية لتعيينه في ٩ حزيران سنة ١٨٢٦. وقد وثّق كهنة حلب، في ٢٢ تموز ١٨٢٥، بعض الضوابط الاجتماعية والأعراف المتعلقة بالأعراس، وأُثبِتت بتوقيعه في ١ آذار سنة ١٨٢٦. 📜 منشور الزواج وإدارة الأبرشّيّة عن بُعد في ٥ أيار ١٨٢٦ أصدر منشورًا للزواج منح فيه الكهنة سلطة التفسيح من القرابة الدمويّة، وأُثبت توقيعه: “أغناطيوس عجورّيّ مطران الفرزل والبقاع ونائب أبرشّيّة حلب”. وقد أدار الأبرشّيّة من زحلة، تمامًا كما فعل سلفه المطران باسيليوس عرقتنجّيّ. 📜 أهم حوادث نيابته ودور الطائفة الرومانية في ٢١ كانون الثاني ١٨٢٧، كتب إكليروس الروم الكاثوليك بحلب إلى مجمع انتشار الإيمان برومة بشأن اضطهاد الكاثوليك والصعوبات للتقديس في البيوت، مستندين إلى مساهمتهم في استرجاع كنيسة السريان سنة ١٧٧١ ومساعدتهم بعد زلزال ١٨٢٢، بينما خشيت الطائفة السريانية من المخاطر المحتملة. 📩 منشورات المطران وتنظيم الغفران أصدر منشورات رعويّة بين ١٨٢٧ و١٨٢٩ لتوزيع أموال التركات، وتعيين الكنائس المخصّصة للنساء والرجال، ولتنظيم ربح الغفران اليوبليّ لمدة خمسة عشر يومًا تشمل كنائس السيّدة للسريان، مار الياس للموارنة، والرهبان الفرنسيسكان. ⚖️ الخلاف مع إكليروس حلب نشأ خلاف بينه وبين كهنة حلب بسبب رسامة كهنة جدد وإرسالهم دون موافقة الإكليروس الأقدم، مستندين إلى العرف بعدم زيادة عدد الكهنة لتجنّب نقصان مدخول الكهنة القدامى. 📝 احتجاجات الكهنة والعريضة المعارضة في ١٩ أيلول ١٨٣٠ استغاث بعض كهنة حلب بالبطريرك والقاصد الرسولّي، مطالبين رفع نيابته، فيما وقعت فئة أخرى، بقيادة الخوري جرجس طحّان، عريضة مؤيدة للمطران في ٢٧ تشرين الثاني ١٨٣٠، ووقعها ٤٠٦ أشخاص، داعين لإبقائه نائبًا على حلب. ✍️ دفاعه عن نفسه وعزل النيابة دافع المطران عن نفسه مؤكدًا أنّ رسامة الكهنة تمت بالعلم والموافقة السابقة لإكليروس حلب، وأن إرسالهم كان لخدمة الفقراء والصنّاع. وأخيرًا، تنّحى عن نيابة أبرشّيّة حلب أواسط ١٨٣١، وظل الكرسّيّ شاغرًا حتى رسامة المطران غريغوريوس شاهيات في ١ كانون الثاني ١٨٣٣. ✨ المساواة والحرّيّة الدينيّة وعهد إبراهيم باشا دخل إبراهيم باشا حلب في ١٧ تموز ١٨٣١، وأتاح للمسيحيّين أول مرة منذ زمن طويل شيئًا من المساواة والحرّيّة الدينيّة، مع منع التعسّف على الرعايا وبناء مستشفى عسكري، وترقية النصارى والدروز عند استحقاقهم. 🕊️ وفاته تُوفي المطران أغناطيوس عجورّيّ يوم ٤ آب ١٨٣٤ في مدينة زحلة، بعد أن تنّحى سنة ١٨٣١ عن نيابة أبرشّيّة حلب، وترك وصّيّة مؤرّخة في شباط ١٨٣٤ محفوظة في مطرانيّة زحلة. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غريغوار حداد | الولادة: 1924 الوفاة: 2015 📜 حياتُه نخلة أمين حدّاد ويُعرَف باسم المطران غريغوار حدّاد (1924 – 23 كانون الأوّل 2015)، سُمّي بمطران الفقرآء والمطران الأحمر. وُلِد عام 1924 في لبنان (جبل لبنان – سوق الغرب) من أبٍ إنجيليٍّ مسيحيّ هو أمين نخلة حدّاد، وأمّ هي ماتيلد نوفل من طائفة الرّوم الكاثوليك. 📖 دراسته: 1934-1936: دروس ابتدائيّة في «مدرسة سوق الغرب العالية». 1936-1937: شهادة السِّرتيفيكا في «مدرسة النّهضة» – بمكين قرب سوق الغرب التّابعة لدير الشّير (الرّهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة للرّوم الكاثوليك). 1937-1943: دروس تكميليّة وثانويّة في الإكليريكيّة الشّرقيّة التي كانت تابعة للآباء اليسوعيّين في بيروت – شهادة البكالوريا، القسم الثّاني. 1943-1949: دروس الفلسفة واللاهوت في الإكليريكيّة ذاتها. آذار 1949: سيامة كهنوتيّة في دير الشّير بوضع يد المطران فِلبُس نَبعة، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما. 🏥 مناصبه: 1949-1951: أمين سرّ المطران فِلبُس في مطرانيّة بيروت للرّوم الكاثوليك – طريق الشّام. 1951-1965: النّائب الأسقفيّ العام لأبرشيّة بيروت للرّوم الكاثوليك. 1952-1957: مرشد عام لحركة الشّابّات المسيحيّات المستقلّات. 1965-1967: أسقف معاون للمطران فِلبُس نَبعة – اشتراك في آخر دورة من المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، حتّى وفاة المطران نَبعة (11 أيلول 1967). 1967-1968: المدير البطريركيّ على أبرشيّة بيروت. 1968-1975: انتُخِبَ السّينودس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الرّوم الملكيّين الكاثوليك – اتّخاذ قرارات عديدة لتطبيق المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، لا سيّما بإشراك العلمانيّين. 1978: طُلِبَ منه أن يكون مطرانًا بديلًا عن المطران إلياس زغبي في بعلبك، مدّة ستّة أشهر. 1986-1987: طُلِبَ من السّينودس أن يكون سنةً وثلاثة أشهر مهمّة مطرانٍ مدبِّر بطريركيّ لأبرشيّة صور بعد وفاة مطرانها. 1992-1997: اعتكاف في ديرٍ للمتوحّدين في فاريا، ثمّ اللقلوق – العاقورة. 1998-2002: اعتكاف في بطريركيّة الرّوم الكاثوليك – الرّبوة. 🌿 الحركات التي أسّسها مجلة آفاق 1974-1975: أسّس مجلّة آفاق مع المفكّر بولس الخوري والدكتور جيروم شاهين والدكتور ميشال السّبع، ونُشِرَت فيها مقالات لاهوتيّة وروحيّة. آب 1975: نشأت أزمة بينه وبين البطريرك والسّينودس بسبب مقالات آفاق. واحتُكِمَ السّينودس الفاتيكانيّ قرارَ نقله من أبرشيّة بيروت إلى أبرشيّة «أضنا» الفخريّة، وجاء التّقرير ببراءته من كلّ انحراف لاهوتيّ، وترك قرار إبقائه في الأبرشيّة إلى السّينودس. ✍️ وثيقة من أجل ممارسة الفقر وقّع، مع عددٍ من المطارنة، الوثيقة التي صدرت في الدّورة الأخيرة للمجمع الفاتيكانيّ الثّاني المُنعقِد في روما عام 1965، والتي تعهّدوا بموجبها بممارسة الفقر في حياتهم الشّخصيّة. 📚 كتبُه العَلمانيّة الشّاملة علم العَروض تحرير المسيح والإنسان المسيحيّة والمرأة تأمّلات روحيّة البابا ولبنان القواعد العربيّة Liberer le Christ et L’Homme Meditations Spirituelles أغاني الأولاد والأحداث موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب بشارة أبو مراد | الولادة: 1853 الوفاة: 1930 📜 نشأته هو سليم جبّور أبو مراد، أبصر النور في زحلة، عروس البقاع، سنة 1853، في بيت قديم من حارة مار إلياس المخلّصيّة، التي تسمّت باسم الآباء المخلّصيّين الذين تعاقبوا على خدمتها وما زالوا. أبوه جبّور أبو مراد، مزارع مكتفٍ، وأمّه أليصابات القشّ، سيّدة فاضلة وتقيّة، سعت إلى أن تُغرس في نفوس أبنائها بذور التقوى والفضيلة منذ نعومة أظافرهم. عن هذه المرحلة من حياة الفتى سليم، كتب الأب قسطنطين باشا، وهو مؤرّخ الرهبانيّة المخلّصيّة وكنيسة الروم الكاثوليك وكاتب سيرة الأب بشارة: “كان عمرُه حينئذٍ سبعَ سنوات، قضاها في البيت عند والدتِه حتّى شَبِعَ من حليبِ تقواها. وقد عَلَّمتْه الصلاةَ في البيت معها، وعوَّدتْه حضورَ الصلواتِ الطقسيّة في الكنيسة، إذ كانت تَصحبُه معها إليها حتّى إنّه كان (حسبَ روايةِ صهرِه ورفيقِه يوسف عبدالله) إذا حَلَّ وقتُ اللعب للأولاد، يُخاتِلُ رفاقَه في المدرسة ويدخلُ إلى الكنيسةِ ليُصلّيَ فيها، ولا يَدَع أحدًا يدري به، إلاّ إذا دخلَ أحدُهم إليها اتّفاقًا أو ليفتّشَ عنه، فيخرجُ منها إلى البيت أو إلى المدرسة” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ). 🙏 طريق الرهبنة شبّ سليم على الخصال الحميدة، وظهر فيه ميل قويّ إلى الصلاة والاختلاء والتضحية وروح الإماتة، ما زاده رغبةً في التكرّس الكامل للربّ في الحياة الرهبانيّة. ورأى في آباء دير المخلّص المثال الحيّ للفضيلة، فعزم على أن يدخل الدير ما أن ينال رضى والدَيه. كتب الأب باشا عن هذه المرحلة: “وشَرَعَ يُخاطبُ والدتَه بصراحة وشَجاعة طالبًا رضاها عليه ليترهَّبَ، وخاطَب والدَه بهذا الشأن. ولكنَّه لم يَفُزْ منهما بِطائل (…). وفي الوقت نفسه لم يَكُن يُهملُ التوسّلَ إلى والدتِه لتُساعدَه على نَيل رِضى والدِه ليأذنَ له بالسفرِ إلى ديرِ المخلِّص. ولَبِثَ مدّةً طويلةً في البيت على هذه الحال لا يُكلِّمُ أحدًا، حتّى كان يَظهرُ لأهلِه كأنَّه ضائعُ العقلِ لا هَمَّ له إلاّ دير المُخلِّص والرهبنة، كما روتْ لنا ذلك أختُه سعدى. فَرَقَّ له قلبُ والدتِه لِتقوَاها وإخلاصِ حبِّها له، وخاطَبتْ والدَه بشأنه لِيدعَه يَذهبُ إلى الدير. وأقنعَتْه بما أَلقاهُ اللهُ على قلبها ولِسانها بأنَّ الرهبانيّةَ دعوةٌ مِنَ الله، وحرامٌ عَلينا أن نمنعَ ولدَنا عن طاعتِه تعالى إنْ كانَ يَدعُوه إليها…” ⛪ إلى دير المخلّص وصل سليم إلى دير المخلّص في جون الشوف، مساء 7 أيلول 1874، وكان له من العمر 21 سنة، فلبس ثوب الابتداء على الحال في 19 أيلول من السنة نفسها، ودُعي باسم بشارة. بعد سنتَين، بُرِزَت نذوره الرهبانيّة الثلاثة، الفقر والعفّة والطاعة، في 4 تشرين الثاني سنة 1876. فكان له هذا اليوم فيضًا للفرح الداخليّ، إذ فيه تحقّقت أمانيه بأن يكون وقفًا للربّ ومكرَّسًا بكليّته لخدمته. 📚 الدراسة والتنشئة بعد النذور، أتت مرحلة الدراسة في المدرسة المخلّصيّة، قرب دير المخلّص. فتعلّم على آباء مشهود لهم بالتقوى والفضيلة، ودرس الفلسفة واللاّهوت واللغتَين العربيّة والفرنسيّة. على أبواب الكهنوت، لاقى رؤساؤه صعوبةً في إقناعه بأن يرتسم شمّاسًا ثمّ كاهنًا، لأنه كان يعتبر نفسه دون كرامة الكهنوت العظيمة: “وإذا ألحَّ عليه بعضُ الرؤساءِ بهذا الأمرِ، كان جوابُه في الغالِبِ السكوتَ أو كان يقولُ لهم: أنا ما جِئتُ إلى الرهبانيّةِ إلاّ لأُخلّصَ نفسي لا لكي أرتسِم” (الأب قسطنطين باشا). بعد محاولات عدّة، إقنعوه بالكهنوت، ليمكنه تقديم الذبيحة من أجل راحة نفس أخويه يوسف ومراد. ارتُسِم شمّاسًا في 26 كانون الأوّل 1883، واتّخذ شعارًا لكهنوته آية من النبي حزقيال: “إنّي أقمتك رقيبًا لهذا الشعب، فكلّ نفس تهلك بسببك، فمن يدك أطلبها” (حز 3:17). ⛰️ دير القمر وخدمة الرعايا أوّل عملٍ عُهد إليه القيام به هو رعاية الإكليريكيّين في مدرسة دير المخلّص. ظلّ ثماني سنوات يعمل على تقديس نفسه وتهذيب التلاميذ المؤتمن على تربيتهم ورعايتهم. في 8 تشرين الثاني 1891، صدر أمر انتقال الأب بشارة إلى دير القمر، فعمل معلّمًا، ثم كاهنًا للقرى وودايا الدير، وخدم مناطق واسعة امتدّت من المختارة حتى الدامور ساحلًا. تميزت خدمته الطويلة بوفائه لشعار كهنوته بخلاص النفوس والسهر على تقريبها إلى الله، وبعنايته بالفقراء ومساعدتهم، وكانت ساعات اعترافه وكرسيه مفتوحة باستمرار لكل المؤمنين، من الرجال والنساء والأطفال. 🏥 المرض والعناية مع تقدم العمر، بدأت صحته تتراجع، وعيناه تنطفئان، والنوبات القلبية تداهمه. في 4 كانون الأوّل 1922، نُقل إلى صيدا لتخفيف تعب السفر والعناية بصحته. 🕊️ العودة إلى دير المخلّص واستراحة المحارب في 26 شباط 1923، نُقِل نهائيًا إلى دير المخلّص، حيث أقام في غرفة قرب الكنيسة، ساهرًا على زيت القنديل أمام القربان المقدّس، ليكون قنديلاً حيًا لكل الزائرين والمؤمنين. في 22 شباط 1930، تُوُفّي الأب بشارة، فطارت روحه إلى السماء نقيّةً بارّة، ودُفِن في مدفن خاص في حائط كنيسة دير المخلّص الجنوبيّ، ووُرِي جسده الطاهر، وثُبّتت بلاطة كتب عليها: “هنا يرقد على رجاء القيامة الأخيرة خادم الله الأب بشارة أبو مراد المخلّصي (1853-1930)، مثال الحياة الرهبانيّة العالية والكمال الكهنوتيّ السامي”. منذ ذلك الحين، صار ضريحه محجّة للمؤمنين، وسُجّلت فيه أشفية عديدة، وجُمِعَت الشهادات لرفع دعوى قدّاسه إلى مجمع القدّيسين في روما، ليُعلَن مكرّمًا، طوباويًّا، وقدّيسًا. 🎬 “سراج الوادي” فيلم عن حياة الأب بشارة فيلم من إنتاج الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، يروي سيرة الأب بشارة منذ طفولته في زحلة، ورفض أبيه دخوله الدير، وتوسطت والدته لصالحه، إلى سنين خدمته الطويلة، ووفاته في 22 شباط 1930. التصوير بدأ كانون الثاني 2008، في دير المخلّص، ودير السيّدة، ودير القمر، (كنيسة سيدّة الفقيرة، كنيسة وأنطش مار الياس، وأزقّة البلدة)، قرية كفربعال قرب عنّايا – قضاء جبيل. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران أفتيميوس الصيفي | الولادة: 1643 الوفاة: 1723 المطران أفتيميوس الصيفي مؤسّس الرهبانيّة المخلّصيّة 🕊 النشأة والمسيرة الكهنوتية هو ميخائيل بن موسى الصيفي وكاترينا الدبّاس. وُلد في دمشق نحو عام 1643، لعائلة تعود جذورها إلى بعلبك. تلقى تعليمه في الدار البطريركية بدمشق، وتعمق في العلوم اللاهوتية والطقسية واللغة اليونانية. أصبح معروفًا بلقب “قفّة العلم” لشدة اطلاعه. كما أتقن الطب العربي، وكان له دور بارز في الدائرة البطريركية. أتقن الطبّ العربيّ، وعندما انتخب أسقفًا على أبرشيّة صيدا، سعى إلى فتح مستشفى في المدينة كي تهتمّ بالحجّاج الوافدين إلى الشرق وتعتني بالفقراء. رسمه المطران ناوفيطوس الصاقزي شمّاسًا إنجيليًّا سنة 1666، ثمّ كاهنًا نحو سنة 1668، فأخذ يعمل في الدائرة البطريركيّة. ولشهرة فضيلته وعلمه، طالب به أعيان مدينة صيدا أسقفًا عليهم، خلفًا للمطران إرميا، في عام 1682، انتخب أسقفًا على أبرشية صيدا، حيث عمل على تعزيز الوجود المسيحي في المنطقة، وأسكن عائلات ملكية من سوريا في صيدا وجوارها. كما سعى لتحقيق وحدة المسيحيين مع الكرسي الرسولي في روما، مما عرضه للاضطهاد والسجن لمدة 90 يومًا في قلعة صيدا. ⛪ المسيرة الكهنوتية رُسِم شمّاسًا إنجيليًا عام 1666، ثم كاهنًا عام 1668. في عام 1682، انتُخب أسقفًا على أبرشية صيدا، حيث اتخذ اسم “أفتيميوس”. خلال فترة خدمته، سعى إلى إنشاء مستشفى في صيدا لخدمة الحجاج والفقراء، غير أنه تعرض للسجن لمدة 90 يومًا في قلعة صيدا بسبب جهوده في تعزيز الوحدة المسيحية مع الكرسي الرسولي. 🏛 تأسيس الرهبانية المخلصية بعد خروجه من السجن، قام بزيارة راعوية في أنحاء أبرشيته، وزار دير المخلص في جون، الذي أسسه لاحقًا، حيث أصبح مركزًا روحيًا وتعليميًا هامًا. توفي في 27 نوفمبر 1723 في دمشق، متأثرًا بالآلام الناتجة عن السلاسل التي كان مقيدًا بها أثناء سجنه. أسّس الرهبانية عام 1683 في دار المطرانية في صيدا. وفي عام 1711، انتقل الرهبان إلى دير المخلص في جون، الذي بناه المطران الصيفي على تلة تحدّها أحراج الصنوبر، في نقطة تُشكّل همزة وصل بين مناطق إقليم الخروب والشوف وجزين والجنوب. وركّزت الرهبانية على التعليم، الرعاية الروحية، والاهتمام بالفقراء. 🕯 إحياء الذكرى في نوفمبر 2023، احتفلت الرهبانية الباسيلية المخلصية بمرور 300 عام على تأسيس دير المخلص في جون، وذلك بحضور بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك يوسف العبسي، ومطارنة وشخصيات دينية وثقافية. تم افتتاح متحف بالمناسبة، وأقيم قداس احتفالي في كنيسة الدير، حيث تم تجديد النذور الرهبانية المقدسة. وتم افتتاح متحف خاص بمقتنيات المطران الصيفي في دير المخلص. 📖 دراسات وكتب دراسة تاريخية: صدر كتاب بعنوان “أفتيموس الصيفي ونشأة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك”، الذي يسلط الضوء على شخصية المطران الصيفي ودوره في نشأة الكنيسة. 📚 مؤلفاته ترك المطران أفتيميوس الصيفي إرثًا علميًا ودينيًا، حيث كتب العديد من المؤلفات التي تسلط الضوء على تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في بلاد الشام، ودور الرهبانية المخلصية في نشر التعليم والثقافة المسيحية. من أهمّ مؤلّفاته، كتاب الدلالة اللاّمعة بين قطبَي الكنيسة الجامعة، وقد طُبع في روما سنة 1710، وأُعيد طبعه في مطبعة الفرنسيسكان في القدس سنة 1863، ومخطوط آخر بعنوان رسالة كشف أستار الشاغفين بالتدليس ورفع الحجاب عن الوامقين شريعة السيّد المسيح. هذا وتُعتبر الرهبانية الباسيلية المخلصية من أبرز الرهبانيات في لبنان، حيث أنجبت تسعة بطاركة وأكثر من 50 أسقفًا، بالإضافة إلى أكثر من ألف راهب وكاهن. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات”المطران أفتيميوس الصيفي ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس الرابع حداد | الولادة: 1859 الوفاة: 1928 غريغوريوس الرّابع حدّاد (1 تمّوز 1859 – 12 كانون الأوّل 1928)، بطرِيَرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس منذ عام 1906 حتّى عام 1928. هو ثاني بطريرك عربيّ يعتلي سدّة الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ بعد تعريبه عام 1899. اشتهر غريغوريوس بموقفه من المجاعة التي ضربت بلاد الشّام خلال الحرب العالميّة الأولى، حين فتح أبواب المقرّ البطريركيّ في دمشق أمام المحتاجين من كلّ الطوائف. ساند غريغوريوس الأمير فيصل بن الحُسين وبايعه مَلِكًا على سوريّا عام 1920، كما أيّد مطلب المؤتمر السّوريّ العام بالاستقلال ورفض الانتداب الفرنسيّ. 📜 نشأتُه وحياتُه وُلد غنطوس ابن جرجس الحدّاد في الأوّل من تمّوز عام 1859 في قرية عَبِيَّه قرب عاليه في متصرّفيّة جبل لبنان في زمن الحكم العثمانيّ. درس غنطوس في المدرسة البروتستانتيّة الأمريكيّة في عَبِيَّه ثمّ انتقل إلى بيروت عام 1872 وانتسب إلى المدرسة الإكليريكيّة التي أسّسها مطران بيروت للرّوم الأرثوذكس غفرائيل شاتيلا، حيث تخرّج منها عام 1875 متقنًا اللغتين العربيّة واليونانيّة، كما كان ملمًّا باللغتين الرّوسيّة والتّركيّة. توجّه غنطوس إلى الحياة الرهبانيّة عام 1877 في دير سيّدة النّوريّة بحامات متّخذًا اسم غريغوريوس، وتمّت سيامته شماسًا عام 1879. خلال وجوده في بيروت أسّس غريغوريوس جريدة الهديّة عام 1883 وعمل رئيسًا لتحريرها حتّى عام 1888. سِيم كاهنًا في عام 1890، وفي العام نفسه انتُدب غريغوريوس ليكون أسقفًا لطرابلس الشّام. شارك غريغوريوس في الجبهة العربيّة الأنطاكيّة التي نجحت عام 1899 في انتخاب وتنصيب بطريرك عربيّ، عوضًا عن يونانيّ، على سدّة الكرسيّ الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ لأوّل مرّة منذ عام 1724. ⛪ غريغوريوس البطريرك عقب وفاة البطريرك ملاتيوس الثّاني الدومانيّ، انتُخب غريغوريوس بطريركًا لأنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس في السّادس من آب عام 1906 وتمّ تنصيبه في الثّالث عشر من الشّهر نفسه في الكاتدرائيّة المريميّة بدمشق. اعترف كلّ من بطريركي القسطنطينيّة والقدس اليونانيّين بشرعيّة غريغوريوس عام 1909، وبذلك انتهت القطيعة بين هاتين الكنيستين والكنيسة الأنطاكيّة والتي أعقبت تعريب الكرسيّ الأنطاكيّ عام 1899. أسّس غريغوريوس العديد من المدارس، أهمّها مدرسة دير البلمند في شمال لبنان، كما أنشأ الكلّيّة الأرثوذكسيّة في حمص عام 1910، وأطلق مجلّة النِّعمة التي أصبحت النشرة الرّسميّة لبطريركيّة أنطاكية. كما تمّ في عهده انتخاب أسقف أرثوذكسيّ لأوّل مرّة في كلّ من ريو دي جانيرو، وهو ميخائيل شحادة عام 1921، ونيويورك، وهو فيكتور يعقوب عام 1923، وذلك لخدمة الجالية الأنطاكيّة في بلاد الاغتراب في الأمريكيتين. في عام 1913 زار غريغوريوس الرّابع سانت بطرسبرغ، عاصمة الإمبراطوريّة الرّوسيّة، بدعوة من القيصر نيقولا الثّاني لحضور احتفالات عائلة رومانوف بالمئويّة الثّالثة لتولّيها حكم روسيا، حيث تمّ تقليده وسام القدّيس ألكسندر نيفسكي من قبل القيصر. عُرِف عن غريغوريوس مساندته سكّان بلاد الشّام خلال المجاعة التي استفحلت في البلاد في سنوات الحرب العالميّة الأولى، حيث فتح باب المقرّ البطريركيّ في الكنيسة المريميّة أمام المحتاجين من كلّ الطوائف. خلال فترة الحرب استدان غريغوريوس أكثر من عشرين ألف ليرة ذهبيّة لمساعدة المتضرّرين من ويلات الحرب ولتأمين ثمن القمح اللازم لإطعام الجائعين. كما أنّه اضطرّ لبيع صليب ذهبيّ كان قد أهداه إيّاه القيصر نيقولا الثّاني خلال زيارته لروسيا لتغطية النفقات. 🤝 البطريرك حدّاد والأمير فيصل أعلن البطريرك غريغوريوس الرّابع تأييده للأمير فيصل بن الحُسين عقب تولّي الأخير زمام الحكم في دمشق مع خروج القوّات العثمانيّة من سوريّا في تشرين الأوّل عام 1918، كما أيّد غريغوريوس مطالب المؤتمر السّوريّ العام الأوّل بوحدة أراضي سوريا، ومن ضِمنها فلسطين، واستقلالها ورفض نظام الانتداب أمام لجنة كينغ كراين التي عيّنها الرّئيس الأمريكيّ وودرو ويلسون للوقوف على آراء أبناء سوريّا وفلسطين في مستقبل بلادهم. وعند انتخاب المؤتمر السّوريّ لفيصل ملكًا على سوريّا في الثّامن من آذار 1920 قام غريغوريوس بمبايعته. في أعقاب هزيمة الجيش العربيّ أمام القوّات الفرنسيّة في معركة ميسلون واضطرار فيصل لمغادرة دمشق قبل دخول الفرنسيّين إليها كان غريغوريوس من بين الذين خرجوا لوداع الملك. شاب التوتّر علاقات غريغوريوس الرّابع مع سلطات الانتداب الفرنسيّ في سوريّا ولبنان بسبب مواقفه المؤيّدة لفيصل والرّافضة للانتداب، وقام الفرنسيّون بالتّضييق عليه والتحريض ضدّه ممّا دفعه للإقامة في لبنان حتّى وافته المنيّة في الثّاني عشر من كانون الأوّل عام 1928. ⚰️ وفاتُه شُيِّع جثمان غريغوريوس الرّابع حدّاد خمسون ألفًا من أهالي دمشق المسلمين والمسيحيّين وأطلقت المدافع مئة طلقة تحيّةً للبطريرك الرّاحل، فيما رافق الموكب الجنائزيّ مئة فارس أرسلهم فيصل، بعد أن أصبح ملكًا على العراق. وُوري غريغوريوس الرّابع الثّرى في المدافن البطريركيّة في الكاتدرائيّة المريميّة بدمشق. ❤️🩹 مواقف «أب الفقراء» غريغوريوس حدّاد في عام 1869، وُلد البطريرك غريغوريوس حدّاد، الذي عرفه التّاريخ بمواقفه الإنسانيّة وأعماله الخيريّة، خاصّةً في أيّام المجاعة التي اجتاحت دمشق خلال الحرب العالميّة الأولى، حين فتح أبواب البطريركيّة في دمشق أمام المحتاجين من كلّ الطوائف. في الحرب العالميّة الأولى عام 1914-1918 وقعت مجاعة «سفر برلك» التي حصلت في لبنان، قام غريغوريوس بفتح البطريركيّة الأرثوذكسيّة في دمشق أبوابها لإطعام الجياع والوافدين من بيروت من دون أيّ تمييز بين دين أو لون أو مذهب. وعندما ارتفع سعر القمح اضطرّ البطريرك إلى رهن أوقاف البطريركيّة والأديرة السّوريّة بأكملها، وباع مقتنيات وأواني الكنائس الذّهبيّة والفضّيّة حتّى يشتري القمح لينقذ الناس من المجاعة، كما باع آثارًا ومقدّسات مسيحيّة حتّى ينقذ أرواح الناس من شبح المجاعة. وكان كلّ من يمرّ على الكنيسة المريميّة يأخذ رغيف خبز كلّ يوم دون سؤاله عن ديانته. وفي أحد الأيّام اشتكى المسؤول عن توزيع الخبز من كثرة عدد المسلمين الذين يحضرون لأخذ الخبز، فرفع البطريرك الرّغيف عاليًا بين يديه وسأل موزّع الخبز: هل كُتِب عليه للمسيحيّين فقط؟ فأجاب: لا. فقال له البطريرك: «عليك توزيع الخبز بمعدّل رغيف يوميّ لكلّ إنسان يريد». وفي يوم من الأيّام حضر فقير يطلب من البطريرك حسنة، فسأله واحد من الإكليريكيّين المرافقين للبطريرك عن ديانته، فثارت حفيظة البطريرك قائلًا: هل تمنع عنه الصّدقة إذا كان من ديانة غير ديانتك؟ ألا يكفيه ذُلًّا أنّه مدّ يده إليك لتذلّه بسؤالك عن عقيدته؟ وعندما تُوفّي البطريرك غريغوريوس حدّاد عام 1928، بكى عليه المسلمون قبل المسيحيّين وكان المسلمون يلقّبونه بـ«أب الفقرآء». وأرسل فيصل ملك العراق 100 فارس من الخيّالة الملكيّة إلى دمشق حتّى يشاركوا في مراسم التّشييع، وأطلقت الحكومة السّوريّة 100 طلقة مدفع. … | آباء وقديسون | |
| القديسة مارينا | الولادة: – الوفاة: – القديسة مارينا (باللغة الإنجليزية: Saint Margaret the Virgin/Saint Marina the Great Martyr – باللغة العبرية: מרגרטה הבתולה – باللغة اليونانية: Ἁγία Μαρίνα) معروفة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنائس الشرق الأرثوذكسية (اليونانية والسريانية والحبشية والهندية) باسم القديسة مارينا التي غلبت الشيطان ومعروفة في الكنائس الغربية (روما والفاتيكان والمارونية) باسم القديسة مارجريت العذراء من انطاكية بيسيدية. 🌱 نشأتها نشأت القديسة مارينا (مارجريت) بمدينة إنطاكية بيسيدية، آسيا الصغري، في وسط آسيا الصغرى بفريجية على حدود بيسيدية (إحدى مدن تركيا الحالية) وهي غير «إنطاكية العظمى» مقر الكرسي الإنطاكي التي تقع على نهر العاصي على مسافة خمسة عشرة ميلًا من البحر الأبيض المتوسط. في بداية عمرها كان دقلديانوس حاكمًا للبلاد وقد عُرِف بشراسته في اضطهاد المسيحيين. وقد أصدر أوامره على كل المملكة أن كل من يسجد لغير أوثانه يُعرَّض نفسه للعقاب الشديد والموت. وخرج المنادون يصرخون: «إن كل من لا يعبد الأوثان ويسجد لها يُطرَح للوحوش الجائعة ويُعذَّب وتُؤخذ رأسه بحد السيف»، ونَظَّم دقلديانوس عبادة الأوثان وأقام لها الهياكل وعَيَّن لها كهنة ورؤساء كهنة. وكان مقر رئيس هؤلاء الكهنة في إنطاكية بيسيدية ويدعى اسمه داسيوس، وهو والد القديسة مارينا. وكان داسيوس بحكم وظيفته مُثابِرًا على عبادة أوثانه، كثير الانشغال بقرابينه وبخوره بإخلاص تام. ولما بلغت مارينا عامها الخامس ماتت والدتها وهي على عبادة الأوثان، فرأى أبوها أن يُسند تربية ابنته إلى مربية تقوم برعايتها أحسن رعاية وأفضل تربية. 🏡 القديسة في بيت مربيتها كانت هذه المربية تقطن بلدة صغيرة مجاورة لمدينة إنطاكية بيسيدية تبعد عنها حوالي خمسة عشر ميلًا. هناك عاشت مارينا مع المربية القديسة بعيدًا عن أوثان أبيها وعن ممارساته. كانت هذه المربية على قدر كبير من الإيمان، والورع ومحبة الملك المسيح، كما كانت مولعة بسير القديسين وتعاليمهم. عاشت هذه الطفلة تتمتع ببركات المربية الفاضلة، لا تسمع إلا الصلوات والابتهالات، ولا ترى إلا الوداعة والإيمان والرجاء. استطاعت مربيتها أن تُلقّنها الإيمان الحقيقي، لا بالكلام فقط بل بالقدوة الصالحة، والمعاملة الرقيقة والعطف الحاني والنبل في الخدمة. شعرت مارينا في هذا البيت بالراحة والفرح الذي أنساها والديها بسبب ما رأته ولمسته من مربيتها المسيحية من رحمة وإنسانية، فأحَبَّت مربيتها حبًا جمًا وتعلقت بها نفسها، وشَبَت على الخلق الكريم من شجاعة وطهارة وصدق مع الناس ومع نفسها. ⏳ حياتها مع المربية عاشت مارينا مع مربيتها عشرة سنوات حتى بلغت الخامسة عشرة. ومات أبوها وهي في هذه السن، ففضَّلت القديسة البقاء في بيت مربيتها. كما كانت مربيتها تعتبر بقاء مارينا معها بعد وفاة والديها من نعم المسيح عليها. ⚔️ جهاد القديسة سمعت مارينا من مربيتها الكثير من سير الشهداء القديسين مثل القديستين يوأنا وادروسيس، عن ثباتهم في الإيمان واستبسالهم أمام الحكام والولاة. سمعت عن الشهداء الأطهار أنهم كانوا يتسابقون للشهادة ولسفك دمائهم من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح. فنهضت تصلي قائلة: «أيها السيد المتحنن؛ أنت تعرف ضعف البشرية. وأنا أسألك أن تقويني لكي أغلب المضادين لك وأقدم لك السبح إلى الأبد. آمين». وفي أحد الأيام قدم الوفارنوس الوالي الجديد لإنطاكية بيسيدية، وكان مكلفًا بالقبض على المسيحيين وتعذيبهم. وفيما كان مع جنوده يفتش عن المسيحيين، إذا بالقديسة مارينا خارجة مع مربيتها فأبصرها وهو جالس في مركبته ورأى جمالها فعزم على أن يتخذها زوجة له مهما كلّفه ذلك. أرسل جنوده للقبض عليها، فلما همّوا بذلك شرعت تصلي قائلة: «ارحمني يا الله مخلصي ولا تهلك نفسي مع الكفار ولا حياتي مع سافكي الدماء ولا تتخلى عني، لئلا يُهلك الآثمة نفسي، ويدنّسوا مسامعي ويغيّروا فهمي، بل أرسل من العلاء وامنحني نعمة لأتقوى بقوتك؛ وأثبت بغير جزع وأجاوب هذا النجس بحسب سؤاله، لأني أنظر نفسي المسكينة كالشاة بين الذئاب الخاطفة، أو كالعصفور بين المقتنصين، وكالسمكة في شباك الصيادين. فتعالَ إلىَّ يا سيدي يسوع المسيح وخلصني من يد هذا الكافر النجس، ولك ينبغي السبح والكرامة إلى الأبد. آمين». ولما فرغت المختارة مارينا من مناجاة الرب يسوع رجع الجنود إلى الوالي قائلين: «لم نتمكن من القبض على هذه الصبية لأنها تدعو باسم المسيح»، فاضطرب الوالي بمجرد سماعه أن الفتاة مسيحية. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). ⚖️ أمام الوالي غَضِبَ الوالي جدًا وحرّكه الشيطان ليُرهب هذه الفتاة الصغيرة بآلات التعذيب والتهديد بالموت. فأمر جنوده أن يُحضَروا (الجارية) أمامه، فلما أحضروها قال لها الوالي: “من أي جنس أنت؟” أجابته: “أنا نصرانية ولست بأمة”. فقال لها: “فمن أية قبيلة أنتِ؟ وما اسمكِ؟” أجابته القديسة مارينا قائلة: “أنا من قبيلة يسوع المسيح واسمي مارينا”. قال لها الوالي: “فأنتِ تدعين باسم يسوع الناصري الجليلي الذي صلبه اليهود؟” أجابت القديسة: “نعم؛ أنا أدعو باسمه وإن كنت لست أهلًا لكي ينعم على نفسي الضعيفة ويخلصني من كفرك ونجاسة قلبك”. عند ذلك أمر الوالي أن يتحفظ عليها حتى لا تدخل المدينة. فلما دخل الوالي إنطاكية ليقدم الذبائح والبخور لآلهته أمر بإحضار القديسة مارينا. ولما مثلت بين يديه قال لها: “اعلمي يا مارينا إني أشفق على شبابك وحسن بهائك، فارجعي واطيعي أوامري واسجدي واذبحي للآلهة فتنالي مني أعظم العطاء، ويكون لك بذلك فضل على غيرك”. فأجابته القديسة المختارة: “إني لا أتزعزع عن عبادة الله الحي؛ وإني أذبح ذبيحة الشكر لله العظيم مخلص الجميع، وإني أتمسك بعبادته وحده إلى الأبد”. حينئذ خاطبها الوالي قائلًا: «بهذا الإصرار يا مارينا ستعرضين نفسكِ للعذاب الشديد، وتُبتر أعضاؤك بالحديد والنار. وستجتازين نيران غضبي، وليس من يخلصك من يدي سوى طاعتك لأوامري، وتخليكِ عن عنادكِ هذا، فتسجدي لآلهتي وتربحين نفسكِ وتحفظين جمالكِ. وإن فعلت هذا أغدق عليك أثمن العطايا وأرفعك إلى أعلى المراتب، فتصيرين لي زوجة وتصبحين من الأميرات». أجابته القديسة قائلة: «أتظن أني أفزع من تهديداتك؟ أنا أؤمن أن إلهي الصالح سوف يقويني ويرسل لي عونًا من قدسه. أنا أعلم أنه ليس لك سلطان إلا على جسدي، أما روحي فليس لك سلطان عليها كما يقول إلهي في إنجيله المقدس. وأما أنا فإني على أتم استعداد لقبول أي عذاب لكي يؤهلني هذا للراحة مع العذارى الحكيمات اللواتي فُزن بالعريس الحقيقي يسوع المسيح، وصرن أهلًا للمضي معه إلى العرس. لأن سيدي يسوع المسيح الذي أعبده بذل نفسه للموت من أجلنا، وأنا لست مستحقة أن أبذل جسدي وأن أحتمل جميع العذابات من أجله». عند ذلك أمر الوالي أن تُرْبَط يداها بالحبال وأن تُقَيَّدَ رجلاها وتُضْرَب بالعصي والسياط. 🔥 مجد الألم / عذاباتها كان نظر القديسة متجهًا إلى السماء وهي تقول: «إليك يا رب رفعت نفسي. إلهي عليك توكلت، فلا تدعني أخزى ولا تشمت بي أعدائي، لأن كل منتظريك لا يخزون؛ ليخز الغادرون بلا سبب. لأنني احتمل هذه العذابات من أجل اعترافي باسمك القدوس. أرسل رحمتك وتحننك لكي يتحول حزني هذا إلى فرح.» وبينما كانت القديسة مارينا ترنم مسبحة، كان الجنود يضربونها ضربًا مبرحًا حتى تمزق جسدها وسال دمها غزيرًا، وعندئذ ظهر لها رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وقال لها: «عظيم إيمانك يا مارينا، تقوِ في الإيمان أكثر، لأن باعترافك الحسن تحيا نفسك وستنالين المعمودية المقدسة». وكان الشعب الواقف ينظر إليها ويبكي، وقال بعضهم: «يا مارينا إن جسدك الجميل المشرق أهلكه هذا الوالي القاسي، وهو مزمع أن يمحو اسمك عن وجه الأرض، فاخضعي لأوامره وآمني بآلهته حتى تخلصي من عذابه.» فأجابت القديسة قائلة: «إن الله قد أعانني وأرسل رئيس الملائكة ميخائيل لي وحمل عني هذه الآلام، وشفى أوجاعي وقواني وكشف عن عيني فرأيت عجائب الرب، فماذا تريدون أنتم يا قليلي الإيمان؟ فإن كان جسدي يهلك، فإن روحي تتجدد، وتكون مع أرواح العذارى الحكيمات. أما أنتم فاسمعوا وآمنوا بالرب فإنه يسمع لكل الطالبين إليه. أما أنا فلا أسجد لآلهة بكماء عمياء مصنوعة بأيدي الناس». ثم نظرت مارينا إلى الوالي وقالت له: «كلما أردت أن تصنع حسب تعاليم أبيك الشيطان فاصنعه بأقصى سرعة، لأن إلهي قد عزّاني وهو لي معين. وإن كان لك سلطان على جسدي فليس لك سلطان على روحي، لأن إلهي وحده له سلطان عليها، وهو يخلصني من يديك، لأن قوة الله بعيدة عنك وستحل بك العقوبة الأبدية». ⛓️ التعذيب والصبر أمر الوالي أن يمشطوها بأمشاطٍ من حديد، فرفعت القديسة المختارة مارينا نظرها إلى السماء وقالت: «لأنه قد أحاطت بي جماعة من الأشرار اكتنفتني وقبضوا عليّ، وأنت يا الله أسرع إلى معونتي من القوم الغرباء ونجِ وحيدتك وخلصني من فم الأسد.» (مز 22: 16)، وعند ذلك أمر الوالي أن تُطرح في السجن. عند دخولها رشمت نفسها بعلامة الصليب قائلة: «أيها القدوس مثبت كل الأمور الصالحة بيديك. ومن خوف مجدك ترتعد كل الخليقة. أنت رجاء التائبين ومحرر المأسورين. أنت أب اليتامى وقاضي الأرامل. انظر إلى ذلي ومسكنتي ونجني ولا تتخلى عني يا إلهي، لأني قد رفعت نفسي إليك يا إلهي، وليس لي رجاء غيرك». وكان ثاؤفيموس كاتب سيرتها يحضر لها الخبز والماء من عند مربيتها من طاقة السجن، وكانت تكتب له كل ما يحدث لها. فبينما كانت تصلي في الليل ظهر لها ميخائيل رئيس الملائكة ورشمها بعلامة الصليب المقدس، فتلاشت من جسدها كل جراحاتها وأوجاعها، وكانت تنظر إلى الضوء المحيط بالسجن وكان أبهى من ضوء الشمس. ثم قال لها رئيس الملائكة: «تقوِ يا عروس المسيح القديسة المختارة مارينا فستنالين ما سألتِ؛ ستقاتلين عدوكِ الشيطان وتنظرينه وجهًا لوجه وتغلبينه، وستنالين المعمودية المقدسة، وسترتفع روحك إلى النعيم الأبدي.» ثم أعطاها ميخائيل السلام وصعد إلى السماء بمجد عظيم. وبقيت القديسة مارينا تصلي إلى الصباح، حين أمر الوالي باستدعائها. لما حضرت ونظر إليها لم يرَ في جسمها شيئًا من أثر الألم فقال لها: «يا مارينا بحق قد ظهر سحرك اليوم!» فقالت له: «لست بساحرة، بل أنا عبدة ليسوع المسيح، والآن لتفضح أنت وأوثانك النجسة». حينئذ أمر الوالي أن تُنشر بمنشار حديد قائلًا: «حتى أبصر إن كان المصلوب يخلصك من يدي»، ثم أمر أن يُقطع لحمها بالسكاكين، وتُطرح في السجن حتى ينتن جسدها ظانًا أنها ماتت. فما أن دخلت السجن حتى أتى إليها رئيس الملائكة ميخائيل وقال لها: «تقوِ لتغلبي أعداءك وتظفري بإكليل الفرح.» ثم رَشَمها بعلامة الصليب المقدس فعُوفيت تمامًا. 🐉 صراعها مع الشيطان بينما هي قائمة تصلي خرج إليها من أحد أركان السجن تنّين عظيم مفزع، فعندما رأته القديسة فزعت وركعت تصلي قائلة: «أيها الإله غير المنظور الذي ربط الشيطان وحلّ من ربطهم الشيطان، محيي الموتى، وكاسر قوة التنّين العظيم، انظر إليّ وارحمني لأغلب هذا الوحش الرديء بقوتك». وتقدم التنّين من القديسة وفتح فاه وابتلعها، وكانت يدا القديسة مرفوعتين بعلامة الصليب وهي في جوف الوحش، فانشق جوفه وخرجت منه القديسة، ولم يمسها أذى، أما التنّين فمات لوقته. ظلت مارينا واقفة تصلي، ثم التفتت إلى ركن السجن الأيسر فرأت الشيطان بشبه إنسان جالسًا على الأرض وقد عقد يديه على ركبتيه. فصلت مارينا قائلة: «يا سيدي يسوع المسيح بدء الحكمة ملك الملوك صخر الدهور، أشكرك يا إلهي صخر الملتجئين إليه، مدبر السائرين، إكليل العذارى، مخلص العالم». فلما صلت أمسكت الشيطان بيدها فقال لها: «يا مارينا اطيعي الوالي فيما يأمرك به». فالتفتت مارينا حولها ووجدت مطرقة فأخذتها وشرعت تدق بها رأس العدو، ثم وضعت قدمها على عنقه، وقالت: «كف عني يا شرير فإن إلهي يخلصني من كل خطية لأني بالحق أعبده». فلما قالت هذا أشرق عليها نور باهر في السجن وظهر لها صليب المسيح وشبه حمامة فوقه، وقالت للقديسة: «أيتها العذراء القديسة مارينا قد أعد لك إكليل النور والفرح وها أبواب الفردوس مفتوحة في انتظارك». عادت وربطت الشيطان بعلامة الصليب و«صلّبت» على الأرض فانشقت وصارت هاوية وانطرح فيها هو يصرخ: «غلبتيني يا مارينا غلبتيني يا مارينا». 💧 عمادها في الغد أمر الوالي بإحضار القديسة وأعاد عليها أوامره بالسجود للأصنام، ولما رفضت أمر جنده أن يجروها ويعلقوها ثم يحرقوها. ففعل الجنود كما أمرهم الوالي، ثم إزاء إصرار القديسة على عدم الإذعان لأوامر الوالي بعبادة أصنامه، أمر الوالي أن تُربَط يدا مارينا ورجلاها وأن توضع في ماءٍ يغلي. فلما فعل الجنود وألقوا القديسة في الماء، نظرت نحو السماء قائلة: «أيها الساكن في السماء أسألك أن تحل ربطي، وأن تجعل لي هذا الماء معمودية؛ وألبسني ثوب الخلاص، وانزع عني الإنسان العتيق، وألبسني الجديد، واجعلني أهلا بهذا العماد لأرث الحياة الأبدية، وثبِّت فيَّ إيماني». عند ذلك حدثت زلزلة عظيمة وانحلت رباطات مارينا، وغطست في الماء ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس وخرجت من الماء وهي تسبح الله. ثم جاء صوت من السماء سمعه كل الحاضرين قائلًا: «أيتها المباركة مارينا ها أنت قد اصطبغت بالمعمودية المقدسة. طوباكِ لأنك استحققت إكليل البتولية». في تلك الساعة آمن كثيرون واعتمدوا في الماء ونالوا إكليل الشهادة. حينئذ أمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعًا بحد السيف. ✝️ الاستشهاد تحقق الوالي أن وجود مارينا يشكل خطرًا على أوثانه وعبادتها، فأمر بقطع رأسها. فأخذها الجندي المكلف بهذا وخرج بها خارج المدينة، وهناك قال لها إنه يؤمن بالمسيح وقال: «إني أنظر يسوع المسيح مع الملائكة». حينئذ قالت له القديسة: «أسألك أن تمهلني قليلًا لكي أصلي»، فأذن لها، فشرعت القديسة المختارة مارينا تصلي. وعند انتهاء صلاتها صارت للوقت زلزلة عظيمة، وإذا بالمخلص مع الملائكة القديسين يوافون القديسة المختارة، فارتعدت مارينا جدًا؛ وطرحت نفسها على الأرض أمام المخلص فقال لها: «لا تخافي يا مارينا، لقد أتيت إليكِ لأكمل لك جميع طلباتك». ومد السيد يده وأقامها وقال لها: «قومي يا مارينا، طوباك لأنك ذكرت في صلاتك جميع الخطاة، وسأعطيكِ كل ما طلبتِ وأكثر مما طلبت». هنا قالت القديسة للسياف: «أيها الأخ افعل ما أُمرت به». فأجابها: «لا أستطيع أن أقتل عبدة المسيح المباركة». فقالت الشهيدة المختارة: «إن أنت لم تتمم ما أُمرت به فليس لك معي نصيب في ملكوت السموات». عند ذلك تقدم السيّاف مرتعبًا وقطع رأس الشهيدة القديسة، وهو يقول: «يا رب لا تقم لي هذه الخطية»، ثم قطع رقبته على اسم إله الشهيدة ووقع عن يمينها. عندئذ تزلزلت الأرض وهرع كثيرون من المرضى وذوي العاهات إلى جسدها يتباركون به ويطلبون شفاعتها، فبرئوا من أمراضهم وعاهاتهم، ورأى كثيرون الملائكة يزفون جسد الشهيدة قائلين: «ليس لك شبيه يا رب». آمن جمع غفير واستشهد أكثرهم حين رأوا مجد شهادة القديسة المختارة مارينا ونالوا أكاليل المجد معها. 📅 تكريساتها تُعَيِّد لها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 23 أبيب، ويوم 23 هاتور تكريس كنيستها بمدينة إنطاكية بيسيدية، بينما تعيد لها الكنائس الغربية يوم 17 يوليو من كل عام. ⛪ القديسة مارينا في الكنيسة الكاثوليكية كما ذكر أعلاه أن القديسة مارينا في الكنيسة الكاثوليكية وتوابعها تعرفها باسم القديسة مارجريت، أو المعروفة أيضًا باسم مارغريت العذراء من أنطاكية بيسديا. يتم الاحتفال بها كقديسة في 20 يوليو في المسيحية الغربية. اشتهرت بكونها وعدت باستحقاق قوي كبير لأولئك الذين كتبوا أو قرأوا سيرة حياتها أو طلبوا شفاعاتها. هذه بلا شك ساعد في انتشار سيرتها في كل أنحاء العالم المسيحي. إلى جانب ذلك، تعد مارغريت واحدة من المساعدين القديسين الأربعة عشر، وهي واحدة من القديسين الذين ادعت جان دارك أنهم ظهروا لها وتحدثت معهم. 📖 السيرة وفقًا لاستشهاد رابانوس ماوروس، وهو راهب دومينكاني ومؤرخ من القرن التاسع الميلادي، والقصة التي ذكرها المؤرخ الذي ذكر سابقًا هي نفس الرواية التي تتبنها الكنائس الشرقية مع تغيير اسم مارينا إلى مارجريت، ويذكر رابانوس في روايته بأن ماجريت ولدت في أنطاكية بيسيديا (التي هي جزء الآن من تركيا الحالية) تقريبًا في عام 304 م، أثناء اضطهاد دقلديانوس. كانت ابنة كاهن وثني يدعى أيديسيوس، وتوفيت أمها بعد ولادتها بفترة قليلة، فربتها امرأة مسيحية على الإيمان المسيحي السليم، وكانت هذه المربية تقطن في قرية تبعد حوالي خمسة أو ستة فراسخ (15 إلى 18 ميلاً / 24 إلى 29 كم) من أنطاكية. بعد أن اعتنقت المسيحية وكرست عذريتها لله، ونتيجة ما حصل تبرأ والد مارغريت منها، وتبنتها مربيّتها، وعاشت في البلاد ترعى الأغنام مع والدتها بالتبني. ⚔️ صراعها مع الحاكم طلب أوليبريوس المعروف أيضًا باسم الأبروتس الوفارنوس، حاكم أبرشية المشرقية الرومانية التي تضم جنوب تركيا الحالية ومنطقة الشام والأردن وسيناء المصرية، الزواج منها عندما كان يقوم بجولته في مدينة أنطاكية بيسيديا، حيث فتن بجمالها، عرض عليها الزواج وطالبها بالارتداد عن المسيحية وعبادة الأوثان الرومانية. لكن مارجريت رفضت عرضه المغري، وعند علم الحاكم رفضها، قبض عليها جنود الحاكم، وتعرضت ماجريت لأبشع أنواع التعذيب، كالجلد بقسوة حتى اهترأ جسمها، العصر بالهنبازين، ورميها في إناء مملوء بالزيت المغلي. ووردت أنباء عن وقوع حوادث معجزات مختلفة لها، حيث مع كل هذا العذاب القاسي كانت تخرج معافاة سليمة كأنها لم يمس جسدها جرح واحد، وآمن على يديها الكثيرون من أهل المدينة. واحدة من هذه المعجزات أن عندما كانت تصلي في السجن، ظهر تنين ضخم ودخل زنزانتها وابتلعها، لكنها ظلت تصلي ورسمت عليه علامة الصليب، فمات الوحش العظيم. بعد ذلك ظهر لها الشيطان على هيئته الحقيقية، مخلوق كريه الشكل أسود اللون ذا رائحة كريهة، وتمكنت منه بعلامة الصليب وسألته عن هويته، فأجاب أنه إبليس الذي ضل كل البشر من أول آدم حتى آخر الدهور، وظل يؤنبها على رفضها لعرض الحاكم. ظل يقول لها إنها لازالت شابة فاتنة، لكن مارجريت لم تستمع له، ورسمت عليه علامة الصليب، فهرب الشيطان وهو يصرخ: «غلبتني يا مارجريت غلبتني». في النهاية، عندما لم يجد الحاكم أي فائدة في عذابها، أمر بإنهاء حياتها بقطع رأسها بحد السيف. 🙏 التبجيل كما هو معروف أن القديسة مارجريت هي من أنطاكية في بيسيديا (والتي تختلف عن مدينة أنطاكية السورية)، لكن هذا التمييز فقد في الغرب. من الشرق انتشر تبجيلها على هذا النحو في بلدان مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا، في القرن 11 خلال الحروب الصليبية، وقد سميت عدة إميرات وملكات من ملوك أوروبا في العصور التالية باسم مارجريت، وأشهرهن مارجريت ملكة الاتحاد الإسكندنافي، ومارجريت كونتيسة سنودون وشقيقة الملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا، ومارجريت الثانية ملكة الدنمارك. في عام 1222، أضافها مجلس مدينة أكسفورد إلى قائمة أيام الأعياد، وهكذا اكتسبت تبجيلها شعبية كبيرة. تم سرد العديد من إصدارات القصة في إنجلترا في القرن الثالث عشر، في الأنجلو نورمان (بما في ذلك واحدة منسوبة إلى نيكولاس بوزون)، والإنجليزية واللاتينية، ويوجد أكثر من 250 كنيسة تحت اسم القديسة مارجريت في إنجلترا، أشهرها كنيستها في وستمنستر، كنيسة الرعية لمجلسي البرلمان البريطاني في لندن. يوجد أيضًا ضريح للقديسة مارجريت في بريدجبورت، كونيتيكت. 📅 يوم العيد تم الاعتراف بها كقديسة من قبل الكنيسة الكاثوليكية، حيث تم إدراجها على هذا النحو في علم الشهداء الروماني في 20 يوليو. وتم تضمينها أيضًا من القرن 12 إلى القرن 20 بين القديسين الذين سيتم الاحتفال بهم أينما تم الاحتفال بالطقوس الرومانية، ولكن تمت إزالة اسمها بعد ذلك من التقويم العام للقديسين الأوروبيين الآخرين من خلال الرسالة الرسولية سر الفصح. يتم الاحتفال بتذكار استشهاد القديسة مارجريت في كنيسة إنجلترا في 20 يوليو من كل عام. وفي عام 2022، تمت إضافة القديسة مارجريت رسميًا إلى التقويم الليتورجي للكنيسة الأسقفية بيوم عيد تشاركه مع القديسة كاثرين السكندرية والقديسة باربرا من نيقوميديا في 24 نوفمبر من كل عام. 🕊️ الشفاعة تعد القديسة مارجريت الأنطاكية شفيعة النساء الحوامل والخادمات ومرضى الكِلى ومن يعانون من المس الشيطاني. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إليان الحمصي | الولادة: – الوفاة: 285 ✝️ النشأة والطفولة إليان الحمصي هو بحسب المعتقدات المسيحية قدِّيسٌ وشهيدٌ مسيحي، وُلِدَ في مدينة حمص خلال العهد الروماني لأسرةٍ ثريّة. والدهُ هو كنداكيوس أحد وجهاءِ المدينة، ووالدته أخثتسرا. تلقّى المبادئ المسيحية عن طريق مربيته الخاصة التي تُدعى مطرونة، والتي عَرَّفَتْهُ على الناسك إيباتيوس الذي كان يُقِيم في إحدى المغاور قرب الهرمل على نهر العاصي. ⚔️ الشباب والدراسة انخرط في السلك العسكري بناءً على طلب والده، ثم تَرَكَهُ لِدِرَاسَة الطبّ والصيدلة الذي كان شغوفًا بهما، فأتقنهما، وذاع صيتهُ كطبيبٍ في المدينة، فكان يُشْفِي الكثير من الناس. وإلى جانب ذلك كان يسعى إلى نشر المسيحية، ونقل الناس من الوثنية إليها. 🏛️ الاضطهاد والسجن خلال الاضطهاد الروماني لعام 284 أُلْقِيَ القبض على سلوانس أسقف المدينة، والشماس لوقا، والقارئ موكيوس، وبينما هم يُقَادُون ليكونوا طعامًا للوحوش – وفق القواعد الرومانية في الإعدام – تَقَدَّمَ إليان منهم وشَدَّدَهُم على عدم الخوف من الموت. وبعد هذه الواقعة، أخذ يُبَشِّر علانيةً بالدين المسيحي والدعوة لترك عبادة الأصنام، فَقُبِضَ عليه الجنود الرومان وسُجِنَ في مغارة على أطراف حمص، وقاموا بتعذيبه – كما تَنْصُّ الرواية المسيحية الرسمية – إذ غُرِسَتْ في يديه ورجليه المسامير ثم في رأسه، فمات عام 284، بعد أن رفض الارتداد عن المسيحية. ⛪ التكريم والكنيسة بعد أن هَدَأَ الاضطهاد، نُقِلَ مسيحيو المدينة جثمانَه إليها، وأُشِيدَتْ كنيسة صغيرة، وعندما أصبحت المسيحية دين الإمبراطورية تَمَّ تَوْسِيع الكنيسة وغطت جدرانها بالجداريات الضخمة. ولا يزال حتى اليوم، رفات جثمانه محفوظًا ضمن مذبحها الرئيسي، ويدير الكنيسة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. يُؤَمُّ الكنيسة والدير سنويًا عددٌ كبير من المؤمنين، خصوصًا يوم تذكاره في 6 فبراير، وهو بحسب العقائد المسيحية قد اجْتَرَحَ «عجائبَ عديدة»، وهو مُبَجَّلٌ في الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية. 🎬 الفيلم الوثائقي وقد تَمَّ إنتاج فيلم وثائقي يُؤَرِّخ لحياته، ويُطْلَق سنويًا في مسقط رأسه حمص، وبالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان «أسبوع مار إليان الثقافي في حمص». موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أوسطاثاوس | الولادة: – الوفاة: 337 في حدود سنة 330 دُبِّرَتْ مؤامرةٌ من الآريوسيّين، وفي مقدّمتهم أوسابيوس النِّيقوميديّ، فعُقِدَ اجتماعٌ أُسْقُفيٌّ مقصودٌ في أنطاكية، حُكِمَ فيه على أَوْسْطاثاوس ظُلْمًا، مُتَّهَمين إيّاه بالفجور، فَنَفَعَتْ وِشَاياتُ خُصومه أمام قُسْطَنْطِين الذي نَفَاهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ في مدينة فِيلِبِّي سنة 337، وهو بكرُ الضّحايا الآريوسيّة ومُعترِفي المُعْتَقَد النيقائيّ، ونُفِيَ أيضًا بعضُ الأُساقفة الأرثوذكسيِّين. 🙏 الإرث الكنسيّ والانقسام وكان لهذا القدّيس الجليل أنصارٌ كثيرون في أنطاكية مثلما كان له أعداءُ مُتَعَصِّبون. وقام مكانه بولينُس الأنطاكي، أُسْقُف صور، ثُمَّ سِتَّةُ آريوسيّين بين مُتَطَرِّفٍ ومُعْتَدِلٍ في البِدعة. وهذا أصلُ الشّقاق المُحْزِن في الكُرْسِيّ الأنطاكيِّ الذي دام 83 سنةً. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابولا أسقف أنطاكية | الولادة: 238 الوفاة: 251 ✝️ القديس مار بابولا (بابيلا) الشهيد (السريانية : ܒܐܒܘܠܐ) هو أسقف أنطاكية الثالث عشر، خلف القديس زبينا سنة 237 أو 238 وترأس ثلاث عشرة سنة وعاصر ثلاثة قياصرة رومان هم غورديان وفيلبس وداقيوس، وتعد ترجمة حياته من أهم حوادث تاريخ كنيسة أنطاكية في القرون الثلاثة الأولى بعد حادثة استشهاد القديس إغناطيوس النوراني. 💡صفاته أشتهر بتمسكه بالإيمان، وحرصه على تطبيق الشرائع الإلهية وشجاعته وغيرته الوقادة مما جعل الذهبي الفم يشبهه بالنبي إيليا ويوحنا المعمدان. واشتهر عنه بمنعه القائد فيليب العربي الحوراني المنتخب قيصراً من دخول الكنيسة في أنطاكية ليلة عيد الفصح المقدس سنة 244 وألزمه وزوجته بالانضمام إلى صف الموعوظين الذين اعتنقوا الدين المسيحي ولم يعتمدوا بعد أو الخطاة التائبين ولم يرض أن يقبلهما في الكنيسة في عداد المؤمنين الصالحين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بندكت السابع | الولادة: – الوفاة: 983 📜 البابا بندكت السابع كان بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة في القرن العاشرِ، وولايةُ بابويتهِ امتدت من 3 أكتوبر 974 إلى 10 يوليو 983. اسمه الأصليّ كان بيترون، Pietro Canepavan حسب بعض المصادرِ، وكان من أسرةٍ نبيلةٍ في روما. ⛪ لبابوية تولى البابويّةُ بعد وفاة البابا بونيفاسيوس التاسعُ خلال فترةٍ مضطربةٍ سياسيًّا للكنيسة بسبب التدخلاتِ السياسيةِ لعائلاتٍ نبيلةٍ في روما. خلال فترة حكمه، حاول تهدئةَ الصراعاتِ بين النبلاءِ الرومانُ والحدّ من التدخلاتِ السياسيةِ في شؤونِ الكنيسةِ، كما اهتمّ بشؤونِ إدارةِ الكنيسةِ والديونِ الماليةِ وحماية ممتلكاتها، واستمرّ في دعمِ المؤسساتِ الدينيةِ والتعليميةِ. ⚰️ وفاته توفّي البابا بندكت السابـعُ في 10 يوليو 983، وخلفه البابا جان التاسع، ليُختتم بذلك عصرٌ مهمٌّ من تاريخ الكنيسة في ظلّ الصراعات السياسية والاضطرابات الداخلية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إفوديوس | الولادة: – الوفاة: 69 ✝️ إفوديوس ثاني بطاركة أنطاكية إفوديوس (توفي حوالي 69 م) هو أحد قديسي الكنيسة المسيحية، كما أنه يعتبر ثاني بطاركة أنطاكية. عُرف القليل عن حياته، حيث كان وثنياً اهتدى إلى المسيحية بفضل العمل التبشيري لبطرس الرسول. وبحسب سفر أعمال الرسل في الكتاب المقدس، فإن اليهود والوثنيين في أنطاكية كانوا من بين الجماعات الأولى التي قبلت المسيحية. كانت مدينة أنطاكية مدينة ثرية وعالمية، وسكانها من الهيلينيين اليهود والوثنيين من يونانيين وآراميين. وكان هؤلاء الوثنيون متأثرين بالفكر التوحيدي، والمصطلح “مسيحيين” ابتُكر لأول مرة في أنطاكية ليطلق على هؤلاء الوثنيين المهتدين، وبشكل رئيسي اليونانيين منهم. ⛪ أسقفيته وذكراه الكنسية وبحسب التقليد الكنسي، فإن القديس بطرس أصبح أسقفاً لأنطاكية وقاد الكنيسة هناك حتى جاء الوقت الذي انطلق فيه من سوريا إلى روما. وقبل رحيله، أقام إفوديوس أسقفاً على أنطاكية بدلاً عنه، وذلك بحسب المؤرخ المسيحي من القرنين الثالث والرابع أوسابيوس القيصري. استمر إفوديوس على كرسي أسقفية أنطاكية حتى عام 69 م كما هو متوقع، وخلفه إغناطيوس الأنطاكي. ويميل أغلب المؤرخين إلى أن وفاته كانت طبيعية أكثر من الرأي القائل بأنه استشهد في سبيل إيمانه. وباعتباره من أوائل الوثنيين الداخلين في المسيحية، فإن جميع الكنائس الرسولية، الشرقية منها والغربية، تبجله وتكرم ذكراه كما أنها تعتبره أحد قديسيها. وتحتفل به: الكنيسة الكاثوليكية في روما: في 6 مايو. والكنيسة الشرقية الأرثوذكسية: في 7 سبتمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليطوس | الولادة: – الوفاة: 231 ✝️ القديس فيليطوس هو أسقف أنطاكية الحادي عشر في عداد أسلافه ويسمى فيلبس أو بيلاطس الأول، جلس على كرسي أنطاكية خلفاً لـ اسقلبياديس المعترف سنة 218 أو 220 وانتقل إلى الخدور العلوية بسلام سنة 231 وخدم الكرسي مدة اثنتي عشرة سنة. واشتهر في عهده العلامة أوريجانوس القبطي الذي كان فريد زمانه ووحيد قرنه في الوعظ وعرف بفضيلته ويعد من علماء اللاهوت البارزين في القرون الثلاثة الأولى، لولا بعض الآراء الباطلة التي صدرت منه وصارت سبباً لنبذ الكنيسة إياه، وتحمل عذاباً أليماً في سبيل المسيح ونزلت به المنية في السجن في مدينة صور سنة 254. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرافيون الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 212 ✝️ القديس مار سرافيون الأنطاكي (ܣܪܐܦܝܘܢ) بعد نياحة البطريرك القديس مكسيمينس حوالي سنة 189 أو 190 م، خلفه مار سرافيون، وهو التاسع في عداد الأحبار الأنطاكيين. وبعدما رئس الكرسي الرسولي مدة إحدى وعشرين سنة، مضى إلى ربه في حدود سنة 211 وقيل 212 م. 📜 حياته وخدمته كان مار سرافيون حبراً شديد الغيرة على جوهرة الأرثوذكسية، وكاتباً فصيحاً خلّف عدة مصنفات جليلة. عرف منها المؤرخ الكنسي أوسابيوس مجموعة رسائل تدل على علمه وفضله. من أبرز رسائله: رسالة إلى الإكليريكيين قاريقوس وبنطيوس، برهن فيها على أن الكنيسة بأجمعها شجبت هرطقة المنطانيين. مؤلفات أخرى تُظهر دفاعه عن الإيمان القويم ضد البدع المنتشرة في عصره. 📖 دفاعه عن الإيمان أشهر مؤلفاته كان كتاباً وضعه ضد ما يُسمى الإنجيل الموضوع، الذي نحله قوم زوراً إلى الرسول بطرس. 🔹 القصة كما وردت: عندما زار مار سرافيون مدينة روسس على خليج إيسوس، وجد المؤمنين مختلفين حول هذا الإنجيل. في البداية، إذ لم يكن قد طالعه، ظن أنهم جميعاً أرثوذكسيّو المعتقد، فأذن لهم بقراءته تهدئةً للخصام. لكنه بعد أن عرف سوء مقصد من استأذنوه، استعاد نسخة الكتاب من بعض الهراطقة وقرأه بتمعن. فتبيّن له أنه مع ما فيه من أسلوب حسن، إلا أنه يحتوي على تعاليم فاسدة توافق البدعة وتخالف الحق. فألّف على أثر ذلك كتاباً جليلاً شمل فيه ما ورد في هذا الإنجيل المزوّر من انحرافات، ثم فنّدها بدقة، كما نقض آراء مبتدع يُدعى مرقيانس. وأرسل كتابه إلى أهل روسس معلناً لهم بقرب زيارته لهم. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ثاوفيلوس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 183 ✝️ القدّيس مار ثاوفيلوس الأنطاكيّ مار ثاوفيلوس (بالسريانيّة: ܬܐܘܦܝܠܘܣ) هو الأسقف أو البطريرك السابع من قائمة البطاركة السريان في أنطاكية بين عامي 169 و181 م. 👶 وِلادَتُهُ ونَشْأَتُهُ وُلِد ثاوفيلوس وثنيًّا في إحدى مدن ما بين النهرين، كما يُستدلّ من كتابه الدفاعيّ الموجَّه إلى أوتوليكس. درس العلوم اليونانيّة، والتاريخ، وشعر هوميروس وهزيود، ومناقشات أفلاطون، وتعمّق في دراسة الفلسفة، وأَلِمّ باللغة العبريّة. ✝️ تَنَصُّرُهُ لم تَجْدِ العلوم الفلسفيّة نفعًا لثاوفيلوس، فقد كان معذَّب الضمير، مضطرب النفس، غير مقتنع بعبادة الأوثان، متعطّشًا إلى معرفة الإله الحقيقيّ. عندما درس أسفار الأنبياء في الكتاب المقدّس انكشفت له الحقائق الإلهيّة، وآمن بالوحي الإلهيّ، وبقيامة الأموات، ووجد في الدِّين المسيحيّ ضالته المنشودة، فتنصّر وامتلأ من الروح القدس والحكمة. ⛪ جُلُوسُهُ على الكُرْسِيّ الأَنْطاكيّ بعد انتقال الأسقف أودوس إلى الخدور العلويّة سنة 169 م، انتُخب مار ثاوفيلوس أسقفًا على الكرسيّ الرسوليّ الأنطاكيّ. ⚔️ الحَمَلات الفِكْريَّة ضدّ المَسيحيَّة في مطلع القرن الثاني الميلاديّ واجهت المسيحيّة خطرين: خارجيّ: من اليهود والوثنيّين الذين افتروا عليها، متَّهمين المسيحيّين بالإلحاد (لرفض الأصنام)، وبالدعارة (من التفسير الشهوانيّ للمحبّة وقبلة السلام)، وبأكل لحوم البشر (لسوء فهم عقيدة القربان المقدّس). وكان أبرز خصومها الفيلسوف اليوناني كِلْسوس. داخليّ: من خلال الهرطقات التي حاولت تشويه العقائد القويمة وزرع الشكوك فيها. 🛡️ الدِّفاع عن المَسيحيَّة لم يردّ المسيحيّون بالعنف، إذ أوصاهم المسيح بمحبّة الأعداء، بل دافعوا بالحجّة والبرهان. من أبرز المدافعين: أريستيد فيلسوف أثينا. القدّيس يوستينوس الشهيد. وقد أثمر دفاع آباء الكنيسة عن المسيحيّة، فاحترمتها الأوساط العلميّة والفلسفيّة، وجذبت العديد من المفكّرين إلى الإيمان بالمسيح. 📜 مَار ثاوفيلوس كاتِبًا ومُدافِعًا قال أوسابيوس القيصريّ: «وقد ناضل ثاوفيلوس مع غيره، وهذا ما يتّضح من بحث جليل الشأن كتبه ضدّ مرقيون». كان أديبًا بليغًا وكاتبًا، فدحض افتراءات اليهود والوثنيّين، وردّ على الهراطقة، وكتب في تفسير الأناجيل الأربعة، وهو أوّل من صرّح بأنّ الإنجيل الرابع هو لإنجيل يوحنّا الرسول. كما فنّد في رسائله اعتراضات أوتوليكس، موضّحًا سموّ التعاليم المسيحيّة وربطها بنبوءات العهد القديم. ومن أقواله: «إنّ اسم المسيح يدلّ على الممسوح، وهو اسم شريف يبعث في القلب سرورًا، وجدير بغاية الوقار، ولهذا السبب نحن ندعى مسيحيّين لأنّنا نُمسَح بزيت مقدّس». 🔺 لَفْظَة التَّثْلِيث يُعتقَد أنّ مار ثاوفيلوس هو أوّل من استعمل لفظة التَّثليث في وصف الثالوث الأقدس والجوهر الواحد، على الرغم من أنّ إعلان الثالوث جاء في الإنجيل المقدّس وسائر أسفار العهد الجديد. 🕊️ انتقالُهُ وتِذْكارُهُ خدم مار ثاوفيلوس الكرسيّ الأنطاكيّ نحو ثلاث عشرة سنة، ثمّ انتقل إلى الخدور العلويّة بين سنتي 181 و185 م. الكنيسة الشرقيّة تعيّد له في 22 تمّوز. والكنيسة الغربيّة تعيّد له في 18 تشرين الأوّل. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هيروديون | الولادة: – الوفاة: 136 ✝️ القديس هيروديان أو هيروديون (توفي عام 136)، هو شهيد مسيحي من القرن الثاني وأسقف أنطاكية، خلفاً لإغناطيوس في أنطاكية، وهو اللقب الذي حمله لمدة عقدين. وقد جاء بعد إغناطيوس الملقب بالنوراني أو الأنطاكي والذي يدعى أيضا ثيوفوروس (باليونانية: Θεοφόρος أي حامل الإله). موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اوريجانوس والبابا ديمتريوس | الولادة: 185 الوفاة: 254 🕊 أوريجانوس (أوريجانس) (Ὠριγένης Ōrigénēs,) كان من أبرز أوائل آباء الكنيسة المسيحية. توفي في كايساريا عام 254. كتاباته هامة بوصفها واحدة من أولى المحاولات الفكرية لوصف المسيحية. 🌱 أوائل حياته كان أبواه مسيحيين متدينين، وكان ذو عقلية فَذّة وصار نابغة في العلم رغم حداثة سنّه. وأشتهر أيضًا بمساندته وتشجيعه للمؤمنين الذين يتعرضون للاضطهاد، وكان يقويهم في الإيمان حتى يستشهدوا. ووصل إلى أن يكون مديرًا لمدرسة الإسكندرية المسيحية وهو في سن الثامنة عشرة، بعد أن عينه البابا ديميتريوس الأول، البطريرك الـ 12، رئيسًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية خلفًا لأكليمنضس الأسكندري. كان نَشِطًا في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسير للكتاب المقدس، بالإضافة إلى كتاب «هيكسابلا» الشهير. ⚖️ أوريجانوس والبابا ديمتريوس في سنة 228م، أرسله البابا ديميتريوس إلى إخائية ببلاد اليونان ليقاوم الهراطقة الذين أقلقوا راحة الكنيسة هناك. فزار في طريقه فلسطين، وكان في كل مدينة أو قرية ينزلها يدعى إلى الوعظ في الكنائس. ولما مر بفلسطين عند رجوعه خاطبه أسقفها «ثوسيستوس» بالاشتراك مع أسكندر، أسقف أورشليم، بأنه لا يجوز بأستاذ الكهنة والأساقفة أن يكون مجردًا من كل الكهنوت. وارتضى بعد إقناع شديد، حيث إنه خصى نفسه قبلاً في مصر حتى لا يرسمه البابا ديميتريوس كاهنًا، إذ لابد أن يكون الكاهن كاملاً، وقبل من أساقفة فلسطين درجة القسوسية وهو في السنة الثالثة والأربعين من العمر. غير أن ديميتريوس اعتبر هذه السيامة تعدّيًا على حقوقه. ومن ذلك الحين بدأ سوء التفاهم يجد مكانًا بين أوريجانوس والبطريرك، الذي قام بالحجة على ذينك الأسقفين لرسامتهما شخصًا خاضعًا له. فجاوباه بأن احترامهما لمركزه عظيم. قال أوريجانوس: «إن الحسد هو الذي حمل ديميتريوس على هذا كله»، غير أنه لم يأتِ ببرهان على صحة ذلك. والحقيقة كما يرويها المدققون أن البطريرك الإسكندري امتنع عن ترقية أوريجانوس لدرجة كهنوتية لسببين: السبب الأول: إنه خصى نفسه، الأمر الذي أخفاه أوريجانوس عن أسقفي فلسطين وأورشليم. السبب الثاني: نحول جسمه وضعفه. وقد قلنا إن أوريجانوس كان يسعى وراء انحطاط القوى ليكون حاجزًا بينه وبين الرتب الكهنوتية التي كان راغبًا عنها، كأغلب أتقياء العصور الأولى. ولما رجع أوريجانوس بعد رسامته، رأى البطريرك حاقدًا عليه ووجد مركزه قد سقط، فحصل بينه وبين البطريرك نزاع، عقد بسببه مجمعًا بالإسكندرية سنة 231م، حكم فيه بنفي أوريجانوس وبحرمه، لأنه رسم من أسقفين غير تابعين للكرازة المرقسية، ولأنه خصى نفسه، الأمر الذي بالغ أوريجانوس في كتمانه وساعده البطريرك على ذلك، ولكنه اضطر إلى إشهاره رغماً عنه، ثم أرسل خطابات إلى جميع الكنائس يعلمها بحكمه على أوريجانوس. أما أوريجانوس، فمع كونه عرف أن هذا الحكم في غاية القساوة، إلا أنه تدارك الأمر بحكمته، ولم يشأ أن يمكث في الإسكندرية ليوسع هذا الخلاف، بل تركها لا رجوع بعده. وكان قد أكمل القسم الخامس من كتابه في إنجيل القديس يوحنا، ففزع إلى قيصرية. وفي تلك الأثناء عقد مجمع آخر وفحص كتاب «المبادئ» وحكم بأنه هرطوقي وحرم مؤلفه. ولما وصل أوريجانوس إلى فلسطين استُقبل فيها استقبال القائد المنتصر، فأستاء البابا ديميتريوس من كثرة تعدي أساقفة تلك الجهة على حقوقه. ولحق بأوريجانوس إمبروسيوس وعائلته، وتبعه كثيرون من طلاب العلم. ولهذا عزم على فتح مدرسة في قيصرية فلسطين يعلم فيها تفسير الكتاب المقدس، وكمل في تلك المدينة تفسيره لإنجيل يوحنا. 🕯 وفاته فيما بين 249م – 251م، أثار الإمبراطور دقيوس الاضطهاد ضد المسيحيين، فألقوا القبض على أوريجانوس وعذبوه تعذيبًا شديدًا، فوضعوا طوقًا حديديًا في يده وربطت قدماه في المقطرة، وضربوه، واحتمل الآلام في شجاعة منقطعة النظير، ثم أطلق سراحه بعد ذلك. وفي عام 254م، مات بعد فترة قصيرة متأثرًا بآلامه وجراحاته، وكان قد بلغ من العمر 69 عامًا. وقد أرسل له البابا ديونسيوس، البطريرك الـ 14، رسالة عن الاستشهاد يشجعه فيها على احتمال المشقات وأظهر تعاطفه معه. ⚖️ حرمان أوريجانوس تم حرمان أوريجانوس بواسطة البابا ديمتريوس الكرام، البطريرك الثاني عشر، في أوائل القرن الثالث، وتأكد حرمانه أيضًا في عهد البابا ثاؤفيلس، البابا الثالث والعشرين، في أواخر القرن الرابع، وتحمس لذلك قديسون كثيرون في القرنين الرابع والخامس، منهم القديس إبيفانيوس، أسقف قبرص، ثم القديس جيروم الذي كان من محبيه في البدء. كانت هناك أعمال لجيروم، منها قاموس الأسماء الكتابية والأصول اللغوية، وتفسيرات كتابية اعتمد فيها بشكل كبير على أوريجانوس، رغم أنه وقف ضده في الأمور العقائدية. لم ترفع الحرومات عن أوريجانوس، والكنائس الأرثوذكسية البيزنطية تحرم كل تعاليمه في مجمعيها الخامس والسادس. في 2007، تطرق البابا بندكتوس الـ16 في تعليمه الأسبوعي، في مقابلة الأربعاء العامة، إلى شرح أوريجانوس عن الصلاة والكنيسة، وذلك أثناء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين والحجاج في قاعة بولس السادس بالفاتيكان. وكان الأب الأقدس قد تحدث الأربعاء الماضي عن الشخصية الفَذّة لهذا المفكر اللاهوتي المسيحي في الإسكندرية من القرن الثالث الميلادي. 📚 أوريجانوس العلامة تبقى شخصيته محيّرة، فإن كان بعض الدارسين مثل كواستين وغيره يشهدون لدوره الفعّال في الاهتمام بالكتاب المقدس، وقد تأثر به حتى مقاوموه، لكن الكنيسة القبطية، وقد شعرت بخطورة تعاليمه، حرمته في حياته، بينما الكنائس الخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م، وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجود النفس السابق للجسد، وأن جميع الخليقة العاقلة، حتى الشياطين، ستخلص الخ… لقب العلامة أوريجانوس بـ «أدمانتيوس»، أي «الرجل الفولاذي»، إشارة إلى قوة حجته التي لا تُقاوم، وإلى مثابرته. 👶 طفولته وبداياته يعتبر الكثيرون أوريجينوس ابن مصر الأصيل، رغم أن اسمه يوناني وليس قبطيًا، ويبدو أنه وُلِد في الإسكندرية حوالي عام 185م. اهتم به والده ليونيدس (Leonides) فهذّبه بمعرفة الكتاب المقدس، وقد أظهر الابن شغفًا عجيبًا في هذا الأمر. يُقال إن والده كثيرًا ما كان يَقِف بجوار الصبي وهو نائم، ويكشف صدره كأن روح الله قد استقر في داخله، ويقبّله بوقار معتبرًا نفسه أنه قد تبارك بذريته الصالحة. استشهاد ليونيدس عاصر الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس ساويرس عام 202م، والذي كان أكثر عنفًا على الكنيسة المصرية، حتى ظنّ كثيرون أن هذا الاضطهاد هو علامة على مجيء «المسيح الدجال». أُلقيّ القبض على ليونيدس ووُضِع في السجن، أما أوريجينوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشرة من عمره فكان يتوق بشغف إلى إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة، مَنَعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل ليرعى شؤون أخوته الستة. فأرسل إلى أبيه يحثّه على الاستشهاد، قائلًا له: «أحذر أن تغيّر قلبك بسببنا». 🏠 نشاطه التعليمي المبكر معلم الأدب إذ صودرت ممتلكات ليونيدس بعد استشهاده، صار أوريجينوس وعائلته في عوز، لهذا التجأ إلى سيدة غنية رحّبت به، لكنه لم يحتمل البقاء كثيرًا، لأن معلّمًا هرطوقيًا يدعى بولس الإنطاكي استطاع أن يؤثر عليها ببلاغته فضمّه إلى بيتها، وتبنّته، وأقامه فيلسوفًا خاصًا بها، وسمحت له أن ينشر هرطقته بإلقاء محاضرات في بيتها. لم يستطع أوريجينوس ـ وهو بعد صغير السن ـ أن يشترك في الصلاة مع هذا الهرطوقي متمسكًا بقوانين الكنيسة، فترك البيت وعكف على تدريس الأدب الدنيوي والنحو لينفق على نفسه وعلى عائلته. وجد أوريجينوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته للشهادة للإيمان المسيحي قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية، وبهذا اجتذب بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية، من بينهم بلوتارخس الذي نال إكليل الاستشهاد وأخوه هيراقليس (ياروكلاس) الذي صار بطريركًا على الإسكندرية. 🏫 أوريجينوس ومدرسة الإسكندرية إذ تُركت مدرسة الإسكندرية بلا معلم بسبب الاضطهاد ورحيل القديس أكليمنضس، عَيَّن البابا ديمتريوس أوريجينوس رئيسًا للمدرسة وهو بعد في الثامنة عشرة من عمره. أوقف أوريجينوس كل نشاط له وباع كل كتبه الثمينة المحبوبة لديه، ليكرّس حياته بالكامل للعمل الجديد الذي أوكل إليه كمعلم للموعوظين. تتلمذ على يديه كثيرون، نذكر على سبيل المثال القديس الكسندروس أسقف أورشليم الذي كان يتطلّع إلى أوريجينوس كمعلمه وصديقه. 📖 دوره في تطور المدرسة وتعليم اللاهوت ألقى العلامة أوريجينوس بنفسه بكل طاقاته، لا لدراسة الكتاب المقدس والتعليم به فحسب، بل وفي تقديم حياته مثلاً للحياة الإنجيلية. في هذا يقول القديس غريغوريوس العجائبي: «لقد جذبنا بأعماله التي فعلها أكثر من تعاليمه التي علمنا إياها». اتّسم أيضًا بالحياة النسكية مع ممارسة الصلاة، بكونها جزءًا لا يتجزأ من الحياة النسكية، تسندُه في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. يرى في الصلوات أمرًا ضروريًا لنوال نعمة خاصة من قبل الله لفهم كلمة الله. رأى أن الإنسان يطلب الاتحاد مع الله خلال حفظ البتولية، فينسحب عن العالم وهو بعد يعيش فيه، مقدّمًا تضحية في أمور الترف قدر ما يستطيع، محتقرًا المجد البشري. وبسبب حضور النسوة يستمعن محاضراته، ولكي لا تحدث عثرة رأى أن ينفذ حرفيًا ما ورد في الإنجيل: أن أناسًا خصّوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت12:19)، لكنه يبدو أنه قد قدّم توبة على هذا الفعل. وقد استخدمها البابا ديمتريوس ضده. ركّز أوريجينوس على إعداد الموعوظين وتهيئتهم للعماد، لا بتعليمهم الإيمان المسيحي فحسب، وإنما بتقديم التعاليم الخاصة بالحياة المسيحية العملية أيضًا. لم يقف عمل أوريجينوس عند تهيئة الأعداد الضخمة المتزايدة لنوال سر العماد، وإنما كان عليه بالحري أن يهيئهم لقبول إكليل الاستشهاد. فكل من يقترب إليه إنما بالحري يجري نحو خطر الاستشهاد. اهتم بتعميق الفكر الدراسي؛ إذ كان جمهور تلاميذه يلتفون حوله من الصباح حتى المساء، رأى أن يقسمهم إلى فصلين، واختار تلميذه هيراقليس ـ المتحدث اللبق ـ ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكَّرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة، معطياً اهتمامًا خاصًا بالكتاب المقدس. لعل أعظم أثر لأوريجينوس على مدرسة الإسكندرية هو إبرازه التفسير الرمزي (المجازي) للكتاب المقدس، فقد كرّس حياته كلها لهذا العمل، حتى نُسِب هذا المنهج التفسيري لمدرسة الإسكندرية ولأوريجينوس. 🌍 رحلات أوريجينوس ومناقشاته اللاهوتية حوالي عام 212م، زار أوريجينوس روما في أثناء أسقفية زفيرينوس (Zephyrinus)، وفي حضرته ألقى القديس هيبوليتس مقالًا عن كرامة المخلص، وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية. قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214م، حيث ذهب إليها بناءً على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دُعِيّ إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة. أشار المؤرخ يوسابيوس إلى اثنتين من هذه المناقشات، نذكر منهما أنه في عام 244م انعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس في شخص السيد المسيح. انعقد هذا المجمع على مستوى واسع، وأدان الأسقف بسبب قوله إن الله أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلًا إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم. أسرع أوريجينوس إلى العربية ونجح في إقناع الأسقف الذي يبدو أنه بعث إليه برسالة شكر، وصار من أكبر المدافعين عنه. حوالي عام 216م، إذ نهب الإمبراطور كاركلا (Caracalla) مدينة الإسكندرية وأغلق مدارسها واضطهد معلميها وذبحهم، قرر أوريجينوس أن يذهب إلى فلسطين. هناك رحّب به صديقه القديم الكسندر أسقف أورشليم، كما رحّب به ثيوكتستوس (Theoctistus) أسقف فلسطين، اللذان دعواه ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما. غضب البابا ديمتريوس الإسكندري جدًا، لأنه حسب عادة الكنيسة المصرية لا يستطيع غير الكاهن أن يعظ في حضرة الأسقف، فأمره بالعودة إلى الإسكندرية سريعًا، فأطاع وعاد، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلاً. مع بداية حكم إسكندر ساويرس (222-225م)، أرسلت مامسيا (Mammaca) والدة الإمبراطور حامية حربية تستدعي أوريجينوس إلى إنطاكيا ليشرح لها بعض الأسئلة، وقد استجاب للدعوة ثم عاد إلى مدرسته. أرسل أوريجينوس إلى اليونان لضرورة ملحة تتعلق ببعض الشؤون الكنسية، وبقي غائبًا عن الإسكندرية. ذهب إلى آخائية ليعمل صلحًا، وكان يحمل تفويضًا كتابيًا من بطريركه. وفي طريقه عبر بفلسطين، وفي قيصرية سُمّي قسًّا بواسطة أسقفها. فقد بدا للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحي مثل أوريجينوس بلغ أعلى المستويات الروحية والدراسية، ويبقى غير كاهن. أرادوا أن يتجنبوا المخاطر التي يثيرها البابا ديمتريوس بسماحهم له أن يعظ وهو «علماني» في حضرتهم. ✝️ السيامة والإدانة اعتُبِر البابا هذه السيامة أكثر خطأ من التصرف السابق، حاسبًا إياها سيامة باطلة لسببين: أن أوريجينوس قد قبل السيامة من أسقف آخر غير أسقفه، دون أخذ تصريح من الأسقف التابع له. إذ كان أوريجينوس قد خصّى نفسه، فهذا يحرمه من نوال درجة كهنوتية، فإنه حتى اليوم لا يجوز سيامة من يخصّي نفسه. لم يحتمل البابا ديمتريوس هذا الموقف، فدعا لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية. رفض المجمع القرار السابق مكتفين باستبعاده عن الإسكندرية. لم يرض البابا بهذا القرار فدعا مجمعًا من الأساقفة وحدهم عام 232م، قام بإعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح بعد للتعليم، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته. كتب البابا الإسكندري القرار إلى كل الإيبارشيات، فدعا Pontias أسقف روما مجمعًا أيّد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة، فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخائية وفينيقية وكبدوكيا الذين رفضوا القرار. اضطر أوريجينوس أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده. فقد أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione نبذة طويلة من خطاب كان قد وجّهه أوريجينوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتبًا مزورة. 📜 مدرسة جديدة واضطهاد لاحق حثّه أسقف قيصرية على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، رأسها قرابة عشرين عامًا، فيها تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبي لمدة خمسة أعوام. خلال الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان، التجأ أوريجينوس إلى كبادوكية قيصرية، وفي هذا الاضطهاد أُلقيّ القبض على صديقيه القديمين: إمبروسيوس وبروتوكتيتوس كاهن قيصرية، ووُضِعا في السجن. كتب أوريجينوس إليهما مقالًا: «الحث على الاستشهاد»، نظر فيه إلى الاستشهاد كأحد البراهين على صحة الحق المسيحي، وكاستمرار لعمل الخلاص. أُطلِق سراح صديقيه وعاد أوريجينوس إلى قيصرية فلسطين. سافر أوريجينوس إلى أثينا عن طريق بيلينية، حيث قضى عدة أيام في نيقوميديا، وهناك تسلّم رسالة من يوليوس أفريقانيوس، يسأله فيها عن قصة سوسنة إن كانت جزءًا أصيلا من سفر دانيال، وأجابه أوريجينوس برسالة مطوّلة بعثها إليه من نيقوديمية. 🔥 الاضطهاد الأخير واستشهاده في أيام داكيوس (ديسيوس) (249-251)، ثار الاضطهاد مرة أخرى، أُلقيّ القبض على أوريجينوس. تعذّب جسده، ووُضِع في طوق حديدي ثقيل وأُلقيّ في السجن الداخلي، وربطت قدماه في المقطرة أيامًا كثيرة، وهدد أن يُعَدَّم حرقًا. احتمل أوريجينوس هذه العذابات بشجاعة، وإن كان لم يمت أثناءها، لكنه مات بعد فترة قصيرة، ربما كان متأثرًا بالآلام التي لحقت به. قبل أن يموت، أرسل إليه البابا الإسكندري ديونسيوس، الذي خلف هيراقليس، رسالة «عن الاستشهاد»، لعله بذلك أراد أن يجدد العلاقة بين العلامة الإسكندري أوريجينوس وكنيسة الإسكندرية. وفي عام 254م، رقد أوريجينوس في مدينة صور في لبنان، وكان عمره في ذلك الحين 69 عامًا. وقد اهتم مسيحيو صور بجسده اهتمامًا عظيمًا، فدفنوه إزاء المذبح، وغطوا قبره بباب من الرخام نقشوا عليه: «هنا يرقد العظيم أوريجينوس»، تاركًا تراثًا ضخمًا من تفاسير الكتاب المقدس، مقدّمًا منهجه الرمزي في التفسير، وإن كان قد ترك أيضًا بلبلة شديدة في الكنيسة بسببه حتى بين الرهبان، سبّبت انقسامات ومتاعب لا حصر لها. 📚 أوريجينوس الإسكندريّ: الحياة والإنتاج الأدبي أوريجينوس الإسكندري هو بالفِعل إحدى الشخصيّات المؤثرة في تطوّر الفِكر المسيحي. إذ ورث تعليم كليمنضوس الإسكندري، وأطلقه نحو المستقبل بشكلٍ مُتجدّد لدرجة طبعت فيها تحوّلاً لا رجوع عنه في تطوّر الفكر المسيحي. لقد كان “مُعَلِّمًا” حقيقيًا، وهذه هي الصفة التي يتذكّرها به تلاميذه بِحنين وتأثّر: إنه ليس لاهوتيّا مُتَفَوِّقًا فحسب، بل أيضًا شاهدٌ مثاليّ للعقيدة التي كان ينقلها. يكتب أوزابيوس القيصريّ، كاتِب سيرة حياته المُتحمّس: «كان يُعَلِّم أنَّ طريقة التصرّف يجب أن تتطابق فعليًا مع الكلام، وكان هذا بالأخصّ، بمساندة نعمة الله، ما دفعَ الكثيرين للاقتداء به» (تاريخ الكنيسة 6/3/7). ✝️ توقه للشهادة ومعمودية الدم رافق أوريجينوس كُلَّ حياته توقٌ مُتواصل بالشهادة. كان في السابعة عشرة من عمره، حين اندلعت، في السنة العاشرة من حكم الإمبراطور سيبتيموس ساويروس، اضطهادات في الإسكندريّة ضدّ المسيحيّين. غادر أستاذُه كليمنضوس المدينةَ، بينما أُلقيَ بوالد أوريجينوس، ليونيديس، في السجن. كان ابنه يرغب الشهادة بتوقّد، لكنه لم يستطع تحقيق هذه الرغبة، لذا كتبَ إلى أبيه يحثّه ألاّ يتراجع عن شهادة الإيمان الأسمى. وعندما قُطِعَ رأس ليونيديس، شعر أوريجينوس الصغير بأنّه يتعيّن عليه قبول مِثال حياته. بعد أربعين سنة، وفيما كان يَعِظ في القيصريّة، اعترف قائلاً: «لا يُفيدُني بِشيء أن يكون لي أبٌ شهيد، إن لم أُحسن التصرّف ولم أُشَرِّف نُبل سلالتي، أي استشهاد أبي والشهادة التي جعلته مُتألِّقًا في المسيح» (العظة في سفر حزقيال 4/8). وفي عِظَة لاحقة، عندما بدا أنّ احتمال وقوع شهادته قد تلاشى، يهتف أوريجينوس قائلاً: «إن سمح لي الله أن أغتسلَ بِدَمي، فأتلقّى هكذا المعموديّة الثانية بِقبولي الموت من أجل المسيح، فإنّي سأبتعد بِثِقة عن هذا العالم… لكنهم طوباويّون أولئك الذين يستحقّون هذه الأشياء» (العظة في سفر يهوذا 7/2). في عام 250، وخلال اضطهادات الإمبراطور ديقيوس، أُلقي القبض على أوريجينوس وتعرّض لِلتعذيب بِوحشيّة، وأصابه الوهن فَتوفّي بعد بضعة سنوات قبل أن يتجاوز عامه السبعين. 📖 تحوّل أوريجينوس في الفكر اللاهوتي يكمن «التحوّل الذي لا رجوع عنه» الذي طبع أوريجينوس تاريخ اللاّهوت والفكر المسيحي في تأسيس اللاّهوت على تفسير الكتابات المُقدّسة. كان عمل اللاّهوت بالنسبة إليه في الأساس تفسير الكتابات وفهمها؛ ويُمكننا القول إنّ اللاّهوت عنده هو تعايش كامل بين اللاّهوت نفسه والتفسير الكتابيّ. العلامة الفارقة للعقيدة الأوريجينيّة كامنة في الدعوة المُتواصلة للانتقال من حرفيّة كلمات الكتابات إلى روحيّتها، لكي نَنمو في معرفة الله. كتب فون بالتازار أنّ هذه «المجازيّة» تتطابق «مع تطوّر العقيدة المسيحيّة الذي قاده تعليم آباء الكنيسة» الذين تقبّلوا درس أوريجينوس. 📝 النتاج الأدبي لِأوريجينوس النواة المركزيّة لأعمال أوريجينوس الأدبيّة تكمن في «قراءة ثُلاثيّة» للكتاب المُقدّس، وهي الطرق الثلاثة التي كَرّس بها نفسه لدراسة الكتابات المُقدّسة: القراءة النصّية الدقيقة: دراسة النصوص كما هي، مع فهم مقصدها الأصلي. كتب نسخة من الكتاب المقدّس تحتوي على ستّة أعمِدة متقابلة (العنوان «إكسابلا» أي «الأعمدة الست») تشمل النص العبري بالأحرف العبريّة، النص العبري بالأحرف اليونانيّة، وأربع ترجمات يونانيّة للمقارنة. القراءة التعليقيّة: قراءة منهجيّة مع التعليقات والشروحات التي قدّمها في المدرسة بالإسكندريّة والقيصريّة. التفسير آية بعد الأخرى، مع ملاحظات لغويّة وعقديّة دقيقة. القراءة التفسيرية المسيحيّة: التبشير بالكتاب المُقدّس متكيّفًا مع متلقّين متنوّعي التركيبة. تقسيم النص إلى آيات متتالية وشرح أبعاد المعنى: المعنى الحرفيّ: النص كما هو. المعنى الأخلاقيّ: كيف نعيش الكلمة في حياتنا اليومية. المعنى الروحيّ: وحدة الكتابات وتفسيرها في ضوء المسيح. ✝️ القراءة المسيحية للعهد القديم يَصل أوريجينوس في هذا الطريق إلى ترويج «القراءة المسيحيّة» للعهد القديم، متصدّيًا لتحدّي الهراطقة، خاصّةً الغنوصيّين وأتباع مرقيونس، الذين كانوا يضعون العهدين في تعارض. في العظة التاسعة في سفر العدد، يؤكّد أوريجينوس: «هكذا هي الشريعة والأنبياء في مدرسة المسيح؛ مُرّ هو الحرف، الذي يُشبِه القشرة؛ وفي التالي سوف تَصِل إلى المحارة، وهي العقيدة الأخلاقيّة؛ وفي النهاية سوف تجد معنى الأسرار، الذي تتغذّى به نفوس القدّيسين في الحياة الحاضرة والقادمة» (العظة في سِفر العدد 9/7). كما يؤكّد: «أنا لا أدعو الشريعة العهدَ القديم، إذا ما فهمتها بالروح. الشريعة تُصبِح عهدًا قديمًا لمن يُريدون فهمها بالجسد فقط… بالنسبة لنا، نحن الذين نفهمها ونطبّقها بالروح وحسب معنى الإنجيل، فإنّ الشريعة هي دومًا جديدة، والعهدان هما بالنسبة لنا عهدٌ جديد» (العظة في سِفر العدد 9/4). 🌟 خاتمة وتعليم روحي إنّ أوريجينوس يُذكّرنا بأنّ القراءة المبتهلة للكتابات والالتزام الأمين في الحياة، تُجدّد الكنيسة دومًا وتُجدّد شبابها. كلمة الله، التي لا تشيخ ولا تنضب، هي الوسيلة لبلوغ هذا الهدف. 📖 تعليم أوريجينوس حول الصلاة والكنيسة ✝️ الصلاة كطريق لفهم الكتابات المقدسة في الحقيقة فإنَّ أوريجينوس، وهو صاحب مؤلَّف هامّ دومًا “عن الصلاة”، يجمَع بشكلٍ مستمرّ بين إنتاجه التفسيريّ واللاهوتي وخبراته العملية المتعلقة بالصلاة. فبالرغم من غناها الفكريّ، فهي ليست معالجة أكاديميّة صرفة؛ بل ترتكز دومًا على خِبرة الصلاة والاتصال بالله. يرى أوريجينوس أن فهم الكتابات المقدسة يتطلب أكثر من الدراسة النظرية؛ فهو يعتمد على الحميمية مع المسيح والصلاة. ويؤكد أن المحبّة هي الطريق الأمثل للتعرّف إلى الله، إذ لا يمكن الوصول إلى “معرفة المسيح” حقيقةً دون الولع به. في رسالته إلى غريغوريوس يقول: «كرّس نفسك لِقراءة الكتابات الإلهيّة؛ وانكبّ على هذا بِثبات. والتَزِم بِالقراءة بِقصد الإيمان بالله وإرضائه. وإذا وجدت نفسك أثناء القراءة أمام باب مُغلق، فاقرع الباب وسيفتح لك ذاك الحارس الذي قال فيه يسوع: “الحارس سوف يفتحه له”… ولكن لكي تفهم أمور الله لا بدّ لك من الصلاة» (الرسالة إلى غريغوريوس 4). 💖 المحبة كأساس للمعرفة ينبع المستوى الأعلى في معرفة الله، حسب أوريجينوس، من المحبّة، تمامًا كما في العلاقات البشرية. فهو يشير إلى استخدام الفعل «عَرَفَ» في العبريّة للتعبير عن ممارسة الحب البشري، كما في سفر التكوين: «وعرَفَ آدمُ حوّاءَ امرأته فحملت» (تكوين 4/1). بهذه الوحدة في المحبّة يصبح المؤمن “اثنان في روح واحد” مع الله. ويصل أوريجينوس في هذا الطريق إلى أعلى مستويات التصوّف، كما يشهد له في عظاته على نشيد الأناشيد: «غالبًا – والله شاهد على ذلك – ما شعرتُ أنَّ العريس كان يقتربُ منّي إلى أعلى درجة؛ ثم يغيب عنّي فجأة، ولم أستطع إيجاد ما كنت أبحث عنه…» (العظة في نشيد الأناشيد 1/7). يوضح التقليد الرهباني لاحقًا، كما يذكر يوحنا بولس الثاني، أن الصلاة تتطور كحوار حب حقيقي حتى يتملك الحبيب الإلهي الإنسان بكليّته، ويصل إلى فرح روحي عميق. ⛪ تعليم أوريجينوس عن الكنيسة وكهنوت المؤمنين يركّز أوريجينوس في عظاته على كهنوت المؤمنين العام، ويؤكد على أهمية التحضير الروحي لممارسة الكهنوت: الطهارة واستقامة الحياة: ضرورة الالتزام بسلوك مستقيم ونقاء داخلي. الإيمان ومعرفة الكتابات المقدسة: شرط أساسي لتقديم الذبيحة على مذبح الله. الاستعداد والممارسة العملية: كما في العظة التاسعة عن سفر اللاويين، حيث يشير إلى ضرورة ارتداء الثياب الحبريّة والتحضير للتقدمة: «فإذا دخل أحد في أي وقت إلى الهيكل من دون الاستعداد اللازم، فسوف يموت… فهذا الأمر يهمنا جميعًا، فهو يعلمنا كيف نحضر أمام مذبح الله» (العظة في سفر اللاويين 9/1-2). ويؤكد أوريجينوس على أن الكهنوت العام يتطلب طهارة واستقامة وإيمان ومعرفة الكتابات، وأن الاستشهاد هو ذروة درب الكمال: «إذا أسلمت جسدي ليُحرَق، وكانت فيّ المحبّة، ونلت مجد الاستشهاد، فإنّي أقدّم ذبيحتي على مذبح الله» (العظة في سفر اللاويين 9/9). 🌟 النظر إلى يسوع بروح التأمل والمعرفة في عظته عن خطبة يسوع في الناصرة (لوقا 4/16-30)، يحث أوريجينوس المؤمنين على توجيه نظرة القلب نحو معرفة المسيح: «اليوم أيضًا، إذا شئتم، في هذه الجماعة يمكن لعيونكم أن تكون شاخصة إلى المُخلّص… طوبى لتلك الجماعة التي تشهد لها الكتابات بأن عيون الجميع كانت شاخصة إليه!» (العظة في إنجيل لوقا 32/6). وبهذا، يجمع أوريجينوس بين الصلاة، المحبة، معرفة الكتابات المقدسة، والاستعداد الروحي للكهنوت، ليؤسّس رؤية كاملة لممارسة الحياة المسيحية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس عرقتنجيّ | الولادة: – الوفاة: 1823 باسيليوس عرقتنجيّ (١٨١٦-١٨٢٣) هو جبرائيل بن نعمة اﷲ عرقتنجيّ الحلبّيّ الأصل. دخلَ الرهبانّيّة الشويرّيّة سنة ١٧٨٨ ودُعِيَ فيها باسيليوس. تقلَّبَ في مناصبها، فانتُخِبَ مدبّرًا رابعًا سنة ١٨٠٨، ثُمَّ مدبّرًا ثانيًا سنة ١٨١١، ثُمَّ رئيسًا عامًا سنة ١٨١٤. ✝️ تعيينه مطراًنًا على حلب بعد إبطال انتخاب مكسيموس مظلوم مطرانًا على حلب، اعتُبِرَ أنّ تعيين خلفه أصبح من اختصاص الكرسّيّ الرسولّيّ. لذلك عُيِّن الخوري باسيليوس عرقتنجيّ مطرانًا على حلب ببراءة البابا بيوس السابع في ٣ حزيران ١٨١٦. وأُعلِنَ فيها بطلان انتخاب مظلوم، واعتُبِرَت الأبرشّيّة في حالة شغور منذ وفاة المطران جرمانوس آدم. وكُلِّفَ المطران الجديد بتصحيح الأوضاع التي سبّبها عهد مظلوم، كالزواجات الباطلة وأحوال الكهنة الدخلاء. نال باسيليوس الرسامة الأسقفّيّة في ١٦ تشرين الأّوّل ١٨١٦ من يد البطريرك أغناطيوس الخامس قّطّان. وفي اليوم نفسه، كَتَبَ البطريرك إلى النائب الأسقفّيّ العام بحلب جبرائيل مراش، مبيّنًا موقفه من الضرائب. وفي ١٧ تشرين الأّوّل ١٨١٦ أرسل المطران الجديد أوّل رسائله إلى إكليروس حلب، داعيًا إلى مطالعة ِعِلم الذّمّة، وعقد اجتماع أسبوعّيّ، ونشر الأخوّيّات والتعليم المسيحّيّ، وخَتَمَ بختمه الرهبانّيّ القديم، كما عيَّن جبرائيل مراش نائبًا أسقفيا عنه لمّدّة سنة. 🗳️ تدبيره أمور أبرشّيّته الحلبّيّة انطلاًقًا من لبنان منذ أن عُيِّنَ باسيليوس عرقتنجيّ مطرانًا على حلب لم يطأ أرض أبرشيّته، بل أدارها من لبنان. وكانت إدارته رتيبة من غير مبادرات جديدة. ففي كانون الثّانّي ١٨١٧ حَدَّدَ أربع عشرة قضيّة أُحيلَت للنائب العام، منها السحر، وفتح رسائل المطران، والتجارة للكهنة. وفي الشهر نفسه أصدر منشورًا راعوِيًّا عُيِّنَت فيه تعرفة القداديس والاقتطاعات للفقراء ولمعلّم الاعتراف. وفي السنة نفسها قَدِمَ إلى حلب النائب الرسولّيّ لويس غندلفّيّ، فنُزِلَ ضيفًا مكرّمًا، واستقبله الوزير خورشيد باشا بحفاوة. ويُذكَرُ عهد باسيليوس خصوصًا باضطهاد سنة ١٨١٨، حيث استُشهِدَ أحد عشر مؤمنًا كاثوليكيًّا، وهو حدث أليم عمَّق الانقسام بين أبناء طائفة الروم، قبل أن تسود لاحقًا المحبّة الأخوِيّة والاحترام المتبادل. 🕊️ خلفّيّة الأحداث في مطلع القرن التاسع عشر كانت طائفة الروم في حلب منقسمة إلى كاثوليك (الأكثرية) وأرثوذكس (الأقلية). وكان راعي الكاثوليك متغيّبًا في لبنان، بينما الأسقف الأرثوذكسي جراسيموس التركماني، يونانيّ الجنسيّة، هو الوحيد المعترف به من الدولة العثمانيّة. فاستُخدِمَ نفوذه لفرض سلطته على الكاثوليك. في شباط ١٨١٨ صدر خَطّ شريف أُعلِنَ فيه أنّ جميع أبناء الروم، كاثوليكًا وأرثوذكس، يجب أن يتبعوا جراسيموس، وأن يُمنع الكهنة الكاثوليك والمرسلون الأجانب من الخدمة. فاحتجّ أعيان الكاثوليك لدى الوالي خورشيد باشا، وحصلوا على وعد بعدم تنفيذ هذه الأوامر. لكن الأسقف أقنع الوالي لاحقًا، فنُفِيَ أربعة عشر كاهنًا كاثوليكيًّا إلى لبنان. وفي نيسان ١٨١٨ دعا جراسيموس الكاثوليك إلى القلاّية، فاجتمع نحو أربعة آلاف منهم ورفضوا سلطته. فاستُدعِيَ الوالي وقاضي الشرع، واتُّهِمَ الكاثوليك بالعصيان. وحين رفض ممثّلوهم الاعتراف بالمطران، هجم الجند وأُعدِمَ ثمانية بقطع الرؤوس، ثم لحقوا بالهاربين فقُتِلَ ثلاثة آخرون. فبلغ عدد الشهداء أحد عشر: تسعة من الروم الكاثوليك، وواحد من السريان الكاثوليك، وواحد من الموارنة. كما سُجِنَ نحو خمسمئة، ووُضِعَت الأختام على بيوت الشهداء والمساجين. وبذلك غدا اضطهاد سنة ١٨١٨ محطة دامية في تاريخ كاثوليك حلب. ⚔️ التغّلّب على الأزمة في ١٧ نيسان ١٨١٨ أُطلِقَ سراح جميع المساجين ما عدا الكاثوليك (نحو ٥٠٠)، لكن بعد أن قدّم وجهاء الطائفة طاعتهم للأسقف جراسيموس أُفرِجَ عنهم. أمّا الشهداء فبَقِيَت جثثهم ثلاثة أيام قبل أن تُدفَنَ مقابل غرامة، ودُرِجَت أسماؤهم في السنكسار الكنسيّ كشهداء. ودفع الكاثوليك مبالغ كبيرة لفكّ الأختام عن بيوت الضحايا واستمالة الوالي، الذي اضطرّ لاحقًا للتراجع تدريجيًّا عن موقفه. صدر أمر بأن تُرفَعَ المنازعات الدينيّة إلى القاضي، ما سمح للكاثوليك بالامتناع عن الصلاة مع جراسيموس، لكنهم مُنِعوا من ارتياد كنائس الطوائف الكاثوليكيّة الأخرى، وفُرِضَت عقوبات صارمة على المخالفين. ومع ذلك، بدأت الدول الكاثوليكيّة، وخصوصًا النمسا وفرنسا، مساعيها للدفاع عن الكاثوليك، وأوكلت المهمّة إلى المطران مكسيموس مظلوم الذي قابل الإمبراطور النمساوي سنة ١٨١٨، فنال منه تعاطفًا ووعدًا بالدعم. وبفضل هذه الجهود، تحسَّن وضع الكاثوليك منذ مطلع ١٨١٩. فتعُيِّنَ نعّوم غضبان وكيًلا للطائفة، وبسعيه طُرِدَ جراسيموس من حضرة الوالي. وفي شباط ١٨١٩ سُمِحَ للكاثوليك بالصلاة في كنائس السريان والموارنة، وشاركوا في قدّاسات علنيّة حضرها أيضًا الوالي بنفسه. وفي آذار ١٨١٩ أُجبِرَ المطران جراسيموس على مغادرة حلب إلى القدس، ثم صدرت أوامر من الأستانة بنفيه نهائيًّا وإرجاع الكهنة الكاثوليك من منفاهم في لبنان. 📜 تقييم الأزمة ونتائجها في بداية عهده هادن المطران جراسيموس الكاثوليك، وسمح لهم باستعمال كنيسته، لكن بعض “الأروام” اشتكوه إلى البطريرك القسطنطينيّ، فوُبِّخَ وهدِّدَ بالعقوبات إن لم يضع حدًّا “لانشقاقهم”. وقد لعب أبناء “الأروام” في حلب والأستانة الدور الأكبر، إذ اعتبروا الكاثوليك فئة منشقّة متمرّدة متفرنجة، وسعوا بكلّ وسيلة لإرجاعها إلى الأرثوذكسيّة، حتى بالاستعانة بعنف السلطة العثمانيّة. تصاعد التوتّر: المطران يشتكي، الشعب يتمرّد، الوالي يردّ بوحشيّة، ثم تتراجع الأمور بتدخّل الدول الكاثوليكيّة والأموال، فيهادن الوالي الكاثوليك بل يدافع عنهم. لكنّ النتيجة كانت قاسية: نُفِيَ الكهنة إلى لبنان ولم يعودوا قبل ١٨٢٥، وتشتّت الكاثوليك مهاجرين إلى ليفورنو ومرسيليا، فيما استولى الأرثوذكس نهائيًّا على الكنيسة والمطرانيّة والأوقاف والمكتبة، ولم يتحرّر الكاثوليك إلاّ سنة ١٨٣١. في تلك المحنة أبدى الموارنة بحلب محبّة وتعاطفًا، واحتضنوا الكاثوليك وتحملوا الاضطهاد والغرامات عنهم. وزادت المآسي مع زلزلة ١٨٢٢ التي دمّرت ربع المدينة، وتعرّض الموارنة إثرها للظلم ومصادرة أموال كنيستهم رغم عدم تعميرهم شيئًا. 🕯️ سنواته الأخيرة ووفاته بقي المطران باسيليوس عرقتنجّيّ في لبنان طوال الأحداث، فلم يطأ حلب يومًا. فقد كتب رسائل إلى البابا والمجمع المقدّس بين ١٨١٨ و١٨٢١، يَسرد فيها اضطهاد الكاثوليك ويطلب المساعدة الماليّة وإدراج أسماء الشهداء الأحد عشر في عداد القدّيسين. وفي ٢٥ أيار ١٨٢٣ حرَّر وصيّته في دير الملاك ميخائيل بالزوق، طالبًا أن يُدفَن بجانب أسلافه، وتوفِّيَ بعد أيام في ٢٩ أيار ١٨٢٣ ودُفِنَ في كنيسة الدير. لم يَعُد الكهنة المنفيّون إلى حلب إلّا في أوائل ١٨٢٥، وظلّ الكرسيّ شاغرًا حتى تعيين مدبّر رسوليّ هو المطران أغناطيوس عجورّيّ في ٩ حزيران ١٨٢٦. وعند عودة الكهنة سنة ١٨٢٥ وُقِّعَت وثيقة تعهّدوا فيها بالاتحاد، والاقتصار على القدّاس في الكنائس، مع استثناء المرضى، ومنع الاعترافات في البيوت، وقد ثُبِّتَ الاتفاق من البطريرك أغناطيوس قّطّان. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكسيموس مظلوم | الولادة: 1779 الوفاة: 1815 📜 نشأته وُلِدَ ميخائيل مظلوم في حَلَب سنة ١٧٧٩، وتعلَّمَ مِهنةَ الحياكة وتثَقَّفَ في العلوم الكهنوتيّة في الدّار الأسقفيّة. رُسِمَ شَمّاسًا سنة ١٨٠٤، ثُمَّ كاهنًا سنة ١٨٠٦ على يد المطران جرمانوس آدم، الذي اتّخذه مُساعدًا له في أعمال المجمع. انحاز مظلوم إلى آراء المطران العقائديّة، ممّا أدّى إلى أنْ انقَسَمَ الإكليروس والعَلمانيّون في حَلَب إلى فريقَيْن مُتصارِعَيْن. وقد أُرسِلَتْ رسائلُ بطريركيّة تحُثُّهم على الاتّحاد، لكنَّ الخِلاف تفاقمَ حتّى وفاة المطران آدم سنة ١٨٠٩، فتأزَّمَ الوضعُ واشتدَّ التنافُس بين الحِزبَيْن على خِلافته. 📜 انتخابه أسقًفًا لحلب بعد وفاة المطران جرمانوس آدم، بقي كرسيّ حلب شاغرًا نحو عشرة أشهر. حاول البطريرك أغابيوس مطر تهدئة الخلافات بين الفريقين المتنازعين، لكنّ الانقسام ازداد، خصوصًا بين أنصار جرمانوس (الحزب الشرقي) ومعارضيه (الحزب الغربي). رغم محاولات المعارضة لتأجيل الانتخاب عبر الاستغاثة بروما، أصدر البطريرك أوامره بإجراء الانتخاب فورًا، ورشّح الخوري ميخائيل مظلوم مع ثلاثة رهبان آخرين. وفي ٢٦ تموز ١٨١٠ اجتمع أنصار الحزب الشرقي وانتخبوا مظلوم بالإجماع، بينما رفض المعارضون المشاركة. اعترف البطريرك بالانتخاب سريعًا، فرسم مظلوم أسقفًا على حلب في ٦ آب ١٨١٠، ومنحه اسم مكسيموس. وأرسل البطريرك والسينودس رسائل إلى روما لتأكيد رسامته، كما وجّه الأسقف الجديد رسائل راعوية إلى أبناء أبرشيته يدعوهم فيها إلى الوحدة والتسامح. ⚔️ ضحّيّة المعارضة بعد رسامة المطران مكسيموس مظلوم على حلب، واجه معارضة شديدة من بعض الكهنة والمؤمنين، وصلت شكاواهم إلى رومة. فصدر قرار بتعليق سلطته وتعيين مدبّر رسولـيّ بدلاً عنه. دافع البطريرك أغابيوس مطر عنه حتى وفاته، ثم تعاقب على الكرسي البطريركي رجال بعضهم ناصره وبعضهم خاصمه، ما زاد الأزمة تعقيدًا. وفي النهاية، أُجبر مكسيموس على التوجّه إلى رومة، حيث حُكم ضده سنة 1815، فسُلِب منه كرسي حلب ومنح لقبًا فخريًا مع راتب شهري. قَبِل القرار بروح منفتحة وتواضع كبير، وفضّل سلام الكنيسة على مصلحته الخاصة. وقد عُدّ هذا الموقف شاهدًا على أخلاقه الرفيعة واستعداده للتضحية، الأمر الذي مهد لاحقًا لارتقائه السدة البطريركية كأحد أبرز قادة الكنيسة الملكية الكاثوليكية. 🗳️ القّسّ موسى قّطّان المدّبّر الرسولّيّ عُيّن القسّ موسى قطّان الذي مدبّرًا رسولـيًّا على أبرشية حلب بعد إيقاف المطران مكسيموس مظلوم. واجه معارضة قوية من البطريرك، والسينودس، وأبناء حلب الموالين لحزب جرمانوس آدم، لكنه التزم بتنفيذ أوامر الكرسي الرسولي بلا تحزّب. ربطته رومة مباشرة بمجمع انتشار الإيمان، وأعفته من سلطة البطريرك. مارس صلاحياته في حلب وواجه تساؤلات من المجمع حول صرامة بعض المرسلين. وبعد تنازل مكسيموس مظلوم سنة 1815، برزت أسماء مرشحين لأسقفية حلب، لكن سرعان ما توفّي بعضهم. أما موسى قطّان نفسه، فقد انتُخب بطريركًا سنة 1816 باسم أغناطيوس الخامس قطّان، وأقام في دير الملاك ميخائيل بالزوق، وعيّن الخوري يوحنا عجوري معاونًا له ثم أسقفًا على ديار بكر وزحلة، كما جعله الكرسي الرسولي نائبًا على حلب بين 1826 و1831. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران جرمانوس آدم | الولادة: 1725 الوفاة: 1809 🌱 نشأته وُلِدَ في حَلَب في أجواءِ الاضطراباتِ والاضطهاداتِ الطائفيّة، وكان اسمُهُ في المَعْمَدِ “ميخائيل”. نشأ منذ صِغَرِهِ في دارِ المطرانيّة، وتربّى وتثقّف على يدِ المطران مكسيموس حكيم الذي لاحَظَ نُبوغَهُ، فأرسلهُ إلى رومة سنة ١٧٣٦ وهو في الثانيةَ عَشْرةَ من عُمرِهِ. هناكَ دَرَسَ في “معهد انتشار الإيمان” نحو خمسَ عشرةَ سنةً، حتّى ١٧٥١، وتعلّم الفلسفةَ واللاهوتَ والقانونَ الكنسيّ، كما أُتيحَ له إتقانُ اللاتينيّةِ واليونانيّةِ والفرنسيّةِ والإيطاليّة. أصبح فيما بعدُ مطرانًا على الأبرشيّةِ الحلبيّةِ مدّةً زادت على اثنتينِ وثلاثينَ سنةً، وكان يُنتَظَرُ أن يَحتلَّ المقامَ الأوّل بين أساقفةِ الرومِ الملكيّين بحلب، لولا ما شابَ إدارتَهُ من مشاكلَ محلّيّةٍ ألبَتْ عليه الأخصامَ، وما وُصِمَ به تعليمُهُ من تطرُّفٍ عقائديٍّ جعلهُ موضعَ شَكٍّ وارتيابٍ، وحَجَرَ عثرةٍ لكثيرين. ✝️ كاهن في حلب (١٧٥١ – ١٧٧٤) نالَ جُرمانوس آدَمُ الرِّسامةَ الكهنوتيّةَ سنةَ ١٧٥١ في رومة، ثُمَّ عادَ إلى حَلَب، فُكُلِّفَ بإدارةِ “أخوّيّةِ الدِّفاعِ عن الإيمانِ المُقَدَّس”. وقد شاركَ في مراحلِ الاضطهادِ ضدَّ الكاثوليك، ومارسَ خدمَتَهُ الكهنوتيّةَ بحماسٍ وإخلاصٍ. بعدَ وفاةِ البطريرك مكسيموس حكيم (١٧٦١) اندلعَ صراعٌ على البطريركيّة بين أثناسيوس دَهّان الذي ثُبِّتَ بطريركًا، وأثناسيوس جوهر الذي رَفَضَ عزلهُ. وتدخّلَت رومة، فبُطِلَ انتخابُ جوهر، وثُبِّتَ دَهّان رسميًّا. خلالَ هذا الصراع ألَّفَ القَسُّ جُرمانوس آدَمُ سنةَ ١٧٦٣ كُرّاسًا ضدَّ مَطامعِ جوهر. ورغمَ محاولاتِ جوهر وأنصارِه إعادةَ انتخابِه واحتلالَهُ ديرَ المُخَلِّص سنةَ ١٧٦٨، انتهى النزاعُ بالصلح بعدَ أن قدَّمَ الطاعةَ للبطريرك دَهّان، وحُلِّلَ من الحِرْم. في تلك الفترة ألَّفَ جُرمانوس آدَمُ رسالةً إلى الرهبانِ المُخَلِّصيّين (١٧٦٨) ضَمَّنَها “دَحضَ ادّعاءاتِ أنصارِ جوهر”، وأشارَ إلى أنَّهُ أنهى سنةَ ١٧٦٧ كتابَهُ الشهير “إيضاح اعتقاد الآباء القُدِّيسين ضدَّ إلحادِ المُشاقّين”، الذي دافعَ فيه بقوّةٍ عن المعتقدِ الكاثوليكيّ. ⛪ أسقُفُ عَكّا (١٧٧٤ – ١٧٧٦) بسببِ تآليفِ جُرمانوس آدَمَ ونشاطِهِ الرعَويِّ في حَلَب، طَلَبَهُ أبناءُ الطائفةِ في عَكّا مطرانًا لهم، فوافَقَ جميعُ الأساقفةِ على هذا الترشيحِ ما عدا أثناسيوس جَوهَر. فقَد أُقيمَ جُرمانوس آدَمُ مَطرانًا على عَكّا ليلةَ عيدِ الميلاد سنةَ ١٧٧٤ في كنيسةِ ديرِ مار أنطونيوس القَرْقَفَه. لكنَّهُ لم يستطِعِ الإقامةَ طويلًا في أبرشيّتِهِ، إذ هُرِّبَ من عَكّا سنةَ ١٧٧٥ مع أُسرةِ آلِ الصبّاغ بسببِ المخاوفِ والاضطراباتِ، فلجأ إلى أديِرة الرهبانيّةِ الشويريّةِ في لبنان. وتردَّدَ نحوَ سنةٍ بين هذه الأديِرة، إلى أن طَلَبَهُ أهلُ حَلَب مطرانًا لهم. 🏛 نَقلُهُ إلى مَطرانيّةِ حَلَب (١٧٧٧) بعدَ وفاةِ المطران أغناطيوس جَربوع في ١ كانون الأوّل ١٧٧٦، رُشِّحَ جُرمانوس آدَمُ بالإجماعِ من قِبَلِ الحلبّيّين، إكليروسًا وشعبًا، ليشغلَ كرسيَّ أبرشيّتِهم. وقد لَبَّى البطريرك ثاوضوسيوس دَهّان طلبَهم، فنُقِلَ جُرمانوس آدَمُ رسميًّا إلى أبرشيّةِ حلب بقرارٍ مُؤرَّخٍ في ١٧ نيسان ١٧٧٧. لكنَّهُ لم يتمكَّن من التوجّهِ إلى حلب والإقامةِ فيها منذُ تعيينِه، فقيل إنَّ السببَ اضطهادُ الكاثوليك، غير أنَّ الأرجح أنَّهُ آثَرَ البقاءَ في لبنان لانشغالِه بأمورٍ ثقافيّةٍ وقضائيّةٍ ودينيّةٍ هامّة. فأدارَ أبرشيّتَهُ من أديرةِ الرهبانيّةِ الشويريّة بواسطةِ نوّابٍ عامّين، أوَّلُهُم الخوري أنطون صبّاغ الذي مُنِحَ شارةَ “الحَجَر” الكنسيّ سنةَ ١٧٧٨، ثُمَّ خَلَفَهُ الخوري ميخائيل جَربوع. أمّا جُرمانوس آدَمُ فبقيَ مقيمًا إمّا في ديرِ القدّيس يوحنّا الصابغ في الشوير، وإمّا في ديرِ الملاك ميخائيل بالزوق. ⚖️ نشاطٌ إداريٌّ وقضائيٌّ هامٌّ في لبنان (١٧٧٧ – ١٧٩١) تميَّزَ المطران جُرمانوس آدَم بنشاطٍ دَفّاقٍ، مدعومٍ بعِلمٍ غزيرٍ ونباهةٍ فطريّةٍ، لكنَّهُ كان حادَّ الطبع، ميّالًا إلى التدخّل والمشاحنات. اصطدمَ أوّلًا بمطران بيروت أغناطيوس صَرّوف، ثُمّ دافعَ عن الرهبانِ الشويريّين بفتاوى قانونيّة (١٧٨٠)، وتدخَّلَ في قضايا عدّة. بعد وفاةِ البطريرك ثاوضوسيوس دَهّان (١٧٨٨)، عارضَ انتخاب أثناسيوس جوهر بطريركًا، لكنَّ رومة ثبَّتَت انتخابه (١٧٨٩). دُعِيَ إلى سينودس عام (١٧٩٠) لكنَّهُ انسحبَ بعد خلافٍ على الأسبقيّة، وتوجَّه إلى دير القمر بطلبٍ من الأمير بشير الشهابيّ للفصلِ في قضايا الموارنة. وقد سبَق أن عُيِّنَ من قِبَلِ البابا بيوس السادس (١٧٨٧) قاصدًا رسوليًّا على الطائفة المارونيّة، وأُوكلَ إليه عقدُ سينودس عامّ، كما ترأّسَ المجمع المارونيّ في بكركي (١٧٩٠). وهذا دلَّ على ثقةِ الكرسيّ الرسوليّ به، وعلى صداقاتٍ قويّةٍ مع الموارنة، لكن أيضًا على عداواتٍ شديدةٍ. وفي الوقت نفسه ظلّت أبرشيّتُهُ الحلبّيّة تُدار من بعيد بواسطة نوّابه العامّين. فأسَّسَ سنةَ ١٧٨٧ في ديرِ الآباء اللعازريّين بحلب أخوّيّةَ القربان المقدَّس، التي نشرت عادةَ التطواف في الأعياد، وانتقلت لاحقًا إلى زحلة. وفي سنةَ ١٧٩١ نُقِلَ إحصاءٌ عن حلب ذكر أنَّ سُكّانها ٢٢٨٠٠٠ نسمة، بينهم ٩٢٠٠ روم كاثوليك فقط، لكنَّ صِحّة هذه الأرقام مشكوكٌ فيها. 🧵قِصَّةُ الأَكمام (١٧٩٢) خلال أوّل زيارةٍ للمطران جُرمانوس آدَم إلى أبرشيّتِه الحلبّيّة، نشبَ خلافٌ بينه وبين القَسِّ إسطفان جَربوع (ابن أخ النائب العامّ الخوري ميخائيل جَربوع) حولَ زوجِ أكمام ثمينة من متروكات المطران الراحل أغناطيوس جَربوع. فقد ادَّعى القَسُّ إسطفان أنّها مُكافأة له، بينما أكّد المطران أنّها حقٌّ لمَن يخلفُ سلفَه على كرسيِّ حلب. الخلافُ كان في جوهرِه بسيطًا، لكنَّهُ تحوَّلَ إلى نزاعٍ كبير، إذ انضمَّ الخوري ميخائيل جَربوع وبعض وجهاءِ الطائفة إلى جانب إسطفان، بينما وقف الكهنة الآخرون مع مطرانهم. وتدخَّلَ البطريرك أثناسيوس جَوهَر مؤيِّدًا خصوم المطران، فزادَ الخلافُ اشتعالًا، حتى رفع جُرمانوس دعواه إلى الكرسيّ الرسوليّ في رومة. وقد سُجّلت إجراءات متبادَلة من حرمانٍ ورباطٍ كنسيّ، ومكاتيب بين الطرفَين، مع وساطاتٍ فاشلة، خصوصًا من مطران بيروت أغناطيوس صَرّوف الذي دعمَ المعارضين. وأمام هذه التطوّرات، قرّر المطران جُرمانوس السفرَ إلى رومة في آب ١٧٩٢ لعرضِ قضيّتِه، فوصلَ إلى تريستا سنة ١٧٩٣ بسلام. تكشف هذه الحادثةُ التافهة في أصلها، عن صراعاتٍ أعمقَ بين جُرمانوس آدَم والبطريرك جَوهَر، ومطران بيروت صَرّوف، كما تُظهِر حِدّة طبعِه واعتدادهُ بنفسه، مُقترنَين بعِلمٍ واسع وحِنكةٍ قانونيّة، جعلتهُ يُحوِّلُ أبسط القضايا إلى نزاعاتٍ كبرى. وقد أنهت رومة لاحقًا القضيّة بلُطفٍ، طالبةً إعادةَ الأكمام إلى صاحبِها، وإغلاقَ الملفّ نهائيًّا. 🌍 التّجوّل في إيطاليا (١٧٩٢-١٧٩٧) أبحر المطران جرمانوس آدم من اللاذقيّة في آب أو أيلول سنة ١٧٩٢ متّجهًا إلى رومة، لكنه توقّف طويلًا في مدينة تريستا حتى ربيع ١٧٩٣ حيث استُقبل بإكرام. وكانت غايته إبطال قرارات مجمع دير المخلّص (١٧٩٠) وانتزاع أبرشية حلب من سلطة البطريرك وإلحاقها مباشرة بالكرسي الرسولي. غير أنّ قرار المجمع المقدّس الصادر في ٢٦ نيسان ١٧٩٣، والمصدَّق من البابا بيوس السادس في ١٩ أيلول من العام نفسه، جاء مخيّبًا لآماله، إذ رفض إخضاع حلب مباشرة لرومة، وأوصى البطريرك أن يعامله بلطف، في حين أُلزم المطران باحترام بطريركه وزيارته عند العودة، بل وطُلب منه أن يردّ “الأكمام” أو يدفع ثمنها “حُبًّا بالسلام”. وقد ظهر من هذا القرار أنّ رومة آثرت إرضاء البطريرك أثناسيوس جوهر وتجنّب غضبه المعروف أكثر من مراعاة حقوق جرمانوس. وفي أثناء غيابه توفي جوهر (١٧٩٤)، وانتُخب بعده كيرلس الرابع سياج الذي لم يلبث أن توفي (١٧٩٦)، ثم خَلَفه أغابيوس مطر، لكن جرمانوس لم يحضر أيًّا من هذه المجامع، إذ ظلّ مقيمًا في إيطاليا. وهكذا امتدّ غيابه ستّ سنوات كاملة، ولم يعد إلى أبرشيته في حلب إلا في ٧ نيسان ١٧٩٨، ليُطرح السؤال: ماذا فعل في إيطاليا خلال هذه المدة الطويلة؟ 🤝اتصالات مشبوهة حاول جرمانوس آدم في إيطاليا استمالة بعض الأساقفة لنصرة قضيته، لكن تجواله هناك قاده إلى الاحتكاك بلاهوتيين متطرّفين يشككون بسلطة البابا ويؤمنون بأولوية المجامع. تنقّل بين عدّة مدن إيطالية، وأعلن من مسّينا مقاطعته لمجمع انتشار الإيمان بعد توبيخ شديد تلقّاه في رومة عام ١٧٩٦. وقد تأثر خاصةً بالمطران شيبيو ريتشي، المعروف بمناهضته لسلطة البابا، كما تواصل مع أساقفة فرنسيين لاجئين إلى إيطاليا يحملون أفكارًا “غليكانية”. ومع ذلك، ظل يتابع شؤون أبرشيته من بعيد، فكتب إلى إكليروس حلب عام ١٧٩٧ رسالة يدحض فيها ادعاءات حارس الأراضي المقدسة بشأن إعادة منح سرّ التثبيت. 🏠 في حلب من جديد (١٧٩٨) عاد المطران جرمانوس آدم إلى حلب في ٧ نيسان ١٧٩٨ بعد غياب ستّ سنوات في إيطاليا، لكنّه رجع متغيِّر الموقف من رومة، إذ بدأ ينشر بين أبناء طائفته أفكارًا غليكانية وفبرونية تشكّك في سلطة البابا، مما أثار اضطرابًا وتساؤلات بين المؤمنين. وكان عدد الروم الملكيين الكاثوليك في حلب آنذاك يقارب العشرين ألفًا. 🇱🇧 العودة إلى لبنان: خلافه مع المرسلين (١٧٩٩- ١٨٠٥) انتقل جرمانوس آدم إلى لبنان سنة ١٧٩٩ وأقام في دير الملاك ميخائيل بالزوق، حيث خاض جدلًا ضدّ المرسلين، مستغلًّا الخلاف القائم حول الرهبانية السمعانية. كتب ردَّه الشهير على “صوت الآباء المرسلين”، وأدخل فيه آراء غليكانية وفبرونية متطرّفة، ما سبَّب بلبلة بين الكاثوليك. واجه انتقادات حادّة من البطريرك الماروني يوسف تيان، لكنّه رفض التراجع مؤكِّدًا استناده إلى علماء غربيين. وتبادل الطرفان الرسائل حتى تدخّل البطريرك أغابيوس مطر دفاعًا عنه. استمر الخلاف مع المرسلين حتى ١٨٠٣ وبلغ رومة، غير أنّ الدوائر الرومانية لم تتابع القضية بجدية. وفي النهاية أصدر البطريرك تيان سنة ١٨٠٥ منشورًا يمنع قراءة مؤلفات جرمانوس آدم. 📜دوره الرئيسّيّ في مجمع القرقفه (سنة ١٨٠٦) كان للمطران جرمانوس آدم الدور الأبرز في المجمع الطائفي العام المنعقد في دير مار أنطونيوس القرقفه من ٢٣ تموز إلى ٣ آب ١٨٠٦، حيث حضره البطريرك أغابيوس مطر وتسعة أساقفة مع كبار الإكليروس، وكان الخوري ميخائيل مظلوم ممثلًا لإكليروس حلب وأمين سر المجمع. أعدّ جرمانوس آدم قرارات المجمع ووثّقها، ونقل بعض آراءه الغليكانية والفبرونية، ما جعل بعض المعاصرين يرونها متطرفة أو مخالفة للعقيدة، بينما لاحظ آخرون لاحقًا أنها غالبًا مجرد نقل لأفكار الغرب أو تقليد كنسي شرقي أرثوذكسي لا يتعارض مع جوهر العقيدة. وقد أثارت هذه القرارات جدلًا بين المؤمنين في حلب، وانتشرت في سورية قبل اعتمادها رسميًا. بعد وفاة جرمانوس آدم في ٦ آذار ١٨١٢، أصدر مجمع انتشار الإيمان تعليمات صارمة تشجب أفكار فبرونيوس وآباسيلاس التي روجها، وأمرت الطوائف بجمع كتبه وحرقها. ونهى البابا بيوس السابع سنة ١٨١٦ وجرى تجديد النهي في ٨ أيار ١٨٢٢، ثم حكم الكرسّي الرسولّي على مجمع القرقفه بتاريخ ٣ حزيران ١٨٣٥ بسبب دخول أفكار هرطوقية إليه. ⚔️ الجدالات اللاهوتّيّة في حلب سنة ١٨٠٣ أنهى المطران جرمانوس آدم كتابه الكبير “إيضاح البراهين الثابتة في حقيقة الأمانة الأرثوذكسية”، الذي تناول فيه آراء تحدّ من سلطة البابا وتمنح المجمع المسكونيّ تفوقًا عليه، وتنكر سلطته المباشرة على الأبرشّيّات، مع التأكيد على استدعاء الروح القدس لاستحالة القرابين إلى جسد المسيح ودمه. ولعلمه بأن هذه الآراء مخالفة للتعاليم الكاثوليكية التقليدية، حرص على إبقاء الكتاب سرّيًا، واطلع عليه عدد قليل من إكليروسه، منهم الخوري ميخائيل النحويّ والقّسّ ميخائيل مظلوم. لكن بعض المعارضين تمكنوا من الاطلاع على محتواه، فراحوا ينشرونه بين الشعب لتشويه سمعة المطران والانتقام من موقفه تجاه المرسلين، فتمزّقت الطائفة إلى حزب “الآدمّيّين” وحزب “المعارضين”، وتحولت المسائل الدينيّة الدقيقة إلى موضوع نقاشات حادة في الأسواق والسهرات. وعندما بلغت هذه الخلافات المطران في زوق مكايل، أصدر رسائل في تموز ١٨٠٩ تمنع المجادلة في تآليفه، وأعلن لكهنته أن رأيه مقبول مثل الرأي المعاكس ما دام الكرسي الرسولي لم يحسم القضية. أصدر البطريرك أغابيوس مطر منشورًا يؤكد اعتقاده وتعاليم الطائفة التقليدية دون تحريم الرأي المخالف، ثم أصدر منشورًا ثانٍ في ٣٠ أيلول ١٨٠٩ يطلب فيه رفض الرأي المخالف. فتمسّك فريق “الآدمّيّين” بفهمه بحسب المنشور الأول، بينما اعتبر الفريق المعارض الرأي مرذولًا بحد ذاته، واستمر الخلاف حتى وفاة المطران جرمانوس آدم في ١٠ تشرين الأوّل ١٨٠٩، وما زالت هذه النزاعات تؤثر لاحقًا على انتخاب خلفه المطران مكسيموس مظلوم. 🕊 وفاته توفي المطران جرمانوس آدم في ١٠ تشرين الأوّل سنة ١٨٠٩ بدير مار ميخائيل بالزوق، وحظي بجنازٍ حافل، ودفن في كنيسة الدير. عند وفاته، أعلن خضوع جميع مؤلفاته لحكم الكرسي الرسولي، مؤكّدًا أنه يموت كاثوليكيًا موحدًا بالحبر الأعظم وخاضعًا له. ورغم التحفّظات عليه، وثق الكرسي برسوليته وعلمه وتقواه وحنكته في إدارة الأمور، فكلّفه مجمع انتشار الإيمان بعد وفاته بإنهاء خلافات بين مطارنة الموارنة والسريان الكاثوليك. وقد رثاه المعلم نقولا الترك في ديوانه، مشيدًا بتقواه وفضله، وموثّقًا مكانته العلمية والروحية. 📚 إنتاجه الأدبيّ كتب كراريس وتقارير ضدّ البطريرك أثناسيوس جوهر وأنصاره من الرهبان المخلصّيين بين سنة ١٧٦٣ وسنة ١٧٦٨. ألّف “إيضاح اعتقاد الآباء القدّيسين ضد إلحاد المشاقّين” في حلب سنة ١٧٦٧. أنجز “الرّد على صوت المرسلين” في دير الملاك ميخائيل بالزوق في ٢٠ آذار سنة ١٧٩٩. صنّف “إيضاح البراهين اليقينيّة على حقيقة الأمانة الأرثوذكسية” في زوق مكايل سنة ١٨٠٣. كتب “منارة التعاليم النفيسة في شرح سلطة الكنيسة” في الزوق في ٢١ آذار سنة ١٨٠٤. أنجز “شرح التعليم المسيحيّ الصغير” في الزوق، وطُبع في مطبعة الشوير سنة ١٨٠٢، لكن البابا حرّمه في ٣ حزيران ١٨١٦، ثم نقّحه اليسوعيون لاحقًا. صنّف “شرح التعليم وقواعد الإيمان القويم” المعروف بالتعليم المسيحيّ الكبير، وطُبع في مطبعة الشوير سنة ١٨٠٢. جمع مجموعة مكاتبات وكراريس ومناشير رعويّة، محفوظة في المخطوطة رقم ٧٠ بمكتبة إكليريكية القديسة حنّة بالقدس الشريف. أعدّ سيرة السيّد المسيح من الأناجيل الأربعة في دير الشوير سنة ١٨٠٠، لتُقرأ في المنازل. ألّف “إرشاد إلى معلمي الاعتراف”. جمع أربعين خطبة دينيّة. ترجم بعض مجلّدات “تاريخ الكنيسة” للكردينال أورسي سنة ١٧٦٩ أثناء نيابته للبطريرك ثاوضوسيوس دّهّان في عكا. ترجم أيضًا “تاريخ مجامع الكنيسة المقدّسة” للراهب الفرنسي Jean Cabassut سنة ١٧٨٠ في دير الملاك ميخائيل بالزوق. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبو تفليسي | الولادة: 756 الوفاة: 786 📜 سيرته أبو تفليسي أو القدِّيس آبو (بالجورجيَّة: აბო თბილელი) وُلِد حوالي عام 756 في بغداد وتُوفِّي في 6 يناير 786 ويُعتَبر قدِّيسًا في المسيحيَّة وشهيدًا وشفيعًا لمدينة تبليسي عاصمة جورجيا ومنها اشتُقّت كُنيته. وُلِد آبو في العراق وكان مسلمًا ومقيمًا في بغداد ويعمل في صناعة العطور ومزاولًا لتركيبها مع المراهم الطبيَّة ما يدلّ على معرفةٍ واضحةٍ بالكيمياء، ونال تعليمًا دينيًا جيّدًا هو «الضروري لكلِّ مسلم»، وخلال إحدى زياراته إلى جورجيا دخل في نقاشات متعلِّقة بالدِّيانة مع كهنةٍ وأساقفةٍ من البلاد شملت أدقَّ المسائل الدينيَّة، وهذه النقاشات دفعته إلى الاقتناع بالمسيحيَّة. ومع ذلك، تردَّد في التحوُّل نحو المسيحيَّة علنًا إذ كانت جورجيا تحت حكم الخلافة العبَّاسيَّة، لكنَّه سرًّا أخذ يُصلِّي الصلوات المسيحيَّة. رافق آبو الأمير نرسيس وتوجَّها نحو أبخازيا التي لم تكن خاضعةً لسيطرة العباسيِّين، وهناك اعتنق آبو المسيحيَّة رسميًا وانخرط في حياةٍ من الصلاة والزهد. في عام 782 صالَح الأمير نرسيس العباسيِّين في تبليسي وعاد إليها، فأراد آبو التوجُّه معه إلى العاصمة رغم تحذيرات الأمير، وظلَّ هناك لنحو ثلاث سنوات مقيمًا ومبشِّرًا بين الشعب. بعد ثلاث سنوات، اعتقَلَته السلطات العباسيَّة في تبليسي وحاكَمتْه بتهمة الرِّدَّة عن الإسلام، لكنَّه رفض التخلِّي عن المسيحيَّة واعترف بإيمانه في قاعة المحكمة نفسها. نُفِّذ به الإعدام في 6 يناير 786 وقد نُقِل التقليد أنَّ آخر كلماته كان شُكرًا لله لأنَّه «حوَّل مهنته من تركيب العطور الدنيويَّة إلى الدعوة السماويَّة باتِّباع العطور الحلوة لوصايا المسيح». واعتُبِر شهيدًا وقدِّيسًا وشفعيًا لمدينة تبليسي وقام الكاتب الجورجي إيوني سابانيسدز حديثًا بإصدار روايةٍ تتناول قصَّة حياته بعنوان «استشهاد آبو القدِّيس». موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغناطيوس جربوع | الولادة: 1714 الوفاة: 1776 📜 نشأته وُلد أغناطيوس جربوع في حلب لعائلة رومّية ملكيّة كاثوليكية مرموقة. اسمه الأصلي عبد النور، والتحق بالرهبانية الحنّاويّة عام 1737، وارتقى تدريجيًا في الرهبانية ليصبح شمّاسًا ثم مرشدًا للمبتدئين، وكان موثوقًا من قبل الرؤساء. أُطلق عليه اسم أغناطيوس عند الرهبنة. خدم أغناطيوس في إصلاح العلاقات بين الرهبان والراهبات، وجمع التبرعات لمصلحة الرهبانية في مصر، ونسخ ودوّن تاريخ الرهبانية ومخطوطاتها. بعد وفاة الرئيس العام الخوري نقولا الصائغ عام 1756، انتخب أغناطيوس رئيسًا عامًا للرهبانية، حيث وسّع ودعم الأديرة وأنشأ كنيسة جديدة في بيروت. بقي في هذا المنصب حتى 1761، حين رُسم أسقفًا على حلب. ✝️ رسامته أسقفًا في 13 تموز 1761، نصّ البطريرك مكسيموس حكيم بطريرك أنطاكية للروم الملكّيّين الكاثوليك، بحضور الموفد البابوي دومينيك دي لانزيس، على أغناطيوس جربوع ليُرسم مطرانًا على حلب. تمّت الرسامة يوم 22 تموز 1761 في كنيسة دير القديس يوحّنّا الصابغ بالخنشارة. حافظ المطران على اسمه الرهباني “أغناطيوس” وأضاف إليه “كربس” وقد يُعزى الاسم أيضًا كتحريف للاسم العائلي “جربوع”. 🏞️ مكوثه بالديورة في لبنان قضى مطران حلب أغناطيوس جربوع معظم فترة أسقفّيّته (15 سنة و4 أشهر) في لبنان بسبب اضطهاد الروم الكاثوليك في حلب، ولم يقم فيها سوى ثلاث سنوات وسبعة أشهر. خلال هذه الفترة، شارك في المجامع الكنسية لمواجهة محاولات اغتصاب البطريركية، وتثبيت البطريرك ثاوضوسيوس السادس دّهّان، ولعب دور الوساطة بين البطريرك وبعض رجال الدين. كما أكمل تأليف خدمة القديس يوسف في دير الشير عام 1768، وحافظ على علاقة ودّية مع البطريرك الذي منحَه امتيازات رعوية وطقسية ذات قيمة وقتها. 🚶 تردُّدهُ على حلب أقام مطران حلب أغناطيوس جربوع في حلب فقط ثلاث سنوات وسبعة أشهر من أصل خمس عشرة سنة قضاها كأسقف، وزار المدينة عدة مرات قبل وفاته عام 1776. خلال تردّده على حلب، كلّف نُوابه (أنطون صباغ، زخريا، ميخائيل جربوع) بإدارة شؤون الأبرشية. من أبرز ما عالجه عن بعد مشكلة تردد النساء المسيحيات إلى كنائس المرسلين الإفرنج في الأسواق القديمة، حيث كان ذلك يشكل خطورة أخلاقية واجتماعية، فاحتجت الطوائف الشرقية ورفضت، لكن روما أيّدت المرسلين، وبقيت النساء يذهبن إلى هذه الآنيات. 🕊️ تجديد الطقوس البيعّيّة والآداب الكهنوتّيّة أدخل المطران أغناطيوس جربوع عام 1769 عيد القديس يوسف في الطقس البيزنطي للروم الملكّيّين الكاثوليك، وكتب له خدمة طقسية في دير الشير عام 1768، لكنها لم تستمر طويلًا. رغم عدم كونه لاهوتيًا بارعًا، اهتم بتنظيم سلوك كهنته، وألّف كتابًا لفحص المرشحين للكهنوت عام 1771، وراقب التزامهم بالأخلاق والتقاليد، كما حرص على التزام أعيان الطائفة بدفع العشر لضمان حقوق البطريرك ورئيس الكهنة تجاه الدولة. 🚫 منع بعض التجاوزات الأخلاقّيّة والمالّيّة أصدر المطران أغناطيوس جربوع أوامر صارمة لمنع التجاوزات الأخلاقية والمالية، خصوصًا خلال الأعراس، متابعًا وصايا أسلافه. من أبرز هذه الإجراءات: إقامة الأعراس بطريقة مسيحية وبخوف الله، منع النساء المشبوهات والرقص الصاخب، حظر المشروبات الكحولية، إلغاء بعض الملابس والزيجات غير اللائقة، منع نقوط المواليد واحتفالات حمّام العرائس، وتحريم لعب الورق مقابل المال، معتبرًا ذلك خطيئة وجعل الحلّ منها بسلطانه الخاص. 🤝 مع الطائفة السريانّيّة الشقيقة في سنة 1771، ساعد المطران أغناطيوس جربوع الروم الكاثوليك في حلب طائفة السريان الأرثوذكس المثقلة بالديون، فدفعوا لهم المبالغ المطلوبة مقابل اعتناقهم الكاثوليكية، مما أتاح لهم الاستفادة من الكنيسة للعبادة بحرية. أظهرت هذه الحادثة حرص الروم الكاثوليك على نشر الإيمان واستعدادهم للبذل في سبيله، كما عزّزت حقهم المعنوي في استخدام كنائس السريان لاحقًا. ويُعزى للمطران أغناطيوس دور في انضمام ميخائيل جروه، أول بطاركة السريان الكاثوليك، إلى المذهب الكاثوليكي. 📚 حوادث في عهد المطران أغناطيوس جربوع استمر النشاط العلمي في طائفة الروم، فتمّ نقل كتب لاهوتية وترجمة بعضها للعربية، وأُلغي الوجود اليسوعي في حلب عام 1773 وسُلِّم ديرهم للآباء اللعازريين. في المقابل، واجه المسيحيون في حلب ضغوطًا مالية شديدة، منها ضرائب وغرامات تفوق الجزية التقليدية، ما تسبّب في معاناة كبيرة وخوف من فقدان السكان لمجتمعاتهم. الرسائل تشير إلى أن المسيحيين لجأوا للبحث عن حماية، وأن عدم تجديد أوامر إعفاءهم من المظالم قد يؤدي إلى تهجيرهم أو انقراضهم المحلي، وهو تصوير جزئي لقسوة الحكم العثماني على الطائفة. ⚰️ وفاته توفي المطران أغناطيوس جربوع في 1 كانون الأول 1776 في أبرشية حلب، بعد أن أقام فيها ثلاث سنوات وسبعة أشهر، وجاءت مدة ارتسامه الأسقفية خمس عشرة سنة وأربعة أشهر. عُرف بعلمه ووعظه وحسن سيرته، وأثّر تأثيرًا كبيرًا في أهل حلب والرهبنة، وكان موضع حُزن واسع عند وفاته. 📝 مؤلفاته قدّاس فم الذهب وباسيليوس. رسالة راعوية موجّهة إلى الرجال والسيدات. خدمة عيد القديس يوسف. البتولية منذ ابتداء الكنيسة. البحث الراهن في فحص الكاهن. برهان هندسي على إيمان كنيسة المسيح الحقيقية. دحض ادعاء الذين يقولون أن الكنائس المتحدة برومة قد أعرضت عن تعاليم الآباء القديسين. رسالة في الطبيعتين والمشيئتين في يسوع المسيح – مقسمة إلى 7 فصول. سيرة القديس أنطونيوس المصري. مديح الحياة الرهبانية منسوب خطأً إلى القديس باسيليوس الكبير. الفرائض الإرشادية لبنات الروم الملكية ضمن مؤلفاته التربوية. مجموعة مواعظ بثمانية مجلدات ضمن مؤلفات الرعوية والتعليمية. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس السابع بن قطر | الولادة: – الوفاة: 1166 📜 السيرة في عام 1139، انتخب مجمع من اثني عشر أسقفًا ورسموا الشماس يشوع بن قطر بطريركًا في مدينة أمد، وواجه ضغوطًا من حاكم المدينة المسلم الذي أيّد أسقفًا آخر بسبب خوفه من تحالف البطريرك مع الصليبيين، مما دفعه إلى تبني اسم أثناسيوس. زعمت مجموعة داخل الكنيسة، بما في ذلك أسقف جيهان، أن الرسامة كانت ضد شرائع الكنيسة وقذفت أثناسيوس أمام جوسلين الثاني، كونت الرها (حامية صليبية فرنجية). واقترح أعضاء الكتلة أن يعقد جوسلين مجمعًا آخر لانتخاب بطريرك جديد وفقًا لقوانين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. استدعى الكونت تيموثاوس، أسقف جرجر، وهي مدينة ضمن نطاقه، إلى صمصاد لسماع مشورته، حيث قدم تيموثاوس دعمه لأثناسيوس. ومع ذلك، منع جوسلين إعلان أثناسيوس بطريركًا في جميع أنحاء مقاطعة الرها لأنه لم يقدم الاحترام للكونت. ثم سافر أثناسيوس بعد ذلك من مدينة مليتين إلى دير مار بن صوما المجاور. واستمر جوسلين الثاني في التدخل في شؤون الكنيسة حيث أعلن باسيليوس بار شومانا، أسقف كيسوم، أسقفًا على الرها. وقد ثبت البطريرك بار شومان أسقفًا على الرها، ورسم مكانه إيليا أسقفًا على كيسوم، الذي اتّخذ اسم يوحنا. وفي المقابل، تلقّى يوحنا الأدوات الطقسيّة اللازمة لتكريس بطريرك جديد كان جوسلين قد استولى عليها من دير مار برسوم في عام 1129. التقى أثناسيوس وتصالح مع جوسلين الثاني والأساقفة الذين عارضوه في تل باشر، عاصمة مقاطعة الرها، في أوائل عام 1144، بعد عودة جوسلين من تتويج بالدوين الثالث في القدس في ديسمبر 1143. التقى باسيليوس بار شومان وأثناسيوس لاحقًا في أمد ورُسِم أسقفًا على سيبابيرك، وهي أبرشية داخل أبرشية الرها، حيث حُرم من منصبه بعد سقوط الرها في ديسمبر 1144. في عهد أثناسيوس كبطريرك، تعرّض دير بن برسوم للنهب في 18 حزيران 1148 على يد الصليبي الفرنجي جوسلين الثاني، الذي كان يفتقر بشدة إلى الأموال، فسرق يد ابن برسوم، أغلى ممتلكات الدير، وأسر خمسين راهبًا. ولم يُسمح للرهبان فيما بعد بالعودة إلى الدير إلا بعد دفع فدية قدرها 10 آلاف دينار في أغسطس/آب 1148، وأُعيدت بعض الآثار بتكلفة إضافية قدرها 5 آلاف دينار في ديسمبر/كانون الأول 1150. في 9 كانون الأول 1157، حضر أثناسيوس، برفقة بلدوين الثالث ملك القدس، وإيمري من ليموج، بطريرك اللاتين في أنطاكية، وثوروس الثاني، سيد كيليكيا، وميخائيل رابو، رئيس دير مار برصوم والخليفة المستقبلي لأثناسيوس، وآخرين، تكريس كنيسة جديدة في أنطاكية. واستمر البطريرك في إدارة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حتى وفاته عام 1166. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ثاودوسيوس رومانوس | الولادة: – الوفاة:896 البطريرك ثاودوسيوس رومانوس (بالسريانية: ܦܛܪܝܪܟܐ ܬܐܘܕܘܣܝܘܣ) كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 887 حتى وفاته في عام 896. 📜 السيرة وُلِد رومانوس في تكريت في القرن التاسع وأصبح راهبًا في دير القرتمين في طور عابدين. تلقى تعليمه في الطب وأصبح معروفًا بأنّه طبيب ماهر. كان لقبه “الروماني” (رومانوس) مشتقًا من معرفته باللغة اليونانية، ولا يدل على أصله. في هذا الوقت، ظلّ المنصب البطريركي شاغرًا لمدة أربع سنوات بعد وفاة إغناطيوس الثاني في عام 883 بسبب الخلاف بين أساقفة الكنيسة. استجابة لمطالب أتباعهم، اجتمع الأساقفة في أميدا للمناقشة وإجراء انتخابات بالقرعة رُشّح فيها اثنا عشر اسمًا. وهكذا اُختير رومانوس ليخلف إغناطيوس الثاني بطريركًا لأنطاكية، وكرّسه رئيس أساقفة صمصاد تيموثاوس في أميدا في 5 شباط 887 (حسب التقويم السلوقي: 1198)، حيث اتخذ اسم ثاودوسيوس. لا توجد تفاصيل معروفة عن فترة ولاية ثيودوسيوس بطريركًا باستثناء أنّه قام ببناء بعض المباني في دير قرتمين مع حزقيال، أسقف طور عابدين. خدم بطريركًا لأنطاكية حتى وفاته في 1 حزيران 896 (1207 حسب التقويم السلوقي) في دير قرتمين، حيث دفن. وباعتباره بطريركًا، رسم ثيودوسيوس اثنين وثلاثين أسقفًا، وفقًا لسجلات القديس ميخائيل السرياني، في حين أنّ ابن العبري في تاريخه الكنسي ينسب إلى ثيودوسيوس رَسَامة ثلاثة وثلاثين أسقفًا. 📚 الأعمال قام ثاودوسيوس بترجمة كتاب هيروثيوس وعلَّق عليه بناءً على طلب لعازر أسقف قورش. تكوّنت تعليقاته من خمسة كتب في ثلاث رسائل، انتهى من أول رسالتين منها في أميدا، بينما انتهى من الثالثة في صمصاد. اُعتبر الكتاب هرطقة ورفضه البطريرك قرياقوس التغريتي باعتباره عمل ستيفن بار سودهيلي في بيان قانوني في مجمع، ولكن يبدو أن ثاودوسيوس قد قبل صحته ولم يذكر ستيفن. وقد لوحظ أن رأي ثاودوسيوس الإيجابي في الكتاب يعكس تقليد التصوف السائد في دير القرتمين، والذي تأثر بأفكار التصوف الإسلامية. وقد استخدم ابن العبري تعليق ثاودوسيوس في وقت لاحق في تعليقه على الكتاب، كما أعاد أبو نصر البرطلي نسخه في عام 1290 في مخطوطة بعنوان الأسرار الخفية لبيت الله، ولكنها احتوت فقط على نصف التعليق (مخطوطة زعفران 213). تشمل الأعمال الأخرى الباقية: المختصر التركيبي الطبي المنسوب إلى ثاودوسيوس، كما لاحظ ابن العبري، والذي لم يتبقَّ منه سوى جزء صغير (مخطوطة الفاتيكان 192). بالإضافة إلى ذلك، اُحتُفظ برسالة مجمعية إلى البابا ميخائيل الثالث بطريرك الإسكندرية وعظة للصوم الكبير، وكلاهما باللغة العربية (الموسوعة البريطانية رقم 7206). وكتب أيضًا رسالة للشماس جورج جمع فيها وشرح مائة واثنتي عشرة قاعدة (بالسريانية: melle remzonoyoto d-ḥakime، وتعني: أقوال رمزية للحكماء)، معظمها من مؤلفات فيثاغوري قام بترجمتها من اليونانية إلى السريانية؛ ولا تزال نسخة من هذه الرسالة بالسريانية والعربية موجودة (مخطوطة باريس 157). وقد نُسبت بعض الشرائع لاحقًا إلى ثاودوسيوس أيضًا. ⛪ الخلافة الأسقفية وباعتباره بطريركًا، قام ثيودوسيوس برسامة الأساقفة التاليين: أثناسيوس، رئيس أساقفة تكريت أيوب، رئيس أساقفة هرات ديونيسيوس، رئيس أساقفة أفامية سيريل، رئيس أساقفة أنزاربوس ديونيسيوس، أسقف تلا حزقيال، أسقف ميلتينه دانيال، رئيس أساقفة دمشق دينا، أسقف قلسورة جورج، أسقف سيركيسيم غابرييل، رئيس أساقفة طبريا ميخائيل، رئيس أساقفة مابوغ يعقوب، رئيس أساقفة ساموساطا إغناطيوس، رئيس أساقفة أفراح حزقيال، أسقف طور عبدين سيلفانوس، أسقف أرسين باسيل، أسقف أرمينيا يوحنا، أسقف إيرينوبوليس حبيب، رئيس أساقفة أنزاربوس سمعان، أسقف تل بسمة حبيب، رئيس أساقفة الرصافة يوحنا، أسقف ساروق لعازر، رئيس أساقفة طرسوس إلياس، أسقف جيسرا حبيب، أسقف كيشوم باسيل، أسقف زوغما متى، أسقف تلا توما، أسقف سيركيسيم توما، أسقف إيرينوبوليس سيفيروس، أسقف دارا يعقوب، أسقف نجرانيين حبيب، أسقف إيرينوبوليس سيرجيوس، أسقف رأس العين موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس بطرس الرابع | الولادة: 1798 الوفاة: 1894 مار إغناطيوس بطرس الرابع (1798 – 8 أكتوبر 1894)، كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 1872 حتى وفاته عام 1894. يُعتبره الكثيرون مهندس الكنيسة الحديثة. 📜 النشأة وُلِد بطرس في مدينة الموصل عام 1798 لعائلة مسيحية معروفة وقضّى طفولته في دير الزعفران، حيث أصبح لاحقًا راهبًا وسِيم كاهنًا أيضًا. في عام 1846، عُيِّن بطرس من قِبَل البطريرك إغناطيوس إلياس الثاني أسقفًا لدمشق واتّخذ اسم يوليوس. ⛪ الأسقفية بصفته أسقفًا، انخرط بطرس ونجح في نزاع مع الكنيسة السريانية الكاثوليكية حول ملكيّة العديد من الكنائس والأديرة القديمة داخل أبرشيّته، ونتيجة لذلك استعاد الكثير للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. في وقت وفاة إغناطيوس يعقوب الثاني، عام 1871، كان بطرس يُقيم في القسطنطينيّة ولم يتمكّن من السفر إلى ماردين للانتخابات البطريركيّة. لكن المجمع انتخبه بالإجماع بطريركًا. في البداية رفض المنصب، ولكن في ظلّ الإقناع المستمرّ، تمّ تكريس بطرس بطريركًا في 16 يونيو 1872 في دير الزعفران، حيث اتّخذ الاسم البطريركي إغناطيوس. بعد فترة وجيزة من تولّيه البطريرك، قام بطرس بتجديد دير الزعفران ورسم عبد الله صطوف مطرانًا للقدس تحت اسم غريغوريوس. في عام 1873، انتقل إلى القسطنطينية حيث اعترفت به الحكومة العثمانية بصفته بطريركًا رسميًا للسريان الأرثوذكس وحصل على الحقوق المناسبة. 🕍 الكنيسة في الهند أثناء إقامته في القسطنطينيّة، تلقّى البطريرك رسالة من بوليكوتيل مور ديونيسيوس وإدافازيكال فيليبوس كوريبيسكوبوس يطلبان المساعدة في حلّ المشاكل التي تسبّب بها المطران أثناسيوس، الذي كان قد تمّ إيقافه بالفعل من قِبَل كلّ من إغناطيوس إلياس الثاني وإغناطيوس يعقوب الثاني لإجراء إصلاح أنجليكاني لكنيسة مالانكارا الأرثوذكسية السريانية. بعد التشاور مع العديد من المطارنة، غادر البطريرك والأسقف غريغوريوس عبد الله صطوف القسطنطينيّة في 24 أغسطس 1874 إلى بريطانيا لمناقشة المسألة مع الحكومة البريطانية. عند وصولهم في سبتمبر، التقوا بمسؤولي الحكومة البريطانية وناشدوا روبرت سيسل، وزير الدولة لشؤون الهند في ذلك الوقت. استُقبِل بطرس في البداية بعدوانيّة من أرشيبالد كامبل تايت، رئيس أساقفة كانتربيري، الذي تلقّى كلمة من الأساقفة البروتستانت في الهند بأنّ أثناسيوس يستحقّ دعم كنيسة إنجلترا. ومع ذلك، أثار البطريرك إعجاب الجمهور البريطاني بمعرفته بالكتاب المقدّس، ونتيجة لذلك عقد لقاء مع الملكة فيكتوريا وطلبت الحكومة البريطانية من حاكم رئاسة مدراس النظر في قضيته. أيضًا، أثناء إقامته في بريطانيا، رتّب بطرس لإرسال مطبعة إلى دير مور الزعفران. في أبريل 1875، أبحر البطريرك والمطران إلى الهند عبر مصر ووصلوا إلى مومباي في مايو. التقوا بوليكوتيل مار ديونيسيوس في يونيو في مدينة بونه وسافروا من هناك إلى تشيناي لمقابلة الحاكم لإقناعه بقضيّتهم. بعد لقائه مع الحاكم، وافق على مساعدته وسرعان ما غادر البطريرك إلى مالابار مرّة أخرى. في مارس 1876، ألغت ترافنكور رعاية الدولة لـ CMS وصدر مرسوم يتنصّل من حقّ الدولة في التدخّل في شؤون الكنيسة. في تمّوز، عقد البطريرك أوّل سينودس مولانثوروثي الذي اتّخذ العديد من القرارات التنظيميّة والإداريّة. الترتيبات الرئيسيّة كانت: تشكيل لجنة جمعية مالانكارا المسيحية السريانية وهي هيئة تمثيليّة لكنيسة مالانكارا السريانية وتتألّف من 24 عضوًا مُنتخَبًا وبالتالي إدخال نظام ديمقراطي للإدارة. تقسيم كنيسة مالانكارا إلى ستّة أبرشيات ورُسِم مطران لكلّ أبرشية. ↩️ العودة إلى سوريا في مايو 1877، غادر البطريرك الهند وزار كنائس مصر قبل وصوله إلى القدس وسافر إلى القسطنطينية حيث أسّس كنيسة جديدة باسم السيّدة العذراء. عاد بعد ذلك إلى دير الزعفران حيث أقام لسنواته المتبقية. توفّي البطريرك في 8 أكتوبر 1894 في ماردين ودُفن في بيت قاديش. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم | الولادة: 1948 الوفاة: – 🕊️ النشأة والدراسة وُلِد نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܐܒܪܗܡ في 18 آب/أغسطس 1948 بمدينة القامشلي (نصيبين الجديدة) من والدَين فاضلَين مؤمنَين هما: إبراهيم إبراهيم وفهيمة قومي، وكان البكر بين خمسة إخوة وثلاث أخوات. بدأ دراسته في المدارس السريانية، ثم تابعها في ثانوية النهضة السريانية. سنة 1962 انتسب إلى معهد مار أفرام الكهنوتي بزحلة ـ لبنان، وتخرّج فيه عام 1967 حائزًا على دبلوم في اللاهوت والفلسفة بدرجة “جيد جدًا”. بعدها عُيّن سكرتيرًا في مطرانية الموصل (1967 – 1973)، حيث قام بتدريس مادة الديانة، وشارك في تأسيس مجلة بين النهرين. وفي 26 تموز 1973 ألبسه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث الإسكيم الرهباني. ثم حصل على منحة دراسية وانتقل إلى المعهد الشرقي في روما، حيث نال ماجستيرًا في التاريخ بدرجة ممتاز، وبكالوريوسًا في الحق القانوني الشرقي بدرجة جيد جدًا. ✝️ الكهنوت والمطرانية رُقّي إلى درجة الكهنوت في 15 شباط 1976 بدمشق، ثم عُيّن نائبًا بطريركيًّا في السويد وزائرًا بطريركيًّا في أوروبا (1976 – 1977)، حيث اهتم برعاية المهاجرين وأسس أول كنيسة سريانية أرثوذكسية في أوروبا (مدينة هنكلو – هولندا، 1977). كما تولّى إدارة إكليريكية مار أفرام بلبنان. في آذار 1979، انتُخب مطرانًا شرعيًّا على أبرشية حلب ورُسِم على يد البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في كاتدرائية مار أفرام السرياني، بحضور عدد من الأساقفة ورؤساء الطوائف. ومنذ ذلك الحين حمل لقب غريغوريوس بحسب التقليد السرياني. 📚 النشاط الفكري والثقافي تميّز المطران يوحنا إبراهيم بثقافته الواسعة وإتقانه لغات عديدة: العربية والسريانية والإنكليزية والإيطالية، مع إلمام بالفرنسية والعبرية واليونانية واللاتينية والروسية والسويدية. جمع مكتبة شخصية ضخمة ضمّت أكثر من عشرين ألف كتاب. أسس دار ماردين – الرها للنشر (1977) التي نشرت مئات الكتب في التراث المسيحي والتاريخي، وأصدر عدة مؤلفات أبرزها كتاب قبول الآخر (2006) الذي جسّد رؤيته المتسامحة للعيش المشترك. 🤝الدور المسكوني والحواري كان للمطران دور بارز في الحوار بين الأديان والعمل المسكوني، ومن أبرز مناصبه: عضو اللجنة المركزية في مجلس الكنائس العالمي (1980 – 1998). عضو اللجنة التنفيذية للجنة الإيمان والنظام في المجلس منذ 1990. مستشار لجنة الشعوب والأديان في روما (منذ 1987). عضو اللجنة العالمية للحوار الأرثوذكسي – الكاثوليكي (منذ 1983). عضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط (1999 – 2003). 🏥 الأعمال الاجتماعية والرعوية عزّز المطران أوقاف الأبرشية بعقارات مختلفة، وأسّس مستوصفَي دار شفاء مار أفرام في حي السليمانية ودار شفاء مار جرجس في حي السريان القديم، ودارًا للمسنين باسم بيت حسدا، ومدرسة الكلمة الخاصة، إضافة إلى مشاريع عمرانية وتعليمية وخيرية عديدة. كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالتربية الدينية، فأسّس مدارس ومراكز للشباب والعائلات والكشاف والموسيقى السريانية، وساهم في إعادة إعمار الكنائس والمزارات التاريخية. 🕊️ الموقف من الأزمة السورية مع بداية الحرب السورية (2011)، دعا المطران يوحنا إبراهيم المسيحيين إلى عدم الهجرة والصمود في أوطانهم، محمّلًا جميع الأطراف مسؤولية تفاقم الأوضاع. عمل على إطلاق عدد من المختطفين، وسعى لإطلاق حوارات وطنية واجتماعية. ⚠️ حادثة الاختطاف والتغييب في 22 نيسان/أبريل 2013، كان المطران يوحنا إبراهيم في مهمة إنسانية، بينما كان مطران الروم الأرثوذكس بحلب بولس يازجي عائدًا من الإسكندرون في تركيا، وقد عادا معًا فجرى اختطافهما قرب حلب من قبل جهة مجهولة. لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها، ولم يُكشف عن مصيرهما حتى اليوم. هذا وقد تطرّق الكاتب ريمون جرجي، عضو اللجنة البطريركية لمتابعة القضية، في كتاب «من هجرة إلى هجرة» إلى مجموعة من الموضوعات المتنوّعة التي تناولها عبر مقالات متعدّدة. وقد خصّص أحد هذه المقالات لقضية اختطاف المطران يوحنا إبراهيم، مقدّمًا قراءة معمّقة لأبعاد الحادثة وتداعياتها. يمكنكم الاطلاع على المقال كاملًا عبر الضغط هنا. 📢 ردود الفعل والمطالبات بالعدالة منذ لحظة تغييب المطرانين، أصدرت البطريركية السريانية الأرثوذكسية ومجلس كنائس الشرق الأوسط وكنائس عديدة في العالم بيانات استنكار متكررة، مطالبة بالكشف عن مصيرهما. كما عبّر الفاتيكان وقداسة البابا فرنسيس عن تضامنه مع العائلتين والكنائس المتضررة. ترى المراجع الكنسية أنّ تغييب المطرانين يمثّل اعتداءً على الوجود المسيحي في الشرق، ووصمة عار على جبين الإنسانية. لذلك لا تزال عائلته ولجنة متابعة الملف ترفضان طيّ القضية أو الاكتفاء بروايات غير مكتملة. 🌟 الإرث والرسالة غياب المطران يوحنا إبراهيم لم يُضع إرثه الفكري والروحي. فقد مثّل رمزًا للعيش المشترك والحوار، وصوتًا للاعتدال والإنسانية. إن استمرار تغييبه يُلقي بظلاله الثقيلة على مستقبل التنوع الديني والثقافي في سوريا والشرق الأوسط، ويُبقي ملف العدالة مفتوحًا حتى تُعرف الحقيقة كاملة. 📝 مؤلَفاته الرئيسية 1. نور وعطاء: كتاب توثيقي صادر عام 1981، يتناول سيرة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص. 2. Dolabani, the Ascetic of Mardin Dolabani The Ascetic Metropolitan of Mardin سيرة حياة مار فيلكسينوس يوحنا دولباني، أسقف مسكوني ورجل زهد، أعدّه المطران بنفسه. 3. رجل الله: سيرة حياة مار ديونيسيوس جرجس القس بهنام، جمعها وحرّرها المطران. صدرت بصيغتين: “رجل الله” و**”يوميات مطران”** (My Diary). 4. Der Stolz der Syrer باللغة الألمانية، بعنوان: The Pride of the Syrians: Mar Ignatios Ephrem Barsaum Patriarch of Antioch – سيرة بيومترية وثقافية عن مار أغناطيوس إفرام الأول برصوم (أوّل). 5. Syrer: Glaube und Zivilisation (5 أجزاء) سلسلة فكرية وأكاديمية عن السريان كحضارة وإيمان، أعدّها المطران. 6. الموسيقى السريانية بالألمانية (Syrische Musik) — إعداد المطران يوحنا إبراهيم ضمن سلسلة نشر التراث السرياني. 7. كتب ومقدّمات في سلسلة التراث السرياني. أشرف المطران أيضًا على إعداد وتقديم عدة إصدارات نُشرت ضمن سلسلة التراث السرياني، مثل: صوت نينوى وآرام. الأيام الستة. منارة أنطاكية السريانية. قصائد مار يعقوب السروجي. فهارس مخطوطات دير مار مرقس. 8. سبحوا الرب: ترانيم كنسية أعدّها المطران ضمن منشورات دار ماردين. 9. يا رب ارحمنا: مؤلَّف صدر عام 1997 من دار ماردين ـ الرها للنشر، من توقيعه أيضاً. 10. يوميات المطران جرجس القس بهنام (إصدار موسّع) إعداد مطران، يتضمن السيرة واليوميات، ويُعدُّ من أبرز مؤلفاته الفكريّة. أبحاث ومنشورات أكاديمية إضافية The Concept of Jurisdiction and Authority in the Syriac Orthodox Church on Antioch بحث منشور باللغة الإنجليزية يتناول المفهوم الكنسي والسلطة في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بدمشق وحلب. شارك في إعداد أو تقديم: رؤية مواطن: مجموعة مقالات ومقابلات متعلّقة بالمطران، صدرت عام 2023. مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم – التعددية والحوار والعيش المشترك: تحرير أكاديمي من إعداد ميخائيل أوز وعزيز عبد النور، يضم شهادات، صورًا، ومؤلفات المطران. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات”مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الأول (بطريرك أنطاكية) | الولادة: – الوفاة: 1519 بطريرك أنطاكية يعقوب الأول (ت. 1517/1519 م)، والمعروف أيضًا باسم يعقوب الخوري أو يعقوب النبك أو إغناطيوس يعقوب، كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من 1510/1512 م حتى وفاته في 1517/1519 م. 📜 السيرة وُلِد يعقوب في الأحمدية، وهي قرية بالقرب من صور في طور عابدين، وكان ابن الراهب المقدسي حسن، ابن الراهب عبد الله من عائلة مزوِّق. يقترح أفرام برسوم أن والد يعقوب وجَدّهُ كانا على الأرجح رهبانًا مبتدئين بدون رسامة علمانية، لكنهما احتفظا بلقب الراهب، والذي عُرف به يعقوب باسم “الخوري”. أصبح راهبًا وكاهنًا في دير القديس موسى الحبشي، بالقرب من النبك في الشام، ودرس على يد الراهب الكاهن الملفونو (الدكتور اللاهوتي) موسى، ابن عبيد من صدد. هنا، أصبح بارعًا في اللغة السريانية والخط، وأصبح صديقًا لـ الراهب داود الحمصي. ولهذا السبب، اكتسب لقب “نبكي” أو “النبك”، مما دفع الكتاب اللاحقين إلى الادعاء خطأً بأنه كان من الشام، في حين أعطى آخرون دمشق كمكان ميلاده. ثم سافر يعقوب بعد ذلك إلى دير القديس حنانيا، ومن هناك إلى دير القديس أباي، بالقرب من قليث، في عام 1480. كما زار دير السريان في مصر سنة 1482م. يُذكر أنه انتقل إلى دير القديس بالاي في طور عابدين بحلول عام 1487 وأقام لاحقًا في دير القديس حنانيا في عام 1489. كان يوسف الجرجي، رئيس أساقفة القدس المستقبلي، قد درس على يد يعقوب في وقت ما. في عام 1496، عُين رئيسًا لأساقفة ديار بكر من البطريرك إغناطيوس نوح اللبناني، حيث اتخذ اسم فيلوكسينوس، إلى جانب ديونيسيوس ديفيد، الذي تم تعيينه رئيسًا لأساقفة مَعدن. وقد ألف الشماس نور الدين ابن شليلة قصيدة في مدح سلوك يعقوب في هذا المنصب، وقد عثر أفرام برصوم على نسخة منها فيما بعد. بعد وفاة البطريرك إغناطيوس نوح سنة 1509م، انعقد مجمع في دير القديس حنانيا في نفس العام، وانتخب سويروس يشوع، رئيس أساقفة دير القديس أباي، خلفًا له في منصب بطريرك أنطاكية. ومع ذلك، ولأسباب غير معروفة، تم تعيين يعقوب أيضًا بطريركًا لأنطاكية في عام 1510 أو 1512، متخذًا اسم إغناطيوس، بينما كان يشوع لا يزال بطريركًا. بالإضافة إلى ذلك، قام أساقفة سوريا بتكريس أثناسيوس بار سوباي من النبك بطريركًا في عام 1511 في معارضة ليسوع ويعقوب. وفقًا لديفيد ويلمشورست، حكم يعقوب ويشوع معًا حتى عام 1519، بينما لاحظ أفرام برسوم أن أثناسيوس بار سوباي ادّعى في نفس الوقت المنصب البطريركي حتى وفاته على الأرجح في وقت ما بين عامي 1514 و1518. في وثيقة اعتراف وُجدت في الرها، سُجّل أن يعقوب رسم الشماس عبد الله لكنيسة القديسة مريم في أميدا والشماس غزال لكنيستي القديس أحوديما والقديس توما في الموصل في 6 آب 1512 م. خدم بطريركًا لأنطاكية حتى وفاته في عام 1517 أو 1519 م. 📚 الأعمال وقد نجا عدد من الأعمال التي كتبها يعقوب حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك بيت كازو (مخطوطة زعفران رقم 124)، التي كُتبت في عام 1488 م. وقد تمّ توثيق العديد من أسطر شعره حول موضوع التوبة في كتاب قواعد اللغة في ميديات، فضلًا عن تعليقاته على بعض المهرجانات الواردة في مخطوطة (مكتبة باريس، مخطوطة 112). وكتب أيضًا رسالة تاريخية تتضمن سجلات داود الحمصي، التي تم العثور عليها لاحقًا في دير الصليب في تركيا. وينسب إلى يعقوب أيضًا مخطوطة حول قوانين المعمودية والزواج والتوبة، والتي تمّ العثور عليها في مكتبة الرها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| لوسيان الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 312 لوسيان الأنطاكي قديس سوري (240—7 كانون الثاني / يناير، 312) لوقيانوس كان في وقت مبكر اللاهوتي والمعلّم المؤثر من المسيحية، ولاسيما الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليك الشرقيين. اشتهر بالورع والتقشف. 📜 النشأة نشأ لوقيانوس في مدينة أنطاكية، ويُرجّح البعض أنه من مدينة سميساط السورية في الشمال الشرقي من سورية. تلقّى في شبابه العلوم الدنيوية. ولما مات والده وهو في سن الثانية عشرة وزّع ما لديه على الفقراء وارتحل إلى مدينة الرها في منطقة الجزيرة السورية حيث تتلّمذ لـ المعلم الكبير مكاريوس. وقد قال عنه القديس إنه كان «ناسكًا كبيرًا». يقول الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) أن القديس لوسيان تأثّر لفترة طويلة ببولس السميساطي الفيلسوف والأديب الخيالي الذي أُدين في إنطاكية عام 269م، فحُرِم من شركة الكنيسة لفترة، وهذا يتّضح من بقايا جواب كَتبه لـ الكنيسة في إنطاكية. 📖 مراجعة الـكتاب الـمقدس تعهّد لوقيانوس بمراجعة الكتاب المقدّس بعهديه حتى تتطابق ترجماته المختلفة. قام بمراجعة التوراة إما بمقارنتها بالطبعات القديمة أو عن طريق النسخة العبرية كونها اللغة التي كُتب بها الكتاب المقدس، ومن المؤكّد أن نسخة القديس لوسيان نالت تقديرًا عظيمًا، وكانت ذات فائدة عظيمة لـ القديس جيروم. ويقول القديس إيرونيموس: «إن ترجمة الكتاب المقدس من العبرية إلى اليونانية بيد لوقيانوس كانت عظيمة القيمة، دقيقة، سلسة وأنها انتشرت بين القسطنطينية وأنطاكية». ✝️ استشهاده مات الأسقف والقديس السوري لوسيان أو لوقيانوس الأنطاكي (الشهيد): شهيداً في نيقوميديا عاصمة الإمبراطورية الشرقية عام 312 م أيام الإمبراطور مكسيميانوس لكن يوسابيوس القيصري يُخبر أن القديس لوسيان قد استشهد بعد عام 311م. 👤 آريوس وُلد آريوس في قورينا (ليبيا الحالية) عام 270م، لأب اسمه أمونيوس من أصل بربري. تلقّى تعليمه اللاهوتي في أنطاكية في سوريا بـ مدرسة لوسيان الأنطاكي، وذهب إلى شمال أفريقيا ووعظ في الإسكندرية وكان شماسًا وواعظًا على حي بوكاليس عام 313. كان آريوس ذا موهبةٍ في الخطابة فصيحًا بليغًا قادرًا على توصيل أفكاره بسلاسة بين العامة والمفكّرين ونشر أفكاره عن المسيح. 🏛️ الآريوسيين يرى لوفس Loofs العلاّمة الألماني أن أتباع بولس السمساطي ظلّوا منتظمين في الكنيسة المستقلّة في أنطاكية حتى مجمع نيقية برعاية الأسقف كان يُدعى لوقيانوس وأن الأسقف هذا هو غير لوقيانوس المعلم السوري الشهير. ولكن النصوص التاريخية الباقية لا تُخوّل المؤرخ المدقّق هذا القدر من الاستنتاج. عدد من كبار الآريوسيين يقولون إنهم من أتباع لوقيانوس وأشهر هؤلاء يوسابيوس النيقوميدي ويُضاف إلى هذا دستور إيمان نُسب إلى لوقيانوس وبحث في مجمع أنطاكية في السنة 341. والقول في هذا الدستور بـ الهوموئيسية الآريوسية واضح. 🕊️ مجمع نيقية تتلّمذ فيه وتخرّج منه قديسون وواعظون ومرشدون في أنطاكيا وباقي المدن السورية ومن كافة بلاد المتوسط والجزيرة، وتأثّر بعلومه الكثير من المفكرين. أهم ما حقّقه مجمع نيقية هو أنه دان بدعة آريوس الذي تتلّمذ على يد لوقيانوس الأنطاكي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس الثاني البلدي | الولادة: – الوفاة: 687 أثناسيوس الثاني البلدي (بالسريانية: ܐܬܢܐܣܝܘܣ ܕܬܪܝܢ ܒܠܕܝܐ) والمعروف أيضًا باسم أثناسيوس النصيبيني، كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 684 حتى وفاته في عام 687. 📜 السيرة وُلِد أثناسيوس في بلد، ودرس السريانية واليونانية والعلوم على يد سيفيروس سبخت في دير قنشري، حيث أصبح صديقًا ليعقوب الرهاوي. وبعد أن أصبح راهبًا في دير بيت مالكا بالقرب من أنطاكية، واصل دراسته، وتلقى تعليمه في الفلسفة. رُسِمَ أثناسيوس فيما بعد كاهنًا، وأقام في نصيبين. في عهد البطريرك ساويرا الثاني، عانت الكنيسة من انقسام بين البطاركة وعدد من الأساقفة حول قضية حق رؤساء الأساقفة في رسامة الأساقفة المساعدين. على فراش موته، سمح سيفيروس ليوحنا، رئيس أساقفة دير القديس متى، بالتصالح مع الأساقفة الضالين، وبعد وفاته في وقت سابق من ذلك العام، انعقد مجمع في دير أسفولوس بالقرب من ريشاينا في صيف عام 684. وفي المجمع انتهى الانشقاق، وكُرّس أثناسيوس خليفةً لساويرا بطريركًا لأنطاكية على يد حنانيا، أسقف ميردي وكفار توثو. كُرّس أثناسيوس في عام 684 (حسب التقويم السلوقي: 995) في سجلات ميخائيل السرياني والتاريخ الكنسي لابن العبري، بينما أعطت سجلات عام 846 ووقائع زوكنين خطأً عام 687 (حسب التقويم السلوقي: 999) بسبب الخلط بين تكريس أثناسيوس ووفاته. في نفس العام الذي صعد فيه إلى منصب البطريركية، أصدر الرسالة العمومية موجهة إلى الأساقفة الريفيين (أساقفة الأرياف) والكهنة (كهنة السريانية) حول العلاقة بين أتباع الكنيسة والمجموعات الدينية الأخرى. في الرسالة العمومية، منع أثناسيوس الكهنة من تعميد أو إعطاء القربان المقدس لليوليانيين والنساطرة والطوائف الأخرى. وقد عبّرت الرسالة العمومية أيضًا عن إدانة أثناسيوس للنساء المسيحيات اللاتي تزوجن من مسلمين، ولكنه سمح لهن بمواصلة تلقي القربان المقدس، وشجّع رجال الدين على ضمان تعميد أطفال هذه الزيجات، وعدم مشاركتهم في الأعياد الإسلامية، وعدم تناولهم لحوم الأضاحي. قبل وفاته، أصدر أثناسيوس تعليماته إلى الأسقف سرجيوس زخونويو لتكريس تلميذه أسقف العرب جورج أسقفًا على العرب. توفي أثناسيوس لاحقًا في أيلول 687. رُمز لعام 687 (حسب التقويم السلوقي: 998) باعتباره عام وفاة أثناسيوس من تاريخي ميخائيل السرياني وابن العبري، بينما يضعه سجل زوكنين في عامي 703/704 (حسب التقويم السلوقي: 1015). 📚 الأعمال كان أثناسيوس مترجمًا غزير الإنتاج للأعمال اليونانية إلى السريانية، بما في ذلك كتاب إيساغوجي لفرفوريوس في كانون الثاني 645، بالإضافة إلى نص يوناني مجهول المصدر عن المنطق. بناءً على طلب رئيس الأساقفة ماثيو من حلب ودانيال من الرها، قام أثناسيوس بترجمة تسع رسائل من كتاب هيكساميرون الذي كتبه باسيليوس القيصري في عام 666/667. في عام 669، أثناء وجوده في نصيبين، أكمل ترجمة عدد من رسائل سيفيروس الأنطاكي بناءً على تكليف من ماثيو الحلبي ودانيال الرهاوي. كما قام أثناسيوس بترجمة الخطاب الثاني لسويروس الأنطاكي ضد نفاليوس، والعديد من عظات غريغوريوس النزينزي، وكتاب ديونيسيوس الأريوباجي الزائف. ومن المعروف أيضًا أنه قام بترجمة العديد من أعمال أرسطو، مثل القياس، وكتاب المواضيع، والتفنيدات السفسطائية. بالإضافة إلى ترجماته، قام أثناسيوس بتأليف صلوات التضرع، ثلاثة منها تُستخدم في الاحتفال بـ القداس الإلهي، ولصلوات الموتى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القمص بيشوي كامل | الولادة: 1931 الوفاة: 1979 هو سامي كامل اسحق أسعد قبل سيامته كاهناً يوم 2 ديسمبر عام 1959 على مذبح كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس باسبورتنج بالأسكندرية – مصر. 📝 التعليم حصل على بكالوريوس علوم (قسم جيولوجيا) من جامعة الإسكندرية سنة 1951 بتقدير جيد. والتحق بمعهد التربية العالي للمعلمين وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس سنة 1952 بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الأول على دفعته. عمل كمدرس للكيمياء بمدرسة الرمل الثانوية للبنين بالإسكندرية. حصل على ليسانس آداب – فلسفة – سنة 1954، وفي نفس الوقت التحق بالكلية الاكليريكية بالإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية سنة 1956، وكان الأول على دفعته. عين معيداً بمعهد التربية العالي بالإسكندرية سنة 1957 وهو معهد تابع لوزارة التربية والتعليم. التحق بكلية التربية بالقاهرة سنة 1958 وحصل على دبلوم التخصص في علم النفس في أكتوبر سنة 1959. ⛪ خدمته بدأ خدمته سنة 1948 وهو في السابعة عشر من عمره وهو ما زال طالباً في الجامعة بخدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك، واستمر في خدمته مع دراسته بنجاح – وكانت خدمة مدارس الأحد في ذلك الوقت تقام في المدارس القبطية المحيطة بالكنيسة إلا أن الخادم سامي كامل نجح بنقل خدمة مدارس الأحد إلي داخل حضن الكنيسة. ويقول أحد تلاميذ أستاذ/ سامي والذي أصبح فيما بعد كاهناً «كنا بنشوف سامي موجود في الكنيسة كل يوم خميس وجمعة بصفة دائمة، وفي الصوم الكبير كان يذهب إلى فراش الكنيسة – عم بولس – ويأكل معه وجبة الغذاء، كان طاحونة لا تتوقف أبداً عن العمل، ينتظر الأطفال ويتابع كل شيء لدرجة أننا كنا نراه في أوقات من شدة الأرهاق جالساً على سلم الكنيسة الرخام وهو نائم، وكنّا نشفق عليه ولكن لا ندري ما يمكننا عمله لكي نريحه ولو قليلاً وهو استاذنا الكبير، فقد كان لا يعطي نفسه راحة ولا يشفق على نفسه أبداً كل هذا وهو علماني!!»….. كما خدم الاستاذ/ سامي الشباب الجامعي حتى أصبح أمينا عاما للخدمة رغم صغر سنه. قام بتأسيس الكنائس الآتية: كنيسة مار جرجس بالحضرة. كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمصطفى كامل. كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية. كنيسة القديس مار مرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء بسيدي بشر. كنيسة العذراء والقديس كيرلس عامود الدين بكيلوباترا. كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي بحي اللبان. تزوج من أنجيل باسيلي قبل سيامته مباشرة. لكنه ولرغبته في الرهبنة ورغبة زوجته في الرهبنة أيضا عاشا في بتولية. يعتبره الكثيرون من الاقباط في مصر قديساً. ولكن ليس لقدرته على صنع المعجزات بل بالاحرى على قدرتة غير العادية على العطاء والتواضع والعمل الدؤوب من اجل الاخرين. أصيب بورم خبيث توفى على اثره في 21 مارس سنة 1979. وكان يقول أثناء مرضه ان هذا المرض يجعله يشترك مع المسيح في ألامه، ولذلك اسماه مرض الفردوس. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” القمص بيشوي كامل ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب إيليا متري | الولادة: 1950 الوفاة: – 🕊️ سيرته الأب إيليا متري هو كاهن أرثوذكسي لبناني، عضو مرشد في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وُلد في الحازمية عام 1950. خدم في رعيّة كنيسة القديسين بطرس وبولس في الحازمية منذ عام 1988، حيث عمل على تعزيز الحياة الروحية والتعليمية في الكنيسة. يُعرف الأب إيليا بتأليفه لعدد من الكتب الروحية التي تُعنى بتفسير الكتاب المقدس وتقديم رؤى لاهوتية عميقة. من بين مؤلفاته البارزة: “أوراق خاصة”: كتاب يتناول مواضيع روحيّة شخصيّة، حيث يُخاطب الأب إيليا ابنه يوميًا في مواضيع “خاصة” تتعلّق بالحياة الروحية والتربية المسيحية. “أضواء إنجيلية – بطرس الرسول”: يُقدّم فيه تأملات في رسالة بطرس الرسول، مُسلّطًا الضوء على معانيها الروحية وكيفيّة تطبيقها في الحياة اليومية. “شهادة أمام الكنيسة – قراءة في رسالة يوحنا الثالثة”: يتناول فيه رسالة يوحنا الثالثة، مُقدّمًا تأملات حول محبة الكنيسة وتوجيهاتها الروحيّة. “وجوه من الكلمة”: يتضمّن تأملات روحيّة مستوحاة من الكتاب المقدس، تهدف إلى تعزيز الحياة الروحية للمؤمنين. بالإضافة إلى مؤلفاته، يُعرف الأب إيليا بكتاباته ومقالاته التي تُنشر في مجلة “النور” الصادرة عن حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، حيث يُساهم في نشر الفكر الأرثوذكسي وتعاليم الكنيسة. من خلال خدمته الراعوية وكتاباته، يُعتبر الأب إيليا متري شخصيّة مؤثّرة في الحياة الروحيّة والتعليميّة للكنيسة الأرثوذكسيّة في لبنان. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “الأب إيليا متري” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس إلياس الثالث | الولادة: 1917 الوفاة: 1932 🕊️ البدايات والنشأة إغناطيوس إلياس الثالث شاكر (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܠܝܐܣ ܬܠܝܬܝܐ) هو البطريرك الـ 119 للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، أُعْلِنَ قديسًا في منشور بطريركي أصدره البطريرك إغناطيوس زكا الأول بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987 وأُجِيزَ ذِكْرُ اسمه في تذكار الآباء القديسين للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. هو الابن الثاني لوالده الخوري إبراهيم وأمه اسمها مريم وله أربعة أشقاء وثلاث شقيقات، ولد في ماردين الواقعة شمال الجزيرة السورية -في تركيا اليوم- والتي كانت حينها مدينة عثمانية وعند معموديته سُمِّيَ نصري. بعد وفاة والدته تربى نصري برعاية أخته الكبيرة هيلينا. عمل في حداثته إسكافيا وقام بخدمة العلم لثلاثة أشهر وبإرشاد من البطريرك بطرس الرابع باشر نصري بدراساته اللاهوتية عام 1887 م حيث التحق بدير الزعفران ورُسِمَ شماسًا على يد البطريرك في ذات العام، ثم دخل السلك الرهباني كمبتدأ عام 1888 م وأصبح راهبًا في العام التالي ومُنِحَ اسم إلياس على العادة الجارية في الكنيسة السريانية بتغيير الرهبان لأسمائهم مع بدءهم حياتهم الجديدة في الدير. وفي عام 1892 م رَسَمَه البطريرك بطرس الرابع كاهنًا. عاصر الراهب إلياس المجازر التي شنها العثمانيون على الأرمن والسريان وباقي المجموعات المسيحية في سوريا وتركيا في نهاية القرن التاسع عشر وقام في دير الزعفران باستضافة وخدمة 7000 آلاف لاجئ من الهاربين من الأحداث الدامية لتلك الفترة. ⛪ خدمته الكنسية وبطريركيته لاحقًا كُلِّفَ برئاسة ديري مار قرياقس ودير الزعفران، وفي عام 1908 م رُسِمَ بيد البطريرك عبد الله الثاني مطرانًا على آمد (ديار بكر في جنوب شرق تركيا) وحمل اسم مار إيوانيس، وفي عام 1912 م نُقِلَ لرعاية أبرشية الموصل حيث خدم السريان هناك حتى تَسَلَّمَ منصب بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عام 1917 م. بعد أن كان الكرسي الرسولي شاغرًا منذ وفاة البطريرك عبد الله الثاني في 26 نوفمبر 1915 م. مَنَحَه السلطان محمد رشاد وسامًا أثناء زيارته له في إسطنبول عام 1919 م. عندما تَسَلَّمَ مصطفى كمال أتاتورك الحكم في الجمهورية التركية الناشئة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي انتقل البطريرك إلياس الثالث ليقيم في مدينة القدس حيث أصدر هناك جرائد باللغتين السريانية والعربية. وفي سنة 1930 م ترأس إلياس الثالث المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية المُقَام في دير مار متى الواقع في شمال العراق. 🕯️رحلته إلى الهند ورقدته في تاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر بَعَثَ اللورد اروين الحاكم البريطاني للهند برسالة إلى البطريرك إلياس الثالث يطلب منه التدخل الشخصي أو بواسطة مندوب لحل مشكلة الانقسام الذي نشب في كنيسة مالانكارا السريانية، فرد عليه البطريرك بأنه يقبل الدعوة وبأنه سوف يزور مالانكارا بنفسه رغم تحذيرات الأطباء له من ذلك فقد كان يعاني من مشاكل في القلب وكان يبلغ من العمر حينها 75 سنة. غادر البطريرك الموصل في 6 شباط / فبراير 1931 وأبحر إلى الهند في 28 شباط / فبراير 1931 ونزل في ميناء كراتشي في 5 آذار / مارس 1931 واستُقْبِلَ هناك رجال دين وعلمانيون من الكنيسة السريانية، وفي 6 آذار / مارس 1931 توجه البطريرك وصحبه إلى دلهي بالقطار وبعدها بيومين زار اللورد اروين في مقره الرسمي، وفي الشهر التالي زار مدراس وحلّ هناك ضيفًا على حاكمها البريطاني السير جورج ستالي. ترأّس البطريرك اجتماعات المصالحة التي جمعت أبناء الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في الهند، وفي 11 شباط / فبراير 1932، بدعوة من القسيس قرياقس، وصل البطريرك إلى مانجينيكارا، ولكنه كان يعاني من ضغط عدم القدرة على تحقيق المصالحة في الكنيسة، كما أنه كان منهكًا من مشاق السفر فقال لمرافقيه عند وصوله: “هذا المكان يوفر لنا الكثير من الراحة. أنا أرغب في البقاء هنا بصورة دائمة.” وفي 13 شباط/فبراير اشترك البطريرك بالقداس للمرة الأخيرة، بعد ذلك اشتكى إلياس الثالث من آلام في الرأس وأُغْمِيَ عليه وفي الساعة 2:30 من بعد الظهر فارق الحياة، ودُفِنَ في مالانكارا. اليوم يُذْكَرُ البطريرك إلياس الثالث في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية على أنه قديس خاصة بالنسبة لسريان مالانكارا، الذين يعتقدون بأنه ضحى بحياته من أجلهم ويزور قبره آلاف الحجاج كل عام في الـ 13 شباط/فبراير في ذكرى وفاته. ✍️ مؤلَّفات مار إغناطيوس إلياس الثالث الكتابات الروحية والإرشادية وصايا ومشورات روحية لزائري الأماكن الأورشليمية: كتاب توجيهي باللغتين العربية والسريانية، يضم نصائح وإرشادات للحجاج القادمين إلى القدس. طُبع في دير مار مرقس – القدس سنة 2006. رسائل رعوية: مجموعة من الرسائل التي وجّهها إلى الإكليروس والمؤمنين، تتناول التوجيه الروحي والحياة المسيحية العملية. المؤلفات الطقسية والليتورجية كتاب الألحان الكنسية السريانية: جمع فيه التراتيل المستعملة في الطقس السرياني الأرثوذكسي، مع شروح عن جذورها ومعانيها. شروح طقسية: دراسات في تفسير الصلوات والأسرار الكنسية، وشرح الرموز الطقسية في القداس والاحتفالات الكنسية. المواعظ والخطب خطب ومواعظ بطريركية: مجموعة من الخطب التي ألقاها في مناسبات كنسية ووطنية، عالجت قضايا روحية، أخلاقية، واجتماعية. المؤلفات التاريخية سجلات تاريخية عن الكنيسة السريانية: وثائق ومقالات دوَّن فيها أحداثًا معاصرة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، خاصة بعد مذابح سيفو 1915. ✨ ملاحظات كثير من كتاباته ما زالت محفوظة في المخطوطات، خاصة في دير مار متى (العراق) ودير الزعفران (تركيا)، ولم يُطبع أغلبها بعد. اشتهر بلقبه “الكاتب” لكثرة مؤلفاته ورسائله. كان يجيد السريانية والعربية، وأحيانًا كتب بالتركية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” مار إغناطيوس إلياس الثالث ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس عبد الله الثاني | الولادة: 1906 الوفاة: 1915 🕊️ النشأة والمسيرة الكنسية إغناطيوس عبد الله الثاني صطوف (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܥܒܕܠܠܗ ܬܪܝܢܐ) هو البطريرك الـ 118 للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. وُلِدَ في صدد في سوريا (التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية حينها) عام 1833 وانخرط في السلك الرهباني في سن مبكرة وارتسم كاهنًا في وقت لاحق. عام 1870 قام بجولة في منطقة طور عبدين سَجَّلَ خلالها أسماء القرى والأديرة والكنائس وأعضاء السلك الكهنوتي السرياني وكذلك العوائل التي تسكن هناك. وفي عام 1872 سَمَّاه البطريرك بطرس الرابع مطرانًا على القدس باسم غريغوريوس، ورافق البطريرك في زيارته إلى إنجلترا والهند من عام 1874 إلى عام 1877. بعد عودة البطريرك من الهند بقي المطران غريغوريوس سنتين إضافيتين قبل أن يعود إلى لندن حيث أُمِّنَ الحصول على مطبعة لدير الزعفران. تَسَلَّمَ بعدها مطرانية سوريا ومن ثم ديار بكر. قام عام 1888 بزيارة أخرى للندن قام خلالها بالمشاركة بدورات مؤتمر لامبيث المنعقد برعاية أسقف كانتربري، وهناك حَصَلَ على مطبعة ثانية. ⛪ البطريركية والإنجازات عُزِلَ البطريرك السرياني إغناطيوس عبد المسيح الثاني من منصبه عام 1903، وتم اختيار المطران غريغوريوس عبد الله ليخلفه وتم تَنصيبُه بطريركًا جديدًا عام 1906. وبعد فترة قصيرة قام بزيارة جديدة إلى لندن ومنها إلى الهند بين عامي 1908 و1912، وفي العاصمة الإمبراطورية قابَلَ الملك إدوارد السابع مرتين. في الهند قام بتأسيس أبرشية الكناعنة. مع عودته من الهند استقر البطريرك في دير مار مرقس في القدس حتى وفاته عام 1915 ودُفِنَ هناك. نال البطريرك عبد الله الثاني صطوف وسامًا من الملك إدوارد السابع ووسامين من السلطان العثماني. ✍️أعماله أعاد افتتاح المعهد اللاهوتي (الكلية اللاهوتية) في دير الزعفران عام 1910. أسس مجلة “الحكمة” (al-Ḥikma Magazine) عام 1913، كما أسس مجلسًا إداريًا مكوّنًا من ٦ رجال دين و٦ علمانيين، والذي انعقد لأول مرة من 20 فبراير إلى 17 مارس 1914، رغم أنه لم يستمر طويلاً بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى. يمكن القول إن نشاطه في إعادة افتتاح المعهد وإنشاء المجلة والمجلس الإداري يُعدّ من أشكال الإنتاج الفكري والنشر، رغم عدم توثيق مؤلفات مطبوعة أو مخطوطات باسمه في المصادر المتوفرة. 📖 مؤلفاته ترك البطريرك مار إغناطيوس عبد الله الثاني صطوف إرثًا أدبيًا غنيًا، ومن أبرز مؤلفاته: رسائل رعوية: تتضمن رسائل موجهة إلى أبناء الكنيسة، تعكس اهتمامه بالروحانيات والتعليم الديني. وثائق كنسية: احتفظت الكنيسة بعدد من الوثائق التي كتبها، مما يعكس دوره البارز في الحياة الكنسية. تُعتبر هذه المؤلفات مرجعًا هامًا لفهم تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ومواقفها الروحية والتعليمية في تلك الحقبة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس عبد المسيح الثاني | الولادة: 1895 الوفاة: 1903 📖 النشأة وُلد مار إغناطيوس عبد المسيح الثاني ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܥܒܕܐܠܡܫܝܚ ܬܪܝܢܐ في قريةِ قلعةِ مرّةَ شرقيَّ ماردين عامَ 1854، وفي سنِّ 12 عام 1866 التحقَ بديرِ الزعفرانِ حيثُ بدأ تعليمَه. بعد سبعِ سنواتٍ، في عام 1873، انضمَّ إلى الرهبنةِ وأصبحَ راهبًا. في عام 1875، رُسِمَ عبدُ المسيحِ كاهنًا، وفي عام 1886، كُرِّسَ أسقفًا. بعد وفاةِ البطريرك إغناطيوس بطرس الرابع عام 1894، بدأ التنافسُ بين عبدِ المسيحِ وإغناطيوس عبدِ الله الثاني، مطرانِ حمصَ وحماةَ، ليُنتخَبَ على العرشِ البطريركي. وفقًا للإرسالياتِ الأمريكيةِ العاملةِ في سوريا في ذلكَ الوقت، تدخَّلت الحكومةُ العثمانيةُ وأرعبت الأساقفةَ بناءً على من يدفعُ أعلى سعرٍ. ومع ذلك، في عام 1895، انتُخِبَ عبدُ المسيحِ وكُرِّسَ بطريركًا، الذي اتّخذَ على أساسهِ الاسمَ البطريركي إغناطيوس. ⛪ بطريرك أنطاكية اعتلى عبدُ المسيحِ العرشَ البطريركي في مستهلِّ فترةٍ صعبةٍ للغاية بالنسبةِ للكنيسةِ السريانية الأرثوذكسية، حيثُ أدّت المظاهراتُ التي نظمها الأرمنُ والسريانُ المسيحيون ضدّ الوالي العثماني في ديار بكر، في أكتوبر من نفس العام، إلى مجازرَ على يد السكان المسلمين في جميعِ أنحاء المحافظةِ ومقتلِ ثلثي السريان المسيحيين في الدولةِ العثمانية. وبحسبِ الأبِ أرمليت، استدعى الوالي عبدَ المسيح، حيثُ شاهدَ البطريركُ آثارَ المذبحةِ مباشرةً، ووفقًا للتقاليدِ الشفوية، فقد صدمتْه هذه التجربةُ، مما تسببَ في شربِه عندَ عودتهِ إلى المقعدِ الأبوي. يدّعي التقليدُ الشفوي أن شربَ عبدَ المسيحِ أدّى إلى ترسيبِه من قِبلِ مجموعةٍ من الأساقفةِ داخلَ الكنيسة. وأثناء المجازر هُجِرتْ قريةُ قلعةِ مرّةَ مسقطُ رأسِ عبدِ المسيحِ بسببِ الهجماتِ الكردية. بقي عبدُ المسيحِ بطريركًا حتى إقالتِه في 10 نوفمبر 1903، ولكن من ولماذا مثيرٌ للجدلِ داخلَ الكنيسة. جاء الإيداعُ نتيجةً لأمرِ حظرٍ من قِبلِ حكامِ المنطقةِ في 10 نوفمبر 1903 وسُحِبَ الفرمانُ الممنوحُ لعبدِ المسيحِ عندَ صعودِه. يدّعي أنصارُ خليفتِه، إغناطيوس عبد الله الثاني، أن عبدَ المسيحِ قد تحوَّلَ إلى الكاثوليكيةِ وتمَّ حرمانُه من قِبلِ المجمعِ المقدسِ نتيجةً لذلك. في حين ادّعى أنصارُ عبد المسيحِ أن إغناطيوس عبدَ الله الثاني رَشَا الحكومةَ العثمانيةَ لإصدارِ فرمانٍ بإقالةِ عبدِ المسيحِ من منصبِه، وأنَّ المجمعَ المقدسَ لم يُحرِمه. بغضِّ النظر، ادّعى عبدُ الله أنَّه البطريركُ من 5 أغسطس 1906 حتى وفاتِه في عام 1915، وكان مقرُّه في ديرِ مار مرقس في القدس، حيثُ كان أسقفًا. ومع ذلك، استمرَّ عبدُ المسيحِ في الإقامةِ في المقرِّ البطريركي في ديرِ الزعفران، مما أثارَ تساؤلاتٍ حولَ احتمالِ الطردِ الكنسي. ⛪ كنيسة مالانكارا تسبّب التنافسُ بين البطاركةِ في حدوثِ شقاقٍ داخلَ الكنيسة، تفاقمَ عندما رَسَمَ إغناطيوس عبدُ الله الثاني أساقفةً هنودًا في عام 1908، مما خلقَ الخوفَ في كنيسةِ مالانكارا من أنَّه سيحاولُ السيطرةَ على الكنيسة، وعكسَ قراراتِ مجلسِ مولانثوروثي في عام 1876. نتيجةً لذلك، بدأ أنصارُ عبد المسيحِ في الدعوةِ إلى تعيينِ مفريانٍ أو جاثليقٍ لمنعِ كنيسةِ مالانكارا من الخضوعِ لسيطرةِ عبدِ الله. في عام 1912، تمت دعوةُ عبدِ المسيحِ إلى الهند من قِبلِ أسقفِ مالانكارا جيفارجيس مار ديونيسيوس من فاتاسريل لمناقشةِ مع سينودس مالانكارا من سيتمُّ تعيينُه جاثليقًا، وهو الطلبُ الذي رفضَه سابقًا. صوّتَ المجمعُ بالإجماع لمار إيفانيوس ليصبحَ جاثليقًا، وفي 15 سبتمبر 1912 كَرَّسَ عبدُ المسيحِ إيفانيوس باسمِ باسيليوس بولوز الأول في كنيسةِ القديسةِ ماري ونيرانام وجيفارجيس مار غريغوريوس، نيرانام وكذلك جيفارجيس مار غريغوريوس وجيفارجيس مار فيلوكسينوس ويوياكيم مار إيفانيوس. كما منحَ المجمعُ، برئاسةِ أسقفِ مالانكارا، سلطةَ تكريسِ جاثليقٍ جديدٍ عندما أصبحَ الكرسيُّ شاغرًا. أدّى ذلك إلى الانقسامِ الدائم بين ما سيُصبحُ كنيسةَ مالانكارا الأرثوذكسية السريانية التي اعترضتْ على ترسيبِ عبدِ المسيحِ، وكنيسةِ مالانكارا المسيحية السريانية اليعقوبية التي دعمت عبدَ الله الثاني. 🕊️ السنوات اللاحقة في مارس 1913، عاد عبدُ المسيحِ إلى ماردين، حيثُ أمضى السنواتَ المتبقيةَ من حياتِه في الصلاةِ والسلام. توفي في 30 أغسطس 1915 ودُفِنَ في ديرِ الزعفران، مكانِ الراحةِ التقليدي لبطاركةِ أنطاكية. تحتفلُ كنيسةُ مالانكارا الأرثوذكسية السريانية بعيدِه التذكاري في 15 أغسطس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم | الولادة: 1887 الوفاة: 1957 مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم، (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܦܪܝܡ ܩܕܡܝܐ ܕܒܝܬ ܒܪܨܘܡ)، البطريرك الـ120 لأنطاكية وسائر المشرق على الكرسيّ السريانيّ الأرثوذكسيّ، كان أحد أبرز أعلام الكنيسة في القرن العشرين: رجلَ دينٍ، ومؤرِّخاً، ومُصلحاً، ودبلوماسياً، وأديباً لغويّاً. ترك إرثاً فكريّاً وروحيّاً أغنى الهويّة السريانيّة في الشرق الأوسط والمهجر. 👶 النشأة والتعليم وُلد البطريرك في 15 حزيران/يونيو 1887م في مدينة الموصل (العراق العثماني) باسم أيّوب برصوم. تلقّى تعليمه الأوّل في مدرسة الآباء الدومنيكان، حيث درس الفرنسيّة والتّركيّة والآداب الدينيّة والتاريخ. وأتقن مبكّراً السريانيّة والعربيّة والفرنسيّة والتركيّة. عام 1905م دخل دير الزعفران في ماردين ليتلقّى التكوين اللاهوتي، فبرع في علوم السريانيّة وآدابها، وبدأ التدريس هناك. وفي سنة 1911م تولّى إدارة مطبعة الدير، كما قام برحلات أكاديميّة إلى كنائس وأديرة الشرق، ثم إلى مكتبات أوروبا عام 1913م حيث درس المخطوطات السريانيّة القديمة. ⛪ الرسامة والخدمة الكنسية في عام 1908م رُسِم كاهناً، ثم في 20 أيار/مايو 1918م رسمه البطريرك إغناطيوس إلياس الثالث مطراناً على سوريا باسم مار سويريوس. شارك عام 1919م في مؤتمر الصلح في باريس ممثّلاً عن الكنيسة السريانيّة وعن الشعب السوريّ، ودافع عن حقوق السوريين والعرب جميعاً ضد الانتداب الفرنسيّ والإنكليزيّ. قام برحلات متعدّدة إلى جنيف ولوزان ممثلاً كنيسته في مؤتمرات عالميّة، ثم زار الولايات المتحدة حيث أسّس كنائس جديدة، ورسم كهنة، وألقى محاضرات عن اللغة السريانيّة في جامعة شيكاغو. 👑 البطريركية والإصلاح بعد وفاة البطريرك إلياس الثالث، انتخبه المجمع المقدّس بطريركاً في 30 كانون الثاني/يناير 1933م تحت اسم مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم. كان من أبرز إنجازاته: نقل مقرّ البطريركيّة من دير الزعفران في تركيا إلى مدينة حمص في سوريا بسبب الظروف السياسيّة القاسية. تأسيس معهد مار أفرام اللاهوتي سنة 1939م لتخريج الكهنة، والذي انتقل لاحقاً إلى الموصل ثم بيروت. تكريس العديد من المطارنة والكهنة، وتأسيس أبرشيّات جديدة للمهجر في أوروبا وأميركا. العمل على تثبيت الحضور السريانيّ الأرثوذكسيّ في العالم، وتطوير الحياة الطقسيّة والروحيّة. 📚 مؤلّفاته وأعماله الأدبيّة كان أفرام الأوّل برصوم عالِماً موسوعيّاً غزير الإنتاج، كتب بالسريانيّة والعربيّة والفرنسيّة. من أبرز مؤلّفاته: اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية (1943م) – عمل موسوعيّ هام، تُرجم لاحقاً إلى الإنجليزيّة. نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران (1912م). التحفة الروحيّة في الصلاة الفرديّة (1911م). الزهرة المقدّسة في التعليم المسيحي (1912م). الدرر النفيسة في مختصر تاريخ الكنيسة (1940م). الألفاظ السريانية في المعاجم العربية (1951م). قيثارة القلوب (مجموعة شعريّة – 1954م). كما وضع عدداً من الكتب التي لم تُنشر بعد، مثل: قاموس سرياني–عربي، تاريخ طور عبْدين، تاريخ بطاركة أنطاكية وأعلام الكنيسة، أدلّة للمخطوطات السريانية، إضافةً إلى مقالات متفرّقة جُمعت لاحقاً باللغتين العربية والإنجليزية. 🕯️ وفاته وإرثه تُوفّي البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم في 23 حزيران/يونيو 1957م، ودُفن في مدينة حمص. ترك وراءه إرثاً لاهوتيّاً وأدبيّاً عظيماً، وجمع بين القيادة الروحيّة والحضور الثقافيّ. ويُعَدّ اليوم واحداً من أبرز أعلام الكنيسة السريانيّة في العصر الحديث، ورمزاً للوحدة الروحيّة والهويّة السريانيّة الأصيلة. مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم كان أكثر من مجرّد بطريرك، إذ جمع بين العلم والروحانيّة والسياسة والدبلوماسيّة. فأحيا التراث السريانيّ كتابةً وبحثاً، وأسّس مؤسّسات باقية، وجعل الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة أكثر حضوراً في الشرق والغرب. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس يعقوب الثالث | الولادة: 1912 الوفاة: 1980 🕊️ سيرته مار إغناطيوس يعقوب الثالث (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܝܥܩܘܒ ܬܠܝܬܝܐ) بطريرك أنطاكية للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الـ 121، ولد في 12 تشرين الأول/أكتوبر عام 1912م في بلدة برطلة في العراق لعائلة توما ماري، رُسِم شماسّا على يد البطريرك إغناطيوس إلياس الثالث وكاهنًا على يد البطريرك إغناطيوس أفرام الأول برصوم باسم الربان عبد الأحد . زار الكنيسة السريانية في مانجينيكارا في الهند عام 1933م حيث خدم السريان الهنود هناك كمعلم للغة السريانية والديانة المسيحية في دير مار إغاطيوس، في عام 1946م عاد إلى العراق ليدرِّس في معهد مار أفرام اللاهوتي في الموصل ثم رُسم مطرانًا لدمشق وبيروت عام 1950م، ولاحقًا نُصِّبَ بطريركًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية سنة 1957م وذلك عقب وفاة سلفه البطريرك إغناطيوس أفرام الأول برصوم واختار اسم يعقوب ليكون لقبه الرسولي البطريرك يعقوب الثالث. نقل يعقوب الثالث مقر البطريركية السريانية الأرثوذكسية من مدينة حمص السورية إلى العاصمة دمشق عام 1959م، وتميزت فترة بطريركيته بنشاطه في سبيل التقريب بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وأيضا العمل على إعادة التوافق بين أبناء الكنيسة السريانية في الهند مع الكرسي الأنطاكي، ففي عام 1964م زار ولاية كيرلا الهندية مكان تجمع السريان الهنود وأقام لهم أوجين تيموثاوس مفريانا للهند. كتب يعقوب الثالث أكثر من ثلاثين كتابًا حول تاريخ المسيحية وعن مواضيع روحية وعن الليتوروجيا والطقوس الدينية ووضع أيضًا دراسات عدّة للمقارنة بين اللغات السريانية والعربية هذا فضلًا عن كتابة سير حياة العديد من قديسي وآباء الكنيسة كمار أفرام السرياني ومار فيلوكسينوس ومار يعقوب السروجي، كما تُعتبر محاضرته التي ألقاها في جامعة كويتينكن الألمانية University of Goettingen عام 1971م مرجعًا مهمًا لدارسي تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. كان البطريرك يعقوب الثالث يُوصف بأنه مكتبة للألحان السريانية حيث كان يحفظ ما يقارب سبعمائة لحن كنسي من كتاب البيث كازو. تُوفي البطريرك يعقوب الثالث في 26 حزيران/يونيو عام 1980م ودُفن في مدينة دمشق في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس. 📖 مؤلفاته العلمية والأدبية ألف أكثر من 30 كتابًا ومقالًا في مجالات متنوعة، منها: تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية. تاريخ الكنيسة السريانية الهندية. البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية. ديوان شعر بالسريانية. المجلة البطريركية (مؤسسًا وناشرًا). أبحاث في المقارنة اللغوية: السريانية والعربية، وسير الأباء مثل مار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي. محاضرته في جامعة غوتنغن (1971) أصبحت مرجعًا مهمًا لدراسة تاريخ الكنيسة السريانية. عُرف بأنه “موسوعة في التاريخ الكنسي”، وبراعته في الوعظ والخطابة جعلته فريدًا في الأوساط الكنسية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار اغناطيوس يعقوب الثالث” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران إغناطيوس مالويان | الولادة: 1869 الوفاة: 1915 📚 النشأة والبدايات وُلد المطران إغناطيوس مالويان في مدينة ماردين (التي تقع اليوم ضمن الأراضي التركية) بتاريخ 15 نيسان 1869. تلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة أبرشية ماردين بإشراف المطران ملكون ناظاريان، حيث ظهرت عليه منذ صغره علامات التديّن والذكاء. وفي عام 1883، أُرسل إلى دير سيدة بزمار في كسروان – لبنان، حيث تعمّق في التكوين الروحي والديني، الأمر الذي هيّأه لمسيرة كهنوتية طويلة ومميّزة. ⛪ الرسامة الكهنوتية والمناصب نال إغناطيوس مالويان سر الكهنوت في السادس من آب عام 1896، يوم عيد التجلي، على يد الكاثوليكوس – البطريرك إسطيفانوس بطرس العاشر أزاريان. تميّز بخدمته الرعوية وحكمته الروحية، مما أهّله لاحقًا لتولّي منصب أبرشي. وفي 22 تشرين الأول 1911، عُيّن رسميًا مطرانًا لماردين للأرمن الكاثوليك، فقاد شعبه بروح الراعي الأمين إلى أن ختم حياته بالشهادة في 11 تموز 1915. ✝️ زمن الاستشهاد مع اندلاع الإبادة الجماعية للأرمن والسريان وأقليات أخرى عام 1915، تعرّض المطران مالويان لضغوطات متكرّرة من السلطات العثمانية للتخلي عن إيمانه واعتناق الإسلام. رفض ذلك بإصرار، ما جعله عرضة للتعذيب الوحشي والمضايقات. أُلقي القبض عليه مع مجموعة من الكهنة والمؤمنين، وخضع لمحاكمة زائفة اتُّهم خلالها بالتحريض وحيازة السلاح، لكنه واجه القاضي بجرأة وثبات في الدفاع عن عقيدته المسيحية. 🕊️ مسيرة القافلة إلى الشهادة بعد استجوابات متواصلة، سيق المطران مالويان مع قافلة تضم 417 مسيحيًا من الأرمن والسريان والكلدان والبروتستانت في اتجاه ديار بكر. كان يسير في مؤخرة القافلة حافي الرأس والقدمين، مُكبَّلًا بالأغلال وتظهر على جسده آثار التعذيب. وعلى الطريق، قُتل جميع أفراد القافلة واحدًا تلو الآخر، وبقي المطران حتى اللحظة الأخيرة. عُرضت عليه الحرية والحياة مقابل إنكار إيمانه واعتناق الإسلام، لكنه رفض، فكان آخر من أُعدم، حيث أرداه قائد الشرطة رصاصًا. وكان عمره آنذاك 46 عامًا. 🙏 التبجيل وإعلان القداسة تحوّلت سيرة المطران إغناطيوس مالويان إلى رمز للشهادة والثبات على الإيمان. ففي 7 تشرين الأول 2001، أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًا، اعترافًا ببطولته الروحية وشهادته المسيحية. وفي عام 2025، أعلن البابا فرنسيس الموافقة على تقديسه، ومن المقرر أن تُقام مراسم إعلان قداسته في 19 تشرين الأول 2025، ليصبح المطران مالويان قديسًا في الكنيسة الجامعة، وشاهدًا خالدًا على الإيمان حتى الموت. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكسيموس حكيم | الولادة: 1689 الوفاة: 1761 🕊️نشأته هو ميخائيل بن بولس بن رزق الله تتنجّيّ الملقَّ بالحكيم، ِلِما اشتُهَرَت به أسرتُهُ من صناعة الطّبّ، ولاسّيّما أخوه منصور، الذي كان طبيب السلطان في القسطنطينّيّة. وُلد في حلب سنة 1689، ودرس فيها الصرفَ والنحوَ وعِلمَ البيان على أساتذةِ اللغةِ المشاهير إذ ذاك، مع رفقائه نقولا الصائغ وعبدالله زاخر وجبرائيل فرحات ومكرديج الكسيح. اشتهر بعلمه وتقواه، وانتمى إلى أسرة بارزة في صناعة الطبّ. التحق بدير البلمند سنة 1710 ثم بدير القدّيس يوحنا الصابغ، حيث أبرز النذور وسيم شمّاسًا ثم كاهنًا، قبل أن يتجوّل في مصر وسيناء وفلسطين لأغراض دينية وخيرية. 🕍سيامته الأسقفية انتُخب مرّات في مناصب إدارية في الرهبانية، ورغم ترشيحه للأسقفية رفض أولًا، مفضّلًا حياة التواضع، إلى أن سِيم أسقفًا على حلب سنة 1732. عمل على توحيد أبناء الطائفة الكاثوليكية، وأعاد تنظيم الكنيسة وسجّلاتها، وأسّس خدمة عيد الجسد الإلهي. واجه اضطهادات شديدة من البطريرك الأرثوذكسي سلفستروس، ما اضطرّه إلى الغياب عن حلب أربع مرات، أطولها تسع سنوات، حيث تعرّض للنفي والحبس، وصودرت الكنائس وأموال الطائفة. رغم ذلك، أدار شؤون أبرشيته بالمراسلة، وألّف كتبًا ورسائل لاهوتية مثل منهاج التوبة وإيضاحات يقينية في كيفية انشقاق الروم. شارك في حلّ نزاعات كنسية كبرى، وأسهم في بناء دير البشارة للراهبات في زوق مكايل. وفي خضم صراع على البطريركية الأنطاكية. ⛪ارتقاؤه البطريركية ووفاته عُيّن بقرار من الكرسي الرسولي بطريركًا سنة 1761، لكنه لم يمكث في المنصب سوى خمسة أشهر قبل وفاته في دير القدّيس يوحنا الصابغ، ودُفن فيه، وكان له من العمر اثنان وسبعون سنة. 📖 مؤّلّفاته خدمة لعيد الجسد الإلهي (1733-1736)، وضع نصّ يوم العيد وأيامه التابعة، ونُشرت لاحقًا في بيروت. رسالة في أخص التحديدات الكاثوليكية (1733). إيضاحات يقينية في كيفية انشقاق الروم عن الكنيسة الكاثوليكية (مخطوطة محفوظة بباريس). منهاج التوبة (1733-1736، مخطوطة بدير الشير). عظة طُبعت في حلب سنة 1878. قصيدة في أسرار الوردية الخمسة عشر (1734). اثنتا عشرة رسالة راعوية (1733-1738) منها روضة الآداب المسيحية. مراسلات مع الكرسي الرسولي الروماني بشأن قضايا أبرشيته. سبعة تأملات تختص بافتقاد قوى الإنسان الباطنة وانتقادها وتهذيبها. خمسة أبيات لزياح أيقونة سيدة الكرمل. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث” مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جراسيموس سَمّان | الولادة: – الوفاة: 1754 🕊️ نشأته وُلِد جرجس سَمّان في مدينة حلب، ونشأ منذ طفولته على الإيمان الكاثوليكيّ، وكان يبشّر به وهو في العالم. التحق بدير البَلَمنْد قرب طرابلس، حيث أمضى نحو عشرين عامًا مرشدًا وأبًا روحيًّا للرهبان، واشتهر بالوعظ في طرابلس ولبنان. شارك في مساعٍ لتجديد الحياة الرهبانيّة وتعزيز الوحدة مع الكنيسة الكاثوليكيّة. 🕍انتخابه للأسقفّيّة في سنة ١٧٢١ استدعاه البطريرك أَثناسيوس دَبّاس وعيّنه وكيلًا بطريركيًّا في دمشق، ثمّ رُسِم في ٢٦ كانون الأوّل من العام نفسه مطرانًا على حلب، لكنّه قُوبل بمعارضة من بعض أبناء المدينة. وفي ظلّ الانقسام بين الكاثوليك والأرثوذكس، تعرّض لضغوط ونُفي مرّات عدّة، فسُجن في طرابلس ودُفع غرامة كبيرة لإطلاقه، ثم نُفي إلى جبل آثوس حيث بقي خمس سنوات في عزلة مشدّدة. ⚔️الأسقف المُبعَد عن أبرشّيّته بعد وفاة البطريرك أَثناسيوس سنة ١٧٢٤، احتدم الصراع المذهبي مع تولّي البطريرك الأرثوذكسي سلفستروس الذي قاد حملة اضطهاد للكاثوليك، شملت اعتقال جَراسيموس ونفيه. وفي سنة ١٧٣١ عاد إلى حلب بعد جهود وساطة، لكنّ الخلافات الداخليّة في الطائفة الكاثوليكيّة أدّت إلى مطالبته بالاستقالة لصالح الكاهن مَكسيموس حَكيم. وبعد مفاوضات وشروط، قدّم استقالته رسميًّا في ٤ أيار ١٧٣٢، ورسم بنفسه خَلَفه الجديد. ظلّ جَراسيموس بعد استقالته متردّدًا وناقمًا على قراره، وحاول بعض أنصاره الدفع به لاستعادة منصبه. وفي سنة ١٧٣٥ غادر حلب نهائيًّا، واختار الاعتزال في دير الملاك ميخائيل بالزوق، حيث أقام نحو تسع عشرة سنة، عُرف خلالها بثباته وصبره رغم ما تعرّض له سابقًا من اضطهادات. 🕯️وفاته توفّي جَراسيموس مساء ١٧ كانون الأوّل ١٧٥٤، ودُفن في كنيسة دير الملاك ميخائيل، ليبقى ذكره مرتبطًا بمرحلة صاخبة من تاريخ الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة في حلب، وبمثاله في التحمّل والثبات على الإيمان. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك أثناسيوس الثالث دّبّاس | الولادة: 1685 الوفاة: 1724 احتل البطريرك أثناسيوس الثالث دّبّاس موقع الصدارة بين أساقفة الروم الملكّيّين بحلب لعقود، حيث قاد أبرشية حلب لمدة تسع وثلاثين سنة، وجعلها مقراً مؤقتاً للبطريركية الأنطاكية، معززًا النشاط الثقافي والحرّية الكاثوليكية بين أبناء الطائفة. ينقسم عهده إلى ثلاثة أقسام: من ١٦٨٥ إلى ١٦٩٤: بطريرك أنطاكي منافس للبطريرك كيرّلس الخامس الحلبّي. من ١٦٩٤ إلى ١٧٢١: بطريرك سابق لكنه راعٍ لأبرشية حلب بعد تنازله عن السلطة الفعلية. من ١٧٢١ إلى ١٧٢٤: أدَّر الأبرشية بالتعاون مع المطران جراسيموس سمان، لكنه أبعده واحتفظ بالإدارة. 🕊️ نشأته بولس بن الخوري فضل الله الدبّاس وُلد في دمشق عام ١٦٤٧ في أسرة كهنوتية. تلقى تعليمه على يد اليسوعيين واعتنق الإيمان الكاثوليكي. مارس مهنة الخياطة ثم اتجه إلى الحياة الرهبانية في دير القديس سابا في القدس، حيث درس اللاتينية وترقى ليصبح رئيس دير الروم في بيت لحم. تأثر برهبان القديس فرنسيس وتعزز ميوله للكاثوليكية. 👑اختياره لأبرشية حلب وسيامته بطريركًا بعد وفاة المطران ملاتيوس الباياسي، زار وجهاء حلب دير القديس سابا في القدس ووجدوا الراهب الدمشقي بائيسيوس (أثناسيوس) وطلبوا منه أن يصبح مطرانًا لهم. بالرغم من رفض البطريرك كيرّلس الخامس الحلبّي، تم تتويج أثناسيوس في دمشق في ٢٥ حزيران ١٦٨٥ كبطريرك أنطاكي. واشتدت المنافسة بينه وبين كيرّلس، حيث انقسمت الطائفة بين حزبَي “البرغشي” (أنصار أثناسيوس) و”الناموسي” (أنصار كيرّلس)، مع تدخل السلطات العثمانية ورومة في النزاع، وكان للحلبيين دور بارز في دعم أثناسيوس، الذي كان محبوبًا بينهم بسبب كاثوليكيته وانتمائه إلى الروم الملكيين. ✈️سفره إلى بلاد الفلاخ (١٧٠٠- ١٧٠٥) على أَنّ وضع أثناسيوس في حلب ساء كثيرًا بعد إبرامه هذا الصلح مع منافسه كيرّّلس وتخاذله أمامه. فقد تخّّلى عنه أصدقاؤه القدامى وأوجبوا عليه التنازل عن البطريركيّة. فتباعد عنه المرسلون والقناصل. وزاد الطين بّّلة ما انتاب الحلبّيّين في تلك الأيام من ضيق شديد وغلاء في المعيشة وانحباس الأمطار. تجاه هذا الواقع قرّر أثناسيوس في آذار سنة ١٧٠٠ أن يبتعد عن حلب في سفرة إلى القسطنطينّيّة، ومنها قصد بوخارست عاصمة بلاد الفلاخ، حيث نزل ضيفًا مكرّمًا على أميرها المسيحي الشهم يوحّنّا قسطنطين باصارابا ويوضّا. وقد اعتقد البعض أنّ أثناسيوس كان في الماضي أبًا روحيًا وواعظًا. ثم حصل من كرم الأمير الروماني على ما عجز أسلافه عن الحصول عليه من مجمع انتشار الإيمان في روما، فطُبع في بوخارست على نفقة الأمير عدد من الكتب الدينية والطقسية باللغة العربية. وهكذا صدرت عن المطبعة الأميرية في بوخارست الكتب التالية تباعًا: الكتاب المقدس بكامله سنة ١٧٠٠، حسب بعض المصادر. كتاب القداسات الثلاثة الإلهية، سنة ١٧٠١. كتاب الأورولوجيون المعروف بالسواعي، سنة ١٧٠٢. وقد ناظر أثناسيوس بنفسه طبع هذه الكتب بمعاونة الكاهن الراهب أنثيموس الكرجّيّ، الذي كان يجيد اليونانية والسلافية والتركية إضافة إلى لغته الكرجية. وفي حزيران سنة ١٧٠٢ أهدى الأمير مذکور تاريخًا للبطاركة الأنطاكيين، كتبه باليونانية الحديثة، نقلاً عن المؤرخين الروم الملكيين السابقين. وهذا التاريخ محفوظ إلى اليوم في نسخة وحيدة في المكتبة الوطنية في فيينا برقم “يوناني ٨٥”. وبتاريخ ١١ تموز سنة ١٧٠٣ كان أثناسيوس لا يزال في بوخارست، إذ حضر فيها تنصيب أولياء نعمته من الأمراء ملوًا على بلاد الفلاخ. وهناك من يعتقد أن البطريرك القسطنطيني جبرائيل الثالث عيّنه سنة ١٧٠٥ رئيسًا لأساقفة قبرص، خلفًا لرئيس أساقفتها جرمانوس المتوفى، والله أعلم. على كل حال، عاد أثناسيوس إلى حلب في غضون عام ١٧٠٥، مصطحبًا معه، فضلًا عن الكتب التي طبعها في بوخارست، مطبعة عربية كاملة، هي أول مطبعة عربية في الوطن العربي، وضعها في مطرانيته بحلب. رسم أيقونتين لدير البلمند للقديس جاورجيوس والأربعين شهيدًا. في ١٧٠٨ تعاون مع ابنه الشمّاس حنانيا في رسم نسخة من أيقونة “الدينونة العامة” المحفوظة حتى الآن. آخر أيقونة معروفة له تحمل تاريخ ١٧٢٢ وتمثل “العذراء الهادية”، محفوظة في دير يوحنا الصايغ بالخنشارة. ابنه الشمّاس حنانيا بدأ ممارسة فن أبيه، فكان يرسم معه في البداية ثم وحده من ١٧١٤ حتى ١٧٤٠. وفي عهد البطريرك أثناسيوس برز فنانون آخرون مثل موسى بن اصطفان في الرسم على الخزف الصيني، وجبرائيل بن ميخائيل لباد الحلبّي في فن النسخ وتزيين المخطوطات، حيث ترك “كتاب الليتورجيات الإلهية” نسخة نفيسة تعود إلى سنة ١٧١٥. كما برز فنانون آخرون في رسم الأيقونات مثل شكرا الله بن يواكيم بن زلعوم وآخرون، ما يدل على أن عهد البطريرك أثناسيوس كان عهد نهضة ذهبية في الأدب والفنون والصناعة بين المسيحيين الحلبيين. 🤝في خدمة الفقراء والكنيسة كان البطريرك أثناسيوس عالمًا ماهرًا وإداريًا محنكًا، وله محبة خاصة للفقراء. من آثار رعايته الخيرية التي وصلتنا، ما ورد في “كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب” للشيخ كامل الغزي، أن في سنة ١٧١٣ أوقف مسقفات لفقراء النصارى. وفي ٥ آذار ١٧١٩ كتب البطريرك وثيقة يوقف فيها خمس دور من ممتلكاته على أيتام فقراء طائفته في حلب، مع تخصيص جزء من الريع لأفراد من أسرته. وفي ٢٥ تموز ١٧٢٠ حرّر وثيقة تميز فيها خصوصيات أنيسة حلب عن مطرانها. كما أصدر أوامر مشددة لمنع بعض التجاوزات الأخلاقية والاقتصادية التي كانت تحدث في الأعراس، ونشرها الخوري بولس قرألي في المجلة السورية سنة ١٩٢٨. ⛪تأسيس الرهبانّيّة الشويرّيّة في عهد البطريرك أثناسيوس الثالث دّبّاس تأسست الرهبانية الشويرية (منذ 1697) في دير البلمند، بهدف إنعاش النظام الرهباني الشرقي ونشر الاتحاد الكاثوليكي في لبنان والشام. في 1710 انتقل الرهبان إلى دير القديس يوحّنّا الصابغ في الشوير، بعد موافقة البطريرك كيرّلس الخامس، مع تأسيس قانون رهباني مختصر. قاد الرهبانية الخوري سليمان آسري ثم الخوري جرجس سّمّان، وبعدهما نيكيفورس بن الخوري عازار كرمه الذي نظم أول مجمع عام للرهبانية في 1720. ⚖️ التأرجح بين الكثلكة والأرثوذكسّيّة في فترة تأسيس الرهبانية، ازدهرت الحراة الكاثوليكية في أبرشيات البطريركية الأنطاكية، وأكدت رومة شرعية أثناسيوس كبطريرك كاثوليكي. لكنه واجه ضغوطًا وعقبات، منها ملاحقات في حلب، وتوترات مع السلطات العثمانية. في 1716، أبدى البطريرك كيرّلس الخامس استعداده للاتحاد مع رومة، فكان صراع على الشرعية بينه وبين أثناسيوس. في 1717 طلب المجمع المقدس من أثناسيوس التنازل رسمياً لصالح كيرّلس، الذي اعتبر كاثوليكياً واعتُرف به من قبل البابا في 1718. أثناسيوس تنازل بشروط لكنه سرعان ما ابتعد عن الكثلكة، حتى بعد وفاة منافسه كيرّلس عام 1720، ومال نحو الأرثوذكسية ومناهضة الكاثوليكية. بعد وفاة كيرّلس، عاد أثناسيوس إلى سوريا وبدأ يتقرب من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية، معاديًا الكاثوليك والمرسلين. نشر مؤلفات معادية للكاثوليكية، منها ترجمة “عتاب صخرة الشك” التي تهاجم الكنيسة الغربية، وسببت له غضبًا وانشقاقًا في صفوف أنصاره. هرب الشماس عبد الله زاخر، أحد أنصاره، إلى لبنان ودير القديس يوحّنّا الصابغ. طلب أثناسيوس الدعم من بطريرك القسطنطينية وإصدار مجمع ضد المرسلين الكاثوليك في 1722، وحصل على فرمانات سلطانية ضدهم. توزع أثناسيوس هذه الأوامر في أبرشيته، وأكد تمسكه بالإيمان الأرثوذكسي، بينما رفض عبد الله زاخر هذه القرارات وكتب ضدها، وانتقل إلى لبنان خوفًا من الانتقام. 🕯️وفاته ظل المرسلون الأجانب في حلب منقسمين حول معتقد البطريرك أثناسيوس، فبعضهم كان يرى أنه كاثوليكي بالقلب وأرثوذكسي بالظاهر، وآخرون يعتبرونه زعيمًا أرثوذكسيًا وخصمًا للكاثوليكية. الحلبّيّون كانوا يقدّرون أثناسيوس ويحبونه، وفضلّوه على منافسه البطريرك كيرلس الخامس، وقبلوا ترشيح تلميذه سلفستروس القبرصي ليخلفه على الكرسي البطريركي. في آخر أيامه، طلب أثناسيوس من شعبه أن ينتخبوا سلفستروس بطريركًا، مع شرط ضمني بمسامحة جراسيموس، وبعدها أرسل رسائل إلى القسطنطينية تؤكد خلافة سلفستروس. سلفستروس، الذي كان في جبل آثوس، عاد إلى حلب وأثار جدلاً بين أهلها، لكن توفي في 24 تموز/ أغسطس 1724 بعد مرضه بداء المثانة. المطران جرمانوس فرحات يروي أن بطرس فروماج اليسوعي نصح أثناسيوس بالاعتراف في مرضه الأخير، لكنه رفض، واعترف عند كاهن قبرصي مشاكس، ما اعتبره اليسوعيون غير مقبول. جبرائيل حوا، مطران قبرص الماروني، يؤكد أنه زار أثناسيوس في آخر أيامه ومنحه الحلول من الحرم، بينما الأب الكبوشي Joseph de Reuilly يدعي أنه زاره قبل الوفاة وأن أثناسيوس أعلن تمسكه بالإيمان الكاثوليكي، لكنه حافظ على عادات الطقس. في النهاية، يبقى الأمر مجهولًا بشأن المذهب الذي توفي عليه أثناسيوس، وربما كان يعتقد بإمكانية التوفيق بين الانتماء الكاثوليكي والأرثوذكسي في الوقت نفسه. 📖مؤّلّفاته تاريخ البطاركة الأنطاكيين: مكتوب باليونانية الحديثة، مخطوط ولم ينشر بعد، معتمد بشكل كبير على مؤلفات البطريرك مكاريوس الحلبي. مواعظ يوحّنّا فم الذهب: 34 موعظة تُرجمت للعربية قبل 1700 وطُبعت في حلب 1707، وأعيد طبعها مرات عدة. أعمال المجامع المسكونية الأربعة الأولى (مع مجمع سرديقه): ترجمة عن اللاتينية واليونانية، قدّم له الخوري جبرائيل فرحات مراجعات. كتاب صلاح الحكيم وفساد العالم الذميم: ترجمة من اليونانية عام 1705، منسوبة خطأ للقديس باسيليوس الكبير، نُقّحت من قبل جبرائيل فرحات. رسالة وجيزة في التوبة والاعتراف: بعنوان “سلك الدّرّ النظيم في سر التوبة والاعتراف القويم”، طُبعت في حلب 1711. ترجمة جديدة لكتاب التريودي: بمعاونة جبرائيل فرحات، مع مراجعة نص الأناجيل الأربعة وكتاب كتاب الباراليتيكي، نُشرت في 1711. مواعظ آحاد وأعياد السنة. توجيهات رعوية حول الكهنوت والزواج والعماد والجنازات: منشور أسقفي صدر في تموز 1716، نُشر وعُمم لاحقًا. منهاج الكهنوت لخدّام اللاهوت: ترجمة عام 1716 عن المؤلف اليوناني نقولا بلغاريس. صنعة الفصاحة: ترجمة عام 1718 من أصل يوناني مجهول. كتاب صخرة الشك: ترجمة عن المطران الياس منياتس، طُبعت في لندن عام 1721. رسالة المجمع القسطنطيني 1722: موجهة ضد الدعاية اللاتينية، ووقّعها سلفستروس، أثناسيوس، وآريزنثوس. كتاب منهاج الصلاح لبغية النجاح: وضعه عام 1723. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران ملاتيوس الباياسي | الولادة: 1670 الوفاة: 1685 🕊️نشأته رُسم المطران ملاتيوس الباياسي مطرانًا على حلب في 12 حزيران 1670، بعد شغور دام حوالي 11 عامًا في أبرشية حلب التي كانت تحت إدارة مباشرة من البطريرك مكاريوس الحلبّي. كان ملاتيوس مرافِقًا للبطريرك مكاريوس في رحلته إلى بلاد المسيحيين (1652-1659)، وعُيّن رسميًا بعد عودته من تلك الرحلة. ⚔️حوادث عهده الأسقفّيّة دامت أسقفيته حوالي 15 عامًا، شهدت فترة صراعات داخلية في البطريركية الأنطاكية بين فرقاء متنافسين على العرش البطريركي، وهو الصراع الذي أثّر على أبرشية حلب أيضًا. رغم ذلك، لم تتوفر معلومات كثيرة عن دوره الفعلي في تلك الأحداث بسبب قلة الوثائق المعاصرة. تُظهر المصادر أنه في زمنه جرت مواعظ دينية، وإرسال اعترافات كاثوليكية إلى روما، لكن خلافات البطريركية ظلّت تهيمن على المشهد. ويُطرح التساؤل حول ما إذا كانت شخصيته ضعيفة أم أن نقص الوثائق التاريخية هو سبب غياب اسمه عن الأحداث الكبرى في تلك الحقبة. 🕯️تاريخ وفاة المطران ملاتيوس الباياسي لم تُعثر حتى الآن على وثيقة معاصرة تحدد بدقة تاريخ وفاة المطران ملاتيوس الباياسي، لكن استنادًا إلى ما أورده المؤرخ البيروتي المجهول في ملحق لتاريخ بطاركة أنطاكية، يتّضح أن وجهاء حلب زاروا دير القديس سابا بعد وفاة البطريرك ناوفيطوس في اللاذقية (عام 1685)، وهناك وجدوا راهبًا دمشقياً يُدعى أثناسيوس، الذي تمّ تنصيبه مطرانًا لحلب بعد وفاة المطران ملاتيوس بفترة قصيرة، ويُعتبر هذا مؤشراً قوياً على أن ملاتيوس توفي حوالي سنة 1685. 👑من خلف ملاتيوس في كرسّي حلب؟ يدعي المؤرخ كيرلس آرلفسكي في مقاله عن “حلب” أن خلف ملاتيوس كان أسقفًا ملكيًا يدعى غريغوريوس حوالي سنة 1698، استنادًا إلى محضر جلسة مجمع انتشار الإيمان في 28 تموز 1698 التي تشير إلى إرسال صورة اعتراف كاثوليكية موقعة من غريغوريوس، لكنه لم يكن أسقف حلب، بل أسقف هيرابوليس، والتي تمثل خطأً كتابة لمدينة بعلبك (هيرابوليس باللاتينية)، وهي قريبة من طرابلس، وليست حلب. ويعتقد الباحثون أن غريغوريوس كان مطران بعلبك، وأن الوثائق الأصلية لهذه الاعترافات محفوظة في مجمع التفتيش ولا تزال مغلقة أمام الباحثين. بناءً على ذلك، يرجح أن المطران ملاتيوس الباياسي توفي حوالي 1685، وأن خلفه المباشر على كرسّي حلب كان البطريرك أثناسيوس الثالث دباس نفسه. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك مار روفائيل بيداويد | الولادة: 1922 الوفاة: 2003 مار روفائيل الأول بيداويد (بالسريانية: ܪܘܦܐܝܠ ܩܕܡܝܐ ܒܝܬ ܕܘܝܕ، بالعربية: مار روفائيل الأول بيداويد) (17 أبريل 1922 – 7 يوليو 2003) كان بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من عام 1989 حتى عام 2003. وكان أيضاً عالماً سريانياً. 🕊️ حياته ولد في 17 أبريل 1922 في مدينة الموصل شمالي العراق، من عائلة آشورية، وتلقى تعليمه المدرسي والكنسي في الموصل. رُسم كاهناً في 22 أكتوبر 1944 في روما، وحصل في عام 1946 على الدرجات الأكاديمية في الفلسفة واللاهوت. عمل بين عامي 1948 و1956 أستاذاً للفلسفة واللاهوت في الموصل. في 6 أكتوبر 1957، وفي سن الخامسة والثلاثين، رُسم أسقفاً للعمادية من قبل البطريرك يوسف السابع غنيمة، ليصبح أصغر أسقف كاثوليكي في العالم. وكأسقف للعمادية، شهد النزوح الجماعي للمسيحيين من العراق. ثم عُيّن مار رفائيل بيداويد أسقفاً لبيروت، لبنان، عام 1966، وخدم في هذا المنصب لمدة 23 عامًا. في 21 مارس 1989، انتُخب مار رفائيل الأول بيداويد بطريرك بابل، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وأكد البابا يوحنا بولس الثاني انتخابه في يونيو 1989. خلال بطريركيته، وبموافقة المجمع الكلداني، أسس الكلية البابوية لبابل للفلسفة واللاهوت عام 1991 في بغداد – الدورا، الميكانيك – بجوار مدرسة القديس بطرس الكلدانية، والتي أصبحت مؤسسة تعليمية مهمة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. كان البطريرك بيداويد يتحدث 13 لغة. وتوفي في بيروت، لبنان، في 7 يوليو 2003، عن عمر يناهز 81 عامًا. 🌿 العمل الرعوي كان البطريرك بيداويد مدافعًا عن توحيد كنيسة المشرق الآشورية (التي كانت تُعرف سابقًا باسم كنيسة المشرق) والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، اللتين انفصلتا في عام 1552 ميلادي. في نوفمبر 1996، التقى مار دنخا الرابع من كنيسة المشرق الآشورية ورافائيل الأول بيداويد من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في ساوثفيلد – ميشيغان، ووقّعا بيانًا بطريركيًا مشتركًا التزم فيه كنيستاهما بالعمل نحو إعادة الاندماج، وتعهدا بالتعاون في القضايا الرعوية مثل صياغة عقيدة مشتركة، وإنشاء مدرسة دينية مشتركة في منطقة شيكاغو – ديترويت، وحفظ اللغة الآشورية، وغير ذلك من البرامج الرعوية المشتركة. في 15 أغسطس 1997، التقى البطريركان مرة أخرى في روزيل – إلينوي، وصادقا على “مرسوم سينودي مشترك لتعزيز الوحدة” الذي وقعه أعضاء المجمعين المقدسين. وأعاد البيان تأكيد التعاون الرعوي، واعترف بأن الآشوريين والكلدانيين الكاثوليك يجب أن يقبلوا الممارسات المتنوعة للآخر كشرعية، ونفذ رسميًا إنشاء “لجنة مشتركة آشورية كلدانية للوحدة”. كما أعلن أن كل طرف يعترف بالخلافة الرسولية والأسرار والشهادة المسيحية للآخر، وأوضح الشواغل المركزية لكلا الجانبين في الحوار، مع التأكيد على الحفاظ على اللغة والثقافة الآشورية، وتمسك الآشوريين من كنيسة المشرق الآشورية بحريتهم وحكمهم الذاتي، وإصرار الكلدان الكاثوليك على الشركة الكاملة مع روما. 📜 الخلاصة عاش مار روفائيل الأول بيداويد 81 سنة، قضى منها: 10 سنوات في دراسة علوم الفلسفة واللاهوت في روما. 53 سنة في خدمة الكهنوت والكنيسة. 23 سنة في خدمة أبرشية الكلدان في لبنان. 14 سنة بطريركًا للكنيسة الكلدانية في أصعب مرحلة من جراء الحصار الجائر على العراق. من أهم أعماله في السدة البطريركية: دعوة رؤساء الطوائف المسيحية في العراق لتأسيس مجلس لمراجعة شؤون المسيحيين. تأسيس مجلس مطارنة الكاثوليك في العراق. إقامة المؤتمر البطريركي العام للكنيسة الكلدانية لمراجعة مجالات الخدمة. تأسيس أخوية المحبة في زمن الحصار. تأسيس كلية بابل للفلسفة واللاهوت بتاريخ 18/8/1991. إصدار مجلة نجم المشرق. المساهمة في تأسيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وأول أمين سر له. تمثيل المجلس الكاثوليكي في الجمعية العامة الرابعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط. ✍ كتاباته كتابة مقالات في مجلتي الندم والنور في الأربعينيات بعد عودته من روما. ترجمة مذكرات الأب لانزا الدومنيكي من الإيطالية إلى العربية، ونشرها في النجم ثم كتاب مستقل. العمل في لجنة فهرسة مخطوطات البطريركية مع القس اسطيفان بابكا والسيد اسحق عيسكو. إعادة طبع القاموس الكلداني ليعقوب أوجين منا مع إضافة مقدمة تاريخية وأبواب جديدة. كتابة مقالات في اللاهوت والفلسفة والتاريخ بلغات متعددة، منها العربية، الكردية، التركية، الفرنسية، الإيطالية، اللاتينية، والإنجليزية، إضافة إلى لغة الأم السورث. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران أندراوس صنّا | الولادة: 1920 الوفاة: 2013 🌱 النشأة والبدايات ولد المطران اندراوس صنا بقرية آرادن في قضاء العمادية في محافظة دهوك عام 1920، وتلقى علومه الاولية في مسقط رأسه، ثم التحق بمعهد مار يوحنا الحبيب الديني في الموصل واكمل فيه دارسته الابتدائية والثانوية ودارسته الفلسفية واللاهوتية وسميّ قسيسًا عام 1945، وخدم في أبرشية العمادية حتى انتخب مطرانًا على أبرشية عقرة في محافظة الموصل عام 1957، ثم في الموصل وبغداد. وحينما تأسس مجمع اللغة السريانية ببغداد عام 1972. عُيّن عضوًا عاملًا فيه وانتخب رئيسًا له، ثم تخلى عن رئاسته ليتفرغ لأعماله الدينية. وفي عام 1979 أختير عضوًا عاملًا في المجمع العلمي العراقي، وانتُخب رئيسًا لهيئة اللغة السريانية عام 1989. في نطاق خدمته الدينية نُقل الى رئاسة اسقفية كركوك والتحق بوظيفته الجديدة عام 1978، وبقي فيها حتى سنة 2003 حيث تقاعد لبلوغه السن القانونية وقضى بقية حياته في مطرانية كركوك الكلدانية. شارك في عدة مؤتمرات دينية في أوروبا واسيا وامريكا، وله الكثير من البحوث المختصة في الفكر والديانة السريانيين، والمقارنات بين اللغة السريانية والعربية واللغة الآرامية وهي سلسلة بحوث لغوية نشرت في اربع حلقات. يتقن العربية والسريانية والفرنسية والإيطالية ويعرف اللاتينية والكردية وله إلمام بالإنكليزية. 📖من مؤلفاته: استشهاد البطريرك شمعون برصباعي في القرن الرابع الميلادي في عهد سبور الثاني الفارسي. استشهاد مار جرجس. اهتداء مار بولص الرسولي (بالعربية). ميلاد السيد المسيح. ترجمة جزء من حياة القديسة ترازيا الصغيرة من الفرنسية الى السريانية الدارجة، ما زالت مخطوطة. حلقة من سلسلة الفكر المسيحي في المجمع الفاتيكاني الثاني_ الموصل 1963م. دراسة في الأساليب الكتابية لمار أفرام السرياني_ بغداد 1974م. تناظر الحروف العربية والسريانية في الصورة والصوت _1982م. نشوء التنقيط والتحريك في السريانية 1984م. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو | الولادة: 1948 الوفاة: – البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو هو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، وقد تولى هذا المنصب منذ 1 شباط 2013. 🕊️ النشأة والمسيرة الكهنوتية وُلد في 4 تموز 1948 في مدينة زاخو، إقليم كردستان العراق. سيم كاهنًا في أبرشية الموصل الكلدانية عام 1974. حصل على شهادة الدكتوراه في علم آباء الكنيسة من الجامعة البابوية في روما عام 1983. نال ماجستيرًا في الفقه الإسلامي عام 1984. حصل على شهادة دكتوراه في تاريخ العراق القديم من جامعة السوربورن في باريس عام 1986. 👑 الأسقفية والبطريركية الأسقفية: انتُخب مطرانًا على أبرشية كركوك عام 2002، وسيم على هذا المنصب في العام التالي. البطريركية: انتُخب بطريركًا للكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفًا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي في 1 شباط 2013. 🏛️ المناصب والتكريمات المجلس الاقتصادي الفاتيكاني: تم تعيينه عضوًا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في 4 كانون الثاني 2022. الأوسمة والتكريمات: وسام الدفاع عن الإيمان من إيطاليا. وسام “باكس كريستي” الدولي. وسام “القديس إسطيفان” عن حقوق الإنسان من ألمانيا. 📚 الإنتاج العلمي ألف ونشر أكثر من 200 مقال و20 كتابًا في مجالات علم اللاهوت المسيحي والفقه. 🕯️ المواقف والأنشطة الحوار بين الأديان: يُعرف بدعمه للحوار بين الأديان والمجتمعات المختلفة، مؤكدًا على أهمية التعايش السلمي والاحترام المتبادل. الدفاع عن حقوق المسيحيين: يعمل على تعزيز حقوق المسيحيين في العراق والعالم، داعيًا إلى حماية حقوق الأقليات الدينية. العودة إلى العراق: في 12 تموز 2024، تسلم النسخة الرسمية للأمر الديواني من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتسميته بطريركًا للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، مما مهد لعودته إلى بغداد بعد فترة من الغياب. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الخوري بطرس نصري | الولادة: – الوفاة: – 🏞 النشأة والتعليم الخوري بطرس نصري هو شخصية كنسية وثقافية بارزة من بلدة القوش في شمال العراق، وُلد في أواخر القرن التاسع عشر. تلقى تعليمه في مدارس كنسية محلية، ثم أكمل دراسته في معاهد دينية في العراق وربما في الخارج، متقنًا اللغة السريانية واللاهوت. 📖 النشاط الكنسي والخدمة عمل خوريًا في عدة رعايا داخل العراق، وكان معروفًا بتفانيه في خدمة الرعية، خصوصًا في المناطق الريفية. ساهم في التعليم الكنسي، وشارك في تنظيم الحياة الروحية والاجتماعية للمجتمعات المسيحية في شمال العراق. كان من الكهنة الذين دافعوا عن التراث السرياني وحافظوا عليه من خلال التبشير والتعليم والتوثيق. 🖋️ الإنتاج العلمي لديه مؤلفات ومقالات تتناول اللغة السريانية، تاريخ الكنيسة، والتراث المسيحي في العراق. ساهم في ترجمة نصوص دينية وأدبية من وإلى السريانية، مما أثرى المكتبة الكنسية المحلية. ⚔ الاضطهاد والتحديات عاش في فترة صعبة من تاريخ العراق، خاصة خلال الحرب العالمية الأولى وسفر برلك، حيث تعرّض المسيحيون إلى اضطهاد ومجازر. قد يكون تعرض للاعتقال أو المضايقات بسبب نشاطه الديني ورعايته للرعية. 🕊️ الإرث يُذكر الخوري بطرس نصري كواحد من أعمدة الكنيسة الكلدانية في العراق في فترة التحولات الكبرى، وحافظًا على تراث اللغة والكنيسة في بيئته. ظل اسمه مرتبطًا بالخدمة الدينية والتعليمية والتوثيق الثقافي حتى اليوم. له إسهامات علمية وتاريخية بارزة، أبرزها كتابه: 📘 ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة السريان هذا الكتاب هو مؤلف تاريخي موسوعي، يُعد مرجعًا مهمًا في تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية. يُعتبر من الأعمال القيمة التي توثق تاريخ المشارقة السريان وتُسهم في حفظ التراث الثقافي والديني لهذه الطائفة. 📝 مقالاته ومؤلفاته الأخرى بالإضافة إلى “ذخيرة الأذهان”، يُذكر أن الخوري بطرس نصري قد شارك في تأليف مقالات بحثية، منها: مقالة في الطقس الكلداني: نُشرت في مجلة “المشرق” البيروتية عام 1901، بالاشتراك مع الأب ألبير أبونا. نبذ عن بعض الرجال المشهورين الكلدان: بحث نُشر في نفس المجلة عام 1901، بالاشتراك مع الأب ألبير أبونا. 📚 فهرس مخطوطات دير السيدة في القوش من بين أعماله الأخرى، قام الخوري بطرس نصري بإعداد فهرس مخطوطات دير السيدة في القوش، الذي نُشر بالفرنسية. يُعد هذا الفهرس مرجعًا مهمًا لدراسة المخطوطات السريانية والكلدانية في المنطقة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب ألبير أبونا | الولادة: 1928 الوفاة: 2021 🏞 الخلفية والنشأة وُلد الأب ألبير (يوسف) أبونا عام 1928 في بلدة فيشخابور التابعة لقضاء زاخو، في إبّان وجود العراق تحت الانتداب البريطاني. 🎓 الدراسة والمسيرة الكهنوتية التحق بـ معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي حيث تلقى العلوم النظامية، وسيُّم كاهنًا في 17 حزيران 1951. بدأ خدمته الكهنوتية في قرى زاخو والتقى ببيئة شعبية ريفية، تنقل فيها راكبًا على ظهر الحصان لتلبية حاجات الرعية. 📖 النشاط التعليمي والأكاديمي في عام 1955 عُيّن مدرسًا في معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل، حيث درّس اللغة السريانية وآدابها وتاريخ الكنيسة الشرقية لمدة نحو 18 عامًا. لاحقًا تدرّس أيضًا في جامعة الموصل (اللغات الآرامية والفرنسية)، وعاد للعمل في بغداد بعد انضمامه للرهبنة الكرملية. بعد تقاعده عام 2009، انتقل أولًا إلى كركوك ثم استقر في مطرانية أربيل عام 2010. 📚 الإنتاج العلمي وأبرز مؤلفاته ألّف وترجم أكثر من 150 كتابًا ومئات المقالات في التراث الشرقي والعلوم الكنسية، ما جعله يستحق لقب: “حنين بن إسحق العصر الحديث” من أبرز مؤلفاته: سير الشهداء والقديسين (6 أجزاء) تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية (3 أجزاء) أدب اللغة الآرامية الآراميون في التاريخ شهداء المشرق الآثار المسيحية في الموصل من بين ترجماته ومحققاته: ترجم كتاب “الكلدو-آشوريين، مسيحيو العراق وإيران وتركيا” من الألمانية إلى العربية. حقق كتاب مشاهير العراق وأعلامه بتكليف من مؤسسة أبجد عام 2024. ويُقدّر عدد مؤلفاته وترجماته بنحو 128–160 كتابًا، بالإضافة إلى مئات المقالات المنشورة في مجلات مثل نجم المشرق، بين النهرين، الفكر المسيحي. 💭 مواقفه الفكرية وأطروحاته القومية كان من المناصرين لوجهة النظر التي ترى أن المسمى الصحيح للهوية الدينية والثقافية هو “السريان/الآراميون”، لا الكلدان أو الآشوريين المجتزئين تاريخيًا. عبّر عن ذلك بوضوح في كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية وفي مقالاته المتنوعة. 🕊 الوداع والإرث وافته المنية ظهر يوم السبت 4 كانون الأول 2021، عن عمر ناهز 93 عامًا، في مستشفى مريمانه بمحافظة أربيل، بعد مسيرة علمية وروحية طويلة. نعت البطريركية الكلدانية رحيله، مؤكدة أنه كان “عنوان الكاهن الجدي والملتزم والمرشد والصديق”، وقالت إن المرض لم يمنعه من مواصلة عطائه الفكري والروحي حتى نهاية حياته. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات ” الأب ألبير أبونا ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران مار يعقوب أوجين منّا | الولادة: 1867 الوفاة: 1928 📜 النشأة والبدايات (1867–1885) وُلد مار يعقوب أوجين منّا عام 1867 في باقوفا، وهي قرية كلدانية قريبة من تلكيف في سهل نينوى شمال العراق. كانت المنطقة آنذاك جزءًا من ولاية الموصل العثمانية، وتضم خليطًا من العرب، الكرد، والآشوريين، إلى جانب المجتمع الكلداني المسيحي. ونشأ في عائلة متدينة، مما عزز ارتباطه المبكر بالكنيسة والتقاليد السريانية. حوالي سن 18 (عام 1885 تقريبًا)، التحق بـ المعهد البطريركي الكهنوتي في الموصل، وهو أهم مركز لتخريج الكهنة والأساقفة في الكنيسة الكلدانية حينها. هناك درس اللاهوت، الفلسفة، واللغات، مع اهتمام خاص باللغة السريانية التي كانت محور حياته العلمية لاحقًا. ✝ السيامة والنشاط التعليمي (1889–1902) رسم كاهنًا سنة 1889 بعد إكمال دراسته في المعهد. عُيّن مدرسًا للغة السريانية في معهد مار يوحنا الحبيب ومعهد شمعون الصفا في الموصل. خلال هذه الفترة كتب أول كتبه في النحو والمعاجم، مستفيدًا من خبرته الأكاديمية واطلاعه على التراث السرياني الكلاسيكي. تميز بأسلوب تعليمي مبسط، وكان هدفه إحياء اللغة السريانية بين الكهنة والطلاب بدل بقائها محصورة في النصوص الطقسية. ⛪ الأسقفية والنشاط الثقافي (1902–1914) عام 1902 رُسِم أسقفًا على إحدى الأبرشيات (المصادر تختلف حول ما إذا كانت أبرشية الموصل أو حدياب). في هذه المرحلة، بلغ نشاطه الثقافي ذروته: 1896: أصدر كتاب الأصول الجلية في نحو اللغة الآرامية، وهو من أوائل المراجع الحديثة في النحو السرياني. 1900: نشر معجمه الشهير دليل الراغبين في لغة الآراميين (سرياني–عربي)، الذي صار لاحقًا مرجعًا للباحثين والطلبة. المروج النزهية في آداب اللغة الآرامية: مجلدان يضمان تراجم نصوص أدبية سريانية مع شروح، بهدف تعريف القراء بالميراث الأدبي السرياني. كان أيضًا على اتصال بالمستشرقين والباحثين في أوروبا، حيث تبادل معهم المخطوطات والملاحظات حول اللغة والتراث. 🌍 الحرب العالمية الأولى والمنفى (1914–1918) مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وبدء سفر برلك وسياسة التهجير العثمانية ضد المسيحيين، واجهت الموصل والمنطقة أوضاعًا خطيرة. غادر إلى أوروبا، ربما إلى فرنسا أو روما، هربًا من الاضطرابات والاضطهادات. استمر في نشاطه الثقافي هناك، لكنه لم يتمكن من العودة إلا بعد الحرب. ⚓ مطران البصرة وما بعدها (1919–1928) بعد الحرب، عُيّن مطرانًا على أبرشية البصرة، التي كانت تضم آنذاك خليطًا من الكلدان، الأرمن، والسريان، بالإضافة إلى جاليات مسيحية مهاجرة من شمال العراق وإيران. عمل على تنظيم الحياة الرعوية وبناء العلاقات بين الطوائف المسيحية، لكن علاقته بالبطريركية في بغداد شابها بعض الخلافات الإدارية. مُنع لاحقًا من السفر مرة أخرى إلى أوروبا، فعاد إلى الموصل. ❓ الوفاة الغامضة (1928) في فبراير 1928، اختفى المطران يعقوب أوجين منّا فجأة. بعد 28 يومًا من البحث، عُثر على جثته طافية في نهر دجلة قرب الموصل. ظروف وفاته بقيت غامضة حتى اليوم: بعض الروايات تشير إلى حادث عرضي. أخرى تلمح إلى احتمال الاغتيال بسبب خلافات كنسية أو سياسية. دُفن في الموصل، وبقيت ذكراه مرتبطة بإنجازاته اللغوية أكثر من ملابسات وفاته. 📚 الإرث العلمي اللغة السريانية: يعتبر معجمه دليل الراغبين ونحوُه الأصول الجلية من المراجع الأساسية حتى اليوم. إحياء التراث: جمع نصوصًا أدبية ودينية سريانية، وحافظ على الكثير منها من الضياع. الأثر الأكاديمي: ترك بصمة قوية في المناهج التعليمية للمعاهد الكهنوتية في العراق وخارجه. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “المطران مار يعقوب أوجين منّا” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران مار توما أودو | الولادة: 1855 الوفاة: 1918 🏞 النشأة والتعليم وُلد مار توما أودو عام 1855 في بلدة القوش شمال العراق، التي كانت مركزًا كنسيًّا وثقافيًّا للكلدان. ينحدر من عائلة “أودو” المعروفة بالعلم والكنيسة، وعمّه مار يوسف أودو كان بطريرك الكنيسة الكلدانية. التحق بمدارس البلدة الكنسية وأظهر نبوغًا لغويًّا منذ الطفولة. في عمر 14 سنة تقريبًّا، رافق عمّه إلى روما سنة 1869 والتحق بـ كلية انتشار الإيمان، حيث درس اللاهوت والفلسفة واللغات. أتقن السريانية والعربية واللاتينية والإيطالية والفرنسية والتركية والفارسية. مما أهّله للعمل كمترجم ومؤلف وناقل للثقافات. رُسم كاهنًا سنة 1880، حاملاً لقب “ملفان” (معلم) تقديرًا لتفوّقه الأكاديمي. 📖 النشاط الكنسي والثقافي خدم في الموصل مساعدًا للبطريرك إيليا عبّو يونان، ثم نائبًا بطريركيًا في حلب سنة 1882. أدار المعهد البطريركي الكهنوتي في الموصل (1886)، مركزًا على إعداد الكهنة علميًا وروحيًا. في 1892، أصبح أول مطران لأبرشية أورميا في إيران، وواجه تحديات سياسية واجتماعية كبيرة. ألّف قاموسًا سريانيًا ضخمًا بعنوان “كنز اللغة الآرامية” (1897–1901) الذي يعد مرجعًا أساسيًا. وضع قواعد اللغة السريانية بأسلوب منهجي (1905). ترجم “كليلة ودمنة” إلى السريانية (1895) ممّا أضاف للأدب السرياني لمسة من التراث الشرقي القديم، وأعدّ نصوصًا دينية مثل “التعليم المسيحي” وفق قرارات مجمع ترنت. كان معروفًا بالصرامة والدقة ومحبة المعرفة، يقضي ساعات طويلة في الكتابة والتحقيق. ⚔ ظروف الاستشهاد (1918) في سياق الحرب العالمية الأولى، ومع سياسة الاضطهاد العثمانية، تم القبض عليه في تموز 1918 مع عدد من الكهنة والمؤمنين في أورميا. تعرّض للتعذيب ثم أُعدم رافضًا ترك رعيّته أو التخلي عن إيمانه، وهو في الثالثة والستين من عمره. يُعتبر نموذجًا للراعي الذي يخدم شعبه حتى الموت، ومؤلفاته، خصوصًا القاموس، لا تزال مطبوعة ومُدرّسة. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” المطران مار توما أودو ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| القديس فنسنت السرقسطي | الولادة: – الوفاة: 304 📖 السيرة القديس فنسنت، أول الشهداء في إسبانيا، كان شماسًا في القرن الثالث. قبض عليه مع أسقفه فاليريوس السرقسطي أثناء اضطهاد الوالي داسيان لإسبانيا. تم نفي فاليريوس، أما فنسنت فتعرض لتعذيب وحشي قبل أن يموت متأثرًا بجراحه. ووفقًا للروايات (التي يبدو أن بعضها أضيف لاحقًا)، فقد ثُقبت لحمه بخطاطيف حديدية، ووُضع على مشواة حامية حتى احترق، ثم أُلقي في السجن على أرضية مغطاة بقطع الفخار المكسور. رغم كل ذلك، بقي ثابت الإيمان مما أدى إلى اهتداء سجانه. نجا حتى سُمح لأصدقائه بزيارته وإعداد فراش له، وهناك أسلم الروح. انتشرت شهرته سريعًا في بلاد الغال وأفريقيا، وقد ألقى القديس أوغسطين عدة عظات في عيده. هو شفيع: سان فيسنتي – لشبونة، فيتشنزا – إيطاليا، صانعي الخل، صانعي النبيذ. توفي سنة 304 م. يُعيّد له في 22 يناير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي وليم أندلبي | الولادة: – الوفاة: 1597 📜 السيرة الطوباوي وليم أندلبي، شهيد إنجلترا. وُلِد في قرية إيتون قرب بيفرلي بإنجلترا. درس في كلية القديس يوحنا بجامعة كامبريدج، واعتنق الكاثوليكية أثناء توجهه للقتال ضد الإسبان. سافر إلى مدينة دواي في فرنسا، ورُسِم كاهنًا عام 1577. بعد عودته إلى وطنه، خدم في منطقتي يوركشير ولينكولنشير لمدة عشرين عامًا. أُلقي القبض عليه، وحُكم عليه بالإعدام، ونُفِّذ الحكم في مدينة يورك مع توماس ووركوب ورفيقين آخرين. توفي الطوباوي وليم أندلبي سنة 1597. تم إعلان تطويبه عام 1929. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيديليس من زيغمارينغن القديس | الولادة: 1577 الوفاة: 1622 ⛪ القديس فيديليس من زيغمارينغن (St. Fidelis of Sigmaringen) 👶 نشأته وُلد فيديليس في زيغمارينغن عام 1577 من أبوين نبيلين. في شبابه، كان كثير التردّد على الأسرار المقدسة، يزور المرضى والفقراء، ويقضي ساعات طويلة أمام المذبح. عمل لفترة في مهنة المحاماة، وكان مميّزًا بدفاعه عن الفقراء وباحترامه ولطفه في مخاطبة خصومه. لكنه وجد صعوبة في أن يكون محاميًا ثريًا ومسيحيًا صالحًا في آن واحد، فدخل رهبنة الكبوشيين، واعتنق حياة التقشف والصلاة. كانت قمصان الشعر، والأحزمة ذات الرؤوس الحديدية، ووسائل التأديب الجسدية تبدو له تقشفات خفيفة لا تُشبِع غيرته الروحية. ولما كان ممتلئًا برغبة الشهادة، ابتهج حين أُرسل إلى سويسرا من قِبل جماعة نشر الإيمان الجديدة (Congregatio de Propaganda Fide)، وهناك واجه كل خطر من أجل إنقاذ النفوس من هرطقة كالفن. 🕊️ استشهاده وأثناء وعظه في سيفيس (Sevis)، أُطلق عليه الرصاص من قِبل أحد أتباع كالفن، لكن خوف الموت لم يمنعه من إعلان الحقيقة الإلهية. وبعد العظة، ترصّدته مجموعة من البروتستانت بقيادة أحد القساوسة، وهاجموه وحاولوا إرغامه على قبول ما يسمونه بـ”الإصلاح”. لكنه أجابهم قائلاً: “جئت لأفنّد أخطاءكم، لا لأتبنّاها. لن أُنكِر العقيدة الكاثوليكية أبدًا، فهي الحقيقة الأزلية، وأنا لا أخشى الموت.” وعندها، انهالوا عليه بطعناتهم بالسكاكين، وهكذا نال أول شهيد لجماعة نشر الإيمان إكليل الشهادة. توفّي شهيدًا في 24 أبريل 1622 في مدينة سيفيس (Seewis) في سويسرا، أثناء قيامه بالخدمة التبشيرية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكاريوس الحلبي البطريرك | الولادة: – الوفاة: 1672 بعد وفاة المطران مطروفانس بشارة (13 أيلول 1659)، لم يعيّن البطريرك مكاريوس الحلبي ابن الزعيم خلفًا له، بل أدار أبرشية حلب بنفسه لسنوات، رغبةً في إعادة الوحدة بين أبنائها، والاستفادة من مواردها، ولتعلّقه بمسقط رأسه. كانت حلب حينها تضم نحو ثلث أبناء البطريركية الأنطاكية، وأصبحت مقرًا شبه دائم له لمدة 11 سنة، حيث التقى فيها بثلاثة بطاركة شرقيين (الرومي، السرياني، الأرمني)، مما مهّد لاحقًا لاتخاذ البطريرك أثناسيوس الثالث دباس حلب مقرًا دائمًا. في بداية عهده، كان والي حلب محمد باشا الخاصكي مشهورًا بالاستبداد والطمع، فشهدت المدينة في عهده كوارث طبيعية (فيضان نهر قويق) واضطرابات اقتصادية (تزوير العملة، غلاء شديد)، وانتهى الأمر بعزله وإعدامه سنة 1661. خلال هذه الفترة، وقع حادث استشهاد داود الرومي (28 تموز 1660)، وهو من وجهاء الروم الملكيين، رفض دفع “ضريبة العمامة” للمرة الثانية احتجاجًا على التمييز ضد المسيحيين، فاعتُقل وعُذّب وسُجن شهرين، ثم حُكم عليه بالإعدام وقطع رأسه، فشيّعه جميع المسيحيين. أحد أبنائه، وهبه داود (ثاوذورس)، أرسل إلى روما، وتعلّم هناك، ثم صار أسقفًا لاتينيًا في أزمير وتوفي عام 1715. كما شهدت حلب قبلها إعدام غلام مسيحي بولوني (12 شباط 1660) قَتل سيده دفاعًا عن نفسه من الانتهاك، وظلّت جثته مصونة من الحيوانات في مشهد اعتبره الناس معجزة. في 7 أيار 1661 وصل البطريرك مكاريوس الحلبي إلى حلب بعد وفاة الوالي الظالم محمد باشا الخاصكي، الذي عُزل وقُتل بأمر السلطان، فاستقبلته المدينة بفرح واطمئنان. جاء البطريرك لتعزية أبناء طائفته بعد استشهاد داود الرومي، ولإدارة الأبرشية الشاغرة، خاصة في ظل مجاعة عامّة عُرفت بـ”سنة الغلاء”. أقام في حلب خمس سنوات متواصلة (1661–1665)، وخلالها تقرّب من المرسلين الأجانب وقنصل فرنسا، متأثرًا بخدمتهم للفقراء والمرضى والسجناء. امتدح الكثلكة علنًا، ودعا القنصل والمرسلين لقدّاس في كنيسته، وأعلن أن الفرنج يسيرون على الطريق القويم. كما سلّم القنصل رسالة إلى البابا ألكسندرس السابع (30 أيلول 1661) يعترف فيها به رأسًا للكنيسة الأرثوذكسية، متعهّدًا بالسعي لضمّ أمته إلى الكنيسة الرومانية، وأرسل معه مخطوطين (الأفخولوجي والسواعي) لطباعتهما في روما. ناقش مجمع انتشار الإيمان الرسالة سنة 1662 وقرّر طباعة الكتابين بعد التنقيح، مع متابعة استعداد البطريرك عبر المرسلين الكرمليين. لكن المشروع تعطل، وبقي المخطوطان في الفاتيكان غير مطبوعين. في 22 تموز 1662 ردّ البابا برسالة شكر ومدح لاعترافه بالكنيسة الرومانية وسعيه للوحدة. ✝️ تواجد ثلاثة بطاركة في حلب (1662) في تشرين الأوّل 1662، غادر القنصل الفرنسي بيكه حلب وخلفه القنصل بارون، الذي تابع دعمه للكثلكة. في عهده اجتمع في حلب ثلاثة بطاركة: مكاريوس الحلبي بطريرك الروم، المعروف بتقاربه مع الكثلكة. ختشادور السيواسي بطريرك الأرمن الكاثوليك. ذيونوسيوس أخيجان بطريرك السريان الكاثوليك، الذي درس في روما ورُسم أسقفًا على السريان بحلب عام 1656. في 20 آب 1662، نُصّب أخيجان بطريركًا على السريان في احتفال مهيب بكنيسة السريان في حي الصليبة، حضره البطريركان الآخران بأمر من والي حلب، بدعم من القنصل بارون. بدأت المراسم برسامة شقيقه أندراوس أسقفًا، ثم جُلب البطريركان مكاريوس وختشادور من كنائسهما المجاورة، وحُمل الثلاثة على أكتاف الشعب وسط الهتافات الروحية. بعد ستة أيام، أقام القنصل مأدبة على شرف البطريرك الجديد، شرب فيها مكاريوس نخب البابا وأعلن رغبته في أن تكون هناك “رعية واحدة وراعٍ واحد”، فوافقه البطريركان الآخران. أثار ذلك حماس المرسلين، لكن مجمع انتشار الإيمان شجب طريقة الحصول على اعتراف الوالي (بالرشوة). لاحقًا، أوفد المرسلون الكرمليون ممثلهم إلى روما في أيلول 1662 لطلب تثبيت البطريرك السرياني الجديد، وطلب هدية كأس ذهبي لكل من مكاريوس وختشادور، مع وعد بإرسال أسقفين لتقديم الطاعة للبابا، لكن الفكرة لم تُنفّذ. كما أُرسلت رسائل إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، بينها رسالة من مكاريوس يشكو فيها أوضاع المسيحيين تحت الحكم العثماني. في حزيران 1663، دافع مكاريوس عن المرسلين الكاثوليك أمام البطريرك الماروني جرجس السبعلي، وشاركه في ذلك البطريركان السرياني والأرمني. كردّ للجميل، طلب المرسلون إعادة طبع كتاب “الأفخولوجي” الذي أرسله مكاريوس سابقًا إلى روما. وفي 14 كانون الأول 1663، كتب مكاريوس رسالة ثانية لمجمع انتشار الإيمان، عبّر فيها عن محبته للكرسي الرسولي ورغبته في الاتحاد الكنسي، وطلب المساعدة للمسيحيين الشرقيين، وشكر القنصل بارون والكأس الذهبية، وأعاد المطالبة بطباعة “الأفخولوجي” و”السواعي”. يبدو أنه وقّع سرًّا اعترافًا رسميًا بالإيمان الكاثوليكي، أُرسل نسخة منه إلى المجمع، فيما حُوّلت النسخة الأصلية إلى مجمع التفتيش في حزيران 1665. 🌍 السفرة الثانية للبطريرك مكاريوس إلى روسيا وبلاد الكرج (1665–1669) في عام 1665، غادر البطريرك مكاريوس حلب متوجهًا إلى بلاد الكرج ثم روسيا بدعوة من القيصر ألكسي للمشاركة في محاكمة البطريرك نيكون. رافقه في المهمة البطريرك الإسكندري بائيسيوس، ومثّل بطريرك القسطنطينية ذيونيسيوس الثالث الذي تعذر حضوره، إضافة إلى رئيس أساقفة جبل سيناء حنانيا. مرّ مكاريوس ببلاد الكرج، حيث نشر فكرة الاتحاد مع روما وعمّد كثيرين، كما سعى عبر ملك بولونيا لإعادة الوحدة بين الكنيسة الشرقية والرومانية. وفي موسكو (1667) شارك في الحكم بعزل نيكون. وخلال وجوده هناك نُشر في أمستردام كتاب “صورة الإيمان الأرثوذكسي” يحمل توقيعًا مزورًا باسمه. في طريق عودته (1669)، أقام في الكرج وكتب بحثًا عن تاريخ اهتداء البلاد للمسيحية، لكنه فقد ابنه الشماس بولس في تبيليسي إثر اغتيال على الأرجح بدافع السرقة، فعاد حزينًا إلى حلب، ثم سلّم أبرشية حلب لأسقف جديد (1670) وعاد إلى دمشق. خلال الرحلة، ألّف عشرة كتب في التاريخ الكنسي، والمجامع المسكونية، وسير القديسين، وتفسير القداس، وتاريخ البطاركة، وأبحاث لاهوتية وأدبية، أبرزها كتابه الكبير “التاريخ الرومي العجيب الجديد”. في سنواته الأخيرة، قلّ حماسه للوحدة مع روما لكنه حافظ على علاقات طيبة مع المرسلين، ويُقال إنه اعتنق الكثلكة سرًا. شهد جنازة المرسل الكبوشي صديقه (1671) بحضور ثلاثة بطاركة. كما أصدر شهادات ضد البروتستانتية الكلوفينية، لكنّه لم يشارك في مجمع القدس (1672) الذي أدان البروتستانتية. توفي في دمشق في 12/22 حزيران 1672 مسمومًا، ويُرجّح أن السبب إما ميوله الكاثوليكية أو طمع البعض في أمواله. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مطروفانس بشارة المطران | الولادة: 1647 الوفاة: 1659 📜 سيرته المطران مطروفانس بشارة (٢١ تشرين الثاني ١٦٤٧ – ١٣ أيلول ١٦٥٩) كان متروبوليت حلب خلفًا للمطران ملاتيوس الذي صار بطريركًا باسم مكاريوس. أصله حلبيّ، ابن القسّ بشارة من أبرشية حلب، وكان أرملًا وله ولد، وشقيقته زوجة إبراهيم ابن عمّيش الذي صار لاحقًا مطرانًا على حمص باسم أثناسيوس. رسمه البطريرك مكاريوس في ٢١ تشرين الثاني ١٦٤٧، وأرسله إلى حلب. ✝️ خدمته خلال خدمته، نشبت خلافات حادّة بينه وبين أهل حلب والبطريرك، اتُّهم فيها بسوء التدبير وعدم الطاعة، فحُرم ومنع من المطرانية قبل أن يتوب عام ١٦٤٩ بوساطة مطراني حمص وحماة، فعفا عنه البطريرك. كان منفتحًا على المرسلين الغربيين، ومدحه مبشّرون يسوعيّون وكرمليّون لصداقته لهم واحترامه للبابا، رغم عدم إعلانه رسميًّا الانضمام إلى الكاثوليكية. في عهده، تردّد البطريرك مكاريوس على حلب ثلاث مرات: الأولى (١٦٥٠–١٦٥١) لتهدئة الأوضاع، والثانية (١٦٥٢) أثناء توجهه في جولة طويلة لجمع التبرعات، والثالثة (١٦٥٩) عند عودته، حيث استُقبل بحفاوة شعبية كبيرة، وعزل وكلاء كنيسة حلب بعد اكتشاف ديون بلغت ٧ آلاف غرش. حاول البطريرك اصطحاب مطروفانس معه إلى دمشق، لكنه رفض. بعد شهرين من هذه الزيارة، توفي مطروفانس في ١٣ أيلول ١٦٥٩ بعد مرض قصير. نقل الشمّاس بولس خبر وفاته بنبرة متحاملة، واعتبرها فرجًا لأهل حلب، ما يعكس حدّة الخلافات التي طبعت سيرته. وما وصلنا عنه اليوم صورة متأثرة بهذه الخصومة، تجمع بين الانفتاح على الغرب من جهة والصراعات الداخلية من جهة أخرى. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ملاتيوس الزعيم | الولادة: 1635 الوفاة: 1647 📜 سيرته باختصار القدّيس ملاتيوس الزعيم، واسمه قبل الرهبنة حنّا (يوحنّا) بن الخوري بولس، ابن الخوري عبد المسيح البرطس، وُلد في حلب في أواخر القرن السادس عشر، ونشأ في عائلة كهنوتية عريقة. 🧵 مارس مهنة الحياكة في شبابه، ثم سامه المطران ملاتيوس آرمه شماسًا، فخوريًا، فمعرّفًا. توفّيت زوجته بعد سنة 1627، وله منها ولد يُدعى بولس، الذي أصبح لاحقًا رفيق دربه ومؤرّخ سيرته. 👑 تنصيب يوحنا بن الزعيم مطرانًا على حلب (1635م) في 14 أيلول 1635، اجتمع أهل حلب من كهنة وأراخنة ومسيحيين، ووافقوا بالإجماع على اختيار الخوري يوحنا بن الزعيم ليكون مطرانًا عليهم. أُرسل إلى دمشق حيث شرطنه البطريرك كير أفتيميوس الصاقزي في 27 تشرين الأول من نفس العام. لم يكتف البطريرك بتنصيبه مطرانًا، بل منحه لقب كاثوليك، ووكّله على بلاد آمد وأنطاكيا ونواحيها، مع السماح له بالتقديس هناك. عاد إلى حلب فاستُقبل بحفاوة، وخدم مطرانًا لمدة 12 سنة، متمسكًا بسيرة الأساقفة الفاضلين قبله. 🕌 استقبال السلطان مراد الرابع في حلب (1639م) في السنة الرابعة من مطرانيته (1639)، زار السلطان مراد الرابع مدينة حلب في طريقه إلى بغداد لمحاربة الصفويين. استقبلته الطوائف المسيحية وأهل المدينة بحفاوة كبيرة، بمشاركة المطران والكهنة، ونُشرت الأقمشة الفاخرة على الطرقات. كانت المناسبة يوماً تاريخيًا يُذكر عبر الأجيال. أقام السلطان في المدينة ستة عشر يومًا. ⛪ زيارة البطريرك أفتيميوس الثالث إلى حلب (1640م) في السنة الخامسة لمطرانية يوحنا، زار البطريرك أفتيميوس الثالث الصاقزلي حلب في 9 آب 1640، وأقام فيها 100 يوم. خلال زيارته: شرطن الخوري يوسف الحلبّي مطرانًا على عكار ورحبة باسم “المطران أرميا”. أقام 33 قدّاسًا في المدينة. زار كنائس أخرى، منها كنيسة السريان حيث شارك في تنصيب مفريان على الموصل. غادر حلب في 23 تشرين الثاني، ورافقه المطران يوحنا في الرحلة حتى حماة، ثم عاد يوحنا إلى حلب في 6 كانون الأول 1640، عيد القديس نيقولاوس. 🚶♂️ زيارة المطران ملاتيوس الزعيم إلى أورشليم (1642م) في السنة السابعة من مطرانيته (1642م)، توجه المطران ملاتيوس برفقة ستين شخصًا من أهل حلب في رحلة حج إلى الأراضي المقدسة. زاروا يبرود، معقل القديس ماري قونن الذي حبس الشياطين في جرار، وتمرّسوا بجمال الطبيعة وبساتينها الغنية. انتقلوا إلى معلولا حيث زاروا رفات القديسة تقلا ودير القديس سرجيوس العجائبي، وتمتعوا بالمياه الغزيرة. ثم توجهوا إلى حصن صيدنايا لزيارة سيدة البشر مريم العذراء، مما جدد فيهم الروحانية وانحلت عنهم الأحزان. بعد ذلك وصلوا إلى دمشق حيث استقبلهم البطريرك بحرارة وأقاموا في قلاية البطريركية لمدة عشرة أيام. ثم اتجهوا إلى أورشليم، حيث كانوا مع البطريرك أير ثاوفاني الذي عاد من غياب دام سبع سنوات لإصلاح البطريركية. شاركوا في صلاة عيد الفصح في 10 نيسان وأقاموا زيارات كثيرة للأماكن المقدسة. أقاموا في دير القديس مار سابا يومين، ثم عادوا إلى دمشق، حيث حضروا القداس وجرى رسم شمّاس جديد. غادروا دمشق متجهين إلى حلب، حيث وصلوا يوم خميس الصعود. خلال هذه الرحلة، تعرف المطران ملاتيوس على جاثليق بلاد الكرج مكسيموس، ودعاه لمرافقته في العودة، مما ساهم في توطيد العلاقات الكنسية بين بطريركية أنطاكية وجاثليقّيّة الكرج. لاحقًا، وعندما صار ملاتيوس بطريركًا باسم مكاريوس، زار بلاد الكرج وجلب تبرعات مهمة لدعم البطريركية. 🚰 جلب ماء السمرمر إلى حلب (1642م) في نفس السنة، قرر والي حلب حسين باشا بن نصوح جلب ماء السمرمر من بلاد العجم بهدف مكافحة الجراد. تم استقباله بموكب احتفالي شارك فيه المسلمون والمسيحيون واليهود، مع ترتيل الأناشيد والتهليل، وأُقيم الماء قرب مقام الشيخ أبي بكر احترامًا له. 🔁 زيارة ثانية للبطريرك أفتيميوس الثالث إلى حلب (1644م) في السنة التاسعة من مطرانية المطران ملاتيوس (1644)، زار البطريرك أفتيميوس الثالث حلب مرة أخرى، ودخلها في 1 شباط. استُقبل بفرح عارم، وأقام حوالي 100 يوم، وعقد مناسبات دينية مهمة منها تزويج المطران ملاتيوس الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا آنذاك. في 17 أيار، توجه البطريرك إلى حماه وطرابلس ثم عاد إلى دمشق. رافق البطريرك في زيارته الأب اليسوعي جيروم آيروت، الذي عهد إليه بفتح مدرسة في دمشق مشابهة لمدرسة دار المطرانية بحلب لتعليم أبناء طائفة الروم. تولى الأب جيروم مهمة تربية ابن أخت البطريرك، ناوفيطوس الصاقزي، الذي أصبح بطريركًا لاحقًا في الفترة (1672-1682). 🤝 علاقته بالمرسلين الأجانب كل ما نعلمه عن علاقة المطران ملاتيوس الزعيم بالمرسلين الكاثوليك الأجانب في عهد أسقفيته بحلب يتلخّص في تلميح عابر جاء في رسالة بعث بها المرسل اليسوعي الأب أميو (Amieux) إلى رؤسائه سنة 1650، يصف فيها البطريرك مكاريوس، قائلاً: “وهو البطريرك الحالي، رجل صالح ويجيد الوعظ، مع أنه لم يتعلم الفلسفة أو اللاهوت. وهو يحبنا، لأنّه عندما كان مطرانًا على حلب، حصل هناك من آبائنا المرسلين، خلال مرض اعتراه، على العلاج اللازم، فشُفي على أيديهم.” لم يكن المطران ملاتيوس تلميذًا للمرسلين الأجانب، بل تتلمذ على يد سلفه المطران ملاتيوس آرمه ومعاونيه من الإرساليين المحليين (الإيلايروس). وقد تجنّب المرسلين الأجانب قدر الإمكان في عهد أسقفيته بحلب، ورفض إرسال أبناء طائفته إلى مدارس روما. فالمرسل الفرنسيسكاني أنطونيو دي لاكويلا (Antonio de l’Aquila) في تقريره إلى مجمع انتشار الإيمان في روما سنة 1639 يشير إلى أن المطران ملاتيوس الزعيم لم يكن ميالًا لمشروع إرسال شبان من أبناء طائفته إلى مدارس روما. مع ذلك، كان المرسلون الكاثوليك الأجانب في عهد أسقفيته يظهرون نشاطًا كبيرًا بين المسيحيين الشرقيين في حلب، دون معارضة واضحة من المطران ملاتيوس. وانتشرت الحرية الكاثوليكية الوحدوية بين أبناء طائفته حتى كتب أحد أبناء طائفة الروم الملكيين بحلب إلى روما سنة 1637 طالبًا تفسيحًا من أحد موانع الزواج التي كانت السلطة الكنسية المحلية آنذاك تمتنع عن إعطائه. 📚 عرض الأب اليسوعي جيروم آيروت على مجمع انتشار الإيمان افتتاح معهد إيلايريكي في حلب، وفي سنة 1645 عينت روما أسقفًا لاتينيًا على حلب، لكنه لم يستطع الإقامة فيها واستقال بعد خمس سنوات. 👑 ارتقاؤه السدّة البطريركية (1647) في بداية السنة الثالثة عشرة من مطرانيته (أي سنة 1647)، داهم البطريرك أفتيميوس الثالث الصاقزي مرض شديد، وأفقدهم الأمل في شفائه. اجتمع الكهنة والإيلايروس في قلاية البطريركية، وقرروا رسم بطريرك جديد بناءً على وصية أفتيميوس، التي قال فيها: “إن أردتم إصلاح الأمور وتوفيق الأحوال، فلا تجعلوا غير مطران حلب بطريركًا عليكم. وحسب التلميذ أن يكون مثل معلمه. فقد صنع هذا الذي سبقه، وأوصى بأن ينتخبوني أنا مطرانًا.” 🏃♂️ عند تلقي المطران ملاتيوس الزعيم لهذا الأمر، كان قد غادر حلب هاربًا من جور وظلم واليها قره حسن باشا، وذهب إلى بلاد المعرة وإلى آلّيّس. إلا أن الساعي بحث عنه حتى وجده وسلمه الكتاب الذي يحمل قرار تعيينه بطريركًا. ⚖️ في البداية تردد المطران ملاتيوس في قبول المنصب بسبب ثقل الأمر ومرض البطريرك، لكنه بعد إصرار ومتابعة صارح بأنه يوافق، فتوجه إلى الشام رغم ألمه، برفقة ابنه الشماس بولس. 📜 وعندما وصل إلى حماه وجد ساعيًا ثالثًا يحمل رسائل تؤكد وفاة البطريرك أفتيميوس الثالث ليلة الحادي عشر من تشرين الأول 1647، وتطلب منه الإسراع في تولي المنصب حتى لا تبقى البطريركية تحت وصاية، مما قد يسبب الفتن. ✝️ اتفق الجميع في دمشق على رسمه بطريركًا رسميًا في 12 تشرين الثاني 1647، وتوّج على النورية البطريركية باسم مكاريوس. وساد في البطريركية الأنطاكية لمدة خمسة وعشرين عامًا (1647-1672). خلال فترة بطريركيته قام برحلتين إلى بلاد الكرج وملدافيا وفلاخيا: الأولى من 9 تموز 1652 إلى أواسط 1659. الثانية من 1664 إلى 1669، حيث توفي ابنه الأرشيديكون بولس في تفليس يوم 22 حزيران 1669، فعاد وحده إلى دمشق. 🔄 لاحقًا زار حلب مرات عدة، وسنوضح ذلك في تدوين سيرة خلفائه على أبرشية حلب. توفي في دمشق مسمومًا بتاريخ 12 حزيران 1672. 📚 ملفات ملاتيوس الزعيم وحرّاة النهضة الثقافية بحلب في أواسط القرن السابع عشر لم يكن المطران ملاتيوس زعيم عالماً بالمعنى الحديث، بل كان بالأحرى محباً للعلم ومشجعاً للعلماء. ففي عهده وتحت إشرافه نشطت الحرّاة الثقافية بين المسيحيين الحلبيين ولاسيما بين أبناء طائفته. فكان يشجّع الشباب منهم على التعلم، ويتعاون مع نخبة من المثقفين في ترجمة الكتب العلمية من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، ويبحث هو نفسه عن الكتب التاريخية القديمة، ويعنى بنسخها وحفظها. ويتذوّق فنّ رسم الأيقونات، ويهوى الخط الجميل، وتزيين المخطوطات بالمنمنمات المشوقة. وكان يستهويه على الخصوص ما يتعلق بتاريخ البطريركية الأنطاكية، من تعداد الأبرشيات التابعة لها والبطاركة والأساقفة الذين ساقوها على مر العصور، وسيرة القديسين والكتاب الذين اشتهروا من أبنائها. أما أنه عني بتدوين ما بلغ إليه من حوادث العصر الذي عاش فيه، فذلك واضح جلي. لكنه عني أيضاً بتاريخ بلاده عموماً، وآثارها المسيحية والإسلامية. وامتد حب الاطلاع عنده إلى كل ما اعتقد أنه مفيد لأبناء قومه من معلومات تاريخية وطبيعية. 🖋️ وقد حرص على أن يخلّف للأجيال التالية معرفة ما جرى في زمانه أو على يديه، فحمل ابنه الأرشيديكون بولس الزعيم على كتابة يوميات أسفاره بتدقيق، وأهم حوادث أسقفّيته وبطريركيته، بحيث يكاد يستطيع المؤرخ أن يتتبع سيرة هذا الرجل العظيم يوماً بعد يوم، بفضل ما خلّفه لنا عنه ابنه ومؤرخّه الأرشيديكون بولس. إسهامات المطران ملاتيوس الزعيم الثقافية والأدبية (1635-1647) حجم الإنتاج الأدبي: لو أراد المرء أن يسرد عناوين جميع الكتب والمقالات التي ألفها أو ترجمها المطران ملاتيوس، أو تلك التي عني بنسخها أو تأليفها، لاحتاج إلى مجلد كامل. من أبرز هذه الأعمال: المجموع اللطيف كتاب النحلة كتاب تاريخ جداول الأربع بطريركيات مجموعات متنوعة محفوظة في المخطوط العربي المسيحي (رقم 28 في المتحف البريطاني). ومعظم هذا الإنتاج ضخم وأنتجه أثناء توليه الأسقفية والبطريركية. أولاً: الكتب المترجمة المطران ملاتيوس بدأ معرفته باليونانية أثناء سفره إلى بلاد الفلاخ، لكنه لم يكن يتقنها تماماً. في أسقفيته بحلب (1635-1647) أشرف على ترجمات قام بها تلاميذه ومعاونوه، وأحياناً نسب إلى نفسه هذه الترجمات بتشجيعه وإدارته. من الكتب التي عني بترجمتها: كتاب السنكسار (مجموعة سير القديسين): نُقل إلى العربية سنة 1638، ومقسم إلى 4 أجزاء. محفوظ في المكتبة البدلايّة بلندن (رقم 92-95). أثناء بطريركيته ألّف نسخة خاصة بقديسي البطريركية الأنطاكية، محفوظة في الفاتيكان (رقم 622). كتاب التاريخ الشامل للمتروبوليت ذوروثاوس (1630): بدأ بترجمة الجزء الثاني، بعنوان “كتاب الدر المنظوم في أخبار ملوك الروم” (يتناول الفترة بين قسطنطين ومراد الرابع). نُقل عام 1648، لكن الترجمة أُنجزت بمعاونة الخوري يوسف كاتبه وابنه بولس. الجزء الأول الذي تناول التاريخ العالمي حتى عهد قسطنطين الكبير، ترجم البطريرك ماريوس بعد وفاة الخوري يوسف، ويحمل اسم “التاريخ الرومي العجيب المجيد”. كتاب خلاص الخطأة: مؤلفه الراهب أغابيوس لندوس (نشرت 1641 باليونانية). ترجمته للعربية أشرف عليها المطران ملاتيوس عن طريق الخوري يوسف المصور. هناك نسخ عديدة لهذا الكتاب، وبعض فصوله اقتطفها الخوري يوسف وجمعها في كتاب منفصل بعنوان “كتاب الفرائد اللطاف في سر الاعتراف”. ثانياً: في مجال الفن كان المطران ملاتيوس صديقاً حميماً للخوري يوسف المصور، مؤسس المدرسة الأيقونغرافية الحلبيّة. المصور أهدى عدة أيقونات مهمة، منها أيقونة القيامة التي كتب عليها توقيعها وذكر فيها المطران ملاتيوس (1645). هذه الأيقونات محفوظة في مجموعات خاصة ومطرانية الروم الكاثوليك بحلب. ظهر فنانون آخرون في عهد المطران ملاتيوس، مثل ميخائيل بن جرجس بن الخوري يوحنا، الذي أنجز نسخ مزخرفة ومزينة بالرسوم الجميلة. ثالثاً: أبرز ممثلي النهضة الثقافية في عهده الأرشيديكون ميخائيل بجع: تلميذ المطران ملاتيوس ومساعده في الترجمة والكتب الطقسية. معلم اللغة العربية للرهبان الأجانب. أقام علاقات مع روما وحصل منها على كتب يونانية وقواميس، رغم أنه لم يعلن اتحاده مع روما جهراً. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكاريوس بن خلف | الولادة: – الوفاة: 1597 📜 سيرته مكاريوس بن خلف هو ثاني أسقف ملكيّ على حلب في العصر الحديث. تولّى المنصب خلفًا للمطران غريغوريوس بن فضيل حوالي سنة 1582. معلوماتنا عنه نادرة وغامضة، لكن البطريرك مكاريوس الحلبي ابن الزعيم يؤكّد أنه مات ودُفن في القسطنطينية. 🕊️ علاقته بالبعثات البابويّة في عهده، وصل إلى حلب عام 1585 موفدان بابويّان هما: الأسقف ليوناردو أبِل الراهب اليسوعي إليانو أُرسلا من البابا غريغوريوس الثالث عشر للتفاوض حول إعادة الشركة مع الكرسي الرسولي. لا نعرف موقف المطران مكاريوس من هذه البعثة، لكن المقيم حينها في حلب، البطريرك المستقيل ميخائيل السابع الصبّاغ، تجاوب مع الموفدين، وأعلن إيمانه الكاثوليكي ووقّعه خطيًا. ⚖️ أزمة ونهاية مأساويّة في أواخر خدمته، أُرسل مكاريوس إلى القسطنطينيّة بناءً على طلب البطريرك الأنطاكي، بعد ظهور محتال من دمشق ادّعى أنه أسقف وأقام رسامات كاذبة. وبعد تسليم التقرير، مرض المطران مكاريوس من شدّة التأثّر وتوفّي هناك سنة 1597، حسب شهادة البطريرك ابن الزعيم. 🏛️ خلفاؤه خلفه على كرسيّ حلب الأسقف سيماون مرمنيثا (خدم 15 عامًا)، ثم المطران ملاتيوس بن آرمه في سنة 1612. هذا يؤكّد بدقّة وفاة مكاريوس سنة 1597، لا كما قال البعض سنة 1599. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كِلسوس القديس | الولادة: – الوفاة: – كان كِلسوس الأرماغي علمانيًا يُدعى كيلاخ بن أيدا. خَلَف في سنة 1105 على أسقفية أرماغ، والتي كانت كُرسيًا يُورّث داخل العائلة، وكان عمره حينها ستةً وعشرين عامًا. رُسّم أسقفًا، وطبّق العديد من الإصلاحات في أبرشيته، وحَكمَ بحكمة وفعالية. توسّط بين الفصائل الإيرلندية المتحاربة، وكان صديقًا للقدّيس مالاكي، وأنهى تقليد الوراثة في الأسقفية بتسمية مالاكي خليفةً له على فراش الموت. توفّي في شهر أبريل في أردباتريك، منطقة مانستر. يُحتفل بعيده في يوم 7 أبريل. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كارثاخ الأصغر القديس | الولادة: – الوفاة: 637 راهب ناسك وأسقف إيرلندي، يُعرَف أيضًا باسم كارثج أو كودا أو موخودا. بدأ حياته كراعٍ للخنازير، ثم رُسم كاهنًا، وتنسّك حوالي سنة 590 في كِلتولَغ، ثم في بانغور تحت إشراف القدّيس كومغال. سافر كارثاخ إلى أوفالي، حيث أسّس ديرًا ترأس فيه أكثر من ثمانمئة راهب. كتب قانونًا لهذا الدير على شكل نظم شعري، ولا يزال هذا النص محفوظًا حتى اليوم. يُعتَقد أنه خدم كأسقف على منطقة فِركال حتى تم طرده هو ورهبانه من قبل أحد الزعماء المحليين. بعد ذلك، أسّس ديرًا آخر في لِسمور على ضفاف نهر بلاك ووتر، وعاش في كهف قريب منه. توفّي في يوم 14 مايو من سنة 637 ميلادية. وهو شفيع مدينة لِسمور، إيرلندا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كانيك القديس | الولادة: – الوفاة: – كل ما نعرفه عن القدّيس كانيك مأخوذ من أسطورة غير موثوق بها، والتي تقول إنه وُلد في غلنغيفن، إيرلندا. أصبح راهبًا تحت إشراف القدّيس كادوك في لانكارفان، ويلز، ورُسم كاهنًا هناك. بعد رحلة إلى روما، درس تحت إشراف القدّيس فينيان في كلونارد، إيرلندا، برفقة القدّيسين كيريان، كولومبا، وكومغال، ثم توجّهوا جميعًا إلى القدّيس موبي في غلاسنيفن. كرّس جزءًا من حياته للتبشير في إيرلندا، ثم انتقل إلى اسكتلندا. كان صديقًا مقرّبًا من القدّيس كولومبا، ورافقه في زيارة إلى الملك برود ملك البيكتس. كان مبشّرًا ناجحًا بشكل كبير، حيث أسّس ديرًا في أغابو، إيرلندا، ومن المحتمل أنه أسّس ديرًا آخر في كيلكيني. يُعرف القدّيس كانيك أيضًا باسم كينيث أو كاينِّيخ. يُحتفل بعيده في 11 أكتوبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ملاتيوس كرمه المطران – البطريرك أفتيميوس الثاني | الولادة: 1572 الوفاة: 1635 👶 النشأة: ولد عبد الكريم كرمه في حماه عام 1572، وهو ابن الخوري حوران وأمه سعادات. قُتل والده في رحلة بين طرابلس وحماه، ونشأ في رعاية والدته. ترهب في دير مار سابا قرب القدس، وتعلم اللغة اليونانية، واتخذ اسم ملاتيوس لكنه استمر يستخدم اسمه الأصلي أحيانًا. 👨👦 الحياة العائلية: له أخ أكبر يُدعى الحاج تلجة (يوساف) الذي ترهّب أيضًا واهتم بنسخ المخطوطات، وتلقّى تعليمه على يديه تلاميذ بارزون. ⛪ العمل الكنسي: عُيّن شمامسًا إنجيليًا في حماه ثم رُقي إلى الكهنوت، وظل يخدم في حماه حتى عام 1608. استدعاه أهل حماه للاستفادة من وعظه وإرشاده. 🛐 تَنصيبُهُ أُسقُفًا على حلب: في عامِ 1608، جاءَ مَلاتيوس كرمه إلى حلب في مَهَمَّةٍ حُكوميَّةٍ لِتَخفيفِ الجِزيَةِ المفروضةِ على الرومِ الملكيِّين في حَماه، إِثْرَ زيارةِ الوزيرِ مُراد باشا القويجي إلى المدينة. خلالَ إقامَتِهِ، بدأَ يَعِظُ المؤمنين، وبِناءً على طَلَبِهِم، انتُخِبَ مِطرانًا على حلب في 12 شُباط 1612، بعدَ أَنْ كانَ ناظرًا عليها سيماون أُسقُفَ مَرمِنِيثا. انتهَت بذلك نَظارةُ سيماون، الَّتي استمرَّت 15 سنةً. 🤝 الرَّاعي الصالح: عَنى مَلاتيوس بالرِّعاية الاجتماعيَّة بترتيب أَسماء الفُقراء والأرامل والأيتام، ووَضَعَ لهم مُخصَّصاتٍ ماليَّةً وغذائيَّةً وكِسائيَّةً، وكانَ يزورُهُم بانتظامٍ. مَنَعَ المَظاهِر الفاسدة في الأَعراس، وحرصَ على السُّلوك الحسن للرّجال والنّساء، كما حرصَ على تَزويجِ الفتيات الفقيرات بشُبَّانٍ مناسبين. 📚 نَشاطُهُ العُمرانيُّ والثقافيُّ: إنشاءُ أُولى المدارسِ المسيحيَّةِ في حلب: اهتمَّ بترميم وتوسيع كنيسة الرومِ الملكيّين في حلب، وتزيينها بالإيقونات المُقدَّسة، كما أَدخل نهضةً فنيَّةً من خلال دَعمه لفنَّان الإيقوناتِ راهبِهِ مَلاتيوس الصاقزي. أَسَّسَ في 1629 أُولى المدارس المسيحيَّة في داره المطرانيَّة، وعهد فيها بالتعليمِ إلى الأَب اليسوعيّ جيروم آيروت، ما أَسهمَ في نهضةٍ ثقافيَّةٍ بين المسيحيّين. ✝️ تَقواهُ وزُهدُهُ وتَقَشُّفُهُ: كان مُلتزمًا بالتَّقشُّف، لا يقبلُ هدايا مادّيَّةً إِلَّا إذا كانت لِلفُقراء أو للكنائس. لم يكن يتوقَّف عن الصَّلاة ليلًا ونهارًا، وحرص على إِقامة القُدَّاس باستمرارٍ، حتَّى في أَيَّام الأَعياد للمتوفّين. كان يتناولُ طعامًا بسيطًا جدًّا، ما أظهر زُهدًا كبيرًا في حياته. ميلادُ دعمٍ وتَطوُّرِ التعليمِ المسيحيِّ وعلاقاتُهُ مع المُرسَلين الأجانب: بعدَ مجمعِ رأسِ بعلبك في 1628، قامَ المِطرانُ مَلاتيوس كرمه بجولةٍ في أَريافِ لبنانَ لِلبحثِ عن مَخطوطاتِ الكِتابِ المُقدَّسِ بالعربيَّة، في إطارِ جهودِهِ لترجمةِ ونشرِ الكُتبِ المُقدَّسةِ بينَ شَعبِهِ. واستمرَّ في التَّنسيقِ مع الرُّهبانِ اليسوعيِّين والكبوشيِّين في حلب، مستفيدًا من دَعمِهِم في إنشاءِ مدارسَ لتعليمِ اللُّغاتِ والعُلومِ الدينيَّةِ، ممَّا ساعَدَ على رَفعِ المستوى الثقافيِّ والدينيِّ لأَبناءِ أبرشيَّتِهِ. تَجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ مَلاتيوس كرمه كانَ يُظهِرُ ميولًا كاثوليكيَّةً واضحةً، ممَّا جَعَلَ علاقاتِهِ مع المُرسَلين الأجانبِ قويَّةً، خاصَّةً مع الرُّهبانِ الفرنسيسكان واليسوعيِّين، الَّذين كان وجودهم في حلب مؤشّرًا على تَعزيز النُّفوذ الكاثوليكيّ هناك. وكان هو نفسُهُ مُبادرًا لتَوطيد الرَّوابطِ مع الكُرسيّ الرَّسوليّ في روما، حيثُ كتبَ عدَّة رسائل وبعثاتٍ طلبًا للدَّعم الرُّوحيّ والمادّيّ، مُعبّرًا عن أَمله في إصلاح الأَوضاع الكنسيَّة وتطوير التعليم المسيحيّ في مناطقه. 👑 ارتقاؤُهُ السدَّةَ البطريركيَّة: بعدَ مَقتلِ البطريركِ أَغناطيوس الثَّالثِ عطيَّة في نيسان 1634، وقعَ الاختيارُ على المطرانِ مَلاتيوس كرمه ليَخلُفَهُ في الكرسيِّ الأَنطاكيِّ، رغمَ ميولِهِ الكاثوليكيَّةِ الواضحةِ. فقد تَميَّزَ بالعلمِ، والإصلاحِ، والتقوى، ممَّا أَكسبَهُ مَحبَّةَ الرَّعيَّةِ. تَمَّت رِسامَتُهُ بطريركًا باسمِ أَفْتيميوس الثَّاني في 1 أيار 1634، بعدَ وصولِهِ إلى دمشقَ يومَ عيدِ القدِّيسِ جاورجيوس (23 نيسان). وأصدرَ فورًا منشورًا بطريركيًّا يروي فيهِ قِصَّةَ انتخابِهِ وتَنصيبِهِ. بدأ بطريركيَّتَهُ بإرسالِ وفدٍ رسميٍّ إلى روما لتقويةِ العلاقاتِ مع الكرسيِّ الرَّسوليِّ. حَمَلَ الوفدُ رَسائلَ وكُتُبًا طقسيَّةً وخاتَمَ البطريركِ لتوقيعِ وثيقةِ الاتِّحاد. لكنَّ الوفدَ لم يَصِل إلى روما إِلَّا بعدَ وفاتِهِ في 1 كانون الثَّاني 1635، ما حالَ دون توقيعِ الوثيقةِ رسميًّا. 📚 إنتاجُهُ الأَدبيُّ: كانَ مَلاتيوس يُجيدُ العربيَّةَ، واليونانيَّةَ، والسُّريانيَّةَ. وكرَّسَ جهودَهُ لإعادة ترجمة الكُتب الطقسيَّة، وتأليف النُّصوص الدينيَّة. ومن أَبرزِ أعماله: “المُختصر في تاريخ مطارنة حلب” (مفقود) مجموعة مواعظ محفوظة في عدَّة مخطوطات ميمر على مريم الخاطئة، لصّ اليمين، عظة عن الطاعون بحلب “مرج الأزهار”: سِيَر قديسين وقصة انتقال العذراء “تفسير أناجيل الآحاد والأعياد” رسائل مختلفة إلى روما “أسطاتيكون”: رسالة رعوية لتنظيم الشؤون الكنسية ✍️ كما شاركَ في نَسخِ المخطوطاتِ بنفسِهِ، وأَقدمُ مخطوطةٍ معروفةٍ بخطِّهِ هي “كتاب الفردوس العقلي” (1604). 📖 إعادةُ ترجمةِ الكُتبِ الطقسيَّةِ: ابتداءً من سنة 1612، قامَ بإعادةِ ترجمةِ عددٍ من الكُتبِ الطقسيَّةِ الأَساسيَّةِ، منها: اللِّيتورجيكون: القداسات وصلاة الغروب والسحر كتاب الترتيل والتلحين سنكسارات الميناون كتاب تيبيكون الطقوس الكنسية كتاب الأورولوجيون (السواعي): أُرسل إلى البابا في 1634 كتاب الأفخولوجيون (صلوات الكهنة): أُرسل سنة 1643 لطباعة نسخته ⚰️ وفاتُهُ: لم يَـمكثْ على السدَّةِ البطريركيَّةِ سوى ثمانيةِ أَشهرٍ، وتُوفِّيَ في 1 كانون الثَّاني 1635. أَسبابُ الوفاةِ تَعَدَّدَت: البطريرك مكاريوس: “مرض ثقيل” ابنُه الشمّاس بولُس: “مرض مائي مشهور” (ربّما استسقاء) مُرسَلون معاصرون: ماتَ مسمومًا بسببِ ميولِهِ الكاثوليكيَّة لكنَّ الوثائقَ، لا سيما “وصيَّة” أَخيهِ تَلْجَة، تُظهِرُ أنَّهُ كانَ يَتوقَّعُ وفاتَهُ، وتركَ تعليماتِهِ بخصوصِ خَلَفِهِ، ما يُرجِّحُ أنَّهُ تُوفِّيَ بمرضٍ طبيعيٍّ. 🪦 دُفِنَ في دمشقَ، وذُكرَ أنَّ قبرَهُ بدأَ يُفيضُ بالعجائبِ وشفاءِ الأَمراضِ، ما جَعَلَهُ موضعَ تَبجيلٍ بينَ المؤمنين. 🌟 خاتمة كان المطران ملاتيوس كرمه / البطريرك أفتيميوس الثاني شخصية استثنائية جمعت بين التقوى، الثقافة، والإصلاح الكنسي. يُعد من أبرز رواد الحركة الثقافية في حلب في القرن السابع عشر، ومن أوائل دعاة الاتحاد بين الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. مصادِرُ السيرةِ: أَبرزُ مصدرٍ لِسيرتِهِ هو تلميذُهُ وخَلفُهُ على أبرشيَّةِ حلب، البطريرك مكاريوس الحلبّيّ ابنُ الزعيمِ، في “مَجموعِ اللطيفِ”، ونُشِرت سيرتُهُ أيضًا في مجلَّة “المَسَرَّةِ” عامَ 1913. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيماون أسقف مرمنيثا | الولادة: 1597 الوفاة: 1612 🕰️ الفترة والنشاط: تولى سيماون مسؤولية إدارة أبرشية حلب في الفترة من حوالي سنة 1597 حتى سنة 1612، بعد وفاة المطران مكاريوس بن خلف. لم يكن واضحًا ما إذا كان سيماون أسقفًا أصيلًا لحلب أو أنه كان يدير الأبرشية بصفة مدبر بطريركي مؤقت، لكن الرأي الأرجح أنه كان مدبرًا بطريركيًا للأبرشية خلال تلك الفترة، لأنه في نهاية حياته عاد إلى أبرشيته الأصلية في مرمنيثا (مرمريتا) حيث توفي ودُفن. ⚙️ الخلفية والظروف: بعد وفاة المطران مكاريوس بن خلف، انقسم الحلبية إلى فريقين وانتخبوا اثنين لإدارة الأسقفية، مما أبطأ تعيين رئيس جديد. لذلك، قام البطريرك يوآئم بن زيادة بإحضار سيماون أسقف مرمنيثا لتدبير الأمور في حلب. ⛪ علاقته بأبرشية حلب: لم يكن على مدينة حلب رئيس مختص بها خلال تلك الفترة، بل كان سيماون يشرف عليها بناءً على تعيين البطريرك يوآئم السادس بن زيادة (البطريرك من 1593 إلى 1604). أدار سيماون شؤون الأبرشية لمدة خمس عشرة سنة تقريبًا. 🔚 نهاية فترة توليه: خلفه المطران ملاتيوس آرمه الذي عُيّن أسقفًا على حلب في 12 شباط 1612، وبذلك انتهت فترة إدارة سيماون عام 1612. ❓ الغموض حول شخصيته: هناك بعض الالتباس بشأن هوية سيماون، خاصة لأنه يوجد أسقفين آخرين باسم سيماون مرتبطين بأبرشية صيدنايا في الفترة نفسها. الباحثون لم يستطيعوا تأكيد إن كان سيماون أسقف مرمنيثا هو نفسه أي من هذين الأسقفين، خاصة وأن مرمنيثا ليست بالقرب من صيدنايا، ولا توجد دلائل كافية لربطهم. ويُعتبر سيماون أسقف مرمنيثا من أحد الأعلام المسيحيين. 🔍 الدراسات المستقبلية: لا زالت المعلومات عن سيماون أسقف مرمنيثا محدودة وتعتمد على فرضيات، ويُنتظر من الباحثين في تاريخ أساقفة مرمنيثا تقديم المزيد من المعلومات. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ألفونس دي ليغوري | الولادة: 1696 الوفاة: 1787 ✨ مقدمة القديس ألفونسو ليغوري (بالإنجليزية: Saint Alphonsus Liguori) «رهبنة الفادي الأقدس» (ولد عام 1696 – توفي عام 1787) يُدعى أحيانًا ألفونسو ماريا ليغوري، كان أسقفًا كاثوليكيًا إيطاليًا، كاتبًا روحانيًا، مؤلفًا، موسيقيًا، فنانًا، شاعرًا، محاميًا، فيلسوفًا سوكولاستيًا، وعالمًا باللاهوت. أسس ألفونسو ليغوري رهبنة الفادي الأقدس، ويعرف أتباعها باسم مرسلي الفادي الأقدس، في نوفمبر من عام 1732. عُيّن عام 1762 أسقفًا لأبرشية سانت أغاتا دي غوتي. كان كاتبًا غزير الإنتاج، نشر تسعة إصدارات من مؤلفه اللاهوتي الأدبيّ خلال حياته، بالإضافة إلى رسائل تعبديّة ونُسكيّة أخرى. من بين أفضل أعماله نجد أمجاد مريم ودرب الصليب، ولا تزال الأخيرة مستخدمةً في الأبرشيات خلال طقوس الأصوام. أعلنه البابا غريغوري السادس عشر قديسًا عام 1839، وأعلنه البابا بيوس التاسع ملفانًا عام 1871. هو أحد أكثر الكتاب المسيحيين قراءةً، والقديس الحامي للمعترفين. 🏠 نشأته وُلد في ماريانيلا بالقرب من نابولي، وكانت وقتها جزءًا من مملكة نابولي، يوم 27 سبتمبر 1696. كان أكبر ثمانية أطفال جوزيبي ليغوري وآنا ماريا كاترينا كافالييري. عُمد بعد ولادته بيومين في كنيسة سيدتنا العذراء باسم ألفونسو ماري أنتوني جون كوسماس داميان ميكائيل غاسبارد دي ليغوري. كانت عائلته ذات نسب نبيل وعريق، لكن الفرع الذي ينحدر منه القديس ذاق الفقر نوعًا ما. كان والد ألفونسو، الدون جوزيف دي ليغوري، ضابطًا بحريًا وقبطانًا للسفن الملكية. 📚 تعليمه تعلّم ليغوري ركوب الخيل وتحظيرها، لكنه لم يمتلك فرصة جيدة أبدًا بسبب ضعف بصره. حال قصر بصره وإصابته بربو مزمن دون عمله في الجيش، جهزه والده تعليميًا ليصبح محاميًا. تعلم على يد معلمين خصوصيين قبل دخوله جامعة نابولي، حيث تخرج بشهادة دكتوراه في القانون المدني والكَنَسيّ في عمر 16. أشار لاحقًا إلى أن حجمه كان صغيرًا للغاية في ذلك الوقت حتى أنه كاد يختفي في مئزره، وأن كل من شاهده ضحك على ذلك. عندما بلغ سن الرشد، ومثل العديد من النبلاء الآخرين، انضم إلى أخوية سيدة رحمتنا جنبًا إلى جنب مع الأشخاص الذين ساعدهم في العناية بالمرضى في مشفًى خاص بـ «العضولين». أصبح محاميًا ناجحًا، لكنه كان يفكر في ترك المهنة، وكتب لأحدهم: «إن مهنتنا تغصّ بالصعاب والمخاطر يا صديقي؛ نعيش حياةً غير سارة معرضين لخطر ميتةٍ غير سارة». في عمر 27، وبعد خسارة قضية مهمة كانت أول قضية يخسرها خلال ثماني سنوات من ممارسة المحاماة، اتخذ قرارًا صارمًا بترك المهنة. علاوةً على ذلك، سمع صوتًا داخليًا يخبره: «أن اهجر العالم، وسلّم نفسك لي». 🔄 تغيير المهنة عام 1723، قرر تقديم نفسه بصفة مبتدئ إلى رهبنة أوراتوريان سان فيليب نيري الصغيرة بنية القُسوسَة. عارض والده هذه الخطة، لكن بعد شهرين (وبموافقة أمين الأوراتوريان) تم التوصل إلى حل وسط: سيدرس القُسوسَة لكن لن يكون أبًا أوراتوريًا وسيعيش في المنزل. رُسّم يوم 21 ديسمبر 1726، في عمر 30. عاش السنوات الأولى من قُسوسته مع المشردين وشباب نابولي المهمشين. اشتهر بسبب صدقه وبساطة عظاته. لقد قال: «لم أُعط موعظةً لا تستطيع أفقرُ امرأة عجوزٍ في الرهبنة فهمها أبدًا». أسس كنائس المساء، التي كانت تُدار بيد الشُبّان أنفسهم، وكانت مراكز للصلاة والتقى والتبشير والتعاون والنشاطات الاجتماعية والتعليم. وعندما حان أجله كان عدد هذه الكنائس 72، فيها أكثر من 10.000 مشترك. كانت عظاته مؤثرة للغاية في تحويل أولئك الذين انسلخوا عن إيمانهم. عانى ليغوري من الوساوس معظم حياته وشعر بالذنب تجاه أبسط المسائل المتعلقة بالخطيئة. علاوةً على ذلك، رأى القديس الوساوس نعمةً في بعض الأوقات، وكتب: «الوساوس مفيدة في بداية التحوّل… إنها تطهّر الروح، وتجعلها حذرة في نفس الوقت». عام 1729، ترك ألفونسو منزل العائلة واتخذ إقامةً في المعهد الصيني في نابولي، وكان المكان الذي بدأ منه تجربته التبشيرية في الأقاليم داخل مملكة نابولي، حيث وجد أناسًا أشد فقرًا وأكثر تعرضًا للإهمال من أي من أطفال شوارع نابولي. عام 1731، بينما كان يساعد ضحايا هزة أرضية في قرية فودجا، ادّعى ألفونسو أنه رأى تصوّرًا للسيدة العذراء في مظهر فتاة بعمر 13 أو 14 عامًا ترتدي طرحة بيضاء. ⛪ رهبنة الفادي الأقدس يوم 9 نوفمبر 1732، أسس رهبنة الفادي الأقدس، عندما أخبرته الأخت ماريا سيليستيه كروستاروسا بوحي أتاها أن هو الشخص الذي اختاره الرب ليؤسس الرهبنة. أسس الرهبنة بالهبات التي حصل عليها من مهمات تبشير شعبية قام بها في المدينة والريف. كان هدفها التبشير والتعليم في أحياء الفقراء الشعبية في المدن والأماكن الفقيرة الأخرى. حاربوا الينسينية أيضًا، وهي هرطقة عظت صرامةً خُلقية متطرفة: «ينبغي معاملة التائبين على أنهم أرواح يجب إنقاذها لا مجرمون يجب معاقبتهم». وقال: «لا تُنكروا الغفران على تائب أبدًا». كان موسيقيًا ومؤلفًا موهوبًا، وكتب العديد من التراتيل الشهيرة وعلمها للناس خلال البعثات الأبرشية. عام 1732، عندما كان مقيمًا في دير المواساة، أحد منازل رهبنته في مدينة ديليكاتو الصغيرة التابعة لمحافظة فودجا في جنوب شرق إيطاليا، كتب ليغوري الترنيمة الإيطالية («هابطٌ من السماوات المرصعة بالنجوم») بأسلوب موسيقي رعوي. بُنيت النسخة الإيطالية على الأغنية الأصلية المكتوبة باللغة النابولية، وتبدأ بالكلمات: «عندما وُلد الطفل». وبما أنها ارتبطت تراثيًا بالزامبونا، أو مزمار قربة إيطالي ضخم، أصبحت معروفة باسم «ترنيمة مزامير القربة». 🕊 أسقف أبرشية سانت أغاتا دي غوتي كان ألفونسو أسقفًا موقرًا لأبرشية سانت أغاتا دي غوتي عام 1762. حاول رفض تعيينه باستخدام سنّه وعيوبه كأعذار تمنع رسامته. كتب عظات وكتبًا ومقالات لحثّ تكريس شديد الحب للقربان المقدس ومريم العذراء. أصلح المفاسد الكنسية في الأبرشية وأعاد تأهيل الإكليروس والمؤمنين روحانيًا. أوقف القساوسة الذين احتفلوا بالقداس الإلهي في أقل من ربع ساعة وباع عربته وخاتمه الأسقفي ليعطي المال للفقراء. عانى في آخر سنوات حياته من مرض أليم واضطهاد من زملائه القساوسة، الذين طُرِدُوا من الرهبنة التي أنشأها. ⚰ وفاته سُمح له عام 1775 بالتقاعد من منصبه وذهب للعيش في مجتمع مرسلي الفادي الأقدس في باغاني، إيطاليا، حيث مات يوم 1 أغسطس 1787. 🌟 تبجيله وإرثه أُعلن طوباويًا يوم 15 سبتمبر 1816 على يد البابا بيوس السابع وقدّيسًا يوم 26 مايو 1839 على يد البابا غريغوري السادس عشر. عام 1949، أسس مرسلو الفادي الأقدس الأكاديمية الألفونسية لدراسة اللاهوت الأدبي الكاثوليكي المتقدم. ولُقّب حاميًا للمعترفين واللاهوتيين الأدبيين من قبل البابا بيوس الثاني عشر يوم 26 أبريل 1950، الذي كتب عنه لاحقًا في رسالته البابوية: «ستستجرّ أمواه». … | آباء وقديسون | |
| أدلايد القديسة | الولادة: – الوفاة: 1250 👑 القديسة أدلايد (أليديس) – راهبة متأملة وصانعة معجزات 🎉 عيدها: 15 يونيو 🕊️ تاريخ الوفاة: 11 يونيو 1250 📍 مكان الميلاد: شفربيك، بلجيكا 🏛️ ديرها: دير السيسترسيان في لا كامبر 👧 نشأتها وتكريسها الرهباني وُلدت القديسة أدلايد، المعروفة أيضًا باسم أليديس، في بلجيكا، وأُدخلت إلى دير السيسترسيان في لا كامبر وهي في السابعة من عمرها. نشأت في هذا المجتمع الديني، وتميّزت بتواضعها وطيبها، حتى أحبّتها جميع الراهبات. 🦠 مرضها ومعاناتها الصامتة في سن مبكرة، اكتُشف أنها مصابة بالجذام، مما اضطر الراهبات إلى عزلها صحيًا. ومع ذلك، قبلت أدلايد هذا المصير بشجاعة وصبر، وواجهت الآلام الجسدية والنفسية بصمتٍ وإيمان عميق. ✨ رؤى ومعجزات 🔹 رغم مرضها، نالت نِعَمًا روحية عظيمة، منها: رؤى سماوية نشوات صوفية شفاعات ومعجزات نُسبت إليها أثناء حياتها وبعد وفاتها 🕯️ وفاتها عانت في أواخر حياتها من فقدان البصر والشلل، وتوفيت بسلام في 11 يونيو 1250، بينما يُحتفل بعيدها في 15 يونيو من كل عام. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس بَرْثُولَماوُس الفارْني | الولادة: – الوفاة: 1193 🙏 القديس بَرْثُولَماوُس الناسك البندكتي كان بَرْثُولَماوُس ناسكًا بندكتيًا وصانعًا للمعجزات، ارتبط اسمه بمدينة درم (Durham) في إنجلترا. وُلِد في ويتبي بمنطقة نورثمبريا، وكان يُعرف باسم توستيغ قبل أن يتخذ اسم بَرْثُولَماوُس عند دخوله الحياة الرهبانية. ✝️ سيرته الكهنوتية والرهبانية 🔹 سافر إلى النرويج، وهناك نال سرّ الكهنوت. 🔹 بعد عودته إلى إنجلترا، التحق بالرهبنة البندكتية في مدينة درم. 🔹 لاحقًا، اختار طريق الحياة النسكية واعتزل في جزيرة “فارن” (Farne Island) قبالة ساحل نورثمبريا. 🕯️ حياته الناسكة قضى القديس بَرْثُولَماوُس اثنتين وأربعين سنة في عزلة وصلاة وتأمل على جزيرة فارن. كانت حياته مثالًا في الزهد والتفرغ الكامل للعبادة، حيث عاش متجردًا عن العالم، ملتزمًا بالصمت والصلاة. ✨ معجزاته ومكانته الروحية 📜 عُرِف القديس بَرْثُولَماوُس كـصانعٍ للمعجزات، واشتهر بين الناس بتقواه وحكمته. 🌟 أصبح من الشخصيات الروحية البارزة في التراث الرهباني الإنجليزي، ويُكرَّم في الذاكرة الكنسية كواحد من أعلام القداسة والنسك في العصور الوسطى. يُعيّد له بـ 24 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميخائيل الحجام | الولادة: – الوفاة: – 🧔♂️ مار ميخائيل الحجام (Michael the Barber) مار ميخائيل الحجام هو أحد الشخصيات النسكية البارزة في التراث السرياني، عاش في القرن السابع الميلادي، واشتهر بصفته ناسكًا ولاهوتيًا يتمتع بالحكمة والتقوى. لقّب بـ”الحجّام” نسبةً إلى مهنته المتواضعة التي مارسها قبل تفرغه للحياة النسكية، وقد أصبح رمزًا للتواضع والقداسة في التقاليد المسيحية الشرقية، لا سيما في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. 🛕 حياته النسكية والروحية 🔹 اشتهر مار ميخائيل بعزلته وتفانيه في العبادة، حيث اختار الزهد والصمت والانقطاع عن العالم. 🔹 كرّس حياته للصلاة والتأمل وطلب الحكمة الإلهية، وكان تأثيره الروحي عميقًا لدرجة أن اسمه نُقش في مصادر “قادشيه” (Qadishe)، وهي النصوص التي تخلّد سِيَر القديسين والشهداء في التراث السرياني. 🪡 رمز للعمل والتواضع رغم بساطة حياته وقلة التفاصيل التاريخية حولها، يحتفي التقليد الكنسي السرياني به كأحد النماذج الرهبانية الملهمة التي جمعت بين: التواضع العمل اليدوي الحياة الروحية العميقة ويُكرَّم في بعض الطقوس كأحد القديسين المكرّمين في سجل القداسة السريانية. 🕊️ وفاته وغموض التاريخ تاريخ وفاة مار ميخائيل الحجام غير محدد بدقة، لكن يُرجّح أنه توفي بين عامي 650 و700 ميلادية، أي في النصف الثاني من القرن السابع. ويرجع الغموض في التوثيق إلى أن سيرته وردت ضمن مصادر “Hagiographical” (القديسية)، التي تركز على البُعد الروحي أكثر من التفاصيل التاريخية الدقيقة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس بن فضيل | الولادة: 1540 الوفاة: 1582 المطران غريغوريوس بن فضيل (1540–1582م)، أول أسقف لطائفة الروم الملكيين في حلب في العصر العثماني. 📜 الاسم الكامل: المطران غريغوريوس بن فضيل (اسمه العلماني قبل الرسامة: عفيف بن فضيل بن توما بن موسى، من عائلة آل تُجّار في قرية كفربهم قرب حماة). 📅 الميلاد والسيامة: وُلد في قرية آفربهم نحو أوائل القرن السادس عشر. سُيِّم شمّاسًا إنجيليًا في صيدنايا في 8 أيلول 1539. تدرج بسرعة في الرتب الكنسية، وسيم أسقفًا على حلب بين عامي 1540–1541، واتخذ اسم “غريغوريوس”. ⛪️ المنصب الكنسي: أول أسقف معروف لطائفة الروم الملكيين على حلب في العصر العثماني (منذ فتح العثمانيين للمنطقة عام 1516). دامت أسقفيته 42 سنة، من حوالي 1540 حتى وفاته في 1582. ضم إلى ولايته لاحقًا أبرشية طرابلس وأبرشية القصر والسويدية وأوخايطا ووصل نفوذه الروحي إلى بامفيليا وأرمينيا. 🛡️ دوره الكنسي والروحي: مثّل حجر الزاوية في إحياء الطائفة الملكية في شمال سوريا بعد فترة انقطاع طويلة للأسقفية في حلب. رفض الترشح للبطريركية سنة 1576 رغم اختيار اسمه، مفضّلًا البقاء في حلب إلى جانب عائلته وشعبه. دافع بشجاعة عن البطريرك الشرعي ميخائيل السابع الصبّاغ في وجه الانقسام البطريركي، وسانده في أزمته، فنعته الأخير بـ”الأخ المكرّم والجوهر المكرّم”. 🏠 الحياة الشخصية: كان متزوجًا، وله أولاد معروفون، أبرزهم القس منصور بن غريغوريوس، وعبد المسيح بن فضيل. انتقل في وقت لاحق إلى حياة التبتل بعد وفاة زوجته. 🏛️ مساهماته الثقافية: كان ناسخًا غزير الإنتاج أكثر منه مؤلفًا. خطه بسيط وكتاباته أقرب إلى لغة الشعب. جمع خزانة كتب في دار أسقفيته في حلب (القلاّية)، منها: مجموعة أدعية وقصص روحية وأمثال. مخطوطات لليتورجيات (السواعي، القناديق، الإفخولوجي، قانون الإيمان). ترجمات وأعمال أدبية تضم صلوات، حكم، حسابات فلكية، وأدب نسكي. 📚 أبرز أعماله المحفوظة: المخطوطات الفاتيكانية العربية: رقم 47، 50، 54، 147، 174، وغيرها. نسخ قانون الإيمان (الأمانة المستقيمة) سنة 1570. ترك مجموعة صلوات وقصص وأمثال، منها ما استخدم في الطقوس الحلبية. ⚔️ التحديات والمعارضة: واجه معارضة شديدة من بعض أبناء الرعية سنة 1563، ما دفعه إلى مغادرة مركزه لبعض الوقت، ثم عاد لاحقًا بعد أن وجّه رسالة رعوية للسلام والوحدة. في انقسام البطريركية (1576–1582)، اعتُبر مطرانًا على حلب وطرابلس ضد المطران المناوئ المنصّب من الطرف الآخر. 🎖️ امتيازات وشرف: كان أول أسقف في البطريركية الأنطاكية يُمنح “الصاكو” (اللباس الحبري) من قبل بطريرك أنطاكية، وهو شرف كبير كان محصورًا بالبطاركة فقط بعد سقوط القسطنطينية. 🪦 وفاته: توفي في حماة على الأرجح بين شباط ونيسان 1582. دُفن هناك، حسب رواية البطريرك مكاريوس ابن الزعيم. 📍أهمية غريغوريوس بن فضيل: يُعتبر المؤسس الفعلي للوجود الأسقفي الملكي في حلب في العصر الحديث. جسد في شخصه الوحدة بين الجذور الحمويّة والطابع الحلبيّ للطائفة. لعب دورًا كبيرًا في الصمود الكنسي، وتثبيت الطائفة في وجه الانقسامات والصراعات. اعتُبر “عميد الأساقفة” في زمانه، وأبرز رموز الكنيسة الملكية في القرن السادس عشر. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إلياس النبي | الولادة: – الوفاة: – 🌿 مار إلياس النبي مار إلياس، المعروف أيضًا بـإيليا التشبي، هو أحد أعظم أنبياء العهد القديم وأكثرهم تبجيلًا في التراث السرياني والمسيحي الشرقي. عاش في القرن التاسع قبل الميلاد، في مملكة إسرائيل الشمالية، وجاء من بلدة تشِشبه الواقعة في منطقة جلعاد. يُحتَفل بتذكاره في 20 تمّوز من كل عام، ويُعرف بلقب “نبي النار والمطر” بسبب معجزاته الخارقة، مثل إنزال النار من السماء، وشقّ نهر الأردن، ورفعه إلى السماء في مركبةٍ ناريّة دون أن يذوق الموت. 📜 سيرته بحسب الكتاب المقدس ورد ذكره في سفر الملوك الأول والثاني، وكان نبيًّا قويًّا واجه الملك آخاب والملكة إيزابيل دفاعًا عن عبادة الإله الحقيقي، ضد عبادة البعل. من أبرز معجزاته: أنزل نارًا من السماء أمام الكهنة الوثنيّين. أقام ابن الأرملة في صرفت صيدا من الموت. شقّ نهر الأردن بردائه. اختُطِف إلى السماء في مركبة ناريّة، دون أن يموت موتًا جسديًّا. ويمثّل إيليا النبوّة النقيّة والغيرة الإلهيّة، وله مكانة مميّزة في كل من العهد القديم والعهد الجديد، إذ ظهر مع موسى في تجلي المسيح على جبل طابور. 📆 الاحتفال بمار إلياس – 20 تموز تُكرّمه الكنائس السريانية والبيزنطية والشرقية في 20 تموز، ومن أبرز الكنائس: السريانية الأرثوذكسية الكلدانية المارونية تُتلى في هذا اليوم قراءات من سفر الملوك، وتُنشد قومات وميمرات خاصة، يُطلب فيها شفاعته، خصوصًا ضد الجفاف والحرائق، باعتباره نبي المطر والنار. 🔥 رمزيته الروحية يُلقّب بـ”أبو الرهبان” لأنه عاش في البرية متنسّكًا. رمز للغيرة الروحيّة والتكريس الكامل لله. في العهد الجديد، ظهر مع موسى في حادثة التجلي (متى 17)، ما يدلّ على مكانته الفريدة. يُكرَّم في الليتورجيا السريانية بلقب: ܐܠܝܐ ܬܫܒܝܬܐ ܢܒܝܐ ܪܒܐ “إيليا التشبي، النبي العظيم” 🕯️ الطقوس الشعبية المرتبطة به في العديد من القرى المسيحية في سوريا، ولبنان، والعراق، وفلسطين، يُحتفل بعيد مار إلياس عبر: إشعال النيران على التلال (رمزًا لمركبته الناريّة). تحضير أطعمة تقليدية مثل الهريسة. زيارة الأديرة والكنائس المسماة على اسمه، مثل: دير مار إلياس الشوير – لبنان. دير مار إلياس الموصل (مُدمَّر حاليًا). كنائس عديدة في فلسطين، سوريا، الأردن، ولبنان موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار بطرس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: 565 📜 مار بطرس الرهاوي (ܡܪܝ ܦܛܪܘܣ ܕܐܘܪܗܝ) مار بطرس الرَهاوي هو أحد أعلام الكنيسة السريانية في القرن السادس الميلادي (حوالي 510–565م)، وعَلَمٌ بارز في تقليد مدرسة الرُها الشهيرة. عُرف بعمقه اللاهوتي والفكري، وكان من المدافعين الشرسين عن الإيمان الأرثوذكسي في وجه الانقسامات العقائدية. 🏛️ النشأة والخلفية وُلد مار بطرس في مدينة الرُها أو في محيطها، في منطقة أعالي بلاد ما بين النهرين (تركيا الحالية). تلقّى علومه في مدرسة الرُها اللاهوتية، التي كانت منارة علم ومعرفة في العالم السرياني. وبعد نبوغه، رُسم أسقفًا على الرُها، فكان صوتًا أرثوذكسيًا قويًا في زمن انقسامات الكنيسة. ✍️ دوره اللاهوتي والفكري يُعتبر من أهم لاهوتيي وكتّاب الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. تأثر بفكر مار أفرام السرياني، لكنه طوّره ليناسب الإشكالات اللاهوتية التي أعقبت مجمع خلقيدونية. تمسك بالتيار الميافيزي، مؤكّدًا على وحدة الطبيعة في شخص المسيح. 📚 كتاباته رغم ضياع الكثير من أعماله، إلا أن الباقي منها يُظهر مدى عمق فكره ورسالته: ✉️ رسائل عقائدية: ركّز فيها على وحدة المسيح، وردّ على التعاليم المنقسمة. 📖 تفاسير كتابية: اتبع فيها منهج الرمزية (ܦܫܩܬܐ ܘܪܘܙܐ)، مزاوجًا بين الحرف والروح. 🙏 مقالات نسكية: قدّم فيها تعليمًا روحيًا حول التوبة والصلاة والزهد. ✝️ أفكاره اللاهوتية طبيعة المسيح: آمن باتحاد حقيقي بين اللاهوت والناسوت في المسيح، دون انقسام أو اختلاط. الكنيسة والتعليم: رأى أن الكنيسة هي جسد المسيح الحي، والمكان الذي يتحقق فيه الخلاص. الحياة الروحية: شدد على التوبة والصلاة كمفاتيح للاتحاد بالله. 🕊️ مثال من تعبيراته (بالسريانية) “ܦܓܪܗ ܕܐܠܗܐ ܕܡܪܝܐ ܐܬܚܕ ܒܟܝܢܐ ܥܡ ܐܢܫܘܬܐ ܕܝܠܢ، ܕܢܗܘܐ ܚܝܐ ܠܟܠܗܘܢ.” 🔸 “جسد الله، الرب، اتّحد بالحقيقة مع إنسانيتنا، ليكون حياة للجميع.” 📖 تأثيره في الكنيسة السريانية مار بطرس الرُهاوي يُعدّ حلقة وصل بين الجيل الذهبي لمدرسة الرها (مثل مار أفرام ومار رابولا) وبين شخصيات لاحقة مثل: مار يعقوب الرهاوي مار فيلوكسين المنبجي مار سويريوس الأنطاكي وقد تم الاستشهاد بتعاليمه في مجامع الكنيسة السريانية، واستُحفظت أقواله في دير الزعفران ودير مار متى. 🕯️ رمزيته 📘 الكتاب: التعليم والشرح العقائدي 🕊️ الحمامة: الحكمة والروحانية 🏙️ المدينة (الرُها): الدفاع عن الإيمان السرياني ✒️ الريشة: الإنتاج اللاهوتي والكتابي ⛪ تذكاره الكنسي لا يوجد له عيد رسمي مستقل، لكن اسمه يُذكر خلال صلوات “الآباء المعلمين” في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، تقديرًا لإسهامه في العقيدة والدفاع عن الإيمان. 💡 تأثيره الروحي الممتد يرى بعض الباحثين أن أسلوبه أثّر لاحقًا في يشوع الدادسي بالقرن السابع، كما أنه ساهم في الربط بين التقليد التفسيري السرياني القديم والمدرسة الأنطاكية التي جاءت لاحقًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سمعان العمودي | الولادة: 390 الوفاة: 459 أيقونة القديس سمعان العمودي 1465 نشأته وُلِدَ هذا القدّيس سنة 390 ميلادي بقرية الصيص Sisan بالقرب من مدينة نيفربوليس على حدود سوريا الشمالية من أبٍ اسمه يوحنّا وأمٍّ اسمها مرثا. وقد حدثت بسببه أمورٌ كثيرةٌ عجيبة، منها أنّه قَبل الحبل به جاء القدّيس يوحنّا الصابغ إلى والدته في حلمٍ وبشّرها بمولده وأطلعها على ما سيكون منه، وكان والده راعي غنم. كان له إخوةٌ كثيرون ماتوا جميعًا ماعدا أخٌ واحدٌ يكبره يُدعى سمسن Semson. في أحدِ الأيّام لم يستطع سمعان أن يخرج ليرعى أغنام والده إلى المراعي بسبب كثرة الثلج، فمضى إلى الكنيسة ليحضر القدّاس الإلهي. كثيرًا ما كان يَحرِم نفسه من الأطعمة ليقدّمها لإخوته المحتاجين كما كان يُجهد نفسه في الصلاة، فيذهب إلى الكنيسة باكرًا ليبقى بها لمدّةٍ طويلة، حتّى أنّه أحيانًا كان يقضي الليالي بأكملها راكعًا أو ساجدًا ليُصلّي. مات والده ثمّ عمّته أيضًا فورث مع أخيه كلّ ثروتهما. فأعطى الأراضي لأخيه ووزّع بقيّة الميراث على الفقراء والأديرة، فيما عدا بعض القطعان قدّمها للدير فيما بعد الذي ترهّب فيه. إذ كان عمره ثلاث عشرة سنة سمع العبارة الإنجيليّة “طوبى للحزانى لأنّهم يتعزّون”، فسأل شيخًا عن معناها. فشرح له الشيخ سعادة الزهد عن مباهج العالم من أجل التمتّع بفرح المسيح، كما حدّثه عن شركة الآلام مع المصلوب من أجل التمتّع بالسماء. رهبنته إذ سمع عن الانطلاق نحو البريّة من أجل الله، للحال ترك كلّ شيء وذهب إلى البريّة وصام أسبوعًا كاملًا وهو يُصلّي بدموعٍ. ثمّ انطلق إلى الأب هليودوروس Heliodore رئيس دير في تلك النواحي يُدعى يوزيبونا، مكث تحت تدبيره عشر سنوات. وكان ابن عمّه راهبًا في نفس الدير لم يخرج منه منذ خمسٍ وثلاثين سنة منذ أن دخله، فأراد أن يحذو حذوه. كان يقدّم حصّته في الطعام إلى الفقراء ويقضي حوالي ستّة أيّام كلّ أسبوع صائمًا. كانت نعمة الله الغنيّة واضحةً في حياته حتّى قدّمه رئيس الدير للأسقف بعد ثلاثة أيّام. ناقشه الأسقف وأُعجِب به فسامه راهبًا. قيل إنّه رأى ملاكًا أثناء الصلاة عليه يقف بجوار القدّيس سمعان أخبره بأنّه سيكون إناءً مختارًا يضع فيه الله عطاياه الغنيّة. استرداد بصره بعد فقده، إذ كان في أحد الأيّام يُصلّي، ظهر له الشيطان في سحابةٍ قاتمةٍ مفزعةٍ وضربه على عينيه فأُفقِدَ بصره. حزن رئيس الدير عليه جدًّا وأراد أن يُحضِر له طبيبًا لمعالجته، أمّا القدّيس سمعان فاستأذن رئيس الدير وذهب إلى القبور وصار يُصلّي لمدّة أربعين يومًا. وإذا بنورٍ يشرق حوله ويستردّ القدّيس بصره، ويعود إلى الدير ليمارس عبادته. طرده من الدير إذ ازداد في التّقشّف كان يربط جسمه بحبلٍ حتّى كان يجرحه. وكان يرفض العلاج، فطلب الرهبان طرده من الدير حتّى لا يتشكّك الضعفاء. خرج من الدير ودخل بريّةً قريبةً من هناك وسكن في بئرٍ جافّة. وكان يقضي أغلب نهاره مرتّلًا ومسبّحًا الله. رأى رئيس الدير أناسًا لابسين ثيابًا بيضاء يطلبون منه عودة سمعان المطرود من الدير مُهانًا. أرسل الرئيس بعض الإخوة يبحثون عنه وبالكاد قبِل أن يرجع معهم، وكان قد قضى خمسة أيّامٍ هناك. أقام في الدير ثلاث سنوات، وكان يسلك بتقشّفٍ شديد، وإذ أكرمه الرهبان تألّم جدًّا وطلب من الرئيس أن يترك الدير. وبالفعل انطلق إلى مكانٍ خراب حيث عاش هناك ثلاث سنوات. صمّم أن يصوم كلّ سنة أربعين يومًا بدون طعامٍ ولا شراب. وحين كتب ثيؤدورت سيرته كان سمعان في صومه الأربعيني هذا للمرّة الثامنة والعشرين. كان سمعان يستخفّ بكلّ الأمور كلّما تطلّع إلى السيّد المسيح مصلوبًا. كان يصعد إلى قمّة الجبل ويبقى على الصخرة وعيناه تشخصان نحو السماء على الدوام، وقلبه يتنهّد عشقًا للسيّد المسيح. وضع قيودًا من حديدٍ في قدميه حتّى لا يتحرّك كثيرًا. ولمّا زاره ملاتيوس أسقف أنطاكية سأله عن السّبب، فأجاب أنّه يريد أن يقيّد نفسه. فقال له الأسقف: “إنّ هذه القيود تخصّ الحيوانات لا الإنسان، وأنّ ما يربطنا ليس رباطاتٍ حديديّة بل قيود الحبّ للمسيح”. فسمع كلام الأسقف وطلب من الحدّاد أن يقطع قيوده. صانع العجائب صنع آياتٍ كثيرةً وعجائب عظيمة، فجاءته جماهير من بلاد فارس وأثيوبيا وفرنسا وأسبانيا وإنجلترا وإيطاليا تطلب مشورته ونصائحه وشفاء أمراضهم، واستشاره ملوكٌ وأساقفة من أوربّا، وكان يُجيب على أسئلتهم حسبما يُرشده روح الربّ. وكان كثيرون يضعون صورته في بيوتهم للبركة. وإذ كانت الجماهير تُقبّل يديه وثيابه ملتمسين بركته، أراد التخلّص من ذلك، فصعد على عمودٍ علوّه ستّة أذرع، ثمّ زاده ستّةً أخرى، ثمّ زاده ثمانية أذرع، وهكذا حتّى صار طول العمود ثلاثين ذراعًا. وكانت دائرة قمّته حوالي ستّة أشبارٍ وحولها مسند، وقد شاهد المعلّم ثيؤدورت ذلك عيانًا. وقد جذب بذلك كثيرًا من المؤمنين إلى التوبة، بل وكان له أثره العجيب على حياة الوثنيّين، فقبلوا الإيمان بمخلّص العالم. كان سرّ تعزية الكثيرين. يقول واضع سيرته، الشاهد العيان، بأنّ عدد الجماهير كان مُدهشًا للغاية. كان الكلّ يُنصت إلى عظاته، وقد تاب كثيرون جدًّا، وردّ كثيرين عن الوثنيّة إلى الإيمان بالسيّد المسيح. توبة لصّ كان أنطيوخوس أجوناتوس رئيس عصابة يعتمد على قوّته البدنيّة، فكان الجند يخافونه. ازدادت جرائمه جدًّا، فتعقّبته مجموعة من الجند مسلّحين. وإذ وجدوه في ملهى أشهر سيفه فارتعبوا. أمّا هو فهرب وذهب إلى القدّيس سمعان يُقدّم التوبة بدموعٍ. جاء الجند للقبض عليه ودهشوا لما حدث وسألوا القدّيس كيف يحمي إنسانًا مجرمًا كهذا. أمّا هو فأجابهم بأنّه لم يُحضره ليحميه، لكنّه هو جاء لكي يرحمه الله، مقدّمًا له التوبة. انسحب الجنود، وطلب منه القدّيس ألّا يعود إلى جرائمه. أمّا اللصّ فصار يصرخ طالبًا مراحم ربّنا يسوع، ثمّ رفع يديه نحو السماء وقال: “يا ربّي يسوع المسيح ابن الله اقبل روحي”. وإذ صار يبكي لمدّة ساعتين تأثّر القدّيس جدًّا، وتسلّلت الدموع من عينيه، وأيضًا الذين كانوا حاضرين. مال اللصّ رأسه على العمود وأسلم الروح! رجل صلاة أراد تلميذه ثيؤدورت أن يحصي عدد المطانيّات التي يصنعها سمعان العمودي أثناء صلواته. ففي أحد الأيّام بدأ العدّ حتّى بلغ 1240 مطانيّة فتوقّف عن العدّ. قيل إنّ شريفًا ما زاره يومًا ما، إذ تأمّله صرخ قائلًا: “ناشدتك بالذي تجسّد من أجلنا أن تُخبرني هل أنت إنسانٌ حقًّا أم خليقةٌ أخرى تتراءى كإنسان؟” فطلب القدّيس أن يُحضِروا سلّمًا وأن يصعد الشريف عليه حتّى بلغ إليه وأذن له أن يلمس رجليه المجروحتين حتّى يتأكّد من شخصه. أبوّة فائقة مع حزمه وقسوته مع نفسه كان رقيقًا وبشوشًا مع الجميع، يحمل حبًّا نحو الجميع. كان يعظ مرّتين كلّ يوم فكان يرفع القلوب إلى السماء بعظاته. وكان يُعطي الفرصة للأسئلة ليُجيب عليها، كما كان يُصالح المتخاصمين. مع محبّته كان لا يُجامل إنسانًا على حساب خلاص نفسه، فكان ينصح الملوك والعظماء كما يهتمّ بالقيادات الكنسيّة. رسالة سماويّة إذ كان نائمًا شعر بمن يُربّت عليه ويدعوه باسمه، فاستيقظ للحال، ولمّا فتح عينيه رأى شخصًا ذا جمالٍ سماويٍ متسربلًا بحلّةٍ بهيّةٍ نورانيّة، ممسكًا بيده صولجانًا من ذهب. فتعجّب وخاف وسقط على الأرض. فطمأنه الملاك وقال له: “لا تخف، بل اتبعني وأصغِ لقولي. إنّ الربّ يريد أن يستخدمك لمجد اسمه ولبنيان كنيسته، وردّ الكثيرين من الضلال والخطيّة… واعلم أيضًا أنّه يلزمك أن تتألّم كثيرًا، وأن تُعِدّ قلبك في صبرٍ زائدٍ ومحبّةٍ كاملةٍ لكلّ الناس مهما كانت صفاتهم. وفوق كلّ شيء عليك أن تطرد عنك كلّ فكر الكبرياء والمجد الباطل، وتضع نفسك في منزلةٍ أقلّ من منزلة أيّ إنسانٍ في العالم.” انطلق به الملاك فوق الجبل وأمره أن يُقيم مذبحًا بأربعة حجارة، ثمّ اقتاده نحو كنيسة حيث رأى جمعًا من كلّ الأجناس يرتدون ملابس سماويّة وقد انطبع على وجوههم سِمة التواضع والتقوى. وأخبره الملاك أنّ هؤلاء هم الذين يرجعون إلى الله بسبب قدوته هو وخلال عظاته. دخل به الملاك إلى الكنيسة، فتقدّم إلى أمام الهيكل ليُصلّي، وإذا به يرى شخصًا أكثر بهاءً من الشمس. بعد أن حياه قال له السيّد المسيح: “تشجّع ولا تضعف أبدًا”. سند سماوي في رؤيا أُخرى، ظهر له إيليّا النبيّ على مركبةٍ ناريّةٍ وأمره ألا يرهب عظماء العالم، لأنّ الله حافظه، فلن يستطيع أحدٌ أن يؤذيه. تواضعه يشكّ بعض المتوحّدين بمنهجه الغريب باعتزاله على عمودٍ ووعظه المستمرّ للشعب مع صلواته الطويلة. فذهب اثنان منهم وقالا له: “جئنا إليك من قبل رؤساء المتوحّدين المكرّمين، وهم يقولون لك إنّهم متعجّبون أنّك حِدت عن طريق الفضيلة، واتّبعتَ منهجًا غريبًا غير منهج القدّيسين. لهذا نأمرك أن تنزل حالًا عن عمودك”. في الحال طلب سمعان سُلّمًا لينزل بروح التواضع. أمّا هما فقالا له: “لقد تحقّقنا من طاعتك، وأنّ الله معك، وروحه يهديك في هذا الطريق الفريد، فاستمرّ حيث أنت ولا تنزل، لأنّه هكذا أوصانا الذين أرسلونا إليك”. ترفّقه براغبي قتله تسلّل ثلاثة لصوصٍ مسلّحين ليلًا داخل السور الذي بناه القدّيس لنفسه فوق الجبل ليقتلوه، إذ ظنّوا أنّ لديه أموالًا كثيرة بسبب كثرة زائريه. وإذ صوّبوا السهام ضدّه ارتدّت عليهم، فسقطوا فاقدي الحركة والنطق. وفي غروب اليوم التالي عبر بهم القدّيس وسألهم عن أشخاصهم فاعترفوا بقصدهم الشرّير وما حلّ بهم. أمّا هو فصلّى من أجلهم ونالوا الشفاء وأطلقهم بعد أن حذّرهم: “احذروا أن تؤذوا إنسانًا ما، وإلاّ يُصيبكم أشرّ ممّا حلّ بكم”. صاحب سلطان كان القدّيس يشعر بأنّه صاحب سلطانٍ بالمسيح يسوع مخلّصه. ففي إحدى المرّات وهو يُصلّي أظهر له الشيطان حيّةً مفزعةً التفّت حول رجليه، أمّا هو فلم يرتبك، بل أكمل صلواته وهو مملوء سلامًا، فانشقّت الحيّة نصفين وماتت. مرّة أُخرى ظهر له الشيطان في شكل تنّينٍ ضخم أراد أن يفترسه، فرفع عينيه نحو السماء ثمّ قال للتنّين: “ليضربك الله”، فاختفى التنّين. تقديس يوم الربّ كان القدّيس سمعان مهتمًّا بتقديس يوم الربّ. وفي أحد الأيّام جاءت جماهير تشكو له بأنّ نبع ماءٍ قد جفّ ممّا عرّض حقولهم للجفاف، وإذ لم يتجاسروا أن يعترفوا له بالسّبب قال لهم: “إنّي أُدرك أنّ في الأمر ذنبًا تريدون إخفاءه عنّي. تكلّموا بصراحةٍ ولا تُقدّموا أعذارًا واهية. اعترفوا بأنّ مزارعًا صار يسقي الزرع يوم الأحد فجفّ الينبوع”. عندئذ أنَّبهم على ذلك، وحذّرهم من تكراره، وأمرهم أن يضعوا صليبًا على ثلاثة حجارةٍ ويلقوها في عين الماء، ثمّ يلقوا ترابًا على شكل صليب على العين، ويُصلّوا طول الليل. وفي الغد رأوا عمل الله العجيب إذ غمرت المياهُ حقولهم من العين. نياحته عاش قرابة سبعين عامًا، وسمح الله للقدّيس سمعان أن يتألّم كثيرًا، وأن تسوء صحّته البدنيّة، ويشعر بقرب ساعته. أمّا نياحة القدّيس سمعان العمودي فكانت في سنة 459م. إذ شعر بقرب انتقاله، ازدادت صلواته وركع، وكان تلميذه يتطلّع إليه، وبقي راكعًا ثلاثة أيّامٍ وهو منتقل، ولم يدرِ تلميذه بانتقاله. سمع بطريرك أنطاكية بانتقاله فحضر ومعه ستّة أساقفة وبعض قادة الجيش وستّة آلاف جنديًّا باحتفالٍ عظيم. وقد تمّت معجزات كثيرة أثناء الموكب. ملاحظة يوجد ثلاثة أشخاص باسم “سمعان العمودي”: الأوّل المذكور هنا ويُدعى سمعان العمودي الكبير. الثاني سمعان العمودي الصغير في أواخر الجيل الخامس، ذكره الأب يوحنّا الدمشقي في عظته الثالثة على الأيقونات. أمّا الثالث فعاش في بلاد كيليكية، مات بصاعقةٍ انقضّت عليه. وقد ذكره صفرونيوس في الفصل السابع والخمسين من كتاب المروج الروحيّة. الأب بطرس فرماج اليسوعي: مروج الأخبار في تراجم الأبرار، 1877، 5 كانون الثاني. من كلماته وضع هذا الأب مصنّفاتٍ وأقوالًا عظيّةً ونسكيّةً نافعة، وشرح من الكتب الكنسيّة فصولًا كثيرة. “من يتكلّم، فلينطق بكلام الربّ بتواضع قلبٍ، بأعماله قبل كلماته.” مصدر آخر قدّيسٌ وناسكٌ سوريّ (سريانيّ) وُلِدَ في قرية سيسان بين سوريّة وقيليقية في الربع الأخير من القرن الرابع. عاش في منطقة حلب في سوريّة، وهو أوّل من ابتكر طريقة التنسّك على عمودٍ حجريّ، وهي طريقةٌ انتشرت بعده في كافة مدن ومناطق الشمال السوريّ، ومنها إلى أوروبّا. يقع دير القدّيس سمعان وقلعة سمعان، وفيها العمود الذي تعبّد وتنسّك فوقه سمعان، في منطقة جبل سمعان شماليّ حلب في سوريّة، وبلغ طول العمود حوالي 15 مترًا. وصفه تيودوريطس أسقف قورش في كتابٍ يتحدّث فيه عن نُسّاك سوريّة، ونُسِبَت إليه الكثير من المعجزات، منها أنّه كان يقضي الصوم الأربعينيّ منتصبًا على قمّة العمود ليلًا ونهارًا دون طعامٍ أو شراب، ويُقال إنّه تُوفِّي بهذه الهيئة. بعد وفاة القدّيس سمعان، بنى الإمبراطور الرومانيّ في نفس المكان كنيسةً فخمةً حول العمود، لا تزال قائمةً اليوم ما عدا السقف، ضمن آثار ديرٍ كبير. أصرّ بطريرك أنطاكية على نقل جثمان سمعان إلى أنطاكية بأمرٍ من الإمبراطور ليون، ولكن الأهالي رفضوا، فأُرسِلَ الإمبراطور 600 جنديٍّ للقضاء على مقاومتهم، واستُطِيعَ نقل الجثمان إلى كنيسة القدّيس قسطنطين في أنطاكية. نُقِلَ الرفات لاحقًا إلى القسطنطينيّة ودُفِنَ في كنيسة آياصوفيا. أصبحت الكنيسة في جبل سمعان في سوريّة مقصدًا للحجّاج المسيحيّين من أوروبّا والشرق، فكان الناس يحجّون إليها طوال العام. حرّرها صلاح الدين من الصليبيّين، وحوّلها إلى قلعةٍ عسكريّة، لا زالت تُعرَف باسم «قلعة سمعان» و«دير سمعان»، وهي من الأماكن الأثريّة المسيحيّة الهامّة في سوريّة. ويكيبيديا لمزيد من المعلومات عن هذا القديس، يمكنكم الإطلاع على كتاب “القديس سمعان العمودي” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سمعان العمودي الأصغر | الولادة: 521 الوفاة: 592 مار سمعان أو مار شمعون العمودي الأصغر (Simeon Stylites the Younger) هو ناسكٌ سريانيٌّ بارز من القرن السادس الميلاديّ، وواصل نهج الحياة العموديّة الذي اشتهر به مار شمعون العمودي الأقدم. وُلِدَ حوالي سنة 521م، وبدأ حياة النسك في سنٍّ مبكرة، متأثّرًا بسيرة القدّيسين والنُسّاك الذين سبقوه، وخاصّةً سيرة مار شمعون العمودي الأقدم، الذي أصبح مثالَه الأعلى في الزهد والتفرّغ لله. اتّخذ مار شمعون الأصغر موقعه على عمودٍ حجريٍّ قرب جبل العُلم (جبل سمعان الأصغر)، شمال مدينة أنطاكية، وهناك عاش معظم حياته في صلاةٍ دائمةٍ وصومٍ وتأمّلٍ، مقدّمًا ذاته مثالًا على التقوى والاستقامة. ورغم عزلته الظاهرة، كان له تأثيرٌ واسعٌ على المؤمنين والزائرين، الذين كانوا يقصدونه طلبًا للبركة والنصيحة، تمامًا كما حدث مع سلفه. كان لمار شمعون الأصغر دورٌ روحيٌّ وثقافيٌّ مهمٌّ في استمرار تقليد النسك العموديّ، إذ مثّل الجيل الثاني من “العموديّين”، وأظهر كيف تحوّلت هذه الظاهرة من تجربةٍ فرديّةٍ إلى تيّارٍ نسكيٍّ مستمرٍّ في الكنيسة السريانيّة. كما نُسِبَت إليه بعض التعاليم والمواعظ، وتُسجَّل له أيضًا معجزاتٌ وشهاداتٌ عن حكمته وبصيرته الروحيّة. تُوفِّيَ مار شمعون العمودي الأصغر حوالي سنة 592م، ودُفِنَ قرب موقع عموده. ويُكرَّم في التقاليد السريانيّة والبيزنطيّة باعتباره وارثًا أمينًا لتقليد العموديّة، وشاهدًا على العمق الروحيّ والنسكيّ الذي بلغته المسيحيّة في المشرق خلال القرون الأولى. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أنسطاسيوس القوشي | الولادة: – الوفاة: – مار أنسطاسيوس القوشي (Anastasius of Qōsh) هو راهبٌ سريانيٌّ عاش في القرن السادس الميلاديّ، وينتمي إلى التقليد الرهبانيّ العميق في شمال بلاد ما بين النهرين، وتحديدًا في منطقة القوش، وهي بلدةٌ تاريخيّةٌ تقع شمال العراق، وكانت آنذاك مركزًا روحيًّا وثقافيًّا هامًّا للكنيسة السريانيّة الشرقيّة. يُذكَر مار أنسطاسيوس في دليل قادشيه (Qadishe)، وهو سجلّ سير القدّيسين في التراث السريانيّ، ويُحتفى به كأحد الرهبان الأتقياء الذين كرّسوا حياتهم للنسك والصلاة والتأمّل. عُرِفَ بتواضعه، وبحياة الزهد والانقطاع عن العالم، وكان من بين أولئك الذين ساهموا في ترسيخ الروح الرهبانيّة في القوش والمناطق المحيطة بها. يُعتقَد أن مار أنسطاسيوس لعب دورًا مهمًّا في نشر الحياة الروحيّة بين أوساط المؤمنين، في زمنٍ كانت فيه الأديرة تُشكِّل بؤرًا للعبادة والعِلم والتوجيه الكنسيّ. ورغم قلّة التفاصيل الدقيقة عن سيرته، فإنّ مجرّد ذِكره في قادشيه يُعَدّ دليلًا على مكانته الرفيعة بين قدّيسي القرن السادس، ويعكس أثره في حياة الكنيسة والمجتمع السريانيّ آنذاك. يُكرَّم مار أنسطاسيوس القوشي في الذاكرة الكنسيّة السريانيّة كرمزٍ للرهبنة الحيّة والتقوى العميقة، في واحدةٍ من أقدم البيئات المسيحيّة في الشرق. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار هيرونيموس الرَهّاوي | الولادة: – الوفاة: – مار هيرونيموس الرَهّاوي (Hieronymus of Reshaina) هو شخصيّةٌ بارزة من القرن الخامس إلى السادس الميلاديّ، ارتبط اسمه بالمجالين الطبيّ والعلميّ إلى جانب الحياة الرهبانيّة، في سياق الكنيسة السريانيّة. يُذكَر في دليل قادشيه (Qadishe)، ضمن قائمة القدّيسين والعلماء الذين خدموا الكنيسة بعقولهم وأيديهم، لا فقط بتقواهم. ينحدر من مدينة الرُهّا (إديسّا)، الواقعة في تركيا الحالية، والتي كانت آنذاك مركزًا هامًّا للثقافة السريانيّة والعِلم المسيحيّ، لا سيّما الطبّ والفلسفة واللاهوت. عُرِفَ مار هيرونيموس بكونه طبيبًا بارعًا، مارس مهنته في خدمة الرهبان والمؤمنين، كما كان ناسخًا ومترجمًا للعديد من الكتب من اليونانيّة إلى السريانيّة، خاصّةً في مجالات الطبّ واللاهوت. تميّز بإتقانه اللغتين اليونانيّة والسريانيّة، وأسهم في نقل المعارف الإغريقيّة إلى الثقافة السريانيّة، ممّا جعله حلقة وصلٍ هامّة في تاريخ الترجمة العلميّة في الشرق. وكانت أعماله تُؤدَّى بروح التقوى والتكريس، ما جعله يُكرَّم كقدّيسٍ وعالِمٍ في الذاكرة الرهبانيّة الشرقيّة. يُحتفى بمار هيرونيموس الرُهّاويّ بوصفه رمزًا للتلاقي بين العقل والإيمان، وواحدًا من أوائل الشخصيّات الذين مزجوا بين الطبّ كعِلمٍ، والرهبنة كطريقٍ روحيّ، في إطار تقليد الكنيسة السريانيّة في أواخر العصور القديمة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار بولس المشهور | الولادة: – الوفاة: – مار بولس المشهور (Paul the Great أو Pavalos) هو شخصيّةٌ كنسيّةٌ بارزة من القرن السادس الميلاديّ، ورد ذِكره في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe)، كأحد الأساقفة الموسوعيّين الذين جمعوا بين العِلم والتقوى والخدمة الكنسيّة في آنٍ واحد. عُرِفَ مار بولس بمكانته العلميّة الرفيعة، إذ وُصِفَ بـ”الموسوعيّ” نظرًا لاتّساع معرفته في مجالاتٍ متعدّدةٍ مثل اللاهوت، والفلسفة، واللغة، والتفسير الكتابيّ، والتنظيم الكنسيّ. خدم كأسقفٍ في إحدى مناطق الكنيسة السريانيّة الشرقيّة، حيث قام بدورٍ مهمٍّ في نقل التعليم المسيحيّ وتنظيم الحياة الرعويّة، وكان من المدافعين عن وحدة الكنيسة وتعزيز التعليم الصحيح في مواجهة الانقسامات العقائديّة التي كانت سائدةً آنذاك. تميّزت شخصيّته بعمقٍ روحيٍّ وحكمةٍ رعويّة، وقد ترك أثرًا واضحًا في المدارس اللاهوتيّة، خاصّةً في تفسيره للكتاب المقدّس وتعليمه للكليروس، ممّا جعل له مكانةً رفيعةً في الذاكرة السريانيّة. لا يُعرَف الكثير عن تفاصيل حياته اليوميّة أو كتاباته بالتحديد، لكنّ حضوره في قادشيه يُعدّ دليلًا على أنّه كان من أولئك الذين جمعوا بين الفكر والعقيدة والعمل الرعويّ، وأثّروا في تكوين الهويّة الروحيّة والعقليّة للكنيسة في القرن السادس. يُحتفى بـمار بولس المشهور كقدّيسٍ وأُسقُفٍ عالِم، شكّل جزءًا من العصر الذهبيّ للفكر السريانيّ، ويُذكَر اسمه بإجلالٍ في سياق كبار المعلّمين الذين خدموا الكنيسة بروحِ التفاني والمعرفة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أثناسيوس الزهلوني | الولادة: – الوفاة: – مار أثناسيوس الزهلوني (Athanasius of Hamath) هو لاهوتيٌّ سريانيٌّ بارز من القرن السادس الميلاديّ، يُذكَر اسمه في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe) كأحد العلماء والنُسّاخ الذين خدموا الكنيسة بالسعي العلميّ واللاهوتيّ. ينتمي إلى منطقة الزهلوني (حماة)، وهي إحدى المدن المهمّة في بلاد الشام، والتي كانت مركزًا ثقافيًّا ودينيًّا في تلك الفترة. عُرِفَ مار أثناسيوس بنشاطه في نَسخ المخطوطات الدينيّة واللاهوتيّة، ما ساهم في حفظ التراث المسيحيّ السريانيّ ونقله إلى الأجيال التالية، بالإضافة إلى كونه لاهوتيًّا ذا فكرٍ رصينٍ. كان له دورٌ في تثبيت العقيدة وتعزيز التعليم الكنسيّ، من خلال عمله كناسخٍ ومعلّمٍ، معتمدًا على فَهمه العميق للنصوص المقدّسة واللاهوتيّة. ويُحتفى به كأحد الشخصيّات التي ساهمت في الحفاظ على التراث اللاهوتيّ السريانيّ خلال حقبةٍ تميّزت بالتحدّيات الدينيّة والسياسيّة. مار أثناسيوس الزهلوني يُرمَز إليه كوجهٍ يجمع بين العِلم والدّين في التقليد السريانيّ، ويُذكَر باعتباره رمزًا للإخلاص والجهد الدؤوب في خدمة الكنيسة واللاهوت خلال القرن السادس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يهوذا الأفامي | الولادة: – الوفاة: – مار يهوذا الأفامي (Judah of Apamea) هو راهبٌ نُسكيٌّ بارز من القرن السادس الميلاديّ، عاش في منطقة أميا (Apamea) الواقعة في شمال غرب سوريّة، والتي كانت مركزًا روحيًّا وثقافيًّا هامًّا في التراث السريانيّ. يُذكَر اسمه في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe)، كواحدٍ من الرهبان الذين كرّسوا حياتهم للنسك والتقوى والصلاة. تميّز مار يهوذا بحياة الزهد والابتعاد عن ملذّات الدنيا، حيث اختار العزلة والتأمّل الروحيّ، مكرّسًا نفسه لخدمة الله من خلال الصلاة والصوم والتأمّل العميق. كان مثالًا على التفاني النُسكيّ في بيئةٍ دينيّةٍ صعبة، ساهم في تعزيز الحياة الرهبانيّة في منطقته، وكان يُستشار من قِبل المؤمنين لما عُرِفَ عنه من حكمةٍ وروحانيّةٍ عالية. يُحتفى بمار يهوذا الأفامي في الذاكرة السريانيّة كرمزٍ للنسك الحقيقيّ والتقوى، ويُعتبَر من أعمدة الرهبنة في شمال سوريّة خلال القرن السادس، حيث ترك أثرًا روحيًّا في الجماعة المسيحيّة آنذاك، من خلال حياته المكرّسة والتزامه الروحيّ العميق. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أثناسيوس القنسريني | الولادة: – الوفاة: – مار أثناسيوس القنسريني (Athanasius of Qenneshrin)هو ناسكٌ ولاهوتيٌّ بارز من القرن السابع الميلاديّ، يُذكَر في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe) كأحد الشخصيّات الروحيّة والعلميّة المهمّة في التراث السريانيّ. ينتمي مار أثناسيوس إلى منطقة القنسرين، الواقعة في شمال غرب سوريّة، والتي كانت مركزًا روحيًّا وثقافيًّا بارزًا خلال تلك الفترة. عُرِفَ بتفانيه في حياة النسك والعبادة، حيث اختار الانعزال عن العالم ليُكرّس نفسه للصلاة والتأمّل، وفي الوقت ذاته كان لاهوتيًّا ذا معرفةٍ واسعة، شارك في تفسير النصوص المقدّسة وتعليم العقيدة. جمع مار أثناسيوس القنسريني بين الحياة الروحيّة العميقة والدراسة اللاهوتيّة الدقيقة، ممّا جعله شخصيّةً محوريّةً في دعم الحركة النُسكيّة وتطوير الفكر اللاهوتيّ في الكنيسة السريانيّة خلال القرن السابع. ويُحتفى به كقدّيسٍ يحمل روح الزهد والتفاني في سبيل الله، ويُذكَر اسمه بفخرٍ في المصادر السريانيّة التقليديّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا المشهود | الولادة: – الوفاة: – مار يوحنا المشهود (John the Martyr) هو من القدّيسين الأوائل في التقليد المسيحيّ السريانيّ، ويُعتقَد أنّه عاش في الفترة ما بين القرن الرابع والخامس الميلاديّ. يُذكَر اسمه في دليل القدّيسين السريان المعروف بـقادشيه (Qadishe)، كواحدٍ من الشهداء الأوائل الذين قدّموا حياتهم في سبيل إيمانهم المسيحيّ. يُعتبَر مار يوحنا رمزًا للتضحية والتفاني في مواجهة الاضطهادات التي تعرّض لها المسيحيّون في العصور الأولى، خاصّةً في ظلّ التوتّرات التي شهدها العالم الرومانيّ والبيزنطيّ تجاه المسيحيّة قبل أن تصبح ديانةً رسميّة، وبعدها. عاش في زمنٍ اتّسم بصراعاتٍ دينيّةٍ وعقائديّة، حيث كان المؤمنون المسيحيّون كثيرًا ما يُلاحَقون ويُعذَّبون بسبب إيمانهم، وكان مار يوحنا من أولئك الذين رفضوا التَنَصُّل عن إيمانهم رغم التعذيب والتهديد بالموت. ورغم قلّة التفاصيل الدقيقة عن حياته، فإنّ ذِكر اسمه في قادشيه يُعَدّ دلالةً على مكانته الرفيعة في التراث السريانيّ، باعتباره شاهدًا على الإيمان ومَوئِلًا للثبات الروحيّ. يُحتفى به في الكنيسة كقدّيسٍ وشهيد، وتُقام له الذكريات السنويّة لإحياء تضحياته. مار يوحنا المشهود يُجسِّد في سيرته روح الشجاعة والثبات التي تميّزت بها الكنيسة السريانيّة في بداياتها، ويُعتبَر مثالًا حيًّا على قدرة الإيمان على الصمود أمام الصعوبات، كما يُمثّل رابطًا حيًّا بين الأجيال الأولى من المسيحيّين والكنيسة السريانيّة المتطوّرة في القرون التالية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب الملقب بالمترجم | الولادة: – الوفاة: – مار يعقوب المُلقَّب بالمترجم (Jacob the Translator) هو شخصيّةٌ دينيّةٌ بارزة من القرن السابع الميلاديّ، مشهورٌ بدوره في ترجمة نصوص اللاهوت المسيحيّ من اللغات الأصليّة إلى اللغة السريانيّة، ويُذكَر اسمه ضمن قائمة القدّيسين في دليل قادشيه (Qadishe). اشتهر مار يعقوب بجهوده الكبيرة في نقل التراث اللاهوتيّ والفكريّ إلى السريانيّة، ممّا ساهم في تعميق فهم العقيدة المسيحيّة بين المجتمعات السريانيّة، وتسهيل وصول العلوم الروحيّة إلى أوسع نطاقٍ من المؤمنين. كان المترجم الرئيسيّ لكتب اللاهوت والفلسفة المسيحيّة، حيث عمل على ترجمة نصوصٍ يونانيّةٍ وعبريّةٍ قديمة، ممّا جعله جسرًا حيويًّا بين الثقافات واللغات. ولم تقتصر مساهماته على الترجمة فقط، بل شملت أيضًا تفسير النصوص، وتصحيحها، والتعليق عليها، ما جعله واحدًا من أهمّ العلماء واللاهوتيّين في عصره. لعب مار يعقوب دورًا محوريًّا في حفظ التراث المسيحيّ وتطوير الفكر اللاهوتيّ في الكنيسة السريانيّة خلال فترةٍ حاسمةٍ من تاريخها. يُحتفى بمار يعقوب المترجم كقدّيسٍ ومُعلّمٍ، ويُذكَر تقديره في المجامع الدينيّة وفي التقاليد السريانيّة، باعتباره رمزًا للتلاقي بين العِلم والإيمان، وواحدًا من أعمدة الثقافة المسيحيّة في الشرق في القرن السابع. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميخائيل الغربي | الولادة: – الوفاة: – مار ميخائيل الغربي (Michael the Western) هو راهبٌ سريانيٌّ من القرن الثامن الميلاديّ، يُذكَر في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe). جاء لقب “الغربيّ” أو “السردنقليّ من الغرب” ليشير إلى أصله أو ارتباطه بالمناطق الغربيّة بالنسبة لمراكز الرهبنة السريانيّة التقليديّة، وربّما يدلّ على تأثّره أو وجوده في بلاد الشام الغربيّة أو مناطق غرب المشرق السريانيّ. عُرِفَ مار ميخائيل بحياة الزهد والنُسك، مكرّسًا نفسه للصلاة والتأمّل والتقوى، داخل إطار الرهبنة السريانيّة التي كانت تشهد في ذلك الوقت تطوّراتٍ روحيّةً وعقائديّةً. ومثل كثيرٍ من الرهبان السريان، كان مثالًا على التفاني الروحيّ والابتعاد عن ملذّات العالم، من أجل تحقيق القرب من الله. ورغم قلّة التفاصيل الدقيقة حول سيرته الشخصيّة، فإنّ ذِكره في قادشيه يُبرِز مكانته كقدّيسٍ وعالِمٍ روحيّ في مجتمعه، ويُكرَّم كواحدٍ من أعمدة الرهبنة السريانيّة في القرن الثامن، الذين ساهموا في الحفاظ على تقاليد الزهد والعبادة في فترةٍ عصيبةٍ من تاريخ الكنيسة الشرقيّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار داود النينوي | الولادة: – الوفاة: – مار داود النينوي (David of Nineveh) هو ناسكٌ وراهبٌ سريانيٌّ بارز من القرن السابع الميلاديّ، ويُعتبَر واحدًا من أعظم آباء الزهد والتقوى في التراث السريانيّ. وُلِدَ في منطقة نينوى التاريخيّة (في شمال العراق الحاليّ)، التي كانت مركزًا دينيًّا وثقافيًّا هامًّا في ذلك الوقت، واشتهر بحياته النُسكيّة المكرَّسة للصلاة والتأمّل والزهد. عُرِفَ مار داود بكتاباته الروحيّة العميقة، حيث ترك أثرًا كبيرًا في الأدب النُسكيّ السريانيّ من خلال رسائله وتعاليمه التي تناولت مواضيع التوبة، والتواضع، والحياة الروحيّة، والانقطاع عن ملذّات الدنيا. كان له تأثيرٌ كبيرٌ على حركة الرهبنة في الشرق، حيث ساهم في تعزيز الحياة الرهبانيّة التي تركز على الزهد والابتعاد عن الدنيا. يُذكَر مار داود في دليل القدّيسين السريان (قادشيه) كأحد القدّيسين العِظام الذين جسّدوا مثال التوبة والتقوى، وكرّمته الكنيسة السريانيّة باعتباره نموذجًا للنسك والتقشّف الروحيّ. تستمرّ ذكراه كرمزٍ للإيمان العميق والتفاني في الحياة الروحيّة حتّى يومنا هذا في التراث السريانيّ والكنائس الشرقيّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي بربطولماوس لونغو | الولادة: 1841 الوفاة: 1926 📜 سيرته وُلِدَ بربطولماوس لونغو لأسرةٍ ثريّة، وكان ابنَ طبيبٍ في إيطاليا، وتلقّى تعليمًا راقيًا علميًّا ودينيًّا، التحق بمدرسةٍ تابعة لرهبنة البياريين حتّى سنّ السادسة عشرة. نشأ في بيتٍ تقيٍّ، حيث كانت العائلة تُصلّي المسبحة الورديّة معًا كلّ مساء. كان طالبًا بارعًا في الأدب والخطابة والمبارزة والرقص والموسيقى وسائر الفنون، يعزف على الفلوت والبيانو، ويقود فرقةً موسيقيّةً مدرسيّة، غير أنّه كان معروفًا بعدم الاستقرار وصعوبة التركيز في الصفوف. درس الحقوق في جامعة نابولي، وتخرّج منها سنة 1864، لكنّه انجرف في حياةٍ دنيويّةٍ منحرفة. بعد حضوره دروسًا فلسفيّة على يد كاهنٍ سابق، انتقل من اللامبالاة تجاه الكنيسة إلى السخريّة منها، ثمّ إلى معاداتها علانيةً. شارك في تظاهراتٍ ضدّ البابا، ثمّ انخرط في ممارساتٍ باطلة مثل التنويم المغناطيسي واستحضار الأرواح والتعامل مع الوسطاء الروحيّين. وبلغ به الأمر أن أصبح شيطانيًّا، بل كاهنًا شيطانيًّا بعد دراساتٍ إضافيّة. غير أنّ عائلتَه وأصدقاءَه لم ييأسوا منه، فظلّوا يُصلّون لأجل عودته إلى الإيمان، ويُقنعونه بترك طريق الضلال. وقد نَجَحَ أستاذٌ محترم يُدعى فينشينتِه بيبي من بلدته في إقناعه بالتخلّي عن هذه الضلالات، وساعده راهبٌ دومينيكانيّ يُدعى الأب ألبيرتو في العودة إلى الكنيسة، بما يُشبه ما نُسمّيه اليوم “إعادة التأهيل الروحيّ”. استعاد لونغو وعيه وإيمانه، وأصبح عضوًا في الرهبنة الدومينيكانيّة الثالثة في 25 مارس 1871، متّخذًا اسم “الأخ روزاريو”. ولتكفيره عن ارتداده، بدأ يَكرِز ضدّ الشعوذة في أماكن يتردّد عليها الطلّاب. وساعده الأب ألبيرتو في الانضمام إلى جماعةٍ من العلمانيّين المهتمّين بخدمة الفقراء. وهناك، تأثّر بشدّة بالفقر المدقع، وشعر بأنّ المسبحة الورديّة يمكن أن تكون طريق الخلاص. فأسّس مزارًا للعذراء سلطانة الورديّة في وادي بومبي، واستخدم لوحةً مهجورة تُمثّل العذراء بهذا اللقب. سرعان ما بدأ الحجّاج يتوافدون، وحدثت معجزات، وازداد الحضور، حتّى طُلِبَ منه من قِبَل الأسقف بناء كنيسةٍ جديدة. بدأ العمل فيها عام 1876، ودُشِّنَت سنة 1887، وسُلِّمَت للفاتيكان في 19 فبراير 1894، ثمّ منحها البابا لاون الثالث عشر لقب “بازيليك” سنة 1901. واليوم، تستقبل الكنيسة نحو 10,000 حاجٍّ يوميًّا. مع الأرملة الكونتيسة ماريانا دي فوسكو، أسّس لونغو مؤسّساتٍ خيريّةً حول الكنيسة، شكّلت ما عُرِفَ لاحقًا باسم “مدينة الرحمة” أو “مدينة مريم”. ولخدمة دار الأيتام في المدينة، أنشأ رهبنة “بنات الورديّة في بومبي”. كما أسّس مدرسةً مهنيّةً لأبناء السجناء، وأوكل إدارتها إلى “إخوة المدارس المسيحيّة”. ونجاح هذه المدرسة أثبت خطأ الفكرة السائدة بأنّ أبناء المجرمين محكومٌ عليهم بالسير في طريق آبائهم. وفي سنة 1922، أسّس مدرسةً مماثلةً لبنات السجناء. وبسبب عمله الكثيف مع الكونتيسة ماريانا، راجت شائعاتٌ حول علاقةٍ بينهما، فقرّرا الزواج مدنيًّا في أبريل 1885 لتجنّب الأقاويل، لكنّهما عاشا معًا بتبتُّلٍ وفق نذورهما الخاصّة. مع ذلك، لم تَخمد الشائعات، فاتهمه البعض بالزنى، والاحتيال، والجنون. وفي سنة 1906، طُلِبَ منه من قِبَل البابا القدّيس بيوس التاسع أن يتنحّى عن الإدارة حفاظًا على سمعة المدينة، فاستجاب لذلك، وواصل عمله في المدينة موظّفًا عاديًّا. وفي سنة 1925، نال لقب “فارس صليب القبر المقدّس”. أُعلِنَ طوباويًّا في 26 أكتوبر 1980 على يد البابا يوحنّا بولس الثاني. أسماء أُخرى له: بارتولو لونغو؛ بارتولوميا لونغو؛ بارتولوميو لونغو دي لاتِيانو؛ الأخ روزاريو؛ فْراتيل روزاريو؛ مُبشِّر مسبحة العذراء الطوباويّة؛ رجل مريم. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارباسيماس | الولادة: – الوفاة: 346 كان القدّيس بارباسيمَاس شهيدًا في بلاد فارس، مع ستّة عشر رفيقًا. شغل منصب أسقفٍ لمدينتَي سلوقية وقطسيفون عام 342م. وفي ذلك العام، تمّ اعتقاله وتعذيبه مع ستّة عشر من كهنته، خلال حملة الاضطهاد التي شنّها الملك الساساني شابور الثاني. عُرِضَ عليه كأسٌ مملوءٌ بقطع الذهب، مقابل أن يعبد الإله الفارسيّ، فرفض. وقد قُطِعَت رؤوسهم جميعًا، فنالوا إكليل الشهادة. يُحتفَل بعيده في 14 يناير من كلّ عام. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي بربطولماوس ماريّا دال مونته | الولادة: 1726 الوفاة: 1778 📜 سيرته وُلِدَ بربطولماوس ماريّا دال مونته في بولونيا يوم 3 نوفمبر سنة 1726، لأبوَين هما أوراتسيو دال مونته وآنا ماريّا باسّاني. وعندما بلغ السادسة والنصف، نال سرّ التثبيت من الكاردينال بروسپيرو لامبرتيني، رئيس أساقفة بولونيا آنذاك، والذي أصبح لاحقًا البابا بندكتوس الرابع عشر. وعلى الرغم من أنّ تاريخ مناولته الأولى غير معروف، فقد حُفِظَت نواياه الدينيّة المكتوبة في طفولته، والتي كشفت عن بُعدٍ إفخارستيٍّ عميقٍ في حياته كلّها. كان فتى ذكيًّا، مرحًا، ذا مزاجٍ حيويّ، تلقّى تعليمًا إنسانيًّا شاملًا في كلّيّة القدّيسة لوتشيا التابعة للآباء اليسوعيّين. غير أنّ دعوته الكهنوتيّة وُوجِهَت بمعارضةٍ شديدةٍ من والده، الذي كان يأمل أن يصبح ابنه مصرفيًّا. وقد ساعده لقاءٌ مع القدّيس ليوناردو من بورتو ماوريتسيو على تثبيت اختياره للكهنوت، فازداد عزمًا على تحقيق دعوته. ورُسِمَ كاهنًا في 20 ديسمبر سنة 1749. لكنّ مهامه الرعويّة تأجّلت سنتين، بطلبٍ من النائب العام، لكي يُكمِل دراسته. وقد أتمّها بتفوّق، حاصلًا على شهادةٍ في اللاهوت. وبعد أن قضى سنواته الأولى في تعلُّم فنّ الوعظ لدى أعظم الوعّاظ في عصره، بدأ الأب بربطولماوس ماريّا خدمةً رعويّةً متميّزةً في مجال البعثات الشعبيّة. ولم تقتصر نشاطاته على رعايا بولونيا فقط، بل رغم صحّته الضعيفة، قضى 26 سنةً من كهنوته في التجوال عبر 62 أبرشيّةً على الأقل، يُنظِّم مئات البعثات الشعبيّة، ورياضاتٍ روحيّةٍ في الصوم الكبير، وخلواتٍ للكهنة والرهبان والعلمانيّين. وكانت عظاته تُحدث تحوّلاتٍ معجزيّة، وتُعيد السلام بين المتخاصمين. تحوّلت بعثاته إلى ورشاتٍ مكثّفةٍ للتعليم المسيحيّ والتبشير المنهجيّ، في زمنٍ كانت فيه أفكار الينسينيّة والتنوير تُلقي بظلالها السلبيّة على الإيمان. وقد عُرِف بلقب “مرسَل التعقُّل”. وكانت حياته انعكاسًا لرسالة المسيح نفسه: صارمًا في إعلان الحقّ، لكنّه رحيمٌ ومُرحِّبٌ بالخطأة. كاهنٌ قد كرّس نفسه كلّيًّا لله ولخلاص النفوس، حتّى صار صورةً حيّةً للذي “هو غنيٌّ بالرّحمة” (أفسس 4:2)، وكان متعبّدًا جدًّا لمريم، أمّ الرحمة. وبسبب جهوده الرسوليّة المتواصلة، أنهكه التعب في بعثته الأخيرة قبل شهرين من وفاته، وهناك نطق نبوءةً قائلًا: “سوف أموت في بولونيا ليلة عيد الميلاد”. وفي 24 ديسمبر 1778، أسلم روحه بهدوء، منتقِلًا ليحتفل بالميلاد في السماء. وقد عمّ الحزن مدينة بولونيا كلّها. ومنذ عام 1808، استُودِع جسده الطاهر في مزار سيّدة السلام داخل كاتدرائيّة القدّيس پترونيوس في بولونيا. أُعلِن طوباويًّا على يد البابا يوحنّا بولس الثاني. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي برتولو (برثولماوس) مِن سان جيمينيانو | الولادة: 1228 الوفاة: 1300 بعد أن فرَّ من حياةِ الترف، خدم بَرْتُولُو بُونْبِدُونِي، من مدينة سان جيمينيانو الإيطاليّة، كإخائيٍّ علمانيٍّ مسؤولٍ عن رعاية المرضى في ديرٍ بندكتيٍّ بمدينة بيزا. وأثناء إقامته هناك، فكّر في أن يصبح راهبًا بندكتيًّا. ولكن ذات ليلة، رأى رؤيا للمسيح مغطًّى بالجراح، يقول له: “يا بَرْتُولُو، لن تنال الإكليل المُعَدّ لك من خلال الثوب الرهباني، بل من خلال الألم الذي سيُصيب جسدك طوال عشرين سنة.” لم يتّضح له المعنى الكامل لتلك الكلمات، إلّا بعد سنواتٍ طويلة، عندما كان قد خدم الله ككاهنٍ أبرشيٍّ وعضوٍ في الرهبنة الثالثة للفرنسيسكان. وعند بلوغه الثانية والخمسين، أُصيب بمرضٍ يُشبه البَرَص. فترك رعيّته، وانتقل إلى مستشفى للبرص، حيث أصبح كاهنًا ومرشدًا روحيًّا هناك، وكان يحتفل بالقدّاس الإلهيّ يوميًّا للمرضى. ومن العجيب أنّ لمسة يديه المُبرصتَين كانت تُجري المعجزات في الآخرين. وبعد وفاته، جلست الخادمة التي كانت تعتني به بجانب نعشه المفتوح وهي تبكي، فامتدّت يد الكاهن الميّت وأمسكت بيدها لمدّة خمس ساعات، كما لو كان يُعزّيها. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة باثيلديس | الولادة: 626 الوفاة: 680 📜 سيرتها وُلِدَت الملكة باثيلديس في إنجلترا، حيث أُسِرَت ونُقِلَت إلى نيستر، التي كانت جزءًا من مملكة الفرنجة. ومع مرور الوقت، أصبحت باثيلديس عضوًا موثوقًا في بلاط الملك كلوديوس الثاني، وتزوّجته في عام 649. أنجبت له ثلاثة أبناء، هم: كلوتير الثالث، وتشيلدريك الثاني، وثييري الثالث، وجميعهم أصبحوا ملوكًا. وبعد وفاة كلوديوس عام 657، تولّت باثيلديس وصاية الحكم نيابةً عن كلوتير الثالث، وأسّست ديرًا بندكتيًّا في شيل، وكذلك دير القدّيس دينيس ودير كوربي. وعندما اعتلى كلوتير الثالث العرش بنفسه، اعتزلت باثيلديس في شيل، حيث توفّيت في 30 يناير، وقد عُرِفَت بالتقوى والعمل الخيريّ، وتُكرَّم في الكنيسة كقدّيسة وملكة خادمة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بربطولماوس من تشيرڤيري | الولادة: 1420 الوفاة: 1466 الطيب بربطولماوس من تشيرڤيري (Bl. Bartholomew of Cervere) 🧒 النشأة والانضمام إلى الدومينيكان وُلِدَ بَرْبَطُولُماوُس في مدينة ﭘييمونت الإيطاليّة، وتربّى في بلدة ﭘافيليانو، ثمّ التحقَ برتبة الدومينيكان في سِنٍّ مُبكّرةٍ، حيث أظهر نُبوغًا لاهوتيًّا فائقًا. وقد نالَ لاحقًا شهادةَ الدكتوراه في اللّاهوت من جامعة تُورينو، وهو ما أهَّلَهُ لمهامٍّ أكثر صعوبةً في حياة الكنيسة. 🛡️ مهمّته كمُفتّشٍ ضدّ البدع بسبب كفاءته، تمّ اختيارهُ مُفتّشًا كنسيًّا على منطقة ﭘييمونت، والتي كانت معقلاً لطائفةِ ﭼِماعةِ الوالدنسيّين، وهم هراطقةٌ أنكَروا سُلطةَ البابا، ورفضوا التعليم الكاثوليكي حول المطهر. وقد كانت هذه المهمّة محفوفةً بالمخاطر، نظرًا لانتشار البدع فيها، وكرههم لرجال الكنيسة. 🕊️ نبوءته قبل الاستشهاد قبل أن يُغادِر إلى بلدةِ ﭼِيرڤيري، صرّحَ قائلاً: ❝ يُنادونني بَرْبَطُولُماوُس مِن ﭼِيرڤيري، مع أنّني لم أزرْها من قبل. ولكنّني ذاهبٌ اليومَ كمُفتّشٍ دينيّ، وهناك سَأَموتُ. ❞ 🗡️ الاستشهاد الدموي ما إن اقتربَ من المدينة، حتّى هاجَمَهُ خمسةٌ من أتباع الهرطقة، وطعنوهُ بِرُمْحين. لم يُدافِعْ عن نفسِهِ، بل قبِلَ الموتَ كحَمَلٍ وديعٍ. وماتَ على الفور، دون أن ينزفَ دمًا. 🕯️ أعجوبة الدم بعد موته وُضِعَ جثمانه في كنيسة ﭼِيرڤيري. وعندما وصَلَ إخوتُهُ الرهبانُ للصلاة عليه، بدأ الدمُ يتدفّقُ من جروحهِ بِكثافة، وكأنّ جسده انتظر حضورَ الكنيسة ليُكرَّسَ شهيدًا علنًا. 🌿 علامة سماويّة في موضع استشهاده ظهرَ في موقع استشهادهِ نباتٌ غريبٌ، بأوراقٍ وفروعٍ تأخذ شكلَ صليبٍ دقيقٍ. وقد اعتبرها المؤمنون علامةً إلهيّةً على قداستهِ وقبولِ استشهادهِ في السّماوات. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارباتوس البنڤنتي | الولادة: 610 الوفاة: 682 القديس بارباتوس البنڤنتي (St. Barbatus of Benevento) 👶 النشأة والخدمة الأولى وُلِدَ القدّيس باربَاتُوس في إيطاليا حوالي سنة ٦١٢م، ونشأ في بيئةٍ مسيحيّةٍ مُتديّنةٍ. رُسِمَ كاهنًا في مدينة ماركونا، حيث ابتدأ خدمته الراعويّة، وأظهرَ غيرةً رسوليّةً ملحوظةً في وعظهِ وتوجيههِ الروحيّ. 🛐 البشارة في بِنڤِنْتُو أُرسِلَ إلى مدينة بِنڤِنْتُو الإيطاليّة، وهناك بدأ يُبشِّرُ بالمسيحِ في وسطٍ لا يخلو من الوثنيّة والخرافات. وبفضلِ لُطفهِ وثباتِهِ في التعليم، استطاع أن يهديَ قلوبًا كثيرةً، ويُرجِعَ النفوسَ إلى الإيمانِ القويم. ⚔️ النبوءة أثناء الحِصار في سنة ٦٦٣م، حاصرَ الإمبراطور البيزنطيّ قُسطنطين الثاني المدينةَ. وعندها تكلّمَ القدّيس باربَاتُوس بروحِ النبوّة، وتنبّأ بأنَّ الحصارَ سَيَنتهي، والسلامَ سَيَعود. وقد تحقّقَ ما قالَهُ بدقّةٍ عجيبةٍ، فنالَ محبّةَ الشعبِ وتقديرَ السلطاتِ. ⛪ رسامته أُسقُفًا بعد ذلك، عُيِّنَ باربَاتُوس أُسقُفًا على مدينة بِنڤِنْتُو، فأصبح راعيًا صالحًا، يهتمُّ بالرعيّة، ويُطهِّرُ الطقوسَ من بقايا الوثنيّة، ويُنشّط الحياةَ الليتورجيّة والتعليم الدينيّ. 📜 المشاركة في مجمع القسطنطينيّة شاركَ القدّيس باربَاتُوس في المجمع المسكوني السادس المنعقد في القسطنطينيّة سنة ٦٨٠م، حيث ساهمَ في الدفاعِ عن العقيدةِ الأرثوذكسيّة ضدَّ هرطقةِ المونوتيليّة (الإرادة الواحدة في المسيح). 🕯️ رقادُه وتكريمُه رَقَدَ بالربِّ في ٢٩ شباط، ويُحتفلُ بعيدهِ في ١٩ شباط من كلِّ عام. يُعتَبرُ شفيعَ مدينة بِنڤِنْتُو، ويُكرَّمُ فيها إلى اليوم، حيث ما زالت ذكراهُ حيّةً في قلوبِ المؤمنين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس باردو | الولادة: – الوفاة: 1053 القديس باردو (St. Bardo) كان باردو رئيساً بندكتياً وأسقفاً كبيراً في الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وُلِد في أوبّرشافن بمنطقة فِتِراو في ألمانيا حوالي عام 982. تلقّى تعليمه في دير فولدا، وانضمّ إلى الرّهبنة البندكتية، ثم عُيِّن رئيساً لديرين، قبل أن يُصبح رئيساً للأساقفة في مدينة ماينتس عام 1031. خدم باردو كمستشار إمبراطورياً وكموزّعاً رئيسياً للصدقات في الإمبراطورية. وقد نصحه البابا القديس لاون التاسع بأن يُخفّف من أعبائه ويُقلّل من شدّة تقشّفه وزهده الشخصي. عيده بـ 10 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارهادبسكيا باس | الولادة: – الوفاة: 355 القديس بارهادبسكيا باس (St. Barhadbesciabas) كان بارهادبسكيا باس شهيداً فارسياً، وكان يعمل شماساً في أربيل، ويُعرف أحياناً باسم بارهادبسابا. وقع ضحيّة للاضطهاد الذي شنّه الملك الساساني شابور الثاني، وتعرّض للتعذيب على يد حاكم منطقة أديابان في إيران الحديثة. أُمر العاقّ آغاي (مسيحي مرتد) بقطع رأس بارهادبسكيا باس. استخدم الفأس بمهارة سيئّة لدرجة أنه اضطر إلى ضرب الشهيد مرتين ليتمكّن من قتله. عيده بـ 20 يوليو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارنارد | الولادة: – الوفاة: 841 القديس بارنارد (St. Barnard) كان بارنارد رئيس أساقفة بندكتياً، ومؤسساً وعضواً في بلاط شارلمان. وُلد في مقاطعة فريني بمنطقة ليونّيس عام 777، وتلقى تعليمه في البلاط الملكي. أصبح راهباً بندكتياً وأعاد بناء دير أمبروني (Ambronay Abbey) حيث أصبح رئيساً للرهبان. في عام 810، عُيّن بارنارد رئيس أساقفة في فيين (Vienne) في فرنسا، وهناك أسس دير رومانس (Romans Abbey) في عام 837. توفي هناك، وقد تم تطويبه في عام 1907. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارفوين | الولادة: – الوفاة: – القديس بارفوين (St. Barrfoin) كان بارفوين مُرسلاً إيرلندياً، وربما كان أسقفاً، وصديقًا للقديسين كولومبا وبرندان. تولى بارفوين مسؤولية كنيسة أسسها القديس كولومبا في درم كولين بمقاطعة أوفالي. عاش في كيلبارون، وقام أيضاً برحلات لنشر الإيمان. كرر بارفوين مغامراته خلال رحلة إلى الأمريكتين للقديس برندان الملاح. عيده بـ 21 مايو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بربطولماوس القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس بربطولماوس (St. Bartholomew) من القرن الأول، واحد من الإثني عشر رسولاً. كل ما يُعرف عنه بثقة هو أنه ذُكر في الأناجيل الإزائية وسفر الأعمال كأحد الرسل الإثني عشر. اسمه، وهو اسم بنوي، يعني “ابن تولوماي”، ويعتقد العلماء أنه نفسه نثنائيل المذكور في إنجيل يوحنا، الذي يُقال إنه من قانا، وأن يسوع وصفه بأنه “إسرائيلي… لا غش فيه”. يقول الترتيب الروماني للشهداء إنه بشر في الهند وأرمينيا الكبرى، حيث تم سلخه وقطع رأسه بأمر من الملك أستياجس. تشير التقاليد إلى أن المكان كان أبانوبوليس على الساحل الغربي لبحر قزوين، وأنه بشّر أيضاً في بلاد ما بين النهرين وفارس ومصر. عيده بـ 24 أغسطس. إنجيل بربطولماوس يُعد إنجيلاً أبوكريفياً وقد تم إدانته في مرسوم بيسودو-جيلاسيوس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنداريدوس القديس | الولادة: – الوفاة: 556 القديس بنداريدوس (St. Bandaridus) كان بنداريدوس أسقفاً على مدينة سواسون (Soissons)، ويُعرف أيضاً بالأسماء: باندريك، بندارينوس، وباندري. في عام 540، عُيّن بنداريدوس أسقفاً على سواسون في فرنسا. أسّس دير كريبان (Crépin) وخدم المنطقة حتى نفاه الملك كلوثار الأول بسبب خلافٍ بينهما. سافر بنداريدوس إلى إنجلترا حيث عاش في أحد الأديرة بستانياً مجهول الهوية. وبعد سبع سنوات، تم التعرّف عليه، فاستدعاه الملك وأعاده. وقد دُفن بنداريدوس في دير كريبان. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باجن القديس | الولادة: – الوفاة: 710 أسقف وتلميذ للقديس واندريل، يُعرف أيضاً باسم “باين” أو “باجنوس” في بعض القوائم. كان راهباً بندكتياً في دير فونتينيلي في فرنسا عام 689 عندما عُيّن أسقفاً. خدم باجن كمرسل في منطقة كاليه الحديثة في فرنسا. بعد اثني عشر عاماً، استقال من منصبه الأسقفي وعاد إلى دير فونتينيلي، حيث انتُخب رئيساً للدير عام 704. كما تولّى أيضاً إدارة دير فلوري. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرانشيسكا كابريني القديسة | الولادة: 1850 الوفاة: 1917 نشأتها ولدت القديسة فرانشيسكا كابريني باسم ماريا فرانشيسكا كابريني في 15 يوليو 1850 في مدينة سانت أنجيلو لوديجيانو بمنطقة لومبارديا، إيطاليا. وُلدت قبل أوانها بشهرين وكانت أصغر أبناء عائلتها البالغ عددهم 13 طفلاً، لكن لم ينجُ من إخوتها سوى ثلاثة فقط، وعاشت فرانشيسكا طوال حياتها بصحة هشة وضعيفة. منذ صغرها، كرست نفسها للحياة الدينية وتلقت تعليمها في دير تديره “بنات القلب الأقدس”. تخرجت بمرتبة الشرف وحصلت على شهادة تدريس. رهبنتها في سن الثامنة عشرة، تقدمت للانضمام إلى رهبنة “بنات القلب الأقدس” لكنها رُفضت بسبب ضعف صحتها. بدلاً من ذلك، طلب منها أحد الكهنة أن تُدرّس في ميتم “بيت العناية الإلهية” في كاداغونو بإيطاليا. درّست في مدرسة البنات هناك لمدة ست سنوات، وتمكنت من جذب مجموعة من النساء للحياة الدينية. في عام 1877، نذرت نذورها الدينية واتخذت اسم “الأم كابريني”، وأضافت اسم “زافيير” إلى اسمها تكريمًا للقديس فرنسيس زافيير. عندما أُغلق ميتم “بيت العناية الإلهية”، طلب منها أسقفها، مع ست نساء أخريات، تأسيس “راهبات الإرساليات من القلب الأقدس” للعناية بالأطفال الفقراء في المدارس والمستشفيات. قامت فرانشيسكا بكتابة القوانين والدستور الداخلي للرهبنة. خلال أول خمس سنوات، أنشأت الرهبنة سبعة بيوت ومدرسة وحضانة مجانية. كانت فرانشيسكا تطمح للذهاب إلى الصين، لكن البابا لاوون الثالث عشر نصحها بالتوجه إلى الولايات المتحدة لمساعدة المهاجرين الإيطاليين قائلاً لها: “ليس إلى الشرق، بل إلى الغرب”. في 31 مارس 1889، وصلت إلى مدينة نيويورك مع ست راهبات أخريات لبدء مهمتها الجديدة. لكنها واجهت صعوبات منذ البداية، إذ لم يعد المنزل المخصص للميتم متاحاً، وطُلب منها العودة إلى إيطاليا، لكنها رفضت. عندئذٍ، وفر لها المطران مايكل كوريغان سكناً مع راهبات المحبة، ثم سمح لها بتأسيس ميتم في منطقة تُعرف اليوم باسم “بيت القديسة كابريني” في ويست بارك، نيويورك. بإيمان عميق بالله وموهبة إدارية استثنائية، أسست فرانشيسكا 67 مؤسسة (دور أيتام، مدارس، مستشفيات) خلال 35 عاماً، كلها مكرسة لرعاية الفقراء والمرضى والمهاجرين والمهمّشين، خاصةً الإيطاليين، في عدة ولايات مثل نيويورك، كولورادو، وإلينوي. كانت معروفة بقدرتها على جمع التبرعات والموارد، وكانت تجمع الأشخاص لدعم مؤسساتها بسخاء. في عام 1909، أصبحت مواطنة أمريكية مجنّسة. الوفاة والتقديس توفيت في 22 ديسمبر 1917 عن عمر 67 عاماً في مستشفى كولومبوس، أحد المستشفيات التي أسستها في شيكاغو، بسبب مضاعفات من الزحار. تم دفن جسدها في البداية في “بيت القديسة كابريني”، ثم تم استخراج جثتها عام 1931 كجزء من عملية تقديسها. وتم حفظ رأسها في روما، وذراعها في مزار وطني في شيكاغو، بينما دُفن باقي جسدها في مزار في نيويورك. نُسب إليها معجزتان: استعادة طفل لبصره بعد أن فقده نتيجة التسمم بالنيترات، وشفاء راهبة مريضة بمرض عضال. تم تطويبها في 13 نوفمبر 1938 من قبل البابا بيوس الحادي عشر، وتم إعلان قداستها في 7 يوليو 1946 من قبل البابا بيوس الثاني عشر، لتصبح أول مواطن أمريكي يُعلن قديساً. يُحتفل بعيدها في 13 نوفمبر، وتُعتبر شفيعة المهاجرين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فولتون جون شين المكرّم | الولادة: 1895 الوفاة: 1979 وُلد فولتون جون شين، واسمه عند المعمودية بيتر جون شين، في 8 مايو 1895 في مدينة إل باسو بولاية إلينوي الأمريكية، لعائلة من أصول أيرلندية. كان الابن الأكبر بين أربعة أبناء لـ نيوتن و داليا شين. أُصيب بداء السل وهو لا يزال رضيعاً، لكنه تعافى ونشأ في أجواء إيمانية كاثوليكية عميقة. بعد انتقال العائلة إلى مدينة بيوريا، التحق شين بخدمة المذبح في كاتدرائية القديسة مريم للحبل بلا دنس، وكانت تلك بدايته في حياة الخدمة الكنسية. أنهى دراسته الثانوية بمرتبة الشرف الأولى في معهد سبولدينغ عام 1913، ثم درس في كلية سانت فياتور في بوربونيه، وبعدها في معهد القديس بولس الإكليريكي في مينيسوتا استعدادًا للكهنوت. رُسِم كاهناً في أبرشية بيوريا في 20 سبتمبر 1919 على يد الأسقف إدموند دن. واصل دراسته العليا في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، ثم نال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لوفين في بلجيكا عام 1923، حيث أصبح أول أمريكي يفوز بجائزة الكاردينال ميرسيه لأفضل بحث فلسفي. كما حصل لاحقاً على دكتوراه في اللاهوت المقدس من الكلية البابوية الدولية أنجيليكوم في روما. عند عودته إلى الولايات المتحدة، خدم لفترة قصيرة ككاهن مساعد في رعية فقيرة ببيوريا، ثم بدأ التدريس في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية عام 1928، وظل يدرّس فيها حتى عام 1950، حيث لمع نجمه كمفكر ولاهوتي بارز. دعا شين في خطاب شهير عام 1929 إلى “نهضة كاثوليكية في أمريكا” من خلال التعليم، مؤمناً بضرورة دمج الإيمان بالحياة اليومية. في عام 1950، تم تعيينه مديراً وطنياً لـ جمعية نشر الإيمان، وهي أكبر منظمة تبشيرية كاثوليكية أمريكية، وخلال 16 عاماً من قيادته، جمع ملايين الدولارات دعماً للإرساليات في أنحاء العالم، وتبرع بـ10 ملايين دولار من أرباحه من برامجه التلفزيونية لنفس الغرض. إلى جانب عمله الكنسي والأكاديمي، أصبح شين أحد أوائل الوجوه الإعلامية الكاثوليكية في الولايات المتحدة. بدأ برنامجه الإذاعي “الساعة الكاثوليكية” عام 1930 على شبكة NBC، والذي استمر حتى 1950. ثم انتقل إلى التلفاز مع برنامجه الشهير “الحياة تستحق أن تُعاش” (1952–1957)، حيث جذب الملايين بأسلوبه الواضح المؤثر، وحصل على جائزتي إيمي وظهر على غلاف مجلة تايم. لاحقًا، قاد برنامجًا تلفزيونياً آخر بعنوان “برنامج فولتون شين” (1961–1968)، الذي حافظ على نفس الطابع الروحي والتعليمي. وفي عام 1966، عُيّن أسقفاً لأبرشية روتشستر، لكنه استقال بعد ثلاث سنوات، ليُمنح لاحقًا لقب رئيس أساقفة على الكرسي الفخري لنيوپورت في ويلز. توفي المكرّم فولتون شين في 9 ديسمبر 1979 عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد حياة مليئة بالتعليم، الخدمة، والتبشير. وكان سبب وفاته نوبة قلبية (سكتة قلبية)، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء صلاته أمام القربان المقدّس، في منزله الواقع في مدينة نيويورك. هذه الوفاة التي حدثت وهو في حالة صلاة اعتبرها الكثيرون شهادة على تقواه وعمق إيمانه حتى لحظاته الأخيرة. وقد دُفن في البداية في كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك، ولكن لاحقاً – بعد نزاع قانوني طويل بين أبرشيتي نيويورك وبيوريا – تم نقل رفاته في عام 2019 إلى كاتدرائية سيدة الحبل بلا دنس في بيوريا، إلينوي، حيث نشأ وترعرع، وذلك تماشياً مع رغبته الشخصية ومع متطلبات تطويبه. الطريق إلى القداسة افتُتحت رسمياً قضيته للتطويب والقداسة في عام 2002. وفي يونيو 2012، أعلن البابا بندكتوس السادس عشر اعتراف الكنيسة بأن شين عاش حياة “فضائل بطولية”، وأُطلق عليه لقب “المكرّم”. وفي يوليو 2019، وافق البابا فرنسيس على معجزة نُسبت لتشفّعه، مما مهّد الطريق لتطويبه، لكنه أُجِّل لأسباب إدارية تتعلق بمراجعات قانونية. وفي مايو 2025، أعلن أسقف بيوريا عزمه على مطالبة البابا ليو الرابع عشر، وهو أيضاً من ولاية إلينوي مثل شين، بإتمام مسيرة قداسته. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خونيبيرو سيرا القديس | الولادة: 1713 الوفاة: 1784 السيرة الذاتية وُلد خونيبيرو سيرا (اسمه عند الولادة: ميغيل خوسيه) في 24 نوفمبر 1713 في بترا، جزيرة مايوركا، إسبانيا، لأسرة مزارعة بسيطة مكوّنة من والده أنطونيو نادال سيرا ووالدته مرغريتا روزا فيرير. عُمّد في كنيسة القديس بطرس في نفس يوم ولادته. في سن مبكرة، التحق بالمدرسة الابتدائية التي يديرها الفرنسيسكان، ثم أرسله والداه في عمر 15 عاماً إلى مدينة بالما، حيث بدأ دراسة الفلسفة في دير القديس فرنسيس. دخل الحياة الدينية رسمياً في 14 سبتمبر 1730 كراهب مبتدئ في دير “كونفينتو دي خيسوس”، وبعد عام أدّى نذوره واختار اسم “خونيبيرو” تكريماً لأحد رفقاء القديس فرنسيس الأوائل. تابع دراسته في الفلسفة واللاهوت ونال شهادة الدكتوراه في اللاهوت عام 1742 من جامعة لوليانا في بالما. عُيّن أستاذاً أول للاهوت في الجامعة عام 1749، ثم أُرسل كمبشّر إلى الأمريكيتين. رسالته في العالم الجديد أبحر سيرا إلى أمريكا اللاتينية في 13 أبريل 1749 مع رفيقه فرانسيسكو بالو، ووصل إلى فيرا كروز، المكسيك في ديسمبر من العام نفسه. رفض استخدام الأحصنة المقدَّمة له، وفضّل السير على الأقدام لمسافة 250 ميلاً حتى مكسيكو سيتي. في عام 1750، استجاب لدعوة طارئة للانضمام إلى بعثات سييرا غوردا، حيث بنى كنائس وعلّم السكان الأصليين لغة أوتومي لنشر الإيمان بينهم، واهتم بتطويرهم روحيًا واقتصاديًا. لاحقاً خدم في كلية سان فرناندو، حيث شغل مناصب منها: مرشد للرهبان الجدد، مدير الجوقة، وواعظ في العديد من مدن المكسيك. عام 1767 عُيّن رئيساً على الإرساليات السابقة التابعة للآباء اليسوعيين في باخا كاليفورنيا. العمل التبشيري في كاليفورنيا العليا في عام 1768، تطوّع خونيبيرو للقيام برحلة إلى كاليفورنيا العليا، وهناك أسّس 15 إرسالية من بينها: سان دييغو سان كارلوس بوروميو (حيث دفن) سان أنطونيو سان غابرييل سان لويس أوبيسبو سان فرانسيسكو سان خوان كابيسترانو سانتا كلارا سان بوينافينتورا ساهم أيضاً في تأسيس حصن سانتا باربرا. رغم معاناته من مشاكل في القدم والساق أجبرته أحياناً على التنقل محمولاً على نقالة، إلا أنه أمضى 15 عاماً من حياته في الكرازة والتعليم والتعميد. وفاته وإرثه توفي القديس خونيبيرو سيرا في 28 أغسطس 1784 في إرسالية سان كارلوس، ودُفن في الكنيسة التي شيّدها بنفسه. بحلول نهاية ذلك العام، بلغ عدد المعمَّدين في أول تسع إرساليات 6,736 شخصًا، وكان يعيش فيها 4,646 مؤمناً من السكان الأصليين. كان معروفاً بروحه المتحمسة، وتفاؤله، وإخلاصه للمهتدين، كما دافع عن حرية الكنيسة أمام التدخلات الملكية. بدأت دعوى تطويبه عام 1934، وتمت على يد البابا يوحنا بولس الثاني عام 1988، ثم قدّسه البابا فرنسيس عام 2015 في واشنطن. لقبه يُلقّب بـ “رسول كاليفورنيا”، وله تماثيل ونُصب تذكارية على طول طريق “كامينو ريال” احتفاءً بإرثه التبشيري الفريد. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوية أدلين | الولادة: – الوفاة: 1125 📜 سيرتها كانت أدلين أخت الطوباوي فيتال، رئيس دير سافيني، وقد عرّفها هو أو هي على الحياة الدينية. ارتقت لتصبح أول رئيسة لدير تأسّس في مورتيه عام 1105 أو 1115 على يد الكونت ويليام مورتيه. كان الدير يتبع نظام القديس بنديكت مع بعض الملاحظات المستمدة من التقليد السيسترسياني. وبسبب لون زيهن الديني، عُرفّ هؤلاء الراهبات بـ “السيدات البيض”. بعد حياة كرستها للصلاة والتقشف والأعمال الخيرية، دُعيت الطوباوية أدلين إلى مكافأتها السماوية عام 1125. وكان لها سمعة طيبة في القداسة حتى إنها بدأت تُكرم كواحدة من الطوباويين بعد فترة وجيزة، ونُقلت رفاتها باحتفال رسمي (مع رفات أخيها وبعض الرهبان الآخرين) إلى سافيني. عيد الطوباوية بـ 20 أكتوبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثا كوون تشين-آي القديسة | الولادة: 1819 الوفاة: 1840 كانت أغاثا كوون تشين-آي، كاثوليكية من كوريا، قد تزوجت في سن مبكرة جداً، لكن زوجها تأخر في أخذها إلى منزله بسبب فقره الشديد. لذلك، أوكلها إلى رعاية أقاربه. وعندما بلغت حوالي الحادية والعشرين من عمرها، تم اعتقال أغاثا مع والدتها القديسة ماغدالين هان يونغ-آي واثنتين من الشابات الكاثوليك الأخريات. تم فصل ماغدالين عن ابنتها والفتاتين الأخريين اللتين وضعن تحت الإقامة الجبرية في المنزل. جاء مسيحي مرتد إلى أغاثا، عرض عليها مكافأة إذا وافقت على الرحيل معه، وهددها إذا رفضت. رفضت أغاثا دعوته الشريرة بازدراء. تأثر الحراس الذين كانوا يراقبون النساء بشفقة تجاه أغاثا، ومن أجل حمايتها من محاولات المرتد، سمحوا للفتيات الثلاثة بالهرب من المنزل. لكن تم معاقبة الحراس لاحقاً من قبل رؤسائهم على هذا التصرف الرحيم، وأُعيد القبض على أغاثا قريبًا. في المحكمة، تعرضت للضرب الوحشي على ساقيها. في السجن، تمكنت من رؤية والدتها للمرة الأخيرة قبل أن تُعدم الأخيرة في ديسمبر 1839. وبعد شهر، تم قطع رأس أغاثا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدريان القديس | الولادة: – الوفاة: 306 وفقًا للأسطورة، كان أدريان ضابطًا وثنيًا في البلاط الإمبراطوري في نيقوميديا. تأثر بشجاعة مجموعة من المسيحيين الذين كانوا يتعرضون للتعذيب، فاعتنق المسيحية وأُسِر معهم وعانى من تعذيب شديد قبل أن يُعدم. زوجته الشابة، ناتاليا، التي كانت حاضرة عند وفاته، قامت بتعزيته في ألمه، واستعادت إحدى يديه المقطوعتين، ونقلتها إلى أرجيروبوليس قرب القسطنطينية، حيث هربت لتفادي إلحاح مسؤول إمبراطوري في نيقوميديا كان يريد الزواج منها. توفيت هناك بسلام في الأول من ديسمبر. عيد القديس بـ 8 سبتمبر وهو شفيع الجنود والجزارين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغنس من أسيزي القديسة | الولادة: 1198 الوفاة: 1253 وُلدت أغنس في أسيزي وكانت الأخت الصغرى للقديسة كلير. في سن الخامسة عشرة انضمت إلى كلير في دير بندكتيني سانت أنجيلو دي بانزو. كانت مصممة على اتباع حياة أختها من الفقر والتوبة، وقاومت محاولات أقاربها لإجبارها على العودة إلى المنزل. منحتها القديسة فرانسيس العِمَّة وأرسلتها إلى سان داميان مع كلير، لتؤسس بذلك راهبات الفقراء كلير. عيّنها القديس فرانسيس رئيسة لدير راهبات الفقراء في مونتيتشيلي قرب فلورنسا عام 1219. أسست أديرة في مانتوا والبندقية وبادوفا، ودعمت كفاح أختها من أجل الفقر في جماعتهم. كانت أغنس مع كلير عند وفاتها وتوفيت بعد ثلاثة أشهر في 16 نوفمبر، ويُقال إن وفاتها كانت متوقعة كما تنبأت بها كلير. وقد تم الإبلاغ عن العديد من المعجزات عند قبرها في كنيسة سانتا كيارا في أسيزي. عيد القديسة بـ 16 نوفمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغنس البوهيمية القديسة | الولادة: 1200 الوفاة: 1282 تُعرف أيضاً بأغنس براغ في بعض القوائم، كانت أميرة وراهبة وعاملة معجزات. وُلدت في عام 1200 في براغ، وهي ابنة الملك أوتوكار والملكة كونستانس من المجر، والتي كانت قريبة للقديسة إليزابيث. في طفولتها، تلقت تعليمها في دير سسترسيان في ترينيتز، وكانت مخطوبة للإمبراطور فريدريك الثاني من ألمانيا (حكم 1215-1250). رفضت هذا الزواج، مما أغضب فريدريك، لكنه تفهم قرارها لاحقاً قائلاً: “لو أنها تركتني من أجل رجل فانٍ، لكنت انتقمت بالسيف، لكن لا أستطيع أن أغضب لأنها فضلت ملك السماء عليّ”. أصبحت أغنس من راهبات القديسة كلير، وهي جماعة فرنسيسكانية ملتزمة، وانضمت إلى دير القديس المخلص في براغ الذي أسسته بنفسها. خلال حياتها الدينية، حُظيت أغنس بالعديد من المعجزات. وتنبأت بانتصار شقيقها وينسيسلاس على دوق النمسا. وقد تقدست في عام 1989 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. عيد القديسة بـ 2 مارس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغنس من بواتييه القديسة | الولادة: – الوفاة: 586 كانت راهبة وأماً نموذجية للحياة الديرية. كانت أغنس صديقة للشاعر فينانتيوس فورتوناتوس، الذي زارها في دير الصليب المقدس في بواتييه، فرنسا. وبفضل قدسيتها وذكائها، تم تعيينها رئيسة للدير من قبل القديسة راديغوند، وهي أميرة أسست الدير عام 557. كان دير الصليب المقدس ديراً مزدوجاً يضم رجالاً ونساءً يعيشون في مبانٍ منفصلة ومغلقة. وكان معروفاً أيضاً كمركز للتعلم. عندما تولت أغنس منصب رئيسة الدير، قدمت قاعدة حياة مُعطاة لها من قبل القديس كيساريوس، أسقف آرل ووكيل رسولي. حكمت أغنس دير الصليب المقدس حتى وفاتها عام 586. عيد القديسة بـ 13 مايو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغريبينا القديسة | الولادة: – الوفاة: 262 شهيدة، ويُحج إلى مزارها الذي يُعتبر موقعًا للمعجزات. يُعتقد أن أغريبينا جاءت من عائلة رومانية نبيلة. وقعت ضحية للاضطهادات التي فرضها الإمبراطور فاليريان أو دقلديانوس، وتم إعدامها بقطع الرأس أو الجلد بالسوط. نقلت ثلاث نساء مسيحيات متدينات جثمانها إلى مينيو في صقلية. أصبح موقع قبرها وجهة للحجاج، واشتهر بالمعجزات التي تحققت بفضل شفاعتها. عيد القديسة بـ 23 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألدجونيس القديسة | الولادة: 639 الوفاة: 684 عذراء وراهبة، تُعرف أيضاً باسم أديليغنديس، ألدجوندي، أو أرجون، شفيعة مرضى السرطان. كانت من أفراد العائلة الملكية لميروفينجيان، ونشأت على يد قديسين هما القديس والبرت والقديسة بيرتيلا، والديها. عاشت العائلة في منطقة هينوولت بفلاندرز، وهي منطقة من البلدان المنخفضة. رفضت ألدجوندي عروض الزواج من نبلاء آخرين، وتلقت الحجاب الديني من القديس أمانديوس، أسقف ماستريخت. بعد هذا الطقس، أسست ديراً بالقرب من نهر سامبر في موقع صحراوي يسمى مالبود. أختها القديسة والدتروديس كانت قد أسست ديراً في مونز. أصبح دير ألدجوندي فيما بعد دير ماوبرج، وهو دير بندكتي شهير، استولى عليه لاحقاً الكانونيات. يُقال إن ألدجوندي توفيت بسبب السرطان عن عمر يناهز الرابعة والأربعين. عيد القديسة بـ 30 يناير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليديس القديسة | الولادة: 1204 الوفاة: 1250 أليديس أو أديلايد، عذراء. شفيعة العميان والمشلولين. وُلدت في شاربيك، قرب بروكسل. في سن السابعة، دخلت ديرًا من دير السيسترس يدعى كاميرا سانكتا ماريا، وبقيت فيه طوال حياتها. ألهمت روحها المتواضعة جماعة السيسترس. لكنها في سن مبكرة أصيبت بالجذام واضطرت إلى العزل. تسبب المرض في معاناة شديدة لأليديس، وفي النهاية أصبحت مشلولة وأصيب بعمى. كانت أعظم مواساة لأليديس هي تلقي القربان المقدس، رغم أنه لم يُسمح لها بالشرب من الكأس بسبب خطر العدوى. ومع ذلك، ظهر لها الرب وأكد لها أن تلقي القربان تحت شكل واحد كان كافياً. عُرفت برؤى ونشوات روحانية، وتوفيت في عام 1250. تمت الموافقة على تكريمها من قبل البابا بيوس العاشر في عام 1907. عيد القديسة بـ 15 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليكس لو كليرك | الولادة: – الوفاة: – وُلدت أليكس لو كليرك في ريميرومو في دوقية لورين عام 1576. كانت عائلتها من العائلات المتينة وذات المكانة الجيدة، لكن لا يُعرف الكثير عن حياتها حتى بلغت حوالي السابعة عشرة من عمرها. كانت أليكس جذابة وذكية، ما يسميه الفرنسيون “روحانية”. في ذلك الوقت تقريبًا، أصبحت راهبة. عندما انتقلت عائلتها إلى هيمونت، التقت ببيتر فورييه، الذي أصبح مديرها الروحي، وفي عام 1597 شكلت مع ثلاث نساء أخريات مؤسسة جديدة تحت إشرافه. بناءً على إلحاح والدها، ذهبت إلى دير في أورميس، لكنها لم تعجبها الأجواء الدنيوية فيه. في عام 1598، منحتها الثرية جوديث دابرمون منزلًا في ممتلكاتها، استخدمته أليكس ومجموعتها كمقر رئيسي لتأسيس جماعة جديدة مكرسة لتعليم الأطفال. رغم معارضة والد أليكس وآخرين، وعدم وجود موافقة رسمية من الكنيسة، أسسوا عدة مؤسسات جديدة. في عام 1616، حصلوا على رسالتين بابويتين تُقران رسميًا الرهبانيات الأوغسطينية لجماعة سيدتنا من روما. أدت الخلافات حول ما تمنحه هذه الرسائل والصراعات الداخلية إلى أن استبدل الأب فورييه أليكس كرئيسة للجماعة، وكانت السنوات الأخيرة من حياتها صعبة ومريرة، حيث بدا أن الأب فورييه نفسه انقلب ضدها. توفيت في ديرها في نانسي في 9 يناير، وتم تطويبها عام 1947. عيد القديسة بـ 22 أكتوبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألميدا القديسة | الولادة: – الوفاة: – عذراء وشهيدة، تُدعى أيضًا أليد أو فيلونيد. تروي التقاليد الويلزية أن ألميدا كانت ابنة الملك بريشان. بعد أن نذرت العذرية وكرست حياتها للمسيح، هربت ألميدا من قصر والدها الملكي لتتفادى الزواج من أمير مملكة مجاورة. زارت ثلاث قرى ويلزية – لاندرو، لانفيلو، و ليشفاين – لكن أهلها رفضوها، رغم تحذيرها لهم من أن كوارث رهيبة ستصيب من يمنعها من اللجوء. وصلت ألميدا إلى بريكون، حيث أقامت في كوخ صغير، لكن الملك جاء وطلب إعادتها. عندما رفضت، قطع رأسها. تفيد التقاليد أن ينبوع ماء ظهر في مكان مقتلها، وأن الكوارث حلت بالقرى الثلاث التي رفضتها. عيد القديسة بـ 1 أغسطس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أميليبيرغا القديسة | الولادة: – الوفاة: 690 راهبة بندكتية وأرملة. كانت قريبة من المبارك بيبين من لاندن، وكانت أم القديسين كلودولا، إيمبيرت، ورينيلديس. أصبح زوجها، الكونت ويتجر، رجل دين، ودخلت هي أيضاً الدير. عيد القديسة بـ 10 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيا القديسة | الولادة: – الوفاة: – القديسة أناستاسيا، المعروفة أيضاً باسم أناستاسيا سيرميوم أو أناستاسيا الفارماكوليتريا أو “المنقذة من الجرعات السامة”، هي قديسة ومظلومة مسيحية عانت من أجل المسيح خلال اضطهادات دقلديانوس للمسيحيين. هي واحدة من سبع نساء يذكرن بالاسم في قانون القداس. تحكي قصة معاناة أناستاسيا أن والدها كان نبيلاً وثنياً يُدعى بريتيكستاتوس، ووالدتها القديسة فاوسا من سيرميوم. وبما أن والدتها كانت مسيحية، فقد تم تعميد أناستاسيا كرضيعة ونشأت سراً على القيم المسيحية. بعد وفاة والدتها، زوّجها والدها إلى وثني يُدعى بوبليوس، لكنها حافظت على عفتها. خلال اضطهادات دقلديانوس، كانت أناستاسيا تزور السجون وتعنى بالمعتقلين من شهداء الإيمان، تقدم لهم الطعام والدواء وتحررهم. وأخبر خادمها بوبليوس بذلك، فحبسها وضربها. بدأت أناستاسيا مراسلة سرية مع مستشارها القديس كريسوغونوس الذي كان في أكويليا، وأخبرها أن تكون شجاعة وصبورة وتتقبل مشيئة الرب. بعد وفاة زوجها أثناء سفره كسفير إلى بلاد فارس، وزعت أناستاسيا ممتلكاتها على المحتاجين والمعذبين. ثم انطلقت لتتبع كريسوغونوس إلى أكويليا. تم استجواب كريسوغونوس شخصياً من قبل دقلديانوس لكنه لم يتخلَّ عن إيمانه، فأُمر بقطع رأسه ورميه في البحر. بعد موته، ظهر كريسوغونوس لزويلوس، كاهن وجد رفاته وتنبأ باستشهاد القديسات أغابي، كيون، وإيريني، وطلب من زويلوس إرسال أناستاسيا إلى الأخوات لتشجيعهن. بعد تسعة أيام، زارت أناستاسيا الأخوات قبل تعذيبهن، وبعد استشهادهن دفنتهن. كانت أناستاسيا تتنقل بين المدن تعتني بالسجناء المسيحيين، تعالج جروحهم وتخفف آلامهم. أُطلقت عليها لقب “المنقذة من الجرعات السامة” لأنها كانت تشفي كثيرين من آثار السموم والجرعات. اعتقلت أناستاسيا في إيليريكم وأُحضرت إلى قائد المقاطعة لمحاكمتها بسبب إيمانها. حاول إقناعها بالتخلي عن إيمانها وهددها بالتعذيب لكنها لم تستسلم، فأُعطيت إلى الكاهن الوثني ألبان في روما. عرض عليها ألبان الاختيار بين الثراء أو المعاناة، والترف أو أدوات التعذيب. اختارت التعذيب. أعطاها ثلاثة أيام لتعيد النظر، لكنه بعدما حاول لمسها فقد بصره وعانى من ألم شديد في رأسه، ثم سقط ومات في طريقه إلى معبده الوثني. تحررت أناستاسيا وبدأت تعتني بالمسيحيين المسجونين مع ثيودوتا، أرملة متدينة ومساعدة وفية. وبعد استشهاد ثيودوتا، أُعيد اعتقال أناستاسيا. حُكم عليها بالموت جوعاً، لكنها صمدت لمدة 60 يوماً دون أن تمسها أذى، وقيل إن ثيودوتا الشهداء زارتها وأطعمتها خلال تلك الفترة. قرر القاضي إغراق السجناء، بمن فيهم أناستاسيا ويوتيكيانوس، في قارب به ثقوب في القاع. لكن القديسة ثيودوتا ظهرت لهم وقادت القارب إلى الشاطئ. وبعد الوصول، عمدت أناستاسيا ويوتيكيانوس 120 رجلاً. بعد محاولة هروب أخرى، نُقلت أناستاسيا إلى جزيرة بالمريا حيث صُلبت وأُحرقت حيّة. نُقلت رفاة القديسة أناستاسيا إلى القسطنطينية حيث بُنيت كنيسة باسمها. لاحقاً نُقلت يدها ورأسها إلى دير القديسة أناستاسيا قرب جبل آثوس. تُعتبر القصة الكاملة لحياة وأناستاسيا مأساةً أسطورية إلى حد كبير. المؤكد فقط أن شهداء باسم أناستاسيا ماتوا من أجل إيمانهم في سيرميوم وأن ذكراها مقدسة. القديسة أناستاسيا هي القديسة الراعية للشهداء والنساجين ومن يعانون من السموم. يُحتفل بعيدها في 25 ديسمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيا الثالثة القديسة | الولادة: – الوفاة: 304 شهيدة تُكرم بتكريم خاص في القداس الثاني الذي يُحتفل به في يوم عيد الميلاد. كما أنها مدرجة في قانون القداس الروماني، رغم أنها لم تكن مكرمة في روما حتى نهاية القرن الخامس. ربما كانت من مواليد سيرميوم في بانونيا، وقد استشهدت خلال الاضطهادات التي بدأها الإمبراطور دقلديانوس. تشير التقاليد إلى أنها كانت ابنة بريتيكستاتوس، نبيل روماني. تزوجت من وثني يُدعى بوبليوس، الذي توفي أثناء مهمة له إلى بلاد فارس. كأرملة، اعتنت أناستاسيا بالمسيحيين وتحملت الاضطهاد، وتم اعتقالها هي أيضاً. أثناء وجودها على سفينة مع سجناء آخرين، أنقذتها القديسة ثيودوتا من الغرق بمعجزة. وصل السجناء، بمن فيهم أناستاسيا، إلى جزيرة بالمريا حيث أُحرقوا حتى الموت. تم تكريمها كقديسة راعية لبازيليك في روما في القرن السادس. عيد القديسة بـ 25 ديسمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيا البطرسية القديسة | الولادة: – الوفاة: – راهبة عذراء ناسكة، موضوع أسطورة جميلة. كانت أناستاسيا البطرسية ابنة نبيل مصري وسيدة في بلاط الإمبراطور جستنيان في القسطنطينية، الآن إسطنبول. لاحقها جستنيان بحب، فهربت من البلاط لتتجه إلى حياة دينية في دير بالإسكندرية في مصر. عندما توفيت ثيودورا، زوجة جستنيان، اضطرت أناستاسيا إلى الفرار مرة أخرى لأنه كان يبحث عنها. ذهبت إلى صحراء مصر حيث سمح لها أن ترتدي زي راهب وأن تبقى هناك. قضت أناستاسيا ثمانية وعشرين عاماً في الوحدة في الصحراء، في صلاة دائمة. عيد القديسة بـ 10 مارس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول أيبارا القديس | الولادة: – الوفاة: 1628 شهيد ياباني. كان من المتحولين إلى الكاثوليكية، وأصبح تابعًا للترتيب الدومينيكاني ومُعلّمًا للدين. تم إعدامه بقطع الرأس على يد السلطات اليابانية في ناغازاكي مع المبارك يوحنا توماتكي والقديس بول توماتكي. عيد القديس بـ 8 سبتمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول ميكي القديس | الولادة: – الوفاة: 1862 كان بول ميكي ابن قائد عسكري ياباني. وُلِد في تو نوكومادا، اليابان، وتلقى تعليمه في الكلية اليسوعية في أنزيكياما، وانضم إلى الرهبان اليسوعيين عام 1580، وأصبح معروفًا ببلاغته في الوعظ. صُلب في 5 فبراير مع خمسة وعشرين كاثوليكياً آخر خلال اضطهاد المسيحيين تحت حكم التائيكو تويوتومي هيديوشي، حاكم اليابان باسم الإمبراطور. من بين العلمانيين اليابانيين الذين نالوا المصير ذاته: فرنسيس، نجار تم اعتقاله أثناء مشاهدته لعمليات الإعدام ثم صُلب، غابرييل، ابن البواب التابع للفرنسيسكان، وعمره تسعة عشر عاماً، ليو كينُويا، نجار يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً من مياكو، دييغو كيساي (أو كيزييمون)، مساعد مؤقت للآباء اليسوعيين، يواكيم ساكاكيبارا، طباخ لدى الفرنسيسكان في أوساكا، بطرس سوكيجيرو، أُرسل من قبل كاهن يسوعي لمساعدة السجناء، فاعتُقل هو الآخر، كوزماس تاكِيا من أُواري، كان يكرز في أوساكا، فينتورا من مياكو، الذي عمّده اليسوعيون، ثم ارتدّ عن الإيمان بعد وفاة والده، وأصبح راهباً بوذياً، لكنه عاد إلى الكنيسة بفضل الفرنسيسكان. تم إعلان قداستهم جميعاً كشهداء اليابان عام 1862. ويُحتفل بعيدهم في 6 فبراير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول شينسوكي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1626 شهيد ياباني. وُلد في اليابان، واعتنق المسيحية، ثم انضم إلى الرهبنة اليسوعية. من بين تلاميذه البارزين كان الطوباوي بول نافارو. ألقت السلطات اليابانية القبض عليه، وتم إحراقه حيًا في ناغاساكي. تم إعلان تطويبه عام 1867. عيده: 20 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول توماكي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1628 شهيد ياباني شاب. كان بول ابن الطوباوي يوحنا توماكي. وقد أُعدم بقطع الرأس في ناغاساكي مع والده، وثلاثة من إخوته، والقديس بول أيبارا. تم تطويبه عام 1867. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس أراكي كوبوجوي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1626 شهيد ياباني. وُلد في اليابان، وقد أُحرق حيًا في ناغاساكي على يد السلطات الحكومية بسبب جريمة إيوائه للمسيحيين. تم تطويبه عام 1867. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس كوفيوجي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1630 شهيد في اليابان. وُلد بطرس كوفيوجي في اليابان، وانضم إلى الرهبنة الأغسطينية كعضو ثالثي. وأثناء اضطهاد المسيحيين من قبل الحكومة اليابانية، تم اعتقاله وقطع رأسه في ناغاساكي بسبب مساعدته وإيوائه للمرسلين الأغسطينيين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس أونيزوكو الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1622 شهيد ياباني. وُلد بطرس أونيزوكو في أريما، اليابان، واعتنق المسيحية وأصبح طالبًا في الرهبنة اليسوعية. وبالاشتراك مع الطوباوي بول نافارو، الذي كان يساعده في خدمته، تم القبض عليهما من قبل السلطات اليابانية وأُحرِقا أحياء في شيمابارا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس سامبو الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1622 شهيد ياباني. وُلد في مقاطعة أوتشو، اليابان، وكان مسيحيًا مخلصًا دخل في الرهبنة اليسوعية أثناء وجوده في السجن بعد أن ألقت السلطات اليابانية القبض عليه. وقد انضم إلى الرهبنة بمساعدة الطوباوي شارل سبينولا. أُحرِق بطرس حيًّا في ناغاساكي في اليوم نفسه الذي أُعدم فيه العديد من المسيحيين الآخرين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبان القديس | الولادة: – الوفاة: 520 ناسك إيرلندي لا يُعرف الكثير عن تفاصيل حياته. وُلد في أيرلندا، وأقام في أبينغدون، إنجلترا، قبل زمن القديس باتريك. يُعد أبان جزءًا من لوحة عظيمة للقديسين المسيحيين الأوائل في أيرلندا الذين شكلوا قدوة في الرهبنة والإيمان المسيحي في أوروبا. ويُكرَّم بشكل خاص في أبينغدون، إنجلترا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آبل القديس | الولادة: – الوفاة: 751 رئيس أساقفة ورئيس دير بندكتيني. من المرجح أن آبل وُلد في أيرلندا، وكان رجل كنيسة بارز، رافق القديس بونيفاس في بعثاته التبشيرية إلى القارة الأوروبية. اختاره البابا القديس زخارياس ليكون رئيس أساقفة ريمس، وتمت المصادقة على هذا التعيين من قِبل مجمع سواسون عام 744. لكن أحد المغتصبين ويدعى ميلو استولى على الكرسي الأسقفي ورفض التخلي عنه. تقاعد آبل إلى دير في لوبس، ونُصِّب هناك رئيسًا للدير. وتوفي في ذلك المكان بـ”رائحة القداسة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبران القديس | الولادة: – الوفاة: 515 ناسك يُعرف أيضًا باسم جيبريان. من أيرلندا، كان أبران الأكبر بين خمسة إخوة وثلاث أخوات، أبحر مع إخوته إلى بريتاني. هناك، استمر جميعهم في حياة العزلة والنسك، وكان لهم تأثير كبير على سكان المنطقة. تم إعلان أبران وإخوته وأخواته جميعًا قديسين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آدمنان القديس | الولادة: 628 الوفاة: 704 وُلد آدمنان في درومهوم، دونيجال، أيرلندا، وأصبح راهبًا في الدير هناك. لاحقًا، في إيونا، أصبح التاسع في منصب رئيس الدير في عام 679. منح ملاذًا لألدفريد عندما كان تاج نورثمبريا محل نزاع بعد وفاة والد ألدفريد، الملك أوسوي. في عام 686، عندما اعتلى ألدفريد العرش، زاره آدمنان ليضمن إطلاق سراح السجناء الأيرلنديين. بعد عامين، زار آدمنان عدة أديرة إنجليزية وأُقنع بواسطة القديس سيولفريد بتبني التقويم الروماني للاحتفال بعيد الفصح. عمل آدمنان بلا كلل وحقق نجاحًا كبيرًا في إقناع الرهبان والأديرة الأيرلندية باستبدال ممارساتهم السلتية بتلك الرومانية. نجح في إقناع مجلس بير بأن النساء يجب أن يُعفَين من الحروب وأن النساء والأطفال لا يجب أن يؤسروا أو يُقتلوا، أدى إلى تسمية هذا الاتفاق بـ”قانون آدمنان”. كان عالمًا معروفًا بتقواه، كتب سيرة القديس كولومبا، وهي من أهم السير الذاتية في العصور الوسطى المبكرة. كما كتب “دي لوكيس سانكتيس”، وهو وصف للشرق نقله له أسقف فرنك يُدعى أركولف، الذي جنحت سفينته قرب إيونا في طريق العودة من القدس. يعتقد البعض في أيرلندا أن آدمنان هو نفسه القديس أونان، رغم أن هذا غير مؤكد. توفي في إيونا في 23 سبتمبر، وهو يوم عيده. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أدولف القديس | الولادة: – الوفاة: 680 أسقف ومرسل، يُكرم مع أخيه بوتولف. كانا من النبلاء من أصول ساكسونية أو أيرلندية، وقد أصبحا رهبانًا. ذهب كلاهما كمرسلين إلى ألمانيا. هناك تم تعيين أدولف كأسقف لأوتريخت. أما بوتولف فقد عاد إلى إنجلترا وأسَّس دارًا دينية في عام 654، وأصبح معروفًا على نطاق واسع بتقواه. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آيدان القديس | الولادة: – الوفاة: 651 مؤسس رهباني، أسقف، وعامل معجزات معروف بلطفه تجاه الحيوانات. يُعرف أيضًا بأسماء إيدان، مودوك، ومايدوك في بعض السجلات. وُلد آيدان في كونوت، أيرلندا. تقول التقاليد إن مولده كان مصحوبًا بعلامات ونذائر، وأظهر تقوى منذ طفولته. تعلّم في لينستر، ثم انتقل إلى دير القديس ديفيد في ويلز. بقي هناك عدة سنوات يدرس الكتب المقدسة، وحسب الروايات أن وجوده أنقذ القديس ديفيد من كارثة. هاجمت مجموعات حربية ساكسونية الدير خلال إقامة آيدان، ويقال إنه صدّهم بمعجزة. مع مرور الوقت، عاد آيدان إلى أيرلندا وأسَّس ديرًا في فيرنز، في مقاطعة وكسفورد. أصبح أيضًا أسقفًا للمنطقة. جلبت معجزاته الكثيرين إلى الكنيسة. يُصوَّر آيدان في الفن الديني مع أيل، ويُقال إنه جعل أيلًا جميلاً غير مرئي ليحميه من الكلاب الصيادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آيدان من فيرنز القديس | الولادة: – الوفاة: 632 أسقف ومبشر، وُلد في إنيسبريفني بمقاطعة كافان حوالي سنة 550، ومن المحتمل أن يكون هو نفسه القديس آيدان. عندما كان صغيرًا، أُخذ كرهينة من قبل آيدهاينمير، الملك الأعلى لأيرلندا، ربما لضمان ولاء عائلته. بعد إطلاق سراحه، درس آيدان في كيلموين في ويلز، وهو معهد مشهور للتعليم المسيحي يديره القديس ديفيد. في عام 580، عاد إلى أيرلندا وذهب إلى ساحل وكسفورد. خدم المنطقة ونال تكريم بران دوف في المجمع الذي عُقد للاحتفال بالنصر على الملك آيد. ارتقى مكان فيرنز، حيث مارس آيدان خدمته الكهنوتية، إلى رتبة أبرشية في ذلك الوقت. عُين آيدان أول أسقف لفيرنز وأصبح أرد-إسكوبس أو الأسقف الرئيسي للمنطقة. مع مرور الوقت، أُطلق عليه اسم موغ، أي “آيدان الحبيب”. لم يعد المقر الأسقفي في فيرنز بل في إينيسكارثي، حيث كُرست كاتدرائية لآيدان. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أيليران القديس | الولادة: – الوفاة: 664 راهب، كاتب سير ذاتية وعالم، ويُعرف أيضًا بلقب “سبيانس الحكيم”. كان أيليران واحدًا من أبرز الأساتذة في مدرسة كلونارد في أيرلندا. استقبله القديس فينيان في كلونارد. في عام 650، أصبح أيليران مدير مدرسة كلونارد، وعُرف كعالم كلاسيكي وماهر في اللاتينية واليونانية. كتب “الحياة الرابعة للقديس باتريك”، وترتيلة لاتينية-أيرلندية، وسير القديسة بريجيد والقديس فيشن من فور. كان آخر أعماله مقالة حول نسب المسيح حسب إنجيل القديس متى. كما نجا جزء من عمل آخر له بعنوان “تفسير أخلاقي قصير للأسماء المقدسة”. تقرأ المؤسسات العلمية في أنحاء أوروبا هذا العمل بصوت عالٍ سنويًا. توفي أيليران بسبب الطاعون الأصفر. وقد دُوّنت وفاته في 29 ديسمبر 664 في سجلات أولستر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبريها وأتزبيها القديسان (أيضان وسازانا) | الولادة: – الوفاة: – ملوك مسيحيون من الحبشة (الأولان بعد الملكة كانداكة). عيدهما في 1 أكتوبر. ساعدوا في حماية فرومنتيوس (أبا سلامة) من الإمبراطور قسطنطيوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| القديس أبونا (فرومنتيوس) | الولادة: – الوفاة: 380 من إثيوبيا. وُلد في صور (لبنان الحديث)، ويُعتبر أحد الرسل إلى إثيوبيا (بعد القديس متى)؛ يُعرف بلقب “أبونا إثيوبيا” و”أب إثيوبيا”. في الكنيسة الغربية الليتورجية، يُحتفل بعيده في 27 أكتوبر. إيديوس هو شقيقه. كان تلميذاً لميروبيوس. في إحدى الرحلات البحرية عبر البحر الأحمر، تحطمت السفينة على شاطئ الحبشة. نجا هو وشقيقه. أخذهما الجنود إلى ملك أكسوم. ولعدم قدرتهما على العودة إلى الوطن، انضما إلى البلاط الملكي، حيث حصل على منصب يشبه الكاتب أو الوزير. توفي الملك، وأصبحا عضوين في بلاط الملكة التي تولّت الحكم بعده، والتي سمحت لهما بوعظ المسيح، الذي سبق أن نُقلت معرفته إلى المنطقة من قبل الخصي والرسل فيلبس، ومتى، ونتنائيل. طلب من البطريرك أثناسيوس الإسكندري، وهو بطريرك أفريقي آخر، أن يرسل مبشرين من مركزه (الكرسي البطريركي)، وقد استجاب لهذا الطلب. ثم تم تنصيبه أسقفًا لإثيوبيا. بنعمة الله، اعتنق الأميران الإثيوبيان إيزانا وشيازانا المسيحية. وتوفي بسلام حوالي عام 380 ميلادية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت السادس | الولادة: – الوفاة: 974 بعد وفاة البابا يوحنا الثالث عشر في عام 972م، تولى الكرسي البابوي البابا بندكت السادس، وهو البابا رقم 133 في تسلسل الباباوات الكاثوليك. حكم بندكت السادس من عام 973م حتى وفاته في 974م، وكانت فترة حكمه قصيرة نسبياً ولكنها جاءت في سياق من الاضطرابات السياسية والاجتماعية في روما والدولة البابوية. خلفيته كان بندكت السادس كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين من روما. عُرف بتقواه واهتمامه بشؤون الكنيسة، وكان من رجال الدين الذين يحظون باحترام المجتمع الكنسي. حبريته (973–974م) تولى البابوية في فترة اضطرابات سياسية بين العائلات الأرستقراطية في روما التي كانت تنافس على النفوذ والسيطرة على الدولة البابوية. حاول تعزيز سلطة الكنيسة وفرض النظام في روما، لكنه واجه معارضة من بعض القوى السياسية. بسبب الصراعات المتزايدة، تعرض للاعتقال والسجن من قبل خصومه السياسيين. وفاته ودفنه توفي في السجن في عام 974م، وهو ما يعكس طبيعة الفترات المضطربة التي شهدها حكمه. دُفن في روما، لكن مكان قبره الدقيق غير معروف. مكانته في التاريخ يُعتبر بندكت السادس واحدًا من الباباوات الذين عانوا من التدخلات السياسية والاقتتال الداخلي في روما، مما أدى إلى تقصير فترة حكمه وحصر تأثيره في الكنيسة. تمثل فترة حكمه صورة عن الصراعات السياسية التي أثرت بشكل كبير على السلطة البابوية خلال القرن العاشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثالث عشر | الولادة: – الوفاة: 972 بعد وفاة البابا ليو الثامن في 965م، تولى البابوية البابا يوحنا الثالث عشر، وهو البابا رقم 133 في تسلسل الباباوات. حكم من 965م حتى وفاته في 972م، وجاء في فترة شهدت تحولات سياسية مهمة في الدولة البابوية. خلفيته وُلد يوحنا الثالث عشر في روما لعائلة نبيلة. كان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين ذا تعليم واسع، وله خبرة في الشؤون الدينية والسياسية. قبل انتخابه، شغل مناصب كنسية مهمة وأدار عددًا من الشؤون الداخلية للكنيسة. حبريته (965–972م) استلم البابوية في فترة هدوء نسبي بعد صراعات الباباوات السابقين مع الإمبراطور أوتو الأول. سعى للحفاظ على استقلالية الكنيسة في مواجهة النفوذ السياسي الكبير للإمبراطورية الرومانية المقدسة. عُرف بدعمه للإصلاحات الرهبانية واهتمامه بتنظيم الكنيسة. حافظ على علاقات جيدة مع الملوك والأمراء الأوروبيين، مما ساعد في تعزيز مكانة البابوية دوليًا. اهتم أيضًا بتطوير الفن والعمارة الدينية في روما. وفاته ودفنه توفي في عام 972م. دُفن في روما، وقد ترك إرثًا من الاستقرار النسبي بعد فترة اضطراب طويلة. مكانته في التاريخ البابا يوحنا الثالث عشر يعتبر أحد الباباوات الذين ساهموا في تمهيد الطريق نحو عصور الإصلاح والتجديد في الكنيسة. رغم التحديات السياسية، حافظ على دور روحي وسياسي متوازن في فترة حساسة من تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو الثامن | الولادة: 915 الوفاة: 965 البابا ليو الثامن هو البابا رقم 132 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، تولى البابوية من عام 963م حتى 965م في فترة قصيرة لكنها حافلة بالأحداث. قبل انتخابه، كان ليو الثامن كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين معروف بحرصه على الإصلاح وتنظيم شؤون الكنيسة. خلفيته وُلد ليو الثامن في روما لعائلة نبيلة، وكان متعلّمًا جيدًا، معروفًا بكتاباته واهتمامه بالشؤون الدينية والإدارية. شغل مناصب كهنوتية مهمة قبل البابوية، وكان له دور في الإدارة الكنسية. حبريته (963–965م) عُين ليو الثامن بابا بدعم من الإمبراطور الألماني أوتو الأول، بعد أن أُجبر البابا يوحنا الثاني عشر على التنازل عن الكرسي البابوي خلال صراعات السلطة في روما. حاول خلال حكمه القصير تنفيذ إصلاحات كنسية، خاصة في تنظيم حياة الرهبان ورجال الدين، ومحاربة الفساد داخل الكنيسة. كانت فترة حكمه متوترة بسبب الصراع مع أنصار يوحنا الثاني عشر وبندكت الخامس، حيث واجه معارضة من قبل أهل روما الذين رفضوا تعيينه. اضطر في النهاية إلى التنازل والتراجع عن الكرسي البابوي، لكنه استمر في ممارسة النفوذ في الكنيسة حتى وفاته. وفاته ودفنه توفي في عام 965م، ويعتقد أنه دُفن في روما. مكانته في التاريخ البابا ليو الثامن يُذكر كواحد من الباباوات الذين جاءوا في فترة عرفت بـ”العصور المظلمة للبابوية”، حيث تداخلت السياسة بشكل كبير مع الأمور الدينية. كان شخصية كنسية منظمة ومصلحة، لكن ولايته القصيرة وحالة الاضطراب السياسي قلّلت من فرص تحقيق إصلاحاته بشكل كامل. يُعتبر ليو الثامن أحد الأسماء التي تمهد الطريق لاحقًا لفترة الإصلاح البابوي التي ستبدأ في القرون التالية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت الخامس | الولادة: 900 الوفاة: 965 هو البابا رقم 131 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وُلد في روما وكان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه للبابوية في مايو عام 964م. عُرف بندكت الخامس بتقواه وحسن سلوكه، وكان محبوبًا لدى الشعب الروماني وكبار رجال الكنيسة، مما ساعده على نيل ثقة المجتمع الكنسي. تولى بندكت الخامس البابوية في فترة صعبة من تاريخ الكنيسة، إذ شهدت تلك الفترة صراعًا سياسيًا بين السلطة الدينية والإمبراطورية الرومانية المقدسة، خصوصًا بين البابا والإمبراطور أوتو الأول. بعد وفاة البابا أغابيتوس الثاني، انتخب أهل روما بندكت الخامس، لكن الإمبراطور أوتو الأول كان يدعم منافسه ليو الثامن، ما أدى إلى نشوب صراع بين الطرفين. خلال فترة حبريته القصيرة التي استمرت نحو شهرين فقط، سعى بندكت الخامس إلى الحفاظ على استقلالية الكنيسة وحقوقها، ولكنه اضطر في النهاية إلى التنازل عن الكرسي البابوي تحت ضغط الإمبراطور أوتو الأول. بعد تنازله، سُجن ونُفي بعيدًا عن روما، حيث قضى آخر أيامه في المنفى حتى وفاته عام 965م. يُعتبر بندكت الخامس رمزًا للكفاح من أجل استقلال الكنيسة عن التدخلات السياسية الخارجية، كما يُذكر كواحد من الباباوات الذين واجهوا تحديات كبيرة في الحفاظ على سلطة الكنيسة خلال فترات الاضطرابات السياسية. دُفن بندكت الخامس في روما، حيث لا تزال ذكراه محفوظة بين رجال الدين والمؤرخين الذين يروون قصة كفاحه وإيمانه الراسخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثاني عشر | الولادة: 937 الوفاة: 964 بعد وفاة أغابيتوس الثاني، جاء إلى السدة البابوية أحد أكثر الباباوات إثارة للجدل في التاريخ الكاثوليكي: البابا يوحنا الثاني عشر (John XII)، البابا رقم 130 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى الحكم من 16 ديسمبر 955م حتى وفاته في 14 مايو 964م. يُنظر إلى حبريته كمثال صارخ على الفساد والانحلال الأخلاقي في أعلى سلطة كنسية خلال ما يُعرف بـ “العصور المظلمة للبابوية”. خلفيته وُلد باسم أوكتافيانوس (Octavianus) حوالي سنة 937م في روما، وكان نجلًا غير شرعيًا للأمير الروماني القوي ألبرك الثاني، الذي حكم روما كحاكم مدني. في وصيته، أوصى ألبرك بأن يُنتخب أوكتافيانوس ليصبح بابا عند وفاة أغابيتوس الثاني. وقد تمّ ذلك بالفعل في ديسمبر 955م، وهو في عمر 18 سنة فقط، ليصبح واحدًا من أصغر من جلس على الكرسي الرسولي. بعد انتخابه، اتخذ اسم “يوحنا الثاني عشر” تكريمًا للقديس يوحنا، وهو الاسم البابوي الذي اشتهر به لاحقًا. بابويته (955–964م) فترة حبريته كانت صاخبة ومليئة بالصراعات السياسية والانحرافات الشخصية، سواء داخل الكنيسة أو في علاقتها مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة: أهم ملامح حكمه تحالف مع الإمبراطور أوتو الأول: في محاولة لصد تهديدات خارجية (خاصة من الملك برينغار من إيطاليا)، دعا يوحنا الثاني عشر الإمبراطور الألماني أوتو الأول إلى إيطاليا، وتوّجه إمبراطورًا للرومانيين في 962م في كاتدرائية القديس بطرس. بعد التتويج، وقّع الاثنان “الامتياز الأوتوني” (Ottonianum) الذي منح أوتو سلطة كبيرة على الكنيسة، مما أثار الخلاف لاحقًا. انقلابه على أوتو: سرعان ما بدأ يوحنا الثاني عشر يتآمر ضد أوتو، مما أدى إلى تدخل الأخير عسكريًا في روما. في عام 963م، دعا أوتو إلى مجمع كنسي أعلن أن يوحنا مذنب في الزنا، والسحر، وشرب الخمر، والقتل، وتدنيس قدسية البابوية، وتم عزله، وتعيين ليو الثامن مكانه. لكن يوحنا عاد إلى السلطة بعد انسحاب أوتو، لفترة وجيزة. وفاته توفي يوحنا الثاني عشر في 14 مايو 964م، في ظروف غامضة. وفقًا للمؤرخ ليؤنتيوس، قيل إنه توفي أثناء وجوده مع امرأة في فراشه، بعد إصابته بجلطة أو ضربة من زوج المرأة الغاضب. لكن هذه الرواية تبقى غير مؤكدة رسميًا، رغم شيوعها. دفنه دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني، وهي الكاتدرائية البابوية الرسمية في روما. مكانته في التاريخ البابا يوحنا الثاني عشر يُعد من أكثر الباباوات فضيحة وسوء سمعة في التاريخ الكنسي. جمع بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية بشكل سيّئ، وكانت حياته مليئة بالانحراف الأخلاقي، بحسب ما سجّله المؤرخون. وقد مثّلت وفاته ونهاية حكمه نقطة انعطاف في علاقة الكنيسة بالإمبراطورية، وأدت لاحقًا إلى صعود نبرة أكثر إصلاحية في اختيار الباباوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أغابيتوس الثاني | الولادة: – الوفاة: 955 بعد وفاة مارينوس الثاني، اعتلى الكرسي البابوي البابا أغابيتوس الثاني (Agapetus II)، الذي يُعد البابا رقم 129 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البابوية من 10 مايو 946م إلى وفاته في 8 نوفمبر 955م. وقد حكم خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا سياسيًا، حيث كانت روما لا تزال تحت النفوذ الحاسم للأمير الأرستقراطي ألبرك الثاني، لكن حبريته تميزت بنشاط كنسي ملحوظ وميل إلى الانضباط والتنظيم. خلفيته وُلد أغابيتوس الثاني في روما في الدولة البابوية، وكان من عائلة رومانية محترمة. قبل انتخابه، خدم كـ كاهن كاثوليكي ورجل دين نشط في الشؤون الإدارية والكنسية. تم انتخابه بموافقة وتزكية من ألبرك الثاني، الذي كان لا يزال القوة الحقيقية خلف الكرسي الرسولي. بابويته (946–955م) رغم كونه مقيّدًا سياسيًا، إلا أن أغابيتوس الثاني حاول أداء دوره البابوي بقدر كبير من المسؤولية: أبرز ملامح حبريته الإصلاح الكنسي: واصل تشجيع الانضباط الكنسي والإصلاح الرهباني، وخصوصًا عبر دعم حركة كلوني التي كانت تنمو في أوروبا، وسعى إلى فرض الرقابة الأخلاقية على رجال الدين. الشؤون السياسية: حافظ على علاقة معقدة مع ألبرك الثاني، إذ كان البابا يمثل السلطة الروحية، بينما بقي ألبرك يتحكم في شؤون الحكم الزمني بروما. التوسع في التأثير الكنسي: دعم الكنائس في فرنسا وألمانيا، وعيّن عددًا من الأساقفة الأكفاء، وكان حريصًا على الحفاظ على استقلال الكنيسة عن الإقطاع المحلي حيث أمكن. مراسلاته ونشاطه الفكري: تذكر بعض المصادر أنه كان كاتبًا جيدًا، وتبادل الرسائل مع قادة وأمراء في أنحاء أوروبا، ما يدل على نشاط فكري وسياسي مدروس. وفاته ودفنه توفي البابا أغابيتوس الثاني في 8 نوفمبر 955م. دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني في روما، وهي الكاتدرائية الرسمية للباباوات (وليست القديس بطرس كما يظن البعض)، ما يدل على مكانته واحترامه في الكنيسة. مكانته في التاريخ يُنظر إلى أغابيتوس الثاني باعتباره أحد الباباوات الإصلاحيين المعتدلين في مرحلة سيطر فيها النبلاء على روما. كان حريصًا على تطوير الكنيسة دون الدخول في صدامات مباشرة مع الطبقة الحاكمة. وقد حافظ على قدر من الاستقلال الروحي، وشكّل جسرًا بين البابوية الخاضعة لنفوذ النبلاء والمرحلة التالية التي ستشهد عودة الصراع بين البابوية والإمبراطورية الرومانية المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مارينوس الثاني | الولادة: – الوفاة: 946 بعد وفاة البابا ستيفان الثامن، اعتلى الكرسي الرسولي البابا مارينوس الثاني (Marinus II)، وهو البابا رقم 128 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى البابوية من أكتوبر 942م حتى وفاته في مايو 946م. تميّزت حبريته بقدر من الاستقرار، لكنها ظلت تجري تحت ظل السيطرة السياسية للأرستقراطي الروماني القوي ألبرك الثاني، الذي كان يفرض نفوذه على الدولة البابوية. خلفيته وُلد مارينوس الثاني في روما، في الدولة البابوية. قبل انتخابه، خدم كـ كاهن كاثوليكي ورجل دين بارز، ويُعتقد أنه كان أسقفًا أو مستشارًا ضمن البلاط البابوي. اختير للبابوية بدعم مباشر من ألبرك الثاني، مما يدل على أن تعيينه لم يكن ناتجًا عن اختيار مستقل من رجال الكنيسة، بل نتيجة تحكّم سياسي. بابويته (942–946م) رغم هيمنة ألبرك الثاني على الحكم، إلا أن مارينوس الثاني حاول أن يكون بابا إصلاحيًا قدر الإمكان ضمن الحدود المفروضة عليه. سعى إلى إصلاح الحياة الكنسية والإدارية، خصوصًا في ما يتعلق بسلوك رجال الدين وانضباط الأديرة. أيّد الإصلاحات الرهبانية التي بدأت في دير كلوني، والتي كانت تهدف إلى تطهير الكنيسة من الفساد الأخلاقي والانفصال عن النفوذ السياسي. لم يكن له دور يُذكر في السياسة الخارجية، إذ ركّز بشكل أساسي على القضايا الكنسية المحلية في روما والمناطق المجاورة. وفاته ودفنه توفي في مايو 946م بعد نحو أربع سنوات من الحكم. من المرجّح أنه دُفن في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، كما جرت العادة مع الباباوات، لكن لا توجد وثائق مؤكدة لمكان القبر بالتحديد. مكانته في التاريخ البابا مارينوس الثاني يُعتبر من بين الباباوات الذين حاولوا الحفاظ على صورة روحية ومعتدلة للكنيسة في فترة صعبة سياسيًا. ورغم خضوعه للنفوذ الأرستقراطي، إلا أنه عُرف بالاستقامة والنزاهة، وكان مهتمًا بإصلاح الكنيسة من الداخل. تُسجّل حبريته كواحدة من الفترات الهادئة نسبيًا وسط اضطرابات القرن العاشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الثامن | الولادة: – الوفاة: 942 بعد وفاة البابا ليو السابع، تولّى البابا ستيفان الثامن (Stephen VIII) كرسي البابوية، وهو البابا رقم 127 في التسلسل الرسمي لبابوات الكنيسة الكاثوليكية. حكم من يوليو 939م حتى وفاته في أكتوبر 942م، خلال استمرار الهيمنة السياسية لعائلة توسكولوم، وتحديدًا ألبرك الثاني، حاكم روما الفعلي. خلفيته وُلد ستيفان الثامن في روما، وكان من رجال الدين المحليين البارزين. خدم كـ كاهن كاثوليكي ثم أسقفًا قبل انتخابه. تشير بعض المصادر إلى أنه كان راهبًا سابقًا في دير سانت أليساندرو في روما، مما جعله يميل إلى التقوى الشخصية والزهد. مثل سلفه، اختير بموافقة ألبرك الثاني، الذي كان يختار الباباوات الذين لا يشكّلون تهديدًا لحكمه. بابويته (939–942م) لم يكن لستيفان الثامن نفوذ سياسي حقيقي، بل كان يُنظر إليه كـ بابا تحت وصاية ألبرك، الذي كان يتحكم فعليًا في الدولة البابوية. حافظ على علاقات طيبة مع الملك أوتو الأول في ألمانيا، وساند جهود الإصلاح في الأديرة والكنيسة. حاول، بقدر محدود، تشجيع الإصلاح الرهباني، لكنه لم يتمكن من القيام بمبادرات مستقلة بسبب القيود المفروضة عليه من النخبة الحاكمة في روما. نهاية حبريته ووفاته تشير بعض الروايات إلى أن ستيفان الثامن تعرّض للإيذاء الجسدي أو التعذيب خلال صراع سياسي داخلي في روما، ربما بتحريض من خصوم أو نتيجة صدام مع حاكم المدينة. توفي في أكتوبر 942م، وهناك إشارات غير مؤكدة إلى أن وفاته كانت نتيجة إصابات جسدية خطيرة، لكن ذلك يظل ضمن الروايات غير المثبتة بالكامل. دفنه دُفن على الأرجح في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان معتادًا في تلك الفترة، لكن لا توجد سجلات مؤكدة عن موقع قبره. مكانته في التاريخ البابا ستيفان الثامن يُعد من أضعف الباباوات سياسيًا في تاريخ الكنيسة، إذ لم يكن يملك سلطة حقيقية في روما أو في العالم الكاثوليكي الأوسع. ومع ذلك، حافظ على السلوك الكهنوتي والتقوى الشخصية، وساهم بجهد متواضع في تشجيع الحياة الرهبانية. فترته تعكس عمق سيطرة السلطة الزمنية على الكنيسة خلال “العصور المظلمة للبابوية”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو السابع | الولادة: – الوفاة: 939 بعد وفاة البابا يوحنا الحادي عشر، تولّى البابا ليو السابع (Leo VII) السدة البابوية، وهو البابا رقم 126 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. استمرت حبريته من يناير 936م حتى وفاته في يوليو 939م، وكانت فترة حكمه تُعتبر أكثر هدوءًا واستقرارًا نسبيًا مقارنة بمن سبقوه، رغم استمرار التأثير السياسي لعائلة توسكولوم، وخاصة ألبرك الثاني، الذي حكم روما بصفته الأمير المدني للدولة البابوية. خلفيته وُلد ليو السابع في روما، وكان من رجال الدين البارزين فيها، وشغل منصب كاهن كاثوليكي قبل انتخابه. لم يكن شخصية سياسية قوية، لكنه كان رجل دين مثقفًا ومعتدلًا، معروفًا بحكمته وحرصه على الحفاظ على توازن العلاقات بين القوى المتنازعة. يُعتقد أن انتخابه جاء بموافقة ألبرك الثاني، الذي أراد بابا معتدلًا يضمن له استمرار نفوذه دون تهديد من الكرسي الرسولي. بابويته (936–939م) خلال حبريته، ركز ليو السابع على الإصلاح الديني والأخلاقي داخل الكنيسة، خاصة في روما. دعى الراهب الألماني الشهير أودو من كليوني (Odo of Cluny) إلى روما، ودعمه في حركة الإصلاح الكلونية، وهي من أوائل الحركات التي سعت إلى تطهير الحياة الرهبانية من الفساد. حافظ على علاقات جيدة مع الملك أوتو الأول (Otto I) ملك ألمانيا، في محاولة لتقوية العلاقات بين الكنيسة والسلطة الإمبراطورية خارج إيطاليا. أصدر بعض التوجيهات التي تهدف إلى الحد من تدخل النبلاء في شؤون الكنيسة، لكن دون صدام مباشر معهم. وفاته ودفنه توفي ليو السابع في يوليو 939م. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان معتادًا للباباوات في تلك الفترة. مكانته في التاريخ البابا ليو السابع يُعتبر من الباباوات الإصلاحيين المعتدلين الذين حاولوا تعزيز الاستقرار الداخلي للكنيسة في ظل هيمنة الأرستقراطية. لم يكن سياسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه تعامل بذكاء مع القوى النافذة، وركّز على دعم الحياة الدينية وتنقية الكنيسة من الداخل، خاصة من خلال تشجيعه لحركة كلوني، التي ستؤثر لاحقًا على إصلاحات كبرى في الكنيسة الغربية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الحادي عشر | الولادة: 910 الوفاة: 936 بعد وفاة ستيفان السابع، جاء البابا يوحنا الحادي عشر (Johannes XI)، الذي يُعد البابا رقم 125 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البابوية من مارس 931م حتى وفاته في ديسمبر 935م، في ذروة ما يُعرف بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum). هذه الفترة كانت فيها الكنيسة خاضعة بشكل شبه كامل لسلطة عائلة توسكولوم، وتحديدًا المرأة الأكثر نفوذًا في تاريخ البابوية: ماروزيا. خلفيته وُلد في روما حوالي عام 910م، وكان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين شابًا عندما تم اختياره للبابوية. وفقًا لما ذكره عدد من المؤرخين، يُعتقد أن والدته كانت ماروزيا، سيدة روما النافذة، وأن والده هو البابا سرجيوس الثالث، ما يجعل يوحنا الحادي عشر في نظر بعض المصادر ابنًا غير شرعي لبابا سابق، وهو أمر أثار الكثير من الجدل الأخلاقي والديني في ذلك الوقت. عُيّن للبابوية وهو في سن صغيرة، ويُرجح أنه لم يكن يتجاوز 21 عامًا. بابويته (931–935م) عند تولّيه الكرسي البابوي، كانت السلطة الحقيقية في يد والدته ماروزيا، التي حكمت روما بقبضة حديدية. في البداية، كان يوحنا الحادي عشر دمية سياسية في يد والدته، ووقّع على قرارات تمليها عليه، دون استقلال فعلي. في عام 932م، وقع انقلاب قاده أخوه غير الشقيق ألبرك الثاني (Alberic II) – ابن ماروزيا من زوجها الثاني – ضد ماروزيا، أطاح بها من الحكم، وسيطر على روما. بعد هذا الانقلاب، سُجن يوحنا الحادي عشر فعليًا داخل الفاتيكان، وأصبح محصور الصلاحيات، لا يُسمح له إلا بالقيام بالأعمال الكنسية الشكلية، فيما تولّى ألبرك السيطرة الزمنية على الدولة البابوية. وفاته ودفنه توفي يوحنا الحادي عشر في ديسمبر 935م، وهناك غموض حول أسباب وفاته؛ بعض المصادر تقول إنه توفي مسمومًا أو قُتل في محبسه، فيما تفترض مصادر أخرى وفاته الطبيعية بعد سنوات من العزلة. لا يُعرف مكان دفنه بدقة، لكن يُعتقد أنه دُفن في روما، غالبًا في إحدى الكنائس البابوية التقليدية، مثل القديس يوحنا اللاتيراني. مكانته في التاريخ البابا يوحنا الحادي عشر يُجسّد بوضوح حالة التدهور في استقلالية البابوية خلال القرن العاشر. ورغم أنه لم يكن فاسدًا أو ضعيفًا من حيث الشخصية، إلا أنه لم يستطع مقاومة نفوذ أسرته، وخصوصًا أمه وأخيه، الذين حوّلوه إلى أسير للنفوذ العائلي والسياسي. وتبقى قصته من أبرز الأمثلة على كيف تحوّلت البابوية في ذلك العصر إلى أداة بيد الأرستقراطية الرومانية، بدلًا من كونها سلطة روحية مستقلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان السابع | الولادة: – الوفاة: 931 البابا ستيفان السابع (Stephen VII)، الذي يُعد البابا رقم 124 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البابوية من فبراير أو مارس 929م حتى وفاته في مارس 931م، خلال نفس الحقبة المعروفة بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum)، حيث كان النفوذ الحقيقي للكنيسة الكاثوليكية محصورًا في أيدي ماروزيا وعائلتها، وليس في أيدي البابا نفسه. خلفيته وُلد ستيفان السابع في روما ضمن الدولة البابوية، وكان من رجال الدين البارزين قبل انتخابه. خدم كـ كاهن كاثوليكي ورجل دين محترم، ويُعتقد أنه كان من أتباع يوحنا العاشر في وقت سابق، لكنه ظل بعيدًا عن الانخراط المباشر في الصراعات السياسية. اختير للبابوية بدعم واضح من ماروزيا، التي واصلت التحكم في الكرسي البابوي بعد وفاة ليو السادس. بابويته (929–931م) كانت بابويته هادئة نسبيًا مقارنة بسابقيه، ويبدو أنه حافظ على علاقات ودية مع القوى الحاكمة، وعلى رأسها ماروزيا. لم تُسجّل له إصلاحات كبرى أو صراعات دينية كبيرة، ويُعتقد أنه ركّز على الإدارة اليومية لشؤون الكنيسة، دون التدخل في السياسة العليا. ظل دوره محدودًا جدًا بسبب استمرار سيطرة الطبقة الأرستقراطية على قرارات الفاتيكان. وفاته ودفنه توفي في مارس 931م بعد حوالي سنتين من حكمه. من المرجّح أنه دُفن في روما، وربما في بازيليك القديس بطرس، كما كانت عادة الباباوات في ذلك الوقت، إلا أن المصادر لا تُحدد قبره بشكل دقيق. مكانته في التاريخ البابا ستيفان السابع يُعتبر أحد الباباوات الذين خدموا خلال فترة الهيمنة الدنيوية على الكنيسة، ويُنظر إليه كمجرد وسيط إداري، لا كقائد ديني قوي. ورغم أنه لم يشارك في الفضائح أو النزاعات، إلا أنه بقي تحت ظل السلطة الأرستقراطية الحاكمة، ولم يكن له تأثير كبير على مسار الكنيسة الكاثوليكية في تلك الفترة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو السادس | الولادة: – الوفاة: 928 البابا ليو السادس (Leo VI) هو البابا رقم 123 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة قصيرة نسبيًا، امتدت من يونيو 928م حتى وفاته في فبراير 929م. عُرفت هذه الفترة من تاريخ الكنيسة بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum)، وهي مرحلة اتسمت بالفساد السياسي، والتدخل الشديد من العائلات الأرستقراطية في شؤون الفاتيكان، وخاصة عائلة توسكولوم بزعامة النبيلة ماروزيا. خلفيته وُلد ليو السادس في روما، داخل الدولة البابوية، وكان من طبقة رجال الدين المحليين. قبل انتخابه، شغل منصب كاهن كاثوليكي ورجل دين معروف في الكنيسة، ويُحتمل أنه كان من العاملين في إدارة الكرسي الرسولي. لم يكن ذا نفوذ سياسي واسع، لكنه عُرف بولائه للدوائر الأرستقراطية الحاكمة، مما ساعد على ترشيحه للبابوية بعد الإطاحة بسلفه، البابا يوحنا العاشر، الذي قُتل في السجن نتيجة صراع سياسي مع ماروزيا. بابويته (928–929م) جاء انتخابه في يونيو 928م، مباشرة بعد اغتيال يوحنا العاشر، وكان في الغالب بابا توافقيًا وضعيف النفوذ. حكم لمدة تزيد قليلاً عن سبعة أشهر، وهي فترة قصيرة ولم تُسجل فيها إنجازات بارزة على الصعيد الكنسي أو السياسي. يُعتقد أنه خضع لنفوذ ماروزيا، التي كانت تدير شؤون البابوية من خلف الكواليس، ما جعل حبريته جزءًا من سلسلة الباباوات الذين تولّوا المنصب بتأثير من القوى الزمنية الرومانية، وليس بقرار كنسي حرّ. وفاته ودفنه توفي في فبراير 929م، في ظروف تبدو طبيعية، رغم غموض الأحداث السياسية في تلك الفترة. لا يُعرف مكان دفنه بدقة، لكنه على الأرجح دُفن في روما، وربما في بازيليك القديس بطرس، كما كان يجري مع معظم الباباوات آنذاك. مكانته في التاريخ البابا ليو السادس يُعد واحدًا من الباباوات المغمورين في التاريخ الكنسي، إذ لم يُعرف عنه الكثير، ولم يكن له تأثير ملموس في السياسات الكنسية أو الإصلاحات العقائدية. لكن حبريته تُصنّف ضمن فترة القرن المظلم للبابوية، حين كانت السلطة الدينية خاضعة لتحكّم العائلات النبيلة، خاصة عائلة ماروزيا، مما أدى إلى تراجع هيبة البابوية أمام النفوذ الأرستقراطي. ورغم قصر عهده، يُذكر اسمه ضمن سلسلة الباباوات الذين جلسوا على الكرسي الرسولي في واحدة من أكثر الحقب اضطرابًا في تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا العاشر | الولادة: 860 الوفاة: 929 البابا يوحنا العاشر (Johannes X) هو البابا رقم 122 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 914م إلى 928م، في واحدة من أكثر المراحل السياسية حساسية في تاريخ الكنيسة. وُلد في توسكانا (بعض المصادر تقول بولونيا) التابعة لـ الدولة البابوية، وكان من خلفية كنسية واضحة، حيث بدأ حياته كـ كاهن كاثوليكي وارتقى في السلك الكنسي حتى صار رجل دين مثقفًا وذا تأثير إداري واسع، ويُشار إليه أحيانًا بأنه كان كاتبًا كنسيًا بارعًا، بسبب درايته بالطقوس والنصوص والعلوم الكنسية. الخلفية والانتخاب قبل انتخابه بابا، كان يوحنا العاشر أسقفًا لرافينا، وهي من أهم المراكز الدينية في إيطاليا. ويُعتقد أن صعوده السريع نحو كرسي البابوية جاء بدعم من النبيلة النافذة ماروزيا – إحدى أبرز شخصيات عائلة توسكولوم – والتي كانت تهيمن على السياسة البابوية في تلك الفترة. بفضل هذا الدعم، انتُخب يوحنا العاشر في عام 914م، بعد وفاة البابا لاندو. بابويته (914–928م) شهدت حبريته أحداثًا بالغة الأهمية، إذ كان يوحنا العاشر شخصية سياسية قوية إضافة إلى كونه رجل دين. من أبرز إنجازاته: قاد تحالفًا عسكريًا واسعًا ضد المسلمين الذين أسسوا قاعدة في غاريليانو جنوب إيطاليا، ونجح في طردهم عام 915م، وهي من أهم الانتصارات التي ارتبطت باسمه. دعم الإمبراطور بيرنغار الأول، وساهم في تتويجه إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا عام 915م، في إطار تأكيد العلاقة بين الكنيسة والسلطة الزمنية. حاول إجراء إصلاحات كنسية وتنظيم العمل الكهنوتي في الأراضي البابوية، مستندًا إلى خلفيته الإدارية والكتابية. الصراع مع ماروزيا وسقوطه رغم أن ماروزيا ساعدت في صعوده، إلا أن النفوذ المتنامي للبابا يوحنا العاشر أثار قلقها. وبعد مقتل حليفها السابق ثيوفلاكتوس، تدهورت العلاقة بين يوحنا وماروزيا، خاصة بعد أن حاول تقليص نفوذها داخل الكنيسة. في عام 928م، قادت ماروزيا انقلابًا داخل روما ضد يوحنا العاشر. تم أسره وزُج به في السجن، حيث قُتل خنقًا على الأرجح – وهي رواية يدعمها عدد من المؤرخين، رغم قلة التفاصيل الموثقة. وفاته ودفنه توفي في عام 928م، مقتولًا في السجن بعد حوالي 14 عامًا من البابوية. مكان دفنه غير معروف بدقة، ويُعتقد أنه لم يُدفن وفق التقاليد البابوية بسبب الظروف السياسية التي رافقت نهايته المأساوية. مكانته في التاريخ يُعد يوحنا العاشر من أقوى الباباوات سياسيًا في القرن العاشر، إذ جمع بين شخصية الكاهن الكاثوليكي التقي والسياسي المحنّك. كان له دور بارز في الدفاع عن إيطاليا ضد الغزوات، وفي تأكيد العلاقة بين الكنيسة والإمبراطورية. لكن نهايته تعكس مدى هيمنة النبلاء على الكنيسة في تلك المرحلة، وعلى رأسهم ماروزيا التي أطاحت به كما أطاحت بغيره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| لاندو | الولادة: – الوفاة: 914 البابا لاندو (Lando) هو البابا رقم 121 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة قصيرة بين أواخر 913م وأوائل 914م. وُلد في مدينة سابينا (Sabina) الواقعة في أراضي الدولة البابوية، ويُعتقد أنه جاء من عائلة نبيلة أو محترمة. قبل انتخابه، كان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين نشطًا في الحياة الكنسية المحلية، واشتهر بتقواه وولائه للكنيسة، رغم أن تفاصيل سيرته الذاتية قبل البابوية قليلة جدًا. خلفيته الدينية لاندو لم يكن سياسيًا بارزًا، بل كان معروفًا بخدمته الدينية ومكانته بين رجال الإكليروس. وقد تم اختياره للبابوية بعد وفاة البابا أناستاسيوس الثالث، في وقت كانت فيه روما تحت الهيمنة القوية لعائلة توسكولوم، خصوصًا ثيوفلاكتوس وماروزيا، الذين كان لهم تأثير كبير على تعيين الباباوات في تلك المرحلة. بابويته (913–914م) لم تدم حبريته أكثر من بضعة أشهر، ويُعتقد أنها امتدت من أكتوبر أو نوفمبر 913م حتى فبراير أو مارس 914م. لا تُسجّل المصادر التاريخية إنجازات أو إصلاحات بارزة خلال فترة ولايته، ويُعتقد أنه كان بابا شكليًا تحت تأثير العائلات النبيلة المسيطرة على روما. رغم قصر حبريته، يُذكر بأنه حافظ على التقاليد الكنسية، ولم ينخرط في الفضائح السياسية مثل بعض من سبقوه. وفاته ودفنه تُوفي لاندو في بداية عام 914م. لا يُعرف مكان دفنه بدقة، وإن كان من المرجح أنه دُفن في روما، ربما في أحد الكنائس الكبيرة مثل القديس يوحنا اللاتيراني أو القديس بطرس، كما جرت العادة مع الباباوات. مكانته في التاريخ يُعد البابا لاندو من أقل الباباوات توثيقًا في التاريخ الكنسي، إذ لم تُسجّل له قرارات مهمة أو مشاركات كبرى، وذلك بسبب قصر فترة حكمه وهيمنة العائلات الأرستقراطية على البابوية آنذاك. ورغم ذلك، فإنه يُذكر كآخر بابا حمل اسم “لاندو”، إذ لم يتخذه أي بابا بعده، مما يجعله فريدًا في اسمه بين جميع الباباوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيوس الثالث | الولادة: – الوفاة: 913 البابا أناستاسيوس الثالث (Anastasius III) هو البابا رقم 120 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولى السدة البابوية في فترة حرجة من تاريخ الكنيسة بين 911 و913م. وُلد في روما وكان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين ملتزم، لكن معلومات مفصلة عن حياته قبل البابوية محدودة جدًا بسبب اضطرابات تلك الحقبة وقلة المصادر التاريخية. خلفيته وحبريته قبل انتخابه، خدم أناستاسيوس الثالث في مناصب كهنوتية في روما، وكان معروفًا بالتقوى والتزامه الديني. تم اختياره ليكون بابا في وقت شهدت فيه الدولة البابوية صراعات سياسية شديدة بين العائلات النبيلة، الأمر الذي قيد من قدرته على ممارسة سلطاته بحرية. فترة حكمه تولى البابوية بعد وفاة البابا سرجيوس الثالث، في فترة اتسمت بالاضطراب السياسي والفساد. حاول الحفاظ على استقرار الكنيسة وسط نفوذ العائلات الرومانية، لكنه لم يتمكن من تحقيق إصلاحات كبيرة بسبب هذه الظروف. استمر في دعم الكنيسة الكاثوليكية كحارس للإيمان والطقوس. الوفاة والدفن توفي في عام 913م بعد فترة حبريّة قصيرة. دُفن في روما، لكن مكان قبره الدقيق غير معروف. مكانته يُعتبر أناستاسيوس الثالث من الباباوات الذين لم تبرز أدوارهم كثيرًا في المصادر التاريخية، ويرجع ذلك إلى قصر فترة حكمه وصعوبة الظروف السياسية التي أحاطت به. ومع ذلك، يظل رمزًا للاستمرارية في قيادة الكنيسة في فترة مضطربة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس الثالث | الولادة: 860 الوفاة: 911 البابا سرجيوس الثالث (Sergius III) هو البابا رقم 119 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 904م حتى 911م، في واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا وفسادًا في تاريخ الكنيسة، ضمن ما يُعرف تاريخيًا بـ “عصر الانحطاط البابوي” أو “القرن المظلم”. وُلد سرجيوس في روما، في قلب الدولة البابوية، وكان من عائلة رومانية أرستقراطية، مما منح مسيرته الكنسية بُعدًا سياسيًا بارزًا منذ بدايتها. خلفيته الدينية والسياسية كان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، وقد شغل منصب أسقف تشيرفي (Bishop of Caere) في شبابه. دخل معترك السياسة الكنسية من باب الولاء للبابا فورموسوس، ثم انقلب عليه لاحقًا، مما يعكس تقلب مواقفه حسب المصالح السياسية. وقد لعب دورًا بارزًا خلال الاضطرابات التي تلت وفاة فورموسوس، وشارك في الأحداث التي مهدت لمحاكمته الجثوية الشهيرة. في عام 898م، حاول سرجيوس الوصول إلى الكرسي البابوي لكنه فشل أمام البابا يوحنا التاسع، فنُفي إلى خارج روما. لكنه عاد بعد سنوات، مدعومًا من أقوى عائلة أرستقراطية في روما آنذاك، وهي عائلة توسكولوم بقيادة النبيلة ماروزيا ووالدها ثيوفلاكتوس، ليصبح أداة في يدهم للسيطرة على الكرسي الرسولي. بابويته (904–911م) تولّى البابوية بالقوة بعد إقصاء البابا الشرعي كريستوفر (الذي يعتبره البعض منتحلًا). أعاد إدانة البابا فورموسوس، وأقرّ شرعية المجمع الجثوي، بل أمر بإحياء ذكراه، وأعاد دفن جثته في مكان غير مشرف. عُرف بعلاقته الوثيقة مع ماروزيا، التي يُعتقد أنها كانت عشيقته، ويُقال إنه أنجب منها ابنهما يوحنا الحادي عشر، الذي أصبح لاحقًا بابا، وهو ما اعتبره المؤرخون فضيحة كبرى أثرت في سمعة الكرسي البابوي. خلال فترة حكمه، سيطرت العائلات النبيلة الرومانية على الكنيسة بشكل شبه كامل، وحوّلت البابوية إلى أداة لتحقيق مصالحها. وفاته ودفنه توفي سرجيوس الثالث في عام 911م بعد حبريّة استمرت سبع سنوات. دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني في روما، التي كانت آنذاك الكاتدرائية الرسمية للباباوات. مكانته في التاريخ يُعد سرجيوس الثالث واحدًا من أكثر الباباوات إثارة للجدل، إذ اختلطت في حبريته السياسة بالدين، والمصالح الشخصية بالمكانة الكنسية. كان سياسيًا بارعًا استغل الأوضاع المضطربة لصالحه، لكنه أيضًا أضعف مكانة الكنيسة أمام نفوذ الأسر الأرستقراطية. تُعتبر حبريته بداية رسمية لفترة يُطلق عليها بعض المؤرخين “عصر البغايا” (Saeculum obscurum)، حيث سيطرت نساء من عائلة توسكولوم على قرارات الفاتيكان من وراء الستار. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو الخامس | الولادة: – الوفاة: 905 البابا يوحنا التاسع (Johannes IX) هو البابا رقم 116 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 898 و900م. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان قبل انتخابه كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، كما عُرف بنشاطه الكنسي وميله إلى الإصلاح، ويُعتقد أنه كان يعمل في سكرتارية الكرسي الرسولي، ما يُفسر وصفه أحيانًا بـ “كاتب” أو إداري كنسي بارز في بلاط الفاتيكان. خلفيته الدينية قبل أن يصبح بابا، كان يوحنا التاسع واحدًا من أبرز الشخصيات الكنسية في روما، وقد دعم بقوة البابا فورموسوس، حتى بعد وفاته، ما جعله من أبرز المدافعين عن كرامة الكرسي البابوي خلال الصراعات التي تبعت ما يُعرف بـ “المجمع الجثوي” – وهو محاكمة جثة فورموسوس من قبل البابا ستيفان السادس. انتخابه تم انتخاب يوحنا التاسع في يناير 898م بدعم من الإمبراطور لامبرت من سبوليتو، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى الكنيسة بعد الفوضى التي سبّبها البابا ستيفان السادس وما تلاه من باباوات ذوي فترات حكم قصيرة. وقد جاء انتخابه كجزء من التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية لإصلاح المؤسسة البابوية ومواجهة الفساد والانقسام الداخلي. إنجازاته وأعماله عقد عدة مجامع كنسية في روما ورافينا، أصدر من خلالها قرارات تُلغي نتائج المجمع الجثوي وتُعيد الاحترام إلى ذكرى البابا فورموسوس. أقرّ عدم جواز محاكمة الباباوات المتوفين، منعًا لتكرار ما حدث سابقًا. عمل على إعادة الاستقرار الإداري للكنيسة، وأعاد التأكيد على شرعية رسامات رجال الدين الذين عُيّنوا من قِبل فورموسوس. دعم سلطة الإمبراطور لامبرت في محاولة لإيجاد توازن بين السلطة الدينية والزمنية، ما يدل على حنكته السياسية إلى جانب دوره الديني. وفاته ودفنه تُوفي البابا يوحنا التاسع في يناير 900م، بعد حبريّة استمرت نحو عامين. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو تقليد يُمنح للباباوات الذين حافظوا على استقرار الكنيسة وساهموا في إصلاحها. مكانته في التاريخ يُعتبر يوحنا التاسع من الباباوات الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع، وقد تميز بحكمته واتزانه، حيث سعى لتضميد جراح الكنيسة بعد صراعات داخلية حادة. كما يُذكر بأنه لعب دورًا بارزًا في إعادة سلطة وهيبة الفاتيكان من خلال قراراته الحكيمة، وترك أثرًا يُذكر رغم قِصر فترة بابويته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت الرابع | الولادة: – الوفاة: 903 البابا بندكت الرابع (Benedictus IV) هو البابا رقم 117 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مليئة بالتوترات السياسية والدينية، بين عامي 900 و903م. وُلد في روما، وينتمي إلى طبقة رومانية محترمة، وقد نشأ وتربّى في بيئة كنسية. كان رجل دين كاثوليكيًا ملتزمًا، وكاهنًا بارزًا في الكنيسة، كما عُرف بصفته كاتبًا ودارسًا ضمن دوائر الفاتيكان، مما جعله مؤهلاً لتولّي المناصب العليا في الكنيسة. حياته الكنسية قبل انتخابه بابا، خدم بندكت الرابع في الكنيسة الرومانية ككاهن، وكان معروفًا بعلمه وتقواه، وهو ما جعله يحظى بسمعة طيبة بين رجال الإكليروس. اختير للبابوية في العام 900م بعد وفاة البابا يوحنا التاسع، وسط جو من الفوضى والصراع بين القوى الزمنية والدينية في إيطاليا، خصوصًا بين ملوك الفرنجة ودوقات سبوليتو الذين كانوا يتنازعون النفوذ على روما. بابويته (900–903م) دعم بندكت الرابع الملك لويس الثالث الأعمى (Louis the Blind) وباركه كإمبراطور روماني مقدس، في محاولة لدعم السلطة الإمبراطورية الكاثوليكية ضد خصومها السياسيين. سعى إلى الحفاظ على استقلال الكنيسة عن الصراعات السياسية، لكن التدخلات الخارجية كانت قوية، وكان عليه أن يوازن بين دعم السلطة الروحية والسلطة الزمنية. حاول فرض الاستقرار في الكنيسة الرومانية، واستمر في نهج أسلافه الإصلاحيين مثل يوحنا التاسع وثيودور الثاني. وفاته ودفنه توفي البابا بندكت الرابع في يوليو من عام 903م، بعد ما يقارب ثلاث سنوات من توليه البابوية. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان تقليد الباباوات في تلك الفترة. مكانته في التاريخ رغم قِصر حبريته نسبيًا، يُذكر بندكت الرابع بأنه بابا متزن ومثقف، حاول أن يُبقي الكنيسة الكاثوليكية متماسكة في وقت بالغ الصعوبة سياسيًا. جمع بين دور الكاهن المتدين والسياسي المعتدل، وترك بصمته في دعم الوحدة الكنسية، وإن كان لم يُتح له الوقت لتحقيق إصلاحات عميقة بسبب الظروف السياسية المضطربة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا التاسع | الولادة: 840 الوفاة: 900 البابا يوحنا التاسع (Johannes IX) هو البابا رقم 116 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 898 و900م. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان قبل انتخابه كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، كما عُرف بنشاطه الكنسي وميله إلى الإصلاح، ويُعتقد أنه كان يعمل في سكرتارية الكرسي الرسولي، ما يُفسر وصفه أحيانًا بـ “كاتب” أو إداري كنسي بارز في بلاط الفاتيكان. خلفيته الدينية قبل أن يصبح بابا، كان يوحنا التاسع واحدًا من أبرز الشخصيات الكنسية في روما، وقد دعم بقوة البابا فورموسوس، حتى بعد وفاته، ما جعله من أبرز المدافعين عن كرامة الكرسي البابوي خلال الصراعات التي تبعت ما يُعرف بـ “المجمع الجثوي” – وهو محاكمة جثة فورموسوس من قبل البابا ستيفان السادس. انتخابه تم انتخاب يوحنا التاسع في يناير 898م بدعم من الإمبراطور لامبرت من سبوليتو، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى الكنيسة بعد الفوضى التي سبّبها البابا ستيفان السادس وما تلاه من باباوات ذوي فترات حكم قصيرة. وقد جاء انتخابه كجزء من التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية لإصلاح المؤسسة البابوية ومواجهة الفساد والانقسام الداخلي. إنجازاته وأعماله عقد عدة مجامع كنسية في روما ورافينا، أصدر من خلالها قرارات تُلغي نتائج المجمع الجثوي وتُعيد الاحترام إلى ذكرى البابا فورموسوس. أقرّ عدم جواز محاكمة الباباوات المتوفين، منعًا لتكرار ما حدث سابقًا. عمل على إعادة الاستقرار الإداري للكنيسة، وأعاد التأكيد على شرعية رسامات رجال الدين الذين عُيّنوا من قِبل فورموسوس. دعم سلطة الإمبراطور لامبرت في محاولة لإيجاد توازن بين السلطة الدينية والزمنية، ما يدل على حنكته السياسية إلى جانب دوره الديني. وفاته ودفنه تُوفي البابا يوحنا التاسع في يناير 900م، بعد حبريّة استمرت نحو عامين. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو تقليد يُمنح للباباوات الذين حافظوا على استقرار الكنيسة وساهموا في إصلاحها. مكانته في التاريخ يُعتبر يوحنا التاسع من الباباوات الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع، وقد تميز بحكمته واتزانه، حيث سعى لتضميد جراح الكنيسة بعد صراعات داخلية حادة. كما يُذكر بأنه لعب دورًا بارزًا في إعادة سلطة وهيبة الفاتيكان من خلال قراراته الحكيمة، وترك أثرًا يُذكر رغم قِصر فترة بابويته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ثيودور الثاني | الولادة: 840 الوفاة: 897 البابا ثيودور الثاني (Theodore II) هو البابا رقم 115 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة بالغة القِصر في أواخر عام 897م. وُلد في روما، وكان من أصول رومانية، وعُرف كـ رجل دين كاثوليكي وكاهن ملتزم، كما ارتبط اسمه ببعض الأنشطة ذات الطابع السياسي والديني، خاصة في ما يتعلق بإصلاح الأوضاع المضطربة التي أعقبت سلسلة من الباباوات المتنازعين. قبل انتخابه، كان ثيودور الثاني من رجال الكهنوت المعروفين في البلاط البابوي، وقد لعب دورًا في القضايا الكنسية المعاصرة، وبرز كصوت معتدل يدعو إلى إعادة النظام والاحترام إلى الكرسي الرسولي. كان أيضًا مقرّبًا من أنصار البابا فورموسوس، مما شكّل جزءًا من خلفيته السياسية داخل الكنيسة. سياق انتخابه انتُخب ثيودور الثاني في فترة حرجة جدًا بعد الإطاحة بالبابا رومانوس، وفي أعقاب الانقسامات الشديدة الناتجة عن محاكمة جثة البابا فورموسوس التي قادها البابا ستيفان السادس. وقد جاء انتخابه كمحاولة لتضميد الجراح التي لحقت بالكنيسة، وإعادة الشرعية إلى القرارات البابوية السابقة التي أُبطلت بشكل مثير للجدل. أهم إنجازاته رغم أن حبريته لم تدم أكثر من عشرين يومًا تقريبًا، إلا أن البابا ثيودور الثاني قام بعدة خطوات مهمة: أعاد الاعتبار إلى البابا فورموسوس، وألغى نتائج “المجمع الجثوي”. أمر بإعادة دفن جثة فورموسوس بطريقة لائقة في كنيسة القديس بطرس. أعاد تثبيت رجال الدين الذين رُسموا على يد فورموسوس وتمت معاقبتهم من قبل ستيفان السادس. الوفاة والدفن توفي ثيودور الثاني فجأة في نهاية عام 897م، ربما بسبب المرض أو نتيجة دسيسة سياسية، وهو أمر وارد في تلك الحقبة التي تميّزت بالصراع بين الفصائل الكنسية. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو شرف يُمنح للباباوات رغم قِصر فترة حكمهم، ما يعكس الاحترام الذي لاقاه بعد وفاته. مكانته في التاريخ يُذكر البابا ثيودور الثاني كبابا تصالحي، حاول إعادة الكرامة إلى الكنيسة وسط اضطرابات شديدة. وعلى الرغم من أن حبريته كانت قصيرة جدًا، إلا أن قراراته كان لها تأثير رمزي كبير في التراجع عن فترة مظلمة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| رومانوس | الولادة: – الوفاة: 897 البابا رومانوس (Romanus) هو البابا رقم 114 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدّة البابوية لفترة قصيرة في نهاية القرن التاسع الميلادي، تحديدًا بين أغسطس و نوفمبر 897م. وُلد في روما، وكان من رجال الدين المحليّين، واشتهر قبل انتخابه بمنصبه كـ كاهن كاثوليكي، حيث خدم الكنيسة في مناصب كنسية مختلفة، ويُعتقد أنّه كان يتمتّع بسمعة تقيّة وعقيدة مستقرة. 🗳️ انتخابه بعد الاضطرابات جاء انتخاب رومانوس بعد الاضطرابات الشديدة التي شهدتها روما خلال فترة البابا ستيفان السادس، خاصة بعد محاكمته الغريبة لجثة البابا فورموسوس في ما عُرف بـ المجمع الجثوي. وقد اعتبر البعض انتخاب رومانوس محاولة لإعادة قدر من النظام والهدوء إلى الكنيسة، بعد موجة الاستياء الشعبي والديني من سابقه. ⏳ فترة حبريته القصيرة رغم أنّ فترة حبريّته كانت قصيرة جدًا – لم تتجاوز ثلاثة أشهر – إلا أنّ البابا رومانوس اتخذ عدّة خطوات رمزية لإلغاء قرارات ستيفان السادس، ويُعتقد أنّه أعاد الاعتبار إلى البابا فورموسوس، أو على الأقل أوقف الحملة ضدّه، ممّا يشير إلى ميله نحو المصالحة وإعادة الاستقرار. ⚔️ خلعه من المنصب إلا أنّ رومانوس لم ينجُ من الاضطرابات السياسيّة التي كانت تمزّق روما في ذلك الوقت، إذ تمّ خلعه من منصبه، إمّا من قِبَل النبلاء أو بتدخّل من الفصائل المناوئة له داخل الكنيسة، ولم تُعرف الأسباب الدقيقة وراء خلعه. هناك من يعتقد أنّه أُجبر على الاستقالة، بينما تقول مصادر أخرى إنّه توفّي فجأة. ⚰️دفنه دُفن البابا رومانوس في روما، وعلى الأرجح في الكاتدرائية البابوية القديسة يوحنا اللاتيراني (San Giovanni in Laterano) أو في إحدى الكنائس القريبة، كما كانت عادة دفن الباباوات في ذلك العصر. إلا أنّ مكان قبره غير محدّد بدقّة، ولم تُخلّد ذكراه بشكل كبير بسبب قصر حبريّته وقلّة التأثير السياسي المباشر له. 🌟 إرثه وذكراه رغم قصر حبريّته، يُذكر رومانوس كبابا حاول تهدئة الانقسامات وإصلاح ما أمكن من أضرار أسلافه، خصوصًا في ظلّ أجواء مضطربة سياسيًا ودينيًا كانت تهزّ الكنيسة الكاثوليكية في تلك الحقبة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ستيفان السادس | الولادة: – الوفاة: 897 البابا ستيفان السادس (Stephen VI) هو البابا رقم 113 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى الكرسي البابوي في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 896 و897م. وُلد في روما لعائلة رومانية أرستقراطية، وكان قبل حبريته كاهنًا كاثوليكيًا وعضوًا في الإكليروس المحلي، وقد عُرف بارتباطه ببعض القوى السياسية القوية في روما، خصوصًا آل سبوليتو (Spoleto)، وهي عائلة نبيلة نافذة في ذلك الوقت. جاء انتخابه في أعقاب وفاة البابا بونيفاس السادس، وسط أجواء سياسية شديدة التوتر والانقسام، حيث كانت روما في حالة صراع بين القوى النبيلة والفصائل الشعبية، فضلًا عن تدخلات من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وقد استُخدم ستيفان السادس كأداة سياسية في يد دوقات سبوليتو، ما أثّر بشكل مباشر على قراراته البابوية. أبرز ما عُرف به ستيفان السادس هو محاكمته العجيبة للبابا السابق فورموسوس في الحدث المعروف بـ “المجمع الجثوي” (Synodus Horrenda) سنة 897م، حيث أمر بإخراج جثة فورموسوس من قبرها، وإلباسها اللباس البابوي، ومحاكمتها رسميًا بتهم خرق القوانين الكنسية. وقد أُدينت الجثة، وبُطلَت قرارات فورموسوس البابوية، ثم جُرّدت من الثياب البابوية وأُلقي بها في نهر التيبر. هذا التصرف أثار صدمة كبيرة في الأوساط الكنسية والشعبية، وسبب موجة سخط شديدة. نتيجة لهذه الأفعال الغريبة والمستفزة، فقد ستيفان السادس شعبيته بسرعة، وحدث انقلاب ضده بعد أقل من سنة من تولّيه المنصب. قبض عليه الغاضبون من سكان روما، وزُجّ به في السجن، حيث قُتل خنقًا في أغسطس 897م، لتكون نهايته مأساوية كما كانت حبريته. كانت فترة بابوية ستيفان السادس قصيرة ومضطربة، اتسمت باستخدام المنصب البابوي لأغراض سياسية وانتقامية، ما جعله واحدًا من أكثر الباباوات إثارة للجدل في التاريخ الكاثوليكي، خاصةً بسبب محاكمته الشهيرة لجثة سلفه، والتي تُعد من أغرب الأحداث في تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بونيفاس السادس | الولادة: – الوفاة: 896 بونيفاس السادس هو البابا رقم 112 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد شغل منصب البابوية لفترة قصيرة جدًا في أبريل من عام 896م. وُلد بونيفاس في روما، وكان ينتمي إلى طبقة رجال الدين المحليين، حيث خدم كـ كاهن ثم رئيس شمامسة (Archdeacon) قبل انتخابه للكرسي البابوي. جاء انتخابه بعد وفاة البابا فورموسوس في وقت كانت فيه روما تعاني من اضطرابات سياسية وصراعات على السلطة بين النبلاء والفصائل الشعبية، ما أتاح انتخابه بدعم شعبي ضد إرادة بعض طبقات النبلاء. كان جلوسه على العرش البابوي محاطًا بالكثير من الجدل؛ فقد أشارت مصادر تاريخية إلى أنه سبق وأن أُدين مرتين كنسياً في حياته الكهنوتية، إحداهما عندما كان قسيسًا والأخرى بعد أن أصبح رئيس شمامسة، مما يُلقي بظلال من الشك على شرعية انتخابه. وقد اعتُبر انتخابه فيما بعد غير قانوني، وتم إبطال حبريته رسميًا من قبل خلفه البابا ستيفان السادس خلال مجمع لاحق. لم تدم حبريته أكثر من 15 يومًا فقط، وتوفي فجأة في نفس الشهر الذي انتُخب فيه، ما زاد من الغموض حول مصيره. بعض الروايات التاريخية تزعم أنه قُتل أو أُجبر على الاستقالة نتيجة الصراع على السلطة، بينما تشير أخرى إلى وفاته طبيعية، إلا أن المؤرخين لم يجزموا بسبب واضح ومؤكد. وقد دُفِن في روما، المدينة التي وُلد وعاش فيها، ولم يترك أثرًا كبيرًا بسبب قصر فترة حبريته، إلا أن حالته تبقى مثالًا على التوترات السياسية الحادة التي كانت تحيط بالبابوية في القرن التاسع الميلادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| فورموسوس | الولادة: 816 الوفاة: 896 البابا فورموسوس هو البابا رقم 111 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 6 أكتوبر 891 حتى وفاته في 4 أبريل 896. وُلد في أوستيا (Ostia)، وكان دبلوماسيًا بارعًا، وكاهنًا كاثوليكيًا معروفًا بتقواه وثقافته، وقد خدم سابقًا كسفير بابوي (أسقف مبعوث) إلى بلغاريا وفرنسا، ما أكسبه مكانة كبيرة في الدوائر الدينية والسياسية داخل الدولة البابوية. تميّزت فترة حبريته بتقلبات سياسية حادة في إيطاليا، حيث كانت العلاقات متوترة بين الفصائل النبيلة، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، والدولة البابوية. وقد سعى فورموسوس جاهدًا للتوازن بين هذه القوى، وكان يؤيد وحدة الكنيسة واستقلالها، لكنه تورّط في صراعات سياسية معقدة، خصوصًا فيما يتعلق بخلافة العرش الإمبراطوري، حيث دعم الملك أرنولف من كارينثيا ضد خصومه في إيطاليا. أثارت قراراته السياسية والانقسامات التي رافقتها عداوات قوية ضده، وأدت بعد وفاته إلى واحدة من أغرب المحاكمات في تاريخ الكنيسة، المعروفة بـ**”المجمع الجثوي” (Synodus Horrenda)**، حيث تم استخراج جثمانه ومحاكمته بعد موته، في مشهد شديد الرمزية والصراع الكنسي. رغم هذا، كان فورموسوس أيضًا كاتبًا مثقفًا ومدافعًا عن استقلال الكنيسة وتعزيز سلطتها الروحية. وقد واصل دعم التعليم اللاهوتي وتنظيم شؤون الأسقفيات، كما حاول ضبط تعيين الأساقفة ومنع الفساد داخل الجهاز الكنسي. توفي في 4 أبريل 896، ودُفن أولًا في كنيسة القديس بطرس، قبل أن تُنقل رفاته لاحقًا بعد سلسلة من الأحداث الجدلية. ويُذكر في التاريخ البابوي كشخصية معقدة ومثيرة للجدل، جمعت بين الدبلوماسية، والعلم، والصرامة السياسية في واحدة من أكثر فترات الكنيسة اضطرابًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الخامس | الولادة: – الوفاة: 891 البابا ستيفان الخامس هو البابا رقم 110 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 885 حتى وفاته في 18 سبتمبر 891. وُلد في روما لعائلة أرستقراطية معروفة، وتربّى في بيئة دينية صارمة، وتلقى تعليمًا لاهوتيًا وفلسفيًا عميقًا أهّله ليكون كاهنًا كاثوليكيًا بارزًا وراهبًا ذا هيبة، قبل أن يُنتخب للكرسي البابوي. تميّزت حبريته بالتحديات السياسية الصعبة، خاصة التوترات بين الدولة البابوية والإمبراطورية الكارولنجية التي كانت تمر بمرحلة من التراجع والانقسام. ورغم الصراعات الداخلية في روما، أظهر ستيفان الخامس حكمة سياسية وميلًا واضحًا للحفاظ على استقلالية الكنيسة، فرفض أي محاولات لفرض التدخل الإمبراطوري في شؤون الكنيسة، وواجه ضغوطًا من القوى الزمنية دون أن يتنازل عن سلطته الروحية. كان أيضًا راعيًا للفقراء والمحتاجين، وبذل جهدًا كبيرًا في تقديم المساعدات خلال المجاعات التي ضربت مناطق متعددة من إيطاليا. كما دعم الأديرة والرهبان، وساهم في الحفاظ على التقاليد الليتورجية والتعليم الديني، في وقت كانت فيه أوروبا تمر باضطرابات سياسية كبيرة. توفي في 18 سبتمبر 891، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. ويُذكر في التاريخ الكنسي كبابا قوي الشخصية، دافع عن كرامة الكرسي الرسولي وحافظ على هيبة الكنيسة وسط تقلبات القرن التاسع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ادريان الثالث | الولادة: – الوفاة: 885 البابا أدريان الثالث هو البابا رقم 109 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 885 حتى وفاته في 885 (فترة حبريته كانت قصيرة جداً، حوالي عام واحد فقط). وُلد في روما، وكان كاهنًا كاثوليكيًا بارزًا ورجل دين ذا خلفية سياسية ودبلوماسية من الدولة البابوية. تميز أدريان الثالث بحكمته السياسية وحسه الديني العميق، حيث جاء في فترة عصيبة مليئة بالصراعات السياسية بين الفصائل النبيلة في روما والتهديدات الخارجية التي كانت تواجه الدولة البابوية. قبل انتخابه، خدم ككاهن ومشاور سياسي داخل الدولة البابوية، مما أكسبه خبرة كبيرة في إدارة الشؤون الكنسية والدولية. خلال حبريته القصيرة، عمل على تهدئة التوترات الداخلية وتعزيز سلطة البابوية، وحرص على الحفاظ على وحدة الكنيسة واستقلالها عن النفوذ السياسي الخارجي، كما سعى لمساندة الملوك المسيحيين في أوروبا، خاصة في مواجهة التهديدات اللومباردية والفايكنغ. توفي في نفس العام، ودُفن في دفن في دير نونانتولا (Nonantola Abbey)، ويُذكر كبابا مخلص جمع بين الحكمة السياسية والتقوى الروحية، رغم قصر فترة حكمه، وقد أسهم في تثبيت دعائم الدولة البابوية في فترة مضطربة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مارينوس الأول | الولادة: 830 الوفاة: 884 البابا مارينوس الأول هو البابا رقم 108 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 24 ديسمبر 882 حتى وفاته في 15 مايو 884. وُلد في روما وكان كاتبًا ودبلوماسيًا وكاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، عُرف بحنكته في التعامل مع القضايا الدينية والسياسية، وبراعته في الإدارة الكنسية. تميز مارينوس الأول بخبرته الدبلوماسية التي ساعدت الكنيسة على الحفاظ على علاقاتها مع القوى السياسية المتصارعة في إيطاليا وأوروبا في فترة مضطربة. اهتم بترسيخ سلطة البابوية وتنظيم شؤون الكنيسة، وعمل على تعزيز النظام داخل الدولة البابوية، خاصة في ظل التوترات الداخلية التي كانت تشهدها روما. كما كان مارينوس الأول كاتبًا لاهوتيًا وأصدر عدة مراسيم وتعاليم ساهمت في توحيد الممارسات الكنسية وتثبيت العقيدة الكاثوليكية، واهتم بتطوير التعليم الديني ودعم حياة الرهبنة. رغم أن حبريته كانت قصيرة، إلا أنه ترك أثرًا إيجابيًا في استقرار الكنيسة في تلك الفترة. توفي في 15 مايو 884، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا مخلص وذو خبرة دبلوماسية، ساهم في الحفاظ على وحدة الكنيسة وتقوية مكانتها وسط التحديات السياسية والدينية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثامن | الولادة: 820 الوفاة: 882 البابا يوحنا الثامن، المعروف أيضًا باسم يوحنا التامن، هو البابا رقم 107 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 14 ديسمبر 872 حتى وفاته في 16 ديسمبر 882. وُلد في روما ضمن الدولة البابوية، وكان كاهنًا وكاتبًا لاهوتيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، عُرف بحكمته واهتمامه بشؤون الكنيسة والدفاع عن العقيدة المسيحية. تميزت حبريته بفترة صعبة شهدت تحديات سياسية داخلية وخارجية، حيث واجه تهديدات من اللومبارديين والفايكنغ، كما تعامل مع نزاعات داخلية في روما، لكنه عمل على تعزيز سلطة البابوية والدفاع عن حقوق الكنيسة في مواجهة القوى السياسية المتصارعة. كما حرص على إصلاح شؤون الإدارة الكنسية وتعزيز الحياة الدينية والتعليم المسيحي. كان يوحنا الثامن داعمًا قويًا لوحدة الكنيسة المسيحية، وسعى للحفاظ على العلاقات مع ممالك أوروبا الغربية، خاصة مملكة الفرنجة، لتعزيز تحالفات سياسية ودينية تخدم مصالح الكنيسة والدولة البابوية. توفي في 16 ديسمبر 882، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا قوي وذو رؤية في مواجهة التحديات التي مرت بها الكنيسة خلال عهده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ادريان الثاني | الولادة: 792 الوفاة: 872 البابا أدريان الثاني هو البابا رقم 106 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 14 ديسمبر 867 حتى وفاته في 14 ديسمبر 872. وُلد في روما وعمل ككاهن كاثوليكي بارز ورجل دين قبل انتخابه، عُرف بتقواه وزهده واهتمامه بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته التي استمرت حوالي خمس سنوات، حرص أدريان الثاني على تعزيز الوحدة داخل الكنيسة الكاثوليكية، ودعم الإصلاحات الدينية والتعليم المسيحي، كما سعى للحفاظ على استقلالية الدولة البابوية وسط التوترات السياسية في إيطاليا وأوروبا. كان مهتمًا بشؤون الرهبنة وتشجيع الحياة التقوية بين رجال الدين، واهتم أيضًا بحماية ممتلكات الكنيسة ومكانتها. توفي في 14 ديسمبر 872، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا مخلص عمل على استقرار الكنيسة وتعزيز دورها الروحي والسياسي في فترة شهدت تحديات متعددة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| نيقولا الأول | الولادة: 820 الوفاة: 867 البابا نيقولا الأول، المعروف أيضًا باسم نيقولا الكبير، هو البابا رقم 105 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 24 أبريل 858 حتى وفاته في 13 نوفمبر 867. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا وكاتبًا لاهوتيًا بارزًا ورجل دين ذا نفوذ كبير قبل انتخابه، وقد عُرف بحزمه وصلابته في الدفاع عن سلطة البابوية وتوحيد الكنيسة. تميزت حبريته بقوة قيادته وحماسه لإصلاح الكنيسة وتعزيز سلطتها الروحية والسياسية في أوروبا، خاصة في ظل الانقسامات التي كانت تواجهها الكنيسة الشرقية والغربية آنذاك. كان نيقولا الأول رجل قانون بارع ومرجعًا في قضايا الفقه الكنسي، حيث أصدر العديد من المراسيم والقرارات التي ساعدت على تقوية سلطة البابا وتثبيت قواعد الإدارة الكنسية. خلال فترة حكمه، واجه نيقولا الأول تحديات سياسية ودينية كبيرة، منها الصراع مع الإمبراطورية البيزنطية والكنيسة الشرقية حول مسائل عقائدية وتنظيمية، بالإضافة إلى النزاعات مع بعض الحكام الأوروبيين الذين حاولوا تقليل تأثير الكنيسة في شؤونهم. كان له دور فعال في دعم الحركات الإصلاحية، ودافع عن استقلال الكنيسة ضد تدخل الحكومات الزمنية، خاصة في قضايا تعيين الأساقفة والكهنة. كما عزز نيقولا الأول نظام الليتورجيا الكاثوليكية، وشجع على وحدة العقيدة ومكافحة البدع والانشقاقات، ما جعله أحد أهمجين، وحرص على نشر التعليم المسيحي وتنظيم الحياة الرهبانية. توفي في 13 نوفمبر 867، ودُفن في كني البابوات في تعزيز الوحدة الكنسية خلال العصور الوسطى المبكرة. اهتم كذلك بشؤون الفقراء والمحتاسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُعتبر من أعظم البابوات الذين ساهموا في بناء الدولة البابوية وترسيخ سلطة الكرسي الرسولي، ولا يزال يُذكر بصفته «نيقولا الكبير» لما قدمه من إصلاحات وإسهامات مهمة في تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت الثالث | الولادة: 810 الوفاة: 858 البابا بندكت الثالث هو البابا رقم 104 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 29 أبريل 855 حتى وفاته في 17 سبتمبر 858. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا وكاتبًا بارعًا ورجل دين ذا مكانة مرموقة قبل انتخابه، عُرف بحنكته السياسية وعمقه الروحي، مما أهّله لقيادة الكنيسة في فترة مليئة بالتحديات. تولى بندكت الثالث البابوية بعد فترة من الصراعات السياسية والكنسية التي شابت انتخاب سلفه البابا ليون الرابع، فعمل على توحيد صفوف الكنيسة واستعادة الاستقرار الداخلي في روما. كان زعيمًا دينيًا وسياسيًا ذكيًا، حيث عرف بقدرته على التوازن بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية التي بدأ الكرسي الرسولي يكتسبها في تلك الفترة. خلال حبريته، استمر في تعزيز علاقات الكنيسة مع الممالك الأوروبية، خاصة مملكة الفرنجة، مما ساعد في دعم الدولة البابوية ضد التهديدات الخارجية، كالغزوات اللومباردية والفايكنغ. كما كان مدافعًا قويًا عن التعليم الديني وأمر بتحسين تنظيم حياة الرهبان والكرادلة. كذلك اهتم بندكت الثالث بحماية الممتلكات الكنسية وميراث الكنيسة، وعمل على حفظ التقاليد الليتورجية، مع دعم نشر النصوص الدينية واللاهوتية، مما ساعد على استمرارية الثقافة المسيحية في أوروبا الغربية. توفي في 17 سبتمبر 858، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ البابوي كبابا جمع بين الحكمة السياسية والقيادة الروحية، وساهم في تعزيز قوة الكنيسة واستقرارها في فترة كانت تتسم بالتقلبات والصراعات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليون الرابع | الولادة: 790 الوفاة: 855 البابا القديس ليون الرابع هو البابا رقم 103 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 847 حتى وفاته في 17 يوليو 855. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا وكاتبًا لاهوتيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، اشتهر بعلمه وحكمته وتقواه. تميزت حبريته بفترة صعبة تعرضت فيها روما لهجمات متكررة من الفايكنغ، فعمل ليون الرابع على تعزيز دفاعات المدينة وبنى أسوارًا لتحصين العاصمة البابوية، مما ساهم في حماية المدينة من الغزوات. كما اهتم بإصلاح الحياة الدينية وتنظيم الكنيسة، وشجع على نشر التعليم المسيحي وتقوية الرهبنة. كان ليون الرابع رجل سلام وحكمة، وعمل على توطيد العلاقات مع الملوك المسيحيين في أوروبا، خاصة مع مملكة الفرنجة، لدعم الدولة البابوية في وجه التحديات السياسية والدينية. توفي في 17 يوليو 855، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُكرم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية لفضائله ودوره في حماية وتعزيز الكنيسة خلال فترة حرجة من تاريخها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس التانى | الولادة: 790 الوفاة: 847 البابا سرجيوس الثاني هو البابا رقم 102 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 844 حتى وفاته في 27 يناير 847. وُلد في روما وكان كاهنًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، معروف بتقواه وزهده واهتمامه الكبير بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته القصيرة التي استمرت حوالي ثلاث سنوات، واجه سرجيوس الثاني تحديات كبيرة، منها التوترات السياسية في روما والتهديدات الخارجية، لا سيما هجمات الفايكنغ واللومبارديين. عمل على تعزيز الدفاعات وحماية ممتلكات الكنيسة، كما سعى إلى دعم الرهبنة وإصلاح الحياة الدينية داخل الكرسي الرسولي. توفي في 27 يناير 847، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ الكنسي كبابا مخلص عمل على حفظ وحدة الكنيسة وتعزيز مكانتها في فترة مضطربة من تاريخ الدولة البابوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| جريجوري الرابع | الولادة: – الوفاة: – البابا جريجوري الرابع هو البابا رقم 101 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 827 حتى وفاته في 25 يناير 844. وُلد في روما، وكان كاهنًا ورجل دين مثقف قبل انتخابه، اشتهر بحكمته وإيمانه العميق، واهتمامه بشؤون الكنيسة والدفاع عن العقيدة الكاثوليكية. خلال حبريته، واجه جريجوري الرابع تحديات كبيرة، أبرزها التصدي للغزوات الخارجية، خاصة من الفايكنغ الذين هاجموا السواحل الإيطالية، فعمل على تنظيم الدفاعات وحث الملوك المسيحيين على حماية الأراضي المسيحية. كما دعم بشدة تكريم الأيقونات، ووقف ضد محاولات محطمي الأيقونات في الشرق. بالإضافة إلى ذلك، قام بإصلاحات دينية وتعليمية، وشجع على تطوير الموسيقى الكنسية والليتورجية. كما عزز جريجوري الرابع العلاقة مع ملوك الفرنجة، خاصة لويس الورع، وواصل بناء الدولة البابوية، واهتم بتنظيم شؤون الكنيسة الداخلية في ظل التوترات السياسية والدينية التي كانت تحيط بها. توفي في 25 يناير 844، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا حازم وحامي للإيمان في زمن مليء بالتحديات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| فالنتين البابا | الولادة: – الوفاة: – البابا فالنتين هو شخصية غامضة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إذ يُعتقد أنه كان كاهنًا ورجل دين كاثوليكي في روما خلال أوائل القرون المسيحية، ولكن هناك قليل من المعلومات الموثقة عنه أو عن حبريته، وقد لا يكون قد تولّى السدة البابوية رسميًا كبابا معترف به في القائمة الرسمية للباباوات. يُذكر اسمه في بعض المصادر القديمة كواحد من رجال الدين الذين خدموا الكنيسة في فترات مضطربة أو غير موثقة جيدًا، وربما كان له دور روحي محلي مهم. لذلك، لا توجد تفاصيل دقيقة عن فترة خدمته، ولا عن مكان دفنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ايجين الثاني | الولادة: 780 الوفاة: 827 البابا إيجين الثاني هو البابا رقم 99 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 11 مايو 824 حتى وفاته في 27 أغسطس 827. وُلد في روما وعمل ككاهن ورجل دين بارز قبل انتخابه، حيث عُرف بتقواه وزهده واهتمامه بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته القصيرة، واصل إيجين الثاني تعزيز الاستقرار في الدولة البابوية، وحرص على الحفاظ على الممتلكات الكنسية وتنظيم الرهبنة، كما دعم إصلاحات دينية تهدف إلى تعزيز التقوى والالتزام في صفوف رجال الدين. واجه تحديات سياسية داخلية مرتبطة بالصراعات بين الفصائل النبيلة في روما، لكنه تعامل معها بحكمة وحزم. توفي في 27 أغسطس 827، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ البابوي كشخصية متواضعة ومخلصة، ساهمت في الحفاظ على وحدة الكنيسة واستقرارها في فترة صعبة من تاريخ الدولة البابوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| باسكال الأول | الولادة: 775 الوفاة: 824 البابا باسكال الأول هو البابا رقم 98 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 26 يناير 817 حتى وفاته في 11 فبراير 824. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا متميزًا وكاتبًا لاهوتيًا قبل انتخابه، عُرف بعلمه وثقافته الواسعة، وباهتمامه العميق بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته، واصل تعزيز استقلالية الدولة البابوية، وعمل على إصلاحات دينية وإدارية داخل الكنيسة، كما كان حريصًا على دعم الرهبنة وتشجيع حياة التقوى والزهد. اهتم أيضًا بحماية حقوق الكنيسة وأملاكها، وواجه تحديات سياسية داخلية وخارجية في روما وأوروبا، معتمداً على الحكمة والاعتدال في التعامل مع هذه القضايا. ساهم باسكال الأول في تطوير الحياة الليتورجية، وحرص على تعزيز الوحدة داخل الكنيسة الكاثوليكية. توفي في 11 فبراير 824، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كواحد من البابوات الذين سعوا للحفاظ على استقرار الكنيسة وتعزيز دورها الروحي والسياسي في أوروبا خلال فترة حرجة من تاريخها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الرابع | الولادة: 770 الوفاة: 817 البابا ستيفان الرابع (باللاتينية: Stephanus V) هو البابا رقم 97 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من يونيو 816 حتى يناير 817، في واحدة من أقصر الحبريات البابوية، لكنها كانت مهمة من الناحية الرمزية والسياسية. وُلد في روما لعائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء ضمن الدولة البابوية، ونشأ في محيط كنسي، حيث خدم ككاهن معروف بالفضيلة والمعرفة، مما أهّله ليكون شخصية موثوقة في البلاط البابوي. بعد وفاة البابا ليون الثالث، انتُخب ستيفان الرابع بسرعة لتجنّب أي فراغ سياسي، وفي خطوة بارزة قام مباشرة بالسفر إلى مدينة ريمس في بلاد الفرنجة، حيث توّج الإمبراطور لويس الورع (ابن شارلمان) إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا، في تأكيد واضح لاستمرار دور البابا في شرعنة السلطة الإمبراطورية. هذه الخطوة رسّخت التحالف بين البابوية والإمبراطورية الكارولنجية، وشددت على أن سلطة الإمبراطور لا تكتمل إلا من خلال مباركة الكنيسة. رغم قصر حبريته، أظهر ستيفان الرابع اهتمامًا بالحياة الليتورجية والكنسية، وسعى إلى تهدئة التوترات الداخلية في روما وتعزيز الاستقرار ضمن أراضي الدولة البابوية. توفي في 24 يناير 817 بعد نحو سبعة أشهر من انتخابه، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ البابوي كشخصية هادئة وحكيمة حافظت على توازن الكنيسة في مرحلة انتقالية دقيقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليون الثالث | الولادة: 750 الوفاة: 816 البابا ليون الثالث هو البابا رقم 96 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 26 ديسمبر سنة 795 حتى وفاته في 12 يونيو 816. وُلد في روما لعائلة تنتمي إلى الدولة البابوية، ونشأ في بيئة كنسية عُرف فيها بورعه واهتمامه بالعلم واللاهوت، فخدم ككاهن وموظف إداري بارز في البلاط البابوي قبل انتخابه، واشتهر بكونه كاتبًا حاذقًا ورجل دين مثقف. برز ليون الثالث في التاريخ الكنسي والسياسي بوصفه البابا الذي توّج شارلمان إمبراطورًا للغرب في يوم الميلاد سنة 800 في كنيسة القديس بطرس، وهو الحدث الذي أسس لما سُمّي لاحقًا بـ”الإمبراطورية الرومانية المقدسة”. كان هذا التتويج خطوة حاسمة في انتقال مركز القوة المسيحية من بيزنطة إلى أوروبا الغربية، ومهد لتحالف وثيق بين البابوية والسلطة الكارولنجية. رغم ذلك، واجه ليون الثالث تحديات داخلية كبيرة، إذ تعرّض لمحاولة اغتيال ونُفي لفترة وجيزة من روما على يد خصومه السياسيين، لكنه عاد إليها بدعم من شارلمان، مما عزز مكانته كزعيم روحي وزمني. تميّزت حبريته أيضًا بدفاعه عن استقلال الكنيسة وتعزيز تنظيمها، وقد عمل على إصلاح الطقوس وتثبيت سلطة البابوية في مختلف المناطق الغربية. توفي ليون الثالث في 12 يونيو 816، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. ويُذكر في التاريخ كأحد البابوات الذين جمعوا بين الحنكة السياسية والرؤية الدينية، وأسهموا في تشكيل ملامح العصور الوسطى المسيحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أدريان الأول | الولادة: 700 الوفاة: 795 البابا أدريان الأول هو البابا رقم 95 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 1 فبراير 772 حتى وفاته في 25 ديسمبر 795، ليكون من أطول البابوات حُكمًا في التاريخ. وُلد في روما لعائلة نبيلة تنتمي إلى الدولة البابوية، وتدرّج في الرتب الكنسية حتى صار كاهنًا بارزًا معروفًا بورعه وثقافته، وكان أيضًا مؤلفًا ومُفسرًا لاهوتيًا مهتمًا بإصلاح الحياة الكنسية وحماية العقيدة. خلال حبريته، أقام تحالفًا وثيقًا مع شارلمان، ملك الفرنجة، الذي أصبح لاحقًا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وكان لهذا التحالف دور كبير في تعزيز استقلالية الدولة البابوية عن النفوذ البيزنطي، وترسيخ سلطة البابا الزمنية والدينية في وسط إيطاليا. كما شارك البابا أدريان الأول بدور فعال في الدفاع عن تكريم الأيقونات، وراسل الكنائس الشرقية دعمًا لمقررات مجمع نيقية الثاني (787) ضد محطّمي الأيقونات. كذلك اهتم بالترميمات المعمارية في روما، خاصة في كنيسة القديس بطرس، وشجع على نسخ الكتب الدينية وتنظيم الحياة الرهبانية. توفي في 25 ديسمبر 795، بعد نحو 23 عامًا من الخدمة، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث لا يزال يُذكَر كواحد من أهم البابوات في القرن الثامن، إذ جمع بين الرؤية السياسية والبُعد الروحي، وأسهم في ترسيخ سلطة الكرسي الرسولي في قلب أوروبا المسيحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الثالث | الولادة: 720 الوفاة: 772 البابا ستيفان الثالث هو البابا رقم 94 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد انتُخب في 7 أغسطس سنة 768 في فترة مضطربة شهدت صراعات داخلية على السلطة في روما بعد وفاة البابا بولس الأول. وُلد في صقلية لعائلة شرقية الأصل، وترهب في دير القديس إيراسموس، حيث عُرف بتقواه ومعرفته اللاهوتية، فبرَز ككاهن مثقف ورجل دين محنّك. بعد سلسلة من الانقسامات والانتخابات المتنازع عليها، تم اختياره بالإجماع من قِبل رجال الكنيسة والشعب ليقود الكنيسة في واحدة من أكثر المراحل حساسية من تاريخ الدولة البابوية. خلال حبريته، واجه تحديات سياسية كبيرة، منها محاولة بعض القوى اللومباردية السيطرة على روما، كما اضطر إلى التعامل مع آثار الصراع بين الفئات النبيلة داخل المدينة. في الوقت نفسه، واصل تعزيز علاقات الكنيسة مع مملكة الفرنجة، تأكيدًا لاستقلال الكرسي الرسولي عن التأثيرات البيزنطية واللومباردية. دافع أيضًا عن العقيدة الكاثوليكية ضد التأثيرات العقائدية المنحرفة، وسعى إلى إصلاح الحياة الكنسية. توفي البابا ستيفان الثالث في 24 يناير سنة 772، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يُذكر في التاريخ الكنسي كبابا حكيم قاد الكنيسة بثبات في زمن من الفوضى والصراعات الداخلية، وأسهم في صون وحدة الكنيسة واستقلالها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| القديس بولس الأول | الولادة: 700 الوفاة: 767 القديس بولس الأول القديس بولس الأول هو البابا رقم 93 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 757 إلى 767، ويُعد من الشخصيات الروحية البارزة في بدايات الدولة البابوية، التي كانت قد بدأت تتشكل سياسيًا في أعقاب تحالف الكرسي الرسولي مع مملكة الفرنجة. وُلد بولس في روما لعائلة نبيلة، وكان شقيقًا للبابا ستيفان الثاني، ورافقه في العديد من المهام الكنسية والدبلوماسية، مما أكسبه خبرة واسعة في شؤون الكنيسة والسياسة. قبل انتخابه بابا، خدم ككاهن ومُفسّر ولاهوتي، وامتاز بعلمه وكتاباته ومشاركته في الدفاع عن الإيمان الكاثوليكي في وجه التيارات البيزنطية المعادية لتكريم الأيقونات. بوصفه بابا، عمل بولس الأول على تعزيز استقلال الكرسي الرسولي عن الإمبراطورية البيزنطية، ووطّد العلاقات مع بيبين القصير، ملك الفرنجة، مما عزّز سيادة البابوية السياسية والدينية في إيطاليا. كما دعم الرهبنة، واهتم بحفظ الآثار المقدسة، ونقل العديد من رفات القديسين من المناطق المهددة إلى روما، حفاظًا عليها. وقد كان رجل سلام، وسعى إلى التوفيق بين الفرقاء في ظل صراعات سياسية ودينية متعددة. توفي في 28 يونيو 767، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية، إذ يُحتفل بذكراه في بعض الطقوس في يوم وفاته، لما عُرف عنه من قداسة السيرة وحكمة القيادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الثاني | الولادة: 714 الوفاة: 757 البابا ستيفان الثاني هو البابا رقم 92 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد انتُخب في 26 مارس سنة 752 بعد وفاة البابا زكريا. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان كاهنًا ورجل دين بارزًا عُرف بورعه وحكمته، وقد خدم في الكنيسة لسنوات قبل اختياره بابا. جاء انتخابه في وقت حساس من تاريخ الكنيسة، حيث كانت الإمبراطورية البيزنطية تضعف في إيطاليا، وتهديد اللومبارديين يتزايد. خلال حبريته، سعى ستيفان الثاني إلى تأمين دعم سياسي وعسكري للكرسي الرسولي، فقام بتحالف تاريخي مع الفرنجة، وسافر بنفسه إلى بلاد الغال للقاء بيبين القصير، طالبًا المساعدة ضد اللومبارديين. هذا التحالف أدى لاحقًا إلى تأسيس ما عُرف بـ”الدولة البابوية”. ستيفان الثاني تُوِّج رسميًا كبابا بعد وفاة المنتخب السابق الذي لم يُتوّج، ولذلك يبدأ به بعض المؤرخين الترقيم الفعلي للبابوات بهذا الاسم. توفي في 26 أبريل 757 بعد حبريّة دامت خمس سنوات، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يظل يُذكر كأحد البابوات الذين ساهموا في التحول السياسي الكبير للكرسي الرسولي من التبعية البيزنطية إلى التحالف مع الغرب اللاتيني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان البابا المنتخب | الولادة: – الوفاة: 752 البابا ستيفان الثاني (Stephen II) كان البابا رقم 92 على الكرسي الرسولي، وقد انتُخب في مارس 752 وتوفي في أبريل من العام نفسه، قبل أن يُتوج رسميًا، لذلك يُشار إليه أحيانًا بالبابا “المنتخب” فقط، ولا يُدرج رسميًا في بعض قوائم البابوات. ومع ذلك، فإن البابا الذي خَلَفه يُعرف أيضًا باسم ستيفان الثاني في بعض التقاليد، مما يخلق التباسًا في الترقيم البابوي. وُلد ستيفان في روما لعائلة رومانية نبيلة، وكان كاهنًا مثقفًا ورجل دين بارزًا قبل انتخابه. بعد انتخابه بابا، توفي فجأة بعد أيام قليلة، في 25 أبريل 752، نتيجة سكتة دماغية على الأرجح، قبل أن يُقام له التتويج البابوي الكامل. وُوري الثرى في كنيسة القديس بطرس القديمة في الفاتيكان، قرب ضريح القديس بطرس، وفق التقاليد البابوية المتبعة حينها. وبسبب وفاته قبل التتويج، وقع خلاف تاريخي حول ما إذا كان يُعد بابا فعليًا، ما أدى إلى اختلاف في تسلسل أرقام البابوات اللاحقين الذين حملوا اسم “ستيفان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| زكريا البابا | الولادة: 679 الوفاة: 752 البابا زكريا كان بابا الكنيسة الكاثوليكية (رقم 91) من عام 741 حتى 752، وهو آخر بابا من أصول شرقية يونانية أو بيزنطية قبل عصور طويلة من السيطرة اللاتينية على الكرسي الرسولي. وُلد في كالابريا (جنوب إيطاليا) لعائلة من أصول يونانية بيزنطية، وتلقّى تعليماً لاهوتياً متقدماً، فبرز ككاهن وكاتب لامع ومترجم مثقف، أتقن اليونانية واللاتينية، وشارك في نقل نصوص لاهوتية مهمة من اليونانية إلى اللاتينية، مما ساهم في نقل التراث الشرقي إلى الغرب. كان رجل دين حكيمًا ودبلوماسيًا بارزًا، لعب دورًا مهمًا في تثبيت علاقة الكنيسة بالفرنجة، إذ كان أول بابا يبارك صعود بيبين القصير إلى العرش، ممهدًا بذلك الطريق لتحالف الكنيسة مع الدولة الكارولنجية. كما عمل على تنظيم الكنيسة في إيطاليا ومواجهة التحديات السياسية والدينية في زمنه، خاصة تلك القادمة من الإمبراطورية البيزنطية التي بدأ نفوذها يتراجع في الغرب. يُذكر البابا زكريا كواحد من الشخصيات اللامعة في فترة ما قبل التغيير الكبير في العلاقة بين روما وبيزنطة، وترك أثرًا ثقافيًا ولاهوتيًا يستمر حتى اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس الثالث | الولادة: – الوفاة: 741 غريغوريوس الثالث (جريجوري الثالث) (رقم 90)كان بابا الكنيسة الكاثوليكية من عام 731 حتى وفاته عام 741، ويُعدّ أول وآخر بابا سوري الأصل في تاريخ الفاتيكان. وُلد في سوريا (على الأرجح في دمشق أو محيطها) في أواخر القرن السابع، وتلقّى تعليماً لاهوتياً وثقافياً عميقاً في البيئة السريانية-البيزنطية التي كانت غنية بالعلوم والفلسفة. عُرف بورعه وعلمه، وكان كاهناً وكاتبًا متمرسًا قبل انتخابه بابا. تولّى منصبه في فترة حرجة تزامنت مع ازدياد نفوذ الأيقونات في العبادة، فوقف بقوة ضد تحطيم الأيقونات الذي دعا إليه الإمبراطور البيزنطي لاون الثالث، ودعم تكريم الصور المقدسة، ما أدّى إلى توتر بين روما والقسطنطينية. إلى جانب ذلك، عزز الوجود الكاثوليكي في أوروبا من خلال دعمه للمبشرين في الأراضي الجرمانية، مثل القديس بونيفاس، وأسهم في تنظيم الكنيسة هناك. غريغوريوس الثالث كان شخصية بارزة في الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية، ويُذكر كواحد من المثقفين الشرقيين الذين أثّروا في مسيرة الكنيسة الغربية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أكسيميوس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – مار أكسيميوس الرهاوي (Euthymius of Reshaina) هو قديس ورهبان بارز من القرن السابع الميلادي، ينتمي إلى مدينة الرها (الآن أورفة في جنوب شرق تركيا)، وهي مدينة ذات أهمية روحية وثقافية في التاريخ السرياني. يُعرف مار أكسيميوس برهبانيته الصارمة وحياته الزهدية التي امتدت في قلب بيئة مليئة بالتحديات الدينية والسياسية، خاصة خلال فترة الفتح الإسلامي التي شهدتها المنطقة. حياته الروحية كرّس مار أكسيميوس نفسه منذ شبابه للنسك والرهبنة في أديرة الرها والمناطق المحيطة بها، متبعًا تقاليد الآباء النسّاك في الشرق، التي تركز على الصلاة المستمرة، الزهد، والتأمل العميق في أسرار الإيمان. عُرف بتواضعه العظيم وصدقه في التعبد، ما جعله مثالًا روحيًا يُحتذى به بين رهبان زمانه. كان أيضًا مرشدًا روحيًا ذا حكمة عالية، ساعد الكثيرين على اجتياز صراعات الحياة الروحية، مؤمنًا بأن التوبة والقلب المتواضع هما طريق النجاة والاتحاد بالله. كان يُمارس حياة العزلة أحيانًا، لكنه لم ينقطع عن خدمة الجماعة والتعليم الروحي. أثره وتعاليمه مار أكسيميوس الرهاوي ترك إرثًا روحيًا غنيًا، حيث تُنسب إليه عدة أقوال وتعاليم حول أهمية النعمة الإلهية، والصبر في المحن، والحياة الباطنية. كما يُقال إنه كان من المدافعين عن التقاليد السريانية في مواجهة التغيرات الثقافية والسياسية التي مرت بها المنطقة. تُذكر سيرته في السنكسارات السريانية، ويُحتفى به كأحد أعمدة النسكية السريانية في القرن السابع، ويُعتَبَر قدوة للرهبان والنسّاك في المنطقة. مار أكسيميوس الرهاوي هو نموذج للنسّاك الذين، رغم تقشفهم وعزلتهم، كان لهم صوت واضح في تشكيل الحياة الروحية والتعليم اللاهوتي في الكنيسة السريانية في فترة انتقالية حساسة من تاريخ الشرق المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار سليمان الملاكي | الولادة: – الوفاة: – مار سليمان الملاكي (Solomon the Kingly) هو قديس بارز في التراث السرياني من القرن العاشر الميلادي، عرف بلقب “الملاكي” الذي يشير إلى مكانته الرفيعة أو إلى روح الملكية الروحية التي تجسّدها حياته. عاش في فترة شهدت تغيرات دينية وسياسية كبيرة في الشرق المسيحي، مع استمرار تأثير الحضارة الإسلامية على المجتمعات السريانية، مما أضاف إلى حياته تحديات في الحفاظ على الإرث الروحي والتقليدي لكنيسة المشرق والكنائس السريانية. حياته الروحية ودوره مار سليمان الملاكي كان راهبًا وزاهدًا عميق التأمل، حيث كرس حياته للنسك والتقشف، ملتزمًا بالصلاة الدائمة والتأمل في كلمة الله. تميز بأسلوب حياة يجمع بين الحزم الروحي والرحمة، واعتبر مرشدًا روحيًا للعديد من التلاميذ والرهبان في الأديرة السريانية. عُرف أيضًا بحكمته في إدارة شؤون الجماعة الرهبانية، ما جعل منه شخصية محورية في الحياة الكنسية في عصره. أثره وتعاليمه ترك مار سليمان أثرًا ملموسًا في مجال التعليم الروحي، حيث كان يُعلي من شأن الحياة الداخلية والتوبة المستمرة، مؤكدًا على ضرورة تحقيق السلام الروحي والاتحاد بالله. كما شجع على العمل الاجتماعي في إطار الحب المسيحي، معتبرًا أن الزهد لا يعني الانعزال الكامل عن خدمة الآخرين. تم ذكره في بعض السنكسارات السريانية كقديس وراهب حكيم، وكان له تأثير في تطوير الحياة الرهبانية في الأديرة الشرقية خلال القرن العاشر. مار سليمان الملاكي يمثل نموذج الراهب الملكي الذي يجمع بين السلطة الروحية والوداعة، حاملاً شعلة الإيمان وسط تقلبات العصر، ومُشعلاً نورًا في التاريخ الروحي للكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ثيودور الموبسويتي | الولادة: 350 الوفاة: 428 مار ثيودور الموبسويتي (Theodore of Mopsuestia) هو أحد أعظم اللاهوتيين المسيحيين في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ويُعتبر مؤسسًا بارزًا للمدرسة الأنطاكية في اللاهوت. وُلد في مدينة موبسويتيا (المعروفة اليوم بمورسيا في تركيا) حوالي عام 350م، وتوفي نحو عام 428م، وقد ترك إرثًا عميقًا أثر في تطور الفكر المسيحي واللاهوت الشرقي. حياته وتعليمه درس ثيودور في أنطاكية، مركز اللاهوت الكبير في تلك الفترة، حيث تلقى تدريبًا دقيقًا في تفسير الكتاب المقدس وفلسفة اليونان القديمة. شغل منصب أسقف موبسويتيا، وكان معلمًا وأبًا روحيًا للعديد من التلاميذ الذين انتشروا في جميع أنحاء الشرق. كان ثيودور معروفًا بتفسيره الحرفي والمنطقي للكتاب المقدس، مع التركيز على التاريخ والسياق الثقافي للنصوص، ما جعله رائدًا في التفسير العلمي للنصوص المقدسة، بعيدًا عن التأويلات الرمزية أو الغنوصية. إسهاماته اللاهوتية أسس المدرسة الأنطاكية التي ركزت على دراسة الإنسان الكامل في المسيح، مبرزة الطبيعة الإنسانية الإلهية بشكل متوازن. عارض المذاهب الغنوصية والمونوفيزية، مؤكدًا على وحدة الشخص المسيحي وتمايز الطبيعتيْن (الإلهية والإنسانية) في المسيح. كتب العديد من التعليقات على أسفار العهدين القديم والجديد، والتي تُعد مصادر هامة لفهم اللاهوت المسيحي القديم. كان له تأثير كبير على اللاهوت السرياني، حيث استُخدمت كتاباته على نطاق واسع في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنائس المشرق. إرثه وأهميته مار ثيودور الموبسويتي يُعدّ أحد أعمدة الفكر المسيحي المبكر، وكان لجهاده في تأصيل العقيدة وتفسير الكتاب المقدس دور محوري في توجيه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. رغم تعرضه في بعض الأحيان للنقد والجدل، إلا أن تعاليمه ظلت محط احترام ودراسة حتى اليوم، ويُحتفى به كقديس ومعلّم روحي في العديد من التقاليد المسيحية الشرقية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إيولوغيوس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: 387 مار إيولوغيوس الرهاوي (Eulogius of Edessa) هو أسقف إديسا (الرها) في القرن الرابع الميلادي، وتوفي عام 387م، ويُعتبر من الشخصيات الكنسية الهامة في تاريخ الكنيسة السريانية. لعب دورًا بارزًا في تعزيز المسيحية في منطقة الرها خلال فترة كانت تشهد تحولات كبرى في الإمبراطورية الرومانية مع تبني المسيحية كديانة رسمية. 📜 حياته ودوره شغل مار إيولوغيوس منصب أسقف إديسا، حيث عمل على تقوية الإيمان المسيحي ونشر التعاليم الرسولية في المدينة ومحيطها. عُرف بحكمته وحرصه على تعليم الشعب والرهبان، كما كان من المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية ضد الهرطقات التي انتشرت في تلك الفترة، خاصة تلك المتعلقة بطبيعة المسيح. كانت فترة رئاسته للأسقفية مهمة، إذ رافق تحولات سياسية ودينية كبرى، ونجح في الحفاظ على وحدة الكنيسة وتعزيز دورها الروحي والاجتماعي في المجتمع. 🏥 إرثه وتعاليمه ترك مار إيولوغيوس أثرًا روحيًا كبيرًا من خلال خطبه وتعاليمه التي ركزت على التوبة، والمحبة، والإخلاص في الإيمان. كما كان له دور في دعم الأديرة والحياة الرهبانية في الرها، مما ساهم في ازدهار الحركة النسكية في المنطقة. يُحتفى به في الكنائس السريانية باعتباره نموذجًا للزعيم الكنسي الذي يجمع بين الحزم والرحمة، وهو قديس يُكرم في السنكسارات والتقاليد الشرقية. مار إيولوغيوس الرهاوي يبقى رمزًا للثبات في الإيمان والقيادة الروحية الحكيمة في زمن كانت الكنيسة بحاجة ماسة إلى مثل هذه الشخصيات لتثبيت أركانها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أبا نابوذصر | الولادة: – الوفاة: – مار أبّا نابوذصّر (Abā of Nineveh) هو أسقف نينوى في القرن السادس الميلادي، ويُعتبر من الشخصيات الروحية البارزة في تاريخ الكنيسة السريانية في العراق. عُرف بحياته الزهدية وتقواه العميقة، حيث قاد الكنيسة في نينوى خلال فترة اتسمت بالتحديات الدينية والاجتماعية. حياته ودوره شغل مار أبّا نابوذصّر منصب أسقف نينوى، وهي مدينة تاريخية ذات أهمية روحية كبيرة، وكان له دور بارز في تعزيز الحياة الكنسية وتنظيم شؤون الرعية. تميز بتفانيه في خدمة الكنيسة، واهتمامه الخاص بالرهبان والنسّاك، وكان معلمًا روحيًا يُلهم أتباعه على التوبة والعمل المسيحي الحقيقي. إرثه وتعاليمه كان مار أبّا نابوذصّر داعية للزهد والصلاة، وعرف بسيرته الطاهرة التي جسدت حياة القداسة والتقوى. دعّم الحياة الرهبانية في نينوى، وشجع على القراءة الروحية والتأمل في الكتاب المقدس. كما ركز في تعاليمه على التواضع، المحبة، والثبات في الإيمان وسط الظروف الصعبة. أثره وذكراه يُذكر مار أبّا نابوذصّر في السنكسارات السريانية كقديس ومعلّم روحي، ولهذا يحتفل به ضمن القديسين الذين ساهموا في بناء وتعزيز الكنيسة في العراق خلال العصور الأولى للمسيحية الشرقية. مار أبّا نابوذصّر يُعتبر نموذجًا للراعي الذي يعتني بجماعته بروح الأبوة والرعاية الروحية، ويعكس روح الكنيسة السريانية في فترة ازدهارها الأولى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوساب الرهباني | الولادة: 869 الوفاة: 979 مار يوساب الرهباني (Joseph Busnaya) هو ناسك ولاهوتي شرقي بارز من القرن العاشر الميلادي، عاش في الفترة بين 869 و979م. يُعتبر من أبرز الشخصيات الروحية والفكرية في التراث السرياني، حيث جمع بين حياة الزهد العميق والدراسة اللاهوتية الغنية التي أثرت بشكل كبير على الفكر المسيحي الشرقي. حياته الروحية والفكرية تعرّض مار يوساب للنسك والزهد منذ شبابه، حيث اتجه إلى حياة الانعزال والتأمل في الأديرة، مكرسًا نفسه للصلاة والتأمل في الأسرار الإلهية. لم يكتفِ بذلك فقط، بل طور أيضًا مساهمات فكرية قيمة في اللاهوت السرياني، مُقدمًا تفسيرات عميقة للنصوص المقدسة وتعاليم الكنيسة. عرف بنهج متوازن يجمع بين التجربة الروحية الحية والتفكير المنهجي، ما جعله مرشدًا روحيًا ومعلّمًا لعدد كبير من الرهبان والطلاب. إسهاماته وإرثه ترك مار يوساب آثارًا عديدة في الأدب اللاهوتي والتقليدي السرياني، حيث كتب مؤلفات تناولت موضوعات مثل الزهد، التوبة، الحياة الروحية، والعقيدة المسيحية. كما ساهم في نشر التقاليد الرهبانية وتطويرها، مما ساعد على ترسيخ النهج النسكي في الكنيسة الشرقية. يُعتبر من أهم المجددين الروحيين في عصره، حيث كانت كتاباته تشكل جسرًا بين التراث القديم والحاجات الروحية للعصور الوسطى في الشرق. مار يوساب الرهباني هو رمز للانسجام بين الفكر والتجربة الروحية، ويمثل أحد أعمدة اللاهوت النسكي السرياني في القرن العاشر، الذي ما زال يُستلهم منه حتى اليوم في الكنائس الشرقية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أغض | الولادة: – الوفاة: – مار أغض (Anahid) هي شخصية بارزة من القرن الخامس الميلادي، وتعتبر من الأمثلة المهمة على التحول الديني في التاريخ المسيحي المبكر، حيث كانت أميرة مجوسية (أي من الديانة الزرادشتية الفارسية القديمة) قبل أن تُقبل على المسيحية. يمثل مار أغض نموذجًا للتحول الروحي العميق والالتزام بالإيمان الجديد في ظل بيئة ثقافية ودينية معقدة. حياتها وقصتها نشأت مار أغض في بيئة ملكية مجوسية، وكانت جزءًا من الطبقة الحاكمة في بلاد فارس التي كانت تلتزم بالزرادشتية. لكنها اختارت طريقًا مختلفًا، فاعتنقت المسيحية بعد تجربة روحية عميقة، وتخلت عن معتقدات أسرتها ومجتمعها من أجل الإيمان بالمسيح. تحولت مار أغض إلى رمز للإيمان والثبات في مواجهة الضغوط الاجتماعية والسياسية التي كانت تحيط بها، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين في بلاد فارس وخارجها. أثرها وتأثيرها مار أغض لم تكن مجرد شخصية روحية بل أصبحت أيضًا رمزًا للمقاومة الروحية والتحرر من القيود الدينية التقليدية. يُحتفى بها في السنكسارات السريانية والشرقية كقديسة شهدت بالحق وكرّست حياتها للمسيح وسط بيئة معادية. قصتها تعكس صراع الإيمان والتقاليد في الشرق القديم، وتُبرز كيف يمكن للتحول الروحي أن يغير مجرى حياة الفرد والمجتمع. مار أغض تمثل صوت الأمل والتغيير في تاريخ المسيحية، خاصة في السياقات التي تتداخل فيها الديانات والثقافات، وهي تذكرة بقوة الإيمان وتأثيره العميق على حياة الإنسان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بلاطون | الولادة: – الوفاة: – مار بلاطون (Plato / Platon) هو قديس سرياني يُذكر ضمن تقاليد قديمة خاصة بكنيسة القديسين (Qadishe)، ويُعتقد أن سيرته تعود إلى فترة القرون الوسطى، رغم أن المعلومات عنه محدودة وغير موثقة بشكل واسع مقارنة بقديسين آخرين من التراث السرياني. خلفيته ودوره يُحتمل أن مار بلاطون كان راهبًا أو معلمًا روحيًا عاش في بيئة رهبانية سريانية، حيث برز بفضائل التقوى والتأمل والنسك. اسم “بلاطون” قد يكون تأثّرًا بالفلسفة اليونانية، وهو ما يعكس تأثير الفكر الهلنستي على بعض الشخصيات الروحية في الشرق المسيحي، لكنه مع ذلك تميز بالحياة الروحية البسيطة والالتزام الإيماني العميق. مكانته في التقليد السرياني على الرغم من ندرة التفاصيل الدقيقة، يُحتفى بمار بلاطون في السنكسارات والتقاليد السريانية كقديس ورمز للزهد والتقوى. يُذكر اسمه بين قائمة القديسين الذين ساهموا في الحفاظ على الروحانية المسيحية في فترات مضطربة، خصوصًا في الأديرة ومجتمعات الرهبان. مار بلاطون هو مثال على الشخصيات الروحية التي، رغم قلة المعلومات التفصيلية عنها، تظل حاضرة في الذاكرة الروحية للكنيسة السريانية كرمز للتقوى والالتزام بالمسيرة الرهبانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يشوع أو إشعيا | الولادة: – الوفاة: 969 مار يشوع أو إشعيا (Ignatius)، أسقف مليطينة في القرن العاشر الميلادي، هو شخصية كنسية بارزة اشتهر بزعامته الروحية وصلابته في الإيمان، حتى استُشهد حوالي عام 969م. يُعتبر من الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم دفاعًا عن الكنيسة وتعاليمها في فترة كانت تشهد صراعات دينية وسياسية عديدة في منطقة مليطينة (في جنوب شرق تركيا حالياً). حياته ودوره تولى مار يشوع أسقفية مليطينة، حيث عمل على تثبيت الإيمان بين المؤمنين وتوجيه الرعية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. عرف بحكمته وصبره، وكان مدافعًا قويًا عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية ضد كل أشكال الاضطهاد والهرطقات. استشهاده وإرثه توفي استشهادًا في حوالي عام 969م، وقد جسّد تضحياته روح التمسك بالإيمان حتى الموت، مما جعله قديسًا ومثلًا أعلى للمؤمنين في المنطقة وخارجها. يُحتفل بذكراه في الكنيسة السريانية وغيرها من الكنائس الشرقية التي تعترف بشهادة الشهداء. مار يشوع (إشعيا) أسقف مليطينة هو نموذج للثبات في الإيمان والوفاء في خدمة الكنيسة رغم الظروف الصعبة، ويُذكر بكل احترام وتقدير كأحد أعمدة الكنيسة في القرن العاشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ثابت الموصلي | الولادة: – الوفاة: – مار ثابت الموصلي المعروف أيضاً باسم ثيودوسيوس الموصلي (Theodosius of Mosul) هو قديس سرياني ذُكر اسمه في فهارس القديسين السريان، لكن تفاصيل حياته وفترته الزمنية غير محددة بدقة. ينتمي إلى التراث الروحي الغني لكنيسة المشرق والكنائس السريانية، ويُحتفى به ضمن قائمة القديسين الذين لهم مكانة روحية في الذاكرة المسيحية الشرقية. خلفيته ودوره على الرغم من ندرة المعلومات التفصيلية عنه، يُعتقد أن مار ثابت الموصلي كان شخصية روحية أو رهبانية من مدينة الموصل، التي كانت مركزاً دينياً وثقافياً هاماً في تاريخ المسيحية السريانية. من المحتمل أنه تميز بالزهد والتقوى، وربما كان له دور في الحياة الرهبانية أو الكهنوتية بالمنطقة. مكانته في التقليد السرياني يُذكر مار ثابت في فهرس القديسين السريان تقديراً لمكانته الروحية، حيث يحتفى به كقديس وراعي روحي. وهو رمز للحياة المسيحية الثابتة والمخلصة في زمن غير معروف لكنه بلا شك كان مؤثراً في مجتمعه. مار ثابت الموصلي يعكس أحد وجوه التراث المسيحي السرياني الذي يضم شخصيات عديدة عاشت حياة روحية مكرسة في مختلف مدن وقرى الشرق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار شمعونيه | الولادة: – الوفاة: – مار شمعونيه (Shmouni) هي شهيدة سريانية مبكرة تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الكنيسة السريانية، وتُذكر في النصوص التقليدية والسنكسارات باعتبارها رمزًا للثبات في الإيمان والتضحية من أجل المسيح. حياتها واستشهادها تعود قصة مار شمعونيه إلى فترة الاضطهادات المبكرة التي تعرض لها المسيحيون في الشرق، حيث عاشت مع أولادها في عهد الإمبراطور الروماني الذي كان يضطهد المسيحيين. رفضت مار شمعونيه التخلي عن إيمانها بالمسيح، وتحملت مع أبنائها ألوان التعذيب والاضطهاد بشجاعة وصبر. تعود أصول قصتها إلى العهد القديم – سفر المكابيين الثاني (167 ق.م). استشهدت شمعونيه مع أبنائها بعد أن رفضوا تقديم القرابين للأوثان، وأصبحت بذلك مثالاً للوفاء والثبات في مواجهة الإكراه والاضطهاد. إرثها وتأثيرها يُحتفى بمار شمعونيه كقديسة وشهيدة في الكنائس السريانية وغيرها من الكنائس الشرقية، حيث تُروى قصتها للتشجيع على الثبات في الإيمان رغم الصعوبات. تمثل رمزًا للأمومة الروحية التي تحمي الإيمان وتورّثه للأجيال القادمة عبر التضحية والمحبة. تُحتفل ذكراها في السنكسارات والتقاليد الطقسية، وتُعتبر شفيعة للأسر المسيحية التي تواجه التحديات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ميسابور | الولادة: – الوفاة: – مار ميسابور (Meharshabur) هو أحد القديسين الأوائل في التراث السرياني، يُذكر في قصص القديسين السريان كرمز للقداسة والتفاني في الإيمان المسيحي في العصور الأولى للكنيسة الشرقية. حياته ودوره الروحي على الرغم من قلة التفاصيل الدقيقة حول حياته، فإن مار ميسابور يُعرف بأنه من الأشخاص الذين عاشوا حياة تقوى وزهد، وكان مثالاً في الإيمان الثابت وسط ظروف الاضطهاد والمحن التي واجهها المسيحيون في الشرق. يروى عنه أنه كان ملتزمًا بالعيش وفق تعاليم المسيح، متحملاً الصعوبات من أجل الحفاظ على إيمانه. مكانته في التراث السرياني يُحتفى بمار ميسابور ضمن قائمة القديسين الذين ساهموا في ترسيخ الإيمان المسيحي في بيئات مليئة بالتحديات، ويُروى عنه في السنكسارات والقصص التقليدية التي تهدف إلى تشجيع المؤمنين على الثبات والتضحية من أجل الإيمان. مار ميسابور هو نموذج للقديس النسكي الذي سعى إلى القداسة من خلال الزهد والالتزام الروحي، ويظل اسمه جزءًا من الذاكرة الروحية للكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بطرس الرهينزي | الولادة: – الوفاة: – مار بطرس الرهينزي (Peter the Iberian) هو أحد أبرز الشخصيات اللاهوتية والدينية في القرن الخامس الميلادي ضمن التراث السرياني. وُلد في جورجيا (إيبيريا القديمة)، وعرف بتكريسه الرهباني وعلمه اللاهوتي العميق، ما جعله واحدًا من أعمدة الكنيسة السريانية وتأثيره امتد ليشمل الحياة الروحية والسياسية في المنطقة. حياته ومسيرته نشأ بطرس الرهينزي في أسرة نبيلة في إيبيريا، لكنه تخلى عن الحياة الدنيوية ليكرس نفسه للرهبنة واللاهوت. عاش حياة تقشفية وزهدًا عميقًا، وارتقى في المناصب الكنسية حتى أصبح رئيسًا دينيًا مؤثرًا في كنيسة المشرق والكنائس السريانية. كان معروفًا بحكمته وعلمه، وكتب العديد من النصوص اللاهوتية التي تركت أثرًا بارزًا في الفكر المسيحي الشرقي. إسهاماته وأثره كان مار بطرس الرهينزي واحدًا من أهم المعلمين الذين ساهموا في توضيح العقائد المسيحية ونشرها، كما كان له دور في دعم الحياة الرهبانية وتنظيمها. تعتبر كتاباته من المصادر الأساسية لفهم اللاهوت السرياني في تلك الحقبة، وقد أثرت على جيل واسع من الرهبان والأساقفة. مار بطرس الرهينزي يظل رمزًا للزهد والعلم اللاهوتي، وجسرًا بين الثقافات المسيحية في الشرق، وشخصية مركزية في تاريخ الكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار زعورا العمودي | الولادة: – الوفاة: – مار زعورا العمودي (Zoora the Stylite) هو ناسك سرياني عاش في القرن السادس، ويُعتبر من أبرز القديسين الذين اتبعوا طريقة العيش على الأعمدة، وهي ممارسة زهدية روحية اشتهرت في تقاليد الرهبنة الشرقية. حياته والزهد العمودي اختار مار زعورا العيش على عمود طويل، حيث قضى سنوات عديدة في حالة من العزلة والتأمل والصلاة، متجنبًا العالم الخارجي ومكرسًا نفسه بالكامل للتقوى والعبادة. هذا الأسلوب من الحياة، المعروف بـ”الزهد العمودي” أو “العمودية”، كان وسيلة للتطهير الروحي والتقرب إلى الله من خلال التضحية بالنفس والانقطاع عن ملذات الحياة الدنيوية. تأثيره الروحي حظي مار زعورا باحترام كبير من قبل المجتمعات المسيحية حوله، حيث اعتُبر نموذجًا للتقوى والثبات الروحي. كان الناس يأتون إليه طلبًا للنصح والبركة، ورُويت عنه قصص تظهر تأثيره الروحي العميق. مار زعورا العمودي يمثل صورة صوفية قوية في التراث السرياني، تجسد السعي نحو الكمال الروحي عبر الزهد والتأمل العميق، وهو من القديسين الذين ساهموا في تعزيز تقاليد الرهبنة الصارمة في الشرق المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار تيئودوتس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – مار تيئودوتس الرهاوي (Theodosius the Stylite) هو راهب ولاهوتي سرياني بارز من القرن السادس، اشتهر بحياته الزهدية كناسِك عمودي، حيث عاش على عمود لفترات طويلة كنوع من التعبد والتقرب إلى الله، وهو تقليد شائع في الرهبنة السريانية. حياته والزهد العمودي اختار مار تيئودوتس الرهاوي أسلوب العيش على عمود كدليل على تضحياته الروحية وعزلته عن ملذات الدنيا، حيث قضى سنوات عديدة في الصلاة والتأمل والتوبة، معززًا بذلك الروحانية والرغبة في الكمال الروحي. إسهاماته اللاهوتية إلى جانب حياته الزهدية، كان مار تيئودوتس راهبًا لاهوتيًا عميق التأمل، أسهم في تعليم اللاهوت السرياني ونشر مبادئه الروحية. عُرف بحكمته وتأملاته التي تركت أثرًا في الفكر الروحي والمسيحي في منطقة الرها (مدينة شهيرة في سوريا القديمة). مكانته في التراث السرياني يُحتفى بمار تيئودوتس كقديس يجمع بين الزهد العمودي والعمق اللاهوتي، وهو مثال حي على تلاقي التجربة الروحية مع الدراسة اللاهوتية في الكنيسة السريانية. يُذكر اسمه في السنكسارات والتقاليد الطقسية باعتباره واحدًا من أعمدة الرهبنة والزهد في القرن السادس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار جورجيوس بعلتان | الولادة: – الوفاة: – مار جورجيوس بعلتان (George of Bʿeltan) هو قديس سرياني من القرنين السابع والثامن، يُذكر ضمن الشخصيات الروحية واللاهوتية التي أثرت في الكنيسة السريانية في تلك الفترة. على الرغم من قلة المصادر التفصيلية حول حياته، إلا أن اسمه محفوظ في السنكسارات والتقاليد السريانية كشاهد على الزهد والتقوى. حياته ودوره كان مار جورجيوس بعلتان معروفًا بحياته الرهبانية المكرسة، حيث عاش حياة تقشف وتعبد في زمن اتسم بالاضطرابات السياسية والدينية في الشرق. تمجيده في التقاليد السريانية يعكس مكانته كرمز للإيمان الثابت والمثابرة الروحية في وجه التحديات. إرثه الروحي يُعتبر مار جورجيوس بعلتان مثالًا للقداسة التي تجمع بين الزهد والتقوى العميقة، وقد استُخدمت سيرته كمصدر إلهام للرهبان والمؤمنين في مجتمعه وامتد تأثيره عبر الأجيال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إبراهيم القشخري | الولادة: – الوفاة: – مار إبراهيم القشخري (Abraham of Kashkar) هو راهب ورائد إصلاح رهباني بارز عاش في بلاد ما بين النهرين في القرنين السادس والسابع. يُعتبر من الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في تجديد الحركة الرهبانية في المنطقة، حيث عمل على تنظيم الحياة الرهبانية وتعزيز الزهد والروحانية بين الرهبان. حياته ودوره في الإصلاح الرهباني برز مار إبراهيم كقائد روحي صاحب رؤية إصلاحية، حيث سعى إلى إصلاح النظام الرهباني من خلال التركيز على الانضباط الروحي والتقشف والتأمل العميق. عُرف عنه تشجيعه على العودة إلى المبادئ الأصلية للرهبنة، ومقاومته لأي انحرافات أو ترف قد يظهر في الحياة الرهبانية. تأثيره وإرثه كان لإصلاحات مار إبراهيم أثر كبير في توحيد الجماعات الرهبانية في بلاد ما بين النهرين، مما ساعد على تعزيز الحياة الروحية وتكريس الرهبان لخدمة الكنيسة بشكل أفضل. ترك أثرًا دائمًا في تقاليد الرهبنة الشرقية، حيث تُعتبر إصلاحاته نقطة محورية في تاريخ الرهبنة السريانية. مار إبراهيم القشخري يمثل مثالًا للزعيم الروحي الذي يجمع بين الحكمة والإصلاح، وساهم بشكل كبير في تحديث وتجديد الحياة الرهبانية في عصره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار مروذاس من مارتيروبوليس | الولادة: – الوفاة: – مار مروذاس من مارتيروبوليس (Maruthas of Martyropolis) هو أسقف ولاهوتي بارز عاش في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس، ويُعتبر من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكنيسة السريانية والكنيسة الشرقية بشكل عام. اشتهر بجهوده في الدفاع عن الإيمان المسيحي وتنظيم الكنيسة في مناطق الشرق. حياته ودوره تولى مار مروذاس أسقفية مدينة مارتيروبوليس (في المنطقة التي تعرف اليوم بجنوب تركيا وشمال العراق)، وكان معروفًا بحكمته وحنكته الدبلوماسية في التعامل مع السلطات المدنية والكنسية. لعب دورًا مهمًا في محاربة الهرطقات ودعم العقيدة النيقية، كما كان وسيطًا بارزًا بين الإمبراطورية البيزنطية والكنائس الشرقية. إسهاماته اللاهوتية والروحية كان مار مروذاس كاتبًا لاهوتيًا بارعًا، ترك عدة مؤلفات تناولت العقيدة المسيحية وقضايا الكنيسة، وركز على تعزيز الوحدة المسيحية والتصدي للانقسامات العقائدية. كما أسهم في تأسيس وتعزيز الرهبنة في منطقته، حيث شجع على حياة الزهد والعبادة. مار مروذاس من مارتيروبوليس يُعتبر شخصية محورية تجمع بين البعد الروحي والقيادة الدينية والسياسية، وله تأثير مستمر في التراث السرياني والكنيسة الشرقية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| إيليا الأول من بغداد | الولادة: – الوفاة: – مار إيليا الأول (أو إيليا الأول) هو شخصية كنسية بارزة في تاريخ الكنيسة الشرقية، خاصة في كنيسة المشرق، المعروفة أيضاً بـ “الكنيسة النسطورية”. شغل منصب جاثليق – بطريرك كنيسة المشرق، وغالبًا ما يُشار إليه بلقب “مار” (أي “القديس” أو “السيد” بالسريانية). معلومات أساسية عن مار إيليا الأول الاسم الكامل: مار إيليا الأول المنصب: جاثليق وبطريرك كنيسة المشرق الفترة التقريبية للخدمة: في القرن الحادي عشر الميلادي، وتحديدًا من سنة 1028 إلى 1049 م. الموقع الجغرافي: مقره كان في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية في ذلك الوقت، وكانت مركزًا مهمًا للثقافة المسيحية الشرقية. إنجازاته ومساهماته إصلاحات كنسية: يُنسب إليه دور في تنظيم الشؤون الكنسية والإدارية للكنيسة في وقتٍ كانت فيه تمر بتحديات داخلية وخارجية، منها العلاقات مع الدولة الإسلامية والاختلافات العقائدية داخل الكنيسة. الاهتمام بالتعليم: شجع على دراسة اللاهوت واللغة السريانية، وربما دعم المدارس الكنسية. علاقاته السياسية: كان يتعامل بحكمة مع الخلفاء العباسيين لضمان حماية الجماعة المسيحية تحت الحكم الإسلامي، وكان يُنظر إليه كرجل دبلوماسي حكيم. ملاحظات تاريخية يُعرف أحيانًا باسم إيليا الأول من بغداد. لا ينبغي الخلط بينه وبين بطاركة آخرين حملوا اسم “إيليا”، مثل إيليا الثالث أو إيليا السابع، الذين خدموا في عصور لاحقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إيليا الأول | الولادة: – الوفاة: 729 مار إيليا الأول هو شخصية روحية سريانية بارزة من القرن الثامن، توفي عام 729م. يُعرف عنه حياته الزهدية العميقة والتزامه الروحي الكبير، حيث لعب دورًا مهمًا في تعزيز الحياة الروحية والرهبانية ضمن الكنيسة السريانية في فترة مضطربة سياسيًا واجتماعيًا. حياته وروحه الزهدية عاش مار إيليا الأول حياة مكرسة للصلاة والتأمل، مبرزًا نموذجًا للتقوى والزهد الذي جذب إليه العديد من التلاميذ والمؤمنين. كانت حياته موجهة نحو تعزيز الروحانية الداخلية والارتباط بالله عبر الصلاة المستمرة والزهد في ملذات الدنيا. كان جاثليق وبطريرك كنيسة المشرق (التي تُعرف أحيانًا بالكنيسة النسطورية). شغل منصب الجاثليق (أي رئيس الأساقفة والبطريرك الأعلى) من سنة 726م حتى وفاته في 728 أو 729م. إسهاماته وتأثيره ساهم مار إيليا في تجديد الحياة الروحية للرهبان والمجتمعات المسيحية، وكان مصدر إلهام للكثيرين من خلال سيرته وتعاليمه. رغم قلة المصادر التفصيلية عنه، إلا أن اسمه محفوظ في التقاليد السريانية كقديس وراهب متفانٍ في خدمة الله. لم تُسجل تفاصيل كثيرة جدًا عن سيرته، لكن يُعرف أنه كان من الشخصيات المتعلمة وذوي الهيبة الروحية. عُرف بالحكمة والاستقامة، وكان له دور في تنظيم الأمور الكنسية والإدارية. يُحتمل أنه كان من خلفاء مار يشوعياب الثالث، وكان يعمل على متابعة إصلاحات كنسية وتعزيز العلاقات بين الأبرشيات. مار إيليا الأول يمثل مثالًا للقديس الزاهد الذي أثرى الحياة الروحية في الكنيسة السريانية خلال القرن الثامن، محاطًا بالاحترام والتقدير بين المؤمنين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ديفيد الجرمانيقي | الولادة: – الوفاة: – مار ديفيد الجرمانيقي (David of Germanicea) هو راهب وناسك سرياني من القرن الثامن، معروف بتقواه وزهده العميق في منطقة جرمانيقيا (Germanicea)، الواقعة في جنوب شرق تركيا حالياً. تميز بحياة روحية مكرسة للصلاة والتأمل، وكان له تأثير كبير على الحركة الرهبانية في عصره. حياته الروحية والزهد عاش مار ديفيد حياة تقشف وانعزال، مكرسًا نفسه بالكامل للتوبة والتأمل، بعيدًا عن ملذات العالم، مما أكسبه احترامًا كبيرًا بين الرهبان والمؤمنين. كان يُعتبر نموذجًا للقداسة والتفاني في سبيل الله. تأثيره وإرثه ساهم ديفيد الجرمانيقي في تعميق الحياة الروحية في مجتمعه الرهباني، وكان مصدر إلهام للرهبان اللاحقين الذين تبنوا أسلوب حياته الزاهد. يُحتفى به في التقاليد السريانية كقديس وراهب نموذج. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار موسى الأنهلي | الولادة: – الوفاة: – مار موسى الأنهلي (Moses of Anhil) هو قديس سرياني عاش في القرن الثامن، ويُعرف عنه تقواه وزهده في منطقة الأنهيل، الواقعة في بلاد ما بين النهرين. تميز بحياة روحية عميقة مكرسة للصلاة والتأمل والعبادة، وكان نموذجًا للناسكي والزاهد في مجتمعه. حياته وزهده اختار مار موسى الأنهلي حياة الانعزال والابتعاد عن ملذات الدنيا، مركّزًا على التطهير الروحي والاتحاد بالله من خلال التأمل والصلاة المستمرة. عُرف بصبره وثباته في مواجهة التجارب، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في التراث الروحي السرياني. إرثه الروحي كان لمار موسى دور مهم في تعزيز الحياة الرهبانية والزهد في عصره، وأثرى الكنيسة بتعاليمه وحياته القدسية، التي شكلت مصدر إلهام للرهبان والمؤمنين عبر الأجيال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار فيلو القبرصي | الولادة: – الوفاة: – مار فيلو القبرصي (Philo of Carpasia) هو راهب وزاهد سرياني من القرن الثامن، اشتهر بحياته الروحية المكرسة للزهد والتأمل في منطقة قبرص، وتحديدًا في منطقة كاربازيا الواقعة في الطرف الشمالي الشرقي للجزيرة. يُعد من الشخصيات التي جسدت الروحانية العميقة للحركة الرهبانية في ذلك الوقت، والتي تميزت بالانسحاب الكامل من الحياة الدنيوية والانشغال بالصلاة والتقوى. الخلفية التاريخية والسياق في القرن الثامن، كانت منطقة قبرص تحت تأثير سياسي متغير بين الإمبراطورية البيزنطية والفتح الإسلامي، مما جعل الحياة الروحية والرهبانية تحديًا كبيرًا في مواجهة الظروف الاجتماعية والسياسية. في هذا الإطار، برز مار فيلو كراهب ملتزم بالزهد، مكرسًا جهوده للحفاظ على التقليد الروحي السرياني وسط هذه التحديات. حياته الروحية والزهد مار فيلو عاش حياة انعزال تام، بعيدًا عن ملذات الدنيا، متفرغًا للصلاة والتأمل والصوم، وهو أسلوب حياة كان معروفًا في الرهبنة السريانية. اعتمد على الصمت والعبادة المستمرة كوسيلة لتحقيق الاتحاد الروحي مع الله، معتبراً أن الانعزال هو طريق التوبة والتجديد الروحي. إسهاماته وتأثيره على الرغم من ندرة المعلومات التفصيلية عن أعماله، إلا أن سيرته كانت مصدر إلهام للعديد من الرهبان والتلاميذ في قبرص وخارجها. ساهم في تعزيز قيم الزهد والروحانية في مجتمعه، وترك أثرًا في الممارسة الرهبانية التي استمرت لقرون بعده في المنطقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار طومس العمودي | الولادة: – الوفاة: – مار طومس العمودي (Thomas the Stylite) هو قديس ورهبان سرياني بارز من القرن السابع، اشتهر بحياته الفريدة كناسِك عمودي، حيث اختار العيش فوق عمود مرتفع كجزء من زهد عميق وروحيته المتفردة. يُعتبر من أبرز أعمدة الرهبنة العمودية (Stylitism) التي انتشرت في العالم السرياني خلال العصور القديمة، والتي تجسد التفاني الكامل في الله عبر العزلة الجسدية والروحية. مار طومس عاش حياة مليئة بالصلاة المستمرة والتأمل العميق، متجنبًا العالم وملذاته، مجسدًا رمز التضحية والتفاني في سبيل التقرب من الله. الحياة على العمود لم تكن فقط وسيلة للزهد، بل كانت أيضًا شكلًا من أشكال النسك والتأديب الذاتي، وقد جذب إليه العديد من التلاميذ والمريدين الذين كانوا يستشيرونه ويطلبون بركته. إضافة إلى ذلك، لعب مار طومس دورًا روحيًا هامًا في مجتمعه، حيث كان مصدر إلهام ودعم روحي للسكان المحليين، موجهًا إياهم نحو حياة التقوى والابتعاد عن الخطايا. وقد ترك تأثيرًا عميقًا في التراث الروحي السرياني، حيث تم تخليده في العديد من النصوص والتقاليد التي تحكي عن حياته ومعجزاته. حياة مار طومس العمودي تعكس القمة في التعبير عن الزهد والتقوى، وهي شهادة حية على التنوع والغنى في أشكال التعبير الروحي داخل الكنيسة السريانية في القرن السابع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام … | آباء وقديسون | |
| مار مروثة التكريتي | الولادة: – الوفاة: – مار مروثة التكريتي (Marutha of Tikrit) هو أحد أبرز القديسين واللاهوتيين في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية خلال القرن السابع، حيث عاش في الفترة ما بين 628 و649م. يُعتبر مار مروثة أول المفريان الشرقيين (Patriarch) في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وهو منصب ديني مرموق يجمع بين القيادة الروحية والإدارية للكنيسة في منطقة المشرق. تولى مار مروثة هذا المنصب في فترة حرجة من تاريخ الكنيسة، حيث كان على رأس الكنيسة في وقت التغيرات السياسية والدينية العديدة التي شهدتها بلاد ما بين النهرين والمناطق المحيطة بها نتيجة الفتوحات الإسلامية وانتقال السلطة. تمكن من توحيد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الشرق، وتعزيز وحدتها العقائدية والتنظيمية في مواجهة الضغوط الخارجية. بالإضافة إلى دوره القيادي، كان مار مروثة عالمًا ولاهوتيًا بارعًا، حيث ساهم في تطوير الفكر اللاهوتي السرياني الأرثوذكسي ونشر تعاليم الكنيسة. كما كان له دور فعال في تعزيز الحياة الرهبانية وتنظيمها، مشجعًا الرهبان على الالتزام بالقيم الروحية والالتزام بالتقاليد القديمة مع استيعاب تحديات العصر. يرتبط اسم مار مروثة أيضًا بإرساله رسائل ومراسلات روحية مهمة، إضافة إلى جهوده في إصلاح الكنيسة وتنشيط الحياة الدينية بين المؤمنين في مجتمعه. ويُعتبر رمزًا للوحدة والقيادة الحكيمة في فترة تحولات كبيرة، ولا يزال يُحتفى به كقديس ومصلح رائد في التراث السرياني الأرثوذكسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أبيجوريوس الخوري | الولادة: – الوفاة: – مار أبيجوريوس الخوري (Apagius the Priest) هو شخصية روحية بارزة من القرن الخامس في التراث السرياني، عرف بتفانيه الكبير في خدمة الكنيسة ودوره كخوري (قس) مخلص وملتزم. عاش في فترة شهدت العديد من التحديات السياسية والدينية التي أثرت على المجتمعات المسيحية في الشرق، وكان من بين رجال الدين الذين حافظوا على الروحانية والتقاليد الكنسية وسط هذه الظروف. تميز مار أبيجوريوس بالخدمة الرعوية النشطة، حيث كان يهتم برعاية المؤمنين وتوجيههم روحيًا، مع التركيز على التعليم الكنسي والوعظ. كان نموذجًا للكاهن الزاهد الذي يعيش حياة بسيطة متواضعة، ملتزمًا بالصلاة والعمل من أجل خير مجتمعه. كان له دور في تعزيز الحياة الروحية بين الرهبان وأفراد الكنيسة، وساهم في نقل القيم المسيحية الأصيلة وتعزيز الإيمان وسط جماعته. رغم ندرة المصادر التفصيلية عنه، يُروى عنه كقديس وكاتب روحي له تأثير في مسيرة الكنيسة السريانية في ذلك العصر. تجسد حياة مار أبيجوريوس الخوري نموذج الخوري الذي يجمع بين التقوى العملية والقيادة الروحية، مع الالتزام بالخدمة المستمرة والعيش في محبة الله والناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بشاريوس بيت قطرية | الولادة: – الوفاة: – مار بشاريوس بيت قطرية (Bessarion of Beth Qatraye) هو قديس سرياني بارز عاش في القرنين السابع والثامن، وينتمي إلى منطقة بيت قطرية الواقعة في الجزيرة العربية، وهي منطقة معروفة بتقاليدها المسيحية السريانية العريقة. تميز مار بشاريوس بحياته الزهدية والروحانية العميقة، حيث عاش ناسكًا مكرسًا نفسه للصلاة والتأمل والعبادة، متجنبًا ملذات الدنيا ومعتكفًا على التقرب إلى الله. كان مار بشاريوس مثالًا للزهد والنسك في بيئة معقدة سياسيًا ودينيًا، حيث شهدت المنطقة تحولات كبيرة نتيجة الفتوحات الإسلامية وتغيرات الحكم، لكنه حافظ على تمسكه بالروحانية السريانية وتراثها الروحي. كان له دور في نقل وتعزيز التعاليم المسيحية بين المجتمعات المحلية، وخاصة في ظل التحديات التي واجهها المسيحيون في ذلك الوقت. سيرته تعكس التزامه العميق بالنسك والزهد، وكان مصدر إلهام للرهبان والمؤمنين الذين وجدوا فيه نموذجًا للتقوى والعيش الروحي المتكامل. وتُذكر ممارساته الروحية ونصائحه كجزء من التراث الروحي السرياني الذي ساهم في استمرار الحياة المسيحية في الجزيرة العربية والمناطق المجاورة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار سرغيوس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – مار سرغيوس الرهاوي (Sergius of Reshaina) هو شخصية بارزة من القرن الخامس، جمع بين مهنتين مميزتين؛ فقد كان طبيبًا وناسكًا روحيًا في الوقت ذاته، مما يجعله نموذجًا فريدًا في التراث السرياني. وُلد في منطقة رها (الراها)، وهي مدينة ذات أهمية دينية وثقافية في بلاد ما بين النهرين، واشتهر بمعرفته الواسعة في الطب والروحانية. في مجال الطب، كان مار سرغيوس من الأطباء المتميزين الذين أسهموا في تطوير العلوم الطبية في عصرهم، حيث امتلك معرفة متقدمة بالأعشاب والعلاجات الطبيعية، كما كان يهتم برعاية المرضى والجروح، مما جعله يحظى باحترام كبير بين الناس. وقد جمع بين الطب والرهبنة بطريقة نادرة، حيث اعتبر خدمة الجسد والروح أمرًا متكاملاً. أما من الناحية الروحية، فقد عاش حياة الزهد والنسك، مكرسًا نفسه للصلاة والتأمل والابتعاد عن ملذات الدنيا، وكان يهدف إلى تحقيق الكمال الروحي. حياته كنَسّاك طبيب جعلته مثالًا للتكامل بين العلم والدين، حيث كان يُنظر إليه كقديس ومُعلّم روحي إلى جانب كونه طبيبًا نافعًا لمجتمعه. يُذكر مار سرغيوس الرهاوي في العديد من المصادر السريانية كرمز للتفاني في خدمة الإنسان جسديًا وروحيًا، ويُحتفى به كقديس ملهم يجسد اتحاد المعرفة العلمية مع الحياة الروحية العميقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بولس المديني | الولادة: – الوفاة: – مار بولس المديني (Pelagius of Laodicea) كان أسقفًا على مدينة لاودكية (اللاذقية حاليًا) في القرن الرابع الميلادي، وبرز كأحد الوجوه الكنسية الأرثوذكسية في الشرق خلال فترة الاضطرابات اللاهوتية التي أعقبت مجمع نيقية (325م). خدم في وقت كانت فيه مدينة لاودكية مركزًا مهمًا في إقليم أنطاكية، المتأثر بالصراعات بين أتباع العقيدة النيقاوية والميل الآريوسي المنتشر في بعض الأوساط البيزنطية. رغم أن كتاباته لم تصل إلينا بشكل مباشر، إلا أن ذكره في بعض السجلات الكنسية يشير إلى مكانته كأسقف مستقيم التعليم ومدافع عن العقيدة الأرثوذكسية، في مواجهة التيارات اللاهوتية المنحرفة. وقد حافظ بولس المديني على دور رعوي وتعليمي مؤثر في منطقته، وأسهم في تثبيت الإيمان القويم بين مؤمني الكنيسة في سوريا الرومانية. اسمه ارتبط أحيانًا باسم “Pelagius” في المصادر الغربية، لكن تاريخه وسياقه يميزانه كشخصية شرقية مختلفة تمامًا، تعكس مرحلة باكرة من نضوج الكنيسة في المشرق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا بر أفتونيا | الولادة: – الوفاة: 538 مار يوحنا بر أفتونيا (John bar Aphtonia) هو أحد أعلام الكنيسة السريانية في القرن السادس، ويمثل جسراً حيّاً بين الفكر اليوناني والروحية السريانية. وُلد في مدينة إديسا (الرها) حوالي العام 480م، وتتلمذ على الفكر اللاهوتي السرياني واليوناني معًا. أبرز إنجازاته كان تأسيس دير قنسرى (Qenneshre) على ضفاف نهر الفرات في سوريا، والذي أصبح مركزًا رئيسيًا للفكر السرياني اليوناني، وخرّج أجيالًا من اللاهوتيين والمترجمين الذين لعبوا دورًا محوريًا في نقل التراث الفلسفي واللاهوتي من اليونانية إلى السريانية. دافع يوحنا عن العقيدة اللاخلقيدونية بعد مجمع خلقيدونية (451م)، فكان ديره ملجأً للعلماء والرهبان الذين رفضوا المذهب الخلقيدوني. امتاز أسلوبه بالدمج بين النسك العميق والثقافة الفلسفية، وكان لمدرسته تأثير بالغ على الكنيسة السريانية الأنطاكية. تُوفي حوالي عام 538م، لكن إرثه الفكري والروحي استمر في التأثير عبر القرون، خصوصًا من خلال دير قنسرى الذي عُرف بلقب “أثينا السريان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار تومّا المبغوي | الولادة: – الوفاة: – مار تومّا المبغوي (Thomas of Mabbug) (بالسريانية: ܬܐܘܡܐ ܕܡܒܘܓ) هو أحد أبرز اللاهوتيين السريان في القرن السابع، ويُعتبر شخصية مهمة في التراث اللاهوتي الماروني، خاصة في الفترة التي شهدت تبلور الهوية العقائدية للكنيسة المارونية بعد مجمع خلقيدونية. عُرف بدوره المؤثر في الدفاع عن العقيدة الخلقيدونية، وترسيخ التعليم اللاهوتي باللغة السريانية في ظل تحوّلات سياسية ودينية كبرى في المشرق. الخلفية والسياق التاريخي نشأ مار تومّا في مبغوغ/منبج، وهي مدينة سريانية هامة في العهد البيزنطي، وكانت مركزًا للثقافة الهلينستية المسيحية. عاش في فترة تشتّت ديني بين عدة تيارات: السريان الأرثوذكس (اللاخلقيدونيين) البيزنطيين الخلقيدونيين النساطرة وفيها بدأت تظهر نواة الكنيسة المارونية التي تبنّت المجمع الخلقيدوني ومجمع القسطنطينية الثالث (681م). مؤلفاته ومساهماته اللاهوتية دفاع عن العقيدة الخلقيدونية: كتب مؤلفات دفاعية ضد الكنائس اللاخلقيدونية (وخاصة السريان الأرثوذكس). دافع عن مفهوم الطبيعتين في المسيح (اللاهوت والناسوت)، كما عبّر عنه مجمع خلقيدونية 451م. ساهم في توطيد الخط العقائدي للكنيسة المارونية الناشئة، التي كانت مرتبطة في تلك الفترة بالبطريركية الأنطاكية الخلقيدونية. التعليم بالعامية السريانية: استخدم اللغة السريانية الغربية، فساهم في تقريب المفاهيم اللاهوتية من المؤمنين العاديين، لا النخب فقط. تُنسب إليه شروحات لاهوتية لليتورجيا وتعاليم حول سرّ الفداء والتجسد. أبرز الأفكار اللاهوتية في تعليمه التأكيد على وحدة المسيح في شخصه، مع تمييز طبيعتيه (ضد المونوفيزية). الفداء كعمل محبة متبادل بين الله والإنسان. الكنيسة كمجتمع الإيمان الذي يحمل الاستمرارية الرسولية والتعليم الصحيح. الولاء للكرسي الأنطاكي مع استقلالية ليتورجية وتفسيرية عن الدولة البيزنطية. يُعدّ من الوجوه البارزة التي ساهمت في تشكيل اللاهوت الماروني في زمن ما قبل الانفصال الكامل عن السلطنة البيزنطية. تأثيره ظاهر في المدارس اللاهوتية المارونية اللاحقة في قنوبين وجبال لبنان. بعض أفكاره دُمجت في الصلوات الطقسية المارونية، خاصة حول سر التجسد والفداء. وفاته لا يُعرف تاريخ وفاته بدقة، لكن يُعتقد أنه توفي حوالي منتصف القرن السابع، على الأرجح في شمال سوريا. لا يوجد له مزار معروف، لكن يُذكر اسمه في تقليد بعض المدارس المارونية القديمة كمعلّم إيماني. ملاحظات إضافية منبج (Mabbug) التي سُمّي نسبةً إليها، المعروفة حاليًا باسم منبج شمال شرق حلب (سوريا حاليًا) كانت مركزًا للجدالات اللاهوتية في تلك الحقبة. لا تزال بعض كتاباته موجودة في المخطوطات السريانية، ولكن غير مطبوعة بشكل واسع حتى اليوم. يُحتمل أن يكون تلميذًا أو متأثرًا بـ مار مارون ومدرسته الروحية والعقائدية، وإن كان متأخرًا عنه بعدة قرون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا السدري | الولادة: – الوفاة: 648 مار يوحنا السدري (بالسريانية: ܝܘܚܢܢ ܕܣܝܕܪܐ) – المعروف أيضًا باسم يوحنا الثالث السدري (John of Sedre) هو أحد أبرز بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السابع، وقد تميّز بعمق لاهوته، وثراء صلواته الطقسية، ومساهماته في تنظيم الحياة الكنسية خلال فترة صعبة في تاريخ الكنيسة. 📜خلفيته وحياته وُلِدَ يوحنا في قرية بيت عليا، وأصبح راهبًا إما في دير جوبو بارويو، وفقًا لسجلات ميخائيل السرياني، أو في دير يوسيبونا، وفقًا لتاريخ الكنيسة لابن العبري، فدرس اليونانية والسريانية واللاهوت (علم الكلام). كُرِّسَ شماسًا، وأصبح فيما بعد سينسيلوس (سكرتيرًا) للبطريرك أثناسيوس الأول غيميلي. لقّب بـ”السدري” بسبب كثرة ما كتبه من صلوات السَدرو (ܣܕܪܐ) – وهي صلوات سريانية تُقرأ في الأوقات الطقسية الخاصة، مثل الصوم الكبير والجمعة العظيمة. تُعد صلواته من أجمل ما كُتب في الأدب الطقسي السرياني، وتتميز بجمال اللغة والتأملات اللاهوتية العميقة. في ختام الحرب الرومانية الساسانية 602-628، أُرسِلَ يوحنا للقاء الشاهنشاه أردشير الثالث شاه الإمبراطورية الساسانية، ثم بعد ذلك للسفر إلى دير القديس ماثيو بالقرب من نينوى في آشور لإعادة تأسيس الاتحاد بين السريان غير الخلقيدونيين في الإمبراطوريتين الرومانية والساسانية. وقد رحَّبَ به رئيس أساقفة الدير كريستوفر، والأرشمندريت أداي، والرهبان، وأقنعهم بالموافقة على استعادة الاتحاد. وبعد انعقاد مجمع في الدير واجتماع في تكريت انتهى إلى إعادة الاتحاد، عاد يوحنا إلى أثناسيوس مع كريستوفر والأساقفة جورج من سنجار، ودانيال من بني حضرة، وغريغوريوس من برمان، وياردفنة من شهرزول، والرهبان ماروثا التكريتي، وإيث علاء، وأها. وقد تَمَّ استعادة الاتحاد بين غير الخلقيدونيين في الإمبراطوريتين في وقت لاحق نتيجة لمهمة يوحنا. خَلَفَ يوحنا أثناسيوس بطريركًا لأنطاكية في عام 631 (حسب التقويم السلوقي: 942)، وكرَّسه رئيس الأساقفة إبراهيم النصيبيني. ذُكِرَ عام 630/631 م (حسب التقويم السلوقي: 942) باعتباره عام تكريس يوحنا من خلال تاريخي إيليا النصيبيني وميخائيل السرياني، بينما يذكر تاريختوما القسيس أن التاريخ هو عام 631/632 م (حسب التقويم السلوقي: 943)، ويضعه تاريخ زوكنين في عام 643/644 م (حسب التقويم السلوقي: 955). وبعد فترة وجيزة من صعوده إلى منصب البطريرك، شَهِدَ يوحنا هزيمة القوات الرومانية في سوريا والفتح الإسلامي لبلاد الشام. في بداية توليه منصب البطريرك، تبادَلَ يوحنا الرسائل مع رئيس أساقفة ماروثا التكريتي تزامنًا مع الفتح الإسلامي لبلاد فارس، مما سمح لماروثا بإبلاغ يوحنا عن اضطهاد السريان غير الخلقيدونيين في الإمبراطورية الساسانية من رئيس الأساقفة النسطوري برصوما في القرن الخامس. في السابق، كان السريان غير الخلقيدونيين في إيران ممنوعين من المراسلة مع إخوانهم في الدين في الإمبراطورية الرومانية، حيث كان النساطرة يُصنَّفُونهم على أنهم متعاطفون مع الرومان وجواسيس لهم. في مخطوطة واحدة بعنوان “مناظرة يوحنا والأمير” كُتِبَت في عام 874 م، ورد بالتفصيل أن أميرًا مسلمًا لم يُذكَر اسمه طلب مقابلة يوحنا للتعرف على المسيحية ومناقشة سلامة الكتاب المقدس، وألوهية المسيح، ومصادر القانون المسيحي. جَرَتْ المناظرة في 9 أيار 644، وحُدِّدَ الأمير على أنه عمير بن سعد الأنصاري. وفي المناظرة، طُلِبَ من يوحنا أن يتحدث نيابةً عن جميع المسيحيين، وأَشَادَ الخلقيدونيون الذين حضروا المناظرة بأدائه. كَتَبَ المخطوطة أحد سكرتيري يوحنا المسمى سيفيروس لطمأنة إخوانه في الدين على سلامته، وتكريم المسلمين له. وبناءً على طلب الأمير المسلم، تُرجِمَ يوحنا الإنجيل من السريانية إلى العربية بمساعدة مسيحيين عرب من قبائل بني عقيل وتنوخ وطيء. وكان الأمير قد طالب في البداية بإزالة الإشارة إلى اسم المسيح والمعمودية والصليب من الترجمة، لكنه تراجَعَ بعد رفض يوحنا احترامًا له. 🏥 مؤلفاته ومساهماته الصلوات الطقسية (السدروات): ألّف عددًا كبيرًا من صلوات الـ”سدرو”، والتي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في القدّاسات والأعياد والصوم. تتميز هذه الصلوات بطابع شعري روحي، وتعكس فهمًا لاهوتيًا عميقًا لأسرار الفداء، التجسد، التوبة، والنعمة. الرسائل الرعوية: كتب رسائل رعوية مهمة في تنظيم شؤون الكنيسة، خاصة في فترة التغيرات السياسية مع دخول الفتوحات الإسلامية بلاد الشام والعراق. لاهوت واضح ومستقيم: دافع عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية في وجه تيارات لاهوتية معارضة، خصوصًا ضد تأثيرات المذهب الخلقيدوني. ⛪ السياق التاريخي تولّى البطريركية في فترة شديدة الاضطراب، بالتزامن مع الاحتلال الفارسي المؤقت لسوريا، واندلاع الفتوحات الإسلامية وضعف الدولة البيزنطية، ومع ذلك، حافظ على استقلالية الكنيسة وتنظيمها الداخلي، ونجح في تهدئة الصراعات الطائفية، خاصة مع البيزنطيين. 📖 الإرث الروحي والكنسي تُعد كتاباته الطقسية من أعمدة الليتورجيا السريانية حتى يومنا هذا. ويُذكر اسمه باحترام كبير في الكنيسة السريانية كواحد من “بطاركة الإصلاح الروحي”. أثّر في أجيال من اللاهوتيين والرهبان بعده، من خلال ترسيخ أسلوب التأمل في الصلوات. 🕯️ وفاته تُوفي حوالي عام 648 م، بعد ما يقرب من 17 عامًا من الخدمة البطريركية. اسمه مذكور في بعض التذكارات السنوية في الأديرة السريانية. بعض من “السدروات” التي كتبها تُقرأ حتى اليوم في أسابيع الصوم، وتُلحَن بالألحان السريانية التقليدية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا ماردين | الولادة: – الوفاة: – مار يوحنا ماردين (John of Mardin) (ܡܪܝ ܝܘܚܢܢ ܕܡܪܕܝܢ) هو شخصية روحية سريانية بارزة من القرن الثامن الميلادي، ويُعدّ من الرهبان والمعلّمين الروحيين المهمّين في التراث السرياني الشرقي، رغم أن المعلومات عنه ليست وفيرة ومفصّلة، بسبب قلة المصادر التاريخية الدقيقة التي وصلتنا من تلك الفترة. إليك ما يُعرف عنه بحسب الدراسات التاريخية والكنسية: المنشأ والبيئة وُلِد في مدينة ماردين، الواقعة في أعالي بلاد ما بين النهرين (الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا الحالية)، وهي منطقة كانت مركزًا هامًا للثقافة السريانية المسيحية. نشأ في بيئة سريانية ناطقة بالآرامية، تحت تأثير الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، التي كانت نشطة في الأديرة والتعليم اللاهوتي. الحياة الرهبانية انخرط في الحياة الرهبانية في سنّ مبكرة، ربما في أحد الأديرة الكبرى قرب ماردين، مثل دير مار حنانيا (دير الزعفران)، وهو أحد المراكز الروحية والتعليمية الرئيسية في الكنيسة السريانية. وكرّس نفسه للتأمل، الصلاة، الزهد، ودراسة الكتاب المقدس والكتابات الآبائية السريانية. اشتُهر كأبٍ روحي ومعلم في السلوك النسكي والتقوى المسيحية. التعليم والكتابة يُعتقد أن يوحنا ماردين ألّف نصوصًا روحية وتعليمية باللغتين السريانية واليونانية، ركز فيها على: نقاوة القلب، الصلاة المستمرة، التوبة، الصبر في التجارب، الاتحاد بالله من خلال النعمة. لم تصل إلينا أعماله كاملة، لكن اقتباسات من كتاباته وردت في مجموعات أقوال الآباء (الآباء النسّاك) السريان. تأثر بمدرسة مار أفرام السرياني، وكذلك بكتابات النسّاك في الصحراء المصرية والسريان في جبل قنداس. اعتُبر ضمن تقليد “الآباء الروحيين السريان” الذين دمجوا العقيدة الأرثوذكسية مع الخبرة الصوفية النسكية. ترك بصمة واضحة على الرهبنة في أعالي ميزوبوتاميا. الوفاة والإرث توفي على الأرجح في نهاية القرن الثامن. لا يُعرف قبره بالتحديد، لكن اسمه يُكرَّم في بعض التقاليد السريانية كواحد من “المعلمين الروحيين القديسين”. بقي أثره في التراث الروحي من خلال تلاميذه أو النصوص التي نُقلت عنه. في الذاكرة الكنسية تُشير بعض المصادر السريانية إلى أنه كان يُحيى ذكراه كـ أبٍ روحي قديس، لكن لا توجد طقوس رسمية معروفة باسمه في الليتورجيات المعاصرة. يُصنّف ضمن “النسّاك والزهّاد السريان” الذين حافظوا على الروحانية المسيحية في وجه التغيرات السياسية والثقافية الكبرى التي شهدتها المنطقة في ذلك العصر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا المدرس | الولادة: – الوفاة: – القديس مار يوحنا المُدرّس (Mor Yuḥanon M’darrsono)، المعروف أيضًا باسم يوحنا المرتّل أو John the Cantor، هو شخصية بارزة في الكنيسة السريانية خلال القرنين السادس والسابع، ترك أثرًا كبيرًا في الموسيقى الليتورجية والشعر الطقسي، ويُعتبر من مؤسسي التقليد الموسيقي السرياني في شكله المُنظَّم. ألقابه ووظيفته لقب “المُدرّس” (ܡܕܪܫܢܐ) يدل على دوره في التعليم، خاصة في مدارس الرُها أو نصيبين، التي كانت مراكز لاهوتية وفكرية كبيرة. لقب “المرتّل” أو “المرنّم” يشير إلى براعته في صياغة وتلحين التراتيل الطقسية. أبرز مساهماته تطوير الموسيقى السريانية الطقسية يُنسب إليه تنظيم التراتيل الكنسية بطريقة منهجية. ساعد في ترسيخ الأوزان الموسيقية (القوالب المترنّمة) المعروفة بـ”الـ maqamat” السريانية التي تُستخدم حتى اليوم في الطقوس. أسّس ما يُعرف بـ “التراتيل الكنسية المُقفّاة” (الميمر والمدراش)، التي تُرتَّل في القداديس والأعياد. تنظيم الطقس الليتورجي ساهم في ترتيب صلوات الساعات والأعياد، ودمج النصوص الكتابية مع الشعر المترنم. يُعتقد أنه كان له دور في تنسيق الصلوات اليومية ضمن تقويم كنسي دقيق، شمل التراتيل والتضرعات. التعليم والتكوين الكهنوتي كـ “مُدرّس”، يُفترض أنه درّس طلابًا أصبحوا لاحقًا كهنة وأساقفة، وكان له تأثير كبير على الجيل الليتورجي اللاحق. مكانته في الكنيسة السريانية يُكرّم كقديس ومعلم روحي. تُنسب له العديد من التراتيل التي ما زالت تُستخدم في القداديس السريانية حتى اليوم. يُحتفل بتذكاره في بعض السنكسارات، خصوصًا في التقليد السرياني الغربي. بعض أنواع التراتيل المنسوبة إليه مداريش (ܡܕܪ̈ܫܐ): تراتيل تعليمية تُرتَّل خلال الصلوات الطقسية. ميمري (ܡܝܡ̈ܪܐ): قصائد موزونة طويلة غالبًا ما تُستخدم في الأعياد. صلوات السوتورو (التي تُقال عند الغروب): ساهم في تطويرها وتنظيمها. يُعتبر واحدًا من أهم الشخصيات التي نقلت الشعر الليتورجي من الشكل العفوي إلى شكل منظم وموزون. مهّد الطريق لشخصيات مثل مار يعقوب الرهاوي وبار هبرايوس من حيث فهم الموسيقى الليتورجية كفن تعبّدي وفلسفي. هل هو نفسه “يوحنا الدمشقي”؟ لا. هناك تشابه في الألقاب، لكن مار يوحنا المدرّس (السرياني) يختلف عن القديس يوحنا الدمشقي (اليوناني) من القرن الثامن، رغم أن كليهما اشتهر بالشعر الكنسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بولس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – القديس مار بولس الرُهاوي (Paul of Edessa) بالسريانية: ܡܪܝ ܦܘܠܘܣ ܕܐܘܪܗܝ (Mor Paul d-Urhoy) هو أحد أبرز الأساقفة واللاهوتيين في الكنيسة السريانية في القرن الخامس الميلادي، وقد لعب دورًا مهمًا في تثبيت العقيدة الأرثوذكسية السريانية، وخاصة في مدينة الرُها (أورفا حاليًا في تركيا)، التي كانت مركزًا ثقافيًا ولاهوتيًا مهمًا للمسيحيين الناطقين بالسريانية. الخلفية التاريخية الرُها (Edessa) كانت مركزًا فكريًا ولاهوتيًا كبيرًا في العالم المسيحي الناطق بالسريانية، خاصة بعد إغلاق مدرسة أنطاكية، حيث نمت مدرسة الرُها الشهيرة. عاش مار بولس الرهاوي في زمنٍ حاسم تلت مجمع أفسس (431م) وقبل أو بعد مجمع خلقيدونية (451م)، وهي فترة اشتد فيها الجدل بين اللاهوت الأرثوذكسي والاتجاهات النسطورية والخلقيدونية. أبرز أعماله ومساهماته الترجمة يعتبر مار بولس الرُهاوي من أوائل الذين ترجموا نصوصًا ليتورجية وعقائدية من اليونانية إلى السريانية. ساهم في نقل التراث اللاهوتي المسيحي إلى جمهور واسع من المؤمنين السريان الذين لم يتقنوا اليونانية. الليتورجيا أسهم في تطوير الصلوات والطقوس الليتورجية السريانية، ويُنسب إليه مساهمات في تنظيم بعض أجزاء القداس، لا سيما صلوات التقديس والتضرعات. بعض التقاليد الكنسية تنسب له ليتورجية باسمه، أو تعديلات على ليتورجيات موجودة قبله. اللاهوت والعقيدة دافع عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية ضد النزعات النسطورية التي كانت تنتشر في تلك المرحلة، وخاصة في المناطق الشرقية من الإمبراطورية البيزنطية. يُعرف عنه التزامه بتعليم القديس كيرلس الإسكندري وتفسيراته اللاهوتية لشخص المسيح (طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد). المنفى والمحن بسبب دفاعه عن الإيمان الأرثوذكسي ضد التيارات النسطورية المدعومة أحيانًا من الإمبراطور، نُفي من أبرشيته لفترة. عاد لاحقًا إلى الرُها، أو مات في المنفى، وفقًا لاختلاف بعض المصادر السريانية. إرثه وأثره يُعد من روّاد اللاهوت السرياني الأرثوذكسي ومن أبرز الشخصيات في تقوية الهوية المسيحية السريانية في وجه التيارات العقائدية الأخرى. يُكرَّم كقديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ويُذكر في بعض السنكسارات الشرقية. ساعدت ترجماته وتعاليمه في نشر الفكر الأرثوذكسي في بلاد ما بين النهرين وأطراف الإمبراطورية البيزنطية. مصادر لدراسته يعتمد الباحثون في دراسة حياته على مصادر مثل: كتابات الربان يوحنا الأفسسي. تاريخ ميخائيل الكبير (البطريرك السرياني الشهير من القرن 12).السنكسار السرياني. دراسات حديثة في التراث السرياني مثل أعمال روبنسون، بروك، وسيباستيان بروك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس أبو الفرج بار هيبرَيُس | الولادة: 1226 الوفاة: 1286 القديس مار غريغوريوس أبو الفرج بار هيبرَيُس (Gregory Bar-Hebraeus) ( بالسريانية: ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܥܒܪܝܐ ) بار هيبرَيُس (أي “ابن العبراني”) هو من أعظم علماء ولاهوتيي ومؤرخي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العصور الوسطى، وُصف بأنه “موسوعة متنقلة” و”الذهبي العقل”، وترك أثراً عميقاً في الفلسفة، التاريخ، اللاهوت، الطب، والعلوم. وُلد في ملطية (في تركيا الحالية) ، وتوفي سنة 1286م في مراغة (في أذربيجان الحالية). أبرز أعماله ومساهماته في التاريخ “المختصر في تاريخ الدول” (Mukhtasar al-Duwal): أشهر أعماله، كُتب بالعربية، يضم تاريخ العالم من الخلق حتى أيامه، ويتناول اليهودية، المسيحية، الإسلام، والأنظمة السياسية، بأسلوب نقدي ومنصف. تاريخ الكنيسة (بالسريانية): سجل دقيق لتاريخ بطاركة أنطاكية وأساقفة المشرق، وهو مصدر مهم لتاريخ الكنيسة السريانية والكنائس الشرقية. في اللاهوت كتب تفسيراً واسعاً للكتاب المقدس باللغة السريانية، يوازن فيه بين التفسير الحرفي والرمزي. ألّف كتبًا لاهوتية عقائدية تقارن بين المذاهب المسيحية (بما فيها الأرثوذكسية، الكاثوليكية، والنسطورية)، مع نَفَس توفيقي أحياناً. في الفلسفة تأثر بالفلسفة اليونانية والإسلامية (خاصة ابن سينا والفارابي). كتب شروحات على أعمال أرسطو وأفلاطون. ألّف كتاب الحِكَم، وهو مرجع في المنطق والأخلاق والفكر. في الطب والعلوم ألّف موسوعات طبية تعتمد على جالينوس وأبقراط مع إضافات من الطب العربي (الرازي، ابن سينا). كتب في الفلك، الحساب، النحو، الشعر، وعلم الكلام. شخصيته وأسلوبه واسع الاطلاع، يتقن السريانية والعربية واليونانية وربما الفارسية. منفتح فكريًا: غالبًا ما يعرض آراء خصومه بدقة قبل مناقشتها، مما أكسبه احترامًا واسعًا، حتى من المسلمين والمسيحيين من طوائف أخرى. أسلوبه معتدل وراقي: يجمع بين البلاغة والوضوح، وغالبًا يستخدم لغة روحية وأخلاقية سامية. وفاته وإرثه توفي عام 1286م ودفن في مراغة. تُعتبر مؤلفاته من أهم المراجع في الدراسات الشرقية والمسيحية حتى اليوم. يُكرَّم كقديس ومعلّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. يُعرف في الغرب باسم Gregory Abulfaraj Bar Hebraeus أو Bar-Hebraeus فقط. اقتباس شهير له “ليس المجد في كثرة المال، بل في غزارة العلم، فالعلم لا يفسد، ولا يسرقه اللصوص.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بمليكس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – مار بمليكس الأنطاكي (بالسريانية: ܦܡܠܝܟܣ أو ܐܦܪܝܡ)، المعروف في المصادر الغربية باسم أفرام الأنطاكي (Ephraim of Antioch)، هو بطريرك سرياني أرثوذكسي بارز عاش في أواخر القرن العاشر وبدايات القرن الحادي عشر الميلادي. عُرف بعلمه، وتقواه، وسفراته الكثيرة، ولذلك لُقِّب أحيانًا بـ”الرحّالة” أو “المتنقل”، لكثرة تنقله بين الأبرشيات والأقاليم الشرقية والغربية. خدم الكنيسة في فترة صعبة من تاريخها، تميّزت بالتحديات السياسية والدينية، خاصة في ظل ضعف الإمبراطورية البيزنطية وصعود النفوذ الإسلامي في بلاد الشام. سيرته وأعماله عُرف مار بمليكس بسفراته العديدة، حيث كان يزور الأبرشيات النائية لتفقد أوضاع المؤمنين، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من انقسامات أو ضعف إداري. كرّس جزءًا كبيرًا من خدمته لتعليم العقيدة الميافيزية والدفاع عنها، في زمن كانت فيه بعض المناطق تميل إلى الفكر الخلقيدوني أو تتأثر بمذاهب أخرى. عمل على تنظيم الرهبانيات والرعايا، وكرّس أساقفة جدد في المناطق التي كانت تفتقر إلى قيادة روحية فعالة. يُعتقد أنه أقام علاقات مع رؤساء كنائس الشرق، وربما كانت له اتصالات مع الكنائس الأرمنية أو القبطية، في إطار التعاون اللاخلقيدوني. الوضع السياسي والديني في زمانه كانت أنطاكية في هذه الحقبة تحت سيطرة الحكم الإسلامي، بينما كانت العلاقات مع الدولة البيزنطية متوترة. رغم هذا، استطاع البطريرك بمليكس أن يُمارس خدمته بحرية نسبية، وكان شخصية محترمة لدى السلطات الإسلامية في بعض الفترات. يُعد زمنه مرحلة انتقالية هامة قبل مجيء الصليبيين في القرن التالي، حيث بدأت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تتحرك لتعزيز كيانها في ظل الأوضاع المتغيرة. إرثه وأهميته لا توجد الكثير من الكتابات المنسوبة له، ولكن ذكراه محفوظة في التقليد السرياني كأحد البطاركة النشيطين الذين أعادوا الحيوية إلى الكنيسة. سُمِّي أحيانًا في بعض المخطوطات بـ”مار أفرام الثاني” (تمييزًا له عن القديس أفرام السرياني)، رغم أن اسمه الأصلي أو الشعبي هو “بمليكس”. يُذكر في قوائم البطاركة السريان كشخصية بارزة، وكان له دور كبير في المحافظة على وحدة الكنيسة وتثبيت حضورها في الشرق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أغابِس الدمشقي | الولادة: – الوفاة: – مار أغابِس الدمشقي (Agabus of Damascus) هو شخصية مسيحية مبكرة، مذكورة في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد، ويُعتبر من الأنبياء المسيحيين في الكنيسة الأولى، وليس بطريركًا أو أسقفًا بالمعنى المؤسسي، بل نبيًّا ومبشّرًا من الجيل الرسولي، عاش في القرن الأول الميلادي. يُنسب إليه لقب “الدمشقي” تقليديًا بسبب صلته بمدينة دمشق أو خدمته فيها، رغم أن الكتاب المقدس لا يذكر صراحة موطنه. من جماعة المؤمنين الأوائل في القدس، لكنه تنقّل في أنطاكية، دمشق، وفينيقيا. ذكره في الكتاب المقدس أعمال الرسل 11: 27–28: ورد ذكر أغابس في أنطاكية، حيث تنبّأ بمجاعة عظيمة ستحلّ على العالم، وقد حدث ذلك في عهد الإمبراطور كلوديوس. هذه النبوءة دفعت الكنيسة إلى إرسال مساعدات إلى الإخوة في اليهودية. أعمال الرسل 21: 10–11: عندما كان بولس الرسول متوجهًا إلى أورشليم، أخذ أغابس منطقة بولس وربط بها يديه ورجليه، وتنبأ بأن اليهود سيسلمون بولس إلى الأمم. وقد تحقق ذلك لاحقًا. التقاليد الكنسية تعتبره الكنيسة من الأنبياء المسيحيين، مثلما كان هناك أنبياء في العهد القديم. حسب بعض التقاليد الشرقية، يُعتقد أنه استُشهد بسبب إيمانه، رغم عدم وجود رواية موثقة عن ذلك في الكتاب المقدس. يُكرَّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والبيزنطية واللاتينية، وتُقام له تذكار في بعض الطقوس. يُلقب أحيانًا بـ”الدامسقي” لأن دمشق كانت إحدى المحطات المهمة في مسيرة الكنيسة الأولى، وقد يكون قد بشر فيها أو استُشهد فيها. إلا أن العهد الجديد لا يحدد بدقة إن كان أغابس من دمشق أو فقط خدم فيها، لذا فإن اللقب هو تقليدي أكثر منه موثق كتابيًا. خلاصة: مار أغابس الدمشقي هو نبي مسيحي بارز في القرن الأول الميلادي، ورد اسمه في سفر أعمال الرسل كواحد من رجال الله الذين تنبّأوا بأحداث مهمة أثّرت على الكنيسة الأولى. حمل رسالة الإنذار والحق، وكان له دور محوري في التوجيه الروحي في زمن الرسل. ويُكرَّم اليوم كقديس ونموذج للإيمان والجرأة النبوية، ويُعدّ من الشخصيات التي تربط بين زمن يسوع المسيح والكنيسة الناشئة في العالم الروماني. … | آباء وقديسون | |
| مار إيليا الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – مار إيليّا الأنطاكي (بالسريانية: ܐܠܝܐ) هو أحد بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرون المسيحية المبكرة، ويُعتقد أنه تولّى السدة البطريركية في القرن الخامس أو السادس الميلادي، خلال المرحلة التي تلت مجمع خلقيدونية (451م)، حينما رفض السريان العقيدة الخلقيدونية وأسسوا كنيستهم المستقلة على أساس الإيمان الميافيزي (الطبيعة الواحدة للمسيح). اللقب: الأنطاكي، لأنه تولّى سدة بطريركية أنطاكية، مركز الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. برز مار إيليّا كأحد البطاركة الأوائل الذين ثبّتوا الكيان العقائدي والتنظيمي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مواجهة الاضطهاد البيزنطي، إذ كان البطريرك اللاخلقيدوني يُجبر غالبًا على ممارسة خدمته من السرّ أو من الأديرة خارج أنطاكية الرسمية التي كانت تحت سيطرة البطاركة الخلقيدونيين. ساهم مار إيليّا في ترسيخ العقيدة السريانية الأرثوذكسية وتنظيم صفوف الكنيسة، ويُذكر اسمه ضمن سلاسل البطاركة الذين حافظوا على تقليد الإيمان المستقيم كما استلموه من مار بطرس، أول بطريرك لأنطاكية. ورغم ندرة التفاصيل المكتوبة عنه بسبب طبيعة تلك المرحلة المضطربة، إلا أن إرثه محفوظ في الذاكرة الكنسية كأحد القادة الروحيين الذين ثبتوا الكنيسة في أصعب ظروفها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أثناسيوس الأول الغامولو | الولادة: 595 الوفاة: 631 مار أثناسيوس الأول الغامولو (Athanasius I Gammolo) (ܐܬܢܐܣܝܘܣ ܩܕܡܝܐ ܓܐܡܠܐ) هو أحد أبرز بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السابع الميلادي، وتولى البطريركية في فترة شديدة التعقيد سياسيًا ودينيًا. وُلِد في مدينة حلب (بيرويا في المصادر القديمة)، ولقبه “الغامولو” يُنسب إلى عائلته أو إلى مكان أصله. تولى السدة البطريركية بين عامي 595 و631 م، في زمن انتقال السلطة من الإمبراطورية البيزنطية إلى الحكم الإسلامي في بلاد الشام. عُرف مار أثناسيوس الأول بحكمته وحنكته الإدارية، إذ قام بإعادة تنظيم الكنيسة بعد عقود من الاضطهاد البيزنطي ضد السريان اللاخلقيدونيين، كما سعى إلى تهدئة التوترات الطائفية وحماية كنيسته من الانقسامات. كان له دور مهم في التواصل مع الكنائس الأخرى، وأرسل رسائل عقائدية موضحًا مواقف الكنيسة السريانية بشأن طبيعة المسيح. يُذكر له أيضًا نشاطه في دعم التعليم اللاهوتي والنسك الرهباني، وارتبط اسمه بترجمات ونقل نصوص لاهوتية إلى السريانية. يُعتبر مار أثناسيوس الغامولو شخصية محورية في استقرار الكنيسة السريانية في تلك المرحلة الحرجة من تاريخها، وهو من البطاركة الذين تركوا بصمة روحية وإدارية عميقة لا تزال الكنيسة تفتخر بها حتى اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار جرجس اللاذقي | الولادة: – الوفاة: – مار جرجس اللاذقي (George of Laodicea) هو شخصية لاهوتية مهمة من القرن الرابع الميلادي، عاش في زمن الاضطرابات العقائدية الكبرى التي تزامنت مع مجمع نيقية (325 م) وما تلاه من انقسامات في الكنيسة حول طبيعة المسيح. وعلى الرغم من كونه أسقفًا وذا شأن في عصره، إلا أن شخصيته مثيرة للجدل، لا سيما بسبب مواقفه اللاهوتية المرتبطة بالآريوسية. من الإسكندرية في مصر، لكن لُقّب بـ”اللاذقي” لأنه أصبح أسقف اللاذقية (Laodicea) في سوريا. أسقف، ولاهوتي، وكاتب. العقيدة: مرتبط بالفكر الآريوسي المعتدل، وكان في صراع مع التيار النيقي الأرثوذكسي. خلفيته وسيرته وُلد وتعلم في الإسكندرية، وكان معاصرًا للقديس أثناسيوس الكبير، لكنه لم يكن من أنصاره. رُسم كاهنًا في كنيسة الإسكندرية، لكن تم عزله على يد البابا ألكسندروس بسبب ميوله اللاهوتية المشبوهة والممارسات الأخلاقية التي اعتُبرت غير لائقة. بعد طرده من الإسكندرية، لجأ إلى سوريا، وهناك تبنّى الآريوسية (أو على الأقل شكلاً معتدلاً منها)، وصار له أتباع. أسقف اللاذقية في منتصف القرن الرابع، أصبح أسقف مدينة اللاذقية (Laodicea ad Mare). اللاذقية كانت مدينة بارزة في سوريا الرومانية ومركزًا فكريًا ولاهوتيًا، مما أعطى لجورج مكانة مؤثرة. استخدم منصبه لدعم التيارات المعارضة لمجمع نيقية، لكنه لم يكن متطرفًا في آرائه مثل آريوس نفسه. مواقفه اللاهوتية كان من أنصار فكرة أن الابن “مشابه في الجوهر” للآب (ὁμοιούσιος homoi-ousios)، لا “مساوٍ تمامًا في الجوهر” (ὁμοούσιος homo-ousios)، كما أقرّ مجمع نيقية. وقف ضد الأرثوذكسية النيقية التي دافع عنها القديس أثناسيوس الكبير. رغم ذلك، لم يكن من أنصار الانقسام الحاد، بل حاول إيجاد حلول وسط بين الفريقين. الكتابات كتب عددًا من الرسائل والردود اللاهوتية، لكن القليل منها وصلنا. بعضها يتضمن دفاعًا عن المواقف الوسطية في الجدل حول الثالوث. ذُكر من قبل عدد من المؤرخين الكنسيين مثل: القديس أثناسيوس (الذي هاجمه بشدة) سقراط المؤرخ القديس هيرونيموس (جيروم) وفاته وإرثه توفي في النصف الثاني من القرن الرابع. لم يُكرَّم كقديس في الكنيسة الأرثوذكسية أو الكاثوليكية بسبب مواقفه اللاهوتية الجدلية. لكنه يُعد شخصية محورية في تاريخ الصراع العقائدي المبكر للكنيسة، وواحدًا من رموز التيار الذي حاول التوفيق بين الأرثوذكس والآريوسيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب براديوس | الولادة: – الوفاة: 578 مار يعقوب برادَيوس (Jacob Baradaeus) هو من أهم الشخصيات الكنسية في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السادس الميلادي (توفي عام 578 م تقريبًا)، ويُعتبر المؤسس الفعلي والمنقذ لهذه الكنيسة في القرن السادس الميلادي، في زمن كانت فيه الكنيسة تمر باضطهادات شديدة على يد الإمبراطورية البيزنطية بسبب خلافات عقائدية حول طبيعة المسيح. الأصل: من بلدة تلا (Tella) في منطقة الرها (أورفا الحالية في تركيا) اللقب: “برادَيوس” جاء من كلمة “برادَة” (بالسريانية: ܒܪܕܥܐ) بمعنى “الرداء الخشن أو الثوب البالي”، لأنه كان يرتدي ثيابًا رثة تخفي هويته أثناء تنقله خوفًا من الملاحقة. السياق التاريخي بعد مجمع خلقيدونية (451 م)، حصل انقسام عقائدي كبير في الكنيسة بشأن طبيعة المسيح. السريان الأرثوذكس (وغيرهم من الكنائس اللاخلقيدونية مثل الأقباط والأرمن) رفضوا قرارات المجمع، وتم اضطهادهم من قبل الدولة البيزنطية. الكثير من أساقفة الكنيسة السريانية تم نفيهم أو سجنهم أو ماتوا، وأصبحت الكنيسة مهددة بالانقراض. الدور العظيم لمار يعقوب التكريس كأسقف: في حوالي سنة 543 م، تمت رسامته سرًا كأسقف على يد ثيودوسيوس بطريرك الإسكندرية المنفي، ليقود الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ويعيد بناء هيكليتها. العمل السري والشجاع: جال مار يعقوب سرًا على مدى 35 عامًا في سوريا، وبلاد ما بين النهرين، وبلاد فارس، وأرمينيا، وشرقي الروم، وهو يرتدي زي الفقراء لتجنب القبض عليه. رسامة الأساقفة: رسم مار يعقوب أكثر من 80 أسقفًا وميطرانًا، وعددًا كبيرًا من الكهنة، ما أعاد الحياة إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية التي كانت على وشك الزوال. إعادة تنظيم الكنيسة: أسس شبكة كنسية قوية في أنحاء سوريا والعراق وفارس، ما ضمن استمرارية الكنيسة واستقلالها العقائدي والإداري عن الدولة البيزنطية. إنجازاته مؤسس فعلي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية بصيغتها الحالية، لذلك يُطلق عليه أحيانًا “الرسول الثاني”. حافظ على الإيمان اللاخلقيدوني (الميافيزي) رغم الاضطهادات العنيفة. ساعد في ترسيخ اللغة والثقافة السريانية، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الكنيسة. عُرف بورعه، تواضعه، وتقشفه الشديد، وكان يعيش على الحد الأدنى من الطعام والملبس. وفاته وتكريمه توفي حوالي عام 578 م في مدينة أوسنونا (الرها أو ديار بكر حاليًا). تُكرّمه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كقديس، ويُحتفل بتذكاره سنويًا. يُعتبر رمزًا للبطولة الروحية، والحفاظ على الإيمان في وجه الاضطهاد. كل بطاركة وأساقفة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الحاليين يتبعون في سلسلتهم الرسولية خط مار يعقوب برادَيوس. الكنيسة تُدين له ببقائها، وتعتبره أحد أعظم قديسيها. يُعد شخصية محورية في التاريخ المسيحي الشرقي، ورمزًا للمقاومة السلمية والقيادة الروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار مارِّي بطرس | الولادة: – الوفاة: – مار مارِّي بطرس (Mar Mari) هو أحد أوائل المبشرين المسيحيين في المشرق (القرن الأول الميلادي)، ويُعتبر شخصية بارزة في تاريخ المسيحية في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. ينتمي إلى القرن الأول الميلادي، ويُلقب أحيانًا بـ “ابن السبعة”، وهو تعبير قد يُشير إلى انتمائه إلى تلاميذ الرسل أو إلى السبعين تلميذًا الذين أرسلهم المسيح بحسب التقليد المسيحي الشرقي. الأصل بحسب التقليد، يُعتقد أن مار ماري كان تلميذًا لمار أداي (أحد تلاميذ الرسول توما، أو بحسب بعض الروايات أحد السبعين تلميذًا)، وقد تبعه في حمل الرسالة الإنجيلية إلى بلاد المشرق. يعتبر أحد المبشرين الأوائل الذين حملوا المسيحية إلى: بلاد فارس (الإمبراطورية الساسانية)، حيث واجه البيئة الزرادشتية الحاكمة. المناذرة (مملكة الحيرة في جنوب العراق)، وهي مملكة عربية كانت تحت التأثير الساساني. المدن الكبرى مثل المدائن (سلوقية-طيسفون)، والتي كانت العاصمة الساسانية. أهم الأعمال التبشير: قام مار ماري بجولات تبشيرية واسعة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وأسّس العديد من الكنائس، وكان له دور كبير في تحويل السكان المحليين إلى المسيحية، خصوصًا الآراميين والكلدان. القداس المنسوب إليه: هناك قداس في الطقس الكنسي الشرقي يُعرف بـ”قداس مار أداي وماري”، وهو أحد أقدم الليتورجيات المسيحية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم في كنيسة المشرق والكنيسة الكلدانية. تقاليد الكنيسة الشرقية: يُعتبر مار ماري أحد أعمدة الكنيسة الشرقية (النسطورية لاحقًا)، ويُذكر اسمه مع مار أداي في كثير من الطقوس والصلوات. الوفاة والضريح لا توجد معلومات دقيقة عن مكان وفاته، لكن يُعتقد أنه مات في إحدى المدن التي بشّر فيها. بعض التقاليد تشير إلى وجود قبر رمزي له في منطقة المدائن أو مناطق قريبة من بغداد. الأثر الديني والثقافي الطقس الشرقي: يحظى بمكانة مقدسة في الكنيسة الشرقية، ويُكرَّم كأحد رسل المشرق. التراث الشفهي: العديد من الروايات الشعبية والكنسية تسرد معجزات ونشاطات تبشيرية قام بها مار ماري. الاحتفال به: تحتفل به بعض الكنائس الشرقية في أعياد خاصة، ويُعتبر شفيعًا للمبشرين. مار ماري شخصية تبشيرية محورية في بدايات المسيحية في المشرق، ومؤسس للعديد من المجتمعات المسيحية الأولى في العراق وإيران. رفقة معلمه مار أداي، يُشكلان الأساس الرسولي للكنيسة الآشورية وكنيسة المشرق، وقد ساهم في تحويل مناطق واسعة من العراق وفارس إلى المسيحية في وقت مبكر جدًا من تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوسف الكوبيرتيني القديس | الولادة: 1603 الوفاة: 1663 نبذة عن حياته وُلد القديس يوسف عام 1603 في كوبيرتينو، أبرشية ناردو، في مملكة نابولي. قضى طفولته ومراهقته ببساطة وببراءة، ثم انضم إلى رهبنة الإخوة الفرنسيسكان الأصاغر (الفرانسيسكان). بعد رسامته الكهنوتية، كرّس حياته بالكامل لعبادة الله وخدمة الكنيسة. تميز بتقوى عميقة ظهرت في تواضعه الشديد، وتقشفه الطوعي، وطاعته الكاملة. كرّس نفسه للسيدة العذراء وكان يدعو الجميع لتكريمها كطريق يقود إلى محبة أعمق للمسيح. صعوبات مبكرة ومعاناة شخصية لم تكن حياته سهلة: كانت أمه تعتبره مصدر إزعاج وتعامله بقسوة. اتُّهم بأنه بطيء التعلم وسرحان باستمرار، وكان فمه دائمًا مفتوحًا، سريع الغضب، وغير محبوب. فشل في تعلم صناعة الأحذية، ورفضه الرهبان الفرنسيسكان في البداية. تم قبوله لفترة قصيرة مع الرهبان الكبوشيين، ولكنهم طردوه بعد ثمانية أشهر لأنه لم يكن يجيد أي شيء تقريبًا. حتى عندما عاد إلى منزل والدته، لم تكن راضية عنه، فتمكّنت من إدخاله كخادم في دير فرنسيسكاني، حيث عُيّن للعمل الشاق مع الخيول.خلال هذه الفترة، بدأ يوسف يتغير تدريجيًا: أصبح متواضعًا ولطيفًا. تحسّن في أداء أعماله، وازداد التزامًا بالصلاة والتقشف. استطاع لاحقًا الانضمام رسميًا إلى رهبنة الفرنسيسكان ودراسة الكهنوت. رغم أنه كان راهبًا صالحًا ومقدسًا، إلا أنه عانى كثيرًا مع الدراسة. وعندما جاء وقت الامتحانات، صادف أن سأله الممتحن سؤالًا كان يعرفه جيدًا، فتمت رسامته شماسًا، ثم كاهنًا. المعجزات والدهشات الروحية بعد رسامته، بدأ الروح القدس يعمل من خلاله معجزات مدهشة: أكثر من 70 مرة شوهد وهو يرتفع عن الأرض أثناء القداس أو الصلاة. كان يدخل في نشوة روحية (ecstasy) ويتحدث مع الله. قال إن هموم العالم تشبه معارك الأطفال بلعب البنادق الوهمية. من شدة انتشاره، تم إخفاؤه عن العامة، لكنه كان سعيدًا لأنه أصبح أكثر قربًا من الله. ومن أشهر الظواهر في حياته: عند سماعه لاسم الله أو أي شيء روحي، كان يُفقد وعيه من شدة الفرح. في إحدى المرات، أثناء تراتيل عيد الميلاد، طار في الهواء حتى مذبح الكنيسة وركع في الهواء يصلي. رغم القداسة التي أحاطت به، تعرض لتجارب قاسية طوال حياته. توفي في 18 سبتمبر عام 1663. الشفاعة والقداسة في عام 1767، قام البابا كليمنت الثالث عشر بتقديسه. ويُعد شفيعًا للمسافرين جوًا، والطيارين، والطلاب، والأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية. صلاة للقديس يوسف الكوبيرتيني: يا قديس يوسف الكوبيرتيني العظيم، الذي نال من الله النعمة أن يُسأل في امتحانه فقط عن الأسئلة التي كان يعرفها، امنحني نعمة مماثلة في الامتحانات التي أستعد لها الآن. أعدك أن أجعلك معروفًا، وأن أدعوك باستمرار، وسأقتدي بحياتك المليئة بالصلاة والتقوى. بواسطة يسوع المسيح ربنا. آمين. يا قديس يوسف الكوبيرتيني، صلّ لأجلنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبيغيل القديسة | الولادة: – الوفاة: – القديسة أبيغيل (المعروفة أيضًا باسم القديسة غوبنيت أو ديبورا) نبذة عن حياتها وُلدت القديسة أبيغيل في القرن السادس في مقاطعة كلير، أيرلندا، وهي معروفة أكثر في التقاليد الأيرلندية باسم القديسة غوبنيت (St. Gobnait) أو أحيانًا ديبورا. وفقًا للتقاليد، كانت عائلة أبيغيل تعاني من نزاعات مستمرة، مما دفعها إلى الهروب من منزلها لتستقر في جزيرة إينيس أور (Inis Oirr) ضمن جزر آران. وبعد فترة، ظهر لها ملاك وأخبرها أن هذه ليست المكان الذي ستُقام فيه من الموت، بل عليها أن تتابع طريقها إلى الداخل بحثًا عن المكان الذي ستقضي فيه بقية حياتها. وكان دليلها علامة غريبة: ستعرف المكان الصحيح عندما ترى تسعة أيائل بيضاء. رحلتها وبداية خدمتها انطلقت أبيغيل في رحلة بحث عن الأيائل، مارّة بالعديد من المناطق الساحلية الجنوبية. واليوم، تُشير الكنائس والآبار المقدسة على طول طريقها إلى محطات من هذه الرحلة. وفي نهاية المطاف، وجدت القطيع من الأيائل البيضاء في منطقة باليڤورني (Ballyvourney)، في مقاطعة كورك، وهي معروفة اليوم باسم غابة القديسة غوبنيت. استقرّت أبيغيل في باليڤورني، وقضت هناك بقية حياتها في الخدمة الرعوية والأعمال الخيرية المسيحية. يُعتقد أن شقيقها القديس أبّان (St. Abban) انضمّ إليها وساعدها في تأسيس دير نسائي، حيث تولّت هي منصب الرئيسة الروحية (رئيسة الدير). كما كرّست أبيغيل الكثير من وقتها للعناية بالمرضى. علاقتها بالنحل والمعجزات في الفولكلور السلتي القديم، كان يُعتقد أن الروح تغادر الجسد على هيئة نحلة أو فراشة. ولهذا، لم يكن مفاجئًا أن تُصبح أبيغيل مربّية نحل، نظرًا لإيمانها العميق بالقيامة وحياتها المسيحية. ويُقال إنها طوّرت علاقة مميّزة مع النحل، وكانت تستخدم العسل في علاج الأمراض والجروح. ومن معجزاتها المعروفة: قدرتها على إخراج النحل من خلاياه واستخدامه في طرد الشر والأرواح الشريرة. وتقول بعض الأساطير التقية إن النحل تحوّل إلى جنود، وخلاياه أصبحت خوذات حرب. كما يُنسب إليها أنها أنقذت مدينة باليڤورني من الطاعون. وفاتها وتكريمها ظلّت أبيغيل في باليڤورني حتى وفاتها، حيث دُفنت هناك بانتظار القيامة. يُحتفى بها على أنها: شفيعة النحل ومربّي النحل وغالبًا ما تُصوَّر في الأيقونات محاطة بالنحل أو حاملة لقرص عسل. ويُحتفل بعيدها في 11 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| جيرارد ماجيلا القديس | الولادة: 1726 الوفاة: 1755 وُلِد القديس جيرارد ماجيلا عام 1726 في مدينة مورو بإيطاليا، ضمن عائلة تتكوّن من سبعة أفراد. نشأ في بيئة فقيرة، لكنه امتلك احترامًا عميقًا للفقراء منذ صغره. عندما كان في الثانية عشرة من عمره، توفي والده، فاضطُر لتحمّل المسؤولية باكرًا. أرسلته والدته ليعيش مع عمّه ويتعلم مهنة الخياطة التي كان يمتهنها والده. وبعد سنوات من التدرّب على الخياطة، عمل جيرارد خادمًا لأسقف مدينة لاشدونيا. في سن الحادية والعشرين، بدأ جيرارد يعمل كحرفي، وكان يُقسّم دخله بين والدته، والفقراء، وتقديم الصدقات لأرواح المطهر. مع مرور الوقت، أصبح نحيفًا وشاحبًا نتيجة كثرة صيامه وصلواته في الكاتدرائية المجاورة. تقدّم جيرارد مرتين للالتحاق بدير الكابوشيين في مورو، لكن تم رفضه بسبب ضعفه الصحي. ومع ذلك، لم يفقد الأمل. في عام 1749، التحق بـ رهبانية الفادي الأقدس، وبعد ثلاث سنوات أصبح أخًا علمانيًا ناذرًا. ✝️ خدمته وتفانيه عاش القديس جيرارد حياة قائمة على الفقر، والطهارة، والطاعة. بقي قريبًا من الفقراء وعمل في وظائف متعددة مثل: الشمّاس، البستاني، الحارس، الممرّض، والخياط. بفضل ورعه العميق وحكمته الفائقة وقدرته على قراءة الضمائر، سُمح له بتقديم المشورة لرهبانيات النساء. وكان يُستدعى كثيرًا من قِبل الفقراء والمرضى، وكان دائمًا يُلبي النداء بفرح قائلًا: “أنا هنا لأتمم مشيئة الله.” وكان أيضًا يتمتّع بقدرات فائقة للطبيعة، منها: الارتفاع عن الأرض، التواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، وقراءة الأرواح. وتجلّى في حياته التضحية، الطاعة، والموت عن الذات لأجل المسيح، مما جعله نموذجًا مثاليًا للإخوة العلمانيين. 🌟 معجزاته ارتبط اسم القديس جيرارد بعدّة معجزات موثّقة، منها: إحياء صبي بعد سقوطه من منحدر شاهق.مباركة محصول أحد الفلاحين الفقراء وطرد الفئران منه. مباركة مؤونة القمح لعائلة فقيرة حتى تكفيهم حتى موسم الحصاد التالي. مضاعفة الخبز لتوزيعه على الفقراء في عدّة مناسبات. لكن أكثر معجزاته شهرة كانت تلك التي جعلته شفيعًا للأمهات الحوامل: قبيل وفاته، أسقط منديله بينما كان يسير، فحاولت فتاة شابة أن تعيده إليه، لكنه قال لها: “احتفظي به، فقد تحتاجينه يومًا ما.” وبعد سنوات، تزوّجت هذه الفتاة وأصبحت حبلى، لكنها دخلت في ولادة خطيرة وكانت على وشك أن تفقد الجنين. طلبت من أسرتها أن يُحضِروا منديل جيرارد، وبمجرد وضعه عليها، هدأ الألم وأنجبت طفلًا سليمًا، وهو أمر نادر في ذلك الزمن. 🕯️ موته وتقديسه حتى وهو يُعاني من السل الرئوي، كان جيرارد يقول دائمًا إنه يريد فقط أن يحيا في مشيئة الله. وكانت وصيته الأخيرة أن تُعلق لافتة على باب غرفته مكتوب عليها: “هنا تتم مشيئة الله، كما يشاء الله، وللمدة التي يشاءها.” قيل له إن مشيئة الله هي أن يُشفى، وبالفعل تحسّن لفترة وجيزة، ثم سرعان ما تدهورت صحته وتوفي في 16 أكتوبر 1755، عن عمر 29 عامًا، بعد أن قضى 6 سنوات فقط في الحياة الرهبانية. بسبب المعجزات الكثيرة المنسوبة إليه، بدأت إجراءات تطويبه بعد وفاته بوقت قصير. وفي عام 1893 تم تطويبه، ثم قُدّس رسميًا في 11 ديسمبر 1904. تُطلَب شفاعة القديس جيرارد من أجل: الأطفال والمولودين حديثًا، النساء في المخاض، الأمهات الحوامل، الأمومة، التوبة والاعتراف، الأبرياء المتّهمين ظلمًا، الإخوة العلمانيين، مدينة مورو لوكانو، إيطاليا. … | آباء وقديسون | |
| أندراوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – حياته وخدمته القديس أندراوس، المعروف أيضًا باسم أندراوس الرسول، كان أحد رسل المسيح، وهو الأخ الأكبر للقديس بطرس. وفقًا للعهد الجديد، وُلِد أندراوس في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر الجليل في أوائل القرن الأول. وكأخيه الأصغر سمعان بطرس، كان أندراوس صيادًا. ويعني اسمه “القوي”، وقد عُرف بمهاراته الاجتماعية الجيدة. في إنجيل متى، يُقال إن يسوع كان يمشي على شاطئ بحر الجليل، فرأى أندراوس وسمعان بطرس يصطادان، فدعاهما ليكونا تلميذين له وقال: “اجعلكما صيادي بشر.” أما في إنجيل لوقا، فلا يُذكر أندراوس في البداية، بل يُقال إن يسوع استخدم قاربًا – يُعتقد أنه قارب سمعان وحده – ليُعلّم الناس ويصطاد كمية كبيرة من السمك بعد ليلة فاشلة. وفي لوقا 5:7، يُذكر أن سمعان لم يكن الصياد الوحيد في القارب، لكن لم يُذكر أندراوس بأنه أخوه إلا في لوقا 6:14. بينما يروي إنجيل يوحنا قصة مختلفة، حيث كان أندراوس تلميذًا ليوحنا المعمدان، وعندما مرّ يسوع أمامهم، قال يوحنا: “هوذا حمل الله.” فانطلق أندراوس مع تلميذ آخر ليتبع يسوع. أندراوس في حياة يسوع لا يُذكر الكثير عن أندراوس في الأناجيل، لكن يُعتقد أنه كان من أقرب التلاميذ إلى يسوع. فهو الذي أخبر يسوع عن الصبي الذي يحمل خمسة أرغفة وسمكتين، كما جاء في يوحنا 6:8. وحين أراد فيلبس أن يتحدث مع يسوع عن بعض اليونانيين الذين يرغبون في لقائه، تحدث أولًا مع أندراوس. كما كان أندراوس حاضرًا في العشاء الأخير. تبشيره واستشهاده وفقًا للتقليد المسيحي، انطلق أندراوس ليبشر بالإنجيل على سواحل البحر الأسود، وفي اليونان وتركيا الحالية. وقد استُشهد مصلوبًا في مدينة باتراس. لكن بدلًا من أن يُسمر، رُبط بالحبال إلى صليب على شكل X، كما ورد في كتاب “أعمال أندراوس”. ويُعتقد أن أندراوس طلب أن يُصلب بهذه الطريقة تواضعًا، لأنه لم يرَ نفسه مستحقًا أن يُصلب على نفس نوع الصليب الذي صُلب عليه المسيح. ويُعرف هذا الشكل من الصلبان اليوم باسم: “صليب القديس أندراوس” (St. Andrew’s Cross). رفاته وانتقالها في البداية، حُفظت رفات أندراوس في مدينة باتراس. لكن بعض الروايات تقول إن راهبًا يُدعى القديس ريغولوس، تلقى رؤية تطلب منه إخفاء بعض عظام أندراوس. وبعد ذلك بفترة وجيزة، أمر الإمبراطور الروماني كونستانتيوس الثاني (حوالي عام 357م) بنقل معظم رفات أندراوس إلى القسطنطينية. ثم، في رؤية ثانية، طُلب من ريغولوس أن ينقل العظام “إلى أقاصي الأرض” ويبني مزارًا في أي مكان تتحطم فيه سفينته. وبالفعل، تحطمت سفينته على سواحل فايف في اسكتلندا، وهناك بُني مزار القديس أندراوس. وفي سبتمبر 1964م، أعاد البابا بولس السادس كل رفات القديس أندراوس الموجودة في الفاتيكان إلى مدينة باتراس. واليوم، تُحفظ العديد من رفاته بالإضافة إلى الصليب الذي استُشهد عليه في كنيسة القديس أندراوس في باتراس. تكريم القديس أندراوس حول العالم في جورجيا، يُكرَّم كأول من بشّر بالمسيحية في البلاد. في قبرص، يُنسب له تفجير نبع مياه شافية بعد أن ضرب الصخور عند وصوله للشاطئ. يظهر صليبه المائل (صليب القديس أندراوس) على علم اسكتلندا، وهو جزء من أيقوناته التقليدية. وغالبًا ما يُصوَّر كـ رجل مسن ذو شعر أبيض ولحية، يحمل سِفر الأناجيل أو درجًا. القديس أندراوس هو شفيع: الصيادين، المغنين، اسكتلندا، رومانيا، روسيا، أوكرانيا، باتراس. ويُحتفل بعيده في 30 نوفمبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بريجيد الأيرلندية القديسة | الولادة: 451 الوفاة: 525 حياتها ونسبها وُلدت القديسة بريجيد باسم Brigit، وتحمل نفس اسم إلهة سلتيّة شهيرة ارتبطت بها العديد من الأساطير والعادات الشعبية. توجد روايات متباينة حول والديها، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن والدتها كانت بروكا، وهي امرأة مسيحية عمدها القديس باتريك، ووالدها كان الزعيم دوبثاخ من منطقة لينستر. بما أن والدتها كانت أمة، فقد وُلدت بريجيد في العبودية. عندما اكتشفت زوجة دوبثاخ أن بروكا حامل، باعتها إلى أحد الكهنة الوثنيين (درويد). وتقول الأسطورة إن بريجيد لم تستطع أن تهضم الطعام الذي قدمه لها الكاهن الوثني لأنه كان نجسًا، فكانت بقرة بيضاء بأذنين حمراوين هي من غذّتها. عطاؤها منذ الطفولة رافقت بريجيد قصص عديدة عن الطهارة والعطاء منذ طفولتها، فقد كانت لا تستطيع أن تمتنع عن إطعام الفقراء وشفاء المرضى. تروي إحدى القصص أنها أعطت كل مخزون الزبدة الخاص بوالدتها للفقراء، لكنه عاد مجددًا بعد أن صلّت. عندما بلغت حوالي العاشرة، أُعيدت إلى منزل والدها باعتباره مالكها الشرعي، لكنها استمرت في كرمها وبدأت تتبرع بممتلكاته لكل من يطلب شيئًا. ضاق دوبثاخ ذرعًا بسخائها، وأخذها إلى ملك لينستر ليبيعها. وأثناء حديثه مع الملك، أعطت بريجيد سيفًا مرصعًا بالمجوهرات لأحد المتسولين ليتمكن من مبادلته بالطعام لعائلته. وعندما رأى الملك ذلك وكان مسيحيًا، أدرك قلبها الطاهر وقال لدوبثاخ: “فضلها أمام الله أعظم من فضلنا.” فأقنعه أن يمنحها الحرية. تحررها وتكرسها لله بعد تحريرها، عادت بريجيد إلى والدتها التي كانت مسؤولة عن مصنع للألبان. تولت بريجيد العمل، ورغم عطائها للفقراء، ازدهر المصنع، مما دفع الكاهن الوثني لاحقًا إلى تحرير والدتها أيضًا. ثم أعادها والدها مرة أخرى، وخطط لتزويجها من شاعر، لكنها رفضت الزواج، ونذرت العفة الدائمة. وتقول الأسطورة أنها صلّت كي يُنتزع جمالها فلا يرغب أحد في الزواج منها، وقد استجيبت صلاتها، ثم عاد جمالها بعد أن نذرت نذورها النهائية. ويُقال إنه عند سماع القديس باتريك نذورها، استخدم صيغة الرسامة للكهنة عن طريق الخطأ، وعندما نُبّه إلى ذلك، قال ببساطة: “فليكن، يا ابني، إنها مقدّرة لها أمور عظيمة.” خدمتها في الكنيسة في عمر الأربعين تقريبًا، أسست بريجيد ديرًا في كيلدير يُعرف باسم كنيسة البلوط، والذي بُني فوق مزار وثني مخصص للإلهة بريجيد تحت شجرة بلوط ضخمة. أسست بريجيد مع سبع من صديقاتها حياة رهبانية جماعية للنساء، كما أسست ديرين: واحدًا للنساء وآخر للرجال. دعت ناسكًا يُدعى كونليث ليعاونها روحيًا في كيلدير، ويقال إنها اختارته “ليحكم الكنيسة معها”. كما أسست مدرسة للفنون اشتهرت بأعمالها في النقش المعدني والتذهيب، وقادها كونليث أيضًا. ويُعتقد أن كتاب كيلدير، الذي وصفه جيرالد من ويلز بأنه “عمل ملائكي، لا بشري”، نشأ من هذه المدرسة، لكنه فُقد قبل ثلاثة قرون. صداقتها مع القديس باتريك توجد أدلة على أن القديسة بريجيد كانت صديقة مقرّبة للقديس باتريك، وقد جاء في كتاب Trias Thaumaturga: “بين القديس باتريك وبريجيد، دعامة الشعب الأيرلندي، كانت صداقة محبة عظيمة، كأن لهما قلب واحد وعقل واحد، وبواسطتهما أتمّ المسيح أعمالًا عظيمة.” وفاتها ورفاتها توفيت القديسة بريجيد وفاة طبيعية في 1 فبراير عام 525م. وُضع جسدها في بادئ الأمر إلى يمين المذبح العالي في كاتدرائية كيلدير، وكان قبرها مزينًا بالجواهر والتيجان الذهبية والفضية. لكن في عام 878م، خلال الغارات الإسكندنافية، نُقلت رفاتها إلى قبر القديسين باتريك وكولومبا. وفي 1185م، نقل جون دي كورسي رفاتها إلى كاتدرائية داون. أما جمجمتها، فهي موجودة اليوم في كنيسة القديس يوحنا المعمدان في لوميار، البرتغال، ويُكتب على القبر: “هنا، في هذه القبور الثلاثة، يرقد الفرسان الأيرلنديون الثلاثة الذين جلبوا رأس القديسة بريجيد، العذراء، المولودة في أيرلندا، والتي تُحفظ رفاتها في هذه الكنيسة. وفي ذكرى ذلك، أمر مسؤولو المذبح بكتابة هذا في يناير عام 1283م.” ونُقلت أجزاء من الجمجمة إلى كنيسة القديسة بريجيد في كيلستر، وأُرسلت أخرى إلى أسقف لشبونة. صورها ورمزيتها تُصوَّر القديسة بريجيد عادة وهي تحمل: صليب من القصب، عصا أسقفية (صولجان)، مصباحًا مضيئًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مريم المجدلية القديسة | الولادة: – الوفاة: – تُعتبر القديسة مريم المجدلية واحدة من أعظم القديسات في الكتاب المقدس، ومثالاً أسطوريًا على رحمة الله ونعمه. لا نعرف تواريخ دقيقة لميلادها أو وفاتها، لكن المعروف أنها كانت حاضرة مع المسيح أثناء خدمته العلنية، وموته وقيامته. وقد ذُكرت في الأناجيل أكثر من 12 مرة. هل كانت خاطئة؟ لطالما اعتبرتها المسيحية الغربية بأنها زانية أو امرأة خاطئة جنسيًا، لكن هذا ليس مدعومًا من الكتاب المقدس. يُعتقد أنها كانت امرأة يهودية تعيش بين الأمم (الوثنيين)، وتتبنى عاداتهم. تتفق الأناجيل على أنها كانت خاطئة عظيمة في البداية، وقد أخرج منها يسوع سبعة شياطين عند لقائه بها. بعد ذلك، أصبحت مريم المجدلية من أتباع المسيح المخلصين، وشاركت هذا التحوّل مع نساء أخريات أصبحن بدورهن من أتباع المسيح. هل هي المرأة التي غسلت قدمي يسوع؟ هناك جدل قائم بين العلماء حول ما إذا كانت مريم المجدلية هي نفسها المرأة المجهولة التي وردت في إنجيل يوحنا والتي غسلت قدمي يسوع بدموعها ومسحتهما بشعرها. كثير من العلماء يشككون في أن تكون هي نفس الشخص. لكن بغض النظر عن خلفيتها، فإن ما قامت به بعد لقائها بالمسيح هو الأهم، إذ كانت خاطئة أنقذها يسوع، وأصبحت مثالاً حيًا على أن لا أحد خارج دائرة رحمة الله. دورها في خدمة يسوع وقيامته يُعتقد أنها تبعت يسوع خلال خدمته، وكانت جزءًا من مجموعة شبه دائمة من النساء اللواتي كنّ يخدمنه ويخدمن تلاميذه. شاهدت الصلب من بعيد، مع نساء أخريات كنّ يتبعن المسيح. وكانت مريم المجدلية حاضرة في صباح القيامة، عندما زارت القبر لتدهن جسده، فوجدت الحجر قد تدحرج والمسيح حيًا جالسًا عند الموضع الذي وُضع فيه. فكانت أول من شهد قيامته. ماذا حدث لها بعد ذلك وفقًا للأسطورة، بعد قيامة المسيح، بقيت مريم المجدلية مع المسيحيين الأوائل. وبعد أربعة عشر عامًا، يُقال إن بعض اليهود وضعوها على متن قارب مع بعض القديسين الآخرين دون أشرعة أو مجاديف، وتركوهم في البحر. وصل القارب إلى جنوب فرنسا، وهناك قضت مريم المجدلية بقية حياتها في العزلة داخل مغارة، متأملة في حياة التوبة والقداسة. يُحتفل بعيدها في 22 يوليو. وهي شفيعة المتحولين إلى الإيمان، الخطاة التائبين، مقاومي التجربة الجنسية، الصيادلة، الدباغين، النساء، العطارين، وكل من يُسخر منهم بسبب تدينهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| جبرائيل القديس رئيس الملائكة | الولادة: – الوفاة: – القديس جبرائيل هو ملاك يعمل كرسول من الله إلى أشخاص معيّنين. وهو أحد الثلاثة رؤساء الملائكة المعروفين في التقليد المسيحي إلى جانب ميخائيل ورافائيل. يُذكر جبرائيل في كل من العهد القديم والعهد الجديد من الكتاب المقدس. في العهد القديم يظهر جبرائيل للنبي دانيال ليشرح له رؤاه. وُصف بأنه “واحد يشبه الإنسان”، وكان يُفسر رؤى دانيال أثناء نومه. بعد الزيارة الأولى، شعر دانيال بالإرهاق والمرض لعدة أيام. ثم زاره جبرائيل مرة أخرى وأعطاه فهماً أعمق لرؤاه كاستجابة لصلاة. في العهد الجديد وُصف جبرائيل بأنه “ملاك من عند الرب”. وكانت أولى ظهوراته لـ زكريا، والد يوحنا المعمدان، وقال له: “لا تخف يا زكريا، فقد استُجيبت صلاتك، وستلد لك زوجتك أليصابات ابناً، وتدعوه يوحنا. وسيكون لك فرح وابتهاج، وكثيرون سيفرحون بولادته.” (لوقا 1:13) بعد أن حبلت أليصابات، ومر ستة أشهر، أُرسل جبرائيل إلى الناصرة ليزور العذراء مريم، المرتبطة برجل اسمه يوسف. وقال لها: “السلام عليكِ، أيتها الممتلئة نعمة، الرب معكِ، مباركة أنتِ بين النساء.” (لوقا 1:28) وأضاف: “لا تخافي يا مريم، لأنكِ نلتِ نعمة لدى الله. وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. سيكون عظيماً، وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولن يكون لملكه نهاية.” (لوقا 1:30-33) أخبرها جبرائيل أن الحَبَل سيكون بفعل الروح القدس، وأن المولود سيكون ابن الله. بعد بشارة الملاك لمريم، لا يُذكر جبرائيل مجددًا في الأناجيل. رموزه وتمثيله الفني يُصوَّر جبرائيل غالبًا في مشاهد البشارة للعذراء مريم. يُمثَّل وهو يرتدي اللون الأزرق أو الأبيض. يحمل رموزًا مثل: الزنبق، البوق، مصباح مضيء، غصن من الفردوس، درج، أو صولجان. في بعض الأحيان، يُقال إن جبرائيل هو من ينفخ في بوق الله ليعلن عن عودة الرب إلى الأرض، إلا أن من يقوم بهذه المهمة يختلف من نص لآخر. وأقدم تمثيل معروف لجبرائيل كبوقي يرجع إلى عام 1455 في الفن البيزنطي. جبرائيل هو شفيع: المرسلين، العاملين في مجال الاتصالات، موظفي البريد. يُحتفل بعيده في 29 سبتمبر، إلى جانب رئيسي الملائكة ميخائيل ورافائيل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| فوستينا كوفالسكا القديسة | الولادة: 1905 الوفاة: 1938 ولدت ماريا فوستينا كوفالسكا من القربان الأقدس باسم هيلينا كوفالسكا، في قرية غلوغوفيتس بمقاطعة ليتشيكا شمال غرب مدينة لودز في بولندا، في 25 أغسطس 1905، وكانت الثالثة من بين عشرة أطفال في عائلة فقيرة ومؤمنة. بدأت تشعر بدعوتها للحياة الرهبانية وهي في سن السابعة، عندما حضرت عرض القربان الأقدس. بعد إنهاء دراستها، رغبت في دخول الدير فورًا، لكن والديها رفضا. في سن السادسة عشرة، بدأت تعمل خادمة لمساعدة عائلتها. في عام 1924، رأت رؤيا للمسيح المتألم أثناء حضورها حفلة رقص مع أختها ناتاليا. فذهبت مباشرة إلى الكاتدرائية، وهناك سمعت صوت يسوع يطلب منها التوجه إلى وارسو والانضمام إلى دير. غادرت فورًا إلى وارسو، ودخلت أول كنيسة وجدتها (كنيسة القديس يعقوب) لحضور القداس، ثم بدأت تطلب الانضمام إلى الأديرة، لكنها قوبلت بالرفض بسبب فقرها ومظهرها. وأخيرًا، قبلتها رئيسة دير راهبات سيدة الرحمة بشرط أن تدفع ثمن ثوبها الرهباني. فبدأت فوستينا بالعمل والادخار من أجل ذلك. في 30 أبريل 1926، عندما بلغت العشرين من عمرها، استلمت الثوب الرهباني واتخذت اسم الأخت ماريا فوستينا من القربان الأقدس. وفي 1928، نذرت أول نذورها الرهبانية. في عام 1930، انتقلت إلى دير في مدينة بلوكتس، وهناك بدأت تظهر عليها علامات المرض. أُرسلت للراحة، ثم عادت إلى الدير. رؤيا الرحمة الإلهية في 22 فبراير 1931، ظهر لها يسوع مرتديًا ثوبًا أبيض، ومن صدره خرج شعاعان: أحدهما أحمر والآخر باهت اللون. قال لها: “ارسمِ صورة كما ترين، واكتبي تحتها: يسوع، أنا أثق بك.” كما طلب منها أن يُحتفل بعيد الرحمة الإلهية في الأحد الأول بعد الفصح. لم تكن فوستينا تعرف الرسم، وسعت لإيجاد فنان، لكن محاولاتها باءت بالفشل حتى عام 1934، حين رسم يوجين كازيميروفسكي أول صورة للرحمة الإلهية بإشراف الأب ميخائيل سوبوتشكو. نذورها الأخيرة وخدمتها في 1 مايو 1933، نذرت نذورها النهائية في لاجيفنيكي، وأصبحت راهبة دائمة. بعدها أُرسلت إلى فيلنيوس حيث التقت بالأب سوبوتشكو، واعترفت له برؤاها، فأحالها إلى طبيب نفسي للتحقق من صحتها النفسية، وثبت أنها سليمة، فبدأ بدعمها. طلب منها الأب سوبوتشكو أن تحتفظ بمذكرات تدون فيها محادثاتها مع يسوع، فأصبحت هذه المذكرات لاحقًا المرجع الرئيسي لعبادة الرحمة الإلهية. نشر عبادة الرحمة الإلهية في جمعة الآلام، 19 أبريل 1935، طلب يسوع منها أن تُعرض صورة الرحمة الإلهية للعبادة العلنية. وفي 26 أبريل، ألقى الأب سوبوتشكو أول عظة عن الرحمة الإلهية. في سبتمبر 1935، كتبت فوستينا عن رؤيا تاج الرحمة الإلهية، وهي صلاة تُتلى طلبًا لرحمة الله. رغبت فوستينا بتأسيس رهبنة جديدة مكرسة للرحمة الإلهية، لكنها ذُكرت بأنها نذرت حياة دائمة في جماعتها الحالية، فعادت إلى وارسو. قال لها يسوع: “ابنتي، افعلي ما بوسعك لنشر عبادة رحمتي الإلهية، وسأكمل ما ينقصك.” المرض والوفاة في عام 1936، تدهورت صحتها، وانتقلت إلى مستشفى في كراكوف، حيث قضت معظم وقتها في الصلاة. في يوليو 1937، طُبعت أول بطاقات صلاة بصورة الرحمة الإلهية، وكتبت فوستينا تساعية الرحمة الإلهية بإلهام من يسوع. في 5 أكتوبر 1938، توفيت فوستينا، ودُفنت في 7 أكتوبر. وهي ترقد الآن في بازيليكا الرحمة الإلهية في كراكوف، بولندا. رسالتها وحياتها عاشت فوستينا حياتها كمثال للاتحاد مع آلام المسيح، وقدمت معاناتها كذبيحة عن خطايا الآخرين. كانت تنشر الفرح والسلام، وتكتب عن رحمة الله لتقود الآخرين إلى الإيمان. كانت تتمتع بتقوى خاصة تجاه السيدة العذراء والأسرار المقدسة، خاصة الإفخارستيا وسر الاعتراف. تطويبها وقداستها في عام 1965، افتتح رئيس أساقفة كراكوف آنذاك، كارول فويتيلا (البابا يوحنا بولس الثاني لاحقًا)، تحقيقًا رسميًا في حياتها وقداستها. تمت الموافقة على معجزة شفاء الأمريكية مورين ديغان من مرض مستعصٍ بعد صلاتها عند قبر فوستينا. وفي 1992، اعتبرت هذه المعجزة سببًا كافيًا لتطويبها. التطويب: 18 أبريل 1993 القداسة: 30 أبريل 2000 شفيعة الرحمة الإلهية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| كاثرين الإسكندرانية القديسة | الولادة: 287 الوفاة: 305 القديسة كاثرين الإسكندرانية هي قديسة مُعترف بها في الكنيسة الكاثوليكية، ويُقال بحسب التقليد المسيحي أنها استشهدت حوالي سنة 305 في مدينة الإسكندرية بمصر. في ذلك الوقت، كانت الكنيسة لا تزال موحدة (قبل الانشقاق الكبير)، ولهذا فهي أيضًا مُعترف بها في الكنيسة الأرثوذكسية كـ”الشهيدة الكبرى”. لا توجد مصادر أولية موثقة تؤكد وجودها التاريخي، ولكن استمرار ذكرها وتناقل قصتها عبر الأجيال يعكس بوضوح تأثيرها وسيرتها البطولية في الإيمان والفضيلة. وُلدت كاثرين حوالي عام 287 في الإسكندرية، التي كانت آنذاك واحدة من أعظم مدن العالم، ومركزًا هامًا للثقافة والعلم والدين. وتقول التقاليد المسيحية إنها وُلدت في عائلة نبيلة وربما كانت أميرة. وكفتاة نبيلة، نالت تعليمًا راقيًا وكانت مثقفة وذكية منذ صغرها. في سن الرابعة عشرة تقريبًا، رأت رؤيا مؤثرة للسيدة العذراء ومولودها يسوع، ومنذ ذلك الحين قررت أن تصبح مسيحية. مواجهة الإمبراطور عندما بدأ الإمبراطور ماكسينتيوس اضطهاد المسيحيين، ذهبت كاثرين لمواجهته ووبخته على قسوته. بدلاً من إعدامها مباشرة، دعا الإمبراطور خمسين فيلسوفًا وخطيبًا لمجادلتها، لكن كاثرين – بقوة الروح القدس – تحدثت بحكمة وفصاحة شديدة، مما أدى إلى تحول عدد من الفلاسفة إلى المسيحية، فتم إعدامهم فورًا. تعذيبها وسجنها عجز الإمبراطور عن دحض حججها أو إخضاعها، فأمر بتعذيبها وسجنها. وعلى الرغم من ذلك، لم تتخلّ عن إيمانها. وسرعان ما انتشرت أخبار شجاعتها، فزارها أكثر من 200 شخص في السجن، ويُقال أن زوجة الإمبراطور، فاليريا ماكسيميلا، قد اهتدت على يديها وأعدِمت لاحقًا بسبب ذلك، إلا أن هذه الرواية غير موثّقة تاريخيًا. في محاولة أخيرة لإغرائها، عرض عليها الإمبراطور الزواج، وهو ما كان سيجعلها إمبراطورة قوية. لكنها رفضت وقالت إنها متزوجة من المسيح وكرّست عذريتها له. غضب الإمبراطور وأمر بإعدامها على عجلة تعذيب شائكة، وهي وسيلة وحشية لكسر عظام الضحية ببطء. لكن عندما لمست العجلة، تحطمت بمعجزة. وبعد فشل محاولة قتلها بهذه الطريقة، أمر الإمبراطور بقطع رأسها. ما بعد الاستشهاد تقول إحدى الروايات إن الملائكة نقلوا جسدها إلى جبل سيناء، حيث أسس الإمبراطور جستنيان ديرًا باسمها في القرن السادس، وهو دير “القديسة كاثرين” الشهير، ويُعد من أقدم الأديرة في العالم. في حوالي عام 800، انتشرت أسطورة تقول إن جسدها وُجد سليمًا، وشعرها ينمو، وتنساب منه زيوت عطرية، إلا أنه لا توجد أي بقايا مؤكدة لها اليوم، مما جعل بعض الباحثين يشككون في وجودها التاريخي. ومع ذلك، لا تزال تُكرّم في الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية على حد سواء، وتُعدّ من أبرز شهيدات العصور المسيحية المبكرة. تأثيرها الفني والديني: خلال العصور الوسطى، كانت كاثرين من أشهر القديسات في الكنيسة، وكانت موضوعًا مفضلاً في الفن، خاصة في أعمال عصر النهضة، حيث صُورت كثيرًا وهي بجانب العجلة. رموزها وشفاعتها: العجلة الشائكة تُعد رمزًا مشهورًا يُرتبط بها. عيدها في 25 نوفمبر، وهي شفيعة لعدة فئات، منها: الطلاب، الفتيات غير المتزوجات، المدافعون عن الإيمان، والخطباء، والمثقفون، كما تشفع للعديد من المناطق حول العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مارتن دي بوريس القديس | الولادة: – الوفاة: 1639 وُلد القديس مارتن دي بوريس في ليما، بيرو، في 9 ديسمبر 1579. كان ابنًا غير شرعي لرجل إسباني نبيل وأمٍّ محرَّرة من العبودية من بنما، من أصل إفريقي أو هندي أمريكي. تخلّى والده عنه وعن أمه وأخته عندما كان صغيرًا، مما جعل مارتن ينشأ في فقرٍ مدقع. وبعد عامين فقط من الدراسة الابتدائية، تم وضعه كمتدرّب لدى حلاق/جرّاح، حيث تعلّم الحلاقة وبعض المهارات الطبية. التمييز العنصري والطريق إلى الرهبنة بسبب أصله المختلط، تعرض مارتن للكثير من الإهانات، إذ كانت القوانين في بيرو تمنع المنحدرين من أصل إفريقي أو هندي أمريكي من الانضمام الكامل إلى الرهبانيات. لكنه كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة، وكان يتوق إلى الانضمام إلى الحياة الدينية. فطلب من رهبان الدومينيكان في دير الوردية المقدسة في ليما أن يقبلوه كمتطوّع للقيام بالأعمال المتواضعة مقابل السماح له بارتداء الثوب الرهباني والعيش بينهم. في سن 15، تم قبوله كخادم في الدير، ثم ترقّى ليصبح مسؤولًا عن توزيع المال على الفقراء المستحقين. خدمته وتكريسه خلال فترة وجوده في الدير، واصل مهنته كحلاق ومُعالج. عمل أيضًا في المطبخ، وغسل الملابس، ونظّف الدير. وبعد ثماني سنوات من الخدمة، تم السماح له بأخذ النذور كعضو في الدرجة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، بفضل رئيس الدير خوان دي لورنزانا الذي قرر تجاوز القوانين العنصرية. لكن لم يكن جميع الرهبان بنفس الانفتاح، فقد استمر البعض في السخرية منه ونعته بألفاظ قاسية بسبب أصله ونسبه. في عام 1603، أصبح مارتن راهبًا علمانيًا دومينيكيًا عن عمر 24 عامًا، وبعد عشر سنوات عُيّن مسؤولًا عن العناية بالمصابين في العيادة، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته. عُرف برحمته وصبره وحكمته في رعاية المرضى حتى في أصعب الحالات. محبة شاملة ومعجزات تميّز مارتن برعايته غير المشروطة لجميع الناس، سواء كانوا من النبلاء الإسبان أو من العبيد الأفارقة. لم يكن يمانع في استقبال المرضى أو الفقراء في منزله الخاص، مهما كانت حالتهم. أحب الله وجميع خليقته بصدق، وقيل إنه امتلك قدرات خارقة منها: الطيران، التواجد في أكثر من مكان، الشفاء الفوري، المعرفة المعجزية، والتواصل المميز مع الحيوانات. أسّس دارًا للأيتام وخدَم العبيد والمهمّشين، وكان يساعد الفتيات الفقيرات في تحصيل المهور للزواج. خلال وباء في ليما، مرض العديد من الرهبان وتم عزلهم في جناح بعيد داخل الدير. ومع ذلك، كان مارتن يخترق الأبواب المغلقة ويهتم بالمصابين. وعندما تم توبيخه لمخالفته قوانين الدير، أجاب بتواضع: “اغفروا لي خطئي، وعلّموني، فلم أكن أعلم أن طاعة القوانين تتقدّم على عمل الرحمة.” فأُعطي إذنًا مفتوحًا ليتبع قلبه الرحوم. وفاته والاعتراف بقداسته كان مارتن صديقًا حميمًا للقديس خوان ماسيياس والقديسة روزاليما، وهما أيضًا دومينيكان. في يناير 1639، وعمره 60 عامًا، أُصيب بحمى وقشعريرة وألم شديد، وظل مريضًا لمدة عام تقريبًا حتى توفي في 3 نوفمبر 1639. عند وفاته، كان معروفًا في أوساط كثيرة، وتناقلت الأحاديث معجزاته في الطب والرحمة. وعندما تم استخراج رفاته بعد 25 عامًا، كان جسده سليمًا ويفوح منه عطرٌ جميل. تكريمه: طُوّب: عام 1837 أُعلن قديسًا: عام 1962 شفيع: المختلطين عرقيًا، الحلاقين، العاملين في الصحة العامة، أصحاب النُزل. يُحتفل بعيده: في 3 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| إليزابيث آن سيتون القديسة | الولادة: 1774 الوفاة: 1821 إليزابيث آن بايلي سيتون كانت أول أمريكية مولودة على الأراضي الأمريكية تُعلَن قديسة من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وُلدت قبل الثورة الأمريكية بعامين، ونشأت في بيئة راقية في نيويورك. كانت قارئة نهمة، قرأت كل شيء من الكتاب المقدس إلى الروايات المعاصرة. رغم نشأتها الثرية، كانت حياتها المبكرة بسيطة وهادئة، وأحيانًا حزينة ووحيدة. ومع مرور الزمن، أصبح الكتاب المقدس مصدر تعليمها وسندها وعزاءها، وبقي حبها للكتاب المقدس راسخًا طوال حياتها. في عام 1794، تزوجت من التاجر الثري ويليام سيتون، وكانت بينهما علاقة حب عميقة. كتبت في مذكراتها عند بداية حياتها الزوجية: “بيتي الخاص وأنا في العشرين من عمري – العالم، والسماء أيضًا – أمر مستحيل التصديق.” لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً. توفي والد ويليام بعد أربع سنوات، فوجد الزوجان نفسيهما مسؤولَين عن سبعة إخوة غير أشقاء، إضافة إلى أعمال العائلة التجارية. سرعان ما انهار عمل ويليام وتدهورت صحته، فقررا السفر إلى إيطاليا على أمل أن تساعده البيئة هناك على الشفاء. للأسف، توفي ويليام في إيطاليا بسبب مرض السل، لكن عزاء إليزابيث الوحيد كان أنه استعاد إيمانه بالله قبل وفاته. اهتداؤها إلى الكاثوليكية خلال إقامتها في إيطاليا، أسرت إليزابيث قلوب الجميع بلطفها وذكائها وأخلاقها. وهناك بدأت تكتشف الإيمان الكاثوليكي، ووجدت فيه عزاءً وحقًا، خاصة في سر الإفخارستيا وحب العذراء مريم، التي اعتبرتها أمًّا لها بعد فقدان والدتها. طلبت إليزابيث من العذراء أن ترشدها إلى الإيمان الحقيقي، وفي عام 1805 دخلت رسميًا إلى الكنيسة الكاثوليكية. خدمتها التربوية وتأسيس الرهبنة باقتراح من رئيس كلية سانت ماري في بالتيمور، ماريلاند، بدأت إليزابيث مدرسة هناك. لكن بعد انتشار خبر اعتناقها للكاثوليكية، سحب بعض الأهل بناتهم من المدرسة. مع ذلك، تابعت إليزابيث رسالتها، وأطلقت مع فتاتين أخريين مشروع تأسيس رهبنة. وهكذا، أسست أول مدرسة كاثوليكية مجانية في أمريكا. في 25 مارس 1809، نذرت نذورها الأولى (الفقر، العفة، والطاعة)، وأصبحت تُعرف باسم “الأم سيتون”. رغم إصابتها بالسل، تابعت توجيه الأخوات وتربية أبنائها. وفي عام 1812، تم التصديق الرسمي على “قانون الحياة” للرهبنة الجديدة، المقتبس من قانون القديس فنسنت دي بول. بحلول عام 1818، كانت الرهبنة قد أنشأت مدرستين ودارَين للأيتام. واليوم، تعود ست رهبنات إلى جذورها التأسيسية مع الأم سيتون. وفاتها وإرثها الروحي خلال آخر ثلاث سنوات من حياتها، شعرت أن الله يستعد لاستدعائها، وكان هذا مصدر فرح داخلي لها. توفيت عن عمر 46 عامًا في 4 يناير 1821، بعد 16 عامًا فقط من دخولها الكنيسة الكاثوليكية. تم تطويبها عام 1963 وإعلان قداستها عام 1975. صلاتها المفضلة: من أحبّ الصلوات على قلبها كان مزمور 23، وكان لها تقوى خاصة تجاه الإفخارستيا والكتاب المقدس والعذراء مريم. صلاة على اسم القديسة إليزابيث آن سيتون: يا إلهنا، لقد باركتِ إليزابيث سيتون بنِعَمٍ كزوجة وأمّ، ومُربية ومؤسِّسة، لكي تقضي حياتها في خدمة شعبك. فلتساعدنا صلاتها ومثالها على أن نُظهر محبتنا لك من خلال محبتنا لإخوتنا البشر. نسألك هذا باسم ربنا يسوع المسيح، ابنك، الذي يحيا ويملك معك ومع الروح القدس، إلهٌ واحد إلى الأبد. آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بولس القديس | الولادة: 5 الوفاة: 67 القديس بولس هو واحد من أهم القديسين وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ الكنيسة. كثير من كتاباته موجودة في أسفار الكتاب المقدس وقد أثّرت بشكل كبير على نمو وتطور الكنيسة منذ القرن الأول الميلادي. كان يُعرف في البداية باسم شاول، وكان مواطنًا رومانيًا وفريسيًا متشددًا. وكان شاهدًا ومشاركًا في اضطهاد المسيحيين الأوائل، وكان حاضرًا عند استشهاد القديس إسطفانوس. ومع ذلك، فقد اختبر شاول رؤية سماوية قوية وهو في طريقه إلى دمشق، أدّت إلى تحوّله للمسيحية. تعمّد بعدها واتخذ الاسم بولس. مسيرته التبشيرية سافر بولس كثيرًا، أولاً إلى شبه الجزيرة العربية ثم عاد إلى دمشق، وبعدها زار أورشليم ليرى القديس بطرس (أول بابا) ويكرّمه. خلال أسفاره، كان يكرز بلا كلل، مما جعله يتعرض للنقد والهجوم، خصوصًا من اليهود الذين رأوا أنه يقنع كثيرين بترك اليهودية واعتناق المسيحية. عاد بولس إلى طرسوس، مدينته الأم، واستمر في التبشير هناك إلى أن دعاه برنابا للذهاب إلى أنطاكية، حيث بقيا عامًا. ثم، أثناء مجاعة أصابت أورشليم، أُرسلا إلى المدينة لتقديم العون. بعدها، قاما برحلة تبشيرية إلى قبرص وآسيا الصغرى، حيث أسسا العديد من الكنائس. وكان بولس يبقى على تواصل دائم مع هذه الكنائس من خلال الرسائل التي أرسلها، والتي صارت جزءًا من الكتاب المقدس. أهمية كتاباته رسائل بولس تقدم إرشادات عملية وروحية لكيفية عيش الحياة المسيحية. ويُعتقد أنه كتب رسائل أخرى ضاعت قبل أن يُجمّع الكتاب المقدس رسميًا. سجنه واستشهاده سافر بولس في أوروبا، خاصة إلى مقدونيا، اليونان، وإيطاليا. وبينما كان يستعد للذهاب إلى إسبانيا، سُجن في قيصرية من قبل اليهود لمدة عامين. ثم تعرّض للغرق في مالطا أثناء سفره، وسُجن مجددًا في روما لمدة عامين بسبب تبشيره. رغم السجن، استمر في الكرازة بلا توقف. وفي عام 67 ميلادي، تم القبض عليه مرة أخرى في روما، وأُعدم بقطع الرأس بأمر من الإمبراطور نيرون. ويقال بحسب القديس يوحنا الذهبي الفم إن نيرون كان يعرف بولس شخصيًا. مكانته وذكراه يُعد بولس من أذكى وأكثر الرسل تأثيرًا في التاريخ المسيحي. ويرى بعضهم أنه كان قائدًا للرسل، لكن الأدلة لا تدعم ذلك، إذ من الأرجح أنه كان يبشّر بناءً على طلب القديس بطرس. القديس بولس هو شفيع:المبشّرين، الكتّاب والصحفيين، العاملين في القطاع العام، صانعي الحبال، صانعي السروج والخيام. عيده الرئيسي في 29 يونيو، ويُكرّم فيه مع القديس بطرس. كما يُحتفل به أيضًا في: 25 يناير: تذكار تحوّله 16 فبراير: تذكار غرقه 18 نوفمبر: تدشين كنيسته (البازيليكا) موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس القديس | الولادة: – الوفاة: 64 بطرس، المعروف أيضاً باسم سمعان بطرس أو كيفا، يُعتبر أول بابا في تاريخ الكنيسة. رغم عظمة مكانته، كانت بداياته متواضعة، فقد كان صيادًا على بحيرة طبرية مع أخيه أندراوس، الذي أصبح بدوره من تلاميذ المسيح. تم اختياره من قبل يسوع ليكون أساس الكنيسة، كما ورد في متى 16:17-18: “أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.” في إنجيل لوقا، عندما كان يسوع يعظ عند بحيرة جنيسارت، صعد إلى قارب بطرس، وطلب منه الإبحار قليلاً عن الشاطئ. بعد الانتهاء من التعليم، أمره بالصيد مجددًا، فامتلأت شباكهم بالأسماك، ما جعل بطرس يسقط أمام يسوع قائلاً: “ابتعد عني يا رب، فأنا رجل خاطئ”. فدعاه يسوع ليكون “صيادًا للناس”. ضعف الإيمان رغم حماسه، كان بطرس يُعرف بقلة إيمانه أحيانًا، مثل عندما حاول المشي على الماء نحو يسوع لكنه خاف وغرق، فقال له يسوع: “يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟” خلال محاكمة يسوع، أنكر بطرس معرفته به ثلاث مرات، كما تنبأ له المسيح، مما جعله يبكي بمرارة عندما صاح الديك. بعد القيامة كان بطرس أول من دخل القبر الفارغ بعد قيامة المسيح. ظهر له المسيح وأعطاه ثلاث فرص ليؤكد محبته، ليعوض بها عن الإنكار الثلاثي. قال له يسوع: “ارعَ خرافي”، معلنًا دوره القيادي في الكنيسة. بعد صعود المسيح، أصبح بطرس القائد الفعلي للتلاميذ. تحدث أولاً في العنصرة، وشفى المرضى، وأدان الكذب، وكان أول من بشر غير اليهود بعد تعميده للقائد الروماني كورنيليوس. سجنه هيرودس أغريبا، وقُيّد بسلاسل بين جنديين. لكن ملاكًا أتى وحرره بمعجزة، وخرج من السجن دون أن يشعر أحد. استشهاده ذهب إلى أنطاكية، ثم كورنثوس، وأخيرًا روما، حيث استشهد في عهد الإمبراطور نيرون حوالي سنة 64م. تقول التقاليد إنه صُلب مقلوبًا لأنه لم يرَ نفسه مستحقًا أن يموت مثل سيده. قبره وتكريمه دُفن على تل الفاتيكان، وبنى الإمبراطور قسطنطين كنيسة كبيرة على قبره. في القرن العشرين، تم اكتشاف عظام يُعتقد أنها لبطرس تحت مذبح كنيسة القديس بطرس. أعلن البابا بولس السادس سنة 1968 أن من المحتمل أنها تعود إليه. وفي 2013، عرض البابا فرنسيس هذه البقايا لأول مرة. في الأيقونات، يُصوَّر بطرس كرجل مسن يحمل مفتاحًا وكتابًا. ومن رموزه الأخرى: صليب مقلوب، قارب، والديك الذي صاح بعد إنكاره للمسيح. أيام تذكاره 29 يونيو (عيد القديسين بطرس وبولس) 22 فبراير (عيد الكرسي الرسولي للقديس بطرس) 18 نوفمبر (عيد تكريس كنيسة القديس بطرس) موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| إليصابات الهنغارية القديسة | الولادة: 1207 الوفاة: 1231 سيرتها القديسة إليصابات الهنغارية، المعروفة أيضًا باسم إليصابات التورينغية، وُلدت في هنغاريا في 7 يوليو 1207، وهي ابنة الملك أندرو الثاني والملكة غيرترود من ميرانيا. منذ طفولتها، بدأت تتحمل مسؤوليات كونها أميرة ملكية. في سن الرابعة، أُرسلت إلى بلاط لاندغريف تورينغيا لتنشأ هناك، إذ خُطبت باكرًا للأمير الألماني لودفيغ الرابع. قُتلت والدتها عام 1213، وكانت إليصابات آنذاك في السادسة من عمرها. يُقال إن نبلاء هنغاريين نفذوا القتل بسبب التوترات بين الألمان والنبلاء المحليين. منذ ذلك الحدث، تغيرت نظرتها للحياة والموت، وبدأت تلجأ إلى الصلاة طلبًا للسلام. في عام 1221، تزوّجت رسميًا من لودفيغ، الذي أحبته بعمق. أنجبا معًا ثلاثة أطفال: اثنان أصبحا من النبلاء، والثالث دخل الحياة الرهبانية وأصبح رئيسًا لأحد الأديرة في ألمانيا. رغم مكانتها الملكية، عاشت إليصابات حياة صلاة وخدمة للفقراء. دعمها زوجها في التزامها الديني، وبدأت تمارس الزهد والتوبة، مستخدمة نفوذها الملكي لأعمال الخير. تأثرها بالقديس فرنسيس الأسيزي في عام 1223، وصل الرهبان الفرنسيسكان إلى تورينغيا، وتعلّمت إليصابات، البالغة 16 عامًا، عن حياة القديس فرنسيس، فقررت أن تتبع مثاله. ارتدت ملابس بسيطة، وكانت توزّع الخبز يوميًا على مئات الفقراء، وبنت مستشفى كانت تعتني فيه بأكثر من ألف مريض يوميًا. وعندما ضرب المرض والفيضانات تورينغيا عام 1226، كرّست نفسها لخدمة المتضررين، حتى إنها منحت ممتلكات القصر للفقراء. الترمّل والانخراط في الحياة الدينية في عام 1227، توفي زوجها لودفيغ بسبب المرض، وانهارت إليصابات حزناً، قائلة: “لقد مات… وكأن العالم كله قد مات بالنسبة لي.” دفن لودفيغ في دير راينهاردسبورن، وتعهدت إليصابات بعدم الزواج مرة أخرى، رغم ضغوط أقاربها، وقررت أن تعيش كراهبة. نذرت العفة والطاعة الكاملة لمُرشدها الروحي القاسي “كونراد من ماربورغ”، الذي عُرف بتشدده القاسي، حتى إنه عذّبها جسديًا وأبعد أبناءها عنها. ومع ذلك، بقيت وفية لنذورها، وقالت إنها تقطع أنفها إن اضطرت لمنع أي رجل من رغبتها. في عام 1228، انضمت إليصابات إلى الرتبة الثالثة من القديس فرنسيس، وأسست مستشفى باسم القديس فرنسيس، حيث كانت تخدم المرضى بيديها وتواسي الفقراء. وفاتها ومعجزاتها توفيت إليصابات في 17 نوفمبر 1231 عن عمر ناهز 24 عامًا في مدينة ماربورغ، بعد حياة مليئة بالمحبة والتقوى. من أشهر معجزاتها الحيّة: معجزة الورود: أثناء توزيعها الخبز للفقراء سرًا، سألها زوجها عما تخفيه تحت عباءتها. وعندما فتحتها، لم يرَ خبزًا، بل ورودًا حمراء وبيضاء. فكانت علامة على حماية الله لها. المسيح في سريرها: وضعت ليصابات مريضًا أبرص في سريرها، وعندما اشتكت حماتها لزوجها، رفع الأخير الغطاء ليرى المسيح المصلوب عوضًا عن المريض. بعد وفاتها، شهد كثيرون شفاءات معجزية على قبرها. بين عامي 1232 و1235، أُجريت فحوصات وشهادات خدمها، مما أدى إلى إعلان قداستها. في 27 مايو 1235، أعلنها البابا غريغوريوس التاسع قديسة للكنيسة الكاثوليكية. تكريمها ضريحها وُضع في كنيسة إليصابات في ماربورغ، ولا يزال هناك حتى اليوم، رغم أن جثمانها قد تفرّق خلال الإصلاح الديني. تُصوَّر غالبًا وهي تحمل سلّة خبز، أو في مشهد “معجزة الورود”، أو “المسيح على السرير”، كتعبير عن خدمتها ومحبتها للفقراء. مدحها البابا بندكتوس السادس عشر قائلًا إنها: “نموذج مثالي لمن هم في موقع السلطة.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| رافائيل رئيس الملائكة | الولادة: – الوفاة: – سيرته القديس رافائيل هو واحد من السبعة رؤساء الملائكة الذين يقفون أمام عرش الله، وهو واحد من ثلاثة فقط تم ذكرهم بالاسم في الكتاب المقدس (مع ميخائيل وجبرائيل). يظهر اسمه بشكل صريح فقط في سفر طوبيا، واسمه يعني “الله يشفي”. وقد ارتبط اسمه بالشفاء من خلال الروايات التي تقول إنه “شفى” الأرض عندما دنسها سقوط الملائكة، كما ورد في سفر أخنوخ المنحول. ظهوره في الكتاب المقدس في سفر طوبيا، يظهر رافائيل متخفيًا في هيئة بشرية، ويُعرّف نفسه باسم “عزاريا بن حنانيا العظيم”. يرافق طوبيا، ابن طوبيت، في رحلته، ويقوده خطوة بخطوة دون أن يعلم الأخير من يكون. عند عودته من الرحلة، يكشف عن مهمته الإلهية، قائلًا لطوبيت إنه أُرسل من قبل الرب ليشفيه من العمى، ولينقذ سارة (الزوجة المستقبلية لطوبيا) من الشيطان أسموديوس. عندها فقط يُظهر حقيقته قائلاً: “أنا رافائيل، أحد السبعة الذين يقفون أمام الرب.” (طوبيا 12:15) قصته مع سارة والشيطان سارة كانت قد فقدت سبعة أزواج، إذ كان الشيطان أسموديوس يقتل كل رجل تتزوجه في ليلة الزفاف قبل أن يتم الزواج. علّم رافائيل طوبيا كيف يتعامل مع الموقف بأمان، وقاده إلى الزواج من سارة، بعد أن طرد الشيطان منها. كما شفى طوبيت من العمى، ومكّنه من رؤية نور السماء. في العهد الجديد رغم أن اسمي ميخائيل وجبرائيل فقط ذُكرا في العهد الجديد، إلا أن إنجيل يوحنا يذكر قصة بركة بيت حسدا، حيث كان المرضى ينتظرون تحرك الماء، لأن “ملاك الرب كان ينزل في أوقات معيّنة ويحرك الماء، وأول من ينزل فيه كان يُشفى من مرضه” (يوحنا 5: 1-4). غالبًا ما يُعتقد أن هذا الملاك هو القديس رافائيل بسبب صلته بالشفاء. يُصوّر القديس رافائيل غالبًا وهو يحمل عصا و/أو سمكة، في إشارة إلى دوره مع طوبيا والشفاء الذي تم باستخدام سمكة في القصة الكتابية. القديس رافائيل هو شفيع:المسافرين، العُمي، المرضى، اللقاءات السعيدة، الممرضين والأطباء العاملين في المجال الطبي. ويُحتفل بعيده في 29 سبتمبر، مع القديسين ميخائيل وجبرائيل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ماكسيميليان كولبي القديس | الولادة: 1894 الوفاة: 1941 سيرته ولد القديس ماكسيميليان كولبي باسم رايموند كولبي في 8 يناير 1894 في مملكة بولندا، وكانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية. كان راهبًا فرنسيسكانيًا من رهبنة الإخوة الأصاغر التابعين لكنيسة الكابيتيولين، واستُشهد في معسكر الموت النازي أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية. عرف بحبه العميق للعذراء مريم الطاهرة، ويُلقب بـ “رسول التكريس لمريم”. وكانت حياته متأثرة بشدة برؤيا حصلت له عندما كان في الثانية عشرة من عمره. قال عنها: “في تلك الليلة، سألت العذراء: ماذا سيكون مصيري؟ فظهرت لي ممسكة بتاجين، أحدهما أبيض والآخر أحمر. سألتني إن كنت أقبل بأي منهما. الأبيض رمز للطهارة، والأحمر للشهادة. فقلت: أقبلهما كليهما.” بعد سنة من هذه الرؤيا، التحق كولبي وأخوه الأكبر بالرهبنة الفرنسيسكانية. وفي عام 1910، أُعطي الاسم الرهباني ماكسيميليان، ثم نذر أول نذوره في 1911. نال دكتوراه في الفلسفة من الجامعة الغريغورية البابوية في سن الـ21، ولاحقًا نال دكتوراه في اللاهوت في سن الـ28. نشاطه الرسولي أسّس ماكسيميليان منظمة “ميليشيا الطاهرة” (جيش مريم الطاهرة) بعد أن شهد احتجاجات ضد البابا القديس بيوس العاشر والبابا بنديكتوس الخامس عشر. كان هدفه الرئيسي هداية الخطأة وأعداء الكنيسة، خاصة الماسونيين، بواسطة شفاعة مريم. في عام 1918، سُيم كاهنًا، وكرّس نفسه لخدمة مريم في بولندا. أسس مجلة شهرية باسم “فارس مريم الطاهرة”، كما أنشأ مطبعة دينية ومقرًا رهبانيًا في نييبوكالانوف أصبح من أهم مراكز النشر الديني في أوروبا. أسس أيضًا أديرة في اليابان والهند، ولا يزال الدير الياباني فاعلًا حتى اليوم. في زمن الحرب في عام 1936، ساءت حالته الصحية فعاد إلى بولندا. وعندما اجتاحت القوات النازية البلاد، بقي في الدير بينما هرب الآخرون، وحوّل المكان إلى مستشفى ميداني. اعتُقل لاحقًا لفترة قصيرة، ثم أُفرج عنه. رفض كولبي توقيع وثيقة تعترف بأصله الألماني، واستمر في خدمة المحتاجين، وخبّأ أكثر من 2000 يهودي في ديره لحمايتهم من النازيين. استمر في النشر ضد النظام النازي حتى أُغلق الدير في 17 فبراير 1941، وتم اعتقاله ونقله إلى سجن بافياك، ثم إلى معسكر أوشفيتز بعد 3 أشهر. شهادته رغم العنف الوحشي الذي تعرض له، لم يتخلّ عن كهنوته. في إحدى المرات، اختير عدد من السجناء للموت جوعًا كعقاب على محاولة فرار، لكن كولبي تطوّع ليحلّ مكان أحد الآباء الذين لديهم عائلة. قضى أسبوعين في الزنزانة دون طعام أو ماء، وكان يقود السجناء في الصلاة للعذراء مريم ويزرع فيهم الرجاء. وكان آخر من بقي حيًا، فقتله الحراس بحقنة قاتلة من حمض الكاربوليك. تقول الروايات إنه رفع ذراعه اليسرى بهدوء منتظرًا الموت. توفي في 14 أغسطس 1941، وأُحرقت رفاته في اليوم التالي، عيد انتقال السيدة العذراء. تكريمه أُعلِن طوباويًا كـ “معترف بالإيمان” سنة 1971. أُعلِن قديسًا شهيدًا في 1982 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. رمزيته: يُصوَّر غالبًا بلباس السجناء المخطط، مع رقم السجين، وفي بعض الأيقونات يظهر مع إبرة في ذراعه. القديس ماكسيميليان كولبي هو شفيع: مدمني المخدرات، السجناء، العائلات، حركة الدفاع عن الحياة (Pro-Life). وعيده في 14 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أوغسطينوس أسقف هيبّو | الولادة: – الوفاة: 430 سيرته القديس أوغسطينوس أسقف هيبّو هو شفيع صانعي الجعة بسبب تحوّله الجذري من حياة منحلّة ومليئة باللهو، الحفلات، والملذات الدنيوية، إلى حياة توبة وقداسة. قصته ألهمت كثيرين ممن يكافحون ضد الرذائل أو العادات السيئة التي يرغبون في التحرر منها. وُلد أوغسطينوس في شمال إفريقيا، وكان ابنًا للقديسة مونيكا. أمضى سنوات عديدة من حياته غارقًا في الخطيئة والبدع. على الرغم من أنه كان من أذكى الرجال في زمانه، ورغم أنه نشأ في بيئة مسيحية، فإن خطاياه خاصة الشهوة والكبرياء أظلمت عقله وأعمت بصيرته الروحية، فلم يعد يرى أو يفهم الحقيقة الإلهية. لكن بفضل صلوات والدته التقية، وبفضل عِظات القديس أمبروسيوس الرائعة، اقتنع أوغسطينوس أخيرًا أن المسيحية هي الديانة الحقيقية. إلا أنه لم يُعمد مباشرة، لأنه كان يعتقد أنه غير قادر على عيش حياة الطهارة. لحظة التحوّل ذات يوم، سمع عن رجلين تحوّلا إلى المسيحية فجأة بعد قراءة سيرة القديس أنطونيوس الكبير، فشعر بالخجل العميق. صرخ لصديقه أليبيوس قائلاً: “ما الذي نفعله؟ البسطاء ينتزعون السماء، ونحن بعلمنا نتمرغ في طين خطايانا!” خرج إلى الحديقة، وانفجر بالبكاء متوسلاً لله قائلاً: “إلى متى يا رب؟ متى ستنتهي خطاياي؟” وفي تلك اللحظة سمع صوت طفل يردد: “خذ واقرأ!” (باللاتينية: Tolle lege!) اعتبر أوغسطينوس أن هذه دعوة إلهية، ففتح رسائل القديس بولس الرسول، وقرأ أول ما وقعت عليه عيناه: دعوة لترك الشهوات وعيش حياة طاهرة على مثال المسيح. كانت تلك اللحظة الحاسمة التي غيّرت حياته إلى الأبد. حياة جديدة تعمّد أوغسطينوس وأصبح فيما بعد كاهنًا ثم أسقفًا. كتب العديد من المؤلفات اللاهوتية والفلسفية التي لا تزال مرجعًا حتى اليوم. أسس رهبانية، وواجه الهرطقات بقوة، وعاش فقيرًا داعمًا للفقراء. كان واعظًا مميزًا ومصلّيًا بحرارة حتى لحظة وفاته. على حائط غرفته كتب عبارة بارزة: “هنا لا نتكلم بالسوء عن أحد.” من أشهر أقواله: “أحببتك متأخرًا، أيها الجمال الأزلي!” (تعبير عن ندمه على سنوات الضياع قبل توبته) القديس أوغسطينوس هو من أعظم آباء الكنيسة وأكثرهم تأثيرًا، ولا يزال يُحتفل بعيده في 28 أغسطس من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بادري بيو القديس | الولادة: 1887 الوفاة: 1968 السيرة القديس بادري بيو، المعروف سابقًا باسم فرانشيسكو فورجيوني، كان كاهنًا إيطاليًا اشتهر بتقواه، كرمه، وعطية الوصمات المقدسة (جروح المسيح)، والتي بقيت لغزًا طبيًا لم يتم تفسيره. وُلد في بلدة بيتريلشينا الإيطالية لأسرة فقيرة من المزارعين. منذ طفولته، كان طفلًا متدينًا جدًا، وبحسب الروايات، قرر تكريس حياته لله في عمر خمس سنوات. رؤية الملائكة منذ صغره، كان يرى الملائكة الحارسة ويتحدث مع يسوع والعذراء مريم، وكان يعتقد أن الجميع يرونهم كما يفعل هو. خدم كخادم مذبح، وكان يفرض على نفسه تضحيات قاسية، حتى أن والدته وبّخته ذات مرة لأنه نام على أرض حجرية تقشفًا. رغم فقر عائلته، دعموه بشدة. ولتأمين تعليمه، سافر والده إلى أمريكا للعمل وأرسل المال للمنزل. دخوله الرهبنة والكهنوت في عمر 15 سنة، دخل دير الإخوة الكبوشيين وأخذ اسم “بيو” تيمّنًا بالبابا بيوس الأول. رغم مرضه الشديد، استمر في التحضير للكهنوت، ورُسم كاهنًا في عام 1910. خلال الحرب العالمية الأولى، تم استدعاؤه للخدمة العسكرية، لكنه أعفي بسبب سوء حالته الصحية المتكرر. الوصمات المقدسة في 20 سبتمبر 1918، بينما كان يعترف للمؤمنين، شعر بألم في يديه وقدميه، وظهرت وصمات المسيح عليه فجأة – جروح نازفة على اليدين والقدمين والجنب. رائحتها كانت كرائحة الورود، لكنها لم تُصب بعدوى أبدًا، وحيّرت الأطباء الذين فحصوها. بحلول عام 1919، بدأ الناس يتوافدون من كل مكان لزيارته، وظهرت حوله العديد من القصص التي تنسب له قدرات خارقة مثل الشفاء، معرفة الغيب، وحتى الارتفاع عن الأرض أثناء الصلاة. نظرة الكنيسة له بسبب شعبيته الواسعة، بدأت الكنيسة والفاتيكان في فرض قيود عليه، وشكك البعض في صحة وصماته. لكنه تحمّل كل هذا بصبر، وتحقيقات الكنيسة أثبتت صدقه. في عام 1934، خفّت القيود، وبدأ يباشر واجباته الكهنوتية من جديد. عام 1947، زاره الأب كارول فويتيلا (الذي أصبح لاحقًا البابا يوحنا بولس الثاني) وأخبره بادري بيو بنبوءة أنه سيصل لأعلى منصب في الكنيسة، وهو ما تحقق فعلًا عام 1978. استثمر شعبيته في إنشاء مستشفى “بيت التخفيف من الألم” في سان جيوفاني روتوندو، وافتُتح عام 1956، ولا يزال يعمل حتى اليوم. وفاته والقداسة توفي في 23 سبتمبر 1968. حضر جنازته أكثر من 100,000 شخص. أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسًا في 16 يونيو 2002. أقوال مشهورة له: “صلِّ، وارجُ، ولا تقلق.” القديس بادري بيو هو شفيع: متطوعي الدفاع المدني، المراهقين، بلدة بيتريلشينا، التخفيف من التوتر والقلق. عيده يُحتفل به في 23 سبتمبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أغاثا القديسة | الولادة: 231 الوفاة: 251 السيرة القديسة أغاثا، المعروفة أيضًا باسم أغاثا الصقلية، تُعدّ من أكثر العذارى الشهيدات تبجيلاً في الكنيسة الكاثوليكية. يُعتقد أنها وُلِدت حوالي عام 231 في مدينة قطانية أو باليرمو في صقلية، لعائلة ثرية ونبيلة. منذ صغرها، كرّست أغاثا حياتها لله، وأصبحت عذراء مكرّسة، أي أنها اختارت العيش في الطهارة والتبتل مكرِّسة نفسها ليسوع والكنيسة في حياة صلاة وخدمة. ومع ذلك، لم يمنع هذا الرجال من مطاردتها ومحاولة التقرب منها. كان من بين هؤلاء رجل يُدعى كوينتيانوس، وكان ذا منصب سياسي مرموق. حاول أن يُجبرها على الزواج منه، رغم رفضها المتكرر له. وعندما اكتشف أنها مسيحية، خلال اضطهاد الإمبراطور ديسيوس للمسيحيين، أمر باعتقالها وقدَّمها للمحاكمة، وهو نفسه كان القاضي. كان يظن أن التهديد بالتعذيب والموت سيجعلها تتراجع عن إيمانها وتقبل الزواج، لكنها قالت وهي تبكي وتصلي: “يا يسوع المسيح، يا رب الجميع، أنت تعرف قلبي وترى رغباتي. املك عليَّ بكل كياني. أنا خروفك، اجعلني مستحقة أن أنتصر على الشيطان.” التعذيب والمعاناة لإجبارها على التراجع، أمر كوينتيانوس بسجنها في بيت دعارة، حيث تعرضت لمحاولات إذلال واعتداء لأكثر من شهر، لكنها بقيت ثابتة في إيمانها ونذورها. عندما رأى كوينتيانوس ثباتها، استدعاها مرة أخرى وقالت له أثناء الاستجواب: “أن أكون خادمة ليسوع المسيح هو حريتي الحقيقية.” فزاد غضبه وأمر بإعادتها إلى السجن، هذه المرة كسجينة لا كفتاة في بيت فاحشة. ثم أمر بتعذيبها: وُضِعت على الرف وتم تمزيق جسدها بخطاطيف حديدية، أُحرقت بالمشاعل وضُربت بالسياط ولما رأى صبرها، أمر بتعذيب أشد: قاموا بقطع ثدييها. ثم أُعيدت إلى السجن دون طعام أو علاج. لكن الرب اعتنى بها، فظهرت لها رؤية للقديس بطرس الرسول، الذي صلى لأجلها وشُفيت جراحها. وبعد أربعة أيام، أمر كوينتيانوس بتعذيبها مجددًا، فتم تجريدها من ملابسها ودحرجتها على فحم ساخن ممزوج بقطع حادة. وعند عودتها إلى السجن، صلّت أغاثا: “يا رب، يا خالقي، لقد حميتني منذ المهد، وانتزعتني من حب العالم، ومنحتني الصبر على الألم: فتقبّل الآن روحي.” ويُعتقد أنها انتقلت إلى السماء حوالي عام 251م. الرموز والصور تُصوَّر القديسة أغاثا في الفن المسيحي وهي تحمل: مقصات أو كماشات – ثديين على طبق (رمز للمعاناة التي تعرضت لها) القديسة أغاثا هي شفيعة: صقلية، مرضى سرطان الثدي، ضحايا الحرائق، النساء ضحايا العنف الجنسي، مدينة باليرمو، المرضعات، صانعي الأجراس. صلاة إلى القديسة أغاثا: “يا قديسة أغاثا، لقد عانيتِ من الاعتداء الجنسي والإهانة بسبب إيمانك ونقائك. ساعدي في شفاء جميع الناجين من الاعتداء الجنسي، واحمي النساء المهددات بالخطر. آمين.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| روزا من ليما القديسة | الولادة: 1586 الوفاة: 1617 وُلدت القديسة روزا في ليما، بيرو عام 1586 من والدين مستعمرين إسبان، وكان اسمها عند الولادة إيزابيل فلوريس دي أوليفيا. كانت مشهورة بجمالها الفائق، لدرجة أن الناس أطلقوا عليها لقب “روزا”، والذي بقي ملازمًا لها حتى بعد وفاتها. بحسب الأسطورة، رأى أحد الخدم في رؤيا أن وجهها قد تحوّل إلى وردة. وعند تثبيتها في الإيمان عام 1597، اختارت رسميًا اسم “روزا”. ✝️ الحياة الروحية والتكريس منذ صغرها، رغبت روزا في أن تصبح راهبة. اعتادت على الصلاة والصوم في الخفاء، وكانت تؤدي أعمال توبة صارمة، بعضها مؤلم. كانت تواظب على سجود القربان المقدس والتناول يوميًا. عندما كبرت، جذب جمالها العديد من الخطّاب، لكنها أرادت تكريس حياتها لله، فشوّهت وجهها بفركه بالفلفل حتى يتقرّح، وقصّت شعرها لتقلل من جاذبيتها. واجهت رفضًا من والديها لرفضها الزواج، لكن في النهاية وافق والدها وأعطاها غرفة منعزلة لتتعبد فيها. كانت تقضي ساعات طويلة في الصلاة، ولا تنام سوى ساعتين في اليوم حتى تتفرغ للعبادة. امتنعت تمامًا عن أكل اللحوم، وهو أمر نادر وصارم في ذلك الزمان. ⛪ الحياة الرهبانية والنسك في عمر 20 عامًا، انضمت إلى الرتبة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، وواصلت حياتها النُسكية بالتقشف والصلاة الشديدة. في إحدى المرات، أحرقت يديها طوعًا كتأديبٍ لنفسها. كانت ترتدي تاجًا من الفضة الثقيلة يحتوي على أشواك تخترق جلدها، كتذكير بإكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح. في إحدى المرات، انغرز شوك التاج في جمجمتها، واضطر الناس لإزالته بصعوبة شديدة. 🌟 الوفاة والقداسة توفيت القديسة روزا في 25 أغسطس 1617 عن عمر 31 عامًا، ويُقال إنها تنبأت بتاريخ وفاتها بدقة. كانت جنازتها حدثًا هامًا حضره كبار المسؤولين في المدينة. أُعلِنت طوباوية من قبل البابا كليمنت التاسع عام 1667، وأُعلنت قديسة في عام 1671 من قبل البابا كليمنت العاشر. يُحتفل بعيدها عالميًا في 23 أغسطس، لكن بعض البلدان مثل بيرو تحتفل بها في 30 أغسطس. تُعتبر القديسة روزا شفيعة: المطرّزين، البستانيين،بائعي الزهور، أولئك الذين يُستهزأ بهم بسبب تقواهم، العائلات التي تعاني من مشاكل. غالبًا ما تُصوَّر وهي تحمل وردة أو ترتدي إكليل الشوك، وتُعد أول قديسة من أمريكا اللاتينية. … | آباء وقديسون | |
| ماريا غوريتّي القديسة | الولادة: 1890 الوفاة: 1902 وُلدت ماريا غوريتّي في 16 أكتوبر 1890 في بلدة كورينالدو بمقاطعة أنكونا في إيطاليا. كان والدها مزارعًا فقيرًا، ونقل أسرته إلى بلدة “فيرييه دي كونكا” قرب أنزيو بحثًا عن عمل. لكنه توفي لاحقًا بسبب الملاريا، واضطرت والدتها إلى العمل بجهد لإطعام أطفالها. كانت ماريا تساعد والدتها برعاية المنزل وأصغر إخوتها، بينما عملت الأم والأشقاء في الحقول. ورغم فقرهم الشديد، كانت العائلة متماسكة ومؤمنة. في 5 يوليو 1902، كانت ماريا تجلس على درج منزلها تخيط قميصًا، ويُقال إن الشاب “أليساندرو” (كان عمره 18 عامًا، إما شقيقها أو جارها) كان يعمل في الحقل القريب. فاجأها أليساندرو وحاول اغتصابها. صرخت ماريا قائلة: “لا، هذا خطيئة مميتة، وستذهب إلى الجحيم!” حاول خنقها لكنها قاومته بقوة، وقالت إنها تفضل الموت على أن تخطئ. عندها استشاط غضبًا، وأخرج سكينًا وطعنها 11 مرة. عندما حاولت الهرب، طعنها مجددًا ثلاث مرات وفرّ. استيقظت شقيقتها تيريزا على صوت صراخها، وجاءت الأسرة لتجد ماريا غارقة في دمائها. تم نقلها إلى مستشفى نيتّونو، وخضعت لعملية جراحية بدون تخدير، لكنها كانت مصابة بجراح مميتة. خلال العملية، قال لها الجرّاح: “فكّري بي في الفردوس.” أجابته ماريا بابتسامة: “من يدري من سيصل إلى هناك أولاً؟” رد الطبيب: “أنت، يا ماريا.” قالت: “إذن سأفكر فيك بسرور.” كانت قلقة على والدتها، وفي اليوم التالي، غفرت لمغتصبها وقالت: “أريده أن يكون معي في السماء.” وماتت وهي تنظر إلى صورة العذراء وتحضن صليبًا على صدرها. تم القبض على أليساندرو واعترف بأنه لم ينجح في اغتصاب ماريا، وحُكم عليه بالسجن ثلاثين عامًا. وقد اعترف بأنه حاول استدراجها مرات عديدة من قبل. ظل أليساندرو غير نادم حتى رأى في المنام ماريا تقدم له زنابق، فاحترقت الزهور في يديه. عندها تغير قلبه وبدأ في التوبة. بعد 27 عامًا، خرج من السجن، وذهب مباشرة إلى والدة ماريا وطلب مغفرتها. فقالت له: “إن كانت ابنتي قد غفرت لك، فمن أكون أنا حتى لا أغفر؟” تم تطويب ماريا في 27 أبريل 1947، وأُعلنت قديسة في 24 يونيو 1950، بحضور أليساندرو في ساحة القديس بطرس. بعد ذلك، التحق برهبنة الكبوشيين، وخدم في الدير كموظف استقبال وبستاني حتى وفاته. تُعد ماريا شهيدة لأنها قاومت الخطيئة الجنسية بكل شجاعة، لكن الأهم في قصتها هو مغفرتها لمعتديها، وهو ما أحدث معجزة روحية في حياة أليساندرو. جُسدها محفوظ في سرداب بازيليك “سيدتنا النعم وسانتا ماريا غوريتّي” في نيتّونو. وهناك اعتقاد خاطئ بأنها غير متحللة، لكن جسدها موضوع داخل تمثال شمعي تحت المذبح. غالبًا ما تُصوَّر القديسة ماريا بشعر مموج، مرتدية ثيابًا بيضاء أو فلاحية، وتحمل زنابق – رمز النقاء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| كلارا الأسيزية القديسة | الولادة: 1194 الوفاة: 1253 ولدت القديسة كلارا الأسيزية في أسيزي بإيطاليا في 16 يوليو 1194، وكان اسمها عند الولادة “كيارا أوفريدوكيو”. كانت الابنة الكبرى للنبيل “فافورينو شيفي”، كونت ساسو روسّو، وزوجته “أورتولانا”، وهي امرأة متدينة من أسرة نبيلة تدعى “فيومي”. يُقال إن والدها كان من نسل روماني قديم. منذ صغرها، كرّست كلارا نفسها للصلاة. وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، سمعت الواعظ القديس فرنسيس الأسيزي يتحدث خلال عظة صوم في كنيسة سان جورجيو، فألهمها ذلك أن تعيش بحسب الإنجيل. في أحد الشعانين سنة 1212، غادرت كلارا بيت والدها سرًا، وذهبت إلى كنيسة بورزيونكولا لتلتقي بفرنسيس، وهناك قصّ شعرها وألبسها ثوبًا بسيطًا وحجابًا بدلًا من ثوبها الغني. انضمت كلارا إلى دير الراهبات البندكتيات في سان باولو، قرب باستيا، بتوجيه من فرنسيس. وعندما حاول والدها إعادتها بالقوة، رفضت قائلة إنها لا تريد زوجًا إلا يسوع المسيح. ولمنحها مزيدًا من العزلة، أرسلها فرنسيس إلى دير بندكتي آخر في سانت أنجيلو في بانزو. التحقت بها أختها “كاترينا”، التي أخذت اسم “أغنيس”، في الدير ذاته. وبمرور الوقت، انضمت إليهما نساء أخريات أرَدن أن يكرسن حياتهن كعرائس للمسيح، ويعشن حياة فقر وانعزال. وأُطلق عليهن لاحقًا اسم “السيدات الفقيرات في سان داميانو”. عشن حياة بسيطة قوامها التقشف، الصمت، والصلاة. لم يكنّ يرتدين أحذية، لم يأكلن اللحم، وعشن في بيت فقير. ومع ذلك، كنّ سعيدات، لأن الرب كان قريبًا منهن دومًا. أصبح دير سان داميانو مركزًا لرهبنتهن الجديدة، وعُرف لاحقًا بـ”رهبنة السيدات الفقيرات”، التي ترأستها كلارا رسميًا عام 1216. بعد وفاتها بعشر سنوات، سُمّيت الرهبنة بـ”رهبنة القديسة كلارا”. دافعت كلارا عن قوانين رهبنتها ضد محاولات تغييره ليشبه قانون القديس بندكتوس. كانت تُعرف بتفانيها الكبير للقديس فرنسيس، وكان يُشار إليها أحيانًا بـ”فرنسيس الثاني”. وكانت تراه كأبٍ روحي وساعدته في أواخر حياته. بعد وفاته، واصلت كلارا حماية قوانين رهبنتها من محاولات الباباوات فرض تعديلات عليها، مؤكدة التزامها التام بـ”فقر الشركة الكامل”. في عام 1224، هاجم جنود من جيش فريدريك الثاني أسيزي، فخرجت كلارا -رغم مرضها- حاملة القربان المقدس، وطلبت من الله أن يحمي الراهبات. فسمعت صوتًا يقول: “سأحميهن دائمًا”، وعلى الفور، أصاب الخوف المعتدين فهربوا دون أن يؤذوا أحدًا. عانت كلارا مرضًا طويلًا وآلامًا شديدة، لكنها قالت: “لا يمكن للقلب الذي يمتلك الله أن يكون فقيرًا أبدًا”. في 9 أغسطس 1253، صادق البابا إنوسنت الرابع على قانون رهبنتها. وتوفيت بعد ذلك بيومين، في سن التاسعة والخمسين. تم نقل رفاتها لاحقًا إلى كاتدرائية القديسة كلارا التي بُنيت لتكريمها. وقد أعيد دفنها عام 1260 تحت المذبح الرئيسي. وفي وقت لاحق، نُقلت إلى ضريح خاص تحت الكاتدرائية. تم تغيير اسم الرهبنة رسميًا إلى “رهبنة القديسة كلارا” عام 1263 بمرسوم من البابا أوربان الرابع. في عام 1958، أعلن البابا بيوس الثاني عشر القديسة كلارا شفيعة التلفاز، لأنه أثناء مرضها كانت ترى وتسمع القداس بطريقة عجائبية على جدار غرفتها. كما أنها شفيعة أمراض العيون، وصياغة الذهب، والغسيل. وغالبًا ما تُصوّر القديسة كلارا حاملة القربان المقدس (المونسترانس) تذكيرًا بلحظة دفاعها عن ديرها ضد الجنود. عيدها يُحتفل به في 11 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جان دارك القديسة | الولادة: 1412 الوفاة: 1431 ولدت جان دارك في 6 يناير 1412 لأسرة فلاحية متدينة في قرية دومري، بالقرب من مقاطعة لورين الفرنسية. منذ سن مبكرة، زعمت أنها سمعت أصوات القديس ميخائيل، والقديسة كاترين، والقديسة مارغريت، الذين طلبوا منها طرد الإنجليز من الأراضي الفرنسية، وإحضار دوفان (ولي العهد) إلى مدينة ريمس لتتويجه ملكًا. في سن 16، توجهت إلى الحاكم العسكري في فوكولور، مطالبة بلقاء الملك. في البداية سُخِر منها، لكنها نجحت في كسب ثقة البعض، ومن بينهم جنديان رافقاها في رحلتها إلى بلاط الملك شارل السابع، حيث أكدت له أنها مرسلة من الله لتحرير فرنسا. بعد فحص لاهوتي في بواتييه، أقرّ القضاة أنها فتاة ذات حياة لا تشوبها شائبة، ويُحتمل أن تكون ذات مهمة إلهية. وبدأت مسيرتها العسكرية، حيث ارتدت درعًا وخاضت عدة معارك، منها معركة أورليان، التي انتهت بنصر مدوٍّ ورفع الحصار الإنجليزي. كانت جان دارك تحمل راية بدلاً من السيف، واعتبرها الجنود مصدر إلهام وتوجيه روحي. أُصيبت بجروح في المعركة، لكنها عادت إلى ساحة القتال في اليوم نفسه، مما رفع معنويات الجنود. لاحقًا، ألقي القبض عليها في مدينة كومبيين على يد البورغنديين، الذين باعوها للإنجليز. خضعت لمحاكمة كنسية بتهم تتعلق بالهرطقة والسحر، أدارها قضاة منحازون دون أي أدلة حقيقية، كما حُرِمت من الحق في محامٍ. ورغم غياب الإثباتات، حُكم عليها بالإعدام حرقًا. في 30 مايو 1431، أُعدمت جان دارك حرقًا في مدينة روان. طلبت أن يُمسك صليب أمامها أثناء احتراقها، وبعد موتها، أحرق الإنجليز جثتها مرتين أخريين ورموا رمادها في نهر السين كي لا تبقى أي بقايا تُستخدم كذخائر. في عام 1456، أعيد فتح المحاكمة بأمر من البابا كاليكستوس الثالث، وبعد تحقيق طويل أُعلنت براءتها رسميًا. في عام 1909، تم تطويبها، وفي 16 مايو 1920، أعلن البابا بنديكتوس الخامس عشر قداستها. تُعتبر جان دارك رمزًا للشجاعة والإيمان، وقد ألهمت العديد من الكتاب مثل شكسبير ومارك توين. وغالبًا ما تُصوَّر في الدروع بشعر قصير، دلالة على مشاركتها في الحروب. صلاة إلى القديسة جان دارك: يا شفيعتي العزيزة، شكرًا لأنك ترافقينني خلال يومي، وفي عملي الذي قمت به. ساعديني لأسمع صوت الله وصوتك، يا قديسة، لكي أفعل ما دُعيت إليه. تشفعي من أجلي واطلبي من الله أن يحوّل عيوبي إلى فضائل. شكرًا لكل ما فعلته من أجلي، واستمري في الصلاة من أجلي ومن أجل جميع النفوس المحتاجة. القديسة جان دارك، صلّي لأجلنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاتيري تيكاكويثا القديسة | الولادة: 1656 الوفاة: 1680 من هي كاتيري تيكاكويثا؟ القديسة كاتيري تيكاكويثا هي أول أمريكية أصلية (من سكان أمريكا الأصليين) يتم إعلان قداستها في الكنيسة الكاثوليكية. وُلدت عام 1656 في قرية موهوك تُدعى أوسيرنينون. كانت والدتها من قبيلة الألجونكوين وقد أُسرت وتزوجت من زعيم موهوكي. وعندما كانت كاتيري في الرابعة من عمرها، أُصيبت بمرض الجدري، الذي شوّه وجهها وتركها بندوب بارزة، ما جعلها تشعر بالخجل في طفولتها، وكانت غالبًا ما تغطي وجهها ببطانية. الأسوأ من ذلك أن الوباء قضى على جميع أفراد أسرتها. ربّاها عمّها، الذي كان زعيم عشيرة موهوك. وقد عُرفت كاتيري بكونها عاملة ماهرة، صبورة ومجتهدة. ولكنها رفضت الزواج. وحين عرض عليها أهلها بالتبني أحد الخطّاب، رفضت بشدة. فعاقبوها بتكليفها بمهام إضافية، لكنها بقيت ثابتة في قرارها. إيمانها وتحولها في سن 19 عامًا، قررت كاتيري أن تعتنق المسيحية الكاثوليكية، وأخذت نذر العفة، ناذرة نفسها ليسوع المسيح وحده كعريس روحي. أغضب هذا القرار أقاربها وجيرانها، وانتشرت عنها شائعات تتهمها بالسحر. هربًا من الاضطهاد، سافرت إلى مجتمع مسيحي للسكان الأصليين جنوب مدينة مونتريال الكندية. حياتها الروحية كانت كاتيري معروفة بإيمانها العميق وتفانيها في الصلاة. تقول الأساطير المحلية أنها كانت تنام على فراش تضع فيه الشوك، وكانت تصوم كثيرًا، وتضع مواد مرّة على طعامها لتقلل من طعمه وتكبح شهوات الجسد. في مرة واحدة على الأقل، أحرقت نفسها، وكانت هذه الممارسات جزءًا من تقاليد الزهد والتكفير الذاتي لدى قبيلة الموهوك. رغم تقواها، كانت مريضة وضعيفة جسديًا. وقد أدت ممارساتها الزهدية إلى تفاقم حالتها الصحية. وبعد خمس سنوات فقط من اعتناقها الإيمان الكاثوليكي، توفيت عن عمر يناهز 24 عامًا، في 17 أبريل 1680. اسمها ومعناها: اسم “كاتيري” هو الصيغة الموهوكية لاسم كاترين، الذي اختارته تكريمًا للقديسة كاترينا السيانية (St. Catherine of Siena). تقديسها وشفاعتها: أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر قداستها رسميًا في 21 أكتوبر 2012. تُعتبر شفيعة للبيئة، الطبيعة، المنفيين، وأبناء الشعوب الأصلية في أمريكا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مريم العذراء المباركة | الولادة: – الوفاة: – مريم، المعروفة أيضًا باسم القديسة مريم العذراء أو مريم أم الله، تُعتبر أعظم القديسين في الإيمان المسيحي. فقد “رُفعت، بعد ابنها، بنعمة إلهية فوق كل الملائكة والبشر”. يُكرمها المؤمنون بتكريم خاص يُعرف في اللاهوت الكاثوليكي بـ**”الهايبر دوليا”**، وهو تكريم يفوق كل القديسين. وتُحتفل بالأحداث الرئيسية في حياتها كأعياد ليتورجية في الكنيسة الجامعة. نشأتها ودورها في الخلاص بحسب التقليد، وُلدت مريم في أورشليم، وهي ابنة القديسين يواكيم وحنة. قُدمت للهيكل في طفولتها، ونذرت العفة لله. وفي الناصرة، ظهر لها رئيس الملائكة جبرائيل وبشّرها بأنها ستصبح أم المخلص يسوع المسيح بواسطة الروح القدس. خطبت مريم للقديس يوسف، وزارت قريبتها أليصابات (أم يوحنا المعمدان)، وهناك قالت نشيد “التعظيم” (Magnificat)، وأقرت أليصابات بأنها “أم الرب”. عندما أمر الإمبراطور أوغسطس بإحصاء السكان، سافرت مع يوسف إلى بيت لحم، وهناك ولدت يسوع، واستقبلته الملوك المجوس الثلاثة. أحداث في حياتها تقديم يسوع في الهيكل: تنبأ سيميون الشيخ بمستقبل يسوع وبأن مريم ستتألم. الهروب إلى مصر: هربت العائلة المقدسة لتجنب بطش الملك هيرودس، وعادت إلى الناصرة بعد وفاته. حادثة الهيكل: حين كان يسوع في سن الثانية عشرة، وجدته مريم ويوسف في الهيكل بين المعلمين. عرس قانا: أول معجزة ليسوع – تحويل الماء إلى خمر – تمت بواسطة شفاعة مريم. على الجلجلة: كانت حاضرة عند صلب يسوع، وهناك أوصى بها يسوع للقديس يوحنا. أواخر حياتها وانتقالها لا تذكر الكتابات المقدسة تفاصيل عن السنوات الأخيرة من حياة مريم. بعض التقاليد تقول إنها عاشت في أفسس، والبعض الآخر في أورشليم. ويؤمن الكاثوليك بأنها نُقلت إلى السماء بالجسد والروح – وهي عقيدة أعلنت كـعقيدة إيمانية من البابا بيوس الثاني عشر عام 1950. العقائد الكاثوليكية المتعلقة بمريم: أم الله (Theotokos)، بتوليتها الدائمة، الحبل بها بلا دنس (أُعلنت في 1854 من البابا بيوس التاسع)، انتقالها إلى السماء (أُعلنت في 1950) ألقابها وشفاعتها تُلقب بـملكة السماء لأنها أم الملك المسيح، وتملك بنعمة فريدة من الآب والابن والروح القدس. هي أمنا الروحية، ترعى أرواح المؤمنين منذ المعمودية وحتى الوفاة. تُدعى وسيطة النِعَم، لأنها توصل النِعم الإلهية للناس. تُعتبر شفيعة جميع الناس وكل عمل صالح. في الفن المسيحي غالبًا ما تُصوَّر مريم بـرداء أزرق رموزها: تاج بـ12 نجمة، الورد، الطفل يسوع، والكتاب صورها موثقة منذ العصور الأولى في سراديب روما، وتظهر مع ابنها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمفنا القديسة | الولادة: – الوفاة: – وُلدت ديمفنا في أيرلندا في القرن السابع لأب وثني وأم مسيحية تقية. وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، كرّست حياتها للمسيح ونذرت العفة. ولكن، سرعان ما توفيت والدتها، وأصيب والدها دامون بانهيار نفسي شديد، إذ كان يحب زوجته حبًا شديدًا. ونصح المستشارون الملكيون دامون بالزواج مجددًا لتجاوز حزنه، ووافق بشرط أن تكون العروس بجمال زوجته الراحلة. أرسل دامون مبعوثين للبحث عن امرأة نبيلة تشبه زوجته، ولكن عندما لم يجدوا، بدأ بعض المستشارين السيئين يهمسون له بأفكار شريرة تدعوه للزواج من ابنته ديمفنا. وهكذا، عندما نظر دامون إلى ديمفنا، رأى فيها ملامح زوجته، وأخذ القرار المروع بالزواج منها. هربها واستشهادها عندما علمت ديمفنا بما ينويه والدها، هربت من القصر بصحبة كاهنها المعترف جيربران، وخادمين مخلصين، والمهرج الملكي. سافروا معًا إلى ما يُعرف اليوم ببلجيكا، واختبأوا في بلدة جيل (Geel). ويُقال إن ديمفنا بنت مستشفى في جيل للفقراء والمرضى. لكن من خلال نفقاتها وثرائها، تمكن والدها من تعقبها. وعندما وصل دامون إلى بلجيكا، قبض عليهم، وأمر بقطع رأس الكاهن جيربران، وحاول إقناع ديمفنا بالعودة والزواج به. لكن ديمفنا رفضت رفضًا قاطعًا. فاستشاط والدها غضبًا، وسحب سيفه، وقطع رأسها. كانت في الخامسة عشرة فقط عند استشهادها. بعد رحيله، جمع سكان جيل جثتي ديمفنا وجيربران، ودفنوهما في كهف. إرثها وتكريمها: نالت إكليل الشهادة دفاعًا عن طهارتها حوالي عام 620، ولقّبت بـ”زنبقة إيرلندا”. في عام 1349، بُنيت كنيسة لتكريمها في جيل. وبحلول عام 1480، توافد العديد من الحجاج ممن يعانون أمراضًا عقلية للكنيسة، فوسّع السكان الكنيسة وأصبحوا يستضيفون المرضى في بيوتهم – مما بدأ تقليدًا في رعاية المرضى النفسيين لا يزال قائمًا حتى اليوم. وللأسف، احترقت الكنيسة الأصلية في القرن الخامس عشر، وبُنيت كنيسة القديسة ديمفنا الكبرى في عام 1532 فوق قبرها الأصلي، وهي لا تزال قائمة حتى الآن. معجزات وتكريم عالمي حدثت معجزات عديدة في مزارها، ووُضعت رفاتها في تابوت فضي داخل الكنيسة، وبعض من رفاتها موجود أيضًا في مزار القديسة ديمفنا في الولايات المتحدة. وقد نال الكاهن جيربران شرف القداسة، ونُقلت رفاته إلى كسانتن، ألمانيا. في أمريكا، المزار الوطني للقديسة ديمفنا يقع في كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية في ماسيلون، أوهايو. كما يوجد مدرسة القديسة ديمفنا الخاصة في بالّينا، مقاطعة مايو، جمهورية أيرلندا. رموزها في الفن تُصوَّر القديسة ديمفنا عادة: بتاج على رأسها، ترتدي ثيابًا ملكية، وتمسك بسيف (رمز استشهادها) بشكل غير مريح أحيانًا، وأحيانًا تحمل مصباحًا، وتظهر في بعض الصور ترتدي الأخضر والأبيض، وتحمل كتابًا وزنابق بيضاء. صلاة للقديسة ديمفنا “اسمعنا يا الله، مخلصنا، إذ نكرم القديسة ديمفنا، شفيعة المصابين بالأمراض النفسية والعاطفية. ساعدنا على أن نستلهم مثالها، ونجد الراحة في معونتها الرحيمة. آمين.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلومينا القديسة | الولادة: 291 الوفاة: 304 لا يُعرف الكثير عن حياة القديسة فيلومينا، لكن يُعتقد أنها كانت أميرة يونانية أصبحت شهيدة عذراء وتوفيت عن عمر 13 عامًا. تم اكتشاف رفات فتاة شابة في مايو 1802 داخل سراديب الموتى في بريسيلا، على طريق سالاريا نوفا، وكانت هناك ثلاث بلاطات مكتوب عليها: “السلام لكِ يا فيلومينا.” كل ما نُعرف عن حياتها جاء من رؤى راهبة نابوليتانية تُدعى الأخت ماريا لويزا دي جيسو، التي قالت إن القديسة فيلومينا ظهرت لها وأخبرتها بأنها ابنة ملك يوناني اعتنق المسيحية. وعندما بلغت فيلومينا الثالثة عشرة، نذرت بتوليتها للمسيح. وفيما بعد، عندما اصطحب والدها العائلة إلى روما لعقد صلح، وقع الإمبراطور دقلديانوس في حب فيلومينا. وعندما رفضت الزواج منه، تعرضت للتعذيب. فقد جُلدت، وألقي بها في الماء مع مرساة مربوطة إليها، وأُطلقت عليها السهام. لكن، في كل مرة كانت تُعذّب، كانت الملائكة تظهر بجانبها وتُشفيها بالصلاة. وأخيرًا، أمر الإمبراطور بقطع رأسها. ووفقًا للرؤية، فقد ماتت يوم جمعة في الساعة الثالثة بعد الظهر، نفس توقيت موت المسيح. وُجد على البلاطات التي سُجّلت على قبرها رموز: مرساتان، ثلاث سهام، غصن نخيل (رمز الاستشهاد)، وزهرة – وكلها تُفسر كرموز لشهادتها. حياة ما بعد الموت وانتشار العبادة لها تقول رؤية الأخت أن فيلومينا وُلدت في 10 يناير، واستشهدت في 10 أغسطس. بدأت العبادة للقديسة فيلومينا تنتشر بعد استخراج عظامها وبدء ظهور المعجزات. فقد تسلم الأب فرانشيسكو دي لوتشيا من مدينة مونيانّو ديل كاردينالي رفاتها، ووضعها في كنيسة سيدة النعمة في نفس المدينة. وبعد وضع رفاتها في الكنيسة، شُفيت أمراض السرطان، والتأمت الجروح، ووقعت معجزة مونيانّو، حيث شُفيت الطوباوية بولين جاريكو من مرض قلب خطير بين ليلة وضحاها، وكل ذلك نُسب إلى شفاعة القديسة فيلومينا. قدّسها أيضًا قديسون آخرون مثل القديس يوحنا ماري فياني والقديس بطرس لوي ماري شانيل، ونسبوا لها معجزات في حياتهم. رغم الجدل القائم أحيانًا حول دقة قصة حياتها وقداستها، فإن كثيرين حول العالم ما زالوا يؤمنون بأن فيلومينا قديسة معجزية. وتم إعلان قداستها رسميًا في عام 1837. القديسة فيلومينا هي شفيعة الرضع، الأطفال، والشباب، وغالبًا ما تُصوّر وهي شابة صغيرة، بتاج من الزهور، مع رموز الاستشهاد مثل النخلة أو السهام أو المرساة. عيدها يُحتفل به في 11 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تريز الطفل يسوع | الولادة: 1873 الوفاة: 1897 القديسة تريز الطفل يسوع (تريز دو ليزيو) أجيال من الكاثوليك أعجبوا بهذه القديسة الشابة، ولقبوها بـ”الزهرة الصغيرة”، ووجدوا في حياتها القصيرة إلهامًا يفوق ما قرأوه في مجلدات اللاهوتيين. رغم أنها توفيت في عمر 24 سنة فقط، بعد أن قضت أقل من عشر سنوات كراهبة كرملية متقشفة، ولم تؤسس أي رهبنة، ولم تذهب في بعثات تبشيرية، فإن حياتها أثرت بشكل عميق. كتابها الوحيد “قصة نفس”، وهو نسخة مختصرة من مذكراتها نُشر بعد وفاتها، وقد ألهم الآلاف حول العالم. في عام 1925، تم إعلان قداستها بعد 28 عامًا فقط من وفاتها، بسبب الطلب الشعبي الهائل. ورغم أن البعض انتقدوا تصوير حياتها على أنها عاطفية بشكل مبالغ فيه، فإن رسالتها لا تزال بسيطة وعميقة: أن القداسة يمكن أن تُبنى من خلال الأعمال الصغيرة اليومية المملوءة بالمحبة. نشأتها وُلدت تريز في فرنسا عام 1873، لأب وأم كانا يطمحان لحياة دينية. لكن بعد الزواج، وتحت توجيه كاهن، بدأوا حياتهم الزوجية الطبيعية وأنجبوا تسعة أطفال، عاش منهم خمس فتيات فقط. في سن الرابعة والنصف، توفيت والدتها بسرطان الثدي، مما سبب لها جرحًا عميقًا. تولت أختها الكبرى بولين دور الأم، لكنها سرعان ما دخلت الدير، فزادت مشاعر الفقد لدى تريز. عانت تريز من مرض خطير في طفولتها، وظن من حولها أنها ستموت، لكنها شُفيت بطريقة معجزة بعد أن صلت أمام تمثال للعذراء مريم ورأت مريم تبتسم لها. منذ صغرها، بدأت تريز تمارس الصلاة الداخلية الصامتة، وتفكر في الله والحياة الأبدية. عندما قررت الانضمام إلى دير الكرمل، رُفض طلبها لصغر سنها. لكنها لم تستسلم، فذهبت إلى أسقف منطقتها، ولما لم تجد تجاوبًا، سافرت إلى روما وطلبت من البابا نفسه الإذن بالدخول إلى الدير. ورغم التعليمات بعدم الحديث، تحدثت إليه وأخذها الحراس، لكن شجاعتها أثارت إعجاب المسؤولين، وفي النهاية، تم قبولها. في الدير كان الواقع مختلفًا عن أحلامها. لم تكن الحياة الرهبانية سهلة، واضطرت إلى التضحية بصمت، والقيام بأعمال صغيرة بمحبة. كانت تبتسم في وجه من لا تحبهم، وتتحمل الإهانات بصبر، وتأكل ما يُقدَّم لها دون شكوى. أعظم تضحياتها كانت خفية وغير معترف بها من الآخرين. وعندما أصبحت أختها بولين رئيسة الدير، طلبت منها أن تبقى مبتدئة مدى الحياة لتجنب الاتهامات بالمحاباة، فقبلت ذلك كنوع من التضحية. في نهاية حياتها، أُصيبت بمرض السل، وكانت تتألم بشدة، لكنها احتفظت بابتسامتها رغم الألم. كتبت: “الحب يُبرهن عليه بالأفعال، والأفعال التي أستطيع القيام بها صغيرة، لكنها تملأ قلبي بمحبة الله.” وتقول أيضًا: “لطالما أردت أن أكون قديسة. ولكن حينما قارنت نفسي بالقديسين، وجدت أن الفرق بيني وبينهم كالفرق بين الجبل وحبة رمل. ومع ذلك، لم أيأس، لأن الله لا يضع في قلب إنسان رغبة مستحيلة. لذلك، سأبقى صغيرة، وسأصعد إلى السماء بالمصعد – ذراعا يسوع!” وفاتها توفيت في 30 سبتمبر 1897. قبل وفاتها، قالت: “بعد موتي، سأُسقط أمطارًا من الورود. أريد أن أقضي السماء في عمل الخير على الأرض.” بعد وفاتها، ظن البعض في الدير أنه لا يوجد شيء مميز يُقال عنها. لكن كتاباتها ألهمت الآلاف، وسرعان ما انتشر صيتها، وفي غضون سنوات، تم إعلان قداستها. إرثها رغم أنها لم تسافر أبدًا، أصبحت شفيعة الإرساليات بسبب صلواتها ودعمها للمبشرين. رسالتها البسيطة – أن القداسة تتحقق بالأعمال الصغيرة اليومية المملوءة بمحبة – لا تزال مصدر إلهام حتى اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مونيكا القديسة | الولادة: 331 الوفاة: 387 القديسة مونيكا، المعروفة أيضًا باسم مونيكا من هيبو، هي والدة القديس أوغسطينوس من هيبو. وُلدت عام 331 م في تاغاست (الجزائر حالياً). عندما كانت صغيرة، تزوجت من باتريشيوس، وهو وثني روماني يتمتع بطبع عنيف ورثه عن والدته التي كانت تعيش مع الزوجين، مما سبب تحديات كثيرة لمونيكا الشابة بسبب غضبهم المستمر. على الرغم من أن صلوات مونيكا وأفعالها المسيحية كانت تزعج باتريشيوس، إلا أنه يُقال إنه كان يحترم إيمانها. أنجبت مونيكا وباتريشيوس ثلاثة أطفال: أوغسطينوس، نافيجيوس، وبيربيتوا. للأسف، لم تستطع مونيكا تعميد أطفالها، وعندما مرض أوغسطينوس، توسلت إلى باتريشيوس ليوافق على تعميده. سمح باتريشيوس بذلك، لكن بعد تعافي أوغسطينوس، سحب موافقته. لسنوات، ظلت مونيكا تصلي من أجل زوجها ووالدته، حتى قبل عام من وفاة باتريشيوس، تمكنت من تحويلهما إلى المسيحية. مع مرور الوقت، دخل بيربيتوا ونافيجيوس الحياة الدينية، لكن أوغسطينوس أصبح كسولاً وغير مهذب، مما قلق مونيكا كثيرًا، فبعد وفاة باتريشيوس أرسلت أوغسطينوس، الذي كان عمره 17 عامًا، إلى قرطاج لتلقي التعليم. خلال وجوده في قرطاج، أصبح أوغسطينوس من أتباع المانوية، وهي ديانة تعتبر العالم عبارة عن صراع بين النور والظلام، وعندما يموت الإنسان، يُرفع من عالم المادة إلى عالم النور، وهو مصدر الحياة. بعد حصوله على تعليمه وعودته إلى المنزل، شارك أوغسطينوس وجهات نظره مع مونيكا، التي طردته من مائدتها. رغم أن الوقت الذي مر غير موثق، كان لدى مونيكا رؤية أقنعتها بالمصالحة مع ابنها الضال. ذهبت مونيكا إلى أسقف، الذي قال لها: “ابن تلك الدموع لن يهلك أبدًا.” متأثرة بذلك، تبعت مونيكا أوغسطينوس إلى روما، حيث علمت أنه قد غادر إلى ميلانو. استمرت في ملاحقته وفي النهاية التقت بالقديس أمبروسيوس، الذي ساعدها في تحويل أوغسطينوس إلى المسيحية بعد مقاومته لمدة سبعة عشر عامًا. لاحقًا كتب أوغسطينوس كتابًا بعنوان “الاعترافات” وصف فيه عادة مونيكا في إحضار “إلى بعض المصليات، التي أُنشئت في ذكرى القديسين، قراب من العصيدة والخبز والماء والنبيذ.” عندما انتقلت مونيكا إلى ميلانو، أخبرها أسقف يُدعى أمبروسيوس أن النبيذ “قد يكون سببًا للشراهة لأولئك الذين كانوا مولعين بالشرب”، فتوقفت عن تقديم النبيذ كقرابين للقديسين. كتب أوغسطينوس: “بدلًا من سلة مليئة بثمار الأرض، تعلمت أن تحضر إلى مصليات الشهداء قلبًا مليئًا بالطلبات النقية، وتعطي كل ما تستطيع للفقراء – حتى يتم الاحتفال بجسد الرب بشكل صحيح في تلك الأماكن التي، على مثال آلامه، ضحى فيها الشهداء وتوجوا بالمجد.” بعد ستة أشهر، تم تعميد أوغسطينوس في كنيسة يوحنا المعمدان في ميلانو. كان الاثنان يعتقدان أنهما يجب أن ينشرا كلمة الله في أفريقيا، لكن في المدينة الرومانية سيفيتافيكيا، توفيت مونيكا. سجل أوغسطينوس كلماتها له عندما أدركت قرب موتها: “يا ابني، لا شيء في هذا العالم يسرني الآن. لا أعلم ما بقي لي لأفعله أو لماذا ما زلت هنا، فكل آمالي في هذا العالم قد تحققت.” دُفنت في أوستيا، ونُقلت رفاتها في القرن السادس إلى سرداب مخفي في كنيسة سانتا أوريا في أوستا، بالقرب من قبر القديسة أوريا من أوستيا. في عام 1430، أمر البابا مارتن الخامس بنقل رفاتها إلى روما، ووردت العديد من التقارير عن المعجزات التي حدثت خلال الرحلة. في وقت لاحق، بنى الكاردينال ديستوتيفيل كنيسة لتكريم القديس أوغسطينوس تُدعى “بازيليكا دي سانت أغوستينو”، حيث وُضعت رفاتها في كنيسة صغيرة على يسار المذبح العالي. لقد نجى نقش جنازتها في مخطوطات قديمة، واكتُشف الحجر الأصلي الذي كتب عليه هذا النقش في كنيسة سانتا أوريا عام 1945. ترجم دوغلاس بوين اللوح اللاتيني ليقرأ: “هنا وضعت رماد أم الفاضلة لشاب، نور ثانٍ لإنجازاتك، يا أوغسطينوس. ككاهن يخدم قوانين السلام السماوية، علمت [أو تعلم] الشعب الموكول إليك بأخلاقك. تاج مجد أعظم من مدح إنجازاتك يكللكما – أم الفضائل، الأكثر حظًا بسبب نسلها.” معلومة ممتعة مدينة سانتا مونيكا في كاليفورنيا سُميت على اسم مونيكا، وكذلك الينابيع “الباكية” خارج المدينة. صلاة القديسة مونيكا قديسة مونيكا، أحتاج إلى صلواتك. أنت تعرفين بالضبط كيف أشعر لأنك شعرتِ بذلك من قبل. أنا أتألم، يائس، وفي حالة إحباط. أريد بشدة أن يعود طفلي إلى المسيح في كنيسته، لكن لا أستطيع فعل ذلك وحدي. أحتاج إلى مساعدة الله. رجاءً شاركيني في التضرع إلى نعمة الرب القوية لتنسكب في حياة طفلي. اطلبي من الرب يسوع أن يلين قلبه، ويهيء طريقًا لتوبته، ويفعل الروح القدس في حياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| لوسي القديسة | الولادة: – الوفاة: – تاريخ لوسي ضاع، وكل ما نعرفه على وجه اليقين هو أن هذه المرأة الشجاعة التي عاشت في سيراكيوز فقدت حياتها خلال اضطهاد المسيحيين في أوائل القرن الرابع. انتشر تكريمها إلى روما بحيث بحلول القرن السادس اعترفت الكنيسة كلها بشجاعتها في الدفاع عن الإيمان. نظرًا لرغبة الناس في تسليط الضوء على شجاعة لوسي، بدأت الأساطير تظهر. والأسطورة التي اجتازت اختبار الزمن تروي قصة فتاة مسيحية شابة تعهدت أن تعيش حياتها في خدمة المسيح. حاولت والدتها ترتيب زواج لها من وثني، وكانت لوسي تعلم أن والدتها لا يمكن إقناعها بعهد فتاة صغيرة، فابتكرت خطة لإقناع والدتها بأن المسيح هو الشريك الأفضل للحياة. بعد عدة صلوات عند قبر القديسة أغاثا، رأت لوسي القديسة في حلم. أخبرتها القديسة أغاثا أن مرض والدتها سيُشفى بالإيمان، فاستغلت لوسي هذا لإقناع والدتها بأن تعطي مهرها للفقراء وتسمح لها بأن تكرس حياتها لله. بينما كانت لوسي ووالدتها ممتنّتين لله، كان الخطيب المرفوض غاضبًا جدًا وخان إيمان لوسي لحاكم يُدعى باشاسيوس. حاول الحاكم إجبارها على الانحراف في بيت دعارة، لكن الحراس الذين أتوا لأخذها لم يستطيعوا تحريكها، حتى بعد ربطها بفريق من الثيران. جمع الحراس حزمًا من الحطب حولها لكن النار لم تشتعل، فاضطروا أخيرًا لاستخدام سيوفهم، وماتت لوسي. رغم أن تفاصيل حياتها لا تزال مجهولة، فمن المعروف على نطاق واسع أن المسيحيين تعرضوا للاضطهاد في حياتها بسبب إيمانهم. كان عليهم تحمل تعذيب مروع وغالبًا ما انتهى بهم الأمر موتًا مؤلمًا خلال حكم ديوكلتيانوس. ورغم أن تفاصيل موتها ما زالت مجرد أساطير، فإنها هي كل ما يعتمد عليه المسيحيون اليوم. لم تنته أسطورة لوسي بوفاتها. وفقًا لحكايات لاحقة، حذرت لوسي باشاسيوس من أنه سيُعاقب. وعندما سمع الحاكم ذلك، أمر الحراس بفقأ عينيها؛ ومع ذلك، في رواية أخرى، كانت لوسي نفسها من أخرج عينيها في محاولة لردع خاطب مُلح كان يعجب بهما بشدة. عندما تم إعداد جسدها للدفن، اكتشفوا أن عينيها قد تم استعادتهما. كتب سيجيبرت (1030-1112)، راهب من جيمبلو، خطابًا عن القديسة لوسي وصف فيه جسدها بأنه ظل غير مضطرب في صقلية لمدة 400 عام حتى استولى فاروالد الثاني، دوق سبوليتو، على الجزيرة ونقل رفات لوسي إلى أبروتسو في إيطاليا. نُقلت لاحقًا من قبل الإمبراطور أوتو الأول في عام 972 إلى ميتز ووُضعت في كنيسة القديس فنسنت. هناك الكثير من الالتباس حول ما حدث لجسدها بعد وجوده في كنيسة القديس فنسنت، لكن يُعتقد أن عدة قطع من جسدها موجودة في روما ونابولي وفيرونا ولشبونة وميلانو وألمانيا وفرنسا والسويد. في عام 1981، سرق اللصوص كل شيء ما عدا رأسها، لكن الشرطة تمكنت من استعادتها في عيدها. اسم لوسي يعني “نور” أو “واضح”، وهي شفيعة العميان. غالبًا ما تُرى مع رمز العيون على كوب أو صحن. في اللوحات، تُصوَّر غالبًا وهي تحمل صحنًا ذهبيًا يحتوي على عينيها، وغالبًا ما تحمل غصن نخيل، رمز النصر على الشر. صلاة القديسة لوسي القديسة لوسي، لم تخبئي نورك تحت السلة، بل جعلته يضيء للعالم كله، لكل القرون لكي تُرى. قد لا نعاني التعذيب في حياتنا كما فعلتِ، لكننا ما زلنا مدعوين لأن نترك نور مسيحيّتنا يضيء حياتنا اليومية. رجاءً ساعدينا لنمتلك الشجاعة لنُظهر إيماننا المسيحي في عملنا، وترفيهنا، وعلاقاتنا، وحديثنا – في كل زاوية من يومنا. آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور وكورونا القديس | الولادة: – الوفاة: 176 لا يُعرف الكثير عن الشهيدين المسيحيين، القديس فيكتور والقديسة كورونا. يعتقد معظم المصادر أنهما قُتلا بالقرب من بعضهما في سوريا الرومانية خلال عهد ماركوس أوريليوس عام 170 ميلادي، وأن قاضيًا رومانيًا يُدعى سيباستيان أمر بقتلهما. كان يُعتقد أن فيكتور جندي روماني. بعد اكتشاف أنه مسيحي، أحضره الجنود الآخرون للمثول أمام سيباستيان. كان سيباستيان معروفًا بقسوته وازدرائه للمسيحيين. رغبًا في جعل فيكتور عبرة، أمر سيباستيان بربطه إلى عمود وجُلد حتى تقشرت جلده عن جسده. وبعد الجلد، أمر سيباستيان بفقأ عيني فيكتور. رغم كل الألم الذي تحمله فيكتور، لم ينكر الرب أبدًا. وصلت أخبار معاملة فيكتور القاسية إلى فتاة شابة تُدعى كورونا. يُعتقد أن كورونا كانت زوجة أحد الجنود وكانت مسيحية هي نفسها، لكنها أخفت إيمانها. عندما سمعت عن فيكتور، قررت كورونا أن تفعل شيئًا لمساعدة الرجل المحتضر. أعلنت عن إيمانها المسيحي علنًا وركضت إلى جانب فيكتور. جثت بجانبه وصليت، لتخبره أنه ليس وحده. لم يمض وقت طويل حتى أُحضرت كورونا أمام سيباستيان أيضًا لتواجه عقابها. لم يصدق سيباستيان أفعال كورونا. فأمر على الفور بسجنها وتعذيبها. رُبطت كورونا إلى قمتي شجرتي نخيل كانتا مثنيتين على الأرض. بأمر من سيباستيان، قُطعت الحبال التي تثبت الشجرتين، فارتدت الشجرتان إلى وضعهما العمودي بقوة شديدة حتى تمزق جسد كورونا إلى نصفين. وكأمر نهائي، أمر سيباستيان بقطع رأس فيكتور. تختلف القصص المحيطة بالقديس فيكتور وكورونا، حيث يعتقد بعضهم أن الشهيدين كانا في الواقع زوج وزوجة قُتلا معًا من أجل إيمانهما. يُعتقد أن رفات القديس فيكتور وكورونا موجودة في بازيليك في مدينة أنزو في إيطاليا منذ القرن التاسع. تُعتبر القديسة كورونا شفيعة الباحثين عن الكنوز، ويُحتفل بعيد القديسين فيكتور وكورونا في 14 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليكس من سبوليتو القديس | الولادة: – الوفاة: 304 كان فيليكس أسقفًا وشهيدًا في سبوليتو، إيطاليا، أو في سبيلو، بمنطقة أومبريا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أنطونيوس البادواني القديس | الولادة: 1195 الوفاة: 1231 وُلد القديس أنطونيوس باسم فرناندو مارتينز في لشبونة، البرتغال، لعائلة ثرية. وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره، طلب أن يُرسل إلى دير سانتا كروز في مدينة كويمبرا، التي كانت حينها عاصمة البرتغال. وهناك درس اللاهوت واللغة اللاتينية. بعد سيامته كاهنًا، عُيِّن مشرفًا على استقبال الضيوف في الدير. وعندما استقر الإخوة الفرنسيسكان في صومعة صغيرة خارج كويمبرا، مكرسة للقديس أنطونيوس المصري، شعر فرناندو برغبة عميقة في الانضمام إليهم. وبعد حصوله على الإذن، غادر الدير وانضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، واختار لنفسه اسم أنطونيوس. حياته الرسولية سافر أنطونيوس إلى المغرب ليبشر بكلمة الله، لكنه أصيب بمرض شديد وأُعيد إلى البرتغال للتعافي. وأثناء رحلة العودة، عصفت العاصفة بسفينتهم، فوصلوا إلى صقلية، ومن هناك إلى توسكانا في إيطاليا، حيث أُرسل إلى صومعة سان باولو نظرًا لوضعه الصحي. خلال فترة نقاهته، قضى وقته في الصلاة والدراسة. في أحد الأيام، حضر بعض الرهبان الدومينيكان لزيارة الرهبان الفرنسيسكان، وحدث ارتباك بخصوص من سيُلقي العظة، حيث اعتقد كل فريق أن الآخر سيتولى المهمة. فطلب رئيس الصومعة من أنطونيوس أن يتحدث بما يلهمه به الروح القدس. ورغم تردده، ألقى أنطونيوس عظة مؤثرة أبهرت الجميع، وانتشرت أخبار بلاغته، حتى وصلت إلى القديس فرنسيس الأسيزي، الذي كان يشكك في التزام الرهبنة بالفقر، لكنه وجد في أنطونيوس صديقًا ورفيقًا حقيقيًا. في سنة 1224، أوكل إليه فرنسيس الإشراف على تعليم الرهبان. معجزاته وتأثيره كان لدى أنطونيوس كتاب مزامير دوّن فيه ملاحظات وشروح لمساعدة الطلبة، وكان هذا الكتاب ثمينًا جدًا في زمن لم تكن فيه الطباعة موجودة. وعندما سرقه أحد الرهبان المستجدين الذي كان ينوي ترك الدير، صلى أنطونيوس لاستعادته. وبالفعل، أعيد الكتاب، بل وعاد السارق إلى الرهبنة أيضًا. يُقال إن الكتاب محفوظ حتى اليوم في دير الفرنسيسكان في بولونيا. قام أنطونيوس بالتدريس في جامعتي مونبلييه وتولوز بفرنسا، لكنه برع بشكل خاص في الوعظ. كانت عظاته بسيطة وعميقة في آن واحد، لدرجة أن غير المتعلمين وحتى الأبرياء كانوا يفهمونها بسهولة. ولهذا السبب، أعلنه البابا بيوس الثاني عشر عام 1946 معلّمًا للكنيسة. من أشهر القصص حين كان يبشر بالإنجيل الصحيح للكنيسة الكاثوليكية لبعض الهراطقة الذين رفضوا الاستماع له، خرج ليعظ الأسماك. لم يكن هذا التعليم موجّهًا للأسماك بقدر ما كان تمجيدًا لله، وتسلية للملائكة، وتخفيفًا لألمه الداخلي. وعندما رأى المنتقدون الأسماك تقترب للاستماع، تأثروا وبدأوا يستمعون إليه هم أيضًا. وفاته ورفاته توفي القديس أنطونيوس عن عمر يناهز 35 عامًا، وتم إعلان قداسته بعد أقل من عام. وعند استخراج رفاته بعد 336 سنة من وفاته، وُجد جسده قد تحلل، لكن لسانه ظل سليمًا تمامًا، إشارة إلى طهارة تعليمه وقداسته. عادة ما يُصوَّر القديس أنطونيوس وهو يحمل الطفل يسوع وكتابًا، ويُعرف اليوم بلقب “مكتشف الأشياء الضائعة”. يُكرم في أنحاء العالم بوصفه شفيع المفقودات، وينسب إليه عدد كبير من المعجزات المرتبطة بالأشخاص والممتلكات والنعمة الروحية التي كانت مفقودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تريزا الأفيلاوية القديسة | الولادة: 1515 الوفاة: 1582 القديسة تريزا الأفيلاوية (القديسة تريزا من أفيلا) وُلدت تريزا في أفيلا، إسبانيا، تحت اسم تريزا علي فاطمة كوريا سانشيز دي كابيذا إي أهومادا. كانت نشأتها في وقت مليء بالتغيرات: بعد اكتشاف كولومبوس للعالم الجديد وبدء الإصلاح البروتستانتي بقيادة لوثر. وسط هذه التغيرات، ظهرت تريزا كمثال يُرشد إلى السلام الداخلي في وسط الاضطراب الخارجي. نشأت في بيت تميز بالتدين والصرامة، حيث كان والدها شديد الورع، بينما كانت والدتها تحب قراءة الروايات الرومانسية التي كانت تُخفيها عن والد تريزا. وهذا أدى إلى تناقض تربوي جعل تريزا تشعر منذ صغرها بأنها ستفشل مهما فعلت. عندما كانت في السابعة من عمرها، حاولت الهرب مع شقيقها إلى بلاد المسلمين على أمل الاستشهاد، لكن عمهما أرجعهما في الوقت المناسب. في سن المراهقة، كانت تهتم بالأزياء والشباب والتسلية، مما دفع والدها لإرسالها إلى دير للراهبات. كرهت المكان في البداية، ثم بدأت تكتشف حبها لله والراحة النسبية مقارنة بمنزلها الصارم. الدخول في الحياة الرهبانية رغم أنها لم تجد الحياة الرهبانية مغرية، قررت الدخول فيها باعتبارها “الخيار الأكثر أمانًا” لخطّاء مثلها، على حد تعبيرها. في الدير، بدأت بممارسة “الصلاة العقلية” لكنها لم تشعر بتقدم روحي يُذكر على مدى 18 عامًا. واجهت صعوبات بسبب تسيب الحياة في الدير، حيث كانت الراهبات يهتممن بالمظاهر والزيارات الاجتماعية، مما صرفها عن الله. وكانت علاقاتها الاجتماعية تحجبها عن الصلاة الحقيقية. أُصيبت بالملاريا، وأوشك الناس أن يدفنوها ظنًا أنها ماتت. أصيبت بالشلل لثلاث سنوات تقريبًا. بدلاً من أن تدفعها هذه المعاناة نحو الله، أصبحت عذرًا لترك الصلاة. التجديد الروحي في سن الـ41، أقنعها كاهن بالعودة إلى الصلاة. واجهت صعوبات كبيرة، لكنها واصلت. ووصفت الصلاة العقلية بأنها “علاقة صداقة حميمة بين الأصدقاء… مع من نعلم أنه يحبنا”. بدأت تحصل على اختبارات روحية عظيمة مثل الاندهاش الروحي، والاختطاف، والاتحاد بالله، بل وحتى الارتفاع الجسدي عن الأرض. مع ذلك، كانت متواضعة جدًا، وطلبت من الله ألّا يمنحها هذه النعم علنًا. كانت تعتبر النعم الروحية “تأديبًا إلهيًا” لا مكافآت. الإصلاح الكرملي قررت في عمر 43 عامًا تأسيس دير جديد يعود إلى جذور الحياة الرهبانية: فقر، صلاة، وبساطة. رغم مقاومة الكنيسة والمجتمع لها، أنشأت دير “القديس يوسف” وسط تهديدات ومحاكمات. لكنّها واصلت، وقالت عبارتها الشهيرة: “ليحميني الله من القديسين الكئيبين!” دعت إلى حياة روحية فيها حب لا قوانين جامدة، وأعمال لا شعور فقط. وكانت ترى أن أفضل صلاة هي التي تُترجم إلى أفعال. لاحقًا، سافرت لتأسيس أديرة إصلاحية جديدة وسط صعوبات كبيرة من رجال الدين وحتى النساء الأرستقراطيات. تعرضت لمعارضة من داخل الرهبنة وتم منعها من دخول بعض الأديرة. وفاتها وإرثها في 1582، ماتت تريزا بعد حياة حافلة بالتجديد والكتابة. تركت أثرًا هائلًا على الحياة الروحية في أوروبا كلها. أعلنت مُعلمة للكنيسة في عام 1970، كإحدى أول امرأتين تنالان هذا الشرف، بسبب كتاباتها وتعليمها العميق عن الصلاة. رموزها: قلب، سهم، وكتاب. شفيعة: المصابين بالصداع والكُتاب. مؤسسة: رهبنة الكرمليات الحافيات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يهوذا تدّاوس القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس يهوذا، المعروف باسم تدّاوس، كان أخًا للقديس يعقوب الصغير، وأحد أقارب مخلّصنا يسوع المسيح. وكان أحد الرسل الاثني عشر الذين اختارهم المسيح. وغالبًا ما يُصوَّر وهو يحمل هراوة، وإلى جانب رأسه لهب ناري يرمز إلى حضوره يوم العنصرة عندما حلّ عليه الروح القدس مع باقي الرسل. كما يُصوَّر أحيانًا حاملاً صورة للمسيح تُعرف بـ”صورة إديسّا”، أو يحمل مسطرة نجّار، أو لفافة أو كتابًا، في إشارة إلى رسالته المعروفة في العهد الجديد. يتفق العلماء على أن القديس يهوذا كان ابن كلوباس، وأن والدته كانت قريبة من العذراء مريم. وتذكر الكتابات القديمة أنه بشّر بالإنجيل في اليهودية، السامرة، إدومية، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وليبيا. ويقول المؤرخ الكنسي أوسابيوس إنه عاد إلى أورشليم عام 62 م، وساهم في انتخاب أخيه القديس سمعان أسقفًا على أورشليم. يجب التنويه إلى أن القديس يهوذا تدّاوس ليس هو يهوذا الإسخريوطي الذي خان المسيح، والذي يُعتبر رمزًا لليأس وفقدان الرجاء. كان يهوذا هو من سأل يسوع في العشاء الأخير: “يا سيد، ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر نفسك لنا وليس للعالم؟” (يوحنا 14:22) ويُعتقد أن القديس يهوذا زار بيروت وإديسا، وربما استشهد مع القديس سمعان في بلاد فارس. كتب رسالة يهوذا في العهد الجديد، موجّهة إلى الكنائس الشرقية وخاصةً اليهود الذين آمنوا بالمسيح، محذّرًا فيها من بدع السيمونيين، النيكولاويين، والغنوصيين. رغم أن القديس غريغوريوس المنوّر يُعرف بلقب “رسول الأرمن”، إلا أن كثيرين يعتقدون أن يهوذا وبرثولماوس هما من أدخلا المسيحية إلى أرمينيا، حيث يُعتقد أن يهوذا استُشهد هناك لاحقًا. هناك جدل حول مكان استشهاده، إلا أن معظم العلماء يتفقون على أنه استُشهد، إما في أرمينيا أو في بيروت. بعد وفاته، نُقل جسده إلى روما، ودُفن في سرداب داخل كاتدرائية القديس بطرس. اليوم، توجد رفاته في الجناح الأيسر من الكنيسة، تحت المذبح الرئيسي المكرّس للقديس يوسف، ويشاركه القبر القديس سمعان الغيور. اعتاد الحجاج زيارة قبره، وكُثر الذين أبلغوا عن استجابة صلواتهم بشفاعته، مما أكسبه لقب: “شفيع الحالات المستحيلة واليائسة”. وقد شهد القديستان بريجيت السويدية وبرنارد رؤى إلهية تدعوهما لقبول يهوذا كشفيع الحالات المستحيلة. الكاثوليك الرومان يلجأون إلى شفاعته خاصةً في الأزمات، لأن رسالته في العهد الجديد تدعو المؤمنين إلى الثبات في الظروف الصعبة، كما فعل الأوائل. من أبرز الهيئات التي اختارته شفيعًا: شرطة شيكاغو، نادي فلامينغو البرازيلي، مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في ممفيس، تينيسي، الذي يُعد من أشهر مستشفيات الأطفال في العالم. تنتشر الكنائس والمزارات المكرسة له حول العالم. تأسس المزار الوطني للقديس يهوذا في إنجلترا عام 1955. يُذكر مرتين في العهد الجديد: لوقا 6:16 أعمال الرسل 1:13 ويُشار إليه أحيانًا بـ”يهوذا أخو يعقوب” في بعض الترجمات (مثل ترجمة الملك جيمس)، بينما تذكره ترجمات أخرى كـ”يهوذا ابن يعقوب” (مثل NIV وNIRV). في يوحنا 14:22، يُشار إليه بـ”يهوذا لا الإسخريوطي”، ويُفترض أنه هو نفسه يهوذا الرسول. في إنجيلي متى ومرقس، لا يُذكر باسم “يهوذا” بل “تدّاوس”، مما دفع العديد من المؤمنين الأوائل للاعتقاد أنه كان يُعرف بكلا الاسمين. ربما أُطلق عليه اسم “تدّاوس” لتفادي الخلط بينه وبين يهوذا الإسخريوطي. صلاة شهيرة إلى القديس يهوذا “أيها الرسول الأقدس، القديس يهوذا، الخادم الأمين وصديق يسوع، تكرّمك الكنيسة وتدعوك شفيعًا للحالات المستعصية والأمور شبه الميؤوس منها. صلِّ من أجلي، أنا المغمور بالبؤس. استخدم، أرجوك، تلك الموهبة الخاصة المعطاة لك، لتجلب المعونة السريعة والمرئية حيث فقد الناس الأمل تقريبًا. تعالَ لمساعدتي في حاجتي العظيمة هذه، كي أنال عزاء السماء ومعونتها في جميع احتياجاتي، ومحنتي، وآلامي، وخاصةً (اذكر الطلبة)، ولكي أسبح الله معك ومع جميع القديسين إلى الأبد. أعدك أيها المبارك يهوذا، أن أكون دومًا ذا وفاء لك، وأن أكرّمك كشفيع خاص لي، وأن أنشر تكريمك دائمًا. آمين.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريستوفر القديس | الولادة: – الوفاة: 251 حياة القديس الشهيد كريستوفر حامل المسيح و شفيع المسافرين ✨ النشأة والبداية قديس من رجال النصف الأول من القرن الثالث، نال شهرة عظيمة في بلاد وسط أوروبا بسبب كثرة معجزاته. ولد روبروبس Reprobos (اسمه قبل المعمودية) ومعناه عديم القيمة، أو أوفيرو ومعناه الحامل Offero، في بلاد سوريا حوالي سنة 250م. كان عملاقًا طويل القامة وضخم الجسم، وكان وجهه يحمل ملامح عنيفة ومخيفة، يدرب نفسه أن يكون مقاتلاً. تقول الروايات أنه إذ كان يخدم ملك كنعان فكر أنه يريد أن يصير خادمًا مطيعًا لأعظم ملك في العالم كله، فأخذ يبحث حتى وجد من ظن أنه أعظم ملك، فقبله الملك في خدمته وصار من خاصته. اختير ليكون ضمن رجال الحرس الإمبراطوري وذلك لضخامة جسمه وشهامته. ⚔️ الخدمة العسكرية واللقاء بالملك الحقيقي بسرعة فائقة تألق نجمه وصار رئيسًا للحرس الإمبراطوري. انكسر الإمبراطور في حرب، فانطلق أوفيرو يطلب خدمة الملك الغالب معتقدًا أنه أعظم ملك في العالم. في أحد الأيام كان المغني في حضرة الملك يغني أغنية فيها ذكر لاسم الشيطان. لاحظ أوفيرو على الملك الذي كان مسيحيًا أنه كثيرًا ما يرشم نفسه بعلامة الصليب كل مرة يُذكَر فيها اسم الشيطان. تعجب كريستوفر من ذلك، وسأل الملك عن معنى العلامة التي يكرر رشمها ملكه وسبب رشمه لها، فأجابه بعد تردد: كل مرة يُذكَر فيها الشيطان أخاف أن يتسلط عليَّ، فأرسم تلك العلامة حتى لا يزعجني. تعجب كريستوفر وسأله: هل تشك أن الشيطان يمكنه أن يؤذيك؟ إذن فهو أقوى وأعظم منك. شعر أوفيرو أن ملكه ضعيف أمام إبليس فقرر أن يخدم الملك العظيم. 🌌 مواجهة الشيطان والاكتشاف وفي الليل انطلق من القصر، وجال من مكان إلى آخر يسأل عن إبليس. وإذ دخل صحراء واسعة فجأة وجد فرقة من الفرسان تتجه نحوه، وكان منظرهم كئيبًا للغاية. في شجاعة وقف أوفيرو أمام قائد الفرقة يعترض طريقه، وكان منظره مرعبًا. عندئذ سأله القائد عن شخصه وسبب مجيئه إلى الغابة، فقال أنه يبحث عن الملك الذي يسود على العالم. أجابه القائد بكبرياء: أنا هو الملك الذي تبحث عنه! فرح أوفيرو وأقسم له أنه مستعد أن يخدمه حتى الموت، وأنه سيطيعه في كل شيء، وسيتخذه سيدًا له إلى الأبد. كان عدو الخير يثيره للهجوم على المدن في الظلام وقتل الكثيرين ليعود في الفجر إلى الصحراء مع جنود الظلمة. وكان أوفيرو معجبًا بهذا الملك العاتي وجنوده الأشرار الأقوياء. في ذات ليلة عاد أوفيرو إلى الصحراء، وفي الطريق وجد الفارس القائد ساقطًا، وكاد كل كيانه أن يتحطم. وكان جواده ساقطًا على ظهره متهشمًا. تطلع ليري ما وراء هذا كله فوجد صليبًا ضخمًا من الخشب على حافة الطريق، وقد أشرق نور منه. كان القائد مرتجفًا غير قادرٍ على الحركة نحو الصليب. تعجب أوفيرو مما حدث وسأل الشيطان عن ذلك فرفض الإجابة، فقال له أوفيرو: إذا لم تخبرني سوف أتركك ولن أكون خادمك أبدًا. اضطر الشيطان أن يخبره: كان هناك شخص اسمه المسيح عُلِّق على الصليب، وحين أرى علامته أخاف وأرتعد وأهرب من أمامها أينما وُجِدت. إذا بخيبة الأمل تحل على أوفيرو الذي قال له: بما أنك تخاف من علامته فهو إذن أعظم وأقدر منك. ✝️ ولادة القديس خريستوفر لقد كنت مخدوعًا حين ظننت أني وجدت أعظم سيد على الأرض. لن أخدمك فيما بعد وسأذهب لأبحث عن المسيح لأخدمه. هرب القائد وكل جنوده وبقي أوفيرو أمام الصليب. رفع عينه ليري تلك القوة العجيبة التي حطمت قوات الظلمة. هنا صرخ أوفيرو طالبًا أن يتبع سيده الجديد المصلوب. أخذ يبحث عن وسيلة ليجد السيد المسيح، وأخيرًا اهتدي إلى شيخ راهب قديس يعيش في كهفٍ مجهولٍ في حياة السكون، حدثه عن الإيمان المسيحي بعد أن عرف قصته. قال له الشيخ الراهب: إن الملك الذي تريد أن تخدمه يطلب منك الصوم المستمر. فأجاب أوفيرو: أطلب شئًا آخر، لأنني لا أستطيع تنفيذ ما تطلبه فأنا أملك هذا الجسد القوى الضخم الذي يحتاج للطعام الكثير ولا يقوى على الصوم. فقال المتوحد: إذن عليك بالتبكير كل يوم من أجل الصلوات الكثيرة، فأجاب أوفيرو: وهذا أيضًا لا أستطيعه. ثم قال المتوحد مرة أخرى: هل تعرف النهر الفلاني حيث يبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان، ولا تستطع القوارب أن تقاوم تياره؟ أجاب أوفيرو: أعرفه جيدًا، فقال المتوحد: بما أن بنيانك قوي فعليك بالسكنى إلى جوار النهر وعليك أن تحمل كل من يريد أن يعبر النهر، وهذا العمل سوف يسعد الرب يسوع المسيح الذي تريد أن تخدمه، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يظهر ذاته لك. كان رد القديس: بالتأكيد هذه خدمة يمكنني تنفيذها وأعِدَك بذلك. 🌊 خدمة المسافرين والمعجزات مضى أوفيرو إلى ذلك المكان بجوار النهر وبنى لنفسه كوخًا من الحجارة وغطاه بأغصان الشجر ليسكن فيه، وأحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء، وكان يجلس عند الشاطئ يساعد كل العابرين، وفي نفس الوقت كان يبعث فيهم السلام الداخلي بكلماته الروحية العذبة، واستمر يفعل ذلك مدة طويلة بدون توقف. عاد أوفيرو إلى الراهب ليتدرب على حياة العبادة الصادقة والخدمة لله. أخيرًا طلب منه أن يعود إلى النهر. امتلأت حياته بالفرح، ووجد لذته في التعب من أجل الآخرين، غير أنه أحيانًا كان يحزن لعدم إمكانية الصلاة المستمرة. كما كان يتسائل هل حقًا غفر له الله كل جرائمه البشعة التي ارتكبها عندما كان عبدًا للشيطان. في إحدى الليالي بينما كان الجو عاصفًا والأمطار شديدة سمع صوت طفلٍ يناديه من الخارج: “خريستوفر أخرج إليَّ، واحملني عبر النهر”. استيقظ القديس وفتح باب كوخه ليري ذاك الذي يتجاسر على طلب العبور في وسط هذا الجو العاصف في الليل وسط الظلام. لكنه لم يرَ أحدًا فظنّ أنه كان يحلم. إذ أغلق الباب وتمدد على الأرض لينام سمع الصوت يناديه مرة أخرى بوضوح باسمه طالبًا أن يحمله عبر النهر. وقف للمرة الثانية على باب كوخه فلم يرَ أحدًا. دخل كوخه وأغلق بابه وظل ينتظر فجاءه الصوت خافتًا في هذه المرة. قفز من مكانه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت فوجد طفلاً على الشاطئ يطلب منه أن يحمله ويعبر به. بشجاعة حمله ونزل في الماء البارد، وسط التيار الجارف الخطير، وعرّض حياته للخطر. سار به لكن بدأ ثقل الطفل يزداد عليه جدًا وسط هذا الجو الخطير. بالكاد عبر النهر بجهد جهيد وبلغ الضفة الأخرى، ففرح أنه خدم هذا الطفل وعبر به. وقال له: لقد عرضتني إلى خطر عظيم، وكنت ثقيلاً حتى تصورت أنني أحمل العالم كله فوقي، ولا أعتقد أنه بإمكاني أن أحمل أكثر مما حملت اليوم. قفز الطفل من على كتفيه، وأعلن عن شخصه أنه هو المسيح الرب، ثم قال له: سيكون اسمك من الآن خريستوفر لأنك حملت المسيح. لا تتعجب لأنك كنت تحمل من خلق العالم كله فوق كتفيك. أنا هو يسوع المسيح الملك الذي تخدمه بعملك هذا، وحتى تتأكد مما أقول اغرس عصاك بجانب الكوخ وسترى أنها غدًا تُخرِج لك زهورًا وثمارًا، ثم اختفى الطفل عنه. نفذ خريستوفر الأمر وفي الصباح وجد عصاه مثل النخلة وتحمل زهورًا وأوراقًا وبلحًا. عاد خريستوفر يخدم الجميع بوداعةٍ وحبٍ شديدٍ. 🙏 الإيمان والاستشهاد ذهب القديس إلى مدينة ليسيا Lycia ولكنه لم يفهم لغتهم، فصلّى إلى الله أن يفهمهم فأعطاه الله طلبه. وأثناء صلاته ظنه الناس مختلاً فتركوه ومضوا، فلما فهم لغتهم غطى وجهه ومضى إلى مكان استشهاد المسيحيين فعزّى الموجودين باسم الرب. لما رأى القاضي ذلك ضربه على وجهه، فرد قائلاً: لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وجنودك تحسبون شيئًا أمامي. غرس عصاه في الأرض وصلّى إلى الله أن تحمل زهورًا وثمارًا من أجل إيمان الموجودين، فتم له ذلك حتى آمن ثمانية آلاف رجل. أرسل القائد إلى ديسيوس الملك يروي له ما حدث، حينئذ أرسل الملك اثنين من فرسانه ليبحثا عنه، فوجداه يصلي ولم يجسرا على الطلب منه. أرسل إليه الملك عدة مرات وأخيرًا أرسل مائتين جنديًا. سألهم القديس بعد انتهائه من الصلاة: ماذا تريدون؟ فلما نظروا في وجهه أجابوه: أرسلنا الملك لنحضرك مقيدًا إليه. قال لهم: لن تأخذونني إليه مقيدًا أو غير مقيد، فأجابوه: اذهب إذن في طريقك وسوف نقول للملك أننا لم نجدك. أجابهم خريستوفر: لا يكون هكذا بل سأذهب معكم. وفي الطريق إذ فرغ الطعام ولم يبقَ سوى القليل جدًا من الخبز، صلى القديس على الخبز وبارك فصار كثيرًا جدًا، حتى دهش الجند وآمنوا بالسيد المسيح. وحين بلغوا إنطاكية اعتمد الجند على يديّ البطريرك بولا. حين رآه الملك ارتعب من منظره حتى سقط عن كرسيه، ثم سأل القديس عن اسمه ومدينته، فأجاب خريستوفر: قبل أن أتعمد كان اسمي ريبروبُس وبعد المعمودية خريستوفر. قبل المعمودية كنت من كنعان، وبعدها أنا إنسان مسيحي. قال الملك: إن لك اسم غبي إذ تتذكر المسيح المصلوب الذي لم يستطع أن يساعد نفسه وبالتالي لن يكون ذا منفعة لك. فلماذا إذن تلعن كنعان ولماذا لا تقدم قرابينك للآلهة؟ كان رد القديس حادًا: إنك بالحقيقة تدعى داجنَس Dagnus لأنك تحمل موت العالم وتابع للشيطان، وآلهتك ما هي إلا صنعة أيدي الناس. أجاب الملك: لقد تربيت وسط الحيوانات المتوحشة ولذلك لا يمكنك النطق إلا بلغة متوحشة وكلمات غير معروفة للناس، وإذا قَرّبت الآن للآلهة فسوف أمنحك عطايا وكرامة جزيلة، أما إذا رفضت فسوف أدمرك وأقضي عليك من فرط الألم والتعذيب. رفض القديس الوعود والتهديد فسجنه الملك، بينما أمر بقطع رؤوس كل فرسانه الذين آمنوا على يد خريستوفر. أرسل الملك امرأتين إلى السجن ووعدهما بعطايا جزيلة إذا استطاعا إسقاط خريستوفر معهما في الخطية، أما القديس فحين رأى ذلك أخذ يصلي طالبًا المعونة من الله. وقف أمامهما قائلاً: ماذا تطلبان؟ وما الذي أتى بكما إلى هنا؟ خافت المرأتان من منظره وتأثرتا بصفاء وجهه، فقالتا: أشفق علينا يا قديس الله حتى نؤمن بالإله الذي تبشر به. حين سمع الملك بذلك أمر بإحضارهما أمامه وهددهما بالتعذيب والقتل إن لم يقرِّبا للآلهة، فأجابتاه: إذا كانت رغبتك أن نقرِّب للأوثان فأمر بإعداد الهيكل وتنظيفه وأحضر كل رجالك إليه. وحين تم لهما ما طلباه دخلا الهيكل ولفّتا حزاميهما حول أعناق الآلهة وجذبوها بقوة فسقطتا إلى الأرض وتحطمتا، ثم قالتا للموجودين بسخرية: استدعوا الأطباء لعلاج آلهتكم. أمر الملك فعُلِّقت واحدة ورُبِط ثقل عظيم في قدميها حتى تمزقت أعضاؤها وأسلمت الروح، أما الأخرى فأُلقِيت في وسط النار فلم تؤذِها، فقطعوا رأسها واستشهدت. 🔥 المعجزات واكتمال الشهادة أُُحضِر خريستوفر أمام الملك فأراد أن يذيقه الآلام، فأمر بإلقائه في قدر وأن يُوقد نار تحته. فوقف في القدر يخاطب الحاضرين كمن هو في فردوسٍ مفرحٍ أو داخل كنيسة، يعلن لهم عن محبة الله ورعايته وخلاصه الأبدي. تأثر الحاضرون ودهشوا كيف يحول الله النار إلى بردٍ ويعطي شهداءه حبًا للآخرين وسلامًا، فآمنوا بالسيد المسيح، وعندئذ أمر الملك بتقطيع أجسادهم بالسيوف. أمر بضربه بقضبان حديدية ووضع صليب من حديد ملتهب فوق رأسه، ثم أعد له كرسيًا من حديد أجلسه عليه وأشعل تحته، فاحترق الكرسي مثل الشمع بينما لم يتأثر القديس وخرج سالمًا. إذ رأى الملك ذلك أمر بربطه وضربه بالسهام بواسطة أربعين من فرسانه الأشداء، فلم تصبه أيّ من السهام بل كانت تتعلق في الهواء دون أن تلمسه، وحدث أن ارتد أحد هذه السهام وأصاب عين الملك فأعماه. فقال له القديس: غدًا سوف أموت فاصنع طينة صغيرة من دمي واطلي بها عينيك وسوف تشفى. أمر الملك فقطعوا رأسه بحد السيف، وهكذا نال إكليل الاستشهاد. ثم أخذ الملك قليل من دمه ووضعه على عينيه وقال: باسم إله خريستوفر فبرئ في الحال. تعيد له الكنيسة في 25 تموز، ويعتبر شفيع المسافرين والسائقين وعابري الأنهار. … | آباء وقديسون | |
| فالنتين القديس | الولادة: – الوفاة: 269 القديس فالنتين، المعروف رسميًا باسم القديس فالنتين الروماني، هو قديس من القرن الثالث في روما، يُحتفل به في 14 فبراير، ويُرتبط اسمه بـ “الحب العذري” والرومانسي. رغم أن تفاصيل حياته غير مؤكدة، وهناك احتمال أن تكون القصص التي تُروى عنه تخص شخصين مختلفين يحملان نفس الاسم، إلا أن ما يُجمع عليه هو أنه استُشهد ودُفن على طريق فيا فلامينيا شمال روما. في عام 1969، أزالته الكنيسة الكاثوليكية من التقويم الليتورجي العام لندرة المعلومات الدقيقة عنه، لكنها لا تزال تعترف به كقديس، وتُدرجه في السنكسار الروماني في 14 فبراير. أسطورة القاضي أستريوس تروي إحدى القصص أنه كان في أحد الأوقات أسقفًا لمدن ترني، نارنيا وأميليا، ووُضع تحت الإقامة الجبرية لدى القاضي أستريوس. وأثناء مناقشاتهما حول الإيمان، تحدّى القاضي فالنتين أن يُبرهن على صحة معتقده. فقدّم له ابنته العمياء، وطلب منه أن يُعيد لها بصرها. فوضع فالنتين يديه على عينيها، وأعاد لها البصر. تأثّر القاضي بشدة، فكسر أصنامه، وصام لثلاثة أيام، ثم اعتمد هو وأسرته المؤلفة من 44 فردًا. كما أطلق سراح جميع المسيحيين المسجونين لديه. استشهاده اعتُقل فالنتين مرة أخرى، بسبب استمراره في التبشير بالمسيحية. وأُرسل إلى روما في عهد الإمبراطور كلوديوس الثاني القوطي. بحسب سجلات نيرمبرغ – أقدم صورة موثّقة للقديس – كان فالنتين كاهنًا رومانيًا، استُشهد خلال حكم كلوديوس لأنه: زوّج الأزواج المسيحيين سرًا وساعد المسيحيين المضطهدين هاتان الجريمتان كانتا كافيتين لإعدامه. وقد حاول الإمبراطور التقرب منه، لكن فالنتين حاول أن يهديه إلى المسيحية، ما أثار غضب كلوديوس، فأمر بإعدامه: ضُرب بالعصي ثم قُطع رأسه، يوم 14 فبراير 269. “من فالنتينك” رواية أخرى تقول إنه أثناء وجوده في السجن، شفى ابنة السجّان من العمى، وكتب لها رسالة في يوم إعدامه، ختمها بعبارة: “من فالنتينك” – وهي العبارة التي أصبحت لاحقًا شعار عيد الحب. يُقال إن البابا يوليوس الأول بنى كنيسة في ذكرى فالنتين قرب جسر بونتي مولي، والذي كان يُعرف سابقًا بـ بوابة فالنتيني (Porta Valentini). في عام 496 م، أعلن البابا جيلاسيوس يوم 14 فبراير عيدًا رسميًا لإحياء ذكرى استشهاده. آثاره موجودة في العديد من البلدان، منها: روما (جمجمة مزينة بالزهور في كنيسة سانتا ماريا في كوزمدين) دبلن، أيرلندا (بقايا مغموسة بدمه في كنيسة وايتفراير) براغ، بولندا، فرنسا، النمسا، مالطا، واسكتلندا شفيع المحبين القديس فالنتين هو شفيع: المخطوبين، النحّالين، المصابين بالصرع، الإغماء، الرسائل، المحبين، الأزواج السعداء، الطاعون، المسافرين، والشباب. يُصوَّر غالبًا مع طيور أو ورود ويُحتفل بعيده في 14 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاترينا السيانية القديسة | الولادة: 1347 الوفاة: 1380 النشأة والخلفية العائلية وُلِدت القديسة كاترينا في سيينا، إيطاليا، خلال فترة تفشّي الطاعون. كانت الطفلة الخامسة والعشرين لأمها، لكن نصف إخوتها لم ينجُ في الطفولة. كانت كاترينا توأمًا، إلا أن أختها التوأم توفيت رضيعًة. والدها كان صباغ أقمشة، وأمها بلغت سن الأربعين عند ولادتها. في سن السادسة عشرة، توفيت أختها المتزوجة بونافنتورا، فاقترح والدا كاترينا أن تتزوج أرملها، لكنها رفضت بشدة، وبدأت بالصوم وقصّت شعرها لتشوّه جمالها وتُبعد عنها الخطّاب. رغم معارضة والديها، رضخا في النهاية لإرادتها بعدما لمسوا صومها وخدمتها العائلية المتواضعة. كانت ترى في أبيها تمثيلاً للمسيح، وأمها كالعذراء مريم، وإخوتها كالرسل، مما ساعدها على خدمتهم بتواضع ومحبة. الحياة الروحية لم تنضم كاترينا إلى دير، بل التحقت بالرتبة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، مما سمح لها بالعيش حياة مكرسة وهي لا تزال في بيت عائلتها. علّمتها الراهبات القراءة، وعاشت حياة عزلة وتقوى. اعتادت كاترينا على التصدق سرا، فكانت تعطي طعام العائلة وملابسها للفقراء دون أن تطلب إذنًا، وتحمّلت الانتقادات بصمت. الزواج الصوفي بالمسيح عند بلوغها 21 سنة، خاضت تجربة روحية عميقة وصفَتها بـ”زواجها الصوفي بالمسيح”. تقول الروايات إنها تلقّت خاتمًا رمزيًا، بعضهم قال إنه مرصّع بالجواهر، وآخرون (نقلًا عنها) قالوا إنه مصنوع من جلد المسيح. وقد ذكرت كاترينا أن الخاتم غير مرئي. بعد هذه التجربة، شعرت بأنها مدعوة للعودة إلى الحياة العامة لخدمة الفقراء والمرضى. بدأت بزيارة المستشفيات وبيوت المحتاجين، وجذبت العديد من الأتباع لمساعدتها. الإصلاح والعمل العام انخرطت كاترينا في الشأن العام، وبدأت تنادي بإصلاح الكنيسة ودعوة الناس للاعتراف والتوبة. ساعدت في تهدئة النزاعات بين المدن الإيطالية، ودعمت البابا، وساهمت في بدء حملة صليبية. في إحدى المرات، زارت سجينًا سياسيًا محكومًا بالإعدام، وشهدت أنها رأت روحه تصعد إلى السماء بعد موته. الرسائل والتأثير في عام 1375، بدأت تملي رسائلها، وبلغ عددها أكثر من 400. كانت تدعو فيها للسلام والإصلاح، وساهمت في إقناع البابا في أفينيون بالعودة إلى روما. شاركت أيضًا في مفاوضات السلام المعقدة بين المدن الإيطالية. أسّست ديرًا للنساء عام 1377 قرب سيينا، وكتبت أيضًا كتابها الشهير “الحوار”، الذي يُعتبر من أعظم الأعمال الروحية في تاريخ الكنيسة. وتُعد من أبرز من حمل لقب “معلمة الكنيسة”، وهو لقب نادر يمنح لقديسين أثّروا في لاهوت الكنيسة وتعليمها. وفاتها بحلول عام 1380، كانت كاترينا تعاني من ضعف شديد بسبب صيامها المفرط. أمرها مُعرّفها الطوباوي ريموندو دي كابوا أن تأكل، لكنها قالت إنها لا تقوى على ذلك. في يناير من العام نفسه، ساءت حالتها بشكل حاد، وتوقفت عن الأكل والشرب، ثم فقدت القدرة على المشي. أصيبت بجلطة دماغية، وتوفيت في 29 أبريل 1380 عن عمر 33 عامًا. الإرث القديسة كاترينا السيانية تُعتبر من أعظم قديسات الكنيسة الكاثوليكية، وهي شفيعة لإيطاليا والولايات المتحدة، وواحدة من النساء القلائل اللواتي نلن لقب “معلمة الكنيسة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مار فرنسيس الأسيزي | الولادة: 1181 الوفاة: 1226 🌟 حياة فرنسيس الأسيزي فرنسيس هو ابن أحد تجار الأقمشة الأغنياء في مدينة أسيزي الإيطالية، وُلِد عام 1180. في أول شبابه كان فرنسيس يعيش حياة الترف. وقد نال قسطه من التعليم، واشترك في الحرب بين مدينتهِ أسيزي ومدينة بيروجا، فأُخِذَ فيها أسيرًا، عانى خلالها من مرضٍ شديد، ربما كان أوّل سببٍ لبدء تغيير حياته. ✝️ دعوة الإنجيل والتحوّل الروحي مرّة سمع كلام الإنجيل في القداس: واحدة تنقصك بعد، بِع جميع ما تملك ووزعه على الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السموات، وتعال فاتبعني (لو: 18-22). فقرّر التخلّي عن كل ثروته وتوزيعها على الفقراء، وقرّر الاهتمام بالمرضى والبرص. كان لا يخاف من الاقتراب وتقبيل البرص والمرضى الذين كانوا يشفون فورًا عندما يلمسونه. لكن هذا الأمر لم يرق لوالده الذي كان يرى أمواله تُنفَق للصدقة، فثار على ابنه طالبًا من أسقف أسيزي أن يقفَ حَكَمًا بينهما. وهناك وفي ساحة أسيزي، خلع فرنسيس ثيابه، وأعطاها لوالده معلنًا تخلّيه عن حقوقه البنوية وتكريسه الكامل للآب السماوي. منذ ذلك الوقت اتّخذَ لباس النسّاك وانتقل إلى جبل ممضيًا وقته في خدمة الفقراء والبرص. 📜 التبشير وبداية الرهبنة الفرنسيسكانية في عام 1209، وخلال أحد القداديس، وبعد أن اصغى إلى إنجيل متى 10 / 5 ـ 14 (البشارة والتخلّي) هتف بفرح: “هذا ما كنتُ أريد، هذا ما كنتُ أبتغي بكل قلبي”، فتخلّى فرنسيس عن ثياب النسّاك وقرّر الرحيل دون أي ممتلكات كي يعلن بشارة الإنجيل للجميع. مرّةً كان يتأمّل المصلوب في خلوةٍ له في الكنيسة، سمع صوتًا يقول له: إذهب ورمّم كنيستي. قام وجمع التبرعات وأخذ من وقتها بناء الكنائس المهدّمة، ولكن بعد الصلاة والتأمل أدرك أنّ الرب قد قصد بـ”كنيستي”: البشر وليس الحجر. ففهم أنّ الناس هم الذين بحاجة إلى مساعدته. بعد أن عاد إلى أسيزي وبدأ التبشير بالإنجيل متجولًا، تجمّع حوله عدد من الشبّان الذين تأثّروا بنمط حياته وبقداسته، فتمثّلوا به تاركين كل شيء من أجل اتّباع المسيح. في عام 1210، ذهبت الجماعة الجديدة إلى روما لمقابلة البابا إنوشينسيوس الثالث الذي وافق على طلبهم في عيش نمط الحياة هذا، وهكذا وُلِدَت الرهبنة الفرنسيسكانية الأولى. وفي عام 1212 وبعد أن سمعت كلارا الأسيزية عظة فرنسيس قرّرت هي أيضًا أن تترك كل شيء لتعيش فضيلة الفقر لأجل ملكوت الله، وهكذا نشأت الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية، أو راهبات القديسة كلارا. 🕊️ معجزات وقداسة فرنسيس حصلت على يده الكثير من الأعاجيب والشفاءات، منها أنّه كان يتكلّم مع الطيور والحيوانات ويخبرها عن الله، ويدعوها إلى أن تمجّده وتشكره، ولم تكن تبتعد عنه إلا بعد أن تنال بركته. في عام 1212 سافر فرنسيس إلى الأراضي المقدسة. بعد سنتين عاد فرنسيس إلى إيطاليا لكنه وجد الجماعة منقسمة وقد ظهرت فيها خلافاتٍ حادة حول طبيعة الروحانية التي كان من المفترض عيشها؛ ففضّل أن يستقيل من مهمّته كخادم عام للرهبنة. ✨ صلوات وتأملات وأوجاع في أيلول (سبتمبر) عام 1224 اعتزل فرنسيس في جبل “فيرنا” ليُصلّي، وبعد صومٍ دام أربعين يومًا، نال من الله نعمة سمات المسيح المصلوب أي الجروح المقدسة في يديه ورجليه وجنبهِ، وقد بقيت حتى وفاته بعد سنتين. بعدها نُقِلَ فرنسيس إلى أسيزي حيث مكثَ هناك، قاضيًا آخر فترة من حياته بعناء المرض وقد فقد بصره. وقبل موته طلب من رهبانه أن يذهبوا به إلى كنيسة سيدة الملائكة هناك حيث اكتشف الدعوة الإنجيلية للمرة الأولى، وأن يضعوه عاريًا على الأرض العارية ليشابه المسيح الفقير والمصلوب في موته بعد أن كان شبيهًا له في حياته، وهناك في جوٍ من التقوى الممزوجة بالألم والعزاء انتقل الأب القديس إلى السماء في يوم 4 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1226. أعلن قداسته البابا غريغوريوس التاسع بعد عامين من وفاته. 🌿 إرثه الأدبي: نشيد الخلائق في عام 1214 كتب فرنسيس “نشيد الخلائق” الذي يُعتَبَر أحد الوثائق الأكثر أهمية في تاريخ الأدب الإيطالي، حيث يُرجِع المؤرخون إليه بوادر نشوء هذا الأدب. وهو عبارة عن نشيد نثريّ يدعو فيه القديس كل الخلائق لتسبيح الخالق. … | آباء وقديسون | |
| ميخائيل رئيس الملائكة | الولادة: – الوفاة: – القديس ميخائيل رئيس الملائكة، المعروف أيضًا باسم رئيس الملائكة ميخائيل أو ببساطة ميخائيل، يحتل مكانة بارزة في التقليد الكاثوليكي الروماني. يُعد من رؤساء الملائكة، ويُرتبط بالشجاعة والحماية والتدخل الإلهي. الجذور الكتابية والتاريخية يعود ذكر القديس ميخائيل إلى الكتابات اليهودية القديمة، خاصة في نصوص تعود إلى القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد. وتُصوّره هذه النصوص كأعظم الملائكة ورئيسهم، الموكّل بحماية إسرائيل والعناية بها. في التقليد اليهودي، يُعرف القديس ميخائيل بلقب الأمير الحارس لإسرائيل، وهو المدافع المستعد دائمًا لحماية شعب الله المختار. ويظهر في سفر أخنوخ كواحد من رؤساء الملائكة السبعة، إلى جانب أوريئيل، ورفائيل، وجبريئيل، وسريئيل، وراغوئيل، ورميئيل. وهؤلاء يقفون أمام مجد الرب. مدافع عن الإيمان يتجلى دور القديس ميخائيل كمدافع عن الإيمان ومحارب ضد الشر بأوضح صورة في العهد الجديد، خصوصًا في سفر الرؤيا (12: 7–12)، حيث يخوض معركة سماوية ضد الشيطان، ويطرده من السماء ويمنعه من اتهام البشر أمام الله. هذا الانتصار يُعتبر نقطة تحول مهمة بين العهدين. في رسالة يهوذا في رسالة يهوذا، يُقدَّم القديس ميخائيل كمثال للحكم العادل ومقاومة الشر، حيث واجه الشيطان في نزاع حول جسد موسى وقال له: “لينتهرك الرب!”، ما يُبرز التزامه الثابت بعدالة الله الإلهية. في التقليد الكاثوليكي يحتل القديس ميخائيل مكانة خاصة في التقليد الكاثوليكي. وغالبًا ما يُستدعى في الصلوات باسم “القديس ميخائيل رئيس الملائكة”. ورغم أنه لم يُطوَّب رسميًا كقديس (لأنه كائن سماوي)، إلا أنه يُبجَّل بعمق. الأدوار الأربعة الرئيسية في التعليم الكاثوليكي: قائد جيش الله: يُعد قائد القوات السماوية، يقود الملائكة في معركتهم ضد قوى الظلام، وهو نموذج للمجاهد الروحي ضد الشر. ملاك الموت: يُرافق أرواح الموتى المؤمنين إلى السماء، ويمنحهم فرصة للخلاص، ويمنع إبليس من امتلاكهم. وازن الأرواح: يُصوَّر غالبًا وهو يحمل ميزانًا، يُشير إلى دوره في الحكم الإلهي على النفوس يوم القيامة. حامي الكنيسة: هو حارس الكنيسة وشعب الله، ويحظى بتقدير خاص من فرسان الحروب الصليبية، ويُعد شفيعًا لمدن ودول كثيرة. الصلوات والتعبّد يلجأ الكاثوليك إلى القديس ميخائيل للطلب الحماية والهداية. وتُتلى “صلاة إلى القديس ميخائيل” طلبًا للدفاع ضد الشر. كما توجد تسبحة ميخائيل (Chaplet of Saint Michael) التي تتضمن تسع تحيات لكل طغمة من الملائكة، تكريمًا له وطلبًا لشفاعته. يلعب القديس ميخائيل رئيس الملائكة دورًا جوهريًا في الإيمان الكاثوليكي كمدافع عن الإيمان، حامٍ للأرواح، ورمز للعدالة الإلهية. لذلك تُطلب شفاعته باستمرار في أوقات الحرب الروحية والتجارب، ويُعتبر من أعظم الرموز في التعبد الكاثوليكي والليتورجيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فريدريك القديس | الولادة: – الوفاة: 838 القديس فريدريك، أسقف أوترخت، شهيد تلقى القديس فريدريك تعليمه في التقوى والعلوم المقدسة على يد إكليروس كنيسة أوترخت. وبعد سيامته كاهنًا، أوكله الأسقف ريكفريد بمهمة تعليم المهتدين الجدد إلى الإيمان، وحوالي عام 825، تم اختياره ليخلف ريكفريد كأسقف على أوترخت. بادر الأسقف الجديد على الفور إلى تنظيم الأمور في كل مكان، وأرسل القديس أودولف وآخرين من الكهنة الغيورين والأتقياء إلى المناطق الشمالية لإزالة ما تبقّى من الوثنية هناك. وبحسب التقليد، تورّط القديس فريدريك في الخلافات بين أبناء الإمبراطور لويس التقي (لويس الورع) من جهة، ووالدهم وزوجته الثانية الإمبراطورة يوديت من جهة أخرى. وخلال هذه الاضطرابات، اتهم أنصار الأمراء الشباب الإمبراطورة يوديت بالعديد من التصرفات اللاأخلاقية. ومهما تكن حقيقة تلك القصص، يُقال إن القديس فريدريك واجه الإمبراطورة بهذه الأمور، بنصح رقيق ومحبة، لكن ذلك جلب عليه غضبها وسخطها. كما لم يكن محبوبًا في أماكن أخرى. فقد كان سكان فالخرن (Walcheren) برابرة وعدائيين بشدة للإنجيل، ولهذا السبب، عندما أرسل كهنة إلى شمال أبرشيته، تولّى بنفسه مسؤولية هذه المنطقة الأصعب والأكثر خطورة. ولم يواجه مشقة أكبر من تلك التي واجهها بسبب الزيجات غير الشرعية، التي كانت تُعقد ضمن درجات القرابة المحرّمة، ومحاولاته لفصل الأزواج المخالفين (علماً أن اتهام زواج لويس ويوديت بأنه زواج سفاح هو على الأرجح من إضافات كتاب السير hagiographers لاحقًا). تمّ اعتبار القديس فريدريك شهيدًا، بسبب ما تعرّض له من اضطهاد ومكائد انتهت بقتله، غالبًا بتحريض من خصومه السياسيين أو الدينيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إليزابيث آن سيتون القديسة | الولادة: 1774 الوفاة: 1821 إليزابيث آن بيلي سيتون كانت أول شخص مولود في الولايات المتحدة يُعلَن قداسته رسميًا من قِبل الكنيسة الكاثوليكية. وُلدت قبل عامين من الثورة الأمريكية، ونشأت إليزابيث في أوساط الطبقة العليا لمجتمع نيويورك. كانت قارئة نهمة، وقرأت كل شيء من الكتاب المقدس إلى الروايات المعاصرة. رغم خلفيتها الراقية، كانت طفولتها هادئة وبسيطة وغالبًا ما اتسمت بالوحدة. ومع تقدمها في السن، أصبح الكتاب المقدس مصدرًا دائمًا للتعليم والدعم والعزاء لها، وظل حبها للكتاب المقدس ملازمًا لها طوال حياتها. في عام 1794، تزوجت إليزابيث من ويليام سيتون، الشاب الثري الذي كانت تكن له حبًا عميقًا. كانت السنوات الأولى من زواجهما مليئة بالسعادة والرخاء. وقد كتبت في مذكراتها في أول خريف لها كزوجة: “بيتي الخاص في سن العشرين – العالم – هذا والجنة معًا – أمر مستحيل تمامًا.” لكن هذه المرحلة من السعادة الأرضية لم تدم طويلاً، فقد تبعتها سلسلة من الوفيات والفراق. خلال أربع سنوات، توفي والد ويليام، مما جعل إليزابيث وزوجها مسؤولَين عن رعاية إخوته غير الأشقاء السبعة، بالإضافة إلى إدارة شركة الاستيراد العائلية. وتسارعت الأحداث بسرعة وبشكل مأساوي. انهارت صحة ويليام وأعماله التجارية، واضطر في النهاية إلى إعلان الإفلاس. وفي محاولة أخيرة لإنقاذ صحته، قرر الزوجان الإبحار إلى إيطاليا، حيث كان لدى ويليام بعض أصدقاء الأعمال. عند وصول إليزابيث وزوجها إلى إيطاليا، وُضع ويليام في الحجر الصحي بسبب مخاوف من مرض السل، حيث ازدادت حالته سوءًا، وتوفي هناك في ديسمبر 1803، بعد فترة قصيرة من وصولهم. وفاة ويليام كانت صدمة عميقة لإليزابيث، لكنها وجدت عزاءً غير متوقع في الإيمان الكاثوليكي لأصدقاء زوجها الإيطاليين، عائلة فيليتشي، الذين استقبلوها ورافقوها في حزنها. تأثرت إليزابيث بعمق بطقوس الكنيسة الكاثوليكية، خاصةً إيمانهم العميق بالحضور الحقيقي للمسيح في القربان المقدس. عند عودتها إلى الولايات المتحدة، بدأت إليزابيث رحلة طويلة من البحث الروحي قادتها إلى اعتناق الكاثوليكية. في 14 مارس 1805، دخلت الكنيسة الكاثوليكية رسميًا، وهو قرار تسبب في الكثير من الألم الاجتماعي والعائلي، حيث نبذها العديد من أصدقائها وأقاربها البروتستانت بسبب تحوّلها. لم يكن الطريق سهلاً لها كمتحولة إلى الكاثوليكية في أمريكا البروتستانتية في ذلك الوقت، لكنها واجهت المصاعب بإيمان عميق. بدعم من الكهنة الكاثوليك وبعض المؤمنين، أسست إليزابيث أول مدرسة كاثوليكية مجانية في أمريكا في بالتيمور عام 1808، واضعة بذلك الأساس للتعليم الكاثوليكي في البلاد. وفي عام 1809، أسست جماعة دينية جديدة، “أخوات المحبة” (Sisters of Charity of St. Joseph’s)، وهي أول جماعة نسائية دينية أمريكية الأصل. كرّست هذه الجماعة نفسها لتعليم الفقراء وخدمة المرضى والأيتام. توفيت إليزابيث آن سيتون في 4 يناير 1821، عن عمر 46 عامًا، بعد حياة مملوءة بالإيمان، التضحية، والألم، ولكن أيضًا بالثمار الروحية والتعليمية العظيمة. اليوم، يُنظَر إلى القديسة إليزابيث آن سيتون كأم للتعليم الكاثوليكي في الولايات المتحدة، وشفيعة قوية للأرامل والآباء والأمهات المفجوعين، ولمن يواجهون رفضًا أو معارضة بسبب إيمانهم. عيدها: 4 يناير شفيعة: الأرامل، من فقدوا أطفالهم أو والديهم، من يعانون من مشاكل عائلية، ومن يُعارَضون بسبب إيمانهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرنسيس كسافير سيلوس الطوباوي | الولادة: 1819 الوفاة: 1867 وُلد فرنسيس كسافير سيلوس في مدينة فوسن، ألمانيا، عام 1819. أبدى منذ صغره رغبة قوية في الكهنوت، فالتحق بالإكليريكية الأبرشية في أوغسبورغ بعد أن أنهى دراساته الفلسفية. وعندما تعرّف إلى روحانية ونشاطات التبشير الخاصة بـ رهبانية الفادي الأقدس (الردمبتوريست)، قرر الانضمام إليها والتوجّه إلى أمريكا الشمالية. وصل إلى الولايات المتحدة في 20 أبريل 1843، ودخل فترة الابتداء في الرهبانية، ثم أكمل دراسته اللاهوتية، وسيم كاهنًا في 22 ديسمبر 1844. بدأ خدمته الرعوية في بيتسبرغ، بنسلفانيا، حيث قضى تسع سنوات في العمل عن كثب كمعاون لكاهن رعيته القديس يوحنا نيومان، كما خدم في الوقت نفسه كمعلّم للمبتدئين، وانشغل أيضًا بالتبشير في الإرساليات. في عام 1854، عاد إلى بالتيمور، ثم نُقل إلى كمبرلاند ولاحقًا إلى أنابوليس، حيث واصل خدمته الرعوية وساهم في تكوين طلاب الإكليريكية الرهبانية. كان يُعتبر خبيرًا في سر الاعتراف، ومُرشِدًا روحيًا يقظًا وحكيمًا، وكاهنًا متواضعًا ومتوفرًا دومًا، منتبهًا لاحتياجات الفقراء والمتروكين. في عام 1860، تم ترشيحه ليكون أسقفًا لأبرشية بيتسبرغ، لكن البابا بيوس التاسع أعفاه من هذا المنصب. ومنذ عام 1863 وحتى 1866، كرس نفسه بالكامل للتبشير المتنقل، فزار ولايات عديدة مثل: كونيتيكت، إلينوي، ميشيغان، ميزوري، نيوجيرسي، نيويورك، أوهايو، بنسلفانيا، رود آيلاند، وويسكونسن، مبشرًا باللغتين الإنجليزية والألمانية. وفي نهاية خدمته، عُيّن كاهنًا لرعية كنيسة انتقال السيدة العذراء في نيو أورلينز، لويزيانا، حيث خدم الفقراء والمرضى بتفانٍ، إلى أن أصيب بالحمى الصفراء أثناء رعايته للمصابين بها، فتوفي في 4 أكتوبر 1867، عن عمر 48 عامًا وتسعة أشهر. بسبب ما تمتع به من سمعة قداسة دائمة، بدأت دعوى تطويبه وتقديسه عام 1900 من خلال فتح التحقيق المعلوماتي الكنسي (Processo Informativo). وفي 27 يناير، أعلنه البابا طوباويًا وأقرّ بطوليّة فضائله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباداس القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس أباداس (St. Abaidas)، المعروف أحيانًا أيضًا باسم أبيداس أو أبايداس، هو أحد القديسين المعترفين في تقليد الكنيسة، ويُعتبر من التلاميذ الإثيوبيين للقديس أسيريانوس (Acirianus). الصفة: معترف (أي قديس لم يُستشهد لكنه تحمّل الاضطهاد أو العذاب من أجل الإيمان المسيحي). الأصل من إثيوبيا، وكان أحد أتباع القديس أسيريانوس، الذي يُعتقد أنه من المبشرين أو الأساقفة العاملين في إفريقيا. عاش في زمن كانت فيه المسيحية تنتشر في القرن الإفريقي، خاصة في إثيوبيا التي عُرفت بإيمانها المسيحي المبكر. يُذكر أن أباداس كان مثالًا للثبات في الإيمان، وقد واجه اضطهادًا أو عذابات دفاعًا عن المسيح، ولذلك نال لقب “المعترف”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباكيرازوم القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس أباكيرازوم (St. Abakerazum) كان لصًا وقطاع طرق سابقًا تاب إلى الله. نال إكليل الشهادة في الإسكندرية، ودُفِن في الإسكندرية بوريام في بانُوار، كمت (مصر القديمة). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دييغو لويس دي سان فيتوريس | الولادة: 1627 الوفاة: 1672 القديس دييغو لويس دي سان فيتوريس (Bl. Diego Luis de San Vitores) دييغو لويس دي سان فيتوريس (1627–1672) كان راهب يسوعي إسباني ومرسلًا، أسس أول كنيسة كاثوليكية في جزيرة غوام. كان مسؤولًا عن ترسيخ الوجود الإسباني في جزر ماريانا. وُلد دييغو في 12 نوفمبر 1627 في بورغوس، إسبانيا لعائلة نبيلة، وكان اسمه عند المعمودية دييغو خيرونيمو دي سان فيتوريس وإلونسو دي مالويندو. حاول والده ووالدته دفعه إلى حياة عسكرية، لكنه اختار المسار الديني. التحق باليسوعيين في 1640 ورُسم كاهنًا عام 1651. طلب مهمة تبشيرية في الفلبين. في عام 1662 توقف في غوام في طريقه إلى الفلبين ووعد بالعودة. بفضل علاقاته القوية في البلاط الملكي، أقنع الملك فيليب الرابع والملكة ماريانا أوف أوستريا بإنشاء مهمة تبشيرية في غوام. وصل دييغو إلى غوام عام 1668، وأطلق على الأرخبيل اسم “جزر ماريانا” تكريمًا للملكة الحاكمة والعذراء مريم. أسس أول كنيسة كاثوليكية في قرية هاجاتنا في 2 فبراير 1669، وكرّسها لاسم مريم العذب. استقبل الشامورو (السكان الأصليون) دييغو والمبشرين الآخرين بحفاوة في البداية، وتحوّل العديد منهم إلى المسيحية، لكن الصدامات ظهرت بسبب اختلافاتهم الثقافية والدينية، خصوصًا بسبب رفض المبشرين لعادات تقديس الأسلاف، مما أدى إلى توتر العلاقات. بعد وفاة رئيس الشامورو كيبوه عام 1669، تصاعدت النزاعات واندلعت حرب الشامورو-الإسبان عام 1671. رغم سعي دييغو لمحاكاة القديس فرنسيس كسافير في التبشير بدون عنف، رأى أن وجودًا عسكريًا ضروري لحماية الكهنة. في 1672، أمر دييغو ببناء كنائس في أربع قرى، لكنه قُتل هو ومساعده بيد السكان الأصليين في نفس العام. التقدير والانتقادات فتحت الكنيسة رسمياً قضية تمجيد دييغو عام 1695، وحصل على لقب “خادم الله”. تم تمجيده رسميًا من قبل البابا يوحنا بولس الثاني عام 1985. يُعتبر في بعض الأوساط رمزًا سلبيًا بسبب دوره في الحروب الإسبانية وتأثيره على السكان الأصليين، حيث يُتهم بالمسؤولية عن الاستعمار والإبادة الثقافية. يُنتقد في الأدب والفنون الشامورية الحديثة، حيث يُرى كممثل للإمبريالية الدينية. أكاديميون مثل فينس دياز وسينثيا روس ويكو يشيرون إلى أن عمله كان جزءًا من عمليات تدمير ثقافي وبيئي للسكان الأصليين. الدراسات تشير إلى انخفاض كبير في عدد السكان الشامورو بسبب الأمراض والحروب، وكان الاستعمار الإسباني مسؤولًا عن تغييرات عميقة في المجتمع والبيئة المحلية. التماثيل التذكارية شارع بالي سان فيتوريس في تومون هو الشارع السياحي الرئيسي في الجزيرة. موقع استشهاد سان فيتوريس مدرج في السجل الوطني الأمريكي للأماكن التاريخية. طريق غوام السريع رقم 14 يُسمى شارع بالي سان فيتوريس ويمر عبر المناطق السياحية حول خليج تومون. كنيسة القديس دييغو لويس دي سان فيتوريس، التي تندرج تحت المنطقة الشمالية لأبرشية أغانا الكاثوليكية الرومانية، تقع في 884 شارع بالي سان فيتوريس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرنسيس زافير كابريني القديسة | الولادة: 1850 الوفاة: 1917 وُلدت القديسة فرنسيس زافير كابريني باسم ماريا فرانسيسكا كابريني في 15 يوليو 1850 في سانت أنجيلو لوديجيانو، لومباردي، إيطاليا. وُلدت قبل موعدها بشهرين وكانت أصغر طفلة بين ثلاثة عشر طفلاً. للأسف، نجا ثلاثة فقط من إخوتها بعد سن المراهقة، وعاشت فرنسيس معظم حياتها في حالة صحية هشة ورقيقة. كرست فرنسيس نفسها لحياة الخدمة الدينية منذ صغرها، وتلقت تعليمها في دير تديره بنات القلب المقدس. تخرجت بامتياز وشهادة تدريس. عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، تقدمت للانضمام إلى جماعة بنات القلب المقدس الدينية، لكنها رُفضت بسبب ضعف صحتها. بدلاً من ذلك، طلب منها كاهن أن تدرس في دار الأيتام “بيت العناية” في كاداجونو، إيطاليا. درست في مدرسة البنات هناك لمدة ست سنوات وجذبت مجتمعاً من النساء ليعيشوا حياة دينية. في عام 1877، أصبحت الأم كابريني بعد أن نالت عهودها الدينية وارتدت الزي الديني، وأضافت اسم زافير تكريماً للقديس فرنسيس زافير. عندما أُغلق دار الأيتام “بيت العناية”، طلب منها الأسقف، مع ست نساء أخريات من دار الأيتام في كاداجونو، تأسيس راهبات القلب المقدس التبشيرية لرعاية الأطفال الفقراء في المدارس والمستشفيات. قامت فرنسيس بوضع قواعد ودستور هذه الجماعة الدينية. خلال أول خمس سنوات، أنشأت الجماعة سبع دور ومدرسة مجانية وحضانة. كانت فرنسيس ترغب في متابعة مهمتها في الصين، لكن البابا ليو الثالث عشر نصحها بالذهاب إلى الولايات المتحدة، حيث كان هناك تدفق كبير من المهاجرين الإيطاليين الذين يحتاجون مساعدتها. نصحه كان: “ليس إلى الشرق، بل إلى الغرب.” في 31 مارس 1889، وصلت فرنسيس إلى مدينة نيويورك مع ست راهبات أخريات لبدء رحلتها الجديدة. لكن واجهتها العديد من الصعوبات والإحباطات منذ البداية. لم يعد المنزل الذي كان من المفترض أن يُستخدم كدار للأيتام متاحاً، لكنها لم تستسلم، رغم إصرار رئيس الأساقفة على عودتها إلى إيطاليا. بعد رفضها، وجد رئيس الأساقفة مايكل كورريغان لهم مسكناً في دير راهبات المحبة. حصلت فرنسيس بعد ذلك على إذن لتأسيس دار أيتام في ما يُعرف الآن بـ “ويست بارك”، نيويورك، والمعروفة الآن باسم “منزل القديسة كابريني”. بثقة عميقة في الله وقدرات إدارية رائعة، أسست فرنسيس 67 مؤسسة خلال 35 عاماً، منها دور أيتام ومدارس ومستشفيات، مكرسة لرعاية الفقراء، وغير المتعلمين، والمرضى، والمتروكين، وخاصة للمهاجرين الإيطاليين. انتشرت مؤسساتها في أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك نيويورك وكولورادو وإلينوي. كانت فرنسيس معروفة بكونها بارعة كما كانت متدينة. كانت دائماً تجد من يتبرع بالمال والوقت والدعم لمؤسساتها. في عام 1909، أصبحت فرنسيس مواطنة أمريكية مُعترفة بها. ثماني سنوات بعد ذلك، في 22 ديسمبر 1917، توفيت فرنسيس عن عمر يناهز 67 عاماً بسبب مضاعفات داء الزحار في مستشفى كولومبوس، أحد مستشفياتها في شيكاغو، إلينوي. وُضع جسد فرنسيس في البداية في منزل القديسة كابريني، لكنه نُقل في عام 1931 كجزء من عملية تقديسها. رأسها محفوظ في روما في مصلى الدير الأم للجماعة الدولية، وذراعها في المزار الوطني في شيكاغو، وبقية جسدها في مزار في نيويورك. لها معجزتان تُنسبان إليها: استعادة بصر طفل يُعتقد أنه أصيب بالعمى بسبب النيترات الفضية الزائدة، وشفاء عضو مريض في جماعتها في حالة حرجة. تطُوبت القديسة فرنسيس زافير كابريني في 13 نوفمبر 1938 بواسطة البابا بيوس الحادي عشر، وقدست في 7 يوليو 1946 بواسطة البابا بيوس الثاني عشر، مما جعلها أول مواطنة أمريكية تُقدس. يُحتفل بعيدها في 13 نوفمبر، وهي القديسة الراعية للمهاجرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داميان دي فويستر القديس | الولادة: 1840 الوفاة: 1889 وُلد الرجل الذي سيُعرف لاحقًا بالقديس داميان دي مولوكاي في الريف البلجيكي بتاريخ 3 يناير 1840. كان اسمه الأصلي “جوزيف دي فويستر”، وكان أصغر إخوته السبعة. نشأ في مزرعة، وكان من المتوقع أن يتسلم مسؤولية العائلة، لكنه لم يكن راغبًا في ذلك، بل أراد أن يسير على خطى شقيقه الأكبر وشقيقتيه الذين دخلوا الحياة الدينية. توقف عن الدراسة في سن 13 ليعمل بدوام كامل في المزرعة العائلية. وفيما بعد، انضم إلى “رهبنة القلوب المقدسة ليسوع ومريم”، واتخذ اسم “داميان”، تيمنًا بقديس من القرن السادس. عام 1864، أُرسل شقيقه في الرهبنة إلى هاواي، لكنه مرض، فتطوع داميان ليأخذ مكانه. ورغم شكوك البعض في قدرته على الكهنوت بسبب تعليمه المحدود، أثبت جدارته بتعلمه السريع للاتينية، وبتقواه الكبيرة، إذ كان يصلي يوميًا أمام أيقونة القديس فرنسيس كسافير، طالبًا أن يُرسل إلى مهمة. وصل داميان إلى هاواي في مارس 1864، وسيم كاهنًا بعد شهرين. خدم في جزيرة هاواي لمدة تسع سنوات ككاهن بسيط يعيش حياة مكرسة ولكن غير مميزة. في عام 1866، أنشأت هاواي مستعمرة لمرضى الجذام في شبه جزيرة كالاوبابا، حيث كان يُعتقد أن الجذام مرض شديد العدوى. ونتيجة لذلك، تم عزل المرضى قسرًا، دون أي رعاية طبية أو روحية كافية. في عام 1873، شعر الأب داميان بدعوة لخدمتهم، وذهب طوعًا إلى المستعمرة. عند وصوله، وجدها في حالة من الفوضى، يعيش فيها الناس دون نظام، وسط الفقر، والإدمان، والانحراف. فبدأ بتنظيم الأمور، وشجع الناس على بناء المنازل والمدارس، وبنى كنيسة “القديس فيلومينا” التي لا تزال قائمة إلى اليوم. اعتنى بالمرضى بنفسه، ودفن الموتى، وأعاد النظام والكرامة للمجتمع المنسي. كان من المفترض أن يقضي وقتًا محدودًا هناك، لكنه قرر البقاء إلى الأبد بعد أن تعلق بالناس وخدمته، ووافق رؤساؤه على طلبه. رغم أن الجذام لم يكن معديًا كما كان يُعتقد، فإن الأب داميان كان من بين الـ5٪ من البشر المعرّضين للإصابة. وبعد سنوات من الخدمة، أُصيب بالجذام في عام 1885. اكتشف إصابته عندما وضع قدمه في ماء مغلي ولم يشعر بأي ألم. واصل عمله رغم مرضه الذي كان يتفاقم ببطء. استمد قوته من الصلاة، وكان يقضي أوقاتًا طويلة في المقبرة يصلي الوردية، أو أمام القربان المقدس، قائلًا: “إنه عند قدم المذبح نجد القوة التي نحتاجها في عزلتنا.” كان شجاعًا، صلبًا، ومتفائلًا. ألهم الآخرين بخدمته، وكان يُعرف بفرحه رغم الألم – وهي سمة شائعة بين من يخدمون الرب بإخلاص. بعد 16 عامًا من الخدمة، توفي الأب داميان بالجذام في 15 أبريل 1889. دُفن أولًا في هاواي، ثم نُقلت رفاته إلى بلجيكا عام 1936، لكن في عام 1995، أُعيدت يده اليمنى إلى مولوكاي لتُدفن هناك من جديد. تم تطويبه في بلجيكا على يد البابا يوحنا بولس الثاني في 4 يونيو 1995، ثم أُعلنت قداسته في 11 أكتوبر 2009 على يد البابا بنديكتوس السادس عشر. يوم عيده: 10 مايو يوم وفاته (15 أبريل) يُعتبر عطلة صغيرة في ولاية هاواي. القديس داميان دي مولوكاي هو شفيع مرضى الجذام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سولانوس كيسي | الولادة: 1875 الوفاة: 1957 وُلد برنارد (بارني) كيسي في كوخ خشبي صغير مكون من ثلاث غرف بالقرب من أوك جروف، ويسكونسن، في 25 نوفمبسولانوس كيسير 1875. رغم ضعفه الجسدي عندما كان فتى صغيرًا، إلا أنه كان قويًا روحيًا. في فترة المراهقة، أنقذ رجلاً من الغرق مؤمنًا أن عون سيدتنا مكنه من ذلك. كشاب، قادته عدة مواقف صعبة إلى التقرب أكثر من الله: انتهاء علاقة مع فتاة أحبها، وشهادة جريمة قتل. قرر بارني أن يكرس حياته لله ككاهن. مثلت السنوات الثماني التالية رحلة صعبة نحو الكهنوت. في عام 1892، قُبل برنارد في معهد ديني ألماني، لكن مسؤولي الأبرشية في المعهد اعتقدوا أنه لا يمتلك المؤهلات ليصبح كاهنًا. بسبب حاجز اللغة، لم يكن أداؤه جيدًا في دراسته. في عام 1896، التحق بمعهد الكابوشين واعتنق اسم سولانوس. في سن الثالثة والثلاثين، تمّ رسامة الأب سولانوس كاهنًا بسيطًا، مما يعني أنه لم يكن يستطيع سماع الاعترافات أو إلقاء المواعظ. كان الناس يصطفون في طوابير للتحدث مع الأب سولانوس. لاحظوا قوة صلواته، فهو رجل ذو إيمان عميق بالله. ساهم الكثيرون في دعم الأب سولانوس، وأُعزي إلى وجود العديد من المعجزات بسببه. أصبحت تقارير الشفاءات والتحولات الدينية أمورًا شائعة في بيت الكابوشين. رغم الألم والمعاناة التي عانى منها قبل وفاته، كان يشكر الله. كانت كلماته الأخيرة قبل الموت: “أعطي روحي ليسوع”. توفي الأب سولانوس في 31 يوليو 1957. كان رجلًا خضع إرادته لإرادة الله نتيجة إيمانه العميق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا نيبو موكين نيومان القديس | الولادة: 1811 الوفاة: 1860 كان أول أسقف أمريكي يُعلَن قداسته، والرابع في سلسلة أساقفة فيلادلفيا. وُلِد في بوهيميا، ودرس في جامعة براغ، وأصبح عالِمًا بارزًا، ثم انخرط في الحياة الدينية. وقد استلهم عميق الإلهام من رسائل الأب فريدريك باراغا إلى جمعية ليوبولد التبشيرية، فقرر أن يتطوع للخدمة في أمريكا، حيث وصل إلى نيويورك وسيم كاهنًا في 25 يونيو 1836. قضى السنوات الأربع التالية في العمل التبشيري بين أفراد الجالية الألمانية حول شلالات نياجارا. في عام 1840، انضم إلى رهبنة الفادي الأقدس (الردمبتوريين)، وكان أول عضو في الرهبنة يُعلن نذوره في أمريكا عام 1842. وبعد عشر سنوات، في 28 مارس 1852، تم تكريسه أسقفًا على فيلادلفيا بناءً على اقتراح المطران فرنسيس كينريك من بالتيمور. بصفته أسقفًا، أسس نيومان خمسين كنيسة في الأبرشية، وواصل العمل على بناء الكاتدرائية، واشتهر خصوصًا بإسهاماته في التعليم الكاثوليكي. فعندما وصل، لم يكن هناك سوى مدرستين رعويتين، لكنه أسس ما يقرب من مئة مدرسة قبل وفاته. كما اعتنى بالفقراء والأيتام، وأسّس جمعية “راهبات الرتبة الثالثة للقديس فرنسيس”. طوّبه البابا بولس السادس في عام 1963، وتم إعلان قداسته عام 1977. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيدرو كالونغسود القديس | الولادة: 1654 الوفاة: 1672 القديس بيدرو كالونغسود (حوالي 1654 – 2 أبريل 1672) هو شهيد كاثوليكي فلبيني قُتل أثناء عمله التبشيري في غوام عام 1672. تم تطويبه في 5 مارس 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. كان كالونغسود خادم مذبح ماهر ومعلمًا للتعليم المسيحي، وكان رفيقًا للمهندس الديني دييغو لويس دي سان فيتوريس في جزر ماريانا. من خلال جهودهما، تلقى العديد من الأشخاص الأسرار المقدسة، وخاصة سر المعمودية. بدأ مؤامرة لقتل بيدرو وسان فيتوريس عندما نشر شخص يُدعى تشوكو، وهو صيني حصل على نفوذ بين سكان مكنس في جزيرة ماريانا، اتهامات كاذبة بأن المبشرين كانوا ينشرون السم عبر طقس صب الماء (أي المعمودية) ومن خلال طقوس القداس الكاثوليكي. تم قتل كالونغسود ودييغو سان فيتوريس بعد تعميد طفل وأمه التي اعتنقت الدين الكاثوليكي الروماني. يعتبر كالونغسود ثاني قديس فلبيني بعد القديس لورينزو رويز إذا تمت الموافقة عليه من قبل البابا والكرسي الرسولي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مريم تيريزا ديمجانوفيتش | الولادة: 1901 الوفاة: 1927 وُلدت مريم تيريزا ديمجانوفيتش في 26 مارس 1901 في بايون، نيوجيرسي. كانت أصغر سبعة أطفال وتلقت معموديتها وتثبيتها وتناولها القربان المقدس الأول بطقس البيزنطي الروثري الخاص بوالديها المهاجرين. عندما تخرجت من مدرسة بايون الثانوية في يناير 1917، شعرت بنداء لأن تصبح راهبة كارميلية، لكنها بقيت في المنزل للاعتناء بوالدتها المريضة. بعد وفاة والدتها في نوفمبر التالي، شجعتها عائلتها على الالتحاق بكلية القديسة إليزابيث في كونفينت ستيشن، نيوجيرسي. قررت الالتحاق بها وتخرجت بأعلى الدرجات في عام 1923 بدرجة في الأدب. استمرت مريم في شوقها للحياة الدينية، لكنها لم تكن متأكدة من الجماعة التي تنضم إليها. وبينما كانت تقرر، قبلت وظيفة تدريس في أكاديمية القديس ألويسيوس في جيرسي سيتي. لاحظ كثيرون تواضعها وتقواها الحقيقية، حيث كان يُكتشفها كثيرًا راكعة في كنيسة الكلية. كما لوحظ تفانيها في صلاة المسبحة الوردية. في عامها الأول في التدريس، انضمت مريم إلى جوقة رعية القديس فنسنت دي بول، وإلى جماعة العذراء المباركة، وكانت عضوًا في جماعة رعية مرتبطة بالمؤتمر الوطني للرعاية الكاثوليكية. طوال صيف وخريف 1924، صلت مريم طلبًا للتمييز وطلبت من الله الهداية. حاولت الانضمام إلى راهبات الكرمل الحافيات في برونكس، نيويورك، لكن قيل لها أن تنتظر بضع سنوات بسبب مشاكل صحية مختلفة كانت تعاني منها. عندما عادت إلى المنزل، اقترحت عائلتها أن تعيش من أجل الله من خلال الخدمة في جماعة تعليمية. خلال عيد الحبل بلا دنس ذلك العام، قامت بنوفينا. في 8 ديسمبر، شعرت أنها مدعوة للانضمام إلى أخوات الرحمة للقديسة إليزابيث وخططت لدخول الدير في 2 فبراير 1925. لسوء الحظ، توفي والدها بعد إصابته بنزلة برد. وحتى لو كان بصحة جيدة، تأخر دخول مريم للدير حوالي أسبوعين – في 11 فبراير 1925، عيد سيدة لورد. عندما كانت مريم مستعدة لدخول الدير، رافقها شقيقها، القس تشارلز ديمجانوفيتش، واثنتان من أخواتها. تم قبولها في فترة التمرين للجماعة الدينية وتلقت الزي الديني في 17 مايو 1925. وبما أنها لم تستلم تحويلًا رسميًا للطقس، بقيت كاثوليكية بالطقس البيزنطي خلال فترة وجودها راهبة في جماعة ذات طقس روماني. في العام التالي، طلب منها مرشدها الروحي، الأب بنديكت برادلي، كتابة المحاضرات للتمرين الديني. كتبت ست وعشرين محاضرة نُشرت بعد وفاتها في مجموعة بعنوان “الكمال الأكبر”. في عام 1926، مرضت مريم بشدة واضطرت للخضوع لاستئصال اللوزتين. كانت ضعيفة جدًا وكانت بحاجة للمساعدة للعودة إلى الدير. وبعد عدة أيام، تطوعت للمساعدة في المستشفى الدير، لكن قيل لها أن “تتماسك”. كان الأب برادلي قلقًا على صحتها واتصل بشقيقها، الذي اتصل بدوره بأختها الممرضة. نظرت أخت مريم إليها ونقلتها فورًا إلى المستشفى، حيث تم تشخيص حالتها بأنها “إرهاق جسدي وعصبي مع التهاب في عضلة القلب والتهاب زائدة دودية حاد”. كانت مريم ضعيفة جدًا وخاف الأطباء من أنها قد لا تنجو من العملية، فانتظروا. لكن للأسف، تدهورت حالتها. حتى 6 مايو 1927، خضعت مريم لعملية الزائدة الدودية، لكنها توفيت بعد يومين، في 8 مايو. أقيمت جنازة مريم في 11 مايو 1927 في كنيسة العائلة المقدسة في كونفينت ستيشن، نيوجيرسي، ودُفنت في مقبرة العائلة المقدسة في مقر أخوات الرحمة للقديسة إليزابيث. بعد سنوات، طُوببت مريم على يد البابا فرنسيس في 4 أكتوبر 2014. واحتُفل بتطويبها في كاتدرائية القلب المقدس في نيوآرك، نيوجيرسي، برئاسة الكاردينال أنجيلو أوماتو. تشمل المعجزات المنسوبة إلى مريم شفاء عيون ولد أعمى في عام 1963. وأقر الفاتيكان استعادة بصره كمعجزة تحققت بشفاعة مريم في عام 2013. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاثرين دروكسل القديسة | الولادة: 1858 الوفاة: 1955 قديسة كاثرين دروكسل هي ثاني قديسة أمريكية الأصل تُقدسها الكنيسة الكاثوليكية. كانت هذه المرأة الرائعة وريثة ثروة كبيرة، لكنها اختارت أن تصبح راهبة ومربية مبدعة. وُلدت كاثرين في فيلادلفيا في 26 نوفمبر 1858، وكانت الابنة الثانية لبنكري بارز وثري، فرانسيس أنتوني دروكسل، وزوجته هانا لانغستراث. توفيت والدتها بعد خمسة أسابيع فقط من ولادة كاثرين. وتزوج والدها مرة ثانية في 1860 من إيما بوفير، وأنجبا ابنة أخرى في 1863، لويسا دروكسل. تلقت الفتيات تعليماً ممتازاً من معلمين خاصين، وسافرن عبر الولايات المتحدة وأوروبا. كانت عائلة دروكسل تتمتع بثراء مادي وروحي، حيث كانوا متدينين ملتزمين، يقدمون قدوة حقيقية في الحياة المسيحية الحقة لبناتهم الثلاث. لم يكونوا فقط يصلون، بل مارسوا ما تسميه الكنيسة “الأعمال الروحية والجسدية للرحمة”. نشأت كاثرين وهي ترى والدها يصلي لمدة 30 دقيقة كل مساء، وكانت زوجة أبيها تفتح بيوتهم أسبوعياً لإيواء ورعاية الفقراء، حيث كانوا يوزعون الطعام والملابس ويساعدون في دفع الإيجار لمن يحتاج. كما كانوا يزورون النساء اللواتي يخجلن أو يخشين طلب المساعدة، ليقدموا لهن الرعاية والمحبة المسيحية. على الرغم من ظهورها في المجتمع عام 1879، لم تسمح كاثرين أبداً لأموال عائلتها أن تؤثر سلباً على حياتها أو إيمانها. كانت نموذجاً للمسيحي الذي يفهم أن خيرات الأرض تُعطى للخير العام. بعد أن شاهدت معاناة زوجة أبيها من مرض السرطان لمدة ثلاث سنوات، أدركت أن المال لا يمكنه حمايتهم من الألم أو المعاناة. ومن تلك اللحظة تغيرت حياتها، حيث امتلأت بحب عميق لله وللجار، واهتمت كثيراً بالرفاهية المادية والروحية للسود والسكان الأصليين. في عام 1884، وأثناء زيارة العائلة للولايات الغربية، رأت كاثرين بأم عينها الحالة المؤلمة للفقراء من السكان الأصليين، ورغبت بشدة في مساعدتهم. قضت كاثرين كثيراً من الوقت مع الأب جيمس أونور، كاهن من فيلادلفيا، الذي زودها بتوجيه روحي رائع. عندما توفي والدها بعد عام، تبرع بجزء من ممتلكاته التي تبلغ 15.5 مليون دولار لعدد من الجمعيات الخيرية، وترك الباقي ليُقسم بالتساوي بين بناته الثلاث. وصاغ وصيته لحماية بناته من الرجال الذين يسعون فقط إلى أموالهن. وإذا ما توفيت البنات، ينتقل المال لأحفاده، وإن لم يكن هناك أحفاد، يوزع المال على جمعيات دينية وخيرية مختلفة. وكان من أول أعمال الأخوات بعد وفاة والدهم أن قدمن تبرعات لمساعدة بعثة القديس فرنسيس في محمية روزبود في ساوث داكوتا. سرعان ما أدركت كاثرين أن المساعدة وحدها غير كافية للسكان الأصليين، وأن العنصر الناقص هو الناس الذين يعملون على خدمتهم. في عام 1887، وخلال جولة في أوروبا، حصلت الأخوات دروكسل على لقاء خاص مع البابا ليون الثالث عشر، حيث طلبوا منه إرسال مبشرين لمساعدة البعثات الهندية التي كانوا يمولونها. نظر البابا إلى كاثرين واقترح أن تصبح هي بنفسها مبشرة. بعد حديثها مع الأب أونور، قررت كاثرين أن تهب نفسها وميراثها لله في خدمة السكان الأصليين والأمريكيين من أصول أفريقية. وكتبت: “جلب لي عيد القديس يوسف النعمة لأهب بقية حياتي للهنود والسود”. بدأت كاثرين فترة ما قبل الدخول التي استمرت ستة أشهر في دير أخوات الرحمة في بيتسبرغ عام 1889. في 12 فبراير 1891، أدّت كاثرين نذورها الأولى كراهبة وكرّست نفسها للعمل من أجل الأمريكيين الأصليين والأمريكيين الأفارقة في غرب الولايات المتحدة. وتحت اسم الأم كاثرين، أسست جماعة دينية تُدعى أخوات السر المقدس للهنود والسود، حيث يعمل أعضاؤها من أجل تحسين حياة الذين كُلفوا بخدمتهم. منذ أن بلغت 33 عامًا وحتى وفاتها في 1955، كرّست حياتها وثروتها لهذا العمل. في عام 1894، شاركت الأم كاثرين في افتتاح أول مدرسة داخلية للبعثات تُسمى مدرسة القديسة كاثرين الهندية في سانتا فيه، نيومكسيكو. وسرعان ما تبعتها مدارس أخرى للسكان الأصليين غرب نهر المسيسيبي، وللسود في الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة. في عام 1897، طلبت كاثرين من الرهبان في إقليم القديس يوحنا المعمدان من رهبانية الأخوة الأصغر المساعدة في تشغيل بعثة للسكان نافاجو في أريزونا ونيومكسيكو، وكانت تساعد في تمويل عملهم مع السكان الأصليين من بويبلو. في عام 1910، مولّت كاثرين طباعة 500 نسخة من “الكتاب التعليمي النافاجو-الإنجليزي للعقيدة المسيحية لاستخدام أطفال نافاجو”. في عام 1915، أسست كاثرين جامعة زافير في نيو أورلينز، وهي أول جامعة كاثوليكية في الولايات المتحدة مخصصة للأمريكيين الأفارقة. وبحلول وقت وفاتها، كان لديها أكثر من 500 أخت يدرّسن في 63 مدرسة في جميع أنحاء البلاد، وأسست 50 بعثة للسكان الأصليين في 16 ولاية مختلفة. عانت كاثرين من نوبة قلبية عندما كانت في السابعة والسبعين من عمرها واضطرت إلى التقاعد. قضت بقية حياتها في صلاة هادئة وعميقة. وسجلت صلواتها وطموحاتها في دفاتر صغيرة. توفيت الأم كاثرين في 3 مارس 1955 عن عمر يناهز 96 عامًا، ودُفنت في مقر جماعتها الرئيسي. لم يكن لأي من أخوات كاثرين أطفال، ولذلك بعد وفاتها فقدت جماعة أخوات السر المقدس ثروة دروكسل التي كانت تدعم خدماتهم. ومع ذلك، تواصل الجماعة متابعة مهمة كاثرين مع الأمريكيين الأفارقة والسكان الأصليين في 21 ولاية وفي هايتي. تُذكر كاثرين بحبها للسر المقدس ورغبتها في وحدة جميع الشعوب. كانت شجاعة ومبادرة في مواجهة عدم المساواة الاجتماعية بين الأقليات. آمنت بضرورة حصول الجميع على تعليم جيد، وخدمتها النكراء، بما في ذلك تبرعها بميراثها، ساعدت الكثيرين على تحقيق هذا الهدف. تم تطويب القديسة كاثرين في 20 نوفمبر 1988 وقدّست في 1 أكتوبر 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. توجد رفات القديسة كاثرين في كنيسة القديس رافائيل رئيس الملائكة الكاثوليكية في رالي، نورث كارولينا، وفي مصلى النهار في رعية القديسة كاثرين دروكسل في شوغر غروف، إلينوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سيفيروس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: 538 مار سيفيروس الرهاوي (Severus of Antioch)، أحد أعظم لاهوتيي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ورمز من رموز الدفاع عن العقيدة الميافيزية. يُلقّب أيضًا بـ: سيفيروس الرهاوي أو سيفيروس الكبير بالإنجليزية: Severus of Antioch وبالسريانية: ܡܪܝ ܣܘܝܪܘܣ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ (Mār Sūwērōs d-Anṭiōkīyā) وباليونانية: Σεβῆρος Ἀντιοχείας عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي وكان بطريرك أنطاكية من سنة 512م حتى 538. أحد أبرز الآباء اللاهوتيين الميافيزيين (أي القائلين بأن للمسيح طبيعة واحدة متجسدة). مولده ونشأته وُلد حوالي سنة 465م في سوزوبوليس (Sozopolis) في بيسيدية (آسيا الصغرى، تركيا اليوم) لعائلة رومانية ناطقة باليونانية، ونشأ نشأة أرستقراطية، ودرس في الإسكندرية وبيروت. درس الفلسفة، البلاغة، والقانون، وكان من ألمع طلبة عصره. تأثر بحياة النسك والزهد في مصر، خاصة في دير القديس رومانوس. تعمّق في اللاهوت، وتبنّى العقيدة اللاخلقيدونية (الميافيزية)، الرافضة لمقررات مجمع خلقيدونية (451م). أصبح راهبًا ثم كاهنًا، وبدأ بالدفاع اللاهوتي الناري عن العقيدة الميافيزية. البطريركية والمواجهة سنة 512م، عيّنه الإمبراطور أناستاسيوس بطريركًا على أنطاكية، في محاولة لمصالحة التيارات اللاهوتية داخل الإمبراطورية. فور تولّيه، بدأ إصلاحات ليتورجية ولاهوتية واسعة النطاق، مدافعًا عن وحدة الطبيعة الإلهية-الإنسانية في المسيح. لكن بعد وصول الإمبراطور جستنيان الأول إلى الحكم (527م)، تعرّض للملاحقة بسبب آرائه اللاخلقيدونية. النفي والإقامة في الرها نُفي من أنطاكية سنة 518م، بعد تنصيب بطريرك خلقيدوني بدلاً منه. أقام لفترة طويلة في مدينة الرها (Edessa)، ومنها جاء لقبه: “سيفيروس الرهاوي”. في الرها كتب أهم أعماله اللاهوتية، وردّ على الهراطقة، وراسل بطاركة وأساقفة الشرق. توفي في سخاريا (Zugharah) قرب الساحل المصري الفلسطيني سنة 538م دُفن بإكرام كبير، وقبره أصبح مزارًا، ثم نُقلت رفاته لاحقًا إلى أحد الأديرة. لاهوته سيفيروس دافع عن العقيدة الميافيزية: طبيعة واحدة من كلمـة الله المتجسد، إله كامل وإنسان كامل دون اختلاط أو انفصال. رفض العقيدة الخلقيدونية التي قالت بطبيعتين (إلهية وإنسانية) في شخص المسيح. كتب ردودًا على خلقيدونيين مثل: لاون الكبير، يوليانوس الهالكرناسي. من أهم موضوعاته: الاتحاد الأقنومي (الاتحاد الشخصي بين اللاهوت والناسوت)، فاعلية الأسرار، دفاعه عن المجامع الثلاثة الأولى: نيقية، القسطنطينية، أفسس. مؤلفاته رسائل لاهوتية ضخمة (بقي منها بالعربية والسريانية واليونانية)، عظات وميمرية، كتب دفاعية ضد الهراطقة. بعض أعماله نُقلت لاحقًا إلى العربية والقبطية. أثّرت كتاباته في آباء مثل: فيلوثاوس الأنطاكي، ساويرس ابن المقفع، ابن العبري. لقبه ومكانته يُلقّب بـ: “عمود الإيمان”، و**”الذهبي القلم”** في التراث السرياني. يُعتبر أهم شخصية لاهوتية في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعد مار يعقوب البرادعي. له نفس الأهمية التي للقديس كيرلس الكبير في الكنيسة القبطية تُحيي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تذكاره في 8 فبراير (شباط) من كل عام ويُكرّم كقديس ومعلم كنيسة. تُتلى صلوات باسمه في الطقوس السريانية . يُذكر في صلوات القداس كأحد آباء الكنيسة الأوائل. تُرجم الكثير من كتاباته إلى السريانية الكلاسيكية، وبعضها لا يزال مخطوطًا محفوظًا في دير الزعفران وطور عبدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يسرائيل الرباني | الولادة: – الوفاة: 680 مار يسرائيل الربّاني (Rabban Israel of Beth Qatraye)، أحد أعلام التصوف والفكر الروحي في الكنيسة السريانية الشرقية خلال القرن السابع. بالسريانية: ܪܒܢ ܐܝܣܪܐܝܠ (Rabban Israel) يُنسب إلى منطقة: بيت قطرايي (ܒܝܬ ܩܛܪܝܐ) بالإنجليزية: Rabban Israel of Beth Qatraye عاش في القرن السابع الميلادي، معاصر للقديس إسحاق النينوي (مار إسحاق السرياني)، وربما تَلمَذ له أو تأثّر به بشكل مباشر. يُرجّح أنه عاش بين نحو 620–680م الأصل والمنطقة من بيت قطرايي، وهي منطقة كانت تضم في العصر الساساني المتأخر شبه جزيرة قطر الحالية وجوارها (الأحساء، البحرين، وربما أجزاء من الإمارات) كانت هذه المنطقة مركزاً معروفاً للرهبنة والمدارس اللاهوتية النسطورية، رغم بعدها الجغرافي عن مراكز الفكر السرياني الكبرى. الرهبنة والحياة الروحية عاش راهباً متصوفاً، غالباً في أحد الأديرة في الجنوب الفارسي أو في دير في نينوى لاحقاً. تأثر بالفكر الروحي العميق لأمثال: مار إسحاق النينوي، مار يوحنان الدلياثي، أبّا يوحنان بار پنكايي. امتاز بنظرة باطنية (تصوفية) إلى الإيمان المسيحي، يركّز على: نقاء النفس، الصمت الروحي، وحدة العقل بالله، الدموع كوسيلة للتوبة والاتحاد الروحي. كتاباته للأسف، لم تُحفظ كتاباته بشكل كامل، لكن يُذكر اسمه في بعض مجموعات أقوال الآباء النسّاك. وردت له مقاطع وتعاليم في: مجموعات النُسّاك (مثل Paradisus Patrum) بعض المخطوطات الشرقية التي تضم أقوال مختارة من رهبان المشرق كتب تأملات نسكية روحية قريبة جدًا من أسلوب إسحاق النينوي، من حيث التركيز على: التواضع الداخلي العزلة التأملية الرؤية القلبية (theoria) لاهوته يميل إلى النسكية اللاهوتية الصوفية التي لا تدخل في جدالات عقائدية. يُظهر اهتماماً واضحاً بـ: تجربة النعمة الداخلية، صمت الله كحقيقة روحية لا كغياب، اتحاد الإرادة البشرية بالله عبر النسك والصلاة والدموع. رغم أن اسمه لا يرد كثيراً في كتب العقيدة الرسمية، إلا أنه معروف لدى المهتمين بـ التيار الروحي السرياني الشرقي. يُصنّف ضمن حلقات التصوف النسكي الشرقي التي ضمّت: مار إسحاق النينوي، يوحنان الدلياثي، شمعون التايبوثي، أبّا يوسف حزّايا. ورد اسمه في مخطوطات نُسّاك المشرق المحفوظة في: مكتبة الموصل القديمة، مكتبات طور عبدين وديار بكر، مخطوطات كنيسة المشرق المحفوظة في لندن وبرلين. يُلقب غالباً بـ “الربّاني”، أي “المعلّم” أو “المعلم الروحي” وهذا يشير إلى مكانته كأب ومعلم للتلاميذ الرهبان. يمثّل التيار الروحي العميق في كنيسة المشرق في فترة صعبة سياسياً ولاهوتياً. ويُظهر كيف أن المناطق الطرفية (مثل بيت قطرايي) كانت مزدهرة بالروحانية والفكر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أَخوديمّه القديس | الولادة: – الوفاة: 575 أحد أعظم شخصيات الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السادس الميلادي. أَخوديمّه (ܐܚܘܕܝܡܗ) بالإنجليزية: Ahudemmeh يُعرف أيضًا بـ مار أَخوديمّه الشهيد. لقبه التقليدي مطران المشرق في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. أحيانًا يُذكر بلقب: “أخو ديمه”، أي “أخو الدموع” (في تفسير رمزي تقوي) عاش في القرن السادس الميلادي وتوفي شهيدًا سنة 575م. خدم كأحد أبرز مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الشرق، خصوصًا في المناطق الخاضعة للإمبراطورية الفارسية (الساسانية) الخلفية والنشأة وُلد في بيت أرشميا أو بيت عربايه (شمال العراق اليوم) ونشأ في عائلة مسيحية تقية، وتتلمذ في أديرة منطقة نينوى أو قره قوش. التحق بالرهبنة منذ صغره، وكان معروفًا بنسكه، ومعرفته، وغيرته على الإيمان. رُسِم مطرانًا على المشرق (أي بلاد فارس – شرق دجلة)، من قِبل البطريرك يعقوب البرادعي أو أحد خلفائه. خدم كمطران أنطاكي سرياني أرثوذكسي في أراضٍ تخضع لحكم الفرس، حيث كانت الكنيسة السريانية الغربية تمارس رعيتها في مناطق واسعة، رغم الوجود النسطوري الرسمي. نشاطه الرعوي كان شخصية متميزة بالحكمة والشجاعة والبلاغة. بنى أديرة وكنائس في مناطق كثيرة من بلاد ما بين النهرين. ثبت المؤمنين الأرثوذكس في مواجهة الضغوط من السلطات الفارسية ومن الكنيسة الشرقية النسطورية، التي كانت الكنيسة الرسمية تحت حكم الساسانيين، ويُقال إنه بشّر بعض العرب المسيحيين وأدّى دورًا في خدمة بدو تلك المناطق. كان في البداية على علاقة طيبة مع بعض الولاة الساسانيين، لكن عندما بدأ يُبشّر المسيحيين علنًا ويعزز الولاء للبطريرك الأنطاكي، اتُّهم بـ: موالاة الرومان وتقويض سلطة الدين الزرادشتي والعمل على “نشر هرطقة يعقوب البرادعي” كما كانت تُسمّى في النصوص الفارسية الرسمية. استشهاده تم اعتقاله وسُجن بتهمة “نشر المسيحية الغربية (غير النسطورية)”. رُفضت وساطات من بعض المتنفذين لإطلاق سراحه. قُطعت رأسه في نينوى أو منطقة الموصل الحالية سنة 575م. يُعتبر شهيدًا رسميًا في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وتُروى قصته في مخطوطات كثيرة. تذكاره 15 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. يُذكر اسمه في السنكسار السرياني وتُتلى سيرته ضمن خدمة الشهداء. يُلقب بـ “شهيد المشرق” ويُقارن دوره بمار يعقوب البرادعي، ولكن في القسم الشرقي من الإمبراطورية الفارسية. يمثّل الشجاعة في الدفاع عن العقيدة السريانية الأرثوذكسية في وجه اضطهاد مزدوج: من السلطات الزرادشتية ومن التيار النسطوري الذي كان معتمدًا رسميًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إغريغوريوس الأرمني القديس | الولادة: – الوفاة: – يسمى “القديس غريغوريوس المستنير” Գրիգոր Լուսաւորիչ، ذلك لأنه قدم نور السيد المسيح لشعب الأرمن بطريقة فائقة، حتى دعي “رسول أرمينيا”. تدعوه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية “الشهيد بغير سفك دم”، وتذكره في مجمع القداس الإلهي، اختاره شعب نابولي بإيطاليا عام 1636 م. شفيعًا عن مدينتهم. إذ يرى بعض الدارسين أنه المؤسس الحقيقي لكنيسة أرمينيا، وإن كان البعض يرى أنه قد سبقه آخرون لكنه هو قام بدور رئيسي إذ استطاع أن يحول الملك إلى المسيحية، ليجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد، وهو بهذا جعل أرمينيا أول بلد في العالم يقبل ملكها المسيحية، لذا يلزمنا أن نقدم في سطور قليلة عن الكنيسة الأولى في أرمينيا، فيمكننا تتبع سيرة هذا القديس. الكنيسة الأولى بأرمينيا يرى البعض أن المسيحية قد انطلقت إلى أرمينيا على يدي القديسين برثلماوس وتداوس منذ القرن الأول، وآخرون يرون أن المسيحية قد بدأت خلال بعثات تبشيرية في القرن الثاني جاءت من أنطاكية وفارس، غير أن الكل لا يتجاهل الدور الرئيسي الذي قام به القديس غريغوريوس المستنير، الذي سيم أسقفًا على أرمينيا بواسطة رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك عام 294 م.، فجذب الملك تريداته الثالث (238 ? 314 م.) Tiridates III للإيمان، وحول كثير من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيحية، لذا حُسب مؤسس الإيبارشية الرئيسية في Etchmidzin بجوار جبل أراراط، وصار جاثليقًا على أرمينيا وقدم من نسله عددًا ممن نالوا هذا المركز، وكان رئيس أساقفة قيصرية يقوم بالسيامة حتى صارت كنيسة أرمينيا مستقلة عن قيصرية. في عام 390 م. انقسمت أرمينيا بين البيزنطيين والفارسيين، تتقاسمها الإمبراطوريتان، وفي أيام الجاثليق إسحق الكبير تم استقلالها تمامًا عن قيصرية الكبادوك، وانطلقت حركة أرمنية قومية خاصة بظهور حركة ترجمة ضخمة للكتاب المقدس والتراث المسجل باليونانية إلى اللغة الأرمنية. نشأته وُلد حوالي سنة 240 م. في مدينة فالارشياباط التي كانت أكبر مدن أرمينيا، عاصمة إقليم أراراط، من سلالة ملوكية. قام والده Parthian بتحريض البعض بقتل الملك خوسروف الأول Khosrov الأرمني، فقبض عليه الجند وقتلوه، أما غريغوريوس فكان مع أخيه طفلين استطاعت مربيتهما صوفيا أن تهرب بهما إلى قيصرية الكبادوك (بتركيا)، حيث قامت بتربيتهما في حياة تقوية مقدسة. كان غريغوريوس يتحلى بالحياة الفاضلة مع نبوغه أيضًا في العلم والفلسفة. تحت ضغط مربيته تزوج وأنجب طفلين ثم اتفق مع زوجته على الحياة البتولية لتكريس طاقتهما للعبادة لله، فانضمت زوجته إلى إحدى أديرة النساء، أما غريغوريوس فقد أراد التكفير عن خطأ والده فتقدم لخدمة ابن الملك القتيل، “تريداته الثالث” يخدمه بأمانة فائقة. دخل تريداته في حرب مع سلطان الغوط فانتصر عليه وقبض عليه وسلمه للإمبراطور الروماني فأنعم عليه بعرش والده وعينه واليًا على بلاد أرمينيا، فعاد إليها كملك عام 287 م. أراد تريداته أن يقدم ذبيحة شكر للآلهة التي حسبها أنها هي التي ردت له مُلك والده، طلب من غريغوريوس أن ينوب عنه في تقديم القرابين… أما الأخير ففي لطف أخبره أنه مسيحي ولا يعتقد بالأوثان… فقام الوالي (الملك) بتعذيب غريغوريوس بعذابات مرة خاصة وأن بعض رجاله أخبروه أن والد غريغوريوس هو قاتل والده. أعيت الوالي الحيل في تعذيب إغريغوريوس إذ كان الرب في كل مرة يخلصه ويشفيه حتى ألقى رصاصًا مغليًا في فمه، وأخيرًا أمر بإلقائه في جب عميق يموت فيه جوعًا وعطشًا. في طريقه إلى الجب، أمام مدينة فريزا تقدمت الجماهير ومعها المرضى يطلبون منه الصلاة، وكان الله يتمجد فيه، حتى آمنت زوجة الوالي وابنه فاستشهدا على يدي الوالي نفسه. في الجب تحول الجب إلى مقدس لله، فيه ينعم غريغوريوس بحياة تعبدية مفرحة وسط الضيق الخارجي، وقد أعد الله له سيدة عجوز أبصرت في رؤيا من يقول لها: “اصنعي خبزًا والقيه في ذلك الجب”، فكانت تفعل ذلك لمدة 14 عامًا. في هذه الفترة هام الإمبراطور دقلديانوس بحب فتاة تدعى “ريبسما”، وإذ كانت قد نذرت البتولية هربت إلى أرمينيا، طلب الإمبراطور من الوالي تريداته أن يبحث له عنها في أديرة النساء، وبالفعل وجدها وإذ رآها سقط في حبها أراد الزواج بها لكنها رفضت. قام بحبسها مع امرأتين لتحاولا إغراءها فلم تفلحا بل قاومتهما وقاومت الوالي نفسه وهربت، فأرسل وراءها جلادين قبضوا عليها وأحرقوها بالنار، وقتلوا 32 عذراء كن معها. تريداته الهائم في الأدغال اشتد الحزن بالوالي تريداته على ريبسما حتى دخل في حالة اكتئاب نفسي شديد، ولم يعد قادرًا على ممارسة عمله، فأخذه بعض رجاله إلى خارج المدينة في رحلة صيد لعله يستطيع أن ينسى، وإذ انتابه روح شرير صار كخنزير بري ينهش جسده ويصارع مع من حوله، وانطلق في الأدغال هائمًا. إذ علمت أخته بما أصابه، وكانت إنسانة نقية القلب، تولت أعمال الولاية وهي تبكي بمرارة من أجل أخيها، فظهر لها ملاك في ليل يعلمها أن أخاها لن يبرأ ما لم يخرجوا غريغوريوس من الجب. في الصباح أخبرت رجال الدولة بما رأت فحسبوا أن ما رأته إنما من قبيل الهواجس لشعورها بالذنب لما حدث مع غريغوريوس منذ 14 عامًا، لكن تكرر الحلم أربع مرات في الليلة التالية، وإذ أصرت على طلبها أرسلت بعضًا من رجال الدولة يلقون حبلًا في الجب ليرفعوا دانيال الجديد من الجب حيًا. استقبلت الجماهير هذا الأب باحتفال عظيم وانطلقت الأخت تطلب بدموع من القديس أن يصفح عنها وعن أخيها ويطلب من الله شفاءه. شفى القديس غريغوريوس الوالي تريداته باسم السيد المسيح مع ترك بعض علامات في جسده، لتذكره بالماضي إلى حين يتم شفاءه بالكامل، بعد قبول الإيمان المسيحي. تحولت حياته الباقية إلى عمل كرازي غير منقطع، وتحول الكثير من الوثنيين للإيمان المسيحي وبنيت الكنائس، ممارسًا أعمالًا فائقة باسم السيد المسيح. سامه رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك ليونتيوس أسقفًا على أرمينيا عام 294 م.، فسام كهنة للخدمة وتفرغ للكرازة بين الوثنيين في بلاد أرمينيا. وقد أطال الله عمره حتى بداية حكم قسطنطين الكبير حيث زاره القديس مع الملك يوحنا لتقديم التهنئة له. مال في نهاية أيامه إلى حياة الوحدة فاعتزل في جبل قريب Mount Manyea وقد دُعي لحضور مجمع نيقية عام 325 م فأرسل ابنه أريسطاشه Aristakes ، الذي كان قد قام بالعمل كنائب عنه بناء على إلحاح الشعب، وخلفه كجاثليق أرمينا. قضى ستة أعوام في خلوته يمارس حياة النسك والتأمل، وإذ قربت لحظة انتقاله (حوالي عام 330 م) دخل جوف شجرة ضخمة وركع يصلي لينتقل، فدفنه بعض الرعاة دون أن يعرفوا شخصه. فظهر في رؤيا لأحد الأتقياء يدعى كارنيكوس وأخبره عن جسده لينقله إلى طردانوس بعد حوالي 60 عامًا من انتقاله. الكنيسة الأرمنية تذكر له أربعة أعياد: طرحه في الجب، إخراجه من الجب، ظهور الرؤيا السماوية له، تذكار ظهور جسده؛ أما كنيستنا فتحتفل بإخراجه من الجب في 19 توت ونياحته في 15 كيهك. السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت القديس غريغوريوس الأرمينى (نسبة إلى ارمينا) هو قديس محبوب جدا فى روسيا وأرمينا. يلقب باغديقيوس أو النور لأنه هو الذي أنار أعييننا بنور الإنجيل ويعتبر الكارز الثاني بعد القديس برثلماوس، وقد تعب كثيرا فى الكرازة والتعليم وكان جهاده قد يفوق جهاد الرسل لأن الأرمن قد ارتدوا عن الإيمان إلى الوثنية بعد القديس برثلماوس. وأستطاع أن ينير بصائرهم بنور الإنجيل. ولد فى سنة 257 أو 240 فى مدينة فالارشابا عاصمة إقليم ارارث: وأبوة يدعى أينلك وقد قيل عنه انه هو الذي قتل خسر ملك ارمينا سنة 258 بايعاز من ملك الفرس وفيما كان ملك الفرس يلفظ أنفاسه الأخيرة أعطى تعليمات مقتله وتمكن اينلك من الهرب هو وابنه غريغوريوس إلى قيصرية عائلة ايناك وكبرغريغوريوس وكان قد تعمد وتربى تربية مسيحية. (الثلاثة المعلمون) (يوحنا ذهبي الفم: القيصر باسيليوس الكبير: القديس غريغوريوس النازنزى) ولكن بعد ذلك رجع غريغوريوس: إلى أرمينا وعمل مع خصمه تريدات إل أن مات والده الملك ولم يعرف تريدات أن غريغوريوس مسيحى والذى كشفته أنه كانت هناك عذراء ورفضت أن تفرط فى نفسها إلى دقلديانوس فأرسلها إلى تريدات ورفضت أيضا فأمر تريدات أن تقتل أريسينا وبعد قتلها ابتدأ يحارب المسيحية وفى وقت احتفال عام قال لغريغوريوس أن يستعد ليذبحوا ذبائح ذبائح ويقدوا بخور للآلهة الوثنية ولكن غريغوريوس اظهر فى ذلك الوقت مسيحيته فابتدأ يعذبه عذابات اليمة وشديدة أصعب عذاب كان له عندما وضعوه فى جب للثعابين. ومكث في هذا الجب 15 عاما وكانت هناك امرأة تخدمه وتعمل له الخبز دون أن تعرف مَنْ في الجب بحسب ما جاء لها في الحلم إلى أن أصيب تريدات بمرض العضال وظهرت العذراء لأخته وقالت لها انه لا يشفى إلا إذا اخرج وفعلا خرج وشفى تريدات وآمن بالمسيح على يد غريغوريوس وأعطى فرصة لغريغوريوس بالتبشير والإنارة بنور الإنجيل وقيل أن أولاد تريدات قد أصبحوا مسيحيين ورسموا أساقفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثون القديس | الولادة: – الوفاة: – هو أحد آباء البرية في القرن الرابع، عاش متغربًا لا يستقر في موضع، ولا يملك شيئًا قط، استطاع بحكمته الفائقة وتجرده مع محبته ولطفه أن يكون له أثره الفعّال في حياة الكثيرين من الرهبان. تتلمذ وهو حدث على يدي القديس بيمين، فكان الأخير يوقره، حتى إنه إذ كان يتحدث مع بعض المتوحدين وجاء ذكره دعاه “أبا أغاثون” فدهشوا لذلك، ولما سأله الأب يوسف أجاب أن فمه أكسبه هذا اللقب، إذ عُرف بالحكمة. ذهب إلى الإسقيط وعاش زمانًا مع تلميذيه إسكندر وزويل، اللذين صارا بعد نياحته تحت إرشاد القديس أرسانيوس. ترك الإسقيط ربما بعد هجوم البدو الأول وعاش مع تلميذه إبراهيم بجوار النيل بالقرب من طره. تعرف على الآباء القديسين أمون ومقاريوس ويوسف وبطرس في الأيام الأولى من الإسقيط. محبته مع ما اتسم به القديس من حياة نسكية قاسية كان همّه الأول منصبًا على حياته الداخلية، خاصة نقاوة قلبه من جهة علاقته مع الله والناس، يحرص ألا يشوب قلبه شيئًا، لذا قال: بدون حفظ الوصايا الإلهية لا يستطيع أحد أن يتقدم ولا في فضيلة واحدة! إني ما رقدت قط وأنا حاقد على أحد، وحسب طاقتي لم أترك أحدًا يرقد وهو حاقد عليّ. الغضوب وإن أقام ميتًا لن يكون مقبولًا لدى الله. لو كان ممكنًا أن ألتقي بأبرص أعطيه جسدي وآخذ جسده لكنت سعيدًا جدًا، لأن هذه هي المحبة الكاملة. يروى عنه أنه نزل يومًا إلى المدينة ليبيع عمل يديه فالتقى به مقعد على الطريق، فسأله أن يصنع به معروفًا ويحمله إلى المدينة، فحمله. وإذ باع بعض السلال سأله أن يشتري له كعكة بالثمن، وإذ باع أخرى طلب أطعمة أخرى، وهكذا حتى باع كل السلال. وعندئذ سأله المقعد أن يحمله إلى حيث وجده أولًا. جاء به إلى الموضع؛ اختفي الرجل وهو يقول له: “مبارك أنت في السماء وعلى الأرض” فأدرك أنه ملاك الرب أرسل لتزكيته. اهتمامه بالحياة الداخلية يقدم لنا الأب أغاثون فهمًا حقيقيًا للحياة الرهبانية بل وللحياة المسيحية، بكونها ليست نضالًا نسكيًا بحتًا، وإنما هي حياة داخلية مقدسة ترتبط بالحياة النسكية بلا انفصال، إذ قيل: [سأل أحدهم أبا أغاثون: أيهما أفضل: النسك الجسدي أم السهر الداخلي؟ فأجابه الشيخ: الإنسان يشبه شجرة، أوراقها النسك الجسدي والثمر هو السهر الداخلي. وإذ كُتب: “كل شجرة لا تأتي بثمر تقطع وتلقى في النار” (مت 3: 10)، فمن الواضح أنه يلزمنا الاهتمام بالثمار أي الاهتمام بالروح، ولكنها تحتاج إلى حماية الأوراق وزينته أي للنسك الجسدي]. تجرده عاش الأنبا أغاثون متجردًا من كل شيء، لا يملك شيئًا سوى سكينًا يشق بها الخوص أينما وُجد، لذا كان يغير مكانه دون تعب ولا حاجة أن يأخذ معه مؤونة. قيل أنه إذ كان يسير بين الحقول مع تلاميذه وجد أحدهم على الطريق حزمة من الحمص الأخضر (ملانه) فاستأذن أن يأخذها. نظر إليه الأب بتعجب، وقال: “هل أنت الذي وضعتها هنا؟ لماذا إذن تريد أن تأخذ ما لم تضعه في هذا المكان؟” “قدم له واحد من الشعب مالًا، فاعتذر عن قبوله، معلنًا له أن عمل يديه يكفي معيشته، فأصّر الرجل أن يقبل العطية ويقدمها للآخرين، فأجابه القديس: “إنه لأمر مخز أن أقبل ما لا حاجة لي، وأُعرض نفسي للتجربة بالمجد الباطل بإعطائي الآخرين مالًا ليس لي!” حكمته اتسم القديس أغاثون بالحكمة، فقد جاءه الأب بطرس تلميذ الأب لوط يسأله كلمة منفعة، إذ كان يريد أن يقيم مع الإخوة، فأجابه: “ضع في ذهنك أنك غريب كل أيام حياتك مثل أول يوم تدخل فيه معهم، ولا تكن لك دالة معهم، وتدخل معهم فيما لا يعنيك، فسوف تقضي زمان غربتك في راحة”. وإذ كان الأب مقاريوس حاضرًا سأله: “ماذا تصنع هذه الدالة؟” أجاب: “إنها تشبه ريحًا قوية محرقة، أينما حلّت يهرب كل شيء من أمامها، وتفسد ثمار الأشجار”. عندئذ قال الأب مقاريوس: “هل لهذه الحرية في الكلام مثل هذا التأثير السيء؟” أجاب: “ليس هناك هوى أشر من اللسان غير المضبوط، إذ هو والد كل الأهواء…” إذ سمع أحد الإخوة عن نعمة التمييز التي اتسم بها، أرادوا أن يجربوه ليروا إن كان يغضب، فقالوا له: “أأنت هو أغاثون الذي نسمع عنك أنك متعظم؟” فقال: “نعم الأمر هو كذلك كما تقولون”، قالوا له: “أأنت أغاثون المهذار المحتال؟” قال لهم: “نعم أنا هو”. قالوا له: “أأنت أغاثون الهرطوقي”. أجاب: حاشا وكلا، إني لست مهرطقًا”. ولما سُئل لماذا احتمل كل الإهانات ما عدا الاتهام بالهرطقة، أجاب: إنني أرى كل التهم الأولى في نفسي، وقبولها يعود عليّ بالنفع، أما أن يكون الإنسان هرطوقيًا، فهذا يعني أنه قد انفصل عن الله، وأنا لا أريد أن أنفصل عنه”. فلما سمعوا هذا تعجبوا من هذه النعمة. هذا وقد قيل عنه أنه في بدء حياته الرهبانية كان يضع في فمه حجرًا صغيرًا ليتدرب على السكون، وذلك لمدة ثلاث سنوات. لكن ما هو أعظم أنه لم يكن صامتًا بلسانه فحسب، وإنما بقلبه لا يسمح لنفسه أن يدين أحدًا، يعرف أن يبني نفسه كما غيره بصمته كما بكلماته. بقى حريصًا على خلاص نفسه إلى النفس الأخير، ففي رقاده الأخير سأله الإخوة ماذا ينظر فقال لهم إنه ينظر دينونة الله… ولما ألحوا عليه أن يتكلم قال: “اصنعوا محبة ولا تتكلموا الآن لأني مشغول”، ثم رقد بفرح، وكانوا يرونه يرحل عنهم كمن يودع أصدقاء أحباء له. من كلماته التعرف على إرادة الله: هكذا يجب أن يكون فهم القديسين أن يعرف الإنسان مشيئة الله، وأن يكون بكليته سامعًا للحق، خاضعًا له، لأنه في صورة الله ومثاله. فاعلية الصلاة: سأله الإخوة بخصوص قتال الزنا، فقال: امضوا اطرحوا ضعفكم أمام الله فتجدوا راحة. الطريق الضيق: الذي يجد طريق القديسين ويمشي فيها يُسر بالأحزان، لأن سبيل الخلاص مملوء أحزانًا. التواضع وحب الذات: إكليل الراهب الاتضاع. لا يمكنك أن تحيا حياة مرضية أمام الله ما دمت محبًا للذات. محبة الاقتناء: إن كنت مشتاقًا إلى ملك السماء فاترك غنى العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان جنديًا وثنيًا ملتحقًا بالجيش الروماني المرابط بالإسكندرية. عاصر فترة الاستشهاد في عهد ديسيوس (داكيوس 249-251 م.) وشاهد الشهداء يواجهون العذابات المرة بوجه باش وفرح حقيقي، مع ثبات في الإيمان وشجاعة، بغض النظر عن جنس الشهداء رجالًا ونساء، أو سنهم أو وظيفتهم أو مركزهم الاجتماعي. اجتذبته نعمة الله فأحب السيد المسيح والمسيحيين. لذلك عندما كُلف بحفظ النظام أثناء محاكمة الشهيدين يوليان وأونوس كان يهتم بحفظ الشهيدين من بطش الوثنيين، كما اهتم بحفظ جسدي الشهيدين وتسليمهما للمسيحيين. أُتهم بالتواطؤ مع أعداء الآلهة، ولما مثل أمام القاضي كان ينعته القاضي بأنه مسيحي كنوع من الاستخفاف، أما هو فكان في حديثه معه يعلن أن هذا مجد له وشرف لا يستحقه. نصحه القاضي أن يتعقل ويرجع عن ضلاله. أما هو فكان يعترف بالإيمان مسلمًا رأسه للقطع لينال إكليل الاستشهاد. العيد في الكنيسة الغربية يوم 7 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثون البابا التاسع والثلاثون | الولادة: – الوفاة: – حياته كلمة “أغاثو” أو “أغاثون” معناها “صالح”؛ وقد كان هذا الأب صالحًا كاسمه. نشأ أغاثو في منطقة مريوط محبًا لحياة التأمل بقلب منفتح نحو الخدمة، لهذا عندما اضطر البابا بنيامين (38) إلى الاختفاء بسبب الضيق الذي عاناه من الملكيين تخفى الكاهن أغاثو في زي نجار، يحمل أدوات النجارة جهرًا، ممارسًا أعمال الكهنوت الرعوية والسرائرية خفية، يشدّد الشعب على احتمال الضيق، ويقيم لهم الأسرار الإلهية. لهذا إذ عاد البابا بنيامين بعد دخول العرب مصر اتخذ الكاهن أغاثو سكرتيرًا خاصًا، فكان الإنسان التقي الأمين في خدمته لكنيسته ورعايته للشعب. مرض البابا بنيامين، وصار ملازمًا الفراش قرابة عامين فكان الكاهن أغاثو هو المتصرف في تدبير أمور الكنيسة، فتعلق به الشعب جدًا لأمانته ورقته ووداعته. سيامته بطريركًا إذ تنيح البابا بنيامين (38) أُنتخب بطريركًا، وإذ وجد عددًا كبيرًا أسرى من روم وصقليين وإيطاليين فكان يفتديهم بالمال، ويترك لهم حرية الاختيار أن يبقوا بمصر أو يعودوا إلى بلادهم. في عهده ذهب أحد التابعين لكنيسة الملكانيين (الأروام) بمصر يُدعى ثيؤدورس إلى دمشق والتقى بالخليفة زيد بن معاوية، وقدم له مبلغًا كبيرًا من المال لينعم عليه بسلطان على الإسكندرية ومريوط، وعاد إلى الإسكندرية يضايق البابا أغاثو، يطلب منه جزية سنوية ويرهقه بدفع كل ما ينفقه على النوتية في الأسطول. اضطر البابا أن يلتزم بالبقاء في قلايته ليلًا ونهارًا، إذ كان ثيؤدورس أوصى أتباعه أن من يراه يرجمه بالحجارة ويقتله، أما البابا فكان يصلي من أجله. لم يتوقف البابا عن العمل، فكان يرسم كهنة أتقياء خائفي الله يعملون، وكان يدبر أمور شعبه من قلايته. تنيح البابا سنة 677 م. بعد أن بقى على الكرسي 17 عامًا. أسرع ثيؤدورس يغلق أبواب البطريركية ويختمها بالشمع الأحمر، فاستاء الشعب من ذلك، والتجأ الأراخنة بسخا Cen’wout إلى والي سخا، الذي تدخل ورفع هذا الثقل عن الشعب. غير أن الله لم يهمل ثيؤدورس إذ ضربه بمرض الاستسقاء ومات وسط آلام مرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 16 من شهر بابه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثوس ابن الشهيدة رفقة | الولادة: – الوفاة: – الابن الأكبر للشهيدة رفقة التي من قوص. عيد استشهادهم 7 توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد كبادوكي يدعى أغاثوس أو أكاكيوس، استشهد في عهد الإمبراطور دقلديانوس ما بين عامي 303، 305 م. كان قائد مائة في الجيش، احتمل مع سبعة وسبعين من زملائه عذابات كثيرة من أجل تمسكه بالإيمان. حوكم أمام محكمة فرميوس Firmus لدى بيرنثوس Perinthus بتراسيا Thrace، أمام قاض عنيف للغاية يدعى بيبينوس Bibienus. اقتيد مربوطًا بالسلاسل إلى بيزنطية حيث جُلد علانية وأخيرًا قُطعت رأسه. ضمت القسطنطينية كنيستين أو ثلاث باسمه “القديس أكاكيوس”، أحدهما أُنشأت في عهد قسطنطين الكبير، وقد دُعيت بالجوزة “شجرة جوز”، إذ قيل أنها ضمت شجرة الجوز التي عُلق عليها القديس وضُرب بالسياط. يُعيَّد له في الكنيسة الغربية في 8 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثوبس وثيؤديلوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قدم الشماس أغاثوبس شهادة صالحة للإيمان في مدينة تسالونيكي، في بدء القرن الرابع. قُدما أمام الوالي فوستينوس الذي بذل كل الجهد معهما باطلًا لكي يتعبدا للأوثان. لقد ألقيا في السجن فنظرا رؤيا أنهما مبحران في سفينة وسط البحر، يقاومان ريحًا عنيفة جدًا. عندئذ انكسرت السفينة، وغطسا في الماء، لكنهما هربا إلى صخرة، وصعدا على تل. لقد تحقق ذلك في استشهادهما إذ أُلقيّ في البحر كأمر الحاكم، وقد ربط في عنقيهما حجارة، لكنهما سبحا في الماء وصعدا إلى جبل صهيون السماوي في حضرة الملك الرب. العيد في الكنيسة الغربية يوم 4 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثانجيلوس الشماس | الولادة: – الوفاة: 308 استشهد هذا الشهيد الشماس مع أسقف أنقرة القديس اكليمنضس مشاركًا إياه في آلام سيده، وكان ذلك حوالي عام 308. يُعيد لهما في الغرب في 23 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثانجيلوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كلمة “أغاثانجيلوس” Agathangelus مكونة من كلمتين “أغاثو” معناها “صالح”، و”أنجيلوس” معناها “ملاك”، فيكون اسم الشهيد “الملاك الصالح”. يُدْعَى أيضا “أغاتيوس” وأيضًا “أكاكيوس” Acacius. قيل أنه كان أسقفًا لإنطاكية بيسيدية، وإن كان البعض يرى أنه كان أسقفًا لمدينة Melitene بأرمينيا الصغرى. إذ كان قلبه ملتهبًا غيرة، لم يكف عن العمل والرعاية فاستدعاه مارتيان الوالي، فأعلن الأسقف أن المسيحيين موالون وخاضعون للإمبراطور، يصلون من أجله بانتظام؛ وإذ طلب منه الوالي التعبد للإمبراطور رفض، ودخل معه في حوار ديني طويل. اتهمه مارتيان بالسحر وطلب منه أسماء السحرة المساعدين له، فأجاب الأسقف أنه ليس بساحر وأن المسيحيين يبغضون السحر. وإذ أخذ يهدده أظهر له الأسقف إيمانه بالله كأب صالح يخلصنا من الموت. ولما بدأ يُلح طالبًا أسماء المسيحيين، في قوة الروح أجابه الأسقف: “أنا تحت المحاكمة وأنت تطالبني بأسماء آخرين! إن كنت لا تقدر أن تغلبني فهل تظن أنك تقدر أن تغلب الآخرين؟! أنت تريد أسماء، حسنًا! أنا أدُعى أكاكيوس، وشهرتي أغاثانجيلوس! أفعل بي ما شئت!” ألقيّ أكاكيوس في السجن وأُرسل تقرير عنه للإمبراطور داكيوس (249-251) Decius الذي ثار عند قراءته. وقد قيل أنه نال عفوًا إمبراطوريًا في ظروف خاصة، لكنه عاد فاستشهد. ويعيد له يوم 31 مارس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثا العفيفة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – إحدى شهيدات القرن الثالث، احتملت الكثير من أجل محبتها للسيد المسيح وشوقها للحياة البتولية من أجل الرب. وقد وُجد في روما كنيستان باسمها ترجعان للقرن السادس الميلادي. نشأتها نشأت في جزيرة سيسيليا Sicily ؛ غالبًا ما وُلدت في مدينة باليرما أو باليرمو Palermo، واستشهدت في مدينة كاتانيا Catania نفس الجزيرة. اتسمت هذه الفتاة بجمالها البارع مع شرف نسبها وتقواها، فسمع عنها حاكم الجزيرة الوثني كينسيانوس Quintian فأراد الزواج بها، وقد عُرف بشره. أما هي فإذ عرفت كانت تصرخ في صلاتها، قائلة: “يا يسوع المسيح، رب الجميع، أنت ترى قلبي وتعرف اشتياقي. أنت تملكني بكليتي كما أنا. أنا من غنمك، اجعلني أهلًا أن أغلب الشيطان!” اضطهادها إذ أصدر داكيوس (ديسيوس) قيصر أمره باضطهاد المسيحيين وجد الحاكم فرصته لتحطيم ما في قلب العذراء أغاثا، وإلزامها بجحد مسيحها. سلم الحاكم هذه البتول لامرأة شريرة تدعى أفردوسيا، فتحت بيتها ومعها بناتها الست للدعارة، فكانت أغاثا في هذا الموضع تبكي ليلًا ونهارًا، وحينما كانت المرأة تحاول إثارتها بكلمات شريرة كانت البتول تنتهرها قائلة لها: “إني أحسب لسانك هو لسان الشيطان الساكن في قلبك لا لسان امرأة”. حاولت المرأة أن تهددها بالعذابات التي يعدّها لها الحاكم إن لم تترك مسيحها وتتخلى عن بتوليتها، أما أغاثا فكانت ثابتة في إيمانها وعفتها. إذ بقيت شهرًا كاملًا في بيت الدعارة انطلقت أفردوسيا إلى الحاكم تخبره بثبات هذه البتول. فاستدعاها الوالي وصار يلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة فلم تبال بكلماته، وإذ هددها لم ترتجف. أمر الحاكم بقطع ثدييها، لذا اعتادت الكنيسة الغربية أن تصورها حاملة طبقًا عليه ثديان. أُلقيت في السجن بعد قطع ثدييها دون علاج أو طعام، وقيل أن الرب أرسل لها القديس بطرس في السجن فأضاء السجن بنور سماوي حتى هرب الحراس، أما هي فنالت الشفاء ولم تهرب. استدعاها الحاكم وأمر بإلقائها في النار لتُحرق، وإذ كانت تحتمل بصبر حدث زلزال فمات اثنان من الذين يعذبونها. وإذ طُرحت في السجن صلت واستودعت روحها في يدي ربنا يسوع. تُعيِّد لها الكنيسة اليونانية في 6 فبراير، واللاتينية في 5 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاتودرس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – رسمه القديس هرمون بطريرك أورشليم، مع أوجانيوس وألبيدوس أساقفة بدون كراسي، قاموا بالكرازة في مدن كثيرة، فتعرضوا للرجم (15 برمهات). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغابيطوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في 18 أغسطس تحتفل الكنيسة اللاتينية (الغربية) بعيد استشهاد شاب يدعى أغابيطوس. نشأ في فاليسترينا Palestrina، قُدم أمام الوالي أنطيخوس في عهد الإمبراطور أورليان وتعرض لعذابات شديدة انتهت بقطع رأسه. ويرى الدارسون اللاتين -مع تأكيد حقيقة استشهاده- إلا أن العذابات التي وردت في سيرته حملت شيئًا من المبالغة، إذ جاء فيها أنه ألقي في السجن المظلم أربعة أيام بلا طعام أو شراب، فصار مريضًا وخائرًا، ولم يحتمل الشمس بعد فترة الظلام الدامس… وعندما سأله أنطيخوس أن يضحي للأوثان لم يستطع الإجابة وإنما اكتفي بتحريك رأسه يعلن الرفض. عندئذ أمر الوالي بإلقاء فحم ملتهب على رأسه وكتفيه، كما سُحب من قدميه وانهال عليه الضرب. وإذ فقد وعيه تمامًا، ألقي عليه ماء مغلي على صدره وبطنه، كما هُشم فكه بحجر… ومع ذلك بقى حيًا. قيل أنه إذ حدث هذا كله وأنطيخوس يمتع نظره بهذه العذابات سقط الأخير عن كرسيه ميتًا. سمع الإمبراطور أوريليوس بما حدث للوالي فأمر بتقديم الشاب للوحوش في المسرح العام لتأكله… وإذ كانت الجماهير تترقب هذا المنظر كعادتها لتجد متعة في افتراس الحيوانات للبشر… انطلقت الوحوش بسرعة هائلة لتأتي عند قدمي هذا المتألم تلحس قدميه، وكأنها تعلن خلال الطبيعة ما فقده البشر خلال الفكر والمنطق. تأثر جدًا المحامي أنسطاسيوس إذ رأى المنظر وقبل الإيمان في الحال… بينما قطعت رأس الشهيد أغابيطوس خارج باب المدينة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغابيطوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس الأسقف أغابيطوس أو أغابيتوس Agapitus في عهد الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، وقد ربياه والده تربية مسيحية تقوية، وإذ كبر صار شماسًا. أحب الحياة الرهبانية فكان يزور أحد الأديرة ويخدم الشيوخ؛ متدربًا على يديهم الحياة النسكية والسهر الروحي، فتقدم في الفضيلة، ووهبه الله عطية صنع الآيات. سمع عنه ليكينيوس (ليسينيوس) Licinius الوالي فاستحضره وضمه إلى الجندية، فمارس حياته النسكية في الجيش. ولما ملك قسطنطين البار وكان له غلام مريض عزيز لديه سمع عن هذا الجندي من بعض القادة فتعجب كيف يوجد بين الجنود إنسان يصنع عجائب ويسلك بالنسك، فاستدعاه. صلى الجندي للغلام فوهبه الله الشفاء، وإذ أراد أن يكافئه الإمبراطور، سأله أن يطلقه من الجندية ليمارس حياته النسكية في حرية. وبالفعل عاد إلى حيث مسكنه الأول وانفرد للعبادة. سامه الأسقف بعد قليل كاهنًا، وإذ تنيح الأسقف أُختير للأسقفية فمارس العمل الرعوي بأمانة وحب، وكان الله يجري على يديه عجائب كثيرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 24 من شهر أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغابوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: “وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم” (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر(أع11: 27-28). ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلًا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلًا بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: “حقًا إن هذا الرجل بار”، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: “أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس”، فرجموها أيضًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسطفانوس الأول أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 257 أسقفيته ولد مع بداية القرن الثالث، كان من أشراف روما، لا نعرف شيئًا عن صبوته، لكنه كان معتبرًا جدًا لدى القديسين كرنيليوس ولوسيوس أسقفيّ روما. ولما تنيح الأخير أُختير الكاهن إسطفانوس خلفًا له، في 12 مايو 254 م.، وقد عرف بتقواه وغزارة علمه. إذ تبوأ الكرسي الروماني ضغط عليه فوستينوس أسقف ليون أن يتدخل مع القديس كبريانوس في مقاومة ماركيان أسقف Arles لأنه اعتنق مبادئ نوفاتيان، الذي أغلق باب الرجاء في وجه مرتكبي بعض الخطايا بعد نوالهم سر المعمودية فلا يُقبلون مهما قدموا من توبة، خاصة إنكار الإيمان في وقت الاستشهاد (جاء هذا على أثر اضطهاد ديسيوس حوالي 250 م.)، كما حرّم أيضًا الزواج الثاني. التجأ البعض إلى الخداع في أيام اضطهاد ديسيوس (داكيوس)، فكانوا يدفعون مالًا للقضاة لينالوا شهادة منهم أنهم قدموا بخورًا للأوثان دون أن يمارسوا ذلك، حفظًا لحياتهم وأموالهم، فقام الأسقف بمحاربة هذا العمل الشيطاني وحسبه إنكارًا للإيمان، يسقط من ارتكبه تحت التأديب الكنسي. دخل الأسقف في جدال قاسٍ ومرّ لزمن طويل مع القديس كبريانوس بسبب إعادة معمودية الهراطقة، إذ نادى القديس كبريانوس بأن ما يمارسه الهراطقة ليس عمادًا بسبب الهراطقة، وأن الكنيسة يلزمها أن تعمد من عمدهم الهراطقة، ولا يحسب ذلك إعادة للعماد، وقد عقد ثلاثة مجامع أفريقية كما عضده في ذلك فرمليانوس أسقف قيصرية الكبادوك. وقد رفض الأسقف إسطفانوس مقابلة الوفد القادم من قرطاجنة سنة 256 م. في هذا الشأن وأيضًا وفد الأسقف فرماليانوس مهددًا بقطع من ينادي بذلك. تدخل القديس ديوناسيوس بابا الإسكندرية بحكمة بين الفريقين، وأعلن أن هذا الأمر يتطلب حبًا ووداعة في الجدال دون تهديدات بالحرمان حتى لا تنشق الكنيسة. أرسل إليه أحد عظماء رومية نيماسيوس رسولًا، سائلًا إياه أن يشفي ابنته العمياء، فصلى عنها وشفاها باسم السيد المسيح، فآمن الرجل وكل أهل بيته، بل وآمن عدد كبير من الوثنيين. سمع الوالي أولمبيوس فاستدعى نيماسيوس وابنته وسمبرونيوس وكيل بيته، وإذ تأكد أنهم صاروا مسيحيين، سأل الأخير أن يسلم كل ممتلكات سيده له، فأجابه بأن سيده قد وزع كل ممتلكاته على الفقراء بعد قبوله الإيمان بالسيد المسيح. أمره أن يسجد للأوثان، فنظر إليها باستخفاف وطلب من السيد المسيح أن يسحق الأصنام، فسقطت في الحال وصارت ترابًا، عندئذ أدرك الوالي تفاهتها، وعاد إلى بيته يروي لزوجته أوكسبيريا ما حدث، وكانت قد قبلت المسيحية سرًا، فشجعته لينال سرّ العماد على يدي الأسقف. استشهاده قيل أن فاليريان أثار الاضطهاد ضد المسيحيين، وقد نال هذا الأب إكليل الاستشهاد، وإن كان بعض المؤرخين يرون أنه قد رقد في الرب بدون تعرضه للاستشهاد يوم 2 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق الدفراوي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد القديس إسحق ببلدة دفرا، التابعة لطنطا، وعاش في حياة تقوية مقدسة. لما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد كان القديس قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره، وإذ كان نائمًا في الحقل مع الحصادين رأى ملاك الرب يقول له: “سلام لك يا إسحق رجل الله التقي؛ لماذا أنت نائم والجهاد قائم؟!”، ثم أراه إكليلًا فالتهب قلبه بنوال بركة الاستشهاد. إذ لاح النهار ودّع الشاب والديه لينطلق إلى مدينة طوه، تابعة لببا بصعيد مصر، فمنعاه من الخروج. وفي منتصف الليل أضاء البيت كله بنور فائق، ثم ظهر الملاك وشجع إسحق لينطلق ويتمم شوق قلبه، وفي الحال ترك مدينته وانطلق إلى طوه. استشهاده التقى القديس إسحق بوالي المدينة. حيث أعلن إيمانه بقوة وشجاعة، فهدده وأمر بحبسه حتى يعود من نقيوس. انطلق إسحق مع أحد الجنود من أمام الوالي إلى الحبس، وفي الطريق التقى برجل أعمى، صلى إلى الله من أجله فانفتحت عيناه، وللوقت آمن الجندي نفسه، وعند عودة الوالي اعترف الجندي بالإيمان وسلّم رقبته للسيف لينال إكليل الشهادة بفرح. اغتاظ الوالي وصمم أن يذيقه كل أنواع العذابات، فأرسله إلى ككليانوس والي البهنسا ليقوم بالتعذيب. وإذ كان بالسفينة مقيدًا طلب من أحد النوتية قليل ماء فأعطاه، وإذ شرب أخذ القليل من الماء المتبقي وصلى عليه وسكبه على عين الرجل النوتي التي كانت عمياء فانفتحت وأبصر بها كما بعينه الأخرى. التقى القديس بوالي البهنسا، الذي بدأ أولًا بملاطفته ليستميله لترك إيمانه فلم يفلح، وعندئذ صار يعذبه، وكان الرب يشفيه. حدث أن كان أريانا يجول في البلاد يتشفى بمضايقة المسيحيين وتعذيبهم، وإذ التقى بككليانوس أخبره الأخير عن أمر إسحق الدفراوي، وروى له ما حدث معه، فاستلمه منه ليقوم هو أيضًا بدوره في التعذيب، وأخذه معه إلى أنصنا وصار يعذبه، وإذ لم يفلح أرسله إلى مدينة طوه حيث قطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد، وقد ظهر من جسده عجائب كثيرة. جاء بعض المؤمنين وحملوا جسده، وأتوا به إلى بلده دفرا، ودفنوه هناك بإكرام عظيم، وبنوا كنيسة باسمه. تعيِّد الكنيسة القبطية بعيد استشهاده في 6 بشنس، وعيد تكريس كنيسته في 6 طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق البابا الحادي والأربعون | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد إسحق (إيساك) بضاحية رمل الإسكندرية، وإن كان البعض يرجح أنه يقصد بالرمل “رملة بنها” بجوار بنها. وكان والده غنيًا ذا جاه. في يوم نواله سرّ العماد شاهد الأب الأسقف عند تغطيسه صليبًا من نور فوق رأسه، فأدرك أنه ذو شأن عظيم، لذا قال لوالديه: “ابذلا كل عناية في تربية هذا الطفل فإنه إناء مختار لرب المجد”. إذ بلغ الطفل التاسعة من عمره أرسله والداه إلى المدرسة، فأظهر نبوغًا خاصة في الخط (النسخ) والكتابة. لذا استقر رأي والديه بعد ذلك على تسليمه في يدي قريب لهم يدعى مينيسون يعمل كاتبًا في دار الولاية. حدث أن الوالي طلب إليه دفعة أن يكتب له رسالة معينة فكتبها بسرعة وبأسلوب رائع وخط جميل فأعجب به جدًا، فتدرج به حتى صار رئيسًا لكتبة الديوان. وقد اتسم بجانب أمانته بحبه للغير واتضاعه فصار موضع حب للجميع. رهبنته إذ شعر والداه أنه يميل إلى الحياة الهادئة التأملية أدركا أنه لابد أن يسلك طريق الرهبنة، فحاولا الضغط عليه ليزوجاه فكان يرفض، مقدمًا كل اهتمامه بالعمل الموكل إليه، مؤكدًا لهم أنه يشتاق لحياة البتولية. فجأة اختفى الشاب إيساك عام 654 م. فأدرك والداه أنه قد هرب إلى أحد الأديرة، فصارا يبحثان عنه ولم يجداه، إذ كان قد انطلق إلى برية شيهيت، والتقى هناك بشيخ وقور يدعى زكريا قمص الدير، صار فيما بعد أسقفًا على سايس (جنوبي الإسكندرية حوالي 130 ك. على فرع رشيد)، الذي إذ سمع له أحبه ونصحه -أنه لكي يحقق أمنيته دون ضغط والديه- بأن يذهب إلى جبل “ياماهو” بالصعيد الأقصى، باعثًا إياه مع راهب شيخ تقي يدعى أبرآم، رافقه الطريق، وبقى معه 6 شهور. لم يستطع إيساك أن يستريح، وقد شعر أن والديه لابد وأن يكونا في حزن شديد ومرارة نفس لذا أقنع الراهب الشيخ أبرآم أن يرجع من الصعيد للتصرف بخصوص والديه. وبالفعل عاد الاثنان إلى منطقة قريبة من الرمل حيث قصدا راهبًا ناسكًا كان يعيش هناك يعرف والدي إيساك. استدعى الناسك شماسًا يدعى فيلوثيؤس، قابل الراهب إيساك بشوق شديد ومحبة، وتعرف على أخبار رهبنته. سأله إيساك أن يذهب إلى والديه ويخبرهما بأمره، وأن يأخذ منهما وعدًا أن يتركاه يسلك حسب الدعوة التي وُجهت إليه، فإن وافقا يحضرهما معه. وبالفعل قام الشماس بهذا الدور، فرح الوالدان جدًا، وجاءا معه يلتقيان بابنهما أيامًا قليلة يودعانه برضى. عاد إيساك إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يدي الأب الشيخ زكريا، وقد تدرب على المحبة الصادقة لله والناس، ولا يكف عن خدمة الرهبان بروح الاتضاع والتقوى فأحبه الجميع، كما كان بمحبته يجتذب الكثير من الزائرين للسيد المسيح. جاء عنه أنه إذ خرج مع بعض النساك يجمع حطبًا، إذ بثعبان وسط الحشائش ينقضّ عليه ويلدغ بذراعه، أما هو فبهدوء شديد نفضه، ورشم ذراعه بعلامة الصليب، وحمل ما جمعه ليسير إلى الدير، كأن لا شيء قد حدث، فمجّد الرهبان الله على تحقيق مواعيده لقديسيه (مز 91: 13؛ لو 10: 19). سكرتاريته للبابا يؤانس (يوحنا) الثالث إذ كان البابا يؤانس الثالث يطلب من الله أن يرشده إلى راهب تقي يسنده كسكرتير له يمكن أن يخلفه أرشده روح الرب إلى هذا الناسك التقي المتبحر في دراسة الكتاب المقدس والمحب للخدمة. وقد أحبه البابا جدًا، وإن كان قد تظاهر إيساك في البداية بالعجز لكي يعفيه البابا من هذا المنصب. أخيرًا قبل أن يبقى مع البابا بعد أن وعده البابا أن يكون بقاؤه بهذا العمل مؤقتًا، ويسمح له بالعودة إلى الدير. رجوعه إلى الدير إذ سيم القديس زكريا في تلك الفترة أسقفًا على سايس، فظل يخدم شعبه وهو شيخ متقدم في الأيام، لكنه بسبب المرض اضطر أن يعود إلى دير القديس مقاريوس فلحقه إيساك الذي كان يحب معلمه للغاية، وكان يخدمه، حتى إذ دنت اللحظات الأخيرة تطلع الأنبا زكريا إلى تلميذه إيساك، وقال له: “يا بني، إذا ما نلت الكرامة فاذكر إخوتك الرهبان”… وإذ رقد الأنبا زكريا، قرر الرهبان إقامة إيساك رئيسًا على الدير. لكنه لم يبق سوى بضعة شهور حيث استدعاه البابا إذ أحس أن أيام غربته قد أوشكت على الانتهاء. وقد استبقاه إلى جواره وعهد إليه بإدارة الشئون الكنسية. كان البابا في محبته لإيساك يأخذه معه كلما دعاه الأمير عبد العزيز بن مروان الذي كان يحب البابا يؤانس الثالث جدًا ويجله. سيامته بطريركيًا أوصى البابا يوحنا وهو على فراش الموت بإسحق تلميذه ليكون بابا وبطريركًا، وكان الأب إسحق يميل إلى الهروب من الأسقفية. استطاع قس يدعى “جرجس” متزوج وله أخطاء، أن يستميل قلوب بعض الأراخنة مع بعض الأساقفة لسيامته بطريركًا، وكان متعجلًا يود أن يتحقق ذلك قبل يوم الأحد، حتى لا يعارضه بقية الأساقفة. اجتمع الأساقفة في بابليون مع شعب كثير في كنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة (أبو سرجة)، ودخل القديس فجأة، فانكسر “قنديل” بالكنيسة وأغرقه زيتًا، فصرخ الشعب: “أكسيوس، أكسيوس، أكسيوس (مستحق)… مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك”… وانتخبوه بطريركًا، كانت هذه هي المرة الأولى لانتخاب بطريركًا في هذه الكنيسة، وبقى انتخاب البطاركة في بابليون حتى القرن الحادي عشر على أن تتم السيامة في كنيسة الإنجيليين بالإسكندرية. بابا الإسكندرية عُرف بدموعه التي لا تجف أثناء خدمة الإفخارستيا (القداس الإلهي)، كما ردّ كثير من الهراطقة إلى الإيمان. اهتم أيضًا بعمارة الكنائس والأديرة، وإذ كان بينه وبين الوالي عبد العزيز صداقة قوية أقيمت كنيسة في حلوان، التي أنشأها الوالي، وقد ساعده الوالي في إقامة الكنائس والأديرة. قيل أن علاقته بالوالي كانت قوية للغاية، وأن الوالي كان يسير مرة أمام باب الكنيسة فتطلع ليرى البابا في المذبح ونارًا تحيط به، مما زاد حب الوالي له. إذ أقام الوالي قصرًا حديثًا في حلوان استدعى البابا، فرأت زوجة الوالي جموعًا من الملائكة تحيط به، فأخبرت رجلها فامتلأ دهشة! حاول البعض أن يثير الفتنة فادعوا أن البابا كتب إلى ملك النوبة ليقيم صلحًا مع ملك أثيوبيا، وكان الجو ملبدًا بين مصر وأثيوبيا فغضب الوالي، لكن البابا بلطفه ووداعته أكدّ له كذب هذا الافتراء، فأكرمه الوالي جدًا. مرة أخرى حاول البعض خلق جو من الكراهية بين الوالي والبابا، فذهبوا إلى الوالي يسألونه أن يطلب من البابا أن يأكل معه دون رسم علامة الصليب، وقدموا له سلة مملوءة بلحًا ممتازًا مسمومًا، أما القديس فبحكمة أمسك بالسلة، وقال للوالي: “أتريدني أن آكل من هذه الناحية أو من تلك، من هنا أو من هناك؟!” وبهذا رسم علامة الصليب. وإذ عرف الوالي بعد ذلك ما قصده البابا تعجب لحكمته ووجد نعمة أكثر لديه. نياحته عرفت حياته بكثرة المعجزات التي وهبه الله إياها. بعد مرض قصير تنيح في التاسع من هاتور، ووضع جسده إلى جانب سلفه البابا يوحنا الثالث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس من قيصرية القديس | الولادة: – الوفاة: – إذ عرض لنا يوسابيوس القيصري استشهاد مارينوس، القائد بالجيش في قيصرية فلسطين على يدي القاضي أخايوس، كان أستيروس حاضرًا المحاكمة، وقد أظهر غيرة عجيبة، إذ يقول: “أحتفظ بذكرى أستيريوس Asterius بسبب جرأته النادرة في هذه الناحية. وكان رومانيًا له كرسي في مجلس الأعيان، محبوبًا من الأباطرة، ومعروفًا لدى الجميع بسبب شرفه وغناه. إذ كان حاضرًا موت الشهيد المذكور حمل جسده على كتفه وكفنه بثوب بهي غالي الثمن ودفنه بطريقة لائقة. ويروي أصدقاء هذا الرجل، الذين لا يزالوا أحياء حقائق أخرى كثيرة عنه” تاريخ الكنيسة ليوسابيوس (7: 16). للأسف لم يسجل لنا يوسابيوس شيئًا عما سمعه عن هذا الرجل المؤمن الشهم الذي لم يبال بمركزه كعضو في مجلس السيناتورز ولا بصداقته للأباطرة، حاملًا على كتفيه جثة من استشهد بقانون روماني! يذكره اللاتين في 3 مارس مع الشهيد مارينوس Marinus، بينما يذكره اليونان في 7 أغسطس كشهيد، إذ قيل: “تقبل أستيروس مكافأة من تكريمه للشهيد إذ صار نفسه شهيدًا”. يرى البعض أنه لم يصر شهيدًا بسفك دمه، وإنما بالاعتراف والشهادة للسيد المسيح حين حمل جسد الشهيد وسط الساحة بإكرام جزيل وسط جو يعرضه للاستشهاد! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد الإخوة الثلاثة: أقلاديوس Claudius واستيريوس ونيون Neon على يدي والي سيليسيا Cilicia، يسمى ليسياس Lysias، عرف بعنفه الشديد وكراهيته للمسيحيين، على يديه استشهد مع هؤلاء الإخوة امرأتان هما دومنينا وثيؤنيلا وابن الأخيرة كان طفلًا. على يديه أيضًا استشهد القديسان قزمان ودميان. هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا من Aegea، سلمتهم امرأة أبيهم للسلطات بالإبلاغ عنهم كمسيحيين لكي ترث ممتلكاتهم. استدعى ليسياس الأخ أقلاديوس، ودخل معه في الحوار التالي: – حسنًا، ما اسمك ؟ – أقلاديوس. – لا تكن معتوهًا وتفقد حياتك في شبابك. ضحِ للآلهة واهرب من العذابات التي أُعدت لكم إن رفضت. – إلهي لا يطلب مثل هذه الذبائح. إنه بالأحرى يسرّ بالصدقة وقداسة الحياة. ألهتكم أرواح شريرة، تُسر بمثل هذه التقدمات بينما تُعد العقوبات الأبدية لمن يمارسها. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). – ليُربط ويُضرب، فإنه لا توجد وسيلة غير هذه لرده إلى صوابه. – وإن صببت أقسى العذابات العنيفة عليّ فلن تحركني أو تؤذيني. – بأمر الأباطرة أن يقدم المسيحيون ذبائح الآلهة، ومن يرفض يعاقب، ومن يطيع يكافأ. – مكافأتهم وقتية زائلة، أما الاعتراف بيسوع المسيح فيهب مجدًا أبديًا. عندئذ أمر الوالي بتعذيبه، فقال له الشهيد: “لا تستطيع نيرانك أو غيرها أن تجرح خائفي الله، إنما تهبهم الحياة الأبدية”. عندئذ أمر الوالي بتشديد العقوبة، أما أقلاديوس فقال: “إني أحسبه أمرًا نافعًا أن أتألم من أجل الله، وفرحًا عظيمًا أن أموت من أجل يسوع المسيح”. أمر ليسياس بإلقائه في الحبس وتقديم آخر، فجاءوا إليه بأوستريوس، تم الحوار التالي: – اقبل نصيحتي وضح للآلهة، ها أنت ترى أمام عينيك ما قد أُعد للعاصين. – يوجد إله واحد، يسكن في السماء، وبقوته العظيمة يتطلع إلى أصغر الأمور. لقد علمني والداي أن أحبه وأعبده، لكنني لست أعرف هذه التي تدعوها آلهة وتتعبد أنت لها. – مزقوا جنبيه بالخطافات الحديدية، ألزموه بالتضحية للآلهة. – أني أخ ذاك الذي كنت تستجوبه حالًا، وقد اتفقنا أن نقدم اعترافًا واحدًا. جسدي في سلطانك، أما نفسي فلن تبلغها. – احضروا الكلبتين والعجلات، اربطوا قدميه وعذبوه لكي يعرف أني أستطيع أن أعذبه… ضعوا فحمًا متقدًا تحت قدميه، واجلدوه على ظهره وبطنه… أخيرًا ألقاه في السجن وأحضر الأخ الأصغر نيون الذي دعاه “ابنًا” وكان يتحدث معه بلطف، وإذ أظهر ثباتًا، عذبه بالدولاب الحديدي ليمزق جسده، ووضع فحم متقد عليه، وجلده على ظهره. وإذ فشل الحاكم أمر بصلب الإخوة الثلاثة خارج المدينة، وترك أجسادهم مأكلًا لطيور الهواء. ويعيد له يوم 23 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس السوفسطائي | الولادة: – الوفاة: 341 دُعيّ بالسوفسطائي بسبب مهنته قبل قبول الإيمان المسيحي، إذ كان خطيبًا وفيلسوفًا. تتلمذ على يدي لوقيان الإنطاكي (لوسيان الأنطاكي)، وفي اضطهاد مكسيمانوس استشهد المعلم بينما أنكر أستيروس الإيمان، لذا دعاه البابا أثناسيوس “مقدم الذبيحة (الوثنية)”. حضر مجمع إنطاكية عام 341 م.، وكان مدافعًا عن أريوس. ولعله يعتبر أول كاتب أو لاهوتي أريوسي. كتاباته تكشف عن منهج المدرسة الأريوسية وفكرها واهتماماتها بطريقة مخادعة وحذرة. أشهر كتاباته، مقاله الصغير “Syntagmation” المفقود، ولم يبقى منه إلا ما اقتبسه البابا أثناسيوس ومارسيليوس أسقف أنقرا. له أيضًا عمل مفقود هو “تفنيد ما قاله مارسيليوس” كما له تعليقات وعظات على الرسالة إلى أهل رومية، وعلى الأناجيل، والمزامير”… مات بعد سنة 341 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس أسقف أماسيا | الولادة: – الوفاة: – أحد الآباء الكبادوك هو أستيريوس أسقف أماسيا ببنطس. كان معاصرًا لأمفيليخوس أسقف أيقونية والثلاثة آباء العظام الكبادوك أي القديسين باسيليوس الكبير وإغريغوريوس النزينزي وإغريغوريوس أسقف نيصص. لا نعرف عن حياته الكثير، إنما كما يخبرنا هو أنه تعلم على يديّ رجل سكيثي أو غوصي قدير. عمل كخطيب ومحام في الفترة ما بين سنتي 380، 390 م. قبل نواله الأسقفية. من جهة كتاباته فإن بعض العظات التي لأستيروس السوفطائي الأريوسي نسبت له خطأ، أما هو فله 16 عظة. العظة 11 التي ألقاها في أول يناير سنة 400 “عن استشهاد القديسة أوفيمية ” لها أهميتها الخاصة في تاريخ الفن، فيها يصف تصوير استشهاد هذه القديسة ويقارنه بأعمال أوفرانور وتيموماخوس. في عظاته يحدثنا عن تكريم القديسين ورفاتهم والحذر من المبالغة والسقوط في العبادة، فمن كلماته: “نحن نحفظ أجسادهم في أكفان لائقة كعربون ثمين، كأوانِ للبركة، وكأعضاء لنفوسهم الطوباوية، وكتابوت لأذهانهم المقدسة. إننا نضع في أنفسنا تحت حمايتهم (في الرب). الشهداء يدافعون عن الكنيسة كجنود يحفظون القلعة”.، “إننا لا نعبد الشهداء بأية وسيلة إنما نكرمهم بكونهم عبدة الله الحقيقيين”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيروس الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: 222 قيل أنه كان كاهنًا بروما، استشهد على يد الكسندر الوالي، إذ قبض عليه وألقاه من الكوبري في مياه التيجر، حوالي 222 م. كرم هذا القديس في القرن الرابع أو الخامس، واكتشف جسده في أوستيا Ostia حيث دفن هناك. ويعيد له يوم 21 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سبيريديون الأسقف القبرصي | الولادة: – الوفاة: 348 راعي غنم عجيب! تُحكَى كثير من الروايات عن هذا الأسقف القبرصي، الذي كان راعيًا للغنم، متزوجًا وأسقفًا في نفس الوقت. ويروي سوزومين Sozomen الذي كتب في القرن الخامس أن في إحدى الليالي عَزَمت عصابة من اللصوص أن يسرقوا بعضًا من غنمه، فأوقفتهم يد خفية حتى أنهم لم يقدروا أن يسرقوا ولا أن يهربوا، وظلوا على هذه الحال حتى الصباح حيث وجدهم القديس سبيريديون (سبيريدون Spyridon) فحررهم بصلاته وأعطاهم حَمَلًا حتى لا يكونوا قد مكثوا طول الليل بدون فائدة. أسقف تريميثوس بالرغم من عدم تعلمه وبساطة سلوكه، إلا أنه بسبب فضائله اُختير القديس أسقفًا على تريميثوس Tremithus على شاطئ البحر بالقرب من سلاميس Salamis، فمزج رعاية الغنم برعاية النفوس. كانت إيبارشيته صغيرة جدًا وكان شعبها فقيرًا إلا أنهم كانوا جادين في حياتهم الروحية وعبادتهم، وكان مازال بينهم عدد من الوثنيين. الأسقف المعترف في اضطهاد جالريوس Galerius قدم شهادة حسنة للإيمان، ويقول التقليد الروماني أنه فقد عينه اليمنى وقُطِعت أوتار رجله اليسرى، وبهذه الحال أُرسِل للعمل في المناجم. كما يذكر نفس التقليد أنه أحد الأساقفة الذين حضروا مجمع نيقية سنة 325 م. القديس سبيريديون ومجمع نيقية تقول أحد التقاليد الشرقية أنه وهو في طريقه لحضور المجمع التقى بجماعة من الأساقفة الذاهبين أيضًا إلى المجمع، الذين انزعجوا من شدة بساطة القديس، وخافوا أن يُضعِف من موقف الأرثوذكس. فلكي يمنعوه من الحضور أمروا خدامهم بقطع رأسيّ بغليَّ القديس وشماسه. وفي اليوم التالي قبل الفجر استعد القديس للرحيل، وحين اكتشف ما حدث أمر شماسه بوضع الرأسين المقطوعين فوق الجسمين وفي الحال عاد الحيوانان للحياة. ولكن حين أشرقت الشمس اكتُشِف أن خطأ قد حدث في الظلام، فقد كان بغل القديس سبيريديون الأبيض وقد وُضع له الرأس البني، وبغل شماسه البني وقد وُضع له الرأس الأبيض! إيمان الفيلسوف الوثني أولوجيوس أثناء المجمع وقف أحد الفلاسفة الوثنيين اسمه أولوجيوس Eulogius يهاجم المسيحية، فقام للرد عليه هذا الأسقف الشيخ بعين واحدة والبسيط في مظهره وسلوكه، حتى أعلن الفيلسوف إيمانه بوحدانية الله وتجسد الله الكلمة من أجل خلاص جنس البشر. في الحال طلب إليه الأسقف أن يذهب معه إلى الكنيسة لكي ينال علامة الإيمان. يقول أولوجيوس أن الكلمات والمجادلات لا تستطيع أن تقاوم الفضيلة، قاصدًا قوة الروح القدس الظاهر في هذا الأسقف غير المتعلم. القديس سبيريديون وابنته أيريني Irene من المعجزات أيضًا التي تُروَى عنه أن أحدهم أودع لدى أيريني Irene ابنة القديس سبيريديون بعض الأشياء الثمينة، وحين أتى الرجل ليطلبها من القديس بعد وفاة ابنته لم يعثر عليها ولم يكن أحد آخر يعلم مكانها. قيل أن سبيريديون ذهب إلى حيث كانت ابنته مدفونة ونادى اسمها وسألها عن مكان التخبئة، فرَدَّت عليه ووجهته إلى المكان الأمين الني وضعتها فيه حيث وجدها هناك. تنيح سنة 348 م. ونُقِلت رفاته من قبرص إلى القسطنطينية ثم إلى جزيرة كورفو Corfu حيث مازال يُكرَم القديس سبيريديون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسبانيوس المتكبر الراهب بالرها | الولادة: – الوفاة: – كما عالجت سير الآباء “حياة الشركة مع الله في المسيح يسوع”، إذ تلهب القلب نحوها، وتطلق النفس بالروح القدس نحو الحياة السماوية الملائكية، هكذا سير الساقطين تحذرنا من حروب الشياطين وخداعاتهم، ومن السلوك بلا حكمة. جاء عن أسبانيوس هذا الذي من مدينة الرُها بسوريا أنه كان غيورًا وملتهبًا محبًا للتسابيح والترانيم، يضعها ويلحنها لكن بروح العجرفة والكبرياء. سلك بروح الافتخار فكان يعمل بلا توقف طالبًا مديح الناس، لذا تأهل لخداع العدو الذي أخرجه من قلايته وأوقفه على جبل الستوريون، وأراه مركبات روحية تبدو منطلقة نحو السماء، وسمع صوتًا يقول له: “الله يستدعيك كما استدعى إيليا”، فصدق الرؤيا وانطلق إلى المركبة لترتفع به ثم تتلاشى خيالاتها، فيسقط من علو شاهق ويتحطم تمامًا، فصار عبرة لكل من يسلك بغير مشورة، وبلا تمييز، طالبًا مجد ذاته الأرضي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إريانا والي أنصنا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 305 التصق اسم إريانا بدقلديانوس، فكان الأخير قد عُرف بشراسته في اضطهاد المسيحيين، فإن والي أنصنا بصعيد مصر (بجوار ملوي) في عصر دقلديانوس، قد عُرف بتفننه في تعذيب المسيحيين لا على مستوى صعيد مصر وإنما امتدت شهرته إلى خارج مصر، فكان الولاة يرسلون إليه من يرغبون في تعذيبه. ذكر اسم إريانا كوالي قاسي في سير كثير من الشهداء، ولا نعرف ما كان يختلج نفسه أمام هؤلاء الجبابرة الذين كان أغلبهم يقابل الموت بتهليل وفرح. لكن ما لا نستطيع إنكاره أنه قد صغر جدًا في عيني نفسه وأدرك قوة الشهداء لذلك اجتذبته نعمة الله لا للإيمان فحسب وإنما للاستشهاد أيضًا. في إحدى المرات إذ كان يستعذب عمليات التعذيب صوب سهمه ضد فليمون زمار أنصنا الشهير الذي قبل الإيمان المسيحي وتحول عن وثنيته إلى الشهادة للحق. فارتد السهم على إريانا فأصاب عينه، فكان يصرخ مجدفًا على الله. في هدوء سأله فليمون أن يذهب إلى قبره بعد استشهاده ويضع من التراب على عينيه ويدلكها به باسم السيد المسيح. وبالفعل إذ قطع إريانا رأس فليمون اشتد به الألم جدًا، فتسلل في الفجر إلى المقبرة وتمم ما قاله له فليمون فانفتحت عينه. دخل إريانا مدينة أنصنا Antinopolis، وبجرأة فتح السجون لينطلق المعترفون منها وكان يشهد لمسيحهم… وكان الإمبراطور في ذلك الوقت يزور الإسكندرية، فسمع بما فعله إريانا ولم يصدق الخبر، فأرسل أربعة رجال من الحرس يتحققون الخبر ويأتون به إليه. دفع إريانا للحرس ذهبًا ليسمحوا له بزيارة مقبرة القديسين فليمون الزمار وأبولينوس، وهناك سمع صوتًا يصدر عن رفاتهما يشجعه على الاستشهاد، فانطلق مع الحرس مملوءًا بنشوة الفرح السماوي. التقى بالإمبراطور دقلديانوس، وأعلن أمامه رفضه للعبادة للإله أبولو، فما كان من دقلديانوس إلا أن أصدر أمره بحفر بئر يلقونه فيها ويردمون عليه، وكان الجند يرقصون حول البئر، قائلين: لنر إن كان مسيحه يأتي ويخلصه!. لم يصدق دقلديانوس ما يجري حوله، كيف يتحول إريانا إلى الإيمان المسيحي؛ وفيما هو مرتبك نفسانيًا إذا به يرى إريانا أمامه في حجرة نومه فخاف جدًا، إذ ظنه جاء ينتقم منه. وإذ وجده هادئًا سلمه للجند الذين لما رأوه وأمسكوا به وتحققوا من شخصه بعد الردم عليه آمنوا بمسيحه، خاصة أنهم رأوا إريانا يتعجل الإمبراطور أن يسرع ويقتله لكي ينطلق إلى السماء. طُرح إريانا والجند الحراس الأربعة في البحر عند طرف جزيرة لوقيوس، لكن أجسادهم طفت عند شاطئ إيلوزيس، حيث حملها بعض خدام إريانا واهتموا بدفنها، وكان ذلك حوالي عام 305 م.، وقد ظهرت منها آيات كثيرة. تحتفل الكنيسة بعيد استشهاده في الثامن من برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرنبيوس المدافع | الولادة: – الوفاة: 330 أرنوبيوس هو أحد المدافعين عن الإيمان المسيحي ضد الوثنية هو أرنوبيوس. وُلد من أبوين وثنيين وتربى بفكر وثني، اشتهر بتعليم البيان في مدينة سيكة Sicca بأفريقيا، وكان مناضلًا ضد المسيحية. لكنه إذ كان جادًا في معرفة الحق سحبه روح الله من المقاومة إلى عشق الإيمان المسيحي، ودفاعه عنه حتى تنيح عام 330 م. جاء في كتابات القديس جيروم أن الأسقف الذي قبل أرنوبيوس وعمده تشكك في أمر إيمانه عندما طلب الانضمام للكنيسة، فسأله كموعوظ أن يثبت صدق إيمانه، فكتب أرنوبيوس دفاعًا عن المسيحية في سبعة أجزاء هي “Adversus Nationes”، ترجمته الحرفية “ضد الأمميين”، وقد جاء في جوهره هجومًا ضد الوثنية أكثر منه دفاعًا عن المسيحية. من أهم تلاميذه لكتنتيوس Lucius Lactantius الذي عرف بفصاحته في اللاتينية حتى دعي شيشرون النصارى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إرميا الراهب بالمنوفية | الولادة: – الوفاة: – نُفي أناستاسيوس قبل توليه الملك إلى مصر، وكان مقيمًا في مركز منوف حيث كان له أصدقاء كثيرون. وحدث أن أحد الأعيان أشار إليه بزيارة راهب تقي يدعى إرميا يقيم في أحد البلاد بالقرب من منوف ليدعو له بالخير. فزاره ومعه صحبة من أصدقائه، وإذ طلب الكل من الراهب أن يباركهم بارك كل واحد ببركة خاصة ماعدا أناستاسيوس، فحزن الرجل جدًا وقال لأصدقائه لعل الرجل قد عرف خفاياي السيئة فلم يباركني، وعبثًا حاول أصدقائه إراحته، فذهبوا إلى الراهب إرميا يخبرونه بالأمر. استدعى الراهب إرميا أناستاسيوس، وقال له أمام ثلاثة من أصدقائه بأنه رأى يد الله مرفوعة فوق رأسه فلم ير ما يجعله يباركه بعد الله، ثم أوصاه قائلًا: “الله الذي عينك لمنصب الملك يطلب منك أن تعيش صالحًا بعيدًا عن الأفعال الرديئة، ولا توافق على أنصار مجمع خلقيدونية…” تمت نبوة الراهب وجلس أناستاسيوس إمبراطورًا عام 491 م.، وقد أحسن معاملة كنيسة مصر، وكانت أيامه سلامًا، إذ استراحت كل الكراسي بلا نزاع، غير أن بعض أتباع كرسي روما كانوا غير مستريحين لذلك، وقد قام رجل يدعى وبطاليانوس يدّعي الغيرة على قرارات مجمع خلقيدونية وجمع حوله كثيرين وحاول اغتصاب العرش من أناستاسيوس لكنه انهزم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرمانيوس الأب | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف عنه شيئًا إلا ما ورد عنه في بستان الرهبان بخصوص نصيحته للإخوة عن الحياة المملوءة سلامًا بينهم. لقد سألوه: كيف يليق بنا أن نتدبر حياتنا؟ أجابهم الشيخ: “لا أتذكر إني سألت إنسانًا في وقت من الأوقات أن يعمل شيئًا ما لم أسبق واضع في ذهني أنني لا أغضب إن خالفني الأمر ولم يعمل بما قلته له. وهكذا عشنا عمرنا كله بسكون وسلام”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أركاديوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – قصة استشهاده تمثل حياة المؤمن الذي يرى الضيق حالًا فيهرب، لا لكي يُحرم من حمل الصليب، وإنما كي لا يدخل بنفسه في التجربة، مادام لم يُدع للاستشهاد بإعلان واضح، وربما يخشى لئلا يضعف. لكن الله تمجد فيه بقوة فجعله مثالًا حيًا لاحتمال عذابات وحشية لا يمكن للطاقة البشرية أن تحتملها، معلنًا ما سبق فقيل للرسول بولس: “قوتي في الضعف تكمل”. استشهد هذا القديس في شمال أفريقيا حوالي عام 260 م. إذ اشتد الاضطهاد في حكم جالينوس، في شمال أفريقيا، اختفى أركاديوس الذي كان قد جاء هاربًا من قيصرية خشية عدم الثبات أمام العذابات. إذ لم ينظره الوالي يذبح للأوثان صار يبحث عنه فلم يجده، فأمسك الجند بأحد أقربائه كان بمفرده في بيت أركاديوس. سمع أركاديوس عن قريبه المقبوض عليه فخرج من المخبأ وسلم نفسه حتى لا يتعرض قريبه للعذابات بسببه. وإذ أمره الوالي أن يبخر للأوثان رفض، فأصدر الوالي أمره أن يقطع أعضاء جسمه جزءًا فجزءًا، فصاروا يبترون “عقلة” فعقلة لأصابعه، ثم بتروا كفيه ثم قدميه. وإذ كان يصلي ممجدًا الله قطعوا لسانه، فتحول إلى بدن بلا قدمين ولا ذراعين، غائص في بركة من الدماء حتى أسلم الروح، فجاء بعض المؤمنين وجمعوا الأعضاء المبعثرة مع البدن وحملوها بوقار، ممجدين الله الذي يهب شهداءه قوة واحتمالًا كهذا. ويعيد له يوم 12 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أركانيوس والي سمنود الشهيد | الولادة: – الوفاة: – مع الشهيد يوليوس الأقفهصي إذ أعطى الله نعمة ليوليوس الأقفهصي أحد أثرياء الإسكندرية في عينيّ أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يتمم رسالته ألا وهي الاهتمام بأجساد الشهداء وكتابة سيرهم، لم يحرمه الله من الدخول في طغمة هؤلاء الشهداء القديسين. فبعد موت دقلديانوس هدأت موجة الاضطهاد العام لكن لم يكن بعد قد صار قسطنطين مسيحيًا، فكان بعض الولاة يمارسون الاضطهاد بصفتهم الشخصية. ظهر السيد المسيح للقديس يوليوس وأمره بالذهاب إلى أركانيوس والي سمنود ويعترف بالسيد المسيح. انطلق في الحال إليه وأعلن إيمانه، فصار الوالي يعذبه والرب ينقذه. أخيرًا جاء به إلى هيكل ضخم للأوثان يخدمه أربعون كاهنًا وصار يلاطفه ويسأله أن يقدم بخورًا. صلى القديس إلى الله بحرارة، فانشقت الأرض وابتلعت الأوثان بكهنتها. ارتعب الوالي جدًا، وسأل القديس عن إلهه فآمن هو وبعض أفراد حاشيته. اشتهى والي سمنود أن يتمتع بإكليل الشهادة مع يوليوس، فذهب الاثنان إلى والي أتريب (خرائبها تسمى تل أتريب بجوار بنها)، واعترفا بالسيد المسيح، وتعرضا لعذابات كثيرة. إذ كان الوثنيون يستعدون للاحتفال بعيد لأحد آلهتهم بهيكل أتريب، زينوه وأشعلوا المصابيح، وصار الكل في فرح. وإذا في منتصف الليل إذ كان القديسان يوليوس وأركانيوس يصليان أرسل الرب ملاكه لينزع رؤوس التماثيل ويحطم زينتها ويلطخها بالسواد، وفي الصباح جاء الوثنيون بثيابهم المزركشة للعيد فرأوا هذا المنظر. إذ شاهد والي أتريب ذلك آمن بالسيد المسيح، وانطلق مع القديسين إلى طوة (بمركز ببا محافظة بني سويف) حيث التقوا بالوالي الكسندروس ليكرزوا له فرفض، وأراد إرسالهم إلى الإسكندرية لمحاكمتهم هناك حتى لا يحدث شغب وسط الشعب بسبب مكانتهم، لكنهم طلبوا منه أن يحاكمهم، وبالفعل استشهد الثلاثة وأيضا معهم كثيرون، وكان ذلك في 22 من توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرشليدس القديس | الولادة: – الوفاة: – في روما نشأ يوحنا وزوجته شندوانا أو أرسكلاديا Arsikladia في روما في حياة تقوية مقدسة، وقد طلبا من الله أن يهبهما طفلًا مباركًا، فأعطاهما أرشليدس الذي ربياه تربية مسيحية تقوية. إذ بلغ أرشليدس السادسة من عمره توفي والده فاهتمت والدته به، واستدعت له معلمًا من روما يسمى ثاوفيلس يهتم بدراسة الكتاب المقدس والحكمة المسيحية. فنشأ الصبي تقيًا، ناجحًا في حياته، وإذ كبر دخل الجندية وصار ضابطًا مرموقًا. أرادت الأم أن يستكمل الابن دراسته في أثينا ليعود فيتزوج، فوافق أرشليدس على السفر للدراسة وإن كان قد رفض فكرة الزواج. انطلق إلى أثينا ومعه شابان ليخدماه، لكن السفينة توقفت في إحدى المواني ونزل أرشليدس وزميلاه إلى الشاطئ ليجدوا أمامهم جثة إنسان غريق قد قذفته الأمواج إلى البر، عندئذ صار أرشليدس يفكر في زوال هذه الحياة مقررًا أن يترك كل شيء ويترهب. وبالفعل قدم لكل شاب خمسين قطعة ذهبية وطلب منهما ألا يخبرا والدته بشيء، أما هو فعوض ذهابه إلى أثينا انطلق إلى فلسطين. في فلسطين في فلسطين ذهب إلى أحد الأديرة كانت تحت رعاية راهب يدعى “رومانُس” التقى أرشليدس بالرئيس الراهب وتحدث معه، فشعر الرئيس بنعمة الله العاملة في أرشليدس، فقبله بعد أن أظهر له صعوبة طريق الرهبنة، وقدم له قلاية منفردة. إذ جاء وقت الطعام اعتذر أرشليدس إنه لم يعتد أن يأكل خبزًا قط، بل يكتفي بقليل من الحبوب والبقول، كما لاحظ عليه الرهبان نعمة الله حالة عليه، فأحبه الجميع، وكانوا يستشيرونه. الأم الحائرة انقطعت الأخبار عن الأم فقلقت واضطربت، وصارت تسأل عنه بدموع في أثينا فلم تستدل عليه. أشار عليها البعض أن تفتح بيتها لإضافة الغرباء، لعلها تستطيع أن تستدل عليه من أحدهم، ولكن مرت الأيام ولم تعرف عنه شيئًا، ولم تستطع أن تتعزى، حاسبة نفسها أنها قد دفعته للموت بيديها إذ حثته على ترك الجندية والسفر إلى أثينا للمزيد من العلم. في أحد الأيام إذ استضافت بعض التجار الغرباء من فلسطين، وقد رأوا إنسانًا يصرعه شيطانًا، صاروا يتحدثون فيما بينهم أنه يلزم إرساله إلى فلسطين في دير الأب رومانس ليصلي عليه الراهب أرشليدس فيشفى. وكانوا يتحدثون عن هذا الراهب وعمل الله معه، والأم تنصت حتى وإذ أدركت من حديثهم أنه ابنها سألتهم أن يخبروها عن طريقة لتذهب إليه فتشفى من علة في جسدها، أصابتها منذ اثنتي عشرة سنة، وقد فشل الأطباء في علاجها. أجابها أحدهم أن الطريق شاق والمسافة طويلة، لكنها أصرت أن تعرف مكانه لتراه، فأجابها أنه لا يرى وجه امرأة إنما يكتفي بالصلاة على زيت يرسله للمريضة فتدهن به نفسها فتبرأ. جمعت الأم كل أموالها وانطلقت بها إلى أسقف روما تقدمها له وهي تقول له أن الله سمع صلاتها وأرشدها إلى ابنها الذي صار راهبًا بفلسطين، وأنها قد عزمت على الذهاب إليه، وها هي تترك كل ممتلكاتها بين يدي الأسقف للتصرف فيها، والصلاة من أجلها. لقاء مع الابن سافرت الأم إلى فلسطين وعانت الكثير حتى بلغت دير الأب رومانُس، وقد نسيت كل تعب أمام بهجتها برؤية ابنها. قرعت باب الدير وإذ التقت بالراهب المسئول عن الباب طلبت مقابلة الراهب أرشليدس، فاعتذر لها أنه لا يقابل امرأة قط. توسلت إليه أن يذهب ويخبره هكذا: “هوذا أمك واقفة على الباب تريد أن تراك قبل موتها”. ذهب الراهب يخبر أرشليدس بالأمر فحارت نفسه فيه، ثم ركع يصلي طالبًا العون من الله إذ قد وعد الله ألا يرى وجه امرأة قط. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ثم سأل الراهب أن يذهب إليها ليقول لها أنه لا يستطيع رؤيتها، وإن أرادت فلتترهب هي بأحد أديرة النساء. أجابته الأم “قل له: لقد عانت أمك من مشاق الطريق وما لاقته من أهوال البحر؛ كما أنها هي التي أنجبتك وتعبت في تربيتك ليلًا ونهارًا. ليتك تستجيب لتضرعي وتسمح لي بدقائق أقضيها معك، فأنت عزائي وسلوتي وقلبي”. أخبر الراهب الأب أرشليدس بكلمات أمه، فسأله أن يخبرها بأن الرب سيعوضها عن تعبها لكنه لن يحيد عن عهده مع الرب، وإذ لم تسترح الأم، أجابته أنه إن رفض مقابلتها فستذهب إلى البرية وتترك نفسها للوحوش ويُطلب دمها منه. لم يحتمل الأب أرشليدس هذه الكلمات فطلب من الراهب أن يسمح لها بالدخول، وكانت عيناه تزرفان الدموع. ركع أرشليدس ليصلي طالبًا من الله ألا يتخلى عنه، وأن يأخذ نفسه في يديه ليلتقي معه، وإذ دخلت الأم على ابنها وجدته قد فارق الحياة، فبكت بمرارة نادمة على إلحاحها في مقابلته وسألت الرب أن يأخذ نفسها مع ابنها، وبالفعل ركعت الأم بجوار جسد ابنها لتُسلم الروح. اجتمع الرهبان حول الأب أرشليدس وأمه ليسمعوا من الراهب المسئول عن الباب ما قد جرى، وكانت دموعهم لا تتوقف من أجل هذا الأب العجيب في محبته لله. وإذ أرادوا دفن الجسدين اختلف الرهبان فيما بينهم إن كانوا يدفنونهما معًا أم لا. وإذ هم يتباحثون في الأمر سمعوا صوتًا يخرج من جسد القديس أرشليدس، يقول: “أسألكم يا أخوتي أن تجعلوا جسدي مع جسد أمي، لأني لم أسمح لها برؤيتي ونحن في الجسد، أما الآن وقد خرجت من هذا العالم فاتركوا الجسدين معًا”. تعيد الكنيسة بتذكار نياحتهما في 14 من شهر طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرشيلاوس البابا الثامن عشر | الولادة: – الوفاة: 311 وُلد أرشلاوس (أرشيلاوس أو أخيلاس) بالإسكندرية، وقد اتسم بالحياة التقوية المقدسة بجانب نبوغه وعلمه، فسامه البابا ثأونا قسًا وسلمه رئاسة مدرسة الإسكندرية. تتلمذ القديس بطرس خاتم الشهداء في المدرسة أثناء مدة رئاسته لها، ولما سيم بابا الإسكندرية (17) أخذ أرشلاوس والكسندروس تلميذين له. وعندما أُلقي في السجن استدعاهما وأخبرهما بأن أرشلاوس القس يكون خلفًا له ومن بعد ألكسندروس، وحذرهما من المبتدع آريوس، إذ قال لهما أنه يمتنع عن قبوله ليس عن قسوة من جانبه، ولكن لأن آريوس منكر لاهوت المسيح مخادع، فقد ظهر له السيد المسيح في السجن مشقوق الثوب، ولما سأله عن سبب ذلك أجابه أن آريوس قد مزق ثوبه فلا يقبله. لما جلس أرشلاوس على الكرسي بعد البابا بطرس توسل إليه آريوس ليعيده إلى شركة الكنيسة، وإذ تظاهر بالندامة على ما فرط منه نسى وصية سلفه وقبله في الشركة، بل وسامه قسًا، فكان آريوس نكبة على الكنيسة في العالم كله شرقًا وغربًا. لم تدم رئاسته غير ستة شهور، إذ تنبح في 19 بؤونة حوالي سنة 311 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرشلاوس القديس | الولادة: – الوفاة: – كتب لنا عنه القديس جيروم في كتابه “مشاهير الرجال”. أرشلاوس هو أسقف كاشكار Kashkar في بلاد ما بين النهرين، عُرف بقداسته وعلمه، له كتاب يحوي محاورة بينه وبين الهرطوقي ماني الذي من بلاد فارس، هذا الذي أقام بدعة “المانية”، سبق لنا الحديث عنها في مقدمة هذا الكتاب. وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اليونانية، وكان مشهورًا جدًا في أيام القديس جيروم. أما قصة هذا الكتاب فهو أن رجلًا سريانيًا مارس المسيحية عمليًا فعتق جميع العبيد المسيحيين، إذ شعر أن العبودية تتنافى مع الحياة الإيمانية، ولعل هذا التصرف كان شائعًا لدى كثير من السادة الذين يقبلون الإيمان المسيحي، إذ لا يحتملون مذلة أخ لهم في الإنسانية بعد تلامسهم مع محبة الله الفائقة التي ترفعهم إلى البنوة لله، فيقومون بتحرير عبيدهم، وإذ كان الكثيرون يريدون العمل لديهم يقبلونهم كعمال بروح الأخوة الإنسانية. هذا لم يحدث بأوامر وقوانين كنسية، وإنما كان يتم خلال عمل الروح القدس في حياة المؤمنين الحقيقيين. إذ سمع ماني عن هذا الرجل السرياني مارسيليوس أرسل إليه يهنئه على تصرفه المملوء حبًا، وكان يقصد بذلك أن يستميله إلى هرطقته. ولكن مارسيليوس أرسل إلى أسقفه أرشلاوس يخبره بالأمر، وهنا تدخل الأسقف ليكشف أخطاء ماني، وتم حوار مكتوب بين الأسقف وماني. يحتفل الغرب بعيد نياحة هذا الأسقف في 26 من شهر ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسطو المدافع المسيحي | الولادة: – الوفاة: – يبدو أنه أول مسيحي دافع عن المسيحية ضد اليهود كتابة، وقد جاء دفاعه (حوالي عام 140 م) في شكل حوار بين جاسون المسيحي من أصل يهودي وبابيسكوس Papiscus يهودي إسكندري، ولا نعرف إن كانت هاتان الشخصيتان حقيقيتين أو رمزيتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسفيوس وأركياس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – استشهدوا مع عدد كبير من الشهداء في مدينة أسيوط حينما أُقتيد القديس أبسخيرون إلى أنصنا ليعذبه إريانا الوالي، لكنه إذ لم يكن هناك اُقتيد إلى أسيوط حيث كانا إريانا يعذب المسيحيين هناك. كان مع إريانا والي أنصنا مكسيماس (والي أسيوط في الغالب)، وقد أمر الأخير بربط الأخين أرسيفيوس وأركياس إلى خلف وجلدهما بالسياط، ثم يمضوا بهما إلى الجهة البحرية من المدينة وتُدق لهما أوتاد في الأرض ويربطونهما فيها بقوة ويظلا معذبين حتى يطيعا ويبخرا للأوثان. قبِل الأخان العذابات بفرح وتهليل ولم يسمعا لرسل الوالي، بل رفضا تقديم البخور. أمر الوالي أن يُحملا إلى مستوقد حمام، وقد قام الجنود لإحضار القديسين فوجدوهما قد أسلما الروح وسط الآلام، ونالا إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسطوبولس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين رسولًا الذين انتخبهم السيد المسيح وأرسلهم للكرازة قبل آلامه، وقد نال مع التلاميذ مواهب الروح المعزي Pi`pneuma `mparaklhton وصحبهم وخدمهم ونادى معهم بالبشارة المحيية وردَّ كثيرين إلى طريق الخلاص، فآمنوا بالسيد المسيح فعمدهم وعلمهم الوصايا الإلهية. وأقامه التلاميذ أسقفًا على أبريطانياس، فمضى إليها وبشر أهلها ووعظهم وعمدهم وصنع آيات كثيرة. وقد نالته إهانات عظيمة من اليهود واليونانيين وطردوه مرارًا عديدة، ورجموه بالحجارة. وقد ذكره بولس الرسول في رسالته إلى رومية الإصحاح السادس عشر آية رقم 10. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرستيديس المدافع المسيحي | الولادة: – الوفاة: – ارستيديس (أرسطيدس، أرسطيدوس، أريستيديس، أريستيدس) من رجال القرن الثاني، فيلسوف مسيحي ومدافع من أثينا. قرر يوسابيوس أنه قدم دفاعه لهادريان، ولو أن البعض يرى أنه قدمه لأنطونيوس بيوس. في دفاعه أوضح أن المسيحيين لهم إدراك لطبيعة الله بطريقة أكمل مما للبرابرة واليونان واليهود، وأنهم وحدهم يحبونه حسب وصاياه. دافع عن وجود الله وأبديته، كما شمل التماس وجهه إلى جميع الذين ليس لهم معرفة الله أن يقتربوا إلى الإيمان المسيحي ليكونوا مستعدين للظهور أمام قضاء الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرستون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في أيام دقلديانوس صدر الأمر باضطهاد المسيحيين. يروي لنا الكاهن يوليانوس كشاهد عيان للعذابات التي ذاقها أرستون وآمون ومارسيل وغيرهم من الشهداء بمدينة البهنسا (اكسيرهنخوس Oxyrhynchos.. دعيت هكذا على اسم نوع من السمك النيلي الذي كان أهل هذه المدينة يتعبدون له). استدعاهم والي المدينة ويدعى كلكيانوس إلى ساحة المحكمة، وفي ابتسامة تهكمية قال: “هاهم تابعوا البدعة المضللة، الرافضون لقوانين الإمبراطورية، والناقضون للعدالة، جاحدوا الديانة المقدسة التي لآلهتنا التي لا تموت!”. قابل المؤمنون هذا التهكم بهدوء شديد، وأجابوه بكل لياقة وأدب أنهم ليسوا أصحاب بدعة ولا هم بجاحدي العدالة، لكنهم لن يتركوا إلههم الذي يحبهم. عندئذ سألهم الوالي أن يتخلوا عن الكلمات الفلسفية برضائهم ويضحوا لإلهة الإمبراطورية حتى ينالوا كرامات ويحسبون له أصدقاء، فرفضوا تمامًا. أمر الوالي بتكبيلهم بالقيود في أيديهم وأرجلهم، وأن يلقوا في السجن حتى يراجعوا أنفسهم قبل ممارسة العنف والوحشية ضدهم. إذ اُستدعوا في اليوم التالي، حُملوا إلى ساحة الاستشهاد التي اكتظت بالجماهير الوثنية التي جاءت تتشفى برؤية المسيحيين تحت العذابات. رفع الوالي يمينه ليُسكت الجماهير الصاخبة، ووجه حديثه إلى أحد المسيحيين المقدمين للاستشهاد، ليقول له: “انظر يا مارسيل كيف قادتك حماقتك لتنطلق عليك وعلى زملائك الوحوش المفترسة فتُطحنون بأنيابهم. اهتم بحياتك واترك خرافاتك وأطع أوامر الإمبراطور مضحيًا، وإلا فإني أُشهد الآلهة التي لا تموت عليكم أنه لن يبقى من أجسادكم شيء فسأحرق ما يتبقى منكم بعد إطلاق الوحوش عليكم”. لم يبال هذا الرجل وزملائه بشيء من هذه التهديدات، بل أعلنوا قبولهم كل ألم من أجل مسيحهم. عندئذ صار الوالي يستهزأ بهم كيف يعبدون المصلوب الذي حكم عليه بيلاطس وقضيته قائمة ومسجلة في القصر الروماني، وإذ بدأ الشهداء يتحدثون عن الفداء والصليب حاول أن يوقفهم عن الكلام. أخيرًا إذ شعر الوالي أن كلامه لا يجدي أعطى الإشارة بفتح أبواب أقفاص الوحوش الجائعة، وبالفعل فُتحت لتنطلق أربعة من الدببة بسرعة رهيبة وتجري نحوهم في الساحة لترتمي عند أقدامهم وتلحسها، وكأنها تحولت عن طبعها الوحشي لتصير حملان وديعة. دُهشت الجماهير للمنظر، واغتاظ الوالي وحسب ذلك سحرًا فائقًا. أمر بإعداد أتون ضخم، وإذ ارتفع اللهب جدًا ألقي الرجال في وسطه فكانوا فرحين متهللين يسبحون الله، وخرجوا منه أكثر تعزية. أما الوالي فلم ينظر إلى عناية الله ورعايته لهم إنما حسب ذلك سحرًا. أمر بقتلهم وإلقاء جثثهم في النار، وقد جمع بعض المؤمنين ذخائرهم، استلمتها شماسة تقية تدعى “Yssicia إيسيكيا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس وفيليمون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – آمن القديسون أرسانيوس وفليمون والعذراء ليكية بالسيد المسيح على يديّ الرسول بولس حين كان في فريجية. في عيد أطاميوس دخل هؤلاء إلى البربا ينظرون بمرارة إلى النفوس العابدة للوثن، فاستدعاهم الوالي ورجم أرسانيوس كما عذب فليمون حتى أسلما الروح. تعيد لهما الكنيسة في 25 من أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس وأولوجيوس السوريان | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهادهما في 16 من شهر كيهك. وقد جاء في السنكسار القبطي، طبعة رينيه باسيه أن أولوجيوس وأرسانيوس كانا سريانيّ الجنسية، تركا بلادهما وجاءا إلى مصر كي لا ينكرا إيمانهما بالمسيح. وقفا للمحاكمة أمام الوالي (غالبًا والي أخميم) وقالا له أن هذه المرة هي المرة الثالثة يقفان فيها للمحاكمة من أجل السيد المسيح، وأنهما لن ينكراه. أمر الوالي أن تعلق الحجارة في عنقيهما، ويعلقان منكسين، ثم ربطوا حجارة في أرجلهما وألقوهما في النهر، وإذ بالحجارة تعوم ليجلس عليها الشهيدان ويعودا إلى البر. عندئذ أمر الوالي بقطع رأسيهما وهما معلقين من أقدامهما لينالا إكليل الاستشهاد. يوجد ديرهما في أخميم يسمى “دير الحديد”. معجزاتهما قيل أن راعي غنم جلس فوق تل بحري الدير على شاطئ النيل، وكان بغير حياء يزمر ويرقص، وإذ به يشعر كأن يدًا قد سحبته إلى النيل ليجد نفسه في مواجهة تمساح يفتح فاه ليبتلعه، فصرخ إلى الله طالبًا النجدة بشفاعة الشهيدين، وبالفعل اختفى التمساح، وأدرك أن ما حلّ به كان لاستهتاره وعدم توقيره للدير المقدس. إذ كانت سيدة منطلقة إلى الدير اعترض طريقها رجل أراد اغتصابها، وللحال ظهر ذئبان وكادوا أن يفترساه. صرخ إلى الله طالبًا شفاعة القديسين، فأنقذه الرب، وانطلق الرجل إلى الكنيسة بالدير يعترف بخطاياه مقدمًا توبة صادقة لازمته كل حياته. وتُعَيِّد لهما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 16 كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس مملوك سوسنيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في عهد دقلديانوس إذ تعرض رجل غني “القديس سوسنيوس” للعذابات، قيل للإمبراطور أن لهذا الرجل غلام مملوك لا يعبد الآلهة بل المسيح، فاستدعاه الإمبراطور وظن أنه يستطيع أن يؤثر على نفسية سوسنيوس بإلزام الغلام المملوك بإنكار الإيمان، لكن الأخير قبل الآلام بفرح فكان سبب تعزية لسيده واضطر الإمبراطور وقد شعر بالخزي أن يأمر بضرب عنق أرسانيوس، وكان ذلك في 18 من شهر برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس معلم أولاد الملوك | الولادة: 354 الوفاة: 440 تحتفل الكنيسة بعيد نياحة القديس أرسانيوس في 13 من شهر بشنس. وُلد في روما حوالي عام 354، نال ثقافة عالية كما كان من الأشراف، قيل أنه سيم شماسًا. سلمه ثيؤدوسيوس الأول بالقسطنطينية أبنيه ليتتلمذا على يديه، وهما هونوريوس الذي صار إمبراطورًا للغرب وأركاديوس الذي صار إمبراطورًا للشرق بعد موت أبيهما. كان الفيلسوف يسأل الله: “عرفني يارب كيف أخلص؟” فجاءه يومًا صوت يقول له: “يا أرساني اهرب من الناس وأنت تخلص”. وبالفعل سافر إلى الإسكندرية ومنها إلى الإسقيط بوادي النطرون، حوالي عام 400 م. رآه القديس مقاريوس محبًا للهدوء فأعطاه قلاية (حجرة لراهب) خارج الدير، ولم يبق القديس مقاريوس إلا أيام وتنيح. عاش كمتوحد يعشق الهدوء والسكون، يكرز بصمته ودموعه مع صلواته وتواضعه، وفي عام 434 إذ حدثت الغارة الثانية على الإسقيط انتقل إلى طرة ثم كانوبيس بجوار الإسكندرية وعاد إلى جبل طرة حيث تنيح حوالي عام 440 م. سار أرسانيوس في حياة القداسة واشتهر بتواضعه، فكان يجلس عند قدمي أحد الرهبان الأميين يتتلمذ له، وقال: “إني درست اللاتينية واليونانية، أما ألفا فيتا التي يعرفها هذا المصري الأمي فلم أتقنها بعد”. إذ جلس يضفر الخوص (السعف) تنساب دموعه من عينيه حتى تساقط شعر جفونه من كثرة البكاء، وكان في الصيف يبلل السعف بدموعه، وكان يضع منشفة على حجره تتساقط عليها الدموع أثناء عمله. يظهر مدى عشقه لحياة الوحدة في شيء من الحزم لما جاءه البابا ثاوفيلس ومعه حاكم، يسأله كلمة منفعة. إذ صمت قليلًا طلب منهما أن يعداه بممارسة ما يقوله لهما، ولما وعداه، قال لهما: “إن سمعتما عن أرساني في موضع ما فلا تذهبا إليه”. مرة أخرى أرسل إليه البابا يستأذنه بالحضور، فبعث إليه القديس أرسانيوس الرسالة التالية: “إن جئت فتحت لك، وإن لم أفتح للكل فلا أستطيع أن أعيش بعد هنا”. لهذا لم يذهب البابا إليه حتى لا يقطع خلوته، حيث قال: “إن مضينا إليه، فكأننا نطرده، فالأفضل ألا نمضي إليه”. سأله الأب مرقس: “لماذا تهرب منا؟” أجاب: “الله يعلم إني أحبكم، ولكنني لا أستطيع أن أكون مع الله والناس (كمتوحد). ألوف وربوات السمائيين لهم إرادة واحدة وأما الناس فلهم إرادات كثيرة. لهذا لا أقدر أن أترك الله وأصير مع الناس”. قال للأب دانيال إنه يقضي الليل كله ساهرًا، وفي الصباح المبكر إذ تلزمه الطبيعة بالنوم، يقول للنوم: “تعال أيها العبد الشرير”، ثم يجلس ليختطف قليلًا من النوم ويستيقظ. قيل أن أخًا غريبًا جاء إلى الكنيسة بالإسقيط وطلب أن يبصر القديس أرسانيوس، وقد رفض أن يأكل شيئًا حتى يراه. وإذ أرسل معه أب الرهبان أخًا التقيا مع القديس الذي بقى صامتًا حتى خجل الأخ الغريب واستأذن لينصرف، ثم عاد يطلب الالتقاء مع القديس أنبا موسى الذي كان قبلًا لصًا، فالتقى به بفرح وعزاه بكلمة الله ثم صرفه. قال له الأخ الذي رافقه: “ها قد أريتك الأجنبي والمصري، فمن من الاثنين أرضاك؟!” أجابه قائلًا: “المصري”. وإذ سمع أحد الإخوة ذلك صلى إلى الله، قائلًا: “اكشف لي هذا الأمر يا رب، فإن واحدًا هرب من الناس لأجل اسمك، والآخر يقبلهم بأذرع مفتوحة لأجل اسمك أيضًا.” وإذ ألح في الصلاة رأى سفينتين عظيمتين في نهر، ورأى الأنبا أرسانيوس مع روح الله يبحر بواحدة في هدوء كامل، وفي الأخرى الأنبا موسى مع ملائكة الله يأكلون كعك عسل. حقًا ما أحوجنا إلى أُناس كأرسانيوس يحملون الحياة الملتهبة المقدسة كسّر بركة للكنيسة، يخدمونها بصلواتهم المستمرة وفكرهم في الرب غير المنقطع. يتكلمون بالصمت ما هو أقوى من الكلام، كما نحتاج موسى العامل يبسط ذراعيه للنفوس المنهارة ليشددها بالرب ويضمها بالروح القدس لتأكل وتشبع من دسم بيت الرب! حقًا لقد اتسم القديس أرسانيوس بالحزم الشديد في وحدته، حتى وبخ إحدى الشريفات القادمة من روما لتزوره، قائلًا: لها أنه ما كان يليق بها أن تجول البحر والبر لتراه، وإنما كان يلزمها أن تقتدي به إن أرادت، فبحضورها تحول البحر طريقًا للنساء يأتين لزيارته. بل وحينما سألته أن يذكرها في صلواته، أجابها أن يصلي لكي يمحو الله من قلبه خيالها واسمها وذكرها وفكرها، هذا كله مع ما فيه من قسوة ظاهرة أتعبت المرأة إلى حين إنما فعله لا عن كراهية ولا عن ضيق قلب وإنما ليغلق باب الزيارات عليه إذ كان معروفًا في روما، وخشي وأن تقتدي شريفات روما بها فتتحول حياته إلى مجاملات ومقابلات كثيرة يفقد خلالها هدوءه. لكن كما قال لها البابا ثاوفيلس إنه بلا شك سيصلي لأجلها، فهو صاحب قلب كبير متسع. هذا يمكننا أن نلمسه مما قاله عنه تلميذه دانيال أنه كان دائم البشاشة وسط دموعه. وكأن صمته ووحدته ونسكه لا يحمل كبتًا بل فرحًا، ولا يخفي فراغًا بل شبعًا. كان صاحب القلب الكبير المتسع حبًا لله والناس. هذا ما قد انعكس على وجهه وملامحه، فصارت صورته شهادة حق لعمل النعمة الخفية فيه أكثر من الكلام والعظات. من كلماته المأثورة: تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرساكيوس المعترف | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا المؤرخ الكنسي سوزومين Sozomen، من رجال القرن الخامس (في بدايته) قصة المعترف أرساكيوس الذي يحتفل الغرب بعيده في 16 أغسطس، وقد تنيح عام 358 م. نشأ أرساكيوس في بلاد فارس، وقد صار جنديًا مناطًا بتدريب أسود الإمبراطور، وفي أيام حكم ليسينيوس Licinius احتمل الآلام بفرح من أجل إيمانه بالسيد المسيح، وترك الجندية. ذهب إلى نيقوميديا عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وعاش يمارس الحياة الرهبانية، بكل تقوى وحب. وهبه الله عمل المعجزات والأشفية وإخراج الشياطين، ذكر بعضها المؤرخ سوزومين نقلًا عن أناس موثوق بهم أخبروه بأنهم سمعوا ذلك عمن شاهد عيانًا القصص التالية: في إحدى المرات أصيب إنسان بروح شرير، وكان ثائرًا للغاية، أمسك سيفًا وانطلق إلى سوق المدينة، فأحدث شغبًا، وكان الكل يهرب من أمامه. فانطلق إليه القديس وقابله، وإذ صلى خرج الروح الشرير، وألقى عنه السيف وصار هادئًا. جاءه قوم كانوا مضطربين لأن بعض الزواحف القاتلة تهددهم، فذهب معهم إلى حيث توجد هذه الزواحف، وصلى فماتت وفرح الناس. ظهرت له رؤيا سماوية تعلن له أن خرابًا شديدًا يحل بالمدينة فأسرع إلى الكنيسة والتقى بالكهنة يطلب إليهم بغيرة أن يصرخوا لله كي يرفع غضبه فصاروا يسخرون بكلماته. أخذ ينادي بالخروج من المدينة، فتطلع الغالبية إليه بهزء. وإذ خرج هو إلى خارجها حيث كان يقطن، انبطح على الأرض بدموع يصلي، سائلًا الله أن يأخذ نفسه ولا يرى بعينيه الهلاك المدمر، في الحال حدث زلزال قوي دمر المدينة واشتعلت النيران التي كانت في أفران الحمامات العامة وأفران بعض الصناعات لتحول المدينة إلى كتلة لهيب متقد… وكان الناس في ذعر شديد… والذين خلصوا هربوا مسرعين إلى حيث يسكن هذا التقي، فدخلوا مسكنه ليجدوه ساجدًا يصلي وقد أسلم الروح. هذا التصرف الأخير… اشتياقه أن يموت ولا يرى ما يحل باخوته في المدينة بالرغم من شرهم واستهزائهم به وبتحذيراته إنما يكشف عن مشاعر المؤمن المرهفة وقلبه المحب الذي لا يحتمل أن يرى آلام الآخرين وضيقهم. هذا هو روح الرسول بولس، القائل: “من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا التهب”. (2كو 11: 29). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرداليو الشهيد | الولادة: – الوفاة: 300 استشهد أرداليو حوالي عام 300 م. وكان ممثلًا يستخدمه الوالي لتقليد المسيحيين كنوع من السخرية، وكان هذا الأمر شائعًا. إذ قام بدور شهيد وكان المشاهدون يصفقون لإتقانه الدور الذي مثله كمسيحي أمام القاضي، صرخ بصوت عالِ: “ليعلم جميعكم إني لست أتكلم هزلًا”، فدهش الحاضرون لعمل نعمة الله الخفية فيه. أُقتيد إلى القاضي حيث أمر بحرقه يوم 14 إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرتيميوس الأفغنسطي | الولادة: – الوفاة: 363 اختلفت الآراء في شخص أرتيميوس، فقد كان رجلًا تقيًا ومن الأشراف، خدم المملكة الرومانية بإخلاص ودراية في أيام قسطنطين وأولاده من بعده، وتقدم في الوظائف السامية حتى نال رتبة “أفغسطي” وهو لقب خاص بمن يتولى ولاية مصر. يبدو أنه قد تأثر جدًا بالأريوسيين لذلك عندما اغتصب جورج الكبادوكي البطريركية بالإسكندرية وهرب القديس البابا أثناسيوس كان من واجب أرتيميوس أن يسعى وراءه ويبحث عنه في الأديرة والبراري بمصر، كما اضطهد الكنيسة الأرثوذكسية بمصر بعنف شديد. يرى البعض أنه مما يغفر له ذلك هو أنه عندما تولى يوليانوس الجاحد العرش وأخذ يضطهد كنيسة الله، وأثار اليهود على المسيحيين، وأراد أن يبعث الوثنية من جديد، كان أرتيميوس قد اعتزل وظيفته وأضحى شيخًا طاعنًا في السن، فذهب إلى الإمبراطور الفتى وصار ينصحه أن يكف عن تصرفاته هذه، فغضب عليه الإمبراطور وسلمه للجند يسخرون به ويذلونه، ويجلدونه. وأخيرًا أمر بضرب عنقه، وكان ذلك في إنطاكية يوم 20 أكتوبر عام 363 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرتيماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يعيد له الإيطاليون في نابولي Puteoli موطن الشهيد، يدعى أرتيماس Artemas وكان يُعرف خطأ بانتيماسيوس، ولا يُعرف تاريخ استشهاده. كان أرتيماس صبيًا تقيًا محبًا للسيد المسيح عاش في Puteoliجنوب إيطاليا. التحق بمدرسة رجل وثني يدعى كاثيجيتا Cathegeta. من فضلة القلب يتكلم اللسان، فقد ظهر سلوك الصبي مختلفًا عن بقية زملائه، فأحبوه وتعلقوا به، وإذ أعلن لزملائه عن إيمانه عرف أستاذه الذي صار يوبخه ويهدده بالعصا. في شجاعة قال الصبي: “إن كنت تضرب السياط فأنت لن تضرب إيماني العميق في داخلي”. اغتاظ المدرس وأمر التلاميذ أن يعاقبوه، هؤلاء الذين نشأوا على حب سفك الدم في الاستعراضات التي تقام في المسارح العامة. انهالوا عليه بأقلامهم الحديدية التي تستخدم للنحت على ألواح الشمع، وصاروا يطعنوه حتى مات. يُعيَد له في 25 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جايانا و رهيبسيمى والعذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 312 كانت رهيبسيمي عذراء من أصل شريف تعيش مع مجموعة من العذارى المكرسات تحت رئاسة جايانا في مدينة روما. وإذ عزم الإمبراطور دقلديانوس على الزواج، أرسل أحد رسّاميه إلى أنحاء روما ليرسم له البنات اللائي يتوسم أنهن مناسبات لهذا الشرف. استطاع هذا الرسام التسلل إلى منزل جايانا ورسم صور لبعض العذارى. وحين عاين الإمبراطور الصور وقع اختياره على رهيبسيمي لتكون له زوجة. وحين أُخبرت بأنها اختيرت لهذا الشرف رفضت هذا الاختيار. حين علم الملك برفضها طلبه أمر بإحضارها بالقوة، وحين مثلت أمامه اندهش من شدة جمالها وحاول ملاطفتها، فصدته بعنف حتى وقع على الأرض من شدة دفعتها، فللحال أمر بسجنها. في المساء استطاعت الهروب والرجوع إلى صديقاتها. أرسل الإمبراطور دقلديانوس إلى الملك تيريداتس Tiridates يطلب إليه أن يقتل جايانا، إذ شعر أنها تسند رهيبسيمي على الرفض، وأن يعيد إليه رهيبسيمي، إلا إذا كان يريد أن يستبقيها لنفسه. فأرسل الملك مندوبيه للبحث عنها وإحضارها بكرامة إلى قصره، ولكنها رفضت طلبهم وصلَّت إلى الله لكي يتركوها، وفى تلك اللحظة هبت عاصفة رعدية شديدة حتى فزعت الخيل وتشتت الجنود. عزمت جايانا على الهروب من روما مع بقية العذارى عالمة بما تتوقع أن تناله من أذى نتيجة لهذا الرفض. فهربن إلى الإسكندرية ومنها عبرن الأراضي المقدسة إلى أرمينيا، حيث استقروا في العاصمة وكن يدبرن معيشتهن بأعمال الخياطة. أرسل الملك جنوده للبحث عنهن وأمرهم بقتلهن، فعذبوا رهيبسيمى بتقطيع أطرافها وبتعذيبها بالنار حتى استشهدت، وبقية العذارى – وكان عددهن حوالي 35 – عذبوا حتى الموت، وكانت تلك المذبحة في يوم 5 أكتوبر من عام 312 م. بعدها بأسبوع نال الملك المتوحش عقابه، إذ أثناء صيده في الغابة تحول إلى صورة خنزير برى، ولم يشفه من حالته تلك سوى القديس غريغوريوس الأرمني الذي كان محبوسا في جب لمدة 15 سنة. وظهرت الشهيدات في رؤيا للقديس غريغوريوس بمدينة أشميازين Etshmiadzin ، وبُنيت حول الكنيسة الكبيرة هناك ثلاث كنائس في موضع استشهاد هؤلاء العذارى. العيد يوم 29 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إراسموس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أحد الشهداء المشهورين بسوريا والغرب القديس إراسموس Erasmus، وللأسف اختلف الدارسون في تاريخ حياته. إذ اندلع الاضطهاد انطلق هذا الأسقف إلى جبل لبنان ليعيش في مغارة، وكان الله يرسل له غرابًا يطعمه خبزة كل يوم. بأمر الإمبراطور دقلديانوس ألقي القبض عليه، حيث ضرب وألقي في قار يغلي، ولكن الرب حفظه من الأذى. ألقي في السجن وقيل أن ملاكًا حمله إلى إيطاليا بالقرب من بحيرة لوسرينو Lucrino. ألقي القبض عليه مرة أخرى، ووضع على كرسي حديد ملتهب نارًا، كما وضع في قزان زيت مغلي، وكان الرب يحفظه. رُبط القديس في فروع شجرة محنية وهو عارٍ، فتمزق، وخرجت أحشاؤه لينال إكليل الشهادة يوم 2 يونيو. حدث لبس بينه وبين بعض الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدوليوس الطرسوسي الراهب | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بَلاديوس أنه تعرف على الراهب أودوليوس أو أدلفيوس الطرسوسي في أورشليم، وهو غير الراهب أدلفيوس من أوائل رهبان نتريا الذي نفاه لوس الأريوسي مدّعي الأسقفية بتحريض الوالي فالنس إلى فلسطين مع الآباء إيسذورس وهيراكليدس وبموا وبيسمينوس وبفنوتيوس وآمونيوس ذي الأذن الواحدة. يقول بلاديوس أنه طرسوسي المولد جاء إلى أورشليم ليمارس حياة شاقة وغريبة، فكان يأكل مرة كل يومين، وفي الصوم الكبير مرة كل خمسة أيام. ينطلق مع الغروب إلى جبل الزيتون حيث صعد السيد، ويبقى وسط البرد الشديد والأمطار مصليًا في العراء كل يوم متى حلّ موعد الصلاة (نصف الليل) يوقظ النساك ليجمعهم للصلاة معًا بتسبيح المزامير في مجموعتين (كنظام التسبحة الحالي). كان النساك يشفقون عليه فيعصرون ملابسه المبتلة ويجففونها له. ينام قليلًا حتى الفجر ليقوم يصلي ثم يعمل طول النهار حتى الغروب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدريان وناتاليا القديسان | الولادة: – الوفاة: – ليس عجيبًا أن يتأثر أدريان أو أدريانوس بالشهداء المسيحيين فيتحول من اضطهاده لهم إلى الاشتياق للاستشهاد معهم وإنما ما هو أعجب دور زوجته ناتاليا التي كانت بفرح تسنده حتى ينعم الاثنان بالإكليل. أدريانوس والشهداء جاء مكسيميانوس إلى نيقوميديا ليشرف بنفسه على تعذيب المسيحيين فيها، فكان يتوعد بالموت كل وثني لا يخبره بأسماء المتنصرين، فكانت المدينة في حالة مرة من الضيق. سلم الأصدقاء أصدقاءهم والأقرباء أقرباءهم للموت. وكان أدريانوس أقسى أعداء المسيحيين يُمتع نظره بعذاباتهم، لكن صبرهم وفرحهم أثناء الضيق هزّ أعماق نفسه الداخلية. صار يسأل المعترفين أثناء تعذيبهم عن سرّ الرجاء الذي فيهم حتى تأثر بهم، وخرج من المحفل ليكتب اسمه في سجل المسيحيين الذين يُقدَمون للاستشهاد. أدريانوس ومكسيميانوس إذ بلغ الخبر الملك مكسيميانوس شريك دقلديانوس لم يصدق ذلك، لذا استدعاه ليقول له: “أصحيح أنك جننت مثل المسيحيين حتى أنك تريد أن تموت تحت العذاب الأليم؟” أجاب أدريانوس: “لست بمجنون إنما كنت في جهل وغباوة حين كنت أعبد الأوثان، والآن انكشف عن عيني حجاب الجهل واستنرت بضياء الحكمة لأعبد السيد المسيح الإله الحق”. أمر مكسيميانوس بإلقاء أدريان في السجن مع بقية المسجونين، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي 28عامًا. أدريانوس وناتاليا Natalia سمعت زوجته ناتاليا أو أناطوليا بالخبر فانطلقت بفرح إلى السجن لتخر أمامه عند قدميه وتقّبل القيود، وهي تقول: “حقًا إنك لسعيد إذ ربحت سيدنا يسوع المسيح، وبه ربحت كل الخيرات… إياك أن يتغير عزمك المقدس، فتخسر المواعيد المقدسة الإلهية”، ثم التفتت إلى بقية المعترفين وسألتهم أن يسندوا رجلها بنصائحهم وصلواتهم. سألها أدريانوس أن ترجع بيتها، قائلًا لها أنه سيستدعيها عندما يأتي وقت رحيله. بعد أيام قليلة إذ أدرك أدريانوس أن وقت رحيله قد أزف، دفع للجند مالًا لكي يضمنه أحدهم، ويتحدث مع زوجته ويرجع سريعًا. وفي الطريق إذ رآه صديق أسرع ليخبر زوجته فحزنت جدًا، إذ ظنت أنه خار وأنكر مسيحه، لذا أغلقت الباب ووبخته وهي في الداخل. أما هو فقال لها: “افتحي الباب يا أختي ناتاليا، فلست هاربًا من الاستشهاد كما تظنين، لكنني أتيت لآخذك معي…” وإذ تأكدت من صدق كلامه فتحت له الباب وهنأته على ما سيناله من مجد. انطلق الاثنان إلى السجن، وفي الطريق سألها أدريانوس: “ماذا فعلتي يا أختي بأموالنا؟” أجابته القديسة ناتاليا: “أسألك ألا تدع ذهنك يفكر في أمر زمني، لئلا يصرفك هذا عن قصدك الحميد، إنما لتكن كل أفكارك في الخير الأبدي المعد لك في الملكوت”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). أُحضر أدريانوس أمام مكسيميانوس أكثر من مرة ليجلده بالسياط، وكانت زوجته تشجعه. أمر الملك بتقطيع أطراف جميع المسجونين وإذ خشيت ناتاليا لئلا ينهار رجلها حين يرى الآخرين وقد بُترت أعضائهم توسلت للجندي أن يبدأ برجلها، وأمسكت بقدميه ليبترهما، ثم سألت رجلها أن يمد ذراعيه بنفسه فبترهما… وأسلم الروح. أمر الملك بحرق كل الأجساد حتى لا يكرمهم المسيحيون، فحدثت زلزلة هرب على أثرها الجميع ماعدا ناتاليا وبعض النسوة الفاضلات اللواتي أخذن الأجساد، وقد نقلت إلى أرجيربوليسArgyropolis عند بوسفورسBosphorus بالقرب من بيزنطة حيث دفنت هناك. بعد شهور قليلة تعرضت ناتاليا لمتاعب كثيرة من أحد موظفي البلاط بنيقوميديا إذ كان يطلب الزواج منها، وقد رفضت بإصرار. أخيرًا رحلت إلى أرجيروبوليس حيث رقدت هناك بسلام ودفنت مع الشهداء. يحتفل اللاتين بعيد أدريان وناتاليا في 8 سبتمبر كعيد لنقل رفاتهما إلى روما، ويحددوا يوم 4 مارس كيوم استشهاد أدريان وأول ديسمبر عيد نياحة ناتاليا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخيوس وألكسندر الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – إذ اشتعل الاضطهاد في الإسكندرية أيام الإمبراطور ديسيوس (داكيوس) في منتصف القرن الثالث، كان القضاة يسعون وراء المسيحيين، فقبضوا على أبيماخيوس Epimachius وألكسندر اللذين اعترفا بالسيد المسيح، فقيدا بالسلاسل وفي السجن كانا يشجعان المؤمنين المسجونين من أجل المسيح ويثبتانهم على الإيمان. احتملا عذابات كثيرة من ضرب وتمزيق جسديهما بخطاف حديدي، وأخيرًا أُحرقا بالنار. حسب التقليد الروماني، نُقِلَت رفات القديس أبيماخيوس من الإسكندرية إلى روما. هذا ويروي لنا القديس ديونسيوس الإسكندري? كشاهد عيان- العذابات التي لاقاها هذان الشهيدان مع أربع شهيدات، توّج الكل معًا في يوم واحد، وهن: العذراء أموناريا Ammonaria التي عُذبت بوحشية شديدة بسبب رفضها ترديد كلمات التجديف وراء القاضي، وأخيرًا قطعت رأسها. الثانية ميركيوريا Mercuria وهي متقدمة في السن لم يترفق القاضي بجنسها كامرأة ولا بسنها المتقدم. والثالثة ديونسيا Dionysia التي قدمت أطفالها لله بفرح وشجعتهم على الاحتمال، والرابعة لم يذكر اسمها. ويُعيّد لهم يوم 12 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخوس وعزاريانوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – استشهد القديسان أبيماخوس وعزاريانوس في الرابع من هاتور. كانا من مدينة روما، سعى بهما البعض لدى الوالي المعين من قِبَل مكسيمانوس إنهما مسيحيان، ثم وبخاه على تركه عبادة الله الحيّ خالق السماء والأرض، وعبادته للأصنام التي لا تبصر ولا تنطق، هذه التي تخدع البشر بالشياطين السكان فيها. دهش الوالي لشجاعتهما، وأمر بضرب عنقيهما، فنالا إكليل الشهادة في 4 هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخيوس الفرمي القديس | الولادة: 650 الوفاة: 750 عرف الراهب أبيماخيوس أحد تلاميذ القديس يِوأنس قمص شيهيت المشهورين، بنعمة الشفاء وعمل المعجزات، فكان يأتيه المرضى لينالوا شفاءً لأجسادهم وسلامًا لنفوسهم في الرب. عاصر القديسان أبرآم وجاورجي، وقد شبهه إخوته الرهبان بموسى النبي لما كان يبدو على وجهه من نور سماوي شبيه بالنور الذي كان يسطع على وجه النبي موسى حين قضى أربعين يومًا يتحدث مع الله وجهًا لوجه ويتسلم الشريعة (خر 34: 29). ولد هذا الأب حوالي عام 650 م. في أرواط، وانطلق إلى الرهبنة بشيهيت في الثامنة عشر من عمره متتلمذًا على يدي القديس يوأنس قمص شيهيت مدة لا تقل عن خمس سنوات. سيم كاهنًا بدير القديس مقاريوس الكبير، ثم صار قمصًا بدير السيدة العذراء بتنيس سنة 744 م. (بجزيرة ببحيرة المنزلة، تبعد حوالي 9 أميال جنوب غربي بورسعيد). أُختير أسقفًا على الفرما (البلسم) في أيام باباوية الأنبا ميخائيل الأول البابا 46 (744-768 م). تنيح بعد أن عاش أكثر من مائة عام حوالي عام 750 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ستيڤان بار سودهيل | الولادة: – الوفاة: – مار ستيڤان بار سودهيل (Stephen Bar Sudhaile)، وهو أحد أعلام الفكر الصوفي المسيحي السرياني في القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܣܛܝܦܢ ܒܪ ܣܘܕܗܝܠ (Stephān bar Sudhayl) بالإنجليزية: Stephen Bar Sudhaile يُعرف أحياناً باسم: ستيفان السروجي، نسبةً إلى إقامته في سرّوج (Serugh) أو إلى جبل سروج. يُقدّر أنه وُلد في النصف الأول من القرن الخامس، وتوفي في نهايته أو بداية القرن السادس. عاصر أو جاء بعد مار يعقوب السروجي بقليل، وإن اختلفت التيارات اللاهوتية والفكرية بينهما. الأصل والموقع وُلد في قرية قريبة من الرها (Edessa)، وهي مركز مهم للفكر السرياني. عاش فترة طويلة في سرّوج أو في نواحي أورشليم، ويُعتقد أنه قضى آخر حياته في صحراء القدس (أو أحد أديرتها). الخلفية التعليمية واللاهوتية: درس في مدرسة الرها، وكان متمرساً في اللاهوت والفلسفة والكتابات الروحية. تأثر بالفكر الأفلاطوني المحدث (Neoplatonism)، وخصوصاً بأفكار أفلوطين (Plotinus) وبرديصان، ما جعله يُطوّر نظرة صوفية ميتافيزيقية مسيحية فريدة. فكره وتعاليمه: مار ستيڤان بار سودهيل يُعد أحد أوائل المتصوفة المسيحيين في العالم السرياني، وطرحه اللاهوتي كان جريئًا ومعقّداً، ويشمل: الوحدة الكونية مع الله (Universal Union): يرى أن كل الخليقة emanates (تنبثق) من الله، وستعود إليه في نهاية المطاف (نظرة أقرب إلى panentheism أو emanationism). يؤمن بـ”الرجوع الكوني” أو ما يُعرف بـ Apocatastasis – أي خلاص كل شيء وعودته إلى الله، حتى الشياطين. نفي التعدد والتمييز الزمني: يؤمن أن الزمان والمكان ليسا حقيقيين في ذاتهم، بل مظاهر للوجود الأدنى. هذه الفكرة متأثرة بالأفلاطونية المحدثة. تأليه الإنسان: كتب كثيراً عن اتحاد النفس بالله، من خلال النسك والتأمل، وهو طريق التأليه (theosis). أبرز أعماله أهم مؤلف محفوظ: “كتاب الهبوط والصعود” (The Book of Hierotheos) منسوب إلى “هيروثايوس”، لكن الأغلب أنه من تأليف بار سودهيل نفسه. هو عمل صوفي لاهوتي ضخم، يحتوي على تعاليم عن الله، والنفس، والكون، والخلاص أثار جدلاً واسعًا في زمانه، واعتبره البعض مخالفًا للإيمان القويم. موقف الكنيسة منه: لم يُطوّب كقديس رسمي في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. بعض آباء الكنيسة – مثل فيلكس الرهاوي (Philoxenus of Mabbug) – انتقدوه بشدة واتهموه بالبدعة والغنوصية. رغم ذلك، أثّر فكره في عدد من المتصوفة السريان والبيزنطيين لاحقًا. إرثه يُعد من أوائل منظّري الصوفية المسيحية المشرقية. أثّر في الفكر الروحي عند: بعض الأديرة في صحراء فلسطين. الكتّاب اللاحقين في الرهبنة السريانية مثل يوسف حزو وإسحق النينوي (ولو باختلاف الاتجاهات). أعماله نُسخت في أديرة كثيرة، لكن فُهمت باعتبارها رمزية لا حرفية. أُعيد الاهتمام به في العصر الحديث، خاصة في دراسات: الصوفية المسيحية، الفكر السرياني والتأثيرات الأفلاطونية في اللاهوت الشرقي. مار ستيڤان بار سودهيل هو شخصية روحانية وفكرية ثرية، على حدود الإيمان الأرثوذكسي والصوفية الجذرية، دمج بين المسيحية الشرقية والموروث الفلسفي الأفلاطوني. قد لا يكون “قديساً طقسياً”، لكنه حجر زاوية في فهم التصوف السرياني المبكر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سيرجيوس الرشعيني | الولادة: – الوفاة: 536 مار سيرجيوس الرشعيني (Sergius of Reshaina)، أحد أبرز الأعلام في الفكر السرياني والعلمي خلال القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܣܪܓܝܣ ܕܪܫܥܝܢܐ (Sargis d-Rēshʿaynā). عاش في القرن الخامس الميلادي وعاصر مار نرساي (Narsai) مار يعقوب السروجي (Jacob of Serugh) وكان في مرحلة لاحقة قليلاً من مار أفرام السرياني. “رشعينا” أو “رُشعينا” هي مدينة تقع بين الرها ونصيبين (تقع اليوم جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية) الخلفية وُلد في مدينة رشعينا التي كانت مركزًا مهمًا للثقافة السريانية. نشأ في بيئة مسيحية مثقفة، واتجه منذ شبابه إلى الطب والفلسفة والترجمة، إضافة إلى اللاهوت. أبرز أدواره مترجم فلسفي وطبي: يُعتبر أول من ترجم مؤلفات فلسفية وطبية يونانية إلى السريانية بصورة منتظمة. ترجم عددًا من مؤلفات: جالينوس (Galen) في الطب، أرسطو وبعض الشروح الفلسفية من اللغة اليونانية إلى السريانية. كان همزة وصل مهمة بين التراث اليوناني والعالم السرياني، ومهّد لاحقًا لحركة الترجمة إلى العربية في العصر العباسي. طبيب: كان طبيبًا مشهورًا، يُقال إنه مارس الطب في الرها ونصيبين، وربما عمل أيضًا في البلاط الفارسي لفترة.جمع بين العلم الروحي والعلمي، وكان يُنظر إليه باحترام في الحقلين. لاهوتي: رغم شهرته بالترجمة والطب، كان له إسهام لاهوتي معتدل. يُعتقد أنه كان مقربًا من التيار النسطوري المعتدل، أو على الأقل حاول أن يُبقي الجسر مفتوحًا بين التقليدين السرياني الشرقي والغربي. شارك في بعض المجادلات اللاهوتية في تلك الفترة، خاصة في نصيبين والرها، ولكن لم يكن مثيرًا للانقسام. الأهمية العلمية والثقافية يُعد جسرًا حضاريًا بين التراث اليوناني (الفلسفي والطبي)، العالم السرياني وبشكل غير مباشر، العالم العربي الإسلامي في القرون التالية. ترجماته أثّرت على المدرسة السريانية في الرها ونصيبين ولاحقًا على مدرسة جنديسابور وبيت الحكمة في بغداد. وفاته توفي على الأرجح في النصف الثاني من القرن الخامس (حوالي 536م في بعض التقديرات، بحسب مخطوطات متأخرة، لكن هذا يتجاوز القرن الخامس قليلاً). دُفن في رشعينا، وربما أصبح له تذكار محلي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار برصوما | الولادة: – الوفاة: 456 مار بَرصوما (Barsauma)، أحد أبرز شخصيات الكنيسة السريانية الشرقية في القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܡܪܝ ܒܪܨܘܡܐ (Mār Barṣaumā) يُعرف بلقبه: بَرصوما النُسّاك (Barsauma the Nestorian monk) أو بَرصوما الراهب. توفي عام 456م يُعتبر أحد أبرز المدافعين عن العقيدة النسطورية بعد مجمع أفسس (431م) الخلفية والنشأة وُلد في منطقة سورُماغ (Sarumag) قرب نصيبين في بلاد ما بين النهرين (اليوم جنوب شرق تركيا). التحق بمدرسة نصيبين اللاهوتية التي كانت في ذلك الوقت مركزًا هامًا للفكر السرياني، وتأثر باللاهوت النسطوري ومال إلى موقف لاهوتي يتعارض مع مواقف مجمع أفسس القاضي بإدانة نسطور. الحياة الرهبانية والنشاط الكنسي عاش حياة نسكية صارمة، مما جعله يحظى باحترام شعبي واسع، وانخرط في الصراعات اللاهوتية بعد مجمع أفسس سنة 431م، وكان من المدافعين الأقوياء عن نسطور. لعب دورًا كبيرًا في ترسيخ العقيدة النسطورية في الكنيسة الشرقية. أقام علاقات وثيقة مع البلاط الساساني الفارسي، خصوصًا مع الملك يزدجرد الثاني. أصبح لاحقًا رئيسًا للرهبان في الإمبراطورية الفارسية، وكان له نفوذ قوي داخل الكنيسة، كان منافسًا للبطريرك البرو-خلقدوني بابوي، ونجح في إزاحته تقريبًا عن المشهد بسبب خلافات لاهوتية. المجمع الفارسي سنة 484م (بعد وفاته) رغم أن مار بَرصوما توفي سنة 456م، فإن أثره الفكري والسياسي امتد، وبلغ ذروته بعد وفاته في مجمع بيث لافاط (484م)، حيث: أُعلنت الكنيسة الشرقية رسميًا كنيسة نسطورية، تبنّت صراحة تعاليم نسطور، بضغط من خلفاء بَرصوما، الذين ساروا على خطاه إرثه يُعتبر مؤسسًا فعليًا لـ التيار النسطوري في الكنيسة الشرقية، نُسبت إليه معجزات وزهد وتقوى رغم الجدل اللاهوتي. كان له تأثير هائل على بنية الرهبنة السريانية الشرقية وعلاقة الكنيسة بالدولة الساسانية وتطور التعليم اللاهوتي في مدرسة نصيبين. نظرة الكنائس إليه: في الكنيسة السريانية الشرقية (المعروفة لاحقًا بـ “الكنيسة الآشورية”): يُعتبر شخصية كبيرة وموقرة رغم الجدل. في الكنائس البيزنطية والمناهضة للنسطورية (مثل السريانية الأرثوذكسية والبيزنطية): يُنظر إليه كشخصية مثيرة للانقسام، ومسؤول عن شقاق لاهوتي. وفاته توفي سنة 456م ودُفن على الأرجح في بيت عابي أو إحدى المناطق القريبة من نصيبين. يُقال إن قبره أصبح مزارًا، ولكن اندثرت آثاره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أوچين القبطي | الولادة: – الوفاة: – مار أوچين القبطي (Mar Awgin)، المعروف أيضًا باسم: مار أوجين أو مار أوجينيوس وبالإنجليزية: Mar Awgin أو Eugene the Copt. يُلقّب غالبًا بـ: أبو الرهبنة السريانية. عاش بين القرن الرابع والخامس الميلادي. يقدّر البعض وفاته في حدود أواخر القرن الرابع أو أوائل الخامس الميلادي (نحو 370–400م) الأصل قبطي مصري الأصل، من صعيد مصر. كان راهبًا في أحد أديرة وادي النطرون أو في صحراء مصر، حيث نشأت حركة الرهبنة الأولى على يد القديس أنطونيوس الكبير والقديس باخوميوس. انتقاله إلى بلاد ما بين النهرين بحسب التقليد السرياني، مار أوچين غادر مصر مع سبعين تلميذًا أو أكثر، وانتقل إلى بلاد ما بين النهرين (في المنطقة الواقعة اليوم بين جنوب شرق تركيا وشمال العراق). واستقر في منطقة نصيبين ثم في جبل إزل (Izla) قرب مدينة نصيبين (Nisibis)، وهي اليوم ضمن محافظة ماردين، تركيا. إسهامه في الرهبنة السريانية أسس دير جبل إزل الشهير، الذي أصبح لاحقًا مركزًا مهمًا جدًا للرهبنة والتعليم الكنسي في العالم السرياني. يعتبره التقليد السرياني: مؤسس الرهبنة السريانية المنظمة الناقل للروح الرهبانية من مصر إلى الشرق السرياني ملهم عدد كبير من القديسين والرهبان السريان في القرون التالية تعليمه وتأثيره علّم تلاميذه حياة النسك والزهد والانضباط الروحي. دعا إلى الرهبنة المشتركة (شبه الباخومية) مع الحفاظ على عنصر التأمل والاختلاء. كان له تأثير كبير في تكوين شخصيات لامعة في الرهبنة السريانية مثل: مار يعقوب النصيبيني، مار أفراهاط، مار إسحق النينوي (في الجيل اللاحق). وفاته توفي وهو في جبل إزل، ويُعتقد أن وفاته كانت في أواخر القرن الرابع. ضريحه يقع في الجبل نفسه، وأصبح الدير المعروف باسمه مزارًا ومركزًا هامًا لعدة قرون. يُكرَّم كقديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وأحيانًا أيضًا في الكنيسة القبطية بتقدير خاص. تذكاره في بعض التقاليد السريانية يُحتفل به في 29 آب (أغسطس)، أو في تواريخ مختلفة بحسب التقويم المحلي. الألقاب التي أُعطيت له: أبو الرهبان السريان أبو الطقس الرهباني السرياني مار أوچين المصري في بعض المصادر: Eugenius the Egyptian أهميته التاريخية بفضله، أصبحت جبل إزل بمثابة أكاديمية لاهوتية ورهبانية خرّجت قادة فكريين وروحيين في الكنيسة السريانية. يُقارن دوره في الشرق السرياني بدور أنطونيوس الكبير في مصر، وباسيليوس الكبير في كابادوكيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح الشهيد | الولادة: – الوفاة: 390 الشهيد عبد المسيح (Abd al-Masih)، أحد أبرز شهداء الكنيسة السريانية في القرن الرابع. يُعرف أيضًا في بعض المخطوطات بـ عبد يشوع في نسخ محلية، لكن اسمه الأشهر هو عبد المسيح. توفي سنة 390م. وُلد وعاش في الرُها (Edessa) أو في منطقة قريبة منها، ويُرجح أنه من نصيبين أو منطقة الجزيرة الفراتية (شمال بلاد ما بين النهرين – العراق وسوريا حاليًا). سيرته وُلد في عائلة وثنية من أصول عربية أو آرامية. اسمه قبل اعتناقه المسيحية كان أزاذ بن معنو أو ما يشبه ذلك، بحسب بعض الروايات. اعتنق المسيحية سرًا في شبابه، متأثرًا بالمبشّرين المسيحيين في المنطقة، ويُقال إن راهبًا سريانيًا قام بتعميده وسمّاه عبد المسيح. الاضطهاد والاستشهاد عند اكتشاف إيمانه من قبل عائلته، حاول والده (وكان ذا مكانة في المجتمع) إعادته إلى الديانة الوثنية. رفض التراجع عن إيمانه، فتم جلده وتعذيبه على يد والده نفسه، وأخيرًا تم قتله – بعض الروايات تشير إلى قطع رأسه، وأخرى إلى صلبه. كان عمره حين استُشهد لا يتجاوز 18 عامًا. استُشهد في الرها أو في منطقة قريبة من نصيبين. وقبره أصبح مزارًا مشهورًا، خاصة في طور عبدين وماردين. رمزيته وأهميته يُعد من أبرز الشهداء الشباب في التراث السرياني. يمثل نموذجًا للثبات على الإيمان أمام ضغوط العائلة والمجتمع. سُمي العديد من الأديرة والكنائس باسمه، خاصة في المناطق السريانية مثل: دير مار عبد المسيح في قرية كرقومو (طور عبدين) وكنيسة مار عبد المسيح في ماردين. تذكاره الكنسي يُحتفل بتذكاره في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يوم 15 تموز (يوليو) من كل عام (أو حسب تقويم الكنائس المحلية). تُقرأ سيرته في الصلوات الليتورجية في هذا اليوم، خصوصًا ضمن خدمة الشهداء. المصادر: “كتاب الشهداء” السرياني.السنكسار السرياني (سير القديسين). “حياة مار عبد المسيح الشهيد”، مخطوطة محفوظة في دير الزعفران ومكتبات طور عبدين. روايات شفهية مدونة في الأديرة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبّا أبي | الولادة: – الوفاة: 363 أبّا أبي (Abai)، أحد شهداء الكنيسة السريانية في القرن الرابع. استشهد عام 363م، خلال فترة اضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية الفارسية الساسانية، تحت حكم الملك شابور الثاني (Shapur II). خلفية تاريخية في عهد شابور الثاني، كانت الإمبراطورية الفارسية في صراع مع الإمبراطورية الرومانية، وكان المسيحيون في فارس يُعتبرون مشبوهين بسبب علاقتهم الدينية مع الرومان. أدى ذلك إلى موجة اضطهادات واسعة ضد المسيحيين، وخاصة رجال الدين والرهبان. قصة استشهاده أبّا أبي كان شابًا مسيحيًا من منطقة بيت عربايه، الواقعة شمال بلاد ما بين النهرين (منطقة تُعرف اليوم بين شمال العراق وجنوب شرق تركيا). استُشهد على يد السلطات الفارسية لرفضه عبادة النار والآلهة الزرادشتية. يُذكر أنه استُشهد مع والدته آستينا (Astina أو Astin) ومجموعة من المؤمنين، ويُقال أن عدد الشهداء الذين استُشهدوا في نفس الحادثة تجاوز 5000 شهيد، وفقًا للمصادر السريانية. مكانته في الكنيسة يُكرَّم كشهيد في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. يُذكر اسمه في السنكسار السرياني وكتب الشهود (Acta Martyrum). يُحتفل بذكراه في بعض الطقوس الكنسية، خاصة في الكنيسة السريانية الشرقية أيضًا. أبرز ما يميز سيرته: شجاعته رغم صغر سنه. تمسكه بإيمانه المسيحي أمام التهديد والاضطهاد. استشهاده مع والدته، مما يعطي شهادته طابعًا عائليًا مؤثرًا. مصادر ومراجع: “The Martyrology of Rabban Sliba” – مصدر سرياني هام يوثق أسماء الشهداء. كتابات المؤرخ توما المرجي (Thomas of Marga) في “كتاب الرؤساء”. التقاليد الشفوية والليتورجية للكنائس السريانية القديمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إبراهيم الجبلي | الولادة: – الوفاة: 399 مار إبراهيم الجبلي (بالإنجليزية: Abraham of the High Mountain) هو أحد قديسي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، عاش في القرن الرابع الميلادي وتوفي حوالي سنة 399م. يُعرف أيضًا بلقب إبراهيم الجبلي نسبةً إلى نسكه في الجبال، وكان من أبرز الرهبان والنسّاك في بلاد ما بين النهرين، وتحديدًا في منطقة طور عبدين وما حولها. مولده ونشأته وُلد في القرن الرابع الميلادي، في منطقة تقع ضمن الإمبراطورية الفارسية أو بالقرب من الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية. نشأ في بيئة مسيحية تقية، وانجذب منذ شبابه إلى حياة الزهد والتنسك. اختار العيش في الجبال (ومنها لقبه “الجبلي”) في منطقة طور عبدين (جنوب شرق تركيا الحالية)، حيث أسس ديرًا أصبح مركزًا للرهبنة والتعليم الروحي. اشتهر بفضائله مثل: الزهد والتقشف الشديد. الصلاة المتواصلة. الشفاء من الأمراض (بحسب بعض الروايات). التعليم الروحي للرهبان. إرثه كان له تأثير كبير على الرهبنة السريانية. يُقال إنه علّم ودرّب عددًا من التلاميذ الذين صاروا هم أيضًا قديسين أو معلمين مؤثرين في الكنيسة السريانية. حياته مدونة في سير القديسين السريان، وتُقرأ في بعض الكنائس في أيام تذكاره. وفاته تُوفي حوالي سنة 399م ميلادية. لا يُعرف موقع قبره بدقة، لكن يُعتقد أنه دُفن في الجبل الذي عاش فيه. تذكاره الكنسي يُكرَّم كقديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. له تذكار liturgical commemoration يُحتفل به في بعض التقاليد السريانية. مصادر المعلومات عنه: السنكسار السرياني (كتاب سير القديسين). مخطوطات سريانية محفوظة في الأديرة القديمة. مراجع مسيحية مثل “سير القديسين الشرقيين” أو “Eastern Christian Hagiography”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إغريغوريوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا القديس بصعيد مصر، وكان والداه غنيين وتقيّين، أدباه وثقفاه فتعلم الفصاحة والطب، كما درس العلوم الكنسية. سامه أسقف المدينة الأنبا إسحق شماسًا، وكان بطبعه يميل للحياة الرهبانية، فكان يتردد على القديس باخوميوس أب الشركة. وأخيرًا انضم إلى رهبان الدير وتتلمذ على يدي القديس ثلاثة عشر سنة. إذ زار القديس مقاريوس القديس باخوميوس، استأذن الراهب إغريغوريوس أبيه الروحي لينطلق إلى وادي النطرون، حيث أقام هناك عامين، ثم استأذن القديس مقاريوس ليعيش في مغارة يمارس حياة الوحدة، مكث بها سبع سنين، كان خلالها يزور القديس مقاريوس مرتين في العام، في عيدي الميلاد والقيامة. أخيرًا قبل نياحته بثلاثة أيام أعلمه ملاك بانتقاله فدعى شيوخ البرية وودعهم وطلب إليهم الصلاة عنه وتنيح بسلام. تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في الرابع والعشرين من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أغسطينوس | الولادة: – الوفاة: 430 🌍 من تاجست إلى قرطاجنة في 13 نوفمبر 354م بمدينة تاجست من أعمال نوميديا بأفريقيا الشمالية وُلد أغسطينوس، وكان والده باتريكبوس وثنيًّا فظّ الأخلاق، أمّا والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل شرور زوجها وحماتها بصبر عجيب، وبطول أناتها كسبت الاثنين حتى أن رجلها قبل الإيمان واعتمد قبيل نياحته. كان كل همّ والده أن يرى ابنه رجلًا غنيًّا ومثقّفًا، وكان معلّموه الوثنيّون لا يهتمّون بسلوك التلاميذ، فنشأ أغسطينوس مستهترًا في حياته ميّالًا للكسل. إذ بلغ السادسة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى قرطاجنة ليتمهّر في البيان، هناك التقى بأصدقاء أشرار، وصار قائدًا لهم يفتخر بالشر، فتحوّلت حياته إلى المسارح والفساد. أمّا عن دراسته فقد عكف على دراسة الفقه والقوانين مشتاقًا أن يرتقي إلى المحاماة والقضاء، وقد تضلع في اللاتينية حتى افتتح مدرسة لتعليم البيان وهو في التاسعة عشرة من عمره. أُعجب أغسطينوس بمذهب شيشرون، فقرأ كتابه هورطانسيوس الذي أثار فيه الشوق إلى العفة والبحث عن الحق. قرأ أيضًا الكتاب المقدّس لكن ليس بروح الإيمان والتواضع وإنّما في كبرياء، فأُغلق على نفسه وسقط في المانوية. إذ رأت مونيكا ابنها قد انحرف سلوكيًّا وعقيديًّا، وصار عثرةً لكثيرين طردته من بيتها، لكن بمحبتها ردّته ثانية، وكانت دموعها لا تجفّ طالبةً خلاص نفسه. رأت القدّيسة مونيكا في حلم أنّها واقفة على قطعة خشبية (ترمز للإيمان) والكآبة تشملها، وإذ بفتى يلمع بهاؤه أمامها ويشعّ الفرح من محيّاه ينظر إليها ويسألها عن سبب حزنها، وإذ أجابت، قال لها: “تعزّي ولا تخافي، فها ولدك هنا وهو معك”. التفتت مونيكا لتجد ابنها واقفًا معها على الخشبة، فتأكّدت أن الله استجاب طلبتها. 🏛️ في روما في عام 382م أوعز إليه أصدقاؤه بالسفر إلى روما لينال مجدًا وغنى أعظم، فحاولت والدته صدّه وإذ لم تفلح عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله إنّه ذاهب ليودّع صديقًا له على السفينة، فسافر تاركًا إيّاها غارقةً في دموعها. ⛪ في ميلانو أرسل حاكم ميلان إلى حاكم روما يطلب أستاذًا في البيان، فبُعث إليه أغسطينوس، وقد دُبِّرت له العناية الإلهية الالتقاء بالقدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان، الذي شمله بحبّه وحنانه فأحبّه أغسطينوس وأُعجب بعظاته، وكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان دون اهتمام بالغذاء الروحي الدسم. سمع من القدّيس أمبروسيوس تفاسيره الروحيّة للعهد القديم الذي كان المانويّون يتجاهلونه، كما سمعه في ردّه على أتباع ماني وغيرهم من الهراطقة، فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات أنها من الله: فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلّى الكمال الروحي، وتظهر المعجزات، وأخيرًا انتشارها بالرغم ممّا تعانيه من ضيق. أبحرت مونيكا إلى ميلان ليلتقي بها ابنها ويبشّرها بترك المانوية، لكن دون قبوله الإيمان الحق، إذ كان منهمكًا في الشهوات، حاسبًا حفظ العفة أمرًا مستحيلًا. بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين التي نُقلت عن اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي انتفع بها لكنها لم تقُده للإيمان. عاد يقرأ الكتاب المقدّس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول فأُعجب بها، خاصة في ربطها العهد القديم بالعهد الجديد… دُبِّرت العناية الإلهية أن يزور سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عُني بنشرها فيكتريانوس، فأظهر سمبليانس سروره بذلك، ثم عرف أغسطينوس منه عن اعتناق فيكتريانوس للإيمان المسيحي بروح تقوي، فشبّت فيه الغيرة للاقـتداء به، لكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة. 🙏 توبته زاره مؤمن حقيقي من كبار رجال الدولة يُدعى بنسيانس، فوجده مع صديقه أليبوس وبجوارهما بعض رسائل معلمنا بولس الرسول، فظنّها أحد الكتب الفلسفية، لكن أغسطينوس أخبره بأن له زمانًا لا يشغله سوى مطالعة هذه الأسفار. فدار الحديث بينهما حتى تطرّق بنسيانس لسيرة القدّيس أنبا أنطونيوس وكيف تأثّر بها اثنان من أشراف البلاط فتركا كل شيء ليسيرا على منواله. هنا التهب قلب أغسطينوس غيرةً: كيف يغتصب البسطاء الأميّون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرّغ في الرجاسات؟ وإذ مضى بنسيانس، قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثّلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ: “عاصفة شديدة… دافع عني… وأنت فحتى متى؟ إلى متى يا رب؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر علينا ذنوب الأوّلين. فإنني أشعر بأنني قد اُستُعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولِمَ لا يكون الآن؟! لِمَ لا تكن هذه الساعة حدًّا فاصلًا لنجاستي؟” وبكى بمرارة… كان ذلك في عام 386م، بالغًا من العمر 32 عامًا، حين تغيّرت حياته وتجددت بنعمة الله، فتحوّلت القوة المحترقة شرًّا إلى قوة ملتهبة حبًّا… عاد القدّيس أوغسطينوس إلى أليبوس ليذهبا معًا إلى مونيكا يبشّرانها أن صلواتها التي دامت قرابة 30 عامًا قد استُجيبت، ونبوّة القدّيس أمبروسيوس قد تحقّقت، هذا الذي سبق فرآها تبكي فقال لها: “ثقي يا امرأة إنّه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع”. عزم أغسطينوس بنعمة الله على ترك تدريس البيان وتكريس حياته للتأمل في كلمة الله والخدمة، فاعتزل ومعه والدته وصديقه أليبوس وابنه أدياتس (غير الشرعي) وبعض أبناء عمّه وأصدقائه في كاسيكاسيوم بجوار ميلان حيث أقام ستة شهور يتأهّب لنوال سرّ العماد. وفي ابتداء صوم الأربعين عام 387م ذهب إلى ميلان واعتمد على يدي الأسقف أمبروسيوس. ومن الجدير بالذكر أنّه في الأغلب الشجرة التي ارتمى تحتها هي زيتون، حيث يوجد الآن في الجزائر شجرة زيتون يُطلَق عليها في الحي “زيتونة القدّيس أوغسطين”. 🌿 نياحة مونيكا سافر القدّيس أوغسطينوس مع ابنه ووالدته وأخيه وأليبوس إلى أوستيا منتظرين السفينة للعودة إلى وطنهم، وكانت الأم تتحدّث مع أغسطينوس معلنة بأن رسالتها قد تحقّقت برؤيتها له كخادم أمين للرب. بعد خمسة أيام مرضت مونيكا بحمّى شديدة، وإذ أُغمي عليها وأفاقت قالت لابنيها: “أين كنت أنا؟… هنا تدفنان والدتكم”… قالت هذا ثم سلّمت روحها في يدي الله. 🕊️ في روما وأفريقيا بعد نياحة القدّيسة مونيكا قرّروا العودة إلى روما، حيث جاهد أغسطينوس هناك لدحض بدعة المانويّين. ومن هناك انطلق إلى أفريقيا حيث ذهب إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست، فوزّع كل ممتلكاته واختلى للعبادة والتأمّل في كلمة الله ثلاث سنوات، ووضع كتبًا كثيرة. ✝️ سيامته كاهنًا إذ كان أغسطينوس يزور رجلًا شريفًا بمدينة هيبو (تُدعى حاليًا إيبونا من أعمال نوميديا) سِيم كاهنًا بالرغم من محاولته رفض السيامة بدموع، بل وجُعل يعظ أكثر أيام الأسبوع. سكن في بستان ملك الكنيسة وجعله ديرًا حيث امتلأ بالرهبان الأتقياء، كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت تدبير أخته. ⛪ سيامته أسقفًا أُقيم أسقفًا مساعدًا لفاليروس عام 395م، الأمر الذي أفرح قلوب المؤمنين، وإن كان الهراطقة قد حزنوا وأثاروا شغبًا ضد الشعب وحاولوا قتله. امتاز هذا الأسقف القدّيس بحبّه الشديد للفقراء حتى كان يبيع أحيانًا ما للكنيسة ويوزّعه على الفقراء ويحرّر به المسجونين. واهتمّ بدحض أصحاب البدع. وحضر مجمعًا بأمر الملك أونريوس عام 421م ضمّ 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من الدوناتيين… فقام يجادلهم ويردّهم إلى الإيمان المستقيم. 🌅 نياحته إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقي أربعة أعوام يستعدّ للرحيل. وفي عام 430م تنيّح وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقّف. 📚 كتاباته بلغت حوالي 232 كتابًا، منها كتبه التاريخية مثل اعترافاته والاستدراكات، ومقالاته الفلسفية مثل الرد على الأكاديميين والحياة السعيدة، خلود النفس، في الموسيقى… وأيضًا أعماله الجدلية ضد اليهود والوثنيين، وضد أتباع ماني، وضد الدوناتيين، وضد البيلاجيين، وضد الأوريجانيين. كما قدّم كتبًا في تفسير التكوين والمزامير والرسالة الأولى إلى يوحنا، والموعظة على الجبل، وعن اتفاق الإنجيليين، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل رومية وإنجيل يوحنا. كما كتب كتبًا في النسكيات والأخلاقيات. ✦ السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت وُلِدَ القديس فى 13 نوفمبر سنة 354. 👤 العائلة والده: اسمه باتريكس وثنيًّا “فظ الأخلاق وشريرًا”، ولذلك لم يهتم بأولاده من الناحية الأخلاقية والتربوية، وكان كل ما يهمه أن يراه رجلًا “عظيمًا”. والدته: اسمها مونيكا مسيحية، احتملت زوجها الشرير ولم تَشْتَكِ لأحد، وكانت حماتها أيضًا شريرة. أخوته: كان لأغسطينوس أخ اسمه “تفجوس”، كان آبا مسيحيًا لأسرة تقية خرج منها راهبتان. وكان السبب في ذلك يرجع إلى عمتهما أخت القديس أغسطينوس، لم يُذكَر اسمها، التحقت بدير للراهبات وتقدمت في حياتها الروحية حتى أصبحت رئيسة للدير. 👶 طفولة أوغسطينوس أرضعته أمه مونيكا لبن الإيمان منذ طفولته، فكانت هذه التعاليم راسخة فى ذهنه حتى كبر، حتى وهو في أسوأ حالاته الأخلاقية. كان محبًّا للعب والكسل رغم أنه كان ذكيًا، والسبب فى ذلك أن المدرسين لم يهتموا بحياته وسلوكياته وأخلاقياته. وكان يكره اللغة اليونانية ويحب اللغة اللاتينية، ثم تدهورت حياته حتى وصل إلى درجة الخطأ في حق زملائه وأخوته وحتى أمه أيضًا. مرض أغسطينوس ولم يكن قد تعمّد، فأرادت والدته أن تُعَمِّدَه لأنه لم يكن قد تعمّد. لتشجيع والده له على الشر وإهماله الناحية، لكنه شُفِيَ ولم يُعَمَّد. 📖 الانحراف والدراسة عندما بلغ السادسة عشرة سافر إلى قلاطاجنة ليتعلم البيان، وفرح لأنه مسافر مع أصحاب الأشرار. وهناك صنعوا شرورًا كثيرة، فالتقى بالشريرات وعشق المسارح وصنع الشرور حتى بأماكن العبادة. حزنت أمه على الحالة السيئة التي وصل إليها من الشر، فكانت تنصحه لكنه لم يَعْتَنِ بكلامها. يقول فى “اعترافاته”: «إن أمي كانت تلحّ عليَّ بشدة التحريض لاعتزال الغواني وكل أسباب الفجور، وأما أنا فما كنت أُعِيرها أذنًا صاغية ولا أَكْتَرِثُ بأقوالها لأنها أقوال امرأة». عكف أغسطينوس على دراسة الفقه والقوانين لأنه كان يريد أن يكون قاضيًا أو محاميًا. أعجب بمذهب شيشرون لأنه قرأ كتاب “هور كانسيوس” لشيشرون (الذي ضاع فيما بعد)، فكاتبه يفرط فيه للفلسفة ببلاغة فيصورها مدرسة وفضيلة. تأثر بهذا المذهب مما جعله يشتاق إلى حياة العفة. أراد قراءة الكتاب المقدس، لكن قراءته له كانت كأي فيلسوف، وكأنه كتاب فلسفي، ولم يتأثر به رغم التعاليم السامية التي فيه، ولم تُعْجِبْه اللغة اللاتينية فيه. ✦ الضياع والعودة عندما رأت مونيكا انحراف ابنها الخلقي وبدعته في مذهب مانى، طردته من المنزل لأنه جذب أناسًا من الإيمان. لكن لمحبتها له وعطفها عليه أرجعته مرة أخرى. كانت تصلي بدموع حارة من أجل خلاص ابنها وحياته الأبدية. ورأت في حلم أنها واقفة وأمامها فتى فرحان يقول لها: «لماذا تبكين؟» فأجابت عن هلاك ولدها. فقال لها: «لا تخافي»، وإذ بها تراه معها على الخشبة. وكان الأسقف أبروسيوس يشجعها دائمًا بقوله: «ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع». انتقل أعز صديق لأغسطينوس، الذي كان ملازمًا له دائمًا، فقد مرض طويلًا، وخاف عليه أهله فعمدوه فشُفِيَ، لكن أغسطينوس هزأ بعماده. غضب صديقه، ثم سمحت العناية الإلهية بأن ينتقل. فحزن أغسطينوس جدًا، وكره كل شيء، ورأى الحياة سوداء في عينيه، فاتجه إلى بدعة مانى فازدادت مشاكله واضطرابه. ظل مدة تسع سنين مخدوعًا بالبدعة المانوية، لأنه كان يظن أنهم ينادون بالعفة التي كان يشتاق إليها. لكنه بالبحث عرف بطلان معتقداتهم، ولما التقى برئيس البدعة “يفوستوس” وناقشه، وجده فارغًا، فعرف خداع المانوية. لكنه لم يرجع عن شروره وشهواته. ✦ التوبة والتحول بعد دموع طالت 20 عامًا من أمه مونيكا، رجع أغسطينوس إلى إيمانه الصحيح. فاحتقر المانوية، وبعد موت أعز صديق له احتقر العالم وشهوته وتاب عن شروره وحياته الرذيلة، وأحب سيرة الأنبا أنطونيوس. بكى بكاءً مرًّا، وارتمى على جزع شجرة. وكان معه صديقه أليبوس، فتركه وانفرد بنفسه وأخذ يبكي. فسمع صوتًا يقول له: «خُذْ واقرأ… خُذْ واقرأ». ففتح رسائل بولس الرسول، فوجد الآية التي تقول: “لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، ولا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات” (رومية 13: 13–14). تحولت القوة الشريرة التي كانت فيه إلى قوة تلتهب حبًا. وكان ذلك سنة 386م، وهو يبلغ من العمر 32 سنة. ⛪ الكهنوت والأسقفية عزم على تكريس حياته للرب، وأقام مدة ستة أشهر بميلان ليعتمد ومعه ابنه أدياتس (الذي أنجبه من الشر) وذلك سنة 387م، في بداية الصوم الكبير على يد القديس أمبروسيوس. وبعد وفاة أمه مونيكا في ميلان، عاد إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست وطنه الأصلي، ووزع كل أمواله وممتلكاته. اعتكف في خلوة مع أصدقائه ثلاث سنوات للصلاة والصوم والتأمل. رسمه فاليريوس أسقف هيبو كاهنًا رغم رفضه، بإجماع الشعب. سكن في بستان الكنيسة فجعله ديرًا مليئًا بالرهبان الأتقياء، ووضع لهم قوانين. كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت رئاسة أخته. كان يعظ الناس بقوة وأُعطي نعمة إخراج الشياطين. ثم رُسِمَ أسقفًا على هيبو بعد مرض فاليريوس سنة 395م، لمساعدته، وذلك بمشورة أوريليوس أسقف قرطاجنة وبقية الأساقفة. فَرِحَ الشعب جدًا بهذا الاختيار. كان محبًا للفقراء، متضعًا، كتب كتبًا كثيرة للرد على الهراطقة، وحضر مجمعًا سنة 421م بأمر الملك أورنوريوس بسبب بدعة الدوناثيون. … | آباء وقديسون | |
| أغناطيوس الثيؤفورس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 108 وُلد إغناتيوس (إجناتيوس، إجناطيوس) حوالي عام 30 م.، قيل أنه نشأ في سوريا. يرى البعض أنه الطفل الذي حمله السيد المسيح مقدمًا إياه مِثلًا للتواضع (مت 18: 2-4). إذ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة رسموه أسقفًا على إنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بطرس سام أفوديوس على اليهود المتنصرين والرسول بولس سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين… وأنه لما تنيح الأول تسلم أغناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها. على أي الأحوال اتسم بغيرته على خلاص النفوس فكسب الكثير من الأمم للسيد المسيح. اتسم بحبه الشديد لشعبه كما يظهر من حديثه مع مستقبليه في أزمير أثناء رحلته إلى روما للاستشهاد، إذ كان يذكر أمام مستقبليه شعبه ويطلب إليهم الصلاة من أجلهم. وضعه نظام التسبحة قيل إنه رأي في رؤيا الملائكة تسبح ممجدة الثالوث القدوس، فنقل النظام الذي لاحظه إلى الكنيسة الإنطاكية، حيث انتشر بعد ذلك بين بقية الكنائس. لقاؤه مع تراجان إذ سمع عنه تراجان من جهة غيرته على انتشار المسيحية استدعاه، ودخل معه في حوار من جهة “يسوع المصلوب”، انتهى بإصداره الأمر بأن يقيد أغناطيوس القائل عن نفسه أنه حامل في قلبه المصلوب، ويُقاد إلى روما العظمى، ليقدم هناك طعامًا للوحوش الضارية، إرضاءً للشعب. إذ سمع الأسقف بذلك ابتهج جدًا، إذ جاءت الساعة التي طالما ترقبها، وحسب هذا الأمر الإمبراطوري أعظم هدية قدمت إليه، إذ جثا وصرخ مبتهجًا: “أشكرك أيها السيد الرب، لأنك وهبتني أن تشرفني بالحب الكامل نحوك، وسمحت لي أن أُقيد بسلاسل حديدية كرسولك بولس”. ولما صلى هكذا قبّل القيود، متضرعًا إلى الله أن يحفظ الكنيسة، هذه التي ائتمنه الرب عليها ليخدمها حوالي 40 عامًا. إلى روما خرج القديس في حراسة مشددة من عشرة جنود، وقد صاحبه اثنان من كنيسته هما فيلون وأغاتوبوس. إذ رأى الجند حب الشعب له والتفافهم حوله عند رحيله تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود بالرغم من لطفه معهم، وما دفعه الشعب لهم كي يترفقوا بأسقفهم. وصلوا إلى سميرنا حيث استقبله القديس بوليكربس أسقفها كما جاءت وفود كثيرة من كنائس أفسس وتراليا وماغنيزيا، فاستغل الفرصة وكتب رسائل لهذه الكنائس كما كتب رسالة بعثها إلى روما إذ سمع أن بعض المؤمنين يبذلون كل الجهد لينقذوه من الاستشهاد، جاء فيها: [أخشى من محبتكم أن تسببوا لي ضررًا… صلوا ألا يوهب لي إحسان أعظم من أن أقدم لله مادام المذبح لا يزال مُعدًا… أطلب إليكم ألا تظهروا لي عطفًا في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعامًا للوحوش الضارية، التي بواسطتها يوهب لي البلوغ إلى الله. إنني خبز الله. اتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لتصير قبرًا لي. ولا تترك شيئًا من جسدي، حتى إذا ما متّ لا أُتعب أحدًا، فعندما لا يعد العالم يرى جسدي أكون بالحق تلميذًا للمسيح]. في ترواس أبحر بالسفينة من سميرنا إلى ترواس، ليكتب القديس أيضًا ثلاث رسائل “إلى فيلادلفيا، وسميرنا، والقديس بوليكربس”. من ترواس أبحر إلى نيوبوليس، ثم فيلبي، ثم Epirus و Tyrhene… وأخيرًا إلى منطقة Portus حيث التقى بالإخوة الذين امتزج فرحهم برؤيته بحزنهم لانتقاله. قابلهم بكل محبة سائلًا إياهم أن يظهروا المحبة الحقيقية ويتشجعوا. جثا على ركبتيه وصلى لكي يوقف الله موجة الاضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبة الإخوة لبعضهم البعض. أخيرًا أسرع به الجند إلى الساحة، وأطلقت الوحوش ليستقبلها بوجه باش، فوثب عليه أسدان ولم يبقيا منه إلا القليل من العظام. جمع المؤمنون ذخائره وأرسلوها إلى كنيسته بإنطاكية. تعيِّد له الكنيسة في 7 شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفانتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 117 يحتفل اللاتين بعيد استشهاد الكاهنين إفانتيوس وثيؤدولس مع القديس ألكسندروس الأول، أسقف روما. تم ذلك حوالي سنة 117 م. في عهد الإمبراطور هادريان وبواسطة الوالي أوريليانوس. ألقى الثلاثة في أتون نار وإذ لم يمسهم أذى، قُتل الكاهنان بالسيف بينما طعن الأسقف في كل جسمه بأدوات حديدية مسننة حتى أسلم الروح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إفبربيوس الزاهد | الولادة: – الوفاة: – اتسم الأب افبربيوس أو إبربيوس بزهده الشديد في أمور هذه الحياة، حتى عندما سلبه بعض اللصوص كان يساعدهم على نقلها، ولما تركوا له العصا رآها فأخذها وسار وراءهم ليعطيهم إياها، وإذ خشوا منه سلمها لبعض المارة كي يسلمونها لهم. إذ تعرف أن الله أمين وقدير ليكن لك إيمان به فتشاركه ما له. كلنا نؤمن أنه القدير وأن كل شيء مستطاع لديه، فامسك بالإيمان به في أمورك الخاصة، إذ هو قادر أن يصنع معك معجزات أيضًا. الأمور الجسدية مادية؛ من يحب العالم يحب فرص السقوط. لهذا إن حدث وفقدنا شيئًا لنقبل هذا بفرح وامتنان متحققين أننا قد تحررنا من الاهتمام بما فقدناه. سأل أخ أبا إفبربيوس عن حياته، فأجاب الشيخ: “كلْ قشًا، البس قشًا، نمْ على قش، بمعنى احتقر كل شيء واطلب لنفسك قلبًا من حديد!” في أيامه الأولى زار أبا إفبربيوس شيخًا، وقال له: “أبا، قل كلمة لكي أخلص”. أجابه: “إن أردت أن تخلص فإنك إن ذهبت لترى إنسانًا لا تبدأ بالكلام قبل أن يوجه إليك الحديث”. فشعر أبا إفبربيوس بالندامة على ما نطق به، وصنع له مطانية metanoia، وهو يقول: “قرأت كتبًا كثيرة من قبل ولم أجد تعليمًا كهذا”، وخرج من عنده منتفعًا جدًا. إن اقتنى إنسان التواضع والفقر وعدم إدانة الآخرين، تحل مخافة الله فيه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفتيخوس القديس | الولادة: – الوفاة: – أفتيخوس هو تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي، وبعد أن مكث هذا القديس مع الرسول زمنًا طلب إليه أن يذهب إلى القديس بولس الرسول فأذن له بذلك، فسار إليه وكرز معه باسم المسيح وردَّ كثيرين من اليهود والوثنيين إلى الرب يسوع وعمدهم، وحوَّل برابي الأصنام إلى كنائس. وقد صبر على القيود والحبس زمانًا طويلًا، وطُرِح في النار فلم تؤذه وللسباع فلم تقربه بأذى بل استأنست إليه. وقد ذهب هذا القديس إلى سبسطية وبشَّر فيها، وكان ملاك الرب يسير معه ويؤيده، ولما أكمل سعيه بسلام تنيح في شيخوخة صالحة. وقيل عن هذا القديس أنه هو ذلك الشاب الذي كان جالسًا في الطاقة مثقلًا بنوم عميق في الوقت الذي كان يلقي فيه بولس الرسول خطابه، فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل وحُمِل ميتًا، فأقامه بولس الرسول بصلاته (أعمال 20: 9-12). ويُعيد له يوم 1 نسيء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفخارستوس ومريم الباران الزوجان | الولادة: – الوفاة: – سأل راهبان الله أن يعلن لهما مدى ما وصلا إليه من تقدم روحي فسمعا صوتًا يقول أنه في قرية ما بمصر يوجد إنسان يدعى إفخارستوس (أو ايوخارستوس Eucharistos) وزوجته تدعى مريم، لم تبلغا بعد إلى درجة فضيلتهما. نهض الشيخان وذهبا إلى القرية، وإذ سألا عن إفخارستوس وجدا بيته والتقيا بزوجته. سألاها: “أين زوجك؟”، فأجابت: “إنه راعٍ يطعم القطيع”. دخلا البيت، وفي المساء عاد إفخارستوس ومعه الغنم. وإذ رأى الشيخين أعد لهما المائدة، وجاء بماء يغسل أقدامهما، أما هما فقالا: “لن نأكل شيئًا حتى تخبرنا عن طريقة حياتك”. أجاب إفخارستوس في تواضع: “أنا راعٍ وهذه زوجتي” أصر الشيخان أن يعرفا حياته، لكنه لم يرد أن ينطق بشيء. عندئذ قالا له: “الله هو الذي أرسلنا”، فقال إفخارستوس بخوف: “هنا يوجد الغنم الذي ورثناه من والدينا، فإن صنعنا ربحًا قليلًا بعون الله نقسمه ثلاثة أجزاء: نصيب للفقراء والثاني للضيافة والثالث لاحتياجاتنا الشخصية. ومنذ تزوجت لم نقترن ببعضنا بل هي عذراء، كل منا يعيش بمفرده؛ بالليل نلبس المسوح وبالنهار نلبس ثيابنا العادية، ولا يعلم أحد عنا شيئًا حتى الآن”. إذ سمع الشيخان هذه الكلمات صارا في دهشة وخرجا يمجدان الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفدوكيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديسة أفدوكيا أو أودكسية (تعني “مسرة الله”) Eutychia في 27 من مسرى. نشأت مع أخيها بنيامين في شبشير طملاي Pjijbhr (مركز منوف، محافظة المنوفية)، تحت رعاية والدين مسيحيين محبين للغرباء، وسالكين بخوف الله وتقوى. اشتاق بنيامين أن يتمتع بإكليل الشهادة، فانطلق إلى شطانوف بمركز أشمون (بالمنوفية)، غالبًا بناء على دعوة إلهية حيث اعترف بالسيد المسيح أمام الوالي، محتملًا عذابات كثيرة، وأخيرًا أُودع في السجن. سمع بذلك والداه وأخته، فجاءوا إليه باكين، أما هو فكان يعزيهم، معلنًا لهم عن زوال هذا العالم وانتظار المجد الأبدي. وإذ سمعت أخته عن المجد الأبدي قالت له: “حيّ هو الرب إني لا أفارقك، والموت الذي تموت به أموت أنا به معك”. سمع الوالي بذلك فحبسها معه في مكان مظلم مدة عشرين يومًا، ثم أخرجهما وربط في عنقيهما حجارة ثقيلة وطرحهما في البحر. أرسل الرب ملاكًا حلّ الحجارة من عنقيهما فسبحا حتى بلغا قرب بلدة تدعى بسطرة؛ التقت بهما عذراء أعانتهما حتى استراحا من الماء. عادا إلى الوالي من جديد يعلنان إيمانهما، فأمر بقطع عنقيهما بالسيف، ونالا إكليل الاستشهاد. وبنى لهما المؤمنون كنيسة في بلدهما شبشير. بركة صلواتهما فلتكن معنا، آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفدوكيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 114 قصة فتاة وثنية منغمسة في الشر بكل طاقاتها، تأثرت بعبادة ناسك وصلاته الخفية فاهتزت أعماقها الداخلية لا لتقبل الإيمان المسيحي فحسب، وإنما وقد تذوقت عذوبة الشركة مع عريسها السماوي صارت سرّ بركة وبنيان لنفوس كثيرة. حداثتها ولدت أفدوكيا أو أوذكسية أو أوطاخيا Eutychia في بعلبك بالشام Baalbeck (عُرِفَت بعلبك أيضًا باسم هليوبوليس)، وكانت سامرية الجنس، والدها يُدعى يونان ووالدتها حكيمة. كانت أفدوكيا جميلة جدًا، جذبت بجمالها الكثيرين إلى الخطية، حتى سمحت عناية الله أن ينزل أحد النساك من القدس يسمى “جرمانوس” Germanos ضيفًا في بيت ملاصق لبيت أفدوكيا. وفي منتصف الليل قام الناسك كعادته يصلي بحرارة ثم بدأ يقرأ في الكتاب المقدس عن “الدينونة” بصوت عالٍ لكي ينزع عنه النوم، وإذ فرغ من ذلك بدأ يقرأ في كتاب روحي عن عذابات الأشرار، وكانت أفدوكيا تصغي باهتمام من وراء الحائط فاهتزت مشاعرها، وصارت تبكي حتى الصباح. التقت أفدوكيا بالناسك وصارت تسأله عما كان يقرأه فأخذ يحثها على التوبة، وكان يلتقي بها بصفة مستمرة حتى تهيأت للمعمودية، فقام الأنبا تيؤدورس أسقف بعلبك بتعميدها، حيث قدمت له كل أموالها ليوزعها على الفقراء. انطلقت أفدوكيا إلى بيت العذارى حيث عاشت بقلب ملتهب حبًا لله، فأحبتها العذارى وألزمنها أن تكون رئيسة عليهن بعد نياحة الرئيسة التي كانت في أيام دخولها البيت، فصارت خير قدوة لهن بالحياة العملية، خلال سهرها وأصوامها وسلوكها المملوء حبًا، مما جذب الكثيرات إلى بيت العذارى. خدعة شيطانية حرك عدو الخير شابًا شريرًا ليسقطها في النجاسة، فتظاهر بالنسك والتقشف مع التقوى، وذهب إلى الناسك جرمانوس يسأله أن يقبله من بيت المتبتلين ليحيا مكرسًا حياته للعبادة، وإذ قال له الناسك أنه لا زال شابًا يحتاج إلى التأني أجابه أن سيرة أفدوكيا قد جذبته لهذا الطريق. بعد فترة ليست بقليلة سأله الشاب أن يلتقي بالقديسة أفدوكيا لينال بركتها، وإذ اطمأن له جرمانوس سمح له، فالتقى بها، وأخذ يخاطبها بكلام دنس، أما هي ففي حزم شديد وبخته وأبكمته، فضربه الرب للحال، وسقط ميتًا. اضطهاد الوالي لها لما أشهر الملك تريانوس الاضطهاد ضد المسيحية أرسل والي المدينة أوريليانوس جنوده للقبض على تلك الشابة، فوثب عليهم وحش قتل بعضًا منهم وهرب الباقون. لم يصدق الوالي الخبر فأرسل ابنه ومعه عدد كبير من الجنود، لكن في الطريق رفسه فرس ومات، فالتجأ الوالي إليها، وبصلاتها أقام الرب ابن الوالي، فآمن الوالي وأهل بيته وجمع كثير من المدينة. احتمالها الآلام بصبر إذ مات الوالي أوريليانوس، أراد خلفه ديوجنيتس أن يتزوج جلاسيا أخت الوالي الأول، وكان يبغض المسيحيين، فهربت الفتاة إلى أفدوكيا، فأرسل الوالي جنودًا لإحضار أفدوكيا لينتقم منها، فجاءت إليه وتحدثت معه بشجاعة، محتملة عذابات كثيرة من أجل إيمانها بالسيد المسيح، وقد تمجد الله فيها، إذ أثار زوبعة شديدة، بينما كان الجنود يضربونها بالسياط في وحشية حتى آمن البعض بالسيد المسيح. أخيرًا أطلق الوالي سراحها لتعود إلى بيت العذارى. استشهادها إذ تولى والي جديد اسمه فيسيسيوس الولاية من قبل تراجان الملك، حاول استمالة القديسة لتنكر الإيمان، وإذ رأى إصرارها أمر بقطع رأسها، في الخامس من شهر برمهات حوالي عام 114 م. فانطلقت أفدوكيا عروسًا مقدسة تلتقي بعريسها الأبدي في الفردوس. يُطلَق عليها أيضًا: أودكسيا، أودكسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفرا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – حياتها تمثل النفس التي عاشت مدللة زمانًا في شهوات الجسد، وإذ تذوقت عذوبة الشركة مع الله في المسيح يسوع مخلصها تصطاد أهل بيتها للإيمان، وتقف بجرأة تواجه آلام الاضطهاد متهللة بالروح. كان الغرب يحتفل بعيد استشهادها في الخامس من أغسطس، ولا زالت تكرم في اكسبرج Augsburg موطنها، وفي بعض مناطق بألمانيا، قيل أن رفاتها أكتشفها S.Ulric سنة 955 م.، والآن توجد في كنيستي إلريك وأفرا في أقصى جنوب اكسبرج. أغلب الدارسين يؤكدون صدق استشهادها، وإن كان بعض النقاد يتشككون في أنها كانت زانية وتابت. نشأتها بحسب التقليد كانت أفراAfra امرأة زانية تعيش في اكسبرج في بداية القرن الرابع، تابت على يدي القديس ناركيسوس بجيرونا في أسبانيا St. Narcissus of Gerona، وقد تابت معها والدتها هيلارية، كما كسبت نفوس خادماتها الثلاث: ديجنا وإفنوميا وإفبريبيا اللواتي كن يسلكن معها في الفساد. استشهادها إذ التهبت نيران الاضطهاد في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس استدعاها غايس قاضي Rhaetia، ودخل معها في الحوار التالي: – اذبحي للآلهة، فإنه خير لك أن تعيشي من أن تموتي بالعذابات. – يكفي ما ارتكبته من خطايا خلال جهلي، فإنني لن أضيف عليها ما تأمرني به. – اذهبي إلى الهيكل وقدمي ذبيحة. – المسيح هو هيكلي، أراه دائمًا أمام عيني، وأعترف له كل يوم بخطاياي، وأقدم نفسي ذبيحة إرادية. – لقد سمعت عنك، إنك زانية. إذن ضحِ، فإنه لا نصيب لك مع إله المسيحيين. – لقد قال ربي يسوع المسيح أنه جاء من السماء لأجل الخطاة. – ضحِ فتكسبين محبة محبيك، ويسكبون أموالهم في جرابك. – إنني لن أقبل بعد أموالهم البغيضة، هذه الأموال التي ألقيتها عني كنفاية. – لن يمكنك أن تصيري مسيحية فإنك زانية. – إن كل ما لديّ أقدمه لأنال لقب مسيحية هو رحمة الله. – كيف تعلمين أن المسيح قبلك؟ – في أنه يسمح لي أن اعترف به أمام كرسي قضائك. – هذا كله وهن، مجرد تخيلات؛ قدمي ذبيحة! – المسيح هو خلاصي، الذي عُلق على الصليب، ووعد اللص الذي اعترف به بالفردوس. – لا تتركيني أحاورك كثيرًا، إنما قدمي ذبيحة، وإلا إن سلكتي بغباوة فسأعذبك وأحرقك حية. – ليت جسدي الذي أخطأ يتألم! إذ أصدر القاضي حكمه بحرقها حية، أمسك بها الجند وسحبوها إلى جزيرة في نهر Lech، وهناك جلدوها وربطوها في قائمة لحرقها، وإذا بها تبسط يديها وترفع نظرها إلى السماء والدموع تجري من عينها لتقدم صلاة لله قائلة: “أيها الرب يسوع المسيح، الله القدير، الذي جاء لا ليدعو أبرارًا بل خطاة للتوبة، اقبل في هذه الساعة آلام توبتي، وخلال هذه النار الزمنية التي أُعدت لإبادة جسدي أنقذني من النار الأبدية التي تحرق الجسد والنفس معًا”. وإذ بدأت تدخل النيران، سُمعت تقول: “أشكرك أيها الرب يسوع، إذ جعلتني أهلًا أن أتألم لأجل اسمك، يا من قدمت جسدك على الصليب فداء عن العالم كله، البار يفتدي الظالمين، الصالح يفتدي الأشرار، الطوباوي يفتدي من هم تحت اللعنة، الحلو يفتدي من هم مرارة… لك أقدم ذبيحتي، يا من لك الملك مع الآب والروح القدس، إلى دهر الدهور، آمين”. إذ قالت هذا صمتت لتنطلق نفسها إلى الفردوس متهللة بإكليل الشهادة. في المساء جاءت والدتها وخادماتها الثلاث يحملن جسدها ويدفن إياها… وإذ سمع غايس أرسل جنوده يحرقهن بالنار. يرى بعض الدارسين أن أفرا هذه جاءت مع الكتيبة الطيبية من مصر إلى ألمانيا، إذ كان من عادة الجند متى رحلوا يأخذون أحيانًا زوجاتهم وأولادهم. ورأي آخرون أنها فتاة زانية جاءت مرافقة لأحد الجند وبقيت هناك تمارس شرها. ويعيد لها يوم 5 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراهات القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش القديس أفراحات (أفراحاط) ناسكًا حقيقيًا، بفكر إنجيلي، في نسكه يتسع قلبه بالحب للكل، ويقابل الآخرين ببشاشة، مجاهدًا أيضًا من أجل حفظ الإيمان. نشأته قيل أنه نشأ في القرن الرابع ببلاد فارس، وكان والداه من عبدة الأوثان، أما هو فمنذ صبوته لم يسترح لفكر آبائه وحياتهم المملوءة بالرجاسات. لذا إذ التقى وهو في سن الرشد ببعض المسيحيين وتلامس مع محبتهم ووداعتهم وعفتهم سألهم عن إيمانهم، فتحدثوا معه عن وحدانية الله وتثليث الأقانيم الإلهية وعمل الله الخلاصي، فقبل الإيمان بفرح شديد واعتمد. رأى افراحات أن يترك بلده كإبراهيم ويذهب إلى أديسا (الرُها) فيما بين النهرين ليتشدد بإيمان المسيحيين هناك، وإذ كان يميل لحياة الوحدة سكن في مكان قريب من المدينة، يمارس حياة العبادة النسكية بروح تقوى حقيقي، ففاحت فيه رائحة المسيح الذكية وجاء الكثيرون يسترشدون به ويطلبون صلواته. يبدو أنه ترك موضعه وذهب إلى منطقة أخرى بسوريا حيث ازداد في نسكه، فلم يكن يأكل إلا خبزًا ويشرب ماء، مرة في اليوم مع بعض الخضراوات غير المطبوخة عندما كبر في السن. افتقده تارة أحد ولاة الشرق، يدعى أنثيموس، وقدم له ثوبًا جديدًا جاء به من بلاد فارس كهدية من بلد هذا المتوحد، وإذ كان بطبعه لطيفًا وبشوشًا تقبل الهدية وشكره عليها. وبعد قليل سأله أفراحات: إني أستشيرك في قضية تحيرني وتبلبل فكري، وهي إنني منذ حوالي 16 عامًا عزمت أن يكون لي صديقًا واحدًا اخترته ليرافقني ويعيش معي، وكان هذا الصديق يعجبني جدًا ويعزيني ولم يحزنني قط لكن جاء آخر من بلد بعيد وأراد أن يحتل مكانه فأي الاثنين أقبل؟! أجاب الوالي: “الأول” أبتسم أفراحات وقال له: “إن الصديق القديم هو ثوبي يلازمني هذه السنوات الطوال فكيف استبدله بآخر؟!” حينئذ ابتسم الوالي وأدرك أن أفراحات يود الاعتذار عن قبول هديته بلطف، فاسترد الثوب وهو متعجب من حكمته ولطفه، إذ لم يرد أن يجرح احساساته حتى في رفضه للهدية. مع الملك فالنس بقي القديس ملازمًا قلايته لا يخرج منها، وقد تحولت إلى مركز روحي قوي، يتعزى كل القادمين إليه بكلمات النعمة الخارجية من فمه، ويتمتعون ببركات عمل الله معه. إذ نفى الإمبراطور فالنس ملاتيوس أسقف أنطاكية، وأثار الاضطهاد على الكنيسة بسبب فكره الأريوسي، دخل أفراحات مدينة أنطاكية، وكان يشجع المؤمنين، ويشددهم على الإيمان المستقيم، مبرهنًا لهم على لاهوت السيد المسيح. وكان الأريوسيون يعجزون عن مقاومته أو مجادلته من أجل النعمة التي وُهبت له خلال كلماته وحياته والعجائب التي كان الله يجريها على يديه، لذا كان الأريوسيون يهابونه ويريدون التخلص منه. رآه الإمبراطور مرة يجري مسرعًا في الطريق رغم شيخوخته، وإذ سأل عن شخصه قيل له أنه الناسك أفراحات، فاستدعاه، ثم سأله عن سبب مشيه بسرعة. فقال له أفراحات: “لكي أجتمع في الكنيسة وأصلي من أجل العالم، خاصة من أجل الإمبراطورية”. عندئذ قال له فالنس: “كان الأولى بك أن تلازم قلايتك وتصلي فيها”. أجاب القديس: “لو أن فتاة أبصرت نارًا تلتهب في بيت أبيها وهي متحجبة أتبقى في البيت مستسلمة حتى تحترق؟! لست أنا الذي أُلام بل بالأحرى أنت الذي أشعلت النيران في بيت أبي وأنا أطفئها. إنني لا أفعل شيئًا يخالف عملنا عندما نجتمع معًا لننعش الموالين للإيمان الحقيقي”. لم يستطع الإمبراطور أن يجيبه بكلمة، إنما شتمه أحد الحاضرين مهددًا إياه بالقتل، فسقط في الحال ميتًا، الأمر الذي أرعب الإمبراطور، فلم يمد يده على القديس أفراحات بالرغم من محاولات الأريوسيين وحثهم له على نفيه. لم يمض إلا وقت قليل ومات فالنس في حريق فاستراحت الكنيسة من مقاومته. عاد القديس إلى توحده واختلى بها مقدمًا صلواته عن العالم حتى تنيح حوالي عام 345 م. تعيِّد له الكنيسة اليونانية في 29 من يناير، واللاتينية في السابع من أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراسيا القديسة | الولادة: – الوفاة: 420 نشأتها ولدت أفراسيا أو أفراكسيا بالقسطنطينية في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير في أواخر القرن الثالث، وكانت تمت بصلة قرابة للإمبراطور. كان والدها أنتيخوس Antigonus واليًا على مدينة ليكيا، عُرف بتقواه مع شرف حسبه. أما والدتها فكانت إنسانة تقية بارعة الجمال، تدعى أيضًا أفراسيا. بعد إنجابها للطفلة اتفق الوالدان على الحياة البتولية وهما تحت سقف واحد، يمارسان الحياة النسكية الخفية. إذ بلغت الطفلة سنة واحدة من عمرها انتقل الوالد، وإذ بلغت الخامسة طلب الإمبراطور من الأم أن تخطب ابنتها الطفلة لأحد أبناء الشرفاء، فقبلت الأم. لكن إذ كانت الأم ابنة اثنين وعشرين عامًا وبسبب جمالها الفائق تقدم كثيرون من شباب الأشراف يودون الزواج من هذه الأرملة الشابة، وكان الإمبراطور يحثها على الزواج. سألت أفراسيا الإمبراطور أن يسمح لها بزيارة مصر لتدبير بعض أمورها المادية، وكان هدفها الرئيسي هو الهروب من القصر الإمبراطوري خشية ضغط الإمبراطور عليها، فتكسر العفة التي نذرت نفسها لها مع رجلها الراحل. في مصر إذ وصلت أفراسيا وطفلتها إلى مصر، قاما بزيارة بعض الأديرة، من بينها دير بالإسكندرية به مائة وثلاثون راهبة يسلكن بروح نسكي تقوي، فما كانت الراهبات يخرجن من ديرهن قط، ولا يأكلن إلا بعد الغروب خبزًا وبقولًا، يلبسن المسوح، ويعملن بأيديهن. قدمت أفراسيا مالًا للدير فرفضت الرئيسة نهائيًا معتذرة بأن عمل أيديهن يكفي لمعيشتهن. ترددت أفراسيا الكبرى وابنتها أفراسيا الصغرى على هذا الدير، فكانتا تجدان راحتهما فيه، كما أحبت الراهبات الصبية الصغيرة أفراسيا التي كانت في السابعة من عمرها. سألت رئيسة الدير الفتاة الصغيرة على سبيل الدعابة: “من الذي هو أحب إليك راهبات هذا الدير أم خطيبك؟”. أجابت الصبية: “إنني لم أعرف خطيبي ولا هو يعرفني، أما راهبات الدير فإني أعرفهن وأحبهن جميعًا”. ثم قالت الصبية: “وأنت أيهما أحب إليك أنا أم خطيبي؟”. ابتسمت الرئيسة ثم قالت: “نحن نحبك، وسيدنا يسوع المسيح أيضًا يحبك”. عندئذ قالت: “أنا أيضًا أحبكن وأحب سيدنا يسوع المسيح محبة عظيمة”. كانت الأم أفراسيا تنصت لكلمات ابنتها اللطيفة وتعبيرات وجهها، وإذ لم تتمالك نفسها من شدة الفرح انسابت الدموع من عينيها دون أن تنطق بكلمة. في المساء سألت الأم ابنتها أن يتركا الدير حتى لا تنشغل الرئيسة بهما، فقالت لها الصبية: “اذهبي أنتِ يا أمي إن أردتِ ودعيني أمكث ههنا”. أجابتها الوالدة: “يلزمنا أن نخرج من الدير فإنه مسكن للناسكات المنقطعات لعبادة الله”. جثت الصبية أمام أيقونة المصلوب وهي تقول: “يا يسوع الحلو، أنت هو ربي وإلهي. هأنذا أتعبد لك بكليتي، فلا أخرج من ههنا، لأني لست أريد عريسًا سواك”. تأثرت الأم الرئيسة بالمنظر وأيضًا والدة الصبية، ولم تعرفا ماذا تفعلان، إلا أن الرئيسة بلطف قالت للصبية: “لا يمكنك أن تقيمي عندنا الآن إذ لا توجد قلاية خالية” في بساطة قالت الصبية: “ولِمَ لا أسكن معك في قلايتك”. خجلت الرئيسة، ثم قالت للأم اتركيها سأعد لها مكانًا، وأوضحت لها أنها لن تحتمل السكنى لفترة طويلة، إنما ستشعر بضجر وتترك الدير. بقيت الصبية أيامًا ولم تُظِهر ضجرًا بل كانت بالأكثر تتعلق بالموضع المقدس بفرح وتهليل، وإذ سألتها الرئيسة ومعها والدتها أن تترك الدير رفضت. وإذ أرادت الرئيسة أن تثقل عليها لكي تترك الدير سألتها أن تحفظ المزامير عن ظهر قلب وتمارس بعض الممارسات التقشفية، فكانت الصبية تتقبل ذلك بفرح نامية في النعمة، الأمر الذي جعل الأم الرئيسة تقول لأفراسيا: “اتركي الفتاة الصغيرة بيننا، فإن نعمة الله تعمل في قلبها، تقواكِ وتقوى أنتيخوس قد فتحا لها الطريق الأكمل”. انسابت الدموع من عيني الوالدة وهي متهللة بابنتها، إذ أمسكت بالابنة وتقدمت بها إلى أيقونة الصليب المقدس، وهي تقول: “أيها الرب يسوع المسيح اقبل الصبية. إنها تحبك أنت وحدك، وإياك تطلب، وها هي تكرس حياتها لخدمتك”. ثم توجهت إلى ابنتها وهي تقول: “ليت الله الذي أسس الجبال يحفظك دائمًا في مخافته المقدسة”. لم يمض وقت طويل حتى ارتدت أفراسيا زي الرهبنة، فسألتها أمها إن كانت مسرورة أم لا، فأجابتها: “أماه، إنه ثوب عرسي، وُهب لي لأكرم يسوع حبيبي”، فكانت الأم تفرح وهي ترى ابنتها تنمو في النعمة. رأت أفراسيا زوجها في حلم متلألئًا بنور سماوي يدعوها للملكوت، فروت ذلك للأم الرئيسة، وبالفعل انتقلت أفراسيا لتدفن في مقابر الدير. دعوتها للقسطنطينية كانت أفراسيا تنمو كل يوم في معرفة الله بحياة طاهرة مقدسة، وإذ بلغت الثانية عشرة من عمرها كانت لا تأكل إلا في المساء. أرسل إليها الإمبراطور، غالبًا أركاديوس، يدعوها للحضور إلى القسطنطينية لتتزوج الشريف الذي سبق أن خُطبت له، فأرسلت إليه تقول له أنها قد قبلت عريسًا سماويًا، نذرت حياتها له، سألته أن يوزع كل ميراثها على الفقراء ويحرر جميع عبيدها، ففرح الملك برسالتها التي قرأها على القضاة وكل المحيطين به معتزًا بها. أما هي فكانت في تواضع تمارس أدنى الأعمال وتخدم ما استطاعت كل من بالدير، فتقوم بتنظيف قلاليهن، وتحمل المياه للمطبخ، وتقوم بتقطيع الحطب إلخ… فأحبها الجميع لتواضعها ومحبتها! جهادها ضد العدو إن كانت أفراسيا قد تركت الغنى بإرادتها لكن العدو الشرير لم يكف عن محاربتها، تارة يذكرها بقصور القسطنطينية وإمكانية الخدمة لو عاشت حياتها كشريفة متزوجة، وأخرى يثير أمامها قبائح جسدية إلخ… إذ رأت إحدى الراهبات ما بلغته هذه الراهبة من كرامة وحب في قلب جميع الراهبات بما فيهن الأم الرئيسة، بسبب طاعتها وبشاشتها مع تواضعها وحبها، مما وهبها جمالًا روحيًا بجانب جمالها الجسدي بالرغم من أصوامها الشديدة التي بلغت أحيانًا أن تأكل مرة واحدة في الأسبوع، فقد حقدت هذه الراهبة عليها، وكانت تسمى جرمينا من الإماء. أشاعت هذه الراهبة في الدير أن ما تفعله أفراسيا ليس من قبيل محبتها لله، وإنما طلبًا في المجد الزمني وحب الظهور، ومع هذا فكانت أفراسيا تترفق بها وتحنو عليها أكثر من بقية الراهبات. قيل أن عائلة أحضرت سيدة بها شيطان عنيف، إذ كانت تهيج وتضرب من بجوارها بعنف، جاءوا بها إلى الدير مقيدة لكي تصلي عليها الراهبات. قدمتها الأم الرئيسة لأفراسيا إذ كانت تعرف أن الله وهبها هذه العطية أن تشفي مرضى باسم السيد المسيح، وتخرج شياطين بروح متضع ومنسحق. بالفعل لاطفتها أفراسيا وصلّت من أجلها فاستراحت وهدأت جدًا بل وتعلقت بأفراسيا. هذا الأمر أثار حسد الراهبة جرمينا فذهبت إلى الأم الرئيسة متذمرة لماذا تعهد بالمرأة التي بها الشيطان للراهبة أفراسيا دون غيرها. وبالفعل إذ جاءت السيدة مرة أخرى سلمتها لجرمينا، فقامت السيدة بضربها بعنف وشدة حتى كادت أن تقتلها لولا تدخّل القديسة أفراسيا التي صلت عليها فهدأت واستراحت بعد أن خرج الشيطان منها، فتمجد الله بالأكثر في حياة أفراسيا وندمت جرمينا على ما فرط منها. إذ بلغت أفراسيا الثلاثين من عمرها مرضت وتألمت كثيرًا جدًا ثم رقدت في الرب. تأثرت الراهبة جوليا (لم يأتي ذكرها من قبل أنها تلميذتها) لرقاد تلميذتها أفراسيا فبقيت بجوار قبرها ثلاثة أيام تبكي وتصلي وفي اليوم الرابع قالت جوليا للأم الرئيسة أن السيد المسيح قد دعاها للراحة بصلوات أفراسيا، وبالفعل أُخذت نفسها في اليوم الرابع ودُفنت مع تلميذتها (حوالي عام 420 م). العيد: 13 مارس. ملاحظة: يرى البعض أنها عذراء من روما، وأنها تَمِتّ بصلة قرابة للإمبراطور هوفوريوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراطس الأب | الولادة: – الوفاة: – أحد آباء البرية الذي قدم مثلًا حيًا لرفض الراهب للصدقة، متكلًا على الله وحده، إذ قال: “إن شاء الله لي أن أحيا فهو يعلم كيف يدبر أمري، وإن لم يشأ فمالي وللحياة”. وعندما صار مقعدًا مُلقى على فراش المرض رفض قبول أية تقدمة من أحد، قائلًا: إن أخذت من أحد شيئًا فليس لي ما أكافئه به. يرى أن المؤمن الحقيقي لا يبالي بشتيمة ما أو ظلم يلحق به، لأن عينيه لا تنحرفان عن الله، إذ يقول: “يليق بالمتقدمين إلى الله أن ينظروا إليه وحده، ويلتجئوا إليه بورع هكذا لا يعيروا الشتيمة التفاتًا، ولو كانوا مظلومون ربوات المرات”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفرام الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد باخميم في صعيد مصر، وترهب بأحد أديرة مصر مع قريب له يسمى مرقُريوس، عاشا كأخين بالروح، يسندان بعضهما البعض، يمارسان حياة الرهبنة مدة عشرين عامًا بروح الشركة والحب. إذ أثار الأريوسيون الاضطهاد على الكنيسة، دخلوا إلى الهيكل وأرادوا تقديم قرابين على المذبح، فتقدم القديسان ورفعا الخبز والخمر عن المذبح، قائلين: “من لم يعتمد باسم الثالوث القدوس لا يحق له أن يقدم قربانه إلا على مذبح الأوثان”. أمسكهما الأريوسيون وضربوهما ضربًا مبرحًا حتى أسلما الروح، وكان ذلك في الثلاثين من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفركيوس أسقف هيروبوليس القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أفركيوس أسقفًا على هيربوليس (منبج) بإقليم فريجيا الصغرى، عرف بحبه الشديد للصلاة وتقواه، حتى كان يقضي الليالي ساجدًا في كنيسته يناجي سيده في حب عميق من أجل رعيته، ومن أجل خلاص العالم كله. خلال هذه المحبة الشديدة التقوية وهبه الله صنع العجائب وإخراج الشياطين فذاع صيته حتى بلغ مسامع الإمبراطور مرقس أوريليوس (161-180). حبه لخلاص الوثنيين في إحدى الليالي إذ كانت نفسه مرة للغاية بسبب انتشار الوثنية، أخذ يبتهل إلى الله بدموع من أجل خلاص الكل، ولفرط حزنه وتعبه نام، فتراءى له ملاك الرب، وسلم إليه عصا، وقال له: قم إلى هيكل الأوثان وحطّم ما به من أصنام، فلما استيقظ أدرك أنه إنما رأي رؤيا، فقام لساعته ليلًا وذهب إلى معبد الأوثان وصار يحطم الأصنام حتى ألقى بالكل على الأرض مهشمًا. شعر الحراس بذلك فهرعوا إليه ليروه يحطم أصنامهم فذهلوا من جسارته، أما هو فتظاهر بالجدية، قائلا: “لقد تخاصم الآلهة وتقاتلوا، وحطم بعضهم البعض” فحدث اضطراب وجاءت الجموع ترى ما حدث، فتسلل وترك الموضع. في الغد جاءت الجموع إليه لتفتك به، وكان من بينهم ثلاثة رجال عراة يصيحون، فصلى عليهم الأب الأسقف وشفاهم، فخافه الشعب، وصاروا يهتفون: “عظيم هو إله المسيحيين!” وآمن كثيرون بالسيد المسيح واعتمدوا، فذاع صيته وجاء الكثيرون يطلبون إرشاده وصلواته، ويقدمون له مرضاهم ليشفيهم باسم ربنا يسوع. في قصر الإمبراطور قيل أن ابنة مرقس أوريليوس (Lucilla) أصيبت بروح شرير قبيل زفافها، فحار الكل في علاجها، وإذ ذُكر اسم هذا الأب لدى الإمبراطور أرسل إليه يطلبه. فقام بالرغم من شيخوخته وانطلق إلى روما حيث استقبلته الإمبراطورة فوستينا، لأن الإمبراطور كان في حرب، وهناك صلى الأب الأسقف على الفتاة فخرج الروح الشرير. ولما عرضت عليه الإمبراطورة هدايا رفض وتحت الإلحاح قبل إرسال قمح لفقراء الإيبارشية، وإنشاء مستشفى عند مياه “أغرا” المعدنية بفريجيا. وقد بقيت هذه المعونة ترسل سنويًا حتى منعها يوليانوس الجاحد. التقى الأب الأسقف بمؤمني روما وكان يثبتهم في الإيمان ويعظمهم، وإذ رأى الكرامة تحيط به لم يبق كثيرًا بل عاد إلى بلده مفتقدًا بعض البلاد بآسيا، تجول في سوريا وما بين النهرين ونصيبين، وكان الله يعمل به أينما حلّ. أعد القديس لنفسه قبرًا، نقش عليه السمكة رمزًا للإيمان المسيحي، وكتب باختصار عمل الله معه في زيارته للقصر. تنيح حوالي عام 167 م. ويُعيد له يوم 22 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفروسينا القديسة | الولادة: – الوفاة: 1024 📜 سيرتها عاشت في أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر. فَقَدَت والديها وهي صغيرة، فتولَّت إحدى العائلات التقيَّة تربيتها، فنشأت في حياةٍ تقويَّة، محبَّةٍ للنُّسك. إذ شعرت بأنَّ شابًا يتقدَّم لزواجها “حلَّقت شعر رأسها” الأمر الذي أثَّر في نفس الشاب الذي كان قد تعلَّق بها، فأحبَّ البتوليَّة وكرَّس حياته للرب لما رآه في هذه الفتاة. أمام إصرار الفتاة على الحياة البتوليَّة، وتجلِّي الرب في حياتها، قدَّمها الذي قام بتربيتها للدير، فازدادت نُسكًا وسهرًا وكانت تشتاق أن ترتدي الزِّي الملائكي الرهباني، وقد وهبها الله عطيَّة عمل المعجزات. إذ تنحَّت رئيسة الدير، اتَّفقت الراهبات على إقامتها رئيسةً أو أمًّا عليهن، خاصَّةً أنَّها اتَّسمت – بجانب نُسكها وسهرها وحبها للعطاء – بالتمتُّع بروح الحكمة في اتِّضاع، فكان الكلُّ يشتقن لمجالستها وطلب مشورتها. تميَّزت في رئاستها بالحبِّ الشديد والبشاشة، فكانت كل راهبة تجد راحتها الحقيقيَّة في المسيح خلال هذه الأم. مرَّت الكنيسة بضيقةٍ شديدةٍ في أيَّامها إذ طُرِد المسيحيُّون من الدواوين، فكانت سندًا لهذه العائلات المتألِّمة، واستطاعت بقلبها المحب وبشاشتها أن تسند هؤلاء المضطهَدين وتُعينهم، كما رُدَّت نفوس كثيرة إلى الإيمان. أخيرًا، عانت من الأمراض زمنًا طويلًا، ورقدت في الرب في التاسع من أمشير عام 1024 ش، بالغةً من العمر ثمانين عامًا، وقد حضر البابا يوحنَّا الثامن انتقالها. ✨ من كلماتها المأثورة يليق بمن يودُّ خلاص نفسه أن يُعطي فضَّةً لمن يَشتمه ويُهينه ويُحزنه، حتَّى يكسب فضيلة الاتِّضاع.ملكوت الله لا يُقتنَى بذهبٍ أو فضَّةٍ إنَّما بالاتِّضاع ونقاوة القلب والمحبَّة الصادقة لكلِّ أحد. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفروسيني القديسة | الولادة: – الوفاة: – 📜 سيرتها اتَّسم القرن الرابع بهجرة القلوب المؤمنة إلى البراري لتمارس حياة العشق الإلهي في أبدع صُوَره، حيث يرفض المؤمنون لا حياة الترف فحسب بل وكلَّ ما يمكن أن يشغلهم عن التأمُّل الإلهي. وإذ انطلق الآلاف يُمارسون هذه الحياة نجحت بعض الفتيات المشتاقات للحياة النُّسكيَّة الجادَّة أن يختفين في زيِّ رجالٍ ويَفقدن بالنُّسك نعومتهنَّ وأنوثتهنَّ ليَعيشن الحياة القاسية بقلبٍ ملتهبٍ حُبًّا وعاطفةً مقدَّسةً منطلقةً في السماويَّات. من بين هؤلاء القدِّيسات مارينا، وإيلاريَّة، وأثناسيا وأبوليفارس إلخ… وأيضًا أفروسيني، التي يُلقِّبها اليونان: “أمَّنا”. جاءت أفروسيني ثمرة صلوات أحد الآباء الرهبان القدِّيسين، إذ التجأ إليه أبوها بفنوتيوس أحد أثرياء الإسكندريَّة يطلب منه الصلاة ليَهَبَه الله ثمرة مباركة، وقد استُجيب له، فدعاها والدها “أفروسيني” أي “بهجة”، إذ جاءت بعد شوقٍ طويلٍ لسنوات. نشأت هذه الفتاة الجميلة بين والدين تقيَّين وغنيَّين في نهاية القرن الرابع، سخيَّيْن جدًّا في العطاء، فالتقطت منهما محبَّة الله الفائقة حتى اشتهت تكريس حياتها للعبادة. إذ بلغت أفروسيني الثامنة عشرة من عمرها، أراد والدَاها أن يزوِّجاها لشابٍّ تقيٍّ وغنيٍّ، وعبثًا تضرَّعت إليهما ليتركاها وشأنها، وراحا يُعِدَّان لها العُرس. فجأةً اختفت الفتاة، فصار الأب يبحث عنها في كلِّ مدينةٍ وقريةٍ فلم يجِدها. انطلقت الفتاة إلى أحد الأديرة بعد أن اختفت في زيِّ الرجال، والتقت بالرئيس الذي رفض في البداية قبولها لمَّا رأى عليها من علامات النعومة والغِنى مع الجمال، لكن تحت إصرارها قبِلها تحت التجربة، حاسبًا إيَّاها شابًّا مدلَّلًا لن يحتمل الحياة الرهبانيَّة. طارَت الفتاة من الفرح وأخذت تسلك بحياةٍ نُسكيَّة جادَّة مع عبادةٍ تقويَّة وسلوكٍ أدهش الجميع. بعد فترةٍ زار والدها الدير، فعرَفَته أفروسيني ولكنَّها كتمت مشاعرها، وكانت تلتقي به وترشده في احتمال الآلام بفرح. فوجَد فيها تعزيته، لذا صار يُكثِر التردُّد على الدير بسببها وهو لا يعلم أنَّها ابنتُه. عاشت أفروسيني ثماني عشرة سنةً كراهبٍ ناسك، وإذ مُرِضَت وأدركت أنَّ يوم رحيلها حان كشفت أمرها لوالدها الذي انطرح على عنقها وصار يُقبِّلها، فعزَّته وشجَّعته وأنعشت إيمانه، ثم رقدت بين يديه. تُطوِّبها كنيسة الروم بهذا النشيد العذب: “لمَّا صبوتِ إلى نيل الحياة العلويَّة أهملتِ النعيم الأدنى بنشاطٍ ونظَّمتِ ذاتكِ في سلك الرجال، يا دائمة الذِّكر، فإنَّكِ قد ازدرَيْتِ خطيبكِ الزمني من أجل المسيح ختنِكِ”. نعود إلى والدها الذي تأثَّر بابنته جدًّا، واشتاق أن يُلحِقها في الحياة المقدَّسة في الرب مرتفعًا بروح الله القدوس على جبال الفضيلة… إذ باع كلَّ ما يملكه ووزَّعه على الفقراء والتحق بالدير ليقضي عشر سنواتٍ في قلايَة ابنته يُجاهِد بفرحٍ في حياةٍ نُسكيَّة جادَّة. ويُعيَّد لها يوم 25 سبتمبر في الكنيسة اليونانيَّة / وفي كنيسة روما يوم 16 يناير، والآباء الكرمليِّين يوم 11 فبراير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفرونيا العذراء القديسة | الولادة: – الوفاة: – افرونيا أو أبرونيا هي أخت الأسقف أنير Aner لمدينة Toul ببلاد الغال، ولدت في ترانكيل Tranquille، قرية تابعة لإيبارشية تروى Troyes؛ في محبتها للسيد المسيح اشتاقت للحياة البتولية الملائكية ممتثلة بأخيها، فعاشت محبة للطهارة والنقاوة والحياة المقدسة حتى تنيحت في نهاية القرن الخامس. ويعيد لها يوم 15 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفستراتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في بدء القرن الرابع، إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد، ألقى ليسيا (ليسياس Lysias) الوالي ببلاد أرمينيا القبض على رجل مسيحي من عائلة غنية يُدْعَى افستراتيوس وقام بتعذيبه بعنف لكي يثنيه عن الإيمان، وإذ شاهد أحد الجنود ثباته في الإيمان ومحبته وسط الضيقات قبل أيضا الإيمان المسيحي، وكان يدعى أورسطوس Orestes. اقتيد الاثنان إلى أغريكولاوس وإلى سبسطية وعبثًا حاول نزعهما عن الإيمان، فألقى الأول في أتون نار والثاني على ألواح حديدية أوقد تحتها النيران، حتى أسلما روحيهما في يديّ مخلصهما. ألقى ليسيا القبض على مجموعة من المسيحيين من بينهم افكسنتيوس وأفجانيوس ومرضاريوس، وأسلمهم للتعذيب حتى أسلموا أرواحهم. وقد نقلت أجسادهم إلى روما ودفنت في كنيسة القديسة أبوليناريا. ويُعيد له يوم 13 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفلمبيوس وأفلمبية القديسان | الولادة: – الوفاة: – القديسان الشهيدان أفلمبيوس وأفلمبية – يولامبيوس ويولامبيا كلمة “افلمبيوس” Eulampius معناها “ساطع”. في بدء القرن الرابع إذ اشتعلت نيران الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس وشريكة مكسميانوس تحولت نيقوميديا إلى مذابح جماعية حيث قُدم المسيحيون للاستشهاد جماعات. ويقال أن أفلمبيوس من عائلة ثرية كان حدثًا صغيرًا هرب مع أخته إلى كهف خارج المدينة. اقتضى الأمر أن ينزل إلى المدينة، فرأى المنشور الإمبراطوري معلقًا فأخذ يقرأه، وإذ قُبض عليه اُقتيد إلى غاليروس الوالي ومن حوله. حاولوا إغراءه عن الإيمان فرفض، وصار يسخر بالأوثان فسقط تحت عذابات شديدة. وإذ سمعت أخته انطلقت إليه وسط جماهير الوثنيين المحيطين به، وانطرحت على عنقه وصارت تبكي وتشجعه، فقُبض عليها وأُهينت، لكنها كانت في إيمانها كالصخرة لا تتزعزع. ألقي الأخ وأخته في خلقين مملوء قارًا يغلي، أما هما فكانا يسبحان الله الذي حفظهما من الأذى، عندئذ آمن حوالي مائتين من جموع الوثنيين المشاهدين لهما واعترفا بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للوالي فأمر بقطع رؤوسهم. انطلقوا كموكب يتقدم القديسين أفلمبيوس وأخته أفلمبية Eulanpia اللذين لحقا بهؤلاء الشهداء، وكان ذلك حوالي عام 303 م. العيد يوم 10 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إفوذس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد القديس إفوذس (أي المعطّر بعطر ذكي) ومعه كالستي (بهية) وهرموجانس (سليل عطارد) في أيام الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسميانوس. وقد فقدت أعمالهم ولم يُعرف عنهم سوى أسماؤهم، وأنهم من مدينة سيراكوزا بجزيرة صقلية. ويعيد له يوم 1 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أقلاديوس الأمير الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأة أقلاديوس أحد أمراء الرومان وهو ابن أبطلماوس، كان محبوبًا من جميع أهل إنطاكية لصفاته الحميدة وشجاعته وبهاء طلعته، فدعوه “أقلاديوس الفارس” وعلقوا صورته على باب المدينة. شوقه للاستشهاد لما أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين اتفق هذا القديس مع ابن عمه بقطر بن رومانوس أن يقدما حياتهما للسيد المسيح. في الطريق إلى الملك ظهر لهما عدو الخير على شكل شيخ، صار ينصحهما، قائلًا: “يا ولديّ أنتما في سن الشباب ومن أولاد الأكابر، وأخاف عليكما من هذا الملك الكافر، فإن قال لكما اسجدا للأوثان وافقاه، وفي المنزل يمكنكما أن تتعبدا للمسيح خفية”. فطن الاثنان لأمره، فقالا له: “أيها الممتلئ من كل غش اذهب عنا”، وللحال تغير شكله، وقال: هوذا أنا أسبقكما إلى الملك وأحرضه على سفك دمكما. إرساله إلى صعيد مصر التقى أقلاديوس بالملك الذي صار يلاطفه واعدًا إياه أن يهبه مركز أبيه إن بخر للأوثان، وإذ لم يهتم أشار عليه الوزير رومانوس أن يرسله إلى مصر بعيدًا عن أنطاكية حتى لا يثير استشهاده الشعب. فأرسله الملك مع ستة من جنوده طالبًا من إريانا والي أنصنا أن يلاطفه ثم يؤدبه. أنطلق أقلاديوس الأمير بحراسة الجند إلى مصر، وقبل خروجه من المدينة اجتمع عدد كبير من الشعب يبكيه إذ كان الكل يحبه، وكان عند باب المدينة رجل أعمى طلب إليه أن يصلي من أجله، وبالفعل رشمه بعلامة الصليب وطلب من السيد المسيح ففتح عينيه… ثم بارك الجمع وودعهم، سائلًا إياهم أن يهتموا بخلاص نفوسهم، معلنًا فرحه بانطلاقه إلى سيده يسوع المسيح. هذا وقد سلم أمواله لزوج أخته “صدريخس” لتوزيعها على الفقراء. وصل أقلاديوس إلى أنصنا، فعلم الجند أن أريانا انطلق إلى تخوم بلاد قسقام والأشمونين وأسيوط يطلب النصارى ليعذبهم، فاقلعوا نحو أسيوط، وإذ وصلوا إلى قرية ميسارة جلسوا ليستريحوا. في ميسارة التقى أقلاديوس بالشابين “أبامون” و “سرنا”، كانا يطلبان الوالي ليعترفا باسم السيد المسيح ويستشهدوا على اسمه، فظنا أن أقلاديوس هو الوالي… وإذ عرفا شخصه فرحا به جدًا وصار الثلاثة يتحدثون بعظائم الله. في مدينة أسيوط إذ قرأ الوالي رسالة الملك قام يقبّل يدي الأمير أقلاديوس وكان يمدحه لكرامته وسموه، طالبًا منه أن يبخر للأوثان، وإذ رفض أمر باعتقاله مع الشابين أبامون وسربا. في الصباح صار الوالي يحاكم أبامون، وإذ كان يشهد للسيد المسيح أمر بطرحه على سرير من حديد وإشعال النار تحته. أما ما أدهش الوالي فإن الجنود الستة الذين جاءوا مع أقلاديوس الأمير فقد تقدموا يعلنون إيمانهم بالسيد المسيح، قائلين: “إن سيدنا أقلاديوس قد سلمنا للملك الحقيقي يسوع المسيح، وكانت هذه تقدمة حب قدمها أقلاديوس للسيد المسيح بشهادته له أمام الجند. فاغتاظ الوالي وأمر بقطع رؤوسهم، أما أقلاديوس فكان يشجعهم ويعزيهم، وأما هم فقالوا له: “أننا بسببك نلنا هذه الكرامة”. أجابهم: “أمضوا بسلام وكونوا قربانًا وبكورًا للرب”، ثم سلموا حياتهم في يدي الرب في 20 بشنس. تسبيح في السجن انطلق الوالي نحو الحبس ليسمع بنفسه أقلاديوس وأبامون مع جميع المسجونين من المسيحيين يسبحون الله بنغم جميل كفريقين كل منهما يردّ على الآخر. استشهاد 142 فتى إذ كان بالقرب من مكان تعذيب أبامون كتّاب شجع المعلم تلاميذه أن ينطلقوا إلى حيث الوالي يشهدون للسيد المسيح ويغتصبون الملكوت. وبالفعل إذ رآهم الوالي، دُهش، وسألهم: أين آباؤكم؟ أجابوا: “أبونا في السماء وأمنا هي الكنيسة”. شاهد أقلاديوس هذا المنظر فسّر قلبه جدًا وصار يشجع الصبية، أما معلمهم فكان يرتل المزمور: “سبحوا الله في قديسيه”، والصبية يجاوبونه بنغم روحي جميل. أثار هذا المشهد الجموع وانطلق الكل يعلن في المدينة ما حدث، فجاءت 28سيدة من أمهات هؤلاء الصبيان، وصرن يقلن لأولادهن: “ماذا أصابكم؟ أتريدون أن تمضوا إلى المسيح وتتركوننا وحدنا في هذا العالم؟”… أغتاظ الوالي للمنظر وألقى بالجميع في أتون النار في 22 بشنس. استشهاد القديسة تكلا بينما كان القديس أبامون على السرير المحمى بالنار، وقد استشهد الجنود الستة والفتيان المائة واثنان وأربعون مع 28 من أمهاتهم، انطلقت تكلا ابنة كاراس المحتسب بمدينة أسيوط بثياب مكرمة إلى حيث ساحة العذاب وصارت تتحدث مع الأمير أقلاديوس وأبامون كأخين لها… فاغتاظ الوالي وأمر أن تُقطع رأسها في باكر النهار، وقد تحقق ذلك في شرقي أسيوط. بعد قطع رأسها تقدم مقدم القصر إلى الجند المرافقين له في إتمام هذه المهمة وسألهم أن يصفحوا عنه إن كان قد أخطأ إليهم في شيء لأنه ذاهب ليسلم نفسه للاستشهاد، فرافقه بعض الجند واستشهدوا في 23 بشنس. استشهاد أقلاديوس أشار أحد جلساء الوالي أن يعجل بالخروج من أسيوط لأن أقلاديوس يضل عقول الكثيرين، وبالفعل انطلق ومعه أقلاديوس وأبامون وسرنا وكثيرين. رفع الوالي أقلاديوس على خشبه ثم ضربه بحربة فمات، وقد حزن كثيرًا لموته! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس بطريرك القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: – عرف بتقواه وعلمه في الكتب المقدسة، لذا سيم قسًا على القسطنطينية. ولما انعقد مجمع خلقيدونية أدرك هذا الأب ما وراء هذا المجمع من دوافع نفسية في الغرب تجاه الإسكندرية تحت ستار العقيدة، فامتنع عن الحضور محتجًا بالمرض، وكان يعلن لأصدقائه أنه يشكر الله لأنه لم يشترك في أعمال هذا المجمع. إذ مات البطريرك أناطوليوس سيم هذا الأب بطريركًا على القسطنطينية، وقد بذل كل الجهد لإزالة ما قد سببه مجمع خلقيدونية من انشقاقات ومتاعب في الشرق، خاصة في مصر حيث كان الملوك يبعثون أسقفا على الإسكندرية معينًا من قبلهم لا عمل له إلا تحطيم الكنيسة المصرية. أرسل البطريرك أكاكيوس رسالة إلى القديس بطرس بابا الإسكندرية يعلن شركة إيمانهما، تبعها عدة رسائل مملوءة محبة، وكان يعمل في الخفاء بعد أن أدرك فشله في إصلاح الموقف. أرسل البابا بطرس رسالة إليه مع ثلاثة من الأساقفة دخلوا القسطنطينية متنكرين، فأكرمهم البطريرك، وقرأ الرسالة على خاصته من متقدمي المدينة المستقيمي الإيمان، فصادقوا عليها، وكتب أمامهم رسالة للبابا بطرس. صحب الأساقفة الثلاثة إلى بعض الأديرة واشترك معهم في خدمة القداس الإلهي، وتبارك الفريقان من بعضهما البعض. قبل البابا بطرس الرسالة بفرح، وأمر بذكر اسم البطريرك أكاكيوس في الليتورجيات العامة، وإذ عرف أساقفة الروم نفوا القديس أكاكيوس، وبقى في منفاه حتى تنيح في الثلاثين من هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس أسقف أورشليم القديس | الولادة: – الوفاة: – تعيد الكنيسة بنياحة هذا القديس في 29 من برمودة. نشأ في حياة تقوية وعرف ببره في الرب، وقد احتمل آلامًا كثيرة واضطهادات. وأجرى الله على يديه آيات وعجائب حتى تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس أسقف بيروا بسوريا | الولادة: – الوفاة: – كان صديقا حميمًا للقديس يوحنا الذهبي الفم لفترة، لكنه صار فيما بعد من ألد مقاوميه. وُلد حوالي عام 322 م.، وترهب وهو صغير السن وتمتع بسمعة طيبة خلال حياته النقية ونسكه. في هذه الفترة صار يكتب للقديسين باسيليوس الكبير وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص. في سنة 378 م. سيم أسقفًا بواسطة ميليتس أسقف إنطاكيا. اشترك في مجمع القسطنطينية عام 381، لكنه لم يستطع الاشتراك في مجمع أفسس المسكوني بسبب شيخوخته، ولكن قد كان له أثره في أعمال المجمع بطريقة غير مباشرة. اشترك مع الأساقفة ثاوفيلس الإسكندري، وأنطوخيوس أسقف بتوليمايس وسرفيان أسقف جبالة كأربعة أساقفة رئيسيين في مجمع أوك “السنديان” الذي نفى القديس يوحنا الذهبي الفم. وبالرغم من هذا الخطأ الذي ارتكبه لكن معاصريه لا ينكرون تقواه ولطفه، وقد مدح الخوري أبسكوبوس بالايس Balaeus فضائله في خمسة ألحان سريانية. لم يبق من رسائله سوى ست رسائل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس أسقف قيصرية الآريوسي | الولادة: – الوفاة: 366 يعتبر لاهوتي آريوسي، خلف يوسابيوس القيصري بقيصرية فلسطين عام 340 م. كان له دوره الخطير في النزاعات الأريوسية؛ إذ كان ممثلًا رئيسيًا للقائلين “بالشبه Homoeans” أي أن السيد المسيح يشبه الآب في كل شيء، لكن ليس واحدًا معه في اللاهوت. استبعد من كرسيه بواسطة مجمع سارديكا عام 343 م.، وفي عام 363 م. وقع على القانون النيقاوي في إنطاكية، ثم عاد إلى أريوسيته من جديد. وفي عام 365 م. استبعده مجمع Lampsacus. أشار القديس جيروم إلى عملين من وضعه لم يبق منهما إلا مقتطفات، هذان العملان هما: عن الكنسيات في 17 مجلد. أسئلة متفرقة، غالبًا أسئلة في الكتاب المقدس. مات في حوالي عام 366 م. أتباعه “Acacians” كانوا يمثلون جماعة هامة لم تدم كثيرًا، إنما بدأت حوالي عام 357 حتى عام 361 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس البار | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن السادس، لا نعرف عنه إلا ما ورد في كتاب “سلم السماء ودرجات الفضائل” للقديس يوحنا كليماكوس، جاء فيه: روى القديس يوحنا سابا أن شيخًا كان في أحد الأديرة بآسيا الصغرى يعرفه معرفة شخصية، اتسم بسرعة الغضب، فكان فظًا في أخلاقه، كان يخدمه شاب لطيف يدعى أكاكيوس Acace، كان تقيًا وورعًا محبًا للخدمة، محتملًا للآلام بصبر، فكان الشيخ يهينه ويسيء إليه بل ويضربه، والأخ يحتمله بصبر، بل يقبّل يديه ويسأله المغفرة. كان الأب يوحنا يلتقي بالأخ أكاكيوس ويعزيه ويسنده على الاحتمال، وبقى على هذا الحال حتى تنيح بعد خدمة تسع سنوات للشيخ الفظ. وبعد نياحته بخمسة أيام ذهب الشيخ إلى أحد الرهبان -غالبًا القديس يوحنا سابا نفسه- وقال له: يا أبانا لقد مات الأخ أكاكيوس فأجاب الراهب: “في الحقيقة أيها الشيخ لا أصدق”. فقال له: “تعال وأنظر”، فنهض مسرعًا حتى بلغ القبر. هناك وقف الراهب أمام القبر يحدث الأخ كأنه حّي، قائلًا: “يا أخانا أكاكي هل مت؟” فإذا بهما يسمعان الصوت: “يا أبتِ كيف يمكن أن يموت إنسان حفظ الطاعة؟!” فانهار معلمه الشيخ الفظ، وصار يبكي بمرارة، وقرر أن يعيش في قلاية بجوار القبر لا يفارق تلميذه. وكان كلما سأله أحد عن حاله يقول: “اغفر لي يا أخي من أجل المسيح، لأني أنا قتلت الأخ أكاكيوس بشراسة طبعي”. تعيد الكنيسة اليونانية لهذا البار أكاكيوس في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر. ويعيد له يوم 4 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكبسيما الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تعرض مسيحيو بلاد فارس لموجة مرة من الاضطهاد في عهد سابور الثاني، في منتصف القرن الرابع. وكان سّر كراهية الوثنيين ببلاد فارس للمسيحيين هو: عدم سجود المسيحيين للشمس والنار وسائر الآلهة الوثنية. حب بعض المسيحيين لحياة البتولية، مما يقلل الشعب الفارسي. اتهامهم أنهم خائنون للملك إذ يرفضون القتل في المعارك. ذبحهم الحيوانات بكل نوع (إذ يوجد حيوانات كان الفارسيون يمنعون ذبحها)، ودفنهم لأجساد الموتى. إنكارهم أن العقارب والحيات والحيوانات المفترسة من صنع الشيطان كخالق لها. هذه الاتهامات أثارت اضطهاد سابور ضد المسيحيين الذي وضع في قلبه إبادتهم تمامًا. إذ صدر منشوره قبض الجند على أكبسيما Acepsima أسقف مدينة أونيتي ببلاد أشور وكان قد بلغ الثمانين من عمره، وكان مملوء بشاشة وعذوبة، اجتذب الكثيرين خلال غيرته المتقدة وأبوته الحانية وصلواته التي تطول أحيانًا ليقضي الليل كله يبلل الأرض بدموعه. قيل أن أحد مؤمنيه زاره قبل القبض عليه، وقبّل هامته، وهو يقول: “ياله من رأس مطّوب مُعد للشهادة من أجل صدق الإيمان بالمسيح”. فعانقه الأسقف، وصرخ: “ليت الله يقبل يا بني أن يتحقق ما قد سبق فأعلنه لك، ويتنازل فيهبني هذا الحظ السعيد الذي بشرتني به”. هكذا كان يشتاق الأسقف للاستشهاد كعطية إلهية لا يستحقها! سيق القديس أكبسيما إلى مدينة أربيلا، وكان معه يوسف الكاهن الشيخ وإيتالا Aitala الشماس ابن ستين عامًا، وإذ وقف الثلاثة في حضرة الحاكم، صار يجادل الأسقف ظانًا أنه يقدر أن يقنعه بالعدول عن الإيمان. وأخيرًا هددهم بالموت إن لم يسجدوا للشمس، فلما رفضوا صار يعذبهم ويمزق أجسادهم، وأخيرًا تركهم في السجن مجروحين في جوع وعري يفترشون التراب حتى تنيح الواحد يلي الآخر خلال ثلاث سنوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكساني الرومية القديسة | الولادة: – الوفاة: – ابنة وحيدة لأحد أشراف روما، نشأت محبة للعبادة وافتقاد المسجونين والعطاء بسخاء للمحتاجين، تسمى أكساني Xene. كانت تزور بيوت العذارى وتمتثل بهن، كما كانت محبة لقراءة سير القديسين. خطبها أحد وزراء روما لابنه، فاهتم والدها بالأمر وأعد كل ما هو نفيس ليوم العُرْس. أما هي فسألت والدتها أن تسمح لها بزيارة بعض الراهبات تودعهن قبل زواجها، وإذ سمحت لها أخذت اثنتين من جواريها وكل حليها، وأبحرت إلى قبرص حيث التقت بالقديس أبيفانيوس أسقف سلاميس، وأعلمته باشتياقها لممارسة الحياة الرهبانية. أشار عليها القديس أن تذهب إلى الإسكندرية، فأطاعت والتقت بالبابا ثاوفيلس (23) الذي ضمها إلى بيت للعذارى، وقد سلمته حليّها التي باعها وبنى بها كنيسة باسم القديس إسطفانوس أول الشمامسة. استمرت تمارس الحياة النسكية أكثر من عشرين عامًا. عند نياحتها ظهر في السماء صليب من نور حوله دائرة من النجوم مضيئة على شكل إكليل، وكان ذلك في منتصف النهار، وقد بقى حتى دفن جسدها، فشعر أهل الإسكندرية أنها علامة سماوية تدل على سمو حياتها الروحية. كشفت الجاريتان عن حقيقة شخصية أكساني للبابا البطريرك وأعلماه أنهما جاريتان لها وليس كما كانت تدعوهما أختين لها، فمجّد البابا البطريرك الله، وكتب سيرة القديسة. تحتفل الكنيسة بعيد نياحتها في 29 طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكسوا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كان سابور Shapur ملك الفرس يعبد النار والشمس، لا يطيق أن يسمع اسم السيد المسيح، مضطهدًا كل من يحمل اسمه. سمع أن صديق ابنه، طاطس Tatas رئيس كورة المبدسيين قد صار مسيحيا فأرسل إليه الوالي طوماخر Tumansar ليتحقق الأمر. وإذ سمع ابن سابور “كوتيلاس” Cotylas انطلق هو أيضًا إلى صديقه طاطس. اعترف طاطس بالسيد المسيح أمام طوماخر، فأعد الأخير له أتونًا من النار ليلقيه فيه، وإذا بطاطس يرشم علامة الصليب فتنطفئ النيران. حسب كوتيلاس بن سابور أن ذلك بفعل السحر، لكن صديقه طاطس بدأ يحدثه عن قوة الإيمان بالسيد المسيح وفاعليته حتى قبل كوتيلاس الإيمان. استدعاهما الملك، وأمر بقطع رأس طاطس ليرهب ابنه كوتيلاس، لكن الأخير كان يزداد ثباتًا في الإيمان. ألقاه والده في السجن وأرسل إليه أخته أكسوا Axooua لعلها تستميل قلب أخيها وترده إلى عقيدة والده، فصار يحدثها عن السيد المسيح وأمال قلبها له، ثم أرسلها إلى كاهن عمدها سرًا. عادت الابنة اكسوا لا لتعلن رجوع أخيها عن المسيحية، إنما لتكرز لوالدها بالمسيحية، الأمر الذي أثار سابور، وأمر بتعذيبهما، فأسلمت ابنته الروح، أما ابنه فقد رُبط في أذيال الخيول وانطلقوا بها في الجبال حتى تحطمت عظامه، وإذ أسلم الروح طرح جسمه لتأكله الطيور لكن الرب أرسل بعض الكهنة وشماسًا ليحملوه في الليل خفيه. وقد استشهد في 22 من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكسيوبرانتيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 418 الأسقف أكسيوبرانتيوس أو سيوبرانتوس هو خليفة القديس Ursus كمطران لرافينا. عاش حياة مقدسة واهتم باحتياجات شعب الله الروحية والزمنية أيضًا. عاش في أيام الإمبراطور هونوريوس، وعندما دخل ستيلخو مدينة رافينا بجيشه، أقنعه ألا يدخل الجند الكاتدرائية ويعبثوا بها. عاش قرابة عشرين عامًا في أسقفيته في فترة هادئة حتى تنيح عام 418 م.، ودفن بكنيسة القديسة أجنس، ولا تزال رفاته بكاتدرائية رافينا. ويعيد له يوم 30 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكسيوبريوس أسقف تولوز | الولادة: – الوفاة: – أشار إليه القديس بولينوس أسقف نولا كأحد أساقفة بلاد الغال المشهورين. غالبا ولد في Arreau، وسيم أسقفًا على تولوز Toulouse حوالي سنة 405 م. بعد نياحة القديس سيلفيوس. قام بتكملة بناء كنيسة القديس ساتيورنينوس (سيرنين) التي بدأ فيها سلفه. عُرف بكرمه الشديد كأبرز سمة في حياته. قدم عطايا لرهبان مصر وفلسطين، فبعث إليه القديس جيروم يشكره، هذا الذي قدم له تفسيره لسفر زكريا، جاء في حديثه عنه: [لكي يطعم الجائع احتمل هو الجوع! وجهه الشاحب يظهر غيرته في الصوم، لكنه يحزن لجوع الآخرين. أعطى كل ماله لفقراء المسيح، لكنه بقى غنيًا إذ يحمل جسد الرب في سلة قديمة ودمه في كأس زجاجي. محبته لا تعرف الحدود، تبحث عن أشخاص في أماكن بعيدة، ومتوحدو مصر تأثروا بها]. في أيامه غلب الوندال (قبائل همجية) بلاد الغال. ويُعيد له يوم 28 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوي وإكسوبيريوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – عبدان لدى كاتالوس كان إكسوبيريوس (أو بالأحرى هِسبيروس Hesperus) وزوِّي زوجته عبدان لرجل غني اسمه كاتالُوس Catalus، كان يعيش في زمن الإمبراطور هادريان Hadrian بمدينة أتّاليا Attalia إحدى مدن بامفيلية Pamphylia بآسيا الصغرى. وقد وُلِدا مسيحيان، ومع أنهما كانا غير مدققين في حياتهما الشخصية إلا أنهما ربّيا ولداهما قرياقوس Cyriacus وثيؤدولُس Theodulus على الحياة والسلوك المسيحي. إذ رأى إكسوبيريوس وزوِّي سلوك ولديهما المسيحي خجلا من نفسيهما لعدم تميزهما عن بقية الوثنيين. وشى البعض لدى ابن سيدهما بأن أفراد هذه الأسرة العاملة في بيته مسيحيون، وأنهم يستخفون بالآلهة. قيل له لكي يتأكد من هذا يُقدم لهم طعامًا مما ذبح للإله ليرى إن كانوا يأكلون منه أم لا. بالفعل أعد ابن كاتالوس وليمة حين احتفل بعيد ميلاد ابنه وأرسل لهما من الطعام المقدم للآلهة فرفضوا أكله، واعترفوا بأنهم مسيحيون لا يأكلون مما ذبح للأوثان، إذ يُحسب هذا الطعام نجسًا ودنسًا. أبلغ كاتالوس قاضي المدينة عن هذه الأسرة التي تخدمه، وطلب بسرعة محاكمتها. عند ذلك قُبِض عليهما وقُدِّما للمحاكمة حيث قدّما اعترافًا حسنًا بمسيحيتهما. محاكمتهم إذ قُدم الأربعة للمحاكمة اعترفوا بكل شجاعة بإيمانهم المسيحي. فأصدر القاضي أمره بتعذيب الابنين أمام والديهما. ظن القاضي أنه بهذا يستطيع أن يؤثر على الأم زوئي ورجلها. ما حدث أنهما كانا بالأكثر يحثان ابنيهما على احتمال العذابات بشكر باعتبارها شركة مع السيد المسيح في آلامه وصلبه. أخيرًا أصدر القاضي أمره بحرق الأربعة في أتون أُعد خصيصًا لهم. وكان الوالي والقاضي يسخران ويستهزئان بهم حين أُلقي الأربعة داخل الأتون قبل إشعال النار، وكان ذلك في سنة 135 م. مع احتراق جسدهم صعد بخور حُبهم إلى العرش الإلهي ذبيحة حب فائق. بنى جوستنيان Justinian كنيسة في القسطنطينية تكريمًا للشهيدة زوِّي، ويبدو أن بعضًا من رفات هؤلاء الشهداء قد نُقِل إلى كليرمونت Clermont حيث مازالوا يكرمونهم. العيد: 2 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكليمنضس أسقف أنقرة | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد في نهاية القرن الثاني أو بداية الثالث، بمدينة أنقرة بغلاطية، ومات أبوه الوثني وهو رضيع، فربته أمه المسيحية صوفيا، وأرضعته لبن الإيمان والحياة التقوية. إذ بلغ من العمر 12 سنة مرضت والدته، فاستدعت ابنها وصارت تخاطبه والدموع تنهمر من عينيها، إذ قالت أنها ترى موجة عنيفة من الاضطهاد ستحل بالكنيسة، سائلة إياه ألا يخاف الموت من أجل من صُلب لأجله ولا يرهب الألم، ثم روت له كيف قدمت امرأة عبرانية أولادها السبعة شهداء؛ وأخيرًا قبلته وهي تقول: “يا لمزيد غبطتي أنا التي أقبّل من هو مزمع أن يموت شهيدًا”. إذ رقدت الأم صوفيا قامت سيدة تقية تدعى أيضا “صوفيا” بالاهتمام به. سيامته حدث غلاء في غلاطية، فكان الشاب اكليمنضس يجمع الفقراء والمساكين ويعولهم ماديًا كما يهتم بهم روحيًا، وقد صار منهم شهداء كثيرون فيما بعد. إذ لمس الشعب محبة هذا الشاب للفقراء وتقواه ونسكه سيم كاهنًا، وبعد عامين سيم أسقفًا على أنقرة وهو في سن الثانية والعشرين. استشهاده أرسل دقلديانوس دومسيانوس لاضطهاد المسيحيين بغلاطية، فحاول أن يستميله لعبادة الأوثان، وإذ رفض صار يعذبه بعذابات كثيرة بتمزيق جسده بمخالب حديدية ورشقه بالحجارة وإلقائه في السجن. أُرسل إلى روما حيث حاول الإمبراطور نفسه أن يغريه فلم يستطع، عندئذ أمر بتمزيق جسده في دولاب حديدي به أسنان كالسكاكين، وكان الرب ينقذه حتى آمن كثير من الوثنيين، عمدهم بنفسه وسط آلامه في السجن. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). قيل إنه إذ التفت الجموع حوله في السجن، وفجأة ظهر له شخص بهي بثياب لامعة وكان باشًا قدم له خبزًا وكأسًا فناول منهما الشعب. ومنذ تلك اللحظة تحول السجن إلى كنيسة، الأمر الذي أثار غضب الإمبراطور فقتل كثيرين منهم. صار الإمبراطور يعذبه كثيرًا، وأخيرًا أرسله إلى شريكه مكسيميانوس الذي اصطحبه معه ليعذبه في نيقوميديا فركب معه أغاثانجلوس السفينة الذي كان يود الاستشهاد مع الأسقف. أقلعت المركب حتى بلغت جزيرة رودس، وهناك جاءه المؤمنون يتمتعون ببركته، وإذ كان يصلي معهم أبصروا نارًا ملتهبة على المذبح، فشاع الخبر في الجزيرة، وجاء الوثنيون أيضًا يحملون مرضاهم ليصلي عليهم، واعتمد كثيرون. في نيقوميديا سلمه مكسيميانوس للوالي أغريبينوس الذي عذبه هو وصديقه أغاثانجلوس Agathangelus of Rome، وألقاهما للوحوش المفترسة الجائعة فأنست لهما، فتأثر كثير من الوثنيين بذلك وآمنوا بالسيد المسيح. أُرسلا إلى أنقرة حيث حقق الله عجائبه فيهما ليكونا بركة لكثيرين، واحتملا آلامات كثيرة حتى استشهدا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكندينوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – اهتم أكندينوس وبيفاسيوس والبيدفورس بالكرازة بالإنجيل في بلاد فارس في أواسط القرن الرابع، وقد آمن علي أيديهم جمع كبير. قبض عليهم سابور الملك وعذبهم كثيرًا، منها أنه طرحهم في خلقين كبير مملوء بالرصاص المذاب بالنار فلم يصبهم آذى. ولمل رأي أحد الجند ذلك، وكان يدعي أفطونيوس، آمن بالسيد المسيح، وضُرب عنقه ونال إكليل الاستشهاد. وضع الثلاثة في أكياس من جلد البقر وطُرحوا في البحر، وإِذ كان البيديغورس المستشار الأول في المملكة واقفًا علي الشاطئ ومعه آلاف من الوثنيين يتطلعون إلي الشهداء الثلاثة وقد غرقوا في وسط البحر، رأوا الجندي الشهيد أفطونيوس ظهر ومعه جوقة من الملائكة، رفعوا الأجساد من العمق، فآمن الكل بالسيد المسيح، وذهب البيديغورس إلي الملك يروي له ما حدث، وأخذ ينصحه أن يكف عن قتل المسيحيين، لكن الملك في غلاطة قلبه أمر الجند فقتلوه مع عدد كبير من المشاهدين للمنظر الذين آمنوا به، وأيضًا والدة الملك نفسه استشهدت. ويعيد له يوم 2 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكويلينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قصة فتاة في الثانية عشرة من عمرها نشأت في بيبليس Byblus بفلسطين، تقدمت في عهد الإمبراطور دقلديانوس للاستشهاد بشجاعة فائقة، وكان السيد المسيح يسندها وسط العذابات، وقد نالت شهرة فائقة في العصور الأولي خاصة في الشرق. تقدمت أمام القاضي Volusian ثابتة في إيمانها، فأمر بتسخين مثاقب حديدية توضع في أذنيها. كانت صلاتها أثناء تسخين المثاقب: “أيها الرب يسوع المسيح الذي أهتم بي منذ طفولتي، وأنار أفكاري الداخلية ببهاء عدلك، يا من تقويني بعونك القوي فأحارب العدو المقاوم إبليس، يا من تهب كل مؤمنيك الحكمة الحقيقة العالية، كمّل جهادي واحفظ سراج بتوليتي لكي أدخل الحجال مع الخمس عذارى الحكيمات وأسبحك يا من تسمع كل طلباتي”. إذ وُضعت المثاقب في أذنيها تألمت جدًا حتى صارت أشبه بميتة، فأُلقيت خارج ساحة القضاء، لكن ملاك الرب شفاها لتظهر ثانية أمام القاضي في اليوم التالي الذي دُهش لرؤيتها فأمر بإلقائها في السجن وضرب رقبتها بالسيف. ويُعيد لها يوم 13 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آمون الريثي الأب | الولادة: – الوفاة: – دُعي بالريثي لأنه عاش في منطقة ريثيو، مدينة الطور بسيناء. راهب مصري توجد في منطقة كانوب (أبو قير) في أوائل القرن الرابع. وعندما أُثير اضطهاد فالنس نفى إلى فلسطين، ومنها عاد إلى برية سيناء، وشاهد بنفسه غارة العرب الوثنيين على أديرة سيناء حيث خرَّبوا جميع الأديرة وشتتوا الرهبان، فأنطلق آمون إلى ريثيو، وكانت مركزًا لرهبان سيناء. عاش هناك فترة طويلة، حتى حدثت غارة على ريثيو، فتركها وانطلق إلى منف ومنها إلى شيهيت ليعيش بين نساكها متتلمذًا على يدَي الأنبا بيمين. قيل إنه سأل أباه الأنبا بيمين عن الأفكار الشريرة، فأجابه بأن العدو في سلطانه أن يسوقها علينا ونحن في سلطاننا ألا نقبلها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آمون الكبير القديس | الولادة: 275 الوفاة: – مؤسس الحركة الرهبانية بنتريا أو “برنوج”، وهنا يلزمنا أن نميز بين ثلاث مناطق رهبانية بوادي النطرون، كثيرًا ما يحدث لَبْس بينهما: 1. منطقة نتريا أو برنوج، قبلت الشرارة الأولى للحركة الرهبانية في المنطقة بواسطة الأب أمون. 2. منطقة سيليا أو القلالي جنوب المنطقة السابقة بحوالي عشرة أميال. 3. منطقة شيهيت أو الإسقيط جنوب المنطقتين السابقتين. رهبنته ولد حوالي عام 275 م.، بجوار مريوط ونشأ يتيمًا، وإذ بلغ الثانية والعشرين من عمره ألزمه عمه أن يتزوج بالرغم من رفضه، وإذ تم الزواج اتفقا أن يعيشا بتوليين. وبعد ثمانية عشر عامًا ذهب القديس إلى صحراء نتريا (مدينة نتريا أو البرنوج تبعد حوالي 14 كيلو مترًا جنوب غربي دمنهور)، كأول راهب يطرق هذه المنطقة. هناك بنى لنفسه قلاية مكث فيها 22 عامًا، وقد تعود أن يتفقد زوجته مرتين في العام، التي سكن معها عذارى تقيات. كانت منطقة نتريا تصلح كبداية للحركة الرهبانية لقربها من الريف ومن الصحراء في نفس الوقت، فكان الرهبان في البداية يعملون في حصاد القمح، كما يسهل عليهم اقتناء الكتان لنسجه بدل الخوص، ويمكنهم استخراج النطرون من البحيرة ونقله إلى القرى المجاورة وبيعه. غير أن المنطقة كانت مليئة بالبعوض بسبب المستنقعات. بدأت جماعات النساك تلتف حوله، ليعيش الكل في حياة وسطى بين نظام الوحدة والشركة، وكان الأب أمون أبًا لأول جماعة ديرية في نتريا تتلمذ على يديه آباء عظام. كان القديس أمون يزور القديس أنبا أنطونيوس يطلب بركته وإرشاده، وإذ زاره الأخير سأله إرشادًا من جهة بعض الإخوة الرهبان، إذ كانوا يطلبون أن يبنوا لأنفسهم قلالي منفردة لممارسة حياة الوحدة بحكمة، بعدما تناولا الطعام في الساعة التاسعة سارا معًا في الصحراء نحو الجنوب حتى بلغا الغروب، وهنا توقف القديس أنبا أنطونيوس وطلب أن يصليا ويرفعا صليبًا ليكون علامة لبناء القلالي. وكانت الحكمة من ذلك أنه أراد أحد الرهبان زيارة متوحد يمكنه أن يحقق ذلك بعد أن يتناول طعامه في التاسعة ليسير إلى المنطقة ويبلغها قبل الليل. وبالفعل بدأ المتوحدون يبنون القلالي وسميت “منطقة القلالي”. شخصيته ودور نتريا لم ينل القديس أنبا أمون شهرة فائقة كالقديس أنبا أنطونيوس أو القديس مقاريوس الذي جاء بعده. بل وكان ينطلق إلى نتريا ليصلي في الكنيسة هناك، وذلك ربما بسبب ما اتسم به من الخجل والحياء الشديد، هذا بجانب هروبه من الجماهير ورفضه عمل المعجزات، بدعوى أنه لم ينل هذه الموهبة. لكن هذا لا يقلل من دوره الحيّ في الحركة الرهبانية، كأول مؤسس لها في هذه المنطقة، بل وتتلمذ على يديه آباء عظماء، وإن كان قرب منطقة نتريا من العمران مع شهرة آبائها سبب الكثير من المشاكل الكنسية، فكانت مطمع الأريوسيين والخلقيدونيين لمحاولة فرض سلطانهم على الكنيسة بإخضاع هؤلاء الآباء لهم، لهذا بعدما ازدهرت منطقتا نتريا والقلالي حتى بعد نياحة الأنبا أمون بدأت حركة هجرة للرهبان منهما. زار القديس بالاديوس نتريا بعد نياحة أمون بنصف قرن، حيث قدر عدد رهبان جبل نتريا بخمسة آلاف من بينهم 600 متوحدًا، ويوجد كنيسة ضخمة بجوارها بيت خلوة للضيوف، وكان الكل يمارس العمل اليدوي. كان من بينهم ثمانية كهنة يخدمون الكنيسة. معجزاته قيل أن بعض الفلاحين أحضروا له طفلًا عقره كلب وكان يعاني آلامًا مبرحة، فلما رآهم القديس أمون، قال لهم: “لماذا حضرتم لتطلبوا مني عملًا فوق استحقاقي، وفي أيديكم الدواء الشافي لهذا الطفل؟! أعيدوا البقرة المسروقة سرًا إلى صاحباتها الأرملة فيشفى الطفل”. وإذ أدركوا أنه كشف عن خطيتهم قدموا توبة وردوا البقرة لصاحبتها، فصلى القديس وشفى الرب الطفل. يروى لنا القديس أثناسيوس أن القديس أمون كان مع تلميذه تادرس يريدان عبور نهر، وإذ عُرف القديس بخجله الشديد طلب أن يبتعد كل منهما لكي يخلع ثيابه ويسبح، وإذ ابتعدا خجل الأنبا أمون أن يخلع ثيابه حتى في غير وجود تلميذه، وإذ هو متألم في نفسه وجد نفسه على الشاطئ الآخر. جاء تلميذه فوجده واقفًا على البر وثيابه جافة، فأخذ يسأله بإلحاح كيف عبر، فأخبره بما حدث طالبًا منه ألا يروي ذلك لأحد قبل نياحته. نياحته يذكر لنا القديس أثناسيوس أن أنبا أنطونيوس كان جالسًا ذات يوم فرأى شخصًا صاعدًا إلى السماء، ترحب به جموع القديسين، وعندما أراد أن يعرف من هو، قيل له أنه آمون، وبعد ثلاثين يومًا أقبل بعض النساك من جبل نتريا وأخبروا القديس أنبا أنطونيوس عن نياحة أبيهم. تُعيِّد له الكنيسة في 20 بشنس، أما الكنيسة اليونانية ففي 4 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أنانيه الأنبا | الولادة: – الوفاة: – جاء في بستان الرهبان عن هذا الأب أن بعض الرهبان سألوه أن يقول كلمة منفعة، فقال لهم: “عليكم بالمسكنة (أن تكونوا مساكين) والإمساك (عدم الاقتناء)، لأني كنت في برية مصر في شبابي وحدث أن اشتكى أحد الآباء بطحاله، فطلب جرعة خل، فلم يجد في البرية كلها، وكان فيها ثلاثة آلاف راهب، فشكا حاله لأحد الشيوخ الذي أمر بإحضار قليل من الماء، ثم قام وصلى عليه ورشم باسم الأب والابن والروح القدس، ودهن به الطحال، فزال الوجع لوقته برحمة السيد المسيح”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألبان القديس | الولادة: – الوفاة: – يُكرم الشهيد ألبان كأول شهيد في جزيرة بريطانيا، يحتفل بعيده في إنجلترا وويلز يوم 22 من شهر يونيو، ماعدا في إيبارشية Brentwood فتحتفل به في اليوم التالي. نشأته كان وثنيًا، نشأ في مدينة Verulamium، حاليًا مدينة سان ألبان، في هيرتفوردشير. مع أنه كان وثنيًا لكن إذ اشتعلت نيران الاضطهاد في عهد الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، فتح بيته لكاهن مسيحي يأويه فيه. وإن كان بعض الدراسيين يري أن ذلك تم في وقت سابق لدقلديانوس. التقي ألبان بالكاهن وتأثر به جدًا، وتقبل منه التعليم واعتمد. استشهاده سمع الوالي أن الكارز بالديانة المسيحية المطلوب القبض عليه مختبئ في بيت ألبان، فأرسل بعضًا من الجنود. إذ رآهم ألبان من بعيد تبادل الملابس مع الكاهن ليهرب الأخير ويفلت من أيديهم. أما هو فسلم نفسه للجند الذين أتوا به أمام الوالي ليجده واقفًا أمام مذبح وثني يقدم ذبيحة. نزع ألبان ثياب الكهنوت فظهرت حقيقته، الأمر الذي أثار الوالي جدًا، فطلب منه أن يقدم ذبيحة للأوثان أو يُقتل، قائلًا له: “إذ اخترت أن تخفي إنسانا يدنس المقدسات ومجدفًا، هذا الذي كان يجب أن تسلمه للحارس الذي بعثته، فإنك ستنال العقوبة ما لم تشترك معنا في عبادتنا”. وإذ رفض الرجل الاشتراك سأله عن اسمه، فأجاب: “لماذا تسأل عن عائلتي، إن أردت أن تعرف ديانتي فأنا مسيحي”. وإذ سأله مرة أخري عن اسمه، “لقد دعاني والدي ألبان”. طلب منه القاضي ألا يضيع وقته ويقدم للأوثان، فرفض، ودخلا معًا في حوار. أمر الحاكم بجلده لعله يرتدع، وإذ رآه يواجه الجلدات بفرح أمر بقتله. سمعت الجماهير يذلك فانطلق الكل، من الجنسين، ومن جميع الأعمار ليعبروا علي جسر إلي الجانب الآخر حيث يستشهد هناك. وإذ كانت الأعداد ضخمة لم يجد الشهيد فرصة للعبور مع الجند. كان القديس مشتاقًا أن يتم ذلك سريعًا فطلب من الجند أن ينطلقوا تجاه النهر (مجري مائي يسمي Ver لا يزال يجري بين كنيسته الحالية ومنطقة Verulam)، وجاء في سيرته أنه رفع نظره إلي السماء ليجفف لهم طريقًا حتى يعبر ومعه آلاف من الجماهير ينطلقون نحو تل مواجه للمدينة، وهناك ألقى السياف بسيفه علي الأرض معلنًا أنه مسيحي، فقام أحد الجند بضرب الاثنين بالسيف لينالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألبان الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جاء في أعمال الشهداء (21 يونيو) الألمان عن القديس ألبان الذي استشهد في Mainz في القرن الخامس. يري البعض أنه من أصل Mauritanian والآخرون أنه مغربي، طرده هنريك Huneric / Hunneric / Honeric ملك قبائل الواندال الهمجمية Vandals عام 483 من أفريقيا فاستقر في قرية Hunum بسبب مقاومته الشديدة للأريوسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إلبيدوس القديس | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بالاديوس عن كاهن ناسك يدعي إلبيدوس. كان كبادوكيًا، تأهل للكهنوت، ثم صار خوري أبسكوبوس بدير تيموثاوس الكبادوكي، وإذ أحب حياة الوحدة جاء ليسكن في إحدى المغائر القريبة من أريحا. وعاش هناك خمسة وعشرين عامًا، فاق خلالها كل النساك في التهاب قلبه بحب الله، وعدم انشغاله بشيء غير الله نفسه. وقد عاش القديس بالاديوس هناك بين الأخوة، وقد وصف لنا في إيجاز ما بلغه هذا الناسك الذي في شوقه الداخلي لله كان يقف الليل كله يسبح بالمزامير بفرح وبهجة. ارتفع فوق احتياجات الجسد إلي درجة كبيرة فكان لا يأكل قط إلا في السبوت والأحاد. في ليلة كان متهللًا وهو يسبح بالمزامير لدغته عقرب، وكان بعض الأخوة معه يسبحون، فلم يشغل نفسه ولا حرك حتى قدمه غير مبالٍ بلدغة العقرب. قال عنه تلاميذه إنه لم يكن يشغل نفسه بشيء إذ امُتّص بكل مشاعره وأحاسيسه في الرب؛ دخل مغارته وبقي فيها مدي خمسة وعشرين عامًا لم يخرج منها إلا إلي القبر. لم ينظر قط غروب الشمس لأن الجبل الذي يقابل باب مغارته يحجب عنه هذا المنظر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألبينوس الطوباوي | الولادة: – الوفاة: – روي لنا القديس بالاديوس سيرة ألبينوس الطوباوي الذي بسبب عدم الإفراز والحكمة سقط من علو شامخ وكاد أن يهلك لولا عناية الله التي ترفقت به وأنقذته ليرجع إلي السيرة المقدسة خلال الضيق، إذ قال: [الآن أنا نفسي تقبلت خبرة عن الطوباوي ألبينوس Albinus عندما مضينا إلي الإسقيط، وكان بيننا وبين الإسقيط أربعون ميلًا، أكلنا فيها دفعتين وشربنا ماءً ثلاث مرات (في الطريق)، أما هو فلم يذق شيئًا طوال الرحلة معنا. كان يسير علي قدميه وهو يردد عبارات من الكتاب المقدس عن ظهر قلبه، ويرنم 15 مزمورًا مع التطوبيات والرسالة إلي العبرانيين وسفر إشعياء النبي، وجزءًا من سفر إرميا ثم إنجيل لوقا والأمثال، ومع هذا لم نكن نقدر أن نلحق به. هذا الرجل جُرب بالشهوة كما بنار، ولم يعد قادرًا علي السكني في قلايته، بل ذهب إلي الإِسكندرية، وقد حدث له ذلك بسبب كبريائه، وبتدبير إلهي كما قيل: “دُفع مسمار بمسمار”، لأنه أسلم ذاته باختياره لعدم الإِفراز، فوجد فيما بعد خلاصًا غير طوعي، فصار يحضر المسارح والألعاب، ولم يكف عن الشرب في الحانات، وإذ صار في حياة الضلال والسكر سقط في محبة النساء. أخيرًا ذهب إلي إحدى الزانيات المشهورات ودخل معها في حوار، لكنه (بعناية إلهية) أُصيب في أعضائه بمرض دام ستة شهور… وفيما بعد بريء، فانتبه وذكر السيرة الإِلهية، واعترف بكل هذه الأمور للآباء، ومع أنه لم يدم طويلًا لكنه عاد إلي السيرة النسكية دون أن يكف عن البكاء علي ما حدث له مقدمًا توبة. ولم يبق سوي أيامًا ورحل من العالم]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهداء الحميريون | الولادة: – الوفاة: – الشهداء الحميريون – الشهداء اليمنيون المسيحية في بلاد حمير بلاد حمير هي بلاد اليمن. وصلتها المسيحية منذ القرن الأول المسيحي على يد برثلماوس الرسول الذي حمل إليها وإلى بلاد الحجاز الإيمان المسيحي، وترك لهم نسخة من إنجيل متى، وجدها عندهم العلامة بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية حينما زار تلك البلاد في القرن الثاني. انتشرت المسيحية في تلك البلاد لاسيما في مدن نجران وظفار ومأرب وحضرموت. وأصبحت مركز إيبارشية أرثوذكسية في أوائل القرن السادس. اضطهاد الملك نواس اليهودي في ظفار أثار الملك ذونواس اليهودي سنة 523 م. الاضطهاد ضد المسيحيين، وفتك بعدة آلاف منهم. وذكر المؤرخ المسلم الطبري في تاريخه هذه المذابح باختصار شديد، وذُكرت مفصّلة في المخطوطات السريانية. اضطهاد الملك نواس اليهودي لمدينة نجران أرسل الملك حملتين لمحاربة أهل نجران المسيحيين، فبارزوهم النجرانيون وطردوهم بقوة السيد المسيح. ثم قاد الملك بنفسه جيشًا قوامه 120.000 من الجند وحاصر مدينة نجران أيامًا كثيرة. ولما عجز عن فتحها بالحرب أوفد إليهم كهنة اليهود الذين من طبرية، حاملين توراة موسى وكتابًا مختومًا بخاتم الملك اليهودي، فحلفوا لهم بالتوراة ولوحي موسى وتابوت العهد وإله إبراهيم واسحق وإسرائيل، بأنه لن ينالهم أذى إذا سلموا المدينة طوعًا وخرجوا إليه. فوثق النجرانيون بهذه الوعود وخرج إليه ثلاثمائة شخص من الأشراف فرحّب بهم في بشاشة وتودّد وأكد أنه سينفذ وعده ولن يضطهد أحدًا بسبب مسيحيته، وتناول الطعام أمامه وأمرهم أن يخرجوا إليه في اليوم التالي ألف شخص، فلما فعلوا فرّقهم على قواده خمسين خمسين وأمر كل منهم بأن يحتفظ بالأشخاص الذين يصلون إليه حتى إذا انتهوا من طعامهم أوثقهم من أيديهم وأرجلهم وجرّدهم من سلاحهم. وإذ اطمأن لتنفيذ خطته أرسل الجنود اليهود للمدينة للقبض على جميع المسيحيين الذين في المدينة ليريهم عظام الشهداء الـ1300 الذين نكّل بهم، ومن بينهم عظام مار بولس أول أسقف لمدينة نجران الذي استشهد على أيدي يهود طبرية رجمًا بالحجارة في ظفار عاصمة بلاد اليمن. أدخل اليهود عظام الشهداء للكنيسة وكوّموها في الوسط، ثم أدخلوا القسوس والشمامسة والنذراء والنذيرات والشبان والشابات وملأوا الكنيسة عن آخرها حتى بلغ عددهم ألفين، ثم جاءوا بالحطب ووضعوه حول الكنيسة وأضرموا فيه النار فأحرقت الكنيسة ومن فيها. اضطهاد الملك نواس اليهودي لمدن اليمن بعد أن تمّ له ذلك أعلن الاضطهاد العام على مسيحيِّ اليمن. أوفد رسلًا مع كهنة اليهود إلى جميع البلاد الخاضعة لسلطانه لقتل المسيحيين أينما وجدوا إلا إذا أنكروا المسيح وتهودوا، كما أمر أن يحرق مع بيته كل من يُخفي مسيحيًا فضلًا عن مصادرة أمواله. وكان باكورة من استشهدوا في حضرموت القس إيليا وأمه وأخوها، والقس توما الذي كان قد بُتر ذراعه الأيسر بسبب اعترافه بالمسيح. استشهاد نساء نجران أما نساء نجران مع الإماء فلما علمن بالخبر وشاهدن الكنيسة تحترق بمن فيها، فقد سارعن إلى الكنيسة وكن يلقين بأنفسهن وسط النيران. ومن بينهن شماسة تدعى اليشبّع وكانت شقيقة مار بولس أول أسقف لنجران الذي استشهد على أيدي اليهود أيضًا قبل هذه الأحداث، هذه مثّلوا بها شر تمثيل وبعد أن قيدوها سكبوا زيتًا مغليًا على رأسها، وعذبوها بعذابات كثيرة حتى استشهدت. استشهاد الحارث بن كعب وأحد الأطفال من بين الذين استشهدوا في هذه المذابح الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران Najran بعد محاولات عديدة لكي ينكر إيمانه بالمسيح، واستشهد معه أعداد غفيرة أخرى. ومن بين الذين استشهدوا أيضًا في نجران طفل في الثالثة من عمره مع أمه بعد حوار مثير بين الطفل والملك اليهودي نفسه حتى اندهش اليهود الحاضرون وقالوا: “تأملوا هذا الأصل الرديء (يقصدون الطفل)، كيف يتكلم منذ طفولته، تبصروا كيف استطاع ذلك الساحر المضل (يقصدون المسيح) أن يُضل حتى الأطفال”. بعد احتراق الكنيسة أحضر الملك الأعيان والأشراف الذين وقفوا أمامه مكبلين فسألهم: “لماذا تمرّدتم ولم تسلّموا المدينة واتكلّتم على ذلك الساحر المضل ابن الفجور (المسيح له المجد)، وعلى هذا الشيخ الحارث ابن كعب الذي صار لكم رئيسًا؟” ثم قام الملك فنزع ثياب الحارث وأوقفه عريانًا أمام شعبه، وطلب منه أن يكفر بالسيد المسيح وإلا أماته أشر ميتة. ولما رفض الحارث وكل الشعب المجتمعين، ورأى الملك أنه لا سبيل لكفرهم بالمسيح أمر أن يُساقوا إلى الوادي حيث تُقطع رؤوسهم وتلقى أشلاؤهم، وجثا الشيخ على ركبتيه، وقد أمسك به رفاقه يسندون يديه كموسى في قمة الجبل، فضربه القاتل وجز رأسه، وهكذا استشهدوا جميعًا. أما عن تعداد هذا الاضطهاد يذكر الطبري المؤرخ نقلًا عن ابن اسحق، أن ذا نواس قتل من أهل حمير وقبائل اليمن المسيحيين ما يقرب من عشرين ألفًا، ولكن الوثائق السريانية التي سجلت هذا الاضطهاد، تقول أن عدد الشهداء بلغ 4000 نفس من الإكليروس والعلمانيون والشبان والشابات والرجال والنساء والأطفال. وهؤلاء الشهداء هم الذين عناهم القرآن بأنهم أصحاب الأخدود وجاء ذكرهم في سورة البروج وقد سمّاهم مؤمنين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألفان الأسقف وميديون معاونه | الولادة: – الوفاة: – بحسب تقلَيد الكنيسة الغربية فإن “ألفان” الذي من أفالون أو جلاستنبري Elvan of Avalon نشأ في المدرسة التي قيل خطأ أن مؤسسها القديس يوسف الرامي، وكان يكرز بالحق بقلب ملتهب يعاونه ميدوين الذي من ويلز Mydwyn of Wales وكان رجلًا عالمًا ذا ثقافة عالية. يبدو أن ليسيوس الملك البريطاني تأثر بهما جدًا وأحبهما، فأرسلهما إلي أليثروس أسقف روما عام 179 م.، فسيم الأول أسقفًا، وبعث معهما للملك رجلين علي ما يظن أنهما من أصل بريطاني كانا مقيمين في روما هما فيجاتيوس أو فيجانيوس ودميانوس أو ديروفيانوس ربما نالا القسوسية، فسُر الملك بهذه الإرسالية، وقبل سّر العماد مع عدد كبير من رجال قصره. وكان للأسقف ألفان ومعاونه ميدوين عمل كرازى كبير حتى رقدا في الرب ودفنا في أفالون. ويري البعض أن الملك ليسيوس، كان اسمه Lleurwg أو Lleufer Mawr، وتعني “المستنير العظيم” وأنها ترجمت باللاتينية “ليسيوس” مشتقة من كلمة لوكس Lux التي تعني “النور”. وجدت في منطقة لاندورف أربع كنائس تحمل اسم الملك والأسقف ومعاونه وأحد المبعوثين أي ليسيوس (Lleurwg) وديفان وإيفجان وميدوي، هذا ما جعل بعض الدراسين يؤكدون حقيقة هذه الإرسالية. ويُعيد له يوم 1 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الفتاريوس وأمه الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – نشأ في روما، توفي والده وقامت والدته بتربيته، هذه التي قبلت الإيمان علي يدي الرسول بولس. أخيرًا سلَّمته للقديس أناكلتيوس أسقف روما الذي اهتم به روحيًا لما رأي فيه من تقوي وغيرة مقدسة وسامه كاهنًا، بل وأصبح بعد ذلك أسقفًا علي الليريكيين، فقام بعمله الرعوي في أبوّة حانية وحب للجميع. إذ ثار الاضطهاد في عهد أدريان قُبض عليه هو ووالدته، وأُلقي الأسقف علي ألواح حديدية عريضة مُحمَّاة بالنار، كما أُلقي في خلقين مملوء زيتًا وقارًا يغليان، وفي هذا كله كان الرب يُخلِّصه للشهادة أمام جماهير المشاهدين. وعندما أُلقي للوحوش المفترسة الجائعة انحنت أمامه وصارت تلاطفه مما أذهل الوالي. قيل إنه اُقتيد مع والدته إلي جزيرة صقلية Sicily في مدينة مسينا Messina حيث استشهدا هناك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الفحّام الأسقف | الولادة: – الوفاة: – في عرضنا لسيرة القديس إغريغوريوس العجائبي أسقف قيصرية الجديدة، رأينا شعب كومانا ببنطس وقد أحبوا هذا القديس ووثقوا فيه، جاءوا إليه يطلبون منه أن يختار لهم أسقفًا. وقد تقدم الكهنة والشعب ببعض الأسماء كمرشحين لهذا العمل فرفضهم القديس إذ كانوا يعتمدون علي نسبهم أو مراكزهم الاجتماعية أو غناهم. وإذ اقترح أحدهم رجلًا فحامًا استدعاه، فجاء وكل ثيابه ووجهه ويداه ملوثة بسواد الفحم حتى ضحك الحاضرون، أما هو فبحكمة روحية جلس معه واختاره لهم. اكتشف الشعب بعد ذلك أن هذا الرجل الغريب عن بلدهم إنما هو من عائلة غنية، متعلم، وقد تغرب متخفيًا وراء هذا العمل هربًا من المجد الباطل. تحدث القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن هذا القديس كأسقف ومعلم روحي حيّ، ختم حياته بنواله إكليل الاستشهاد حوالي عام 275 م. يحسبه الفحامون في أوروبا شفيعًا لهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر تلميذ أنبا أغاثون | الولادة: – الوفاة: – كان الكسندروس تلميذًا للقديس أنبا أغاثون، ثم صار تلميذًا للقديس أنبا أرسانيوس. جاء من فاران، مدينة تابعة لشبه جزيرة سيناء، علي الشاطئ الشرقي لخليج السويس، تبعد حوالي 50 كيلومترًا شمال الطور. وكانت هذه المدينة أسقفية، بجوارها بعض الأديرة ما بين القرنين الخامس والسابع، كما وُجد مجموعة من النساك يعيشون في قلالي منفردة. وقد حفظ لنا “أقوال آباء البرية” بعض التداريب التي قدمها القديس أرسانيوس لتلميذه تكشف لنا عن جوانب حية لمفهومه الرهباني. لقد أراد أن يدرب تلميذيه الكسندروس وزويل علي حياة السهر بلطف، فلم يأمرهما بذلك وإنما في وداعة سألهما إن كانا يسهران معه الليلة لأن الشياطين تقاتله، ويخشى أن تحمله خارجًا إن نعس، فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، من غروب الشمس حتى شروقها، وقد قالا إنهما ناما واستيقظا ولم يلاحظا عليه أنه غفي، ولكن لما بدأ النهار يلوح نفخ ثلاث نفخات كأنه نائم، لعله بهذا قدم لهما بطريقة هادئة نفسه مثلًا لحياة السهر والحذر من حروب العدو، وكيف يقضي الراهب ليلته أثناء سهره. في أحد الأيام إذ طلب الأب أرسانيوس من تلميذه أنه يأتي إليه ليأكل معه بعد الانتهاء من قطع السعف، تأخر الكسندر حتى المساء، فظن أرسانيوس أن تلميذه انشغل ببعض الضيوف فقام وأكل. وإذ جاء تلميذه سأله عن سبب تأخيره، فقال له: “لأنك قلت لي أن آتي إليك حال انتهائي من عمل السعف، ها قد آتيت إليك الآن بعد إتمام عملي”. فرح القديس أرسانيوس من أجل طاعة تلميذه وتدقيقه، لكنه بحكمة خشي لئلا يبالغ في الصوم كل يوم فيتأخر عن الطعام حتى المساء، لذا قال: “حلّ صومك اليومي في وقت أبكر لكي تتلو صلاتك، وتشرب ماءك، وإلا فإن المرض سيدب إلي جسدك سريعًا”. مرة أخري أعطي لتلميذه درسًا عمليًا في التدقيق في العمل النافع، إذ قال أنبا دانيال إن بعض الأخوة كانوا منطلقين إلي الإسكندرية ثم طيبة لشراء كتان، فاشتاقوا أن يروا الأب أرسانيوس، وأذ التقوا بالأب اسكندر وأخبروه بأمرهم، قال لمعلمه، فأجابه: ” إنه لمن الطبيعي أن لا يروا وجه أرساني، لأنهم لم يأتوا من أجلي إنما من أجل أعمالهم؛ أرحهم قليلًا ثم أطلقهم بسلام، قائلًا لهم أن الشيخ لا يستطيع أن يقابلكم”. هكذا لا يريد القديس أرسانيوس أن يلتقي إلا بمن جاء في جدية للانتفاع روحيًا! لعل في تصرف القديس أرسانيوس هنا ما يكشف لنا عن فهم اللقاء مع الآباء الرهبان أو زيارة الأديرة، فإن لهذا العمل- في عيني القديس أرسانيوس- قدسيته. نحن نلتقي بهم لنمتثل بهم ونقبل كلمة منفعة نعيشها، وليس كما لقوم عادة، أو مجرد نوال بركة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جندي وثني استشهد علي اسم السيد المسيح متأثرًا باستشهاد الناسكين باتيرموث Patermuth وتلميذه كوبريه Copres، حوالي عام 363 م. الشهيدان باتيرموث وكوبريه في أيام يوليانوس الجاحد اُتهم الناسكان باتيرموث وتلميذه كوبريه أنهما جليليان، يفسدان عقول الناس عن عبادة الآلهة وتقديم الذبائح. التقي الناسكان بالإِمبراطور بعد أن أوصي باتيرموث تلميذه بالمثابرة علي احتمال الآلام من أجل الأيمان، وكان الأب قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره، وتلميذه الخامسة والأربعون، ثم انفرد الإمبراطور بالتلميذ مستبعدًا معلمه لكي لا يؤثر عليه. تظاهر يوليانوس باللطف والوداعة مع كوبريه، وتحدث معه كصديق له بلا كلفه، قائلًا له: “أنظر يا صديقي العزيز، فإنك وإن كنت تكبرني في السن لكن لي خبرة أكثر منك. فقد كنت في شبابي تلميذًا لذاك الجليلي مثلك. هل كنت تعلم ماذا كان حالي؟ كنت أعيش في حال وضيع، بلا مكسب، بغير كرامات؛ لكنني إذ تعلقت بعبادة الآلهة التي لا تموت، لا توجد خيرات لم أنلها. كانت الخيرات تجري إليّ كما من تلقاء نفسها من غني ومجد وكرامة فائقة. لذا أقدم لك نصيحة كصديق مخلص أن تذبح للآلهة الإمبراطورية، فأهبك مركزًا ساميًا، وتعيش معي في قصري الخاص”. بهذا الأسلوب المخادع انجذب قلب كوبريه لإِغراءات العالم وسقط في خزي عدم الإيمان، معلنًا قبوله هذه النصيحة، وطلبه أن يكون الإمبراطور مرشدًا له، حاسبًا هذا اليوم هو أسعد أيامه. وبالفعل انطلق إلي معبد أبولون ليختم خيانته لسيده بتقديم ذبائح للأوثان. أراد الإمبراطور أن يحطم نفسية باتيرموث فبعث إليه بخبر خضوع تلميذه لنصيحة الإمبراطور كعمل انتصاري عظيم؛ فاستقبل الشيخ الخبر بمرارة لم يذق مثلها قط، وانحني علي ركبتيه ليصرخ لإلهه بدموع ونحيب: “إلهي، إلهي لا تترك هذا المسكين يهلك! أذكر أتعابه في شبابه، ولا تترك ذاك الذي لعبت به كلمات الإمبراطور اللينة. عملك يا سيدي أن تغفر، متحننًا علي صنعة يديك”. في اليوم التالي إذ جلس الإمبراطور علي عرشه متهللًا بالغنيمة التي كسبها أُدخل الناسك الشيخ، يسير في حركات هادئة وبروح متضع. وإذ رآه كوبريه مال نحو الإمبراطور ليهمس متهكمًا: “إنه معلمي القديم الذي أضلنّي”؛ ثم نظر إلي باتيرموث ليقول: “أنظر فإنني أسبح في بحر من الخيرات، وأنت تذرف الدموع. إنني أمارس ديانة عظيمنا يوليانوس. إنني لست مسيحيًا!”. – سعادتك هذه يا كوبريه هي التي تجعلني أبكي. – أترك البكاء أيها الشيخ وافعل مثلي. هنا تدخل الإِمبراطور يعلن للشيخ أنه إن امتثل بتلميذه يجعله شريكًا معه في خيراته، أما باتيرموث فقاطع الإمبراطور بشجاعة وأدب ليعلن له أن الخيرات الزمنية إنما هي لأيام قليلة علي الأرض، أما هو فيبكي هنا لينال خيرات أبدية. عاد الشيخ يوجه حديثه لتلميذه، قائلًا له: “يا كوبريه، ملابسك الثمينة ستتحول إلي خرق مخزية، أما جسدي الذي يستره ثوبي الممزق فسيمتلئ بهاءً إلي الأبد. أنت الآن تشبع لكنك ستموت جوعًا، أما أنا فأعاني من العوز اليوم ليصبح الشبع شريكي الدائم. كوبريه صار مجالسًا لسلطان سيحاكمه الملك الرب. إنه سيكون مع جماعة نصيبها صرير الأسنان في النار الأبدية. من أجل بعض التملقات من مخلوق يجلب علي نفسه عقابات الخالق! يا لتعاستك يا كوبريه، يا من تفرح إبليس في هذه الساعة! هوذا الملائكة القديسون قد تركوك، ولم تعد إلا إنسانًا مربوطًا بالجحيم. لقد رذلت الحق لتلتصق بالكذب. أيها البائس، أذكر أعمالك المقدسة في حياتك الماضية من فرح وسط الزهد ونقاوة يديك، وممارسة الفضائل، وتمتعك بالسلام الذي لا يضمحل… ارجع يا كوبريه يا ابني، وتعال معي! لا تتشكك لحظة واحدة في مراحم الله الذي جحدته تحت وطأة الوصايا المسممة. كن لطيفًا مع المسيح الذي أحببته كثيرًا، الذي يخلصك علي الدوام!” بهذا الحديث الروحي الذي فيه كشف الشيخ جراحات ابنه بصراحة ووضوح دون أن يفقده الرجاء تحرك قلب كوبريه، ولم يحتمل مرارة الخيانة والجحود لسيده. وكأنه قد شعر بقيود قد ربطت أعماقه خلال هذا اليوم الكئيب الذي فيه أنكر المخلص… وللحال سحب يده من يد الإمبراطور ليصرخ: “آه يا أبي… ها أنا أنقض عهدي مع سحر يوليانوس. أنا هو كما كنت، أنا تلميذ المسيح! لقد أخطأت وأذنبت كثيرًا! لِتنسَ يا سيدي قسمي الكاذب، وإني أعترف لك أمام السماء والأرض أني أمجدك يا ملكي وإلهي!” لا يستطيع أحد أن يعبر عن بهجة قلب الشيخ الذي يري نفسًا جحدت مخلصها قد عادت بالتوبة إليه، تشهد له في حضرة الإمبراطور. وقد شارك المسيحيون الحاضرون فرحة الشيخ وأحسوا بعمل روح الله العجيب. أما الإمبراطور فحاول أن يتصنع الهدوء، لكي يعاتب كوبريه ويسحبه إلي إنكار مسيحه، لكن كوبريه كان يزداد قوة وشجاعة، شاهدًا للحق. أدرك يوليانوس أن حيلته قد فشلت تمامًا فعوض استمالة الشيخ بما ناله تلميذه من أمجاد زمنية، سحب روح الله قلب التلميذ لينعم مع معلمه بالإِيمان الحق… وعندئذ لم يجد الإمبراطور وسيلة أمامه إلا استخدام العنف بكل وحشيته. أدرك كوبريه أن الأوامر قد صدرت بتعذبيه، وفي شجاعة تحدث مع الإِمبراطور موضحًا له أنه لا يخاف الآلام، إنما يحسبها قليلة للغاية مقابل ما ارتكبه من جحود، وأنه ليحسب نفسه سعيدًا أن يؤدب علي هذا الجحود. أمر يوليانوس بقطع لسان كوبريه بعنف، حتى سقط كوبريه مغشيًا عليه من الآلام، وكان معلمه يسنده ويعزيه. أُعد الأتون، فصار المعلم يسند تلميذه، طالبًا منه أن يصرخ في أعماقه لذاك الذي أنقذ الثلاثة فتية من أتون النار. وبالفعل إذ أُلقي الاثنان معًا، وكانا يصليان لم تمسهما النار، الأمر الذي أذهل يوليانوس، لكنه لم يتراجع عن شره… بل طلب مضاعفة النيران. إيمان الكسندر أمام هذا المنظر تأثر أحد الحراس، يدعي الكسندر، فبدافع الشفقة البشرية اقترب من كوبريه، وصار يطلب إليه أن يذبح للآلهة الوثنية ويخلص نفسه من هذه العذابات. إذ شعر كوبريه أن الكسندر يتحدث معه بدافع المحبة الصادقة شكره علي مشاعره الطيبة وأوضح له أنه سيتقبل كل عذاب برضي من أجل الجحود الذي ارتكبه، وإذ دخل الاثنان معًا في حوار قصير قبل الكسندر الإيمان بالسيد المسيح، وانضم إليه. اغتاظ الإمبراطور، وأمر أن يُلقي الثلاثة معًا في الأتون بعد أن اشتد اللهيب جدًا، وكان الكسندر يطلب معونة الله ليحتمل العذاب، وبالفعل إذ أُلقي الكسندر في النار نام كمن هو راقد، وقد بقي جسده سليمًا، الأمر الذي أثار الإمبراطور فطلب تأجيل تعذيب الناسكين. بعد بضعة أيام التقي الإمبراطور بالناسكين، وإذ حاول إغراءهما للذبح للأوثان رفضا بقوة، بل وأعلن باتيرموث للإمبراطور أنه سيخوض حربًا في بلاد فارس ولن يعود منها. تضايق الإمبراطور لهذه النبوة البائسة، وحكم علي الناسكين بقطع رأسيهما، لينالا إكليل الاستشهاد. ويُعيد له يوم 9 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الطيبي الشهيد | الولادة: – الوفاة: 297 كان الكسندر جنديًا يتبع كتيبة من منطقة طيبة (بصعيد مصر). سمع عنه الإمبراطور مكسيميانوس أنه صار مسيحيًا فاستدعاه، وإذ أمره بتقديم بخور وذبائح وثنية، رفض الكسندر. ولما أصّر الإمبراطور مستخدمًا سلطانه، أجابه الجندي بشجاعة مملوءة أدبًا: “إنك صاحب سلطان أيها الإمبراطور، لك أن تفرضه عليّ وأنا سعيد. إني أهابك كإمبراطور لكنني أحب إلهي أكثر منك”. هكذا في أدب أعلن طاعته وخضوعه للإمبراطور، لكن ليس علي حساب إيمانه وأبديته… إنه يخضع له في كل أمر زمني في الرب، أما الإيمان فحياته الخاصة التي ليس للإمبراطور أن يمسها. هدده الإمبراطور بالموت ما لم يذبح للأوثان، فأجابه: “الموت الذي تظن أنك تهددني به هو في نظر المسيحيين الحياة!” وإذ أصر الإمبراطور علي ذلك، تشدد الكسندر ليضرب المائدة التي أمامه بكل قوته ويلقي بكل أدوات العبادة الوثنية… فاغتاظ مكسيميانوس وأمر السياف أن يضرب عنقه فورًا، وإذ رفع الرجل يده بقوة يبست في الحال، وامتلأ رعبًا. أُلقي الكسندر في السجن، لكنه هرب إلي مزرعة بجانب برغم Bergame تسمي Pretoire حيث اختبأ هناك عدة أيام. وإذ بحثوا عنه ووجدوه، حاولوا إلزامه بتقديم ذبائح للأوثان فرفض مسلمًا عنقه للاستشهاد، وكان ذلك في عام 297 م. وقد قامت سيدة تقية تدعي Grata بتكفينه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الكبادوكي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من بين غرباء كثيرين جاءوا إلي ميلان في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير ثلاثة من كبادوكية هم سيسينيوس ومارتيروس وأخوه الكسندر. وكان القديس أمبروسيوس يقدرهم حتى رشحهم لدي القديس فيجيليوس أسقف ترنت لممارسة أعمال إرسالية، وقد قام الثلاثة بعمل كرازي في Tyrolese Alps. وقد واجهوا متاعب كثيرة في الخدمة لكنهم ربحوا نفوسًا كثيرة للسيد المسيح. إذ شعر الوثنيون بنجاح خدمة هؤلاء الرجال، هاجموهم في الكنيسة وأخذوا يضربونهم فتنيح الأول -وكان شماسًا- في ساعات قليلة، أما الثاني وكان قارئًا فتسلل إلي حديقة فعثر عليه الوثنيون في اليوم التالي وصاروا يسحبونه من قدميه علي الأحجار حتى ترضض جسمه كله وتنيح. سقط الكسندر بين أيديهم فصاروا يضغطون عليه ليجحد الإيمان، فحرقوا جسدي زميليه أمامه، وإذ لم يُجِد ذلك نفعًا ألقوه حيًا في النار. جمع المؤمنون رفاتهم بعد حرقها ونقلوها إلي ترنت. وقد بني القديس فيجيلوس كنيسة في الموضع الذي احتملوا فيه العذابات، كما كتب عنهم القديسين أمبروسيوس وذهبي الفم. كما تحدث عنهم القديس أغسطينوس. ويُعيد له يوم 29 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندرا العذراء السكندرية الناسكة | الولادة: – الوفاة: – 🕊️ حياة النساك والناسكات تبقى حياة الكثير من النساك والناسكات سرًّا، كل ما نعرفه عنهم هو تصرّفاتهم الظاهرة، أما أعماقهم فيندر جدًا أن يكشفوا عنها لكونها علاقة سرّية بين النفس وعريسها السماوي. وقد سمحت العناية الإلهية أن تلتقي القديسة ميلانية بعذراء الإسكندرية — كما يسميها القديس بالاديوس في كتابه عن تاريخ الرهبان — من وراء الشباك لتكشف بعض جوانب حياتها، فتعلن بهجتها وشبعها الداخلي. ✝️ لقاء مع القديس ديديموس الضرير إذ التقى القديس بالاديوس بالقديس ديديموس الضرير، مدير مدرسة الإسكندرية، روي له عن هذه العذراء المعاصرة له، التي تركت الإسكندرية وعاشت في قبر (نحن نعلم أن القبور قديمًا كانت متسعة جدًا كما في كثير من بلاد الصعيد إلى يومنا هذا، مثل قبور المسيحيين بدير الشهداء خارج مدينة إسنا). أغلقت هذه العذراء الكسندرا باب القبر عليها، ولم تسمح لنفسها أن ترى وجه إنسان عشر سنوات، إنما كانت تتعامل مع أخت تخدمها خلال نافذة. وقد بقيت هكذا حتى جاءتها الخادمة يومًا ما تتحدث معها فلم تجد إجابة، ولما أخبرت الكنيسة بذلك كسروا الباب ليجدواها راقدة في الرب. 👩🦳 لقاء القديسة ميلانية بالعذراء التقت بها القديسة ميلانية من خلف النافذة، وإذ سألتها عن السبب، لماذا دفنت نفسها هكذا، أجابتها بأن شابًا تعثّر بسببها، وإذ رأت أنها ستكون علة هلاك نفس على صورة الله ومثاله، فضّلت أن تأتي إلى القبر طوعًا عوض أن تعثره. سألتها القديسة ميلانية كيف تحتمل هذه الحياة دون أن ترى وجه إنسان ولا تتحطم باليأس، فأجابتها بكل وضوح أنها لا تعيش في قنوط أو حزن أو حرمان، بل هي متهلّلة فرحة تعمل بلا خمول، إذ قالت: “أشغل نفسي بصلواتي وعمل يديّ، ولا أجد لحظات بلا عمل. منذ الصباح حتى التاسعة (3 بعد الظهر) أنسج كتانًا وأنا أتلو المزامير وأصلي. وفي بقية اليوم أذكر في قلبي الآباء القديسين، وأتأمل بأفكاري في سير كل الأنبياء والرسل والشهداء. في بقية الساعات أعمل بيدي وآكل خبزي، بهذا أنا مستريحة أنتظر برجاء صالح نهاية حياتي”. هذا ما سمعه القديس بالاديوس من القديسة ميلانية نفسها! مصدر آخر 👑 ألكسندرا القديسة ألكسندرا، هي قديسة قبطية قديمة، عاشت بمساعدة صديقتها ميلانيا في إحدى القبور خارج الإسكندرية. وهي من سكان الإسكندرية، مسيحية من الأقباط. 🚶♀️ تعرضها للخطر في أحد الأيام، كانت ألكسندرا تسير في الطريق، فأراد أحد الشبان الرومانيين ممارسة الجنس معها، وكاد أن يوقع بها. فلما شعرت هذه القديسة بمخططاته، تنبأت أنه سيهلك بسببها، وأيضًا أحسّ ذلك الشاب أن هذه الفتاة متديّنة وأنها استحكمت لما يدبر، فخشى أن تفضحه بين الناس. 🌄 اختيارها التواري عن العالم فكرت هذه الشابة في زوال العالم وشهواته، من منظره ومتعته التي لا تدوم، فاختارت أن تتوارى عن العالم وما به من عثرات لها أو لغيرها. فذهبت إلى أحد الأماكن المهجورة خارج مدينة الإسكندرية، وأقامت في مكان يشبه القبر، وأغلقت على نفسها تاركة فتحة صغيرة لتأخذ احتياجاتها منها. وقد ساعدتها في ذلك صديقتها التي اسمها ميلانيا، وكانت امرأة مؤمنة تهتم بمعيشتها وتحضر لها طعامها البسيط من الخبز والملح لمدة اثنتي عشرة عامًا. 🍞 وفاتها واكتشاف الأمر وفي يوم، ذهبت كعادتها تحضر لها طعامها وطرقت على الباب، ولم تجب، فعلمت أنها قد ماتت. فذهبت ميلانيا إلى الأصدقاء المسيحيين وأخبرتهم بأمر هذه القديسة وقصتها (لأنه لم يعرف أحد قصتها وهي على قيد الحياة بناءً على رغبتها). فكسروا باب القبر ووجدوها قد توفّت، فأخذوها إلى الكنيسة وصلّوا عليها. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الملكة ألكسندرا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 303 👑 الملك دقلديانوس ومار جرجس ظنّ الملك دقلديانوس أن مار جرجس قد وافق على السجود للأصنام، قبلّ الملك رأسه وأدخله قصره، فالتقى بالملكة ألكسندرة وصار يحدّثها عن خلاصها، فآمنت بالسيد المسيح سرًّا. 🪔 معجزة تحطّم الأصنام إذ وقف جاورجيوس أمام الأصنام، نادي باسم السيد المسيح، فسقطت الأصنام وتحطمت، وتحطّم معها قلب دقلديانوس، الذي انطلق إلى قصره في ثورة عارمة، شاعرًا بأن الخزي قد ملأ وجهه. ⚖️ إيمان الملكة ألكسندرة واستشهادها أخبر الملك زوجته بما حدث، فقالت له: “أما قلت لك لا تعاند الجليليين، فإن إلههم قوي”. فغضب الملك جدًا وعذّبها كثيرًا، ثم ألقاها في السجن، حيث تنحّيت بسلام في 15 برموده. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الجندي الوثني | الولادة: – الوفاة: – كان من مدينة رومية في أيام الملك الوثني مكسيميانوس. ولما امتنع هذا القديس عن التضحية للأصنام عاقبه الملك بأن علقه من يديه، وربط في رجليه حجرًا ثقيلًا وأمر بضربه وحرق جنبيه وجعل مشاعل نار على وجهه. وإذ لم تثنه هذه العذابات أمر الملك بضرب رقبته فنال إكليل الشهادة. ويُعيد له يوم 1 برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس أسقف أورشليم | الولادة: – الوفاة: – سيامته أسقفًا كان القديس الكسندروس رفيقًا للعلامة أوريجينوس في التلمذة في مدرسة الإسكندرية درس غالبًا علي يدي القديس بنتينوس ثم خلفه القديس إكليمنضس الإسكندري. أُختبر أسقفًا علي كبادوكية، جاء إلي أورشليم بعد ذلك لنوال بركة الأماكن المقدسة، وكان القديس نركيسوس St. Narcissus أسقف أورشليم قد جاوز المائة وعشر سنوات وقد عرض علي شعبه إعفاءه من العمل الرعوي بسبب شيخوخته وعجزه عن العمل لكن الشعب رفض لتعلقهم بأبيهم الأسقف. إذ كان القديس الكسندروس منطلقًا من أورشليم ليعود إلي كرسيه سمع الشعب صوتًا من السماء أن يمسكوه ويقيموه أسقفًا، وإذ رفض بشدة لارتباطه الأبوي بشعب كبادوكية اضطر أن يقبل من أجل الصوت الذي سُمع من السماء، وبقي يساعد الأسقف نركيسوس خمس سنوات. وقد جاء في إحدى رسائل القديس الكسندروس: “اسلم عليكم باسم نركيسوس هنا في عامة المائة والسادس عشر، يطلب إليكم معي أن تعيشوا في سلام ووحدة ثابتين”. وبعد نياحة الأسقف نركيسوس صار أسقفًا علي أورشليم. علاقته بأوريجينوس حوالي عام 216 م. إذ نهب الإمبراطور كاركلا مدينة الإسكندرية، وأغلق مدارسها، واضطهد معلميها وذبحهم، قرر العلامة أوريجينوس أن يذهب إلي فلسطين، وهناك رحب به صديقه القديم الكسندروس أسقف أورشليم وثيؤكتستوس أسقف فلسطين، ودعاه ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما. غضب البابا ديمتريوس الكرام الإسكندري، إذ حسب ذلك مخالفًا لقوانين الكنيسة أن يعظ شخص علماني (غير كاهن) في حضرة الأسقف، فاضطر أوريجينوس أن يعود إلي الإسكندرية، والأسقف الكسندروس يعتذر بأن هذا القانون لا يعرف عنه شيئًا. مرة أخري إذ كان أوريجينوس عائدًا من اليونان في مهمة كنسية عبر بفلسطين فقام الأسقفان الكسندروس وثيؤكتستوس بسيامته كاهنًا، حتى يتحاشيا ما حدث قبلًا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). حاسبين أن هذا يرضي بابا الإسكندرية. لكن هذا العمل أثار البابا لأسباب كثيرة نعرضها عند حديثنا عن هذا العلامة. علي أي الأحوال هذا أدي في النهاية إلي ترك العلامة أوريجينوس الإسكندرية لينشئ مدرسة بفلسطين دامت قرابة 20 عامًا، فيها تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبي وأخوه. ولعل أوريجينوس ساعده في إقامة مكتبة لاهوتية ضخمة كانت قائمة حتى أيام المؤرخ يوسابيوس القيصري الذي كتب لنا أنه انتفع بها كثيرًا. آلامه قبل رحيله إلي أورشليم، إذ كان أسقفًا علي الكبادوك، أُلقي القبض عليه في اضطهاد الإمبراطور سويرس للمسيحيين، وقدم شهادة حق أدت به إلي السجن عدة سنوات حتى بداية ملك كاركالا. وقد كتب معلمه السابق القديس إكليمنضس الإسكندري الذي اضطر إلي ترك الإسكندرية رسالة إلي كنيسة إنطاكية. في اضطهاد ديسيوس قُبِضَ علي الأسقف ثانية وأُلقي للوحوش التي عوض مهاجمتها أنست به بالرغم من محاولة البعض إثارتها، فاقتيد إلي السجن في قيصرية ليتنيح هناك في قيوده داخل السجن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس أسقف القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: – سيم القديس الكسندروس بطريركًا علي القسطنطينية وهو شيخ يبلغ الثالثة والسبعين من عمره، وبقي يمارس هذا العمل الأبوي 23 عامًا كلها متاعب وآلام بسبب الأريوسية (تُعَيِّد له الكنيسة الغربية في 28 أغسطس، والقبطية في 18 مسري). رأينا أن البابا الكسندروس الإسكندري إذ رأي خطر أريوس بدا يتسرب إلي العالم المسيحي خارج مصر بعث برسالة إلي سميه البطريرك الكسندروس أسقف القسطنطينية يوضح له تفاصيل بدعة أريوس منكر لاهوت السيد المسيح. طُرد أريوس من الإسكندرية بعد حرمانه هو ومن يتمسك بتعاليمه، وإذ عاد إلي الإسكندرية وجد أبوابها مغلقة في وجهه، فألزمه الوالي بالعودة إلي القسطنطينية خشية حدوث ثورة عارمة. وفي سنة 336 م. عقد الأريوسيون مجمعًا بالقسطنطينية حكم بأرثوذكسية أريوس وعزل الأساقفة الذين يخالفون هذا الحكم. ولما رأي الكسندروس، تحت ضغط الإمبراطور، مضطرًا أن يشترك في الصلاة معه، اجتمع مع القديس يعقوب أسقف نصيبين في كنيسة القديسة أيريني، وأخذا يصليان أن يخرج كنيسته من هذا المأزق. وكان أتباع أريوس قد انطلقوا في شوارع القسطنطينية بموكب وتهليل يعلنون صلاة أريوس مع البطريرك في اليوم التالي، وجاء الأحد وانطلق أريوس كغالب ومنتصر إلي الكنيسة ليشترك في الصلاة لكنه شعر بألم في أحشائه فدخل مرحاضًا عامًا وهناك مات، وهكذا صار الأريوسيون في خزي شديد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الأكيميتي القديس | الولادة: – الوفاة: 430 ولد القديس ألكسندروس الأكيميتي في آسيا، وفي صباه تثقف في القسطنطينية حيث قبل الإيمان خلال شغفه في قراءة الأناجيل، ثم عاد إلي سوريا يمارس الحياة النسكية. مارس حياة الشركة ثم التوحد وبعد 11 سنة من رهبنته كرس نفسه للعمل الكرازي في بلاد ما بين النهرين (الميصة)، وقيل إنه هو الذي جذب رابيولاس Rabulas الذي صار فيما بعد أسقفا للرها. أنشأ ديرًا ضخمًا بجوار الفرات، لكنه لم يدم كثيرًا فيه إذ أخذ جماعة كبيرة من رهبانه وأقام في إنطاكية إلي حين، حيث أثارت زيارته هذه متاعب كبيرة، فأنشأ في النهاية ديرًا جديدًا بالقسطنطينية. مرة أخري قام ضده جماعة من الحاقدين وُطرد، فأنشأ ديرًا آخر في Gommon علي الشاطئ الأسيوي للبسفور حيث تنيح فيه عام 430. حمل شهرته بسبب إنشائه خورس يقسمون أنفسهم ليلًا ونهارًا للخدمة دون توقف. لهذا دعي باليونانية “اكوميتي” أو “اكيميتي” أي “الذين بلا نوم”. ويُعيد له يوم 23 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الأول | الولادة: – الوفاة: – سيامته القديس البابا ألكسندروس الأول البابا التاسع عشر وُلد بالإسكندرية، وسيم بها قسًا، ثم سيم بابا للإسكندرية كما تنبأ البابا بطرس خاتم الشهداء (17)، وكان قد بلغ سن الشيخوخة، ومع هذا فكان يخدم الله بنشاط تقوي. قال عنه المؤرخ الأنبا ساويرس بأن القديس أثناسيوس (البابا 20) روي بأن البابا ألكسندروس ما كان يقرأ الكتاب المقدس جالسًا قط، وإنما كان يقف والضوء أمامه. في تقواه دعاه الشعب بالقديس، وفي حبه للفقراء والمساكين كانوا يلقبونه “أب المساكين”. مقاومته للميلانية والأريوسية حاول أتباعا ميليتس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) بكل طاقتهم عرقلة سيامة الكسندروس مرشحين أريوس ليكون هو البابا البطريرك. ميليتس هذا كان قد أنكر الإيمان في اضطهاد دقلديانوس بالرغم من النصيحة التي قدمها له أربعة أساقفة بالسجن، ولم يكتفِ بهذا وإنما استغل سجن البابا ليجلس علي كرسيه ويرسم كهنة بالإسكندرية ويسلم أساقفة إيبارشيات غير إيبارشياتهم، وبهذا كوّن لنفسه حزبًا يتكون من ثلاثين أسقفًا يعلنون استقلالهم عن البابا، ويدخلون بعض الأنظمة اليهودية في عبادتهم. عقد البابا بطرس خاتم الشهداء مجمعًا حكم فيه بتجريد ميليتس من درجته فلم يعبأ بذلك. وقد أصدر مجمع نيقية حكمه بشأن انشقاق ميليتس، فخضع لحكم المجمع وخضع للبابا الكسندروس حتى مات عام 330 م. أما أريوس فكان في البداية منتميًا لأتباع ميليتس، يشجع ملاتيوس علي الانشقاق ضد البابا بطرس. وعندما سيم البابا الكسندروس حاول أن يجتمع به فرفض، معلنًا لرسله أن البابا بطرس قد منعه في السجن من قبوله في شركة الكنيسة كأمر السيد المسيح نفسه الذي ظهر له بثوب ممزق قائلًا بأن أريوس هو والذي مزقه. وقد طلب منهم أن يقدم توبة للسيد المسيح، فإن قبلها يعلن له الرب ذلك فيقبله. ثار أريوس وصار يهاجم ألوهية المسيح علانية، مستخدمًا مواهبه من فصاحة وخداع مع وضع ترانيم لها نغمات عذبة تجذب البسطاء، كما تظاهر بروح النسك والعبادة، وقد اجتذب كثيرًا من الراهبات والعذارى والنساء، استخدمهن في نشر بدعته. عقد البابا مجمعًا محليًا عام 319 م. يطالبه بترك بدعته، وإذ رفض عقد مجمعًا آخر بالإسكندرية يضم 100 أسقف من مصر وليبيا حرم أريوس وبدعته، مصدقًا علي قرار المجمع السابق. كتب أريوس إلى أوسابيوس أسقف نيقوميديا يستعطفه في خبث كمن هو مُضطهد من أجل الحقن وبقي في عناده يعظ ويبث سمومه، فطرده البابا. حاول أريوس استمالة بعض الأساقفة في إيبارشيات خارج مصر، فكتب البابا الكسندروس إلي سمية الكسندروس بطريرك القسطنطينية، كما إلي بقية الكنائس يشرح لهم بدعة أريوس ومعتقداته الخاطئة. عقد أتباع أريوس مجمعين الأول في بيثينية عام 322 م.، والثاني في فلسطين عام 323 م. قررا بأن الحكم الصادر ضد أريوس من بطريرك الإسكندرية باطل، وطالبا بعودة أريوس إلي الإسكندرية، وعاد أريوس إلي الإسكندرية ليقاوم الحق. اضطر البابا أن يشهر حرمان أريوس ويطرده للمرة الثانية، وقام الشماس أثناسيوس بكتابة منشور ضد بدعة أريوس وقعه 36 كاهنًا و44 شماسًا. استطاع أوسابيوس أسقف نيقوميديا بدالته أن يستميل قسطنطين الإمبراطور إلي أريوس، إذ كانت أخت الامبراطور أي كونسطاسيا تكرم الأسقف أوسابيوس. أرسل الإمبراطور قسطنطين أوسيوس أسقف قرطبة من أسبانيا وهو من المعترفين الذين احتملوا العذابات في عهد مكسيميانوس، إلي الإسكندرية ليتوسط لدي البابا فيقبل أريوس، وبعث معه خطابًا رقيقًا متطلعًا إلي أريوس ككاهن تقي غيور. وبوصول الأسقف إلي الإسكندرية لمس بنفسه ما يفعله أتباع أريوس، فانضم إلي البابا وطلب من الإمبراطور أن يأمر بعقد مجمع مسكوني لينظر في أمر الأريوسيين. عُقد مجمع نيقية عام 325 م، وكان للقديس أثناسيوس الرسولي دوره الكبير في كشف أباطيل الأريوسيين، فقطع أريوس وأتباعه، ونُفي إلي الليريكون. تنيح البابا الكسندروس حوالي عام 328. تعيد له الكنيسة الغربية في 26 فبراير، واليونانية في 29 مايو، والقبطية في 22 برمودة. لاهويتاته وكتاباته كان يبذل كل الجهد لمقاومة فكر أريوس منكر لاهوت السيد المسيح، والذي كان ينظر إليه باعتباره صنيعة بولس السومسطائي ولوقيانوس الإنطاكي، مقدمًا تعليمه الذي هو “التعليم الرسولي الذي من أجله نموت”، مؤكدًا أزلية الابن ووحدته مع الأب في الجوهر، موضحًا أن بنوته للآب طبيعية وفريدة وليست بالتبني، لذا دعي القديسة مريم “والدة الإله”. من كلماته [إن كان الابن هو كلمة الله وحكمته وعقله، فكيف وُجد زمن لم يوجد فيه؟! هذا كمن يقول بأنه وُجد زمن كان فيه الله بلا عقل وحكمة]. أهم كتاباته هي: يعلن القديس أبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقات (69: 4) عن وجود سبعين رسالة له، فُقدت جميعها ما عدا رسالتين في غاية الأهمية بخصوص الصراع الأريوسي. له عظات من بينها وجدت عظة بالقبطية والسريانية عن النفس والجسد وعلاقتهما ببعضهما البعض. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الثاني | الولادة: – الوفاة: 726 البابا ألكسندروس الثاني البابا الثالث والأربعون بعد نياحة البابا سيمون لم يتمكن الأساقفة من إقامة خلف له، فخلا الكرسي ثلاث سنوات، بعد ذلك طلب أثناسيوس رئيس ديوان الأمير عبد العزيز من الأمير أن يسمح للأنبا غريغوريوس أسقف القيس أن يتولى شئون الكنيسة، فكتب له أمرًا بذلك. وكان الأنبا غريغوريوس إنسانًا تقيًا محبوبًا حتى لم يفكر الكل في سيامة بطريرك لمدة أربع سنوات، وأخيرًا أجمع الرأي علي سيامة ألكسندروس بطريركًا، وكان راهبًا بدير الزجاج وديعًا حكيمًا عالمًا بالكتب المقدسة، ما أن رآه الأمير حتى أحبه. سيامته بعد استئذان الوالي أُقيم الكسندروس بطريركًا في 30 برمودة من عام 695 م.، في عيد القديس مارمرقس، وكانت أيامه الأولي كلها صفاء وشمل الجميع سرور عظيم، وساد الكنيسة السلام. متاعبه مات الأمير عبد العزيز فحزن عليه جميع المصريين من مسلمين ومسيحيين، إذ عرف بعدالته وحكمته، وجاء من بعده عدة ولاة هم عبد الله وقرة وأسامة وعبيد الله كانت أسماؤهم رمزًا للعنف والقسوة علي الجميع، حيث ضاعفوا الضرائب بصورة صارخة، فلم يسمحوا بدفن ميت دون دفع ضريبة عنه، وكان الكل ساخطًا عليهم، وبلا شك كانت الضرائب أضعافًا مضاعفة علي المسيحيين. إذ تولي عبد الله الولاية وجاء إلي الفسطاط جاء البابا يحييه، فسأل عنه فقيل إنه أبو الأقباط، فقبض عليه وسلمه لأحد حجابه وطلب منه أن يهينه حتى يدفع ثلاثة آلاف دينار. تقدم شماس يدعي جرجس إلي الأمير يسأله: “أيهدف مولاي إلي اعتقال البابا أم إلي الحصول علي المال؟”، وإذ أظهر الأمير رغبته في المال طلب منه أن يخلي سبيل البابا حتى يقدر أن يطوف معه وسط الشعب ويجمع له المال، وبالفعل طاف معه في الوجه البحري حتى جمع المبلغ وسلمه للوالي. هذا وقد بذل عبد الله كل طاقاته للإبطال اللغة القبطية في الدواوين والمدارس ومحاكمة من يستخدمها. بعد عبد الله تولي الأمير قرة الولاية عام 701، وتكررت نفس المأساة وقام البابا بزيارة الوجه القبلي، ففرح به الشعب جدًا إذ لم يكن قد زراهم البطريرك قط منذ أيام الأنبا بنيامين (البابا 38) حين كان مختفيًا بينهم، وأخيرًا قام بسداد المبلغ. ارتفعت الضرائب جدًا خاصة علي الأقباط، حتى اضطروا إلي بيع أواني المذبح الفضية، واستبدالها بأوانٍ خشبية أو زجاجية لتسديد الجزية، وكان هناك سخط من المسلمين أيضًا علي الأمير. مرة سعي بعض الأشرار لدي الوالي متهمين البابا بأن قومًا لديه يضربون الدنانير، فأرسل جماعة من الجند أهانوا البابا وصاروا يضربون أصحابه حتى قاربوا الموت، وإذ ظهر بطلان هذه الوشاية تركوا الدار البطريركية. بجانب هذه المتاعب الخارجية سقط البابا تحت متاعب من كنائس الإسكندرية وكهنتها إذ اعتادت منذ عهد قسطنطين أن تقدم لها البطريركية معونات، لكن بسبب الغرامات التي حلت بالبابا والضيق الخارجي لم يستطع البابا أن يقدم شيئًا فثار بعض الكهنة والأراخنة ضده، وكان يتوسل إليهم موضحًا لهم كيف صارت الكاسات التي تقدم فيها الأسرار المقدسة من زجاج بسبب ما حلّ بالكنيسة من ضيق، وإذ يقبلوا كلماته اضطر إلي انتهارهم وطردهم فخرجوا يشنعون عليه. بجانب هذه المتاعب حلّ بالبلاد قحط شديد ووباء، فمات كثيرون بسبب الجوع والمرض، وكان البابا مع الأساقفة يجولون في البلاد ليسندوا الشعب بسبب ما حلّ بهم من كوارث. ومن متاعبه أيضًا ما أثاره طبيب بيزنطي اسمه أنوبيس نجح في استمالة والي الإسكندرية بسبب مهنته، مقنعًا إياه أن يقيمه أسقفًا علي الإسكندرية، وإذ تحقق له لك صار يقاوم البابا بكل طاقاته مستغلًا صداقته مع الوالي، فثار الشعب عليه جدًا، واضطر من الخوف أن يلجأ إلي البابا الذي استقبله بمحبة، فخجل جدًا وأعلن ولاءه للبابا، وبقي هكذا علي ولائه مدي حياته. لما صار حنظله بن صفوان واليًا عام 713 أراد أن يرسم علي يدي كل مسيحي صورة الأسد (الوحش)، ثم قبض علي البابا البطريرك وأمره بذلك، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام، فدخل إلي مخدعه واشتهي الانطلاق من هذا العالم ولا يري ما يحل بشعب الله. وإذ تزايد المرض به جدًا سأل قوم الوالي أن يسمح له بالانطلاق إلي كرسيه بالإسكندرية فحسبه يتمارض، لكنه أخذ مركبًا وانطلق سرًا إلي الإسكندرية، وإذ علم الوالي أرسل وراءه قومًا ليقبضوا عليه فوجدوه قد تنيح، فقاموا بتعذيب تلاميذه. كانت مدة إقامته علي الكرسي 34 سنة ونصف، وقد تنيح في 7 أمشير (سنة726 م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس من ليكوبوليس | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الثالث، كان في الغالب وثنيًا، بهرته المانية فاعتنقها لكنه اكتشف رذائلها وأخطاءها فاعتنق المسيحية. وقد نال شهرة خاصة بسبب مقالة ضد المانيين، حيث امتدح بساطة الفلسفة المسيحية وفاعليتها، وقارن بينها وبين تعاليم المانية المتناقضة غير المنطقية. ويعتبر عمله مصدرًا هامًا في دراسة المانية. يري المؤرخ فوتس Photivs أن الكسندروس كان أسقفًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – نال القديس ألكسيوس شهرة عظيمة في منطقة الرها (أديسا) بمنطقة ما بين النهرين، وقد دعي برجل الله، كما عرفه الغرب، ففي القرن الرابع عشر اختير ليكون شفيعًا لجماعة تهتم بالتمريض دعيت “إخوة الكسيوس”. وهو يمثل حياة الإنسان الذي يختار حياة الفقر بإرادته فيكون بركة لكثيرين خلال فقره وتقواه. نشأته ولد في النصف الثاني من القرن الرابع من أبوين تقيين محبين للفقراء، كان والده أفيميانوس Euphemian سيناتور بروما، ووالدته اغلايس Aglae عاقرًا، رزقا بهذا الطفل بعد زواجهما بفترة طويلة فربياه بروح التقوى والعبادة. كان مشتاقًا لتكريس حياته للعبادة في بتوليه الروح والجسد، لكن والديه اختارا له فتاه جميلة غنية وتقية، وبسبب حيائه لم يستطيع مقاومة والديه، لكن في أول يوم لعرسه قدم لعروسه خاتمًا ثمينًا وزنارًا قيّمًا (ربما قبل إتمام سر الزواج، في الليلة السابقة)، ثم تخفي في زي بسيط وهرب إلي اللاذيقية. فحزن عليه والداه وزوجته وصاروا في مرارة شديدة يبحثون عنه. خشي لئلا يتعرف عليه أحد فانطلق من اللاذيقية إلي أورفا بسوريا، وكان هناك يبكر كل يوم إلي الكنيسة يقضي نهاره متعبدًا لله، ثم يخرج ليجد كسرة خبز كأحد الفقراء ويعود إلي الكنيسة يقضي غالبية الليل في العبادة. إن كان قد عاش كفقير وحقير، لكن لم يكن ممكنًا له أن يخفي غناه الداخلي، فكان سبب تعزية للفقراء الذين خالطهم وشاركهم فقرهم. أما الأغنياء ومتوسطو الحال فأدركوا من رقته ووداعته وبشاشته أنه ليس بفقير عادي، إنما هو رجل الله المتخفي! قيل إن كاهن الكنيسة إذ كان واقفًا أمام أيقونة العذراء سمع صوتًا يؤكد له أن هذا الفقير الذي ينام كل ليلة عند الباب هو رجل بار، وتكرر الأمر مرة أخري، فطلب الكاهن من الكسيوس أن يذهب معه لبيته، وإذ شاع الأمر في المدينة لم يحتمل كلمة كرامة، فانطلق إلي اللاذيقية وقصد سفينة ليذهب إلي طرسوس، لكن شدة الريح غيرت اتجاه السفينة فاتجه إلي إيطاليا، وعاد إلي بلده وقد اختفت عنه ملامحه. انطلق إلي قصر والده الذي عرف بحبه للفقراء، فطلب من الخدم أن يقبلوه عندهم، فقدموا له أحقر موضع، وللأسف كان يعامل منهم بقسوة واحتقار واشمئزاز بسبب ثيابه الرثة وفقره الشديد. كان كل ما يملكه هو أيقونة للصلبوت، يقضي كل وقته في العبادة والصلاة، لا يخرج إلا إلي الكنيسة مرة في الأسبوع لتناول الأسرار المقدسة. بقيّ علي هذا الحال 17عامًا، يرى والديه دون أن يعرفاه. وإذ عرف أن ساعة انتقاله قد جاءت كتب كل ما حدث له في قرطاس وأمسك به ليصلي، وينتقل وهو ممسك بالقرطاس. قيل إن والده كان يصلي في ذلك الوقت، وكان الأسقف أينوشنسيوس الأول هو الذي يرأس الصلاة، وقد سمع كل الحاضرين صوتًا من السماء يقول إن بارًا قد انتقل الآن في بيت أوفيمانوس. بعد القداس انتقل الأسقف مع السيناتور إلي البيت ليجدا الكسيوس منتقلًا وممسكًا بالقرطاس. عرف السيناتور وزوجته ابنهما فبكيا بمرارة وصارا يقبلانه ثم دفناه وكان ذلك عام 436 م.، وقد أظهر الله عجائب كثيرة. جاء في بعض المخطوطات اليونانية أنه انتقل في مستشفي بالرها وأنه بعد دفنه في المقابر العامة عرف أسقف الرها قصته فأخرج جثمانه ودفنه في مقبرة خاصة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أللاديوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أسقف أحد بلاد المشرق، كان يوبخ الوالي يوليكوس علي عبادته للأوثان، فأجابه: “إن كنت في نظرك كافرًا لأني لا أعبد المصلوب، فإنني أجعلك تترك عبادته”. ثم سلمه لأحد نوابه الذي قام بتعذيبه سنة كاملة، وإذ لم ينثن عن إيمانه أوقد نارًا وطرحه فيها فلم يمسه آذى، فآمن جمع كبير من المشاهدين. قطعت رؤوس هؤلاء المؤمنين مع رأس هذا الشهيد لينالوا إكليل الاستشهاد، وكان ذلك في الثالث من بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألماخوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يقدم لنا الشهيد ألماخوس أو تلماخوس Telemachus صورة حيَّة للنفس الباذلة التي لا تطيق الشر ولا تقبل القسوة، تقدم حياتها لتفتدي بالرب المتألمين. عاش هذا القديس حياته الديرية في الشرق، وإذ جاء إلي روما وكان وقت عرض ألعاب المجالدين، حيث تحتشد الآلاف في المسرح لتنظر الأسري أو العبيد ينزلون الساحة ويمسكون بعض الأسلحة يتقاتلون بلا هدف إلا لبهجة النفوس المتعطشة لسفك الدماء، فتتحول الساحة إلي مجزرة بشرية. تسمي هذه الألعاب باستعراضات المجالدين The gladiatorial shows. تحولت هذه الاستعراضات إلي نوع من الفن، فصار ينزلها أحيانًا بعض الأحرار مقابل مبلغ من المال ليعرضوا حياتهم للموت، بل وأحيانًا يشعر بعض النسوة بالبهجة أن ينزلن الساحة يتقاتلن، وكان البعض يُقاتل وهو معصوب العينين، وأحيانًا كان يُقتل الآلاف في يوم واحد لمجرد الابتهاج بالاحتفال بعيد روماني. رأي الراهب الشرقي هذا المنظر البشع ولم يعرف ماذا يفعل سوي أنه في محبة نزل إلي الميدان، وعبثًا حاول التفاهم، فدخل وسط المصارعين معرضًا حياته للخطر، فاغتاظ المصارعون إذ أفقدهم بهجة القتال فقام الكل عليه يرجموه. في الحال أحس الإمبراطور هونريوس بهذا القلب المحب، واعتبره شهيدًا للحب، وأعلن إلغاء هذا النوع من الرياضة حوالي سنة 400 م. (يعيد له الغرب في أول يناير). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألوتاريوس الشهيد وأمه الشهيدة أنثيا | الولادة: – الوفاة: – أسقفيته ولد حوالي عام 98 م.، وكان والده أوغانيوس قاضيًا يحتمل أن يكون مسيحيًا، ووالدته أنثيا Anthia/Antia إنسانة مسيحية تقية قامت بتربية ابنها خاصة بعد وفاة والده. قدمته للأب أناكليتوس أسقف روما الذي اهتم به روحيًا ثم عهد به في يدي أسقف بمدينة إيكانية يدعي ديناميوس. وقد ظهرت مواهب إلوتاريوس Eleutherius وعلمه مع حياته الفاضلة وشجاعته أثناء الاضطهادات خاصة بعد سيامته كاهنًا في سن الثامنة عشرة. إذ بلغ العشرين من عمره سيم أسقفًا علي بلاد إيليريا (إسكلافونيا) Illyrium فآمن علي يديه كثيرون الأمر الذي أثار بعض الأشراف الوثنين فبعثوا إلي الإمبراطور يخبرونه بخطورة هذا الأسقف علي العبادة الرسمية للإمبراطور. القبض عليه أرسل الإمبراطور هادريان Hadrian أحد الولاة يدعي فيلكس للقبض عليه وإحضاره إلي روما، وإذ التقي فيلكس به دخلا في حديث مشترك فيه انجذب فيلكس نفسه للإيمان المسيحي، وصار الأسقف أبًا روحيًا له. صار موقف فيلكس محرجًا مع الأسقف، غير أن الأسقف طلب منه أن يذهبا مع الجنود إلي روما، وهناك تقدم الأسقف بنفسه للإمبراطور الذي قام بتعذيبه، تارة في أتون نار أخري بربطه في أقدام الخيل لتجري به علي الجبال وبإلقائه للوحوش الجائعة وكان الرب يخلصه، وأخيرًا أمر بقطع رأسه. أسرعت أمه أنثيا إليه، وانطرحت علي جسده الطاهر وهي تشكر الله من أجل عطية الاستشهاد التي نالها ابنها مع أحد عشر شهيدًا، فجاء الجند وقطعوا رأسها هي أيضًا (يحتفل الغرب بعيدها في 18 أبريل). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألونيس الأب | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف شيئًا عن أبا ألينوس أو ألونيس Abba Alonis سوي بعض أحاديث قليلة وردت بين أقوال آباء البرية، منها: من لم يقل: “لا يوجد في الكون كله إلا الله وأنا” لن يجد راحة (بمعني أنه لا يصنع أمرًا مراضاة لإنسان علي حساب الحق). قيل عن الأب ألونيس إنه كان مرة يخدم والأخوة جالسون عنده يمدحونه، وهو لا يجيبهم البتة، فقال له إنسان منهم: “لماذا لا تجيب الآباء وهم يسألونك؟” فقال: “لو أجبتهم لصرت مثل من يقبل المديح”. قال أيضًا: “لو لم أهدم نفسي تمامًا لما قدرت أن أعيد بنائي من جديد”. إن أراد الإنسان يقدر في يوم واحد من الصباح إلي المساء يبلغ القامة الإلهية (يحمل السمات الإلهية). سأل أخ أبا ألونيس: “ما معني أن الإنسان يحتقر ذاته؟” فقال له الشيخ: “هذا يعني أنه يري نفسه أقل من الوحوش متذكرًا أنها لا تُدان”. لو لم أخف نفسي تمامًا لما كنت أبنيها. أخيرًا فقد ورد حديث بينه وبين الأنبا أغاثون، إذ سأله الأخير كيف يمكنه أن يمتنع عن النطق بأي كذب، فأجابه لو امتنع تمامًا قد يتعرض لخطايا كثيرة معطيًا مثالًا أنه لو شاهد اثنين ذاهبين ليرتكبا جريمة، لكن أحدهما اختفي عنده، فإن سُئل عنه وأظهره يعرضه للقتل. [لعله يقصد بذلك أنه لا يليق بنا في غير حكمة أن نخبر ما يأتمننا الآخرون عليه من أسرارهم بحجة أننا لا نكذب، مثال ذلك لو سئُل كاهن عن اعتراف معين، ليس له الحق في إفشائه]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليبوس الطاجستي القديس | الولادة: – الوفاة: – تعرفنا على حياة هذا القديس خلال ثلاث رسائل لصديقه الحميم القديس أغسطينوس واعترافاته، وخلال رسالة وجهها القديس أليبوس للقديس يولينوس أسقف نولا. نشأته ولد في تاجست Tagaste بنوميديا شمال أفريقيا، ذات موطن صديقه القديس أغسطينوس الذي كان يكبر أليبوس بسنوات قليلة. درس مع أغسطينوس النحو في تاجست وعندما رحل أغسطينوس إلى قرطاجنة وفتح مدرسة للنحو تبعه أليبوس، غير أن خلافًا دب بين أغسطينوس ووالد أليبوس، أدى إلى منع أليبوس من الحضور في مدرسة أغسطينوس، وإن كان أليبوس بقى يحمل حبًا عظيمًا وتقديرًا له، الأخير كان يبادله ذات الحب. على أي الأحوال استغرق أليبوس في قرطاجنة في مشاهدة الملاعب والمسارح كعادة سكان هذه المدينة، وكان يشتاق أغسطينوس أن يحذره لكنه لم يجد الفرصة المناسبة. وإذ حضر أليبوس إحدى محاضرات أغسطينوس خلسة من وراء والده كان أغسطينوس مستغرقًا في شرح الموضوع الذي أمامه مقدمًا تشبيهًا في عروض المسارح، موبخًا بطريقة لطيفة المنهمكين فيها، ولم يكن يقصد أليبوس في ذلك الحين، لكن الأخير حسب الكلمات موجهة إليه فغضب على نفسه كيف يعيش تحت هذا الضعف، وقرر أن يتغلب على هذه العادة. وإذ بدأ بالتنفيذ فرح به والده، وسمح له بالانضمام إلى مدرسة أغسطينوس لما عرف أنه هو السبب في تغير سلوك ابنه. لقد انجذب الشابان في ذلك الوقت إلى المانية (بدعة أتباع ماني) التي تقوم على إيجاد ثنائية بين الروح من جانب والمادة من جانب آخر، وحسبما أنهما يجدان العفة والطهارة فيها، وإن كانت المانية لم تشبعهما في الداخل! في روما إذ أراد أليبوس كنصيحة والديه أن يبلغ مركزًا مرموقًا في العالم ذهب إلى روما ليدرس القانون. وكان قد بدأ خطوات جادة نحو التحول إلى المسيحية، لكنه وجد ما قد عاقه عن ذلك. لقد قابله أصدقاؤه يومًا وصاروا يضغطون عليه لكي يذهب معهم المسرح فاعتذر لهم، رافضًا تمامًا الذهاب، وإذ كان قد امتنع عنها وهو في قرطاجنة كما رأينا. وإذ ألحوا عليه قال لهم إنه وإن ذهب بجسده فسيبقى غائبًا بفكره، لكنهم لم يتوقفوا حتى حملوه معهم. إذ أخذ الكل أماكنهم أغلق أليبوس عينيه كي لا يرى ولا يفكر فيما هو أمامه. فجأة سمع صرخة دوت بين كل المشاهدين ففتح عينيه بدافع حب الاستطلاع ليرى أحد المصارعين قد جُرح والدماء تنزف منه. لم يستطع أن يغلق عينيه بل صار يتابع ذلك الصراع العنيف بكل مشاعره، وعاد أليبوس إلى حياته الأولى منغمسًا في حضور المسارح والصراعات العنيفة الرومانية، جاذبًا الآخرين معه. هذا الدرس لم ينسه أليبوس حتى بعد قبوله الإيمان المسيحي ونواله سرّ العماد، إذ كان يشعر دائمًا بالخوف من ضعفه الذاتي، ولا يثق إلا في الله وحده الذي يخلص بذراعه القوية الرحيمة. بالرغم من انغماسه في حضور المشاهد الوحشية التي فيها يصارع البشر مع وحوش مفترسة أو مع بعضهم البعض بعنف شديد وقسوة، فكثيرًا ما تترمل النساء ويصير الأولاد أيتامًا لمتعة وقتية ينعم بها المشاهدون محبو سفك الدماء وعذابات الآخرين، بقى أليبوس محبًا لحياة الطهارة، سالكًا بوقار واتزان حتى أكمل دراسته، ونال مركزًا قضائيًا. إذ جاء أغسطينوس إلى روما صار أليبوس ملاصقًا له، وذهب معه إلى ميلان عام 384 م.، وشاركه تحوله إلى المسيحية، وسُجل اسماهما معًا في سجلات الموعوظين في الصوم الكبير لعام 387 م.، ونالا سر المعمودية. في أفريقيا بعد فترة قصيرة سافرا إلى أفريقيا، ليعيشا معًا في تاجست موطنهما مع جماعة قليلة مكرسة للرب تمارس حياة التوبة والعبادة بغيرة متقدة. عاشا هكذا ثلاث سنوات حتى سيم أغسطينوس كاهنًا على مدينة هيبو، وانتقلت هذه الجماعة معه، ثم سيم أليبوس كاهنًا، وقام برحلة تقوية إلى فلسطين التقى فيها بالقديس جيروم. وعند عودته إلى أفريقيا سيم أسقفًا على تاجست حوالي عام 393 م. كان يعاون القديس أغسطينوس في أعماله العامة، وكان مملوءًا غيرة في حبه وخدمته لله وكنيسته. في سنة 429 تحدث عنه أغسطينوس كشيخ، وربما تنيح بعد ذلك بقليل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليدورس أسقف ألتينو | الولادة: – الوفاة: 400 التقى الجندي أليدورس أو هيليدورس أو أليدور بالقديس جيروم في أكويليا بإيطاليا حوالي عام 372 م. حيث تتلمذ على يديه. كان محبًا للصلاة ودراسة الكتاب المقدس، يقضي أيامًا بلياليها في الصلاة والدراسة، وإن كان لم يدخل ديرًا ولا التزم بالسكنى في البرية. إذ عزم القديس جيروم على السفر إلى الشرق مع الأبوين أوغريس وإينوشنسيوس ارتبط بهم أليدور وزاروا بلادًا كثيرة بسوريا. وفي إنطاكيا تعرفوا على أبوليناريوس الذي لم يكن بعد قد كشف عن بدعته، فكان أليدور يستمع لتفاسيره للكتاب المقدس، وبعد فترة قصيرة استطاع أن يتحسس ما في كلمات أبوليناريوس من سموم الهرطقة. اعتكف القديس جيروم في برية بإقليم كلشيدا نحو تخوم سوريا والعربية وتبعه اليدور إلى حين، لكنه اشتاق إلى وطنه فعاد إلى دلماسيا، واعدًا صديقه ومعلمه أن يعود إليه في القريب العاجل، غير أنه بقى زمانًا بجانب والديه فأرسل إليه القديس جيروم يحثه على التمتع بحياة البرية، محدثًا إياه عن الدموع التي ودعه بها والتي لم تنقطع بعد، طالبًا منه ألا يستكين هناك بسبب دموع أمه أو توسلات أبيه، كاشفًا له عن أهمية حياة الوحدة في البرية. تأثر أليدور بالرسالة جدًا، وإن كنا لا نعرف ما هي العوامل التي عاقته عن الانطلاق إلى معلمه جيروم ليحيا معه في البرية، لكنه كان يمارس الحياة النسكية التقوية بقوة منطلقًا إلى أكويليا، وهناك سيم أسقفًا على مدينة الثينو بالرغم من رفضه الشديد لقبول هذه الوظيفة. بجانب حياته النسكية التي عاشها خلال عمله الأسقفي اهتم بخلاص شعب الله ومقاومة البدع مثل الأبولينارية Apollinarism والأريوسية Arianism، كما حضر مجمع أكويليا عام 381 م. عندما سيم ابن اخته نيبوتيان كاهنًا كتب إليه القديس جيروم الذي لم يفقد قط حبه لصديقه أليدور سائلًا إياه أن يقتدي بخاله كمثل حيّ للراعي المسيحي. كان أليدور يسند القديس جيروم ماليًا في الإنفاق على ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية. غالبًا تنيح حوالي عام 400 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أماتاس القديس | الولادة: – الوفاة: – يذكر القديس جيروم في عرضه لسيرة القديس أنبا بولا أن أماتاس (أماتوس) Amatus كان تلميذًا للقديس أنبا أنطونيوس. ويروي لنا القديس بالاديوس أنه مع القديس مكاريوس (الصعيدي) كانا يدبران الدير الذي كان عبارة عن كينوبيون يضم جماعة المتوحدين المتتلمذين للقديس أنبا أنطونيوس، وأنهما هما التلميذان اللذان دفنا القديس أنطونيوس بعد نياحته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أماتور الأسقف | الولادة: – الوفاة: 418 حدثنا عنه إسطفانوس الكاهن الإفريقي بعد نياحة القديس أماتور بحوالي 160 عامًا. كان أماتور ابنًا وحيدًا لأحد أشراف مدينة Auxerre، اختار له فتاة غنية وجميلة تدعى مرثا زوجة له، بالرغم من صراحة الابن مع أبيه عن شوقه للحياة البتولية. جاء الأسقف يتمم له سرّ الزواج في البيت، وكان شيخًا مسنًا يدعى فاليريان، يصعب فهم كلماته بسبب شيخوخته المتأخرة جدًا، وإذ أمسك بكتاب الخدمات يصلي بدأ يصلي بصلوات سيامة الشماس، ولم يدرك أحد من الحاضرين شيئًا سوى العريس وحده. التقى العريس بعروسه، وإذ سألها إن كانت قد لاحظت شيئًا فأجابت “لا”، عندئذ أخبرها بما فعله الأسقف، إنه لم يصل صلاة سرّ الزيجة بل صلاة سيامة شماس فدهشت جدًا، وعندئذ سألته عن تفسيره الأمر. أجابها أماتور إن هذه علامة من الله عن رغبته في تكريسهما لحسابه، فارتمت الفتاة بين ذراعي أماتور لتلعن بفرح وشوق أنها عن طيب خاطر تقدم حياتها لله معه. ركع الاثنان ليصليا معًا، وإذ برائحة عجيبة تملأ غرفتهما، ولما سألت العروس عريسها إن كان يشم شيئًا، أجابها: “إنها رائحة الفردوس”. قضيا فترة طويلة في الصلاة والحديث معًا في الرب، وإذ اطفي السراج ليناما، أشرق عليهم نور بهي، ثم ظهر لهما ملاك يحمل اكليلين وضعهما على رأسيهما. كانت عادة الأفراح تمتد لمدة أيام، وقبل أن تنقضي أيام فرحهما تنيح الأسقف الشيخ وسيم القديس هيلاديوس خلفًا له، وانطلق العروسان إليه يطلبان بركته ويخبرانه بما حدث معهما، ففرح بهما جدًا، وسمح لمرثا أن تدخل أحد أديرة الراهبات، وسام أماتور شماسًا ثم كاهنًا يساعده. إذ تنيح الأسقف أختير أماتور أسقفًا، وفي فترة أسقفيته الطويلة كسب كل بقية الوثنيين في المنطقة للإيمان المسيحي، وبنى كنائس، وصنع عجائب باسم الرب. مع الوالي جرمانيوس في السنوات الأخيرة لأسقفيته كان والي المدينة شابًا يدعى جرمانيوس، بالرغم من كونه مسيحيًا لكنه كان يمارس هواية صيد الحيوانات ويأتي برؤوسها ويعلقها على شجرة كمثرى كبيرة في وسط المدينة كتقدمة للإله Woden، الأمر الذي أعثر كثيرين. تحدث معه الأسقف وأخذ يحذره مرات وإذ لم يرتدع قام إلى الشجرة في غياب الوالي وألقى برؤوس الحيوانات على الأرض وحطم الشجرة تمامًا. وإذ جاء الوالي ثار وقرر أن يقتل الأسقف. وبمشورة بعض المؤمنين ترك الأسقف المدينة حتى يُصرف غضب الوالي، فجاء إلى مدينة Autun، وهناك كان يصلي من أجل الوالي كما كان يصلي إلى الله أن يرشده إلى من يصلح للأسقفية بعده بسبب شيخوخته، فأُعلن له أنه لا يصلح أحد إلا جرمانيوس الوالي. وبالفعل عاد إلى مدينته لينطلق الكل إليه في الكنيسة يعلن فرحه بأبيه الأسقف، وكان من بينهم الوالي الذي أظهر مودة وتوبة، عندئذ أمر الأسقف بإغلاق الأبواب وأعلن اختياره جرمانيوس أسقفًا. وقد فرح به الشعب وكان سبب بركة لكثيرين. تنيح الأب أماتور غالبًا في أول مايو 418 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمانديوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 431 تعرفنا على شخصية القديس أمانديوس من رسائل القديس بولينوس أسقف نولا، الذي لم يخبرنا عن والديه أو نشأته، إنما قال إنه تربى منذ طفولته المبكرة ينتعش بمعرفة الكتب الإلهية. عاش عفيفًا في جسده، ضابطًا لسانه فلا ينطق بكلمة باطلة. سامه الأسقف ديلفينوس St. Delphinus of Bordeaux كاهنًا، يعمل معه في الكنيسة، فأظهر غيرة شديدة على مجد الله. هو الذي كان يعلم بولينوس أسقف نولا في فترة ما قبل العماد، حين كان من الموعوظين، لذا ارتبطا معًا بصداقة دامت مدى الحياة. وقد كتب له بولينوس عدة رسائل يظهر منها مدى ما بلغه أمانديوس من تقوى وورع وحكمة. في سنة 400 م. تنيح القديس ديلفينوس وأُختير أمانديوس خلفًا له. نقل الأب غريغوريوس أسقف تورز Tours عن الأنبا بولينوس هذه الكلمات: [ إن أردت أن تشاهد أساقفة يستحقون الله، تطلع فقط إلى اكسيبيروس أسقف تولوز، وسمبليكوس أسقف رافينا، وأمانديوس أسقف بوردو]. تنيح هذا الأسقف غالبًا في 18 يونيو عام 431 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبروسياستر الأب | الولادة: – الوفاة: – اسم أمبروسياستير هو اسم أُعطي لكاتِب بعض التفاسير لأسفار بولس الرسول commentary on St Paul’s epistles، وقد تمت كتابة تلك التفاسير خلال حبرية القديس البابا داماسوس الأول الروماني ، في الفترة ما بين عاميّ 366-384 م. وهي وثيقة هامة للنص اللاتيني لأسفار بولس الرسول قبل فولجاتا جيروم، وهامة كتفسير قبل تفسير أغسطينوس أسقف هيبو. وكانت تلك التفاسير تُنْسَب خطأ للقديس أمبروسيوس أسقف ميلان، إلا أن الباحِث الألماني إراسموس (1466-1536) Erasmus شكَّك في نسبتها للقديس أمبروسيوس. وفي حين أن اسم “أمبروسياتير” اشتهر من خلاله، إلا أن تلك التسمية -والتي تعني “مَنْ اقترب من كونه أمبروسيوس would-be Ambrose (أو “أمبروسيوسي”) كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- أتى بها الباحث موريستوس Maurists. فاسم كاتب التفاسير الأصلي مجهول، ولم يتم الوصول له بعد أبحاث متكررة. وفي حين ذكره القديس أغسطينوس في تفسيره لـ(رومية 5: 12) باسم “هيلاري” Hilary، إلا أنه لم يتم معرفة أي هيلاري هو من كُتَّاب كثيرين يحملون الاسم في تلك الفترة. وقد تم نسب بعض الكِتابات الأخرى له، مثل: أسئلة حول العهدين القديم والجديد Quaestiones Veteris et Novi Testamenti (وكان يتم نسبة تلك المخطوطات لأغسطينوس). بعض القًصاصات من تفسير متى 24. مناقشة مَثَل مكاييل الدقيق الثلاثة التي وضعت بها المرأة خميرًا. مُعالجة لإنكار بطرس والقبض على السيد المسيح في بستان جثسيماني. وبعض القًصاصات الأخرى المُحتمل نسبتها لنفس الكاتِب. وفي الوقت الذي تظل فيه شخصية الكاتِب مجهولة، هناك بعض الحقائق عنه: من القرن الرابع الميلادي. كان نَشِطًا في روما خلال حبرية البابا داماسوس. وبالتأكيد كان حد أعضاء الإكليروس الروماني. هناك مؤشرات قوية بأنه كان له اعتراضات على مساعي جيروم لمراجعة الأناجيل باللغة اللاتينية القديمة، وكان ينتقد نشاط جيروم مع النسوة الناسِكات في روما. وكان يبدي اهتمام خاص باليهودية Judaism، وكان يلقي الضوء على اشتقاق بعض المُمارَسات المسيحية من التقليد اليهودي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبروسيوس الإسكندري الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ثري إسكندري، استشهد بعد اعتناقه المسيحية على يدي أوريجينوس. كان متعلقًا بمعلمه أوريجينوس ومحبًا لكتاباته ومقالاته، فكان يمده بالمال لنسخ كتبه ونشرها، وحثَّه على ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبيرة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – الشهيدة أمبيرة من كفر الشيخ، وابنيها أباهور ويبسوري استشهدت أمبيرة مع ابنيها القديسين أبا هور ويبسوري في أيام الحاكم الروماني، ووضعت رفاتهم في كنيسة بلدهم شباس مركز دسوق (محافظة كفر الشيخ). إذ هاجم بعض الأجانب مصر، واستولوا على دمياط وبعض البلاد المحيطة بها، خرج الملك الكامل بجيوشه يحاربهم، وكان الجند في أثناء مرورهم على البلاد يخربون بعض الكنائس ويهدمونها ويستولون على ما بها. تعرضت الكنيسة التي في شباس للهدم، وإذ رأى أحد الجند التابوت الذي به رفات هؤلاء القديسين ظن أن به مالًا أو أشياء ينتفع بها، فأخذه، وإذ فتحه ولم يجد به سوى الرفات ألقى بالرفات المقدسة على الأرض وأخذ التابوت. رأته زوجة كاهن وكانت تنظره من بعيد، فلما غادر الجند المكان أخذت الرفات المقدسة ولفتها في طرف إزارها، وأخفتها في الأرض، وغطت عليها بالحجارة. انشغل المؤمنون بإصلاح ما تهدم، ونسيت المرأة أن تخبرهم بما فعلته، وبعد عشرين سنة أخبرتهم، فجاء الكل بفرح يحملون الرفات، وقد أظهر الله عجائب عظيمة في ذلك اليوم بصلوات هؤلاء الشهداء، منها أن فتاة مؤمنة كانت قد فقدت بصرها تمامًا وانقطع الرجاء في شفائها، طلبت صلوات هؤلاء الشهداء وتباركت بالرفات، فعاد إليها بصرها في الحال، فمجدت السيد المسيح. تحتفل الكنيسة بوجود هذه الرفات في التاسع من طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبيكوس الأب | الولادة: – الوفاة: – حياة أبا أمبيكوس مع أبا بترا تمثل الصداقة الحقة والشركة التي لا تنفصل، فإننا كثيرًا ما نجد في وسط نظام الجماعات بعضًا أحب الشركة على مستوى ثنائي أو في حدود عدد صغير مثل القديسين أنبا أبرام وأنبا جورجي، والأخوين القديسين مكسيموس ودوماديوس، وأنبا أيوب وأخوته إلخ… عاش هذان القديسان كصديقين حميمين، وكان الرهبان يحثونهما على الذهاب إلى مائدة الآباء، وبالكاد وافق أبا بترا أن يذهب إلى هذه المائدة بمفرده. وبعد أن أكل قال له أمبيكوس: “كيف تجاسرت وذهبت إلى مائدة الشيوخ؟” أجاب أمبيكوس: “لو إنني جلست بينكم لكان الإخوة يكرمونني كشيخ مسن ويطلبون مني أن أكون الأول في إعطاء البركة، فأظن في نفسي أنني أفضل منكم جميعًا، لكنني إذ ذهبت مع الآباء فإنني أقل الجميع، إنني أنسحق وأحسب نفسي كلا شيء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إمساح القفطي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في قفط إذ أصدر الإمبراطور دقلديانوس أوامره باضطهاد المسيحيين، صار إريانا والي أنصنا يجول في كل صعيد مصر لا عمل له سوى تعذيب المؤمنين. ولما بلغ بالسفينة إلى ساحل مدينة قفط (على النيل) في رياء خرج إليه كهنة الأصنام لمقابلته يفتخرون أمامه قائلين: “عش يا مولانا إلى الأبد، فإنه لا يوجد في مدينتنا من يذكر اسم المسيح”، ففرح أريانا جدًا وأجزل لهم الهدايا، وقدم ذبائح للآلهة وانطلق بسفينته. سمع بذلك صبي مسيحي اسمه “إمساك” أو “بويمساح”، يسكن في شمال المدينة مع أخته ثيؤدورا “تاوضورا” في بستان يُعرف بحقل النسوة، يعملان معًا فيه ليعيشا على القوت الضروري، ويقدمان ما تبقى للمساكين. حزن الصبي لما علم بما فعله هؤلاء الكهنة، ولعل حزنه يرجع إلى ما حمله هؤلاء الوثنيون من رياء وكذب لجلب هدايا كثيرة من أريانا، أو لعله شعر أنه بهذا حُرم هو من نوال إكليل الاستشهاد، وربما حسب صمته على ما قاله هؤلاء الكهنة الوثنيون فيه إنكار ضمني لإيمانه ولم يعرف ماذا يفعل، وإنما صلى طالبًا إرشاد الله ومعونته. في ذات ليلة ظهر له ملاك الرب يسأله أن ينطلق إلى قاو ليجد هناك الوالي ويعترف باسم السيد المسيح، وأخبره مقدمًا بكل ما يحدث له لكي يسنده ويعزيه. إلى قاو في الصباح إذ استيقظ من نومه رفع صلاة حارة لله، وخرج إلى ساحل المدينة وركب السفينة منطلقًا إلى قاو كوصية الملاك، دون أن يخبر أخته بشيء. وهناك وجد أريانا يعذب المسيحيين، فصرخ إنه مسيحي، فأمر الوالي بجلده بقسوة حتى امتلأ جسمه بالجراحات وكان ينزف دمًان فأرسل الله ملاكه وشفاه داخل السجن الذي أُلقي فيه. في اليوم التالي عاود الجند جلده ثم لفوه في حصير وألقوه في النيل، فأسلم الروح بيد الله ونال إكليل الشهادة في 16 من شهر كيهك (حسب السنكسار القبطي لرينيه باسيه 15 كيهك). أعد الله تمساحًا في النيل جذب الحصير وبه جسد القديس وانطلق به حتى بلغ مدينة قفط فألقاه على الساحل. ظهر ملاك الرب لأخته في الليل وأعلمها بما ناله أخوها من مجد، وفي الصباح أخبرت الكهنة فانطلقوا ومعهم المؤمنين إلى الساحل وحملوا جسده بإكرام عظيم، ودفنوه في بستانه. وبعد انقضاء فترة الاضطهاد بنى المؤمنون كنيسة باسمه، وقد أظهر الله عجائب كثيرة في الكنيسة بصلواته. قيل إنه في أيام أنسطاسيوس إمبراطور الشرق أرسل قائدًا إلى ديار مصر ليجمع الخراج، وإذ بلغ إلى مدينة قفط سمع المؤمنون عنه أنه ظالم وعنيف وقاسي القلب، فاجتمعوا في الكنيسة يطلبون رحمة الله بصلوات الشهيد إمساح. وإذ عرف القائد ذلك انطلق إلى الكنيسة ووجد أبوابها مغلقة، فمدّ يده ليشعل النار في الباب، وإذ بيده تيبس، ويُصاب بشلل، فيحمله رجاله إلى السفينة، وفي الطريق مات. ولما سمع أنسطاسيوس بذلك مجد الله وأمر أن يترفق جامعو الخراج بالناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمفيلوشيوس أسقف أيقونية | الولادة: – الوفاة: – القديس أمفيلوشيوس من رجال القرن الرابع، كان صديقًا حميمًا للقديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس الناطق بالإلهيات وغريغوريوس أسقف نيصص. ولد في قيصرية الكبادوك ما بين سنة 340-350 م.، وقد نشأ محبًا للعلم والثقافة كما اتسم بالعدل والحكمة مع شرف نسبه، لذلك نجح في عمله كمحام حين بدأه بالقسطنطينية عام 364، وتدرج حتى صار قاضيًا. وقد عُرف بنزاهته ونظافة يده. وكان القديس غريغوريوس يحثه على تكريس وقت أكبر لدراسة الكتاب المقدس والعبادة والخدمة، لكنه كان يشعر أنه يخدم الله خلال تقواه في عمله كقاضٍ. مرّت به تجربة قاسية على نفسه، إذ اتُّهم ظلمًا بأنه قد برّأ رجلًا مذنبًا بنواله رشوة، وبلغ ذلك القصر الإمبراطوري بالقسطنطينية، فأسرع القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس يكتب إلى القصر ليعلن براءة صديقه، وبالفعل خرج من التجربة أكثر كرامة. أما ما انتفع به فهو إدراك أهمية نصيحة صديقه القديم الذي طالما كان يحثه على التفرغ للخدمة، فقرر ترك عمله عام 367 والانفراد في بيته يثابر على دراسة الكتاب المقدس والحياة التأملية مع عبادات روحية ونسك، كما كان يعين والده في شيخوخته المتأخرة وأمراضه الكثيرة. اتخذ أمفيلوشيوس القديس باسيليوس الكبير صديقًا له وأبًا روحيًا ومدبرًا لحياته، وقد وجدت بينهما رسائل متبادلة كثيرة، وإن كان قد اتبع (أمفيلوشيوس) أسلوب الحذر لئلا يُرشح لعمل كهنوتي. غير أن الله دعاه للعمل الأسقفي عام 374 لمدينة أيقونية بليكاؤنية والتي كانت تُدعى بيسيدية الثانية، ويبدو أنه قبل الأسقفية خلال ضغط القديس باسيليوس، كما يظهر من رسالة الأخير له، إذ جاء فيها: “الطوباوي في الله الذي يختار في كل جيل من يسره، مظهرًا آنية اختياره، مستخدمًا إياهم في خدمة القديسين، هذا الذي يصطادك في شباك نعمته التي لا يمكنك الانفلات منها، بالرغم من محاولتك للهروب لا منا وإنما من الدعوة التي وجهها الله خلالنا، فجاء بك إلى منتصف بيسيدية، حتى تأسروا للرب الذين سبق فأسرهم الشيطان، وتخرجوهم من الأعماق إلى النور حسب مشيئته” رسالة 161. التقى أمفيلوشيوس بعد سيامته بالقديس باسيليوس في قيصرية الكبادوك يسأله الإرشاد في بدء عمله الأسقفي شفاهة، ثم رجع إلى كرسيه، ولم يخجل من استشارته بعد ذلك بالرسائل، بل سجل القديس باسيليوس لنا كتابه عن الروح القدس بناء على طلب هذا الأب. يصعب الحديث عن هذا الأب فقد مدحه كثيرون من الآباء المعاصرين له. دعاه القديس غريغوريوس الثيؤلوغس ملاكًا سمائيًا وعمود الحق والاستقامة والحبر البريء من العيب. هذا وقد اتسم الأب بغيرته المتقدة على الإيمان المستقيم، مناضلًا ضد الهراطقة بعظاته وكتاباته ضد الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، والميساليون Messalians (كلمة سريانية تعني رجال الصلاة) الذين نادوا بأن الشيطان أتحد بنفس كل إنسان نتيجة خطية آدم، لا يخرج في المعمودية وإنما بالصلاة الدائمة غير المشتتة، مركزين على الحياة النسكية بطريقة مبالغ فيها من جهة فاعليتها في خلاص الإنسان. اشترك في مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 كأحد الأعضاء البارزين، ومُدح على أرثوذكسيته في قانون الإمبراطور ثيؤدوسيوس في 30 يوليو 381. رأس مجمع Side على خليج أداليا عاك 390 الذي أدان الميساليين (باليونانية ايوخيت Euchites) كهراطقة. وفي سنة 394 حضر مجمعًا بالقسطنطينية الذي أقر الخلافة الأسقفية لإبيارشية Bostra. كتاباته أغلب كتاباته مفقودة، منها كتابه “عن الروح القدس” الذي أشار إليه القديس جيروم، كما لدينا بعض مقتطفات من كتابات أخرى له مفقودة. أما الكتابات التي وصلت إلينا كاملة فهي رسالته المجمعية التي كتبها كطلب مجمع أيقونية المنعقد عام 376، فيها يدافع عن لاهوت الروح القدس ضد Pneumatomachoi، ومقال بالقبطية ضد The Apotacties, Gemellites، ثمان عظات على نصوص من الكتاب المقدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أموناس الأب | الولادة: – الوفاة: – الأب أموناس أو بيامون من ديوكلاس، أي منطقة البرلس. قدم لنا القديس يوحنا كاسيان حديثًا شيقًا معه في كتابه “المناظرات” (مناظرة 18)، عن أنواع الرهبنة الثلاثة، موضحًا غاية الرهبنة كحياة شركة مع الله وحب للأخوة مع موت عن محبة الاقتناء. وقد تحدث في صراحة أن من يطلب الوحدة هربًا من متاعب الشركة واحتمال الإخوة يخدع نفسه، الوحدة ليست هروبًا بل هي حب. كما تحدث عن ميدان الخطية الحقيقي ألا وهو النفس، فلا نلوم الظروف أو الآخرين بل أنفسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمونيوس القديس المتوحد | الولادة: – الوفاة: 357 القديس أمونيوس المتوحد – الأنبا آمون السائح ولد هذا القديس في سنة 294 م. بجوار مريوط، وهو كزميله أنطونيوس كان من أسرة مسيحية تقية موسرة وفقد أبويه وهو في سن الحداثة فبات تحت وصاية عمه، وكانت كل آملاه متجهة إلى عيشة التبتل والقداسة، غير أن عمه خطب له فتاة غنية رغمًا عنه وعلى غير إرادته. ولما لم يكن في قدرته مخالفة أمر عمه أخذ في مخاطبة الفتاة التي خطبت له بالأقوال الروحية، وقد استطاع بسيرته المقدسة أن يؤثر عليها تأثيرًا حسنًا فحبب إليها عيشة الطهارة وغرس في قلبها الميل إلى تكريس النفس لتكون عروسًا محفوظة للعريس الحقيقي يسوع المسيح. ومن ثَمَّ اتفق الإثنان على أن يقبلا عقد زواجهما وهما مصممان على أن يعيشا معًا كأخ وأخت لا كزوج وزوجة. وقد لبثا على هذه الحال مدة طويلة وهما يحافظان كل المحافظة على شروط العفة والأمانة حتى مرت سبع عشرة سنة على زواجهما وبعدها انتقلت الزوجة إلى الدار الأبدية. فرأى هذا القديس في حلم أن القديس أنطونيوس يدعوه إلى لبس إسكيم الرهبنة `cxhma، ولما استيقظ من النوم نهض وذهب إلى حيث يقيم القديس إيسيذوروس وهذا ألبسه الإسكيم المقدس فأقام عنده مدة من الزمن ثم قصد بعد ذلك جبل تونة حيث يقيم القديس أنطونيوس. وقد أقام القديس امونيوس عند القديس أنطونيوس مدة وتتلمذ له ودرس منه قوانين الرهبنة المقدسة ثم بنى له مغارة في تونة الجبل، وهناك أجهد نفسه بعبادات كثيرة فحسده الشيطان وأتاه في شكل امرأة راهبة وقرع بابه، فلما فتح له وطلب منه أن يصليا تحول الشيطان إلى لهيب نار. ثم مضى وسكن في امرأة وأغراها على إيقاع القديس في الخطية، فلبست أفخر ثيابها وأتت إليه نحو الغروب وبدأت تقرع باب مغارته قائلة: “إنني امرأة غريبة وقد ضللت الطريق وأمسى عليَّ الوقت، فلا تدعني خارجًا لئلا يأكلني وحش وتكون أنت المطالب بدمي”. فلما فتح لها وعرف مكيدة الشيطان الذي أرسلها أخذ يعظها من الكتب الإلهية ويخوفها من عذاب الجحيم المعد للخطاة ويذكر لها الغبطة المعدة للصديقين، فتح الرب قلبها وفهمت قوله وخرَّت عند قدميه باكية وسألته أن يقبلها ويساعدها على خلاص نفسها ونزعت عنها ثيابها هذه. فحلق لها رأسها وألبسها ثوبًا من شعر وسماها “الساذج”، ثم علمها طريق الفضيلة فسارت فيها سيرًا حميدًا حتى فاقت فضائل القديسين بصومها الكثير وصلاتها المتواترة. ولما خاب الشيطان من هذا الأمر أيضًا عاد فدبر حيلة أخرى، وذلك انه تزيا بزي راهب وصار يتردد على الديارات ويقول لهم وهو باكٍ: “إن الأنبا أمونيوس الناسك قد تزوج بامرأة وها هي عنده في المغارة، فجلب بعمله هذا الفضيحة للرهبان والإهانة للإسكيم المقدس. فلما سمع بذلك الأنبا أبوللو المتشبه بالملائكة أخذ معه الأنبا يوساب والأنبا نوهي وأتوا إلى جبل تونة وقصدوا مغارة الأنبا أمونيوس، فلما قرعوا باب المغارة وفتحت لهم تحققوا الأمر. فلما دخلوا صلوا كالعادة ثم جلسوا يتحدثون في عظائم الله إلى آخر النهار، فقال لهم الأنبا أمونيوس: “هلموا لنرى الساذج لأنها تخبز لنا قليلًا من الخبز”. فلما خرجوا إليها وجدوها واقفة تصلي وسط التنور وهو محمى وناره مضطرمة ويداها مبسوطتان، فتعجبوا من ذلك ومجدوا الله. وبعد أن أكلوا من الخبز وشربوا انفرد كل واحد إلى محل نومه، فعرف ملاك الرب الأنبا أبللو بقضية الساذج مع الأنبا أمونيوس، وأن الرب إنما أرسلهم إلى هنا لكي يحضروا نياح الساذج. وقد تم قول الملاك، إذ أنها نحو الساعة الثالثة ليلًا اعترتها حمى شديدة فسجدت للرب وأسلمت روحها بيده، فكفنوها وبعد الصلاة دفنوها، ثم عرفهم الأنبا أمونيوس بفضائلها وأنها أقامت عنده 18 سنة لم ترفع وجهها إلى فوق لترى وجهه وكان طعامها خبزًا وملحًا. بعد ذلك أوفده الأنبا أنطونيوس إلى وادي النطرون ليؤسس أديرة هناك، فتبعه جمهور عظيم من نادري العفة فنظم لهم الأحوال ورتب لهم معيشتهم واستمر يسوسهم بالفضائل. وبعد قليل تنيح بسلام وكانت نياحته سنة 73 للشهداء الموافقة لسنة 357 م. ويُعيد له يوم 20 بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمونيوس أسقف إسنا | الولادة: – الوفاة: – تبقى سيرة هذا القديس أنشودة حب تتغنى بها الكنيسة على قيثارة الروح، أوتارها متنوعة ومتكاملة، وقد اتسم قديسنا بحبه الشديد للنسك مع التسبيح الدائم بفرح، وأمانة في الرعاية، قدم حياته وحياة كل شعبه ذبيحة حب فائق يشتمها الله الأب في المسيح يسوع رائحة ذكية. الأنبا أمونيوس الأسقف سيم أمونيوس أسقفًا على مدينة إسنا في أيام القديس بطرس خاتم الشهداء، فعاش بروح الحب الإنجيلي يمتزج نسكه برعايته الروحية، يقضي أيام السبت حتى الاثنين مع شعبه يشاركهم العبادة ويعظهم ويرشدهم، ويهتم بكل احتياجاتهم، ثم يعود إلى مغارة خارج المدينة على حافة الجبل جنوب غربي المدينة، يقضي بقية الأسبوع يمارس حياة الوحدة بقلب متسع بالحب لله والناس، مؤمنًا برعاية الله لشعبه. هكذا كان الأنبا أمونيوس وسط شعبه ناسكًا محبًا، وفي مغارته يصلي لأولاده بأبوة روحية صادقة. الأنبا أمونيوس والاستشهاد كان القديس الأنبا أمونيوس يهيئ للفردوس طغمة من الشهداء قوامها شعب إسنا كله، إذ كان بعظاته كما بحياة الإماتة التي عاشها وبلهيب قلبه نحو السماء يهيئ كل قلب لقبول الاستشهاد بفرح. زار إريانا والي أنصنا بصعيد مصر مدينة إسنا أكثر من مرة فقتل القديسة الأم دولاجي التي شجعت أولادها الأربعة على الاستشهاد، كما قتل أربعة من أراخنة الشعب (6 بؤونة). والآن يعود مصممًا ألا يترك مسيحيًا في المدينة. دخل إسنا من الباب البحري وجال مع جنوده في شوارعها حتى بلغ الباب الجنوبي الغربي، فوجد سيدة عجوزا مريضة غير قادرة على الحركة، فسألها عن شعب المدينة، أجابته إنهم سمعوا بأن إريانا الوالي قادم إلى أبيهم الأسقف ليستعدوا لملاقاته، وإذ سألها عن ديانتها أجابته بشجاعة، فأمر بقتلها، وتُركت في بيتها، ولا زال شعب المدينة يدعونها الرشيدة حتى يومنا هذا، إذ أرشدت عن اخوتها لينعموا الإكليل السماوي. انطلق إريانا مع جنده نحو الأسقف وشعبه فوجد جماعة عند ساقية “كريم” فقتلوهم، ثم انطلقوا إلى دير القديس الأنبا اسحق. الأسقف يسند شعبه قيل إنه إذ كان الأنبا أمونيوس في مغارته يصلي من أجل شعبه كي يسندهم الرب في وسط الضيق، ظهر له ملاك الرب، قائلًا له: “أنت مقيم هنا والجهاد معدَ لأولادك”. في الحال ترك الأب مغارته وانطلق إلى دير القديس اسحق السائح بجبل أغاثون، حيث كان الشعب يحتفل بالعيد. هناك استقبله الشعب بفرح شديد وتسابيح يمجدون بها الله، فوقف في وسطهم وصار يحدثهم عن المجد الأبدي واحتمال الآلام بفرح من أجل الأبدية. بعد العظة انطلق إلى مغارته، فلم يتركه الشعب بل سار وراءه، فلأجل راحتهم رجع معهم إلى دير القديس اسحق السائح، وقضى معهم الليل كله في تسابيح لا تنقطع، مع عظات روحية عن الأمجاد السماوية. وفي الصباح المبكر جدًا أقام القداس الإلهي وتناول الشعب، ليجدوا بعد ذلك إريانا وجنوده قادمين. استقبلهم الشعب بفرح شديد كمن هم ينتظرون رحيلهم من هذا العالم، ولقاءهم مع عريسهم السماوي. ألقى الوالي القبض على الأسقف، وصار جنده يقتلون الشعب بلا توقف. منذ سنوات قليلة إذ كانوا يحفرون بدير “الشهداء” بإسنا، وُجدت الأجساد متراصة بلا عدد فوق بعضها البعض تحت الأرض. في أنصنا أخذه إريانا أسيرًا إلى مدينة أسوان، ليعود به ثانية، فيجد ثلاثة فلاحين أُميين عند الباب البحري من مدينة إسنا عادوا من الحقل، حزانى لأنه لم يكن لهم نصيب مع كل شعب المدينة الذي استشهد. طلب الفلاحون من الجند أن يقتلوهم كاخوتهم، فرفض الجند لأن سيوفهم لم تعد تصلح بسبب كثرة الذين قتلوهم، وإذ أصرَ الرجال الفلاحون أن يلحقوا باخوتهم أمر الوالي بقتلهم على حجر بفؤوسهم. ولا زالت مقبرتهم إلى يومنا هذا، يشتم الكثيرون رائحة بخور تفوح منها ليلة الأحد، تُسمى بالثلاثة فلاحين (سورس – أنطوكيون – مشهوري). سافر الوالي إلى أنصنا يقتاد معه الأسقف الأسير، وهناك حاول استمالته تارة بالوعود وأخرى بالوعيد. دُهش الوالي إذ شعر بمهابة الأسقف وشجاعته، وأخيرًا أعدّ له أتون نار يلقيه فيه. طلب الأسقف أن يمهله قليلًا ليقف يصلي كي يبارك الله البشرية ويذكر شعب إسنا الشهداء، كما طلب خلاص الوالي… وأخيرًا سلم نفسه ليلقوه في النار فتخرج روحه إلى عريسها في الرابع عشر من كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمونيوس الأب | الولادة: – الوفاة: 355 أحد تلاميذ القديس آمون الكبير، رفيق الآباء تادرس (ثيؤدور) واليريون وبامو وبيؤر. يرى البعض أنه هو الذي رافق البابا أثناسيوس الرسولي إلى روما سنة 340 م.، وليس أمونيوس الطويل كما ظن سقراط. تنيح بعد عام 355 م. بفترة وجيزة، أي بعد اضطهاد الأريوسيين مباشرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمويس القديس | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس أمويس أو أموي أو بامويه بالصعيد، وهو الأب الروحي للقديس الأنبا يوأنس القصير والأنبا بيشوي. عرف بحزمه الشديد مع نفسه واهتمامه ألا ينشغل بأحد أو بشيء عن التأمل في السماويات، فلم يكن يسمح لتلميذه أن يقترب منه عند ذهابهما إلى الكنيسة، وإن حدث أن سأله تلميذ بخصوص فكر عبّر به يجيبه وللحال يسأله أن يتركه، قائلًا له: “إني أخشى لئلا بعدما أنطق بكلمات بنّاءة ننزلق معًا في حديث غريب، لذلك لا أتركك بجواري”. قيل عنه أنه ألقي على الفراش سنوات طويلة بسبب المرض، ومع هذا لم يسمح لنفسه أن يفكر في قلايته ولا أن يتطلع إلى محتوياتها، إذ جاء الناس إليه بعطايا كثيرة بسبب مرضه. وعندما كان تلميذه يوحنا يدخل القلاية أو يخرج منها كان يغلق عينيه كي لا يراه، ربما لأنه لم يكن يرغب أن ينشغل ذهنه في أي أمر حوله (بل كان دائم التأمل في السماويات). قيل عنه أيضًا إنه وضع في الشمس خمسين كيلة قمح، ولكن قبل أن تجف إذ رأى أمرًا يبدو له ضارًا قال لتلاميذه: “لنرحل من هنا”. وإذ حزنوا على ذلك قال لهم: “أحزنتم بسبب الخبر؟ بالحق أرى رهبانًا يتركون قلاليهم ومخطوطاتهم دون أن يغلقوا الأبواب بل يتركونها مفتوحة!” هكذا أراد أن يهرب من العثرة مهما كانت التكلفة! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إميجديوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 يُنظر إلى الشهيد أميجديوس (أميديوس)، كشفيع ضد الزلازل، لذلك يحمل كرامة في إيطاليا، كما في سان فرانسيسكو ولوس أنجيلوس بكاليفورنيا (أمريكا الشمالية) في الفترة الأخيرة. قيل أنه ألماني الجنسية، قبل المسيحية وترك مدينته Trier ليذهب إلى روما في أيام الأسقف مارسيلينوس. وبسبب غيرته على الإيمان دخل معبدًا وثنيًا هناك وحطّم وثن أسكولابيوس حتى الأرض، فثار الوثنيون بروما وأرادوا قتله. سيم أسقف على منطقة Ascoli Piceno ليترك روما من وجه الوثنيين الثائرين، وأعطاه الله نجاحًا في الكرازة إذ ربح كثيرًا من الوثنيين للإيمان. إذ ثار الاضطهاد في عهد دقلديانوس استشهد مع ثلاثة من رفقائه هم إيبولس وجرمانيوس وفالنتينوس، حوالي 9 أغسطس عام 304 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آجنس الشهيدة | الولادة: 291 الوفاة: 304 آجنس (291-304 م.) هي من أشهر شهيدات روما Rome، قدَّمت حياتها ذبيحة حُب وهي في الثانية عشرة من عمرها كما يقول القديسان أغسطينوس وأمبروسيوس، ذبيحة لله طاهرة وعفيفة لذا يرمز لها الغرب في أيقونتها بحَمَل، خاصة وأن اسم “أجنس” agnus يعني “حملًا” lamb (باللغة اللاتينية). نشأت في روما وقد اتسمت بالجمال البارع مع الغنى فتشاحن أبناء الأشراف عليها، وتقدم لها بروكبيوس Procop ابن حاكم مدينة روما يطلب يدها مقدمًا هدايا ثمينة للغاية، فصارحته أنها مخطوبة لعريسها السماوي، وإذ ظن أنها تحب آخر غيره مرض، فقلق عليه والده وعرف سرّ مرضه. فاستدعى الفتاة وصار يلاطفها وإذ رفضت الملاطفة كبلها بالقيود بعد تعذيبها وسحبها إلى هيكل للأوثان لتسجد هناك فرفضت. يقول القديس أمبروسيوس أنهم حاولوا أن يلزموها بالعنف أن تبخر أمام الأوثان، فكانت ترسم ذاتها بعلامة الصليب مجاهرة. إذ فشلت كل وسائل الحاكم من ملاطفة وتعذيب أمر بسحبها إلى أحد بيوت الدعارة لتسقط مع شباب روما الماجن، أما هي فأجابت بأن يسوع المسيح غيور على نقاوة مختاريه، لن يسمح لهم بالدنس بهذه الصورة، وأنه هو المحامي عنهم والمدافع. كما قالت للحاكم: “تستطيع أن تلطخ جسدي بسيفك لكنك لن تقدر أن تدنسه إذ هو مقدس للمسيح”. جاء بعض الشباب لاغتصابها فأعطاها الرب مهابة في أعينهم، وإذ تجاسر أحدهم بوقاحة أصيب بعمى وسقط على الأرض مرتعدًا. فتوسل رفقاؤه لديها أن تصلي عنه، وإذ صلت انفتحت عيناه وسبّح الكل لله. إذ شعر الوالي بالفشل أمر بقطع رأسها، وكما يقول القديس أمبروسيوس أنها “انطلقت إلى مكان الاستشهاد فرحة أكثر من فرح كثيرات عند ذهابهن للعرس”. حاول السياف ملاطفتها فلم تذعن له، بل قدمت صلاة قصيرة لتحني رقبتها وتتقبل بفرح ضربة الموت، انذرفت دموع المشاهدين إذ رأوا صبية جميلة للغاية تقدم حياتها للسيف بلا خوف بينما كانت يد السياف ترتعش، كان الكل يبكون وبقيت وحدها متهللة! دُفن جثمانها بجوار طريق نومنتان (ڤيا نومنتانا) Via Nomentana قريبًا من روما، حيث بنيت هناك كنيسة على اسمها في السنة التالية لاستشهادها. كتب القديس أمبروسيوس إلى العذارى يصف استشهاد العفيفة أجنس، هكذا: “الفتيات في سنها لا يحتملن مجرد نظرة غاضبة من الوالدين، ويحسبن وخزات إبرة جراحات فيصرخن، أما هي فلم ترتعب أمام ثقل الأغلال الحديدية، بل قدمت جسدها كله لسيف الجندي الثائر، كأنها مستعدة للموت مع أنها تجهله. حُملت إلى المذابح الوثنية قسرًا، وها هي تبسط يديها للمسيح على نيران الذبيحة. إنه نوع جديد من الاستشهاد! عمرها غير متكافئ مع العقوبة، لكنها كانت ناضجة في نوال النصرة. بصعوبة تصارع وبسهولة تكلل!مارست وظيفة تعليم الشجاعة مع صغر سنها. لم تكن عروسًا تجري نحو المخدع إنما بتولًا تذهب بفرح نحو موضع العقوبة بخطوات سريعة، لا تُزين رأسها بضفائر شعرها وإنما بالمسيح. كان الكل يبكي، وبقيت وحدها لا تذرف دمعة واحدة…! كان لها ما هو فائق للطبيعة من خالق الطبيعة نفسه…! يمكنكن أن تشاهدن المضطهد مرتعبًا كمن هو تحت الحكم، يمينه ترتجف، ووجهه شاحب كمن يخاف من مخاطر تحل بالغير، أما الفتاة فلم تخف مما يحل بها… إنكن تجدن استشهادًا مزدوجًا في فدية واحدة… إذ بقيت عذراء ونالت الاستشهاد”. تتميز أيقونتها في الكنيسة الغربية برسم صورة حمل بجوارها إشارة إلى طهارتها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأحيانًا يُرسم لهيب نار تحت قدميها إشارة إلى قبولها الاستشهاد بحب كذبيحة حية للرب، كما ترسم بشعر طويل ورداء للرجلين تذكارًا لعمل الله معها في بيت الخطية حيث ستر عليها وحفظ جسدها من الدنس. ويُعيد لها يوم 21 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أجريكولا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في عام 393 م. أعلن ليوسابيوس أسقف بولونا Bologna عن جسدي شهيدين مسيحيين، فيتاليس Vitalis وأجريكولا Agricola مدفونين في مقابر اليهود بالمدينة. نقلت رفاتهما من ذلك الموضع، وكان القديس أمبروسيوس أسقف ميلان حاضرًا هذه المناسبة، وقد أشار إليهما في مقاله عن البتولية. قيل أن أجريكولا كان إنسانًا غنيًا يقطن في بولونا، وكان محبوبًا جدًا بسبب رقته ووداعته. استطاع هذا الثري بحبه أن يقتني عبده فيتاليس للإيمان وصار شريكًا معه في إكليل الاستشهاد. قُدم الاثنان للمحاكمة، وكانا يسندان بعضهما البعض لا كسيد مع عبده، وإنما كأخ مع أخيه في الحب، وإذ أراد الوالي أن يحطم نفسية أجريكولا لعلمه بحبه للعبد، جاء بالعبد إلى ساحة الاستشهاد أمام سيده وأذاقه عذابات كثيرة حتى لم يبق في جسده موضع بلا جراحات، وكان السيد يسنده ويشجعه وحسبه مثالًا حيًا له، حتى أسلم الروح. قُدم أجريكولا للاستشهاد، فعُلق على الصليب، وقد مزقوا جسده بمسامير كثيرة في مواضع مختلفة من جسده؛ فلحق بأخيه “العبد” في الفردوس ينعمان بأخوية أبدية في مجد لا ينطق به، منتظرين يوم الرب العظيم. إنها صورة حية للحياة المسيحية التي حطمت نظام الرق والعبودية، لا بثورات أو قوانين، وإنما بروح الحب العميق، فيه يشعر كل إنسان أنه عضو لأخيه! لقد سند السيد عبده بحبه وإيمانه فاجتذبه للخلاص، وسند العبد سيده باحتماله الآلام بصبر بل وبفرح. ويُعيد له يوم 4 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثينوجينيس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلِدَ هذا القديس ببنطس، ويرى البعض أنه ولد بسبسطية بأرمينيا، وقد سيم أسقفًا. استشهد حوالي عام 305 م. مع عشرة من تلاميذ له في أيام الإمبراطور دقلديانوس. وقد استشهد بإلقائه في النار، فصار يسبح تسبحة خاصة بالروح القدس من وضعه، علامة فرحه بالروح القدس الذي وهبه عطية الاستشهاد. أشار القديس باسيليوس الكبير في مقاله عن الروح القدس (ف 73) عن هذه التسبحة، قائلًا: “إن كان أحد يعرف تسبحة أثينوجينيس التي كان يسرع فيها لنواله الكمال بالنار، إذ تركها كنوع من العطية الوداعية لأصدقائه، يمكنه أن يعرف فكر الشهداء من جهة الروح”. تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد ميلاد هذا اللاهوتي الشهيد أثينوجينيس في 18 من يناير، وعيد استشهاده في 16 يوليو، كما ثبّت القديس غريغوريوس المستنير عيدًا له بأرمينيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أندرونيقوس وأثناسيا القديسان | الولادة: – الوفاة: – وُجد في أنطاكية شاب إسكندري الجنس اتسم بمخافة الله وحبه الشديد للفقراء، يدعى أندرونيكُس، تزوج بفتاة تقية شاركته ورعه وتقواه، فأنجح الرب حياتهما. قسما أموالهما ثلاثة أقسام: القسم الأول وزعاه على الفقراء، والثلث الثاني تركاه ليقرضاه لمن هو في ضيق بدون ربا، والثلث الأخير استخدمه الرجل في عمله كصائغ فضة. وهبهما الله طفلين هما يوحنا ومريم، وعاش الكل كما في كنيسة مفرحة، يؤمها كل فقير أو متألم ليجد راحته ماديًا ونفسيًا وروحيًا. فجأة مات الولدان في يوم واحد على أثر حمى شديدة وكان سن يوحنا 12 عامًا ومريم 10 سنوات، فكانت تسبحة الرجل ليلًا ونهارًا كلمة أيوب: “الرب أعطى، الرب أخذ، ليكن اسم الرب مباركًا”. أما الأم فلم تجد تعزية قط، وكادت تفقد صوابها من شدة الحزن… لا عمل لها سوى الانطلاق إلى مقبرة طفليها بجوار كنيسة يوليانوس، تبكيهما بغير انقطاع. تأخرت المرأة في أحد الأيام حتى الليل، وبينما هي تبكي إذ بها ترى رجلًا أشبه برئيس دير يسألها عن سرّ بكائها، فارتعدت منه، ولكنها تمالكت نفسها وقالت له إنها قد دفنت ولديها اللذين هما أحشائها في هذه الأرض. أجابها أن ابنيها عند السيد المسيح. فشعرت براحة وتعزية، حتى إذ فكرت أن تشكره اختفى من أمامها، وعلمت أنها إنما رأت رؤيا. رجعت السيدة إلى رجلها لأول مرة بقلب مبتهج ووجه باش وأخبرته بما رأت، وكيف استراحت نفسها في داخلها، فشكر الله على ذلك. وزع الزوجان أموالهما على الكنائس والفقراء، وذهبا معًا إلى فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة، مقررين أن يذهب كل منهما إلى الدير الذي يناسبه. وبالفعل بعد زيارتهما بيت المقدس سافرا إلى الإسكندرية وتبركا من كنيسة أنبا مينا في الإسكندرية، ومن هناك انطلق أندرونيكوس وحده إلى شيهيت ليتبارك من أديرتها، وقابل أنبا دانيال قمص شيهيت، وروى له قصته مع زوجته، فسأله أن يودعها في أحد أديرة النساء ويعود إليه. وبالفعل تتلمذ أندرونيكوس على يديّ الأنبا دانيال لمدة 12 سنة، لكنه عاد يسأله أن يزور الأماكن المقدسة بأورشليم فسمح له. في الطريق إذ كان يستظل تحت شجرة التقى به راهب يود الذهاب أيضًا إلى أورشليم، فتحدثا معًا قليلًا، وانطلاقا معًا يسبحان الله ويصليان. ثم عادا إلى الإسكندرية معًا، وقد ارتبطا بمحبة روحية وانسجام خلال الصلاة والعبادة، فدخلا معًا دير “أوكتوكا يديكاثون” أي دير العاشر، وكان يزورهما القديس دانيال قمص شيهيت من حين إلى آخر، وكان يفرح بنموهما روحيًا، إذ كانا يشجعان بعضهما البعض مع صمت في قلاية واحدة. مرض الراهب الآخر “أثناسيوس” واشتد به المرض جدًا، فانطلق أندرونيكوس يستدعي الأب دانيال، فجاء ليجد أثناسيوس يبكي… فظنه يخاف الموت، وإذ سمع أثناسيوس ذلك قال: “إنني أبكي يا أبتي لأني أترك أندرونيكوس وحيدًا في هذه الحياة”. ثم قال له سرًا: “يا أبتِ متى توفيت تجد تحت وسادتي كتابًا فخذه وادفعه إلى أندرونيكوس” فوعده بذلك، وإذ صلى أودع حياته في يديّ الرب. بينما كانوا يدفنون الراهب أثناسيوس تسلم أندرونيكوس الكتاب الذي تحت الوسادة، فعرف أن الراهب هو زوجته أثناسيا، بقيت معه تجاهد في الحياة النسكية وتسنده وتحبس مشاعرها حتى النفس الأخير. شاع الخبر سريعًا بين الرهبان وانتقل الخبر إلى بلاد الشرق والغرب. لم يحتمل أندرونيكوس الغربة وحده طويلًا، لكنه أصر أن يبقى في ذات القلاية، ولم تمض إلا فترة قصيرة لينطلق هو أيضًا ويلحق بزوجته. تعيد لهما الكنيسة اليونانية واللاتينية في 9 أكتوبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد أثناسيوس | الولادة: – الوفاة: 305 تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديس أثناسيوس وأخته إيريني في الثالث من هاتور. احتملا عذابات كثيرة على يد مكسيمانوس، وإذ لم يتركا الإيمان أمر بإلقائهما في جُب والإغلاق عليهما حتى تنيحا فيه حوالي عام 305 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس الثاني البابا | الولادة: – الوفاة: 496 كان كاهنًا بالإسكندرية، اشتهر بالصلاح واستقامة الإيمان فسيم بطريركًا بعد نياحة البابا بطرس الثالث، وقد دعي بأثناسيوس الصغير تمييزًا له عن أثناسيوس الكبير (الرسولي). اشترك مع القيصر أنستاسيوس في إعادة السلام في الشرق بوجه عام وفي مصر على وجه الخصوص بعد أن مزق مجمع خلقيدونية الكنيسة، الذي نفي فيه القديس ديسقورس بابا الإسكندرية (25) القائل بأن السيد المسيح له طبيعة واحدة وأنه أقنوم واحد، وأن الاتحاد بين اللاهوت والناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. [إلى وقت قريب كان العالم المسيحي يظن أننا نعتقد بالطبيعة الواحدة، بمعنى تلاشي الطبيعة الناسوتية في اللاهوتية كقول المبتدع أوطيخا، لذا كانوا يدعوننا بالأوطاخيين خطأ]. عاش البابا أثناسيوس فترة هدوء وسلام حتى تنيح في 20 توت سنة 229 ش، 497 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس الرسولي البابا القديس | الولادة: – الوفاة: 373 قداسة البابا القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرون نشأته كان الله يهيئ هذا الإناء المختار ليقف بقوة الروح والحق أمام أريوس والأريوسيين، محافظًا على إيمان الكنيسة الجامعة بخصوص لاهوت السيد المسيح. فقد وُلد أثناسيوس غالبًا في صعيد مصر من عائلة وثنية، هذا وقد نزحت الأسرة إلى الإسكندرية (غالبًا بعد نياحة والده) ليراه البابا ألكسندروس (19) وهو مُطِل من شرفة البطريركية يقوم بدور عِماد أصدقاء له على شاطئ البحر، فاستدعاه وحاوَره فأحبه وقبله تلميذًا له وسكرتيرًا خاصًا، بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل. لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم أستشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعّمة في نفسه بالجهاد حتى الموت. أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس ألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت. يظهر نضوجه المبكر من كتابيه “ضد الوثنيين”، كتاب “تجسد الكلمة” اللذين وضعهما قبل عام 319 م.، الأول دعا فيه الوثنيين إلى ترك الوثنية، والثاني عرض فيه فكرًا لاهوتيًا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي. في مجمع نقية (سنة 325 م.): قيل أن البابا ألكسندروس سام أثناسيوس قسًا أثناء المجمع ليعطيه حق الكلمة، فقد كان النجم اللامع، خذل الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، مؤكدًا أنه “واحد مع الآب في الجوهر”. بابا الإسكندرية حاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية بعد أن تنيح البابا ألكسندروس (عام 328)، ما عدا قلة من الأريوسيين والميليتيين (أتباع ميليتس أسقف أسيوط الذي أنكر الأيمان أثناء الاضطهاد ثم عاد فحرض الأساقفة على الانشقاق، وحاول اغتصاب الكرسي الباباوي حينما كان القديس بطرس خاتم الشهداء مسجونًا). سيم أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب (حوالي الثلاثين من عمره) وقد بقى سبع سنوات في جو من الهدوء، فيها سام فرمنتيوس أسقفًا على أكسوم بأثيوبيا (الأنبا سلامة)، وكان ذلك بداية تأسيس كنيسة أثيوبيا، حوالي سنة 330 م.، وإن كان بعض الدارسين يرى أنها تحققت حوالي عام 357 م. وفى هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر، فيها التقى بالقديس باخوميوس الذي هرب من لقائه حتى اطمأن أنه لن يرسمه كاهنًا. مقاومة الأريوسيين له كان الأريوسيون مع الميليتيين على اتصال بيوسابيوس أسقف نيقوميديا يدبرون الخطط لتحطيم البابا أثناسيوس، فقد بقى حوالي أربعين عامًا لا يعرف طعم الراحة، نلحظها في النقاط التالية: 1. بتحريض يوسابيوس أصدر الإمبراطور قسطنطين أمره لأثناسيوس بقبول أريوس في الشركة، بعد أن ادعى الأخير توبته وكتب قانون إيمانه بصيغة ملتوية، وقد رفضه البابا، وكان ذلك حوالي سنة 330 م. 2. أبحر ثلاثة أساقفة ميليتيون إلى نيقوميديا يقدمون عريظة اتهام ضد البابا، وكان لدى الإمبراطور كاهنان كشفا كذبهم للإمبراطور، فأدانهم واستدعى البابا، فجاء وكشف بطلان حججهم ضده (إنه حطم كأس الأفخارستيا الذي يستخدمه أسخيراس الكاهن، وقتل الأسقف أرسانيوس… الأول أتى للبابا نادمًا ومعترفًا أنهم أغروه برشوة ليدعي كذبًا، والثاني كان مختفيًا في صور). 3. في سنة 335 عقد مجمع في صور يرأسه يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي، فيه قامت امرأة زانية تتهمه باغتصابه لها، فقام تلميذه الشماس تيموثاوس يحدثها كأنه أثناسيوس فقالت له بوقاحة أنه هو الذي سلبها عفتها وبتوليتها…. عندئذ خزي الكل! عرضوا أيضًا قضية الكاهن أسخيراس والأسقف أرسانيوس وجاءوا بشهود من اليهود يدعون أنهم موعوظون جدد. ومع ظهور براءته هاج المجمع وماج، فترك البابا المجمع وانطلق إلى القسطنطينية. وإذ شعر يوسابيوس وأعوانه بالخطر يلاحقهم أسرعوا ليدعوا بأن البابا هدد بمنع إرسال القمح من الإسكندرية إلى القسطنطينية، فهاج الملك ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: ” الرب يحكم بيني وبينك”…. بعد مجمع صور عُقد مجمع في أورشليم -بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- من الأريوسيين أصدروا قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور. بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة. بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه، وبالفعل عاد ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء! 4. لم يهدأ يوسابيوس النيقوميدي عن مقاومة البابا، فقد نجح في إقناع الإمبراطور أن يستدعي الوالي ثيوذوروس لأنه كان صديقًا للبابا ويرسل فيلاجيوس الكبادوكي عوضًا عنه، الذي كان قد حكم الإسكندرية قبلًا (335-337 م.) وهو عدو عنيف للبابا. قام الأريوسيون بأعمال شغب وتخريب وقتل لإثارة الإمبراطور بأن وجود البابا ينزع السلام عن الإسكندرية، كما وجهوا ضده اتهامات كاستيلائه على القمح الخاص بالفقراء، وإعلانهم أن عودته غير كنسية لأنها بدون قرار مجمعي، وقد نزل القديس أنبا أنطونيوس يساند البابا المتألم. 5. خلال عام 338 أنهمك يوسابيوس النيقوميدي في الانتقال من نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية، لأن العاصمة كانت قد انتقلت رسميًا من نيقوميديا إلى القسطنطينية، وإذ نجح في ذلك تفرغ لمقاومة البابا أثناسيوس ففي نهاية 338 أقنع الإمبراطور قنسطانطيوس بعقد مجمع في إنطاكية، فيه يصدر قرارًا بعزل البابا، صدر الأمر وانطلق الرعاع إلى كنيسة ثيؤناس لقتله، فهرب البابا. تعرض الكهنة والرهبان مع الشعب حتى النساء إلى موجة مرة من العذابات بل وذُبح البعض وسُجن آخرون، وبعد أربعة أيام دخل غريغوريوس الكبادوكي كأسقف للمدينة يضطهد المؤمنين. لم يقف الرهبان مكتوفي الأيدي، فقد أرسل القديس أنبا أنطونيوس عدة رسائل منها إلى الأسقف الدخيل وبعض الضباط يؤنبهم عن تصرفاتهم، كما بعث القديس باخوميوس أفضل راهبين عنده هما زكاوس وتادرس ليسندا المؤمنين بالإسكندرية في غيبة البابا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). سافر البابا أثناسيوس إلى روما ليلتقي بصديقه البابا يوليوس حيث كتب الأخير رسالة إلى يوسابيوس النيقوميدي وجماعته كطلب مجمع روما، في هذه الزيارة دخلت الرهبنة إلى الغرب، وتشبع الفكر اللاتيني بلاهوتيات أثناسيوس. اعتبر اتباع يوسابيوس رسالة يوليوس التي برأت البابا أثناسيوس إهانة لكرامتهم، فعقدوا مجمعًا بإنطاكية، وكتبوا له يتهكمون ويهددون لكن في شيء من الحذاقة. في سنة 342 التقى البابا أثناسيوس بإمبراطور الغرب قسطانس في ميلان وقد حاول اليوسابيون أن يصوروا لأخيه إمبراطور الشرق قسطنطيوس أنه تلاقى معه ليطلب عقد مجمع عام لأساقفة الشرق والغرب، وقد أكدّ البابا أنه لم يفعل ذلك، إنما كانت الفكرة لدى قسطانس قبل لقائه بالبابا. 6. رأى الإمبراطوران الشرقي والغربي أن يُعقد مجمع في سرديكا أي صوفيا (عاصمة بلغاريا) على حدود المملكتين وكان ذلك في عام 343، وقد جاء الأساقفة الأريوسيون من الشرق (كان يوسابيوس قد مات)، ورفضوا حضور المجمع لدخول البابا أثناسيوس وجماعته فيه، وإنما اجتمعوا في مدينة فيلوبوليس مقابل سرديكا وتقع في حدود مملكة الشرق، وقد تركوا خطابًا بيد يوستاثيوس كاهن كنيسة سرديكا يعتذرون أنهم اضطروا للرجوع لدعوة الإمبراطور لهم بعد عودته منتصرًا على الفرس، فيه حرموا هوسيوس ويوليوس وأثناسيوس وغيرهم. أما آباء مجمع سرديكا فوقعوا حرمانًا على أحد عشر أسقفًا أريوسيًا. استخدم الأريوسيون إجراءات حازمة لمنع دخول أثناسيوس ورجاله إلى الإسكندرية لكن الرب بدد مشورتهم بأيدٍ أريوسية، فقد أتى بعض الأريوسيين بامرأة شريرة ودخلوا بها إلى أسقفين كانا مندوبي الإمبراطور قسطانس موفدين إلى أخيه إمبراطور الشرق. وإذ دخلت المرأة إلى حجرة أحدهما ووجدته شيخًا وقورًا يغط في النوم صرخت، وتجمعت المدينة وأعلنت ما قد حدث، وبسببها عُزل الأريوسي إسطفانوس أسقف إنطاكية. هنا تيقظ ضمير إمبراطور الشرق ليدرك شر الأريوسيين وألاعيبهم فأمر بعودة جميع المنفيين بسببهم، بل وأرسل ثلاثة خطابات للبابا أثناسيوس يعلن فيها شوقه لرؤياه، مترجيًا عودته إلى كرسيه. قبل أن يذهب إلى الإمبراطور التقى أثناسيوس بصديقه الحميم يوليوس أسقف روما التي اهتزت نفسه بالفرح فكتب رسالة إلى كهنة الإسكندرية وشعبها يهنئهم على عودة أبيهم المناضل. التقى رجل الآلام بالإمبراطور، ثم انتقل إلى بلاده، ليستقبله شعبه بفرح عجيب عام 346 م.، بعد غياب طال أكثر من سبع سنوات، فيه ذاق الشعب مرارة الحرمان من رعاية البابا مع سقوطهم تحت اضطهاد الأريوسيين والميليتيين لهم، فكان رجوعه سبب بركة إذ رسم الأساقفة للإيبارشيات الخالية وازداد عدد المكرسين للخدمة والمتبتلين والرهبان بصورة ضخمة، وانطلق الكل يود تعويض السنوات العجاف. 7. انتهز الأريوسيين قتل قسطانس صديق البابا أثناسيوس حيث قامت حرب أهلية بين قاتل قسطانس ماجننتيوس والإمبراطور قسطنطيوس الذي صار إمبراطورًا للشرق والغرب شغلت الإمبراطورية أكثر من ثلاث سنوات، واتهموا البابا أن له علاقة سرية بالقاتل. وإذ تخلص الإمبراطور من ماجننتيوس تفرغ لمقاومة البابا الذي كان يكن له كراهية بغيضة في داخله. وبغضب شديد ألزم أساقفة الشرق والغرب بعقد مجمعين في آرل بفرنسا وميلان لعزل البابا ونفيه، وقد احتمل بعض الأساقفة النفي مثل باولينيوس أسقف تريف، ولوسيفر مطران سردينيا، ويوسابيوس أسقف فرشيلي بإيطاليا، وديوناسيوس أسقف ميلان، وهوسيوس أسقف قرطبة الذي كان قد بلغ المائة من عمره، أما ليبريوس أسقف روما فقد ثابر إلى حين وأخيرًا زلّ صاغرًا ووقّع على وثيقة الأريوسيين بعد أن أمضى في النفي سنتين. هاجم الجند كنيسة القديس ثيوناس بينما كان البابا يصلي مع الكهنة والشعب، وإذ ماجت الجموع وسط بريق السيوف أراد البابا أن يبقى حتى يخرج أخر شخص، لكن الكهنة والرهبان ألزموه بالانسحاب خاصة وأن الظلام حلّ بالموقع حين انطفأت الشموع والمصابيح. بقى أثناسيوس هاربًا ست سنوات يطلب الإمبراطور رأسه دون جدوى! قدم الإمبراطور جورج الكبادوكي أسقفًا يغتصب الشعب ويتسلم الكنائس عنوة ويجمع الأموال، لكنه لم يستطع أن يحتمل البقاء في الإسكندرية، فهرب ليعود بعد موت الإمبراطور (سنة 361) فيقتله الوثنيون الذين كانوا يبغضونه (ربما للاستيلاء على أمواله). كان أثناسيوس في منفاه الاختياري يتنقل من دير إلى دير ومن موضع إلى أخر، بقلبه الملتهب بحب الله وشعبه، يرعى أولاده خلال كتاباته العميقة، فكان خصبًا في إنتاجه الروحي. كتب سيرة الأنبا أنطونيوس، ودفاعه عن هروبه، وأرسل خطابات إلى أساقفة مصر وليبيا ولوسيفر أسقف كالاريس (كاجلياري بجزيرة سردينيا غرب إيطاليا) وإلى الرهبان المصريين، وأربع مقالات ضد الأريوسيين، وخمس رسائل عقائدية لسيرابيون أسقف تمي، وخطابات عن الروح القدس، وكتاب المجامع. بموت قسطانطيوس وتولي يوليانوس الحكم ظهر البابا أثناسيوس عام 362 ومعه لوسيفر أسقف كلاديوس وأوسابيوس أسقف فرشيلي اللذان كانا منفيين بالصعيد. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية عام 362 دعي “مجمع القديسين والمعترفين”، إذ كان جميعهم قد حضروا من النفي أو نالوا عذابات، لكن لم يدم الحال، فقد شعر يوليانوس بخطورة البابا أثناسيوس على الوثنية فبعث لوالي الإسكندرية يقول بأن الأمر بعودة المنفيين إلى بلادهم لا إلى كراسيهم، آمرًا إياه بطرد أثناسيوس خارج مصر، فاضطر البابا إلى الاختفاء في مقبرة أبيه 6 شهور. وإذ شدد الإمبراطور على الوالي اضطر البابا إلى ترك الإسكندرية متجهًا إلى الصعيد في مركب لحقتها مركب الوالي، فسأله الجند عن أثناسيوس، أما هو فقال لهم: “إنه ليس بعيد عنكم” فأسرعوا نحو الصعيد، وعاد هو إلى مدينة كايرو بجوار ممفيس، وبعد فترة صار يتنقل بين الأديرة في الصعيد. قُتل يوليانوس وتولى جوفيان الحكم فأرسل خطابًا ودّيًا للبابا يدعوه للعودة، كما أمر بعودة كل المنفيين. رجع البابا إلى الإسكندرية حيث عقد مجمعًا فيه كتب خطابًا يحوي قانون الإيمان النيقوي، ثم انطلق لمقابلة الإمبراطور الذي قابله بالترحاب ليعود إلى الإسكندرية في فبراير 364، حاملًا معه خطابات الإمبراطور. مات جوفنيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق. 8. بعث فالنس منشورًا بعودة جميع الأساقفة الذين سبق نفيهم في حكم يوليانوس إلى أماكن نفيهم، اضطر البابا أن يغادر الإسكندرية إلى بيت ريفي. وتحت ضغط الشعب رجع أثناسيوس إلى كرسيه بعد حوالي تسعة شهور (مايو 635 – فبراير 366) فامتلأت الإسكندرية فرحًا. عاد البابا من نفيه الخامس وقد بلغ حوالي السبعين من عمره ليمارس رعايته لشعبه بروح متقدة بالغيرة، خاصة في تطهير البلد من كل فكر أريوسي. في عام 369 عقد مجمعًا بالإسكندرية من 90 أسقفًا للاهتمام بالفكر الإيماني المستقيم، وبقى عاملًا حتى بلغ الخامسة والسبعين من عمره ليسلم للأجيال وديعة الإيمان المستقيم بلا انحراف. السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت نشأة أثناسيوس ولد هذا القديس في مدينة الإسكندرية سنة 256 م. وكان أبواه وثنيين وقد توفى والده وهو صغير فأرسلته أمه مدرسة المسيحيين وكان يميل للعبادة التي يمارسها المسيحيين وذات يوم كان يمثل مع بعض زملائه الصغار على شاطئ البحر شعائر المعمودية وكان البابا الكسندروس ينتظر بعض الأساقفة لينالوا الغذاء معه ورأى هؤلاء الأطفال يعمدون بعضهم ويؤدون الشعائر بكل دقة فعندما وصل ضيوفه طلب منهم مراقبة الأطفال معه واندهشوا من دقة الأطفال وعند ذلك نادى البابا الكسندروس الأطفال وسألهم عما كانوا يفعلون وتلعثم الأطفال قليلا ولكن نظرة العطف والحنان البادية على وجه البابا الإسكندري شجعتهم فاعترفوا أنهم كانوا يؤدون شعائر التعميد ناء على اقتراح زميلهم أثناسيوس الذي كان يقوم بدور الأسقف وقام بتعميد الأطفال الوثنيين ودار حديث بين البابا الإسكندري والأساقفة اجمعوا على صحة ما قام به أثناسيوس من غطاس وأسرعوا بإعطاء الأولاد سر الميرون ورشح أثناسيوس وبعض الأولاد الذين اشتركوا معه أجراء هذه الشعائر إلى رتبة الكهنوت ولم يكن حين إذ عمر أثناسيوس تجاوز الثانية عشر. ولما بلغ أثناسيوس الخامسة عشر من عمره أرادت أمة أن تزوجه ولكنه أصر على الرفض فلجأت أمه إلى فيلسوف عرافه فطلب منها أن تهيئ الفرصة لتناول العذراء معه وبعد الغذاء قال لها العراف “لا تتعبي نفسك لأنك لم تصلى إلى غايتك فابنك لابد تابع الجليلي وستكون حياته رائحة ذاكية تعطر الشعوب جميعها” فتوجهه به إلى البابا الكسندروس ليكون تحت رعايته. وأخذ أثناسيوس ينمو في الحكمة والنعمة عند الله والناس وتتلمذ على أيدي معلمي الإسكندرية العظام وتعلم منهم القواعد النحوية والمنطق والخطابة والبلاغة والفلسفة اليونانية والقانون الروماني وغاص في بحار الأسفار الإلهية ثم ذهب إلى الصحراء حيث قضى ثلاث سنوات مع الأنبا انطونيوس وفى هذه الفترة كتب كتابين أحدهما عن: بطلان الأوثان والثاني عن وحدانية الله. موقف أثناسيوس من بدعة آريوس عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وكان يؤدى خدمته الشماسية على خير وجه حيث انه كان يتوجه يوميًا إلى الفقراء ليطعم الجياع ويكسوا العراة ويتفقد المسجونين ويضيف الغرباء وكان يثبت من تزعزع إيمانه فأحبه الناس وفى ذلك الحين ظهرت بدعة آريوس فتجمع ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفًا في نيقية ليضيعوا أسس للإيمان الأرثوذكسي. فاصطحبه البابا ألكسندروس معه إلى المجمع وتحدث أثناسيوس في المجمع وأفحم آريوس وسمى بطل كنيسة المسيح واختاره الشعب والإكليروس للبطريركية في (8 بشنس سنة 44 ش.، 5 مايو 328 م.، رسموه بابا سنة 327 م.) في عهد قسطنطين قيصر وكان عمره 28 سنة ووضع عليه الأيدي لأول مرة خمسون أسقفًا. وبعد مضى ثلاث سنوات من السلام لبابوية الأنبا أثناسيوس رسم فرومنتيوس أسقفات على الحبشة سنة 318 م. وقام برحلة رعوية بدأت من الإسكندرية فبعث البابا إلى معلمه الأنبا انطونيوس رسالة يطلب منه أن يغادر عزلته ويتجه مع رهبانه إلى الإسكندرية ليقف في وجه آريوس وأعوانه ولبى الأنبا انطونيوس نداء تلميذه فبادر بالذهاب إلى الإسكندرية في جماعه من أبنائه الرهبان واخذوا يقاومن البدعة ومبتدعيها. وظل آريوس يحارب أثناسيوس بشتى الصور فمثلًا ادعى أن أثناسيوس قتل أرسانيوس وانتهك حرمه الأسرار المقدسة واقترف إثم الفسق مع بتول والسحر ومع كل هذه الافتراءات استطاع أثناسيوس أن يقدم الدليل والشهود على براءته من هذه الادعاءات فحاول اتباع آريوس قتله فهرب من مجمع صور فانتهز المجمع الفرصة وحكموا عليه بالعزل من كرسيه وكتبوا قرار بذلك وأرسلوه إلى سائر الكراسي ونفى إلى مدينة تريفير أو تريف بعد أن اتهمه الآريوسيين انه كان يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى القسطنطينية وأرسل قسطنطين إلى ألكسندروس أسقف القسطنطينية يطلب منه قبول آريوس في كنيسته، فرفض في أول الأمر لأن الذي جرده من رتبته الكهنوتية مجمع مسكوني ويجب أن يعيده إلى رتبته مجمع مسكوني ثم سمح له بعد ذلك أن يقيم الصلاة في كنيسته أول يوم من أيام الآحاد ولحرص القديس الكسندروس والكهنة وخاصة القديس يعقوب أسقف نصيبين على الإيمان الأرثوذكسي صاموا جميعًا سبعة أيام وفى نهاية هذه المدة كان اليوم المحدد لاشتراك آريوس في الصلاة والخدمة الكنسية عموما فزحف بموكب حافل تتقدمه العساكر إلى الكنيسة وفى نفس اللحظة كان البطريرك منحنيا أما المذبح يذرف العبرات طالبا من الرب أن ينقله من هذه الحياة قبل أن يرى آريوس مشتركًا مع القويمي الإيمان فبينما كان آريوس سائرًا في هذا الموكب في أعظم شوارع المدينة مع أصحابه أصابه إسهال شديد فقذف من جوفه مواد كثيرة حتى أمعاءه كلها ومعها خرجا نفسه الشريرة وكان هذا جزاءًا لكفره وآمن بعد ذلك الإمبراطور قسطنطين أن آريوس كان شريرًا وتوسط الأنبا انطونيوس لدى الملك في ترجيع أثناسيوس إلى كرسيه فبعث له برسالة ولكنها لم تأت بجدوى وبعد وفاة آريوس ومعرفة الملك بما حدث أراد إعادة أثناسيوس ولكن المنية وأتته فاقتسم ولداه الملكة بينهما فاستولى قسطنس الأزيوس على الشرق وأما قسطنطين القويم الإيمان فملك على الغرب واستدعى أثناسيوس وطيب خاطره وزوده برسالة وبعثه إلى شعبه في الإسكندرية مكرما وحاول اتباع آريوس أن يطردوه من مركزه فبعثوا بشكاوى إلى بيوليوس أسقف روميه تتضمن أنه رجع إلى كرسيه بلا قرار مجمع. فبعث الأسقف الروماني بصورة هذه الشكاوى إلى أساقفة مصر ليروا فيها فاجتمع في الإسكندرية ثمانون أسقنا وكتبوا منشورًا إلى أساقفة المملكة يحتجون عن رئيسهم ويكذبون ما وصل إليه من أكاذيب وأرسلوا نسخه منه إلى الأسقف الروماني وأما الآريوسيين فعقدوا مجمعًا في إنطاكية تحت رئاسة أوسابيوس نصير آريوس الذي كان أسقف القسطنطينية وقتئذ فحكموا فيه بخلع أثناسيوس وأقاموا بدلًا منه رجلًا يدعى غريغوريوس الكبادوكي فجاء الكبادوكي وبرفقته فيلاغورس معتمد الملك بجند إلى ألإسكندرية وحاول الجنود أن يفتكوا بالشعب وبرفقته الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا فانتهز الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا الأماكن المقدسة بالقتل والفتك ودنسوا العذارى المكرسات وهجم البطريرك الدخيل على الكنيسة يوم جمعه الآلام وقبض على أربعة وأربعين عذراء عراهن وضربهن بالسياط وقتل عددًا من الشعب وكان يقصد من ذلك قتل أثناسيوس وكان أثناسيوس قد هرب قبل الفصح إلى روميه ليؤيدا احتجاجات مجمع أساقفته ويبرر نفسه مما نسبه إليه الآريوسيين وعندما وصل إلى روميه عقد أسقفها مجمعا مكون من 70 أسقف وطلب أن يحضر في مجمع إنطاكية فلم يجيب المجمع على هذه الدعوة واعتبرها تعديًا عليه ولم يعقد هذا المجمع ثم عقد الآريوسيين مجمعًا مكونًا من تسع وسبعين أسقفا في إنطاكية الذي شجب بدعة آريوس ولكنهم أبدوا حرمان البابا أثناسيوس وأرسلوا قرار المجمع لأسقف روميه كما أرسلوا إليه رسالة يعنفونه فيها بسبب قبوله آريوس وقد عرفوه بأنهم يرفضون الحضور لعقد مجمع في روميه لأن الدعوة إليه دعوة فردية وغير قانونيه ولكن أسقف روميه عقد مجمعًا من مائة وخمسون أسقفًا وفى هذا المجمع قرأت رسالة أساقفة مصر التي برءوا فيها البابا أثناسيوس وظل أثناسيوس سنة ونصف في روميه وضع فيها أسس نظام الرهبنة للرومانيين وكان دائمًا يذهب إلى قبريّ القديس بطرس وبولس ثم عقد مجمع سرديكا سنة 345 م. واصدر قرارًا ببراءة البابا أثناسيوس وتثبيت قانون الإيمان الذي تم بجمع نيقية وحكموا بعزل غريغوريوس الكبادوكي. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). ثم دعى الملك قسطنس الأرثوذكس الغيور البابا أثناسيوس برسالة رقيقة إلى مدينة أكويلا فقصد البطريرك مدينة روميه وودع أسقفها يوليوس وقابل البابا الملك قسطنطين فأعطاه رسالة إلى أخيه قسطنس الآريوسي شديدة اللهجة وطلب فيها قبول البابا أثناسيوس وإرجاعه إلى كرسيه رجوع البابا أثناسيوس فرح به وأيد رجوعه إلى كرسيه حيث قابل القديس مكسيموس أسقفها حيث انه في ذلك الوقت تم قتل غريغوريوس الدخيل واستقبل الشعب البابا باحتفال عظيم وفرحة لا توصف وما كاد البطريرك يستريح من السفر حتى استأنف نشاطه لمحاربة بدعة أريوس وخلع الأساقفة الأريوسيين ثم نشر رسالة في عيد القيامة سنة 347 م. وبدأها بشكر للرب على رجوعه إلى مقامه وختمها بينات عن الأساقفة الذين رسمهم حديثا والأماكن التي عينوا بها ودام السلام لمدة ثلاث سنوات وفى سنة 350 م. قتل الملك قسطنطين الأرثوذكسي على يد رجل جرماني يدعى ماثياس وقد أراد هذا الرجل الاستيلاء على الشرق فأرسل منشورا إلى مصر يدعوها فيه للتمرد على القيصر وكان يريد الاستيلاء عليها ولكن البابا أثناسيوس بحكمته في الحال دون ذلك إذا أوصى الشعب بالخضوع للإمبراطور وبعد أن استقل قسطنس بالملك وجه حربة إلى الأرثوذكسيين وعلى رأسهم البابا أثناسيوس واحتال في بادئ الأمر علية ليعيده إلى رتبته كي يسهل عليه الانتقام منه ولكن منه ولكن علم القديس أن أعدائه احذوا يدسون له الدسائس من جديد فأرسل سنه 353 م. خمسة أساقفة وثلاث قسوس إلى قسطنس لإثبات براءته وكان مع هؤلاء ولكن قسطنس جمع مجمعًا في فرنسا في ايريلاني وكانت رغبة الإمبراطور هي محاكمة أثناسيوس فنفاه وأثار قسطنس اضطهادًا مريرًا على الأرثوذكسية. وقام الإمبراطور بتكليف سريانوس الأمر للبابا ولكن البابا رفضه لأنة لا يوجد لديه أمر كتابي يثبت ذلك وبعد أسابيع كان القديس يصلى بالكنيسة صلاة الغروب وشعر بالحصار للكنيسة حيث حاصرها خمسة ألف من الجنود سنة 356 م. وأخذه المؤمنين بالقوة إلى خارج الكنيسة وأخفوه وكتب الشعب شكوى للإمبراطور عن قسوة الوالي ولكن الإمبراطور امتدحه بدلًا من أن يعاقبه ولذلك كره الشعب الوالي والإمبراطور وقد اختفى البابا في المدينة فترة ثم ذهب إلى الصحراء انفرد في مغارة للعبادة مع رهبانه ببرية طيبة وكان يرسل إلى المؤمنين برسائل ليثبت أيمانهم وفى ذلك الحين كان الأريوسيون قد أقاموا بطريرك دخيلا يدعى جورجيوس من كبادوكية وأشاروا على قسطنس أن يكتب رسالتين لملكي الحبشة أزاناس وسازاناز يخبرهما فيها أن البابا أثناسيوس هو طوقي وسيامته لفرومينتيوس أسقف الحبشة باطلة وينبغي أن يرسلا أسقفهما لينال الرسامة الصحيحة من جورجيوس، ولم يعبأ أي من ملكا الحبشة برسالة قسطنس لثقتهما بأثناسيوس. وأثناء وجود القديس أثناسيوس في الصحراء بعث إلية الأنبا سرابيون أسقف أتمي ينبئه فيها بظهور بدعة جديدة ابتدعها مقدونيوس أسقف القسطنطينية مؤداها أن الروح القدس مخلوق فحزن أثناسيوس حزنًا شديدًا، فأسرع بالكتابة للدفاع عن الأيمان مثبتًا لاهوت الروح القدس الذي هو أحد الأقانيم الثلاثة معتمدًا على آيات الكتاب المقدس والتسلسل المنطقي وكانت لهذه الكتابات أثرها البالغ في النفوس مما أدى إلى إخماد هذه البدعة طلبة حياة الأنبا أثناسيوس. رجوع الأنبا أثناسيوس من الصحراء بعد اغتيال الأسقف الدخيل وصل أثناسيوس أذن الإمبراطور يوليانوس بالعودة إلى عاصمته فقرر أن يعود فأستقبله الشعب على ضفتيّ النيل بالترانيم المتصاعدة حيث انه كان على ظهر سفينة في النيل عائدًا “من الصحراء”. وبدا الاضطهاد من جديد حيث أن الإمبراطور يوليانوس أعلن جحوده اله المسيحيين واخذ يطارد أثناسيوس رجع إلى الإسكندرية واختباء في قبر أبية وبعد مضى ستة أشهر عرف خصوص أثناسيوس انه لم يغادر المدينة مطلقًا وكان يوليانوس مشغولًا بالاستعداد لمحاربة الفرس فاكتفى بإصدار بتتبع أثناسيوس ومطاردته فغادر أثناسيوس المدينة ولجا إلى الصحراء حيث عاش متنقلا بين أديرتها وعجز جنود يوليانوس على العثور علية. وبعد قتل يوليانوس الجاحد وتولى يوبيانوس شئون المملكة وأصدر أمر برجوع أثناسيوس وجميع الأساقفة الآخرين وبعث الإمبراطور برسالتين إلى الأنبا أثناسيوس الأولى يوضح فيها إعجابه به والثانية يسأله أن يوضح له الإيمان القويم فرد عليه البابا برسالة يوضح فيها الإيمان القويم. وقام الأنبا أثناسيوس برحلة رعوية وبعد عودته وجد أن الإمبراطور فالنس أشعل نار الاضطهاد على المسيحيين وأمر بنفي جميع الأساقفة فثارت ثائرة الشعب وعندما عاد البابا من رحلته علم بما حدث من الإمبراطور وكلما كان الوالي يفكر في مجرد محاول للإمساك بالبابا كان الشعب يثور أكثر وأكثر رغم ما يعانيه من مصادرة الأموال والإرهاب والحريق فخاف الوالي وذات يوم أثناء الليل اتجه الجنود إلى الكنيسة التي كان يقيم فيها الأنبا أثناسيوس للإيقاع به ولكنهم وجدوا الكنيسة خيالية ولا يوجد بها أحد لأن أنصار البابا في البلاط اخبره بما اعتزما الوالي فاخذ يسير في الشوارع ثم توجها للعيش في قبر أبيه وثارت ثائرة الشعب وأثاروا الشغب وأدرك الإمبراطور إنه لم يعم السلام إلا إذا عاد الأنبا أثناسيوس إلى منصبه وبالفعل عاد الأنبا أثناسيوس بعد أربعة شهور من اختفاءه وما لبث أن عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وجد أن صديقه أبولنيارويوس أسقف اللاذقية قد وقع في بدعة مؤادها أن المسيح مجرد من النفس العاقلة لأن ناسوته كان من جوهر لاهوته ووضع ثلاث مجلدات لمحاربة هذه البدعة بنفس المنطق والوضوح الذي حارب به البدعة الآريوسية ولم يذكر اسم صديقه ابولنياريوس لحبه الشديد له أو يشير إليه من قريب أو بعيد وحفظ القديس أثناسيوس على السلام لمدة خمسة أعوام وفى نهاية السنين الخمسة انتقل إلى بيعه الأبكار في 7 بشنس سنة 373 م. و 89 ش. وانتهت حياة هذا البطريرك العظيم وهى حياة طويلة حيث قضى في رئاسة الكهنوت خمسًا وأربعين سنة عاصر خلالها “ست عشر إمبراطورًا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اثناسيوس الثالث البابا | الولادة: – الوفاة: 1261 أثناسيوس الثالث البابا السادس والسبعون بعد نياحة البابا كيرلس الثالث (75) خلا الكرسي لمدة سبع سنوات ونصف لم يفكر أحد قط من عظماء الشعب أو العامة في سيامة البابا بسبب ما كان يلتزم به القبط من دفع رسم قدره 3000 دينارًا. وإذ تولَّى الملك عز الدين أيبك الجلسنلير التركماني بعد زواجه بالملكة شجرة الدر، قدم الأقباط هدية في حدود 500 دينارًا، وانقطع ذكر الرسم المفروض من ذلك الحين. عُملت القرعة فأسفرت عن القس بولس الراهب الأنطوني المعروف بابن كليل المصري، وكان قد حضر القس غبريال الراهب قريب بطرس أسقف طنبدي طامعًا في سيامته يعضده في ذلك أولاد العسال، لكن الشعب كان يرفضه. وقد قام الأنبا يوساب بدور هام في تثبيت سيامة القس بولس الراهب، واتفق أخيرًا الكل على سيامته. تمت سيامته في كنيسة السوتير (المخلص) حضرها أول وزير قبطي يُدعى شرف الدين أبي سعيد هبة الله بن صاعد النايزي. قبل مبارحته الإسكندرية قام بتكريس عدة هياكل وسيامة عدد من الكهنة، ثم سافر إلى أديرة وادي النطرون كعادة البطاركة. اهتم بإصلاح حال الكهنة روحيًا، وألغى السيمونية (اقتناء الكهنوت بمال). وقد تعرض لتجارب قاسية إذ قُتل عدد كبير من الأقباط في دمشق بعد موقعة عين جالوت وهزيمة المغول سنة 1259 م. تنيح في نوفمبر 1261 م. (أول كيهك 978 ش). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأنبا أثناسيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جاء في السنكسار القبطي (29 مسرى) cuna[arion أن قومًا أبلغوا إريانا والي أنصنا أن الأسقف قد عمّد ابنة الوزير أنطونيوس، فاستدعاه هو وغلاميه جراسيموس وثاوتيطس وطلب منهم التبخير للأوثان، وإذ رفضوا عذبهم وأخيرًا قطع رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس أسقف قوص | الولادة: – الوفاة: – أسقف في القرن الثالث عشر، اهتم بالحفاظ على اللغة القبطية، فوضع مقدمة باللهجتين البحيرية والصعيدية، عنوانها: “قلادة التحرير في علم التفسير”. وضع أيضًا كتابًا عن الأحوال الشخصية، وآخر عن تكريس الميرون، وقد ضمن كتابه الأخير وصفًا تفصيليًا للرحلة من القاهرة إلى وادي النطرون، حيث اشترك مع البابا في تكريس الميرون بدير القديس مقاريوس الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب أثريه | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا الأب بيستوس أنه ذهب مع ستة من المتوحدين إلى الأب شيشوي في منطقة كليزما Clysma يطلبون كلمة منفعة، فأجابهم إنه إنسان عامي، لكنه يكتفي بأن يروي لهم ما حدث أمام عينيه عند زيارته للأبوين أور (هور) وأثريه: قضى الأب شيشوي عدة أيام في صحبة هذين المتوحدين أور وأثريه، اللذين عاشا معًا، وعُرف الأول بتواضعه والثاني بطاعته. كان الأب أور مريضًا لمدة 18 عامًا، وإذ أحضر له سمكة صغيرة أراد الأب أثريه أن يعدها له، وما أن ضرب بالسكين في السمكة حتى ناداه الأب أور، فتركها في طاعة دون أن يقول له: “انتظر قليلًا حتى أقطع السمكة”. سأله الأب شيشوي من أين له هذه الطاعة، فأجاب بأنه تعلمها من الأب أور، ثم قال له انتظر لتنظر بنفسك. طهى أثريه جزءًا من السمكة ثم أتلفها، وقدمها للأب أور، فأكلها الشيخ ولم ينطق بكلمة، ولما قال له الأب أثريه: “أجيدة أيها الشيخ؟” أجاب: “إنها شهية جدًا”. ثم طهى الجزء الآخر ولم يتلفه، ثم قدمه للأب أور، ولما أكلها، قال له: “لقد أتلفتها” فأجابه الشيخ: “نعم لقد أتلفتها قليلًا”. هكذا قال الأب أثريه للأب شيشوي: “أترى كيف أن طاعتي هي من طاعة الشيخ أور”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأنبا أتونومسي الأسقف | الولادة: – الوفاة: – يُقال إنه من رجال القرن الرابع الميلادي، كان أسقفًا على إحدى مدن إيطاليا، وإذ ثارت زوبعة الاضطهاد على المسيحيين في أوائل القرن الرابع، اضطر أن يترك بلاده، وصار يتنقل من مدينة إلى أخرى، حتى استقر في إقليم بيثينية بآسيا في بيت رجل فاضل يدعى كرنيليوس. أظهر الأب حبًا لمن حوله، وضم الكثير من الوثنيين إلى الإيمان بالسيد المسيح وبنى لهم كنيسة باسم رئيس الملائكة ميخائيل، ترك رعايتها بين يدي كرنيليوس الذي سيم في الغالب كاهنًا، وانطلق الأسقف الروماني يكرز ثم عاد يفتقد كرنيليوس، ففرح جدًا بسبب نمو الكنيسة وتعزى قلبه. في أحد الأيام اقتحم بعض الوثنيين الأشرار الكنيسة وقتلوه بالسيف وهو يقدس! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أتوربيوس الخصي | الولادة: – الوفاة: – كان عبدًا قد تحرر، استطاع بخداعاته ومكره أن يعمل بالقصر حتى صار الرجل التالي بعد الإمبراطور. سببّ متاعب كثيرة للقديس يوحنا الذهبي الفم لأنه لم يمالقه، وقد ألغى حق اللجوء الكنسي حيث يلتجىء الإنسان إلى قرون المذبح. انتهت حياته بخيانته لسيده الإمبراطور، فلجأ إلى الكنيسة التي قاومها. وقد ألقى القديس يوحنا ذهبي الفم مقالين عنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أتروبيوس القارئ بالقسطنطينيَّة | الولادة: – الوفاة: – ما احتمله أتروبيوس من آلام حتى الموت لم يكن صادرًا عن وثنيين وإنما هو ثمرة خلط السياسة بالدين، فقد نُفي القديس يوحنا ذهبي الفم ظلمًا بسبب الإمبراطورة أفدوكسيا، تاركًا كنيسة القسطنطينية إلى جبال القوقاز بأرمينيا، محرومًا من شعبه، محتملًا كل المتاعب بقلب فرح ونفس متهللة. التهب جو القسطنطينية بنفي القديس، وفجأة شب نار في كاتدرائية القسطنطينية، قيل أن نارًا خرجت من تحت المذبح تعلن غضب الله على ما حدث تجاه البطريرك المظلوم. وقال البعض أن مقاومي القديس ذهبي الفم فعلوا ذلك ليقتلوا أتباعه الذين في الكاتدرائية، غير أن مقاومي القديس اتهموا أتباعه أنهم فعلوا ذلك لإثارة السلطات. وقد سمعت السلطات لهم فاستدعت القارئ أتروبيوس وشددت عليه ليعترف بأسماء الذين أشعلوا النيران، وإذ لم يذكر اسمًا واحدًا بالرغم من شدة العذابات التي سقط تحتها، إذ جلدوه بعنف كما مشطوا جنبيه ووجهه بأمشاط حديدية، ووضعت مشاعل بجوار أعضاء جسمه الحساسة، أخيرًا ألقوه في جب حيث انتقلت نفسه بعد قليل وهو في الجب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخوس الفرمي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد هذا القديس بالفرما أو البلسم Mount Pelusium شمال شرقي القطر المصري. كان حائكًا مع رفيقيه تادرس وكلليتيلس Theodore and Callinicos، وقد اتسم برقة الطبع والهدوء، محبًا لحياة التأمل. كثيرًا ما كان ينطلق إلى البرية في الفرما، مشتاقًا للحياة الرهبانية، لكنه نال إكليل الاستشهاد عوض الحياة الرهبانية. انطلاقه إلى الإسكندرية سمع عن قدوم والي جديد بالإسكندرية يدعى أبيللينوس Apellien أو بولامبيس Polemius، جاء بقصد اضطهاد المسيحيين. عرف القديس أن سجون الإسكندرية قد اكتظت بالمسيحيين وأن الوالي يتفنن في تعذيبهم، خاصة ما فعله بعذراء تدعى أتروبي، فقرر أن يذهب بنفسه إلى الإسكندرية ويلتقي بالوالي ليوبخه على تصرفاته الوحشية، وكان ذلك بدافع داخلي إلهي. في الإسكندرية انطلق مباشرة إلى ساحة القضاء، وكان منظره يثير فضول الحاضرين، إذ رأوا شابًا قرويًا بملابسه البسيطة قد ظهرت عليه علامات الإعياء بسبب السفر الطويل. أما الوالي فلم يعطه اهتمامًا بل استهان به، لكن سرعان ما تحول إلى الثورة ضده لما رآه فيه من شجاعة وقوة إقناع، إذ صار يتحدث مدافعًا عن الإيمان والمؤمنين فلفت أنظار الكل إليه. أمر الوالي مساعديه أن يضربوه ليسكتوه، وأن يلقى في السجن بتهمة إهانة الوالي أثناء ممارسته عمله. في السجن التقى القديس أبيماخوس بالمسيحيين المسجونين، فصار يشجعهم ويعزيهم، مذكرًا إياهم بالسعادة الأبدية، الأمر الذي أدركه الوالي في مقابلاته معهم، وإذ عرف الوالي دور هذا القديس بين المسجونين وضع في قلبه أن يذيقه أمّر أنواع العذابات. لقاءه مع الوالي استدعاه الوالي ودخل معه في حوار، فصار القديس يطلب منه أن يترك عبادة الأوثان ويقبل عمل السيد المسيح الخلاصي، أما الوالي فكان يهزأ بالصليب حاسبًا الإيمان به غباوة. أمر الوالي بتعليقه عاريًا لكي يُجلد حتى يتقطع لحمه ويتناثر في الأرض، وتظهر عظامه، أما هو فكان يقول: “طوباكِ يا نفسي إن عُلقت كسيدك”، كما كان يقول بصوت عالٍ: “تشجع يا أبيماخوس”، فما هذه العذابات بجوار آلام المسيح، فإنك بها تدخل الملكوت”! أمر الوالي بعصره بالهنبازين، فخرج من جسده دم سقطت منه نقطة على عيني طفلة عمياء فأبصرت في الحال. عندئذ آمن أهلها بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للاستشهاد، الأمر الذي أثار الوالي جدًا وأمر بقطع رأسه. قُدم القديس للسياف، وكان أبيماخوس متهللًا فرحًا من أجل انتظاره للقاء مع السيد المسيح وجهًا لوجه أما السياف فكان يرتجف، ولم يجسر أن يضرب رأسه، بل طلب من زميله أن يقوم بهذه المهمة، وتكرر الأمر لرابع عشر رجل قام بضرب عنقه. حمل أحد الجنود الجسد ليطرحه بعيدًا، وإذ كان أصم انفتحت أذناه وصار يسمع… وأتى قوم من إدكو Edku وأخذوا جسده. أُقيمت كنيسة باسمه في البرمون El-Barmoun: ⲡⲁⲣⲁⲙⲟⲛⲓ حيث نُقِلَ جسده إليها، وإن كان اللاتين يرون أن جسده نُقل إلى روما. العيد: 14 بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباخوم الفارسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة الغربية بعيد استشهاد أباخوم Abachum وبقية أفراد عائلته في 19 من شهر يناير. كان والده ماريوس Marius من أشراف بلاد فارس (إيران)، قبل الإيمان بالسيد المسيح هو ومرثا Martha زوجته وابناه أوديفاكس Audifax وأباخوم. التهبت قلوبهم جميعًا بحب الفقراء، فقاموا بتوزيع أموالهم على المحتاجين، كوصية السيد المسيح: “وإن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاكك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني” (مت 19: 21)، ثم رحلوا إلى روما لزيارة مقابر الرسل. وإذ كان الإمبراطور كلوديوس يضطهد الكنيسة، يحشد أعدادًا ضخمة من المؤمنين في ساحات الاستشهاد ليضربهم بالرماح ويحرق أجسادهم أمام جماهير الوثنيين، كان هؤلاء الفارسيون يجمعون رفات الشهداء في وقار ويقومون بدفنها. سمع الإمبراطورٍ بأمرهم فأمر بقطع أعناق الرجل وابنيه بالسيف، وإغراق مرثا على بعد 13 ميلًا من روما في موضع يدعي Santa Ninfa. العيد: 19 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباكراجون البتانوني شفيع التائبين الشهيد | الولادة: – الوفاة: – الشهيد أباكراجون البتانوني شفيع التائبين – الراهب آبا إكراجون البتنوني – أبكراجون أبو حبال كان من أهل البتانون Paqanon وكان أولًا لصًا فاتفق معه شابان في اللصوصية، ومضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهرًا في الصلاة. انتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد، ولكنه ظل واقفًا يصلى حتى انحلّت قلوبهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخرّوا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلّمهم ثم ترهَّبوا عنده. أما القديس أبا كراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح، وقد تم قوله إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة فودع القديس أبيه وأخذ بركته ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قِبَل مكسيميانوس قيصر، فعذبه كثيرًا ثم أخذه معه إلى الإسكندرية وهناك عذّبوه إذ علّقوه في صاري مركب خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في زِق من جلد وطرحوه في البحر فأخرجه ملاك الرب من الماء وأمره أن يمضى إلى سمنود، فمرّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها وكان كل من به مرض يحضر إليه فيُشفى بصلاته. ولما وصل إلى سمنود أجرى الله على يديه جملة عجائب منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلًا. أما القديس فقد أرسلوه إلى الإسكندرية وبعد أن ساموه العذاب بمختلف الأنواع قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقسٍ من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البتنون ووضعوا جسده بها. وقد قام نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين أسقف المنوفية وابن قرية البتانون بإحياء سيرة القديس أباكراجون البتانوني “شفيع التائبين” بتدشين أول أيقونتين له في 5 يوليو 2004 م. بكنيسة القديس الأنبا صرابامون الأسقف والشهيد الأثرية بحصة البتانون بالمنوفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آبا أبان الطوباوي – بينوس | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس إيرونيموس: رأينا إنسانًا طوباويًا آخر، فضائله فاقت الكل، يدعى أبان Abban أو بينوس Benus. يروي عنه الإخوة الذين معه أنه لم يقسم قط، ولا نطق بكذب، ولا غضب على إنسان، ولا انتهر أحدًا بكلمة قضى كل حياته في تأمل صامت واتضاع، وكانت حياته كأحد الملائكة، ألتحف باتضاع عميق. إذ توسلنا إليه أن يقول لنا كلمة منفعة، بصعوبة شديدة ارتضى أن ينطق كلمات قليلة. في إحدى المناسبات إذ سأله العاملون في الحقول التي بجوار النهر أن يطرد عنهم “بهيموت” Hippopotamus كان يؤذيهم بعنفه، بصوت رقيق أمر الحيوان: “أناشدك باسم يسوع المسيح أن ترحل”، وإذ بالحيوان ينسحب كما بواسطة ملاك، ولم يعد يظهر بعد في هذه المنطقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبا آري الشطانوفي الشهيد القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أبا آري (أو آباآري الشاطانوفي، أنبا أباري، الشهيد أوري الشطنوفي) كاهنًا بقرية شطانوف التابعة لبشاتي Pchati، بشاتي بالقبطية هي “نيقيوس” مكانها حاليًا زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جدًا. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا (القداس الإلهي). مواجهته الاضطهاد في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالسًا في منصة القضاء يحاور المسيحيين. دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلنًا إيمانه بالسيد المسيح. تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلًا له: “تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثًا عظيمًا محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي”، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه. رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه. في الإسكندرية بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة. إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه. صغر الوالي في عيني نفسه جدًا، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح. تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إشعياء وهور وبولس الآباء الرهبان | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم في كتابه عن تاريخ الرهبان، أن ثلاثة من الرهبان النساك الكاملين التقوا معًا عند شاطئ النهر الكبير، وكان الثلاثة يريدون زيارة معترف يدعى نوبي Nopi، وكان مقيمًا في مدينة بعيدة. يبدو أنه في شيء من الدعابة قالوا لنرى من يغلب ويكرمه الله فيبلغ بنا سريعًا إلى الموضع، عندئذ قال أباهور أو أبا أور: “إنني أسأل الله هذه العطية أن ننطلق إلى المدينة بقوة الروح بلا تعب”، في الحال صلى فوجدوا قاربًا معدًا للرحلة، وفي وقت قصير جدًا بلغوا المدينة مع أن الريح كانت مضادة. إذ صعدوا من النهر قال إشعياء: “أكثير على الله يا أحبائي إن كان الرجل الذي نحن قادمون إليه يأتي إلينا ويقابلنا ويحدثنا عن حياته وأعماله؟! “أما بولس فقال: “لقد أعلن الله لي إنه سيأخذه بعد ثلاثة أيام… “لم يسيروا إلا قليلًا جدًا وإذا بالرجل يلتقي بهم ويحيهم. قال له بولس: “أخبرنا أيها الأخ عن حياتك وأعمالك فإنك سترحل إلى الله بعد غد”. قال أبا نوبي: “مبارك هو الله الذي أعلن لي هذه الأمور، وأظهر لي مجيئكم، وكشف لي عن حياتكم وأعمالكم”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). إذ وصف لهم استقامة سلوكهم مع بعضهم البعض، وأظهر لهم حياتهم وكيف يجاهدون، بدأ الحديث معهم عن حياته وأعماله، قائلًا: “منذ اليوم الذي فيه اعترفت باسم ربنا يسوع المسيح، مخلصنا وإلهنا، لم تخرج كلمة بطالة من فمي على الأرض، ولم آخذ شيئًا أرضيًا، فإن ملاكًا يطعمني بغذاء سماوي. ليس في قلبي شهوة أكثر من الله. الله لم يخفِ عني شيئًا مجيدًا ومكرمًا. لم أكن محتاجا لنور لعينيّ. لم أنم في النهار، وبالليل لا أكف عن التوسلات لله. ملاك الرب يصاحبني على الدوام، ويظهر لي قدرة العالم العتيد؛ نوره لا يفارق عقلي. ما أطلبه من الله يهبني إياه حالًا. في كل الأوقات أرى ربوات الملائكة واقفين أمام الله. وأرى جماعات القديسين، كما أنظر جموع الشهداء. أتطلع إلى نصرات الرهبان المتألمين. أشاهد أعمال الإخوة المتوحدين، وجموع الأبرار. أرى كل الخليقة تمجد الله. أرى الشيطان وقد أُسلم للنار المحرقة، كما أنظر ملائكته يعانون العذابات، أما الأبرار فينالون غبطة بلا توقف”. إذ نطق المعترف نوبي بذلك، كما تحدث معهم في أمور روحية كثيرة، في اليوم الثالث أسلم الروح، وجاءت ملائكة وجيوش من الشهداء تستقبل نفسه وتحملها وهي تسبح… وقد سمع الإخوة الثلاثة أصواتهم كما رأوهم عيانًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الآباء إشعياء وبسويس الأسبانيان | الولادة: – الوفاة: – يحدثنا المؤرخ الرهباني بلاديوس عن أخين من أب أسباني يدعيان بسويس Poesius (أو بشوي) وإشعياء لا نعرف عنهما أكثر مما ورد في كتابه، إذ يقول: [كذلك كان هناك (في جبل نتريا) بسويس وإشعياء، وهما ابنان لتاجر أسباني. مات والدهما فقسّما ميراثهما البالغ خمسة آلاف قطعة من العملة وثيابًا وعبيدًا. تشاورا معًا ودبرا أمرهما هكذا: “يا أخي، ما هي الحياة التي سنعيشها؟ إن اشتغلنا بالتجارة كأبينا فإننا سنترك تعبنا لآخرين؟ وسنتعرض لمخاطر القراصنة في أعالي البحار. هلم بنا نمارس الحياة الرهبانية فننتفع بخيرات أبينا ولا نخسر نفوسنا”. استهوتهما فكرة الحياة الرهبانية لكنهما اختلفا في وجهة النظر، فإنهما إذ قسّما ميراثهما كان كل منهما يود أن يرضي الله بأسلوب حياة مختلف. فقام واحد بتوزيع كل ما عنده على الأديرة والكنائس والسجون، وتعلم صنعة كي يكسب قوته بالتعب، مكرسًا وقته في التداريب النسكية والصلاة. أما الآخر فلم يوزع ماله بل بنى به ديرًا لنفسه وقبل قليلًا من الإخوة، وكان في كل سبت وأحد يقيم ثلاث أو أربع موائد يستضيف إليها كل غريب ومريض وشيخ وفقير، هكذا صرف أمواله. ولما مات كلاهما كثرت الأقاويل عنهما مع أن كليهما سلك بالكمال. فضّل البعض الواحد والبعض الثاني. وإذ حدثت منافسة بين الإخوة في مديح واحد عن الآخر، ذهبوا إلى الطوباوي بامبو ووضعوا الحكم بين يديه، طالبين أن يعرفوا أي الطريقتين أفضل. فقال لهم: “كلاهما كامل، أحدهما أظهر عمل إبراهيم (كرم الضيافة) والآخر عمل إيليا (إنكار الذات)”. سأل فريق: “نتوسل إليك عند قدميك كيف يمكن أن يتساوى الاثنان؟” وكان هذا الفريق يظن أن الناسك هو الأعظم، مصرّين أنه نفذ ما أمر به الإنجيل إذ باع كل ماله معطيًا إياه للمساكين وحمل صليبه وتبع المخلص في صلواته (لو 18: 22؛ 9: 23؛ 14: 27). (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). أما الآخرون فأكدوا أن إشعياء قد شارك الفقراء في كل شيء إذ كان يجلس في مفارق الطرق ويضم المتضايقين، فلم يكن يخفف عن نفسه فقط، بل كان يخفف عن الآخرين مهتمًا بالمرضى ومعينًا لهم. أخبرهم بامبو: “مرة أخرى أقول أنهما متساويان، وأؤكد لكل واحد منكم أنه لو كان الأول لم يعش ناسكًا لما كان مستحقًا أن يقارن بصلاح الآخر. أما الآخر فإن كان قد أنعش الغرباء لكنه قد أنعش نفسه (روحيًا)، فإنه وإن بدى حاملًا أثقال التعب (الضيافة للغرباء) لكنه كان يشعر بالراحة (الروحية) بعد ذلك. انتظروا إلى أن أنال إعلانًا من الله، ثم تعالوا إليّ وأعلمكم”. جاءوا إليه بعد أيام، فأخبرهم: “رأيت كليهما واقفين في الفردوس في حضرة الله”. هذه القصة تكشف عن مفهوم الكلمات الرسولية: “فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح، واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد، وأنواع أعمال موجودة لكن الله واحد الذي يعمل للكل” (1كو 12: 4-6). يلزمنا لا أن ننشغل بنوع موهبتنا فنفتخر بها على غيرنا، أو تصغر نفوسنا أمام مواهب الغير… إنما نهتم كيف نضرم مواهبنا بالروح القدس، فنُحسب أمناء لننال الكنز الأبدي! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسماعيل ورفيقاه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – أرسل ملك الفرس إرسالية تتكون من ثلاثة شبان مسيحيين يدعون مانوئيل وسابيل Sabiel وإسماعيل وكانوا أبناء ساحر مشهور، بعثهم برسالة إلى الإمبراطور يوليانوس الجاحد، قبيل الحرب التي اشتعلت بينهما وقُتل فيها يوليانوس. استقبلهم يوليانوس بحفاوة عظيمة وسألهم أن ينتظروه في بيثينية. وإذ جاء الإمبراطور رأى السفراء الثلاثة حشودًا ضخمة من الجماهير تتدفق على المعبد تكريمًا للإمبراطور، يقدمون تقدمات وعبادات للوثن. حزن الشبان، وصاروا يقرعون صدورهم. دعاهم حاجب الملك -وكان هنديًا- أن يدخلوا المعبد ويقدموا ذبائح فرفضوا بإصرار. ثار يوليانوس على هذا الموقف عندما سمع بتصرفاتهم وأمر بقتلهم وحرق أجسادهم، مع أنهم غرباء غير تابعين لمملكته… الأمر الذي لا يحمل أية لياقة إنسانية. إذ سمع ملك الفرس ما فعله يوليانوس بسفرائه غضب جدًا وحسبها إهانة موجه له شخصيًا بل ولكل بلده، لذا دخل معه في حرب أدت إلى هلاك يوليانوس مُضْطَهِد الكنيسة. يُعيَّد لهم الغرب في 17 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسطفانوس الليبي الناسك | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بلاديوس سيرة الطوباوي إسطفانوس الذي من أصل ليبي، وقد عاش ناسكًا في البرية على حدود مارماريكا Marmarica ومريوط في الصحراء الغربية (يبدو بالقرب من ليبيا)، وتشعر من حديثه عنه مدى اشتياقه أن يلتقي معه لولا بعد المسافة، وقد سمع عنه من القديسين أمونيوس وأُغريس اللذين زاراه في مرضه. قال عنه القديس بلاديوس: [سكن في البرية ستين عامًا، وقد بلغ مرتفعات تدبير الحياة الكاملة، وحُسب (بنعمة الله) أهلًا أن يهب تعزية للغير، حتى أن كل متألم -أيا كان- إذ يقترب منه يخرج فرحًا. وقد تعرف عليه الطوباوي أنطونيوس. إسطفانوس هذا استمر في هذه الحياة حتى أيامنا، لكنني لم أعش معه قط، ولا التقيت به، لأن الجبل الذي يقطنه بعيد عني جدًا. القديسان أمونيوس وأغريس اللذان ذهبا لافتقاده رويا لي قصصًا عنه، فقد قالا: إذ ذهبنا إليه وجدناه في مرض خطير جدًا، فقد أصيب بأورام في الأجزاء السفلية من جسده، أصيب “بغرغرينة”، وقد وجدنا طبيبًا يبتر أجزاءً من جسمه (غالبًا إحدى رجليه). (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ومع هذا كان القديس يعمل بيديه، يجدل سعفًا، وكان يتحدث معنا بينما كان الطبيب يبتر في جسده. كان محتملًا ذلك بصبرٍ، كما لو كان البتر في جسم غير جسمه، وإذ بُترت هذه الأجزاء كأن شعرًا قد قُص، استمر القديس بنعمة الله دون أن يعطي الأمر اهتمامًا. صار الطبيب يربط الجراحات بينما جلس هو ليجدل السلال بيديه، وتحدث معنا فرحًا شاكرًا لله… لقد وقفنا ونحن مندهشين لهذه المأساة، إذ لم نكن قادرين على احتمال رؤية الإنسان الذي سلك حياة نسكية روحية سامية أن تُبتر أعضاؤه تحت الضرورة. أدرك الطوباوي أفكارنا، وإذ شعر بحزننا، أجاب قائلًا لنا: “لا تحزنا يا بني لهذا الأمر، ولا يضعف إيمانكما بسبب هذا الأمر فإن الله لن يصنع شرًا قط، بل بالعكس يتطلع إلى نهاية سعيدة (لأعماله). كم من مرة استحقت هذه الأعضاء الحكم بالعقوبة! لقد استحقت الأعضاء البتر، فلتجازى هنا أفضل من أن تجازى بعد الرحيل من هذا العالم”. هذا ما نطق به معنا، فأراحنا، وأرسلنا، قائلًا لنا: [لا تتعثروا عندما تجدًان تجارب من هذا النوع تحل بالقديسين، فبها يبنينا الله، ويهبنا الراحة ويثبتنا في النواميس التي هي ضد التجارب. لقد رويت هذه الأمور لكي لا تتعجبوا عندما ترون قديسين يسقطون في ضيقات]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسطفانا الساقط | الولادة: – الوفاة: – في مرارة يسجل لنا القديس جيروم سيرة هذا الراهب العملاق الذي انهار بسبب الكبرياء، وانحل عن حياته الروحية ليعيش في الفساد والدنس، وقد صار عبرة لكل نفس متشامخة. قال القديس جيروم: “كان في الإسقيطرجل يدعى إسطفانا Stephana ، سكن في البرية تسعة وعشرين عامًا، كان ثوبه من سعف النخيل، يسلك حياة صارمة مدققة في إنكار الذات، ويمارس النسك حتى أنه لم يمل لأكل الوجبات العادية ذات المذاق الحسن، وكان ينتقد بشدة الذين يأكلون بسبب المرض طعامًا مطبوخًا أو يشربون حلوًا. لقد وُهب عطية الشفاء، فكان يخرج الشياطين بكلمة. حدث مرة أن إنسانًا به روح نجس جاء إلى الإسقيطليُشفى، وإذ رأى الراهب أن الرجل يتعذب بشدة من الشيطان صلى فشفي. أخيرًا رفضته نعمة الله بسبب تشامخه وتعاليه المتزايد جدًا، فقد ظن في نفسه أن حياته وأعماله أعظم مما للآباء الآخرين، ففي البداية عزل نفسه عن الإخوة، ثم ذهب إلى أحد الأديرة بالإسكندرية كرئيس للمتوحدين. في كبريائه قال: “أأخضع أنا لمقاريوس؟ أليست حياتي وأعمالي أفضل من حياته وأعماله؟”. وقد بلغ به الجنون (العظمة) أنه ذهب إلى الإسكندرية وسلم نفسه للنهم والسكر، وكان يأكل اللحوم بنهم أكثر من العاديين، وأخيرًا سقط في حفرة اشتهاء النساء. صار يذهب إلى بيوت الزانيات وإلى الأماكن البطالة، يرتبط بالزناة ويمارس شهواته بطريقة مخجلة، وكان يقول: “لست أفعل هذا بسبب الأهواء والزنا، إنني لا أفعل أمرًا مشينًا، فإن الالتصاق بالنساء ليس خطية إذ خلق الله الرجل والمرأة”. حدث في الأيام أنني نزلت مع الطوباوي أوغريس إلى الإسكندرية لقضاء عمل هناك، وكان معنا أربعة إخوة. وإذ كنا عابرين في سوق المدينة التقينا براهب في غير قصد، وكان يتحدث مع زانية في أمور شهوانية. وإذ رآه الطوباوي أوغريس بكى وسقط عند قدميه وصار يتوسل إليه، أما الرجل فلم يهز له رأسه بأقل انحناءة، بل في تشامخ معيب وتعالٍ أجابه، قائلًا: “ماذا تطلبون أيها المراؤون والمخادعون هنا؟” صار الطوباوي أوغريس يتوسل إليه أن يذهب معنا إلى حيث نقيم لكنه لم يقبل بأية وسيلة، وبصعوبة شديدة جاء معنا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وإذ دخلنا وصلينا وقع الطوباوي أوغريس على عنقه وقبّله، والدموع تنهمر منه، وهو يقول: “حقًا يا حبيبي لقد هبطت من الخدمة الإلهية التي للملائكة إلى أعماق الشر! لقد تحولت عن الحديث عن الله لتتحدث مع الزانيات! عوض الحياة وخدمة الملائكة اخترت حياة الشياطين! أسألك، وأتوسل إليك ألا تقطع الرجاء في خلاصك؛ قم وتعال معنا إلى البرية، فإن الله الرحيم قادر أن يردك إلى درجتك الأولى”. كان فهمه قد أصيب بالعمى بواسطة الشيطان فلم يعرف كيف ينصت لما قيل له، ولا ما يجيب به. وإنما قال لأوغريس: “كنت حتى الآن تائهًا، لكني عرفت طريق الحق”. ثم بدأ يسخر بالآباء، قائلًا: “إنكم تائهون، تقطنون البرية بسمة باطلة، من أجل الناس لا الله، وها أنتم أمام الذين يشاهدونكم كأصنام زيّنها البشر ليتعبدوا لها”. وهكذا في كبرياء إبليس وعجرفته صار يستهزئ بالآباء، ثم تركهم ومضى. وقد بكى الطوباوي أوغريس والإخوة وتنهدوا من أجله كثيرًا. هذا الرجل أخذ عذراء يتيمة تعيش بمفردها كراهبة بخطة دنيئة، تحت ستار أنه يتصدق عليها فيما تحتاج إليه، وكان في حقيقة الأمر يود أن يشبع شهوته. وإذ عاش معها بطريقة منحطة لمدة عامين، أخيرًا جاء بعض اللصوص ليلًا، وربطوه بحبال حتى قدم لهم كل ما في مسكنه، ثم رفعوه مع المرأة التي يصنع معها الشر إلى منزل يوجد به قش ورُبط الاثنان وأشعلوا في البيت نار فماتا أشر ميتة. فيهما. وقد تحقق ما قاله معلم الأمم: “وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق” (رو 1: 28). بمعنى آخر أن حرق النار هنا هو عربون للنار التي يتعذب بها الأشرار. الآن فإن ما حدث لإسطفانا إنما لأنه عزل نفسه عن الإخوة، وانتفخ في ذهنه، وظن في نفسه أنه كامل”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسخيون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في أيام الإمبراطور داكيوس (ديسيوس)، كان والي الإسكندرية عنيفًا في اضطهاده للمسيحيين، وكما يقول المؤرخ يوسابيوس أنه بدأ الاضطهاد قبل إصدار الإمبراطور للمرسوم بذلك الأمر بحوالي سنة كاملة (أي سنة 249 م). كان المسيحيون في الإسكندرية يُساقون إلى المحاكمة ليسقطوا تحت أنواع كثيرة من العذابات، وإذ كان أحد المسيحيين يومًا ما يُحاكم، ورأى أدوات التعذيب يبدو أنه بدأ يضعف، وكاد أن ينهار، وينكر مسيحه، لكن ربنا يسوع المسيح لم يتركه هكذا، إذ فجأة رأى خمسة من الجند من بينهم جندي يدعى إسخيون Ischyion قد اقتحموا ساحة المحاكمة، الأمر الذي شدَّ أنظار الكل ليروا ما وراءهم، وإذ بهم ينطلقون ليقفوا بجوار المتهمين، معترفين أنهم تلاميذ المسيح. دُهش القاضي وكل الجماهير لهذا المنظر، خاصة وقد حمل هؤلاء الرجال بشاشة على وجوههم، وكأنهم قادمون لا لاحتمال العذابات وإنما لنوال فرح وأكاليل. هنا تشدد الرجل الخائر، وأدرك بقوة تملأ نفسه، وتعزيات الله في قلبه، بعد أن كان القاضي قد بدأ يتهلل بانهيار الرجل انقلبت كل الموازين، إذ أعلن الرجل شوقه لاحتمال كل عذاب من أجل إيمانه الحق. بدأ إسخيون يشهد للسيد ويكرز به وسط المحكمة، فأمر القاضي رجلًا يدعى أرمينيوس أن يعذب هذا الجندي، فصار يبتر أعضاء جسده، بل وفتح بطنه بعصا، ثم استشهد، وتبعه زملاؤه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق من شما الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان يعمل في حراسة بستان، يسلك في حياة تقوية نسكية، يأكل مرة كل يومين من البقول، وكان محبًا للفقراء. ظهر له ملاك في رؤيا وسأله أن يمضي إلى الوالي ويعترف باسم السيد المسيح، وبالفعل تمم ذلك، ونال إكليل الشهادة في 25 من شهر أبيب، وقد دفن في بلده شما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق قس شيهيت | الولادة: – الوفاة: – انطلق إلى الصحراء وهو ابن سبع سنوات، وبالرغم من صغر سنه كان يحفظ بعض إصحاحات كاملة من الكتاب المقدس عن ظهر قلب، وقد اهتم كل حياته بالكتاب المقدس. يقول عنه المؤرخ القديس بلاديوس أنه حفظ الكتاب كله. منذ صغره تمتع بمواهب فائقة حيث كان يمسك الأفعى المقرنة القاتلة ولا تؤذيه. عاش 50 عامًا في حياة الوحدة وتتلمذ له 150 متوحدًا. وكان القديس الأنبا أثناسيوس يحبه وكان كثير الحديث عنه. نفي مع سميّه أنبا إسحق قس القلالي لميوله للعلامة أوريجينوس. يروي لنا الآباء عن قصة هروبه من الكهنوت ثم قبوله، وقد نُسبت خطأ للأب إسحق قس القلالي كما يرى بعض الدارسين، تتلخص في أن الأب إسحق سمع أنهم يريدون سيامته كاهنًا فانطلق إلى مصر، وذهب إلى حقل واختفى في وسط البيدر. انطلق الكهنة وراءه يبحثون عنه، وإذ بلغوا ذات الحقل توقفوا ليستريحوا إذ كان الليل قد حلّ. تركوا الدابة (الحمار) قليلًا وإذ به ينطلق وهم وراءه يريدون الإمساك به، حتى بلغ إلى الموضع الذي فيه القديس إسحق مختفيًا، فامتلأوا دهشة، وإذ أرادوا أن يربطوه ليحملوه عنوة منعهم قائلًا لهم: “إنني لن أهرب بعد، فإن هذه هي إرادة الله، وأينما هربت وجدت ذلك بعينه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق قس القلالي | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس إسحق قس القلالي أو قس نتريا من أبوين فقيرين تقيين بصعيد مصر. كان يلتقي بالرهبان القادمين إلي الريف ويسمع لهم فأحب الحياة الرهبانية، وتتلمذ علي يدي القديس مقاريوس رئيس دير بسبير. كما رأى القديس أنبا أنطونيوس وتعلّم منه الصلاة، كما يظهر من مناظرته مع القديس يوحنا كاسيان (مناظرة عن الصلاة 9: 31). رحل إلى جبل نتريا، وتتلمذ على يد الأنبا كرونيوس الذي خلفه كقس ومدبر لنتريا والقلالي. عندما كبر المعلم في السن جدًا، إذ كان قد بلغ حوالي 110 سنة هذا وقد تتلمذ أيضًا على يدي القديس ثيؤدور الفرمي. التقى بالقديس الأنبا بامو (بيمين)، وتتدرب على يديه في الزهد خاصة في الملبس. طرد من نتريا على يد البابا ثاوفيلس (23) مع سميّه إسحق قس شيهيت وعدد من المتوحدين والرهبان بسبب ميولهم للعلامة أوريجينوس. بعد النفي عاد من فلسطين إلى نتريا ليمارس دوره الفعال. وقد أصيب في آخر أيامه بمرض شديد أنهكه، فلازم الفراش زمانًا طويلًا. تلمذته لأنبا كرونيوس يكشف لنا الأنبا إسحق قس القلالي كيف يدربه معلماه أنبا كرونيوس وأنبا تيؤدور بالعمل لا الكلام، مقدمين مفهومًا آبائيًا للتلمذة الحقة، إذ يقول: “عندما كنت شابًا صغيرًا اعتدت السكنى مع أنبا كرونيوس، ولم يكن يكلفني مطلقًا بعمل شيء ما. والآن، وقد صار شيخًا لا يستطيع التحكم في أطرافه، إلا أنه لا يزال يقف ويقدم لي الماء بيديه وكذلك الأمر مع الجميع. هذا هو ما كان يحدث أيضًا بالنسبة لأنبا تيؤدور الفرمي، إذ لم يكن يكلفني بعمل أيا كان نوعه. وكان يعد هو المائدة، وكنت أقول له: “لقد جئت يا أبي لكي أساعدك، فلماذا لا تطلب مني أن أؤدي لك عملًا؟” لكن الشيخ لم يكن يخاطبني بشيء بل كان يحفظ السكون. فصعدت أنا وأعلمت الشيوخ بالأمر، فجاءوا إليه قائلين: “يا أبانا لقد جاء إلى قداستك هذا الأخ لكي ما يعينك، فلماذا لا تأمره بعمل ما؟” أجابهم الشيخ: “وهل أنا رئيس دير حتى آمره؟ إنني لن أقول له شيئًا إلا عن رغبتي في أن يفعل هو مثلما يراني أعمل”. “ومنذ ذلك الوقت كنت أسبقه في عمل الشيء قبل أن يقوم هو به، ولازال يعمل هو في صمت وهدوء، وبهذه الطريقة جعلني أتعلم أن أعمل في سكون وهدوء. مع أنبا بيمين يذكر لنا البستان أحاديث كثيرة نافعة وبدالة قوية تمت بين القديس إسحق قس القلالي والقديس الأنبا بيمين، نذكر منها: كنت جالسًا في إحدى المناسبات مع أنبا بيمين، فلاحظت أنه كان في دهش عظيم، وبما كان لي من تأثير عليه طلبت منه بإلحاح، قائلًا: “فيم تفكر يا أبي؟” وبعد إلحاح شديد أجاب، قائلًا: “كنت أتأمل في موضوع الصلب، حيث كانت القديسة مريم والدة الإله واقفة تبكي بجوار صليب مخلصنا، كنت أتمنى أن أشعر بمثل هذا كل الأوقات”. في إحدى المناسبات رأى أحد الآباء الأنبا بيمين يصب ماء على قدميه (يغسلهما)، فقال أنبا إسحق لأنبا بيمين بدالة: “كيف يكون هذا؟ فبينما يدرب الآباء أنفسهم على أتعاب شاقة، وأعمال نسك عظيمة حتى أنهم قمعوا أجسادهم نراك تغسل قدميك؟” أجاب أنبا بيمين: “إننا لم نتعلم أن نكون قاتلين لأجسادنا، بل قاتلين لشهواتنا”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). مرة سمع أنبا إسحق صياح ديك، فقال لأنبا بيمين: هل يوجد دواجن هنا يا أبي؟ أجابه قائلًا: “لماذا تجبرني أن أتحدث إليك يا إسحق؟ الذين يشبهونك فقط هم الذين يسمعون مثل هذه الأصوات، أما المجاهد فلا يشغل نفسه بمثل هذه الأمور”. اعتاد أبا إسحق قس القلالي أن يقول بأن أبا بامو (بيمين) كان يقول: يليق بلبس الراهب الذي يرتديه أن يكون هكذا: لو أُلقي خارج القلاية لمدة ثلاثة أيام لا يريد أحد أن يلتقطه. اعتاد أبا إسحق أن يقول للإخوة: إن آباءنا وأنبا بامو (بيمين) كانوا يلبسون خرقًا موصولة قديمة، أما الآن فتلبسون ثيابًا غالية الثمن. امضوا من هنا فقد أفسدتم الموضع. إنني لا أقدم لكم وصايا لأنكم لا تحفظونها. بكاؤه كان أبا إسحق وأبا إبراهيم يعيشان معًا. حدث أن دخل مرة أبا إبراهيم ليجد أبا إسحق يبكي، فقال له: “لماذا تبكي يا أبت؟” أجاب الشيخ: “ولماذا لا نبكي؟ لقد مات آباؤنا، وها عمل أيدينا (جهادنا الروحي) لا يكفي لأجرة المركب لكي نذهب ونفتقدهم، لهذا نحن أيتام (لا نجاهد كآبائنا)، من أجل هذا أبكي”. عند الحصاد اعتاد الرهبان أن يقوموا ببعض الأعمال كالحصاد في الحقول القريبة حتى يأكلوا من تعب أيديهم. وقد روى لنا أنبا إسحق ما رآه بعينيه أن أحد الإخوة (الرهبان) إذ كان يقوم بالحصاد ذهب يستأذن صاحب الحقل ليأخذ سنبلة يفركها بيديه ويأكلها، فدُهش صاحب الحقل، قائلًا: “يا ابني الحقل هو لك، أتستأذني لكي تأكل؟!” وقد تأثر صاحب الحقل منتفعًا لما رأى ما بلغه الإخوة من حذر على أنفسهم. حبه للنسك حدثنا أحد الآباء كيف أنه في أيام أبا إسحق جاء أخ إلى كنيسة القلالي، وكان يرتدي قبعة صغيرة، فطرده الشيخ، قائلًا: “هذا الموضع هو للرهبان، إنك علماني ولا يليق بك أن تعيش هنا”. نقاوة القلب لم أسمح قط لفكر ضد أخي يحزنني أن يدخل قلايتي، وكان همّي ألا أترك أحدًا يدخل قلايته وفي قلبه فكر ضدي. لعل هذا الحديث جاء ثمرة خبرة عاشها بعد أن سقط في إدانة أخ، فوبخه الملاك على ذلك، إذ جاء عنه: حدث أن أتى أبا إسحق إلى دير، فرأى أخًا يخطئ فأدانه، وإذ عاد إلى البرية وجد ملاكًا من عند الرب قد جاء ووقف أمام قلايته، وصار يقول له: “لن أسمح لك بالدخول”. وإذ قاومه قائلًا: “ما هو الأمر؟” أجابه الملاك: “الرب بعثني إليك أسألك أين تشاء أن تطرح الأخ المخطئ الذي أنت أدنته؟” فتاب لوقته، وقال: “أخطأت، اغفر لي”. عندئذ قال الملاك: “اصعد، فإن الرب قد غفر لك، ولكن عليك من الآن أن تحفظ نفسك من أن تدين أحدًا قبل أن يدينه الله”. في كتاب “Bendicta” نسبت هذه القصة لإسحق التبايسي كإسحق آخر غير قس القلالي. هذا ويروي لنا عن نفسه أن الشيطان قد تجاسر وظهر له مطلًا من الطاقة قائلًا له أنه قد صار من أتباعه، وإذ فحص الأمر تذكر أنه تجاسر وتناول من الأسرار المقدسة ثلاثة أسابيع متتالية دون أن يصفح عن أحد. هكذا شعر أنه بهذا العمل عوض نوال بركة الاتحاد مع الله حُسب من أتباع عدو الخير، إذ عمل في قلبه عدم الصفح عن الآخرين. لهذا أسرع إلى الأخ، وبدموعه سأله أن يصفح عنه. الكبرياء يتقدم الآلام (الشهوات) جميعها الكبرياء ومحبة الذات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق تلميذ أبا أنطونيوس الكبير | الولادة: – الوفاة: – هذا الأب من تلاميذ القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، وقد أشار إليه القديس بلاديوس. وله أقوال عدة في القسمين 9-10 من مناظرات يوحنا كاسيان مع مشاهير آباء البرية، ويتحدث فيها بإسهاب عن الصلاة وأنواعها، وشرح الصلاة الربانية، والدموع في الصلاة، والصلاة الدائمة.. إلخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق الهوريني القديس | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد هذا القديس بمدينة هورين من أعمال شباس من أبوين تقيين، وقد تنحيت والدته سوسنه وهو صغير، فتزوج والده إبراهيم مرة أخرى، فكانت امرأة أبيه تبغضه بالرغم من صغر سنه، فلم تكن تعطيه طعامًا سوى القليل من الخبز، وكان ينطلق مع رعاة أبيه وهو في الخامسة من عمره يحمل الخبز معه، يوزعه على الرعاة ويبقى صائمًا حتى يعود إلى بيته. إذ شكاه أحد الرعاة لوالده أنه لا يأكل طوال النهار، أراد الوالد أن يتحقق الأمر بنفسه. رآه الصبي الصغير قادمًا من بعيد، وعرف أنه جاء خصيصًا ليراه إن كان يأكل الخبز أم يوزعه، وكان قد قام بتوزيعه، وإذ خاف من والده، جاء بثلاث قطع من طينوربطهم في طرف العباءة ليظن والده أنه محتفظ بالخبز، وكان ذلك على مشهد بعض الرعاة. جاء الوالد واتجه إلى العباءة وفك الرباطات ففوجئ الرعاة بوجود خبز حقيقي، فدهشوا للغاية، وإذا سألهم الوالد عن سرّ دهشتهم قصوا له ما فعله أبنه، فتعجب الوالد ومجّد الله. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). رهبنته إذ كبر الصبي كان يزداد قلبه شوقًا للحياة الرهبانية، فذهب إلى راهب قديس يدعى الأنبا إيليا، وأقام عنده مدة. وبعد نياحة الأنبا إيليا، مضى إسحق إلى جبل البرنوج، وأقام عند شيخ يدعى الأنبا زخرياس يتتلمذ على يديه (جبل البرنوج بنتريا، بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة). إذ كان والده يجّد في البحث عنه، عثر عليه عند القديس، وسأله أن يرجع معه، وقد أشار عليه معلمه أن يطيع فعاد، ومكث مع والده حتى تنيح الأخير فوزع الابن كل ما ورثه، وأقام في مكان منفرد بناه خارج المدينة يمارس حياته النسكية، وبقى في هذا الموضع سرّ بركة لكثيرين حتى تنيح ودفن هناك، في 22 برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق المعترف | الولادة: – الوفاة: – حياة هذا المتوحد تكشف عن قلب المسيحي الملتهب حبًا وغيرة، العامل بقوة في الكنيسة، أيا كان مركزه أو دوره. أحب هذا الأب حياة الوحدة وأراد أن يقضي كل حياته متعبدًا لله بلا انقطاع بعيدًا عن ارتباكات العالم ومشغولياته. لكنه إذ سمع عن الإمبراطور فالنس الأريوسي إنه يضطهد الكنيسة لم يستطع أن يقف مكتوف اليدين، وإنما بعد أن قدم صلوات مستمرة وعميقة انطلق إلى القسطنطينية، وصار يحذر الإمبراطور بوضوح وصراحة أكثر من مرة، معلنًا له أنه إن لم يكف عن اضطهاد مستقيمي الرأي (الأرثوذكس) ويرد لهم الكنائس التي اغتصبها منهم وسلمها للأريوسيين ستحل به مآسي صعبة، لكن الإمبراطور استخف به. التقى به مرة وهو خارج من المدينة، فأمسك بلجام حصانه وصار يوبخه، فأمر الإمبراطور بإلقائه في أقرب مستنقع، لكن الرب خلصه بطريقة معجزية. وإذ كرر نبوته أمامه ألقاه في السجن، فتحققت نبوته، وقُتل فالنس في معركة Adrinople ولما ملك ثيؤدوسيوس أفرج عنه وكرّمه. أراد أن يمارس وحدته من جديد لكن تلاميذه أصروا ألا يفارقهم فبنى لهم ديرًا يدعى “الدالماتي” نسبة إلى أحد تلاميذه دالماتيوس، وهو أقدم دير بالقسطنطينية. اشترك في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية. وقد تنيح في شيخوخة صالحة يوم 30 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق التبايسي القديس | الولادة: – الوفاة: – كثيرًا ما يحدث خلط بين الآباء الذين حملوا اسم “إسحق” في الرهبانية المصرية في مركز قيادي، فيرى بعض الدارسين أن إسحق التبايسي هو بعينه الأب إسحق قس القلالي، كاهن كنيسة نتريا، قد تتلمذ أولًا على يدي القديس مقاريوس أب دير بسبير، وقد رأى القديس أنبا أنطونيوس، ثم انطلق إلى نتريا يتتلمذ على يدي القديس كرونيوس والقديس ثيؤدور الفرمي Theodore of Parme، ويحاول البعض الفصل بين الشخصيتين، وإن كان الرأي السائد أنهما شخص واحد. هذا وكثيرًا ما يخلط البعض أيضًا بين الأب إسحق قس القلالي، والأب إسحق قس شيهيت، وينسبون ما للواحد للآخر. إسحق التبايسي إن كان إسحق قس القلالي هو بعينه إسحق التبايسي، إذ نشأ بالصعيد وترهب أولًا هناك متتلمذًا على يدي القديس مقاريوس رئيس دير بسبير، لكنه وجد أكثر من أب حمل ذات الاسم “إسحق” في الأديرة الكثيرة المنتشرة بمنطقة طيبة التي تكاد تتسع لتحوي غالبية صعيد مصر. لذلك ما ورد في بعض الكتابات النسكية عن “إسحق التبايسي” أحيانًا يقصد به غير الأب إسحق قس القلالي، نذكر هنا ما ورد تحت عنوان “إسحق التبايسي” في كتاب “Bendicta Word” طبعة 1975 م.، ص 93-94، إنه كان تلميذًا للأنبا أبوللو، الذي قال عنه تلميذه إسحق أنه “قد تدرب بكمال في كل الأعمال الصالحة وكان له موهبة الصلاة الدائمة”. فمع محبته لإخوته لم يكن يسمح لأحد أن يرافقه في الطريق إلى الكنيسة حتى لا يشغل ذهنه بشيء، وكان يعلق على ذلك بقوله: “كل شيء صالح في وقته المناسب، فلكل عمل زمنه”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). لعله بهذا يقصد أنه لا يليق أن نمارس حتى أحاديث المحبة أو خدمة ما قبيل الحضور للقداس الإلهي حتى لا يرتبك ذهننا بشيء حتى وإن كان صالحًا، فللخدمة وقت معين فلا تكون على حساب تركيز ذهننا في الصلاة. بعد نهاية القداس الإلهي لم يكن يقبل أن يشترك في الطعام بل ينطلق سريعًا إلى قلايته، وكما يقول معلمه أبوللو: “لم يفعل ذلك رفضًا لمحبة الإخوة وإنما حفظًا للصلاة الدائمة”. إذ مرض الأب إسحق جاء الإخوة يفتقدونه، فسألوه: “لماذا تهرب يا أبا إسحق من الإخوة في نهاية الخدمة؟” أجاب: “لست أهرب من الإخوة إنما من حيل إبليس، الشياطين الشريرة. متى أشعل إنسان سراجًا، فإن عرَّضه للهواء الطلق ينطفئ بسبب الريح، هكذا نحن إذ نستنير بالإفخارستيا المقدسة فإن روحنا تظلم إن سرنا خارج قلالينا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق الكبير أو الأول | الولادة: – الوفاة: – ✝️ اسمه ومكانته هكذا تَدْعوه الكنيسة الأرمنية: “القدِّيس إسحق الكبير أو الأول”. 👰 الزواج والرهبنة يبدو أن الأساقفة في الفترة الأولى في الكنيسة الأرمنية كان يمكن أن يكونوا متزوجين، على أن يكون بعلَ امرأةٍ واحدة، حتى ظهرت حركة البتولية ثم الرهبنة هناك، فَسَلَكُوا حسب التقليد الكنسي العام أن يكون بتولًا أو راهبًا. هو ابنُ الجاثليق (كاثوليكوث) نيرسيس الأول، يُحْتَمَل أن يكون قد سُمِّي وهو أرمل، ومن سلالة القدِّيس غريغوريوس المستنير، لذا يُدعى “الإغريغوري”. 🏛️ التعليم والحياة المبكرة وُلِدَ حوالي عام 350 م.، وبعد أن أَتَمَّ دراستَه في القسطنطينية تزوج. تَنَحَّت زوجتُه في وقتٍ مبكّر فصار راهبًا. ✨ جاثليق أرمينيا سُمِّيَ جاثليقًا على أرمينيا سنة 390 م. في وقت عصيب وحرج بالنسبة للكنيسة وأيضًا بالنسبة للدولة. فمن جهة الدولة كانت أرمينيا بقسميها يُحْكَمُها ولاة خاضعون اسمياً لسادتهم البيزنطيين والفارسيين. أما من جهة الكنيسة فقد سبق فأعلن سلفه نيرسيس الأول استقلال الكنيسة الأرمنية عن قيصرية، وكان ذلك في أيام القدِّيس باسيليوس أسقف قيصرية، لذا كان يُنْظَر إلى هذه الكنيسة بطريقة أو أخرى ككنيسة منشقة. لما سُمِّيَ إسحق وجد قِلّةً تميل للتبعية لكرسي قيصرية فتجاهلها، معلنًا نفسه في القسطنطينية كرئيسٍ أعلى للكنيسة الأرمنية، مُطالِبًا بقوّة لدى القصر الإمبراطوري باستقلال كنيسته عن قيصرية، كشعب أرمني له بطريركه وثقافته الخاصة. ويبدو أن هذا الاتجاه قد وُجِدَ قَبولًا لدى القسطنطينية خاصة في الوسط الكنسي، حيث بدأ الأرمن يتفاعلون مع الفكر البيزنطي ويرتبطون بشيء من ثقافتِه. من جانبٍ آخر يرى بعض الدارسين أن الضغط الفارسي (الوثني) كان له أثرٌ في ميل الأرمن للاستقلال عن قيصرية للارتباط بالأكثر بالقسطنطينية. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). 🌟 الإصلاح والنمو على أي الأحوال كان هذا العمل تحركًا طبيعيًا للكنيسة الأرمنية يُمثِّل انطلاقةً جديدة حسبت كبدء عصر ذهبي للفكر الأرمني الكنسي الأصيل. في عهده ظهرت حركةُ نمو وإصلاح شامل، فازدهرت الحركة الرهبانية بسرعة، وأنُشِئَت المدارس والمستشفيات، وأُعيد بناء الكنائس التي هُدِمَتْ على يد الفُرس. هذا التحرك احتاج إلى صراع الأب إسحق ضد الأفكار الفارسية الوثنية من جانب، وضد بعض الاتجاهات الكنسية التي مالَتْ لقيصرية. 📖 الترجمات والكتب قام بحركة ترجمة قوية، يُساعِده في ذلك القدِّيس ميسروب Mesrop، ويُعْتَبَر ترجمة العهد القديم الأرمنية ذات قيمة عالية لدى دارسي الكتاب المقدس، كما أن بعض الكتابات اليونانية التي تُرجِمَتْ إلى الأرمنية فُقِد الأصل وبَقِيَت الترجمة تمثل تراثًا كنسيًا أصيلًا. هذا وينسب له التقليد الكثير من التسابيح والألحان الأرمنية. ⚔️ الصراع مع الفرس حوالي عام 425 م. طُرِدَ الفارسيون الوالي، كما عُزِلَ إسحق عن كرسيه في أقصى غرب الدولة لمعرفتهم بميوله للكنيسة البيزنطية القسطنطينية، لكن تحت الضغط الشعبي القوي التزم الفارسيون بإعادته إلى كرسيه، وقد تَنَيَّح وهو في الثانية والتسعين من عمره تقريبًا. 🏛️ مجمع أفسس لم يستطع أن يُحْضِر مجمع أفسس سنة 431 م. بسبب شيخوخته. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبفيّة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قبلت الإيمان على يدّي الرسول بولس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي كارلو أكوتيس | الولادة: 1991 الوفاة: 2006 وُلد كارلو أكوتيس في 3 مايو 1991 في لندن، المملكة المتحدة، لوالديه أندريا أكوتيس وأنتونيا سالزانو. كانت عائلته ميسورة الحال، وقد عمل والداه في ألمانيا والمملكة المتحدة قبل أن يستقروا في ميلانو، إيطاليا في سبتمبر 1991. منذ سن الثالثة تقريباً، أظهر اهتماماً غير عادي بالكنائس الكاثوليكية، وكان كثيراً ما يطلب زيارة الكنائس. وفي سن السابعة، نال مناولته الأولى في دير القديس أمبروسيوس ونيموس. وكان يُرى غالباً وهو يصلي أمام بيت القربان قبل القداس وبعده، وكان يذهب إلى الاعتراف مرة كل أسبوع. كما كان يحب زيارة أسيزي حيث يُدفن القديس فرنسيس الأسيزي. إلى جانب حبه العميق للكنيسة، كان لدى كارلو شغف كبير بالحواسيب، فتعلم البرمجة وتصميم المواقع الإلكترونية بنفسه وهو لا يزال في المدرسة الابتدائية. أمضى فترة دراسته الثانوية القصيرة مع اليسوعيين في معهد ليون الثالث عشر في ميلانو. كان معروفاً بعطائه للفقراء، إذ كان يتبرع بمصروفه الخاص للمحتاجين، وكان يدافع عن ذوي الاحتياجات الخاصة. كما كان يدعو الأطفال من أسر مفككة إلى منزله ليواسيهم ويدعمهم نفسياً. استغل كارلو موهبته في التكنولوجيا لبناء مواقع إلكترونية للمنظمات الكاثوليكية. ومن أشهر مشاريعه موقع إلكتروني جمع فيه معجزات الإفخارستيا من حول العالم، كان قد بدأه وهو في الحادية عشرة، وأتمّه قبل وفاته بفترة قصيرة. مرضه وموته في سن 15، أُصيب بشكل مفاجئ بـ نوع نادر وخطير من سرطان الدم (لوكيميا حادة). قدّم آلامه “من أجل البابا والكنيسة”. قبل وفاته قال: “أنا سعيد لأنني عشت حياتي دون أن أضيع لحظة واحدة في ما لا يُرضي الله.” توفي في 12 أكتوبر 2006، وتُعد وفاته شهادة بطولية على الإيمان والثقة في الله حتى النهاية. التطويب أُعلنت بطولية فضائله في عام 2018. أُعلِن طوباويًا في 10 أكتوبر 2020 في أسيزي، المدينة التي أحبها وطلب أن يُدفن فيها. وُضع جسده في مزار خاص في كنيسة سانتا ماريا ماجوري – أسيزي، ويمكن للزائرين رؤيته اليوم. يُحتفل بعيده في 12 أكتوبر من كل عام (ذكرى وفاته ودخوله إلى السماء). إرثه ورسالة حياته يُلقّب بـ “شفيع الإنترنت” نظرًا لطريقة استخدامه التكنولوجيا لنشر الإيمان. يُلهم آلاف الشباب في العالم اليوم على عيش القداسة اليومية، وعلى محبة القربان الأقدس والصلاة والرحمة. أقوال مشهورة له “كل الناس يُولدون كأصل أصيل، لكن الكثيرين يموتون كنسخة. لا تكن نسخة عن أحد.” “القداس هو أقصر طريق إلى السماء.” “إذا أردت أن تفوز بجائزة نوبل، لا بأس. لكن لا تنسَ أن هدفنا هو السماء.” أعماله الرقمية أنشأ معرضاً إلكترونياً عن المعجزات الإفخارستية، تُرجم إلى أكثر من 17 لغة، ويُعرض اليوم في كنائس ومعارض دينية حول العالم. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي كارلو إيرانا غوروسيتا | الولادة: 1908 الوفاة: 1936 الاسم الكامل: كارلو دي إيرانا غوروسيتا (Carlos de Irala Gorosábel) مكان الميلاد: ماركينا (Markina), إقليم بيسكاي، إسبانيا الوفاة (الاستشهاد): 3 سبتمبر 1936 مكان الوفاة: كازورلا (Cazorla), إسبانيا العمر عند الوفاة: 27 عامًا اللقب الكنسي: شهيد الحالة: علماني وعضو ملتزم في العمل الكاثوليكي سياق استشهاده قُتل خلال الاضطهاد الديني في الحرب الأهلية الإسبانية (1936–1939)، وهي فترة عُرف فيها عدد كبير من الشهداء المسيحيين الذين قُتلوا بسبب إيمانهم. كان من العلمانيين الكاثوليك النشطين في جماعة العمل الكاثوليكي (Acción Católica). تم القبض عليه وإعدامه من قبل الميليشيات المعادية للكنيسة لمجرد كونه كاثوليكياً ملتزماً ومؤمناً معروفاً. التطويب أُعلِن طوباوياً ضمن مجموعة من الشهـداء الإسبان الذين قُتلوا خلال الحرب الأهلية. تمت مراسم التطويب في 28 أكتوبر 2007 في روما على يد الكاردينال José Saraiva Martins ممثلًا عن البابا بندكتوس السادس عشر. شملت المراسم تطويب 498 شهيداً من مختلف أنحاء إسبانيا، وهي واحدة من أضخم تطويبات جماعية في التاريخ الحديث. شهادته لم يكن كاهناً أو راهباً، بل شاباً علمانياً كرّس حياته للشهادة للمسيح في الحياة العامة. عاش فضائل الإيمان والشجاعة والثبات حتى لحظة استشهاده. كان موته شهادة على القداسة الممكنة في الحياة العلمانية. نال إكليل الشهادة مع زميلين له من الرهبنة المريمية: الطوباوي فيديل فويديو رودريغيز (Fidel Fuidio Rodríguez) كاهن مريمي ومؤرخ بارز في التاريخ الكنسي. الطوباوي خيسوس هيتا ميراندا (Jesús Hita Miranda) أخ مريمي شاب، شهيد مثل كارلو، قتل في نفس الحادث. ذكراه الطقسية تُحيي الكنيسة الكاثوليكية ذكراه في 6 نوفمبر، ضمن تذكار جميع شهداء القرن العشرين في إسبانيا. كما يُحتفل به في بعض الأبرشيات الإسبانية يوم 3 سبتمبر (تاريخ استشهاده). رسالة حياته كارلو إيرانا غوروسيتا يُعدّ قدوة حقيقية لكل المؤمنين العلمانيين، خصوصاً الشباب، في كيفية عيش الإيمان بشجاعة وسط الاضطهاد والاضطرابات السياسية. لقد أثبت أن القداسة لا تحتاج إلى منصب ديني، بل إلى قلبٍ مؤمن وثابت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي كارلوس مانويل رودريغيز سانتياغو | الولادة: 1918 الوفاة: 1963 الطوباوي كارلوس مانويل رودريغيز سانتياغو، أول علماني من بورتو ريكو يُعلَن طوباوياً في الكنيسة الكاثوليكية. وهو الشقيق الأكبر للأب خوسيه م. رودريغيز سانتياغو (بيبي)، أول رئيس دير آبادية القديس أنطونيوس الناسك في هوماكاو، بورتو ريكو. وُلِد كارلوس مانويل سيسيليو رودريغيز سانتياغو في كاغواس يوم 22 نوفمبر 1918. كان كارلوس مانويل (المعروف بـ”تشارلي”) علمانياً خدم كنيسته بكل تفانٍ كمعلم للتعليم المسيحي ومنسق لجوقة الكنيسة، لكنه كان قبل كل شيء رائدًا لا يكل وراعياً لحركة التجديد الليتورجي في بورتو ريكو. عاش خادم الله كارلوس حياة مسيحية عميقة كعلماني، ومات وهو يشارك الرب في آلامه وقيامته في حياته الخاصة. فقد مُنِح نعمة “الليل المظلم” الروحي، لكنه وجد في النهاية ربه وتنوّر بنوره، ثم نقل نور ليلة الفصح لكثيرين غيره. تم فتح دعوى تطويبه في بورتو ريكو بين عامي 1993 و1994، وتم إعلان بطولته في الفضائل عام 1996. وفي ديسمبر 1999، وافق البابا يوحنا بولس الثاني على معجزة نُسبت لشفاعته، وحدد موعد تطويبه في 29 أبريل، وهو الأحد الثالث من زمن الفصح الذي كان الأحب إلى قلبه. توفي في عيد القديسة سيسيليا، في مستشفى سان خورخي في 13 يوليو 1963 (عن عمر ناهز 44 عاماً). شهادة حياة كان معروفًا بابتسامته الدائمة رغم مرضه. عاش روحانية الفرح وسط الألم، وكان يقول: “القداس هو مركز حياتي. إنني أعيش من أجله، ولأجله أستعد للموت.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونافنتورا | الولادة: 1221 الوفاة: 1274 📜 الاسم عند الولادة: جيوفاني دي فيدنزا (Giovanni di Fidanza) القديس بونافنتورا، أسقف ومعلم الكنيسة (عيده: 15 يوليو) المعروف بلقب “المعلم السِّرافيمي”، وُلد في مدينة بانيوريدجو في منطقة لاتسيو بوسط إيطاليا عام 1221. نال اسم بونافنتورا (وتعني: “الطالع الحسن” أو “الحظ الطيب”) نتيجة لصيحة أطلقها القديس فرنسيس الأسيزي. فعندما توسلت والدة الطفل إلى القديس فرنسيس ليصلي من أجل شفاء ابنها يوحنا من مرض خطير، استجاب القديس لصلاتها. وعند شفائه، تنبأ فرنسيس بعظمة الطفل في المستقبل، وصرخ قائلاً: “يا للبشارة الطيبة! (O Buona Ventura)” — ومن هنا جاء اسمه “بونافنتورا”. في سن الثانية والعشرين، دخل القديس بونافنتورا الرهبنة الفرنسيسكانية. وبعد أن نذر نذوره الرهبانية، أُرسل إلى باريس لإكمال دراسته على يد العالِم الشهير ألكسندر الهاليّ، وهو إنجليزي وفرنسيسكاني. وبعد وفاة ألكسندر، تابع بونافنتورا دراسته تحت إشراف خلفه، يوحنا من روشيل. وفي باريس، أصبح صديقاً مقرباً من القديس العظيم توما الأكويني. وقد نال درجة الدكتوراه في نفس الوقت مع القديس توما الأكويني، لكنه، بتواضعه، ترك شرف نيلها أولاً لصديقه، رغم اعتراض توما على ذلك. وكما هو حال توما الأكويني، فقد تمتع بونافنتورا أيضاً بصداقته مع الملك القديس لويس التاسع، ملك فرنسا. في سن الخامسة والثلاثين، تم اختياره رئيساً عاماً لرهبنته، فأعاد الهدوء الكامل إلى الجماعة بعد أن كانت قد اضطربت بسبب الخلافات الداخلية. قدّم خدمات جليلة لرهبنته، ومن أبرز أعماله أنه ألّف كتاب “سيرة حياة القديس فرنسيس”. كما شارك في نقل ذخائر القديس أنطونيوس البادوي. وقد عيّنه البابا كليمنضس الرابع رئيس أساقفة يورك، لكنه توسل ألا يُجبر على قبول هذه الكرامة. غير أن البابا غريغوريوس العاشر ألزمه بقبول منصب أعلى، وهو كردينال وأسقف ألبانو، وهي إحدى الأبرشيات الست الخاضعة مباشرة لروما. وقبل وفاته، تنازل عن منصبه كرئيس عام للرهبنة الفرنسيسكانية. وتوفي أثناء حضوره المجمع المسكوني الثاني في ليون، وذلك في 15 يوليو عام 1274. 📚 أهم مؤلفاته “رحلة العقل إلى الله” (Itinerarium mentis in Deum): تحفة روحية ولاهوتية تتناول الصعود الروحي إلى الله. “حياة القديس فرنسيس الأسيزي” (Legenda Maior): السيرة الرسمية المعتمدة للقديس فرنسيس. تعليقات على كتابات بيتر لومبارد، وأسفار من الكتاب المقدس. أقوال مشهورة له “إذا لم تستطع أن تفهم، فآمن. فالإيمان هو المدخل إلى النور الإلهي.” “ليس المهم أن تعرف الكثير، بل أن تحب كثيرًا.” … | آباء وقديسون | |
| القديس آرون | الولادة: – الوفاة: 552 كان آرون من مواليد بريطانيا، وذهب إلى بريتاني (شمال غرب فرنسا حالياً)، حيث عاش ناسكاً في جزيرة سيزامبر (المعروفة اليوم باسم سان مالو). جذب العديد من التلاميذ، وكان من بينهم القديس مالو من ويلز، وأصبح رئيس دير لهم. آرون من أليث (توفي بعد عام 552)، ويُعرف أيضاً باسم “القديس أيرهان” أو “إيران” في اللغة البريتونية، كان ناسكاً، وراهباً، ورئيس دير في جزيرة سيزامبر الصغيرة القريبة من أليث، قبالة سان مالو في منطقة بريتاني، فرنسا. تشير بعض المصادر إلى أنه ربما هاجر من بريطانيا الكلتية ليقيم في دومنونيا الأرموريكية. عاش أولاً وحيداً قرب لامبال وبلومور-غوتييه، قبل أن يستقر نهائياً في جزيرة قريبة من بلدة أليث. وخلال إقامته هناك، جذبت شخصيته الكثيرين، ومن بينهم القديس مالو، ويُقال إنه التقاه في عام 544، وأصبح آرون رئيس دير لهم. توفي بعد ذلك بفترة قصيرة. تولى مالو بعده القيادة الروحية للمنطقة، التي أصبحت تعرف لاحقاً باسم “سان مالو”، ورُسّم كأول أسقف لأليث. يُحتفل بعيده في 21 يونيو (في سان مالو)، أو 22 يونيو (في أماكن أخرى). وقد ورد ذكره في كتاب “حيوات قديسي بريتاني” (Les Vies des Saints de Bretagne). سُمّيت بلدة سانت-آرون الواقعة في لامبال، فرنسا، باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا جريجوري التاني | الولادة: 669 الوفاة: 731 البابا غريغوريوس الثاني (Pope Gregory II) هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ البابوية، وقد لعب دوراً محورياً في فترة شهدت بدايات الانقسام الفعلي بين روما وبيزنطة. كان مثقفاً، إدارياً بارعاً، وكاهناً ذا خلفية بيزنطية، وارتبط اسمه بقضايا كبرى مثل الأيقونات وسلطة البابا مقابل الإمبراطور. السيرة الموسوعية للبابا غريغوريوس الثاني الاسم الكامل: غريغوريوس الثاني (باللاتينية: Gregorius II) المنصب: البابا رقم 89 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. جلس على الكرسي الرسولي من 19 مايو 715 م إلى 11 فبراير 731 م. النشأة والخلفية وُلِد في روما سنة تقريبية حوالي 669 م، لكنه كان من أصول شرقية/بيزنطية (غالباً من أسر مهاجرة من الشرق). نشأ في بيئة ثقافية مزدوجة: رومانية من جهة، وبيزنطية شرقية من جهة أخرى. درس في مكتبة الكنيسة الرومانية، وأظهر نبوغاً في العلوم الدينية واللغوية. الوظائف قبل البابوية أمين مكتبة في الكنيسة الرومانية. عمل كاتباً في الديوان البابوي. رسمه البابا سيرجيوس الأول كاهناً، ثم تولّى مهمات دبلوماسية ولاهوتية مهمة. شارك في بعثات كنسية إلى بيزنطة ومناطق أخرى كممثل عن البابوية. أهم أحداث حبريته الخلاف مع الإمبراطور ليو الثالث الإيساوري (ليو السوري): الإمبراطور أصدر مرسوماً يُحرّم استخدام الأيقونات في العبادة (718–726 م)، فعارضه البابا بشدة. البابا غريغوريوس دافع عن شرعية استخدام الأيقونات واعتبر المرسوم تدخلاً سياسياً في الشؤون العقائدية. أدّى هذا الخلاف إلى تدهور العلاقات بين روما والقسطنطينية، ومهّد تدريجياً لانفصال الكنيسة الغربية عن الشرقية. إعادة تنظيم الكنيسة الرومانية: أعاد تنظيم الأبرشيات والإدارات الكنسية في وسط وغرب أوروبا. دعم البعثات التبشيرية في ألمانيا، وخاصةً رعاية المبشّر بونيفاتيوس، الذي يُعرف بـ”رسول الألمان”. رعاية التعليم والكتابة: كان عالماً مثقفاً؛ شجّع تدوين المعرفة، واهتم بتوسيع مكتبة الكنيسة. وُصف بأنه بابا كاتب ومُعلّم، وله مساهمات أدبية وإدارية في الوثائق البابوية. الدفاع عن روما: في مواجهة تهديد اللومبارديين، نظّم دفاعات روما ووطّد علاقات مع زعماء محليين. بدأ بميل الكنيسة نحو التحالف مع الفرنجة، وهي خطوة ستتطور لاحقاً في عهد خلفائه. وفاته في 11 فبراير 731 م في روما. ودُفن في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان. الأهمية التاريخية كان غريغوريوس الثاني صوتاً قوياً للكنيسة الغربية ضد الهيمنة الإمبراطورية الشرقية. عهده شهد بداية ملامح الاستقلال الكنسي والسياسي للبابوية عن بيزنطة. ويُعد من البابوات الذين وضعوا الأسس الفعلية لتحالف لاحق بين البابوية والإمبراطورية الكارولنجية (شارلمان). صفاته الشخصية مثقف، إداري صارم، ولاهوتي متمكّن. رجل حوار، لكنه لم يتهاون في العقيدة أو استقلال الكنيسة. يُذكر بأنه من البابوات الذين جَمَعوا بين العلم والإدارة والقداسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا قسطنطين الأول | الولادة: – الوفاة: 715 هو أحد أبرز البابوات الشرقيين الذين جلسوا على كرسي البابوية في روما، ويُعدّ من بين البابوات القلائل من الأصول السورية، وواحداً من آخر البابوات الذين جاؤوا من الشرق قبل الانقسام الكبير بين الشرق والغرب عام 1054. الاسم: البابا قسطنطين. المنصب: البابا رقم 88 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. مدة حبريته: من سنة 708 حتى 715 م. الأصل: سوري – من الكنيسة السريانية. اللغات: كان يتقن السريانية واليونانية واللاتينية، وهو ما مكّنه من التواصل الفعّال مع الكنائس الشرقية والغربية. أبرز ما ميّز حبريته الحوار مع الشرق: قام بزيارة القسطنطينية (بيزنطة) بدعوة من الإمبراطور يوستنيانوس الثاني، ليصبح بذلك أول بابا يزور العاصمة الشرقية وهو على رأس عمله. مثّل البابوية في المفاوضات بين روما وبيزنطة حول قضايا عقائدية وتنظيمية. الوضع الكنسي والسياسي: عاصر فترة مضطربة من الناحية السياسية، حيث كانت العلاقات بين الإمبراطورية البيزنطية والبابوية متوترة. شهدت فترته بداية بوادر الاختلاف بين الكنيسة الشرقية والغربية، خاصة في فهم دور البابا وسلطته. دوره العقائدي واللاهوتي: دافع عن العقيدة الأرثوذكسية الكاثوليكية ضد التيارات الهرطوقية (مثل المونوثيليتية – أي القول بأن للمسيح مشيئة واحدة لا اثنتين). كان له اطلاع واسع على الجدل اللاهوتي، وساعدت خلفيته الشرقية في مد جسور الحوار بين الطرفين. أهميته التاريخية يُعتبر قسطنطين من أواخر البابوات الشرقيين الذين ترأسوا الكنيسة الرومانية. شخصيته تمثل مرحلة الربط بين الشرق والغرب، قبل أن تتعمق الخلافات وتصل إلى الانشقاق الكبير. حضوره في بيزنطة وقيادته لمفاوضات حساسة جعله رمزاً للتواصل الكنسي والدبلوماسي. دُفِن البابا قسطنطين الأول في كنيسة القديس بطرس (St. Peter’s Basilica) في الفاتيكان، كما كان تقليد دفن معظم الباباوات في تلك الفترة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سيسينيوس | الولادة: 650 الوفاة: 708 البابا سيسينيوس (Sisinnius)، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ومن رجال الدين في الإمبراطورية البيزنطية. البطاقة التعريفية الرتبة الكنسية: بابا الكنيسة الكاثوليكية. الترتيب الرسولي: البابا رقم 87 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. الأصل: من سوريا (التي كانت حينها جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية). اللغة المحتملة: اليونانية أو السريانية، إضافةً إلى اللاتينية الكنسية. تاريخ الوفاة: 4 فبراير 708 م خلفيته ونشأته وُلد في سوريا، ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية، في زمن كانت فيه الأراضي السورية مركزاً فكرياً ولاهوتياً مهماً. لا يُعرف الكثير عن حياته المبكرة، لكن من المؤكد أنه كان كاهناً كاثوليكياً قبل انتخابه بابا. عُرف بالتقوى والفضيلة والتمسك بالتقاليد الكنسية. انتُخب بابا في 15 يناير 708 م وتوفي بعد 20 يوماً فقط، في 4 فبراير 708 م. مدة حبريته كانت قصيرة جداً (أقل من شهر). أبرز ما يُذكر عنه رغم قِصر حبريته، إلا أن بعض المصادر الكنسية تذكر: أنه كان يعاني من مرض شديد (النقرس) وقت انتخابه، لدرجة أنه لم يكن قادراً على الحركة بسهولة. بسبب حالته الصحية، لم يتمكن من ممارسة مهامه البابوية فعلياً أو الدعوة إلى مجامع كنسية أو اتخاذ قرارات هامة. مع ذلك، تشير بعض المصادر إلى أنه كان يتمتع بـسمعة طيبة بين الشعب وذوي الشأن في الكنيسة، ولهذا تم انتخابه رغم حالته الصحية. علاقته بالإمبراطورية البيزنطية باعتباره سورياً من بيزنطة، فإن انتخابه يعكس استمرار هيمنة النفوذ البيزنطي الشرقي على الكنيسة الغربية في تلك الفترة. لم يُسجل له نشاط سياسي مباشر، نظراً لقصر فترة بابويته. توفي سريعاً بعد انتخابه، في روما. ودُفن، على الأرجح، في كنيسة القديس بطرس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا السابع | الولادة: 650 الوفاة: 707 البابا يوحنا السابع (باللاتينية: Ioannes VII) بابا الكنيسة الكاثوليكية. ترتيبه الرسولي رقم 86 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. أصله بيزنطي (من الإمبراطورية البيزنطية). يُعتقد أنه وُلد في روما، لكن أصله من اليونان – والده كان مسؤولاً بيزنطياً تحدث اليونانية واللاتينية. من مواليد يوم 1 يناير سنة 650 فى روسانو. الخلفية والنشأة كان والده يُدعى بلاتون، وهو مسؤول بيزنطي ذو نفوذ كبير (يشغل منصباً في قصر لاتيران). نشأ يوحنا السابع في كنف بيئة تجمع بين الثقافة اليونانية واللاتينية، مما أتاح له موقعاً مميزاً بين الشرق والغرب. كان مثقفاً، ويُعرف عنه اهتمامه بالفنون والعمارة، ولهذا يوصف أحياناً بأنه كاتب وفنان ومهتم بالتزيين الكنسي. تُوّج في 1 مارس 705 م. ودامت فترة البابوية من مارس 705 حتى وفاته في 18 أكتوبر 707 (حوالي عامين وسبعة أشهر). أبرز إنجازاته وأعماله الاهتمام بالعمارة والفنون: كان البابا يوحنا السابع راعياً كبيراً للفنون، خاصة الفسيفساء (الموزاييك)، وقد زيّن كنيسة سانتا ماريا أنتيكوا (Santa Maria Antiqua) في المنتدى الروماني بفسيفساء جميلة على الطراز البيزنطي. أعاد بناء أجزاء من كنيسة القديس بطرس، وأضاف إليها فسيفساء ومصليات خاصة. دوره ككاتب ومثقف: لم يكن كاتباً أدبياً بالمعنى التقليدي، لكنه كان راعياً للمخطوطات والفن المسيحي. اعتُبر مثقفاً له ذوق رفيع في الأيقونات والزخرفة. العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: رغم أصوله البيزنطية، واجه تحديات في علاقته مع الإمبراطور جستنيان الثاني، خاصةً عندما أرسل الإمبراطور قرارات مجمع “ترويللو” (مجمع كنسي شرقي) ليصادق عليها البابا، لكن يوحنا السابع رفض المصادقة. يوحنا السابع هو من الباباوات القلائل الذين جمعوا بين الأصل البيزنطي والقيادة في قلب الكنيسة الغربية (روما)، ما جعله جسراً ثقافياً ودينياً بين الشرق والغرب في وقت دقيق من التاريخ الكنسي. لم يدخل في مواجهة مباشرة مع الإمبراطور، لكنه لم يخضع لضغوطاته، ما يدل على موقف مستقل معتدل. الاهتمام بالحياة الكنسية: ركّز على ترميم الكنائس والمباني الدينية. وعمل على إصلاح الشؤون الكنسية والإدارية في الكرسي الرسولي. وفاته ودفنه تُوفي في 18 أكتوبر 707 م. ودُفن في كنيسة القديس بطرس القديمة في روما. لم تُسجل في فترته أزمات عقائدية كبرى، لكن فترته كانت انتقالية من حيث العلاقة بين البابوية والإمبراطورية البيزنطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا السادس | الولادة: 655 الوفاة: 705 يوحنا السادس (John VI) (باللاتينية: Ioannes VI) كان بابا روما (وليس فقط كاهناً كاثوليكياً) من الإمبراطورية البيزنطية، وهو يُعد البابا رقم 85 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. هو من مواليد إفسس (في آسيا الصغرى – تقع اليوم في تركيا)، وكانت وقتها ضمن الإمبراطورية البيزنطية. تاريخ التتويج البابوي: 30 أكتوبر 701 م. دامت بابويته قرابة 3 سنوات و3 أشهر. توفي في 11 يناير 705 م الخلفية والحقبة التاريخية جاء انتخابه في وقت كانت فيه روما تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، وكانت العلاقة بين البابوية والإمبراطور البيزنطي حساسة ودقيقة. تولّى البابوية بعد البابا سرجيوس الأول، وخلفه البابا يوحنا السابع. كان في عهده توتر سياسي بين الإمبراطورية البيزنطية والحكام المحليين في إيطاليا، وخاصة مع الدوقات اللومبارديين. أرسل الإمبراطور البيزنطي تيودوروس باتريكيوس إلى إيطاليا لضبط الأوضاع، وكان البابا يوحنا السادس يحاول تهدئة النزاعات. تدخل البابا يوحنا السادس لمنع المواجهة المسلحة بين الجنود البيزنطيين والسكان المحليين. استخدم نفوذه الديني والسياسي لحماية الضعفاء، بما في ذلك بعض رجال الدين الذين تعرضوا للتهديد. ركز على إصلاحات كنسية ومساعدة الفقراء. لم يُعرف عنه أن عقد مجامع كنسية كبرى، لكنه عُرف بالعدالة والاعتدال. وفاته تُوفي في 11 يناير 705 م ودفن في كنيسة القديس بطرس في روما. يُعد من الباباوات البيزنطيين الذين حافظوا على الوحدة الكنسية بين الشرق والغرب رغم التحديات. لعب دوراً دبلوماسياً في فترة حساسة شهدت صراعات بين القوى العلمانية والكنيسة . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أوماتا القديسة | الولادة: – الوفاة: 1250 راهبة من راهبات الفقيرات وربة القديسة كلير من أسيزي. شُفيت أوماتا بمعجزة من مرض على يد القديسة كلير، ودخلت بعدها دير راهبات الفقيرات. عيد القديسة بـ 20 فبراير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار شمعون الزيتوني | الولادة: – الوفاة: – مار شمعون الزيتوني (ܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܙܝܬܘܢܝ) من القرن الخامس الميلادي، أحد الآباء النسكيين والمقدسين في التراث السرياني. عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو عصر ازدهار الرهبنة والنسكية في مناطق المشرق السرياني. يُحتمل أنه كان مرتبطاً بمناطق مثل بلاد ما بين النهرين أو سوريا، حيث انتشرت حركة النسك بشكل كبير. حياته ودوره كان ناسكاً بارزاً عرف بتقواه والتزامه بحياة الزهد والعبادة الشديدة. لقب بـ”الزيتوني” نسبة إلى منطقة أو دير كان مرتبطاً به، أو ربما نسبة إلى الزيتون كرمز للسلام والنسك. ترك أثراً روحياً مهماً بين المجتمعات المسيحية، وكان قدوة للرهبان والنسّاك. شدد على أهمية الصلاة المستمرة، والتأمل في كلام الله. دعا إلى ترك الملذات الدنيوية والانصراف الكامل إلى الله. اعتبر أن الزهد هو السبيل نحو السمو الروحي والقرب من الله. أثره وتأثيره ذكر في السنكسارات السريانية ضمن قائمة القديسين النسّاك الذين تميزوا بحياتهم الروحية العالية. أثر في تطوير الحياة الرهبانية في منطقته، وساهم في ترسيخ القيم النسكية في الكنيسة السريانية. قصة من حياة مار شمعون الزيتوني روى التلاميذ أن مار شمعون كان يعيش في دير صغير محاط ببساتين الزيتون. كان يقول دائماً: “كما تثمر شجرة الزيتون زيتاً طيباً، هكذا يجب أن تثمر حياة الإنسان طيبة الروح والزهد.” وذات مرة، جاء إليه شاب طامح للحياة الروحية، لكنه كان متعلقاً بشهواته ومتع الدنيا. قال له مار شمعون: “إذا أردت أن تصل إلى الله، فعليك أن تكون كالزيتون، لا تستسلم للريح أو الغبار، بل تثمر زيتاً نقياً مهما كانت الظروف.” شجع الشاب على ترك كل ما يلهيه، والالتزام بالصلاة والزهد، وفعلاً تغيّرت حياته وأصبح من التلاميذ المخلصين. حكمة من تعاليم مار شمعون الزيتوني “النسك الحقيقي هو أن تثمر روحك طيباً، لا أن تترك الدنيا فقط.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة تقلا | الولادة: – الوفاة: – القديسة تقلا (تلميذة بولس الرسول، تحظى بتقدير كبير في التقاليد السريانية والمشرقية)، واحدة من الشخصيات المهمة في التاريخ المسيحي المبكر، خاصة في التقاليد السريانية والمشرقية. عاشت في القرن الأول الميلادي، وهي الفترة التي شهدت تأسيس الكنيسة المسيحية وانتشارها في العالم القديم. حياتها ودورها كانت من تلميذات بولس الرسول، ورافقته في رحلاته التبشيرية، وكان لها دور فعال في خدمة الكنيسة المبكرة. تظهر في الرسائل الرسولية (خصوصاً رسالة بولس إلى تيموثاوس) كمساعدة مخلصة ومميزة في العمل الكنسي. تعد رمزاً للمرأة المكرسة في الخدمة المسيحية، وقدوة في الإيمان والالتزام الروحي. مكانتها في التقاليد السريانية والمشرقية تُكرّم في الكنائس السريانية والمشرقية باعتبارها قديسة وواحدة من أوائل النساء في التاريخ المسيحي اللاتي خدمن الإنجيل. يُحتفى بها في السنكسارات والتقويمات الكنسية بتواريخ خاصة تذكارية. في التقاليد السريانية، تُعتبر نموذجاً للتقوى، والوفاء، والتواضع، والإخلاص في خدمة الله. أثرها الروحي كانت مثالاً حياً على الخدمة الروحية والتزام الإيمان في زمن كانت الكنيسة فيه تُؤسس على يد الرسل. تشجيعها للعمل في المجتمع المسيحي ساهم في تعزيز دور المرأة في الكنيسة الأولى، خصوصاً في الرهبنة والخدمة النسكية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ساويرا الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – مار ساويرا الأنطاكي (مار ساويرس) (ܡܪܝ ܣܘܝܪܐ ܐܢܛܘܟܝ)، واحد من كبار آباء الكنيسة السريانية في القرن السادس الميلادي. عاش في القرن السادس الميلادي، وهو عصر شهد تطوراً كبيراً في اللاهوت المسيحي السرياني. ينتمي إلى مدينة أنطاكية، إحدى أبرز المراكز المسيحية والثقافية في العالم القديم، وتقع في جنوب شرق تركيا الحديثة. كان راهباً ولاهوتياً بارزاً، عُرف بتفانيه في العبادة والتعليم الروحي. يُعتبر من أبرز مدرّسي اللاهوت النسكي السرياني، حيث دمج بين الفكر اللاهوتي والنسكي بشكل متميز. وقاد حركة روحية في أنطاكية وما حولها تهدف إلى تجديد الحياة الروحية والرهبانية. تعاليمه وأفكاره ركّز على أهمية الزهد والتقشف كأساس للوصول إلى القداسة. شدّد على الصلاة المستمرة والامتناع عن اللهو الدنيوي. اعتبر أن النسك هو الطريق لتحقيق الاتحاد الكامل مع الله، وهو ما ينبغي أن يكون هدف كل مؤمن. علّم أن المحبة الإلهية هي القوة التي تحرر الروح من القيود الأرضية. ترك أثراً كبيراً على الرهبنة السريانية في أنطاكية وبلاد الشام، حيث كان من الرواد في تأسيس أديرة وتعزيز الحياة الرهبانية. تعتبر كتاباته وتعاليمه من المصادر المهمة لفهم تطور الفكر النسكي واللاهوتي في الكنيسة السريانية خلال القرن السادس. ذُكر في السنكسارات والكتب الروحية كقديس ومعلّم روحي. التذكار يُحتفى به في التقاليد السريانية الأرثوذكسية، وعيد تذكاره يُحدد بحسب الطقس المحلي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس زكا الأول عيواص | الولادة: 1931 الوفاة: 2014 مار إغناطيوس زكا الأول عيواص (21 أبريل 1931 – 21 مارس 2014)، هو البطريرك رقم 122 للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في أنطاكية وسائر المشرق. وُلِد باسم سنحاريب عيواص. نُصّب بطريركًا في 14 سبتمبر 1980 في كاتدرائية القديس جاورجيوس البطريركية في دمشق، خلفًا للبطريرك إغناطيوس يعقوب الثالث. وكما جرت العادة لرئيس الكنيسة، اتخذ الاسم البطريركي “إغناطيوس”، واحتفظ باسمه الأسقفي التقليدي “سيفريوس”. عُرف البطريرك زكا الأول بانخراطه في الحوار المسكوني، حيث كان رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي ومُراقبًا في المجمع الفاتيكاني الثاني قبل أن يصبح أسقفًا للموصل. كما ألّف العديد من الكتب الدينية. شغل منصب رئيس أساقفة بغداد والبصرة أثناء انتخابه بطريركًا. خلال فترة بطريركيته، أنشأ مدرسة دينية رهبانية، وقام بتعيين العديد من المطارنة، من بينهم باسيليوس توماس الأول ككاثوليك في الهند. التقى بالبابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارة الأخير إلى سوريا عام 2001، واحتفل بيوبيله الفضي كبطريرك. في 20 فبراير 2014، أُدخل إلى أحد مستشفيات ألمانيا لإجراء عملية رأب الأوعية الدموية، وتوفي في 21 مارس 2014. 👤 حياته وُلِد مار إغناطيوس زكا الأول عيواص في مدينة الموصل العراقية لأسرة سريانية أرثوذكسية. التحق بمعهد مار أفرام السرياني اللاهوتي التابع للكنيسة عام 1946، ونذر حياته للرهبنة في 6 يونيو 1954، حيث مُنح اسم “زكا” وفقًا للتقاليد الكنسية التي تُطلق على الرهبان أسماء جديدة كرمز لبداية حياة جديدة تختلف عن حياتهم المدنية السابقة. عمل بالتدريس في المعهد اللاهوتي الذي تخرج منه لمدة عام واحد فقط، ثم انتقل إلى مدينة حمص في سوريا ليُعيّن سكرتيرًا خاصًا للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم. استمر في شغل هذا المنصب حتى بعد وفاة البطريرك أفرام الأول وتنصيب مار إغناطيوس يعقوب الثالث خلفًا له. ارتقى إلى درجة الكهنوت عام 1959. رافق الربان زكا البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في جميع زياراته الرعوية لأبناء الكنيسة السريانية حول العالم. وثّق هذه الزيارات في كتابين بعنوان: “المرقاة في أعمال راعي الرعاة” و**”المشكاة”**. خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، حصل على منحة دراسية من كلية اللاهوت العامة التابعة للكنيسة الأسقفية. بقي في الولايات المتحدة بعد موافقة البطريرك وتابع دراسته اللاهوتية في جامعة نيويورك لمدة عامين بين عامي 1960 و1962، حيث أتقن اللغة الإنجليزية وركّز على دراسة اللغة العبرية القديمة. لاحقًا في عام 1983، منحته الكلية شهادة دكتوراه فخرية. بعد عودته من نيويورك عام 1962، أرسله البطريرك إلى روما للمشاركة كمراقب في أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني الشهير. وفي العام التالي 1963، رفعه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث إلى منصب مطران أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس، ومنحه اسم “سويريوس”، وذلك وفق تقاليد الكنيسة التي تُطلق على الرهبان المرتقين إلى درجة الأسقفية أسماء مستوحاة من رجال الدين المسيحييّن الأوائل. باشر مهامه في رعاية السريان الأرثوذكس في الموصل بحماس وتفانٍ، حيث أنشأ مركزًا للتربية الدينية لأبناء الطائفة، ورمّم العديد من أبنية وأوقاف الكنيسة. وخلال خدمته، تم اكتشاف صندوق صغير يحتوي على عظام القديس توما في كنيسة تحمل اسمه، وهو اكتشاف ذو أهمية روحية وتاريخية كبيرة لأبرشية الموصل. في عام 1966، عُيّن بالوكالة راعيًا لأبرشية دير مار متى، ثم انتقل عام 1969 إلى أبرشية بغداد والبصرة. ونظرًا لنشاطه وتفانيه، عُيّن أيضًا مطرانًا بالوكالة لأوروبا عام 1976. بعد وفاة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث، اختير بطريركًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، حيث جلس على كرسي رئاسة الكنيسة في 14 سبتمبر 1980، ليصبح البطريرك الـ122 في تاريخها. تميّز البطريرك زكا بسجل حافل في العمل الكنسي المسكوني منذ بداية مشواره الكهنوتي، حيث شارك في مؤتمرات دولية مثل مؤتمر أورس في الدنمارك عام 1964 ومؤتمر لامبث في لندن عام 1968، إلى جانب العديد من اللقاءات والحوارات مع الكنائس المسيحية الأخرى ومع علماء الدين الإسلامي. كما كان له دور كبير في خدمة أبناء رعيته في مختلف أنحاء العالم، وله مواقف وطنية مشهودة تجاه القضايا المصيريّة في المنطقة، وعلى رأسها القضيّة الفلسطينية. ارتبط البطريرك بعلاقات صداقة قوية مع العديد من كبار رجال الدين المسيحي والإسلامي، وكان شخصية تحظى باحترام وتقدير في الأوساط الدينية والوطنية. 🎓 دراساته العلمية مدرسة مار إفرام للسريان الأرثوذكس للدراسات اللاهوتية بالموصل بالعراق. الدراسات اللاهوتية العامة بجامعة نيويورك بنيويورك. عضو بأكادمية العلوم بالعراق. عضو فخري بالأكاديمية العربية بالأردن. عضو بكلية الدراسات السريانية، كلية لوثرن للدراسات اللاهوتية بشيكاغو 1981. الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، الدراسات اللاهوتية العامة بنيويورك. يجيد السريانية والعربية والإنجليزية بطلاقة وهو معروف بمقدرته العالية على الوعظ المسيحي في الأمور الدينية وله مؤلفات روحية ولغوية وتاريخية عديدة. يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار إغناطيوس زكا الأول عيواص” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس أفرام الثاني | الولادة: 1965 الوفاة: – ✝️ النشأة والتعليم مار إغناطيوس أفرام الثاني (بالسريانية: ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܦܪܝܡ ܬܪܝܢܐ). قداسته من مواليد مدينة القامشلي في الثالث من أيار عام 1965. تلقّى تعليمه الابتدائي في مدارس القامشلي، ثم التحق عام 1977 بإكليريكية مار أفرام السرياني في العطشانة – لبنان. بعد تخرّجه من الإكليريكية الأفرامية عام 1982، انتقل إلى حلب حيث عُيّن سكرتيرًا خاصًا للمطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، كما خدم في سكرتارية مطرانية حلب. 📜 البدايات الكنسية في عام 1984 التحق بكلية اللاهوت للأقباط الأرثوذكس في القاهرة. وفي تشرين الثاني 1985 ارتسم شماسًا إنجيليًا واتشح بالثوب الرهباني، ثم رُسم كاهنًا في 29 كانون الأول من العام نفسه في كنيسة مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي. ما بين عامي 1986 و1988 خدم رعية كنيسة السيدة العذراء في القاهرة، وتخرج عام 1988 حاصلًا على بكالوريوس في اللاهوت. خلال الفترة بين 1988 و1989، عمل في سكرتارية البطريركية، وتولى مهمة المرشد الروحي والمدرّس في إكليريكية مار أفرام السرياني بدمشق. وفي عام 1989 التحق بجامعة القديس باتريك الحبرية في إيرلندا، حيث نال عام 1994 شهادة الماجستير في اللاهوت العقائدي، ودكتوراه في اللاهوت عن أطروحته بعنوان: “رموز الصليب المقدس في كتابات الآباء السريان”. ما بين عامي 1991 و1993 خدم رعية الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في لندن، وفي عام 1992 قلده البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الصليب المقدس. خلال عامي 1994 و1995 عمل مدرسًا لمادتي لاهوت الأسرار واللاهوت الرعوي في كلية مار أفرام، وأشرف على إعادة إعمار دير تلعدا الكبير في ريف حلب. وفي 28 كانون الثاني 1996 رُسم مطرانًا ونائبًا بطريركيًا على أبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية باسم مار كيرلس أفرام، على يد البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص في كنيسة السيدة العذراء بالقامشلي. في عام 2013 التحق بجامعة فوردهام اليسوعية في نيويورك لنيل شهادة الدكتوراه في التربية الدينية. وفي 31 آذار 2014 انتخبه المجمع السرياني الأنطاكي الأرثوذكسي المقدس بطريركًا للسريان الأرثوذكس، ليكون البطريرك الـ123 خلفًا للبطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص. يتقن قداسته اللغات السريانية والعربية والإنكليزية والفرنسية، وله مؤلفات في التعليم المسيحي، وكتب طقسية، وقصص دينية للأطفال. ويُعد من رواد الحركة المسكونية منذ سنوات دراسته الإكليريكية، حيث شارك في عدة مؤتمرات مسكونية، منها الجمعيات العمومية لمجلس الكنائس العالمي في كامبرا – أستراليا، وهراري – زيمبابوي، وبورتو ألليجري – البرازيل، كما شغل عضوية اللجنتين المركزية والتنفيذية للمجلس، وعضوية اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني لكنائس أمريكا. ⛪ الأسقفية والعمل الرعوي ساهم في تأسيس جمعية مسكونية جديدة في الولايات المتحدة باسم “الكنائس المسيحية معًا في الولايات المتحدة الأمريكية” (Christian Churches Together in the USA)، وعُيّن رئيسًا مشاركًا لمجلس الكنائس الشرقية في أمريكا، وعضوًا في لجنة الحوار الأرثوذكسي الشرقي/الكاثوليكي في أمريكا. وشارك في العديد من الحوارات المسكونية بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. خلال خدمته في أبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية، أسس عددًا من الرعايا الجديدة في ولايات واشنطن، فلوريدا، فيرجينيا، إنديانا، وتكساس. كما اهتم مؤخرًا بشراء مركز جديد للأبرشية يضم كاتدرائية، ومركزًا للشباب السريان، ومبنى إداريًا من خمسة طوابق. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أميليبيرغا القديسة | الولادة: – الوفاة: 900 رئيسة راهبات بندكتية في سوستيرن، هولندا. تم تعليم ابنتين من بنات ملك لورين في فرنسا في ديرها. عيد القديسة بـ 21 نوفمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إسحاق النينوي | الولادة: – الوفاة: – مار إسحاق النينوي (ܡܪܝ ܐܣܚܩ ܢܝܢܘܝ)، واحد من كبار الآباء الروحيين في القرن السابع الميلادي ضمن التراث السرياني. عاش في القرن السابع الميلادي (حوالي 600-700م)، وهو زمن شهد تحولات كبرى في العالم السرياني، بما في ذلك الفتوحات الإسلامية وتأثيراتها على الكنيسة. يُلقب بـ”النينوي” نسبة إلى مدينته الأصلية نينوى (مدينة تقع بالقرب من الموصل في العراق الحديث). عاش وترهب في منطقة نينوى وما حولها، التي كانت مركزاً دينياً وثقافياً مهماً. حياته ودوره كان راهباً ومعلّماً روحياً بارزاً، اشتهر بالحكمة والنسك والتأمل. يُعتبر من أهم الآباء الروحيين الذين أثروا في اللاهوت النسكي السرياني. كان له دور كبير في توجيه الرهبان والمجتمعات المسيحية خلال فترة صعبة من التغيرات السياسية والدينية. تعاليمه وأفكاره ركّز على الزهد والنسك كطريق للوصول إلى الاتحاد مع الله. واعتبر أن الصلاة والاعتراف بالخطايا هما من أهم وسائل تطهير النفس. علّم أهمية التواضع والرحمة والمحبة كأساس للحياة المسيحية الحقيقية. كان يقدّم نصائح عملية للرهبان في كيفية مقاومة الشهوات والتقرب من الله. أثره وتأثيره ترك تراثاً غنياً من الخطب والرسائل الروحية التي انتشرت بين الأديرة في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام. تعاليمه أثرت في الكثير من الرهبان واللاهوتيين السريان اللاحقين، وخصوصاً في المدارس الرهبانية في نينوى والرها. يُحتفى به في التقاليد السريانية باعتباره قديسًا ومعلّماً روحياً. التذكار يُذكر مار إسحاق النينوي في كتب السنكسارات السريانية في مواعيد متفرقة بحسب الطقس المحلي، عادة ضمن تذكار الآباء العظام. اقتباسات من تعاليم مار إسحاق النينوي عن الصلاة والاتحاد بالله: “الصلاة هي المفتاح الذي يفتح لنا أبواب السماء، وبها يقترب القلب من النور الإلهي، فلا نبقى أسرى ظلمات النفس.” عن التواضع: “التواضع هو تاج الروح، ومن تواضع رفعه الله، ومن تعظم سقط في غروره.” عن محبة القريب: “لا يمكن للإنسان أن يحب الله الذي لا يراه، وهو يكره أخاه الذي يراه كل يوم.” عن مقاومة الشهوات: “من ترك الشهوات، وجد سلامًا داخليًا، ومن استعبد نفسه لها، وجد نفسه عبداً لكل شيء إلا الله.” قصة من حياة مار إسحاق النينوي روى الرهبان أن مار إسحاق كان يعيش في عزلة شبه كاملة في دير قريب من نينوى، وكان يقضي ساعات طويلة في الصلاة والصوم. جاء إليه شاب يسأل عن كيفية الاقتراب من الله. فقال له مار إسحاق: “لكي تعيش الاتحاد مع الله، عليك أن تبدأ بحب نفسك حقاً، فلا تكون قاسياً عليها، ثم تحب القريب، وتغفر للعدو.” الشاب استغرب وقال: “كيف أبدأ بحب نفسي وأنا أجد نفسي مليئة بالخطايا؟” ابتسم مار إسحاق وقال: “الخطايا ليست نهاية الطريق، بل بداية التوبة. لا تهرب من ذاتك، بل اقف أمامها بخشوع، وقل لها: يا نفسي، أنت مخلوقة بمحبة، وستجدين الرحمة حين تطلبينها.” ثم دعا الشاب ليصلي معه، وعلمه كيف يجعل الصلاة حواراً صادقاً مع الله، لا مجرد كلمات تقال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سلوانس الناسك | الولادة: – الوفاة: – مار سلوانس الناسك (ܡܪܝ ܣܠܘܢܣ ܢܣܟܐ)، أحد الشخصيات النسكية الهامة في القرن الرابع الميلادي، وواحد من تلاميذ مار أوجين. عاش في القرن الرابع الميلادي، وهو عصر ازدهار الحركة النسكية في مناطق ما بين النهرين وبلاد ما حولها. أقام وعاش كنسك في جبل إزل، وهو جبل معروف قرب مدينة ماردين الواقعة حالياً في جنوب شرق تركيا. كان أحد تلاميذ مار أوجين (مار أوغين)، الذي يُعتبر من مؤسسي الرهبنة النسكية السريانية في ذلك العصر. تأثر كثيراً بتعاليم وأسلوب مار أوجين في الزهد، الصلاة، والتأمل الروحي. حياته النسكية اتّبع حياة الانعزال الكامل عن العالم، مكرّساً وقته للصلاة والصوم والتأمل. عاش في الكهوف والأماكن الوعرة على جبل إزل، متنقلاً بين الخلوات، معتمداً على البساطة والابتعاد عن زخارف الحياة الدنيوية. كان مثالاً للورع والتقشف، ما أكسبه احتراماً واسعاً بين الرهبان والناس. تعاليمه الروحية ركّز على تطهير النفس والاقتراب من الله بالزهد والعبادة المستمرة. واعتبر أن النسك الحقيقي يبدأ بخدمة الفقراء والبساطة في الحياة. علم أن الإنسان عليه أن يصارع الشهوات والضلالات الداخلية ليصل إلى السلام الروحي. ترك تأثيراً واضحاً في الحركات النسكية في منطقة ماردين وما حولها. وساهم في تأسيس أسلوب حياة رهبانية متجذرة في الأرضية السريانية الشرقية. أُعطي مكانة القديس والراهب الكبير في التراث السرياني، ويُذكر في السنكسارات مع غيره من الآباء النسكيين. التذكارات والطقوس: يحتفل بعيد مار سلوانس الناسك في بعض الكنائس السريانية في تاريخ متغير بحسب التقاليد المحلية. يُذكر في صلوات الرهبان وفي كتب السنكسارات كأحد نماذج القداسة والنسك. قصص وحكايات عن مار سلوانس الناسك النسك في الكهف الصامت يروى أن مار سلوانس كان يعيش في كهف صغير على جبل إزل، وكان يلتزم الصمت التام لأيام طويلة، لا يتحدث إلا للصلاة والتسبيح. كان يقول: “الصمت هو لغة الله التي تسمعها النفس النقية.” ويُقال إنّ أصوات الريح في الكهف كانت تبدو وكأنها ترانيم سماوية، مما جذب الرهبان والناس لزيارته والتعلم منه. اختبار الإيمان في العزلة ذات مرة، جاء تلميذ جديد يريد أن يصبح ناسكاً تحت إشراف مار سلوانس، لكن كان ضعيفاً أمام تجارب العزلة والصوم. فطلب منه سلوانس أن يصوم ثلاثة أيام كاملة في الكهف دون طعام ولا كلام. في اليوم الثالث، ظهر له حلم فيه ملاك قال: “إن كنت تريد أن تحيا لله، فعليك أن تصبر على التجارب، فكل شدة هي سلم إلى السماء.” استيقظ التلميذ بقوة روحية جديدة وأكمل دربه بنجاح. اللقاء مع مار أوجين يحكى أن مار أوجين، معلمه، زاره مرة على جبل إزل، وجده جالساً في صلاة عميقة، وكان وجهه متوهجاً نوراً روحانياً. قال له مار أوجين: “أنت لم تنس الطريق، يا سلوانس. الزهد ليس فقط في ترك العالم، بل في أن تكون الله معك حيثما كنت.” وهذه العبارة أصبحت من أقوال مار سلوانس المفضلة في تعاليمه لاحقاً. معجزة الماء في الجبل في إحدى السنوات الجافة، كانت المياه قليلة جداً على جبل إزل، وكان الرهبان يعانون من العطش. فصلى مار سلوانس صلاة طويلة طالباً شفاعة الرب. بعد الصلاة، تدفق نبع ماء صغير من صخرة قرب كهفه. كانت هذه المعجزة سبباً في زيادة احترامه بين الناس، وكانوا يأتون ليشربوا من ذلك النبع ويشكروا الله على كرمه. الزهد في مواجهة الغنى روى الناس أن رجلاً غنياً عرض على مار سلوانس ثروة هائلة مقابل أن يترك النسك ويعود إلى الحياة المدنية. لكن مار سلوانس رد عليه بهدوء: “كل ثروة في العالم لا تساوي لحظة من السلام في القلب.” ثم أعطى الرجل تعاليم عن السعادة الحقيقية التي تأتي من البساطة والقرب من الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس النزينزي | الولادة: – الوفاة: 390 مار غريغوريوس النزينزي، كما يُعرَف في التقاليد السريانية باسم مار گريگوريوس (ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ)، هو أحد أعلام الكنيسة الجامعة في القرن الرابع، ويحتل مكانة مرموقة في الفكر واللاهوت المسيحي، وقد وجد صدى كبيراً في الأدب السرياني، خاصة في ارتباطه الفكري والروحي بمار أفرام السرياني. وهو معروف أيضاً باسم غريغوريوس اللاهوتي وعاش في الفترة (329–390 م تقريبًا). عاش في نفس الحقبة التي نشط فيها مار أفرام السرياني. كان معاصراً لآباء كبار مثل باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيسي. اشتهر في التقليد السرياني كرجل تأمل، وشعر، ولاهوت عميق. أصله ومسيرته وُلد في مدينة نزينزوس (في كبادوكيا، تركيا الحالية) عام 329 م. درس في قيصرية، ثم الإسكندرية، وأكمل دراسته الفلسفية واللاهوتية في أثينا حيث تعرّف على القديس باسيليوس الكبير. أصبح أسقفاً لنزينزوس، ولاحقاً تولّى رئاسة أسقفية القسطنطينية لفترة قصيرة. توفي عام 390 م في عزلة وتأمل بعد أن انسحب من العمل الكنسي بسبب الصراعات اللاهوتية. مكانته في التراث السرياني في الأدب السرياني، يُعرف باسم “مار گريگوريوس الكبير” أو “اللاهوتي”. كان تأثيره واضحاً في المدارس اللاهوتية السريانية، خاصة مدرسة الرها ونصيبين. وغالباً ما يُقارن بـ مار أفرام السرياني من حيث: الشعر الروحي، العمق اللاهوتي، التركيز على سر الثالوث والتجسد، المديح الصوفي لله. مار أفرام السرياني ومار غريغوريوس النزينزي يُعتبران توأمين في الشعر اللاهوتي، رغم اختلاف لغتيهما (السريانية واليونانية)، فقد وحّدهما فكر التقوى المتأملة. أعماله وأفكاره الخُطب أشهرها “الخمسة اللاهوتية”، دافَع فيها عن الثالوث ضد الآريوسيين. الشعر اللاهوتي كتب مئات القصائد الروحية ذات طابع تأملي – لاحقًا تُرجمت إلى السريانية. رسائل مملوءة بالحكمة الروحية واللاهوتية. أهم أفكاره الثالوث القدوس: الوحدة في الجوهر، والتمييز في الأقانيم. سر التجسد: اتحاد اللاهوت والناسوت بلا اختلاط ولا انفصال. الحياة النسكية: فضّل العزلة والهدوء على الصراعات الكنسية. النعمة والحرية: أكّد أهمية النعمة الإلهية مع حرية الإنسان. مثال من أقواله (ترجمة بتصرف من اليونانية إلى السريانية) “ܗܘ ܕܠܐ ܐܬܬܢܦܫ ܠܐ ܡܫܟܚ ܠܡܦܢܫ ܐܚܪܢܐ. ܕܘܟܬܐ ܫܠܝܐ ܬܐܘܒܐ ܠܐܠܗܐ ܕܝܠܟ.” “من لم يُطهّر نفسه لا يستطيع أن يُطهّر غيره. اجعل من سكوتك هيكلًا لله.” صفاته الروحية لُقّب بـ”اللاهوتي” في الكنيسة الجامعة – وهو أحد ثلاثة فقط حملوا هذا اللقب (مع يوحنا اللاهوتي وسيمون اللاهوتي الجديد).🕯️ زهد وتواضع انسحب من العمل الأسقفي رغم شهرته، مفضّلاً التأمل والصلاة. شاعر صوفي حول اللاهوت إلى قصائد تمتلئ بالمحبة الإلهية والدهشة. محارب للبدع خاصم الآريوسيين ببلاغة نادرة ودقة فلسفية. تكريمه في الكنيسة السريانية يُكرَّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ضمن أعياد الآباء الكبار. وُجدت ترجمات سريانية لأقواله منذ القرن السادس، وذُكر اسمه في بعض المخطوطات إلى جانب مار أفرام وديونيسيوس الأريوباغي. دُرِّست تعاليمه في مدرسة الرها اللاهوتية كمصدر متين للفهم الأرثوذكسي. تحتفل به الكنيسة السريانية في تذكارات الآباء البيزنطيين. يُكرّم في 25 كانون الثاني. أما في التقليد السرياني، فلا يُخصص له عيد منفصل، لكنه مذكور في صلوات “الآباء القديسين”. التراث السرياني الذي تأثر به: كتبه وأشعاره أثّرت في أدب: مار يعقوب السروجي، مار نرساي، مار فيلوكسين المنبجي ولاحقًا في كتابات يشوع الدادسي وأبا الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أبراهام القاطع | الولادة: – الوفاة: 370 مار أبراهام القاطع (ܐܒܪܗܡ ܩܛܝܥܐ)، أحد أعظم قديسي الكنيسة السريانية الشرقية، وأبرز المبشّرين في القرن الرابع الميلادي. (السنوات التقريبية: 300 – 370م) عاش في القرن الرابع الميلادي، وهي فترة حاسمة في تاريخ الكنيسة، تميّزت بالانتشار السريع للمسيحية شرقاً وغرباً بعد مرسوم ميلانو. يُعتبر من أوائل المبشّرين السريان الذين حملوا الإنجيل إلى مناطق وثنية أو غير مسيحية بالكامل في شمال بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. الأصل والنشأة وُلد في منطقة بيت نهرين العليا (ربما في محيط نصيبين أو بيت زبداي) لعائلة مسيحية تقيّة. تلقى تعليماً كتابياً وروحياً في أحد الأديرة السريانية، وهناك تدرّب على الحياة النسكية والمطالعة اللاهوتية. لُقّب بـ**”القاطع” (ܩܛܝܥܐ)** ليس بمعنى العنف، بل إشارة إلى أنه: “قطع نفسه عن العالم” (أي ترك كل شيء وتفرّغ للمسيح). وربما أيضًا لأنه كان يقطع الخطايا بالزهد والكرازة الجريئة. بعض المؤرخين يقترحون أن الاسم قد يدل على شدّة حسمه في الإيمان والحق. نسكه وبشارته عاش في البداية كراهب وناسك، ثم شعر بدعوة لحمل الإنجيل إلى الشعوب البعيدة عن المسيح. سافر إلى قرى جبلية نائية، معظمها وثنية، ونادى بالمسيح بلغتهم. تعرّض للاضطهاد، الضرب، والطرد مراراً، لكنه لم ييأس. استطاع أن يبشّر قرى بأكملها ويؤسس فيها جماعات مسيحية صغيرة، منها ما تطور لاحقاً إلى مراكز مسيحية معروفة. كان واعظاً بسيطاً وفعّالاً، يُركّز على: المحبة والتوبة. قوة الصليب والقيامة. بساطة الإنجيل وسلطته. استخدم أسلوب الحياة الصالحة كمثال قبل التعليم بالكلام. أثره التاريخي يُذكر في كتابات القديس أفرام السرياني كمثال على “الغيرة التبشيرية”. ساهم في تحويل مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا إلى المسيحية. أثّر في نشوء أجيال من الرهبان المبشّرين في مدارس نصيبين وأربيل وساليق. أقوال منسوبة إليه “ܠܐ ܐܣܢܐ ܐܢܫܐ ܐܢܐ – ܐܠܐ ܒܟܠܢܫ ܚܙܐ ܐܢܐ ܕܡܘܬܐ ܕܡܪܝ.” “لا أكره أحداً – بل في كل إنسان أرى صورة ربي.” “ܐܢܐ ܕܐܥܡܠ ܠܡܪܝ ܠܐ ܐܬܦܠܓ ܡܢ ܬܥܝܒܐ.” “أنا الذي أعمل للرب، لا أتهرّب من التعب.” تذكاره وطقسه يُكرَّم في بعض الكنائس الشرقية يوم 15 تشرين الأول (أكتوبر). يُذكر في الصلوات الخاصة بالتبشير والرهبنة، ويُستشهد بحياته كمثال على التقوى النشطة (الرهبنة المرسلة). يُشار إليه في بعض السنكسارات باسم “مار أبراهام القاطع المبشّر”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار دانيال الناسك | الولادة: 400 الوفاة: 493 مار دانيال الناسك (ܡܪܝ ܕܢܝܐܝܠ ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ)، أحد كبار النساك السريان في القرن الخامس الميلادي، والذي ترك أثراً نسكياً وروحياً عميقاً في التراث السرياني الشرقي. عاش مار دانيال خلال القرن الخامس (400–493م تقريباً)، في فترة ازدهار الحياة الرهبانية في المشرق السرياني، خاصة بعد انتشار النموذج النسكي المصري والسرياني في سوريا العليا وبلاد ما بين النهرين. وُلد على الأرجح في محيط الرها (أورفا) أو نواحي أنطاكية، وتأثر بحياة القديس مار سمعان العمودي. حياته النسكية بدأ حياته الرهبانية في أحد الأديرة السورية وهو في سن الشباب. ترك الدير لينتقل إلى حياة العزلة التامة في البرية، باحثاً عن اتحاد أعمق بالله. اقتدى بالقديس سمعان العمودي، لكنه مارس نمطاً مختلفاً: السكينة والتأمل دون عمود، بل في كوخ بسيط أو كهف. كان يلبس جلداً خشناً، ينام على الأرض، ويتغذى بالقليل من البقوليات أو الأعشاب. تعاليمه وأقواله لم تُحفظ لنا كتابات أصلية لمار دانيال، لكن أقواله نُقلت ضمن مجموعات الآباء السريان النسّاك. تتركز تعاليمه على: نقاوة القلب والاتكال على الله فقط. ونبذ الرغبات الأرضية وأهمية البكاء على الخطايا. مقتطف منسوب إليه (بالسريانية): “ܒܠܒܐ ܕܕܝܐܢܐ ܕܒܥܐ ܐܠܗܐ ܢܚܬܐ ܬܡܢ.” “في قلب التائب الذي يطلب الله، تحلّ الراحة الإلهية.” علاقاته زاره عدد من التلاميذ والمريدين الذين كانوا يقصدونه للتعلّم والاسترشاد. ورغم عزلته، كان يُعرف عنه تمييز الأرواح، وكان يقدّم نصائح دقيقة للرهبان القادمين إليه. موته وتكريمه تنيّح في نهاية القرن الخامس بعد أكثر من خمسين سنة في النسك. يُعتقد أن قبره كان موضع تكريم محلي، وربما بُنيت عليه قلاية أو دير صغير. تُكرمه الكنيسة السريانية كأحد أعمدة النسك الروحي. تأثيره في التراث السرياني يُذكر ضمن قائمة النساك العظام في طور عبدين ونصيبين. نُقلت أخباره إلى أديرة جبل إيزلا حيث أثر في قوانين النسك فيها. لُقّب في المخطوطات بـ: “ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ” (المتّحد بالله) “ܕܝܠܐ ܕܐܪܥܐ” (غريب الأرض) عيده وتذكاره لا عيد رسمي له في الطقس السرياني العام، لكن يُحتفل بذكراه في بعض الأديرة يوم أحد النساك قبل الصوم الكبير. يُذكر في “سنكسار النسّاك” السرياني مع مار يوحنا الديلامي ومار أبراهام القصير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا الديلامي | الولادة: – الوفاة: – مار يوحنا الديلامي (بالسريانية: ܡܪܝ ܝܘܚܢܢ ܕܕܝܠܡܝ)، أحد أعلام الرهبنة واللاهوت النسكي في الكنيسة السريانية خلال القرن السابع الميلادي. عاش في القرن السابع الميلادي. زمنه كان مليئاً بالتحوّلات السياسية والدينية في الشرق، خاصةً مع بدايات الفتح الإسلامي. الأصل والجذور “الديلامي” نسبة إلى منطقة دَيلم أو دِيالم، وهي تقع في شمال بلاد فارس (قرب جبال بحر قزوين، إيران حالياً). اسمه يشير إلى أصول فارسية مسيحية، وكانت بلاد فارس آنذاك تضم جماعات كبيرة من المسيحيين السريان والنساطرة. حياته الرهبانية اتجه إلى حياة الرهبنة والنسك في وقت مبكر من حياته. تأثر بشدة بتقليد النسك السرياني الشرقي، والذي كان يتميز بالصمت، العزلة، الصوم، والصلاة الدائمة. انضم إلى أحد الأديرة القريبة من حدود بلاد فارس والعراق (يُعتقد أنه تتلمذ أو أقام مدة في أديرة بيث عربايه أو نينوى). يُقال إنه اعتزل في الجبال والكهوف، مكرّساً نفسه للصلاة والصمت والتأمل، مقتدياً بالأنبياء والآباء القدامى. دوره كمعلم ولاهوتي لم يكن مجرد ناسك، بل كان معلّماً روحياً، يقصده التلاميذ والمريدون ليتعلّموا منه. له تأثير عميق في اللاهوت النسكي السرياني، خاصة في ما يتعلّق بفكرة الاتحاد بالله (ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ) من خلال النسك والتجرد. تُنسب إليه أقوال وتعاليم روحية تُحفظ في الأديرة، شبيهة بأقوال النسّاك المصريين في البريّة. يظهر من أقواله تأثره العميق بالكتاب المقدس، وخصوصاً رسائل بولس الرسول وسفر المزامير. بعض من أقواله الروحية “ܠܐ ܡܢ ܣܓܝܐ ܦܠܬܐ ܢܬܕܥ ܐܢܫܐ ܩܕܝܫܐ، ܐܠܐ ܡܢ ܗܘ ܕܠܒܗ ܫܠܡ ܠܐܠܗܐ.” “ليس من كثرة الكلمات يُعرف الإنسان المقدس، بل من الذي سلّم قلبه لله بالسلام الكامل.” “ܐܢܬ ܕܒܥܐ ܬܚܙܐ ܐܠܗܐ – ܩܕܫ ܪܥܝܢܟ!” “أنتَ الذي تطلب أن ترى الله – نقِّ ذهنك!” أثره في الأدب الروحي السرياني لم تصل إلينا مؤلفات كاملة باسمه، لكن تُذكر أقواله في مجموعات أقوال الآباء النسّاك السريان، وخاصة في: سِيَر نساك المشرق والكتب الروحية في أديرة نينوى وطور عبدين. يُذكر ضمن النساك الذين تأثر بهم يوحنا بن كسرين ويشوعياب الحديابي. تكريمه يُكرَّم كقديس محلي في بعض الأديرة السريانية الشرقية. يرد اسمه أحياناً في التذكارات النسكية ضمن صلاة الليل في الأديرة. ولا يوجد له عيد رسمي في التقويم الطقسي العام، لكنه مذكور في المخطوطات كـ”مار يوحنا الديلامي البار”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار زينا الراهب | الولادة: – الوفاة: – مار زينا الراهب (ܡܪܝ ܙܝܢܐ ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ – مار زينا آحيد بآلها)، أحد النساك البارزين في طور عبدين في القرن السادس الميلادي. عاش مار زينا في القرن السادس الميلادي في منطقة طور عبدين، جنوب شرق تركيا اليوم، وهي من أشهر مراكز الرهبنة السريانية. يُعد من أبرز نُسّاك الطور المعروفين بـ شدة النسك والتقوى والابتعاد عن العالم. البيئة الروحية طور عبدين كان ولا يزال مركزاً رهبانياً كبيراً في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. في القرن السادس، امتلأت كهوف الجبال والأديرة بالنساك الذين عاشوا حياة الزهد والصمت والصلاة. اتخذ مار زينا الكهوف العالية والصخور النائية مقراً لسكناه. وعاش في وحدة تامة، يمارس الصلاة الدائمة، الصوم الطويل، والسجود الليلي. قيل إنه لم يتناول الطعام سوى مرة كل عدة أيام، مكتفياً بالقليل من الحشائش أو الخبز اليابس. بعض الكهوف التي عاش فيها ما زالت تُزار كأماكن تبرّك. عيده لا يوجد تاريخ موحد لعيده في الطقس السرياني الشعبي، لكنه يُذكَر في الصلوات الخاصة بأديرة طور عبدين. يُكرَّم ضمن مجموعة نسّاك الطور الذين يُحتفل بذكراهم في بعض الأديرة يوم أحد النساك الذي يقع قبل الصوم الكبير. أقوال منسوبة إليه (بحسب المخطوطات) “ܐܝܢܐ ܕܒܥܐ ܡܠܟܘܬܐ ܠܥܠܡܝܢ، ܠܐ ܢܗܒ ܪܓܝܓܘܬܐ ܠܦܓܪܐ.” “من يطلب ملكوت السماوات، لا يُرضي شهوات الجسد.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار اسطفان (رئيس الشمامسة) | الولادة: – الوفاة: – مار إسطفان (أو استيفانوس) (بالسريانية: ܡܪܝ ܐܣܛܦܢܘܣ)، باليونانية: Στέφανος (Stephanos) – ويعني “تاج” أو “إكليل”. بالعربية: استفانوس أو إسطفان. لقبه رئيس الشمامسة: أول من سُمِّي شمّاسًا في الكنيسة المسيحية. أول الشهداء: هو أول من استُشهد من المؤمنين بالمسيح بعد القيامة. المصدر الرئيسي لسيرته بحسب الكتاب المقدس هو سفر أعمال الرسل (الأصحاحات 6 و7) أبرز محطات حياته الاختيار كشمّاس: تم اختياره من بين سبعة رجال “مملوئين من الروح القدس والحكمة” (أعمال 6: 1–6). خُصّص لخدمة الأرامل وتوزيع الصدقات حتى يتفرغ الرسل للتعليم والصلاة. كان يتمتع بـ نعمة وقوة عظيمة، وكان يصنع عجائب وآيات. الكرازة والدفاع عن الإيمان دافع عن الإيمان المسيحي بجرأة أمام مجمع السنهدريم اليهودي. ألقى خطاباً قوياً يروي فيه تاريخ الخلاص من إبراهيم حتى المسيح، ويتهم فيه القادة برفضهم للمسيح كما رفضوا الأنبياء من قبل (أعمال 7). الاستشهاد بعد خطابه، رجموه بالحجارة خارج المدينة. أثناء رجمه، قال: “يا رب يسوع اقبل روحي”، ثم صلى من أجل قاتليه قائلًا: “يا رب لا تقم لهم هذه الخطيئة” (أعمال 7: 59–60). كان شاول الطرسوسي (الذي صار لاحقاً بولس الرسول) حاضراً عند استشهاده (القرن الأول). عيده الكنسي يُحتفل بعيده في عدة تواريخ، حسب الطقس: في الكنيسة السريانية: 26 ديسمبر. في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: 1 طوبه (تقريباً 9 يناير). في الكنيسة الكاثوليكية: 26 ديسمبر، مباشرة بعد عيد الميلاد. مكان استشهاده ورفاته استُشهد خارج مدينة أورشليم، على الأرجح قرب باب دمشق. يُعتقد أن رُفاته نُقلت لاحقاً إلى أماكن مختلفة، منها القسطنطينية وروما. توجد كنائس وأديرة كثيرة على اسمه في الشرق والغرب. مار إسطفان في الأيقونات يُرسم غالباً بثوب شمّاسي ويحمل إنجيلاً أو مبخرة. أحياناً يُصوَّر ومعه حجارة (رمزاً لرجمه). يظهر وجهه مشرقاً، تلميحاً لما ورد في أعمال الرسل: “وكان وجهه كوجه ملاك” (أعمال 6: 15). أماكن تكريمه كنيسة القديس إسطفان في القدس – تقليدياً يُقال إنها بُنيت على مكان استشهاده. أديرة باسم مار إسطفان في العراق، لبنان، سوريا، ومصر. اسمه شائع جداً في الطقس السرياني كأحد القديسين الشفعاء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميليطون السرياني | الولادة: – الوفاة: – مار ميليطون السرياني هو أحد الآباء القديسين في الكنيسة السريانية، وله مكانة متميزة في التراث الروحي والليتورجي السرياني، خاصة من حيث الكتابة الشعرية والتعليمية. من هو مار ميليطون السرياني؟ هو ميليطون (Melito)، ويُلقَّب في التقاليد السريانية بـ مار ميليطون. عاش في القرن الثاني الميلادي، وكان أسقف ساردس في آسيا الصغرى (مدينة ساردس تقع اليوم في تركيا الحديثة). ورغم أن اسمه انتشر بين الكنيسة السريانية، إلا أن أصله يعود إلى الكنيسة المسيحية الجامعة في بداياتها. أعماله وأثره الكتابة الدفاعية – “Apology”: كتب دفاعاً عن المسيحيين إلى الإمبراطور مرقس أوريليوس. دافع عن براءة المسيحيين من الاتهامات الشائعة حينها مثل الإلحاد والخرافة. كتاب “الفصح” أو “عن الفصح” (Peri Pascha): هذا من أشهر مؤلفاته. قصيدة شعرية ولاهوتية عميقة جداً حول آلام المسيح وموته وقيامته. يبرز فيها أسلوباً شعرياً سامياً، اعتبره الباحثون نموذجاً مبكراً لـ”التراتيل السريانية”. هذا الكتاب تم الحفاظ عليه في التقاليد السريانية، ويُعتقد أن أفرام السرياني تأثر به. العقيدة المسيحية: ميليطون كان من أوائل من قالوا بوضوح إن: المسيح هو الله المتجسد. والعهد القديم كان نبوءة عن المسيح. التفسير الرمزي للكتاب المقدس، وهذا الاتجاه أحبّته الكنيسة السريانية. في التراث السرياني تُرجم العديد من أعماله إلى السريانية في القرون الأولى. يُذكر اسمه بين آباء الكنيسة المبكرين في مخطوطات سريانية قديمة. تأثيره الأدبي واللاهوتي حاضر في المدارس السريانية خاصة في الرها ونصيبين. يُكرَّم في بعض الكنائس السريانية والأرثوذكسية كأبٍ من آباء الكنيسة الأوائل. أيضاً يُكرّم في الكنيسة البيزنطية والكاثوليكية في 1 أبريل. يميّزه استخدامه للشعر الديني في الدفاع عن الإيمان. ومزجه بين الرمزية اليهودية واللاهوت المسيحي. وتأثيره الكبير على الكتابات السريانية التي أتت بعده، خاصة عند القديس أفرام السرياني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار شموني وأبناؤها السبعة | الولادة: – الوفاة: – قصة مار شموني وأبنائها السبعة هي من أشهر قصص الشهادة في التراث المسيحي، خاصة في الكنيسة السريانية والكنائس الشرقية الأخرى. تمثل هذه القصة مثالاً عظيماً على الثبات في الإيمان والتضحية. من هي مار شموني؟ مار شموني (ܡܪܬ ܫܡܘܢܝ بالسريانية) هي امرأة يهودية تقية عُرفت بثباتها في الإيمان. تُعرف أيضاً باسم القديسة شموني أو المرأة الأم البطلة. كانت أماً لسبعة أبناء استُشهدوا جميعاً في يوم واحد بسبب تمسكهم بالإيمان بالله وعدم خضوعهم لعبادة الأصنام. القصة مذكورة في سفر المكابيين الثاني (الإصحاح 7)، وهو من الأسفار القانونية الثانية في بعض الطوائف المسيحية (مثل الأرثوذكس والكاثوليك). تُذكر أيضاً في التقاليد السريانية وبعض كتابات الآباء الشرقيين. ملخص القصة حدثت القصة في زمن الملك السلوقي أنتيوخوس أبيفانوس الرابع (حوالي 167 ق.م)، الذي اضطهد اليهود وأجبرهم على ترك شريعتهم. رفض أبناء شموني السبعة أكل لحم الخنزير أو عبادة الأوثان، فتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب. تمّ قتلهم واحداً تلو الآخر أمام أعين والدتهم، لكنها لم تنهار بل شجّعتهم على الثبات والإيمان بالله. في النهاية، استُشهدت مار شموني أيضاً، بعد أن شاهدت موت جميع أبنائها. يُعتبر هذا المشهد أحد أروع مشاهد الاستشهاد والإيمان الأمومي في التراث الديني. عيد مار شموني وأبنائها السبعة يُحتفل بعيدهم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر). في بعض الكنائس الأخرى، يُحتفل بهم في تواريخ مختلفة (مثل 1 أغسطس أو 17 أغسطس في التقليد الغربي). رمزية القصة تمثل مار شموني وأبناؤها صورة الإيمان الذي لا يتزعزع، حتى في وجه الموت. تُعطى كقدوة للعائلات المسيحية في غرس الإيمان في قلوب الأبناء. تُكرَّم كـ أم الشهداء، ومثال للمرأة القوية روحياً. هناك أديرة وكنائس في العراق وسوريا ولبنان وتركيا باسم “مار شموني”. أشهرها: دير مار شموني في برطلة قرب الموصل، العراق. وغالباً ما تُصوَّر مار شموني في الأيقونات وهي تقف بثبات خلف أولادها السبعة أثناء الاستشهاد. يُظهر المشهد تعبيرها الصامد والإيمان العميق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار متى الناسك | الولادة: – الوفاة: – مار متى الناسك (بالسريانية: ܡܪܝ ܡܬܝ) هو أحد أبرز القديسين في التراث المسيحي السرياني والشرقي، ويُعتبر من أعمدة الحياة النسكية في المشرق. ولد في منطقة العمادية أو نواحي شمال ما يُعرف اليوم بـ العراق. ونشأ في بيئة مسيحية مؤمنة وكان متأثراً بحياة النسك والتقوى منذ صغره. وذلك في القرن الرابع الميلادي. الحياة النسكية سلك طريق الرهبنة والنسك مبكراً. غادر الحياة العامة وانعزل في جبل مقلوب شمال مدينة نينوى (الموصل حالياً)، حيث عاش حياة تأمل وصلاة وحرمان. سُمِّي بـ “الناسك” نظراً لحياته المتقشفة والزهدية. دير مار متى أسس دير مار متى في القرن الرابع الميلادي على جبل مقلوب (ويسمى أيضاً جبل الألفاف). يقع الدير على بعد حوالي 20 كم شمال شرقي الموصل، العراق. يُعد من أقدم الأديرة المسيحية القائمة حتى اليوم. أصبح مركزاً روحياً وثقافياً هاماً، حيث خرج منه العديد من الآباء والعلماء المسيحيين السريان. أهميته الدينية والتاريخية يُعتبر مار متى من كبار القديسين عند الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. له مكانة مقدسة عند المسيحيين في العراق وسوريا وتركيا. نسب إليه العديد من المعجزات، خاصة شفاء الأمراض وطرد الأرواح الشريرة. وفاته توفي في نفس المكان الذي عاش فيه ناسكاً (جبل مقلوب). يُعتقد أن وفاته كانت في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي. وقبره موجود في دير مار متى، ويُزار من قبل الحجاج حتى اليوم. يُحتفل بعيده في 18 أيلول (سبتمبر) من كل عام في التقليد السرياني. أثره اليوم لا يزال دير مار متى قائمًا ويُعد وجهة للحج والصلاة. يضم مكتبة قديمة ومخطوطات نادرة. رغم التحديات التي واجهتها المنطقة، ظل الدير مركزاً روحياً بارزاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار برصوم النصيبيني | الولادة: – الوفاة: – مار برصوم النصيبيني (ܡܪܝ ܒܪܨܘܡ ܢܨܝܒܝܢܝ)، أحد أبرز الشخصيات الروحية في القرن الخامس الميلادي ضمن التراث السرياني. عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو عصر ازدهار الحركة الرهبانية والنسكية في الشرق السرياني. ينتمي إلى مدينة نصيبين، وهي مدينة قديمة مهمة في شمال شرق سوريا الحالية، كانت مركزاً دينياً وثقافياً كبيراً. حياته ودوره كان راهباً ناسكاً معروفاً بتقواه وزهده. اتبع حياة الانعزال والعبادة الصارمة، وكرّس حياته للصلاة والتأمل والتقشف. يُعتبر من أبرز نماذج النسك والقداسة في منطقة نصيبين، وقدوة للرهبان والناس في تلك الحقبة. ركّز على الزهد وترك الماديات، معتبراً أن الانقطاع عن متاع الدنيا هو الطريق إلى السلام الداخلي. شدد على أهمية الصلاة المستمرة والامتناع عن الشهوات كوسيلة للنمو الروحي. عُرف بتواضعه وابتعاده عن المجد الشخصي، مع تركيزه على الخدمة الروحية. أثره وتأثيره ترك أثراً بارزاً في الحركة الرهبانية في نصيبين والمناطق المجاورة. تمجيده في السنكسارات السريانية، حيث يُذكر كقديس وعلامة من علامات القداسة والنسك. يُحتفل بذكراه في الكنائس السريانية في مواعيد محددة. قصة من حياة مار برصوم النصيبيني روى الرهبان أن مار برصوم النصيبيني كان يعيش حياة بسيطة جداً في عزلة قريبة من نصيبين، وكان يملك شيئاً قليلاً جداً من المال، لكنه كان دائماً يساعد الفقراء والمحتاجين. ذات يوم، جاء إليه رجل غنيّ وعرض عليه ثروة كبيرة مقابل أن يترك النسك ويعود إلى حياة الترف والراحة. لكن مار برصوم أجابه بهدوء: “إنني قد وجدت كنزي الحقيقي في البساطة والقرب من الله، أما الدنيا فزائلة، فلا أريدها حتى لو عرضت عليّ ملكاً.” الرجل تأثر بشدة بكلامه وترك الحياة الدنيوية ليقتدي به في طريق الزهد والتقشف. حكمة من تعاليم مار برصوم النصيبيني “لا ينال الإنسان السلام الحقيقي إلا إذا ترك حب المال وأقبل بمحبة الله، فإن القلب الذي يملكه الله لا يعرف الفقر.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار باسيليوس برصوم | الولادة: – الوفاة: 1454 مار باسيليوس برصوم (ܡܪܝ ܒܐܣܝܠܝܘܣ ܒܪܨܘܡ)، من أعلام الكنيسة السريانية في القرن الخامس عشر الميلادي. عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، وهي فترة مهمة شهدت استمرار الحفاظ على التراث المسيحي السرياني في مناطق مثل بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، رغم الأوضاع السياسية المضطربة. يعود أصله إلى منطقة برصوم، وهي منطقة معروفة في التراث السرياني، يُحتمل أنها تقع ضمن أراضي المشرق السرياني (من المحتمل في شمال العراق أو شرق تركيا). حياته ودوره كان راهباً ومعلّماً روحياً، اشتهر بالنسك والعبادة، وبتعليم الآخرين علوم اللاهوت والروحانية. عمل على الحفاظ على اللغة السريانية وتراث الكنيسة وسط ظروف صعبة شهدتها الكنائس الشرقية آنذاك. أسهم في نقل التقليد الرهباني إلى الأجيال اللاحقة، ومثّل حلقة وصل بين الآباء الروحيين القدامى وروحانيات القرن الخامس عشر. مساهماته لم يبقَ لدينا عدد كبير من كتاباته، لكن المعروف عنه أنه كان كاتباً ورسّاماً للكتب اليدوية (المخطوطات)، مما ساعد في حفظ التراث المسيحي السرياني. ترك تعاليم روحية في النسكية والزهد، كما ساهم في تطوير الصلوات والتأملات الخاصة بالتقاليد السريانية. اعتُبر مثالًا للرهبنة النقية في عصره، وذاع صيته بين الأديرة الرهبانية في بلاد ما بين النهرين. أُدرج ضمن قائمة القديسين في بعض التقاليد السريانية، وخاصةً في المناطق التي نشط فيها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة رفقة | الولادة: 1832 الوفاة: 1914 عن القديسة رفقة (رفقة الريّس)، راهبة لبنانية مارونية بارزة في القرن التاسع عشر. وُلدت في 29 يونيو 1832 في حملايا (لبنان). وتوفيت في 23 مارس 1914 في دير مار يوسف – جربتا (لبنان). راهبة لبنانية مارونية، معروفة بتقواها وصبرها على الألم. عاشت في القرن التاسع عشر الميلادي في لبنان، في بيئة مارونية عريقة تعتز بالتقاليد المسيحية الشرقية. كانت جزءاً من الحركة الرهبانية التي انتشرت في لبنان خلال تلك الفترة لتعزيز الحياة الروحية والخدمة الاجتماعية. حياتها ودورها عاشت حياة زهد وتقوى، مكرسة نفسها للصلاة، والتأمل، وخدمة الفقراء والمرضى. عُرفت بصبرها على الألم والمعاناة، حيث تحملت الكثير من التجارب الجسدية والروحية بصبر وإيمان عميق. شكلت نموذجاً للمرأة الرهبانية التي تجمع بين الحياة الروحية والعمل الخدمي. فضائلها وتعاليمها تشددت في الالتزام بالصلاة اليومية والامتناع عن الملذات الدنيوية. كانت مثالاً حياً في التواضع، والصبر، والمحبة المسيحية، خاصة تجاه المرضى والمحتاجين. تركت أثراً روحياً عميقاً في ديرها وبين من عرفها، حيث ألهمت الكثيرين بحياتها. مكانتها وتكريمها تحظى بتقدير كبير في الكنيسة المارونية، وتعتبر قديسة محلية تُحتفل بذكراها. سُجلت سيرتها في وثائق الكنيسة المارونية كمثال للقداسة النسائية في لبنان. تُذكر في الزيارات الروحية والاحتفالات التي تعزز التراث الروحي في لبنان. قصة من حياة القديسة رفقة الريّس روت الروايات أن القديسة رفقة عانت من مرض شديد ألمّ بها لفترة طويلة، لكنها لم تفقد إيمانها أبداً. في أيام الألم والضعف، كانت تقول بحزن وصبر: “أيها الألم، أنت مرّ لكنك لا تغلبني، إيماني بالله هو قوتي، وبالصلاة أنجو.” كانت تقضي لياليها في الصلاة، ترفع قلبها إلى الله وتطلب منه القوة لتتحمل ما مرّت به. أثرت هذه القوة الروحية في كل من حولها، فكان المرضى والراهبات يستمدون من صبرها مثالاً للتفاني والإيمان. ذات يوم، قال لها راهب زائر: “كيف تجدين هذه القوة وسط هذا الألم؟” أجابته رفقة بابتسامة رقيقة: “الصليب ثقيل، لكن فرح القيامة أعظم.” تأمل مستوحى من سيرتها “في ضعف الجسد، تشرق قوة الروح. إن حمل الألم بصبر هو أقرب الطرق إلى الله.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة مارينا | الولادة: – الوفاة: – القديسة مارينا، المعروفة بلقب “الراهب المتخفي” – وهي من أروع وأعمق قصص القداسة في التقليد المسيحي الشرقي، خاصة في البيئات السريانية والبيزنطية. عاشت في القرن الخامس أو السادس الميلادي، خلال عصر ازدهار الحياة الرهبانية في الشرق المسيحي. تُروى قصتها في تقاليد بيزنطية وسريانية ولبنانية، وتُعتقد أصولها من شمال لبنان أو من محيط أنطاكية. قصتها كانت مارينا ابنة وحيدة لرجل تقيّ أرمل، أراد أن يكرّس حياته في أحد الأديرة. عندما قرر والدها أن يترهب، رفض اصطحابها بسبب أنها فتاة. لكنها توسلت إليه أن يأخذها معه، فقصّت شعرها وتنكّرت في زي راهب شاب، واتخذت اسماً ذكورياً: “مارينوس”. دخلت الدير وعاشت حياة تقشف وصلاة مع والدها، دون أن يعرف أحد بحقيقتها. اتهامها وامتحانها بعد وفاة والدها، استمرّت مارينا في الدير. وفي إحدى المرات، اتُهمت ظلماً بأنها أوقعت فتاة في الخطيئة وأنجبت منها، دون أن تكشف عن حقيقتها. رغم هذا الظلم، لم تدافع عن نفسها، بل قبلت العقاب في صمت، قائلة: “الله يعرف الحقيقة، وسأصبر على حكم الناس.” طُردت من الدير مؤقتاً، وقامت بتربية الطفل خارج أسوار الدير في فقر شديد، حتى أعيدت لاحقاً إلى الدير بعد انكشاف الحقيقة. وفاتها واكتشاف الحقيقة بعد وفاتها، اكتشف الرهبان أثناء تجهيز جسدها للدفن أنها امرأة، فذهلوا من الأمر وبكوا لما عرفوا مقدار الظلم الذي احتملته وصبرها القديس. تحوّلت قصتها إلى شهادة عظيمة عن الاتضاع، الصبر، والنقاوة، وانتشرت في الكنائس الشرقية والبيزنطية. تكريمها ومكانتها تُكرَّم في العديد من الكنائس الشرقية، خصوصًا في لبنان وسوريا، وفي الأديرة القبطية والبيزنطية أيضاً. قصتها تُتلى في السنكسارات كرمز للبطولة الروحية والصبر النسكي. كثير من الأديرة تحمل اسمها في لبنان ومصر، مثل دير مار مارينا في القلمون (لبنان). رمزية سيرتها تُعدّ رمزاً للقوة الروحية في وجه الظلم والتمييز، وقدوة في الاتضاع والصبر والتضحية. تدعو قصتها للتأمل العميق في فكرة التخلي عن الذات لأجل الله، واحتمال التجربة بصمت وإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أدي ومار ماري | الولادة: – الوفاة: – مار أدي ومار ماري، هما من أبرز الشخصيات الرسولية في تاريخ الكنيسة السريانية والكنيسة في بلاد ما بين النهرين (الرافدين). تلميذا القديس توما الرسول، مبشرا بلاد الرافدين. عاشا في القرن الأول الميلادي، أي في المرحلة المبكرة جداً من انتشار المسيحية. تركّز نشاطهما التبشيري في بلاد ما بين النهرين، خاصة في منطقة الفرات، نينوى، والموصل، وصولاً إلى المدائن (ساليق وقطيسفون) قرب بغداد الحالية. كانا تلميذين مباشرين أو قريبين من القديس توما الرسول الذي بشّر في الهند والمشرق. دورهما في التبشير يعتبرهما التقليد السرياني والكنيسة الشرقية (آشورية وكلدانية) من مؤسسي الكنيسة في المشرق. قام مار أدي أولاً بالتبشير في الرها (أورفا) ثم انتقل إلى بلاد الرافدين. لحقه مار ماري وواصل العمل التبشيري، فبشّرا الوثنيين واليهود، وعمّدا الآلاف. الكتابات المنسوبة إليهما “الليتورجيا المار أدي وماري”: تُعتبر من أقدم الطقوس الإفخارستية المعروفة في العالم المسيحي، وهي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في الكنائس الشرقية. هذا الطقس يتميّز بلغة سريانية قديمة وروح نسكية عميقة تعبّر عن الإيمان المبكر والبساطة الرسولية. الأثر والمكانة يُكرّمان بعمق في تقليد كنيسة المشرق والكنائس السريانية، ويُعتبران بمثابة رسولين للمشرق. تُحتفل بذكراهما في 15 يوليو بحسب تقويم كنيسة المشرق، وفي تواريخ أخرى ضمن الطقوس الشرقية. توجد كنائس وأديرة كثيرة تحمل اسمهما، خصوصاً في العراق، إيران، وسوريا. رمزية سيرتهما يمثلان الروح التبشيرية الأصيلة للكنيسة الأولى، حيث انتشرت المسيحية على أيديهم من دون سيف أو سلطة، بل بالكلمة والصلاة والشهادة. حياتهما تعكس البساطة الإنجيلية، الشجاعة، والإيمان العميق، رغم ظروف الاضطهاد الوثني في الإمبراطورية الفارسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سرجيوس الأول | الولادة: 650 الوفاة: 701 البابا سرجيوس الأول (Sergius I) (باللاتينية: Sergius I)، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، وأحد أبرز باباوات القرن السابع. البابا رقم 84 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. تولّى البابوية من 15 ديسمبر 687 حتى وفاته في 8 سبتمبر 701. خلف البابا كونون، وسبقه البابا يوحنا السادس. الولادة والنشأة وُلِد في أنطاكية (التي كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية) نحو سنة 640 م، من أصول سورية – بيزنطية. نشأ وتعلّم في صقلية، مثل عدد من رجال الدين البيزنطيين الذين خدموا في الغرب. استقر لاحقاً في روما، وأصبح كاهناً موقراً في الكنيسة الرومانية. توفي في 8 سبتمبر 701 في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. الصفات والشخصية عُرف بالتقوى والعلم والحزم. يتميز بقدرته على إدارة الصراع، وخصوصاً في مواجهة الإمبراطورية. كان محباً لليتورجيا والموسيقى الكنسية. يُعد من الباباوات الشرقيين ذوي التأثير اللاهوتي والسياسي العميق في الغرب. أبرز الإنجازات والأعمال الرفض الحاسم للمجمع التروبتيكتسي (Quinisext Council): في سنة 692، عقد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني مجمعًا في القسطنطينية يُعرف بـ “المجمع الخامس-السادس” أو Quinisext Council، أصدر قوانين (قوانين دون عقائد) لم تكن متوافقة مع تقاليد الكنيسة الغربية. البابا سرجيوس الأول رفض التوقيع على قرارات المجمع، لأنها: تضمنت انتقادات للطقوس الغربية. لم تكن ناتجة عن إجماع بين الكنائس الشرقية والغربية. الإمبراطور أرسل قوات لاختطاف البابا إلى القسطنطينية، لكن الشعب الروماني والحرس البابوي منعوا تنفيذ الأمر. هذا الحدث يُعد واحدًا من أوائل مظاهر المقاومة البابوية للسلطة الإمبراطورية البيزنطية. دعم الأرثوذكسية ضد البدع: واصل مقاومة البدع المسيحية مثل المونوتيلية. أكّد على عقيدة أن المسيح له إرادتان وطبيعتان (إلهية وبشرية)، وفق قرارات المجامع المسكونية. تطوير الطقوس الليتورجية: أضاف إلى القداس الروماني التراتيل المعروفة بـ “أغنوس داي” (Agnus Dei – يا حمل الله). شجّع الموسيقى الكنسية والاحتفالات الليتورجية، وتأثرت كثيراً بالتقاليد الشرقية. إصلاحات كنسية ورعوية: دعا إلى حياة أكثر تقوى وانضباطًا في صفوف رجال الدين. حافظ على السلام في روما رغم الانقسامات والتدخلات السياسية. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بذكراه في 8 سبتمبر.رغم أنه وُلِد بيزنطياً، إلا أن سرجيوس الأول شكّل منعطفًا في مقاومة السيطرة البيزنطية على الكنيسة الرومانية. موقفه الشجاع من مجمع القسطنطينية أكسبه مكانة قوية لدى الكنيسة الغربية. البابا سرجيوس الأول كان من أصول بيزنطية سورية، لكنه لعب دورًا حاسمًا في استقلالية الكنيسة الرومانية عن الإمبراطورية الشرقية. امتاز بعقله اللاهوتي، وشجاعته في مواجهة تدخل الدولة، وأثره الليتورجي لا يزال حاضرًا حتى اليوم. يُعد من أبرز الباباوات في القرن السابع، الذين مهدوا الطريق لسلطة روما المستقلة دينيًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا كونون | الولادة: 630 الوفاة: 687 البابا كونون، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين ضمن الإمبراطورية البيزنطية، وتقلد منصب بابا الفاتيكان في القرن السابع. نشأته وسيرته كونون (باللاتينية: Conon) البابا رقم 83 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، تولّى البابوية من أكتوبر 686 إلى وفاته في سبتمبر 687. خلف يوحنا الخامس، وسبقه سيرجيوس الأول. وُلِد في تراقيا (Thrace)، وهي منطقة تقع اليوم بين اليونان وتركيا وبلغاريا، وكانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. من أب جندي سوري، وهو ما يُظهر أصوله الشرقية المختلطة. تلقى تعليمه في صقلية، والتي كانت خاضعة للحكم البيزنطي أيضاً. يتحدث اليونانية واللاتينية، مما جعله مناسباً للتواصل بين الشرق والغرب الكنسي. توفي في أواخر سبتمبر 687، بعد أقل من سنة في الحكم ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. كان معروفاً بالتقوى والتواضع وُصف بأنه شيخ ذو مظهر وقور وسيرة طاهرة يتمتع بحنكة سياسية، وكان شخصية توافقية في وقت من الانقسامات. خلفيته السياسية والدينية لم يكن سياسياً بالمعنى الحرفي الحديث، لكنه لعب دوراً دينياً وسط نزاع سياسي داخلي في روما. تم اختياره كحل وسط بين الفصائل الكنسية المتصارعة: الكهنة الرومانيين التقليديين من جهة، والضباط البيزنطيين والإكليروس الشرقي من جهة أخرى. يُمكن اعتباره رجل دين “بمواصفات دبلوماسية” أكثر منه رجل سياسة تقليدي. أعماله وإنجازاته انتخاب توافقي: جاء انتخابه بعد صراع بين مجموعات كنسية وسياسية في روما كونه “غريباً” (ليس من روما، بل من الشرق)، جعله مرشحًا توافقياً بين الفرقاء. كانت تلك مرحلة انتقالية في البابوية، وكان وجوده بمثابة تهدئة للجو المحتقن. علاقته بالإمبراطورية البيزنطية: حافظ على علاقات طيبة مع الإمبراطور يوستين الثاني (Justinian II). وافق الإمبراطور بسرعة على تنصيبه، وهذا يدل على القبول السياسي لشخصه. الاهتمام بالإصلاح الكنسي: لم يُعرف عنه أنه أدخل إصلاحات كبيرة، ربما بسبب قصر مدة حبريته لكنه استمر في الخط اللاهوتي الأرثوذكسي المناهض للهرطقات، مثل المونوتيلية. يُذكر اسمه في قوائم الباباوات التقيين، لكن لا يُحتفل به كـ”قديس” رسمي في الكنيسة الكاثوليكية، لا توجد له طقوس خاصة أو عيد ديني معروف البابا كونون كان رجل دين شرقياً بيزنطياً، وُلد في منطقة حدودية بين الثقافات، وتقلد المنصب البابوي في لحظة حساسة، حيث شكّل جسراً توافقياً بين الكنيسة الغربية والإمبراطورية الشرقية. لم يكن بابا إصلاحياً كبيراً، لكن أهميته تأتي من دوره التوفيقي وقدرته على نزع فتيل الصراع الداخلي في الكنيسة الرومانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا الخامس | الولادة: – الوفاة: 686 يوحنا الخامس (باللاتينية: Ioannes V) بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 82. تولّى البابوية من 23 يوليو 685 إلى وفاته في 2 أغسطس 686. الولادة والنشأة وُلِد في أنطاكية (الواقعة اليوم في تركيا)، وكانت حينها تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، يُعتبر من الشرقيين الذين تولّوا البابوية، حيث جاء من منطقة ناطقة باليونانية. عُرف بإجادته اليونانية واللاتينية، مما جعله حلقة وصل ثقافية بين الشرق والغرب. توفي في 2 أغسطس 686 في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس (القديمة). الصفات والشخصية عُرف بالعلم اللاهوتي والتقوى والاعتدال. خدم لفترة طويلة ككاهن في الإدارة البابوية قبل أن يُنتخب بابا، عمل كمساعد في الأمور العقائدية والإدارية خلال فترة البابوات الذين سبقوه. الإنجازات والأعمال تعزيز الوحدة بين الكنيسة الغربية والشرقية: استخدم معرفته باللغتين واللاهوت الشرقي لدعم التقارب بين الكنيسة الرومانية والكنائس الشرقية. أكّد تمسّكه بقرارات المجمع المسكوني الثالث في القسطنطينية (680–681) ضد بدعة المونوتيلية. حافظ على علاقات جيدة مع الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع. العدالة الاجتماعية والرعاية: استخدم الموارد البابوية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في روما. خفّف من الضرائب التي كانت مفروضة على بعض الكنائس والمناطق الكنسية. الإدارة الهادئة والفعالة: فترة بابويته كانت قصيرة (حوالي سنة واحدة)، لكنها اتسمت بالهدوء والاستقرار. ساعد في الحفاظ على الاستقرار الإداري للكنيسة بعد سلسلة باباوات من خلفيات متنوعة. يُكرَّم كـ بابا تقي في تاريخ الكنيسة، لكن لا يُحتفل به كقديس رسمي في الطقوس العامة. ليس له عيد كنسي معروف. كانت البابوية في عصره لا تزال تحت النفوذ السياسي للإمبراطورية البيزنطية. يوحنا الخامس تعامل بذكاء مع هذا الوضع، محافظاً على الولاء الإمبراطوري دون التفريط في خصوصية الكنيسة الرومانية كونه مولوداً في الشرق سهّل عليه التفاهم مع السلطات البيزنطية لا تُنسب إليه مؤلفات كبرى لكن هناك عدد من الرسائل والمراسلات الكنسية التي تدل على اهتمامه بالعقيدة والليتورجيا (العبادة) وتنظيم الكنيسة يوحنا الخامس كان شخصية هادئة ومتصالحة، مثقفاً ولاهوتياً بارعاً، وواحداً من الباباوات القلائل الذين جاءوا من الشرق البيزنطي. بالرغم من قصر فترة حكمه، إلا أنه ساهم في تقوية الجسر بين الكنيسة الغربية والشرقية، ودعم الاستقرار العقائدي بعد فترة من الجدل اللاهوتي والانقسامات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بندكت الثاني | الولادة: – الوفاة: 685 البابا بندكت الثاني (Benedictus II) كان أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية في القرن السابع، وتميز بتقواه وعلاقته المتوازنة مع الإمبراطورية البيزنطية. نشأته وسيرته بندكت الثاني (باللاتينية: Benedictus II) البابا رقم 81 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى الكرسي الرسولي بعد البابا ليون الثاني وذلك من 26 يونيو 684 إلى 8 مايو 685. وُلِد في روما، الإمبراطورية البيزنطية (كانت روما آنذاك تحت الحكم البيزنطي)وتاريخ الميلاد غير معروف بدقة بالرغم من أنه مولود في روما، إلا أنه يُعتبر من رعايا الإمبراطورية البيزنطية، لأن إيطاليا في ذلك الوقت كانت خاضعة لها سياسياً. توفي في 8 مايو 685 في روما ودُفن في كنيسة القديس بطرس (القديمة). اشتهر بالتقوى، والوداعة، والعلم. تلقى تعليمه في الكنيسة، وأظهر براعة في الكتابات الكنسية والتراتيل. كان كاهناً بارزاً في طقوس الكنيسة قبل انتخابه. أهم الأعمال والإنجازات حلّ مشكلة تأخير المصادقة على انتخاب البابا: بعد انتخابه، انتظر شهوراً حتى صادق الإمبراطور البيزنطي على تنصيبه، وهو أمر كان يسبب تأخيرات كبيرة. نجح في إقناع الإمبراطور قسطنطين الرابع بمنح الإذن للمسؤولين المحليين (إكسرخس رافينا) بالموافقة على انتخاب البابا دون انتظار التأكيد الإمبراطوري من القسطنطينية. هذا الإنجاز ساعد في تقوية استقلالية الكنيسة الرومانية نسبياً. حماية العقيدة الأرثوذكسية: تابع التمسك بقرارات المجمع المسكوني الثالث في القسطنطينية (الذي أدان المونوتيلية). أعاد تثبيت وحدة العقيدة بين الكنيسة الغربية والإمبراطورية الشرقية. أعمال خيرية وإصلاحات: دعم الفقراء والمحتاجين، رمّم عدداً من الكنائس في روما وشجّع على التعليم الديني. يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بذكراه في 8 مايو (تاريخ وفاته). كانت البابوية خلال عهده ضمن النفوذ البيزنطي، لكنه نجح في الحفاظ على توازن دقيق بين الولاء السياسي للبيزنطيين والاستقلال الديني وتميّز عهده بالهدوء النسبي والتعاون مع الإمبراطور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا ليون الثاني | الولادة: – الوفاة: 683 ليون الثاني (Leo II) كان بابا الفاتيكان رقم 80، وتولى السدة البابوية لفترة قصيرة جداً في القرن السابع. نشأته وصفاته ليون الثاني (باللاتينية: Leo II) بابا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. دامت فترته البابوية من 17 آب/أغسطس 682 حتى وفاته في 3 تموز/يوليو 683. خلف أغاثو (Agatho) وسبقه بنديكتوس الثاني (Benedict II). وُلِد في صقلية، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية، وتاريخ ميلاده غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه كان في أوائل القرن السابع. توفي في 3 يوليو 683 في روما ودُفن في كنيسة القديس بطرس (القديمة). كان مثقفاً ولغوياً بارعاً، يجيد اليونانية واللاتينية، وهو أمر مهم في تلك الفترة التي كان فيها التوتر بين الشرق والغرب المسيحيين. اشتهر بالتقوى والبلاغة. عمل سابقاً كـ كاهن ومغنٍّ في الطقس الليتورجي (الترانيم الكنسية). أعماله وإنجازاته اعتمد المجمع المسكوني الثالث القسطنطيني (680–681): الذي أدان الهرطقة المونوتيلية (Monothelitism)، وهي عقيدة تقول إن للمسيح إرادة واحدة فقط (إلهية فقط)، بينما أقر المجمع أن له إرادتين (إلهية وبشرية). دعم بشدة قرارات المجمع بعد انتخابه، وأرسل رسائل تفسيرية لشعوب الغرب حول هذا الأمر. دوره في توضيح موقف سلفه البابا هونوريوس الأول: أدان ليون الثاني الهرطقة، لكنه وضح أن هونوريوس لم يخترعها بل أهمل محاربتها بفعالية، وهو موقف دقيق لتبرئة البابوية من البدعة بشكل مباشر. ساهم في تطوير التراتيل الكنسية، وكان محبًا للفن الموسيقي الليتورجي. الأهمية التاريخية: يُعد من الرجال الكنسيين القلائل الذين جاؤوا من الأراضي البيزنطية إلى روما وتولوا البابوية. فترته القصيرة لم تُمكنه من إنجازات كبيرة، لكنها كانت حاسمة في تثبيت قرارات لاهوتية مهمة بعد المجمع المسكوني. يُكرم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بعيده في 3 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا أغاثو | الولادة: 577 الوفاة: 681 البابا أغاثو (Agatho)، الذي كان بابا الفاتيكان، وكاهناً كاثوليكياً، وراهباً، وكاتباً من أصول تنتمي إلى الإمبراطورية البيزنطية. ترتيبه البابا رقم 79 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. نشأته وسيرته الاسم باللاتينية: Agatho. وُلد حوالي سنة 577م في صقلية (Sicilia)، التي كانت جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية آنذاك وتوفي في 10 يناير 681م، في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. وُلِد لعائلة يونانية من أصل نبيل في صقلية. كان راهباً في أحد الأديرة البندكتية، ويُعتقد أنه خدم في دير القديس هرمانوس في روما. اشتهر بصفته رجل دين مثقفاً وكاتباً بارعاً، ومحباً للهدوء والتقوى. يُوصف أحياناً بأنه كان مُحاوراً حكيماً بفضل علمه وخبرته في المسائل اللاهوتية. دامت مدة بابويته من 27 يونيو 678م إلى 10 يناير 681م أي حوالي سنتين ونصف. أبرز إنجازاته ومواقفه المشاركة في المجمع المسكوني الثالث في القسطنطينية (681م): هو من دعا وأرسل وفداً رسمياً لتمثيل الكنيسة الرومانية في المجمع المسكوني السادس (المعروف أيضاً بـ مجمع القسطنطينية الثالث). الهدف من المجمع كان حل النزاع اللاهوتي حول بدعة المونوثيلية، التي قالت إن للمسيح إرادة واحدة. وفده البابوي برئاسة الأسقف جوانس دافع عن العقيدة الكاثوليكية ببلاغة. المجمع أدان المونوثيلية، واعتُرف بموقف البابا أغاثو كإعلان لصحة العقيدة. هذا المجمع أعاد التوافق اللاهوتي بين روما والقسطنطينية. الرسالة العقائدية الشهيرة: كتب رسالة لاهوتية شهيرة للإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع، فسر فيها العقيدة الكاثوليكية بشكل واضح فيما يخص طبيعتَي وإرادتَي المسيح. هذه الرسالة أثرت كثيراً في قرارات المجمع لاحقاً. تحسين العلاقات مع بيزنطة: أعاد تأسيس علاقات قوية مع الإمبراطور البيزنطي بعد فترات من التوتر العقائدي والسياسي. تم ذكر اسمه في القداس (الليتورجيا) في القسطنطينية، مما كان علامة على اعتراف متبادل بالسلطة الدينية. إصلاحات داخلية: واصل تنظيم الشؤون الكنسية في الغرب. شجع الالتزام الصارم بالقوانين الليتورجية والانضباط الرهباني. وفاته ومكانته توفي في 10 يناير 681م أثناء التحضير لإتمام نتائج المجمع. خلفه البابا ليون الثاني، الذي أكد قرارات المجمع وأعلن قبول الكنيسة الرومانية لها رسمياً. يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 10 يناير. يُعتبر واحداً من الباباوات اللاهوتيين العظام في تاريخ الكنيسة. يُذكر بأنه بابا الوحدة العقائدية بين الشرق والغرب، وأنه أعاد التوازن بعد عقود من الانقسام. لعب دوراً رئيسياً في إدانة بدعة المونوثيلية وتوحيد الكنيسة في المجمع المسكوني الثالث بالقسطنطينية. يُكرّم كقديس ويُعرف ببلاغته وتقواه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا دوناس | الولادة: – الوفاة: 678 البابا دوناس (Donus) كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، تولّى الكرسي الرسولي في القرن السابع خلال فترة من التوترات العقائدية والسياسية بين روما والقسطنطينية. نشأته وسيرته البابا دوناس (Donus) الترتيب هو البابا رقم 78 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. الاسم باللاتينية: Donus وُلد في روما، ضمن أراضي الإمبراطورية البيزنطية (تاريخ الميلاد غير معروف بدقة). تُوفي في 11 أبريل 678م ودُفن في بازيليكا القديس بطرس، روما. وُلِد في روما لعائلة مسيحية من الطراز الأول، وكان والده يُدعى Mauricius. خدم ككاهن في روما قبل انتخابه. يُعتقد أنه كان من أصول إيطالية داخل بيئة بيزنطية سياسية. انتُخب في 2 نوفمبر 676م وانتهت خدمتة (الوفاة) في 11 أبريل 678م. استمرت حبريته حوالي سنة وخمسة أشهر فقط. ودُفن كما جرت العادة في بازيليكا القديس بطرس. أبرز أعماله ومواقفه إصلاح الكنائس: بدأ إصلاح كنيسة القديس أوغسطينوس في روما، وعدة كنائس أخرى. اهتم بالبنية التحتية الكنسية في المدينة، مما يعكس اهتمامه بالحياة الدينية المحلية. التعامل مع الرهبان النسطوريين: اكتُشِف أثناء بابويته دير في روما يضم مجموعة من الرهبان النسطوريين (أتباع بدعة نسطور التي أنكرَت اتحاد الطبيعتين في المسيح). أمر بإغلاق الدير ودمج هؤلاء الرهبان في الكنائس الرومانية الرسمية بعد إعلان توبتهم والعودة إلى الإيمان الكاثوليكي. هذا يُظهر حرصه على وحدة العقيدة ومواجهة الهرطقة. العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: استمر في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع. في فترته بدأت تباشير انفراج النزاع العقائدي بين روما والقسطنطينية، خاصة حول مسألة المونوثيلية، لكنه توفي قبل أن يرى نتائجها. السياق التاريخي عاش في فترة مضطربة تتعلق بالخلاف العقائدي حول إرادة المسيح (الجدل بين المونوثيليين والكنيسة الكاثوليكية). عمل بهدوء على الاستعداد لمجمع القسطنطينية الثالث (680م)، لكنه توفي قبل انعقاده. خلفه البابا أغاثو الذي شارك في المجمع وأدان بدعة المونوثيلية رسمياً. إرثه لم تطل مدة حبريته، لكنه ترك أثراً إدارياً مهماً في: مواجهة الهرطقة. تقوية البنية الكنسية. التمهيد لحل الخلافات اللاهوتية مع الشرق. في سطور دوناس هو البابا رقم 78، خدم الكنيسة الكاثوليكية مدة قصيرة (676–678م)، واجه النسطورية بحزم، واهتم بإصلاح الكنائس، وساهم في تمهيد الطريق لوحدة العقيدة مع القسطنطينية، في ظل الإمبراطورية البيزنطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا أديوداتوس الأول | الولادة: 570 الوفاة: 618 البابا أديوذاتوس الأول (Adeodatus I)، المعروف أيضاً باسم ديوسقورس (Deusdedit باللاتينية)، كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، وتولى الكرسي البابوي في أوائل القرن السابع خلال فترة صعبة من تاريخ الكنيسة والدولة. حياته وسيرته أديوذاتوس الأول (Adeodatus I) يُعرف أيضًا باسم Deusdedit، وكلا الاسمين يعنيان “عطية من الله”. وُلد حوالي سنة 570م في روما، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. وكان ابناً لكاهن، وهو أمر كان مقبولاً في ذلك الوقت، إذ لم يكن هناك منع قاطع لتولي الكهنة المتزوجين أو أبنائهم مناصب كنسية. رُسم كاهناً في وقت مبكر، وخدم الكنيسة لأكثر من 40 عاماً قبل أن يُنتخب بابا. امتدت فترة بابويته من 19 أكتوبر 615م حتى وفاته في 8 نوفمبر 618م. وكان البابا رقم 77 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. السياق التاريخي تولى البابوية بعد البابا بونيفاسيوس الرابع، في فترة كانت فيها روما تعاني من الاضطرابات، بما في ذلك الأوبئة والزلازل، إضافة إلى الصراعات السياسية مع السلطة البيزنطية. تميزت الفترة أيضاً بنزاع غير مباشر بين روما وبيزنطة حول سلطة الكنيسة واستقلاليتها، خاصة في تعيين الأساقفة. أبرز أعماله وإنجازاته إعادة سلطة الكهنة المحليين: عيَّن عدداً من الكهنة المحليين، بعدما كان البابا السابق يميل إلى الاعتماد على الرهبان، وخاصة من دير مونتي كاسينو. يُعتبر بذلك أول بابا يُظهر دعماً واضحاً للكهنة الأبرشيين على حساب الرهبان في شؤون الكنيسة المحلية. المساعدات أثناء الأوبئة والكوارث: خلال وباء أصاب روما، قدم مساعدات إنسانية ورعوية كبيرة، وزار المرضى والمتضررين. أول من استخدم ختماً بابوياً (Bulla): يُقال إنه أول بابا استخدم ختماً من الرصاص على الوثائق الرسمية (ما يُعرف بـ البولا Papal Bull)، وهي ممارسة أصبحت فيما بعد رمزاً تقليدياً للسلطة البابوية. الوفاة والتقديس توفي في 8 نوفمبر 618م في روما. ودُفن في كنيسة القديس بطرس. يُكرّم أحياناً ضمن قائمة القديسين البابويين، ولكن لم تُعلَن قداسته رسمياً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في بعض التقاليد في 8 نوفمبر. رجل كنسي بسيط وتقوي، خدم الكنيسة بإخلاص. لم تكن له نزعة سياسية واضحة، بل ركّز على إدارة الكنيسة المحلية، وتقديم المساعدة للمتضررين، والحفاظ على الاستقرار الديني في وقت صعب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا فيتاليان | الولادة: – الوفاة: 672 البابا فيتاليان (Vitalian) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية البارزين في القرن السابع، وكان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية. عُرف بقدرته على التوفيق بين الكنيسة في روما والإمبراطورية البيزنطية، في وقت كانت فيه الانقسامات العقائدية والسياسية حادة. نشأته وسيرته فيتاليان (باللاتينية: Vitalianus) وُلد حوالي سنة 580م في مدينة سيغني (Segni) في منطقة لاتيوم وسط إيطاليا، ضمن أراضي الإمبراطورية البيزنطية آنذاك. كان من عائلة رومانية نبيلة. رُسم كاهناً في سن مبكرة. وكان يتمتع بسمعة جيدة من حيث الاستقامة العقائدية والاعتدال السياسي. انتخب في 30 يوليو 657م، وبدأت خدمته في 2 أغسطس 657م حتى وفاته في 27 يناير 672م. كان البابا رقم 76 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. السياق التاريخي جاء بعد فترة مضطربة في تاريخ الكنيسة، تميزت بالصراع مع الإمبراطورية البيزنطية حول بدعة المونوثيلية (التي قالت بأن للمسيح إرادة واحدة فقط). خلف البابا إيجين الأول الذي حافظ على الخط العقائدي الرافض للبدعة. مواقفه وإنجازاته المصالحة مع الإمبراطورية البيزنطية:حاول إصلاح العلاقات مع الإمبراطور قسطنطين الثاني، التي كانت قد توترت بشدة خلال بابوية مارتين الأول. أرسل رسالة طقسية (synodical letter) إلى الإمبراطور وإلى بطريرك القسطنطينية بطرس، اعترف فيها بوحدة الكنيسة وأبدى استعداداً للحوار. رد الإمبراطور إيجابياً، وذُكر اسم البابا في الليتورجيا (القداس) في القسطنطينية، مما اعتُبر اعترافاً بالسلطة البابوية — وهو أمر مهم جداً آنذاك. زيارة مبعوثيه إلى القسطنطينية: أرسل مبعوثين رسميين، وتم استقبالهم استقبالاً مهيباً. هذه العلاقة الجيدة ساعدت على تهدئة الانقسامات مؤقتاً، رغم أن المسائل العقائدية لم تُحل بالكامل. إصلاحات كنسية وتنظيمية: عزز الانضباط الكنسي في الغرب. دعم نشر التقاليد الليتورجية الرومانية في أماكن مختلفة. علاقته مع الكنيسة الإنجليزية: أرسل توصية إلى الملك أوسوي ملك نورثمبريا لدعم الأسقف ثيودور من تارصوس، الذي أصبح لاحقاً رئيس أساقفة كانتربري، مما ساعد على تنظيم الكنيسة في بريطانيا. وفاته وقداسته توفي في 27 يناير 672م في روما. ودُفن في بازيليكا القديس بطرس.يُكرم كـ قديس في بعض التقاليد الغربية. يُحتفل بعيده في 27 يناير (تاريخ وفاته). أهم ما يُميز بابويته الجمع بين الصلابة العقائدية والمرونة السياسية. إعادة العلاقة مع القسطنطينية بعد قطيعة امتدت لسنوات. تميز بالحكمة والدبلوماسية، مما جعله شخصية محورية في استقرار الكنيسة الغربية خلال حقبة حساسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا إيجين الأول | الولادة: – الوفاة: 657 البابا إيجين الأول (Eugene I) كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين بارزاً من الإمبراطورية البيزنطية، وتولى الكرسي البابوي في فترة حرجة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، في منتصف القرن السابع، بعد نفي البابا مارتين الأول. حياته وسيرته إيجين الأول (باللاتينية: Eugenius I) ولد في روما، تقريباً أوائل القرن السابع (تاريخ الميلاد غير معروف بدقة)، وكانت آنذاك تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية. كان كاهناً معروفاً بتقواه وعقيدته المستقيمة. يُعتقد أنه كان شخصية مقبولة لدى كل من الكنسية الرومانية والسلطة البيزنطية. انتُخب في 10 أغسطس 654م، أثناء نفي البابا مارتين الأول. امتدت فترة بابويتة من 654م حتى وفاته في 2 يونيو 657م. وكان البابا رقم 75 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. سياق انتخابه تم انتخابه في ظروف سياسية ودينية صعبة: البابا مارتين الأول كان لا يزال حياً لكنه نُفي بأمر من الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الثاني بسبب خلاف حول بدعة المونوثيلية. الإمبراطور ضغط على رجال الدين في روما لانتخاب بابا أكثر “مرونة” تجاه السياسة الدينية البيزنطية. وبالرغم من انتخابه بدعم بيزنطي، لم يكن إيجين أداة في يد الإمبراطور كما كان يُأمل. مواقفه العقائدية: رغم انتخابه في ظل ضغط بيزنطي، لم يُظهر تساهلاً مع الهرطقة المونوثيلية. عندما أرسل الإمبراطور قسطنطين الثاني رسالة معهودة (المعروفة باسم Typos) لترويج التسوية العقائدية، رفض إيجين قبولها أو إعلانها في الكنائس. بذلك حافظ على استقلال الكنيسة الرومانية في الشأن العقائدي. البابا إيجين الأول كان شخصية معتدلة حافظت على توازن دقيق بين السلطة الدينية والضغوط السياسية من الإمبراطورية البيزنطية، دون أن يفرّط بالعقيدة الكاثوليكية الأرثوذكسية. وكان امتداداً للاستمرارية العقائدية بعد مقاومة البابا مارتين الأول للبدع. توفي في روما في 2 يونيو 657م. ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. يُذكر بأنه كان رجل سلام، لكنه حازم في العقيدة. قاد الكنيسة خلال فترة انتقالية وحافظ على التقاليد الأرثوذكسية رغم الضغوط السياسية. لم يُعلن قداسته رسمياً من الكنيسة الكاثوليكية، لكنه يُبجل في بعض التقاليد بسبب استقامته وإخلاصه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا مارتين الاول | الولادة: – الوفاة: 655 البابا مارتين الأول (St. Martin I) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية الذين عاشوا في القرن السابع، ويُعتبر قديساً وشهيداً في كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. نشأته وسيرته وُلد حوالي سنة 598م ويعتقد أنه وُلد في تودي أو أومبريا في إيطاليا، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. كان كاهناً ذا مكانة بارزة في روما قبل أن يصبح بابا، وخدم في مهام دبلوماسية للكنيسة، بما في ذلك إرساليات إلى القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. أصبح البابا رقم 74 للكنيسة الكاثوليكية. وامتدت فترة بابويته من 21 يوليو 649م. حتى 16 سبتمبر 655م. نُفي البابا مارتين إلى شerson (حالياً في أوكرانيا)، وهناك مات من سوء المعاملة والحرمان في 16 سبتمبر 655م. أبرز الأحداث في بابويته مواجهة الهرطقة المونوثيلية (Monothelitism): وهي عقيدة هرطقية تزعم أن للمسيح إرادة واحدة فقط (إلهية)، لا إرادتين (إلهية وإنسانية). عقد البابا مارتين الأول مجمعاً في روما عام 649م يُعرف بـ مجمع لاتيران، دان فيه هذه الهرطقة وأصدر قرارات ضدها وضد مرسوم الإمبراطور قسطنطين الثاني الذي كان يحظر النقاش حول هذه المسألة العقائدية. نزاعه مع الإمبراطور البيزنطي: الإمبراطور قسطنطين الثاني غضب من قرارات البابا، خاصة لأنه لم يستشره قبل أن يُصبح بابا، وهو ما كان مخالفاً للتقليد آنذاك. قام الإمبراطور بإرسال قوة عسكرية لاعتقال البابا ونقله إلى القسطنطينية، حيث تعرض للمحاكمة والإهانة والتعذيب. القداسة يُعتبر آخر بابا يُعترف به كشهيد. أُعلنت قداسته، ويُحتفل بعيده في: الكنيسة الكاثوليكية: 13 أبريل. والكنيسة الأرثوذكسية: 14 أبريل. الإرث والتأثير يُذكر البابا مارتين الأول كرمز للمقاومة الكنسية ضد تدخل الدولة في العقيدة. دفاعه عن العقيدة الصحيحة كلّفه حياته، لكنه رسّخ مبدأ استقلال الكنيسة في الأمور الإيمانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا ثيودور الأول | الولادة: 598 الوفاة: 649 البابا ثيودور الأول (Pope Theodore I)، البابا رقم 73 الذي جمع بين الدور الروحي والسياسي والدبلوماسي، وجاء من قلب الإمبراطورية البيزنطية. النشأة والخلفية الثقافية وُلد ثيودور في القدس ضمن الإمبراطورية البيزنطية، وينتمي إلى أصول يونانية/فلسطينية. والده، الذي كان يُدعى ثيودور أيضاً، شغل منصب أسقفي في القدس. انتقل إلى روما هرباً من الفتوحات الإسلامية، حيث تدرّج في المناصب الكنسية حتى صار كاردينال ديّاكُن تقريباً عام 640، ثم ارتقى إلى رتبة كاردينال كاملة ببركة البابا يوحنا الرابع. توليه منصب البابوية تم انتخابه والخلافة على البابا يوحنا الرابع في 24 نوفمبر 642 بإشراف ومصادقة إكسارخ راڤينا نيابةً عن الإمبراطور . استمر في منصب البابا حتى وفاته في 14 مايو 649، وتُعد فترة بابويته (التي دامت نحو 6 سنوات ونصف) مليئة بالتحديات العقائدية والسياسية. مواجهة المنوتيليتية – دور دبلوماسي ولاهوتي انصب تركيزه الأساسي على محاربة المنوتيليتية، وهي العقيدة التي تقول إن المسيح له إرادة واحدة فقط. أُثيرت هذه العقيدة بواسطة مهندسي وحدة دينية في الشرق. فور توليه، رفض الاعتراف ببطريرك القسطنطينية بولس الثاني، واعتبر تعيينه غير قانوني، كما طالب الإمبراطور قسطنس الثاني بسحب الـ Ecthesis التي كانت داعمة لهذه العقيدة. رُغم أن جهوده لم تُقم بمعظم تأثيرها في القسطنطينية، إلا أنها عزّزت التضامن الكنسي في الغرب، فحتى بطريرك قسطنطينية السابق بيروس تراجع للبطرس عام 645 لكنه عاد إلى موقفه، ما أدى إلى طرده من الكنيسة بسنته اللاحقة، وتبعه بولس الذي نال أيضًا الطرد بحلول 649. أرسل رسالة قوية إلى الإمبراطور لإنهاء النقاش في المسألة، إلا أن القسطنطينية أصدرت Type of Constans، وهو مرسوم قمع للنقاش، ما أثار سخط الغرب. إنجازاته الكنيسة والإدارية حاز ثيودور على شهرة بفضل كرمه الكبير تجاه الفقراء في روما، وأظهر دعماً وقفة ودية لعدد من الرموز الكنسية فيها . كان أول بابا في العصور الوسطى ينقل رفاة الشهداء من المقابر إلى داخل حمى المدينة، مثل نقل رفات القديسين بريميه وفليسيان إلى كنيسة سانت ستيفانو روطوندو، مما شجع الحجاج على زيارة الكنائس بدل المقابر. تُوفي 14 مايو 649، ودفن في بازيليك القديس بطرس في روما. يُحتفل بذكراه في 14 مايو (أو 18 مايو في الكنائس الشرقية القديمة). ثيودور الأول كان شخصية محورية في تعزيز استقلال الكنيسة الغربية، ومواجهة التحديات الشرقية، مستخدماً كلمته الدبلوماسية واللاهوتية بحرفية. كما لعب دوراً حضارياً برمزيته في نقل رفاة الشهداء إلى قلب المدينة الرومانية والتأكيد على دور الكنيسة كمركز روحي واجتماعي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا الرابع | الولادة: 600 الوفاة: 642 البابا يوحنا الرابع (Pope John IV)، الذي كان رجل دين ومؤلفاً كاثوليكياً من الإمبراطورية البيزنطية. النبذة التاريخية وُلد في إياديرا (اليوم زادار) في دالماشيا (جزء من الإمبراطورية البيزنطية)، وهو ابن Venantius، مستشار قانوني (scholasticus) في بلاط راڤينا. أصبح شماساً (archdeacon) في الرومانية قبل انتخابه مودعاً للكرسي البابوي. انتُخب في 24 ديسمبر 640 بعد فراغ دام 4 أشهر عقب وفاة البابا سيفيرينيوس. واستمر في منصبه حتى 12 أكتوبر 642 (تقريباً سنة و10 أشهر). أهم الإنجازات والمسؤوليات مكافحة المنوتيليتية والهرطقات الأخرى: أدان المنوتيليتية عبر صياغة مجمع في عام 641 وإبلاغ الإمبراطور قسطنطينوس الثالث بذلك. دافع عن العقيدة الأرثوذكسية القائلة بوجود إرادتين في المسيح، وانفصل بذلك عن أي مصادمة مع خلفية البابا هونوريوس الأول. تصحيح ممارسات التقويم الغربي: وجّه رسائل إلى أساقفة أيرلندا واسكتلندا، طالبًا منهم تعديل طريقة حساب عيد الفصح وتحذيرهم من التوجه البلاجياني. الدعم لبلاده دالماشيا: أرسل راهب مارتن إلى دالماشيا وإسترية بفعل اجتياحات السلاڤ؛ لتخليص الأسرى وتشجيع النشر المسيحي. قام بجلب رفات القديسين إلى روما وأنشأ لهم أوراتوريوم مزخرفاً بالفسيفساء يظهر صورته وهو يحمل النموذج. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية (عيده في 12 أكتوبر). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سيفيرنيوس | الولادة: – الوفاة: 640 البابا سيفيرينيوس (Severinus)، البابا رقم 71 للكنيسة الكاثوليكية، والروماني الأصل، والذي انتُخب بعد فترة شغر شملت سنة وسبعة أشهر. إذ رفض الإمبراطور البيزنطي توقيعه على “Ecthesis” الذي يروج للعقيدة المنوتيليتية. انتُخب في منتصف أكتوبر 638، بعد وفاة البابا هونوريوس الأول. الأصل والولادة: كان رومانياً من روما، والده يُدعى “أبيانوس” (Avienus) وربما يعود نسبه إلى مجلس الشيوخ الروماني. التحدي مع السلطة البيزنطية رفض المنوتيليتية: الإمبراطور هيراكليوس سعى لإلزامه بالاعتراف بوثيقة “Ecthesis” المنوتيليتية (أن المسيح له إرادة واحدة). سيفيرينيوس رفض التوقيع، ما أدى إلى تأجيل الاعتراف وتوليه البابوية لمدة طويلة . نهب القصر البابوي: أرسل “إيزارخ” إسكندر من راڤينا جيشًا للاستيلاء على الكرسي وكنوزه بزعم تأخير رواتب الجنود. تم نهب كنوز البازيليك بواسطة مجموعة من الجنود بعد تحريضهم، لكن سيفيرينيوس ظل مصمماً على موقفه. الحل والحصول على الاعتراف: بإصرار الممثلين البابويين في القسطنطينية ورفضهم الانصياع كاملاً، تم توصل إلى حل وسط معتدل. حصل سيفيرينيوس على الاعتراف الإمبراطوري في 28 مايو 640، بعد حوالي 19 شهراً من الانتظار. فترة البابوية والوفاة تولّى المنصب رسمياً في 28 أيار/مايو 640. استمر في المنصب حتى 2 أب/أغسطس 640، أي أياماً نحو شهرين فقط . الإنجازات والتراث أعلن على الفور أن المسيح له طبيعتان وإرادتان؛ إعلان هام في مواجهة المنوتيليتية . يُنسب إليه بناء نهاية القبة (apse) في بازيليك القديس بطرس القديم، حيث دُفن. يُوصف في المصادر، مثل Liber Pontificalis، بأنه “الرجل الأقدس والألطف والأمرأ، محب للفقراء وكريم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا هونريوس الاول | الولادة: 585 الوفاة: 638 البابا هونوريوس الأول (Pope Honorius I)، المعروف أيضاً باسم أونوريو، والبابا رقم 70. حياته وبابويته تولّى الكرسي البابوي في 27 أكتوبر 625 بعد وفاة البابا Boniface V، واستمر في منصبه حتى وفاته في 12 أكتوبر 638. وُلد في كامبانيا بإيطاليا (في إحدى الطبقات الأرستقراطية)، ابناً لقنصل روماني. إنجازات دينية ومدنية استمر في سياسة غريغوريوس الكبير بدعم نشر المسيحية في إنجلترا، منح باليوم لرئيس أساقفة كانتربيري وساهم في تنظيم التقويم الإنجليزي التقليدي لعيد الفصح. نفّذ مشاريع إصلاح وإعمار في روما، منها ترميم قنوات مياه تراجان وترميم كنائس مثل سانت أغنيس خارج الأسوار وبازيليك سانت پطرس . الجدل اللاهوتي: المنوتيليتية (Monothelitism) الجدل دار حول طبيعة المسيح: هل له إرادتان (إلهية وبشرية) أم إرادة واحدة فقط؟ عام 634، كتب الرسالة إلى البطريرك سيرجيوس القسطنطيني مقرباً من عقيدة الإرادة الواحدة، ومنه دعم المنوتيليتية. بعد وفاته، عقد مجمع القسطنطينية الثالث (الكونبسيكون السادس) عام 680، وأدان أراؤه وذكره بالاسم بأنه تبنى هذا الرأي، وشارك فيه وفد عن روما ووافق البابا ليون الثاني . الأثر والتداعيات على العقيدة استخدم معارضو العقيدة البابوية قضية هونوريوس لتفنيد مطلقية العصمة البابوية؛ إذ يُظهر حالته أن البابا يمكن أن يُدان بعد وفاته. من جهتها، أوضحت الكنيسة الكاثوليكية أن رسائله لم تكن إعراباً عن قرار رسمي كنسي تصريحي (ex cathedra)، بل كانت ردوداً شخصية، مما يجعل العصمة غير داعمة لها . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بونيفاس الخامس | الولادة: – الوفاة: 625 هويتة وموقعه في سلسلة الباباوات وُلد في نابولي، والده يُدعى يوحنا (John/Iohannes). هو البابا الـ69 رسمياً، وقد أُنتخب خلفاً لـِ Adeodatus I عقب شغر الكرسي لأكثر من عام. تولى المنصب رسمياً في 23 ديسمبر 619 (بعد موافقة الإمبراطورية البيزنطية). توفي في 25 أكتوبر 625، ليختتم فترة بابويته التي استغرقت نحو 5 سنوات و10 أشهر. استلم البابوية وسط فوضى سياسية، بعد محاولة انقلاب من Eleutherius، الإكسارخ البيزنطي في رافينا، الذي قُتل من قِبَل قواته قبل أن يصل إلى روما. دُفن في باسيليكا سانت پيتر في روما. إنجازاته البارزة تأكيد حق اللجوء (Sanctuary): أصدر تعاليم رسمية تُقرّ بأن كنائس الطقوس والشعائر تُعتبر ملاذاً آمناً لكل من يطلب حماية فيها . تنظيم الحياة الكنسية والأديرة: حظر على خدم الكنيسة الصغار (أكولايتس) نقل رفاة القديسين أو استبدال الشمامسة في عمليات المعمودية ضمن بازيليك اللاتيران. أمر بامتثال كُتّاب الوثائق الكنسية لقوانين الإمبراطورية ذات الصلة بالوصايا والميراث. إكمال تبشّر مقبرة القديس نيكوميدس: افتتح وكرّس مقبرة سانت نيكوميدس على طريق نومنتانا قرب روما. نصائحه للكنيسة في إنجلترا: سلّط الضوء على دعم إرسال البلّيوم (بمثابة شارة سلطانية) لرئيس كانتربري “جاستوس” بعد عام 624، وأعطاه صلاحية تعيين الأساقفة حسب الحاجة . وجّه رسائل إلى الملك إدوندّ في نورثمبريا لتشجيعه على اعتناق المسيحية، وإلى زوجته الملكة إثلبيرغا لدعم مهمته التحويلية. شخصية متواضعة ومحبة للكهنة: وُصف في “Liber Pontificalis” بأنه “ألين الناس”، معروف بحبه وحنانه تجاه رجال الكنيسة والكهنوت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا أديوداتوس الأول | الولادة: 570 الوفاة: 618 البابا أديوداتوس الأول (Adeodatus I)، المعروف أيضاً بـ Deusdedit I. البابا رقم 68. النشأة والمسيرة قبل البابوية وُلِد حوالي عام 570 في روما، وكان يُعرف باسم Deusdedit (لاحقاً Adeodatus)، وهو ابن ستيفانوس، الذي كان شماساً بسيطاً. خدم ككاهن لمدة تقارب 40 سنة قبل انتخابه، وعُيّن قسيساً أسقفياً (كاردينال) عام 590 على يد غريغوريوس الكبير. امتدت فترة البابوية من (615–618). انتُخب في 19 أكتوبر 615، بعد نحو شهر من وفاة سلفه بونيفاس الرابع. كان أول كاهن يتم انتخابه للكرسي البابوي منذ بابا يوحنا الثاني عام 533. توفي في 8 نوفمبر 618، بعد انهيار فيروسات وأمراض (زلزال وطاعون جرثومي)، ودفن في كنيسة القديس بطرس في روما. أبرز الإنجازات والصفحات البارزة دعمه للكهنة العلمانيين: خفف من تفضيل الرهبان في المناصب الكنيسية، واستدعى الكهنة العلمانيين وعيّن منهم 14 كاهنًا جديدًا — أول تعيين منذ زمن غريغوريوس الكبير . الظهور المبكر للـ “البوليس البابوية”: أول من استخدم ختمًا رصاصيًا على الوثائق البابوية (البوللاء)، ما وضع الأساس لمستندات البابوية الرسمية المستقبلية . خدمة المحتاجين في أوقات الأزمات: خلال الزلزال عام 618 وانتشار المرض، انخرط بخدمة الفقراء والمرضى (بما فيهم مرضى الجذام)، ووفر الغذاء والدفء والدفن للعديد. التوازن السياسي والديني: حافظ على ولائه للإمبراطورية البيزنطية في صراعاتها ضد اللومبارد، وشهد انقلابات ومعارك داخلية طالت الكنيسة. القيمة الروحية والتراث يُحتفل بعيد قداسته في 8 نوفمبر (يوم الوفاة) . يُعد من القديسين قبل المجمع، لذا قُدّم كقديس عبر التقليد الشعبي، وينتسب أيضاً إلى القديسين في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية . يرمز اسمه (Deusdedit) إلى “الله أعطى”، وهو دليل رمزي على عمله الراعي والحامي للمحتاجين والمجتمع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بونيفاس الرابع | الولادة: 550 الوفاة: 615 الاسم الأصلي: بونيفاتيوس، وُلد حوالي سنة 550 في وادي مارسيا بمنطقة أبرّوتسو الإيطالية، حيث كان والده طبيباً يُدعى يوحنا. خدم كنائب قديس غريغوريوس الكبير كموزّع لخزينة الكنيسة خلال سنواته كأسقف روما . امتدت فترة البابوية (25 سبتمبر 608 – 8 مايو 615). كرّسه البابا في 25 سبتمبر 608 (وفقاً للقائمة الفاتيكانية). ملاحظة: بعد وفاة البابا بونيفاس الثالث، استغرقت المقر البابوي نحو 9 أشهر حتى جاءت الموافقة الإمبراطورية للتتويج. إنجازاته البارزة تحويل البانثيون إلى كنيسة مسيحية: بالحصول على إذن من الإمبراطور فوكا، حول البانثيون الروماوي إلى كنيسة “سانتا ماريا آد مارتيريس” في 13 مايو 609. جُلبت 28 عربة من رفات القديسين من المقابر تحت الهيكل الجديد. دعم الحياة الرهبانية: أدّى مؤتمر في روما عام 610 لإحياء انضباط الأديرة، بوجود الأسقف ميلّوتس داعماً لتطوير كنيسة إنجلترا. اهتمامه بالكنيسة الإنجليزيّة: أرسل رسائل إلى رئيس أساقفة كانتربري ولكينيث كينت، دعماً لرهبان إنجلترا بناءً على توجيهات المؤتمر. المواجهة مع القضايا العقائدية: واجه انشقاقات دينية (الإيغيروسونيت، وثلاثة فصول) واتُّهِم بالتقاعس، لكنّه حافظ على روابط وثيقة مع مركز روما، رغم توبيخ القديس كولومبان عليه. القداسة والتراث تُوفّي في 8 مايو 615، ودفن أولاً في دير خاص ومن ثمّ في بازيليك سانت بترو (نُقِلت رفاته ثلاث مرات، آخرها في 1603) . يُحتفل بقداسته في 8 مايو. أُقرّ تقديسه قبل تأسيس المجمع البابوي للقديسين، وأقرّه البابا بونيفاس الثامن لاحقاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بونيفاس الثالث | الولادة: 540 الوفاة: 607 المولد والنشأة وُلد في روما، إيطاليا، لأب يُدعى يوحنا كاتايديوس (John Cataadioce). كان من أصل روماني، وعاش في وقتٍ كانت فيه الإمبراطورية البيزنطية لا تزال تملك تأثيراً قوياً على شؤون الكنيسة في روما. تولى البابوية في 19 فبراير 607م، حتى وفاته في 12 نوفمبر 607م. أي أن فترة حبريته لم تتجاوز أشهراً معدودة. أدواره قبل البابوية شغل منصب قاصد رسولي (مبعوث دبلوماسي للكرسي الرسولي) إلى القسطنطينية خلال حبريّة البابا غريغوريوس الأول. كان له تأثير دبلوماسي مهم، وحظي باحترام كبير من قبل الإمبراطور البيزنطي فوكاس. أبرز إنجازاته تأكيد أولوية كرسي روما: يُعتبر من أبرز ما قام به بونيفاس الثالث هو الحصول على مرسوم إمبراطوري من الإمبراطور فوكاس ينصّ على أن: “أسقف روما هو رأس جميع الكنائس المسيحية”. هذا القرار جاء رداً على ادّعاءات بطريرك القسطنطينية بلقب “البطريرك المسكوني”، وهو ما عارضه الكرسي الرسولي بشدة. هذا المرسوم ساهم في ترسيخ مكانة البابا كأسقف أعلى في الكنيسة الجامعة. إصلاحات كنسية تنظيمية: خلال فترة حبريته القصيرة، أصدر قوانين ضد الطمع بالمناصب الكنسية. حظر المفاوضات أو الاتفاقات بشأن انتخاب البابا الجديد قبل دفن سلفه، وهو قرار ساهم في تقنين وتعزيز شرعية العملية الانتخابية البابوية لاحقاً. الوفاة والدفن توفي في 12 نوفمبر 607م. ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. رغم قصر مدة بابويته، إلا أن البابا بونيفاس الثالث لعب دوراً محورياً في تثبيت سلطة البابا الروحية على باقي الكراسي. يُذكر باحترام في التاريخ الكنسي نظير حكمته وتوجهه الإصلاحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سابينيان | الولادة: 530 الوفاة: 606 البابا سابينيان (Sabinian) (Sabinianus) هو البابا رقم 65 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولى الكرسي البابوي بعد وفاة البابا القديس غريغوريوس الأول (غريغوريوس الكبير). دامت فترة حبريته من 13 سبتمبر 604 حتى 22 فبراير 606 ميلادية. ولد في مدينة بولونيا، في إيطاليا، خلال القرن السادس الميلادي. من المحتمل أنه كان من أسرة نبيلة. نشاطه الكنسي قبل أن يصبح بابا، عُيِّن مبعوثاً (nuncio) إلى البلاط البيزنطي في القسطنطينية من قبل البابا غريغوريوس الأول، لكنه لم يُحرز نجاحاً كبيراً في تلك المهمة. تولّى الكرسي الرسولي في وقتٍ عصيب تميز بالمجاعة والتوترات السياسية والدينية، خصوصًا بين الكرسي البابوي والإمبراطورية البيزنطية. أبرز ما عُرف به أنه حاول أن يتبع نهجاً إدارياً أكثر تحفظاً من سلفه البابا غريغوريوس الأول، خصوصاً في الأمور المالية. يُنتقد أحياناً بسبب قراراته المتعلقة بتوزيع الحبوب في زمن المجاعة، حيث يُقال إنه فضّل بيعها بدلاً من توزيعها مجاناً، مما أدى إلى تراجع شعبيته بين الناس. وفاته ودفنه توفي في 22 فبراير 606. ودُفن في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان. حبريته كانت قصيرة (أقل من عامين)، ولم تكن ذات تأثير كبير مقارنةً بسلفه العظيم غريغوريوس الأول. يُنظر إليه كإداري أكثر من كونه مصلحاً روحياً أو لاهوتياً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس غريغوريوس الأول | الولادة: 540 الوفاة: 604 القديس غريغوريوس الأول (Gregorius I)، الذي يُعتبر من أعظم الباباوات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهو البابا الرابع والستون. لقبه الرسمي الكامل: Servus Servorum Dei – “خادم خُدّام الله” وهو لقب استخدمه لأول مرة ولا يزال يُستخدم حتى اليوم من قبل الباباوات. دامت فترة حبريته من 3 سبتمبر 590م إلى 12 مارس 604م. وُلد حوالي سنة 540م في روما، الإمبراطورية البيزنطية. تُوفي في 12 مارس 604م. دُفن في بازيليك القديس بطرس، روما. لقبه الشهير: غريغوريوس الكبير (Gregory the Great) أهميته في التاريخ الكنسي أحد أربعة آباء الكنيسة اللاتينية العظام (إلى جانب أوغسطينوس، جيروم، وأمبروسيوس). أول بابا يُلقب بـ “العظيم” (Magnus). أعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديساً ومعلّماً للكنيسة (Doctor of the Church). أثره عميق على اللاهوت، والإدارة الكنسية، والليتورجيا (العبادة). حياته قبل البابوية نشأ في عائلة رومانية أرستقراطية مسيحية. درس الفلسفة والقانون وأصبح والياً لروما. ترك الحياة العامة وأصبح راهباً، مؤسساً دير القديس أندراوس في روما. أُرسل كسفير بابوي إلى القسطنطينية قبل أن يُستدعى إلى روما ويُنتخب بابا. إنجازاته الكبرى الإصلاح الليتورجي: أصلح نظام القداديس والصلوات. نسب إليه تطوير “اللحن الغريغوري” (Gregorian Chant)، رغم أن النظام الموسيقي اكتمل بعده، لكنه وضع الأساس له. دور سياسي قوي: لعب دوراً سياسياً حيوياً في إدارة روما والدفاع عنها ضد اللومبارديين. تفاوض معهم شخصياً عندما تقاعست الإمبراطورية البيزنطية عن الدفاع عن المدينة. نشاط تبشيري واسع: أرسل بعثات تبشيرية إلى بريطانيا بقيادة أوغسطينوس من كانتربري. يُنسب إليه نشر المسيحية في الجزر البريطانية بشكل منظم. الكتابات اللاهوتية: كتب عدداً كبيراً من المؤلفات اللاهوتية والأخلاقية، أهمها: “القواعد الرعوية” (Regula Pastoralis) – دليل للأساقفة والكهنة. “مواعظ على حزقيال”. “الحوارات” – كتاب روحي يتحدث فيه عن حياة القديسين والمعجزات. رسائل بابوية عديدة تشهد على عمله الإداري العميق. مكانته بعد الوفاة أعلنت الكنيسة قداسته سريعاً بعد وفاته. يُحتفل بعيده في 12 مارس (تاريخ وفاته)، أو 3 سبتمبر في التقويم الجديد. يُعتبر نموذجاً للبابا الراعي والمصلح والمعلّم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بيلاجيوس الثاني | الولادة: 520 الوفاة: 590 القديس بيلاجيوس الثاني (باللاتينية: Pelagius II)، البابا الثالث والستين للكنيسة الكاثوليكية. دامت فترة حبريتة من 26 نوفمبر 579 حتى وفاته في 7 فبراير 590. يُعتقد أنه من أصل غالي أو إيطالي من لومبارديا، لكن يُرجح أنه وُلِد في روما. تُوفي في 7 فبراير 590 ودُفن في بازيليك القديس بطرس، روما. السياق التاريخي والسياسي حكم خلال فترة صعبة جداً بسبب الغزو اللومباردي المستمر لشمال ووسط إيطاليا. لم يتمكن من الحصول على دعم عسكري من الإمبراطور البيزنطي موريسيوس، لذا لجأ إلى مفاوضة اللومبارديين بنفسه. اضطر إلى الاعتماد على الأساقفة المحليين والكنيسة للمساعدة في الدفاع عن الأراضي الرومانية. أعماله وأثره الكنسي دعم ترميم وتحصين الكنائس في وجه الخراب والغزوات. نشّط العمل الكنسي والإداري، وواصل تقوية البنية الرهبانية. كلف الشماس غريغوريوس (الذي أصبح لاحقاً البابا غريغوريوس الأول) بمهمات هامة دبلوماسية وإدارية. اتخذ موقفاً حازماً ضد بعض الممارسات اللاهوتية التي رآها منحرفة، خاصة من قبل الأساقفة في الشرق. الوفاة والوباء تُوفي خلال انتشار وباء الطاعون في روما عام 590، وهو نفس الوباء الذي استمر خلال بداية حبريّة خليفته. القداسة والتكريم يُكرم كـ قديس في بعض التقاليد المسيحية، رغم عدم شيوع قداسته على نطاق واسع مثل خلفه غريغوريوس الكبير. يُعرف بأنه كان بابا مخلصاً ومجتهداً في ظروف شديدة القسوة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بنديكت الأول | الولادة: 525 الوفاة: 579 القديس بنديكت الأول (باللاتينية: Benedictus I) كان البابا رقم 62 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت فترة حبريته من 2 يونيو 575 حتى وفاته في 30 يوليو 579. وُلد في روما، الإمبراطورية البيزنطية (آنذاك). تُوفي في 30 يوليو 579م. ودُفن في بازيليك القديس بطرس، روما. الظروف التاريخية أثناء حبريته تولى البابوية خلال فترة صعبة سياسياً ودينياً، تزامنت مع تدهور الإمبراطورية الرومانية الغربية وهيمنة اللومبارديين على أجزاء من إيطاليا. استغرق تأكيد اختياره من قبل الإمبراطور تيبيريوس الثاني وقتاً طويلاً بسبب الظروف السياسية المضطربة، وحدث تأخير في تنصيبه. أعماله البابوية والدينية دعم الكنائس في مناطق نائية، واهتم ببناء وتعمير بعض الكنائس الرومانية. ساهم في تنظيم العمل الكنسي وتعزيز الحياة الرهبانية في روما، رغم الظروف الاقتصادية والسياسية القاسية. ورد في المصادر أنه منح ممتلكات وأراضٍ لكنائس متعددة لمساعدتها على الصمود في وجه التحديات. القداسة يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. لا توجد تفاصيل كثيرة عن معجزات أو مآثر خاصة به، لكن تكريمه يعود إلى استقامته ومثابرته في ظروف صعبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الثالث | الولادة: – الوفاة: 574 القديس يوحنا الثالث (St. John III) هو البابا رقم 61 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. شغل الكرسي الرسولي من 17 يوليو 561 م حتى وفاته في 13 يوليو 574 م. خلف البابا بيلاجيوس الأول. وُلد في روما، وكان اسمه عند الولادة كاتيلينوس (Catelinus). ينتمي إلى عائلة رومانية نبيلة. السياق التاريخي والإنجازات عاش خلال فترة مضطربة سياسياً في الإمبراطورية البيزنطية الغربية. كانت البابوية في زمانه تحت تأثير الإمبراطورية البيزنطية، خاصة أن روما كانت تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جوستين الثاني. واجه تحديات كبيرة من وجود اللومبارديين (Lombards)، الذين غزوا إيطاليا في بداية عهده، مما سبّب الفوضى في شبه الجزيرة الإيطالية. عمل البابا يوحنا الثالث على حماية الكنيسة من الفوضى والاضطرابات، وشارك في الجهود الكنسية والدبلوماسية للتخفيف من آثار الغزو. السياق السياسي والديني في عهد يوحنا الثالث الغزو اللومباردي لإيطاليا: خلال بداية حبريته، عام 568 م، اجتاح اللومبارديون شمال إيطاليا بقيادة الملك ألبوين (Alboin). هذا الغزو أحدث انهياراً في النظام الإداري الروماني في الغرب، وانقطعت الاتصالات بين روما وبقية أنحاء إيطاليا. أدى ذلك إلى نزوح جماعي نحو روما والمدن الأخرى، مما زاد من الضغط على المدينة والبابا. العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: روما كانت في ذلك الوقت لا تزال اسمياً تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وكان الإمبراطور في القسطنطينية (جوستين الثاني) يرسل حكاماً إداريين يُعرفون بـالإكسارخ (Exarch) لحكم إيطاليا. إلا أن استجابة الإمبراطورية لم تكن فعالة في صد اللومبارديين، ما وضع البابا في موقف صعب بين شعبه والسلطة الإمبراطورية. البابا والتدخل السياسي: لم يكن البابا يوحنا الثالث يمتلك جيشًا، لكنه تصرف كزعيم مدني وسياسي: لجأ إلى استدعاء الجنرال البيزنطي نارسيس (Narses)، الذي كان قد تم عزله من قبل الإمبراطور جوستين. استعان به لإعادة النظام ومواجهة الفوضى، رغم أن وجود نارسيس لم يكن محبوباً من الشعب، بسبب الضرائب الثقيلة وسوء الإدارة. التوتر الشعبي: بسبب استدعائه نارسيس، تعرّض يوحنا الثالث للنقد والعداء من بعض أهل روما، مما اضطره إلى مغادرة الكرسي الرسولي مؤقتاً والسكن في كنيسة القديس بطرس خارج الأسوار (San Pietro in Vincoli) حتى هدوء الأوضاع. الوثائق والمساهمات الكنسية لم تُسجَّل وثائق لاهوتية كبيرة أو مجامع مسكونية كبرى في فترة حبريته. لكنّ عهده تميّز بالحفاظ على استقلالية الكنيسة، والعمل على حماية الرعاة والممتلكات الكنسية من الفوضى. استمر في تأكيد العقيدة النيقية والتمسك بتعاليم المجامع المسكونية السابقة، خصوصًا مجمع خلقيدونية (451 م). وفاته وإرثه توفي يوحنا الثالث في 13 يوليو 574 م. دُفن في بازيليك القديس بطرس القديمة، والتي كانت قبل بناء الكاتدرائية الحالية. يُذكر بإجلال كقديس، رغم أن حبريته لم تكن مشهورة بالإنجازات اللاهوتية، بل بشجاعته في وقت اضطراب سياسي كبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بيلاجيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 561 القديس بيلاجيوس الأول، البابا السادس والستين (60) للكنيسة الكاثوليكية دامت حبريته من 556 حتى 4 مارس 561 النشأة والخلفية وُلد في روما. كاهناً قبل انتخابه بابا. عُرف عنه حسن السير والسلوك والتقوى. تم انتخابه بعد وفاة البابا فيجيليوس في ظروف كانت فيها الكنيسة تحاول استعادة الاستقرار بعد فترة اضطرابات مع الإمبراطورية البيزنطية. كان دوره أساساً في تهدئة النزاعات اللاهوتية والسياسية التي أثرت على الكنيسة في تلك الفترة. أهم الأحداث خلال حبريته التعامل مع النزاعات اللاهوتية: استمر في سياسة التقريب بين الكنيسة والسلطات الإمبراطورية البيزنطية. دعم المجمع المسكوني الثاني القسطنطيني (553م) الذي كان قد تم خلال حبريّة سلفه، رغم بعض المعارضة في الغرب. إعادة بناء واستقرار الكنيسة: عمل على إعادة تأهيل الكنيسة في روما بعد فترة الصراعات السياسية واللاهوتية. اهتم بالشؤون الداخلية للكنيسة وترسيخ النظام الكنسي. الوفاة والتقديس توفي في 4 مارس 561. دُفن في كنيسة القديس بطرس في روما. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في 30 أبريل. رغم أن حبريته لم تخل من التحديات، كان بيلاجيوس الأول شخصية محورية في استقرار الكنيسة بعد فترة من الاضطراب. ساهم في تعزيز العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية وحفظ وحدة الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيجيليوس | الولادة: – الوفاة: 555 البابا فيجيليوس (Vigilius)، البابا رقم 59 في الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 29 مارس 537 إلى 7 يونيو 555 أي حوالي 18 سنة، لكنها كانت مليئة بالاضطرابات اللاهوتية والسياسية. نشأته وخلفيته وُلد في روما بتاريخ غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه وُلد أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس. يتحدّر من عائلة رومانية نبيلة. كان شمّاساً وقت حبريّة البابا أغابيتوس الأول، وتم إرساله إلى القسطنطينية كمندوب بابوي. خلفية حبريته الصعود إلى البابوية: بعد وفاة البابا سيلفروس (الذي نُفي بأمر من الإمبراطورة ثيودورا بسبب خلافات عقائدية)، تم فرض فيجيليوس على الكرسي البابوي من قبل الإمبراطورة البيزنطية ثيودورا. كان يُعتقد في البداية أنه متواطئ مع القسطنطينية، لكنه سرعان ما دخل في صراعات معها. أهم القضايا في حبريته قضية الثلاثة فصول (Three Chapters Controversy): هذه كانت إحدى القضايا اللاهوتية الكبرى، حيث طلب الإمبراطور جستنيان الأول من البابا إدانة ثلاثة أعمال ولاهوتيين ارتبطوا بمذهب النسطورية. في البداية، رفض فيجيليوس الإدانة لأنها أثارت جدلًا كبيراً في الغرب، لكنها كانت مطلوبة من الشرق. ثم عاد لاحقًا وقَبِل بإدانتها، مما أضعف موقفه أمام الأساقفة الغربيين الذين رأوا فيه نوعًا من التنازل. الصراع مع الإمبراطور: رفض فيجيليوس في البداية المشاركة في المجمع المسكوني الثاني القسطنطيني (553م)، ثم عاد ووافق على قراراته. أدى هذا الموقف المتذبذب إلى عزله مؤقتًا واحتجازه في القسطنطينية عدة سنوات. نهايته بعد الإفراج عنه، قرر العودة إلى روما، لكنه توفي أثناء الرحلة، في صقلية يوم 7 يونيو 555. دُفن لاحقاً في كاتدرائية القديس مرقس في روما. التقديس على الرغم من تعقيد فترة حكمه، لم يُطوّب رسميًا كقديس من قبل الكنيسة الكاثوليكية. يُشار إليه أحيانًا باحترام ضمن التقليد الكنسي، لكن لا يُعتبر قديسًا رسميًا مثل سلفه سيلفروس. يمثل البابا فيجيليوس نقطة تحول في علاقة البابوية بالإمبراطورية البيزنطية. تجسد حبريته التوتر بين الغرب والشرق الكنسيين، وأظهرت مدى تدخل الإمبراطورية في شؤون الكنيسة. رغم بعض الانتقادات، يُحسب له محاولته الحفاظ على وحدة الكنيسة في فترة شديدة التعقيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيلفروس | الولادة: – الوفاة: 537 القديس سيلفروس (Silvérus) (باللاتينية: Silverius) هو البابا رقم 58 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولى البابوية في القرن السادس الميلادي، وتحديداً خلال فترة مضطربة من الصراع بين السلطة الدينية والسلطة الإمبراطورية. دامت فترته البابوية من 8 يونيو 536 حتى مارس 537 م تقريباً. أصله العائلي ولد في إيطاليا، ويُعتقد أنه من جزيرة بونزا (Ponza) وهو ابن البابا هرمزداس (Hormisdas)، الذي شغل كرسي البابوية من 514 إلى 523. يُقال إنه كان إبناً شرعياً قبل دخول والده الحياة الكنسية، إذ كان بعض رجال الدين في ذلك الوقت متزوجين قبل الرسامة. أحداث مهمة في حبريته الخلفية السياسية والدينية: في فترة بابوية سيلفروس، كان هناك صراع بين الكنيسة الكاثوليكية في روما والسلطة البيزنطية في القسطنطينية. الإمبراطورة ثيودورا (زوجة الإمبراطور جستنيان الأول) كانت تسعى لإعادة أنثيموس (أسقف القسطنطينية السابق) إلى الشراكة الكنسية، رغم أنه كان متمسكاً بمذهب المونوفيزية (الذي اعتبرته الكنيسة الكاثوليكية هرطقة). الصدام مع الإمبراطورة ثيودورا: رفض البابا سيلفروس إعادة أنثيموس إلى الشراكة مع الكنيسة، مما أثار غضب الإمبراطورة ثيودورا. فقامت الأخيرة بالتعاون مع القائد العسكري البيزنطي في إيطاليا، بليزاريوس، من أجل خلع سيلفروس من الكرسي الرسولي. النفي ووفاته: تم نفي البابا سيلفروس إلى جزيرة بالمارولا (Palmarola)، وهي جزيرة صخرية قرب بونزا، حيث عاش في عزلة ومات هناك على الأرجح في 20 يونيو 537. تطويبه وقداسته تم الاعتراف به كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 20 يونيو، وهو يوم وفاته. رغم قصر مدة حبريته، يُذكر البابا سيلفروس كمثال على الثبات في العقيدة ورفض المساومة مع السلطات الزمنية على حساب الإيمان. وفاته في المنفى أكسبته صفة الشهيد المعترف (confessor martyr)، وهي فئة من القديسين عانوا الاضطهاد دون أن يُقتلوا مباشرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت … | آباء وقديسون | |
| القديس أغابيتوس الأول | الولادة: – الوفاة: 536 القديس أغابيتوس الأول (Saint Agapetus I)، الذي شغل منصب البابا رقم 57 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 13 مايو 535 م حتى وفاته في 22 أبريل 536 م. نبذة شخصية وُلد في روما، في نهاية القرن الخامس الميلادي. يُعتقد أن والده كان يُدعى غوردانوس (Gordianus)، وكان مسؤولاً كنسياً مهماً (أحد الشمامسة في روما). تربى في بيئة مسيحية خالصة وتدرج في المراتب الكنسية حتى صار شماساً كبيراً. السياق السياسي والديني تسلّم الكرسي البابوي في وقت حرج حيث كانت إيطاليا تحت سيطرة القوط الشرقيين (بقيادة الملك الآريوسي ثيوداهات). في المقابل، كان الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول يسعى لإعادة السيطرة الرومانية على الغرب. حدثت توترات دينية وعقائدية بين الكاثوليك والآريوسيين، وكذلك بين روما والقسطنطينية بسبب خلافات عقائدية دقيقة. أبرز إنجازاته بعثته إلى القسطنطينية: ذهب إلى القسطنطينية عام 536 م بتكليف من ملك القوط الشرقيين ثيوداهات في محاولة لوقف زحف الإمبراطور يوستينيانوس نحو إيطاليا، لكن خلال وجوده في العاصمة البيزنطية، لم يكن مجرد مبعوث سياسي، بل لعب دورًا عقائديًا بارزًا عزل البطريرك الأنطاكي المناوئ للعقيدة الكاثوليكية: عارض البطريرك أنثيموس الأول (Anthimus I) الذي كان يؤيد المونوفيزية (أي أن للمسيح طبيعة واحدة فقط). أغابيتوس أعلن خلع أنثيموس من منصبه، وعيّن مكانه بطريركًا أرثوذكسيًا يُدعى ميناس (Menas). هذا التصرف أكد سلطة البابا الروحية حتى في الشرق إعلان الإيمان الكاثوليكي في القسطنطينية: أعلن العقيدة الكاثوليكية بوضوح أمام الإمبراطور ورفض أي تهاون مع الهراطقة، مما أكسبه احتراماً كبيراً وفاته تُوفي في القسطنطينية بتاريخ 22 أبريل 536 م، أثناء وجوده في البعثة الدبلوماسية. نُقلت رفاته إلى روما ودُفنت في بازيليكا القديس بطرس. يُعتبر قديساً وشهيداً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل.بعيده في 22 أبريل. يُذكر كرجل شجاع ومحب للحق، واجه التحديات السياسية والعقائدية بقوة ووضوح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الثاني | الولادة: – الوفاة: 535 القديس يوحنا الثاني (Saint John II)، البابا رقم 56 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 2 يناير 533 م حتى وفاته في 8 مايو 535 م. نبذة شخصية كان يُدعى ميركوريوس (Mercurius)، وهو اسم وثني مشتق من اسم الإله الروماني “ميركوري”. وُلِد في روما لعائلة مسيحية في أواخر القرن الخامس الميلادي. كان كاهناً معروفاً بالتقوى والعلم. أول بابا يغير اسمه عند انتخابه للبابوية، رأى أنه لا يليق أن يحمل اسماً وثنياً وهو رأس الكنيسة، فاختار لنفسه اسماً مسيحياً هو “يوحنا الثاني” وبذلك أصبح أول بابا في التاريخ يغير اسمه عند اعتلائه الكرسي الرسولي، وهو تقليد استمر حتى يومنا هذا. السياق السياسي والديني كانت الإمبراطورية الرومانية الغربية قد انهارت، وإيطاليا تحت حكم القوط الشرقيين. وفي ذات الوقت، بدأت العلاقة بين الكنيسة والدولة تتحسن قليلاً مع تدخل الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (Justinian I)، أحد أكبر المدافعين عن الأرثوذكسية في التاريخ أبرز إنجازاته مكافحة بيع المناصب الكنسية (السيمونية): أصدر مرسومًا صارمًا ضد “السيمونية” – أي شراء المناصب الكنسية أو التدخل بالرشوة في تعيين الأساقفة وكان هذا بالتعاون مع الإمبراطور يوستينيانوس، الذي أرسل رسالة تأييد للبابا تدعم إصلاحاته تعزيز سلطة البابا الروحية: أكد على دور البابا كمرجع أعلى في شؤون العقيدة والانضباط الكنسي. دعم المدارس اللاهوتية، وواجه الانحرافات العقائدية المنتشرة استقبال وفود من القسطنطينية: في فترة تقارب متجدد بين الشرق والغرب، استقبل مبعوثين من بيزنطة لدعم وحدة العقيدة وفاته تُوفي في 8 مايو 535 م في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في بعض التقاويم الغربية. ترك أثراً مهماً بسبب تغييره لاسمه وإصلاحاته الإدارية والدينية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونيفاس التاني | الولادة: – الوفاة: 532 القديس بونيفاس الثاني (Saint Boniface II)، الذي شغل منصب البابا رقم 55 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 22 سبتمبر 530 م حتى وفاته في 17 أكتوبر 532 م. نبذة شخصية أصله من جرمانيا (ألمانيا) – أول بابا غير روماني الأصل، وهذا أمر غير مسبوق حتى ذلك الوقت. وُلِد تقريباً في أواخر القرن الخامس الميلادي. نشأ في روما، وكان تلميذاً وأمين سر للبابا فيلكس الرابع الذي اختاره خلفاً له. الظروف المحيطة بانتخابه صراع على الخلافة البابوية: البابا فيلكس الرابع، قبيل وفاته، أوصى بتعيين بونيفاس خلفاً له. لكن هذا التعيين المسبق لم يكن مقبولًا لدى الكثيرين، لأنه خالف العرف في أن يُنتخب البابا من قِبل الإكليروس وشعب روما. بعد وفاة فيلكس، حصل انقسام: البعض دعم بونيفاس الثاني وآخرون اختاروا قساً يُدعى ديوسقوروس (Dioscorus) كبابا منافس. لكن ديوسقوروس توفي فجأة بعد 22 يوماً فقط من انتخابه، مما أدى إلى تثبيت بونيفاس رسمياً كبابا وحيد. أبرز إنجازاته البابوية إرساء تقليد اختيار البابا داخل الكنيسة: رغم أنه اختير بتوصية سابقة، إلا أنه بعد خلاف الانقسام، دعم فكرة اختيار البابا من قبل الإكليروس بحرية دون تدخل سياسي. تعزيزاقة مع الكنيسة الشرقية: العل سعى إلى تقوية الروابط مع القسطنطينية واستمرار الحوار اللاهوتي رغم التوترات السابقة. العمل على الإصلاح الكنسي: أصدر مراسيم لضبط سلوك الكهنة وتنظيم الحياة الكنسية، خاصة في ظل انقسام السلطة بعد وفاة سلفه وفاته تُوفي في 17 أكتوبر 532 م ودُفن في بازيليكا القديس بطرس في الفاتيكان. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في بعض التقاويم الغربية، رغم أن شعبيته لم تكن مثل أسلافه. تاريخه مميز لكونه أول بابا ألماني الأصل، وساهم في نقل البابوية من طابعها الروماني الخالص إلى طابع أكثر كونية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيلكس الرابع | الولادة: – الوفاة: 530 القديس فيلكس الرابع (Saint Felix IV) البابا رقم 54 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 12 يوليو 526 م حتى وفاته في 22 سبتمبر 530 م. وُلد في سامنيوم – إيطاليا، تاريخ ميلاده غير محدد بدقة. اختير للبابوية بضغط من الملك القوطي الآريوسي أثالاريك (Athalaric)، حفيد الملك ثيودوريك الكبير. السياق السياسي والديني خلف البابا يوحنا الأول الذي مات في السجن بسبب الصراع مع القوط الشرقيين. تسلّم الكرسي الرسولي في وقت حساس للغاية، حيث كانت العلاقات بين الكنيسة والدولة في توتر بعد اضطهادات خفيفة وتدخلات ملوك القوط. أبرز إنجازاته تحويل المعابد الوثنية إلى كنائس: أشهر أعماله كان تحويل معبد روماني وثني إلى كنيسة حيث قام بتحويل معبد الإلهة فورتونا (Temple of Fortuna Virilis) إلى كنيسة باسم: كنيسة القديس كوزماس وداميان (Santi Cosma e Damiano) في المنتدى الروماني وهي لا تزال قائمة حتى اليوم كموقع تاريخي مهم في روما. تشجيع التعليم الكنسي: دعم المدارس اللاهوتية والكتابة الدينية، للحفاظ على العقيدة في ظل التأثيرات الآريوسية والقوطية محاولة تنظيم الخلافة البابوية: في أواخر حياته، حاول تعيين خلفه مسبقاً، وهو القس بونيفاسيوس (Boniface)، لتجنب الفوضى لكن هذه المحاولة قوبلت بالرفض من بعض رجال الدين الذين اعتبروا ذلك تعدياً على حرية انتخاب البابا. وفاته توفي في 22 سبتمبر 530 م ودُفن في بازيليكا القديس بطرس في الفاتيكان. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في بعض التقاويم في 22 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الاول | الولادة: 470 الوفاة: 526 القديس يوحنا الأول (Saint John I)، البابا رقم 53 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 13 أغسطس 523 م إلى 18 مايو 526 م. وُلد في توسكانا – إيطاليا، حوالي 470 م. يُعتقد أنه كان كاهنًا بارزًا في روما قبل أن يُنتخب بابا، عُرف بالحكمة والورع والاتزان، وقد واجه تحديات كبيرة خلال فترة قصيرة من خدمته البابوية. الظروف السياسية والدينية في عهده في تلك الفترة، كانت إيطاليا تحت حكم القوط الشرقيين، بقيادة الملك الآريوسي ثيودوريك الكبير (Theodoric the Great)، الذي كان يعتنق عقيدة آريوس (أي لا يعتقد بألوهية المسيح الكاملة كما تعلّم الكنيسة الكاثوليكية). بالمقابل، كان الإمبراطور في القسطنطينية (البيزنطية) يوستينوس الأول (Justinus I) كاثوليكياً أرثوذكسياً، وبدأ يضطهد الآريوسيين في الشرق. أبرز حدث في حبريته البعثة إلى القسطنطينية (525 م): أرسل الملك ثيودوريك البابا يوحنا الأول في بعثة دبلوماسية إلى الإمبراطور يوستينوس لمحاولة إقناعه بالتوقف عن اضطهاد الآريوسيين في الشرق. البابا لم يكن راضيًا عن موقف ثيودوريك، لكنه ذهب مضطرًا تجنبًا للصدام المباشر. استُقبل البابا في القسطنطينية استقبالاً مهيبًا ومشرّفًا، وأقام قداديس في كاتدرائيات القسطنطينية، مما زاد من مكانته الروحية. لكن رغم نجاح البعثة جزئيًا، عاد ثيودوريك غاضبًا، معتقدًا أن البابا تواطأ مع الإمبراطور البيزنطي ضده. استشهاده عند عودته إلى رافينا (عاصمة المملكة القوطية في إيطاليا)، أمر ثيودوريك بسجنه. بسبب سوء المعاملة والجوع، مات البابا يوحنا الأول في السجن يوم 18 مايو 526 م، ويُعتبر شهيدًا. تكريمه وتقديسه: أُعلنت قداسته بسبب وفاته كشاهد حق وتمسكه بالإيمان رغم الضغوط السياسية. يُحتفل بعيده في الكنيسة الكاثوليكية يوم 18 مايو من كل عام. دُفن في بازيليكا القديس بطرس بروما. أهم ما يُذكر عنه أول بابا يذهب إلى القسطنطينية كمبعوث رسمي، وهو حدث استثنائي في تاريخ البابوية. مثّل نقطة توازن بين الغرب والشرق في ظل الانقسام العقائدي والسياسي. موته في السجن جعله رمزاً للثبات والشهادة من أجل الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هرمزيدا | الولادة: – الوفاة: 523 البابا الثاني والخمسون للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، دامت حبريته من 20 يوليو 514 إلى 19 يوليو 523. أصله من روما، ويُعتقد أنه كان من خلفية دينية متواضعة، لكنه وصل إلى أعلى منصب في الكنيسة الكاثوليكية. المولد والنشأة وُلِد في مدينة فروزينوني (Frosinone) وسط إيطاليا، حوالي عام 450 م. كان أرملاً قبل أن يصبح كاهناً، وله ابن: ابنه هو البابا سيلفريوس (Silverius)، الذي أصبح لاحقاً البابا رقم 58 للكنيسة الكاثوليكية — في سابقة فريدة من نوعها. أبرز الأحداث في عهده: تميزت فترة حكمه بالسلام النسبي بعد فترة من الاضطرابات في الكنيسة. اهتم بإصلاح بعض القضايا الداخلية في الكنيسة والرهبنة. تواصل مع القادة المدنيين لتثبيت مكانة الكنيسة في المجتمع الروماني. كان البابا هرمزيدا الثاني بابا في فترة انتقالية شهدت تعقيدات سياسية ودينية في الإمبراطورية الرومانية الشرقية والغربية، وسعى للحفاظ على وحدة الكنيسة والانتظام في شؤونها. أهم إنجازاته حلّ الانشقاق الأكاتي (Acacian Schism): انشقاق استمر أكثر من 35 سنة (من 484 حتى 519 م) بين كنيسة روما وكنيسة القسطنطينية. السبب كان الصراع العقائدي حول الطبيعة في المسيح، بين الكاثوليك والمؤيدين للمونوفيزية (الطبيعة الواحدة للمسيح). لعب هرمزيدا دوراً رئيسياً في استعادة الوحدة بين الكنيستين عبر ما يُعرف بـصيغة هرمزيدا (Formula of Hormisdas) وهي وثيقة طالب فيها الكنيسة الشرقية بالاعتراف الكامل بعقيدة روما وسلطة الكرسي الرسولي. الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية: أصرّ على أن خليفة بطرس الرسول (البابا) هو المرجعية النهائية في الخلافات العقائدية. واجه مقاومة سياسية ودينية لكنه أظهر مهارة دبلوماسية كبيرة. التواصل مع الإمبراطور البيزنطي: نجح في كسب تأييد الإمبراطور يوستينوس الأول، مما ساهم في إنهاء الانشقاق. علاقته الجيدة مع البلاط البيزنطي ساعدت في تقوية نفوذ روما. وفاته وتقديسه تُوفي في 6 أغسطس 523 م، ودُفن في بازيليكا القديس بطرس بروما. أُعلنت قداسته لاحقاً بسبب دوره في إصلاح الكنيسة وتوحيدها. يُحتفل بعيده في الكنيسة الكاثوليكية يوم 6 أغسطس. هرمزيدا يُعتَبَر أحد البطاركة الدبلوماسيين البارزين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وُصِف بأنه لطيف، حازم، ومخلص للإيمان الرسولي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيماشوس | الولادة: – الوفاة: 514 القديس سيماشوس (Pope Simachus)، البابا الذي ترأس الكنيسة في بداية القرن السادس. البابا سيماشوس (باللاتينية: Symmachus) هو أحد البابوات في الكنيسة الكاثوليكية،ولد في سردينيا (كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية الرومانية). ترتيب البابوي رقم 51، ودامت حبريته من 498 م إلى 514 م، حتى وفاته ودُفن في كنيسة القديس بطرس، الفاتيكان. سيرته ودوره تم انتخابه في فترة كانت الكنيسة تمر بأزمة بسبب صراعات انتخاب البابا بينه وبين منافسه لاونتيوس. سعى إلى توحيد الكنيسة في فترة كانت تشهد فسادًا داخليًا واضطرابات سياسية. أبرز أعماله ومساهماته إنهاء الانقسامات في الكنيسة: نجح في فرض سيطرته على الكرسي البابوي بعد صراع مرير مع لاونتيوس، الذي كان يدعمه بعض القادة السياسيين. عمل على إعادة النظام والهدوء داخل الكنيسة بعد الفوضى التي تلت انتخابات البابوية. محاربة الفساد الكنسي: حارب الفساد الإداري والمالي داخل الكنيسة. طرد القساوسة والرهبان الذين ثبت تورطهم في أفعال غير أخلاقية. رعاية الكنائس والبناء: قام بترميم العديد من الكنائس في روما. دعم المؤسسات الخيرية التي تهتم بالفقراء والمرضى. تعزيز العلاقات مع الكنيسة الشرقية: حافظ على علاقة جيدة مع بطاركة الشرق، خصوصاً في مواجهة التحديات اللاهوتية. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُعتبر أحد الباباوات الذين ساعدوا في استقرار الكنيسة في فترة انتقالية مهمة. يُحتفل بعيده في 19 يوليو يوم وفاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أناستاسيوس الثاني | الولادة: – الوفاة: 498 القديس أناستاسيوس الثاني (Pope Anastasius II), البابا الذي حكم الكنيسة في أواخر القرن الخامس.وُلد في روما (حسب التقاليد). ترتيبه البابوي رقم 50. دامت حبريته من 496 م إلى 498 م (حوالي سنتين). تُوفي في روما سنة 498 م. ودُفن في كنيسة القديس بطرس، الفاتيكان. سيرته ودوره خلف البابا جاليسيوس الأول.تولى البابوية في فترة كانت فيها الكنيسة تعاني من انقسامات بسبب الخلافات بين روما والقسطنطينية. سعى لإصلاح العلاقات مع الكنيسة الشرقية، خصوصاً مع بطريرك القسطنطينية. أبرز أعماله ومواقف محاولة المصالحة مع الكنيسة الشرقية: بذل جهوداً لإصلاح الخلافات الناتجة عن الأزمة بين روما والقسطنطينية بسبب هرطقات مثل المونوفيزية. حاول التوسط لتحقيق وفاق بين الطرفين، لكنه لم ينجح بشكل كامل. تحديات وصراعات داخلية: واجه مقاومة داخلية من بعض رجال الدين الذين كانوا ضد سياساته التوفيقية. أُشير إليه أحياناً في بعض المصادر على أنه ضعف موقفه أمام التحديات، لكن هذا تفسير غير مؤكد. اهتمامه بالكنيسة والمجتمع: استمر في دعم بناء وترميم الكنائس. عمل على رعاية الفقراء والمحتاجين في روما. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 19 نوفمبر. يُذكر كبابا حاول تحقيق الوحدة في فترة صعبة من تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس جاليسيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 496 القديس جاليسيوس الأول (Pope Gelasius I)، البابا الذي كان له دور كبير في تثبيت سلطة الكنيسة والبابوية خلال أواخر القرن الخامس. ويأتي ترتيبه البابوي رقم 49. دامت حبريته من 1 مارس 492 م إلى 21 نوفمبر 496 م. سيرته ودوره الكنسي خلف البابا فيلكس الثالث في فترة كانت فيها الكنيسة تعاني من تحديات داخلية وخارجية، خاصة مع السلطة المدنية. معروف بنظريته عن “سلطة القلم (الكنيسة)” مقابل “سلطة السيف (الدولة)”، حيث أكد أن السلطة الروحية للكنيسة تتفوق على السلطة السياسية. أبرز أعماله ومساهماته نظريته في فصل السلطتين: كتب خطاباً مهماً إلى الإمبراطور أنستاسيوس الثاني، يوضح فيه أن الكنيسة تمتلك سلطة عليا في الأمور الروحية التي تفوق السلطة السياسية. هذا الخطاب يُعتبر أساساً لنظرية فصل سلطات الكنيسة والدولة، التي أثرت على الفكر الغربي لاحقاً. تعزيز العقيدة ودحض الهرطقات: عمل على محاربة المونوفيزية التي كانت منتشرة في الشرق. أكد أهمية تطبيق قرارات المجامع المسكونية، خصوصاً مجمع خلقيدونية. تأليف الكتب والوثائق: ألّف عدة رسائل ووثائق لاهوتية وإدارية تشرح وتعزز دور البابا في الكنيسة. جمع وأصدر أول قائمة رسمية للكتب المقدسة (الأسفار القانونية) التي اعتُمدت رسمياً في الكنيسة. تعزيز دور الكنيسة في المجتمع: رعى بناء وترميم الكنائس في روما. اهتم بالقضايا الاجتماعية ودعم الفقراء والمحتاجين. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر كأحد أهم البابوات الذين أسسوا سلطة البابوية في العصور الوسطى. تُوفي في روما، 21 نوفمبر 496 م دُفن في كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار (San Lorenzo fuori le Mura).عيده يُحتفل به في 21 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيلكس الثالث | الولادة: 440 الوفاة: 492 سيرته القديس فيلكس الثالث (Pope Felix III), البابا الرسولي الذي حكم الكنيسة في أواخر القرن الخامس، يُعرف أيضاً بفيلكس الثاني حسب الترقيم الشرقي ويأتي ترتيبه البابوي رقم 48، دامت حبريته من 13 مارس 483 م إلى 1 مارس 492 م. وُلد في روما، الإمبراطورية الرومانية الغربية. تُوفي في روما، 1 مارس 492 م. دُفن في كنيسة القديس بطرس، الفاتيكان. يُعيّد له في 1 مارس. يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر كبابا قوي ومصلح في فترة عصيبة جداً من تاريخ الكنيسة. خلف البابا سيمبليكوس في فترة كانت فيها الإمبراطورية الرومانية الغربية قد سقطت رسمياً (476 م). وحكم الكنيسة في وقت الاضطرابات السياسية التي تلت سقوط الإمبراطورية. عُرف بدوره الحاسم في مواجهة الهرطقات، خصوصاً بدعة العقيدة النسطورية. أبرز أعماله وإنجازاته مواجهة هرطقة بدعة إيوترخس (Monophysitism): أدان بصرامة هرطقة المونوفيزية، التي تدعي أن المسيح له طبيعة واحدة فقط (إلهية)، وتنكر الطبيعة الإنسانية. قطع العلاقات مع بطريرك القسطنطينية آكاسياس بسبب دعمه للمونوفيزية، مما أدى إلى أزمة شديدة بين روما والقسطنطينية (الانشقاق الآكاسياني). تعزيز سلطة البابوية: أكد على حق البابا في إدانة وتعديل قرارات بطاركة الشرق. عمل على تعزيز دور البابا كزعيم روحي فوق كل الكنائس المسيحية. رعاية الكنيسة في روما: استمر في دعم بناء وترميم الكنائس. اهتم برعاية الفقراء والمحتاجين في روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيمبليكوس | الولادة: – الوفاة: 483 القديس سيمبليكوس (Pope Simplicius), البابا الذي ترأس الكنيسة في منتصف القرن الخامس في فترة مضطربة تاريخياً. جاء ترتيبه البابوي رقم 47. دامت حبريته: من 468 م إلى 483 م (تقريباً 15 سنة). وُلد في روما (حسب التقاليد) وتُوفي في سنة 483 م، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. يعيّد له في الكنيسة الكاثوليكية بـ 10 مارس. سيرته ودوره خلف البابا هيليروس في وقت كانت فيه الإمبراطورية الرومانية الغربية على وشك السقوط. عاصر سقوط روما في يد القوط الشرقيين (الأوستروغوث) عام 476 م، وهو الحدث الذي يُعتبر نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية. تميز بحكمته وصبره في الحفاظ على وحدة الكنيسة في فترة الفوضى السياسية. يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر باعتباره بابا استمر في قيادة الكنيسة في فترة تاريخية حرجة، مع الحفاظ على الإيمان والسكينة الروحية. أبرز أعماله ومساهماته الحفاظ على وحدة الكنيسة وسط الفوضى السياسية: بالرغم من الأوضاع السياسية المضطربة، حافظ على سلطة الكنيسة في روما. عمل على توطيد علاقة الكنيسة مع الحكام الجدد في إيطاليا بعد سقوط روما. الدفاع عن العقيدة المسيحية: تابع جهود الباباوات السابقين في التصدي للهرطقات، وخصوصًا المونوفيزية. أكد في مراسلاته على أهمية الحفاظ على التعاليم الأرثوذكسية. الاهتمام بالشؤون الكنسية الداخلية: حافظ على الانضباط داخل الكنيسة في روما. عُرف ببرّه وعنايته بالفقراء والمحتاجين. مكانته في الكنيسة موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هيليروس | الولادة: – الوفاة: 468 سيرته ودوره الكنسي يُعتقد أن القديس هيليروس (Hilarius) وُلد في شمال إيطاليا. دامت حبريته: من 19 نوفمبر 461 م حتى 29 فبراير 468 م وجاء ترتيبه رقم 46، حيث خلف البابا ليون الأول (ليون العظيم) بعد وفاته. عُرف بصلابته في الدفاع عن العقيدة والتزامه بسلطة البابوية. جاء في فترة استمرت فيها التحديات اللاهوتية والسياسية. أبرز أعماله ومواقف بارزة مواصلة الدفاع عن العقيدة الأرثوذكسية: تابع السير على خطى البابا ليون العظيم في الدفاع عن العقيدة ضد الهرطقات مثل المونوفيزية. أرسل رسائل إلى الأساقفة في الشرق لمساندة جهودهم ضد الهرطقات. تثبيت سلطة البابوية: أكد في رسائله على سلطة بابا روما، خاصة فيما يتعلق بتعيين الأساقفة والقرارات الكنسية في الغرب. وقف بحزم ضد تدخل السلطات المدنية في شؤون الكنيسة. بناء وترميم الكنائس: اهتم برعاية الكنائس في روما، وعمل على ترميم بعض المباني الدينية التي تضررت في تلك الفترة. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يعتبر من الباباوات الذين ساهموا في تثبيت وتعزيز دور البابوية في مرحلة انتقالية مهمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ليون الاول | الولادة: – الوفاة: 461 خلفية ونشأته ولد ليون (البابا الخامس والأربعون للكنيسة الكاثوليكية) في منطقة توسكانا في إيطاليا، في نهاية القرن الرابع أو بداية القرن الخامس الميلادي، في فترة مضطربة من تاريخ الإمبراطورية الرومانية. لا تُعرف تفاصيل دقيقة عن طفولته، لكن يُعتقد أنه تلقى تعليماً لاهوتياً وفلسفياً جيداً مهد له ليكون أحد أبرز رجال الدين في زمانه. قبل أن يصبح بابا، خدم ليون كشمّاس (دياكون) في روما، وكان معروفًا بحكمته وبلاغته، وقد أوكلت إليه مهام دبلوماسية حساسة من قبل البابا سيكستوس الثالث والإمبراطور الروماني. حبريته (440–461 م) تولى البابا ليون الأول الكرسي الرسولي في عام 440 م بعد وفاة البابا سيكستوس الثالث. وقد تميزت فترة حبريته بقيادته القوية والدفاع الصارم عن العقيدة الكاثوليكية الأرثوذكسية ضد البدع والانقسامات، وبنشاطه اللاهوتي والراعوي. الدفاع عن الإيمان من أعظم إنجازات البابا ليون الأول كانت مواجهته للهرطقات المنتشرة آنذاك، مثل: النسطورية: التي أنكرت الوحدة الكاملة بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح. الأوطاخية (المونوفيسية): التي أنكرت الطبيعتين (الإلهية والإنسانية) في المسيح، وادعت أن له طبيعة واحدة فقط بعد الاتحاد. في عام 449 م، كتب البابا ليون رسالة عقائدية شهيرة إلى البطريرك فلافيانوس القسطنطيني تُعرف بـ**”الطومار إلى فلافيانوس”** (Tome to Flavian). شرح فيها العقيدة الأرثوذكسية عن طبيعتَي المسيح الإلهية والبشرية بطريقة واضحة ومقنعة، وأكد أن المسيح “كامل في لاهوته وكامل في ناسوته”. هذه الرسالة أصبحت حجر الأساس في مجمع خلقيدونية (451 م)، أحد أهم المجامع المسكونية في تاريخ المسيحية، والذي أكد العقيدة التي دافع عنها البابا ليون. الدور السياسي والدبلوماسي في عام 452 م، عندما غزا القائد الهمجي أتيلا الهوني شمال إيطاليا وتوجه نحو روما، خرج البابا ليون شخصياً لمقابلته والتفاوض معه. وبفضل شخصيته وهيبته ودبلوماسيته، نجح في إقناع أتيلا بالتراجع وعدم غزو روما، وهو حدث تاريخي نادر يُعد دليلاً على قوته الروحية والزمنية. وفي عام 455 م، عندما تعرضت روما للغزو من قبل الوندال بقيادة جنسريك، تدخل البابا ليون ليتفاوض ويقلل من حجم العنف والتخريب، على الرغم من أن المدينة نُهبت. الإرث اللاهوتي والكتابي كتب البابا ليون عظات ورسائل عديدة، تُعد من أهم الوثائق اللاهوتية في تاريخ الكنيسة. أبرز هذه الأعمال: الطومار إلى فلافيانوس كما ذُكر، والذي أصبح مرجعاً عقائدياً هاماً. عظات وعظات رعوية حول الميلاد، الفصح، الصوم، والحياة المسيحية. تميز أسلوبه بالوضوح، والقوة البلاغية، والمنهجية في شرح الإيمان والدفاع عنه. الوفاة والتقديس توفي البابا ليون الأول في 10 نوفمبر 461 م، بعد أن خدم الكنيسة لأكثر من 21 عاماً في واحدة من أكثر الفترات تحدياً في التاريخ المسيحي. تمّ دفنه في كنيسة القديس بطرس في روما، وقام البابا سرجيوس الأول لاحقاً بنقل رفاته إلى ضريح داخل بازيليك القديس بطرس. أعلنت الكنيسة الكاثوليكية قداسته، ويُعتبر أول بابا يُمنح لقب “العظيم”، وهو واحد من أربعة باباوات فقط حازوا هذا اللقب (إلى جانب غريغوريوس الأول ونيقولاوس الأول ويوحنا بولس الثاني لدى البعض). في عام 1754، أعلن البابا بنديكتوس الرابع عشر البابا ليون الأول معلّماً للكنيسة (Doctor of the Church)، وهو لقب يُمنح لأعظم معلمي العقيدة. أهمية البابا ليون العظيم قائد روحي ولاهوتي: دافع عن الإيمان القويم ضد الانقسامات والبدع. زعيم سياسي: نجح في الدفاع عن روما من الغزاة وفرض هيبة الكنيسة حتى على القبائل الهمجية. لاهوتي مؤثر: أسهم في تشكيل عقيدة الكنيسة حول طبيعة المسيح. رمز للكرسي الرسولي: جسّد دور البابا كراعٍ ومعلّم ومدافع عن شعب الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أوسطاثيوس متّى روهم | الولادة: – الوفاة: – 🕊️ النشأة والدراسة والمسيرة الكنسية مور أوسطاثيوس متّى روهم ܡܘܪ ܐܘܣܛܬܐܬܝܘܣ ܡܬܝ ܪܘܗܡ هو مطرانُ أبرشيّةِ الجزيرةِ والفُراتِ في الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، خَدَمَ كراعٍ وأُسْنِدَتْ إليه مهامٌّ كنسيّةٌ وتعليميّةٌ واسعةٌ داخل الأبرشيّة وخارجها. تَلَقّى تكوينًا لاهوتيًّا مُتقدِّمًا، فحَصَلَ على ماجستير اللاهوت (M.Div.) من «الكلِّيّةِ اللاهوتيّةِ العامّة» في نيويورك، وعلى ماجستيرٍ آخر من «الجامعةِ الكاثوليكيّةِ الأميركيّة»، كما مُنِحَ دكتوراهَ لاهوتٍ فخريّة، ثم انتُخِبَ عضوًا في اللجنةِ المركزيّةِ لمجلسِ الكنائسِ العالميّ بين 2006 و2013، ما أَتَاحَ له تمثيلَ الكنيسةِ في حواراتٍ ومساعي تقارُبٍ مسكونيّة. ✨ الخدمة الرعوية والأنشطة العامة رُسِمَ أسقفًا (مطرانًا) على أبرشيّةِ الجزيرةِ والفُراتِ، وتولّى منذ مطلع التسعينيات تنشيطَ الرعايةِ الراعويّةِ والتربويّةِ والكشفيّةِ والخِدميّةِ في مدنِ الحسكة والقامشلي والمالكيّة وغيرها؛ فشهدت الأبرشيّةُ افتتاحَ مراكزِ تربيةٍ دينيّةٍ ومشاغلَ مهنيّةٍ وفِرَقًا كشفيّة، كما أُقِيمَتْ رساماتٌ كهنوتيّةٌ وخدماتٌ رعويّةٌ في الأديرةِ والكنائسِ التابعة. شارك في مناسباتٍ ولقاءاتٍ كنسيّةٍ وإعلاميّةٍ داخلَ سوريا وخارجَها؛ من ذلك زيارةٌ رعويّة للمملكةِ المتّحدة عام 2014 ألقى خلالها عِظةً وقدّاسًا وأدّى «الأبانا» بالسريانيّة/الآراميّة، وكذلك رسالةٌ رعويّة وجَّهها إلى قداسةِ البابا شنودة الثالث، إضافةً إلى مداخلةٍ مكتوبة في مبادرة «كلمةٌ سواء» للحوار الإسلامي–المسيحي عام 2008. وعُرِفَ بسياسة الانفتاحِ والحوار، وبخطابٍ راعويٍّ يدعو إلى السَّلامِ الأهليّ وحمايةِ المدنيّين، وهو ما عَكَسَتْه مشاركاتُه وتعقيباتُه في وسائلِ الإعلام واللقاءاتِ المسكونيّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيكستوس الثالث | الولادة: – الوفاة: 440 القديس سيكستوس الثالث (Sixtus III)، ترتيبه البابوي رقم 44 ودامت حبريته: من 31 يوليو 432 م إلى 18 أغسطس 440 م. وُلد في روما، الإمبراطورية الرومانية الغربية. وتوفي في روما، 18 أغسطس 440 م. دُفن كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار (San Lorenzo fuori le Mura). يُعيّد له في 28 أغسطس (في بعض التقاليد). سيرته ودوره الكنسي خلف البابا سلستين الأول بعد وفاة الأخير عام 432 م. عاش في فترة كانت فيها الكنيسة تخوض صراعات عقائدية وسياسية كبيرة، خاصة بعد مجمع أفسس (431 م) الذي أدان بدعة نسطور. عمل على تعزيز الوحدة بين الكنائس الشرقية والغربية. أبرز أعماله وإنجازاته بناء وترميم الكنائس في روما: اشتهر بجهوده في بناء وترميم عدة كنائس مهمة في روما، منها: بازيليك القديس بطرس. كنيسة سانتا ماريا ماجوري (التي يُعتقد أنه ساهم في تطويرها). كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار، حيث دُفن لاحقاً. هذه المشاريع كانت رموزاً لتعزيز حضور الكنيسة وتعزيز العبادة العامة. تعزيز الوحدة المسيحية: عمل على تخفيف التوترات بين الكنائس الشرقية والغربية عقب مجمع أفسس. أرسل رسائل دعم إلى الكنائس الشرقية وشجع على تطبيق قرارات المجمع. التصدي للهرطقات: استمر في محاربة بدعة النسطورية والهرطقات الأخرى التي كانت تهدد وحدة الكنيسة. دعم القديس كيرلس الإسكندري الذي كان من أبرز المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية. رسائله وتعاليمه: كتب عدة رسائل حول الانضباط الكنسي والعقيدة، حيث أكد على سلطة البابوية ودورها في توحيد المسيحيين. ركز على أهمية التوبة والرحمة ضمن ممارسة الكنيسة. مكانته في الكنيسة يُكرم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيد القديس سيكستوس الثالث في 28 أغسطس. يُذكر كراعٍ محب للسلام وباني للكنيسة ومصلح للوحدة الكنسية. حقائق سريعة: كان من أنصار توحيد الكنيسة بعد مجمع أفسس. ساعد على استقرار الكنيسة في فترة كانت فيها الإمبراطورية الرومانية الغربية تعاني من الضغوط السياسية والعسكرية. دُفن في كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار، وهي إحدى الكنائس الأربع الكبرى القديمة في روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سلستين الاول | الولادة: – الوفاة: 432 البابا القديس سلستين الأول (St. Celestine I)، البابا رقم 43 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلِد في روما، نحو نهاية القرن الرابع، في عهد الإمبراطورية الرومانية. أبرز إنجازاته وأعماله: مواجهة البدع والهرطقات: فقد اشتهر بجهوده الحازمة في مكافحة البدع، وخاصة: النسطورية (نسبة إلى نسطور، بطريرك القسطنطينية): التي أنكرت وحدة شخص المسيح الإلهي والبشري. البيلاجيانية: التي أنكرت تأثير الخطيئة الأصلية وقللت من الحاجة إلى النعمة الإلهية. أرسل مندوبين ليمثّلوه في مجمع أفسس الأول (431 م)، حيث أُدين نسطور واعتُرف بـ مريم العذراء “والدة الإله” (Theotokos) – وهو حدث مفصلي في تاريخ العقيدة المسيحية. الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية: أصر على سلطة أسقف روما باعتباره خليفة بطرس، وكان له تأثير مهم في توجيه المجامع الشرقية. راسل الكنائس الشرقية، ودافع عن العقيدة الأرثوذكسية في وجه التأويلات اللاهوتية المنحرفة. دعم التبشير في الغرب: أرسل القديس بالاديوس (Palladius) إلى أيرلندا كأول أسقف لها، ممهداً الطريق لاحقاً للقديس باتريك. هذا يُظهر اهتمام البابا سلستين بالتوسّع الكرازي في العالم “الوثني” خارج حدود الإمبراطورية الرومانية. الإصلاح الكنسي: أصدر تعليمات ضد استخدام الممارسات الوثنية في الاحتفالات المسيحية. شجّع على الاحتشام في الطقوس والابتعاد عن مظاهر الترف والبذخ. تقديسه: أُعلِن قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في بعض التقاليد يوم 6 أبريل أو 8 أبريل، لكن يوم وفاته المسجل هو 27 يوليو. توفي في روما سنة 432 م. ودُفن في كاتاكومب القديس كالّيستوس في روما، وهو من أشهر مواقع دفن الباباوات الأوائل. تأثيره التاريخي: يُعتبر سلستين الأول من الباباوات اللاهوتيين والمصلحين، وترك بصمة قوية على تطور العقيدة المسيحية، خصوصًا في ما يتعلق بطبيعة المسيح وأمومة مريم. ساهم في وضع أسس دور البابا كقائد للعقيدة والإيمان على مستوى العالم، وليس فقط كأسقف لروما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونيفاس الأول | الولادة: – الوفاة: 422 وُلد القديس بونيفاس الأول (Bonifacius I) في روما وكان ترتيبه البابوي رقم 42، ودامت مدة حبريته من 28 ديسمبر 418 م حتى 4 سبتمبر 422 م. كان كاهناً في روما قبل أن يُنتخب بابا، ويُقال إنه خدم كمسؤول كنسي رفيع في عهد الباباوات أنستاسيوس الأول وإينوسنت الأول. يُعتقد أنه كان شخصية محترمة وصاحب نزاهة دينية، لذلك نال دعماً واسعاً عند انتخابه. انتخابه البابوي والصراع مع إيلاليوس عند وفاة البابا زوسيموس عام 418، حصل انقسام انتخابي خطير: تم انتخاب بونيفاس الأول بدعم من غالبية الإكليروس الروماني. في نفس الوقت، انتُخب كاهن آخر يُدعى إيلاليوس (Eulalius) بدعم فئة أخرى من الإكليروس والسلطات المدنية. نتج عن ذلك أول انشقاق بابوي موثق منذ القرون الأولى. تدخل الإمبراطور هونوريوس في البداية لصالح إيلاليوس، لكن لاحقاً، بعد أعمال شغب ورفض إيلاليوس الانسحاب من روما، أيد الإمبراطور بونيفاس رسمياً كبابا شرعي. هذا الحدث رسّخ أهمية استقلالية الكنيسة في اختيار البابا، بعيداً عن التأثير المدني. أعماله ومواقفه البارزة دعم اللاهوت الأرثوذكسي ومكافحة الهرطقات واستمر في خط آبائه في محاربة البيلاجيانية، التي كانت لا تزال تنتشر، مؤكداً على الحاجة للنعمة الإلهية والخلاص من خلال المسيح. أرسل رسائل إلى أساقفة قرطاج والقديس أوغسطينوس، مؤكداً وحدانية الإيمان وسلطة روما البابوية. دعم مجامع إفريقيا التي أصدرت قرارات ضد تعاليم بيلاجيوس. ساهم في ترميم الكنائس في روما. دعم الأرامل والفقراء، وكان له دور رعوي قوي في المدينة. مكانته في الكنيسة يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. ويُحتفل بعيده في 4 سبتمبر من كل عام. يُذكر بكونه رجلاً صالحاً، مدافعًا عن الاستقلال الكنسي، وعن وحدة الإيمان، وصاحب حكمة في معالجة الأزمات. حقائق سريعة: أول بابا يواجه تنازعاً قانونياً علنياً على كرسي بطرس بعد انتخاب متنازع عليه. حافظ على سلام الكنيسة الرومانية بعد صراع داخلي هدد بانقسام دائم. أُعجب به القديس أوغسطينوس وتواصل معه، مما يعزز مكانته اللاهوتية والروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس زوسيموس | الولادة: – الوفاة: 418 القديس زوسيموس (Zosimus), البابا الرسولي رقم 41 والذي خدم في أوائل القرن الخامس، في فترة حساسة من تاريخ الكنيسة، وواجه فيها جدالات عقائدية وتنظيمية مهمة. يُعتقد أنه من أصل يوناني. مدة حبريته كانت من 18 مارس 417 م حتى وفاته في 26 ديسمبر 418 م. دُفن في بازيليك القديس لورينس خارج الأسوار (San Lorenzo fuori le Mura). لا يُحتفل به رسمياً كقديس عام، ولكن يُذكر باحترام ضمن التاريخ البابوي. سيرته ودوره الكنسي زوسيموس خَلَف البابا إينوسنت الأول في وقتٍ كانت فيه الكنيسة منشغلة بقضايا عقائدية خطيرة أبرزها: الخلاف مع أتباع بيلاجيوس (البيلاجيانية): البيلاجيانية هي بدعة تنكر الخطيئة الأصلية وتقلل من أهمية النعمة الإلهية. في بداية حبريته، زوسيموس بدا متساهلًا مع بيلاجيوس وصديقه اللاهوتي سيليستيوس، إذ قبِل دفاعهم عن أنفسهم وظن أنهم أرثوذكسيون. هذا القرار أثار غضب أساقفة إفريقيا، خاصة القديس أوغسطينوس. بعد مراجعة إضافية واطلاعه على التفاصيل الدقيقة، غيّر موقفه لاحقًا وأدان تعاليم بيلاجيوس رسميًا عام 418 م في مرسوم يُعرف بـ “Epistola Tractoria”. هذا القرار كان حاسمًا في دحض البدعة في الغرب. الخلاف حول أسقفية آرل (جنوب فرنسا): حصل نزاع بين أسقفين حول من له الأحقية في كرسي آرل. البابا زوسيموس منح الشرعية للأسقف باتروسينوس، مما أثار خلافاً بينه وبين أساقفة غاليا. هذا أبرز التحديات التي كانت تواجه سلطة روما البابوية في المناطق الغربية من الإمبراطورية. تعزيز سلطة روما البابوية: تمسّك زوسيموس بسلطة أسقف روما كرأس للكنيسة الجامعة، وأكد أنه المرجع الأعلى في الشؤون العقائدية والانضباطية. رسائله، خاصة إلى إفريقيا وغاليا، تتضمن لغة قوية حول أولوية الكرسي الرسولي المستند إلى بطرس الرسول. مكانته وتأثيره على الرغم من قصر مدة حبريته (حوالي 1 سنة و9 أشهر)، إلا أنه لعب دوراً كبيراً في دحض البيلاجيانية، وهي واحدة من أخطر البدع في تاريخ الكنيسة الغربية. يُحترم بسبب تصحيحه لموقفه الأول، مما يدل على تواضعه ورغبته في حفظ الإيمان السليم. ورد اسمه في رسائل القديس أوغسطينوس ضمن السياقات الجدالية حول بيلاجيوس. لم يُعلَن قديساً رسمياً في معظم التقاليد الغربية، لكن يُذكر تاريخيًا باحترام كراعٍ صالح قاوم الهرطقة بعد التدقيق. البابا زوسيموس يُعتبر شخصية انتقالية مهمة في تاريخ الكرسي الرسولي، حيث واجه واحدة من أهم أزمات اللاهوت الغربي، وأثبت أهمية الحكمة والتدرّج في اتخاذ القرار اللاهوتي السليم. قراره النهائي بإدانة البيلاجيانية أسهم في بلورة العقيدة حول الخطيئة والنعمة، والتي تبنّاها لاحقاً مجمع ترينت في القرن السادس عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس إينوسنت الأول | الولادة: – الوفاة: 417 القديس إينوسنت الأول (Innocent I)، أحد أعظم الباباوات في أوائل القرن الخامس، والذي كان له تأثير بالغ في تثبيت سلطة الكرسي الرسولي والدفاع عن العقيدة الكاثوليكية خلال الأوقات الصعبة. ترتيبه البابوي رقم 40. وُلد على الأرجح في ألبانو (قرب روما – إيطاليا). وتُوفي في روما بـ 12 مارس سنة 417 م. دُفن في مقبرة القديس بطرس، في بازيليك القديس بطرس – الفاتيكان. عيده في 12 مارس في التقويم الكاثوليكي. أصله العائلي يُعتقد أنه ابن البابا أناستاسيوس الأول، مما يجعله أحد الحالات النادرة التي يتولى فيها ابن خلافة والده في البابوية (رغم أن هذه القرابة لم تُثبت تاريخياً بشكل قاطع، لكن عدة مصادر قديمة تشير إليها). أعماله ومساهماته البارزة تعزيز سلطة كرسي روما: رسّخ مبدأ سلطة أسقف روما (البابا) فوق باقي الأساقفة في المسائل العقائدية والانضباطية. كان يُخاطب الأساقفة والكنائس الأخرى من موقع الحَكم الأعلى، وقد طلبت منه كنائس في إفريقيا، إسبانيا، وغاليا توضيحات قانونية ولاهوتية. علاقته بالقديس أوغسطينوس: دعَم القديس أوغسطينوس في صراعه ضد بدعة بيلاجيوس، التي أنكرت الخطيئة الأصلية وضرورة النعمة للخلاص. أرسل عدة رسائل تؤيد تعليم أوغسطينوس وتُدين تعليم بيلاجيوس. هذا الموقف رسّخ تعليم النعمة في الكنيسة الغربية. التدخل في شؤون الكنائس الإقليمية: تلقى العديد من الرسائل من أساقفة إفريقيا، غاليا، وشرق أوروبا تطلب رأيه في المسائل العقائدية والانضباطية. أصدر قرارات مؤثرة حول الأسرار، التوبة، والكهنوت، منها: أن التوبة يجب أن تُمنح مرة واحدة للمؤمن بعد المعمودية. تأكيد قدسية الزواج وسرية الاعتراف. دوره خلال غزو القوط لروما (410 م): كان بابا أثناء غزو روما بقيادة الملك القوطي ألاريك. قام بدور الوسيط بين القوط وشعب روما. طلب من الإمبراطور هونوريوس في رافينا دعم المدينة، لكن دون نتيجة فعالة. مع ذلك، يُقال إن الكنائس المسيحية لم تُنهب في روما، بفضل نفوذ البابا وتدخلات انً (وفقًا لما نقله القديس جيروم). مكانته في الكنيسة يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. عُرف بالحكمة، والإدارة القوية، والغيرة على الإيمان. يُحتفل بعيده في 12 مارس. كتب عنه القديس جيروم مشيراً إلى غيرته الإيمانية ودوره خلال كارثة سقوط روما. وصفه المؤرخ بروسوسيوس بأنه “راعي الكنيسة الجامعة في زمن المحن”. استخدم سلطته لتأكيد توجيهات مجمع قرطاج بخصوص قانونية الكتاب المقدس (أي لائحة الأسفار القانونية). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس أناستاسيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 401 القديس أناستاسيوس الأول (Anastasius I)، أحد الباباوات الرسوليين في الكنيسة الكاثوليكية. ترتيبه البابا التاسع والثلاثين. وُلد في روما وتُوفي فيها سنة 401 م. سيرته: خلف البابا سيريسيوس (Siricius)، وكان معروفاً بورعه وحزمه في مواجهة الانحرافات العقائدية. يُذكر في تاريخ الكنيسة كراعٍ أمين ومدافع قوي عن العقيدة الأرثوذكسية في وجه التعليم الخاطئ. أبرز أعماله ومواقفه من أبرز إنجازاته الروحية أنه: أدان تعاليم أوريجانوس (اللاهوتي الإسكندري الشهير في القرن الثالث) التي بدأت تُتداول مجدداً. اعتبر أن بعض أفكار أوريجانوس لا تتفق مع الإيمان الكاثوليكي، خاصة تلك المتعلقة بطبيعة المسيح وقيامة الأجساد. هذا الموقف كان مؤثراً جداً، والقديس جيروم (Hieronymus) والعديد من اللاهوتيين تبنّوا موقفه في نقد أوريجانوس لاحقاً. حرص على التواصل مع الكنائس في الشرق، وخاصة مع اللاهوتيين الأرثوذكسيين الذين حاربوا البدع. دعم القديس يوحنا ذهبي الفم رغم الجدل الذي كان يحيط به في القسطنطينية. شجّع على وقوف الشعب في الكنيسة أثناء قراءة الأناجيل، تعبيرًا عن الاحترام لكلمة الله. حافظ على نقاوة الطقوس الليتورجية الرومانية. وُصف بأنه حريص على نقاء الإيمان والانضباط الأخلاقي في الكنيسة. مكانته في الكنيسة يُكرَّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 19 ديسمبر، وهو يوم وفاته. دُفن في مقبرة الباباوات في كاتاكومب القديس كالّيستوس (San Callisto) على طريق أبيا. أُعجب به القديس أوغسطينوس والقديس جيروم، ووصفوه بأنه رجل تقوى وتمييز روحي. هو والد البابا إنّوسنت الأول، الذي خلفه على الكرسي الرسولي بعد وفاته — واحدة من الحالات القليلة التي خلف فيها الابن والده في منصب البابا. رسائل القديس جيروم تُشير إلى احترامه الكبير للبابا أناستاسيوس وتأييده لقراراته العقائدية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس سيريسيوس | الولادة: 334 الوفاة: 399 البابا القديس سيريسيوس (St. Siricius)، الذي يُعد البابا رقم 38 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلِد في روما، في الإمبراطورية الرومانية الغربية، حوالي عام 334 م. انتُخب في 384 م (بعد وفاة البابا داماسوس الأول) وتوفي في 26 نوفمبر 399 م، أي أنه شغل المنصب لمدة نحو 15 عاماً. أبرز إنجازاته وأعماله: أول بابا يصدر “مرسوماً بابوياً” مكتوباً: البابا سيريسيوس هو أول من أصدر وثائق بابوية رسمية مكتوبة تُعرف بـ”القرارات البابوية” أو Decretalia. في رده على أسقف هسباليا (Himerius of Tarragona) في إسبانيا، أصدر عام 385 م رسالة تحتوي على قرارات تنظيمية وعقائدية تُعتبر من أولى الإشارات إلى السلطة القانونية للبابا. قضايا الانضباط الكنسي: تناول في رسائله قضايا مثل: شروط التوبة بعد ارتكاب خطايا كبيرة، أهلية الكهنة والشمامسة، رفض المعمودية من الهراطقة، تطبيق الحشمة والامتناع الجنسي للكهنة بعد الرسامة. دعم البنية الكنسية المركزية: ساهم في تعزيز سلطة أسقف روما كرأس للكنيسة، من خلال التأكيد على طاعة الأساقفة في المسائل العقائدية والانضباطية. موقفه العقائدي: واصل الخط الأرثوذكسي ضد البدع المنتشرة، خاصة الآريوسية والبرسيليانية، وهي بدعة نشأت في إسبانيا وشددت على التنسك المتشدد واعتبرت أن الخطايا الكبيرة لا تُغفر إلا بمعمودية ثانية. تقديسه: مُعترف به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 26 نوفمبر، يوم وفاته. دُفن في كاتاكومب بريسيلا (Priscilla Catacombs)، حيث دُفن أيضًا البابا داماسوس. خلفه البابا أناستاسيوس الأول (St. Anastasius I)، وهو البابا رقم 39. سُجّل في التاريخ كأول بابا استخدم السلطة الكتابية والإدارية بأسلوب قانوني واضح. مثّل انتقال البابوية من مجرد دور رعوي إلى مؤسسة ذات سلطة تنظيمية على نطاق واسع في العالم المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس داماسوس الأول | الولادة: – الوفاة: 384 م البابا القديس داماسوس الأول (St. Damasus I)، الذي كان البابا رقم 37 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلِد في إسبانيا (احتمالاً في مدينة إيدانا – Idanha-a-Velha حالياً في البرتغال)، ثم نشأ في روما. بدأت حبريته في 1 أكتوبر 366 م وانتهت في 11 ديسمبر 384 م. أي خدم نحو 18 عاماً. أبرز أحداث حبريّته: صراع على البابوية: بعد وفاة البابا ليبيريوس، تم انتخاب داماسوس، لكن خصومه دعموا كاهنًا يُدعى أورسيوس (Ursinus). وقع نزاع دموي في روما بين أتباع الطرفين، استدعى تدخل السلطات المدنية. في النهاية، اعترف الإمبراطور جراسيان بشرعية داماسوس كبابا. الدفاع عن الإيمان النيقاوي: كان مدافعًا قويًا عن قرارات مجمع نيقية (325 م) ضد الأريوسية. دعم اللاهوت الأرثوذكسي حول ألوهية المسيح والروح القدس. تكليفه القديس جيروم بترجمة الكتاب المقدس: أهم إنجاز تاريخي له: كلف القديس جيروم بترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية من اليونانية والعبرية، وهي الترجمة المعروفة باسم الفولغاتا (Vulgata)، التي أصبحت النص الرسمي للكنيسة الكاثوليكية لقرون. إحياء تقليد تكريم الشهداء: كان شديد الاهتمام بقبور الشهداء والكتاكومبات في روما. كتب نقوشًا شعرية (Epigrams) على قبورهم، بعضها ما زال موجودًا حتى اليوم. يُنسب إليه تشجيع الطقوس الليتورجية باللغة اللاتينية بدلاً من اليونانية. قرارات ومجامع: دعا إلى مجمع روما (382 م)، الذي يُعد من أوائل المجامع التي حددت قانون الكتاب المقدس. شدد على سلطة أسقف روما كخليفة بطرس، في مواجهة الأساقفة الشرقيين. تقديسه: أُعلِن قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 11 ديسمبر، يوم وفاته. وفاته: توفي في 11 ديسمبر 384 م. دُفن في كنيسة القديسة لورينتينا في كاتاكومب بريسيلا في روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس ليبيريوس | الولادة: – الوفاة: 366 البابا رقم 36 في عداد باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلد في روما، في الإمبراطورية الرومانية الغربية. بدأ حبريته: في 17 مايو 352 م. وانتهت: في 24 سبتمبر 366 م. أي أنه شغل منصبه 14 عاماً و4 أشهر تقريباً. الأحداث البارزة في حبريته: نزاعه مع الأريوسيين والإمبراطور قسطنطيوس الثاني: واجه ضغطاً شديداً من الإمبراطور قسطنطيوس الثاني، الذي كان يؤيد العقيدة الأريوسية (التي تنكر ألوهية المسيح). رفض إدانة القديس أثناسيوس، المدافع الشهير عن العقيدة النيقية، مما جعله يتعرض لغضب الإمبراطور. نفيه إلى تراقيا (اليونان حالياً): بسبب موقفه الصلب، نُفي ليبيريوس إلى مدينة بيريا (Berea) عام 355 م. خلال فترة النفي، نُصّب أورسيوس (Felix II) بديلاً عنه، وهو بابا غير شرعي (مناهض للبابا). بعد سنتين من المنفى، عاد إلى روما وسط ترحيب شعبي كبير. الجدل حول توقيعه على صيغة غير نيقية: هناك جدل بين المؤرخين حول ما إذا كان قد وقّع تحت الضغط على صيغة نصف أريوسية أثناء نفيه، لكن هذا غير مؤكد بشكل قاطع. رغم ذلك، ظل يُعتبر أرثوذكسياً في إيمانه ومدافعاً عن المجمع النيقاوي. تقديسه: لا يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الرسمية اليوم. لكن في التقاليد الشرقية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية، يُعتبر قديساً ويُحتفل بذكراه. وفاته: توفي في 24 سبتمبر 366 م في روما. دُفن في مقبرة بريسيلا (Priscilla) على طريق سالاريا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس دومينيك سافيو | الولادة: 1842 الوفاة: 1857 الاسم الكامل: دومينيكو سافيو (Domenico Savio) شفيع الأطفال والشباب نشأته وُلد في 2 أبريل 1842 في سان جيوفاني دي ريفا، إيطاليا وفي أسرة مسيحية فقيرة، وكان والده حداداً ووالدته خياطة. تربّى في جوّ مليء بالإيمان والتقوى. منذ سنٍّ مبكرة أظهر دومينيك علامات القداسة. كان يحضر القداس يومياً رغم المسافة الطويلة. تعلم القراءة والكتابة مبكراً، وكان شغوفاً بالدين. من أقواله عندما تناول القربان الأول (عمره 7 سنوات): “أُفضّل الموت على أن أُخطئ خطيئة واحدة.” لقاؤه بالقديس يوحنا بوسكو في عمر 12 سنة، التقى بالأب يوحنا بوسكو (Don Bosco) مؤسس رهبنة السالزيان. انضم إلى مدرسة دون بوسكو في تورينو، حيث برز بتقواه، طاعته، وفرحه الدائم. وكان دومينيك نموذجاً في التقوى، وأسس مجموعة سماها “جمعية الحبل بلا دنس” هدفها تشجيع أصدقائه على حياة النعمة والصداقة مع الله. ملامح شخصيته كان دومينيك محبوبًا من أصدقائه، ودائم البشاشة. ومحب للسلام حيث كان يتدخل لفضّ النزاعات بلطف. كان يكرّس كل لحظة من يومه ليسوع ومريم كما كان صديق المرضى والضعفاء وكان يخدمهم بمحبة وصمت. وفاته تاريخ الوفاة: 9 مارس 1857. العمر: 14 عامًا فقط السبب: مرض صدري (غالبًا السل)، مات بسلام وقال لأهله: “أوه، يا له من شيء جميل أراه!” تطويبه وتقديسه أُعلن طوباوياً: عام 1950 أُعلن قديساً: في 12 يونيو 1954 على يد البابا بيوس الثاني عشر هو أصغر قديس غير شهيد في الكنيسة الكاثوليكية يُعلَن قداسته رسميًا. شفيع: الأطفال، الشباب، والطلاب. أقوال مشهورة له “نولد للحياة، لا من أجل الموت.” “أنا لست سوى قماشة، لكن الرب يستطيع أن يرسم عليها صورة قديس.” “الله يريدني قديساً، وسأصبح قديساً.” إرثه كتب عنه القديس يوحنا بوسكو سيرة بعنوان “حياة دومينيك سافيو”، ولا تزال تُلهم أجيال الشباب إلى اليوم. دومينيك سافيو هو قدوة حيّة في القداسة اليومية والبساطة العميقة في محبة الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس جان بيركمانس | الولادة: 1599 الوفاة: 1621 القديس جان بيركمانس (St. John Berchmans) هو من أبرز القديسين اليسوعيين الذين لمعت حياتهم رغم قِصرها، بسبب مثاله في الطهارة والطاعة والتقوى اليومية. نشأته وُلد في عائلة مسيحية متدينة، والده كان صانع أحذية، ووالدته سيدة فاضلة كرّست أولادها لتقوى الله في ديست، بلجيكا، وذلك في 13 مارس 1599. شعر بدعوة للحياة الدينية منذ صغره، وكان معروفًا بحبه الكبير لله وللعذراء مريم. دخل الرهبنة اليسوعية عام 1616 في معهد اليسوعيين في ميشيلين، حيث عاش حياة انضباط شديد وفق القواعد الرهبانية. ثم انتقل لاحقًا إلى روما لإتمام دراسته في الفلسفة. مواقفه وسيرته الروحية رغم صغر سنه، برز في مواقف عديدة تدل على نضوج روحي فائق: محبته للعذراء: كان يتلو الوردية يوميًا، ويحمل مسبحته معه دائمًا، وكان يتمنى أن يموت وهو ممسك بها، وقد تم له ذلك. الطاعة: كان مثالًا في الطاعة، حتى في أدق التفاصيل. كان يقول: “أرغب في فعل الأشياء العادية بطريقة غير عادية من المحبة.” الاجتهاد: لم يكن يضيّع دقيقة من وقته؛ كان يستثمر كل لحظة في الدراسة أو الصلاة أو خدمة الآخرين. الفرح والبشاشة: كان دائم الابتسامة، مما جذب زملاءه ومحبيه إليه. الاهتمام بالمرضى: كان يخدم زملاءه المرضى في الدير بمحبة وصبر. وفاته توفي في 13 أغسطس 1621، عن عمر 22 عاماً فقط بعد مرض مفاجئ، يُعتقد أنه الزحار أو التهاب الأمعاء، نتيجة لجهوده المفرطة وطقس روما الحار. توفي وهو ممسك بالصليب، كتاب القوانين الرهبانية، والمسبحة. كان يردد اسم يسوع ومريم. معجزاته بعد وفاته، نُسبت إليه العديد من المعجزات، ومنها: شفاء راهبة أمريكية: في عام 1866، حصلت معجزة في لويزيانا، الولايات المتحدة، حيث شُفيت راهبة من داء عضال بعد أن طلبت شفاعته. هذه المعجزة كانت سبباً في إعلانه قديساً عام 1888 من قبل البابا لاوون الثالث عشر. شفاءات أخرى: تقارير عن شفاءات عديدة تمت بشفاعته، وخاصة بين الشباب والطلاب. تطويبه وتقديسه أُعلن طوباوياً: عام 1865 أُعلن قديساً: 15 يناير 1888 شفيعه: شفيع الطلاب، وبالأخص محبي الدراسة والالتزام الرهباني. إرثه الروحي الرسالة التي تركها: أن القداسة ليست بالمعجزات الكبرى، بل بالعيش اليومي للفضائل الصغيرة – بإخلاص، بمحبة، وبفرح. مقولته المشهورة: “إذا كنت لا أستطيع أن أفعل أشياء عظيمة، فبإمكاني أن أفعل أشياء صغيرة بمحبة عظيمة.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس جوليوس الاول | الولادة: – الوفاة: 352 البابا القديس يوليوس الأول (St. Julius I)، الذي كان البابا رقم 35 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. حبريته: تاريخ الانتخاب: 6 فبراير 337 م تاريخ الوفاة: 12 أبريل 352 م، أي أنه شغل منصب البابا لمدة 15 سنة. مكان الولادة: غالباً وُلِد في روما، لكنه من أصل إيطالي. أحداث هامة وأعمال خلال حبريته: دوره في الجدل الأريوسي: كان أحد أبرز المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية ضد بدعة الأريوسية التي أنكرت ألوهية المسيح. دعم القديس أثناسيوس الكبير، بطريرك الإسكندرية، الذي نُفي من كرسيه من قبل الأريوسيين والإمبراطور. دعا إلى مجمع في روما عام 340 م دعم فيه أثناسيوس ورفض قرارات المجامع الأريوسية. كتب رسالة شهيرة إلى الأساقفة الشرقيين دافع فيها عن سلطة الكرسي الرسولي في حل النزاعات الكنسية. دفاعه عن سلطة روما: أكد في كتاباته على أن أسقف روما (البابا) يملك سلطة قضائية في مسائل العقيدة والانضباط الكنسي، وهي من أوائل الإشارات التاريخية الواضحة لدور البابا كـ”حَكَم” في خلافات الكنيسة. بناء الكنائس: يُنسب إليه بناء عدد من الكنائس في روما، بما في ذلك كنيسة القديس فاليريوس وكنيسة أخرى يُعتقد أنها كانت مكرسة للقديسة ماريا. وفاته: توفي في 12 أبريل 352 م. ودُفن في مقبرة كاليستوس على طريق أبيان (Via Appia) في روما. قداسته: يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يوم عيده: يُحتفل بذكراه في 12 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس مكسيموس المعترف | الولادة: 580 الوفاة: 662 نشأته في كنف عائلةٍ نبيلةٍ ولد القدّيس مكسيموس المعترف في القسطنطينيَّة عام 580 م. تميَّز بذكائه وبحبِّه للفلسفة. وبعد تحصيله العلميّ، دخل معترك السِّياسة ونال إعجاب الإمبراطور هيراكليوس الّذي مع تولّيه العرش جعله أمين سرّه الأوَّل. لكنَّ عيني القدّيس كانتا شاخصتين على ملكوتٍ من نوعٍ آخر. فنزع عنه حلَّة المجد الأرضيّ مُتخلِّياً عن وظيفته وأضحى جنديّاً للمسيح، مترهِّباً في دير والدة الإله في خريسوبوليس القريبة من القسطنطينيَّة. إلى جانب المعرفة سعى القدّيس أيضاً لاعتلاء سُلَّم الفضائل من خلال الاجتهاد في قراءة الكتب والصَّلاة القلبيَّة. وببلوغه مراحل متقدِّمة تمكَّن من شرح سرِّ الخلاص وإتِّحاد الله فينا لشفاء طبيعتنا. وبحثاً عن حياةٍ نسكيَّةٍ وهدوئيَّةٍ، انتقل القدّيس من دير والدة الإله إلى دير القدّيس جاورجيوس في كيزيكوس برفقة تلميذه انستاسيوس. هناك تفرَّغ للكتابة حول الصِّراع ضدَّ الأهواء والصَّلاة، واللّاهوى، والمحبَّة المقدَّسة. إلّا أنَّه ما لبث أن انتقل منه إلى جزيرة كريت هرباً من هجمات الفرس والآفار، فواجه فيها حرباً إيمانيَّةً ضدَّ القائلين بالطَّبيعة الواحدة للسَّيِّد المسيح، لا الطَّبيعتين البشريَّة والإلهيَّة. ومن كريت توجَّه إلى قبرص ومنها إلى قرطاجة عام 632، حيث التقى بالقدّيس صفرونيوس الأورشليميّ الّذي كان أحد كبار اللّاهوتيّينَ فانضمَّ إليه. وقد تسنّى له هناك الغور في أعماق اللّاهوت والكتاب المقدَّس، الأمر الذي مكَّنه من تقديم ملخَّصٍ عن تألُّه الخليقة. فيما بعد، وفي سياق الإصلاحات العسكريَّة والإداريَّة الّتي قام بها الإمبراطور هيراكليوس، تحضيراً لهجوم ضدّ الفرس، سعى في نفس الوقت إلى استرضاء القائلين بهرطقة الطَّبيعة الواحدة، تجنُّباً لتحوُّلهم نحو الفرس والعرب. فدخل القدّيسان صفرونيوس ومكسيموس معهم في حرب لاهوتيَّةٍ دامت سنوات، كان هدف الإمبراطور هيراكليوس وخلفه قسطنديوس منها، الحفاظ على مصالحهما السّياسيَّة والجغرافيَّة، في حين أنَّ القدّيسين انشغلا في قول الحقِّ والحفاظ على تعاليم الرَّبّ والآباء القدّيسين الأوائل والمجامع المقدَّسة، رافضين أيَّ صياغةٍ توافقيَّةٍ تضرب جوهر الإيمان. وتذكر المراجع أنَّ حربهما لم تقتصر على مقاومة الأباطرة ومراسيمهم العقابيَّة وحسب، إنَّما كانت أيضًا مع بطاركةٍ أرادوا بدورهم استرضاء سلاطين العالم. والجدير ذكره أنَّ الإمبراطور هيراكليوس وقبل موته اعترف بسياسته الدّينيَّة الفاشلة أمام استقامة الرّأي. أمّا قسطنديوس في عهده، فقد أصدر مرسوماً حرَّم فيه على كلِّ مسيحيٍّ مناقشة موضوع الطَّبيعتين والمشيئتين. وبعد موت القدّيس صفرونيوس، لجأ القدّيس مكسيموس إلى القدّيس مرتينوس أسقف رومية، الّذي عقد المجمع اللّاترانيّ عام 649 م والذي أدان فيه القول بالمشيئة الواحدة ونبذ المرسوم الإمبراطوريّ. فإغتاظ الإمبراطور من الأمر واعتبره تمرُّداً ، فأمر أوّلًا باستياق القدّيس مرتينوس الّذي أهين واستشهد عام 655. ثمَّ أوقف القدّيس مكسيموس وتلميذه ومندوب أسقف رومية، وأودعهم السِّجن. وقد وُجِّهت للقدّيس مكسيموس حينها اتّهامات سياسيَّة وحمّلوه مسؤوليَّة الانشقاق الحاصل في الكنيسة بسبب تمسُّكه بعقيدته. وقد حكم عليه بالنَّفي واستيق إلى بيزيا. في المنفى عانى القدّيس الأمرّين، وعلى الرَّغم من المحاولات الّتي قام بها الإمبراطور ليستميله بغية استمالة بقيَّة المؤمنين، بقي القدّيس مكسيموس على موقفه. بعد ذلك جرى نقله إلى بربريس حيث احتجز. وفي سنة 662 م مَثُلَ أمام بطريرك القسطنطينيَّة ومجمعه. فسألوه : “من أيَّة كنيسةٍ أنت؟ من القسطنطينيَّة؟ من رومية؟ من أنطاكية؟ من الإسكندريَّة؟ من أورشليم؟ فها هم جميعاً متَّحدون فيما بينهم” . فأجاب القدّيس مكسيموس: “إنَّ الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بالإيمان الصَّحيح والخلاصيّ بإله الكون”. فهدَّدوه بالموت إلّا أنَّه بقي ثابتاً على إيمانه بقوله: “ليتحقَّق فيّ ما رسمه الله من قبل الدُّهور، لأعطي لله المجد الّذي له من قبل الدُّهور”. فلعنوه وأهانوه وحكموا عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى اللّذين بهما اعترف بإيمانٍ. ثمَّ ساروا به في شوارع المدينة والدَّم يقطر منه، وأودعوه قلعةً في أقاصي القوقاز في لازيكوس حيث استشهد في 13 آب عام 662 م عن عمر يناهز الثَّانية والثَّمانين. وقد نقل أنَّ ثلاثة قناديل زيت كانت تشتعل على قبره من ذاتها كلَّ ليلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس ثيوذوروس التّيرونيّ | الولادة: – الوفاة: القدّيس ثيوذوروس التّيرونيّ ومعنى اسمه في اليونانيّة هديَّة الله أو عطيّة الله. أمّا التّيرونيّ فهو لقبٌ ومعناه المجنَّد حديثاً، وبحسب بعض المراجع، إنَّ مردَّه يعود لانتماء القدّيس إلى الفيلق التّريانيّ الّذي كان فرقةً عسكريَّة تضمُّ النُّخبة من الجنود. المعلوماتُ عن مسيرة حياته قد استمدَّت بأغلبها من عظةٍ للقدّيس غريغوريوس النّيصصيّ الّتي ألقاها عند زيارةِ ضريحه. موطنه الأصليّ وزمانه غير معروفين، لكنَّ بعض الدّارسين يشيرون إلى أنَّه قد يكون من سوريا أو من أرمينيا، وأنَّه عاش بين أواخر القرن الثّالث وأوائل القرن الرّابع م. وفي تفاصيل مسيرة القدّيس الاستشهاديَّة، فقد تزامن وصول الفرقة الّتي كان جنديّاً فيها إلى أماسيا لقضاء فصل الشِّتاء. هناك كانت حربٌ دمويَّةٌ قائمةٌ على المسيحيّين، بحيثُ كان عليهم حينها اختيار الوثنيَّة أو الموت. هنا برز القدّيس كمثالٍ للاستقامة والإيمان الحقيقيّين بيسوع المسيح، إذ كان قدر تربّى على التَّقوى والفضيلة. فلم تُخِفه التَّهديدات ولم تمنعه من المجاهرة بالحقّ. وإذ استيق للمحاكمة سُئل عن مصدر جرأته في معارضة قرار الإمبراطور وتكريم آلهته، فأجابهم بأنّ إلهه واحدٌ، وأنَّ من يطلقون عليهم إسم آلهةٍ إنَّما هم شياطين، وأنَّه مستعدٌّ للموت بفرحٍ من أجل إيمانه. فطرح عليه أحد الضُّباط سؤالًا بهدف السُّخرية بقوله: “ماذا يا ثيوذوروس الله وَلَدَ؟ كيف ذلك؟ أَلَهُ أولادٌ كالنّاس؟ أَلَهُ شهواتٌ كشهواتِ النَّاسِ ويَعرِفُ مثلَهُم توتُّراتِ الجَسَد؟” فأجابه بحزمٍ وثقَةٍ وأخرسه بقوله: “ليس الإله الّذي أعبد عرضةً للضُّعفات ولا لتوتُّرات البشر النّابية. صحيحٌ أنَّهُ أَولَدَ إبنًا لكنَّه أَولَدَهُ على نحوٍ إلهيٍّ، وإيلادُهُ العجيب لإبنه هو إلهيٌّ بالكلِّيَّة. أمّا أنت أيُّها المتهكِّم الخبيث، فكيف تجعل من إمرأةٍ إلهةً أما تخجل من عبادة إلهةٍ تعاني آلام الطَّلق وتنجب آلهةً أطفالاً كما الأرنبة خرانقها والخنزيرة البريَّة خنانيصها؟” أمام موقفه الحازم، وبنيَّةٍ خبيثةٍ تراجع الحكّام عن إعدامه وقرَّروا أن يعطوه وقتًا ليفكِّر ويعود عن ضلاله. فما كان من القدّيس إلّا أن أحرق هيكلًا لأُمِّ الآلهة في أماسيا ورمَّده بِرُمَّته. فقبضوا عليه ثانيةً، فخاطبهم بكلِّ جرأةٍ وإيمانٍ وأفحمهم، فحاولوا استرضاءَه بالوعود والمراكز فأبى وسخر منهم وأبدى شفقةً على الأباطرة والكهنة وعبّاد الأصنام، فأثارت كلماته سخطهم وأحالوه للتَّعذيب. تحت سطوة التَّعذيب أيضاً لم يبدِ القدّيس أيَّ نوعٍ من أنواع الاضطراب أو التَّراجع بل كان يُردِّد: “أبارك الرّبّ في كلِّ حينٍ. تسبحته في فمي في كلِّ آنٍ.” بعد التَّعذيب اُلقي القدّيس في السِّجن، حيث لحَظَ الحرَّاس انبعاثاً للأناشيد طول اللّيل، وأضيء المكانُ بالمشاعل. ولمّا دخل الحرّاس ليعرفوا السَّبب لم يجدوا شيئاً، فقد كان القدّيس مرتاحاً وبقيَّة المساجين في سباتٍ عميقٍ. ولمّا رأى القضاة والحكّام أنّ لا جدوى من ارتداده إلى الوثنيَّة حكموا عليه بالموت حرقاً. وقد ورد في بعض المصادر أنَّ سيِّدةً أخذت رفاته وأقامت له ضريحاً، يُرجَّح أنَّه في أوخاييطا. يرتبط إسم القدّيس بأعاجيبَ كثيرةٍ، فقد كان ضريحه محجَّةً للمتوافدين إليه بايمانٍ ولكنَّ أبرزها القمح المسلوق. ففي العام 361 أمر الإمبراطور يوليانوس الجاحد، أن يُدنَّسَ طعام المسيحيّين في الأسواق بدمِ الذَّبائِحِ المُقدَّمَة للأوثان، إلّا أنَّ اللهَ أرسل القدّيس ثيوذوروس الّذي تراءى لأسقفِ القسطنطينيَّة أفدوكسيوس، كاشفاً له نوايا الطَّاغية وأمره بمنع المسيحيّين من شراء المأكولات من السُّوق وأن يستعاض عنها بالقمح المسلوق، وهكذا حصل. ومنذ ذلك الوقت والكنيسة تحفظ ذكرى هذه الأعجوبة في السَّبت الأوَّل من الصَّوم الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس لاوون بابا رومية | الولادة: – الوفاة: 461 إثنان أُعطي لهما لقب “الكبير” في كنيسة الغرب، وكلّاهما قدّيسٌ في الكنيسة الجامعة وهما غريغوريوس الأوَّل ولاوون الأوَّل. أمّا البابا لاوون الّذي دخل غمار الحياة الإكليريكيَّة منذ مطلع شبابه، فمولودٌ في أواخر القرن الرّابع الميلاديّ، في رومية من عائلةٍ توسكانيَّة الأصل. ولمّا صار رئيس شمامسةِ رومية، عالج قضايا زمانه على اختلافها، خاصَّةً تلك الّتي كانت تُعنى بالعقائد وصونها. لاحقاً، وكخلفٍ للأسقف سيليستين، سيم غيابيّاً أسقفاً على رومية، إذ كان في مهمَّةٍ دبلوماسيَّةٍ في ما عرف سابقاً ببلاد الغال، أيّ في فرنسا. وقد تميَّزت مسيرته الأسقفيَّة بحسناتٍ عديدةٍ، كان أبرزها الحفاظ على العقائد ضدَّ الهرطقات والمهرطقين. كما سعى دوماً إلى بثِّ السَّلام في الكنيسة وقمع الجدليّات الخلافيَّة. كما اعتُمدَ عليه في كثيرٍ من المواقف بين الدُّول والشُّعوب، كوسيطٍ لتقريب وجهات النَّظر والإحالة دون وقوع الحروب. لقد عاش البابا لاوون في زمن كثُرت فيه التَّحديات العسكريَّة والسّياسيَّة والدّينيَّة والفكريَّة، وعلى مستوى النِّظام الكنسيّ والحياة الرّهبانيَّة والرَّعويَّة والعلاقة مع كنيسة الشَّرق. وكان غالباً ما ينجح في تخطّيها بفضل حكمته وطباعه، الّتي كانت تتميَّز بالصَّرامة والرَّأفة في آنٍ. له إنجازاتٌ عديدةٌ، أبرزها السَّعي للتَّجديد الإكليريكيّ وتوطيد النِّظام في كنائس أفريقيا وصقلية بعد هجمات قبائل الفندال (هي قبائل جرمانيَّة شرقيَّة تتَّبع المذهب الآريوسيّ، وكانوا مُضطَهَدين من قبل الكنيسة المؤمنة بعقيدة الثّالوث، فاجتمعوا ضدَّ حكم الرُّوم، وقاموا بحروبٍ عدَّةٍ معهم). كما دعم أسقف سالونيك، ومنع انفصال كنيسة الغال وتصدّى للهرطقات وأبرزها المانويَّة والبيلاجيَّة. والجدير ذكره هنا، أنَّه هو من أطلق على مجمع أفسس المنعقد سنة 449 م. صفة اللّصوصيَّة، بسبب كثرة الهرطقات الّتي حواها. هذا واهتمَّ بالطُّقوس الكنسيَّة ووطَّد قوامها، كما اهتمَّ برعاية الشَّعب والكهنة، من خلال أدائه وطريقة عيشه وعظاته وتعاليمه. إضافة إلى انشغاله ببناء الكنائس وترتيبها. وكما ذكرنا فقد عُرف البابا لاوون بالوساطة بين الشُّعوب، فمثلاً عندما اجتاحت قبائل الهانس (هم شعب غير مسيحيّ بقيادة أتيلا عاش في السَّهل المجريّ العظيم واستولى في النِّهاية على مساحةٍ كبيرةٍ من أوروبّا الوسطى)، كلّا من ألمانيا وبلاد الغال وعبرت الالب ونهبت ميلانو وهدَّدت رومية، كُلِّفَ من الإمبراطور الرُّوميّ ومجلس الشُّيوخ والشَّعب، بأن يحلّ الأزمة فيكفّ الغزاة يدهم عن المدينة. وهذا ما حصل بالفعل، فقد خرج مواجهًا إيّاهم بلباسه الحبريّ، وخَلفَهُ موكبٌ من الكهنة والشَّمامسة وهم يردّدون الأناشيد الكنسيَّة، فما كان من القائد الغازي الذي كان يتوقَّع جيشاً في مواجهته، إلّا التَّراجع عن نيَّته في القتال أمام هذا المنظر، مكتفياً بفرض الجزية على المدينة. أيضاً بعد سنواتٍ وفي مواجهة الفاندال، قام لاوون بنفس الوساطة مقنعاً الغزاة بالاكتفاء بالنَّهب وترك السّكان من دون الفتك بهم. هكذا قضى البابا لاوون حياته، بفرض السَّلام، وببناء الحجر والبشر، وبالتَّعليم والوعظ والحفاظ على العقائد، لحين رقاده بالرّبّ عام 461 م. وقد ترك خلفه 143 رسالةً و97 عظةً ونصوصاً ليتورجيَّة عديدةً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيسون هيروديون وأغابّوس وروفُس وهرماس وافلاغون وأسينكريتوس | الولادة: – الوفاة: – هيروديون، على ما ورد، هو تلميذ القديس بطرس الرسول ومرافقه في أسفاره. وقيل هو إياه نسيب القديس بولس المذكور في رومية 11:16. الباقون، ما خلا أغابوس، 8 واردون في الفصل ذاته. تسقف هيروديون على مدينة هيباتيا. لما كان ينادي بالإنجيل بكل جسارة، وبعدما هدى العديدين، قبض عليه الوثنيون بتحريض من اليهود وجلدوه بعنف، كما حطموا عظام يديه ورجليه بالحجارة. وقد أكمل شهادته ونال إكليل الظفر ذبحاً. أما أغابوس فكان، بين السبعين، من الذين حظوا بموهبة النبوءة. ذُكر في سفر أعمال الرسل (28:11) حين انحدر من أورشليم إلى أنطاكية لزيارة القديسين الرسولين بولس وبرنابا وأشار بالروح إلى “أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير على جميع المسكونة، الذي صار أيضاً في أيام كلوديوس قيصر”. ولأغابوس أيضاً ذكر في أعمال 21 حيث قيل إنه انحدر من اليهودية إلى قيصرية، إلى بولس الرسول ومن معه. فلما رآه أخذ منطقته وربط يدي نفسه ورجليه وقال “هذا يقوله الروح القدس. الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم” (الآيتان 10-11). وقد ورد أن أغابوس استمر في كرازته بالإنجيل إلى آخر حياته. وأما روفوس فلعله ابن سمعان القيرواني المذكور في الآية 21 من الفصل 15 من إنجيل مرقص. وقد كتب الرسول بولس في رومية 13:16 طالباً أن يُسلم له عليه وعلى أمه التي يعتبرها كأمه واصفاً إياه بـ “المختار في الرب”. وقد ورد في التراث أنه تسقف على ثيبة اليونانية. وأما أسينكريتوس وفيليغون فكرزا بالإنجيل في أكثر من موضع وهديا جماً من الوثنيين. وقد تعرضا للتعذيب واستشهدا في اليوم عينه. أما هرماس فورد في هذا اليوم أيضاً رغم وروده في 5 تشرين الثاني و 8 نيسان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارك | الولادة: – الوفاة: 336 القديس مارك هو البابا الاربعة والثلاتين للكنيسة الكاثوليكية الاسم: البابا مارك (Pope St. Mark) الترتيب: البابا رقم 34 في عداد باباوات الكنيسة الكاثوليكية. مدة حبريته: من 18 يناير 336 م إلى 7 أكتوبر 336 م أي أن حبريته كانت قصيرة جداً، أقل من سنة واحدة. مكان الميلاد: ربما في روما – يُعتقد أنه كان رومانيًا الأصل. إسهاماته وأعماله خلال حبريته القصيرة: التنظيم الكنسي: يُنسب إليه تنظيم شؤون الخلافة الأسقفية، ويُقال إنه وضع قواعد تتعلق بانتخاب الباباوات، لتكون أكثر وضوحاً واستقراراً. أسّس كنيسة في روما تُعرف بـ”كنيسة سانتا بالين”، وقد بُنيت على نفقته الخاصة. العلاقة مع الإمبراطور قسطنطين: على الأرجح، كانت علاقته جيدة بالإمبراطور قسطنطين الكبير الذي كان قد أعلن التسامح مع المسيحيين، مما ساعد على تعزيز مكانة الكنيسة. الإصلاحات الليتورجية (المزعومة): بعض المصادر اللاحقة نسبت له إدخال عناصر ليتورجية معينة، ولكن هذه الروايات ليست مؤكدة تماماً من الناحية التاريخية بسبب قِصر فترة حبريته. وفاته: توفي في 7 أكتوبر 336 م. دُفن في مقبرة بالين (Cemetery of Balbina) على طريق أبيان (Via Appia) في روما. وُضعت رفاته لاحقاً في كنيسة القديس مرقس في روما، التي حملت اسمه. القداسة: يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 7 أكتوبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارك البابا الرسولي | الولادة: – الوفاة: 68 القديس مار مرقس الرسول (St. Mark the Evangelist)، والمعروف أيضاً باسم البابا مرقس الأول، هو شخصية مسيحية بارزة جداً، ويُعد أحد الرسل السبعين الذين أرسلهم المسيح للتبشير، وهو كاتب إنجيل مرقس، وأول من بشر بالمسيحية في مصر، ويُعتبر أول بابا وبطريرك للإسكندرية، ولذلك يُلقب بـ “البابا الرسولي”. الاسم والهوية الاسم الكامل: مرقس (ويُعرف أيضاً بيوحنا مرقس) اللقب: القديس مار مرقس، البابا الرسولي، كاروز الديار المصرية الأصل: يهودي من سبط لاوي، وُلِد في قيروان (ليبيا حالياً) العائلة: يُعتقد أن والدته هي “مريم” صاحبة العلية التي اجتمع فيها التلاميذ بعد صعود المسيح، ويُظن أنه قريب للرسول بطرس. الكتابة والإنجيل كتب إنجيل مرقس، وهو ثاني أسفار العهد الجديد، ويُعتقد أنه كُتب استناداً إلى تعاليم الرسول بطرس. يتميّز هذا الإنجيل بالتركيز على أعمال المسيح ومعجزاته أكثر من أقواله، ويخاطب بشكل خاص المسيحيين من أصل روماني. الخدمة والتبشير رافق بولس وبرنابا في أول رحلة تبشيرية، ثم عاد إلى أورشليم. لاحقاً أصبح شريكاً للقديس بطرس وخادمه، ثم ذهب إلى عدة بلدان للتبشير. جاء إلى الإسكندرية حوالي عام 60 ميلادية. بدأ التبشير في منطقة بوكاليا (بالقرب من وسط الإسكندرية حالياً). أسس أول كنيسة في مصر – الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – والتي أصبحت لاحقاً واحدة من أقدم الكنائس في العالم. استشهاده استُشهد في الإسكندرية في يوم عيد القيامة، سنة 68 ميلادية، عندما قام الوثنيون بسحله في الشوارع بسبب تبشيره بالمسيحية. يحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيده في يوم 8 مايو (30 برموده قبطي). آثاره وإرثه جسده نُقل لاحقاً إلى فينيسيا (البندقية) في إيطاليا، وبُنيت كنيسة كبيرة تحمل اسمه هناك (كنيسة مار مرقس). في عام 1968، أُعيد جزء من رفاته إلى مصر في عهد البابا كيرلس السادس. يُعتبر شفيع كنيسة الإسكندرية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ما تزال تُلقّب البابا بـ”بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية” نسبة إليه. رموزه الأيقونية: يُصوَّر غالباً مع أسد مجنح، وهو رمزه الإنجيلي. يرمز الأسد إلى القوة والجرأة، وارتبط به لأنه بدأ إنجيله بكلام عن “صوت صارخ في البرية” كزئير الأسد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد برلام | الولادة: – الوفاة: 213 ولد برلام قرب انطاكية من ابوين مسيحيين فقيرين، ربيّاه على حب الفضائل والاداب السليمة. ولما ثار الاضطهاد العاشر على المسيحيين، قبض على برلام. فجاهر بانه مسيحي. فجيء به الى مدينة انطاكية حيث ذاق مر العذاب وهو ثابت في ايمانه. ولما كلّوا من تعذيبه، أجبروه على تقديم البخور للصنم. فوضعوا ناراً متقدة على مذبح الصنم. ووضعوا البخور في يده، ومدوها فوق النار لتحترق. على أنه لم يشعر بالحريق والالم. ثبتت يده غير متحركة حتى أحرقت النار جلدها وعروقها. فسقط مغشياً عليه ظافراً باكليل الشهادة سنة 213. صلاته معنا. آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مريم المصريّة… قدّيسة التّوبة! | الولادة: – الوفاة: 421 👶 النشأة والطفولة وُلِدَت القدّيسة مريم المصرية في مدينة الإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي، ونشأت في أسرة مسيحيّة بسيطة. ولكنّها منذ صباها انجرفت وراء شهوات الجسد، فتركت بيت والديّها وهي في الثانية عشرة من عمرها، وسارت في طريق الخطيّة والانحراف. 🛶 الرحلة إلى أورشليم بعد سبعة عشر عاماً قضتها في حياة الخطيّة، قصدت أورشليم مع جماعة من الحجاج الذين كانوا متّجهين للاحتفال بعيد الصليب الكريم المحيي. لم يكن قصدها الحجّ ولا العبادة، بل كانت تبحث عن المغامرة وإشباع الأهواء. ⛪ التوبة والعودة إلى الله حين وصلت إلى كنيسة القيامة، حاولت الدخول مع الحجاج، لكن قوّة غير منظورة كانت تمنعها عن العبور من الباب. عندئذٍ فُتِحَت عيناها الروحيتان، فأدركت أنّ خطاياها الكثيرة قد حالت بينها وبين الدخول إلى بيت الرب. فرفعت نظرها إلى أيقونة والدة الإله العذراء مريم وصرخت باكية: “يا سيدتي العذراء، إن سمحتِ لي بالدخول لرؤية الصليب الكريم، أعاهدك أن أترك طريق الشر وأتوب توبة صادقة.” فما إن أنهت صلاتها حتى فُتِحَ لها الطريق، ودخلت الكنيسة وسجدت بخشوع أمام عود الصليب الكريم. ومن تلك اللحظة تغيّرت حياتها تغييراً جذريّاً. 🌿 الحياة النسكية في البرية خرجت من الكنيسة بإرشادٍ إلهي، وعبرت نهر الأردن، حيث سكنت في البراري القاحلة. هناك قضت سبع عشرة سنة في صراع شديد مع شهوات الجسد وصور الماضي، تعرّضت للجوع والعطش والحرارة والبرد، ولكنها احتمَلتْ كل ذلك بالصلاة والصوم والدموع. ثم منحها الرب سلاماً داخليّاً ونعمةً خاصّة، فعاشت في البرية ما يقارب سبعاً وأربعين سنة في جهادٍ نسكي عجيب. 🤝 لقاؤها بالقدّيس زوسيما في إحدى أصوام الأربعين المقدّسة، التقاها القدّيس زوسيما الراهب عندما كان يجاهد في برية الأردن. تعرّف منها على سيرتها، فذهل من عظمة توبتها وجهادها. طلبت منه أن يمنحها سرّ الإفخارستيا في المرة المقبلة. وفي العام التالي جاء إليها حاملاً الأسرار المقدّسة، فتناولت بدموع التوبة والفرح. وعندما عاد في السنة التي تلتها، وجدها قد رقدت بسلام، فوارى جسدها الطاهر في التراب بعدما ساعده أسدٌ أرسله الله، ثم عاد إلى ديره وأخبر الرهبان بقصّتها العجيبة. 🌟 رقادها وتذكارها تنيّحت القدّيسة مريم المصرية بسلام نحو سنة 421م بعد أن قضت ما يقارب 47 سنة في البرية. وقد صارت سيرتها مثالاً حيّاً لقوة التوبة، وذُكرَت قصتها في السنكسار الكنسي ليُحتفل بتذكراها في اليوم الأول من شهر برمودة (9 نيسان/أبريل) من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس زينوبيوس | الولادة: – الوفاة: 390 القديس زينوبيوس أسقف فلورنسا (+390م) صديق للقدّيس أمبروسيوس الميلاني وداماسوس الرومي. تلقّى قسطاً وافراً من العلم وبرع في الفلسفة. كان وثنينا، لكنه في بحثه عن الحكمة اكتشف بطلان الأصنام وفتح أذنيه للمسيحيّين يبشرون بالإنجيل. ردّ فعل ذويه كان عنيفاً لما دروا بأنه اعتمد بيد أسقف فلورنسا. أجاب بالوداعة وثبات القلب وتمكّن من كسبهم للمسيح. سيم شماسّاً وكرز بالكلمة الإلهية. وصل خبره إلى أذني القدّيس أمبروسيوس وداماسوس. استُدعي إلى رومية ومنها أوفد إلى القسطنطينية رسولاً بابوياً في شأن المسألة الآريوسية. إثر وفاة داماسوس عاد إلى فلورنسا واختير أسقفاً لها. نُقل عنه أنه كان على تواضع ونسك ومحبّة ووداعة كبيرة. صار صانع عجائب. كثيرون اهتدوا إلى المسيح بنعمة الله وبفضل كرازته. رقد في زمن هونوريوس وأُودعت رفاته في الكنيسة الكبرى في فلورنسا. وهو شفيع فلورنسا الأول وأبرز رُسُلها ويطلبون شفاعته لآلام الرأس. تحتفل به الكنيسة في: 25 أيار. طروبارية القدّيس زينوبيوس أسقف فلورنسا باللحن الرابع لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ زينوبيوس، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أوريانوس الأول الشهيد | الولادة: – الوفاة: 230 اختير أسقفاً لرومية خلفاً لكاليستوس الأول. زمانه، بعامة، كان سلامياً. رغم ذلك يبدو أنه قضى للمسيح بقطع الهامة. يُستشفع به للزوابع والبرق. تحتفل به الكنيسة في: 25 أيار. طروبارية القديس أوريانوس الأول الشهيد، أسقف رومية باللحن الرابع صِرْتَ مُشابهاً لِلرُّسُلِ في أَحوالِهِم، وخَليفَةً لَهُم في كَراسيهِم، فَوَجَدْتَ بِالعَمَلِ المِرْقاةَ إلى الثَّاوُرِيَّا، أَيُّها اللاهِجُ بِالله. لأَجْلِ ذَلِكَ تَتَبَّعْتَ كَلِمَةِ الحَقِّ بِاستِقامَةٍ وجاهَدْتَ عَنِ الإِيمانِ حَتَّى الدَّم. أَيُّها الشَّهِيدُ في الكَهَنَة أوريانوس، فَتَشَفَّعْ إِلى المَسيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ألديم شيربورن الإنكليزي | الولادة: – الوفاة: 709 خلال القرن السابع الميلادي، قدم راهب أيرلندي اسمه ميلدوب إلى غابة في الناحية الشمالية الشرقية من ويلتشاير الإنكليزية. هناك نسك. وبمرور الوقت أخذ يجمع أولاداً من الجوار ويعلّمهم حتى تحوّل منسكه إلى مدرسة استمرّت بعد وفاته واشتهرت كمدرسة للعلماء باسم مالمسبوري. إلى هذا المركز التعليمي أتى ولد مميّز اسمه ألديم، نسيب لملك ويّكس. هذا قُيّد له أن يصير أول عالم إنكليزي مبرّز. بعدما درس على الراهب الأيرلندي ميلدوب ثم على القدّيسَين أدريانوس وثيودوروس كانتربري. ويُظن أنه صار راهباً بندكتياً. حوّل المدرسة في مالمسبوري إلى دير وصار رئيساً له عام 675 م. كان يعرف اليونانية واللاتينية والعبرية. وقد اجتذب العلماء من بقاع شتّى. كذلك كان شاعراً وموسيقياً. وقد أسّس عدداً من الشركات الرهبانية الصغيرة في الجوار. هذه كلّها اهتمّت بالعلم والتعليم. أخبروا عنه أنه كان يتألّم من لامبالاة الناس حيال القدّاس الإلهي. فإنهم كانوا إما يتغيّبون أو يسترسلون في الثرثرة أثناء الخدمة. لذلك وقف عند جسر البلدة ومثّل بعض الخدمة الإلهية منشداً أغاني شعبية، تارة يتلو آيات وتارة ينشد الأناشيد. كان يأمل أن يجتذب أسماع الناس ومن ثمّ قلوبهم والنتيجة كانت أنه جمع، في وقت قصير، حشداً من السامعين وتمكّن من تلقينهم بعض التعليم الديني. لعب ألديلم دوراً، بناء لطلب البابا سرجيوس الأول، في الحوارات بين الكنائس المحلية وبينهم وبين بعض الملوك. شرح في رسالة بعث بها إلى جيرانت، ملك دومنونيا، تاريخ الفصح الواجب حفظه واشترك في مجمع محلي. صار أول أسقف على شيربورن. أسقفيّته لم تدم طويلاً، لكنه أبدى خلالها حيوية ونشاطاً بارزَين. وهو يُذكر بصفته الواعظ الشاعر الذي كان أوّل مَن نقل سفر المزامير إلى اللسان الأنكلوسكسوني وأنشد الكلمات الإنجيلية بلغة الناس. كتاباته الإنكليزية وأناشيده وأغانيه وموسيقاه كلّها زالت ولم يبق منها شيء، غير أن بعض أعماله باللاتينية موفور. كان لألديلم تأثير واسع في جنوبي إنكلترة، في زمانه. دُفن في دير مالمسبوري. يصوّرونه، في الفن الكنسي، أسقفاً في مكتبه. تحتفل به الكنيسة في: 25 أيار طروبارية القدّيس ألديم شيربورن الإنكليزي باللحن الثامن لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ ألديم فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سرجيوس | الولادة: 1314 الوفاة: 1392 القديس البار سرجيوس الذي من رادونيج، الصانع العجائب والمحامي عن روسيا (1314 -1392)، 25 أيلول شرقي ( 8 تشرين الأول غربي). هو أحب القدّيسين إلى قلب الشعب الروسي بلا منازع. وقد كتب سيرته أحد تلاميذه، ابيفانيوس، الذي أكرمته الكنيسة الروسية، فيما بعد، قديساً. نشأته: ولد القديس سرجيوس في ولاية روستوف التي تشكل، حالياً، جزءاً من مقاطعة ايفانوفو، على بعد حوالي مئتي ميل، شمالي شرقي موسكو. وهو الصبي الثاني لكريللس ومريم اللذين أنجبا ثلاثة ذكور، وكانا بارين، سالكين في مخافة الله. ويبدو أن العائلة عاشت في بحبوحة، ردحاً من الزمان، إلى أن اضطرتها ظروف محلية إلى التخلي عن ملكيتها ومغادرة روستوف إلى قرية رادونيج التي دعي سرجيوس باسمها، وهي على بعد تسعة أميال من دير الثالوث القدوس الذي أسسه، والقائم حالياً في زاكورسك، في مقاطعة موسكو. اسم سرجيوس في المعمودية كان برثولماوس. وقد اتخذ اسم سرجيوس يوم اقتبل الإسكيم الرهباني في عيد القديسين سرجيوس وباخوس، الموافق السابع من شهر تشرين الأول، وهو في الثالثة والعشرين من العمر. كان روح الرب على سرجيوس، وهو بعد في الرحم. مذ ذاك أبدى علائم على كونه إناء مختاراً للثالوث القدوس. يحكى، في هذا السياق، أن أمه حضرت يوماً من أيام الآحاد، خدمة القداس الإلهي، وفي أثنائها خرجت من أحشائها أصوات غريبة وكأنها هتاف، مرة عندما كان الكاهن يقرأ الإنجيل، وأخرى قبل الشاروبيكون، وثالثة عندما هتف الكاهن: “لنصغ! القدسات للقديسين”. وقد أثرت حوادث كهذه ونبوءات نطق بها بعض الأتقياء بشأنه في موقف والديه منه فاعتبرا نفسيهما مؤتمنين على إناء مختار لله، وصارت أمه تلحظ نفسها بدقة، لجهة السيرة والأصوام، حتى لا يتلوث الجنين في أحشائها بخطيئة ترتكبها أو تقصير في محبة الله يبدر عنها. ومن الدلائل الأخرى على عناية الله الخاصة بعبده سرجيوس ما حدث له وهو في السابعة من عمره. يومها عانى الصبي من صعوبات في التعلم، إذ بدا أنه غليظ الذهن، بطيء الفهم، قليل التركيز. وقد سبب له ذلك متاعب جمة لأن معلمه كان يعاقبه ورفاقه يسخرون منه ووالديه يوبخانه ظناً منهما أنه كسول. ومع أن الصبي كان يبذل كل ما في وسعه فإنه لم يكن ليحقق تقدماً يذكر، لا في القراءة ولا في الكتابة. خرج مرة إلى الحقل حزيناً يبحث عن جياد أبيه، فإذا به يلقى في الطريق، تحت سنديانة، راهباً قائماً في الصلاة يبكي. فاقترب منه وسجد أمامه، إلى الأرض، كما جرت العادة، وانتظر. وانتهى الراهب من الصلاة وتطلع إلى الصبي بعين الروح فعرف أنه إناء مختار لله فقال له: “تعال يا بني!” فتقدم الصبي فباركه الراهب وقبله وسأله: “ماذا تريد يا بني؟ هل تبحث عن شيء؟”.فأجاب: “يا أبانا، إن ذهني غليظ ولا احفظ مما أتعلمه شيئاً، ولا أعرف الكتابة. اشتاق إلى قراءة الكتاب المقدس ولا أعرف القراءة. فصل من أجلي إلى الله”. قال هذا وبكى. فرفع الشيخ عينيه ويديه إلى السماء وصلى متنهداً، في روحه، ثم قال: “آمين!”. ومد يده وأخرج من كيسه قطعة من القربان وأعطاها للصبي قائلاً: “كل هذه، يا بني! فهذه علامة نعمة الله وعطيته لك لتفهم الكتاب المقدس…”. ثم أضاف: “إن كنت تؤمن يا بني فسترى أعظم من هذا. أما بشأن القراءة والكتابة فلا تكن حزيناً لأن الله قد أعطاك، منذ الآن، أن تفهم الكتب أكثر من أخويك ورفاقك”. قال هذا وهمّ بالانصراف فخرّ الصبي عند رجليه يرجوه أن يأتي معه إلى البيت قائلاً: “إن أبي وأمي يحبان كثيراً من هم مثلك يا أبانا!”. فجاء الاثنان إلى المنزل واستقبل والدا الصبي الراهب الضيف استقبالاً طيباً ودعياه إلى تناول الطعام فقبل. ولكن، دخل الجميع أولاًَ إلى الكنيسة لأداء فريضة الساعات. افتتح الراهب الخدمة ثم طلب من الصبي أن يقرأ المزامير، فارتبك سرجيوس وقال أن هلا يعرف القراءة. فأصر الراهب فتناول الصبي الكتاب وراح يقرأ منه بوضوح وبلا خطأ أو تلعثم، فيما وقف الحاضرون مندهشين لا يصدقون أسماعهم. وانتهت الصلاة وتناول الراهب طعام الغداء. وقبل أن يغادر قال عن الصبي أنه سيكون خادماً للثالوث القدوس وسيأتي بكثيرين إلى معرفة الوصايا الإلهية. منذ ذلك الحين صار بمقدور الصبي أن يقرأ الكتب. وقد سلك في الطاعة لوالديه، وانصرف، على غير عادة أترابه، إلى شؤون العبادة بغيرة وبهجة قلب، صلوات وأصواماً وأسهاراً وقراءات. سرجيوس راهباً: ونما سرجيوس في النعمة والقامة أمام الله والناس. ولما أبدى رغبة في الترهب أجابه والده: “اصطبر علينا قليلاً، يا بني، فأنا وأمك قد شخنا ونحن مريضان وليس لنا من معين سواك…”. قال كيرللس ذلك لأن ولديه الآخرين كانا قد تزوجا، فقعد سرجيوس صابراً إلى أن افتقد الرب الإله والديه وأخذاهما إليه. فقام، إذ ذاك، إلى أخيه الأكبر استفانوس الذي كان قد ترمل واقنعه بالسلوك سوية في طريق الحياة الملائكية. ثم عمد الأخوان إلى شق طريقهما عبر الغابات الكثيفة العذراء. بحثاً عن مكان يلائم ما ينشدانه. وأخيراً حطا رحالهما في بقعة منعزلة وشرعا، للحال، ببناء كنيسة وبضع قلال. وقد كرسا الكنيسة للثالوث القدوس. ولكن لم يشأ استفانوس البقاء بجانب أخيه لأن وطأة العزلة والعوز في ذلك الموضع كانت ثقيلة عليه فغادر، بعد فترة وجيزة، إلى دير الظهور الإلهي في موسكو، وبقي سرجيوس لنسكه وحيداً.ثم أن سرجيوس أعد نفسه لاقتبال الإسكيم الرهباني. ولما آن الأوان هداه ملاك الرب إلى راهب كاهن له رتبة رئيس دير شرطنه وزوده بالبركة والتوجيهات وانصرف عنه. صعوبات ومتاعب: لا أحد يعرف تماماً كيف أمضى سرجيوس سنوات انفراده ولا كم كان عددها، ولعلها سنتان أو ثلاث، عرف خلالها منتهى الفقر. كما كانت تحتف حوله وتتهدده حيوانات البرية، ذئاباً تزأر ودبباً تأتيه جائعة تبحث عن فريسة. وبقوة الصلاة ونعمة الله صمد وثبت حتى إن قصصاً تحكى عن مؤانسات كانت له وبعض هذه الحيوانات نظير آدم في الجنة قبل السقوط. إلى ذلك، لم تترك الأبالسة حيلة إلا استعملتها لتخرجه من منسكه فلم تفلح. جاءته، مرة، عبر جدران الكنيسة وهو يصلي. اندفعت صوبه وادة لو تدك الكنيسة والمكان كله إلى أساساته، وهي تصر على رجل الله بأسنانها وتقول: “اترك هذا المكان لأنك لا تستطيع أن تبقى فيه بعد اليوم! فها قد وجدناك، فأين تهرب من وجهنا؟! وأنت أنت من يهاجمنا! إذا لم تفر من هنا فسوف نمزقك إرباً إرباً وستموتن بإيدينا..”, ولما كان سلاح سرجيوس صلاته فقد هتف: “اللهم من ذا الذي يشابهك؟ لا تسكت يا الله ولا تصمت! لأنه ها إن أعداءك يضجون…” (مز1:82-2). ثم أردف: “ليقم الله وليتبدد أعداؤه وليهرب مبغضوه من قدام وجهه. كما يبيد الدخان يبيدون. كما يذوب الشمع قدام وجه النار كذلك تهلك الأشرار من قدام وجه الله. أما الصديقون فيفرحون…” (مز1:67-3). وحالما استجار سرجيوس بالسيد الإله تبددت الأبالسة كأنها لم تكن فشكر الله على رحمته الغنية العظمى. هكذا أمضى سرجيوس سنواته الخصيبة الأولى ناسكاً يقاوم الخوف والضيق والتجارب بخوف الله، وبنعم، من خلال الهدوء الجميل والانصراف الكامل إلى وجهه ربه، بحلاوات العشرة الإلهية. هكذا تروض على تخطي نفسه إلى التسليم الكامل لله وإلى الصلاة المستمرة والنظر في الإلهيات. اثنا عشر تلميذاً: بعد ذلك بدأ العلي يجتذب إلى سرجيوس الراغبين في الحياة الملائكية، فاجتمع حوله، خلال فترة قصيرة، اثنا عشر تلميذاً، استدعى لأجلهم، أول الأمر، ذاك الكاهن الراهب الذي أعطاه الإسكيم ليكون لهم مرشداً لأنه قال إن ابتغاء الرئاسة أصل لكل الشرور. ولكن ما أن انقضى عام على هذا الترتيب حتى رقد الراهب واضطر سرجيوس إلى الرضوخ لإلحاح الجماعة فصار عليها رئيساً وكاهناً. كان نمط الحياة في الجماعة، أول الأمر، إيديوريتمياً، أي فردياً مترابطاً، يتمتع فيه كل من الرهبان بقدر وافر من الاستقلال، ويكون هناك تناسق بينهم. لا يجتمعون إلا مساء كل سبت في الكنيسة ليستمعوا إلى تعليم أبيهم، ثم يسبحون ويحضرون القداس الإلهي ويتناولون الطعام سوياً صباح الأحد ثم ينصرفون. ومن البدء، اعتمد سرجيوس مسرى محدداً في تعاطيه مع الإخوة. فكان يقوم، بعد صلاة المساء، بجولة سرية عليهم لاستطلاع أحوالهم. فإن رأى أحد الإخوة مصلياً أو ساجداً أو منشغلاً بعمل يدوي اغتبط وشكر الله لأجله. وإن سمع اثنين أو ثلاثة يتسامرون أو يتضاحكون حزن ونقر على الباب أو على النافذة وانصرف. ثم في الصباح أرسل في طلبهم أشار إلى ما فعلوه، تلميحاً لا تصريحاً، ووعظهم باللطف والأمثال. فإن تحركت نفوسهم واعترفوا واستغفروا باركهم وصرفهم وأن تقسوا وعاندوا وتمردوا وبخهم وعاقبهم. وهكذا اعتاد الإخوة أن يخصصوا ساعات الليل لله وحده. أما في النهار فكانوا يحافظون على الصمت ويعملون. بركة محبة الفقير: كان سرجيوس محباً للفقر لدرجة أنه فرض على الجماعة نظاماً صارماً حرّم بموجبه على أي منهم الاستعطاء، توخياً لاعتياد الراهب على إلقاء اعتماده على الرب وانتظار خلاص إلهه بصمت. لهذا السبب كان الفقر في الجماعة يشتد، أحياناً، إلى أبعد الحدود. لا خبز ولا طحين ولا قمح ولا أي نوع من أنواع الحبوب، ولا حتى خمر للقداس الإلهي ولا بخور ولا شمع. وحدث، ذات مرة، أن الإخوة تذمروا على سرجيوس لأنه لم يعد لديهم ما يأكلون فجاؤوا إليه قائلين: “ها نحن نموت جوعاً ولا تسمح لنا بأن نستعطي، فما حيلتنا؟! بما نقتات؟! لقد مضت علينا أيام لم نذق خلالها طعام. لذلك قررنا أن يذهب كل منا في سبيله، غداً، ولا يعود!”. فرجاهم القديس أن لا ييأسوا من رحمة الله قائلاً: “لا تعطى نعمة الله إلا بامتحان، ولقد قيل: البكاء يحل في المساء أما السرور فيوافي في الصباح (مز5:29). فأنتم أيضاً تعانون الآن من الجوع ولكن غداً تفرحون بعطايا كثيرة”. في هذه اللحظة بالذات سمع الإخوة طرقاً على الباب فقام أحدهم وفتح، وإذا به يسرع إليهم، بعد هنيهة، مشرق الأسارير، متهللاً ليعلن أن في الباب من يحمل خبزاً كثيراً، فاندهش الإخوة ومجدوا الله. ثم قاموا فأخذوا بركة أبيهم وأكلوا وتعزوا تعزية ليست بقليلة. تقشفه: كان سرجيوس، في تلك الحقبة، قوي البنية يعمل عمل رجلين أو ثلاثة ولا تعرف همته الكلل. يقضي لياليه بطولها في الصلاة، لا يعرف النوم إلا لماماً، ويقضي نهاريه في العمل الصامت الدؤوب. لا يقتات سوى بالخبز وبالقدر اليسير. لم يلبس مرة ثوباً جديداً. وما كان يستتر به ويستدفئ لم يتعد كونه أطماراً وسخة مرقعة مشبعة بأعراقه. كان بسيطاً متواضعاً رزيناً رفيقاً. طيور عجيبة: ونمت الجماعة بالروح لا بالعدد، على هذا النحو، ردحاً، إلى أن أخذت أعدادهم تتكاثر. يحكى في هذا السياق أنه فيما كان القديس سرجيوس يصلي لرهبانه إلى ساعة متأخرة من الليل، مرة، سمع فجأة صوتاً يناديه: “سرجيوس، سرجيوس!”. فتطلع حواليه، ثم قام إلى النافذة ففتحها، وإذا به أمام نور غير عادي نازل من السماء والصوت يقول له: “سرجيوس، سرجيوس! لقد قبل الرب صلاتك من أجل أولادك! انظر أي جمع اجتمع حولك باسم الثالوث القدوس!.” فتلطع سرجيوس فرأى أسراباً من الطير عجيبة تحوم فوق الدير. وتابع الصوت قائلاً: “على قدر هذه الطيور سيكون تلاميذك!”. الشركة وأربعون ديراً: ثم أن خبر سرجيوس بلغ فيلوثاوس، بطريرك القسطنطينية في ذلك الزمان، فبعث إليه برسالة حضه فيها على تنظيم الحياة الرهبانية عنده على أساس الكينوبيون أو الشركة، وفيها يصلي الرهبان الصلوات الكنسية مجتمعين، وينامون في قلالي مشتركة وينقسمون إلى فرق عمل ويشتركون في أمور الحياة ولا تكون لأي منهم ملكية خاصة. وقد أطاع سرجيوس لتوه وباشر تغير النظام في الجماعة من إيديورينمي إلى شركوي. كان ذلك ابتداء من العام 1354م.s2 ومع أن الأمور أخذت تنتظم في هذا الاتجاه شيئاً فشيئاً، إلا أن بعض الإخوة بدأوا يتململون إلى أن كاد تململهم يتحول إلى عصيان، فأضحت الجماعة على شفير الانقسام والانفراط لولا تجرد القديس سرجيوس الذي آثر الانصراف عن الجماعة، ولو إلى حين، على فرض النظام الجديد فرضاً. شوقه، في كل حال، كان إلى حياة الخلوة. وقد بينت المستجدات بعد ذلك أن يد الرب كانت وراء ما حدث لأن سرجيوس بدأ بتأسيس دير في غير مكان. وكان هذا خطوة في اتجاه تأسيس عدد من الأديرة هنا وهناك، يظن الدارسون أنها قد بلغت، يومها، الأربعين عدداً. يذكر أن سعي القديس سرجيوس إلى الحياة الرهباينة المشتركة كان بمثابة بعث لها بعدما زالت إثر الغزو التتري للبلاد الروسية. سرجيوس أباً للشعب الروسي: وذاع صيت القديس سرجيوس في كل مكان حتى أن الكسي متروبوليت موسكو عرض عليه خلافته عام 1378م فامتنع. غير أنه لعب دوراً في حفظ السلام بين الأمراء المتخاصمين الذين كانوا يأتونه مسترشدين من كل صوب. ويذكر التاريخ أنه لما أراد الدوق ديمتري أيانوفيتش الخروج لمحاربة قبائل التتر، عام 1380، جاء إلى سرجيوس سائلاً البركة فباركه قائلاً: “سوف تنتصر بعون الله وسترجع معافى كريماً”. وبالفعل، تمكن الدوق من دحر أعدائه ورفع عن الشعب الروسي نير مستعبديه. من نعم الله عليه: وينقل كاتب سيرته عدداً من الرؤى التي شاهدها وعجائب أجراها الله بواسطته. ومن الرؤى مثلاً أنه كثيراً ما كان ملاك من عند الرب يشترك معه في الخدمة الإلهية، وأنه فيما كان، مرة، يرتل المديح لوالدة الإله رافعاً الصلوات الحارة من أجل ديره، جاءته برفقة الرسولين بطرس ويوحنا وقالت له أن صلواته قد قبلت وأنها لن تترك ديره بعد اليوم. ومن العجائب المنسوبة إليه شفاؤه المرضى وطرده الأرواح الشريرة وإقامته الموتى. ونورد في هذا المقام إحدى هذه العجائب وهي إخراج ماء من الأرض قريباً من ديره. ذلك أنه لم يكن بقرب الدير أي ماء وكان على الإخوة أن يذهبوا بعيداً لقضاء حاجتهم. وقد أضحى الأمر شاقاً بعدما زاد عددهم. فكان أن تذمر بعضهم على القديس قائلاً: لماذا استقر في هذا الموضع ولا ماء فيه؟! فأجابهم القديس: “لأن رغبتي كانت أن أكون في هذا المكان وحيداً. ولكن، شاء الله غير ذلك. لذلك أقول لكم صلوا بحرارة ولا تيأسوا، لأن من أفاض المياه من الصخرة للعبرانين العصاة، كيف يتخلى عنكم أنتم اللذين تتعبون من أجله ليل نهار”. ثم أنه صرفهم وسار برفقة واحد من تلاميذه قليلاً إلى أن بلغ حفرة اجتمع فيها بعض مياه الأمطار. هناك جثا على ركبتيه وأخذ يصلي قائلاً: “يا الله، إلهنا، وأب ربنا يسوع المسيح، يا من خلقت السماء والأرض وكل خليقة منظورة وغير منظورة، يا من خلقت الإنسان من العدم ولم تشأ موت الخاطئ إلى أن يرجع فيحيا، إننا، نحن الخطأة غير المستحقين، نطلب إليك فاستجب لنا في هذه الساعة الحاضرة ليتمجد اسمك. وكما أجريت بيدك القوية عجيبة لموسى في البرية لما أفضت المياه من الصخرة بأمرك، فأنت الآن هنا اظهر قوتك لأنك أنت خالق السماء والأرض، وامنحنا في هذا الموضع ماء ليعرف الجميع أنك مستجيب لصلوات خائفيك ويمجدوا اسمك، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين”. وإذا بالمياه تخرج من باطن الأرض بغزارة وتملأ المكان. من هذه المياه، وإلى اليوم، صار الدير يقضي حاجته. عاش القديس سرجيوس ثمان وسبعين سنة، وقد كشف له الرب الإله ساعة موته قبل ذلك بستة أشهر فأعد نفسه وتلاميذه وزودهم بتوجيهاته وأقام عليهم تلميذه المتفاني نيقون وأسلم الروح. كان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من شهر أيلول من العام 1392م أو ربما من العام 1397م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سلفستر الاول | الولادة: – الوفاة: 335 القديس سلفستر الأول (Saint Sylvester I)، أحد أوائل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وشخصية محورية في تاريخ المسيحية. القديس سلفستر الأول – Saint Sylvester I الاسم: سلفستر الأول (باللاتينية: Silvester I وبالإيطالية: San Silvestro) اللقب: بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 33 بعد القديس بطرس. فترة حبريته: تولّى البابوية من 31 يناير 314 م إلى وفاته في 31 ديسمبر 335 م. أي ما يُقارب 21 سنة، وهي من أطول فترات الحبريات البابوية في العصور الأولى. أصله: وُلد في روما، في تاريخ غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه من أواخر القرن الثالث الميلادي. كان والده يُدعى روفينوس (Rufinus). السياق التاريخي في عهده: تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية: بدأ حبريته بعد مرسوم ميلانو (313 م)، الذي أعطى حرية العبادة للمسيحيين. كان أول بابا يحكم في ظل الإمبراطور قسطنطين الكبير، أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية. عهد السلام للكنيسة: في عهده، لم تعد الكنيسة مضطهدة، بل بدأت تبني الهياكل والكنائس وتنظم شؤونها علنًا، بمساعدة الدولة. أهم إنجازاته ومشاركاته: بناء كنائس عظيمة: بُنيت في عهده بعض من أهم الكنائس في روما بفضل دعم الإمبراطور قسطنطين، ومنها: كنيسة القديس يوحنا اللاتيراني (San Giovanni in Laterano): أول كاتدرائية في روما والمقر الرسمي للبابا. كنيسة القديس بطرس الأصلية في الفاتيكان. كنيسة القديس بولس خارج الأسوار. علاقته بمرسوم قسطنطين (المزيف): يُربط اسمه أحياناً بـ”مرسوم قسطنطين” (Donation of Constantine)، وهي وثيقة مزيفة ظهرت في العصور الوسطى تزعم أن قسطنطين منح للبابا سلطة مدنية على الغرب. هذه الوثيقة لم تكن موجودة في زمن سلفستر، وهي من القرون الوسطى، لكن تم استعمال اسمه لاحقاً في سياقاتها. عدم حضوره مجمع نيقية الأول: عقد الإمبراطور قسطنطين مجمع نيقية الأول عام 325 م لحل النزاع حول بدعة آريوس (الآريوسية). سلفستر لم يحضر بنفسه لكنه أرسل مُمثلَين عنه، ما يُظهر مكانة أسقف روما حتى في المجامع المسكونية. الإيمان والتقوى: لم يكن سلفستر رجل جدل لاهوتي كالآباء الكبار، بل كان رجل إدارة وتنظيم كنسي. ركّز على دعم البنية التحتية الكنسية، وتنظيم العلاقة بين الكنيسة والدولة. عُرف بحكمته وسلوكه المستقيم في عهد مليء بالتحوّلات الكبرى. وفاته ودفنه: توفي في 31 ديسمبر 335 م. يُعتقد أنه دُفن في مقبرة بريسيلا (Catacomb of Priscilla) في روما، أحد أقدم وأقدس المدافن المسيحية. تذكار عيده: تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكراه في: 31 ديسمبر من كل عام (نهاية السنة). لذلك يُذكر دائماً في صلوات رأس السنة في الطقوس الغربية. في التقليد الشعبي والأسطوري: هناك أساطير شاعت في العصور الوسطى حول أن البابا سلفستر هو من عمّد الإمبراطور قسطنطين، لكن المؤرخين يرون أن هذا غير مؤكد تاريخياً. الأسطورة ارتبطت بفكرة إعطاء قسطنطين “السلطة الزمنية” للبابا في روما. أهميته التاريخية: كان أول بابا يحكم في زمن “السلام الإمبراطوري” للمسيحيين. أسس دعائم الكنيسة الرسمية في علاقتها مع الدولة. شارك (بشكل غير مباشر) في أول مجمع مسكوني. شهد ولادة الكنيسة كمؤسسة علنية ومرتبطة بالإمبراطورية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ملتيادس | الولادة: – الوفاة: 314 القديس ملتيادس (Miltiades)، المعروف أيضاً باسم ميلكيادس في بعض الترجمات. القديس ملتيادس هو أحد البطاركة الأوائل لمدينة روما في الكنيسة المسيحية، وقد شغل منصب البابا من عام 311 ميلادي حتى وفاته في عام 314 ميلادي. يُعتبر ملتيادس أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الكنيسة المبكرة. في عهده، كانت الكنيسة تمر بفترة انتقالية هامة بعد فترة الاضطهادات العنيفة التي تعرض لها المسيحيون خلال حكم الإمبراطور ديقلديانوس. خلال فترة بابويته، كانت الكنيسة المسيحية قد حصلت على الحماية القانونية بعد إصدار مرسوم ميلانو في عام 313 ميلادي من قبل الإمبراطور قسطنطين الكبير، والذي سمح بحرية العبادة للمسيحيين في الإمبراطورية الرومانية. يُنسب إلى القديس ملتيادس دوره في تدعيم الوحدة بين المسيحيين في مدينة روما وفي التواصل مع الكنائس الأخرى. على الرغم من فترة حكمه القصيرة نسبياً، إلا أن دور القديس ملتيادس كان مؤثراً في الحفاظ على استقرار الكنيسة في تلك الفترة الحرجة بعد الاضطهادات. يتم تذكاره بشكل رئيسي باعتباره أحد قادة الكنيسة الذين ساهموا في تعزيز العلاقات بين الكنيسة الرومانية وبقية الكنائس المسيحية في الإمبراطورية. توفي القديس ملتيادس في 314 ميلادي، ومن ثم خلفه في منصب البابا القديس سيلاس. يُحتفل به في 10 من الشهر نفسه (مايو) في تقويم الكنيسة الكاثوليكية. أعماله ومواقفه: عقد مجمعاً كنسياً في روما عام 313 م بناءً على أمر قسطنطين، للنظر في قضايا انقسام الكنيسة في شمال إفريقيا، وخاصة في ما يخص قضية الدوناتيين (فرقة اعتبرت أن من أنكر الإيمان أثناء الاضطهاد لا يمكن أن يعود للكهنوت). قرر المجمع رفض موقف الدوناتيين. هذا يُعتبر أحد أوائل التدخلات البابوية في النزاعات العقائدية خارج روما. ساهم في إعادة تنظيم الكنيسة بعد الاضطهاد، وتنظيم استخدام الكنائس المعادة للمسيحيين. وفاته وذكراه: توفي في 10 يناير 314 م. يُعتقد أنه دُفن في مقبرة القديس كاليستوس (San Callisto) في روما. يتم إحياء ذكراه في الكنيسة الكاثوليكية في 10 ديسمبر من كل عام (رغم أنه توفي في يناير، تغيّر تاريخ التذكار لاحقاً). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أوسابيوس | الولادة: – الوفاة: 309 القديس أوسابيوس (Pope Saint Eusebius)، أحد باباوات الكنيسة الأوائل الذين خدموا في مرحلة حرجة بعد الاضطهاد الكبير: القديس أوسابيوس – Pope Saint Eusebius الاسم اللاتيني: Eusebius المنصب: أسقف روما (البابا رقم 31 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 18 أبريل 309 م إلى 17 أغسطس 309 م تاريخ الوفاة: 17 أغسطس 309 م مكان الوفاة: صقلية (منفى) عيد تذكاره: 17 أغسطس السياق التاريخي: خلف البابا مارسلوس الأول، وتولّى الكنيسة في مرحلة إعادة الترميم الروحي والتنظيمي بعد انتهاء اضطهاد ديوكليتيان العنيف (303–305 م). حيث كانت الكنيسة لا تزال تعاني من انقسامات داخلية حول مسألة “المرتدين” أو من أنكَروا الإيمان أثناء الاضطهاد. أهم أعماله ومواقفه: مسألة “الساقطين” (lapsi): أكّد مثل سلفه مارسلوس على أن من أنكروا الإيمان خلال الاضطهاد لا يمكن إعادتهم مباشرة إلى الكنيسة، بل يجب عليهم أن يقوموا بتوبة علنية وصادقة. رفض التساهل في المسألة، مما أغضب بعض الفصائل التي كانت تطالب بالغفران السريع. الاضطرابات والنفي: أدت مواقفه إلى انقسامات شديدة بين المؤمنين، وتحولت الخلافات إلى اضطرابات في مدينة روما. الإمبراطور الوثني ماكسينتيوس، الذي كان يحكم آنذاك، رأى في هذه الاضطرابات خطراً على النظام العام، فقرر نفي البابا أوسابيوس إلى صقلية. نهايته ودفنه: توفي في المنفى في صقلية بعد أشهر قليلة فقط من توليه البابوية. لكن جسده أُعيد لاحقاً إلى روما، ودُفن في مقبرة كاليستوس (Catacombs of St. Callixtus) تحت نقش يخلّد مواقفه الثابتة. كتب النقش على قبره يقول: “منفيٌ من أجل الدفاع عن النظام الكنسي.” صفاته الروحية: اتسم بالحزم، الثبات، والولاء للتعليم الرسولي. فضّل الحق والانضباط الكنسي على المهادنة، حتى ولو كلّفه ذلك حياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارسلوس الأول | الولادة: – الوفاة: 309 هو القديس مارسلوس الأول (Pope Saint Marcellus I)، الذي خلف البابا مارسيلينوس، وتولّى قيادة الكنيسة في مرحلة ما بعد الاضطهاد الكبير: القديس مارسلوس الأول – Pope Saint Marcellus I الاسم اللاتيني: Marcellus I المنصب: أسقف روما (البابا رقم 30 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من مايو أو يونيو 308 م إلى وفاته في 16 يناير 309 م تاريخ الوفاة: 16 يناير 309 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 16 يناير السياق التاريخي: جاء بعد فترة فراغ في الكرسي البابوي دامت قرابة 3 أو 4 سنوات بعد وفاة البابا مارسيلينوس، بسبب الأوضاع السياسية والاضطهادات المستمرة. تسلّم الكنيسة بعد ذروة اضطهاد الإمبراطور ديوكليتيان، في وقت كانت الكنيسة تحاول فيه إعادة تنظيم صفوفها وترميم ما تهدّم من الهياكل والمؤمنين. أعماله وإنجازاته: إعادة تنظيم الكنيسة: عمل على إعادة بناء الهياكل الكنسية التي تضررت خلال الاضطهاد. وأسّس تقسيمات إدارية داخل الكنيسة الرومانية، وعيّن كهنة للإشراف على مختلف المناطق الرعوية. كما شجّع المؤمنين على العودة إلى حياة الشركة والعبادة المنظمة. موقفه من “الساقطين”: واجه قضية حساسة: كيفية التعامل مع من أنكروا الإيمان أثناء الاضطهاد (ما يُعرف بـ”lapsi”). أصرّ على أن يتوبوا توبة علنية وقاسية قبل قبولهم من جديد في الكنيسة، مما أثار جدلاً وغضباً لدى البعض، خصوصاً من العائلات الثرية. نفيه ووفاته: بسبب الصراع الداخلي بين من دعموا مواقفه الصارمة ومن عارضوه، اندلعت اضطرابات داخل روما. اعتبر الإمبراطور ماكسينتيوس (Maxentius) تلك الفوضى مقلقة، فنفاه من المدينة. توفي بعد وقت قصير من نفيه، غالبًا في أوائل عام 309 م. مكان دفنه: دُفن في مقبرة بريشيلا (Catacomb of Priscilla) على طريق سالاريا في روما. شخصيته وأثره: رجل إصلاحي، ذو حزم في المبادئ، سعى لترميم الكنيسة أخلاقياً وروحياً. مثّل مرحلة ما بعد الصدمة في حياة الكنيسة، حيث حاول إعادة النظام والانضباط بعد الفوضى. أقوال عنه: “كان راعياً قوياً، لا يخاف من الجرح المؤلم إذا كان هو طريق الشفاء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارسيلينوس | الولادة: – الوفاة: 304 القديس مارسيلينوس (Pope Saint Marcellinus)، أحد الباباوات في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع، والذي خدم الكنيسة في أحلك فترات الاضطهاد. القديس مارسيلينوس – Pope Saint Marcellinus الاسم اللاتيني: Marcellinus المنصب: أسقف روما (البابا رقم 29 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 30 يونيو 296 م إلى وفاته في 25 أكتوبر 304 م تاريخ الوفاة: 25 أكتوبر 304 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 26 أبريل (في الكنيسة اللاتينية)، ويُذكر أحيانًا في 2 يونيو أيضاً مع خلفه مارسلوس الأول. السياق التاريخي: تولّى البابوية في نهاية فترة من الهدوء النسبي، لكنه كان البابا أثناء أشد اضطهاد عرفته الكنيسة الأولى: اضطهاد ديوكليتيان الذي بدأ عام 303 م. كانت هذه الحقبة تُعرف بـ”الاضطهاد الكبير”، حيث تم هدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، وقتل آلاف المسيحيين. أعماله وخدمته: مارسيلينوس قاد الكنيسة في وقت صعب للغاية، وكانت أولويته الحفاظ على وحدة المؤمنين وتشجيعهم في وجه الخطر. لكن المعلومات التاريخية عن أفعاله محدودة، وقد شاب سيرته بعض الجدل بسبب الظروف المعقدة التي واجهها. الجدل حول “إنكاره”: تُوجد روايات قديمة (خاصة في “سجل الباباوات” – Liber Pontificalis) تشير إلى أن مارسيلينوس قد ضعف للحظات أمام ضغط الاضطهاد، وقيل إنه أحرق البخور للأوثان خوفاً من القتل. لكنه في روايات أخرى تاب عن ذلك ومات شهيداً. الكنيسة الكاثوليكية لم تؤكد رسمياً مسألة “الإنكار” أو “الشهادة”، لكن لا تزال تكرّمه كقديس. قال القديس أغسطينوس: “لا يجب أن نُدين مارسيلينوس، لأنه تاب بدموع، والله غفر له.” موته ودفنه: توفي سنة 304 م، على الأرجح بسبب ظروف الاضطهاد، وقد يكون مات شهيداً، رغم عدم توثيق ذلك بدقة. دُفن في مقبرة القديس كالّيستوس، بجانب عدد من أسلافه من الباباوات والشهداء. أهميته في تاريخ الكنيسة: يُعتبر آخر بابا في العصر الرسولي المبكر قبل “عصر المجامع”. مثّل صورة القائد الذي واجه الضغوط القاسية، والإنسان الضعيف الذي يُحتمل أنه أخطأ، لكنه تاب واستُعيدت قداسته. أقوال عنه: “في زمن كاد يُطفئ الإيمان، حافظ مارسيلينوس على جذوته، حتى في ضعفه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كايوس | الولادة: – الوفاة: 296 القديس كايوس، أحد الباباوات الأوائل في الكنيسة الكاثوليكية، والمصنف ضمن الباباوات الرسوليين، (ويُكتب أيضاً: غايوس – Gaius). القديس كايوس – Pope Saint Caius الاسم اللاتيني: Caius أو Gaius المنصب: أسقف روما (البابا رقم 28 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 17 ديسمبر 283 م إلى 22 أبريل 296 م تاريخ الوفاة: 22 أبريل 296 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 22 أبريل السياق التاريخي: خلف البابا إيوتشيانوس، وتولّى السدة البطرسية في فترة كانت الكنيسة فيها تنمو بهدوء نسبي قبل موجة الاضطهاد العنيفة الأخيرة التي شنّها الإمبراطور ديوكليتيان لاحقاً. أصوله ونسبه: بحسب بعض التقاليد، كان من نبلاء دالماتيا (منطقة في البلقان – اليوم جزء من كرواتيا). وتذكر بعض المصادر أنه قريب الإمبراطور ديوكليتيان نفسه، أو خاله، لكن هذا ليس مؤكداً تاريخياً. أهم أعماله وإنجازاته: تنظيم التراتب الكنسي: يُقال إنه أصدر توجيهات بوجوب ترقّي الكاهن في الرتب الكنسية بشكل منظم، من القارئ، إلى الشماس، ثم الكاهن، ثم الأسقف. هذا التنظيم شكّل أساسًا للتدرج في الرتب الكنسية لاحقًا. بناء أماكن عبادة: خدم الكنيسة في فترة سمحت ببعض الحرية، لذا يُعتقد أنه ساهم في تطوير أو تنظيم “التيتولاي” (منازل أو أماكن عبادة صغيرة للمسيحيين في روما). استشهاده: يُكرَّم كشهيد في التقليد الكاثوليكي، رغم أن الاضطهاد الكبير لم يكن قد بدأ بعد خلال حياته. على الأرجح أنه توفي موتاً طبيعياً قبل أن يبدأ ديوكليتيان اضطهاده الدموي سنة 303 م. لكن بعض التقاليد تضيفه إلى قائمة الشهداء تكريماً لخدمته في زمن خطر، وقد يكون قد مات في ظروف اضطهاد محلية. مكان دفنه: دُفن في سراديب القديس كاليستوس على طريق أبيان، وهي المقبرة البابوية التقليدية في ذلك الزمان. أهمية قداسته: حافظ على وحدة الكنيسة في زمن حساس. ساعد في ترسيخ التراتبية الكنسية والتنظيم الداخلي للكنيسة. تميّز بالتقوى والوداعة، ويُعتبر مثالًا للرعاة الأمناء. أقوال عنه: “قاد الكنيسة بحكمة في زمن بين الهدوء والعاصفة، وكان نوراً وديعاً قبل اشتداد نار الاضطهاد.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس إيوتشيان | الولادة: – الوفاة: 283 القديس إيوتشيان (Saint Eutychian)، أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية الأوائل والمصنّف ضمن الباباوات الرسوليين: (ويُكتب أحياناً: يوتشيانوس أو يوتكيانوس) القديس إيوتشيان – Pope Saint Eutychian الاسم اللاتيني: Eutychianus المنصب: أسقف روما (البابا رقم 27 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 4 يناير 275 م حتى وفاته في 7 ديسمبر 283 م تاريخ الوفاة: 7 ديسمبر 283 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 8 ديسمبر (في الكنيسة الكاثوليكية) سياق توليه البابوية: خلف البابا القديس فليكس الأول، في وقت كانت فيه الكنيسة تمر بحالة من الاستقرار النسبي، خصوصاً بعد توقف موجات الاضطهاد الكبيرة. أهم إنجازاته وأعماله: تكريم الشهداء: يُنسب إليه أنه قام بدفن 324 شهيداً بيديه، وفق ما جاء في “سجل الباباوات” (Liber Pontificalis). يُظهر هذا التقدير الرمزي ارتباطه الوثيق بتكريم الشهداء. قوانين الدفن: يُقال إنه أصدر مرسوماً ينظم دفن الشهداء وتكريمهم بلباس طقسي خاص، لكن هذه الرواية موضع جدل بين المؤرخين، وبعضهم يعتبرها لاحقة وغير مؤكدة بالكامل. الليتورجيا والتقوى: شجّع على مواصلة إقامة القداسات على قبور الشهداء، استمراراً لما بدأه سلفه فليكس الأول، مما ساعد على ترسيخ مكانة الشهداء في الوعي الكنسي. استشهاد أم موت طبيعي؟ رغم أن لقبه في التقليد هو “شهيد”، إلا أن السجلات التاريخية لا تؤكد أنه مات شهيداً، خصوصاً أن فترة خدمته كانت في عهد الإمبراطور أورليان (Aurelian)، الذي لم يُعرف باضطهاد المسيحيين بشكل مكثف. يرجّح معظم المؤرخين أنه توفي وفاة طبيعية، ودُفن في سراديب القديس كاليستوس في روما. مكان دفنه: في Catacombs of Callixtus (مقبرة كاليستوس)، إلى جانب عدد من الباباوات والشهداء. شخصيته وأثره: شخصية هادئة ورعوية، ركّز خدمته على الجانب الرعوي والليتورجي. حافظ على وحدة الكنيسة في زمن غير مضطرب نسبياً، لكنه مهّد لتقوية تقليد تبجيل الشهداء الذي نما لاحقاً في المسيحية اللاتينية. أبرز ما يُقال عنه: “كان خادماً أميناً للشهداء، في زمن هدأت فيه نار الاضطهاد، لكنه لم يهدأ عن رفع صوت الكنيسة في تكريم من سبقوه بالإيمان.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فليكس الأول | الولادة: – الوفاة: 274 هو أحد أوائل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، والذي عاش في القرن الثالث الميلادي: القديس فليكس الأول – Pope Saint Felix I الاسم: فليكس الأول المنصب: أسقف روما (البابا رقم 26 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) الفترة البابوية: من 5 يناير 269 م إلى 30 ديسمبر 274 م تاريخ الوفاة: 30 ديسمبر 274 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 30 مايو (في الكنيسة الكاثوليكية) السياق التاريخي: تولى فليكس الأول السدة البطرسية بعد وفاة البابا ديونيسيوس الأول. كانت الكنيسة آنذاك تخرج من فترة اضطهادات، وبدأت تُواجه تحديات لاهوتية جديدة، خصوصاً الخلافات حول طبيعة المسيح. أعماله وإنجازاته: مساهماته اللاهوتية: يُنسب إليه دعم التعليم الأرثوذكسي في مواجهة تعاليم بولس السميساطي (Paul of Samosata)، الذي أنكر الألوهية الكاملة للمسيح، وهي بدعة تبنَّاها بعض الأساقفة في الشرق. دعم قرارات المجمع الذي عقد في أنطاكية لعزل بولس السميساطي، مما ساعد على حفظ وحدة الإيمان في الكنيسة الجامعة. تنظيم الدفن والليتورجيا: بحسب التقليد، يُقال إنه كان أول من أمر بأن تُقام القداسات على قبور الشهداء، وهي عادة استمرّت لاحقًا وأصبحت من تقاليد الكنيسة في تبجيل الشهداء. يُعزى له إدخال بعض الترتيبات الليتورجية المرتبطة بتكريم الشهداء. الاستشهاد أم الوفاة الطبيعية؟ بعض المصادر القديمة تعتبره شهيداً، لكنه غالباً ما توفي موتاً طبيعياً، ويُعتقد أن إدراجه ضمن الشهداء قد يكون لاحقاً، بسبب خدمته خلال فترات صعبة للكنيسة. دفنه ومكان القبر: دُفن في مقبرة القديس كالّيستوس (Catacombs of St. Callixtus) على طريق أبيان الشهير في روما – وهو موقع يضم قبور العديد من الباباوات والشهداء الأوائل. أقوال وتقديرات: يقول التقليد الكنسي عنه: “خدم الكنيسة في زمنٍ حساس، وكان صوته ثابتاً في الدفاع عن الإيمان المستقيم وسط تيارات الفكر المنحرف.” أهم ما يُذكر عنه: دافع عن لاهوت المسيح ضد الهرطقة. دعم سلطة المجامع المحلية في حسم القضايا العقائدية. رسخ الممارسات الليتورجية المرتبطة بتكريم الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ديونيسيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 268 القديس ديونيسيوس الأول (Dionysius) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث، ويُعتبر من الباباوات الرسوليين، أي الذين خلفوا الرسل مباشرة في قيادة الكنيسة، رغم أنه لم يكن من الرسل أنفسهم. الاسم: القديس ديونيسيوسال المنصب: البابا الأسقف لروما (بابا الكنيسة الكاثوليكية) الفترة البابوية: من 22 يوليو 259 م إلى وفاته في 26 ديسمبر 268 م تاريخ الوفاة: 26 ديسمبر 268 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 26 ديسمبر في الكنيسة الكاثوليكية. سياق توليه البابوية: تولى ديونيسيوس الكرسي الرسولي بعد استشهاد البابا سيكستوس الثاني خلال الاضطهاد الذي شنه الإمبراطور فاليريان على المسيحيين. بعد فترة من الفراغ في المنصب (دامت قرابة عام)، تم انتخابه بابا في عام 259 م. أعماله وخدمته: كان رجلاً ذا حكمة ورزانة، وعُرف عنه الإصلاح والتنظيم في الكنيسة. بعد توقف الاضطهاد في عهد الإمبراطور غالينوس، بدأ ديونيسيوس بترميم الكنيسة وإعادة بناء ما تهدم. عمل على إرسال المساعدات إلى الكنائس في كبادوكيا (في تركيا اليوم) التي دمرها الغزاة. تدخل في قضايا لاهوتية، منها دفاعه عن العقيدة الأرثوذكسية ضد بعض المفاهيم الغنوصية والمضللة المنتشرة في زمانه. إسهاماته العقائدية: كان أول بابا يُسجل له إصدار بيانات عقائدية رسمية ضد بعض التعاليم التي ظهرت آنذاك. دافع عن العقيدة الصحيحة بشأن الثالوث الأقدس، خاصة في مواجهة تعاليم ظهرت في الإسكندرية وشكّكت في علاقة الآب بالابن. صفاته: وُصف بأنه كان محباً للسلام والوحدة، وعمل على تهدئة الخلافات اللاهوتية بين الكنائس الشرقية والغربية. كان معروفاً بالعدل، والانفتاح على الحوار، مع تمسكه بالعقيدة. أهم ما يُذكر عنه: “أعاد تنظيم الكنيسة الرومانية بعد الاضطهاد العنيف، وعُرف بالحكمة اللاهوتية والغيرة الرعوية.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيكتوس الثاني | الولادة: 215 الوفاة: 258 البابا القديس سيكتوس الثاني (Sanctus Sixtus II) هو البابا رقم 24 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، ويُعتبر من أوائل الشهداء البابويين في تاريخ الكنيسة. الاسم: سيكتوس الثاني (Sixtus II) المنصب: أسقف روما (البابا) مدة البابوية: من 30 أغسطس 257 م حتى 6 أغسطس 258 م الخلف: البابا القديس استيفان الأول خلفه: البابا ديونيسيوس مكان الميلاد: يُعتقد أنه من أصل يوناني مكان الوفاة: روما – استشهد خلال اضطهاد الإمبراطور فاليريانوس مكان الدفن: مقبرة كالّيستوس، على طريق أبيا الشهير في روما عيده الليتورجي: 6 أغسطس السياق التاريخي: جاء إلى الكرسي الرسولي في وقت كانت الكنيسة تمر فيه بمرحلة اضطهاد جديدة من الإمبراطور فاليريانوس، الذي أصدر مرسوماً يأمر بإعدام القادة المسيحيين وتجريد الكنيسة من ممتلكاتها. خَلَف البابا استيفان الأول الذي توفي أيضاً خلال هذه الأزمة. أعماله وخدمته: كان رجل سلام وحوار: بعكس سلفه الذي كان حازماً في الخلاف مع كنائس أفريقيا وآسيا الصغرى، سعى سيكتوس الثاني إلى تهدئة الخلافات اللاهوتية، خصوصاً مع القديس كبريانوس أسقف قرطاج. عُرف بتواضعه ووداعته، وقد استعاد وحدة الكنيسة في وجه الخلافات العقائدية حول معمودية الهراطقة. استشهاده: في 6 أغسطس 258 م، بينما كان يحتفل بالقداس في مدافن كالّيستوس (Catacombs of St. Callixtus)، ألقت السلطات الرومانية القبض عليه مع أربعة من شمامسته. قُطع رأسه في الحال، ويُقال إن اثنين من شمامسته استُشهدا معه في الموقع، والآخرون لاحقاً. من بين من استُشهدوا في نفس الاضطهاد كان الشمّاس القديس لورنس (لورينسيوس)، أحد أعظم شهداء الكنيسة في روما. أهميته في تاريخ الكنيسة: يُعتبر واحداً من أبرز شهداء الكنيسة الأولى. يُحتفل به كقديس وشهيد، ويرتبط اسمه غالباً بالقديس لورنس نظراً لاستشهادهما المتقارب. يُمثل مثالاً للقيادة الرعوية المتواضعة والمُحِبة في زمن العنف والاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس استيفان الأول | الولادة: – الوفاة: 257 البابا القديس استيفان الأول (Sanctus Stephanus I) هو البابا رقم 23 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. عُرف بثباته في العقيدة وحكمته في إدارة الخلافات اللاهوتية في زمن صعب. الاسم: القديس استيفانوس الأول (Stephen I) المنصب: البابا، أسقف روما الفترة: من ما بين 12 مايو و3 أغسطس 254 م حتى 2 أغسطس 257 م الخلف: القديس لوكيوس الأول الخلف: القديس سيكستوس الثاني مكان الميلاد: روما مكان الوفاة: روما الدفن: مقبرة كالّيستوس، على طريق أبيا في روما اللقب الكنسي: الشهيد (حسب التقليد) – رغم أن وفاته لم تكن خلال اضطهاد مباشر. السياق التاريخي والكنسي: كان زمن استيفان الأول مضطرباً، إذ واجه: الخلاف حول “المرتدين” (اللاپسي – Lapsi): حدث انقسام في الكنيسة بشأن ما إذا كان ينبغي إعادة قبول المسيحيين الذين أنكروا إيمانهم أثناء الاضطهاد الروماني. البابا استيفان كان أكثر ميلًا للتسامح، وأصرّ على قبول التائبين بعد توبة مناسبة، مثل سلفه كورنيليوس. قضية معمودية الهراطقة: واحدة من أبرز قضاياه، وقد دخل في خلاف شهير مع القديس كبريانوس القرطاجي، أسقف قرطاج. كبريانوس كان يرى أن المعمودية التي يمنحها الهراطقة باطلة ويجب إعادتها. استيفان رفض ذلك وأصرّ على صحة المعمودية إذا أُجريت باسم الثالوث الأقدس، حتى لو قام بها هراطقة، ما أصبح لاحقًا قاعدة عقائدية في الكنيسة الكاثوليكية. العلاقة مع الكنائس الأخرى: دافع استيفان عن سلطة روما الرسولية، معززًا فهم البابا كأسقف له سلطة فريدة في الأمور العقائدية. وفاته وتقديسه: تُوفي عام 257، وقيل إنه استشهد أثناء الصلاة، لكن هذا محل جدل تاريخي؛ فبعض المصادر تشير إلى أنه مات موتاً طبيعياً. أُعلن قديساً وشهيداً، ويُحتفل بعيده في 2 أغسطس (أو في بعض التقاليد في 3 أغسطس). أهميته في تاريخ الكنيسة: رسّخ مبدأ وحدة المعمودية، وهو حجر زاوية في اللاهوت الكاثوليكي. مثّل مثالاً على القيادة الرعوية الرصينة وسط الانقسامات والاضطهادات. عُرف عنه الحزم في العقيدة، والرحمة في الرعاية الرعوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس لوكيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 254 البابا القديس لوكيوس الأول (Sanctus Lucius I) هو البابا رقم 22 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البطرسية لفترة قصيرة في القرن الثالث الميلادي. الاسم قبل البابوية: لوكيوس تاريخ البابوية: من 25 يونيو 253 حتى وفاته في 5 مارس 254 خلف: البابا كورنيليوس خلفه: البابا ستيفانوس الأول مكان الميلاد: يُعتقد أنه وُلِد في روما الكنيسة: الكنيسة الكاثوليكية مدة حبريته: أقل من عام (حوالي 8 أشهر) لقبه الكنسي: البابا القديس لوكيوس الأول سياق تاريخي: جاء انتخابه خلال فترة اضطهادات للمسيحيين في عهد الإمبراطور الروماني فاليريانوس، لكنه نُفي لفترة قصيرة قبل أن يُسمح له بالعودة إلى روما، ما اعتُبر “معجزة” وعُدّ علامة على النعمة الإلهية. كان خلفاً للبابا كورنيليوس الذي واجه الانشقاقات في الكنيسة بسبب الانقسام حول كيفية التعامل مع المسيحيين الذين أنكروا الإيمان تحت الاضطهاد (lapsi). مواقفه اللاهوتية: تابع موقف سلفه كورنيليوس في السماح بعودة المرتدين التائبين إلى الكنيسة بعد فترة من التوبة، معارضاً جماعة “النوفاتيين” المتشددين الذين رفضوا ذلك تمامًا. لم يُسجل له الكثير من الوثائق اللاهوتية أو الرسائل بسبب قِصر مدة خدمته البابوية. وفاته وتكريمه: توفي في 5 مارس 254، ودفن في مقبرة كالّيستوس في روما. أُعلن قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في بعض الطقوس الكنسية في 4 مارس أو 5 مارس. من إرثه: يُذكر باعتباره راعٍ ثابت للإيمان خلال زمن المحن والاضطهاد. تُحفظ بعض رفاته في كاتدرائية روزكيلد في الدنمارك، وقد اعتُبر شفيعاً لها في العصور الوسطى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كورنيلوس | الولادة: 180 الوفاة: 253 القديس كورنيلوس (Cornelius) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية الأوائل، ويُعرف أيضاً باسم البابا كورنيليوس، وكان بابا روما في منتصف القرن الثالث الميلادي. الاسم الكامل: القديس كورنيلوس (San Cornelio / Pope Cornelius) فترة البابوية: بين عامي 251 م – 253 م (تقريبًا). أصله: من روما، وينتمي إلى عائلة رومانية نبيلة على الأغلب. خلفية تاريخية: تولى البابوية بعد فراغ طويل (أكثر من عام) عقب وفاة البابا فابيانوس، بسبب الاضطهادات الرومانية ضد المسيحيين في عهد الإمبراطور ديقيوس. كان زمن خدمته مضطرباً بسبب الانقسامات داخل الكنيسة، خصوصاً حول كيفية التعامل مع المسيحيين الذين أنكروا الإيمان أثناء الاضطهاد (يطلق عليهم “اللّابسين”، أي الذين قدموا البخور للأوثان ثم عادوا للكنيسة لاحقاً). الخلاف مع نوفاتيانوس: واجه كورنيلوس انشقاقاً داخل الكنيسة عندما عارضه نوفاتيانوس (Novatian)، الذي رفض قبول التائبين، وادعى البابوية لنفسه، فكان أول بابا مضاد (Antipope). دافع كورنيلوس عن الرحمة وقبول التوبة، بمساندة من القديس سيبريانوس أسقف قرطاج. الاضطهاد والنفي: في عهد الإمبراطور غالوس (Gallus)، تم نفيه إلى سينتشيلي (Civita Vecchia، قرب روما). توفي في المنفى سنة 253 م، ويُعتقد أنه مات شهيدًا بسبب سوء المعاملة. يوم تذكاره الكنسي: تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيده في 16 سبتمبر، مع القديس سيبريانوس. آثاره وتكريمه: دُفن في مقابر كالّيستوس في روما. يُكرّم كـ شهيد وقديس. غالباً ما يُصوَّر في الفن المسيحي مع الأساقفة الأوائل، وأحياناً مع رموز الشهادة مثل النخيل أو العصا الأسقفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فابيان | الولادة: – الوفاة: 250 القديس فابيان (St. Fabian) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية وقديس شهير في المسيحية، خاصة في التقليد الكاثوليكي. أهم التفاصيل عنه: الاسم:القديس فابيان (Sanctus Fabianus) الفترة الزمنية: بابا الكنيسة من عام 236 م حتى استشهاده عام 250 م. الأصل والخلفية: كان رومانيًا من عامة الشعب، ولا يُعرف الكثير عن حياته قبل أن يصبح بابا. اختياره للبابوية: وفقاً للتقليد الكنسي، تم اختيار فابيان للبابوية بطريقة غير عادية. تقول الرواية إن حمامة نزلت على رأسه أثناء اجتماع لاختيار البابا، مما اعتُبر علامة إلهية، فتم انتخابه على الفور رغم أنه لم يكن من المرشحين المعروفين. إنجازاته: نظم تقسيم الكنيسة إلى أبرشيات في روما. قام بتعيين سبعة شمامسة (شمامسة دائمين) للإشراف على الكنائس في المدينة. اهتم بتوثيق سِيَر الشهداء وتعزيز سلطة الكنيسة. الاضطهاد والاستشهاد: استشهد في عهد الإمبراطور ديسيوس، الذي شن حملة اضطهاد عنيفة على المسيحيين. من أوائل الباباوات الذين ماتوا شهيداً. تم دفنه في مدافن القديس كاليكستوس في روما، في قسم “بابوات الكنيسة”. عيده: يُحتفل بذكراه في الكنيسة الكاثوليكية يوم 20 يناير من كل عام. رمزيته: غالبًا ما يُصوّر القديس فابيان مع حمامة، في إشارة إلى الحادثة المعجزة التي حدثت أثناء انتخابه، وترمز أيضاً إلى الروح القدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس انتروس | الولادة: – الوفاة: 236 القديس أنثيروس (باللاتينية: Anterus) هو البابا رقم 19 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد خدم لفترة قصيرة جداً. يُعتبر من باباوات القرون الأولى الذين ساهموا في ترسيخ البنية التنظيمية للكنيسة رغم قصر مدة حبريته. فترة حبريته تولى البابوية في 21 نوفمبر 235 م. توفي في 3 يناير 236 م، أي أن حبريته لم تستمر سوى حوالي 43 يوماً فقط. الظروف التاريخية جاء بعد وفاة البابا بونتيان في فترة كانت مضطربة جداً بسبب الاضطهاد الروماني بقيادة الإمبراطور ماكسيمينوس ثراكس، الذي كان معادياً للمسيحيين. رغم الاضطهاد، تم انتخابه واستطاع تولي المنصب، ما يدل على أن الكنيسة كانت مستمرة حتى في ظل هذه الظروف القاسية. الإنجازات والنشاط الكنسي لا توجد تفاصيل كثيرة عن أعماله نظراً لقصر مدة حبريته. وفقاً لبعض المصادر الكنسية التقليدية، يُنسب إليه أنه أمر بتسجيل أعمال الشهداء المسيحيين الذين قُتلوا بسبب إيمانهم — وهي من أوائل الخطوات نحو توثيق سير الشهداء (Acta Martyrum). هذا العمل له أهمية تاريخية كبيرة، إذ أصبح لاحقاً حجر أساس في تكوين الذاكرة الجماعية للكنيسة. الوفاة توفي بعد فترة قصيرة جداً من انتخابه، ويُعتقد أنه استُشهد أثناء الاضطهاد، لكن بعض المصادر تقول إنه ربما مات ميتة طبيعية. دُفن في مدافن القديس كالّيستوس، في روما، وهي مقبرة مخصّصة لعدد من الباباوات في تلك الفترة. يوم الاحتفال به تُحيي الكنيسة ذكراه في 3 يناير من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونتيان | الولادة: – الوفاة: 235 القديس بونتيان (باللاتينية: Pontianus) هو البابا رقم 18 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولى منصب البابوية من عام 230 م حتى 235 م. يُعرف بشكل خاص لأنه أول بابا يتنحى رسمياً عن منصبه، ويُعتبر أيضًا شهيداً للكنيسة. أهم التفاصيل: الفترة الزمنية والظروف السياسية مدة البابوية: من يوليو 230 حتى 28 سبتمبر 235 م. الإمبراطور الروماني: بدأ عهده في ظل الإسكندر سيفيروس، الذي كان متسامحًا مع المسيحيين، لكن الأمور تغيرت بشكل جذري عندما تولى الحكم ماكسيمينوس ثراكس عام 235، وبدأ اضطهاد المسيحيين. أهم أعماله خلال بابويته استمرت الجهود اللاهوتية والتنظيم الكنسي، لكن لا توجد تفاصيل كثيرة عن مبادرات محددة. إحدى أهم لحظات عهده كانت الصراع اللاهوتي مع بعض الجماعات المنشقة في الكنيسة، مثل أتباع القس هيبوليتوس (Hippolytus)، الذي كان يعارض بعض قرارات الكنيسة الرسمية. النفي والاستشهاد في عام 235، ومع بدء اضطهاد ماكسيمينوس، تم نفي بونتيان وهيبوليتوس معاً إلى مناجم الكبريت القاسية في جزيرة سردينيا – التي كانت تُعتبر مكاناً قاسياً يُرسل إليه المحكومون بالأعمال الشاقة. قبل مغادرته، قام بونتيان بالتنازل الطوعي عن البابوية، ليتيح انتخاب خلف له – ويُعتبر هذا أول تنازل رسمي موثّق لبابا عن منصبه. توفي في المنافي على الأغلب جراء التعذيب أو ظروف العمل القاسية في المناجم، عام 235 أو 236. الدفن بعد وفاته، نُقلت رفاته لاحقاً إلى روما ودفنت في مقبرة كالّيستوس، إلى جانب عدد من باباوات القرون الأولى. تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكراه في 13 أغسطس، جنباً إلى جنب مع القديس هيبوليتوس، حيث يُعتبر الاثنان شهيدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اوربانوس الأول | الولادة: – الوفاة: 230 القديس أوربانوس الأول (باللاتينية: Urbanus I) هو بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 17، وقد شغل منصب البابوية من عام 222 م إلى 230 م تقريباً، في فترة سلام نسبي للمسيحيين في ظل حكم الإمبراطور الروماني إسكندر سيفيروس. أهم التفاصيل عنه: الفترة الزمنية والظروف السياسية المدة البابوية: من عام 222 حتى 230 ميلاديًا. الإمبراطور الروماني: إسكندر سيفيروس، الذي كان متسامحًا نسبيًا مع المسيحيين، مما وفر مناخًا أكثر أمنًا خلال فترة بابوية أوربانوس. الإنجازات والنشاط الكنسي لا توجد سجلات موثوقة كثيرة عن أنشطته بسبب ندرة الوثائق في تلك الفترة. تقليدياً يُنسب إليه تنظيم بعض الشؤون الكنسية، كتنظيم استخدام أملاك الكنيسة وتوجيهها لمساعدة الفقراء. كما يُقال إنه شجع على تبجيل القديسين والشهداء، وبدأت في عهده تظهر ملامح أوّلية لممارسات تتعلق بتكريم القديسين. الاستشهاد والموت لا يُعرف على وجه اليقين إن كان قد مات ميتة طبيعية أم استُشهد. في بعض التقاليد الكنسية يُعتبر شهيداً، لكن هذا غير مؤكد تاريخياً. يُعتقد أنه دُفن في مقبرة القديس كالّيستوس على طريق أبيان في روما، وهي واحدة من أشهر مقابر المسيحيين في العصور الأولى. يوم الاحتفال به تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكراه في 25 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كاليستوس الأول | الولادة: – الوفاة: 222 البابا القديس كاليستوس الأول (باللاتينية: Callixtus I أو Callistus I) هو أحد بابوات الكنيسة الكاثوليكية الأوائل، ويُعتبر من القديسين والشهداء. شغل منصب البابوية في القرن الثالث الميلادي، خلال فترة صعبة من تاريخ الكنيسة المبكرة. إليك أبرز المعلومات والتفاصيل عن حياته وخدمته: السيرة الذاتية الاسم: كاليستوس الأول (Callixtus I) المنصب: البابا السادس عشر للكنيسة الكاثوليكية الفترة: حوالي 217 – 222 م مكان الميلاد: يُعتقد أنه وُلد في روما تاريخ الوفاة: يُعتقد أنه مات شهيدًا حوالي عام 222 م العيد الليتورجي: 14 أكتوبر (تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية في هذا اليوم) خلفيته وسيرته قبل البابوية كان عبداً في بدايته، يقال إنه وُضع في إدارة مالية تعود إلى مسيحيين. تعرّض لمشاكل مالية، أدّت إلى سجنه بسبب اتهامه بالتلاعب في الأموال. بعد الإفراج عنه، دخل في خدمة الكنيسة وأصبح مقرّباً من البابا زيفيرينوس (Zephyrinus). تولّى إدارة المقبرة المسيحية الكبرى على طريق أبيا في روما، والتي تُعرف الآن باسم مدافن كاليستوس (Catacombs of Callixtus)، وتعد من أهم المدافن المسيحية القديمة. خدمته كبابا خلف البابا زيفيرينوس حوالي عام 217 م. واجه معارضة من هيبوليتوس الروماني، الذي اعتبره متساهلاً لاهوتياً، خاصة في مسألة مغفرة الخطايا. دافع عن سلطة الكنيسة في غفران الخطايا الكبرى (كالزنا والقتل والارتداد)، ما أثار جدلاً كبيراً في عصره. اعتبر من أوائل البابوات الذين واجهوا انقسامات كنسية داخلية، وظهور أول “مضاد بابا” (هيبوليتوس). استشهاده لا توجد معلومات مؤكدة حول طريقة استشهاده، لكن التقليد المسيحي يروي أنه قُتل خلال اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور ألكسندر ساويروس أو سلفه هيليوغابالوس. يُعتقد أنه أُلقي في بئر في روما (مكان يُشار إليه اليوم باسم سان كاليستو في تراستيفيري). دُفن في كنيسه سانتا ماريا فى تراستيفيرى. إرثه وأهميته يُعتبر مدافعاً مبكراً عن رحمة الكنيسة وسلطتها في المصالحة. اسمه مرتبط بأشهر سراديب الموتى في روما، والتي تحتوي على قبور العديد من البابوات والشهداء. الكنيسة تُكرمه كشهيد وقديس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس زيفرينوس | الولادة: – الوفاة: 217 القديس زيفرينوس (Saint Zephyrinus) هو البابا رقم 15 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولى البابوية في فترة صعبة من تاريخ الكنيسة، اتسمت باضطهادات خارجية وصراعات لاهوتية داخلية. أهم التفاصيل عنه: البابا القديس زيفرينوس (Pope Saint Zephyrinus) الترتيب: البابا الخامس عشر الفترة: من حوالي 199م إلى 217م المكان: روما الأصل: من روما أو محيطها، وكان والده يُدعى Habundius (أو Habundinus في بعض المصادر). أبرز ملامح فترة بابويته: 1. الاضطهادات الرومانية: عاصر اضطهادات خفيفة نسبياً مقارنة بما سبقها، لكنها لم تكن خالية من التهديدات. كانت هذه الفترة بين اضطهاد الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس وهدوء نسبي قبل موجات اضطهاد لاحقة. 2. الصراعات اللاهوتية: واجه تحديات كبيرة من الهرطقات، خصوصاً الموناركيانية (Monarchianism) – عقيدة تنفي التمايز بين أقانيم الثالوث، وتؤكد على وحدة الله بطريقة تُنكر ألوهية المسيح أو تميّزه عن الآب. أبرز خصومه كان سابيليوس، الذي أسس عقيدة تُعرف بـ”السابيليانية” أو “المودالية”، والتي أنكر فيها التمايز الحقيقي بين الآب والابن والروح القدس. كما انتقده لاهوتيون محافظون، مثل القديس هيبوليتوس، لأنه كان معتدلاً جداً في محاسبة الهراطقة بحسب رأيهم. 3. اللاهوتي كالِّستوس (لاحقًا البابا كالِّستوس الأول): كان كالِّستوس مستشاراً قوياً له، ولاحقاً أصبح البابا بعده. يُعتقد أن كالِّستوس كان مسؤولاً عن تنظيم الكاتاكومب الشهير على طريق أبيان: كاتاكومب القديس كالِّستوس، والذي دفن فيه كثير من الباباوات الأوائل. الوفاة والتقديس: الوفاة: حوالي 217م. دفن: يُعتقد أنه دُفن في روما في كاتاكومب على طريق أبيان. يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده: يُحتفل به في 26 أغسطس. أهمية زيفرينوس: كان راعياً للكنيسة في فترة انتقالية حساسة من ناحية فكرية وتنظيمية. واجه انتقادات من بعض المفكرين المعاصرين له بسبب ضعف جسمه، لكنه ظل ثابتاً في الإيمان الكلي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيكتور الاول | الولادة: – الوفاة: 199 القديس فيكتور الأول (Saint Victor I) هو أحد الباباوات الأوائل في الكنيسة الكاثوليكية، وكان له دور بارز في ترسيخ سلطة كرسي روما. أهم التفاصيل عنه: البابا القديس فيكتور الأول (Pope Saint Victor I) الترتيب: البابا رقم 14 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. الفترة: خدم كبابا من حوالي 189م إلى 199م أو ربما حتى 198م. الأصل: يُعتقد أنه كان من شمال أفريقيا (يُحتمل أنه من ليبيا أو تونس الحالية)، ويُعتبر أول بابا من أصل إفريقي. أبرز إنجازاته وأحداث فترة بابويته: 1. خلاف عيد الفصح (قضية “الكوارتوديسيمانيين”): نشأ خلاف كبير بين كنائس الشرق والغرب حول موعد الاحتفال بعيد الفصح. كنائس آسيا الصغرى كانت تحتفل به دائماً في اليوم الرابع عشر من نيسان العبري (14 نيسان)، بغض النظر عن اليوم الذي يقع فيه. كنائس روما والغرب كانت تحتفل به يوم الأحد بعد الفصح اليهودي. البابا فيكتور طالب بتوحيد الاحتفال على يوم الأحد، وهدد بحرمان كنائس آسيا الصغرى من الشركة الكنسية، لكنه تراجع لاحقاً بناءً على نصائح من أساقفة آخرين مثل القديس إيريناوس. 2. دعم استخدام اللغة اللاتينية: يُنسب إليه أنه كان أول بابا يستخدم اللاتينية بدلاً من اليونانية بشكل رسمي في بعض الشؤون الكنسية، مما ساهم في بدء تحول الكنيسة اللاتينية. 3. مواقف لاهوتية وتنظيمية: استمر في مقاومة بعض البدع المنتشرة آنذاك مثل الغنوصية والمونتانية. عمل على تقوية مركزية سلطة روما في المسائل العقائدية والكنسية. وفاته وتقديسه: الوفاة: حوالي عام 199م. يُكرَّم كقديس وشهيد. عيده: يُحتفل به في 28 يوليو في التقويم الروماني القديم، مع اختلافات في بعض التقاويم المحلية. أهميته التاريخية: يعتبره البعض أول من تصرّف كـ”بابا” بمفهوم السلطة الشاملة، لا مجرد أسقف لروما. أحد أوائل الباباوات الذين ساهموا في تحديد طابع الكنيسة الرومانية والغرب اللاتيني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ايليتروس | الولادة: – الوفاة: 189 البابا القديس إلوثريوس (Pope Saint Eleutherius) الترتيب: البابا رقم 13 في القائمة التقليدية للباباوات (أحيانًا يُشار إليه بالحادي عشر حسب بعض التقاليد القديمة). الفترة: تولّى البابوية من حوالي 174 أو 175م حتى 189م. أصله: يُعتقد أنه وُلد في نيكوبوليس في إبيروس (اليونان الحالية). الكنيسة: الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. أهم الأحداث والإنجازات: 1. التبشير في بريطانيا: هناك تقليد قديم يفيد بأن ملك بريطانيا الوثني “لوسيوس” كتب إلى البابا إلوثريوس طالبًا أن يصبح مسيحيًا، وأن يُرسل له مبشّرين. هذه القصة مشكوك فيها تاريخيًا، لكنها لعبت دورًا رمزيًا في ارتباط المسيحية المبكر ببريطانيا. 2. تعليمات بشأن الطعام: أصدر تعاليم تفيد بأن المسيحيين يمكنهم أكل جميع أنواع الطعام، ما يُفهم منه قطع بعض الروابط مع الشريعة اليهودية. مقولته الشهيرة المنقولة: “لا ترفض أي طعام مما خلقه الله، فكل شيء يُقبل بالشكر.” 3. دعم الاستقرار الكنسي: ساعد على تنظيم بعض ممارسات الكنيسة الناشئة. ساهم في تثبيت الإيمان الكاثوليكي ضد بعض التيارات الهرطوقية في تلك المرحلة، مثل الغنوصية. وفاته وتقديسه: توفي: حوالي عام 189م في روما. الدفن: في كاتاكومب القديس كاليستوس على طريق أبيان في روما. يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده: يُحتفل به في 26 مايو في التقويم الروماني القديم، لكن أُزيل من التقويم العام بعد مراجعات حديثة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سوتير | الولادة: – الوفاة: 175 الترتيب البابوي: الثاني عشر في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. مدة البابوية: حوالي عام 166 م حتى عام 175 م. الأصل: ولد في كامبانيا، إيطاليا. الوفاة: حوالي عام 175 م. الاعتراف به قديسًا: يُكرم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية، ويُحتفل بعيده في 22 أبريل. أبرز أعماله مساعدة الكنائس المحتاجة: عُرف البابا سوتير بسخائه، حيث كان يرسل مساعدات مالية ورسائل تعزية إلى الكنائس المحتاجة، خاصة في كورنثوس. تعزيز الحياة المسيحية: شجع على الحياة المسيحية النقية، وحث النساء على ارتداء الحجاب أثناء الصلاة، مما يدل على اهتمامه بالآداب الليتورجية. مواجهة البدع: واجه بعض البدع التي ظهرت في زمانه، مثل المونتانية، وسعى للحفاظ على وحدة العقيدة. استشهاده يُعتقد أن البابا سوتير (ستور St. Soter) استشهد في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس، ولكن لا توجد تفاصيل دقيقة حول طريقة استشهاده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس انكيتوس | الولادة: – الوفاة: 166 البابا الحادي عشر في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية هو البابا أنتيكريتوس الأول (Pope Eleutherius)، وليس “أبيقوطس” كما يُظن أحياناً في بعض المصادر. أبرز التفاصيل: البابا إلوثريوس (Eleutherius) الترتيب: البابا رقم 13 بحسب التقاليد الحديثة، لكن في بعض المصادر القديمة يُحسب الحادي عشر بسبب اختلاف الترتيب في احتساب القديس بطرس والباباوات المؤقتين. مدة البابوية: من حوالي 174 أو 175 ميلادية إلى حوالي 189 ميلادية. الأصل: يُعتقد أنه كان من اليونان أو من نيكوبوليس في إبيروس (منطقة في البلقان اليوم). الفترة: تولّى البابوية خلال عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس، وهي فترة شهدت اضطهادات للمسيحيين، لكنها كانت أخف من الفترات السابقة واللاحقة. أهم ما يُنسب له: التبشير في بريطانيا: بعض التقاليد القديمة، وإن كانت غير مؤكدة تاريخياً، تقول إنه تلقى رسالة من ملك بريطاني اسمه لوسيوس يطلب فيها التبشير بالمسيحية في بريطانيا، وهي قصة مثيرة للجدل بين المؤرخين. تنظيم قوانين الطعام: يُقال إنه أصدر تعليمات بشأن الطعام، بأن المسيحيين لا يجب أن يرفضوا أنواعاً معينة من الطعام على أساس ديني، مما يعكس انتقال الكنيسة من الطقوس اليهودية إلى شريعة النعمة. نشر المسيحية في الغرب: عمل على دعم وتثبيت المسيحية في روما وغرب أوروبا، وشجع على إرسال المبشرين. الوفاة: توفي في روما حوالي سنة 189م، ودُفن في كاتاكومب القديس كاليستوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 150 البابا العاشر على الكرسي الرسولي هو القديس بيوس الأول (St. Pius I). التفاصيل الأهم عنه: الاسم الكامل: القديس بيوس الأول (Pius I) فترة البابوية: حوالي 140 م إلى 154 م (بعض المصادر تقول حتى 155 أو 157 م) خلف البابا هيجينوس وخدم خلال عهد الإمبراطور أنطونينوس بيوس. الأصل: يُعتقد أنه كان من أكيليا في شمال إيطاليا. بعض المصادر تقول إنه كان عبدًا محررًا، وأخًا للكاتب المسيحي الشهير هرماس، مؤلف كتاب الراعي (The Shepherd of Hermas). السياق التاريخي: كانت فترة حبريته زمناً حساساً، حيث بدأت الكنيسة تنظم عقائدها في مواجهة البدع الغنوصية المنتشرة. من أبرز المعارضين الذين ظهروا في عهده: ماركيون، الذي أنكر العهد القديم ورفض إلهه، فحرمه بيوس من الشركة الكنسية. أعماله ومساهماته: دعم الجهود لتثبيت قانون الإيمان وتقوية سلطة أسقف روما. شجع على تنظيم الكتابات المسيحية والتمييز بين الكتب القانونية والهرطوقية. نُسبت إليه مساهمات في تطوير الليتورجيا، لكن كغيره من الباباوات الأوائل، يصعب التأكد من تفاصيلها بدقة. الاستشهاد: هناك خلاف حول ما إذا كان استُشهد؛ البعض يقول إنه مات ميتة طبيعية، والبعض الآخر يعتبره شهيداً بالإيمان. القداسة: يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده: 11 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هايجينوس | الولادة: – الوفاة: 142 البابا التاسع على الكرسي الرسولي هو القديس هيجينوس (St. Hyginus). أبرز المعلومات عنه: الاسم الكامل: القديس هيجينوس (Hyginus) فترة البابوية: حوالي 136 م إلى 140 م (أو حتى 142 م في بعض التقديرات) خلف البابا تيليوسفوروس، وخدم في عهد الإمبراطور أنطونينوس بيوس. الأصل: يُعتقد أنه كان أثينياً من أصل يوناني، ومثقفاً، ربما درس الفلسفة. السياق التاريخي: خدم في فترة شهدت نمو الحركات الغنوصية، ومنها تعاليم فالنتينوس وكيرينثوس، وهما من أبرز الهراطقة في تلك المرحلة. تشير بعض المصادر إلى أن هيجينوس واجه هذه البدع، ووضع أساسًا للرد الكنسي عليها. أعماله ومساهماته: نُسبت إليه بعض التنظيمات الكنسية المبكرة، منها: تمييز الرتب الكنسية (الشمامسة، الكهنة، الأساقفة) بشكل أكثر وضوحاً. تنظيم بعض شؤون الرعايا والمسؤوليات بين رجال الدين. لكن كغيره من الباباوات الأوائل، كثير من هذه الأدوار منسوبة إليه لاحقًا دون توثيق معاصر. الاستشهاد: بحسب التقليد، استُشهد، لكن لا يوجد دليل تاريخي مباشر. يُكرَّم كشَهيد في الكنيسة الكاثوليكية. القداسة: يُحتفل بعيده في 11 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس تيلسفوروس | الولادة: 130 الوفاة: – البابا الثامن على الكرسي الرسولي هو القديس تيليوسفوروس (St. Telesphorus). أبرز التفاصيل عنه: الاسم الكامل: القديس تيليوسفوروس (Telesphorus) فترة البابوية: حوالي 125 م إلى 136 م (أو حتى 138 م في بعض المصادر) خلف البابا سيكستوس الأول، وخدم خلال جزء من عهد الإمبراطور هادريان وبداية عهد أنطونينوس بيوس. الأصل: يُعتقد أنه من أصل يوناني وربما جاء من إيطاليا أو اليونان. أعماله ومساهماته: وفقًا للتقاليد الكنسية، نُسبت إليه عدة تنظيمات في الحياة الليتورجية، منها: إقامة قداس منتصف الليل في عيد الميلاد. الصوم الكبير (Lent)، إذ يُعتقد أنه نظّم شكله أو أقر ممارسته. ترتيل ترنيمة “المجد لله في العلى” (Gloria in excelsis Deo) في القداس. ملاحظة: هذه الأعمال قد تكون نُسبت إليه لاحقاً من قبل كتّاب القرون الوسطى، وليست موثقة بشكل مؤكد من مصادر معاصرة له. الاستشهاد: يُعتبر أول بابا بعد بطرس يُذكر استشهاده بشكل مؤكد. يقول إيرينيئوس من ليون (في القرن الثاني) إنه استُشهد من أجل الإيمان، مما يعطي هذه المعلومة بعض المصداقية. القداسة: يُكرَّم كقديس وشهيد. عيده يُحتفل به في 2 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيكتوس الأول | الولادة: 42 الوفاة: 120 البابا السابع على الكرسي الرسولي هو القديس سيكستوس الأول (St. Sixtus I). أهم التفاصيل عنه: الاسم الكامل: القديس سيكستوس الأول (Sixtus I). أحيانًا يُكتب اسمه أيضًا Xystus في بعض المخطوطات اللاتينية القديمة. فترة البابوية: حوالي 115 م إلى 125 م (تقديرات تقريبية). خلف البابا ألكسندروس الأول، وتولى الكرسي الرسولي خلال عهد الإمبراطور هادريان. الأصل: بحسب التقليد، وُلِد في روما، وكان من أصل روماني. أعماله ومساهماته: رغم ندرة التفاصيل الموثقة، تُنسب إليه بعض التنظيمات الطقسية المبكرة، منها: فرض تقليد أن الناس يجب أن يقفوا عند تلاوة الكاهن لصلوات البركة في القداس. التأكيد على حفظ الأواني المقدسة فقط داخل المذبح. معظم هذه القوانين قد تكون نُسبت إليه لاحقاً، لكن تعكس تطوراً مبكراً في الليتورجيا الكنسية. الاستشهاد: يُقال إنه استُشهد أثناء الاضطهادات، رغم أن بعض المؤرخين يشككون في ذلك بسبب قلة الأدلة. دُفن – حسب التقليد – قرب طريق نوفا في روما. القداسة: يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده يُحتفل به في 6 أبريل أو 3 أبريل حسب التقويمات المختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الكسندر الأول | الولادة: – الوفاة: 116 الاسم الكامل: القديس ألكسندروس الأول (Alexander I) فترة البابوية: حوالي 107 م إلى 115 م (تقديرات تقريبية) الترتيب: سادس بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وخلف البابا إيفاريستوس. الأصل والخلفية: يُعتقد أنه كان روماني الأصل. خدم خلال فترة الإمبراطور تراجان أو بداية عهد هادريان، في وقت كانت فيه المسيحية لا تزال مضطهدة رسمياً. أعماله المزعومة: لا توجد مصادر مؤكدة كثيرة عن فترة حبريته، لكن وفقاً للتقاليد الكنسية: نُسب إليه إدخال بعض الطقوس الليتورجية، مثل: إضافة الماء المقدس وطقس التقديس بمزج الماء بالملح (رغم أن هذا قد يعود إلى فترات لاحقة). إضفاء طابع رسمي على كلمات التقديس في القداس (مثل عبارة “هذا هو جسدي…”). لكن معظم المؤرخين المعاصرين يعتبرون هذه الإضافات نسباً لاحقة غير مؤكدة. الاستشهاد: يُعتقد أنه استُشهد في روما، لكن لا يوجد توثيق تاريخي واضح. التقاليد الكنسية تضعه ضمن الشهداء. القداسة: يُكرَّم كقديس وشهيد في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 3 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس افاريستوس | الولادة: – الوفاة: 107 القديس إيفاريستوس (Evaristus) فترة البابوية: حوالي 99 م إلى 107 م (تقديرات تقريبية، إذ أن التواريخ الدقيقة في تلك الفترة غير مؤكدة) الترتيب: هو البابا الخامس بعد القديس بطرس، وخلف البابا كليمنضس الأول. الأصل: بحسب بعض المصادر، كان يونانياً من أصل يهودي، وُلد في بيت لحم أو في أنطاكية، وتعلّم في روما. أعماله ومساهماته: لا يُعرف الكثير من التفاصيل المؤكدة عن حياته، لكن بعض المصادر الكنسية تنسب له تنظيم بعض الشؤون الكنسية مثل: توزيع الكهنة على الرعايا في روما. ترسيخ نظام الشمامسة كمساعدين للأساقفة. قيل إنه أصدر تعليمات بوجوب تبريم الزواج بحضور كاهن وداخل الكنيسة. الاستشهاد: التقليد المسيحي يذكر أنه استُشهد في عهد الإمبراطور تراجان، ويُعتبر شهيداً في الكنيسة الكاثوليكية. لكن بعض الباحثين يشككون في استشهاده، إذ لا يوجد دليل قاطع من تلك الحقبة. القداسة: يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده يُحتفل به في 26 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كليمنت الأول | الولادة: 1 الوفاة: 99 البابا الرابع على الكرسي الرسولي في الفاتيكان هو البابا كليمنضس الأول (باللاتينية: Clemens I). أبرز التفاصيل عنه: الاسم الكامل: كليمنضس الروماني (Clemens Romanus) فترة البابوية: حوالي سنة 88 م إلى 99 م (تقديرات تقريبية، لأن التواريخ القديمة وغير دقيقة). الترتيب: هو البابا الرابع بعد القديس بطرس الرسول، ويُعتبر ثالث خليفة له حسب التقليد الكاثوليكي. السياق التاريخي: خدم خلال عهد الإمبراطور الروماني دوميتيان، الذي اضطهد المسيحيين. ويُعتقد أنه كان تلميذاً مباشراً للرسل، لا سيما بطرس أو بولس. أعماله المهمة: رسالة كليمنضس الأولى إلى أهل كورنثوس: واحدة من أقدم الوثائق المسيحية خارج العهد الجديد، كتبها للتوسط في خلاف داخل كنيسة كورنثوس. تُعد هذه الرسالة دليلاً مهماً على السلطة المبكرة لأسقف روما. تعكس الرسالة فكرة الطاعة للسلطة الكنسية والنظام الكنسي، مما يُبرز بداية تطور دور البابا. الاستشهاد والوفاة: تقول بعض التقاليد أنه استُشهد، ونُفي إلى شبه جزيرة القرم حيث أُلقي في البحر مربوطاً بمرساة. يُكرَّم كشهيد في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. القداسة: يُعد من الآباء الرسوليين، أي الجيل الذي تلا مباشرة رسل المسيح. يُحتفل بعيده في 23 نوفمبر (الكاثوليك) أو 25 نوفمبر (الأرثوذكس). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اناكليتوس | الولادة: 25 الوفاة: 90 البابا أنكلِتُس (أو كليتس أو كليتوس) هو ثالث بابا للكنيسة الكاثوليكية بعد القديس بطرس والبابا لينوس، ويُعتبر من أوائل خلفاء بطرس في الكرسي الرسولي. أبرز المعلومات عنه: الاسم: يُعرف بعدة صيغ: كليتس (Cletus) أو أنكلتس (Anacletus أو Anencletus). هناك اختلاف تاريخي حول ما إذا كان هذين الاسمين يشيران إلى شخص واحد أم شخصين مختلفين، لكن الرأي الكاثوليكي الرسمي يعتبرهما شخصاً واحداً. فترة حبريته: تولّى البابوية نحو السنة 76 حتى 88 م، في عهد الإمبراطور الروماني تيطس ثم دوميتيان. خلفيته وسيرته: يُعتقد أنه كان من اليونانيين، ومن سكان روما. يُقال إنه عُيّن من قِبل القديس بطرس أو خلفائه في بداية حياته الكنسية. قام بتنظيم الكهنة في روما إلى مجموعات أصغر، وهو ما يُعتبر بداية تأسيس التنظيم الكنسي للرعية. استشهاده: تُشير بعض المصادر إلى أنه استُشهد في عهد الإمبراطور دوميتيان، وبالتالي يُعتبر من الشهداء الأوائل. دُفن، حسب التقليد، في مقبرة القديس بطرس بالفاتيكان. تذكاره: يُحتفل به في الكنيسة الكاثوليكية يوم 26 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس لينوس | الولادة: 10 الوفاة: 79 القديس لينوس هو البابا التاني للكنيسة الكاثوليكية من سنة 67 حتى سنة 76. (فترة البابوية 12 سنين) ولد فى توسكانا ايطاليا ويُحتفل بذكراه فى 23 يونيه من كل سنه. لينوس هو بابا الكنيسة الكاثوليكية وقديس حسب المعتقدات المسيحية. كان ثاني شخص يتولى أسقفية روما حسب لائحة باباوات الكنيسة الكاثوليكية الرسمية بعد بطرس مباشرة. وهو من الشخصيات المذكورة فى العهد الجديد ضمن قائمة الاشخاص الذين اختارهم بطرس. دُفن في كاتدرائية القديس بطرس. وفي مصادر أخرى: ذُكر لينوس مرة واحدة فقط في العهد الجديد، وذلك في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس: “بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُسَلِّمُ عليكَ أُفُوبُلُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُوسُ وَكِلَودِيَا وَالإِخْوَةُ جَمِيعًا.” (2 تيموثاوس 4:21) لينوس في التقليد الكاثوليكي وفقًا للتقليد الكاثوليكي، يُعتبر لينوس أول من خلف بطرس الرسول كأسقف على روما، وبالتالي يُعدّ البابا الثاني في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. يُشير القديس إيريناوس في كتابه ضد الهرطقات (حوالي عام 180 ميلادية) إلى أن بطرس وبولس أسّسا الكنيسة في روما وعيّنا لينوس ليتولى الأسقفية بعدهما: “بعد أن أسّس الرسل المباركون (بطرس وبولس) الكنيسة وبنوا هيكلها، سلّموا إلى لينوس وظيفة الأسقفية.” تُشير المصادر الكاثوليكية إلى أن لينوس تولّى الأسقفية حوالي عام 67 ميلادية واستمر حتى وفاته حوالي عام 76 أو 79 ميلادية. يُحتفل بعيده في 23 سبتمبر. ومع ذلك، هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان قد استشهد، إذ لا توجد أدلة قاطعة على ذلك، رغم أن بعض المصادر المتأخرة تشير إلى استشهاده . لينوس في التقليد الأرثوذكسي في التقليد الأرثوذكسي، يُعترف بلينوس كأحد تلاميذ الرسل وأول أسقف على روما بعد استشهاد بطرس وبولس. يُعتبر من ضمن السبعين تلميذاً الذين أرسلهم يسوع، ويُحتفل بعيده في 23 سبتمبر أيضاً. ومع ذلك، لا يُمنح لقب “بابا” بنفس المعنى المستخدم في الكنيسة الكاثوليكية، إذ لا تُعترف الأرثوذكسية بسلطة بابوية مركزية. ملاحظات ختامية •يُجمع التقليدان الكاثوليكي والأرثوذكسي على أن لينوس خلف بطرس في قيادة الكنيسة في روما. •يُعتبر لينوس شخصية محورية في تأريخ الكنيسة الأولى، رغم قلة المعلومات المتوفرة عنه. •يُحتفل بذكراه في 23 سبتمبر في كلا التقليدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة و المستعصية | الولادة: 1381 الوفاة: 1457 حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة و المستعصية ولدت القديسة ريتا في روكا بيرينا من مقاطعة أومبيريا (ايطاليا). والداها تقيّان فاضلان تسامت فيهما قداسة الأخلاق السخيّة وحرارة التقوى و المحبة الكريمة: هما انطوان لوتـي وإيـميه فيـري. مضى زمن طويل على زواجهما وطعنا في السن دون أن يرزقهما الله ولداً. وفيما كانت أمّها يوماً غارقة في تأملاتها رأت ملاكاً أكّد لها وصول صلاتها إلى عرش العليّ فسوف يرزقها إبنة تكون عظيمة أمام الرب. وظهر لها الملاك ثانية وطلب منها أن تدعو الإبنة مرغريتا اختصرت بإسم ريتا. أبصرت ريتا النور في 22 أيار 1381، وقبلت سرّ العماد في النهار ذاته. ولم تمض أيام قلائل على عمادها حتى أخذ والدها يحملانها في قفة من الغزّار وينقلانها معهما إلى الحقل ويضعانها في ظل الأشجار. وفي ذات يوم انحدر خشرم نحل كبير وأحاط بها، وكانت نحلات كثيرة تدخل فمها وتقطر فيه العسل دون أن تنخزها أبداً كأنه لم يكن لها (إبر) أشواك، ولم تصعد الطفلة صراخاً بل كانت تصدر أصوات التهليل. وفي تلك البرهة جرح أحد الحصادين يده اليمني جرحاً بليغاً بمنجله فأسرع يطلب طبيباً، وإذ مرّ بجانب الطفلة رأى جماعة النحل تدندن حول رأسها، توقّف و حاول أن يطردها بيديه حتى يخلّص الطفلة، و للحال انقطع نزيف الدم من يده واندمل جرحه فصاح مندهشاً، وأسرع إليه والدا الطفلة و عاينا ما كان واعتبرا إنّ النحل الأبيض هذا كان أعجوبة نظير ميلادها، ولأنهما قدّراها موهبة سماوية منحها الله لإيمانهما و صلواتهما. فقد جدّا في تربيتها على مبادئ الديانة فانطبعت في نفسها كما في قرص الشمع، وما كادت تبلغ سن التميّز حتى بانت عليها أشعة الفضيلة وقد امتازت بخضوعها وطاعتها السريعة وبعاطفة حشمة رقيقة وبعطش لا يُروى إلى معرفة الله وسيّدنا يسوع المسيح. وما كان يُطبَع في مخيّلتها منذ نعومة أظفارها صارت تحاول أن تعرفه و تحبه وقد درجت على معرفة الأشياء الإلهية حسب إمكانيات حداثتها، ومن المؤكد أنها كانت مثل القديسة كاترينا السيانية، تجهل الكتابة و القراءة وكما ان القديسة كاترينا لما التزمت أنّ تباحث البابا عن شؤون الكنيسة وعلّمتها العذراء الحنونة أن تكتب بلغة بلدتها اللطيفة هكذا ريتا فضّلت أن تقرأ في كتاب واحد وهو المصلوب. سمعت ريتا ما حدث للقديس فرنسيس الأسيزي الذي عاش في تلك الأرض التي تعيش هي فيها، وتمنت لو صُلِبَت مع يسوع أو على الأقل لو شاطرته أوجاعه. سوف نرى كيف استجابها يسوع أمّا الآن فدرسها للمصلوب كان يولّد فيها الرغبة بالتوبة قد اضطرمت نفسها بمحبة الله الى الحياة الرهبانية بكل قواها لكنه تعالى أراد أن ترتقي درجات الجلجة أولاً. فبينما كانت ريتا لا تفكّر إلا بالله وبأبويها الشيخين اللذين ما كانا يفهمان أسرار نفسها البتول، كان أبواها يفتكران بزواجها وقد أجبراها على الزواج من شاب لم يكن على شيء من أخلاقها النبيلة ولا من رزانتها وحشمتها وطلاوتها وتجرّدها عن العالم. لم تكن تريد أن تسلّم لرجل قلبها الذي كرّسته لله منذ حداثتها و كانت في الثانية عشرة من عمرها ومن جهة أخرى لم تتعود أن تخالف أمر أبويها الشيخين ولو بأصغر الأشياء. كانت منذ الصغر تتوق إلى الحياة الكمال وإذا لم تتمكن من ترك والديها جعلت تنفرد في البيت الوالدي في غرفة منعزلة حيث كان العروس الالهي ينظر ويتكلم إلى قلبها، ظنت أنها تبقى تناجي الرب إلى أن يأخذ والديها فيتسنى لها أن تقدم له بحرية ذبيحة حياتها. فكم اضربت أذنها عندما فاتحها أبواها بالزواج لم ترفض طلبهما بعنف لأنها تعودت إطاعتهما إطاعة عمياء ولم تكن تريد أن تحزنهما بشيء، إنما توسلت إليهما بدموعها أكثر من بكلامها ليتركاها تتبع دعوتها الرهبانية. لربما كانا سمحا بالرهبانية لو كان الشاب الذي وعداه بها غير ما هو بالحقيقة في ذلك العصر ما كانوا يحسبون لمحيط العائلة حساباً عند الفقراء وكانت القوة تغتصب حق الضعيف. بول فرديناندوس طالب يد ريتا لم يكن شاباً دمث الأخلاق أو محب السلام بل كان فاسقاً قاسياً اشترك أحيانا بالمبارزة إذاً كان بإمكانه أن يسبّب شكاً جسيماً إذا لم ترضى ريتا وأهلها بهذا الزواج. عندما رأت ذاتها في خطر لا مفرّ منه شرعت المسكينة تكثر الصلوات والأماتات والحسنات لعلّ الله ينجيّها من هذا الوغد لكنه تعالى أعلم بطرقه منا فلم يُصغِ لصلواتها أو بالأحرى لم يشأ أن يرفع هذا الصليب عنها لأنّ تدابيره في شأنها كان وحده يعرفها. لكنه تعالى مقابل هذا العذاب منحها نعماً أخرى خاصة نعمة اهتداء زوجها وخلاص نفسه وقد حذت بذلك حذو القديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس فاقتدت بمثالها لكي يجعلها مثال الصبر البطولي عند دخولها بيت زوجها وتحملت بصبر جميل وسكوت حدّة طبعه وإهانته وشراسة أخلاقه واعتنت بتدبير وأناقة بيتها ليرى فيه زوجها كل ما يرضيه. كان لزوج ريتا أعداء كثيرون بسبب ميوله للمقاتلة وعندما كان يهان كان يترقب فرص الإنتقام، وإذا لم يتمكن من شفاء غليله كانت صاعقة غضبه تنقضّ على زوجته المسكينة بالتجاديف المخجلة والكلام الفظ والضرب القاسي، وقد كادت يوماً لا تفلت من الموت لو لم تدبّر العناية الألهية و يحضر أبوها قبل حلول الكارثة. وفي هذه كلها كانت كالحمل الوديع تتحمل بصبر ودون أن تفتح فاها إلى أن أتى اليوم الذي انتصر فيه الحمل على الذئب وأعادت نفس زوجها إلى الله. ومن هذا الزواج رزقها الله توأمين جان جاك و بول فقبلتهما ككنز ثمين يجب أن تحافظ عليهما بكل اعتناء فكانت تنظر فيهما النفس قبل الجسد ولا ريب أنها كرّستهما لله و صلّت لأجلهما كثيراً وخوفاً من أن يرث طفلاها ميول والدهما كانت تزيد في الأصوام والتقشفات وتعمل على زرع بزور الفضائل في قلبهما وبينما كانت ريتا تعتني بتربية طفليها مات أبواها الفاضلان حزنت ولا شك ولكنها ضاعفت مساعدتهما بصلواتها الحارّة وهكذا متمِّمة واجباتها كإبنة وزوجة وأمّ كانت ريتا تزداد استحقاقاً للسماء و الذي كان يعزّيها على فقد أبويها هو أنها لم تكرههما في الحياة ثم لأنّ حياتهما الطويلة كانت حياة مسيحية صرفة. منذ رجع زوجها الى الله وأصبح يعيش عيشة مسيحية أصبحت عائلة ريتا كاملة السعادة لكنّ الورود لا تنمو ولا تتفتح هنا إلاّ بين أشواك عديدة فقديستنا التي تمنت الاقتداء بالمسيح المصلوب، لم يطل الوقت عليها حتى طعنت برمح الألم الحاد، فإذا كان زوجها راجعاً ذات مساء من كاسيا هاجمه أعداؤه السابقون وقتلوه دون عناء، فانفطر قلب ريتا لدى سماعها هذا الخبر المفجع وكان يهولها مفعول هذه الفاجعة على قلب ولديها من كل قلبها. واهتمت بدفن زوجها دفنة مسيحية و شرعت تضاعف الصلوات والاماتات لراحة نفسه. بعد هدوء انفعالها الأول على فقد زوجها، حصرت اهتمامها بتربية ولديها اللذين كان لمَثَلِها الطيّب وأقوالها الصالحة التأثير الكبير على قلبيهما، لكنّ قوة الشرّ تخنق أحياناً قوة الخير فكانا يسمعان غير أمثالها وقد دفعهما البعض الى الأخذ بثأر أبيهما، فاصبحا يخالفان إرادتها و لا يصغيان إلى كلامها كما من ذي قبل، وأنّ غريزة الدم سوف تقودهما إلى الشرّ على أنها كانت تفضّل خلاصهما الأبدي على حياتهما الزمنية. اتخذت جانب البطولة وطلبت من يسوع المصلوب أن يأخذ ولديها بريئين من أن ينقادا يوماً إلى الشرّ. مرض ولداها الواحد بعد الأخر و حاولت أن تعتني بهما أكبر أعتناء فسهرت عليهما كل السهر حتى لا ينقصهما شيء من العلاجات الضرورية لحفظ حياتهما ولو كلّفها ذلك أكبر التضحيات وللرب قائل يقول ( ألم تطلب من يسوع ليأخذ ولديها) نعم و لكنها لم تكن ملتزمة بتركهما يموتان فقامت بواجبها نحوهما على أكمل وجه وبكرامة لا مثيل لها وبما أنهما لم يكونا صالحين بقدر ما كانت ترغب. فضّلت أن تقدمهما ليسوع إذا لزم الأمر لكن مطهَّرَين بالتوبة وهكذا صار فإنّ طوال المرض سكّن فيهما رغبة الإنتقام فندِمَا على خطيئتهما وتصالحا مع الله و مات الشابان الواحد تلو الآخر بعد سنة واحدة من موت أبيهما وهكذا انقطعت الرباطات التي كانت تعلقها في الأرض فبقيت وحدها في العالم متحدة بربّها أجل بقيت وحيدة لكنها أصبحت حرّة. حينئذ ودّعت ريتا هذا العالم التاعس متكلة على معونة الله، وذهبت تقرع باب راهبات القديسة مريم المجدلية الاوغسطينيات وبينت رغبتها الحارة في الدخول في رهبنيّتهنّ فرُفِض طلبها لأنها كانت متزوجة فعادت دون أن تيأس من رحمة الله بل داومت صلواتها وإماتاتها وأعمالها الخيرية. وذهبت مرتين من جديد تقرع باب الدير المذكور وفي المرتين لم تنل قبولاً. فاستسلمت إلى إرادة الله القدوسة ووكلت أمرها الى القديسين شفعائها وكانت قد ناهزت الأربعين، ورغم وجودها في العالم كانت تحيا حياة رهبانية محضة، ممارسة بأمانة المشورات الأنجيلية وإذا رأى الله خضوعها التام لإرادته القدوسة وثقتها الكبيرة برحمته الأزلية تحنن عليها وبينما كانت في احدى الليالي غارقة في التأمل سمعت صوتاً يردد:ريتا،ريتا. فاقتربت من النافذة لترى مَن يناديها وماذا يريد منها لكنها لم تشاهد أحداً، ففكرت أنها خُدِعَت وعادت حالاً الى التأمل لكن لم يمضِ وقت طويل حتى عاد الصوت ينادي ريتا ريتا. فنهضت وفتحت الباب وسارت في الشارع فرأت شيخاً مع شخصين أخرين فعرفت بالهام أنهم شفعاؤها القديسين. يوحنا المعمدان و اغوسطينوس و نيقولا. فطلبوا منها أنّ تتبعهم فتبعتهم متحفظة كأنها في حلم. و بقليل من الوقت وصلوا الى كنيسة دير القديسة مريم المجدلية ورغم أن الأبواب مغلقة و مقفلة والراهبات غارقات في نومهنّ فقد أدخلها الدير القديسون الذين أرسلهم الله ليرافقوها وتواروا. لمّا نزلت الراهبات صباحاً إلى تلاوة الفرض دهشن لوجود هذه المرأة القديسة التي كانت طردت مرات عديدة من بينهن وكيف تمكنت من الدخول إلى الدير ليلاً فأخبرتهن ريتا ببساطة أعجوبة السماء وهن خضعن لصحة قولها وقبولها في الرهبانية بين المبتدئات. ولم يطل الأمر حتى زهت فضائلها وتألق بدر كمالها الرهباني، وقد كانت المواهب الخاصة التي أنعم الله عليها بها هدفاً لسوء الفهم والإهانات والآلام التي تكمل النفوس، ولأنّ قديستنا كانت قد تهذبت في مدرسة المصلوب، فقد قاومت أشد الصعوبات و تمرنت على الفضائل الصعبة وخنقت حبّ الذات فيها وتعاطت أحقر الأشغال في الدير وأتعبها. لكنّ هذه المرأة القوية كانت تجيبه أنا تكرّست لله مدى الأبدية وستبقي أمينة في عهودها مهما كلفها الأمر. كانت تجلد نفسها ثلاث مرات في النهار، وكانت دائماً تلبس مسحاً من شعر الخنزير فيها أشواك تمزق جسدها، قصدت الرئيسة أن تمتحن طاعتها فأمرتها أن تسقي عوداً يابساً كل صباح و مساءً وكان غصن كرمة معداً للنار فامتثلت لأمر الرئيسة، وجعلت تسقيه صباحاً و مساءً ببساطة مدهشة. وظلت على هذه الحالة سنة كاملة والراهبات ينظرن إليها مبتسمات وقد يكون ذلك تخشعاً أو تهكماً. وفي أحد الأيام نظرت الراهبات باندهاش و حيرة عندما رأين الحياة تدب في العود اليابس، الذي نما كرمة عجيبة أعطت في حينها عناقيد يانعة لذيذة، ولاتزال إلى الأن في بستان دير كاسيا شاهداً على طاعة الأخت ريتا فيبارك الكهنة أوراقها وعيدانها المطحونة ويستعملها المؤمنون مع الصلاة إكراماً للقديسة فينالون نعماً كبيرة و خصوصاً شفاءات عجيبة. إنّ ريتا كانت منذ نعومة أظفارها تشعر بميل قوي إلى الآلام المخلص بل كانت الآلام دائماً موضوع تأملاتها وكاسيا ليست بعيدة عن أسيز وكانت ريتا تعلم أنّ القديس فرنسيس الاسيزي قد قبل في جسمه سمات يسوع المصلوب ورُسِمَت جراحات يسوع في يديه ورجليه و جبينه وهكذا شاركه آلامه الفدائية. فأصبحت هي أيضاً تحب أن تختم بصليب المخلص لكنها لم تعتبر ذاتها أهلاً لهذه النعمة الفريدة فاكتفت أن تتأمّلها تأملا كان يفقدها الشعور وكانت الراهبات يحسبن أنها ماتت وكانت مرة جاثية أمام صورة المصلوب توسلت بحرارة الى المعلم الإلهي لكي يشركها في أوجاعه و للحال طارت شوكة من أكليل المصلوب وانغرست في جبينها، اذاقتها ألمًا شديداً حتى أغمي عليها وكادت تموت. تحوّل جرح ريتا إلى قائح منتن فلكي لا تزعج الراهبات برائحتها الكريهة التزمت أن تنزوي في غرفة بعيدة حيث كانت راهبة تأتيها بالقوت الضروري وحملت الجرح الشديد مدة خمس عشرة سنة ولم تشعر بخفة الوجع حتى في نومها فقاست كل ذلك ليس بصبر فقط بل بالشكر الجزيل للذي أهّلها لأن تشاركه في آلامه الفدائية. بعد أن نذرت ريتا نذورها الاحتفالية شاهدت وهي غارقة في التأمل سُلَّماً يصعد من الأرض إلى السماء وفي أعلاه سيدنا يسوع المسيح وهو يدعوها لتصعد السلم بكرامة. إنتشرت أخبار وساطتها لدى الله و مقدرتها على قلبه تعالى فأسرع إليها القاصي و الداني وكانت بصلواتها تنال عجائب الأهتداءات و الشفاءات العجيبة. كانت تعزيتها الكبرى لمّا سمحت لها الرئيسة بالذهاب الى روما لحضور يوبيل السنة المقدسة 1450وربح غفراناتها ولتزيد نفسها تطهيراً وتنال البركة البابوية وخصوصاً لتُكرّم ذخائر الآم المسيح الموجودة في جبينها، وقد طلبت منه أن يشفي الجرح إلى أن تعود من روما دون أن يزيل ألمه، فاختفى الجرح وبقي الوجع . و لمّا عادت إلى كاسيا سمح يسوع بأنّ ينفتح جرح جبينها من جديد على أن ثقل السنين وكثرة الأوجاع و التقشفات أنهكت قوة الراهبة القديسة وأرغمتها على أن تسمّر على سريرها الفقير القاسي ولم تعد معدتها قادرة على احتمال الطعام حتى القليل منه فأصبح قوتها الوحيد القربان المقدّس. واستمرّت على هذه الحال أربع سنوات قاست أثناءها آلاماً لا توصف وقبل وفاتها بثلاثة أيام ظهر لها السيد المسيح تصحبه أمه القديسة مريم العذراء وقال لها أنها بعد ثلاثة أيام تكون معه في السماء و قبلت الزاد الأخير والمسحة المقدسة وفي 22 ايار سنة 1457 فاضت روحها الزكية الجميلة و تركت هذا العالم الغرور و حلّقت نحو السماء. وما كادت القديسة تلفظ نفسها الأخير حتى مجّدها الله بكثير من العجائب وقد قرعت الملائكة جرس الدير فأسرعت الراهبات إلى غرفتها وهن يفكرن برائحة الجرح المنتن لكن ماكان أشد اندهاشهن لما أقتربن من الجثة فوجدن الجرح مندملاً تفوح منه رائحة زكية ووجه ريتا جميلاً يطفح بُشراً وابتساماً وقد تقدمت إحدى الراهبات المشلولة اليد لتعانق القديسة وما أن عانقتها حتى شعرت بشفاء يدها الكامل. نُقِلَ جثمانها الى كنيسة المعبد حيث عرض أياماً عديدة نزولاً عند طلب الجماهير . وشعّ نور برّاق في غرفتها وأنتشرت في أرجاء الدير رائحة عطر سماوي وتحوّل جرح جبينها الى ياقوتة وهّاجة كالماس ونظراً للحشد الكبير الذي تجمع في يوم دفنها التزمت الراهبات بنقل جسدها إلى الكنيسة الخارجة بحفلة انتصار إشتركت فيها السلطات الدينية و المدنيّة. ونظراً لكثرة العجائب التي أفاضها الله على طالبي شفاعتها، نادى بها الشعب قديسة قبل أن تثبّت الكنيسة قداستها. ولمّا تكاثرت الخوارق التي جرت بعد موتها، قررت السلطة الكنسية و المدنية معاً وضع جثمانها في محل لائق معروضاً في تابوت من السرو مكشوفاً. وكان الله قد حفظه من كل فساد وينضح رائحة لذيذة وهكذا وُضِع في المُصَلّى داخل الدير تحت مذبح العذراء و بقي مكرّماً على هذه الحالة حتى سنة 1595حيث نقلوه إلى الكنيسة وبعد سنوات احترق هذا التابوت بسبب شمعة مضاءة وقعت عليه ولكنّ جسم القديسة لم تمسّه النار بأي أذى. والأعجب في هذا الجسم هو انه من حين إلى آخر يتحرك الجسم بأنواع مختلفة أنّ دعوى التطويب وتثبيت القداسة تبرهن عن هذا بإثباتات راهنة و شواهد مثبتة من 1626إلى 1900. ففي سنة 1628 منح قداسة البابا أوربانوس الثامن ريتا شرف الطوباوية وفي عام 1900. منحها قداسة البابا لاون الثالث عشر لقب قديسة وبعد أن فحصت العجائب فحصاً غاية في التدقيق نُظِّم لها قداس خاص و صلوات عديدة إكراماً لها وعيّن الثاني والعشرون من شهر أيار في كل سنة عيداً لها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة برناديت سوبيرو | الولادة: 1844 الوفاة: 1879 نشأتها رُزق فرانسوا سوبيروس ولويس سوبيرو كاستيروت بطفلتهما الأولى برناديت يوم الأحد الموافق السابع من كانون الثاني عام 1844 في مدينة لورد. وسُجّلت باسم برناديت ماري سوبيرو. لم تتمتّع برناديت بصحّة جيّدة، وعانت من الربو وكانت قريبةً جداً من والديها وأخواتها واخوتها. عاشت في مطحنة لكن بسبب الظروف الصعبة التي واجهت العائلة في هذه المطحنة والتي أدّت الى انخفاض كميّة وجودة الطحين وبالتالي عدد الزبائن، أُجبرت عائلة سوبيرو على ترك المطحنة والانتقال للعيش في منزل أكثر تواضعاً. قام فرانسوا كلّ يوم بالبحث عن عمل وكانت أجرته ضئيلة جداً ما أدى الى عدم اعتنائه الصحيح بعائلته. وبسبب ذلك اضطرّت لويس سوبيروس إلى مساعدة زوجها فذهبت الى العمل في حين قامت الابنة الكبرى برناديت بالاعتناء بالأطفال. حاول الناس اعطاء برناديت دروسًا في الانجيل لكن كان من الصعب حدوث ذلك نظراً لعدم توفّر الوقت الكافي لها. تمتّعت هذه الفتاة بالإيمان العميق وصلاتها الدائمة للورديّة التي كانت بحوزتها باستمرار كما لم تكن تعرف أية صلاة أخرى غيرها. وفي يوم الخميس 11 شباط 1858 ذهبت برناديت مع أختها وصديقتها إلى منطقة ماسابيل ببلدة لورد حتى تجلب بعض الحطب، وهناك خلعت نعليها حتى تجتاز النهر وحينها سمعت صوتا كأنه ريح، أدارت نظرها فإذا بمشهد غريب: رأت امرأة لباسها أبيض يتدلى منها منديل حتى رجليها، وترتدي على وسطها زناراً أزرق، وعلى قدميها وردة صفراء. فمسكت الطفلة مسبحتها ورسمت إشارة الصليب وصلت المسبحة مع السيدة الجميلة واختفت تلك السيدة في نهاية الصلاة. في تلك الفترة شعرت برناديت برغبة شديدة لزيارة تلك المغارة، وبالرغم من منع والديها لذلك، اشتد توسلها فأذنا لها بالذهاب… وهناك ابتدأت بصلاة المسبحة وفي السر الأول ظهرت السيدة واختفت في نهاية الصلاة. وفي إحدى الظهورات الأولى سمعت برناديت صوت السيدة وهي تقول لها: لا أعدك بالسعادة في هذا العالم، ولكن في أخر المطاف ستسعدين. وطلبت منها السيدة الحضور إلى هذا المكان لخمسة عشر يومًا. وتكررت ظهورات العذراء مريم لبرناديت ما يقارب 17 مرة، وفي إحدى المرات طلبت العذراء من برناديت أن تصلي من أجل الخطأة، وأن تبني كنيسة باسم السيدة العذراء في هذا المكان، ولكن لم يصدق الشعب ظهور العذراء لها، وعانت كثيرًا من ذلك. وفي مرة أخرى ظهرت لها العذراء وأمرتها بأن تقوم بالحفر في موقع معين في الأرض حتى تفجر ينبوع مياه، وأصبح هذا النبع سبب بركة لكثيرين وتمت بواسطته العديد من المعجزات، كما أعطتها سرا وهذا السر يعنيها وحدها وقد بلغتها رسالة أخرى تحث على التوبة والصلاة لأجل الخطأة وفي عيد البشارة بالتحديد أعلنت السيدة اسمها. قالت برناديت: “جمعت يديها إلى صدرها كمن يصلي بعدما كانت تبسطهما نحو الأرض ورفعت عينيها نحو السماء وقالت لي: “أنا الطاهرة التكوين”، أي “أنا التي حبل بها بلا دنس”. فما كان من برناديت إلا أن أسرعت نحو الكاهن تردد الكلمات التي سمعتها من السيدة السماوية لكي لا تنساها إذ لم تكن تعرف معناها. ارتبك الكاهن عند سماع اسم السيدة. إنها كلمات العقيدة الإيمانية التي أعلنها البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات أي سنة 1854 كعقيدة إيمانية وهو أن العذراء أم الله منذ لحظة تكوينها في أحشاء أمها بريئة من دنس الخطيئة. كبرت برناديت واختارت الدير مكانا لتصل به إلى قمة التواضع، وسلماً يقودها إلى حياة القداسة فكانت تهرب من المجد الباطل، وفي أحد الأيام سألتها إحدى الراهبات عن ظهورات السيدة العذراء لتتمكن من معرفة أفكار برناديت حول تلك الظهورات لها، فأجابتها بدون تفكير قائلة كيف يكون لي هذا وقد اختارت السيدة العذراء حقارتي لتظهر لي. توفيت برناديت في 16 نيسان 1879 باسم (الراهبة ماري برنارد). وكان عمرها 35 سنة. وبعد 122 سنة على وفاتها وجد جثمانها الطاهر كما هو. فلتكن شفاعة القديسة مريم العذراء سيدة لورد معنا دائماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خوسيه غريغوريو هرنانديز سيسنيروس | الولادة: 1864 الوفاة: 1919 خوسيه غريغوريو هرنانديز (بالإسبانية: José Gregorio Hernández) هو طبيب فنزويلي، ولد في 26 أكتوبر 1864 في تروخيو في فنزويلا، وتوفي في 29 يونيو 1919 في كاراكاس في فنزويلا. علمانيّ يصبح أوّل قديس في تاريخ فنزويلا أثار إعلان تقديس خوسيه غريغوريو هرنانديز سيسنيروس المرتقب، بموجب مرسوم وقّعه البابا فرنسيس في 25 شباط 2025، موجة من الفرح والامتنان في فنزويلا . ويُعرف هرنانديز بلقب “طبيب الفقراء”، وقد توفي بعدما صدمته سيارة في كاراكاس عام 1919، وهو شخصية تحظى بتقدير كبير في البلاد، متجاوزاً كلّ الانقسامات. وسيصبح هذا العلماني أول قديس في تاريخ فنزويلا. حدث تاريخي طال انتظاره في بيان صدر بعد ساعات من الإعلان عن المرسوم في روما، عبّر المطران راؤول بيورد كاستيو، رئيس أساقفة كاراكاس، عن سعادته قائلاً: “هذا الحدث التاريخي، الذي لطالما انتظره الشعب الفنزويلّي، هو اعتراف بالحياة النموذجية والفضائل البطولية لرجل كرّس حياته لتخفيف معاناة البشر، ونقل رسالة حب وأمل”. شخصية وطنية بارزة يؤكد الأب جورج إنجل، وهو مبشر فرنسي خدم طويلاً في رعية كاراكاس، أنّ الدكتور هرنانديز يُعدّ شخصية لا غنى عنها بالنسبة إلى الشعب الفنزويلي، سواء للمؤمنين أو غير المؤمنين. قبل أن يترك بصمته الروحية في البلاد، كان معترفًا به علميًا كواحد من أبرز المتخصصين في علم البكتيريا عالمياً، وهو من أدخل استخدام المجهر في فنزويلا وأسّس أكاديمية الطب في كاراكاس. ويضيف الأب إنجل: “لم يكن الشعب الفنزويلي بحاجة إلى حكم الكنيسة ليُظهر تقديره لهرنانديز، فقد احتشدت أعداد هائلة لحضور جنازته، وكان الجميع يشيد بقربه من الفقراء والمهمشين، تماماً كما يدعو البابا فرنسيس”. نموذج للتفاني الشخصي والخدمة تم تطويب خوسيه غريغوريو هرنانديز في 30 نيسان 2021 في كاراكاس، وقبل هذا الحدث بأيام، أرسل البابا فرنسيس رسالة فيديو مطولة إلى الشعب الفنزويلي يشيد فيها بهذه الشخصية التي خدمت المسيح من خلال رعاية الفقراء. وأوضح البابا حينها: “إحدى أبرز السمات وأكثرها إلهاماً في شخصية خوسيه غريغوريو هرنانديز كانت شهادته على التفاني الشخصي وخدمة المواطنين استوحاها من المثال الذي قدّمه المسيح خلال العشاء الأخير، عندما بدأ بغسل أرجل التلاميذ. كما دعا البابا المؤمنين إلى الاقتداء بالمطوَّب لتحقيق المصالحة في البلاد. إجماع وطني حول شخصيته يذكر الأب جورج إنجل أن هرنانديز يحظى بتقدير حتى في التقاليد الدينية الشعبية، موضحاً: “في فنزويلا، هناك العديد من الطقوس الروحية التي تُعرف بـ”السانتيروس”، وفي هذه الطقوس يتم استدعاء خوسيه غريغوريو هرنانديز. لقد كان رجلاً بسيطاً وطيباً، استطاع من خلال تميزه العلمي وقربه من الفقراء أن يحقق إجماع الجميع حول شخصه، سواء كانوا مؤمنين أم لا”. إرث خالد في خدمة الفقراء كان هرنانديز عضواً في رهبنة مار فرنسيس الثالثة، وتوفي بالقرب من صيدلية بعد أن اشترى أدوية لامرأة فقيرة. وفي العام 2023، خصّص البابا فرنسيس إحدى لقاءاته العامة للحديث عن الغيرة الرسولية، مسلطاً الضوء على حياة هذا العلماني الفنزويلي، وداعياً المؤمنين إلى اتباع نهجه في العطاء. كان طبيباً، رجلًا من عامة الناس، مدفوعاً بروح الغيرة الرسولية ليعيش حياته في القيام بأعمال الخير والرحمة. إن تقديس خوسيه غريغوريو هرنانديز يمثل لحظة تاريخية لفنزويلا، ويقدّم مثالًا للإيمان والتفاني في خدمة الآخرين، ليبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشي | الولادة: 1875 الوفاة: 1954 إن اشتغلت للسّماء، ووضعتَ اتّكالك على الله… كلّ ما بقي يُزادُ لك… أبونا يعقوب من بيتٍ عائليّ، فاحت فيه طيوبُ الإيمان، تعلّم أبونا يعقوب أسرارَ القداسة… من والدةٍ عكست عيناها أنوارَ الحبّ، والفرح، بين زوايا بيتِها، وفي حدقاتِ أولادِها …. والبدايةُ كانت مع “شمس”، مع أمٍّ قدّيسة… وأكمل أبونا يعقوب الطّريق… لأنّه أصغى إلى صوتِ الرّبّ. نشأته في 1 شباط 1875 ولد خليل الحدّاد… الطّوباويّ أبونا يعقوب… تعلّم خليل في صغرِه، في مدرسة “مار فرنسيس الابتدائيّة للآباء الكبّوشيين” في “غزير”، وبعدها انتقل إلى مدرسة “المزار” وأظهرَ تفوّقاً كبيراً، وأكمل تحصيلَ علمه، في مدرسة الحكمة، لا يعرف سوى السّهر الفعليّ لتحقيق ذاك المتعلّمِ – الإنسان، المتعلّم المثاليّ… وسافر إلى مصر ليعلّم اللّغة العربيّة… وهناك تحقّقت أمنيةُ الرّبّ هامسةً في حنايا روحه: ” يا خليل قد اخترتُك…” دخل خليل كنيسة القدّيسة “كاترين” ليصلّي، فإذا به أمامَ جنازةِ كاهن فرنسيسكانيّ… رآه حافيَ القدمين، مسبحته، وصليبه في يده، وتحت رأسِه عيدانٌ من الحطب… وكان القرار…”أنا أيضاً سأكون كاهناً مثل هذا” مات كاهنٌ ، ووُلد آخر… والتقى خليل بكاهن مسكين، كثُرت حوله ثرثراتٌ، وأخبارٌ مشكّكة …. وكانت الصّرخة في قلب خليل: ” سأصير كاهناً لأعوّضَ عن هذا” مات كاهن، وولد آخر… حياته هكذا ولد الرّاهب، والمعلّم، والواعظ، ومدير المدارس، ومرشد الأخويّات، ومؤسّس جمعيّة راهبات الصّليب… هكذا ولد اللّبنانيّ المؤمن بكرامة الإنسان، والوطن… وانضمّ خليل إلى الرّهبان الكبّوشيين… هكذا سار خليل ليخطَّ قداسةَ يعقوب… على خطى القدّيس فرنسيس عاش الفقر، والتّواضع، فبات ” يعقوب” الرّاهب الكبّوشي الّذي دقّ جرسَ بابِ الدّير. دخل، ووعد الرّبَّ أن لا يغادرَه إلّا ساعة موتِه… على العناية الإلهيّة اتّكل، بنى مشاريعَ كثيرة، مستشفيات، وأديرة، ومدارس…وسار يبحث عن فرح القريب… بلسم جراحَ الكثيرين، مسح دموعَ الألم عن وجنة الفقراء، والمُهمَلين، والمرضى، والمنسيّين… فبات رسولَ الرّحمة. علّم الصّغار، وأحبّهم، واهتمّ باحتفالات القربانة الأولى. أمضى العمرَ يسيرُ من قرية إلى أخرى، يصلّي في أثناء سيره، ويؤلّف التّرانيم. لكثرة ما كان يصلّي برى صليب مسبحته. أحبّ الصّليب، ووعد الرّبّ أن يرفعَه على قمّة عالية من قمم جبال لبنان… وكان صليب “تلّة الجنّ” الّتي تحوّلت إلى تلّة الصّليب… وكان دير الصّليب الّذي بناه على نيّة من مات في أثناء الحرب العالميّة الأولى، ولم يُصلَّ على جثمانه. أحبّ مريم العذراء، وطلب أن نصلّي المسبحة، واعتبر أنّ الله قديرٌ أن يصنع سماء أجمل، وأرضاً أجمل، أمّا أجمل من مريم فلا. أحبّ لبنان، وردّد دوماً “طائفتي لبنان، والمتألّمون.” وفاته توفّي برائحة القداسة في 26 حزيران 1954. أراد أبونا يعقوب عيشَ الفقر، ولكنّه كان غنيّاً بالعطاء، وبالحبّ… كان ثريّاً من أثرياء الرّحمة… ربّي… على خطى أبونا يعقوب نودّ أن نسير… لنتشبّه به، ونكون من بُناةِ الإنسانيّة الجديدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مار مارون | الولادة: 350 الوفاة: 410 من هو مار مارون ؟ القديس مارون هو راهب ناسك، آرامي العرق وسرياني اللغة، نشأ في مدينة قورش شمال شرقي انطاكيا (تركيا حالياً) وقد إختار القديس مارون قمّة في ضواحي قورش على علو نحو 800 متر، كان قد أقيم عليها قديماً هيكل وثني لتكريم الشياطين، وكانت هذه المنطقة قد خلت من سكانها، فقصدها مارون في النصف الثاني من القرن الرابع وكرّس هذا المعبد لله وعبادته. كان القديس مارون يقضي ايامه ولياليه في العراء غير آبه بغضب الطبيعة ولكنّه كان متى اشتدّت العواصف يلجأ الى خيمة نصبها بالقرب من ذاك المعبد، مع العلم بأن تلك الخيمة كان قد صنعها القديس من جلود الماعز التي كانت منتشرة بكثافة في تلك الأرجاء. لقد هجر مارون الدنيا ليتنسّك في تلك الجبال، يقضي ايامه بالصوم والصلاة والتقشّف. ولد القديس مارون حوالي سنة 350م وقد أرّخ حياته اسقف قورش المؤرخ الشهير تيودوريطس القورشي، صديق القديس مارون ومعاصره. انصرف مارون إذاً لأعمال الصلاة والتقوى بالإضافة الى الأعمال اليدوية الشاقة لقهر الجسد، لابساً اللباس الخشن. شاعت أخبار هذا القديس فقصدته الجموع من كل حدب وصوب ملتمسة شفاعته…فمنهم من لجأ اليه لمرض جسدي مزمن وآخرون لمرض نفسي، فانصرف الى وعظ تلك الجماهير ومواساتها، ولعلّ القديس مارون هو الوحيد الذي أنعم عليه الرب بنعمة الشفاء وهو لا يزال على قيد الحياة، فكان يشفي امراض الجسد والنفس، كما ينهي الجموع عن المحرّمات زارعاً فيها بذور التقوى والإيمان، حيث أثرّت هذه الأعمال بالآلاف ورسّخت ايمانها وقوّة عزيمتها… هرب القديس مارون من الناس، فلحقته اينما حلّ… اعتزل الشهرة على قمة جبل منفرد فشهرته أعماله وذاع صيته في الأمبراطورية البيزنطية التي كانت تسيطر على الشرق بأكمله، فذكره القديس يوحنا فم الذهب (مؤرخ معاصر لمار مارون) من بكوكوزا في ارمينيا وكان القديس المذكور قد عرف مارون شخصياً. يعتبر الدكتور فؤاد افرام البستاني أن اقرب الأشخاص الى مارون كان الراهب زابينا الذي أولاه القديس الكثير من الإحترام وأوقر شيخوخته واقتدى ببعض طرقه في الزهد والتقشّف، حتى أن بعض المؤرخين اعتبر أن الراهب زابينا قد يكون معلّم مارون، بينما اعتبر البعض الآخر أن زابينا ما هو إلاّ التلميذ المفضل للقديس المذكور، ولكن من الثابت أن هذا الراهب قد وافته المنية قبل مارون، مما دفعه الى الإيحاء للمقربين اليه في رغبته بأن يدفن على مقربة من مرقد زابينا. مات القديس مارون حوالي سنة 410م (ليس هناك من تاريخ مؤكد فمنهم من يعتبر سنة 422م) ولم تنفّذ وصيته، فتنازعت الجموع على جسمانه الطاهر مما أدّى الى نشوب صراعات. مصدر آخر يحفظ لنا ثيودوريطُس الرَّاهب وأُسقف قورش (393-459)، في كتابه تاريخ أصفياء الله، أي تاريخ الرُّهبان الأنطاكيِّين، الَّذي كتبه باللُّغة اليونانيَّة سنة 444، ذاكرة كبار المتوحِّدين والرُّهبان، الَّذين عاشوا في فترة زمنيَّة محدَّدة تمتدُّ من زمن حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير (306-337)، مع يعقوب النَّصيبينيّ († 338)، ولغاية زمن حكم الإمبراطور تيودوسيوس الثَّاني (402-450)؛ يُطلعنا فيه على الحياة الرُّهبانيَّة الأنطاكيَّة في فئاتها الثَّلاث: المتوحِّدون، ومن بينهم القدِّيس مارون “المظفَّر العظيم” (16/4)، الرُّهبان (الحياة الدَّيريَّة)، والعموديُّون مع القدِّيس سمعان العموديّ الكبير († 459)، ضمن المنطقة الأنطاكيَّة في الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة الشَّرقيَّة. يُعتبر كتاب تاريخ أصفياء الله، من بين المؤلَّفات الأخيرة عن تاريخ الرُّهبان في القرون الأولى، وهو من بين الوثائق الأساسيَّة عن الحياة الرُّهبانيَّة، في الأصقاع الأنطاكيَّة من تلك الحقبة. نستند في مقالنا على الترجمة العربيَّة عن الأصل اليوناني للأرشمندريت أدريانوس شكور (ثيودوريطُس، أسقف قورش، تاريخ أصفياء الله، ترجمة أدريانوس شكور، المكتبة البولسيَّة، جونية، 1987). يوجز ثيودوريطُس القورشيّ، في الفصل السَّادس عشر، من كتاب تاريخ أصفياء الله، سيرة مارون النَّاسك، وهي خالية من التَّواريخ الدَّقيقة، والمعطيات الجغرافيَّة الأكيدة، وما كتبه ثيودوريطُس هو المصدر الوحيد الَّذي نستند إليه للتَّعرُّف إلى مارون، الَّتي تتَّخذه الكنيسة المارونيَّة أبًا وحامياً وشفيعاً. بعد قرار الإمبراطور تيودوسيوس الأوَّل (379-395) عام 382، بمنع الوثنيَّة وعباداتها في الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة، والقاضي بتحويل المعابد والهياكل الوثنيَّة إلى مرافق عامّة، أو إلى كنائس، أو العمل على هدمها. يُطلعنا ثيودوريطُس أنَّ “مارون الشَّهير” (21/3)، قصد رابية (مكان مرتفع)، بُنِيَ عليها هيكلٌ وثنيٌّ (16/1)، كان مهجورًا من أي عبادة وثنيَّة، حيث أقام متنسِّكًا منقطعًا إلى الله. حوَّل “مارون الْمُلهَم” (6/3) ذاك الهيكل إلى عبادة الله، وعلى الأرجح هو “هيكل كالوطه”، الواقع في جوار القورشيَّة، ضمن نطاق حدود أبرشيَّة أنطاكيا، من منطقة جبل سمعان، بحسب خلاصة الأبحاث الأثريَّة الَّتي توصّل إليها الآباء الفرنسيسكان: إنياس بينيا، باسكال كستلَّانا، وروموالدو فرنَنْدِس. كرَّس مارون النَّاسك لله سور معبد هيكل كالوطه، وعاش في إطاره، يعود هذا السُّور إلى الفترة السّلوقيَّة، إلى ما قبل الوجود الرُّومانيّ في سوريا، أمَّا زمان الإمبراطور الرُّومانيّ أنطونينو بيو (138-161) عرف باسم “هيكل الآلهة الأقدمين”، ليتوافق مع قرار إعلان “السّلام الرُّومانيّ”. حُوِّلَ الهيكل في القرن الخامس إلى كنيسة، وسعت إلى بنائه المحسنة “مريامني”، الواقع مدفنها على خطوات من الكنيسة. أمَّا في القرن العاشر فتَحَوَّل الموقع إلى قلعة دفاع عسكريَّة، إثر المواجهات ما بين البيزنطيِّين والحمدانيِّين، وعلى أثر ذلك هجر المسيحيُّون المنطقة. بحسب شهادة ثيودوريطُس: “كان حبًّا للحياة تحت قبَّة السَّماء (إبيثروس)، قد اتَّخذ له (مارون) رابية كانت في الماضي كريمة لدى قوم من الكافرين (الوثنيِّين)، حيث كان هيكلًا للشَّياطين. حوَّل ما فيه إلى عبادة الله، ثمَّ ابتنى لنفسه صومعة حقيرة يلجأ إليها في ظروف نادرة” (16/1). على تلك الرَّابية، عاش القدِّيس مارون حياته في أعمال النُّسك، مولعًا بالجمال الإلهيّ، من خلال الصَّوم والصَّلاة والأعمال النُّسكيَّة المتعبة، ولم يكتفِ بممارسة الأتعاب الشَّاقة، بل كان يزيد من التَّقشُّفات والسَّهر، والتَّأمُّل بكمالات الله، “وكان الَّذي يكافىءُ على الأتعاب يغمره بالنِّعمة” (16/1). إختار مار “مارون العظيم” (22/2) النُّسك والتَّوحُّد “في الهواء الطَّلق”، “تحت قبَّة السَّماء”، مفترشًا الأرض وملتحفًا السَّماء. الكلمة في الأصل اليونانيّ “إبيثريوس” = تحت الهواء الطَّلق)، وهذه الكلمة تعني مكانًا قفرًا بدون سقف، مفتوحًا على السَّماء بلا مأوى؛ وممّا تعنيه أيضًا العيش في ظروف صعبه، أو في مكان محدّد، مغلق بحجارة مجمّعة كسياج (سور) بدون سقف، مفتوح على السَّماء، وتكون وضعيَّة المتوحِّد في حالة من الجموديَّة، ما بين الجلوس والوقوف معظم الوقت، مع فتح الأيدي للصَّلاة والتَّضرُّع. وهذا ما عبّر عنه ثيودوريطُس في عرضه لأنواع الحياة النُّسكيَّة بقوله: “هناك الكثير ممّن ذكرت بعضهم قرّروا أن لا يكون لهم مغارة أو كهف أو خيمة أو صومعة، فعرّضوا أجسادهم للأنواء الجوِّيَّة المختلفة، فتارةً هم مسمّرون تحت وطأة الصَّقيع الَّذي لا يطاق، وتارةً هم يلتهبون بأشعَّة الشَّمس” (27/1). في الحديث عن يعقوب القورشيّ، تلميذ القدِّيس مارون، الَّذي استقى منه ثيودوريطُس مصادره حول مارون النَّاسك، يأتي الحديث عنه فيقول أسقف قورش: “إنَّ مارون قد ﭐنزوى في جوار هيكل مهيَّأ في الماضي لخدمة الضَّلال القديم ونصب لذاته خيمة من الجلود المكسوَّة بالوبر، ليلجأ إليها في أوقات الأمطار والثُّلوج” (21/3). جاهد القدِّيس مارون، الجهاد الحسن في حياة بطوليَّة، جذبت الكثيرين إليه من تلاميذ وتلميذات للاقتداء بمثاله، ويدعوهم ثيودوريطُس القورشيّ “غروس الفلسفة” (16/3) الَّتي زرعها مارون، اختار هؤلاء العيش وفق نمطه ونهجه النُّسكيّ الشَّظف والقاسي، نذكر منهم: أوسابيوس القورشيّ (18/1)، يعقوب القورشيّ (21/3) وليمنايوس (22/2)، ويوحنّا وأنطيوخس وأنطونينوس (23/1-2)، ومارانا = مَرَنَا (سيّدتنا)، وكيرا = Κυρία (السَّيِّدة)، ودومنينا= Domine (السَّيِّدة) (29-30)؛ المعنى واحد للأسماء الثَّلاثة، بالسُّريانيَّة، واليونانيَّة، واللَّاتينيَّة. يقول ثيودوريطُس إنَّ مارون النَّاسك “هو نفسه الزَّارع لله في جوار قورش ذلك الفردوس المزهر حتَّى الآن”. منح مار مارون مَنْ تتلمذ عليه التَّعليم المؤدِّي إلى الحكمة، والإرشادات اللَّازمة إلى الفضيلة، ومشجِّعًا مَن كان متكاسلًا، ومروِّضًا مَن كان مايعًا (16/3). كُثرٌ هم النُّسَّاك الَّذين جاهدوا وفق نمط مارون النُّسكيّ بالعيش في العراء؛ يصعب تعدادهم وتدوين حياتهم بالتَّفاصيل، بحسب ما أفادنا ثيودوريطُس (23/2). منح الله مار مارون موهبة الشِّفاء، حتَّى ذاع صيته في كلِّ الأنحاء، فأتى إليه النَّاس من كلِّ حدب وصوب، طلبًا للصَّلاة ونعمة الشِّفاء، فأضحى طبيبًا ماهرًا، شافيًا النَّاس من كلِّ مرض وعلَّة، في النَّفس والجسد، وبذلك يقول ثيودوريطُس: “كان يرى الأوبئة تزول بندى بركته، والشَّياطين يهربون، وكلّ أنواع الأمراض المختلفة تُعالج بدواء واحد، فإنّ الَّذين يتعاطون الطّبّ يُعالجون كلَّ داء بدواء خاصّ، أمَّا صلاة القدّيسين فهي علاج عامّ للأسقام كلِّها” (16/2). “بعد أن تعاطى (مارون) الفلاحة الإلهيَّة بشفائه النُّفوس والأجساد معًا”، وبعد أن جاهد وأتمّ شوطه وحفظ إيمانه، “انتابه مرضٌ بسيط أودى بحياته” (16/4). توفِّي مار مارون حوالى سنة 410، ودُفن على الأرجح، في بازيليك بلدة براد، المعروفة بكنيسة يوليانوس (مهندس معماريّ من القرن الخامس). حصلت مشادَّاة عنيفة لأخذ جثمانه كذخيرة وبركة، وكانت الغلبة للبلدة الكثيرة السُّكَّان، فهذا جرى في الشَّمال السُّوريّ (المنطقة الأنطاكيّة) للحصول على جثامين النُّسَّاك كذخائر. فبراد هي عاصمة جبل سمعان، فيها حامية جند رومانيَّة، وتبعد عن هيكل كالوطه في خط مستقيم 3 كلم، لذا هي متاخمة لها. وفيها كنيسة من أكبر كنائس سوريا آنذاك (من سنة 399- 402)، وقد أضيف إليها معبد – مدفن ما بين العام 407- 427، وذلك يتوافق مع تاريخ موت مارون. كما أنَّ المكان بُنِيَ ليحتوي جثمان راهب مشهور ضمن ناووس حجريّ، من الأرجح أنَّه مارون النَّاسك. بعد وفاة مارون النَّاسك، ووضعه بإكرام في براد، احتُفِلَ هناك بتذكاره في “مهرجان شعبيّ” على ما يصف ثيودوريطس (16/4)، وهذا الاحتفال بإكرام مار مارون يُتابع إلى يومنا في الكنيسة، بالاحتفال بتذكاره وفق كلندار الأعياد المارونيَّة في 9 شباط من كلّ عام، وطقس الكنيسة الملكيّة، أرثوذكس وكاثوليك، يحتفلون بعيده في 14 شباط، ولساننا يردِّد مع ثيودوريطُس القورشيّ: “نحن أيضًا، على الرَّغم من ابتعاده عنَّا، لا نزال ننال بركته، لأنَّنا نحن نحتفظ بذكراه عوضًا عن قبره” (16/4). مار مارون هو قدِّيس الكنيسة الجامعة، خاصَّة الأنطاكيَّة منها، إذ عاش ومات قبل الانشقاق في كنيسة الشَّرق، إثر مجمع خلقيدونيا سنة 451، وهو من بين أوائل القدِّيسين المعترفين في الكنيسة بعد الشُّهداء مع مار سمعان العموديّ، فهؤلاء عاشوا شهادة الدّمّ، أمّا هو وغيره من قوافل الرّهبان والنُّسَّاك فعاشوا الحياة بشهادة إنجيليَّة صافية. لقد دُفِنَ مارون في براد، وبعد موته بفترة وجيزة، بُنِيَ على اسمه ديرٌ كبيرٌ في منطقة أفاميا، كان بداية ونواة كنيسة تحمل اسم “المارونيَّة”. فالقدِّيسون، كما مارون، ليسوا حِكرًا على أحد، فهم يتمتَّعون بالشُّموليَّة، أي ملك البشريَّة بأسرها، وجميع الكنائس تجد في مار مارون أبًا وشفيعًا وحاميًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأخ دانيال – مجاهد من جبل آثوس | الولادة: – الوفاة: – كان الأخ دانيال واحدا من مجاهدي جبل آثوس، يتابع جهاده النّسكي في كوخ القدّيس يوحنّا الذّهبي الفم في اسقيط القدّيس بندليمون. وقد أكّد لنا هو بنفسه ما سبق أن سمعناه من آباء كثيرين وذلك أنّ له عشرين سنة ونيِّف مطروحاً على سرير الأمراض، يعاني من ألم شديد في الرّأس والوسط، في الكليتين والقلب والرّجلين، ولم يكن من النّادر أن يجتاح الألم جسده كلّه عضواً فعضواً. لجأ إلى أطبّاء كثيرين وأجرى تحاليل عديدة، كما خضع لوفرة من الصّور الشّعاعيّة. غير أنّ النّتيجة كانت أبداً واحدة لا تتغيّر: لم يستطع الأطبّاء تحديد أي مرض عضوي يفسّر تلك الأمراض التي استمرّ يعاني منها، لقد وقف الطبّ والعلم عاجزين أمام أدوائه الغامضة. منذ سنوات قليلة وتحديداً في السّابع والعشرين من شهر تمّوز وخلال سهرانة القدّيس بندليمون، انتصب الأخ دانيال أمام أيقونة القدّيس والدّموع تملأ مقلتيه متضرّعاً: “يا قدّيس الله وشفيع إسقيطنا، إنّك طبيب شهيد وقد أرقت دمك حبّا بالرّبّ يسوع، لذا أسألك أن تصنع محبّة وتتوسّل إلى السّيّد المسيح أن يهبني الصّحّة، لكي وأنا أيضاً إذا ما تمتّعت بالعافية أستطيع أن أمجّد الله وأرتّل خلال السّهرانات.” ما إن انتهى من صلاته حتى أُخذ في إغفاءة بسبب تعبه وألمه الجزيلين. فإذا به يشاهد خلال رؤيا القدّيس بندليمون ساجداً أمام العرش الإلهي يتضرّع إلى الله ليمنّ على الأخ دانيال بالصّحّة. وسمع صوت السّيّد يقول للقدّيس: “يا أخي العظيم في الشّهداء بندليمون، أتراك أوفر رأفة منّي؟ أم أنّك أكثر محبّة للبشر. أعرف تماماً كيف أنّك سفكت دمك لأجل محبّتي. ولكن ألم أرق أنا أيضاً دمي وقتاً ما لأجل خلاص النّفوس؟ إعلم أنّي أرتضي مرّات عديدة أن يمرض الجسد لتخلُص النّفس. بهذه الطّريقة أبغي أن يخلص جمعٌ كبير من النّاس.” عند سماع هذه الكلمات استيقظ الأخ دانيال ممجدّا اسم الله وشاكراً للقدّيس وساطته. وكما أخبرنا هو بنفسه، شعر حينئذ أنّ حملاً ثقيلاً قد أُزيح من فوق منكبيه وتعلّم كيف يحتمل بصبر وشكر وفرح صليب مرضه ووهنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس باتريك | الولادة: – الوفاة: 461 يوم القديس باتريك هو يوم تذكار القديس الراعي في أيرلندا. القديس باتريك هو مبشر وقديس مسيحي ولد في بريطانيا الرومانية وتم أسره وإستعباده في جزيرة أيرلندا حيث بقي فيها ستة سنوات تقريباً قبل أن يفر، ودخل إحدى الكنائس المسيحية وعاد لجزيرة أيرلندا مرة أخرى كمبشر للدين المسيحي في غرب وشمال أيرلندا بالخصوص وفي القرن الثامن الميلادي تم اعتباره القديس الراعي لإيرلندا. يُنسب إليه الفضل في نشر المسيحية في أيرلندا وتاريخ ميلاده ووفاته غير معلوم على وجه التحديد إلا أن بعض المصادر تشير انه عاش بين سنتي 385–461 بعد ميلاد المسيح. تقول الأساطير ان الفضل يرجع لباتريك في إخراج الأفاعي من أيرلندا، كما ينسب إليه تدريس مفهوم الثالوث المسيحي للإيرلنديين بإستخدام نبتة النفل الخضراء (بالإنجليزيّة :shamrock) ذات الوريقات الثلاثة والتي لا تزال الشعار القومي للشعب الإيرلندي. يُعرف اليوم السابع عشر من شهر مارس بيوم القديس باتريك حيث يعتقد طبقاً لموسوعة بريتانيكا يوم وفاة سانت باتريك. وإضافة إلى الكنيسة الكاثوليكية فإن الكنيسة الأرثوذكسية تبجل باتريك خاصًة الأرثوذكس الناطقين باللغة الإنجليزية. يوم القديس باتريك في بوينس آيرس. يعتبر يوم القديس باتريك عطلة رسمية في جمهورية أيرلندا، ويرافق الإحتفال بالإستعراضات والمسيرات المختلفة في أكثر من دولة ويُقام في العديد من المدن أكبرها في دبلن والتي حضر الإستعراض عام 2006 حوالي نصف مليون شخص. و تقام أيضًا الإستعراضات في كل المدن الأيرلندية ولكن المفارقة أن أول استعراض لم يقم في أيرلندا وانما اقيم في مدينة بوسطن الأمريكية سنة 1737 بواسطة الجالية الأيرلندية المقيمة هناك. وتقيم الجاليات الأيرلنديّة الكبيرة في المهجر في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا العديد من المسيرات في جمهورية أيرلندا كان هناك قانون يقضي بأن تغلق الحانات والبارات في ذلك اليوم ولم يتم الغاء هذا القانون الاّ في السبعينيات. في سنة 1996 بدأ اهتمام حكومة أيرلندا بفعاليات يوم السابع عشر من مارس عبر مهرجان سانت باتريك وفي سنة 2006 أصبحت الأنشطة والفعاليات تقام على مدى خمسة أيام ولكن يبقى استعراض يوم 17 مارس هو الحدث الأبرز. مصدر آخر القديس باتريك هو أحد أشهر القديسين في العالم. وُلد في بريطانيا الرومانية، وفي سن الرابعة عشرة تقريبًا، أسره قراصنة أيرلنديون خلال غارة، وأُخذ إلى أيرلندا كعبد ليرعى الأغنام ويهتم بها. في ذلك الوقت، كانت أيرلندا أرضاً للوثنيين والدروئيد (الكهنة الوثنيين)، لكن باتريك لجأ إلى الله، وكتب مذكراته المعروفة باسم “الاعترافات (The Confession)”، حيث قال: “محبة الله وخشيته نمت في داخلي أكثر فأكثر، وكذلك إيماني، حتى أنني في يوم واحد كنت أردد مئة صلاة، وفي الليل نفس العدد تقريباً. كنت أصلي في الغابات وعلى الجبال، حتى قبل الفجر، ولم أكن أشعر بالألم من الثلج أو الجليد أو المطر.” استمرت أَسْر باتريك حتى بلغ العشرين من عمره، عندما هرب بعد أن رأى في حلم أن الله أمره بمغادرة أيرلندا والذهاب إلى الساحل. وهناك، وجد بعض البحارة الذين أعادوه إلى بريطانيا حيث اجتمع مجددًا بعائلته. بعد عودته إلى الوطن بعدة سنوات، رأى باتريك رؤيا وصفها في مذكراته: “رأيت رجلاً قادمًا من أيرلندا، اسمه فيكتوريكوس، وكان يحمل رسائل كثيرة، وأعطاني واحدة منها. عندما قرأتها كان العنوان: ‘صوت الأيرلنديين’. وعندما بدأت القراءة، بدا لي أنني أسمع صوت أولئك الأشخاص القريبين من غابة فوكليت، قرب البحر الغربي، وهم يصرخون: ‘نناشدك أيها الصبي المقدس، أن تأتي وتعيش بيننا.’” دفعت هذه الرؤية باتريك إلى دراسة الكهنوت، وسيم كاهنًا على يد القديس جيرمانوس، أسقف أوكسير، الذي تعلم على يديه لسنوات، ثم رُسِم أسقفًا وأُرسل إلى أيرلندا ليبشر بالإنجيل. وصل باتريك إلى سليْن، أيرلندا، في 25 مارس عام 433. وتقول الأساطير إنه التقى أحد زعماء القبائل الوثنية الذي حاول قتله، لكن الله تدخّل، وتمكّن باتريك من تحويله إلى المسيحية. بدأ باتريك في التبشير بالإنجيل في أيرلندا، فاعتنق العديد من الناس – بل الآلاف – الإيمان المسيحي، وبدأ في بناء الكنائس في جميع أنحاء البلاد. غالبًا ما استخدم نبتة النفل (shamrock) لشرح عقيدة الثالوث الأقدس، ومع الوقت، اعتنقت ممالك بأكملها المسيحية بعد سماع رسالته. بشر القديس باتريك أيرلندا لمدة 40 سنة، وأجرى العديد من المعجزات، وكتب عن محبته لله في مذكراته. وبعد سنوات من الفقر، والسفر، والمعاناة، توفي في 17 مارس عام 461. توفي في بلدة سول، حيث كان قد بنى أول كنيسة في أيرلندا، ويُعتقد أنه دُفن في كاتدرائية داون في داونباتريك. وقد وُضع حجر غرانيت على قبره عام 1990. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة كاتيري تيكاكويثا | الولادة: 1656 الوفاة: 1680 هي أول قديسة هندية في قارة أمريكا الشمالية. ولدت عام ١٦٥٦ في أوسيرنينون (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكانت ابنة زعيم موهاوه وألجونكوين كاثوليكي، وعمدها وعلمها المبشرون الفرنسيون. حرمها مرض الجدري في سن الرابعة من عائلتها، وبقيت هي نفسها مشوهة ومعوقة من عواقب الإصابة. وبعد أن تم تبنيها من قبل رئيس إحدى القبائل المجاورة، عزّزت إيمانها واعتمدت من قبل مبشر في سن العشرين. بعد أن تعرضت للتهميش والتهديد من قبل عائلتها، الذين لم يفهموا تحولها، نجت من اضطهادهم وأسست جماعة من الهنود المسيحيين في كاهناواكي، تعيش في الصلاة والتكفير عن الذنب ورعاية المرضى. ماتت عام ١٦٨٠، متضرعةً إلى يسوع، بعد أن نَذرتَ نذر العفة في العام السابق. تقول التقاليد أن ندوبها اختفت لإفساح المجال لوجه جميل، وأنه عند دفنها، شُفي العديد من المرضى. افتُتح ملف تقديسها في عام ١٨٨٤، وأعلنها البابا بيوس الثاني عشر مكرمة عام ١٩٤٣ واعلنها طوباوية البابا يوحنا بولس الثاني عام ١٩٨٠ . تحتل مكانة خاصةعند الكاثوليك الأمريكيين الأصليين في كندا والولايات المتحدة. تم تحديد عيد كاتيري تيكاكويتا في التقويم الكنسي الكندي في ١٧ نيسان، يوم وفاتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأم تريزا | الولادة: 1910 الوفاة: 1997 سيرة الأم تريزا الأم تريزا هي الراهبة ذات الأصول الألبانية والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979 م. توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر1997 م بعد مرض عضال. اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو ولدت في 26 أغسطس1910 م في قرية سوكجية من عائلة متدينة للغاية مهاجرة إلى يوغسلافيا أصلها من ألبانيا كانت تعمل في الفلاحة، تعلمت في بداية حياتها في مدرسة لليسوعيين في الرهبانية اليسوعية اليوغسلافية. وعندما كانت في سن العاشرة توفى أبوها فإزدادت تعلقا بالإيمان. في نوفمبر1928 م أرسلت إلى دبلن في إيرلندا للدراسة والتأهيل الديني وفي عام 1929 م أرسلت للبنغال لتعمل في دير لوريتو. في عام 1931 م دخلت آغنيس في سلك الرهبنة اتخذت اسم الأخت تريزا لها، وفي عام 1937 م نذرت نفسها وأصبحت الأم تريزا. في عام 1948 م اهتمت الأم تريزا بالعناية بالأطفال المهملين وعلى أثر ذلك خلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق على كمية الذي عرفت به فيما بعد حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يعنى بالعناية الطبية والتمريض، وكذلك لم ترض توجهاتها مسئولي الدير فاعتمدت على نفسها في البداية، ثم جاءتها المعونة من متبرعات أخريات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950 م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة. في عام 1957 م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963 م خاصة بالرهبان، وهي في الخامسة والسبعين من العمر ذهبت للحبشة لمساعدة المنكوبين هناك وأغاثتهم من الجوع والتشرد. إلا أن عمل الأم تيرزا العظيم لم يخلو من أن يجابه بانتقادات عديدة منها أن فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب، وأيضا أن الأساليب المتبعة في العناية الطبية لم تراع المعايير الطبية مثل استخدام الحقن عدة مرات وبدون تعقيم، كما أن عدد الذين تمت العناية بهم قد تم التشكيك به كثيرا. وكان رد الأم تيريزا على بعض تلك الانتقادات هو أن النجاح ليس المقياس بل الصدق والأمانة والإخلاص في العمل هي المقياس. لم تهتم الأم تريزا بالمال يوماً ما فقد عرفت برفضها للمال والتبرعات المالية حيث كانت تصر على المساعدة والمشاركة الشخصية. وفي سنة 2016 قام البابا فرنسيس برفع الأم تيريزا إلى مرتبة القديسين في احتفال أقيم بالفاتيكان تقديراً لمساعداتها الإنسانية وتضحياتها. وكانت مهمة الرهبنة، كما حدّدتها الأم تريزا لدى تلقيها جائزة نوبل للسلام عام 1979(العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم أو محرومون من العناية والمحبة. أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئا عليهم فيتجنبونهم). وفى عام 1965 م منحها البابا بولس الثاني الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروبا ونزاعات. فعملت في أثيوبيا المهددة بالجوع إلى جيتوات السود المقفلة في جنوب أفريقيا، إلى ألبانيا مسقط رأسها بعد سقوط الشيوعية، ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات. ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون أن تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس شربل | الولادة: 1828 الوفاة: 1898 سيرة حياة القديس شربل ومراحل تقديسه ولادة القدّيس شربل ولد يوسف أنطون مخلوف في ٨ أيّار سنة ١٨٢٨ في بقاعكفرا (لبنان الشمالي) من والدَين مارونيَّين هما أنطون زعرور مخلوف وبريجيتا الشدياق. له شقيقان، حنّا وبشاره، وشقيقتان كَون وورده. تربّى يوسف تربية مسيحيّة جعلته مولعاً بالصّلاة منذ طفولته. مال إلى الحياة الرهبانيّة والنسكيّة، مقتدياً بخالَيه الحبيسَين في صومعة دير مار أنطونيوس قزحيّا، حيث تسلّم منهما مشعل بطولة الفضائل. توفّي والده في ٨ آب ١٨٣١في غِرفِين، وهي قرية قرب عمشيت، أثناء عودته إلى منْزله، بعد أن كان يعمل بالسخرة لدى الجيش التركيّ، فربّته والدتُهُ يتيماً. ثمَّ تزوّجَت بلحّود إبراهيم الّذي أصبح كاهناً للرعيّة، مُتَّخِذاً إسم عبد الأحد. درس يوسف أصول اللّغتَين العربيّة والسريانيّة في مدرسة القرية. كان تقيّاً جدّاً، إلى حدّ أنّ أبناء قريته كانوا يدعونه “القدّيس” كان يوميّاً يقود قطيعه الصغير إلى المرعى، ثمّ يتوجّه إلى مغارةٍ حيث يركع أمام صورة العذراء مريم ويصلّي. وهكذا أصبحت المغارة مَصلاه ومحبسته الأولى التي أصبحت بعدئذٍ مزاراً للصلاة ومحجّاً للمؤمنين. دخوله إلى الرهبانية اللبنانيّة المارونيّة صباح أحد أيّام سنة ١٨٥۱، غادر يوسف أهلَه وقريتَه وتوجّه إلى دير سيّدة ميفوق بقصد الترهّب، حيث أمضى سنته الأولى من فترة الابتداء، ثمّ إلى دير مار مارون – عنّايا، حيث انخرط في سلك الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، متّخذًا اسم شربل، أحد شهداء الكنيسة الأنطاكيّة من القرن الثّاني. وفي أوّل تشرين الثّاني سنة ۱٨٥٣، أبرز نذوره الرهبانيّة في الدير نفسه وكان مطّلعاً إطّلاعاً دقيقاً على موجبات هذه النذور: الطاعة، العفّة والفقر. أكمل دروسه اللاّهوتيّة في دير مار قبريانوس ويوستينا، كفيفان البترون، على يد معلّمه القدّيس نعمة الله كسّاب الحرديني، الذي كان قدوةَ الرهبان وصورةً حيّةً عن كبار الرهبان القدّيسين في حياته الخاصّة والعامّة. في ٢٣ تمّوز سنة ١٨٥٩سيمَ الأخ شربل مخلوف كاهناً في بكركي، بوضع يد المثلّث الرحمة المطران يوسف المريض النائب البطريركي الماروني. حياته في دير مار مارون – عنّايا وفي محبسة مار بطرس بولس عاش الأب شربل في دير مار مارون – عنّايا مدّة ستّ عشرة سنة، كان فيها مُطيعاً لرؤسائه، حافظاً قانونه الرهبانيّ بدقّة، كما أنّه كان قاسياً على نفسه بالتقشّف والإماتات. وقد تجرّد عن كلّ شيء عالميّ في الحياة الدنيا، لينصرف إلى خدمة ربّه وخلاص نفسه. في مطلع العام ١٨٧٥، ألهم اللهُ الأبَ شربل بالاستحباس في محبسة مار بطرس وبولس التابعة لدير مار مارون – عنّايا، رغم عدم سماح الرؤساء بسهولة، عادةً، بالاعتزال في المحبسة. وبينما كان الأب الرئيس متردّداً، أتَتْه علامةٌ من السماء تَمَثَّلَت بآية السراج. فذات ليلةٍ، طلب الأب شربل من الخادم أن يملأ له السراج زيتاً، فملأه ماءً بدلاً من الزيت. وكان أنّ السراج أضاء بشكل عاديّ. هذه الآية افتتحت سفر العجائب الشربليّة، وقرّبت يوم صعود الحبيس إلى منسكه المشتهى. وفي ١٥شباط سنة ١٨٧٥، إنتقل الأب شربل نهائيّاً إلى المحبسة، حيث كان مثال القدّيس والنّاسك، يمضي وقته في الصمت والصّلاة والعبادة والشغل اليدويّ في الحقل، وما كان يغادر المحبسة، إلاّ بأمرٍ من رئيسه وقد نهج فيها منهج الآباء الحبساء القدّيسين، راكعاً على طبقٍ من قصب أمام القربان، يناجيه ويسكر فيه طوال اللّيالي. أمضى في المحبسة ثلاثَةً وعشرين عاماً، منصرفاً إلى خدمة ربّه، متمّماً قانون الحبساء بدقّة ووعي كامل. أثناء احتفاله بالذبيحة الإلهيّة في ١٦كانون الأوّل سنة ١٨٩٨ أصيب بداء الفالج، ودخل في نزاع استمرّ ثمانية أيّام، قاسى خلالها آلام الاحتضار هادئاً، ساكناً على الرغم من الأوجاع المبرّحة. في نزاعه لم يبرح الأب شربل يردّد الصلاة التي لم يستطع أن يكملها في القدّاس: “يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك!…” وكذلك إسم يسوع ومريم ومار يوسف، وبطرس وبولس شفيعَي المحبسة. طارت روح شربل، حرّة، طليقة عائدة إلى ديار الآب، كعودة قطرة الندى إلى الخضمّ الأوسع، في ٢٤كانون الأوّل ١٨٩٨عشيّة عيد الميلاد. ودفن في مدافن دير مار مارون – عنّايا. النور العجيب الّذي سطع من قبره بعد وفاته، تصاعدت من القبر أنوار روحانيّة كانت سبباً بنقل جثمانه الذي كان يرشح عرقاً ودماً إلى تابوت خاصّ، بعد إذن البطريركيّة المارونيّة، ووُضِع في قبرٍ جديد، داخل الدير. عند ذلك، بدأت جموع الحجّاج تتقاطر لتلتمس شفاعته، وكان الله يُنْعم على الكثيرين بالشفاء والنعم الرّوحية. في العام ۱۹٢٥، رُفِعَت دعوى تطويبه وإعلان قداسته إلى البابا بيّوس الحادي عشر، على يد الأباتي اغناطيوس داغر التنّوري، ووكيله العامّ الأب مرتينوس طربَيه، حيث قُبِلَت دعواه مع الأب نعمة الله كسّاب الحرديني والأخت رفقا الريّس سنة ١٩٢٧وفي العام ۱٩٥۰ فُتِحَ قبرُ الأب شربل، بحضور اللّجنة الرّسميّة مع الأطبّاء، فتحقّقوا من سلامة الجثمان، وكتبوا تقريراً طبّيّاً ووضعوه في عُلبةٍ داخل التابوت. فتزايدت حوادث الشّفاءات المختلفة بصورة مفاجئة ومذهلة. وتقاطرت عشرات الآلاف من الحجّاج على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم إلى دير عنّايا يلتمسون شفاعة القدّيس. إنتشار فضائل ومعجزات القدّيس شربل في كافّة أنحاء العالم تخطّت معجزات مار شربل حدود لبنان، وما مجموعة الرسائل والتقارير المحفوظة في سجلاّت دير مار مارون – عنّايا إلاّ دليل واضح على انتشار قداسته في العالم كلّه. ولقد أحدثت هذه الظاهرة الفريدة عودةً إلى الأخلاق الكريمة ورجوعاً إلى الإيمان وإحياءً للفضائل في النّفوس، وأصبح ضريح مار شربل القطبَ الذي يجذب الناس إليه على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم، وقد تساوى الجميع أمامه بالخشوع والابتهال، من دون تفريق في الدين أو المذهب أو الطائفة. فكلّهم عنده أبناءَ الله يُدعَون. أمّا الأشفية المسجّلَة في سجلاّت دير مار مارون – عنّايا التي اجترحها الربّ بشفاعة القدّيس شربل، فهي تتعدّى عشرات الآلاف، ما عدا الأشفية المنتشرة في كلّ العالم ومع كلّ الألوان والأديان والطوائف، وهي غير مسجلّة في سجلاّت الدير. عشرة بالمئة من الأشفية تمّت مع غير المعمَّدين، وقد تمّ كلّ شفاء بطريقة خاصّة، إمّا بالصلاة وطلب الشفاعة، إمّا بالزيت والبخور، إمّا بورق سنديانات المحبسة، إمّا من التراب المأخوذ عن قبره، إمّا بزيارة ضريحه ولمس باب قبره، وإمّا بواسطة صورته وتمثاله. بعض هذه الشفاءات كان على الصعيد الجسديّ، لكنّ أهمّها هو شفاء الروح. فكم من تائب عاد إلى ربّه بشفاعة مار شربل، وذلك عند دخوله عتبة دير مار مارون عنّايا أو محبسة مار بطرس وبولس. تطويبه وتقديسه في العام ۱۹٥٤، وقّع البابا بيوس الثّاني عشر قرار قبول دعوى تطويب الحبيس شربل مخلوف. وفي ٥ كانون الأوّل سنة ۱۹٦٥، رأَسَ البابا بولس السادس حفلة تطويب الأب شربل في اختتام المجمع الفاتيكاني الثّاني. وفي العام ۱٩٧٥ وقّع البابا بولس السادس قرار قبول الأعجوبة لإعلان الطّوباوي شربل قدّيساً، وهذا ما تمّ في احتفال عالميّ بتاريخ ۹ تشرين الأوّل سنة ۱٩٧٧. ومن بين العجائب العديدة المنسوبة إلى شفاعة رجل الله، انتقت الكنيسة أعجوبتَين لإعلان تطويبه وثالثة لإعلان قداسته: شفاء الأخت ماري آبِل قَمَري من راهبات القلبَين الأقدَسَين. شفاء اسكندر نعّوم عبيد من بعبدات. شفاء مريم عوّاد من حمّانا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أفرام الملفان السرياني | الولادة: – الوفاة: 373 م مار أفرام السرياني إمام اللغة غيرَ مدافع وشاعر السريان المُفلق غير منازع، وصفوة الشعراء المطبوعين أصحاب الإبداع المفتنين في الشعر، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، والكاتب الجيد السبك الحسن الصياغة، أوتي لساناً فصيحاً وبياناً ساحراً وسلك طريقاً لم يكد يُسلك، أحسن فيه متميزاً بغزارة مادته وخصب مخيّلته وفيض قريحته وسعة تصرفه، في طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه فكان الفائز المُعلى وقدحه الأعلى. والغرر والروائع لا تكاد تعدّ في قصائده وأناشيده التي سبق بها وأبدع فيها وحلّق إلى اسمى الذُّرى. ضمن أشعاره من الأفكار السامية والمعاني النبيلة، ما يحمل به قراءة على الإرتقاء إلى أجواء الصلاح والإستمساك بأهداب الخشوع والعبادة. ذلك أنه كان آية في صدق الشعور والتحمس للدين، وفوق ذلك من علّية الورعين القديسين وقد تمكن حب الله في قلبه حتى بلغ منه كل مبلغ. فنُعت بنبي السريان وشمسهم وكنارة الروح الإلهي وصاحب الحِكم، وأقرّت له النصرانية بالإمامة وهوفي قيد الحياة فتناشدت شعره، واقبلت على تسبيح العزة الإلهية بنشائده العذبة الشجية. طلع كوكب وجوده في فجر المئة الرابعة في نصيبيبن، من أسرة مسيحية خلافاً لرواية بعض القصص أنه ولد وثنياً ثم اهتدى في زهرة عمره إلى النصرانية. ونشأ خير منشأ ديناً وأدباً فكان على خُلق كريم. وصرم حبل الدنيا في روَق شبابه ولزم مار يعقوب أسقف نصيبين الذائع صيته طهراً وقدساً، فأفاد منه ورعاً وأدباً وعلماً، ورشف من سلافه الأدب السرياني ما جعله فرد زمانه إذ صادف منه قريحة وقّادة وولعاً بالعلم شديداً. وترهب ورُسم شماساً وعلم في مدرسة نصيبين التي أنشأها أستاذه سنين طوالاً مدة ثمان وثلاثين. وخدم خلفاءه الأساقفة بابويه وولغش وابرهيم ونظم ثم طرفاً من أناشيده المعروفة بالنصيبينية وعلا صيته. سنة 359 إلى أن جلا عن وطنه لاستيلاء الفرس عليه 363 فخرج في اشراف أهله إلى آمد ثم صار إلى الرها فحل بجبلها المقدس نازلاً من نساكه أجمل منزلة. ووسع مدرستها وحسن أثره فيها فبعُد صوتها بفضله وفتح فيها كنوز علمه. فشرح كتاب الله أي أسفار العهدين، وجادت قريحته بجياد القصائد وغُرر النشائد بل نفائس القلائد، التي طوق بها جيد السريان طابعاً إياها بوسمه وطابعه فكانت آية البلاغة، وتخرج به خلق كثير أخذوا عنه. وكان قدَّس الله ثراه زاهداً متنسكاً له وقار وحلم وسكينة وأصالة، وسجايا جميلة وشيم رضية. ممتازاً في فضائل العفاف والتواضع والرحمة، معتصماً بدينه اشد اعتصام مغالياً في حب الكنسية والإيمان القويم، ناراً ملتهبة تحرق زؤان الهراطقة المضللين، استاذاً حاذقاً وجندياً أميناً على حراسة معقل الأرثدكسية وصفوة القول أن الفضائل بعقدها وسِمطها كانت مجموعة له. وفي 9 حزيران سنة 373 سار إلى جوار ربه وقد ناهز السبعين وبني فوف ضريحه دير بجوار الرها عُرف بالدير السفلي، وتُعيد له البيعة في السبت الأول من الصوم الكبير. تصانيفه وصل إلينا من تصانيفه المنثورة شرح سفر التكوين وجزء من سفر الخروج وشذرات من بقية الاسفار متفرقة في مجموعة الراهب سويريوس (سنة 861 +) وكان اعتماده فيها على النقل البسيط. وترجمة أرمنية من تفسيره للإنجيل المعروف بالدياطسّرون، وتفسير الرسائل البولسية ما خلا بعض آيات يسيرة تجدها في تفسير يشوع داد المروزي للإنجيل. وبعض خطب تتضمن شروحاً لفصول من الكتاب الكريم، وقرأنا له فصولاً مختارة من كتاب وسم بكتاب الآراء نوّه به بعض الأئمة وخطابين نقضاً للهراطقة أنفذهما إلى هيباتيوس ودومنس، ومقالين في محبة العلي ورسالة إلى الرهبان ساكني الجبال وأدعية وأّلف قصصاً للرسل بقيت منها قصة بطرس الرسول نشرناها. ولكن أبرز مصنفاته التي رفعت له اسماً بلغ السُهى، هي ميامره أي قصائده المنظومة على البحر السباعي المنسوب إليه، ومداريشه اعني أناشيده وكلها تدور حول مواضيع دينية، كلاهوت السيد المسيح وناسوته وخوارقه وتعاليمه وأوامره ونواهيه، وبيعته ورسله والشهداء وتفسير بعض فصول الكتاب الإلهي وآياته، والحث على الصلاة والصيام والصدقة والعبادة والورع وصنوف الفضائل. ومنها يتعلق بالرهبان وشكر الله على المائدة والبعث والصلاة على الموتى واحتباس الغيوث وغير ذلك. وحبّر أناشيده في وصف البتولية وأسرار البيعة وميلاد الرب، وابدعها نشيد على الأبجدية يسترق الأفهام ويملك القلوب رقة وعذوبة، ويسحر العقول لما انطوى عليه من حقائق لاهوتية سامية وفي عيد الدنح (الظهور الإلهي) والفصح والقيامة، ودعوة الرسل إلى النصرانية وصفة البيعة الجامعة والإيمان والعذراء والقديسين، وتقريظ بعض افاضل الأساقفة والنساك المعاصرين له كابراهيم القيدوني ويوليان الشيخ، والتوبة وتزييف برديصان والهراطقة ويوليان الجاحد. ولا نعرف عدد قصائده التي ضاع جانب منها، وذكر له ابن العبري في كتاب الهدايات مئتين وأربع عشرة مشتركاً مع مار اسحق، ولكن هذا العدد لا يشمل الأنخبة من ميامره فرضت قرائتها على خدمة الدين. والمعروف منها 15 قصيدة في الدنح و1 في السعانين و15 في الفطير و5 في آلام ربنا و2 في القيامة وتناول الأسرار في أحد القيامة و1 في أحد الجديد وقصيدة أولها: عظيمة هي قوة المسيح، و2 في حبل العذراء الطاهرة ومار اندراوس الرسول وتبشير بلاد الكلّخ أوالقلتيين و3 في أيوب و2 في مار سرجيس ومار باخوس ومار ديميط و20 في الشهداء، و5 في وفاة الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان الكاملين والأطفال وكل احد و7 في تركيب الإنسان والخلوة للعبادة والغربة والأخرة والنهاية والتواضع ومحبة اللفضة و 11 في التعازي والآخرة و7 في الطلبات، وغيرها في الحِكم والنصائح والإيمان والعلم والتوبة. و1 في قول أشعيا النبي: فليزل المنافق لئلا يعاين مجد الله، و10 في الشكر على المائدة، و4 في يوليان الجاحد و20 في مواضيع شتى. ونشر له السيد رحماني جزئين حوى أولهما 31 ميمراً وشذرات من ميامر أخرى، في الشكر على المائدة وسقوط نيقوميدية ونقاوة القلب والندامة، وفي أن الله ليس هوعلة للآفات، وعناية الله بنا، والسهر والتوبة والظلم والنساك وأيوب الصديق ومجاهدة الشيطان، ونقض برديصان وحصار نصيبين والتوبيخ وكيفية أغراء ابليس للناس على ركوب المعاصي. واشتمل الجزء الثاني على عدة ميامر انشدها في احتباس الأمطار. وله قصيدة خماسية نفيسة يخاطب فيها ذاته أولها: كم من مرة جُعت، وصية مشهورة منظومة وإنما حشيت بزيادات ليست من الأصل بشيء ودعاء منظوم. ودونك المعروف من أناشيده: 87 في الإيمان ورداً على المرتابين، و85 في الجنائز، و76 تحريض على التوبة، و15 في الفردوس الأرضي، و51 في البتولية وفي أسرار ربنا، ومن أحفلها بالفوائد 77 نشيداً تعرف بالنصيبية نظمها بين سنة 350 – 370 بقي منها 70 نشرها بيكل، صاغ عشرين منها في نصيبين مضمناّ إياها ما قاسته هذه المدينة في الحصار سنة 350 وفي اثناء حرب الفرس عام 359 – 363 وقرظ في بعض منها اساقفتها المذكورين آنفاً، وحبك البواقي في الرها، خمسة منها في احداث كنيستها وأربعة في عبادة الاوثان بمدينة حران وفي اسقفها بيطس وخص بعضاّ منها بمدينة هنزيط، والأخيرة بآلام ربنا وقيامته بالبعث والنشور، ومنها أيضاً 15 في ميلاد ربنا، و15 في الظهور الإلهي، و15 في الفطير و52 في البيعة، و56 في نقض الأضاليل و17 في ابراهيم القيدوني، و24 في يوليان الشيخ، و20 في الشهداء، و15 في الوعظ، و18 في مواضيع شتى. وورد في أقدم كتب الألحان أن مراقي أوسلالم المداريش التي حبكها مار أفرام هي خمسمائة، غير أن أوسعها ما اشتملت إلاّ على 156 وأكثرها لا يزيد على 45 وقد اختلطت بما صُب على قوالبها ومعانيها – ودبّج هذا الملفان أيضاً جانباً من الأناشيد المعروفة بالقالات السهرية والعنيانات بل نُسب إليه تخشفتات وقائسمات على ما تقدم آنفاً واستشهد فيلكسينس المنبجي بكتابين له اسماها فنقيث نقض اليهود والأضاليل وذكره صاحب تاريخ سعرت وفنقيث الشهداء النصيبين وهو مجموعة من مداريشه كفناقيث الإيمان والبيعة والفطير والنصيبيين التي استشهد بها انطون التكريتي ومما صنع عليه كتاب منحول موسوم ” بغار الكنوز ” وهوقصة آدم وحواء بعد أن طُردا من الجنة وتسلسل القبائل الإسرائيلية، من وضع القرن السادس. ونُسب إليه قصيدة من أجود الأشعار في يوسف ابن يعقوب ذات اثني عشر لحناً، وهي في رأي ابن شوشان أما من نسج اسحق أومما حبكه بالاي أسقف بالش، وليست من نظم بعض أساتذة مدرسة الرها في زعم بعضهم. وتجد في المجلدات الثلاثة التي نشرها له الراهب بطرس مبارك والسيد اسطيفان عواد منقولة إلى اللاتينية سنة 1737 – 1743 وحوت من الميامر زهاء ثلثمائة، كثيراً مما وضع عليه، وهو من صوغ بعض تلاميذه أو نظم اسحق أو السروجي أو نرسي أوغيرهم. ونشر له أيضاً توما لامي في مالين، أربعة مجلدات من الميامر والأناشيد سنة 1882 – 1902 وطُبع بعض منها في اكسفرد ولبسيك، والعلماء المعاصرون يتوقون إلى طبعة أضبط وأجود المصنفات هذا العلاّمة. ووصل إلينا بالعربية احدى وخمسون مقالة نقلت من اليونانية إليها نقلاً فيه الجيد وفيه الملحون حوالي القرن الحادي عشر وأصلها السرياني مفقود. ذلك أن تفسير الكتاب العزيز وغيره من تأليف هذا القديس نقلت في حياته أوفي العشر الأول بعد وفاته إلى اليونانية فطالعها غريغوريوس النوسي الذي قرظه بخطبة نفيسة، وبعضها إلى الأرمنية فالقبطية فالحبشية ثم اللاتينية. ذهب بعض النقاد المعاصرين أن مار أفرام كان كاتباً في الأخلاق وواعظاً أكثر منه لاهوتياً – وهذا صحيح – وذلك لقلة مؤونة البحث العقائدي في ميامره ونشائده حتى التي زيّف فيها الهراطقة، وإنما على أجنحة قداسته طار لها صيت كان لذيوعها كافلاً. قالوا ويبهرك منه توقد ذهنه وما حفلت به أشعاره من الإستعارات والصور الجريئة البارعة والرسوم الرائعة والرموز، وأدوار المخيلة التي تفنن فيها شأن سائر الشعراء الشرقيين – وهوأسلوب لا عهد لليونان واللاتين به – ولكن حظها من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة يسير اهـم. وقال أخر وهو أكثر إنصافاً ما معناه: “أنه ألّف ما ألّف للشعب والرهبان فلم يتعمق في النظريات اللاهوتية، غير أنه ألقى في عظاته الأدبية من شُعلة الحمية ونار الحماسة ما بلغ بها كنه القلوب، وكل ما دبجه حتى الذي بلغ فيه منتهى الإسهاب، كان في نظر قرائه الأقربين عنوان البيان وآية البراعة، وهل كان الكاتب إلا ابن بيئته ؟” أما القول بقلة حظه من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة فهو اعتساف وشطط، ويجرحه إجماع ذوي الأذواق السليمة على دفعه، وأما الإسهاب في المقال فهو طريقة قلما تعداها، قدماء الكتّاب السريانيين وغيرهم، ولا شك أنه ينافي ذوقنا العصري. وأصح ما يقال فيه ان إدراك بعض أناشيده يستدعي كدّ الذهن وجهد الفكر، وقد استوضح يوحنا الأثاربي 735 + العلاّمة يعقوب الرهاوي عن بعض معانيها، وحبذا لو كان بعض حذاق العلماء القريبين من زمانه عمدوا إلى التعليق عليها وكشف مُبهمها. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس يوحنّا الخوزيبي | الولادة: – الوفاة: 1960 سيرته روماني الأصل. لم يُذكر شيء عن مكان أو تاريخ مولده. جلّ ما نعرف أنّه أُعطي اسم إيليّا في المعموديّة. تيتّم باكراً. ربّته جدّته وساهمت في تأمين متابعة علومه. بعد وفاة جدّته، احتضنه عمّه الذي كان أباً لعائلة كبيرة. في وسط هذه العائلة عاش يوحنّا. عانى من البؤس والمعاملة السيّئة مما جعله يبدو حزيناً ووحيداً. كانت زيارة مدافن الأموات في عيد الفصح المجيد عادة قديمة درج عليها العديدون من أقارب إيليّا. فذهب هو بدوره ليزور قبر جدّته التي لم يكن قد مضى على وفاتها وقت طويل. وبينما كان يبكي فراقها سمع فجأة صوتاً مصحوباً برنين أجراس يقول له: ” لا تبكِ. أنا معك، المسيح قام “. نهض الصّبيّ خائفاً، مفتّشاً عن مصدر الصّوت، فرأى المسيح القائم يبتسم له وهو خارج من هيكل الكنيسة. أتمّ القدّيس يوحنّا علومه الثّانويّة، وما عليه الآن إلاّ أن يختار المهنة التي تناسبه. وفيما كان يصلّي ذات يوم سمع صوتاً يهمس له: ” إلى الدّير، إلى الدّير “. وهكذا ما أن أنهى خدمته العسكريّة سنة 1936 حتّى لبّى الدّعوة ودخل دير نيامتس Neants الشّهير (وهو دير روماني يقع في منطقة مولدافيا. عاش فيه لفترة من الزمن القدّيس الروسي باييسي فيلتشوفسكي مؤسس الحياة الرّهبانية في روسيا.) وكان حينها في سنّ العشرين من عمره. خدم في الدّير كمساعد للأخ المسؤول عن الصّيدليّة وبعدها عمل كأمين للمكتبة ثم سيم بعد ذلك مبتدئاً لابساً الجبّة. ضاعف يوحنّا أصوامه وصلواته وذهب ببركة الرّئيس حاجّاً إلى الأراضي المقدّسة برفقة راهبين آخرين، وأقام في دير القدّيس سابا حيث كان يعيش رهبان يونانيّون ورومانيّون معاً. أتقن هناك اللغة اليونانيّة واستطاع أن يترجم عدّة كتب روحيّة من اليونانيّة إلى اللغة الرّومانيّة خاصة كتابات القدّيس نيقوديموس الآثوسي (وهو قدّيس نسك في الجبل المقدس في القرن التاسع عشر.) حظي باحترام كلّ الآباء لصمته واندفاعه في تطبيق الحياة النّسكيّة وخاصّة الصّلاة القلبيّة. في تلك الآونة تعرضت المنطقة لبعض الاضطّرابات السّياسيّة وخاصّة عندما كان يشنّ العرب بعض الهجمات على الإنكليز المحتلّين، فكان الدّير عندئذ يتحوّل إلى مستشفى لإسعاف الجرحى مقدّماً لهم الاسعافات اللازمة. فصرف يوحنّا بدوره وقته وذاته في سبيل الاعتناء بالمصابين حتّى وقع هو نفسه أسير مرض الديزنطاريا بسبب قلّة المياه وفقدان الوسائل اللازمة والضّروريّة للعيش السّليم. في بداية الحرب العالميّة الثّانية، وبما أنّ رومانيا كانت حليفةً للألمان ومعادية للإنكليز، فقد اعتقل هؤلاء الأخيرون الرّهبان الرّومانيّين، وكان يوحنّا من بين الأسرى، فاختير كمترجم للإنكليز آنذاك. أخيراً أُطلق سراحه وعاد إلى سابق أعماله في الدّير. ثم ما لبث أن توشّح بالإسكيم الكبير (اللباس الذي يحصل عليه الراهب إشارة إلى نّذوره عندما يُعلنها) وعُيّن رئيس على دير روماني في وادي الأردن. أدّى يوحنّا واجبه على أكمل وجه وبكلّ دراية وحكمة وتواضع (1947-1953). كان يمضي يومه بالعمل اليدوي وتدبير شؤون الإخوة، وأمّا لياليه فكان يلجأ إلى الصّحراء بعيداً مصليّاً. كان الشّوق إلى حياة الهدوء والنّسك يلهب قلبه وعقله إلى أن شعر ذات يوم بأنّ الوقت قد حان لكي يتنحّى عن رئاسة الدّير ويحيا حياة التّوحّد والعزلة. فأخبر تلاميذه بمنية قلبه، وأشعل فيهم الحميّة من أجل مواجهة الحروب الرّوحيّة محبّةً بالسّيّد. وفي عام 1953 انكفأ كليّاً في الصّحراء القريبة من دير خوزيبا (دير لوالدة الإله) وأقام في مغارة ترتفع 50 متراً فوق واد جبلي. واظب خلال سبع سنوات متوالية على الصّلاة المستمرّة وقراءة كتب الآباء وتأليف الأناشيد الرّوحيّة. تحمّل بجلادة حرارة المناخ وبرودته وكلّ أنواع التّقشّفات وهجوم الشّياطين واعتداء العرب عليه الذين حاولوا صرفه عن المكان. كان يقصد الدّير في الأعياد الكبيرة فقط. لم يكن يستقبل في مغارته سوى تلميذه إيوانيكيوس، تلك المغارة التي كان يتعذّر الوصول إليها خاصّة بعد نزع السّلّم عنها. وبعد أن عاين القدّيس رؤيا إلهيّة تنبؤه بقرب أجله أسلم الرّوح بين يدي خالقه وهو يبارك الجهات الأربع وكان ذلك في 5 آب من عام 1960. أثناء خدمة الدّفن، اجتاحت المغارة فجأة أسراب كبيرة من الطّيور الكاسرة، وحطّت على جسد القدّيس لكي تشارك الرّهبان بأصواتها أثناء ترتيل خدمة الجنّاز. بعد عشرين سنة من رقاده، أبصر تلميذه إيوانيكيوس في حلمه القدّيس يوحنّا يأمره بإخراج جسده المدفون من الموضع الذي فيه، إلاّ أنّ رئيس الدّير آنذاك أجّل طلبه لأنّ الظّروف لم تكن مؤاتية. زار بعد فترة المغارةَ بعض من أبنائه الرّوحيّين لنيل بركة القدّيس. ويا للعجب!! فما أن فتح التّلميذ القبر، حتى اكتشف بأن جسد القدّيس لم يبلَ وكانت تفوح منه رائحة عطرة. نُقلت الرّفات بعدها باحتراز إلى دير خوزيبا حيث أصبح مصدر بركة وشفاء للكثيرين من الحجّاج الذين كانوا يؤمّون الدّير. فبشفاعاته أيّها الرّبّ يسوع المسيح ارحمنا وخلّصنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا المعمدان | الولادة: – الوفاة: – ولم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ” مت 11:11 ….هذه ليست مجرد مقارنة عادية ولكن من العجب أن يفوز المعمدان بالمركز الأول إذ هو أفضل من نبي، فإن الله لم يشرف واحداً من الأنبياء السابقين بشرف الخدمة التي أعطيها المعمدان !! …كانت حياته قصيرة وكانت خدمته أقصر، فهو لم يتخط الثانية والثلاثين من عمره، ومع ذلك كان المشعل الذي أضاء الليل البهيم قبل بزوغ الفجر، .. كان الشهاب الذي لمع في السماء قبل طلوع كوكب الصبح المنير، وقد طلب من الناس ألا يلتفتوا إليه، بل بالأحرى أن يلتفتوا إلى الأعظم، إذ ينبغي أن ذلك يزيد وأنه هو ينقص. وكان منسياً متلاشياً بحضرة المسيح فهو (النبي المهمل) كما قيل عنه. يوحنا وحياته: ولد يوحنا المعمدان من أبوين متدينين فامتاز بيتهما بالصلاة والصوم وربياه على الحق الإلهي، فمبارك الحياة الزوجية الممتلئة بدفء الحنان والحب والرقة، اثنين سارا من مطلع الحياة حتى الشيخوخة كأجمل ما تكون العلاقة بين الزوجين دون تأفف أو تذمر أو شكوى فهما زوجين بارين مواظبين على الصلاة فرزقهما الله في شيخوختهما ولداً. فالأب كاهن والأم تقية فهو مؤهل إذن ليكون كاهناً، لكن الله اختاره ليكون النبي الذي يعد لمجيء المسيح. عاش المعمدان في عزلة وزهد فأهلته العزلة لحياة البساطة الكاملة التي لم تر في الثياب سوى سترة من عري، وهو ليس في حاجة سوى لثوب من شعر الإبل، ومنطقة من الجلد يشد بها حقوية، فإذا جاع فإن الجبال تمده بالجراد الذي يأكله والعسل الذي يشتار منه ما يشاء !! …ولقد تخلص من أكبر شركين يسقط فيهما الجنس البشري، شرك الكسوة وشرك القوت ( فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ( 1 تي 6 : 8 ). فحياة الزهد هي دائماً حياة شجاعة، فكان يوحنا من أشجع الناس وأقواهم على الأرض. لم يكن قصبة تهزها الريح، بل كان البلوطة التي تتكسر الأنواء عند أقدامها، دون أن تتراجع أو تهتز، كان صلباً في الحق، ولعله واجه الكثير من الوحوش في البرية دون أن يفزع أو يخاف، وقد فعل الشيء ذاته مع الأمة بأكملها، وهو يصيح في قادتها \” يا أولاد الأفاعي \” … وهو يزمجر كالأسد في مواجهة الملك : \” لا يحل لك \” وقد يستطيع السيف أن يكسر جسده، ولكن روحه لم تكسر قط، وسجل التاريخ شجاعته على أروع ما يكون التسجيل. خرج يوحنا إلى الحياة بعد أن امتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه فقوة الله رافقته. والفرق بينه وبين سيده، أنه ولد من زرع بشر، وبالإثم صور وبالخطية حبلت به أمه، فهو الإنسان التقي المتعمق في تقواه، الذي يتحرك بروح الله المسيطر عليه إلى حد الامتلاء !!… ولكنه عندما سئل : من أنت : \” فاعترف ولم ينكر، وأقر، أني لست أنا المسيح. فسألوه إذاً ماذا ؟ إيليا أنت ؟ فقال : لست أنا. أنبي أنت ؟ فأجاب : لا ، فقالوا له من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك ؟ فقال : \” أنا صوت صارخ في البرية\”(يو19:1-23) يوحنا ووعظه : كان يوحنا الواعظ المتأكد من دعوته فهو يعلم تمام العلم : \” كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا، هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته \” ( يو 1: 6-7) كان قلبه وعينيه وأذنه مفتوحة لمعرفة الرسالة الإلهية ورؤيتها والتأكد منها، ومن ثم قيل عنه : \” وشهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله \” ( يو 1: 32-34) ونحن نرى إنساناً يرى بعينه، ويسمع بأذنيه، ويدرك بكل يقين أن هناك من أرسله. كان يوحنا الواعظ الذي أدرك أن رسالته الحقيقية أن يظهر مجد المسيح أما هو فيختفي ويدفع الشعب إلى المسيح \” وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه فنظر إلى يسوع ماشياً فقال هوذا حمل الله فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع \” (يو1: 35-37) . كما كان يوحنا واعظاً للتوبة، بزئير الأسد، والزئير يهز الأسماع ويحرك الجميع، فيكشف عن غضب الله على الخطية وينادي بالتوبة لأنه قد اقترب ملكوت السموات \” فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة \” (لو3:8) وتحدث عن التوبة العملية : \”وسأله الجموع قائلين فماذا نفعل فأجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا. وجاءه عشارون أيضاً ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل. فقال لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم. وسأله جنديون أيضاً قائلين وماذا نفعل نحن. فقال لهم لا تظلموا أحداً ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائقكم \”( لو 10:3-14) وقد بلغ الذروة عندما نراه واعظ الصليب :\” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \” (يو29:1) سيبقى هذا الواعظ مدى الأجيال والعصور الواعظ العظيم الذي تسلق من الإنجيل الاجتماعي أعلى قمة وهناك رأى هضبة الجلجثة، فوعظ بإنجيل الخلاص !! لكن التوبة هي الجانب السلبي من الحياة المسيحية، فقمة المسيحية هي في الإيمان بالمسيح مخلص العالم الوحيد !! يوحنا وشكه : كان يوحنا سجيناً بسبب زجره للملك هيرودس على زواجه بهيروديا امرأة أخيه، وكان هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير من زوجته الثالثة، والذي أصبح ملكاً على ربع مملكة أبيه، وهذا الربع كان الجليل وبيرية شرق الأردن، وقد تزوج هذا الملك ابنة أريتاس وكان ملكاً عربياً، غير أنه هجرها، فشن أريتاس حرباً ضارية انتقاماً منه لابنته. لكن فزع الرجل الأكبر كان من يوحنا المعمدان الذي قال له :\” لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك \” (مر6: 18) وبتحريض هيروديا قبض عليه وسجن في قلعة مكاروس، وبقي فيها شهوراً عديدة، وفي أعماق السجن، كان منتظراً أن المسيح سيظهر سلطانه، وينقذه من سجنه ولكن الزمن طال، فأرسل إلى السيد اثنين من تلاميذه :\” وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر \”( مت11: 3) ….فهناك تفسيرات مختلفة للتلميذين المرسلين، إما لينضما إلى تلاميذ المسيح، أو ليجنبهما العثرة، أو ليسارع السيد لإنقاذه !!.. فكلمة المسيح التي تقول :\” طوبى لمن لا يعثر فيَ \”. هل كان هذا شك يوحنا في شخص يسوع المسيح وهو الذي عرفه، ورأى روح الله نازلاً مثل حمامة عليه، وسمع صوت الله القائل : \” هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت \” ( مت3: 17) وهو الذي شجع تلميذيه على أن يذهبا وراءه، وقال : \”هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \” فهل يمكن بعد هذا أن يشك في السيد !!؟ في الواقع إن يوحنا تسرب الشك إلى نفسه، وهو صورة لنا نحن الذين رغم ما يصنع الله معنا من معجزات متعددة ملموسة، فإن الفرق عندنا بين زمن الشك واليقين، هو الفرق الذي رآه بطرس وهو ينظر إلى المسيح ويسير مثله فوق الموج، الأمر الذي لم يفعله بشري آخر خلاف السيد وتلميذه. ولكنه في اللحظة التالية يتعرض للغرق ويسمع : \” يا قليل الإيمان لماذا شككت \” ( مت14: 31) . ويوحنا هنا أشبه بإيليا فوق جبل الكرمل، وهو يسمو إلى أعلى ذرى الإيمان، ..ثم يتحول بعدها في اليوم التالي إلى الرجل اليائس الذي يطلب الموت لنفسه تحت الرمة !!..إنها النفس البشرية. لم يكن شك يوحنا بسبب الخطية، كان على الأغلب ينتظر المسيح بالمفهوم اليهودي الشائع الذي ينظر إليه كملك أرضي يمسك فأسه ليستأصل الشجرة، ويستأصل هيرودس وشره وفساده بالقوة الجبارة، ويسيطر على الفساد والأشرار، ولا شك أن يوحنا كان يتملكه العجب كيف يتركه المسيح مظلوماً إلى هذا الحد، دون أن يهتم به. وهو سينتظر وينتظر : \” أنت هو الآتي أم ننتظر آخر \”… و يرسل تلميذيه إلى المسيح، ولا يرسلهما إلى هيرودس للمساومة على الحق !!.. لم يضق المسيح بشك يوحنا، لأن المسيح يحب الإخلاص، ويقبله أكثر من كل تصنع للإيمان، وقد أرسل إلى المعمدان يحدثه برسالته الروحية العميقة : \” العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. وطوبى لمن لا يعثر في \” ( مت 11: 5-6) .. أدرك يوحنا المغزى البعيد من هذا الجواب، وأن القوة الصحيحة هي قوة الروح لا ثورة العاصفة، وهدوء النور لا صوت الرعد !!.. وسكنت نفسه وهدأت كيفما يأتي المصير شاهداً أو شهيداً. يوحنا وعظمته : يتحدث المسيح عن عظمة المعمدان، وأنه لم يقم بين المولودين من الناس أعظم منه، فهو يشير إلى عظمته الروحية والأخلاقية، فالعظمة التي تفرد بها يوحنا والتي جعلته أعظم من نبي، هو الرسالة التي كلف بها والتي لم ينل نبي آخر مثلها !!… فقد رآه، ونادى قدامه، وتحدث عن الملك العظيم القائم في وسط شعبه …. انفرد يوحنا بهذا المركز العظيم الذي لم يتح لأحد من المولودين من النساء، والذي سما به على أعظم نبي في العهد القديم. فما كان تصور المعمدان وهو يقول لتلميذيه : \” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \” وذهبا للسيد ولم يذهب هو معهما وإذ يطلبان منه أن يأتي معهما، يجيب اندراوس وبطرس ويعقوب ويوحنا قائلاً : \” لا اذهبوا أنتم فأنا لست مستحقاً أن أدخل معه تحت سقف واحد وسأبقى حيث أنا، وسأؤدي عملي عند الأردن، وسأنادي بالتوبة، أما هو فسينادي بالغفران، وملكوت الله سيأتي قريباً، ولكنني لن أعيش لكي أراه، لن أعيش لأرى تابور، والجلجثة، وجبل الزيتون، ويوم الخمسين مثلكم، هو وأنتم تلاميذ ينبغي أن تزيدوا، وأنا أنقص، !! هذا الخيال العظيم يكشف عن امتياز المؤمنين في العهد الجديد، عن أولئك الذين سبقوا في العهد القديم !!.. ذهب يوحنا شهيد الحق آمناً هادئاً مطمئناً، إلى مجده الأبدي !!.. ومع أن هيرودس قطع رأسه وهيروديا قطعت لسانه كما يقول التقليد لكن صوته سيبقى مجلجلاً على مدى العصور كلها حتى يأتي المسيح ثانية ويعطي كل واحد حساباً عن نفسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا أبيللين | الولادة: – الوفاة: – نسكه يحدثنا القديس جيروم عن راهب التقى به يدعى أبيللين Abba Apellen عُرف بنسكه الشديد، وأيضاً وُهب عمل المعجزات بطريقة خارقة من أجل بساطة قلبه. قال عنه أنه في مرات كثيرة إذ كان يتحدث مع الإخوة في بساطة عن صنع المعجزات بكونها أمراً سهلاً بالنسبة لهم، كثيراً ما كان يضع النار في حضنه ولا يحترق. وكان يقول لهم: “إن كنتم بالحق خدام الله اظهروا ذلك بالمعجزات العجيبة”. عُرف بنسكه الشديد منذ صباه، أحياناً متى كان في البرية وحده، تثور فيه شهوة أكل العسل فيجد عسل النحل على صخرة، لكنه كان يمتنع، قائلاً في نفسه: “ابتعدي عني أيتها الشهوة الشريرة، فقد كُتب: اسلكوا في الروح ولا تكملوا شهوة الجسد (غلا 5: 16)”، ويترك عسل النحل على الصخرة ويرحل. حدث مرة أن صام ثلاثة أسابيع في البرية، فوجد الفاكهة تحته، عندئذ قال: “لن أذقها ولا ألمسها لئلا أسيء إلى أخي أي إلى نفسي (أي يعثر جسده)، إذ هو مكتوب: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” (مت 4: 4)، وصام أسبوعاً آخر، ونام قليلاً ليرى في حلم ملاكاً يقول له: “قم وكلّ ما استطعت”. عندئذ قام فوجد ينبوع ماء وخضراوات حوله أكثر مما كان يطلب، عندئذ شرب ماء وأكل أعشاباً خضر، وهو يقول: “لا أجد ما هو أحلى وأبهج من ذلك في أي مكان!”. عندئذ وجد في ذلك الموضع كهفاً صغيراً سكن فيه أياماً قليلة بلا طعام، وإذ بدأ يشعر بالجوع ركع وصلى فوجد طعامه بجانبه: خبزاً ساخناً وزيتوناً وفاكهة متنوعة. استخدامه لتيس قال أيضاً القديس جيروم أنه كان يفتقد الإخوة الذين كانوا يعيشون بالقرب منه في البرية من حين إلى آخر. في إحدى المرات كان مشتاقاً أن ينطلق إلى بريته، وأن يحمل بعض البركات الضرورية التي قدمها له الإخوة، وإذ كان سائراً في الطريق وجد بعض التيوس تأكل فقال لهم: “باسم يسوع المسيح ليأتِ أحدكم ويحمل هذا الحمل”، وللحال جاءه تيس منهم، فوضع يديه على ظهره وجلس عليه، وسار به إلى مغارته في يوم واحد. في دفعة أخرى نشر الطوباوي خبزه في الشمس، وإذ جاءت الحيوانات المفترسة كالعادة تشرب من ينبوع الماء، فإن كل حيوان اقترب من الخبز مات. عبوره النيل على ظهر تمساح في مناسبة أخرى ذهب إلى جماعة رهبان في أول الأسبوع فوجدهم لا يتممون الأسرار المقدسة، فانتهرهم قائلاً: “لماذا لا تتممون الخدمة؟” أجابوا: “لأنه لم يأت إلينا كاهن من عبر النهر”، عندئذ قال لهم: “إني أذهب واستدعيه” أجابوه: “يستحيل أن يعبر شخص النهر من أجل عمقه ومن أجل التماسيح التي تقتل البشر”. أما هو فذهب قليلاً إلى حيث المكان الذي منه يتم العبور عادة، وقد جلس على ظهر تمساح وعبر. وإذ وجد الكاهن أن أبيللين يرتدي ثياباً قديمة ومهلهلة تعجب لاتضاعه وفقر مظهره، ثم تبعه. جاء إلى النهر ولم يجد الكاهن قارباً يعبر به، وإذ بأبيللين ينادي التمساح بصوته فأطاع وجاء إليه، وكان مستعداً ليحمل على ظهره الرجل القديس. توسل الطوباوي لدى الكاهن أن يأتي ويجلس معه على ظهر التمساح لكنه خاف وتراجع. أما الإخوة الساكنون في الجانب الآخر فإنهم إذ رأوا الطوباوي يجلس على ظهر التمساح في الماء، وقد عبر به إلى البر وخرج خافوا. قال الطوباوي للتمساح: “إنك قتلت كثيرين لذلك فالموت هو أفضل شيء لك”، وللحال مات الحيوان (دون أن يمسه أحد). معرفته الأسرار الداخلية يذكر القديس جيروم أن هذا الأب جلس مع الإخوة ثلاثة أيام، وكان يحدثهم عن الوصايا، وقد كشف لكل إنسان خطيته الداخلية في صراحة مملوءة محبة، فدهش الكل من أجل صدق معرفته لأسرارهم الداخلية. كما روى لنا بعض قصص لنبوات نطق بها تحققت . ثقته العجيبة في أبوة الله في قامته الروحية العالية عاش بلا همّ، يثق في أبوة الله ورعايته له. ففي إحدى المناسبات إذ كان الإخوة في المغارة لم يكن يوجد طعام، وإذ بملاك الرب يظهر في شكل أخ يحضر طعاماً في الحال… وقد تكرر ذلك بصورة مختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا أبان | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس إيرونيموس: رأينا إنساناً طوباوياً آخر، فضائله فاقت الكل، يدعى أبان Abban أو بينوس Benus. يروي عنه الاخوة الذين معه أنه لم يقسم قط، ولا نطق بكذب، ولا غضب على إنسان، ولا انتهر أحداً بكلمة قضى كل حياته في تأمل صامت وأتضاع، وكانت حياته كأحد الملائكة، ألتحف باتضاع عميق. إذ توسلنا إليه أن يقول لنا كلمة منفعة، بصعوبة شديدة ارتضى أن ينطق كلمات قليلة. في إحدى المناسبات إذ سأله العاملون في الحقول التي بجوار النهر أن يطرد عنهم “بهيموت ” Hippopotamus كان يؤذيهم بعنفه، بصوت رقيق أمر الحيوان: “أناشدك باسم يسوع المسيح أن ترحل”، وإذ بالحيوان ينسحب كما بواسطة ملاك، ولم يعد يظهر بعد في هذه المنطقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباخوم الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة الغربية بعيد استشهاد أباخوم Abachum وبقية أفراد عائلته في 19 من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباديون الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – صورة مشرقة لنفسية الشهيد المتهللة وسط الآلام، التي تتمتع بتعزيات نابعة من السماء عينها تسندها حتى تتم جهادها. سامه القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أسقفاً على أنصنا بصعيد مصر (بجوار ملوي). في أيام دقلديانوس إذ اشتد الاضطهاد وكان أريانا واليا على أنصنا عنيفاً في مقاومته للمسيحيين ألقى القبض على الأسقف أباديون، لم يرد أن يقتله في الحال، مدركاً انه لو حطم نفسيته وأثناه عن إيمانه يحطم الكثيرين من ورائه، لهذا قيده وأخذه معه أسيوط ثم أخميم ليشاهد عذابات المؤمنين بنفسه، ويرى الأعداد الغفيرة تُقتل فيخضع له. وإذ حان عيد الميلاد المجيد تركه في أخميم حراً إلى حين ليختبر حلاوة الحرية فإذا به يجتمع مع شعب أخميم في الكنيسة. سمع الوالي فجاء بجنده ليقتل في الدفعة الأولى حوالي 7200 نسمة من الكنيسة ومن جاء من الكنائس التي حولها، حتى سال الدم في الشوارع في صباح العيد وكأنهم ينضمون إلى موكب أطفال بيت لحم! أمر بتقييد الأسقف وأخذه إلى أنصنا مرة أخرى حيث قام بتعذيبه ثم إلقائه في خزانة مظلمة ليجده بعد خمسة أيام فرحاً متهللاً كمن كان في وليمة متشبهاً بالرسل، إذ قيل: “وأما هم فذهبوا من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” ( أع 5 :41). أمر الوالي بصلبه فظهرت حمامتان وقفتا على الصليب، بل وأظهر السيد المسيح نفسه وانحلت المسامير لينزل الأسقف بلا آلام….. هكذا تتجلى قوة ربنا وسط الضعف! أخيراً قُطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد في أول أمشير، بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابالي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من نسل ملوكي اشتهى إكليل الاستشهاد أكثر من إكليل المُلك الزمني، فتقدم مع والديه للاستشهاد بفرح، غالباً بناء على دعوة إلهية. اشتياقه للاستشهاد هو ابن يسطس ابن الملك نوماريوس. تغيب أبالي في الحرب، وإذ عاد وجد دقلديانوس قد تزوج عمته (أخت يسطس) وصار ملكاً، وإنه أنكر الإيمان. ومع أن أبالي كان في قدرته أن يأخذ الملك من دقلديانوس لكنه اشتهى إكليل الاستشهاد فانطلق مع والديه يسطس وثاوكليا إلى دقلديانوس، غالباً بناء على دعوة إلهية، ليعترفوا بالسيد المسيح. التقى بهم دقلديانوس وحاول ملاطفتهم وتكريمهم، وإذ وجدهم مصّرين على الإيمان بالسيد المسيح خشي من مركزهم الاجتماعي لئلا بسببهم تحدث ثورة ضده، لهذا أرسلهم إلى رومانيوس والي الإسكندرية، بعيدًا عنه. في مصر التقى أبالي ووالده برومانيوس الذي لاطفهم كثيراً، وإذ لم يفلح أرسل مع كل منهم غلاماً يخدمه، أرسل يسطس إلى أريانا والي أنصنا، وثاوكليا إلى “صا الحجر” بمركز كفر الزيات بالوجه البحري، وأبالي إلى بسطه قرب مدينة الزقازيق بالشرقية. استخدم والي بسطه كل وسيلة للملاطفة لكن أبالي كان متمسكاً بإيمانه محتملاً الجلد والحرق وتقطيع الأعضاء بشجاعة وفرح حتى آمن كثير من الوثنيين المشاهدين لعذاباته بالسيد المسيح…. وأخيراً أمر بقطع رأسه. تعيد الكنيسة في أول مسرى بعيد استشهاده، وفي 10 أمشير بعيد استشهاد والده، 11 بشنس عيد استشهاد والدته. جاء عن ثاؤكليا أن والي مدينة صا الحجر دهش لما رآها من نسل ملوكي، وكان يمكنها أن تكون ملكة، تأتي بكمال حريتها لتحتمل العذابات، فصار يلاطفها، أما هي ففي شجاعة قالت له: “ماذا يمكنك أن تعطيني، وأنا قد تركت المملكة، ورضيت بمفارقة زوجي وابني من أجل السيد المسيح؟!” تحول لطف الوالي إلى عنف وأمر بتقطيع جسدها، وقد أرسل ملاكاً يشفيها ويقويها، وبسببها آمن كثير من المشاهدين الوثنيين الذين جاءوا يرون الملكة التي تتألم!. استخدمها الله رسالة لإنجيله حتى قُطعت رأسها ونالت الإكليل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابانوب المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس راهباً فاضلاً بأحد أديرة الصعيد في زمان دقدليانوس، الذي عذب الشهداء كثيراً وسفك دماءهم حتى أنه سفك دماء ثمانين شهيداً في يوم واحد. وحدث في أحد الأيام أن ذكر أحدهم اسم القديس أبانوب، فاستحضره أريانا والي أنصنا وعرض عليه السجود للأوثان، فأجابه القديس قائلا: “كيف أترك سيدي يسوع المسيح وأعبد الأوثان المصنوعة من الحجارة؟” فعذبه كثيراً ثم نفاه إلى الخمس مدن الغربية، فأقام هناك محبوساً سبع سنين حتى أهلك الرب دقلديانوس، ومَلَك قسطنطين البار وصدر أمره بإطلاق جميع من في السجون وإحضارهم إليه ليتبارك منهم، وإن لم يمكن إحضارهم كلفهم فليحضروا الفضلاء منهم لاسيما زخارياس الأهناسي ومكسيميانوس الفيومي وأغابي الذي من دهنى وأبانوب الذي من بالاؤس. فانطلق رسول الملك يُخرِج القديسين من السجون، فكانوا يخرجون وهم يرتلون ويسبحون الله، وكان القديس أبانوب قد عاد من الخمس مدن وأقام بجبل بشلا بجوار بلده، والتقى به رسول الملك فأخذه معه في مركب إلى أنصنا فالتقوا بالمسيحيين وبالأساقفة ورسموا القديس أبانوب قساً. وحدث أنه بينما كان يقدس وعند قوله: “هذا قدس القديسين، فمن كان طاهراً فليتقدم” أن رأى السيد المسيح يتجلى في الهيكل بمجده الأسنى. وسافر الرسول إلى الملك ومعه القديسون وكان عددهم إثنين وسبعين، وركب كل إثنين منهم عربة. ولما مرّوا على إحدى البلاد وكان بها ديارات للعذارى، فخرج للقائهم سبعمائة عذراء وهن ينشدن ويرتلن أمامهم حتى غابوا عن الأعين. ولما وصلوا ودخلوا عند الملك طلب إليهم أن يخلعوا ثيابهم ليُلبِسهم ثياباً جديدة ثمينة فلم يقبلوا. فتبارك منهم وقبَّل جراحاتهم وأكرمهم، وقدم لهم أموالاً كثيرة فلم يرضوا إلا بأخذ ستور وأوانٍ للكنائس. ثم ودعهم الملك وعادوا إلى بلادهم، وعاد القديس أبانوب إلى ديره. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابانوب النهيسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كلمة “أبانوب” مشتقة من “بي نوب” التي تعني “الذهب”. ولد بقرية نهيسة (مركز طلخا) في القرن الرابع، من أبوين تقيين محبين لله، هما مقارة ومريم، فقدهما وهو في الثانية عشرة من عمره، فصار حزيناً لأيام كثيرة. دخل الصبي الكنيسة في أحد الأعياد ليجد الكاهن يحث الشعب على احتمال الضيق والاضطهاد بفرح، إذ كان دقلديانوس قد أثار الاضطهاد على المسيحيين. بعد التناول عاد الصبي الصغير إلى بيته وكلمات الأب الكاهن تدوي في أذنيه…. عندئذ ركع الصبي أمام الله يطلب عونه، ثم قام ليسير إلى سمنود وهو متهلل بالروح ينتظر الإكليل السماوي. في سمنود أخذ الصبي الصغير يطوف المدينة التي وجد فيها الكنائس مهدمة والناس يشتمون في المسيحية…. فكان يطلب من الله مساندته له، عندئذ أرسل له رئيس الملائكة ميخائيل الذي عزاه وأرشده أن ينطلق في الصباح إلى الوالي ليشهد لمسيحه، مؤكداً له أنه سيقويه ويشفيه وسط العذابات التي يحتملها. أمام الوالي بكَّر جداً أبانوب الصبي، وانطلق إلى الوالي وصار يكلمه بجرأة وشجاعة، الذي دهش لتصرفات هذا الصبي الصغير، فصار يلاطفه بوعود كثيرة، أما الصبي فكان يشهد للإيمان الحق. أغتاظ الوالي وأمر بضربه على بطنه حتى ظهرت أحشاؤه…. وجاء رئيس الملائكة يشفيه. أُلقى الصبي في السجن ففرح به المسيحيون المسجونون، وتعرفوا عليه، وتعزوا بسببه. في اليوم التالي قتل الوالي من المسجونين حوالي ألفاً، ونالوا إكليل الشهادة في التاسع من برمهات. استدعى الوالي الصبي أبانوب وأمر بربطه من قدميه على صاري المراكب التي أستقلها الوالي متجها إلى أتريب، وفي تهكم قال: “لينظر هل يأتي يسوع ليخلصه؟!”. أقلعوا بالمركب مبحرين حتى المساء، ثم أرخوا القلع ليجلس الوالي ويأكل ويشرب، وإذ بالكأس تتحجر في يده ويصاب الوالي بنوع من الفالج، وأصبح الجند أشبه بعميان?. فنظر الوالي إلى الطفل المعلق ليجد رئيس الملائكة يقترب منه ليمسح الدم النازل من أنفه وفمه، ثم ينزله ويتركه في مقدمة المركب ويختفي. طلب الوالي من الصبي أن يصلي لإلهه ليشفيه فيؤمن هو وجنده…. لكن أبانوب أجابه أن الله سيشفيه في أتريب…. وبالفعل صلى عنه وشفاه باسم الرب أمام والي أتريب، وقد آمن عدد كبير من الوثنيين بأتريب واستشهد بعضهم. في أتريب (بنها) قام والي أتريب بتعذيب الصبي بالجلد وبإلقائه في زيت مغلي وحرقه بنار وكبريت…. فظهر له السيد المسيح ومعه رئيسا الملائكة ميخائيل وجبرائيل…. وشفُى. عاد فوضع سيخين محميين بالنار في عينيه والرب شفاه…. فأمر ببتر يديه ورجليه، لكن الرب لم يتركه. كان أبانوب في كل عذاباته سّر بركة لنفوس كثيرة قبلت الإيمان بالسيد المسيح، وتقدم كثيرون للاستشهاد بفرح…. وكان الرب يرسل ملائكته لتعزية الصبي! إلى الإسكندرية إذ رأى الوالي الجموع التي تقبل الإيمان بسبب الصبي، أوفده إلى الإسكندرية مقيداً بالسلاسل. التقى بامرأة بها روح نجس أخرجه منها وهو مقيد اليدين، فآمنت بالسيد المسيح، فاغتاظ أحد الجنود وقتلها. أمام أرمانيوس والي الإسكندرية اعترف الصبي بالسيد المسيح محتملاً عذابات أخرى، منها إلقاؤه في جب به ثعابين وحيّات جائعة، والرب حفظه بملاكه ميخائيل. خرج الصبي من الجب وقد تبعته بعض الثعابين…. فالتف أحدهما حول رقبة أرمانيوس والصبي أنقذه، الأمر الذي أدهش الكثيرين فقبلوا الإيمان واستشهدوا. تعرض لعذابات أخرى، وأخيراً قُطعت رأسه خارج المدينة على صخرة عالية بعد أن وقف بفرح يصلي طالباً أن يغفر الله له خطاياه، ويتقبل روحه. تقدم القديس يوليوس الأقفهصي وحمل جسده وكفنه وأرسله إلى نهيسة موطن ميلاده حيث دفن هناك…. وقد كتب سيرته. نقل جسده نقل جسده من نهيسة إلى سمنود…. ويحتفل بعيد استشهاده في 24 من شهر أبيب. القديس أبانوب صاحب المروحة الذهبية ( تذكاره في 5 أمشير). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اباهور الراهب | الولادة: – الوفاة: – كان هذا الأب من أبرهت من أعمال الأشمونين، وكان راهباً مختاراً فاق كثيرين من القديسين في عبادته، أحب العزلة وانفرد في البرية فحسده الشيطان وظهر له قائلاً: “في البرية تستطيع أن تغلبني لأنك ستكون هناك وحيداً، ولكن إن كنت شجاعاً فاذهب إلى الإسكندرية”. فقام لوقته وأتى غليها وبقى زماناً يسقي الماء للمسجونين والمنقطعين. وحدث أن خيولاً كانت تركض وسط المدينة، فصدم أحدها طفلاً ومات لوقته. وكان القديس أباهور واقفاً في المكان الذي مات في الطفل، فدخل الشيطان في أناس كانوا حاضرين وجعلهم يصرخون قائلين إن القاتل لهذا الطفل هو الشيخ الراهب. فتجمهر عليه عدد كبير من المارة ومَن سمع بهذا الخبر وكانوا يهزئون به، ولكن القديس أباهور لم يضطرب بل تقدم وأخذ الطفل واحتضنه وهو يصلي إلى السيد المسيح في قلبه، ثم رسم عليه علامة الصليب فرجعت إليه الحياة وأعطاه لأبويه. فتعجب الحاضرون ومجدوا الله ومالت قلوبهم وعقولهم إلى القديس أباهور، فخاف من المجد الباطل وهرب إلى البرية وأقام في أحد الأديرة أياماً. ولما قرب وقت انتقاله من هذا العالم رأى جماعة من القديسين يدعونه إليهم، ففرح جداً وابتهجت نفسه وأرسل إلى أولاده وأوصاهم وأعلمهم بقرب انتقاله إلى السيد المسيح، فحزنوا على مفارقته إياهم وعلى أنهم سيصبحون بعده يتامى. ثم مرض قليلا وأسلم نفسه بيد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباهور وأبا بيشاي وديودوره أمهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان أباهور من جند إنطاكية فأتى إلى الإسكندرية واعترف أمام واليها بالسيد المسيح فأمر بقطع يديه وأن يربط في مؤخرة ثور ويجره في المدينة، ثم ألقاه في حفرة ملآى بالأفاعي فلم تؤذه، وكان في كل ذلك يستغيث بالسيد المسيح وهو يشفيه ويقويه. وفيما هو على هذه الحال أتت أمه ورأته ففرحت بجهاده وأعلموا الوالي بها فاستحضرها وهددها فلم تَخَف، فأمر أن يضعوا خطاطيف من الحديد محمية في جنبيها، وكانت في أثناء ذلك ترتل للرب وتقدسه لأنها استحقت أن تتألم من أجل اسمه إلى إلى أن أسلمت روحها ونالت إكليل الشهادة. ثم وضعوا القديس في قزان زيت وقطران يغلي، فكان يسبح الله حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة. أما أخوه فقد استشهد في اليوم الأول من نسيء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرا البتول | الولادة: – الوفاة: – كانت أبرا Abra الابنة الوحيدة لأبيها القديس إيلاري أسقف بواتييه، التي ولدت قبل سيامته أسقفاً، وقد عاشت بعد ذلك مع والدتها التي وافقت على سيامة رجلها أسقفاً ويعيش كل منهما في مسكن خاص. إذ نفي القديس إيلاري، وكانت ابنته صبية صغيرة السن تقدم لها ابن والي المدينة ليتزوجها فكتب لوالدها في منفاه. أرسل إليها الوالد يكشف لها عن سمو الحياة البتولية وغنى مكافأتها…. إذ قرأت أبرا رسالة والدها تأثرت جدًا، إذ كانت تحبه، وتشعر أن ما ينطق به هو من الله، وبفرح رفضت الزواج. أرسل لها أيضاً مع الرسالة تسبحتين من وضعه وهو في المنفى، لكي تسبح بإحداها صباحاً والأخرى مساءً…. وقد حُفظت الأولى تسبح بها الكنيسة التي في بواتييه في عيد القديس إيلاري، أما الثانية فمفقودة. إذ عاد من المنفى وجد ابنته التهبت بالأكثر حباً للحياة البتولية، متهللة بقرار والدها الحكيم ففرح لنموها الروحي. ولم يمض كثيراً حتى أصيبت على ما يظن بسكتة قلبية تنيحت على أثرها في الحال دون الشعور بألم أو تعب. وبعد قليل أيضاً تنيحت والدتها، وكان ذلك حوالي عام 400 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابراكيوس | الولادة: – الوفاة: – تقدم لنا سيرته صورة حية للحياة في المسيح يسوع ربنا التي لا تعرف الشيخوخة ولا العجز أو الملل، كقول المرتل: “يتجدد مثل النسر شبابك” (مز 103: 5) والرسول بولس: “لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3: 10). عاش بصعيد مصر، في أحد الأديرة، يمارس الحياة النسكية الحازمة قرابة عام، يجاهد بلا ملل في نسكه وتقشفه، متمتعاً بحياة الشركة في المسيح واهبة القوة. أراد عدو الخير أن يستغل شيخوخة جسده، إذ كان قد بلغ حوالي التسعين من عمره، فجاء متخفياً يقول له بأنه لا يزال يبقى له خمسون عاماً أخرى في العالم، قاصداً بهذا أن يضربه بروح الملل والضجر فيتراجع عن جهاده. أما هو فبحكمة قال: “لقد أحزنتني بهذا، لقد كنت أظن أنني سأعيش مائة عامٍ أخرى لهذا قد توانيت. فإن كان الأمر هكذا يجب عليّ أن أجاهد أكثر قبل أن أموت”. بهذا صار يضاعف جهاده أكثر فأكثر، وقد انتقل في ذات العام في الثالث عشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم بن زرعة البابا الثاني والستون | الولادة: – الوفاة: – سيامته بطريركيا كان ابرآم بن زرعة السرياني الجنس تاجراً ذا أموال كثيرة، يتردد على مصر مراراً، وأخيراً استقر فيها. عرف هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبي سرجة للتشاور في أمر سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، اعجبوا به واجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الآخر لعمارة الكنائس. محبته للفقراء عرف هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي أبو اليمن والياً على فلسطين، أودع عند البابا مائة ألف دينار إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك. فلما بلغ البطريرك خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله بوديعته، فسّر بذلك وفرح فرحاً عظيماً. أعماله الرعوية من مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة. حرم أيضاً اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيراً وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم، وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر، وكان البابا ينصحه كثيراً ويطيل أناته عليه، وأخيراً إذ رأى أن هذا الرجل قد صار مثلاً شريراً أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع الرجل بذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ رأى إصرار الغني على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة، قال: “إن دمه على رأسه”، ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفي الحال انشقت عتبة الباب أمام الحاضرين وكانت من حجر الصوان…. ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلاً وعبرة للخطاة. في مجلس المعز عرف المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال الدين للمناقشة أمامه. كان لديه وزير يهودي يُدعي ابن كِلّس، طلب منه أن يسمح لرجل من بني جنسه يُدعى موسى أن يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم، فقال: “ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة”. احتد موسى جداً وحسبها إهانة واتهاماً له بالجهل. وفي هدوء أجابه الأسقف: “يقول اشعياء النبي عنكم “أن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف” (إش 1 : 2). أُعجب الخليفة بهذه الدُعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة، فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: “من كان له إيمان مثل حبة خردل يقول لهذا الجبل انتقل فيكون” (مر 11: 23، مت 21: 21) فأطلعا الخليفة عليها، وسألاه أن يطالب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان ولو كحبة خردل. استدعى الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال إنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم والصلاة طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلي بنفس واحدة في مرارة قلب، وفي فجر اليوم الثالث غفا البابا آبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ أجابها: أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث، فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي المؤدي إلى السوق فيجد رجلاً بعين واحدة حاملاً جرة ماء، فإنه هو الذي ينقل الجبل. قام البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفي لكنه إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلاً إليه ألا يخبر أحداً بأمره حتى يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى “سمعان” يعمل كخراز، جاءته امرأة ليصلح لها حذاءها وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماءً للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله ليبقى صائمًا حتى الغروب. ذهب البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد آثار الكثيرين ضد الأقباط …. وإذ اختفى سمعان وراء البابا …. صلى الجميع ولما صرخوا “كيرياليسون”، وسجدوا، ارتفع الجبل فصرخ الخليفة طالباً الآمان …. وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا …. وصارا صديقين حميمين. طلب منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلحّ عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيراً سأله عمارة الكنائس خاصة كنيسة القديس مرقوريوس بمصر، فكتب له منشوراً بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغاً كبيراً، فشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني المعز من أجل تقواه وزهده. ذهب المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين. نياحته جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم وجاورجي القديسان | الولادة: 608 الوفاة: 693 كتب لنا القديس أنبا زخارياس أسقف كرسي صا (صا الحجر بكفر الزيات)، في القرن السابع، سيرة هذين القديسين، وكانا معاصرين له. نشأة أبرآم وُلد القديس أبرآم سنة 608 م، ونشأ في أسرة تقية محبة لله، كان والده محباً للفقراء حتى إنه إذ حدث جوع بمصر قبل دخول الفرس عام 616 وزع كل أمواله ومحاصيله على الفقراء والمساكين، وباع منزله الكبير وسكن في منزل آخر صغير ليتصدق على المحتاجين. وإذ كان الغلاء شديداً اضطر إلى توزيع ما لديه من أموال ومحاصيل زراعية مودعة لديه كأمانة واثقاً أن أصحابها ينتظرون عليه من أجل ما وصل إليه اخوتهم الفقراء، وأن الله لابد أن يتدخل. لكن أصحاب الودائع أرادوا استغلال المجاعة يطلبون ودائعهم، فقام وصلى للسيد المسيح الذي أرسل إليه قوماً آخرين قدموا له الكثير كأمانة لديه على أن يتصرف فيها إن لم يرجعوا خلال ثلاثة أيام …. فأعطى الأولين مالهم وبقى لديه فائض وزعه أيضاً، وكان يشكر الله ويسبحه من أجل رعايته لهؤلاء المساكين، حتى انتقل إلى السماء. إذ نزح الملك الفارسي خسرو الثاني إلى مصر عام 616 وبلغ الإسكندرية سبا الكثيرين، من بينهم والدة أبرام التي ظلت في سبي فارس حتى تمكن الملك هرقل عام 627 من هزيمة الفرس في موقعة وستكرد الإيراينة …. وفي عام 629 انسحب الفرس من مصر وعادت الأم القديسة إلى ابنها أبرآم، ويقال إنها رأت نجاتها في رؤيا قبل إعادة المسبيين. شيهيت التقت الأم بابنها التي حرمت منه قرابة 13 سنة ولم يكن لديها غيره …. وفرح الاثنان معاً، وكانا يشجعان بعضهما البعض في الحياة التعبدية التقوية …. وإذ بلغ الخامسة والثلاثين من عمره فاتح الابن أمه أنه مشتاق للحياة الرهبانية ليتدرب على يدّي آباء شيهيت، وكان يظن أن في هذا صدمة على أمه الأرملة …. لكنه فوجئ أن تكشف له إنها وإن كانت فكرت في تزويجه بفتاة تقية ليعيشوا معاً، خاصة بعد هذا الفراق الطويل الذي احتملته لكن أبديته أهم وأفضل …. وأخذت تشجعه ألا يتراخى في الطريق، وأنها تسنده بالصلاة ليتمم جهاده. لم يصدق أبرآم نفسه، لكن الأم أكدت له أن ما تفعله إنما هو من واقع الأمومة والمحبة لسعادة ابنها وبنيانه الروحي …. وإنها تقدمه قربان حب لله. انطلق القديس أبرآم إلى الأنبا يوأنس قمص شيهيت يطلب قبوله تلميذاً له، فأعطاه “قلاية” وكان يدربه على حياة الطاعة والنسك الإنجيلي مع دراسة الكتاب المقدس وحفظ المزامير. عكف أبرام على العبادة في قلايته وانسحب قلبه بالحب لله والتأمل، حتى كان يقضي أحيانا الأسبوع كله لا يرى أحداً إلا في القداس الإلهي. امتاز أبرآم بقلب نقي وحياة بسيطة فتمتع برؤية السيد المسيح نفسه، وكان كثيراً ما يرى ملاكاً حارساً يحرسه ويعزيه وأحياناً يوبخه على فكر خاطئ يبثه عدو الخير فيه، كما نال موهبة إخراج الشياطين. لقاؤه مع القديس جاورجي كان جاورجي راعياً للغنم مع أبيه أحب حياة التأمل، لذا ترك والديه التقيين وهو في الرابعة عشرة من عمره ليذهب إلى البرية …. في الطريق رأى الشاب الصغير عمود نور يرشده ففرح وتعزى. لكنه فجأة اختفى العمود ليظهر له إنسان عجوز يقول له: “لقد عبرت إحدى المدن فوجدت رجلاً مشقوق الثياب ينوح ويبكي بشدة، ويصرخ بصوت عظيم قائلا: أن الأسد قد افترس ابني وهو يرعى الغنم في الحقل، وأغلب الظن يا ولدي أنه أبوك. فعليك أن ترجع إليه وتطيّب قلبه، لأنه مكتوب: “أكرم أباك وأمك (خر 20: 12)، ثم تعود إلى البرية”. فأجابه الشاب بحزم أنه مكتوب “من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني” (مت 10: 37). للحال صار الشيخ دخاناً واختفى، فعرف جاورجي أنها خدعة شيطانية، أنقذه الرب منها، فقدم الشكر لله. عندئذ ظهر له الملاك غبريال على شكل صبي صغير حسن الصورة وبهي الملبس رافقه في الطريق حتى بلغ به إلى جبل أوريون بقرب شيهيت. عاش جاورجي يتدرب على يدي راهب قديس على حياة الصلاة وحفظ الكتاب المقدس مع النسك، وكان يود التوحد في البرية الداخلية لكن الله لم يسمح له. بتدبير إلهي إذ كان القديس أبرام يتجول في الجبل التقى بالقديس جاورجي في جبل القديس أوريون، فتحدثا معاً بعجائب الله، وشعرا باتفاق روحي في حياتهما واشتياقهما، فرأيا أن يعيشا معاً يسند أحدهما الآخر …. ذهبا إلى الكنيسة للصلاة وبقيا طوال الليل يطلبان مشورة الله من جهة قرارهما، وقد قيل أن القديس يوحنا المعمدان ظهر لهما وطلبا منهما أن يعيشا معا في إسقيط القديس مقاريوس . ترك الأنبا جاورجي جبل أوريون بعد نواله بركة الآباء وانطلق إلى الإسقيط وكان قد سبقه الأنبا أبرام ليعد له مكاناً …. وهناك عرفه الأنبا أبرام بمعلمه القديس الأنبا يؤانس…. وسكنا معاً في قلاية تسمى بيجيج بجوار قلاية الأنبا يؤانس، وقد ظلت هذه القلاية من معالم الدير حتى القرن الرابع عشر حيث زارها بنيامين الثاني (1327 ? 1339 م). نياحته عاشا معا بروح الصداقة القائمة على الحب الروحي يشجعان بعضهما البعض، حتى مرض الأنبا أبرآم وبقى مدة 18 سنة يعاني من قسوة الألم، وكان أخوة القديس جاورجي يخدمه ويصلي من أجله ويقرأ له في الكتب المقدسة. إذ دنت الساعة بعد تناوله جاءه بعض الآباء الراقدين منهم القديس مقاريوس والأنبا يؤانس وجماعة من الملائكة يستقبلون نفسه الطاهرة، وقد بلغ من العمر 85 عاماً، وكان ذلك في عام 693 م. لم يمض سوى حوالي خمسة أشهر حتى رقد أخوه القديس جاورجي بعد أن بلغ 72 عاماً ليدفن مع صديقه الحميم. تعيد الكنيسة القبطية بتذكار نياحة الأنبا أبرآم في التاسع من طوبة، والأنبا جاورجي في الثامن عشر من بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم المتوحد القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد الرهبان الباخوميين، تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 30 بابه. ولد بمنوف من أسرة متدينة تقية وغنية، فنشأ زاهداً في كل شيء…. وإذ كبر انطلق إلى اخميم بصعيد مصر ومنها إلى حيث القديس باخوميوس الذي كاشفه باشتياقات قلبه، فاختبره وألبسه زي الرهبنة. عاش هذا القديس 23 سنة في الدير يمارس حياة الشركة بتقوى ومحبة شديدة لاخوته الرهبان، وإذ كان يتوق لحياة الوحدة سمح له القديس باخوميوس أن ينفرد في مغارة خارج الدير. عاش زاهداً للغاية، يعمل بيديه شباكاً لصيد الأسماك يبيعها أحد المؤمنين ليشتري له فولاً، ويتصدق بالباقي، فكان طعامه اليومي قليلا من الفول المبلول كل مساء، أما ثوبه فتهرأ ولم يقتن آخر بل كان يلبس قطعة من الخيش إذ لم يكن يلتقي بأحد، ولا يخرج من قلايته إلا للتناول مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات. إذ شعر أن أيامه قد أوشكت على النهاية أرسل للقديس تادرس تلميذ القديس باخوميوس الذي كان يحبه جداً، وصليا معاً ليرشم نفسه بعلامة الصليب وتنطلق نفسه.! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم القيدوني | الولادة: – الوفاة: – روى لنا القديس أفرام السرياني قصة ناسك يدعى إبراهيم أو أبرام أو إبراميوس القيدوني Abraham of Kidunaia ، وكان معاصراً له من وطنه، أحبه جداً لنسكه مع اتساع قلبه بالحب وشوقه لخلاص كل نفس، كثيراً ما كان يزوره ويتحدث معه. وقد جاءت القصة مشابهة لقصة تاييس لأناتول فرانس التي كتبها بعد أحداث هذه القصة بقرون طويلة. تحتفل الكنيسة الغربية بعيده في 16 مارس. حداثته ولد إبراهيم في مدينة الرها أو أحد ضواحيها، وقد دعي “القيدوني” نسبة إلى قرية قيدون بجوار الرها، من بيت كريم كثير الغنى، هذّبه والداه بالثقافة والفلسفة مع التقوى والورع. عافت نفس الفتى كل غنى هذا العالم ومباهجه، وإذ أدرك والداه تقشفه الزائد وميله للعزلة إذ كان يقضي أوقاته في العبادة مع الدراسة والتأمل خشي أن يتركهما ابنهما المحبوب لديهما إلى الحياة النسكية فألزماه بالزواج. ومن أجل حيائه وتقواه لم يستطع مقاومة والديه، فوجد نفسه قد ارتبط بعروس في الكنيسة. بقى الوالدان يقيمان الحفلات لمدة أسبوع كأهل زمانهم من أجل زواج ابنهما…. وقبل أن يتعرف الشاب على عروسه تسلل ليلاً واختفى. صار الكل يبحث عنه حتى وجدوه بعد 17 يوماً مختفياً في مغارة خارج المدينة. حياته النسكية عبثاً حاول السعاة أن يردوه إلى البيت إذ وضع في قلبه أن يعيش بتولاً، يمارس الحياة النسكية والتعبدية….. (لا نعرف ما موقف عروسه إذ لا يليق به أن يتركها دون موافقتها). قيل أنه بنى المغارة بالطوب ولم يترك إلا طاقة صغيرة يتناول منها طعامه، وعاش في المغارة يمارس العبادة الملائكية مع جهاد ضد قوات الظلمة. إن كان إبراهيم قد هرب من العالم وملذاته واهتماماته لكنه بقلب متسع بالحب لله والناس، لهذا تحولت مغارته إلى سّر بركة لكثيرين، فصارت ملجأ لكل حزين ومتألم ومريض، يجد الكل فيه قلباً محباً ونفساً ملتهبة بالروح، يسند كل القادمين إليه. أفرام الكاهن فرح أسقف الرها بهذا الناسك الذي صار بركة للمدينة وتعزية للكثيرين، وسّر بناء روحي لنفوس كثيرة…. وإذ كان الأسقف متألماً بسبب أهل “بيت قيدون Beth – Keduna ” في ضواحي الرها، إذ كانوا وثنيين قساة القلب لا يستجيبون لأي عمل كرازي، ألّح على إبراهيم أن يقبل السيامة كاهناً ليخدم بين هذه النفوس. أمام محبته لخلاص كل نفس قَبِل السيامة وانطلق إلى المدينة وسط الوثنيين الذين عاملوه بقسوة، حتى ضرب أكثر من مرة وألُقى بين القاذورات حاسبين أنه مات…. وكان إذ يسترد أنفاسه يعود إليهم ثانية ويتحدث معهم عن إنجيل المسيح…. وبعد ثلاثة أعوام إذ رأوا صبره ووداعته وقداسة سلوكه آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا. التف الكل حوله وتحولت المدينة إلى مقدس للرب…. وفرح الأسقف جداً، لكن فجأة إذ اطمأن الكاهن عليهم اختفى راجعاً إلى مسكنه، فبكاه الكل…. وسام لهم الأسقف كاهناً يرعاهم. مع مريم ابنة أخيه قيل أنه بعد عودته إلى مغارته مات أخوه وترك ابنة يتيمة الأب والأم تدعى مريم، كانت في السابعة من عمرها…. فاستأجر لها موضعاً بجواره وكان يهتم برعايتها ويدربها على تلاوة المزامير والحياة المقدسة في الرب، فتقدمت في الفضيلة وأحبت الحياة النسكية ممتثلة بعمها الأب أفرام. استطاع أحد الشبان أن يخدعها حتى سقطت معه في الخطية، وإذ خشيت الالتقاء مع عمها هربت بعيداً وتحولت إلى حياة الدنس والنجاسة بعنف. بكاها القديس إبراهيم كثيرا، وكرّس صلوات ومطانيات وأصوام من أجل خلاصها…. وأخيراً إذ عرف مكانها تخَفى في زي آخر والتقى بها حتى لا تهرب منه…. وبروح الوداعة مع دموع غزيرة ردها إلى التوبة، فرجعت معه مملوءة رجاءً مع انسحاق قلب، وقضت بقية حياتها تمارس التوبة مع نسك شديد. أما هو فإذ ردّ ابنة أخيه لم يبق كثيراً بل أسلم روحه الطاهرة في يدي الرب. قال عنه كاتب سيرته: “لم يُر قط ضاحكًا، بل كان يتطلع إلى كل يوم أنه يومه الأخير. مع هذا فكان محياة نشيطاً، كامل الصحة وقوي البنية كما لو كان لا يمارس حياة التوبة”. حياته صورة حيّة لتكامل الفكر النسكي مع التهاب القلب بالحب الإنجيلي، والتحام الحياة التأملية بالكرازة، واهتمام النفس بخلاصها خلال حبها لخلاص الكل. كتب مار إبراهيم صلوات وأدعية ضُم بعضها إلى كتاب “الأجبية” السرياني، أي صلوات الرهبان السبع. وقد نظُمت أناشيد سريانية كثيرة مستوحاة من توبة ابنة أخي مار إبراهيم، منها مرقاة أو سيبلتو (منظومة سريانية ملحّنة) لمار أفرام السرياني، قام بترجمتها إلى العربية غبطة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عواص، جاء فيها: “مبارك هو المسيح الذي يفتح باب رحمته للخطاة التائبين، ألا فلأتنهد باكية على حياتي! الويل لي، ماذا أصابني؟ وكيف سقطت؟ يارب ارحمني …. لقد اختارني ابن الملك (السماوي) ودعاني لأفرح بوليمته، إلا أنني فضّلت فرح البشر. فيارب ارحمني. ويلاه! فإن الدير الذي اتشحت فيه بالاسكيم الرهباني يندبني الآن، وإن الشيخ الذي ألبسني الاسكيم ينتحب عليّ بحزن عميق، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟! لقد نزعت عني الاسكيم المقدس، وارتديت حلة زانية…. الويل لي…. يارب ارحمني…. لقد نسيت مطالعة الكتب المقدسة، فالويل لي. وأبدلتها بصوت مزمار منكر. فيارب ارحمني. ويلاه! فقد كنت حمامة طاهرة ووديعة، وسقطت بين شدقي إبليس، وصرت له لقمة سائغة، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟ ….! أيها العليّ الذي طأطأ سماء مجده ونزل إلى الأرض لينقذ الغرقى أمثالي، انتشلني من هوة الظلام التي سقطت فيها، آه ارحمني يارب. السماء والأرض ترجوانك من أجلي يارب” …. مار أغناطيوس زكا الأول: رائحة المسيح الذكية، 1984، ص 61-73. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرونيانوس Apronianus | الولادة: – الوفاة: – كان وثنياً، ذا رتبة عظيمة بروما، تحول هو وزوجته أفيتا Avita إلى الإيمان بالسيد المسيح على يدي القديسة ميلانيا الكبرى، وصارا يمارسان الحياة النسكية وإنكار الذات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبسخيرون القليني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – 🏞 نشأته كلمة “أباسخيرون” أو “أبسخيرون” مشتقة من كلمتين: “أباّ” معناها “أب”، و “سخيرون” “أسشيروس” أو “إسكاروس”، معناها “القوي”. وُلد بقلين من محافظة كفر الشيخ، وكان جندياً شجاعاً محبوباً، له شهرة واسعة ومكانة بين رفقائه ورؤسائه، من جنود الفرقة التي كانت بأتريب (بنها). 📜 موقفه من منشور دقلديانوس إذ أصدر دقلديانوس منشوراً بالذبح للأوثان في كل إنحاء الإمبراطورية، وإذ أعُلن المنشور بين الجند رفض أبسخيرون التعبد للأوثان، فقام الوالي ولطمه وصار يوبخه، أما هو فألقى بمنطقة الجندية أمامه، للحال أمر الوالي بسجنه. كان للقديس أبسخيرون أخان جاءا إليه يبكيان ويستعطفانه ليبخر للأوثان، وإذ لم يستجب لدموعهما صار يتبرأن منه، أما هو فكان يحدثهما عن الإيمان بالسيد المسيح…. ثم صار يصلي فظهر له ملاك يسنده ويشجعه. قدم في صباح اليوم التالي للمحاكمة، وصار الوالي تارة يهدده وأخرى يلاطف، وإذ وجده ثابتاً على إيمانه قرر ترحيله إلى أريانا والي أنصنا (قرية الشيخ عبادة تجاه ملوي شرق النيل). قيد أبسخيرون ورحل مع أربعة من الجنود على مركب متجهاً نحو الصعيد. فظهر له السيد المسيح وهو في السفينة وحلّ قيوده، وإذ توسل إليه الجنود سمح لهم أن يقيدوه حتى لا يتعرضوا للموت. 🚆 في أسيوط لم يجدوا الوالي في أنصنا إذ عرفوا أنه قد ذهب إلى أسيوط، فانطلقوا إليه وهناك تعرف أبسخيرون على جماعة المؤمنين من أسوان وإسنا كانوا قد حُملوا إلى أريانا ليعذبهم، فتعزى الكل معاً. أخرج القديس روحاً شريراً كان يعذب مشير الوالي مكسيماس (غالباً والي أسيوط الذي كان برفقة أريانا والي أنصنا)، فاغتاظ الوالي وأمر بربط القديس في خيل والطواف به في شوارع المدينة، ويصيح البعض أمامه، قائلين: “هذا جزاء من لا يخضع لأوامر الملوك ويقدم البخور للآلهة”. قُدّم لعذابات كثيرة وكان الرب يسنده ويقويه. اتهمه أريانوس بالسحر، فاستدعى ساحراً يدعى الكسندروس قدم له كأساً به سم، رشم عليه القديس علامة الصليب فلم يصبه أذى، فآمن الساحر بالسيد المسيح وقطع أريانا رأسه. تشدد أريانا في تعذيبه للقديس وأخيرًا قطع رأسه في 7 بؤونه مع خمسة من الجنود هم ألفيوس وأرمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون. ⛪ كنيسة القديس أبسخيرون بالبيهو هي كنيسة القديس أبسخيرون التي كانت بقلين (بمحافظة كفر الشيخ)، نقلها القديس إلى البيهو بمحافظة المنيا بالصعيد، ولا زالت قائمة إلى اليوم. قيل أن أهل قلين اعتادوا أن يعينوا ليلة محددة لإقامة عدداً من الزيجات معاً، ربما بسبب صعوبة المواصلات في ذلك الوقت، ولتوافقها بوقت جمع المحاصيل. وفي أحد هذه الاحتفالات إذ كان حوالي مائة شخص مجتمعين في الكنيسة، كان عدو الخير قد أثار المضطهدين عليهم، وكان المؤمنون في هذه المدينة يتشفعون دائما بالقديس أبسخيرون الذي من بلدتهم. وفي أثناء الليل قبل أن ينفذ المضطهدون ما في نيتهم نقلت الكنيسة بمن هم فيها إلى البيهو بصعيد مصر. وفي الصباح خرج الناس من الكنيسة ليجدوا أنفسهم في بلد غير بلدهم. ظهر لهم القديس دون أن يعرفوه، وسار معهم حتى شاطئ النيل، وإذ ركبوا سفينة وصلوا إلى قلين في يوم واحد عوض ثلاثة أيام، فتعجب صاحب السفينة وآمن بالمسيحية، وفي قلين لم يجدوا الكنيسة، لا يزال مكانها بركة ماء تسمى بحيرة القليني. … | آباء وقديسون | |
| ابصادى أسقف أبصاي | الولادة: – الوفاة: – كلمة (إبصادي) أو (بسادة) تعني (الذليل). كان القديس بسادة أسقفاً على أبصاي أي المنشاة شرق بجوار أخميم. في عهد دقلديانوس أرسل إليه إريانا والي أنصنا يستدعيه لما عرفه عنه من يقظته في رعايته لشعبه وتثبيتهم على الإيمان المسيحي. دعى الأب الأسقف شعبه وحثهم على الجهاد، وأقام لهم قداساً إلهياً اشترك فيه الكل وتناولوا الأسرار الإلهية، ثم ودعهم مسلّماً نفسه بين يدي رسل إريانا. وإذ التقى بالوالي رقّ له، لما للأسقف من هيبة ووقار وسأله في احتشام أن يسمع لأمر الإمبراطور ويخلص نفسه من المتاعب، لكن الأب الأسقف رفض بشجاعة أن يبخر للأوثان. احتمل عذابات كثيرة بالهنبازين وبإلقائه في مستوقد حمام، وكان الرب يحفظه. وأخيراً نال إكليل الاستشهاد في 27 من شهر كيهك. ما زال يوجد ديره باسم القديس الشهيد بسادة بشرق المنشاة بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابطلماوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أبطلماوس هذا غير أبطلماوس القس الذي استشهد مع القديسين (أباكير ويوحنا وفيلبس) بجوار دمنهور في 15 من شهر بؤونة. لقاؤه مع ببنودة السائح أبطلماوس بن نسطوريوس من مدينة دندرة، على الشاطئ الغربي من النيل مقابل مدينة قنا بالصعيد الأقصى. كان أبطلماوس قد أخذ بعض الجند وانطلق إلى الجبل في رحلة صيد، فالتقى هناك بالقديس ببنودة الراهب السائح (بفنوتيوس). اقترب الراهب منه بناء على صوت سمعه من السماء، لكن الجند استخفوا به من أجل رداءة ثيابه وحاولوا طرده، أما أبطلماوس فنزل عن حصانه وضرب للأب مطانية أمام الجند وطلب منه أن يرافقه… ثم أخذه إلى بستان له مملوء بالأشجار المثمرة. رأى القديس ببنودة هذا المجد الذي يعيش فيه الشاب أبطلماوس فصار يبكي. – أعلمني ما الذي يبكيك يا أبي؟ – يا ولدي ليس بكائي من أجل هذا المجد ولا تلك الكرامة التي أشاهدها، وإنما تذكرت الأمجاد التي أُعدت لنا في ملكوت السموات إن حفظنا وصايا الرب. – يا أبي لن أتركك، وكل ما تشير به عليّ أفعله. إنما أريد منك ألا تفارقني بل تمكث معي في هذا الموضع. – لا يمكنني أن امكث عندك. – إذن خذني معك إلى البرية. – إني أخاف سطوة أبيك، لكن إن كنت تريد الوصول إلى ملكوت السموات بطريق مختصر فها أنا أرسلك إلى مدينة أنصنا، عند رجل تقي عابد الله اسمه دوروثيؤس، يدعى (اللآبس النور) من أجل حسن عبادته. عندئذ كتب القديس ببنودة رسالة للقديس دورثيؤس يوصيه فيها بأبطلماوس. ثم نصح أبطلماوس قائلاً له أن يحذر لنفسه من عدو الخير الذي يثير عليه تجارب كثيرة من جهة امرأة شريرة تلتقي به في الطريق، طالباً منه ألا يكف عن ذكر اسم المسيح لكي يخلصه من التجارب والبلايا. كما أنبأه بأنه إذ يمضي إلى مدينة أنصنا يثير عدو الخير عليه رياحاً شديدة لتحطم السفينة، وطلب منه أن يسأل الرب الخلاص فينال عوناً سريعاً. مع الأب دوروثيؤس أطاع أبطلماوس وصية الأب ببنودة، وفي الحال تخفى وانطلق في الطريق ليجد ما قد أعلنه له الأب ببنودة يتحقق حرفياً، وإذ التقى الأب دورثيؤس (ضورتاوس) أعطاه الرسالة، فجلس معه الأب وأرشده أن يذهب إلى إريانا والي أنصنا ويعترف بالسيد المسيح، فينال الإكليل سريعاً عوض الطريق الطويل خلال الحياة الرهبانية. استشهاده انطلق إلى إريانا حيث اعترف بالسيد المسيح فأذاقه عذابات كثيرة، وأخيراً أمر الوالي أن يعبروا به النيل إلى الغرب إلى قرية طوخ الخيل، حالياً منطقة خربة شمال غرب طحا، وهناك عُلق على صارية عالية وبقي هكذا تسعة أيام حتى طعنه أحد الجنود في رقبته فأكمل شهادته في 11 من شهر كيهك. قيل أن عسل نحل كان يسيل من الصارية كل من أكل منه وهو مريض يشفى. دُفن جسده وأقيمت عليه كنيسة بعد انقضاء فترة الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابفيّة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قبلت الإيمان على يدّي الرسول بولس، وقد تركنا الحديث عن شخصيات الكتاب المقدس لقاموس مستقل إن أذن الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا آري الشطانوفي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أبا آري Ariكاهناً بقرية شطانوف التابعة لبشاتيPchati ، بشاتي بالقبطية هي “نيقيوس” مكانها حالياً زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جداً. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا (القداس الإلهي). مواجهته الأضطهاد في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالساً في منصة القضاء يحاور المسيحيين. دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلناً إيمانه بالسيد المسيح. تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلاً له: “تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثاً عظيماً محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي”، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه. رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه. في الإسكندرية بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة. إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن. سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه. صغر الوالي في عيني نفسه جداً، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح. تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا كراجون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل البنوان وكان أولاً لصاً فاتفق معه شابان في اللصوصية، ومضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهراً في الصلاة. انتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد، ولكنه ظل واقفاً يصلى حتى انحلّت قلوبهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخرّوا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلّمهم ثم ترهَّبوا عنده. أما القديس أبا كراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح، وقد تم قوله إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة فودع القديس أبيه وأخذ بركته ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قِبَل مكسيميانوس قيصر، فعذبه كثيرًا ثم أخذه معه إلى الإسكندرية وهناك عذّبوه إذ علّقوه في صاري مركب خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في زِق من جلد وطرحوه في البحر فأخرجه ملاك الرب من الماء وأمره أن يمضى إلى سمنود، فمرّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها وكان كل من به مرض يحضر إليه فيُشفى بصلاته. ولما وصل إلى سمنود أجرى الله على يديه جملة عجائب منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلاً. أما القديس فقد أرسلوه إلى الإسكندرية وبعد أن ساموه العذاب بمختلف الأنواع قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقسٍ من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البنوان ووضعوا جسده بها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن الدهيري | الولادة: – الوفاة: – هو خريسطوذولوس الملقب بابن الدهيري، كان مطراناً في أيام البابا كيرلس بن لقلق (75)، في القرن الثالث عشر، على دمياط. كان ثقة في اللغة القبطية، وضع مقدمة لقواعدها النحوية معروفة باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أبو فانا | الولادة: 355 الوفاة: – ⭐ ما يعني اسم أبا فانا؟ يُسمّى بالقبطيّة الصعيديّة (آفا فانا)، وبالقبطيّة البحريّة (آفا قيني)، وهي تعني: نخلة. وحسب رأي عالم الآثار هِملوت بوشهاوزن فإنّ اسم قيني أي نخلة كان كثير الاستعمال وشائعًا في منطقة هرموبوليس (الأشمونين حاليًا)، وإذا كان القديس مسقط رأسه في ممفيس (جنوب القاهرة) فإنّه يكون قد أُطلِقَ عليه هذا الاسم قيني فيما بعد، وأنّه كان قبلًا يحمل اسمًا آخر. ولكن بعد انفراده في قرية أبو صير القريبة من الأشمونين سُمّي قيني أي النخلة. وبالحقيقة كان هذا القديس مثل نخلة مثمرة ومرتفعة بسبب قامته الروحية العالية وثماره الكثيرة. 🕊️ العصر الذي عاش فيه القديس أبو فانا وُلد القديـــس في ممفيس سنة 355 ميلاديّة من أبوين تقيّين وبارّين، وكانا غنيَّين في النعمة والثروة، فكانا يمتلكان أموالًا كثيرة. فقد نشأ في بيت شريف وأسرته تقيّة، فنشأ في حياة الإيمان المسيحي. عاش القديس أبو فانا أو أبيفانيوس في عصر الإمبراطور البيزنطي ثيؤدوسيوس الكبير، أي في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، وهو القرن الذي انتشرت في بدايته الرهبنة في أرض مصر وأصبحت الأديرة تنتشر على نطاق واسع في صحراء مصر وبراريها. فانتشرت الأديرة في الوجه البحري على يد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، أمّا في صعيد مصر فقد كان انتشارها مثل انتشار النار في الهشيم، وتميّزت النار الإلهية بالإشعاع الإلهي في رهبنة الصعيد بالروحانيّة العالية حيث كانت الأرض البشريّة خصبة لتقبّل الوصايا الإلهيّة والعيش بمقتضاها. 🏛️ الرهبنة في زمن القديس أبو فانا أسّس القديس باخوميوس الذي عاش بين عامي (286–346م) نظام الشركة في الحياة الرهبانية الجماعيّة، واضعًا أصول هذا النوع من الرهبنة. وقد انتشرت جماعات القديس باخوميوس وشملت أجزاء كثيرة من الصعيد حتى بلغ عدد الأديرة التي أسّسها تسعة أديرة وضمت 5000 راهبًا عدا العذارى. وازدهرت الرهبنة في الصعيد في القرنين الرابع والخامس وضمت إليها 4000 راهبًا عدا الراهبات. ومن أهم الجماعات الرهبانية تلك التي عاشت تحت إرشاد القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. وممّا ساعد على إرساء القواعد الرهبانية أنّه عمّر طويلًا (333–451م)، فوضع لها قوانين خاصّة في نظام صارم من النسك في حياتهم الديرية. 🌿 اختيار أبو فانا لطريق الرهبنة رأى الكثيرين هذه الصحوة الرهبانية، وأنّ طريق الملائكة هو في قلبه، فاختار أبو فام طريق البتوليّة والصلاة والحياة في البرّيّة. فكان يذهب لأحد الآباء الروحيين المختبرين ليُلقّنه قوانين الرهبنة، وواظب على حضور العظات الأسبوعيّة التي يتلوها الرئيس ويستمع إليها المبتدئون، ويدرس الكتاب المقدّس، وكان يظلّ يتردّد فترة على الشيوخ يتدرّب منهم على تعاليم الفضيلة وطريق الجهاد الروحي قبل أن يُسمح له بأن يأتي وينضمّ إلى الشركة مع الإخوة ويخوض في تلك الحياة. وكان الراهب أبو فانا يترك مسكنه، فوزّع ما كان يمتلكه وقصد الجبل ليحيا وسط هؤلاء النساك ليشاركهم في حياتهم الخشنة عزوفًا عن كل تعزية أو صداقة بشرية، لكنهم مملوؤون من التعزيات الروحيّة والفرح السمائي والسلام الذي يفوق كل عقل. فقد أحبّ حياتهم ووضع في قلبه أن يتشبّه بجهادهم وزهدهم. وسرعان ما أحضر الميراث الوفير لعائلته المرموقة من ممفيس ووزّعه على الفقراء حين ترك ممفيس إلى هيرموبوليس. 🏜️ وحدة أبو فانا في الصحراء وانضمّ أبو فام للحياة الرهبانية ومارس حياة الوحدة في الصحراء الغربية غرب قرية (أبو صيرة) في مقاطعة الأشمونين، وسكن في كهف، وأغلق على نفسه يختلي… ومع تدريباته النسكية العنيفة لم يكن يكفّ عن ممارسة العمل اليدوي ليُعطي الفقراء، واهتمّ بتعليم الإخوة الجدد، ووهبه الله عطية عمل المعجزات… وامتزجت وحدته باتساع قلبه بالحب لله والناس. 📜 سيرة حياة القديس بحسب تلميذه أفرام سجّل لنا تلميذه أفرام عرضًا مختصرًا لحياته. حياته الرهبانية حيث قال: “وُلد هذا القديس من أبوين مسيحيّين، فقاما بتربيته في مخافة الله… فنشأ محبًّا ميّالًا لحياة الخلوة والتأمّل مع حنان ومحبة للمحتاجين. أقام وهو شاب بين الرهبان، وتدرّب على الحياة النسكية مع العمل اليدوي لتقديم صدقة للمحتاجين…” وازداد حبّه للوحدة، فانفرد في مغارة مظلمة. ولما احتاج للماء فوهبه الرب يسوع ينبوع ماء ليشرب منه… كان يتدرّب على الصوم ليأكل مرة واحدة في كل يوم صيفًا، ومرة كل يومين شتاءً. وكانت حياته هي الصلاة الدائمة، واستطاع أن يقوم بضرب مطانية في النهار ومثلها بالليل… وزاد في حياة النسك حتى لصق جلده بعظمه، وصار كخشبة محروقة… وأصبح أملًا ليزوره كثيرون وقدموا إليه أموالًا كثيرة، أمّا هو فلم يأخذها منهم، ولكن حينما ألحّوا عليه أن يقوم بتوزيعها على الفقراء كان يسير في المدن والقرى، وقد تطول فترة تجوّله إلى عشرة أيّام، وهذه كان يقضيها القديس في صوم انقطاعي دون طعام أو شراب. 🕯️ مغارته مركز إشعاع روحي وكانت مغارته مفتوحة لإخوته الرهبان، وأصبحت مركزًا روحيًّا، وحافظ على عزلته من أجل الصلاة، ولم يُغلق قلبه ولا مغارته عن إخوته، فتحوّل مسكنه إلى مركز إشعاع روحي. كان الشيوخ المقيمون في الجبل يأتون إليه يسترشدون بخبراته، فألهب قلوبهم بالشوق نحو الكمال المسيحي والفضائل في الرب. امتلأ الجبل بالرهبان القديسين حتى صار أشبه بخلية نحل تعمل في صمت ونظام هادئ، فامتلأت المغارات بشهد من عسل صلاتهم وطهارتهم، أو أشبه ببرج حمام تنطلق منه أصوات هدير الحمام… هكذا كانت أصوات التسبيح تنطلق من تلك القلالي (المنشوبيّات). 🕯️ أبو فانا ونظام المنشوبيّات في الرهبنة في الصعيد كما تأثّر بطريقة الأنبا شنودة في الاهتمام بالإرشاد وضرورة التعليم للجماعة الرهبانية التي جمعت حوله، ويذكر التاريخ أن دير القديس أبو فانا قد ضمّ إليه أكثر من 1000 راهب، وكان من أوائل الأديرة في الصعيد. وعاش أولئك الرهبان في ما يُعرف بـ نظام المنشوبيّات، وهو نظام يجمع بين حياتَي الشركة والوحدة في آنٍ واحد. فكان كل جماعة من الرهبان من حِرفة واحدة أو من قرية واحدة يسكنون في منشوبية، والمنشوبية عبارة عن عدة قلالي متجاورة، كلّ راهب يسكن منفردًا في واحدة منها، فتكون كل منشوبية جماعة متناسقة. وكانت تنتشر هذه المنشوبيّات حول المبنى الكبير وهو الكنيسة التي كانوا يجتمعون فيها للصلاة، وكانت بجوارها مبنى المائدة التي كانوا يتناولون فيها الطعام في شركة معًا، والملحقات الأخرى مثل: الفرن آبار المياه صالة الاجتماعات حجرات مخازن الدير البئر ملحقات خاصة بالزائرين ✨ أمثلة من معجزاته شفاء الكاهن المريض أتى إليه كاهن قد أُصيب بمرض في رأسه، خلاله تقرّحت هامته وظهر عظم رأسه، وإذ كان التلميذ أفرام يُلِحّ عليه ليخرج له ويصلّي من أجله لم يلتفت إليه. وأخيرًا إذ صار التلميذ يُلح أكثر أفهمه أنّه قد دُنِّسَ بيت الله بالزنا، وأخذ النذور وأنفقها على شهواته، فليس له دالّة أن يطلب له الشفاء من الله. وأخيرًا تحنّن عليه، فأمر تلميذه أن يخرج إليه ويخبره بأنّه إن أراد أن يبرأ من مرضه يعاهد الله ألّا يعود إلى خدمة الكهنوت كل بقية أيام حياته، ويرجع عن سلوكه فيبرأ… وإذ تعهّد الكاهن بذلك التقى به القديس، وصار يصلّي إليه فتماثل للشفاء حتى عاد سليمًا وبـتوبة صادقة. إقامة الابن من الموت جاء رجل ومعه ابنه لينالا بركته، فسقط الابن من الجبل ومات. حمله الأب إلى مغارة القديس ووضعه أمامه دون أن يخبره، وسأله أن يباركه. فرشم عليه علامة الصليب وقال له: “قُم وامضِ إلى أبيك وامسِك بيده.” فقام الولد حيًّا، وفرح والده وانطرح أمام القديس يشكره ممجّدًا الله صانع العجائب بقديسيه. علمه بيوم نياحته علِم القديس بيوم نياحته، فطلب من الكاهن الذي اعتاد أن يحضر ليُقيم الأسرار المقدسة أن يُقيم القداس الإلهي… ثم تناول وهو واقف على قدميه اللتين تورمتا من كثرة الوقوف… وودّع الإخوة وباركهم طالبًا بركتهم له، ثم رفع صلاة لله وأسلم الروح في يدي الرب في 25 من شهر أمشير. نبوّته بوفاة الملك رآه تلميذه أفرام حزينًا، وإذ سأله عن سبب حزنه أجابه بأنّه: “اليوم طُلِبَت نفس الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير، وبهذا قد انحلّ رباط نظام الدولة…” فسجّل التلميذ التاريخ، وبعد زمن قصير نزل إلى العالم فعرف أنّه ذات اليوم الذي تُوُفِّيَ فيه الإمبراطور. 🌿 نشأته وحياته هكذا كانت الأشواق المتزايدة في قلب أبو فانا في الجبل، تاركًا خلف ظهره العالم، واضعًا أمجاده وشهواته تحت قدميه. وفي الجبل الغربي خارج قرية أبو صير (بالقرب من قصر هور في الأشمونين) وجد مغارة مظلمة لا يدخلها نور النهار، ففرح بها وكأنّه وجد ضالّته المنشودة. (المغارة مازالت قائمة إلى اليوم، وهي تبعد 80 مترًا يمين مباني الدير، وهي مختبئة تحت الأرض ولم تُكْشَف بعد). ولم يكن الماء متوافراً في المكان، وكان الرهبان يقطعون مسافات طويلة ليحصلوا على الماء من بعض الآبار المتناثرة. لكن القديس أبو فانا حينما سكن المغارة، وقد وضع رجاءه على الله الذي أحبّه من كل قلبه، مشتاقًا أن يعبده ويلتصق به في هذا المكان بعيدًا عن العالم، حدثت أعجوبة عظيمة: أنبع الله ينبوع ماء عذب عند مدخل مغارته. وكم كانت دهشة القديس لهذه المعجزة العظيمة! وامتلأت نفسه بتعزية كثيرة بسبب تلك العناية الإلهية، وهذه العلامة التي صارت من السماء والتي اطمأنّ إليها قلبه أن الله أراد له أن يقيم في هذا المكان. فسكن القديس المغارة كل سنوات جهاده. 🌙 جهاده الروحي في الوحدة المقدّسة في الوحدة المقدّسة بالمغارة حالكة الظلام، حيث انفرد القديس أبو فانا وكان يبلغ من العمر 22 عامًا، سلك طريق الجهاد الروحي الذي كان قد تدرب عليه من قبل. كما تدرّج في صوم الانقطاع حتى صار يصوم في الشتاء يومين يومين، وفي الصيف كان يتناول القليل من الخبز والماء والبلح الجاف عشية كل يوم. وكان يصوم الأربعين المقدسة طيًا بكاملها، عدا الثلاثة الأيام الأخيرة فكان يأكل فيها شيئًا يسيرًا. وذات مرة سأله تلميذه أفرآم عن سبب فِطاره الثلاثة أيام، فأجاب القديس باتضاع عظيم: “إن السيد المسيح صام أربعين يومًا ولم يكن في حاجة إلى الصوم، أمّا الذين صاموا على مثال السيد المسيح وأكملوا أربعين يومًا فكانوا قديسين كاملين. لكن من أنا المسكين حتى أتساوى مع الذين اختارهم المخلّص كموسى وإيليا؟ وأنا يا ابني إنسان ضعيف.” وهكذا كان القديس أبو فانا يحبّ الاتضاع، ويكره الافتخار، ويهرب من الكبرياء. 🌅 سهره وزهده ونسكه الشديد أحبَّ القديس حياة السهر، فكان يقضي الليل كلّه في الصلاة. وإذا ما غلبه النعاس كان يرقد على الأرض الخشنة. ولم يكفّ القديس عن ازدياده في التعب حتى أنّه كان دائم الوقوف على رجليه في المغارة. وعندما كان يتناول الطعام، كان يتناوله واقفًا حتى تورمت رجلاه من كثرة الوقوف، ولصق جلده بعظمه من شدة النسك، وصار مثل خشبة محروقة. ومع ذلك لم يخفّف من كثرة أتعابه. وظل مواظبًا في الجهاد والنسك حتى صار جسده مُحْنًى ومقوّس الظهر، ولم يعد يمكنه أن يرقد ممددًا على الأرض. فكان كلما غلبه النعاس ينام وهو يستند بصدره على جدار مقام خصيصًا لهذا الغرض. وكان نومًا غير مريح، فيغمض عينيه ويميل برأسه مستندًا على الحائط. وهكذا قضى ثمانية عشر عامًا حتى يوم نياحته. وبسبب هذا العيب الجسدي سُمّي القديس “بالنخلة” بسبب تقوّس ظهره من النسك الشديد الذي كان يمارسه في حياته. ❤️ محبّته واتضاعه تدرّب القديس منذ حياته الأولى على محبّة الجميع، وامتلأ قلبه بهذه المحبة. فكان يطوف على قلالي ومغاير الرهبان الذين يسكنون الجبل، يقدّم لهم أعمال المحبة بأي شيء يحتاجونه أو يطلبونه، حتى إنه يحمل إليهم ما يجده في مغارته من خبز أو فاكهة أتى بها إليه أحد زائريه. وكان يهتم بمن يصيبه ضعف أو مرض، وظل القديس طوال حياته لم ينقطع عن خدمة إخوته، فكان هذا العمل موضع دهشة الجميع بسبب محبته وتواضعه واهتمامه بالرهبان. وبسبب ما اشتهر به القديس من قلب عطوف ممتلئ بالحب، كان يقصد مغارته كل من كان في احتياج أو ضيق، وهو في ثقة من استجابة سؤاله. وكان القديس لا يرد واحدًا منهم، بل كان يقوم بنفسه لخدمتهم. 🕊️ تعاليمه ووصاياه كان من أنظمة الرهبنة في ذلك الوقت أن يجمع الأب الروحي أولاده الرهبان عشية يوم الأحد، فيعظهم ويوضّح لهم محاربات الطريق، ويرشدهم إلى الجهاد الروحي وخبرات القديسين. وكانوا يقضون الليل كله في شركة روحية، وتختم بصلاة القداس الذي يشترك فيه الجميع، ثم يتناولون الطعام معًا على مائدة واحدة، ثم ينصرفون إلى قلاليهم. وكان القديس يجلس بين أولاده، يرشدهم بتعاليمه وعظاته عن محبّة الله وحفظ وصاياه، وكان يحثهم على الجهاد في الطريق الروحي، ويدربهم على الوصايا والجهاد ليشتد عودهم، وكانوا يسمعون تعاليمه بفرح ويتبارون في تنفيذ التداريب الروحية فكانوا يمتلئون من كل نعمة. وكان يأتي إليه الشيوخ الذين يسكنون في مغارات أخرى بالجبل ليسترشدوا بخبراته، فكان يُلهب قلوبهم بالشوق نحو الكمال المسيحي والفضائل في الرب. 📜 أقوال القديس أبو فانا سأل الأخوة القديس ذات مرة عن فائدة نسكه وأتعابه الأولى الكثيرة، فأجابهم: “الجهاد في بداية الطريق، والذي يكون بنشاط وغير ملل أو فتور من كثرة التعب في الصوم والصلاة وخدمة المساكين وحياة العفة والطهارة، هو أشبه بالخمير الذي يخمّر العجين كله، لأنه الأساس الذي يُبنى عليه حياة الراهب.” وحينما سمع الأخوة هذا الكلام، مضوا وهم فرحين وممتلئين بالتعزية في نفوسهم. كما كان يحث أولاده على أعمال المحبة، ويقول لهم: “يجب علينا أن نعمل الحسنات في الخفاء (مت 6: 2-4)، لأن التظاهر بها يفقدها أجرها، وإن عملناها في الخفاء نصنع لنا أصدقاء روحانيين يكملون عملنا.” 🙏 وصاياه حول قهر الشهوات قال للراهبة والرهبان: “حينما سأل التلاميذ السيد المسيح لماذا لم نقدر أن نخرج الشيطان الرديء؟ أجابهم: هذا الجنس لا يُخرج إلا بالصلاة والصوم (مت 17:21). فعلينا أن نكثر من الصلاة والصوم.” وسأل الأخوة أبو فانا قائلين: “يا أبانا، إن عندنا قوم يكثرون الصلاة وهم لا يقدرون على إخراج الشياطين؟” فأجابهم: “هؤلاء لم يقدروا على إخراج الشياطين لأنهم لم يقهروا بعد جميع الشهوات الجسدية والنجاسات الشيطانية ولم يغلبوا الذات. لذلك يا أولادي، علينا نحن الرهبان أن نتقدم في حفظ قوانيننا ووصايانا. وإذا نزل الراهب إلى العالم لقضاء أمر، يجب أن يجعل نفسه غريبًا عن هذا العالم، فلا يتأمل في شيء، ولا يشتهي منه شيئًا، ولا يتهاون أو يحل قانون صلاته أو صومه، حتى لا يجد العدو الشرير سبيلًا يمسكه.” وتحدّث القديس عن الطريق إلى الله فقال: “إن الله خلق آدم ليس فيه شيء من الفساد، وكان يحيا مع امرأته في الفردوس كأولاد الله نيرًا بسيطًا مثل طفل بريء، فكان يأكل من أشجار الجنة، وكان يملأه نور الحياة إذ كان يسير في طاعة الله، ولم يدخل في قلبه خوف أو ألم، وكانت بتوليته سببًا لحياته الأبدية. وحينما عرف الشر وكسر الوصية الإلهية بعد أن غلبته الحية وقويت عليه وصار يعرف الخير والشر، وانجذب إلى شهوته، وفقد طهارته وهربت منه روح طفولته البريئة، فإن رجع إلى طهارته الأولى، فإن روح الله يحل فيه، والرب يعيده إلى ملكوته. لأن الذين يسعون إلى الطهارة ويثبتون فيها يصلون إلى المكان الذي سُمّي مدينة الأبكار، لأنهم لم يتنجسوا بأهواء الجسد، لكنهم حفظوا طهارتهم (رؤ 14:4).” ✝️ نياحته بعد سنوات مملوءة بالجهاد وحياة مزدهرة بالثمر المتكاثر، تزايدت شدة المرض على جسده الضعيف، حتى أصبح ملازمًا للفراش. لقد جذب القديس أبو فانا الكثيرين بشبكته الروحانية، فأتوا إليه يحيون قداسته وطريقه. وفي صبيحة يوم السبت، 25 أمشير، وقبل أن يشرق نور الشمس، أتاه المسيح يدعوه ليختم جهاده وينتقل من هذا العالم. فوقف قائماً ودعا أولاده، وأخبرهم بأن المسيح يدعوه إليه، وأعلن لهم أن الله أراد أن يريحه، وأشار بإقامة القداس الإلهي. وبسرعة، تطايرت الأخبار وانتشرت في الجبل، وهرعت جماعات الرهبان مسرعين إلى مغارة القديس، حتى اجتمع حوله جماعة كبيرة من الرهبان والشيوخ. وبعد صلاة القداس، تقرّب القديس من الأسرار المقدسة، وبالرغم من ضعفه وشيخوخته كان واقفًا على قدميه ولم يجلس قط. ودعه الرهبان وتقدم حوله أولاده الذين كان يرشدهم، وتباركوا منه، وفي تواضع طلب منهم القديس أن يباركوا هم عليه. وودعوه بالبكاء وتباركوا منه، وبعد أن رفع القديس قلبه في صلاته الأخيرة، أمال رأسه إلى جانب المكان الذي كان ينام فيه، وأسلم روحه بيد الرب القدوس، لتصعد وسط جوقة من الملائكة وأرواح القديسين. وللوقت، فاحت من جسده المقدس رائحة طيب زكية ملأت المكان، فقام الأخوة وكفنوه بأكفان غالية من الكتان الثمين، ودفنوا جسده الكريم بإكرام عظيم، وكان الجميع يأتون إلى مكانه. وأظهر الرب من جسده الطاهر آيات كثيرة وعظيمة. … | آباء وقديسون | |
| القديس ابو نفر السائح | الولادة: – الوفاة: – دير الأشمونين التهب قلب الشاب أبو نفر بمحبة الله واشتاق للحياة التعبدية الهادئة فالتحق بدير بهرموبوليس (الأشمونين التابعة لمحافظة المنيا)، حيث كان بالدير حوالي مائة راهب يمارسون حياة الشركة، يتعبدون في صمت مع اهتمام بممارسة العمل اليدوي كجزء لا يتجزأ من العبادة. أحب أبو نفر الآباء الرهبان، وسلك معهم بروح التقوى والطاعة، لكن نفسه كانت تتوق إلى حياة الوحدة في البرية ممتثلاً بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا النبي. انطلاقه في البرية لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى شعر بالتهاب قلبه نحو حياة الوحدة، وفي إحدى الليالي تسلل في سكون دون أن يشعر به أحد، إذ عرف مدى حب الرهبان له ورغبتهم في ألا يفارقهم. حمل رغيف خبز واحد وقليلاً من الخضروات تكفيه لمدة أربعة أيام، وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات… وكان يصلي في الطريق طالباً مشورة الله. إذ توغل في الصحراء رأى فجأة نوراً ساطعاً، لكنه رأى ملاكاً يقول له: “أنا ملاكك الحارس، لم أتركك منذ كنت في المهد، فلا تقلق بل تقدم إلى الأمام دائماً فستبلغ الموضع الذي أعده الله لك”. رافقه الملاك حتى بلغا مغارة واختفى، فقرع أبو نفر الباب قائلاً: “باركني؟؟” فظهر له رجل طويل القامة مهوب، فركع أمامه الشاب أبو نفر وقبّل قدميه، لكن الشيخ المتوحد أقامه من يده وقال: “يا أبا نوفر، أنت أخي في الرب. ادخل استرح بضعة أيام، ثم تتبع المسيرة التي أوحى لك بها الله”. بعد أيام قليلة سار الشيخ معه لمدة أربعة أيام حتى بلغا مغارة بجانبها نخلة، وسكن الشيخ معه فيها لمدة شهر يدربه على حياة الوحدة ليتركه ويعود إليه مرة كل عام، حتى تنيح الشيخ في إحدى زياراته له. مع القديس بفنوتي قيل أن المتوحد بفنوتي اشتاق أن يدخل أعماق الصحراء، لعله يلتقي بأحد المتوحدين أو السواح، فأخذ قليلاً من المؤونة وانطلق في الصحراء لمدة سبعة عشر يوماً، وفجأة رأى القديس أبا نوفر السائح الذي كان له في البرية ما بين ستين وسبعين عاماً، كان شعره طويلاً غير مرتب ولحيته طويلة جداً تتدلى على جسده، يتمنطق بحزام من الأوراق العريضة. رآه القديس بفنوتيوس فارتعب جداً، وتسلق قمة تل قريب، وكانت عيناه شاخصتين نحو هذا الغريب، لكن الشيخ وكان منهك القوى صرخ، قائلاً: “انزل أيها الراهب القديس، إني أسكن هذا القفر من أجل محبة الله”… فالتقى الاثنان وقبّلا بعضهما قبلة السلام. جاء حديثهما معاً روحياً وشيقاً، فيه أوضح أبونفر أنه أقام في الصحراء ستين عاماً يتجول في القفر ويتغذى على حشائش البرية وبلح النخلة دون أن يرى إنساناً، وأنه قد احتمل في البداية الكثير من جوع وعطش وحر وبرد لكن الله نظر إلى ضعفه وسنده، كما أخبره أن كثيرين ممن يسكنون القفار يتمتعون بعطايا جليلة، حتى أن منهم من يُحملون إلى السماء لينظروا القديسين في مجدهم ويتهللون بفرح لا تعرفه الأرض… نسي القديس بفنوتي كل تعب خلال استماعه لحديث القديس السائح، وسار الاثنان إلى المغارة حيث بلغاها عند الغروب فوجدا على الصخر رغيف خبز وقليلاً من الماء.. نياحته يبدو أن القديس بفنوتي المتوحد لم يبق كثيراً مع القديس السائح، إذ مرض أبو نفر فارتبك بفنوتي لكن القديس صار يطمئنه، موصياً إياه أن يعود إلى مصر بعد تكفينه… وبالفعل أسلم قديسنا روحه الطاهرة. وقد شهد القديس بفنوتي أنه رأى ملائكة وسمع تسابيحهم عند رقاده. وقد قام بتكفينه، مشتهياً أن يكمل بقية أيام غربته في المغارة، لكنه رأى النخلة قد يبست والينبوع قد جف، فبكى بمرارة وعاد ليمارس حياة الوحدة في ديره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابو ياسر بن القسطال | الولادة: – الوفاة: – راهب عالم فاضل بدير في نواحي طرة، في القرن العاشر. كان مهتماً بدراسة الكتاب المقدس والإصلاح الروحي للأقباط، فقد كتب كتاباً عالج فيه بعض الأخطاء الروحية والاجتماعية التي كانت سائدة في عصره، منها: 1. نادى بضرورة تعرف الخطيبين على بعضهما قبل الزواج حتى يقبل الواحد الآخر عن رضى ومحبة، وليس خلال الإلزام العائلي… فإن هذا يخفف الكثير من المشاكل العائلية. 2. أوضح أن الختان ليس فرضاً روحياً، إنما هي عادة اجتماعية، ويمكن للمسيحي أن ينال المعمودية دون أن يختتن… وأن المعمودية هي الباب الوحيد الملزم لكل مؤمن. بسبب هذا الكتاب ثار الإكليروس والشعب عليه، وطرد من الدير إلى بستان بجوار الدير، قام بزراعته والاهتمام به. ولكن في أوائل العصر الأيوبي إذ صدر أمر بالاستيلاء على أوقاف الأديرة والكنائس اُستولى على هذا البستان. كان لأبي ياسر صديق يهودي مولع بالبحث الديني، فكانا يتناقشان معاً، وقد نجح أبي ياسر في كسب هذا اليهودي الذي نال المعمودية، وتعلم القبطية، وسيم شماساً على كنيسة العذراء بحارة زويلة، حيث قضى بقية حياته باذلاً كل الجهد في خدمة الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللو وآمون القديسان | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم لقاءه مع القديس أبوللو، قائلاً: [ رأينا أيضاً كاهناً آخر يدعى أبوللو، عاش في طيبة على حدود هرموبوليس (الأشمونين)، الموضع الذي جاء إليه مخلصنا مع مريم ويوسف حيث تحققت كلمة إشعياء القائل: “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه وتسقط من أرضا” (إش 19: 1). وقد رأينا بيت الأوثان الذي فيه انكفأت الأوثان على وجوهها على الأرض عندما جاء مخلصنا إلى المدينة. علاوة على ذلك رأينا ذلك الرجل الذي سكن البرية كأب لخمسمائة راهب يعيشون في الأديرة القائمة عند سفح الجبل، وكان معروفاً جداً في كل منطقة طيبة، يمتاز بفضائل الحياة النسكية السامية، وقد وهبه الله صنع آيات وعجائب عظيمة ]. حياته الديرية كان أبوللو في شبابه المبكر يزور الرهبان المقيمين عند طرق الصحراء المجاورة، فالتهب قلبه بالحنين نحو هذه الحياة الملائكية على مستوى سماوي، فهجر العالم ورحل إلى الدير ليقضي أربعين عاماً يمارس حياة ديرية هادئة. يروي لنا القديس جيروم كيف سمع أبوللو صوتاً سماوياً يدعوه لتأسيس دير، قائلاً له: “أبوللو، إني سأبيد حكمة حكماء مصر بيديك، وأنزع الفهم الذي هو ليس فهماً عن أغبياء الأمم، فإنك لحسابي تقدم حكماء بابل وتنزع خدمة الشياطين. اخرج سريعاً إلى البرية، في المنطقة القريبة من سكنى البشر، فستلد لي شعباً مقدساً يتمجد بالأعمال الصالحة”. وإذ خشى أبوللو من الكبرياء أجاب الصوت في صراحة: “أنزع عني يا سيدي الكبرياء، لئلا أتشامخ على الإخوة، وأفقد كل بركة”. فتحدث معه الصوت ثانيةً، طالباً منه أن يضع يده على عنقه ليمسك بشيء قبيح ويدفنه في الرمل، وإذ فعل ذلك سمع صوتاً يخرج من هذا الكائن المدفون، يقول “أنا هو روح الكبرياء”… وللمرة الثالثة سمع الصوت السماوي يقول: “اذهب وما تسأله من إلهك يُعطى لك”. هذه الرؤيا أو هذا الحدث إنما يكشف عن اهتمام آبائنا بخلاص نفوسهم، فيخشون السقوط في الكبرياء إن تسلموا عملاً قيادياً حتى وإن كان بدعوة سماوية… لكن هذا الخوف لا يقف عقبة عن العمل، ولا يقلل من غيرتهم في الخدمة وجهادهم الرعوي. إذ سمع الطوباوي ذلك للحال ذهب إلىShaina حيث أقام في مغارة، وكان يقضي يومه في الصلاة، قل كان يصلي مائة مرة في اليوم مع مطانيات كثيرة كما قال القديس جيروم. من جهة الطعام فلم يكن يهتم بذلك، إذ كان الله يرسله له بواسطة ملاك في البرية. وكان يغطي جسده بثوب قصير الأكمام ورأسه بمنديل صغير لم يغيرهما ولا بليا قط. وهبه الله عمل عجائب وأشفية يصعب الحديث عنها، سمع عنها القديس جيروم من الشيوخ الساكنين معه والكاملين ومن الرؤساء ومدبري الإخوة. كان كنبي جديد أو رسول في جيله. وإذ ذاع صيته في كل موضع جاء إليه الرهبان كما إلى أب حقيقي وقدموا أنفسهم له، فكان يحثهم على الحياة النسكية السامية، حتى صار بعضهم يتمتع برؤى إلهية وآخرون بأعمال روحية مجيدة. أكل معهم في الآحاد، لكنه لم يأكل قط خبزاً ولا قطاني ولا فاكهة أو شيئاً معداً على النار إنما أكل أعشاباً من الأرض. في سجن بابليون بمصر القديمة بدعوة إلهية انطلق أبوللو من الصعيد إلى بابل ليقف مع بعض الإخوة عند راهب سجين أُلقي القبض عليه – في عهد يوليان الجاحد ليُضم للخدمة العسكرية، وكان القديس يعزيه على احتمال التجارب وألا يفقد سلامه أو رجاءه… وإذ سمع السجان ذلك انطلق إلى رئيس السجن ليقول له بأن الزائرين يريدون إخراج الراهب السجين، فثار رئيس السجن جداً، وأمر بغلق الأبواب وختمها وتشديد الحراسة، قائلاً: “هؤلاء أيضاً يصلحون في الخدمة العسكرية”، وانطلق إلى بيته لينام غير مبال بتوسلات الإخوة له، وفي منتصف الليل ظهر ملاك الرب حاملاً سراجاً مضيئاً أضاء السجن كله بلمعان شديد أدهش الحراس، فتوسلوا إليهم أن يخرجوا من السجن سريعاً، وانفتحت الأبواب أمامهم، قائلين في أنفسهم: “خير لنا أن نموت نحن عنهم عن أن نتجاهل الحرية التي وهبها الله لأناس سجنوا هكذا ظلماً”. ولما جاء رئيس السجن والأشراف الذين معه في الصباح إلى السجن ألّح على الإخوة أن يرحلوا عن المدينة لأن زلزالاً حدث حطم بيته ودفن أسرته، وإذ سمع الإخوة ذلك مجدوا الله بصوت عال، وعادوا إلى البرية متهللين. اهتمامه بخلاص الإخوة يصف القديس جيروم حياة الإخوة الذين تحت رعاية هذا الأب كما شاهدها: [عاش هؤلاء الإخوة معًا على مثال الرسل، بفكر واحد ونفس واحدة، وكان الطوباوي ينصحهم يوميًا أن ينموا في الأعمال المجيدة، وأن يطردوا بسرعة وفي الحال دون انتظار حيل المفتري التي يثيرها في الأفكار، إذ يقول: “إذ يُسحق الشيطان رأس الحية يموت كل جسمها، لذا ينصحنا ربنا أن نحذر رأس الحية. التي هي هذه: “إننا ليس فقط نحذر الأفكار الدنسة الفاسدة ألا تتسلل إلى أفكارنا، وإنما نحذر أيضاً التخيلات البغيضة التي يبعثها في آذهاننا (أي نحذر الأفكار الخارجية التي تتسلل إلينا والأفكار النابعة من داخلنا). جاهدوا بغيرة وحماس فيمتثل كل واحد منكم بغيرة في ممارسة الأعمال النسكية، ولا يكون بينكم من هو أقل من أخيه في السمو (إذ يكون الكل دائم النمو). هذه هي العلامة أنكم تبلغون مجد الأتعاب النسكية إن كنتم تحفظون أجسادكم من أهواء الشهوات. بداية عطية الله هي أن يطلب الإنسان من الله أن يعلن سماته فيه، فلا يفتخر أو تتعال أفكاره كأنما هو أسمى من غيره، لئلا يصير أشبه بمن يحسب نفسه أهلاً لهذه النعمة من عندياته فيفقد النعمة الإلهية…” لدى هذا الرجل كنز ثمين للتعاليم العظيمة في عقله، سمعناها منه في مناسبة أخرى، ولكن أعماله أسمى من تعليمه. كل ما يسأله من الله يُوهب له، وقد تمتع برؤى… رأى في حلم أنه قد صار متشبهاً بالرسل، وقد منحه الله ميراث المجد، فصار يسأل الله أن يهبه الرحيل من العالم سريعاً ليسترح معه في السماء، فقال له مخلصنا: “يلزم لأبوللو أن يعيش على الأرض مدة أطول قليلاً، حتى يصير كثيرون كاملين خلال غيرتهم من أعماله، فقد أُعد ليدير أمة عظيمة من الرهبان والسالكين بالبر، فينال مجداً يليق بتعبه…” خلال تعليمه الغزير وممارساته النسكية العديدة صار غريباً عن العالم، وقد نمى رهبان الدير الذي في الجبل وبلغوا خمسمائة شخصاً جاءوا يعيشون معاً، في حياة الشركة، يأكلون على مائدة واحدة، وبالحق كانوا يظهرون كملائكة، وكانوا أشبه بعمال مزينين بحليّ ملوكي يرتدون زياً أبيض. بهذا تحققت كلمات الكتاب المقدس “تفرح البرية والأرض اليابسة ويبتهج القفر” (إش 35: 1)، وأيضاً “ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، لأن بني المستوحشة أكثر من بني البعل” (إش 54: 1). وتحققت كلمة النبي عن كنيسة الأمم. وكملت خلال برية مصر، لأن أبناء الله صاروا أكثر عدداً من الذين يستقرون في الأرض وينشغلون بالناس. فإنه في كثير من مدن مصر كانت مجامع الرهبان تزداد أكثر حتى من الذين اقتربوا إلى الله في الصحراء]. غيرته على خلاص الكل يروي لنا القديس جيروم عن هذا القديس أنه إذ كان سائراً مع بعض الإخوة في إحدى القرى المصرية شاهد من بعيد جموع الوثنيين قد اجتمعت حول معبد وثن وكانوا يرقصون على ضفة النيل ويمارسون الألعاب الشيطانية… للحال ركع على الأرض وصلى لمخلص الكل، وإذ بالجماهير قد توقفت كما لو رُبطت بحبال، وصاروا هكذا بلا حراك تحت حرارة الشمس الحارقة… وإذ تساءلوا عن سبب ما حلّ بهم عرفوا أن ذلك بفعل صلاة القديس. سألوه أن يصلي لأجلهم، فانحلت رباطاتهم وتركوا العبادة الوثنية، وآمنوا بالمخلص رب الكل صانع العجائب، وانضموا إلى الكنيسة، بل وترهب عدد كبير منهم في ديره، خلال ابتسامته الجذابة ونعمة الله الحالّه عليه وعمل كلمات النعمة الخارجة من فيه. انتشر هذا الخبر خارج القرية، وجاء كثير من الوثنيين من قرى أخرى يطلبون اللقاء معه، فكان يحدثهم عن محبة الله الفائقة والتجسد الإلهي، مجتذباً كثيرين منهم للإيمان. بشاشته قيل عنه أن وجهه كان دائم البشاشة، مجتذباً بذلك كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة مفرحة في الداخل، ومشبعة للقلب بالرب نفسه. كثيراً ما كان يردد القول: “لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية؟ اتركوا العبوس والوجوم للوثنيين والعويل للخطاة، أما الأبرار والقديسون فبالأحرى أن يمرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيّات”. ربحه نفس رئيس عصابة إذ تشاجرت قريتان معاً حول بعض الحقول أسرع الطوباوي ليلقي بذار السلام بينهما، وكان رجال أحد القريتين لا يريدون الإنصات لكلماته، إذ كانوا يحتمون في رئيس عصابة لصوص. التقى بهذا الرجل الذي جاء إليه محتداً، أما القديس فلاقاه بجرأة مع بشاشة عذبة وحلاوة حديث، قائلاً له: “إن قبلت كلماتي يا حبيبي أطلب عنك من ربنا ليغفر لك خطاياك”. وإذ سمع الرجل ذلك ألقى سلاحه بغير تردد، وركع أمام القديس، وسأل تابعيه أن يرجعوا إلى منازلهم. وإذ حلّ السلام بين القريتين ورجع كل إنسان إلى موقعه، صار هذا الرجل ملاصقاً له يتوسل إليه أن يحقق ما وعد به، فأخذه معه في البرية وكان يصلي لأجله ويطلب منه الصبر، قائلاً له: “الله قادر أن يهبك هذا الأمر”. بالليل رأى القديس وقاطع الطريق حلماً واحداً، إنهما واقفان أمام عرش الله في السماء، والملائكة والأبرار يعبدون الله، وإذ سجدا أمام السيد المسيح سمعا صوتاً يقول: “أية شركة للنور والظلمة؟، وأي اتفاق للمؤمن مع غير المؤمن؟” (2كو 6: 14-15). فلماذا إذن يقف هذا القاتل مع البار، إذ هو غير مؤهل لهذه الرؤيا؟ ولكن اذهب يا إنسان (أبوللو)، فإن هذا الصغير بين أبنائك إذ التجأ إليك يخلص أيضاً بسببك”، وقد رأيا وسمعا أموراً لا ينطق بها. إذ استيقظا قص الأثنان حلمهما لمن حولهما، والذين سمعوا دهشوا كيف يروي اثنان حلماً واحداً بعينه… وقد بقى رئيس العصابة في الدير يمارس الحياة النسكية السامية حتى لحظات رحيله من العالم… يعلق القديس جيروم على هذه القصة المعاصرة له، قائلاً: [تحول الذئب إلى حمل بسيط، فيه تحققت النبوة “يسكن الذئب مع الخروف… والبقرة والدبة ترعيان” (إش 11: 6-7]. انضمام أثيوبيين إلى ديره يقول القديس جيروم: [رأينا أيضاً أثيوبيين كانوا يعيشون مع الرهبان، وقد سمت حياتهم النسكية وتحقق فيها ما جاء في الكتاب: “كوش (أثيوبيا والنوبة) تسرع بيديها إلى الله” (مز 68: 31)]. بعض عجائبه روى لنا القديس جيروم أيضاً عنه القصص التالية: 1. حدث نزاع بين جماعة من الوثنيين والمسيحيين على حدود أراضِ زراعية، فجاء الطوباوي أبوللو يصنع سلاماً، لكن رئيس الوثنيين كان متعجرفاً وعنيداً، إذ قال: “لن يكون هناك سلام بيننا حتى الموت”. قال له الطوباوي: “ليكن الأمر ككلمتك، فإنه لن يموت أحد من الفريقين غيرك، ولا تكون الأرض قبراً لك، بل بطون الوحوش المفترسة”. وبالفعل وُجد الرجل في الصباح ميتاً وقد مزقت الضباع والنسور جثته، وإذ عرف الوثنيون ذلك شكروا الله وآمنوا بالسيد المسيح، قائلين عن الطوباوي: “إنه بالحقيقة لنبي”!. 2. إذ اعتاد كثير من الرهبان أن ينطلقوا إلى البرية الداخلية ليمارسوا حياة الخلوة والتأمل بعيدًا عن الحياة الديرية، كل يقضي وقته في العبادة مع النسك الشديد ودراسة الكتاب المقدس والتأمل فيه، ويعود البعض إلى الدير ليحتفلوا بالبصخة المقدسة والآخر يبقى حتى عيد العنصرة. ففي إحدى المرات إذ عاد القديس إلى مغارته ومعه مجموعة من الرهبان وأقاموا القداس الإلهي، حان وقت الإفطار، فقال لهم: “يا أولادي إن كنا مؤمنين وخداماً حقيقيين للمسيح يطلب كل منا من الله فيعطينا ما نأكله”. ثم انحنى على ركبته وأخذ يصلي بإيمان، وإذ كان الوقت لا يزال ليلاً رأوا رجالاً غرباء لا يعرفهم أحد واقفين بباب المغارة، أحضروا عنبًا وتينًا وكمثرى وجوزاً ولوزاً وعسل نحل بأقراصه وصندوق لبن (زبدة)، وبلحاً كثيراً مع خبز كان لا يزال ساخناً؟؟؟. وقالوا بأن غنياً بعثهم بهذه الأمور، ثم تركوهم ليرجعوا سريعاً. وقد بقي هذا الطعام يأكلون منه حتى عيد العنصرة، وهم متعجبين، قائلين: “حقاً هؤلاء قد أرسلهم الله إلينا”. 3. بعد فترة قصيرة من المعجزة السابقة حدثت مجاعة في منطقة طيبة، فذهب عدد من المسيحيين بنسائهم وأطفالهم إلى الدير، وكان الطوباوي أبوللو يقدم الطعام بسخاء حتى لم يبق سوى ثلاث سلال تكفي يومًا واحدًا، والمجاعة لا تزال على أشدها. أخذ الطوباوي الخبز المتبقي ووضعه في وسط الإخوة والجماهير، وقال بصوت عالٍ: “أليست يد الله قادرة أن تزيد؟ لأنه هكذا قال الروح القدس: “لن ينفذ الخبز من هذه السلال حتى نأكل خبزًا جديدًا”، وبالفعل بقي الكل يأكل منه أربعة شهور تكرر الأمر بالنسبة للزيت والقمح وغيرهما، حتى ضجر منه الشيطان، فظهر له وقال: “أتظن أنك إيليا أم واحد من الأنبياء أو الرسل حتى تتجاسر وتفعل ذلك؟” أجاب الطوباوي: “لماذا لا أفعل هذا؟! ألم يكن الأنبياء القديسون والرسل الطوباويون بشرًا؟ ألم يسلم لنا الآباء هذا التقليد لعمل ذلك؟ أو لعل ربنا يكون قريبًا في وقت وبعيداً في وقت آخر؟! الله قادر في كل الأزمنة أن يصنع مثل هذه الأمور، وليس شيء غير مستطاع لديه. إن كان الله صالحًا فلماذا أيها الفاسد أنت شرير؟”. 4. “الآن أما أروي ما رأته أعيننا” يقول القديس جيروم، “فإن الخمسمائة أخ كانوا يأكلون من السلال، وبعدما يشبعون يجدونها ببركة الطوباوي لا تزال مملوءة. 5. أيضاً يروي القديس جيروم أنه إذ حضر ومعه إثنان من الإخوة، جاء إليهم الرهبان وقد عرفوهم من بعيد حسب الأوصاف التي سبق فأعلنها الطوباوي أبوللو لهم عن رحلة هؤلاء الرجال الثلاثة، وقد استقبلوهم بالفرح وتسابيح الحمد كعادة كل الإخوة. وإذ انحنوا بوجوههم حتى الأرض قاموا وأعطوا تحية السلام، وقال بعضهم لبعض: “انظروا فقد جاء الإخوة الذين كلمنا أبّا عنهم منذ ثلاثة أيام أنهم قادمون”. أما الأب أبوللو فقد انحنى للضيوف حتى الأرض، وقام يقبّلهم وهو يصلي، وغسل أقدامهم بيديه وألزمهم أن يتناولوا طعاماً، فقد كانت هذه هي عادته مع كل من يزوره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسان ابوللو وأبيب | الولادة: – الوفاة: – حياتهما تمثل قصة الصداقة الروحية الحقة، حيثُ يلتقي الاثنان معاً في حبهما للرب، وميلهما للتأمل، وعشقهما للملكوت. يمارسان الصداقة في أعمق صورها لبنيان النفس. نشأة أبوللو عاش والدا أبوللو إمان وزوجته إيتي في مدينة بانوبوليس الكبرى (حالياً أخمين)، وكانا يسيران بخوف الله محبين لزيارة الأديرة، ولم يكن لهما ابن. رأت إيتي كما في حلم إنساناً بهياً يحمل نبتاً صغيراً في يده غرسه في منزلها، أزهر ثم قدم فاكهة. قطفت إيتي من الثمر وأكلت فوجدته حلواً للغاية، عندئذ قالت في الحلم: “ربما أُرزق بطفل تكون له لذة مشابهة لمذاق هذه الفاكهة”. روت إيتي الرؤيا لرجلها ومّجد الاثنان الله. وازداد في تقواهما ومحبتهما لله، خاصة الصلاة، فكثيراً ما كانت تقوم إيتي في منتصف الليل تسبح الله، كما تقضي أوقاتاً طويلة في النهار تصلي. وأخيراً وهبها الله الطفل (أبوللون)، الذي تربى بفكر إنجيلي في حياة تقوية، وقد نشأ محباً لحياة البتولية مشتاقاً للرهبنة… وكان له صديق حميم يدعى أبيب، ارتبطا معاً في الفكر، وتلاقت اشتياقاتهما الرهبانية معاً. نشأة أبيب كان مثل أبوللون تقياً من حداثته، يمارس الحياة النسكية، محباً لافتراش الأرض، ميّالاً لحياة الوحدة يقضي وقته في دراسة الكتاب المقدس والتأمل مع الصلاة. كان والده يوبخه، سائلاً إياه إلا يكرس كل وقته للعبادة حتى يقدر أن ينال مركزاً مرموقاً في المجتمع كإخوته، فكان يتقبل التوبيخ في هدوء داخلي وصمت. كان والده وإخوته يتعجبون فيما بينهم على رقة أحاسيسه وهدوئه العجيب بالرغم من تظاهرهم بتوبيخه. اشتد المرض جداً بالوالد وكان قد غضب من ابنه بسبب ميله للوحدة والعبادة، فأصر الأبناء أن يلتقي الوالد بأخيهم، وإن كانوا قد خشوا من ثورة أبيهم على أبيب وسط مرضه الشديد. بالفعل جاء أبيب وكله حياء وهدوء، وإذ ناداه والده، قال للابن: “صلِ يا بني إلى الرب لكي لا يحاسبني على ما سببته لك من أحزان وضيقات، لقد كنت أنت تطلب الله وحده، أما أنا فكنت أسلك بأحاسيس بشرية”، وكان الأب ممسكاً بيدي ابنه مجهشاً بالبكاء. جمع الأب أولاده ليشير إلى أخيهم أبيب، وهو يقول: “من الآن هذا هو أبوكم ومعلمكم، اسلكوا بضمير حيّ حسبما يقول لكم، وها أنتم ترثون أملاكي كما أوصيت لكل واحد منكم”. تأثر الأبناء جداً وتجلت الأبدية أمام أعينهم بينما كان والدهم يسلم الروح، عندئذ استلم أبيب الميراث ووزعه عليهم أما نصيبه فقدمه للفقراء. إذ صار أبيب حراً انطلق مع صديقه أبوللون إلى أحد الأديرة، حيث سكن كل منهما في قلاية منفردة يمارسان حياة الاتحاد مع الله (الواحدة) والنسك بفكر روحي إنجيلي. حياتهما الديرية عاش كل منهما في قلاية، يلتقيان من وقت إلى آخر ليسندا بعضهما بعضاً في الرب، وإذ مرض أبيب واشتد به المرض، أسرع إليه أبوللون ليساعده في مرضه، في بشاشة وسط الآلام القاسية اعتذر أبيب لأبوللون قائلاً له: “اتركني يا أخي بمفردي مع الرب، وعندما تحين ساعتي أناديك”. امتلأت عينا أبوللون بالدموع وهو ينسحب من قلاية أخيه مدركاً أنه يفقد سنداً له في جهاده وأخاً معزياً له، لكن إدراكه للملكوت وثقته في صلوات أخيه عنه في الفردوس ملأته تعزية. أرسل إليه أبيب يستدعيه، وإذ دخل قلايته سمعه يقول بصوت خافت: “آه، أسرع، تعال سريعاً، إلى اللقاء في الفردوس!” ولم يجد أبوللون فرصة إلا ليقبله فيجد نفس أخيه منطلقة، وكان ذلك في 25 أبيب. هنا يليق بنا أن نقف قليلاً أمام هذا الحدث الأخير، فكلنا يدرك مدى حاجة الإنسان إلى محبيه في وقت المرض، خاصة إذا اشتد وشعر أنه مرض الموت… لكن القديس أبيب وقد أُمتصت كل مشاعره في الرب، وارتفع قلبه الملتهب حباً نحو عريسه السماوي لم يعد يشعر بحاجة إلى شيء وسط المرض الشديد. لقد أحب أخاه أبوللون جداً، واشتاق أن يراه قبل أن يعبر هذه الحياة، لكنه لا يريد أن يشغل أخاه في لحظاته الأخيرة عن تأملاته في الرب وسط مرضه. في تل الشمس المشرقة صار أبوللون وحيداً، فترك قلايته وانطلق إلى تل أبلوتزا Eblutz (الشمس المشرقة)، حيث اشتم الناس رائحة المسيح الذكية فيه، فكانوا يقبلون إليه يطلبون بركته وإرشاده. وكان كثيراً ما يحدثهم عن أخيه المحبوب أبيب. قيل أنه في ذكرى نياحة القديس أبيب، قال أخوه أبوللون: “إن من يصلي للسيد المسيح اليوم طالباً صلوات القديس أبيب يُستجاب له”، فتشكك البعض بسبب كثرة حديثه عنه… ولكن إذ رقد أحد الرهبان في ذات اليوم ذهب الكل إلى جثمانه لينالوا بركته، فجأة قام الراهب ووبخ المتشككين في كلمات القديس أبوللون بلطف ثم عاد فرقد، فامتلأ الكل من مخافة الله. عاش القديس أبوللون في عصر القديس مقاريوس المصري الذي كان يشعر دائماً برغبة في الاستماع إليه… وقد كتب القديس مقاريوس رسالة له وللرهبان، فعلم أبوللون بالروح وأخبرهم بذلك، وبالفعل وصلت رسالته بعد ذلك. تنيح القديس أبوللون في شيخوخة صالحة، بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسان ابوللو ويوحنا | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم أنه التقى بقديس يدعى أبوللو الذي من أور (Or, Akur or Acre). قال عنه أنه كان في الأصل يعمل كحداد، وإذ تحول إلى طريق الرهبنة بقى يستخدم ذات المهنة لخدمة الإخوة الرهبان. ظهر له الشيطان وهو يمارس عمله في شكل امرأة تطلب أن تخدم الإخوة، فألقاها بقطعة حديد محماة بالنار، وللحال أحدث الشيطان صرخة عالية سمعها الإخوة ثم تلاشى. ويقول القديس جيروم أنه منذ هذه اللحظة صار يمسك الحديد المحمى بالنار ولا تحترق يداه. هذا الراهب استقبل القديس جيروم استضافه، وقد روى له بعض سير لأناس عاشوا معه في ذات المنطقة، من بينهم راهب عجيب يدعى يوحنا. يوحنا هذا عاش في نفس البرية، وكان شيخاً متقدماً في الأيام جداً، وقد فاقت أعماله النسكية كل بقية أعمال الرهبان. لا يمكن لأحد أن يجده بسهولة، إذ كان يتجول كثيراً من منطقة إلى أخرى في البرية. في بداية حياته وقف يصلي ثلاثة أعوام يختطف بعض النوم وهو واقف، لا يأكل شيئاً سوى التمتع بالتناول من الأسرار المقدسة من الأحد إلى الأحد. ظهر له الشيطان في شكل كاهن يدفع إليه امرأة (ربما ليصلي لها)، فعرفه، وقال له: “ابتعد أيها المملوءة من كل غش، أب كل البهتان، وعدو كل بر! أما تكف عن العمل لخداع نفوس المسيحيين؟ كيف تتجاسر وتطأ الأسرار المقدسة؟” عندئذ قال له الشيطان: “بقى القليل جداً وأَسود عليك في سقوطك، فإنني كثيراً ما أغويت إنساناً حتى أخرجته من عقله فصار مجنوناً، ولكن إذ طلب عنه قديسون من الله في صلواتهم عاد إلى عقله”، وإذا قال الشيطان هذا رحل. أصيبت قدمي الطوباوي بسبب كثرة وقوفه….. فاقترب منه ملاك، وقال له: “سيكون الرب هو طعامك، والروح القدس شرابك، يكفيك هذا الغذاء الروحي”. وإذ شفى جراحاته أمره أن يرحل من هذا الموضع إلى البرية يقتات على الأعشاب، ويأتي كل يوم أحد ليشترك في القداسات. أراد إنسان مصاب بالفالج أن يذهب إليه ليشفيه، وإذ لمست قدماه ظهر الحمار قبل أن يغادر المكان ولا حتى يصلي له الطوباوي يوحنا شُفي بالإيمان. روى لنا أيضًا، أن الطوباوي يوحنا أرسل بركة (طعاماً) للمرضى، وإذا أكلوا الطعام للحال شفوا من أمراضهم. مرة أخرى إذ أُعلن له عن بعض الإخوة الذين من ديره أنهم غير مستقيمين في حياتهم وأعمالهم كتب رسالة للجميع، فشكا فيها الشيوخ لإهمالهم والإخوة لتملقهم، وقد كان ذلك حقاً. كتب للآباء المهملين الذين استخفوا بخلاص الإخوة الذين معهم، وأيضاً للأخوة كي يصلحوا حياتهم وأن تكون أعمالهم فاضلة. لقد أعلم لهم أيضاً كيف تكون المكافأة أو الجزاء للفريقين… يقول القديس جيروم أن القديس أبوللو روى له ذلك عن هذا الطوباوي يوحنا وأيضاً، روى له أموراً أخرى لم يسجلها، ليست لأنها غير حقيقية، وإنما لأن الكثيرين ينقصهم الإيمان لقبولها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللونيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – روى لنا القديس ديونسيوس الإسكندري فى رسالة وجهها إلى فابيوس أسقف أنطاكية الآلام التي تكبدها الشهداء في الإسكندرية في عهد داكيوس (ديسوس)، جاء فيها: “لم يبدأ اضطهادنا بصدور الأمر الملكي (سنة 250 م)، بل سبقه بسنة كاملة. إن مخترع الشرور ومصدرها في هذه المدينة، أيا كان شخصه، سبق فحرّض جماعات الأممين وهيجها ضدنا، ونفث فيهم من جديد سموم خرافات بلادهم، وإذ هيجهم بهذه الكيفية، ووجدوا الفرصة كاملة لارتكاب أي نوع من الشر، اعتبروا أن أقدس خدمة يقدمونها لشياطينهم هي أن يقتلونا” (يوسابيوس 6: 41). عرض القديس ديوناسيوس أمثلة لبكور هذا الاضطهاد الذي تحقق عام 249، فتحدث عن استشهاد متراس Metras أو متريوس Metrius، وكوينتا Quinta المؤمنة وسرابيون وأيضاً العذراء المسنة أبوللوينا Apollonia … حياتها التقوية عند مدخل باب الإسكندرية عاشت عذراء تقية متقدمة في السن من عائلة شريفة غنية، في محبتها لله عاشت منذ صبوتها في حياة تقوية محبة للعبادة والنسك والعطاء. إذ رقد والداها نذرت حياتها للبتولية، لتقضي كل أوقاتها للعبادة مع العطاء بسخاء للفقراء، وقد فضلت أن تقطن بمنزل بسيط خارج أسوار المدينة…. ففاحت رائحة المسيح الذكية في حياتها. وقوفها أمام الوالي إذ بدأ الضيق يحل بالمؤمنين في الإسكندرية، صار الوثنيون يقتحمون بيوتهم ويسحبونهم منها دون مراعاة للسن أو الجنس أو المركز، رأت أن تلتقي مع الوالي في فجر أحد الأيام تتحدث معه في صراحة عن هذه الجرائم البشعة! قضت ليلتها تصلي، وفي الفجر انطلقت إليه لا لإثارته ضدها، وإنما لترده عن شره ويراجع نفسه فيما يفعل. وإذ التقت بشجاعة قالت له بحزم وصراحة وأدب: “يا سيدي، كيف عملت هذه المظالم، وأتيت بهذا الدمار على من أنت مؤتمن عليهم لرعايتهم، دون أن تخاف إله الآلهة وملك الملوك، مشجعاً هذه الجرائم بغير فهم، قاتلاً عبيد الله؟!” عاتبها الوالي كيف تتحدث معه هكذا بهذه الجسارة محاولاً أن يهدئ من ثورتها، وإذ لم يستطع هددها بالموت إن لم تبخر للأوثان… فلم تبال بتهديداته. حملها الوالي إلى معبد وثن وسألها أن تسجد، فشعرت بقوة روحية تملأها، ثم رشمت علامة الصليب لتسقط الأصنام وتتحطم… صارت في هدوء عجيب تحدث جماهير المشاهدين عن السيد المسيح وعمله الخلاصي، فانجذب الكثيرون إلى حديثها الهادئ بينما قام البعض بضربها وإهانتها. إستشهادها بدأ الوالي يعذب هذه العذراء التقية وهو يعيرها، قائلاً: “أين هو إلهك الذي يقدر أن يعينك؟” محاولاً معها أن تتراجع عن رأيها وتخضع له. كان الوالي يمارس كل عنف، تارة يأمر ببتر بعض أعضائها، وأخرى بتكسير أسنانها وضربها بعنف على فمها حتى يسيل الدم. في وسط آلامها نسيت كل ما هو حولها لتركع تطلب عون عريسها السماوي، وقد سمع الحاضرون صوتاً سماوياً يقول: “لقد قبلت صلاتك يا عروس المسيح”. أعدوا لها ناراً متقدة ثم أمروها بالعبادة للأوثان وإلا ألقوها في الأتون… أما هي فوقفت قليلاً حتى حسب الحاضرون أنها بدأت تتراجع وتعيد التفكير. لم يمض وقت طويل وكل الأنظار مسلطة عليها ماذا تفعل أمام النار، وإذا بها في هدوء وشجاعة تسير بنفسها نحو النار بأيد مبسوطة للصلاة، وتدخل وسط النار بإرادتها لتسلم روحها في يدّ مخلصها. يقول القديس أغسطينوس أنه لا يليق بأحد أن يسرع بنفسه إلى الموت لكن ما فعلته هذه القديسة كان بدعوة الروح القدس لها. أُقيمت كنائس ومذابح كثيرة باسم هذه القديسة التي استشهدت بالإسكندرية، ويحتفل الغرب بعيدها فى التاسع من فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللونيوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا الراهب القديس بالاديوس عن راهب كان يعمل كرجل أعمال، غالباً كصيدلي أو كطبيب، في سن متقدم، فكان يحب ممارسة موهبته بافتقاده الرهبان متنقلاً من قلاية إلى أخرى، بالرغم من بعد المسافات، يدخل كل قلاية ما استطاع ليطمئن على صحة الرهبان, مقدماً لهم الدواء اللازم مع بعض الأغذية اللازمة للمرضى، التي يشتريها على نفقته الخاصة. ومع وجود أكثر من راهب يحمل ذات الاسم “أبوللونيوسApollonius ” لكن يبدو أن ما جاء عن هذا الراهب هو ما أورده بالاديوس وحده، الذي قال: [كان هناك رجل أعمال اسمه أبوللونيوس هجر العالم وذهب ليعيش في جبل نتريا. ولما كان متقدماً في السن لم يقدر أن يتعلم مهنة أو يمارس الكتابة (النساخة)، عاش على الجبل عشرين عاماً يعمل هكذا: يشتري بنفسه ومن ماله الخاص كل أنواع الأدوية والعقاقير من الإسكندرية ويقدمها لجميع المرضى من الإخوة. كثيراً ما كانوا ينظرونه يتجول حول الأديرة من الصباح المبكر حتى التاسعة (3 بعد الظهر)، متنقلاً من باب إلى باب، يسأل إن كان هناك أخ مريض. وكان يحمل معه البيض والعنب والرمان والكعك التي تناسب المرضى، بهذا كان يعيش في شيخوخته. مات بعد أن ترك منقولاته لشخص آخر مثله، وقد شجعته على الاستمرار في هذا الخدمة، إذ كان بالجبل خمسة آلاف راهب يحتاجون لمثل هذه الزيارات والمكان قفر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللونيوس المدافع | الولادة: – الوفاة: – عرف التاريخ عدداً كبيراً من المدافعين Apologists في القرن الثاني الميلادي، الذين وقفوا في حزم وشجاعة مع أدب ولطف يدافعون عن الإيمان المسيحي والمسيحيين أمام الأباطرة أو القضاة أو أصحاب الفكر للرد على افتراءات الوثنيين أو اليهود، من بين هؤلاء ابوللونيوس Apollonius الذي استشهد حوالي عام 185 م. نشأته في عام 180 م إذ مات الإمبراطور مرقص أوريليوس الذي كان يضطهد المسيحيين تسلم الملك ابنه وشريكه كومودس الذي كان أكثر لطفًا وترفقاً، فانتشرت المسيحية وزاد عدد المؤمنين، وكان من بين هؤلاء المتنصرين في روما رجل شريف وقاض درس الفلسفة وأحب المعرفة، يدعى أبوللونيوس. أحب هذا الرجل الإيمان المسيحي وعشق الكتاب المقدس، فكان يزداد في المعرفة، بل واستطاع أن يربح الكثيرين للرب. وسط سلام الكنيسة وهدوئها تقدم أحد عبيد أبوللونيوس يدعى ساويرس بشكوى ضد سيده أمام قاضي مدينة روما برينيس Perennis يتهم فيها سيده أنه مسيحي، وكانت الأوامر الخاصة بقتل المسيحيين لم تُرفع بعد بالرغم من الهدوء الذي ساد البلاد، إذ لم يكن يوجد اضطهاد أو معاملة سيئة لمسيحي إلا إذا أشتكى عليه أحد. كان هذا العبد شريراً للغاية، وقد أدت تصرفاته في النهاية إلى إعدامه، لكنه في شره أسرع بالإبلاغ عن سيده الذي وقف أمام القاضي يشهد لمسيحه، رافضاً ترك إيمانه وقبول إيمان الأباطرة والتبخير للأوثان. وجد أبوللونيوس الفرصة مناسبة للتحدّث مع القضاة والأشراف عن سمو الإيمان المسيحي، فعوض الدفاع عن نفسه صار يحثهم على قبول الإيمان في دفاع منطقي روحي، مجتذباً إياهم بحديثه المقنع ووداعته، حتى بهر الكل به. اشتاق القاضي نفسه أن يتنصر، لكنه قال لابوللونيوس متأسفاً إن الأوامر الإمبراطورية تحتم بقتلك. وإذ خشي القاضي من ثورة الجماهير بسبب حبهم للرجل أمر بسرعة بقتله بالسيف، وكان ذلك في 18من شهر أبريل. جاء في حديثه مع القاضي بيرينيس العبارات التالية: الموت محتم على الجميع، أما المسيحيون فيمارسونه كل يوم. الموت من أجل الله الحقيقي ليس أشر من الموت بسبب حمى أو أي مرض أو كارثة ما. سأله القاضي: أتنحني للموت؟ أجاب: لا بل أتمتع بالحياة. حب الحياة يجعلني لا أرهب الموت. ليس شىء أفضل من الحياة، الحياة الأبدية التي تهب للنفس خلوداً لتعيش هناك حسناً! تعيد له الكنيسة اليونانية فى17 أبريل واللاتينية في 18 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابولليناريوس أسقف هيرابوليس | الولادة: – الوفاة: 179 كلوديوس أبولليناريوس Claudius Apollinaris، كان أسقفاً على هيرابوليس بفريجية، مدينة بابياس، في عهد مرقس أوريليوس (161 ? 180 م)، قدم لنا المؤرخ يوسابيوس القيصري فصلاً عن كتاباته، قال فيه: “لقد احتفظ الكثيرون بعدد وفير من كتب أبوليناريوس . وهاك ما وصل إلينا منها: الحديث الموجه إلى الإمبراطور السالف الذكر، خمسة كتب ضد اليونانيين، كتاب أول وكتاب ثانٍ عن الحق، وكتابان ضد اليهود، وتلك الكتب التي كتبها فيما بعد ضد هرطقة أهل فريجية التي ظهرت حالاً فيما بعد بما يتبعها من بدع، ولكنها كانت وقتئذ لا تزال في بدايتها لأن مونتانوس مع نبياته الكاذبات، كان وقتئذ يضع أساس هرطقته (تاريخ الكنيسة 4: 27). للأسف كل هذه الأعمال لا تزال مفقودة لا نعرف عنها شيئاً، كما توجد له أعمال أخرى لم يذكرها يوسابيوس. مقاومته لمونتانيوس Montanus قاوم مونتانيوس المبتدع الذي ظهر فى منطقته بفريجيا في القرن الثاني مدعياً النبوة، والتف حوله بعض الخواص دعاهم أنبياء ونبيات، خاصة بريسكلا وماكسملا إذ كانتا ملاصقتين له. وكان أتباعه يحسبون أنفسهم روحيين (مملوءين بالروح) بينما ينعتون المؤمنين بالجسدانيين. بدأ مونتانيوس نبوته المزعومة عام 172 وتطورت بعد ذلك. كان ينادي بأن أورشليم السماوية ستنزل حالاً بالقرب من ببيوزا Pepuza بفريجية، ثم أخذت البدعة تحمل إتجاهات نسكية منحرفة…. فيلق الرعد قيل أن القيصر مرقس أوريليوس، أخ أنطونيوس، كان على وشك الاشتباك في حرب مع الألمان عام 174، وقد تعرضت الفرقة الثانية عشر من الجيش لمأزق شديد إذ حّل بهم العطش مع الإنهاك الشديد وصاروا يتقهقرون أمام العدو، وإذ كان كثيرون منهم مسيحيين جثوا على الأرض، وكما يقول يوسابيوس، كما هي عادتنا في الصلاة، وقضوا وقتًا في التضرع إلى الله، وذلك بدافع إيمانهم الذي أعطاهم قوة… فجأة حدثت بروق شديدة أربكت العدو بسبب الظلام مع بريق البروق وشدة العواصف فتراجعوا وهربوا بينما أمسك الجنود المسيحيون خوذاتهم لتمتلئ بمياه المطر ويشربوا، وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصرة لحسابهم. يقول يوسابيوس (تاريخ الكنيسة 5: 5) أن هذا الحدث رواه مؤرخون غير مسيحيين ونسبوا ذلك إلى فاعلية السحر، كما رواه مؤرخون مسيحيون، وصفوا ما حدث ببساطة وصدق بلا مبالغة، يكشفون عن قوة الصلاة وفاعليتها. أشار أبولليناريوس لهذا الحدث في دفاعه الذي وجهة للإمبراطور مرقس أوريليوس حوالي عام 175 م وقد دعى الإمبراطور هذه الفرقة الثانية عشرة “فيلق الرعد” أو “فرقة الرعد”، لأن بصلواتها تمت المعجزة. هذا وقد أصدر الإمبراطور منشوراً جاء فيه أن جيشه كان على وشك الهلاك عطشاً في ألمانيا وقد أُنقذ بصلوات المسيحيين، مهدداً بالموت كل من يقدم اتهاماً ضدهم. تنيح هذا القديس غالباً عام 179 م. وتعيد له الكنيسة الغربية في 8 من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابولليناريا القديسة | الولادة: – الوفاة: – كانت أبو لليناريا هي الابنة الكبرى لأنثيموس الوصي على إمبراطورية الشرق أيام ثيؤدوسيوس وجدّ الإمبراطور أنثيميوس ( Anthemius (467 – 472 وكانت محبّة لله، تتعلم الألحان الكنسية ودراسة الكتاب بشوق شديد، وتضم حولها في القصر جماعة من العذارى القديسات. إذ حان سن الزواج أصرت أن تعيش متبتلة، تكرس كل وقتها للرب، مما أحزن قلب والديها. اشتاقت أن تتمتع ببركة الأماكن المقدسة بأورشليم فاستأذنت والديها اللذين أرسلا معها حرساً إمبراطوريا وحاشية من السيدات الفاضلات وخدام القصر… وبالفعل انطلقت إلى أورشليم وصارت تتبارك من المواضع المقدسة وهي تمارس حياة التوبة بنسك شديد، رافضة كل الدعوات التي وجهتها لها السلطات الرسمية والأساقفة، فقد أصرت أن تسلك في هذه الأراضي بما يليق بحاملي الصليب. انطلقت الفتاه متجهة إلى الإسكندرية فوصلت إلى ميناء لما Lemma بالقرب من أبى صير على بعد حوالي 30 كيلو من الإسكندرية، ومن هناك قامت بزيارة دير مارمينا بمريوط، وقفت في خشوع أمام رفاته تطلب صلواته. طلبت الذهاب إلى الإسقيط لزيارة الآباء المتوحدين، وقد انطلقت بالعربة ليلاً ودارت حول بحيرة مريوط وتوغلت في الصحراء، وبقيت تصلي ساعات طويلة أثناء الرحلة، وعند منتصف الليل وصلت المركبة إلى شاطىء مستنقع بالقرب من عين ماء عذب عُرف حتى القرن الحادي عشر باسم القديسة أبوليناريا. وإذ استراح الكل في تلك المحطة اطمأنت الأميرة أن الكل نائم فسحبت ستائر المركب ونزلت بحرص بعد أن خلعت ملابسها ارتدت ملابس راهب كانت قد أحضرتها معها، ورفعت عينيها نحو السماء تطلب العون الإلهي، ثم رشمت نفسها بعلامة الصليب واختفت وسط قصب المستنقع. وفي الصباح انتظر الكل أن تستيقظ الأميرة وتسألهم أن يسيروا… لكن إذ اشتدت حرارة الشمس فتحوا الستائر ليجدوا الملابس وحدها، وأدركوا أنها قد هربت…. ارتبك الكل، واضطر الوالي أن يكتب لأبيها كل ما حدث بالتفصيل، فأخذ أبوها ثيابها وصار يذرف الدموع الغزيرة كما فعل يعقوب عندما تسلم قميص يوسف ابنه… وساد القصر علامات الحزن والكآبة. اختفت ملامحها تماماً بسبب نسكها الشديد وتعرضها للدغات البعوض… وعند خروجها من هذه الوحدة سمعت صوتاً يقول لها: “إذا سُئلتِ عن اسمك فأجيبي بثبات دورثيؤس”. أرشد روح الرب القديس مقاريوس إلى طريقها وأخفي عنه حقيقتها فظنها شاباً يطلب الرهبنة، فوهبها مغارة مهجورة، تقضي فيها سنوات مختلية مع الله تمارس عبادتها بقلب ملتهب. بعد سنوات إذ تعرضت أخت أبوليناريا الصغرى لآلام شديدة حار فيها الأطباء، اضطر إنثيموس أن يرسلها مع حرس كبير وسيدات إلى الإسقيط يطلب من الآباء الصلاة من أجلها… فأرسلها القديس مقاريوس إلى الراهب دورثيئوس دون أن يعلم أنها أختها. عرفت أبوليناريا أختها البائسة فلم تستطع أن تضبط تأثرها، فكانت تزرف الدموع الغزيرة….. ثم أدخلتها قلايتها وارتمت على عنقها وقبلتها بحرارة وعرّفتها بنفسها وسألتها ألا تكشف أمرها، ولكن الصغرى كانت في غير وعيها. وإذ صلت أبوليناريا خلصها الرب من الروح النجس. قاد الأب دورثيؤس الأميرة إلى الكنيسة، ففرح الكل بها، وانطلق الموكب إلى القسطنطينية حيث كانت كل المدينة في انتظارها. ألح والدها طالباً الراهب دورثيؤس أن يأتي إلى القصر ليباركه ، فاضطر الراهب إلى قبول الدعوة بعد إلحاح الكل عليه، وهناك التقى بوالديه ولم يعرفاه. سقطت أبولليناريا على الأرض وقبّلت والديها واستحلفتهما أن يتركاها تعود إلى وحدتها، وبالكاد حبس الأب والأم صراخهما، وأخذها الأب بين ذراعيه وضمها إلى قلبه وقبّل وجهها المبارك وبلله بالدموع…. بعد إلحاح أصرت أبولليناريا أن تعود رافضة كل عطايا أرضية من والديها، وانطلقت إلى الإسقيط… وهناك بعد فترة استدعت القديس مقاريوس وأعلمته بقرب رحيلها، وسألته ألا يكشف أحد عن جسدها بل يدفنوها كما هي…. وأسلمت روحها في يدي الله فودعها الآباء المتوحدون بالترانيم والتسابيح…. ودفنوها في مغارتها شرقي الكنيسة، وكانت يد الله تتمجد عند قبرها، وقد أُقيمت كنيسة باسمها فوق مغارتها دعيت “كنيسة أبولليناريوس” بقيت حتى القرن الثامن عشر. تعيد لها الكنيسة الغربية في 5 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأسقف ابولليناريوس | الولادة: – الوفاة: 75 تروي الكنيسة الكاثوليكية أنه أول أسقف على مدينة رافينا Ravenna بإيطاليا، وأن القديس بطرس هو الذي أرسله إلى هناك. وُلد في إنطاكية ثم ذهب إلى رافينا، وعند دخوله في المدينة سأله غلام أعمى صدقة. فصلى علية وباسم يسوع المسيح شفاه، عندئذ اجتمع حوله كثيرون فكان يحدثهم عن المخلص، وآمن الغلام وأبوه إيريناؤس وكل أهل بيته. انتشر هذا الخبر، فالتجأ إليه أحد قادة الجيش الذي طلب منه أن يشفي امرأته التي كانت على شارفة الموت، فصلى من أجلها ورسمها بعلامة الصليب فبرأت في الحال. وتحول بيت القائد إلى كنيسة يجتمع فيها المؤمنون. ثورة الوثنيين عليه شعر الكهنة الأوثان أن مركزهم قد تزعزع بتحول شعبهم إلى الإيمان بالسيد المسيح، فاشتكوا لدي الحاكم الذي استدعى القديس وسأله: لماذا تقاوم الإله جوبتر؟ أجابه بأنه لا يعرف هذا الإله… فأخذه إلى الهيكل وأراه عظمة ما به، فبكى، قائلاً: “أهكذا تسجدون لعمل أيديكم وتقدمون للذهب والفضة العبادة اللائقة بالله وحده خالق السماء والأرض؟”. وإذ سمع الوثنيون ذلك ثاروا عليه، وضربوه بالعصي، وألقوه بالحجارة حتى حسبوه مات، فسحبوه خارج المدينة وتركوه. جاء إليه المؤمنون ووجدوه حيًا، فحملوه إلى بيت في المدينة حتى شُفي وقام يكرز كعادته. في بيت بونيفاسيوس الشريف سمع شريف بالمدينة يدعى بونيفاسيوس Boniface فأرسل إليه زوجته تطلب منه أن يأتي ليشفي رجلها الأخرس الذي عجز الأطباء فيه، فذهب معها. هناك وجد جارية بها روح شرير أخرجه باسم يسوع الناصري، حينئذ خرّ أمامه بونيفاسيوس وأنفكَّ لسانه وتكلم، وبسببه آمن قرابة خمسمائة نسمة. قبض عليه الوثنيون وضربوه وأخرجوه خارج المدينة، فسكن في مغارة هناك، وكان المؤمنون يأتون إليه، بل وعمّد كثيرين أيضاً. انطلاقه إلى مدن أخرى إذ رأى أن الكنيسة في رافينا تأسست انطلق إلى مناطق أخرى كثيرة مثل اميليا و Bologna . إذ كان شعب رافينا قد تعلق جداً براعيه أرسلوا يطلبون زيارته، فجاء وكان بالمدينة قاضٍ يدعى روفينيوس من روما، وطلب منه أن يشفي ابنته التي كانت في خطر، وإذ ذهب إليه ماتت ابنته وهو على الباب فحسب القاضي أن الآلهة الوثنية غضبت عليه، فأخذ يشتم الأسقف ويهينه. لكن أبولليناريوس قابل هذا بوداعة وصبر، بل وصلى على الفتاة فأقامها الله، وآمن كثيرون بالسيد المسيح، وصارت البنت بتولاً. نفيه سمع الإمبراطور فاسبسيان Vespasian بما حدث فأرسل إلى حاكم المدينة يأمره باضطهاد الأسقف، وبالفعل مارس الحاكم كل أنواع العذابات، وأخيراً نفاه إلى الشرق، وكان معه ثلاثة من الكهنة. ذهب إلى ميسيا وتراسيا حيث كرز بالسيد المسيح. عاد مرة أخرى إلى مدينة رافينا بعد ثلاثة سنوات حيث أستقبله الشعب بفرح عظيم. وتعرض أيضاً لمتاعب كثيرة من الوثنيين، وحملوه إلى الوالي توروس الذي كان يشتاق إلى رؤيته. باسم السيد المسيح فتح عيني الوالي فأحبه جداً وأسكنه في بيت بجواره، وصار يمارس عمله الكرازي أربع سنوات، بعدها أرسل الإمبراطور إلى الوالي يطلب نفيه. فقام الوثنيون بضربه بشدة، وأُلقي خارج المدينة…وقد تنيح كشهيد على أثر الآلام بعد سبعة أيام، وكان ذلك نحو سنة 74 أو 75 م. تعيد له الكنيسة اللاتينية نحو 23 من شهر يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوليدس البطريرك الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس رجلاً فاضلاً وكاملاً في جيله فاختاروه لكرسي رومية بعد الأب أوجيوس، وكان هذا في أول سنة من جلوس القديس الأنبا كلاديانوس البابا التاسع على كرسي الإسكندرية. كان مداوماً على تعليم شعبه وحراسته من الآراء الوثنية مثبتاً إياهم على الإيمان بالسيد المسيح، فبلغ خبره مسامع الملك الكافر قلوديوس قيصر فقبض عليه وضربه ضرباً مؤلماً، وأخيراً ربط في رجله حجراً ثقيلاً وطرحه في البحر في اليوم الخامس من أمشير. ولما كان الغد أي السادس من أمشير وجد أحد المؤمنين جسد هذا القديس عائماً على وجه الماء والحجر مربوطاً في رجله، فأخذه إلى منزله وكفنه بأكفان غالية وشاع هذا الخبر في مدينة رومية وسائر البلاد التابعة لها حتى وصل إلى القيصر، فطلب الجسد ولكن الرجل أخفاه ولم يظهره. ولهذا الأب تعاليم كثيرة، بعضها عن الاعتقاد وعن التجسد وبعضها عظات لتقويم السيرة، ووضع مع ذلك ثمانية وثلاثين قانوناً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيبوديوس وإسكندر الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 178 أثناء حكم الإمبراطور مرقس أورليوس تعرضت ليون بفرنسا (بلاد الغال) لموجة شديدة من الاضطهاد، وكان من بين شهدائها القديسان أبيبوديوس Epipodius وإسكندر اللذان نشأ منذ صباهما كصديقين حميمين يسندان بعضهما البعض في الحياة التقوية. يُقال أن الأول من ليون نفسها والثاني من بلاد الشرق، وكانا من عائلتين شريفتين. سكنا معًا في بيت واحد خارج مدينة ليون، وقد اشتكاهما أحد العبيد لدى والي المدينة فاستدعاهما، وإذ اعترفا أمامه بأنهما مسيحيان ثارت الجموع الوثنية لقتلهما، لكن الوالي طلب التريث. جاء الوالي بابيوديوس بكونه الأصغر لعله يقدر أن يستميله إلى العبادة الوثنية، فصار يسأله عن السبب لماذا يقبل الإيمان بديانة يعتنقها أحقر الناس وهو شاب حديث السن من أصل شريف، خاصة وأن المصلوب لا يعد بشيء من خيرات الدنيا، بل يحث على الفقر واحتمال الإهانة والعفة، فيُحرَم الإنسان من كل متعة زمنية، ويرفض الديانة التي للأباطرة والعظماء والفلاسفة، هذه التي تتيح له التمتع بكل شهوة ولذة. عندئذ بدأ أبيبوديوس يحدث الوالي بشجاعة عن الحياة الأبدية وضبط الجسد، كي لا يعيش الإنسان حياة شهوانية حيوانية، بل حياة روحية سامية. اغتاظ الوالي وأمر بضربه على فمه، فكان يعترف باسم السيد المسيح والدم يتصبب من فمه، معلناً تمسكه بالصليب وعمل الله الخلاصي… عندئذ أمر الوالي بضرب رأسه بالسيف وكان ذلك حوالي عام 178 م. ولما اُحضر إسكندر وعرف بما حدث لصديقه كان مشتاقًا أن يلحق به. قال له الوالي أنه لم يعد في ليون كلها مسيحي غيره، سائلاً إياه أن يترك مسيحيته، أما هو فأجاب “لا تظن أنك تستأصل ديانتنا التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم”، ثم أعلن عن شهوته نحو الاستشهاد، فصاروا يضربونه بوحشية، وأعدوا له صليباً وعندما علقوه عليه كان قد استشهد. تعيد لهما الكنيستان اليونانية واللاتينية في 22 من إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيبوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 305 رجل تقي هرب من الضيق لكن بقلب متسع ومحب، وحين واجه الاستشهاد كان باشاً متهللاً! كان أبيبوس (حبيب) Abibus أو سابين Sabin يقطن في مدينة هرموبوليس (الأشمونين). عاش هذا المؤمن بحياة تقوية متعبدا لله، وإذ حلّ الاضطهاد على المسيحيين في عهد دقلديانوس، انطلق من المدينة سراً إلى كوخ بسيط يسكنه بعض المسيحيين على حدود الصحراء، هارباً من وجه إريانا والي أنصنا. إذ كان هذا التقي معروفاً في المدينة صار بعض الوثنين في شرهم لا يشعرون بطعم الراحة لهروبه، فكانوا باجتهاد يبحثون عنه. أما هو ففي مسكنه الجديد كان قلبه مملوء سلاماً ومحبة، يمارس أعمال الرحمة للجميع بغير انقطاع. تعرف عليه أحد الشحاذين، فكان يأتيه كل يوم يطلب منه صدقة، وكان أبيبوس يعطيه بمحبة وفرح… ولم يمض وقت طويل حتى بدأت محبة المال تشغل فكر هذا الشحاذ، فانطلق خفية إلى بعض رجال إريانا والي أنصنا وسألهم ماذا يعطونه إن أخبرهم عن مسكن أبيبوس الجديد، وإذ اتفق معهم انطلق بهم يهوذا الجديد إلى حيث يسكن هذا التقي ليمسكوا به. هجم رجال إريانا على الرجل، أما هو فبقلب هادئ ووجه باش سلّم نفسه لهم… وكانوا يسبّونه ويضربونه بالعصي حاسبين في ذلك أنهم يدافعون عن آلهتهم التي يحتقرها هذا الشقي… احتمل أبيبوس عذابات كثيرة بصبر، إذ كان ربنا يسوع يعزيه ويسنده. أخيراً مزقوا أعضاء جسمه حتى سالت الدماء في كل موضع، وألقوه في نار، وجعلوا من النيل مقبرة له، وكان ذلك في سنة 305 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيبوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – أحد الأماكن المقدسة الرئيسية بالرها في سوريا هو ذاك المقدس الذي يضم : رفات الشهداء غورياس Gurias وشمعون أو صاموناس Samonas وأبيبوس أو حبيب Abibus . تحتفل لتذكارهم الكنيسة اللاتينية واليونانية 15 من شهر نوفمبر. جاءت قصة استشهادهم تروي أن الشهيدين الأولين قد فازا بإكليل الاستشهاد في عهد دقلديانوس في أواخر القرن الثالث أو أول الرابع، أما الشهيد الثالث فنال إكليل الاستشهاد بعدهما بحوالي 20 عاماً أثناء اضطهاد الملك ليكنيوس Lucinius عدو قسطنطين الكبير وصهره من أخته قسطنسيا. كان الشهيدان الأولان غيورين على نشر الإيمان المسيحي بين الوثنيين بالرها، فقُبض عليهما وسُجنا، وإذ رفضا التبخير للأوثان تعرضا لعذابات شديدة، منها أن عُلق كل منهما من يد واحدة، ووضعت أثقال في أقدامهما، كما أُلقيا في جب كريه مظلم بلا طعام ثلاثة أيام. بقيا الشهيدان أربعة أشهر يحتملان العذابات وكان الجلادون لا يكفون عن استخدام كل وسيلة لتعذيبهما واثقين أنه بانحراف هذان البرجان الشامخان عن الإيمان ينهار الشعب كله وراءهما، لكن إذ رأى الجلادون أن احتمالهما للآلام يسبب تعزية كثيرة للمؤمنين أمروا بضرب عنقيهما. أما الشهيد حبيب أو أبيبوس فكان شماساً بالرها يسكن مع والدته التقية، اشتاق أن يتمتع بإكليل الشهادة بعد أن اختفى عن المضطهدين فترة قصيرة، ولعله ذهب إليهم من تلقاء نفسه بناء على دعوة إلهية، وقد اعترف بالإيمان بغير تردد. اتسم بفرحه وبهجته طوال فترة الآلام، حتى حسب الوالي ذلك حماقة أن يجد لذة بالحياة الأبدية وسط الألم، فأمر بحرقه بالنار. إذ سيق لحرقه قبّل والدته وأقاربه قبلة السلام، وكان يعزيهم ويشجعهم ثم ألقى بنفسه في النار وسط الجنود، وحُمل جسده إلى حيث دُفن الشهيدان السابقان دون أن تصيبه النار. بركة صلواتهم تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيدة ورفقاؤها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – طوال الاضطهاد الروماني للمسيحيين لم يكن هناك أسوأ أو أكثر وحشية ودموية من اضطهاد الملك سابور الثاني Sapor II ملك الفرس للمسيحيين في بلاد فارس، وذلك في الفترة من سنة 314 إلى 379م. فبالمقارنة بمدة الاضطهاد وأعداد المُضطَهَدين قدم هذا الاضطهاد أكبر عدد من الشهداء، الذين كان من بينهم القديسة “يا” ومن استشهدوا معها. شهيدة يونانية في بلاد فارس كانت فتاة يونانية الأصل واستطاعت أن تحوِّل الكثير من السيدات الفارسيات إلى المسيحية، فقُبِض عليها وبدأت سلسلة من العذابات، شُدَّت أطرافها بالحبال بقوة ثم ضُرِبت بدون شفقة فكانت تصلي قائلة: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي قوي عبدتك وأنقذني من الذئاب المحيطة بي”. أُعيدت إلى السجن حتى استعادت قوتها، ثم عرضوا عليها أن يطلقوا سراحها إن تركت إيمانها، فلما رفضت ضُرِبت مرة أخرى بمنتهى القسوة حتى لم تعد تستطيع أن تتكلم أو تتحرك. بعد ستة شهور، إمعاناً في تعذيبها، لصقوا شرائح من البامبو (خشب) بكل جسمها وربطوها بالحبال، قاصدين بذلك ضغط الشرائح إلى داخل جسمها ثم ينزعونها واحدة تلو الأخرى حتى كادت تموت من كثرة ما فقدت من الدماء. أعادوها إلى السجن مرة أخرى وبعد عشرة أيام علقوها من يديها وجلدوها حتى برزت عظامها من لحمها، وأخيراً قطعوا رأسها وألقوا بجسدها، وكان ذلك سنة 360م. جاء في التقليد الغربي أن جملة من عانوا التعذيب معها بلغوا تسعة آلاف شهيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يارد الإثيوبي | الولادة: – الوفاة: – شاعر ومرتل عاش حوالي سنة 1350م، ويصفه السنكسار الإثيوبي بأنه شاعر وكاتب مزامير ومرتل شبيه بالسيرافيم. كان من عائلة كهنوتية، إذ كان أبوه كاهناً لكنيسة السيدة العذراء بأكسيوم، وهي أول كنيسة بنيت في البلاد الإثيوبية. وذات يوم ضربه معلمه لكسله، فهرب من المدينة وجلس تحت شجرة، ورأى دودة تحاول تسلق الشجرة، وكلما سقطت عاودت التسلق، فاعتبر بها يارد وعاد إلى معلمه واستسمحه، ولما كان معلمه رجلاً روحانياً فرح به وطلب إلى الآب السماوي أن يفتح بصيرته. رؤيا سماوية لم يكن الأثيوبيون حتى ذلك الوقت يُصلّون بألحان مسموعة موزونة بل كانوا يهمسون بها همساً، ولكن الله هيأ ليارد سبيل المعرفة كمن اختطفه إلى أورشليم السمائية حيث تعلم الألحان من سماعه الأربعة وعشرين قسيساً المحيطين بالعرش، فلما عاد إلى نفسه ذهب إلى كنيسة السيدة العذراء بأكسيوم وبدأ يترنم بصوتٍ عالٍ. وقد منحه الله صوتاً ملائكياً عذباً، فتجمهر الناس حوله فرحين بتسابيحه. رهبنته قيل أنه ذات يوم جلس الملك مقابله يصغي إليه فاهتزت نفسه لعذوبة الأنغام، وفي شروده غرس سيفه في قدم يارد دون أن يدري، وكان يارد بدوره مأخوذاً بالألحان التي ينشدها حتى أنه لم يشعر بالسيف المغروس في قدمه. فلما انتهى من ترنمه التفت الملك مذعوراً مما فعله به، وقال له: “أطلب ما شئت مني”. فقال له يارد: “عدني بأنك تقضي لي طلبي مهما يكن”. فوعده وعندها طلب إليه السماح له بالرهبنة، حزن الملك والشعب ولكنهم تركوه لرغبته، ووجدوا في الألحان التي علمهم إياها تعزية لهم عند غيابه. ذهب يارد أولاً إلى كنيسة السيدة العذراء بأكسيوم وصلى بحرارة ثم نزل جنوباً إلى الصحراء حيث قضى بقية عمره في الزهد والتعبد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياسر بن القسطال القس | الولادة: – الوفاة: – الاهتمام بالحياة الأسرية عاش في العصر الفاطمي، وكان قساً عالماً راهباً أخذ يتأمل في أحوال الأقباط، وأدرك أنهم في حاجة إلى إبطال بعض عادات دخيلة عليهم، منها مطالبته بحق الخطيب في مشاهدة خطيبته قبل العقد عليها، وألا يكره أحد على الزواج بمن لا يريد. وكان دافعه إلى ذلك علاج كثرة المنازعات الأسرية التي كانت تحدث بين المتزوجين الأمر الذي ربما قاد إلى التسري وظهور مشاكل في مسألة توريث الأبناء من التسري. هذه العادة الخاطئة جداً التي شاعت بين الأقباط تشبهاً بغيرهم ممن يتزوجون بأكثر من زوجة واحدة. الختان من العادات التي أخذ يقاومها وكانت دخيلة عليهم منذ مجيء العرب إلى مصر مسألة الختان الذي كانوا يحرصون عليه أشد الحرص حتى أنه ما كان يُسمَح للطفل الذكر بالعماد إلا بعد ختانه، وأبان لهم أن الختان ليس فريضة دينية بل مجرد عادة (طبية). موقف الإكليروس منه ما فعله لا غبار عليه، لكن رجال الإكليروس تصدوا له وأخذوا يذيعون أن ما يقول به ابن القسطال بدعة، وقد ألّف في ذلك عدة رسائل مثبتاً صحة رأيه. لكنهم أصرّوا على موقفهم منه وقطعوه وطردوه من بينهم وأخرجوه من ديره الذي كان موجوداً بالعدوية بين مصر القديمة وطره. وكان من أفخر الأديرة وكان يقصده كبار الأقباط. وكان بجانبه بستان فسيح جميل أنشأه القس من ماله الخاص، فأخرجوه منه بالقوة ووضع البطريرك يده عليه، فعاش بعد ذلك فقيراً ذليلاً ومات حزيناً كئيباً. أما البستان فلم يهنأ به البطريرك، فقد استولى عليه الأمير جبريل بن الخليفة الحافظ ووسّعه وجعله متنزهاً خاصاً به وبالخلفاء الفاطميين بعد أن كانوا يأتون إليه لمجرد الزيارة وينصرفون. وبعد سقوط الفاطميين آل هذا البستان إلى أخي صلاح الدين الأيوبي ويدعى طفتكين، وضم إليه بساتين أخرى مجاورة وكذلك كل الجهة المعروفة بالعدوية وساحل البحر وكانت كلها ملكاً للأقباط وكانت بها كنيسة تسمى كنيسة السودان استولى عليها أيضاً وهدمها. إيمان يهودي من مآثر هذا القس أنه بعلمه استطاع أن يقنع أحد كبار اليهود ويدعى الفخر بن زاهر بالديانة المسيحية وذلك بعد مباحثات ومناقشات. وكان هذا اليهودي متفقهاً في أمور دينه. ولما آمن هذا اليهودي بالمسيح انضم إلى الكنيسة القبطية، وتعلم اللغة القبطية وأتقنها، ورُسِم شماساً على كنيسة حارة زويلة وظل بها حتى مات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياكوبوس أسقف بابيلون | الولادة: – الوفاة: – الآباء الذين ساندوا الأنبا كيرلس الثاني البابا السابع والستين (من سنة 1070 إلى سنة 1084م) في جهاده الروحي. ولقد شبّ هذا الأب على محبة السيد المسيح فقصد إلى برية شيهيت وسكن في مغارة منفرداً. ثم رُسِم شماساً على كنيسة دير الأنبا يوأنس كامي واشتهر بين اخوته بالفضائل والتقوى والمداومة على العبادة والخدمة. رأى البابا أن يرسمه أسقفاً على بابيلون (مصر القديمة)، فلما تسلّم مهام الرعاية ضاعف أصوامه وصلواته وتقشفه ودأب على تعليم شعبه وإرشاده، كما جاهد في سبيل رد الخطاة إلى طريق البر. فلما أحس بقرب ساعته دعا كهنته وشعبه وأوصاهم بالمحبة والوداعة والترابط، محذراً إياهم من التهاون بالوصايا الإلهية. وما أن انتهى من وصاياه وتحذيراته حتى رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس وأسلم روحه الطاهرة في يد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياكوبوس البابا الخمسون | الولادة: – الوفاة: 836 هروبه إلى الصعيد كان راهباً ناسكاً بدير الأنبا مقاريوس ببرية شيهيت، وحين هجم البربر على أديرة وادي النطرون في آخر عهد البابا مرقس الثاني قتلوا معظم الرهبان ماعدا عدد ضئيل أبقتهم العناية الإلهية ليكونوا خميرة مرة أخرى، وهذا العدد الضئيل نجا بفراره من وادي النطرون والتجائه إلى الصحراء جنوباً في منطقة الصعيد، وكان بينهم الراهب الشاب ياكوبوس. العودة إلى ديره عاش ياكوبوس في دير مهجور بأعلى الصعيد، وكان يتحيّن الفرصة للعودة إلى ديره، وذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء في حلم وأمرته أن يعود إلى دير القديس مقاريوس، فأطاع ياكوبوس وقام لفوره عائداً إلى ديره، وهناك ظهرت له السيدة العذراء مرة أخرى وشجعته وقوته، ولم يلبث أن أتى إليه العديد من طالبي الرهبنة ليعيشوا تحت رعايته. ترشيحه للبابوية حينما كان البابا مرقس الثاني في سكرات الموت سأله المؤمنون عمن سيخلفه، فذكر لهم اسم الراهب ياكوبوس أب رهبان دير الأنبا مقار. وبعد نياحة البابا نودي بالصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام أعلن بعدها الأساقفة اسم الراهب ياكوبوس حسب مشورة البابا الراحل، فأطاع الجميع واستحضروا الراهب ياكوبوس وساروا به إلى الإسكندرية، وهناك رسموه بطريركاً سنة 819م. اتساع الفجوة بين الكنيسة في الشرق والغرب في بداية عهده اتسعت الفجوة بين الكنيسة في الشرق والغرب إلى أن انفصل الشطران بعضهما عن بعض في النهاية. وقد عمل البابا ياكوبوس على بناء الكنائس والقلالي التي كان البربر هدموها في دير الأنبا مقاريوس، ثم قام بزيارة رعوية في الصعيد وقضى بين أبنائه أياماً ثم عاد إلى عاصمته. كما قام ببناء كنيسة في القدس يصلي فيها القبط حينما يذهبون إلى الأراضي المقدسة. علاقته بالبطريرك الإنطاكي أرسل البابا رسالة الشركة إلى البطريرك الإنطاكي وكان وقتذاك هو مار ديونيسيوس التَلمَحري الملقب بحكيم القرن التاسع. وقد جاء بطريرك إنطاكية لزيارة مصر مرتين، كانت المرة الأولى ليقابل الوالي عبد الله بن طاهر ويطلعه على ما اقترفه أخوه من ظلم في معاملة أهالي الرُها. أما الزيارة الثانية فكانت لزيارة الأنبا ياكوبوس وقضى في مصر مدة، زار فيها الكنائس والأديرة الأثرية، وتبادل مع أساقفة الكرازة المرقسية الحديث عن الإيمان الأرثوذكسي المجيد. وبعد انتهاء زيارة البطريرك الإنطاكي بقليل شعر الأنبا ياكوبوس بوعكة، ولم تنقضِ غير أيام قليلة حتى انطلق من أسر الجسد، وكانت نياحته في 14 أمشير سنة 444ش الموافقة سنة 836م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياسون الرسول | الولادة: – الوفاة: – أحد السبعين رسولاً هو أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم الرب، وقد كرز مع التلاميذ قبل آلام المخلص وصنع آيات وعجائب ثم تذرع بالنعمة والقوة يوم حلول الروح المعزى. وُلد بطرسوس وهو من أول من آمن بها. وفي الرحلة التبشيرية الثانية للقديس بولس الرسول نزل الرسول في بيت ياسون في تسالونيكي. ولنجاح الرسول في كرازته أثار اليهود الحقد والحسد في قلوب بعض الأشرار، فقاموا بفتنةٍ كبيرةٍ وهاجموا بيت ياسون طالبين القبض على بولس ورفيقه سيلا. ولما لم يجدوهما سحبوا ياسون وأناساً من الاخوة إلى حكام المدينة واشتكوا عليهم قائلين: “إن هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا إلى هاهنا أيضاً وقد قبلهم ياسون. وهؤلاء كلهم يعملون ضد أحكام قيصر قائلين أنه يوجد ملك آخر يسوع. فأزعجوا الجمع وحكام المدينة إذ سمعوا هذا. فأخذوا كفالة من ياسون ومن الباقين ثم أطلقوهم” (أع 17: 5-9). أسقف طرسوس من المحتمل أيضاً أن يكون القديس ياسون هذا، هو الذي أشار إليه بولس الرسول في توصياته إلى أهل رومية مع أقربائه لوكيوس وسوسيباترُس (أع 16: 21). وقد رسمه بولس أسقفاً على طرسوس في كيليكية وذهب مع القديس سوسيباترُس أسقف أيقونية إلى جزيرة كورفو Corfu ليبشرا بالإنجيل هناك. بعد التبشير بنجاح لبعض الوقت أُلقيا في السجن، وهناك استطاعا تحويل سبعة لصوص إلى المسيحية، ثم استشهد هؤلاء السبعة بعد ذلك، ثم أخرجهما الوالي من السجن وعذب ياسون عذابًا شديدًا فلم ينله ضرر. وكانت ابنة الملك تشاهد ذلك فآمنت بالسيد المسيح، ثم خلعت عنها حُلّيها وزينتها ووزعتها على المساكين واعترفت أنها مسيحية مؤمنة بإله ياسون، فغضب أبوها وطرحها في السجن، ثم أمر برميها بالنشاب، فأسلمت روحها الطاهرة بيد السيد المسيح. أرسل الملك ياسون الرسول إلى إحدى الجزر ليُعَذَب هناك، فركب مركباً ومعه بعض الجند، وحدث أن غرقت السفينة بمن فيها بينما نجا القديس ياسون. قبول المدينة الإيمان واستمر يعلم عدة سنين إلى أن تولى آخر فاستحضره ومن معه من المسيحيين وعذبهم كثيراً، ولما رأى الوالي أن أجسادهم لم تتأثر من العذابات آمن هو وكل مدينته بالسيد المسيح الذي له وحده القوة على حفظ أصفيائه، فعمدهم القديس وعلمهم وصايا الإنجيل وبنى لهم الكنائس وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وتنيّح في شيخوخة حسنة. يُجِلّ السوريون القديس ياسون كرسول للمقاطعة التي حول أباميا Apamea وأيضاً كشهيد أُلقي للوحوش من أجل الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ياماتا | الولادة: – الوفاة: – يرى بعض المؤرخين مثل ديلمان Dillmann في سنة 1880م أن هذا القديس يسمى أيضاً متى. وربما كان هذا فيه التباس مع قديس آخر هو أنبا متى الذي ظهر في هاوزن، والذي جاء قبل القديسين التسعة القادمين من صعيد مصر إلى أثيوبيا بسنوات كثيرة، ويُقال أنه أسس ديراً في جومالتا. تحتفل الكنيسة الأثيوبية بعيده في 28 بابه، بحسب التقويم القبطي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يامبس المعترف | الولادة: – الوفاة: 257 أسقف من أفريقيا، تنيّح ما بين السنوات 252 و257م ويُلَقَّب بالمعترف. المدينة التي تولى مسئولية أسقفيتها هي جيرمانيسيانا Germaniciana في مقاطعة بيزاسينا Byzacena، وكان يخضع لكرسي إيبارشيته مجموعة من المحاربين القدماء الجرمان، وبالتالي كانت بعض المزارع فيها مرتبطة بكرسي روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد يحنس السنهوتي | الولادة: – الوفاة: – وُلد هذا القديس بسنهوت من أب اسمه مقار وأم اسمها حنة. وحدث وهو يرعى غنم أبيه أن ظهر له ملاك الرب وأراه إكليلاً من نورٍ، وقال له: “لماذا أنت جالس هنا والجهاد قائم؟ قم امضِ إلي أتريب وجاهد على اسم السيد المسيح”. ثم أعطاه السلام ومضى عنه، فودّع والديه ومضى إلى الوالي واعترف أمامه بالسيد المسيح، فسلمه الوالي إلى أحد الجنود ليلاطفه عساه يذعن إلى قوله. لما تسلمه الجندي أجرى القديس أمامه جملة آيات جعلت الجندي يؤمن أيضاً بالسيد المسيح، وينال إكليل الشهادة على يد الوالي. فغضب الوالي وعذب القديس بكل أنواع العذاب، ولكن الرب كان يقويه ويصبره. ثم أرسله إلى أنصنا فعُذب هناك أيضاً، وفي النهاية أخذ رأسه بالسيف. فأخذ يوليوس الاقفهصي جسده وكفَّنه وأرسله إلى بلده سنهوت، فتلقاه أهلها بالتسبيح والتراتيل ووضعوه في الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يسطس أو جوستوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 390 تقدير القديس أمبروسيوس له وُلد في فيفاري Vivarais، وبينما كان يخدم في كنيسة فيينا كشماس اختير أسقفًا لإيبارشية ليو Lyons. غيرته للحق جعلته صارماً في كل شيء، وحين عُقِد مجمع في أكويليا Aquileia سنة 381م لمقاومة الأريوسية اشترك فيه القديس يسطس مع أسقفين آخرين من بلاد الغال Gaul، وكان القديس أمبروسيوس أيضاً حاضراً، وقد أظهر احتراماً خاصاً بالقديس يسطس. ويظهر هذا أيضاً في رسالتين له يسأله فيهما عن رأيه في بعض الأسئلة المتعلقة بالكتاب المقدس. حبه للوحدة وهروبه إلى دير بمصر حدث أن كان في ليو رجل شرير طعن بعض المارة في الطريق وقتلهم، ثم احتمى في الكنيسة كملجأ له. أرسله القديس يسطس للحاكم بعد وعد منه بالإبقاء على حياته، وبالرغم من ذلك فقد قتلته الجماهير. حزن يسطس جداً، شاعراً بمسئوليته عما حدث، ورأى أنه غير مستحق لخدمة المذبح. وإذ كان يشتاق من مدة طويلة في خدمة الله بعيداً عن الناس والمناصب اتخذ من هذا الموقف حجة لكي يترك منصبه ولكن معارضة شعبه لذلك كانت عائقاً ضخماً له. رحلته إلى أكويليا أتاحت له الفرصة لتحقيق ذلك، فبعد رجوعه بقليل انسحب من بين أصدقائه آخذاً سفينة من مارسيليا Mars?illes مع قارئ من الكنيسة اسمه فياتور Viator وسافر إلى الإسكندرية حيث ذهب إلى أحد الأديرة في مصر وعاش فيها مجهولاً، حتى اكتشفه أحد الزوار من بلاد الغال. أرسلت الكنيسة في ليو كاهناً اسمه أنتيوخوس Antiochus لإقناعه بالرجوع ولكنه رفض، فتولى أنتيوخوس رعايته حتى تنيّح سنة 390م. بعد فترة قصيرة نُقِلت رفاته إلى ليو ودفن في كنيسة الماكابيين Macchabees التي حملت اسمه بعد ذلك. وقد تنيّح بَعدَهُ بِعِدَة أسابيع تلميذه فياتور، ونُقِل جسده هو أيضاً مع معلمه إلى ليو في نفس اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد يسطس أو جوستوس الفتى | الولادة: – الوفاة: – لم يكن سوى فتى صغير، استشهد بقطع رأسه على يد الوالي ريكتيوفارس Rictiovarus عند سينوموفيكُس Sinomovicus بمقاطعة بوفيه Beauvais، وذلك أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. كان هذا الشهيد الصغير معروفاً ومشهوراً عبر أوروبا الشمالية الغربية، وكانت الكنيسة في بوفيه تذكر اسمه في القداس. إنقاذ عمه من الأسر كان يسطس يعيش في أوكزير Auxerre مع والده، ولما بلغ التاسعة من عمره ذهب مع والده جوستين Justin إلى أميان Amiens لتخليص عمه جوستنيان Justinian من أَسره هناك. حين وصلوا طلبوا من سيده لوبوس Lupus أن يتركه لهم، وكان الرجل على استعداد لبيعه لهم شريطة أن يتعرفوا عليه، ولكن لم يتعرف الشقيقان على بعض. ولكن يسطس الذي لم يكن قد رأى عمه من قبل أشار إلى رجل كان يحمل مصباحاً وصرخ قائلاً: “هذا هو”، وكان هو بالفعل، فتركه لوبوس لهم. استشهاده شاهد أحد الجنود ما حدث وأبلغ الحاكم ريكتيوفارس مدعياً وجود سحرة مسيحيين في المدينة، فأرسل الحاكم أربعة من جنوده لإحضارهم إليه وإذا رفضوا الحضور يقتلوهم في الحال. كان المسيحيون الثلاثة قد وصلوا إلى سينوموفيكُس (تسمى الآن Saint-Just-en-Chaussee) وجلسوا ليأكلوا، فرأى يسطس الجنود الأربعة قادمين على خيولهم، فاختبأ والده جوستين وعمه جوستنيان في كهف قريب وطلبوا من الصغير أن يبعدهم عن المكان. اقترب الجنود منه وسألوه عن مكان الرجلين اللذين كانا معه وعن الإله الذي يقدمون له الذبائح. تجاهل الصبي السؤال الأول بينما أجاب على الثاني قائلاً أنه مسيحي، وفي الحال قطع أحد الجنود رأسه واقترب منها لكي يأخذها للحاكم ريكتيوفارس. وقد وردت قصة مشابهة عن الشهيد يسطس الذي يكرَّم في باريس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب يسطس الأنطوني | الولادة: 1910 الوفاة: 1976 رهبنته وُلد سنة 1910م بقرية زرابي بجوار دير المحرق بمحافظة أسيوط وتسمى باسم نجيب. عمل ترزيًا مع والده وتعلم اللغة القبطية وأجادها، ثم رُسِم شماساً. اشتاق إلى حياة الرهبنة فذهب إلى دير الأنبا بولا بالصحراء الشرقية وقضى فيه نحو عامين تحت الاختبار ثم انتقل إلى دير الأنبا أنطونيوس وسيم راهباً في نوفمبر سنة 1941م. كمن ينتظر مجيء سيده في جهاده الروحي كان نادراً ما تغفل عيناه إذ يبقى الليل ساهراً يتجول داخل الدير كأنه ينتظر مجيء سيده، وإذا أراد أن يستريح كان يجلس تحت شجرة، وفي مراحل جهاده الأولى كان ينام على جزع شجرة ملقى على الأرض لكيلا ينعم بنوم وليظل طول الليل مصلياً. كان كلما التقى بأحدٍ يسأله: “الساعة كام”، كمن ينتظر ساعة رحيله. جهاده في بدء حياته الرهبانية عندما كانت تحاربه الأفكار الشريرة كان يظل ساهراً مصلياً الصلاة الربانية مرات عديدة بصوتٍ عالٍ ولا يكف عن ذلك حتى تهرب الأفكار. أما عن الكتاب المقدس فكان يحفظ المزامير عن ظهر قلب، وكان ملازماً للكتاب المقدس حتى حفظ رسائل بولس الرسول عن ظهر قلبٍ، وكان يحب قراءة الإنجيل بالقبطية. في مأكله كان يكتفي بالقليل ويقدم غذاءه للعمال أو القطط، وأكلته المفضلة هي الخبز المتساقط من المائدة فيبالله بالماء ويأكله. عاش فقيراً متجرداً لا يحتفظ معه بأي نقود وكانت قلايته تنطق بمدى تجرد الرجل وزهده، فهي مبنية من الطين وسقفها من الجريد ويمكن، لأي إنسان أن يطرقها لأنها بلا نوافذ أو أبواب، ولا تجد فيها مرتبة أو وسادة بل حصيرة قديمة ودلو للماء، وكل شيء موضوع على الأرض حتى تظن أنك في مكان مهجور، وليس في القلاية شيء هام سوى الإبصلموديتين: السنوية والكيهكية. وبالرغم من نسكه الشديد إلا أنه كان يتمتع بصحة جيدة، فعاش يخدم نفسه ويجلب الماء من العين كما كان يجلبه لبعض الرهبان. كان حبه للكنيسة قوياً، ففي الليل يركع مصلياً أمامها وعندما يدق جرس التسبحة يكون أول الداخلين، ووقفته أثناء الصلاة مثل وقفة جندي في حضرة الملك، لا يتحرك ولا يتلفت، بل كان دائم التطلع إلى أيقونة السيد المسيح الموضوعة على حجاب الهيكل. وفي وقت التناول كان ينبه المتناولين بقوله: “المناولة نور ونار”. منحه الله شفافية فكان يعلم بأمور قبل حدوثها ويرد على استفسارات قبل أن يسأله أحد، ومع هذا فكان شديد التواضع قليل الكلام فكان صمته أبلغ عظة. حاربته الشياطين حرباً قاسية ولما لم يمكنهم قهره أخذوا يضربونه ويلقونه أرضاً ويجرونه، ولشدة غيظهم وضعوا رملاً في عينيه أصاب بصره حتى احتاج إلى من يقوده، وبقي على هذا الحال خمسة عشر يوماً بعدها أعاد الله له نور عينيه. نياحته لما أكمل جهاده مرض بضع ساعات قبل نياحته، ووُجِد نائماً على الأرض كأفقر الناس. حملوه إلى حجرة من حجرات الدير حيث أسلم الروح، وكانت نياحته في 8 كيهك 1693ش الموافق 17 ديسمبر 1976م. وقد رأى أحد الرهبان نوراً ينبعث من المكان الذي دُفن فيه، كما أن الجنود الذين كانوا يعسكرون في منطقة قريبة من الدير شاهدوا نوراً ينبعث من الدير عدة ليالِ متوالية حتى ظنوا أن هناك احتفالاً غير عادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد يسطس | الولادة: – الوفاة: – هو ابن الملك نوماريوس، استشهد مع زوجته ثاؤكليا وابنهما الفتى أبالي في عهد دقلديانوس بعد أن تقدموا طواعية واختياراً وسعوا نحو الشهادة بأنفسهم. أرسلهم دقلديانوس إلى أرمانيوس والي الإسكندرية الذي أرسل يسطس إلى أريانوس والي أنصنا، وثاؤكليا إلى مدينة صا الحجر بالغربية، وأبالي إلى مدينة بسطه بالشرقية. وبعد أن عُذِبوا قُطِعت رؤوسهم جميعاً فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يسطس | الولادة: – الوفاة: – كاهن وتلميذ للقديس هيلاري أسقف بواتييه Hilary of Poiti?rs. وبحسب قول Du Saussay فإن يسطس أتى إلى القديس هيلاري الذي قَبِله كتلميذٍ ومساعدٍ له. بعد نياحة القديس هيلاري كتب يسطس وصفًا لكل ما شاهده وعاينه مع معلمه، وقد حُفِظت هذه الوثيقة لمدة طويلة في كنيسة بواتييه، وأشار إليها هيلدبرت Hildebert، الذي كان من أشهر علماء عصره، أثناء مجمع تور Tours. تعيّد له الكنيسة الغربية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة بائيسة | الولادة: – الوفاة: – وُلدت في منوف في القرن الرابع الميلادي من أبوين غنيين، ونشأت في حياة مقدسة وكانت منذ صباها تحب العبادة لله وخدمة الفقراء. إذ تنيح والداها اشتاقت أن تنطلق إلى إحدى بيوت العذارى، فقامت توزع أموالها على المحتاجين، وتأوي في بيتها الغرباء، لكن عدو الخير لم يتركها إذ استطاع بعض الأشرار أن يميلوا قلبها شيئاً فشيئاً حتى انهارت تماماً، واستسلمت للخطية، فصار بيتها مكاناً للفساد. سمع آباء شيهيت بما حدث فحزنوا جداً، وقضوا فترة في الصوم والصلاة من أجلها ثم طلبوا من القديس يحنس القصير أن يمضي إليها، وبالفعل أطاع، وإذ تهيأت لاستقباله، دخل وهو يرتل: “إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معي”، ثم صار يوبخها على استهتارها وهو يبكي بمرارة. سألته عن سرّ بكائه، فأجاب أنه يعاين الشياطين تلهو على وجهها. سألته إن كان لها توبة، ففتح أمامها باب الرجاء وسألها أن تترك هذا الموضع وتنطلق معه إلى البرية. إذ مال النهار سألها أن ترقد في موضع بعيد، وإذ قام في نصف الليل رأى عموداً من نورٍ نازلاً من السماء والملائكة تحمل نفسها. اقترب إليها ليجدها قد رقدت، فسجد إلى الأرض يشكر الله على صنيعه معها، وسمع صوتاً يقول: “لقد قُبلت توبتها في الساعة التى تابت فيها، لأنها قدمت توبة خالصة من قلبها”. دفن القديس جسدها وانطلق إلى البرية يخبر الآباء بما حدث، فمجدوا الله. تعيد لها الكنيسة في الثاني من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بائيسوس | الولادة: – الوفاة: – بائيسوس” او “بئيسوس” Paesius أو بائيس من الأسماء التي كانت شائعة بين الرهبان والشهداء الأولين، نذكر منهم: 1. الشهيد بائيسوس: شهيد مصري قدم حياته مع آخرين ذبيحة حب لله في السنة الثانية للاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. قام بتعذيبهم والي فلسطين أوربانوس Urbanus، في قيصرية (يوسابيوس: شهداء فلسطين 3). 2. الشهيد بائيسي Paesi أو بائيسوس أو إيسي Isi: أخ الشهيدة تكله، وهما مصريان (8 كيهك)، من أبي صير غرب الأشمونين (راجع إيسي). 3. القديس بائيسوس أخ أنبا إشعياء الاسقيطي: (راجع إشعياء). 4. القديس بائيسوس أخ أنبا بيمن المتوحد: ويسمي أيضًا “بولا” أحد سبعة إخوة. 5. القديس بائيسوس أخ الأنبا بولا والأنبا بيشوي: أحيانًا يُذكر اسم “بائيسوس” عن “بيشوي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأسقف بابياس | الولادة: 80 الوفاة: 160 القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرىSt. Papias of Hierapolis (حوالى سنة 80 – 160م)، كما يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس. كان رجلاً ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتمامًا خاصًا بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: “تفسير أقوال الرب” Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، للأسف لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس. قدم في هذا العمل ملاحظاته على الإنجيلين بحسب مرقس ولوقا، كما أبرز الاهتمام بالتقليد الشفوي خلال شهود العيان للسيد المسيح. أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض، وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابياس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كورنثوس نُفيّ جماعة من الشبان من كورنثوس باليونان إلى منطقة طيبة بصعيد مصر بسبب إعلانهم عن إيمانهم بالسيد المسيح، وذلك في عهد الإمبراطور مرقس أوريليوس نوميريان، سنة 284م. أما أسماء هؤلاء الشبان فهي: بابياسPapias ، فيكتوريانوس، فيكتور (بقطر)، أنيسيفورس، كلوديانوس، ديسقورس، سيرابيون. إذ التقى هؤلاء الشبان بالوالي سابينوس، وقد ظهرت عليهم علامات الوقار والاتزان مع الغِنى والشرف رقّ لحالهم، وصار يحثهم بلطفٍ سائلاً إيَّاهم أن يترفَّقوا بشبابهم وينكروا مسيحهم ويخضعوا لإله الإمبراطور حتى لا يتعرضوا للعذابات المريرة وإلى فقدان حياتهم. أجابه الشباب بلطف وحزم مُعلنين إيمانهم بمسيحهم، أما عن الآلام التي هدَّدهم بها فقالوا له: “هذه هي طلبتنا التي لن نكف عن أن نسألها من ربنا خلال صلواتنا البسيطة، وإننا نشعر بسعادة عظيمة إن استجيب لنا”. عندئذ عرَّضهم لبعض المتاعب البسيطة ليرى إن كانوا ينهارون أمامها، وإذ أظهروا كل ثبات عذبهم بعنف. مع الشهيد فيكتوريانوس كما اعتاد الولاة الرومان، سأل الوالي سابينوس فيكتوريانوس عن اسمه، وكانت الإجابة أنه مسيحي. هدَّده الوالي بالعذابات القاسية التي يعدَّها له إن لم يذبح للآلهة، فأجابه: “إنني أخشى الآلام الفائقة الوصف التي تنتظرني إن ارتدِّيت عن إيماني، أما عن العذابات التى تعدّها لي فإني أتقبلها حتى أنجو من العذابات التي ما بعد الحياة، هذه التي أُعدَّت لكم وللشيطان أبيكم”. ابتكر سابينوس طريقة للتعذيب، إذ جاء بساق شجرة طويلة من البلوط وجوَّفها وملأها فتحات، ثم قال لفيكتوريانوس في سخرية: “أدخل إلى مخدعك الجديد”. أجابه القديس: “يالك من مسكين! إنك تريد أن تسخر بي بهذه الوسيلة مع إنني أينما وُجدت أكون أنا نفسي منزلاً يسكن فيه إلهي يسوع المسيح، الذي بفضله أحتمل كل عذاباتكم”. دخل فيكتوريانوس في ساق الشجرة بنفسه، ثم أُعطيت الإشارة للجلادين أن يُدخلوا أدوات حديدية مسننة من الفتحات حتى امتلأ جسد القديس من الجراحات، وكان الدم ينزف من كل جانب، وكان الوالي في سخرية يقول لعسكره: “قولوا لفيكتوريانوس الذكي أن يحمى إيمانه الذي يبشر به”. أُخرِج الشهيد لكي يسحق الجند يديه ورجليه بالمطارق، ثم قطعوا رأسه بالسيف، ونال إكليل الاستشهاد. مع الشهيد سابينوس ورفقائه أمر الحاكم ببتر يديّ سابينوس ورجليه وإلقاء جسده في الاسطوانة الخشبية، وكان الشهيد يصرخ: “هذا كله يزيد من مجدي الأبدي”. وإذ خرج كجثة هامدة ضربوه بالسيف، لتنطلق نفسه متهللة إلى الفردوس. أما أنيسيفورس فإذ رأى رفيقيه اللذين استشهدا انطلق بنفسه نحو الاسطوانة طالبًا من الوالي أن يُسرع بالحكم عليه، فأمر الوالي بإخراجه من الاسطوانة ليُشوى بالنار؛ لكن قبل مفارقة نفسه لجسده قطَّعوا جسمه إلى أجزاءٍ صغيرة، أما نفس القديس فكانت ممتصَّة في المجد الأبدي. جاء دور كلوديانوس فقُطع جسمه إربًا وألقيَّ بها عند أقدام زملائه الباقين لعلَّهم يرتعبون. أما سيرابيون فقُطعت رأسه، وبابياس ألقيّ في النهر، وهكذا نال الكل إكليل الشهادة، حاملين بفرح سمات ربنا يسوع المصلوب! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بابيلاس | الولادة: – الوفاة: – يُعتبر القديس بابيلاس Babylas أو بابيلوس من أعظم أساقفة أنطاكيا الأولين بعد القديس أغناطيوس النوراني. سيم بطريركًا على أنطاكية حوالي سنة 237م خلفًا لزبينوس Zebinus، وبقيَّ الراعي الساهر على شعب الله، السالك بروح التقوى والحب مع الحزم لمدة 13 سنة. عاصر ثلاثة ملوك، هم غرديانوس Gordian وفيلبس وداكيوس. حزم مع الإمبراطور يروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن فيلبس كان من أصل عربي من بلاد حوران، وكان هو وزوجته سفيرا مسيحيين. عمل كجنديٍ صغيرٍ وتدرج في الرتب حتى استطاع أن يتولى الحكم خلفًا لغرديانوس بناء على طلب الجيش بينما كان غرديانوس على سرير الموت سنة 244م، وكانت الحرب دائرة بين الرومان والفرس. أخيرًا إذ استتب الأمر بعقد مصالحة مع سابور الأول ملك الفرس، قتل فيلبس ابن الملك غرديانس الذي كان قد أوصاه به ووكَّل إليه عنايته، حتى يخلو له الجو منطلقًا إلى روما بمساندة الجيش. في الطريق مرّ بأنطاكية وكان عيد القيامة قد حلّ، فذهب فيلبس إلى الكنيسة يقدم قرابينه كعادة المؤمنين. وإذ بلغ باب الكنيسة ومعه أحد كبار رجال الجيش خرج إليه البطريرك بابيلاس ومنعه من الدخول إلى بيت الله ما لم يقدم توبة صادقة عن قتله للطفل البريء، وبالفعل لم يدخل فيلبس الكنيسة وبقيّ في الخارج مع جماعة الباكين يطلب بدموع مراحم الله. بقيّ هذا الحدث في ذهن الكنيسة عبر الأجيال درسًا حيًّا وعمليًّا للرعاية الصادقة بلا محاباة، حيث يهتم الراعي بخلاص المؤمنين دون النظر إلى كرامتهم الزمنية. هنا أود أن أؤكد أن الإمبراطور ما كان يمكنه أن يقف هكذا في صفوف التائبين الباكين لو لم يشعر مع حزم البطريرك حبه له وشوقه الحقيقي لخلاص نفسه، وأدرك أنه لم يفعل ذلك عن تشامخٍ بل في اتضاعٍ. بقيّ فيلبس خمس سنوات ملكًا (244 – 249م) لم يخدم فيها الكنيسة بشيء، لا بقليل ولا بكثير، إنما يمكن أن يُقال أن الكنيسة استراحت في أيامه من الاضطهاد للعمل الرعوي والكرازي لتُجابه حلقات من الضيق الشديد بعد ذلك. كما فعلت يُفعل بك في عام 249م ثار الجند على الإمبراطور كما على سلفه وقتلوه ليخلفه داكيوس أحد أعضاء مجلس الشيوخ، وكان قد وثق فيلبس فيه وطلب منه أن يخمد ثورة الجيوش عليه لكنه خانه واحتلَّ مركزه؛ وكأن ما قد سبق فصنعه في سلفه غرديانوس ارتدَّ عليه. وكما يقول الكتاب: “كما فعلت يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك” (عو 15). وأيضًا: “لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون” (مت 52:26). عذاباته تولى داكيوس الحكم لمدة سنتين تقريبًا ولم يكن له عمل سوى اضطهاد الكنيسة. في أيامه أُلقيّ القبض على البطريرك بابيلاس ومعه ثلاثة أولاد أيتام أعمارهم 12، 9، 7 سنوات كان يهتم بهم البطريرك، وصار الوالي يعذب الأربعة حتى مات الأولاد الثلاثة من العذابات أمام عيني البطريرك، وأخيرًا أُلقيّ بابيلاس في السجن ليرقد في الرب من شدة الآلام، وإن كان القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أنه قُطعت رأسه. بنى القيصر غاليوس Gallus أخ يوليانوس الجاحد كنيسة فخمة باسم الشهيد بابيلاس في ضواحي مدينة أنطاكية وذلك في منتصف القرن الرابع، وجاء أخوه يوليانوس فهدمها، فحمل المؤمنون رفاته إلى المدينة بالتسابيح. شيَّد الغربيون كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا باسم الشهيد، لإعجابهم بغيرته وشجاعته. ويحتفلون بعيده في 24 يناير بينما يحتفل اليونانيون به في 4 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد باخوس | الولادة: – الوفاة: 303 تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما، أما هما فبقوة الروح قالا له: “يا من تحارب الله، أتظن أنك تثبط أرواحنا بجعلنا في شكل أنثى؟ إنك تستطيع بالقوة أن تلبس الأجساد ملابس النساء، لكنك لن تلبس أرواحنا المتوثبة رداء الجبن!…” أدرك الرجلان أن هذه الثياب لن تسيء إليهما، فقد حمل السيد على رأسه إكليل الشوك وسخر به اليهود، فكان ذلك سرّ فداء للبشرية وعلامة حب إلهي للإنسان. حقًا جاءت الوصية: “لا يكن متاع رجلٍ على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يفعل ذلك مكروه لدى الرب” (تث22: 5)، هذه الوصية يلتزم بها كل مسيحي روحيًا بمعنى أن يمارس الإنسان العمل حسب العطية والموهبة التي أُعطيت له برضى، فلا يشتهي الرجل أن يقوم بدور المرأة، ولا المرأة بدور الرجل. عاد مكسيميانوس يلتقي بهما فدخلا معه في حوار روحي بأدب وهدوء مع شجاعةٍ وحزمٍ، وإذ شعر بالخجل أرسلهما إلى أنطيوخوس والي سوريا لكي يلاطفهما ويقنعهما بالعدول عن إيمانهما لينالا كرامات عظيمة، فسافرا إلى نواحي الفرات حيث كان الوالي مقيمًا. أمام أنطيوخوس والى سوريا التقيا بالوالي الذي تفرغ لهما محاولاً إغرائهما، أما هما فكانا ثابتين على الإيمان. أمر الوالي بتعرية واخس، وتناوب الجند على جلده بأعصاب البقر على ظهره وبطنه حتى اسلم الروح تحت قسوة الجلدات، وطُرح جسمه في الصحراء فجاءت بعض الوحوش الضارية تحرس جسده بطريقة معجزية حتى جاء بعض المؤمنين وحملوا الجسد. في الليل ظهر القديس باخوس لرفيقه سرجيوس يدعوه إلى المساكن العلوية ويبثّ فيه روح الشجاعة فامتلأ سرجيوس فرحًا وتهليلاً. في الغد استدعى انطيوخوس الوالي القديس سرجيوس أمامه في مدينة روصافا Rosafa التي تبعد حوالي 20 ميلاً من مدينة بربالسا التي استشهد فيها القديس باخوس. هناك صدر الأمر بأن يسير القديس بأحذية بها مسامير مدبَّبة لمسافة طويلة، فكان يذكر القديس جراحات السيد المسيح، كما كان يردِّد كلمات الرسول: “حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام”. في الليل شُفيّ القديس من جراحاته فاغتاظ القاضي وأمر بتكرار الأمر في اليوم التالي. وقد حسب القديس ذلك مجدًا له، محتملاً صليب سيده، فأمر القاضي بعد فترة قصيرة بقطع رأسه (حوالي عام 303م). تُعيد له الكنيسة اليونانية واللاتينية في 8 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيرؤوه وأثوم الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – نشأتهما وُلد الأخوان أبيرؤوه وأثوم من أب تقي كاهن يُدعى يوحنا وأم تقية تدعى مريم، في قرية تاسمبوتي Tasempoti، حاليًا سنباط، بإقليم أبو صير (مركز زفتى). كانت هذه العائلة غنية، وقد مارس الشابان أعمال التجارة فكانا ناجحين. بعد نياحة والديهما سافرا إلى الفرما شمال شرقي القطر المصري، لأعمال تجارية. كان الأول قد بلغ الثلاثين من عمره وأخوه الثامنة والعشرين. وجد الشابان جنود بومبيوس والي الفرما يحملون جسد الشهيد أُنوا Onoua كاهن كيوس kois ليلقوه في البحر، فتقدما إليهم يسألونهم إن كانوا يعطونهم الجسد مقابل قطعتين من الذهب، فوافقوا بعد تردد إذ خشوا أن يسمع الوالي فيقتلهم. كفن القديسان جسد الشهيد وحملاه سرًا إلى قريتهما سنباط حيث دفناه في بيتهما، وكان الله يتمجد في جسد هذا الشهيد بالآيات والعجائب. تحول بيتهم إلى مركز روحي حيّ، يأتي الشعب ليتبارك برفات الشهيد ليجدوا أيضًا في الشابين صورة حية للسيد المسيح، إذ كانا تقيين محبين للعطاء والبذل بلا حدود. اتفاقهما للشهادة بعد ثمانية أشهر اتفق الأخان أن يوزعا كل مالهما ويذهبا إلى الإسكندرية ليعترفا جهرًا بمسيحيتهما… وإذ التقيا بالوالي في وقت متأخر أمر بسجنهما حتى الصباح ليُقدما للمحاكمة. في السجن صارا يصليان مع اخوتهما المسجونين من أجل الإيمان، وقد أرسل الله لهما صوتًا سماويًا يعلن لهما معيته لهما ومساندته إياهما. وفي الصباح استدعاهما الوالي وصار يلاطفهما واعدًا إياهما بالعمل في البلاط الملكي، وإذ لم يستجيبا لوعوده أمر بجلدهما، وكان الرب معهما. صدر الأمر بتعذيبهما بالدولاب الحديدي الذي كان يمزق جسديهما… صرخ أثوم طالبًا من السيد المسيح أن يرسل ملاكه ليخلصهما، فنزل رئيس الملائكة غبريال وأنقذهما وشفاهما من جراحاتهما. لكن الوالي وقد اغتاظ أمر بإلقائهما على سرير حديدي وإشعال النار تحتهما، فأرسل الله مطرًا وخلصهما، حتى آمن كثير من الوثنيين الذين جاءوا يشاهدون العذابات. أُلقي الشهيدان في السجن فظهر لهما السيد المسيح نفسه وشجعهما. إخراجهما روحاً نجساً إذ كانا منطلقين من السجن مقيدين، شاهدا شابًا به روح نجس، ففي محبة صليا لأجله فخرج الروح النجس ودهشت الجموع السائرة في الطريق، وإذ سمع الوالي أرمانيوس بذلك اتهمهما بالسحر… وأمر بتعليقهما على شجرة مرتفعة من أقدامهما ليبقيا هكذا يومين ينزفان دمًا من فميهما وأنفيهما… وجاء الوالي ومعه أعوانه ليسخر بهما، قائلاً: “يا أبيرؤوه، يا أثوم، هل أنتما عائشان أم مائتان؟” ولم ينته من عبارته حتى أرسل الله ملاكه ميخائيل وخلصهما، فهاج الشعب كله، وخاف الوالي من الثورة، فأمر بسجنهما. ذهابهما إلى الفرما إذ زار بومبيوس والي الفرما الإسكندرية تحدث والي الإسكندرية معه عن هذين الساحرين العجيبين، فطلب بومبيوس ترحيلهما إلى الفرما وسجنهما حتى يصل هو إليها. في سجن الفرما التقى رجل تقي يدعى أتروبيوس Eutropuis بحراس السجن ودفع لهم مالاً ليسمحوا للشابين بزيارة بيته… وبالفعل أخذهما إلى حين، وهناك صليا لابنته العمياء فشُفيت، واجتمع كثير من المرضى فشُفوا باسم السيد المسيح. ظهر لهما رئيس الملائكة جبرائيل وعزاهما وشجعهما على متابعة جهادهما من أجل الرب، وإذ حضر الوالي بومبيوس من الإسكندرية استدعاهما وصار يعذبهما، وكان الرب يشفيهما. رأى ذلك ثلاثة ضباط يدعون بانيجير وكرماني والحبشي ومعهم أربعون جنديًا، فأعلن الكل إيمانهم بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للاستشهاد… فاغتاظ الوالي وازداد عنفًا وقسوة طالبًا تخليع أظافرهم وضرب فميهما بكتل حديدية لتكسير أسنانهما. وبقدر ما كان الوالي يزداد عنفًا كان الله يتمجد فيهما مرسلاً ملاكه ميخائيل يبسط جناحيه علانية ويشفيهما… وأحس الوالي بالهزيمة أمام الجماهير فطلب إلقاءهما في السجن. إقامة مورفياني كانت مورفياني زوجة الوالي في حالة وضع متعسرة انتهت بموتها، وإذ بلغ الوالي الخبر صار في مرارة واجتمعت المدينة تعزيه فيها… لكن البعض همس في أذنيه أن يستدعي الشابين المسيحيين يصليان من أجلها. أما هو فقال “لو أني أرسلت استدعيهما فلن يطيعاني، فإنهما لابد غاضبان عليّ بسبب العذابات الكثيرة التي لقياها”… لكن بعض العظماء ذهبوا إلى السجن ليجدوهما يصليان وهما في بهاء عجيب، وإذ سألوهما الأمر جاءا معهم، وانطلق الكل إلى بيت الوالي حيث صليا للسيد المسيح واهب الحياة، فأقامها السيد المسيح. عندئذ وهبهما الوالي الحرية، وعادا إلى قريتهما “سنباط”. في سنباط اجتمع أهل سنباط يطلبون صلوات هذين القديسين عنهم، وكان الرب يتمجد فيهما… وأخيرًا سلما ما تبقى من ممتلكاتهما لرجل تقي يدعى صربامون ليوزعها على المحتاجين، ويهتم ببيتهما الذي وُضع فيه جسد الشهيد (أبا أنوا). ثم خرج الاثنان بقوة إلى بساريوم بجوار الفرما حيث التقيا بالحاكم بوبليان، اللذين وجداه يحاكم أحد الشهداء يُدعى (أبا هيسي)… وإذ اعترفا بالسيد المسيح أمامه أصدر أمره بقطع رأسيهما. أُقتيد الشهيدان إلى شرقي المدينة، وفي موضع الاستشهاد سُمح لهما أن يصليا، فظهر لهما السيد المسيح جالسًا على مركبة نورانية ورئيس الملائكة ميخائيل عن يمينه ورئيس الملائكة جبرائيل على يساره وألوف من الملائكة حوله تسبحه وتمجده… فتهللت نفسيهما… ثم نظرا إلى الجند، قائلين “كملوا ما أُمرتم به، فاستل أحد الجنود سيفه وقطع رأسيهما، وكان ذلك في الثامن من شهر أبيب. بركة صلواتهما تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيستيمي وغلاكتيون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 253 نعرف عن هذين الشهيدين غلاكتيون Galation وزوجته أبيستيمي Epestem إلا أنهما كانا تقيين محبين الله. كانا زوجين مثاليين في حياتهما القائمة على الحب المتبادل في الرب والحياة التقوية والوفاء الزوجي، بكونهما واحدًا في المسيح، كاتحاد الرب بكنيسته (أف 5). استشهدا في أيام داكيوس (ديسيوس) حوالي عام 253 م، إذ قبض عليهما والي حمص، وحاول أن يخضعهما لأساليب القمع الوحشي المعهودة إن لم يسجدا للأوثان ويجحدا ربهما. صار يجلدهما، ثم قطع لسانيهما وبتر أرجلهما، فصار الدم ينزف منهما… ثم قطع عنقيهما لينطلقا إلى الخدر السماوي . تعيد لهما الكنيسة اليونانية واللاتينية في الخامس من تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد ابيفان | الولادة: – الوفاة: 306 يروي لنا المؤرخ يوسابيوس قصة استشهاد القديس أبيفان أو أبيبان أو أبفانيوس، كتبها وهو متأثر جدًا، ربما بسبب صغر سنه أو لأنه قد تعرف عليه شخصيًا، إذ يبدأ حديثه هكذا: “أي كلمات تكفي لوصف المحبة الإلهية والجرأة اللتين أظهرهما ? في الاعتراف بالله ? الحمل الوديع الهادىء، أعني الشهيد أبيفان، الذي أظهر أمام أعين الجميع في أبواب قيصرية مثالاً عجيبًا لتقوى الله”. نشأته نشأ في باجي، وكما يقول يوسابيوس القيصري أنها مدينة هامة في ليسيا Lycia، وسط عائلة شريفة وغنية جدًا، أرسلته إلى بريتوس Berytius (بيروت) للتزود من العلوم اليونانية العالمية. هناك قبل الإيمان المسيحي، وعاش بروح التقوى يمارس حياة العفة والفضيلة مقتديا بمعلمين ورعين. عاد أبيفان إلى بلده، وبالرغم مما كان لأبيه من مركز اجتماعي هام لم يستطع هذا الشاب أن يعيش مع عائلته وسط لهو هذا العالم وفساده… لهذا سرعان ما ترك المدينة وانطلق سرًا إلى قيصرية حيث كان الله قد أعدّ له إكليل الشهادة من أجل تقواه. استشهاده يقول يوسابيوس أسقف قيصرية، الذي تعرف عليه ودخل معه في صداقة إلى حين حول الإنجيل: “وإذ لبث معنا هناك، متناقشًا معنا في الأسفار الإلهية بكل اجتهاد فترة قصيرة، ومدربًا نفسه بكل غيرة، ختم حياته خاتمة تدهش كل من يراها لو أنها رؤيت مرة أخرى . ومن ذا الذي إذ سمع عنها لا يعجب بحق شجاعته، وجرأته، وثباته، بل بالعمل الجريء نفسه الذي برهن على غيرة متأججة نحو المسيحية وروح تفوق الطبيعة البشرية. لأنه في الهجوم الثاني ضدنا في عهد مكسيمانوس، في السنة الثالثة من الاضطهاد صدرت أوامر الطاغية للمرة الأولى، تأمر حكام المدن ببذل كل مجهود بأسرع ما يمكن ليدفعوا جميع الشعب على الذبح للأوثان. وفي كل أرجاء مدينة قيصرية كان السعاة يستدعون الرجال والنساء والأطفال، بأمر الوالي إلى هياكل الأوثان. وعلاوة على هذا فقد كان رؤساء الألوف ينادون كل واحد باسمه من قوائم بأيديهم، كان عدد وافر جدًا من الأشرار يندفعون معًا من كل الأحياء. عندئذ تقدم هذا الشاب بلا خوف، ودون أن يعلم أحد بنواياه، وغافلنا نحن الذين نعيش معه في البيت، كما غافل كل جماعة الجنود الذين كانوا يحيطون بالوالي، واندفع إلى أوربانيوس وهو يقدم السكائب، وأمسكه بيمينه دون أقل خوف، ومنعه في الحال من تقديم ذبيحته، وبمهارة وقوة إقناع وإرشاد إلهي قدم إليه النصح للعدول عن ضلالته، لأنه ليس من اللائق أن يُهجر الإله الوحيد ويُذبح للأوثان وللشياطين. والمرجح أن الشاب فعل هذا بقوة إلهية دفعته إلى الأمام، وجعلت الجميع يصيحون عقب عمله، بأن المسيحيين الذين كهذا الشاب لن يتركوا عبادة إله الكون التي سبق أن اختاروها لأنفسهم، وأنهم ليسوا أرفع من التهديدات وما يتبعها من أهوال فحسب، بل هم فوق ذلك في غاية الجرأة يتكلمون بلسان لا يتلعثم، بل إن أمكن ليدعوا حتى مضطهديهم ليتحولوا عن جهالتهم ويعترفوا بالإله الواحد الحقيقي” (شهداء فلسطين، ف 4). هكذا يرى يوسابيوس أن ما فعله هذا الشاب، لم يكن انفعالاً عاطفيًا ولا جرأة بشرية، لكن قوة إلهية دعته أن ينطلق إلى الوالي بقوة ليمسكه بيمينه ويسأله ألا يقدم بيده ذبائح شيطانية… وقد كان لذلك فعله الكرازي في قلوب ناظريه… إنه عمل إلهي فائق! إذ رأى الوالي أثر هذا الشاب الذي كان قد بلغ حوالي العشرين من عمره على الجماهير، اغتاظ وصار كوحش، أمر بتمزيق جسده، حتى ظهرت عظامه… وكان القديس يتقبل الآلام بصبر وفرح، فألقاه الوالي في السجن حيث قُيدت قدماه هناك واحتمل آلامًا كثيرة. أُستدعى مرة أخرى لتمزيق جسده… وكان المعذبون يضربونه على وجهه حتى انتفخ جدًا وتغيرت ملامحه. غطى المعذِبون قدميه بأقمشة كتانية مبللة بالزيت، وأوقدوا فيها نارًا أحرقتهما حتى ظهرت عظامه… وفي هذا كله كان مملوءًا قوة. طُرح في السجن ثم اُستدعى للمرة الثالثة، وإذ لوحظ أنه على وشك الانتقال ألقوه في البحر بعد أن ربطوا قدميه بحجارة ثقيلة. يروي يوسابيوس أسقف المدينة المعاصرة أن البحر لم يستطع أن يحتمل ذلك فثار وهاج، وأُلقي بالجسد أمام أحد أبواب المدينة، كما حدث زلزال شعر به كل من في المدينة، وكان حوالي 306 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد ابيما | الولادة: – الوفاة: – نشأته ربما كلمة (أبيما) جاءت عن اليونانية (أبيماخوس) وتعني (الغالب). كان أبيما فلاحًا من أهل بنكلاوس التابعة للبهنسا بصعيد مصر الأوسط، تبعد 125 ميلاً جنوب مصر، وكانت البهنسا تعرف في العصر الروماني باسم Oxyrhynchus وصفها القديس جيروم بأنها كانت تضم حوالي 10 آلاف راهبًا داخلها وحولها، وأن أصوات التسبيح كانت لا تنقطع منها . تربى أبيما في جو روحي تقوي، تشرب من والديه إيليا وصوفيا الحياة الورعة، فنشأ محبًا لحفظ الكتاب المقدس وممارسة العبادة الدائمة والعطاء، حتى إذ رأى أهل عشيرته تقواه حسبوه أبًا لهم أو رئيسًا يلجأون إليه يطلبون مشورته. شوقه للاستشهاد اذ كان دقلديانوس قد أصدر أمره بتعذيب المسيحيين وقتلهم إن لم يبخروا للأوثان، تحولت البلاد إلى محاكم علنية تمارس كل الضغوط على المؤمنين… وكان الله يعلن لبعض أحباءه المختارين أن ينطلقوا بأنفسهم للاستشهاد ليكونوا سبب تعزية للآخرين. من بين هؤلاء المختارين هذا التقي أبيما الذي رأى في الليل كأن شخصًا نورانيًا يبادله نظرات المحبة، ليقول له: “أتحبني؟? فلماذا أنت نائم والجهاد قائم والأكاليل معدة؟” وإذ عرف أنه السيد المسيح قام في الصباح المبكر جدًا يحمل قوة روحية فائقة ليودع رجاله بعد صلاة طويلة وعميقة رفعها لله، متظاهرًا أنه يخرج لقضاء مصلحة ما، أما زوجته فقد سبق فاتفق معها أن يعيشا بتوليين حوالي سبع سنوات. أمام لوكيوس والي البهنسا انطلق إلى الوالي حيث وجد بعض المسيحيين يحاكمون منهم أباهور الذي من أبطوحة مركز بني مزار والقس مكسيموس من شنارو مركز الفشن، والشماس تكناش من البهنسا والشماس بيجوش من طرفة مركز سمالوط. رآه أحد رجال الوالي يدعى أبيانوس فأخبر الوالي بأن أبيما شيخ قرية بنكلاوس المسيحي خارجًا، فأمر بإحضاره. سأله الوالي إن كان قد أحضر معه أواني الكنيسة فأجابه بأنهم أناس فقراء وأواني كنيستهم من الزجاج، وأنه ليس لديهم كاهن خاص بهم، بل يطلبون كل أسبوع من البلاد المجاورة من يصلي لهم القداس الإلهي، عندئذ سأله أن يبخر للآلهة فدخل معه في حوار معلنًا إيمانه بالسيد المسيح، وإذ كان مصرًا على ذلك تعرض للجلد، ثم ألقي على كرسي حديدي وأُوقد تحته النار، ووضعت خوذة محماة على رأسه… وكان في شجاعة يحتمل، إذ كان الرب يسنده ويحميه حتى دهشت الجموع وصرخت تعلن إيمانها بإله أبيما، وخشي الحاكم من ثورة البلد عليه فأمر بترحيله إلى الإسكندرية. أمام الوالي أرمانيوس أرسله لوكيوس إلى أرمانيوس والي الإسكندرية ومعه رسالة يعلن فيها اتهامه بعدم الخضوع لأوامر الإمبراطور واستخدامه السحر، وفي الطريق ظهر له السيد المسيح في حلم وطمأنه أنه سيشهد أمام كثيرين وبسببه يؤمن كثيرون. أُلقي أبيما في السجن حتى يُستدعى في اليوم التالي إذ كان أرمانيوس منهمكًا في الاحتفال بعيده، وهناك أخرج روحًا شريرًا من سجين فتأثر السجّان وسأله أن يصلي من أجل ابنته الوحيدة التي كانت متعثرة في أوجاع الولادة، فصلى وأنجبت الابنة الطفل أبيما. اُستدعى في الغد ودخل معه الوالي في حوار، وإذ رأى إصراره ربطه في معصرة فانشقت وحُلت رباطاته، وإذ أعد أتونًا أرسل الله أمطارًا غزيرة أفسدت خطته. أُعيد السجين حيث زاره القديس يوليوس الأقفهصي كاتب سير الشهداء، وقد روى لنا ما شاهده بنفسه، في الطريق التقى به أعمى يطلب صدقة، وكان مقيدًا يحرسه الجند ولا يملك شيئًا فتوقف، وإذ به يصلي ويضع يديه على عينيه سائلاً السيد المسيح أن يشفيه، فانفتحت عيناه، وكما يقول يوليوس أنه لم يتمالك نفسه حتى جرى إليه وركع أمامه طالبًا الصلاة عنه وعن أخته أفخارستيا المعذبة بروح نجس منذ حوالي 14 عامًا، وبالفعل شُفيت وجاءت تلتقي معه في السجن تمجد الله. استدعاه أرمانيوس وصار يعذبه، وإذ كان يجدف على اسم السيد المسيح صارت غشاوة على عينيه فلم يبصر ولصق لسانه بفمه… عندئذ تدخل يوليوس الأقفهصي فصلى أبيما لله وشفي الوالي، فطلب أن يمضوا بأبيما من أمامه. في الطريق التقى بأناس يولولون لأن أخاهم يوساب قد سقط من دور علوي ومات، فصلى إلى الله وأقامه باسم الرب، حتى دُهش الحاضرون وآمن كثيرون وتقدموا للاستشهاد. في اليوم التالي سلمه الوالي إلى رجل يدعى سيماخوس لينهي حياة أبيما… فوضع القديس ومعه رجل آخر مسيحي في مركب بها أربعة وحوش جائعة حتى تفترسهم وسط البحر، وإذ بملاك الرب يظهر ويشفيه من جراحاته ويحل قيوده ويسد أفواه الوحوش. عادت السفينة إلى الشاطئ واستقبلته الجموع متهللة، فاضطر أرمانيوس أن يستبعده عن الإسكندرية فأرسله إلى بهنمون التابعة لبني سويف حيث قُطعت رأسه، بعد أن صلى وركع ليقدم رقبته للسياف وهو يناجي ربه يسوع المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابيفانيوس أسقف سلاميس | الولادة: 315 الوفاة: – نشأته ولد حوالي عام 315 م بقرية Besanduk بجوار مدينة اليوتروبوليس Eleutheropolis بفلسطين من والدين يهوديين. توفي والده وترك معه أخت فقامت بتربيته في حياة تقوية. حدث وهو سائر في الطريق أنه أبصر فقيرًا يطلب صدقة من أحد الرهبان، وإذ لم يكن مع هذا الراهب مالاً خلع ثوبه وقدمه للفقير. رأى أبيفانيوس كأن حلة بيضاء نزلت من السماء على ذلك الراهب عوض الثوب، فتعجب من ذلك، وانطلق إلى الراهب يسأله عن إيمانه وحياته. التقى به أكثر من مرة وقبل الإيمان المسيحي واعتمد، كما اشتاق إلى الحياة الرهبانية. أرسله الأسقف إلى دير القديس لوقيانوس وتتلمذ على يدي القديس إيلاريون (هيلاريون)، وقد تنبأ عنه معلمه أنه سيكون أسقفًا . حياته الديرية في مصر لكي يتهيأ لدراسة الكتاب المقدس تعلم العبرية والقبطية والسريانية واليونانية واللاتينية، لذا دعاه القديس جيروم: “صاحب الخمسة ألسنة”. وإذ كان محبًا لحياة النسك والتأمل ترك فلسطين إلى مصر حوالي عام 335 م، ليلتقي بمجموعة من النُساك والرهبان قبل اعتزاله في دير بالإسكندرية. إذ شعر بعض الغنوسيين بقدراته ومواهبه واشتياقاته أرادوا كسبه فأرسلوا إليه بعض النساء الزانيات ينصبن له فخاخًا، لكنه بنعمة الله لم يسقط فيها، من هنا ندرك السبب الذي لأجله كرّس طاقاته للرد على الهراطقة، أيا كانوا ومقاومتهم أينما وجدوا . سيامته كاهنًا التقى بالقديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه فترة من الوقت، ليعود من مصر إلى فلسطين وينشئ ديرًا في اليوتروبوليس تحت إرشاده لمدة حوالي 30 عامًا، وكان حازمًا جدًا مع نفسه، حتى إذ سأله أحد تلاميذه كيف يحتمل هذا النسك الذي يفوق قوته، أجابه: “الله لا يهب ملكوت السموات ما لم نجاهد، وكل ما نحتمله لا يتناسب مع الإكليل الذي نجاهد من أجله”. بجانب نسكياته الشديدة القاسية وعبادته التي لا تنقطع كرس وقتًا لدراسة كتب العلامة أوريجينوس، وإذ لاحظ أخطاءه انقلب ضده بعنف شديد حتى حسبه رأس كل بدعة في الكنيسة، وصار له دوره الفعّال في إثارة الكثيرين ضد أوريجينوس، بل استطاع فيما بعد أن يغير اتجاه القديس جيروم من عاشق لأوريجينوس بكونه عطية الله للكنيسة إلى مقاوم عنيف له بكونه شيطانًا ضد الحق. إذ شعر أسقف المدينة بدور القديس أبيفانيوس لا بين الرهبان فحسب وإنما وسط الشعب الذي التفّ حوله يطلب إرشاداته وبركته، سامه كاهنًا لكي تزداد المنفعة به على مستوى كل الكنيسة في المدينة. التقى أيضًا بالقديس إيلاريون (هيلاريون) الذي تنسك في مايوما بفلسطين، وتكونت صداقة عظيمة حتى ترك إيلاريون المنطقة بسبب تجمهر الناس حوله. سيامته أسقفًا يبدو أن القديس هيلاريون الناسك عندما هرب إلى قبرص من جمهرة الناس حوله، جاء إليه الأساقفة والكهنة مع الشعب بقبرص يطلبون بركته فتحدث معهم عن القديس أبيفانيوس وحياته النسكية وفضائله مع عمله وغيرته على الإيمان المستقيم . وإذ تنيح أسقف سلاميس بجزيرة قبرص، أكبر كرسي في الجزيرة في ذلك الحين، اُنتخب أبيفانيوس أسقفًا وسيم بغير إرادته عام 367 م، وقد بقى أمينًا في خدمته لمدينته الأولى يفتقدها من وقت إلى آخر. حبه الشديد للفقراء اتسم القديس أبيفانيوس بغيرته الشديدة وحزمه بخصوص الإيمان المستقيم مع حب شديد فائق للفقراء، حتى لم يكن يترك في الأسقفية أحيانًا شيئا قط… ومع ذلك فقد كان الله يرسل له الكثير جدًا ليوزعه. منحته الأرملة القديسة أولمبياس أراضٍ ومالاً لهذا الغرض… ولعل محبته للفقراء قد نبعت عن أنها هي علة قبوله الإيمان المسيحي كما رأينا. قيل أن تلميذه طلب منه مرة أن يضع حدًا لهذا العطاء، إذ لم يعد معهما شيء، وإذ انتهى التلميذ من حديثه تقدم إنسان غريب وقدم كيسًا به ذهب سلمه للأسقف واختفى في الحال. جاء في سيرته أن أحد المخادعين جاء يسأله صدقة لتكفين صديقه الذي مات، فأعطاه المال، وهو يقول له: “اعتن به يا ابني بدفن هذا المسكين ولا تضيع الوقت في البكاء عليه، فإن رفيقك لا يقيمه بكاؤك، وليس له دواء إلا الصبر. أخذ الطمّاع المال وذهب لصديقه ليقيمه فوجده قد مات حقا!! تحركاته الكثيرة كان كثير الحركة، يحمل روح التقوى والنسك والغيرة على الإيمان أينما وُجد. قام برحله عام 376 م إلى إنطاكية ليسعى لتوبة الأسقف فيتاليس الذي تبع أبوليناريوس، وبعد 6 أعوام اصطحب القديس بولينوس أسقف إنطاكية إلى روما ليحضرا مجمعًا عقده الأسقف داماسيوس. لقد أقاما في بيت الأرملة باولا صديقة القديس جيروم والتى استضافها القديس أبيفانيوس بعد ثلاثة أعوام وهي في الطريق إلى فلسطين لتلحق بأبيها الروحي القديس جيروم. في عام 392 م نزل أيضًا ضيفًا على القديس يوحنا أسقف أورشليم، وفيما هو في استضافته إذ وقف يتكلم في الكنيسة التي للقبر المقدس، هاجم مستضيفه لأنه متعاطف مع أتباع أوريجينوس. انضم إليه جيروم في بيت لحم الذي رده عن حبه لأوريجينوس إلى مضاداته، وصارا يهاجمان الأسقف يوحنا بعنف… غير أنه يبدو أنه قد تصالح أخيرًا مع القديس يوحنا. دخل أيضًا في صراع شديد مع القديس يوحنا الذهبي الفم بالقسطنطينية لأنه قبل الإخوة الطوال الذين جاءوا من مصر وهم أتباع أوريجينوس، الهاربين من اضطهاد البابا ثاوفيلس الإسكندري بسبب تعلقهم بأوريجينوس. تنيح القديس أبيفانيوس في طريق عودته من القسطنطينية إلى قبرص حوالي عام 403 م. صارت له شهرته بسبب كتاباته. تذكره الكنيسة في يوم نياحته 17 بشنس، وفي نقل جسده 28 بشنس. كتاباته وأفكاره كان القديس أبيفانيوس مقاومًا للتفسير الرمزي للكتاب المقدس، حاسبًا أن المبالغة في الرمزية هي أساس كل هرطقة، وقد قاوم الرمزية بكل طاقاته في شخص العلامة أوريجينوس، (سنتحدث عن الرمزية بمشيئة الله أثناء عرضنا لسيرة العلامة أوريجينوس). كان أيضًا من مقاومي الأيقونات، وقد كتب ثلاثة مقالات ضد الأيقونات. أما أهم كتاباته فهي: 1. Ancoratus (الإنسان ذو المرساة الثابتة) يحوي تعليم الكنيسة عن الثالوث القدوس مقاومًا الأريوسيين، وعن حقيقة التجسد مقاومًا أبوليناريوس الذي أنكر وجود نفس بشرية للسيد المسيح، وعن قيامة الجسد، وعن إله العهد القديم مقاومًا أتباع ماني ومرقيون رافضي العهد القديم، كما حث على بذل كل الطاقة ليقبل الوثنيون الإيمان خلال عمل الله معهم. 2. أهم كتاب له هو “ضد الهرطقات Panarion (Adv. Hear.)” فإذ قرأ الأرشمندريتان أكاكيوس وبولس كتابه الأول طلبا منه تحليلاً مفصلاً عن الهرطقات الثمانين والرد عليها. ضم بين الهرطقات 20 هرطقة قبل المسيحية مثل المدارس الفلسفية الهيلينية. 3. كتب “الأوزان والمقاييس” لكاهن فارسي، هو أشبه بقاموس بدائي للكتاب المقدس، فيه يعالج قانون العهد القديم وترجماته، وأوزان الكتاب ومكاييله، وجغرافية فلسطين. 4. “الاثنا عشر حجرًا كريمًا” التي على صدرية رئيس الكهنة في العهد القديم. كتبه عام 394 م كطلب ديؤور الطرسوسي. يقدم فيه تفسيرًا رمزيًا للحجارة الكريمة، ويصف عملها الطبي. ويعنى بها الاثنى عشر سبطًا لإسرائيل. 5. رسائله، من بينهما رسالة للقديس يوحنا أسقف أورشليم، وأخرى للقديس جيروم، كلاهما ضد الأوريجانية. من كلماته : روى لنا الأسقف القديس أبيفانيوس أن بعض الغربان كانت تطير حول معبد سيرابيس في حضرة الطوباوي أثناسيوس، وكانت تنعق بلا انقطاع (كراك، كراك Cow). وإذ كان بعض الوثنيين واقفين أمام الطوباوي أثناسيوس، قالوا له: “أيها الشيخ الشرير أخبرنا بماذا تنعق هذه الغربان؟”. أجابهم “إنها تقول كراك Cow التي تعني باللاتينية غدًا” ثم أضاف: “غدًا ترون مجد الله” وفي اليوم التالي وصل نبأ موت الإمبراطور يوليان… الكنعانية تصرخ فيُسمع لها (مت 15)، ونازفة الدم تصمت فتُطوب (لو 8)، بينما الفريسي يتكلم فيُدان (مت 9)، والعشار لا يفتح فاه فيُسمع له (لو 18). قراءة الكتاب المقدس أمان عظيم ضد الخطية. الجهل بالكتب المقدسة هاوية عميقة وهوة عظيمة. الله يبيع البر بثمن بخس للغاية للذين يريدون أن يشتروه: بقطعة خبز صغيرة، بثوب وضيع، بكأس ماء بارد، بفلس واحد! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجيوس الكبادوكي الشهيد | الولادة: 280 الوفاة: 303 ولد القديس جاورجيوس (ومعنى اسمه الحارث) في مدينة اللد في فلسطين سنة (280م ) من أبوين مسيحيين (أب كبادوكي الوطن وأم فلسطينية ) كانا من أصحاب الغنى و الشهرة الاجتماعية، دخل في سلك الجندية و هو في السابعة عشرة من عمره , فشاهده الإمبراطور ديوكليسيانوس يوماً ممتطياً صهوة جواده عالي القامة بهي الطلعة فاستدعاه وكلمه فأحبه وادخله في فرقة الحرس الملكي ورقاه وجعله قائد ألف . اشتهر في الحروب بانتصاراته حتى لقب “باللابس الظفر”. و لما بدأ الإمبراطور يضطهد المسيحيين و يعذبهم و أصدر أوامره بإجبار المسيحيين على عبادة الأوثان و من رفض منهم يقتل على الفور. غضب جاورجيوس و دخل على الإمبراطور، و جاهر بمسيحيته و دافع بحماسة عن المسيحيين و معتقداتهم , لأنه ليس لهؤلاء المسيحيين أي ذنب سوى أنهم يعبدون الإله الحق.. حاول الإمبراطور أن يثنيه عن عقيدته المسيحية، بالوعود الخلابة و الترقية إلي أعلى الرتب و بإغداق الأموال عليه، لكنه رفض كل هذا في إلحاح و حزم. غضب الإمبراطور و أمر الجند بتعذيبه فاقتادوه إلي سجن مظلم و أخذوا ينكلون به فأوثقوا رجليه بالحبال ووضعوا على صدره حجراً ضخماً و ظلوا يضربونه بالسياط و الحراب حتى أفقدوه وعيه و تركوه مطروحاً، أما هو فكان يصلي و في اليوم التالي اقتادوه إلي الإمبراطور آملين أن تكون تلك العذابات قد كبحت جماح حماسته فظهر أكثر شدة و صلابة و أكثر جرأة فأمر الملك بإعادة تعذيبه فوضع على دولاب كله مسامير ثم أدير الدولاب بعنف فتمزق جسده و تشوه وجهه و خرجت الدماء كالينابيع من كل أعضائه، و لكنه احتمل ذلك بصبر عجيب و سمع صوتاً سماوياً يقول له: ” يا جاورجيوس، لا تخف لأني معك” فتشددت عزيمته و خرج من تلك الآله الجهنمية و كأن لم يحدث شيء و قد شفيت جراحه و إنقطع سيل الدم منه فأخذوه إلي الإمبراطور، فما إن رآه حتى تولاه الذهول إذ وجده سليم الجسم كامل القوة، فحنق عليه الإمبراطور و أمر جنوده بإعادته إلي السجن و أن يذيقوه ألواناً أخرى من التعذيب فأعادوه و ضربوه بالسياط حتى تناثر لحمه، و صبوا على جسده جيراً حياً و سكبوا عليه مزيجاً من القطران و محلول الكبريت على جراحه كي يتآكل جسمه و يذوب، فراح يعاني معاناة فوق طاقة البشر، و لكن السيد المسيح أعانه على احتمال أهوال تلك العذابات و ظل حياً، و في صباح اليوم التالي دخل الجنود عليه و لما فتحوا باب السجن، رأوا القديس قائماً يصلي ووجهه يضئ كالشمس دون أي أثر للتعذيب، فأخذوه إلي الإمبراطور الذي لما رآه أتهمه بالسحر و أحضر له ساحراً ماهراً اشتهر بقدرته على أعمال السحر، وضع له في كأس ماء عقاقير مهلكة تقتل من يشربها على الفور، و قرأ عليها بعض التعاويذ الشيطانية و طلب من القديس أن يشربه، فأخذها القديس و رسم عليها إشارة الصليب و شربها، فلم ينله أي مركوه و ظل منتصباً باسماً، ثم أخذ الساحر كأساً ثانية و ملأها بسموم شديدة المفعول وقرأ عليها تعاويذ شيطانية أشد شراً من السابقة و طلب تقييد القديس لكي لا يرسم علامة الصليب على الكأس كما فعل في المرة السابقة. و لكن القديس بسبب إيمانه بقوة الصليب، راح يحرك رأسه إلي أعلى، ثم إلي أسفل، ثم إلي اليسار، ثم إلي اليمين قائلاً في كل مرة”هل أِرب الكأس من هنا، أم من هن، أم من هنا، أم من هنا” و بذلك رسم علامة الصليب بأن أحنى رأسه في الجهات الأربع، ثم شرب الكأس فلم ينله أي ضرر على الإطلاق، و كان ذلك مصداقاً لقول السيد المسيح له المجد”هذه الآيات تتبع المؤمنين…… يحملون حيات و إن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم ” (مر16: 17، 18) وحين يئس الإمبراطور من إجبار جاورجيوس على إنكار السيد المسيح أمر بصنع عجلة كبيرة فيها مناجل و أطواق و سيوف حادة و أمر جنوده بأن يضعوا جاورجيوس بداخلها و يديرونها فتحطمه و لما رأي القديس هذه العجلة الرهيبة صلي إلي الرب أن ينقذه من هذه التجربة القاسية، وضعوه في الجهاز الرهيب فانسحقت عظامه و تناثر لحمه و انفصلت كل أعضاء جسمه حتى أصبح كتلة متداخلة، عندها صاح الإمبراطور مخاطباً رجال مجلسه قائلاً : أين الآن إله جاورجيوس؟ لماذا لم يأت و يخلصه من يدي؟ ثم أمر جنوده بإلقاء أشلاء جاورجيوس في جب عميق بحيث لا يمكن أن يصل إليه أنصاره، و في الليل نزل السيد المسيح مع ملائكته إلي الجب و أقام القديس من الموت و أعاده إلي الحياة سليم الجسم. و في الصباح دخل إلي الإمبراطور و أعوانه فذهلوا جميعاً و قال الإمبراطور: هل هذا هو جاورجيوس أم شخص آخر يشبهه؟ فأنبه الأمير أناطوليس على جحوده و ظلام قلبه و أعلن إيمانه هو و جميع جنوده بالرب يسوع المسيح، فغضب الإمبراطور و أمر بقتلهم جميعاً فماتوا شهداء. بعد أن فشلت كل محاولات الإمبراطور مع القديس لينكر عقيدته دعاه و أخذ يلاطفه و يتملقه بالوعود الأخاذة لكي يثنيه عن عزمه و يحمله على الرجوع عن إيمانه، فتظاهر القديس جاورجيوس هذه المرة بأنه سيعود إلي عبادة الأوثان و طلب إلي الإمبراطور أن يسمح له بالذهاب إلي معبد الأوثان و يرى الآلهة ففرح الإمبراطور و أراد أن يكو ن هذا باحتفال علني فجمع قواده و عظماء بلاطه و جمهور الشعب ليحضروا تقديم القربان للآله “أبولون” من يد جاورجيوس، و عندما حضر جاورجيوس تقدم إلي تمثال “أبولون” و رسم على نفسه إشارة الصليب و خاطب الصنم قائلاً له:” أتريد أن أقدم لك الذبائح كانك إله السماء و الأرض”؟ فخرج صوت من أحشاء الصنم يقول:”إنني لست إلهاً، بل الإله الذي تعبده أنت يا جاورجيوس هو الإله الحق” و في الحال سقط ذلك الصنم على الأرض و سقطت معه سائر الأصنام فتحطمت جميعها، فأمر الإمبراطور بقطع رأسه وكان ذلك في سنة ( 303م ) , بعد أن تم تعذيبه لمدة سبعة سنوات!!! تحوَّل خلالها الكثيرين إلى المسيحية بسبب المعجزات التي شاهدوها , فطار صيت استشهاده الرائع و جرأته النادرة في كل أرجاء الإمبراطورية و لذلك يدعى “العظيم في الشهداء” و منذ ذلك اليوم أخذ اسمه يتعاظم في كل البلاد شرقاً و غرباً و كثرت عجائبه حتى قامت الشعوب و الأفراد تتسابق في إكرامه و طلب شفاعته و تشييد الكنائس على اسمه و تسمية أبنائهم باسمه و هو من أقرب القديسين إلي عواطف المؤمنين. و صوره الرسامون بصورة فارس مغوار، جميل الطلعة، عالي القامة، يطعن برمحه تنيناً هائلاً و يدوسه بسنابك حصانه و يخلص ابنه الملك من براثن التنين، و ترى تلك الأميرة واقفة مرتعدة من التنين و أبواها يشرفان عليها من فوق الأسوار و يمجدان بطولة جاورجيوس. هذه الصورة رمزية و معناها أن جاورجيوس الفارس البطل و الشهيد العظيم قد انتصر على الشيطان الممثل بالتنين و هدأ روع الكنيسة الممثلة بابنة الملك. نقل جسده الطاهر من مكان استشهاده إلي مدينة اللد في فلسطين، ووضع في الكنيسة التي بنيت على إسمه هناك. وقد شيدت على اسمه كنائس ومذابح في جميع الأقطار. واتخذته بريطانيا شفيعا لها. ودعي كثير من ملوكها باسمه. ويكرمه الإنكليز إكراماً عظيماً. وامتازت فرنسا أيضا بتكريمه. واتخذته جمهورية جنوا في ايطاليا شفيعها الأول والأكبر. وجمهورية البندقية أنشأت فرقة رهبانية عسكرية على اسمه . من أبرز قدّيسي كنيسة المسيح وأكثرهم شيوعاً في إكرام العامّة من المؤمنين. في الأودية السابعة من قانون السّحر نرتّل له: “أيها الشّهيد إنّ اسمك العجيب يُشاد به في كلّ الأرض، لأنّه لا يوجد بَرّ ولا بحر ولا مدينة ولا قفر إلاّ وتتدفّق فيه، بالحقيقة، مجاري عجائبك الغزيرة”. يتخذ المؤمنون اسمه أكثر، فيما يبدو، من اسم آخر. وقد اعتادت الكنيسة، هنا وثمّة، على تسمية العديد من الكنائس باسمه، منذ القرن الرّابع الميلادي. كنيسة القدّيس جاورجيوس، في تسالونيكية مثلاً، تعود، في نظر الدارسين إلى تلك الفترة. إلى ذلك يُستفاد من النقوش القديمة اقتران اسمه بالعديد من الكنائس الخربة في سوريا وبلاد ما بين النهرين ومصر. ويبدو أن مركز إكرامه، منذ القديم، كان اللدّ (ديوسبوليس). فهناك عدد من الرحّالة المبكّرين، من الذين حجّوا إلى الأرض المقدّسة، بين القرنين السادس والثامن للميلاد، يذكرون اللدّ باعتبارها مقام القدّيس وموضع استراحة رفاته. الراهب دانيال الكييفي، في مطلع القرن الثاني عشر، أشار إلى كنيسة كبيرة في اللدّ حملت اسم القدّيس جاورجيوس. ويوحنا فوقا الكريتي وصف تلك الكنيسة، في حدود العام 1185م بأنها “عظيمة جداً” وأنها مستطيلة الشكل وبإمكان المرء أن يرى فوهة ضريح القدّيس، تحت المائدة المقدّسة فيها، مغطّاة بالمرمر الأبيض. وإلى اللدّ كانت للقدّيس جاورجيوس مكانة مرموقة في حوران حيث أكثر الكنائس يحمل اسمه إلى اليوم. أبرز الموجود وأقدمه، هناك، كنيسة القدّيس جاورجيوس في إذرع العائدة إلى العام 512م والتي لا تزال قائمة. في هذه الكنيسة، وراء الهيكل، ينتصب ضريح لا يعرف المؤمنون عنه سوى أنه للقدّيس جاورجيوس. المخطوط السينائي 402، من القرن الثالث عشر، ينقل تقليداً كان متداولاً، أقلّه في القرن العاشر، يفيد بأن القدّيس جاورجيوس استُشهد في حوران. هناك، في مكان لا يحدّده المخطوط تماماً، اكتُشف جسده بصورة عجائبية. وقيل إن عمامته ومنطقته استُودعتا حوران فيما نُقل جسده إلى اللدّ. وكاتب المخطوط يقول عن العمامة والمنطقة إنه “ما أحد يقصدها وبه وجع إلاّ شُفي”. فهل يكون ما ضمّه الضريح في كنيسة إذرع هو العمامة والمنطقة؟ ليس هذا بمستبعد! من جهة أخرى، كانت للقدّيس، في القسطنطينية، قديماً خمس أو ست كنائس ورد أن أقدمها بناه الأمبراطور قسطنطين الكبير. وإلى قسطنطين، أيضاً، ينسبون بناء كنيسة اللدّ، في تلك الفترة عينها. كذلك شيّد الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (483- 565م) كنيسة لشهيد المسيح في مكان ما من أرمينيا الصغرى. الأمبراطور موريق، أيضاً، بنى واحدة في القسطنطينية في أواخر القرن السادس الميلادي. وفي سيرة القدّيس ثيودوروس السيقي (22 نيسان) ذكر لكنيسة صغيرة باسم القدّيس جاورجيوس كانت مركزاً لحياته النسكية. القدّيس جاورجيوس، في هذه السيرة, يلعب دور المحتضن للقدّيس ثيودوروس. يذكر أن هذا الأخير رقد في حدود العام 613م. في الغرب يفيد القدّيس غريغوريوس التوري بأن إكرام القدّيس جاورجيوس كان ذائعاً في فرنسا في القرن السادس الميلادي. كما أن البابا غريغوريوس الكبير (540- 604م) أمر بترميم كنيسة قديمة حملت اسم القدّيس، وعملت القدّيسة كلوتيدس، زوجة كلوفيس، أول ملوك فرنسا المسيحيّين، على تشييد هياكل عدّة حملت اسم شهيد المسيح. هذا وقد اتّخذت بلدان أو مدن كثيرة، في الشرق والغرب، القدّيس جاورجيوس شفيعاً لها. مثال ذلك بلاد الإنكليز والبرتغال وألمانيا وجنوا والبندقية وجيورجيا والروسيا. فرق الكشّافة، بعامة، اعتادت أن تستجير به وكذلك العسكر، والخيّالة بخاصة، والمزارعون والمبتلون بالطاعون والبرص والأمراض الزهرية والجلدية وسواها. في الروسيا عزّز القديس فلاديمير إكرام جاورجيوس في كل البلاد وبنى مدينة يوري، والاسم تصغير جاورجيوس، وكذلك ديراً في نوفغورد وكنيسة في كييف. يوري دولغوروكي (+1157م)، مؤسّس مدينة موسكو، تابع بناء الأديرة والكنائس على اسم القدّيس. وأضحى رسم جاورجيوس وهو يقتل التّنين، شعاراً للقوّات المسلّحة، منذ القرن الرابع عشر. والإيبيريون أي سكان “غروزيا” غيّروا اسم بلادهم وجعلوه “جيورجيا” أي “أرض القدّيس جاورجيوس”. رغم كل ذلك، رغم الحيويّة التي تمتّع بها ذكر القدّيس في كل مكان وزمان، في كنيسة المسيح، فإن أكثر ما نُقل عنه، في سيرته، ينتمي إلى أزمنة متأخرة. في وثيقة تعرف بـ “De Libris recipiendis” تنسب إلى أسقف رومية جيلاسيوس، وتُردّ إلى حوالي العام 495م، يُشار إلى أخبار عن القدّيس جاورجيوس غير مثبتة ويُحصى فيها القدّيس في عداد “الذين أسماؤهم مكرّمة، عن حق، بين الناس، لكن أعمالهم لا يعرفها أحد غير الله”. بالنسبة لأقدم النتف التاريخية عنه ثمّة من يدّعي أن الشهيد الذي ذكره أفسافيوس القيصري في مؤلَّّفه عن تاريخ الكنيسة، الكتاب الثامن، الفصل الخامس، والذي لم يُسمِّه هو إيّاه القدّيس جاورجيوس. لاكسانيتوس أيضاً يذكر الخبر إيّاه الذي ذكره أفسافيوس في كتاب عنوانه “موت المضطهِدين”. لاكسانتيوس رقد في العام 320م. ماذا جاء في تاريخ أفسافيوس؟ “حالما أُذيع الأمر الملكي ضدّ الكنائس في نيقوميذية، تقدّم شخص معيّن، لم يكن خامل الذكر، بل ذا مركز رفيع، حرّكته الغيرة الإلهية واشتعلت فيه نيران الإيمان، وأمسك بالأمر الملكي إذ كان معلَّّقاً علانية، ومزّقه إرباً كشيء دنس وقح. وقد تم هذا إذ كان اثنان من الملوك في نفس المدينة. كان الأول أكبر الجميع سناً واحتلّ الثاني رابع مكان في الحكم بعده. على أن هذا الشخص، وقد كان أوّل شهداء ذلك المكان، بعد أن أبرز نفسه بهذه الكيفية، تحمّل تلك الآلام التي كان محتّماً أن تنتج عن جرأة كهذه، وظلّ محتفظاً بالثبات وبهجة الروح حتى الموت”. ملاحظة لا بدّ منها : من المهم أن ندرك أن النقص في المعلومات المبكّرة عن القدّيس جاورجيوس لا يؤثّر في مكانته في كنيسة المسيح وتقوى العامة. وجدان الكنيسة هو الضمانة، والقدّيس كان، أبداً، حيّاً بين المؤمنين وفاعلاً. على هذا ليس ما يبرّر، بحال، محاولات مَن يدّعون أنه كائن خرافي. كذلك ليس مقبولاً أن يحطّ أحد من قدره بين القدّيسين، كما فعلت الكنيسة اللاتينية، لما جعلت ذكره السنوي اختيارياً بين الناس، بدءاً من العام 1970م. أما الأخبار المتداولة عنه، والمستفيضة أحياناً، فليس سهلاً التميز فيها بين ما جرى للقدّيس في الواقع وما ساهمت فيه الأجيال المتعاقبة من قصص وأخبار كان القصد منها أولاً وأخيراً إعلاء شأن القدّيس من ناحية، وتقديمه للمؤمنين كنموذج يُحتذى، من ناحية أخرى. هذا لم يكن ليُحسب، بالنسبة للأقدمين، تزويراً ولا تضليلاً بل مساهمة في عرض سيرة القدّيس بطريقة قصصية حيّة تحرّك الأكباد توخّياً لبناء المؤمنين. ولاشك أيضاً أن بعض ما ورد يعكس واقع الزمن الذي برز فيه، وكذلك الصورة التي كانت في وجدان الناس عن الشهيد بعامة أنه من يكون قد كابد جمّاً من الآلام أو اجترح جمّاً من العجائب أو نحو ذلك. صورته في الخدمة الإلهية في الخدمة الإلهية التي تقيمها الكنيسة في مناسبة ذكرى القدّيس جاورجيوس جملة من سمات القداسة والشهادة لديه. هو إنسان عرف المسيح فتجنّد له وازدرى ما عداه. وزّع ماله على المساكين وألهب عقله بالغيرة الإلهية. غرس كرمة الإيمان وصار حرّاثاً صالحاً للثالوث القدوس. أعرض عن الجسد بما أنه زائل واهتمّ بحكمة النفس العادمة الفساد. لما قبض عليه مضطهدوه اعترف بالمسيح وتجلّد رافضاً الاشتراك في تقديم أضحية الضلالة لأنها دنسة. تقدّم نحو الجهاد بعزم ثابت. تسلّح بالصليب الطاهر كترس. أقام الشوق بالإيمان وأقصى الخوف بالرجاء. أتمّ السعي وحفظ الإيمان. تألّم مع المخلّص وماثله في الموت بموته الاختياري. وقد حصل مشتركاً مع الفاقد التألّم في آلامه وقيامته. تمنّع بدرع الإيمان وخوذة النعمة ورمح الصليب. سلك بحسب اسمه فحرث الأرض المجدبة بالضلالة الشيطانية واستأصل أشواك مذهب الأوثان. تقدّم نحو الجهاد بعزم ثابت. تمحّص بأنواع التعذيبات المختلفة كالذهب المنقّى. لسان حاله كان ” إني متجنِّد للمسيح ملكي. فلا وحوش ولا بكرات ولا نار ولا سيف يقدر أن يفصلني عن محبّة المسيح”. كابد الجلدات والتجريدات والضرب بأعصاب البقر والسجن والطرح في الكلس وباقي التعذيبات والدولاب. التعذيبات الأليمة احتسبها بمنزلة نعيم. أُحرق بالنار لأجل المسيح. قُطع جسمه بجملته عضواً عضواً. وقد صلّبت المخاطر ومرّنت التعذيبات جسده الفاني بحسب الطبيعة والذي أذابته العقوبات المتنوِّعة. حربه لم تكن مع لحم ودم بل مع ضلالات عدوّ الخير. وقد عرقل العدوّ المغتصب وحطمه وانتصر على ضلالته. حصل بطلاً إلهياً وجندياً للملك العظيم. صار شهيداًَ وصديقاً خاصاً للمسيح. المحبة لديه غلبت الطبيعة وأقنعت العاشق بأن يصل إلى المعشوق بواسطة الموت. نال السماويات بالمحبّة وتقبّل من الله إكليل الغلبة ولبس النور فأضحى انتصاره دافعاً “لتمجيد قيامة المخلّص الرهيبة”. في ضوء ما تقدّم أية علاقة تعكس لنا الخدمة الإلهية للشهيد العظيم بالمؤمنين؟ تقول لنا الخدمة إن المؤمنين بتجديد تذكار جراحاته يستقون ينابيع الأشفية وإنه يتشفّع بهم لدى المسيح الإله في كل المسكونة. وهو يحرس المؤمنين ويخلِّصهم إذا دعوه ويقدِّس حياتهم. كما يطرد جسده من البشر كل سقم لأن المسيح يفيض به الأشفية للمؤمنين. وهو يمطر عليهم سيول العجائب الباهرة، وله من المكرّمين إيّاه منزلة الحافظ الساهر. في إحدى قطع صلاة العشاء للعيد، على يا رب إليك صرخت، يتوجّه إليه المؤمن بهذه الطلبة: “أيها المغبوط جاورجيوس، أسألك أن تحفظني متى سافرت في البحر أو البرّ أو كنت هاجعاً في الليل. هبني ذهناً صاحياً. أرشدني إلى إتمام مشيئة الربّ الإله، فأجد في يوم الدينونة الصفح عمّا اجترمته في حياتي، أنا الملتجئ إلى كنف وقايتك”. هذه طبيعة علاقته بالمؤمنين. أما ما تسأله الكنيسة، بعامة، منه فيؤكّد العلاقة الحيّة التي لها به في كل آن ومكان. فهي تسأله الابتهال إلى الله أن ينقذ من الفساد والشدائد مَن يقيمون بإيمان تذكاره الدائم الوقار وأن يقصي عن المؤمنين الغمّ المفسد وأن ينير ويخلّص النفوس وأن يملأ الأفواه تسبيحاً وأن يمنح السلام للمسكونة ويستمدد لهم غفران الخطايا والرحمة العظمى. في إحدى الأناشيد نخاطبه على هذا النحو “بادر وتداركنا، نحن أفراخك، كالنسر المجنح بريش ذهبي، وأبسط جناحيك وتقبلنا متعهِّداً إيّانا على الدوام لأنه حسن أن نستريح تحت ظلِّك”. وقد يتساءل المرء بعد الذي ورد، في الخدمة الإلهية، عن القدّيس عمّا إذا كان يختلف، في هذه الطلبات التي ترفعها إليه الكنيسة عن غيره من القدّيسين. صحيح أن أكثر ما ورد عنه ينطبق على سواه أيضاً، لكن هذا لا يُضير ولا يُعثر. فطبيعة علاقة الكنيسة بقدّيسيها واحدة وطلباتها واحدة تُضاف إليها خصوصية هنا أو خصوصية هناك، باعتبار الفئة التي ينتمي إليها القدّيس (شهيد، أسقف، صانع عجائب…) وكذلك مزاياه الخاصة به. وهذا طبيعي طالما القدّيس شخص لا فكرة. أخباره في التراث ورد عند القدّيس سمعان المترجم (+960م) عن القدّيس جاورجيوس أنه وُلد في بلاد الكبّادوك من أبوَين مسيحيّين شريفين. بعد وفاة والده ارتحل هو وأمّه إلى فلسطين باعتبار أن أمّه كانت، في الأساس، من هناك وكانت لها أملاك وافرة. كان جاورجيوس قويّ البنية وتجنّد ثم ترقّى وصار ضابطاً كبيراً. وبفضل جرأته وسيرته الحميدة نال حظوة لدى الأمبراطور ذيوكلسيانوس وتبوّأ مراكز مرموقة. فلما حمل الأمبراطور على المسيحيّين طرح جاورجيوس عن نفسه علامات الرفعة واعترض لدى الأمبراطور. فكان أن ألقوه، للحال، في السجن. وبعدما استجوبوه حاولوا استمالته وفشلوا فعذّبوه تعذيباً شديداً. لا شيء زعزع إيمانه وتمسّكه بالمسيح. أخيراً استاقوه عبر المدينة وقطعوا رأسه. ومن الروايات التي تنوقلت عن القدّيس جاورجيوس واشتهرت واعتُمدت موضوعاً لأعداد من إيقوناته رواية قتله التنين. هذه وردت، بين المسيحيّين، في صيغ شتّى. خلاصة الرواية أن ابنة الملك تهدّدها تنين فظهر له القدّيس جاورجيوس وقتله وخلّصها. وفيما تعيد إحدى الصيغ الرواية الحادثة إلى سيلين الليبية، على ضفّة البحيرة هناك، تعيدها صيغة أخرى عندنا، إلى بيروت، وإلى مصبّ نهر بيروت بالذات. ولعلّه من المفيد، في هذا المقام، أن نورد ما نقله أحد مؤرّخي القرن الخامس عشر الميلادي، المدعو صالح بن يحي. هذا كتب في مؤلَّفه “تاريخ بيروت”، من النصف الأول من القرن الخامس عشر، عن النصارى فيها زعمهم أنه “خرج، في القدم، في بيروت، تنّين عظيم فقرّر أهل بيروت له، في كل عام، بنتاً يخرجونها إليه اكتفاء لشرّه فوقعت القرعة في سنة من السنين على صاحب بيروت. فأخرج بنته ليلاً إلى مكان موعد التنّين فتوسّلت بالدعاء إلى الله فتصوّر لها مار جرجس القدّيس. فلما جاء التنّين خرج عليه مار جرجس فقتله، فعمّر صاحب بيروت في ذلك المكان كنيسة بالقرب من النهر. والنصارى تصوّر هذه الكائنة في سائر كنائس بلادهم، وقلَّ ما تخلو منها كنيسة. ويزعم النصارى أن مار جرجس من لدّ قتله ملك عبد الأصنام بحوران (راجع مطلع الحديث عن القديس) وله عيد مشهور عندهم في سائر البلاد. وأهل بيروت المسلمين والنصارى يخرجون في ذلك العيد إلى نهر بيروت ويُسمّى عيد النهر، وهو من البدع (وجاء في حاشية الكتاب: عيد النهر المذكور دائماً يكون ثالث وعشرين نيسان)”. هذا في شأن التنّين، أما موضوع التنّين في المسيحية وغير المسيحية فقديم وليس هو بقصر، بين القدّيسين، على القدّيس جاورجيوس. في أشعياء وإرمياء ذكر له. وذكره بارز في سفر الرؤيا. في رؤيا 20: 2 يُسمّى “التنّين الحيّة القديمة” ويُعَرَّف عنه بأنه إبليس والشيطان. والتنّين بعدما فشل في ابتلاع ولد المرأة التي وضعت ذَكراً “عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد”، على حد تعبير سفر الرؤيا(12: 5)، أقول اضطهد التنّين المرأة، وغضب عليها “وذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح (12: 17)”. القدّيس جاورجيوس هو أحد الذين حفظوا وصايا الله وكانت عندهم شهادة يسوع. فليس بغريب، لاسيما، في الأزمنة التي عانى المسيحيون خلالها الاضطهاد، عبر التاريخ، أن تروج عندهم صورة القدّيس جاورجيوس وسواه من القدّيسين المسمّين “العسكريين”، وهو يفتك بالتنّين إبليس. المسيحيون دائماً ما كانوا يدركون أن حربهم ليست مع لحم ودم بل، كما قال بولس الرسول، “مع أجناد الشرّ الروحيّة في السماويات” (أفسس6: 12). ومن القدّيسين الذين لهم إيقونات وهم يطعنون الحيّة أو التنّين عندنا القدّيس ثيودوروس التيروني. في الثمانينات من القرن العشرين كشفت الحفريات في تيراكوثا في مقدونية النقاب عن إيقونات تصوّر القدّيس ثيودروروس على حصان والتنّين بين رجليه وهو يقتله، والقدّيس جاورجيوس وخريستوفوروس، جنباً إلى جنب، وهما يطعنان بالرمح حيّة ذات رأس بشري. هذه تعود في رأي الدارسين إلى ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي. إيقونات مشابهة لهذه وُجدت أيضاً في تونس. أما أخبار عجائب القدّيس فعديدة عديدة نورد منها هذه العجيبة التي أشار إليها عدد من إيقونات القدّيس جاورجيوس. هذه استعرناها من سنكسار محلّي مخطوط من القرن التاسع عشر. فلقد ذكر إنه كان في جزيرة ميتيليني هيكل مجيد للقدّيس جاورجيوس كان الناس يتقاطرون إليه، كل سنة، في عيد القدّيس، ليعبدوا ويتبرّكوا. فسمع بذلك العرب المسلمون، الذين في جزيرة كريت، فأغاروا على المكان، عند المساء، وقت السهرانية. وقد تمكّنوا من أسر عدد من المؤمنين المجتمعين هناك. هؤلاء استاقوهم إلى كريت غنيمة. بين الأسرى كان شاب حَدَث. هذا وهبه قائد المغيرين أمير الجزيرة فأقام عنده خادماً. فلما كان عيد القدّيس جاورجيوس، بعد حين، صنع والدا الشاب، في ميتيليني، كعادتهما في العيد. فلما انتهت الصلاة ألقت أمّ الشاب بنفسها على الأرض، في هيكل قدّيس الله، ورجته بدموع أن يعيد لها ابنها الأسير. وبعدما سكبت حسرة نفسها لديه عادت إلى بيتها وأصلحت مائدة العيد. فلما جلس الجميع إلى الطعام وهمّ الخدم بتقديم الخمر حدث أمر عجيب. فجأة ظهر الشاب الأمير وهو يقدّم كأس خمر لأمّه. يا لهول المفاجأة! ماذا حدث؟! كيف تمّ له ذلك؟! بعدما هدأت المشاعر واستعاد الجميع شيئاً من روعهم علموا من الشاب أن القدّيس جاورجيوس جاء إليه وهو يقدّم الخمر لمخدومه الأمير، فأخذه وأركبه وراءه على حصانه، على الحال التي كان فيها، حاملاً الإبريق والكأس. وإذا به فجأة، بنعمة الله، في دار ذويه. هذه اللمحة عن الشاب راكباً وراء القدّيس جاورجيوس تبدو في العديد من الإيقونات التي تصوّره راكباً على حصانه. رفات القدّيس ثمّة دراسات تبين أن رفات القدّيس جاورجيوس تتوزّع، في الوقت الحاضر، على أديرة وكنائس في أماكن شتّى في الشرق والغرب. في الغرب، قيل أن هامة القدّيس، أو بالأكثر جزءاً منها، جعلها البابا زخريا الرومي، في القرن الثامن الميلادي، في كنيسة القدّيس جاورجيوس فيلابرو، في رومية. أما الأماكن الأخرى التي قيل إن فيها أجزاء مختلفة من رفاته فهي اليونان وفلسطين وقبرص وكريت ومصر والعراق وكوريا وسواها. أكثر الموجود، فيما يبدو، في اليونان والجزر. حتى بعض دمه محتفظ به في دير ديونيسيو ودير زوغرافو في جبل آثوس. وقد قيل إن عظم كتفه قاعد في دير القدّيس جاورجيوس في ليماسول. إيقوناته إيقونات القدّيس جاورجيوس متنوّعة. فبالإضافة إلى ما ذكرناه أعلاه بشأن حفريات مقدونيا، هناك إيقونة جيورجية من القرن الحادي عشر تصوّره يقتل رجلاً متوّجاً، ربما يشير إلى الأمبراطور ذيوكلسيانوس أو سواه. ومن أنماط الإيقونات التي نجدها له منذ القرن الثاني عشر، إيقونات تصوّره في لباسه العسكري، إما بقامته الكاملة وإما نصفياً وأخرى تصوّره على الجواد وهو يقتل التنّين. وقد تُضاف إليه في هذه الوضعية مجموعة من الإيقونات التفصيلية من حول الإيقونة الأساس تصوّر عذاباته. وقد يصوِّرونه واقفاً يصلّي بقامته كاملة أو بمعيّة قدّيسين أو قدّيسات آخرين كالقدّيس ديمتريوس أو مركوروس أو بروكوبيوس أو ثيودوروس أو براسكيفي أو سواهم. وقد يجعلونه واقفاً دائساً التنّين وهو يقتله، أو يجعلونه واقفاً يصلّي ومن حوله إيقونات تفصيلية لعذاباته واستشهاده. أقدم الموجود جيورجي وبيزنطي وروسي. ورسمه مصكوك أيضاً على قطع نقدية معدنية وميداليات. من أقدم الموجود ما لنا عنه من القرن الثاني عشر، زمن الأمبراطور مانويل الأول (1143- 1180م). هذه تصوّره نصفياً في لباس عسكري. وهناك من القرن عينه ميدالية تصوّره مع الأمبراطور يوحنا كومنينوس (1118- 1143) يمسكان، كل من ناحيته، الصليب المكرّم. وهناك صلبان برونزية من القرن التاسع للميلاد تجعله في أعلاها وهو رافع يديه يصلّي. وثمّة علب صغيرة لحفظ رفات القدّيس، منذ الثالث عشر، عليها رسمه جندياً. بركته تشملنا أجمعين. طروبارية باللحن الرابع بِما أنَّكَ للمأسورينَ مُحرِّرٌ ومُعتِقٌ. وللفُقَراءِ والمَساكينِ وعاضدٌ وناصِرٌ. وللمَرضى طبيبٌ وشافٍ. وعنِ المؤمنينَ مُكافِحٌ ومُحارِبٌ. أيُّها العظيمُ في الشُّهداءِ جاورجيوسُ اللابِسُ الظَفَّر. تَشَفَّعْ إلى المَسيحِ الإله. في خلاصِ نفوسِنا. قنداق باللحن الرابع لقد فُلحتَ من الله، فظهرتَ فلاَّحاً مكرَّماً لحسن العبادة، وجمعت لنفسك أغمار الفضائل يا جاورجيوس، لأنكَ زرعتَ بالدموع، فحصدتَّ بالفرح، وجاهدتَ بالدم فأحرزتَ المسيح. فأنتَ أيها القديس تمنح الكل بشفاعاتك غفران الزلات. وقد سمح الله أن يصل جزء من رفاة القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر إلى سوريا وبالتحديد إلى مطرانية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس , أسقفية طرطوس وصافيتا لتوضع في كاتدرائية رقاد السيدة بطرطوس يوم الخميس 12 / تموز / 2007 في عهد صاحبي السيادة المطران بولس بندلي ( متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس ) والمطران باسليوس منصور ( أسقف طرطوس وصافيتا للروم الأرثوذكس ) وهي بركة حملها صاحب السيادة المطران يوئيل مطران أبرشية إيديسا من الجبل المقدس ( آثوس ) في اليونان إلينا . و تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيده في الثالث و العشرين من شهر نيسان كما تعيد له في السادس من أيار ( يوم عيد الشهداء ) من كل عام. مصدر آخر : زمن استشهاده غالبًا ما يُنظر إلى القديس مار جرجس كأمير للشهداء في عصر دقلديانوس، فقد تزعّم في منطقة الكبادوك حركة الثورة على منشور الاضطهاد ضد المسيحيين، لكن المخطوطات القبطية في غالبيتها تنظر إليه أنه في عصر سابق لهذا الإمبراطور، في عهد ملك غير شرعي يُدعى داديانوس Dadianus الفارسي، وهو رجل وثني وليس مسيحي جحد مسيحه، وكان له سلطان على منطقة الكبادوك. لذلك جاءت سيرة الشهيد جاورجيوس السكندري تعلن أن الأخير استشهد في عهد دقلديانوس مع أنه ولد بناء على شفاعة الأول حين حضر والده تكريس كنيسته باللدّ. وفي بعض المخطوطات القبطية لم يذكر عصره إنما قيل “في أيام القدم” ربما قاصدا ما قبل عصر دقلديانوس. نشأته وُلد هذا القديس في الكبادوك بآسيا الصغرى، من أبوين تقيين غنيين ينتسبان إلى عائلة شريفة. كان والده أناسطاسيوس واليًا على Melitene بكبادوكية ، وكانت والدته ثاؤبستى أو ثاؤغنسطا من فلسطين ابنة والي اللدّ. قيل أن والده كان إنسانًا تقيًا ومخلصًا لله وللملك، فأحبه الملك جدًا، وجعله من حاشيته التي ترافقه في رحلاته وغدواته. لكنه إذ اكتشف إيمانه بالسيد المسيح أمر بقطع رأسه. كان القديس جاورجيوس في الرابعة عشرة من عمره. على أي الأحوال جاء القديس جاورجيوس ثمرة لبذرة مقدسة دُفنت في أرض مقدسة، فقدمت للكنيسةٍ كما للسمائيين ما يفرح قلوبهم. لم يسبب استشهاد الوالي أناسطاسيوس إحباطًا للعائلة، بل ألهب قلب الابن المبارك جاورجيوس بنار الحب الإلهي، ليصير هو أيضًا شهيدًا للرب. إذ استشهد أناسطاسيوس أخذت ثاؤبستى أولادها: جاورجيوس وكاسيه ومادرونة وانطلقت إلى مسقط رأسها ديوسبوليس بفلسطين. الأمير جاورجيوس الروماني بعد استشهاد الأمير أناسطاسيوس احتل مكانه الأمير يسطس، وكان يخاف الله ويحب السيد المسيح، لذلك أحسن إلى عائلة الشهيد أناسطاسيوس. وقام بتعليم الشاب جاورجيوس الفروسية لينخرط في سلك الجندية. تفوّق جاورجيوس على الجميع في ركوب الخيل وممارسة الفروسية، وأظهر شجاعة نادرة، وبسرعة صار بطلاً له صيته في كل فلسطين، وأصبح قائدًا لفرقة كبيرة تعدادها ألفًا من الجند. أرسله الأمير إلى الملك ومعه رسالة توصية تكشف عما حققه القائد جاورجيوس من البطولات، ويطلب من الملك أن يهبه رتبة “أمير”. أحبه الملك جداً ووافق على تذكية الأمير يسطس، وصار اسمه “جاورجيوس الروماني”، وعيّنه أميراً يقود خمسة آلاف جندياً، كما قدم له فرسًا أشهبًا من الأنواع النادرة تعبيرًا عن رضاه. صار جاورجيوس محبوبًا من الجميع بسبب هيئته التي كانت تدل على شجاعته خاصة في الحروب، مع حسن قيادته وتدبيره للأمور، فضلاً عن خصاله الحميدة، فأصبح قائدًا ومدبرًا للجيش، وكان سنه 20 عامًا. وكان جاورجيوس يزداد كل يوم اعتبارًا وشرفًا. وفي سن العشرين تنيحت والدته. محبة الوالي له اشتاق يسطس أن يجعل من جاورجيوس ابنًا له بأن يزوجه ابنته الوحيدة الصغيرة التقية التي كانت تخاف الله، فأفصح عن ذلك للأميرة تأوبستي والدة الأمير جاورجيوس التي فرحت جدًا. أقام يسطس جاورجيوس خطيب ابنته وكيلاً على ممتلكاته، وقد أرجئوا الخطبة لصغر سن الفتاة. ولم يكن الكل يعلم أن الله كان يعد له طريقًا أعظم. غيرة الأمير جاورجيوس سمع جاورجيوس أن الملك قد اجتمع بسبعين واليًا، وأصدر أوامره بإبادة المسيحية تمامًا وهدم الكنائس. استعد جاورجيوس لمواجهة الاضطهاد، إذ كان لابد أن يصرّح بدِينه أمام الملك. باع كل ما ورثه من والديه حتى أثاثات بيته وثيابه وقدم ثمنها للفقراء. وإذ صدر منشور بذلك أمسك القديس بالمنشور ومزقه علانية وسط الجماهير في مكان عام، بعد أن وزع كل ممتلكاته على الفقراء وحرر العبيد وتهيأ للاستشهاد بفرح. أمام الملك اقتيد أمام الملك الذي لاطفه كثيرًا ووعده بعطايا جزيلة فلم يبالِ. وإذ فشل الملك في إغرائه صار يعذبه لمدة سبع سنوات، وكانت يد الله تسنده ليقتنص نفوسًا كثيرة للإيمان خلال عذاباته، فقد مات ثلاث مرات وكان الرب يقيمه ليتمجد فيه، حتى استشهد في المرة الرابعة، كما كان ينعم برؤى سماوية وسط الآلام تسنده وتعينه. أقوى من السحر والسم من بين العذابات التي تعرض لها القديس جاورجيوس أن الملك أحضر له ساحرًا مشهورًا يُدعى أثناسيوس أعد له سمًا قاتلاً، وقدمه للقديس لكي يشربه، أما القديس فبالإيمان شربه ولم ينله أذى، عندئذ آمن الساحر بالسيد المسيح. اغتاظ الملك وأمر بعصر القديس في معصرة بها أسنان حديدية حتى أسلم الروح، ولكن السيد المسيح أقامه ورأته الجماهير وآمن بسببه كثيرون قبلوا الاستشهاد باسم الرب. إذ رأى الولاة ذلك طلبوا منه في حضرة الملك أن يجعل كراسيهم تورق وتثمر فصلى إلى الله وتحقق طلبهم. وإذ دُهشوا حملوه إلى المقابر وطلبوا أن يقيم لهم أمواتًا، فصلى إلى الرب وقام بعض الأموات شهدوا بخلاص السيد المسيح ثم رقدوا. في هيكل الأوثان استخدم الملك معه اللطف قائلاً له إن قلبه مجروح بسبب ما أصابه، وأنه عزيز لديه جدًا، وسيقدم له أسمى مناصب الدولة. وأخيرًا سأله أن يذهب معه إلى هيكل الأوثان. انطلق جاورجيوس مع الملك إلى معبد الوثن حيث ظن الأخير أنه سيبخر للأوثان فيعطيه ابنته زوجة، وإذ بلغ الاثنان إلى الهيكل ومعهما حاشية الملك، وجمع غفير من الشعب. وقف أمام تمثال أبولو وصرخ نحوه: “هل أنت إله لأقدم لك ذبيحة؟” فأجاب الصنم بصوت مريع: “إني لست إلهًا”. رشم القديس علامة الصليب فسقطت الأصنام وتهشمت. فصرخ الشعب طالبين الفتك بعدو آلهتهم. شعر الملك بالخزي الشديد وانطلق إلى قصره مرّ النفس. أقوى من كل إغراء! سرّ قوة الشهيد مار جرجس الروماني ممارسته اليومية لحياة الاستشهاد، إذ غلب شهوات الجسد في معارك أرضها أعماقه الداخلية، وكما يقول الحكيم: “مالك روحه خير من مالك مدينة” (أم32:16). إذ أُودع جاورجيوس في السجن استشار الإمبراطور رجاله عما يفعله مع هذا القائد الشجاع. فتقدم أحد الأمراء باقتراح أن هذا الشاب الوسيم لن يضعف أمام أية تهديدات، ويُسر حتى بالموت. لكن أمراً واحداً يمكن أن يحطمه وهو الإغراء بفتاة لعوب، تقتنصه بفتنتها وأُنوثتها الطاغية وخبراتها، بهذا يفقد جاورجيوس عفته، وينهار إيمانه. استدعى الإمبراطور المشرفة على محظيات الإمبراطور وجواريه، منها أن تختار فتاة لها خبرتها في هذا الأمر. أُرسلت الفتاة إلى السجن لتقضي ليلة مع الشاب حتى تغريه ويسقط معها. لكن مارجرجس الذي عرف أن يُقدم كل يوم ذبيحة حب على مذبح الطهارة في المسيح يسوع حوّل السجن إلى هيكل طاهر تُقام فيه الصلوات لأجل خلاص نفسه وخلاص هذه الفتاة وكل من حوله. لم يأتِ الصباح حتى تقدمت الفتاة إلى مارجرجس بدموع تطلب منه أن يتحدث معها عن سرّ طهارته وعفته وارتفاع قلبه إلى السموات، فأخذ يبشرها بالخلاص ويقدم لها الحياة الإنجيلية الفائقة. جاء رجال الإمبراطور في الصباح الباكر لأخذ الفتاة إلى الإمبراطور فوجدوها قد اكتست بالحشمة وتوشحت بالعفة والوداعة، تعلن إيمانها بالسيد المسيح ملكها وخلصها. صُعق الإمبراطور ورجاله لما حدث، وصدر الأمر بقطع رقبتها بحد السيف. اُقتيدت إلى ساحة الاستشهاد حيث ركعت متهللة تصلي إلى مخلصها ربنا يسوع ليقبل روحها، وتنال إكليل الشهادة. صمم الإمبراطور على أن يُذيقه أقسى ألوان العذابات انتقامًا مما فعله مع الفتاة. في القصر الملكي لما كثرت المعجزات التي صنعها الرب على يديه وشعر الملك بالفشل، أخذه معه إلى القصر ليغريه أنه سيزوجه ابنته. هناك في القصر سمعته الملكة يصلي فطلبت منه أن يشرح لها إيمانه، ففتح الرب قلبها وجذبها روح الله إلى الإيمان. أخذت الملكة ألكسندرة تعاتب الملك: “ألم أقل لك لا تعاند الجليليين لأن إلههم قوي”، وإذ أدرك أن القديس أمال قلبها للرب أمر بتمشيط جسمها وقطع رأسها لتنال إكليل الشهادة. إذ رأت الملكة جاورجيوس يُقاد إلى السجن نادته لتسأله عن عمادها. أجابها القديس إلا تضطرب فإنه إن لم توجد فرصة لعمادها فسفك دمها لحساب الإيمان بالسيد المسيح هو معمودية مقدسة تفتح لها أبواب الفردوس. تهلّلت نفسها وتقدمت الملكة للاستشهاد وهي تقول: “يا رب لقد تركت باب قصري مفتوحًا على مصراعيه، فلا تغلق باب فردوسك في وجهي، يا من قبلتَ توبة اللص اليمين”. قُطعت رأس الملكة لتنطلق روحها إلى الفردوس تتمتع برؤية مخلصها. استشهاده خشي الملك من حدوث ثورة ضده إذ ذاعت أعمال الله التي تمت على يديّ القديس لذا أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في 23 من برمهات بحسب الأشهر القبطية . أيقونة الشهيد مار جرجس الروماني تحمل معنى رمزياً : فالعروس التي تظهر في الأيقونة تُشير إلى الكنيسة التي تتطلع إلى أبنائها الشهداء بفرحٍ واعتزازٍ . والتنين يُشير إلى الشيطان الذي يحرك العالم الشرير ضد الإيمان. والحربة تشير إلى صليب رب المجد يسوع الذي يهب النصرة. وهزيمة التنين تُشير إلى هزيمة الشر ومصدره (إبليس) بقوة الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون داوود الشيخ البار وقزما وداميان | الولادة: – الوفاة: 303 لقد جعل القدّيسان رجاءهما كلّه في السماوات، فكنزا لهما كنزاً لا يسلب، فنهما أخذا مجاناً فيمنحان الأشفية للمرضى مجاناً، واتّبعا قول الإنجيل فلم يقتنيا فضّة ولا ذهباً، بل كانا يمنحان إحساناتهما للناس والبهائم حتى يكونا خاضعين للمسيح في كل الأحوال، وهما الآن يتشفّعان بدالة في نفوسنا”. هذا ما تنشده الكنيسة يوم عيد القدّيسين قزما ودميان، في صلاة المساء، موجزة سيرتهما في المسيح ومبيّنة الركائز التي على أساسهما نسألهما الشفاعة لدى الرب الإله. لا نعرف الكثير عن هذين القدّيسين رغم الإكرام الواسع الذي لقياه في الشرق والغرب معاً ورغم كثرة الكنائس التي شيّدت على اسميهما على مدى العصور. كان موطنهما ناحية من نواحي أفسس في آسيا الصغرى. وثمّ من يقول أنهما ولدا في بلاد العرب. وكان أبوهما وثنياً وأمهما مسيحية اسمها ثيودوتي. وقد توفي الأب وولداه بعد صغيرين فرّبتهما والدتهما على المسيحية وأحسنت حتى التصق اسمها باسمي ولديها كأم بارة في الكنيسة. تلقن قزما ودميان جملة من معارف ذلك الزمان وعلومهما فبرعا فيها. لكن تنشئة أمهما لهما على حياة الفضيلة ما لبثت أن جعلتهما يفطنان إلى بطلان الفلسفة وحكمة هذا الدهر إزاء حكمة المسيح فاستصغرا المعارف العالمية النظرية ورغبا في التملؤ من محبة المسيح ولسان حالهما ما قاله الرسول بولس إلى أهل فيليبي: “…كل ما كان لي من ربح اعتبرته خسارة من أجل المسيح، بل إني أعتبر كل شيء خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربّي، فمن أجله تحمّلت خسارة كل شيء وأعتبر كل شيء نفاية لكي أربح المسيح ويكون لي فيه مقام” (8:3-9). وقد أفضى بهما هذا اليقين إلى الإقبال على الطب بنية تسخير العلم للمسيح وخدمة الكلمة والعناية بالمريض. فانكبا على الدرس والتحصيل حتى برعا، بنعمة الله، أي براعة. وبالإيمان ومحبة المسيح والطب انفتح لهذين المجاهدين باب عريض على الخدمة وتمجيد الله. فكان دأبهما رعاية المرضى بالمجّان عملاً بالقول الإلهي: “مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا” (متى 8:10). وقد سلكا في ذلك في حرص شديد حتى ليقال أن قزما خاصم أخاه دميان مرة خصاماً شديداً لأنه تلقى ثلاث بيضات من امرأة مريضة فأبرأها. إلى ذلك سلك الأخوان في العفة والفقر خاضعين للمسيح في كل حال. وقد امتدّت عنايتهما بالمرضى إلى البهائم لأنها هي أيضاً من إبداع الله وتحت الألم. واستمر قزما ودميان على هذا المنوال زماناً سخرا خلاله الأعشاب والأدوية وكل فكر وجهد محبة بالقريب فرضي الله عنهما ومنّ عليهما بنعمة الشفاء بكلمة الإيمان واللمس على منوال الرسل. من ذلك الوقت أضحت الصلاة واسم الرب يسوع وحده الدواء الشافي لكل مرض أو عاهة تعرض لهذين القدّيسين. فتقاطر عليهما الناس من كل صوب يسألون السلامة. وكان كل قاصد لهما يحظى بالتعزية والبركة والشهادة لاسم الرب يسوع. ثابر هذان الخادمان على عمل الله، دونما كلل، طويلاً، وكانا يتجدّدان أبداً في الصلاة والصبر والاتضاع والتماس رضى العليّ إلى أن رقدا في الرب ودفنا في موضع يعرف بالفرمان. وقد شيّدت فوق ضريحهما كنيسة لم ينقطع سيل المتدفقين عليها جيلاً بعد جيل، السائلين شفاعة القدّيسين، النائلين برفاتهما بركة الشفاء من عاهات النفس والجسد. أما كيف رقدا فغير معروف تماماً. ففيما يؤكد بعض المصادر أنهما استشهدا في زمن الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس عام 303 للميلاد، تميل مصادر أخرى إلى القول بأنهما رقدا بسلام دون أن تعطي لذلك تاريخاً محدداً. طروبارية باللحن الثالث أيها القديسانِ الماقتا الفضة، والصانعا العجائب، افتقدا أمراضنا، مجاناً أخذتُما، مجاناً أعطيانا. قنداق باللحن الثاني أيها الطبيبانِ المجيدانِ، الصانعا العجائب، يا مَن نلتُما نعمةَ الأشفية، امنحا القوةَ للذِينَ في الشدائد، وبافتقادكما أحطما بأسَ المحارِبين. شافيَيْنِ العالمَ بالعجائب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون الشهداء الخمسة | الولادة: – الوفاة: – القديسون الشهداء أكندينوس وأفطونيوس وأنمبوذيستس وإلبيذيفورس وبيغاسيوس عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة في بلاد الفرس في أيام الملك شابور الثاني (339-379 م). كان أكندينوس وبيغاسيوس وأنمبوذيستس موظفين كباراً في القصر الملكي وكانوا، في سرّهم، مسيحيين غيارى. وحدث في ذلك الزمان أن حمل الملك على المسيحيين. وإذ أسرّ إليه بعض الوشاة خبر هؤلاء القدّيسين الثلاثة ألقى جنوده القبض عليهم. وبعد أن أذلوهم وجلدوهم ساقوهم إلى حضرة الملك للمحاكمة. كان الملك يتطاير حنقاً وغضباً على الثلاثة فيما وقفوا هم ثابتين هادئين واثقين بالمسيح الساكن فيهم. فتح الملك فاه وأمطر المتهمين شتماً وتقريعاً متوعداً إياهم بأشد العقوبات إن لم يرعووا ويعودوا إلى عبادة الشمس نظير آبائهم من قبلهم. وإذ أبى القدّيسون الانصياع وقالوا أنهم يعبدون لا الشمس المنظورة بل الشمس العقلية التي هي المسيح الملك، أطلق شابور العنان للسانه تجديفاً على اسم الرب يسوع. فما كان من الثلاثة سوى أن أخرسوه بصلاتهم القلبية فاختنق صوته فيه وأمسى في حالة يرثى لها. وإذ رآه أكندينوس ورفيقاه في ضيق شديد رقّوا له وأعادوا إليه بالصلاة صوته آملين منه الاتعاظ والعودة عن غيّه. لكن غمامة الشر كانت كثيفة على قلبه، فأمر للحال بسوق الثلاثة إلى غرفة التعذيب وإذاقتهم أقسى صنوفه حتى كسر عنادهم وحملهم على الكفر بالمسيح. مدّد الثلاثة على أسرّة من حديد محمّى ثم ألقوا في خلقين من الرصاص المذاب بالنار فلم يصبهم، بنعمة الله، أي أذى فاستغرب الحاضرون. وقد حرّك المشهد قلب أحد الحراس المدعو أفطونيوس فصرخ شاهداً: “عظيم هو إله المسيحيين!”، فقطع رأسه للحال وانضم إلى مصاف الشهداء المعتمدين بدمائهم. وعاد الملك فأمر بتعذيب أكندينوس ورفيقيه على مرأى من الجمع الغفير. وإذ عاين الجميع العجب وعجز الجلاّدين، رغم فظاعة أفعالهم، عن ثني الثلاثة عن عزمهم المبارك، آمن بالمسيح جمهور كبير قيل أنه بلغ سبعة آلاف نفس، كما آمن عضو بارز في المشيخة اسمه ألبيذيفورس بالإضافة إلى والدة الملك شابور نفسه وثمانية وعشرين من رفاق القدّيسين الثلاثة. هؤلاء جميعاً، ساقهم الملك إلى الموت فقضوا، بعضهم حرقاً وبعضهم بحد السيف فحققوا إيمانهم وأنجزوا سعيهم وحازوا أكاليل المجد من لدن العليّ. معاني أسماء هؤلاء الشهداء: أكندينوس: لا خطر فيه. بيغاسيوس: حصان فارس المجنّح. أفطونيوس: بلا جسد. ألبيذيفورس: حامل الرجاء. أنمبويستس: بلا قيد. طروبارية باللحن الثاني مغبوطةٌ الأرضُ المخصبة بدمائكم يا مجاهدي الرب، ومقدَّسةٌ المظالّ المتقبْلة أرواحَكم، لأنكم في الميدان قَهرتُم العدوَّ، وكرزتم بالمسيح بدالَّةٍ، فنتضرَّع إليكم أن تبتهلوا إليهِ، بما أنهُ صالحٌ ليخلص نفوسنا. قنداق باللحن الأول إن جنودَ المسيح قد تلألأُ في الأرض، بمثابة كواكب غير ضالة لشمس العدل، مبدِّدين قتامَ الأهواء، ومفيضينَ للكل النعمة الغزيرة بسخاءٍ، ويمنحون الخلاص بدون خطر، وبرجاءِ الإيمان. تعيد لهم الكنيسة الأرثوذكسية في 2 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف وآيثالا وغريغوريوس وأكبسيماس | الولادة: – الوفاة: – نقل جسد القديس جاورجيوس – القديسون يوسف وآيثالا وغريغوريوس وأكبسيماس في أواخر العقد الرابع من القرن الرابع الميلادي(338-340) اجتاحت المسيحيين في بلاد فارس موجة اضطهاد واسع النطاق كان أول شهدائنا الشهيد في رؤساء الكهنة سمعان الفارسي الذي تعيّد له الكنيسة في اليوم السابع عشر من شهر نيسان من كل عام. هذه الحملة امتدّت أربعين سنة وكان خاتمتها الشهداء الثلاثة الذين نعيّد لهم اليوم : أبسيماس ويوسف وأيثالا. ففي زمن الملك الفارسي شابور الثاني، وبالتحديد في أواخر العقد الثامن من القرن الرابع (376-379) منح شيوخ المجوس سلطات واسعة خوّلتهم ملاحقة المسيحيين في كل مكان واستعمال كافة الأساليب والوسائل اللازمة لمحو المسيحية من البلاد. الحجة في ذلك كانت ثلاثية: أولاً: لأن المسيحيين يشكلون خطراً حقيقياً على التراث، لاسيما عبادة الشمس والنار. ثانياً: لأن المسيحيين يهدّدون الجنس الفارسي بالانقراض حيث يشيّعون أن العذرية أسمى من الزواج. ثالثاً: لأن المسيحيين يأبون الرضوخ للملك وسلطانه الشامل على رعاياه، فهم، بهذا المعنى، ثوّار متمرّدون يتهدّدون المملكة من الداخل. لهذه الأسباب مجتمعة صدرت الأوامر، باسم الملك، بإلقاء القبض على أكبسيماس أسقف مدينة باكا، في مقاطعة أونيتي واستيق للاستجواب. كان أكبسيماس شيخاً في الثمانين من العمر وقوراً، ممتلئاً حسنات حيال الفقراء والغرباء، كثير الأصوام والصلوات والسجود، يذرف الدموع، على الدوام، مدراراً. فحالما ألقى الجنود عليه الأيدي بادره بعض أصدقائه مطمئنين بالقول: “لا تخف يا أبانا، سنحافظ لك على دارك!” فتطلع إليهم وقال: “ليس هذا البيت بعد اليوم بيتي. فانا لا أملك غير المسيح. هو وحده ربحي. أما الباقي فلم يعد له وجود عندي”. وأخذ أكبسيماس إلى مدينة أربيل حيث اعترف أمام المجوس ولم ينكر أنه يكرز بالإله الواحد ويدعو الناس على التوبة وعبادة الخالق دون المخلوق، فأشبعوه لطماً وجلداً وألقوه في سجن مظلم. ثم إنه حدث في ذلك الوقت أن ألقي القبض، وللأسباب عينها، على يوسف الكاهن من بيت كاتوبا. هذا أيضاً كان شيخاً ناهز السبعين من العمر. كما أمسك العسكر الشماس أيثالا من بيت نوهورا وكان في الستين من العمر. هذان استيقا إلى مدينة أربيل أيضاً حيث مثلا أمام شيوخ المجوس هما أيضاً. هدّد الحاكم يوسف الكاهن بالموت بتهمة إفساد الناس بالسحر الذي كان يمارسه، وكان يقصد بذلك إقامة الأسرار المقدّسة، فأجاب يوسف: “نحن لا نمارس السحر بل نعلّم الناس الحقيقة لكي ينبذوا الصور التي لا حياة فيها ويعرفوا الإله الحي الحقيقي وحده”. فأردف الحاكم قائلاً: “ولكن الملك وحده على حق…”، فأجابه يوسف “إن الله يحتقر الكبرياء والعظمة والغنى في هذا العالم. أجل نحن فقراء مساكين، ولكننا ارتضينا ذلك لأنفسنا طوعاً. نحن نعطي الفقراء من عرق جبيننا، أما أنتم فتسرقونهم. ليس الغنى سوى وهم وخيال يزول بزوال الحياة على الأرض. وهذا هو السبب في أننا لا نتعلق به لكي نحسب أهلاً للمجد الآتي”. أثار هذا الكلام حفيظة الحاكم فأوعز إلى رجاله بمعاقبة يوسف، فأشبعوه ضرباً بقضبان الرّمان الشائكة حتى جرّحوا جسمه كله. ثم جيء بأثيالا فأمر بعبادة الشمس وشرب الدم واتخاذ امرأة لنفسه والانصياع لأوامر الملك وإلا واجه التعذيب والموت فأبى قائلاً:”خير لي أن أموت لأحيا من أن أحيا لأموت إلى الأبد”. فأخضعوه، للحال، للتعذيب. وبعدما جلدوه وحطّموا يديه ورجليه وألقوه في السجن المظلم الذي ألقي فيه أكبسيماس ويوسف. بقي الثلاثة في السجن ثلاثة أشهر غيّر الحرمان والبرد والرطوبة والمعاناة خلالها هيأتهم حتى قيل إنه ما كان بإمكان إنسان مهما قسى قلبه أن يرى منظرهم المريع ولا ينفطر أسى عليهم. ثم بعد استجوابات إضافية حاول المجوس خلالها تحطيم مقاومة هؤلاء المعترفين الثلاثة دون جدوى، سقط أكبسيماس صريعاً تحت الضرب، فيما ألزم بعض المسيحيين برجم يوسف وأيثالا حتى الموت. وهكذا قضى هؤلاء الشهداء الثلاثة واضعين بدمائهم حداً لتلك الحملة الشرسة التي طالت المسيحيين أربعين سنة في ذلك الزمان. طروبارية باللحن الرابع شهداؤُك يا رب بجهادهم، نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. قنداق باللحن الثاني لقد خدمتَ الأسرار الإلهية أيها الحكيم خدمةً شريفة، فصرتَ يا كلّي الغبطة ذبيحة مقبولةً، فإنك شربتَ كأس المسيح بمجدٍ أيها القديس أكبسيماس مع المجاهدين معك، فتشفَّعْ بغير فتورٍ من أجلِ جميعنا. تعيد لهم الكنيسة في 3 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوانيكيوس الكبير البار | الولادة: 754 الوفاة: 846 راعياً : ولد القدّيس يوانيكيوس في قرية اسمها ميرقاتا في مقاطعة بيثينيا في العام 754 للميلاد. كان والده ميرتريك وأنسطاسيا من العامة وقد جعلاه ناظراً للخنازير وهو في السابعة من عمره. نشأ على التقوى لكنه أخذ عن والديه عداوتهما للأيقونات في زمن احتد فيه النزاع بين مدافع عنها ومحارب لها. وقد بقي كذلك إلى سن السادسة والثلاثين حين التقى شيخاً راهباً أبان له التعليم القويم بشأنها وردّه عن ضلاله. ويبدو أن حبّه للعزلة في تلك المرحلة من حياته تفتّق كبيراً حتى قيل أنه كان يرسم إشارة الصليب على قطيعه ليحفظها من الضياع ويستغرق في صلاة عميقة لساعات في هدأة التلال والوهاد. جندياً: انخرط يوانيكيوس في الجندية وهو في سن التاسعة عشرة فأبدى بسالة منقطعة النظير وأبلى البلاء الحسن في الحرب البلغارية (795 م). وقد لاحظه الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السادس وأراده في عداد قوّاته الخاصة، لكن نفس يوانيكيوس كانت قد مجّت مناظر الحرب والمذابح وبان لهما بطلان الحياة الدنيا، فقام إلى الإمبراطور مستأذناً، ثم اعتزل الجيش ووجّه طرفه ناحية الجندية الملائكية ورغب في الحرب اللامنظورة. راهباً: كانت وجهة سير يوانيكيوس جبل الأوليمبوس في بيثينيا، موئل الرهبان الأول في ذلك الزمان. وقد رغب في الحياة النسكية منذ بداية الطريق، لكنه اقتنع، لدى استشارة الآباء، أن يكون أول دخوله الحياة المشتركة. من أجل ذلك التحق بأحد الديورة وخضع لطاعة رؤسائه. وكما اعتاد خوض المعارك في الجيش، خاض في الدير معركة لا هوادة فيها ضد حب الذات والأهواء والتجارب على اختلافها. ثم بعد سنتين عاد شوقه إلى الحياة النسكية يتقد من جديد. وقد بقي أسبوعاً كاملاً غارقاً في صلاة حارة إلى ربه أن يهديه إلى أب روحي يقوده على طريق الكمال. لم يذق خلال ذلك ولا كسرة خبز. وفي اليوم السابع حضره ناسكان أنبآه بالآتي وأعطياه رداء من شعر وصليباً ليكونا له عوناً في معاركه ضد أرواح الظلمة. مذ ذاك انطلق يوانيكيوس إلى حياة التوحد والنسك التي طالما اشتهى. مجاهداً كبيراً: سلك يوانيكيوس في التوحد أربعة عشر عاماً أقام خلالها في المغاور الجبلية النائية. وكان يضطر بين الحين والحين إلى هجر منسكه إلى غيره لذيوع خبره. ويبدو أن جهاده ضد قوى الظلمة كان ضارياً حتى بات يتحدّى الشياطين. يروى عنه، بهذا المعنى، أنه التقى مرة عذراء كان شيطان الزنى يعذّبها. فتحنّن عليها وسألها أن تضع يدها على عاتقه، ثم قال: “لتنتقل إليّ، بقوة الرب يسوع المسيح، التجربة التي عليك!”، فانتقلت. وعادت العذراء إلى ديرها في سلام ويوانيكيوس إلى مغارته وهجمات شيطان الزنى عليه ولا أشد. إلى ذلك يذكر أن طعام يوانيكيوس خلال هذه الفترة اقتصر على الخبز والماء وكان بكميات قليلة جداً. كما أمضى سنة كاملة مربوطاً إلى سلسلة حديدية ثقيلة. يوانيكيوس وخلاص النفوس: أخيراً، عرّفه الله في رؤيا أنه قد آن له الأوان ليعمل لخلاص النفوس. فقام إلى أحد الديورة القريبة من الناس واتخذ لنفسه فيها مقراً. وقد ظهرت لديه مواهب جمّة كالتبصر والنبوءة ومعرفة مكنونات القلوب والتعاطي مع الحيوانات على منوال آدم في الفردوس، يروّض المفترس منها، وله سلطان على الأفاعي. يمشي على المياه، ويظهر ويختفي ساعة يشاء. في كل ذلك كان يوانيكيوس في منتهى التواضع والوداعة. وكان في القامة عملاقاً. أخذ يوانيكيوس يستقبل زائريه فيعزّي النفوس القلقة ويصلح الخطأة ويقوّم الهراطقة ويبرئ المرضى. كان الكل للكل دون أن يفقد هدوء النفس وحالة اللاهوى التي منّ بها الله عليه مجازاة له على أعماله. أسس يوانيكيوس في حياته ثلاثة أديار استقطبت العشرات، لا بل المئات من الرهبان. دخل أحد تلاميذه مرة قلايته خلسة فألفاه معلقاً في الهواء، على علو ذراعين عن الأرض وكانت نفسه في الغبطة. جاءه مرة بعض الزوّار المشككين بما سمعوه عن عجائب الله فيه فاستقبلهم وقدّم لهم طعاماً. وأثناء المائدة ظهر دب فجأة فأثار الرعب في نفوس الحاضرين فدعاه القدّيس بصوت لطيف فجاء وسجد أمامه. فأمره أن يسجد أمام المدعوين، ثم التفت إليهم قائلاً: “لما خلق الله الحيوانات كانت توقّر الإنسان لأنه على صورة خالقه. ولكن لمّا تعدّى الشريعة صار يخافها. فإن نحن أحببنا الرب يسوع وحفظنا وصاياه فلا يقدر حيوان أن يؤذينا”. مدافعاً عن إكرام أيقونات: إلى ذلك لعب القدّيس يوانيكوس دوراً مهماً في الدفاع عن الإيمان القويم لاسيما ما يختص بإكرام الأيقونات، وكانت تربطه بالبطريرك مثوديوس القسطنطيني صداقة عميقة. قيل أن الإمبراطور ثيوفيلوس، وهو أكثر الأباطرة المضطهدين للإيقونات تشدداً، بدا يشك في سنواته الأخيرة في صلاح قناعاته. فقام وأوفد إلى يوانيكيوس بعثة يستشيره فكان جواب القدّيس واضحاً صريحاً لا مساومة فيه: “ومن لا يكرم أيقونات الرب يسوع المسيح ووالدة الإله والقدّيسين لا يدخل ملكوت السموات حتى ولو كانت حياته على الأرض منزّهة عن كل شائبة. فكما يعاقب من يحتقرون صورتك، أيها الإمبراطور، بقسوة، كذلك يلقى من يسخرون من أيقونة المسيح في النار الأبدّية”. ومرت سنة على مشورة القدّيس يوانيكيوس للإمبراطور(842) وإذا بهذا الأخير ينطرح على سرير المرض وتأتي ساعته، فيؤتى له بناء لطلبه بأيقونة السيد فيقبلها ويضمها دامعاً نادماً ويلفظ أنفاسه. وبوفاة الإمبراطور ثيوفلوس انتهت حرب الأيقونات. وقد كانت نصيحة القدّيس يوانيكيوس لما استشير أن يُعامَل محاربو الأيقونات بروية واعتدال ويُبتَعد عن القسوة. رقاده: رقد القدّيس يوانيكيوس بسلام في الرب في الرابع من تشرين الثاني من العام 846 للميلاد بعدما أسرّ إليه الله بيوم وفاته. وقد عاين رهبان جبل الأوليمبوس عاموداً يرتفع من الأرض إلى السماء يوم وفاته. وإلى رفاته تنسب عجائب كثيرة وإليه تعزى الصلاة المعروفة: “الآب رجائي والابن ملجأي والروح القدس وقائي أيها الثالوث القدوس المجد لك”. طروبارية باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار يوانيكيوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع لقد اجتمعنا اليوم نحن المؤمنين جميعاً في تذكارك الشريف، متوسلين إليك يا يوانيكيوس، بأن ننالَ مِنْ لدن الرب رحمةً. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 4 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسان الشهيدان غلقتيون وزوجته أبيستيم | الولادة: – الوفاة: 253 عاش هذان القديسان في مدينة حمص في أيام الإمبراطور الروماني داكيوس وفيها استشهدا. كان غلقتيون من عائلة وثنية ثرية حرمت ثمرة البطن زماناً إلى أن مرّ بها راهب يستعطي اسمه أونوفريوس. هذا لما رأى امارات الحزن مرتسمة على محيا المرأة، أم غلقتيون العتيدة، سألها ما بها فأجابته أنه لا ولد لها. فقال لها إن هذا بتدبير من الله حتى لا تقدّم مولودها للشياطين وأنها ستبقى كذلك إلى أن تؤمن بالإله الحقيقي، يسوع المسيح، الذي ينادي به هو. فتحرك قلب المرأة فبشّرها وعمّدها. وإن هي سوى فترة قصيرة حتى حبلت. وفي زمان الولادة أنجبت صبياً سمته غلقتيون وأقنعت بعلها فآمن واعتمد هو أيضاً. وكبر الصبي وبلغ العشرين فشاء أبوه بعد وفاة أمه أن يزفّه إلى صبية تليق به. ولما لم يكن متمسكاً بمسيحيته كمثل زوجته اختارها وثنية اسمها أبيستيمي. وإذ لم تكن عادة ذلك الزمان أن يقاوم الأبناء آباءهم في مسائل الزواج، رضخ غلقتيون للأمر الواقع. لكنه أبى أن يقرب عروسه ما لم تصر مسيحية أولاً. ولما أبدت هي استعداداً علّمها فآمنت واعتمدت. وما أن مضت على معمودية أبيستيمي ثمانية أيام حتى رأت في الحلم السماء مفتوحة ومجد الذين ارتضوا أن يحفظوا أنفسهم بتلاً من أجل الله. فلما أفاقت من النوم أخبرت غلقتيون بما شاهدت، فقرّر الاثنان السلوك في البتولية. ثم أن موجة جديدة عنيفة ضد المسيحيين ثارت في ذلك الزمان فجرى القبض على الزوجين كليهما وقدّما إلى المحاكمة. ولما ثبت للحاكم أرسوز أنهما مسيحيان متمسكان ولا سبيل لاستعادتهما إلى الوثنية أسلمهما لعذابات مروّعة. فأشبع الاثنان ضرباً وجلداً ثم عرّى الجند أبيستيمي وعرّضوها للهزء. كما قطعوا لسانيهما وعمدوا إلى بتر أيدهما وأرجلهما، وأخيراً ضربوا عنقيهما. فجاء أحد خدّام أبيستيمي المتنصرّين، المدعو افتوليوس، ورفع بقاياهما ودفنهما. وهو الذي كتب سيرتهما. طروبارية باللحن الرابع شهيداكَ يا رب بجهادهِما، نالا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلص نفوسنا. قنداق باللحن الثاني يا غلقتيون المجيد مع زوجتك الموقرة والمجاهدة معك أبيستيمي، لقد أُحصيتما مع جماهير شهداءِ المسيح بجهاداتكما الثابتة، إذ جاهدتما ببهجة، تعيد لهم الكنيسة الأرثوذكسية في 5 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بولس المعترف بطريرك القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: 351 “أيها الأب البار، لما توشّحت بحلّة رئاسة الكهنوت، طفقت تقتدي بسميّك بولس محتملاً الاضطهادات والشدائد. وبأتعابك الذاتية نقضت عقائد آريوس ذات التجديف. وبما أنك تألمت من اجل الثالوث الأزلي المتساوي الجوهر، حطمت مكدونيوس الملحد، محارب الروح. وإذ أوضحت للجميع الإيمان المستقيم الرأي، فأنت تسكن مع الملائكة العادمي الهيولى. فمعهم ابتهل الآن في خلاص نفوسنا”. هذا ما تصدح به الكنيسة في عيد القديس بولس المعترف، رئيس أساقفة القسطنطينية، الذي يعتبر بحق احد أبرز المدافعين العمالقة عن الإيمان القويم في وجه الهرطقات عموماً، ولاسيما الهرطقة الآريوسية، مثله مثل نظيره الاسكندري القدّيس اثناسيوس الكبير واوسطاتيوس الأنطاكي ومركلس، أسقف أنقرة. ولد في تسالونيكي في أواخر القرن الثالث، أو أوائل القرن الرابع للميلاد. جاء القسطنطينية يافعاً، ولم يلبث أن انضم إلى خدّام الكنيسة فيها. أبدى منذ أول عهده بالخدمة تمسّكاً بالإيمان القويم اقترن بالصلابة والتقوى والطهارة في المسرى والوداعة. وقد سامه البطريرك الكسندروس، في وقت قصير نسبياً، شماساً ثم كاهناً وكانت عينه عليه. ولما شعر البطريرك بدنو أجله في العام 336 م، سئل بمن يشير خلفاً فكان جوابه: إذا رغبتم في راع فاضل وصاحب إيمان قويم وعلم جزيل فعليكم ببولس الكاهن. وإذا ما آثرتم رجلاً وسيم الطلعة، فصيح اللسان، يتقن مراسم العظمة ويتبع مظاهر الجلال فعليكم بمكدونيوس الشمّاس. فما أن فارق البطريرك حتى جرى اختيار بولس. ولكن كان هذا إليه إيذاناً بعهد لم يعرف خلاله طعم الراحة لأن ما لحقه من الافتراء والتنكيل والاضطهاد من الآريوسيين، لم يتوقف، وكان هو ثابتاً راسخاً شامخاً كالطود، رمزاً للإيمان القويم، حتى الموت. خمس مرات أبعد عن كرسيه وشعبه وأربع مرات عاد. ثلاث مرات لجأ إلى رومية. مرّتان أخذ بالحيلة وقيّد بالسلاسل واقتيد إلى المنفى. والشعب وقف بجانبه في مواجهة الدولة التي آزرت إتباع آريوس، لاسيما الإمبراطور قسطانس. وكم من صدام دموي حصل بسببه بين المؤمنين والعسكر حتى أن الدولة لم تعد تجرؤ على اتخاذ أي تدبير علني ضد بولس مخافة رد الفعل الشعبي. وقد كانت المواجهة ضارية أحياناً إلى درجة أن قائداً أوفده قسطانس لوأد ما اعتبره فتنة، اسمه هرمجان، انقضت عليه الجموع وقتلته وجرّت جثته في الشوارع وأحرقت منزله. كل ذلك زاد من حقد الآريوسين على بولس، كما زاد من سعي الإمبراطور إلى التخلص منه بكل الطرق الممكنة. وما كان ليحتمله، أحياناً، إلا مرغماً لأن الإمبراطور قسطان، سيّد الإمبراطورية في الغرب وأخ الإمبراطور البيزنطي قسطانس، كان أرثوذكسياً وكان يستعمل نفوذه، لدى أخيه، لإعادة بولس إلى كرسيّه. و لاشك أنه كان للبابا الرومي يوليوس دوره في ذلك. ومما عمله أنه دعا على مجمع في سرديكا (347م) أدان فيه الأساقفة الآريوسيين وطلب إعادة الأساقفة الأرثوذكسيين إلى كراسيهم. ولكن، بقيت الأمور تتقلب إلى أن جرى نفي بولس إلى كوكوزا، في أقاصي أرمينية، إلى حيث سينفى أيضاً القديس يوحنا الذهبي الفم، بعد نصف قرن تقريباً. وفي كوكوزا تحمل بولس الجوع والعطش والتعب ولهب الشمس. أخيراً، فيما كان، مرة، يقيم الذبيحة الإلهية، دخل عليه الآريوسيين وخنقوه. وقد كان ذلك في العام 351 للميلاد. ثم أنه جرى نقل رفات القديس بولس إلى القسطنطينية في أيام الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (381م). بعد ذلك سطا عليها الصليبيون ونقلوها إلى البندقية في العام 1236م، حيث ما تزال إلى اليوم. طروبارية باللحن الثالث أيها الأب البار، إنَّ اعترافك بالإيمان الإلهي، جعلك بولساً آخر للكنيسة، وغيوراً في الكهنة، ودمك يهتف إلى الرب مع دم هابيل ودم زخريا الزكي، فابتهل إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى. قنداق باللحن الثاني بما أنك أشرقتَ في الأرض مثل كوكبٍ ذي نورٍ سماوي، فأنتَ تنير الآن الكنيسة الجامعة، التي من أجلها جاهدتَ يا بولس باذلاً نفسك، وكدم زخريا ودم هابيل يصرخ دمك إلى الرب علانيةً. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 6 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس لعازر البار العجائبي | الولادة: 968 الوفاة: 1054 ولد لعازر في قرية مجاورة لمغنيزيا في العام 968 م. وقد نقلت عن ولادته روايات شتى إن دلّت على شيء فعلى أنه كان إناء مختاراً لله منذ الطفولية. فثم حديث عن عمود نور انتصب فوق منزله الوالدي ساعة ولادته، وثم حديث آخر عن نور ملأ البيت وأرعب النسوة اللواتي كن حاضرات وقت الولادة ففرن من المنزل مذعورات. أنى يكن الأمر فسيرة لعازر كانت فريدة إذ أن والديه نهجا في تربيته نهج العارفين بأن الولد كان مختار من الله، لذلك اعتنيا بتربيته على التقوى والكتب المقدسة. وكان لعم له، راهب، دور بارز في تنشئته في هذا الاتجاه. خلال ذلك امتاز لعازر بالتواضع وحلاوة المعشر والرصانة والإقبال على الصلوات بشغف وهمّة. كما كانت له محبة فائقة للفقراء جعلته يبدّد كل ما كانت تصل إليه يده، قليلاً كان أو كثيراً. تنقّل لعازر بين عدة أديرة، وقيل أنه كان شرهاً في الأصوام كما النهمون في المأكول. سلوكه في الطاعة وقطع المشيئة كان مثالياً. وقد عاش متوحداً في مغارة سبع سنوات واجه فيها ببسالة صنوف التجارب وكثافتها. بعد ذلك انتقل إلى أورشليم وأقام زمناً في دير القديس سابا. وتشاء العناية الإلهية أن يتعاطى النسك على عمود نظير سمعان العمودي. وقد ذاع صيته في كل أفسس والمنطقة حتى كان الناس يقصدونه من أماكن بعيدة لينالوا بركته ويتزودوا بإرشاداته. الفقراء أيضاً كانوا يأتونه من كل صوب وكان يعطيهم كل ما لديه ولا يبقى لنفسه شيئاً. ويقال أن تلميذيه تركاه في وقت من الأوقات لأنهما قالا أنه يبدّد كل شيء فبماذا نقتات نحن. سبع سنوات قضاها على العامود لم يعرف خلالها طعاماً غير الماء والقليل من خبز الشعير، ولا نوماً غير دقائق كل يوم. إلى ذلك كان يشد نفسه إلى سلاسل من حديد. بعد ذلك عاش في مغارة من جديد وعاد إلى العمود ثانية وثالثة. وقد اجتمع حوله التلاميذ بالعشرات. وكان هو في ارتقائه في مراقي النور الإلهي يتابع تلاميذه في أتفه تفاصيل حياتهم الروحية. منّ الله عليه بموهبة البصيرة والنبوءة. وقد عرف التاريخ رقاده سلفاً، ولكنه، نزولاً عند رغبة تلاميذه المتوسلين إليه، سأل والدة الإله أن تطيل عمره على الأرض قليلاً فأعطته خمسة عشر عاماً إضافية. وفي الثامن من شهر تشرين الثاني من العام 1054 للميلاد ودّع ورقد بسلام في الرب. طروبارية باللحن الثامن بمجاري العبارات في صلوات الأسهار أغرقتَ الغمودَ. وبالتنهدات التي من الأعماق أثمرَتْ أتعابُك إلى مئة ضعفٍ، فصرت راعياً موزّع الغفران للمتقدمين إليك، فيا أبانا البار لعازر، تشفعْ إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع إن كنيسة المسيح تمجدك بالترنيمات بسرورٍ، بما أنك كوكبٌ عظيم، فلذلك لا تزالْ متشفعاً إلى المسيح، أن يمنح للجميع غفرانَ الزلاَّت. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 7 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رئيسا الملائكة ميخائيل وجبرائيل | الولادة: – الوفاة: – جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوي العادمة الأجساد منذ أقدم الأزمنة وللملائكة في العبادة ذكر ولها في حياة العابدين دور وأدوار حتى يكاد لا يخلو أكثر أسفار العهد العتيق من وقفة عندها أو إشارة أليها. غير أنه كان دائماً ثمة خطر أن يُغفل القوم طبيعة الملائكة الشفافة التي يفترض أن تشير إلى السيد الرب دون أن تشهد لنفسها. فإذا ما وقف الناس عندها وشغفوا بها دون الإله الحي الحقيقي، سقطوا في الهرطقة. مثل ذلك ما سقط فيه العبرانيون قبل الملك حلقيّا، على ما ورد في كتاب الملوك الثاني (23: 5)، حيث نقرأ أن كهنة الأصنام الذين أقامهم ملوك يهوذا كان يحرقون البخور “للبعل والشمس والقمر والأبراج ولجميع قوات السماء”. ومثل ذلك ما نبّه إليه الرسول بولس بقوله: “لا يخيُبكُم أحد من جعالتكم مبدعاً مذهبَ تواضعٍ وعبادةً للملائكة”، ومثل ذلك أيضاً ما أشار إليه القانون الخامس والثلاثون من مجمع اللاذقية في فريجية (343- 381م) بشأن عبادةٍ للملائكة شاعت في ذلك الزمان فأعلن أنه: “لا يجوز للمسيحيين أن يتركوا كنيسة الله ويذهبوا ويبتهلوا للملائكة ويجمعوا جماعات. فكل هذا ممنوع. وكل من يمارس عبادة الأصنام في الخفية فليكن مُبْسَلاً (مقطوعاً) لأنه ترك ربنا يسوع المسيح وتبع عبادة الأوثان”. ثيودوريطس المؤرخ (393- 466م) قال إن عبادة الملائكة شاعت في فريجية وبيسيدية وطال أمدها وأنه كان فيها معابد لميخائيل رئيس الملائكة. والقديس ابيفانوس القبرصي قال إنه كان يوجد شيعة قديمة تدعى شيعة الملائكيين كانت تعلِّم أنه يجب ألا نطلب المعونة من المسيح أو نقدّم أنفسنا لله بواسطته لأن هذا فوق ما تستحقه الطبيعة البشرية لأن يسوع المسيح نفسه هو فوق البشر. وعوض ذلك، يجب أن نطلب معونة الملائكة. كل ذلك يدعو إلى تقصي الحقائق بشأن الملائكة: من هم؟ ما هي ميزاتهم؟ ما هو دورهم؟ ما هي مراتبهم؟ وما هي أسماءهم؟ بكلمة، ما تعلِّمه الكنيسة بشأنهم. يُذكر أن من استفاض في الحديث عن الملائكة كان، بصورة أخص، كاتبُ مؤلَّف “المراتب السماوية” المعروف بديونيسيوس الأريوباغي المنحول. طبيعة الملائكة: الملائكة مخلوقات إلهية نعرّف عنها بـ”الأنوار الثانية” حيث إن الإله البارئ هو النور الأول غير المخلوق. وهي ثانية لأنها تقتبل بنعمة الروح القدس إشعاعات النور الأول وتشترك في سرمديته. أبدعها الله قبل العالم المنظور الذي نعرف، وكمَّلها بالقداسة، جاعلاً إياها أرواحاً وخدّاماً كلهيب النار (انظر المزمور 103). واسمها معناه في الأصل اليوناني “رسلٌ”. وهي حرة من ثقل الجسد، عاقلة وفي حركة دائمة لا تتوقف. تعاين الله على قدر طاقتها ولها من المشاهدة قوتٌ لذاتها وثبات وعلة وجود. وهي وإن كانت حرة من انفعالات الجسد لكنها ليست بلا هوى كمثل الله لأنها كائنات مخلوقة. من هنا إن الملائكة وإن لم تكن لِتَجْنحَ إلى البشر إلا بصعوبة، لكنها ليست بمنأى عنه إمكاناً. ومن هنا، أيضاً، أن عليها أن تحسن استعمال الحرية التي يسبغها الله عليها لتحفظ ذواتها في الصلاح وتنمو في مشاهدة الأسرار الإلهية لئلا تجنح إلى الشر وتبعد عن الله. وحيث لا جسد لا توبة ترتجى. على أن الملائكة وإن كانت بلا أجساد فهي ليست غير هيولية تماماً. وحده الله كذلك، والملائكة محدودة في الزمان والمكان، ليس بإمكانها أن تكون في أكثر من مكان واحد في وقت واحد. لكن طبيعتها اللطيفة تتيح لها اجتياز العوائق كمثل الجدران والأبواب وما إليها، متى أوكل إليها السيد الرب بمهمة لدى الناس وهي لذلك تتخذ شكلاً جسدانياً يتيح لنا رؤيتها، كما أن خفتها وسرعتها الخارقة تؤهلها لاجتياز المسافات لتوّها. ولها من الله، متى أوفدها، علم كامل دقيق نفّاذ بكل ما تخرج من أجله. وإن تنبأتْ فبنعمة من عنده وأمرٍ، وهذا ليس من فضلها. رقباء على الأرض: والملائكة جعلها الله رقيباً على الأرض، تسود على الشعوب والأمم والكنائس وتضمن نفاذ المقاصد الإلهية وتمامها من نحو البشر، جماعاتٍ وأفراداً. ولكل منا بصورة غير منظورة ملاك حارس من عند الله، عينه علينا دونما انقطاع، وهو واقف لدى الله في آن، كمثل ما ورد على لسان الرب يسوع المسيح: “إياكم أن تحتقروا أحداً من هؤلاء الصغار، أقول لكم إن ملائكتهم في السماوات يشاهدون أبداً وجه أبي الذي في السماوات” (متى 18: 10-11). وهذا الملاك الحارس يوحي لنا بالصلاح عبر الضمير فيعيننا على اجتناب فخاخ الشيطان ويؤجّج فينا نار التوبة الخلاصية إن أثمنا. مراتبها: والله وحده العارف بصنف الطبيعة الملائكية وحدودِها. وهي واحدة من نحو الله، أما من نحونا فلا تعدّ ولا تحصى. والكلمة الإلهية بشأنها في سفر دانيال هي هذه: “….وتخدمه ألوف ألوف وتقف بين يديه رَبوات رَبوات” (دانيال7: 10). وهي وإن تعذر على الآدميين إحصاؤها فالتراث يجعلها في تسع مراتب موزعة على ثلاث مثلثات: أولاها تلك الواقفة أبداً في حضرة الله والمتحدة به بصورة فورية، قبل سواها ودونما وسيط. وهذه هي السارافيم والشاروبيم والعروش. فأما السارافيم فاسمها في العبرانية معناه “المشتعلة”، ولها حركة سرمدية ثابتة حول الحقائق الإلهية تؤهلها للإرتقاء بمن هم دونها في الرتبة إلى الله من خلال إزكاء الحرارة المطهّرة النورانية التي للفضيلة. وأما الشاروبيم فلها غير وظيفة، واسمها يشير إلى تمام معرفة الله. لذا نصوّرها ممتلئة عيوناً من كل صوب دلالة على أهليتها لمشاهدة النور الإلهي. وأما العروش فهي التي يستريح الله فوقها في سكون بلا هوى. وأما المثلث التالي فهو السيادات والقوات والسلاطين، وهو الحلقة الوسطى التي تبث مراسم السيد الإله على نحو منظوم وترقى بالأرواح الدنيا إلى الاقتداء بالله. وأما المثلث الأخير فينجز المراتب السماوية، وقوامه الرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة، التي بها نُبَلَّغُ المراسم الإلهية. ولما كان هذا المثلث هو الأدنى إلينا فإن الملائكة فيه هي التي تنزل علينا بهيئة جسمانية متى شاء ربها. ثم بعد المراتب الملائكية التسع يأتي آدم في المرتبة العاشرة وبه اكتملت الخليقة. ولكن آدم سقط وأضحى تحت العبودية للموت. لذلك بادر الكلمة من العلى لانتشاله من اللجّة. والقول انه اجتاز المراتب الملائكية إلى آدم وتجسّد وصلب وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات. وبالكلمة المتجسد، بالرب يسوع المسيح، اجتازت بشريتنا لا إلى حيث كانت أولاً وحسب، بل تخطت حتى المراتب الملائكية بأسرها، وسَمَت عليها لتستقر، في شخص السيد الإله الابن المتجسد، إلى يمين الله الآب. شيمتها: هذا وإن شيمة الملائكة قاطبة أن تصدح أبداً بالتسبيح بالنشيد المثلث التقديس (التريصاجيون) مشيرة به إلى العزة الإلهية وإلى دهشها المتواصل والمتعاظم إزاءه. ولنا في الإصحاح السادس من نبوءة اشعياء صورة عن ذلك: “رأيت السيّد جالساً على عرش عال رفيع، وأذياله تملأ الهيكل. من فوقه سرافيم قائمون، ستة أجنحة لكل واحد، باثنين يستر وجهه، وباثنين يستر رجليه، وباثنين يطير، وكان هذا ينادي ذاك ويقول: “قدّوس قدّوس قدّوس، رب الصباؤوت، الأرض كلها مملوءة من مجده…” (أشعياء 6: 1-3). لوسيفوروس وزبانيته: على أن القربى من النور الإلهي والقيام فيه لم يكن ليحفظ الملائكة، في شتى مراتبها، من السقوط، بل كان لبعضها سبباً. وهذا ما حدث للوسيفوروس الذي اغترَّ بنفسه بعدما وعى سمو رتبته وقربه من ربه فهوى من العلاء إلى أسافل دركات الأرض. ولنا في سفر أشعياء النبي، الإصحاح الرابع عشر، تحليل لكيفية السقوط هذه: “كيف سقط لوسيفوروس، القائم في الصباح من السماء! ذاك الذي أنفذ الأوامر لكل الشعوب تهشّم إلى الحضيض. لكنك قلت في قلبك، أصعد إلى السماء وأنصبُ عرشي فوق نجوم السماء: أجلس على قمة شامخة… ارتفع فوق السحاب. لكنك الآن تنحدر إلى الهاوية، حتى إلى أساسات الأرض…” (أشعياء 14: 12-15 الترجمة السبعينية). لم يكن لوسيفوروس سيئاً بطبعه بل بعجرفته، لذلك تمرّد على خالقه وأضحى أول من رذل الخير واختار الشر. تحوّل عن النور ليستغرق في ظلمات التواري بعيداً عن الله. على هذا ما أن تلفّظ لوسيفوروس بفكر قلبه المستكبر حتى هبط من رتبته وهوى إلى دركة الجحيم. وقد اجتذب في انحداره جماً من الملائكة من كل المراتب. وفي التراث أن رئيس الملائكة ميخائيل لما عاين ما حدث وضخامة عدد الساقطين هتف بالملائكة الباقين: “لنقف حسناً! لنقف بخوف! لنصغ!…”، وهو ما تردّده الكنيسة في خدمة القداس الإلهي. والإشارة، كما فهمها آباؤنا، هي إلى ضرورة” أن ننتبه ونستيقظ وقد مُتِّعْنَا بالوقوف في حضرة الله. لِنَعِ كونَنَا خداماً. لنحرصْ على معرفة ذواتنا وأيَّ مهوى هبط إليه الذين رغبوا في أن يكونوا مساوين لله”. هذا الحدث بالذات، هذا الدعاء، هذا الاجتماع هو ما حدا بآبائنا إلى تعيين هذا العيد، اليوم. زمن الذكرى الراهنة: هذا والذكرى اليوم مَعَادها القرن الرابع للميلاد، في زمن سلفستروس، البابا الرومي، والكسندروس، البطريرك الاسكندري. تُرى لما جعله القدامى في تشرين الثاني؟ ثمة تفسير يردّه إلى أن شهر آذار، قديماً، حسبه الأسلاف الشهر الذي كان فيه ابداع العالم. ولما أرادوا أن يشيروا إلى تسع مراتب الملائكة، أَحصوا تسعة أشهر فجعلوا العيد في تشرين الثاني. رؤساء الأجناد السماويين: ثم إنه وردت في الكتاب المقدس والتراث أسماءُ سبعةٍ أو ربما ثمانية من رؤساء الأجناد السماويين، وهؤلاء هم: ميخائيل وجبرائيل وروفائيل وأورئيال وصلاتئيال وجاغديال وبرخيال وأرميال. ميخائيل: فأما ميخائيل فمعنى اسمه “من مثل الله؟” أو “من يعادل الله؟” والكنيسة، منذ أقدم الأزمنة، تصوره رئيساً يحمل في يمينه رمحاً يهاجم به لوسيفوروس الشيطان، وفي يساره غصناً من النخيل، وفوق الرمح ضفيرة وصليب أحمر. وهو من يرسله الله لبني البشر ليعلن لهم مراسم عدله. ظهر لإبراهيم الخليل قديماً (تكوين 12)، وكذا لأَمَتِه هَاجَر في الصحراء ليعلن ولادة إسماعيل (تكوين 16). أرسله لدى لوط ليخرجه من سدوم (تكوين 19). وعندما أمر الله إبراهيم أن يقدم له ابنه إسحاق ذبيحة، ليجرّبه، كان ميخائيل من تدخّل في اللحظة الأخيرة الحاسمة ليمنعه من أن يمسّ ولده بسوء (تكوين 22). وقد ظهر ميخائيل أيضاً ليعقوب لينقذه من أخيه عيسو (تكوين27). وهو الذي سار أمام شعب إسرائيل في خروجه من مصر “في عمود من غمام نهاراً ليهديهم الطريق، وفي عمود من نار ليلاً ليضئ لهم، وذلك ليسيروا نهاراً وليلاً” (خروج 13). وهو من اعترض طريق بلعام الذي شاء أن يلعن إسرائيل بناء لطلب ملوك موآب. “وقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على أتانه ومعه خادماه” (عدد22). وهو الذي تراءى ليشوع بن نون عند أسوار أريحاً. رفع يشوع عينيه فإذا رجل واقف أمامه وسيفه في يده مسلولاً. فأقبل عليه يشوع وقال له: “أَمِنَّا أنت أم من أعدائنا؟” فقال: “كلا، بل أنا رئيس جند الرب…” فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: “ماذا يقول سيّدي لعبده؟” فقال رئيس جند الرب ليشوع: “اخلع نعليك من رجليك، فان المكان الذي أنت قائم فيه مقدّس”. فصنع يشوع كذلك. (يشوع 5). وإلى جانب ذلك ثمة مواضع أخرى ظهر فيها ميخائيل لجدعون (قضاة 6) ولإيليا النبي مرات عديدة ووقف في وسط الأتون مع الفتية الثلاثة القديسين في بابل ورنّم وإياهم لله تماجيد (دانيال3) كما سدّ أفواه الأسد في الجب حيث أُلقي دانيال (دانيال6). والحق أن أعمال ميخائيل في العهدين العتيق والجديد لا تحصى. وهو في العهد الجديد من نجّى الرسل من السجن (أعمال5: 19) وظهر لكورنيليوس، قائد المئة، وقال له أن يرسل في طلب بطرس ليعمده (أعمال 10). وهو من حرّر بطرس الرسول من السجن وضرب هيرودوس الملك بالدود لأنه لم يعط المجد لله، وظهر لبولس الرسول معزياً. وهو من فسّر ليوحنا الإنجيلي أسرار الله بشأن نهاية الأزمنة في كتاب الرؤيا. وهو أيضاً من يقود الملائكة في الحرب الأخيرة على ضد المسيح والتنين وملائكته ليلقيه في الجحيم إلى الأبد (رؤيا 12). ثم في يوم الدينونة ينتصب والميزان في يده ليزن أعمال العالمين. إلى ذلك حفظت لنا الكنيسة ظهوراتٍ وأعمالاً لميخائيل كمثل ما عَمِله في خونة في كولوسي. وهو ما نحتفل به كل عام، في السادس من شهر أيلول. جبرائيل: وأما جبرائيل فهو صنو ميخائيل، عادةً ما يُذكران في الكنيسة سوية، ومعنى اسمه “رجل الله” أو “جبروت الله”. وإذا ما كان ميخائيل عنوان عدالة الله فجبرائيل عنوان رأفته. وهذان يتكاملات كمثل قول المرنم في المزامير: “الرحمة والحق تلاقيا، العدل والسلام تلاثما” (مزمور 84: 11). فالله يرسل رئيس ملائكته جبرائيل ليذيع على الناس عجائب محبته وحرصه على خلاصهم. وفي التراث أنه ظهر لدانيال وأنبأه بمجيء بعد سنوات كذا عددها (دانيال 9). كما ظهر لَمِنُوح وامرأته والدي شمشون في سفر القضاة. فقال مَنُوح لملاك الرب: “دعنا نستبقيك ونعدّ لك جدياً من المعز”، فقال ملاك الرب لمنوح: “إن أنت استبقيتني، لم آكلْ من خبزك. أما إن صنعتَ محرقةً فللرب أَصْعِدْها”. فقال منوح لملاك الرب: “ما اسمك، حتى إذا ما تمّ قولك نكرمك؟” فقال له ملاك الرب: “لِمَ سؤالك عن اسمي، واسمي عجيب؟ “(قضاة 13). هذا ويصوره التراث حاملاً بيمينه فانوساً له شمعة مضاءة وفي يسراه مرآة من اليشب [حجر كريم] الأخضر. والمرآة تشير إلى حكمة الله، سراً مخفياً. إلى ذلك كان جبرائيل رسول الله يذيع الخبر السار بشأن الولادات من أحشاء عقيمة، كمثل حال جدّي المسيح، يواكيم وحنّة، وأبوي السابق، زخريا وأليصابات. وهو الذي بشّر والدةَ الإله بولادة المخلّص بالروح القدس. وهو من قاد الرعاة إلى مغارة بيت لحم ونبّه يوسف النجار إلى مقاصد هيرودوس الأثيمة بشأن المولود الإلهي وأوصاه بالمغادرة إلى مصر. وهو أيضاً من نزل من السموات يوم القيامة ورفع حجر القبر وجلس فوقه. وهو كذلك من طَمْأنَ حاملتي الطيب مريم المجدلية ومريم الأخرى قائلاً لهما: “لا تخافا أنتما. أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. إنه ليس ههنا. قد قام كما قال…” (متى 2. روفائيل: وأما روفائيل فمعناه “شفاءُ الله” أو”الله الشافي”. وقد ورد ذكره في سفر طوبيا في الإصحاح الثالث هكذا: “فأُرسل روفائيل ليشفي كلا الاثنين، ليُزيل البقع البيضاء عن عيني طوبيت فيرى بعينيه نور الله، وليعطي سارة ابنه رعوئيل زوجةً لوطبيا بن طوبيت ويطرد عنها أزموداوس الشيطان الخبيث…”. وقد قال لهما بعد تمام العرس: “أنا روفائيل، أحدَ الملائكة السبعة الواقفين والداخلين في حضرة مجد الرب… لا تخافا! عليكما السلام. بارِكا الله للأبد. لما كنت معكما، لم أكن بفضلي أنا، بل بمشيئة الله. فباركاه هو طوال الأيام وسبّحاه. كنتما ترياني آكلُ، ولم يكن ذلك إلا رؤية تريانها. والآن بارِكا الرب على الأرض واحمدا الله. ها إني صاعد إلى الذي أرسلني، فدوِّنا جميع ما جرى لكما” (سفر طوبيا 12). ويصور التراث روفائيل يقود طوبيا بيمينه وطوبيا حاملاً سمكةً التقطها من نهر دجلة وفي يساره إناء طبّي. رؤساء الأجناد الباقون: وأما أورئيال فمعنى اسمه “نار” أو “نور الله”. وقد ورد ذكره في واحد من الكتب المنحولة، عزرا الثاني (4: 1و 5: 20). وصورته ممسكاً بيمناه سيفاً على الفَرَس وبيسراه حديدةَ وَسْمٍ محماة. وأما صلاتئيال فيعني اسمه “من يصلي إلى الله” وله أيضاً ذكر في سفر عزرا الثاني (5: 16). وردت صورته في التراث هكذا: مطأطئ الرأس وعيناه إلى الأرض ويداه ملتصقتان في وضع صلاتي. وأما جاغديال فمعنى اسمه “من يمجّد الله”. ويصورونه حاملاً إكليلاً مذهباً بيمناه وسوطاً في ثلاثة سيور بيسراه. وأما برخيال فيعني”بركة الله” . وصورته لابسا وردة بيضاء على صدره. وأما أرميال فمعنى اسمه “سموُّ الله”. ويكرَّم من حيث هو مُلْهِمٌ وموقظٌ للأفكار السامية التي ترقى بالإنسان إلى الله. طروبارية باللحن الرابع أيٌّها المتَقَدِّمونَ على الجُندِ السماويِّين. نَتوسَّلُ إليكم نحنُ غيرَ الُمستحقِّين. حتى إنَّكم بطَلِباتِكم تكتَنِفونا. بِظلِّ أجنحَةِ مَجدِكُمُ اللاَّهيولي. حافظينَ إيَّانا نحنُ الجاثينَ والصارخينَ بغيرِ فتورٍ. أنقِذونا مِنَ الشدائِد. بما أنَّكم رُؤساءُ مَراتِبِ القُوَّاتِ العُلويَّة. قنداق باللحن الثاني يا رؤساءَ أجناد الله وخدام المجد الإلهي، ومرشدي البشر وزعماءَ غير المتجسدين، اطلبوا لنا ما يوفقنا والرحمة العظمى، بما أنكم رؤساءُ الأجناد العادمي الأجساد. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 8 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس | الولادة: 1846 الوفاة: 1920 ابينا البار نكتاريوس، أسقف المدن الخمس، الصانع العجائب ومؤسس دير الثالوث القدّوس في جزيرة آيينا اليونانية 📍 الميلاد والنشأة وُلِدَ أَنْسطاسيوس (القدّيس نِكتاريوس) سنةَ 1846 م في “سيليفْريا – SILIVRIA” في منطقة “ثْراكي – THRAKI” في بلادِ اليونان، من أبويْنِ تقيَّيْن: “ذيموس” و “فاسيليكي”. تلقَّى أَنْسطاسيوس دُروسَه الأولى في بلدةِ سيليفْريا إلّا أنَّه لم يستطعْ متابعةَ علومِه بسببِ فقرِ عائلته. أبدى أَنْسطاسيوس منذ طفولتِه ميلًا شديدًا كي يصبحَ لاهوتيًّا يَكْرِزُ بالإنجيل. فكان عندما يُردِّدُ مع جدَّته المزمورَ الخمسين: “ارحمني يا اللهُ بعظيم رحمتك…” وعندما يصلان إلى “فأُعَلِّمُ الأثمةَ طُرُقَك، والكفرةُ إليك يَرجِعون” كان يضعُ يدَه على فمِ جدَّته قائلًا لها: “جدّتي دعيني أقولُه أنا، أنا سوف أُعَلِّمُ الناس”. وفي إحدى المرّات عندما ناهز السابعةَ من عمرِه، اشترى مجموعةً من الأوراقِ وأخذ يجمعها ككتاب، فسألَتْه أمُّه: “ماذا تفعل يا بُنيّ؟!” فأجابها: “سأصنعُ من هذه الأوراقِ كتابًا أكتبُ عليه كلامَ الله”. وكم من المرّات بعد عودتِه من الكنيسة كان يجمع الأولادَ الذين من عمرِه ويتلو عليهم العِظةَ التي سمعها. أمّا أهلُه وأقرباؤه فعندما كانوا يرون حماسَه هذا كانوا يقولون: “تُرى ماذا سيصبح هذا الصبيّ؟!”. ⚓ السفر إلى القسطنطينية والمعاناة الأولى عندما أصبح في الرابعةِ عشرةَ من عمره ذهب إلى القسطنطينية بهدفِ العمل. وهناك بعد جهدٍ جهيدٍ تَمَّكَّنَ (تَمَّ + مُكِّنَ) من الحصول على عملٍ عند أحدِ أقربائه في معملٍ للدخّان. إلّا أن أجرَه كان قليلًا جدًا ممّا اضطرَّه لأن يمضي أيامَه جائعًا معوِزًا. كان يزورُ الكنيسة بشكلٍ متواصلٍ مستمدًّا تعزيتَه من الصلاة الدائمة. وفي أحدِ الأيام كتب رسالةً إلى المسيح طالبًا منه المعونة، جاء فيها ما يلي: “يا ربّي يسوع، تسألني لماذا أبكي. ثيابي اهترأتْ وحذائي تخرَّق، وأنا حافيَ القدمينِ، موجوعٌ متضايق. نحن في فصل الشتاء وأنا بردان. البارحةَ مساءً أعلمتُ صاحبَ المحل بحالي فسبَّني وطردني. قال لي أن أكتب رسالةً إلى القرية حتى يبعثوا لي بما أحتاجُ إليه. ولكني، يا ربّي يسوع، منذ أن بدأتُ بالعمل لم أُرْسِلْ لوالدتي قرشًا واحدًا… ماذا تريدني أن أعملَ الآن؟… كيف أعيش بلا ثياب؟… ثيابي أرتيها فتعودُ وتتمزَّق من جديد. سامحني على إزعاجي. أسجد لكَ وأمجِّدُك. خادمُك أَنْسطاسيوس” ثم طوى الرسالةَ ووضعها في ظرفٍ وكتب العنوانَ التالي: “إلى ربّنا يسوع المسيح في السماوات”. لكن موظفَ البريد عندما رأى هذا العنوانَ الغريب فتح الرسالةَ وقرأها، وكان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسِه، فأعطى أَنْسطاسيوس مبلغًا لا بأس به من المال. فأخذَه أَنْسطاسيوس شاكرًا واشترى ثيابًا وحذاءً وبعضَ الحاجيات الأخرى. إلّا أنّ صاحب العمل عندما رأى ثيابَه جديدة طرده متّهمًا إيّاه بالسرقة، فذهب وعمل في أحدِ المحال. 🌊 العاصفة والصليب كان أَنْسطاسيوس يتوقُ دومًا لزيارةِ الأماكن المقدّسة، وهكذا في أحد الأيام عزم على السفر بحرًا إلى المدينة المقدّسة. لكنّ المركب في مسيرته الطويلة واجه عاصفةً هائلةً وأُشْرِفَ على الغرق. فصرخ القبطانُ بالمسافرين كي يلجأوا إلى قوارب النجاة. إلّا أن أَنْسطاسيوس صرخ إلى ربّه قائلًا: “كيف تسمح بهذا؟! لا أريد أن أموت، أريد أن أحيا كي أكرز بك”. وأخرج صليبَه الذي أعطته إيّاه جدّته من عنقه وربطه بزناره ودلّاه إلى البحر ثلاثَ مرات، ويا للعجب! إذا بالعاصفة تهدأ فأخذ الجميع يمجّدونَ الله وعمَّ الفرح. لكن أَنْسطاسيوس أضاع صليبَه إذ أفلَتَ من يده في مياه البحر… وفي أثناء مسيرتِهم أخذوا يسمعون ضرباتٍ في أسفل المركب. فأُرْسِلَ بحّارةٌ ليروا الأمر، لكنهم لم يجدوا شيئًا. وعند وصولهم إلى الميناء عادوا فسمعوا هذه الضربات. فأُرْسِلَ قاربٌ كي يبحث عن السبب. وعندما توجّهوا إلى مكان الصوت فإذا بهم يجدون صليبًا صغيرًا — وكان صليبَ أَنْسطاسيوس! فلبسه منذ ذلك الحين طوال حياته. ⛪ في القدس ثم خيوس هناك في مدينة القدس توظّف في مدرسةِ القبر المقدّس حيث أخذ يعلّم في الصفوف الابتدائية بينما يتلقّى الدروسَ في الصفوف العليا، وكان يعكف على مطالعة كتب الآباء وخاصةً حياة القدّيسين. هذه الفترة من حياتِه كانت ذهبيةً إذ عمل في حقل الكنيسة. لم يفتنه العالمُ في شيء، بل المصلوب والكنيسة الأرثوذكسية المصلوبة. وفي العشرين من عمرِه ذهب إلى جزيرة “خيوس” في بلاد اليونان، وسكن في قرية “ليثي” حيث عمل فيها مدرسًا مدة سبع سنوات. ترسّخت في نفسه خلال هذه السنوات بديهيتان: أولاهما أن كل إنسان مولودٌ خاطئًا شاء أم أبى، وأن هذا العالم موضعُ السقطات. وثانيتهما أنّ الرب يسوع المسيح هو المخلّصُ الأوحد. وكان معروفًا ببساطته وصدقه وأمانته. وفي البيت كان يغلق على نفسه عاكفًا على الصلاة والصوم. 🕊️ الترهّب والسيم الكهنوتي لكن شوقه للحياة الملائكية كان يزداد، فذهب إلى دير جزيرة “خيوس” وترهّب فيه. وبقي ثلاثَ سنواتٍ مجاهدًا. وفي عام 1877 م سامه ميتروبوليت الجزيرة شمّاسًا باسم “نكتاريوس” في كنيسة القدّيس مينا العجائبي. 📚 أثينا – الإسكندرية – الامتحان أُرْسِلَ نكتاريوس إلى أثينا لإتمام دراسته، ثم إلى بطريرك الإسكندرية “صوفرونيوس”. فأرسله البطريرك من جديد إلى أثينا ليدرس اللاهوت، فنال إجازة اللاهوت عام 1885 م. ثم عاد فسِيمَ كاهنًا سنةَ 1886 م وعُيِّنَ واعظًا وأمينًا لسرّ البطريركية، ثم وكيلاً بطريركيًا في القاهرة. ومضت خمس سنوات، بعدها سِيمَ ميتروبوليتًا على “المدن الخمس – PENDAPOLEOS”. لكن وُشِيَ به ظلمًا بأنه يسعى إلى البطريركية، فصدّق البطريرك الوشايةَ وطرده خارج مصر. فَقَبِلَ القدّيسُ الأمرَ بشكرٍ ومن دون تذمّر. ⚖️ المحن في أثينا أتى نكتاريوس إلى أثينا عامَ 1889م فقيرًا لا يملك شيئًا، وطاردته الوشاية. وبقي سنةً دون عمل. ثم عُيِّنَ في “خلكيذة” فخدم سنتين ونصفًا. وبعد أن وصلَت رسالةٌ من الإسكندرية توضّح الحقيقة، تغيّر موقف السلطات الكنسية. فنُقِلَ إلى “لاكونية”، ثم “افثيوتيذة”، ثم عُيِّنَ مديرًا للمدرسة الإكليريكية “روزاريو” عام 1894م. 🏫 مديرًا للمدرسة – مثال المحبة كان يعطي نفسه بالكامل لخدمة الآخرين. وظل مديرًا 14 سنة، يعِظ ويكتب ويسترشد به الشباب والشابات. ومرضَ الموظفُ المسؤول عن التنظيفات فأوصاه الأطباء بالراحة. فلم يُرِدِ القدّيسُ أن يخسره، وكان هو نفسه ينهض في الفجر لينظف الساحاتَ والممرات، ويدفع للموظف الأجر المعتاد. 🌿 نحو التأسيس الرهباني أحبّ القدّيس حياةَ الرهبنة، وكان يسعى لتأسيس دير. وحين رغبت ثماني فتيات من أولاده الروحيين بالترهّب، أتى بهنّ إلى دير الثالوث الأقدس في جزيرة “آيينا – AIGINA”. وكان ينتقل من أثينا إلى الدير مرتبًا شؤونهن الروحية والمادية. ويروى أنّه عندما أتى القدّيس نكتاريوس إلى “آيينا” للمرة الأولى حدث ما يلي: كان يوجد في الجزيرة شابٌّ يدعى اسبيرو وفيه شيطان، هذا كثيراً ما كان يتنبأ بأمور، أحياناً صحيحة وأحياناً كاذبة. وفي ذلك اليوم الذي أتى به القدّيس إلى الجزيرة، أغلق اسبيرو عينيه وأخذ يصرخ ويقول: “إنّ نكتاريوس آتٍ، هذا سوف يخلّص الجزيرة. القدّيس يأتي، هذا سوف يخلّصنا، فاستعدّوا لاستقباله”. وكان الناس يسمعونه دون أن يفهموا شيئاً، فنادوا الكاهن ميخائيل من الكنيسة، الذي أتى وسمع بنفسه ما يقوله اسبيرو، فاحتار في الأمر وما كان منه إلاّ أن ذهب مباشرةً إلى الميناء، وإذا بسفينة تصل في ذلك الوقت وكان عليها القدّيس نكتاريوس، فاستقبله الأب ميخائيل وقال له: “سيّدنا، هناك شابٌ قريبٌ من ههنا قال إنّك سوف تأتي وهو يتنبأ عنك دون أن نفهم شيئاً” فقال القدّيس: “أين هو هذا الشاب؟” فأخذه إلى الموضع الذي كان فيه اسبيرو، فلمّا رآه القدّيس رسم بعصاه إشارة الصليب على فمه، وإذا بالشاب يقوم ويقبّل يد القدّيس. ومنذ ذلك الحين أصبح صحيحاً ودخل المدرسة وأنهى دروسه ومن ثمّ تزوج وأنجب أولاداً. وهذه الحادثة جعلت أهل الجزيرة جميعاً يحترمون القدّيس. وحدث أيضاً أنّه انحبس المطر وجفّت المياه وعطشت الأرض في الجزيرة، فأتى محافظ الجزيرة مع بعض المسؤولين إلى القدّيس متوسّلين إليه أن يتضرّع إلى الله كي يهطل المطر. فقال لهم القدّيس: “سيتم هذا،لكن ليس الآن، بل في الأحد المقبل، أمّا أنتم فصوموا وكونوا مستعدّين للقدّاس الإلهي والمناولة”. وبالفعل، فقد أتى القدّيس في الأحد المقبل وأقام الذبيحة الإلهية وتضرّع إلى الرب، ومنذ الظهيرة ملأت الغيوم السماء وأخذ المطر بالنزول، واستمرّ مدّة شهرين حتى فاضت الينابيع، فأخذ أهل الجزيرة يتوسّلون إلى القدّيس كي يصلّي إلى الله ليتوقّف المطر، فقال لهم القدّيس: “يا أولادي، إن الله يعرف أكثر منّا ماذا يفعل” وبعد وقت قليل توقّف المطر!… 🕊️ في بداية مجيئه إلى الجزيرة وتأسيس الدير في بداية مجيئه إلى الجزيرة وتأسيس الدير ساعده كثيرًا الأب ثيودوسيوس بابا كونسطنطينو رئيس دير رقاد السيدة – في آيينا – حيث كان يساعد الأخوات ماديًّا، وكان يؤمّن لهم كاهنًا للقيام بالخدمة الإلهيّة، إلى الوقت الذي أتى فيه القدّيس وسكن نهائيًّا في الدير. 🕊️ استقال القدّيس من عمله في المدرسة استقال القدّيس من عمله في المدرسة لأسباب صحيّة، وأقام في الدير الذي أسّسه حيث أمضى بقية عمره فيه. عاش القدّيس نكتاريوس في الدير راهبًا حقيقيًّا، وكان شديدًا ودقيقًا في كلّ الأمور، وديعًا متواضعًا، يشعر مع الآخرين ويتعاطف معهم فلم يسمعه أحدٌ في الدير يصرخ أو يشتم، بل كان يبارك دوْمًا. كان هو كاهن الدير أيضًا وكان يقوم بجميع الخدمات من الاهتمام بالحقل وجلب المياه إلى الدير… إلخ. وكثيرًا ما كان يساعد العمّال. 🕊️ الأب فيلوثيوس زورفاكوس وإنّ الأب فيلوثيوس زورفاكوس يذكر أنّه ذهب مرة إلى الدير كي يرى القدّيس، وقبل أن يصل إلى البوابة شاهد راهبًا يعمل خارج الدير، وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ظهرًا في شهر آب، فصرخ إليه قائلًا: “أيّها الأب أريد أن أرى سيّدنا المطران”. فقال له الراهب: “ادخل إلى الدير وهناك سوف تراه”. ويقول الأب فيلوثيوس: “لقد دخلتُ الدير وانتظرت، وإذا بي أرى الراهب الذي كان يعمل في الحقل آتيًا. لقد دخل إلى الغرفة وغيّر ملابسه وأتى لعندي. كان هو المطران”. أحبّ القدّيس نكتاريوس كثيرًا القدّيس مينا، ولا ننسى أنّه شُرطِنَ (شُرْطِنَ) شماسًا في كنيسة القدّيس مينا في جزيرة “خيوس”، وكان يظهر له القدّيس مينا بشكل متواصل. 🕊️ ظهور القدّيس مينا ففي مساء أحد الأيام ذهبت الراهبات إلى غرفته لتعلِمْه أنّ المائدة جاهزة، لكنهنّ رأينه جالسًا مع جنديّ، فعُدن أدراجهنّ دون أن يقلن له شيئًا، لأنّه كان قد أوصى بألّا يزعجه أحدٌ عندما يكون جالسًا مع شخص ما. إلّا أنّ الراهبات أرسلنها من جديد لتعلِمَه أنّ المائدة جاهزة، فذهبت ورأت الغريب يغادر الدير. فسألت القدّيس: “آه يا سيّدنا، من كان هذا الجندي؟” فقال لها: “أشاهدتِه؟” ووضع يده على فمها مشيرًا ألّا تقول لأحد عمّا رأت. وقال لها: “إنّه القدّيس مينا”. 🕊️ معجزة النبع وحدث أنّه عندما باشروا ببناء الدير، كان يُؤخَذُ (يُؤْخَذُ) الماءُ من نبعٍ لأحد جيرانهم، ولكن بما أنّ الماء كان قليلًا امتنع صاحب النبع عن إعطائهم ماءً من نبعه. فلجأ القدّيس إلى الصلاة، وكانت النتيجة أنّ النبع فاض بشكل ملحوظ ممّا جعل صاحب النبع لا يكتفي بإعطاء الدير ماءً منه، بل وهب نبعه للدير. وهكذا كان القدّيس باتكاله على الربّ يعبر كلّ الصعوبات التي تواجهه. 🕊️ القدّيس والكتابة اهتم القدّيس نكتاريوس بالكتابة أيضًا، فكان يُمضِي الليالي ساهرًا، مصلّيًا مواظبًا على المطالعة والكتابة. وترك لنا العديد من المؤلّفات المفيدة جدًا، منها: (حول الانشقاق – الخريستولوجية – الإعلان الإلهي في العالم – أهمية المجامع المسكونيّة السبعة – المعرفة الحقّة والمعرفة الكاذبة – الأخلاق المسيحيّة – خلود النفس – الاعتراف – سرّ الشكر الإلهي – دراسة حول التوبة – كنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة – حول الأسرار الإلهيّة – تاريخ الصوم المحدَّد من قبل الكنيسة… إلخ). وهناك العديد من كتبه لم تُنشَرْ (تُنْشَرْ) بعد. 🕊️ موهبة معرفة الأمور المستقبليّة كان يملك موهبة معرفة المستقبل، فكان يحذّر الكثيرين من أمور ستحدث معهم ويساعدهم على خلاص نفوسهم: عندما أنهى الأب فيلوثيوس زورفاكوس الخدمة العسكريّة أراد الذهاب إلى جبل آثوس كي يترهّب هناك، لكن القدّيس نصحه بأن يذهب إلى دير “لونغوفارذة” في “باروس – PAROS”. إلّا أنّ الأب فيلوثيوس أبدى تحفّظًا تجاه كلام القدّيس الذي قال له: “إن شئت فاذهب إلى الجبل، لكنّك في هذا الدير ستنتهي، وفيه ستقضي حياتك”. وبالفعل قرّر الأب الذهاب إلى الجبل مع أحد أصدقائه للترهّب هناك، وعندما وصلا إلى تسالونيك – وكان الأتراك ما زالوا فيها – أرادا السجود للقدّيس ديمتريوس في كنيسته، لكن الأتراك قَبَضُوا عليهما وقِيدًا (قِيدًا = قُيِّدَا) وسِيقَا (سِيقَا) إلى المحكمة، حيث حُكِمَ (حُكِمَ) عليهما بالسجن، فَقُيِّدا وسِيقَا (سِيقَا) إلى السجن. وفي طريقهما صادفا الباشا الذي أطلق سراحهما، فتذكّر الأب فيلوثيوس قول القدّيس له: “اذهب، لكنّك في أحد الأيام سوف تعود”. فعاد أدراجه وذهب إلى دير “لونغوفارذة” وأمضى بقية حياته فيه. 🕊️ نبوءة الراهبة وحدث أيضًا أنّ ابنة عمّ إحدى الراهبات حضرت لزيارة الدير لعدّة أيام ثمّ عادت إلى بيتها، وبعد فترة تزوّجت. فأخبرت الراهبات القدّيس بأن (فلانة) قد تزوّجت. فقال لهنّ: “هذه سوف تصبح راهبة”. فقلن له: “كيف ستصبح راهبة وها نحن نقول لك إنّها تزوّجت؟” فأجابهنّ: “ستصبح راهبة، إنّي أراها أمامي لابسة الجبّة”. وفعلاً، بعد عدّة سنوات تُوُفِّيَ زوجُها (تُوُفِّيَ)، فترهّبت وأصبحت رئيسة دير القدّيس مينا في الجزيرة نفسها. 🕊️ رجل صلاة عرف الجميع القدّيس نكتاريوس رجل صلاة. فكان يشفي بصلاته المرضى ويُخرِجُ (يُخْرَجُ) الشياطين من نفوس الكثيرين. وبالرغم من هذا كلّه فقد واجه صعوبات كثيرة ووشايات كاذبة، هكذا شاء له الله أن تكون حياته جهادًا مستمرًّا مع شدائد وضيقات. 🕊️ اتّهامات باطلة اتّهمه البعض بالكبرياء والفريسيّة، وأنّ كلّ ما يقوم به ليس إلّا تكبّرًا، وأنّه إنسان كاذب مراءٍ. كما اتّهمه البعض الآخر باللاأخلاقيّة حتى توصّل البعض لأن يتّهموه بالزنى وأنّه يُنجبُ (يُنْجَبُ؟ لا—هو فاعل وليس مجهولًا) أولادًا ويرميهم في البئر. 🕊️ حادثة المرأة “كيرو” وحدث مرة أنّ امرأة تدعى “كيرو” كان لها ابنة في السادسة عشر من عمرها، وهذه الأمّ لم تكن طبيعيّة، وقد حاولت عدّة مرات أن تُميتَ ابنتها. فهربت الابنة المسكينة أخيرًا ولجأت إلى الدير، فقبلها القدّيس وحماها. لكن الأمّ حقدت على تصرّف القدّيس وأخذت تُشيع عنه أنّه رجل زانٍ، وذهبت إلى المحكمة في “بيرية – PIREA” (ميناء أثينا) وقالت إنّ نكتاريوس الذي يدّعي نفسه أنّه راهب أخذ ابنتي إلى ديره، مع العلم أنّه رجل لا أخلاقي… وأخذت تبكي طالبة أن يعيد لها ابنتها. فأخذ النائب العام جنديّين وتوجّه إلى جزيرة “آيينا” وقصد الدير، وعندما وصله دخل دون استئذان، وتوجّه نحو الشيخ القدّيس الذي بلغ آنذاك من العمر السبعين سنة، قائلًا له: “أيّها الراهب المرائي، أين تضع الأولاد الذين تُنجِبُهم؟ أهذا ما تفعله هنا؟” ثم أمسك به من جبّته وقال له ساخرًا: “سوف أنتف لك لحيتك شعرةً شعرة”. أمّا القدّيس فبقي صامتًا ولم يجبه بشيء سوى أنّه رفع عينيه إلى السماء وقال: “الله يرى ويعرف كلّ شيء”. وبعد مضي أسبوع أُصِيبَ (أُصِيبَ) النائب العام بآلام قاسية جدًا، أمّا يده التي شدّ بها القدّيس فقد أُصيبَتْ (أُصِيبَتْ) بغرغرينا قوية جدًا أخذت تتفشّى بسرعة كبيرة في جسمه، ممّا أذهل الأطباء الذين عجزوا عن علاجه ومعرفة سبب ذلك. وبعد شهرين أتت زوجته إلى الدير طالبة مقابلة القدّيس، وعندما دخلت إليه ركعت أمامه متوسّلة إليه أن يغفر لزوجها المهدّد بالموت، فأجابها القدّيس: “لم يكن في قلبي أيّ حقد تجاه زوجك، لا بل وقد سامحته من اللحظة الأولى، كما أنّي سوف أتضرّع الآن إلى الربّ من أجله”. لكن إرادة الربّ كانت أن يُتَوَفّى (يُتَوَفَّى) ذاك الرجل بعد أيام قليلة جزاءً عمّا فعله. 🕊️ سنواته الأخيرة عاش القدّيس نكتاريوس في ديره مدة /12/ سنة، وفي عام 1920م أُصيب بآلام وأوجاع شديدة فذهب إلى دير للسيدة العذراء – في الجزيرة ذاتها – كي يتضرّع إلى أيقونة والدة الإله من أجله. وقضى ساعات طويلة أمام الأيقونة راكعًا يصلّي، ومن ثم عاد إلى ديره، وأثناء عودته قال للراهبة نكتاريّة التي كانت ترافقه: “هذه آخر مرة أبارك فيها الدير، لأنّي أرحل”. فسألته الراهبة: “إلى أين ستذهب يا أبي؟” “إلى السماوات”. “ونحن ماذا سيحلّ بنا بدونك؟” “أنتم سوف يأتون كثيرون ليهتمّوا بكم، لا تقلقي”. ومنذ ذلك الوقت أصبحت آلامه قوية جدًا، فنقلته الراهبات إلى المستشفى في أثينا. وهناك سأل الممرّض الراهبة: “أراهبٌ هو؟” أجابته: “إنه مطران!” قال لها: “دَعي المزاح الآن، ما اسمه ومن هو؟” أجابته: “إنه مطران المدن الخمس. إنه نكتاريوس!” فقال منذهلًا: “مطران هو، ولا يحمل ذهبًا على صدره! ولا يملك درهمًا!”. فحقًا لم يملك القدّيس نكتاريوس درهمًا البتّة، بل عاش كأحد الفقراء المتواضعين! 🕊️ رقاده المبارك وبقي في المستشفى مدة شهرين تقريبًا معانيًا الآلام والأوجاع القاسية، ومن ثم غادر هذه الدنيا في التاسع من تشرين الثاني عام 1920م بعد أن تناول الأسرار الإلهيّة. وبينما يلفظ القدّيس أنفاسه الأخيرة ألبسته الراهبات ثيابًا جديدة. وعندما ألبسوه القميص، وُضِعَ (وُضِعَ) قميصه القديم على السرير المجاور، الذي صدف أن كان عليه شخصٌ أعرج، فإذا به يصحّ ويقوم ماشيًا ممجّدًا الله. أمّا الغرفة فقد امتلأت برائحة زكيّة فاضت من جسد القدّيس. 🕊️ دفنه وفي اليوم التالي نُقِلَ (نُقِلَ) إلى ديره في “آيينا” حيث رافقه جمع غفير من الكهنة والناس، واستقبله أهل الجزيرة بالبكاء بينما كانت الأجراس تدقّ، ووُضِعَ (وُضِعَ) في كنيسة الدير. وعند المساء أُقِيمَتْ (أُقِيمَتْ) صلاة الجناز، وأثناءها عرق كتف القدّيس، وكثيرون أخذوا من عرقه بواسطة مناديلهم بركة منه. ثمّ دُفِنَ (دُفِنَ) في قبره في الدير. أما قصة هذا القبر فهي كالتالية: قبل أن يذهب القدّيس إلى دير الثالوث الأقدس كانت تقيم فيه راهبة بسيطة. أرادت هذه الراهبة في إحدى المرات أن تزرع شجرة حور، فأخذت الشتلة وذهبت إلى المكان الذي تريد زرعها فيه، فسمعت صوتاً يقول لها: “لا تزرعيها هنا، ابتعدي قليلاً اتركي مكاناً لقبرٍ في هذا المكان” فلم تردّ على الصوت. فعادت وسمعت الصوت ثانيةً، إلاّ أنها لم تصغ أيضاً. عندئذٍ شعرت بيد خفيّة تدفعها إلى الوراء…وهكذا زرعتها في المكان الذي حدّده لها الصوت، وهذا كان قبر القدّيس. الراهبات كنّ قد وضعن القدّيس في قبر آخر، إذ لم يكن قد أُعدّ قبره بعد. وبعد خمسة أشهر إذ أردن نقله إلى قبره المعدّ له فكّرت الرئيسة قائلة في نفسها، كيف سيفتحن القبر إذ لا بدّ وأن جسده قد أنتن. ففي تلك الليلة ظهر القدّيس لإحدى الراهبات وقال لها: “كيف حالك؟ فأجابت الراهبة: “حسنةٌ بصلواتك” “اقتربي منّي كي أباركك” وباركها كعادته، ثمّ قال لها: “هل تخرج منّي رائحة؟” ” لا !” “هل أنت متأكدة أنّه لا تخرج مني رائحة كريهة؟” “نعم يا أبتِ، من يقول عنك أنك لست نظيفاً؟” “الرئيسة، هي تقول هكذا، انظري إليّ حسناً، ألستُ كاملاً؟” “نعم يا أبتِ”. وبالفعل عندما أخرجوه لم يكن جسده قد اعتراه أيّ فسادٍ بل كان يشحّ برائحة زكيّة. فأزالت الراهبات عنه التراب ووضعنه في قبره. وقد أتى رئيس أساقفة أثينا وتحقّق من الأمر وأعلن أنّ هذا دليل قداسة الأب نكتاريوس. ومن ثمّ أعلنته البطريركية قدّيساً بشكل رسميّ عام 1961م. وأُقيم زياح ٌ كبيرٌ في “آيينا” حضره جمع من المؤمنين، الذين طافوا شوارع المدينة احتفالاً وطلباً لشفاعة القدّيس. وفي عام 1963م وضعوا بقاياه في آنية فضيّة ووضعوها في كنيسة الدير كي يسجد لها المؤمنون ويتباركون منها. لقد صنع القدّيس نكتاريوس آلاف العجائب بعد رقاده وحتى الآن، وبدون توقّف وبلا حدود، فلم يعجز أمامه مرضٌ أو شدّةٌ من الذين طلبوا منه بإيمان: إنّ السيد ديمتريوس باناغوبوس – من أثينا – كان رجلاً متزوجاً من /16/ سنة ولم ينجب أولاداً. وإذ سمع بعجائب القدّيس أخذ يصلي ويطلب إليه أن يرحمه. فظهر له القدّيس وقال له: “زوجتك ستحبل وتلد ابناً” وأثناء الولادة قال الطبيب أنّه لا يوجد أمل فالولد سيموت حتماً. أمّا حياة الأم فهي 80 % مهدّدة بالخطر. عندئذٍ ذهب ديمتريوس إلى الكنيسة فوجدها مغلقة، فصلّى من الخارج وقبّل الباب، وعاد مؤمناً بأن القدّيس لن يتركه.وفعلاً أنجبت الأم الولد وسمّوه نكتاريوس وعمّدوه في دير القدّيس في آيينا. عندما كان القدّيس في آيينا، كان يوجد فيها حارس غير مؤمن ولا مبالٍ. وكان القدّيس يعظه دوماً محاولاً تشجيعه على التوبة والاعتراف والمناولة، إلاّ أن الحارس تجاوزه وأكمل طريقه إلى القهوة، وهناك أثناء الحديث قال للجالسين معه: “التقيت الآن الرئيس، وقد دُهشتُ كيف أنّه ما زال حيّاً حتى هذه الأيام” فسألوه: “أيّ رئيس؟” فقال: “نكتاريوس، رئيس دير الثالوث الأقدس” فقالوا: “ماذا تقول؟ لقد توفّي منذ ثلاث سنوات!” فتعجّب الحارس وأخذ يقصّ عليهم كيف كلّمه. وعلم أنّ القدّيس قد ظهر له من أجل خلاصه، فذهب إلى الدير وتضرّع إلى الرب و إلى القدّيس كي تُرحم نفسه. في عام 1952م كان الطفل هرقل مفاكيس وعمره /6/ سنوات يعرُج، وبعد الفحوصات في المشفى تأكّد الطبيب من وجود سرطان قويّ جداً في رجله، وبأنّ ساعات حياته أصبحت معدودة. لكن إحدى قريبات هرقل طلبت من الطبيب أن يكتب له وصفة طبيّة كي تتعزّى أمّه قليلاً، وأخذت الوصفة. ولكن عوضاً أن تذهب إلى الصيدلية لشرائها ذهبت إلى بيت أحد معارفها كي تجلب من عندهم أيقونة القدّيس نكتاريوس. وأثناءها صرخ الولد لأهله: “لا تبكوا، فأنا سوف أُشفى” “كيف تعرف هذا؟!” “لقد قال لي القدّيس نكتاريوس إنّي سوف أشفى” “متى؟ كيف؟!” “لقد أتى وظهر لي بلحيته البيضاء الكبيرة ودغدغ وجهي قائلاً: “قل لجدّتك ووالدتك بألاّ يبكين، فأنا سوف أجعلك معافى” وقبل أن تصل عمّته إلى الباب قال لهم ثانية: “عمّتي قد جلبت لي معها القدّيس نكتاريوس” “كيف تعرف هذا يا بنيّ؟!” “لقد قال لي القدّيس ذلك”. وبالفعل دخلت عمّته ومعها أيقونة القدّيس نكتاريوس، ورسمت بالأيقونة شكل صليب على الصبي ووضعتها على صدره، فإذا به يقوم ويمشي معافى! وعندما حضر الطبيب ليتفقّد حالة الصبي، سألهم عنه ظانّاً أنّه قد مات. فأجابه الصبيّ: “أنا هنا، لقد تعافيت”. وقام الطبيب بفحوصاته وانذهل من الأمر إذ لم يعد يشكو الصبي من أيّ شيء. فتعجّب الجميع ومجّدوا الله وشكروا القدّيس. عُرف القدّيس نكتاريوس العجائبي لكثرة ما قام به من معجزات في حياته وبعد رقاده، فقد أعطاه الربّ هذه الموهبة والقوّة على الشفاء. لقد ظلّلت النعمة الإلهيّة حياة القداسة والطهارة التي عاشها من جهادٍ، واحتمال للشدائد والصبر عليها، وطول الأناة، والسهر، والصلوات، وبذل الذات من أجل الآخرين. وها إنّ بقاياهُ ما زالت محفوظة في دير الثالوث الأقدس في آيينا تعزيةً وبركةً لنا. طروبارية باللحن الأول هَلُمْوا أيُّها المُؤمِنُونَ نُكَرِمُ نِكتارِيوس المَولودَ في سيليفريا ورايةَ آيينا, مَنْ ظَهَرَ في الأزْمِنَةِ الأخيرَةْ, ومٌحٍبَّ الفَضِيلَةِ الأصيل. بِما أنَّهُ خَادِمُ المَسيحِ الإلهِي, إذْ يَنْبِعُ الأشْفِيةَ في كُلْ الأحْوال لِلصارِخِينَ إلِيهِ بِإيمانٍ: المَجْدُ لِلمَسِيحِ مَنْ مَجْدِكَ، المَجْدُ لِمَنْ جَعَلَكَ عَجَائِبياً, المَجْدُ لِلفاعِلِ بِكَ الأشْفِيَةَ لِلجَمِيعِ. قنداق باللحن الثامن بالتسابيح، وبفرح قلب, لنمدح نجم استقامة الرأي الجديد وحصن الكنيسة المشاد حديثاً, إذ قد تمجد بقدرة الروح, فهو يسكب مواهب الأشفية بغزارة على الذين يصرخون: أفرح أيها الأب نكتاريوس. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 5 / تشرين الثاني من كل عام وقد سمح الله أن يصل جزء من رفات القديس نكتاريوس العجائبي إلى سوريا وبالتحديد إلى مطرانية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس في عهد صاحب السيادة المطران يوحنا منصور ( متروبوليت اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس ) لتوضع في كنيسة البشارة في بانياس يوم الجمعة 9 / تشرين الثاني / 2007 في يوم عيد القديس نكتاريوس وهي بركة حملها صاحب السيادة المطران فينيدكتوس متروبوليت فيلادلفيا وسائر الأردن للروم الأرثوذكس من العاصمة الأردنية عمان إلى سوريا. … | آباء وقديسون | |
| قديسون أوليمباس وثيوكتيريكتوس وروديون | الولادة: – الوفاة: 56 القدّيسين أولمباس وروديون واراستس وسوسيباتروس وترتيوس وكوارتس وهم من الرسل السبعين فأما أولمباس وروديون فقد ذكرهما الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية (16) وقال عن الثاني أنه نسيبه (11:16). هذان تبعا الرسول بولس إلى روما واستشهدا بقطع الهامة حوالي العام 56 للميلاد. وأما اراستس (رومية 23:16) فقال عنه الرسول بولس أنه كان “خازن المدينة”، ربما مدينة كورنثوس التي كتب منها الرسول رسالته إلى أهل رومية، أو مدينة أورشليم كما تفيد مصادر أخرى. وهو صار، فيما بعد، أسقفاً على بانياس، ولعلها الفلسطينية التي هي قيصرية فيليبس. وأما سوسيباتروس فهو إياه الذي ذكره الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية (21:16) ودعاه نسيبه هو أيضاً. وقد جعل أسقفاً على أيقونية ورقد بسلام في الرب. أما ترتيوس فتبعه أسقفاً على المدينة عينها ورقد بسلام. ولعله إياه المذكور في الرسالة إلى أهل رومية (22:16) والمعتبر كاتب الرسالة. وأما كوارتس فتيّن أول أسقف على بيروت. وقد قيل أنه قاسى بلايا كثيرة لأجل العبادة الحسنة وتمكّن من هداية وثنيين كثيرين إلى الرب، ثم انتقل بسلام. طروبارية للرسل القديسين باللحن الثالث وللقديس أريستس باللحن الرابع أيها الرسل القديسون، تشفعوا إلى الإله الرحيم، أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا. قنداق باللحن الرابع لقد ظهر اليوم عيد الرسل الموقَّر، مانحاً علانيةً غفران الزلات لجميع المقيمين تذكارهم. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 10 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس الشهيد ميناس المصري | الولادة: – الوفاة: 296 ولد القدّيس ميناس المصري في أواسط القرن الثالث للميلاد، واستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (296-304 م). شغف بالعسكرية منذ حداثته، فلما اشتد عوده انخرط فيها. وقد كان قوي البنية، مغواراً، رجل انضباط. عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيماً زاهداً. وفي ذلك الزمان جمع القائد الروماني فرميليانوس فرقاً شتى من العسكر تمهيداً لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زوّدها بتوجيهات من ضمنها أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام القيصر. وكان ميناس نازلاً، يومذاك، فرقة في فيرجيا، في آسيا الصغرى. فما أن طرقت أذنيه أوامر القيادة العسكرية العليا حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع سيره وألقاه أرضاً وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر مسكنة الضواري خيراً من مساكنة عبدة الأوثان وهؤلاء أكثر بهيمية من أولئك. أقام ميناس في الجبال ردحاً من الزمان ناسكاً عابداً. وقد ساعدته تنشئته العسكرية على ضبط أمياله ومحاربة أهوائه إلى أن بات قوياً في الروح، ثابتاً، راسخاً مستعداً للمهمات الصعبة. ساعتئذ جاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد. فقام ونزل على المدينة، قيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف: “ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حسّ فيها!”. فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة. وحالما استعادوا رشدهم انقضّوا عليه وأشبعوه ضرباً ولكماً، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة يسلي فيها الجوع بتعاذيب شاهد آخر للمسيح. عمد الحاكم، بادئ ذي بدء، إلى الاستعلام: “من هذا الوقح وما مكانته؟!” فأجاب ميناس بكل جرأة وقال: “أنا من مصر واسمي ميناس. كنت ضابطاً في الجيش. ولكن لما رأيت عبادتكم للأصنام رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحي الحقيقي وحده…”. فأمسك الحاكم نفسه بعضاً وحاول، بالتهديد والوعيد، ثم بالاستمالة والوعود، أن يزحزحه عن موقفه فأخفق. إذ ذاك أسلمه للمعذّبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة. ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره. ولكن، تمكّن مؤمنون من استخراج بعض عظامه. وقد جرى نقلها، فيما بعد، إلى الاسكندرية. وفي التراث أن ظهورات القدّيس ميناس وعجائبه لا تعد ولا تحصى، وقد عرفه المؤمنون معيناً لهم في الشدائد والضيقات ومؤدباً للكفرة والمنافقين. والصورة التي اعتاد الناس رؤيته عليها هي صورة فارس على جواد. طروبارية باللحن الرابع شهيدك يا رب بجهاده، نال منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنه أحرز قوَّتكَ فحطم المغتصبين، وسحق بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. قنداق باللحن الثامن اليوم الكنيسة تكرم الجهادات الإلهية، جهادات ميناس اللابس الجهاد، بما أنه شهيد للعبادة الحسنة، ومجاهد متأله العزم، وتصرخ بشوقٍ ممجدةً المحبَّ البشر. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 11 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نيلس السينائي البار | الولادة: – الوفاة: 450 ولد القديس نيلس في مدينة أنقرة في غلاطية وقد كان تلميذاً للقديس يوحنا الذهبي الفم لما كان واعظاً في أنطاكية. عائلته مرموقة وثرية. وقد منّ عليه الله بمواهب طبيعية جمة مما أتاح له أن يتبوأ مركز المفتش العام لمدينة القسطنطينية أيام الإمبراطور ثيودوسيوس (379 -395م). ولم يطل به المقام حتى أدرك خواء الحياة في العالم لاسيما بعدما وضعه منصبه وجهاً لوجه أمام صور لا يألفها العامة من حياة الإثم والرذيلة في العاصمة، فاتفق وزوجته على الخروج من العالم والانصراف إلى الحياة الرهبانية. وقد كان له ولدان، صبي وبنت، فأما البنت فأخذتها أمها وانضمت إلى أحد الأديرة المصرية وأما الصبي الذي كان يدعى ثيوذولوس فرافق أباه إلى بريّة سيناء. كانت حياة نيلس في سيناء قاسية جداً. فقد حفر بيديه وبالتعاون مع ابنه مغارة استقرا فيها واكتفيا من الطعام بالأعشاب البرية المرّة دون الخبز. كل وقتهما اعتادا قضاءه في الصلاة ودراسة الكتب المقدسة والتأمل والعمل. ومع أن نيلس كان قد خرج من العالم إلا أنه بقي على اتصال بعدد كبير من المؤمنين ممن كانوا يسألونه الصلاة ويوجهّون إليه الأسئلة في أصول الحياة الروحية. وكان هو يجيب بأعداد كبيرة من الرسائل حتى لتنسب إليه ألف رسالة وجّهها إلى أساقفة وكهنة ونساّك وأمراء وحكّام وعاميين. ويبدو أنه أجاد أكثر ما أجاد في كشف حيل الأبالسة وتعزية المضنوكين واستنهاض ذوي الهمم الخائرة في الطريق إلى الله. وكان إلى ذلك يخوض في ما غمض من أقوال الكتاب المقدس ويعرض للإيمان الأرثوذكسي داحضاً الآريوسية وسواها من الهرطقات التي كانت شائعة في ذلك الزمان. ولما كتب إليه الإمبراطور البيزنطي طالباً بركته وأن يصلّي من أجله لم يتورّع عن اتهامه بالظلم للمعاملة السيئة التي عامل بها القديس يوحنا الذهبي الفم. وكانت للقديس نيلس أيضاً كتابات نسكية قيمة أبانت سعة معرفته الروحية وعمقها. وشاء الرب الإله أن يفتقده بابنه فوقع في أسر قبائل عربية أغارت على المكان. وقد كان عبء الحادث ثقيلاً جداً عليه حتى لم تعرف نفسه طعم الراحة لاسيما بعدما ورد خبر أن الغزاة مزمعون على تقديمه ذبيحة للإلهة فينوس. لكن الله لم يشأ لعبده أن يتثقّل أكثر من ذلك فجاءه من أخبره أن ثيوذولوس قد بيع عبداً. فخرج نيلس يبحث عن ابنه إلى أن وجده في بلدة اسمها ألوز كان أسقفها قد ابتاع ثيوذولوس وأخذ في إعداده لخدمة الكنيسة. فلما حضر قديسنا لدى الأسقف فرح هذا الأخير به وحاول إقناعه بالبقاء في البلدة واقتبال الكهنوت. لكن نيلس وثيوذولوس كانا مشدودين إلى برية سيناء، فرضخ الأسقف للأمر الواقع وتركهما يعودان إلى هناك بعدما وضع يده عليهما وصيّرهما كاهنين. وقضى نيلس بقية أيامه في سيناء إلى أن رقد في الرب عام 450 للميلاد عن عمر ناهز الثمانين، وكان، وقد أمضى ستين عاما ً في النسك. ولعله من المفيد لنا أن نطلع على بعض ما علّمه القديس نيلس، لاسيما في موضوع حياة الصلاة. فمن أقواله: “إن الأهواء الجسدية أساسها في الرغبات الجسدية، وللجمها لا بد من الإمساك، أما الأهواء الروحية فأساسها في الرغبات الروحية وضد هذه لا بد من الصلاة”. وفي الدموع قال: “قبل كل شيء صلِّ لتعطى الدموع فيرقق البكاء القساوة التي في نفسك وتعترف بخطاياك أمام الرب. إذ ذاك تنال منه غفران الزلات”. وقال في الصلاة: “إذا كنت ترغب في الصلاة الحق فتنحلّ عن الكل لترث الكل”. وتساءل: “لماذا ترغب الأبالسة في أن تحرّك فينا الشراهة والزنى والجشع والغضب والحقد وسائر الأهواء؟” فأجاب: “لكي ينوء الذهن تحت ثقلها جميعاً فيعجز عن الصلاة كما ينبغي. كل الحرب بيننا وبين الأرواح النجسة تستهدف الصلاة الروحية. فالصلاة الروحية هي أكثر ما يؤذي الشياطين فلا يطيقونها، أما لنا فهي خلاصية وموافقة”. وقال أيضاً: “إذا كنت لاهوتياً صلّيت صلاة حقيقية وإذا صلّيت صلاة حقيقية كنت لاهوتياً”. وعن الراهب قال: “الراهب هو ذاك الذي يترك الناس ليتحد بهم جميعاً. هو ذاك الذي يرى نفسه في كل إنسان”. وعن حاجات الجسد والاتكال على الله: “توكّل على الله في حاجات الجسد، إذ ذاك يتضح أنك توكّلت عليه في حاجاتك الروحية أيضاً”. وعن أصول الصلاة قال: “تستدعي الصلاة أن يكون الذهن خالياً من كل فكر ولا يقبل ما ليس من الصلاة حتى ولو كان في ذاته فكراً صالحاً.فعلى الذهن أن يترك كل شيء في الصلاة ليناجي الله وحده”. يذكر أن بعض المصادر يميّز بين القديس نيلس الذي من أنقرة في غلاطية والقديس نيلس السنائي. ففيما يظن أن الأول كان تلميذاً للقديس يوحنا الذهبي الفم ثم عاد إلى موطنه أنقرة وأسس ديراً قريباً من هناك، وإليه تعود الكتابات الكنسية والرسائل الكثيرة إلى المؤمنين من مختلف المشارب، يظن أن نيلس الآخر عاش في الفترة عينها في برية سيناء وهو الذي كان متزوجاً ثم ترهب مع ابنه الذي خطفه البدو، فتبعه بحثاً عنه إلى أن تمكّن من استرداده بالقرب من بئر السبع الفلسطينية. طروبارية باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار نيُلس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا قنداق باللحن الثامن إن وثبات أهواء الجسد الشائكة، قد استأصلتَها بابتهالكَ في الأٍسرار يا نيُلس المغبوط فبما أن لكَ دالَّة عند الرب، أعتقني من الشدائد المتنوعة، لكي أهتف نحوك: السلام عليك يا أبا العالم كلهِ. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 12 / تشرين الثاني من كل عام كما تعيد في هذا اليوم بعيد القديس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة قسطنطينية | الولادة: 345 الوفاة: 407 إن من يطالع بالتفصيل الخدمة الإلهية التي خصت بها الكنيسة المقدّسة هذا الكوكب الساطع فيها، واعظ أنطاكية والمسكونة ورئيس أساقفة القسطنطينية، يلاحظ أنها لم تترك صفة من صفات القداسة والرعاية الصالحة والواعظ المثالي إلا أسبغتها عليه. فهو الذي “صان عقله نقياً من الهواء” و”صار مماثلاً لله” بعدما امتحن “بالتجارب كالذهب في النار”. وهو “الآلة الملهمة من الله” و”العقل السماوي” و”عمق الحكمة” و”الكارز بالتوبة” و”نموذج المؤمنين” “والملاك الأرضي والإنسان السماوي”. وهو كذلك “خزانة أسرار الكتب” و”اللسان الذي بمحبة بشرية رسم لنا طرق التوبة المتنوعة”. وهو أيضاً “أبو الأيتام والعون الكلي الحماسة للمظلومين ومعطي البائسين ومطعم الجياع وإصلاح الخطأة وطبيب النفوس الكلي المهارة”. نشأته وتتلمذه: أبصر قدّيسنا النور في مدينة أنطاكية العظمى في تاريخ لا نعرفه بالتحديد، يتراوح بين العامين 344 و354 للميلاد ولعله 347. كان أبواه من عليّة القوم. والده سكوندوس كان قائداً للجيش الشرقي في الإمبراطورية وكان وثنياً، وقد رقد بعد ولادة يوحنا بقليل. والدته أنتوزا هي التي حضنته وربّته للمسيح. كانت، في تقدير المؤرخين، زينة الأمهات المسيحيات الأنطاكيات، وفي مصاف الكبيرات كنونا أم القدّيس غريغوريوس اللاهوتي ومونيكا أم أوغسطينوس المغبوط. حتى الفيلسوف الوثني ليبانيوس اعترف بقدرها وعظمة الأمهات المسيحيات مثيلاتها. ترملت وهي في سن العشرين، وأبت أن تتزوج من جديد مؤثرة الانصراف إلى حياة الفضيلة ومكتفية بتربية ابنها. وإلى جانب يوحنا يبدو أنه كانت لأنتوزا ابنة تكبر الصبي ببضع سنوات. تتلمذ يوحنا في أنطاكية، وهو في الرابعة عشرة من عمره، للفيلسوف الأفلاطوني الجديد ليبانيوس، إلى سن الثامنة عشرة. أخذ عنه فنون الخطابة والآداب الإغريقية. ويبدو أن معلمه كان معجباً به لدرجة أنه قبل وفاته بقليل، سئل بمن يوصي معلماً بعد موته فأجاب: “بيوحنا لو لم يكن المسيحيون قد سرقوه مني!”. معموديته ورهبنته: اقتبل يوحنا المعمودية في سن متقدمة قد تكون الثامنة عشرة أو الثالثة والعشرين. ولم يكن سبب ذلك والدته ولا لأنه كان غير مؤمن بل لأن النظرة إلى المعمودية اختلفت يومها عما هي عندنا. والحق أن ممارسة المعمودية في سن الرشد كانت أكثر شيوعاً من معمودية الأطفال. السبب كان التوقير الشديد الذي أحاط به المؤمنون السر من حيث هو سر إعادة الولادة. وثمّ اعتقاد شعبي شاع يومها أن المعمودية المبكرة يمكن أن تكون سبباً في خسران صاحبها النعمة في الكبر. وهذا ما يفسّر أن كثيرين كانوا يرجئون معموديتهم إلى وقت متأخر من حياتهم، وبعضهم، كقسطنطين الكبير، لم يعتمد إلا على فراش الموت. على أن يوحنا نفسه انتقد، فيما بعد، عادة المعمودية المتأخرة هذه وحث على معمودية الأطفال. ويفيد بالاديوس، صديق الذهبي الفم، عن يوحنا أنه بعد معموديته “لم يعرف القسم ولا افترى على أحد ولا تكلم زوراً ولا لعن ولا حتى سمح لنفسه بالمزاح”. معمّده كان ملاتيوس الأنطاكي القدّيس، أسقف أنطاكية العظمى، الذي رأى فيه نجماً ساطعاً للكنيسة فاتخذه قندلفتاً ثم قارئاً بضع سنوات. أما يوحنا فكانت رغبة قلبه أن يترهّب، لاسيما بعدما التقى ديودوروس الراهب وتأثّر به. ولكن، حالت أنتوزا من ناحيتها والقدّيس ملاتيوس من ناحيته دون تحقيق يوحنا رغبة قلبه، ولو مؤقتاً، فأقام راهباً في بيته إلى أن توفيت والدته. أما العلم الدنيوي الذي كان قد تعاطاه بلهفة ونهم كما لو كان أرقى ما تتشوّف إليه النفس فقد تخلّى عنه وتحوّل ضده متبعاً قول الرسول بولس القائل: “ما كان لي من ربح اعتبرته خسارة من أجل المسيح.. وأني أعتبر كل شيء نفاية لكي أربح المسيح ويكون لي فيه مقام” (فيليبي 8:3-9). نظرة القدّيس يوحنا إلى الإقبال بشغف على مثل هذا العلم أضحت أنه كالإقبال على الفجور حتى أنه تحدث عما أسماه “فجور التعلم”. وحوّل يوحنا بيته إلى دير. انقطع عن العالم والعالميات وصار ناسكاً صارماً، لا يأكل إلا قليلاً. يستغرق في الأسهار والصلوات وحفظ الصمت. كان حريصاً على قمع شهوة البطن والغضب. ويبدو أنه اقتنى الصلاة النقيّة وهدوء الذهن ووداعة لا تتزعزع. معارفه اعتبروه انطوائياً كئيباً. فقط اثنان من التلامذة أقرانه شاركاه نزعته النسكية: مكسيموس، أسقف سلفكيا العتيد وثيودوروس مصيصة، بالإضافة إلى باسيليوس الذي صار، فيما بعد أسقف رفانية القريبة من أنطاكية. وهذا كان صنو نفسه. أربع سنوات راهباً: وبعدما توفيت أنتوزا، والدة يوحنا، انصرف إلى الجبال، جنوبي أنطاكية، حيث أمضى ست سنوات، راهباً ثم ناسكاً، في عهدة شيخ اسمه هزيخيوس. وقد وصف هو طريقة عيش الرهبان هناك، فقال أنهم يسكنون في قلالي أو أكواخ ويسلكون بحسب قانون مشترك، ولهم شيخهم، وأن ثيابهم خشنة من شعر الإبل أو الماعز يلبسونها فوق أقمصتهم الكتانية، وأنهم ينهضون صباحاً قبل الفجر. ويبدأون يومهم بالتسابيح والصلوات المشتركة، ثم يتفرقون كل إلى عمله، بعضهم ليقرأ وبعضهم ليكتب وبعضهم ليعمل عملاً يدوياً يساعد به الفقراء أربع ساعات في اليوم كانت للصلاة والترتيل. كان طعامهم الخبز والماء إلا في حالات المرض وكانوا ينامون على بسط من القش. كل شيء كان بينهم مشتركاً، وعبارات كهذه: “هذه لي وهذا لك” لم يكن لها موضع في حياتهم ومتى رقد أحدهم في الرب فلا نحيب عليه بل شكر لله. كان الأخوة يحملونه إلى القبر وهم يرتلون ويسبحون لأنه لم يمت بل كمّل طريقه وأهّل لمعاينة وجه السيد. كيف لا والحياة بالنسبة إليهم هي المسيح والموت ربح؟! ومرت أربع سنوات على يوحنا في الحياة الرهبانية المشتركة توحّد بعدها في احدى المغاور. هناك تسنّى له أن يخوض غمار حرب ضروس لروحنة جسده. الشهادات التاريخية تفيد انه لم يكن يستلقي أبداَ.وكان متى شاء أن يرياح قليلاَ يعلّق نفسه من الكتفين بحبل ثبّته في سقف المغارة. وقته كان يقضيه في الصلاة و التأمل في الكتاب المقدس.وقد كان مفرطاَ في نسكه لدرجة أنه بثأثير البرد والأصوام والأسهار أصيب في كليتيه ومعدته واضطر إلى مغادرة مغارته و النزول إلى انطاكية للعلاج, على أمل العودة إلى نسكه بعد حين.لكنه بتدبير من الله بقي في المدينة, لأن العطل في صحته كان دائماَ. شماساً فكاهناً واعظاً: سامه البطريرك ملاتيوس شماساً في العام 380 أو 381 للميلاد. فتسنى له على امتداد خمس سنوات قضاها في الشموسية أن يطلع بصورة عملية تفصيلية على حاجات الناس، كما خاض في خدمة الفقراء والمرضى. وفي العام 386 م وضع فلافيانوس، أسقف أنطاكية الجديد، يده على يوحنا وجعله كاهناً. يومها ألقى الذهبي الفم أولى مواعظه في حضور الأسقف. وكان هذا حدثاً فريداً لأنه لم يكن شائعاً في الكنيسة أن يتعاطى الكهنة الوعظ، فالواعظ كان الأسقف. وتجلى يوحنا، تجلّى كواعظ، كأهم وأبلغ وأخصب واعظ عرفته الكنيسة الجامعة المقدّسة على مدى الأيام. وفي أنطاكية، بصورة خاصة، أغنى القدّيس يوحنا المسكونة بمواعظه على امتداد اثني عشر عاماً. ولكن، أي مدينة كانت أنطاكية؟ كلمة عنها تنفعنا. أنطاكية؟ أنطاكية هي إحدى المدن الأربع العظمى في الإمبراطورية الرومانية غير روما والقسطنطينية والإسكندرية. فيها التحم الفن بالطبيعة فجعلاها مقاماً ولا أبدع رغم كونها عرضة للفيضانات والزلازل. سخي عليها نهر العاصي بمياه نقيّة دفاقة ومنّت عليها الطبيعة ببحيرة واسعة. أحاطت بها التلال من كل صوب وامتدت سهولها غنيّة خصبة. كانت لها تجارة البحر، وقامت فيها أبنية جلل، هذه آسيوية الطراز وتلك إغريقية ورومانية. والحدائق غنّاء والحمامات فخمة تنتشر في كل مكان. الشوارع تزدان بالأعمدة. ومن الشرق إلى الغرب شارع طوله أربعة أميال أعمدته ضخمة من هنا ومن هنا، من الصوّان الأحمر. ثم التماثيل والقناديل كانت من الكثرة بحيث جعلت ليل المدينة نهاراً. هنا أيضاً في ضاحية أنطاكية على نهر العاصي كانت غيضة دفني، وكانت غابة الغار والأس والسرو والشجيرات العطرة. وكثرت في أنطاكية المدارس الجيدة والكنائس. الكنيسة التي اعتاد الذهبي الفم أن يعظ فيها كانت أعظمهن. أما السكان فكانوا من السوريين والإغريق واليهود والرومانيين. العنصر الآسيوي غلب، والسكان ناهزوا المئتي الألف عدداً، نصفهم من المسيحيين. الوثنية كانت بعد قوية ورموزها تملأ المكان وتطغى على النفوس. وفي عظات الذهبي الفم صورة عن أحوال أهل أنطاكية وخصالهم وواقع الكنيسة فيهم. أبرز العيوب والرذائل كانت البخل والترف والفجور والتعلق الشديد بالمسرح والمباريات. كان القدّيس يشكو من أن الفساد بلغ في أيامه حداً أنه “لو أراد إنسان غريب أن يقارن بين أحكام الإنجيل وما يمارسه المجتمع لانتهى إلى أن الناس ليسوا هنا تلامذة المسيح بل أعداؤه”. كيف لا وإتباع الموضة كان القاعدة، والمتعة ما يسعى الناس إليه. يكرمون فنون الترف فيما الفضائل والرصانة موضع استهزاء، وكذا خفر النسوة والوقار. قسم كبير من دخل المدينة كان يذهب لتمويل المباريات العامة والمسارح. هذه كانت شهوة أنطاكية ومجدها. بلى، كانت المدينة فردوساً مزدهراً، ولكن، فردوساً للخطيئة والفساد والانحلال أولاً. وكانت الكنيسة في أنطاكية، يومها، قد خرجت حديثاً من صراعات وانقسامات دامت أكثر من ستين سنة. الهرطقات، ولاسيما الآريوسية، كانت ما تزال بعد تلوث الأجواء وإن همد أكثرها. الواعظ: هذه هي المدينة التي ألقى فيها الذهبي الفم أهم عظاته مصلحاً ومؤدباً، مشدداً ومعزياً. ميزته الأولى أنه ركّز على كيفية السلوك بحسب الإنجيل في الحياة اليومية: كيف نترجم الإنجيل إلى واقع شخصي واجتماعي في مدينة صاخبة مضروبة بالشهوات والفساد وتعاني من التفاوت بين طبقات الناس كأنطاكية. وهو إلى جانب كونه سيداً في الفصاحة والبلاغة وله معرفة بالكتاب المقدس لا تدانى، كان سيداً في نقل الإنجيل إلى الناس بلغة يفهمونها. كلماته كانت تتدفق كمياه النهر تدفقاً، تلج القلوب عميقاً وترفع النفوس عالياً وتحرك في الأفئدة حب الفضيلة. كان يسبر غور الأسرار الإلهية ويفسّر الإيمان ويربط الكل بحياة الفضيلة، إحساناً وبراً واتضاعاً وتوبة ونخس قلب وثقة بالله ورحمته التي لا تحد. تسمية “الذهبي الفم” أطلقها عليه المتأخرون في القرن السادس للميلاد. كان يجتذب المدينة بأسرها إلى عظاته. وكان الحماس يدب في النفوس إلى درجة أنهم كثيراً ما كانوا، عن وعي أو عن غير وعي، يستسلمون لعواصف من التصفيق. حتى عندما كان يأبى عليهم ذلك يصفقون. كان يعظ كل يوم أحد وفي الصوم الكبير وخلال الأسبوع مرتين أو أكثر، وأحياناً خمس مرات متتالية. وما كان ليأسر القلوب بمواهبه الخطابية وحسب بل، أولاً، بسيرة لا عيب فيها وقلب كبير وجرأة لا تخبو وعزم لا يلين. ولكن، غريباً كان أمر أهل أنطاكية يومها! كان يعزّ عليهم أن يفوّتوا واحدة من عظاته ويتهللون. يقرّعهم ويقسو بشأن تعلقهم بالمسارح والمباريات وسباق العربات فيسكرون بكلماته ويصفقون. وما أن تنتهي العظة حتى يهرول الكثيرون منهم إلى المسارح والمدارج كأنما الكلام لا يعنيهم. ملامحه وخصاله: ولعل المرء يظن أن الذهبي الفم كان عملاقاً في القامة، جهوري الصوت، ذا مظهر مهيب، وما كان كذلك. كان قصير القامة، أصلع الرأس، نحيلاً، غائر الخدّين والعينين، عريض الجبين، أجعده، رمادي اللحية. صوته كان عذباً لكنه ضئيل. لذلك كثيراً ما كان يدعو الناس إلى أخذ الأماكن الأمامية القريبة من المنبر. حركاته كانت تنقصها الرشاقة وكان يقول عن نفسه أنه “عنكبوتي”. كما كانت له هزالة الناسك وخفة مشيته. كان يكره الضجيج وخشخشة السلاح وتجميل الوجوه عند النساء والابتسامات المتكلفة عند الكهنة. أما صوته، ذاك الصوت الرفيع، فكان ينفجر رعداً أحياناً. الوعظ أيضا وأيضاً: الوعظ بالنسبة للقديس يوحنا كان حاجة لذلك كان يتحدث عن “الجوع إلى الوعظ”، وأنه لا طاقة له على ترك المؤمنين يوماً واحداً دون تعزية من كنوز الكتاب المقدس، وأن للوعظ عليه أثراً علاجياً. “الوعظ شفاء لي. حالما أفتح فمي يزول تعبي”. لم يكن يسجل مواعظه سلفاً. الكتّاب كانوا يلتقطونها. ويبدو أنه كان يراجعها أحياناً قبل نشرها. كانت تطول أحياناً مدة ساعتين. تناول كافة موضوعات الوعظ: الوعظ التفسيري (تفسير أسفار الكتاب المقدس) والوعظ العقائدي والوعظ الجدلي والتعليم المسيحي لمن يستعدون للمعمودية والعظات الرعائية والأخلاقية والعظات الليتورجية والعظات الرثائية وعظات المناسبات. أبرز مواعظه الأحدى والعشرون الموعظة بشأن التماثيل وهي التي ألقاها في أنطاكية خلال الصوم الكبير من العام 387 للميلاد على أثر المحنة التي عصفت بالمدينة يومها. تلك حقبة خطيرة في تاريخ عاصمة المشرق. وقد لعب القدّيس يوحنا دوراً في تخطيها. ماذا جرى يومها؟. محنة أنطاكية: صدر عن الإرادة الإمبراطورية مرسوم يقضي بفرض ضريبة جديدة لصالح الجيش وكان الشعب مثقلاً بالضرائب والنفوس مهيأة للتظاهر والاحتجاج. فدخل بين الناس بعض مثيري الشغب وهيّجوهم فاندفعوا يحطمون كل ما يجدونه في طريقهم، إلى أن حطموا، في قاعة اللقاءات الكبرى، تماثيل كل من الإمبراطور ثيودوسيوس وزوجته فلاسيلا ووالده وولديه أركاديوس وهونوريوس، وجرّوها عبر الشوارع الموحلة. وكانت هذه جريمة يعاقب عليها القياصرة بالموت. وتسارعت الأحداث. ففي غضون ساعات انتشر العسكر وتفرّق المتظاهرون وساد في المدينة صمت جنائزي. ألقى الجنود القبض على عدد من المشتبه بهم وبدأت الاستجوابات والمحاكمات، وأودع الكثيرون السجون. وبعث الحاكم برسول إلى القسطنطينية، على جناح السرعة، لتقديم تقرير عن الجريمة والعودة بقرار إمبراطوري في حق المدينة. ولحسن التدبير أن الثلوج أخّرت وصول الرسول بعضاً من الوقت. في هذه الأثناء قام فلافيانوس، أسقف المدينة، وكان قد شاخ وبلغ الثمانين، إلى القسطنطينية مسترحماً. وتمكن من الوصول إليها في الوقت المناسب، فيما نفّذ في أنطاكية حكم الإعدام بعدد ممن اعتبروا محرّضين على الفتنة واعتقل آخرون. وسيق عدد من وجهاء المدينة إلى غرف التعذيب بعدما صودرت ممتلكاتهم وشردت عائلاتهم وبات الناس في خوف ورعدة على أنفسهم وعلى أولادهم وممتلكاتهم، لا يعرفون من يشي بهم ولا متى تداهم منازلهم، فيما لجأ بعضهم إلى التلال المجاورة التي كثرت فيها قلالي الرهبان والمغاور، ونزل الرهبان بصورة عفوية إلى المدينة للدفاع عنها وعن الأبرياء فيها استعطافاً. وجثمت خيمة الموت ثقيلة فوق أنطاكية أسابيع طويلة وكان الوقت وقت الصوم الكبير. الكل بانتظار خبر من القسطنطينية والقلوب بين مهابة ورجاء. قلة ظنّوا أن شفاعة أسقف المدينة ستثمر، فالرجل مسنّ والمسافة إلى القسطنطينية ثمانمئة كيلومتر، كيف يقطعها؟!. ولزم يوحنا الصمت سبعة أيام فيما استمرت المداهمات والاعتقالات والاعدامات، ثم خرج إلى الناس بعظاته الإحدى والعشرين حول التماثيل. آخرها كان يوم الفصح بعدما وصل فلافيانوس إلى المدينة وقد نجح في مهمته. لم يكن موضوع هذه العظات التماثيل بل رحمة الله وكيف أن هناك أموراً أصعب من الموت أو العبودية. شدّد يوحنا المؤمنين وثبتهم ونفخ فيهم روح القوة وعلّمهم كيف يقتبلون الموت، إذا كان لا بد منه، كما يقتبلون الحياة، وبالجرأة عينها. قال لهم أن الخوف علامة الخطيئة وأنهم لو لم يطلقوا العنان لرذائلهم لما حلّت بهم المصيبة. لو لم يتكالبوا على الغنى والترف ويتهالكوا على الشهوات ويستسلموا لكل عادة أثيمة لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه ولما استبد بهم الخوف من الإمبراطور. أوليس الإمبراطور إنساناً فلماذا نرتعد منه؟! ونزل النسّاك، كما ذكرنا، إلى شوارع المدينة وتدفقوا على الحاكمية يسالون الرأفة بالمدينة. وثمّ قصة عن ناسك مسن اسمه مقدونيوس لقب بآكل الشعير لأنه كان يكتفي من الطعام ببعض حبات الشعير كل يوم. هذا كان يسير في الشارع حافي القدمين، لا تغطي بدنه غير أثمال. فلما صادف المبعوثين الإمبراطوريين استوقفهما وقال لهما:” يا صديقيّ اذهبا إلى الإمبراطور وقولا له: “أنت قيصر لكنك إنسان أيضاً وتسود على كائنات من ذات طبيعتك! الإنسان خلقه الله على صورته ومثاله فلا تأمر أنت بلا شفقة بتحطيم صورة الله لئلا تجلب غضب الله على نفسك. قولا له إنه سهل عليه أن يصنع تماثيل، لكنه كيف يصنع شعرة واحدة من إنسان حكم عليه بالموت؟!”. وكان عبء هذه الأيام ثقيل جداً على يوحنا حتى بدا يومها وكأنه في الستين فيما لم يكن قد تجاوز الإحدى والأربعين. وما أن انتهت الأزمة حتى مرض مرضاً شديداً ولازم الفراش طويلاً. وبقي الذهبي الفم في أنطاكية بعد ذلك عشر سنوات مبشراً إلى أن انتقل أو نقلوه سراً إلى القسطنطينية. إلى القسطنطينية: ففي أواخر العام 397 للميلاد توفي القدّيس نكتاريوس (11 تشرين الأول) رئيس أساقفة القسطنطينية مخلفاً وراءه كرسياً يشتهي الكثيرون ملأه. أول هؤلاء كان رئيس أساقفة الاسكندرية، ثيوفيلوس، الذي طالما كان في صراع خفي وأسقف المدينة المتملكة. هذا سارع إلى التحرك في كل اتجاه علّه ينجح في تنصيب أحد أعوانه، ايسيدوروس، فيتمكن من خلاله من وضع اليد على الكرسي القسطنطيني. ولكن حسابات اوتروبيوس الخصي، رئيس الوزراء القوي، كانت غير ذلك فأقنع الإمبراطور أركاديوس بإصدار مرسوم يقضي بتعيين يوحنا، كاهن أنطاكية، رئيس أساقفة على القسطنطينية. طبعاً، صيت يوحنا قبل ذلك كان قد انتشر في كل أرجاء الإمبراطورية. ولكن، كانت هناك مشكلة صعبة: كيف يؤتى بيوحنا من أنطاكية؟ الأنطاكيون لن يرضوا بأن ينتزع منهم واعظهم الأول، وهو نفسه، يوحنا، راهب راهب، لا يحب السلطة فكيف يقنعونه بقبول المنصب الأول في الكنيسة في الشرق؟ لا بد من الحيلة! فبعث أوتربيوس برسالة إلى أستاريوس، حاكم سورية، أمره فيها باستدراج يوحنا سراً إلى خارج المدينة ثم نقله بمواكبة مشدّدة إلى القسطنطينية. وهكذا كان. وارتسم سؤال: من يسم يوحنا؟ وأجاب أوتربيوس: ثيوفيلوس! فأحضر إليه فامتنع. فأخذ رئيس الوزراء ورقة وخط عليها بضعة أسطر ودفعها إلى أسقف الإسكندرية قائلاً: أما أن تسم يوحنا أو توجّه إليك الاتهامات المذكورة في هذه الورقة وتحال إلى المحاكمة. فشحب وجه ثيوفيلوس وسلّم بالأمر الواقع. وفي السادس والعشرين من شهر شباط من العام 398 للميلاد جلس يوحنا على عرش الكنيسة في القسطنطينية. ذاك الذي كان يكره أن يكون في موقع السلطة بات الآن في سدة السلطة الأولى. ذاك الذي كان يكره الترف وجد نفسه محاطاً بمظاهر الفخامة وسكن في قصر بالقرب من القصر الملكي. ذاك الذي كان نصير الفقراء وراعيهم وجد نفسه محاطاً بالأغنياء وعلية القوم. فماذا كان يمكن أن تكون النتيجة؟ صراع مرير وسيرة استشهاد. هذا ما كابده القدّيس يوحنا الذهبي الفم خلال السنوات العشر الأخيرة من حياته كرئيس لأساقفة القسطنطينية. بعض من أسقفيته: طبعاً، الكل في المدينة كان، حال وصول الأسقف الجديد، في ترقّب، لاسيما المتنفذون من رجال الدولة والموظفين والأغنياء: أي نوع من الأساقفة يكون؟ أما هو فحالما تسلّم عصا الرعاية انطلق في مواعظه النارية فاستقطب جموعاً غفيرة أخذت تتقاطر عليه لتسمعه بغيرة وحماس. ولم يطل به المقام حتى أخذ نهجه يتكّشف وبدأ الناس يتبيّنون أنه راهب جاء يلقي بظله الرهباني على القصر الأسقفي والمؤمنين أجمعين. المتنفذون والأغنياء، لاسيما جماعة القصر الملكي، كان عادياً في التعاطي معهم ولم يبد أية علامة من علامات التذلل والإكرام الزائد لهم. ثم أنه ما لبث أن حمل على حياة البذخ والترف وتقوى الأغنياء المصطنعة المرائية. من جهته هو، التزم خط الفقر الإنجيلي وأخذ يزيل معالم الترف من المقر الأسقفي. يقال في هذا الشأن أنه أفرغ داره من الأثاث الثمين والأواني الفضية وباع الأعمدة المرمرية التي كان سلفه، نكتاريوس، قد اشتراها ليزيّن بها إحدى الكنائس المهمة في المدينة وحوّل الأموال المجتمعة لبناء المستشفيات ومضافات الغرباء والتوزيع على الفقراء. شخصياً، لم يكن عنده شيء. أزال عادة إقامة المآدب الرسمية في مقره ولم يعد يقبل أية دعوة بهذا المعنى، كائناً من كان الداعي، للأجواء الموبوءة التي كانت تسود مثل هذه الموائد لجهة المسايرات واللياقات والأحاديث الدنيوية ومظاهر البذخ مما لم تكن مقاييسه للأمور لتسمح له به. كان يتناول وجباته منفرداً ويكتفي من الطعام والشراب بالقليل يسند به جسده الضعيف المريض. في مقابل ذلك كان كريماً جوّاداً حيال الفقراء والمحتاجين، يهتم بالمرضى والمساجين ويعزّي قلوب المضنوكين والمسحوقين. ولكي يحوّل أنظار الشعب عن الألعاب والمباريات والمسارح وما إليها من تسليات مفسدة للنفس، اعتاد أن ينظم من وقت إلى آخر مسيرات صلوات وترتيل تجوب المدينة من الصباح إلى المساء، ويقيم السهرانات ويدعو الناس إلى حلاوات الصلاة في هدأة الليل. إلى ذلك بدأ حملة لإصلاح ما اعوّج من أوضاع الكهنة. ويشير التاريخ بصورة خاصة، في هذا الشأن، إلى عادة يبدو أنها كانت مستشرية في أيام الذهبي الفم وكانت عثرة للكثيرين: مساكنة الكهنة العازيين للأرامل والعذارى المكرسات. هذه الممارسة أزالها القديس يوحنا تماماً. كما أشار على الأغنياء أن يكّفوا عن الإغداق على الكهنة لأنه رأى البذخ الذي كانوا يعيشون فيه. ولم يوفر الأساقفة، خوفاً منهم، بل ألزمهم بتقديم تقارير مالية بنفقاتهم. وكان طبيعياً أن تؤدي عظاته وإجراءاته إلى تباين المواقف بشأنه. والحق أن الناس انقسموا فريقين: واحداً تحمّس له وآخر تحمّس ضده. المتضرّرون من التدابير الجديدة والذين لم ترق لهم مواعظه المتشدّدة كانوا كثيرين: أساقفة وكهنة وكثيراً من أبناء المجتمع المخملي، والمتنفذين وسيدات القصر المتأنقات المتحذلقات. كل هؤلاء أخذوا يلفقون ويشيعون أخباراً ضده، أنه غير سوي وشاذ ومتكبر وأن انكفاءه وعزلته، يوماً بعد يوم، إن هي سوى للعربدة والمجون وإشباع النهم إلى المآكل الفاخرة المميّزة. القصر: علاقة صعبة ويبدو أن علاقة قديسنا بالقصر الملكي، لاسيما بالإمبراطورة أفدوكسيا، كانت حسنة في أول الأمر، كما كان له بعض التأثير على الإمبراطور أركاديوس نفسه. ولكن، ما لبثت العلاقة أن فترت وساءت لأن أفدوكسيا كانت إنسان طموحات وشهوات، وقد تبيّن بعد حين أنها ترمي إلى أبعد من الحكم، إلى نوع من التأليه على طريقة الأباطرة الرومان، وطلب العبادة. وقد عبّر الذهبي الفم عن عدم ثبات علاقتها به بقوله: “تارة تعتبرني ثالث عشر الرسل وتارة تنعتني بيهوذا”. ويبدو كذلك أنها كانت تخشى من تأثيره على زوجها وكانت حانقة عليه لتشدده في الكلام على الترف والفسق والرذيلة. كل ذلك ما لبث أن جعلها في صف أعداء يوحنا، وجعل المتضرّرين من تدابيره يسعون إلى إيغار صدرها عليه. ولكن، لم تكن الفرصة قد حانت للإيقاع به والتخلص منه. حسّاد وأعداء: وكان يتربص بيوحنا عدو لدود آخر هو أسقف الإسكندرية، ثيوفيلوس. هذا كان رجلاً من أبناء هذا الدهر، ذكياً لبقاً متآمراً خبيراً في شؤون التعاطي مع الكبار والمتنفذين. ومع ذلك استمر يوحنا قوياً واستمر صوت الكلمة يرتفع عالياً وتدابيره الإصلاحية طالما لم يرتكب زلة يأخذها أعداؤه عليه. غير أن أموراً حدثت بين العامين 401 403 للميلاد رفعت درجة التوتر ضدّه. فخلال شهر كانون الثاني من العام 401 للميلاد وبعد دعوات متكّررة وجهها إليه اكليروس مدينة أفسس وأساقفة الجوار، خرج الذهبي الفم من كرسيه في جولة دامت ثلاثة أشهر إلى آسيا الصغرى. وقد كلّف صديقاً له، سويريانوس، أسقف جبلة السورية، بتصريف الأعمال في غيابه. فأما جولته فتمخضت عن مجمع عقده في آسيا الصغرى اتخذ قراراً بعزل ستة أساقفة اتهموا بالسيمونية، أي بالوصول إلى سدّة الأسقفية بالرشوة. وثمة من يلقي بظلال الشك على حق يوحنا في عقد مجمع كهذا خارج حدود أبرشيته. هذه كانت ذريعة جعلت أعداءه يتحركون ضدّه بقوة أكبر. من جهة أخرى تبيّن أن سويريانوس، الأسقف وكيل يوحنا، استغل الفرصة وانقلب على صاحبه واتصل بأعدائه. ولما عاد الذهبي الفم إلى كرسيّه كانت الأجواء مشحونة ضده. الحملة ضده: ثم إن قديسنا، في العام نفسه، 401 للميلاد، واجه مشكلة جديدة هي مشكلة “الأخوة الأربعة الطوال” الذين كانوا رهباناً مصريين على مذهب أوريجنوس طردهم ثيوفيلوس الإسكندري مع ثلاثمئة من أتباعهم. هؤلاء لجأوا إلى القسطنطينية واستجاروا بأسقفها. وقد أحسّ القديس يوحنا بأن المسألة ظلماً فبعث برسالة إلى أسقف الإسكندرية يلتمس منه فيها، وبلهجة تكاد تقرب من التوسل، أن يحلًّ القضية بالحسنى قبل أن تصل إلى القصر. فاعتبر ثيوفيلوس أن هذا تدخل سافر من قبل يوحنا في شؤون لا تعنيه وأنه يأخذ جانب الهراطقة. وحضر ثيوفيلوس إلى القسطنطينية خلال شهر آب من العام 403 للميلاد وتحرك بسرعة لدى الملكة أفدوكسيا والجماعات الموتورة من أعداء يوحنا. وقد تمكن من عقد مجمع في ضاحية من ضواحي مدينة خلقيدونيا، في قصر السنديانة، هو وستة وثلاثون أسقفاً، تسعة وعشرون منهم حملهم معه من مصر. وقرار المجمع كان عزل يوحنا عن منصبه، كأسقف على القسطنطينية، بناء للائحة اتهامية تضمنت تسعة وعشرين تهمة، تراوحت بين التعرض للملكة بالقدح والذم والتدخل في شؤون أبرشيات أخرى والعادات الصحية المشبوهة التي كانت له كالأكل على انفراد واستعمال الملبّس المحشو بالعسل مباشرة بعد تناول القدسات الإلهية! موقف يوحنا حيال هذا المجمع كان هادئاً. رفض قراراته وطالب بمجمع عام. ولكن لما رأى أن أركاديوس وقّع عليه وأمر بنفي يوحنا لزم الصمت وسلّم بالأمر الواقع. يوم لك ويوم عليك: ولكن، حدث ما لم يكن في الحسبان فإن زلزالاً هزّ المدينة في اليوم التالي جعل الإمبراطورة أفدوكسيا تشعر بأن الله غاضب عليها فأقنعت زوجها الإمبراطور، للحال، باستعادة يوحنا والتمست منه المغفرة. وعاد يوحنا إلى كرسيه ولكن لفترة شهرين وحسب لأن الإمبراطورة أقامت لنفسها تمثالاً فضياً على عمود الرخام السمّاقي في مقابل كنيسة الحكمة المقدسة (آجيا صوفيا). وقد أثار الحدث حفيظة يوحنا لاسيما للاحتفالات والصخب الذي رافقه. ففي عيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان، رفع صوته وقال:”ها هي هيروديا ترقص من جديد وتسخط من جديد، ومن جديد تطلب رأس يوحنا”. وطبعاً حمل جواسيس أقواله إلى الملكة فساءها الأمر جداً وعزمت على التخلص منه نهائياً. ومن جديد، صدر مرسوم ملكي يقضي بتجريد الذهبي الفم من سلطاته، فرفض الانصياع. قال: “تلقيت سلطتي في الكنيسة من الله ولا أتركها…”. وفي يوم الفصح، السادس عشر من نيسان عام 404 للميلاد، هاجم أربعمئة من النشّابة جموع المؤمنين الملتفين حول القديس يوحنا فلّوثوا الكنائس ونهبوها وضربوا الكهنة وطردوا الموعوظين الذين كانوا ينتظرون دورهم في المعمودية، وفرّقوهم نصف عراة في الشوارع، رجالاً ونساء. في تلك الفترة تعرّض الذهبي الفم لمحاولتي اغتيال نجا منهما بأعجوبة. ولما لم يرد قديسنا أن يعرّض الشعب المؤمن للمهانة وخطر الموت أكثر من ذلك قرّر تسليم نفسه. فودّع خاصته وخرج من الباب الشرقي للكاتدرائية فيما كانت الجموع تنتظره عند الباب الغربي وأسلم نفسه للعسكر. هذه المرة ودّعهم بلا رجعة. ودّعهم وارتحل إلى الشهادة فالموت. وقد عبّر الذهبي الفم، فيما بعد، في رسالة وجهها إلى أسقف اسمه كيرياكوس، عن موقفه الداخلي العميق حيال نفيه الأول والثاني فقال: “عندما أخرجوني من المدينة لم أكن قلقاً بل قلت لنفسي: إذا كانت الإمبراطورة ترغب في نفيي فلتفعل، للرب الأرض بكمالها. إذا كنت ترغب في تقطيعي إرباً فحسبي أشعياء مثلاً. إذا كانت ترغب في رميي في المحيط فلي يونان. إذا ألقيت في النار فالفتية الثلاثة لاقوا المصير عينه. ولو ألقيت للوحوش ذكرت دانيال في جب الأسد. إذا كانت ترغب في رجمي بالحجارة فاستفانوس، اول الشهداء ماثل أمام عيني. عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أترك هذا العالم. وبولس الرسول يذكرني: لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبداً للمسيح”. وخرج إلى المنفى: بهذا الشعور خرج القديس يوحنا إلى المنفى. جرّوه جلادوه حتى الموت ثلاث سنوات وثلاثة أشهر باتجاه الحدود بين كيليكيا وأرمينيا، على قرية منعزلة اسمها كوكوزا ومن ثم نحو كومانا في بلاد البنطس. عانى من الحر وعانى من البرد. عانى من المرض وعانى من الإرهاق. في خوف من اللصوص وخوف من الأعداء. كم من مرة بلغ حدّ القبر ثم عاد. مرات ومرات استبدت به آلام الرأس وكابد الحمى. وهذا كله حمله في جسد ضعيف معطوب. وما كان أطيب على قلوب الجنود، مواكبيه، من أن يسقط صريعاً على الطريق هنا أو هناك. هذا كان عجّل في إتمامهم المهمة الموكولة إليهم وحصولهم على المكافآت والترقيات. ومع ذلك، ومن وسط المعاناة، ازداد قديسنا ثباتاً وتسليماً ورقة وإحساسا. أكثر الرسائل المئتين والاثنتين والأربعين المنسوبة إليه كتبها في تلك الفترة من حياته. وهذه وجهها إلى أساقفة في الشرق والغرب وإلى كهنة وشمامسة وشماسات ورهبان ومرسلين. وقد ضمنها وصفاً لأتعابه، ونصحاً لأصحابها في موضوعات شتى، كما شدّد وعزّى خراف الحظيرة وأوعز بضرورة دكّ المعابد الوثنية في فينيقيا واستئصال الهرطقة من قبرص، وحث على إيفاد المبشرين إلى بلاد الفرس وسكيثيا. رسالتان وجههما إلى أسقف رومية، وسبع عشرة إلى أوليمبيا الشماسة التي كان يكنّ لها محبة وتقديراً كبيرين. المجد لله على كل شيء: وقد بدا لبعض الوقت أنه كان للذهبي الفم في المنفى دور وتأثير في أمور الكنيسة أكبر مما كان له وهو في كرسيه في القسطنطينية. فتنبّه المسؤلون في العاصمة المتملكة إلى خطورة الأمر، والحال هذه، فبعثوا بتوجيهاتهم إلى الجنود المرافقين ليوحنا أن يمنعوا عنه الرسائل ويزيدوا تضييقهم عليه. تلك كانت المرحلة الأخيرة من رحلة استشهاده. فقد أرهقه معذّبوه إلى درجة لم يعد بإمكانه تحملها. وفي موضع قريب من كومانا في بلاد البنطس ظهر له في الحلم قديس شهيد اسمه باسيليكوس كان موارى هناك وقال له: “تشدّد يا أخي فغداً نلتقي!”. وفي صباح اليوم التالي طلب ثياباً بيضاء واشترك في سر الشكر ثم أسلم الروح. كلماته الأخيرة كانت: “المجد لله على كل شيء!”. كان ذلك في الرابع عشر من شهر أيلول من العام 407 للميلاد، وكان قد أتم الستين من عمره والعاشرة من أسقفيته. إكرام المؤمنين للذهبي الفم كقديس بدأ حتى في حياته. وقد جرى نقل رفاته إلى القسطنطينية بعد إحدى وثلاثين سنة من رقاده، في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 438 للميلاد. طروبارية باللحن الثامن لقد أشرقَتِ النعمةُ من فمك مثلَ النار، فأنارت المسكونة، ووضعتَ للعالم كنوزَ عدم محبة الفضة، وأظهرتَ لنا سموَّ الاتضاع، فيا أيها الأبُ المؤدِّب بأقوالهِ، يوحنا الذهبي الفم، تشفع إلى الكلمة المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن السادس لقد تقبَّلتَ النعمةَ الإلهية من السماء، وعلمتَنا بشفتَيْكَ أن نسجد جميعنا لإلهٍ واحد بثلاثة أقانيم، يا يوحنا الذهبي الفم، البار الكلي الغبطة، لذلك نَمدحك بحسب الواجب، بما أنك لا تزال معلماً موضحاً الإلهيات. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 13 / تشرين الثاني من كل عام احتفلت الكنيسة الأنطاكية في عام 2007 بالذكرى الـ 1600 على رقاد القديس يوحنا الذهبي الفم وفي هذه المناسبة تم تقليد غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وسام ” القديس يوحنا الذهبي الفم” من قبل اتحاد كتاب روسيا والمجمع الأرثوذكسي الكنسي العالمي والجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية الفلسطينية، وذلك في القداس الاحتفالي الذي أقيم في كنيسة الصليب المقدس بدمشق يوم الثلاثاء في 13 تشرين الثاني بعيد القديس يوحنا الذهبي الفم . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اغناطيوس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – سام القديس بطرس خلفاً له على كرسي أنطاكية القديس افوذيوس ولكن للأسف ليس لدينا ما يجعلنا نخوض في البحث بتاريخ أول خليفة للرسول بطرس ولكن هناك تقليد يقول أنه قد نال إكليل الشهادة في عهد نيرون. القديس اغناطيوس الأنطاكي: (اغناطيوس ثيوفوروس”حامل الإله”)، لقد عاصر اغناطيوس افوذيوس وقد يكونا اشتركا في رئاسة كنيسة أنطاكية (المسيحيين من أصل يهودي، المسيحيين من أصل أممي) في وقت واحد، ومن ثم بعد استشهاد افوذيوس تابع رئاسة الكنيستين لوحده. وهناك تقليد يقول أن الطفل الذي جاء في بشارة متى 18 هو القديس اغناطيوس، إلا أن الذهبي الفم لا يؤيد هذا التقليد ويؤكد أن اغناطيوس لم يرَ الرب. وعلماء الكنيسة يجعلون مولده في سنة 35 وأنه آمن في أنطاكية على أيدي الرسل والتلاميذ، وهو الذي اتخذ لنفسه لقب ثيوفوروس-حامل الإله-. كنيسة أنطاكية والقديس اغناطيوس: في عهد اغناطيوس بدأت الإمبراطورية الرومانية تلاحق المسيحيين و تضطهدهم، إذ أخذ الإيمان المسيحي ينتشر في رومة نفسها وهذا كان للرومان بمثابة خيانة الدولة، فدين الآباء بالنسبة لهم، ميثاق لا يجب فسخه. وهناك عامل أخر حرض الرومان على اضطهاد المسيحيين وهو الشكاوي اليهودية، إذ جعلتهم ينتبهوا إلى سرعة انتشار البشارة المسيحية في الإمبراطورية. وبالنسبة للظروف الداخلية في عهد اغناطيوس لم تكن أفضل حالاً إذ كان الاختلاف بين المؤمنين من اليهود والأممين ما يزال قائماً. سياسته الرعائية: لم يهتم القديس بشرح العقائد المسيحية (الثالوث الأقداس واتحاد الطبيعتين في المسيح)، بل جلّ اهتمامه كان في تعليم الإيمان المسيحي والحفاظ عليه نقي، وتوحيد صفوف أبناء كنيسته -أنطاكية-، وهو أول من استخدم لفظ الجامعة (الكاثوليكية) على الكنيسة واعتبرها مجمعية وليست رئاسية. وأيضاً قد نظّم الكنيسة، ففي رسالته إلى أفسس، يبين الدرجات الكهنوتية، ويجعل الأسقف رأس الكنيسة المحلية إذ يقول عنه أنه المسيح وحيث يكون المسيح تكون الكنيسة، ومن ثم الشيوخ ويجعلهم قدوة للمؤمنين، كما الرسل قدوة للمؤمنين، من ثم الشمامسة واحترامهم كاحترام وصايا الله، ويجعل أي عمل مقدم للكنيسة بدون موافقة الأسقف هو عمل غير محبب فلا يجب التصرف بانفراد، ويجعل الذبيحة الإلهية سرّ يمارسه الأسقف فقط و من خوّله الأسقف. الحكم على القديس: كان نيرون قد وضع قانون يعتبر كل من يدين بالمسيحية خارجاً على القانون. وقد ماشاه في ذلك كل من فيزبازيانوس وتيطس ودوميتيانوس. وفي سنة 99 وافق الأمبراطور تريانوس على قانون نيرون وأمر بتنفيذه، وأوضح القانون لبلينيوس حاكم بيثينية بأن كل من يُعلن عنه أنه مسيحي يعدم إلا في حال تراجع عن إيمانه. وكان من الذين استشهدوا اثر هذا القانون القديس اقليمس أسقف رومية الثالث بعد الرسول بطرس في سنة 100. وسمعان أسقف أروشليم في سنة 107. وقد يكون هذا القانون هو الذي أدى إلى استشهاد اغناطيوس ثيوفوروس. جاء في التقليد لقد وجه الحاكم الروماني تهمة لاغناطيوس بأنه يخالف أوامره كشيطان، ويغر الناس على إهلاك نفوسهم (التبشير بالمسيح). فأجابه القديس أن ألهة الرومان هم الأبالسة ويخافون من أبناء الله وأنه لا يوجد إلا إله واحد. فقال له الحاكم ألعلك تقصد المسيح الذي علقه بيلاطس على الصليب؟ فأجابه القديس: يجب أن يُقال أن يسوع الذي علق الخطيئة وصانعها على الصليب فأعطى الذين يحملونه بقلوبهم سلطاناً لسحق الجحيم وقوته. فقال له الحاكم: أنت إذاً حامل يسوع في أحشائك؟ فقال اغناطيوس: لا ريب في ذلك لأنه قيل أحل بينهم وأسير معهم. فما كان من الحاكم إلا أن يصدر أمره في السادس من كانون الثاني سنة 107 بتكبيل اغناطيوس وإرساله إلى رومة ليطرح للوحوش أمام الشعب. وهنا هتف القديس قائلاً: أشكرك يارب لأنك منحتني حباً كاملاً لك وشرفتني بالقيود التي شرفت بولس بها. ثم صلى لأجل الكنيسة واستودعها وسلم نفسه للشرطة. رسائله: فانطلق مقيداً بالأغلال ومعه الشهيديّن روفوس وزورسيموس اللذين شملهما الحكم. وفي أثناء سفره من أنطاكية إلى رومة كتب سبعة رسائل إلى الكنائس التي مرَّ بها. التي كانت تشجع على تحمل المحن ومصائب الدهر. ووصلت لنا في ثلاث مجموعات: القصيرة والطويلة والمختصرة. والقصيرة هي الأصلية، وقد حفظت لنا مخطوطة يونانية (القرن الثاني) هذه الرسائل ولا تشمتمل على الرسالة إلى الرومانيين، وأقدم نص يحفظ لنا هذه الرسالة يعود للقرن العاشر. وفي القرن الرابع قام من عُني بها وحرفها فأضاف إليها وجعلها مجموعات تشمل ثلاثة عشر رسالة بدلاً من سبع. فجاء بها علاوةً على الرسائل إلى كنائس: أفسس ومغنيسية وترّلة ورومية وفيلدلفية وأزمير وبوليكاربوس رسائل إلى أنطاكية وطرسوس وفيلبي وهيرون ومريم الكبسولة ورسالة هذه الأخيرة إلى أغناطيوس. وظلت هذه الرسائل موضوع جدل بين علماء الكتاب المقدس والإنجيليين. فقال البعض أنها مزورة، والبعض الآخر صحيحة. ثم جاء Lightfool و Haranck وZahn وFunk ووفّقوا باثبات صحتها بالأدلة الداخلية والخارجية وسكت جميع القائلين بتزويرها. وأصبحت هذه الرسائل من أفضل ما تبقى من آثار الآباء الأولين. استشهداه: وصل القديس إلى عاصمة الإمبراطورية. وكان موعد أعياد الختام الرومانية. ونزل الرومانيون إلى مدرج فلافيانوس ليحتفلوا بانتصارات تريانوس ليشاهدوا المصارعة الدموية بين الأسر والمجرمين والوحوش الضارية. واستشهد رفيقا القديس في هذا المدرج في الثامن عشر من كانون الأول. وفي العشرين عُرّيَ القديس الحامل الإله من ثيابه وطرح إلى الوحوش فمزقت جسده الطاهر، والتهمته. وما تبقى من جسمه إلا العظام فجمعها المؤمنون وأرسلوها إلى أنطاكية. فدفنت خارج السور. وثم نقلت في أيام ثيودوسيوس الصغير إلى رفات الكنيسة التي كانت هيكل فورتونة في قلب أنطاكية وأطلق على الكنيسة اسمه تخليداً لذكره. عيده: نُقل عن مؤمني رومة بعد أن شاهدوا الميتة المجيدة، أقاموا الليل كله يصلون للرب أن يشدد ضعفهم، فظهر لهم الشهيد بهيئة مجاهد خرج من القتال ظافراً فامتلأت قلوبهم فرح، وقام الأخوة في أنطاكية بتعيين يوم استشهاده عيداً تعيد له الكنيسة. ولا تزال الكنيسة الأرثوذكسية تعيد له بهذا اليوم. أما الكنيسة الكاثوليكية فقد نقلت العيد إلى الأول من شهر شباط. ربما لجمع يوم استشهاده مع يوم نقل رفاته. من أقوال القديس إغناطيوس: التدبير الخلاصي بيسوع المسيح يركز القديس اغناطيوس على الخلاص بيسوع المسيح الاله التام والانسان التام. “.. اله متجسد وفي الموت حياة حقيقية ولد من العذراء ومن الله..” (افسس7: 2). و يقول في مطلع رسالته الى اهل ازمير: “أمجد يسوع المسيح الذي جعلكم حكماء. لقد أدركت انكم قد بُنيتم بايمان لا يتزعزع كأنكم مسمَّرون على صليب يسوع المسيح بالجسد والروح وثابتون بقوة في المحبة بدم المسيح الذي هو حقيقة “من نسل داود بالجسد”، وولد حقيقة من العذراء واعتمد من يوحنا “لتتم به كل عدالة”، وسُمِّر من اجلنا على عهد بيلاطس البنطي وهيرودس رئيس الربع، وبثمرة صليبه وآلامه المقدسة وجدنا الحياة، وبقيامته “رفع رايته” فوق العصور ليجمع قديسيه ومؤمنيه في اليهودية وفي الامم في جسد واحد في كنيسته”. وقال ايضا “تحمَّلَ كل هذا من اجلنا ومن اجل خلاصنا. تألم حقا وقام حقا بقدرته. انه لم يتألم ظاهريا كما يقول بعض الجاحدين” (ازمير 2). ويؤكد في رسالته عينها: “اني أؤمن واعتقد أن المسيح بعد القيامة كان بالجسد. ألم يخاطب بطرس ومن معه قائلا “جسُّوني والمسوني وانظروا اني لستُ روحا بدون جسد”؟ لقد لمسوه فآمنوا فورا واتحدوا بجسده وروحه، لذلك احتقروا الموت وانتصروا عليه” (ازمير 3: 1-2). سر الشكر والكنيسة “اياكم والاشتراك بغير سر الشكر الواحد لأنه لا يوجد غير جسد واحد لربنا يسوع المسيح وكأس واحدة توحِّدنا بدمه ومذبح واحد، كما يوجد اسقف واحد مع متقدمين والشمامسة رفقتي في الخدمة، وهكذا كل ما تفلونه تفعلونه حسب الله” (فيلادلفيا 4). “فإذا كنتم جميعكم تجتمعون كواحد… تكسرون الخبزة الواحدة التي هي دواء للخلود، تقدمة مُعدّة لتحفظنا من الموت وتؤمن لنا الحياة الدائمة في المسيح” ( أفسس 20: 2). “من كان بعيداً عن المذبح يُحرَم من خبز الله” (أفسس 5: 2). “من امتنع عن الحضور الى الكنيسة فهو يتكبر ويقطع ذاته من الشركة، لقد كُتب “ان الله يقاوم المتكبرين” (متى 18: 20)، فلنحترس اذاً من مقاومة الأسقف اذا كنا نريد أن نحافظ على طاعتنا لله” (افسس 5: 3). “حاولوا ان تكثفوا اجتماعاتكم لتقدموا شكركم وتمجيدكم لله لأن قوى الشيطان تضمحل وقدرته تنحلّ امام اتفاق ايمانكم” (افسس 13). الأسقف . “حيث يكون الاسقف هناك يجب ان تكون الرعية كما انه حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة” (ازمير 8: 2). في مطلع كل رسالة يتكلم عن اسقف المدينة والشعب، يقول عن اسقف فيلادلفيا: “انا أعرف ان هذا الاسقف “لم يتسلم خدمة الرعية لا من ذاته ولا من البشر” (غلاطية 1:1) ولا حبا بمجد باطل بل محبة بالله الآب وبيسوع المسيح. أَسَرتْنا وداعته، بصمته يستطيع ان يفعل اكثر بكثير مما تفعله الخطب الطنانة… ان طبعه الهادئ الذي لا يعرف الغضب يعرّفني ان فضيلة فكره كاملة وانه يعيش كل وداعة الاله الحي” (فيلادلفيا 1:1). الاسقف يمثّل المسيح في الكنيسة وله طاعة المؤمنين ولو كان شاباً لأن من لا يخالف رأي الاسقف يحمي نفسه من الوقوع في الهرطقة. يقول: “لا يفعلن احدا منكم شيئا يتعلق بالكنيسة بدون ارادة الاسقف” (ازمير 8 :1). “عليكم ان تكونوا برأي واحد مع اسقفكم” (افسس 4 :1). “أغبطكم وقد ارتبطتم بأسقفكم ارتباطا دائما كارتباط الكنيسة بالمسيح، والمسيح يسوع بالآب، وكل ذلك بائتلاف وحدة كاملة” (افسس 6: 1). يشرف الاسقف على اقامة كل الاسرار الكنسية “بدون الاسقف لا يجوز العماد ولا ولائم المحبة” (ازمير 8: 2). “على الرجال والنساء الذين تزوجوا ان يكون اتحادهم على يد الاسقف حتى يكون الزواج حسب الرب لا حسب الرغبة” (بوليكاربوس 5: 2). يوصي القديس اغناطيوس كل اسقف “بَرِّرْ سموّك بنشاطك الجمّ جسديا وروحيا، واهتم بالوحدة التي تسمو على كل الخيرات. احتمل الجميع كاحتمال الرب لك، واحملهم بمحبة كما تفعل. اشغل وقتك في الصلوات الدائمة. زد حكمتك حكمة، واسهر بروح لا تعرف الرقاد. خاطب كل واحد على حدةٍ ليتخلّق بأخلاق الله” (بوليكاربوس 1 : 2و3). وعن المسيحي في حياته وعمله “المسيحي لا يملك نفسه وليس بسيدها. ان وقته لله ولا يعمل الا من اجله” (بوليكاربوس 7: 3). “الافضل ان نصمت ونكون من ان نتكلم ولا نكون. جميل ان يعلم الانسان، الأجمل ان يفعل ما يعلمه” (أفسس 15: 1). “اذا حافظتم على الصمت فانكم لن تسهموا بعمل افضل من هذا العمل” (رومية 2: 1). “كونوا مسيحيين لا بالاسم بل في الواقع” (مغنيسية 4). “لا أسألكم ان تطلبوا رضى الناس بل رضى الله” (رومية 2: 1). “لا تجعلوا المسيح على شفاهكم والعالم في قلوبكم” (رومية 7 :1). “اذا كنتم ترغبون أن تفعلوا الخير، فإن الله مستعدّ لمساعدتكم” (إزمير 11 :3). “كونوا طويلي الأناة وودعاء بعضكم مع بعض بوداعة الله معكم” (بوليكاربوس 6: 2). “اعتبروا من يحمل فكرة مخالفة لنعمة يسوع المسيح التي حَلّت علينا مضاداً لفكر الله. مثل هذا لا يهتم لا بالمحبة ولا بالارملة، لا بالفقير ولا بالمضطهَدين، لا بالاسرى ولا بالمعتقين، لا بالجائع ولا بالعطشان. يبتعد عن الصلاة وسر الشكر حتى لا يقرّ بأن سر الشكر هو جسد مخلصنا يسوع المسيح، الجسد الذي تألم من اجل خطايانا والذي اقامه الله الآب بصلاحه. أولئك الذين يرفضون عطية الله يموتون في مجادلاتهم. الافضل لهم ان يطبّقوا ناموس المحبة ليكون لهم مجال في القيامة. احترزوا من هؤلاء البشر ولا تتكلموا عنهم لا في مجالسكم الخاصّة ولا في المجالس العامّة. تعلقوا بالانبياء وعلى الاخص بالانجيل الذي أرانا الآلام كاملة والقيامة محقَّقة. اهربوا من الشقاقات لانها رأس الشرور” ( إزمير 6: 2 و7: 1-2). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ديمتريوس | الولادة: – الوفاة: – 📜 نشأته عاش القديس ديمتريوس في مدينة تسالونيكي ايام الامبراطور مكسيميانوس في اواخر القرن الثالث. كان والده قائداً عسكرياً انشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، كما على التقى من العلم قدراً وافراً ثم انخرط في الجندية كأبيه وأضحى قائداً عسكرياً. وكان مكسيميانس قد عيّنه، رغم صغر سنه، قائد جيش تساليا وقنصل (حاكم) اليونان، كان ديمتريوس مؤمنا بيسوع المسيح يعلّم كلمة الله علنا ويعمل بها، وقد آمن كثيرون بواسطته رغم الاضطهاد. ⚔️ موقفه من الإمبراطور ومقاومته للوثنية لما انتصر الامبراطور مكسيميانوس امبراطور الغرب على الإسكيثيين سنة 290، مرّ على تسالونيكي في طريقه الى ميلان، أمر بتقديم الذبائح لآلهة الوثنيين وبأقامة مهرجانات النصر، استغنم الوثنيون الذين كانوا يحسدون ديمتريوس فرصة وجود الامبراطور فوشوا بالقائد الشاب انه مسيحي، غضب الامبراطور غضبا شديدا لان ديمتريوس لم يكتف باعتناق المسيحية بل كان يبشّر بالإنجيل ويستغلّ مركزه الرسمي للبشارة. فجرده الامبراطور من ألقابه وشاراته وأمر بسجنه ريثما يقرر ما سيفعله به. 💪 معجزة نسطر وبطولة الإيمان جرت العادة ان تنظّم حفلات مصارعة اثناء مهرجانات النصر وكان هناك بطل اسمه لهاوش يقتل كل منافسيه ويربح كل المباريات. تحداه شاب مسيحي اسمه نسطر وكان ضعيف البنية مؤمنا. طلب أدعية ديمتريوس في السجن ودخل الحلبة صارخا: يا اله ديمتريوس اعنّي، فنازل لهاوش وصرعه. فغضب الامبراطور وأمر بقتل نسطر وديمتريوس وخادمه الذي صنع العجائب بلباس القديس وخاتمه. أما رفات القديس فأخذها رجال اتقياء سرا ودفنوها. وقد اعطى الله علامة لقداسة شهيده أن طيباًً، اخذ يفيض من بقاياه ويشفي الكثيرين من امراضهم، مما جعل الكنيسة تسميه بـ “المفيض الطيب”. وضريحه مودع في كنيسة تحمل اسمه في قلب مدينة تسالونيكي. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 تشرين الاول . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيلبس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو احد الرسل الإثني عشر. كل الإنجيليين ذكروه ولكن يوحنا الحبيب ذكره أكثر من غيره، ربما لأنه كانت تربطه به روابط صداقة. يبدو من النصوص الكتابية أن فيليبس كانت له صلة بيوحنا المعمدان قبل أن يعترف بالرب يسوع. وقد يكون واحداً من تلميذي السابق اللذين سمعا معلمهما يقول عن الرب يسوع: “هوذا حمل الله” فتبعاه (يوحنا 35:1). والتلميذ الآخر كان أندراوس المعرّف عنه في التراث بأنه المدعو أولاً. في كل حال، كان فيليبس من نفس مدينة اندراوس وبطرس التي هي بيت صيدا (يوحنا44:1). والاثنان، فيليبس واندراوس، يظهران، أحياناً، متلازمين كما في الإصحاحين السادس والثاني عشر من إنجيل يوحنا. لذا يغلب أنهما كانا صديقين وأنهما كانا يشكلان مع آخرين شبه حلقة تدرس الشريعة والأنبياء وتتناظر في مزايا المسيح الموعود وتنتظر تمام الوعد لإسرائيل. كما يبدو نثنائيل ذا صلة بالحلقة، فإن فيليبس، بعدما اهتدى إلى الرب يسوع، أخذ يبحث عن نثنائيل، ولما وجده قال له: “قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة”، ثم جاء به إلى يسوع. فيليبس هو أول من دعاه الرب يسوع: “اتبعني” (يوحنا43:1). والدارسون يقولون أن التعبير أن يسوع “وجد فيليبس فقال له اتبعني” يشير إلى أنه كانت له به معرفة سابقة. ثم إن شخصية فيليبس في إنجيل يوحنا تبدو كشخصية توما: شخصية حارّة عفوية واقعية وعملية تؤكد الخبرة الذاتية وإعمال الحسّ أكثر مما تؤكد التصديق بالكلمة. من هنا قوله لنثنائيل لما أبدى اعتراضاً على أنه لا يمكن أن يكون من الناصرة شيء صالح، “تعال وانظر”. ومن هنا أيضاً امتحان الرب يسوع له قبل تكثير الخبز وإطعام الجموع: “من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء. وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل. أجابه فيليبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً” (يوحنا5:6-7). ومن هنا أيضاً انتهار الرب يسوع له بعد اعتراضه على قول السيّد عن الآب “من الآن تعرفونه وقد رأيتموه”. فقال له فيليبس “يا سيد أرنا الآب وكفانا”، فانتهره الرب يسوع قائلاً: “أنا معكم زماناً هذه مدّته ولم تعرفني يا فيليبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ” (يوحنا 14). لقد كان ذهن فيليبس لصيق الحسيات وكان توجه الرب يسوع أن يحرّره منها ويرفعه إلى مستوى الروحيات، مثله مثل توما الرسول وسواه من الرسل عموماً، في كل حال، على طريقة: “هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً… لأنك رأيتني آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يوحنا 27:20-29). هذا أبرز ما توافينا به الأناجيل عن القديس فيليبس الرسول. أما بعد الصعود والعنصرة، فالتراث يقول عنه أن نصيبه في البشارة وقع له في آسيا الصغرى وأنه توجّه إليها برفقة برثلماوس الرسول وأخته في الجسد، مريمني. ويبدو أنه أصاب هناك نجاحاً كبيراً حتى أنه هدى للمسيح امرأة حاكم آسيا المدعو نيكانور. ولكن ألقى عليه الوثنيون القبض في هيرابوليس في فيرجيا فجرّوه وصلبوه رأساً على عقب. وإذ أسلم الروح اهتزت الأرض كما من غضب الله فتخشّع الوثنيون الحاضرون وأعلنوا إيمانهم بالمسيح. وقد رقد فيلبس، فيما يظن، في الثمانينات من القرن الأول، ونقلت رفاته، فيما بعد، إلى رومية. طروبارية باللحن الثالث أيها الرسول القديس فيلبُّس، تشفع إلى الإله الرحيم أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا. قنداق باللحن الثامن أيها الجزيل الرحمة، إن فيلبُّس اللاهج بالله، تلميذكَ وصفيَّك ومماثلك بالآلام، قد كرز بك في المسكونة أنك إلهٌ، فبتوسلاتهِ لأجل والدة الإله احفظ كنيستكَ من الأعداء الملحدين. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 14 تشرين الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسين الشهداء غوريا وصامونا وحبيب | الولادة: – الوفاة: – كان غوريا وصامونا وحبيب من ناحية الرها. ولعلهم، كما ذكر البطريرك مكاريوس الزعيم في “قديسون من بلادنا”، من قرى تابعة لمدينة حلب: غوريا من قرية قطما غربي عزاز، وصامونا من قرية عندان وحبيب من قرية تل عدا. وقد قضوا شهداء للمسيح بين العامين 289و322 للميلاد. فأما غوريا وصامونا فكانا مواطنين ذا شأن، وقيل كاهنين، في زمن الإمبراطور ذوكليسيانوس (284-305م). فلما شنّت السلطات حملة على المسيحيين، كان لهذين المجاهدين دور فاعل في تشديد المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان لئلا يخور أحد منهم تحت وطأة التهديد فيكفر بالمسيح. وقد أمّنا الاتصال بالموقوفين وعزيّاهم وحملا إليهم بعض ما يحتاجون إليه. وبقيا كذلك إلى أن انتهى خبرهما إلى الوالي أنطونينوس فألقى جنوده القبض عليهما وأوقفوهما أمامه. فلما مثلا لديه هدّدهما أو يكفرا بالمسيح. فقاوماه قائلين: “إذا رضخنا لمرسوم قيصر متنا ولو أبقيت علينا”. “لا نخونن الإله الأوحد الذي في السماء ولا نستبدلنّه بصورة من صنع أيدي الناس. المسيح إلهنا وإياه نعبد لأنه، بصلاحه، أنقذنا من الضلالة، فهو ضياؤنا وطبيبنا وحياتنا”. وإذا توعّدهما الوالي بأنه سيذيقهما أمرّ العذاب وسيسلمهما إلى الموت لو عاندا، أجاباه: “لن نموت، كما تظن، بل سنحيا. أجل، نحن نؤمن أننا إن عملنا مشيئة ذاك الذي خلقنا حيينا. لذلك تهديداتك لا تخيفنا. والتعذيبات تكون إلى حين ثم تعبر كأنها لم تكن ولا تؤثر فينا. لكننا نخشى العذاب الأبدي المدّخر للأشرار والساقطين. أما إلهنا فيهبنا أن نحتمل عذاباتكم التي لا تلبث أن تزول متى خرجت النفس من الجسد”. استشاط الحاكم غيظاً، لكنه أمر بسجنهما ريثما يفكّر في لون التعذيب الموافق لهما. وانقضت بضعة أيام ثم أمر بتعليقهما، كلاً بيد واحدة في الهواء خمس ساعات متواصلة، فثبتا ولم يتزعزعا. فأمر بإلقائهما في حفرة مظلمة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، ومنع عنهما الطعام والشراب إلا الأقلّ من القليل. ولما أعادهما إليه من جديد وجدهما راسخين ولو أوهنهما الضيق والعذاب. “لا نعودن عن إيماننا ولا عن كلامنا. افعل ما أمر به قيصر، فلئن كان لك سلطان على أبداننا فليس على أرواحنا”. فأمر الوالي بإخراجهما من حضرته وتعليقهما في الهواء من الرجلين. أخيراً، عيل صبر الحاكم فقضى بإنزال عقوبة الإعدام بهما. كان ذلك في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام 289م. فلما بلغ المجاهدين الحكم تهلّلا. “نحن أشقى الناس ولا نستأهل أن نحصى في عداد الأبرار ولا أن نقارن بهم. لكن عزاؤنا قول المعلم: “من أضاع حياته من أجلي يجدها” (متى 39:10). “فالمجد لمن أهلنا لاحتمال العذابات لأجل اسم الرب يسوع المسيح”. وإذ سيق غوريا وصامونا إلى مكان الإعدام وارتفع السيف فوق عنقيهما صلّيا هكذا: “يا أبا ربنا يسوع المسيح، تقبّل روحينا واحفظ جسدينا ليوم القيامة”. ثم قطعت هامتاهما. وذاع خبر شهادة الاثنين بين الناس فتراكضوا غير عابئين بخطر يداهمهم وجمعوا بقاياهما، حتى الدماء التي أرويا بها التراب، وواروهما الثرى بالبخور والمزامير والتسابيح لمجد الله. أما حبيب فقد استشهد في المدينة عينها، الرها، بعد ذلك بحوالي ثلاثة وثلاثين عاماً. وخبره أنه كان شماساً يقيم مع والدته في زمن ليسينيوس. فلما حمل الإمبراطور على المسيحيين في العام 309 للميلاد، أخذ حبيب يطوف بهمة في القرى المحيطة بالرها يجمع المؤمنين ويشدّدهم ويقرأ عليهم الكتب المقدّسة. فلما بلغ خبره حاكم الرها، المدعو ليسانيوس، اغتاظ وأعطى الأمر بالبحث عن الشمّاس الجسور الوقح هذا وإلقاء القبض عليه. وإذا لم يقع الجنود له على أثر أوقفوا والدته وبعض أهل قريته. وما أن علم حبيب بما جرى حتى أيقن أن أوان الاستشهاد قد حان فجاء وأسلم نفسه. سيق الشمّاس الغيور أمام الحاكم للاستجواب فأبدى شجاعة وثباتاً فائقين، فأمر ليسانيوس بجلده دون هوادة. ثم بعد أيام علقوه وفسخوه ومزّقوا لحمه بأمشاط من حديد. فلم يخر بل قال: “كما تثمر الشجرة متى رويت كذلك تقوّي هذه التعذيبات عزيمتي” فتعجب الوالي وسأله بلهجة الحانق العاجز: “أهذا ما يعلمك إياه دينك أن تكره جسدك وتسرّ بالآلام؟!”. فأجاب حبيب بشق النفس: “نحن لا نكره أجسادنا، لكننا نفرح إذا ما تأملنا في الحقائق غير المنظورة، ولنا ثقة بالوعد أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن للذين أحبوا المسيح”. احتار الحاكم ماذا يعمل بهذا المعاند. السيف قليل عليه. فأمر بإحراقه على نار خفيفة. ولما أخذه الجند لتنفيذ الحكم اجتمع بعض المؤمنين، وكانت أم الشمّاس من بينهم مجللة بالبياض وكأنها في عيد. وإذ ألقاه جلاّدوه في النار لفظ، للحال، أنفاسه الأخيرة وأسلم الروح. وقد تمكن المسيحيون من إخراجه من دائرة النار، ثم حملوه وواروه التراب في نفس الموضع الذي كانت في بقايا غوريا وصامونا. ومرّت أعوام قليلة وانتهى عهد الاضطهاد فبنى المسيحيون كنيسة في المكان ونقلوا رفات الشهداء الثلاثة إليها. ومنذ ذلك الوقت صارت تقام لهم ذكرى واحدة كل عام في مثل هذا اليوم. هذا ويذكر التاريخ أن الله أجرى برفات القديسين الثلاثة عجائب جمّة. وإحدى هذه العجائب أنه كانت لأرملة رهّاوية ابنة صغيرة السن شاءها أحد المجنّدين من الأصل الغوطي أو ربما الكردي زوجة. وإذ وجدت الأرملة نفسها مغلوبة على أمرها أعطت الرجل ابنتها بعد أن قسم لها عند قبر الشهداء الثلاثة، غوريا وصامونا وحبيب، أن يصونها ويتخذها لنفسه زوجة شرعية. وسافر الجندي إلى بلاده. لكنه لم يف بوعده بل عامل الفتاة كأمة وجعلها لخدمة زوجته الأصيل. فلما ماتت الزوجة، دفنت الفتاة الرهاوية معها، ربما كانت العادة في تلك المحلة. فأخذت الفتاة في القبر تنوح وتستنجد بالشهداء الثلاثة، فظهروا لها وحملوها في لحظة، في طرفة عين، وأعادوها إلى موطنها الأول، في الرها. وهكذا وجدت الفتاة في اليوم الثاني في كنيسة الشهداء. طروبارية باللحن الخامس عجائبُ قديسيك الشهداء، إذ قد منحتَنا إياها سوراً لا يحارَب، أيها المسيح الإله، فبتوسُّلاتهم شتّت مشورات الأمم، وأيّد صوالجة المملكة، بما أنك صالحٌ وحدك ومحبٌّ للبشر. قنداق باللحن الثاني أيها القديسون الحكماءُ الكليّو المديح، بما أنكم نلتم النعمة من العلي أَنجدتُم الذين في التجارب، فلذلكَ أنقذتم الفتاة من الموت المرّ، لأنكم أنتم بالحقيقة شرف الرها وفرح العالم. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 15 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الرسول متى الإنجيلي | الولادة: – الوفاة: – هو أحد الرسل الاثني عشر (متى 3:10، مرقص 18:3، لوقا 15:6). له في إنجيل لوقا اسم ثان: “لاوي” (27:5) وفي إنجيل مرقص “لاوي بن حلفى” (14:2). كان عشّاراً، جابياً للضرائب في كفرناحوم، المدينة التي كان الرب يسوع المسيح مقيماً فيها في بلاد الجليل. وفي كفرناحوم دعاه الرب يسوع وهو في مكان عمله بقوله “اتبعني” “فترك كل شيء وقام وتبعه” (لوقا 27:5-2 . متّى يتحدث عن دعوة يسوع له كما لو كان يتحدث عن إنسان غريب لا يعرفه. هكذا عرض للأمر: “فيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني، فقام وتبعه” (9:9). متّى يذكر أصله جيداً. يعرف من أي جب أخرجه يسوع. وهو الوحيد بين الإنجيليين الثلاثة الذي يقدّم نفسه في لائحة الرسل الاثني عشر لا كمتى وحسب بل كمتى العشّار (10:3). ثم أن لاوي احتفى بالرب يسوع فصنع له في بيته ضيافة كبيرة. في هذه الضيافة التي حضرها جمع من العشّارين والخطأة تفوّه الرب يسوع بقوله المأثور: “لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعو أبراراً بل خطأة إلى التوبة” (مرقص 17:2، لوقا 31:5). قال ذلك في معرض ردّه على الكتبة والفريسيين الذين تذمرّوا: “ما باله يأكل ويشرب مع العشّارين والخطأة” (مرقص 16:2). أمران يلفتانا في رواية متى: الأول إحجامه عن إضفاء طابع العظمة على الضيافة وعدم نسبتها إلى نفسه بشكل صريح كما نسبها مرقص ولوقا إلى لاوي مباشرة. وفي ذلك خفر. والأمر الثاني إيراده القول السيّدي، دون الإنجيليين الآخرين، بتوسع. “لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة. لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطأة إلى التوبة” (متى 12:9-13) فالقول الزائد “اذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة”، إلى جانب كونه يدين الكتبة والفرّيسيين – لاسيما وأن الشق الثاني منه مأخوذ من نبوءة هوشع (6:6) – فإن متى حساس له وضنين به لأنه يعرف جيداً ما فعلته به رحمة الله وأنه بالنعمة مخلّص بالإيمان وهذا ليس منه، “هو عطية الله” كما يقول الرسول بولس في أفسس (8:2). وهذا ما يبرّر أيضاً دعوة متى العشّارين والخطأة، أصحابه، إلى العشاء، فرحمة الله مسكوبة على الجميع. أولم يكن متى الوحيد الذي أورد قول يسوع: “إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله” (متى 31:21)؟ ورافق متى الرسول الرب يسوع في تنقلاته وبشارته وعاين عجائبه قبل الصلب وبعد القيامة. كما كان في عداد الرسل الذين كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم، أم يسوع، وإخوته بعد الصعود (أعمال الرسل 13:1-14). أما بعد العنصرة فثمة من يقول انه توجّه إلى بلاد مصر والحبشة وبشّر هناك، وهناك استشهد. وثمة من يقول أنه بشّر في بلاد الفرس وأنه هدى عدداً كبيراً من الوثنيين إلى الإيمان ورقد بسلام في الرب. أما البطريرك مكاريوس الزعيم، عندنا، فيقول عنه أنه اقتبل الشهادة بحريق النار في مدينة منبج الشام وتوفي رسولاً وشهيداً. وهذه المعلومة مأخوذة، فيما يبدو، من السنكسارات القديمة. أما إنجيل متى فلعله كتب في الثمانينات من القرن الأول. وجّهه صاحبه لمنفعة المؤمنين من أصل يهودي في فلسطين أو سورية أو فينيقية أو غير مكان. الشهادات القديمة تفيد أنه كتب بالآرامية ثم نقل إلى اليونانية. ولكن، لا أثر موجود للنسخة الآرامية. يمتاز بكون كاتبه طويل الباع في علم الكتاب المقدّس والتقاليد اليهودية كما يتبنّى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية: “الصدقة والصلاة والصيام”. وهو بارع في فن التعليم وتقريب يسوع من سامعيه. ولعل مسكه للسجلات في مهنته كعشّار ساعده على جمع مواد إنجيله وتنسيقها بما يتلاءم والغرض التعليمي والعملي الذي من أجله جمعها. والكنيسة المقدّسة تنشد له اليوم هذه البروصومية في صلاة الغروب، وفيها تختصر سيرته الروحية: “أيها الرسول إن الفاحص قلوب البشر، لما رأى بسابق معرفته الإلهية عزمك الإلهي، أنقذك من عالم الظلم وجعلك، حينئذ، نوراً لكل العالم، آمراً إياك أن تضيء وتنير أقطار المسكونة. وهو الذي استأهلت أن تكتب إنجيله الإلهي علانية فإليه ابتهل أن ينير ويخلص نفوسنا”. طروبارية باللحن الثالث : أيها الرسول القديس متى، تشفع إلى الإله الرحيم أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا. قنداق باللحن الرابع لما طرحتَ ميزانَ التعشير، انحزتَ إلى ميزان العدل وظهرتَ تاجراً كلي الفضل، وأحرزتَ غنى الحكمة التي من العُلى. لذلك كرزتَ بقول الحق، وأنهضتَ نفوس الكسالى، بما كتبتَ عن ساعة الدينونة. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 16 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس غريغوريوس العجائبي | الولادة: 213 الوفاة: 270 القدّيس غريغوريوس العجائبي رئيس أساقفة قيصرية الجديدة أبصر غريغوريوس – وكان اسمه في الأساس ثيودوروس – النور في مدينة قيصرية الجديدة في بلاد البنطس حوالي العام 213 للميلاد. كان والداه وثنيين وكان له أخ وأخت. وقد سمح له وضع عائلته بتلقي نصيب لا باس به من العلم، فدرس الآداب والفقه والخطابة. تمتع بمواهب جمة وامتاز بالحكمة والوداعة ومال إلى الهدوء والتأمل. كان في صباه غير ما كان عليه أترابه. وكثيراً ما حاولوا اجتذابه إليهم أو حتى إرباكه فلم ينجحوا في تحويله عن خط سيره. مرة دفعوا بواحدة من الغواني فدنت منه أمام الملأ وطالبته بما لها عليه لقاء متعة مزعومة قضتها معه، فلم يجبها ولا دافع عن نفسه بل أعطاها ما تريد و تركها تذهب. توفي والده وهو صغير السن وشاءت والدته لما رأته فيه من ذكاء حاد وميل إلى العلم أن ترسله إلى مدرسة بيروت التشريعية الشهيرة في ذلك الزمان. ولمّا كانت أخته على أهبة الزواج من وكيل حاكم فلسطين فقد رافقها هو وأخوه، اثينودوروس، على قيصرية على أمل الانتقال منها إلى بيروت بعد ذلك. ولكنه تعرّف في قيصرية إلى المعلم المشهور أوريجنوس فأخذ بعلمه ومنطقه وتقواه وآثر البقاء في قيصرية. لازم غريغوريوس وأخوه أوريجنوس خمس سنوات واعتمدا منه. وقيل أنهما لحقا به إلى الإسكندرية لبعض الوقت بعدما جدّ حاكم فلسطين في طلبه إثر موجة جديدة من الاضطهاد على المسيحيين. وأخيراً عاد غريغوريوس إلى موطنه فلقيه قومه بالترحاب وانهالت عليه عروض التوظيف. ولكن، كانت عين غريغوريوس في غير مكان فترك الحياة العامة واهتمامات الدنيا وانصرف إلى البرية ينشد النسك والصلاة والتأمل في الكتاب المقدّس. ويقال أنه لازم القفر بضع سنوات. وان هو سوى زمان حتى ذاع صيت فضائله وبلغ أذني فيديموس، أسقف أماسيا التي تقع قيصرية الجديدة في إطارها، فأراد أن يجعله أسقفاً على مسقط رأسه رغم انه كان بعد في الثلاثين. قيصرية الجديدة كانت يومها وثنية إلا سبعة عشر شخصاً اقتبلوا المسيحية. فلما علم غريغوريوس بعزم الأسقف ترك مكانه وتوغل في البريّة هرباً. إلا أن ذلك لم يثن فيديموس عن قصده ولا منعه من تنفيذ رغبته. فقد لجأ إلى طريقة قلّما ألفها تاريخ الكنيسة أو أقرّتها الأعراف، إذ عمد إلى سيامته غيابياً وأنفذ له علماً وخبراً بذلك. في هذه الأثناء جاء غريغوريوس صوت من السماء يقول له: “أذعن لإرادة رئيسك وأسقفك فيديموس. أنها هي اياها إرادة الله”. فترك منسكه للحال وتوجه إلى أماسيا حيث وضع نفسه في تصرف أسقف المدينة. كأسقف على قيصرية الجديدة أبدى غريغوريوس غيرة وهمّة كبيرين. وقد منّ عليه الله بمواهب جمّة، فتمكّن بالمحبة والصلاة والكلمة وصنع العجائب من هداية أهل المدينة والجوار. ويقال أن عدد الوثنيين في المدينة كان مساوياً، عند وفاته، لعدد المسيحيين وقت دخوله إليها أسقفاً: سبعة عشر. هذا علماً بأن زمن ولايته كان زمن حرب وطاعون واضطهاد. أما عجائبه التي أورد قسماً كبيراً منها كل من القدّيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصصي فكانت غزيرة، واسعة النطاق، مدهشة. قيل أنه كان له سلطان على الأرواح النجسة والجبال والمياه وكان يشفي المرضى وكانت له موهبة النبوة ويعرف مكنونات القلوب. كما كان، بنعمة الله، قادراً على الاختفاء عن أعين مضطهديه. يروى في هذا الشأن أنه بعدما أطلق داكيوس قيصر شرارة الاضطهاد على المسيحيين حوالي العام 250 للميلاد انصرف غريغوريوس وجمع غفير من أبناء رعيته إلى الجبال المتاخمة لقيصرية الجديدة. وحدث ذات مرة، أن جنوداً رصدوه، هو وشماسه على إحدى القمم فصعدوا إليه وكادوا أن يدركوه بعدما كانوا على بعد خطوات معدودة منه. ولكن ماذا جرى؟ تقدّم الجنود قليلاً إلى الأمام فعاينوا شجرتين باسقتين ولم يروا أثراً فعادوا خائبين. وبعدما همدت حملة الاضطهادات هذه، عمد غريغوريوس إلى جمع رفات الشهداء وجعل لهم أعياداً سنوية ثابتة. ولعل بعض مواطن الإبداع في ما فعله غريغوريوس كان تعيننه أعياد الشهداء في نفس الأيام التي اعتاد الوثنيون إقامة احتفالاتهم وسمح ببعض مظاهر الفرح والتعييد الوثنية. بكلام آخر عمّد غريغوريوس الأعياد الوثنية، تمثّلها، وبالتالي ساعد على إلغائها من وجدان الناس. من جهة أخرى يذكر القدّيس غرغوريوس النيصصي الذي كتب سيرة سميّه العجائبي أنه أول من شهد التاريخ القديم لمعاينته لوالدة الإله. ففي إحدى الليالي ظهرت له والدة الإله برفقة القدّيس يوحنا اللاهوتي وكشفت له سر وحدة الجوهر الإلهي والتمايز بين الاقانيم الثلاثة، الآب والابن والروح القدس. وقد شكل هذا الكشف ما عرف ردحاً من الزمن بدستور القدّيس غريغوريوس العجائبي الذي اعتادت تلاوته كنائس قيصرية الجديدة والجوار. وهذا الدستور عينه استعان به الآباء في المجمع المسكوني الثاني (381 م) لإخراج دستور الإيمان المعروف إلى يومنا إلى النور. هذا الكشف جعل الآباء ينظرون إلى غريغوريوس وكأنه موسى ثان يتلقى الإعلانات الإلهية مباشرة من لدن العلي. أما رقاد القدّيس غريغوريوس فكان بسلام في الرب بين العامين 270 و275 للميلاد. وقد قيل أنه أوصى بأن يدفن في قبر الغرباء لا في قبر خاص لأنه لم يختص نفسه بشبر أرض في حياته ولم يشأ أن يختص جسده بشبر واحد في مماته. طروبارية باللحن الثامن أيها الأب غريغوريوس، لقد نلتَ لقبكَ بتقويماتك، لتيقُّظِك في الصلوات ومواعيظكَ على صنع العجائب، فتشفع إلى المسيح الإله أن ينير نفوسنا، لئلا ننام في الخطايا إلى الموت. قنداق باللحن الثاني لما تقبَّلتَ صنعَ العجائب الكثيرة، أرهبتَ الشياطينَ بالمعجزات المدهشة، يا غريغوريوس الكلي الحكمة، وشفيتَ أمراض البشر، لذلك دُعيتَ صانع العجائب، حائزاً هذه الدعوة من أعمالك. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 17 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسين رومانوس وبارولا الإنطاكيين | الولادة: – الوفاة: 303 رومانوس من أصل أنطاكي أو ربما فلسطيني. كان شماساً وطارداً للأرواح الشريرة في الكنيسة. كان في أنطاكية عندما اندلعت موجة جديدة من الاضطهاد على المسيحيين في زمن الإمبراطور ذيوكليسيانوس (303م). لم يطق رومانوس، اثر ذلك، أن يرى عدداً كبيراً من المسيحيين يتهافتون على حاكمية أنطاكية ليكفروا بالمسيح ويقدّموا العبادة للأوثان خوفاً على أنفسهم. وإذ دبت فيه الغيرة الإلهية شرع يطوف عليهم في بيوتهم وحوانيتهم يقوّيهم ويشدّد عزائمهم. فوصل خبره إلى الحاكم، اسكلبياذوس فأمر بإلقاء القبض عليه. وفيما كان الجنود يبحثون عنه، إذ به يعترض الحاكم في طريقه على هيكل الأوثان لتقديم ذبائحه: “تخطئ أيها الحاكم، إذ تذهب إلى الأصنام. فالأصنام ليست آلهة. وحده المسيح هو الإله الحقيقي”. فبهت الحاكم من جسارة هذا الوقح. وإذ عاد إلى نفسه وهمس أحد الجنود في أذنه بأنه هو المطلوب بتهمة تحريض المسيحيين على عصيان الأوامر الملكية، أمر للحال بإلقاء القبض عليه وسوقه إلى الديوان. في الديوان، أخذ الحاكم يقرّع رومانوس على عمله الشائن فكان جوابه أنه يفتخر بان يعصى الأوامر الجائرة للملوك وبأن يحضّ المسيحيين على عصيانها لأن الله أولى من الناس بالطاعة. فأشار الحاكم إلى الجنود بأن يجلدوه فجلدوه بعنف بمجالد مزوّدة في أطرافها بقطع من الرصاص، كما مزّقوا جسده بأمشاط من حديد. بعد ذلك دنا منه ليرى إن كان بعد على قحته أم رضخ، فقال له رومانوس: “كم تشتهي نفسي أن تستنير أنت وملكك بنور المسيح وتسلكا بحسب إنجيله، إذن لأضحى ذيوكليسيانوس ملكاً حقيقياً ووكيلاً أميناً لملك السموات على الأرض !” ثم أضاف: “ليس الصنم شيئاً، والوثنية حماقة. المسيح هو رب المجد. واضطهاد ذيوكليسيانوس للمسيحيين ظلم واستبداد”. وعدّ الحاكم كلام رومانوس تجديفاً على الملك فأمر به جنده من جديد فسلخوا جلد خاصرتيه. فالتفت شهيد المسيح إلى اسكلبياذوس وقال له: “أترى هذا الولد هناك؟” فأدار الحاكم وجهه فأبصر ولداً ممسكاً بيد أمه وسط جمع من الناس. فقال له رومانوس: “هذا الولد يفهم أكثر منك لأنه يعرف من هو الإله الحقيقي وأنت لا تعرف. سله فيجبك!” فاختلط الأمر على الحاكم إزاء الجمع وارتبك وصرخ بالولد فجيء للحال به فسأله: “قل لي يا ولد هل هناك إله واحد أم آلهة متعددة؟” فأجاب الولد وكان اسمه بارولا: “بل هناك إله واحد خالق السماء والأرض”. فسأله الحاكم: “وهل أنت مسيحي؟” فأجاب: “نعم، أنا مسيحي وأؤمن بالرب يسوع المسيح”. فتطلع الحاكم بغضب إلى أم الولد ووبّخها على إفسادها إياه وسوء تربيتها له. ثم اقترب جندي من الولد وانهال عليه ضرباً قصاصاً له. فخرجت الأم عن صمتها وأثنت على ولدها وأخذت تشجعه، فاشتد غيظ الحاكم وأمر بقطع رأس الولد أمام أمه، فقطع، فأحصي في عداد شهداء الكنيسة. أما رومانوس فأمر الحاكم بنزع لسانه وألقاه في السجن وأثقل وثقه وأيضاً كسر الجنود ساقيه، وأخيراً خنقوه. طروبارية باللحن الرابع شهيداكَ يا رب بجهادهِما، نالا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلص نفوسنا. قنداق يا رومانس الكلي المديح, إن الكنيسة إذ قد اتخذتك مثل كوكب عظيم بالحقيقة, فهي تستنير بجهاداتك, ممجدةً تذكارك المتوشح بالضياء. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 18 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس عوبديا النبي | الولادة: – الوفاة: – هو كاتب أقصر أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار. ليست عندنا معلومات ثابتة في شأنه. ثمة من يقول أنه إياه عوبديا المذكور في سفر الملوك(1 والذي كان مدبّراً لبيت آخاب الملك. ذاك كان يخشى الرب جداً منذ صباه. “وحينما قطعت إيزابيل (الملكة) أنبياء الرب، أخذ عوبديا مئة نبي وخبأهم خمسين رجلاً في مغارة وعالهم بخبز وماء”. أرسله الملك إلى العيون والأودية ليبحث عن عشب للخيل والبغال لأن الجفاف في الأرض كان عظيماً والبهائم مهددة بالموت. وفي الطريق التقى إيليا النبي. وإكراماً لعوبديا ارتضى إيليا أن يتراءى لآخاب الملك. في كل حال، يقع سفر عوبديا في إصحاح واحد يتضمن إحدى وعشرين آية. وإذا ما أخذنا بان النص نشأ بعد سقوط أورشليم بقليل فإن زمن نشأته يكون قريباً من السنة 587 قبل الميلاد. ورغم قصره فرسالته جزيلة القيمة. إذ بعدما سقطت أورشليم وخرب الهيكل وجلا الشعب، بكلام آخر بعدما اشتدت ظلمة الليل على أكثر ما تكون الظلمة بين الناس، إذاً بسفر عوبديا ينبئنا بفيض النور: “يوم الرب قريب” (15). “ويكون الملك الرب” (21). “أما جبل صهيون فيكون له خلاص” (17). “ويكون المكان قدساً”. ولا يبرئ السيد الرب الأخ المستكبر الذي تآمر على أخيه – آدوم عيسو على يعقوب – واستغل ضعفه وشمت به في مصيبته وسلبه. لذا هكذا قال السيد الرب: “… إنك حقير جداً، لقد أغواك الاعتداد بنفسك أيها الساكن في نخاريب الصخر والذي مسكنه المرتفعات والقائل في قلبه: “من ينزلني إلى الأرض؟” “إنك ولو ارتفعت كالعقاب وجعلت عشك بين الكواكب من هناك أنزلك، يقول الرب” (2- 4). وليس الأخ المستكبر وحده من “يرتد عناؤه على رأسه ويسقط شره على هامته” (مزمور) بل كل الأمم الذين اجتمعوا على الرب وعلى مسيحه وشعبه. “لأن يوم الرب قريب على جميع الأمم. وكما فعلت يفعل بك ويعود انتقامك على رأسك” (15). “ويكونون كأنهم لم يكونوا” (16). أما شعب الله فيرث الذين ورثوه (17) ويكونا ناراً وأعداؤه قشاً “فيضرمونهم ويأكلونهم” ولا يبقون حياً منهم لأن الرب تكلّم (1. فلو قرأنا السفر لا كحدث تاريخي وحسب، بل بالأحرى كحدث روحي تجري فصوله فينا، على منوال آبائنا أن آدوم – الذي يعني تراب الأرض – هو كل واحد منا، هو ترابيتنا، هو إنساننا العتيق بكل استكباره وملذاته ومفاسده ومحاسده، إذن لبانت للسفر في حياتنا معانيه العميقة. طروبارية باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك عوبَدْيا، وبه نبتهل إليك يا رب فخلص نفوسنا تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 19 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس غريغوريوس اسقف اكراغندينون | الولادة: – الوفاة: 395 نشأ من اكرغنثية إحدى مدن جزيرة صقلية (سيسيليا) على عهد الملك يوستنيانوس رينوتميتس (أي الأجذع) نحو 685 وكان أبواه خاريطن وثاودوتي تقيين حسني العبادة * وأما امفيلوشيوس فكان من كبادوكية وقد اشتهر منذ صبائه بالنسك والمعارف الالهية. وفي سنة 344 ارتقى إلى درجة الاسقفية. وجاهد ببسالة ضد تجديف افنوميوس ، ومكدونيوس المحارب الروح ، واتباع آريوس ، وحضر في المجمع الثاني المسكوني المنعقد في القسطنطينية على عهد ثاودوسيوس الكبير سنة 381 الذي اجتمع فيه مئة وخمسون أباً ، ثم توفي بسلام سنة 395 وقد بلغ إلى شيخوخة متناهية. طروبارية باللحن الرابع يا إله آبائنا الصانع معنا دائماً بحسب وداعتك ، لا تُبعد عنا رحمتك ، بل بتوسلاتهم دبّر بالسلامة حياتنا. بعد الأودية الثالثة قنداق باللحن الرابع إن الكنيسة باشراقات الروح القدس الباعثة النور ، تُنير المقيمين تذكار رقادك البهج ، أيها الآب البار غريغوريوس الكلّي الغبطة. وبعد السادسة قنداق باللحن الأول بما أنك معروفٌ ومختارٌ من الله جداً، حصلت بالانتخاف الالهي حقيقةً راعياً للاعتناء بالكثيرين مستحق التعجب ، فلذلك لما ظهرت يا امفيلوشيوس رئيس كهنة فاضلاً، دحضْتَ كل بدعة بعزم العبادة الحسنة، مناضلاً عن المؤمنين. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 23 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسين فيليُمن وارشبس وأنسيمس | الولادة: – الوفاة: 288 إن فيليمن نبغ من مدينة كولوصايس من أعمال فريجية، وكان رجلاً غنياً شريف النسب ، وابفيا كانت امرأته ، وارشبس كان اسقف كنيسة كولوصايس ، وكان الثلاثة من تلاميذ بولس الرسول ، وأما أنسيمس فكان عبداً لفيليمن غير مؤمن فسرق بعض أوان لسيده وهرب إلى رومية ، فصادفه هناك الرسول فهداه إلى منهاج الفضيلة ومعرفة الحق ورده إلى سيده فيليمن باعثاً اليه برسالة يوصي اليه فيها بانيسيمس المذكور وهي إحدى رسالات بولس الرسول الأرع عشر وكان ذلك سنة 61. ثم توفوا جميعاً بموت الاستشهاد مرجومين لفليريانوس فقادته إلى الإيمان بالمسيح وهو قاد أخاه تفورتيوس. وقد جاهدوا جميعاً على عهد ديوكليتيانوس 288. طروبارية باللحن الثالث أيها الرسل القديسون تشفعا إلى الإله الرحيم ، أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا . تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 22 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بطرس أسقف الإسكندرية | الولادة: – الوفاة: 311 يبدو من المعلومات المتوفرة عن القديس بطرس أنه كان رجل علم، حكيماً، تسلّم مدرسة الإسكندرية لبعض الوقت قبل اختياره أسقفاً على الإسكندرية خلفاً للقدبيس ثيوناس في العام 300 للميلاد. أفسافيوس القيصري، في تاريخه، تحدث عنه بإكبار، قال: “بعدما أدى ثيوناس أجلّ خدمة على امتداد تسعة عشر عاماً، خلفه بطرس على أسقفية أهل الإسكندرية. وقد كان هو أيضاً بارزاً على مدى اثني عشر عاماً. ساس الكنيسة لأقل من ثلاث سنوات قبل الاضطهاد، وبقية أيامه قضاها في قسوة على نفسه، واهتم علناً بالصالح العام للكنائس. لهذا السبب، قطع رأسه في السنة التاسعة من الاضطهاد وتزّين بإكليل الاستشهاد”. وأفسافيوس أيضاً اعتبر القديس بطرس: “معلماً مسيحياً موهوباً… ومثالاً للأسقف يحتذى، لصلاح سيرته ومعرفته للكتب السماوية”. ولما انطلقت موجة الاضطهاد جديدة على المسيحيين في زمن الإمبراطور ذيوكليسيانوس (245-313م) في العام 303 للميلاد، فضّل القديس بطرس الاختباء على تعريض نفسه للموت لأنه لم يشأ أن يترك قطيعه دون رعاية والظرف عصيب. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فإن أسقفاً اسمه ملاتيوس، كان على ليكوبوليس في الطيبة، وضع يده على كرسي الإسكندرية وكراسي أسقفيات أخرى متذرعاً بأن أساقفة هذه الكراسي خانوا الأمانة وفرّوا تاركين الشعب لمصيره، وقام، للحال، بسيامة أتباع له كهنة وشمامسة ووزعهم هنا وهناك. غير أنه في غضون شهر جرى القبض عليه وخيّر بين الموت والتضحية للأوثان فضحّى. ومع هذا استمر ملاتيوس في حركته إلى أن انعقد مجمع محلي برئاسة القديس بطرس في الاسكندرية في العام 305 أو 306 للميلاد جرّده من الأسقفية بعدما أدانه بتهمة ارتكاب “جرائم متعددة والتضحية للأوثان”. لم يمتثل ملاتيوس لقرار المجمع بل أعلن ما أسماه “كنيسة الشهداء” شاقاً بذلك كنيسة الاسكندرية إلى اثنين في ما عرف بـ “الانشقاق الملاتي” الذي استمر ما يقرب القرن. يذكر أن آريوس الهرطوقي هو من هذه الكنيسة المنشقة وفيها وجد أشدّ أتباعه حماساً له. واستمر القديس بطرس في رعاية شعبه بغيرة وأمانة إلى أن جرى القبض عليه وقطع الولاة رأسه. يذكر أن أعداداًُ كبيرة من المؤمنين قضت في اضطهاد ذلك الزمان. بعض المصادر يقول إن بضع مئات لا قوا حتفهم وإن عائلات بأكملها أبيدت. وقد تركت تلك الفترة بصمتها في وجدان المصريين حتى إن الكنيسة القبطية اعتمدتها بداية لتقويمها الكنسي. من جهة أخرى، سرى القول، مذ ذاك، أنه “كما كان بطرس أول الرسل كان بطرس آخر الشهداء”. وبالفعل فإنه باستشهاد القديس بطرس الاسكندري انتهى زمن الاضطهاد. وقد كان ذلك في الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 311 للميلاد. هذا ويحكى عن القديس بطرس أنه لما كان في السجن رأى رؤيا، الرب يسوع المسيح في هيئة صبي في الثانية عشرة بهي الطلعة يلبس ثوباً ممزّقاً من فوق إلى أسفل وكان الصبي ممسكاً بشقي الثوب يحاول بهما، وبدموع، إخفاء عريه، فسأله بطرس: ” يا سيد، من الذي مزّق ثوبك؟” فأجاب: “آريوس! لذلك أقول لك إياك أن تقبله في الشركة وقل لأخيلاس والاسكندر الكاهنين عندك، وهما سيخلفانك، أن يحفظا الإيمان الارثوذكسي المقدس من هجماته”. من جهة أخرى يحكى عن القديس بطرس أنه كان يرفض باستمرار الجلوس في سدة الأسقفية وكان يكتفي بالجلوس على الدرج تحت الكرسي. ولما ألح عليه أهل بيته معترضين أجابهم: “لا تجبروني الجلوس على هذا العرش الأسقفي لأن الخوف والرعدة يعترياني كلما دنوت منه، فأنا أنظر سلطان العلي وضياءه مستقراً عليه، سلطان ربنا يسوع المسيح الذي هو وحده الكاهن الأكبر”. هذا ويبدو أن القديس بطرس ترك كتابات قيّمة لم يبق منها غير أصداء وشواهد في كتابات الآباء اللاحقين. مجمع أفسس (431) استشهد به لتأكيد ألوهية السيد وإنسانيته وكذلك ليونتيوس البيزنطي في القرن السادس. ولعل أبرز ما بقي لنا منه مجموعة قوانينه بشأن الساقطين وجاحدي الإيمان أثناء الاضطهاد. هذه القوانين ذكرها القانون الأول للمجمع المسكوني الرابع (خلقيدونيا 451)، والقانون الثاني للمجمع المسكوني السادس المسمى ترولو (692). ولعل ميزة هذه القوانين أنها أقل تشدداً وأكثر رحمة من غيرها في الموضوع عينه. طروبارية باللحن الرابع يا إله آبائنا الصانع معنا دائماً بحسب وداعتك، لا تُبعد عنا رحمتك، بل بتوسلاتهم دبّر بالسلامة حياتَنا. قنداق باللحن الرابع يا بطرس الكلّي المديح، بما أنك برج إلهيَّ للكنيسة، غير متزعزِعَ، وعموداً شريفاً عزيزاً لحسن العبادة، أحرس الجميع بشفاعاتك . تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 24 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ستيليانوس البار | الولادة: – الوفاة: – اختاره الله من بطن أمه. فلما كبر ورأى أن كل شيء حوله وهم وخيال وزع ما كان لديه على الفقراء واقتبل الحياة الرهبانية عاش في دير بضع سنوات ولما صار موافقاً له غادر إلى مغارة ناسكاً. كان ملاك يأتيه بطعامه. وقد استبان شفيعاً للمرضى لدى الله، شافياً بصورة خاصة أمراض الأطفال والعقم. طروبارية باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار ستليانوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يعقوب الفارسي المقطع | الولادة: – الوفاة: – كانت ولادة القدّيس يعقوب ونشأته، فيما يبدو، في مدينة اسمها لابات، في ناحية سوز الفارسية، على بعد ثلاثمئة كيلومتر تقريباً شمالي الخليج الفارسي. وكان من عائلة ثرية من فئة النبلاء، قيل امتازت بالكرم وإضافة الغرباء، وكانت على المسيحية. رجل الدنيا: تلقى يعقوب قسطاً وافراً من علوم عصره وكان دمثاً، غيوراً على خدمة الناس، وديعاً. ارتبط بصداقة حميمة بالشاه الفارسي، يزدجرد الأول (399 – 425). وقد أسبغ عليه هذا الأخير امتيازات شتى فبات أكثر معشر يعقوب أهل القصر وأكثر أجوائه مجالس كبار القوم. كل ذلك أثّر في وجدانه وجعله سكير المقامات والأمجاد العالمية. يومذاك كانت المسيحية في بلاد فارس مرذولة ومضطهدة، لاسيما بعدما عمد أسقف المدائن، عبدا الشهيد، إلى إحراق معبد الشمس حيث اعتاد يزدجرد الأول تقديم ذبائحه (411 م). وإذ كان على يعقوب أن يختار بين إيمانه بالرب يسوع المسيح والحظوى لدى الشاه، اختار امتيازات هذا الدهر وأمجاده وبات شريك الشاه في عبادة الأوثان. ثاب إلى رشده: وبلغ المسيحيين خبر سقوط يعقوب فكان له فيهم وقع الصاعقة لاسيما وأن يعقوب أحد أعمدتهم. ثم إن والدة يعقوب وزوجته بلّغاه أنهما يقطعان به كل علاقة لأنه آثر مجداً عابراً على محبة المسيح ووعد الحياة الأبدية. وثمة رسالة قيل أنهما وجّهتاها إليه، بهذا المعنى، وقيل أيضاً إنها من رعية المسيح. جاء في الرسالة: “عار على من هو مثلك، رفيع في الحسب والنسب والإيمان أيضاً، أن يسقط في جبّ الضلال العالمي طمعاً في أمجاد تافهة مزيفة. من المؤسف كل الأسف أن تؤثر الملك الأرضي على الملك السماوي، ملك الملوك ورب الأرباب. ماذا نقول فيك يا مستحق النوح والبكاء والشفقة؟ أية عطية سيجزل لك يا عديم العقل؟ إننا ننوح من القلب ودموعنا تتساقط مدرارة حزناً على صنيعك الممقوت. لكننا نضرع إلى الرب أن يفتح عينيك المغمضتين وأن يلقي بنوره الإلهي في صدرك كي تعود عن غيّك وضلالك. حاول أن تفهم ما آلت إليه حالك. جرّب أن تدرك الخطيئة العظيمة التي وقعت فيها. فكّر في أنك كنت ابناً للنور فأصبحت ابناً لجهنم. لا تفوّت فرصة خلاصك، ولا تؤّجل عمل التوبة. مدّ إلى العلّي يد التضرع والانسحاق. عد إلى رشدك وصوابك فيعود فرحنا بك. ولا تنس أن إصرارك على ما أنت فيه سيجعل بينك وبيننا قطيعة”. وأفاق يعقوب من سكره وبكى بكاء مرّا. كل همّه بات أن يمحو خيانته لرب السماوات والأرض، وبالدم إن لزم الأمر. لذلك جاهر بإيمانه بالرب يسوع ونبذ الأوثان. لم يترك مناسبة إلا فعل كذلك إلى أن بلغ خبره الشاه نفسه، فاستدعاه وسأله عن حقيقة الأمر، فاعترف ولم ينكر. بدا الشاه لبعض الوقت غير مصدّق، لكن يعقوب أصرّ. حاول يزدجرد إغراءه بالمناصب والمال والأمجاد فلم يبال. قال أنه مستعد أن يهبه حتى نصف مملكته فلم يصغ. ذكّره بالشباب وحلاوات الحياة فلم يتزحزح. هدّده فلم يكترث. إذ ذاك خرج الشاه عن طوره وأسلمه، في غضب شديد، إلى التعذيب. تحت التعذيب: كانت المرحلة الأولى من التعذيب عادية، لكن حمية يعقوب واستخفافه بها جعلا يزدجرد في هياج، فأمر إذ ذاك بإنزال أقسى وأصعب أنواع التعذيب بيعقوب: تقطيعه قطعة قطعة حتى يلفظ نفسه الأخير. وشاء الشاه أن يدعو المدينة كلها إلى هذا المشهد المريع. ولما حضرت الساعة، بدا بعض الناس حزانى باكين فقال فيهم يعقوب: “لا تبكوا علي أيها البائسون، ابكوا أنفسكم وشهواتكم وملذاتكم. سأتوجع قليلاً، ثم ينتهي كل شيء. أما أنتم فمصيركم هنا غير مضمون”. ثم إن الجلاّدين بداوا بتنفيذ الحكم فقطعوا أصابع يديه ورجليه ثم ذراعيه وساقيه. وإذ كان يعقوب في آلام فظيعة صرخ إلى الرب يسوع: “أغثني يا رب” فجاءت قوة من عند الله جعلته غريباً عن الألم، وكأن ما يجري كان على جسد شخص آخر. أخيراً قطع الجلاّد رأسه فتوقف مجرى الأوجاع وأكمل يعقوب الشهادة أمانة وتكفيراً. وقد جاء في التراث أنه عندما قطع الجلاّد إبهامه قال: “هكذا تقلّم الكرمة لكي تنمو جديداً في أوانها”. وعندما قطع إصبعه الثاني قال: “تقبّل، يا رب الغصن الثاني من زرعك”. ولما قطع الثالث قال: “أبارك الآب والابن والروح القدس”. وعندما قطع الرابع قال: “يا من قبلت مديحاً من الحيوانات الأربع، اقبل ألم هذه الأصابع الأربع”. وعند الخامس قال: “ليت فرحي يكون عظيماً كفرح العذارى الخمس العاقلات”. وعند السادس قال: “المجد لك يا رب، يا من مددت يديك الطاهرتين على الصليب، في الساعة السادسة وجعلتني مستحقاً أن أقدّم لك أصابعي الستة”. وعند السابع قال: “كمثل داود الذي سبّحك سبع مرّات في اليوم، هكذا أنا أسبحك بأصابعي السبعة المبتورة من أجلك”. وعند الثامن: “أنت يا رب استرحت في اليوم الثامن”. وعند التاسع: “في الساعة التاسعة، يا رب، استودعت روحك يدي أبيك، يا مسيحي، وأنا أقدم لك الشكر لألم الإصبع التاسع هذا”. وأخيراً لما قطع الجلاّد آخر إصبع من أصابعه قال: “أرتل لك، يا رب، على عود ذي عشرة أوتار وأباركك لأنك أهّلتني لاحتمال قطع أصابع يديّ الاثنتين من أجل وصاياك العشر المكتوبة على ألواح الحجر”. كان استشهاد يعقوب في مدينة بابل على نهر الفرات وقيل أنه كان يوم جمعة. وقد تمكن بعض الأتقياء من سرقة الجثمان ولملمة الأطراف ونقل الهامة لتوارى الثرى بإكرام وخشوع. هذا، ورفات القدّيس اليوم في أكثر من موضع في العالم؛ فالهامة في روما وبعض من عظامه في بلاد البرتغال حيث يحتفل بعيده في اليوم الثاني والعشرين من شهر أيار. تجدر الإشارة إلى العديد من الكنائس والأديرة عندنا، لاسيما في شمالي لبنان، يتخذ القدّيس يعقوب الفارسي شفيعاً. والكنيسة المقدّسة تنشد له في صلاة السحر، في عيده، النشيد التالي: “يا محبي المشاهد، إذ تجتمعون اليوم بالإيمان، تأملوا العجب والجهاد الغريب ليعقوب الشهيد الذي تألق إلينا من فارس كمثل النجم الذي سبق أن ظهر للمجوس، مرشداً إياهم إلى المعرفة الحقيقية. لأن هذا الشجاع بسقوطه أسقط الأعداء، وبتقطيع أوصاله أضنى المغتصبين لأن العناية الإلهية قوّته من السماء ومكنته من الهتاف: حتى ولو قطّعتم أعضائي، هنا، أسفل، فإني أحتفظ بذاتي كاملة، أي بالمسيح. وأيضا، إذ سبق فعاين الحياة العتيدة عبر الموت الموعود للجميع، أسرع إلى هناك. وإذ وجد تلك الحياة التمس لنا من الإله المانح الأكاليل الصفح والنور ونعمة الخلاص، نحن المقيمين تذكاره المقدّس”. طروبارية باللحن الثالث أيها الشهيد يعقوب ,لما نلت النعمة بالإيمان الإلهي, انتصبت مسروراً بشجاعة عند تقطيع جسدك, وإذ أتممت جهاد الشهادة قبلت إكليل عدم الفساد,فيا أيها الشهيد المجيد تشفع إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى. قنداق باللحن الثاني أيها الثابت العزم، لقد أذعنتَ لزوجتِكَ الحسنة الرأي، خائفاً من الدينونة الهائلة، فنبذتَ يا يعقوبُ الخوفَ من الفُرس، وظهرتَ شهيداً عجيباً حين قُطّع مثلَ الجفنة جسدُك. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 27 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس استيفانوس الجديد | الولادة: 713 الوفاة: 766 أولادكم أمانة لكم: أبصر القديس استيفانوس الجديد النور في مدينة القسطنطينية في العام 713 للميلاد. كان أبواه تقيين، من العامة. أنجبته أمه، حنّة، بعد عقر. ويبدو أنها فعلت نظير حنّة، أم صموئيل النبي، التي نذرته لله قبل ولادته إذا منّ عليها بابن، وقد استجاب الله دعاءها. فلما وضعته أحاطته بعناية خاصة لأنها حسبت نفسها مؤتمنة عليه وأنه لله. وقد عمّده القديس جرمانوس، بطريرك القسطنطينية (12 أيار) وأعطاه اسم الشهيد استيفانوس. كبر الولد ونما في الفضيلة بنعمة الله وعناية والديه. وقد برع في العلوم وشغف بقراءة الكتب الروحية والأسفار المقدسة. راهباً: في ذلك الزمان باشر الإمبراطور لاون الثالث الأيصوري (717-741 م) حملة إزالة الأيقونات وإبطال إكرامها. وقد رأى والدا استيفانوس أنه من الحرص الابتعاد عن المدينة، فأخذا ابنهما وأودعاه رهبان جبل القديس افكسنديوس (14شباط) القريب من مدينة نيقوميذية، المعروفة اليوم بأزميت، في الجزء الشمالي الغربي من تركيا الحالية. عمره كان قد ناهز السادسة عشرة. وقد قبله الرهبان على الفور، واهتم بأمره أب روحي مختبر، حسن البصيرة اسمه يوحنا. والحق أن الرهبان في تلك البقعة كانوا مجموعة من النسّاك بأب روحي واحد. وقد ألبسوه الثوب الملائكي المقدس منذ اليوم الأول لقدومه إليهم. أبدى استيفانوس كراهب طاعة كاملة وغيرة إزاء كل ما يطلبونه منه. كان قدوة في الجهاد والفضيلة. ثم أن والده في الجسد رقد فذهب هو إلى القسطنطينية لتصفية تركة أبيه. وبعدما وزّع ما جمعه على الفقراء عاد إلى جبله برفقة أمه وأخته اللتين انضمتا إلى دير نسائي في جوار ديره، وترك أختاً ثانية في دير من ديورة القسطنطينية. ولم يمض وقت طويل على ذلك حتى رقد أبوه الروحي، رئيس المناسك، فاختاره الجميع رئيساً عليهم رغم صغر سنه. يومها كان قد بلغ الحادية والثلاثين. قسوته على نفسه: اهتم استيفانوس بتحويل القلالي إلى دير مشترك. وبعدما نجح في تنظيم شؤونه غادره طالباً العزلة والهدوء. وقد استقر في قلاّية ضيقة بلا سقف، عرضة لقسوة الطقس، حراً وبرداً. لم يكن يغطي بدنه غير ثوب رقيق لكل الأوقات. وقد أحاط نفسه بسلاسل حديدية واكتفى من الطعام والشراب بأقله. هكذا انصرف استيفانوس إلى الهذيذ بالله ليل نهار، يقاوم تجارب إبليس وعناصر الطبيعة. وشيئاً فشيئاً بدأت رائحة قداسته تفوح في الرجاء فاخذ التلاميذ والزائرون يتدفقون عليه. المدافع عن الأيقونات: ثم أن الإمبراطور لاون الثالث مات في العام 741 للميلاد فخلفه ابنه قسطنطين الخامس المكنى بالزبلي الاسم. هذا استهل عهده كما لو كانت مسألة الأيقونات لا تعنيه. ولكن ما أن استتب له الأمر في الداخل وعلى الحدود، بعد صعوبات سياسية وعسكرية، لاسيما حيال التهديد العربي في المشرق، حتى فتح ملف الأيقونات من جديد، فالتزم خط أبيه على أشرس ما يكون. وقد عمد على إتلاف كنائس وتدنيس الأواني المقدسة المزينة بالرسوم، كما طلى بالكلس جدران الكنائس لطمس معالم الأيقونات الحائطية وأحرق الكثير من الأيقونات الخشبية. وكل الذين وقفوا في وجهه عاقبهم بقسوة. أكثر الأساقفة، فيما يبدو، روّعهم أو استمالهم إليه بالهدايا والامتيازات والخدمات حتى جعل ثلاثمئة منهم يوقّعون في مجمع قصر هياريا المزعوم (754 م) على قرار بإبطال إكرام الأيقونات. أكثر من قاومه كانوا الرهبان، لذلك اضطهدهم بعنف، فأقفل أديرة وأحرق أخرى وحوّل بعضاً إلى ثكنات عسكرية أو إدارات عامة. أما الرهبان فسعى إلى فرض لباس العامة عليهم وإجبارهم على الزواج تحت طائلة المسؤولية، ووضع على تحركّاتهم قيوداً خانقة حتى تفرق شملهم. أما الذين صمدوا وقاوموا فكان نصيبهم قطع الأنف أو اللسان ثم السجن أو النفي. في هذا الجو القاتم بدا استيفانوس أبرز وجوه المقاومة والصمود، فأوفد الإمبراطور إليه أحد كبار رجال بلاطه مزوداً بهدايا نفيسة وسأله أن يوقّع على الوثيقة الصادرة عن المجمع المزعوم، فكان جواب استيفانوس أن ردّ الرسول والهدايا قائلاً: “ليس الإيمان سلعة تباع وتشرى! لقد علّمت الكنيسة في كل العصور أن إكرام الأيقونات شيء حسن مقدس وهو ما ينبغي أن نتبعه ونقدسه”. وفي قولة غيورة أعلن بعدما مدّ يده صوب الرسول: “حتى ولو بقي فيّ قبضة واحدة من الدم لبذلتها من أجل أيقونة المسيح!”. وسائل ضغط: وثار سخط الإمبراطور على استيفانوس فعمد إلى وسائل ضغط مختلفة. حاول أن يشيع بشأنه فضيحة مؤداها أنه على علاقة مشينة براهبة اسمها حنّة كان قديسنا قد أثر في نفسها، وهي الفتاة الغنية، بنت القسطنطينية، فعافت الدنيا ووزعت غناها على الفقراء ثم ذهبت فانضمت إلى دير للعذارى. وعندما جيء بحنّة لاستجوابها تبيّن أن التهمة اختلاق محض. وعبثاً حاولت السلطة إرغامها على تبني قولة الكذب فأبت بشدة، فجلدوها بعنف حتى سالت دماؤها فلم يُجدهم ضربها نفعاً. وقد أحصتها الكنيسة في عداد قديسيها. ولما باءت محاولة الإمبراطور بالفشل، عمد إلى اتهام القديس بالفعل الشنيع مع بعض الأحداث، ولكن هنا أيضاً بان بطلان التهمة سريعاً. أخيراً أرسل فأحرق الدير وبدّد رهبانه ونفى استيفانوس إلى إحدى الجزر في بحر مرمرة فتهافت الرهبان والزوار عليه وجرت على يده عجائب كثيرة. ثم بعد ثلاث سنوات نقله الإمبراطور إلى القسطنطينية وأوقفه أمامه. وخلال استجوابه له، أخذ استيفانوس قطعة نقدية وسأل لمن هذه الصورة والكتابة فقيل للإمبراطور، فأخذها وداسها بقدمه فاغتاظ الإمبراطور، فقال له استيفانوس: إذا كنت أنت تشعر بالمهانة وتغضب إذا ما داس أحد صورتك، أفما تظن أنك تهين الله والله غاضب عليك لأنك تدوس أيقوناته وتحقرها؟! فسكت الإمبراطور لكنه لم يرعو. بعد ذلك ألقوا استيفانوس في سجن من سجون القسطنطينية. وفي السجن اكتشف وجود عدد كبير من الرهبان المعترفين، ثلاثمئة واثنين وأربعين، كان قسطنطين الملك قد نكّل بهم وقطع لبعضهم أذنه ولبعضهم أنفه ولبعضهم لسانه. ولم يمض وقت طويل حتى تحوّل السجن إلى دير كان استيفانوس فيه أباً للجميع ومرشداً ومعزياً. استشهاده: أخيراً، بعد أحد عشر شهراً من ذلك، عيل صبر السلطة فأخرجته من سجنه وعرّضته للهزء والسخرية في الساحات العامة. ولما أهاجت الرعاع رجموه كما فعلوا بسميّه استيفانوس، أول الشهداء. ثم عمد أحدهم إلى ضربه بعصى غليظة على رأسه حطّمت جمجمته وأدّّت إلى استشهاده. كان ذلك في اليوم الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 766 للميلاد. وكان القديس قد بلغ من العمر الثالثة والخمسين. طروبارية باللحن الرابع لما سبقتَ فروَّضت ذاتكَ في الجبل، بالرياضات النسكية، هزمتَ مواكب الأعداء العقليين، بالسلاح الكامل سلاحُ الصليب، ثم برزتَ أيضاً بشجاعة إلى الجهاد، وقتلت الزبلي الاسم بسيف الإيمان، وفي كلا الأمرين كُللت من الله، أيها الشهيد البار استيفانس الدائم الذكر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الشهيد فيلومانوس | الولادة: 270 الوفاة: – ولد هذا القديس في مقاطعة ليكاؤنيا الواقعة شمال كيليكيا، قي القسم الأوسط من آسيا الصغرى، في أيام الإمبراطور الروماني أوريليانوس (270-275م). ثمة من يقول أنه كان خبازاً وثمة من يقول أنه كان أحد تجار القمح في مدينة أنقرة، ومن أصحاب الثروات الطائلة. أنّى يكن الأمر فقد نهي إلى حاكم أنقرة، المدعو فيليكس، أن فيلومانوس مسيحي فألقى عليه القبض وأوقفه للاستجواب، فاعترف بكل جرأة ولم يتردّد في أن يقول أنه مسيحي. ولما لم تنفع معه محاولات إقناعه بالعودة عن إيمانه، أمر به الحاكم جنده فأوثقوا يديه ورجليه بسلاسل حديدية وعلقوه ثم انهالوا عليه ضرباً بالسيوف. وهناك شهادة تفيد أن الجلادين سمّروه بمسامير غليظة ثم علّقوه فوق نار تتلظى ليشوى شيّاً إلى أن أسلم الروح. غير أن شهادة أخرى تبيّن أنهم بعدما ألقوه في أتون محمّى وخرج منه سالماً بنعمة الله أوثقوا رأسه إلى يديه ورجليه وجرّروه إلى أن تهشم ولفظ أنفاسه الأخيرة. طروبارية باللحن الرابع شهيدك يا رب بجهاده، نال منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنه أحرزا قوَّتك فحطم المغتصبين وسحق بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلص نفوسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أندراوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – القديس الرسول المجيد الكلي المديح اندراوس المدعو أولاً “لنمدح المكنّى بالشجاع والمتكلّم بالإلهيات والمدعو أولاً في تلاميذ المخلّص، أخا بطرس، لأنه كما هتف نحو أخيه قديماً يهتف نحونا الآن: هلمّوا فقد وجدنا الذي تشتاق أنفسنا إليه”. قنداق خدمة الرسول اندراوس القديس اندراوس، في التراث، هو الرسول الذي دعاه الرب يسوع أولاً، واسمه معناه الشجاع أو الصنديد أو الرجل الرجل. كان تلميذاً ليوحنا المعمدان أول أمره (يوحنا 35:1). فلما كان يوم نظر فيه معلّمُه الرب يسوع ماشياً بادر اثنين من تلاميذه كانا واقفين معه بالقول: “هوذا حمل الله!” (يوحنا 36:1)، فتبع التلميذان يسوع. “فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟ فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم أين تمكث؟ فقال لهما تعاليا وانظرا. فأتيا ونظرا أين يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة” (يوحنا1: 38 – 39). اندراوس كان واحداً من الاثنين. ومن تلك الساعة صار للرب يسوع تلميذاً. إثر ذلك، أقبل اندراوس على أخيه بطرس وأعلن له: “وقد وجدنا مسيّاً الذي تفسيره المسيح” (يوحنا 41:1)، ثم أتى به إلى يسوع. موطن اندراوس وبطرس كان الجليل الأعلى، وعلى وجه التحديد بيت صيدا فيها، ومنها فيليبس الرسول أيضاً (يوحنا 44:1). كانت مهنة اندراوس، كأخيه بطرس، صيد السمك (مرقص 16:1)، وكان له بيت في كفرناحوم (مرقص 29:1). ورد اسمه ثانياً في لائحة الرسل، في كل من إنجيلي متى (2:10) ولوقا (14:6) بعد بطرس، فيما ورد رابعاً في كل من إنجيل مرقص (16:3) وأعمال الرسل (13:1) بعد بطرس ويعقوب ويوحنا. أكثر ما ورد ذكر اندراوس الرسول في إنجيل يوحنا ؛ فإلى ما سبق ذكره نلقاه في الإصحاح السادس (8) يبلغ الرب يسوع، قبل تكثير الخبز والسمك، بأن “هنا غلاماً معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء”. ونلقى اندراوس مرة أخرى في الإصحاح الثاني عشر حين تقدّم يونانيون إلى فيليبس وسألوه قائلين نريد أن نرى يسوع. “فأتى فيليبس وقال لأندراوس ثم قال اندراوس وفيليبس ليسوع. وأما يسوع فأجابهما قائلاً قد أتت الساعة ليتمجّد ابن الإنسان” (20-23). هذا جلّ ما نستمدّه عن اندراوس الرسول من الأناجيل وأعمال الرسل. أما في التراث، فقد أورد أفسافيوس في تاريخه انه كرز بالأناجيل في سكيثيا، أي إلى الشمال والشمالي الشرقي من البحر الأسود، وفي آسيا الوسطى، بين كازخستان وأوزبكستان. كما ذكر كل من ايرونيموس وثيودوريتوس أنه بشّر في إقليم أخائية في جنوبي اليونان، فيما أشار نيقيفوروس إلى آسيا الصغرى وتراقيا، في البلقان، شمالي البحر الإيجي. وفي بيزنطية، التي كانت آنئذ مدينة متواضعة، يقولون إن القديس اندراوس أقام عليها استاخيس، أول أسقف. ويقولون أيضاً إنه رفع الصليب في كييف وتنبأ بمستقبل المسيحية بين الشعب الروسي. والقديس اندراوس شفيع اسكتلندا حيث يبدو أن سفينة غرقت بالقرب من المكان المعروف باسمه هناك وكانت تحمل بعض بقايا القديس. أما رقاد الرسول فكان استشهاداً على صليب ما فتئ معروفاً منذ القديم باسم صليب القديس اندراوس، وهو على شكل X. جرى ذلك في باتريا في أخائية اليونانية حيث نجح الرسول في هداية الوثنيين إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لاسيما بعدما اكتشف أن زوجته ماكسيمللا قد وقعت في المسيحية هي أيضاً. وكان صلب اندراوس مقلوباً. لكن عدالة الله شاءت أن يقضي الحاكم بعد ذلك بقليل عقاباً. أما رفات القديس فتوزعت في أكثر من مكان، إلا أن جمجمته عادت أخيراً إلى باتريا في 26 أيلول 1974، فيما بقيت له يد في موسكو والبقية هنا وهناك. طروبارية باللحن الرابع بما أنكَ في الرسل مدعوٌ أولاً، وللهامة أخاً، ابتهل يا اندراوس إلى سيد الكل، أن يهب السلامة للمسكونة، ولنفوسنا الرحمة العظمى. قنداق باللحن الثاني لنمدح الملقب بالشجاعة، اللاهج بالإلهيات، والمدعو أولاً في تلاميذ المخلص، أخا بطرس، لأنه كما هتف نحوه قديماً، هكذا الآن يهتف نحونا قائلاً: هلمّوا فقد وجدنا المشوق إليه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| النبيّ ناحوم | الولادة: – الوفاة: – في القرن السابع ق.م ، وبوحيٍ من الله، تنبأ النبيّ ناحوم، صاحب سفر ناحوم، بدمار نينوى عاصمة مملكة أشور. كان الأشوريونَ قد قضوا على السامرة في سنة 722 ق.م. ولكنّهم لاقوا نفس هذا المصير من جراء كبريائهم ووحشيّتهم في سنة 612 ق.م. يصف ناحوم بقسوة أسباب دمار نينوى، فيُشير إلى عبادتها للأصنام، وفظاظتها، وجرائمها، وأكاذيبها، وخيانتها، وخرافاتها، ومظالمها. كانت مدينة مليئة بالدم (3: 1)، ومثل هذه المدينة لا يحق لها البقاء. تنم رسالة هذا الكتاب عن قداسة الله وعدله وقوته. يتحكّم الله بالأرض قاطبةً حتى بأُولئك الذين لا يعترفون به. هو يعيِّن تخوم الأُمم، وكلّ أُمّة تتعدّى على شريعته مآلها الدمار. ومع ذلك، وعلى الرغم من قضاء الدينونة فهناك أيضا رسالة رجاء تُومض في ظلمات هذا الليل المخيف: إن الله بطيء الغضب (1: 3)، وصالح (1: 7)؛ ويقدِّم البشائر السارَّة لكلِّ من يطلب البركة بدلاً من دينونة الله (1: 15). “هوذا على الجبال قدما مبشّر منادٍ بالسلام عيّدي يا يهوذا اعيادَك، اوفي نذورِك فإنّه لا يعود يعبر فيك ايضًا المُهلك. قد انقرض كلّه” الطروباريّة إنّنا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا ربّ، فخلّص نفوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس حبقوق النبي | الولادة: – الوفاة: – هو صاحب السفر الثامن من أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار. نكاد لا نعرف عنه شيئاً محققاً. اسمه مشتق من النبات المعروف بـ “الحبق”، أو لعله يعني “أبا القيامة” إذا ما أخذنا برأي من يقلب الحاء ألفاَ والقاف الأخيرة ميماً. اسم حبقوق ورد في بداية الإصحاح الأول على هذا النحو: “الحمل الثقيل الذي كان لحبقوق النبي في رؤيا”. لاحظ عبارة “الحمل الثقيل” التي يشير بها الكاتب إلى النبوءة. خارج السفر، هناك ذكر لحبقوق عند دانيال النبي (النص اليوناني المعروف بالسبعيني33:14-39). يقول سفر دانيال إن حبقوق النبي كان في أرض يهوذا يعدّ طبيخاً. وإذ أزمع أن يخرج به إلى الحصّادين، في الحقل، جاءه ملاك الرب قائلاً: “احمل الغداء الذي معك إلى بابل، إلى دانيال في جب الأسود”. فقال حبقوق: “إنني لم أر بابل ولا أعرف الجب”. فأخذه ملاك الرب بشعره ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه. فنادى حبقوق قائلاً: “يا دانيال، يا دانيال، خذ الغذاء الذي أرسله لك الله”. فقال دانيال: “اللهمّ، لقد ذكرتني ولم تترك الذين يحبّونك”. وردّ ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى مكانه. في نبوءة حبقوق ما يشير إلى أنه نُطق بها على مراحل. الدارسون يقولون أنها امتدت من السنة 610 إلى ما بعد السنة 587 ق.م، زمن سقوط أورشليم في يد الكلدانيين وسبي العديد من السكّان إلى بابل. يندّد السفر بعدو خارجي هو ملك الكلدانيين لما يبديه من عنف وقتل ودمار، وكذلك بعدو داخلي لعله يوياقيم، ملك يهوذا (609- 598 ق.م) لظلمه. يقع السفر في ثلاثة إصحاحات وست وخمسين آية، وهو في صيغة قصائد يظن الدارسون أنها كانت تُنشد في احتفالات طقوسية. من حيث الموضوعات، “تتضمّن النبوءة ثلاثة عناوين عريضة، أولها حوار بين النبي والله يبدو فيه حبقوق معاتباً لربّه متألماً متحيراً. يسأل، وقد اتخذ مأساة شعبه: “إلى متى يا رب أستغيث ولا تستجيب، أصرخ إليك من الظلم ولا تخلّص؟” (1:1). “لِمَ تنظر إلى الغادرين ولِمَ تصمت عندما يبتلع الشرّير من هو أبرّ منه، وتعامل البشر كسمك البحر، كزحّافات لا قائد لها؟” (13:1- 14). وإذ يطرح حبقوق مشكلته يقف على محرسه، ينتصب على مرصد قلبه ويراقب (1:2). ويأتيه الجواب: الله حرك الكلدانيين (6:1)، والشعب لا ضمان له غير أمانته. بكلمات النبي نفسه: “النفس غير المستقيمة غير أمينة. أما البار فبأمانته (أو بإيمانه) يحيا” (4:2). هذا بشأن العنوان العريض الأول، أما العنوان الثاني فجملة لعنات يسكبها النبي على الظالمين. هؤلاء كالموت لا يشبعون، لكن أفعالهم ترتدّ عليهم، وكما فعلوا يفعلون بهم (7:2- 8) وعوض المجد يشبعون هواناً (16:2). وأنى بلغ شأو الممالك والشعوب فإنما يتعبون للنار ويجهدون للباطل (13:2) ، لأن رب القوات هكذا رسم. أما العنوان العريض الثالث للنبوّة فمزمور يعلن فيه حبقوق أن الله آت وسيهشم رأس بيت الشرير(13:3). لذا يتهلّل حبقوق ويفرح ويعلن كما في القديم: “الرب الإله قوّتي وهو يجعل قدمي كالأيائل ويمشّيني على مشارفي”(19:3). كنسياً، احتل حبقوق مكاناً مرموقاً بين الأنبياء من حيث إنباؤه بتدبير الله الخلاصي بالرب يسوع المسيح. فالفصل الثالث من سفره جعلته الكنيسة تسبحة من تسابيح صلاة السحر، الرابعة ترتيباً، وعنونته هكذا: “صلاة حبقوق النبي. يا حبقوق قل عن تنازل الكلمة: المجد لقدرتك يا رب”. وهي تنشد له في قنداق هذا اليوم (2 كانون الأول): “أيها النبي الملهم من الله، لقد أذعت في كل المسكونة أن الله يأتي من الظهيرة، أعني من العذراء مريم ومن نصف الليل حين سهرت أمامه. وقد أعلنت للعالم قيامة المسيح كما تلقتنها من ملاك نوراني. لذلك نشدو إليك بغبطة وسرور: افرح يا كنز النبوءة البهي” من المفيد أن نعرف أنه إلى حبقوق، كما إلى أشعيا (9:11). يُعرى القول أن الأرض ستمتلئ من معرفة مجد الرب كما تغمر المياه البحر (14:2) وأن أصل التقليد عن الثور والبقرة في مزود بيت لحم يعود إليه (2:3) كما يعود إلى أشعياء (3:1). طروبارية باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع يا حبقوق اللاهج بالله لقد عاينت التلاميذ الأطهار كخيولٍ تثير بحار الغباوة علانيةً.وتغرق الضلالة بعقائد حسن العبادة فلذلك نمدحك كنبيٍّ حقيقي. مستمدين أن تتشفع بنا لننال الرحمة. إننا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلص نفوسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس صفنيا النبي | الولادة: – الوفاة: – هو صفنيا بن كوشي. صاحب النبوءة التاسعة من النبوءات الصغيرة الاثنتي عشرة. عاش في أورشليم، في زمن الملك يوشيا (640-609ق.م) المعروف بإصلاحاته الدينية. عاصر إرميا النبي. ويظن أن رسالته النبوية امتدت من العام 630 ق.م إلى ما بعد الاستيلاء على أورشليم والجلاء إلى بابل (587 ق.م).خدمتنا الليتورجية، هذا اليوم، تكرمه لأنه تكلم على الفرح الآتي: هللي يا بنت صهيون… افرحي وتهللي من كل قلبك (14:3). تكرمه لأنه عاين يوم مجيء المخلص وأعلن عنه. تكرمه لأنه سبق فأذاع بأن إسرائيل والأمم تجتمع إلى واحد وتعبد الإله الواحد، والله يطهر الشعوب من الدنس “فيدعوا جميعاً باسم الرب ويعبدوه والكتف إلى الكتف” (9:3). في ذلك اليوم يبرّر السيّد الإله شعبه بعد سبي. يلغي الحكم عليهم (15:3) ويقيم في وسطهم فلا يرون الشر من بعد (15:3). في ذلك اليوم ينزع الرب المتباهين المتكبّرين ولا يبقي غير شعب وديع متواضع مسكين. “لا يرتكبون الظلم ولا ينطقون بالكذب ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم” (11:3-12). هذا وإن الزمن الذي عاش فيه صفنيا كان مضطرباً إلى الغاية في المستويين السياسي والعسكري. الخراب والفوضى الحاصلة يومذاك كانا أشبه بالفيضان الذي غرّق العالمين في أيام نوح بعدما استشرى الفساد وزاغ الإنسان على غير رجعة. بكلمات صفنيا، الأمة أضحت متمردة دنسة ظالمة، لا تسمع الصوت ولا تقبل التأديب ولا تتكل على الرب. رؤساؤها أُسود زائرة وقضاتها ذئاب وأنبياؤها خونة وكهنتها يدنّسون القدس ويتعدون الشريعة (1:3-4). الظالم لم يعد يعرف الخجل (5:3). لأجل ذلك يُستأصلون والأرض كلها تلتهم بنار غيرتي. يقول الرب (8:3). طروبارية باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلص نفوسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الدمشقي | الولادة: 655 الوفاة: 749 خدمتنا الليتورجية، في هذا اليوم المبارك, تكرمه راهباً افتقر كمعلمه، وهو رجل الغنى والمجد العالميين, وانصرف عن الدنيا تاركاً اضطراب هذه الحياة وشواشها وجاداً في طلب سكون المسيح. أخضع جسده بأعراق النسك الكثيرة وطهّر مشاعره بمخافة الله فأضحى مواطن الصحراء وقاهر الشرّير وارتقى إلى المعالي السماوية مستغنياً بالعمل والثاوريا (المعاينة الإلهية). وقد جارى بأناشيده الأجواق السماوية, ووضع نظام أنغام الموسيقى, فاستحق اسم داود, صاحب المزامير. كما نقض البدع ودافع عن الإيمان وسلّم الكنيسة المعتقد القويم, وبسط التعليم الصحيح بشأن الأيقونات المقدّسة فاستحق, كلاهوتي, أن يدعى رسولاً حبيباً. ولقوة مؤلفاته فاق كل الحكماء الذين سبقوه. وهو كموسى ولج غيمة الروح القدس واخترق الأسرار الإلهية ومدّها لنا بلغة متناغمة. لذا أضحى مستحق التعجّب لأنّنا به عرفنا أن نمجّد الإله الكلي الصلاح. أعرق الشهادات بشأن القديّس البار يوحنا الدمشقي تفيد أن أول جامع لسيرته هو الراهب الكاهن ميخائيل السمعاني الأنطاكي. وقد أخرجها بالعربية سنة 1085م. فيما تنسب النسخة اليونانية إلى بطريرك اسمه يوحنا, لعله السابع الأنطاكي (1088- 1106م). أصله: لا نعرف بالتأكيد أصل عائلة القديس يوحنا. بعض المصادر يقول إنه بيزنطي وبعضها سرياني فيما تُدوّن مصادر اخرى بأنه عربي. دُعي في الأساس منصور بن سرجون. ولعله أصلاً من بني تغلب. استوطنت عائلته دمشق قبل القرن السادس للميلاد وكانت على رفعة في المقام والمنصب. شغل جدّه منصور مركز مدير المالية العام وتبوأ حاكمية دمشق في زمن الإمبراطور البيزنطي موريس (موريق) (582-602م) وحتى هرقل (610-641م). ويبدو أنه هو الذي فاوض العرب على تسليم دمشق بعدما هجرت الحامية البيزنطية مواقعها وتركت الدمشقيين لمصيرهم. أما والده سرجون فولاّه معاوية بن أبي سفيان ديوان المالية, في سورية أولاً ثم في سائر أرجاء الدولة الأموية. وقد استمر في وظيفته إلى خلافة عبد الملك بن مروان (685-705م)، أي ما يزيد على الثلاثين عاماً كان خلالها زعيم المسيحيين في دمشق. إلى ذلك يبدو أن اثنين من عائلة منصور شغلا الكرسي الأورشليمي في القرن التاسع للميلاد بشهادة سعيد بن البطريق (877-941م). نشأته وأيام صباه: كان مولد يوحنا في مدينة دمشق ما بين العامين 655 و660للميلاد. دعي منذ القرن التاسع “دفّاق الذهب” أو “مجرى الذهب”- وهو اسم نهر بردى في الأساس – بسبب النعمة المتألقة في كلامه وحياته. تتلمذ هو وأخ له بالتبني, اسمه قزما، لراهب صقلّي كان واسع الاطلاع, محيطاً بعلوم عصره. وكان اسم الراهب قزما, أيضاً، فك سرجون, والد يوحنا, أسره من قراصنة أتوا به إلى دمشق. ملك يوحنا الفلسفة اليونانية فطوّعها, فيما بعد, لإيضاح الإيمان الأرثوذكسي. عاش، أول أمره, عيشة الدمشقيين الأثرياء السهلة وكان من رواد البلاط الأموي بالنظر إلى مكانة والده عند الخلفاء. ربطته بيزيد بن معاوية صداقة حميمة وكان يتحسّس الشعر ويتذوقه وتهتز مشاعره لدى احتكاكه بشعراء الصحراء. ويرى عدد من الدارسين أن بعض تآليفه تأثرت بهذا الاحتكاك, لاسيّما أناشيده وقوانينه. كما اكتسب من رفقته بيزيد معرفة القرآن والديانة الإسلامية. هذا ويظهر أن يوحنا شغل منصباً إدارياً رفيعاً في زمن الأمويين, وإن كنا لا نعرف تماماً ما هو. قد يكون أميناً للأسرار أو مستشاراً أولاً. وقد أقام على هذا النحو زماناً إلى أن نفخت رياح التغيير فأخذ الحكّام يضيّقون على النصارى. ولما أصدر الخليفة عمر الثاني (717-720م) قانوناً حظّر فيه على المسيحيين أن يتسلّموا وظائف رفيعة في الدولة ما لم يُسلموا, تمسك يوحنا بإيمانه وتخلى عن مكانته. ولعل هذا هو السبب الأول في زهده في الدنيا وانصرافه عنها إلى الحياة الرهبانية في دير القديس سابا القريب من أورشليم. اليد المقطوعة: هذا ويحكى أنه لما اندلعت حرب الصور الكنسية في الإمبراطورية البيزنطية, واتخذت الدولة منها، بشخص الإمبراطور لاون الإيصوري (717-741م) موقفاً معادياً, باشرت حملة واسعة لتحطيمها وإزالة معالمها وإشاعة موقف لاهوتي رافض لها. وقد سعى الإمبراطور جهده لحمل الأساقفة, بالترغيب والترهيب, على الإذعان لرغبته. وكانت النتيجة أِن خفتت أكثر الأصوات المعارضة, المتمسكة بالأيقونات. يومذاك هبّ القدّيس يوحنا الدمشقي- وكان, حسبما نقل مترجمه, ما يزال بعد في العالم- مدافعاً عن الأيقونات وإكرامها فكتب وبعث برسائل عديدة في كل اتجاه, حتى قيل أنه اشترك في أعمال المجمع الأورشليمي المنعقد لهذه الغاية, وحضّ على المجاهرة بهرطقة الإمبراطور وقطعه. ولما كانت سوريا وفلسطين خارج الفلك البيزنطي فقد حاول لاون الملك أن يخنق صوت الدمشقي عن بعد وبالحيلة. لهذا استدعى أمهر الخطّاطين لديه وطلب منهم أن ينسخوا له رسالة كتبها زوراً كما من القدّيس إليه وأن يجعلوا الخط في الرسالة مطابقاً, قدر الإمكان، لخط الدمشقي. مضمون الرسالة كان الاستعانة بالإمبراطور على الخليفة. وأرفق لاون الرسالة المزوّرة بأخرى شخصية عبّر فيها للخليفة عما أسماه “صفاء المحبة بينهما وشرف قدر منزلته عنده”. وأردف بالقول إنه إذ يرغب في تأكيد المحبة والصلح بينه وبين الخليفة يرسل إليه صورة الرسالة التي أنفذها إليه عامل الخليفة يوحنا. فلما اطّلع الخليفة عمر بن عبد العزيز على الرسالتين استبدّ به الغضب الشديد وأرسل في طلب يوحنا وواجهه بهما, فدافع قديسنا عن نفسه, ولكن دون جدوى, فأمر الخليفة السيّاف بقطع يد القديس اليمنى وتعليقها في ساحة المدينة العامة.وبالحيلة استردّ يوحنا يده المقطوعة متذرعاً بضرورة دفنها لتهدأ آلامه التي لا تطاق. فأخذها ودخل بها إلى بيته وارتمى عند إيقونة لوالدة الإله جاعلاً اليد المقطوعة على مفصلها, وصلّى بدموع غزيرة لتردّها له والدة الإله سالمة. وفيما هو مستغرق في صلاته غفا, وإذا بوالدة الإله تتراءى له في الحلم قائلة: “ها إن يدك قد عوفيت الآن, فاجتهد أن تحقّق ما وعدت به بدون تأخير”. فاستيقظ يوحنا من النوم ليكتشف أن يده قد عادت بالفعل صحيحة وموضع القطع ظاهر عليها كخط أحمر. يذكر أن سائحاً مرّ بدمشق في القرن السابع عشر ونقل ما يبدو أنه كان متداولاً في ذلك الزمان أن المعجزة قد تمّت بواسطة أيقونة سيدة صيدنايا العجائبية. إثر الأعجوبة, كما ورد في التراث, حاول الخليفة استعادة يوحنا ووعده بإكرامات جزيلة, لكن قديسنا كان قد زهد في الدنيا وتشوّف إلى الحياة الملائكية. وقد ترك هو وأخوه بالتبني, قزما, دمشق ووجّها طرفهما ناحية دير البار سابا المتقدس, بعدما وزّع أمواله على الفقراء والمحتاجين وصرّف سائر شؤونه الدنيا. يوحنا راهباً: كان يوحنا, في ذلك الزمان, رجلاً ذائع الصيت, لهذا استقبله رهبان دير القديس سابا بفرح، لكنهم خشوا أن يكون إقباله على الحياة الرهبانية مجرّد نزوة. ولما كانوا عارفين بعمق ثقافته العالمية فقد تردّدوا الواحد تلو الآخر في تحمل مسؤولية رعايته على السيرة النسكية. أخيراً قبله شيخ جليل متقدم في السن. فلما أقبل يوحنا إليه بادره الشيخ بالقول: “يا ابني الروحي, أرغب إليك أن تقصي عنك كل فكر دنيوي وكل تصرّف أرضي. اعمل ما تراني أعمله، ولا تتباه بعلومك. إن العلوم الرهبانية والنسكية لا تقلّ أهمية عنها, لا بل تعلوها مقاماً وفلسفة. أمت ميولك المنحرفة وتصرّف بخلاف ما يرضيك, ولا تقدم على عمل دون موافقتي وطلب نصيحتي. لا تراسل أحداً.إنسَ العلوم البشرية التي تعلمتها كلها ولا تتحدّث عنها مطلقاً”. فسجد له يوحنا وطلب صلاته وبركته ليكون له الله على ما ذكر معيناً. سلك قديسنا في ما وعد به بكل غيرة وأمانة إلى أن رغب معلمه في امتحانه يوماً ليرى مقدار تمسكه بنذر الطاعة, فقال له: “يا ولدي الروحاني، قد بلغني أن عمل أيدينا الذي هو الزنابيل مطلوب بدمشق. وقد اجتمع عندنا منها شيء كثير. فقم اذهب إلى مدينتك وخذها معك لتبيعها وتحضر لنا ثمنها لاحتياجنا إليه في النفقة”. فحمّله إياها ورسم له ضعفي ثمنها لئلا يتيّسر له بيعها بسرعة. فلما خرج أرسل له الرب راهبين آخرين منطلقين إلى دمشق فساعداه على حمل الزنابيل. ولما وصل إلى السوق لم يصادف من يشتريها منه لغلاء ثمنها. وفيما هو جائل حائر في أمره, رآه بعض خدمه ممن كانوا له في العالم, فعرفوه ولم يعرفهم, فرقّوا له وأخذوا منه زنابيله بالثمن الذي طلبه. فعاد يوحنا إلى معلمه وقد ظفر بإكليل الغلبة على شيطان الكبر والعظمة. وحدث مرة أن رقد بالرب أحد الشيوخ الرهبان وكان جاراً ليوحنا, فحزن أخوه في الجسد عليه حزناً شديداً, وكان هو أيضاً راهباً. فجاء إلى يوحنا وسأله أن ينظم له طروبارية تسليه عن غمّه, فاعتذر يوحنا لأنه لم يشأ أن يخالف الشيخ معلمه في ما وضعه عليه. لكن الراهب أصرّ بالقول: “ثق أني لن أبوح بها ولن أرتلها إلا وأنا وحدي”. وظلّ عليه حتى أخرج له طروبارية. وفيما كان يلحّنها، أدركه معلمه الشيخ فقال له: “أبهذا أوصيتك؟! هل أمرتك أن تزمّر أم أن تنوح وتبكي؟! فأخبره يوحنا بما جرى له وسأله الصفح فامتنع قائلاً: “أنك منذ الآن لا تصلح للسكنى معي, فانصرف عني بسرعة”. فخرج قديسنا من عند الشيخ حزيناً وجال على الرهبان يتوسّط لديهم. فلما أتوا إلى الشيخ سألوه أن يسامحه فأبى، فقالوا له: أما عندك قانون تؤدبه به لتصفح عنه” فقال: “أجل, إذا ما حرّر مستخدمات (مراحيض) مشايخ الرهبان ونظفها”, فانصرف الآباء من عنده مغمومين لأنه لم يسبق لهم أن سمعوا بقصاص كهذا. فلما أتوا إلى يوحنا, استوضحهم الأمر فأجابوه، بعد لأي, بما قاله لهم الشيخ. فقام لتوه قائلاً: “هذا الأمر سهل فعله عندي, متيسر عليّ”. ثم أخذ قفة ومجرفة وبدأ بالقلاّية الملاصقة لقلاّيته. فلما بلغ الشيخ ما صنعه تلميذه بادر إليه على عجل وأمسكه بكلتا يديه وقبّل رأسه وعينيه وقال له: “ثق يا بني لقد أكملت الطاعة وزدت عليها وليست بك حاجة بعد إلى أكثر من ذلك, فهيّا إلى قلايتك على الرحب والسعة”. ومرّت أيام ظهرت بعدها والدة الإله القدّيسة لمعلم يوحنا في الحلم وقالت له:”لماذا, أيها الشيخ, تمنع الينبوع عن أن يفيض ويجري؟! فإن تلميذك يوحنا عتيد أن يجعل كنيسة المسيح بأقواله ويزين أعياد الشهداء وكافة القديسين بترنيماته الإلهية فأطلقه…لأن الروح القدس المعزي يجري على لسانه”. فلما أطل الصباح قال الشيخ لتلميذه:”يا ابني الحبيب الروحاني, إذا ما حضرك منذ الآن قول تتكلم به فلا مانع يمنعك لأن الله سبحانه يرضاه ويهواه. فافتح فمك وقل ما تلقنك إياه النعمة الإلهية”. من ذلك اليوم صار القديس يضع القوانين الليتورجية والاستيشيرات والطروباريات وسواها. ربيبه في عمله هذا كان أخاه بالتبني قزما. ويبدو, كما يؤكد كاتب سيرته، أن المحبة الإلهية كانت وافرة بين الاثنين وأنه لم يعرض لهما أن غلبهما الحسد مدة حياتهما. يوحنا كاهناً وواعظاً ومعلماً: يستفاد من أخبار القدّيس يوحنا أن بطريرك أورشليم استدعاه بعد سنوات من حياته الديرية ثبت خلالها في الاتضاع والطاعة وسامه كاهناً رغم تمنّعه. فلما عاد إلى الدير زاد على نسكه نسكاً. يذكر أن يوحنا تلقى العلوم المقدّسة لا في دمشق بل في الدير ولدى بطريرك أورشليم أيضاً. هو نفسه ذكر أن معلميه كانوا من رعاة الكنيسة. منذاك أصبح يوحنا واعظ المدينة المقدسة, يقيم في ديره ثم يخرج إلى القدس وهي قريبة، ليتمّم خدمته في كنيسة القيامة. وقد بقي لنا من مواعظه تسع امتاز فيها بالبلاغة والإبداع وقوة المنطق واقتدار الحجة وغنى العقيدة. وإلى جانب الكهانة والوعظ اهتم قديسنا بالتدريس. وثمة ما يشير, في تآليفه العقائدية والجدلية, إلى أن بعضها على الأقل دروس شفهية التقطها الكتّاب ودوّنوها. إسهامه الكنسي: هناك أربعة مجالات كنسية أساسية كانت للقديس يوحنا الدمشقي فيها إسهامات جليلة جزيلة القيمة: الأول عقائدي. للقديس فيه بضع مؤلفات أهمها كتاب “ينبوع المعرفة” الذي يشتمل على ثلاثة أبواب, أحدها فصول فلسفية هي بمثابة توطئة للعرض اللاهوتي وتحديدات لبعض الفلاسفة الأقدمين وآباء الكنيسة. يلي ذلك باب الهرطقات الذي هو عبارة عن توطئة لاهوتية تاريخية يتناول فيها مئة وثلاثة تعاليم دينية زائفة وانتشارها. وأخيراً بيان الإيمان الأرثوذكسي الذي قسمه إلى مئة فصل أو مقال. الثاني جدلي دفاعي. هنا كتب قديسنا ضد هرطقات زمانه كلها: “النسطورية والطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة والمانوية وبدعة محطمي الأيقونات. كما وضع الخطوط العريضة لطريقة الجدل مع المسلمين وترك نبذة ضد الخرافات الشعبية”. أهم هذه الكتابات مباحثه الثلاثة الدفاعية ضد الذين يرذلون الأيقونات المقدّسة. الثالث ليتورجي هنا يُعزى إليه إرساء أسس كتاب المعزي وتأليف العديد من الستيشيرات والبروصوميات والإذيوميلات والكاثسماتات والطروباريات والقناديق والقوانين الكنسية بالإضافة إلى دور أكيد في تحرير تيبيكون دير القديس سابا. الرابع موسيقي. فيه نظّم ووضع قسماً كبيراً من موسيقى كتاب المعزي ولحّن العديد من القوانين والطروباريات وساهم في وضع نظام العلامات الموسيقية. لاهوت الأيقونة عنده : ولا بد من كلمة بشأن دفاع القديس يوحنا عن الأيقونات لاهوتاً. فالحق أن قديسنا هو الذي وضع الأسس اللاهوتية للدفاع عن إكرام الأيقونات, وهو ما تبنّته الكنيسة وبنت عليه عبر العصور. يستند لاهوت الأيقونة عنده إلى ثلاث قواعد أساسية: - لا نقدر أن نمثّل الله حسياً لأنه روح محض لكننا نقدر أن نمثّل الرب يسوع المسيح ووالدة الإله والقدّيسين وحتى الملائكة الذين ظهروا على الأرض بأجساد. فالكتاب المقدس لا يمنع تكريم الصور بل عبادة الأوثان. - إن الإكرام الذي نقدمه للأيقونات إنما نقدمه لأصحابها المرسومين عليها، لا إلى الخشب والألوان, وهو يرجع في كل حال إلى الله الذي هو مصدر كل خير في القدّيسين. ونؤكد كلمة “إكرام” لأننا نميّز بين الإكرام والعبادة التي لا تليق إلا بالله وحده. - ثم إن لإكرام الأيقونات منافع جزيلة. فالصور ظاهرة إنسانية نذكر من خلالها نعم الله علينا, وهي بمنزلة كتاب للعامة تمدّ إليهم أسرار الله وإحساناته وحضوره, وتحرض على اقتفاء سير القدّيسين. رقاده: أمضى القديس يوحنا ثلاثين سنة من عمره في الدير. ولعله لم يعد إلى دمشق خلال ذلك إلا مرة واحدة. كان رقاده بسلام في الرب, في شيخوخة مخصبة بالصالحات, أغلب الظن, بين العامين 749, 750 للميلاد. جمع في نفسه, على نحو متناغم, قداسة الراهب وعمق اللاهوتي وغيرة الرسول وإلهام المنشد وموهبة الموسيقي, فاستحق إكرام الكنيسة له جيلاً بعد جيل, أباً ومعلماً. بقيت رفاته في الدير إلى القرن الثاني عشر حين جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أودعت كنيسة جميع القدّيسين القديمة بجانب القديسين يوحنا الذهبي الفم وغريغوريوس اللاهوتي. يذكر أن اللاتين نهبوا هذه الكنيسة عندما دخلوا القسطنطينية سنة 1204. كما هدمها الأتراك سنة 1463. وقد أعلن المجمع المقدس السابع (787م) قداسة يوحنا واعتبره “بطل الحقيقة” طروبارية باللحن الثامن هلموا نمتدح البلبلّ الغرّيد الشجي النغم، الذي أطرب كنيسةَ المسيح وأبهجها بأناشيده الحسنةِ الإيقاع الطلية أعني به يوحنا الدمشقي الكلي الحكمة، زعيم ناظمي التسابيح الذي كان مملوءاً حكمةً إلهية وعالمية. قنداق باللحن الثامن لنسبّح أيها المؤمنون كاتب التسابيح معلّم الكنيسة ومصباحها، يوحنا الموقَّر، المقاوم الأعداءَ، لأنهُ حمل سلاح صليب الرب، فصادم بهِ ضلالة المبتدعين كلها، وبما أنه شفيعٌ حارّ عند الله، فهو يمنح الكل غفران الزلاَّت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نيقولاوس العجائبي | الولادة: – الوفاة: – هو أكثر القدّيسين شهرة في كنيسة المسيح، شرقاً وغرباً. فصورته، كما ارتسمت في وجدان الناس عبر العصور، هي صورة الراعي الصالح، على مثال معلّمه. لا يترك إنساناً يستنجد به إلاّ هبّ إلى نجدته كائنة ما كانت حاله أو ضيقته أو حاجته. أكثر القدّيسين، كما نعرف، ارتبط ذكرهم، بين الناس، بحاجة محدّدة. هذه ليست حال القديس نيقولاوس. القديس نيقولاوس، على مرّ العصور، بدا وكأنه قدّيس لكل ظرف وحاجة. بهذا المعنى كان، في هذا البلد أو ذاك، شفيعاً للتلامذة والأولاد العاقلين والفتيات اللواتي لا مهر لهن والبحّارة والصيّادين والعتّالين وباعة النبيذ وصنّاع البراميل وعمّال البيرة والتجّار والبقّالين والقصّابين والمسافرين والحجّاج والمظلومين والمحكومين والمحامين والأسرى والصرّافين وغيرهم. لذلك لا عجب إذا كانت الكنيسة، عندنا، قد خصّته بيوم الخميس إكراماً واستشفاعاً، كما أدخلت الكنيسة اسمه في عداد النخبة من القدّيسين الذين يستعين بهم المؤمنين، على الدوام، عبر الإفشين الذي يُتلى في صلاة السحر وغيرها من الصلوات والذي أوله: “خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك…”. كل هذا ولا نعرف من أخبار القدّيس نيقولاوس قبل القرن التاسع للميلاد إلا القليل القليل، مع أنه من المفترض أن يكون قد عاش وصار أسقفاً ورقد بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين. فأول من كتب سيرته بتوسّع كان القدّيس سمعان المترجم حوالي العام 912م. وكان مثوديوس، بطريرك القسطنطينية، قد دوّن عنه، قبل ذلك، سيرة مختصرة حوالي العام 840م. رغم ذلك، رغم افتقادنا إلى شهادات تاريخية مبكّرة في شأنه لا نشعر بالحرج ولا نعتبر النقص في المعلومات التاريخية المبكرة بشأنه حائلاً دون إكرامه. السبب بسيط أننا لم نعتد، في الكنيسة، إكرام القدّيسين استناداً إلى ثوابت تاريخية تؤكد أخبارهم- وهذه مفيدة إذا توفرت ولكن غالباً ما يتعذّر توفرها- بل لأن السابقين أكرموهم قبلنا. ولنا في الكنيسة، في شأن القدّيس نيقولاوس، شهادات تؤكد إكرامها له منذ القرن السادس للميلاد. شهادات عنه: بين ما نعرفه أن الإمبراطور البيزنطي يوستنيانوس بنى على اسمه، في القسطنطينية، سنة 530م كنيسة هي الكنيسة المعروفة باسم القدّيسين بريسكوس ونيقولاوس في حي بلاشيرن الشهير بكنيسة السيدة فيه. وعلى مقربة من المكان كان أحد الأسوار يحمل اسمه. وعندنا للقدّيس نيقولاوس إيقونات أو رسوم حائطية منذ ذلك القرن أيضاً، نشاهد بعضها في دير القديسة كاترينا في سيناء. ذكره كان معروفاً تماماً. من أقدم أخباره، من القرن الميلادي السادس، ظهوره لقسطنطين الملك في الحلم. يومذاك طلب منه قديسنا أن يوقف تنفيذ حكم الإعدام بثلاثة ضبّاط أدينوا ظلماً. ما شاع عنه: شاع عن القدّيس نيقولاوس أنه ولد في باتارا من أعمال ليسيّة الواقعة في القسم الجنوبي الغربي من آسيا الصغرى، وأن ولادته كانت في النصف الثاني من القرن الثالث للميلاد. ارتبط اسمه باسم ميرا القريبة من باتارا، على بعد ثلاثة أميال منها. وقد ذُكر أنه تسقّف عليها. ميرا، في آسيا الصغرى أو كما تعرف اليوم بر الأناضول، هي “دمري” الحالية. هناك يبدو أن ذكر القدّيس لم تمحُه السنون بدليل أن المسلمين جعلوا له عند الكنيسة التي قيل أن القدّيس كان يقيم الذبيحة الإلهية فيها، أقول جعلوا له تمثالاً لما أسموه BABA NOEL””. يذكر أنه كانت لميرا، في وقت من الأوقات، ست وثلاثون أسقفية تابعة لها. إلى ذلك قيل أن القديس نيقولاوس عانى الاضطهاد في أيام الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس وأنه اشترك في المجمع المسكوني الأول في نيقية سنة 325م. هذا ويبدو أن قدسنا رقد في ميرا حوالي منتصف القرن الرابع الميلادي واستراحت رفاته في الكنيسة الأسقفية هناك إلى أن دهم الموضع قراصنة من باري الإيطالية عام 1087م فسرقوه وسط احتجاج رهبان كان يقومون بخدمة المحجّة، وعادوا به إلى بلادهم حيث ما يزال إلى اليوم. وقد ذكرت مصادر عريقة أنه في كلا الموضعين، ميرا وباري، كان سائل طيب الرائحة يفيض من رفاته. نشير إلى أن بعض المصادر يخلط ما بين القديس نيقولاوس أسقف ميرا ونيقولاوس آخر يبدو أنه تسقّف في القرن السادس أو ربما السابع على بينارا من مقاطعة ليسيّة عينها. هذا الأخير كان رئيساً لدير صهيون المقدّسة ثم صار أسقفاً على بينارا ودفن في ديره على مقربة من ميرا. أخباره: من الواضح، في ما يُروى عن القدّيس نيقولاوس، أن أخباره عجائبية في أكثر تفاصيلها. حتى الأخبار التي يمكن أن تكون عادية عنه سكبتها الأجيال المتعاقبة بقالب عجائبي تأكيداً لطابع سيرته العجائبي. فلقد جاء عنه أنه كان يصوم عن الرضاعة في طفوليته يومي الأربعاء والجمعة إلا مرة واحدة بعد غروب الشمس. وأن عماً له، اسمه نيقولاوس أيضاً، كان أسقفاً على باتارا، لما سامه كاهناً تنبأ بالروح أن القدّيس سيصبح أسقفاً يوماً ما وسيكون تعزية وخلاصاً لكثيرين. ولما اختير أسقفاً على ميرا كان ذلك بتوجيه من ملاك. وقد كتب عنه مثوديوس القسطنطيني أنه عاين في رؤية مرة، الرب، يسوع المسيح مجللاً بالمجد، واقفاً به وهو يسلمه الإنجيل الشريف ووالدة الإله، من الجهة المقابلة، تضع الصاكوس على كتفيه. بعد ذلك بفترة قصيرة رقد يوحنا، أسقف ميرا، واختير نيقولاوس خلفاً له. إلى ذلك هناك عدد من الأحداث المروية عن القديس نيقولاوس تبيّنه رؤوفاً محباً للإحسان والعدالة. بعض هذه الأحداث جرى له في حياته وبعضها بعد موته. مرتان أنقذ سفينة أشرفت على الغرق وكان مسافراً فيها. مرة استجار به البحّارة وهم في عرض البحر وهو في كنيسته فأتى إليهم وأجارهم. مرة أوحى في الصلاة إلى سفينة محملة بالقمح كانت في عرض البحر فاتجهت صوب مقاطعة ليسيّة التي كانت قد حلّت بها مجاعة عظيمة. مرتان أنقذ غريقاً من الهلاك. مرة أقام ثلاثة أولاد من الموت. ومرة أنقذ ثلاثة مظلومين قبل لحظات من تنفيذ حكم الإعدام بهم. على أن هناك ثلاثة أخبار عنه هي أكثر أخباره شيوعاً بين العامة. دونك إيّاها مفصّلة. إنقاذه ضباطاَ مظلومين: اندلعت في أيام قسطنطين الملك ثورة في فرنجيا الكبرى قامت بها جماعة تعرف ب “الترافيليون” ولما تناهى الخبر إلى السلطة المركزية في القسطنطينية، بادر الملك إلى إرسال ثلاثة من القادة العسكريين لديه على رأس جيش كبير لمعالجة الوضع. فتوجه العسكر إلى فريجيا. وبعدما تمكّنوا من وضع حد للاضطرابات الحاصلة، عادوا إلى المدينة المتملكة مظفّرين، فأحسن قسطنطين وفادتهم وأكرمهم. ولكن تحرّك الحسد في نفوس بعض الحاقدين فشيّعوا لدى أفلافيون الوزير أن القادة الثلاثة لم يخمدوا ثورة “الترافيليون” بل عقدوا وإياهم اتفاقاً سرياً للإطاحة بالملك. ودعم الحاسدون دعواهم بشهود زور وتقديم هدايا ثمينة للوزير. كان الاقتراح أن يسعى الوزير إلى عرض الأمر على الملك لإثارة مخاوفه ومن ثم انتزاع موافقته على إعدام الثلاثة في أسرع وقت ممكن. فقبض الوزير على القادة المعنيين وزجّهم في السجن ثم بادر إلى الملك وهوّله بأخبار المكيدة التي يحيكها الثلاثة ضدّه، ثم سأله أن يصدر أمراً بإعدامهم للحال وأداً للفتنة. فارتاع الملك ووافق على إنزال عقوبة الإعدام بالثلاثة في البوم التالي. في تلك الليلة قبع الثلاثة في سجنهم ينوحون ويبكون، وهم يضربون أخماساً بأسداس. لم تكن أمامهم حيلة يردّون بها عن أنفسهم هذا الخطر المداهم. وحدها الصلاة بقيت نصيباً لهم فصلوا وسألوا القديس نيقولاوس أن يعينهم: “يا إله أبينا نيقولاوس نجّنا….”. فظهر القديس في الحلم لكلا الرجلين، الملك ووزيره. قبل شروق الشمس، وطلب إليهما بتهديد أن يبادرا للحال إلى إطلاق سراح القادة الثلاثة لأنهم مظلومون. ولما كان الصباح أرسل الملك في طلب الوزير. وبعد الأخذ والرد أدرك الاثنان أنهما عاينا حلماً واحداً في شأن المحكومين فتوجسا خيفة. على الأثر أمر الملك بإحضار الثلاثة إليه. فلما حضروا دافعوا عن أنفسهم فتبيّن أنهم أبرياء فأطلق سراحهم. البنات والمهر: وكان هناك شخص غني عنده ثلاثة بنات جميلات. فقسى عليه الدهر فافتقر. ولما عضّه العوز وأبت عليه كرامته أن يمدّ يده ويطلب لنفسه وبناته حسنة، عرض عليه إبليس أن يدفع بناته إلى تعاطي تجارة الزنى، فقاوم التجربة إلى أن قويت عليه. ولكن قبل أن يبادر إلى تنفيذ ما علق في نفسه عرف القديس نيقولاوس بأمره فأتاه تحت جنح الظلام وألقى إليه من الطاقة بكيس من النقود وذهب. وفي الصباح اكتشف الرجل النقود ففرح بها فرحاً عظيماً، وتساءل من فعل ذلك. وإذ شغلته الفرحة والنقود اكتفى بشكر الله, وقام فجهّز ابنته الكبرى وزوّجها. وعندما رأى القديس أن الرجل استعمل النقود للخير عاد وأتاه من جديد ورمى إليه بنفس الطريقة، في الليل، مبلغاً من المال وذهب. واستفاق الرجل على كيس آخر من النقود فتعجّب وتساءل، ثم اكتفى بشكر الله وجهّز ابنته الثانية كما فعل بالأولى وزفّها إلى أحد الشبّان الطيّبين. أخيراً جاء إليه القديس ثالثة وأعاد الكرّة من جديد، لكن الرجل تنبّه، هذه المرة، للأمر فأسرع وفتح الباب وركض في إثر صانع الخير إلى أن أدركه. فلما رأى القديس نيقولاوس أن سرّه استبان ركع عند قدمي الرجل ورجاه ألا يعلم به أحداً. وبعد أخذ ورد، عاد القديس من حيث أتى، وعاد الغني المفتقر إلى بيته يسبّح ويمجّد. ثم ذهب فأدّى لابنته الصغرى ما أداه لأختيها من قبلها. عودة الغريق إلى بيته: يحكى عن رجل اسمه يوحنا عاش في القرن التاسع الميلادي في القسطنطينية، تقي ورع يحب الله ويكرم قدّيسه نيقولاوس، أنه سافر مرة في البحر لعمل. وبعد ساعات معدودة من مغادرته اهتاج البحر وضربت عاصفة السفينة التي كان مسافراً فيها. فأسرع البحّارة إلى ربط الأشرعة، وكان الوقت ليلاً. في تلك الساعة خرج الرجل إلى ظهر السفينة لقضاء حاجة. وما أن خطا خطوات قليلة إلى الأمام حتى اضطربت السفينة يميناً ويساراً فاختل توازن الرجل وسقط في البحر على مرأى من البحّارة وصراخهم. وغار الرجل في المياه وبكى البحّارة لفقده. ولكن لن تكن هذه نهاية القصة. فما أن بدأ الرجل بالغرق حتى صرخ في قلبه على غير وعي منه: “يا قدّيس الله نيقولاوس أعنّي!” وما أن فعل حتى وجد نفسه في غير مكان. وجد نفسه في بيته والماء يسيل من ثيابه. ولما استمر في الصلاة صارخاً، نهض أهل بيته من نومهم مذعورين فوجدوه على هذه الحالة فاندهشوا وتحيّروا وخانتهم لغة الكلام إلى أن استردوا وعيهم وسألوه لماذا هو بهذه الحالة وكيف عاد إلى بيته. وسادت في المكان جلبة ليست بقليلة ما أن هدأت حتى فهم الجميع من الرجل أنه سقط غريقاً في البحر وأن القديس نيقولاوس هو الذي أدركه وأعاده إلى بيته سالماً معافى. فتُحُدث بهذا العجب في كل القسطنطينية وشكر الجميع الله وازدادوا إكراماً لقدّيسه نيقولاوس وتعلّقاً به واعتماداً عليه. أما يوحنا فقيل إنه والد بطريرك القسطنطينية مثوديوس الأول الذي اعتلى سدّة البطريركية بين العامين 843 و847م. طروبارية باللحن الرابع لقد أظهرتكَ أفعالُ الحق لرعيتك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلماً للإمساك، أيها الأب رئيسُ الكهنة نيقولاوس، فلذلكَ أحرزتَ بالتواضع الرفعة وبالمسكنةِ الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الثالث لقد ظهرتَ كاهناً في ميرا أيها القديس، لأنك لما أتممتَ إنجيل المسيح أيها البار، وضعتَ نفسك عن شعبك، وخلصتَ الأبرياءَ من الموت. فلذلك تقدَّست بما أنك مسارٌّ عظيمٌ لنعمة الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أمبروسيوس أسقف ميلان | الولادة: 334 الوفاة: 367 ولد القدّيس أمبروسيوس في عاصمة بلاد الغال، أي فرنسا اليوم، سنة 334م أو ربما340م. كان أبوه، واسمه أمبروسيوس أيضاً، ضابطاً أعلى لشؤون فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وموريتانيا. له أخوان مرسيلينا البتول وساتيروس، وكلاهما في الكنيسة قديس. وثمة قرابة تربطه بقديسة أخرى هي سوتيرا الشهيدة. رقد والده وهو صغير السن فعادت به أمه وبأخويه إلى روما، من حيث خرجت العائلة أصلاً. تلقى أمبروسيوس قسطاً وافراً من العلوم فدرس اليونانية ونبغ في البيان والفلسفة وبرز كخطيب مفوّه وشاعر أريحي. كل هذا ولم يكن بعد قد اعتمد، مع أنه من عائلة مسيحية، لأنه كان هناك اعتقاد شائع في أيامه أن من يسقط في الخطيئة بعد أن يكون قد اقتبل المعمودية يعرّض نفسه للهلاك. لهذا السبب جرى بعض الناس على عادة تأجيل معموديتهم إلى سن متقدمة. القديس أمبروسيوس كان من هذه الفئة من الناس، وكان ما يزال بعد في مصاف الموعوظين عندما تمّ اختياره أسقفاً لميلان في سن الرابعة والثلاثين. خرج أمبروسيوس إلى ميلان حيث كان مقر المحكمة العليا، فدرس القانون وبرع وشاع ذكره حتى بلغ أذني أنيسيوس بروبس، المولّى على إيطاليا فقرّبه إليه وجعله مستشاراً لديه ثم حاكماً لمقاطعتي ليغوريا وأميليّا اللتين ضمتا كلاً من ميلانو وتورينو والبندقية ورافينا وبولونيا. يذكر أن بروبس كان رجلاً مناقبياً فاضلاً نزيهاً حليماً. فلما أراد أن يزوّد أمبروسيوس بتوجيهاته لم يجد من النصح خيراً من حثّه على أن يحكم لا كقاض بل كأسقف. وبالفعل، سلك أمبروسيوس في حاكميته كأسقف، يقظاً، مستقيماً، رؤوفاً. ولما حانت الساعة لا حظ أهل ميلان أنه بالحقيقة أدنى إلى الأسقف منه إلى الحاكم فاختاروه أسقفاً عليهم. أسقفيته: مفاد ذلك أنه لما رقد أوكسنتيوس، أسقف ميلان، وكان آريوسياً، سنة 347م، اجتمع المؤمنون، صغاراً وكباراً، في الكنيسة الكبرى في المدينة ليختاروا له خلفاً. اختيار الأسقف، فيما يبدو، كان يتم يومذاك بالإعلان الشعبي. وإذ كان الشعب منقسماً على نفسه فقد تعذّرت تسمية أسقف يوافق عليه الجميع. وكادت تقع أعمال شغب فاستدعي الحاكم لضبط الوضع. فلما حضر وقف بالناس خطيباً فأعطاه الحاضرون سكوتاً عميقاً لأن الجميع كانوا يجلّونه. ففتح فاه ودعاهم إلى جعل اختيارهم بروح السلام ليكون لهم أن يختاروا الأفضل عليهم. اتسم كلامه بالحكمة والوداعة والعذوبة فلامس قلوب سامعيه وحوّل أنظارهم إليه، فهتفوا بصوت واحد: “أمبروسيوس أسقف!”. لم يصدق أمبروسيوس، أول الأمر، لا عينيه ولا أذنيه. فلما استمر المحفل في الهتاف “أمبروسيوس أسقف!”، اضطرب وترك المكان للحال. ولما لحق به الناس حاول أن يظهر بمظهر الرجل العنيف ليردّهم عنه فلم يرتدّوا. فأقفل على نفسه إلى حلول الظلام. ولما خفتت الأصوات طلب الخروج من المدينة فهام على وجهه إلى الصباح، ولما عاد إلى نفسه وجد نفسه عند باب المدينة. واستمرت ملاحقة الناس له أياماً حاول خلالها التواري فباءت جميع محاولاته بالفشل إلى أن بلغ الخبر أذني الإمبراطور والنتنيانوس الأول فأنفذ أمراً بإلزامه بقبول الأسقفية. ولما لم يجد أمبروسيوس مفراً من الرضوخ أسلم نفسه لله وأذعن، فتمّت معموديته وارتقى الدرجات الكهنوتية حتى الأسقفية في غضون ثمانية أيام. وما أن ارتقى أمبروسيوس سدّة الأسقفية حتى عمد إلى توزيع ما اجتمع لديه من ذهب وفضة ومقتنيات على الفقراء، فيما وهب الكنيسة ما كان يملكه من أراض وعقارات. لم يترك من ثروته الطائلة غير نصيب متواضع اقتطعه لحاجات أخته مرسلينا المعيشية. وقد ذكر مترجمه أن تخلّيه عن غنى العالم وكراماته كان كلياً وبلا ندامة لدرجة أنه، مذ ذاك، لم تعد للمال والمجد الباطل وطأة عليه. بعد ذلك انصرف إلى دراسة الكتاب المقدّس وكتب الآباء ومعلمي الكنيسة، لاسيما القدّيس باسيليوس الكبير وأريجنيس المعلم. وقد اتخذ لنفسه مرشداً الكاهن سمبليسيانوس الذي خلفه أسقفاً وأحصي، لسيرته الفاضلة، بين القدّيسين. وقد جرى أمبروسيوس، منذ أول أسقفيته، على حفظ الإمساك بصرامة. أصوامه كانت يومية ما خلا في الآحاد والسبوت وأعياد بعض الشهداء. ولكي يجتنب الإسراف كان يمتنع عن قبول الدعوات إلى المآدب، لكنه كان يدعو الآخرين، أحياناً، إلى مائدة بسيطة متواضعة لديه. كان يقضي قسماً مهماًَ من ليله ونهاره في الصلاة، ويقيم الذبيحة الإلهية كل يوم ويعظ كل أحد. انصرافه إلى رعاية شعبه كان كاملاً. الفقراء في عينه كانوا الوكلاء والخازنين الذين يستودعهم مداخيله. اعتاد أن يستقبل الناس الوافدين إليه كل يوم طلباً لمشورة أو نصيحة. فإذا ما نفذ ما في يده كان مستعداً حتى لأن يبيع الأواني الكنسية ليسعف بها المحتاجين. وكان يقول: “إن إطعام الجياع حلالاً. وما كان ليتوسّط لإنسان في وظيفة لها علاقة بالقصر الملكي، ولا حاول البتة أن يقنع أحداً بالانخراط في العسكرية، لكنه كان يسعى أبداً إلى إنقاذ حياة المحكومين بالموت. اعتاد أن يبكي مع الباكين وأن يفرح مع الفرحين. كان على رقة ورأفة فائقين. الخطأة التائبون كان يرأف بهم رأفة عظيمة ويدعوهم إلى الإعتراف بخطاياهم ويبكي عليهم ومعهم. وكان يحث المؤمنين على المناولة بتواتر. ولا يختار أحداً إلى الكهنوت إلاّ بحرص عظيم. كان شديد العناية بكهنته، يحبّهم ويسهر على نفوسهم، يعلّمهم بالمثال ويرشدهم بالكلمة. الكاهن الصالح كان عنده كنزاً ثميناً عظيم القيمة، يفوق كل ما نتصّوره قدراً. كان يحب التبسّط في الكلام على بركات البتولية. أخته مرسيلينا كانت بتولاً. من نسميهم نحن اليوم راهبات كانوا يسمَّون في أيامه عذارى أو بتولات. بعض البتولات كان يبقى في دورهن وبعضهن كان يقتبل حياة الشركة. أخته كانت من الفئة الأولى. وقد سألته أن يكتب عن البتولية فوضع ثلاث مقالات في العذارى، عرض في الثالثة منها طريقة حياتهن فدعاهن إلى الاعتدال والامتناع عن زيارة الناس والانصراف إلى الصلاة والتأمل والبكاء والعمل بأيديهن لا ليؤمنّ لأنفسهن حاجات الجسد وحسب بل ليكون لهن ما يعطينه للمحتاجين. ويبدو من كلامه أن كثيرات كن يقبلن على الحياة البتولية بدليل سعيه إلى الإجابة على اعتراض قوم قالوا إن تزايد البتولات المكرّسات يشكل خطراً على البشرية لأن الراغبات في الزواج في تناقص مطّرد. أمبروسيوس والآريوسية: هذا وقد اهتمّ القدّيس أمبروسيوس بتنظيف أبرشيته من خمير الهرطقة الآريوسية حتى أنه في غضون اثني عشر عاماً من بدء أسقفيته، لم يبق على أرض ميلان مواطن واحد على الآريوسية ما خلا بعض الغوط وأفراد قلائل من العائلة المالكة. صلابته حيال الهراطقة والهراطقات كانت لا تلين. الإمبراطورة يوستينة الآريوسية حاربت بضراوة، لكنه تمكن بعون الله والتفاف المؤمنين حوله والصمود من رد خطرها عن نفسه وعن شعبه. مثل ذلك أنها أوفدت قرابة عيد الفصح من السنة 385م عدداً من خدامها تطلب منه أن يسلم إحدى كنائسه لأتباع آريوس لتكون لها ولعائلتها ولهم مكان صلاة، فامنتع. فأوفدت موظفين كباراً فردّهم. فبعثت بضباط يضعون اليد على الكنيسة فاهتاج الشعب وخطف أحد الكهنة الآريوسيين. فلما بلغ الخبر أذني الأسقف القديس أرسل للحال كهنة وشمامسة استعادوه سالماً لأنه لم يشأ أن تهرق نقطة دم واحدة. ولما جاء إليه قضاة يطلبون منه أن يسلم الكنيسة لأنها حق للإمبراطور، أجاب: “لو سألني ما هو لي، أرضي أو مالي، لما منعته عنه مع أن ما أملك هو للفقراء، ولكن ليس للإمبراطور الحق فيما هو لله….. إذا كان في نيتكم أن تكبلوني بالأصفاد أو أن تسلموني للموت، فأنا لا أستعفي. لن أحتمي بالناس ولا بالهيكل….”. في المساء خرج أمبروسيوس من الكنيسة إلى بيته حتى إذا ما أراد الجند التعرض له لا يتأذّى أحد من المؤمنين. ثم في صباح اليوم التالي توجّه إلى الكنيسة العتيقة فألفى الجند يحيطون بالمكان فسأل بعض كهنته أن يذهبوا إلى الكنيسة الجديدة موضع النزاع ويقيموا الذبيحة الإلهية فيها، وإن تعرض لهم العسكر فليهددوهم بالحرم ففعلوا. وإذ كان الجند من حسني العبادة لم يتعرّضوا للكهنة بسوء فدخل هؤلاء الكنيسة وتمّموا الخدمة الإلهية وكان الجند بين الحاضرين. استمر الوضع مشدوداً لبعض الوقت وأمبروسيوس والشعب لا يلينون إلى أن اضطر الإمبراطور إلى التراجع عن موقفه. هذا كان فصلاً من فصول اضطهاد يوستينة للقديس أمبروسيوس والأرثوذكسيين. مرّات حاولت يوستينة ترحيله ففشلت ومرة أرسلت إليه من يضربه بالسيف فيبست يده، ومرة لازم الكنيسة أياماً والشعب من حوله, والكنيسة يحاصرها الجند ويمنع الخارجين منها. وفي عظة تفوّه بها قدّيسنا في تلك الحقبة السوداء خاطب الشعب المؤمن بمثل هذه الكلمات: “أخائفون أنتم أن أتخلى عنكم لأنجو لنفسي؟! لا! لا يمكنني أن أتخلى عن الكنيسة لأني أخاف سيد الخليقة أكثر مما أخاف سيد القصر. ربما أمكنهم أن يجرّروا جسدي خارجاً لكنهم لا يقدرون أن يفصلوني عن الكنيسة بالفكر….. لا تضطرب قلوبكم! لن أتخلى عنكم أبداً، ولكن لن أرد العنف بالعنف. بإمكاني أن أتنهد وأبكي. الدموع هي سلاحي الأوحد في مواجهة السيوف والجنود. ليس للأساقفة غير الدموع يدافعون بها عن شعبهم وعن أنفسهم. لا أستطيع, لا بل ليس لي الحق أن أقاوم بطريقة أخرى….. وإن راموا تصفيتي فليس لكم إلا أن تكونوا متفرجين لأنه إذا كانت هذه مشيئة الله فكل احتياطاتكم باطلة. من يحبّني يعطني أن أصير ضحيّة للمسيح…. لن أعطي لقيصر ما هو لله….. أيطالبوننا بالجزية؟ الكنيسة تدفعها! أيرغبون في عقاراتنا؟ بإمكانهم أن يأخذونها! ما يقرّبه الشعب المؤمن كاف لسد حاجة فقرائه. يأخذون علينا أننا ننفق بوفرة على الفقراء. هذا لا أنكره أبداً لأنه لي فخر. صلوات الفقراء هي حصني. أولئك العمي والمخلعون والمسنّون أشدّ بأساً من خيرة المحاربين… القيصر في الكنيسة هو لكنه ليس فوق الكنيسة….” أخيراً رقدت يوستينة واضطربت الظروف السياسية والعسكرية الإمبراطور والنتينيانوس الثاني، ابنها، أن يغيّر موقفه حتى إنه صار يعتبر القديس أمبروسيوس بمثابة أب له. وبقي كذلك حتى وفاته. يذكر، في مجال تحصين المؤمنين ضد الهرطقة الآريوسية، إن القديس أمبروسيوس عمد إلى وضع أناشيد تتضمّن حقائق الإيمان القويم أخذ الشعب في إنشادها. بالمناسبة، إلى القديس أمبروسيوس يعود الفضل في إدخال الترتيل المزموري على الأسلوب التناوبي المعروف في الشرق. هذا الأسلوب ازدهر في ميلان أولاً ثم انتقل إلى كل كنائس الغرب. مؤدب الملوك: وفي العام 390م جرت في تسالونيكي حوادث مؤسفة. أحد الضبّاط هناك احتجز سائقاً للعربات ممن يشتركون عادة في مباريات ميدان السباق في المدينة. السبب كان ارتكابه شائنة. وإذ بلغ الخبر الإمبراطور ثيودوسيوس وأن حالة من الفوضى تسود المدينة أمر العسكر بأن يحصدوا سبعة آلاف من سكانها في ثلاث ساعات. وهذا ما فعلوه بوحشية منقطعة النظير دونما تمييز بين مذنب وبريء، بين شيخ وفتى. وانتهى الخبر إلى القدّيس أمبروسيوس فكان حزنه على ما جرى عميقاً. لاسيما وثيودسيوس صديق حميم له.ثيودسيوس في تلك الفترة كان في ميلان والجوار. ميلان كانت المركز الإداري للشق الغربي من الإمبراطورية آنذاك. وإذ كان ثيودوسيوس، وقت حدوث الفاجعة، بعيداً يومين أو ثلاثة عن ميلان، وشاء أمبروسيوس أن يعطيه فرصة للعودة إلى نفسه قام فخرج من المدينة بعدما بعث إليه برسالة رقيقة صارمة حثّه فيها على التوبة وأعلمه أنه إلى أن يتمّم فروض التوبة كاملة فإنه لن يقبل تقدماته ولن يقيم الذبيحة الإلهية في حضرته. فمهما كان احترامه له فالله أولى، وليست محبته لجلالته للمحاباة بل لخلاص نفسه. وعاد الأسقف بعد حين إلى المدينة وجاء ثيودوسيوس على عادته إلى الكنيسة غير مبال بما سبق لأمبروسيوس أن وضعه عليه. فخرج إليه قديسنا خارج الكنيسة ومنعه من دخولها قائلاً له: يبدو، يا سيدي، أنك لا تدرك تمام الإدراك فظاعة المذبحة التي ارتكبت مؤخراً. لا يحولنّ بهاء أثوابك القرمزية دون اضطلاعك بأوهان ذلك الجسد الذي تغطيه. فأنت من طينة واحدة ومن تسود عليهم، وثمة سيد واحد لكلّ المسكونة. بأية عينين تعاين بيته؟ بأية قدمين تتقدّم إلى هيكله؟ كيف ترفع إليه في الصلاة تلك اليدين الملطختين بالدم المهراق ظلماً؟ أخرج من هنا ولا تزد على إثمك إثماً فتجعل جريمتك أفظع مما كانت. خذ عليك بهدوء النير الذي عيّنه لك الرب الإله. إنه نير صعب ولكنه دواء لصحة نفسك”. فحاول ثيودوسيوس أن يخفّف من حدّة جريمته فقال: داود أيضاً أخطأ؛ فأجابه الأسقف: “إن من أخطأت نظيره عليك أن تتوب نظيره!”. ورضخ ثيودوسيوس. إنكفأ عائداً إلى قصره وأقفل على نفسه في بكاء وتضرع إلى الرب الإله ثمانية أشهر. وجاءه أحد مستشاريه ممن نصحوه بضرب أهل تسالونيكي على نحو ما حدث، أقول جاءه مخففاً عنه عذاب الضمير وحزنه على نفسه من حيث أنه لم يفعل إلا ما تقتضيه الضرورة وتستلزمه المسؤولية فأجابه بدموع: “أنت لا تعرف ما في نفسي من القلق والاضطراب فأنا أبكي وأنوح على شقاوتي. كنيسة المسيح مشرّعة للشحّاذين والعبيد فيما أبواب الكنيسة، وبالتالي أبواب السماء، موصدة دوني، لأن الرب الإله قال: “كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء!”. وخرج ثيودوسيوس إلى الأسقف قبل تمام توبته وسأله الحلّ من الخطايا فلم يشأ بل جعله في مصاف التائبين بعدما اعترف بجريمته علناً. وكان يركع عند باب الكنيسة ويردّد مع داود النبي: “نفسي لصقت بالتراب فأحيني حسب كلمتك” (مزمور25:118). وبقي على هذه الحال مدة من الزمان يضرب أحياناً صدره وأحياناً ينتف شعره فيما كانت الدموع تنهمر على خديه متوسلاً رحمة ربه، نائحاً. على خطيئته على مرأى من الناس الذين كان التأثر يبلغ بهم حدّ البكاء معه والتضرع إلى الرب من أجله. وقبل أن يمنحه القديس أمبروسيوس الحلّ من خطيئته ألزمه بإصدار مرسوم بإعطاء مهلة ثلاثين يومأ قبل تنفيذ أي قرار بمصادرة أملاك أحد من الناس أو الحكم عليه بالموت لئلا يكون القرار المتخذ بحقه قد اتخذ بتسرع أو عن هوى. إلى ذلك قيل أن ثيودوسيوس جاء إلى الكنيسة مرة وكان الوقت أحد الأعياد الكبرى. فبعدما قدّم قربانه على حسب العادة المتبعة بقي في حدود الهيكل حيث كان الإكليروس فسأله أمبروسيوس إذا كان يريد شيئاً، فقال: الاشتراك في القدسات! فبعث إليه برئيس شمامسته يقول له: “لا يحق، يا سيدي، إلا للإكليروس أن يقفوا في الهيكل. لذلك أسألك أن تخرج وتقف في مصاف الشعب. الرداء القرمزي يؤهلك للإدارة ولا يؤهلك للكهنوت”. فخرج ثيودوسيوس عن طيبة خاطر ووقف بين العامة. ولما عاد إلى القسطنطينية بعد إقامة في الغرب استمرت قرابة الثلاث سنوات أبى أن يقف في الهيكل حيث كانت العادة هناك واكتفى بموضع خاص بين الناس وكان يقول بتنهد: “كم هو صعب عليّ أن أتعلم الفرق بين الكهنوت والإمبراطورية! ها أنا محاط بالمتملقين من كل صوب ولم أجد غير إنسان واحد قوّمني وقال لي الحق كله. أنا لا أعرف سوى أسقف أصيل واحد في المسكونة، وهذا الأسقف هو أمبروسيوس!”. إشعاعه: هذا ويذكر مترجم القديس أمبروسيوس أنه أقام ميتاً في فلورنسا وطرد الأرواح الشرّيرة من بعض الناس وشفى عدداً من المرضى. كما جرى الكشف بهمته عن رفات عدد من القدّيسين أمثال بروتاسيوس وجرفاسيرس ونازاريوس وكلسيرس. هؤلاء تعيّد لهم الكنيسة المقدّسة مجتمعين يوم الرابع عشر من شهر تشرين الأول. وقد سطع بهاء قداسة القديس أمبروسيوس في كل مكان حتى إن بعض الفرس من ذوي الرفعة أتوه مستبركين مسترشدين، كما أن شعباً بربرياً يعرف بـ “المركوماني” اهتدى إلى المسيحية بتأثير منه. خلّف أمبروسيوس جيلاً من القدّيسين أمثال أوغسطينوس الذي عمّده سنة 387م وبولينوس النولي مترجمه وهو نوراتس وفيليكس. وقد كان رقاده يوم الرابع من نيسان سنة 397م، ليلة سبت النور، عن عمر ناهز السابعة والخمسين. أما عيده في السابع من كانون الأول فلسيامته يحصى القديس أمبروسيوس في عداد آباء الكنيسة الغربية الأربعة الكبار بجانب كل من إيرونيموس وأوغسطينوس وغريغوريوس الكبير. طروبارية باللحن الرابع بِمَا أنَّكَ مُعَلِّمٌ إِلهيّ ورَئِيسُ كَهَنَةٍ حَكيم تَقودُ المُؤمِنينَ إِلى حَقائِقِ العَقائِدِ أيُّها البَارُّ أُمبروسيوسْ مُبَدِّداً ضَلالةَ المُهَرْطِقينَّ بِأقْوالِكْ ومُظْهِراً نِعْمَةَ حُسْنِ العِبادَةِ المُعْطاةِ مِنَ اللهْ فَأحْفَظْ بِها مُكَرِميكَ سَالِمينَ مِنَ الأذىْ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس البار باطابيوس | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف تماماً متى عاش القدّيس باطابيوس. بعض الدارسين يجعل رقاده في القرن السابع الميلادي. ولد في صعيد مصر لعائلة تقية. أحسّ ببطلان العالم بقوة منذ نعومة أظفاره فمال عن الحياة الدنيا إلى الحياة الرهبانية الملائكية. خرج إلى الصحراء لا يدري كيف يتدبر ولا ماذا يعمل ولا إلى أين يتجه. شوقه أخرجه إليها كما أخرج الكثيرين من قبله. وهج النور الإلهي الساكن في مقتحمي البرّية الأبرار، في تلك الأيّام، جذب الكثيرين إليها. وإذ ألقى باطابيوس بنفسه في أحضان الصحراء ظنّ، بكل بساطة، أنه إنما يلقي بنفسه، بالإيمان، في أحضان الله الحي. ولم يخيبه ربه، لأن من قال: “كل من يأتي إليّ لا أطرحه خارجاً”، و “لا أهملك ولا أتركك”، تلقّف عبده برحمته ورعاه بحنانه، فنما باطابيوس في النعمة والقامة وتكمّل في الهدوء وكل فضيلة وماثل المعلم في الوداعة وتواضع القلب، فمّن عليه المعلم بمواهب جمّة حتى صار منارة لكثيرين ومشفى لأدواء العديدين. وسطع نور الرب في عبده فاهتدى إليه الناس وصاروا يتدفّقون عليه. وخشي باطابيوس، من كثرة المقبلين إليه، أن يخسر سيرة الهدوء والصلاة المستمرة ففكر بالانتقال إلى مكان آخر لا يدري بأمره فيه أحد. ولكن، إلى أين؟ إلى عمق الصحراء؟ كلا، بل إلى عمق المدينة وصحراء الغربة فيها، إلى المدينة المتملكة، القسطنطينية! هذا ما أوحت به إليه عناية ربّه فانتقل إلى موضع قريب من كنيسة السيدة في ناحية بلاشيرن المعروفة في قلب القسطنطينية. نعِم قدّيسنا بالهدوء في “برّية القسطنطينية” ردحاً من الزمان. قسى على نفسه فيها أكثر من ذي قبل. عاد لا يبالي بالكلية لا بطعام ولا بلباس. صار كملاك في الجسد. وقد تقدّم في صلاة القلب إلى حد أنه تمكّن، بنعمة الله، من الارتقاء إلى السموات ومعاينة القوّات العلوية تمجّد الله على الدوام. شفاء الأعمى: يحكى أن شاباً تقياً فاضلاً كان أعمى منذ مولده. هذا سمع بفضائل القدّيس ونعمة الله عليه. فقدم إليه وفعل ما فعله أعمى أريحا (مرقس64:10…) لما درى بمرور السيد بقربه. أخذ الشاب يصرخ إلى القديس: “ارحمني يا ابن النور والنعمة، ارحمني باسم الرب! أنر عينيّ لأتمكن، أنا غير المستحق، من رؤية خليقة الله وشكره عليها!”. فتحنّن عليه القديس ورثى لحاله. وإذ عرف بروحه أن له إيماناً ليشفى، سأله، عن تواضع، مريداً أن يعطي المجد لله: “ما الذي تراه فيّ، يا بني، لتسألني أن أشفيك مع أن الله وحده الشافي؟”. فأجابه الشاب بدموع: أنا واثق يا أبي أنك قادر أن تفتح عينيّ لأنك خادم لله! إذ ذاك رفع القدّيس صوته قائلاً له: باسم الرب يسوع المسيح الذي يرّد البصر للعميان ويقيم الموتى ليَعدْ إليك نور عينيك! فلما قال هذا انفتحت للحال عينا الأعمى وأبصر كل شيء من حوله بوضوح. فمجّد الله بفرح عظيم، وكذا فعل الحاضرون، وتعجبوا بالأكثر لأنهم كانوا يعلمون أن الإنسان الذي جرت له الآية أعمى منذ مولده. رجل ممعود: كان رجل يعاني من انتفاخ مؤلم في معدته فعرض نفسه على أطباء كثيرين فلم ينتفع شيئاً. أنفق كل ما كان له ولم يجد أحد علاجاً لحاله، لا بل ساء وضعه وانحبست المياه في بدنه وانتفخ كله. فلما يئس من عون الناس ذهب إلى قديس الله فألفاه القديس في أسوأ حال لأن جلده كان قد أضحى كجلد الماعز وكان يعاني آلاماً فظيعة. فصلّى القديس بدموع ورسم عليه إشارة الصليب ودهنه بالزيت المقدس قائلاً له: الرب الإله يشفيك اليوم برحمته، يا بني! وللحال انفتحت مسام جلده وخرجت منها مياه قذرة كريهة الرائحة واستمرت كذلك إلى أن شفي تماماً. ففرح وشكر ومجّد الله كثيراً. الشاب والروح الخبيث: كان في شاب روح خبيث تسلّط عليه بالكلية، فكان يمزّق ثيابه ويركض عرياناً. وكان الروح الخبيث يدفعه إلى النار والماء ليميته فصار في خطر مبين. وحدث أن سار الروح الخبيث بالشاب مرة إلى البحر ليلقيه فيه. وفي الطريق،مرّ بالقديس. فلما عاين الروح الخبيث رجل الله صرع الشاب للحال واهتاج فيه حتى صارت عينا الشاب تتحركان بتوتر في كل اتجاه وتنقلبان وأخذ يتمرّغ ويُزبد ويصرّ بأسنانه. فدنا منه قديس الله، فاضطرب الروح الخبيث بالأكثر، وسُمع يقول: ما هذه المصيبة التي حلّت بي؟! أإلى هنا أتى باطابيوس أيضاً؟! إلى أين أذهب بعد اليوم؟! إلى أين أهرب منك أيها الناصري؟! أذهب إلى الصحراء فتطردني! أذهب إلى المدينة فتخرجني! وأنا بعلامة الصليب أُضرب وأتحطّم! ولما تلفّظ الروح الخبيث بهذه الكلمات رفع الشاب في الهواء وأخذ يخبطه. إذ ذاك رفع القديس يمينه ورسم إشارة الصليب في الهواء قائلاً: اخرج أيها الروح الخبيث من هذا الشاب إلى البرّية ولا تعد إليه! الرب يسوع المسيح يأمرك بي، يا من تعترف بقوته مرغماً! ولما قال قديس الله هذا سقط الشاب أرضاً وخرج منه الروح الخبيث كغيمة دخان. فبكى الشاب من الفرح ومجّد الله وشكر قديسه. سرطان الثدي: امرأة كانت تعاني من سرطان الثدي ساءت حالها جداً وأخذ الدود يخرج من صدرها. كانت قد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تستفد شيئاً. لم تعد لها طاقة على الحياة فطلبت الموت. هذه سمعت بالقديس باطابيوس فذهبت إليه وسجدت عند قدميه وتوسلت إليه: اشفني يا خادم الله أنا البائسة! ارأف بي أنا الشقية! حتى قبل أن أسكن القبر يأكلني الدود! وأنا في أوجاع لا تطاق! فقال لها القديس: إذا كان لك إيمان بالرب يسوع ولا تشكّين فهو يشفيك! فتنهدت المرأة بدموع وقالت له: أؤمن بالرب يسوع القادر على كل شيء وأومن بأنه رحيم وهو يشفيني! فسألها القديس أن تريه موضع المرض، فأرته إياه فتعجّب وقال لها: مرضك صعب يا امرأة، ولكن بالإيمان كل صعوبة تهون. لذلك أقول لك اذهبي بسلام. أنت منذ الآن معافاة من دائك. فشفيت المرأة من ساعتها وذهبت تمجّد الله بفرح عظيم. ولم تترك أحداً مرّت به إلاّ أخبرته بما فعل لها رجل الله حتى شهرته بين الناس. رقاده: كان رقاد القديس، كما يبدو من سيرته، في أحد الديورة لأن الذين اجتمعوا إليه ليودعوه كانوا من النسّاك. كانوا شديدي الحزن على قرب مغادرته لهم. فما كان منه سوى أن عزّاهم وكلّمهم عن الحياة الأبدية وسألهم الصلاة عنه وعن أنفسهم. ولما استكمل كلامه استودع روحه بين يدي الله بسلام وفرح. وقد دفن في كنيسة القديس يوحنا المعمدان. طروبارية باللحن الثامن بكَ حفظت الصورة باحتراس وثيق، أيها الأب بطابيوس. لأنكَ قد حملتَ الصليب فتبعتَ المسيح، وعملتَ وعلَّمتَ أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويهتَّم بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيها البارَّ تبتهج روحُكَ مع الملائكة. قنداق باللحن الرابع إن الشعوب إذ قد وجدوا هيكلك أيها القديس مستشفى روحيّاً، فهم يتقدمون إليه برغبةٍ، مستمدين أن ينالوا شفاء الأسقام، وغفران ذنوب الحياة، لأنكَ قد ظهرتَ منجداً لجميع الذين في الشدائد أيها البار بطابيوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون ميناس وهرموجانيس وإفغرافوس | الولادة: – الوفاة: – ليس واضحاً متى تمّت شهادة هؤلاء القدّيسين الثلاثة. قيل في زمن الإمبراطور الروماني يوليوس مكسيمينوس الذي تولّى الحكم لفترة قصيرة بين العامين 235 و238 للميلاد. وقيل أيضاً في زمن الإمبراطور مكسيميانوس هرقل الذي تبوّأ العرش الروماني وزميله ذيوقليسيانوس بين العامين 285 و305م. أنّى يكن الأمر فإن ميناس. كما ورد في التراث. رجل أثينائي وصف بـ الرخيم الصوت أو الحسن النغمة لفصاحة لسانه وحسن منطقه. حصلت في أيامه انقسامات سياسية بمدينة الإسكندرية وحقّق المسيحيون نجاحات ملحوظة في نشر الإنجيل بين السكان فيها. ولما كان ميناس أحد مستشاري الإمبراطور فقد أوفده هذا الأخير لمعالجة الخلافات السياسية الحاصلة وضرب المسيحيين في المدينة وملاحقها. ميناس، من ناحيته، كان مسيحياً متخفياً. لم يجاهر بمسيحيته، إلى ذلك الزمان، لأنه لم يكن قد أدرك بعد أن ساعته قد جاءت ليتمجّد ابن الله فيه. توجّه ميناس إلى الإسكندرية وعالج صعوباتها بالحسنى، فتمكن، بما أوتي من حكمة ودراية، من تهدئة الحال وإصلاح الأمور. هذا على الصعيد السياسي. أما وضع المسيحيين فلم يشأ ميناس أن يعالجه وفق رغبة الإمبراطور. فقد أيقن أن ساعة الاعتراف بالمسيح قد حانت. وهكذا بدل أن يقمع المسيحيين أطلق يدهم وشجّع على نشر كلمة الإنجيل. وقد ذكر أن الرب الإله أجرى على يديه آيات جمّة علامة للرضى الإلهي عن هذا العمل المبارك وتأكيداً لصدقية البشارة وقوتها. ويبدو أن الوثنيين في المدينة أخذت كلمة الخلاص بمجامع قلوبهم وأدهشتهم أعمال الله بحيث أن كثيرين منهم نقضوا هياكلهم وانضموا إلى الكنيسة. ولم تلبث أخبار الإسكندرية والجوار أن بلغت أسماع الإمبراطور الروماني فخشي على مصر أن تتحوّل بأكملها إلى المسيحية. وإذ رأى في ما كان يجري فيها تهديداً لحكمه وتآمراً عليه. أوفد، على جناح السرعة، رجلاً اسمه هرموجانيس، موثوقاً لديه، ليرد ميناس إلى صوابه، لو أمكن، أو يعمد إلى تصفيته وتصفية المسيحيين ويعيد الأمور، من ثم، إلى نصابها. هرموجانيس كان أيضاً من أثينا. لم يعرف المسيح لكن الوثنية لم تفسده. كان مستقيماً عادلاً طيباً وموظفاً أميناً، لكنه، في جهله، ظنّ أن من حق الإمبراطور عليه أن يكون مطيعاً له. تصرّف،أوّل أمره، كأي عامل ملكي ينفّذ الأوامر ويفرض أحكام قيصر. وما أن انكشفت الحقيقية لعينيه، على غير ما كان يتصوّر، حتى اهتدى، فكان له موقف آخر. دخل هرموجانيس مدينة الإسكندرية بمواكبة عسكرية مهمة. وأول ما فعله أن ألقى القبض على ميناس وأودعه السجن. ثم أوقفه أمامه للمحاكمة بعد أيام بحضور جمهور من الناس. أجاب ميناس على اتهام هرموجانيس له بأنه تمرّد على قيصر فأكد ولاءه له في كل شأن من شؤون الحكم والإدارة المدنية والعسكرية إلا ما له علاقة بعبادة الله، خالق السماء والأرض. ميّز بين ما هو لله وما هو لقيصر، الأمر الذي لم يكن مألوفاً يومذاك، لا بل كان يُعتبر خطراً على تماسك الدولة ووحدتها. الفكرة كانت أن من يخضع لقيصر يخضع لآلهة قيصر. الموضوع كان جديداً على هرموجانيس. المطلوب، بالنسبة إليه، كان الطاعة لقيصر. قضية الأوثان، بحد ذاتها، كانت ثانوية لديه. واستطرد ميناس فسرد بثقة وهدوء كيف أن الله لم يكف عن إظهار عجائبه به، أي ميناس، منذ أن التزم البشارة بكلمة الخلاص. وفيما كان ميناس يعرض تفاصيل بعض ما جرى له، أخذت أصوات من بين الحضور ترتفع مؤكدة صحة ما يقول. وإذ احتدّت المشاعر في المكان وبان كأن الاجتماع على وشك أن يتحوّل إلى تظاهرة مسيحية انفضّت الجلسة إلى اليوم التالي. في اليوم التالي، أتي بالقديس في محضر الناس وجعل هرموجانيس أمامه آلات التعذيب راغباً في استعمال لغة غير اللغة التي استعملها في اليوم الفائت عسى ميناس، بالتخويف، أن يعود إلى طاعة قيصر كاملة غير منقوصة. وما أن اتصل الكلام الذي كان قد انقطع البارحة حتى بدا لهرموجانيس أن منظر آلات التعذيب لم يغيّر شيئاً من موقف ميناس. إذ ذاك أيقن أن لغة الكلام وحدها لا تنفع، فأشار إلى الجلاّدين أن يعذّبوه، فحطموا كعبيه وفقأوا عينيه وقطعوا لسانه وأعادوه إلى سجنه على أمل إلقائه للوحوش في اليوم التالي. موقف ميناس أثناء التعذيب كان لافتاً. فرغم آلامه التي من المفترض أن تكون مبرّحة بدت نفسه في سلام. لم يتلوّ بمرارة ويأس كما اعتاد هرموجانيس أن يعاين السفلة والمجرمين يفعلون وهم تحت التعذيب. كأنما كانت في نفس ميناس قوة لم ينجح التعذيب، على قسوته، في النيل منها, وذاك الوجه الذي فاض نوراً على ما ارتسم عليه من ألم انطبع في وجدان هرموجانيس، فحسب موقف ميناس بطولة تستحق الثناء. وبات هرموجانيس على انطباعات من هذا النوع. أما ميناس الملقى في السجن فجاء إليه الرب يسوع شخصياً أثناء الليل وعزّاه ومسّ جراحه فعاد صحيحاً. وأطل الصباح ودبّت الحركة، فأرسل هرموجانيس في طلب ميناس. كان يظنّ أنه قد مات، لكنه رغب، لإحساسه بالرجولة، أن يجمع الناس ويثني على بطولة ميناس في مواجهة التعذيب والمعذّبين. وكم كانت دهشته فائقة حين وقف ميناس لديه سليماً معافى وكأن جسده لم ينل ما ناله البارحة. إذ ذاك أدرك هرموجانيس أنه عظيم الإيمان بالمسيح وعظيم إله المسيحيين فآمن وجاهر بإيمانه أمام الشعب. ثم اعتمد، وقيل تسقّف على الإسكندرية بعد معموديته بوقت قصير. في تلك الأثناء كان الإمبراطور ينتظر أخباراً طيبة من عامله في الإسكندرية، فإذ به يتلقى خبر ما حدث فيها فطار صوابه وقرّر أن يتوجه إلى هناك بنفسه لمعالجة الأمر بطريقة مضمونة. وكان أن خاب القيصر، في الإسكندرية، أشدّ الخيبة إثر وقوف ميناس وهرموجانيس لديه. دفاعهما أفحمه وزاده غيظاً فعذّبهما إلى أن قطع هامتيهما. أما إفغرافوس الذي قيل إنه كان كاتباً لقيصر، أو ربما للقدّيس ميناس نفسه، فاجترأ، بعد كل ما عاين وسمع، أن يقف أمام الإمبراطور الهائج ويرسم على نفسه إشارة الصليب ويجاهر بإيمانه بالمسيح. فما كان من قيصر سوى أن استّل سيف أحد حرّاسه وضربه به فقتله. هكذا أكمل الثلاثة شهادتهم للمسيح فأحصتهم الكنيسة المقدّسة معاً في هذا اليوم المبارك، ولكن بقي في الذاكرة أم ميناس كان أبرزهم. هذا وقد جرى نقل رفات الثلاثة إلى مدينة القسطنطينية، في القرن الخامس للميلاد. ولكن يبدو، على الأقل، أن رفات القديس ميناس فقدت ردحاً من الزمان إلى أن تمّ الكشف عنها من جديد في أيام الإمبراطور البيزنطي باسيليوس الأول (867-886م). مذ ذاك صار يقام عيد لاكتشاف رفات القديس ميناس في اليوم السابع عشر من شهر شباط. طروبارية باللحن الثامن إن شهداء المسيح، إذ أنهم أماتوا بالإمساك وثبات الأهواء المحرقة وحركاتها، نالوا نعمةً ليطردوا أسقام المرضى، ويصنعوا العجائب أحياءً وبعد الموت، فبالحقيقة أنهُ لعجب مستغربٌ، أنَّ عظاماً مجرَّدة تفيض الأشفية، فالمجد لإلهنا وحده. قنداق باللحن الأول لنكرّمنَّ جميعاً بالترنيمات الشريفة، مينا العجيب وأرموجانيس الإلهي مع إفغرافوس، لأنهم إذ قد كرَّموا الرب وجاهدوا من أجلهِ، وبلغوا إلى مصفّ العادمي الأجساد في السماوات، فهم يفيضون العجائب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس دانيال العمودي العجائبي | الولادة: 409 الوفاة: 493 تاريخ سيرته: ولد القديس دانيال العمودي سنة409م. ترهّب في سن الثانية عشرة. أمضى خمسة وعشرين عاماً في الحياة الديرية. تنقّل بين أبرز نسّاك زمانه على مدى خمس سنوات. في سن الثانية والأربعين استقر في مدينة القسطنطينية. أقام حبيساً في هيكل سابق للأوثان تسع سنوات. في سن الحادية والخمسين صعد على العمود. عاش عمودياً بقية حياته. رقد في الرابعة والثمانين وثلاثة أشهر، سنة493م. ولادته ونشأته: اسم أبيه إيليا واسم أمّه مرتا. هذان كانا من قرية صغيرة تدعى ميراثا في أرض سميساط من بلاد ما بين النهرين. كان أبواه سريانيين وكانت أمه عاقراًً. زوجها والعشيرة كانوا يعيّرونها ومرتا كانت في مرارة النفس كل يوم من أيام عقرها. مرة، في نصف الليل، خرجت من الدار وزوجها نائم، فبسطت ذراعيها إلى السماء وصلّت بحرارة ومرارة قلب ودموع: “أيها الرب يسوع المسيح. يا طويل الأناة على خطايا الناس. يا من خلق المرأة، في البدء، لتكاثر جنس البشر. أنت ارفع عنّي العار وامنحني ثمرة البطن لأقدّمه إليك، أنت سيد الخليقة”. ولم تنقضِ أيام كثيرة حتى حبلت مرتا وأنجبت، في زمن الولادة، صبياً هو قديسنا، صاحب هذه السيرة. لا نعرف بأي، اسم كان أبواه يدعوانه إلى سن الخامسة. في الخامسة أخذاه إلى دير في جوار القرية وقرّبا عنه تقدمات من ثمار الحقل. سأل رئيس الدير والديه: “ما اسم الصبي؟” فذكرا اسماً لم يحفظه التاريخ، فلم يرق له بل قال:”لا، بل يسمى بالاسم الذي سوف يكشفه الله لنا”. على الأثر وجّه الرئيس كلامه إلى الصبي قائلاً: “اذهب، يا بني، إلى الطاولة، هناك، وأتني بكتاب!” الطاولة كانت مقابل الهيكل وكانت عليها كتب مختلفة لاستعمال الرهبان. فركض الصبي وأمسك بأحد الكتب وعاد فإذا به نبوءة دانيال فدعي الصبي باسم نبي الله. ورغب والدا دانيال إلى الرئيس أن يقيم الصبي عنده لأنه نذير للرب فلم يشأ. ولعّل والديه أحبّا أن يفعلا بابنهما ما فعلته أم صموئيل بولدها (1صموئيل1-2)، ولكن لم تكن ساعته قد حانت بعد. عاش الصبي في كنف والديه إلى سن الثانية عشرة. فلما سمع أمّه تقول له، مرة: “يا بني، أنت نذير للرب. أنا نذرتك إليه”، قام فخرج من القرية دون أن يعلم أحد بأمره، وتوجّه إلى دير يبعد عن القرية مسافة ستة عشر كيلومتراً. فلما فتحوا له ووقف أمام رئيس الدير ارتمى عند قدميه ورجاه أن يقبله في عداد رهبانه. كان في الدير خمسون راهباً. فتحفّظ الرئيس لأن دانيال كان صغير السن ولا طاقة له على احتمال قسوة الحياة الرهبانية. وإذ حاول صرفه واعداً إياه بأن يقبله فيا المستقبل متى اشتدّ عوده، أجاب دانيال بإصرار: “خير لي أن أموت، يا أبتي، وأنا أكابد أتعاب الرهبنة من أن أفارق الدير”. ولما لم يجد رئيس الدير سبيلاً إلى إقناع الصبي بالعودة إلى بيته ولمس فيه رغبة جامحة لاقتبال الحياة الملائكية رضخ وقبله. ولم يطل الزمان حتى اكتشف أبواه أنه في الدير، فماذا كان رد فعلهما؟ فرحا جداً وشكرا الله على تحننه على الصبي وعليهما ورجيا رئيس الدير أن يلبسه ثوب الرهبنة بسرعة لأنه لم يكن قد فعل إلى ذلك الوقت. فما كان من الرئيس سوى أن أرسل في طلب دانيال وسأله إذا كان يرغب في لبس الثوب الرهباني أم يفضّل تأجيل ذلك إلى ما بعد، فأجاب الصبي: “اليوم قبل الغد يا أبتي!”. “لكني أخاف عليك يا بني لأن نظام حياتنا قاس!”. “أنا أعلم أني صغير السن وضعيف لكني أثق بالله وبصلواتك أن من يقبل نيّاتنا هو يقوينا!”. ولبس دانيال ثوب الرهبنة وانصرف والداه بعدما أوصاهما رئيس الدير بألا يزوراه إلا قليلاً لئلا يعثراه ويجرحا سعيه الرهباني من حيث لا يدريان لأن الشيطان يستغل زيارات الأهل ليشوّق الراهب، وهو في التعب والجهاد، للعودة إلى العالم. دانيال راهباً: أحرز دانيال تقدماً كبيراً في أتعاب النسك والصلاة. وكان رئيس الدير شغوفاً به لا يكفّ عن مدحه. والرهبان أيضاً كانوا يتعجّبون ويتحيّرون وربما يغارون. كل هذا سبّب لدانيال ضيقاً كبيراً ففكرّ بمغادرة الدير وزيارة المدينة المقدّسة، أورشليم، وكذلك القديس سمعان العمودي الذي كان خبره على كل شفة ولسان. دانيال، من ناحيته، كان يشعر برغبة جامحة في نفسه إلى السير في خطى هذا القديس العظيم. ولكن لم يشأ رئيس الدير أن يعطي دانيال البركة لإتمام قصده، فسكت وأسلم نفسه لله قائلاً إذا شاء الرب أن أخرج إلى هناك فهو يجد الطريقة لتحقيق ذلك. ولم يمض وقت طويل حتى استدعى رئيس أساقفة إنطاكية كافة رؤساء الأديرة في الكرسي الإنطاكي إليه للبحث في أمر يهمّهم. خرج رؤساء أديار بلاد ما بين النهرين إلى إنطاكية، لهذا الغرض، وكان بينهم رئيس الدير الذي كان دانيال المغبوط نازلاً فيه. ولحسن التدبير الإلهي أن رئيس الدير اصطحب دانيال مرافقاً له في سفره. اجتمع رؤساء الأديرة إلى رئيس أساقفة إنطاكية وحقّقوا الغاية التي دعوا من أجلها في وقت قصير. على الأثر قفل الجميع عائدين كل إلى ديره. أما رؤساء أديرة ما بين النهرين فعادوا معاً. وفي الطريق نزلوا في قرية اسمها تلانيسي كان فيها دير كبير جداً. الرهبان المسافرون ينزلون عادة في الأديرة التي يصادفونها. وكان القديس سمعان العمودي قد استقر في تلانيسي بعضاً من الوقت، وفيها تدرّب على النسك. وكان موضع عموده غير بعيد عن المكان. في تلك الليلة التي نزل فيها القرية رؤساءُ أديرة ما بين النهرين، عرض الرهبان المحليّون لأخبار القديس سمعان، فما كان من الرؤساء الزائرين سوى أن استغربوا واستهجنوا طريقة القديس سمعان وتكلّموا عليه بالسوء معتبرين نسكه ضرباً من ضروب الإدّعاء والمجد الباطل. ولكن، أقنع رهبان الدير زوّارهم بأن يذهبوا غداً إلى القديس سمعان وينظروا وبعد ذلك يحكمون. خرج رؤساء الأديرة ومرافقوهم، في اليوم التالي، لزيارة القديس سمعان على عموده. فما إن وصلوا حتى لاحظهم القديس فأشار إلى بعض تلاميذه أن يدنوا السلّم من العمود لكي يصعد إليه الشيوخ الزائرون لأنه أراد أن يقبّلهم قبلة المحبة. كان الوقت صيفاً والحر شديداً والمكان قفراً فتعجّب الشيوخ لاسيما وقد رأوا صبر القديس وترحيبه بالغرباء. لكنهم لم يشاؤوا أن يصعدوا إليه لأن قلوبهم نخستهم وشعروا بأنهم أساؤوا لأنهم ظنّوا في القديس سوءاً، فقالوا: “كيف نصعد إلى رجل الله لنقبّله بشفاهنا التي تكلّمت عليه بالسوء؟!”. لذلك تذرّع بعضهم بالشيخوخة وبعضهم بالمرض وبعضهم بالضعف ولم يصعد إليه أحد منهم. أما دانيال فتوسّل إلى رئيسه أن يسمح له بالتبرّك من القديس فسمح له. فلما صعد إليه باركه سمعان وسأله: “ما اسمك؟” فأجاب: “دانيال!” فقال له: “كن رجلاً يا دانيال! تقوّ واحتمل فإن مشقّات كثيرة بانتظارك. لكني أثق بالله الذي أنا خادمه أنه سوف يقوّيك ويكون رفيق دربك!” ثم وضع يده على رأسه وصلّى وباركه وصرفه. إلى أرض جديدة: بعد ذلك بزمن رقد رئيس الدير واختير دانيال ليأخذ مكانه. لا نعلم كم بقي رئيساً. جلّ ما نعرفه أنه أخذ يعدّ العدة، منذ وقت مبكّر، لمغادرة الدير لأن رغبة قلبه كانت أن يتحوّل إلى حياة النسك. لهذا السبب عيّن الثاني بعده في الدير رئيساً وارتحل. توقف دانيال عند القديس سمعان أسبوعين وتبرّك منه. ثم إذ كان في نيّته أن يزور كنيسة القيامة في أورشليم لينصرف بعد ذلك إلى الصحراء الداخلية سلك الطريق إلى فلسطين. ولكنه فيما كان جاداً في التوجّه إلى هناك سمع أن الطريق خطرة لأنها تمر بالنواحي التي يقيم فيها السامريون، وهؤلاء كانوا في ثورة ضدّ المسيحيين. ففكر دانيال في نفسه ما عساه يفعل. لم يشأ أن يزغزغ نيتّه، لذا قال حتى ولو متّ لا أتراجع لأنه شيء عظيم أن يموت الإنسان من أجل إيمانه بالرب يسوع. وانتصف النهار ودانيال غارق في أفكاره. وإذا براهب وقور كثيف الشعر يقترب منه. فتطلع دانيال إليه فرآه على هيئة القديس سمعان نفسه. فسأله الشيخ: “إلى أين أنت ذاهب يا بني؟” أجاب: “إلى الأرض المقدسة، إن شاء الله!” قال: “حسناً قلت إن شاء الله! ألم تسمع بأخبار المتاعب في فلسطين؟” أجاب: “بلى، لكنْ الرب معيني، لذا أرجو أن أعبر بسلام. حتى ولو كان عليّ أن أكابد الآلام فلا بأس لأنّا لله، وإن متنا فإليه راجعون”. فحاول الشيخ أن يثنيه عن عزمه فلم يقتنع. فغضب وأشاح بوجهه عنه قائلاً:”لست أطيق مجادلتك. ليست هذه عادتنا!” فسأله دانيال: “بمَ تنصحني أنت يا أبتي؟” فأجاب: “بأن تذهب إلى القسطنطينية. هناك تجد مبتغاك، والرب الإله يرعاك!”. عند هذا الحدّ من الكلام بلغ الراهبان ديراً وكان النهار قد أمسى، فسأل دانيال الشيخ: “أنبيت في هذا الموضع؟” أجاب: “أجل! أدخل أنت أولاً وأنا أتبعك!” فدخل دانيال وانتظر فلم يوافه الشيخ. فخرج وبحث عنه فلم يجده. سأل عنه فلم يقل له أحد إنه رآه. فتحيّر دانيال وأخذ يضرب أخماساً بأسداس. بات دانيال ليلته في الدير. وفي نصف الليل إذ كان الجميع نياماً جاء”الشيخ في رؤيا وقال لدانيال: “اعمل ما أوصيتك به!” ثم فارقه. وفي اليوم التالي تساءل دانيال: “من يكون هذا الشيخ؟ أملاكاً أم “إنساناً؟!” ولما لم يجد جواباً وجّه طرفه ناحية القسطنطينية وارتحل. في ناحية أنابلوس: وصل دانيال إلى القسطنطينية فنزل في ناحية أنابلوس في كنيسة صغيرة تحمل اسم رئيس الملائكة ميخائيل. أقام هناك إلى أن سمع ذات يوم قوماً يتجاذبون أطراف الحديث باللغة السريانية، ففهم أن في الجوار هيكلاً تسكنه الشياطين وهي تتسبب في ترويع الناس وقد غرقت سفن بسببها، وبسببها تأذّى الكثيرون حتى لم يعد إنسان يجرؤ على المرور من هناك. فاستفسر دانيال عن الموضع فدلّوه عليه، فلما بلغا دخل وهو يردّد المزمور القائل: “الرب نوري ومخلّصي ممن أخاف. الرب عاضد حياتي ممن أجزع؟”. وإذ أمسك بصليب كان في حوزته جال بالمكان وأخذ يسجد عند كل زاوية من زواياه مصليا. وأسدل الليل ستاره. واشتدّت العتمة ودانيال داخل الهيكل يصلّي، فإذا بحجارة تتساقط في المكان من حوله، وصخب كأنه لجمهور، يطرقون ويضجّون، ولكن لم يعترض أحد دانيال بأذى. وانقضت الليلة الأولى وكذلك الثانية على هذه الحال دون أن يذوق القادم الجديد طعم النوم. وفي الليلة الثالثة غفا. للحال تراءت له أشباح كثيرة لها أشكال عمالقة، وأخذ بعضها يقول له: ”من غرّك أن تأتي إلى هذا الموضع يا حقير؟! أتريد أن تهلك يا شقي؟! هيّا بنا نجرّره خارجاً ونلقيه في الماء!”. آخرون حملوا حجارة كبيرة ووقفوا عند رأسه يرومون تهشيمه. واستفاق رجل الله من دون أن يستبد به اضطراب وأخذ يطوف بزوايا الموضع من جديد يصلّي ويرتّل ويقول للأرواح الخبيثة:”أخرجي من ههنا وإلا التهمتك ألسنة اللهب بقوة الصليب المحيي وأجبرت على الفرار!” لكن اشتد هياج الأرواح الشرّيرة وعلا صياحها. فلم يعرها القديس انتباهاً، بل ذهب وأقفل على نفسه في المكان وترك نافذة صغيرة في الباب يستطيع من خلالها أن يكلّم الناس، ثم انصرف إلى النسك والصلاة والسهر. ولم يطل بدانيال الوقت في ذلك الموضع حتى عمّ صيته بين الناس، فأخذوا يتدفقون عليه، رجالاً ونساء وأطفالاً. وكان الجميع يتعجّبون ويقولون: انظروا كم أضحى هذا المكان هادئاً! بعد أن كان مرقصاً للأبالسة صار، بفضل صبر رجل الله هذا، مكاناً يتمجّد فيه اسم الله ليل نهار. عملاء الحسد: وكان على كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل عدد من الكهنة السذّج. هؤلاء حرّك الأبالسة فيهم روح الحسد فجاءهم فكر يقول لهم: “ليس حسناً أن تتركوا الرجل يقيم ههنا. ها قد ذهب إليه العالم كله وأنتم متروكون ولا ما تعملون!” فاهتاج الكهنة وذهبوا إلى المدينة واشتكوا قائلين: “ها قد أتى إلينا رجل لا نعرف أصله، أقفل على نفسه بالقرب من كنيستنا، وجذب الكثيرين إليه، رغم كونه رجلاً هرطوقياً، وهو سرياني اللسان ولا نعرف كيف نكلّمه!” فأجابهم الأسقف، وهو أناطوليوس البطريرك (449-458م)، قائلاً: “إذا كنتم لا تعرفون لغته ولا كلمتموه فكيف عرفتم أنه هرطوقي! اتركوه بسلام، لأنه إذا كان من الله فسيثبت، وإذا لم يكن من الله فسينصرف عنكم من ذاته قبل أن تطردوه! لا تكونوا عثرة لأحد ولا تتسبّبوا بفضيحة!”. فعلى كلمة البطريرك عاد الكهنة إلى كنيستهم بسلام ولو إلى حين. ولكن، لم تهدأ الأبالسة. اجتمعت الأشباح على القديس من جديد بسيوف وهي تصرخ: “من أين جئت يا رجل؟ أعط مكاناً لنا لأننا نقيم في هذا الموضع من زمان، أم تريد أن نقطّع أطرافك تقطيعاً؟!” ثم إذ دنت الأشباح من القديس كلّم بعضها بعضاً قائلاً: “لا نقتلنّه بل نجرّرنّه خارجاً ونغرقنّه في المياه كما أغرقنا السفينة!”. ثم أخذت تتحرك من حوله كما لو كانت تريد الإمساك به وجرّه إلى الخارج بالفعل. فانتصب رجل الله وصلّى ثم قال للأبالسة: “الرب يسوع المسيح، مخلّصي، الذي وثقت وأثق به، هو يغرّقكم في أعماق الهاوية!”. ولما قال لهم هذا ولولوا بصوت عظيم وأخذوا يطيرون حول وجهه كأسراب الخفافيش، ثم أزت أجنحتهم وخرجوا من النافذة الصغيرة خاسئين. ولم يستسلم الشيطان. عاد إلى الكهنة، ضعاف النفوس، كهنة كنيسة رئيس الملائكة وأهاجهم من جديد فذهبوا إلى البطريرك وقالوا له: “يا سيد، إن لك سلطاناً علينا! هذا الرجل المقيم في جوارنا لسنا نطيق بقاءه، فمره أن يخرج من هنا لأنه دجّال!” فما كان من أناطوليوس البطريرك سوى أن أوفد ضابط الكنيسة العظمى برفقة شمامسة إلى القديس، فخلعوا الباب واقتادوه إلى البطريرك. فلما وقف القديس أمام البطريرك سأله هذا الأخير عن نفسه وعن إيمانه، ولما أجاب حسناً بوساطة مترجم، وقف أناطوليوس وعانقه وطلب منه أن يلازم الدار البطريركية إذ رأى فيه نعمة عظيمة. ومرض البطريرك فطلب صلاة القديس، فصلّى القديس من أجله، وبنعمة الله شفاه. وإذ رغب البطريرك إلى رجل الله أن يقيم بجواره في أي دير يختاره لم يشأ بل قال: “إذا كنت تريد أن تسدي إليّ بخدمة فإني أسأل قداستك أن تعيدني إلى المكان الذي قادني الرب إليه أولاً”. فأمر البطريرك بإعادته إلى مكانه مكرّماً. أما الكهنة المفترون فشاء أن يلقي عليهم الحرم ولكن توسّط لديه القديس ورجاه أن يسامحهم. دامت إقامة دانيال في هيكل الأوثان تسع سنوات. نحو السيرة العمودية: وحدث لخادم الله أن دخل مرة في غيبوبة وعاين عموداً شاهقاً من سحاب السماء وعليه سمعان المغبوط محاطاً بشبه ملاكين مجلّلين بالبياض. وإذ بصوت سمعان يناديه قائلاً له: “تعال إليّ يا دانيال!”. فأجاب: “يا أبي، يا أبي، كيف أقدر أن أرتقي إلى علوّك الشاهق؟” فأرسل سمعان الشابين قائلاً لهما: “انحدرا إليه وأتياني به!” فنزلا وأخذا دانيال ورفعاه إلى سمعان. فضمّه سمعان إلى صدره وقبّله قبلة مقدّسة. في تلك اللحظة بالذات، دعا آخرون سمعان للذهاب معهم فتبعهم فساروا به إلى السماء ودانيال وراءه على العمود مع الرجلين. وإذ بصوت سمعان يصدح في أذني دانيال: “اثبت وكن رجلاً!” فكان الصوت في أذنيه كالرعد. ولم تمض على تلك الرؤية أيام قليلة حتى وصل إلى القسطنطينية سرجيوس، أحد تلاميذ سمعان، وأخبر عن رقاد معلمه. كان في حوزته معطف القديس الجلدي حمله بركة إلى لاون الإمبراطور. ولكن، حدث، بتدبير الله، أن الإمبراطور كان منهمكاً بشؤون الحكم فلم يتسنّ لسرجيوس مقابلته. وإذ انتظر طويلاً على غير طائل قرّر الخروج إلى دير الذين لا ينامون. ولكن إذ كان على المسافرين إلى هناك أن يركبوا المياه، كان لا بد لهم أن يمروا بالقرب من أنابلوس. فلما بلغوا الموضع، سمع سرجيوس عن دانيال وكيف طرد الأبالسة التي اعتادت أن تروّع الناس وتغرق السفن العابرة في القناة، فتحرّك قلبه وسأل إذا كان بإمكانه أن ينزل إلى القديس ليتبرّك منه، فأجابه الجميع بالإيجاب لأنهم هم أيضاً رغبوا في أخذ بركته. ولما جاء سرجيوس إلى القديس استقبله هذا الأخير بالعناق، لاسيما بعدما عرف منه أنه تلميذ سمعان المغبوط. أخبره سرجيرس أن سمعان رقد، فردّ عليه دانيال بأن أطلعه على الرؤية التي كانت له. فتفرس سرجيوس فيه متعجباً ثم قال له: “إذن إليك أرسلني الله لا إلى الإمبراطور!” ثم أخرج المعطف الجلدي وأعطاه إياه. فأخذه دانيال وضمّه إليه بدموع قائلاً: “مبارك أنت يا الله، يا من تصنع كل شيء بحسب مشيئتك، يا من حسبتني في حقارتي أهلاً للبركة التي حملها إليّ خادمك هذا!” في تلك الأثناء، تضجّر ركاب السفينة من تأخر سرجيوس وناداه أحد البحّارة أن ينزل سريعاً وإلا. يتركونه وراءهم فأجابهم:”امضوا في سبيلكم، الله معكم! أما أنا فباق هنا لأن الله شاء فاقتادني من أب إلى أب!”. ولازم سرجيوس دانيال إلى أن عاين في رؤية، ذات مرة، ثلاثة رجال قالوا له: “قل للأب دانيال أن زمانك، في هذه الكنيسة، قد اكتمل، فهيّا انصرف من ههنا وباشر ما أعدّه لك الله!”. فلما عاد سرجيوس إلى نفسه أخبر معلّمه بما رأى فأيقن دانيال أن ساعة دخوله الجهاد الأكبر قد دنت. مذ ذاك أرسل سرجيوس ليبحث له عن مكان مناسب لنصب العمود على إحدى الهضاب في الجوار، فيما أخذ مرقص، أحد أبناء القديس دانيال الروحيين، على عاتقه تأمين حجارة العمود. صاحب الأرض يحتجّ: وجهز كل شيء، فخرج المغبوط من منسكه أثناء الليل. ولما صعد على العمود صلّى هكذا: “أيها الرب يسوع المسيح، إني، باسمك القدّوسّ، أدخل في هذا الجهاد، فبارك قصدي وساعدني على إتمام سعي”. ولم يطل بقديسنا المقام حتى بلغ خبره جيلانيوس، صاحب الأرض، وكان مقتدراً، فغضب غضباً شديداً وصعد إليه برفقة عدد من عمّاله وفي نيته أن يلقيه خارجاً. أكثر تلك البقعة كان مزروعاً كرمة. كان الجو صاحياً وموسم القطاف على الأبواب. فجأة تحركت الغيوم بسرعة وعصفت الأهوية ونزل البرّد وضرب عناقيد العنب وأوراق الكرمة فأتلفها. انذهل الرجال لهذا المنظر وبالجهد بلغوا العمود. كلّم جيلانيوس المغبوط بقسوة. كان وقحاً ولم يعتبر. ولكن أمام صمت القديس ووداعته شعر العمّال بنخس القلب فقالوا لجيلانيوس: “دعه وشأنه ولا تزعجه!العمود، في كل حال، في طرف أرضك، ولا يعيق مزروعاتك في شيء!”. فأصرّ جيلانيوس على القديس أن ينزل ولو بضع درجات. وكالحمل الوديع أخذ المغبوط في النزول. فلما رآه جيلانيوس قد فعل ووقع نظره على رجليه المنتفختين المتقرّحتين انعصر قلبه وركض ورجا المغبوط أن يعود إلى مكانه ويصلّي له. فباركه القديس وصحبه وعاد إلى عموده، فيما انحدر جيلانيوس وعمّاله من هناك بسلام. ولم تمضِ أيام معدودة على ما حدث حتى صعد صاحب الأرض إلى دانيال من جديد، ولكن، هذه المرة، لأنه رغب إليه بإصرار أن يسمح له بإقامة عمود أكبر وأوسع من الذي كان القديس واقفاً عليه. فقبل رجل الله العطية وشكر وبارك. ولما زار أحد الغيارى دانيال بعد أيام احتج لديه أنه قبل عموداً من رجل وقح عامله بفظاظة، فأجابه القديس: “قبلته منه لأني لم أشأ أن أجرحه!”. شاب فيه روح نجس: وقدم إلى القديس رجل اسمه سرجيوس من بعيد، من نواحي تراقيا. هذا كان له ابن شاب يدعى يوحنا فيه روح شرّير. فلما بلغ سرجيوس العمود ألقى بنفسه أمام القدس باكياً منتحباً صارخاً: “يا خادم الله، ارأف بابني، فإن فيه روحاً نجساً يعذّبه. ومنذ ثلاثين يوماً والروح الخبيث يتلفّظ باسمك، وقد مضى علينا ثمانية أيام ونحن نبحث عنك. وها قد أتينا إليك فأعنا!”. وكان جيلانيوس وآخرون واقفين، فلما رأوا منظر الصبي وأبيه انفجروا باكين. فقال القديس لسرجيوس، وكان هذا الأخير شيخاً: “كل من يسأل بإيمان يعطيه الله ما أراد. فإذا كنت تؤمن أن الله، بوساطتي أنا الخاطئ، سوف يشفي الصبي، فبحسب إيمانك يكون لك!”. ثم أشار إلى تلميذه أن يعطي الصبي بعضاً من الزيت المقدّس ففعل. فاهتاج الروح الخبيث فيه وخبطه أرضاً فأخذ يتدحرج. ثم صار يلعن ويسب واعداً بالخروج منه ولكن بعد أسبوع!. يذكر أن القديس كان قد أخرج روحاً خبيثاً، قبل حين، من ابنة رجل اسمه كيروس، قنصلاً سابقاً. ومنها أيضاً لم يخرج الروح إلا بعد أسبوع. وحدث لما كان القديس على وشك الانتقال إلى عموده الجديد، أن الروح الخبيث اهتاج في يوحنا لأنه شعر بقوة تدفعه خارجاً، فصرخ بصوت عظيم قائلاً: “يا لعنف هذا الساحر الكاذب! عندما كان بعد في منسكه أخرجني من ابنة كيروس فمضيت إلى تراقيا ونزلت في هذا الشاب، وها قد عاد بي من تراقيا ليضطهدني! ماذا تريد مني يا دانيال؟ يا للمصيبة! عليّ أن أخرج من هذا الإنسان أيضاً!” وبعد أن تهجّم على القديس وعذّب الشاب خرج منه بقوة الرب الإله. فلما خرج فاحت منه رائحة كريهة كانت قوية لدرجة أن الحاضرين اضطروا أن يغطوا أنوفهم، فيما انطرح الشاب على الأرض بلا حراك وهو فاغر فمه حتى قال الجميع إنه قد مات. فأمر القديس أباه أن يجلسه ويسقيه من الزيت المقدّس. فما أن فعل حتى تقيّأ دماً أسود متخثراً. إذ ذاك صرخ رجل الله من فوق العمود: “يا يوحنا، ما الذي يوجعك؟! قم على قدميك!” للحال نهض الصبي كما من رقاد النوم وركض إلى العمود وقبّله شاكراً الله وقدّيسه. فأخذ الجميع خوف ورفعوا أيديهم إلى السماء وهم يبكون ويهتفون: “يا رب ارحم. يا رب ارحم…”. بعد ذلك ترهّب الشاب ولازم المغبوط. المتهكّمون والمفترون: وسلّط الشيطان على قديس الله عدداً من المتهتّكين للطعن فيه وتشويه سمعته بين الناس. امرأة زانية استأجرها قوم فصعدت إلى حيث كان قديس الله وادّعت أنها أغوته، ولفّقت بشأنه رواية مشينة قام أصحابها بترويجها، فاضطربت المدينة بين مصدِّق ومكذِّب. ولم يشأ الله للمفترين أن ينجحوا فاستبدّ بالمرأة روح خبيث عذَّبها فاعترفت أمام الجميع بأنها افترت على رجل الله وأن فلاناً وفلاناً من الناس وعدوها بمال لقاء ما فعلت. ولم يخرج الروح الخبيث من الزانية حتى صعد بها قوم إلى القديس، فتوسّل إلى الرب الإله ساعات من أجلها بدموع. ورجل غنيّ ضعيف النفس متعجرف حرّكه إبليس فصعد وأفراد عائلته إلى موضع القدّيس وأخذ يتكلم عنه بمزاح وتجريح مدّعياً أنه جاء ليتبرّك منه فإذا به يتعثر من تصرفاته. ثم أخرج من عبّه سمكة قال إنه وجدها عند أسفل السلّم واتهم القدّيس بالإدّعاء وحب البطن. فتشوّش الناس من كلامه. ولكن لم يلبث الرجل وجميع أفراد عائلته أن أخذتهم الرعدة وقبض عليهم الروح النجس، فأخذ الرجل يطوف بالمكان كالمجنون معترفاً، رغماً عنه، بما شيّعه عن المغبوط زوراً. أما قديس الله فتحنّن عليه وعلى عائلته وشفاهم، بنعمة الله، بعد ثلاثة أيام. ورجل غوطي من العسكر سخر من القديس وتهكّم عليه فسقط من علو، حيث كان، وقضى. القديس ولاون الإمبراطور: سمع الإمبراطور الكثير عن القديس وكان، أوّل أمره، يسأل صلاته وبركته عن بعد، عبر آخرين، ثم صار يأتي إليه ويستشيره في شؤون الحكم، إذ كانت للقديس موهبة التبصّر والنبوءة. كما اعتاد أن يصطحب بعض ضيوفه من الملوك والسفراء إلى رجل الله. وقد ورد أنه كلما كان الإمبراطور يأتي لزيارة القديس كان ينزل عن حصانه أول ما يظهر له القديس على عموده من بعيد، ولا يمتطيه ثانية، في رحيله عنه، إلا بعد أن يغيب عن عينيه. وقد أقام للقديس عموداً ثالثاً أكبر من سابقيه، كما استقدم من إنطاكية بعضاً من رفات القديس سمعان، بناء لطلب المغبوط، وبنى كنيسة بقرب العمود، جعل الرفات فيها، وكذلك ديراً للإخوة ومضافة للغرباء. نبوءة تتحقق: وكُشف لدانيال أن غضب الله على وشك أن يحلّ بالمدينة المتملكة إلا أن. يتوبوا، فأعلم الإمبراطور والبطريرك بالأمر ورجاهما أن يدعرا الناس إلى التوبة وأن تقام الصلوات والتضرعات لرفع الغضب الآتي. ولكن كان عيد الآلام الخلاصية لربنا يسوع المسيح على الأبواب ولم يشأ الإمبراطور والبطريرك أن يبلبلا الشعب ويحزناه قائلين متى عبر العيد نفعل ذلك. ولكن مرّ العيد وما بعد العيد وانتسي الأمر. وكان بعد بضعة أشهر أن شب في المدينة حريق هائل، في اليوم الثاني من شهر أيلول سنة465م، قضى على قسم كبير من المدينة وامتد من البحر إلى البحر، حتى اضطر الإمبراطور أن يترك المدينة لمدة ستة أشهر. كان الأسى عارماً وأكثر الناس اضطروا إلى مغادرة منازلهم. وقد صعد الكثير منهم إلى القديس يبكون ويولولون ويصفون هول المأساة ويستشفعون. فبكى المغبوط وقال لهم: “لقد شاء الإله الرحيم أن يقيكم، بصلاحه، مما كان مزمعاً أن يأتي عليكم، فلم يبق صامتاً بل أعلمكم بالأمر قبل حدوثه علّكم تتّقون. ولو تضرعتم إليه بدموع واصطلحتم لصرف غضبه عنكم ووفرّتم على أنفسكم آلاماً هذا مقدارها. فأهل نينوى قديماً أنذرهم النبي بالخراب المزمع أن يحلّ بهم فانتصحوا وتابوا فسومحوا… والآن أتوسّل إليكم أن تحملوا هذا النير الملقى على عواتقكم لأن الخادم الأمين يقبل التأديب من يد معلمه بممنونية. فإن فعل حسبه سيّده أهلاً لا لكرامته السابقة وحسب بل لكرامة أعظم”. على هذا النحو، وبأقوال كهذه الأقوال، نجح القديس في تحويل يأس العديدين إلى رجاء فانصرفوا متعزّين. القديس كاهناً: ورغب الإمبراطور إلى البطريرك جنّاديوس أن يسيم القديس كاهناً فخرج إليه بعد تردّد. ولما طلب السلّم متذرّعاً بأنه من زمان وهو يشتهي أن يصعد إليه ليحظى ببركة صلواته، صمت القديس. كان يعرف قصد البطريرك جيداً، ولم يشأ أن يوعز بتقديم السلّم لتواضعه وشعوره بعدم الاستحقاق. أخيراً سامه البطريرك عن بعد. وبعدما فعل قال له: باركنا يا كاهن العلي فأنت قد صرت كاهناً! أنا صلّيت من هنا والرب الإله جعل يده عليك من هناك! فهتفت الجموع: “مستحق. مستحق!”. إذ ذاك أذعن القديس للأمر وأشار بتقديم السلّم فصعد البطريرك إليه. وبعدما تبادل وإياه القبلة المقدسة تناول كل منهما الجسد والدم الكريمين من يد الآخر. القديس والعاصفة الثلجية: وهبّت عاصفة ثلجية على الناحية التي كان فيها العمود. لم يعتد القديس، إلى ذلك الحين، أن يتظلّل بشيء البتة. ولكن كان عليه معطف من جلد. ومن شدة الأهوية تمزّق وقذفته العاصفة بعيداً. ثم إن الجليد والثلج غطيا رجل الله دون أن يتمكن تلاميذه من الاقتراب إليه الليل بطوله. ولما هدأت العاصفة في اليوم التالي بدا القديس كأنه جثة أو عمود ملح. لقد غدا شعره قطعة جليد ووجهه مغطى كما بزجاج. لا حركة ولا كلمة! فأسرع تلاميذه ببعض الماء الدافئ وأخذوا إسفنجا وصاروا يفركونه قليلاً قليلاً. وبالجهد استعاد قدرته على الكلام. ولما قالوا له مذعورين: “لقد كنت في خطر عظيم يا أبانا!” أجاب وكأنه صحا لتوه من رقاد النوم: “صدقوني، يا أولادي، إني كنت، إلى هذه الساعة، في راحة كاملة! فعندما اشتدت العاصفة وتمزّق معطفي شعرت بأسى عميق دام قرابة الساعة. وبعد أن أغمي عليّ قليلاً صحوت وطلبت من الإله الرحيم أن يعينني! فإذا بي أغفو. وبدا لي إني استلقيت على سرير وكانت عليّ أغطية وشعرت بالدفء، ورأيت رجلاً جالساً عند رأسي كان، بحسب ظني، الرجل الذي التقيته في طريقي إلى الأرض المقدسة واختفى عني. كان يكلّمني بحب كبير حتى أنه أخذني بين ذراعيه وأدفأني وقال لي: أحبّك حباً كبيراً وأحببت أن أكون بقربك! إن أغصاناً مثمرة عديدة سوف تزهر من جذرك! وإذ كنت أنعم بصحبة الرجل أيقظتموني. قال القديس ذلك بحزن وكأنه لام تلاميذه على ما فعلوا. من تلك الحادثة أصرّ لاون الإمبراطور على القديس أن يقبل بأن يقام له على العمود ملجأ يلتجئ، إليه في العواصف والأعاصير، وبالجهد رضخ. ضابط اسمه تيطس: وأحب لاون الإمبراطور أن يكسب ودّ رجل مغوار كان مقيماً في بلاد الغال، له تحت إمرته رجال عديدون مدرّبون تدريباً جيداً على القتال. اسم الرجل كان تيطس. هذا استقدمه الإمبراطور إلى القسطنطينية وأرسله لزيارة قديس الله. فلما وقع نظر تيطس على المغبوط وسمع كلامه تعلّق قلبه به وقال: “كل تعب الإنسان يذهب على الغنى وجمع المقتنيات وإرضاء الناس. ولكنْ ساعة موته تذهب بكل ما يكون قد جمعه. لذلك خير لنا أن نكون خداماً لله لا للناس!”. تفوّه تيطس بهذا وألقى بنفسه أمام رجل الله متوسلاً إليه أن يقبله في عداد رهبانه. فلما بارك القديس عليه وأثنى على عزمه، استدعى تيطس جنوده وقال لهم: “من الآن فصاعداً أنا جندي للملك السماوي. لقد كنت إلى الآن ضابطاً عليكم. لا نفعت نفسي ولا نفعتكم بل كنت أحثّكم على القتل وإراقة الدماء. أما الآن فإني أتخلى عن كل ذلك. فمن أراد منكم أن يبقى معي فليبق. لا ألزمكم بشيء. وها أمامكم أموال فخذوا منها وعودوا إلى بيوتكم”. ثم وزّع عليهم المال، وانصرفوا كلهم إلا اثنان لازماه واقتبلا دعوته إلى الحياة الرهبانية. أما تيطس فأخذ يراقب القديس في سرّه ليرى ما يأكل وما يشرب وكيف يقضي حاجة نفسه. وقد بقي كذلك أسبوعاً كاملاً دون أن يتمكن من معرفة شيء عنه. فصعد إليه ورجاه أن يفسِّر له الأمر، فتطلع القديس إليه بحنان وقال له: “صدّقني يا أخي إني آكل وأشرب ما يكفيني لحاجتي. أنا لست روحاً ولا من دون جسد. أنا إنسان مثلك من لحم ودم… وأجاهد لأحفظ عفّة بطني. وإذا جرِّبت بأخذ ما يزيد عن حاجتي قاصصت نفسي…!”فسأله تيطس: “إذا كنت أنت الذي تقف في وجه الرياح ولك مثل هذا الجسد تجاهد لتحفظ عفّة البطن لخير نفسك فما الذي عليّ أنا أن أفعله، أنا الشاب القوي بالجسد؟ “فأجابه القديس: “افعل ما يقدر جسدك عليه! لا تحمِّل جسدك أكثر من طاقته ولا أقل من استطاعته. لو كنت لتشحن السفينة فوق حمولتها لتسببت في غرقها، ولو كنت لتتركها دون حمولة كافية لكانت الرياح تقلبها. إني بنعمة الله، يا أخي، أعرف طاقتي وأقيس طعامي على قدر حاجتي. فذهب تيطس منتفعاً من كلام الشيخ ومارس نسكاً على قدر طاقته إلى أن رقد مرضياً لله. القديس وباسيليوس: بعد الإمبراطور لاون اعتلى العرش زينون ثم حلّ محله باسيليسكوس المغتصب (475-476م). هذا احتضن أفكاراً هرطوقية ودخل في صراع مكشوف مع البطريرك أكاكيوس (471-489م) وقد بعث باسيليسكوس إلى المغبوط برسول يستميله إليه سائلاً بركته فردّ عليه القديس بالجواب التالي: “أنت لا تستحق البركة لأنك قبلت أفكاراً يهودية وألغيت تجسّد الرب يسوع وأقلقت الكنيسة المقدّسة واحتقرت خدّامها. ومكتوب: لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير. لذلك اعلم أن الله سوف ينزع ملكك وطغيانك”. أما أكاكيوس فبعث إلى القديس برهبان قائلاً له: “اقتدِ بالمسيح معلمك الذي أحنى السموات ونزل وتجسّد من عذراء قديسة وعاشر الخطأة وبذل دمه ليقتني العروس التي هي الكنيسة. والآن والكنيسة يهينها الأشرار وشعبها تبعثره ذئاب شرسة وراعيها تضربه العاصفة، أقول لك لا تتجاهل شيبتي بل أمل أذنك وتعال افتدِ أمّك الكنيسة!” فلما أتوا إليه سجدوا أمامه ونقلوا له ما آلت إليه حال الكنيسة والبطريرك والكهنة والشعب المؤمن فاستمهلهم ليصلي. وفي نصف الليل، جاءه صوت يقول له: “قم انزل مع الآباء ولا تتردّد، ثم عد واستكمل خط سيرك بسلام!”. للحال أيقظ القديس تلاميذه، ونزل عن عموده بصعوبة كبيرة لآلام قدميه، وذهب مع الآباء إلى المدينة فبلغوا الكنيسة العظمى قبل الفجر. ولما أطلّ الصباح وبدأ الناس بالتوافد إلى الكنيسة، رأوا المغبوط فاندهشوا وأذاعوا أن القديس حضر فاجتمعت المدينة كلها إليه. وأحس باسيليسكوس بأن نزول القديس إلى المدينة استقطب الناس فخشي على حكمه وتراجع. توجه إلى الكنيسة العظمى صاغراً وتقدّم هو والبطريرك إلى رجل الله وسجدا عند قدميه، فحيّاهما ودعاهما إلى السلام فيما بينهما، وألزم باسيليسكوس بتحرير دستور يعلن فيه التزامه الإيمان القويم لتهدئة ثائرة الشعب. وبعدما تمّم كل شيء وانصرف الشعب كل إلى بيته عاد رجل الله إلى عموده. ولكن قبل أن يصعد إليه من جديد أسرّ لمن كانوا حوله أن نيّة باسيليسكوس غير صافية وإن الله سيقصيه عن الحكم في وقت قصير. وهكذا كان، إذ لم تمرّ أشهر قليلة على نزول القديس إلى المدينة حتى أطيح بباسيليسكوس وعاد زينون ليحكم حتى العام 491م. أشفية أيضاً وأيضاً: لم ينقطع سيل القادمين إلى القديس طلباً للاستشفاء. ولوداعته لم يكن يردّ أحداً، والله أجرى على يديه عجائب جمّة. من هذه العجائب أن رجلاً اسمه هيباسيوس لم يحسب نفسه مستحقاً للمجيء إلى رجل الله. وكان شبيهاً بقائد المئة في الإنجيل. فقد اعتاد كلما مرض أحد من أهل بيته مرضاً صعباً أن يبعث إلى القديس برسالة يسأله فيها الصلاة من أجله. وما أن يصل جواب القديس إليه مكتوباً حتى يأخذه ويجعله على المريض كما لو كان يد الرب يسوع المسيح بالذات فيشفى المريض للحال. تنبؤه بموت زينون الملك: عرف القديس بروحه، قبل حين، أن زينون الملك على وشك المغادرة إلى ربّه فبعث إليه بعدد من الرسائل الغامضة. أخيراً كلمه بصراحة قائلاً له أن بإمكانه أن يكون واثقاً من رحمة ربه عليه إن هو اهتمّ، في ما بقي له من عمر على الأرض، بالامتناع عن اشتهاء ما للغير وأن يتخلّص من المخبرين ويعامل برأفة وكرم كل الذين أساؤوا إليه لأن الله لا يُسرّ بأمر كما يُسرّ بالصفح واللطف. مرض القديس ووصيته: ومرض القديس ورغب الكثيرون في إعداد مقبرة حجرية فخمة له. فعلّق على ذلك بالقول: “كل هذا الذي ينوون فعله عظيم وفي مستوى إيمانهم بالله وكاف ليستنزل عليهم رضى ربهم، ولكن لا يناسبني أن يكون لي مكان راحة من حجر وعلى هذا القدر من الغنى، بل أشتهي أن أدفن في التراب لأن أمر الله هو هذا: “أنت من التراب وإلى التراب تعود…” رغبتي هي أن أدفن عميقاً في الأرض وأن تكون بقايا القديسين الشهداء موضوعة فوقي، حتى إذا ما رغب أحد في زيارة مكان راحتي ليتقوى إيمانه يحيّي القدّيسين ويأخذ منهم جائزة أعماله الصالحة وينجّي نفسه من الدينونة”. وبالفعل، لما رقد القديس تمّم تلاميذه وصيته وجعلوا فوق قبره رفات الفتية الثلاثة القدّيسين حنانيا وعازاريا وميصائيل. دعاؤه لتلاميذه: قبل رقاد القديس بسبعة أيام وهو عارف بكل شيء، جمع تلاميذه وقال لهم: “أخوتي وأبنائي، ها أنا ذاهب إلى الرب يسوع المسيح. الله الذي خلق كل الأشياء بكلمته وحكمته، السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، وأخرج جنس البشر من العدم إلى الوجود، الذي هو رهيب لملائكته رئيف بالناس، الذي أحنى السموات ونزل إلى الأرض، كالمطر الهاطل على الحضيض، على العذراء القديسة مريم، والدة الإله، الذي سرّ وارتضى أن يتجسّد منها بطريقة لا يعرفها أحد غيره، وأن يُرى من الناس على الأرض، الرافع خطايا العالم، الذي تألم من أجلنا، وبجراحه على الصليب شفى جراحنا الروحية وسمّر الصك الذي كان ضداً لنا، هو يشدّدكم ويحفظكم سالمين من كل شر ويسدّد إيمانكم به ثابتاً راسخاً لا يتزعزع إن كنتم تحفظون الوحدة والمحبة الكاملة فيما بينكم إلى آخر نفس لكم! ليسبغ الله عليكم النعمة لتخدموه بلا عيب وتكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً، ثابتين في التواضع والطاعة. لا تهملوا الضيافة. احذروا أن تفصلوا أنفسكم عن أمكم المقدسة التي هي الكنيسة. تحوّلوا عن كل أسباب الإساءة وطحالب الهراطقة الذين هم أعداء، للمسيح، لتكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل. والآن أستودعكم الله، يا أولادي الأحبة، وأضمّكم جميعاً إلى صدري بمحبة الأب. الرب معكم!”. رقاده: رقد القديس دانيال عند الساعة الثالثة من نهار السبت الحادي عشر من شهر كانون الأول سنة 493 م. وقد ذكر أن إنساناً ممسوساً قال الروح النجس فيه أنه سوف يخرج من الرجل في الساعة التي يأتي الملائكة والأنبياء والرسل والشهداء والقدّيسون لنقل القديس إلى السماء. وهذا ما حدث. كان القديس قد بلغ الرابعة والثمانين من العمر. طروبارية باللحن الأول لقد صرتَ للصبر عموداً، وللآباء القدماءِ ضارعتَ، مبارياً لأيوب بالآلام وليوسف بالتجارب، ولسيرة عادمي الأجساد وأنت بالجسد، فيا أبانا البارّ دانيال توسل إلى المسيح الإله، أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الثاني لما صبوْتَ إلى العلويات، انتزحتَ عن السفليات، وجعلتَ العمود سماء ثانية، وبهِ تلألاتَ بشعاع العجائب أيها البار، فتشفع إلى المسيح الإله على الدوام،أن يخلص نفوسنا. مصدر آخر كثيرون يبرزون في سيرة القديس دانيال العمودي (409 – 493) وغيره مثل القديس سمعان العمودي تحدى المؤمن الحيّ حتى للطبيعة. فقد عاش هذا القديس عيشة غريبة، على عمود إلى سنوات، وتعرض أن يتجمد ، ولمحبة الإمبراطور له وخوفه عليه بنى له موضعاً على عمود، وتعرض للعواصف! كتابة سيرة أمثال هذا العظيم في القديسين تكشف عن أعماق الحب الإلهي الفائق الذي ابتلع قلبه وشغل فكره وكرّس كل طاقته لحساب ملكوت الله. ليس من العجيب وأنه وهو يعشق الوحدة يحب الناس ويطلب خلاصهم ويهتم بالحديث معهم لأجل بنيانهم. ومع رفضه الهدايا حتى من العظماء كان محباً للعطاء، ويبعث هذه الروح في كل المستمعين إليه. رهبنته يُعتَبَر القديس دانيال العمودي أشهر القديسين “العموديين” بعد القديس سمعان العمودي. وُلد بمدينة ماراثا Maratha بالقرب من ساموساطا Samosata بمنطقة الميصة Mespotamia )ما بين النهرين). وكان أبواه قد نذراه لله قبل ميلاده، وفي سن الثانية عشر ذهب إلى دير قريب من بلدته وصار راهباً بعد عدة سنوات. كان رئيس الدير ذاهباً إلى إنطاكية فأخذه معه، وفي طريقهم مرّوا على تيلانيس Telanissae، فذهبا لزيارة القديس سمعان العمودي، الذي سمح لدانيال بالصعود إليه على عموده وباركه وتنبأ له أنه سيحتمل الكثير من أجل السيد المسيح. توحده بعد فترة تنيح رئيس الدير فأراد الرهبان إقامة دانيال مكانه، لكنه رفض وعاد مرة أخرى لزيارة القديس سمعان، ومكث في دير قريب منه 14 يوماً. ثم توجه لزيارة الأراضي المقدسة، ولكن منعته الحرب من ذلك، فذهب إلى القسطنطينية حيث أمضى سبعة أيام بكنيسة خارج أسوارها، ثم أعد لنفسه مكاناً للتوحد مكث فيه تسع سنوات تحت رعاية البطريرك أناطوليوس. سكناه على عمود أراد أن يتمثل بالقديس سمعان الذي كان قد حصل على ثوبه من تلميذه بعد نياحته سنة 459م، فاختار موضع على بحر الباسفور وعلى بعد عدة أميال من المدينة، وصعد أعلى عمود قمته متسعة. وفي إحدى الليالي كاد يتجمد على عموده من شدة البرد. بنى له الإمبراطور مسكناً مُغَطَى مبني على عمودين، عاش فيه إلى أن بلغ من العمر الرابعة والثمانين لم يترك فيه عموده بالرغم من شدة الريح والبرد الذي كانت تتعرض له البلاد من حين إلى آخر. وحتى حين رسمه القديس جيناديوس Gennadius بطريرك القسطنطينية كاهناً بالرغم من رفضه للكهنوت، وقف البطريرك أسفل العمود يتلو صلواته ثم صعد ليضع يده على رأس القديس ويناوله من الأسرار. حريق هائل في القسطنطينية يُحكى أن حريقاً هائلاً شب في مدينة القسطنطينية سنة 465م كان قد تنبأ به القديس دانيال، حتى أنه طلب من البطريرك والإمبراطور أن يأمرا الشعب بإقامة صلوات خاصة مرتين في الأسبوع لهذا الغرض، ولكن أحداً لم يستمع إليه. وحين شب الحريق وتذكر الناس نبوءته، أسرعوا إليه طالبين صلواته، فكان يمد يديه نحو السماء طالباً الرحمة والمعونة لهم. عجائبه كان الإمبراطور لاون يحترمه جداً ويزوره كثيراً، كما كان الناس يُحضرون إليه المرضى، فكان كثير ممن يُسمح لهم بالصعود إلى عموده ينالون الشفاء حين يضع القديس يده عليهم أو يدهنهم بالزيت المقدس. كما تنبأ القديس عن هزيمة باسيليسكس Basiliscus الذي حاول اغتصاب المُلك. ومن محبة القديس نزل من على عموده للمرة الأولى والأخيرة بإلحاح من البطريرك حتى يحاول إقناع باسيليسكس بترك طموحه في الحُكم حقناً للدماء. ولما رفض مقابلته نفض القديس قدميه على باب قصره شهادة عليه. وفي هذه الرحلة كانت الجموع تحمله على كرسي فوق أكتافهم بسبب آلام قدميه وبسبب عدم قدرته على المشي وعدم ممارسته لمدة طويلة. نياحته أخيراً حين بلغ الرابعة والثمانين من عمره ودَّع أصدقاءه وتلاميذه واستودعهم وصاياه. وبعد صلوات قداسه الأخير فوق العمود تنيح بسلام سنة 493م، وبحضور الإمبراطور دُفن القديس أسفل العمود الذي عاش فوقه ثلاث وثلاثين سنة. صلاته قبل بدء حياته على العمود أمجدك يا يسوع المسيح إلهي من أجل كل البركات التي غمرتني بها، والنعمة التي وهبتني لكن أحتضن هذا الطريق من الحياة. أنت تعلم أنه بصعودي على هذا العمود أتكئ عليك وحدك، ولك وحدك أترقب لنوال السعادة. اقبل أمري هذا: وقوني لكي أتمم هذا التدريب المؤلم، وهب لي نعمتك لكي أتممه في القداسة. وصيته الوداعية تمسكوا بالتواضع، اسلكوا بالطاعة، مارسوا إضافة الغرباء، احفظوا الأصوام، اسهروا، أحبوا الفقراء، وفوق الكل تمسكوا بالحب الذي هو الوصية العظيمة والأولى. احذروا حبائل الهراطقة، لا تنفصلوا عن الكنيسة أمكم. إن فعلتم هذه الأمور يصير بركم كاملا. مصدر آخر في هيكل الأصنام سمع مرّة القدّيس دانيال العامودي (409-493) البعض يتحدّثون عن معبد للأصنام تقطنه الشّياطين في منطقة قريبة منه، وإنّ هؤلاء الأبالسة ألحقت بالمنطقة أضراراً بالغة، فلم يكن يجسر أحد من السّكّان أن يمرّ بالمعبد لا نهاراً ولا ليلاً حتى قنط هؤلاء من طردهم واستكانوا لوجودهم. عرف القدّيس بتوجّعهم وآلامهم ومخاوفهم، فراح يفكّر كيف يستطيع أن ينجدهم. تذكّر القدّيس أنطونيوس الكبير وكم تحمّل من هجومات الشّياطين وكيف انتصر عليهم في النّهاية. فدعا أحدهم وأخذ يستخبر منه عن المعبد وما بداخله ثم طلب منه أن يدلّه على مدخله. وعندما وصل البار إلى المكان الخطر تظاهر بأنّه أحد المحارِبين، فدخل المعبد دون خوف متسلّحاً بكلمات صاحب المزامير: ” الرّبّ نوري ومخلّصي فممن أخاف. الرّبّ عاضد حياتي فممن أخشى.. “. (مز1:26) ثم راح يتجوّل داخل المعبد وهو يرسم إشارة الصّليب ويسجد مصلّياً في كلّ زاوية منه. ولمّا حلّ الليل إذا به يسمع ضربات قويّة وضجة أناس كثيري العدد، فبقي لابثاً دون حراك يصلّي. وفي الليلة الثّانية عادت الضّربات أيضاً وبقي هو على نفس الوضع مصلّياً. وفي الليلة الثّالثة أراد أن ينام قليلاً، فإذا به يشاهد أثناء غفوته جماعة سوداء تقترب منه وتصيح: ” من أرسلك إلى هذا المكان أيّها البائس الشّقي لتستحلّه. أتريد أن تلقى موتاً شنيعاً كما صادف غيرك؟ سوف نجرّك لنلقيك في النهر فتموت غرقاً “. بينما راحت جماعة أخرى ترجمه بالحجارة بغية سحقه بها. استيقظ جندي المسيح وراح يتجوّل من جديد في أطراف المعبد مرتّلاً ومسبّحاً الرّبّ ومستهزئاً بالشّياطين بلهجة متوعّدة: “هيّا ارحلوا بسرعة قبل أن يفوتكم الوقت. ستنزل نار من صليب المسيح لتحرقكم، فارحلوا قبل فوات الأوان “. راحت الشّياطين تزيد من هجماتها، بينما بقي القدّيس هائداً بدون حراك داخل المعبد رافعاً يديه مصلّياً. سمع أهل المنطقة وتعجّبوا مما يحدث، فاتّجهوا بأجمعهم كباراً وصغاراً ليروا بأمّ العين كيف أن هذا المكان الشّديد الخطورة قد أصبح مكاناً هادئاً، وكيف في هذا المكان بالذّات صار يتمجّد اسم الرّبّ، بينما كان لوقت قصير مسرحاً ترقص عليه الشّياطين ومرتعاً للأرواح الخبيثة. سمعوا جماعة الشّياطين تهدد رجل الله صارخة: ” إنّ هذا المكان هو لنا منذ أعوام طويلة، فاهرب أنت منه قبل أن نقطّعك إرباً “. وآخرون منهم كانوا يتوعّدون: “لا بل سنلقيك في النهر… “. وفعلاً أحسّ البار بأنّ الشّياطين تجرّه بقدميه، فلم يضطّرب، بل أخذ يصلّي بقوّة صارخاً في وجههم: “إنّ المسيح هو مخلّصي وسوف يغرّقكم الآن بقوّة يمينه في الهاوية السّفلى المريعة “. وللحال سُمعت صرخات مدوّية مخيفة، واختفى فجأة بعدها الأعداء المظلمون. نعم، إنّ صلاة وتهديد القدّيس طردهم بعيداً عن مكانهم. وهكذا تخلّصت المنطقة من شرهم وجورهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اسبيريدون العجائبي | الولادة: – الوفاة: 348 نشأته: ولد القديس اسبيريدون وعاش في جزيرة قبرص. احترف رعاية الأغنام وكان على جانب كبير من البساطة ونقاوة القلب. وإذ كان محبّاً لله، نما في حياة الفضيلة، محبةً للقريب ووداعةً وخفراً وإحساناً واستضافةً للغرباء. كل من أتى إليه زائراً كان يستقبله، على غرار إبراهيم خليل الله، وكأنه المسيح نفسه. الإنجيل، بالنسبة إليه، كان سيرة حياته لا كلاماً إلهياً وحسب. كان لا يردّ محتاجاً. كل محتاج كان يجد عنده تعزية ولو يسيرة. قيل إنه اعتاد أن يستودع نقوده صندوقاً مفتوحاً كان لكل محتاج وصول إليه. لم يهتمّ أبداً بما إذا كان صندوقه فارغاً أو ممتلئاً. هذا في نظره كان شأن ربّه. هو المعطي في كل حال ونعم الوكيل! كما لم يكن ليسمح لنفسه بالحكم على المقبلين إليه إذا كانوا محتاجين بالفعل أم لا، مستحقّين أو غير مستحقّين. ذكر عنه المؤرّخ سوزومينوس، في مطلع القرن الخامس الميلادي، أن زمرة من اللصوص حاولت سرقة بعض من أغنامه ليلاً فمنعتها يد خفيّة وسمّرتها في مكانها. ولمّا أطلّ الصباح واكتشف القديس اسبيريدون اللصوص وعظهم وصلّى عليهم وحلّهم من رباطهم وأطلقهم بعد أن زوّدهم بأحد كباشه. قال لهم أنهم تكبّدوا من المشاق ما لم تكن له ضرورة لأنه كان بإمكانهم أن يحصلوا على ما يريدون دون ارتكاب خطيئة قاسية كالتي ارتكبوها ودون تعريض أنفسهم للهلاك؛ فقط بمجرد السؤال. لو طلبوا منه لأعطاهم! هذا وتفيد الشهادات أن القديس اسبيريدون تزوّج ورزق ابنة وحيدة اسمها سلام (ايريني). فأما زوجته فرقدت بعد سنوات قليلة من زواجه وأما ابنته فتبتّلت إلى أن رقدت في الرب وأبوها حي يرزق. يذكر، وفق ما أورد سوزومينوس، أنه كانت للقديس عادة أن يمسك وعائلته عن الطعام أياماً في الصوم الفصحي ولا يتناول منه شيئاً. وقد كان يحدث أن يمرّ به غريب أضنته أتعاب السفر، فكان رجل الله يستضيفه برأفة وفرح ويعّد له طعاماً يتقوى به. وإذا لفته الضيف إلى أنه مسيحي وأن عليه أن يحفظ الصيام كان القديس يخفّف عنه مؤكداً أنه ليس في الطعام ما ينجّس وأن للصوم استثناء. ذاع اسم القديس اسبيريدون في قبرص ذيوعاً كبيراً. فلما رقد أسقف تريميثوس، المدينة الصغيرة القريبة من السلامية، عند شاطئ البحر، وقع اختيار المؤمنين بالإجماع عليه رغم أن ثقافته بالكتب كانت متواضعة. ولم تغيّر الأسقفية من طريقة عيش القديس شيئاً لأنه استمرّ راعياً للأغنام، فقير اللباس، لا يمتطي دابة بل يسير على قدميه، ويعمل في الفلاحة. لكنه، منذ أن تسقّف، التزم مهامه الرعائية بجد كبير ومواظبة وإخلاص. كانت أبرشيته صغيرة جداً والمؤمنون فيها فقراء، لكنهم غيارى على الإيمان. لم يكن في المدينة الصغيرة من الوثنيين غير قلة قليلة. وقد جرى القديس على قسمة مداخيله إلى قسمين: قسم درج على إعطائه للفقراء، وقسم تركه لكنيسته وأهل بيته وإقراض الناس. لم يعتد أن يحمل همّ الغد. يكفي اليوم شرّه ويرسل الله غداً ما لا تعلمون! هذا كان عنوانه في تعاطيه والمحتاجين. لما أثار الإمبراطور الروماني مكسيميانوس غاليريوس اضطهاداً على المسيحيين لحق القديس اسبيريدون نصيب منه. فقد ذكر أنه نتيجة اعترافه بالمسيح فقد عينه اليمنى وقطع المضطهدون أوصال يده اليسرى وحكموا عليه بالأشغال الشاقة في المناجم. لم تكن العلوم الإنسانية مألوفة لقدّيس الله لكنه كان يعرف الكتاب المقدّس جيّداً. وإذ حدث، مرة، أن التقى أساقفة قبرص معاً قام فيهم تريفيلوس، أسقف “لادري”، واعظاً. تريفيلوس، حسبما أورد القديس إيرونيموس، كان أبلغ خطباء زمانه. فلما عبر بالقولة الكتابية “قم احمل سريرك وامش” استعمل عوض لفظة “سرير” الكتابية باليونانية لفظة أخرى متأنقة لعله حسبها أفصح من الأولى وأدق وأوفق. فاستهجن قديس الله فعلته وأن يُظن أنه يضيف بذلك نعمة إلى بساطة الكلام الإنجيلي فوقف سائلاً معترضاً إذا كان الواعظ يعرف اللفظة الموافقة أكثر من الرسول نفسه، صاحب الإنجيل؟ ثم إنه قيل إن القديس اسبيريدون اشترك في المجمع المسكوني الأول الذي انعقد في مدينة نيقية، سنة325 م، بناء لدعوة قسطنطين الملك. فلما حضر كان بهيئة راعي غنم وله صوف الخروف على كتفه، بعين واحدة ويده اليسرى ملتوية ولحيته بيضاء ووجهه مضيء وقوامه قوام رجل صلب على بساطة أخّاذة، فلم يكن من الإمبراطور والموجودين إلاّ أن وقفوا له إجلالاً بصورة عفوية. وقد جاء في التراث أن القديس اسبيريدون أفحم أحد الفلاسفة الآريوسيين في المجمع. لم يفحمه بقوة الكلام بل بالبساطة وبرهان الروح القدس فيه. وكان من نتيجة ذلك أن عاد الآريوسي عن ضلاله. قرابة ذلك الوقت رقدت ابنته سلام (إيريني). وكان أحد العامة قد استودعها غرضاً جزيل القيمة، ربما كان ذهباً، فخبّأته في مكان آمن لا يدري به أحد غيرها. فلما كاشف الرجل قديس الله بالأمر فتّش له عنه فلم يجده. وإذ كان العامي حزيناً وبدا في حال التأثر العميق، تحرّك قلب القديس شفقة عليه فذهب، وفق شهادة المؤرّخين الكنسيّين سقراط وسوزومينوس، إلى قبر ابنته ودعاها بالاسم وسألها عن المكان الذي خبّأت فيه الأمانة. فأجابته ودلّته على المكان بدقّة. فذهبوا وفتّشوا فوجدوه حيث قالت لهم. هذا وتنسب للقديس اسبيريدون عجائب كثيرة قيل إنه اجترحها واستأهل بسببها لقب “العجائبي”. من ذلك أن امرأة فقيرة، غريبة اللسان، جاءته بابنها ميتاً وألقته عند قدميه، فصلّى عليه، فأقامه الرب الإله بصلاته من الموت. ومن ذلك أنه أبرأ قسطنديوس قيصر، ابن قسطنطين الكبير، إثر مرض عضال ألمّ به وهو في أنطاكية. وبعدما تمّ شفاؤه نصحه القدّيس بأن يحذر على صحة نفسه بالأولى، لأنه كان آريوسي النزعة، وأن يرأف بعباد الله. ومن ذلك أنه استنزل المطر بعد قحط، مرة، وأوقفه بعد وفرة مرة أخرى. ومن ذلك أنه حوّل حيّة إلى ذهب محبة بفقير، ثم بعد قضاء الحاجة أعاد الذهب حيّة. ومن ذلك أنه كان علاماً بالقلوب يحرّك النفوس برأفته إلى التوبة. مثل ذلك أن امرأة زانية دنت منه تروم لمسه فلم يأنف منها ولا صدّها، بل رمقها بنظرة حنان حزيناً عليها فنفذت نظرته إلى أعماقها، فألقت بنفسها، بصورة عفوية، عند قدميه وغسلتهما بدموعها معترفة بخطاياها، فأقامها وهو يقول لها، على مثال المعلم: “مغفورة لك خطاياك! اذهبي بسلام ولا تخطئي بعد!”. ومن ذلك أنه خرج مرة إلى كنيسة منعزلة أهملها المؤمنون، وشاء أن يقيم فيها الذبيحة الإلهية. لم يشعل الخدّام في المناسبة إلا مصابيح قليلة لأنهم قالوا لم يحضر من الناس غير أفراد قلائل. ولكن ما إن انطلقت الخدمة حتى بدا أن الحاضرين أكثر بكثير مما كان منظوراً، وجلّهم كان لا من البشر بل من الملائكة. فما أن استدار الأسقف باتجاه الشعب وأعطى السلام: “السلام لجميعكم!” حتى صدحت في الكنيسة أصوات الملائكة مجيبة: “ولروحك أيضاً!”. على هذا النحو استمر القداس الإلهي: القديس يؤمّ الخدمة والملائكة تجيب. أمّا قناديل الزيت فامتلأت زيتاً وأضاءت بالأكثر. ومن ذلك أن شمّاساً أخرس اشتهى أن يصلّي صلاة وجيزة عند الظهر في أوان الحر فرأف به القديس وتضرّع إلى الرب الإله من أجله، فانحلت عقدة لسانه وفتح فاه وصلّى. لكنْ أخذه العُجب فأطنب في الصلاة لأجل السبح الباطل فأعاده القديس أخرس أصماً لا ينطق بشيءٍ البتة. ومن ذلك أنه خفّف مرة فيض نهر كان يتهدّد السكان. ومن ذلك أن تاجراً رغب في شراء مائة من العنز من قطيع الراعي القدّيس. فلما حضر لاستلامها دفع ثمن تسع وتسعين منها لأنه قال ليس من عادة القديس أن يعدّ المال. وإذ أخذ مائة بهيمة وهم بمغادرة المكان أبت إحداها إلا أن تعود إلى الصيرة. فأمسكها وأخذها بالقوة، فأفلتت منه وعادت إلى الصيرة.ففعل ذلك ثانية وثالثة فلم ينجح. فالتفت إليه رجل الله وخاطبه بوداعة: لعلك لم تدفع ثمنها يا بني! فاعترف التاجر واستسمح ودفع ثمن الباقية. إذ ذاك فقط خرجت البهيمة بهدوء وانضمت إلى القطيع المباع. رقد القديس في الرب في اليوم الثاني عشر من شهر كانون الأول من السنة الميلادية 348. كان قد بلغ من العمر ثمانية وسبعين عاماً. آخر ما يذكر التاريخ عنه أنه اشترك، سنة347م، في مجمع سرديكا دفاعاً عن القدّيس أثناسيوس الكبير. هذا وتستقر رفات القديس اليوم في جزيرة كورفو اليونانية. جسده لم ينحل إلى اليوم. بقي في قبرص حتى القرن السابع الميلادي، ثم إثر الفتح العربي جرى نقله إلى مدينة القسطنطينية حيث أودع كنيسة قريبة من الكنيسة الكبرى. وفي العام 1456م تمّ نقله خفية إلى جزيرة كورفو بعدما سقطت القسطنطينية في أيدي الأتراك. لقد كان جسد القديس وما زال إلى اليوم ينبوعاً لأشفية كثيرة وهو شفيع كورفو حيث سجّل أنه أنقذ الجزيرة من وباء الكوليرا مرة، ومن الغزو الأجنبي مرة أخرى. وهناك اعتقاد سار بين العامة اليوم أن القديس ما زال يجول، بصورة عجيبة، في الأرض يشفي المرضى ويغيث المبتلين. وهم يستدلّون على ذلك من الجوارب التي جرى أهل الدير الذي يستكين فيه جسده على إلباسه إياها. هذه تغيّر له مرة في السنة، وكلما آن أوان استبدالها لاحظ المقامون على خدمته أنها تكون قد بليت أو تكاد من الجهة التي يطأ المرء بها في العادة. أما الجوارب المستعملة فتُوزّع بركة على المؤمنين. ليتورجياً، تغبط الكنيسة القديس اسبيريدون باعتباره قانوناً لرؤساء الكهنة وتورد اسمه بين القدّيسين النماذج في إفشين “خلّص يا رب شعبك…”. كما تصفه بـ “مجرى المحبة الذي لا يفرغ” وتعتبره “العقل الإلهي الوديع الكامل المزيّن بالبساطة الحقيقية” وتشبّهه بموسى لبساطته وداود لوداعته وأيوب لسيرته التي لا عيب فيها. وترتل له الطروبارية التالية: ”لقد ظهرت عن المجمع الأوّل مناضلاً. وللعجائب صانعاًُ. يا أبانا سبيريدونوس المتوشح بالله. فلذلك خاطبت الميتة في اللحد. وحوّلت حيّة إلى ذهب. وعند ترتيلك الصلوات المقدّسة. كانت لك الملائكة شركاء في الخدمة. أيها الكلي الطهر. فالمجد للذي مجّدك. المجد للذي كلّلك. المجد للصانع بك الأشفية للجميع”. هذا وقد درج، في بعض الأحيان، أن تصوّر الكنيسة القديس اسبيريدون، في إيقوناتها، وعلى رأسه ما يشبه السلّ، إشارة إلى كونه راعي غنم، وفي يده اليسرى حجر فخّاري يظهر عمودياً وقد خرجت من طرفه الأعلى نار ومن طرفه الأسفل مياه. وبالعودة إلى سيرة القديس الموسّعة يتبيّن أن لهذا الحجر قصّة مفادها أنه خلال المجمع المسكوني الأوّل (نيقية325م) الذي قيل أن اسبيريدون اشترك فيه، أفحم القديس أحد الآريوسيين البارزين لما أثبت له، بالبرهان الحسي، كيف يمكن لله أن يكون واحداً في ثلاثة أقانيم، آباً وابناً وروحاً قدساً. فلقد ذُكر أن القديس أخذ قطعة فخار بيساره وعمل إشارة الصليب بيمينه قائلاً: v ”باسم الآب” ، فخرجت للحال من الفخار، من فوق، نار. v ”والابن”، فخرجت من الفخار، من تحت، مياه. v “والروح القدس”، فاتحاً يده، فبان الفخار بعد فخاراً من تراب. إثر ذلك، على ما قيل، أكبر الآباء القدّيسون رجل الله اسبيريدون على ما فعل، ولم يسع الآريوسي إلا التسليم بالأمر الواقع والإقرار بصحّة إيمان رجل الله بالثالوث القدّوس. طروبارية باللحن الأول لقد ظهرتَ عن المجمع الأول مناضلاً، وللعجائب صانعاً يا أبانا اسبيريدونس المتوشح بالله، فلذلك خاطبتَ الميتَة في اللحد، وحوَّلتَ حيةً إلى ذهب، وعند ترتيلك الصلوات المقدسة، كانت لك الملائكة شركاء في الخدمة أيها الكلي الطهر، فالمجد للذي مجَّدك، المجد للذي كلَّلك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع. قنداق باللحن الثاني أيها الكلي الطهر، لما جُرحتَ بمحبة المسيح، مرقياً عقلك نحو شعاع الروح، وجدت العمل أيها المُلهَم من الله بالنظر الفعلي، صائراً مذبحاً إلهيّاً، مستمداً للجميع الإشراق الإلهي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون الشهداء الخمس في 13 كانون الأول | الولادة: – الوفاة: 305 القديسون الشهداء أفستراتيوس وافكسنديوس وأفجانيوس ومرداريوس وأوريستوس عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة واستشهدوا في أرمينيا. وقد بذلوا دماءهم تمسكاً بالإيمان بالرب يسوع المسيح في زمن الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس حوالي العام 305 للميلاد. أما أفستراتيوس فكان من مدينة تدعى أروراكا، لكنه سكن في مدينة ساتالا. كان ينتمي إلى الأرستقراطية وكان لامعاً. شغل مناصب هامة في المدينة وكان مسيحياً، لكنه لم يكن قد جاهر بمسيحيته إلى ذلك الوقت. أسبابه تبقى ملكاً له. ربما لم تكن ساعته قد جاءت بعد. فلما حمل الحكام بضراوة على المسيحيين وجرى القبض على عدد منهم في ساتالا حيث ضُربوا وعُذِّبوا وسجنوا، صدمت أفستراتيوس جهادات المعترفين المباركة فاشتهى، هو أيضاً، أن يكون له نصيب في الشهادة لاسم الرب يسوع. لكن كانت الشجاعة تنقصه وخشي أن تخور عزيمته تحت وطأة التعذيب متى حلّت الساعة. كان بحاجة لعلامة، لتثبيت، لعون القائل: “بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً”. وإذ راودته شتى الأفكار خطر بباله أن يستطلع مشيئة الله على النحو التالي: أوفد أحد خدّامه حاملاً السير خاصته، وهو علامة رفعته، إلى الكنيسة وأوصاه أن يضعه على المذبح ثم يتنحى جانباً ويلاحظ من يأتي أولاً ويأخذه. وقد جعل أفستراتيوس في قلبه أنه إذا كان هذا الإنسان أفكسنديوس الكاهن تكون هذه علامة من الله أنه يدعوه إلى الشهادة. وبالفعل تمّم الخادم ما طلبه منه سيِّده وعاد إليه قائلاً: “هو أفكسنديوس الكاهن!” فتشدّد أفستراتيوس وزال من أفق نفسه كل أثر للخوف والتردّد. لم يفكّر للحظة أن ما حدث حدث بالصدفة. والرب الإله ثبّت عزمه. من تلك الساعة أخذ يعدّ العدّة للدخول في ساحة الجهاد. ماذا فعل؟ أعدّ مأدبة فاخرة دعا إليها أقرباءه وأصدقاءه، وفي أثنائها أعلن لهم بفرح كبير أنه على وشك أن يتلقى كنزاً لا يبلى. لا هو أفصح، كما يبدو، ولا المدعوون فهموا ولو تظاهروا، من باب اللياقة، بمشاركته الفرح. وحلّ اليوم التالي. كان ليسياس، آمر المدينة، مزمعاً أن يوقف السجناء المسيحيّين أمامه ليحاكمهم. فما أن فُتحت الجلسة حتى تقدّم أفستراتيوس وأعلن أنه مسيحي، ثم طلب الانضمام إلى مصف الموقوفين. فبدا ليسياس للحظات كأنه أُخذ على غفلة وارتبك، لاسيما وأفستراتيوس معروف جداً في قومه، لكنه سرعان ما تمّلك نفسه واستعاد المبادرة ليأمر الجند بتجريد المعترف من إشارات مهامه الرسمية وتعريته وجلده قبل استجوابه. وبعدما فعلوا علّقوه بالحبال فوق جمر النار وأشبعوه ضرباً وحشياً. كل هذا وأفستراتيوس غير مبال بما أنزلوه به، كأننا بالتعذيب كان يطال آخراً سواه ولا يطاله. وعلى غير ما كان متوقعاً، وجّه القدّيس كلامه إلى الحاكم شاكراً معلناً أنه “الآن علمت أني هيكل الله والروح القدس ساكن فيّ!” فاغتاظ ليسياس وأمر بفرك جراحه بالملح والخل ففعلوا فلم يُجدِهم الإمعان في التعذيب نفعاً، لا بل قيل إنه ما أن حلّ المساء حتى التأمت جراح رجل الله التئاماً عجيباً. وفيما كان أفستراتيوس في خضم الجهاد بجانب سائر المعترفين اهتزت نفس أفجانيوس الضابط فيه لعذاباتهم فطفر نحو الحاكم طلب الانضمام إلى الموقوفين لأنه هو أيضاً مسيحي. وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً. في صبيحة اليوم التالي، أخرج الجنود الموقوفين من السجن واقتادوهم سيراً على الأقدام إلى مدينة نيقوبوليس. وإذ رغب ليسياس في أن يسخر من أفستراتيوس، “أكرمه” بأن جعل في رجليه حذاء مزروعاً بالمسامير. يومان مضنيان قضاهما المجاهدون في سيرهما إلى نيقوبوليس. وفي الطريق إلى هناك. كان لا بدّ للمشاة وآسريهم أن يمّروا بأروراكا، مسقط رأس أفستراتيوس، فتعرّف على هذا الأخير مواطن له اسمه مرداريوس فاعتراه الذهول لمنظره واهتزّت نفسه فيه لأنه أكبر فعلة هذا الرجل وتخلّيه عن مجد العالم ومتعته. وإذ تحرّكت الغيرة على الإيمان في نفسه وزكّتها زوجته قرّر، لتوّه، الالتحاق بتلامذة المسيح هؤلاء المساقين إلى الموت. الفرصة الآن لاحت، كيف يفوّتها؟! فقام للحال وودّع امرأته وقبّل ابنتيه الصغيرتين ووكل عائلته إلى واحد من معارفه الطيّبين، ثم أسرع فانضم إلى قافلة الشهداء. وأُوقف المجاهدون أمام الحاكم من جديد. كان أول الماثلين أفكسنديوس الكاهن. سؤل سؤالاً أو اثنين، ثم اقتيد إلى غابة منعزلة. هناك عمد جلاّدوه إلى قطع رأسه، ثم أخفوا الرأس بين الشجر الكثيف وطرحوا الجسد طعمة للحيوانات المفترسة. لكن بعض المسيحيّين الأتقياء تسلّلوا إلى هناك فأخذوا الجسد وبحثوا عن الرأس فدلّهم عليه أحد الغربان فالتقطوه وانصرفوا. بعد أفكسنديوس كان دور مرداريوس. لم يكن لمرداريوس غير جواب واحد على كل الأسئلة الموجّهة إليه: “أنا مسيحي!” فأمر الحاكم بتثبيت يديه ورجليه بأوتاد إلى خشبة وقلبت الخشبة فصار رأسه متجهاً إلى أسفل ورجلاه إلى أعلى، وأشار بضربه حتى الموت بقضبان معدنية محمّاة. وقبل أن يلفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة، خرجت من فمه، على ما قيل، صلاة ما زالت كنيستنا تردّدها إلى اليوم في خدمة نصف الليل والساعة الثالثة وصلاة النوم الكبرى. والصلاة هي التالية: ”أيها السيد الإله الآب الضابط الكل، والرب الابن الوحيد يسوع المسيح والروح القدس، اللاهوت الواحد والقوة الواحدة، ارحمني أنا الخاطئ، وبأحكام تعلم بها خلّصني أنا عبدك غير المستحق، فإنك مبارك إلى دهر الداهرين، آمين”. ثم بعد مرداريوس أوقف أفجانيوس. تكلم أفجانيوس بلهجة ثابتة واثقة فازداد الحاكم حقداً واشتد حماقة وغيظاً. فأوعز إلى جنده بقطع لسانه وبتر يديه ففعلوا. أما بقية جسده فأوسعوها ضرباًَ وحطموا عظامه بقضبان من حديد، واستمروا كذلك إلى أن أسلم الشهيد نفسه قرباناً بين يدي الله الحيّ. عند هذا الحد من الوحشية والتفظيع خرج ليسياس الحاكم إلى العسكر ليقف على سير تدريباته. فحدث أن مجنّداً حديثاً اسمه أوريستوس، صلباً، حسن المنظر وقوراً، استرعى انتباهه. وإذ أخذ المجنّد رمحه بان في صدره صليب خرج من تحت قميصه فلاحظه ليسياس وسأله عنه فاعترف بجرأة ولم ينكر أنه تلميذ للمسيح، فأُوقف للحال. ولما لم يشأ الحاكم الاستمرار في عمليات تعذيب الموقوفين خشية إثارة حفيظة المسيحيين بعدما شعر بأنهم كثر في المدينة أمر بسوق أفستراتيوس وأوريستوس إلى سباسطيا المعروفة بشهدائها الأربعين ليمثلا أمام حاكمها أغريقولاوس. استغرق الوصول إلى سباسطيا خمسة أيّام. دخل أفستراتيوس في نقاش مع الحاكم بعدما أتاح له فرصة الكلام، فعبّر له عن عقم الأوثان وبطلان الفلسفة، وكلّمه عن الله، خالق السماء؟ والأرض، وعنايته بالناس منذ البدء، وعن الرب يسوع المسيح. فارتبك الحاكم لأنه لم يكن لديه ما يجيب به. وإذ فشل في فرض هيبته بالإقناع شاء أن يفرضها بما أوتي من سلطان فقال للموقوف أن عليه أن يمتثل لأمر قيصر ويقدّم العبادة لآلهة قيصر وإلا استأهل الموت، فلم يذعن أفستراتيوس له. فاغتاظ الحاكم لكنه لم يشأ للحال إنزال عقوبة الموت به، ربما لأنه عرف أنه من الأرستقراطية ورغب في استعادته بالتخويف. لهذا السبب أمر بتمديد أوريستوس على سرير حديدي محرق. إزاء تسارع الأحداث، اضطربت نفس المجنّد فشجّعه أفستراتيوس وثبّته، فأسلم أوريستوس الله أمره واستودعه روحه. أما أفستراتيوس فألقي في السجن إلى اليوم التالي علّه يتراجع. وقد ذكر أن القديس بلاسيوس، أسقف سبسطيا، المعيّد له في11 شباط، تمكّن من التسلل إلى داخل السجن حيث قابل أفستراتيوس وعزّاه وشجّعه وأقام الخدمة الإلهية وناوله. كما ذكر أن نوراً ساطعاً ملأ المكان وصوتاً نادى أفستراتيوس قائلاً له: “لقد جاهدت الجهاد الحسن فتعال الآن خذ الإكليل!”. وثمة صلاة قيل إن أفستراتيوس نطق بها تلك الليلة في سجنه وما زالت تتردّد عندنا إلى اليوم في صلاة نصف الليل في السبوت. وقد جاء فيها: “أيها الرب إني أعظّمك تعظيماً لأنك نظرت إلى تواضعي ولم تحبسني في أيدي الأعداء بل خلّصت من الشدائد نفسي. والآن أيها السيّد، لتسترني يدك ولتأتِ عليّ رحمتك، فإن نفسي قد انزعجت، وهي حزينة عند خروجها من هذا الجسد الدنس الشقي، لئلا تلتقيها وتعيقها مشيئة المعاند الرديئة من أجل الخطايا التي اجترمتها في هذا العمر بمعرفة وغباوة. فكن لي غافراً أيها السيّد ولا تسمح أن تبصر نفسي منظر الشياطين الأشرار المدلهّم المظلم، بل فليتسلّمها ملائكتك البهجون المنيرون. أعطِ مجداً لاسمك القدّوس وأصعدني بقوّتك إلى عرشك الإلهي. وفي وقت مداينتي لا تدركني يد أركون هذا العالم وتجتذبني أنا الخاطئ إلى عمق الجحيم، بل اعضدني وكن لي مخلصاً ونصيراً، فإن هذه العقوبات الجسدية إنما هي مسرّات لعبيدك. ارحم يا رب نفسي التي قد تدنّست بأهواء هذا العمر، وتقبّلها نقيّة بالتوبة والاعتراف، فإنك مبارك إلى دهر الداهرين، آمين”. هذا وقد قضى القديس أفستراتيوس في آتون محمّى. باركه ودخل إليه على غرار الفتية الثلاثة القدّيسين. بعد ذلك تمّ جمع رفات القديسين الخمسة معاً. وقيل إن القديس فلاسيوس هو الذي فعل ذلك وجعلها في أروراكا. ثم جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أودعت كنيسة على اسم الرفقاء الخمسة. وذُكر أنه كثيراً ما شوهد الخمسة أحياء في تلك الكنيسة. كما ذُُكر أن الرفات أُخذت، فيما بعد، إلى روما ووضعت في كنيسة القديس أبوليناريوس. وقد حفظت الذاكرة أنه كانت للخمسة، في وقت من الأوقات، كنيسة على اسمهم في جزيرة خيوس. فحدث في فصل من فصول الشتاء القاسية، في يوم عيدهم، أن أهل الجزيرة أخفقوا في الوصول إلى الكنيسة بسبب وجودها في مكان معزول. وحده كاهن تقي توجّه إلى هناك وأصرّ على إقامة الخدمة الإلهية ولو منفرداً. فجأة ظهر له خمسة رجال على شبه القدّيسين الخمسة، أصحاب العيد، كما بدوا في الإيقونة خاصتهم. هؤلاء أخذوا أمكنتهم حيث يقف المرتّلون في الكنيسة، عادة، وبدأوا ينشدون ترنيمات العيد بصوت جميل واضح. فلما بلغوا قراءة سيرة الشهداء، أخذ أحدهم، أوريستوس، الكتاب ووقف في وسط الكنيسة وبدأ يقرأ. فلما بلغ الموضع الذي يعرض لاضطرابه هو أمام السرير المعدني المحمّى بالنار الذي كان الجلادون على وشك تمديده عليه غيّر في النص قليلاً. فبدل أن يقول عن نفسه”… خاف واضطرب “قرأ”… ابتسم”. للحال قاطعه أفستراتيوس بلهجة قاسية وسأله أن يقرأ النص كما هو. فاحمّر خجلاً وأردف قائلاً “… خاف واضطرب”. وبعد أن تمّم الخمسة الخدمة أقفلوا الكتب وأطفئوا الشموع وتواروا بنفس الطريقة التي ظهروا فيها. طروبارية باللحن الرابع شهداؤُك يا رب بجهادهم، نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. قنداق باللحن الثاني لقد ظهرتَ يا لابسَ الجهاد، كوكباً ساطعاً جداً، للجالسين في ظلمة الغباوة، ولما تحصنتَ بالإيمان مثل الدرع، لم ترهبْ من جسارة المعاندين، بما أنك يا أفستراتيوس أَفصح الخطباء. تعيد لهم الكنيسة الأرثوذكسية في 13 كانون الأول من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إبراهيم النثفري | الولادة: – الوفاة: – إبراهيم هو أحد تلامذة إبراهيم الكشكري ،مؤسس الحياة الديرية عند المشرقيين .ولد في قرية نثفر (نفتر ؟)في مقاطعة حدياب (اربيل)وقد تكون ((كوير))الحالية .فالكلمتان تعنيان قاراً أو نفطاً يقول عنه كتاب العفّة : ((أصله من بلد حدياب ،من قرية بيث نثفر ،وأبواه المؤمنان من عشيرة الشهداء ، الذين قتلهم شابور الملك ،وخلط دماءهم بمياه النهر الذي يجري بجانب بيت نثفرا (هو الزاب الكبير) (العفة رقم43 ).ويعطينا التاريخ السعردي تفاصيل أخرى عنه: ((هو من أهل حزّة من قرية يقال لها بيت نثفر ،من قرابات الذين استشهدوا في أيام شابور ،بأرض حزّة ،على يد اردشير أخيه ،وكان شيخاً بهياً وفيلسوفاً عالماً ومتعبداً متقشفاً ،ومنه ومن مار إبراهيم عُرفت قوانين الرهبنة ورسومها في بلد الفرس ،وخالف بين زيّ الرهبان …لأن في أيام مار أوجين وطبقته ،كان الرهبان يتزينون بزّي أهل مصر ،فلما جاء هذان (الأبوان)عملا ما يخالف ذلك ،وطكّسا (نظما)الأعمار والقلالي .وكانت قبل ذلك ديارات مثل مار عبدا وما شاكله ،فأقام هذا القديس في مغارة بجبل حزّة مدة ،ثم قصد بيت المقدس ولقي القديسين في برية مصر ،وعاد إلى موضعه ،فأقام فيه ثلاثين سنة ،يتقوّت الخبز وعقاقير الجبل ،لا تلحقه علّة ولا يعرض له مرض)).عاش في نهاية القرن السادس ومطلع السابع .حياته النسكية لم تكن من دون صعوبات ،جهاد في الداخل وفي الخارج ،وكانت العادة منذ زمن آبا الكبير أن يحج أقطاب الرهبنة المشرقية إلى مصر للوقوف على أنماط الرهبنة هناك والتدّرب عليها وقد اقتبسوا الشيء الكثير منهم .بعدها عاد إلى صومعته التي لا تبعد عن قريته (نثفر)سوى ميلين وهناك ألّفّ بعض ميامر في حياة الزهد .وذهب إلى قرى وجبال حدياب للتبشير ووصل إلى أذربيجان .وبعدما تُوفي ،شيّد تلميذه ،الراهب أيوب ،مزاراً _هيكلاً فوق صومعته سكنه بعض الرهبان . تآليفه : تذكر مصادر حياة إبراهيم أنه كتب ميامر حول الحياة الرهبانية ،وتفسيراً للأناجيل ،ورداً على البدع،… عبد يشوع الصوباوي يقول ((له مصنفات مختلفة)) ولكن من دون تفصيل .كتاب ((الرؤساء))لتوما المرجي يقول إن الأنبا عنانيشوع : ((استقى من إبراهيم النثفري أسئلة وبراهين )) .ويشير كتاب المجدل لماري أن تلميذه أيوب : ((ترجم ميامره من السريانية إلى الفارسية ).يذكر له السمعاني ثمانية عناوين لميامر قصيرة . قام الأب ريمون تونو بترجمة مقتطفات من كتاباته عن الحياة الرهبانية إلى الفرنسية ،ونشرها في مجلة ((الشرق السرياني))(عدد 2 لسنة1957 ص 337 _351 )،وترجمها إلى الإيطالية (بينا)ونشرها في A . PENNA , INRSO 32 (1957) PP. 415 _431. كما ترجم (مكلين)تسبحة له ((المجد للصالح سرياني ))،وقد نسبتها بعض المخطوطات إلى يوحنا بيث ربان .كما أن (غراف )يشير إلى وجود مقتطفات من ميامره بالعربية . ونشر الأب بولس بيجان مقالة واحدة له،وليس مقالتين كما تذكر خلاصات تاريخ الأدب السرياني وهي في روحانية حضور القداس ،وذلك في ملحق كتاب اسحق النينوي،ليبسيك 1909 ،ضمنّها روحانيته ولاهوته حول حضور المسيح الكامل في القربان ،كما نشر له ميمراً في فردوس الآباء .كما أن الأب شابو نقل بعض أقواله إلى الفرنسية في الجريدة الآسيوية رقم 8 سنة 1898 ص273 .وثمة ميمر محفوظ في مخطوطة سعرد رقم76 . أطروحاته وروحانيّته : إبراهيم راهب متمرّس وذو روحانية واقعية ،عميقة ،بعيدة عن النظريات ،منفتحة وواثقة ،يتكلم عمّا اختبره هو وجماعته ،ويدعو تلامذته وقرّاءه إلى عيش مثالية الإنجيل في تفاصيل الحياة اليومية المنوّعة ، وهو إيجابي يشدّ القارىء ،ويشوقّه إلى متابعته ،ويُركّز كثيراً على العلاقات الأخوية كنموذج تعكس العلاقة مع الرب .وإليكم بعض نصوصٍ متنوعة يعكس لاهوته وروحانيته ،وهي موجّهة أساساً إلى المتوّحدين . نصوص مختارة أساس الحياة الرهبانية ((أحفر عميقاً ،في أرض قلبك ،أساس بناء حياة الرهبانية ،حتى يكون البناء كما أوصى السيّد ،مشيداً على الصخرة ،وفي هذه الحال لا نخاف ..خُذ بنظر الاعتبار العسكر المصطف أمامك ،وأنظر مع من أنت تحارب ،وفكر كم أن طبيعتك (البشرية)ضعيفة ،وكم عظيمة الحياة(الروحية)التي تسلك ،وما أبهى التاج الذي سوف يُضفر على رأسك ،وكن (واقعياً)وانظر العدو الواقف أمامك للهجوم عليك)) .(BULLETIN P.17 _18 ) ((أولاً من يخضع لنير المسيح ،عليه أن يملك إيماناً ثابتاً ،وأن يمارس الصوم والصلاة ،وأن يكون حبّه للمسيح ،قبل كل شيء ،حاراً ،وأن يكون متواضعاً ،وديعاً وفطناً .يجب أن يكون كلامه حقاً ولطيفاً مع كل الناس ونفسه طاهرة ..وأن يتكلم في حدود المعقول ،ويضع سياجاً على لسانه حتى لا يتفوه بأشياء غير صحيحة ولا يبالغ في الضحك .كما أنه لا ينبغي أن يُبحث بإفراط عن الملبس ،ويهتم بشعره ويدهنه بالعطور .ولا يتناول الخمور ولا يلبس ثياباً مزركشة ولا يستعمل الشراب إلا باعتدال يتجنب الكلام المنمق ولا يستعمل لغة الحيل ،هكذا ينجو من الغيرة والخصام .ولا يسخر من أحد ، فالسخرية أكثر كرهاً من الموت ،ويسعى ألا تجد لها موطناً في قلبه .يقبل الأذى لنفسه ،ولكن لا يؤذي أحداً أبداً ،هكذا يعيش بعيداً عن القلق .لا ينكّت ولا يستهزيء بأحد من إخوته التائبين عن خطاياهم ،ولا يضحك على أحد أخوته الذين يصومون ،ولا يُخجل من لا يقدر على الصيام)).لا يترك العنان لشهوات المعدة والتقي يكشف له السيد سرّه . ويعوذ من الشرير ولا يقول شيئاً سيئاً على أحد حتى إذا كان عدّوه .. يعطي للمحتاجين بفرح ،ولا يحزن إذا لم يملك شيئاً . لا يتكلم مع الأشرار ولا مع الذين يسبّون ..ولا يتجادل مع الذين يحلفون … لنهرب من الإفتراء ولا نحبنّ الإنسان ذا الكلام المعسول .هذا ما يجب أن يعيشه المتوحّدون الذين يحملون نير المسيح على كتفهم ،عليهم أن يقتدوا بالمعلم الذي كان غنيا وجعل نفسه فقيراً . إنهض يا حبيبي ،وأحبب حظك السماوي هذا ،فالبتولية تشركك في حياة الملائكة وليس لها نظير . هكذا أشخاص يسكن فيهم المسيح .(L’Orient Syrien P.342 –343) . الأهواء ((لا ترتبك إذا هاجمتك الشهوات الطبيعية ،فهي ضيوف الجسد تأتي إليه .وإن حصل إن سقطت لحظة ما ،فلا تيأس ،إذ ستجد العلاج في التوبة .إن النعمة تغطي كل فشل شرط ألا تستسلم للخصم..إنه من دون شك حصل على ضربة ،إلا أنه لم يغلب ما دفنا لم نفتح له الباب بأنفسنا . لا تترك مثالك حتى لو فرضت الطبيعة عليك قوانينها المحتّمة ،إنها تضايقك لحين ،ولكن لا تخذلك النعمة حين تحوطك الشدة . _انسَ نفسك أمام الله ،ففيه تجد الراحة . _لا تنفك من قراءة الكتب المقدسة ،ومن دراسة العقائد المقدسة . _صبّر نفسك في انتظار تحقيق الوعود ؛فالرجاء يجعلك أقوى . تذكّر :أنك ابن الله ،وأخ لابن الآب الحبيب ،وشريك في مجد الرسل ،ورفيق الشهداء ،ومؤآكل للمقدمين ،ووريث القديسين ،ومدعو إلى وليمة الأنبياء وسعادة الصدّيقين ،ومرتل مع أجواق الملائكة ورفيق السرافيم وعضو في جماعة الكروبيم..(L’Orient Syrien P . 342 –343) إذا تأملت في كل هذه الاعتبارات بتواتر ،فلن ترتكب أعمال الظلام . _إن مقياس الحب هو الامتحان ،ومصداقية الإيمان هي الأفعال .. قلب من دون حب ..هو بذر سقط على الصخر . كتبت لك هذه النظم ،بتنوعها ،حتى لا تقع في الكسل ،ولا تجرّ الآخرين إلى الخطيئة ،فقد يقتدون بك )).(L’Orient Syrien P . 345 ) ((هذه نصيحتي لك :بما أنك ،منذ نعومة أظفارك ،اخترت طريق الصبر ،فأفضل لك أن تعيش في الوحدانية والخلوة ..وتتجنب الحديث مع الناس وكل العوائق التي تفرزها ..اعتبر نفسك كأرض أمام الجميع ،فاعلم أن هناك أملاً .اذرف الدموع ،من دون انقطاع ،فلدموعك جزاء ..حوّل صومعتك إلى محكمة وأدِنْ نفسك بنفسك .. _تجنب المغالاة في نمط حياتك ،وإلا يحصل لك أحد أمرين :في حال محافظتك عليها ،ستعاني ؛وفي حال إهمالك ،ستحاربها بمزيد من ضراوة وعنف .انتبه !قد يقودك الشرير بحجة عمل الرحمة تجاه الآخرين ،إلى حرب .كل متعة تأتيك عن شهوة العين ،أبعدها !كفاك ما تعانيه من اهوائك الخاصة .. منذ الآن يبدأ حاضر حياتك المقبلة فتحقق مشيئة الله كاملة على الأرض كما في السماء . وبحسب نمط حياتك وفطنتك ،يزداد فرحك ،ويتضاعف حتى تحصل في النهاية على الرؤية الملائكية . .(L’Orient Syrien P . 346 ). الصمت هناك صمت اللسان ،وصمت الجسد ،وصمت الحواس ،وصمت العقل ،وصمت الروح . صمت اللسان هو في عدم التلفظ بكلام شرّير أو قاسٍ ولا يجعلك تلفظ كلمة غضب ،ولا كلاماً مثيراً للجدل ،ولا تمل إلى النميمة والافتراء . صمت الجسد هو في عدم الرغبة في القيام بأعمال شرّيرة ،ويكون الجسد كميتٍ غير قادر على القيام بأفعال . صمت الحواس هو عندما لا تثير أفكاراً ضيقة تهدم كل خير . صمت العقل هو عندما يكون خاليا من الدهاء المضر ،أي من الحيل والشيطنة .إنها تهيمن على اولئك الذين يهدفون إلى الفعالية ويخدعون رفاقهم ).(L’Orient Syrien P .347 ) صمت الروح هو عندما لا تستقبل إغراءات الأرواح المخلوقة ،بل تبقى مطبوعة بالكائن الأزلي نفسه وتستجيب لنداءآته . بالنسبة إليك ،إذا لم تكن قد أدركت هذه المعرفة ،فاستمر في الصمت الأدنى ،أي أتلُ المزامير ،ورتّل تسابيح هادئة ،بها تمجدّ الله ..(L’Orient Syrien P . 348). الصلاة ليس على الأرض ما هو أعزّ على الله ،… من راهب جاثٍ على الأرض ،يصلي دائماً ،فالصلاة مرساة التوبة ،حيث تهدأ كل أنواع الأفكار مهما كانت كثيرة .والندامة التي ترافقها الدموع هي كنز الرحمة ،وغسل القلب ،وسبيل التطهير ،وطريق التجلّيات ،وسلم العقل . الصلاة الدائمة تجعل من العقل صورة الله ،وتؤمن له موهبة إدراك الأمور الصغيرة .وبوقت قليل تكفّر عن ديون الإهمال الطويل ،هذه الصلاة تحوي كل أنواع الزهد وأنماطه ..(L’Orient Syrien P .348). المطالعة إن قراءة كتاب ،ألفه من قبل روح مطهّر ،قد تحيي أو تميت بشكل خفي الأخ الذي يقرأ من دون تمييز ،لكن توفر الحياة لمن يقرأ باعتناء وحس ثابت . وأنت إذن ،أيها الأخ ،هل تريد اقتناء الحياة عن طريق القراءة ؟ إجمع أولاً أفكارك ،وطهر قلبك من كل اعتبار غريب ..وعندما تكون مستعداً تماماً ،أدخل إلى أعماق قلبك و اشعل بزيت الإيمان سراج عقلك فيضيء في هيكل ((إنسانك الباطن)).وأشدد حقوي ضميرك بنار المحبة ..واقرأ الكتاب المقدس واحذر قراءة كتب البلاغة . _لا تقرأ لمجرد القراءة وإنما اقرأ حتى تفهم . _لا تقرأ وفكرك قلق . _لا تقرأ للمتعة . _لا تقرأ في جمع كثير ،إنما مع واحد أو اثنين . _لا تقرأ من باب الشهوة . _لا تقرأ من دون الرغبة ،لئلا تفقد حكمك الصائب . _لا تقرأ جُملاً عديدة ،وتناقشها بسرعة ،بل اقرأ جملة بعد جملة ،وحللها واكتشف معناها . _لا تقرأ في سبيل أن يمجّدك الآخرون . _إذا صادفت جملاً بسيطة لا ترذلها،وإذا رأيت جملا أصيلة لا تتعجب ،فهناك حقيقة واحدة تقود إلى الرب … وإذا صادفت جملا متناقصة ،لا تخجل من ايجاد حلول لها .(L’Orient Syrien P . 348 –349) _ليكن لك حس للكتب المقدسة ،وشاهد الآراء المتضاربة ،ولكن إبق هادئاً ،فلكل فضيلة مقياسها الخاص والعقلاء ينصحون الذي يود الصعود إلى الأعلى بالنزول ،والذي يود النزول إلى العمق بالصعود . على كل حال ،بالنسبة إليك خُذ هذه النصيحة وتسلّح بها :إن لم تعرف السباحة ،فلا تُلقِ نفسك في البحر .(L’Orient Syrien P .350) روحانية حضور القداس عندما تذهب إلى الكنيسة ،ضع أمامك هذه الحقيقة :إنك إلى السماء مدعو ،وكلّ عملنا هو من أجل السماء ..والكنيسة التي تذهب إليها ،ستجد فيها السيد كما هو في السماء وتجد الملائكة يحتفلون بالأسرار ،ويخدمون القديسين الملتئمين (للصلاة)واحداً واحداً ،فرحين بتوبة الخطأة ،وبتقدم الصدّيقين ويحزنون بسبب أناس من أمثالي .هناك أنفس الأبرار قد بلغت الكمال ،وتُذكر أسماؤهم لما يُقرأ سفر الحياة .المسيح موجود في الوسط في ((العهد الجديد))بجسده ونفسه وكلمته وألمه وألوهيته وبشريته وبصورته ..كما يوجد الثالوث ..وعندما ترى القربان يتقدس ،كن واثقاً من أن المسيح ،من أجلك شخصياً ،يموت ويُذبح سرياً.(ملحق اسحق النينوي ص629 _630 ).((وعندما تحمل القربان لتتناوله قل :أيها الرب يسوع ،إني أحملك من دون استحقاق مني ،فأظهر في سخاء رحمتك وقدرة سرك الرهيب الذي أتناوله من جودك ومن دون استحقاق مني ))(ملحق اسحق النينوي ص632 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار شمعون برصباعي | الولادة: – الوفاة: 341 إن المعطيات السيروية عن مار شمعون برصباعي شحيحة .فكل ما نعرفه عنه هو إنه من مواليد مدينة (سوس )في إقليم عيلام .نلقاه في مستهل القرن الرابع مع فافا الجاثليق ،اركذياقونا له ثم خلفا .أسهم في جمع أساقفة المملكة الساسانية تحت ولاية كرسي المدائن ،أي ساليق وقطيسفون. وفي ربيع عام 341 أصدر شابور الثاني مرسوما يقضي بأن يدفع المسيحيون جزية إستثنائية مضاعفة حتى تتيسر له مواصلة الحرب ضد الرومان . ولما لم يتمكن المسيحيون من دفعها لأنها تفوق طاقتهم،أمر بأن يقبض على زعمائهم وينكل بهم .وكان الجاثليق شمعون في مقدمة المعتقلين البالغ عددهم 103 وبعد استجوابات متتالية اتهموا بالخيانة والموالاة للرومان .وسيق مع مجموعة المعتقلين إلى مدينة كرخ ليدان في إقليم الأهواز حيث كان الملك يقيم ،ولما حضروا أمامه ،طلب منهم أن يجحدوا إيمانهم ،ويسجدوا للنار المقدسة أو الشمس عين الإله ،وله نفسه كجزء الإله اهورمزد،و الإ ضرب أعناقهم بالسيف ،فما كان منهم إلا أن أصروا بثبات على إيمانهم ،وامتنعوا عن السجود للنار وللملك . وأمام هذا الإصرار أمر شابور بقطع رؤوسهم ،فاستشهد شمعون ورفاقه في يوم الجمعة العظيمة 14 نيسان 341 ،وكانت هذه بداية الاضطهاد العنيف الذي يعرف بالأربعيني لأنه دام نحو أربعين عاما (339 ـ 379 )والذي أودى بحياة آلاف المسيحيين. قام المؤمنون خفية بنقل جثمان الجاثليق إلى مدينة سوس ،ودفنوه فيها ،وكنيسة المشرق (الآثوريون والكلدان)تحتفل بتذكاره في مناسبتين:الأولى مع رفاقه في جمعة المعترفين بالإيمان ،التي تلي عيد القيامة والتي هي بمثابة تذكار جميع القديسين في الكنائس الغربية ،والثانية في التذكار المخصص له في الجمعة السادسة من موسم الصيف. لقد جاء في التاريخ السعردي الذي عنه اقتبست الخلاصات التاريخية ،إن شمعون أوفد مع شهدوست خليفته أو مع يعقوب النصيبيني لحضور مجمع نيقية المنعقد عام325 .إن هذا القول مجرد مفارقة تاريخية ،لأن المجمع عقد في المملكة الرومانية المعادية للفرس ،وكنيسة المشرق لم تسمع بنيقية وتقبله إلا في مجمع اسحق عام410 ،الذي إلتئم بمساعي الاسقف ماروثا الميافرقيني المبعوث الرسمي للامبراطور الروماني لدى البلاط الساساني ،وأي علاقة مع الرومان كانت تفسر عمالة ،ويدفع المسيحيون ثمنها! تآليفه : يذكر عبد يشوع الصوباوي ،في فهرس المؤلفين المشرقيين ،إن لشمعون رسائل (8)ولكنها لم تصلنا و لا نعرف طبيعتها ،وما جاء على لسانه في سيرة حياته هو من وضع الكتَّاب ،ويتسم بطابع دفاعي ، ويشجع المعتقلين المسيحيين على الدخول في حومة الجهاد ،متسلحين بإيمانهم على أمل الخروج منه ظافرين .أما ما وصلنا من كتاباته ،فيقتصر على بعض تراتيل طقسية .وهو نفسه قام بأول ترتيب للصلوات ،موزعا أداءها على جوقتين ومقسما المزامير إلى هولالاي ومرمياثا ،لتسهيل استعمالها والتراتيل التي وصلتنا هي: 1-((بك يا رب الكل ـ لاخومارا ))ترتل في الرتب الطقسية كافة ،وهي بمثابة قانون إيمان مسيحاني ليتورجي ،خال من المصطلحات المجمعية التقنية. 2-يا عالم أفكار البشر ،ترتل في زمن الصوم (الفرض الكلداني جزء 2ص77 )وتناجي قدرة الله الآب لسند ضعف الإنسان في خضم الشدائد. 3-وإن نزعتم عنكم لباس الخارج ؛ترتل في تطواف القرابين في قداس الأحد الجديد (الفرض الكلداني جزء2ص450 )،ترتيلة بديعة تحّث المسيحيين على التمسك بالرجاء .وإن هم ثبتوا على معموديتهم وتناولهم القربان وسط أمواج الظلام القاتم ،فازوا بالحياة الخالدة. 4-بعين الفكر والحب ؛ترتل في تطواف القرابين في قداس خميس الفصح (الفرض الكلداني جزء2/ص356).وهي ترتيلة لاهوتية عميقة ،يدعو فيها المضطهدين إلى التشبه بالمسيح الصاعد إلى الألم والموت من أجلهم .فالتضحية هي السبيل الأقصر للانضمام إليه. 5-سبحانك ربي لأنك خلقتنا ،ترتل في زمن الصوم ،الأيام الاعتيادية (طالع قذام ودباثر،طبعة الآباء الدومنيكان 19.3 ص35)وهي ترتيلة تبرز تدبير الله الخلاصي ،وتدعو الناس إلى التجاوب معه ورفع الحمد له. أطروحاته الفكرية : هذه التراتيل تتسم عموما بطابع الصلاة والمناجاة :من حمد وثقة واستسلام،وتهدف إلى شد عزم المسيحيين ،وسط الضيق ،لئلا يتزعزع ثباتهم .ويشجع ضعاف القلوب لحمل الصليب على مثال المسيح الذي احتمل الآلام من أجلنا .يعزيهم بالمستقبل المجيد ،إن هم التزموا بقيم الإنجيل: ((إن نزعتم عنكم لباس الخارج ،لا تنزعوا عنكم حلة الباطن ،أيها المعمدون ))(افين شلحيتون1).لكن لا تخلو هذه التراتيل من تعليم لاهوتي عميق واصيل ،فهو ينطلق بالضبط من التدبير: فالله الواحد الأحد هو الذي خلقنا مجانا على صورته الحية ،ومنحنا العقل والحرية(سبحانك ربي2 )وهو آب وابن وروح قدس ـ جوهر واحد وثالوث في آن معا .والمسيح خلصنا بفضل التجسد(سبحانك5)وعرفنا بالله ،وأشركنا في وليمة السماء (سبحانك9و10 )وهو ربنا ومخلصنا وباعث حياتنا (لاخومارا). تعبر هذه التراتيل عن روحانية شخص سائر إلى الاستشهاد بهدوء وسلام وثقة بالنفس ،وإيمان عميق بالرب .ويعرف أن موته ليس النهاية المحتومة ،بل تتويج للقائه بالمسيح.ويعرف أنه على مثاله،يبذل حياته من أجل الرعية .إننا نلمس فيها نفس دفء روحانية اغناطيوس الأنطاكي ،ونفس السلام والشوق المستقرين في قلبه ،كما تعبر الرسائل التي بعث بها إلى الكنائس السبع. نصوص مختارة : 1- بك يا رب الكل نعترف ،وإياك يا يسوع المسيح نحمد ،أنت باعث أجسادنا ومخلص نفوسنا . 2-يا عالم أفكار البشر جميعا ،وفاحص خفايا قلوبهم ؛إنك تعرف ضعفنا ،فارحمنا . 3-وإن نزعتم عنكم لباس الخارج ،لا تنزعوا عنكم حلة الباطن ،أيها المعمدون .لئن لبستم السلاح الخفي لا تستطيع أمواج التجارب أن ترخي عزيمتكم .إنكم تعرفون أي كلمات ـ أي الإنجيل ـ سمعتم،وتعرفون من أي ذبيحة حية تناولتم فحذار أن يغويكم الابليس كما فعل بآدم ،ويبعدكم عن الملكوت المجيد .إنه يسعى لأبعادنا عن الفردوس ،كما فعل بآدم ،لذلك لنناد معا المسيح ،ليأت ويشدد بروحه القدوس نفوسنا جميعا. 4-بعين الفكر والحب لنتفرس كلنا في المسيح الذي ،من خلال الأسرار والرموز،يساق إلى عذاب الصليب ،وها هو موضوع على المذبح المقدس ذبيحا حيا،يحتفل الكهنة بذكرى موته ويحمدونه ويشكرونه على نعماه التي لا توصف. 5-سبحانك ربي لأنك منذ البدء من دون طلب خلقتنا ـ سبحانك ربي لأنك سميتنا صورتك الحية ومثالك . ـ سبحانك ربي لأنك بالعقل والحرية عظمتنا . ـ سبحانك أيها الآب البار لأنك بمحبتك أبدعتنا . ـ سبحانك أيها الابن القدوس لأنك باتخاذ جسدنا خلصتنا ـ سبحانك أيها الروح القدس لأنك بمواهبك أثريتنا . ـ سبحانك أيها الجوهر الخفي لأنك كشفت أقانيمك ببشريتنا . ـ سبحانك ربي لأنك من ظلام الأوثان أعتقتنا . ـ سبحانك ربي لأنك من معرفة الوهيتك قربتنا . ـ سبحانك ربي لأنك إلى دار السماء البهي اولمتنا . ـ سبحانك ربي لأنك عن رتب السماويين أخبرتنا . ـ سبحانك ربي لأنك إلى أدوات ناطقة لخدمتك حولتنا . ـ سبحانك يا ربي لأنك لحمدك مع الملائكة أهلتنا الحمد لك من كل الافواه أيها الآب والابن والروح القدس الحمد لثالوثك من الكائنات العلوية والأرضية الحمد لك في العالمين من الجسديين والروحيين الآن وإلى الأبد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ايشوعياب الجدالي | الولادة: 628 الوفاة: 646 إن الوثائق التاريخية لا تقدّم عن أيشوعياب الجدالي سوى معلومات قليلة مبعثرة هنا وهناك .كنا نتمنى أن نعرف تفاصيل أكثر عن نشأته ودراسته ونشاطه ولكن للأسف !نستدل من المصادر التي وصلتنا ،أن أيشوعياب ولد في قرية جدالا القريبة من قضاء سنجار في محافظة نينوى ،في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ،ونشأ وترعرع فيها ،ولما شّب قصد مدرسة نصيبين الشهيرة لمتابعة دراسته الأكاديمية .ويظهر لأول مرة على مسرح التاريخ ،حينما غادر المدرسة عام 596 ،على رأس فريق من الطلبة إحتجاجاً على تعليم رئيسها حنانا الحديابي .ويصف لنا التاريخ السعردي مغادرة هؤلاء المعارضين : ((وخرجوا من المدرسة وفرقوا قماشهم (البستهم)وأخذوا معهم أناجيل وصلبانا في مقبلان (منديل )أسود وفيارم (مباخر)وخرجوا من المدينة بالصلاة وينشدون تراتيل باعوثا وكانوا نحو ثلثمائة نفس )).ولما وصلوا مدينة بلد وكانت المحطة العادية للقوافل بين نصيبين ونينوى ،استقبلهم مرقس ،أسقف المدينة وأحتضنهم في مدرسة أنشأها لهم في الضاحية وعيّن ايشوعياب مديراً لها . أسقف بلد : لا نعرف ، على وجه الدقة ،متى أصبحت بلد كرسياً أسقفياً تابعاً لرئاسة أسقفية بيث عرباي والتي كانت نصيبين مقراً لها .لا نجد توقيع أسقفها بين تواقيع الأساقفة الذين حضروا مجمع باباي سنة497 . أما قائمة أحبارها الرسمية فتبدأ في منتصف القرن السادس .لذلك على الأرجح جعلت بلد أسقفية في نهاية القرن الخامس .ووفقا للمعطيات العلمية الأكيدة ،خلف ايشوعياب مرقس على كرسي المدينة . وهنا أيضاً نفتقر إلى تاريخ رسامته .وبالتأكيد تمت قبيل سنة612 ،إذ نجده يحضر المؤتمر اللاهوتي الذي عقد هذا العام عينه في البلاط الملكي وبحضور كسرى أبرويز .وقد أدار أبرشيته بحكمة وتفان .أما الحادثة التي انفرد بروايتها التاريخ السعردي والتي مفادها أن كسرى نفاه من بلد بسبب منعه بعض الأريوسية من الدخول إلى الكنيسة ومنعه الوالي من الاستيلاء على كرم عائد للوقف ،فهي خالية من الصحة .أولاً لم أقف على أي ذكر للآريوسين في بين النهرين ،لاسيما عصر ذاك .ثانياً لا تذكر أية مصادر أخرى أن ايشوعياب نفي من كرسيه .على الأكثر ،ينسب إليه التاريخ السعردي هذه الحادثة لاظهار صموده وقد استقاها من سفر الملوك الأول ،الفصل الحادي والعشرين ،وكان هذا الأسلوب مألوفاً لدى المؤرخين القدامى . بطريرك كنيسة المشرق : بعد وفاة غريغوريوس الأول ،أمسى الكرسي البطريركي شاغراً حوالي عشرين سنة .والسبب هو أن كسرى أبرويز(590 _628 )منع انتخاب شخص جديد لهذا المنصب لعوامل إدارية ونزاعات مذهبية بين المسيحيين ،وكانت لجبرائيل السنجاري طبيب الملك الخاص وزوجته شيرين المسيحية اليد الطولى في إصدار قرار البلاط .وقد حاول الأساقفة عبثاً ،مرات عديدة ،الحصول على إذن من كسرى لانتخاب خلف لغريغوريوس .وعندما باءت جميع مساعيهم بالفشل ،اتفقوا أن يدير كل مطران شؤون أبرشيته .أما الأبرشية البطريركية ،فقد عُهدت إدارتها إلى آبا الاركذياقون وكلّف باباي الكبير رئيس دير ازلا بتدبير أمور الأبرشيات الشمالية الشاغرة .وظلت الأوضاع على هذه الحال إلى أن مات كسرى أبرويز وجاء ابنه شيرويه إلى الحكم سنة628 .وكان العاهل الجديد يود إصلاح ما خلّفه والده من نزاعات وبلبلة وخراب على الصعيدين الداخلي والخارجي ،فأذن للأساقفة أن ينتخبوا رئيساً أعلى للكنيسة .وقد التأم الآباء في مجمع قانوني في 11 أيار 628 في العاصمة وانتحبوا بالأجماع ايشوعياب الجدالي أسقف بلد .وتمتّ مراسيم تنصيبه فيها ،وكان البطريرك الجديد يرتدي بيرونا (تاجا)أحمر ،((لما مات أبرويز ملك الفرس وملك ابنه شيرويه (قباذ الثاني)اختير هذا الأب الفاضل وسيم فطركاّ بالمدائن وعليه بيرون أحمر سنة تسع وثلاثين وتسعمائة للاسكندر )). وراح ايشوعياب يسعى جهده في إعادة تنظيم كنيسته وتلبية حاجاتها . ومن بين أولى اهتماماته تثقيف إكليروسه وجماعته حيثما كانوا .وللبلوغ إلى هذه الغاية ،فتح المدارس التي كانت مغلقة وأسس غيرها .وكان متيقناً أن الوسيلة الوحيدة للصمود أمام النظام والمدّ المجوسي والمسيحيين المنشقين هو أن يكون للمرشحين للاسقفية ثقافة عالية وأخلاق رفيعة وروحية عميقة . من هذا المنطلق رسم أشخاصاً فاضلين للكراسي الشاغرة وسهر على كسب ثقة المسؤولين والشخصيات البارزة في البلد من خلال المسيحيين العاملين في الدوائر الحكومية الرسمية . رئيس بعثة دبلوماسية : إن انتصارات هرقل امبراطور الروم على الفرس عام628 ونهاية كسرى أبرويز المأساوية هزّت كيان الدولة الساسانية وأضعفتها وأذلتها .ولما جاء شيرويه إلى العرش راح يفتش عن حلّ سلمي لهذه الحرب التي استمرت سبع سنين (622 _ 628 ).ولكن وفاته المفاجئة حالت دون تحقيق ذلك .كما أن خلفاءه لم يتوقفوا في توقيع معاهدة صلح دائمة مع الروم بسبب فترة حكمهم القصيرة .ففي ظرف ثلاث سنوات توالى على العرش الساساني خمسة ملوك .وظل الوضع على هذه الحال إلى أن جاءت بوران إلى سدة الحكم عام 630 فسعت منذ بداية عهدها إلى إنهاء الخلاف القائم مع الروم وتوقيع معاهدة سلام عادل ،والسعي إلى تطبيع العلاقات بين الدولتين .لهذه الغاية أوفدت بعثة رسمية رفيعة المستوى ،يترأسها البطريرك ايشوعياب ،إلى سلطات الروم .وقد غادر الوفد العاصمة ساليق وقطيسفون في خريف سنة 630 وكان يتألف من رؤساء الأساقفة :قرياقوس (نصيبين)،جبرائيل (كركوك)،بولس(اربيل)،ماروثا(غسطرة)والأساقفة :ايشوعياب (نينوى)،سهدونا (ماحوزا أريون), وأنضم إليهم يوحنان أسقف دمشق . أما أسباب اختيار رجال الدين هؤلاء فهي : أ_ يقين الفرس بأن الروم سوف يستقبلون بحفاوة بالغة رؤساء المسيحيين ويلبون مطالبهم .نلمس ذلك واضحاً في العتاب الذي وجهه كسرى أبرويز إلى البطريرك ايشوعياب الأول ((إنك لم تخرج معي إلى بلاد الروم ولم توفُد أحداً من الأساقفة في صحبتي حتى يزيد الملك موريقي في اكرامي )). ب_ كسب ثقة المسيحيين في الداخل والحصول على دعم الروم وهم مسيحيون أيضاً من الخارج . جـ معرفة رؤساء الدين للغات اليونانية والفارسية وسعة علمهم ودرايتهم بطبيعة البلدين كانت تسهّل مهمتهم . د_ كانت تكلف الدولة أقل من إرسال موظفين مدنّيين يستغلون منصبهم لمنافعهم الشخصية . وقد التقى الوفد بالامبراطور وهو في حلب يشرف على تغيير الجهاز الإداري في الولايات السورية والمصرية ويُهّدىء الاضطرابات الدينية ويراقب عن كثب تحركات العرب المسلمين في شبه الجزيرة العربية ،وقد وصف لنا التاريخ السعردي مقابلة الوفد المشرقي له . ((فخافت بوران أن يقصدها ملك الروم .فسألت ايشوعياب الجاثليق أن يخرج برسالتها إلى ملك الروم لتجديد الصلح ،كما جرت العادة ممن تقدمها .فأجابها إلى ذلك وخرج مكرّماً ومعه المطارنة والأساقفة .فقصد ملك الروم فوجده مقيما في حلب .فدخل عليه وأدى الرسالة وأدخل الهدايا التي كانت معه .فعجب الملك هرقليس من تقلّد امرأة .وابتهج بما رأى من فضيلة (البطريرك)وعقله وفهمه وعلمه (..).وزوّده الملك وخلع عليه وعلى من كان معه وأحسن جائزتهم .وكتب إلى بوران جواب كتابها ،وضمن لها أن يمدّها بالجيوش متى أحتاجت وعرفها أنّ ذلك بسبب ايشوعياب الحامل لرسالتها .وانصرف من بلد الروم مكرّما )). وفعلا وقّع البطريرك والامبراطور على نص المعاهدة وتدور حول ثلاث نقاط رئيسة : أ_ إعتراف الطرفين المتخاصمين بالحدود الدولية المتفق عليها عام591 . ب_ إخلاء كل المقاطعات المحتلة من قبل أحد الجيشين وبأقرب وقت . ج _ إعادة أسرى الحرب إلى ذويهم فوراً . وأخذ الطرفان على ذاتهما تنفيذ بنود المعاهدة .بعدها عاد ايشوعياب إلى ساليق وقطيسفون مسروراً بما حققه للبلد من أمان واستقرار . بعثة تبشيرية إلى الصين : كان لبلاد ما بين النهرين علاقات تجارية ممتازة مع بلدان واقعة على خط الحرير والتوابل ،أي مع أفغانستان والهند والصين .وكثير من المسيحيين كانوا يشتغلون بالتجارة .فانتهز البطريرك ايشوعياب هذه الفرصة ليرسل مع قافلة التجار قسساً ورهباناً ليبشّروا بلاد الصين .وإن النُصب الأثري الذي تم اكتشافه عام1625 في سيان فو خير برهان على المد الإرسالي لكنيسة المشرق وحيويتها .أقيم هذا النصب في 4 شباط سنة781 ،وتخليداً لذكرى وصول أول وجبة من المبشّرين المسيحيين .وقد جاء في القسم التاريخي لهذا الأثر ما يلي : ((أتى من بلاد المشرق شخص تقي يحمل معه كتباً مقدسة يدعى الابن (اوراهام)؟إلى بلاد الصين في عهد الامبراطور ثايوتسونغ عام635 ،وقد أرسل الامبراطور وزيره الأول الدوق فانغ هسوانلينسغ ليستقبل الزائر ويقوده بحفاوة إلى القصر الملكي .أما الكتب التي كانت بمعيته ،وقد ترجمها (إلى الصينية)موظفو المكتبة الملكية ،لأن جلالته أحبّ أن يطلّع شخصياً علي هذا الدين )).ثم يواصل الأثر الكلام عن تعمير الكنائس وفتح المدارس للتعليم الديني وازدهار المسيحية في عهد خلفاء الامبراطور ثايو تسونغ .وقد رفع ايشوعياب كرسي هراة (أفغانستان)وسمرقند (الاتحاد السوفياتي)وبكين إلى رئاسة أسقفية .وقد أعطت مسيحية الصين لكنيسة المشرق بطريركاً هو يابالاها الثالث(1283 _1318 )وزائراً عاماً هو الراهب صوما .وهكذا كان لكنيسة المشرق قصب السبق في مجالات شتى على الغرب المسيحي . علاقات مع الفاتحين المسلمين : استقبل مسيحيو بين النهرين العرب المسلمين الفاتحين بحماس وتفاؤل ،ورأوا في ظهورهم يد الله ،واعتبروهم محررين لاغازين ((في ذلك الزمان ،أخرج الله على الفرس بني اسماعيل وكانوا أشبه بالرمل الذي على ساحل البحر عدداً ،وكان يدبّر أمورهم محمد (الرسول)ولم تصدهم أسوار ولا أبواب ولا سلاح ولا تروس )).وقد جاء في رسائل ايشوعياب الثالث أن ((العرب الذين مكنّهم الله من السيطرة على العالم يُعاملوننا جيداً كما تعرفون .فهم لا فقط لا يعادون المسيحيين ،بل يمتدحون ملّتنا ويحترمون قُسسنا وقديسينا ،ويمدّون يد المساعدة إلى كنائسنا وأديرتنا )). من هذه القناعة انطلقت القبائل العربية المسيحية في الحيرة وجوارها ،تجارب الفرس جنباً إلى جنب مع الفاتحين المسلمين .وهذا التعاون هو الذي أثر في الفاتحين من حيث اتخاذ موقف إيجابي من المسيحيين وتركوا لهم حرية الاحتفاظ بدينهم والقيام بشعائرهم حسبما تقتضيه عقائدهم .وقد نقل لنا الطبري توصية الخليفة عمر بن الخطاب بشأنهم ((أعطاهم الآمان لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم … وإنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُكرهون على دينهم )). إستولى العرب في تموز عام637 على العاصمة الفارسية ،ودخلوها بانتصار كبير ،وكان موجوداً فيها البطريرك ايشوعياب الجدالي .يقول التاريخ السعردي : ((فعندما رأى ايشوعياب الجاثليق أن العرب دمّروا (العاصمة)المدائن ونقلوا أبوابها إلى عاقولا (الكوفة)وأخذ الجوع يفتك بالسكان الباقين ،ذهب فحلّ في بيت كرماي في قرية كرخا )). إن الأدب المسيحي حفظ لنا مجموعة من مراسلات وعهود تمّت بين ايشوعياب ومحمد والخليفة الراشدي عمر بن الخطاب ،غير أنه لا قيمة تاريخية لكل هذه المراسلات .ولكن مما لا شك فيه أنه كان للبطريرك ،وهو الرئيس الأعلى للمسيحيين في طول البلاد وعرضها ،علاقات وثيقة مع الفاتحين، فقد توصل معهم إلى صيغة ثابتة عملية للتعاون والتعامل بين الطرفين . وترتكز هذه الصيغة على نقطتين أساسيتين : أ_ أن يدفع المسيحيون الجزية التي تقوم مقام الزكاة بالنسبة إلى المسلمين مقابل حماية الدولة لهم ، وكانت في غالب الأحيان أقل بهظاً من الجزية التي كانوا يدفعونها للنظام الفارسي . ب_ تترك لهم الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية ،شرط ألا يقوموا بأي نشاط تبشيري في صفوف المسلمين . وفعلاً نال المسيحيون حظوة لدى الملوك والولاة المسلمين بولائهم وتعاونهم واخلاصهم ،وكان لتوجيه رؤسائهم الروحيين الأثر الفاعل على سلوكهم .هذا ما حاولت كل هذه المراسلات ،التي تعود إلى عهود متأخرة ،إن تعكسه ،لأن نجدها لدى كل الطوائف وبصيغ مختلفة ومتناقصة ! وفاته سنة 646 : لمّا أتى العرب المسلمون على العاصمة الفارسية سنة637 ،انتقل ايشوعياب إلى قرية كرخا في مقاطعة بيت كرماي واستقر فيها .ويروي التاريخ الصغير والتاريخ السعردي أن البطريرك الشيخ قصد نصيبين قبيل وفاته لمعالجة الخلاف الحاصل بين مؤمني المدينة ورئيس أساقفتها قرياقوس . ((ولمّا وقع الخلاف بين أهل نصيبين ومطرانهم اسحق (قرياقوس )،قصد ايشوعياب نصيبين من المدائن ليصلح الحال بينهم .فلما وصل كرخ جدان ،اعتلّ بها ومات ،قدسّ الله وروحه ،ودفن هناك)) . ويظهر أن قرياقوس قد توفي أثناء سفر البطريرك وإن أمير المدينة المجوسي حجز أموال الكنيسة ،وقبض على مناصري رئيس الأساقفة ووضعهم في السجن .وحالما وصل ايشوعياب نصيبين ،وأخبروه بالتطورات المفاجئة دعا برصوما رئيس مدرسة الحيرة ورسمه أسقفاً في دير مار سرجيوس القريب من نصيبين ،إلا أن النصيبينين رفضوه .إزاء هذا التعّنت ،عاد البطريرك إدراجه إلى بيت كرماي وقد أنهكه التعب وأثّر فيه تصرف أهل نصيبين ،فتوفي بعد زمن قصير ودُفن في مقبرة الشهداء (بيت سهدي)في كنيسة كرخا .وكان ذلك في 30 آب سنة646 حسبما نستدل من المعطيات التاريخية التي وردت في المصادر المطبوعة . توفي ايشوعياب الجدالي بعد أن ساس كنيسة المشرق ما يقارب 18 عاماً ،وزار مؤمنيها في ابرشياتهم وقوىّ إيمانهم ،وثبّت سلطة الأساقفة وشدّ عزائمهم في ظروف صعبة . تآليفه : حفظ لنا عبد يشوع الصوباوي وعمر بن متى قائمة بعناوين الكتب التي ألّفها ايشوعياب الجدالي : أ_ حسب عبد يشوع . 1-شرح للمزامير . 2-رسائل . 3-قصص . 4-مقالات في أمور شتى . ب_ حسب عمرو . 1-كتاب الرؤوس في توبيخ المخالفين على المذهب (المسيحي المشرقي) 2-كتاب في الكلمات المترادفة 3-كتاب في أسرار الكنيسة ،ويتضمّن 22 سؤالاً وجواباً .ولكن مع الأسف الشديد لم يسلم من تآليف الجدالي سوى : 1-رسالة طويلة في شخص السيّد المسيح . 2-صورة إيمان نقلها عمرو وهي بالعربية . 3-ترتيلة دينية تتلى في زمن الصوم الكبير ((اوون دوشميّا ))نحاول الآن تحليل مؤلفاته هذه . 1-رسالة في شخص السيد المسيح . إنها رسالة أو بالأحرى بحث مستفيض في طريقة الاعتراف بشخص يسوع الواحد الأحد .هذه الرسالة وجهها ايشوعياب حوالي سنة620 ،أيام كان بعد أسقفاً لمدينة (بلد)إلى إبراهيم المادي رئيس دير بقرب قرية باطنايا في محافظة نينوى .وتكشف لنا هذه الرسالة عن عمق معرفة مؤلفها الفلسفية واللاهوتية والكتابية .يكفي إنها أدرجت في مجموعة (المجامع)الرسمية لكنيسة المشرق والتي هي دستور عقيدتها .إننا إزاء وثيقة بالغة الأهمية بالنسبة إلى لاهوت السيد المسيح لاسيّما في هذه الحقبة بعينها ،والجدالات المذهبية المسيحية لا تزال قائمة وعنيفة . وتبرز خصوصيتها في ثلاث نقاط : 1- تحديد المصطلحات اللاهوتية المستعملة بخصوص السيد المسيح ((كريستولوجيا))قبل أن تأخذ قالبها النهائي بالنسبة إلى الفكر المشرقي .فمثلاً الطبيعة ((كيانا))تشير إلى الطبيعة المجردة العامة وهي غير موجودة إلا في العقل .أما((قنوما))فيدل على الطبيعة الخاصة ،الفردية والشخص هو ((الانا))الظاهر ،المتميز ،المستقل . 2-تبادل الخواص .أي يُنسب إلى شخص المسيح ما هو خاص ببشريّته أو بلاهوته . 3-استقلاليته عن التيار اللاهوتي الانطاكي وبخاصة عن تيودورس المصيصي المعدود حجّة وإمام لاهوتيي المشرق . أما نهجه ،فبعد مقدّمة مقتضبة يبدأ ايشوعياب بطرح قضيته ((كيف ينبغي أن يُعترف بشخص المسيح الواحد الأحد))؟ثم يستعرض كل الجدالات اللاهوتية حول الموضوع بتسلسل زمني .بعدئذ يقوم بتحليله فلسفياً وكتابياً (كتاب مقدس)ولاهوتياً ويختم بحثه بتخليص ما توصل إليه من استنتاجات . 2-صورة إيمان : إنها صورة إيمان قدّمها ايشوعياب إلى هرقل امبراطور الروم أثناء سفره إلى سوريا عام630 ،ولم يسلم النص اليوناني _ السرياني ،بل وصلتنا الترجمة العربية وحدها .هذه الصورة قريبة ،إلى حد كبير ،من قانون إيمان مجمع قسطنطينية عام 381 ،وهي أمينة في آن معا إلى تراث الآباء الأولين برفض البدع ، وإلى الفكر اللاهوتي المشرقي .وتقع في عشرة مقاطع . 3-ترتيلة ((آوون دوشميا)). إنها ترتيلة قصيرة تقال في آحاد الصوم الكبير .يُدرج الكاتب بين عبارات صلاة ((أبانا))أبياتاً شعرية تضم مَدْحاً أو طلباً أو شرحاً يتفق والنص الأصلي للصلاة ولا تضم أية تعابير عقائدية .وهي موجهة إلى الله ((الآب))على شكل صلاة جماعية .لقد نسبتها بعض المخطوطات إلى باباي الكبير ،وقد فعل الشيء نفسه بعض المختصيّن بالأدب السرياني ،لكنها في الواقع لايشوعياب الجدالي .لأن أقدم المخطوطات تنسبها إليه ((المتحف البريطاني رقم14675 من القرن13 ))،كما أن هناك تشابهاً كبيراً في الأفكار بين الرسالة وهذه الترتيلة ،كالإلحاح على ضعف الإنسان ولآمة إبليس ،وحاجة الإنسان إلى رحمة الله وعونه ،والدعوة إلى البحث عن إرادة الله وعيشها . نصوص مختارة اتحاد الطبيعتين في شخص واحد : مفهوم الشخص : 131 إن الشخص ((فرصوفا))شكل ثبتته الحكمة الالهية بهدف كشف اللاهوت من خلال الناسوت وخلاص البشرية بواسطة الألوهية .هكذا يجمع الشخص ويربط ويوحد الصورتين :صورة الرب وصورة العبد بوحدة غير قابلة للانفصال أبدا . 132 فالرب الذي اتخذ شخص العبد وطبيعته تحمل الألم والإهانات ليعبر له ((للإنسان))عن محبته .والعبد الذي لبس شخص السيدّ وطبيعته قبل المجد والسجود ليعبر له ((للسيد))عن محبته . 133 نقول بإيجاز ،أن هاتين الصورتين المتميزتين في طبيعتيهما والمحتفظتين بخصوصيتهما تظهران وتعملان في شخص واحد من دون انقسام ولا انفصال . 134 إن هذا الدواء أهدّته المراحم الإلهية لمعالجة شر الابليس الذي بحيله كان قد أغوى الإنسان فعصا وصية الله وابتعد عنه . 135 وظن إنه يقدر بذلك أن يثير غضب الله عليه ،إلا أن الله أخذ ،بنظر الاعتبار ، ضعف الطبيعة البشرية وعدم بلوغ الإنسان النضوج وجهله وهيمنة الشيطان عليه ،فلم يتركه يهلك بأيدي خصومه بل خرج باحثا عنه كخروف ضال ،فوجده وحمله على منكبيه وأعاده إليه (لوقا15/4_5 ). 136 قام الله بكل هذا في سبيل أن يُظهر لخصوم الإنسان إنه (أي المسيح)من نفس جوهره ،واتخذه وجعله شخصاً واحداً معه حتى لا يقدر الأعداء على الإضرار به . 137 والآن يعبده أصدقاؤه بفرح ويخضع له أعداؤه برهبة . شكل الاتحاد : 138 لقد رتب الله كل هذا بشكل كامل .وبنسق تام ،ذلك بجعل الإنسان ،من خلال سكناه فيه ، قوياً ثم أظهره متواضعاً ،صبوراً ومطيعاً في كل شيء (فيليبي2/8 ). 139 وإنه لم يسلك بقداسة وبغير لوم فحسب ،بل كفّر عن ذنوب الجنس البشري بتحمله الموت برضاه . 140 وقد أحبه الله للغاية _ وبشهادة الجميع _ ورفعه ممجّدا وأخزى الشيطان المجرب الذي حاول تضليله ،فاضحاً حيله كلها . 141 مما دفع الرسول الطوباوي إلى القول : ((فوضع نفسه وأطاع حتى الموت ،الموت على الصليب لذلك رفعه الله ووهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء ،كيما تجثو له كل ركبة في السماء وفي الأرض وفي الجحيم ويشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب تمجيداً لله الآب))(فيلبي2/8_11). 142 وبالرغم من أن الشخص الذي تُنسب إليه هذه الأقوال هو واحد إلا إنه يظهر في حقيقتين مختلفتين :السيد الذي تنازل والعبد الذي ارتفع . 143 ومعلوم أن العبد لا يقدر أن يرتفع فوق مستواه ولا السيد أكثر مما هو عليه .فالسيد اتضع من دون أن يفقد طبيعته ،ولو كان قد فقدها فعلا لما تكلمنا عن التواضع كونه قد حصل خراب . 144 ولما قدر أن يخلص العبد وأن يشركه في مجده لو لم يتجردّ من ذاته ويلبس صوره العبد ويظهر بمظهره (فيلبي 2/7 ). 145 تنازل السيد بمحض إرادته نحو العبد لذلك تُنسب إليه شخصيا كل الآلام والإهانات التي تحملها طبيعيا . 146 ومثلما أن السيد تنازل إلى العبد ومات مصلوبا ،هكذا رفع العبد وأكرمه بجلوسه عن يمينه .ولم يفقد العبد طبيعته بارتفاعه ولو فقدها لغدا صعوده خرابا لا مجدا ولما استطعنا أن نتكلم عن التدبير . 147 نزع العبد صورته الحقيرة ولبس مجد الله وسجد له الجميع في شخص الرب وهو سيدين العالم بطبيعة الله الكلمة الحال فيه . 148 وقد اكتسب بفضل اتحاده ،غير قابل الانفصال ،القدرة والسلطان والمعرفة كما قال هو نفسه : ((إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض ))(متى 82/18 )و((إن الآب لا يدين أحداً ،بل جعل القضاء كله للابن))(يوحنا 5/22 ). 149 ولنسمع الرسول الطوباوي يعلن بوضوح في رسالته إلى العبرانيين شخص المسيح الواحد بطبيعتيه : ((إن الله ،بعدما كلم اباءنا قديما مرات كثيرة بلسان الأنبياء بأشكال شتى ،كلمنا في هذه الأيام وهي الأخيرة بلسان ابنه))(عبر1/1_2 ).150 إن لفظة((الابن))المستعملة هنا تشير حقيقة إلى الطبيعتين معا ،إما العبارة التالية فإنها تعلن وجوده البشري مثلما نحن الآن : ((لقد جعله وارثا لكل شيء ))(عبر 1/ 2 ). 151 ومع هذا حتى لا يظن البعض أن الابن كائن مخلوق وإن من ((جُعل وارثا))ليس هو الابن الحقيقي أو مختلف عن المولود من الآب منذ الأزل ،استدرك قائلاً : ((به أنشأ العالمين ،هو شعاع مجده وصورة جوهره ))(عبر 1/3 ).بهذه العبارة أكد الرسول أنه مساو للآب في الجوهر والخلق . 152 ثم يذكر آلامه البشرية قائلاً : ((وبعدما طهّر بنفسه خطايانا جلس عن يمين ذي الجلال في العلى))(عبر1/3 ). 153 تُميز هذه الايات بوضوح بين خالق العالم وابن الآب الأزلي من جهة وبين الوارث والجالس عن يمين ذي الجلال من جهة ثانية ،إلا أن الرسول يتوجه في الحالتين إلى شخص واحد معلناً بأن المسيح واحد وهو ابن الله ولا ينقسم إلى مسيحين أو ابنين. 154 هو نفسه شعاع مجد الآب وصورة جوهره والوارث المذبوح من أجل الخطاة والجالس باقنومه البشري عن اليمين . 155 ويشهد له المقطع التالي: ((فكان أعظم من الملائكة بمقدار ما للاسم الذي ورثه من فضل على أسمائهم ))(عبر1/4 ).إذن صار خالق الملائكة من جديد أعظم منهم وفاق اسمه أسماءهم . 156 حتى آريوس الذي فقد صوابه لم يتجرأ على القول علناً إن المسيح ابن من دون لاهوته العظيم ولا إننا نقدر أن نعرفه من دون بشريته ولا أن نتكلم عن ضعفه البشري من دون لاهوته . 157 المسيح إذن ،ظاهر لنا بشكليه في آن واحد ونسجد له سجوداً متميزاً ونؤمن به بصيغة إيمانية واحدة .إنه ((إله كامل وإنسان كامل))إله تأنس من أجلنا وإنسان تألم لتمجيدنا . 158 والكلمة إله بطبيعته وإنسان بواسطة اتحاده ببشريتنا .كذلك الإنسان بطبيعته وإله بواسطة اتحاده بالكلمة ومثلما أن الله الكلمة لم يصبح بتجسده إنسانين كذلك الإنسان لا يصير بتألهّه إلهين أو ابنين 159 إن المسيح واحد ،إله واحد ،واحد باعتباره مع الاب وواحد باعتباره منّا ،هكذا تظهر وحدة الشخص كاملة . 160 مع هذا نبقى عاجزين عن سبرغور سرّ تدبيره ومهما اعترفنا به لا يمكن أن يدركه عقلنا ؛فقط تمكث حقيقته في فكرنا حتى يسند نفوسنا ،كون المعرفة التامة لا تمنح لنا إلا في العالم الجديد غير البالي ! تعليم مجمع نيقية : 161 إن هذا الصراط المستقيم ،الذي رسمه الأنبياء والرسل بنقاوة ،عليه سار الآباء القديسون المجتمعون بمدينة نيقية .فقد قضوا على الأفكار المضللة وثبتوا عبادة الله وسلموا ما نصّه : ((نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله )). 162 وبعدما وضعوا أولا هذا الاسم المحبوب والمسجود له كأساس لحديثهم عن اللاهوت والناسوت على حد سواء ،راحوا يقولون عن الابن ((الوحيد،بكر البشرية كلها)). بهذا علّموا المؤمنين الإقرار بشخص المسيح الواحد،واحد بولادته الإلهية وبكر لأخوة كثيرين بعماده وقيامته . 163 إن هذين اللقبين يضمّان مجمل تاريخ اللاهوت والناسوت . 164 وللتوضيح أضافوا : ((مولود من الآب قبل كل الدهور ،مولود غير مخلوق ،إله حق من إله حق ،من نفس جوهر الاب .وبه خلق العالمين وكل شيء به كان))بهذا يؤكدون بأن المسيح مساوٍ للآب في الجوهر والقدرة والخلق . 165 ورسموا شكل التدبير بقولهم : ((من أجلنا نحن البشر ،ومن أجل خلاصنا ،نزل من السماء ،وتجسد من الروح القدس وصار إنسانا )). 166 أي قلب صخري هذا الذي لا يميزّ بداية وعلة تجسده وصيرورته إنسانا ؟هل بتغير طبيعته؟لم أسمع أن أحدا قال ذلك ولا حتى من بين الهراطقة القدامى يوجد من تجاسر فقال أن ظهوره كان خياليا ومن دون طبيعته . 167 إننا نقرّ بأن الذي هو إله من إله صار بتجسده إنسانا أي باتخاذه جسدا مثل جسدنا .وهذه بداية تاريخ بشريته . 168 لقد صار إنسانا ذلك الذي هو فوق كل شيء وخالق كل شيء وإن كل ما تحمله الجسد طبيعياً عُزي إلى مالك الجسد شخصياً لأنه متحد به منذ وجوده . 169 بهذه الثقة يقول الرسول : ((لقد أرسل الله ابنه فولد من امرأة ))(غلا 4/4 ).وهذا بالذات ما أراد الآباء القديسون التعبير عنه لما قالوا : ((نزل من السماء وتجسد وصار إنساناً )). (من الرسالة إلى إبراهيم المادي حول المسيح مجلة ((بين النهرين ))العدد89 _ 90 سنة1995 ص120 _123 ). ترتيلة ((أيها الآب السماوي)) أيها الآب السماوي ،القدوس في كيانه ،إجعل الساجدين لك أهلا ليقدسوا اسمك ليأت ملكوتك كما هو سره قبل الزمن ،فها قد دَخلنا منذ زمن في دائرته خبزنا كفاف يومنا أعطنا ،لأن طبيعتنا المائته بحاجة إليه في كل وقت كنت عالما بضعفنا قبل خلقنا ،ولكنك خلقتنا بمحبتك ،فامحُ الخطا عنّا برحمتك . لقد أخطأنا تجاه ألوهيتك وتجاه بعضنا البعض ،فليصفحْ أحدنا للثاني وأنت يا رب ،اغفر لجميعنا . في تجارب الشيطان وشهواتنا لا توقفنا لأنها عاتية ونحن ضعفاء . بعطفك يا حنّان ،خلّصنا من الشرير ،فأنت وحدك تقدر على سحق طغيانه لك الملك والقدرة والمجد ،وامنحنا (النعمة)لنكن ورثة ابنك الحبيب ،ومع القديسين نرفع إليك ،يا سيدنا ،المجد الواجب ،أبد الدهور ،آمين . (الحوذرا جزء 2 ص116 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق النينوي | الولادة: – الوفاة: – يُعدّ اسحق مصدراً مهماً للروحانية الرهبانية في الكنائس الشرقية والغربية معاً ،فهو يأتي في المرتبة الأولى بين الآباء السريان من حيث شهرته العالمية التي تخطّت حواجز كنيسته وبلده .فكتاباته ترجمت منذ البداية إلى اللغات القديمة ولا تزال تُترجم اليوم إلى اللغات الحديثة ويتداولها الرهبان .قرأه السريان الغربيون اليعاقبة _وعدّوه معلماً عظيماً ،ربما لأنهم لم يكتشفوا حالاً هويته النسطورية ،ولما عرفوا ذلك أجروا بعض الرتوشات الطفيفة على كتاباته !ومن خلالهم عرفه الأقباط والأحباش والأرمن،كما شغف به الأرثوذكس على اختلاف كنائسهم.فاعتمده رهبان جبل ((آثوس))دليلاً لهم وسمّوه القديس وكذلك الكاثوليك الغربيون .حياة اسحق الخفيّة وروحانيته العميقة ((من القلب والوجدان)) إستطاعتا أن تذيبا الجليد ،وتزيلا السياجات بين الكنائس المختلفة وتوحّدها حول الروح الواحد ،روح الله الذي يهّب حيث يشاء (يوحنا 3 _8 ). ما نعرفه عن حياة اسحق قليل ،كله مقتبس من كتاب العفّة لا يشوعدناح البصري (القرن التاسع) ومن الوثيقة التي نشرها البطريرك اغناطيوس أفرام الثاني رحماني في مجلته ((دراسات سريانية )).وفقا لهاتين الوثيقتين ،يكون اسحق قد أبصر النور في قطر على الخليج ودرس هناك الكتب المقدسة والعلوم الدينية .ولما شبّ ،إعتنق الحياة الرهبانية وتبحرّ فيها وصار معلماً ((ربن _سرياني )). وفي زيارته الرعّوية لكنيسة قَطر التقى به الجاثليق كوركيس الأول (660 _680 )فأعجب به واصطحبه معه إلى بلاد ما بين النهرين إلى دير بيت عابي ،بالقرب من مدينة عقرة ،حيث رسمه أسقفاً لمدينة نينوى (الموصل الحالية ).إلا أن الأسقف الجديد قدّم استقالته إلى الجاثليق بعد خمسة أشهر من تنصيبه . تُرى ما هي أسباب هذه الاستقالة المفاجئة ؟ تجيب وثيقة الرحماني إن الله وحده عالم بالأسباب التي دفعته إلى الاستقالة .ولكنّ قراءة دقيقة لكتابه تجعلنا نستشف أنه شعر بأنه لم يُدع للقيام بشؤون إدارية ،تهيمن عليها عقلية الامتيازات والكرامات : يقول في الصفحة الأولى من كتابه: ((قلما نجد أو لا نجد إنساناً يستطيع أن يحمل هذه الكرامات … ) (مقالة 1ص2 ).وفي مكان آخر يقول صراحة : ((ضع نفسك في سبيل الله فتزداد كرامة ..اهرب من المجد فتتمجد ،وابتعد عن الكبرياء فترتفع ))(مقالة 5ص68 ).أمام هذا الواقع قرر الاستقالة بدلا من الاستمرار في وظيفة قد تفقده ذاته … واستقالته من أبرشيته لم تمنعه من الاهتمام بالناس ،بل ما أنفك يكون أباً وراعياً ومعلماً ليس لجماعة محدودة ،بل لكثيرين حتى خارج حدود كنيسته وبلده ولغته . يقول كتاب ((العفة)): ((حالما ترك اسحق كرسي نينوى صعد إلى جبل ماتوث الذي يحيط ببلد بيث هوزايي وانفرد مع النساك هناك .ثم أقبل إلى دير ربان شابور..)). هناك ملاحظة وردت في كتاب ((الرؤساء))في ملحق سيرة الراهب قبريانس تقول : ((إن الطوباوي مار اسحق الناسك أسس مقامه في حدود قرية ((حربي ))ليعكف هناك على عيشة بعيدة عن المنظورات )). ويصف لنا كتاب ((العفة))موقع حربي الجغرافي : ((برسهدي الذي شيد ديرا بجانب مدينة حربي على دجلة وأصله من بلاد فارس )).إني أميل شخصياً إلى دمج اسحق النينوي في اسحق الناسك بسبب ما وصفه كتاب((الرؤساء))عن نسكه ،وقد يكون في المرحلة الأولى أقام في ((حربي))ثم انتقل إلى دير مار شابور ،خصوصاً وأن في ذلك الزمان كان يصعب السفر وتحيط به مخاطر كثيرة !ويواصل كتاب ((العفة))كلامه عن اسحق إنه ((كان بصيراً جداً في الكتب الإلهية ، حتى حرم نور عينه بسبب القراءة والنسك.وبعد أن فقد بصره ،أخذ يملي تعاليمه الروحية على تلاميذه الذين أحبوه لرهافة عقله وسمو تعليمه ودماثة خلفه .يقول الأب بيجان في مقدمة طبعته السريانية إن اسحق : ((كان يتناول ثلاث قطع خبز في الأسبوع مع بعض الخضراوات .أما الأطعمة المطهيّة فلم يكن يذقها)).إن طعام المتوحّدين ،أي الذين لا يعيشون حياة مشتركة في الدير ،كان يقوم على وجبة واحدة عادة ،قوامها الخبز والماء وأحيانا قليلا من الطبيخ ،إلا أن المتقدمين منهم في الروحانية ،كانوا يتناولونه مرّة أو مرتين في الأسبوع .وفي دير الربان شابور هذا توفي اسحق ودُفن جثمانه نحو سنة(700 ). كتاباته : يقول كتاب ((العفة))إن اسحق ألفَ كُتباً في الحياة الرهبانية ،ولكن من دون تحديد نوعيتها وعددها ((تضلع كثيرا في الأسفار الإلهية وألف كتباً عن سيرة النساك )).وعبديشوع الصوباوي (+1318 )يورد نصاً : ((وضع اسحق النينوي سبعة مجلدات في تدبير الروح)).ثم يقول في مكان آخر إن ((لدانيال طوبانيثا حلاً لمسائل المجلّد الخامس لإسحق النينوي .أما النص الذي نشره الرحماني فيذكر إن اسحق ألفّ خمسة كتب . إنه لمن الصعب التوفيق بين هذه المعطيات وبين ما وصل إلينا من مؤلفات اسحق .إنّ معظم المخطوطات تحتوي على ما تسميه حديث اسحق النافع في السيرة الرهبانية الذي يضم نحو 82 حديثا وتحت هذا العنوان نشره الأب بولس بيجان Perfectione religiosa De عام1909 في باريس ويقع في 580 صحيفة من القطع الوسط .وقامA.J.WENSINCK بترجمته إلى الإنكليزية سنة1923 تحت عنوان : Mystic Treatises .هناك مخطوطات أخرى تحتوي على الجزء الثاني من الكتاب ،نشر منه البروفيسورسيبستيان بروك سبع مقالات من كتاب ((النعمة))في CSCO مجلد 554 والترجمة الإنكليزية في المجلد 555 سنة1995 .كما وهناك ترجمات يونانية قديمة قام بها رهبان دير مار سابا بقرب القدس في القرن التاسع ،وترجمة حبشية وروسية ولاتينية ،وترجمات حديثة إلى الفرنسية والإيطالية .أما بالنسبة إلى العربية فتوجد عدة مخطوطات تضم نصوصاً عربية ،فقد قام الشماس عبد الله ابن الفضل ،في القرن الحادي عشر ،بترجمة نحو 35 حديثا (مخطوطة رقم350 لدير القديسة كاترينا في سينا )وفي مخطوطة في نفس الدير تحت رقم364 ترجمة لما أهمله ابن الفضل .وقد نشر بعضاً من هذه الأحاديث الأب بولس سباط في القاهرة سنة1934 .وهناك ترجمة عربية حديثة بعنوان : ((اسحاق السرياني ))نسكيات ،ترجمة الأب اسحاق عطا الله بالتعاون مع معهد اللاهوت في البلمند بلبنان ،في سلسلة منشورات النور 1983 ،وقد ألحقها بخدمة مار اسحق (ص362 _384 ).وهذه الترجمة منقولة عن النص اليوناني المطبوع عام 1770 ثم عام1895 ،وهناك فروقات كبيرة بينها وبين النص السرياني الذي نشره الأب بيجان .كما أن كتاب ((الفيلوكاليا ))يضم مقاطع لاسحق ،وكذلك كتاب سائح روسي ((على دروب الرب ))،منشورات النور 1992 . لمن يكتب اسحق ؟ واضح أنّ اسحق يكتب للرهبان بشكل عام وللمتوحدين بشكل خاص ،ويستعمل الأسلوب للمخاطب المفرد المباشر ،وكأنه يخاطبك أنتَ بالذات ويريد إرشادك إلى ما تبحث عنه: ((لقد وجدت يا أخي عظاما ..هذه هي يا أخي نصيحتي لك ..يا عبد الله… لقد أصبحتُ مجنوناً يا أحبائي))وأحياناً يستعمل أسلوب السؤال والجواب كما في المقالة 35 .والأسلوب نفسه نجده عند الروحانيين السريان أمثال أفراهاط وسهدونا وشمعون ده طيبوثية .يهدف اسحق إلى مساعدة قارئه على اكتشاف دعوته ((قصة حياته ))وتحقيقها في تفاصيل الحياة اليومية ويسمي هذا الشريط من القناعات والممارسات ب((طريق الحياة)).والحياة التي يقود إليها شبيهة بالحياة من بعد القيامة ، يبلغها المتوحد من خلال مصاحبته الكتاب المقدس والصلاة والدموع ونسيان العالم ونسيان الذات والتأمل بعظمة الله ومجده وتسبيحه فيرفعه الروح القدس شيئاً فشيئاً إلى نعيم غير محدود ..إنها استباق لحياة الدهر الآتي (طالع المقالة35 ).أسلوبه صعب وسبر أغوار روحانيته عمليّة شاقّة .فهو نفسه لم يقم بالكتابة إنما قام بها أحد تلامذته … وخبراته الروحية تفاجئك دوماً بالجديد والعميق .. روحانيته : إن تعليم اسحق وخبرته الصوفية لهما طابع الشمولية .فهو في كلامه ،يتناول الإنسان كلّه:الطبيعة ،القوى ،التاريخ ،النعمة ،العهد ،القطيعة ..إنه ينير مكننة قلب الإنسان العميقة لينهض به من الأهواء بعون النعمة الإلهية ،ويرتقي به (مقالة 3ص41 ).يرتكز تعليمه على الكتاب المقدس وهو نقطه ارتكاز وانطلاق : ((ركّز نظرك بانتظام على الكتاب المقدس وثابر على قراءته وتفسيره ،فهو يجنّبك مشاهدة أشياء أخرى غريبة ))(مقالة2ص14 ).وكلمة الله في نظر اسحق تعتنق كل المسيرة الروحية ((بها يؤمن (المتوحد)وبها يتحرك ويتغذى ،وإليها يعود وبها يتكلم ويعبّر (المقالة2 ص17 ).إن مكانة الكتاب المقدس في حياة اسحق ليست استثناءً إنما الكتاب المقدس هو الكتاب الأول والأوحد في الكنيسة السريانية .إنه ((صورة الكتاب))_وإن الأدب السرياني ،لو استثنينا الترجمات الفلسفية والطبية من اليونانية في عهد العباسيين ،لهو أدب ديني محض يُهيمن عليه الكتاب المقدس .واسحق يستشهد بأقوال الآباء الشيوخ ويذكرهم صراحة :باسيليوس ،أفغريوس البنطي ،أنبا أرسانيوس ،ديونيسيوس الأريوباجي ،ثيودورس أسقف مصيصة ((المفسر الطوباوي))،أفرام ،يوحنا المتوحد ،ديودورس الطرسوسي ،ومتأثر بمكاريوس وبآخرين . على غرار هؤلاء الآباء يرمي اسحق إلى إرشاد الراهب إلى حياة الاتحاد بالله من خلال التأمل المتواصل والتجرّد الكامل والتقشف الصارم والسهر والصلاة والصوم ومحاربة الشيطان والعالم والجسد .ويتخذ المسيح نموذجاً مطلقاً لهذه المسيرة ،ويركز على الألوهة ،وقد تكون رمزاً للثالوث .ويعرض نهجه بكثير من التقنية مقسماً إياه إلى ثلاث مراحل .ويوصي بعدم إحراق المراحل أو القفز ،فالتدرج الروحي يتم على مراحل : ((من يدعي أنه قادر أن يحصل على الفضائل العظمى من دون ممارسة الفضائل الصغرى ،فهو سائر إلى الهلاك لا محالة ،لأن الله صممّ أن تصدر الفضائل الكبرى من الصغرى ))(مقالة 39 ص300 ) وهذه المراحل هي : 1-المرحلة الجسدانية _أو المسلك 2-المرحلة النفسانية 3-المرحلة الروحانية من خلال هذه المراحل الثلاث يتمكن الراهب من بلوغ ذروة الاتحاد بالله ،والتحرر الكامل من العالم الحسّي . المرحلة الجسدانية : على الراهب ،في بدء حياته النسكية ،محاربة الشيطان والعالم والجسد وأهوائهم بواسطة قيامه بممارسة خارجية كالصوم والسهر في الليل والصلاة وتلاوة المزامير .((من الغروب إلى الفجر يقفون _الرهبان في الصلاة ممجدين الله بالمزامير والتسابيح والمداريش والتراتيل الروحية ))(مقالة 35 ص242 ).يشدد اسحق على التوبة .((أعطيت التوبة للبشر نعمة فوق نعمة … إنها ولادة جديدة ..هي باب الرحمة)) (مقالة43 ص315 ).وتحتل الدموع مكانة كبيرة في تعليمه ،كما في تعليم سابقيه ،وحتى نجد إشارة إلى ذلك في القرآن ((ترى أعينهم تفيض من الدمع ))(المائدة 83 ).((الدموع تقود إلى الحب الكامل لله)) (مقالة35 ص245 )و((إذا بلغت أرض الدموع ،فأعلم أنك قد تخلّصت من سجن هذا العالم ،وإنك قد وضعت رجلك على الطريق المؤدية إلى العالم الجديد وتبدأ تستنشق الهواء المذهل الموجود فيه… )) (مقالة14 ،ص125 _126 ).ويوصي بمخافة الله كأساس الفضيلة .((إن مخافة الله رأس الفضيلة وابنة الإيمان كما قيل .تُغرس في القلب وتمنحه الفرصة للتخلّص من إغراء العالم ،وتصقل حواسه الشاردة ) (مقالة 1ص1 ).ثم ((إن مخافة الله تنفع الطبيعة البشرية ،وتصدها عن مخالفة الوصايا .أما الحب فيحرك فيه _أي الراهب _الشوق إلى الخيرات التي من أجلها يعمل الصالحات ))(مقالة3 ص30 ). تمتاز هذه المرحلة بنكران الذات والتجرّد ،يقول اسحق .((أترك الأمور الحقيرة لتحصل على الكريمة . كن ميتاً في الحياة وحياً في الممات .اجعل نفسك تموت بنشاط ولا تعش في الخطيئة _الدَين )) (مقالة3ص31 ).و((ليكن لديك واضحا أن كل صلاح يتحقق فيك ،ظاهرياً أو خفياً ،هو ثمرة المعمودية والإيمان ،بهما دعاك يسوع إلى كل الأعمال الصالحة ))(مقالة1ص10 ). إن أجمل ما وصل إليه اسحق هو عدّه حياة الراهب شهادة تقابل شهادة الدم .((ليس الذين يموتون لأجل ايمانهم بالمسيح هم الشهداء فحسب ، إنما الذين يموتون لأجل حفظ وصاياه أيضاً ))(مقالة3ص31 ). المرحلة النفسانية : بعد أن يتنقّى الراهب من ((دنس الجسد))يبلغ المرحلة الثانية من مسيرته إلى الله :المرحلة النفسانية .فيها يجدّ لكي يطهر نفسه من الأفكار الغريبة والأهواء الشريرة ليحصل على ((الصفاء)).((نحن نؤمن بما يلي .إن الله لم يخلق صورته قابلة للأهواء وأقول أن صورته لم تكن الجسد ،إنما النفس ،لأنها غير مرئية .كما نؤمن بأن هذه الأهواء غير طبيعية بالنسبة إلى النفس …لأن الألم والأوجاع هي للجسد..))(مقالة 3ص21 _22 ).في هذه المرحلة يسعى الراهب إلى جعل عقله خالياً من كلّ فكر طائش ،وميل منحرف ،وأن يكون قلبه متجهاً نحو الله .((ما هو نقاء الفكر ؟إنه ليس في عدم معرفة الشرور ،وإلا أصبح (الإنسان)بهيمة… إنما نقاء الفكر هو في رفقة الإلهيات التي نحصل عليها بعد ممارسة فضائل كثيرة ))(مقالة 2ص 27 ). يلحّ كاتبنا على أهمية القلب ودوره في ضبط الحواس وفي إعطاء السلام والأمان للراهب .((القلب مركز الحواس الباطنية وهو المطلق والأصل .فإذا كان الأصل مقدساً ،كذلك تكون جميع الأغصان .وإلا لن يكون هناك أيّ غصن مقدسّ … يتنقىّ الفكر ويُصفّى بمعاشرة الكتب _المقدّسة _وبالصوم والخلوة .أما القلب فيتطهر من كل شيء باحتمال صعوبات جمّة وبعدم مخالطة العالم وبالأمانة الكاملة ولما يتحرّر من ملاقاة الأمور الحقيرة لا تتُسخ نقاوته .والحواس العفيفة تجلب الأمان للنفس )) (مقالة 3ص29 ).يذكر اسحق أن على الراهب أن يعيش في هذه المرحلة في اليقظة والرجاء والانتظار المرحلة الروحانية : عندما تحصل النفس على صفائها الأول يكون الراهب قد بلغ عتبة المرحلة الروحيّة التي هي ذروة الحياة الصوفيّة .ويعدّها هبة مجانية من الله .((إذا غذّى _الراهب _شوقه الطبيعي بالحقائق الإلهية التي ذكرتها ،ويبحث بدون كلل عنها ويتعمق فيها ،بعد أن يتغلب على أهوائه ويضبطها ،ويصون نفسه ، ويتضرع إلى الله في صلاة حارة مستمرة ،أذاك _إذا شاء الله ،أن يمنحه هذه الهبة ،يفتح له الباب ،بسبب تواضعه ،لأن أسرار الله تُكشف للمتواضعين ))(مقالة 12ص122 ).طبيعي إن الذين يحصلون على هذه النعمة هم قلة (مقالة22 ص166 ). ها هي هذه المرحلة ؟((إن جميع القديّسين الذين عُدّوا أهلاً لها ،السيرة الروحية ،أي الانخطاف في الله اقتيدوا بقوة الإيمان في فرح هذه السيرة الفائقة الطبيعة .إني لا أتكلم عن الإيمان بالتمييز بين أشخاص اللاهوت المسجود له وخواص كل طبيعة … إنما أتكلم عن الإيمان الذي هو نور روحي ،يشرق في النفس بواسطة النعمة))(مقالة52 ص376 ).((المرحلة الروحية هي الممارسة بدون الحواس ..أذاك تكون كثافة الجسد قد تلاشت ،والرؤية روحية … والعقل موجهاً بكامله إلى الله في مشاهدة مجده الخالد)) (مقالة40 ص304 ).ويذكر اسحق ((إن هذا يتّم بتدخل الروح القدس .ويشبه حلول الروح على النفس كحلول الروح القدس على القربان في سر الأفخارستيا .ويكفي لحصول ذلك لحظة واحدة )) (مقالة22 ص172 ).ويوجز المراحل الثلاثة بقوله: ((لا يُمنح الطفل خبزاً قبل أن يُفطم من الحليب ،هكذا الإنسان الراغب في الاغتناء من الله ،عليه الانقطاع عن العالم … إن أعمال الجسد تسبق أعمال النفس ،مثلما في الخلق يسبق الجسد النفس .ومن ليس له أعمال جسدانية لا يمكن أن يكون له أعمال نفسانية .فالأخيرة نتيجة الأولى ،كما السنبلة نتيجة حبّة القمح المجردّة ومن ليس له أعمال نفسانية فهو خال من مواهب الروح))(مقالة4 ص40 _41 ).هذا هو تعليم اسحق النينوي ،الذي غذّى المئات من الرهبان في بحثهم عن الله ،ودعمهم وساندهم خلال حياتهم في انتظار الرجاء السعيد والرؤية الكاملة … نصوص مختارة ضرورة الانتقال من الحياة المشتركة إلى الوحدانية : ((من يشتاق إلى الله على مستوى ،بعد مغادرته العالم ،لا ينبغي أن يمكث زمناً طويلاً في الحياة المشتركة .فبعد أن تدّرب على الحياة مع الاخوة ،وتعلم نظام وهدف السيرة ونوع التواضع ،عليه أن يترك ويعيش وحده في كوخ ،حتى لا يعتاد على العيش مع الكثيرين ،فتتحول بساطة البداية إلى التكبّر بسبب فتور الاخوة .لقد عرفت العديد من الاخوة ،كانوا في بداية مغادرتهم العالم أنقياء وودعاء ،لكن بعد زمن قصير ،بسبب العيش مع الكثيرين ،صاروا متكّبرين ومزعجين ،وفقدوا الوداعة الأولى .لذلك على الأخ(الذي يشتاق إلى الله)أن ينعزل عن الجماعة ،ويعيش في ألفة مع شيخ واحد مشهود له بحسن السيرة ومعرفة الخلوة ،يعاشره هو وحده ،وعليه يتتلمذ ويتعلم سلوك إخلاء الذات ،ولا يحتك مع أحد غيره ،وسوف يرتقي في زمن قصير إلى تذّوق طعم المعرفة ))(طبعة بيجان ص582 ). ((بالنسبة إلى المبتدئين ،ترتكز أسس السيرة الرهبانية على إخلاء الذات ،وحفظ السكوت ،وعدم التعلّق بشخصٍ ما أوامرٍ ما .عمل السيرة :تحمل الظروف الطارئة ،وممارسة التواضع والقيام بالصلاة . أما ثمارها :الولوج في رجاء نعيم الاتحاد بالله ،والسبيل الصحيح إلى ذلك هو الحصول على مفاتيح أسرار الروح المجيدة .ونهاية المطاف :تذوّق الحب والدالّة مع من نحب .فإذا كان أحد المبتدئين في هذا السلك لا يعرف إخلاء الذات والخلوة ،فهذا هو بالتأكيد من يعيش ذلك يكون متواضعاً وممارساً الصلاة .وإذا كان أحد فارغاً من هذا ،فهو واقع بالضرورة في اضطراب الخطيئة .لا فقط ليس للخاطئ مكان في الملكوت ،بل له مكان معروف في جهنم ))(ص583 ). الخوف والمحبة في السيرة الروحية : ((الإنسان العائش في الإهمال يخاف من دنّو ساعة الموت .ويرتعد عندما يقترب من الله ساعة الدينونة وإذ يصل تماماً أمامه ،تبتلع المحبة الاثنين (الخوفين)..كيف يكون ذلك؟عندما يعيش الإنسان في المعرفة والسيرة الجسدية ،يهاب الموت ،وعندما يسلك في المعرفة والسيرة النفسية ،يرتجف فكرهُ كلّما تذكّر الدينونة ،لأنه يعيش مستقيماً على صعيد الطبيعة ،ويتحركّ وفق نظام النفس ومعرفته وسيرته .إنه يتحسن باقترابه من الله ،ولكن حين يدرك معرفة الحق ،يحس باندفاع إلى أسرار الله ،ويثبت على الرجاء العتيد ،حينئذ يبتلع (الخوف)بالمحبة . إن الإنسان الجسدي يشبه ،في خوفه ،الحيوان أمام الذبح ،أما الإنسان الناطق (العقلي)،فخوفه هو من قضاء الله ،ولكن من كان ابناً يتصرف بدافع الحب وليس خوفاً من القصاص : ((إني وبيت أبي نخدم الرب ))(يشوع 24 _15 ).المحبة تزيل الخوف .إنه (الابن)لا فقط يكون بلا خشية ،بل يتمنى أن يغادر حياة هذه الدنيا .المحبة تحلّ الحياة الزمنية ،ومن أدرك محبة الله لا يعود راغباً في البقاء على الأرض . أيها الأحّباء :لقد أصبحتُ أحمق ،ولا أتحمّل حفظ السرّ في السكوت .إني ارتضي بأن أكون جاهلاً لفائدة اخوتي ،لأن الحبّ الحق لا يستطيع أن يحبس لنفسه شأنا من شؤون الحب ،ويحرم منه أحبّاءه .مرات كثيرة حينما كنت أكتب هذه الأمور ،كانت أصابعي تتوقف على الكراس ،لأني عجزت عن مقاومة السعادة التي كانت تغمر قلبي وتُسكت حواسيّ .لذلك ،طوبى لمن يعيش على الدوام في مصاحبة الله ،مُبعداً نفسهُ عن كل أمور الدنيا ،وماكثاً بقربه هو وحده ،عائشاً في معرفته .وحتى لو طال صبره ،فلن يتأخر كثيراً عن جني الثمار .الفرح بالله أقوى من حياة الدنيا ،من اكتشفه ،لا يبقى على مستوى الأهواء فحسب ،بل لا يبالي بحياته ،وليس له شعور آخر غير هذا الفرح ،إذا استعدّ له)) (ص429 _430 ). أقوال مأثورة : _ بداية الحياة تقوم على تصويب الذهن على كلمة الله وممارسة الصبر … إنهما أساس الحياة المسيحية (مقالة1 ص2 ). _ تحرّر أولاً من الروابط الخارجية ،وأسع أن يأسر الله قلبك .فالتحرر من المادة يسبق التوحد (التنسك)بالله (مقالة4 ص40 ). _ النفس التي تحب الله تجد راحتها في الله وحده (مقالة4 ص40 ). _ أحبب الصمت أكثر من أي شيء آخر .فالصمت يقربّك من الثمر الذي يعجز اللسان عن وصفه ولا تدري أي مقدار من النور سوف يشرق فيك .(مقالة65 ص443 ). _ الحب يزيل الخوف (مقالة65 ص431 ). _ إن الحب أعذب من الحياة ،وفهم الله النابع منه أعذب من العسل (مقالة 65 ص )_ لتتأرجح كفّة الرحمة في كل حياتك حتى تحس بالرحمة التي يحملها الله للعالم (مقالة65 ص455 ). _ التوبة أمّ الحياة ،بها تفتح لنا الحياة بابها وتعيد إلينا النعمة التي فقدناها بعد المعمودية (مقالة65 ص443 ). المراجع : 1 _ كتاب اسحق نفسه في ((الحياة الرهبانية))(بالسريانية ). 2 _ ألبير أبونا ،أدب اللغة الآرامية ،بيروت 1970 ،وخلاصات الأدب السرياني الأخرى . 3 _ Elic Khalife _Hachem ,Isaac de Ninive _Dictionnaire de Spiritulite t. VII Paris 1971 pp.2040 _2054 ). ودراسة الأب ألياس خليفة تُعد أفضل دراسة لروحانية اسحق حتى اليوم .أضف إليها المراجع المذكورة في الهوامش . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| افراهاط الحكيم | الولادة: 270 الوفاة: 346 يعدّ يعقوب افراهاط أحد أقدم شهود لاهوت كنيسة ما بين النهرين ،وممارساتها الطقسية ،وصلت كتاباته إلينا ،من هنا أهميته. ليس في حوزتنا معلومات دقيقة عن حياته ونشاطه ،إنما نستدل ،من كتاباته ،إنه من أصل يهودي ، وليس وثنيا مرتدا كما كان يعتقد .إنه أحد المنتمين النشطين إلى جماعة أبناء العهد .عاش في أيام الشاه الفارسي شابور الثاني (309-379 ) ومات في أغلب الظن عام346 .ويبدو أنه اسقف بسبب لهجته في الكتابة وتسميته ب سرياني وهو لقب الاسقف .سماه المؤرخون السريان بالحكيم لجودة أدبه ،وحصانة فكره ،وأمانته على نقاوة الإيمان ،ولكن في اعتقادي لهذه التسمية علاقة مع ((معلم البر ))في تنظيم الاسينيين ،أي حاملي الشفاء . فقد جاء في نظام هذه الجماعة ((للرجل الحكيم ،أن يعلم القديسين ليعيشوا بحسب نظام الجماعة ،ليطلبوا الله من كل قلبهم)). تآليفه : وصلنا من افراهاط 23 موعظة( سرياني ـ بينة)،لخص فيها للموعوظين ولجماعة العهد ،العقيدة والآداب المسيحية .وقد أورد تاريخ كتابته إياها في الموعظة 22 : ((كتبت هذه المواعظ الإثنتين والعشرين ،مرتبة على الأحرف الأبجدية الاثنين والعشرين .وقد ألفت العشر الأولى سنة648 (336 ـ 337 م)لملك اسكندر بن فيليبس المقدوني ،كما هو محرر في آخرها .أما الاثنتي عشرة الأخرى ،فقد كتبتها في سنة 655 (343 ـ 344 م)لملك اليونان والرومان في سنة 35 لحكم شابور الملك الفارسي )).والموعظة 23 ((العنقود ))فقد جاء في خاتمتها إنه كتبها في شهر آب عام 345 . إكتشف هذه المواعظ العالم البريطاني كيورتن في دير السريان بمصر في ثلاث مخطوطات تعود إلى القرنين الخامس والسادس ،ونشرها لأول مرة وليم رايت ثم باريزو مع الترجمة اللاتينية .كما توجد ترجمات حديثة بالإنكليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية وهناك مختارات قديمة من مواعظه بالعربية وهذه عناوينها: 1-الإيمان 2-المحبة 3-الصوم 4-الصلاة 5-الحروب 6-جماعة العهد 7-التائبون 8-قيامة الموتى 9-التواضع 10-الرعاة 11-الختان 12-الفصح 13-السبت 14-رسالة رعوية ـ مجمعية 15-الحلال والحرام من الأطعمة 16-تنصر الوثنيين 17-معنى ((المسيح ابن الله)) 18-البتولية والقداسة 19-ضد اليهود 20-مساعدة الفقراء 21-الاضطهاد 22-الموت والأزمنة المقبلة 23-العنقود صحة الإسناد يذكر أفراهاط إنه كتب 22 موعظة على عدد الحروف الأبجدية ،ويؤكد ذلك ابن العبري وعبد يشوع الصوباوي.أما الإشكالية فتعود إلى أن المخطوطتين ،اللتين اكتشفهما كيورتن تنسبان إليه23 موعظة .واحتار العلماء في تحديد صحة إسنادها.منهم من أنكر صحة نسبة رقم14 إلى افراهاط وآخرون قالوا إنها له وآخرون أنكروا صحة إسناد الأخيرة23 .بيد أني أرى أن الأخيرة 23 هي من تأليفه،وأن الرابعة عشر ليست له وللأسباب التالية: الموعظة 23 1-أسلوبها ،وأفكارها مطابقة للسابقات .فافراهاط يستعمل الأسلوب المباشر ((أيها الحبيب)). 2-إنها بمثابة مدخل: ((تسلمت رسالتك ،أيها الأخ الحبيب ،وسررت كثيرا بمطالعتها وبرغبتك في ايجاد اجوبة (لاسئلتك).. إستمع إلى ما سأقوله لك .افتح لي عيني قلبك الداخليتين ،وحواس ذهنك الروحية ..أكتب لك أيها الأخ الحبيب إستجابة لطلبك حول المسائل التي طرحتها ))ويذكره بذلك في الموعظة 6 ((إقرأ ما قد كتبته لك وللأخوة ،ابناء العهد ،الذين يحبون البتولية)). 3-لربما قد حصل خطأ في نقل التاريخ 345 عوض335 ،والحرفان د و ج متشابهان في السريانية ،وهذا أمر مألوف لدى النساخ .فالأضبط إنه كتبها في 335 . 4-يستعرض فيها تصميم الخلاص ليتناوله بالتفصيل في المواعظ اللاحقة. 5-الصلاة الطويلة (المقاطع 53 ـ 60 )دخيلة ولا صلة لها بالموضوع ،وتشبه إلى حد كبير الصلوات التي تقال بعد(( سرياني ))في صلاة الصبح عند الكلدان . الموعظة 14 1-إنها رسالة مجمعية بالمعنى الحصري .فالكاتب يتكلم بصيغة الجمع وكمن له سلطان: ((إلى اخوتنا الأحباء ،الأعزاء الأساقفة والكهنة مع لفيف ابناء الكنيسة القاطنين في ساليق وقطيسفون))في حين أن المواعظ الأخرى موجهة إلى شخص يدعوه ((الأخ الحبيب)). 2-وتشير الموعظة ،بصراحة ،إلى الخلاف القائم بين رؤساء الكنيسة ،لأجل ذلك يكتب إليهم ،داعياًإياهم إلى الخضوع والوحدة : ((أيها الاخوة :كتبنا لكم بسبب البلبلة التي حدثت ،لكي يحصل بيننا الوفاق والسلام ..تعلمون ،يا أحباءنا ،أن أرباب الشريعة والسلطان المتولين أمر شعبنا ،قد تغيروا علينا بغضاً وحسداً بسبب مطامعهم الخسيسة ،مع أن سلوكنا يوافق تعليمنا.إننا قد سرنا علانية وأدبنا علانية ،بيد أن الدرجة المقدسة التي قبلها منا أشخاص بوضع اليد ،هي السبب في النزاع . قلما يوجد من يسأل عمن يتقي الله ،بل يسأل عمن هو أقدم في الرسامة .فإن قيل :فلان أقدم ،قال: يحق له التقدم في المجلس)). 3-وردت فيها كلمات يونانية في حين لا أثر لها في المواعظ الأخرى . 4-إنها موعظة طويلة مملة عكس المواعظ الأخرى المقتضبة . في اعتقادي أن المواصفات التي وردت فيها هي أقرب إلى زمن الجاثليق يوسف الأول (توفي 567 )منها إلى زمن افراهاط. أسلوبه : يكتب افراهاط نثرا إلا أنه سرعان ما ينتقل إلى السجع ويجعلك تشعر بأنك تقرأ لصديق حميم ،يخاطبك بقلبه وعاطفته .لغته بسيطة وصافية من الألفاظ الدخيلة .ويستعمل أحياناً بعض الصور والمقارنات ،ويستمد معظمها من الكتاب المقدس . أطروحاته اللاهوتيه : تعد مواعظ افراهاط الحكيم مواعظ تعليمية روحية وهي أقدم وثائق مكتوبة وصلتنا عن كنيسة ما بين النهرين ،فهي تعكس صفاء فكره ،قبل أن يتأثر بالفكر اليوناني عن طريق مدرستي الرها ونصيبين . إنها مشبعة بآيات من الكتاب المقدس الذي يعرفه معرفة واسعة ،ويسمي نفسه ((تلميذ الكتب المقدسة )) وقيل :لو ضاع الكتاب المقدس لوجد لدى افراهاط .كما ويعرف عادات وتقاليد اليهود ويفنّد اعتراضاتهم إلى المسيحية . هذه أهم أطروحاته : 1-الإيمان في الموعظة الاولى من مجموعته ،يشبه أفراهاط الإيمان ببناء شامخ مشيد من مواد عديدة وألوان مختلفة أساسه ((صخرته المتينة))هو المسيح .هذا التشبيه يستمده من الرسالة إلى افسس (2/20 ـ 22 )، فراح يبني مواعظه على هيئة هرم كبير:بدايته الإيمان وقمته الموت والثواب .وهذا يتم في شريط طويل من العيش المتطلب: ((يؤمن الإنسان أولا ثم يرجو ويتبرر ويتدرج في الكمال حتى يصبح هيكلا لائقا بالمسيح ..لما يؤمن الإنسان ،يشرع في الدرس باستمرار ،ليثري ذاته وليغدو مسكنا لروح المسيح لذلك ينبغي عليه أن يمارس الصوم والصلاة والمحبة والصدقة والتواضع والقداسة والعفة والحكمة البساطة والصبر والضيافة واللطف والزهد.الإيمان يتطلب كل هذه الزينة))(1/1 ـ 4).إذن ،الإيمان ليس في نظر افراهاط مسألة نظرية فحسب ،وإنما هو انتماء يومي ،يترجم في تفاصيل الحياة . لقد ورد في هذه الموعظة قانون إيمان جاء بصيغة بسيطة وبعيدة عن الجدالات اللاهوتية المعقدة التي اشتها المسيحية في القرنين الرابع ـ الخامس ،قد يكون صدى للصيغة التي كانت تطلب من طلاب العماد قبيل تغطيسهم في الماء ،أو هو جواب على أسئلة مخاطبه ،ولا علاقة له بقانون إيمان نيقية 325 الذي يجهله تماما . الإيمان هو : 1-أن يؤمن الإنسان بالله رب الكل ،خالق السموات والأرض والبحار وكل ما فيها. 2-خالق آدم (الإنسان)على صورته. 3-والمعطي موسى التوراة . 4-والذي أرسل روحه إلى الأنبياء . 5-والذي في الأخير :أرسل مسيحه إلى العالم . 6-والإيمان هو أيضا ،أن يؤمن الإنسان بقيامة الموتى . 7-وبسر المعمودية . هذا هو إيمان ((كنيسة الله)). بعده ،يسرد افراهاط بعض أمور عملية على المؤمن تجنبها كي يكون انتماؤه كاملاً: ((على المؤمن أن يكف عن حفظ الساعات والسبوت والأشهر والفصول ،والسحر والتكهين والتنجيم ،والشعوذة والفجور ،والمعتقدات الباطلة والأقوال المنمقة المعسولة والتجديف والزنى والشهادة بالزور والكلام بلسانين .هذه الأعمال ،إذا تجنبها ،يكون قد سلك في الطريق المؤدية إلى الصخرة الحقيقية ،أي المسيح،المشيد عليه البناء كله )).هذه التعليمات الخاصة بالآداب المسيحية ،تشبه إلى حد كبير مذهب الطريقين الذي يذكره كتاب الديداكية والراعي لهرماس . 2-وحدانية الله والثالوث مفهوم الثالوث غير متبلور بصيغته اللاهوتية ، بعد ،عند افراهاط بالرغم من استعماله مصطلح الثالوث نجد لديه الألفاظ :الآب والابن والروح القدس ،ولكن من دون أن يشرح مدلول كل منها : ((هذا ما أقوله وأقره:إن الله واحد ومسيحه واحد والروح واحد والإيمان واحد والمعمودية واحدة)). ((أُؤمن بثبات وحق أن الله واحد وثالوث في آن .وأعترف بصدق بالبشرية التي اتخذها الابن)).لا يشك افراهاط ،طرفة عين ، في احدية الله ،ولا يفهم الثالوث ثلاثة آلهة على غرار الأساطير الوثنية : ((نحن نعرف أن الله واحد .ونشكر ونسجد ونهلل ونبجل ونمجد عظمته بواسطة ابنه يسوع ،مخلصنا الذي اختارنا وقربنا إليه ،وعرفنا به )). كما توجد الصيغة العمادية : الآب والابن والروح القدس . 3-يسوع المسيح عقيدة افراهاط ،بخصوص المسيح ،وردت بشكل رئيس في الموعظة 17 ،وهي صدى لما جاء في الإنجيل يسوع شخص تاريخي كامل ،فيه حاضر الله ويتجلى: ((نسجد ليسوع لأننا نعترف إن الله حاضر فيه )). وأفراهاط بعيد عن التعابير اللاهوتية التقنية :طبيعة ،أقنوم،جوهر ،شخص ،بل يسلك خط العهد الجديد نفسه: ((إننا نؤكد بثبات أن يسوع ربنا ،إله وإبن الله ،ملك وإبن ملك ،نور من نور ،إبن،مشير ،دليل ،طريق ،مخلص ،راع،جامع ،باب ،جوهرة ،سراج ،وله أسماء أخرى نتركها الآن لنبين أنه ،إله وإبن الله ومن الله أتى ،إن إسم الألوهة حمله أناس أبرار ،دعاهم الله أبناءه .ندعوه إلها مثل موسى (خروج6/21)وابنا وحيدا مثل إسرائيل،ويسوع مثل يشوع بن نون،وكاهنا مثل هارون ،وملكا مثل داود،ونبيا عظيما مثل كل الأنبياء ،وراعيا مثل جميع الرعاة الذين قادوا إسرائيل ودبروه .إما نحن فقد دعانا أبناء ،لأنه جعلنا إخوته وإصدقاءه)). التجسد في نظر افراهاط ،حضور ملموس ومؤنسن لكلمة الله : ((ولد مثلنا وعاش بيننا ووضّع نفسه أكثر منا وتحمل الإهانات في سبيلنا)) ، ((وليس له خطيئة)) ، ((إنه آدم الثاني أعاد آدم الأول إلى مكانه في الفردوس )). ولشرح إتحاد الكلمة الالهي بالإنسان يسوع ،يستخدم مثل الشمس التي تبقى واحدة بالرغم من إنتشارها في كل مكان .ويستعمل العبارات اللاهوتية المتداولة عند الآباء : لبس جسدا ،هو هيكل الروح القدس .المهم أفراهاط ينطلق من كل حدث وشخص حتى يصل إلى المسيح وبواسطته إلى الآب . 4-الروح القدس يصعب تحديد هوية واضحة للروح القدس في مواعظ افراهاط .إنه يدعوه تارة ((روح يسوع )) وطوراً ((روح الله))وكأنه مجرد مرادف لكلمة ((الله)).في اللغة السريانية جاءت لفظة (( سرياني )) مؤنثة ،خلاف الكلمة اليونانيةpneuma ،التي هي لا مؤنثة ولا مذكرة .لذلك نجد ((الروح))في نسخ قديمة من (العهد الجديد)بصيغة المؤنث ،مثلا في قول يسوع لتلاميذه : ((إن الروح القدس،الفارقليط..سوف تعلمكم كل شيء ))(يوحنا 14/26). عند افراهاط ليست المسألة صرفية ،إنما الروح القدس هو بمثابة أم : ((لقد سمعنا من التوراة إن على الرجل أن يترك أباه وأمه ويتبع زوجته وإن الإثنين هما جسد واحد..أي أب وأية أم على الرجل أن يترك ،حتى يتبع زوجته ؟هوذا المقصود :عندما يكون الرجل أعزب يحب ويكرم الله أباه والروح القدس أمه،وليس له حب سواه)).لربما يرمي افراهاط ،من خلال هذا التشبيه ،الحث على البتولية ،وجعل الله يحمل مشاعر الإنسان من ابوّة وبنوّة وأمومة لأننا نجد أفرام وباباي يشبهان الثالوث بالعائلة:آدم ،وحواء وهابيل على كل حال .إنها صورة تعبيرية عن ((إنسانية))الله. 5-مريم مريميات أفراهاط بسيطة لا مغالاة فيها ،يستند فيها إلى معطيات الكتاب المقدس: ((ولد يسوع المسيح من مريم ـ التي هي من نسل داود ـ ومن الروح القدس)).((ويسوع هو ابنها البكر)).أما يوسف ،فدعي أباه بدون أن يكون من زرعه..إختارها الله بسبب تواضعها وبساطتها: ((إن المتواضعين هم أبناء العلي وأخوة يسوع..ومريم في تواضعها أستقبلت يسوع لما بشرها به جبرائيل بقوله لها:السلام عليك يا مباركة في النساء .حمل جبرائيل السلام ومعه الثمرة المباركة وغرز فيها الطفل الحبيب ..فسبحت وعظمت الرب الذي ارتضى بتواضع امته )). يلقب افراهاط مريم بالبتول والطوباوية .أما عبارة ((والدة الله))لم ترد عنده لأنها كانت محدودة الإنتشار في اوساط المسيحيين . 6-جماعة العهد في الموعظة السادسة يقدم افراهاط لجماعة العهد برنامجا شبه كامل ،مستوحى من التطويبات .في اعتقادي إنه أحد اعضائها البارزين: ((هذه الأمور التي اكتبها لك هي لي أيضا،لتنبيه كلينا)) هذه الجماعة مؤلفة من مؤمنين معمدين من كلا الجنسين ،لم يكن لهم دير ولا حصن ،إذ لم تكن الرهبنة ،بمفهومها القانوني الحصري ،قد دخلت إلى هذه الأطراف بعد ،يسكنون غالباً مع ذويهم ،أو في جماعات صغيرة متجانسة ،أو في الكنيسة الخورنية ،مكرسين حياتهم للخدمة وأعمال المحبة والرحمة والتعليم.وكانوا غير متزوجين لذا يسميهم بالوحيدين ،أي العازبين ، ويوصي أن تسكن البنات منفصلات عن البنين: ((ينبغي أن تسكن السيدات مع بعضهن والرجال مع بعضهم أيضا..أيها المتوحدون الأحباء هذه نصيحتي إليكم:ألا ناخذ لنا نساء وألا تأخذ العذارى ازواجاً ،لكي نتمكن من حمل نير المسيح )).ولكن بإمكانهم أن يتزوجوا متى ارادوا : ((كل رجل ابن العهد..يود أن تسكن معه امرأة ،من بنات العهد ،ينبغي أن يتزوجها علانية ،كذلك المرأة التي لا تود أن تنفصل عن الرجل المتوحد يجب أن تأخذه زوجا لها علانية)). وعلاوة على العزوبية ،التي هي اقتداء بالمسيح وحيد الله ،يكرس ابناء العهد أنفسهم للتأمل والصلاة والجهاد الروحي(7/15 ).أما تسميتهم بجماعة العهد ،فلأن كلمة ((قياما))تعني العهد أو القسم الذي أدّاه المؤمن في العماد ،وتشير أيضا إلى اليقظة التي كانت الجماعة المسيحية تتحلى بها في سهرها لاستقبال الرب وسميت ((الكنيسة))الأولى ب((قياما))بدلا من ((عيدتا))أو ((كنوشتا))للدلالة على شعب ((العهد الجديد))الساهر والملتئم حول الرب القائم. 7-العماد يسمي افراهاط العماد سرا ((سرياني))مقدسا كما جاء في صيغة الإيمان ويصفه ب ((وسم الحياة)) ،((لنحملن وسمه في أجسادنا ،لننجو من الغضب الآتي)). يعد العماد ولادة ثانية بالروح والماء: ((في العماد نقتبل روح المسيح.ففي الساعة التي يدعو فيها الكهنة الروح ،تنفتح السموات وينحدر الروح،ويرفرف على المياه ،ويلبسه الذين يعتمدون .إنه بعيد من المولودين بحسب الجسد ،لكنهم يقتبلون الروح القدس حينما يولدون من الماء .في الميلاد الأول يولدون بنفس روحية خالدة تخلق فيهم مثل آدم،وفي الميلاد الثاني ،المعمودية ،يقتبلون الروح القدس،جزء الألوهة غير المائت)). في مقارنته عبور اليهود البحر الأحمر بالعماد المسيحي ،يشير افراهاط إلى أن المسيح أسس العماد في عشائه الأخير عندما قام بغسل أرجل تلاميذه ومناولتهم: ((لقد اعتمد اليهود في البحر ليلة الفصح،يوم الخلاص ،والمخلص غسل أرجل تلاميذه ليلة الفصح،فأسس سر المعمودية ،فاعلم،أيها الحبيب ،إذ ذاك أعطاهم المعمودية الحقة)).ويدعم برهانه بقول يسوع لبطرس: ((أن لم أغسلك فلا نصيب لك معي))(يوحنا13/8)وبالمناولة،لأن المعمدين كانوا يشتركون مباشرة في القداس ويتناولون القربان المقدس ،غذاءهم الجديد .لذلك يضع افراهاط الاحتفال بالعماد في الزمن الفصحى14/15 نيسان حسب التقويم القمري كي يتمكن المعمدون من المناولة. مفاعيله : – الانتماء إلى جماعة المؤمنين: ((في العماد ينتمي (المرء)إلى شعب الله ويشترك في تناول جسد ودم المسيح)). – غسل الخطايا ((أن اغتسلوا في ماء المعمودية وتناولوا جسد المسيح ودمه ،فدمه يغفر خطاياهم وجسده ينقي جسدهم ،وخطاياهم تغسل في الماء)). – عربون الخلود ،أي الموت والقيامة مع المسيح،((نحن أيضا أيها الحبيب ،قد اقتبلنا روح المسيح الساكن فينا ..لذا لنعد ذاتنا هياكل ـ لائقة ـ لروح المسيح)). في أغلب الظن توجد مسحة واحدة على الجبين: ((حالما فتح الباب لطلب المصالحة ،انقشع الظلام من عقول كثيرين ،وبإشراق نور الفهم وبحمل ثمار الزيتون الذي فيه وسم سر الحياة الذي به يكمل المسيحيون والكهنة والملوك والأنبياء ،يضيء الظلام ،ويدهن الخطاة ،ويقرب التائبين إلى سره الخفي)). 8-التوبة ظن البعض أن الموعظة السابعة تشرح التوبة، واستنتجوا أنها موجودة في كنيسة بين النهرين منذ أيام أفراهاط ،غير أن الموعظة ليست سوى نصائح وتحريضات عملية ،نابعة من الكتاب المقدس ،يقدمها الكاتب للذين سقطوا من جماعة العهد في سعيهم الروحي ،وهي لا تتعدى الإصلاح الأخوي الدقيق والعملي الذي يقوم به المرشد الروحي للجماعة،الذي يدعوه ((الطبيب الحكيم))،كما الحال لدى الأسينيين اليهود .يقول أفراهاط بأن جميع الناس معرضون للسقوط بشكل أو بآخر ،المسيح وحده لم يسقط ،لذا لا ينبغي أن يستسلموا لليأس ،بل عليهم أن يتوبوا ويهتدوا: ((لكل داء دواء يشخصه الطبيب الحكيم ويعالجه.إن الذين يصابون بجروح خلال جهادهم لهم دواء التوبة الذي يوضع جروحهم فيشفيها )). هذا الشفاء لا يتم إلا إذا أقرّ الخاطئ بذنبه،وطلب التوبة : ((يجب أن يقرّ بأنه قد أخطأ وأن يطلب التوبة ،لأن من يخجل ،لا يشفى،لأنه لا يريد إظهار جروحاته للطبيب)). للخطيئة أو الخطايا ،في نظر أفراهاط،ولو لا يشير البتة إلى طبيعتها ،تأثير كبير في مسيرة الجماعة لهذا السبب يحرّض الأطباء على التحلي بالرحمة والصبر وحفظ السرّ في ممارستهم دواء التوبة(7/4 ).ومما تجدر الإشارة إليه أنه يحذر الخاطي من السقوط ثانية ،لأنه يصعب جدا معالجته كما يؤكد بأن لا مجال للتوبة بعد الموت . نصوص مختارة موعظة الإيمان 1-إني تلقيت رسالتك يا صديقي ،وسررت جدا لدى قراءتها بأنك عاكف على مثل هذه الأبحاث . أما السؤال الذي طرحته علي ،فإنه يعطى مجاناً ويؤخذ مجانا (متى10/8 ).ومن له ويرفض عطاءه على السائل ،فإن ما يمنعه عن الآخر يؤخذ منه(متى25/29 ).لأن ،من يأخذ مجانا ،عليه أن يعطي مجانا أيضا. وإذ سألتني ، يا صديقي .فإني أكتب لك ما أدركه ضعفي ،وحتى ما لم تلتمسه مني ،اسأل الله أن يتيح لي شرحه لك ، فأسمعني يا صديقي .وافتح لي عيني قلبك الداخليتين وحواس عقلك الروحية أمام ما أقوله لك. 2-إن الإيمان يتكون من أمور عديدة ،ويكتمل بألوان شتى ، فهو يشبه بنيانا مشيداً بمواد كثيرة ،فيرتفع بناؤه إلى فوق .ولكن أعلم،يا صديقي ،أن في أسس البنيان توضع حجارة ،وبعد ذلك يرتفع البنيان فوق الحجارة إلى اكتماله. كذا الشأن مع إيماننا كله :فأساسه هو الصخر الحقيقي ،ربنا يسوع المسيح .وعلى هذا الصخر يوضع الإيمان .وعلى الإيمان يرتفع البنيان كله إلى النهاية . فالأساس هو بدء البنيان كله .وحينما يبلغ الإنسان إلى الإيمان ،فهو يكون قد وضع على الصخر الذي هو ربنا يسوع المسيح ،فلا تزعزعه الأمواج ،ولا تضره الرياح،ولا يسقط بالعواصف ،لأن بنيانه موضوع على صخر الحجرة الحقيقية.وإذا دعوت المسيح حجرا ،فذلك لم أقله من فكري ،بل قد سبق الأنبياء ودعوه حجرا .وسأبين لك ذلك. 3-إسمعني الآن اكلمك عن الإيمان الموضوع على الحجر ،وعن البنيان الذي يرتفع فوق الحجر. في بادىء الأمر ،يؤمن الإنسان .وحينما يؤمن يحب .وحينما يحب يرجو.وحينما يرجو يتبرر.وحينما يتبرر يكمل ،وحينما يكمل يبلغ القمة (رومية8/20). وحينما يرتفع بنيانه كله ويكتمل وينتهي ،يصبح منزلا وهيكلا لسكنى المسيح،كما يقول أرميا النبي: ((هذا هيكل الرب .أنتم هيكل الرب ،إن أصلحتم طرقكم وأعمالكم ))(ارميا7/4 ـ 5 )وقيل أيضا في النبي : ((إني أسكن فيهم وأسير في وسطهم))(أحبار26/12 ،2 قورنثية6/16).والرسول الطوباوي قال أيضا: ((أنتم هيكل الله ،وروح المسيح حال فيكم))(1 قورنثية3/16 ،6/19 ـ 20 ).وهكذا قال الرب أيضا لتلاميذه: ((إنكم فيّ واني فيكم))(يوحنا 14/20 ). 4-وحينما يصبح البيت منزلا للسكنى ،يشرع الإنسان إذ ذاك في الاهتمام بما يلزم للساكن في البنيان. فإنه مثل منزل يحل فيه الملك أو إنسان كريم يتمتع بلقب ملوكي .فتقتضى للملك جميع المستلزمات الملوكية ،وكل الخدمة اللازمة للكرامة الملكية .فالملك لا يحل ولا يسكن في بيت خال من كل الخيرات ،بل يتطلب الملك أن يكون البيت مزينا لا ينقصه شيء .وإذا نقص شيء في البيت الذي يحل الملك فيه ،فحارس (وكيل)البيت يسلم إلى الموت ،لأنه لم يهيئ الخدمة اللازمة للملك .كذا الشأن مع الإنسان الذي أصبح منزلا ومسكنا للمسيح .فعليه أن يتدبر الأمور التي تليق بخدمة المسيح الذي يحل فيه ،وبالوسائل التي تحضى برضاه. قبل كل شيء يشيد بنيانه على الحجر الذي هو المسيح ،وعلى الحجر يوضع الإيمان ،وعلى الإيمان يرتفع البنيان كله : ويقتضي لسكنى البيت الصوم الطاهر الذي يقوم على الإيمان . وتلزمه الصلاة النقية التي تقبل بالإيمان. وينفعه الحب الذي يتركب من الإيمان . ويطلب التواضع وهو يتزين بالإيمان . ويختار له البتولية التي تحب بالإيمان. ويدني منه القداسة التي تزرع بالإيمان . ويفكر في الحكمة التي توجد في الإيمان . ويبتغي الغربة التي تتفاضل بالإيمان . ويتوخى الصبر أيضا الذي يكمل بالإيمان . ويتأمل بالرصانة التي تكتسب بالإيمان . ويحب الزهد الذي يرى في الإيمان . ويرغب في الطهارة التي تحفظ بالإيمان . هذه الأمور كلها يقتضيها الإيمان المؤسس على صخر الحجر الحقيقي الذي هو المسيح .وهذه هي الأعمال التي يطلبها الملك المسيح .الذي يسكن في الناس الذين شيدوا في هذه الأعمال . 5-وإن قلت:إذا كان المسيح قد وضع في الأساس ،فكيف يسكن المسيح أيضا في البنيان بعد اكتماله؟ ها إن الرسول الطوباوي ينطق بهذين القولين .فهو يقول: ((إني وضعت الأساس شأن الباني الحاذق)) (1قورنثية 3/10 )،ويشرح ماهية الأساس بوضوح ويقول : ((ليس بوسع أحد أن يضع أساسا غير هذا الأساس ،أي يسوع المسيح))(1قورنثية 3/11 ).وأن يسكن المسيح أيضا في هذا البنيان ،فذلك ما تؤكده الكلمة التي أوردناها سابقا مع ارميا الذي يدعو الناس ((هياكل))يسكن الله فينا .ويقول الرسول: ((إن روح المسيح حال فيكم ))(1قورنثية3/16 )وقال الرب: ((أنا والآب واحد )) (يوحنا10/30 ).من ثم تتحقق الكلمة أن المسيح يسكن في البشر الذين يؤمنون به ،وأنه هو الأساس الذي فوقه يرتفع البنيان كله. (ترجمة ألبير ابونا ،مجلة بين النهرين،عدد83 لسنة1993 ص36 ـ 40 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باباي الكبير | الولادة: 551 الوفاة: 628 يُعد باباي أحد لاهوتيي كنيسة المشرق العظام في القرن السادس ـ السابع، لأسهامه الكبير في بلورة لاهوتها وبخاصة مسيحانيتها Christology وتطورها. فقد ثبت مصطلحاتها اللاهوتية بطريقة منهجية، وعرض عقيدتها بأسلوب مفهوم ومقبول. كما له إسهامات جادّة في الأدب النسكي والنُظُم الديرية. وُلد باباي عام551 في قرية بيث عيناثا من إقليم بيث زبدي. وتلقى علومه العالية في الطب ثم في الفلسفة واللاهوت في جامعة نصيبين وعلى ملفانها ورئيسها إبراهيم الربان (رئيسها527 ـ 569 ). ثم استهوته الحياة الديرية فقصد جبل ايزلا ((اثوس المشرقيين)) وترهب في الدير الذي أسسه إبراهيم الكشكري عام571. وبعد فترة غادره إلى موطنه حيث أسس ديراً وألحق به مدرسة. غير أنه سرعان ما استُدعي إلى الدير الأم ليرئسه ويكون بالتالي الثالث في تسلسل رؤسائه. وراح يعزّز الحياة الديرية ويطبق النظام الرهباني بصرامة، يصفه توما المرجي بأنه: ((كان ذا طبع حاد، وكلام عنيف، وأمر صارم شيئاً ما )). وعندما شغر الكرسي البطريركي بوفاة غريغوريوس الأول عام609 عيّنه مجلس الأساقفة نائبا عاما على الأديار بينما أدار الشؤون الكنسية الأخرى الاركذياقون آبا. وظل باباي في هذا المنصب إلى وفاته عام628، وانتخاب بطريرك جديد في شخص ايشوعيات الثاني الجدالي (628 ـ 646 ). لقد شهدت هذه الفترة حركة نشطة لتأسيس أديار عديدة في الأقاليم الشمالية وانخرط فيها عددٌ كبير من الشبّان ومن المتبقّين من جماعة العهد أي المكرسين العاملين في العالم وفي العمل الراعوي، وكان لباباي دور كبير في توجيه وتنظيم هذه الأديار وملاحقة الفوضويين لاسيما المصلّين ((الغلاة)) وتلاميذه حنانا ((اللاهوت التوفيقي)). وفي حوزتنا شهادة تقييم لشخصه وعمله في كتاب التعزية الذي أرسله ايشوعيات (الثالث ) الحديابي، الذي كان آنذاك أسقفاً لنينوى، إلى رئيس دير ايزلا ورهبانه، يذكرهم فيه بمثال رئيسهم الراحل وصفاته وقداسته وعمله الدؤوب، ويحثّهم على الاقتداء به كأولاد صادقين. أمّا ما ينسبه إليه التاريخ السعردي من أعمال ومعجزات، فهو أقرب إلى الأسطورة منه إلى الحقيقة. تآليفه : إلى جانب مسؤولياته المتعددة، استطاع باباي أن يجد الوقت الكافي لكتابات متنوعة وكثيرة وبكفاءة علمية عالية. يقول عنه المرجي: ((لقد ترك في الكنيسة المقدسة أربعة وثمانين مجلداً قي شتى المواضي، ولا تزال تحافظ عليها باجلال)). أما عبد يشوع الصوباوي، فيذكر ثلاثة وثمانين عنواناً، والتاريخ السعردي يعدد ستة عشر عنواناً منها. ولقد ضاع معظم هذه التآليف، وما وصل إلينا هو : أ – اللاهوت : 1-كتاب ((الاتحاد)) وعنوانه الكامل : ((ميامر مار باباي في الألوهية والبشرية والشخص الواحد))، إنه كتاب منهجي حول ((لاهوت المسيح)) مقسّم إلى سبعة ميامر وكل ميمر إلى فصول: الأول يتناول الثالوث وسمّوه، والثاني تجسدّ الكلمة، والثالث طبيعة الإتحاد، والرابع والخامس الطبيعتين في المسيح، والسادس القاب المسيح، ويشرح المصطلحات المسيحانية مثل اتخذ، لبس …، والسابع يردّ فيه على ناكري تجسّد الله الكلمة … بعض أوراقه قد تلفت وقام بنشره وترجمته إلى اللاتينية VASCHALDE , CSCO 79 . 2- النص الفاتيكاني Tractatus Vaticanus هو ميمر أقرب منه إلى كتاب، يرد فيه على القائلين إن كلمة الله والإنسان أقنوم واحد، مثلما الجسد والنفس أقنوم واحد. ويتكلم عن استحالة الأقنوم الواحد في المسيح، والاتحاد الطبيعي عكس إمكانية الشخص الواحد، نشره فشالدي كملحق لكتاب ((الأتحاد)) النص 293 _307 والترجمة235 _247 . 3-النص الصغير A Small Extract، يبحث استحالة وجود كيانين أي طبيعتين من دون وجود أقنومين. نشرته لويزيه ابراموفيسكي والن غولدمان ضمن المجموعة المسيحانية النسطورية A Nestorian Collection of Christological هذه المؤلفات الثلاثة تعالج موضوع لاهوت المسيح بأسلوب تقني بسيط من أجل أن يفهمه القارئ أو السامع في القرن السابع، ويصونه من الضياع في مذاهب منتشرة هنا وهناك . ب _ النسكيات : 1-تفسير أقوال ((مئويات)) افاغريوس البنطي. يقوم باباي في هذا الكتاب بإيراد النص المترجم إلى السريانية وشرحه. إنه كتاب غنوصي عرف رواجاً كبيراً، ينسب إلى أفاغريوس البنطي المتوفى عام 399 نشره في باريس GUILAUMONT , in PO , 28 , 1 2-تفسير النظام الروحي لمرقس الناسك، درسه المستشرق KRUGER ولم يتمكن من نشره بسبب صعوبة قراءة النص وتلف عدة أوراق المخطوط . 3-قوانين للرهبان، وصلت إلينا هذه القوانين في ترجمة عربية ونشرت في مجموعة ابن الطيب ((فقه النصرانية )) كما نشرها ارثر فوبس . 4-نصائح مفيدة للحياة النسكية. فيه يقيم باباي مقارنة بين الشيطان الذي اتخذ شكل الحية وأغوى الإنسان، وكلمة الله الذي اتخذ شكل إنسان (يسوع)، وخلص الإنسان، ترجم هذه النصائح إلى الإنكليزية الأب P . PODIPARA جـ التراجم : 1-حياة الشهيد كوركيس. كتب باباي حياة تلميذه كوركيس الراهب الذي اشترك في مناظرة لاهوتية في بلاط كسرى الثاني عام612، واسمه الأصلي مهركوشناسب، ولد عام 576 في حضن الأسرة المالكة، وتنصر عام596 وعمره عشرون عاماً وترهب في جبل ايزلا في حين ترهبت أخته مريم في دير بقرب نصيبين. قبض عليه الشاهنشاه وقتله عام615 بسبب تركه دينه المجوسي، وعدّته الكنيسة أحد شهدائها الكبار، وفي تقديري أن معظم الكنائس التي تحمل اسم كوركيس في بلادنا هي إنما على إسم هذا الراهب الشهيد وليس جاورجيوس الفارس من القرن الرابع . 2-إستشهاد كريستينا :هذه الفتاة كانت وثنية واعتنقت المسيحية، واستشهدت في سبيل إيمانها. بعض الأوراق ضاعت، نشر الأب بولس بيجان سيرتها ضمن سير الشهداء والقديسين مجلد 4 ،باريس 1894 ص 207 _210 . د _لباباي بعض تآليف طقسية، وصل إلينا منها على شكل ترانيم، ومواضيعها عقائدية : 1-بريخ حنانا ((تبارك الحنان))، تسبحة تُرتل في صلاة الصبح في البشارة والميلاد(حوذرا جزء أول 57 _58 ). 2-تسبحة تُقال في عيد الدنح، تمتدح الملافنة اليونان :ديودورس، ثيودورس ونسطوريوس . 3-تسبحة شوحا لأخ آلاها ((سبحانك يا الله))، تُرتل في أيام الصوم الكبير (حوذرا جزء ثان75 _76) 4-أما تسبحة ((أوون دوشمياً _أبانا السماوي )) التي تُرتل في أيام الصوم (حوذرا2 ص116 ) فنُسبت إليه خطأ، إذ هي من تآليف ايشوعيات الجدالي . لاهوته : يعكس لاهوت باباي الكبير، لاهوت كنيسة المشرق الذي هو امتداد اللاهوت الكتابي والتقليد المتداول فيها والمثبت من قبل مجامعها. ودور باباي يرتكز حقيقة مع معاصريه ايشوعياب الجدالي والحديابي بطريركان فيما بعد) في بلورة المسيحانية بنهج فلسفي منطقي. نهج متأثّر بالآباء القبدوقيين لاسيّما غريغوريوس النازينزي وبلاهوتّيي مدرسة انطاكية: ثيودورس أسقف مصيصة ونسطوريوس بخاصة ((كتاب هيرقليدس)). براهينه مستمدة من الوحي الكتابي وآباء الكنيسة وطقوسها . 1-التدبير دبّر تدبيراً يعني الإقتصاد، أي تدبير البيت وفق نظام معيّن يكفل الرفاه والسعادة للأسرة. ولفظةEconomy، يونانية الأصل، تتألف من Oikos أي البيت وNomos أي نظام، قواعد. وفي اللاهوت للتدبير مذبرانوثا)) معنى خاص، إنه يرادف تجسّد كلمة الله في المسيح الذي بواسطته يدبّر الله خلاص أبنائه البشر منذ الخليقة وإلى آخر الزمن، فالمسيح يخلق صلة بيننا وبين الله، وبين بعضنا البعض ((اخوة وأخوات)) وتغيرنا وتغيير العالم، ويقيم بالتالي شركة وشراكة عمودياً مع الثالوث، وافقيا مع بعضنا البعض. ويسميّه باباي ((التدبير العجيب))كما يسمّي شخص المسيح نفسه ((شخص التدبير)):ولربما بتأثير كلمة (دبر)العبرية التي تعني الكلمة، يقول باباي: ((إن التدبير الإلهي هذا تمّ بفضل ربّنا يسوع المسيح رأس حياتنا ))(الاتحاد 27/20 ). و((في شخص الابن تم كل تدبير حياتنا وخلاصنا ))(الاتحاد 40/29 ). وفي الفصل الخامس يشرح بالتفصيل تجلّيات الله في ((العهد القديم))، ويأتي في ((العهد الجديد)) تجلّيه كاملاً في المسيح من أجل خلاص البشر . 2-الله واحد وثالوث أ _الله واحد أحد لما يتكلّم باباي عن الله، ينطلق من علاقته بالإنسان _التدبير _وكشفه له ذاته من خلال الكتاب المقدس. وله هاجس مثل بقية الآباء المشرقيين أمام سر الله الذي لا يُدرك، فيحذر من البحث والغوص في أعماق وجوده، ويحّث على قبول سرّه بإيمان واستسلام الأبناء : ((من يتجّرأ ويتكلم خارج الإيمان ..من يتجرأ أن يُلقي بنفسه إلى الأعماق التي لا تُدرك حتى يفحص ويبحث )) (الاتحاد3/2 ((إني لا أبشّر بإيمان آخر غير الإيمان الذي أعلنه الرب والرسل ))(الاتحاد4/3 )، ((إن سر الله يتعدّى إدراك الإنسان، ويجب قبوله عن طريق الإيمان ))(الاتحاد7/6 )، ((نكتشف الله ونلج إلى سرّه من خلال الصلاة والتضرّع ونقاوة القلب ))(الاتحاد7/6 )وكل الفصل الأول يدور حول أهمية الإيمان ودوره في اللاهوت . أمّا في شرحه الأونطولوجي، فيستعمل باباي لفظتين فلسفيتين ((ايثيا وايثوثا ))، الأولى تحمل فكرة الوجود والثانية تشير إلى طبيعة هذا الوجود، ويسمّي الله الكائن ((ايثيا)) وهو واجب الوجود ((ايثوثا)). كذلك يستعمل عبارة ((اثيا دايثاو))، ((إنه الكائن الأزلي والحقيقي الذي لا يموت )) (الاتحاد 10/8 )، و((هو خالق كل الأشياء، وعلّة وجودها ومحركّها والمعتني بها، وإن شاء يعيدها إلى العدم ))(الاتحاد12/10 ). يعتبر لفظة ((آلاها _إي الله )) اسمه الخاص الدال على جوهره وأحادّيته (الاتحاد16/13 ). إلى جانب هذا الاسم السامي، يعطيه ألقاباً أخرى: النور والروح والحياة والجوهر الكامل والرب والملك والديّان والقادر والحكيم (الاتحاد18/14 ). وفي نظره بإمكان الإنسان الإعتيادي العاقل معرفة الله من خلال أعماله وخلائقه التي تُظهر عظمته وقدرته وحكمته (الاتحاد25/19 ). ويُعرف هذا الأسلوب في الفلسفة بالسببية.وإليك، أيها القارئ اللبيب، تعريفه الفلسفي لله: ((إن الله هو خالق وعلّة كل الخيرات، وهو وحده الكائن الأزلي، وهو منذ الأزل وهو سبب وجود كل الخلائق، وهو فوق الزمن ولا يتغير ويفوق الكائنات المنظورات وغير المنظورات، وغير مركّب ولا يقسم إلى أجزاء ولا يموت ..))(الاتحاد11/8 ). ب _الله ثالوث : بخصوص الثالوث، يذكر باباي رموزاً له في ((العهد القديم)) على سبيل المثال نون الجمع في ((لنخلق الإنسان على شبهنا ومثالنا ))(تكوين1/26 ). إلا أن الكشف الحقيقي تم في ((العهد الجديد))(الاتحاد 42/34 )حيث تجلّى في البشارة إلى مريم، وفي عماد يسوع وكرازته وقيامته وحلول الروح القدس على التلاميذ، وذهابهم إلى التبشير وتعميد الراغبين باسم الآب والابن والروح القدس (الاتحاد28/23 ). ويشرح طبيعة الثالوث : ((ثلاثة أقانيم بجوهر واحد. إن الأقنوم يميّز الآب والابن والروح عن بعضهم أي الأبّوة والبنوة الروحانية. وعندما نقول الثالوث، لا نعدّ واحدا، اثنين، ثلاثة، إنه واحد، واحد، واحد، ثالوث واحد، إله واحد، خالق كل شيء ))(الاتحاد34/28 ). ((والأقانيم الثلاثة متّحدة أبدا، الأبّوة هي غير البنوة والروح هو في الآب والابن وينبثق منهما ))(الاتحاد34/28 ). ولكنه يرجع فيؤكد التقليد الشرقي السائد بأن الروح ((ينبثق من الآب… ولا يوجد روح آخر ينبثق إلا من الآب)) (الاتحاد30/22 ). وهنا تجدر الإشارة إلى أن معنى الأقنوم في الثالوث غير معناه في المسيحانية. ولشرح الوحدة والتعددية في الثالوث، يستعمل أسلوب الجناس، أي يستخلص من أمثلة ملموسة شبهاً لحقيقة فائقة كمثل الشمس: الشعاع والحرارة والقرص، الثلاثة هم شمس واحدة ولكن متميزة، القرص ليس النور والنور ليس الحرارة (الاتحاد30/25 ). ومثل العائلة: آدم وحواء وهابيل، ((إن آدم لم يولد، ولم يكن إبناً، وأنجب هابيل الذي ليس أباً، وحواء جاءت عن طريق الأنبثاق، فهي لم تولد ولم تكن ابنة أو أختاً لأحد ))(الاتحاد32/26 )، ومثل السُرُج الثلاثة التي تنير الغرفة الواحدة ويبقى النور نفسه من ثلاثة مصادر، ولكن نور واحد متساوٍ (الاتحاد 56/40 ). أخيراً يُشدّد على وحدانية الله وثالوثيته قائلا ((ألوهة واحدة في الثالوث، وثالوث واحد في ألوهية واحدة ))(الاتحاد32/26 ). ((إن الآب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم أزلية في جوهر واحد غير متناه … بإرادة واحدة وقدرة واحدة وسلطان واحد وسيادة واحدة ))(الاتحاد28/20 ). 2-مسيحانيته : أ _ التجسد :التمييز والوحدة بعدما تكلم باباي عن الله الواحد والثالوث، ينتقل إلى فعل الله الخلاصي في التجسد الذي هو ثمرة الثالوث الأقدس وقد أعدّ له الشعب في ((العهد القديم)) من خلال الوعود التي تمت، في ملء الزمن، في الابن (الاتحاد39/32 ). فالآب أرسل الابن، فتأنس أي صار إنساناً. ويستعمل ثلاثة ألفاظ للإشارة إلى فعل التجسد: سرياني، أي صار إنساناً، صار بشرا، صار جسدا. وصورة المسيح عنده صورة كتابية، تتفق مع ما تسلمه من الآباء :ابن واحد هو إنسان كامل، وإله تام وهو بالتالي نموذج لحياتنا الذي نرجو تحقيقه: ((إن يسوع المسيح هو رأس حياتنا ورجاؤنا وإلهنا ))(الاتحاد2/15 )((وربنا وهو معلمنا وسبب حياتنا ))(139/112 ). إن كل هّم باباي ينصّب على كيفية إمكان أن نفهم ونشرح، بشكل سليم، سر المسيح؟ وكيف نميّز بين الألوهة والبشرية في الشخص الواحد، أي بين كلمة الله (الجانب الانطولوجي) وبين ابن الإنسان (الجانب التاريخي)، كيف نحافظ عليهما سالمتين في الاتحاد ؟ جوابه : ((إن كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث، إتحد بالبشرية وأصبح معها شخصاً واحداً : شخص الابن المتميز عن الآب والروح ))(الاتحاد 39 _40/32 _33 ). إنه يميز بلباقة بين الكلمة الذي يدل على الطبيعة الإلهية (الجانب الانطولوجي) وبين الابن يشير إلى خواص البنوة البشرية (الجانب الواقعي )(النص الفاتيكاني ص300/242 )، إنهما وجهان لحقيقة واحدة. أي شخص المسيح الواحد. يعلم باباي مراراً وتكراراً أن: ((المسيح واحد، والابن واحد. واحد لا يتغير هو نفسه ابن الله العلي، وفي رحم العذراء مريم: ابن الله وابن الإنسان معاً )) (النص الفاتيكاني 300/242 ). إن وجود الأقنوميين لا ينقص حميمية الاتحاد ووحدة الشخص، ولا يكونان مسيحين أو ابنين مختلفين ((المسيح والابن ليسا واحداً وآخر. المسيح هو الابن والابن هو المسيح (الاتحاد162/131 ) وهذا الشخص الواحد يطلق عليه لقب ((الشخص المشترك بين الطبيعتين )): ((سرياني )) (الاتحاد162/131 ). وليس نتيجة ذوبان شخصين طبيعيين (الاتحاد162/131 ). ويسميه أيضاً شخص التدبير ((سرياني )) إذ بواسطته تحقق تدبير خلاص وتجديد كلنا (40/33 ). ويقارن اتحاد الأقنومين في المسيح باتحاد أقانيم الثالوث في جوهر إلهي واحد. ((إن الأقانيم الإلهية الثلاثة في الثالوث هي متحدة تماما وبشكل لا متناهٍ ((سرياني )) (الاتحاد9/10 ) وبنفس الطريقة تُشكل الطبيعتان في المسيح وحدة مطلقة (الاتحاد245/199 ). من دون خلط ولا مزج ولا فصل ولا فساد (الاتحاد14/11 ). ويستخدم مثل الحديد والنار : فالحرارة هي في كل الحديد ولا يمكن فصلها (الاتحاد62/44 ) في حين يرفض مثل الخمر والماء. ويخلص بالنتيجة إلى القول: ((إن الله والإنسان ليسا واحدا ونفس الشيء. والبشرية والألوهية ليستا مرادفين، والآخذ ليس المأخوذ، وهيئة الله ليست هيئة العبد. بينهما فرق وفرق عظيم. لا يوجد خلط بين خواص الطبيعتين المتحدتين. إنهما محفوظتان بخواصهما كاملة في شخص الابن: الكلمة والمولود، الآخذ والمأخوذ، ابن واحد مولود (من الآب) قبل الدهر ومن مريم كابن بكر. هو الرب يسوع المسيح الممجد (الاتحاد70/56 ). إن الأقنوم البشري لا يقوم وحده. إنما قائم في شخص الكلمة أي شخص الابن (الاتحاد159/129 ). لذلك تُنسب كل الأسماء والأفعال إلى الشخص الواحد (الاتحاد172/139 ). وفي الحقيقة يقبل باباي، كما يقبل المشرقيون، ما يسمى في اللاهوت بتبادل الخواص Communicatio Idiomatum بشيء من التمييز. أما لقب مريم ((أم الله ))فيرفضه كما يرفض أم الإنسان لأن فيهما التباس ويفضل لقب ((أم المسيح))الذي هو إله وإنسان (الاتحاد99/70 )، والأكثر قبولاً وتماشياً مع الكتاب المقدس . ب _المصطلحات : يستعمل المشرقيون، في كلامهم عن لاهوت المسيح، ثلاثة ألفاظ تختلف في فحواها عن الخلقيدونيين وعن السريان الأرثوذكس. وهذه الألفاظ _ المفاتيح أسلوب تقني Technical Systemاستخدموه لشرح الثنائية والوحدة. وهي :كيانا، قنوما، فرصوفا . لقد استعمل باباي هذه المصطلحات ووضّحها (طالع الفصل17 من الاتحاد) ليشرح بها السرّ المسيحاني بطريقة مفهومة ومقبولة، يحافظ بها على الألوهية والبشرية مميزة في وحدة الشخص . 1-سرياني :أي كيان، وهو الطبيعة المجردة التي تحدد العناصر المشتركة بين أفراد النوع الواحد، ويسميها المشرقيون الطبيعة أو الجوهر العام . فعلى سبيل المثال نعّمم كل ما هو مشترك بين أفراد الجنس البشري فنقول الطبيعة البشرية التي لا توجد في الواقع إلا في الفكر . باباي لا يتوقف عند كيانا لأنه واضح . 2-سرياني: أي أقنوم، ما كان مجرّداً يصبح ملموساً في قنوما بحيث يصير طبيعة عينية مفردة ويسميها المشرقيون جوهراً واحداً، أي يجسّد واقعياً جميع الصفات الطبيعية المشتركة. والأقنوم يختلف عن Hyostasis الخلقيدوني الذي يساوي الشخص. يقول باباي معّرفاً الأقنوم: ((الأقنوم هو جوهر فردي قائم بذاته غير قابل للانقسام، وهو واحد عددياً … ويتميز عن الباقي بالخواص التي يمتلكها من فضائل أو رذائل، معرفة أو جهل … الأقنوم ثابت في طبيعته وهو شبيه من حيث الطبيعة ببقية أفراد النوع ومتميّز بالخواص التي يمتلكها وبالشخص … الأقنوم هو جوهر فردي (عيني) بينما كيانا هو جوهر عام (الاتحاد159/129 ). 3-سرياني _ الشخص: هو مجموعة الخواص والواقعات المتعلقة بالأقنوم الفرد، وهو الفاعل وإليه تُنسب الأعمال. يقول باباي : ((الشخص هو حقيقة الخواص المتميزة لأقنوم ما والتي بها ينفرد عن الأقانيم الأخرى. فمثلاً أقنوم بولس ليس نفسه أقنوم بطرس، وبالرغم من أن للاثنين كيانا واحدا _طبيعة واحدة _ويعيشان جسديا وروحيا، لكن شخصهما مختلف، الشخص ثابت لا ينقسم، وفرادته تقوم على صفات خاصة: الشكل، العمر، المزاج، الحكمة، السلطة، الأبوة، البنوة، الجنس: ذكراً أو أنثى، وأشياء أخرى تميزه وتظهره كفرد فهذا ليس ذاك وذاك ليس هذا بالرغم من أنهما متساويان في الطبيعة البشرية الواحدة. وإن الشخص هو الخواص التي تفرده وتظهره (الاتحاد160/129 ). والشخص هو مجموعة الخواص التي يمتلكها الأقنوم وهو ثابت في حين الأقنوم متحرك (أي يمكن أن يكون لشخص واحد أقنومان (النص الفاتيكاني 298/241 ). يستند باباي في شرحه اللاهوتي للتمييز والوحدة على حياة المسيح يسوع، حيث يجد فيها مبررات لطروحاته . إننا نجد قانون إيمانه المسيحاني واضحاً في تسبحة ((تبارك الحنان :سرياني ))التي ألفها والتي تقال في أيام البشارة والميلاد : ((تبارك الحنان الذي بنعمته دبّر حياتنا … من دون زواج أنجبت مريم عمانوئيل ابن الله، وجبل له الروح القدس منها جسداً نسجد له كما جاء في الكتب . ليكون واحداً تماماً مع شعاع الآب … واحد هو المسيح ابن الله الذي له يسجد الجميع في طبيعتين محفوظتين بأقنوميهما (أي فرادتيهما ) في شخص الابن الواحد. بلاهوته مولود من الآب منذ الأزل وفوق الزمن، وببشريته مولود من مريم في ملء الزمن… فلا لاهوته من جوهر أمه، ولا بشريته من جوهر أبيه، وكما أن الأقانيم الثالوث واحدة في الوجود (الجوهر)كذلك بنّوة المسيح واحدة بطبيعتين متحدتين في شخص واحد)). (حوذرا ،طبعة الهند جزء 1ص59 ). نصوص مختارة تعريف المصطلحات اللاهوتية : كلّ طبيعة تحدّد أقنومها وتتجلّى وتعرف، وكل أقنوم يظهر بالطبيعة التي تقوم به، وكل شخص مطبوع بأقنومه ومتميز به. لذلك لا يمكن معرفة الطبيعة بلا أقنوم ولا الأقنوم يقدر أن يقوم من دون الطبيعة، ولا الشخص يمكن أن يتميز بدون الأقنوم. إرفعوا الأقنوم وبينوا لنا الشخص وأزيلوا الطبيعة وهاتوا بالأقنوم. الطبيعة (فكرة)عامة غير مرئية، لا تعرف إلا بأقنومها … إنها تثبت وتتميز بالأقنوم… في حين الأقنوم يُدعى جوهراً فردياً، قائماً بذاته، غير قابل للانقسام، عددياً هو واحد، ويتميز عن الكثيرين ..الأقنوم ثابت بملامحه الطبيعية وخاضع للأشكال، والطبيعة التي تتضمّن أقنوماً تتميز عن سائر الأقانيم بفضل الخصوصيّات المتميزة التي تملكها في شخصها. لذلك (أقنوم)جبرائيل ليس أقنوم ميخائيل ولا أقنوم بولس هو نفس أقنوم بطرس. في الحقيقة في كل أقنوم، تُعرف الطبيعة العامة وتتميز بالعقل، وتصير فردية فالأقنوم لا يتضمن صفاتٍ مشتركة . الشخص، هو حقاً الخصائص التي يملكها الأقنوم ويميزها عن البقية، لذلك أقنوم بولس ليس أقنوم بطرس ولو هما متساويان في الطبيعة والأقنوم ولهم جسد ونفس ويعيشان عقلياً وجسدياً. إنهما يتميزان الواحد عن الآخر بواسطة الشخص الذي فرادته غير قابلة للانقسام . (الاتحاد159 _160/129). وحدة شخص المسيح : الله الكلمة، الواحد من الثالوث، إتخذ شخصه صورة الخادم وشوهد كإنسان، لم يصبح إنساناً بالأقنوم، بل بصورة الخادم: والآخذ والمأخوذ يتميزان. هو الواحد في الآخر، وهو نفسه واحد في شخص الابن، ولو ليس بنفس الطريقة: هو واحد بالطبيعة والآخر بالإتخاذ، لكنه هو نفسه شخص واحد في الألوهية والبشرية ولو ليس بالطريقة نفسها. هذا لا يعني أننا نفهم وجود شخصين للابن ولا أقنومين للكلمة، مثلما لا يوجد لأي إنسان منا شخصان. ليس ليسوع (الإنسان) أقنومان، بل شخص واحد للابن الواحد في الألوهية والبشرية. هكذا للمسيح شخص واحد ثابت ،وليس هناك مسيحان ،كما أن الابن واحد وليس هناك ابنان .إننا (نؤمن)أنّ في المسيح أقنومين ،لا أقنوماً مركباً ، كما يتصوّر الأشرار)). (المخطوطة الفاتيكانية السريانية رقم178 ص243 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برديصان الرهاوي | الولادة: 154 الوفاة: 222 برديصان، فيلسوف ومنجم وشاعر ومؤسس مدرسة في الرها. إنه صورة أخاذة وفاتنة بسبب فكره وأسلوبه مما جعل التلاميذ يترددون إليه. نَهجُهُ سقراطي وتأثره بالثقافة الهيلينية واضح. نال شهرة واسعة ليس في الشرق فحسب، بل في العالم الروماني أيضا، لربما لأن الرها كانت في زمانه مستعمرة رومانية. ولد برديصان في الرها، في 11 تموز عام154، في حضن عائلة نبيلة. والده يدعى نوحاما (بعث) وأمه نحشيرام (صيد). درس في الرها، وأخذ علومه العالية من فلاسفة زمانه. من المرجح إنه تعرف على ططيانس! ربما ولد وثنيا ثم اهتدى إلى المسيحية، وهو شاب يافع. قضى برديصان القسم الأول من نشاطه في بلاط أبجر التاسع (197 ـ 216 ) الذي عنى بالفنون والآداب والعلوم. وساهم برديصان في مساعي الملك الثقافية ويعد عملاق الأدب الرهاوي في عصر الملكية. على أثر احتلال الرومان الرها واغتيال ملكها، واقتياد ولديه اسيرين إلى روما. غادر برديصان المدينة إلى أرمينية حيث استقر وانصرف إلى البحث والكتابة لنشر المسيحية والدفاع عنها. توفي عام222، تاركاً ثلاثة أولاد، أشهرهم هرمونيوس. يقول تايكسيدور(Teixidor ): ((في كتاب اكتشف في بلاط ملك الرها، بعد قرن ونصف، يذكر أنه عرف برديصان في بلاط أبجر، وأنه كان رساما ومهندسا علاوة على كونه مفكراً)). تآليفه يُعزى إلى برديصان كتاب في الفلك، وثان في النور والظلام ، وثالث في المتحرك والثابت، ورابع في روحانية الحق، والّف مئة وخمسين ترنيمةً، على عدد مزامير داود، في الكتاب المقدس وأسلوبها، ضمنها آراءه الفلسفية واللاهوتية. وقد انتشرت بسرعة، تعلمها الناس وأخذوا ينشدونها كما يقول مار أفرام. هذه المزامير ضاعت وأُتلفت من قبل معاصريه مع بقية مؤلفاته، ولم يسلم منها سوى ما ينسبه إليه مار أفرام في أناشيده، وكتيب تحت عنوان ((شرائع البلدان)) وقد عنى بإنشائه وتقديمه على شكل حوار تلميذه فيليب. في هذا الكتيب يقدم الكاتب نماذج من شرائع شعوب وبلدان لإظهار مدى تأثيرها على حرية الفرد، متسلسلة من السرديس والهنود في الشرق، إلى اليونان والبريطان في الغرب ويتكلم أيضا عن الشريعة المسيحية وممارساتها. يصف اوسابيوسَ القيصري برديصان وصفا متميزا قائلاً: ((ظهر شخص يدعى برديصان، وهو شخص مقتدر جدا، وباحث ماهر باللغة السريانية. وقد كتب أبحاثاً ضد أتباع مركيون، وغيره ممن ابتدعوا آراء مختلفة. كتبها بلغته مع مؤلفات أخرى كثيرة.. ومن بينها بحث قوي عن القضاء والقدر: ومؤلفات أخرى يقال إنه كتبها بمناسبة الإضطهاد الذي حدث وقتئذٍ )) . لاهوته : كان برديصان فيلسوفاً ومنجماً أكثر منه لاهوتياً محترفاً، حاول التوفيق بين المسيحية والأفكار الفلسفية السائدة آنئذ، مثله مثل معاصريه: يوستينس وططيانس واقليمس الاسكندري. صحيح إن مار أفرام الذي جاء بعده بقرن، رفض آراءه ووصفها بأبشع العبارات وعدّها هرطقة ((البرديصانية)). لزم مقاومتها: ((من الذي سمّى برديصان باسم ديصان (النهر)، وخنق فيه برديصان أكثر من ديصان)). إلا أن الرجل لا يستحق كل هذه القسوة، يجب فهمه بحسب زمانه والإطار الذي فيه وردت آراءه، فاللاهوت كان لا يزال في بداياته. 1-الإيمان بالله الإيمان بالله، هو في غاية الأهمية، بالنسبة إلى برديصان الذي يرسم صورة قاتمة لمن لا إيمان لهم: ((كثيرون هم الذين لا إيمان لهم، ولم يتلقوا المعرفة من الحكمة الحقة، لذا لا يسعهم أن يتكلموا ويستنتجوا، وليس لهم أن يشتاقوا بسهولة إلى الإصغاء. فليس لديهم أساس الايمان ليبنوا عليه، ولا ثقة تدعم رجاءهم، فإنهم يشكون في الله، وليس فيهم مخافته لكي تنجيهم من جميع الخرافات، فالذين ليس لهم مخافة الله، يتعرضون لجميع الخرافات … إنهم يتيهون في أفكارهم ولا يستطيعون الاستقرار، ومذاق أفكارهم تافه في فمهم، وهم في كل حين خائفون، فزعون وثائرون)). أحدية الله ثابتة في نظر برديصان، لربما ضد أفكار مرقيون الذي يسميه ابن البحر والغنوصيين ، ولا نجد أي تلميحات إلى الثالوث المسيحي، وبخصوص المسيح والمسيحيين يقول: ((ماذا نقول عن ملتنا الجديدة نحن المسيحيين، وقد أقامها المسيح بمجيئه في كل بلد وكل الجهات. فنحن جميعا، حيثما كنا، ندعى مسيحيين باسم المسيح الواحد، ونجتمع في يوم واحد هو الأحد، ونمتنع عن الطعام في أيام معلومة)). 2-مفهومه للإنسان أنتروبولوجيا برديصان متأثرة بالكتاب المقدس. فالله هو الذي خلق الإنسان، وخلقه عاقلا وحرا وسيد المخلوقات، وساواه بالملائكة. وثلاثيته مقتبسة من الفلاسفة اليونان وبخاصة أفلاطون فالإنسان مركّب من جسد ونفس وعقل، ومركز حريته هو في عقله وليس في قوة بدنه، وهذا ما يميزه عن الحيوان. واهتم برديصان بموضوع الخير والشر والإرادة الحرة والقدر، ويؤكد أن طبيعة الإنسان أساسا صالحة، غير إن الظروف الخارجية، التي ليست بيده، تؤثر فيه، ومع هذا يبقى تصميمه الأخلاقي حرا: ((ولكونه ـ الإنسان ـ مخلوقا على صورة الله، فقد أُعطيت له هذه الأمور لخدمته في الحياة الزمنية، وأُعطي له أن يتصرف حسب إرادته الشخصية، وأن يعمل كل ما يستطيع عمله إن شاء وألا يعمله إن لم يشأ… من ثمة يظهر له أن جودة الله عظمت تجاه الإنسان، وأعطي حرية أكثر من جميع العناصر التي ذكرناها، لكي يتبرر بهذه الحرية، ويتصرف بنوع إلهي، ويمتزج بالملائكة الذين يحظون هم أيضا بحريتهم الشخصية)). وأمام اعتراض عويذا على ثقل الوصايا على طبيعة الإنسان. يجيب برديصان إن الخير هو من جوهر الطبيعة البشرية وإن عاش الإنسان بموجبه حصل على التناغم :((إن الخير يعود إلى الإنسان، لذا فهو يفرح إذ يعمل الصلاح أما الشر، فهو بتأثير من الشرير، لذا فإن الإنسان يفعل الشرور حينما يكون مضطربا وغير سليم في طبيعته)). برديصان من جانب آخر ثنائي النهج والفكر، فينسب الشر إلى العدو ـ ضد الخير، كما أن الظلام هو ضد النور. مع هذا لا ينسب أصل الشر إلى الله، أو يجعله قوة إلهية، كما لا ينسبه إلى جوهر الطبيعة البشرية. ينكر برديصان قيامة الجسد، لربما لأنه مثل الفلاسفة اليونانيين الذين يرون في الجسد مزيجاً من النجاسة، قد يكون بسبب ما يحمله الجسد من السوائل، لكنه يؤمن بقيامة الروح بحسب النظرة الثنائية التي تقول إن المادة فاسدة والروح طاهرة، المادة زائلة والروح خالدة، لذا يقتضي تحييد الجسد وتشفيفه لتتحرر الروح وتعود إلى سابق وجودها. إنه يؤمن بوجود سابق للنفس البشرية (قارن بعالم المثل لأفلاطون). إن نظرية المعرفة عنده تدخل في الخط الرواقي بحسب زمانه. 3-القضاء والقدر: يرى برديصان ثلاثة أسباب في أصل ما يحصل للإنسان من فقر وثروة وصحة ومرض، وهي خارج إرادته: أما بفعل القدر المتجسد في الأبراج السبعة، أو بسبب الطالع أو عقاباً من الله. خاصة لما يتصور وجود قدرته وحكمته بنسب غير محدودة في الكون. إن مفهوم برديصان للقدر يختلف تماما عن المفهوم الديني الذي يؤمن به البعض، والمتعلق بالله مسير كل شيء. يرى برديصان، كأهل زمانه، إن للأجرام السماوية تأثيرات على طبيعة الأرض والإنسان، فللمواسم نفوذ كبير على الغلات ـ الإقتصاد، وبالتالي على حياة الأنسان الجسدية والإجتماعية والروحية، فالحر والبرد وجودة الغلات ورداءتها كلها تطبع حياة الإنسان، تعرقلها أو تدفعها إلى الأمام، وفي ما عدا ذلك يؤكد برديصان أن الإنسان حر. وهذه النظرة تتماشى مع التعريف الذي يعطيه للقدر: ((لنتكلم الآن عن القدر ونبين إنه ليس مسلطاً على كل شيء، لأن ما يسمى بالقدر هو نفسه، نظام سير الأجرام السماوية والعناصر الممنوح لها من قبل الله. وحسب هذه السيرة وهذا انظام تتبدل العقول عندما تنحدر في النفس، وتتبدل الأنفس عندما تنزل في الجسد. وهذا التغيير نسميه قدرا وطالعا، وبميلاد هذا الخليط المركب، والذي يتنقى لاستعمال ما ينفع ويحصل بحنان الله ونعمته إلى نهاية العالم )). يستعمل برديصان لفظتين تقنيتين هما القضاء سرياني والقدر ـ أو الحظ سرياني وكثيرا ما يستعملهما كمرادفين لنفس المعنى. يقول برديصان ((يستطيع القدر كما رأينا. أن يخل بنظام الطبيعة، مثلما يستطيع الإنسان بحريته أن يربك نظام القدر، وأن يعيده إلى الوراء. طبعا ليس في كل شيء. كذلك لا يبلبل القدر الطبيعة في كل شيء. إن هذه العناصر الثلاثة: الطبيعة والقدر والحرية، كل واحد منها يحافظ على شكل وجوده إلى أن تكتمل الدائرة والمقياس والعدد كما قد جعلها ذاك الذي ـ الله ـ حدد وجود وكمال وجوهر ومقياس العناصر والطبائع. نصوص مختارة : قبل أيام، ذهبنا إلى زيارة أخينا ((شمشكرام)). وجاء برديصان والتقانا هناك. وحينما جسه ورأى بانه بحال حسنة، سألنا عما كنا نتحدث به قائلاً: ((إني سمعت صوتكم من الخارج لدى دخولي)) فإنه كان معتادا، حينما يسمعنا نتكلم عن شيء أمامه، أن يسألنا عن موضوع حديثنا، لكي يكلمنا عنه. فقلنا له : ((كان عويذا هذا يقول لنا :إن كان الله واحدا، كما تقولون، وهو الذي خلق البشر، ويرضى بما تؤمرون بالقيام به، فلماذا لم يخلق البشر بحيث لا يستطيعون أن يخطئوا، بل أن يفعلوا الخير كل حين، وبهذا كانت إرادته تكمل؟ قال له برديصان: ((قل لي ما هو قصدك، يا ابني عويذا: فاما إن الله ليس واحدا، وأما إنه واحد ولا يشاء أن يتصرف البشر بعدالة واستقامة؟)). قال عويذا: ((يا سيدي، إنما أنا سألت زملائي هؤلاء ليعطوني الجواب)). قال له برديصان: ((إن أردت التعلم، فخير لك أن تتعلم ممن هو أكبر منهم. وإن أردت أن تعلم، فلا داعي إلى طرح السؤال عليهم، بل أن تسمح لهم بأن يسألوك ما شاؤوا. فالمعلمون يسألون ولا يُسألون، وحينما يسألون، فإنما ذلك ليصلحوا رأي السائل، لكي يتسنى له أن يحسن طرح السؤال، فيعرف الآخرون ما هو رأيه. فإنه لأمر حسن أن يعرف المرء كيف يسأل)). قال عويذا: ((إنما أريد أن أتعلم. وإذا سألت أولا أخوتي هؤلاء، ذلك لأني أخجل منك)). قال برديصان: ((إنك تتكلم برياء. لكن أعلم أن من يسأل حسناً وهو يريد أن يعرف ويدنو من طريق الحق دون مواربة، لا يخزى ولا يخجل، لأنه بذلك يسبب فرحا لذاك الذي يسأل. فإذا كان لك شيء في فكرك عما سألت، فأفصح عنه لجميعنا، يا بني. وإذا نال استحساننا، فإننا سنشترك معك، وإلا فإن الضرورة تدفعنا إلى أن نصرّح لك لماذا لا يطيب لنا. فإذا أردت أن تسمع هذه الكلمة فقط، دون أن تقصد شيئا من ورائها، مثل إنسان دنا حديثا من التلاميذ وهو يسألهم عن أمور جديدة، فإني ساجيبك، لئلا تغادرنا دون فائدة. وإذا طاب لك كلامي في هذا الشأن، فلك عندنا أمور أخرى. وإن لم يطب لك، فإننا نقول ما لدينا دون تحفظ)). قال عويذا : ((أنا أيضا اشتاق جدا إلى الإصغاء والاقتناع، إذ لم أسمع هذا الكلام من إنسان آخر، بل قلته من ذاتي لأخوتي هؤلاء، ولم يريدوا أن يقنعوني، بل قالوا: ((آمن إيمانا، فيتسنى لك أن تعلم كل شيء. ((لكني لا يسعني أن أومن ما لم أقتنع )). قال برديصان: ((ليس عويذا وحده لا يريد أن يؤمن، بل كثيرون آخرون مثله. وإذ لا إيمان فيهم، فلا يستطيعون الاقتناع أيضا، بل يهدمون ويبنون دوما، ويوجدون خالين من معرفة الحقيقة كلها. ولأن عويذا لا يريد أن يؤمن، فإني أحدثكم أنتم الذين تؤمنون عما سأله، وسيتسنى له أن يسمع المزيد)). وشرع يقول لنا : كثيرون هم الذين لا إيمان لهم، ولم يتلقوا المعرفة من الحكمة الحقة. لذا لا يسعهم أن يقولوا ويستنتجوا، ولا هم يشتاقون بسهولة إلى الإصغاء. فليس لديهم أساس الإيمان ليبنوا عليه، ولا ثقة تدعم رجاءهم. فإنهم يشكون في الله، وليس فيهم مخافته لكي تُنجيهم من جميع الخرافات. فالذين لا مخافة الله فيهم، يتعرضون لجميع الخرافات. وليسوا متأكدين حتى من كونهم لا يؤمنون حسنا بالأمور المختلفة التي لا يؤمنون بها. إنما يتيهون في أفكارهم ولا يستطيعون الاستقرار، ومذاق أفكارهم تافه في فمهم، وهم في كل حين خائفون فزعون وثائرون. أما قول عويذا: لماذا لم يجعلنا الله لا نخطىء ونذنب، فلو كان الإنسان مصنوعا هكذا، لما كان سيد نفسه، بل لكان أداة بيد من يحركه. ومن المعلوم أن المحرك يحركه كما يشاء، للخير أو للشر. فماذا كان يميز الإنسان عن الكنارة التي يعزف بها آخر، أو عن العجلة التي يقودها آخر ؟ لأن الفخر والمذمة يعودان إلى الفاعل. إنما هي آلات موضوعة لاستعمال من له المعرفة. أما الله بجودته فلم يشأ أن يصنع الإنسان هكذا، بل سما به بالحرية فوق أمور عديدة، وساواه مع الملائكة. انظروا إلى الشمس والقمر والفلك وإلى سائر الأمور التي تفوقنا عظمة : فلم تمنح لها حرية ذاتية، بل كلها مثبتة بأمر بحيث تفعل حسبما أمرت به، دون شيء آخر . فلا تقول الشمس قط إني لا ارتفع في أواني، ولا القمر إني لا أتغير ولا انقص ولا أزيد، ولا أحد من الكواكب إني لا أشرق ولا أغرب، ولا البحر إني لا أحمل السفن ولا أقف عند حدودي، ولا الجبال إننا لا نقف في البلدان التي وضعنا فيها. ولا تقول الرياح إننا لا نهب. ولا الأرض إني لا احتوي واحتمل كل ما يوجد فوق سطحي. بل جميع هذه الأمور تعمل وتطيع أمرا واحدا. إنها آلات حكمة الله التي لا تخطأ. فلو كان كل شيء يخدم خدمة، فمن كان الذي يستخدمه ؟ ولو كان كل شيء يستخدم استخداماً. فمن كان الذي يستخدمه ؟ إذن لما كان شيء يتميز عن آخر. لأن ما هو واحد ولا تمييز فيه، فهو كائن لم يخلق بعد. لكن الأمور الضرورية للاستعمال وضعت تحت سلطة الإنسان. ولكونه مخلوقا على صورة الله. فقد أُعطيت له هذه الأمور لخدمته في الحياة الزمنية، وأُعطي له أن يتصرف حسب إرادته الشخصية، وأن يعمل كل ما يستطيع عمله إن شاء وألا يعمله إن لم يشأ، وهو يبرر ذاته أو يشجبها. فلو خلق بحيث لا يستطيع اقتراف الشر لئلا يكون مذنبا به، لكان الخير الذي يفعله أيضا ليس له ولا يتسنى له أن يتبرر به. فمن لا يفعل الخير أو الشر بإرادته، يعود تبريره وشجبه إلى ذاك الذي يؤثر فيه. من ثمة يظهر له أن جودة الله عظمت تجاه الإنسان، وأُعطي حرية أكثر من جميع هذه العناصر التي ذكرناها، لكي يتبرر بهذه الحرية ويتصرف بنوع إلهي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت مصدر آخر ولد برديصان بالرها وثنياً في 1 تموز سنة 154 م ونشأ في قصر ملكها معنو الثامن، ونال مع ابنه أبجر القسط الأوفى من العلم والأدب. وتنصّر وسُيّم شماساً وقيل قساً، لكنه تورّط في معتقدات فاسدة، ذلك أنه لم يكن قد انتهى من خبائث وثنيته القديمة فنبذته الكنيسة ومات سنة 222 + وكان من صدور الكتّاب البلغاء عبقرياً وفيلسوفاً جليلاً، وصنّف بالسريانية كتباً شتى لم يبق منها غير كتيب موسوم بشرائع البلدان، أملاه على تلميذه فيلبس، وناقش فيه قضية القضاء والقدر. ومن تصانيفه الضائعة كتاب في الفلك ذكره جرجس أسقف العرب، ومئة وخمسون نشيداً على طريقة مزامير داود. قال مار أفرام الذي ذكرها، انه ضمنها مذهبه الذي خرج به على الأرثوذكسية ولقنها الشبيبة الرهاوية بعد أن وقّعها على لحون شتى مطربة تخلب القلوب. فأنشأ شيعة عُرفت “بالديصانية” وضمت طبقة من أصحاب الثقافة والثراء. وحينما حلّ القديس أفرام بالرها 363 صرف همّه إلى معارضتها وقهرها بأناشيد على أوزانها وألحانها. كما هدى مار رابولا مطران الرها 435 + أكثر أشياعه إلى محجة الأرثوذكسية، فبقي منهم بقية انتثرت في بعض البلاد خصوصاً بلاد الفرس، وظل أعقابها حتى القرن العاشر. ولم يكن برديصان أبا الشعر السرياني وصانع أوزانه كما ارتأى المعاصرون لنا، فإن السريان قرضوا الشعر قبل زمانه بعهد بعيد غير أنه توسع في أوزانه وتفنن فيها. وقيل أنه نشأ له ابن اسمه هرمونيوس جوّد النظم وشاء أباه، وعلى هذه الرواية أجمع مؤرخو العصور القديمة والوسطى، بل أن سوزمين وثاودريط ذهبا أن الذي نظم النشائد ولقنها فتية الرها فطربت لها، إنما هو هرمونيوس وإياه ناهض امر أفرام، على أن ما وصل إلينا من أناشيد هذا الملفان، يفصح باسم برديصان لا باسم ابنه، ولم يبق من نشائد المبتدع سوى خمسة أبيات في كتاب لثاودورس ابن كوني من كتبة القرن السابع. وكان لبرديصان عدة أصحاب وتلاميذ نقلوا مصنّفاته إلى اليونانية. فوقعت كلها أو بعضها إلى أوسابيوس القيسراني الذي أثنى عليه في تاريخه الكنسي لاجتهاده في بادئة أمره بالوعظ، وذكر له محاورة ناهض بها مرقيون المبتدع. وكتاباً في الحظّ ذكره أيضاً ابيفانيوس وهيرونيمس ولم تتفق كلمة مؤرخي الأدب المعاصرين إذا كان هو غير كتيب “شرائع البلدان”. مزامير سليمان وتسابيحه المزامير والتسابيح الواحد والستون التي نُحلت سليمان الحكيم، وهي على وتر مزامير داود، عالية الإنشاء شائقة الأسلوب جميلة المعاني تحيطها النفحة الشعرية من سائر نواحيها، يشتمل أكثرها على مناجاة عذبة وتسابيح الله سبحانه والاعتصام بحبله وتعليق الرجاء الوطيد به والإجهار بقدرته وإرادته التي لا تردّ في تسيير الكائنات قاطبةً، وتفصح بالثالوث الأقدس وتجسد كلمة الله المسيح ومولده من العذراء وسلطانه وملكه. كشفت من زمن يسير عام 1909 إذ وقع المستشرق رندل هاريس الإنكليزي في بعض البلاد الواقعة على ضفاف دجلة، على كتاب سرياني صغير الحجم مخروم قليلاً من أوله وأخره مكتوب في أوائل القرن الخامس عشر بخط جلي حسن، يتضمن 42 ترتيلاً أومزموراً يغلب عليها الإختصار في 112 صفحة. ولدن معارضتها بنسخة قديمة في المتحف البريطاني رقم 14538 مخطوطة بقلم اسطرنجيلي يخالطه طرف من القلم الغربي، حوالي القرن العاشر أو الحادي عشر، وأصلها من خزانة دير السريان، وجد فيها زهاء تسعة عشر من التسابيح نُحلت سليمان وهي مطولة وينطوي أحدها على 52 آية. ورجع إلى مجموعة مستغربة يُقال لها (بيستيس سوفيا Pistis Sophia). تحتوي على بعض مزامير لسليمان باللغة القبطية الطيبية منقولاً إلى اللاتينية، نسخ منها ما خلت منه النسخة السريانية، ونشر هو والفُنس مِنغانَه المجموع كله بنصّه وفصّه ونقلاه إلى الإنكليزية عام 1916 معتمدين على النسخة المذكورة، ويريان أنه لا يعوزها سوى ست صفحات من الأول والأخر. وعمد العلماء إلى دراستها فرأى الرأي الغالب فيهم، اما أنها تأليف برديصان أو أحد أتباعه وأشياعه وجعلوا زمان وضعها أواخر المئة الثانية أو صدر المئة الثالثة، أو إنها من نسج بعض اللاادريين قبل عهد برديصان الذي طالعها، بل أن شابو يحسبها موضوعة أواخر القرن الأول أو صدر الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت نقلاً عن كتاب اللؤلؤ … | آباء وقديسون | |
| سهدونا | الولادة: – الوفاة: – إن اسم سهدونا أو مار طوريس (تصغير للفظة الشهيد)، معروف في تاريخ كنيسة المشرق، بسبب ما تركه من مؤلفات في الأدب الروحي. وبخصوص حياته، قلما نجد في مؤلفاته معلومات سيرَويّه واضحة له. إنما يذكر في كتاب ((السيرة الكاملة)) إنه ابن أرملة مسيحية مؤمنة وتقيّة، إستطاعت أن تغرس الإيمان في قلبه، وأن تقوده إلى الحياة الديرية منذ فجر شبابه، حيث لبس الثوب الرهباني، وإنه استمر في التردد إليها حتى بعد ذلك: ((أمي التي كانت تكرم الله ومن أجله رذلت العالم وعدّته نفاية … كانت تقول لي دوماً: يا بنيّ خير لي أن أموت من أن أحيا، إذا رأيتك، لا سمح الله، أسيرّ محبّة العالم كبقية الناس)). طبعة بيجان 11 _12 ). ثم عرف ناسكة اسمها ((شيرين)) يمتدحها كثيراً (ص7) ويقول إنه كان يتردد إليها للاسترشاد وكان عمرها ثمانين سنة ((إني كنت أذهب إليها مراراً لأنال منها البركات ))(ص8 _10 ). ولُد سهدونا في قرية هلمون أو حلمون على بعد 40 كم غربي مدينة العمادية أيام الشاه كسرى الثاني أبرويز (590 _628 )، وتلقى تعليمه الأول في دير مار ايثالاها، في ضاحية مدينة دهوك، وواصل تحصيله العلمي العالي في مدرسة نصيبين الشهيرة؛ ولربما كان راهباًناذراً، إذ نراه في دير ((بيث عابي)) بين سنة615 _620 يلبس الثوب الرهباني، من يد المؤسس يعقوب نفسه. وفي سنة629 _630 اختير أسقفاً لأبرشية (ماحوزي داريون) التابعة لمترابوليتية بيث كرماي، ونشاهده في عداد الوفد فوق العادة الذي أرسله الفرس عام630، برئاسة البطريرك ايشوعياب الثاني، لعقد معاهدة السلام مع الرومان. ولكن ما إن عاد الأسقف الجديد إلى كرسيه حتى راح يعلن جهاراً اتجاهه اللاهوتي المسيحاني، مما أثار سخط السلطة الكنسية الرسمية التي عدّته خارجاً عن تعليمها المألوف. فعقد البطريرك (مار إمه) مجمعاً في دير شمعون بقرب السن. وقرّر خلعه ونفيه إلى الرّها، حيث عاش زاهداً وحدانياً، إلا أنه لم يبقَ طويلا هناك، بل عاد إلى المنطقة، ملبياً دعوة مؤيديه؛ وعادت الأزمة من جديد إلى الكنيسة. وحالما تبوأ ايشوعياب الثالث السدة البطريركية، قام بحرم سهدونا، عاداً إيّاه ((هرطوقياً))، ونفاه إلى الرها حيث قضى سني حياته في النسك والكتابة . يذكر توما المرجي، نقلا عن جبرائيل تورتا، الرئيس الخامس لدير بيث عابي، إن جبرائيل سافر بنفسه إلى الرها لأقناع سهدونا بالتراجع والعودة ولكن سدّى: ((لما طرد سهدونا الشقي من الكنيسة، اضطُررت أنا جبرائيل، بغيرة نفسي المتقدة، إلى المضي إليه إلى الرها ))(الرؤساء ص68 ). ومات نحو649 ! تآليفه : لقد وصل إلينا، من مؤلفات سهدونا، كتاب واحد وخمس رسائل. أما المؤلفات الأخرى _التي يذكرها المرجي _فقد ضاعت . 1- كتاب السيرة الكاملة على الأرجح يعود تأليف هذا الكتاب إلى الفترة التي كان فيها سهدونا راهباً في دير ((بيث عابي)) وتلمح ((السيرة الكاملة )) إلى أن عمره كان ثمانٍ وعشرين سنة لما كتبه، بناءً على طلب رهبان (ديره أو آخرين ) لإرشادهم وتوجيههم في حياة الزهد والجهاد: ((أطلب منك يا يسوع، طبيب نفوسنا الصالح، أن تنظر إليّ من علياء مقدسك وأن تعضدني وتخلّصني برحمتك … فها إن الشرير يأسرني بضراوة، ولا أستطيع الدنو منك بدموعي … فأسند عجز توبتي، وانظر من مسكنك إلى تواضع نفسي، فها لي ثمان وعشرون سنة ملقى في مرض جسد الخطيئة الذي شفيته بجسدك)) (بيجان ص468 ). ويعكس الكتاب خبرة شخصية مستنيرة عارفة بدقائق الحياة الرهبانية من جميع أوجهها. وطروحاته تدل على تأصل الروحانية الرهبانية فيه. يقول عنه توما المرجي: ((وقد هام بالسيرة الفضلى وعكف على الحياة النسكية ..وشعر بالعذوبة التي تدرّها السيرة الفاضلة على النفس في قراراتها، وذلك واضح للعيان من المعاني الرفيعة المتضمنة في التآليف التي وضعها في السيرة النسكية ))(الرؤساء ص61 ). ينقسم الكتاب إلى جزئين: الأول كان يضم22 فصلاً، والثاني 14 فصلاً (حاليا المتبقي بحسب طبعة بيجان وده هاليه:الأول5 والثاني 14 ). يتناول الفصلان الأول والثاني السلوك المسيحي الذي ترتّبه المعمودية أو الولادة الجديدة، لذا يُحرض على عيش الفضيلة. ويُدعم تعليمه بأمثلة مقتبسة من حياة أباء الكتاب المقدس والقديسين الأولين. جاء الفصل الثالث والرابع بمثابة مدخل إلى السيرة الكاملة بحسب نظام الديريين المتوحدّين. أما الفصول الباقية فكّل منها يتناول فضيلة معينة أو ممارسة متميزّة، مثل: الإيمان، الرجاء المحبة، نبذ العالم، العفة، الصوم، الصلاة، التوبة، التواضع، الطاعة، الثبات، الفطنة … وكل فصل من هذه الفصول يؤلف محاضرة روحية، يعرضها بأسلوب مشوق حميمي، مشبع بصور كتابية وبنفس صوفي آسر. يضم الكتاب إلى جانب المواضيع الرهبانية طروحات مسيحانية. فسهدونا يقول ب: ((أقنوم واحد وطبيعتين في المسيح )) وفُهم أنه خلقيدوني (!)وهذه المصطلحات تتعارض بالطبع مع القانون الرسمي المألوف في كنيسة المشرق القائل ب:طبيعتين وأقنومين في شخص واحد )). 2-الرسائل . إلى جانب هذا الكتاب، لسهدونا خمس رسائل، وجهّها إلى رهبان أصدقاء؛ يتناول فيها مواضيع روحية متنوعة. عموماً يحذّر فيها الرهبان من التجوال لربما بسبب حركة المصلّين أي الغلاّة النشطين في هذه الفترة (الأولى ). ويدعوهم إلى التحفّظ في علاقاتهم مع العلمانيين (الثالثة ) ويذكّرهم بأركان الحياة التصوفية (الخامسة ). ويأسف لسقوط بعضهم، كما ويُلحق الخامسة بأقوال حكمية . لاهوته : 1-الحياة المكرسة : تقدّم لنا كتابات سهدونا معطيات قيّمة حول التنظيم الرهباني في كنيسة المشرق، كما اختبره هو بنفسه في بدايات القرن السابع. ويميز نوعين من الرهبان: الديريين والمتوحدين أحد ألقاب المسيح، (راجع بينّات أفراهاط الحكيم ). يعارض المؤلف مثال الدير أو الحياة المشتركة بمثال حياة التوحد في عيش الفضيلة والكمال، ويرى إنه من الضروري أن يمر الراهب أولا بحياة الدير،قبل أن ينتقل إلى التوّحد، لاختيار التناغم الخصب بين النظري والعملي Theoria /Praxis. آنذاك يقدر أن يحقق معنى التوّحد: ((أي معنى لهذا النمط، أي التوحد الكامل، غير الاتحاد الكامل بالله ؟ أن نكون وحدانيين يعني أن نتشبه بالله الواحد ونتبعه في كل شيء ونبقى في رفقته وحدّه ))(بيجان ص47 ). اتجاه سهدونا ومعظم الرهبان المشارقة اتجاه ثنائي: الجسد بؤرة شر وفساد، والروح هو العنصر الخالد الذي يجب تنقيته، من خلال تحييد الجسد بالإماتات وتشفيفه، في سبيل إطلاق الروح، والحصول على روحانية عميقة (من الروح القدس)، يقول: ((إن الهواء الذي نستنشقه يتنقى لما نرذل الجسد، ونحتقر روائحه الطيبة، التي تجرّنا إلى الأعمال القبيحة. وعندما يتطلع (المتوحد) إلى فوق إنما ينتزع عن الجسد، ويرتفع سرياً إلى روح الله ويمتلىء رائحة روحية … وهكذا يغدو الإنسان روحياً كلاً في الكل. ويسكن في العلى مع الله ويسكن الله في عمق قلبه المتواضع ))(بيجان ص37 )، على أي حال، يقدّم لنا سهدونا تفاصيل دقيقة عن تنظيم الحياة الرهبانية، كما كانت قائمة في زمانه، وبالإمكان مقارنتها مع معطيات كتاب الرؤساء لتوما المرجي وكتاب يوسف بوسنايا. فالراهب مثلاً يطيل صوم المؤمنين إلى صوم دائم ولا يتناول إلا وجبة واحدة عند الغروب، تقوم على الخبز والماء الزلال (الرسالة الرابعة). والصلوات _الفرضية _تشمل أوقات: الفجر والغروب والليل (الرسالة الرابعة)، ويذكر ليتورجيا الأحد والتدرّج الرهباني: المبتدئون والمرشدون والتأمليون والخدم . أما الأنماط الرهبانية فهي : 1- الديريون، يعيشون حياة مشتركة، أي في دير وبحسب قانون معّين . 2- المتوحدون: إنهم على مثال المسيح الوحيد والتسمية مقتبسة من لفظة (سرياني )) أي واحد أحد وبمعنى التوحيد في كل شيء (طبعة بيجان ص47 )، يسكنون في أكواخ أو مغاور محفورة في الصخور. يأتون إلى الدير في فترات متفاوتة ((السبت والأحد)). ولا يزال جبل القوش ومنطقة دهوك وزاخو في العراق، مملوءة بمئات القلاّيات ((الصوامع)) المنحوتة بتفنن في الصخر. ويذكر بين صنف الوحدانيين: 1-العناويم _ أي الفقراء، يصفهم سهدونا بكونهم يقتدون بالملائكة ويسكنون أدياراً مبنية على أسمائهم (بيجان ص5 ). 2-البكّاؤون _إن الآباء المشارقة يؤكدون على الدموع كممارسة توبوية متميزة. يقول سهدونا : ((على الراهب أن يعتمد معمودية ثانية بدموع التوبة على خطاياه، وينزع عنه العالم الذي فيه، ويميت الإنسان العتيق مع كل شهواته، ويغدو غريباً عن كل المنظورات، وإلا فهو لا يستحق أن يسلك في هذا المضمار ))(بيجان ص15 ). 3-الغرباء، ويصفهم سهدونا بأنهم ((غرباء عن العالم ومتحدون بالله ))_(بيجان ص13 ). 2-روحانيته : مفهوم الإنسان: في نظر سهدونا، يقوم على كونه مخلوقاً على صورة الله، وهي صورة ثابتة غير قابلة للتغيير. وينبغي أن تحاط بالاحترام والتقدير في حين المثال سرياني )) يقوم على التشبه الخلقي أي التخلّق بأخلاق الله، يقول: ((لتكن محبتنا للجميع فيّاضة للأخيار والأشرار على مثال الله الذي يُنزل مطره على الأبرار والأثمة (متى5/45 )، فلا نحبنّ الأقرباء ونكره الأعداء كسنّة ضيقة، ولا نحبنّ الذين يحبوننا ونهمل الباقين ..بل لنبرهن عن محبتنا للجميع، ونكرم صورة الله فيهم )). ويدعو إلى الثقة الكاملة بالله المهتم بالخليقة وبالإنسان الذي هو صورته ومثاله ((كم بالاحرى (يهتم بكم) أنتم المخلوقون على صورته الحية ومثاله الناطق )). في نظر سهدونا، كما هي الحال عند يعقوب السروجي، تكون الصورة ثابتة لا يمكن محوها، إما المثال فهو متحرك، ينمو أو يذبل بقدر ما يعيش الخير أو الشر . هذا الطباق لم يقتبسه المؤلف من ثنائية أفلاطون عالم المثل وعالم الحواس، بل نابع من ثنائية بولس الرسول: الجسد والروح. في نظره، إن ما يرثه البشر عن الأجداد، هو بالضبط جرح التقلّبات الذي يجعل كلّ جيل يجدد بدوره خطيئة آدم؛ ويكون بالتالي قد استحق حكم الموت، أي الطرد من الفردوس. يقول: ((ليحب كل إنسان التوبة، هذا الدواء الذي يحتاجه كل أبناء آدم، لأنه سرى إلى الجميع جرح الخطيئة ومعه حكم الموت الذي استحقه؛ لأن الجميع في كل الأجيال يخطأون ولو أن خطيئتهم لا تشبه معصية الشريعة)). لا يتكلم سهدونا عن الأهواء إلا عابراً، ولكنه يميّز بين أهواء الجسد وشهوات النفس: ((أي هوى جسدي شرير يمكن أن يسري في التائب الصادق ؟ إن هوى الجنس مع كل ما يرافقه قد انطفأ في جسده المعذّب والمنّهك بجهاد التوبة. كما إنه لا يمكن أن يشوشه الهوى من خلال النظر، فهو لا يقدر أن يشبعه من مشاهدة الناس بسبب خجله العفيف … كذلك لا يتشوش من الداخل فالشهوة قد ماتت فيه بسبب التعب، وأحلامه زالت بسبب الخوف النابع من التفكير بالدينونة )). إن العنصر الأساسي الذي يُغذي هذه الشهوات هو الخيرات المادية. واغراءات المائدة واغراءات الجسد التي تلج إلى الفرد من خلال الذاكرة والخيال: ((كثيرون هم الذين يهتمّون بجمع مواد لحياتهم وتكديس الأشياء فوق بعضها البعض وخزنها، معتقدين أن ذلك أمر اعتيادي؛ إلا أن جمع المواد الصغيرة أكثر من الحاجة، هو _كما أظن _دليل على الجشع والمحبة المفرطة للأمور الزائلة … )) ليس للشهوة قيمة خلقية، إلا حينما ترتبط بالإرادة، آنذاك تصبح رذيلة أو فضيلة، أما إذا كانت عفوية أي غير واعية فلا قيمة لها: ((فلنجتهدّنّ إذن في الثبات على الصوم، كما علّمنا محيينا، بدون أن نترك الشهوة تستعبدنا. ولما نكون متألمين جداً من الجوع يهون علينا التغلّب على الشهوة ونتحمل جوع الجسد لما نغذّيه حسب حاجته من دون هوى شهواني. أسمي الشهوة عندما يرخي الإنسان العنان للأفكار الشريرة، أو يتيه في تمنيات المتعة )). من كل ما سبق نستنتج أنّ روحانية سهدونا تقوم على طباق بولس، أي الإنسانين ((الخارجي والداخلي ))، وإن الممارسات التي يقوم بها الراهب من صلاة وزهد وتضحية وتوبة ومحاربة الشهوات ليس لها إلا قيمة نسبية، فهي تعدّ الإنسان الداخلي لتنفتح فيه ((ثمار الروح ))أي الفضائل الكاملة : الإيمان والرجاء والمحبة (طالع الفصل الثاني من الجزء الثاني من السيرة الكاملة والرسالة الخامسة ). والمحبة تؤمن حضور الثالوث الأقدس في النفس، آنذاك يكون قد وصل حقيقة إلى ذروة الكمال. لذلك يتكلم سهدونا عن ارتقاء الراهب إلى الاتحاد الصوفي (بالسريانية رازانايا، أي التوغّل في معرفة سر _حقيقة _الله ) ويبتعد بالتالي عن مفهوم أفغريوس البنطي (Theoria). ويعطي للقلب الأولوية على العقل أو أقله بينهما تعارض. ولما يكون القلب مستنيراً بالمعرفة يتكثف الحب بدوره. إن هذا الارتقاء غير المنقطع يرفع النفس إلى الله، ويحصل الراهب بالتالي، على السكينة (شليا )، ويصل الحبّ إلى هدفه، ويستحيل التعبير عنه، وتبدأ الرؤية تنجلي وتتنقى حالما تنسكب في النور الآلهي وينكشف وجهه البهي: ((لا يسلّم الله ذاته إلا إلى القلب الطاهر، والقلب الطاهر هو وحده قادر على مشاهدة الله من خلال الإيمان ))؛ و((إن حكمة الكاملين الصوفية (السرية _رازانيتا) تقوم على سر الله، ولا يستطيع غريبٌ ما أن يقترب منه: ((إن سرّي لي)) يقول الرب، ((إن السر لي، إن السر لي ولبني بيتي ))(اشعيا 24 _16 ). إن الذي يدخل إلي بيت الله (بيتايوثا _حميمية ) وليس نقيا بما يكفي، ليغسل ذاته بالنقاء، حتى يغدو نيراً برؤية الله وسماع كلماته الإيمانية. وليقف على سفح الجبل لأنه غير قادر على استيعاب كل الكلام على الله، وليحافظ على الرؤية ولو من بعيد. فإنه يقدر أن يستقبل قبساً من نور مجده، وأن يسمع صوته من بعيد، وليتهذب تماماً بقرب من تسلق جبل الإيمان ووصل إلى الله بفضل نقاوته العظيمة، وأن يستتر معه في العالم من خلال الغمامة إلى أن يشرق عليه النور. وعندما يتهذب يقدر أن يقود الآخرين إلى هذا الاختبار)). ((ويكون قلبهم قد حصل على السلام الدائم في عمق الخلوة في الصحراء حيث يصعب أن يقبلوا أقلّ شويش، وحتى صوت العصفور الطائر لا يقدر أن يسرقهم سكينتهم. إنهم يتأملّون من دون انقطاع في الأمور الآلهية … لذا يليق أن يفيض عليهم الرب السكينة )). آراؤه اللاهوتية : إن الفصل المخصص للإيمان، من كتاب السيرة الكاملة، بحث منهجي منّسق، نادراً ما نجده عند آبائنا المشرقيين. ويتمتع الكاتب بشفافية وروحية عميقتين. فهو لا يتهم أحداً ولا يتهجم على أحد، ولا يذكر اسم أحد بأنه هرطوقي، بل ما يعرضه، كما يقول، هو إيمان الكنيسة المقدسة المسلم إليها من الرب، أو الذي نقله الكتاب المقدس والرسل والآباء . أ_ثالوثه : شروحاته مفيدة لمعرفة تاريخ اللاهوت المشرقي. تعليمه حول الثالوث ثابت، هو نفسه المتناقل في الكنائس كافة. وجود الله أمر ثابت وكذلك أقانيمه وصفاته وأفعاله. ومعرفته فطرية في الإنسان. إنها في ضميره ((ترعيثا)). فكل الناس يؤمنون بوجوده وهذا من الناموس الطبيعي ((ناموساً كيانايا)). ولكن المعرفة الحقّ تأتينا من الوحي، الكتاب المقدس. يعتقد سهدونا أنّ وجود الله حقيقة مسلم بها ولا يمكن إلا قبولها من دون نقاش أو فحص، شأنه في ذلك شأن المشارقة في حسّهم العميق لسر الله وسموه. فيؤكد أنه: ((ليس في وسعنا سوى أن نؤمن بوجوده، وبوجوده الجوهري وباسمه الذي هو منذ الأزل)). أقانيم الثالوث متساوية وغير منقسمة وهي: الآب والابن والروح القدس ((يبقون متحّدين من دون فصل، ولكن ليس من دون تمييز ولا يحصرهم شيء … ياللعجب العجاب، إننا نؤمن بالله الواحد الأحد، ونعترف في الوقت نفسه بأنه ثالوث، من دون أن نزيل الوحدانية، كما أننا باعترافنا بالوحدانية لا نلاشي الثالوث. إن وجود آلة واحد لا يعني وجود أقنوم واحد، كما أن وجود ثلاثة أقانيم لا يؤدي إلى وجود ثلاثة آلهة. إن الطبيعة الآلهية واحدة ومتميزة … وليس من حقنا أن نفحص لماذا هي هكذا، لأن موضوع الله لا يُدَرك …).وفي الصفحة نفسها يستشهد بمثل الشمس المألوف: القرص والحرارة والنور، ثلاث حقائق متميزة لكنها شمس واحدة. وكبقية الشرقيين، يرى سهدونا أن الله الآب هو مصدر الابن والروح، وإن الروح القدس ينبثق من الآب وليس كما نجده لدى الآباء الغربيين ((ينبثق من الآب والابن )). يقول: ((إن الآب موجود من دون بداية وعلّة. إنه الوالد _المصدر _منذ الأزل؛ والابن مولود منه بالجوهر، وكذلك الروح القدس منبثق منه منذ الأبد. أنّ الآب غير مولود وغير منبثق لأنه المصدر. وإن الابن لا يلد ولا ينبثق لأنه مولود، وإن الروح القدس ينبثق فقط وليس والداً ولا مولوداً وهذا لا يعني وجود فاصل زمني بين هذه العمليات الآلهية، كونها عملية أزلية . ب_مسيحانيته : تختلف مسيحانية سهدونا عن التعليم الرسمي المألوف في كنيسته، ولكنه يبقى في الخط الكتابي والانطاكي، أي الخط التاريخي التصاعدي فالمسيح هو ((كلمة الله وصورته وابنه الوحيد، وهو كامل في كل شيء مثل الآب والروح القدس. لاشى نفسَه حباً بأبيه ومحبةً بنا، آخذاً من جنسنا صورة العبد، أي طبيعة كاملة، (كيانا مشملانا ))، مثل طبيعتنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. وجُبلت من الروح القدس، بشكل عجيب، ومن مريم البتول ومن دون زرع رجل. وسكن فيها بالاتحاد منذ البشارة؛ كما في هيكل ممجد لسيادته، وتربّى بحسب نظام الطبيعة _ما عدا الزواج _في الرحم كما في خارجه، وكان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أمام الله وأمام البشر. والطبيعة البشرية هذه اتحد بها الله الكلمة منذ تكوينها وإلى الأبد وبشكل سام. ومعها صار أقنوماً واحداً في الاتحاد العجيب الذي لا يوصف)). يستعمل هنا سهدونا لفظة ((كيانا)) بمعنى الطبيعة الفردية العينية، عكس ما هو معتاد في كنيسة المشرق حيث ((كيانا)) تعني طبيعة مجرّدة. ولديه يصبح الأقنوم مرادفاً للشخص. إن شخص ((فرصوفا)) الابن واحد وليس اثنين، إنه اثنان من حيث الطبيعة: الآلهية والبشرية، لكنه ابن واحد. هناك طبيعتان متميزتان من حيث الخواص ولكن الشخص هو واحد ومتساو في البنّوة ولو أنه متميز بالطبيعة. إنه موجود في كل منهما بواسطة الاتحاد من دون أن ينقسم إلى اثنين )). سهدونا يتكلم عن الاتحاد الأقنومي وعن المشاركة في الخواص من دون أيّ حرج ،ولو ليس بنفس المستوى : ((إن اتحاد الله والإنسان، اتحاد عظيم وعجيب، ولهذا يقال إن كل طبيعة تشترك في خواص الأخرى من دون أن تفقد هي خواصها الذاتية أو تتغير. فالآلهي يُنسب إلى البشري وبالعكس، بفضل الاتحاد … إن ابن الله وكلمة الله يدعى ابن البشر بسبب الطبيعة البشرية المأخوذة من جنسنا … وشخص المسيح الواحد هو نفسه ابن الله وابن الإنسان، والطبيعتان الالهية والبشرية كاملتان ومتحدتان في شخص الابن الواحد وتحافظان على خواصهما، من دون فصل ولا ذوبان، منذ البشارة وإلى الأبد. هكذا يُنسب إلى الشخص الواحد _في الاتحاد _يسوع المسيح ابن الله _الألم والضعف اللذين يخصان الطبيعة الجسدية المولودة من مريم، مثلما تُنسب إليه المعجزات والأفعال السامية التي تخصّ كلمة الله المولود من الآب . وينهي شرحه قائلاً: ((إن شخص المسيح هذا يُعرف بأنه واحد في الاتحاد وليس جوهراً مركباً من طبيعتين … إنه شخص أقنومي للطبيعتين وليس شخصاً أدبياً ..مثل الصورة والسفير. وبالنسبة إلى ربنا يسوع المسيح ليس هكذا، إنما هو حقيقة بطبيعتين، بهما يظهر ويتجلّى، وهما قريبتان ومتحدتان في الشخص الأقنومي للابن. ويدعم براهينه باستشهادات من الكتاب المقدس ويختم بأن هذا هو إيمان الكنيسة المقدسة . نصوص مختارة المحبّة المطلقة تجعل الإنسان هيكلاً للثالوث محبّة الله يَجمُل بالمؤمنين الصادقين المعتمدين على رجائهم بالله، الذين ينتظرون خيراته، وتتوق قلوبهم إليه، ويغموهم الروح، أن يتمنطقوا بمحبة الله كثيراً. بها يرتفع ويتدرّج بناءُ قداستهم المجيد، وكمرجانة متعددة الجمال يتلألأ منظُرها. بها يُشرق ويُشّع إكليل إيمانهم الذهبي الخالص. إنها كمالُ جمال مخافة الله وطريق البلوغ إلى ذروة الكمال العظيم في القداسة. فيها يجد كلُ الناموس كماله وتمامه. وكلُ مسيرة القداسة بها تَبلغ كمالها. كذلك الإيمان والرجاء بها يُحفظان ويثبتان. إنها أعظم منهما. (المحبة) مزيّنة بمواهب الله المتعددة وهي أولها وإليها تصبو، وبها تجتمع، وبواسطتها يتحول الإنسان مسكناً للثالوث. بها يتّحد الإنسان بالله ويندمج فيه، ولا يكون له إرادة سوى إرادة الله. المحبة تفوق كلّ أعمال الخير وكلّ مواهب الله. وبدونها يُعد كل شيء باطلاً. على هذه المحبة يشهد الطوباوي بولس قائلاً: ((تشوقوا إلى المواهب العظمى، وإني أدلّكم على أفضل الطرق ))(1 قور 12 _13 ). تُرى ما هو هذا السبيل الأفضل ؟ إنه المحبة المطلقة. من دونها يعدّ التكلم بلغات الناس والملائكة وكل الحكمة خَرساً، ولا تنفع موهبة النبوءة ومعرفة كل أسرار الله الخفيّة، ولا الإيمان العظيم ناقل الجبال، ولا أعمال الرحمة، وتفريق الأموال على الفقراء تجدي نفعاً (1 قور1 :8 _13 ). وماذا أقول بعد ؟ حتى ولا درجة الاستشهاد العظيم والمجيد، ولا إحراق الجسد بالنار ينفع شيئاً من دون المحبة. المحبة حليمة مترفّقة، لا تحزنُ في الشدّة، ولا تخاصمُ الذين يجابهونها، إنما تصبر على كل شيء، وتتحمل كل شيء بطول اناة، ولا تحسد ولا تفكر سوءاً بالخيرات التي يملكها الآخرون، ولا ترتبك أو تخاف ممّا يحدث لها مصادفة ولا تتعجرف جهلاً أو تتكبر من دون إدراك بما تملكه، ولا تسعى إلى فعل ما هو مخز ولا تبحث عمّا هو لها. (المحبة ) لا تعرفُ الحسد ولا الغضب باطلاً، ولا تفكر سوءاً، وتتجنّبُ كل فرح بالأثم، وغريبةٌ عن كل أفعال الخطيئة، بل تفرح بالحق، وتتنعم وتبتهج بالبرّ الصادق وتُسّر ومن أجله تتحمّل كلّ شيء، وترجو كلّ شيء. المحبة تصدق كل شيء، وتصبر على كل شيء، ولا تزول أبداً، ولا تسقط من درجتها الحقيقية أبداً (1 قور13 :4 _9 ). هذا كلّه تفعله محبة الله في الذين يقتنونه. ويتمّ فيهم كل ما هو جميل وينال كماله كما قال الرسول . بإيجاز إنه (الله) يفيض عليهم كلّ خيراته، فهو على كل شيء قدير، وهو الكائن الذي يملك كلّ كمال الوصايا من دون حد وحيثما توجد محبة الله فكل الوصايا ترافقها مجتمعة، لأنّ من يحب الله لا يمكنه مخالفة إحدى الوصايا أو نسخها. لأنّ مصداقية محبته تظهر في تطبيق وصاياه كما قال: ((من يحبّني يحفظ وصاياي ((وأيضاً)) إن كنتم تحبونني، حفظتم وصاياي )).(يوحنا 14/15 )، وأيضاً من تلقّى وصاياي وحفظها، فذاك يحبّني والذي يحبني يُحبّه أبي وأنا أحبه أيضاً، وأظهر له ذاتي))(يوحنا 14/21) ((ونأتي إليه ونجعل عنده مقامنا))(يوحنا14/23 ). آرأيت كيف أنّ كل القداسة، التي تأتي من حفظ الوصايا، تكتمل بالمحبة ؟ وكيف أن من له المحبة، يصبح هيكلاً للثالوث الأقدس، ويتمتع بالمشاهدة الإلهية بشكل خفي ؟ فطوبى لمن هو جديرٌ بهذه المشاهدة، وجدير بأن تقيم فيه المحبة ! طوبى لمن إرتاحت الألوهة داخله! إنه حقاً يسكن منذ الآن في ملكوت السموات! وما الملكوت، إن لم يكن السعادة مع الله ؟ وما السعادة مع الله، إن لم تكن الإبتهاج والفرح بحبه، والنظر المنصبّ دوماً عليه، وارتكاض النفس إليه؟ كم هو صحيح كلام الرب: ((إن ملكوت الله هو في داخلكم))؟ (لوقا17/21 ). لأنّ من يملك محبة الله في ذاته، يملك الله عينه. فكيف لا يملك الملكوت في داخله ؟ ما أعظم الإنسان الذي له المحبة، والذي أسكن الله _الذي هو المحبة _في قلبه !(راجع1 يوحنا164 )، وكم هو عجيب هذا القلب الصغير المحدود الذي أوى روحياً ذاك الذي لا تستطيع السماء والأرض احتواءه ! يا عين القلب المستنيرة (أفسس 1/18 )التي بنقاوتها ترى بوضوح من يستر السيرافيم وجههم أمام رؤيته (اشعيا6/2). ((من يُحبني يحبه أبي، وأنا أيضاً أحبه وأظُهر له نفسي، ونأتي إليه ونجعل عنده مقامنا ))(يوحنا14/23 ) أين إذن يحب الله إن لم يَكُن في القلب ؟ وأين سيظهر نفسه إن لم يكن هناك؟ فقد قيل ((طوبى لأنقياء القلوب فإنهم سيُعاينون الله ))(متى5/8 )، أين إذا يسكن الله إن لم يكن داخل القلب؟ فقد كُتب أيضاً : ((سأسكن فيهم وأسير بهم))(راجع2 قورنثيه 6/16 ؛تثنية الاشتراع27 :11 _12 ؛الأخبار1413 ). أرايت كم هو واسع القلب النقي والمفعم بالمحبة، بما أنّ الله يستطيع السير فيه حقا !(السيرة الكاملة ص 188 _192 ). محبّة الأخوة : لنبتعدنّ أذن عن الإقتداء بالشيطان، ولنتشبّه بالله كأبناء محبّين، ولنحب بعضنا بعضاً بنيّةٍ صافية، وليس كحُبّنا لأنفسنا، بل كما يوصي ((العهد الجديد)) أن نحب مثلما أحب المسيح، وكما أوصى عهده الجديد: ((وصية جديدة أعطيكم )) وما هي وصيتك هذه يا سيد؟)) وصيّتي هي أن تحبوا بعضكم بعضا ))(يوحنا13/34 ). يا سيد كيف يظهر كمال هذه المحبة التي لا شبيه لها؟ ((عندما يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه))(يوحنا15/13 ). تُرى ما أعظم وصية المحبة الجديدة التي تتطلب الإقتداء به (المسيح) هو الذي أحبنا كأصدقاء، وبذل نفسه من أجلنا، في حين نحن بسبب أعمالنا الشريرة لا نسلك طريقه! هكذا علينا أن نحبّ الآخرين، وأن يبذل كلُ إنسان نفسه في سبيل رفيقه، بهذا نُظهر صداقتنا الحقيقية له ويعرفنا الجميع أننا تلاميذه، أي عندما نُطبّق جميع ما يوصينا به ونحب بعضنا البعض وفق وصيّته : ((أنتم أحبائي إن فعلتم جميع ما أوصيتكم به))(يوحنا 1415 )، ((وبهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذي إن أحببتم الواحد الآخر))(يوحنا 13/35). إن من يقول إني أحب الله ولا يحب أخاه، كاذب لا حقَ فيه ((لأنّ الذي لا يحب أخاه وهو يراه، كيف يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه ؟))(1 يوحنا4 :20 _21) لنحبّن إذن الإخوة حتى يشرق فينا نور محبة الله الكاملة، فينقشع عنّا الظلام والبغض الداكن، ونثبت في محبة وصداقة بعضنا البعض. في الحقيقة إن الحسد والبغض هما ظلام كما كُتب: ((من زَعَم إنه في النور وهو لا يحب أخاه، لم يخرج من الظلام. من أحب أخاه، كان مقيماً في النور، ولا خوف عليه من العثار. أما من لا يحب أخاه فهو في الظلام، يخبط في الظلام، لا يدري إلى أين يسير، لأن الظلام أعمى عينيه (1يوحنا 2 :9 _11 ). (السيرة الكاملة ص 208 _209 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمعون دطيبوثه | الولادة: – الوفاة: – قلما نجد اسم شمعون في خلاصات الأدب السرياني، إنه شخص غير مشهور بسبب عدم نشر مؤلفاته التي كانت طيّ المخطوطات في المكتبات العالمية، إلى أن قام الفونس منكنا بنشر بعض مقالاته في الثلاثينيات من هذا القرن. وكذلك الإيطالي باولو بيتيولو الذي ترجم إلى الإيطالية عام1992 معظم المقالات التي وصلت إلينا. لكن شمعون معروف لدى أدباء القرون الوسطى، وهم يذكرونه بإعجاب، بسبب علمه وروحانيته. فقد ذكره ابن العبري (+1286 )في تاريخه الكنسي في سياق حديثه عن الجاثليق حنانيشوع الأعرج (685 _700 )، إذ يقول: ((إن شخصاًًًً يدعى شمعون دطيبوثه عاش في أيامه (أي في أيام حنانيشوع) وإنه كان طبيبا ماهرا وكان يحب حياة الزهد وألفّ كتاباً عن الحياة المكرسة دعاه ((النعمة)) ولُقب باسم كتابه، أي شمعون صاحب كتاب النعمة ((طيبوثا)). وفي كتابه الآخر تاريخ الأزمنة Chronography. يورد اسم الراهب شمعون دطيبوثه ضمن قائمة أسماء الأطباء السريان. ويقول عبد يشوع الصوباوي في فهرس المؤلفين المشارقة : ((لشمعون من طيبوثا (كذا) كتاب واحد في السيرة وآخر في الطب وآخر في تفسير أسرار القلاية. وهناك ملاحظة أخرى وردت عنه في كتاب الديورة ليشوعدناح مطران البصرة: ((مار كني الذي نصب ديرا في بلد كشكر، انطلق إلى جبل ايزلا عند مار إبراهيم واقتبل الاسكيم من القديس…وإن القديس مار شمعون طيبوثا الذي دعي لوقا، شهد وأعلن فضائل مار كني)). من كل ما تقدم نستنتج أن شمعون عاش في القرن السابع، في أوج الحركة الروحانية السريانية، ودخل دير الراهب شابور بقرب (الأهواز) حيث كان اسحق النينوي قد لجأ إليه سنة 659 بعد استقالته من منصب أسقف نينوى، على الأرجح تعرف إليه. وقد يكون قصد دير ايزلا، محجّة الرهبان المشارقة! إن شمعون اكتسب ثقافة إنسانية وطبيّة إلى جانب ثقافته اللاهوتية والروحانية. وعموماً كان القدامى يدمجون الدراستين الروحية والعلمية، لأن الدراسة العلمية تساعدهم على فهم الأمور الروحية، ولأن معرفتهم الدقيقة لوظائف أعضاء الجسد تسهل عليهم أمر ترويضها في سبيل إطلاق الروح. وهو كسائر الروحانيين المشرقيين متأثر بافغريوس البنطي وديونيسيوس المنحول وبآباء الصحراء وبالروحانيين المشرقيين السابقين أمثال مكاريوس (السرياني) ويوحنا المتوحد والأنبا اشعيا واسحق النينوي… تآليفه : 1-كتاب النعمة 2- ميمر في القامات المتميزة (المخطوط الفاتيكاني السرياني رقم562ص34 _52 ). 3- غذاء المعرفة وتقدم السيرة (المخطوط السينائي السرياني رقم14 (88 _89_99 _100 ،101 _102 ). 4- الطرق العديدة للصلاة (مجموعة منكنا السريانية رقم 186 ص156 _162 ). 5- وقد قام منكنا بنشر خطابين لشمعون في تكريس الصومعة، في مجموعته دراسات وودبروك مجلد7 (سنة1934 )ص282 _320 ) وقد اعتمد المخطوطة السريانية المرقمة 1289 العائدة إلى مكتبة بطريركية الكلدان _الموصل. أما كتابه عن الطب فقد ضاع أما الإيطالي بيتيولو، فهذه عناوين المقالات التي ترجمها والتي يتفاوت طولها من صفحة إلى35 صفحة: – التناغم بين الأعمال الجسدية والنفسية – تغذية المعرفة بالحقيقة – تأويل كتاب القديس ديونيسيوس المنحول – غذاء النفس – المشاهدة الروحية (التأمل) – معنى النفس – القامات المتميزة للحياة الروحية – معنى المشاهدة (التأمل) – تدرّج السيرة – ما هو العقل – تطويبات تدرّج السيرة – الصلاة – الإهمال الحاصل سهواً – نمو السيرة – تذوق الملك والعذاب – مسالك الجهل – دواء التوبة – الأعمال الطوعية – العادات والأهواء – صعود السيرة وسقوطها – دواء العقل المظلم – الطرق العديدة للصلاة – ثمار التوحّد – أسئلة طرحها على الراهب شابور – المعرفة الروحية وكيفية اكتسابها – ما معنى أن الإنسان مخلوق على صورة الله ،ويتناول فيه الجوانب العديدة من نشاط الإنسان . – ممارسة المذابح الثلاثة – قوى الإنسان الداخلية والخارجية – أنواع المعرفة الثلاثة – خطاب ليوم تكريس الصومعة روحانيته : إن الكلمات روحي، روحية، روحاني، روحانية، كلمات ترتبط بالروح، روح الله الذي نسميه الروح القدس، والروحانية هي عملية روحنة العالم الذي نعيش فيه على مثال المسيح…ترتكز هذه العملية على فعل الروح القدس الذي يملأ حياة المؤمن حتى أنه يخترق كل شيء ليحييه ((الروح يحيي ))(2 قور 3/6 ). فالروح القدس يساعد على تقديس حياة الإنسان بكل أبعادها وتأليهها. والروحانية في الأدب المسيحي هي دراسة السبل والأنماط المتعددة التي مارسها الآباء لتقديس ذاتهم بالروح القدس من خلال عيش الإيمان عيشاً وجدانياً (القلب – الحب ) على مثال المسيح وفي الواقع اليومي. ينضم شمعون إلى التقليد المشرقي الواسع و ((المجمّع)) من عناصر عديدة ومختلفة، فهو يقتبس من اسحق النينوي الذي على الأرجح تعرف إليه لأنه عاش في الدير نفسه ((مار شابور في جبل ماتوت ))، ومن آخرين كما ذكرنا أعلاه. وهو متأثر بالغنوصية. يلجأ شمعون مرارا إلى الرمز للتعبير عما يريد قوله، مستخدما بخاصة رمز الورق والثمر لتبيان نمو الشجرة، ولتوضيح العلاقة القائمة بين المشاهدة الروحية (التأمل) وثمارها. وهو يستند إلى نص الرسالة إلى غلاطية : ((أما ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام وطول الاناة واللطف ودماثة الأخلاق والأمانة والوداعة والعفاف ))(غلاطية 5 _22 ). التأمل أو المشاهدة : إن معرفة التأمل في نظر شمعون هي في طبيعة الإنسان، ويستند إلى كتابات ديونيسيوس المنحول. ويرى ثلاثة أنواع من المعرفة : 1-المعرفة الطبيعية وهي المتعلقة بالأمور الحسيّة المنظورة وتسبق حركة الحرية . 2- المعرفة العلمية وتنطلق من القوى الخاصة بالطبائع المنظورة وتنقسم إلى الرياضيات والفلكيات . 3-المعرفة الإلهية أو المشاهدة الروحية وتتعلق بالله الكائن الواجب الوجود وتتم من خلال العقل والنعمة، وهذا ما يسميه لاهوتاً. يدمج شمعون سير هذه المراحل الثلاث للتأمل بالتدبير، أي بتجلي نعمة الله لنا بيسوع المسيح، يقول: ((يعرف الآباء هذه المراحل الثلاث للتأمل بالتدبير أي ظهور نعمة الله لنا، والتي نقلتنا من ظلام الكلام وكثافة الجسد إلى المعرفة العقلية الخفية والعاملة في كل شيء. وهكذا نتجاوز الحواس ونتمتع بمشاهدة (تأمل) الأمور الروحية)). ويسمى هذه المشاهدة الملكوت إن هذه الخبرة الصوفية هي مع الثالوث الأقدس من جهة ،والمسيح من جهة أخرى: ((هذا هو التعليم الذي يسميه الرب ملكوت الله أي التأمل الكامل في الثالوث الأقدس وفي معرفة تدبير محيينا الذي هو جزء منه، فقد قال(المسيح) إن ملكوت الله هو فيكم، فلا يأتي على وجه يراقب ولن يقال هو هنا أو هناك ))(لوقا 17 :20 _21 ). إذاً ملكوت الله هو المعرفة الخاصة بالسماويات. والفقراء بالروح (متى5 _3 ) هم الذين بلغوا درجة الكمال، إنهم بتواضعهم كالأطفال وبفقرهم إلى المعرفة أدركوا المعرفة الحقيقية. إن هذه الحياة الواعية والسلوك الروحي في الله ((يرتكزان على تأوين تطبيق الوصايا وعلى التأمل في كل شيء)) . والسلوك الروحي يمر بثلاث مراحل: ((إن السلوك الذي على الإنسان أن يتمرس فيه ليتدرج حتى يصل إلى الروحانية يمر بثلاث مراحل: الألم وعدم الشعور بالألم والنقاء والقداسة. تقوم المرحلة الأولى على معرفة الإنسان لذاته واستئصال أعمال الخطيئة والتوبة والبكاء بمرارة على الحياة الماضية. والثانية تبدأ بتمييز أعمال العقل وبتطبيق الوصايا بدقة وقوة. أما المرحلة الثالثة فيصلها المتوحد مسنوداً من النعمة وبحسب قدرته على الجهاد وتطبيق الوصايا والتغلب على الأهواء، فيجتاز إلى حيازة البر والقداسة ويكون بالتالي قد أدرك المشاهدة الروحية)). أكيدا نجد هنا تأثير اسحق النينوي ومراحله الثلاث :المرحلة الجسدية والمرحلة النفسية والمرحلة الروحية. وسائل البلوغ إلى الحالة الكاملة : يذكر شمعون بعض السبل العملية للبلوغ إلى المشاهدة الروحية، منها تثقيف الذات، وقراءة الكتب المقدسة، والقيام بممارسات تقوية والتمرين اليومي والاستنارة، إلى درجة أن المتوحد لا يمكن أن يرى شيئا ما من دون أن يتأمل فيه ويكشف فيه عناية الله. هكذا يسمو ويرتقي سريا إلى السماويات. يقول: ((إذا الألوهية فينا وبها يقوم كل شيء ويتأله كل شيء ويتكامل ويضيء، وإن الله بفضل صلاحه المطلق يعمل كل شيء ويوحد كل شيء …وتسميه الكتب المقدسة: صالحاً، محباً، عليماً، باراً، نوراً، ساطعاً، مشرقاً، كلمة، حياة. وإذا احترقنا حباً بالذي أحبنا وواضع نفسه إلى درجة مسكنتنا، رفعنا من التراب إلى الروح بفضل اندماجنا في الألوهية ….لقد أعطانا بتواضعه الدالة رحمة منه حتى نعرف وندرك بأن كياننا إلهي وأننا مخلوقون على صورة الله ومثاله)). وصايا ونصائح عملية للنمو الروحي: يقدم شمعون في مقالته عن القامات المتميزة للحياة الروحية سبع وصايا : 1-إن الجهاد الأول الذي يشكل نقطة الانطلاق هو بكل بساطة الطاعة لكل ما يطلب منا . 2-والثاني هو تغيير عاداتنا وطباعنا وأساليبنا وأحكامنا، والخروج من اللاطبيعي إلى الطبيعي . 3-والثالث يكمن في المواعظة على التغلب على الأهواء، من خلال ممارسة الوصايا حتى يبقى القلب مكسورا، متواضعا ومطهرا. 4-والرابع يقوم على ترك كل تشويش، والبدء بعمل التمييز، من خلال الأعمال الخارجية فيتواصل العقل إلى درس وفهم القوى الخفية العاملة في الكائنات السماوية، وفحص معنى الكتب المقدسة حتى تنفتح أعين العقل على كمال معرفة عناية الله واهتمامه بكل شيء . 5-والخامس هو تأمل العقل في الأمور الروحية والارتقاء فيها . 6-والسادس يقوم على دراسة الأسرار الإلهية وفهمها . 7-والسابع يهيء العقل لعمل سر النعمة فيتخطى دائرة الكلام شيئا فشيئا لتستنفده المحبة الإلهية . ((هكذا أعلم إننا بقدر ما تلهينا محبة السيرة _ويسميها السيرة الملائكية _التي نلتزمها، بقدر ذلك ننضج في المحبة، ونتذوق الطعم الخفي الذي فيها )). وفي حديثه عن محبة السيرة يستشهد بقول غريغوريوس ((إن الأفكار تنبع من الأحشاء، ومنها يصعد الشوق إلى القلب ثم إلى العقل على شكل غاز)). لقد قاس القدامى قوى النفس بتركيبة الجسد: العقل، الكبد، القلب، المعدة، الكلى، ويعدونها مصادر قوى النفس يقول احودامه : ((الحس هو في العقل والتمييز في القلب والرغبة في المعدة والشهوة في الكلى والغضب في الكبد )). كما يقدم عدة نصائح عملية للارتقاء الروحي: – من يهمل الصلاة ويفكر بوجود باب آخر للتوبة هو عش للشيطان . – من لا يواظب على قراءة الكتب(المقدسة)يسير من دون دليل ولا يعي أنه يخطأ. – من ينقطع عن الطعام والشراب ويخفي حقداً وأفكاراً شريرة ضد أخيه هو أداة للشيطان. والقلب المتواضع منفتح تلقائياً للرحمة)). – من يكون منذ البداية غير حار وغير صبور لن يصل إلى كمال المعرفة . – من لا يصير طفلا في مسيرته، لن يبلغ إلى ملء كمال الرجل البالغ في المسيح (أفسس 4 _13 ). إن الروح القدس يرتب ويعرض القامات المختلفة (أفسس4 _13 ب) لنمو الإنسان الباطني كما هي الحال بالنسبة إلى نمو الإنسان الخارجي: الأول ثمرة الإرادة والثاني ثمرة الطبيعة، من له الفضائل ينمو ومن لا يحفظ قلبه ولسانه فصومه وسهره وزهده عبث. المذابح الثلاثة : رمز المذابح الثلاثة للمعرفة مقتبس من أفغريوس (KG4,88) ونجده أيضا في شرح باباي الكبير لمئويات أفغريوس. تضم هذه المذابح في شرح شمعون سر أيام الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد القيامة. الأول يمثل المتوحد الطاهر الذي يعيش في الفضيلة والثاني النفس التي تصلي المزامير وتثابر على قراءة الكتب المقدسة، والثالث العمل في سبيل الله كالصدقة وزيارة المرضى واستضافة الغرباء وإكساء العراة. الأول يرمز إلى معرفة الأعمال ومنبعه تطبيق الوصايا. والثاني معرفة الأفكار ويعبر عنه بالتسابيح والتمجيدات. والثالث معرفة الرجاء: ((فبالرجاء الكامل نقترب إلى المذبح الحي أي المسيح رجاتنا وربنا)). يقول شمعون: ((إن التأمل فيها يغمر القلب فرحا وتعزية خفية. وعذوبتها تبتلعنا بحيث لا ينفك الفكر يتأمل فيها حتى حينما نصلي. إذ ذاك ليس انطلاقا من خيرات الآخرين ننادي: قدوس (اشعيا6 _3 )، بل بفضل الخيرات التي يفيضها الروح القدس في ذهننا العاري. وعلى هذا المذبح البسيط وحده، الذي هو يسوع المسيح ربنا وإلهنا (يوحنا20 _28 ) وبواسطته نقدم للآب الذي أرسله ثمار صلواتنا عطرا يفوح من لدننا )). ويقارن بين فاعلية نور الشمس ونور الإيمان في موضوع المشاهدة: ((على ضوء الشمس نشاهد حقيقة الأشياء، وعلى ضوء الإيمان نرى حقيقة الأمور الروحية الحاضرة والمقبلة والحقائق الممجدة للعالم الجديد وسر الثالوث الأقدس، وكما هي حال ضوء الشمس للعيون الجسدية، هكذا حال نور الإيمان للمعرفة الروحية)). طرق الصلاة : يدعو شمعون المتوحّد إلى العيش في الصلاة الدائمة، صلاة الروح التي تحول قلبه إلى سكنى الله: ((إن الصلاة ليست علماً يُدرّس ولا مجرد معرفة أو كلمات، إنما الصلاة إخلاء العقل وتسكيت الفكر بعيدا عن الحواس والعوائق. إنها تكون في الهدوء والسكون فإذا رغبت في الصلاة إعمد إلى الرفع عن هامتك كل هموم العالم وأمجاده وأباطيله وأمسك بيديك بشدة أبناءك الأعزاء_أعني ذكرياتك الجيدة والخبيثة _وارخ كل ما كان وما يكون، واصعد بفكرك العاري إلى الصليب وأعبر إلى الألم الجديد الخالي من كل هذا وقف للصلاة بسلام إن صلاة المحبة نبع لا يمكن أن ينضب، يروي النفس بالسلام والفرح)). ويوجه نصيحة رائعة في شأن الصلاة ليس إلى الراهب المتوحّد فحسب بل إلى المؤمن الاعتيادي أيضا: ((عندما ترد الصلاة بسرعة كالمعتاد أبعد عنك أولا كل فكر (دنيوي ) وكل عائق واعتبار وكأنك لست في الحياة الدنيا وانزع عن نفسك كل هم وأدخل إلى صومعتك أي إلى ذاتك وسر بمعونة الله على درب الصلاة. خذ الكتاب المقدس واقرأ حتى لا يشرد فكرك، واقترب صامتاً من الصليب وسبّح وتضرع كما تعلمت ثم اعكف من جديد على القراءة وصلّ واقفا تعلم هذه الأمور بانتظام من كتب الآباء (الروحيين) الذين ألفوها بشأن العيش في الصومعة. وعندما يحين وقت الصلاة، صلّ من دون طيش وبالطريقة نفسها إقرأ وتضرع. إن القراءة تضع فيك الحمية. وعندما تعمل هذا يوماً بعد يوم، يضيء ذهنك في الصلاة وتستذوق طعم الكتب وتنتقل إلى المحبة التي تفرح بكل شيء)). تكريس الصومعة : يكتب شمعون خطابا في تكريس الصومعة، موًٍَِجها إلى راهب قرر مغادرة الدير للعيش وحده في الصومعة . يقول في المقدمة: (( إننا اليوم مدعوون، أيها الاخوة المغبوطون، أحّباء المسيح، إلى عرس أخينا الروحي الذي غادرنا ليعيش في الصومعة. لقد تضرعنا إلى الرب من أجله من السماء وحتى الصباح في السهر وتلاوة الصلوات الفرضية والأدعية والتراتيل الروحية … ولنعرض على أخينا هذا بعض إرشادات عملية مفيدة لحياة الصومعة، حتى بموجبها يتقدم في المسيرة الروحية )) . في القسم الأول يتكلم الكاتب عن التقلبات الداخلية التي سوف تواجه المتوحّد الذي ينبغي أن يكون في حالة استنفار لطوارئ الحالة الجديدة. ويستشهد بقول لمكاريوس: (( إن المتوحّد سوف يواجه في خلوته في الصومعة تقلبات داخلية تشبه تقلبات الجو ( الطقس). فسيصادف أحياناً سحباً وغيوماً داكنة تتكاثف داخل قلبه، فتظلم النفس كما تلبد الغيوم الداكنة الجو. ثم يتغير الجو ويعود القلب إلى صفائه وفرحه كما يعود الجو إلى صفائه بشروق الشمس )). وهذا التغلب يتم بذكر مستمر لله في القلب ومن خلال طهارة النفس وصفائها والممارسات الجسدية التقشفية . ويعدد بعض هذه الممارسات : ((الصوم والسهر في الليل للصلاة والسجود والرقاد على الأرض وكبح الشهوات والابتعاد عن المعارف )). ويقدم برنامجا يوميا منسقا بين أوقات الصلاة السبعة، والاسترشاد لدى الأب الروحي. هدفه هو تقديم ذاته ((ذبيحة حية لله ))، ليتقدس بالروح القدس، كما تتقدس الأواني الاعتيادية لتستعمل في الطقوس. يقول: ((عليك أن تعمل من أجل تقديس الجسد والنفس في السيرة الإلهية، وتقترب يوما بعد يوم إلى الله، وتضع لحياتك وسيرتك أساساً مختلفاً (عن السابق )، عليه يتجدد جسدك ونفسك ويتقدسان بالروح القدس من خلال الصلوات والتسابيح … وتقترب من المسيح الذي اختارك وفرزك من العالم، وجعلك تعيش هذه السيرة الملائكية )). أما الجزء الثاني فيتكلم عن حسنات عيش الإنسان الباطني المستمر وذلك من خلال الصلاة والتغلب على الأهواء، والتمسك بالرجاء الوطيد، والثقة بالنعمة الإلهية. ويؤكد مرارا على الإنسان الباطني، مستشهدا بالرسالة إلى رومية (7 _ 22 ) وافسس (3_16 ). هذا مجمل روحانية شمعون دطيبوثه، وهي تعكس روحانية اسلافه، وقد ساعدتهم على العيش في الروح وبخبرة صوفية عميقة … واليوم وسط عالمنا المضطرب والمنهك فب الماديات، يحتاج كا منا إلى العودة إلى ذاته، لاكتشاف معنى وجوده ومستقبله، وليعيش خبرة صوفية منفردة ! نصوص مختارة مقالة في تكريس الصومعة : اليوم، نحن مدعوون أيها الاخوة المغبوطون، محبّو المسيح، إلى عرس أخينا الروحي، هذا الذي غادرنا إلى الصومعة للعيش في الخلوة. وقد أمضينا الوقت من المساء حتى الصباح في الصلاة إلى الله من أجله، من خلال رتبة السهرة وصلاة الطقس والتضرعات وتراتيل روحية، لنتضرع الآن إلى المسيح الرب كي يقوّيه ويحفظه ويجدده ويقدسه كاملاً بإرادته، على مثال أولئك الآباء الذين اشتهروا بسلوكهم الهاديء في الصومعة، بصلاة قديسيه إلى أبد الدهور. آمين . كما تعلّمنا واستلمنا من آبائنا الرائعين الذين عاشوا حياة الصومعة، وقاوموا الهجمات العنيفة، وتحملوا العذابات والتجارب. إن كانت من الطبيعة أومن الشياطين، واشتهروا بمحاربتهم الأهواء والرغبات، وبمعونة الله خلصوا حياتهم بنقاء وصفاء حتى النهاية ونالوا إكليلاً مضاعفاً (2 تيموثاوس 4/7 _8 )، نقترح عليك يا أخانا بعض نصائح مفيدة لحياة الصومعة كي تستطيع أن تسلك على ضوئها سلوكا روحيا (رقم1 ،2 ). أيها الأخ الحبيب، في بداية حياتك في الصومعة، اسع في اكتساب طيبة الروح التي هي التشبه بالله (لوقا6/36 )فقد جاء في الكتاب: ((إن عينيك أطهر من أن تطيقا النظر إلى الشر )) (حبقوق 1/13 )، فإذا كانت لك عين طاهرة، فلن تحسد، ولا ترى ضعف الآخرين، ولا تدين القريب. ثم اسع في الحصول على الهدوء والتواضع والتفاضل، فبها تطبق تحمل العنف وتحصل على الإيمان البسيط ومحبة من دون إيذاء أحد، وتحصل على رجاء في الله وطرق جميلة وعادات ثابتة ومواقف مسالمة، بعيدا عن الخصومات، والطاعة والعمل الدائم والحرص في كل فعل تقوم به . ومنذ أن تبدأ حياتك في الصومعة، اسعَ في تغيير العادات الطبيعية التي نشأت عليها بحياة جديدة، أي تُبدل العمل بالعمل، والمعرفة بالمعرفة، والرجاء بالرجاء، ومحبة الدنيا بمحبة العالم الآتي، والفرح بالأشياء المنظورة بالفرح بالأشياء الروحية، والعزاء بالعزاء، والرحمة بالرحمة بحسب روح الوصايا الجديدة: ((أحبوا أعداءكم (متى5/24 )، وباركوا لاعنيكم (لوقا6/28 ) إلخ…فالطبيعة الضعيفة الميالة إلى الضلال لا تتمكن من اكتساب هذه الأمور والحفاظ عليها بتناغم حين تكون مع الكثيرين، في حين أن السبل غير الطبيعة تتحرك بسهولة في السير الطبيعية السابقة، بعيدا عن الجميع في الهدوء والألفة مع إنساننا الباطني (رومية7/22 ؛ أفسس 3/16 )ولفترة طويلة، لأننا نبحث عن شيء غير موجود في طبيعتنا، فقدناه بمخالفتنا الوصية مع أبينا آدم وقد وجدناه في المسيح أبينا الثاني . ثم أيها الأخ الحبيب في الرب، عندما تكون جالساً في صومعتك، إفحص تحركات النعمة القائمة فيك، ولدى تأملك في القراءة (الكتاب المقدس ) إنفصل عن الأعمال اليدوية، وتفرغ لتمجيد الله لأن النعمة بدأت تجذبك إليه، وعندما تُسر بأعمال الإهتداء من صلاة الطقس والإبتهال والقراءة والتأمل الروحي، إنتبه إلى ذاتك. فالنعمة بدأت تعمل فيك بأسرارها الخفية. وفي وسط الصلاة أو الفرض أو القراءة، عندما يلهب قلبك حب المسيح، تكون عطية الله، هكذا قد منعت حتى التذكير بالأفكار، وإذ ذاك كن يقظاً تجاه أذى الشرير. (مترجمة عن طبعة بيتيولو ص134 _135 _139 _163 ،164 ،166 . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ططيانس | الولادة: 120 الوفاة: 189 يُعد ططيانس، مع معلّمه يوستينس وأيريناوس، أحد الآباء الأولين المدافعين عن الأيمان الذين كتبوا باليونانية، واعتماده اللغة اليونانية لا يعني أنه يوناني، كما توهّم البعض. فأننا عندما نكتب بالإنكليزية لا نصبح بريطانيين أو أمريكيين. ولقبه السرياني أو الآشوري ظلّ يرافقه طوال حياته. نشأته ولد ططيانس في بلاد آشور، ولا نعرف على وجه التحديد في أية مدينة أو منطقة من هذه البلاد مترامية الأطراف. ولد في عائلة وثنية حوالي سنة120 للميلاد. وقد جاءت في خطابه إلى اليونانيين معلومات قيّمة عن حياته ،ومنه أقتبس المؤرخون. يقول: ((أيها اليونانيون، لقد كتبت إليكم هذه الأمور، أنا ططيانس الفيلسوف بحسب طريقة البرابرة ـ هل يقصد الكلدانيين أو الآشوريين؟ ـ ولدت في بلاد آشور وتربيت أولاً حسب معتقداتهم ))(ألخطاب42). لقد اهتم ططيانس، منذ البداية، بتثقيف ذاته، وكانت العلوم موسوعية آنئذٍ. اختص بالفكر الفلسفي، ومن أجله تنقل في مدن عديدة للتعرف على مشاهير الفلاسفة والمفكرين، والإطلاع على أطروحاتهم والحوار معهم بغية الوصول إلى الحقيقة. وفي روما إلتقى يوستينس ((الرجل العجيب جداً)) (الخطاب18)والذي كان يدير مدرسة دينية متقدمة. فتردد إليها وتتلمذ على يده وتعلّق به وتعمد. والتزم بايمانه الجديد بصراحة ودافع عنه . ويصف أهتداءه: ((وبنور إلهي اكتشفتُ أن الطقوس الوثنية تفضي إلى الهلاك، بينما كتب الأناجيل تضع حداً للعبودية السائدة في العالم، وتنقذنا من إستعباد الظالمين الذين أوقعونا في الخطأ، نظراً إلى أن التعاليم الألهية لم تصلنا إلاّ مشوهة على أيديهم… إني لم أرفض هذه الأمور لمجّرد أني تعلمتها من أحد آخر، بل لأني زرت بلداناً عديدة، وعلمت معتقداتكم أيها اليونانيون. وجدت نفسي أمام طرق كثيرة للتفكير. ومكثت ردحاً من الزمن في عاصمة الرومانيين. وأخيراً ودّعت بطر الرومانيين وحماقة الأثينيين ومن ثم أنتقلت الي المعتقد الذي أبشركم به الآن)) (الخطاب 29و35 ) وبعد إستشهاد معلمه يوستينس عام165 ترأس هو المدرسة ودرّس فيها الآداب العامة والشؤون الدينية، لاسيما الأسفار المقدسة وشرحها (أوسابيوس القيصري،ألتاريخ الكنسي 4/29و5/13 ). وفيها كتب خطابه إلى اليونانيين. لقد ذهب ططيانس بعيداً في أطروحاته اللاهوتية. متأثراً بالغنوصية. تبنّى مبدأ المتقشفين المتشددين والتزم به بصرامة فعدّ الزواج زنى، وتناول اللحوم خطيئة (على الأرجح إنه نباتي) وتناول الخمر حراماً ودعا إلى استبداله بالماء في القداس (أبيفانوس،البدع46 ـ 47؛هيرونيمس، الرجال المشاهير29 ). كما أنه رفع من الانجيل عبارات تخص الزواج والجسد والخمر عاداً أياها غير لائقة. يقول عنه ايريناوس إن نوعاً من الغرور والكبرياء أصابه (ضد البدع 3/23 ،8 ) ولما عاداه بعض الفلاسفة الرومانيين، ترك روما وعاد إلى الشرق نحو سنة172، وزار مناطق عديدة. يذكر ابيفانيوس إنه علّم في سوريا وكيليكية وبزيديا (البدع46/1 ). وقد يكون بعد عودته إلى الشرق، ألف كتابه ((دياطسرون)). أما وفاته فلا نعرف على وجه الدقة تاريخها، غير أن المؤرخين يشيرون إلى سنة189 . تآليفه من مؤلفات ططيانس العديدة وصلنا كتابان فقط: ((الخطاب إلى اليونانيين ))و ((دياطسرون))، أي الأناجيل الأربعة في واحد. 1-الخطاب إلى اليونانيين كتبه على الأرجح في روما. يصف فيه بحثه الشخصي عن الحقيقة واهتداءه إلى المسيحية،داحضاً فيه بالتالي الفلسفة الوثنية، ومظهراً سموَّ المسيحية عليها. اطروحاته موسوعية، لذا يمتزج اللاهوت بالفلسفة والانتروبولوجيا والكوسمولوجيا الشيطانولوجيا. وهناك تشابه بين اطروحاته واطروحات إقليمس الإسكندري التي جاءت في خطابه إلى اليونانيين. ـ ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام: أ ـ يحددّ المفهوم المسيحي لله والعلاقة القائمة والكلمة logos وخلق الإنسان. ب ـ يدرس تأثير الشيطان والقوى الشريرة على الإنسان وحريتهُ، ويرى في التقشف الصارم والترفع عن الأرضيات، السبيل الوحيد إلى الخلاص. يظهر بوضوح تأثير الرواقية فيه. ج ـ يتناول الحضارة اليونانية ويقارنها بالمسيحية. د ـ يتناول تاريخ المسيحية وقيمها الأخلاقية، ويردّ على بعض الأعتراضات. 2-دياطسرون أو الانجيل الموحد ولعل أعظم مآثر ططيانس هو كتابه ((دياطسرون)) أي الانجيل الموحد. فيه جمع قصة حياة يسوع: أقواله وأعماله، مأخوذة من الأناجيل الأربعة، مكتوبة بالسريانية أو اليونانية. وقد صار هذا الكتاب الوثيقة الإساسية في التعليم والليتورجيا في الكنيسة السريانية حتى القرن الخامس الميلادي. يقول الأب لاكرانج، أحد ألمع علماء الكتاب المقدس في مطلع القرن العشرين: ((ليس في تاريخ نص العهد الجديد، وفي ما يخص الأناجيل نفسها اسم أعظم من أسم ططيانس)) لأن ططيانس هو أول من قام بتركيب حياة المسيح وأقواله بنصوص الأناجيل الأربعة القانونية كاملةً، متبعاً سرد متى دامجاً فيه نصوص مرقس ولوقا ويوحنا حسب تسلسل زمني للأحداث. وأنتشر الكتاب بسرعة، وصار له نفوذ كبير امتد إلى القرن السادس. وكان يُقرأ في الكنائس خلال المراسيم، ويستعمل في تعليم الموعوظين. يقول تعليم أدّي (القرن الخامس): ((كان المؤمنون يتوافدون إلى الكنيسة للصلاة ولسماع قراءة العهد القديم، والعهد الجديد بحسب دياطسرون)) وقد قام مار أفرام بتفسير نصوصه ومنه استقى افراهاط الحكيم استشهاداته في كتابه ((البينات)) أمّا النصّ الأصلي فمفقود ولا نعلم حتى الآن بايّ لغّة كتبه أولاً: هل الفّه بعد عودته إلى الشرق، بلغته الأم أم باليونانية، خاصة وله شبيه في pepys. إن الدراسات الحديثة تميل إلى كونه قد كتب انطلاقاً من السريانية. لقد وجدت نتف منه باليونانية في دورا اوربُس (الصالحية بسوريا) تعود إلى سنة254 . وهناك ترجمة عربية ترجع إلى سنة850، قام بها شخص يدعى عيسى بن علي، وفي القرن الحادي عشر أعاد النظر فيها وأكملها، بحسب الترجمة البسيطة، ابو الفرج ابن الطيّب، وقد ترجم ((دياطسرون)) إلى لغات غربية عديدة. لاهوته لاهوت ططيانس، كما وصلنا من خلال خطابه إلى اليونانيين، لاهوت دفاعي (Apologetic ). إنصبّ كل اهتمامه على حثّ القراء الوثنيين على نبذ ضلالتهم واعتناق المسيحية التي وجد فيها ضالتّه المنشودة. لذا نراه يعتمد العقل والمنطق أكثر من الحماسة الإيمانية الوجدانية. 1-الله الله في منظور ططيانس واحد أحد، كله صلاح، ولا يمكن أن يصدر عنه شرَ (الخطاب11 )، ولبيان صفاته وسموه يستخدم أسلوب النفي المألوف (Apophatic )فهو أزلي غير منظور وغير مُدرك(الخطاب14 ). وينفي وجود الله الجوهري في كل مكان، كما ينادي الحلوليون: ((بالنسبة إلينا ليس لله مكان جغرافي في الزمن. إنه وحده لا مبدأ له، لكونه في ذاته مبدأ كل شيء (الخطاب5 ) 2-الكلمة يستند ططيانس، في تقديمه موضوع الكلمةlogos، إلى معلمه يوستينس، كما نجد التأثير نفسه عند إقليمس الإسكندري. الكلمة هو العقل الإلهي الذي يجمع في جوهره كل مقاييس منطقنا. فهو تماما عكس ما يتصوره الفلاسفة الرواقيون، روح من روح وعقل من قوة عقلانية (الخطاب7 ). الكلمة ينبثق من الله وهو بكر أعماله ومبدأ الكون كله: ((في البدء كان الله وفي البدء كانت قدرة الكلمة.. فيه كانت كل القوى المنظورة وغير المنظورة. أوجدها الله بواسطة كلمته. وبفعل إرادته خرج منه الكلمة، ومعه كان منذ الأزل حتى غدا مبدأ الوجود والعالم )) (الخطاب5). ويشبه إنبثاق الكلمة بامتداد لهيب النار التي لا تنقص في لهيبها وجوهرها عندما تشعل بها نيران أخرى (الخطاب5). ونستدل من كلامه هذا، وجود نوع من التبعية في علاقة الكلمة مع الله. فهو يعدّه وسيطا بين الله والعالم، ويكاد يكون على طريقة ديمورج عند الأفلاطونيين! 3-الإنسان أنتروبولوجيا ططيانس متطورة. فالإنسان مكون من نفس وروح وجسد (الخطاب10 )إنها ثلاثية أفلاطون. النفس تموت لوقت ما، وتبعث، وهي روح من نوع أدنى، أما الروح الأعلى فهو إلهي: ((ليست النفس هي التي تخلص الروح، بل الروح هو الذي يخلصها … مقر الروح الأعلى هو فوق، ومسكن الروح الأدنى هو تحت))(الخطاب13 ). الإنسان كائن مخلوق على صورة الله ومثاله من خلال حريته وإرادته (الخطاب7 ) وبإمكانه قبول روح الله أو رفضه، وهو مدعو ألا يتصرف كالحيوانات، بل أن يتقدم في طريق إنسانيته إلى الله: ((على صورة الخلود خلقه، ولأن الخلود هو إحدى صفات الله الجوهرية، فالإنسان مدعو إلى الإشتراك في حياة الله والتقدم في الخلود )) (الخطاب15 ). ويؤمن بقيامة الأجساد في نهاية العالم (الخطاب6 ). انطلاقا من هذا الايمان، يدعو ططيانس إلى التقشف الصارم: ((مت عن العالم بإقصائك الشر الذي فيه، وعش لله بنزعك الطبيعة العتيقة، وذلك من خلال الوحي))(الخطاب11 ). ويرى أن الخير والشر هما من عمل الإنسان وليس من الله: ((الله لم يصنع شيئا شريراً البتة … نحن نجلب الفساد، وكان بمقدور الذين ارتكبوه أن يتجنبوه))(الخطاب11 ). 4-العالم يرى ططيانس أن الكلمة في منبع العالم وهو مصدره، وقد نتج العالم عن طريق الاتصال، وأن كل مخلوق مكون من عنصرين: مادة وروح، المخلوق المادي يعطيه الله روحا ماديا يختلف عن الروح الموجود في الإنسان والحيوان والنبات والكواكب (الخطاب12 ) وفي الواقع، الروح التي يشير إليها الكاتب ليست سوى الصورة (Morphe )، يقول: ((إن الروح والمادة يعيشان باتحاد وثيق، لكون الواحد لا يستطيع أن يعيش من دون الآخر، ووزعت المادة بتناغم تام. كثيرة هي المخلوقات وفي تنوعها واختلافها يقوم جمال الكون وتناسقه))(الخطاب12 ). يعتقد ططيانس بوجود نوعين من الأرواح: الروح الأدنى والروح الأعلى: الأول مبثوث في المادة ويستقبل الأوامر من الله مباشرة ومشابه للنفس ويضمحل باضمحلال المادة (الخطاب4). والثاني هو من أصل إلهي شبيه بالكلمة (الخطاب10) 5-الملائكة والشياطين يعدّ ططيانس، مع يوستينس، من الأولين الذين اعتقدوا بوجود الملائكة والشياطين، ونظروا إلى الملائكة نظرة إعتبار وتقدير وإلى الشياطين نظرة إزدراء وتحقير. الملائكة مخلوقون من الروح مثل الهواء (الخطاب10) خلقهم الكلمة قبل البشر، وترك لهم حرية إختيار الخير والشر. الذين اختاروا الخير، نالوا المجد، والذين أتبعوا الشر، نالوا العقاب وسموا شياطين وهم : ((لا يموتون بسهولة، لأن ليس لهم جسد ولكنهم يقومون دائماً بأعمال الموت))(الخطاب14). ولأن لا شركة لهم مع الكلمة فيتعاطون المنكر))(الخطاب12) والفرق بين الشياطين والناس الأشرار هو أن لهؤلاء الأخيرين إمكانية التوبة والاصلاح، أما الشياطين فحالتهم ثابتة(الخطاب14). نصوص مختارة اله المسيحيين ((أيها اليونانيون، لأي سبب تضغطون علينا بقوانينكم، وتصارعوننا كما في حلبة الملاكمة؟ إن لم أكن قد تهجمت على عادات أحد فلأي سبب تكرهونني، كأني أكثر الناس شراً ؟ إن الإمبراطور أمر بدفع الجزية، وأنا مستعد لدفعها، السيد أمر بأن أكون عبداً وأن أخدمه، وأنا عارف ما هي العبودية، ولكن الإنسان ينبغي أن يحترم بطريقة تليق بالبشر . أما الإكرام فهو خاص بالله الذي لا تراه أعين البشر ولا يدركه عقل. في هذا الموضوع بالذات لو أجبرت على النكران لرفضت الإذعان وفضلت الموت على أن أكون كاذباً أو ناكراً للجميل. بالنسبة إلى إيماننا بالله، إننا نعتقد أن الله لا يرتبط بالزمن وليس له بداية، لأنه هو بداية كل الأشياء، وهو روح لا ينحل في المادة ولا في أشكالها. إنه الآمر لأرواح المادة و أشكالها غير المنظورة، وغير الزائلة، وهو في الوقت عينه، أب الأشياء المنظورة والملموسة كلها. وبفضل خليقته، التي هي من صنعه، نعرف أنه موجود، وبواسطتها نعرف يقينا قدرته غير المنظورة. إني لا أريد أن أعبد الخليقة التي هو أوجدها في سبيلنا: من أجلنا خلق الشمس والقمر، فهل يمكنني يا ترى أن أسجد لمن جعل لخدمتي ؟ كيف يمكنني أن اسمي إلها ما هو مصنوع من الخشب أو الحجر؟ إن الروح المنبث في المادة، والذي هو أدنى من الروح الإلهي، والذي هو شبيه بالنفس، لا يمكن أن يقدم له نفس الإكرام الواجب لله مطلقا. إن الله الذي لا إسم له، لا يمكن أن يكون موضوع تقادم فهو لا يحتاج إلى شيء البتة، فكيف يمكن أن نتعاطى معه كمعتاز؟ إني سأعرض عليكم عقائدنا بوضوح أكبر)). الكلمة في البدء كان الله، وقد تعلمنا أن البدء هو من قدرة الله، وسيد كل الأشياء هو جوهرياً في حد ذاته بدء كل شيء. كان وحده، طالما لم تكن الخليقة قد خرجت بعد إلى النور. فيه كانت القدرة على خلق الأشياء المنظورة وغير المنظورة. وهو البدء الجوهري المالك كل الأشياء، بفضل قدرة الكلمة، والكلمة كانت فيه وجاء إلى الوجود. ولأن طبيعة الله بسيطة (غير مركبة) فهو أصل الكلمة الذي لم يأت بالمصادفة، بل جاء كفعل بكر للآب. إننا نعرفه بدءا للكون القائم، وفق تناغم وليس عن طريق إنشقاق ما لأن المنشق ينفصل عن الأصل، أما الموزع بالترتيب والتدبير فلا يسبب أي نقص في الكائن المولود منه. فكما أننا نوقد من مشعل واحد نيران عديدة من دون أن ينطفيء المشعل ولا أن تنقص ناره باشتعال نيران كثيرة، كذلك الكلمة المولود من قدرة الآب، لا ينقض وجوده في الآب بخروجه منه. مثلما أنا لا أبقى من دون كلمات، عندما تصغون أنتم إلى كلامي، واقترح عليكم، إزالة إضطراب المادة فيكم لتعودوا إلى التناغم. هكذا الكلمة المولود منذ البدء هو خالق الكائنات المحيطة بنا والمادة أيضا. وأنا أيضا، مقتديا بالكلمة، ولدت من جديد، وأدركت الحقيقة فأزلت اضطراب المادة في طبيعتي نفسها . إن المادة ليست من دون بداية مثلما هو الله، ولا نستطيع القول إنها كانت بالقوة منذ البدء مثلما الله: المادة لم يخلقها أحد غير الله الواحد، خالق كل الأشياء (الخطاب4و5). الكتاب المقدس ((لقد وضعت ثقتي في الكتاب المقدس، لأن أسلوبه غير خيالي ولا متكلف، ولأن مؤلفيه صادقون، وجمله سهلة ومفهومة. إنه يعبر عن حوادث في المستقبل ويحمل بلاغات أكثر مما يتوقع لإنسان، فالكون كله يسير على مبدأ واحد. لقد علمني الله، فأدركت أن هذه الديانة تحررنا من عبودية العالم وتخلصنا من نير طغاة كثيرين، أكثر من عشرة آلاف طاغية)) (الخطاب29). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوكسينُس المنبجي | الولادة: – الوفاة: 523 إنه أحد الآباء الأكثر تأثراً بالإتجاه الإسكندري (الإتجاه التنازلي )، وكان له دور كبير في تثبيت بطريركية أنطاكية والإتجاه اللاهوتي اللاخلقيدوني، أي إتجاه الطبيعة الواحدة في المسيح. وهو الذي سند البطريرك سويريوس الإنطاكي. دعاه الأنطاكيون الناطقون باليونانية ((فيلوكسينس))، أي محبّ الغربة، والسريان ((أكسنايا))، أي غريب وتشير اللفظة إلى نمط من المتوحدين المتجولين ((الغرباء)) أي غرباء عن هذا العالم في سبيل عالم الله. يذكر إيليا القرتمي إنّ أساس تسميته فيلوكسينس، يعود إلى البطريرك بطرس القصار الذي اسامه أسقفا لمدينة ((منبج)) (حالياً في منطقة الجزيرة بسوريا) تخليداً لأحد أساقفة هذه المدينة، الذي كان يحمل هذا الإسم، والذي حضر مجمع نيقية عام325 . ولد فيلوكسينس في مدينة ((تحل)) الواقعة تحت السيطرة الفارسية، وهذا ما يفسّر دراسته في مدرسة الرها وملاقاته بأوساط رهبانية في آمد وأرزون وأديار طور عبدين، وبالأسقف المونوفيزي سمعان الأرشمي. في هذه الفترة، خصوصاً، كان وضع المسيحيين المونوفيزي رديئاً، إذ كانوا يُعدّون موالين للروم . لا نعرف،على وجه الدقة، تاريخ ولادته، فقد تكون في الثلث الثاني من القرن الخامس. جاء إلى مدرسة الرها بصحبة أخيه (أدي) لدراسة العلوم الدينية، ولكن المدرسة في هذه الفترة كانت تعاني من الفوضى بسبب الجدالات والصراعات اللاهوتية: فهناك من يقبل أو يرفض أفسس وخلقيدونية والإثنين معاً وأخذوا يوجهون الإتهامات إلى بعضهم البعض. خُلع هيبا عام448 وأتى أسقف مونوفيزي يدعى نونا. يقول فيلوكسينس إنه طالع كتب ديودورس وثيودورس أكثر من تلامذتهما. بسبب هذه النزعات المتفاقمة قام الملك زينون بغلقها عام 489 . على الأرجح زامنت دراسته يعقوب السروجي، ولقد ذاق المرارة في المدرسة بسبب تبنيّه المسيحاني الإسكندري ووقوفه مع الأسقف الجديد نونا خلف هيبا، فضايقه أنصار الإتجاه المسيحاني الإنطاكي واضطرّ إلى ترك المدرسة والتوجه إلى منطقة سوريا، فوصل إلى انطاكية، حيث إحتضنه بطريركها بطرس القصّار، وكان ذلك نحو سنة 470 _471، وارتبط مصيره به. ولما أبعد بطرس القصّار، وحلّ محلّه قلنديون Calendion عام 482، ذهب فيلوكسينس إلى العاصمة البيزنطية سعياً لإعادة بطرس إلى أنطاكية وحصل على ما أراده وعاد الاثنان معاً إلى انطاكية عام484، وعُزل قلنديون، فما كان من البطريرك إلا أن يكافئه على صنيعه برسامته أسقفاً لمنبج. تمّت رسامته على الأرجح في آب عام485 . كانت منبج، الواقعة على بعد 160 كم شمال شرق انطاكية مدينة صناعية وتجارية ومدينة حدودية، وبسبب موقعها الحدودي غدت قلعة عسكرية لصد هجمات الفرس الساسانيين. تمتّع الأسقف الجديد بامتيازات كثيرة في بطريركية القصّار وأدّى دوراً بارزاً، وراح يصدّ زحف النساطرة وتأثيرهم، وبشكل خاص إثر انعقاد مجمع بيث لافاط 484، والذي فرض برصوما أسقف نصيبين قراراته بقوة، فجابهه فيلكوسينس بالوعظ والرسائل وبمساندة سمعان الأرشمي. وقد تبنىّ برنامج الإتحاد Henoticon وعمل جهده على فرضه، وقاوم المدّ النسطوري ! ويظهر إنه بدأ منذ عام 514 يشكو من مرض في جسده، كما يذكر ذلك في رسالة إلى الراهب حبيب: ((أنت تشتمني بقولك إن صحتي الجسدية متردية، وإن الآلام والأوجاع التي أعاني منها، استحقها )). وحالما تسلّم رئاسة الأبرشية عمد إلى رفع أسماء بعض أساقفتها من سفر الأحياء Dyptics إن كان في أنطاكية أو في منبج وبتأثيره أدخلت على ترتيلة: ((قدوس الله))عبارة ((يا من صُلبت من أجلنا )). تُوفي زينون عام491 وجاء انسطاس، كما أن بطرس القصّار توفي وجاء محلّه بطريرك جديد اسمه فلافيانس وتأزمت العلاقات بينه وبين أسقف منبج . في رسالة له إلى رهبان فلسطين عام 509، يذكر أربع نقاط أساسية للخلاف: طالبه بحرم نسطوريس ومعلميه وتلامذته، وبمصادقة الفصول الاثني عشر لقورلّس الإسكندري ضد نسطوريس، قبول مرسوم الإتحاد، تعميم الصيغة المسيحانية المونوفيزية وتحريم الصيغة النسطورية الخلقيدونية . على إثر هذا النزاع يسافر فيلوكسينس إلى القسطنطينية لمقابلة الامبراطور انسطاس، فعُزل فلافيانس وانتُخب سويريوس لكرسي انطاكية، وذلك عام512. واحترم البطريرك الشاب أسقف منبج الشيخ، واعتبره أباً وقوراً وكان يستشيره في أمور كثيرة بالرغم من تباين ثقافة الاثنين . مات انسطاس 518 وخلفه يوستينوس الأول. بمجيئه أعيدت الشركة الكنسية بين روما والقسطنطينية بعدما كانت مقطوعة بسبب مرسوم الإتحاد، وأرسل البابا هرمزد وفداً يحمل شروطاً عسيرة للوحدة، عممّها الامبراطور الجديد بمرسوم Libellus الصادر في22 نيسان عام518، ولاحق رافضيه. على إثر ذلك ،هرب سويريوس في نهاية أيلول عام 518 إلى مصر. أمّا أسقف منبج، فخُلع ونُفي واحتُجز في مدينة غنفرة، وتوفي في 10 كانون أول عام 523 في ظروف قاسية وتعذيب شديد. ثم نُقلت رفاته أولا إلى منبج، بعده إلى مديات إحدى مدن طورعبدين ووضعت في كنيسة تحمل إسمه . تآليفه : الإرث الأدبي، الذي خلفه فيلوكسينُس، غزير وهذا دليل أن انشغالاته الرعوية وسفراته لم تُلهه عن الكتابة، فهو لاهوتي ومفسّر ومرشد روحاني. يقول إيليا القرتمي (القرن13 )إن له 170 مجلّدا ((فنقيث)) في تفسير الكتب المقدسة، وفي العقيدة و150 مجلداً في تراجم الأعياد السيّدية والدورة الطقسية، و10 مجلّدات تخص الرهبان والمتوحدين و22 مجلداً تضمّ رسائل معنونة إلى أشخاص عديدين و6 كتب ضد نسطوريوس وبرصوما النصيبيني و13 ضد مجمع خلقيدونية (الميمر ص7 _8 ). أمام هذا الكم الهائل من التآليف، يحتار المرء ويتساءل. ما طبيعة ونوعية هذه المجلدات، هل هي مقالات بسيطة أم كتب منهجيّة ؟ لا يذكر إيليا أي تفاصيل. أمّا ماروثا التكريتي (+649 ) فلا يعرف من مؤلفات فيلوكسينس سوى كتابين ضد برصوما (رسالة إلى يوحنا ص 427/400 )، في حين ميخائيل الكبير وابن العبري يذكران أن له كتباً في الزهد والطقوس وضد النساطرة، ولكن من دون ذكر نوعيتها وعددها (التاريخ ص157/258؛ التاريخ الكنسي، عامود183 _184 ). فلا يزال قسم مهم من تآليف فيلوكسينُس في رفوف المكتبات العالمية من دون نشر : المتحف البريطاني والمكتبة الفاتيكانية. وما نُشر بإمكاننا تقسيمه إلى 3 أقسام : أ _البيبلية : 1-ترجمة العهد الجديد إلى السريانية المعروفة بـ ((الفيلوكسينية)). قام بهذا العمل بمساعدة الخوراسقف بوليكربس. إنه لم يعتمد على الترجمات السابقة، بل قام بعمل أصيل، ولا تضم الرسائل الأربع الصغرى ولا سفر الرؤيا . وهدف المترجم هو ضبط المعاني اللاهوتية العقائدية بحسب اتجاهه وليس ضبط اللغة. 2-الأيام الستة (هيكساميرون)حفظت مقاطع منه في كتاب موسى بركيفا ((الفردوس )). ضمنّه نظرياته في الكون والإنسان واللاهوت والمسيحانية. 3-تفسير الأناجيل. لا يتبع الكاتب تفسيراً متسلسلاً لكل إنجيل، بل يفسّر مقاطع مختارة يوظّفها في تبيان ((العقيدة المستقيمة)) ودحض الآراء المنحرفة. إنه ركّز على متّى ولوقا ويوحنا وقلّما على مرقس. DE HALLEUX , Commentaire du prologue johannique CSCO 380-1(syr 165-6(1977) FOX , D. J .The Matthew – Luke Commen- tary(SBL Dissertation Series, Missoula 1979)’WATT , J .W. Fragme- (1978)2 nts of the Commentary on Matthew and Luke CSCO 392 –3 (Syr 171- 4-تفسير سفر الأعمال 2/22 والرسالة إلى أفسس 1/11 وتفسيره عقائدي أيضاً . ب ـ الرسائل كتب فيلوكسينُس عدة رسائل إلى أشخاص عديدين، متناولاً فيها مواضيع شتى،أهمها : ـ الرسالة العقائدية إلى الرهبان، والرسالة الأولى إلى الرهبان بيث كوكل والرسالة إلى الامبراطور زينون، نشرها فشالدي Vaschalde , Three letters of philoxe- nus bishop of Mabbogh . Tipografia della R . Accademia dei Lincei , Roma 1902 ـ الرسالة إلى أحد تلامذته والرسالة إلى يهودي مهتدٍ صار راهبا مترجمة إلى الفرنسية: ALBERT M in OS 6 (1961) 243 243 6 (1961)41 –50 ـ الرسالة إلى رهبان فلسطين وإلى مجمع أفسس وإلى الرهبان الشرقيين، ترجمها DE HALLEUX , A., Textes I , le Museon , 75 (1962)31-62 Textes:II ,76 (1963)5-26 ـ الرسالة إلى رهبان سنون، نشرها مع ترجمة فرنسية : ده هاليه في جمهرة الكتبة المسيحيين الشرقيين رقم 231، سرياني 98، لوفان 1963 . ـ الرسالة الثانية إلى رهبان بيث كوكل، ترجمها ده هاليه إلى الفرنسية في : Le Museon 96 (1983)5-79 ـ الرسالة إلى محام صار راهبا، يجربّه الشيطان، والرسالة إلى رئيس دير في موضوع الرهبانية، ترجمهما ونشرهما :GRAFFIN, F ,OS 5(1960)183-196 6(1961)317 –352&455-486,7(1962)77-102 ـ الرسالة إلى أبي نفير، نشرها :TIXERONT , J. in OC8 (1903) 623-630 ـ الرسالة إلى رهبان تلعدا، نشرها كويدي في :GUIDI, I, (Atti del Accad dei lincei, III, 12 )Roma 1884 ـ الرسالة إلى راهب مبتدىء والرسالة إلى صديق، نشرهما :OLINDER , G , (Goterugs Hogskols arsskrift , 47 , 21 )Gothenbourg 1941 56 (1950) ـ الرسالة إلى رهبان آمد، نشرها فوبوس :VOOBUS ,A , Syriac and Arabic Document regarding Legislation Relative to Syrian Asceticism (Papers of the Estonian Theological Society in Exile , II Stockholm , 1960. ـ الرسالة إلى القارىء مارون، الرسالة إلى الرهبان بخصوص ديوسقورس، الرسالة إلى سمعان التلعدي والرسالة إلى الرهبان الأرثوذكس الشرقيين، قام بنشرها وترجمتها إلى اللاتينية :LEBON, J , Textes inedits de Philoxene de Mab-boug , Le Museon 43 (1930)17 84 , 149 –220 ـ الرسالة إلى باتريسيوس :LAVENANT, R , PO 30 (1963) وكان السمعاني وكومسكو قد نشرا نتفاً منها . ـ الرسالة إلى الكاهنين الرهاويين: إبراهيم واورينوس، نشرها :FROTHI- NGHAM , Bar Sudayli , Leyde 1886 , PP. 28-48 L 47 –62 ـ هناك عدد كبير من الرسائل طيّ المخطوطات، لم ينشر بعد، وقد قام ده هاليه بتقديم قائمة بأهمها. ج ـ العقيدة : VASCHALDE ,De Trinitate et Incarnatione , CSCO , 9 , (syri2)Paris 1907. ـ مقالة في ترتيلة ((قدوس الله ))، نشرها مع ترجمة لاتينية:BRIERE , M . in PO 15 (1927) 439 –542. ـ ميمر في حلول الروح القدس :TANGHE A , LE MUSEON 73 (1960) 39-71. ـ ميمر في البشارة :KRUGER , P , OCP , 20 (1954) 153-165 ـ المجلّد ضد حبيب النسطوري، نشره مع ترجمة لاتينية :BRIERE , Dissera- tiones ,PO 15 (1927)439-542 هناك ميامر لاهوتيّة غير منشورة د ـ الروحانيات ـ طريق الكمال: نشره في مجلّدين مع ترجمة إنكليزية بدج :BUDGE , W ,The Discourses of Philoxenus ,London 1894 –1893 ،وهناك ترجمة فرنسية قام بها :LEMOINE , E , SC 44 , Paris 1956 وقام المطران (البطريرك)زكا عيواص بطبع النص السرياني مع مقدّمة، ونشره مجمع اللغة السريانية، بغداد 1978 . هـ الطقسيات كتب فيلوكسينُس صلوات كثيرة وتراتيل ورتبة عماد، نشرها السمعاني مع ترجمة لاتينية : Codex Liturgicum 2 , 307 –309 ,DENZINGER , Ritus Orientalibus , I , 318 وله ثلاث انافورات (طالع الطقس السرياني الأنطاكي الكاثوليكي المنشور في روما سنة 1843 ص 155 ـ 161 وقد ترجم الانافورا الأولى والثانية إلى اللاتينية رونودوت: Cattedre , 2 , 301- 309 et 310 –320 لاهوته : أسلوب فيلوكسينس أنيق، لبق، ولغته صافية وبليغة، وقد عُدّ من كبار أدباء اللغة السريانية الكلاسيكية بعامّة والأدب الديني بخاصّة. كتب بالسريانية لغته الأم، وكان يعرف اللغة اليونانية أيضاً لاهوته متأثّر بلاهوت الخلاص لاثناسيوس الاسكندري وبأنآسة (انتروبولوجيا) أفغاريس. ومن المؤكد عرف كتابات أفرام وكُتب أئمة الطبيعتين (النساطرة). عقيدته المسيحانية نابغة من قناعته ومن تنشئته اللاهوتية. لاهوته دفاعي ـ هجومي، وقد قاوم النسطورية بضراوة، عادّاً إياها خطراً يهدد الإيمان المستقيم، وهذا ما أفقده شفافيته. إنه مجاهد من الدرجة الأولى، ومتمكّن في جميع المجالات . مسيحانيته : 1-الصيرورة تتجه مسيحانية فيلوكسينس: في طريق النظريات المدرسية المبنية على أن اونطولوجيا الكلمة المتجسد، وكل أطروحاته تسبح في فضاء صيرورة مزدوجة: الله يصير إنساناً حتى الإنسان يصير إبناً لله. ويعترض على الصيرورة المبنية على مبدأ الإتخاذ أو الإنتقال Assumption النسطورية والتغيير الاوطاخية. المنبجي لا يستعمل لغة لاهوتية ثابتة ولا منهجية متدرّجة، وعباراته غير محددّة، لذلك يجب فهمها في سياقها وإطارها. نظرته شاملة ثرية بالحدس . ويُعد مع سويريوس الانطاكي أول مؤسسي ومبلوري اللاهوت المونوفيزي المرتكز أساسا على المسيحانية . لا يمكن حصر المسيحانية المونوفيزيّة في العبارة الكلاسيكية: الطبيعة الواحدة المتجسدة Mia Phusis Sesargomene . لقد أوجد فيلوكسينس في المسيحانية مبدأ الصيرورة من دون تغيير أمام أيّ احتمال ثنائي في المسيح . وهو لا يرى الوحدة في المسيح إلا كنتيجة حتمية لهذه الصيرورة التي تشكّل في نظره، جوهر السر المسيحاني. وكأن الصيرورة والتدبير مترادفان لأنهما يتضمنان كل حياة السّيد بالتدبير يحدد في الجسد: إن سبب التدبير في الجسد هو اكتمال السر الخفي في سابق علم الله الآب، والمولود قبل الأزمنة، يتأنس في ملء الزمن(تفسير متى3/1 ـ 16 ). أما الصيرورة فتعني عموماً أتى إلى الوجود، إلى الكينونة، وبشأن ((الكلمة)) فهو يمثّل صيرورة دائمة من دون انقطاع ومتجددة. يستند في ذلك إلى قانون إيمان نيقية ـ القسطنطينية الأول. يقول: ((إن آباءنا ال318 وال150 كتبوا بدقة وحكمة العبارة التالية في قانون إيمانهم: ((إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، من نفس طبيعة الآب، نزل وتجسّد وصار إنساناً، هكذا علّمنا آباؤنا شيئين في واحد: إن إلهاً من إله نزل وتجسد وصار إنساناً (ضد حبيب فصل4/ص35). ويؤكد هذا في تفسير يوحنا: ((هوذا تقليد الآباء في قانون إيمانهم: أولاً إن الكلمة تجسّد، أي صار جسداً، وهذا يتطلب نفساً وعلّموا أنه صار إنساناً . إقتبسوا كلمة ((تجسد)) من يوحنا1/14 ، ثم راق لهم أن يضيفوا ((صار إنساناً)) بسبب غلاطية 4/4 ، إنه واضح أن ليس جسد من دون النفس صار تحت الناموس))(تفسير يوحنا ص187). ويرى أنّ عبارتي ((أم الله)) و((الواحد من الثالوث)) ليستا سوى صدى لقانون نيقية. يتجلّى هذا في ميامره ضد حبيب، والتي يوجزها الأب ده هاليه في النقاط الخمس التالية : 1-إن أقنوم الابن، الواحد من الثالوث، الله الكلمة، نزل وحلّ في حشا العذراء . 2-تجسّد فيها وصار إنساناً من دون أن يتغيّر . 3-ولد منها وهي بالتالي والدة الإله 4-ليس واحداً وآخر ،بل هو الله الكلمة وهو واحد . 5-الله تألم ومات وصُلب. وما يراه يحصل للمسيح، أي الصيرورة، يحصل للمسيحي في اقتباله الأسرار (ضد حبيب فصل5 و8 وتفسير يوحنا ص13 ـ 14، كتاب الأحكام 2ص41 ) ويرفض أن يرى المسيحيين من دون روحيّة وثقافة عميقتين. ((إن الإنسان الجديد، المولود بالمعمودية، يقدر أن يسمع الكلمات المرتبطة بسّر الإيمان، ولكن حتى يكون كاملاً.. ينبغي أن يدرك الفضيلة والحكمة التي تتضمنها الكلمات التي كان فقط سمعها (تفسير يوحنا ص127 ). 2-الصيرورة والإتخاذ أو السكنى معاً : فيلوكسينس لا يخرج في مسيحانيته عن إطار الصيرورة . إنه يفهم الديوفيسيين، أي القائلين بطبيعتيين وأقنومين في المسيح على النحو التالي: إنسان يصير، أي مخلوق، مختار، مدعو إلى أن يصير إبناً لله (نوعا من التبنّي)وإلها بالنعمة، إن كان في الرحم أو بعد الولادة أو في المعمودية أو القيامة. هذه البنوة ترتكز على سكنى الله في الإنسان المختار على غرار سكناه في الهيكل أو في آباء وأنبياء العهد القديم. أو يلبسه مثلما نلبس الثوب ويصير معه شخصاً واحداً شرفياً (طالع الرسالة الأولى إلى رهبان تلعدة ص464 ـ 465، والرسالة إلى رهبان بيث كوكل 148 ـ 149، والرسالة إلى رهبان سنون3 ـ 15 ). بالتأكيد هذا سوء فهم أو فهم حرفي من دون الدخول في المدلول العميق للعبارات المستخدمة، إذ كل طرف يستعمل نفس الكلمات، ولكن يعطيها معنى مختلفاً . فيلوكسينس يعرف جيداً كتابات الآباء الانطاكيين، وكان باحتكاك دائم مع المد النسطوري الحدودي، فيعتقد أن النساطرة قلبوا مفاهيم الكتاب المقدس فعوض أن يقولوا : ((الكلمة صار جسدا وحلّ فينا)) قالوا: ((صار جسداً والكلمة سكنَ فيه))(تفسير يوحنا ص184 ـ 185 ). ويتصور أن كلمة ((اتخذ))تعني إنساناً كاملاً وكأنه سابق للتجسد . ومع هذا يقر بأن الكتاب المقدس عندما يتكلم عن صيرورة الكلمة يصف التجسّد كاتخاذ، يقول : ((الإثنان يذكرهما الكتاب المقدس ، وإذا اعتبرنا ((صار))خطأ ،فيجب أن نعتبر في الوقت نفسه ((اتخذ)) خطأ أيضاً. فالكتاب المقدس هو الذي يقول ((صار)) وهو الذي يقول أيضاً ((اتخذ))(ضد حبيب 8/ص73)((إنه وفقاً للكتاب المقدس قال الآباء مع يوحنا الإنجيلي ))الكلمة صار جسداً ))(يوحنا 1 ـ 14 )ومع بولس اتخذ من نسل إبراهيم (عبر2 ـ 16 )وباعترافهم إنه اتخذ صار، وضعوا إنه لم يتغيير قط ))(تفسير يوحنا ص42 ) ويؤكد: ((إن الكلمة لم يتحول إلى جسد ولم يتخذ إنسانا موجوداً مع أقنومه الخاص ولكن أقنومه، أي شخصه صار إنسانا، كما هو مكتوب، وظل من دون أن يطرأ عليه تغيير ))(ضد حبيب 8/73 ) إنه يعتبر العبارتين غير منفصلتين لفعل واحد، الكلمة يتخذ بالصيرورة ويصير بالاتخاذ (ضد حبيب فصل 4/34 ). مع هذا يبقى تعبير ((الصيرورة ))أدق وأضبط . 3-الصيرورة من دون تغيير : في فكر فيلوكسينس إن الإنجيل وكل التقليد المسيحي يتطلبان الإيمان بسر التجسد كصيرورة الله، ولكن يجب فهمها بشكل يليق بمستوى الله، أي من دون ألم ولا تحول، هذا مرتبط بطبيعة المخلوق الخاضع للتغيير وليس الخالق. يقول فيلوكسينس: ((حتى لو قلت إن((صار)) تشير إلى ((اتخذ))، فإنك لا تقدّم تفسيراً للواقع، بل تضاعف العقدة وتضيف صعوبة إلى صعوبة، وتغطي السّر بحجاب، ولو اعترفت أن ((صار)) هي مثل ((اتخذ))، فليس هذا تفسيراً، بل وضعت كلمة محل أخرى. فـ((اتخذ)) تبقى من دون تفسير مثل((صار))(الرسالة الثانية إلى بيث كوكل ص51 ). يرى المنبجي أن استعمال كلمة ((اتخذ))يتضمّن التباساً وخلطاً قد يقود إلى أخطاء في المسيحانية مثل الظهرانية والاوطيخانية .. ولكنه يدرك الصعوبات التي يصادفها في تفسيره التجسّد والصيرورة، ويسعى جهده أن يذلّلها في ميامره ضد حبيب وفي الرسالة إلى رهبان سنون. إن عدم التبدّل Immutability، مثل الصيرورة، ليس مسألة فلسفية فحسب، بل هي عقيدة إيمانية مفروغ منها كما جاء في قانون نيقية ((الإيمان هو الثقة بالله من دون فحص، وقبول كلماته الحق من دون البحث في طبيعته ..الله أعظم من أن يخضع لمجال فحص أفكارنا وتدبيره يتجاوز مجال بحث علومنا . أعماله تسير بتناغم مع طبيعته، كذلك طبيعته لا تخضع للفحص ولا أعماله للبحث ..يجب الإيمان بوجود الله، ومن يؤمن بأنه موجود لا يبحث عن: منذ ومتى وكيف أو بأي شكل، وبسبب ماذا. هذه جسارة تقوم بها نفس لم تختبر الله. ومن يختبر الله، عليه أن يكتسب روحية طفل تجاه الله وعنايته، كما الحال بالنسبة إلى الطفل ووالديه)) (الموعظة 2 SC ص51 و52 و53 ). وهذه الصيرورة ليست طبيعية وجودية كحاجة إلى الكمال في ذات الباري، بل هي مبادرة إلهية حرّة: ((إن الله يكمل تصميمه بإرادته من دون أن تُصاب طبيعته بأذى ..الابن يشبه الآب في كل شيء بالطبيعة والإرادة. ولأن الآب يريد أن يصير الابن إنساناً، يقبل الابن إرادته وصار ما سُرّ به الآب، ولأن طبيعة الآب ثابتة لا تتغير ،فالابن أيضاً يبقى ثابتاً في وجوده (تفسير يوحناص17 ). إن مفهوم الطبيعة عند فيلوكسينس يختلف عموماً عن المفهوم الذي نستعمله في الفلسفة، والذي له معنى محدّد، فهو يستعمله مرات عديدة كفكرة عامّة تدخل في تعريف تركيبة الكائن ونشاطه، في حين الأقنوم هو القاعدة التي تجعل الطبيعة المشتركة بين الجنس الواحد ،خاصّة وفردية (الرسالة إلى رهبان سنون 41 ـ 42 ). فالأقانيم الإلهية الثلاثة تشترك بالطبيعة نفسها والقدرة والخلق والإرادة والسلطة، ولكنها تتميّز بأن الابن مولود لا يلد، والروح منبثق (تفسير يوحنا ص153 ). ويرفض أن يعدّ الأقانيم بطريقة حسابية1+1+1، فالطبيعة الإلهية واحدة ولكن في ثلاثة أقانيم، وهناك وحدة الأصل والعدد (ضد حبيب 11/493 ـ 495 ). والطبيعة والأقنوم في الثالوث لا يختلف استعمالهما أحياناً في مسيحانية فيلوكسينس، فالطبيعة المتجسّدة هي أقنوم الابن ولا يمكن أن تدخل على طبيعته الواحدة طبيعة ثانية، ولا أن يدخل الثالوث أقنوم رابع (الرسالة إلى زينون ص172 وكذلك ضد حبيب10/101 ). الابن هو سرياني، الله يعني الطبيعة، والكلمة يعني الأقنوم وهو متميزّ عن الآب والروح (ضد حبيب 4/35 ،9/92 ).ولهذا السبب لا يوجد في المسيح سوى طبيعة واحدة وأقنوم واحد هو أقنوم الكلمة المتجّسد من دون مزج ولا خلط ولا تحوّل ولا ذويان. نتيجة هذا الواحد تكون مريم منطقياً ووجدانياً ((أم الله))(ضد حبيب 4/36 ). 4-الخلاص : إن المسيح، في نظر المنبجي، بصيرورته إنساناً لم يتحد بإنسان واحد فرد، إنما اتحد بالطبيعة البشرية ولهذا السبب لم يخلص إنساناً فرداً، بل الجنس البشري كلّه. إن ((الكلمة)) يجمع في شخصه كل تصاميم الله الخلاصية، لذلك التدبير والتجسد قريبان جداً من بعضهما البعض: ((فهو يجمع ويجدد ويدمج كل الخليقة بالآب ))(تفسير متى3/ص202 ). وهذا يتماشى مع مفهومه للصيرورة. يمكن إيجاز عقيدته للخلاص البشري في هذا القول الذي نجده عند معظم آباء الكنيسة: ((إن ابن الله يصير ابن الإنسان حتى نصير نحن أبناء الله ))(الحكم 3/ص203 ) فصيرورة الله تهدف إلى صيرورة الخلائق من جديد ((يصير من أجلنا وبسببنا حتى يجعلنا أبناء أبيه السماوي ..لقد صار إنساناً حتى نصير نحن ما هو عليه، أي أبناء الله …بالحقيقة إنه تبادل عجيب يحصل للبشر في المعمودية حتى يصيروا أبناء الله))(الحكم 3/ص229 ). ويشرح تدبير هذا الخلاص: ((من العذراء إلى العماد، ومن العماد إلى الصليب، يشكّل موته قمة الخلاص. فبموته على الصليب هدم قوى الشيطان والموت والفساد، بإعطائه الروح ))(الرسالة إلى رهبان سنون ص59 ). هذه هي ركيزة مسيحانية فيلوكسينس وهي ركيزة لاهوته الخلاصي . روحانيته : إن روحانية المنبجي، التي تظهر من خلال كتاباته لاسيما مواعظه، مبنية على جدلية الإيمان والأعمال. فهو، كما جاء في الموعظة الأولى، لا يعترف بشيء من أيّ مستوى كان من دون أن ينطلق من الإيمان، ((فالصوم ليس صوماً إذا لم يرافقه الإيمان ويبقى ظلاً بل جسداً ))(الموعظة 2/49 ـ 50 ) والإيمان هو يحقق فينا سّرياً العمل المنجز في المعمودية. بالإيمان نبني ونحقق حياتنا الروحية والأدبية، ونبنيها على الصخرة التي هي ((المسيح)). هذا هو الإنسان الجديد المولود بالمعمودية ومن دونه نكون قد شّيدنا حياتنا على أساس هش ((الرمل)). ـ رمز الإنسان العتيق المولود في العالم (الموعظة الأولى 4 ـ 5، طالع النص المختار أدناه). ولو ألقينا نظرة على المواضيع التي تناولها في مواعظه، لتبيّن لنا أنه لا يكتب إلى الرهبان فقط، بل إلى أبناء الكنيسة وهو واحد منهم. فهو يحكي عن الإيمان، بر الشريعة وبر المسيح والبساطة ومخافة الله ونكران الذات والشهوة والانقطاع والدعارة، لكنه يقر بأن تحقيق هذا الإنسان الباطني صعب جداً ونحن باقون في العالم. ويحذر تلاميذ المسيح بأن العيش مادياً خارج العالم، غير كاف لعيش الإيمان والسلوك بحسب الروح أو ((الإنسان الداخلي)). بالتأكيد فيلوكسنس متأثر بخبرة العالم الصاخب والمتقلب الذي عاش فيه . نصوص مختارة من التلميذ الحقيقي ؟ ((إن ربنّا ومخلصنا يسوع المسيح دعانا في إنجيله الحي إلى الدنو بحكمة من أعمال حفظ وصاياه، وإلى وضع كما يجب في نفوسنا أسس تعليمه حتى ينمو بنيان سلوكنا بشكل مستقيم . إن من لا يعرف كيف يبدأ بحكمة بناء هذا البرج الذي يرتفع إلى السماء، لا يقدر أن يكمل البناء ويتممّه بحكمة . فالمعرفة والحكمة تقودان وتكملان بداية ونهاية وأسس كل هذه الأشياء . من يبدأ هكذا دعاه إنجيل مخلّصنا حكيماً: ((مثل من يسمع كلامي هذا ويعمل به كمثل رجل حكيم بنى بيته على الصخر . فنزل المطر وسالت الأودية وعصفت الرياح، فثارت على ذلك البيت فلم يسقط، لأن أساسه على الصخر . ومثل من يسمع كلامي هذا فلم يعمل به كمثل رجل جاهل بنى بيته على الرمل، فحالما عصفت به بعض الرياح قلبته (متى 7/24 ـ 27 ).. إذن نحن ملزمون كما يقول معلمنا ألا نكون مستمعين دائميين لكلمة الله فحسب، بل مطبّقين إياها . ومن يعمل بها من دون أن يسمعها لهو أفضل ممن يسمع ولا يعمل، كما قال بولس الرسول: ((فليس الذين يصغون إلى كلام الشريعة هم الأبرار عند الله، بل العاملون بالشريعة هم الذين ينالون البر . فالوثنيون الذين بلا شريعة، إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة، كانوا شريعة لأنفسهم، مع أنهم بلا شريعة، فيدلّون على أن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم وتشهد لهم ضمائرهم ))(روميه 2/13 ـ 15 ). جميل سماع الشريعة لأنه يقود إلى الأعمال، وجميلة قراءة الكتب المقدّسة والتأمل بها لأنها تنقي عقلنا الخفي من الأفكار الشريّرة ولكن إذا قرأنا وسمعنا وتأملنا باستمرار بكلمة الله، ولا نترجمها إلى عمل، فقد سبق الروح بفم الطوباوي داود أن لام ووبّخ على هذا الشر وحرم حمل الكتاب المقدس بيدينا الدنستين: ((يقول الله للشّرير : ما لك أن تحمل كتاب عهدي ؟ وأنت أبغضت مشورتي وطرحت كلامي وراءك )) (مزمور50(49 ):16 ـ 17 ). من يواظب على القراءة، وهو بعيد عن العمل، يجد دينونته في قراءته، ويستحق حكماً عظيماً لأنه احتقر ما يسمعه كل يوم . إنه مثل ميّت وجثّة من دون روح، حتى لو دقّت آلاف الأبواق والقرون في إذن الميت لا يسمع، هكذا النفس المائته في الخطيئة والعقل الذي نسى ذكر الله، لا يسمع نداء كلماته، ولا يحركه بوق الكلمات الروحية. إنه غاطس في سبات الموت وهذا يسعدهم. وبما أنهم موتى، فلا يحسّون بالحاجة إلى الإهتداء وطلب الحياة تماماً، مثلما أنّ الميت الطبيعي لا يشعر بموته، هذا هو حال من يموت من معرفة الله، لا يتألم ولا يفكّر في طلب العودة إلى الحياة . هكذا اليهود لما رأى الله أنهم ماتوا وسدّوا آذانهم وعيونهم وقسّوا قلوبهم حيال معرفة الله، أرسل إليهم أشعيا ليوقظهم وينادي في آذانهم: ((أصرخ عاليا ولا تتردد وارفع صوتك كالبوق، أخبر شعبي بمعصيتهم وبيت يعقوب بخطاياهم ))(أشعيا 58 ـ 1 ). وفي مكان آخر يقول له الرب: ((إقرأ فقلت: ماذا أقرأ . كل بشر عشب وكزهر حقل بقاؤه))(40 ـ 6 )، أي إنهم مثل العشب والزهر ييبسان في الشمس ولا يستطيع المطر ولا ماء الينابيع أن يرطّبهم لأنهم فقدوا رطوبتهم الطبيعية هكذا هي حال الشعب الذي فقد الحياة الروحية، يصير مثل عشب وورد يذبل وييبس من حرّ الشر ووسط النسيان . تموت النفس لما تنسى ذكر الله ويموت معها رشدها والتفكير بالأمور السماوية، إنها تعيش طبيعيا ولكن مائدته إراديا، إنها موجودة في تركيبها ولكنها مائدته في حريتها. ضروري إذن لتلميذ الرب أن يتعمق في ذكر معلمه يسوع في نفسه، وأن يتهجى به ليل نهار. يجب أن يتعلم من أين يبدأ، وكيف ومن أي جهة يرفع منازل بيته وكيف ينهيه حتى لا يسخر به كل عابري السبيل، كما ذكر الرب بشأن الرجل الذي شرع في بناء برجه ولم يكمله، فغدا موضوع استهزاء واحتقار المشاهدين. ومن هو هذا الرجل الذي تكلم عنه مخلصنا وقد بدأ ببناء برجه؟ إنه التلميذ الذي سار في طريق الإنجيل! وبقابلة المسيرة هي وعده وعهده مع الله: وعد بأن يخرج من العالم ويحفظ وصاياه ويبدأ ويسير وينتهي بجمع وجلب الحجارة الجيدة من كل مكان والنظم الجميلة لبناء البرج الذي يصعد إلى السماء. إن الأساس ثابت ووطيد كما يذكر بولس الرسول: إنه يسوع المسيح إلهنا… وكل واحد يبني على هذا الأساس كما يشاء لأن الأساس يجمع في محبته كل ما يبنى فوقه إلى يوم ظهوره، حيث أعمال كل واحد تفحص وتمتحن، وإن (المسيح) الذي هو أساس وقاعدة البناء سوف يقام ديانا ورأسا وقمة البناء كما يقول بولس الرسول: (فكل من بنى على هذا الأساس بناء من ذهب أو فضة أو حجارة أو خشب أو قش أو تبن، فسيظهر عمله ويوم المسيح يعلنه لأن النار في ذلك اليوم تكشفه وتمتحن قيمة كل واحد) (1 كورنثية 3/12 13) إنها نظم وجمال البر هي التي قارنها بولس بالذهب والفضة والحجارة الكريمة: الإيمان هو الذهب والتعفف والصوم والانقطاع وسائر أعمال البر هي الفضة، والمحبة والسلام والرجاء والأفكار النقية والمقدسة والعقل الروحي الذي يتأمل في عظمة الله وكيانه ويحفظ الصمت مرتعدا أمام أسراره غير المدركة والثابتة: هي الأحجار الكريمة. أما الظلام والشر وأعمال الشهوات، فهي الخشب والقش والتبن… (الترجمة الفرنسيةSC ص27 ـ 31 والنص السرياني، طريق الكمال ص3 ـ 8 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قورش _ قيورا الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – قورش Cyrus ,Kyrus أو قيورا، أو قيورى أو قيواي، بحسب ما تدعوه المصادر السريانية، هو شخص واحد، كاتب لم يُعرف في الأوساط السريانية والاستشراقية بشكل واسع إلا في الستينيات لما قام الأمريكي ويليم مكمبر W.F.MACOMBER بتقديم أطروحته عنه. عن حياته لا نعرف غير القليل. على الأرجح وُلد ونشأ في الرها في مطلع القرن السادس، ثم توجّه إلى مدينة نصيبين المجاورة للدراسة والتخصص على يد مديرها مار آبا الكبير وعلى توما الرهاوي (طالع الفصح1 _6 ). ولما صار آبا بطريركاً عام 540، رافقه هو وتوما إلى ساليق وقطيسفون للتعليم في المدرسة التي أسسها البطريرك الجديد هناك. وبعد موت (آبا) عام552 إنتقل إلى الحيرة وأسس فيها مدرسة. يقول التاريخ السعردي : ((وكانت وفاته (آبا) في ليلة الجمعة الثانية للصوم الماراني (السيّدي ) وحمله قيورى إلى الحيرة ودفنه بها وبنى على قبره ديرا … ونصب الاسكول (المدرسة ) بالحيرة )) (جزء 2ص78 _79 ). وكذلك كتاب ((المجدل)) الذي يسميه (قيواي) يشير إلى تأسيسه مدرسة في الحيرة (عمرو ص40 ) ومن المحتمل أن قورش حصل على لقب الأستاذ بعدما غادره توما الرهاوي إلى القسطنطينية حيث مات عام 543. أما وفاته، فلا نعرف تاريخها، وقد تكون في مطلع القرن السابع . تآليفه : يذكر عبد يشوع الصوباوي إن لقورش : ((علل وتفاسير وتراجم))(الفهرس ص 87 رقم100 ). تفاسيره ما هي إلا شروحات للأسفار المقدسة، والتراجم قد تكون من اليونانية إلى السريانية وليست التراجم التي تقال في القداس الكلداني _الآثوري قبل قراءة الرسالة والإنجيل والتي تعود إلى القرن الثالث عشر. ويعتقد مكمبر إنه هو الذي نقل من اليونانية إلى السريانية كتاب هيراقليدس لنسطوريوس بناء على طلب بطريركه آبا الذي جمع أثناء وجوده في القسطنطينية نصوصا يونانية عديدة وخصوصاً تأليف ثيودورس ونسطوريوس. لم يصلنا من كل تآليفه سوى ستة خطابات في علل أعياد التدبير : الصوم، خميس الفصح، الآلام، القيامة، الصعود وأحد حلول الروح القدس. ويظهر أن هذه الخطابات كانت مشروعاً مشتركاً بينه وبين توما الرهاوي الذي كتب الميلاد والدنح ولكن موت الأخير دفع قورش الى إتمام المشروع، فهو يذكر في خطابه عن خميس الفصح ما يلي : ((إننا في البداية وضعنا فصول هذا الخطاب بحسب ما تذكرناه من أقوال أساتذتنا القديسين، أي معلّمي مجمع مدرسة نصيبين ))(2 _6 ). وفي استهلال خطابه عن الصوم يذكر سبب كتابة هذه العلل التي ألقيت شفهياً : (( لأنكم طلبتم منّي (يذكر أسماء الشمامسة الذين طلبوا منه ) لأكتب لكم حسبما يسمح به ضعفي، عِلل هذه الأعياد التي لم تسنح الفرصة لرجل الله، أستاذنا القديس مار توما الملفان، في كتابة علل الصوم، الفصح، الصلب، القيامة، صعود الرب إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ، فحالما وصل طلبكم إلى سمعي ..)). إن أسلوب العلل أسلوب أدبي مألوف في مدرسة نصيبين لدى أساتذة القرن السادس _الثامن، إذ كان يرتجل أحد الأساتذة خطابا أمام الأساتذة والطلاب حول عيدٍ أو حدث ما، يتناول فيه، بنهج جدلي، الأوجه المتعددة للمناسبة أو السر المراد إحياء ذكراه مع طرح بعض أسئلة وأجوبة لشد المستمعين في عملية تأويل وتأوين. يقول في مستهل خطابه عن الصعود: ((إن ذكرى هذا العيد، الذي تحتفل به الكنيسة المقدسة اليوم، هو صعود الرب إلى السماء ولكن في الوقت نفسه يتضمن صعودنا معه))؛ وفي خطابه عن القيامة يطرح عدة أسئلة : ((ما القيامة ؟ولماذا تحتفل الكنيسة اليوم بالقيامة )). ولما دونّت هذه الخُطَب أخذت بعض الأديرة تقرأها كلا في مناسبتها كما الحال في دير ايزلا الكبير ودير بيث عابي. ومع الزمن كونت هذه الخطب مجموعة متجانسة ضمّت ثلاثين خطاباً حول مناسبات عديدة وحملت عنوان : ((عِلل أعياد التدبير ))نجد نسخة منها في مخطوطة دير الرهبان رقم155 فوستي. وبالنسبة إلى قورش، لقد قام مكمبر بنشر هذه العلل الست تحت عنوان Six Explanations of the Liturgical Feasts CSCO 355_6,SS155_6 (1974). أطروحاته اللاهوتية : يعرض قورش في هذه الخطابات خلاصة لاهوتية متناسقة للتدبير من الوجه البيبلي والعقائدي والليتورجي والتاريخي والتطبيقي بحسب تقليد كنيسة المشرق المتّبع في مدرسة نصيبين، ويعرضه بحسب واقع معاصريه للتأثير فيهم وشدّهم لعيشه. إن هذه الخطابات أقرب إلى طبيعة المواعظ منها إلى أبحاث لاهوتية منهجية وافية الجوانب. قورش لا يذكر من المصادر التي استند إليها سوى الكتاب المقدس، ولكن واضح تأثير ثيودورس المصيصي المعتمد في مدرسة نصيبين كمفّسر أعظم. تعليم قورش مبني على أرضية مفهوم زمانه للإنسان والكون والطبيعة والخلقية والخطيئة والخلاص، ونظرته الفلسفية _الكوسمولوجية _اللاهوتية كأنها ثابتة ومسلّم بها هذه نماذج من أطروحاته : 1- الإنسان والكون : يرى قورش أن لحياة الإنسان وجهين: الأول زمني خاضع للتقلبات :فساد، ألم، موت، والثاني مستقبلي ثابت لا يخضع للفساد والألم والموت (الفصح7 _3 ). هذا التقسيم مرتبط بالمفهوم الكوسمولوجي لعصره، فالكون منقسم إلى قسمين يفصلهما الرقيع : العالم الأدنى حيث يعيش البشر والعالم الأسمى حيث القيامة (الصعود 2 _4 ) ويربط هذين القسمين بالتقسيم البيبلي، وكأن الواحد مكمل للآخر بتناغم. فخيمة العهد تُجسّد هذا التقسيم (الخروج فصل20 و30 ) فالستار يفصلها إلى جزئين : الأول يرمز إلى سكنى البشر، إليه يدخل الكهنة كل يوم لتقديم القرابين والثاني هو قدس الأقداس رمز السماء، لا يدخل إليه سوى عظيم الأحبار ولمرة واحدة في السنة، ثم يربط الكل بالعهد الجديد وبالمسيح الحبر الأعظم وبالموت _القيامة (الفصح3/2 _3 ). ومن الجدير بالملاحظة أن قورش يضع الملائكة في الجزء الأول، أقلّه نظرياً. يقول : ((إن المسيح بعد أن قام بمجد عظيم من بين الأموات، متحررا من أي ضعف، أظهر تجديد كل الأشياء في ذاته، جاعلاً من جهة، الكائنات الروحية وغير المنظورة من حيث شفافية نفسهم غير خاضعين للتغيير؛ ومن جهة الطبائع المنظورة والمحسوسة، قد جعلها بفضل اندماجها في جسده غير خاضعة للتقلبات _ ))،(القيامة2 _4). ((هذا التحول يحصل بالرجاء في المسيح، بكر البشرية، يوم القيامة العامة. ويدفع (هذا الرجاء) البشر والملائكة إلى ممارسة الفضيلة والابتعاد عن اليأس بما أن المسيح قد فداهم ))، في صعود المسيح فادينا نالت النبوءة كمالها. فهو لم يصعد وحده، إنما جعل كل الجنس البشري يصعد معه وفقا لشهادة الكتاب (أفسس 2 _6 )(الصعود 5 _6 )، إذن الخليقة كلها تتطلع، بنعمة الله، إلى تحوّل أفضل (القيامة 2 _5 ؛الآلام 6 _5 ). أمام سؤال :لماذا لم يخلقنا الله منذ البداية غير مائتين ؟ يرد قورش بجواب كلاسيكي : ((إن العالم في البدء خلق متناغماً ولكن آدم بعصيانه أدخل الفوضى إليه، ولما جاء المسيح أعاد إليه التناغم بطاعته )) (الآلام6 _5 ). هذه المقارنة بين آدمين نجدها عند معظم الآباء، وهي مقتبسة من الرسالة إلى رومية فصل 5. وبما أن الكون منقسم إلى قسمين، فهو بحاجة إلى جسر يربط الاثنين ببعضهما وهذا الامتياز (الربط) منحه الله للإنسان لكونه صورته، ((لقد سمى الله الإنسان صورته، وأعطاه السلطان على الخليقة جمعاء ))(تك 1/26 –28 ) وجمع في جبلته الخليقة كلها من جهة، ففي نفسه (الروحية ) جمع الملائكة غير الماديين وغير المنظورين، ومن جهة ثابتة جمع في جسده الكائنات الجسدية والمنظورة، من هذا المنطلق دُعي الإنسان إلهاً وابناً لله : ((لقد قلتُ إنكم آلهة وأبناء العلي تُدعون))(مزمور81_6) وإذا اعترف الإنسان بالله ولي نعمته، واقر بالسيادة التي منحه إياها نعمةً منه، لن يحول شيء أبدا دون تحقيق وعوده تجاه الخليقة (الآلام 3 _3 ). قورش يحافظ على التقليد المتواصل بأن آدم بعصيانه عوقب مع الخلود في نهاية الأزمنة عندما يدخل العالم إلى ملء كماله ))(الصعود 7 _7 )، وهذا يتم بفضل الروح القدس (الصعود4 _7 ). هذه المقارنة نجدها في مواعظ ثيودورس العمادية (9 _11 ). أخيراً يشبه قورش الله بأبٍ يعامل أولاده بما يناسب نموهَّم وعمرهم : ((في حكمته الفائقة يقسم نعمه بشكل يناسب معرفة طبيعتنا ))(الفصح 5 _3 )، وبحسب مقدرتنا على القبول والاستيعاب (الحلول 4_3 ). 2-الخلاص : ينطلق قورش في مفهومه للخلاص من لاهوت التدبير. يقول : (( إذن كما جاء في الكتاب المقدس، إنه في ملكوت الله لا يأكلون ولا يشربون ( رومية 14 _ 17 ) وإنهم (البشر) يسكنون كملائكة الله (متى 22 _27 )، هذا ما رسمه المسيح في الكنيسة بشأن الأعياد التي تشير إلى تدبيره الذي سوف ينجلي على حقيقته، بأمر الله في أورشليم العليا. ومن بين هذه الأعياد، عيد الصوم (الكبير) الذي تحتفل به الكنيسة المقدسة اليوم . هذا الصوم يقودنا ويقّربنا إلى الصوم الإلهي الحقيقي الذي يشترك به كل البشر في القيامة المزمعة. إنه ينقّي النفس من ادران الخطيئة، ويطّهر الجسد من دنس الرذائل ))(الصوم 2 _6). وهذا المفهوم للتاريخ البشري يقوده بالتالي إلى مفهوم متعدد الأوجه للخلاص. فمن جهة إن المسيح قد أصلح الوضع البشري المتردّي بموته وقيامته وحررّ الإنسان من الموت والفساد. ومن جهة ثانية تتوّج قيامته الكشف الإلهي ضمن شريط طويل لتدبير الخلاص إلى أن يبلغ العالم الكمال في القيامة العامة (الصوم2 _6). وتتم هذه المسيرة بمراحل ورموز وصور. إن المسيح ((يرينا في صورةٍ ما زوال الموت ))(الفصح 4 _5 )((إنه أظهر لنا قيامتنا كما في صورة ورمز ))(القيامة7/1 _2). ويشرح بإسهاب هذه الرمزية : ((إن الله نفسه في العهد القديم، كما في الجديد، رضي أن يرسم صورة العهد القديم بواسطة أمثال ورموز تم تحقيقها بمجيء السّيد، لأنه قبل أن يخلق العالم كان في فكره أن يُظهر العالم الجديد الذي بدأ بظهور مخلصنا … إنه دبّر بصدق في حياة الدنيا هذه أولاً والتي بها تمتلك (أنت) السبيل الملائم الذي يقود إلى الكمال .. وفي الختام تدخّل إلى الحياة العتيدة عندما تقوم من بين الأموات. هكذا بالمقارنة نستطيع أن نتأكد من الحياة المقبلة التي سوف تكشف لنا ..إذن كما قلت إن الله خالق الكل كان قد رسم في فكره التدبير المملوء حياة والذي حصل تحقيقه بالمسيح مخلّصنا. فكان ملائما أن ترسم هذه الصور والرموز في العهد القديم حتى تنجلي في العهد الجديد في المسيح النموذج الحقيقي ))(القيامة 4 _3 ). في الحقيقة ((يشكل موت المسيح وقيامته المرحلة الأساسية التي عليها يقوم التدبير ومن دونها لا نفع للمراحل الأخرى .وهو نفسه رسم حقيقة ذلك خطوة فخطوة حتى نبلغ الكمال))(الصعود 3 _6 )وبعدما صعد إلى السماء بعشرة أيام أرسل الروح القدس ليحل على التلاميذ ،ويغمرهم بنعمه ويقودهم إلى المعرفة الكاملة (الصعود3 _4،4_10). فالقيامة وحلول الروح القدس هما ذروة التدبير. يقول قورش : ((إن اقتبال الأسرار : المعمودية والقربان رمز موت المسيح وقيامته، يجدّد فينا، يوماً بعد يوم، ذكرى ما عمله من أجلنا ويحيي فينا الرجاء بأننا نقوم معه بعدما نموت ))(القيامة2 _6 ) و((إن نعمة الروح القدس هي التي تعطي الخلود وعدم الفساد )) (الصعود 2 _2 ). من الملاحظ أن قورش يرى الخلاص شاملا لكل الخليقة وليس للإنسان فحسب : ((المسيح حطّم بموته وقيامته طغيان الموت ليس بالنسبة إليه، إنما بالنسبة إلى الخليقة جمعاء ))(القيامة2 _4 ). ويبرر سياسة الله في مسيرة التاريخ بأنها كانت لتدريب الإنسان من خلال الخبرات التي عاشها ليكون قادرا ً على التمتع بنعم العالم الآخر الذي سوف يدخله (القيامة4 _3 ). نصوص مختارة تحريض على السيرة الفاضلة هذه الأمور، التي تكلمنا عنها بإيجاز، إنما كي لا نُثقل خطابنا ونتُعب سمعكم، لذا آن الأوان لنختم تعليمنا بكلمات تحريض على السماع والعمل وإعطاء الثمار من خلال الأفعال، فنقبل بالتالي المواهب الروحية التي نالها آباؤنا القديسون بفضل إرادتهم الصالحة. إذا أحببنا السماع من دون ترجمته إلى العمل، نكون غرباء عن إرث آبائنا الروحيين، كما يقول بولس الإلهي ((ليس الذين يصغون إلى كلام الشريعة هم الأبرار، عند الله، بل العاملون بالشريعة هم الذين ينالون البر))(رومية2/13 )، لذلك، إن نحن أردنا أن نكون تلاميذ الرسل القديسين وورثاء إيمانهم، وجَب أن نقتدي بمثالهم في السيرة والتواضع حتى تصّح فينا التسمية وتضمن لنا التطويبات السماوية . لننظر إليهم كيف كان العالم مصلوباً لهم وهم مصلوبين للعالم (غلاطية 6/41 )وكيف قبلوا العوز والضيق في سبيل إنماء إيمانهم. كانوا مثالاً حقيقياً مزيناً بكل أنواع الفضيلة فيحتذي بهم كل أبناء الكنيسة الكاثوليكية، متممين في جسدهم ما نقص من آلام المسيح حتى يكتمل تعليمه (كولوسي1/24 ). إنهم تحملّوا العذابات والموت القاسي بسبب حبهم للمسيح . لنقتدي إذن بهم ونشترك في رجائهم ونعتبر بسيرتهم الكاملة وبإيمانهم (عبر13/7 ). إن الثمار التي اجتنوها من أعمالهم الشاقة، ساوت إرادتهم الصالحة. أيّ أبرص دنا منهم وعاد فارغ اليدين ؟ وأيّ كفيف لم ينل البصر بسهولة ؟ وأي مُقعد لم يمش بمجرد كلمة منهم ؟ وأي شيطان لم يطرد بسلطانهم وبمجرد كلمة أمر منهم ؟ وأي مريض لم يُشفَ تماما حالما لمس ثوبهم ووقع ظلهم عليه ؟ وأي مذهب لم يفرغ من افتخاره بتعليمهم المستقيم ؟ وأي مجمع لم يعظوا فيه حقاً كأبواق مرتفعة الصوت؟ فنحن إن قبلنا إيمانهم وسرنا على خطى فضائلهم كما تجلّت لنا، وأخذنا من سيرتهم مثالاً لنا، واعتبرنا إيمانهم وصُلبنا للعالم، والعالم صلب لنا، واحتملنا على غرارهم ما يحصل لنا بسبب ضعف طبيعتنا أو بسبب ضروريات الحياة، فسنتوّج مثلهم ((إذا تألمنا معه فسوف نتمجد معه ))(رومية8/17 )، ((وإذا تحملّنا فسوف نملك معه أيضاً))(2 تيمو2/12 ). ((هو سيدنا ورجاؤنا ومحيينا يسوع المسيح له المجد إلى الأبد )). (الحلول 7/1 _4، النص السرياني ص185 187 والترجمة الإنكليزية 164 _165 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| نرساي الملفان | الولادة: 412 الوفاة: 503 لا يزال الغموض يلفّ حياة نرساي الملفان، فالتواريخ غير دقيقة، والأرقام مبالغ فيها، والكثير من كتاباته مدفون في مخطوطات خزائن المكتبات العالمية أو في طبعات غير نقدية. ولا تُتيح مصادر حياته متابعة سيرته بشكل علمي، لأن القدامى لم يهتموا بحياة شخص ما، إلا عندما اشتهر، إذ ذاك ينصب اهتمامهم على إبراز مناقبه، ومكانته وعلمه وقداسته، ويعودون إلى رواية أحداث طفولته بشيء من السحر، فيختلط الحقيقي بالأسطوري، ويصعب التمييز بينهما. تُشير معظم المصادر، التي تحكي عن نرساي الملفان، إلى أنه أبصر النور في قرية ((عين دلبي))، على مسافة بضعة كيلومترات من مدخل مدينة دهوك، في شمال العراق، وعلى الأرجح بين عام412 ـ 413 ولما كبر الطفل، انضم إلى ربان((معلم))القرية ليتعلم القراءة السريانية والكتابة. والكتاب المنهجي انذاك كان كتاب المزامير ((داويذا)). ويذكر المؤرخ برحذبشبا عربايا أن نرساي تعلمه (أي حفظه) ولما يبلغ عامه السابع. وعندما أمر الشاهنشاه بهرام الخامس، الملقب ببهرام كور عام 421 ـ 422 ، بملاحقة المسيحيين لا سيما المهتدين منهم من المجوسية، وركّز على كبار رجال الدين، راح والدا نرساي ضحية هذا الاضطهاد، الأمر الذي اضطره على الفرار إلى المنطقة الحدودية الفارسية الرومانية مع معلمه وأقرانه. ولم يعودوا إلى بلدتهم إلا بعدما هدأت الحالة بفضل مساعي الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الثاني. وبعد تسع سنين من الدرس والمتابعة، قصد ملفاننا عمّه عمانوئيل، رئيس دير كفر ماري في مقاطعة بازبدى. وإذ توسم فيه العم توقّد الذهن والرغبة في المعرفة، أرسله إلى مدرسة الرها الشهيرة لاستكمال تحصيله العلمي. ومكث نرساي فيها عشر سنوات، بعدها استدعاه عمه للتدريس في دير كفر ماري. لبّى نرساي دعوة عمه وغادر الرها إلى الدير، ولكن لم يبقَ فيه طويلاً، إذ عاد سراً إلى مدرسته التي استهوته. ويبدو أنه أمضى فيها هذه المرة أيضا عشر سنوات أخرى، قضاها بين البحث والتدريس. وفي النهاية استدعاه عمه عمانوئيل، الذي كان قد طعن في السن، إلى تسلّم رئاسة الدير، فترك نرساي الرها على مضض. ولكن حالما توفي عمه، سلّم إدارة الدير إلى راهب يدعى جبرائيل، وعاد فاستقر هو في الرها. وكان ذلك على الأرجح سنة457 أي سنة وفاة هيبا أسقف الرها الذائع الصيت. وفيها التقى ببرصوما أسقف نصيبين. أما ما أورده التاريخ السعردي من أن نرساي وآقاق الجاثليق وبرصوما، قد قاموا بزيارة مدينة مصيصة لنيل بركة ثيودولس، خلف ثيودورس اللاهوتي الشهير (توفي عام 428 )، والذي لاندهاشه بعلمه وقداسته، سماه ((لسان المشرق وشاعر المسيحية ))، اعتقد أن هذا ليس سوى أسلوب من الأساليب الأدبية الشائعة عند القدامى لتعظيم بطلهم. متى تبوأ نرساي رئاسة مدرسة الرها ومتى غادرها ؟ يوجد إختلاف بين المصادر بشأن تحديد تاريخ رئاسة نرساي لمدرسة الرها. تذكر بعض المصادر إنه أدارها مدة عشرين سنة، وتكاد تتفق المصادر نفسها على مدير واحد للمدرسة بين أفرام ونرساي تُسميه تارة ربولا وتارة قيورا. ويذكر أسقف حلوان أن قيورا خلف أفرام وساس المدرسة مدة 64 سنة أي إلى وفاته سنة 437. في هذه الحال يكون نرساي قد خلفه في السنة ذاتها. ويؤكد عربايا بأن عقب وفاة قيورا إتْجهت أنظار أساتذة وطلاب مدرسة الرها إلى نرساي القسيس، ونادوا جميعا بصوت واحد إنه الأكثر جدارة ومقدرةً بمنصب رئاسة المدرسة، ليس بسبب سنّه ونقاوة حديثه فحسب، بل بسبب سيرته. ترى هل هذا معقول؟ إذا قبلنا إنه خلف قيورا عام437 يكون عمره في هذه الحال نحو 24 سنة ،ولو سلمنا بأنه مكث عشرين سنة في ادارتها فتكون مغادرته سنة 457، الأمر الذي يتعارض مع بقية المعطيات. لنحلل بدقة المعلومات التي في حوزتنا: 1- إن مدرسة الرها أغلقت تماماً بأمر زينون الامبراطور الروماني عام489 وهُدمت، وقد يرتبط بهذا التاريخ تأسيس مدرسة نصيبين كبديل لها. يقول سمعان الارشمي في رسالة كتبها عام 510 أي بعد وفاة نرساي بقليل : ((بعد موت هيبا طرد الفرس ((أي المؤيدين لآراء نسطوريوس) من الرها مع جميع الكتبة الرهاويين المؤيدين لهم. وإذ ذاك بمساعي الطوباوي مار قورا، أسقف الرها، وبأمر اصدره الامبراطور الروماني زينون، دُمّرت المدرسة نهائيا، حيث كان الفرس يدرسون، وشُّيد محلها معبد إكراماً للعذراء مريم والدة الإله :ثيوتوكس)) كذلك ابن العبري يؤكد أن الفرس غادروها عام 489، والتجأوا إلى مدينة نصيبين المجاورة حيث انشأوا مدرسة مماثلة. هناك سؤال يطرح نفسه، إذا كان الفرس قد غادروها فعلاً بعد موت هيبا سنة 457، فما الفائدة من تدميرها بعد 32 سنة؟ 2- يذكر ماري بن سليمان في ((المجدل ص44 )) أن نرساي كان موجودا في الرها في بداية أسقفية قورا عليها (471 ـ 498 ) وبعده فرّ إلى نصيبين حيث استقبله برصوما أسقفها. في اعتقادي أن نرساي المولود ما بين 412 ـ 413، تسلّم رئاسة مدرسة الرها عام470 ـ 471 وله من العمر 58 سنة، ومكث فيها عشرين سنة، في أصعب فترة عرفتها المدرسة بسبب النزاعات المذهبية والسياسية، وغادرها عام 489، الأمر الذي يتماشى مع المصادر. أما مسألة قورا الأسقف، فنعرف أن الانتماء المذهبي في تلك الظروف لم يكن ثابتا، إذ ينقلب الشخص من مؤيد لمدرسة لاهوتية ما إلى معارض بسبب التطورات السياسية واللاهوتية. فيمكن أن يكون قورا نفسه مؤيدا في البداية للاتجاه الثنائي في الكريستولوجيا، ثم غيرّ رأيه إلى الطبيعة الواحدة. يبقى العائق الأكبر أمام قبول رئاسة نرساي لمدرسة الرها في فترة 471 ـ 489 هو أن المصادر تذكر شخصاً واحدا بين مار أفرام وبينه، غير أنها لا تتفق على اسمه. وفي حال كونه شخصا واحدا، يكون قد بقي في الرئاسة مدة 98 سنة (أي من وفاة مار أفرام373 ـ 471 ورئاسة نرساي المقترحة) وهذا أمر غير مقبول. أما إذا استطعنا أن نستنتج من اختلاف الاسم بين ربولا وقيورا، وجود شخصين إثنين تواليا على إدارة المدرسة، فتغدو رئاسة نرساي في هذه الحالة أمراً اعتياديا. على كل حال، في نصيبين احتضن برصوما الأسقف مدير مدرسة الرها الفار مع بقية الأساتذة، وعهد اليهم تأسيس مدرسة جديدة تسلّم رئاستها نرساي نفسه، ووضع لها نظاماً مشابهاً لنظام مدرسة الرها والذي بقي تحت الاختبار إلى أن تّم تثبيته في زمن هوشع خليفة برصوما سنة 496. وقد ورد في مقدمة النظام أن الأساتذة والطلبة ذهبوا إلى هوشع، وطلبوا منه تثبيت نظامهم بشكل نهائي، فأجابهم: ((لا يحق لأحد غيركم أن يثبت هذا النظام ويفرضه. اذهبوا ومعكم الطوباوي نرساي، الكاهن والملفان، ويونان، الكاهن والملفان واعملوا ما ترتأونه كنظام )). وركّز النظام الجديد على التفسير الكتابي الحرفي ـ التاريخي المتأثّر باتجاه مدرسة أنطاكية، لا سيما ثيودورس المصيصي، أحد كبار مؤسسي هذه المدرسة، ونرساي نفسه كان متحمساً له، ثم في الوقت عينه حافظ النظام على تقليد كنيسة المشرق المتمثل بخط أفرام، القريب من الخط الرّباني. يبدو أن نرساي كان كاهناً ولم يبق، كما يعتقد راهباً أو أحد اعضاء جماعة العهد (بناي قياما)، ورد ذلك في شهادة عربايا وفي مقدمة نظام مدرسة نصيبين، وعند أسقف حلوان. كما نستشف ذلك من عمق أطروحاته ومعالجته لاسرار الكنيسة وطقوسها. ساس نرساي مدرسة نصيبين، التي أعطت كنيسة المشرق أبرز شخصياتها الفكرية والادارية حوالي 12 ـ 13 سنة، أي إلى أن وافته المنية عام 502 أو مطلع عام 503 عن عمر ناهز التسعين. أما الخبر الذي أورده ماري بن سليمان واقتبسه منه التاريخ السعردي حول هروب نرساي من نصيبين إلى جبل قردو ، بسبب مضايقة ماموي زوجة برصوما، لأنه كان يوبّخ الأسقف على زواجه منها، فليس لنا دلائل لإثباته، خصوصاً وإن زواج الإكليروس، بكافة درجاتهم، كان أمراً مألوفاً عهد ذاك . تآليفه : كتب نرساي الكثير بحكم وظيفته، كتب شعراً ونثراً، وإليه ينسب البحر الإثنا عشري من أوزان الشعر السرياني المؤلف من12 مقطعاً صوتياً، يذكر له برحذبشبا عربايا وبرحذبشبا أسقف حلوان 360 ميمراً وأعمالا أخرى، من دون تقديم أي تفاصيل حول نوعية هذه الكتابات. أما قائمة التاريخ السعردي، فهي أوضح، إذ تذكر إنه كتب 360 ميمراً على عدد أيام السنة، وكتابا في السيرة القبيحة، وفسّر التوارة ويشوع بن نون والقضاة وسفر الجامعة واشعيا وارميا وحزقيال ودانيال والاثني عشر نبياً وكتب تعازٍ، ويضيف عبد يشوع الصوباوي في كتابه ((فهرس المؤلفين))، إلى هذه القائمة، رتبة للقداس وتفسيراً له وتفسيراً للمعمودية وتراجم ومواعظ وارشادات وتراتيل وطلبات. لا نعرف، على وجه الدقة، هل هذه التفاسير هي نفسها التي وردت في الميامر، أم هي كتابات مستقلة؟ على الأرجح هي نفسها، ومع الأسف لم يصلنا من نتاجه سوى عدد من الميامر ومن التراتيل. ولا نزال في كنائسنا السريانية نتغنى بأناشيده الكثيرة، ونردد الكلمات التي قالها منذ 15 قرناً. ميامرة : يسرد ألفونس منكنا، في مقدمة طبعته لميامر نرساي، 81 ميمراً، يذكر إنه رآها مبعثرة هنا وهناك في المخطوطات وتكاد تكون قائمته هي المعتمدة حتى الآن. فوبس يكتفي بذكر 81 وكينيو ذكر 82، مكلاويد يشير إلى أنه وصلنا منه 80 ميمرا وسوغيثا واحدة. أما إبراهيم إبراهيم، فيذكر له 85 ميمرا، غير أن الميمرين 82 و83 لا يذكر منهما سوى العنوان من دون الاشارة إلى أي مخطوطات ولا مراجع بل وجد ذكرها في بعض الكتب. وقد أعطى في أطروحته موجزا تحليليا بسيطا لكل ميمر. وزّع بومشتارك هذه الميامر، حسب المواضيع التي تعالجها، وقسّمها إلى مجموعتين مهمتين: الكتاب المقدس والطقوس لكون غالبية هذه الميامر تدور حول الدورة الطقسية، وقد استخدمت في الليتورجيا، غير أن فوبس قام بتفصيلها تحت عناوين عدة: الكتاب المقدس، التقوى، التفاسير، الطقوس، الحياة المسيحية، الكنيسة، اللاهوت، التاريخ، مما جعله يكرر نفس الميمر تحت عناوين مختلفة. وكينيو وزّعها على ثلاثة محاور: الطقس واللاهوت والأخلاق. قام منكما بنشر 47 ميمراً فقط في مجلّدين عام1905 مع10 سوغيثات، ومن دون أيّ دراسة نقدية، وبعض منها مشكوك في صحتها، أقلّه في جزء منه، وعلى سبيل المثال الميمر15 في الاصلاح، وبعض العناوين لا تتماشى مع الفحوى. وقد نشر قرداحي نتفاً في ((الكنز الثمين))عام1875، كما نجد مقاطع في كتاب الفتات، طبع في اورمية1898، وفي المروج النزهية الجزء الأول 1901 وكتاب ((توركامي)) ليوسف قليتا الموصل 1928. الميمر عن الملافنة الثلاثة: ديودورس وثيودورس وثيودوريتس، نشره مارتن مع ترجمة فرنسية في الجريدة الآسيوية على مرحلتين عام 1899 و1900. وترجم كونللي إلى الإنكليزية الميامر حول الأسرار في سلسلة نصوص ودراسات &Texts Studies كما نشر كينيو ميامر نرساي في الخلق، في الباترولوجيا الشرقية 34 عام 1968 مع ترجمة فرنسية، وكان قد ترجم أيضا الميمر 21 عن العماد والميمر17 عن الأسرار في Paris 7 .No ,Chretiennes Letters ,Chertienne Initiation .247 ـ 195 .p ,1963 وقد قام الأب د.جاك اسحق بترجمة القصيدتين21 ،22 إلى العربية (قالاسوريايا العدد 32 ـ 33 لسنة 1984 ص16 ـ 60 . كما نشر مكلاويد الميامر عن الميلاد والدنح والآلام والقيامة والصعود في الباترولوجيا الشرقية عدد 40 لسنة 1979، وعمانوئيل بتق ترجم خمسة أمثال من الإنجيل إلى الفرنسية، نشرها مقابل النص السرياني، باريس 1984. وتوجد ترجمة لبعض ميامره في الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وقد اعتمد مترجموها طبعة منكنا. أما سوغيثا، وهي محاورة شعرية منظومة على البحر السباعي، فينسبها البعض إلى أفرام والبعض الآخر إلى نرساي ولم تحصل أية دراسة جادة لمعرفة صحة نسبتها. وكان منكنا قد نشر عشراً منها في الجزء الثاني من ميامر نرساي، وبعضها نجده منشوراً في كتب أخرى تحت اسم أفرام مثل محاورة العذراء والمجوس، وكان مكلاويد قد بيّن أن واحدة منها فقط هي لنرساي. أسلوبه : يستعمل نرساي في ميامره أسلوب الصور والمقارنات، يقتبس معظمها من الكتاب المقدس ومن الطبيعة، كما يميل إلى أسلوب التوازي: وعادة يبدأ العجز بتكرار أول لفظة أو عبارة من الصدر أو أقلّه بتكرار الفكرة. إنشاؤه محبوك، وشعره سلس ومشوّق ولا يسبب الملل للقارئ، فمن حين لآخر يدعوه إلى المتابعة بجمل مثل: تعال، لنذهب، لنكن، أو يستعمل صيغة المنادى أو الأمر ويبدأ بالمدراش ثم بالميمر. هناك بعض التكرار في قسم من ميامره وقدر من التكلف، إلا أن لغته تكاد تكون خالية من الألفاظ اليونانية. ومما يجدر ذكره أن هذه الميامر كانت في غالب الأحيان، ترتل ولا يزال بعضها يحمل في بدايته ردة تكرر بعد كل بيت أو أكثر. أطروحاته اللاهوتية: من مميزات فكر نرساي إنه مباشر وواضح، ومنفرد في سموه ووقاره، وهذا ليس بغريب على شخص مثله قضى معظم حياته في البحث والتعليم. لذا، دراسة كتاباته ضرورية لمعرفة سير اللاهوت في خطه المشرقي خصوصاً. هذا اللاهوت الذي يعرضه نرساي كتعليم مسلّم به، بأسلوب يميل إلى التأمل والوصف الرمزي أكثر منه إلى العرض البرهاني المنهجي. كما أن قسماً منه جاء في إطار دفاعي وهجومي أمام الآراء اللاهوتية المتعددة السابقة أو المعاصرة له، والتي يعدّها منافية للإيمان، مثل آراء برديصان وابو ليناريوس وفالنتينوس وآريوس وأوطيخا… وقد واجهها بعنف وبألفاظ لا تليق بالروحانية المسيحية!!. إن إشكالية اللاهوت في ميامر نرساي هي أن الألفاظ المستعملة كانت لا تزال ضبابية، غير واضحة. كل طرف أعطاها معنى معينا وبكثير من تصلّب. وقد تأثرّ نرساي بالفلسفة اليونانية، بأرسطو وأفلاطون وبآباء اليونان، لا سيما ديودوس وثيودورس وثيودوريتس الذين اعتُمدت كتاباتهم في التدريس في مدرسة الرها ثم في نصيبين. كما أن قراءة نرساي للكتاب المقدس كانت قراءة تاريخية بمعنى أنه يعتبر رواياته حوادث حصلت. يستعمل التفسير النمطي، أي يجد صورا للعهد الجديد في العهد القديم، ويستخلص منها عِبَرا للأخلاق المسيحية. نظرته إلى الإنسان: يراقب نرساي، عن كثب، حياة الإنسان ويتأمل بعمق في تقلباتها، فيصوّر بشعره فرحه وحزنه، راحته وتعبه، نجاحه وفشله، خيره وشرّه، تركيبه وكيانه، مازجاً الفلسفة بالواقع، والكتاب المقدس بالأخلاق، والروحانية بالتصوف. يتبع انتروبولوجيا زمانه وخصوصاً التي يعكسها الكتاب المقدس. الإنسان ليس وليد المصادفة، إنما خلقه الله بقصد محدّد على صورته ومثاله: ((لم يستهو ـ الله ـ خاطرة جديدة في خلق البرايا، فإنها كانت منذ الأزل في فكره وكيانه… وفي كل ما جاء إلى الوجود، لم يسمع الله سوى صوته، ولكن في خلق آدم ، ها نحن أمام شورى وخاطر جديد.. هلموا نصنع الإنسان شبيهاً بنا، به نشد كل شيء لما لنفسه وجسده من قرابة مع الكائنات فيكون شبيها بالسماويين في حياة النفس، وقريبا من الجسديين في تركيب الجسد. نرى أن نرساي مرتبط بانتروبولوجيا الكتاب المقدس، مع بعض إضافات فلسفية اقتبسها من اليونان وخصوصاً أفلاطون وأرسطو، مثل فكرة أن الإنسان عالم مصغر وإنه مركب من عنصرين: من جسد فانٍ ونفس خالدة: ((صنع الله الجسد أولاً بخلقه الإنسان ثم أوجد النفس وأحلها فيه)). ((غرس الله الحياة في الطبيعة المائتة. فاقتنى الناس الحياة الخالدة في ضمائرهم)). وتبقى النفس بعد الموت في حالة سبات إلى يوم القيامة حيث ترجّع جسدها. ويرى نرساي أن الإنسان في خلقه وكيانه صورة مصغّرة للثالوث، وهنا يكون قد تعدى مدلول الكتاب المقدس في لفظة ((لنصنع))، كما فعل بقيّة آباء الكنيسة الذين رأوا في صيغة الجمع إشارة إلى الثالوث الأقدس. يقول: ((في نفسنا صاغ الله مثالا … يشير إلى أقانيم القيّوم الثلاثة: الابن والروح اللذين من الآب، كما أن الكلمة والحياة تنبثقان من النفس)). يكمل الإنسان مجرى حياته بفضل الناس الآخرين وبدونهم لا يمكن أن يكون إنساناً حقاً، ويشّدد نرساي على العلاقات وعلى المشاركة: ((كم هو سيء ألا يشرك الإنسان في سعادته الناس الآخرين، وحتى لو كان سعيدا في نفسه، يبقى خاليا من السعادة. كم يبقى المرء جاهلاً إذا عمل لمنفعة نفسه فقط! إن الذي يملك لنفسه فقط، لا يملك البتة… ولا يمكن للإنسان أن يكون إنساناً حقاً من دون الناس، وحتى برّه من دون الآخرين ليس ببرّ )). الإنسان في نظر نرساي حرّ يمكنه تحقيق ذاته وصورته. لذلك هو في صراع مستمر من الداخل (الأهواء) ومن الخارج (مع الأرض والكائنات الأخرى) في محاولة لترويضها وتوظيفها : ((إن الباري إذ كوّن الإنسان وضع فيه ذروة الحكمة، لقد صنعه سيّد إرادته لكي يقرر مصيره كما يشاء. في حرب مع الأهواء ليل نهار، ولا حدّ لساحة شهواته. حرب ضارية معلنة دوما ضد نزعاته، وإن غفي انسلت الشهوات، وسبت حريته. أما نظرته إلى المرأة والزواج، فمرتبطة بمعطيات الكتاب المقدس. فالمرأة التي يتكلم عنها أساساً في ميمرين 12 و47 هي أمّ الحياة وأمّ الموت، مرعى الفضيلة، ومنبت الرذيلة، بؤرة غيرة وشهوة وأحقاد، إنها سبب كل الشرور التي حصلت للبشر منذ بداية الخليقة. ويستشهد بما حصل ليعقوب ويوسف وشمشون وداود. ويدعو المرأة إلى الاقتداء ببعض نسوة العهد القديم كسارة ورفقة وحنة وبخاصّة إلى اتباع مثال حواء الثانية مريم؛ ويقيم مقارنة بين حواء ومريم على غرار ما فعل ايريناوس وأفرام . ويحذّر القارئ من الوقوع في فخاخ المرأة: ((انهن يجعلن العفيفين دنسين، ويشوشّن على المتزنين، ويضعفن الأبرار. ويل لمن يقع في شباك حيلهن..إذا كانت حواء قد كسرت داؤد كنارة الروح، فمن ترى يقدر أن يصمد أمام حرابها. إلا إنه يرفض أن يرى الشرّ في طبيعة المرأة، إنما الشر هو في سوء استعمالها لحريتها: ((ليس ميلك إلى الشر مرتبطا بطبيعتك، بل إرادتك هي التي تخطأ… وإرادتك هي التي تقودك إلى حيث تريدين. الخير والشر يعملان فيك وأنت مسلّطة عليهما كحرّة، وحريتك هي التي تفعل الجميل والقبيح)). ((في البدء خلقها باري الكل مسكناً بهياً. إلا إنها وسّخت جمال نفسها بأعمال قبيحة)). ويستعمل نرساي في وصفه هذا كلمات خشنة. وبخصوص الزواج، يسير نرساي في خط مار بولس: الرجل رأس المرأة، والزواج سريره نقي، ويلّح على وحدة الزواج الذي هو بصورة الثالوث (الشركة) ويقدّم بعض نصائح عملية: ((نقية هي المرأة التي تبتعد من الدنس، ومقدس وطاهر زواجها وكذلك الطفل المولود منها ..إنها وزوجها متساويان في التعب والأجر، إنهما يرثان الأرض هنا وملكوت السماء هناك)). لذلك يدعوها إلى الحشمة في جسدها وفكرها. يرى نرساي أن تجديد الخليقة سوف يكون أجمل من بدايتها. الخلقة الأولى زمنية والثانية سرمدية. وهذا التجديد يقوم به الله من خلال يسوع المسيح: ((قلت أن الخليقة كلها تصعد معه في صعوده، لأن كل الخلائق الناطقة والصامتة مرتبطة بجسده ونفسه. هلمّوا نستعد… )). ففي المسيح تحققت صورة الإنسان الكامل: ((لقد دعا الله آدم الأول صورته نظرياً ولكن في المسيح، آدم الثاني صار الإنسان صورته واقعياً. في المسيح تحققت الوعود التي قطعت لآدم الذي دعاه صورته وفسدت، ولكن ها هي ذي عادت جديدة في المسيح )). وقيامة المسيح هي النهاية السعيدة للإنسان، والتي إليها يصبو ويسير طوال حياته: ((المسيح قام من بين الأموات ولن يموت بعد، لذلك قام كل كياننا مع ابن جنسنا الواحد، كيان آدم بكل ما له، وإذا قام عضو منه، فقد قام الكل، أصعدنا معه حيث صعد، كما يذكر بولس، وإن كان ذلك حقيقة، فكل الكيان يصعد معه..إنه معه في الموت، ومعه في الحياة ومعه في المجد)) إذاً يؤكد نرساي: ((على مثال قيامة المسيح، مبدأ حياتنا، سيبعث الجسد الظاهر والنفس الخفية )). وفي ميامره عن الخلقة، يتصور نهاية العالم في سنة الألف، فهو مثل أفراهاط وأفرام يتبع مبدأ الألفية: 6 آلاف قبل المسيح وألف سنة بعده حيث تحصل النهاية الحتمية. نجد الفكرة عند معاصره يعقوب السروج . الخطيئة الأصلية : يتكلم نرساي عن أحداث الفصول الثلاثة الأولى من سفر التكوين في ميمر 29 ، حيث يسير بمحاذاتها. يتبع خلق آدم وحواء والفردوس والسقطة والقتل الأول. كما نجد إشارات في الميامر34 و36. يذكر نرساي إن الله خلق الإنسان على صورته، وخلقه سيداً على الكون كله: ((في العالم، المدينة الملكية، وضع الله صورته المنظورة، وعرف قدرته الخفية)). إلا أن آدم بتمرده لم يمكث في الفردوس سوى نهار واحد: ((نهارا واحدا مكثت الكائنات المخلوقة ـ الإنسان ـ من التراب في الفردوس، إذ عند غروب الشمس غادرتها كغرباء إلى بلد آخر )). ويعدّ خطيئة آدم تجاوز على وصية الله. وكان حراً بقبولها إلا أنه فضل التجاوز لاختبار حقيقة حريته واستقلاله. وبسبب آدم فقدت الخليقة تناغمها: ((كل الخليقة راحت تبكي على صورة آدم الجميلة التي بها كانت متحدة بالمحبة، وجاءت الخطيئة فحلت رباطها)). والجديد عند نرساي هو عدّه العمل والتعب والألم والموت ضمن تركيب الطبيعة المخلوقة وليس بسبب الخطيئة الأولى: ((إن تركيب جسد آدم يعلن إنه كان مائتا، وكذلك زواجه مع حواء كان مليئاً بالألم )). ((إنه ـ أي ـ الله كان يعرف بخلقه ايانا إنه صنعنا مائتين، خليقته كلها تشهد إنه كان يعرف ذلك، لأنه هو الذي خلقها خاضعة للموت)). ويتسآل لماذا يوجد ذكور وإناث إن لم يكن بهدف ضمان ديمومة الجنس البشري. وإن العصيان لم يكن سوى فرصة لبرهان الحرية. ويرفض نرساي نقل الخطيئة الأصلية بالوراثة، ذلك بتأثير ثيودورس في حين يقبله أفرام. ونلمس لديه تفاؤلاً كبيراً بخبرة آدم. من خلال هذه الخبرة الفاشلة،يدعو الإنسان إلى معرفة حدوده والإقرار بخطاياه والحاجة إلى التوبة. لأنه لا يوجد شر من موت الآثم . فكرته عن الله : يتكلم نرساي عن الله في ميامره المتعددة، وينطلق من علاقة الله بالخليقة (التدبير ) وليس عن كينونته… فأمام تعدد الخلائق يؤكد أن الله واحد أحد ووحدانيته مطلقة، وربّما هذا هو السبب في استعماله لفظة الكائن للدلالة على الله، ولفظة الكينونة أو الوجود للدلالة على الألوهية: ((إن الكائن واحد، وهو كما هو… وهو الذي أوجد الخليقة في البدء من العدم. والكائن لا يحتاج إلى أن يسأل العون من أحد في خلقه، كما أن الخليقة لا تقدر أن ترتفع إلى وجوده ـ ألوهيته)) ـ فالله هو الواجب الوجود، في نظر نرساي، ولا يمكن أن يُشركه كائن آخر في جوهر وجوده. وقد يرمي كاتبنا بذلك إلى إزالة الإلتباس عند مستمعيه بوجود قدرتين إلهيتين كما يدّعي المانويون: إله الخير وإله الشر. ((أنت هو كما أنت، وتبقى كما أنت من دون تغيير ورمزك يسير مع كل الخلائق من دون ما تعب)). ويعطي نرساي في ميمر 34 عن الله والخلقة، بعض صفات الله، بأسلوب النفي (apophatic ): ((لا بداية للكائن الذي أوجد الخليقة ولا نهاية له في نظام خلوده، إنه الكائن الواجب الوجود. هذا ما يستطيع العقل أن يقوله، لا غير. أما كيف هو، فالباب موصد أمام سؤاله.. إنه غير مركّب وغير محدود وغير منظور ولا يتغير عمّا هو أمام الضّد)). المهم في نظر نرساي هو تدبيره تجاه البشر: حنانه ورحمته، أمانته وحرصه، ويستشهد بآباء العهد القديم إبراهيم واسحق ويعقوب وداود وشمشون (طالع الميامر1،2،3،43 ).كما إنه يصف غضبه على الذين يخونون عهده .ويقوده حديثه عن الله إلى التكلم عن الثالوث :آب وابن وروح قدسٍ، من دون الدخول في تفاصيل لاهوتية نظرية. ويظل نرساي في نطاق التدبير فيعد حقيقة الثالوث أمراً مسلماً به. يميّز في جوهر الله الواحد ثلاثة أسماء أو عمليات: الأبوة والبنوّة والانبثاق، ويستعمل للإشارة إليها لفظة أقنوم، بدلا من لفظة شخص، لكون الأقنوم يدلّ على جانب الكائن الخفي وشفافيته، في حين كلمة الشخص تشير إلى الجانب الظاهري الملموس .يقول نرساي : ((إبحث، إن أردت، بحثاً يليق بالكائن غير المحدود، كيف هي طبيعته المتساوية في الأقانيم الثلاثة. إبحث عن الطبيعة التي ليس لها بداية حيث يوجد: أبوّة وبنوّة وانبثاق.. وعندما أقول ((ثالوث)) لا أقصد ثلاثة كائنات، إنما أقانيم ثلاثة في وجود واحد..هم ثلاثة بحسب الأسم، وواحد ومتساوون بحسب الطبيعة )) ((الآب لا يدعى ابناً ولا الابن اباً، وتمييز اسميهما يُعلن حقيقة اقنوميهما. كما أن الروح أقنوم ينبثق من الآب ومساو له في كل شيء… واختلاف الأسماء لا يؤذي المساواة، إذ الأسماء تُشير إلى المرتبة، في حين تدل الأقانيم على المساواة في الوجود. ويستخدم نرساي مثَل الشمس وهو مثل مألوف عند كافة آباء الكنيسة، ليؤكد على الوحدانية من جهة والتعددية من جهة ثانية، وعلى عدم وجود تعارض بينهما، فالشمس واحدة في قرصها وضوئها وسخونتها، وبالرغم من أن القرص شيء والضوء شيء والحرارة شيء آخر، فإنها تسمى شمساً واحدة. كما يستشهد بمثَل الإنسان للدلالة على الوحدانية والتعددية، فالإنسان: جسد ونفس وقوى متعددة كالنطق والإرادة والحياة لكنه كائن واحد أحد، وكل الأفعال تنسب إليه. ويرجع نرساي في النهاية،فيؤكد بصراحة بأن الله والثالوث ليسا موضوع برهان، إنما هو موضوع إيمان: ((في الإيمان وحده ينبغي أن نبحث ـ فنزداد ـ إيماناً وحتى ذلك لا نقوم به كبحث مجرد، إنما بمحبة)). تعليمه حول المسيح : حتى نفهم تعليم نرساي بخصوص المسيح، علينا أن نضعه في إطار مفهومه للخلاص، الذي يتناوله في معظم ميامره، كما علينا أن نأخذ، بنظر الاعتبار، موقفه الدفاعي عمّا يتصوره اللاهوت المستقيم إزاء مفاهيم أخرى يعتقدها مضللة، مثل آراء ابوليناريوس ومفهوم الطبيعة الواحدة ونظرية الابنين: ابن الله وابن مريم. في نظر نرساي، المسيح صورة الله الممجدة، وهو الرباط الذي يوحّد العالم المادي والروحي، هذا الرباط كان الإنسان الأول قد حلّه بعصيانه. ويكمن الخلاص في قبول دعوة المسيح إلى معرفة الله ومحبته. وربما هذا هو السبب في تسميته المفضلة للمسيح بالرأس أو البكر: ((خليقة جديدة، خلق الباري على قمة الجلجلة، وأظهر قدرته الفنية في الإنسان المصلوب..ومثلما كان البدء قد أنجز خلقه في الإنسان، ها هو ذا ينجز خلقه في الإنسان في كمال الأزمنة)). ((كان آدم الأول قد دعي مجازا صورة الله ولكن المسيح، آدم الثاني،قد حقق في الواقع هذه الصورة . أخذ صورة الباري وجعلها مسكنا لمجده. وفي المسيح تمّت بالواقع المواعيد التي كان قد قطعها مع آدم الذي أفسد صورته، فعادت وتجددت فيه)). ((كما كنا قد صرنا مائتين في آدم، هكذا أصبحنا خالدين في آدم الثاني، إذ شقّ لنا الطريق إلى الحياة الجديدة، وهو أول من فتح لنا باب السماء بالمسيح يتجدد كل شيء ويكتمل كل شيء ويخضع كل شيء تحت سلطان رئاسته)). ((وانظر أيها الإنسان، كم رفعك خالق الكل، إذ أخذ ما هو لك، وأعطاك ما هو له بالمحبة)). وهذا هو سبب عظمة درجة ذلك الإنسان _آدم الثاني _ الذي في عظمته، يرفع الخليقة إلى الخالق، شيء عجيب صنع الباري إزاء خلائقه، بإشراكه إياهم في أمجاد الوحي. أما عن اتحاد الإله والإنسان في شخص المسيح الواحد، فلا يكتفي نرساي مثل بقية آباء هذه الفترة بلغة الكتاب المقدس، إنما يستعمل بعض مصطلحات فلسفية غير محددة المعنى بعد، للرد على الذين يقولون بطبيعة واحدة في المسيح، ويركّز على الجانب الإنساني لأهميته في تدبير الخلاص. لغته ومصطلحاته مختلفة، لا فقط عن الاسكندريين، بل أحيانا عن الانطاكيين، ويستخدمها في أطر مختلفة. ومن بين هذه المفردات: الطبيعة، الأقنوم والشخص وهي الكلمات الأساسية التي استُخدمت في الكريستولوجيا . تختلف الطبيعة عند الآباء السريان المشارقة عنPhusis اليونانية. إنها طبيعة مجّردة وليس طبيعة عينية، كما يقدمها المطران إبراهيم إبراهيم. إنها إشارة إلى العناصر المشتركة بين الجنس الواحد، مثلا يتكلم نرساي عن الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية وطبيعة الخبز والماء والخشب والطين. فيقول عن طبيعة البشر: ((إنه _ المسيح ـ تكلم معهم بالجسد والروح بحسب طبيعتهم الجسدية والروحية)) في حين تعني لفظة اقنوم الطبيعة العينية الخاصة بالفرد. يقول نرساي : ((لم اقنومك)) أي لمُ ذاتك. ويستعملها في حديثه عن الثالوث الأقدس لكونها تعبّر عن الجانب الجوهري، فيقول ثلاثة اقانيم وليس ثلاثة أشخاص، لكون لفظة الشخص تشير إلى الجانب الظاهري الملموس للأنا. وقد استعمل بعض الآباء المشارقة لفظة الوجه. وليس كما يقدّمها إبراهيم إبراهيم بمفهوم الشخص الحالي أي الجانب الجوهري العميق للأنا. والطبيعة والشخص والاقنوم ليست مترادفة، كما الحال بالنسبة إلى الآباء الاسكندريين. في ميمره عن الملافنة الثلاثة، يناقش نرساي مفهوم الطبيعتين في المسيح: ((ميّز الملافنة _ الثلاثة _ الطبائع لئلا يتعكر التناغم بينها، جمعوها في الشخص الواحد.. شخصاً واحدا سمّوا الكلمة والجسد)) (عن مارتن 499 وقد ترجم لفظة برصوفا بالشكل Figure ) ويشير بالكلمة إلى الإلهي وبالجسد إلى الإنساني. ويشدّد على وحدة الشخص والابن الواحد، متبعاً نهج ثيودورس: يقول: ((إن الطبيعتين اللتين تكلمت عنهما والمتميزتين الواحدة عن الأخرى، ليستا شخصين ادخلهما فيه كما يفعل الظلمة _ الهراطقة _ إنما أقرّ بوجود شخص واحد: كلمة الآب والجسد منّا، واسجد للروحي من خلال الجسدي)). ((مع الخالق يُكرّم اسماً وسلطاناً، إذ يُدعى ابناً لله فهو الله. ابناً له ندعو الابن منّا. ومع اللاهوت نعدّه من دون فصل. ونعدّه شخصاً واحدا مع ما هو وكما هو منذ البدء)) . وهذا الاتحاد في الشخص الواحد، وليس اتحاداً ادبياً مثل اتحاد الرجل والمرأة. ويقول نرساي كما أن الإنسان واحد بالجسد والروح وملزم بمعرفة سبب اسمه ودرجته كذلك المسيح واحد أحد وليس اثنين: ((إننا ندعو المخلوق هيكلا صنعه الكلمة لسكناه والمخلوق هو ـ الابن ـ الوحيد الذي ارتضى أن يسكن فيه، مثلما نسمي النفس والجسد، الشريكين المتساويين، شخصاً واحداً. النفس هي الطبيعة الحية، والجسد هو الطبيعة المائتة، وندعوها شخصاً واحداً إثنان متميّزان الواحد عن الآخر. فالكلمة هي الطبيعة الإلهية والجسد هو الطبيعة البشرية. الأول هو الخالق، والثاني هو المخلوق، إلا أنهما واحد في الاتحاد. النفس لا تتعذب عندما تتعرض أعضاء الجسد إلى الألم، ولا اللاهوت يتألم بألم الجسد الساكن فيه. وإذا كانت لا تتألم النفس المخلوقة مثل الجسد، فكيف يمكن أن يتألم اللاهوت المتسامي على الألم ؟ تتألم النفس مع الجسد من باب المحبة وليس بالطبيعة وتنسب إليها الآم الجسد مجازاً)). وفي قانون الإيمان الذي ينقله في الميمر 17 عندما يشرح رتبة القداس، يقول نرساي: ((ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله، شخص واحد بطبيعتين واقنوميهما. إنه الوحيد المولود بلاهوته، والبكر بجسده)). ويلح على الجانب الإنساني التاريخي من خلال كلامه عن صوم يسوع وصلاته وتجاربه. إذا لم يكن قد صلى، فهذا يعني إنه لم يكن إنساناً حقاً، فإيماننا باطل. وبخصوص تبادل الخواص، أي نسب ما هو إلهي إلى الإنساني، وما هو إنساني إلى الإلهي، يقبل نرساي ذلك مع التمييز :يقول: ((ابن الله يسوع ملكنا، غلب بالصليب، وبصلبه أخزى الشيطان وأزال الموت. وفي صلب ابن الله وجدت النبوات كمالها)). ((ابن الله نزل بصلبه إلى عمق القبر، وأصعد الموتى من هوة الموت)). ((بموته نال البشر الرجاء السعيد بحياة خالدة)). ((الجسد والكلمة ادعوهما إبناً واحداً لله، واحد مع اللاهوت ولا يمكن أن ينفصل. إني أميّز طبيعتين، ولكن لا أقول ((إبنين)). أقرّ بابن واحد ابن لله في ذاته وفي الجسد الماخوذ منا)). ((لم يدخل بولس انفصالا بين ابن وابن، فلا تعثر أيها الهرطوقي في تمييز كلماته. إنه ميّز الطبيعتين الواحدة عن الأخرى، وجمعهما في وحدة الشخص. ميزهما بسبب الألم والمجد ووحدهما بسبب المحبة غير المنقسمة)). ويستخدم نرساي للتعبير عن التجسد والاتحاد لفظتين اثنتين حل و سكن مرفقتين أو متفرقتين، عادة حل فسكن للديمومة. كما يستعمل لفظة . إن الاختلاف هو في المفردات المستعملة والتي يصعب تحديد معناها في تلك الفترة، لكونها تستعمل في أطر مختلفة، ولا تعبّر عن تباين في عقيدة الإيمان. كما إن الإتجاه الذي يتبناه نرساي إتجاه تصاعدي، أي من الإنسان إلى الله، وهو الإتجاه الذي سار عليه الآباء الانطاكيون. من هنا نفهم إلحاحه على الجانب الإنساني لاهميته في تدبير الخلاص. يقول نرساي: ((بالنفس والجسد غلب آدم الثاني _ المسيح ولم يكن يعرف الجسديون أن يسيروا إلى العلى، فأعدّ الطريق أمام أعينهم ابن الأرض _ المسيح _ )). مريم العذراء : يقدّم نرساي صورة للعذراء مريم واقعية بأسلوب بسيط، خالٍ من المغالاة. والألقاب التي نجدها في ميامره هي: الأم، البتول، الأمة، السماء الثانية، ابنة داود، حواء الثانية والقديسة الطوباويّة. إنها بتول أي حبلت بيسوع وولدته من دون علاقة زوجية: ((حبلت البتول من دون زواج ولا علاقة زوجية، إنما بقدرة الروح أبعد الظن من فكرها، فعليه تسهل الأمور التي تعسر على الطبيعة )). حبلت البتول بخلاف الطبيعة وولدت من دون زواج. وإذا لم يرد في ميامره لقب ((أم الله). فذلك بسبب الإلتباس الذي يخاف نرساي أن يخلقه هذا اللقب لاهوتياً، كون الولادة والنمو هما من خواص الإنسان. ((ينسب إلى الإنسان كل ما كتب بخصوص ابن الإنسان: الحبل، الولادة والنمو))(نقلا عن مارتن ص508 ). ويكنّ مؤلفنا احتراماً عميقا للعذراء: ((يجب أن يعطى للقديسة اسم لائق: أم الصورة التي بواسطتها انجلت صورة اللاهوت المنظور. أما ابنها، فندعوه مسيحاً وابناً وملكاً ورباً))..(بورجيا83ص34 وجه). ويجري نرساي مقارنة بين حواء الأولى وحواء الثانية، على غرار ما فعل ايريناوس وافرام وغيرهما من الآباء . يقول نرساي: بابنـــة البشر بـــــدأ المـــوت يفسد وبابنة البشر بدأت الحياة تتجدد حيث ازدادت الخطيئة من دون حد هناك نما البـر من دونما قياس حيث زرع الإبليس مرارة خبثــــه هناك نبتت سنبلة الحياة محيية الإنسان بحواء أفسد عدو الإنسان البــشر وبابنة البشر صادتنا المراحم روحيا هي ألبسَتْنا ثوباً مصنوعاً من أوراق وهذه ألبستنا حُلّة المجد غير الفاسدة بابنة جنسنا نبعث لنا الحياة بلا قياس فلا تميتنا بعد ما حيينا بحياة منك . أسرار التنشئة :العماد والافخارستيا بالنسبة إلى نرساي، كما إلى بقية آباء الكنيسة الأولين، أسرار الكنيسة هي أسرار التنشئة المسيحية: العماد والافخارستيا، لذا أعطوها أهمية كبيرة. ففترة الإعداد كانت تمتد إلى سنة وكانوا يشرحون للموعوظين (المقدمين على العماد) معاني السر ورموزه ومراحل الاحتفال به. كل ذلك بغية توعية الشخص بما هو مقبل عليه، وتمكينه من فهم دعوته المسيحية، ومتطلبات حالته الجديدة. وقد وصلنا من نرساي ثلاثة ميامر، يتناول فيها الحديث عن المعمودية والافخارستيا، ويسميهما الأسرار17 عن شرح الأسرار ،ويدور عموماً حول القداس و21 عن المعمودية و22 عن المعمودية والقداس . كما نجد إشارات عنهما في ميمر 30 ((اكتشاف الصليب ومكانته)) و33 ((عن الكنيسة والكهنوت)) و35 عن الكنيسة. المعمودية : يصف نرساي بإسهاب مراحل رتبة منح المعمودية وهي: 1-الكفر بالشيطان وأعماله،والإقرار بالإيمان المستقيم ،والإعلان الرسمي بنبذ التعاليم المنافية له. 2-تسجيل اسم الموعوظ في سجل الكنيسة ،كعلامة انتمائه إلى جسد المسيح،(جماعة الإيمان)،عائلته الجديدة 3-مسح كل الجسم بالزيت دلالة على المناعة . 4-التغطيس ثلاث مرات علامة الولادة الجديدة:الموت والقيامة. 5-الثوب الأبيض رمز الحالة الجديدة ،والانتماء إلى الزمن الأواخري زمن الملكوت وعلامة رجاء. يستعمل نرساي أسلوب الرمز والصور للكشف عن غنى السر،وتقريب معانيه إلى أذهان مستمعيه في جدلية واضحة:ولادة/نمو،تطهير/تقديس ،موت/قيامة،الخلقة الأولى /الخلقة الثانية،الإنسان العتيق/الإنسان الجديد،الإنساني/الإلهي. 1-المعمودية خلق جديد وولادة جديدة : يعتبر نرساي المعمودية خلقاً جديداً أي بعد أن خلق الله الإنسان إنساناً اعتيادياً، عاد فخلقه في المعمودية إنساناً روحياً أي ابناً له،ويقيم مقارنة بين الخلق الأول والثاني : ((ويرفع الكاهن أنظاره إلى ذلك الرمز الذي به كان الخلق، ومنه يتعلم كيف يقوم بالخلق الجديد. ويتبع الأسلوب نفسه الذي به خلق العالم .ويسمع صوته كما سمع صوت الباري على وجه الأرض في البدء. ومثلما أمر الخالق، يأمر هو أيضا المياه البسيطة لتظهر فيها قوة الحياة.. ولنسمع الكاهن، يدعو الروح ويطلب منه أن يحل على المياه ويمنحها القدرة)). ((وفي المعمودية سبك _ الخالق _ صورتنا مثلما في كور، وعوض الطين الذي كنّا، جعلنا ذهباً روحياً ..خلقاً جديداً. خلق الخليقة التي كان قد خلقها في البدء، ونفض عنها عتق الموت)). يرى نرساي أن ما وراء الخليقة المادية توجد خليقة روحية، ومثلما ينمو المرء إنسانيا، كذلك ينبغي أن ينمو روحياً. ((ولادته رمز الولادة التي ستتم في ملء الزمن، وسلوكه على الأرض رمز لما سيعيشه في ملكوت السماء. إنه ينشأ ويتقدم في درب الحياة الروحية. ومثل الروحيين يتناول طعاما روحيا. ولادته روحية والغذاء المعد له مكيّف _ لحالته الجديدة _ ولادته روحية غريبة في نظر الأرضيين، وليس هناك ثمن للغذاء الذي يتناوله. أمّ روحية تُعدّ له حليباً روحياً. وعوض الثديين تضع في فمه جسد المسيح ودمه)). كان المعمد عموماً شخصاً بالغاً، وبعد العماد كان يتقدم إلى المناولة _ حتى الأطفال _ والمناولة تعني الاشتراك في حياة الابناء. 2-المعمودية موت وقيامة: قيامة المسيح في منظور نرساي هي قيام عالم جديد، إنسانية جديدة، عالم لا يقوى عليه الفساد والموت. وهذا التحول يبدأ في العماد حيث يموت الإنسان عن الخطيئة ليحيا في الله ويمتلكه الله على مثال المسيح : ((ينقي الكاهن بواسطة المياه الأشخاص الملوثين، وبالأحرى بقدرة اسم الله وليس بقدرة المياه ويسحق قوة الشرير والموت. الشرير والموت يبطلان في العماد وينادي بقيامة الجسد وخلاص النفس. الجسد والنفس يُدفنان في المعمودية كما في القبر، ويموتان في سّر القيامة الأخيرة، يقول _ الكاهن _ هكذا: يعمّد فلان باسم الاب والابن والروح القدس.. ويغطس في الماء كما في القبر وينهض… ويبقى في جرن العماد في سّر مخلصنا وبنفس الصورة ينزل ثلاث مرات إلى الجرن، مثلما بقي الرب ثلاث ليال في القبر ..إنه يموت حقيقة كما مات محيي الكل، ويحيا حقيقة في صورة الحياة الأبدية. بالمعمودية ينزع عنه الموت مثلما ترك الرب كفنه في القبر وخرج منه)). وهذا الانتقال إلى الحالة الجديدة لا يمكن أن يتم من دون ثمن، من دون جهاد وتمرّس وتضحية: ((مثل الرياضيين ينزل المعمدون إلى الحلبة ويجاهدون..أن المقدم على المعمودية يدخل في صراع مع الشيطان وأعوانه وأعماله)). أما الثوب الأبيض فيرى فيه نرساي تجسيداً رمزياً للحالة الجديدة: فقد تعرّى عن الحياة القديمة، وبدأ يعيش حياة جديدة، ويتطلع إلى مستقبل متكامل، إلى عرس دائم، إلى الملكوت. يقول نرساي: ((مثلما يخرج الطفل من الرحم ويلبسونه الأقماط ، هكذا عندما يخرج المعمَّد من الماء، يتقبله الكاهن معانقاً اياه، كما يعانقه الحاضرون. وعوض الاقماط يلبسونه ثوباً أبيض، ويزّينونه كالختن في يوم عرسه. ومعموديته ترمز إلى العرس، وثوبه يشير إلى المجد المعدّ له. وجمال حلّته يرمز إلى جمال العالم الآخر. وما هو رمز الآن يصبح واقعاً انذاك ولا يمكن تكذيبه)). هذا التشبيه نفسه نجده عند أفرام (الترانيم النصيبيية27/28 والميلاد16/11 ). الأفخارستيا: يستعمل نرساي لفظة الأسرار للدلالة على الأفخارستيا، أو لفظة القربان أو الذبيحة أو ببساطة جسد ودم. وفي الميمر17 يكاد يشرح بالتفصيل رتبة قداس الرسل (اداي وماري بالنسبة للكلدان والآثوريين) في صيغتها الحالية التي تعود إلى القرن السابع. وهذا أمر يدعو إلى الشك في صحة إسناد الميمر إلى نرساي. ومن بين العناصر الغريبة قوله: ((إذ ذاك يتلو الذين هم في المذبح والجماعة التي في الخارج، الصلاة التي علمها الفم المحيي (أي أبانا الذي). بها نبدأ صلاة الصبح والغروب وبها نختم كل أسرار الكنيسة. هذا الترتيب لصلاة الأبانا، قام به البطريرك طيمثاوس الأول في القرن التاسع. كما يستخدم مصطلح الخواص لما يتحدث عن الثالوث الأقدس في حين، في بقية ميامره، يستعمل للتمييز بين الأقانيم لفظة الاسم . يبدأ نرساي بإعطاء بعض تعليمات حول المشاركة في قسم الذبيحة: ((من لم ينل المعمودية يخرج الآن اذهبوا أيها الذين لم يتعمدوا، ولا تشتركوا في أسرار الكنيسة، لأنه لا يحق الاشتراك إلا لمن هم من أهل البيت..كل من لم يقتبل رسم الحياة _ التوبة _ يذهب الآن. كل من تاب ورجع عن الهرطقة، أي الإيمان المنحرف، لا يشترك في أسرار الكنيسة قبل أن ينال التوبة (الرسم)، وكل من جحد إيمانه ثم عاد إلى أصله، لا يشترك إلى أن يغفر له بالرسم. ثم كل من لا يتناول الجسد والدم يخرج. كذلك المحرمون.. يخرجون من الهيكل بألم، وينتظرون في فناء الكنيسة بحزن بالغ)). بعد هذه الشروط المألوفة في الكنيسة الأولى، يشرح نرساي مراحل القداس جزءاً جزءاً، كاشفاً لمستمعيه معانيه ورموزه. الإستحالة: في الميمر 17 يذكر نرساي الإستحالة من دون أن يستعمل العبارة، ويسرد كلام يسوع في العشاء الأخير إلى جانب ذكره لدعوة الروح القدس، كما الحال في القداس الكلداني الحالي . وأعتقد أن ذلك إضافة، يقول : ((إنكم تقربون الخبز والخمر كما أوصيتكم، وأنا أكملهما وأجعلهما جسداً ودماً. جسداً ودماً أجعل الخبز والخمر بواسطة حلول الروح القدس وزيارته. هكذا قال محيي العالم لتلاميذه، وسمّى الخبز والخمر جسده ودمه وليس بالصورة أو الشبه سماها، إنما الجسد بثبات والدم بالحقيقة، ولو طبيعتهما تبتعد عنه من دون حد. إنه بالقوة والاتحاد جسد واحد ..واحد مع الجسد الجالس في المجد عن اليمين … يتحد المسيح بالخبز والخمر فوق المذبح))، ويذكر كلام يسوع . أما في الميمر 21، فيشدّد على أن الاستحالة تتم بفعل الروح القدس، ولا يذكر كلام يسوع على العشاء، يقول: ((انظروا باستقامة إلى الخبز والخمر على المائدة اللذين تحولهما قدرة الروح إلى الجسد والدم )). ((قدرة الروح تنزل بواسطة ابن المائتين _الكاهن _وتحلّ على الخبز وتقدسّه بعظمة قدرته. ((قدرته_الروح _تحلّ على المائدة المنظورة، وتمنح القوة للخبز والخمر حتى يعطيا الحياة )). الكسر والرسم: رمز الموت والقيامة يذكر نرساي رتبة كسر الخبز وغمسه في الخمر، كرمز إلى موت وقيامة المسيح. وفي الحقيقة هذا شيء رائع. فحّبذا لو هتف الشعب:المسيح قام من بين الأموات. يقول نرساي: ((يكسر _الكاهن _الخبز ويغمسه في الخمر ويرسم قائلاً: باسم الآب والابن والروح القدس … وكالميت يقيمه سرّيا _ أسراريا _ ولكن بنوع حقيقي. حقيقة، قام ربٌ السرّ من القبر، ولا ريب يقتني السرّ قوة الحياة. الحياة الجديدة يقتني الخبز والخمر، ومغفرة الخطايا، ويعطيهما مباشرة إلى المتناولين)). المناولة : في الميمر 21 يذكر نرساي صراحة إن المناولة تتم تحت الرمزين: ((الخبز والخمر، كالملك يزيح _المتناولون _الخبز المقدس على راحة يدهم)). ((يعطي الكاهن الخبز ويقول:جسد المسيح الملك، ثم يروي(المتناول) الخمر بالشكل عينه قائلاً:دم المسيح)). ويشرح الميمر 17 طريقة تناول الخبز يجعل _المتناول _يديه على شكل صليب ويستقبل جسد الرب فوق الصليب ..ويعانقه ويقبّله بمحبة ورحمة)). المراجع : بالإضافة إلى المراجع الوارد ذكرها في المقال، هذه أهم المراجع المعتمدة: أدي شير : تاريخ كلدو واثور، الجزء 2، بيروت1912 _1913. ألبير ابونا: أدب اللغة الآرامية، بيروت1970، وخلاصات الأدب السرياني لبومشتارك وشابو ودوفال ورايت. سليمان الصائغ:نرساي الفيلسوف وشاعر الأدب الآرامي الكبير، النجم13، حزيران1953ص268 _270 in ,33 Homelie ,Narsai de Pensee la sur Etude ,.A .T ,JANSMAN .430 _393 ,290 _265 ,168 _147 .PP ,1966 xi .Vol ,OS of Homilies Metrical the ,.F .w,MACOMBER .ff 283 .P (1973),93 ,OCP in ,Narsai .P (1973 )93 ,OCP ,Narsai of Soteriology The ,MCLEOD significance and meaning Its ,God of image the as Man ,MCLEOD .468 _458 .P (1981)24 ,Studies theological in ,in Narsai .1965 ,Roma ,Patrologia Syriaca ,ORTIZDE URBINA rilevata dalla sua omelia sui ,Ortodossia di Narsai ,L ,.P ,SFAIR 313 – 327 .P ,33 1917 ,in Bessarione ,Dottori Greci .cd 26 – 30 ,Paris 1931 ,XI .t ,in DTC ,Narsai ,.E , TISSERANT – Mar Narsai and his Liturgical Ho ,.J .Th , THUMPEPARAMPIL 2 ,No ,XIII ,Vol ,in Christian Orient ,milies on Christian Initiation .123-134 .P (1992 ). نصوص مختارة شكل الأتحاد الإلهي والبشري في المسيح ندعو الخليقة هيكلاً لأن الكلمة أبدعها لسكناه، فقد سرّ الإبن الوحيد أن يسكن في ما صنعته يداه. إنهما مثل الجسد والنفس تماماً يُسميان شخصاً واحداً. إن النفس في طبيعتها (منبع) الحياة والجسد (منبع) الموت، يُدعيان شخصاً واحداً بالرغم من اختلافهما الواحد عن الآخر. هكذا الكلمة هو في طبيعة الألوهة والجسد في طبيعة الناسوت، الأول هو الخالق، والثاني هو المخلوق، لكنهما واحد في الإتحاد. إن النفس في الجسد لا تتألم حين ترى اعضاءه تتعذب، كذلك الألوهة لا تتألم حين يتعذّب الجسد الذي تسكن فيه، وإنْ كانت النفس المخلوقة مثل الجسد لا تتألم كحالة طبيعية، ويعزى ألم الجسد إليها مجازاً . (نص مقتبس من المقالة 81 فاتيكان سرياني594 ص 69 وجه ) التدبير الإلهي في خلق الإنسان: 1-رسم الخالق صورته في ضمير البشر، فراحوا يرسمون صوراً روحية . 2-غرس الحياة في الطبيعة المائتة، فاقتنى الناس الحياة الخالدة في ضمائرهم. 3-ومن خلال ضمائرهم كلّهم وعلّمهم أن يتأملوا في غوامضه. 4-ثم كشف لهم بطريقة روحية، ليروا من خلال المرئيات ما لا يُرى. 5-منذ البدء كشف لهم الأمور الخفيّة وفقّههم ليدركوا قوّة عظمته. 6-أظهر قوّة عظمته في جَبْلِه آدم من التراب، وعلّمه أن يعبّر عن كيفية تركيب جبلته. 7-من التراب كان تركيب ابن التراب، وحالما جَبَله نَفَخ فيه نفساً روحية (ناطقة). 8-بنفسه اكتشف تكوين الضلع المستلّة منه، فطفق يقول إن حواء هي جزء منه. 9-بالوحي عَلم، إذ لم يكن باستطاعته أن يشرح العلّة الخفية عليه. 10-كما أن خلاصه الجسدي والروحي كان خفياً عليه، إلا أنه حالما خُلق اقتنى العقل لرؤية ذاته . 11-فتأمل بعين الروح كم طبيعته جميلة، وحمد وعظّمَ خالقه ومبدع الكل . 12-هذه هي بداية عمل الوحي فيه: كشف الله عن حبّه للارضيين، ليعلّمهم كم هم أعزاء عليه. 13-هذه المحبة أظهرها للبشر بواسطة الوحي الخفي، كشف لهم عن سرّه. 14-فأهابت قوة منه بالعقل المستتر فيهم، وراحوا ينطقون بطريقة روحية على مثاله. 15-كلمهم بصورتين، بالجسد والروح، وبحسب الطبيعة الجسدية والروحية. 16-فظهر لآل إبراهيم بالجسد، ونظروا إليه نظرهم إلى إنسان يكلمهم. 17-بالجسد وبخّ آدم على خطيئته، وسمع وقْعَ أقدامه في الجنّة مثل إنسان . 18-بلغتهم نفسها خاطبهم وأفهمهم ،وعلّمهم أن يقدموا قرابين المحبة . 19-علمهم أن يقدموا له قرابين المحبة، وبواسطة القرابين عرفّهم إنه عليم بكل شيء . 20-بواسطة القرابين اختبر هوى نفوسهم الخفي، وعنف قاين لعدم نقاوة سريرته. 21-فخاطبه بصوت جهوري، وقد رأى سماحة نفسه قائلاً : ((لا أرضى عن ذبيحة لا تكون خالية من الدنس . 22-حمل قاين الشرير توبيخ الله على محمل السوء، فأقدم على القتل عوضَ أن يندم وينكسر قلبه. 23-بعد أن اقترف السفاح جريمته، أخفى دم أخيه الذي سفكه حسداً، فناداه بصوت بشري: أين هابيل ؟ 24-وبطريقة بشرية (حسّية) طالبه بدم أخيه، وأبان أن له مجالاً للعودة الحياة . 25-وبهذا الشرط أكسب الصوت من لا صوت له، ليعلن للجميع أن للطبيعة البشرية رجاء في الحياة. 26-لقد فقه الصالح (الله) الطبيعة البشرية عِبرَ الأجيال، وفي سبيل ذلك كان الكشف بأنواع شتى . مثل العذارى الردّة: لنسبّح العريس الذي رفع أصدقاءه، وأدخلهم إلى عرس ملكوته، يا إخوة . -جيد التأمل في كلمات الروح التي تتضمّنها الكتب المقدسة، فمعانيها مفيدة لمن يتأمل فيها . -جميل تعليم إنجيل ملكوت السموات، محبّته تدر عطايا مفيدة لمن يحب . -كنزٌ عظيم تخفيه حروف كلماته، ومن يقرأها بشغف يغتني أبداً . -إن أسطر هذه الكتب تشبه أشعّة النور، من ينظر إليها ولا يراوده الشك، يبصر كل شيء . -إنه (الكتاب المقدس )دليل، خبره يسبق الروح، ومن يود مصاحبته بشوق يبلغ السماء . -إنه ينادي البشر بمحبة كي يدنوا منه، ومن يدنو يغمره بحنانه وحبّه . -كمعلم يدعو البشر إلى سماع تعليمه، ومن يقبل أن يصير له تلميذاً سوف يغدو معلماً . -ملكوت السموات يشبه عشر عذارى، كنّ ينتظرون بسراجهنّ قدوم العريس . -الآن وبعد أن أكمل فمهُ الحيّ هذا المثل، لنَدنُ ونبحث عن المعنى الخفي الذي يتضمنه. -كثيرة هي المعاني التي يحملها هذا المثل في صورة هؤلاء النسوة :لماذا ترك الرجال واختار صورة النسوة ؟ -إذا كان مقصد كلامه الطبيعة البشرية لأنها واحدة، فلماذا ليست متساوية تماما بما أن العذارى يحملن كلهن علامة البتولية ؟ -لماذا يساوي بينهن لما يسميّهنّ عذارى ثم يعود فيقسمهن إلى مجموعتين ؟ -لماذا يحرمهنّ من رؤية عظمة محبته، وهن طاهرات من أدران الخطيئة ؟ -لماذا استولى عليهنّ الكرى ونمن ؟ ولماذا نهضن كلّهن؟ -كلهن أخذن سُرُجهنّ ولماذا لم يبق الزيت الاّ للحكيمات ؟ -يشبه ملكوت السموات (عشر ) عذارى، ياللعجب، كيف يمكن أن يُشبّهَ بشيء أدنى منه ؟ -جميلٌ هذا التشبيه، فهو بمجده يشبه به الذين يمجدونه، أي هم يشبهونه وليس العكس . -إن الكائنات الدنيا لا يمكن تشبيهها بملكوت السماء، ولكن الملكوت يُشبّه بهم لأنهم مدعوون إلى نعيمه . -بهذا المعنى يشبّه بنا نحن الأرضيين حتى نحصل على شبه أمجاده. -جميلة الصورة التي رسمها معلم الحق، وليس بمقدور أي فنّان أن يرسم شبيهها بدقة . -دقيقة الصورة التي رسمها رمزه وعرضها في بشارته، وما علينا إلا أن ننظر إلى رونقها بإمعان . -أيها المشاهدون، هلموا نتأمل في كلمة ربنا الذي جمع البشر والملكوت في لوحة واحدة . -إن صديق البشر، رسم أفعال البشر في لوحة، وعرضها في إنجيله للمشاهدين . -سمى إنجيله ((الملكوت شبيه بالعذارى)) كونه بشّر به البشر . -بقرب (مجيئه) تعلم الناس البحث عن الأمور السماوية، وبظهوره يشاهدون جمال الأمور الخفية . -لقد قبل أن يشبه بالعذارى، لأنهن يرمزون إلى حياة من دون زواج . -دعا جماعة الخدمة باسم العذارى لأن عليهم أن يسيروا بعفاف في الزواج . -لقد رسم لوحة حبّه في شكل النسوة لأنهنّ رمز العفاف . -حصر الرجال والنساء في نطاق محبته، معلناً إنه في مقدورهم العيش بعفاف . -لو كان قد رسم لوحة تعليمه في شكل رجال، لكّنا تصوّرنا أنه رذل النساء . -إنه بحكمةٍ رسم صورة النساء في لوحة تعليمه، لئلا تنقسم الطبيعة الواحدة إلى أجزاء . -إنه رسم الطبيعة كلّها، وأرانا طبيعتنا حتى يسهل علينا اعتبار حقيقة ما نحن عليه . -أظهر بالرموز فضائلنا ورذائلنا ورسم لنا الأفراح والآلام التي تنتظرنا . -لقد قسم أسلوب حياتنا إلى مذهبين : الأول سماه حكيماً والثاني جاهلاً . -شبه سعيَ المذهب الأول إلى الكمال بالحكيم، وعمل المذهب الثاني الخالي من المحبة بالجاهل . -إنه شبه الأعمال بالسراج المعدّ، من منطلق أن الجميع عملوا، ولو ليس معا . -وعدم التساوي في العمل هو سبب نقص الزيت، ولو تساووا لما نقص . -بالزيت الناقص أشار إلى ما ينقص أعمالنا : إنها تفتقر إلى المحبة والرحمة . -المسيح تحنن علينا فأشار إلى الرحمة بالزيت حتى نرحم رفاقنا كما رحمنا هو . -شبه من يرحم رفيقه بالزيت، والزيت يهدّي الأفكار والحواس معاً . -رسم من دون زيت لوحة العذارى الصفيقات لأنهن لم يليّننّ قروح الخطيئة . -بالزيت شبه حياة الحكيمات لأنهن كنّ رحومات وحنونات ومسحن أنفسهن وأجسادهن بالزيت . -سلوكهن دهن بزيت الرحمة، لذلك صمدن ولم تضعف عزيمتهن بطول الإنتظار . -إعتاد الرسامون استعمال الزيت لصيانة لوحاتهم من التلف . -فيخلطون الزيت بالألوان، ثم يرسمون الصور حتى تبقى بفعل الزيت نقيّة . -إذا كان الرسامون يعرفون صيانة لوحاتهم المقتبسة من الطبيعة، فكم بالأحرى على البشر أن يصونوا صورتهم . -لقد شبّه مخلصنا هذا الإهمال بصورة العذارى الجاهلات اللواتي لم يكن في سلوكهن زيت . -في حين امتدح إرادة الحكيمات الصالحة اللواتي مزجن أعمالهنّ بالزيت . -وبالرقم عشر جمع كل الجنس البشري حتى يكونوا مستعدين لاستقباله يوم ظهوره، هو الذي اشتاقوا إليه . -شبّه يوم ظهوره بقدوم العريس، والكاملين (القدّيسين) بالعذارى الذاهبات لاستقباله . – والنعاس الذي استولى على الجميع هو الموت الذي يساوي بين الصالحين والطالحين بنفس الانحلال. -والصوت الذي ينادي في منتصف الليل، موقظاً الجميع، هو صوت ملء الزمن الذي يبعث الكل . -يقول:إن العريس الذي خطبنا يأتي في منتصف الليل، لأن في الليل يستقبل العرسان عروساتهم . -وبفعل الصوت نهض جميع الذين وصفت أعمالهم، مظهراً بذلك القيامة العامة ،فالبشر كلهم يقومون . -لام القساة من خلال السُرُج الخمسة المطفأة ،لأنهم لم يرحموا، فلن يُرحَموا ويُحبوّا . -إن الحكيمات اللواتي لم يبعن الزيت للجاهلات إشارة إلى عدم إمكانية طلب الرحمة هناك . -وقولهن: ((إنه لا يكفي لنا ولكن)) إشارة إلى أن الأعمال على الأرض ليست بمستوى الأجر(السماوي) . -ولما ذهبن ليبتعن زيتاً، عنى به وجود مجال للرحمة إن كنّا رحماء . -وقدوم العريس أثناء غيابّهن، عنى به جهلنا ساعة مجيئه . -ودخول الحكيمات مع العريس (إلى الملكوت) وغلق الباب، إشارة إلى دخول الأبرار إلى ميناء السلام العلوي للراحة . -أما بقاء الجاهلات خارج باب الملكوت، فعلامة بقاء الأشرار على الأرض للعذاب . -وصياح الجاهلات: ((يارب يارب افتح لنا )) هو صياح الرجاء، تصوّرن أن هناك رحمة للخطاة . -واعتقدن أن المعلم الصالح لن يرذل سيرتهم بسبب أعمالهن الجاهلة . -وجوابه: ((إني لا أعرفكن)) قرار بأن المحبة التي لا تمتزج بمحبة القريب هي فارغة . -إن رؤية المحبّين، الذين يغمرهم الحب، أجمل ما في الوجود، ولون الضالين هو أقبح ما موجود . -ليس لمجد ابناء النور شبيه، وليس ثّمة أقبح من أبناء الظلمة . -النور والظلام يظهران للناس كيف يجب أن يسلكوا خلال حياتهم الأرضية . (مترجم من طبعة الأب بثق النص السرياني 6-14 والفرنسي 6-14 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مار افرام السرياني | الولادة: 306 الوفاة: 373 ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܝܐ القديس مار افرام وجه حضاري كبير ومشرق للكنائس الناطقة بالسريانية، وللكنيسة الجامعة. فالتراث الديني الوافر، الذي خلفه في مجالات الطقوس واللاهوت والتصوف والروحانيات، يؤلف كنزاً فريداً نعود إليه، لما يحتويه من روح عميقة وأصالة ناصعة، لا سيما في عصرنا، حيث الكل يبحث عن هويته وخصوصيته القومية والفكرية. حياته : كانت نصيبين أيام أفرام، مدينة حدودية من الدرجة الأولى، تخضع لسيطرة الفرس الساسانيين تارة والرومان تارة. ومنذ أن أبرمت بينهما معاهدة الصلح سنة 297، جعلت نصيبين مركزا للتبادل التجاري. وهذا الوضع المتميز شجع الحركة الثقافية، فالتقت حضارة ما بين النهرين بالتيارات الفكرية اليونانية، كما كانت ملتقى للأديان. فكان فيها، فرق وثنية متأصلة، وجالية يهودية. هناك العديد من تراجم حياة افرام ،منها القديم ومنها الحديث ،ومعظمها مشحون بالتناقضات والأساطير ،إلا أن النقد العلمي الدقيق توصل إلى معلومات أكيدة مقتبسة من كتابات افرام ، ومن تمحيص وغربلة النصوص التاريخية القديمة. بموجبها يكون قد أبصر افرام النور في مدينة نصيبين نحو سنة 306 من والدين مسيحيين ((إني ولدت في طريق الحق، ولو إن صباي لم يحس بذلك))(ضد البدع 26/10 )، وليس من أم مسيحية ديار بكرية وأب كاهن للصنم ابيزال كما يقال عادة(1). تتلمذ ليعقوب أسقف نصيبين، ونال منه العماد وعمره ثمانية عشر عاما، حسبما كانت تقتضيه التقاليد الكنسية آنذاك. لم يكن افرام راهبا ناسكا بالمعنى الحصري المألوف، إنما كان منتميا إلى جماعة العهد المنتشرين في ما بين النهرين، المندمجين في النشاطات الراعوية. وإذ توسم فيه يعقوب، أسقف المدينة، توقد الذهن والتقوى والغيرة، رسمه شماسا إنجيليا دائميا (ضد البدع56/10 ). وعهد إليه التعليم الديني في مدرسة نصيبين، ومن هنا أتاه اللقب الشارح والمرب. راح افرام في المدرسة وخارجها يعّد البالغين ((الموعوظين)) لاقتبال العماد، شارحا لهم بأسلوب مشوق ومباشر حقائق الإيمان وقواعد الأخلاق المسيحية. وظل في مهمته حتى بعد وفاة يعقوب أي في زمن خلفائه بابو (338 ـ 343)، وولغاش (343 ـ 361 )، وابراهيم (361 ). وعندما غزا شابور الثاني مدينة نصيبين عام 363 وسقطت في يده، غادرها افرام مع جمع غفير إلى الرها القريبة، والتي كانت تحت سيطرة الرومان، وكانت مركزا مسيحياً وثقافيا مهما. في الرها اتبع مع المعلمين اللاجئين أسسا جديدة للتدريس بسبب الظروف التي صادفوها هناك. ففي هذه الفترة كان اتباع آريوس ومرقيون وماني والغنوصية وتلاميذ برديصان يُعيثون فساداً، وتستغل الجالية اليهودية الوضع لصالحه. فأخذ افرام ومعاونوه على أنفسهم مهمة الذود عن الإيمان القويم. وهذا الطابع الدفاعي، الهجومي نستشفه من قراءتنا لميامره. في الرها ألف، ربما لأول مرة في تاريخ المسيحية، جوقة ترتيل مؤلفة من الفتيات ((العذارى)) علمهن خدمة الطقوس وتأدية التراتيل الشجية التي كان يكتبها ويضمنها حقائق الإيمان والآداب، وكثير من هذه التراتيل لا يزال مستعملا في الكنائس الناطقة بالسريانية اثناء صلواتها الرسمية. يقول افرام: ((لقد لبستن المجد في الماء مثل إخوتكن، ومعهم، من نفس الكأس قد نلتن الحياة الجديدة، ونفس الخلاص حصل لكن ولهم، فلماذا لا تتعلمن أن تمجدن بصوت عال؟)) عندما حلت المجاعة بأهالي الرها عام372 ـ 373 إنبرى أفرام الشماس يدير عملية جمع المعونات لإسعاف المعوزين. فراح هو وتلاميذه يوزعون الطعام والثياب على الفقراء، ويجدون مأوى للمشردين وبسبب المجاعة الشديدة والبرد القارص انتشر مرض الطاعون في المنطقة. فأودى بحياة العديدين من ابناء المدينة، واهتم افرام بأمر دفنهم في مقبرة الغرباء، الكائنة في ظاهرها. وعلى أثر التعب والسهر تمرض افرام ومات في 9 حزيران373. وقد أعلنه البابا بندكتس الخامس عشر في 5/10/1920 ملفان الكنيسة الجامعة. لقد حيكت ،حول حياة افرام ،قصص وأمور نادرة ،بغية ابراز مكانته وشهرته،ينبغي تصنيفها أجناسا أدبية “Literary Genre “. فلكي يعبر كاتب قديم عن قداسة بطله، يجعله يجتاز تجربة أخلاقية عنيفة، ولإظهار شهرته وسعة علمه، يجعله يسافر ويلتقي بمشاهير رجال العلم والتقوى في زمانه. هذا الأسلوب كان مألوفا عند المؤرخين القدامى، وحول هاتين النقطتين الرئيسيتين: القداسة والشهرة تدور معظم هذه القصص التي تعود في اعتقادي إلى القرنين الخامس والسادس. تروي هذه القصص إن قيم الكنيسة المدعو أفرام، اقترف منكرا مع إحدى الفتيات ،وانجبت منه طفلا، فنسبت الأمر إلى افرام الشماس. ولكن القديس أخذ الطفل إلى الكنيسة، اثناء الصلاة واستحلفه أمام الجميع بأن يعلن من هو أبوه، فما كان من الصبي سوى أن يصرخ: أبي هو افرام قيم الكنيسة. وهكذا ظهرت الحقيقة وعلا شأن مار افرام. وهناك قصص أخرى تدور حول نفس المحور. ولإبراز شهرته وبيان مكانته الدينية، تجعله هذه القصص يحضر مجمع نيقية المنعقد سنة 325 برفقة يعقوب أسقف نصيبين. ويلتقي بالقديس باسيليوس أسقف قيصرية كبدوكيا (330 ـ379). كذلك قضية سفره إلى مصر، وزيارته لبيشوي أحد اقطاب الرهبنة المصرية، ترمي هي الأخرى إلى تثبيته راهباً، ناسكاً ومتصوفاً، في حين نعلم أن الحركة الرهبانية، بشكلها الحصري والنظامي الموحد في كنيسة المشرق ،تعود إلى القرن السادس ـ السابع. مهما كان الأمر، فإن افرام، طوال خمسين سنة، خدم الكنيسة السريانية واعظاً ومعلماً ومنشّطاً للطقوس وأدبياً غزير المادة، وشاهداً صادقاً لكنيسته القريبة من أصولها السامية الصافية. تآليفه : ترك لنا افرام مؤلفات عديدة، شُبّهت ببحر كبير يعسر البلوغ إلى حافاته. يقول القديس هيرونيمس (+430 ): ((أفرام شماس كنيسة الرها، ألّف كتباً مثيرة في اللغة السريانية، وقد بلغ من الشهرة والتوقير أن بعض الكنائس تتلو ما كتبه على الشعب، في الكنائس بعد تلاوة منتخبات من الأسفار المقدسة، وقد طالعت في اليونانية كتابه في الروح القدس مترجماً عن السريانية، ووجدت فيه قمة الذكاء السامي في الترجمة أيضا (كتاب الرجال المشاهير115 ). إن عادة اسناد نصوص مكتوبة إلى كتاب مشاهير كانت عادة جارية في العصور القديمة، لذا نسبت إلى افرام نصوص دينية كثيرة، ولا نذكر من مصنّفاته إلا ما أثبته النقد العلمي، ونُشر بطريقة رصينة دقيقة. تُقسم مؤلفات أفرام إلى منثورة ومنظومة. المنثورة عبارة عن تفاسير لمختلف أسفار الكتاب المقدس: فله تفسير لسفر التكوين والخروج والأناجيل الموحدة ((دياطسرون)) وأعمال الرسل ورسائل بولس، وقد قام بنشرها ريمون تونوولويس للوار واكينيان. أما المنظومة فهي: 1-الميامر: وهي مواعظ شعرية على بحر واحد، تتناول العقيدة والأخلاق المسيحية. وقد نشر قسماً كبيراً منها المستشرق ادموند بيك في ((مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيينCSCO )) في لوفان، بنصها السرياني مع ترجمة المانية أو لاتينية: الجزء الأول رقم305/306 سنة 1970، والجزء الثاني رقم311/312 سنة 1970، الجزء الثالث رقم 320/321 سنة1972، الجزء الرابع رقم 334/335 سنة 1973، وميامر في أسبوع الآلام رقم412/413 سنة 1979 وكان قد نشر ميامر عن الإيمان رقم 212/213 سنة 1961، وميامر في ربنا رقم 270/271 سنة1966 ،ونشر كرافن ميامر في المائدة في الشرق السرياني عدد 4 سنة 1959 . وميامر في نيقوديمس نشره ش. رينو في الباترولوجيا الشرقية مجلد 37 جزء 2 سنة1975. 2-المداريش : وهي ترانيم منظومة على أوزان الشعر المختلفة، وملحّنة. فهي أشبه بموشّحات روحية من أناشيد عادية، وتدور حول مواضيع كتابية وإيمانية وأخلاقية، وكانت جوقته الكنسية تنشد معظمها خلال الرتب الدينية والاحتفالات. درس هذه الترانيم أدموند بيك في سلسلة ((مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيين))وهي على الترتيب التالي: الإيمان رقم154/155 سنة1955، ضد البدع رقم 169/170 سنة1957، والفردوس وضد جوليان رقم 174/175 سنة 1957. ترجم هذه الأناشيد إلى العربية الاب روفائيل مطر بعنوان: ((منظومة الفردوس ))، الكسليك1980 ضمن سلسلة أقدم النصوص المسيحية، كما هناك ترجمة للمطران كوركيس كرمو ((أناشيد الفردوس)) بغداد 1989، الميلاد والدنح رقم 186/187 سنة 1959، الكنيسة198/199 سنة1960، ترانيم نصيبينية رقم 218/219 سنة1961 ورقم240/241 سنة1963، البتولية223/224 سنة 1962. وكان كرافن قد نشر قسماً منها في الشرق السرياني عدد 6 سنة 1961، الصوم رقم246/247 سنة 1964 و الفصح 248/249 سنة 1964. وقد ترجم الأب يشوع الخوري أناشيد الميلاد، ونشرها مع نصّها السرياني، الكسليك 1994، وكان قد نشر ((مختارات من أناشيد افرام))بيروت 1973. نشر السمعاني وبيكل وموريس ولامي والرحماني واخرون جانباً كبيراً من كتابات افرام، إلا إنها طبعات غير علمية. لأفرام مؤلفات أخرى غير مثبتة في مخطوطات مكتبات لندن وبرلين وباريس والفاتيكان وغيرها. أسلوبه : أسلوب أفرام بسيط ومباشر، ولغته صافية من الألفاظ اليونانية، تفسيره لأسفار الكتاب المقدس قريب من الاتجاه الرابيني، أي يأخذ بالمعنى الحرفي لينطلق إلى التطبيقات في الحياة اليومية. لذا يستخدم كثيراً أسلوب الرموز والصور والمقارنات. لاهوته بعيد عن المناظرات اللاهوتية، وتستولي على القارئ الدهشة أمام غنى حساسية أفرام، مثل سائر آباء الكنيسة، بمدى حاجة المسيحيين، بكافة مستوياتهم، إلى تعليم رصين ومتين، وإن مستقبلهم يتوقف أساساً على نوعية ثقافتهم، وجدّية عيشهم إيمانهم، وقد قام بهذه المهمة بثلاث طرق واضعاً مواهبه في خدمتهم : 1-الموعظة :وكانت أنجح وسيلة للتعليم والتأثير، إذ كان المؤمنون يفدون إلى الكنيسة، لا فقط ليصلّوا وإنما ليتعلّموا بعض الشيء عن إيمانهم وسبل عيشه، فراح أفرام يعطيهم دروساً في الصلاة وفي تأويل نصوص الكتاب المقدس، والغالبية لا تملك نسخة منه، ويشرح لهم عقيدة إيمانية أو عيداً دينياً أو يدحض تعليماً يراه غير سليم، ويحذّرهم بشدة من المشاركة في احتفالات الوثنيين وسماع أساطيرهم. 2-تعليم الموعوظين: ما عدا الموعظة، كانت وظيفته كشماس: تعليم الكبار المهتدين إلى المسيحية، واعدادهم لنيل العماد. وكان هذا النوع من التعليم يتطلّب مقدرة فريدة وسرعة بديهة، إذ أن هؤلاء المهتدين كانوا يحملون خلفيات دينية وفكرية مختلفة، وكان عليه أن يجيب على جميع أسئلتهم. 3-مدرسة الرها : انصب اهتمام افرام على إعطاء طلاب المدرسة التي أسسها أولا في نصيبين ثم في الرها، ثقافة عميقة. وقد أعطت المدرستان كنيسة ما بين النهرين كبار قادتها ومفكريها. أطروحاته اللاهوتية : هذا الاهتمام المتنوع بالتعليم الديني جعل لاهوت افرام عقائدياً ـ راعوياً . أما المواضيع الرئيسة التي تناولها، فهي:وحدانية الله، الثالوث الأقدس، المسيح، مريم، الكنيسة وأسرارها، قيامة الأموات، الخطيئة، الآداب المسيحية. وبالإمكان تأليف كتاب كامل عن كل موضوع من هذه المواضيع التي عالجها افرام ولضيق المجال نعرض بإيجاز أهمها : 1-وحدانية الله والثالوث يدافع افرام عن وحدانية الله، ويرفض بشدة وجود إلهين أو أكثر على طريقة المانويين والوثنيين. ((لم يكرز المسيح ولم يعلم إلا بوجود إله واحد ،ولا يوجد كما يزعم مرقيون،إله عادل وآخر رحوم لا يوجد سوى إله واحد أحد هو في آن معاً عادل ورحوم))(دياطسرون11،13؛11،23؛14،9؛15،6). ولتحديد وحدانية الله يستعمل افرام لفظة الكائن الواجب الوجود ضد نظرية الكائنات الإلهية والعناصر عند الغنوصيين: الكائن واحد هو قد خلق كل شيء: ((داود لم يسّمِ الكائنات لأن الكائن واحد هو، ولأن اسم الكائن يبطل اسماءها ((ضد البدع53/7 )، ((الكائن واحد إسما وطبيعة))(ضد البدع53/9 ) وهو الذي أوجد الكائنات (ضد البدع 53/10 ) ولكن ((إن الجوهر الواحد الذي لا يتغير، بمحبته يقبل التغيير))(البتولية27/11 ). نعرفه من خلال خليقته ((فالسماء والأرض وكل ما فيهما دلائل على وجود الخالق ونعمته، كذلك الفردوس ينادي بأنه وهبه مجاناً(الكنيسة 48/10)، ((الطبيعة والكتاب..شاهدان ممتدان… إلى كل مكان، حاضران في آن، يؤنبان الكافر الذي ينكر الخالق))(الفردوس 5/2 ). إن افرام، عندما يتكلم عن الله، لا ينطلق من البراهين الفلسفية، بل من خبرته الإيمانية وخبرة كنيسته لذا يؤكد بأن سر الله لا يمكن كشفه كشفا تاما إلا بواسطة الوحي. أما عن الثالوث الأقدس، فيذكر صراحة التعبير الانجيلي ((الآب والابن والروح القدس )). والذي يقصده بالثالوث ليست ثلاثة آلهة مستقلة بل ((تعلمت وآمنت إنك واحد في وجودك، سمعت وتحققت أنك الآب بوحيدك، ونلت المعمودية بالثالوث باسم الروح القدس ))(ضد البدع 3/12 )،((ها هي ذي اسماء الآب والابن والروح القدس،إ نها علامة المسيحي ))(ضد البدع 27/3 ). ويستخدم أفرام مثل الشمس، المألوف لدى الآباء لإيضاح ذلك: القرص والحرارة والضوء هي ثلاث حقائق متميزة، ولكن غير منفصلة من ذات الشمس (ضد البدع نشيد 4 والبتولية 52/3 ـ 4 ). ولو صح القول وسمينا الأقاليم ثلاث طرق وجود، أو ثلاثة اسماء لله الواحد، لما خنا فكرة افرام (طالع ضد البدع3/4 ،51/7 ). يؤكد بأن الابن ((الكلمة))مساو للآب وليس أصغر منه، وكذلك الروح القدس يسميه أحياناً ((روح يسوع ))، لربما لأنه يواصل حضوره بين الجماعة (الكنيسة). 2-مسيحانيته لم يلجأ افرام إلى استعمال الألفاظ الفلسفية لشرح مسيحانيته لمستمعيه، بل ظل في نفس الخط المعتدل الذي سلكه كتاب ((العهد الجديد)). فهو يؤكد بأن نصوص الإنجيل تظهر جليا المسيح التاريخي الكامل وليس مسيحا مجزءاً :إله من جهة وإنسان من جهة أخرى. ((هكذا في قانا (يوحنا2/1 ـ 12 ) المسيح مدعو إلى حفلة الزفاف مع الآخرين وبنفس العنوان، لأنه ظاهريا مثلهم، إلا أن المعجزة التي اجترحها ..برهنت على قوة الله (الحاضرة ) فيه (دياطسرون ارمني4/10 ). المسيح في قناعة أفرام إنسان وإله في الوقت ذاته: ((لقد تاه العقل في أمرك أيها الغني ففي لاهوتك غوامض كثيرة، وفي ناسوتك ظواهر فقيرة. فمن يسبر غورك أيها البحر الكبير الذي صغّر ذاته . إن جئنا نراك إلها، فها أنت إنسان، وإن جئنا نراك إنسانا فها قد شعت علامة لاهوتك. فمن يقف على تغييراتك أيها الثابت ))(الميلاد 13/8 ـ9 ). يؤكد أفرام على إنسانية المسيح الملموسة أمام المظهريين الذين كانوا ينكرون حقيقة جسد المسيح، وكانوا يزعمون إنه مجرد خيال (شبه لهم). فبالنسبة إليه، يسوع إنسان حقيقي مرتبط بوطن معين وقبيلة معروفة وأمه مريم وأبوه يوسف، وكلاهما منتميان إلى قبيلة يهوذا (دياطسرون ارمني1/25 ). ولم يخف المسيح إنسانيته ولم ينكرها، فقد ولد وله جسد، واعتمد وجاع وعطش وتعب وبكى وتألم ومات (دياطسرون20/4 )، ((لقد انحدر ولبس جسداً ضعيفاً)) (الإيمان 29/2 ). ((لقد مكث على الأرض ثلاثين سنة، بالفقر، لننشد له ، يا إخوتي أناشيد التسبيح على أنواعها لأنه ربنا (الميلاد18/4 )، ((لقد أسلم ـ الله ـ إبنه عنا حتى نؤمن به، لأن جسده بيننا وحقيقته عندنا، جاء يهبنا مقاليد الفردوس))(الفردوس7/1 ). بما أن المسيح هو كلمة الله، فهو صورة الآب الحقة ومسار له ومولود منه، وليس له من مشيئة أخرى سوى مشيئة الآب (الكنيسة27/9 ) وهو وحده قادر على كشفه: ((بما أن المسيح هو ابن الله فهو وحده قادر أن يظهر لنا الآب))(دياطسرون ارمني8/1 ). وعن عمله يقول ((ادخل الكل في المسيح الداخل كما كان قد خرج الكل بآدم الخارج))(الفصح 17/10 ). ومن بين الألقاب الكثيرة التي يطلقها مار أفرام على المسيح، والتي تعكس حياته وتعليمه، نذكر: الرب الطبيب، المعلم، الراعي، النبي، الكاهن، والملك. ويتوقف بارتياح على لقب الملك، مظهراً نوعية ملكه الروحي، وشموليته .(دياطسرون ارمني3 ،9 /4 ،14/16 ). 3-مريم أم المسيح وأمنا ركز أفرام على دور مريم، والدة المخلص، حواء الجديدة، البتول، تابوت العهد، العروس… فجاءت الأناشيد التي خصها بها كثيرة، يعبر فيها عن تعلقه واحترامه العميق لها، لذلك عدّ بحق شاعرها. خط افرام معتدل وبسيط وقلما نجد مغالاة، فدور مريم لا يتخطى الدور الذي يذكره الإنجيل. فهو مثل سابقيه، لا يعرف مصطلح ((والدة الله))الذي استعمله الاسكندريون، منذ القرن الرابع، وتبناه مجمع افسس عام431، إنما يسميها مباشرة((أم المسيح)) وهذه التسمية لا تنقص من قيمتها ولا تنفي أن مولودها هو ابن الله. ((كوني عذراء ـ تقول مريم للمجوس ـ أنجبت إبنا هو ابن الله، فاذهبوا وبشروا به )) (بيك، سوغيثا 4/46). في نظره، الحبل بيسوع عجائبي، ومريم بقيت عذراء بعد الولادة أيضاً: ((كانت مخطوبة حسب الطبيعة، قبل مجيئك، وحملت بخلاف الطبيعة بمجيئك، أيها القدوس، ومكثت عذراء إذ ولدتك بالقداسة (الميلاد 11/3 ). وهذه اشارة واضحة إلى أصل المسيح الإلهي وإلى بقاء مريم بتولا: ((أمك يارب، لا يعرف المرء كيف يدعوها بتولاً؟ ها هوذا ابنها حاضر. متزوجة؟ لم يمسها رجل. وإن كانت أمك لا تدرك، فأنت من يقدر أن يدركك؟ (الميلاد11/1 )((الحشا حملك من دون زواج ،ومن دون زرع البطن ولدك ))(الميلاد 15/6 ). ينفرد أفرام بجعل الحبل بيسوع قد حصل عن طريق السماع ،لربما لعلاقة البشري بالسمع: ((بأذنها شعرت مريم بالخفي الذي جاءها مع صوت الملاك ،وحلت في أحشاءها القوة التي أتت إلى البشر ،فتسأل الموت والشيطان ما عسى أن يكون شأنه؟))(الكنيسة35/18 )،((مريم في الناصرة، الأرض العطشى، حبلت بالسيد عن طريق السمع))(البتولية23/5 ). في كل الأحوال يؤكد الكاتب أن المسيح في الرحم حبل به ومنه ولد (الميلاد1/15؛2/7 ) وإنه الولد الوحيد الذي أنجبته ولم يكن لها أن تنجب آخرين، كونها هيكل الروح القدس (دباطسرون ارمني2/6 ،5/7 ). مريم أم يسوع، بكر البشرية الجديدة، هي أمنا، نحن إخوته الكثيرين ((من أعطى المعوزة أن تحبل وتلد واحدا كُثُراً))(الميلاد 5/9 ). ومريم ممتلئة نعمة، وخالية من أي دنس ((أنت ووالدتك فقط تفوقان الجميع جمالا، فلا عيب فيك، يا رب، ولا دنس في والدتك)). ترانيم نصيبينية(27/8 ). وهذه الصورة يشرحها أفرام من خلال عقده مقارنة متوازية بين حواء ومريم، عصيان، خطيئة، قصاص، موت، طاعة، مكافأة، نعمة، حياة، إنه أسلوب تعليمي يظهر تناقض الحالتين، ويدعو المؤمن إلى نبذ النموذج الأول، واتباع النموذج الثاني لكي يحصل على الفرح والسعادة: ((ساذجتان بسيطتان حواء ومريم وضعتا بالمقارنة ….الواحدة علة موتنا والأخرى سبب حياتنا ))(الكنيسة35/1 كذلك البتولية23/9 ) ((حواء أذنبت، ومريم أوفت. فأدت الإبنة دين أمها وبها مزق الصك الذي صار في وجه كل الأجيال))(بيك، سوغيثا1/26 ) ((بعينيها رأت حواء جمال الشجرة، فأرتسمت في مخيلتها مشورة الغدار، فبالتالي كانت الندامة )) (الكنيسة35/17 ). ((لبست حواء ببتوليتها أوراق العار، ولبست أمك ببتوليتها ثوب المجد الذي يكفي الجميع)) (الميلاد17/4 ). ((واضح أن مريم هي أرض النور، بها استنار العالم وسكانه الذين كانوا قد اظلموا بحواء مصدر كل الشرور ))(الكنيسة37/3 )، ((إليه تطلعت حواء، لأن عري النساء قد عظم، وهو وحده قادر أن يلبسهن بدلة المجد الذي خسرنه ))(الميلاد1/43 )، والنساء ((يشكرن مريم أمهن على المجد المعطى لهن بواسطتها ))(الميلاد22/23 ). 4-الكنيسة في الترانيم النصيبينية (13 ـ 21 ) التي قرظ فيها أفرام أساقفة نصيبين الذين عاصرهم، يصف الكنيسة بجسد المسيح الكبير وبعروسه المحبوبة(17/3 ). وهذه الصورة تدل على مدى الألفة والمحبة القائمتين بين المسيح والمؤمنين به. كنيسة تتسم بالشمولية: ((كنيسة الحقيقي ـ أي المسيح ـ العظيمة، حضنها كبير يكفي لأحتواء العهدين)) (ضد البدع2/18 ) ويسميها كنيسة الأمم (ضد البدع24/21) كما يذكر أفرام صفات الكنيسة الأساسية : واحدة، مقدسة، رسولية، ويشير بوضوح إلى الخدم الكهنوتية الثلاث الأسقفية والكهنوت ـ لا يميز أحيانا بينهما ـ والشماسية، كما يثني على خدمة العذارى المكرسات، ربما لأنهن كن شماسات(21/5) الأسقف هو السلطة العليا في الجماعة (الكنيسة) المحلية، وهو قائدها ورأسها، فهو مثل يسوع ((الحبر الأعظم))(ترانيم33/6 ). وهو صورة حية لرعيته: ((حسبما يكون الأسقف، هكذا تكون رعيته))(19/2 )، ((على الأسقف أن يكون أخا للكهنة، مربيا للشمامسة، معلما للأطفال، عكازا للشيوخ، وحصنا للعذارى المكرسات لله))(21/5 ). ومهمته تقوم في التعليم وحفظ النظام وتوجيه وإدارة شؤون جماعته (13/1 ). إلا أنه لا ينبغي أن ينفرد بالقرارات، بل عليه أن يختار مستشارين له (18/9 ). على الأرجح كان الأسقف محاطا بفريق من الشمامسة والكهنة من أجل تأمين حاجات الجميع من وعظ وتبشير وخدمة الأسرار. أما العلمانيون فيسميهم أفرام، أي غير مكرسين لخدمة معينة (الفصح2/9)، واللفظة((علماني)) لا ترد عنده البتة، ولا يوجد فصل فئوي بين الجماعة الواحدة، كلهم مؤمنون. قضية وحدة كنيسة المسيح كانت همّه الكبير .فقد كتب مداريش عديدة لاستنارة الذين يسميهم بـ ((الضالين)) وليعود بهم إلى الحظيرة الواحدة: ((يا رب إجعل الوفاق بين الكنائس يتم في زماننا لتكون كنيسة واحدة حقا، تجمع أبناءها في حضنها، لترفع الشكر لصلاحك))(الإيمان52/15 )، ((لو كان جميع ابناء النور متحدين في الكنيسة، لا زال إشعاعهم الموحد، الظلام بقوة وحدتهم )) (الإيمان39/2 ). 5-المعمودية يرى أفرام، في عماد يسوع، أساس عماد المؤمنين وصورته (دياطسرون4/1 ـ 3 ): ((هوذا النار والروح في نهر الأردن، وها هما في عمادنا أيضاً)) (الإيمان10/17 ). الإيمان شرط أساسي للمعمودية، وفي بعض الحالات يعوض عن الماء كما في حالة اللص اليمين (لوقا 23/41 ـ 43 ) (الإيمان48/1 )، لذا تمنح المعمودية بعد المعرفة التامة بالعقائد الإيمانية وممارستها عند أفرام، كما في كتاب الديداكي، يعود العماد إلى الاحتفال الفصحي، فالصوم الكبير ينهي مرحلة الموعوظين بمنحهم نعمة العماد في سبت النور (البتولية7/2 )، ويترأس الاحتفال عادة الأسقف، ويتم بالتغطيس ثلاثا باسم الآب والابن والروح القدس ((ها اسماء الآب والابن والروح القدس تتلى على المسحة والعماد))(ضد البدع27/3 ). وكان الكاهن أو الشماس يعمد الذكور البالغين في بيت المعمودية الملاصق للكنيسة، والشماسة أو إحدى بنات العهد تعمد الاناث، وكان الجسم كله يغطس في الماء المكرس. توجد مسحة واحدة (البتولية7/8 ) ويسميها علامة المسحة والمعمودية (ضد البدع27/3 )،وختم الروح : ((كذلك ختم الروح الخفي بالزيت يطبع على الأجساد، يمسحون بالمعمودية ويوسمون)) (البتولية7/6 ) ((المعمودية السامية، الجميلة، الآب وسمها، والابن خطبها، والروح ختمها بوسمه الثلاثي)) (الدنح2/6) وهذه المسحة كانت تسبق الغطس (البتولية2/2؛8/2 ). -يعتبر أفرام العماد ولادة ثانية بعد الولادة الإنسانية، ومياه المعمودية بمثابة الرحم، وهذا التشبيه نجده عند غالبية الآباء المشارقة: ((تبارك من كثر محاسنكم من مياه المعمودية. صارت المعمودية أما تلد كل يوم روحانيين، وتقيم اولادا جددا لله بقداسة. تبارك من ولدنا ثانية في حضن العماد ))(الدنح 3/1). ((إن مياه المعمودية هي بمثابة رحم يلد بقوة الروح القدس إنسانا جديدا مقدسا )) (ترانيم نصيبينية 27/78، الميلاد 16/11 )، ((ترسم فيهم صورة جديدة ،وتلدهم بأسماء مجددة))(البتولية7/5 ). ومثلما الطفل المولود يرضع حليب أمه غذاء ينميه ويبقيه، كذلك المعمد يتناول القربان المقدس ((طوبى للمولودين الجدد الذين يتناولون حالا الخبز الكامل بدل الحليب))(البتولية7/8 ) ((طوبى لكم أيها الحملان الموسومون بعلامة المسيح لأنكم أصبحتم أهلا لتناول خبزه ودمه، الراعي أصبح لكم بذاته مرعى))(الدنح3/21 ). أما عن مفاعيل المعمودية، فيذكر أفرام :الغفران، الخلاص، التطهير (البتولية6/2 ): ((إن الموت ـ الأدبي ـ يزول بالعماد الحقيقي لأن الشخص المعمد في المسيح، يلبس الحي الذي يحيي كل شيء ))(ترانيم نصيبينية 72/14 )، ((المسيح شفى الإنسان بشكل شامل لما عمده بالروح القدس ))(ترانيم نصيبينية 46/84 )، ((الذي من جسد فاسد ومائت، يصير بدم المسيح وموته وقيامته، جسدا حيا، يحمل عربون الخلود))(ضد البدع17/5). 6-الافخارستيا لم ترد لفظة ((الافخارستيا))في كتابات أفرام، إنما نجد عنده ألفاظاً أخرى تحمل ذات المدلول مثل:دم المسيح، الخبز، السر، القربان، الذبيحة. وكل هذه التعابير تشمل الذبيحة والتقدمة والاحتفال (الكنيسة25/14 ). أسسه يسوع نفسه بصفته الحبر الأعظم، أما الذي يضمن استمراريته في الجماعة (الكنيسة) فهو الروح القدس والكاهن (الإيمان8/8 ، 40/10 ). والغاية من تأسيسه، خلاص الإنسان في وجوده الكامل: ((إن جسده، بطريقة جديدة، قد اختلط بجسدنا، ودمه النقي قد امتزج بدمنا، وصوته ولج آذاننا، وبهاؤه في عيوننا، هو كله صار بحنانه في وجودنا))(البتولية37/2 ). ((خبزه بدون جدل يؤكد قيامتنا. فإذا كان قد بارك الطعام، فكم بالأحرى يبارك الذين يتناولونه))؟(دياطسرون5/16 ). ويعتبر أفرام القربان المقدس مرتكز تدبير الخلاص، لذلك يجد صورا ورموزا له في الكتاب المقدس، في قرابين الاباء الأولين :هابيل وابراهيم واسحق ويعقوب والفصح اليهودي والخروج وأقوال الأنبياء، وكذلك في عرس قانا والصيد العجائبي وتكثير الخبزات، بالنسبة إلى العهد الجديد ((ترانيم نصيبينية 46/11، الإيمان10/10، البتولية 33/7 ). وحين يتكلم أفرام عن القربان المقدس، يمزج النصوص الكتابية بالتقليد الليترجي لكنيسته، فنجد عنده مثلا المصطلحات الطقسية التي لا نزال نستعملها اليوم في القداس مثل كسر ومزج ورسم: الكسر هو الفعل الذي يتم على الخبز والمزج على الكأس والوسم يدل على الاتحاد والقيامة والحياة. لأن القربان هو حقا رمز موت المسيح ودفنه وقيامته (الفصح 7/2، دياطسرون48/2 ). كما يستعمل لفظة ((مزج))في معنى لاهوتي عميق لاظهار نشاط الله في الخليقة. ((إن البكر لبس طبيعتنا وامتزج بالبشرية. أعطى ما كان له وأخذ ما كان لنا لكي يقدر بامتزاجه أن يعطينا نحن المائتين))(ضد البدع32/9 ). لا يوجد عند أفرام المفهوم الغربي للاستحالة. أما المناولة ـ الشركة فتتم في الخبز والخمر: ((إن الجسد المكسور ها هوذا يقسم بيننا، والكأس التي ناولها تلاميذه ها هي ذي شفاهنا تشرب منها))(دياطسرون48/2 ). وكان المؤمنون يتناولون في راحة اليد اليمنى ويشربون من الكأس ((إقبلوا القدس على راحة يدكم وتناولوا الحَياة في لسانكم)) (ملحق القداس الكلداني، الموصل1901)) ترتيلة2 لأفرام ص303 . ((نملك الله في يدنا، فلا يكن غضن في جسدنا))(ضد البدع47/12 )((إن السنبلة الحقيقية أعطت خبزاً سماويا غير متناه. الخبز الذي كسره البكر في البرية، نفد وانتهى ولو كان قد كثره. وعاد فكسر خبزا جديدا لم يكن بمقدور الأجيال أن تستهلكه. الخبزات السبع التي كسرها انتهت، كذلك الخبزات الخمس التي كان قد كثرها. خبز واحد كسره غلب الخليقة، لأنه بقدر ما يوزع ـ على المدعوين ـ بقدر ذلك يتضاعف.ملأ، كذلك جرات كثيرة خمرا، استقوا منها فنفذت الخمر ولو كان ملأها. أما الكأس التي ناولها تلاميذه، ولو كانت بسيطة فقد كانت قدرتها بدون حد. كأس تحتوي على كل الخمور، لكن السر الذي فيها هو نفسه، وحيد الخبز الذي كسره بدون حد، ووحيدة الكأس التي مزجها بدون نهاية. من يتناوله بطريقة جسدية، بدون تمييز، يتناوله عبثا، وخبز الرحمان الذي يأخذه بوعي يكون دواء الحياة… الذي يأكل من قرابين قربت بأسم الشياطين، يصبح شيطانيا بدون ريب، والذي يتناول الخبز السماوي، يغدو سماويا، بدون شك ))(الميلاد 4/87 ـ 103 ). 7-حرية الإنسان والشر يؤكد أفرام بأن الإنسان مركز الخليقة، هو حر، وحتى يعيش حريته ينبغي عليه أن يحارب الجهل والضلال (الفردوس15/5 ). والإنسان مسؤول في نهاية الأمر، عن الشر في العالم: ((إن سبب الشر هو بكل وضوح، سوء استعمال الحرية . فآدم والشيطان بحريتهما ادخلا الشر من خلال الإرادة )) (ضد البدع 22/7 ). ويرفض القدر لأنه ينفي حكم الضمير والاجتهاد الخلقي وبالتالي قيمة أعمالنا وحريتنا (ضد البدع6/22 ـ23 ،11/3 ). الإنسان قادر أن يتغلب على الشر إن شاء (الفردوس15/11 ،12/18 ) وهو متفائل في قابلية الإنسان، ((إذا كانت نيتنا صافية، فالشر لا يوجد… والإنسان لا يستثمر سوى الخير الذي استلمه)) (البتولية34/15 ). وينفرد أفرام بنظرته السليمة بخصوص الجسد البشري : ((لا يوجد أي شيء مضطرب ولا دنس بحد ذاته في جسد الإنسان ))(ضد البدع 19/1 ). إننا نجد صدى لهذا المفهوم في مجمع الجاثليق سبر يشوع سنة 596، إذ يقول صراحة((إننا نرفض ونقصي عن أي شركة معنا، كل من يعتقد ويقول أن الخطيئة موجودة في الطبيعة، وإن الإنسان يخطأ لا إرادياً، وكل من يقول أن الطبيعة آدم خلقت منذ البدء، غير مائتة))(كتاب المجامع ص199 ). وبعيد أفرام عن الثنائية اليونانية التي ترى في الجسد شرا، ((الجسد جبل بحكمة، والنفس نفخت فيه بلطف، من جر من إلى الخطيئة؟ إنها مشتركة لأن الحرية مشتركة، لذا ينبغي أن يكلل الكل معا (أي الإنسان الشامل) (ترانيم نصيبينية 69/4 ـ 5 ،44/3 ـ 4). بإمكاننا مواصلة عرض المواضيع الأخرى التي تناولها أفرام ، ونؤلف خلاصة لاهوتية في العقائد والأخلاق المسيحية، وبأصالتها المشرقية القريبة من الإنجيل والبعيدة عن التأثيرات الخارجية، لكن ضيق المكان والزمان يحول دون القيام بذلك. المراجع : علاوة على كتابات أفرام المنشورة في مجموعة ((الكتبة المسيحيين الشرقيين ))وفي ((الباترولوجيا)) أعيد القارئ إلى المراجع التالية : – ((مهرجان أفرام وحنين))، ويضم عدة مقالات، مطبعة المعارف ـ بغداد1974 ـ مطبوعات مجمع اللغة السريانية . – مجلة ((ملتو))التي تصدرها جامعة الكسليك ـ لبنان، المجلد الرابع لسنة1973، عدد خاص بمار أفرام. – مار أفرام، نظرات في شخصيته وآثاره، بيروت 1973، يضم 6 محاضرات ألقيت في قصر الاونيسكو ببيروت بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاته. – كميل أفرام البستاني، ((مار أفرام، سيرته، آثاره، قيمته)) ـ بيروت1973 . – زكا عيواص (البطريك)، سيرة مار أفرام السرياني، ط2 ،دمشق 1984 . – الأب يوحنا يشوع الخوري، والأستاذ عبد المسيح قره باشي، مختارات من أناشيد مار أفرام، بيروت 1973 . – ألبير أبونا، أدب اللغة الآرامية، بيروت 1971 . – ألبير أبونا، مار أفرام الملفان، مجلة بين النهرين 2 (1973 )ص201 ـ 220 . – لويس ساكو، القديس أفرام ، لاهوت هو صدى للإنجيل، مجلة ((الفكر المسيحي)) نيسان 1987 ص129 ـ 135 . – القديس مار أفرام السرياني، سيرته، أقواله، أعداد القس اغسطينوس البرموسي، القاهرة1988 . – القديس العظيم مار أفرام السرياني، قيثارة الروح، الراهب القمص سمعان السرياني، القاهرة 1988 . – 1981 Roma ,Marietti,Patrologia,.B,Altaner – 1922 Bon,Lileratur Syrichen der Geschichte ,.A, BAUMSTARK – of Vision World Spiritual The ,Eye Luminous The ,.S ,BROCK .1985 Kerala Ephrem .St -.1983 Brescia ,Chiesa della Padri dei dizionario Breve ,.A ,HAMMAN de docteur Ephrem .S de Biographie Petite ,.E .B .HIKARY .1952 Beyrouth ,Universelle I’Eglise -.1965 Roma ,Syriaca Patrologia ,I ,ORTIZDE URBINA – Ephrem in Sudies historical and critical Literary ,.A ,VOOBUS .1958 Stockholm ,Syrian the -,Ephrem saint de Symbolique .pensee’ la ,Mansour Bou Tanios .1988 ,Kaslik نصوص مختارة مريم وحواء -انر بتعليمك صوت القارئ وأذن السامع، بأسرار حدقات العين، فتستنير الأذان التي أضاءها الصوتُ. الردة: لك تسابيح النور. -بفضل العين يكون الجسم وتركيباته نيرا في شراينه وجميلا في سلوكه، ومزينا في حواسه ومظفرا في أعضائه. -جلي هو أن مريم هي الأرض المضيئة التي بها استنار العالم وسكانه، ذاك الذي كان قد أظلم بحواء علة كل الشرور. -إنهما تشبهان في أسرارهما الجسم الذي احدى عينيه عمياء ومظلمة والأخرى سليمة تنير الجميع. -هوذا العالم قد ثبت فيه عينان: حواء هي عينه اليسرى العمياء ومريم هي عينه اليمنى المنيرة. -بالعين المظلمة أظلم العالم كله، ولما يتلمس الناس، وجدوا كل العثرات، وظنوا أنه الله، فدعوا الباطل حقاً. -ولما استنار (العالم) بواسطة العين والنور السماوي الذي حلّ في حضنها ((مريم))عاد الناس فاتقنوا أن يستنبطوا بدعة تهلك حياتهم. أناشيد الكنيسة37 -لنسمع يا أخوتي، ابناء حواء، قصة أمنا القديمة التي طوتها مريم . ((حواء))فتحت فم الموت المسدود وباب الهاوية الموصد ومهدت طريقا جديدا إلى القبر. -واضح إنها اشتهت جمال الشجرة مثلما اشتهت سيدة يوسف حسنه. الواحدة سرقت سبيل زوجها والثانية سرقت ثمرة الشجرة. فالسارق مضطرب وفعله شنيع. -حواء ثملت بمشورة الكبرياء، ومثل الزانية أقدمت واضطرمت من دون أن تسأل هل أنت عبد أم ابن الأحرار، أانت من فوق أم من الحيوانات أم أحد الملائكة. -لم ينزل العلويون ليكشفوا هذا، لا السرافيم ولا الكروبيم، فمن أعطاك هذه المعرفة التي تفوق الكل، فلا العلويون والوسطيون شعروا بذلك. -وإن وجد إله آخر غير الله الأحد وإن أنت رسوله وهو يشبهك، ومن خلالك نراه يبغض الكل، كيف يحبك، وماذا أعطاك، هل جعلك كاتم أسراره؟ -والذي أرسلك إلينا فهو يشهد جسديا إنه هو إلهنا وهو إله الحق وقد أعطانا كل شيء من دون أن نسأله فكم يعطي للذي يحفظ الوصية الخاصة بالشجرة؟ (الكنيسة47/1 ـ 6 ) الميلاد 1- في ميلاد الابن، صارت ضجةٌ عظيمةٌ، في بيتَ لحم . فقد نزل الملائكة…. وسبحوا هناك فكانت أصواتُهم…. رعدا عظيماً وعلى صوتِ ذلك التسبيح ….أتى الصامتون وسبحوا الابن . اللازمة تباركَ الطفلُ الذي به تَجَدَّدَ شبابُ آدمَ وحواء . 2- أتى الرعاة حاملينَ خيراتِ الغَنَم : حليباً لذيذاً…لحماً نقياً تسبيحاً بهياً… ميّزوا فأعطوا ليوسف لحماً..لمريمَ حليباً وللابنِ تسبيحا. 3- حَمَلوا فقرّبوا…حَمَلاً رضيعاًلحَمَلِ الفصح بكراً للبكر … ذبيحةً للذبيحة حَمَلَ الزمان …لحمل الحقّ. يا لجمالِ المشهد… حَمَلٌ يُقربُ لحَمَل 4- ثغا الحَمَلُ …. وهو يُقرّبُ أمام البِكر شَكَرَ الحَملَ … الذي أتى وحَرَّرَ الخرافَ والثيران… من الذبائح. (وحرر)حمل الفصحِ… الذي أتى وسَلسَلَ فصحَ الابن . 9- على صوتِ ذلك التسبيح…قامت العرائسُ فتقدّسْنَ ، والبتولات… فتعفّفْنَ والفتياتُ … فتنقّيْنَ بادَرْنَ وأتينَ جماعاتٍ جماعاتٍ وسَجَدْنَ للابن . 10- أتت عجائزُ قرية داود صوبَ بنتِ داود. باركْنَ وقُلْنَ: ((طوبى لبلدتنا التي استنارت أسواقها بشعاعِ يسى . اليومَ يُرَسخُ بكَ عرشُ داودَ ، يا ابنَ داود )) 11- صَرَخَ الشيوخ: ((تباركَ الطفلُ الذي جدَّدَ شباب آدمّ . حزِنَ لمّا رآه … عتَقَ وبَلي ، والحيةُ التي قتلته انسلخت وتجدّدت . تبارك الطفلُ الذي به تجدّد شبابُ آدمّ وحواّء )). 12- قالت العفيفات : ((أيها الثمرةُ المباركة بارِكْ ثمارنَا،لكَ تُعطى مثلَ البواكير)). تحمَّسْنَ وتنبآنَ .. على أولادهنّ الذين وهم يُقتَلون له يُقطَفون قطفَ باكورة . 13- حَضَنَتْه وحَمَلَتْه العواقرُ وأحببَنُه قائلات : ((يا ثمرةٌ مباركةٌ من دونِ زواج ،باركْ أحشاءنا ، بالزواج .تحنّنْ على عُقمِنا يا وَلَدَ البتولية العجيب)). عمق كلمة الله غير المتناهي يا إلهنا، من يستطيع استيعاب كل الغنى الموجود في كلماتك؟ ما نفهمه أقل بكثير ممّا لا نفهمه. إننا نشبه أناسا عطاشَ يشربون من الينبوع دون أن يستنفدوه، هكذا أبعاد كلمتك عديدة وعديدة أبعاد الذين يدرسونها. لقد لوّن الرب كلامه بجمال مختلف الجوانب حتى يجد فيه كل باحث ما يحب. وأخفى في كلمته كل الكنوز حتى يستطيع كل واحد منا أن يجد غذاءً يتأمل فيه. كلمته مثل شجرة الحياة تمد لك من كل الجهات ثمارا يانعة، كلمته تشبه تلك الصخرة التي تفجرت ماءً في البرية فغدت شرابا روحيا لكل إنسان، كما قال القديس بولس: ((لقد أكل جميعهم طعاما روحيا واحدا، وشرب كلهم من ينبوع روحي واحد)) (1 قور10/4 ). فلا يتصور من حاز على أحد هذه الكنوز إنه استفرغ كل الغنى الموجود في كلمة الله، بل يجب أن يعلم أنه لم يكن قادراً على الاكتشاف إلا شيئاً واحداً من بين أشياء كثيرة. ولا يظن أن الكلمة صارت فقيرة بما أعطته له، بل عليه أن يفهم أنه غير قادر على استنفاد غناها أبدا فليشكر الله على عظمتها . ابتهج إذن، لأنك ارويت غليلك ولا تحزن لأن غنى الكلمة يفوقك . العطشان يفرح عندما يشرب ولا يحزن أمام عجزه في استنفاد الينبوع . من الأفضل أن يهدئ الينبوع عطشك من أن يستنفده، فإذا روى الينبوع عطشك دون أن ينصب، فسوف تستطيع أن تشرب منه كلما تعطش، وعلى العكس، إذا استنفد الينبوع بشربك، فسوف ينقلب ما حصلت عليه شقاء . اشكر الله على ما شربته ولا تتذمر مما لم تشربه، لأن ما تناولته هو نصيبك وما بقي هو أرثك، وما لم تستطع تناوله الآن بسبب ضعفك ستحصل عليه فيما بعد بمثابرتك. (شرح الدياتسرون، الارمني18/9). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| وفا الآرامي | الولادة: – الوفاة: – وفا أو وافا الآرامي كان فيلسوفاً وشاعراً من قدماء المؤلفين، موجوداً قبل المسيح بدهر طويل في ما نرى كما مرَّ بك [412] انفرد بذكره انطون التكريتي قال: “والبحر الخامس (في الشعر) هوالمؤلف من أوزان سداسية وسباعية وتزيد أحياناً وتنقص، وهو لرجل يقال له “وفا” من فلاسفة الآراميين ونظم الشعر الذي عالجه هذا المغمور اسمه من أجيال عديدة، دليل على قدم هذه الصناعة عندنا، وأورد له بيتاً تجوّز في وزنه مراعاةً للحن وهذه ترجمته: “أنا وفا الكريم المناسب الذي سرى عن نفسه الهم واطّرح كروبه، إنه يسند قلبه مسرّحاً عنه الحزن والكآبة، ونزوات الغيظ والغموم التي تكسر قلوب الناس. لأن من كثر غيظه تضيّفته البلايا أبداً” قال وهذا الشعر معمول على نمط الأغاني الحبية، التي تعوّد صاغة اللحون الحربية وناظموا النشائد الغزلية للأعراس مزاولتها [413] وهوكل ما يُعرف من خبره. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس ابن عرقا الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – بولس ابن عرقا أوعنقا الرهاوي من الأدباء الذين أجادوا صناعة الخط، وهو مُستنبط القلم المعروف بالاسطرنجيلي كما تقدم ذكره[414] وأحسبه كان موجوداً في حدود سنة 200 قال الحسن ابن بهلول في معجمه تعليقاً على لفظة اسطرنجيلي نقلاً عن يشوع بن سروشوبه أسقف الحيرة في القرن التاسع “إن الله خوّل بولس إحكام هذا القلم إجلالاً للإنجيل، لكي ينبسط الفكر فيجد في قرائته بهذه الخطوط الفسيحة الجميلة ” ا هـ [415] نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ميلس أسقف السوس | الولادة: – الوفاة: 341 ميلس أسقف السوس أومدينة شوشان سنة 317 من أفاضل الدعاة إلى النصرانية في السوس وعيلام، وخيرة أساقفة المشرق صلاحاً. تكلل بالشهادة في سبيل الدين عام 341 وذكر الصوباوي أنه ألّف رسائل ومصنفات شتى، ولكن لم يصل إلينا شي منها. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للأعلام المسيحيين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آسونا | الولادة: – الوفاة: – جاء في بعض النسخ أنه كان أستاذ مار أفرام وفي غيرها أنه تلميذه وهو الصواب. كان أذكى تلاميذه وأكثرهم تصرفاً وفنون شعر، فقد نظم أشعاراً فصيحة رقيقة بالبحرين الرباعي والسداسي. وصل إلينا منها قصيدتان بليغتان لجنائز الموتى. وقرأنا في مخطوط بلندن عدد 14520 مداريش في الموتى خماسية الوزن من محكم الشعر صاغها شاعر لبيب، ولا نظنها إلا مما قرضه أحد تلاميذ مار أفرام أو آسونا – وقد نوّه به انطون التكريتي في القانون العاشر من المقالة الخامسة من كتابه “معرفة الفصاحة” ومع بلوغ آسونا من الفضائل النسكية مبلغاً عالياً، عثر به الحظ فآل امره إلى الوقوع في شبكة الخيالات فمات شقياً. فقد كتب فيلكسينوس المنبجي إلى بطريق الناسك في جبل الرها ما يأتي: “وأخالك انتهى إليك خبر آسونا الذي كان ثم بالرها، وقد صاغ مداريش يترنمون بها إلى وقتنا هذا”. بما أنه كان يتوق إلى مثل هذه (التخيلات) أضله الشيطان وأخرجه من قلايته وأوقفه على طور اسطاذيون وأراه شكل مركبة وخيل وقال له: “إن الله استدعاك ليرفعك بالمركبة كما رفع إيليا، فلما غوي لغباوته وارتفع ليعتلي المركبة تلاشت الخيالات وهوى من علو شاهق فمات ميتة يُضحك منها ” وذكر هذا الخبر نفسه نيقن الملكي رئيس دير مار سمعان 1072 + في المقالة الثالثة والأربعين من كتابه “الحاوي الكبير”. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس عبسميا | الولادة: – الوفاة: – القس عبسميا (عبد السماء) هوابن أخت مار أفرام والأرجح أنه قرأ عليه. ذاع أمره بتحبيره أناشيد وميامر في غزو الهون لبلاد ما بين النهرين والشام سنة 395 وفي رواية ثانية عام 404 ولعل التاريخين صحيحان فإن اولئك الغزاة أغاروا على البلاد مرتين[440]. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق الآمدي | الولادة: 363 الوفاة: 418 ولد اسحق في آمد وأخذ عن مار أفرام حين إقامته فيها مدة يسيرة عام 363 في ما روى يعقوب الرهاوي ثم أتم قراءته على تلميذه زينوبيوس وقال الشعر ونظم على البحر السباعي قصائد حساناً وترهب في دير للمغاربة وكان أرثدكسياً. قال المؤرخ زكريا أسقف مدللي أنه في أيام أرقاديوس وثاودوسيوس (395 – 450) كان اسحق الملفان السرياني وذاع أمره بعد أفرام وتلاميذه. ورحل إلى رومية وغيرها من البلاد، وكانت رحلته إلى رومية على عدّ أن أرقايوس لمشاهدة افتتاح قلعة الكابيتول. وحبّر قصيدتين في الألعاب القرنية عام 404 وفي استيلاء الأريق على رومية سنة 410 وحين عوده أقام مديدة في مدينة بيزنطية وحُبس في السجن ولما انكفأ إلى آمد سيم قساً، وله تصانيف حافلة بالفوائد في مواضيع شتى منن كتاب الله [441] وستقف بعد هذا على القصائد التي تُنسب إليه وإلى سمييه، والبيعة تعيّد له. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تلاميذ مار أفرام | الولادة: – الوفاة: – قرأ على مار أفرام خلق من بحره اغترفوا وفي ميدانه جروا، أشهرهم :آبا والشماس زينوبيوس وآسونا وشمعون السميساطي ويوليان، ولكنهم ليسوا من أشباه أستاذهم العبقري. أما آبا ففسّر الأناجيل وله مواعظ منظومة على البحر الخماسي وخطبة في أيوب الصدّيق وقصيدة سباعية واستشهد به أنطون التكريتي مرتّين في مقالته في الميرون. وكان زينوبيوس شماساً في بيعة الرها ويُعرف بالجَزري أما نسبة إلى الجزيرة العُليا أي ديار بني ربيعة، أو لأنه كان في بداءة أمره جندياً، لا نسبة إلى جزيرة ابن عمرو ولم تكن يومئذ عامرة، دوّن سيرة أستاذه وألف رسائل ومقالات نقضاً لمرقيون وبمفيل واستشهد به ابن كيفا مرتين في كتابه الأيام الستة. وكتب شمعون أيضاً سيرة معلمه، وألف يوليان أناشيد وردوداً على مرقيون والنقَّاد المرتابين وسمي بولونا خطأً، وقنّعته وصية أستاذه بالهرطقة. وتآليفهم كلها مفقودة إلاَّ نبذاً يسيرة . نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دادا الراهب الآمدي | الولادة: – الوفاة: – قال الأسقف زكريا نفسه في المجلد الأول من تاريخه الكنسي ص 103 بعد ذكر اسحق الآمدي ” وكان الراهب دادا جهبذاً وهو من قرية سمقا (أوسمقي) من معاملة آمد. أوفده الأعيان إلى القيصر في ما انتاب البلاد من السبي والمجوعة في أيامه. فنزل منه أجمل منزلة. ورأينا له زهاء ثلاثمائة مقال أوميمر في مواضيع شتى من الأسفار الإلهية وأحوال القديسين ومداريش ” وكل هذا مفقود لم يوقف له على أثر. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاتب سيرة أوسابيوس السميساطي | الولادة: – الوفاة: 379 القديس أوسابيوس السميساطي حبر شهم. شرّفه الله سبحانه بفعل الخوارق لورعه وحسن سيرته وحمايته الحق الأرثدكسي رسُم أسقفاً لسميساط قبيل سنة 359 وأبلى بلاء حسناً في بيعة الله المضطهَدة ونفي في سبيل معتقدها القويم. وقضى معترفاً شهيد غيرته عام 379 فكتب أديب معاصر له سيرته بعد مدة يسيرة بانشاء أنيق، ونشرها بيجان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قورّلونا | الولادة: – الوفاة: – شاعر له مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف. يجري في أسلوب المجيدين، ولا يقصُر عن مدى السابقين. ولم نجد له ذكراً في كتب أهل العلم. وإنما ورد اسمه في مصحف عتيق فريد بلندن انطوى على اشعار فصيحة ومداريش وقصيدة رباعية الوزن حبكها في كوارث زمانه كالجراد الذي جرد أرض الرها، وقصائد في غزو الهونيين في حدود سنة 396، والعشاء السرّي والصلبوت وتوما الرسول، وقصيدة سباعية في حبة الحنطة، والبواقي ست أوسبع بالبحر الخماسي وطَرف من (سوغيث) نشيد في زكى العشَّار، نشرها بيكل سنة 1870 وزعم بعض المعاصرين لنا أن ((قورلّونا)) هو ((قيورا)) رئيس مدرسة الرها. وذلك بعيد لا يمكن القطع به. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آحى جاثليق المدائن | الولادة: – الوفاة: 415 كان آحى جاثليق المدائن متنسكاً صوَّاماً قوَّاماً محبّاً للغرباء وملفاناً رُسم أواخر سنة 410 وتوفي أوائل عام 415، وعمل كتاباً ضمنه أخبار شهداء المشرق، ودوّن قصة مار عبدا الذي عنه أخذ طريقة النسك. وأثبت دانيال ابن مريم أيضاً هذه الأخبار في تاريخه الكنسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| معنا الجاثليق | الولادة: – الوفاة: – درس معنا بالرها واضطلع باللغتين السريانية والفارسية، ونقل من تلك إلى هذه كتباً كثيرة ولكنها مجهولة ومفقودة وبعد أن أقيم مطراناً لفارس تولى كرسي جثلقة المدائن بضعة شهور وعُزل عام 420. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ماروثا الفارقي | الولادة: – الوفاة: 421 كان هذا الحبر عالي الكعب في الأدب محصّلاً اليونانية والسريانية، وطبيباً حاذقاً آخذاً نفسه بصحبة التقى. وحكيماً لبيباً سياسياً لبِقاً كثرت محاسنه وحُمدت مآثره. وفي العقد الثامن من المئة الرابعة رسم أسقفاً لميارفارقين، وروى فوتيوس أنه شهد مجمع سيدا لدحض المصلّين وهم بعض أصحاب البدع عام 383. ورحل إلى أنطاكية وبعض بلاد آسيا الصغرى والقسطنطينية، واشترك في قضية الذهبي الفم وثاوفيل الاسكندري. ولمكان فضله أوفده القيصران أرقاديوس ثم ثاودوسيوس الثاني سفيراً إلى يزدجرد الأولى ملك الفرس، مرتين أو ثلاثاً سنة 399 و403 و408 وأقام ثم حتى سنة 410 وعلى يده فاز مسيحيو بلاد الفرس بالأمن، وزال عنهم كابوس الشدّة. وعام 410 رئس مع اسحق الأول جاثليق المدائن مجمعاً عقداه في سليق وردت أعماله في مجموعة القوانين الشرقية. وصنف ماروثاسير أشهر الشهداء الشرقيين الذين نكّل بهم الطاغية سابور الثاني الملقب بذي الاكتاف في الاضطهاد الأربعيني (339 _379 ) وطبعها أولاً السمعاني منقولة إلى اللاتينية، ثم الراهب بولس بيجان وهي من طرائف السير قد خلعت الفصاحة عليها زخرفُها. وارتاب المستشرقون من صحة نسبتها بنصّها وفصّها إلى المترجم، وإلا ظهر أن مؤلفها غير واحد وكذلك مواطن تأليفها. ولعل بعضها كتب بطلبه وبعضها تقدم زمانه فجمعها لينقلها إلى اليونانية. ونسب الصوباوي إليه أيضاً ترجمة قوانين مجمع نيقية من اليونانية إلى السريانية، وتاريخه ونشائد صاغها للشهداء الذين حمل كثيراً من رممهم الشريفة إلى ميافارقين فسميت ((مرتيروبوليس )) أي مدينة الشهداء وتظن وفاته حوالي سنة 421. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار رابولا مطران الرها | الولادة: – الوفاة: 435 ولد رابولا وثنياً في مدينة قنشرين، نماه إلى المجد آباء كرام سراة. وكانت أمه مسيحية تنصّر شاباً ففرق أمواله على أهل الفاقه وهجر زوجته وتنسك في دير مار ابرهيم وازدان بالفضائل. فسيم مطراناً للرها خلفاً للمطران ديوجينس سنة 411 فرعاها أربعاً وعشرين سنة وتوفي في سابع شهر آب عام 435 وكان متقشفاً في معيشته حازماً شديد الوطأة مهيباً على رعيته. ولما انعقد مجمع افسس سنة 431 حازبَ البطريرك يوحنا الانطاكي، ولكن لم يطل به الأمر حتى مال إلى قورلس بطريرك الاسكندرية وحرم ثاودور المصيصي فأبسله يوحنا. وحينئذٍ نقل من اليونانية إلى السريانية بعض تصانيف قورلس ككتاب الإيمان الحق الذي صنفه وأنفذه إلى القيصر ثاودوسيوس وفي سنة 433 تصالح يوحنا وحزبه وقورلس ورابولا. وكان المترجم قد نال من آداب اليونانية والسريانية القسم الأكمل والسهم الأربح. ودبج بالسريانية التخشفتات المشهورة باسمه للأعياد السيدية والعذراء والقديسين وبعضها للتوبة والموتى، ولعلها بلغت السبعمائة بيت وشرع تسعة وثمانين قانوناً للرهبان والقسوس والنساء العوابد وهي محفوظة في مصاحف الشرع الكنسي، وكتب ستاً وأربعين رسالة إلى أساقفة وكهنة وامراء وأعيان ورهبان، منها رسالة إلى أندراوس أسقف سميساط النسطوري يعنفه فيها لمناقضته حروم قورلس، وكتاب إلى جملينوس أسقف البيرة تقريعاً لرهبانٍ أساءوا تناول القربان الالهي، وخطبتين لفظ احداهما في القسطنطينية نقضاً لمذهب نسطور والثانية في الموتى، ونعته قورلس في بعض رسائله بعمود الحق. وهو في عِداد القديسين . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاي أسقف بالش | الولادة: – الوفاة: 432 من شعراء الطبقة الأولى المجيدين والكتاب البلغاء لم يحظ بمن يترجم له قديماً؛ وكان يعقوب البرطلي وابن العبري لا يعلمان صحة أمره، ويظنه بعض المعاصرين لنا من تلامذة مار أفرام، وإلا صوب أنه ممن قرأ أحد تلاميذه. والذي صحّ عندنا من أمره إنه كان خورياً لكنيسة حلب معاشراً ومصاحباً مطرانها آفاق، وشهد وفاته سنة 432 وأبَّنه بخمسة مداريش خماسية الوزن بليغة تقع في عشر صفحات ثم سقّف على مدينة بالس وهي برباليسوس التي يقال لها اليوم مسكنة شرقي حلب إلى جهة الجنوب في ما حكاه البطريرك يوحنا ابن شوشان 1072 +وذكر بهذه الدرجة والنسبة في بيث كاز خط سنة 1716 وسمي أسقفاً في جدول انطوى على ثبت علمائنا بخط اسحق مطران قبرس حوالي سنة 1550 وإلا شبه أنه توفي في العقد الخامس من المئة الخامسة فلم يرد اسمه في مجمعي سنة 449 و451، وقد وهم دوفال بعدّه في علماء المئة الرابعة. ونظم بالاي قصائد شتى خماسية الوزن على البحر المنسوب إليه دخل كثير منها فرضنا البيعي في التوبة والموتى وغيرها. ومن دواعي الأسف أن اشعاره لم تحظَ بمن يعنى بجمعها. ونشر زيتر ستين في لبسيك عام 1902 مئة وأربعاً وثلاثين قصيدة منسوبة إليه منها 65 معنونة باسمه و69 تظن أنها له. وإنما يتعذر تعيين اشعاره لاختلاطها بميامر غيره، فمن نسجه ميمر في تقديس بيعة قنسرين نشره أو فربك مع المداريش المذكورة أعلاه. ومما يرجح نسبته إليه مرثية أوريَّا التي نوَّه بها أنطون التكريتي في القانون العاشر من مقالته الخامسة، ومدائح القديس جرجس وقصيدة لوفاة هارون ورواية فوستينس ومترو دورة في قصة اقليميس الروماني وتقدَّم ذكر القصيدة المختارة في مدح يوسف الصدّيق المنسوبة إليه أو إلى اسحق الملفان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشماس يعقوب | الولادة: – الوفاة: – كان يعقوب شماساً أديباً في الرها صحب نونس مطرانها إلى انطاكية، وكتب سيرة بلاجية التي عدلت عن خلاعتها وأرعوت وتابت على يد المطران الشهم المومأ إليه حوالي سنة 451. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب صموئيل | الولادة: – الوفاة: – تضلع صموئيل من علوم الأدب، وترهب ولازم مار برصوم السميساطي رأس الابيلين فعدَّ من أجلّ تلاميذه. وحوالي سنة 458 دوَّن قصته التي تقدّم ذكرها، وقد أضيف إليها زوائد. ومدحه بميامر ومداريش بديعة وقفنا على أحدها بلحن ((قوم فولوس)) وجاء في آخر القصة المذكورة أنه أنشأ خطباً في الإيمان ومواضيع شتى وتفاسير حسنة ونقض البدع وحبّر قصائد ونشائد، وكل هذا مفقود. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس صموئيل | الولادة: – الوفاة: – كان القس صموئيل الرهاوي من الكتَّاب الأدباء، خصماً لدوداً لهيباً مطران الرها النسطوري، وفي مقدمة الاكليروس الذين شكوه إلى مجمع أفسس الثاني عام 449 كما نقرأ بيانه في اعمال هذا المجمع، ونقض بمقالات سريانية زيْفَه وبدعة أوطاخي. والأرجح أنه زجّى عمره في القسطنطينية حيث كان موجوداً سنة 467 وقد ذكره جناَّديوس المرسيلي الكاتب اللاتيني في النبذة 82 من سلسلته الموسوعة ((الرجال المشاهير)) التي تابع بها كتاب الانبا هيرونيمس المعروف بهذا العنوان ،حوالي سنة 496. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس قزما | الولادة: – الوفاة: – ولد القس قزما في قرية ((فانير )) من عمل (قليسوريا). وكتب رسالة إلى مار سمعان الناسك العمودي. وفي7 نيسان عام 472 دوّن بانشاء حسن سيرته المسهبة إجابة إلى طلب شمعون ابن أفولون وبرحطار ابن هداورُن . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القسيسان بطرس ومقيم | الولادة: – الوفاة: – ذكر جنَّاديوس المرسيلي، إن بطرس قسيس الرها كان خطيباً بسيط اللسان طليقه، أنشأ ميامر وصاغ أناشيد على البحر السباعي مدح فيها مار أفرام، وكان موجوداً حوالي سنة 490. وقال أيضاً في النبذة 171 من سلسلته، إن القس مقيم في ما بين النهرين دحض بدعة أوطاخي في حدود سنة 494 وهذا كل ما يعرف عنهما . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق الرهاوي المعروف بالأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 491 لم يترجم لاسحق الرهاوي المولد الانطاكي المنزل أحد المؤرخين القدماء . وأول من كتب عنه أخذاً عن شيوخ زمانه الثقات هو يعقوب الرهاوي . قال في جوابه إلى يوحنا الاثاربي العمودي : ((إن اسحق هذا كان قساً رهاوياً شاعراً ملفاناً أرثدكسياً . وهبّت ريحه في أيام القيصر زينون . ورحل إلى انطاكية على عهد البطريرك بطرس الثاني المعروف بالقصَّار (470 _488 )وذلك حين مقاومة النساطرة ومناقضتهم عبارة ((يا من صلبت من أجلنا ))وشاهد رجلاً شرقياً يحمل ببغاء تردد العبارة المذكورة كما كان قد لقّنها ردعاً لعَنَت الخصوم ، فراق له المشهد فعمل فيه قصيدة سريانية )) ووردت باسمه منسوباً إلى أنطاكية لاقامته فيها وذُكر أيضاً بهذه النسبة في مصحف موسوم بنخب الآباء مخطوط في القرن السابع وقال أغابيوس المنبجي أسقف منبج للروم الملكيين الذي كان موجوداً حول سنة 940 م في تاريخه المترجم بالعنوان ((وكان من العلماء في هذا الوقت (حوالي سنة 422 ) مار اسحق تلميذ مار أفرام (كذا) وكان مقامه بأنطاكية . وله ميامر كثيرة على الأعياد والشهداء والحروب والغارات التي عرضت في ذلك الزمان وكان جنسه من أهل الرها )) وسنة431 شهد مجمع أفسس المسكوني كما ورد في سلسلة المجامع فاسحق المسمى الانطاكي هو هذا وليس هو الآمدي كما وهم المستشرقون . وهو ناظم قصيدة الزلزلة التي دمرت أنطاكية عام 459 والقصيدتين في غزو بلدة ((بيت حور))سنة 491 ولم يتوفَّ سنة 460 في ما زعموا . وظاهر أن الآمدي لم يعش حتى هذا الزمان ، لأنه من الثابت أنه صحب مدة مار أفرام سنة 363 وقد ناهز العشرين في أقلّ تعديل فتكون ولادته في حدود سنة 343 ولو بلغ المئة والسابعة عشرة من العمر لا شار هو أو غيره إلى ذلك ، وهذا العلامة يعقوب الرهاوي أولى المؤرخين بمعرفة أحواله . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق الرهاوي (الثاني ) | الولادة: – الوفاة: – حكى مار يعقوب نفسه أن اسحق هذا أيضاً كان أرثدكسياً من إكليروس بيعة الرها . وقال ميخائيل الكبير وابن العبري أنه كان رأساً لبعض الأديار ؛وكان في أوائل القرن السادس على عدَّ أن بولس مطران الرها وهو ينظم إشعاره مطابقة للمعتقد الأرثدكسي فحين عُزل بولس عام 522 وقام مكانه الأسقف أسقليفيوس الملكي وطفق ينشر مذهبه ، مالئه عليه اسحق متقلباً مع الزمان ؛ ومضى منذئذٍ يقرض الشعر بما يؤيد مذهبه الجديد, وكان السميون الثلاثة اسحق الآمدي ولارهاويان شعراء وكلهم عمل قصائده على البحر السباعي وكلهم قال القصائد الروائع الجياد ، وقد اختلطت أشعارهم في أيدي النساخ وبات تمييزها عسيراً لتقارب زمانهم وتشابه مَلَكَتهم إلا ما ندر . ووصل إلينا زهاء مئتي قصيدة منسوبة إليهم نشر منها بيجان سبعاً وستين تقع في 837 صفحة أكثرها من صوغ الآمدي وأقلّها من قرض الرهاوي الانطاكي . والديوان المطبوع يتطلب بحثاً ضافياً ونقداً دقيقاً لتمييز قلائده التي نُحلت في نسخة أورمية اسحق النينوي النسطوري ! وإليك ثبت القصائد المطبوعة :في محبة العلم ، في تواضع الأخوة الرهبان ، ثماني قصائد في التوبيخ منها قصيدة في توبيخ المجدفين ،وميمر في توبيخ الضمير ،في الموتى ،في النساك الابيلين ، في الآخرة ، أربع في التوبة ، في الرهبان ، الغني ولعازر ، في الزهد في الدنيا والحرية الحقيقية ، في من يشكو بعضهم بعضاً في عدان الصلاة ، في الصيام الأربعيني ، في قسطنطين الملك . ثلاث في البواعيث . في كمال الاخوة الرهبان، الحثّ على الصدقة ، في العلامة التي ظهرت في الفلك وتقريع لاصحاب الفال ، في الصوم والصدقات والكمال الرهباني ، تقريع الكذب ، التمييز الطبيعي للفكر الطبيعي ، في آية أشعيا :كل جسد عشب ، في أنه باية قوة يتسلط ابليس على الإنسان في أثناء المحنة . ثماني قصائد في أصحاب الصوامع ، في الكمال الرهباني وتجردهم من الدنيا ، قصيدتان في غزو بلدة أو قرية بيتُ حور من عمل الرها في تخوم مملكة الرومانيين غزاها الاعراب ودمروها سنة 457 وذكر أن الفرس لقنوا أهلها عبادة الشمس والإعراب عبادة الأوثان وحينما غزاها هؤلاء لقنوها عبادة الزُهرة وعُوزي ، وكان لهم صنم يسمى (جِذلَث) وعبدوا الشمس والقمر . وكان فيهم مسيحيون ولكنهم أفسدوا طريقة النصرانية . وقال أن الإعراب البدو الغزاة كانوا حفاةً عراة فاسدي السيرة فلا مثيل لخلاعتهم ، وفوق ذلك يذبحون أولادهم وبناتهم قرباناً للزُهرة ، على أنهم بعد الغزو التهمتهم سيوف الفرس وأفنى الوباء بقيتهم ثم أقبل الهون فغزوا الفرس . وبنى هاتين القصيدتين عام 491 قصيدة في الكفرة ، في تقلبات الخليقة والفكر ، في الصدقة ، قصيدتان في الإيمان ، في أن كل ما يفعله الله هو للمنفعة سبياً كان أو حرباً أو مجاعة أو موتانا ، في قول الشاعر مَن لي بمن يهدمني ثم يبنيني ويُعيدني بتولاً جديداً في خلقتي . في الإيمان ونقض فيها نسطور وأوطاخي . في تألم كلمة الله الذي تجسد وعدم تألمه ، في الطائر الذي كان يهتف بقدوس الله ، في الإيمان وجسد ربنا ، في الإيمان تزييفاً لبدعتي نسطور وأوطاخي . في ربنا والإيمان ؛ في تجسد ربنا ، في المركبة ، في السهر العالمي الذي صار في أنطاكية ، وعارضه بتلاوة آية المزامير :حسن هو الشكر للرب . قصيدتان في تقريع روَّاد العرَّافين . وفي خزانة دير مار مرقس بالقدس سبعة ميامر في الميلاد والعذراء ، والعماد والقداس وفي الخزانة الزعفرانية عدة ميامر وكان البطريرك يوحنا ابن شوشان قد باشر جمع قصائد مار أفرام ومار اسحق فحالت المنية دون إنجاز عمله . وفي الخزانة الواتكانية مصحف منقول من نسخته يشتمل على ستين ميمراً ونسخة ثانية حوت أربعين قصيدة وعندنا أيضاً من نسج اسحق الأول أو الثاني سوغيثات منها أنشودة في حقيقة لاهوت المسيح وناسوته رداً على المماحكين من أصحاب البدع أولّها : ((لقد وقع في أذني صوت البيعة ))نشرنا نصها ونقلناه إلى العربية وتسابيح يومية و16 مدراشاً للأوخرستيا وثلاثة في مجيء ربنا أما الانسجام والسهولة والرقة التي في هذه القصائد فقد بلغت الغاية ، وهي حافلة بفوائد لاهوتية وأدبية ولغوية وطقسية واجتماعية . وكلها دليل ناصع على أن ناظميها شعراء فحول مطبوعون من الطبقة الأولى . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الخوري بوليقربوس | الولادة: – الوفاة: – بوليقربوس خوراسقف أبرشية منبج من مهرة النقلة المضطلعين بآداب اللغتين السريانية واليونانية. ذاع صيته سنة 500 _508 بمباشرته ترجمة الكتاب الإلهي من اليونانية إلى السريانية بطلب فيلكسينس مطران منبج ، وأطلق اسمه عليها فعرفت بالترجمة الفيلكسينية ، وأول ما نقله الرسائل البولسية ثم العهد الجديد أي الإنجيل فالمزامير . وإذا وثقنا بتعليق فريد ورد في بعض المصاحف ، يظن أنه نقل أيضاً بعض أسفار من العهد العتيق ، فقد وُجدت آيات من سفر أشعيا مترجمة على طريقة لوقيانس الشهيد ولعله أول من نقل رسائل مار بولس إلى السريانية ، إذا اعتبرنا ما ذكره موسى ابن كيفا أنها نقلت بعد استشهاد الرسول بأربعمائة وست وثلاثين سنة أي سنة 503 وارتأى بومشترك أن أقدم ترجمتي سفر الرؤيا السريانيتين أيضاً ترتقي إلى حوالي هذا الزمان ، وقد يصدق هذا الرأي في مصحف باريس (البوليكلوتي) والرسائل الأربع الصغرى بيد أن المستشرقين. لم تجتمع كلمتهم على نسبة إحدى الترجمتين إلى بوليقربوس . وندر وجود هذا النقل بتغلب النقل الحرقلي عليه . وتظن منه مصاحف الإنجيل الموجودة في خزائن فلورنسا ورومية ونيورك وتجد في خزانة كمبرج نسخة من الابركسيس . وكان نقل رسائل مار بولس بهمة فيلكسينس وعنايته عام 508 ثم صحح الحرقلي الترجمة سنة 616 أما المستشرق (لبون) فيحسب أن الترجمة البوليقربية أو الفيلكسينية لم توجد بعد نسختها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسطيفان ابن صُودَيلي | الولادة: – الوفاة: – ولد اسطيفان في الرها في النصف الثاني من المئة الخامسة ، وترهب وحسنت سيرته في جدّة أمره . ورحل في روق شبابه إلى مصر فلازم رجلاً اسمه يوحنا لقنَّه مذهب (البانشيئست) ومضمونه أن الآله الواحد هو كل الكائنات ! فأذاعه في الرها فطُرد منها بسببه . فتوجه إلى أورشليم وأصاب ثم رهباناً أوريجينين من أهل مذهبه ، وشرع يراسل تلاميذه في الرها . وفي تلك الأيام حوالي سنة 510 كتب مار فيلكسينس المنبجي في حقه إلى إبراهيم وأورستس قسيسي الرها . وذكر عنه أنه علق شروحاً سرية المغزى على التوراة والمزامير ، وبعد أن بدأ يكذّب بأبدية أعذبة جهنم خرج من ذلك إلى الاعتقاد بالبانثيئيسية المحضة ، معلناً أن كل طبيعة مساوية في الجوهر للذات الإلهية والجوهر الإلهي ! ولا يظهر أن أضاليل هذا الملحد وسفاسفه أصابت عند أحد محلاً ، وحرمته البيعة . وكتب البطريرك قرياقس في مجاوبته على المسئلة الخامسة للشماس يشوع الترمنازي قائلاً : ((إن الكتاب المنحول ايرثاوس)) (أستاذ ديونيسيوس الاريوفاغي) ليس له ويحسبه بعضهم من وضع ابن صُودَيلي المبتدع ))؛ أما شابو وغيره من المستشرقين فلا يرون هذا الرأي . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشماس شمعون الفخاري | الولادة: – الوفاة: 510 شاعر كنسي مجيد فصيح . ولد في قرية كيشير في كورة أنطاكية واحترف عمل الخزف فاشتهر بالخزَّاف أو الفخَّاري وبالسريانية (قوقاي). كان وهو يشتغل بحرفته ينظم اشعاراً دينية بديعة بليغة موقعة على لحن حسن أطلق عليه اسم (القوقاي) وهي في ميلاد الرب بالجسد وقيامته وصعوده ومعجزاته ، وفي الصليب والأنبياء والعذراء مريم والقديسين والموتى والتوبة . وحوالي سنة 510 انتهى خبره إلى مار يعقوب الملفان وهو في بعض رحلاته ، فشخص إليه وسمعه ينشد في حانوته هذه النشائد الرقيقة ، فحسن عنده وقعها وأثنى عليه جميلاً وحثّه على متابعة النظم وأخذ نسخاً منها . وقيل أنه في سنة 514 أطلع البطريرك مار سويريوس عليها بعد أن نقل شيئاً منها إلى اليونانية ، فزاد البطريرك الشاعر تحريضاً على الاكثار منها . وحبَّر شمعون نشائد في ميلاد الرب على ألحان أخرى وصل إلينا منها 28 بيتاً وكان له أصحاب من طبقته ورعاً وعلماً وأدباً فشاركوه في النظم وأطلق عليهم اسم (القوقيين) ودخلت اشعارهم الفرض الكنسي وكتب الألحان، وقال يعقوب الرهاوي الذي عنه نقلنا معظم هذه الترجمة ((ولا يزال حانوت شمعون ودولاب حرفته معروفين في قرية كيشير إلى وقتنا هذا)) أي حوالي سنة 700 _708. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا روفس الانطاكي أسقف مايوما | الولادة: – الوفاة: – ولد يوحنا روفس آل روفينا في عسقلان ودرس الفقه في مدرسة بيروت . وكتب للبطريرك بطرس القصَّار الذي رسمه قساً ، وعُرف بالانطاكي . ثم لازم بطرس الكرجي ونسك ، وخلفه في أسقفية مايوما بفلسطين . وفي حدود سنة 515 ألّف باليونانية أخباراً وأحاديث أسماها فيلروفورياس) وعددها 87 تخطئةً ومناقضة للمجمع الخلقيدوني وفيها الكثير المضعّف الذي لا يثبت على النقد . ونقلت إلى السريانية بانشاء متين وأجملها ميخائيل الكبير في تاريخه ، ثم نشرها نو منقولة إلى الفرنسية سنة1911 ويظنّ المترجم أيضاً كاتب سيرة سلفه بطرس الكرجي الشائق أسلوبها والحافلة بالفوائد التاريخية والجغرافية ، وقد نشرها رآاب وترجمها إلى الألمانية . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس يشوع العمودي | الولادة: – الوفاة: – حوالي سنة 515 عمل كاتب سرياني رهاوي من صاغة الكلام ، بليغ مطرد السياق سهل الأسلوب ، يظن من أساتذة بعض مدارس الرها تاريخاً يتناول 83 صفحة في النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين . افتتحه برسالة جاوب فيها سرجيس رئيس الدير الذي اقترح عليه تأليفه وهي 7 صفحات ، ثم قدّم عليه فصلاً ضافياً 10 صفحات ونصف ذكر فيه أسباب الحروب بين دولتي الفرس والرومانيين من سنة 363 حتى 498 ثم ساق الأحداث من سنة 495 حتى آخر سنة 506 وأهمها الحرب الشديدة التي سعرها قباذ ملك الفرس على الرومانيين على عهد القيصر انسطاس سنة 502 _506 باسطاً القول في ما كان في زمانه من الكوائن والحوادث وهو أكمل وأوثق سند تاريخي لتلك الأحداث . وذكر المؤلف أنه وجد بعض ما دونَّه في كتب قديمة ،ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس _ولهذا التاريخ نسخة فريدة في الخزانة الواتكانية رقم 162 سنة 932 ولما كان غفلاً من اسم المؤلف نسبه السمعاني الذي نشر خلاصته ،وأكثر المستشرقين إلى القس يشوع العمودي من رهبان دير زوقنين في آمد استناداً إلى اسم هذا الكاتب الذي أورده في آخر الرسالة اليشع الراهب من الدير المذكور واختلف رأي البحثة فمن ناحلٍ إياه إلى العمودي ، ولا دليل راهنٍ عليه ، ومن ناسب إياه إلى أستاذ أو راهب رهاوي مغمور الاسم وهو الأصح . واختلفوا أيضاً في مذهب المؤلف والراجح إنه كان أرثدكسياً معتدلاً وإذا كان قد أثنى على فلبيانس الثاني الانطاكي ، فإنه ذكر بالجميل أيضاً القيصر أنسطاس ومار فيلكسينس ومار يعقوب السروجي وغيرهم . ونشر أولاً بولان مارتان متن هذا التاريخ منقولاً إلى الفرنسية سنة 1876 ثم وليم رايت مترجماً إلى الإنكليزية عام 1882 ثم شابو في المجلد الأول من التاريخ المنحول خطأً ديونيسيوس (ص 235 _317 )سنة 1927 ونقله إلى اللاتينية . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب السروجي الملفان | الولادة: – الوفاة: 521 سيرته ولد مار يعقوب في قرية (كورتم) الواقعة على ضفة الفرات، وقيل في بلدة (حَورا) من عمل مدينة (سروج) عام 451[1] وتخرج في مدرسة الرها. وقد كان ينظم وهو في سن الـ15 في هذه المدرسة، القصائد البديعة بموهبة شعرية فريدة نظراً لما آتاه الروح القدس كما أشار هو بنفسه إلى ذلك ببيت من الشعر حيث قال: “لَمّا منحتني إياها لم أفقه آنذاك ماذا نِلتُ، أمّا الآن فبعد أن ضاعفتها، زدني منها أضعافاً كثيرة”. وترهّب وتنسّك. وحين بلوغه من العمر الثانية والعشرين[2]، ارتجل قصيدته المشهورة في مركبة حزقيال[3]، في محضر خمسة أساقفة اقترحوها عليه لاختبار موهبته، إذ رأوها على جدار المذبح. كان ذلك في بيعة بطنان سروج، أو في رواية ضعيفة في بيعة نصيبين، فأقرّوا له بالشاعرية وطلبوا إليه أن يكتب كلّ ما يقول[4]. سيم قساً ثم قُلِّد رتبة الزائر (بريودوط) لبلدة حورا. فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات وسورية حتى نزل من نفوس آلاف من الرهبان أجملَ منزلةٍ، ثقةً وأمانةً وتُقىً وعلماً. وفي أواخر عمره سُقّف على أبرشية بطنان سروج في كانون الأول عام 518[5]، فأحسن القيام بأمر رعيّته سنة وأحد عشر شهراً ومضى إلى جوار ربه في 29 تشرين الثاني عام 520 عن عمر السبعين. وبعد دهر طويل نُقل بعض رفاته إلى هيكل خاص به في مدينة ديار بكر. نعتته البيعة السريانية بالملفان على سبيل الإطلاق وكنارة الروح الإلهي وقيثارة البيعة الأرثوذكسية وإكليل الملافنة وزينتهم وفخرهم. مار يعقوب ورهبان دير مار باسوس نحو سنة 510، طاف مار يعقوب أديار بلاد الفرات وسورية ومنها دير مار باسوس في أفامية (حمص)، حيث شافه الرهبان في أمر المبتدعين ديودوروس الطرسوسي، ثاودوروس المصيصي، نسطور، ثاودوريطوس القورشي، هيبا الرهاوي، أوطيخا، لاون الروماني … وشرح لهم إيمانه كتابةً بأنّه نفس إيمان الكنيسة الجامعة الذي يُعلَن في العماد وهو إيمان المجمعين الأوّلين، فضلاً عن مجمع أفسس. فالملفان، علاوةً على طبعه الهادئ والمسالم، لم يكن يريد أن يستفيض في الكلام في مثل هذه المواضيع اللاهوتية العويصة لئلاّ يزلّ ويستكبر إذا حاول أن يفحص أو يفتّش أو يبحث في “الأعجوبة ܕܘܡܪܐ” الابن. فإنّ الثرثرة اللاهوتية لا تنفع على غرار التكرار العبراني في الكتاب المقدّس دون إضافة موضوع جديد. كان موقفه هذا الهادئ والفطن موقفَ كلّ مسيحي ناضج ومُسالِم يريد أن يبقى بعيداً عن الجدال. غير أنّ هذا الموقف لم يُناسب هؤلاء الرهبان المتشدّدين الذين طالبوه بأن يحرم بخطّه جميع الهراطقة مثلما فعل قبله مار يوحنا الإسكندري ومار فيلكسينوس المنبجي، وقالوا له في رسالة: “أيّها السيد سيّدنا نعلن لأبوّتك، أنّنا احترنا جدًّا، بعدما فكّرنا مليًّا بالرسائل التي أرسلتها لنا عندما كنت عندنا. إنّنا وجدناها مريضة غير متعافية. ميتة وغير حيّة. لمّا وجدناها مضرّة وغير نافعة، أسرعنا فأرسلناها لك”. فأجابهم مار يعقوب بألفاظ معسولة: “لم تحمل إليّ رسالتُكَ المحبّةَ وروحَ التواضع، بل عصاً، ولم تكن تخاطبني مثلما يُخاطَب المؤمن، ولكن كمثل من يُخاطِب رجلاً هرطوقيًّا، تلاحقه ظنون الشكوك. وهكذا كانت تُرتِّبُ عليّ واجبات كمثل رجل مخالف. وكنتَ تُخاطبني في رسالة حضرتِكَ مثل غاضب. أمّا أنا فلَبِسْتُ حالاً أمانَ المصلوب وقابلتُ غضبَكَ بالمحبّة الإلهية التي تقدر ولا يصعبُ عليها أن تقبل من أحبّائها حتّى الضربات دون ذنوب. الحقّ أقول لك يا سيّدي، لو كانت حضرتُكَ قريبةً منّي بالجسد، وصارتْ لكَ رغبةٌ أن تصفعني كفًّا، لكنت أقبل، ولأدرتُ لك الآخر، ولما كنتُ أفسدُ المحبّةَ بالغضبِ، والأمانَ بالعداوة … فلماذا حزنتْ حضرتُك أيّها الرجل؟ لقد كُتِبَ لك أن تفرحَ بربّنا في كلّ حين … إذا كانت هذه الرسالة مضرّة مثلما تقول رسالتُكَ، كان من الواجب أن تُحرَقَ بالنار، وأنت لا تحزن …!” وبعد ذلك قام مار يعقوب بحرم كلّ من حرمه رهبان دير مار باسوس، متعجّباً منهم في الوقت عينه لكونهم يتّهمونه بمرضٍ في إيمانه. لقاء مار مار يعقوب بالبطريرك مار سويريوس الأنطاكي في سنة 514، وبعد أن شرح مار سويريوس هنوطيقون زينون في مجمع صور، مَثُلَ بين يديه الملفان مار يعقوب السروجي، يرافقه رَهطٌ كبير من أساقفة الشرق. فرحّب به مار سويريوس أجلّ ترحيب. وبعد أن تبرّك الملفان من أبي الآباء، انبرى مار سويريوس يفحص ملفنته، وكان يستمع إليه بانبساط. وإذ كان بعضهم قد ثلبوه لديه بخلاء مؤلفاته من عبارة والدة الإله، أخذ هو يؤكّد له أنّ هذه العبارة واردة فيها على قدر ما يسمح به البحر الذي يستعمله في ميامره. ومن ذلك قوله: ܠܗ ܠܐܠܗܐ ܝܶܠܕܰܬ ܡܪܝܡ ܫܪܝܪܐܝܬ܆ ܡܠܬܗ ܕܐܒܐ ܕܢܰܚ ܡܢ ܥܘܒܗ̇ ܦܓܪܢܐܝܬ أي “إنّ مريم وَلدَتْ حقًّا الإلهَ نفسه، وإنّ كلمةَ الآب أشرق من حضنها في الجسد” وكان السؤال التالي من جملة الأسئلة التي وجهها إليه مار سويريوس: “كيف يكون الله فوق الكلّ وتحت الكلّ وداخل الكلّ وفي الكلّ وخارج الكلّ[6]؟ أجبني ببرهان طبيعي ملموس ومنظور ومعقول”. فأجاب مار يعقوب: “إن الله كائن فوق الكل، كالرأس الذي هو فوق جميع الأعضاء، وبه ترتبط وتحيا. وهو تحت الكل، كالرجلين اللتين تحملان ثقل الجسم كلّه، وبدونهما لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة. وهو داخل الكل، كروحانية النفس المستترة وغير المنظورة (ماديًّا). وهو خارج الكل، كالعقل الذي يُحلِّق ولا يُحَدّ. وهو في الكلّ، كالنفس الكائنة في جميع أعضاء الإنسان، ولا يمكنه أن يحيا بدونها. هكذا هو الله، فوق وتحت وداخل وخارج وفي الكل”. فقال مار سويريوس “حقًّا إن الحكمة التي فيك هي من روح الله”. وجاء في سيرته المطولة، إنّ مار سويريوس سأله عمّا إذا كانت له معرفة بفلسفة أرسطو وأترابه الإغريقيين، فنظم للحال ميمراً في 22 بيتاً على الأبجدية السريانية، وعلى وزن “ܐܰܫܩܳܢܝ ܡܳܪܝ ܡܶܢ ܡܰܒܽܘܥܳܟ اسقني يا رب من ينبوعك”، فذُهل مار سويريوس وأكبر ملفنته وأقرّها[7]. مار يعقوب ويوحنا التلي في سنة 519 توفّي أسقف تلاّ، فالتأم مجمع أساقفة ولاية الرها في دار مطرانيتها، بينهم مار يعقوب السروجي، وانتخب بالإجماع الراهب يوحنا ابن قوروسوس، ليخلفه في أسقفية هذه المدينة. ولما استقدمه الأساقفة إلى الرها، تأبّى اقتبال هذه الرتبة السامية تهيّباً. أمّا هم فأصرّوا على ذلك، وضربوا يوم الأحد موعداً لرسامته. وأقاموا ثلاثة منهم لحراسته. فلمّا تأكّد يوحنا من رغبتهم الملحّة، صمّم على الفرار. واتّفق في ذلك مع شيخ قديس رفيق له اسمه دوميان، وفرّ في فجر الأحد من دار مطرانية الرها، رغم الحراسة المشدّدة التي أحاطه بها الأساقفة الثلاثة. ولما طلبه الأساقفة وعلموا بفراره، استحوذ عليهم حزن عميق. فطمأن بالهم مار يعقوب السروجي، وقال لهم إنّه سيخرج في طلبه، وله وطيد الأمل بالله بأنه سيجده إذا كان تعالى راضياً بصيرورته أسقفاً. ثمّ صلّى وانطلق في الدرب الذي سار عليه يوحنا ورفيقه، فوجده مستخفياً بين صخرتين، على بُعد ميل من المدينة. فالتمس منه يوحنا ببكاء ليرقّ له ويتركه وشأنه. فقال له مار يعقوب: “أفي هذا الزمان الذي تُضطهد فيه الكنيسة المقدسة، والذي يُطلب فيه رجال يصلحون لمحاربة أعدائها، ينكّص خدّامها على أعقابهم ويولّون مُدْبِرين؟ فإذا كانت الأسقفية أمراً صالحاً، فلمَ تفرّ منها؟ وإذا كانت شرًّا، فأخبرنا لنفرّ نحن أيضاً مثلك”. فأجابه يوحنا بمنتهى التواضع وهو يبكي قائلاً: “دعني يا سيدي الملفان كما التمستُ منك، فإنّ هذه الرتبة إنما هي للأقوياء نظيركم”. وفيما هما كذلك، إذا بعدد من الأساقفة يفدون إلى ذلك المكان، ويخطفون يوحنا، ويُدخلونه الكنيسة عنوة. وبعد أن طلبوا إليه بإلحاح أن يُذعن للدعوة السماوية، ناصحين ومشجعين، وضعوا عليه الأيدي ورسموه أسقفاً، ثمّ أخذوه إلى مدينة تلاّ حيث أجلسوه على كرسي أسقفيّتها[8]. ثقافة مار يعقوب ومؤلفاته مار يعقوب واللغة اليونانية: لا يخبرنا محرّرو سيرته إن كان يلمّ باليونانية أم لا. ولكن في عهد مار يعقوب، كانت المؤلّفات اليونانية تُتَرجَم في مدرسة الفرس الرهاوية، وذلك لإنعاش اللغة السريانية التي لا تقلّ أهمّيّتها عن اليونانية. هذا ما نفهمه من مواقف السروجي “المناهضة فكريًّا لكبرياء اليونان”. وفي رسالته إلى مارون، يقول مار يعقوب إنّه قرأ الآباء اليونان بلغتهم دون الرجوع إلى الترجمة التي تنقّص من قيمة النصوص. طبعاً، لم يكن يُتقن اليونانية مثل السريانية، ولكن يجيدها بما فيه الكفاية لفهم النصوص الكتابية وملاحظة الفروقات بين نصَّيْ الكتاب المقدّس السرياني واليوناني، أو الاطّلاع على قصص اليونان ونقدها. مار يعقوب الشاعر: للسروجي قابلية شعرية وموهبة كلامية يُحسَد عليها. فاق مار يعقوب بشعره جميع الذين سبقوه سرياناً كانوا أم يونانيّين. إنّه الشاعر الذي استنبط الوزن الشعري الاثني عشري المقاطع، والذي يرمز إلى عدد الرسل الاثني عشر، الذين عليهم أسّس تعليمه، وقد نظم الشعر وعمره لم يتجاوز الثانية عشر سنةً! هذا الوزن الطويل سمح للسروجي أن يعبّر عن أفكاره بسهولة أكثر ممّا لو نظم على الأوزان الأخرى القصيرة التي استعملها مار أفرام ومار بالاي. قصّد الملفان السروجي القصائد الطوال وقد بلغ أبيات بعضها الألفين أو الثلاثة أو تزيد. قرأ عليه خَلقٌ انتفعوا به عُرف منهم كاتبه حبيب الرهاوي وناسك يُقال له دانيال. وقال ابن العبري إنّ سبعين ناسخاً كانوا يكتبون قصائده التي جُمعت فبلغت سبعمائة وثلاث وستين أوّلها في مركبة حزقيال، وآخرها في الجلجلة، وحالت المنيّة دون إنجازها وكلها على البحر الاثني عشري الذي استنبطه وعُرف بالسروجي نسبة إليه. وهذه الميامر تتناول شرح أهمّ أحداث العهدين، والبحث في الإيمان والفضائل والتوبة والبعث وحمد الله على المائدة، والموتى وتقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء والقديسين. وإذا علمتَ أن الراهب اللعازري بولس بيجان نشر 200 ميمراً في خمسة مجلّدات ضخمة قدّرتَ أنّ مجموعها يجيء في 19 مجلّداً. وتردّد البيعة السريانية صباحاً ومساء طائفة من ميامره المختارة في تسبيح رب الكون فتخلّد ذكراه مثلما شاء هو نفسه: “لا أهدأ من مدحكَ يا ربّي، حتّى بعد وفاتي. من يحيا بكَ وفيكَ ولأجلكَ لا يموت. كلمتُكَ لا تموت، وسكوت القبر لا يقدر أن يُسكِتَها. فلتتكلَّمْ إذاً بفمي لتُرَدَّدَ بعدي في المستقبل ..”[9] أمّا مصنّفاته المنثورة فهي رسائل بديعة، بإنشاء متين عذب المشرب. 43 رسالة نُشرت عام 1937 في 316 صفحة عن ثلاثة مصاحف في لندن أقدمها وأعظمها أُنجِز سنة 603، أي بعد وفاته بِـ 82 سنة فقط بخط يوسف الداري. وجد البطريرك أفرام برصوم إحدى عشرة خطبة للملفان لأعياد الميلاد والغطاس والدخول إلى الهيكل، والصيام الأربعيني والخميس السابق الشعانين، وأحد الشعانين، وجمعة الآلام وأحد الفطير والقيامة والأحد الجديد، وفي التوبة، وخطباً للعزاء، وليترجيتين للقداس وألّف صلاة السلام التي تُتلى في قداس عبيد الميلاد، وبعض ترانيم منثورة للتناول (شوباحات)، وطقساً للعماد، وسيرتي الناسكين حنينا ودانيال[10]. عام 1095، حبّر سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه قصيدة عصماء أبدع فيها في وصف مناقب الملفان المترجم وروائع مصنفاته. مار يعقوب المفسّر تعترف الكنيسة السريانية بأنّ مار يعقوب يستحقّ بجدارة لقب المفسّر (ܡܦܰܫܩܳܢܐ). إنّ تفسير مار يعقوب متأثّر بالتفسير الروحي مثل القورلسيّين الذين يجدون في كلّ إشارة ورمز في العهد القديم صورةً للابن المتجسّد، على نقيض التيودوريين الذين يميلون إلى التفسير الحرفي. يعترف الملفان بأنّ تفسيره هو ثمرة وحي النعمة الإلهية، فعلى المُستمع الذي يودّ أن يستفيد ويتعلّم أن يسأل بتمييز وفهم، وليس بدافع الفضولية الشخصية أو لتجربة المفسّر واختبار علومه وثقافته. ويعترف مار يعقوب أيضاً بوجود الصعوبات في التفسير ومهما حاول المفسّر وأجهد نفسه لتذليلها، ستظلّ قائمةً لأنّ كلام الربّ سرٌّ يفوق الإدراك. من أجل فهمٍ أفضل للكتاب المقدّس وتفسيره، كان يطلب مار يعقوب استعداد المؤمن الجسدي والنفسي، فالأصوام تساعد على الفهم، لأنّها تنير الإنسان وتخفّف من وزنه وثقله ليحلّق عالياً في أجواء المعرفة مثل النسر الذي كلّما قلّ أكله، كلّما ارتفع طيرانه. ويذكّر مار يعقوب القارئ بأنّ جناح النسر بالرغم من قوّته وبأسه، يحدّ الفلك من طاقته، لئلاّ يتجاوز حدوده المرسومة. المعنى الحرفي: عندما يفسّر الكتاب المقدّس تفسيراً حرفيًّا، يحترم التفاصيل اللغوية والفروقات بين النصوص وبين الترجمة السريانية مثلاً واليونانية والعبرانية. يحترم اختلاف الكلمات بين نصوص الترجمات (اش 7/14)، وينقد العبارات العبرانية المتكرّرة التي لا تُضيف معنًى جديداً (طوب طوب، يوث يوث …). يعتمد مار يعقوب النهج المسيحاني فيرى المسيح في طيّ التوراة، وإلاّ لما كان لها معنى في المسيحية. ينقد اليهود وجميع المفسّرين الجسديّين (ܦܰܓܖ̈ܳܢܳܝܶܐ܆ ܒܶܣܖ̈ܳܢܳܝܶܐ) الخارجين عن الخطّ المسيحي القويم. طبّق مار يعقوب المعنى الحرفي المباشر في تفسيره للعهد الجديد لأنّ البشارة شمسٌ لا تحتاج إلى رموز لفهمها على غرار التوراة التي اتّبع النهج الروحي والرمزي في تفسيرها. المعنى الروحي: لا يعترف مار يعقوب بحرفية النصّ للعهد القديم ما لم يكن مفيداً لبناء ورسمِ أطرِ العهد الجديد ورموزِه وأمثاله. فعلى سبيل المثال، يسخر من اليهودي الذي يفهم رؤيا حزقيال فهماً حرفيًّا أي أنّ الله أخذ شبه الإنسان وجلس على المركبة! هذا مستحيل لأنّ الله روح لا تحدّه ولا تحمله مركبة! نقضه آراء برصوديلي اسطيفان برصوديلي كاتب سرياني وُلد في الرّها في النصف الثاني من المئة الخامسة. ترهّب وتنسّك وتضلّع من آداب السريانية واليونانية. اعتنق مذهب “وحدانية الوجود” أي أن الإله الواحد هو كلّ الكائنات، وأنّ كلّ طبيعة مساوية في الجوهر للذات الإلهية وللجوهر الإلهي. ثمّ عاد إلى الرها حيث أخذ يكذّب أوّلاً بأبدية عذابات جهنّم على رأي العلامة أوريجانوس قائلاً: “إن الخاطئ يتعذب بالنظر إلى المدة التي ارتكب فيها الخطيئة، سواء أكانت سنة أم أقلّ أم أكثر، ينضمّ بعدها الأشرار إلى الأبرار”. ووفقاً لهذه النظرية فسّر قول الرسول سيكون الله الكلّ في الكلّ. فلمّا انتهى أمره إلى الملفان مار يعقوب، كتب إليه رسالتين، مرشداً وداعياً إلى الطريقة المثلى. وفي هذه الرسالة يقول مار يعقوب “إنّ لا مساء لنهار النور المتلألئ في الجانب الأيمن، ولا صباح لليل الظلمة البرانية البهيم. فبعد أن يلج العريس خدره، يُغلق الباب ولا يُفتح للقارعين، كما أغلق نوح باب الفلك ولم يفتحه للفجّار ليستتروا فيه معه من الأنواء الشديدة. لأنّه متى صدر القضاء لا ينفع الدعاء”. ثمّ فنّد وساوسه قائلاً: “ولئن ارتُكبت الخطايا في عدد يسير من الأيام، فإنّ عقابها لا يُبرم بعدد أيام أو سنين، إذ ليس ثمّة سنون ولا أيّام ولا ليال. أجل، إنّ الديان لعادل حين يقضي بالعذاب الأبدي على من ارتكب خطايا في عشر أو عشرين سنة أو أقل أو أكثر، وإلاّ لكان حكمه الآخر القاضي بالملكوت الأبدي للّذي يعمل الصلاح مدة يسيرة، غير عادل أيضاً. فإن كنتَ تحسبُ أنّه من العدل أن يُدان الخاطئ بقدر المدّة التي ارتكب فيها الخطيئة، فعليك أن تسلم أيضاً بأن البار يجب أن يتنعم هو الآخر بقدر المدة التي مارس فيها البِرّ. وهكذا فمن أخطأ مدّة عشر سنوات، تعذّب في النار عشر سنوات فقط. ومن مارس الصلاح مدة عشر سنوات، تمتّع كذلك في الملكوت مدّة عشر سنوات فقط ثمّ يغادره وجوباً. وعلى هذا المنوال يكون نصيب لصّ اليمين في الجنة ساعة واحدة فقط، لأنه ساعو واحدة فقط اضطرم في الإيمان راجياً من المسيح أن يذكره في الملكوت”. وقد بيّن له سبب عدل الله في قضائه بالنار الأبدية وبالحياة الأبدية: “إنّه تعالى، يتبيّن امتداد نية الخاطئ المطلق مع الخطيئة. أي لو تسنّى له أن يعيش إلى الأبد، لأخطأ إلى الأبد، كالغني الذي ملأ أهراءه غلات كثيرة، وقال لنفسه كلي واشربي وتنعمي فإنّ لك خيرات كثيرة محفوظة لأعوام كثيرة. أي أنّه مدّ نيّته ليتنعّم إلى الأبد، فانقطعت حياته دون أن تنقطع خطيته، إذ كان يعيش في نيته وجشاعته إلى الأبد. أليس إذاً من العدل أن يُدان هذا بالعذاب الأبدي؟ وهكذا قُل عن امتداد نية البار المطلق مع خشية الله. أي لو قُيِّض له أن يعيش إلى الأبد، لمارس البرّ وحده. فهذا ولئن صرم الموت حياته وأوقفها عن السعي وراء الصلاح، فقد كان هذيذه عمل الصلاح إلى الأبد كقول أيوب الصدّيق في غمرة آلامه: لن تتخلى عني وداعتي، وسأصبر ببرّي ولن أرتخي. فمن هو يا تُرى الديّان العادل الذي لا يوجب له الملكوت الأبدي؟”. المصادر – اغناطيوس أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية (حمص 1943)، دار ماردين – حلب (الناشر)، مطبعة ألف باء الأديب، دمشق، الطبعة السادسة 1996، ص219-225 – اغناطيوس يعقوب الثالث، هبة الإيمان أو الملفان مار يعقوب السروجي أسقف بطنان، 1971. – بولس بهنام، خمائل الريحان أو أرثوذكسية مار يعقوب السروجي الملفان، مطبعة الاتحاد، 1949. – بولس الفغالي، يعقوب السروجي كنارة الروح وقيثارة البيعة حياته ومؤلفاته وفكره، مجموعة التراث السرياني، دار المشرق، بيروت، طبعة ثانية 1996. – بهنام سوني، تكوين البرايا، ج1، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة، المركز الرعوي للأبحاث والدراسات (الناشر)، الدكوانة، الطبعة الأولى، 1995. الإنسان، ج2، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة، المركز الرعوي للأبحاث والدراسات (الناشر)، الدكوانة، الطبعة الأولى، 1995. [1] كان أبوه كاهناً وكانت أمه عاقراً. فصلّيا في كنيسة مار بارحدث ونذرا فاستجاب لهما الله ورزقهما طفلاً أسمياه يعقوب. ولما بلغ الثالثة من عمره، أخذته أمّه إلى الكنيسة للصلاة في عيد مار مقيم شبرا. وفي أثناء حلول الروح القدس على الأسرار، نزل الطفل من حضن أمّه، وأخذ يشقّ صفوف المصلّين نحو المذبح، حتى بلغ مائدة الحياة، فجثا أمامها وكأنّه شرب ثلاث حفنات من جدول ظهر أمامه في تلك اللحظات الرهيبة كما فعل حزقيال بأكله الدرج كما أمره الله (حز 2: 8 – 3: 1- 3)، وعاد إلى أمه تحيطه هالة من نور، والكلّ ينظرون إليه باندهاش وانبساط (راجع قصيدة مار يوحنا سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه). [2] بحسب البطريرك أفرام برصوم في اللؤلؤ المنثور. أما بحسب البطريرك يعقوب الثالث، فإنّ خراب آمد حدث سنة 503، بعد تنبّؤ يعقوب بمدة وجيزة. لذا يميل البطريرك يعقوب إلى تحديد تاريخ الاختبار في سنة 502/503. [3]مطلعها: “أيها الرفيع الجالس على المركبة المتعالية”، وفي خلالها تطرق إلى حصار آمد متنبّئاً، ثم عاد إلى موضوعه فأوفاه حقه (قصيدة تلميذه جورجي أو حبيب). نشرها بيجان في المجلد الرابع خالية من نبوءته عن دمار آمد. جاءت القصيدة بسبعمئة بيت ونيف، وأورد فيها يعقوب 396 آية من الكتاب المقدس. [4] قصيدة ابن الصابوني [5] حيث كان الاضطهاد الذي شنه يوسطنيان على بيعة الله الأرثوذكسية سنة 518 لا يزال مخيماً على بيعة الله الأرثوذكسية في أنحاء سوريا كلها. [6] أفسس 4: 6 [7] راجع أيضاً قصيدة ابن الصابوني في مار يعقوب والتاريخ الكنسي لابن العبري مج 1 ص 189-191. [8] راجع سيرة التلي بقلم تلميذه إيليا. [9] سوني، بهنام. تكوين البرايا، ج1، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة، المركز الرعوي للأبحاث والدراسات (الناشر)، الدكوانة، الطبعة الأولى، 1995، ص 108. [10] دانيال الحبشي (اللؤلؤ المنثور)، دانيال الآمدي ناسك جبل “جلش” (هبة الإيمان)، وفيها يسمّي مار برصوم الشهير بِـ “رئيس الأبيلين” (النساك) ورجل الله الشهير. إعداد مار سويريوس روجيه أخرس مصدر آخر عالم نحرير أوحد زمانه وواحد قُطره ، وشاعر مفلق مطبوع لا يلحق غُباره ولا تُدرك آثاره ، ومترسّل من امرآء الكلام يتأنق ويبدع تحفزه الفطرة وتمدّه السجية . غلب عليه الشعر فسارت قصائده سير الرياح . وطارت في الآفاق بغير جناح . وشعره يهجم على القلب بلا حجاب يلَذّه من سمِعه ، لا تقرأ له ميمراً حتى تألفه وتعشقه إلى حد الشغف ، فمن روائع وبدائع تَبهر العقول ، ومحاسن تأخذ بمجامع القلوب ، إلى جزالة في الكلام وحسن في اللفظ وحلاوة في المذهب ، ودقة وعذوبة في المعنى وبراعة في التعبير وإحكام في السبك على صفاء في الرونق . هو بلبل المعاني لا يملّ تغريده والشاعر الموهوب المديد النفَس الذي ابتكر البراعات المأثورة فما بلغ شأوه بالغ . يقصّد القصائد الطوال وقد تبلغ أبيات بعضها الألفين والثلاثة أو تزيد ، وهو مع بواهر فواتحه ونفائس خواتمه يجول في كل قصيدة جولة الفارس المغوار فيكل قارءه وهو لا يعتريه كلل . وكلما تعمق في الموضوع الذي يعالجه كلما زاده بياناً عذباً ، وطلع عليك بألفاظ مستحدثة وتعابير رقيقة وأفانين مستملحة تذهب بالسأم والملل ، وتنبّه القارئ إنه حيال يمّ عُباب ملؤه درر وطرائف الآداب . اقرأ ميامره في المواعظ والتزهيد في الدنيا والتوبة وأنت تبغي منها رَشَداً ، فلا تخرج مما أنت فيه إلا وقد سرت إلى قلبك الزهادة في الدنيا الغَرور وتمكن فيه حب التقى والعبادة ، ومهما تجافى جنبك عن الصلاح فإنه يعطفك إلى قرع باب الله والتمسك بأهدابه _فلله دره ما أخبره بأمراض النفوس وحسن علاجها ، وما أسلس أسلوبه في أَسر القلوب الجافية ، فكيف به إذا صادف قلوباً واعية ونفوساً وادعة. ذلك أن الله أعانه بالهامه فكان لسانه ينبوع حكمة وإصابة ، وهو من أصفياء الله وأشهر قديسي زمانه عصر الإيمان والبطولة والمبادئ الدينية القويمة التي كبتت المضلّلين . سقى الله عهداً أنجب جهابذة تُثنى بهم الأصابع وتُعقد عليهم الجناصر ، كالمنبجي وبولس الرقي والتلي والمدلْلي وابن أفتونيا وسويريوس الانطاكي ، وإضرابهم من الثقات الإثبات وأن الدهر بأمثالهم لضنين . فلذلك أحسنت البيعة السريانية بنعته بالملفان على سبيل الإطلاق وكنارة الروح الإلهي وقيثارة البيعة الأرثدكسية وإكليل الملافنة وزينتهم وفخرهم . ولد مار يعقوب في قرية (كورتم )الواقعة على ضفة الفرات . وقيل في بلدة (حَوْرا) من عمل مدينة (سروج)عام451 وتخرج في مدرسة الرها فأصاب من علومها اللغوية والفلسفية واللاهوتية السهم الأوفى . وترهب وتنسك . وحين بلوغه من العمر الثانية والعشرين ارتجل قصيدته المشهورة في مركبة حزقيال ، في محضر خمسة أساقفة اقترحوها عليه وهو مائل في بيعة بطنان سروج أو في رواية ضعيفة ، في بيعة نصيبين فأقروا له بالشاعرية الممتازة وأجازوه واثقين أن الله سبحانه مازه بفضله وهو الوهّاب الكريم . واستمسك من السيرة الفاضلة بحبل متين حتى تميز بالورع ، وسيم قسّاً ثم قُلد رتبة الزائر (البريودوط) لبلدة حورا . فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات وسورية المجوفة ناهضاً بعب ،مهمته ،حتى نزل من نفوس مئات بل آلاف من الرهبان أجمل منزلة ثقة وأمانةً وتقىً وعلماً . وفي أواخر عمره سُقّف على أبرشية بطنان سروج عام 519 فأحسن القيام بأمر رعيته سنة واحد عشر شهراً ومضى إلى جوار ربه في 29 من تشرين الثاني عام 521 وهو أخو سبعين فعيدت له البيعة . وبعد دهر طويل نُقل بعض رفاته إلى هيكل خاص به في مدينة ديار بكر . قرأ على الملفان السروجي خلق انتفعوا به عُرف منهم كاتبه حبيب الرهاوي وناسك يقال له دانيال . وقال ابن العبري أن سبعين ناسخاً كانوا يكتبون قصائده التي جُمعت فبلغت سبعمائة وستين أولها في مركبة حزقيال ، وآخرها في الجلجلة ، وحالت المنبة دون انجازها وكلها على البحر الاثني عشري الذي استنبطه وعرف بالسروجي نسبة إليه . وهذه الميامر تتناول شرح أهمّ أحداث العهدين العتيق والجديد والبحث في الإيمان والفضائل والتوبة والبعث وحمد الله على المائدة ، والموتى . وتقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء . وخصّ بالذكر القديسين بطرس وبولس وتوما وأدّى ويوحنا المعمدان وكوريا وشامونا وحبيب ، وسرجيس وباخوس وأهل الكهف وجرجس وشهداء سبسطية وأفرام وسمعان العمودي ، والبيعة السريانية تردد في الأصباح والأمساء طائفة من ميامره المختارة في تسبيح ربّ الكون فتخلّد ذكراه . وفي خزائن كتبنا الزعفرانية والقدسية وماردين وغيرها وفي الواتكانية ولندن ما يزيد على أربعمائة ميمر منها أكثرها على رقوق وإذا علمت أن الراهب بولس بيجان نشر مئتي ميمر في خمس مجلدات ضخمة قدّرت أن مجموعها يجيء في تسعة عشر مجلداً . وكان قد اختير منها زهاء سبعة وسبعين قصيدة ضمت إلى مجموعة الخطب السنوية في مصحف وجدته في باسبرينة مخالفاً المجاميع المألوفة . وقرأنا له مداريش بوزن ((اللهم يا من نزل على طورسينا ))أولها في القديسين وسوغيثين في الندامة ونسبت إليه بعض النسخ سوغيثاً فلسفياً على الأبجدية 22 بيتاً بلحن ((أسقني يا ربي من ينبوعك)) وهو للرهاوي كما ارتأى منغانة ونظم أناشيد في آفات الجراد التي نكبت بها البلاد في ربيع سنة 500 أما مصنفاته المنثورة فهي رسائل غاية في الحسن بديعة كلها ، بانشاء متين الحبك مُحكَم النسج متدامج الفِقَر عذب المشرب . وصل إلينا ديوان يشتمل على المختار منها وعددها ثلاث وأربعون نُشرت عام 1937 في 316 صفحة عن ثلاثة مصاحف بلندن أقدمها وأعظمها أنجزت سنة 603 وهذا ثبتها : 1-إلى اسطيفان ابن صوديلي المبتدع ،ينصح له ليحسن السلوك بالتقى ناقضاً وساوسه ،وذلك قبيل خروجه إلى البدعة .وهي تالية لرسالة أولها أنفذها إليه مرشداً وداعياً إلى الطريقة المثلى .ثم حرمه في مجمع ضمَّ بعض الأساقفة .2 :رسالة في الإيمان 3:إلى القس توما في الإيمان 4 :إلى أنطونينس أسقف حلب 5 :إلى القس يوحنا 6 :إلى رهبان أرزون قلعة الفرس 7 :إلى رهبان طورسينا 8 :إلى مار حبيب رسالة السلام في القيامة 9:إلى يوليان رئيس الشمامسة 10 :إلى اسطيفان المسجّل الشرعي في أعمال المسيح الخلاصية ،11 :إلى بولس الناسك (12 مخرومة)13 :إلى لعازر رئيس دير مار باسوس ورهبانه في أعمال المسيح 14 :إلى رهبان مار باسوس رسالة توسّل 15:كتاب من رهبان مار باسوس إليه 16 :جواب إليهم 17 :رسالة ثالثة إليهم وهي درة يتيمة وحجة قاطعة على اعتصامه بالمعتقد الأرثدكسي 18 :إلى المعترفين الحميريين في نجران 19 :إلى صموئيل رئيس دير مار اسحق في جَبَلة ،في الإيمان 20 :إلى أهل الرها وفيها يذكّرهم بوعد المسيح لابجر 21 :إلى رؤساء الأديار انطيوخس وشمعون وصموئيل ويوحنا وسرجيس وأغناطيوس في ميلاد الرب وصلبه 22 :إلى يعقوب رئيس دير النواويس 23 :إلى مارون ،جواب عن ست مسائل في مشكلات الكتاب العزيز كان عرضها عليه بلغة غير السريانية وهي ست وثلاثون صفحة 24 :في قول ربنا :من قال كلمة في ابن البشر يُغفر له ومن يجدف على روح القدس لا يُغفر له 25:إلى بعض أصدقائه 26 :إلى مارا أسقف آمد رسالة تعزية 27 :إلى دانيال الناسك في تخوفه من خدمة الكهنوت 28 :في ندامة النفس 29 و30 :إلى بعض أصحابه 31 :إلى صديق له في السبت الكبير 32 :إلى بولس مطران الرها في الآية :أحبوا أعداءَكم 33 :إلى أوطخيان أسقف دارا في الإيمان 34 :إلى سيمي يعزيه بابنه 35 :إلى السيد بسا كونت (أمير)الرها في الإيمان 36 :إلى القومس (الأمير)قورا رأس الأطباء في تفسير الإيمان الحق 37 إلى لأنطيا ومارية الزانيتين اللتين تابتا وعكفتا على النسك 38 :إلى متوحد كان يعاين خيالات شيطانية جهراً 39 :إلى دانيال المتوحد 40 إلى بعض النساك 41 إلى صديقه شمعون 42 إلى رجل فقير يطلب خلاص نفسه في السيرة الفاضلة 43 :إلى أحد أصدقائه . وقرأنا له أيضاً رسالة إلى بعض أصدقائه أولها :لو لم تقلقك عوارض هذا العالم الشرير ،ولم ترد في ديوانه ،وبعض مواعظ وذكر صاحب التاريخ المنسوب إلى يشوع العمودي (ص280 )إنه في أثناء الرعب الذي استحوذ على الناس من حرب الفرس والروم سنة 503 اندفع أهل البلاد الواقعة في شرقي الفرات إلى المهاجرة ، فطفق المترجم يكتب لهم الرسائل ناصحاً لهم بالملكوت في أوطانهم ، ومشجعاً إياهم على أمل النجاة بعناية الله سبحانه ، ولم يصل إلينا منها سوى الرسالة العشرين التي أنفذها إلى أهل الرها . ووجدنا له إحدى عشرة خطبة لأعياد الميلاد والغطاس والدخول إلى الهيكل ، والصيام الأربعيني والخميس السابق السعانين وأحد السعانين وجمعة الآلام واحد الفطير والقيامة والأحد الجديد وبدؤها :إن فرحاً شديداً ملؤه الفطنة يستفزني اليوم إلى … وفي التوبة أولها :يجب علينا أن نحزن لأن نسيج حياتنا قد قصر وهو يؤذن بالانقطاع من يوم إلى آخر وخطباً للعزاء ، وليتورجيتين للقداس ألَّف الأولى سنة 519 ومطلعها :اللهم يا خالق الجميع وفاطر كل ما يرى وما لا يرى وهي 24 صفحة والثانية :أيها الآله المبارك اللطيف يا من اسمه منذ الأزل وفي خزانتنا نسخة بدؤها :أيها الاله الآب يا من أنت السلام الذي لا حدّ له ، وهي 21 صفحة _وألَّف أيضاً صلاة السلام التي تتلى في قداس عيد الميلاد ، وبعض ترانيم منثورة للتناول (شوباحات)وطقساً للعماد وسيرتي الناسكين دانيال الجلشي وحنينا قال ابن العبري أن ((له تفاسير ورسائل ومداريش وسوغيثات وإنه فسر (مئات أوغريس الستمائة )إجابةً إلى طلب تلميذه جرجس أسقف العرب )) وبما أن هذا توفي عام 725 فأما أن يكون التفسير ليعقوب الرهاوي ؛ أو أن العبارة من زيادة بعض النساخ وهذا الكتاب مفقود، وعام 1095 حبّر عالم عصره سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه ، قصيدة عصماء أبدع فيها في وصف مناقب الملفان المترجم وروائع مصنفاته فوفاه حقّه . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – الشماس حبيب الرهاوي لازم السروجي وأخذ عنه وكتب له ومنه تعلم صناعة القريض ولكن لم يرد باسمه قصيدة ثابتة . نسبت إليه قصيدة في مديحه بدؤها : ((يا يسوع أيها النور الذي يشرق ضياؤه في كل الأقطار )) ونسبها المتأخرون خطأً إلى جرجس تلميذه ولم يرد في نسخة موثوق بها وقرأنا منها نصّاً اضبط : ((يا يسوع أيها النور الذي أبهج ظهوره الأقطار بأسرها )) وهي أما غُفل من اسم الناظم أو أنها من انشاء بعض الغرباء وعلق سرجيس الراهب الحاحي على هامش نسخة القدس عام 1483 إنها من عمل يوحنا ابن شوشان ولعل رأيه مصيباً فإن في بعض أبياتها ما ينفي نسبتها إلى حبيب وهو قوله : ((ارفع عقلك يا هذا نحو الأولين والمتوسطين )) واختلف النقَّاد في أمر جرجيس ويحسبه بعضهم جرجس أسقف سروج وحورا الذي رُسم سنة 698 وإليه أنفذ يعقوب الرهاوي رسالته المشهورة في الخط السرياني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برلاها الناسك | الولادة: – الوفاة: – كان برلاها القس الناسك حبيساً في صومعة اليشع الناسك المسماة دير المركبة ، وعُرف باشتغاله بالترجمة السبعينية للتوراة التي وُضعت في غضون القرن السادس واتصل بنا منها قطع كبيرة . ومن خبره أنه سأل رئيس الدير شمعون الآتي ذكره فنقل المزامير من اليونانية إلى السريانية . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمعون رئيس دير ليقين | الولادة: – الوفاة: – هو شمعون رئيس دير العذراء المعروف ببيت ليقينوس في الجبل الأسود وكان من المضطلعين باليونانية والسريانية . ويتضح من جوابه إلى برلاها أنه بعناء وافر باشر ترجمة المزامير ، فجاءت تخالف النقل الذي أَلِفه السريان مما يطابق شرح باسيليوس الكبير للمزمور الأول . وذكر مصنَّف أوسابيوس في مضمون كل مزمور ،ونقل أيضاً في مقالته فصولاً في المزامير من إنشاء ديديمس وأوريجانس وأثناسيوس، وهذه المجموعة هي التي تشتمل عليها الترجمة السبعينية السريانية . وتجد رسالة برلاها والجواب عليها في المصحف الواتكاني رقم 135 ، وقيل أنه فسَّر أيضاً بعض المزامير تفسيراً مختصراً . وكان برلاها وشمعون موجودين في الربع الأول من القرن السادس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس أسقف الرقّة | الولادة: – الوفاة: – من أعيان العلماء الضاربين بسهم وافر من الأدبين السرياني واليوناني . سُقف على مدينة الرقة في العقد الأول من القرن السادس . وعام 519 تناولته يد الاضطهاد القيصري في سبيل المعتقد فخرج إلى الرها وأقام فيها . وعني بنقل مصنفات مار سويريوس الانطاكي إلى السريانية وهي مراسلته ليوليان أسقف هاليكرناس الخيالي في عدم فساد جسد المسيح . وخطابه رداً على يوليان وكتابه في نقض الزيادات وتفنيد احتجاج يوليان ، وسبقه بمقدمة ذكر فيها أنه نقله بعناء شديد . وكتابه في نقض المانويين ، وكتابه الموسوم بفيلالتس (محبّ الحق )ويظهر أنه نقل أيضاً خطبه المئة والخمس والعشرين التي ألقاها وهو على المنبر ، ومراسلته لسرجيس النحوي وكتابه في نقض يوحنا النحوي وهو مجلدان انتهى منهما في نيسان سنة 528 ويُعد مار بولس هذا من خيرة العلماء أصحاب الأيادي البيض على الكنيسة السريانية وأدبها بنقله هذه المصنفات الجليلة فنعت بمترجم الكتب، ونظم معنيثاً للميرون ونجهل سنة وفاته . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مارا مطران آمد | الولادة: – الوفاة: 529 من أهل الحسَب الأثيل ابن الحاكم قوسطنت . ولد في آمد ونشأ فيها خير منشأ في أحضان النعمة ، وأحرز من الثقافة أوفى نصيب مضطلعاً باليونانية فضلاً عن لغته . وترهب في دير مار توما في سلوقية وفاح أرَج سيرته الفاضلة فكان عفيفاً صوَّاماً وصار وكيلاً للبيعة. وفي أبّان الاضطهاد والبطريرك الانطاكي في المنفى ، سُقّف مارا على آمد بوضع أيدي أساقفة ميافارقين وأكل (أجل) وشِمشاط حوالي سنة 520 وهنأه مار يعقوب السروجي بالأسقفية . وبعد مدة يسيرة نفاه يسطينس في سبيل الإيمان القويم ومعه أيسوذورس أسقف قنسرين إلى باطرا عاصمة بلاد النبطيين القديمة . ورافقته اختاه الفاضلتان شموني ومرتا اللتان ربيتاه في طريق الفضيلة ، وكانتا تشجعانه على احتمال المكروه . وصحبه أيضاً كتَّابه الأربعة الشماس اسطيفان وكان من أرباب الفصاحة وتوما الناسك والشماس زوطا وسرجيس، ثم نقل إلى الإسكندرية بفضل الأميرة ثاودورة حول سنة524 فأقام فيها صابراً صبراً جميلاً وانتفع بالمطالعة والدرس . وجمع خزانة كتب نفيسة عديدة حوت فوائد جمة لمحبي العلم المجتهدين، وبعد أن قضى في المنفى ثماني سنين نقله الله إلى دار كرامته في حدود سنة 529 فحملت أختاه وتلاميذه رمّته إلى وطنه وأدعوها هيكل مار شيلا الذي كان المترجم بناه، وحملوا خزانة كتبه إلى بيعة، آمد، ودوَّن سيرته يوحنا الأفسسي وصنَّف مارا عدة كتب باليونانية ونقل عنه زكريا أسقف مدللي طرفاً من الفصل الثامن من انجيل يوحنا لم يكن قد نقل إلى السريانية، وفصلاً في الإنجيل وأعمال المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيس الراسعني | الولادة: – الوفاة: – سرجيس الراسعني فيلسوف من ذوي العلم الواسع ، وكاتب متصرف باعنّة الكلام من أجرى الكتَّاب قريحة . كان قساً سرياني الجنس ورأس الأطباء في مدينة رأس عين وهي ثاودوسيو بليس في الجزيرة وتظن ولادته فيها. وذاع صيته ببلاغة منطقه . قرأ العلوم في مدينة الإسكندرية فكان حظه من العلوم اليونانية موفوراً فضلاً عن اضطلاعه بالسريانية. وتبسّط في العلوم الفلسفية والطبية تشهد بهذا تآليفه الجليلة. وكان أرثدكسياً ولكنه تحاشى عن الجدل في القضايا اللاهوتية بل تقلّب في المذهب الديني . وخصّ ثاودور أسقف مرو النسطوري بكتابين من وضعه وسنة 553 شخص إلى أنطاكية ليشكو آسول أسقف رأس العين إلى البطريرك أفريم الآمدي، فأوفده هذا إلى رومية لدعوة أغابيطس الروماني إلى القسطنطينية . فرحل وقدم به، وتواطأ أغابيط وأفريم على مناهضة انتيمس القسطنطيني وسويريوس الانطاكي. وفي تلك الأثناء مات سرجيس في العاصمة في ربيع 536 وتوفي أغابيط بعد أيام يسيرة . وأكثر مؤرخينا يطعنون في سيرة سرجيس وأخلاقه . أما تآليفه المعروفة فهي خطاب في الإيمان أنشأه حوالي سنة 385 _488 لم يصل إلينا .ومقالات أصلية في المنطق سبعة أجزاء ،في السلب والإيجاب ،وفي أسباب المعمورة بحسب مبادئ أريسطو في الجنس والنوع والشخص وهي مخرومة . وكتاب في الأدوية البسيطة ، ومصنف في غاية تآليف أرسطاطاليس بأسرها وخصّ هذين الكتابين بثاودور . وهذا الأخير 294 صفحة بخط الشماس زينون ابن القس سليمان آل القس أبي سالم نسخة عام 1187 للشماس أبي الحسن رأس الأطباء ولكن أبرزها ما نقله من اليونانية إلى السريانية وأشهر نقوله أيساغوجي برفيريوس الصُوري ومقولات أريسطو وكون العالم ؛ومقالته في النفس خمسة فصول وشيء من تآليف جالينس منها ثلاثة كتب من مقالة البسائط ويُرتاب من ترجمة المقالات الزراعية المنسوبة إليه . وهذه المصنفات حافلة بالفوائد اللغوية والجغرافية حاوية كثيراً من الألفاظ والأسماء النباتية، والكتاب الفلسفي اللاهوتي المشهور المنسوب إلى ديونيسيوس لاأريوفاغي في الأسماء الإلهية والرتب الملائكية والكهنوت، وسبقه بمقدمة بليغة تدل على ما كان لتعاليمه السرّية من بعد الأثر في نفسه . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا التلي | الولادة: 483 الوفاة: 538 من خيار الأحبار زهداً وعبادة وكبار المجاهدين في سبيل المعتقد القويم، وثقات علم الفقه وأسناده، ولد في مدينة الرقة من أسرة ثرية عام 483 ونشأ منشأ صدق أدباً وورعاً . وأصاب من العلم حظّاً وفياً وحازادبي اللغتين السريانية واليونانية واتسعت معرفته بهما . وانضم إلى سلك الجنود مُديدة، ثم ولع بالزهد في الدنيا فترهب في دير مار زكى بظاهرة الرقة سنة 506 حيث اضطلع بالعلوم اللاهوتية والفقهية ورُسم قساً وسنة 519 رقي إلى أسقفية تلاَّ . وبعد سنتين نفاه القيصر يسطينس لاعتصامه بالأرثدكسية، فأوى إلى بعض بلاد الجزيرة وانتهى إلى مدينة سنجار . فرحل إليه المؤمنون من أطراف البلدان يجدون عنده مقْطع الحق ومفصِلَ الصواب وهو يجتهد لهم في المشورة ويُبصّرهم مواقع رشُدْهم، وبداعي الاضطهاد ونفي الأساقفة سام لهم جماهير من الاكليريكيين بلغ عددهم وزار بلاد الفرس ثلاثاً ورحل إلى العاصمة عام 532 _533 دفاعاً عن المعتقد ثم عاد إلى خلوته، إلى أن تمكن الخصوم من القبض عليه بوساطة حاكم نصيبين الفارسي المجوسي . وعقد له أفريم الآمدي البطريرك الملكي مجلساً في رأس عين أوائل سنة 537 وحاول إمالته إلى مذهبه فلم يفلح. فاعتقله بسلطة الدولة الغاشمة في دير على باب أنطاكية وأساء معاملته فصبر على مكروه عظيم حتى سار إلى جوار به في سادس شهر شباط عام 538 وعمره خمس وخمسون سنة . وعدَّ من المعترفين الصادقين وجعلت الكنيسة له عيداً . وكتب سيرته الضافية تلميذه ورفيقه الراهب إيليا، وأجملها الآسيوي وكلتاهما مطبوعتان . ومن تأليف مار يوحنا التلي ثمانية وأربعون قانوناً سنّها لرهبان ديره، أُدخلَ بعضها كتاب الشرع الكنسي، وحفظت نسخها في مجموعة القوانين القديمة وهي خمس صفحات، وسبعة وعشرون قانوناً تشتمل على وصايا وثنبيهات للاكليروس وعُنونت في بعض النسخ ((قوانين ليوحنا التلي ليحفظها الكهنة وخصوصاً الذين في القرى )) عشر صفحات وثماني وأربعون مسئلة اقترحها عليه تلميذه القس سرجيس فحظي بجوابه، سبع صفحات ورسالة ضمنها دستور الإيمان وأنفذها إلى أديار أبرشيته وكورتها باسم رؤساء الأديار، والقسوس والشمامسة والرهبان، أولها :لقد وضع لنا بولس الرسول أساساً روحياً لا تقوى أمواج الهراطقة على تحريكه، خمس عشرة صفحة وتفسير التقاديس الثلاثة صفحتان ورسائل شتى نوَّه بها الراهب ايليا في سيرته . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سويريوس الانطاكي | الولادة: 459 الوفاة: 538 حبر خطير شمس الأئمة وحجة البلغاء وسيد العلماء البعيد الهمة. أوحد عصره وعين وقته ونضار زمانه، تاج السريان وفجر البطاركة الانطاكيين، من جهابذة اللاهوتيين وفحول الكتاب المتبحرين. الخطيب المصقع الصحيح اللسان الفصيح البيان. إذا اعتلى المنابر وأخذ في الكلام، أمطر اللالىء المنثورة بلسان عضب وقلب شديد. وطوية مأمونة وصدر منشرح وبديهة نَضوح. أو قبض على اليراع فاض كالبحر العجَّاج تدفقاً، وأضاء كالسراج الوهاج تألقاً. يفزع إليه أئمة الاشتراع وأصحاب الضمائر الحيّة في حل المشكلات وشرح المعضلات فينثر عليهم من الحقائق والأحكام آيات بينّات، رجل وهمّك من رجل دعم الدين وشيّد بنيانه ورفع أركانه، ونصر المعتقد القويم وأوضح حجته. وكان نقيّ الأديم زكيّ النفس طاهر الأخلاق حائزاً لمفاتيح الحكمة وفصل الخطاب، وفوق ذلك التقوى شعاره والزهد دثاره والصبر على المكاره مناره، وكان في صبره من الفائزين. ولد في سوزوبليس من ولاية بيسيدية في حدود سنة 459 وكان جدّه لابيه أحد أساقفة مجمع أفسس المسكوني (431) وقرأ النحو والبيان في الإسكندرية باليونانية واللاتينية. ثم درس علمي الفِقه والفلسفة في مدرسة الفِقه الروماني ببيروت فبرز في الفلسفة ونبغ في علم الشرائع، واعتمد في بيعة طرابلس سنة 488 ثم اختار لنفسه طريقة الزهد فترهب في دير مار رومانس في بلدة مايوما بفلسطين ورسمه الأسقف أبيفانيوس قساً. ثم أنشأ ديراً وأقام أربعاً وعشرين سنة متعبداً لله متروضاً في فضائل النسك، منصباً على حرث كتاب الله ودرس تآليف اللاهوتيين. واشتغل بالتصنيف نُصرةً للمعتقد القويم فذاعت شهرته وبعُد صوته وعام 508 رحل مع مئتي راهب إلى القسطنطينية في سبيل الدفاع عن المعتقد، ومكث فيها زهاء ثلاث سنوات حتى سنة 511 وبعد سنة وبعض شهور عُزل فلبيانس الثاني بطريرك انطاكية فانتخب المترجم بالصوت الحي ليخلفه في الكرسي الرسولي، وسيم بطريركاً في انطاكية في سادس تشرين الثاني عام 512 ففتح ثم كنوز علمه، وأنبرى يلقي الخطب الرنانة بياناً لحقائق الإيمان وتقويماً للأخلاق. ولم يحد أبّان رئاسته عن سنن نسكه وزهادته. فأزال من القيصر البطريركي أسباب الترف في المعيشة، وانصرف إلى إصلاح الأمور وتدبير الكنيسة متفقداً الأبرشيات والأديار المجاورة بنفسه وبرسائله الجليلة. وفي سنة 518 تولى يسطينس الأول الخلقيدوني المذهب خلفاً لانسطاس، فنفى جمهرة من أساقفتنا الأرثوذكسيين متنمّراً لسويريوس فخرج في 25 أيلول إلى مصر حيث أقام زهاء عشرين سنة وهو يدبر البيعة بنوَّابه ومراسلته، ويحبّر الكتاب أثر الكتاب نقضاً للبدع ودحضاً للمضللين بهمة لا تعرف الملل ولا تتعثر باذيال الكلل، مجيباً على مسائل السائلين ومعطياً الفتاوي السديدة في المشاكل الشرعية وكان إذا غُمَّ عليه في المشكلات استضاء بمصابيح الكتاب واستعان بما اشترعته المجامع. وعام 535 رحل إلى العاصمة ملبياً طلب يسطنيان الأول سعياً إلى الاتحاد فجذب انتيمس بطريرك القسطنطينية إلى حظيرته وظلت الشقة بعيدة بين الفريقين. فعاد إلى مصر ووافاه الأجل في بلدة سخا في ثامن شهر شباط عام 538 في أصح الروايات وعمره نحو من تسع وسبعين سنة، وأوقفت المنون في يمينه يراعة كانت تدبّج الروائع وتصور البدائع . فكلّل باسم ملفان البيعة الجامعة الكبير، وجعل عيده يوم وفاته، وأفاض أربعة كتَّاب بلغاء في تدوين سيرته بصفحات مطولة خالده، وهم :زكريا المنطيق ويوحنا رئيس دير ابن أفتونيا وأثناسيوس الأول بطريرك انطاكية وكاتب مغمور. أما مصنفات سويريوس فهي جدلية وطقسية وتفسير وخطب ورسائل وهي في غاية التحوير وذروة الاعتبار وكلها باللغة اليونانية وقد نقلها العلماء السريانيون إلى السريانية . فمن الأولى 1 و2 :كتابان نقض بهما نيفاليوس الراهب الإسكندري 3 :كتاب فيلاليتس ألّفه دفاعاً عن تأليف قورلس الإسكندري وغيره أظهر فيه 330 موطناً من تصنيف الأئمة زورّها الخصوم 4 :دفاع عن صحة كتابه (فيلاليتس) 5 :كتاب ضخم ثلاثة مجلدات نقضاً ليوحنا النحوي القيسراني الأسقف الملكي بدأ به بانطاكية وأنجزه بمصر 6 _7 :كتابان نقض بهما مذهب يوليان الخيالي أسقف هاليكرناس 8 :كتاب خصم به سرجيس النحوي الأوطاخي 9 :تفنيد لتأليف القس يوحنا البيساني الملكي. 10 :تزييف فيليقيسموس جزآءن 11 :كتاب تزييف المانويين 12 :نقض عهد لمفيطيوس الحاوي بدعة المصلين. 13 :ردّ على الكسندر، نشر منه بروكس نبذة في آخر المجلد الرابع من الرسائل وخطاب إلى البطريقين بولس وأفيون نقضاً لبدعة أوطاخي ومحاورة لأجل انسطاس. ومن الثانية كتاب نفيس يشتمل على المعانيث المستبدعة التي استنبطها، وهي أناشيد في غاية الفخامة والعذوبة، تستهل بآية من الكتاب العزيز ثم تسير بانشاء طلي على أسلوب بديع، توحي الورع وتعلّق القلوب بمحبة الله ،وعددها 295 وهذا ثبتها : 20 :عظات ،14 :لكل من ميلاد المسيح وللشهداء ؛13 :لصلاة الصبح 11 :لكل من الدنح ومعجزات ربنا والأحد المقدس ،9 :للصيام الأربعيني ،وللمعتمدين ،8 :للموتى ،7 :لكل من الشعانين والعنصرة والآفات والمساء 6 :لوالدة الإله وللزلازل ،5 :لكل من آلام ربنا ،والصعود والشهداء الأربعين 4 :لجناز الإكليروس والرهبان، وتجنيز الصبيان، 3 :لكل من يهوذا وآلام ربنا ،والصليب المقدس، ويوحنا المعمدان، والترتيل بعد الإنجيل، واحتباس الغيث، وحرب الفرس، 2 :للتلاوة قبل قراءة الإنجيل ليلة الأحد، وبعده، وحين الدخول إلى بيت المعمودية، وأطفال بيت لحم، وللشهداء اسطيفانس، ورومانس، وبابولا، وسيرجيس وباخوس، والمقابيين، ودروسيس والقديسين باسيليوس وغريغوريوس وأغناطيوس، والذهبي الفم، وللبيعة، وحروب الهونيين وتسفيه الملاعب والرقص، وتأبين كاتبه بطرس، وجناز الأطفال ،و1 لكل من الميرون وامرأة بيلاطس واللص الأيمن، ونصف العنصرة والرسل وبولس الرسول، ويوحنا الإنجيلي ومرقس الإنجيلي ،ويوحنا الإنجيلي وتوما الرسول، وتوما الرسول والأنبياء وزكريا النبي وأيوب الصديق. والشهداء لاونطيوس وسرجيس ومينا ،وسمعان العمودي والأنبا انطونيوس، وشهداء الأقباط وشهداء الفرس، ويوبنطينس ولونجينس ومكسيموس الذين استشهدوا على عهد يوليانس الجاحد والشهداء الحميريين. وتقلا وأوفيمية وبلاجية، وعامة الأساقفة وأغناطيوس وبطرس الإسكندري وغريغوريوس العجائبي، وأثناسيوس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس وبرفيريوس الانطاكي، وقورلس الإسكندري والملك ثاودوسبيوس الصغير، والقياصرة قسطنطين، وهنوريوس، وغراطيانس، وثاودوسيوس الكبير والآباء المئة والخمسين، وقبور الغرباء، وللقيامة قبل تناول القربان، والصعود والعنصرة، وللشهداء وحين تناول القربان، للميلاد . والمعتمدين ،والصعود والعذراء والشهداء .وفي تذكار الأساقفة وأيام الآحاد وبعد القربان حين صعود الأسقف إلى الدار الأسقفية .وبعد الدنح .وللشكر بعد نزول المطر وإرشاد في البرومليين ؟وللرهبان عند عودة من زيارة الأديار ،وفي المزمور التسعين ،وجناز الكهنة والراهبات ،والأرامل العفيفات والموتى . وفي امرأة أريوسية اهتدت وترهبت _نشر بروكس هذا الكتاب معتمداً على مصحفين في لندن ونقله إلى الإنكليزية عام 1909 وله ليتورجية بدؤها :اللهم يا خالق الكل وخصوصاً الإنسان، وطقس رسم الكأس أي القداس السابق تقديسه، وطقس للعماد، وصلاة تبريك الماء في عيد الغطاس وأدعية . ومن الثالثة :تفسير إنجيل لوقا وتفسير رؤيا حزقيال ومواضيع وآيات كتابية تجدها في بعض خطبه ورسائله وغير ذلك مما نوَّه به ابن الصليبي في تفسير الإنجيل وابن العبري في كنز الأسرار . ومن الرابعة مئة وخمس وعشرون خطبة تسمى خطب المنابر محفوظة في ثلاثة مجلدات ضخمة في خزانتي الواتكانية ولندن وبعض منها في خزانة دير الزعفران وخزانتنا . وقد نشر منها إحدى وخمسون خطبة منقولة منقولة إلى الفرنسية في ثلاثة مجلدات ومجموعها يقع في سبعة وإليك أشهرها . ست خطب في ميلاد الرب؛ وخمس في الدنح، وأربع في الصيام الأربعيني ومثلها في باسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي، وثلاث في سياسة المسيح بالجسد، تلاها في مدينة (قورس) وخطبتان في الاستعداد للدخول إلى بيت المعمودية وأحداهما 22 صفحة، وفي الصعود؛ والعنصرة والتوبة ورأس السنة. ووالدة الإله، ومجاوبة مسائل عُرضت عليه، وفي أثناء الرسالة المجمعية التي أنفذها إلى طيمثاوس الثالث الإسكندري؛ وفي الشهيدة دروسيس. وخطبة واحدة في المواضيع الآتية : يوحنا المعمدان، السعانين، السبت التابع العنصرة، جمعة الذهب، عرس قانا الجليل، في المولود أعمى، أطفال بيت لحم؛ أربعاء الآلام عيد تجديد الصليب، تذكار الموتى المساكين والغرباء، عدم اختلاف الإنجليين في قيامة المسيح، أثناسيوس الإسكندري المعترف انطونيوس مؤسس الرهبانية بمصر مقابيين. القديسة تقلا؛ الشهداء لاونطيوس ودوميطيوس وسرجيس وباخوس ويوليان (في اضطهاد ديوقلطيانس) وطراخس وفروبس وأندرونيقس ،وبروقوبيوس وفوقا ،وبرلاها وتاللوس . وتذكار (عيد)القديسين بعد أسبوع أحد القيامة ،وذكرى رسامته ،وفي قدومه إلى قنسرين واستقبال أهلها له ؛وخطبة وداع حين عزمه على زيارة الأرياف والأديار ،في الذين انطلقوا إلى المرسح بعد الباعوث ،في الآفة التي نزلت بالإسكندرية ،عدد الخطاة .عدة خطب في تفسير آيات من الأسفار المقدسة ،منها في قول الرب للكتبة والفريسيين ((من قال لأبيه وأمه قربان))في قول متى الإنجيلي ((ولما قدم إلى كفرناحوم كانت حماة بطرس ملقاة في حمّى ))؛ في الآية ((من ترى هو العظيم في ملكوت السماء)) في المثل الذي أورده لوقا : ((رجل نزل من أريحا إلى أورشليم )) في مدة بقاء الرب في القبر، في قول الرب : (كل الخطايا والتجديف الذي يجدفه الناس )، في آية :طوبى لكم أيها المساكين، في قول متى: ماذا يقول الناس في ابن البشر في قول الرسول لطيمثاوس : روّض نفسك في التقوى. في قول الرب للمجدلية : ((لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي)).في شرح عقائد أرثدكسية منها في التقاديس الثلاثة . ومن الخامسة رسائله التي يعسر احصاؤها وتقدر بنحو من ثلاثة آلاف وثمانمائة رسالة وهو عدد لم يسمع به لحبر مراسل ،جمعت قديماً في ثلاثة وعشرين مجلداً أربعة منها كتبت قبل البطريركية وعشرة في أثنائها سنة 512 _518 وتسعة بعد المنفى من سنة 518 إلى 538 وقد حفظ لنا الزمان منها مجلدين ضخمين عنوان أحدهما ((الكتاب السادس من المختار من رسائل مار سويريوس الانطاكي )) نقل القس أثناسيوس النصيبيني سنة 669 وعني بروكس فنشر سنة 1904 _1915 أربعة مجلدات منقولة إلى الإنكليزية وبعضها مجمل من الأصل وكلها جليلة زاخرة بالفوائد اللاهوتية والشرعية والتاريخية والإدارية تعكس فيها أنوار تلك النفس الكبيرة الشريفة. مجموعها 230 رسالة أكثرها متوسطة الحجم وتجد فيها رسالة 61 صفحة وثانية 30 وثالثة 29 و26 و14 و10 _وتضمن المجلدان الأول والثاني 123 رسالة . والثالث والرابع 107 جُمعت من26 نسخة قديمة 20 في لندن والبواقي في خزائن باريس ورومة وبرلين يتراوح زمانها بين القرون السادس والثالث عشر وبعضها لم يحفظ منها سوى سطور يسيرة وهذا ثبتها : الأولى و205 و206 إلى قسطنطين أسقف اللاذقية و2 ؛3 و4 و19 و23 و26 و41 و211 إلى سولون أسقف سلوقية أيسورية 5 إلى بطرس أسقف أفامية 6 و82 إلى الأسقف نيقيا، 7 إلى قسطور أسقف برجة 8 إلى تيموستراتس رئيس المجلس العام 9 إلى اسطيفان أسقف طرابلس 10 إلى الأسقف أوخاريوس 11 إلى رئيس دير مار باسوس 12 إلى القسوس قزما وبوليوقطس وزينون 13 و18 و136 إلى أوتروخيوس أسقف عين زربة 14 و15 و16 و151 إلى أنطونينس أسقف حلب 17 و123 إلى ميصائيل خازن الملك 20 إلى أساقفة ولاية عين زربة باسم مجمع 21 إلى رئيس البلاط 22 و42 و112 إلى الآباء 24 و84 إلى القس ثاوطقنوس رأس الأطباء 25 و33 و74 85 و87 إلى ديونيسيوس مطران طرسوس 27 إلى موسونيوس والكسندر المدافعين عن العدل في عين زربة 28 إلى فيلكسين أسقف دلوك 29 و199 إلى رهبان دير مار اسحق في الجبّول 30 و39 إلى اكليروس أفامية واشرافها 31 إلى أساقفة فينيقية 32 إلى يوحنا أسقف الإسكندرية الصغرى 34 إلى أساقفة أبرشية أفامية 35 إلى القس أوسطاثيوس 36 إلى أوسابيوس شماس أفامية 37 و38 إلى شمعون أسقف قنسرين 40 إلى هيباتيوس قائد الجنود 43 إلى رئيس دير القديس سمعان 44 إلى أوطخيان حاكم أفامية 45 إلى قونون طارد اللصوص 46 إلى اكليروس أنطارادوس 47 و108 إلى قسيان أسقف بُصرى 48 إلى فيلكسينوس أسقف منبج 49 و50 و52 و65 و91 و92 و149 و150 إلى القسيسين يوحنا ويوحنا رئيسي الدير، وكتبت الرسالتان الأخيرتان إليهما وإلى ثاودور رئيس الدير 51 و171 إلى القس فيلبس 53 إلى الأساقفة السوريين الذين في الإسكندرية 55 إلى ثاودور رئيس دير رومانس 56 إلى الأسقف بروقلس 57 و58 إلى الأسقف ديديمس 59 إلى يوليان رئيس دير مار باسوس 60 إلى فوتيوس وأندراوس رئيسي أديار قاريا 63 و69 إلى الشماس ميصائيل 64 إلى البطارقة 66 إلى أهل حمص الأرثوذكسيين و148 إلى اكليروس حمص وإشرافها 67 إلى الكونت انسطاسيوس بن سرجيوس 68 إلى أميان وهيباغاثس 70 و80 و121 و172 و175 و2/2 و3/2 و4/2 و5/2 و6/2 و7/2 و8/2 و9/2 و230 إلى البطريقة قيسارية 71 إلى زكريا البيلوزي 72 و195 إلى أمونيوس قسيس الإسكندرية 73 و169 إلىديوسقورس بطريرك الإسكندرية 75 إلى قزما رئيس ديرقوروس 76 إلى الكونت يوحنا من أنطارادوس 77 إلى الأب يوحنا قنوفطيس 78 و88 إلى أهل أنطاكية الأرثدكسيين 79 و111 إلى أندراوس القارئ والمسجل 81 إلى يوحنا الحاكم 83 إلى الدير الذي في طاكايس 86 رسالة جليلة 30 صفحة كتبها رداً على القائلين بوجوب إعادة عماد أومسح الراجعين من مذهب ذوي الطبيعتين 89 و100 إلى شمعون رئيس دير تلعدا 90 إلى دير اسحق 93 إلى الأسقفين بروقلس وأوسابيوس 94 إلى الأساقفة يوحنا وفيلكسينس وتوما في جبل ماردين 95 و203 إلى سرجيس أسقف قورس وماريون أسقف شورا 96 و133 و135 إلى الأسقف أيلوسينيوس 97 و208 و209 إلى أرخلاوس القاري الصُّوري 98 إلى الشماسة والرياني رئيسة الدير 99 إلى الشماسة يانينا رئيسة الدير 101 إلى نَونس أسقف سلوقية 102 إلى بيقطر أسقف فيلادلفيا 103 إلى اسطيفان أسقف أفامية 104 إلى زوجة البطريق قاليوبس 105 إلى أوسطاثيوس الراهب الشاب 106 إلى ايسيدورا 107 إلى اسطيفان القارئ 109 و197 إلى أوراليوس الخطيب 110 و196 إلى يوحنا خطيب بُصرى ،مجاوبة مسئلتين شرعيتين 113 إلى ثاودور أسقف أولبا 114 إلى الكونتة تقلا 5/1 إلى اليبيوس 6/1 إلى امرأة وكتبت الرسالة باسم رئيس الدير حلاّ لمسئلة شرعية 7/1 إلى ثاودور الحاكم 8/1 إلى قونون المستشار الخاص 9/1 إلى ثاودور الراهب البيزنطي 120 و161 إلى رهبان دير مار باسوس 122و/9/ إلى جورجيا ابنة الحاكمة انسطاسيا 24 /و25/و26/و/8/إلى الكونت أيقومونيوس 27 /و224 إلى سيموس حافظ المكتبة 128 إلى أوسيب الخطيب 29 /و30 /و31 /و32 /إلى مارون قارئ عين زربة، و37/و139 احتجاج أنفذه إلى كتاتبه توما 140 إلى القس توما 141 إلى الرهبان الطوَّافين 142 و144 و180 و210 إلى الكونت ايسيدور 146 إلى القسوس ورؤساء الأديار يوناثان وصموئيل ويوحنا العموديين وسائر الأرثدكسيين في بيعتي الأنبار وحيرة النعمان 147 إلى يوحنا الرومي في معنى التغطيس في العماد ثلاثاً وفي الميرون 152 و189 و190 إلى القس بيقطر 153 إلى سرجيس الطبيب والخطيب 154 إلى الأخوة الأرثدكسيين في صور 155 إلى القس ناون رئيس الدير 165 إلى القس اليشع رئيس الدير 157 رسالة عامة إلى الرهبان الشرقيين 158 إلى اسحق الخطيب 159 إلى الراهب كاريسيوس 159 إلى القسوس بطرس وأمونيوس وأولمبيدورس في تسمية بطرس أسقف الإسكندرية و160 إلى قسوس الإسكندرية 162 إلى موسينيوس أسقف ميلوا في أيسورية 163 إلى ثاوفان الخطيب 164 إلى أوربانس النحوي 165 إلى سيطوريخس أسقف قيسارية قبادوقية 166 و167 و168 إلى أبو قراطيس الخطيب 170 إلى أمنطيوس خازن الملك 171 إلى القس الراهب فيلبس 176 إلى زينوب 177 إلى القس أندراوس 178 إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا 179 إلى أديار البتولات 182 و183 و184 إلى أوفر كسيوس خازن الملك 185 إلى فوقا وأوفر كسيوس خازن الملك 186 و187 و188 إلى الشماسة أنسطاسية في قضية الإيمان الصحيح 188 إلى الكونت دورثاوس /9/ إلى البطريقة جورجيا وابنتها 192 إلى الأسقف فيلكسينس 194 إلى القائد فروبا 198 إلى يوحنا 200 و201 إلى الكونت سرجيس رئيس الأطباء 202 إلى القس لاونطيس 204 إلى أمونيوس البُصري الخطيب 207 إلى فروقلا 220 و221 إلى توما أسقف مرعش 222 إلى ثاوغنطس 223 إلى الشماسة أوجينية رئيسة الدير 225 إلى أرانيوس 226 إلى زكريا 227 إلى ميطراوس 228 إلى أيراقليني . أضف إلى هذه رسالة كتبها إلى بعض أهل أنطاكية حين خروجه إلى مصر بسبب الاضطهاد في 25 أيلول سنة 518 ورسالتين مجميتين أنفذهما إلى يوحنا الثاني الإسكندري سنة 513 وثاودوسيوس الإسكندري ورسالتين إلى أنتيمس القسطنطيني وثاودوسيوس وثلاثاً إلى يوليان أسقف هاليكرناس الخيالي وثلاثاً إلى سرجيس النحوي ورسالة إلى الملك يوسطنيان ورسالة إلى الكهنة والرهبان حين خروجه من العاصمة ورسالة في أحوال النفوس والأرواح قبل القيامة وبعدها وفي الدينونة بدؤها : أعلم يا حبيبنا بالرب إن النفوس والأرواح ورسالة إلى بطرس الراهب الذي كان يقول بفساد النفس وأربع رسائل ذكرها الراهب سرجيس الناسك في دير نيقية، إلى ثيوفانيس الخطيب وأهل صور الأرثدكسيين في حق أسقفهم أبيفانيوس، وحاكم صور، ومارينا أسقف بيروت فبعد الوقوف على أعمال هذا الحبر العظيم وإحاطته بأصول العلوم وفروعها التي تشهد له بأنه لم يكن أوحد عصره وحسب، بل منقطع القرين بعلمه في البطاركة الانطاكيين من سبقه ومن لحقه على الإطلاق، ليحكم القارئ الحصيف منصفاً على خصومه المغرضين الذين هان عندهم فضله، لتحكيمهم الهوى في نفوسهم، حتى اضطروا يسطينان فأمر بإحراق مؤلفاته وتشديد العقاب على من ينسخها أو يحرزها. فضاعت باليونانية إلا نتفاً لا بال لها، وحفظت بترجمتها السريانية بفضل علمائنا. وها هي كلما عاينت نور الطباعة جاءت بدليل جديد فاصل على فضل مؤلفها ومتانة حججه القواطع، وحولت أنظار العلماء من الإمتهان التقليدي له إلى التعجب والاعتبار وبعض الأنصاف. قال غوستاف باردي ما خلاصته : إن سويريوس يماثل في نشاطه وبعد همته أثناسيوس (الرسولي) من وجوه عدة لقد قاومه كتَّاب أصحاب قرائح متوقدة من سائر الأحزاب فردّ عليهم ونقضهم . وقد اتضح لنا مما نشر بالطبع حتى اليوم (سنة 1928 )من مصنفاته أنه أحد الرجال المتجملين بأسمى المواهب ومن أصدقهم عزماً، في عصر كدّر صفاءه كثير من المعرّات والمهانات ))! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا ابن أفتونيا | الولادة: – الوفاة: 538 أحد فضلاء الرهبان الرهاويين ورؤسائهم وبلغائهم، مسلَّم ذلك له غير منازع فيه، جمّ الفضل كثير النبّل. ديّن خَيّر شهم ذكي الفؤاد من نبعة كريمة . ولد خامس أخوته بعد وفاة أبيه بمُديدة فأحسنت تربيته أمه الفاضلة أفتونيا وكانت تُنمى لأمجاد . فشدا طرفاً من العلم. ثم أدخلته دير مار توما الرسول في سلوقية (السويدية) وهو فتى يافع مدفوعة بسائق التقى وصدق اليقين. فتروّض في السيرة الرهبانية وتخرج بالعلوم الدينية والمنطقية. وبدأ من سماحة أخلاقه ومحمود شمائله وجميل فضائله، بعد لبسه الثوب الرهباني وسيامته كاهناً، ما لفت الأنظار إليه فاصطفقت عليه الآراء فقلد رئاسة أخوته . وقد حفّت بالدير مكاره القيصر يسطينس الأول وتعسّفه (سنة 521 )فأدار دفته بمنتهى الصبر والحكمة، ثم خرج برهبانه إلى الجزيرة إلى شاطئ نهر الفرات الأيسر فأنشأ في حدود سنة 530 مقابل جرابلس ديراً في موضع يعرف بقنسرين فسمي به ((أو بدير ابن أفتونيا )) وأصبح معهداً بعيد الصيت للتعبد ولعلوم اللغة والفلسفة واللاهوت، وفيه تخرَّج أشهر علماء السريان وعام 533 _534 رحل إلى القسطنطينية وكان كاتباً في مؤتمر ديني عُقد ثم. وحلت وفاته في ديره في الثامن من تشرين الثاني سنة 538 بعد أن فاح أريج قداسته وعمره خمس وخمسون سنة وعيدت له البيعة. وكان الأنبا يوحنا متضلعاً من السريانية واليونانية، وبهذه اللغة فسّر سفر نشيد النشائد وألّف رسالة المعتقد التي قدمها الأرثدكسيون إلى القيصر يوسطنيان ونظم معانيث بليغة وهي خمسة في معجزات السيد المسيح، ونشيد في غسل الأقدام السري والشهداء الحميريين وتسعة للميلاد والقيامة وغيرها، وثلاثة لتقريظ مار سويريوس الانطاكي ونشيد لدفن الموتى، ويظن أنه عمل ثلاث أنتيفونات لتناول الأسرار المقدسة ونقلت تآليفه إلى السريانية. ونسبت إليه سيرة سويريوس المسهبة وليست له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمعون الأرشمي | الولادة: 540 الوفاة: – من جلة الأحبار المجاهدين العاملين في سبيل المعتقد القويم . ذاع صيته في صدر المئة السادسة وترجم له مار يوحنا الأفسسي الذي حادثه ملياً وقال في حقه كان كاهناً متبحراً في العلم الديني دئباً على المطالعة غيوراً جدِلاً حاذقاً درِباً، أقام حياته كلها نصيراً للحقيقة الأرثوذكسية. فقاوم النساطرة وأفحمهم بججاجه كما ماتن المانوية والمرقيونية والديصانية في بلاد فارس والأوطاخيين فسمي المجادل الفارسي . ودعا إلى النصرانية في مدينة حيرة النعمان فاستجاب له خلق كثير من العرب وبنى إشرافهم بيعة. ونصّر ثلاثة من زعماء المجوس وعمدهم فاستشهدوا. ورحل إلى ما وراء بلاد الفرس فهدى فيها قوماً من الوثنيين والمجوس، وكافأه أساقفة المشرق فقلدوه الأسقفية على بلدة بيت أرشم الواقعة على نهر دجلة بالقرب من سليق قبيل سنة 503 وأبلى بلاء حسناً في سبيل الدين ونصرة الأرثدكسيين فاعتقل سبع سنين في نصيبين فصبر على مكروه عظيم. وطوَّف في شتى البلاد سبعاً أخرى وتوجه إلى القسطنطينية ثلاثاً. ونال من القيصر انسطاس أن يوفد إلى ملك الفرس سفيراً أزال الشدة عن المؤمنين وكانت رحلته ثالثة لمواجهة القيصرة ثاودورة فتوفي في القسطنطينية شيخاً كبيراً في حدود سنة 540 وألف مار شمعون كتباً ومقالات نقضاً للهراطقة. وكتب رسائل شتى في الإيمان كان ينفذها إلى المؤمنين في سائر البلاد، وصل إلينا منها رسالتان جليلتان ضافيتان، ضمن أولاهما شرح أحوال برصوما النصيبيني ونشوء بدعة نسطور، وانتشارها في بلاد الفرس وغلق مدرسة الرها كتبها سنة 511 وهي أقدم مستند لهذين الحدثين. وحكى في الثانية التي أنفذها إلى شمعون رئيس دير الجبّول عام 524 إنه صحب رسول القيصر يسطينس الأول إلى المنذر ملك العرب اللخميين، من مدينة الحيرة فصادفاه في الرملة، فدخلا عليه وعلما منه أنه تناول حينئذٍ كتاباً من مسروق اليهودي ملك الحميريين أفاض فيه، في بيان الشدة التي أنزلها بمسيحي نجران عاصمة اليمن وذبحه إياهم _ولدن عودة شمعون إلى الحيرة وقف على تفصيل استشهاد إشراف نجران، وفي مقدمتهم أنبلهم الحارث بن كعب الذي استعذب الموت بشجاعة حبّاً لدينه، وحث الكاتب الأساقفة ليسعوا لدى القيصر لإزالة الشدة عن المسيحيين في اليمن وفي طبرية، ونقل هذه الرسالة المؤرخون زكريا وديونيسيوس وميخائيل الكبير ولشمعون أيضاً ليتورجية نسبها بعض النساخ إلى مار فيلكسينس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| نقلة مراسيم الملوك ونواميسهم | الولادة: – الوفاة: – إن لقسطنطين وثاودوسيوس الكبيرين ولاون الأول قياصرة الروم مراسيم ونواميس، نقلها بعض علماء السريان إلى لغتهم واستنبطوا منها أحكاماً عُمل بها في الشرع المدني. ولا نعلم بتدقيق في أي عصر تمَّ هذا النقل، ويراه (رايت)في النصف الأول من القرن السادس، وذهب المستشرق برونس Bruns أن راهباً منبجياً ترجمها حوالي سنة 475 _477 ولهذه النواميس نسختان وقد نشرتا. ووجدنا في كتاب القوانين في ياسيرينة النواميس التي وضعها الملوك المسيحيون لشراء الأراضي والعبيد ومهر النساء والقسمة بين الأخوة ووصايا الموتى، وهي ثلاث عشرة صفحة كبيرة ونرجح أنها نقلت في هذا القرن أيضاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صموئيل الراسعني | الولادة: – الوفاة: – كان صموئيل رجلاً عالمياً عائشاً في مدينة القسطنطينية في النصف الأول من القرن السادس، وحصّل العلوم اليونانية بأسرها في ما حكى ابن العبري. وصنف مقالة أربعاً وستين صفحة رداً على (الديوفيزيت)أهل الطبيعتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الكونت أيقومونيوس | الولادة: – الوفاة: – كان هذا النبيل رجلاً هماماً شديد التمسك بالأرثذوكسية، بشهادة مار سويريوس له في رسائله الأربع التي كتبها إليه. وألّف تفسيراً لسفر رؤيا يوحنا الإنجيلي ست مقالات وكان موجوداً في النصف الأول من القرن السادس . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توما أسقف جرمانيقي | الولادة: – الوفاة: 542 رُسم توما أسقفاً لجرمانيقي أي مرعش في أوائل القرن السادس وسنة 519 نفي من كرسيه في سبيل المعتقد . وبعد سنة 520 كتب بأمر البطريرك سويريوس رسالة إلى القسيسين بولس وإيليا رئيسي نساك جبل ماردين، ورسالة ثانية إلى القس يوحنا رئيس دير مار أوسيب في كفر بيرتا من كورة أفامية وبعد أن أقام في المنفى ثلاثاً وعشرين سنة. توفي في سميساط ودفن في دير قنسرين عام 542. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا الفصيح | الولادة: – الوفاة: 536 زكريا المشهور بالفصيح أو المنطبق هو حميم القديس سويريوس ورفيقه في المدرسة وعشيره. نشأته ولد في غزة ودرس معه علمي النحو والبيان في المدرسة الإسكندرية سنة 485 _487 ، ثم علمي الفقه والفلسفة في مدرسة بيروت الفقهية الطائرة الصيت. وأنبرى حوالي سنة 516 لكتابة سيرته اليونانية منذ ولادته حتى جلوسه على السدة الأنطاكية، وذلك بأسلوب هو عنوان البيان وآية البراعة واستقصاء دقيق. وجعل مقدمتها محاورة وسفّه فيها تهم خصومه، ثم نُقلت إلى السريانية، وقد نقلها ((كوجنر)) إلى الفرنسية وطبعها وهي حافلة بالفوائد. ثم اشتغل بالمحاماة في القسطنطينية زماناً. وبعد سنة 527 سقّف على جزيرة مدللي التي يقال لها أيضاً لسبوس (ميدلين)فصحفها بعض النساخ من (ميتلين إلى ميليتين) وترجموها بملطية، وذاع هذا الوهم مدة مديدة فنسب زكريا إلى ملطية خطأ . ومن أجلّ ثمار يراعته تاريخ ديني مدني مفصل من سنة 450 حتى سنة 491 ألّفه باليونانية إجابةً إلى طلب أوفر كوس من رجال البلاط، في أربعة أبواب أو كتب تشتمل على الأحداث الكنسية ومنشور الإتفاق للقيصر زينون، الباب الأول 13 فصلاً والثاني 12 وكذلك الثالث، والرابع سبعة فصول وهو 110 صفحات تناوله المترجم السرياني بطرف من التلخيص، وأنشاؤه سهل مستعذب، ثم نقله أحد المؤرخين إلى مجموعته التي سوف تقف عليها وفقد أصله اليوناني، وكتب زكريا أيضاً سير اشعيا الناسك وبطرس أسقف مايوما وثاودورس أسقف أنصنا، وهذه الأخيرة مفقودة، وتوفي بعد سنة 536 وارتأى دوفال وكوجنر أن صاحب التاريخ هو زكريا الفصيح. وأسقف مدللي هو زكريا المحامي كاتب سيرة سويريوس، فهما اثنان خلط المؤلفون اليونانيون القدماء بينهما. ولكن المستشرقين لم يتفقوا على هذا . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دانيال الصلحي | الولادة: – الوفاة: – عُرف مار دانيال الصلحي في النصف الأول من المئة السادسة وظن بعض المعاصرين لنا خطأً إنه ولد في صلح قرية طور عبدين، فقد كان غير بلد باسم الصالحية منها مدينة الصالحية في جنوبي الجزيرة العليا، التي يرجع عهدها إلى زمان الرومانيين وتشاهد إطلالها بالقرب من قرية أبو كمال، وكشفت فيها اليوم آثار تاريخية، وكان في أول أمره رئيس دير الصالحيين وإليه يُنسب على الأصحّ، وفي تلك المدة كتب رسالة إلى رهبان دير مار باسوس ذكر فيها اثني عشر نوعاً مما يطلق عليه اسم ((الفساد)) وذلك على أثر الجدال الذي احتدم يومئذ ثم سيم أسقفاً ((لتل موزل)) بعيد سنة 542 كما صرّح البطريرك بهنام الحدلي وداود الراهب الحمصي وغيرهما، بل ورد في كتابه تفسير المزامير أنه من مدينة تلاَّ. وكان من خيرة أحبار زمانه علماً ضليعاً في علم الكتاب الإلهي وسنة 542 قبل أسقفيته فسّر سفر المزامير تفسيراً مسهباً في ثلاث مجلدات ضخمة، كل مجلدة تشتمل على خمسين مزموراً؛ إجابةً إلى طلبة الراهب القس يوحنا رئيس دير ماراوسيب في كفر ألبيرة. وتفسيره لاهوتي روحاني محض حافل بالفوائد والعظات، وأنشاؤه سهل متين لا يستشهد فيه بأحد الآباء إلا نادراً. كان منه نسخة كاملة في حباب فقدت، وبقي نسختان في خزانتنا والقسطنطينية وثلاث نسخ في لندن تنطوي على المجلدين الأول والثاني، ونسخة مخرومة في بيروت تشتمل على المجلد الأول الا يسيراً، واختصره داود الحمصي عام 1461 لا في القرن العاشر كما وهم شابو. ومنه نسخ في برطلي وخزائن ديري الزعفران ومار متى وبوسطن وبرمنكهام ونقل المطول إلى العربية بلغة ملحونة في أواسط القرن الثامن عشر وفسّر دانيال أيضاً سفر الجامعة ومنه اقتبس الراهب ساويرا في مجموعته، وقرأنا منه آية واحدة في كتاب الديدسقالية . وله مقالة في الآفات التي ضرب الله بها المصريين، وغير معلوم سنة وفاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة رفقا | الولادة: 1832 الوفاة: 1914 نشأتها مساء 29 حزيران من سنة 1832 وفي بلدة حملايا ولدت بطرسية الريّس من والدين تقيين هما مراد ورفقة واقتبلت سر العماد بعد ثمانية ايام، ودعيت بإسم بطرسية لأنها ولدت يوم عيد القديسين بطرس وبولس، تربت بطرسية بحنان والديها وكانت ترافق امها رفقا الى الكنيسة وتحفظ اغلب التراتيل، لكن سعادة هذا البيت المؤمن لم تدم إذ ماتت الأم والطفلة في السابعة من عمرها ودق الفقر منزل الأسرة، في العاشرة من عمرها ارسلها والدها لتعمل خادمة في دمشق عند أسرة لبنانية كانت تسكن هناك، عوملت بطرسية معاملة الإبنة عند هذه العائلة المارونية التقية ثم عادت بعد أربع سنوات لتجد أن والدها قد اقترن بإمرأة اسمها كفى، شقّ الأمر على الصبية واستصعبت وجود امرأة غير امها في المنزل لكنها لم تقل شيئاً كي لا تزعج والدها مراد واستمرت تعيش في منزلها تساعد امرأة ابيها. ذات يوم وفيما كانت عائدة من العين سمعت شجاراً حاداً بين خالتها زوجة أبيها وخالتها اخت أمها وكل واحدة منهما تريد تزويجها على ذوقها، فتركت الجرة وتوجهت إلى دير سيدة النجاة في بكفيا حيث اخبرت الخوري يوسف الجميل برغبتها الرهبانية، شجعها الأب المذكور والذي كان يدعوها “زنبقة حملايا” امضت رفقا سنة في دير بكفيا تعمل بصمت ثم انتقلت الى دير غزير حيث قضت سبع سنين وكانت في اوقات فراغها تتعلم اللغة العربية والخط والحساب، سنة 1862 أرسلت بطرسية الى مدرسة جمعيتها في جبيل لتقوم بتدريس البنات التعليم الديني والحساب والجغرافي فعرف أهالي جبيل مواهبها وأحبوها. وإذ سمع بها انطون عيسى من بلدة معاد طلبها من الرؤساء بواسطة البطرك بولس مسعد فوافقت السلطة وأرسلتها مع الأخت مريم فرح، حيث استلمت مدرسة معاد وكانت تضم 60 بنتاً. عاشت رفقا في معاد سبع سنين وفيما كانت تواصل رسالتها التعليمية، جاء قرار بحل جمعية المريمات التي تنتمي إليها وحل جمعية قلب يسوع الأقدس وضمهّما بجمعية واحدة اسمها جمعية القلبين الأقدسين، وتركت الحرية للراهبات إما بالرجوع الى العالم مع التفسيح في نذورهن أو بالانضمام الى جمعية أخرى أو بالانتساب إلى الجمعية الموحّدة. دخلت بطرسية الى كنيسة معاد تصلي وتبكي إلى أن غلبها النعاس فغفت وسمعت صوتاً يقول لها: بتترهبي وفي المساء رأت في حلمها ثلاثة رجال: راهباً ذا لحية بيضاء وبيده عكّاز وجندياً بأثواب الجندية وشيخاً مسنّاً تقدم منها الراهب ونكزها بعصاه قائلاً: ترهبي بالرهبنة البلدية، في الصباح أخبرت أنطون عيسى بحلمها فعرض عليها انطون عيسى البقاء في معاد وهو يؤمّن لها ملكاً وراتباً ثابتاً لكنها رفضت فحاول إقناعها بالبقاء إلى السنة القادمة ولمّا لم يستطع سلمّها رسالة إلى المطران يوسف فريفر واعطاها راتب الترهب وهو 50 ليرة ذهبية، والمطران فريفر أرسل بدوره رسالة إلى الأب افرام جعجع البشراوي جاء فيها: “واصلة إليك هذه النعجة فاقبلها مع المبتدئات” في الطريق راحت بطرسية تفكر من هو الرجل الثالث الذي رأته في الحلم ؟ فانطوان عيسى فسّر لها أن الراهب الذي يحمل العّكاز هو مار انطونيوس الكبير والجندي هو مار جريس أمّا الثالث فهو لا يعرفه، وصلت رفقة إلى دير مار سمعان القرن وبعد أن دخلت الكنيسة ورأت صورة مار سمعان العامودي عرفت أنّه ذلك الشيخ المسّن الذي رأته في الحلم. لبست بطرسية ثوب الابتداء في12 تموز 1871 ثم لبست الإسكيم الملائكي في 25 اب من سنة 1872 واتخذت إسم رفقا على إسم امّها، عاشت في هذا الدير تحب الجميع والجميع يحبها وكانت تعمل دائماً مرددة: العمل عبادة والبطالة من الشيطان. وكانت صحتها قوية وبنيتها متينة. تعمل بصمت وصبر وتواضع وصلاة حتى صارت بين أخواتها قدوة صالحة في الكمال الرهباني. احد الوردية سنة 1885 يوم تاريخي في حياة رفقا إذ طلبت رفقا الألم من ربّها بعد أن رأت أن كل أخواتها بصحة سيئة فيما هي لم يفتقدها الله بألم. في الليل بدأ مشوارها مع الألم الذي لن يفارقها حتى الموت، امتد وجع رأسها حتى عينها اليمنى وبعد أن فحصها عدة أطباء واجمعوا جميعهم أن الألم الذي تحتمله هو فوق الطبيعة، قلع لها أحد الأطباء الأميركان عينها سهواً بالمخرز، فصارت العين تضمر حتى اختفت وزمّت في محجرها وراح الألم ينتقل شيئاً فشيئاً إلى عينهااليسرى، توجعت رفقا كثيراً من عينيها وكانت تردد دائماً :مع الامك يا يسوع. سنة 1897 في 3 تشرين الثاني إستقدمت السلطة الرهبانية ست راهبات من دير مار سمعان القرن إلى دير مار يوسف الضهر من أجل تأسيسه وعينّت الأم أورسولا ضومط رئيسة على أخواتها وهذه أسماء الراهبات المؤسسات، أو رسولا ضومط من معاد، مسيحية علوان من المتين “من أصل درزي وكان اسمها حسن علوان قبل عمادها وقد ماتت برائحة القداسة”، أنجيليكا من حلتا – تقلا ضومط من معاد عمة الام اورسولا- مارينا من كفيفان، ورفقا من حملايا. وصلت رفقا إلى ديرها الجديد وعينها اليمنى مقلوعة واليسرى في أخر عهدها بالنور. وبعد سنتين من وصولها نزل عليها نزل قوي وأنطفأ نور عينيها نهائياً وبالرغم من عماها ووجعها لم تتوقف رفقا عن العمل والصلاة والترنيم بصوتها الرخيم، كانت صامتة مطيعة صبورة لا يرتفع صوتها إلا بمقدار ما يسمح القانون الرهباني. شيئاً فشيئاً لم تعد رفقا تستطيع القيام من السرير وبدأت تتفكك دون سبب خارجي وهي على فراشها. تفكك جسمها وتفككت رجلاها حتى صارت هيكلاً معّرى من اللحم وصارت فقرات ظهرها معدودة ومنظورة خرزة خرزة وأصبح رأسها شبيهاً بجمجمة الأموات. وكانت تنزف نحو أربع مرّات في الأسبوع وفي كل مرّة يجري منها نحو ليتر دم أو قدر ثلاث ليترات وكانت قبل أن تنزف من أنفها تشعر بنخز في رأسها وتقول: إجا إبن عمي يزورني ومع كل هذا الألم الغير المحمول ظلت رفقا كثيرة الإماتات ولم تكن تطلب أكلاً خصوصياً أو تأكل بين الوجبة والأخرى أو تتذمر من أكلة معينة. وصلت رفقا إلى قمة الجلجلة وصلبت مع المسيح لتقوم معه وقبل وفاتها بثلاثة أيّام خانها النطق ولمّا رأت الأم أورسولا أن أحوالها قد تغيرت وضَعف نبضها وخفت صوتها أتت بالمرشد ليمشحها المشحة الأخيرة. مساء 23 اذار من سنة 1914أسلمت رفقا الروح لباريها وهي تردد يا يسوع يا عدرا يا مار يوسف تسلمو روحي. في اليوم التالي نهار الثلاثاء 24 اذار أقيم لها جنّاز حافل ثم حمل التابوت إلى المقبرة الأخ أرسانيوس الصّغاري مع أخيه لأن التابوت كان خفيفاً لا يحوي سوى عظام رفقا وجلدها وحين حاول شقيق الأخ ارسانيوس أن يضع في فمها حفنة تراب حسب العادة. خرج من فمها شهب نار فخاف وخرج مرتعباً مع أخيه. مختصر حياتها 20سنة علمانية- 18 سنة بجمعية المريمات- 26 ونصف بدير مار سمعان القرن بأيطو- 17 سنة بدير مار يوسف جربتا- 81 قضتها رفقا بالوجع حتى سميّت “بشفيعة الألم” وهبنا الله بركة صلواتها وشفاعتها خاصة أنا الحقيرة التي ألوذ بها دائماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مؤرخ شهادة الحميريين | الولادة: – الوفاة: – في أواسط المئة السادسة على الأرجح صنف مؤرخ لم يتصل بنا اسمه بإنشاء سرياني متين، أخبار الشهداء العرب الحميريين الأرثوذكسيين في مدينة نجران سنة 520 _524 في كتاب عميم الفائدة حوى أسماء 472 من الشهداء والشهيدات البواسل الذين طوَّح بهم في مهاوي الشدة، مسروق الملك اليهودي الغاشم. ويعد هذا الكتاب فريداً طريفاً لإشتماله على تاريخ نصرانية العرب، ويظهر أنه كان نادراً فلم ينوَّه به مؤرخ بعده ؛حتى أسعد الحظ موكسل موبرغ السويدي فوقع صدفة على نسخة منه أُلصقت أوراقها فصارت جلداً لكتاب آخر. ففطن لها بذكائه وعالجها حتى خلص زهاء ستين صفحة يقدّر أنها نصف الكتاب؛ وفيها ثبت فصوله التسعة والأربعين، وهي بخط القس أسطيفان ابن متى السرياني أنجزها في بيعة مار توما بالقريتين في 10 نيسان سنة 932 فنشرها ونقلها إلى الإنكليزية سنة 1924 فأسدى إلى أدبنا السرياني يداً تُشكر . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثاني رئيس دير قنشرين | الولادة: – الوفاة: – الأنبا يوحنا الثاني خلف الأب الكسندروس في رئاسة دير قنشرين، وكان من رجال الأدب البارعين في اليونانية فضلاً عن السريانية. فألّف سنة 544 باللسان اليوناني سيرة ضافية لمار سويريوس الانطاكي 57 صفحة شهر فيها مآثره باستقصاء بلغ فيه الغاية فخلد بها اسمه، ونقلت بعد فترة مديدة إلى السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الكاتب المغمور الاسم في دير قنشرين | الولادة: – الوفاة: – من بواكير ثمار دير قنشرين الأدبية، خطبة سريانية تقريظية فصيحة مستبدعة تعد من طُرَف البيان، لفظها أحد رهبانه البلغاء في العقد الخامس من المئة السادسة على الأرجح، في حق مار يوحنا ابن أفتونيا رئيس الدير ومؤسسه، ضمنها سيرته وإذاعة محاسنه بإنشاء موشى ومنمنم هو كزهرة الرياض ونضرة الغياض، وقد نشرها نو سنة 2 :19 ونقلناها نحن إلى العربية ونشرناها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب إيليا | الولادة: – الوفاة: – رافق الراهب القس إيليا مار يوحنا ابن قورسوس أسقف ((تل موزلت))(519 _538 )وبعد وفاة هذا المعترف، سأله الشريفان سرجيس وبولس فكتب سيرته بتفصيل استوفى سائر أدوار حياته بإنشاء حسن وأسلوب مليح ونشرها بروكس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| موسى الأجلي | الولادة: – الوفاة: 550 عُرف الراهب موسى الأجَلي نسبة إلى بلدة (أجل) شمالي ديار بكر في حدود سنة 525 وكان من العلماء المتميزين بمعرفة السريانية واليونانية . فنقل إلى السريانية كتاب مار قورلس الإسكندري الموسوم (بكلافيرا) أي الغوامض إجابة إلى طلب الراهب بفنوطيوس. ووصلت إلينا رسالة هذا إلى موسى ومجاوبته وشذور الموضوعة، فبرزت من يراعته ناصعة البيان كما مرّ بك آنفاً ويظن أنه عاش حتى سنة 550 ولا نعلم من حاله غير هذا. موسوعة قنشرين للأعلام المسيحيين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب السرياني صاحب الكتاب المنحول | الولادة: – الوفاة: – كان هذا كاتباً أرثذوكسياً موجوداً سنة 569 وفيها ألّف بالسريانية مجموعة تاريخية معتبرة كسرها على اثني عشر باباً أو كتاباً تقع في مجلدين و462 صفحة اشتملت على قصص يوسف الصديق وزوجته، وأهل الكهف وسلبسترس بابا رومية وتنصيره للقيصر قسطنطين. وتاريخ زكريا الفصيح برمته المذكور آنفاً؛ وكشف رمم بكر الشهداء أسطيفانس ونيقوديمس وغملائيل وابنه حبيب، وأخبار الشهداء الحميريين ونص مرسوم الاتحاد للقيصر زينون، والحروب التي نشبت بين الفرس والروم، وتمرد السمرة. وبدعة يوليان الخيالي والرسائل التي تبادلها ومار سويريوس. وثورة أهل القسطنطينية ودعوة الأساقفة الأرثدكسيين إلى العاصمة أملاً للاتحاد ورسالة سويريوس إلى القيصر، وفتح افريقيا ثم رومية وقدوم أغابيطس إلى القسطنطينية، ورسالة سويريوس إلى كهنة المشرق ورهبانه، ورحلة أفريم الآمدي إلى بلاد المشرق واضطهاده لأهلها واضطهاد إبراهيم مطران آمد لهم. والكنيسة التي بناها أفريم في أنطاكية ورحلته إلى فلسطين ومصر. ورسالة رابولا الرهاوي إلى جملينس أسقف ألبيرة، وخراب رومية على أيدي البرابرة ووصف ابنيتها وصفة العالم لبطولمائس. وانتشار النصرانية وراء أبواب بحر قزبين وادخال الكتابة في لغة الهونيين وغير ذلك، ونصوص الرسائل التي تبادلها البطاركة سويريوس وثاودوسيوس وأنتيموس. ولعل هذا المؤلف هو الذي ترجم تاريخ زكريا إلى السريانية، وقد نشر هذا الكتاب لاند ، ثم بروكس في مجلدين منقولاً إلى اللاتينية سنة 1919 _1921. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أحودامه | الولادة: – الوفاة: 575 من مفاخر بيعة المشرق وأشهم أحبارها ذكاءً وعلماً وطهراً ودعوة إلى النصرانية وأنصار الأرثذوكسية. نشأته ولد في مدينة (بلَد) وسيم أولاً أسقفاً لأبرشية باعرباية الواقعة بين نصيبين وسنجار، وسنة 559 قلده مار يعقوب البرادعي مطرانية بلاد المشرق، فشمر عن ساعد الجد في دعوة العرب الرحّل إلى النصرانية وكانت منازلهم في تلك الديار وديار ربيعة. فهدى جماهير منهم الدين المبين، وأنشأ لهم ديرين وبعض الكنائس. وشرفه الله بعمل الخوارق تأييداً لدعوته، وحمل مصباح الإنجيل أيضاً إلى بعض المجوس، ومنهم أمير من البيت المالك، فثار ثائر الملك كسرى أنوشروان، فاعتقل القديس وأودعه السجن وتمَّ استشهاده في ثاني آب عام 575 فحمل جثمانه إلى بلدة قرونتا المحاذية لتكريت، وعدّ أول مطارنة المشرق بعد أن اغتصب النساطرة هذا الكرسي. وكان مار أحودامه فيلسوفاً ولاهوتياً فصنف كتاب الحدود في مواضيع منطقية، ومقالات في الحرية الدينية والنفس والإنسان باعتباره عالماً صغيراً وفي التركيب البشري. وهذه المقالة الأخيرة نشرت مع ترجمة المؤلف المسهبة ويظن أنه ألّف كتاباً في النحو على طريقة النحو اليوناني، على ما يستدل من بعض الشواهد المنقولة عنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب سرجيس الناسك | الولادة: – الوفاة: – كان الراهب سرجيس حبيساً متنسكاً في بعض أديار نيقية، قد تتلمذ لناسك شيخ فاضل اسمه القس يوحنا الراسعني. ونال قسماً كافياً من علمي اللاهوت والتاريخ الكنسي. وفي حدود سنة 577 انتصر لقضية بولس الثاني بطريرك أنطاكية بتأليف سرياني محكم السبك عقده في تسعة فصول وجاء في 74 صفحة. نقض فيه حجة القس يوحنا الأعرج الذي كان برح دير مار باسوس؛ وأورد مقال خصمه الذي كان يناهض البطريرك المذكور بعد أن أقالته الكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقس التلي | الولادة: – الوفاة: 1591 كان قرياقس مطران تلاَّ كاتباً مصقول العبارة عذب المشرب، وأنشأَ لنا بكلام متناسب محكم الأداء، أدعية لطيفة وجيزة لا يتجاوز كل منها السطرين والثلاثة والأربعة، تبدأ على أحرف الأبجدية. وكانت تتلى بين المراميث أي عند تلاوة عدد معروف من المزامير التي يقسمها السريانيون خمسة عشر مرميثاً، وهي ثلاث صفحات تجدها بلندن في مصحف مخطوط في القرن العاشر ودبّج أيضاً على الطريقة نفسها أدعية أخرى تتلى بين المراميث في ميلاد ربنا والدنح والصيام والسعانين والقيامة وفي كل وقت. ورد منها في مصحف ثانٍ مخروم ثلاث صفحات يتخللها لِقدمها نقصان غير يسير وأحدها يتلوه الكاهن في بدء طقس القداس سراً وهو : ((اجعلنا أهلاً أيها الرب الاله لنمثل أمام مذبحك المقدس بمعرفة ومخافة وحسن نظام )) ووجدنا في بعض كتب الألحان دعائين للصبح وآخر للموتى وهي أشبه ما يكون بطابع قرياقس وبلاغته أما المؤلف وقد فاتنا أن نعدّه في موضعه مع مؤلفي الطقوس، فالغالب عندنا على ما يلوح لنا من طبع إنشائه إنه وجد في النصف الثاني من القرن السادس، ولعله خلف دانيال الصلحي في كرسي تلاَّ سلفاً للمطران يوحنا الثالث الذي توفي في الخامس من شهر أيار سنة 1591 أو خلفه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيس ابن كريا (القيصر) | الولادة: – الوفاة: – يُعرف سرجيس ابن كريا أي القيصر بالأقرن درس العلوم في دير ابن أفتونيا وترهب فيه وسيم قساً ورأس الدير . ورسمه مار يعقوب أسقفاً لحرّأن سنة 544 أو545 وكان مضطلعاً باليونانية والعلوم المنطقية، كاتباً صحيح الديباجة بالسريانية معدوداً من كتَّاب زمانه البارعين. وفي أثناء رئاسته على الدير نقل من اليونانية إلى السريانية سيرة مار سويريوس تأليف سلفه يوحنا الثاني 57 صفحة، ونشرها كخبر منقولة إلى الفرنسية. وعمل رسالة في الميرون المقدس ووضع عشرة قوانين للاكليروس المحرومين وكان حيّاً عام 580 وتوفي بعدها بمديدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الثاني بطريرك أنطاكية | الولادة: – الوفاة: – كان بولس إسكندري الوطن قبطي الجنس من أُسرة أوكاما. ترهب في دير الجب الخارجي وتأدب بآداب اللسانين السرياني واليوناني وكان حكيماً علامة قرأ كثيراً. وتروض في طريقة العبادة وصار كاتباً للبطريرك ثاودوسيوس، ورئس ديراً في الإسكندرية. وفي حدود سنة 550 رسم بطريركاً لأنطاكية وحوالي سنة 575 عزل لمشاركته الملكيين على رجاء الاتحاد؛ فلما خاب أمله عاد إلى سيرته الأولى. وتظن وفاته حول سنة 581 وكتب رسالتين مجمعيتين إلى ثاودوسيوس وثاودور بطركي الإسكندرية ورسالة إلى المطرانين يعقوب وثاودورس ورسالة إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا في تشرين الثاني سنة 576 أوردها الناسك الراهب سرجيس ورسالة إلى مار يعقوب ومقالاً سرد فيه ما جرى بينه وبين يوحنا السرميني من الجدال في أثناء الشدة، كتبه إذ كان معتقلاً في دير إبراهيم ولعله الإحتجاج الذي ذكره سرجيس الراهب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس قورا البطناني | الولادة: – الوفاة: – كان القس قورا من مدينة بطنان المجاورة لسروج من أهل العلم والفضل. وعمل في الرها تاريخاً دينياً مدنياً مفصلاً أربع عشرة مقالة، في الأحداث التي جرت في زمان القيصرين يوسطينس الثاني وطيباريوس حتى وفاته من سنة 565 إلى 582 نوَّه به ديونيسيوس التلمحري في مقدمة تاريخه التي أوردها ميخائيل الكبير بنصها، وقال أنه اقتبس منه بعض أحداث مما يوافق الحقيقة وذكره ميخائيل نفسه الذي نقل عنه . ثم فُقد ولمح إلى وفاته في حدود ذلك الزمان، ولا نعلم من حاله غير هذا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الأفسسي | الولادة: – الوفاة: 587 أحد أحبار عصره الإعلام صاحب التصانيف الممتعة في التاريخ .كان من محاسن الزمان كثيراً جهاده جزيلاً فضله جمّاً علمه بعيداً همّه، وفوق ذلك من دعاة النصرانية ورسلها العاملين. ولد على الأرجح في بلدة (أكل)من ولاية آمد حوالي سنة 507 وشارف الموت وهو طفل ابن سنتين فدعا له وشفاه مارون الناسك العمودي في دير (أرعاربتا)الأرض الكبرى في (أجل). فلما بلغ الرابعة من عمره أرسله أهله إلى ديره عملاً بأمر الناسك فأقام فيه حتى بلغ الخامسة عشرة وتوفي الناسك .فانضم إلى رهبان دير مار يوحنا الأورطي في شمالي آمد الذي أنشئ أواخر القرن الرابع وكثر رهبانه وذاع أمره . فتروض في درس الكتب القدسية والسيرة الروحية وجوّد اللغتين الشائعتين وسنة 529 رسمه يوحنا مطران تلاَّ شماساً وترهب. وحين اضطهاد الرهبان وتشريدهم خرج معهم . وعام 530 أُذن لهم بالعود إلى ديرهم. فطاف يوحنا الديارات والصوامع يحادث أفضل النساك يقتبس منهم وينقل عنهم ويدوّن أخبارهم. ورحل إلى أنطاكية 532 وإلى مصر سنة 534 والقسطنطينية سنة 535 وفي السنوات التالية كان حظه حظ الرهبان الذين أمعن في تشريدهم والتنكيل بهم أفريم الآمدي وابراهيم بن كيلي العاتي . وفي 540 و541 رحل إلى القسطنطينية وما بين النهرين وعاد إلى العاصمة وفي سنة 542 اختاره القيصر يوسطنيانس وكان شديد الثقة بغيرته عارفاً فضل المعيّته؛ فأوفده لتبشير الوثنيين والدعوة إلى النصرانية وذلك في ولايات آسيا الصغرى وقاريا وفروجيا ولوديا وحوالي سنة 558 رسمه يعقوب البرادعي مطراناً لافسس على الأرثذوكسيين فنسب إليها وإلى آسيا الصغرى. فأقام زهاء تسع وعشرين سنة وأحرز نجاحاً عظيماً إذ هدى إلى النصرانية ثمانين ألفاً وأنشأ لهم في رواية اثنتين وتسعين بيعة وعشرة أديار ، وفي رواية ثانية تسعاً وتسعين بيعة واثني عشر ديراً وعاونه دوطريوس فرسمه أسقفاً في قاريا وتوفي شيخاً. وبعد وفاة ثاودوسيوس الإسكندري سنة 566 رئس المترجم أرثدكسيي القسطنطينية وسائر بلاد الروم وعام 571 أمعن يوسطينس الثاني وأساقفة العاصمة الملكيون في التنكيل بالأرثدكسيين، ومنهم الحبر المترجم الذي ذاق منهم المرائر ؛ فاعتُقل في سجن مضن ثم في جزيرة منفياً أربعين شهراً وتسعة أيام، ثم خُفر بحراس أكثر من ثلاث سنوات واعتقل ثانية وأخلي سبيله، وثالثةً في أوائل عهد طيباريوس وأُبعد من العاصمة هو وصحبه في أيام عيد الميلاد سنة 578 وتوفي في حدود سنة 586 أو587 ونُعت بمنصّر الوثنيين ومكسّر الأصنام ومؤلف تواريخ البيعة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة أفرونية الناسكة | الولادة: – الوفاة: – استشهدت القديسة الناسكة افرونية وكانت لها خالة تسمى أوريانة رئيسة علي دير كان موجودا بين النهرين فيه خمسون عذراء فربتها بخوف الله وعلمتها قراءة الكتب الإلهية، فنذرت نفسها للسيد المسيح، وجاهدت الجهاد الحسن بالنسك والصوم والصلاة بغير انقطاع. ولما أصدر دقلديانوس أمره بعبادة الأوثان، واستشهد كثيرون من المسيحيين علي يديه، سمعت العذارى بذلك فخفن وخرج من الدير واختبأن، ولم يبق فيه إلا أفرونية وأخت أخرى والرئيسة وأهانوها، فقالت لهم أفرونية: “خذوني أنا و اتركوا هذه العجوز”. فأخذوها هى أيضا مقيدة بالحبال إلى الوالي، وكان عمرها في ذلك الوقت عشرين سنة. وكانت جميلة المنظر، وكانت الأم تتبعها، فعرض عليها الوالي عبادة الأوثان ووعدها بوعود كثيرة فلم تقبل، فأمر بضربها بالعصى، ثم أمر بتمزيق ثوبها، فصرخت فيه الأم قائلة: “يشقك الرب أيها الوحش المفترس، لأنك تقصد التشهير بهذه الصبية اليتيمة”. فاغتاظ وأمر أن تعصر القديسة أفرونية بالمعصرة ويمشط جسدها بأمشاط من حديد، إلى أن تهرأ لحمها. فكانت تصلى إلى الرب طالبة منه المعونة. ثم قطع لسانها وقلع أسنانها. وكان الرب يقويها ويصبرها، وأخيرا أمر بذبحها، فنالت إكليل الشهادة، فأخذ أحد الأتقياء جسدها ولفه بلفائف غالية، ووضعه في صندوق مذهب. صلاتهما تكون معنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باولا القديسة | الولادة: 347 الوفاة: 404 عائلتها تعتبر الأرملة الشهيرة القديسة باولا St. Paula من أشهر النساء الرومانيات من جهة التقوى والتكريس العائلي للرب مع غنى وكرامة واتزان فكر. ولدت في 15 مايو سنة 347م من عائلة غنية جداً، من أشراف روما. توفي رجلها وهي في الثانية والثلاثين من عمرها، وكانت قد أنجبت ابناً وأربع بنات هم: 1. الإبن هو توكسوتيوس Toxotius على اسم والده. 2. الإبنة الكبرى بليسيلا Blesilla على اسم جدتها (والدة والدتها)، هذه التي تنيحت بعد حوالي ثلاثة أشهر من توبتها وتغيير حياتها تماماً، وقد كتب القديس جيروم للقديسة باولا يعزيها في ابنتها (رسالة 39)، معلناً أنها في الفردوس. 3. بولينا Paulina زوجة باماخيوس، الذي وزع غالبية ممتلكاته بعد نياحة زوجته الشابة ليحيا لخدمة الفقراء، ممارساً الحياة النسكية بكل تقوى مع كونه من الأشراف. 4. أوستخيوم Eustochium، رافقت والدتها كل الطريق بحياةٍ نسكية شديدة أثارت أقرباءها، كادت أن تنهار بنياحة والدتها في بيت لحم لكن القديس جيروم وقف بجوارها يسندها لتكمل رسالة والدتها. 5. روفينا Rufina تنيحت في شبابها المبكر. ترملها عاشت باولا مع رجلها في حياة عائلية مثالية، فكانا مثلين لروما في الحياة الزوجية الفاضلة في الرب، حتى إذ مات رجلها وهي في الثانية والثلاثين من عمرها وكانت تحبه وتتعلق به جداً اُستغرقت في الحزن بشدة فانتشلتها صديقتها القديسة مارسيلا الأرملة التي علمت روما بتوبتها وزهدها لمحبة العالم. انفتحت بصيرة باولا الداخلية لتكرس حياتها لله في حياة نسكية صارمة. صار طعامها بسيطاً للغاية، لا تشرب خمراً، ولا تنام على سرير بل على مسوح، تركت الحفلات والمجاملات الزمنية وكل أنواع التسلية العامة، واتجهت بكل إمكانياتها للعطاء وخدمة المحتاجين. تركت أيضاً كل أعمالٍ زمنية من أجل ضبط فكرها في الرب وملكوته السماوي. قال عنها القديس جيروم في افتتاحية رسالته التي بعث بها إلى ابنتها أستوخيوم ليعزيها في والدتها: “لو تحولت كل أعضاء الجسد إلى ألسنة، ولو نطقت كل أطرافي بصوت بشري، لا أوفي الحق في الحديث عن فضائل القديسة المكرمة باولا. نبيلة من جهة عائلتها، لكنها أكثر نبلاً في القداسة. كانت غنية في خيرات العالم لكنها صارت متميزة بالفقر الذي احتضنته من أجل المسيح… لقد فضلت بيت لحم عن روما، فتركت قصرها البهي بالذهب لتسكن قلاية من الطين. إننا لا نحزن كأننا نفقد هذه السيدة الكاملة، بل بالحري نشكر الله أننا لم نفقدها، فإنها لا تزال معنا، وإذ الكل أحياء (لو 38:20) في الله، الذين يعودون إلى الرب لا يزالوا يحسبون أعضاء عائلته. حقاً لقد خسرناها، لكن المساكن السماوية قد اقتنتها…” صداقتها للقديس جيروم ارتبط اسمها بالقديس جيروم، بل وارتبط اسمه بها خلال الصداقة على مستوى أبوته الحانية الجادة. تعرف عليها عن طريق الأب أبيفانيوس أسقف سلاميس وبولينوس أسقف أنطاكية اللذين استضافتهما في بيتها، وإذ تعرفت خلالهما بالقديس جيروم اجتذبها لخدمة الله خلال وجوده في روما. وجدت مقاومة شديدة من عائلتها خاصة وأن ابنتها أوستخيوم خلعت كل رباطات العالم لتمارس الحياة النسكية بقوة مما أقلق الأسرة على مستقبلها كابنة أحد الأشراف. ومع هذا بقيت باولا مع ابنتها تسلكان هذه الحياة بلا تردد. مرت باولا بتجارب كثيرة فكانت تعتصر نفسها الرقيقة للغاية، وكان القديس جيروم يحوِّل التجارب في حياتها إلى طاقات للتكريس وانطلاقه نحو الحياة الأفضل، من بين هذه التجارب موت ابنتها الكبرى بليسيلا فجأة، ثم موت بولينا زوجة باماخيوس وهي شابة، وأيضاً روفينا، ولم يبقَ من بناتها الأربع سوى أوستخيوم. كان قلب باولا يلتهب كل يوم حنيناً نحو الحياة السماوية، وإذ كان جو روما خانقاً بالنسبة لها بكونها معروفة بعائلتها التي من الأشراف ولنقد العائلة لها، أرادت ترك روما لتحيا في سكون وهدوء تمارس عبادتها، بعيداً عن أسرتها وأصدقائها القدامى. في عام 385م انطلقت مع ابنتها مبحرة نحو قبرص حيث زارتا القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس، ومن هناك ذهبتا إلى أنطاكيا حيث التقتا بالقديس جيروم ومن معه. انضم الكل معا لينطلقوا إلى الأماكن المقدسة بفلسطين، ثم يرحلوا إلى مصر يلتقون ببعض رهبانها ومتوحديها. في مصر رافقت القديس جيروم رحلته في مصر. ولا بد أنها كانت معه حين التقى بالقديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية حيث تتلمذت على يديه لمدة شهر، ثم انطلقت معه إلى نتريا حيث بقيا هناك مدة طويلة. يحدثنا القديس جيروم عن أثر هذه الفترة في حياة هذه الأرملة، قائلاً بأنها كانت مملوءة غيرة وفرحاً برؤية القديسين مشتاقة أن تقتدي بهم. استقبلها الآباء بفرح، فكانت تمجد الله وتشعر أنها غير أهلٍ لهذه الكرامة. التقت بالمقارين وسرابيون وغيرهم، وزارت قلاليهم، وكانت تسجد عند أقدامهم، تشعر أنها ترى السيد المسيح في كل واحدٍ منهم. كان احتمالها التنقل بين القلالي والمبيت في البرية بفرح فوق احتمال أية إمرأة. لقد نسيت كل تعبٍ وكل احتياجٍ من أجل فرحها. في بيت لحم انطلقت في السنة التالية إلى أورشليم لتعيش في بيت لحم حيث بنت فندقاً لاستضافة الغرباء وديراً للرهبان وآخر للراهبات. عاشت مع ابنتها أستوخيوم في دير الراهبات في حياة نسكية جادة، وكان نظام الدير أن يشترك الكل في العمل اليدوي، خاصة الحياكة سواء للدير أو لمن هم خارج الدير. عاشت القديسة باولا بين الراهبات أماً تجتذبهن بحبها ورقتها وقدوتها، فكانت أول العاملات، تشترك وابنتها استوخيوم في الخدمة والعمل. ومع هذا فكانت حازمة، إن شاهدت إنسانة كثيرة الكلام أو غاضبة تسألها أن تعتزل الجماعة إلى حين، تصلي خارج الباب (خارج مكان الصلاة) وتأكل بمفردها. كانت تهتم بالفقراء كما ببناء الكنائس، وكان مبدأها بناء كنائس متضعة، فلا تميل إلى الكنائس الفخمة ولا المبالغة في أثاثاتها، إذ كانت تردد أنها تفضل إنفاق المال على الفقراء بكونهم أعضاء جسد المسيح الأحياء. كانت معينة للقديس جيروم في دراساته وترجماته، فقد تعلمت اليونانية عن والدها، واللاتينية في روما، والعبرية أيضًا حتى كانت تسبح المزامير بلغتها الأصلية. اشتركت مع معلمها جيروم في جداله الحاد مع يوحنا أسقف أورشليم بخصوص “الأوريجينية”. تربيتها لباولا الصغيرة عندما تركت روما كانت تئن في أعماقها لدموع ابنها توكسوتيوس الذي سألها ألا تغادر المدينة، لكن حياة الوحدة تتعدى حدود الدموع بالرغم من رقتها وحبها لابنها. تزوج هذا الابن فتاة مسيحية تدعى لائيتا Laeta ابنة كاهنٍ وثني، وقد عاشت مع رجلها مقتدين بباولا ورجلها في حياة إيمانية تقوية. إذ أنجبت لائيتا طفلة دعتها “باولا الصغيرة” لتعلقها بحماتها. وقد كتب إليها القديس جيروم رسالة رائعة عن تربية طفلتها، حملت مفاهيم مسيحية حية للفكر التربوي المتفتح، وقد سبق لي ترجمة جزء منها في كتاب “الحب الأخوي”. بعد فترة أرسلت لائيتا ابنتها باولا الصغيرة إلى بيت لحم للتلمذة على يديْ جدتها القديسة باولا ثم تسلمت قيادة جماعة رهبانية كجدتها. نياحتها إذ بلغت من العمر السادسة والخمسين دعاها السيد المسيح لتنطلق من الأتعاب إلى الفردوس بعد أن تعرضت للمرض. كانت في مرضها الأخير تردد المزامير بلا انقطاع، والتهب شوقها لملاقاة الله، والتمتع بالحياة السماوية، وإذ ضعف جسدها جداً جداً ولم تقدر على النطق صارت ترشم شفتيها بعلامة الصليب حتى رقدت في 26 يناير سنة 404م بين دموع ابنتها أستوخيوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بامفيليوس الشهيد | الولادة: 240 الوفاة: – القديس بامفيليوس أو بمفيليوس Pamphilus، من مواطني بيروت، من أشرافها الأغنياء، ولد حوالي عام 240م، وتقبَّل تعليمه في مدينة الإسكندرية على يديْ العلامة أوريجينوس، وقد نبغ في المعرفة الروحية ودراسة الكتاب المقدس حتى دعاه يوسابيوس القيصري “أوريجينوس الصغير”. ذهب إلى قيصرية فلمع نجمه جداً، وعُرضت عليه مراتب عالية لكنه كان يزهد مراكز العالم وغناه. وزَّع أمواله على الفقراء وكرَّس حياته للدراسة والحياة المقدسة النسكية، فأُختير كاهناً بقيصرية فلسطين. وإذ شعر بحاجة الكهنة إلى الدراسة أنشأ مكتبة دينيه ضخمة، قيل أنها ضمت 3000 مجلداً انتفع بها الكثيرون خاصة يوسابيوس القيصري. حسب يوسابيوس نفسه تلميذاً للقديس بمفيليوس، فكان يكرمه جداً، وقد دعى نفسه: “يوسابيوس بن بمفيليوس”. استشهاده في أيام الإمبراطور دقلديانوس عزم والي بلاد فلسطين أوربانوس Urbanus القبض على بمفيليوس بكونه معلم المسيحيين، إذ كان قد افتتح مدرسة هناك واهتم بالتعليم جنباً إلى جنب مع عمله الكهنوتي وحياته النسكية. دخل في حوار مع الوالي، وإذ شعر الأخير بتمسك بمفيليوس بالإيمان أمر بتمزيق جسده بمخالب حديدية، وإلقائه في السجن. قُتل أوربانوس بأمر الملك وتولى الولاية على فلسطين فرميليانوس Firimilian، هذا ترك القديس بمفيليوس في السجن سنتين، وكان ذلك بتدبير إلهي لتثبيت كثير من المؤمنين خاصة الذين أُلقوا في السجن معه. سُجن أيضاً خمسة رجال مصريين هم إيليا وإرميا وإشعياء وصموئيل ودانيال، جاءوا إلى فلسطين فأُلقيّ القبض عليهم، وإذ التقوا بالقديس في السجن فرحوا جداً لرؤيته وامتلأوا تعزية. بعد أيام قُدم المصريون الخمسة للمحاكمة، وإذ سئلوا عن وطنهم، أجاب أصغرهم: “إننا مسيحيون من مدينة صهيون السماوية”. وإذ سمع الوالي ذلك غضب وأمر بقطع رؤوسهم. وكان شاب يدعى بروفوريوس في الثامنة عشرة من عمره واقفاً، كان عبداً للقديس بمفيليوس تتلمذ على يديه، ولم يكن قد نال المعمودية بعد، فطلب إذناً من الوالي بأن يدفن الشهداء الخمسة. سأل الوالي فرميليان العبد بروفوريوس Prophyrius الذي يعامله سيده كأخ أو كابن إن كان مسيحياً، فأجاب بالإيجاب، فسأل الوالي الجلادين أن يعذبوه بكل عنفٍ. صاروا يمزقون جسده بمخالب حديدية، وفتحوا بطنه محتملاً الآلام بصمت، وأخيراً أُعد له أتون نار فدخله ببطء ليسلم حياته وهو ينادي المسيح ابن الله. كان رجل كبادوكي يدعى سيليكوس Seleucus رأى ما حدث مع العبد فانطلق يبشر معلمه بمفيليوس باستشهاد برفوريوس ليعود هو نفسه يشهد للسيد المسيح فتقطع رأسه. قُطعت رأس القديس بمفيليوس ومعه 11 شهيداً من بينهم أحد العاملين لدى عائلة الوالي يُدعى ثيؤدولس Theodulus الذي عرف بأمانته للوالي واجتهاده، وأيضاً موعوظ يدعى يوليان لأنه أراد دفن أجساد الشهداء. على أي الأحوال قدم الوالي الأجساد للحيوانات المفترسة فلم تقترب إليها لمدة أربعة أيام فأمر بدفنها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس ابن العبري | الولادة: 1226 الوفاة: 1286 غريغوريوس أبو الفرج بن هارون الملطي والمعروف بـ ابن العبري (بالسريانية: ܒܪ ܥܒܪܝܐ «بار عبريو»), ويُعرف في أوروبا باسمه اللاتيني “Bar-Hebraeus”. هو لاهوتي وفيلسوف وعالم سرياني وُلد 623 هـ الموافق 1226 م في مدينة ملطية، ولُقّبَ بابن العبري لأنّ جدّه أو والده قدم من قرية (عبرى) الواقعة قرب نهر الفرات، بينما يذهب البعض للاعتقاد بأنه عبراني (يهودي) الأصل، ولكن ابن العبري نفسه ينفي ذلك في بيت شعر يقول (بعد تعريبه): إذا كان ربنا (المسيح) سمى نفسه سامريًا فلا غضاضة عليك إذا دعوك بابن العبري لأن مصدر هذه التسمية نهر الفرات. 📜 حياته عام 1243 م انتقل مع أسرته إلى أنطاكية ومن ثم إلى طرابلس الشام، وهناك درس علم الطب والبيان والمنطق. كما أنه درس كذلك لغات عدة فكان ملمًا بالسريانية والعربية والأرمنية والفارسية. عام 1246 م نال رسامته الكهنوتية على يد بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية آنذاك إغناطيوس داود الثاني ثم أصبح أسقفًا لبلدة جوباس، وهو شاب يافع في العشرين من العمر. ثم أسقف لبلدة لاقبين، وبعد خمس سنوات نصب مطرانًا على حلب. عام 1264 عين مفريانًا (كاثوليكوس) للكنيسة السريانية في المشرق، وفي عهد مفريانيته اهتم بشؤون أتباعه متنقلًا بين مناطقهم في نينوى ودير مار متي وبغداد والموصل ومراغة وتبريز. كما أنه قام خلال حياته بسيامة إثني عشر أسقفًا وافتتح كنيستين وديرًا. كما أنه مرّ على غربي أرمينيا مرتين وعلى بغداد كذلك، وزار تكريت عام 1277 في الوقت الذي لم يزرها مفريان أو أسقف منذ ستين سنة. توفي في مراغة ببلاد فارس بتاريخ 7/ 6/ 685 هـ الموافق 30 يوليو/تموز 1286 وهو في الستين من عمره. ونقل ضريحه إلى دير مار متى للسريان الأرثوذكس بالموصل. 🏥 أعماله وضع ابن العبري الكثير من الكتب والمؤلفات معظمها باللغة السريانية ضاع بعض منها. وفيما يلي ذكر لكتبه الباقية حتى يومنا هذا: كتب لاهوتية: «مخزن الأسرار» و«منارة الأقداس» الذي اختصره في كتاب «الأشعة». كتب تاريخية: «تاريخ شامل» منذ بدء الخليقة حتى أيامه وقسم الكتاب إلى التاريخ السرياني والتاريخ الكنسي؛ ثمَّ ترجم التاريخ السرياني بنفسه إلى اللغة العربية بتصرف وذلك قبل وفاته بفترة قصيرة. كتب علمية: «كتاب الصعود العقلي في شكل الرقيع والأرض»، وشَرَحَ كتاب المجسطي لبطليموس القلوذي في علم النجوم وحركات الأفلاك، «كتاب الزيج الكبير» أي معرفة حركات الكواكب لاستخلاص التقويم السنوي وتعيين الأعياد المتنقلة، «كتاب المفردات الطبية»، «منتخب كتاب جامع المفردات أي الأدوية المفردة»، «كتاب منافع أعضاء الجسد». كتب فلسفية: «زبدة الحكمة»، وأوجزه في «تجارة الفوائد»، و«حديث الحكمة»، و«الأحداق» ورسالتان في النفس البشرية. كتب أخلاقية ونسكية: «الإيثيقون» و«الحمامة». كتب في القانون الكنسي: «الهدايات». كتب في الصرف والنحو: «الأضواء أو اللمع»، و«الغراماطيق»، و«الشّرار» (لم يتمه). كتب أدبية: «القصص المُضحكة» وهذا الكتاب كما هو مبين من عنوانه يتناول أخبار وقصص طريفة. كما كتب ابن العبري الكثير من الأبيات والقصائد الشعرية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار غريغوريوس ابن العبري ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب، أسقف نصيبين | الولادة: – الوفاة: – فضلاً عن روايات عديدة، عن مار يعقوب فإنه يُعرف بأول أسقف على نصيبين، خاصة من خلال: ” الأناشيد النصيبينية” للقديس أفرام .ويعقوب هو الذي بنى الكنيسة العظمى المندثرة حالياً في نصيبين بين /313و320/ ، استناداً إلى شهادة القديس أثناسيوس. قام يعقوب بدور فاعل سنة /325/ في مجمع نيقية، في إدانة آريوس، وقد يكون رافقه القديس أفرام الذي أقامه لدى عودته منها، مفسراً للكتب المقدسة. يُشير القديس أفرام إلى دور يعقوب المثالي في الحفاظ على نصيبين “بالعصا” ضد الفساد والرذيلة. يُنسب إلى صلواته إنقاذ المدينة من حصار شابور، مرة أولى سنة /338/، مات يعقوب بعد ذلك بمدة وجيزة، وبقي جثمانه حامياً لنصيبين، خاصة أثناء الحصار الثالث سنة /350/، ثم نُقلت ذخائره إلى آمد سنة /363/ عندما آلت نصيبين إلى يد الفرس. إن دور يعقوب في إعلان البشارة الإنجيلية في أرومينيا، وكذلك صداقته مع غريغوريوس المنوّر هما موضع شك. كان تذكاره يُقام قديماً عند السريان الشرقيين يوم الجمعة الأول من أسابيع الصيف، ثم نقل إلى 13/كانون الثاني/يناير، و17 /نيسان/أبريل. يحتفل السريان الأرثوذكس بعيده في 12/أيار/مايو، و1 /أيلول/سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب الرهاوي المفسِّر | الولادة: 633 الوفاة: 708 إنه أحد أبرز العلماء السريان الغربيين. ولد في قرية عين دابا، الواقعة قرب أنطاكية (بالقرب من عفرين في سورية)، نحو العام /633/. ربما كان أبوه يدعى اسحق، بدأ يتعلم على يد كاهن يدعى قرياقس، ثم دخل دير قنشرين حيث تتلمذ هو ورفيقه أثناسيوس البلدي على يد ساويرا سابوخت، ثم تابع دروسه الفلسفية في الرها والاسكندرية. رُسم أسقفاً على يد زميله الذي كان قد أصبح بطريركاً، ولكن بسبب طباعه الحادة، وعلى الرغم من النصائح التي قدمها إليه كل من البطريرك يوليانس الثالث ورفاقه الأساقفة، اضطر يعقوب إلى تقديم استقالته من الأسقفية بعد أربعة أعوام من رسامته. اعتزل واثنان من تلامذته هما دانيال وقسطنطين في دير القديس يعقوب الكيسومي، ثم درَّس اليونانية في دير أوسيبونا (قرب قرية تلعدا)، حيث أقام مدة إحدى عشرة سنة قضاها في كتابة تفسير الأسفار المقدسة، ونتيجة لسوء تفاهم وقع بينه وبين الرهبان اليونانيين عاد إلى دير تلعدا مع ستة من تلامذته، وهناك مكث مدة إحدى عشرة سنة أخرى، وترجم سفر الملوك سنة /705/. في العام /707/ توفي حبيب خليفة يعقوب على كرسي الرها، فطالب أبناء الأبرشية بعودته، وقد عاد بالفعل في آخر شهر كانون الثاني /يناير من العام /708/، ولكنه توفي بعد أربعة أشهر من ذلك في 5 /حزيران/يونيو ، في دير تلعدا حيث كان مضى لأخذ كتبه. انظر مؤلفاته في كتب الآداب السريانية. حول قوانينه راجع آرثر فوبس، يحيي السريان الغربيون تذكاره في 18/شباط/فبراير، وفي 29 /أيار/مايو و31 منه، وفي 4/حزيران/يونيو أو 5 منه، وفي 29/تموز/يوليو أو يوم الخميس الواقع بعد الأحد الجديد. يقام عيده عند الموارنة في 27/كانون الثاني/يناير، ولعل ذلك بسبب الالتباس بينه وبين راهب فلسطيني يحمل الاسم نفسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب المقطَّع الشهيد | الولادة: – الوفاة: – معظم اللوائح السريانية الشرقية منها والغربية، تحيي تذكار هذا الشهيد في 27/تشرين الثاني/ نوفمبر، فضلاً عن تذكاره في أيام أخرى، دلالة على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، غير أن كثيراً من النقاد يشك في صحة هذه السيرة سواء لجهة التسلسل الاعتباطي للأحداث أم لجهة الاستفاضة في سرد التفاصيل، الأمر الذي يتعارض مع اعتدال أسلوب سيرة يعقوب الكاتب، وقد لوحظت فيها أيضاً تفاصيل مقتبسة من سيرة فيروز. إن هذا النص المنقول إلى كل من اليونانية والأرمنية والعربية والجورجية والقبطية واللاتينية، قد أثار المخيلات بحيوية وصفه “الميتات السبع”وردود بطلها، مما لم يمنع هذا الأخير من “العوم في الفضاء كالطيف” في الواقع لا يظهر هذا القديس لأول مرة إلا في قائمة سريانية تعود إلى القرن التاسع. إن النص بحد ذاته يصف يعقوب على أنه من مواليد بيت لافاط المقر الصيفي الملكي، كان في بادىء الأمر مسيحياً، ثم جحد إيمانه ليحظى بنعم الملك يزدحرد /299-421/، إلا أنه استجابة لالتماس والدته وزوجته اللتين كانتا تنحيان عليه باللائمة، عاد واعترف بإيمانه أما بهرام الخامس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار فيلكسينوس، أسقف منبج | الولادة: – الوفاة: 523 أحد أشهر القديسين السريان الغربيين، يُقام تذكاره في جميع اللوائح الخاصة بأسماء القديسين، في تواريخ مختلفة وهي 10 /كانون الأول /ديسمبر، و18/شباط/فبراير، والاول من نيسان /أبريل و2 منه، وفي 26/آب/أغسطس و18 منه. وُلد في تَحَل في منطقة باجرمي، نحو أواسط القرن الخامس، اسمه ترجمة يونانية لاسمه السرياني أخسنايا (الغريب)، لأنه كان قد هاجر مع عائلته إلى طورعبدين. التحق على التوالي بكل من مدرسة قرتمين، ومدرسة الرها ومدرسة تلعدا، في منطقة انطاكية، وأصبح راهباً وكاهناً. في العام /485/ أصبح أسقفاً على منبج، على الفرات، وبعد أن قاوم النساطرة عارض فلافيانوس سنة /449/في القسطنطينية، وناصر مار سويريوس الذي خلفه سنة/512/. بعد وفاة الامبراطور أنسطاس، قام خليفته يوستينيانوس سنة /518/ بإبعاد أتباع مذهب الطبيعة الواحدة، وبينهم فيلكسينوس إلى فيليبولي في تراقية، ثم إلى غنغرة في لاغونية، سجن في غرفة مسدودة النوافذ فوق المطبخ، وقد اشتكى من ذلك في رسالة وقد يكون توفي اختناقاً من كثرة الدخان في 10/كانون الأول /ديسمبر سنة /523/ عن ثمانين سنة، بعد/33/ عاماً من الخدمة الأسقفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار قرياقس ووالدته يوليطي الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – يرد اسم الشهيدين في تقويم الأعياد السريانية الشرقية والغربية على حد سواء، في 15/تموز/يوليو أو 11 منه، في حين أ نعيدها في أيام البيروني أي نحو العام /1000/ كان يقع في يوم الجمعة العشرين بعد الصوم الكبير. ومع ذلك، فإن واضعي لوائح أسماء القديسين لايتفقون على مكان وقوع الاستشهاد هل هو في طرسوس أم قونية أم أنطاكية؟ كما لايتفقون على عدد الشهداء ،وهو يترواح بين/45و1504/. أما تاريخ الاستشهاد فإنه يحدد تحديداً عاماً في عهد ديوقليسيانس أي في مطلع القرن الرابع. تتلخص الوقائع المتفق عليها في جميع الروايات يما يلي: اعتقلت يوليطي بصفتها مسيحية، ولما بوشر بتعذيبها تقدم ابنها قرياقس (أو قيوره)، البالغ من العمر ثلاثة أعوام، وجهر بإيمانه المسيحي ليشارك أمه في آلامها، أمسكه الحاكم من رجله وقذف به بعنف نحو درجات منبر المحكمة فتحطمت جمجمته، فشكرت يوليطي الله على استشهاد ولدها ثم قطع رأسها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ماروثا التكريتي | الولادة: – الوفاة: 469 يختلط اسمه غالباً باسم ماروثا الميافرقيني، ولد في شورزق من قرى بانوهدرا (دهوك شمال العراق الحالي)، اعتنق الحياة الرهبانية في دير ناردوس في المنطقة عينها، ثم أكمل دراسته اللاهوتية في دير زكا – قرب الرقة وفي جبل الرها. لدى عودته إلى مسقط رأسه مارس التعليم في دير مارمتى إلى أن أصبح سنة /629/ الأسقف الأكبر (متوبوليت)، وتولى رئاسة أبرشيات المملكة الفارسية تحت سيطرة هيرقليوس والتي اتحدت بكرسي أنطاكية. في العام /637/اجتاح العرب للمرة الأولى مدينة تكريت، ثم ثبتوا هذا هذا الفتح سنة /641/ بمعاهدة يبدو أن ماروثا كان أحد المشاركين في وضعها. شيّد في المدينة الكنيسة الكبيرة داخل القلعة، حيث دُفن، وديرين أحدهما باسم القديس سرجيوس في الصحراء، والآخر باسم دير والدة الإله في بيت عبري. توفي في 2/أيار/مايو من العام /649/، يحي السريان الغربيون تذكاره في هذا التاريخ أو في اليوم السابق، أو أيضاً في 10/أيار/مايو ، تُطلب شفاعته حالات اختطاف الأطفال تُنسب إليه مؤلفات أدبية متنوعة، أما القوانين التي يُقال لها قوانين مارمتى المنسوبة إلى العام /629/، فأنها تعود في الواقع إلى عهد متأخر جداً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار دانيال، أسقف الرها | الولادة: 665 الوفاة: 684 في عهده سيطرت الأرواح الشريرة على الأخوة المقيمين في دير قنشرين، فاستدعى رئيس الدير الأسقف دانيال الذي اقترح أن يبحث عن جثمان سويريوس السيمساطي، في دير القديس يعقوب في كيسوم حيث كان مدفوناً، غير أن أصحابه امتنعوا عن تسليمهم إياه. وبعد مفاوضات شاقة حصلوا على قسم منه، وبطبيعة الحال طرد ” الأعرج” الأرواح الشريرة، كما كان يفعل في حياته عندما كان في سميساط. كتب دانيال أجزاء من تاريخ دير قنشرين، ولا سيما حول الألاعيب الشيطانية التي كانت تقع هناك. ونشر نُو (NAU) بعضاً من هذه الأجزاء في ملحق النبذة التاريخية عن دير قرتمين. كان تذكار دانيال يقام عند السريان الغربيين في11/كانون الثاني/يناير، وفي30 /حزيران/يونيو، أما فكان يقام بنوع خاص في 28/نيسان/أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة هيلانة والدة الملك قسطنطين | الولادة: – الوفاة: – 🌸 النشأة وُلِدَت هيلانة بمدينة الرها من أبوين مسيحيين نحو سنة 247م. ربياها تربية مسيحية، وكانت حسنة الصورة جميلة النفس. وحدث أن قسطنطينوس الأول، ملك البيزنطية، قد نزل بمدينة الرها وهناك تزوّجها، ورُزِقَت منه بقسطنطين، فربّته بالحكمة والآداب، وبعد وفاة والده صار إمبراطورًا على الشرق وجعل مقره القسطنطينية. ✨ رؤيا قسطنطين وذات يوم رأى في رؤيا في منتصف النهار صليبًا من نور ومكتوبًا تحته: “بهذا تغلب”. فجعل الصليب راية للجنود وانتصر في الحرب. ⛪ اكتشاف الصليب المقدس وبعد أن تجاوزت هيلانة السبعين من عمرها رأت في رؤيا من يقول لها: “امضي إلى أورشليم وابحثي عن صليب المخلِّص”. وإذ أعلمت ابنها، أرسلها ومعها حاشية من الجند إلى أورشليم حيث التقت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم، واستعلمت منه عن المكان المدفون فيه الصليب. وبعد سؤال أحد المسنّين من اليهود، أعلَمَها عن هضبة فوقها هيكل وثني للإله فينوس أقامه الإمبراطور الروماني هدريان سنة 135م إمعانًا منه في إخفاء الصليب. أمرت الملكة هيلانة بهدم الهيكل ورفع الأتربة، فَوُجِدَت ثلاثة صلبان، وتأكدوا من صليب الرب لما وضعوه على ميت فقام. كما أنهم وجدوا على الصليب الكتابة التي كتبها بيلاطس البنطي. 🕍 بناء الكنائس المقدسة ثم أعطت الملكة أموالًا للأنبا مكاريوس ليبني كنيسة القيامة فوق القبر المقدس، وكنيسة أخرى فوق مغارة بيت لحم، وكنيسة ثالثة فوق موضع الصعود على جبل الزيتون. وعند عودتها أخذت مسمارًا من الصليب لابنها حيث وضعه على الخوذة الملكية. كما أرسلت قطعة من خشبة الصليب إلى القصر الإمبراطوري في القسطنطينية، أمّا بقية الصليب فقد وُضِعَ في تابوت من الفضة داخل كنيسة القيامة. 🕊️ انتقالها سارت هذه القديسة سيرة حسنة، وأوقفت كثيرًا من الأموال على الكنائس، وبَنَت كنائس كثيرة وأديرة، ثم تنيَّحت بسلام ولها من العمر ثمانون عامًا. … | آباء وقديسون | |
| مار بهنام وشقيقته ساره | الولادة: – الوفاة: – الأساس التاريخي للسيرة هزيل جداً، هناك شهيد يُدعى بهنام أي بالفارسية الطيب الاسم، وهو اسم ينسب صاحبه إلى العهد الساساني، في القرن الرابع، كما تشمل قبراً أصبح بين القرن الثالث عشر والرابع عشر جوهرة النحت الاتابكي في الموصل، لإثبات حداثة عهد الرواية نسوق الدليل الذي يقدمه ماردين للسريان الغربيين، يوحنا /1125-1165/، الذي كان قد قام بترميم العديد من الأديرة والذي يقول أن أعمال القديسيين الذين بُنيت هذه المعابد تكريماً لهم قد فُقد معظمها مع الأسف، وهو يذكر على سبيل المثال :مار بهنام الشهيد الذي تجري العجائب والآيات على يده، كما في أيام الرسل، للذين يأتون إليه بإيمان، ومع ذلك ليس بين أيدينا قصة عن حياته، بل هناك فقط تقليد شفهي يطول أو يقصر على هوى الرواة. بعد هذا، ومن دون مناقشة التفاصيل (كما فعلت في كتاب آشور المسيحية، مجلد 2،ص566-573) إليكم خلاصة هذه القصة. كان بهنام ابناً لـ “سنحريب” ملك نمرود العاصمة الآشورية القديمة التي لاتزال آثارها ظاهرة للعيان على مسافة بضعة كيلومترات من المزار، كان هذا الأمير الوثني الشاب، قد التقى في إحدى رحلات الصيد، الراهب متى الذي كانت صومعته تقع في جبل مقلوب، ولما حث الراهب الأمير على اعتناق المسيحية طلب إليه هو بدوره برهاناً على صحة هذا الدين، أن يشفي شقيقته ساره المصابة بداء البرص، وهذا ماجرى بالفعل في مكان “عين البرص”حيث اقتبل بهنام وشقيقته العماد، ولما علم بذلك والدهما سنحريب غضب وقضى عليهما وعلى أربعين من رفاقهما، بعد ذلك مرض الملك واعتنق المسيحية هو وزوجته شيرين، وشَّد مقاماً لولديه الاثنين وديراً لمتى وآخر لتلميذه إبراهيم. يُحيي السريان الغربيون خاصة، تذكار بهنام وسارة ورفاقهما الأربعين في 10/كانون الأول/ديسمبر، كما يحييه منذ زمن قريب السريان الشرقيون، ولكن من دون ذكر ساره، وفي التاريخ عينه تذكر قائمة الربان صليبا الشهداء الأربعين لقرية برطلي المجاورة للدير المعد بناؤه لاستقبال الحجاج عند مقام الشهيد بهنام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إبراهيم القيدوني السرياني | الولادة: – الوفاة: – إبراهيم أو أبرام أو إبراميوس القيدوني وُلد في مايُظن في الرها في سلخ القرن الثالث، وتزوج ثم زهد في الدنيا لسبعة أيام من عرسه، وبعد موت أبويه وزع أمواله على الفقراء، ورُسم كاهناً ونصّر قرية قيدنا. وتتلمذت له مريم ابنة أخيه، ولما هوت في وهدة الخطيئة نشلها منها بنصائحه وإرشاداته حتى عادت إلى رتبتها الأولى. وما أجمل الأنشودة السريانية التي حبكتها، فيها تندب حظها وتندم على ما فرط منها، مظهرة توبة صادقة، وسنة/366/ فاضت روحه النقية وقد وقف على عتبة السبعين، وقرظه مار أفرام، وقد كتبت قصته بالسريانية ونحلت مار أفرام خطأ تقع في /35/ صفحة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوليان الشيخ السرياني | الولادة: – الوفاة: 367 سكن أولاً صحراء في إقليم الفرات، ثم أنشأ ديراً في جبل حسماي، بقرب نهر الفرات حيث تتلمذ له نحو مئة راهب، أشهرهم آفاق مطران حلب، واجترح المعجزات، ولما أشاع عنه الآريوسيون بأنه من رأيهم: استقدمه إلى أنطاكية القس فلابيانس وأفرهاط الناسك، وديودورس أستاذ المدرسة الأنطاكية، فأخزى الآريوسيين. وفي سنة /367/ توفي في جبل الرها، وقرّظه مار أفرام، وكتبت قصته بالسريانية رواية عن تلميذه آفاق المذكور. وفي القرن التالي أنشأ السريان باسمه ديراً بظاهر القريتين من ديار حمص حوى شيئاً من رفاته، ولايزال عامراً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة فبرونيا | الولادة: – الوفاة: – في أوائل الجيل الرابع كان في نصيبين دير للبنات فيه خمسون راهبة، وعليهن رئيسة اسمها فبرونيا من جملة هؤلاء الراهبات وهي التي ذات حسن وجمال فائق. ولأجل هذا كانت تحتفظ بها الرئيسة مخافة عليها من فخاخ الأشرار، فضلاً عن أنها كانت ابنة أخيها. فأتى سيلينوس بأمر ديوقلطيانوس إلى مابين النهرين وفتك بالمسحيين نحو سنة/304/، ولما بلغه خبر فبرونيا أمر بالقبض عليها وأذاقها أمر العذابات وأشنعها، فأنه مزّق ثيابها في وسط المشهد، ثم مدّدها على الأرض وشعلوا تحتها ناراً خفيفة وجلدوا ظهرها بقضبان، ثم علقوها على خشبة ومشطوا جنبيها بأمشاط حديدية وأحرقوها بالنار، ثم قلعوا أسنانها وقطعوا ثدييها، أخيراً قطعوا يديها ورجليها فرأسها، ودُفنت القديسة في ديرها، وتقول تومايس كاتبة قصتها أن أسقف نصيبين بنى كنيسة فاخرة أكملها في ست سنيين ونقل إليها جزءاً من ذخيرة القديسة فبرونيا . إن الآباء البولنديين قد أقروا بصحة أعمال فبرونيا، غير أن تيلمون والسمعاني قد شكا في حقيقتها، وذلك على أنه في ذلك الزمان لم يكن أديرة منتظمة، وقولهما مردود لأنه كما رأينا في الفصل الثالث من هذا الباب أنه كان أديرة كثيرة في بلاد فارس منذ مبادىء الجيل الرابع. وأن أعمال فبرونيا تُرجمت منذ قديم الزمان إلى اليونانية واللاتينية، وتذكارها عند اللاتين والكلدان النساطرة والأرمن والسريان في 25/حزيران، وعند الملكيين في 26 منه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سركيس ومار باخوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قد يكون سركيس وباخوس أشهر شهداء المشرق، ومع ذلك فإن سيرتهما على قِدمها، ليست لها أي قيمة تاريخية، حتى أن تاريخ استشهادهما ليس ثابتاً (نهاية القرن الثالث أو مطلع القرن الرابع). ” الشهيدان العظيمان ” ضابطان رومانيان امتنعا عن تقديم الذبائح لآلهة الإمبراطورية، فمات باخوس أولاً في صور، تحت الجلد الشديد بالسياط، وقد يكون دفن لاحقاً في بربليسوس (باليس) على الفرات، على مسافة مائة كيلومتر شرقي حلب . أما سركيس فإنه أُذيق شتى أنواع التعذيب، قبل أن يُقطع رأسه في الرصافة على الفرات، حيث شيّدت على أسمه كنيسة فخمة أصبحت إحدى المقامات الأكثر شهرة في القرون اللاحقة، سواء من قبل الروم أم من قبل المسحيين العرب القاطنين على جانبي الحدود، حتى أن كسرى نفسه، عندما تلقى الدعم من الإمبراطور موريس لاسترداد مملكته، قدّم نذوراً إلى المقام المذكور نموذج مصغّر. انتشرت شهرة سركيس وباخوس في العالم المسيحي بأسره. أما في الشرق فيلاحظ بناء نموذج مصغّر عن كنيسة الرصافة وسط بادية العراق الحالي الشمالية الشرقية على يد أحودامه مطران تكريت (القرن السادس)، وذلك تجنباً لاستقرار رعيته من البدو العرب بعد زيارتهم للمعبد الرئيسي على الفرات. يُكرم القديس سركيس لدى السريان الغربيين في الأول من تشرين الأول / أكتوبر، وفي 3/ أيار /مايو، وفي 6 منه، وفي الأول من أيلول/سبتمبر، وفي 9 كانون الأول/ ديسمبر، وخصوصاً في 7/ تشرين الأول/ أكتوبر. ألقى البطريرك سويريوس عظة في عيد القديس سركيس في 7/ تشرين الأول / أكتوبر سنة/ 514/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب البرادعي | الولادة: 500 الوفاة: 578 🕊️ القديس مار يعقوب البرادعي (ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܒܪܕܥܝܐ) هو أحد أبرز رجالات الكنيسة السريانية في التاريخ، وُلِد في أوائل القرن السادس الميلادي (حوالي سنة 500م)، وكان له دور بطولي في إعادة لمّ شمل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعد اضطهاد طويل. عُرف بثباته وإيمانه العميق، وبتنقله المتخفي في كل أرجاء الشرق لتثبيت المؤمنين وإقامة الكهنة والأساقفة. 🏛️ النشأة والخدمة المبكرة نشأ مار يعقوب في مدينة تُدعى تلا موزيبلنا. ومع اشتداد الاضطهادات ضد الكنيسة السريانية بين عامي 512–528م، سافر إلى القسطنطينية سنة 528م. هناك، نال دعم الإمبراطور ثيودوسيوس وزوجته تيروكيا التي كانت تنتمي إلى المذهب الأرثوذكسي (الميافيزي). بفضلها، سُمح له بأن يُرسم أسقفًا على يد البطريرك مار ساويرا الأنطاكي (الذي كان في المنفى)، ليكون رسولًا متنقلًا بين الكنائس. 🧥 حياته التبشيرية والنسكية ارتدى مار يعقوب ثياب الرهبان الفقراء، وجال على مدى خمسين عامًا في كل من سوريا، ما بين النهرين، مصر، أرمينيا، لبنان، وحتى بلاد فارس. كان يكرّس الكهنة ويُقيم الأساقفة، وكان يحمل رسائل المجامع السرية التي كانت تُعقد في المنفى. لم يكن عمله تنظيميًا فقط، بل كان روحيًا وعقائديًا، حافظ فيه على وحدة الكنيسة والإيمان الأرثوذكسي. 📊 أرقام مذهلة بحسب المصادر السريانية، رسم مار يعقوب خلال حياته: أكثر من 100,000 كاهن أكثر من 80,000 شماس أكثر من 200,000 أسقف في شتى أرجاء الشرق، ما جعله يُلقّب بـ”بطريرك كل المشرق”، وهو لقب سبق أن بدأ معه، وتكرّس رسميًا لاحقًا في مجمع دير قرتمين سنة 793م. 🕯️ وفاته ورفاته توفي في 30 تموز سنة 578م في دير كاسيس قرب منبج، ثم نُقلت رفاته إلى دير زافين في ماردين، وأخيرًا إلى دير مار مرقس في القدس. وما تزال ذكراه حيّة في الصلوات السريانية حتى يومنا هذا. 📜 إرثه التاريخي والعقائدي شهد القرن السادس انقسامًا بعد مجمع خلقيدونية (451م)، وانقسمت الكنائس بين مؤيد ورافض له. لعب مار يعقوب دورًا محوريًا في تثبيت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ما جعل الكنيسة تُنسب إليه في ما بعد باسم “اليعقوبية”، رغم أن هذا اللقب أُطلق من الخصوم، وقد رُفع اسمه لاحقًا من قائمة الهراطقة سنة 633م. 🖋️ كتاباته يُنسب إليه عدد قليل من المؤلفات، بينها رسائل وعظات، وبعضها كتبها بالتعاون مع الأسقف بطرس الرهاوي، وذُكر أيضًا في مصادر سريانية ومخطوطات حبشية في قوانين كنسية مختلفة. 🔖 رمزيته وأهميته 👣 الراهب المتجوّل: رمز للإيمان المتحرك في وجه الاضطهاد. 🕊️ صانع الوحدة: حافظ على وحدة الكنيسة في أصعب ظروفها. 📚 المدافع العقائدي: كان صوته صوت الرسل والآباء، لا مبتدعًا بل حاميًا للإيمان. 🕯️ المعترف والشهيد غير الدامي: عاش كل عمره في الخطر والنفي والتعب لأجل الإيمان دون أن يموت قتيلاً، لكنه شهيد روح. مصدر آخر نفتقر حتى أيامنا الحاضرة، إلى سيرة نقدية شاملة حول هذه الشخصية البارزة التي طرحت بشأنها أسئلة عديدة ولا سيما من قبل دافيد بوندي. استعرض في هذه المقالة المصادر العديدة لسيرة يعقوب البرادعي، وبعضها مشكوك بصحته. يلاحظ أن هناك مراحل دقيقة وعديدة تفتقر إلى معلومات أصلية أو غير أصلية، ولا سيما في ما يتعلق بالسنوات الأخيرة التي تلت موت يوستينيانس /565/. إن سيرته التقليدية التي جمعها، على سبيل المثال، البطريرك برصوم تجعل مولده في تل موزلت عام /500/، أصبح راهباً في دير فسيلتا الواقع قرب مسقط رأسه (والحالية)، في سنة /528/ انتقل إلى القسطنطينية، ثم بتأثير من الإمبراطورة تيودورة وبتوصية من الملك العربي الحارث بن جبلة، رسمه البطريرك تيودوسيوس الإسكندري سنة /542-543/، ولم يذكر إلا في النصوص المتأخرة أن يكون سويريوس الأنطاكي هو الذي رسمه، رُسم على كرسي الرها ولم يتمكن من الإقامة فيها، على الرغم من أن تيودوسيوس منح يعقوب أولية ما على سائر الأساقفة (يذكره الأول في مستهل رسائله)، لا يبدو أنه كان له لقب آخر، كلقب: “الأسقف المسكوني” الذي تنسبه إليه النصوص الحديثة العهد. أصبح يعقوب روح المقاومة في وجه سياسة يوستينياس الذي كان يحاول دفع الكنائس إلى القبول بقانون إيمان خلقيدونية، متمتعاً بـ ” سلطة ظرفية” كبيرة، تُعزى إلى زهده وعلمه ومقاومته البطولية في وجه المصاعب، جال يعقوب بلا كلل في البلاد الشرقية ومصر وسورية، وصولاً إلى أرمينيا شمالاً، وتخوم بلاد فارس. وكان يرسم عشرات الآلاف من الكهنة (قيل أنه رسم 102000!) و/27/ أسقفاً وبطريركين، وذلك بهدف أن يمد المقاومة المناهضة لخلقيدونية بإطار يمهد لإبراز هذه المقاومة على الملأ. وكان ينتقل متخفياً بصفة جوال (من هنا كان اسمه البرادعي، وهو ما لا يجب دمجه بـ ” بار آداي” أو “بار أداي”، كما فعل، على سبيل المثال المعجم اللاهوتي الكاثوليكي). وكان يتوارى دائماً بفضل أن الشعب معه، من وجه الحرس الملكي، “ينظم ويرسم ويعزي ويشجع، ويوطد الإيمان ويعلم في كل مكان حزب المؤمنين”. إنه رئيس روحي موهوب أكثر منه رئيس كنسي، ومع ذلك لم يكن “بديلاً مؤقتاً من البطريرك مار سويريوس”، (الغائب المنفي) وليس من الصحيح إعطاؤه لقب بطريرك. لا يبدو أن يعقوب تجاوز التخوم البيزنطية، وإذا أخذنا بما جاء في التاريخ المنسوب إلى زكريا، يكون قورش هو الذي قام بمثل هذا العمل في المملكة الفارسية، ولكن خصوصاً أحد الأساقفة الذين رسمهم ويدعى أحودامه. يبدو أن دور يعقوب قد تضاءل بعد موت يوستينيانس عام /565/، ولا سيما بعد وفاة حاميه البطريرك تيودوسيوس الإسكندري عام /566/، ثم تأتي سنوات سادت فيها الخلافات، ولا سيما فضيحة تسببت “بالمصائب” التي لم يجلُ المؤرخون أمرها… تحاول النصوص أن تخفف من أهميتها، إذ تذكر على سبيل المثال، أن القديس يعقوب وبولس الثاني الأسود الإسكندري بطريرك أنطاكية /550-575/، كانا متفانيين في خدمة الرب. وفي الواقع، يظهر (في تاريخ الرهاوي المجهول) أن يعقوب قد أقام بولس بطريركاً على أنطاكية بموافقة تيودوسيوس الإسكندري. أما بعد، وكان بولس القالونيقي (الرقي) أن يقبل بالبطريركية، ولكن بطرس كان يرفض دائماً، بسبب وجود بولس. ولم يقبل بطرس (الثالث) بالبطريركية إلا بعد وفاة كل من بولس /575/ ويعقوب /578/، وكانت سيامته على يد دميانس بطريرك الإسكندرية. توفي يعقوب البرادعي في 30 /تموز/يوليو عام /578/، في مصر في دير قسيون، وفي عام /622/، قام رهبان ديره الأصلي وهو دير قسيلتا، بالاستيلاء على رفاته وحملوه إلى ديرهم، وقد يكونون هم أيضاً الذين نمقوا نصوص سيرته لإعلاء شأن ديرهم. اعتبر يعقوب من قبل خصومه “مؤسس” الكنيسة السريانية التي أطلقوا عليها المونوفيزية، وبالتالي لقب “اليعقوبية”. أما السريان الأرثوذكس ابن الكنيسة البار، والمجاهد الرسولي الأكبر. من الثابت أنه كان أحد عناصر نهضة المجموعة اللاخلقيدونية بعد وفاة مار سويريوس. لكن هذه المجموعة لم تتمكن من تحقيق تنظيمها الذاتي، في وجه الكنيسة “الملكية” والكنيسة “النسطورية” الفارسية، إلا في العام /629/، أي قبل الفتح الإسلامي للمدائن، عندما كان جيش هرقل يحتل النصف الشمالي للعراق الحالي، وكان ذلك لمدة ست سنوات فقط. يرد تذكار مار يعقوب البرادعي في جميع اللوائح السريانية الغربية، في 2/شباط/ فبراير و 18 أو 20 منه، وفي 20/آذار/ مارس أو 21 منه، وفي 30 /تموز/يوليو أو 31 منه، وفي 28 /تشرين الثاني/نوفمبر. ينسب إليه عدد قليل من المؤلفات، ومع ذلك لم يُبت بعد بمسألة صحتها، أُحصي له:تسع رسائل، بعضها كُتب بالتعاون مع آخرين، ولا سيما الأسقف ثيودوروس، الذي رُسم معه،”وقانون إيمان”، وهو يُنسب أحياناً إلى البطريرك نوح البقوفي، وعظة حول البشارة وأخيراً نافور. وهناك قوانين باسمه محفوظة في مخطوطات حبشية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار عبدا السرياني | الولادة: – الوفاة: – ترهب ورسم كاهناً، وأسس في سليق وقطيسيفون ديراً ومدرسة، وهدى جمهوراً من المجوس. وفي أواسط القرن الرابع أقام في دير الصليب، وأكرمه الله بفعل المعجزات. ومن تلاميذه عبد يشوع الناسك السرياني الذي أنشأ ديراً باسم الرسول جنوبي قطر، كان آهلاً بمئتي راهب في حدود سنة /390/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار هرون السرياني | الولادة: – الوفاة: 389 وُلد في سروج في أحضان أسرة ثرية، ولما ترعرع تنسك في ديار فلوديا وشيّد ديراً في جبل بريخو (المبارك) في ملطية، وكان رهبانه سبعة وسبعين، وتوفي سنة /389/شيخاً كبيراً بعد أن اجترح العجائب، وكتب قصته بالسريانية تلميذه بولس، وقد أسعف ديره الكنيسة بستة أساقفة من سنة /1088-1289/ أوغريس من بلاد البنطس، درس العلوم، فرسمه القديس غريغوريوس النزينزي شماساً، وفي العقد التاسع من القرن الرابع زهد في الدنيا وتتلمذ لمار مقاريوس المصري، واشتهر بين مصنفاته النسكية العديدة كتاب:المئات وستمائة حكمة نسكية، ومقالة في أفكار الخبيث، وانتقل إلى ربه سنة/399/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان العمودي الكبير | الولادة: – الوفاة: 459 من المعلوم أنه يوجد اثنان بهذا الاسم، سمعان الكبير العجائبي (توفي سنة 459)، وسمعان الصغير المنسوب إلى “الجبل العجيب”(توفي سنة 592). أما الذي يعيّد له السريان الغربيون في 1و2 أيلول/سبتمبر، واللاتين في 5 كانون الثاني/يناير، فهو سمعان الكبير. إن سيرته السريانية تستوحي كثيراً المؤرخ. وُلد سمعان العمودي في سيرا الواقعة عل الحدود بين بلاد قورش وكيليكيا، بدأ حياته راعياً، وبعدما عاش مدة عامين مع بعض النسّاك، التحق بثيودوروس في تلعدا، حيث مكث معه مدة عشرة أعوام، في غضون ذلك نزل إلى بئر جافة، ولما أُخرج منها، قصد تلانيسيوس عند سفح جبل، حيث عاش محتبساً عشرين يوماً، ثم سكن في كوخ، وأخيرا ًارتقى عموداً ارتفاعه ستة أذرع، ثم /12/ذرعاً، و/36/ذراعاً. قيّد نفسه بالسلاسل وبقي عرضة لأقسى التقلبات الطقسية، وحشرات البق، ثم أصيب بتقرح في رجله وأصبح مكانه محجاً للزوار، تاب على يده جمع غفير، وتنبأ بأمور عديدة، وأجرى العدل، وكانت له مداخلات في حياة الكنيسة، توفي في أيلول/سبتمبر من العام /459/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برصوم،رئيس البكائين(النسّاك) | الولادة: – الوفاة: 458 وُلد برصوم في الشنّا الشمالية، أي السن بن عتير، الواقعة في نواحي سميساط، وتتلمذ على يد إبراهيم ناسك الجبل العالي. تُنسب إلى هذا الراهب الصّارم أعمال خارقة عديدة، وقد تبعه عدد كبير من التلامذة. ولما صار “رئيس البكائين” قصد القدس مرات عديدة، وفي إحدى رحلاته إليها سنة /438/، على ما يبدو، طرد منها اليهود الذين كانت الإمبراطورة أفدوكية قد سمحت لهم بالعودة إليها. عرف بصداقته لديوسقوس الاسكندري “وكان القطب الرهباني”(كما يقول NUA ) في مجمع أفسس الثاني /449/، وقد دعاه إليه ثيودوسيوس الثاني ليمثل رؤساء الأديرة. وشارك في مجمع خلقيدونية /451/أيضاً ، وقد رافقه إليه حوالي ألف راهب حسبما قيل، واقترع فيه إقالة فلافيونس الذي نال نصيبه من سوء معاملة الرهبان له. وقد طُرد برصوم من المجمع، وأُمهل ثلاثين يوماً للتوقيع على قبوله لأعمال مجمع خلقيدونية، إلا أنه رفض ذلك. يقول نو: “إن برصوم قضى حياته يكيل الضربات ويتلقاها”. وعندما يُتهم بأنه “قاتل أساقفة” كان يكتفي إجمالاً بالرد قائلاً إنه لم يقتل أبداً. توفي عام /458/،ويُعيد له السريان الأرثوذكس تذكاره في 3/شباط/فبراير، المتوافق مع يوم وفاته في 31/أيار/مايو ، وفي 3 حزيران /يونيو أو في يوم الخميس الذي يسبق عيد العنصرة. أصبح ديره الواقع قرب ملطية مقراً لكرسي البطريركية الأنطاكية إعتباراً من القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثالث عشر، وظل قائماً حتى أواسط القرن السابع عشر. وقد كتب تاريخه هونيغمان. إن السريان الأرثوذكس يعتبرون مار برصوم رئيس النسّاك رمزاً فريداً في العبادة والصلاة، وهو الذي صلب نفسه للمسيح طوال أيام حياته، ولم يؤيد أوطيخا بل حرمه، وإن السلطة السياسية خاصمته لحسد وحقد في قلوب منافسيه، وكان من أشد الآباء تمسكاً بتعاليم الكنيسة الجامعة المتمثلة في مجامهعا المسكونية الملتئمة بروح الله في نيقية والقسطنطينية وأفسس، وإن كل صفة سلبية تُنسب إليه فهي من باب الفرضية والتعدي والافتئات على الحقيقة والواقع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار صموئيل | الولادة: – الوفاة: 409 وُلد في بلد الصور شمالي ماردين من أسرة عريقة، ولما ترعرع عشق السيرة النسكية، فترهّب وعرف بالمشتيني. وفي سنة /397/ عمّر وتلميذه مار شمعون القرتميني، ديره المشهور بقرب قرية قرتمين شرقي مديات في طور عبدين بحسب الرسم الذي أظهره له الملاك. وقد جاد القيصران هنوريوس وأرقاديوس لبنائه بمال جزيل. ومنذ منتصف القرن التالي أمّه طلاب العلم والنسك، فتخرج فيه علماء حتى القرن الثاني عشر. وسنة /615/ صار كرسياً مطرانياً لطور عبدين، فأطلق عليه اسم رئيسه ومطرانه مار كبرئيل /667 +/، وحوى خزانة كتب ثمينة اشتهرت منذ القرن الثامن، وقد أسعف الكنيسة بأربعة بطاركة هم: ثاودوسيوس/896+/،وديونيسيوس الثاني /961+/،وبنهام /1454+/، وعزيز ابن العجوز الطور عبديني /1481+/،وبمفريان واحد هو بنهام من آل حبو كني /1404-1412/ البرطلي الأصل والحدلي المولد، وبتسعة وسبعين أسقفاً، ولا يزال عامراً آهلاً. أما مار صموئيل ففعل آيات، وتوفي عام /409/، زمن أشهر تلاميذه مار سمعون القرتميني الآنف الذكر/433+ /. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب الشماس | الولادة: – الوفاة: – كان حبيب من قرية تلصها من أعمال أورهاي (الرها)،وفي زمانه أي في سنة /309/إذ كان قونا أسقفاً لأورهاي أثار ليقينوس اضطهاداً على المسحيين ،فكان حبيب يطوف القرى ويرشد ،ففشا أمره وقبض عليه، وجُلد بقساوة ووحشية ،ثم وُضع في فقص من حديد وضُيّق عليه بشدة، وأُلقي في السجن . وفي اليوم الثاني من أيلول أمر الحاكم بإحضاره، وأمر الجلادين أن يضجعوه على الأرض ويضربوه بقضبان من شجر الرمان ،ثم علقوه على خشبة ،ومزقوه بأظفار حديدية ،وأخيراً انزلوه في حفرة ووضعوا عليه الحطب وأحرقوه،ودُفن في قبر كوريا وشامونا ،وأتى ذكره في السنكسار الروماني في 15/تشرين الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا آري الشطانوفي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان أبا آري Ariكاهناً بقرية شطانوف التابعة لبشاتيPchati ، بشاتي بالقبطية هي “نيقيوس” مكانها حالياً زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جداً. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا (القداس الإلهي). مواجهته الاضطهاد في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالساً في منصة القضاء يحاور المسيحيين. دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلناً إيمانه بالسيد المسيح. تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلاً له: “تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثاً عظيماً محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي”، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه. رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه. في الإسكندرية بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة. إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن. سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه. صغر الوالي في عيني نفسه جداً، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح. تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا أموناثاس | الولادة: – الوفاة: – جاء أحد الولاة إلى البلسم (الفرما) يجمع ضريبة من الرهبان كما من أهل العالم، فاجتمع كل الإخوة معاً لدى أبا أموناثا Ammonathas. فكر بعض الآباء أنه يلزم أن يذهبوا إلى الإمبراطور بخصوص هذا الأمر، أما أبا أموناثاس فقال لهم: “لا حاجة بكم إلى مثل هذا التعب، بل اهدأوا في قلاليكم لمدة أسبوعين وأنا وحدي بنعمة الله أعالج هذا الأمر”. فرجع الرهبان إلى قلاليهم، وبقى الشيخ صامتاً في قلايته. بعد نهاية الأسبوعين تضايق الرهبان لأن الشيخ لم يفعل شيئاً، وقالوا: “الشيخ لم يعمل شيئاً في الأمر”. في اليوم الخامس عشر حسب الاتفاق اجتمع الأخوة ثانية حسب اتفاقهم وجاءهم الشيخ معه رسالة تحمل خاتم الإمبراطور. وإذ رأى الأخوة ذلك، قالوا له في دهشة عظيمة: “متى أحضرت هذه أيها الأب”. أجاب الشيخ: “صدقوني أيها الأخوة ذهبت الليلة إلى الإمبراطور الذي كتب الرسالة ثم توجهت إلى الإسكندرية ووقعت الرسالة من الوالي هكذا وعدت”. إذ سمع الأخوة ذلك امتلأوا خوفا وقدموا توبة أمامه، واستقر الأمر ولم يزعجهم الوالي بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا كراجون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل البنوان وكان أولاً لصاً فاتفق معه شابان في اللصوصية، ومضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهراً في الصلاة. انتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد، ولكنه ظل واقفاً يصلى حتى انحلّت قلوبهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخرّوا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلّمهم ثم ترهَّبوا عنده. أما القديس أبا كراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة، وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح، وقد تم قوله إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة، فودع القديس أبيه وأخذ بركته ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قِبَل مكسيميانوس قيصر، فعذبه كثيراً ثم أخذه معه إلى الإسكندرية وهناك عذّبوه إذ علّقوه في صاري مركب خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في زِق من جلد وطرحوه في البحر فأخرجه ملاك الرب من الماء وأمره أن يمضى إلى سمنود، فمرّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها وكان كل من به مرض يحضر إليه فيُشفى بصلاته. ولما وصل إلى سمنود أجرى الله على يديه جملة عجائب منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلاً. أما القديس فقد أرسلوه إلى الإسكندرية وبعد أن ساموه العذاب بمختلف الأنواع قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقسٍ من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البنوان ووضعوا جسده بها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابادير الشهيد | الولادة: – الوفاة: – إذ يتغنى المؤمنون بالتسبحة للرب يسألون الشهيدين أبادير وأخته إيرائي أن يطلبا من الرب من أجل غفران خطاياهم، وتحتفل الكنيسة بعيد استشهادهما في 28 توت. نشأتهما هما ابنا أخت باسيليوس الوزير الأنطاكي؛ تعين أبادير إسفهلاراً “قائداً عظيماً” في جيش دقلديانوس. ظهر له السيد المسيح في رؤيا بالليل، وطلب منه أن يذهب مع أخته إيرائي إلى مصر لينالا إكليل الاستشهاد، وقد تمتعت أخته بذات الرؤيا، فعرفا أنها من الله وانطلقا بفرح ليتمتعا بما وهُب لهما. هنا يليق بنا أن نتساءل: لماذا سمح الله لهما بل أمرهما أن ينطلقا للاستشهاد، مع أنه يقول: “ومتى طَردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى” (مت 10: 23)، وقد حذرنا كثير من القديسين مثل البابا كيرلس الكبير والبابا بطرس خاتم الشهداء والقديس باخوميوس من الاندفاع نحو الاستشهاد بأنفسنا أو إثارة الولاة لاضطهادنا؟ المسيحي في غيرته المقدسة يقدم حياته كل يوم ذبيحة حب لله (رو12: 1)، لكن بروح الإتضاع لا يسعى لاحتمال الاضطهاد بنفسه، إنما إن جاء يقبله بفرح كما فعل البابا بطرس خاتم الشهداء نفسه. وقد سمح الله بدعوته لجماعة معينة للذهاب إلى الاستشهاد بأنفسهم لرسالة معينة، فإرسالية أبادير الاسفهسلار وأخته إيرائي إنما بقصد إلهي، فقد تعرض مئات الألوف من الأقباط للاستشهاد، بل وتقدمت مدن بأكملها كمدينتي أسنا و إخميم للاستشهاد بفرح على يدي أريانا والي أنصنا (بجوار ملوي)…. حضور أمثال أبادير يعطي تشجيعاً للبسطاء، بأن الأمراء يسعون لهذا الشرف، وحضور إيرائي يعطي سنداً للفتيات أن فتاة شريفة تأتي من القصر لتقبل الآلام بفرح…. هكذا كان للمدعوين للذهاب للاستشهاد بأنفسهم رسالة خاصة وسط الضيق الشديد! استشهادهما أدركت والدتهما بما في قلبيهما فشقت ثيابها هي وجّواريها، وصارت تتوسل إليهما ألا يسلما نفسيهما لدقلديانوس للاستشهاد، فوعدها ابنها أبادير ألا يتحدثا مع دقلديانوس في ذلك، ولم تدرك إنهما قد قررا الذهاب إلى مصر للاستشهاد هناك. كان أبادير يستبدل ثيابه ويقوم بخدمة الذين في السجون موصياً حارسه ألا يخبر أحداً بذلك…. إذ توانى أبادير وأخته قليلاً تكررت الرؤيا، فانطلقا إلى الإسكندرية، ومنها إلى مصر حيث التقيا بالقديس أباكراجون الذي عرفهما وباركهما، ومن هناك دخلا إلى الكنيسة التي في طمويه ثم ذهبا إلى الأشمونين ليلتقيا بشماس يدعي صموئيل رافقهما إلى أنصنا حيث التقيا – أبادير وأخته بأريانا والي أنصنا (بجوار ملوي بصعيد مصر)، فعذبهما عذاباً شديداً للغاية، وكان السيد المسيح يسندهما. وسط الآلام الشديدة أخذ الرب نفسيهما إلى لحظات ليشاهدا الفردوس فيمتلئا قوة وغيرة للاحتمال بفرح…. كتب الوالي قضيتهما وحكم عليهما بقطع رأسيهما…. وإذ استحلف الوالي أريانا أبادير أن يخبره عن شخصه طلب منه أن يتعهد بالا يتراجع عن حكمه، ولما تعهد أخبره أنه أبادير الإسفهسلار، فتأسف جدا لما حدث منه، لكن أبادير ذكّره بتعهده، قائلا له بأنه هو نفسه سينعم أيضا بعطية إكليل الاستشهاد. إذ استشهد القديسان قام بعض المؤمنين بتكفين الجسدين، اللذين حملهما الشماس صموئيل إلى منزله حتى انقضاء عهد الاضطهاد، حيث بنيت باسمهما كنيسة عظيمة. توجد الآن في أسيوط كنيسة باسم الشهيدين، وأخرى في دشلوط بإيبارشية أسيوط…. بركة صلواتهما تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباديون الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – صورة مشرقة لنفسية الشهيد المتهللة وسط الآلام، التي تتمتع بتعزيات نابعة من السماء عينها تسندها حتى تتم جهادها. سامه القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أسقفاً على أنصنا بصعيد مصر (بجوار ملوي). في أيام دقلديانوس إذ اشتد الاضطهاد وكان أريانا واليا على أنصنا عنيفاً في مقاومته للمسيحيين ألقى القبض على الأسقف أباديون، لم يرد أن يقتله في الحال، مدركاً انه لو حطم نفسيته وأثناه عن إيمانه يحطم الكثيرين من ورائه، لهذا قيده وأخذه معه أسيوط ثم أخميم ليشاهد عذابات المؤمنين بنفسه، ويرى الأعداد الغفيرة تُقتل فيخضع له. وإذ حان عيد الميلاد المجيد تركه في أخميم حراً إلى حين ليختبر حلاوة الحرية فإذا به يجتمع مع شعب أخميم في الكنيسة. سمع الوالي فجاء بجنده ليقتل في الدفعة الأولى حوالي 7200 نسمة من الكنيسة ومن جاء من الكنائس التي حولها، حتى سال الدم في الشوارع في صباح العيد وكأنهم ينضمون إلى موكب أطفال بيت لحم! أمر بتقييد الأسقف وأخذه إلى أنصنا مرة أخرى حيث قام بتعذيبه ثم إلقائه في خزانة مظلمة ليجده بعد خمسة أيام فرحاً متهللاً كمن كان في وليمة متشبهاً بالرسل، إذ قيل: “وأما هم فذهبوا من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” ( أع 5 :41). أمر الوالي بصلبه فظهرت حمامتان وقفتا على الصليب، بل وأظهر السيد المسيح نفسه وانحلت المسامير لينزل الأسقف بلا آلام….. هكذا تتجلى قوة ربنا وسط الضعف! أخيراً قُطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد في أول أمشير، بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباكير الشهيد ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس “أباكير” في دمنهور، وكانت تابعة لكرسي أبي صير (بالقرب من أبي قير) غربي النيل، وقد اتفق مع أخيه فيلبس وكاهنين يدعيان يوحنا وابطليماوس على نيل إكليل الشهادة. ذهب الكل إلى قرطسا واعترفوا أمام الوالي بالسيد المسيح، فُحكم عليهم أن يضربوا بالرماح فلم تصيبهم، كما القوهم في أتون نار فجاء ملاك الرب وخلصهم. رُبطوا في أقدام الخيل وسحبوهم من قرطسا إلى دمنهور والرب كان حافظاً لهم. أمر الوالي بقطع رؤوسهم فنالوا إكليل الاستشهاد. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهادهم في 14 بؤونه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباكير ويوحنا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – شخصيتان مسيحيتان، الأولى تمثل الإنسان الناجح في حياته، فقد عاش طبيباً ناجحاً في مهنته، محبوباً في معاملاته، تقياً في حياته الداخلية كما في سلوكه الظاهر…. متمماً الوصية الرسولية: “أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة” (3يو2). أما الثاني فيمثل الإنسان الحيّ الذي يحيا قويا في داخله، يبحث عن صداقة تسنده وتلهبه روحياً…. بمعنى آخر يمثل الإنسان الجاد في حياته، يطلب حتى في صداقته ما هو لبنيان نفسه. نشأة أباكير ولد أباكير بالإسكندرية من أبوين، تقيين، اهتما بحياته الروحية وثقافته العلمية والفلسفية فصار طبيباً ماهراً في شبابه المبكر. كان محبوباً ومشهوراً من أجل أمانته مع تقواه وفضيلته. شعر الوالي سيريانوس بخطورته كمسيحي يحمل شهادة حق لإيمانه، فطلب أن يقتله متهماً إياه بالسحر والشعوذة وفعل الشر، وإذ سمع أباكير بذلك هرب من الإسكندرية كوصية سيده: “ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى” (مت 10: 23). نسكه انطلق متجهاً نحو الجبال العربية ليعيش بين النساك متأملاً في محبة الله، دون أن يتجاهل مهنته السابقة كطبيب…. وهناك ذاع صيته فبلغ فلسطين وسوريا وما بين النهرين. القديس يوحنا كان يوحنا ضابطاً في الجيش بمنطقة الرها (أديسا)، وكان مشتاقاً إلى حياة الوحدة والتفرغ للعبادة، سمع عن القديس أباكير فاستقال من عمله وانطلق إلى أورشليم يزور الأماكن المقدسة ومن هناك انطلق إلى الصحراء ليلتقي بالقديس الناسك أباكير، حيث توثقت عري الصداقة بينهما على صعيد الروح، كل منهما يسند الآخر ويشجعه. احتمالهما الآلام إذ اشتعل الاضطهاد بعنف في كل مصر في عهد دقلديانوس، سمع القديس أباكير عن القديسة أثناسيا وبناتها الثلاث العذارى ثيؤدورا وتاؤبستى وتاؤذكسيا أنهن قد حُملن مقيدات إلى كانوب (بالقرب من أبي قير الحالية بجوار الإسكندرية)، فخشى لئلا تغلبهن العذابات فيبخرن للأوثان، لهذا رأى أن يذهب بنفسه مع صديقه المحبوب يوحنا لينال الاثنان إكليل الشهادة مشجعين هؤلاء العذارى وأمهن. تعرف أهل الإسكندرية على المتوحد الطبيب فأكرموه جداً، أما هو فاهتم مع صديقه يوحنا بخدمة المسجونين…. قبض عليهما الوالي وحاول ملاطفتهما أولاً ثم صار يعذبهما مع العذارى وأمهن. استخدم الوالي كل أنواع العذابات مع الناسكين، فكان يمزق جسديهما بخطاطيف حديدية ويحرقهما بالمشاعل، ويضع خلاً وملحاً على جراحاتهما، ويسكب شحماً مغلياً على إقدامهما…. وكان الرب يسندهما ويشجعهما حتى يحققا الشهادة له. استشهدت العذارى وأمهن أمامهما ثم الناسكين، إذ قطعت رؤوس الكل. وكان المشاهدون متألمين على قتلهم…. ودفن جسد الشهيدين الناسكين بقبر في كنيسة مارمرقس حيث بقيت رفاتهما قرناً من الزمن، ولما جاء القديس كيرلس نقلها إلى مينوتيس Menutlis بالقرب من كانوب، حيث تمت معجزات كثيرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهادهما في السادس من أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابامون الترنوطي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد شهيد آخر يحمل ذات الاسم، من ترنوط، ذهب إلى الصعيد واعترف بالسيد المسيح أمام أريانا الوالي الذي عذبه بالضرب وتمشيط لحمه وتسمير جسده بمسامير طويلة، وكان السيد المسيح يقويه ويشفيه. أرسله إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حيث أرسل الرب ملاكه وعزاه، ولما تعرض لعذابات جديدة استشهد بسببه كثيرون، منهم العذراء ثاوفيلا التي وبخت الوالي على عبادته للأوثان، فأمر بحرقها بالنار. خلصها الرب من النار فأمر الوالي بقطع رأسها مع الشهيد بلامون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابامون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شاب يدعى أبامون أو بامون، من أهل بسطة في تخوم الأشمونيين اشتهى أن يقدم حياته ذبيحة حب لله، كان يبحث عن أريانا الوالي ليشهد للسيد المسيح أمامه، وقد سمع أنه ينتقل في بلاد قسقام والأشمونيين وأسيوط، فصار يسأل عنه وفي الطريق التقى بشاب يُدعى “سرنا” يحمل ذات الهدف، وصارا يتحدثان معاً بعظائم الله وهما سائرين حتى بلغا قرية ميسارة، فوجدا القديس الأمير أقلاديوس ومعه ستة جنود، فظناه الوالي ولما سألا عنه عرفا أنه قادم من أنطاكيا ليستشهد ففرحا جداً به، وانضما إليه، وكان الكل يسبح الله، منطلقين إلى أسيوط حيث يوجد أريانا. أمام أريانا في أسيوط رأى الشابان الوالي يقف ليقبّل يدّي أقلاديوس الأمير، لكن الأخير لا يعبأ بذلك وإنما كان يشهد لمسيحه. ألُقيّ الشابان في السجن، ثم أنضم إليهما أقلاديوس الأمير، وفي الصباح استدعى الكل ووقف الوالي يحاور الشاب أبامون ليخضعه لعبادة الأوثان، وإذ رفض أمر بتعذيبه بالهنبازين وطرحه على سرير حديدي وإيقاد نار تحته …. وكان الرب يسنده. هذا وقد استخدم الله هذه العذابات فرصة لاستشهاد 142 فتى و 28 سيدة والقديسة تكلا كما سنرى في سيرة الشهيد أقلاديوس. فاضطر الوالي أن يترك أسيوط ويحمل المعترفين معه. أخيراً استشهد القديسان أبامون وسرنا في 9 بؤونه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابامون الطوخي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من مدينة طوخ التابعة لبنها، عاش في حياة تقوية، فأرسل الله له رئيس الملائكة ميخائيل الذي دعاه إلى نوال إكليل الاستشهاد بصعيد مصر، فسافر إلى أنصنا ليلتقي بالوالي فرحاً متهللاً…. وقد اعترف بالسيد المسيح محتملاً التعذيب بالهنبازين والحديد المحمي بالنار والضرب بالسياط وبإلقائه في مستوقد نار…. وكان السيد المسيح يتمجد فيه ويسنده. وأخيراً قطعت رأسه في 13 من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباهور الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد بسرياقوس من أب كان يشتغل حداداً، وقد فكر أن يصير شهيداً فمضى إلى الفرما واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح، فعذبه كثيراً ولكن الرب كان يعزيه ويشفيه من جراحاته حتى اندهش الوالي من ذلك، فآمن هو وأسرته وبنوه بالسيد المسيح. ولما عُيِّن والي آخر مكانه استشهدوا على يديه، وهذا أخذ في تعذيب القديس أباهور. ولما تعب من ذلك أرسله إلى أنصنا حيث عذبوه هناك بالهنبازين والصلب منكساً والحرق بالنار وغير ذلك. وأخيراً قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بائيسوس | الولادة: – الوفاة: – “بائيسوس” او “بئيسوس” Paesius أو بائيس من الأسماء التي كانت شائعة بين الرهبان والشهداء الأولين، نذكر منهم: 1. الشهيد بائيسوس: شهيد مصري قدم حياته مع آخرين ذبيحة حب لله في السنة الثانية للاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. قام بتعذيبهم والي فلسطين أوربانوس Urbanus، في قيصرية (يوسابيوس: شهداء فلسطين 3). 2. الشهيد بائيسي Paesi أو بائيسوس أو إيسي Isi: أخ الشهيدة تكله، وهما مصريان (8 كيهك)، من أبي صير غرب الأشمونين (راجع إيسي). 3. القديس بائيسوس أخ أنبا إشعياء الاسقيطي: (راجع إشعياء). 4. القديس بائيسوس أخ أنبا بيمن المتوحد: ويسمي أيضاً “بولا” أحد سبعة إخوة. 5. القديس بائيسوس أخ الأنبا بولا والأنبا بيشوي: أحيانًا يُذكر اسم “بائيسوس” عن “بيشوي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابياس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرىSt. Papias of Hierapolis (حوالى سنة 80 – 160م)، كما يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس. كان رجلاً ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتماماً خاصاً بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: “تفسير أقوال الرب” Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، للأسف لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس. قدم في هذا العمل ملاحظاته على الإنجيلين بحسب مرقس ولوقا، كما أبرز الاهتمام بالتقليد الشفوي خلال شهود العيان للسيد المسيح. أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض، وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابياس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – من كورنثوس نُفيّ جماعة من الشبان من كورنثوس باليونان إلى منطقة طيبة بصعيد مصر بسبب إعلانهم عن إيمانهم بالسيد المسيح، وذلك في عهد الإمبراطور مرقس أوريليوس نوميريان، سنة 284م. أما أسماء هؤلاء الشبان فهي: بابياسPapias ، فيكتوريانوس، فيكتور (بقطر)، أنيسيفورس، كلوديانوس، ديسقورس، سيرابيون. إذ التقى هؤلاء الشبان بالوالي سابينوس، وقد ظهرت عليهم علامات الوقار والاتزان مع الغِنى والشرف رقّ لحالهم، وصار يحثهم بلطفٍ سائلاً إيَّاهم أن يترفَّقوا بشبابهم وينكروا مسيحهم ويخضعوا لإله الإمبراطور حتى لا يتعرضوا للعذابات المريرة وإلى فقدان حياتهم. أجابه الشباب بلطف وحزم مُعلنين إيمانهم بمسيحهم، أما عن الآلام التي هدَّدهم بها فقالوا له: “هذه هي طلبتنا التي لن نكف عن أن نسألها من ربنا خلال صلواتنا البسيطة، وإننا نشعر بسعادة عظيمة إن استجيب لنا”. عندئذ عرَّضهم لبعض المتاعب البسيطة ليرى إن كانوا ينهارون أمامها، وإذ أظهروا كل ثبات عذبهم بعنف. مع الشهيد فيكتوريانوس كما اعتاد الولاة الرومان، سأل الوالي سابينوس فيكتوريانوس عن اسمه، وكانت الإجابة أنه مسيحي. هدَّده الوالي بالعذابات القاسية التي يعدَّها له إن لم يذبح للآلهة، فأجابه: “إنني أخشى الآلام الفائقة الوصف التي تنتظرني إن ارتدِّيت عن إيماني، أما عن العذابات التى تعدّها لي فإني أتقبلها حتى أنجو من العذابات التي ما بعد الحياة، هذه التي أُعدَّت لكم وللشيطان أبيكم”. ابتكر سابينوس طريقة للتعذيب، إذ جاء بساق شجرة طويلة من البلوط وجوَّفها وملأها فتحات، ثم قال لفيكتوريانوس في سخرية: “أدخل إلى مخدعك الجديد”. أجابه القديس: “يالك من مسكين! إنك تريد أن تسخر بي بهذه الوسيلة مع إنني أينما وُجدت أكون أنا نفسي منزلاً يسكن فيه إلهي يسوع المسيح، الذي بفضله أحتمل كل عذاباتكم”. دخل فيكتوريانوس في ساق الشجرة بنفسه، ثم أُعطيت الإشارة للجلادين أن يُدخلوا أدوات حديدية مسننة من الفتحات حتى امتلأ جسد القديس من الجراحات، وكان الدم ينزف من كل جانب، وكان الوالي في سخرية يقول لعسكره: “قولوا لفيكتوريانوس الذكي أن يحمى إيمانه الذي يبشر به”. أُخرِج الشهيد لكي يسحق الجند يديه ورجليه بالمطارق، ثم قطعوا رأسه بالسيف، ونال إكليل الاستشهاد. مع الشهيد سابينوس ورفقائه أمر الحاكم ببتر يديّ سابينوس ورجليه وإلقاء جسده في الاسطوانة الخشبية، وكان الشهيد يصرخ: “هذا كله يزيد من مجدي الأبدي”. وإذ خرج كجثة هامدة ضربوه بالسيف، لتنطلق نفسه متهللة إلى الفردوس. أما أنيسيفورس فإذ رأى رفيقيه اللذين استشهدا انطلق بنفسه نحو الاسطوانة طالباً من الوالي أن يُسرع بالحكم عليه، فأمر الوالي بإخراجه من الاسطوانة ليُشوى بالنار؛ لكن قبل مفارقة نفسه لجسده قطَّعوا جسمه إلى أجزاءٍ صغيرة، أما نفس القديس فكانت ممتصَّة في المجد الأبدي. جاء دور كلوديانوس فقُطع جسمه إربًا وألقيَّ بها عند أقدام زملائه الباقين لعلَّهم يرتعبون. أما سيرابيون فقُطعت رأسه، وبابياس ألقيّ في النهر، وهكذا نال الكل إكليل الشهادة، حاملين بفرح سمات ربنا يسوع المصلوب! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابيلاس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديس بابيلاس أو فافيلاس أو فيلاس في 28 طوبة. وهو أسقف لا نعرف اسم إيبارشيته، حاكمه نوماريوس في عهد دقلديانوس. قام بمحاولة إغرائه بمراكز زمنية فسخر بذلك. صار يعذبه مع ثلاثة فتيان، وأخيراً قطع رؤوسهم لينالوا إكليل الاستشهاد. قابل أمر نوماريوس بفرحٍ وبشاشةٍ، ثم أخذ يصلي، وعاد ليقول في رقة للجلادين: “اكملوا أوامر الملك يا أولادي!” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابيلاس القديس | الولادة: – الوفاة: – يُعتبر القديس بابيلاس Babylas أو بابيلوس من أعظم أساقفة أنطاكيا الأولين بعد القديس أغناطيوس النوراني. سيم بطريركاً على أنطاكية حوالي سنة 237م خلفاً لزبينوس Zebinus، وبقيَّ الراعي الساهر على شعب الله، السالك بروح التقوى والحب مع الحزم لمدة 13 سنة. عاصر ثلاثة ملوك، هم غرديانوس Gordian وفيلبس وداكيوس. حزم مع الإمبراطور يروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن فيلبس كان من أصل عربي من بلاد حوران، وكان هو وزوجته سفيرا مسيحيين. عمل كجنديٍ صغيرٍ وتدرج في الرتب حتى استطاع أن يتولى الحكم خلفاً لغرديانوس بناء على طلب الجيش بينما كان غرديانوس على سرير الموت سنة 244م، وكانت الحرب دائرة بين الرومان والفرس. أخيراً إذ استتب الأمر بعقد مصالحة مع سابور الأول ملك الفرس، قتل فيلبس ابن الملك غرديانس الذي كان قد أوصاه به ووكَّل إليه عنايته، حتى يخلو له الجو منطلقاً إلى روما بمساندة الجيش. في الطريق مرّ بأنطاكية وكان عيد القيامة قد حلّ، فذهب فيلبس إلى الكنيسة يقدم قرابينه كعادة المؤمنين. وإذ بلغ باب الكنيسة ومعه أحد كبار رجال الجيش خرج إليه البطريرك بابيلاس ومنعه من الدخول إلى بيت الله ما لم يقدم توبة صادقة عن قتله للطفل البريء، وبالفعل لم يدخل فيلبس الكنيسة وبقيّ في الخارج مع جماعة الباكين يطلب بدموع مراحم الله. بقيّ هذا الحدث في ذهن الكنيسة عبر الأجيال درساً حيّاً وعمليّاً للرعاية الصادقة بلا محاباة، حيث يهتم الراعي بخلاص المؤمنين دون النظر إلى كرامتهم الزمنية. هنا أود أن أؤكد أن الإمبراطور ما كان يمكنه أن يقف هكذا في صفوف التائبين الباكين لو لم يشعر مع حزم البطريرك حبه له وشوقه الحقيقي لخلاص نفسه، وأدرك أنه لم يفعل ذلك عن تشامخٍ بل في اتضاعٍ. بقيّ فيلبس خمس سنوات ملكاً (244 – 249م) لم يخدم فيها الكنيسة بشيء، لا بقليل ولا بكثير، إنما يمكن أن يُقال أن الكنيسة استراحت في أيامه من الاضطهاد للعمل الرعوي والكرازي لتُجابه حلقات من الضيق الشديد بعد ذلك. كما فعلت يُفعل بك في عام 249م ثار الجند على الإمبراطور كما على سلفه وقتلوه ليخلفه داكيوس أحد أعضاء مجلس الشيوخ، وكان قد وثق فيلبس فيه وطلب منه أن يخمد ثورة الجيوش عليه لكنه خانه واحتلَّ مركزه؛ وكأن ما قد سبق فصنعه في سلفه غرديانوس ارتدَّ عليه. وكما يقول الكتاب: “كما فعلت يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك” (عو 15). وأيضاً: “لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون” (مت 52:26). عذاباته تولى داكيوس الحكم لمدة سنتين تقريباً ولم يكن له عمل سوى اضطهاد الكنيسة. في أيامه أُلقيّ القبض على البطريرك بابيلاس ومعه ثلاثة أولاد أيتام أعمارهم 12، 9، 7 سنوات كان يهتم بهم البطريرك، وصار الوالي يعذب الأربعة حتى مات الأولاد الثلاثة من العذابات أمام عيني البطريرك، وأخيراً أُلقيّ بابيلاس في السجن ليرقد في الرب من شدة الآلام، وإن كان القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أنه قُطعت رأسه. بنى القيصر غاليوس Gallus أخ يوليانوس الجاحد كنيسة فخمة باسم الشهيد بابيلاس في ضواحي مدينة أنطاكية وذلك في منتصف القرن الرابع، وجاء أخوه يوليانوس فهدمها، فحمل المؤمنون رفاته إلى المدينة بالتسابيح. شيَّد الغربيون كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا باسم الشهيد، لإعجابهم بغيرته وشجاعته. ويحتفلون بعيده في 24 يناير بينما يحتفل اليونانيون به في 4 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما، أما هما فبقوة الروح قالا له: “يا من تحارب الله، أتظن أنك تثبط أرواحنا بجعلنا في شكل أنثى؟ إنك تستطيع بالقوة أن تلبس الأجساد ملابس النساء، لكنك لن تلبس أرواحنا المتوثبة رداء الجبن!…” أدرك الرجلان أن هذه الثياب لن تسيء إليهما، فقد حمل السيد على رأسه إكليل الشوك وسخر به اليهود، فكان ذلك سرّ فداء للبشرية وعلامة حب إلهي للإنسان. حقاً جاءت الوصية: “لا يكن متاع رجلٍ على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يفعل ذلك مكروه لدى الرب” (تث22: 5)، هذه الوصية يلتزم بها كل مسيحي روحياً بمعنى أن يمارس الإنسان العمل حسب العطية والموهبة التي أُعطيت له برضى، فلا يشتهي الرجل أن يقوم بدور المرأة، ولا المرأة بدور الرجل. عاد مكسيميانوس يلتقي بهما فدخلا معه في حوار روحي بأدب وهدوء مع شجاعةٍ وحزمٍ، وإذ شعر بالخجل أرسلهما إلى أنطيوخوس والي سوريا لكي يلاطفهما ويقنعهما بالعدول عن إيمانهما لينالا كرامات عظيمة، فسافرا إلى نواحي الفرات حيث كان الوالي مقيماً. أمام أنطيوخوس والى سوريا التقيا بالوالي الذي تفرغ لهما محاولاً إغرائهما، أما هما فكانا ثابتين على الإيمان. أمر الوالي بتعرية واخس، وتناوب الجند على جلده بأعصاب البقر على ظهره وبطنه حتى اسلم الروح تحت قسوة الجلدات، وطُرح جسمه في الصحراء فجاءت بعض الوحوش الضارية تحرس جسده بطريقة معجزية حتى جاء بعض المؤمنين وحملوا الجسد. في الليل ظهر القديس باخوس لرفيقه سرجيوس يدعوه إلى المساكن العلوية ويبثّ فيه روح الشجاعة فامتلأ سرجيوس فرحاً وتهليلاً. في الغد استدعى انطيوخوس الوالي القديس سرجيوس أمامه في مدينة روصافا Rosafa التي تبعد حوالي 20 ميلاً من مدينة بربالسا التي استشهد فيها القديس باخوس. هناك صدر الأمر بأن يسير القديس بأحذية بها مسامير مدبَّبة لمسافة طويلة، فكان يذكر القديس جراحات السيد المسيح، كما كان يردِّد كلمات الرسول: “حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام”. في الليل شُفيّ القديس من جراحاته فاغتاظ القاضي وأمر بتكرار الأمر في اليوم التالي. وقد حسب القديس ذلك مجداً له، محتملاً صليب سيده، فأمر القاضي بعد فترة قصيرة بقطع رأسه (حوالي عام 303م). تُعيد له الكنيسة اليونانية واللاتينية في 8 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخوم الإخميمي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – سيرة هذا الفلاح الأُمِّي الذي استشهد وهو شاب مع أخته ضالشوم التي لم تبلغ سوى الثامنة من عمرها تكشف عن عمل الله الفائق، لا في احتمال الآلام فحسب وإنما في الغلبة على الوالي خلال الفكر الروحي المستنير، وكما قيل: “يكون الجميع متعلِّمين من الله” (يو 6 :45). تنيح والده موسى وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت أخته ضالشوم جنيناً في الشهر السابع في بطن أمها. احتضن رجل غني يُدعى سمعان هذه الأسرة الفقيرة التقيَّة، فسلَّم باخوم فلاحة بستانه عند قرية سفلاق في الجنوب، وهي قرية تقع شمال شرقي أخميم عند الجبل، وقد اتفق معه أن يعطيه عُشر الثمار ليعيش بها مع أمه وأخته الصغيرة. لقاؤه مع أريانا إذ أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد جال أريانا والي أنصنا في كل الصعيد ينكِّل بالمسيحيين. وإذ دخل مدينة أخميم صنع احتفالاَ ضخماً في البربا (معبد الوثن) وقدَّم هدايا ثم انطلق ليمارس هوايته ضد المسيحيين في أخميم وتخومها، فأرسل أولاً جنده إلى قرية شنشيف شمال المدينة للقبض على المسيحيين، فجاءوا بعددٍ كبيرٍ ومعهم الكاهن القس كندس (قنطس). عاد فأرسل فرقة أخرى اتجهت نحو قرية سفلاق، فجاءوا بهذا الفلاح الأُمي وكان يلبس ثوباً بالياً، تظهر عليه علامات الفقر. التقى به الجند، وإذ سأله القائد عن اسمه، أجاب أنه مسيحي، فاغتاظ القائد وأمر الجند أن يربطوا في عنقه حجراً كبيراً، أما هو ففي بساطة الإيمان طلب معونة مخلصه وقام والحجر مُعلَّق كأنه بلا وزن، فنسب القائد إليه ممارسة السحر، وطلب من الجند أن يقتادوه إلى الوالي بعد ربطه في عجلة وكانوا في الطريق يضربونه بقسوة ووالدته وأخته الطفلة تسيران وراءه، وقيل إن الحجر الذي عُلِّق في عنقه وقد تلطخ بدمه صار يتدحرج نحوه حتى دُهش الجند. أمام الوالي صار يتحدث بحكمة وتقوى حتى دُهش أريانا من أين لمثل هذا الفلاح الأُمي هذه الحكمة. وإذ أصرَّ ألاّ يبخر للأوثان أمر أريانا بتعذيبه، فكانوا يجرحون جسده والدماء تتصبب على الأرض، والجلْد ينهال عليه حتى غُشيَّ عليه. وإذ فاق من غشيته حسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة أن يُهان من أجل السيد المسيح، ودخل مع الوالي في حوارٍ. اشتدت العذابات على القديس باخوم، وإذ بأخته ضالشوم الصغيرة السن (8 سنوات) تنطلق نحوه وتشهد لمسيحها، تود أن تشاركه إكليله، فاغتاظ الوالي كيف تتجاسر طفلة فلاحة وتندفع هكذا نحو أخيها المتألم، فأمر بضربها، وسقطت مغشياً عليها. رفع باخوم وجهه إلى السماء وصلى إلى السيد المسيح أن يسند هذه الطفلة ويسنده، وأن يثبتهما في جهادهما، وكان الجند يندهشون لصلاته القوية، خاصة وأن نوراً أشرق عليهما وشفى جراحاتهما. تقدمت الطفلة إلى أخيها وأمسكت بيده، وتقدم الاثنان إلى الوالي الذي قدَّم للطفلة ثوبين من الحرير الفاخر وقليلاً من البخور، وطلب منها أن تضع البخور في المجامر، فلم تبالِ بكلماته. أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر الطفلة وتحت جنبيها، وربط عنقها بسلاسلٍ، وإذ لم تنثنِ عن إيمانها ألقوها في مِرْجل به ماء يغلي، أما باخوم فقلعوا أظافر يديه ورجليه. قُطعت رأسيهما في 22 من كيهك، وقام أهل قريتهما بتكفينهما ودفنهما، ثم بُنيّ دير باسمهما في قرية سفلاق لازال قائماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخيـاروس | الولادة: – الوفاة: – قدم لنا جيناديوس فصلاً عن فليسوفٍ مسيحي يُدعى باخياروس Bachiarius (فصل24)، كرَّس كل إمكانياته ووقته لله. يرى البعض أنه كان راهباً أسبانياً من Gallaecia وظن البعض أنه أسقف. كتب مقالاً دفاعياً “عن الإيمان” Libellus de fide حوالي عام 383م، وجَّهه لأسقف المدينة (ربما روما)… ويرى جيناديوس أنه في هذا المقال دافع عن نفسه ضد الذين أساءوا فهم تنقلاته الكثيرة، مؤكداً أنه لم يقم بهذه الأسفار خوفاً من الناس بل من أجل الله، تاركاً أرضه وعشيرته ليصير شريكاً مع أب الآباء إبراهيم. ويرى بعض الدارسين أن هذا المقال كان دفاعاً عن أرثوذكسيته، معلناً أنه ترك مدينته وصار يتجول لأن مدينته سقطت في البدع المنسوبة لأوريجانوس (مثل وجود مسبق للنفس قبل الحمل بالإنسان) وهلفيديوس منكر دوام بتولية العذراء. له ايضاً مقال De reparatione lapsi وجهه إلى رئيس دير يدعى جانياروس Januarius ورهبانه، لأنهم طَردوا راهباً ارتكب خطية بشعة ولم يقبلوا توبته، وأغلقوا أمامه باب الرجاء في العودة إلى الحياة المقدسة. وقد طلب من الراهب أن يترك من ارتكب معها الشر، ويكمل توبته، ولا يقوم بالزواج منها. لهذا المقال أهمية خاصة في الكشف عن مفهوم التوبة عند الأسبان في ذلك الحين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخوميوس القديس | الولادة: 292 الوفاة: – إن كان القديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب الأسرة الرهبانية، بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشداً لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة. إنه أول أب يشيد ديراً يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها. نشأته وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292م، وكان باخوميوس منذ طفولته محباً للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها. أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: “أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا، وتعود فتحضر الآلهة!”، فحزن الوالدان جداً. في صبوته إذ حمل طعاماً للرعاة، بات في المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: “لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟” وإذ خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعاً إلى بيته. قبوله المسيحية تجنَّد باخوميوس في الجيش، وكان منطلقاً مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. في الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعاماً وشراباً بسخاءٍ وفرحٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع. بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحياً إن عاد سالماً. وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس. بقيّ في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع. مع الأنبا بلامون أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى “بلامون” انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذاً له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جداً، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة. تأسيس نظام الشركة كان القديس باخوميوس متهللاً بحياة الوحدة، سعيداً بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعاً من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطباً في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديراً هناك، وأعطاه لوحاً به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها. أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جداً وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيراً بعد ذلك. أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م في طبانسين بالقرب من باقو أو بابو، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهباً. جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديراً في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها. أهم ملامح هذا النظام نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد امتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة، كالقبطية البحيرية والصعيدية وأيضاً باليونانية الخ… أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام. 1. قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهناً هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلاً لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته. وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ. بهذا قدَّم نفسه مثلاً حياً للحياة الرهبانية كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالاً لبث الغيرة بين الرهبان. 2. اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور مادياً وروحياً، وكان العمل جزءاً أساسياً من الحياة الروحية. 3. انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب. 4. سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيراً ما يجتمع بالمتوحدين. سمات القديس باخوميوس تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتماً في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي. عُرف القديس بوادعته واتضاعه، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله. ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول: “افرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك”. أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى. مع حبه الشديد لأولاده ورقَّته في التعامل وطول أناته كان يتسم أيضاً بالحزم. جاء عنه إذ أراد افتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ويعد لهم طعاماً مطبوخاً، لكن الأخ لم يفعل ذلك. وعندما عاد القديس إلى الدير اشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعاماً مطبوخاً، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه. استدعى الموكل بهذا العمل، وسأله عن أمر تدبير المائدة، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهداً، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سلال، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحاً لهم ضرورة الطاعة، كاشفاً لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصاً واحداً يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته. نياحته انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيَّحوا، كما تنيَّح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 348م. يعيد له الغرب في 14 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس. أثره في العالم نظام الشركة كما أسَّسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عملياً إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهم القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبساً الكثير من النظام الباخومي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باديموس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 376 استشهد القديس الأب باديموس Abbot Bademius حوالي عام 376م، في اضطهاد سابور ملك الفرس. نشأ هذا الأب في مدينة Bethlapat، وكان إنساناً تقياً، محباً لحياة الوحدة، وقد أنشأ ديراً ضمَّ الكثيرين، إذ كان هذا الأب قد نال شهرة عظيمة لقداسة سيرته. في عهد سابور الثاني أُلقيَّ القبض عليه مع سبعة من رهبانه، وكانوا يُضربون يومياً ويُلقون في سجنٍ مظلمٍ. في نفس الوقت أُلقيّ القبض على رجل مسيحي يُدعى نرسان يعمل في البلاط، هذا إذ رأى العذابات انهار وقَبِلَ جحد سيده، وإذ أراد الملك أن يختبر صدق نيته طلب منه أن يقتل باديموس بالسيف. وبالفعل أمسك بالسيف وهمَّ يضرب به فيبست يده، عندئذ عاتبه الأب قائلاً: “يا نرسان، ما هذا الشر العنيف الذي انحدرت إليه حتى إنك لم تجحد الله فحسب وإنما استطعت أن تقتل عبيده؟” أمام إغراءات الملك قسَّى الرجل قلبه وحاول مرات أن يضرب بالسيف وكانت يد الله تمنعه لعلَّه يتوب، وإذ أصر سمح له الرب، فأصابت ضربته الأب باديموس فسبَّبت له جرحاً قاتلاً، نال على أثره إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بارهادبيسابا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في سنة 340م تعرضت الكنيسة في فارس لاضطهادٍ عنيفٍ للغاية بواسطة الملك سابور الثاني. وفي السنة الخامسة عشر من حكمه استشهد القديس بارهادبيسابا St. Barhadbesaba شماس مدينة أربلا Arbela. قُدم للمحاكمة، وإذ أعلن إيمانه وتمسكه بمسيحه تعرض لعذاباتٍ شديدةٍ. وُضع الشهيد على آلة التعذيب وقال له الجلادون: “أعبد الماء والنار، وكُلْ لحوم الحيوانات فتتحرر من هذه الآلام”. أجابهم الشماس الطوباوي بوجهٍ باشٍ وملامح مبتهجة، قائلاً إن نفسه مملوءة فرحاً ونوراً، الأمر الذي لا يعرف عنه الجلادون شيئاً، هذا الفرح الداخلي والنور الإلهي يجعلانه لا يبالي بآلام الجسد. قال الشماس للقاضي: “لا تقدر أنت ولا ملكك ولا كل وسائل التعذيب أن تفصلني عن محبة المسيح يسوع. إنه وحده ذاك الذي خدمته منذ طفولتي حتى شيخوختي”. أمر القاضي بقطع رأسه، ولكي يزيد الحُكم عنفاً طلب أن يقوم رجل مرتد عن الإيمان يدعى غايس أو أغاي Aghaeus بتنفيذ الأمر. وقف ذاك الجاحد جامداً وعاجزاً عن أن يضرب عنق القديس، وإذ حاول أن يجمع كل قواه ليضرب بالسيف لم يستطع السيف أن يؤذي رقبة القديس. لقد ضرب رقبته سبع مرات وإذ لم يُصب بضرر ضرب أحشاءه بالسيف، ونال الشماس إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بارديسيان | الولادة: – الوفاة: – نقدم هذه الشخصية بارديسيان Bardesanes, Bar-Daisan (154 ? 222م) لأهميتها. كان مواطناً من الرُها تحول إلى الإيمان المسيحي عام 179م، لكنه عاد فسقط في الغنوسية، حاسباً أن جسد المسيح خيالاً، وأنه لا قيامة للأجساد. صار له تلاميذ كثيرون، سنده ابنه هرمونيوس Harmonius في تقديم معتقداته خلال تسابيح كثيرة شيقة، حتى حُسب أب التسابيح السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بارساس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس بارساس Barsas، أو باساس Bassas أسقف الرُها بسوريا. نُفيّ إلى جزيرة Aradus بواسطة فالنس الأريوسي. وإذ نال نعمة في أعين الجماهير هناك إذ تعلقت به في الرب، أرسله الإمبراطور إلى مدينة أكسيرينخوس Oxyrynchus بمصر. وإذ نال شهرة عظيمة هناك أُستبعد إلى غابة تُسمى الفيلة بجوار أسوان ليتنيح هناك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باستور ويسطس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – طالبان صغيرا السن، يُسطس كان في الثالثة عشرة من عمره وأخوه باستور في التاسعة، عاشا في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، اللذين أشعلا نيران الاضطهاد في كل موقع في الامبراطورية. كان هذان الطالبان في مدرسة ابتدائية بمدينة Compltum (دعيت بعد ذلك Acala de Henares) حين بدأ داسيان Dacian والي أسبانيا يتفنن في تعذيب المسيحيين كأمر الإمبراطورين. وإذ كان الطلبة يرون ما يحتمله المسيحيون من عذابات، إمتلأ بعض الأشرار شوقاً لرؤية المُضْطَهدين بينما تخّوف البعض عند سماعهم لقصص الشهداء، أما هذان الطالبان فإذ أنصتا إلى هذه القصص، قال كل منهما لأخيه إنه يود أن ينال نصيبه في إكليل الاستشهاد. عندئذ لم يحتمل الطالبان التأخير، ولا انطلقا إلى والديهما أو أحد أقربائهما أو حتى إلى الكنيسة، إنما ألقيا كتبهما في المدرسة وأسرعا إلى الساحة كأنهما كانا يخشيان أن تضيع منهما الفرصة. في غيرة متقدة اقتحم الطالبان الجماهير ليقفا أمام القاضي يعلنان إيمانهما بقوة وشجاعة أذهلت كل الحاضرين. استصغرها الوالي جداً ولم يرد أن يدخل معهما في حوار وإنما أمر بضربهما بالسياط، حاسباً أنهما لن يحتملا الكثير، لكن شجاعتهما أبهرت الكل، وإذ شعر الوالي بالخجل والخزي، ورأى الجماهير تتعاطف معهما، أسرع بإصدار أمره بقطع رأسيهما في الحال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيان القديس | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف الكثير عن شخصية القديس باسيان الأسباني أسقف برشلونة Pacian of Barcelona إنما اشتهر خلال كتاباته. تزوج قبل سيامته كاهناً، وأنجب ابناً يدعى فلافيوس دكستر Flavius Dexter، صار رئيساً لحجاب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وحارساً لهونوريوس. وقد التصق القديس جيروم بهذا الابن كصديقٍ حميمٍ، قدم له كتابه: “مشاهير الرجال De Viris Illustribus.. مدح القديس جيروم القديس باسيان كرجلٍ ذي ثقافةٍ عاليةٍ وبليغٍ وقديسٍ. سيم باسيان أسقفاً، وعمرّ حتى بلغ الشيخوخة، وكان خصباً في الكتابة. لم تصلنا من كتاباته سوى مقال يحثّ فيه على التوبة، وعظة عن المعمودية، وثلاث رسائل موجهة إلى أحد الأشراف يدعى Sympronian قَبِل بدعة النوفاتينيين [ أتباع نوفاتيان، كاهن روماني في القرن الثالث واضع كتاب هام في التثليث، أثار انشقاقاً في الكنيسة الغربية على أثر اضطهاد ديسيوس للكنيسة (249 250م)، فإنه وإن لم يحمل هرطقة لاهوتية لكنه كان متحجراً في قبول الراجعين إلى الكنيسة متى جحدوا مسيحهم بصورة ولو غير مباشرة، وحسب كهنة روما متراخين ومتساهلين، وقد حمل هجوماً عنيفاً على أسقف روما، وجذب بعض الأساقفة إلى صفه، وسام أساقفة جدداً وبعثهم للكرازة. وقد دانه البابا ديونسيوس الإسكندري على هذا الانشقاق. حسب أن جماعته هي الكنيسة الجامعة المقدسة، مكفّراً من هم خارجها ]. للقديس باسيان عبارة عنه شهيرة: “اسمي: مسيحي، ولقبي: جامعي”. تنيح في 9 مارس سنة 390م تقريباً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيدي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد النسَّاك السبعة الذين من جبل تونة في 29 من شهر بؤونة؛ وهم باسيدي وكوتلس وأرداما وموسى وإيسي وباركلاس وكوتلس. ظهر ملاك الرب للقس الناسك باسيدي وكوتلس، وحثهما على نوال إكليل الاستشهاد خلال الاعتراف بإيمانهما بالمخلص. نهض الاثنان نحو الوالي، وكانا متهللين بالروح، ينتظران إكليلهما. هناك التقيا بالخمسة القديسين قادمين على سفينة، قاصدين الوالي لينالوا هم أيضاً أكاليلهم، هكذا اجتمع السبعة معاً باتفاقٍ واحدٍ، وشهدوا لمخلصهم أمام الوالي الذي عذبهم كثيراً، وربط حجارة في أعناقهم ثم ألقاهم في السجن. ظهر لهم السيد المسيح وسط آلامهم ليعزيهم ويثبتهم ويعدهم بالملكوت، محولاً آلامهم إلى مصدر تعزية داخلية فائقة. أرسلهم الوالي إلى الإسكندرية، لينالوا نصيباً أوفر من العذابات، فتزداد أمجادهم في الرب. وضعهم والي الإسكندرية في قدرٍ مملوءٍ كبريتاً وقاراً، وأوقد تحتهم، وأرسل الرب ملاكه ليشفيهم. إذ استدعاهم الوالي نظرتهم الجماهير أحياء بعد العذابات الكثيرة التي حلَّت بهم، فآمن 130 شخصاً بالسيد المسيح واستشهدوا كموكب يسبق هؤلاء المباركين. اغتاظ الوالي فاستمر يعذبهم، وأخيراً قطع رؤوسهم بالسيف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيلاؤس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – اتسم القديس باسيلاؤس أو باسيليوس أو بستلاوس بغيرته المقدسة نحو الشهادة لإنجيل المسيح في حياة تقوية ورعة، لذا سامه القديس هرمون بطريرك أورشليم سنة 298م أسقفاً دون تحديد إيبارشية معينة، كما سام معه أيضاً آخرون يمارسون العمل الكرازي في بلاد ليس بها مؤمنون. صار هذا الأب يجول في البلاد والقرى يكرز بالحق حتى إذ دخل مدينة شرصونة بالشام وكرز بها آمن البعض بالسيد المسيح فاغتاظ غير المؤمنين، وثاروا ضده وطردوه. أما هو ففي تسليمٍ كاملٍ انطلق من المدينة إلى الجبل خارجاً، وكان يعكف على العبادة مصلياً لأجل طارديه حتى يفتح الله طريق الخلاص أمامهم. بسماح إلهي مات ابن والي المدينة وكان وحيده، فحزن عليه حزناً شديداً. حدث في الليلة التي دُفن فيها أن رأى الوالي ابنه في رؤيا الليل واقفاً أمامه مرّ النفس، يقول له: “استدع القديس باسيلاؤس، واسأله أن يصلي إلى السيد المسيح من أجلي فإني في ظلمة شديدة”. تنبه الوالي من نومه، وأخذ عظماء المدينة، وانطلق إلى مغارة القديس، وطلب منه أن يأتي معه ليصلي من أجل ابنه، فأجاب سؤاله، وذهب معه حيث القبر، وهناك ابتهل إلى الله بحرارة، فقام الولد حياً بقوة الله. آمن الوالي وأكثر أهل المدينة، ونالوا سرّ الاستنارة (المعمودية) على يديّ القديس. إذ رأى اليهود نجاح كرازة الأسقف حسدوه واجتمعوا بالقلة غير المؤمنة من أهل المدينة، ووثبوا عليه، وصاروا يضربونه حتى أسلم الروح في يديّ الله. تحتفل الكنيسة بعيد استشهاده في 11 من شهر برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليدس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو أحد ضباط الجيش، كلفه الوالي أكيلا بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت. بالفعل اقتادها إلى الساحة، وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها مدافعاً عنها، مظهراً نحوها الكثير من الرقة واللطف. وإذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعاً جزاء الشفقة التي أظهرها نحوها. إذ طلب الوالي تجريد بوتامينا الجميلة من ملابسها عند إلقائها في قار مغلي، تظاهر باسيليدس انه لم يفهم الأمر وجعلها تُسرع بالنزول دون نزع ثيابها، وحسبت هذا كرماً عظيماً من جانبه، لحبها الشديد للطهارة، وحفظاً لحيائها أمام الجماهير. بعد قليل من استشهادها سُئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علناً، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلاً وشعر زملاؤه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره، وإذ تحقق أنه صار مسيحياً جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الإخوة من بينهم أوريجينوس عن سّر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليالٍ متوالية تؤكد له أن طلبتها عنه أُستجيبت، وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تأور البتول | الولادة: – الوفاة: – بعد أن حدثنا بالاديوس عن الطوباوية الأم تاليدا، قدم لنا فصلاً عن إحدى الراهبات اللواتي كن تحت رعايتها، وهي العذراء تاؤر Taor. عاشت هذه البتول في الدير ثلاثين عاماً في حياة نسكية وتقشف شديد، فلم تكن تهتم ان يكون لها ملابس رهبانية جميلة ولا حجاب ولا تنتعل حذاء، قائلة: “إنني لست في حاجة (إلى شيء) لأنه لا يوجد ما يُلزمني بالذهاب إلى السوق”. في أول كل أسبوع كانت بقية الراهبات يذهبن إلى الكنيسة ليشتركن في التقدمة أما هذه البتول فكانت تبقى في الدير بثياب رثة، لا تكف عن العمل والجهاد. امتلأت حكمة وفطنة، وكانت طاهرة وعفيفة. لم تهتم بالزينة الخارجية فزينت قلبها لعريسها الأبدي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاؤبستي القديسة | الولادة: – الوفاة: – تزوجت القديسة تاؤبستي أو ثيؤبستي St. Theopesti برجل رُزقت منه ابناً واحداً، وإذ مات رجلها وهي في ريعان شبابها اشتاقت أن تكرس حياتها متعبدة للرب. نذرت نفسها للحياة الرهبانية، وبدأت تمارس الصلوات والأصوام مع مطانيات مستمرة ليلاً ونهاراً. التقت بالقديس الأنبا مقاريوس أسقف مدينة نقيوس (أبشاتي)، حالياً زاوية رزين بالمنوفية. فاتحت الأب الأسقف في أمر نذرها، وإذ رآها صغيرة السن طلب منها ألا تتسرع بل تجرب نفسها أولا قبل أن تترهبن وتلبس الإسكيم. في طاعة مملوءة إيماناً عادت إلى بيتها، وأغلقت على نفسها في حجرة تمارس الحياة النسكية بجدية دون أن تهمل رعاية ابنها البالغ من العمر حوالي الثانية عشرة من عمره. كانت ترعاه روحياً، خاصة خلال القدوة العملية، وكان هو يهتم بمطالب الحياة. وقد تعلق قلب الصبي بالأم القديسة، إذ رأى فيها صورة السيد المسيح، واشتم في حياتها رائحته الذكية. رهبنتها عبر العام على السيدة، وكان الأب الأسقف قد نسى ما وعد به القديسة تاؤبستي، لكن رآها في النوم في هيئة بهية جداً، تقول له: “يا أبي كيف نسيتني إلى الآن وأنا سأتنيح في هذه الليلة؟” رأى الأب نفسه كأنه واقف يصلي على القديسة الصلوات الخاصة بتكريس راهبة، وأراد أن يلبسها قلنسوة لم يجد فخلع عنه قلنسوته من على رأسه ووضعها عليها، ثم وشحها بالإسكيم المقدس. أمر تلميذه أن يأتي إليه بقلنسوة أخرى ليلبسها. وكان بيد القديسة صليباً من الفضة ناولته إياه، وهي تقول له: “اقبل من تلميذتك هذا الصليب يا أبتِ”. وإذ استيقظ من النوم ذُهل إذ وجد بيده فعلاً صليباً من الفضة حسن الصنع جداً، فأخذ تلميذه وانطلق إلى بيتها ليجد ابنها يتلقاه بدموع غزيرة، ويقول له: “لقد استدعتني والدتي في منتصف الليلة وودعتني، وقالت لي: يا ابني مهما أشار عليك به الأسقف افعله ولا تخرج عن طاعته، فإنني سأتنيح في هذه الليلة وأمضي إلى السيد المسيح، ثم صلت علىّ وأوصتني: احفظ جميع ما أوصيتك به ولا تخرج عن رأي أبينا الأسقف”. قرع الأسقف الباب، وإذ لم تجبه دخل ليجد القديسة قد تنيحت، وقد توشحت بالإسكيم الذي ألبسه إياها في الرؤيا وأيضا قلنسوته، فانهالت الدموع من عينيه، وسبح الله ومجده الذي يصنع مرضاة قديسيه. كفنها الأب الأسقف كعادة الراهبات، وحملها الكهنة إلى الكنيسة حيث صلوا عليها بإكرام عظيم. إذ سمع رجل مقعد وثني بأمرها طلب من أهله أن يحملوه إلى حيث جسدها، وإذ لمسه بإيمان شُفي، وصار يمشي يمجد الله. تعمد الوثني وأهل بيته على يديْ الأب الأسقف. كان كل من به داء يأتي إلى الكنيسة ويلمس الجسد بإيمان فينال بقوة الرب الشفاء. تحتفل الكنيسة بعيد نياحتها في العشرين من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاؤدوسية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – القديسة تاؤدوسية أو تاوضسية أو ثيؤدوسية St. Theodosia هي والدة الشهيد بروكونيوس أو أبروكونيوس الأورشليمي الذي مات والده المسيحي خرستوفورس وقدمت والدته هدايا ثمينة للإمبراطور دقلديانوس فأقام ابنها والياً على الإسكندرية، وأوصاه بتعذيب المسيحيين، لكن صليباً من نور ظهر له بعد خروجه من إنطاكية فآمن بالسيد المسيح. اشتكته والدته للإمبراطور الذي طلب من والي قيصرية أن يعذبه. تعرض ابنها لعذابات كثيرة حتى قارب الموت، وإذ أودع في السجن ظهر له السيد المسيح وشفاه. اُستدعى الابن فرأته والدته بلا جراحات، وإذ تحققت صدق الإيمان بالسيد المسيح أعلنت هي وأميران كانا معهما و12 امرأة إيمانهم بالسيد المسيح، فقُطعت أعناقهم في 7 من أبيب كموكب يتقدم القديس الذي لحق بهم في الرابع عشر من نفس الشهر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاتيان | الولادة: – الوفاة: – تاتيان السرياني Tatian the Syrian هو أحد المدافعين المسيحيين في القرن الثاني الميلادي. ولد عام 130م في أرض أشور بسوريا، شرق نهر التيجر، حيث كانت تلك المنطقة مرتبطة في عهد تراجان ببلاد ما بين النهرين (الميصة) وأيضاً بأرمينيا كولاية رومانية واحدة. وُلد من عائلة وثنية، شريفة وغنية جداً، فتعلم البلاغة والفلسفة اليونانية، كان يتجول من بلد إلى آخر ليتتلمذ على يدي شخص معين. كم كان حزيناً لما اتسم به الفلاسفة من محبة للمال وأخلاقيات فاسدة. رأى تاتيان في الرومان العجرفة وحب السلطة وفي اليونان النظريات الفلسفية الجوفاء دون الحياة. استمع إلى القديس يوستين الشهيد، فأحب كلمة الله التي جذبته للإيمان، فصار مسيحياً في روما ما بين سنة 150، وسنة 165م، لكنه كان له فكره المستقل وآرائه الخاصة. عُرف بالتطرف في آرائه، فقد علَّم بالرفض التام لكل فلسفة يونانية، وأظهر امتعاضه حتى من الحضارة اليونانية من فن وعلم ولغة، لكنه لم يقدر أن يتخلص من الفكر اليوناني تماماً. أقام جماعة نسكية تسمى الإنكراتيين Encratitesتحرّم أكل اللحوم وتنظر إلى الزواج كزنا وتمنع عن شرب الخمر فاستعاضت عنه بالماء في الأفخارستيا. ألّف دفاعه Oratio ad Graecs أظهر فيه إنه لا وجه للمقارنة بين المسيحية بتعاليمها الإلهية النقية والثقافة اليونانية. اشتهر أيضا بعمله Diatessaron الذي يحوي حياة السيد المسيح مأخوذة عن الأناجيل الأربعة، استخدمه السريان حتى القرن الخامس. قاومه الآباء إيريناؤس وترتليان واكلمينضس الإسكندري وأوريجينوس وهيبوليتس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حانانا أوحينانا | الولادة: – الوفاة: 596 مدير مدرسة نصيبين Nisibis وُلد في إقليم أديابين Adiabene الذي استولى عليه تراجان عام 116م وصار إقليم أشور الروماني، لكن سرعان ما عاد فانتصر عليه الفارسيون. تتلمذ في مدرسة نصيبين بالميصة (ما بين النهرين Mesopotamia) على يدي موسى الذي كان معلماً في عهد إبراهام من بيت رابان Beit Rabban (509- 569)، ثم صار مديراً لها قبل مجمع خلقيدونية. فكره اللاهوتي كان مفضلاً تقليد القديس يوحنا الذهبي الفم، وضد فكر ثيؤدور الموبسويستي Theodorus of Mesopotamia، فمع شهرة ثيؤدور إلا أنه أُتهم بالنسطورية والبيلاجية، ومن أشهر تلاميذه يوحنا أسقف إنطاكية وهيبا أسقف الرُها Ibas of Edessa والمبتدع نسطور. علّم حنانا بأن يسوع المسيح شخص واحد، أقنوم واحد، وله طبيعتان. طرده بولس أسقف نصيبين من المدرسة بسبب ولائه لمجمع خلقيدونية، ثم عاد فصار مديراً للمدرسة عام 572م، وبقي في هذا المركز إلى يوم موته بالرغم من الجهود التي بذلها مجمعان (595 و596) لطرده. أُُتهم بالأوريجانية هو والأب إبراهام من هاسكار Haskar رئيس دير جبل Izla بالقرب من نصيبين، وذلك بسبب نقده اللاذع جداً لباباي الكبير Babai the Great، الذي كتب “اتحاد (التجسد)” ضد حنانا واتهمه بأنه أوريجاني خطير، مع أمور أخرى. بعد نشر هذا الاتهام في سنة 580م تركه حوالي 300 تلميذاً، وقد بذل جهداً عظيماً لرد ثقة الكنيسة فيه كدارسٍ لكنه فشل. كتاباته كان حنانا خطيباً، قدم تفاسير لكثير من أسفار العهد القديم (التكوين والمزامير وأيوب والأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد والأنبياء الصغار) والعهد الجديد (مرقس ورسائل بولس)، فُقدت جميعها عدا بعض اقتباسات منها. وضع تفسيراً لقانون الإيمان النيقوي، وشرحاً للأسرار مع عدد من العظات منها عن إجلال الهوشعنا أو أحد الشعانين Solemnity of Hossannas ومعجزة القديس بطرس لشفاء أعرج باب الجميل واكتشاف الصليب المقدس. ما تبقى من كتاباته هو عظة على الجمعة العظيمة الذهبية، وأخرى على “صوم نينوى rogations”، واقتباسات من تفاسيره وردت في تفاسير Isodad of Merw. Encyclopedia of the Early Church, second edition. Oxford University Press: Encyclopedia of the Early Church, New York, 1992. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبصة ورفيقتاها الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 523 جاءت قصة حبصة تكشف عن شوق المؤمنين نحو التمتع بشركة الصلب مع السيد المسيح، فأرادوا أن يقدموا حياتهم ذبيحة حيَّة لذاك الذي قدم حياته ذبيحة حب كفارة عنهم. الحميريون عانت بلاد نجران من ملوكٍ يهود في أجيال كثيرة, من بينهم ذونواس في القرن السادس، فقد بذل كل جهده لإبادة المسيحيين خاصة النساء النجريات. شهوة الاستشهاد كانت حبصة بنت حيان بن حيان الكبير الذي نشر المسيحية في بلاد نجران. وقد حزنت جداً لأنها لم تكن مع النساء النجرانيات اللواتي استشهدن على يد اليهود من أجل إعلانهن الإيمان المسيحي، وطلبت من السيد المسيح أن يلحقها بهن. شهادتها للسيد المسيح وشجاعتها في اليوم التالي قامت وأخذت صليبها النحاسي الصغير ووضعته على غطاء رأسها ونزلت إلى الشارع. وأخذت تصيح أنها مسيحية، ثم تبعتها امرأتان شريفتان، إحداهما عجوز والأخرى شابة، اسم كل منهما حيَّة، كما اجتمع حولهن كثيرون من أهل نجران من رجالٍ ونساءٍ. تطلعت إليهم حبصة ورأت وسطهم جاراً لها يهودياً. دخلت معه في حوارٍ بخصوص شخص السيد المسيح. أخيراً قالت له: “أيها اليهودي، صالب ربك، أنتم تكفرون بالمسيح وتقولون أنه ليس إلهاً، لكني آمنت بسيدي يسوع المسيح رباً وإلهاً”. لما بلغ الملك اليهودي كلامها استحضرها وسألها عن إيمانها فأجابت أنها مسيحية. وحاول استمالتها فلم تقبل، فأخذ يهددها. فقالت له: “إني أؤمن أن المسيح هو الله خالق كل البشرية، وإني أحتمي بصليبه. وأعلم إني لا أهتم بالعذابات، فافعل ما تشاء”. وكانت رفيقتاها توافقنّها على كلامها. استشهادهن أمر الملك أن يربطوا أجسادهن بالحبال حتى سُمع صوت عظامهن التي كانت تتخلع. وأخذوا يلطموهن بشدة ويضربوهن على أفواههن حتى تعذّر عليهن الكلام. وإذ لم تحتمل العجوز سقطت ميتة، أما حبصة وحية الشابة فقد أخذوهما وجلدوهما وأتوا بجملين، وربطوا كل منهما بجملٍ، وأطلقوهما في البرية حتى فارقتا الحياة، ذاهبتين إلى الحياة الحقيقية الأبدية. بذلك نالتا إكليل الاستشهاد في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 523م. لم يكتفِ الملك عدو الحق بهذا، فقد صمم ألا يترك في نجران امرأة مسيحية إلا وقتلها، فأمر قائده ذايزن أن يدخل نجران ويجمعهن إليه، وتمكن من جمع نحو مائة واثنين وعشرين سيدة استشهدن جميعاً بعد اعترافهن بالسيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب المصري الأرخن | الولادة: 1885 الوفاة: 1953 ولد سنة 1885م وقضى طفولته وفترة تعليمه الابتدائي في أسيوط، ثم جاء إلى القاهرة للدراسة الثانوية. إذ انتهى منها بدأ عمله كموظف في الحكومة، لكنه في الوقت عينه دخل مدرسة الحقوق الفرنسية. وتدرج في المناصب الحكومية إلى أن وصل لمنصب “المستشار الملكي لوزارة العدل”. نشاطه الكنسي في أسيوط وقبل مجيئه إلى القاهرة أسس مع اثنين من أصدقائه نادياً ثقافياً للشباب القبطي، كانت تُلقى فيه المحاضرات والندوات العلمية والدينية أيضاً. ولما حضر إلى القاهرة صار عضواً في عدد كبير من الجمعيات الخيرية القبطية. وفي سنة 1928م أُنتخب لأول مرة في المجلس الملّي الذي ظل عضواً فيه إلى آخر حياته، كما كان وكيلاً له في ثلاث دورات. وأهم ما كان يشغله وهو في المجلس هو الأسرة. فكان رئيساً للجنة الأحوال الشخصية باستمرار، وكان يتطلع دوماً إلى حماية المرأة والأبناء، والهدف الثاني الذي شغله واهتم به وهو في المجلس الملّي هو الإكليريكية والإكليريكيين. أرض الأنبا رويس في سنة 1937م أراد وزير الداخلية الاستيلاء على أرض الأنبا رويس لأنها كانت أصلاً مدافن. طلبت الحكومة نقلها إلى أرض الجبل الأحمر الذي تبرعت به، ثم بعد ذلك أرادت أن تستحوذ على الأرض الأصلية لسعتها ولأهمية موقعها. فظلت المفاوضات بين الكنيسة وبين وزيريّ الداخلية والصحة حتى سنة 1943م. خلال هذه السنوات كتب حبيب المصري ثلاث مذكرات دفاعاً عن حق الأقباط في ملكية هذه الأرض؛ إحداها لرئيس الديوان الملكي وكتب الاثنتين للوزيرين. وشاءت المراحم الإلهية أن ينجح في مسعاه. فقرر الوزيران ووافقهما رئيس الوزارة على أن الكنيسة تملك أرض الأنبا رويس بشرط بناء منشآت عليها لا تدر أي ربح خلال خمس عشرة سنة وإلا تستولي الحكومة على الأرض. رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس في خميس العهد الموافق 13 إبريل سنة 1944م اتفق عدد من الغيورين من بينهم حبيب المصري مع الأنبا ثيؤفيلس مطران أورشليم آنذاك على تأليف جماعة لتنظيم الزيارات للأراضي المقدسة وتسهيل السفر للراغبين فيها، فألَّفوا ما تعرف “برابطة القدس للأقباط الأرثوذكس” برئاسة شرف المطران والرئاسة الفعلية لحبيب المصري. نياحته لما أكمل سعيه تنيح بسلام سنة 1953م، ورثاه الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية آنذاك قائلاً: “إن اسمه كان وصفاً حقيقياً لشخصه فهو حبيب لأنه أحب الناس وأحبه الناس، وهو المصري لأنه يحب مصر من صميم قلبه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب جرجس الأرشيدياكون | الولادة: – الوفاة: – إن كان بابا الإسكندرية الحالي, الأنبا شنودة الثالث، وكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة من خدام التربية الكنسية، فالكل يشعر بأن الفضل يعود إلى الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي أنشأ مدارس الأحد في كل القطر. قال لي أحد الخدام انه كان تلميذاً في اجتماع للشباب يقوده المتنيح حبيب جرجس، وكانوا ثائرين ضد رجال الكهنوت. أما هو فقال لهم إن الإصلاح الكنسي لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم من يتسلم القيادات الكنسية. نشأته ولد سنة 1876م وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وعظه جهوري الصوت، قوياً، غزير المعلومات، يؤثر في سامعيه. قام بإنشاء جمعيات خيرية جديدة، كما قام بتشجيع الجمعيات القائمة وأنشأ جمعيات أخرى للوعظ. المعلم الأول مر وقت كان فيه حبيب جرجس هو المعلم الأول حتى أخرج للكنيسة جيلاً من المعلمين. وشمل عمله في التعليم الكلية الإكليريكية ومنابر الكنائس والجمعيات، كما علَّم بقلمه من خلال الكتب التي ألفها. وتعتبر مدارس التربية الكنسية من أهم ميادينه في التعليم. كتاباته أصدر حبيب جرجس مجلة الكرمة. كما أصدر أكثر من ثلاثين كتاباً في شتى العلوم الدينية: في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي. أصدر أيضاً كتباً في الترانيم وفي الشعر. مؤسس مدارس الأحد أنشأ مدارس الأحد سنة 1918 لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. فإنه وإن كان قد نجح مرقس بك مليكة في تقرير دراسة الدين المسيحي في المدارس الأميرية سنة 1908 لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية أدى إلى إهمال تدريسه. حددت اللجنة العليا لمدارس الأحد هدفها الذي تركز في خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي بروح وطني، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية. تقدمت مدارس الأحد بسرعةٍ فائقةٍ، فصار لها في سنة 1935: 20 فرعاً بالقاهرة، 18 بالوجه البحري، 44 بالوجه القبلي، 30 بالسودان. في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس سيم نيافة الأنبا شنودة أول أسقف على المعاهد الدينية والتربية الكنسية، وباختياره بابا للإسكندرية بقي أيضاً مسؤولاً عن هذه الأسقفية. المؤسس الحقيقي للإكليريكية يعتبر حبيب جرجس المؤسس الحقيقي للإكليريكية في عصرها الحاضر، فهو الذي اشترى لها الأرض وأسس لها المباني في مهمشة، وأعد القسم الداخلي لمبيت الطلبة. أنشأ الإكليركية في 29 نوفمبر 1893 والتحق بها, وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية في الربع الأول من القرن العشرين. وتسلم نظارتها سنة 1918 إلى نياحته سنة 1951. وأنشأ كذلك القسم الليلي الجامعي سنة 1946م. وكان أول أستاذ لعلم اللاهوت في الكلية الإكليريكية، وتولى تدريس زملائه وهو طالب. ترشيحه للمطرانية اختير عضواً للمجلس الملّي العام، ورُشِّح مطراناً للجيزة سنة 1948م ولكن لم يقبل البابا يوساب رسامته لأنه لم يكن راهباً، وكانت نياحته سنة 1951م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاتيان الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 301 يروي القديس غريغوريوس أسقف تور Tours أن القديس جاتيان هو أحد الأساقفة الستة الذين أتوا إلى بلاد الغال من روما لتبشيرها، وذلك حوالي منتصف القرن الثالث. وكانت كرازته أساساً في تور Tours، ولذلك يُعتبر مؤسس هذه الكنيسة وأول أسقف عليها. وبعد أن خدم بأمانة مدة حوالي خمسين سنة تنيح بسلام نحو سنة 301م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جالاتيون (غلاتيون) وإبيستيمي الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – تمثل قصة هذين القديسين صورة حيّة للحب الزيجي والإخلاص، فقد عاشا تحت ظل الحب الإلهي. كانا يسندان بعضهما البعض في نموهما الروحي. كان غلاتيون وإبيستيمي زوجين من مدينة حمص بسوريا، وعاشا بتولان بعد زواجهما، ثم قُبض عليهما، وعذبا من أجل الإيمان بالمسيح. ولما أراد الجنود الذين قبضوا عليهما إهانة إبيستيمي مزقوا ثيابها. أراد الجند أن يجرحوا حياء السيدة الطاهرة، لكن القدوس لا يترك عصا الخطاة تستقر على رأس الصديقين. في الحال أُصيب الجنود الـ 53 الموجودين بالعمى. ثم نالا إكليل الاستشهاد بعد أن عُذِّبا بالضرب وبتقطيع لسانيهما وأيديهما وأرجلهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاليكانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 352 كان جاليكانوس نائباً للإمبراطور قسطنطين وقائداً في جيشه. عُرف بشجاعته وبسالته، وقام بحملتين عسكريتين ناجحتين: الأولى ضد الفرس، والثانية ضد السكيثيين، وفى الحملة الثانية اعتنق المسيحية على يد الأخوين القديسين يوحنا وبولس. إذ تمتع بالإيمان الحيّ اتسع قلبه بالحب للَّه والناس، وانحنت نفسه بروح الاتضاع لتخدم كل ضعيفٍ وفقيرٍ وغريبٍ. بعد عودته إلى روما، اعتزل في أوستيا Ostia وهناك بنى كنيسة، وإذ شعر بالحرية الداخلية لم يحتمل أن يرى إنساناً عبداً، لذا أعتق عبيده، ووسع منزله ليستضيف فيه الحجاج، وكان يلازمه في كل ذلك صديق له اسمه هيلارينوسHilarinus . وذاعت شهرته في الشرق والغرب، فكان يأتي البعض من كل مكان لمشاهدة النائب السابق وصديق الإمبراطور الذي يغسل أرجل الحجاج ويُعد لهم المائدة، يخدم المرضى، ويقدم ذاته مثلاً حياً لقيم المسيحية السامية. أراد الله أن يُتوج حياته بإكليل الاستشهاد ، إذ بمجيء يوليانوس الجاحد خيَّره ما بين التبخير للأوثان أو النفي. فاختار النفي إلى مصر حيث عاش في وسط مجموعة من المتوحدين. لكن تبعه الاضطهاد إلى الصحراء حيث قُطعت رأسه حوالي سنة 352م، بينما عُذب صديقه هيلارينوس حتى الموت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جانواريوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 305 رعايته لشعبه المُضطهد كان هذا القديس من مدينة نابولي Naples، سيم أسقفاً. كان يفتقد المسيحيين في بيوتهم، إذ كانوا يعانون من الاضطهاد، كما خرج إلى البراري والمناطق البعيدة يفتقد الهاربين من شدة الاضطهاد، فكان يُعزيهم ويقويهم ويثبتهم على الإيمان. فتح قلبه بالحب للوثنيين، فأحبه كثيرون منهم، وقبلوا الإيمان واعتمدوا. إذ كان الأسقف يطوف المدن لافتقاد المضطهدين، دخل مدينة ميسانا، ووجد هناك شماساً قديساً يُدعى سوسيوس. عند قراءته في الكتاب المقدس لاحظ الأسقف لهيباً من نار حول رأسه فأدرك أنه سيموت شهيداً. وبالفعل بعد أيام قليلة استدعاه دراكنسيوس حاكم الإقليم ودخل معه في حوار، محاولاً أن يستميله إلى الوثنية. إذ فشل في الحوار قدم له وعوداً سخية وإذ فشل في استمالته أمر بضربه بالسياط بطريقة وحشية، وصاروا يجرونه من أطرافه لكي تنكسر عظامه، وكان الشماس القديس متهللاً. أرسله الحاكم إلى السجن في بوزول Pozzouli، كما سُجن معه ثلاثة مؤمنين هم الشماس بروكولوس وأوتيكوس وأوكوسيوس الذين ضُربوا أيضاً بالسياط ثم أُلقوا في السجن. إذ سمع بذلك الأب الأسقف جانواريوس افتقدهم في السجن مراراً لتشجيعهم وتثبيتهم على الإيمان. في ذلك الوقت عُزل الحاكم دراكنسيوس وحلّ محلّه تيموثاوس الذي ما أن وصل إلى المدينة حتى اشتكى الوثنيون من الأسقف أنه يمنع المسيحيين عن عبادة الآلهة، وأنه ذهب إلى مدينة بوزول يفتقد من سجنهم الوالي السابق دراكنسيوس. اضطهاده استدعاه الوالي وطلب منه العبادة للأوثان وجحد السيد المسيح، وإذ رفض طرحه في أتون نار، لكن اللَّه حفظه، محولاً النار إلى ندى كما فعل مع الثلاثة فتية القديسين. نسب الوالي ذلك إلى السحر، وأمر بتكسير عظامه. ثم إيداعه في السجن. أرسل شعبه الشماس فستوس والقارئ ديديريوس إلى المدينة التي سُجن فيها الأسقف. سمع الوالي فقبض عليهما وقدمهما للمحاكمة. أمر أن يُربط المسجونون السبعة بالسلاسل ويسيروا مع الأسقف أمام عربته إلى مدينة بوزول، وهناك أمر بطرحهم للوحوش الجائعة. شجعهم الأسقف، وسار الكل في شوارع المدينة وهم متهللون، ثم دخلوا ميدان الوحوش. خرجت الأسود والنمور تزأر بشدة بسبب جوعها، لكنها إذ رأت القديسين وقفت عند أقدامهم كحيوانات مستأنسة كما فعلت مع كثيرين. فصرخ كثير من المشاهدين يمجدون إله القديسين. استشهاده أُحضر القديسون أما الحاكم تيموثاوس فأصيب بالعمى، وصلى الأب الأسقف وشفاه. آمن خمسة آلاف وثني، وإذ خشي الوالي على مركزه أمر بسرعة قطع رؤوسهم، وكان ذلك في 19 سبتمبر 305م. نُقلت أجسادهم إلى مدينة نابولي. من المعجزات التي رُويت عن هذا الأسقف الشهيد تحول دمه المتجلط والموضوع في قارورة إلى حالة السيولة بالصلاة عليه، وكانت هذه المعجزة تتكرر أكثر من مرة في السنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خائيل الأول البابا السادس والأربعون | الولادة: – الوفاة: 767 سيامته بطريركاً كان هذا الأب راهباً بدير القديس مقاريوس وكان عالماً زاهداً. فلما تنيح سلفه البابا ثاؤذوروس الخامس والأربعون اجتمع أساقفة الوجه البحري وكهنة الإسكندرية في كنيسة الأنبا شنودة بمصر، وادعوا بأن لهم وحدهم حق الانتخاب بينما قام فريق آخر يدعي خلاف ذلك. وحصل خلاف بينهم على من يصلح للبابوية. وأخيراً استدعوا الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف مريوط. ولما حضرا وجد الأنبا بطرس تعنتاً من كهنة الإسكندرية، فزجرهم على ذلك وصرف الجمع هذه الليلة حتى تهدأ الخواطر. ولما اجتمعوا في الغد ذُكر اسم القس خائيل بدير القديس مقاريوس، فارتاحوا إلى اختياره بالإجماع، وحصلوا على كتاب من والي مصر إلى شيوخ برية شيهيت (وادي النطرون). ولما وصلوا إلى الجيزة وجدوا القس خائيل قادماً مع بعض الشيوخ لمقابلة الأمير حفصا لكي يعفيهم من الضرائب، فامسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية، ورسموه بطريركاً في 17 توت سنة 460ش (14 سبتمبر سنة 743م). وحدث أن امتنع المطر عن الإسكندرية مدة سنتين، ففي هذا اليوم سقطت أمطار غزيرة لمدة ثلاثة أيام فاستبشر السكندريون من ذلك خيراً. دَعى نفسه ” خائيل” أي “الأخير”، ولم يرضَ أن يُدعَ ميخائيل تواضعاً منه حتى لا يكون اسمه كاسم رئيس الملائكة. شدائده في عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد جرت على المؤمنين في أيام هذا الأب شدائد عظيمة وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين، كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرون ألفاً، وكان البطريرك من جراء ذلك في حزنٍ عظيمٍ جداً إلى أن أهلك الله من كان سبب ذلك. بسبب شدة الضيق هرب بعض الأساقفة إلى الأديرة، فعقد البابا مجمعاً قرر فيه ضرورة استمرار الأساقفة في ايبارشياتهم، وحرم من يتجاوز هذا الحكم. خلاف مع الملكيين (البطريرك التابع لبيزنطة) بعد سيامته بمدة وجيزة تقرب قوم من الملكيين (الروم) عند الخليفة مروان، ودفعوا له مالاً وحثوه على إصدار أمر إلى عبد الملك بن موسى بمصر لكي يسلمهم دير القديس مارمينا بمريوط، وكانت في يد الأقباط الأرثوذكس. فلما عادوا إلى مصر سلموا الأمر إلى عبد الملك، فعقد مجلساً تحت رئاسة قاضٍ يدعى عيسى للنظر في ملكية الدير، ودعا الفريقين لكي يدافع كل منهما عن حقه. فجمع البابا أشهر أساقفته وعلماء كنيسته وعرض عليهم صورة أمر الخليفة وكلفهم بالحضور في مجلس القضاء. لكن الملكيين رشوا القاضي، فكان يماطل ولا يستمع إلى الأقباط الأرثوذكس. وبينما كان يستعد لكتابة تقريره في صالح الملكيين عُزل من منصبه وتعين قاضٍ آخر يُدعى أبو الحسيني، وكان عادلاً لا يحابي الوجوه فقدم الحقيقة إلى عبد الملك واستمر الدير في حوزة الأقباط. بين ملك النوبة وأسقفها في دنقلة بالنوبة حدث خلاف بين قرياقوص الملك والأنبا إبراهيم أسقفها، وذلك لأن الأسقف حاول ردع الملك عن تصرفاته الشريرة. اغتاظ الملك وطلب من البابا السكندري قطع الأسقف وإلا يدفع بالشعب إلى عبادة الأوثان. خشي البابا من ضياع شعب النوبة كله فاستدعى الأسقف وعقد مجمعاً لدراسة الموقف. فرأى الكل أن يبقى الأسقف بالإسكندرية ويبعثون بأسقفٍ آخر للنوبة حتى يهدأ الملك. شعر الأسقف إبراهيم بأن الحكم فيه ظلم فترك الإسكندرية وذهب إلى أحد الأديرة بالنوبة حتى نهاية حياته هنا. قرياقوس ملك النوبة لاقى هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد. فقد وضع رجليه في خشبة عظيمة وطوق رقبته بطوق حديد ثقيل، وكان معه أنبا موسى أسقف أوسيم وتادرس أسقف مصر وغيرهما، فوضعوهم في خزانة مظلمة نُقرت في صخر لا تصل إلها أشعة الشمس، واستمروا في هذا الضيق من 11 توت إلى 12 بابه، وكان أيضاً معهم ثلاثمائة من الرجال والنساء. في وسط هذا الضيق كان المرضى يأتون إلى البابا في السجن يصلي من أجلهم وينالون نعمة الشفاء. كما اهتم البابا بالمسجونين، فتاب كثيرون ورجعوا إلى الرب. أطلق الوالي سراحه فمضى إلى الصعيد وعاد بما جمعه إلى الوالي بالرغم من الظروف المالية الصعبة التي اجتازها المصريون بسبب الضرائب الفادحة، وكان البابا يعبر بينهم كملاك الرب، يشفي مرضاهم خلال نعمة الله الفائقة. فأخذه منه ثم ألقاه في السجن. فلما علم بذلك قرياقوس ملك النوبة استشاط غضباً وجهز نحو مائة ألف جندي وسار إلى القطر المصري واجتاز الصعيد قاتلاً كل من صادفه من المسلمين حتى بلغ مصر، فعسكر حول الفسطاط مهدداً المدينة بالدمار. فلما نظر الوالي عبد الملك جيوش قرياقوس منتشرة كالجراد جزع خوفاً وأطلق سبيل البطريرك بالإكرام والتجأ إليه أن يتوسط في أمر الصلح بينه وبين ملك النوبة، فلبى دعواه وخرج بلفيف من الإكليروس والتقى بالملك، وطلب منه أن يقبل الصلح مع عبد الملك، فقبل وانصرف من حيث أتى. أكرم عبد الملك المسيحيين ورفع عنهم الأثقال وزاد في اعتبارهم. شفاء ابنة الوالي عبد الملك صلى البطريرك على ابنة الوالي وكانت تعاني من روح نجس وخرج منها الروح بصلاته. مناظرات بينه وبين قزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد حدثت مناظرات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد، فكتب إليه الأب خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلاً: “إنه لا يجوز أن يُقال إن في المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الاتحاد ولا اثنين ولا شخصين”. واقتنع قزما بذلك ورضى أن يصير أسقفاً على مصر تحت رئاسة الأب خائيل. تجديد الاضطهاد لم تستمر فترة الراحة طويلاً إذ حضر مروان إلى مصر ونكث هو وعبد الملك عهدهما مع الأقباط، وأخذا في اضطهادهم بقسوة بربرية. اضطر الأقباط إلى الثورة حتى هزموا جيش مروان، لكن مروان استجمع قواته وقاتلهم بشدة وقبض على البابا السكندري وبطريرك الروم، فدفع الأخير ألف قطعة ذهب بينما لم يكن لدى البابا ذات المبلغ. ثقل رجليه بقطعة من الحديد وألقاه في السجن وابتدأ يعذبه تسعة أيام ثم أحضره وجذبه بيده وطرحه وصار يضربه بقضيب في يده مائتين مرة ثم أمر الوالي بضرب عنقه، لكنه عدل عن ذلك. طلب منه أن ينصح البشامرة الثائرين من الأقباط بالتوقف عن مقاتلته، لكن البشامرة ثاروا بالأكثر. في سنة 751م دخل أبو العباس مصر بجيش زاخر للاستيلاء على الحكم من يد مروان، وكان الأقباط في ضيق شديد فانحازوا إليه وطلبوا مساعدته. عسكر أبو العباس على شاطئ النيل في البر الشرقي تجاه مروان الذي كان مازال قابضاً على البابا وبعض الأساقفة. وأمر الجند أن يهينوا البابا من الجانب الآخر للنيل وينتفون شعر لحيته كما قاموا بتعذيب الأنبا موسى أمام الأقباط. في اليوم التالي أحضر البابا ومعه الأساقفة ومجموعة من الشعب وتركهم في الشمس عشرة ساعات ثم بدأ في تعذيبهم بقسوة شديدة، حتى كان الأقباط ومعهم المسلمون في البر الشرقي يبكون بمرارة. وكان البابا يصلي ويثبّت المؤمنين. لم يحتمل عبد الله بين مروان المنظر، فسكب دموعاً كثيرة أمام أبيه لكي يطلق سراحهم، قائلاً له بأنه لن يقدر على مقاومة الخراسانيين وسيضطر إلى الذهاب إلى السودان، هناك أولاد هذا البطريرك لن يقبلوه. تطلع مروان إلى جيش الخراسانيين فانزعج جداً واضطر إلى إعادة البابا ومن معه إلى المعتقل بالجيزة، وأدخلهم موثقين في أربعة سجون في ضيقٍ شديدٍ حتى أشرفوا على الموت، لكن البابا كان يعزيهم. عبر الخراسانيون إلى الضفة الغربية وهزموا مروان، فهرب بينما ذهب ابنه ليحرق السجن الذي فيه البابا، لكن ما أن أشعل النار حتى أكرهه الأعداء على الهروب. أطفأوا النيران وأطلقوا المسجونين وجاءوا بهم إلى كنيسة مارمرقس بالجيزة. شدة جديدة إذ استولى أبو العباس على مصر أحسن معاملته مع المسيحيين، غير أن هذه الراحة لم تدم سوى أربع سنوات مرت كالحلم. وبسفر أبو العباس وترك الولاية لآخرين أساءوا التصرف، وصاروا يضايقون الأقباط من جديد. حاول البابا أن يذكرهم بما أظهره أبو العباس من آمان لهم لكنه لم ينجح، واستمر المسيحيون في مرارة حتى شوهدت مياه النيل ناقصة عن منسوبها المعتاد ذراعين. رفع منسوب مياه النيل أقام الأساقفة مع البابا صلوات عيد الصليب وتقدموا مع جميع كهنة الجيزة وأهل الفسطاط وحملوا الأناجيل والمباخر ودخلوا كنيسة مار مرقس واكتظت الحقول والحدائق حولها بالشعب. تقدم البابا ورفع الصليب وصلى الكل، وكان الشعب يصرخ: “يا رب ارحم” لمدة ثلاث ساعات، فزاد النيل ذراعاً. سمع الوالي بذلك فأرسل علماء المسلمين وحاخامات اليهود وصلوا فلم يرتفع مقياس النيل. اضطر أن يدعوا النصارى للصلاة، حيث أقام البابا الأسرار الإلهية وألقوا بمياه غسل الأواني في النهر في الساعة السادسة من النهار، فزادت المياه حتى بلغت ثلاثة أذرع، فأحب الوالي أبوعون الأقباط. خلاف مع كنيسة إنطاكية كانت زوجة المنصور أبي جعقر عاقرًا فسمعت عن تقوى اسحق أسقف حاران وعمله العجائب فاستدعته وصلى من أجلها فوهبها الله طفلاً، فصار الأسقف اسحق موضوع الإكرام والتبجيل. وإذ تنيح يوحنا بطريرك إنطاكية سأل الأنبا اسحق الوالي أن يخلفه فأجابه طلبه حالاً وهدد من يعترض ذلك. قيل أنه تسبب في قتل مطرانين رفضا أن لا يترك الأسقف ايبارشيته ليصير بطريركاً. بناء على طلب الأنبا اسحق كلف الخليفة والي مصر أن يحقق طلبات البطريرك الأنطاكي الجديد، كما بعث البطريرك رسالة إلى البابا خائيل في صحبة مطراني دمشق وحمص وكاهنين. عقد البابا مجمعاً لمدة شهر وقرروا ألا يشترك البابا مع بطريرك أخذ رتبته بقوة السلطان. وكان أمام البابا أحد اختيارين، إما مصادقة البطريرك اسحق أو الذهاب لمقابلة الخليفة. وإذ كان البابا يستعد للسفر وهو شيخ، متحملاً مشقة الطريق إذا بخبر انتقال اسحق من العالم قد حلّ المشكلة. كانت أيامه الأخيرة في سلام بعد أن أقام على الكرسي ثلاثة وعشرين عاماً، إذ تنيح في 16 برمهات سنة 468 ش (767م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خائيل الثالث البابا السادس والخمسون | الولادة: – الوفاة: 907 اختياره بطريركاً بعد نياحة البابا شنودة الأول استقر رأى جميع الشعب والأساقفة على اختيار الأب ميخائيل خلفاً له. وكانت سيامته في شهر برمودة من نفس السنة التي تنيح فيها سلفه (597ش، 880م). في عهد خلافة المعتمد بن المتوكل، ولم يتعرض احمد بن طولون لسيامته لانشغاله مع ابنه في الحرب. فقد كانت عادة الولاة التعرض للشعب في تنصيب بطاركة رغبة في سلب أموالهم. خلاف مع أسقف سخا إذ رأى البابا الجو صافياً أمامه نهض إلى تعمير الكنائس التي تهدمت أثناء الاضطهاد، وتشييد بعضها التي أُزيلت معالمها. كان هذا الأب ذا خصال حميدة غير أن أحزاناً شديدةً قد نالته، منها أن البابا قِسْما كان قد بنى كنيسة على اسم الشهيد أبطلماوس ببلدة دنوشر التابعة لأسقف سخا. وحدث أن أهالي دنوشر أرادوا أن يدعوا الأب البطريرك وبعض الأساقفة المجاورين لتكريس الكنيسة فلم يطب لدى الأسقف هذا الأمر. ولما عملوا على غير رغبته وجاء الأب البطريرك ومعه الأساقفة لم يقبل هذا الأسقف البقاء. فخرج من الكنيسة مدعياً أنه ذاهب ليهتم بأمر طعامهم. فلما طال غيابه كثيراً وحان وقت القداس صلى الأب البطريرك صلاة الشكر ورفع القربان بعد إلحاح من الأساقفة وبما له من حقوق الرئاسة. غضب الأسقف ودفعه شره إلى دعوى أن البطريرك تعدى القوانين ورفع قرباناً في إيبارشية بدون إذن صاحبها، وعاد إلى الكنيسة مسرعاً وتعدى على المذبح المقدس الطاهر، أما البابا البطريرك فأكمل صلاة القداس بكل هدوءٍ وكمالٍ. أحمد بن طولون يلقيه في السجن في اليوم التالي عقد البطريرك مجمعاً من الأساقفة الذين معه والكهنة والعلماء وقطع ذلك الأسقف وأقام غيره. فازداد غضباً وأضمر سوءً، فمضى إلى والي مصر أحمد بن طولون وقال له: “إن البطريرك كثير الثروة واسع الغنى”، وكان الوالي يستعد للذهاب إلى الحرب ومحتاجاً إلى النفقات. استدعى الوالي الأب البطريرك وطلب منه أموال الكنائس وأوانيها، فأبى أن يعطيها له، فطرحه في السجن مع شماس اسمه ابن المنذر مدة سنة كاملة وهو لا يقتات بغير الخبز والبقول المسلوقة والملح. الإفراج مقابل غرامة مالية اتفق يوحنا وموسى من كتَّاب الوالي مع كاتبيّ وزيره يوحنا ومقار ابنه على إنقاذ البطريرك، واستغاثوا بالوزير، فلبّى دعوتهم وشفع لدى الوالي على شرط دفع مبلغ 20 ألف ديناراً لابن طولون. فكتب البطريرك تعهداً على نفسه بدفع المبلغ على قسطين، الأول بعد شهر والثاني بعد أربعة أشهر وبهذا أمكنه الخروج من السجن. فلما جاء ميعاد القسط الأول دفع أولئك الكُتَّاب ألفيّ دينار وتبرع الوزير بألف ودفع البابا سبعة آلاف جمعها من الأساقفة والمؤمنين. واقترض البابا من التجار المسلمين، وكان لا بد له من جمع المبلغ ليفي التجار ولكي يسدد القسط الثاني. وكان لا يخاف الموت إنما يخشى على حياة يوحنا الكاتب وابنه اللذين ضمناه على تسديد المبلغ. اضطر أن يطلب من الشعب أبناء الكنيسة، كما وضع على كل راهب ديناراً، فلم يفِ بالمطلوب. اضطر أن يبيع بيوتاً موقوفة للكنائس وأراضٍ خارج الفسطاط كان يسكنها جماعة من الأثيوبيين، وقرر على كل أسقف أن يدفع مبلغاً من المال ؛ كل ذلك تُعتبر مبالغ زهيدة خاصة وكادت الشهور الأربعة أن تعبر سريعاً. اضطر إلى سيامة عشرة أساقفة على عشرة إيبارشيات كانت خالية مقابل مبلغ دفعه كل واحد منهم. وقد تألم البابا كثيرا لهذا الموقف لكن لم يكن هذا إلا لرفع الاضطهاد عن الكنيسة. ولم يذكر أحد من المؤرخين أنه سام أسقفًا غير كفءٍ بسبب المال. قالت مدام بوتشر في كتابها عن الأمة القبطية: “ولا يغرب عن ذهن اللبيب أن أساقفة الأقباط قديما دفعوا تلك المبالغ فدية لكنيستهم، ولكن أساقفة الكنيسة الإنجليزية الذين يتمتعون بالسلام والأمن في ظل حكومة ملك مسيحي لا يزالون يدفعون إلى يومنا هذا مبلغاً لا يقل عن 300 جنيهاً يؤدونها ضريبة للحكومة ولرئيس الأساقفة يوم رسامتهم” ( ج 274:2). انتهز اليهود هذه الفرصة وأخذوا يساومون البابا على كنيسة للأقباط كانت قد خربت وتهدمت، واضطر أن يبيعها. ويقول القس منسي يوحنا أنها كانت في الأصل كنيس يهودي تحولت إلى كنيسة، وعند الانشقاق استولى عليها الروم وبقيت في حوزتهم حتى القرن التاسع، فاستولى عليها الأقباط. وإذ حل الضيق بهم استأجرها اليهود لمدة مائة عام وقيل أنهم اشتروها، وهي الآن في أيديهم، ويعتبرونها من أقدس الأماكن إذ يزعمون أن فيها قبر إرميا النبي. أراد أن يتدبر القسط الثاني فقصد بلبيس، وبينما هو يفكر في الأمر إذا براهب رثْ اللباس مرَّ بتلاميذه وقال لهم: “امضوا وقولوا لمعلمكم أن الرب سيمزق عنه صك الغرامة بعد أربعين يوماً”. فلما علم البابا بذلك طلب الراهب فلم يجده. وقد تم ذلك فعلاً، إذ أنه لم تمضِ تلك المدة حتى توفى ابن طولون وتولى مكانه ابنه خمارويه سنة 875م، الذي استدعى البابا وطيب خاطره ثم مزق الصك الثاني. قضى هذا الأب على الكرسي المرقسي حوالي خمساً وعشرين سنة ثم تنيح بسلام سنة 907م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خائيل الثاني البابا الثالث والخمسون | الولادة: – الوفاة: 851 حبه للوحدة كان هذا الأب راهباً قديساً وقد رٌسم قساً على دير القديس أنبا يحنس. وكان ذا سيرة صالحة، فاختاروه بطريركاً واعتلى كرسي البطريركية سنة 849م. سيم في عهد خلافة المتوكل بن المعتصم، ولم يكد يجلس على الكرسي حتى تعرض له الولاة الظالمون طالبين منه مبالغ طائلة على سبيل الرشوة أو يمنعوه من الجلوس على الكرسي، فاضطر أن يبيع ذخائر الكنيسة ويوفي المطلوب. ولما حلت أيام الصوم المقدس صعد إلى البرية لتمضيتها هناك، فتذكر حياته الأولى في البرية، فسأل الله ببكاء وتضرع قائلاً: “أنت تعلم يا رب أني لا أزال أهوى الوحدة، وأنه ليس لي طاقة على هذا المركز الذي أنا فيه”. فقبل الرب دعاءه وتنيح بسلام سنة 851م بعد عيد الفصح، بعد أن قضى على الكرسي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دابامون الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هروب ورشنوفة من الأسقفية كان إنسان يدعى ورشنوفة طُلب للأسقفية فهرب إلى طحمون، فاستضافه أخوان. في تلك الليلة ظهر له ملاك الرب قائلاً: “لماذا أنت نائم والجهاد قائم والأكاليل معدة؟ قم انطلق إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح لتأخذ إكليل الشهادة”. ولما استيقظ قص الرؤيا على الأخوين، فاتفقوا جميعاً على نيل الشهادة، وذهبوا إلى الوالي واعترفوا أمامه باسم السيد المسيح. رفقة دابامون للقديس ورشنوفة واستشهادها ألقاهم الوالي في السجن، ثم أخذهم معه من بنشليل إلى سنهور، وعرض عليهم التبخير للأوثان فأبوا. فعذبهم وكان الرب يرسل ملاكه ويعزيهم، ومن هناك توجه بهم إلى صا، حيث أعلمه كهنة الأصنام عن امرأة بناحية دجوة تدعى دابامون تقاوم الآلهة الوثنية. كانت هذه المرأة صالحة محسنة ولها ابنة تدعى يونا وكانتا تنسجان الأقمشة وترسمان عليها الرسوم الجميلة وتتصدقان بما يفضل عنهما. أرسل إليها الوالي سيافاً يدعى أولوجي، هذا إذ رأى منها حُسن السيرة ومنظرها الملائكي امتنع عن قتلها، وأخذها معه إلى الوالي، وهناك اجتمعت بالقديس ورشنوفة ورافقته. فعذبها الوالي كثيراً وأمر بعصرها بالهنبازين، وكان الرب يقويها ويعيدها صحيحة. في أثناء ذلك اعترف أولوجي – السياف الذي أحضرها – بالسيد المسيح، فقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة. أما الوالي فلما تعب من تعذيب القديسة دابامون أمر أن تُضرب رقبتها خارج المدينة. فخرجوا بها والنساء حولها باكيات، أما هي فكانت فرحة مسرورة، فقطعوا رأسها ونالت إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داتيفوس و ساتورنينوس ورفقاؤهم االشهداء | الولادة: – الوفاة: – في شمال أفريقيا استشهدت هذه المجموعة من الرجال والنساء والأطفال سنة 304م إبان الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس. فعلى الرغم من الأوامر الإمبراطورية بمنع الاجتماعات الدينية، اجتمعت هذا المجموعة من المؤمنين في بلدة أبيتينا Abitina في شمال أفريقيا ليحتفلوا بسرّ الأفخارستيا في بيت شخص يدعى فيلكس أوكتافيوس. وبينما هم يؤدون الشعائر إذا بهم يفاجئون برجال الدولة يحاصرونهم ويقبضون عليهم، فساروا في الطريق يرنمون التراتيل والألحان الكنسية بفرحٍ، وعلى رأسهم داتيفوس وكان عضواً بمجلس شيوخ قرطاجنة، والقس ساتورنينوس وأسرته: ساتورنينوس الصغير وفيلكس اللذان كانا قارئين في الكنيسة، وماري التي كرست حياتها لله، والصبي الصغير هيلاريون. اعترفوا كلهم بإيمانهم المسيحي وقيدوا بالغلال الحديدية، وأرسلوا إلى قرطاجنة. محاكمتهم قُدموا للمحاكمة أمام أنيولينُس Anulinus بتهمة عقد اجتماع والاحتفال بالعشاء الرباني مخالفين الأمر الإمبراطوري. وتناولهم التعذيب الواحد بعد الآخر بقصد معرفة زعيمهم، فكان كل واحدٍ منهم يحاول أن يلصق التهمة بنفسه. وكانت إجاباتهم اعترافات صريحة بأنهم اشتركوا في العشاء الرباني بمحض إرادتهم لأنهم مسيحيون، وقد عذبوا بشدة حتى أن بعضهم مات تحت التعذيب والبعض ماتوا جوعاً في السجن. الشابة فكتوريا قد أظهرت النساء شجاعة بالغة مثل الرجال، ومن بينهن شابة اسمها فكتوريا آمنت بالمسيح، وهي صغيرة وكرست نفسها لله. وحين أراد والداها تزويجها من رجلٍ وثنيٍ هربت يوم زفافها من النافذة وذهبت إلى الكنيسة. وقد حاول أخوها أن يحولها عن مسيحيتها مرات كثيرة إلا أنها ظلت ثابتة ومتماسكة، فادعى أنها مختلة العقل وأن المسيحيين أقنعوها بتبعيتهم عن طريق الخداع، فكانت إجاباتها وقوة منطقها أبلغ رد على هذا الادعاء، ورفضت العودة مع أخيها. الصبي الصغير هيلاريون كان آخر المُعذَّبين الصبي الصغير هيلاريون ابن القس ساتورنينوس، وكان قد شهد أباه وأحد اخوته يعذبان، وأخاً ثانياً يضرب حتى الموت، وشقيقته العذراء تساق إلى للسجن في انتظار الاستشهاد. رأى أنيولينوس أن يخلي الصبي من المسئولية بطريقة ملتوية، غير أن رد الصبي كان حاسماً، إذ قال له: “إني مسيحي، وقد اشتركت في الاجتماع بمحض إرادتي مع أبي واخوتي”. فأمر الوالي بإيداعه في السجن مع الباقين ممن حُكِم عليهم بالموت. وهنا دوى صوت الصبي في ساحة المحكمة وهو يصيح: “لك الشكر يا رب”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داديثو الفارسي | الولادة: – الوفاة: – كان كاثوليكوس Catholics الكنيسة الفارسية في سيلوكية Seleucia-Ctesiphan (420/421 – 456 م). أثناء اضطهاد الملك باهرام الخامس BahramV بذلت الحكومة الفارسية كل الجهود لكي تعين الكاثوليكوس. أخيرًا سُمح للكنيسة الفارسية أن تختار داديثو كاثوليكوس في عام 420/421. لكن وُجدت مقاومة لهذا الاختيار ولأسبقية كرسي سيلوكية كتسيفان تحت قيادة باتاي Batai of Hormizdardasir. بذل هؤلاء المقاومون جهودًا بين رجال الكنائس لتشويه سمعة داديثو، وبين رجال الدولة الفارسيين لإلقائه في السجن. ألقى داديثو في السجن، وإذ أطلق منه عقد أغلب أساقفة فارس مجمعاً عام 424م كنوعٍ من إعادة السلطة الكنسية التي حاولت الحكومة تحطيمها، دُعي مجمع داديثو. عُقد المجمع كطلب أسقف بيت لابات Bet Lapat حضره داديثو، وذلك في ماركابتا Markabta of Tayyaye. فحص المجمع أولوية أسقف سيلوكية كتسيفان في المجامع الأولى وكرموا داديثو الذي عاد إلى كرسيه في مركز كاثوليكوس، كما لُقب بطريركاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دارياو خريسانثوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قبوله الإيمان في روما كان خريسانثوس ابناً لأحد الأشراف ويدعى بوليميوس Polemius، أتى من الإسكندرية مع أبيه إلى روما في زمن حكم الإمبراطور نوماريون Numerian. قبل خريسانثوس الإيمان المسيحي في روما وتعمد على يد كاهن يدعى كاربوفوروس Carpophorus. حزن أبوه حين علم بهذا، وإذ أراد إثنائه عن هذا الطريق فكر في حيلة. أحضر له أبوه خمس نساء لإغرائه أملاً أن يفقد عفته وبذلك يتحول عن المسيحية، ولكن الحيلة فشلت. فزوجه أبوه من بنت غير مؤمنة اسمها داريا، واستطاع خريسانثوس أن يحولها إلى المسيحية، واتفقا أن يحيا معاً على حياة البتولية. كرازته واستشهاده مع زوجته استطاع الزوجان أن يحولا كثيرين في روما إلى المسيحية، فقُبض عليهما وأمر الحاكم كلوديوس جنوده أن يجبروا خريسانثوس على التبخير للأوثان. عذبه الجنود لإجباره على التبخير ولكنه رفض، وكان ثباته في الإيمان رغم التعذيب سبباً في إيمان كلوديوس مع زوجته هيلاريا وابنيهما، وأيضاً الجنود الواقفين. وبأمر من الإمبراطور ذُبِحوا جميعاً. أما داريا فساقوها إلى بيت للدعارة، ولكن الرب حفظها حين سمح بهروب أسدٍ من حبسه ودخوله إلى هذا البيت. وللتخلص من الوحش لم يجدوا وسيلة سوى حرق البيت بالكامل، وبهذا نجت داريا من الفساد وهربت. أخيراً أحضروا خريسانثوس وزوجته أمام الإمبراطور شخصياً، فحكم عليهما بالموت، ودُفِنا أحياء وبهذا نالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| راغب ساويرس الأرشيدياكون | الولادة: 1902 الوفاة: 1945 نشأته وُلد في 15 أغسطس سنة 1902م من أبوين متواضعين ولكنهما ممتلئان نعمة ومحبة وتعلقاً بالكنيسة. كانت ساقه اليمنى أقصر من اليسرى وأقل مقدرة على الحركة منذ ولادته، فاضطر إلى أن يتوكّأ على عكازين طويلين. ولما كان هو الولد الوحيد فقد كان أبوه يصحبه دائماً إلى الكنائس وإلى الاجتماعات الروحية، ويكشف له في سيرهما معاً عن اشتياقه أن يراه خادماً للفادي الحبيب، عاملاً في كرمه. منذ الثامنة من عمره أخذ يتعلم الألحان الكنسية، وقد حفظ راغب الألحان والمردات بسرعة إذ كان قلبه منفتحاً للنعمة الإلهية. ولما بلغ الخامسة عشر من عمره أدخله أبواه مدرسة العرفاء، فذهب إليها فَرِحاً على الرغم من مشقة الطريق ما بين مصر القديمة حيث كان يسكن ومهمشة التي تقع المدرسة فيها. وإذ كان سليم العينين جعل من نفسه العين لرفقائه المكفوفين، فكان يقضي لهم كل حوائجهم، وينتقل بجسمه النحيل على عكازيه مسافات بعيدة عطفاً وحناناً. وهكذا قضى أربع سنوات الدراسة وتخرج سنة 1919م. وقد أجاد الألحان والمدائح والقداسات، ومنحه الله صوتاً عذباً حنوناً فكان كل من يعرفه يشتاق إلى سماعه. عمله كترزي لما كان محتاجاً إلى كسب رزقه فقد اشتغل ترزياً مع أن يده اليمنى كانت هي أيضاً أضعف من اليسرى. فاشتغل أولاً مع زميل في دكانٍ واحدٍ بالقرب من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. ولما استطاع أن تكون له دكان بمفرده اختارها على مقربة من حارة زويلة، فكان يذهب إلى الكنيسة كلما سنحت له الفرصة. ولأن قلبه كان ملتهباً بمحبة فاديه فقد انضم فور تخرجه إلى خدام المذبح بكنيسة الأمير تادرس بآخر مصر القديمة. ولما سمعه بعض أعضاء جمعية المحبة يترنم بالألحان بدقة وأصالة وخشوع طلبوا إليه الانضمام إلى جمعيتهم فقبل طلبهم. اهتمامه بالضالين أسس “جمعية أبناء الرسل” وكان نشاط هذه الجمعية حيوياً، إذ استهدف أعضاؤها البحث عن الضالين وردهم للكنيسة، ومصالحة العائلات المتخاصمة، إلى جانب خدمة الشماسية. وكان راغب بعكازيه وجسمه الهزيل يذهب وراء الضال ولو اضطر إلى الذهاب إليه في منتصف الليل وفي الأدوار العليا من غير مصعد. قسّم هو وأعضاء الجمعية أنفسهم للوعظ في القرى القريبة والأحياء الفقيرة المحرومة من كنيسة أو من الرعاية. ومع كل هذا النشاط فلم يعش هذا الخادم الأمين سوى أربع وأربعين سنة وتنيح بسلام في 14 فبراير سنة 1945م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رجيولُس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 250 القديس رجيولُس أو رييل Rieul هو شفيع مدينة سِنليس Senlis، ويقال أنه كان أول أسقف على المدينة، ذلك أنه عاش في القرن الثالث بينما حدث بعد ذلك أن احترقت كاتدرائية سِنليس وفيها سجلاتها عن أساقفتها الأوائل. يُقال أنه بعد إيمانه بالسيد المسيح ذهب إلى فرنسا وكان يكرز فيها بالمسيحية. ذهب إلى باريس بحثاً عن رفات الشهداء دينس وروستيكوس وإليوثيريوس SS. Denis، Rusticus and Eleutherius ، ثم أخذ على عاتقه تحويل أهل سِنليس إلى الإيمان. وقد تنيح حوالي سنة 250م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رستيتيوتا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 271 كانت عذراء رومانية من أصل شريف، استشهدت سنة 271م في مدينة سورا Sora بإيطاليا، وهذه المدينة تتخذ الشهيدة رستيتيوتا شفيعتها الأولى حيث يقال أن جسدها مدفون هناك. قيل أن السيد المسيح ظهر لها وأخبرها أن تذهب إلى سورا، وأخذها ملاك إلى هناك. وقد مكثت في بيت أرملة، كانت القديسة رستيتيوتا قد شَفَت شاباً من البرص، فتحوّل الشاب وأمه وتسعة وثلاثون آخرون إلى المسيحية. حين علم الوالي أجاثيوس Agathius بنشاط القديسة وعملها قبض عليها وساقها للحبس، وحين رفضت الذبح للأوثان جُلِدت وأُرسِلت مرة أخرى للحبس حيث تُرِكت سبعة أيام بدون طعام أو شراب مكبَّلة بأغلال ثقيلة حول جسمها كله. ظهر لها ملاك في السجن، وللحال ذابت الأغلال مثل الشمع وبَرِئت كل جراحاتها ولم تعد تشعر بجوعٍ أو عطشٍ. فآمن عدد من حراسها ونالوا إكليل الاستشهاد من أجل مسيحيتهم. أما رستيتيوتا فقد استشهدت مع الكاهن كيرلس Cyril – الذي كان قد آمن بواسطتها – ومسيحيين آخرين، حيث قُطِعت رؤوسهم، وأٌلقِيَت أجسادهم في نهر ليري Liri ، وفيما بعد أُنتشلت أجسادهم ودفنت بإكرام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زارا يعقوب القديس | الولادة: 1399 الوفاة: 1468 نشأته الاسم “زارا يعقوب” معناه “نسل يعقوب” وهو أحد معلمي اللاهوت الأثيوبيين القلائل الذين تركوا تراثاً، وإن كان قليلاً، لكنه مازال ضمن تراث الكنيسة الأثيوبية. وُلد حوالي عام 1399م ابناً للإمبراطور داويت Dawit (1382-1413م) والملكة إجزي كبرى Egzi Kebra من تجري، وقد نشأ في الأديرة متعلماً، ولم يكن له أمل في ارتقاء العرش الملكي إذ كان له أخوه الأكبر منه. ثقافته كان تتلمُذِه على الأديرة مثمراً جداً، وقد أتقن لغة الجئز Geeez وآدابها بعيداً عن السياسة. ملك اخوته واحداً بعد الآخر وماتوا دون أن يتركوا وريثاً للعرش، وإذ ظل العرش خالياً لسنوات عمها الاضطراب والفوضى بحث عنه الجيش وأقاموه على العرش. استلم الحكم حين كانت البلاد في حالة انهيار. بحكم دراسته اللاهوتية وتعضيده لللاهوتيين في القصر عمل على إنهاء الخلافات الفكرية وتوحيدها في أثيوبيا. جاء وفد من الإسكندرية بخصوص مشكلة يوم السبت حيث نادى البعض بضرورة تقديس السبت مع الأحد، وقد أمر الوفد بوضوح عدم العمل بتقديس السبت. كانت له دالة خاصة مع القديسة مريم وأيقونتها التي في قصره. إصلاحاته الدينية بجانب اهتمامه بتوحيد الفكر اللاهوتي واهتمامه بالكتابة تشدد في إصلاحاته، فأمر المسيحيين برشم الصليب على جباههم. كما اهتم بالاحتفال بأعياد القديسين، وقراءة بعض معجزات العذراء مريم في الكنائس كجزء من الليتورجيا. عمله السياسي نجح في عمله السياسي حيث ردّ إحدى غارات البربر وقتل ملكها، وتعهد الملك الذي خلفه بالطاعة له. قضى على جميع محاولات الانقلابات ضد القصر وتخلص من كل من شك في أمانته. كتب خطاباً شديد اللهجة إلى السلطان يقماق Iaqmaq (1438-1453م)، إذ سمع عن الاضطهاد الذي يعاني منه الأقباط تحت حكم سلفه برسباي Barsbey (1422-1453م). وعندما سمع بأنباء تدمير دير الماجستيس Al Maghtis في شمال مصر بكى بمرارة، وأقام حداداً شعبياً، وبنى ديراً باسم دير ميتوك Dabra Metuq. وقد استقبل الوفد المصري بحفاوة إذ جاء يخبره بانتهاء الاضطهادات، وأرسل بنفسه وفوداً إلى الشرق الأوسط وأوربا، كان من بينها البعثة التي حضرت مجمع فلورنسا (1439-1440م). تنيح عام 1468م. أعماله وضع مع بعض كهنته في القصر مجموعة من العظات التي تقرأ في الكنائس في الأيام المقدسة والأعياد، تتضمن بعض الردود على البدع مع كتب أخرى مثل: كتاب الميلاد Masehafa Mild: عالج التثليث والتوحيد وتجسد الكلمة. كتاب النور Masehafa Berhan: عالج قضايا لاهوتية عديدة. خطاب للبشرية Tomara Tesbet: يشرح خطورة السحر وعبادة الأوثان. كتاب الترانيم: يعتبر أحد كتب الترانيم المستخدمة في كنيسة أثيوبيا. كتاب معجزات السيدة العذراء: مجموعة كبيرة من المعجزات دونها مضافة إلى المعجزات التي كتبت في مصر وترجمت إلى الأثيوبية. قام بترجمة تاريخ يوسيفوس إلى لغة الجئز بواسطة رجال قصره من الكهنة. تعيد له الكنيسة الأثيوبية في 3 نسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زاميكائيل أو أراجاوي وزملاؤه الثمانية | الولادة: – الوفاة: – إلى أثيوبيا يوجد تسعة قديسون، يؤكد المؤرخون أنهم جاءوا بطريقة منتظمة من دير القديس باخوميوس في صعيد مصر (ببافو) إلى أثيوبيا. ويرى البعض أنه يُحتمل أنهم ذهبوا إلى أثيوبيا بطريقة منفردة دون اتفاق مسبق. يرى بعض المؤرخون أنهم جاءوا إلى أثيوبيا عقب الانشقاق الذي حدث في مجمع خلقيدونية سنة 451م، وعقب النزاع على النوبة بين الخلقيدونيين بقيادة الإمبراطور ثيؤدور. وأنهم قد ذهبوا إلى أثيوبيا لحماية الإيمان، خشية أن يتسلل فكر الخلقيدونيين بخصوص الطبيعتين في أثيوبيا. ذهبوا في أثناء حكم الملك أليميدا Almida أو سالدابا Saaldabba، والذي أعقب حكم الملك تيزين Tizene أبو الملك كالب الشهير. عندما تعاون الملك كالب مع العرب سنة 527 لإنقاذ مسحيي اليمن من اضطهاد الملك اليهودي ذي نواس (فينحاس) التمس صلاة أحد هؤلاء التسعة القديسين وهو القديس بانتاليمون Pantalemon. القديسون التسعة هم: زاميكائيل أو أراجاوي، بانتاليمون، اسحق أو جاريما، جوبا، ألف، ليقانيوس، سيهما، يماتا، أفاسين أو أفس. قائد القديسين التسعة زاميكائيل: “زا” معناها “الكبير”، وكأن اسمه “ميخائيل الكبير”. أما أراجاوي فمعناها “الشيخ”. وقد دُعي أراجاوي منفاس، أي الشيخ الروحاني. ويعتبره الأثيوبيون المتقدم بين القديسين التسعة الذين جاءوا من دير القديس باخوميوس بصعيد مصر إلى أثيوبيا. تأسيس دير دامو Damo إليه يرجع الفضل في تأسيس دير دامو الشهير. فيه لبس القديس تكلاهيمانوت زيّ الرهبنة، هذا الذي عاش في دير ليبانوس في شوا. كما لبس أياسوس الزيّ الرهباني، وقد عاش في دير هايج. وأيضاً لبس هذا الزيّ فيه إسطفانوس الذي عاش في أمهارا. هؤلاء جميعاً لبسوا زيّ الرهبنة على يد الأب يحنس، الحفيد الروحي للقديس أراجاوي. يُقال أن القديس زاميكائيل قد استعان بحبلٍ لكي يصعد إلى قمة جبل دامو المنيعة، حيث بنى ديره هناك. وحتى اليوم يُستخدم الحبل لبلوغ قمة الجبل. يُقال أيضاً أن أم القديس وتُدعى حنّة Enna قد تبعت مجموعة القديسين التسعة إلى أثيوبيا، هناك شيّدت ديراً للراهبات. تنيح هذا الأب في 19 بابه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زخارياس أو زكريا البابا الرابع والستون | الولادة: – الوفاة: 1032 كان من أهل الإسكندرية وُرسم قسا بكنيسة الملاك ميخائيل. وكان شيخاً متبتلاً طاهر السيرة وديع الخُلق، وكان محبوباً من جميع الأساقفة حتى أنهم كانوا ينزلون عنده في كنيسته. إبراهيم بن بشر والباباوية لما تنيح القديس فيلوثاؤس البابا الثالث والستون، وقع الاختيار عليه ليخلفه، وكان السبب في الإسراع باختياره دون رهبان الأديرة هو ما بلغهم عن أحد أعيان الإسكندرية المدعو إبراهيم بن بشر، الذي كان مقرباً من الخليفة، والذي قدّم له رشوة وحصل منه على مرسوم بتعيينه بطريركاً، وأوفده مع بعض الجند إلى الإسكندرية. فاتفق الأساقفة مع الشعب على تقديم القس زكريا ورسامته بطريركاً، وكانت رسامته سنة 1004 م، وكانت بطريركته في عهد الحاكم بأمر الله والخليفة الظاهر. ولما وصل إبراهيم بن بشر إلى الإسكندرية وجدهم قد انتهوا من تكريس الأب زخارياس بطريركاً، فلما أطلَع الآباء الأساقفة على كتاب الملك خشي الآباء عواقب هذا الأمر وخافوا غضب الخليفة، فأشاروا على البطريرك أنبا زخارياس أن يطيب قلب إبراهيم بن بشر بالأسقفية، فرسموه قمصاً ولما خلا كرسي منوف العُليا جعلوه عليه. رعايته كان مدققا في سيامة الأساقفة لكراهيته الشديدة للسيمونية، أي اقتناء موهبة الكهنوت بدراهم. أقام مجلساً من الأساقفة لحل المشاكل الدينية، وللأسف كان أغلبهم من أقربائه فلم يراعوا الأمانة في خدمتهم، فكانوا يقبلون الرشوة من المتقاضين لتنفيذ مآربهم ،وسبّب هذا ضيقا شديدا للبابا. شفاء شماس تائب قيل أن شماساً اختلف مع زوجته فتركها، وإذ جربه الشيطان سقط في الزنا، فسمح الله بأن يُصاب بالبرص. عاد إلى زوجته فاشتكته لدى البابا. استدعاه البابا وفرض عليه قانوناً بأن يصوم أربعين يوماً إلى المساء ويأكل القليل جداً. بعد انقضاء فترة التأديب صلى من أجله ونال الشفاء. مشكلة القس يوحنا من ذلك أن كاهناً على قرية أبي نفر بالجيزة يُدعى القس يوحنا اشتهى الأسقفية، فطلب ذلك من البابا. قدم البابا هذا الطلب لمجمع الأساقفة فرفضوا الطلب، قيل لأنه كان متزوجاً. كان للبابا ابن أخ يُدعى ميخائيل أسقف سخا، كان محباً للرشوة، طلب مالاً من القس يوحنا ليساعده على رسامته فرفض واعداً إياه بالدفع بعد سيامته، رفض ميخائيل ذلك وبدأ في معاكسته. كان القس يوحنا كلمته في دوائر الحكومة، فخشي الكتّاب من انتقامه بأن يشي بالبابا لدى الخليفة مما يثير الاضطهاد على الأقباط فكانوا يلاطفونه، وكتبوا له تزكية وخطاباً للبابا لسيامته أسقفاً. إذ سمع الأسقف ميخائيل، وكان البابا في وادي هبيب حرض بعض العرب عليه. وإذ عرف البابا بذلك حزن جداً وطيّب خاطر الكاهن ووعده بالأسقفية. رفض مجمع الأساقفة سيامته بسبب سوء تصرفه فأراد الانتقام، فكتب تقريراً إلى الحاكم بأمر الله جاء فيه أن البابا يراسل ملوك أثيوبيا والنوبة ويكشف لهم عن أسرار البلاد وأن الحكام يسيئون معاملة الأقباط. اضطهاده غضب الحاكم بأمر الله وألقى القبض على البابا ومعه بعض الأساقفة، ووضعهم في السجن لمدة ثلاثة شهور. طرح البابا ومعه راهب يدعى سوسنة النوبي للأسود فلم ينلهما منهم أذى، بل تآنست بهما، وقيل أن أحد الأسود جاءت عند قدمي الراهب وكانت تلحسهما. نقم الحاكم على متولّي أمر السباع وظن أنه أخذ رشوة من البطريرك، فأبقى السباع مدة بغير طعام ثم ذبح خروفاً ولطخ بدمه ثياب البطريرك والراهب وألقاهما للأسود مرة ثانية، فلم تؤذهما أيضاً. تعجب الحاكم وأمر برفعه من بين السباع واعتقله ثلاثة أشهر، توعّده فيها بالقتل والطرح في النار إن لم يترك دينه، فلم يَخَفْ البطريرك. ثم وعده بأن يجعله قاضي القضاة فلم تفتنه المراتب العالمية ولم يستجب لأمر الحاكم. أخيراً أطلق سبيله بواسطة أحد الأمراء فذهب إلى وادي هُبيب، وأقام هناك تسع سنين، لحق الشعب في أثنائها أحزان كثيرة ومتاعب جمّة، كما هُدمت كنائس عديدة. منعه الحاكم من مكاتبة ملوك أثيوبيا والنوبة، وكان يتسلم هو مكاتباتهم للبابا، ويطلب منه أن يكتب إليهم بأن الأقباط يتمتعون بكمال الحرية والراحة وعدم التعرض لهم في دينهم، وأن يوصيهم بالمسلمين الذين تحت رعايتهم. زوال الشدة تحنن السيد المسيح فأزال هذه الشدة عن كنيسته وحوَّل الحاكم عن ظلمه، فأمر بعمارة الكنائس التي هُدمت وأن يُعاد إليها جميع ما أُخذ منها، كما سمح بضرب الناقوس مرة أخرى. قيل أن راهباً يُدعى بيمن نال من الحاكم حظوة وتمكن من استصدار أمر برفع الاضطهاد عن الأقباط، رجع البابا وأقام في كنيسة أبى سيفين مع بعض الأساقفة والكهنة والراهب بيمن. زاره الخليفة فعرفه بالبابا، فاندهش الخليفة لحقارة ملابسه وبساطته وسأله عن نفوذه، فأجابه الراهب: “إنه بحالته البسيطة هذه يستطيع أن يخضع الناس له برسالة يوقع عليها باسم الصليب أكثر من خضوعهم لجيوشك الجرارة”. أدار الخليفة وجهه وخرج من الكنيسة وهم لا يدرون ما عزم أن يفعل بهم، ولبثوا في الكنيسة يتوقعون حدوث كارثة، وزادهم رعباً حضور القس يوحنا الكاهن بقرية أبى نفر علة المصائب التي حلت بهم. تقدم إلى البابا وهنأه بالعودة سالماً، وعاد يطلب منه الأسقفية فاغتاظ الأساقفة ولاموا البابا على مقابلته له بالحنو، وحسبوا بساطته علة مهانتهم. خاف يوحنا من الأسقف ميخائيل ابن أخ البابا واحتمى ببعض الحاضرين الذين أقنعوا الأسقف أن يصفح عنه، ثم رسموه قمصاً. بعد ساعات عاد الخليفة وبدأ صوت البكاء يعلو إذ رأوه داخلاً بحاشيته وظنوا أن ضيقاً مراً سيحل بهم. لكن سرعان ما تحول الحزن إلى فرح حيث سلّم الخليفة البابا فرماناً بإباحة الحرية للأقباط، وردّ جميع ما سُلب منهم. بعد ذلك أقام الأب زخارياس اثني عشر عاماً، كان فيها مهتماً ببناء الكنائس وترميم ما هُدم منها. وبقى في الرئاسة ثمانية وعشرين عاماً، ثم تنيح بسلام سنة 1032. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زخارياس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – رهبنته كان ابن كاتب اسمه يوحنا ترك وظيفته واُختير قساً، فنشأ ابنه زخارياس يتعلم العلوم الأدبية والدينية، ولما كبر عيّنه الوزير كاتباً بديوانه. بعد ذلك اتفق مع صديق له يسمى ابلاطس وكان والياً على سخا أن يتركا عملهما ويذهبا إلى البرية ويترهّبا هناك. واتفق حضور أحد رهبان دير القديس يحنس القصير فعزما على أن يذهبا معه إلى ديره. فلما علم الوالي بذلك منعهما، وبعد أيام قليلة رأى الاثنان رؤيا كمن يقول لهما لماذا لم تُتمما النذر الذي قررتماه؟ فخرجا تواً خفية وسارا إلى البرية على غير معرفة بالطريق. فاتفق أن قابلهما أحد الرهبان فاستصحبهما إلى دير القديس يحنس. لما علم أصدقاؤهما أخذوا من الوالي كتاباً ليرجعوهما، فبدّد الرب مشورتهم. أما زخارياس وصديقه فقد لبسا الثوب الرهباني وأجهدا نفسيهما في عبادات كثيرة، وكان ذلك في زمان القديسَين أنبا ابرآم وأنبا جاورجي اللذين كانا خير مرشدٍ لهما. سيامته أسقفاً لما تنيح أسقف سخا كتب الشعب إلى الأب البطريرك يطلبون القديس زخارياس ليكون أسقفاً عليهم، فاستحضره ورسمه رغماً عنه. وقد حدثت وقت الرسامة أنه عندما همَّ الأب البطريرك بوضع يده على رأس زخارياس سطع نور من الكنيسة وظهر وجهه كنجمٍ بهي. ولما حضر إلى كرسيه فرح به الشعب وخرج للقائه بمنتهى الإجلال، فاستضاءت الكنيسة به. كان هذا الأب فصيحاً ممتلئاً من النعمة، فوضع مقالات كثيرة ومواعظ وميامر. وأقام على كرسيه ثلاثين سنة ثم تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكا وحلفا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 303 كان زكا شماساً من جادارا Gadara في عبر الأردن، وحلفا من عائلة شريفة من سكان إليوثيروبوليس Eleutheropolis. قطعوا رأسيهما معاً في الاضطهاد العام الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وذلك في 17 نوفمبر سنة 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابا الغوصي أو القوط الشهيد | الولادة: – الوفاة: 372 أسرى كارزون في القرن الثالث الميلادي رحل كثير من قبائل الجرمان البرابرة الغوصيين (القوط) Goths عبر نهر الدانوب Danube واستقروا في مقاطعتيّ داسيا Dacia ومويسيا Moesia الرومانيتين. وكانوا بين الحين والآخر يقومون بغزوات على آسيا الصغرى، وبالذات على غلاطية Galatia وكبادوكية Cappadocia، حيث كانوا يأسرون العديد من الكهنة والشعب المسيحي. وبمرور الوقت بدأ هؤلاء المسيحيون المسبيون يكرزون بين زملائهم الأسرى ويحوّلون الكثيرين منهم إلى المسيحية، وبدأوا يشيِّدون كنائس مسيحية. وفي سنة 307م أثار حاكم إحدى هذه المناطق الجرمانية الاضطهاد ضد المسيحيين، ويبدو أن السبب كان الانتقام من إعلان إمبراطور روما الحرب ضده. وتحتفل الكنيسة اليونانية بذكرى واحد وخمسين شهيداً مسيحياً منهم، أشهرهم القديسان سابا ونيسيتَس Nicetas.. رفض سابا الأسلوب الملتوي كان سابا قد تحول إلى المسيحية في شبابه المبكر، وخدم كشماس للكاهن صنْسالا Sansala. وحين ثار الاضطهاد ضد المسيحيين أصدر الولاة أوامرهم للمسيحيين بالأكل من الذبائح المقدمة للأوثان. وإذ كان لبعض الوثنيين أقارب وأصدقاء من المسيحيين أرادوا إنقاذهم من الاضطهاد فأقنعوا المسئولين أن يقدموا لهم من اللحم الذي لم يذبح للأوثان فيأكلونه مُدَّعين طاعتهم للأوامر. وقف سابا وبصوت عالٍ وأعلن رفضه هذا الأسلوب الملتوي، ولم يكتفِ بعدم الأكل بل أعلن أيضاً أن من يقبل أن يتخذ هذا الأسلوب فقد أنكر الإيمان. وقد حَيَّاه على تصرفه هذا بعض المسيحيين، ولكن آخرين تضايقوا منه حتى ألزموه على ترك المدينة، إلا أنه عاد إليها بعد فترة قصيرة. استهانة الحاكم به في العام التالي حين بدأ الاضطهاد مرة أخرى عزم بعض المسيحيين على القَسَم أمام المسئولين أنه لا يوجد أي مسيحي في المدينة. وإذ كانوا على وشك القَسَم قدَّم سابا نفسه للمسئولين قائلاً: “لا تجعلوا أحداً يقسم لي، فإني مسيحي”. سأل الحاكم الجمع الواقف عن سابا وعن شخصه، وحين علم أنه لا يملك سوى الملابس التي يلبسها، أطلق سراحه مزدرياً به قائلاً: “هذا شخص لا يساوي شيئاً، ولا يملك أن يؤدّي لنا أية فائدة أو ضرر”. عذاباته بعد عدة سنوات تجددت الاضطهادات مرة أخرى ضد المسيحيين، فبعد ثلاثة أيام من عيد القيامة حضر إلى المدينة عدد من الجنود بقيادة ضابط اسمه أثاريدس Atharidus، واقتحموا منزل صنْسالا واقتادوه هو وسابا الذي كان يقيم عنده بعد أن أمضيا العيد معاً. ربطوا صنْسالا وألقوه في العربة بينما جذبوا سابا من السرير وجرّوه عارياً على الصخور المدببة ثم ضربوه بالعصي. وفي الصباح نادى على مضطهديه قائلاً: “ألم تجروني بالأمس عارياً على الصخور المدببة والأرض الحجرية؟ انظروا إذا كانت رجليَّ مجروحة أو أن الضربات قد تركت أي آثار في جسدي”. فحصوا جسمه وإذ لم يجدوا أي أثر للإصابات مهما كان بسيطاً عزموا على تعذيبه بأكثر قسوة، فربطوه في إحدى العربات من يديه ورجليه وأخذوا يعذبونه طول الليل حتى تعبوا. أتت المرأة التي كان الجنود يقيمون عندها وفكَّت وثاقه إشفاقاً عليه إلا أنه رفض أن يهرب. وفي الصباح علقوه من يديه في سقف المنزل، ثم وضعوا أمامه وأمام صنْسالا لحماً من المذبوح للأوثان فرفض كلاهما الاقتراب منه. وأضاف سابا قائلاً: “هذا اللحم دنس ونجس مثل أثاريدس الذي أرسله”. فضربه أحد الجنود بحربته في صدره بكل عنف حتى أن كل الموجودين ظنوا أنه لا بد أن يكون قد مات، إلا أن القديس لم يُصب بأي مكروه، وقال: “هل تظن أنك قتلتني؟ لقد كانت الحربة مثل قطعة قماش بالنسبة لي”. استشهاده حين سمع أثاريدس بما حدث أمر بقتل سابا، فاقتادوه إلى نهر Mausaeus الذي يصب في الدانوب ليقتلوه غرقاً. وحين وصلوا إلى الشاطئ قال أحد الضباط للآخرين: “لماذا لا نترك هذا الرجل يمضي لحال سبيله؟ أنه بريء وأثاريدس إنسان غير حكيم إذ يريد قتله”، إلا أن سابا أقنعه بضرورة تنفيذ الأوامر وأضاف: “إني أرى ما لا تراه أنت. فعلى الضفة الأخرى من النهر أرى أشخاصاً مستعدين لأخذ روحي لكي ينقلوني إلى المجد. وهم منتظرون اللحظة التي تفارق فيها روحي جسدي”. ساقه الجلادون إلى النهر حيث ربطوا حول عنقه حجراً وألقوه في الماء فاستشهد غرقًا وذلك سنة 372م. وكان ذلك في الغالب في تارجوفيست Targoviste شمال غرب بوخارست Bucarest في رومانيًا Rumania حالياً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابا من أريحا القديس | الولادة: – الوفاة: – محبته للرهبان المتوحدين كان هذا الرجل من أريحا، وكان متزوجاً ومحباً للرهبان المتوحدين. وكان قد اعتاد أن يتوجه ليلاً إلى صوامعهم ويعطي كل واحدٍ منهم كيلة من التمر وبعض الخضراوات لسد أعوازهم، إذ كان رهبان وادي الأردن لا يتناولون الخبز مطلقاً. صداقة مع أسد ذات مرة أرسل إليه عدو الخير أسداً لكي يمنعه من تقديم صدقاته. لكن الله الذي سدَّ أفواه الأسود فلم تضر دانيال النبي (دا 2:6، 33:11) قد أمر الأسد ألا يؤذي “سابا”، بل قدم له القديس طعاماً مما معه، ورجع إلى الرهبان يوزع صدقاته ويتذكر إحسانات الله معه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساباتيوس النوفاتياني | الولادة: – الوفاة: – سامه ماركيانوس Marcianus كأسقف نوفاتياني للقسطنطينية (كان أتباع نوفاتيان يشعرون بأن قدسية الكنيسة صارت في خطر بسبب قبول المرتدّين عن الإيمان أثناء الاضطهاد)، انسحب من جسم هذه الفرقة العام قبل عام 380م، ومعه اثنان هما ثيؤكتستس Theoctistes ومكاريوس Macarius. وقد نادوا بأن عيد الفصح يلزم الاحتفال به في نفس اليوم وبنفس الطريقة التي يحتفل بها اليهود. اشتكى أيضاً بأن أُناساً غير مستحقين قد انضموا إلى جماعة النوفاتيانيين، فارتكب النوفاتيانيون نفس الخطأ الذي ارتكبته الكنيسة. صار أسقفاً على فرقة صغيرة تدعى الساباتيين Sabbatiai نسبة إليه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابور واسحق الأسقفان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 399 في بلاد فارس كان الاضطهاد العنيف والطويل الذي عاناه المسيحيون في بلاد فارس تحت حكم الإمبراطور سابور الثاني Sapor II سببه الشك في أنهم يتآمرون مع أباطرة روما ضد مصلحة بلادهم. وكان اختبار ولائهم لبلادهم هو خضوعهم للدين الرسمي للدولة وهو المجوسية Mazdeism. كان أول من قُبِض عليهم هم ماهانس Mahanes وإبراهام Abraham وسيمون Simeon، وبعدها بقليل قُبِض على الأسقفين سابور واسحق بتهمة بناء الكنائس وتحويل الشعب إلى المسيحية. أُحضِر الخمسة أمام الملك الذي قال لهم: “ألم تعلموا إني انحدر من الآلهة، ومع هذا فإني أقدم القرابين للشمس وأتعبد للقمر؟ فمن تظنون أنفسكم حتى تقاوموا أوامري؟” أجابه القديسون: “نحن نعترف بإله واحد وهو وحده الذي نعبده”. وأضاف سابور الأسقف: “نحن نعترف بإله واحد وحده الذي خلق كل الأشياء، ويسوع المسيح المولود منه”. أمر الملك بضرب الأسقف على فمه، وكانت الضربة عنيفة حتى أسقطت أسنانه، ثم ضُرِب بعنف حتى أصيب كل جسمه بكدمات وتكسّرت عظامه. استشهاد الأسقف اسحق جاء الدور على اسحق الذي اتهمه الملك ببناء الكنائس، فكان الأسقف ثابتاً لا يلين، فأمر الملك بإحضار بعض الجاحدين الذين ضعفوا تحت تهديد الملك وأمرهم برجم الأسقف حتى استشهد. استشهاد الأسقف سابور إذ سمع سابور الأسقف باستشهاد اسحق فرح متهللاً، وبعد يومين استشهد في السجن تحت تأثير جراحاته، وكان الملك من القسوة أنه أمر بقطع رأسه حتى يتأكد من موته، وكان استشهادهما في سنة 399م. أخيراً أمر الملك بإحضار الثلاثة الباقين، وحين رأى عدم استعدادهم للتنازل عن إيمانهم أمر بسلخ جلد ماهانس من قمة رأسه حتى بطنه، فاستشهد من تأثير هذا التعذيب. وكان نصيب إبراهام فقء عينيه بسيخ حديد محمي، وسيمون دُفِن في الأرض حتى صدره ثم ضربوه بالسهام حتى استشهد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمس الرئاسة أبو البركات | الولادة: – الوفاة: – كاتب السلطان البندقداري كان الشيخ المؤتمن شمس الرئاسة ابن الشيخ الأكمل كاتباً للسلطان البندقداري، عاش في أيام الملك المظفر في عصر المماليك البحرية. كان كاتباً للملك حتى وهو بعد أمير، وأخلص له، عاونه على تأليف كتاب نفيس لا يزال مخطوطاً معروفاً في أوربا، وهو كتاب “زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة”. ويظن بعض الناس أنه كان طبيباً أيضاً لِما بدا في كتاباته من دقة عن العقاقير والعطور. قس كنيسة المعلقة تتضاءل خدماته للعالم أمام خدماته الروحية، إذ لم يلبث أن ترك الخدمة في ديوان الملك لينال كرامة الكهنوت، ويصبح كاهناً لكنيسة العذراء الشهيرة بالمعلقة باسم القس بن كِبَر. كتاباته كان عالماً فاضلاً ولاهوتياً ضليعاً ومؤرخاً كنسياً من المتضلعين في التاريخ الكنسي والطقوس وغيرها من العلوم الدينية. لم تقتصر خدمته الكهنوتية على ما أدّاه من خدمات روحية لأولاده الذين عاشوا تحت رعايته بل امتدت لتشمل الأجيال الآتية من بعده، فقد وضع عدداً غير قليل من الكتب التي مازالت تعتبر مراجع أساسية للباحثين. أول ما كتب هو كتاب الميرون، وصف فيه المواد التي يتألف منها وكيفية طبخه بدقة متناهية. قام المؤرخ العلامة واللاهوتي الكبير بتأليف أكبر موسوعة لاهوتية للكنيسة وهي معروفة باسم “كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة”، ويتضمن هذا السفر العظيم جملة قوانين الكنيسة والمجامع وأخبار الرسل والتلاميذ وقواعد دينية وطقسية وتاريخية وأدبية، وتعد من أهم وأكبر الموسوعات الدينية. ألَّف أيضاً خطباً تتلى في الكنائس والأعياد والمواسم. وضع كتاب “جلاء العقول في علم الأصول” الملقب “كهف الأسرار الخفية في أسباب المسيحية”، ويتضمن هذا الكتاب ثمانية عشر فصلاً في وحدانية الله وتثليث أقانيمه وتجسد ابنه الإلهي. له أيضاً كتاب “البيان الأظهر في الرد على من يقول بالقضاء والقدر”، وكتاب الرد على المسلمين واليهود. على أن ابن كِبَر لم يكتفِ بالكتابة في الموضوعات الروحية والأدبية فقط بل وجَّه اهتمامه إلى اللغة القبطية، فقد كان عالماً في اللغة القبطية وله فيها معجم معروف باسم “السلم الكبير”. وضع ابن كِبَر قائمة بأسماء المدن والقرى المصرية، كما وضع فهرساً خاصاً لجميع الكلمات العبرية التي اقتبسها القبط من أسفار العهد القديم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمشون القسطنطيني القديس | الولادة: – الوفاة: – كاهن طبيب عاش في القسطنطينية حوالي منتصف القرن الخامس الميلادي، وكان غنياً في المال وأيضاً في حب الخير للآخرين، فأنشأ على نفقته الخاصة مستشفى ضخمة في المدينة لعلاج المرضى الفقراء. ويقال أنه كان طبيباً، وكاهناً كرّس نفسه لكل من كان مريضاً سواء في جسده أو روحه. بسبب محبته وخدمته للآخرين لُقِّب “المضياف” و”أبو الفقراء”، وبعد نياحته مُنِح لقب “قديس”. وفي القرن السادس الميلادي دُمِّرت المستشفى تماماً نتيجة لحريق شبَّ فيها، فأعاد الإمبراطور جوستنيان Justinian بناءها مرة أخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة البهنساوي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وشي بعضهم به لدى الأمير مكسيموس المعيّن من قبل دقلديانوس بأنه مسيحي، فاستحضره وسأله عن معتقده. أقر بإيمانه بالمسيح وبأنه الإله الحقيقي، فأمر الجند أن يطرحوه على الأرض ويضربوه حتى تهرأ لحمه وجرى دمه على الأرض. ثم وضعوه في سجن كريه الرائحة. أرسل الرب إليه رئيس الملائكة ميخائيل فأبرأه من جراحاته، ثم شجعه وقوّاه وبشّره بنيل إكليل المجد، بعد احتمال ما سيحل به من العذاب الشديد. وفي الصباح التالي أمر الأمير الجند أن يفتقدوه فوجدوه واقفًا يصلي. ولما أعلموا الأمير بأمره وأبصره سالمًا بُهت وقال إنه ساحر. ثم أمر فعلّقوه منكساً وأوقدوا تحته ناراً فلم تؤثّر فيه، فعصروه بالهنبازين وأخيراً قطعوا رأسه وجسمه إرباً إرباً ورموه للكلاب فلم تقترب منه. وفي الليل أخذه المؤمنون وطيبوه بطيبٍ كثير الثمن ولفوه في أكفان غالية ووضعوه في تابوت ثم دفنوه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة الثاني البابا الخامس والستون | الولادة: – الوفاة: 1047 بعد وفاة البابا زكريا استحسن الأساقفة والأراخنة الراهب شنودة بدير أنبا مقار، وتأكد لهم الاختيار الإلهي برؤيا لأحد الأساقفة، أنه ضمن السمائيين، فرسموه في الإسكندرية باسم البابا شنودة الثاني سنة 1032م، وذلك في أيام الفاطميين. تسامح الخليفة كانت العادة أن الخليفة لا يصرح بتقليد البطريرك إلا إذا أورد مبلغاً قدره ستة آلاف ديناراً نقداً، أو يكتب صكاً ليدفعه في ميعاد معين. وكان بين الأقباط رجل مسموع الكلمة يُسمى ابن بكر، سعى لدى الخليفة وأصدر أمراً برفع الغرامة. من نعمة الله على الكنيسة في عهده أن سار الخليفة الظاهر على نهج العزيز بالله في التسامح مما أكثر الإنتاج الفكري والفني، بل وسمح الخليفة لمن يريد أن يرجع إلى مسيحيته أن يرجع، كما سمح ببناء الكنائس. انشغاله بالمال أثناء ترشيحه اشترط عليه الإكليروس بالإسكندرية أن ينفق على كنائسهم خمسمائة ديناراً سنوياً، كما اشترط عليه الأراخنة رفض قبول أية رشوة، لاسيما من الذين يطلبون درجة كهنوتية. رغم تعهد البابا بنبذ السيمونية في رسامة الأساقفة إلا أنه رسم أسقفاً لأسيوط بها مقابل مبلغ من المال، وبدون أن يرجع إلى شعبها، مما دعا أهل أسيوط بعدم السماح للأسقف الجديد بدخول بلدهم، ومن ثم عاد إلى ديره في خزي. أساء البابا التصرف، خاصة بقبوله أموالاً للسيامات، فاعترض عليه الأراخنة، خاصة ابن بكر لكنه لم يبال بذلك.وأصدر البابا قراراً يقضي بأن تكون جميع مقتنيات الأساقفة ملكاً للبطريركية بعد وفاتهم، وكان أول من نفذ فيه هذا القرار أسقف شنان. بقي هذا القرار معمولاً به إلى عصرنا الحالي، حتى أصدر قداسة البابا شنودة الثالث قراراً بأن تبقى ممتلكات الأسقفية لمن يخلف الأسقف. نفر الشعب من تصرف البابا وسعيه نحو اكتناز المال، ولما رأى الإكليروس تسليم أمور الكنيسة لمجلس رفض البابا، فاتجه الجميع إلى الصلاة للّه ليحمي كنيسته، فمرض البابا مرضاً صعباً صار يهزه هزاً عنيفاً ولم تُجْدِ معه محاولات الأطباء والأدوية نفعاً، إلى أن انتقل من هذا العالم ملبياً سنة 1047م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة الأول البابا الخامس والخمسون | الولادة: – الوفاة: 869 سيامته بطريركاً نشأ في البتانون، وترهب هذا القديس بدير القديس مقاريوس، وإذ تزايد في الفضيلة والعبادة عُيّن قمصاً على كنيسة الدير، واختير بعد قليل للبطريركية بتزكية الشعب والأساقفة واعتلى الكرسي في 13 طوبة 576ش الموافق 8 يناير سنة 859م. في كنيسة القديس أبي سرجة، في خلافة المتوكل. شدائد كثيرة واضطهادات عظيمة كانت بداية حبريته فترة خير وسلام للكنيسة، إذ كان الوالي عبد الواحد بن يحي إنساناً عادلاً أحسن معاملة المصريين جميعاً على السواء. ولكن بعد أربع سنوات تغيّر الوالي وأتى من بعده ولاة أتراك معينين من قِبَل الخلفاء العباسيين، فنالته هو والشعب شدائد كثيرة واضطهادات عظيمة. في عام 861م صار يزيد بن الله والياً على مصر، فأمر البابا أن يدفع خمسة آلاف ديناراً كل عام. وإذ لم يكن ممكناً للبابا دفع هذا المبلغ هرب واختفى في أحد الأديرة البعيدة. صار الوالي ينهب الكنائس ويسلب الكهنة ويهين الشعب، فاضطر البابا أن يُسلّم نفسه للوالي، فطلب منه الوالي دفع سبعة آلاف ديناراً، فأخذ الأساقفة والكهنة يجدون في جمع المبلغ من الشعب فلم يستطيعوا أن يجمعوا سوى أربعة آلاف ديناراً سلّموها للبابا، فسلّمها للوالي وتعهد بدفعها سنوياً إن أطلقه. وفي عام 866م تولّى كرسي الخلافة المعتزّ بالله، فاختار البابا الأرخن ساويرس والأرخن إبراهيم ليبسطا الأمر عليه، وكيف ذاقت مصر المرّ والعلقم لجور ولاتها وظلم حكّامها ويرجواه أن يترفق ببلاده ويقيم العدل. أحسن الخليفة استقبالهما وأجاب مطلبهما وأمر بإعادة الأراضي والكنائس والأديرة وأواني المذبح المسلوبة. كتب البابا عدة صور من هذا القرار وبعث به إلى أساقفة القطر معلناً الشكر للّه ومادحاً الخليفة. إذ استتب الملك في مصر لأحمد بن طولون كان يتوهم أن البابا في إمكانه أن يقاومه لذا كان يتحين الفرص لاضطهاد المسيحيين. طلب راهب شمّاس من البابا أن يرسمه أسقفاً وحاول تقديم رشوة فوبّخه البابا على ذلك، وهدّده بتجريده من الشمّاسية إن لم يكف عن ذلك. وإذ أراد الانتقام منه أغرى راهباً سوريّاً بالمال على أن يدّعي أمام ثلاثة شهود من المسلمين لا يعرفون البابا شخصيّاً بأنه قد اقترض البابا منه مبلغاً ضخماً. وإذ أراد الشماس تقديم الصك سمع البابا بذلك فالتقى بأحد أعيان المسلمين المعروفين بالنزاهة وطلب إحضار الثلاثة شهود حتى يميزوه من بين الجالسين، فلما حضروا لم يستطيعوا تمييزه واعترفوا بما حدث. إذ قدّم الشماس الصك للقاضي، استدعى القاضي الشهود فوبّخوا الشماس على تصرفه المشين فخزي وندم على ما فعله. كثرت الاتهامات الباطلة، فادعى راهب أن البابا يعرف علم الكيمياء وعنده من الذهب والفضة ما لا يُحصى. وأخر اشتكى البابا لدى ابن طولون بأنه يجمع الأموال بالاختلاس ويبدّدها. فقبض عليه الوالي ومعه جماعة من الأساقفة وقيّدهم وساقهم إلى بابيلون وأمر أن يُطاف بهم في الشوارع ليكونوا موضوع سخرية وهزء للناظرين. وأخيراً أُلقي في السجن لمدة شهر، ولم يستطيع الراهب أن يُثبت اتهامه ضد البابا بل اضطر أن يعتذر عما حدث فسامحه. رجع الراهب إلى شره وذهب إلى الإسكندرية يضطهد التجار والمسافرين فرفعوا أمره إلى الحاكم الذي أمر بضربه بأعصاب البقر حتى تمزق لحمه ومات. وادعى راهب آخر بأن البابا ضغط على بعض المسلمين لكي يصيروا مسيحيين ويُرهْبنهم. ذهب بعض الجنود إلى أحد الأديره وادعوا على بعض الرهبان أنهم كانوا مسلمين وإذ أكدوا أنهم مسيحيون من آباء مسيحيين قبضوا عليهم وأتوا بهم إلى الوالي. هكذا استغل البعض كراهية الوالي للبابا لكي يقدموا اتهامات كثيرة ضده. اتفق راهب شرير مع بعض اليهود على إثارة المسلمين بان البابا يعمل على رد المسلمين إلى المسيحية فقام المسلمون يقتلون الكثير من المسيحيين وينهبون أموالهم وألزموا الوالي أن يضطهد البابا والأساقفة. صلوات مقبولة كان الله يجري على يديه آيات كثيرة وشفى أمراضاً مستعصية. وحدث مرة أن امتنع المطر عن مدينة مريوط ثلاث سنوات حتى جفّت الآبار وأجدبت الأراضي، فجاء هذا الأب إلى كنيسة القديس أبا مينا بمريوط وقام بخدمة القداس وطلب من الله أن يرحم خليقته، وكان يصلى قائلاً: “يا ربى يسوع ارحم شعبك يليق بغنى رحمتك ليمتلئوا من مسرتك”، ولم ينتهِ من صلاته حتى حصلت بروق ورعود ونزل غيث كالسيل المنهمر حتى امتلأت البقاع والكروم والآبار، فرويت الأرض وابتهج الخلق ممجدين الله صانع العجائب. رعايته قام برحلة رعوية لجميع البلاد المصرية مولياً أديرة الصعيد عنايته الخاصة. حدث عندما كان هذا الأب بالبرية لزيارة الأديرة أن أغار عربان الصعيد على الأديرة للقتل والنهب فخرج إليهم وبيده صليبه، فحين أبصروا الصليب تقهقروا من أمامه وولوا هاربين. وإذ تكرر الأمر وأظهر الرهبان الخوف بنى لهم في كل دير حصناً منيعاً. بعد أن عاد إلى مقر كرسيه بعث برسالة الشركة إلى أخيه في الخدمة الرسولية البطريرك الإنطاكي، فلم يكتفِ بطريرك إنطاكية بالرد عليها بل بعث مع رده بالهدايا النفيسة. اهتمامه بالإيمان المستقيم كان هذا البابا عالماً تقيّاً، بذل كل جهده في إزالة البدع والهرطقات من بين المؤمنين. كان بقرية تسمى بوخنسا من قرى مريوط قوم يقولون إن الآلام لم تقع على الجسد حقيقة ولكنها كانت خيالية، فذهب إليهم وأرشدهم فقبلوا نصحه وعادوا إلى الإيمان. وفي أثناء افتقاده لشعبه في صعيد مصر وجد شعب البلينا قد تركا أسقفيهما وصاروا يقولون بموت اللاهوت، فأخذ يوضّح لهم الإيمان الحقيقي من الكتاب المقدس وأقوال الآباء حتى رجعوا في حضن الكنيسة وخضعوا للأسقفين. كان هذا البابا كثير الاهتمام بأمور الكنائس ومواضع الغرباء وكان كل ما يفضل عنه يتصدق به. ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام في يوم 14 برمهات سنة 597ش الموافق سنة 869م، بعد أن أقام على الكرسي المرقسي حوالي إحدى عشرين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراكسية القديسة | الولادة: – الوفاة: – نشأتها وحيدة أبوين محبين للعبادة والرحمة، وكان والدها أندئكيانوس أميراً يمت بصلة قرابة للملك هونريوس (395 ـ 423 م) إمبراطور الغرب. وإذ تنيح الأب وهو يوصي ابنته التي رباها على حفظ الوصية الإنجيلية سألها أن تهتم بخلاص نفسها وألا تحيد عن طريق الرب، بكاه الكل من أجل تقواه ومحبته. وإذ كان الإمبراطور يحب هذه الأسرة طلب من الأم والابنة أن يعيشا معه في القصر، وكانت الإمبراطورة تحبهما جداً، معتنية بابراكسيا التي وهبها الله مع جمالها الفائق روح الوداعة والتعبد. في مصر سألت الأم ابنتها ابراكسية التي كانت في سن التاسعة، أن تسافر معها إلى مصر لتتصرف في بعض ممتلكات أندئكيانوس التي هناك، فانطلقت الابنة وهي متألمة لمفارقة الإمبراطور وزوجته إذ كانت قد تعلقت بهما جداً، ترد لهما حبهما بالحب. في مصر بدأت الأم ومعها ابنتها تزوران بعض الأماكن المقدسة خاصة أديرة الراهبات لتنال بركة، فشاع خبرهما. دخلت ابراكسية من دير إلى دير، وكانت تشعر كمن يهيم في السماء أو ينتقل بين جوانب الفردوس. فالتهب في داخلها الاشتياق للحياة النسكية، تكرس حياتها لعريسها السماوي الذي قدم دمه مهراً لها…. خلال هذه الأحاسيس المتزايدة دخلت أحد الأديرة وقررت عدم الخروج منه. مع الأخت يوليطة تعرفت على إحدى الراهبات تسمى يوليطة، فنشأت بينهما صداقة قوية على صعيد الروح، تسندان إحداهما الأخرى في الجهاد الروحي. شعر الملك هونريوس وزوجته بالقلق تجاه ابراكسية ووالدتها إذ غابتا جداً في مصر، فبعث رسلاً يبحثون عنهما، وبعد جهد شاق عرفوا مكانهما. عندئذ سألت الأم ابنتها أن تعود معها إلى الإمبراطور وزوجته، أما هي فأصرت ألاّ تخرج من باب الدير، ولا تتراجع عما عزمت عليه…. وإذ أدركت الأم صدق نية ابنتها أبلغت الرسل أنهما سيقضيان حياتهما معاً في الدير، ثم قامت بتوزيع كل ممتلكاتهما على المساكين. عاشت الأم سنوات قليلة ثم انتقلت بسلام إلى الفردوس، وبقيت ابنتها تمارس الحياة النسكية بحب شديد وغيرة متقدة في الرب. عطايا الله لها أظهرت ابراكسية غيرة صادقة في عبادتها ونسكها ومعاملاتها، فصارت تكرس وقتها للصلاة ودراسة الكتاب مع التسبيح المستمر، تصوم أياماً بأكملها انقطاعياً، تلبس المسوح عوض ثيابها الفاخرة وتفترش الأرض…. وكانت منفتحة القلب مع صديقتها يوليطة، تشتركان معاً في كل شيء. دخلت في آلام جسدية، ومع هذا لم تتراخ في جهادها…. فتحنن الرب عليها وشفاها. وإذ رأى الله اتساع قلبها بالحب لله وهبها عطية الشفاء وإخراج الشياطين، فذاع صيتها وتحول الدير إلى مركز روحي حيّ يجد الكثيرون فيه راحتهم الروحية والنفسية والجسدية. بقيت سنوات طويلة في الدير، يلجأ إليها المتألمون والمرضى بكل نوع يطلبون صلواتها. نياحتها رأت رئيسة الدير في أحد الليالي كأن رجلين بهيين يلبسان ثياباً بيضاء موشاة بالذهب عليها الصليب كبير يضيء كالنور، يطلبان منها ابراكسية، قائلين بأن الملك يود منها أن تأتي إليه، ثم أخذاها إلى موضع مجيد للغاية. استيقظت الأم لتروي ما رأت لبعض الراهبات، فحزن الكل جداً على فراقها، وقد طلبت الأم منهن ألا يخبرن إياها بشيء بل يصلين من أجلها. سمعت يوليطة فكانت تبكي بدموع لا تتوقف…. وكانت تصلي إلى الرب إلا يطيل غربتها على الأرض حتى تلحق بصديقتها. مرضت ابراكسية بحمى شديدة، وإذ أدركت أن ساعتها قد اقتربت تهللت بالروح وكانت تسبح الله وتشجع الراهبات اللواتي جلسن بجوارها يبكين. أما يوليطة فكانت تجلس عند قدميها تقرأ لها الكتاب المقدس…. وإذ أدركت أن الوقت قد حان، بدموع قالت يوليطة: “أسألك أيتها الأخت المباركة ابراكسية من أجل المحبة التي جمعت بيننا والصداقة التي تأصلت فينا، إن كنت قد وجدت نعمة أن تطلبي منه لأجلي وأنتِ أمام عرشه لكي ينعم عليّ بالانتقال من هذا العالم”. تحولت الدموع إلى تسابيح الرجاء…. وإذ بها تنظر إليهن تشكرهن على محبتهن لها وتعبهن من أجلها…. وفي نظرة مملوءة حباً تطلعت إلى رئيسة الدير والأخت الراهبة يوليطة، وما عجز لسانها عن الحديث به عبرت به بنظرتها الوداعية، ثم رفعت عينيها نحو السماء ورشمت نفسها بعلامة الصليب لتسلم روحها في يدي الرب في 26 برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم بن زرعة البابا الثاني والستون | الولادة: – الوفاة: – سيامته بطريركيا كان ابرآم بن زرعة السرياني الجنس تاجراً ذا أموال كثيرة، يتردد على مصر مراراً، وأخيراً استقر فيها. عرف هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبي سرجة للتشاور في أمر سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، اعجبوا به واجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الآخر لعمارة الكنائس. محبته للفقراء عرف هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي أبو اليمن والياً على فلسطين، أودع عند البابا مائة ألف دينار إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك. فلما بلغ البطريرك خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله بوديعته، فسّر بذلك وفرح فرحاً عظيماً. أعماله الرعوية من مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة. حرم أيضاً اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيراً وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم، وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر، وكان البابا ينصحه كثيراً ويطيل أناته عليه، وأخيراً إذ رأى أن هذا الرجل قد صار مثلاً شريراً أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع الرجل بذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ رأى إصرار الغني على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة، قال: “إن دمه على رأسه”، ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفي الحال انشقت عتبة الباب أمام الحاضرين وكانت من حجر الصوان…. ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلاً وعبرة للخطاة. في مجلس المعز عرف المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال الدين للمناقشة أمامه. كان لديه وزير يهودي يُدعي ابن كِلّس، طلب منه أن يسمح لرجل من بني جنسه يُدعى موسى أن يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم، فقال: “ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة”. احتد موسى جداً وحسبها إهانة واتهاماً له بالجهل. وفي هدوء أجابه الأسقف: “يقول اشعياء النبي عنكم “أن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف” (إش 1 : 2). أُعجب الخليفة بهذه الدُعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة، فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: “من كان له إيمان مثل حبة خردل يقول لهذا الجبل انتقل فيكون” (مر 11: 23، مت 21: 21) فأطلعا الخليفة عليها، وسألاه أن يطالب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان ولو كحبة خردل. استدعى الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال إنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم والصلاة طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلي بنفس واحدة في مرارة قلب، وفي فجر اليوم الثالث غفا البابا آبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ أجابها: أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث، فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي المؤدي إلى السوق فيجد رجلاً بعين واحدة حاملاً جرة ماء، فإنه هو الذي ينقل الجبل. قام البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفي لكنه إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلاً إليه ألا يخبر أحداً بأمره حتى يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى “سمعان” يعمل كخراز، جاءته امرأة ليصلح لها حذاءها وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماءً للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله ليبقى صائماً حتى الغروب. ذهب البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد آثار الكثيرين ضد الأقباط …. وإذ اختفى سمعان وراء البابا …. صلى الجميع ولما صرخوا “كيرياليسون”، وسجدوا، ارتفع الجبل فصرخ الخليفة طالبًا الآمان …. وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا …. وصارا صديقين حميمين. طلب منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلحّ عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيراً سأله عمارة الكنائس خاصة كنيسة القديس مرقوريوس بمصر، فكتب له منشوراً بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغاً كبيراً، فشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني المعز من أجل تقواه وزهده. ذهب المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين. نياحته جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم وجاورجي القديسان | الولادة: 608 الوفاة: 693 كتب لنا القديس أنبا زخارياس أسقف كرسي صا (صا الحجر بكفر الزيات)، في القرن السابع، سيرة هذين القديسين، وكانا معاصرين له. نشأة أبرآم وُلد القديس أبرآم سنة 608 م، ونشأ في أسرة تقية محبة لله، كان والده محباً للفقراء حتى إنه إذ حدث جوع بمصر قبل دخول الفرس عام 616 وزع كل أمواله ومحاصيله على الفقراء والمساكين، وباع منزله الكبير وسكن في منزل آخر صغير ليتصدق على المحتاجين. وإذ كان الغلاء شديداً اضطر إلى توزيع ما لديه من أموال ومحاصيل زراعية مودعة لديه كأمانة واثقاً أن أصحابها ينتظرون عليه من أجل ما وصل إليه اخوتهم الفقراء، وأن الله لابد أن يتدخل. لكن أصحاب الودائع أرادوا استغلال المجاعة يطلبون ودائعهم، فقام وصلى للسيد المسيح الذي أرسل إليه قوماً آخرين قدموا له الكثير كأمانة لديه على أن يتصرف فيها إن لم يرجعوا خلال ثلاثة أيام …. فأعطى الأولين مالهم وبقى لديه فائض وزعه أيضاً، وكان يشكر الله ويسبحه من أجل رعايته لهؤلاء المساكين، حتى انتقل إلى السماء. إذ نزح الملك الفارسي خسرو الثاني إلى مصر عام 616 وبلغ الإسكندرية سبا الكثيرين، من بينهم والدة أبرام التي ظلت في سبي فارس حتى تمكن الملك هرقل عام 627 من هزيمة الفرس في موقعة وستكرد الإيراينة …. وفي عام 629 انسحب الفرس من مصر وعادت الأم القديسة إلى ابنها أبرآم، ويقال إنها رأت نجاتها في رؤيا قبل إعادة المسبيين. شيهيت التقت الأم بابنها التي حرمت منه قرابة 13 سنة ولم يكن لديها غيره …. وفرح الاثنان معاً، وكانا يشجعان بعضهما البعض في الحياة التعبدية التقوية …. وإذ بلغ الخامسة والثلاثين من عمره فاتح الابن أمه أنه مشتاق للحياة الرهبانية ليتدرب على يدّي آباء شيهيت، وكان يظن أن في هذا صدمة على أمه الأرملة …. لكنه فوجئ أن تكشف له إنها وإن كانت فكرت في تزويجه بفتاة تقية ليعيشوا معاً، خاصة بعد هذا الفراق الطويل الذي احتملته لكن أبديته أهم وأفضل …. وأخذت تشجعه ألا يتراخى في الطريق، وأنها تسنده بالصلاة ليتمم جهاده. لم يصدق أبرآم نفسه، لكن الأم أكدت له أن ما تفعله إنما هو من واقع الأمومة والمحبة لسعادة ابنها وبنيانه الروحي …. وإنها تقدمه قربان حب لله. انطلق القديس أبرآم إلى الأنبا يوأنس قمص شيهيت يطلب قبوله تلميذاً له، فأعطاه “قلاية” وكان يدربه على حياة الطاعة والنسك الإنجيلي مع دراسة الكتاب المقدس وحفظ المزامير. عكف أبرام على العبادة في قلايته وانسحب قلبه بالحب لله والتأمل، حتى كان يقضي أحيانا الأسبوع كله لا يرى أحداً إلا في القداس الإلهي. امتاز أبرآم بقلب نقي وحياة بسيطة فتمتع برؤية السيد المسيح نفسه، وكان كثيراً ما يرى ملاكاً حارساً يحرسه ويعزيه وأحياناً يوبخه على فكر خاطئ يبثه عدو الخير فيه، كما نال موهبة إخراج الشياطين. لقاؤه مع القديس جاورجي كان جاورجي راعياً للغنم مع أبيه أحب حياة التأمل، لذا ترك والديه التقيين وهو في الرابعة عشرة من عمره ليذهب إلى البرية …. في الطريق رأى الشاب الصغير عمود نور يرشده ففرح وتعزى. لكنه فجأة اختفى العمود ليظهر له إنسان عجوز يقول له: “لقد عبرت إحدى المدن فوجدت رجلاً مشقوق الثياب ينوح ويبكي بشدة، ويصرخ بصوت عظيم قائلا: أن الأسد قد افترس ابني وهو يرعى الغنم في الحقل، وأغلب الظن يا ولدي أنه أبوك. فعليك أن ترجع إليه وتطيّب قلبه، لأنه مكتوب: “أكرم أباك وأمك (خر 20: 12)، ثم تعود إلى البرية”. فأجابه الشاب بحزم أنه مكتوب “من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني” (مت 10: 37). للحال صار الشيخ دخاناً واختفى، فعرف جاورجي أنها خدعة شيطانية، أنقذه الرب منها، فقدم الشكر لله. عندئذ ظهر له الملاك غبريال على شكل صبي صغير حسن الصورة وبهي الملبس رافقه في الطريق حتى بلغ به إلى جبل أوريون بقرب شيهيت. عاش جاورجي يتدرب على يدي راهب قديس على حياة الصلاة وحفظ الكتاب المقدس مع النسك، وكان يود التوحد في البرية الداخلية لكن الله لم يسمح له. بتدبير إلهي إذ كان القديس أبرام يتجول في الجبل التقى بالقديس جاورجي في جبل القديس أوريون، فتحدثا معاً بعجائب الله، وشعرا باتفاق روحي في حياتهما واشتياقهما، فرأيا أن يعيشا معاً يسند أحدهما الآخر …. ذهبا إلى الكنيسة للصلاة وبقيا طوال الليل يطلبان مشورة الله من جهة قرارهما، وقد قيل أن القديس يوحنا المعمدان ظهر لهما وطلبا منهما أن يعيشا معا في إسقيط القديس مقاريوس . ترك الأنبا جاورجي جبل أوريون بعد نواله بركة الآباء وانطلق إلى الإسقيط وكان قد سبقه الأنبا أبرام ليعد له مكاناً …. وهناك عرفه الأنبا أبرام بمعلمه القديس الأنبا يؤانس…. وسكنا معاً في قلاية تسمى بيجيج بجوار قلاية الأنبا يؤانس، وقد ظلت هذه القلاية من معالم الدير حتى القرن الرابع عشر حيث زارها بنيامين الثاني (1327 ? 1339 م). نياحته عاشا معا بروح الصداقة القائمة على الحب الروحي يشجعان بعضهما البعض، حتى مرض الأنبا أبرآم وبقى مدة 18 سنة يعاني من قسوة الألم، وكان أخوة القديس جاورجي يخدمه ويصلي من أجله ويقرأ له في الكتب المقدسة. إذ دنت الساعة بعد تناوله جاءه بعض الآباء الراقدين منهم القديس مقاريوس والأنبا يؤانس وجماعة من الملائكة يستقبلون نفسه الطاهرة، وقد بلغ من العمر 85 عاماً، وكان ذلك في عام 693 م. لم يمض سوى حوالي خمسة أشهر حتى رقد أخوه القديس جاورجي بعد أن بلغ 72 عاماً ليدفن مع صديقه الحميم. تعيد الكنيسة القبطية بتذكار نياحة الأنبا أبرآم في التاسع من طوبة، والأنبا جاورجي في الثامن عشر من بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرا البتول | الولادة: – الوفاة: – كانت أبرا Abra الابنة الوحيدة لأبيها القديس إيلاري أسقف بواتييه، التي ولدت قبل سيامته أسقفاً، وقد عاشت بعد ذلك مع والدتها التي وافقت على سيامة رجلها أسقفاً ويعيش كل منهما في مسكن خاص. إذ نفي القديس إيلاري، وكانت ابنته صبية صغيرة السن تقدم لها ابن والي المدينة ليتزوجها فكتب لوالدها في منفاه. أرسل إليها الوالد يكشف لها عن سمو الحياة البتولية وغنى مكافأتها…. إذ قرأت أبرا رسالة والدها تأثرت جداً، إذ كانت تحبه، وتشعر أن ما ينطق به هو من الله، وبفرح رفضت الزواج. أرسل لها أيضاً مع الرسالة تسبحتين من وضعه وهو في المنفى، لكي تسبح بإحداها صباحاً والأخرى مساءً…. وقد حُفظت الأولى تسبح بها الكنيسة التي في بواتييه في عيد القديس إيلاري، أما الثانية فمفقودة. إذ عاد من المنفى وجد ابنته التهبت بالأكثر حباً للحياة البتولية، متهللة بقرار والدها الحكيم ففرح لنموها الروحي. ولم يمض كثيراً حتى أصيبت على ما يظن بسكتة قلبية تنيحت على أثرها في الحال دون الشعور بألم أو تعب. وبعد قليل أيضاً تنيحت والدتها، وكان ذلك حوالي عام 400 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم الأسقف القديس | الولادة: 1829 الوفاة: – سمع الكاتب الإنجليزي ليدر وهو في فرنسا عن أسقف مصري قديس، فأسرع بالسفر إلى مصر مع زوجته ليلتقيا به، وقد سجل لنا فصلاً كاملاً عن حياته، جاء فيه: “هذا القديس الشيخ عرفه العالم الشرقي كله، وأدرك أنه الخليفة المباشر لسلسلة المسيحيين الأولين غير المنقطعة”. وعبرت زوجته عن هذا اللقاء بقولها: “كنا في حضرة المسيح وامتلأنا بروح الله”. نشأته وُلد هذا القديس في جالاد التابعة لإيبارشية ديروط عام 1829 م من أبوين تقيين، وكان اسمه بولس غبريال، وقد حفظ المزامير ودرس الكتاب المقدس منذ طفولته، وإذ التهب قلبه بحب الله دخل دير السيدة العذراء مريم “المحرق” حيث رُسم راهباً باسم بولس المحرقي عام 1848م. ولما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة حوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة أعوام رُسم فيها قساً عام1863. ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره حيث اختير رئيساً للدير، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهباً. لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير. طُرد أبونا بولس وتلاميذه بسبب حبهم للفقراء فالتجئوا إلى دير السيدة العذراء “البراموس” بوادي النطرون، وهناك تفرغ للعبادة ودراسة الكتاب المقدس. وفي عام 1881 رُسم أسقفا على الفيوم وبني سويف والجيزة باسم الأنبا ابرام، فحوّل الأسقفية إلى دار للفقراء. صديق للفقراء خصص الأسقف الدور الأول من داره للفقراء والعميان والمرضى وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئن عليهم بنفسه. وكان إذ دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن لم يجد يعطه “شاله” أو “فروجيته”…. وله في ذلك قصص مذهلة. مطرانية في السماء جاء عنه أن أعيان الايبارشية رأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه على تجديدها وتوسيعها. وكانوا كلما جمعوا مبلغاً من المال يسلمونه له. أخيراً جاءوا إليه يطلبون إليه موعداً للاتفاق مع المقاول على شروط البناء، فتطلع إليهم قائلا: “لقد بنيت يا أولادي!!… لقد بنيت لكم مسكناً في المظال الأبدية”. استغلال عطفه من الروايات المتداولة بين معاصريه أن ثلاثة شبان أرادوا استغلال حبه للفقراء فدخل اثنان منه يدّعيان أن ثالثهم قد مات وليس لهم ما يُكفنانه به، فلما سألهم الأب الأسقف: “هو مات؟!”، فأجابوا: “نعم مات”. ثم هزّ الأسقف رأسه ومدّ يده بالعطية قائلا: “خذوا كفّنوه به”. وخرج الاثنان يضحكان: لكن سرعان ما تحول ضحكهما إلى بكاء عندما نظرا ثالثهما قد مات فعلاً. رجل الصلاة ذكر كثيرون ممن باتوا في الحجرة المجاورة لحجرته أنه كان يقوم في منتصف الليل يصلي حتى الفجر بالمزامير، وكان يقف عند القول: “قلبًا نقياً أخلق فيّ يا الله وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي”، مردداً إياها مراراً بابتهالات حارة. وقد شهد الجميع أن صلاته كانت بروح وعزيمة قوية حتى في شيخوخته. قال مستر ليدر: “لم أسمع قط في حياتي صلاة كهذه، إذ أحسست بالصلة التي له بعرش النعمة التي تملأ الإنسان استقراراً دائماً. لقد بدا لي أن الأرض تلاشت تماما لكي تترك هذا الرجل في حضرة الله نفسه يتحدث معه بجلاء”. إننا لا نبالغ إن قلنا أن مئات بل آلاف المعجزات تمت على يدي هذا الرجل وبصلواته. نسكه كان بسيطاً في ملبسه وفي مأكله، يعيش بالكفاف، ضابطاً نفسه من كل شهوة وفي أحد الأيام اشتاق أن يأكل “فراخاً” فطلب من تلميذه أن يطبخ له ذلك. فلما أعد له الطعام قدمه، فصلى الأب وطلب منه أن يحضره له في اليوم التالي. وتكرر الأمر في اليوم الثاني والثالث والرابع دون أن يأكل منه شيئا حتى فسد الطعام. حينئذ قال لنفسه: “كلي يا نفسي مما اشتهيت”. إتضاعه يقول مستر ليدر: “تضايق عندما ألزمته بركوعي قدامه”. من عادته الجميلة أنه ما كان يسمح لأحد من الشمامسة أن يتلو عبارات التبجيل الخاصة بالأسقف عند قراءة الإنجيل، ولا كان يميز نفسه عن شعبه بل يجلس على كرسي عادي كسائر أولاده. وكان يسر بدعوة أولاده له: “أبينا الأسقف”، ولا يسمح لأحد أن يدعوه: “سيدنا”. وعندما زار البرنس سرجيوس “عم نقولا قيصر روسيا” وزوجته مصر عام 1868 وسمعا عن القديس توجها لزيارته، اهتمت الدولة واستقبلته استقبالاً رسمياً، وحاول أعيان الأقباط أن يشتروا أثاثا جديداً للمطرانية لكنه رفض نهائياً. ولما جاء الزائران وركعا على الأرض والأب جالس يصلي لهما بحرارة قدما له كيساً به كمية من الجنيهات الذهبية، أما هو فاعتذر. وأخيراً أخذ جنيهاً واحداً وأعطاه لتلميذه رزق. وقد خرج الأمير من حضرته يقول أنه لم يشعر برهبة في حياته مثلما شعر بها عندما وقف أمام القديس العظيم الأنبا ابرام. أسقفاً إنجيلياً يقول عنه الأنبا إسيذوروس أنه كان عالماً في مواضيع الكتاب المقدس إلى درجة حفظه نصوصها عن ظهر قلب، وقيل عنه أنه كان يطالع الكتاب المقدس كل أربعين يوماً مرة. وكان يجمع شعبه كل يوم للصلاة مساءً مع دراسة الكتاب المقدس. إخراج الشياطين قال الكاتب الإنجليزي ليدر: “سلطان الأسقف في إخراج الأرواح النجسة جذب إليه كثيرون من أماكن بعيدة أكثر مما فعلته المواهب الأخرى التي أشتهر بها”. نياحته قبيل نياحته استدعى القمص عبد السيد وبعض الشمامسة وطلب منهم أن يصلوا المزامير خارج باب غرفته وألاّ يفتحوا الباب قبل نصف ساعة…. ولما فتحوا الباب وجدوا الأب قد تنيح في الرب. ومن المعروف أن الأستاذ سليم صائب حكمدار الفيوم قد نادى زوجته يوم 3 بؤونه (1914م) قائلا: “آه! يظهر أن أسقف النصارى قد مات… انظري الخيول وركابها المحيطين به، وهم يصرخون “إكئواب، إكئواب”، ثم قام لوقته وقابل أحد المسيحيين وسأله عن معنى كلمة “إكئواب”، فأوضح له أنها تعني بالقبطية “قدوس” وهي تسبحة السمائيين. إنه لا يزال ديره بالفيوم إلى يومنا هذا، الذي به رفاته، سرّ بركة لكثيرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراكيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – تقدم لنا سيرته صورة حية للحياة في المسيح يسوع ربنا التي لا تعرف الشيخوخة ولا العجز أو الملل، كقول المرتل: “يتجدد مثل النسر شبابك” (مز 103: 5(، والرسول بولس: “لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3: 10). عاش بصعيد مصر، في أحد الأديرة، يمارس الحياة النسكية الحازمة قرابة عام، يجاهد بلا ملل في نسكه وتقشفه، متمتعاً بحياة الشركة في المسيح واهبة القوة. أراد عدو الخير أن يستغل شيخوخة جسده، إذ كان قد بلغ حوالي التسعين من عمره، فجاء متخفياً يقول له بأنه لا يزال يبقى له خمسون عاماً أخرى في العالم، قاصداً بهذا أن يضربه بروح الملل والضجر فيتراجع عن جهاده.أما هو فبحكمة قال: “لقد أحزنتني بهذا، لقد كنت أظن أنني سأعيش مائة عامٍ أخرى لهذا قد توانيت. فإن كان الأمر هكذا يجب عليّ أن أجاهد أكثر قبل أن أموت”. بهذا صار يضاعف جهاده أكثر فأكثر، وقد انتقل في ذات العام في الثالث عشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرام تلميذ شيشوى | الولادة: – الوفاة: – إبرام أو إبراهيم تلميذ شيشوى Sisoes التبايسي يمثل الراهب الذي يحيا في حياة الرهبنة بروح التلمذة والطاعة مع النمو الدائم في المعرفة. له أكثر من حوار ورد في بستان الرهبان نذكر بعضاً منه في سيرة القديس شيشوى إن شاء الرب. جاء في بستان الرهبان: ذهب أبا إبراهيم (غالباً تلميذ شيشوى) إلى أبا أريوس (غير أريوس الهرطوقي)، وإذ كانا جالسين جاء أخ آخر إلى الأبا يسأله، قائلا: “خبرني ماذا أفعل لأحيا؟”. قال له: “امض واقض الأسبوع كله تجدل سعف النخيل وتصنع حبالاً، وتأكل خبزاً وملحاً مرة واحدة في الغروب، ثم تعال إلىّ فأخبرك ما تفعله”. مضى الأخ وفعل كما أخبره، وإذ سمع الأبا إبراهيم بذلك تعجب. انتهى الأسبوع وجاء الأخ ثانية إلى الشيخ أريوس، وحدث إن كان أبا إبراهيم حاضراً. قال الشيخ للأخ: “اذهب وامض الأسبوع كله صائماً، تأكل مرة واحدة كل يومين”. (جاء في بعض النسخ سنة وليست أسبوعاً). إذ مضى الأخ قال أبا إبراهيم لأبا أريوس: “لماذا تقدم وصايا سهلة لكل الأخوة الآخرين، أما هذا الأخ فتقدم له حملاً ثقيلاً؟ عندئذ قال له الشيخ: “يأتي الأخوة الآخرون ويسألون وحسب سؤالهم يأخذون ويرحلون، أما هذا الأخ فيأتي من أجل الله ليسمع كلمة منفعة، وهو إنسان عمّال، وما أقوله له يتممه بحرص واجتهاد”. [ هكذا اتسم الآباء بالحكمة والتمييز فيقدمون لكل إنسان قدر قامته، كما اتسم الرهبان في تلمذتهم للآباء الشيوخ على السؤال لنوال خبرة التمييز والحكمة فالطاعة لا تعني مجرد تنفيذ الأوامر بلا فهم أو إدراك ]. حدث دفعة أن إبراهيم تلميذ أبا شيشوى جربه الشيطان، وإذ رآه الشيخ ساقطاً للحال بسط يديه نحو السماء، وقال لله: “ربي لن أتركك تذهب حتى تشفيه”، وللحال شفى إبراهيم. [ صورة رائعة للأبوة الحانية، فعوض توبيخ تلميذه على ضعفه، بإيمان بسط يديه يصارع مع ربه ولا يتركه حتى يشفي له تلميذه ويقيمه من التجربة ]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراميوس | الولادة: – الوفاة: – قدم لنا القديس بالاديوس أمثلة رائعة لقديسين عظماء خاصة من مصر، لكنه أيضاً قدم لنا سيرة أبراميوس أو إبراهيم Abramius حتى ندرك حرب الشياطين المستمرة حتى ضد الرهبان والنساك مهما بلغوا من حياة نسكية. عاش ابراميوس في البرية في حياة نسكية شديدة، وكان قاسياً جداً على نفسه، لكن عدو الخير ضربه بالكبرياء والغرور …. فجاء يوماً إلى الكنيسة وأراد أن يمارس العمل الكهنوتي، فتعجب الحاضرون لأنه ليس بكاهن. أما هو فقال لهم: “لقد سامني المسيح بيده كاهناً الليلة الماضية”. عندئذ أدركوا سقوطه، فألزموه بترك البرية وصاروا يرعونه طالبين منه الاعتدال في الحياة النسكية حتى شفي مكن كبريائه وتشامخه، وبهذا أنقذوه من سخريات الشيطان بإدراكه لضعفه. هنا نود تأكيد اهتمام الآباء النساك بالحياة الداخلية التقوية، خاصة الاتضاع ….لأن ممارسة النسكيات بلا تقوى تُفقد الإنسان حياته بالكبرياء والتشامخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراكسيوس الأب | الولادة: – الوفاة: – جاء في كتاب القديس بالاديوس “أقوال الآباء”، مقتطفات عن أب يدعى أبراكسيوس Eupraxis: اعتاد الأب ابراكسيوس أن يقول: “شجرة الحياة المغروسة في الأعالي هي الإتضاع”. وأيضا قال: “كن كالعشار، ولا تخطئ كالفريسي، أختر أتضاع موسى فيتحول قلبك القاسي كالصلب إلى ينبوع ماء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليدس 1 | الولادة: – الوفاة: – عرفت الإسكندرية لاهوتياً غنوسياً في النصف الأول من القرن الثاني، أيام هدريان، يسمى باسيليدسBasilides . كتب تفسيراً للكتاب المقدس في 24 كتاباً، كما كتب مقالاً باسم “الإنجيل”، وله عدة أناشيد، لكن لم يبقِ من كتاباته إلا فقرات وردت عند رد بعض الآباء عليه مثل القديسين إيرينيؤس وأكليمنضس الإسكندري وهيبوليتس، لذا يصعب وضع منهج كامل لفكره اللاهوتي. تظهر ميوله الغنوسية في النقاط التالية: 1. إذ كان الغنوسيون يضعون العقل عوض الإيمان، حاسبين أن الإنسان قادر بفكره وحده دون إعلانات الله والإيمان أن يخلص، يعلن باسيليدس في كتاباته أن الإيمان ليس هو الوضع الذي فيه ينال الفكر حريته. هذا وقد كانت فلسفته في ذهنه أهم من إيمانه. 2. عالج مشكلة الألم ووجود الشر بطريقة عقلانية، فنادى بأنه لن يُصاب أحد بألم ما لم يكن قد ارتكب شراً. أما بالنسبة للشهداء فإنهم وإن كانوا أبراراً لكن ما يحتملونه هو ثمرة خطايا سابقة ارتكبوها. وعندما تحدث عن آلام السيد المسيح دخل في صراع شديد، ولكن أمام عشقه لفلسفته قال بأن يسوع إذ تألم لابد أن يكون قد أخطأ، مع أنه أعلن بأن نوراً سماوياً قد نزل وأقامه لكي يجمع المختارين ويرفعهم إلى السموات العليا. 3. بالنسبة لإله العهد القديم، فقد حسب إله اليهود أحد الحكام الصالحين الذين يديرون أجزاء العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس أسقف أنقرا | الولادة: – الوفاة: 364 في مجمع القسطنطينية عام 336م عُزل مارسيلليوس عن أسقفيته، وحُكم عليه بالنفي، بينما عُيّن باسيليوس عوضاً عنه، وكان طبيباً لبقاً ذا ثقافة عالية. كان شبه أريوسي نادى بأن الابن شبيه بالآب في كل شيء (لم يقل واحداً معه)، نفاه مجمع سرديكيا عام 343م، لكن قسطنطس أعاده إلى كرسيه عام 348م. كان له دوره الفعال في المجمع الأريوسى في Sirmium عام 351م، ومجمع أنقرا عام 358، ومجمع سلوكية عام 359م. بسبب تعاليمه النصف أريوسية استبعده معارضوه عن كرسيه عام 360م، ونُفي إلى Illyria حيث مات هناك عام 364م. كتاباته له مقال، حفظه القديس أبيفانيوس، عن التعليم الخاص بالثالوث وضعه مع جورج أسقف اللآذيقية بسوريا أكبر المدافعين عن عقيدة مشابهة الإبن للآب في كل شيء. خَّبرنا القديس جيروم أنه كتب مقالاً “ضد مارسيلليوس”، كما كتب مقالاً: “عن البتولية” ومقالات أخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 203 قدم لنا التاريخ مجموعة أسماء من الشهداء بالإسكندرية في عهد سبتيموس ساويرس، استشهدوا حوالي عام 203م، من بينهم ليونديوس والد العلامة أوريجينوس، وارتيروس وقرياقوص وباسيليوس، لا نعرف عنهم سوى أسماءهم. عُرف سبتيموس ساويرس (اسمه يعني: القاسي السابع) في بداية حكمه بسعة صدره وتساهله، فقد تجاهل المنشورات السابقة الخاصة بـاضطهاد المسيحيين. لكن زوجته (جوليا دومينا) السورية الجنسية ابنة أحد أكابر كهنة معبد (الجبل) بحمص قامت بدور خطير، إذ أحاطت نفسها بجماعة من رجال الدين الوثني، وبعد فترة ألهبت قلب الإمبراطور ليضطهد الكنيسة بعنفٍ، وكأن نار الاضطهاد قد بقيت إلى حين مختبئة تحت التبن لتلتهب فجأة وبقوة. ففي أيامه نال الكثيرون أكاليل الاستشهاد في كل البلاد خاصة مصر، حيث أُلقيّ القبض علي كثير من المسيحيين من المكرسين للخدمة وعامة الشعب، من الأغنياء والقرويين الفقراء، وتحوّلت السجون إلى كنائس مقدّسة يُسمع فيها صوت التسبيح للرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليسا ويوليان القديسان | الولادة: – الوفاة: – قصة زوجين عاشا في حياة البتولية يمارسان عبادتهما ويقودان النفوس لحساب ملكوت الله حتى نالاً الإكليل. نشأ يوليان أو جوليانوس Julian في منطقة أنتينوا أى أنصنا بصعيد مصر وسط عائلة غنية صاحبة نفوذ تتسم بالحياة التقوية. وإذ كان يوليان وحيداً وقد عشق حياة التأمل مع دراسة الكتاب المقدس، خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول، بجانب نبوغه في العلم والمعرفة، شعر والداه أن ابنهما يتجه نحو الحياة البتولية. اختلى به الوالدان وصارا يتوسلان إليه أن يقبل مشورتهما ويتزوج فيحفظ طهارته، ولكي يكون له نسل يحفظ اسم العائلة، فكشف لهما رغبته في البتولية، وإذ ألحّا جداً طلب منهما مهلة سبعة أيام. كرّس يوليان البالغ من العمر 18 سنة أسبوعاً بالصوم والصلاة مع مطانيات كثيرة طالباً مشورة الله، معلناً له شوقه في الحياة البتولية لحساب الرب دون أن يعصى والديه أو يكدّر حياتهما. وفي الليلة الأخيرة إذ أنهكه التعب نام، فرأى في حلم الرب نفسه يشدده ويشجعه، قائلاً له: “لا تخف يا يوليان، كمّل رغبة والديك، فقد اخترتُ لك زوجة تقية، وإني أجعل بتوليتكما خصبة، فتأتي إليكما نفوس كثيرة لتمارس الحياة الكاملة. وإني أطفئ من داخلك يا يوليان نار الشهوة، وسوف أكون معك في ليلة عرسك مع جمعٍ من الملائكة”. قام يوليان فرحاً، وخضع لأمر والديه اللذين بحثا له عن فتاة تقية من عائلة غنية. أُقيم العرس، وتهللت المدينة كلها مشاركة العروسين فرحهما. وإذ دخل العروسان الحجرة، فاحت رائحة زكية ملأت الموضع، عندئذ في ابتسامة لطيفة قالت العروس باسيليسا لرجلها: “يا أخي يوليان، إني أشعر بأمر عجيب في داخلي أيها الزوج الحبيب، وإني أسألك ألا ترفض طلبتي في أول لحظة التقي فيها بك. إن هذه الرائحة العجيبة تحثني أن أنعم معك بعبير الفضائل. أسألك أن تسامحني على جسارتي وأرجوك أن تحترم بتوليتي”. عندئذ غمر الفرح قلبه، وأعلن لها أن هذه الرائحة من قبل الله، وأنه من جانبه يوّد الحياة البتولية، وركع الإثنان يصليان ويسبحان الله طوال الليل، فظهر لهما السيد المسيح مع جمع من الملائكة، كما ظهرت السيدة العذراء مريم يحوط بها عدد من العذارى. خدمتهما بعد زواجهما بفترة قصيرة رقد والديّ كل من العروسين، ومع حبهما الشديد لوالديهما كانا مملوئين تعزية أدهشت المدينة كلها، بل كانت سبب تعزية لكل من هم حولهما. ورث العروسان الكثير من الأسرتين، فقاما بالتوزيع على الفقراء والمساكين بسخاء، وقسما البيت إلى جناحين، واحد سكنه يوليان الذي جاء إليه كثيرون يتتلمذون على يديه، وآخر سكنته باسيليسا التى جمعت عذارى كثيرات حولها، وهكذا تحول الموضع إلى مركز روحي حيّ. نياحة القديسة باسيليسا إذ تولى دقلديانوس المُلك وبدأ الاضطهاد، رأت باسيليسا رؤيا عرفت من خلالها أن تلميذاتها سينتقلن سريعاً ربما بحدوث وباءٍ وأنها سترقد معهن، وأن يوليان سيحتمل عذابات كثيرة على اسم السيد المسيح. تهللت نفس باسيليسا بذلك، وأخبرت يوليان بما رأت، وبالفعل في حوالي ستة أشهر رقدت تلميذاتها ثم تنيحت هي بسلام، وقد تعزت بتمتع بناتها بإكليل البتولية. مع رسول الملك أرسل الملك منشوراته باضطهاد المسيحيين مع رسل من بينهم مرقيانوس Marcian الذي جاء إلى أنصنا التي اشتهرت بأريانا واليها الذي تفنن في تعذيب المسيحيين كما رأينا قبلاً. أصدر مرقيان أمره بألا يشتري أحد شيئاً أو يبيع ما لم يذبح للأوثان، وأن يكون في كل بيت تمثال للإله جوبيتر، كما أعلن عن تقديم مبالغ كبيرة لمن يرشد عن الممتنعين عن التضحية للآلهة. عرف مرقيان أن يوليان من أشراف المسيحيين يثبتهم على الإيمان، فأرسل إليه جنوداً يأتون به، وإذ وقف أمامه يوليان شهد للسيد المسيح، فاغتاظ مرقيان وأمر بحرق بيته بكل الرجال والشبان الذين فيه. وُضعت آلات التعذيب أمام يوليان لإرهابه فكان يزداد قوة وشجاعة، وإذ صدرت الأوامر بضربه انهال الجند عليه بالسياط والعصيّ. وفي وسط هذا العمل الوحشي حيث مُزق جسد القديس أخطأ أحد الجلادين الهدف فأصاب عين أحد الشرفاء الوثنيين ففقأها. عندئذ صرخ يوليان طالباً من مرقيان أن يأتي بكهنته يقدمون الذبائح والصلوات لآلهتهم إن كانوا يقدرون أن يعيدوا إليه بصره، فجاء الكهنة وعبثاً حاولوا شفاءه، أما يوليان فرشمه بعلامة الصليب وتضرع باسم يسوع المسيح، وللحال أبصر بعينه الجسدية كما انفتحت بصيرته الداخلية، فأعلن إيمانه بالسيد المسيح. اغتاظ مرقيان وحسب ذلك من فعل السحر، فأمر حالاً بقتل هذا الوثني الذي آمن فضربت عنقه. أُقتيد يوليان في كل شوارع المدينة مقيداً بسلاسلٍ حديديةٍ ثقيلةٍ، وكان الجلدْ ينهال عليه، وأمامه رجل ينادي: “هكذا يُعذب من يحتقر الآلهة ولا يطيع الملك”. وكان الشبان يجتمعون من كل ناحية ليشاهدوا هذا المنظر، من بينهم صلصس Celsus بن مرقيان، الذي فتح الرب عينيه ليرى ملائكة نورانيين يحيطون بيوليان ويحملون أكاليل عجيبة، ومع كل عذاب يسقط تحته يُوضع إكليل على رأسه. عندئذ لم يحتمل صلصس الموقف بل أسرع ليركض أمام يوليان ويشهد لإلهه، ويطلب منه أن يقبله تلميذاً له. وعانق الصبي القديس يوليان وإذ حاول البعض نزعه عنه يبست أيديهم. سمع مرقيان بما حدث فمزق ثيابه، وضرب نفسه من شدة الغيظ، وأمر بإلقاء الاثنين في سجنٍ مظلمٍ كريه. إذ دخل الاثنان أضاء السجن بنورٍ بهي، فآمن عشرون جندياً هناك بالسيد المسيح، وتحول الموضع إلى كنيسة تمتلئ بصوت التسبيح لله. أمر مرقيان بإلقاء الكل في قدرٍ به زيت مغلي، بما فيهم ابنه الصغير السن، وإذ كان الوثنيون عابرين ومعهم ميت رشم عليه يوليان علامة الصليب وباسم ربنا يسوع المسيح قام وأعلن إيمانه، ومع هذا كان قلب مرقيان يزداد قساوة، بينما آمن كثير من الوثنيين الذين كانوا معه. إذ شعر مرقيان أن ابنه مستعد للموت، أمر بإعادة الكل إلى السجن، وطلب من زوجته أن تذهب إلى ابنها لعلّها تستطيع أن تثني عزيمته. إذ ذهبت التقت بهذه الجموع وتحدثوا معها فآمنت بالسيد المسيح واعتمدت على يدي كاهن السجن يدعى أنطونيوس. أصدر مرقيان بقطع رؤوس العشرين جندياً وإحراق سبعة شرفاء كانوا مع الكاهن، أُوجّل الحكم على الكاهن ويوليان وابنه وامرأته. حاول مرقيان أن يستميل باللطف يوليان، وإذ أخذه معه إلى الهيكل حاسباً انه يقدم ذبائح، ركع عند الباب وصلى فسقط الهيكل على الكهنة الذين فيه وماتوا. أُعيد الكل إلى للسجن ثم اُستدعوا في اليوم التالي وتعرضوا لعذابات كثيرة وكان الرب يخلصهم؛ ربطهم معاً بحبال مشبعة زيتاً وأوقد فيها فاحترقت الحبال ولم تمسهم النار، ولما أُلقوا للوحوش المفترسة صارت تأنس بهم، فأمر بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الاستشهاد يعيد لهم الغرب في 9 من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاتيانا | الولادة: – الوفاة: – سيدة من أشراف روما في أواخر القرن الرابع، تزوجت من عائلة Fruia. التصقت بعائلة القديستين باولا وابنتها استوخيوم اللتين مارستا الحياة النسكية ولازمتا القديس جيروم وتتلمذتا على يديه، وقد صارت تاتيانا أيضا صديقة له. تزوج ابنها ابنة باولا “بلاسيلا”، كما تزوجت ابنتها فيرويا ابن برولس. احتضنت الفكر النسكي، كما ضمت إليها ابنتها المتزوجة ذات الفكر النسكي كما يظهر من المقال الذي كتبه القديس جيروم إلى فيرويا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاتينوس دولاس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان القديس تاتيانوس دولاس Tatianus Dulas قاطنًا Zephrinum بكيليكية. ألقى الوالي المحلي القبض عليه سنة 310م، وإذ كان مكسيموس الوالي في إحدى جولاته استدعى المسجونين واستجوب هذا القديس الذى اعلن أنه مسيحي منذ طفولته، من عائلة شريفة بقرية بركتورس Practoris بكيليكية. حاول الملك إغراءه فأجاب: “كراماتك ليست لي، احتفظ بها لمن لا يعرف الله”. اغتاظ الملك وأمر بضربه بالعصي وجلده، فكان مع كل ضربة يقدم ذبيحة شكر لله الذي أهله للشهادة له. ومع شدة العذابات لم يجحد مسيحه، فأمر الوالي بجلده على بطنه، ووضعه على جمر نار ليشوى، وإذ لم ينثنِ أمر الملك بوضع جمر ملتهب على رأسه وفلفلٍ في أنفه. أمر الملك بتقديم طعام مما ذبح للأوثان ووضعه قهراً في فمه، عندئذ صار الملك يسخر به لأن الطعام في فمه، أما هو فأجاب: “إن الطعام لا يدنسني، فإنني مستعد أن أموت من أجل إيماني”. إذ كان مكسيموس ذاهباً إلى طرسوس طلب أن يقيدوا المسجونين ويحملهم معه، لكن دولاس تنيح في الطريق. أُلقى جسده في حفرة، لكن راعٍ اكتشف الجسد واهتم به ودفنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف بنتابوليس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديس تادرس أسقف بنتابوليس (الخمس مدن الغربية) في العاشر من شهر أبيب. إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد، أرسل أميراً يدعى بيلاطس (فيلاطس) إلى شمال أفريقيا. سمع هذا الأمير عن القديس تادرس أسقف الخمس مدن الغربية، والذي كان قد سامه البابا ثيؤناس (16)، أنه يثبت المسيحيين على إيمانهم، ويحثهم على عدم جحد مسيحهم. استدعاه الأمير وسأله أن يقدم ذبيحة للأوثان، فأجابه: “إنني أقدم ذبيحة لخالق الأصنام كل يوم”. أجابه الأمير: “كأنه لأرطاميس وأبللون وغيرهما من الآلهة إلهاً آخر، وهم ليسوا آلهة”. قال الأسقف: “نعم، إن سيدي يسوع المسيح هو خالق الكل”. اغتاظ الأمير لإجابته وأمر بتعذيبه، فصار يُضرب ويُجلد من يوم إلى يوم لمدة أربعين يوما، كما تعرض للصلب والعصر… وإذ لم يرجع عن إيمانه، بل كان يزداد ثباتاً وقوة، أمر الأمير بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف تيانا | الولادة: – الوفاة: – كان الأسقف تادرس Theodore of Tyana صديقا للقديس غريغوريوس النزينزي ومن بلده وقد وجه له الأخير عدة رسائل. نشأ في بلدة أريانزوس، وقد ظهرت تقواه منذ صباه، حينما كان يفكر في الزواج قبل قبوله الكهنوت.أخذه القديس غريغوريوس كرفيقٍ يقيم معه في القسطنطينية عام 379م، حيث وجد الاثنان معاملة سيئة من الرهبان الأريوسيين ومن الغوغاء الذين اقتحموا إحدى الاجتماعات أثناء تقديس الأسرار الإلهية ورشقوا الكهنة بالحجارة. يبدو أن تادرس انفعل ولم يحتمل هذا العنف مثل القديس غريغوريوس، فقد أراد أن يقدم شكوى ضد هؤلاء الأشرار، لكن القديس غريغوريوس كتب له رسالة رائعة وطويلة مظهراً له فيها أن احتماله الأشرار أقوى من الانتقام (رسالة 81). سيم أسقفاً على تيانا ليس قبل عام 381م، إذ حضر سلفه الأسقف أفيريوس Epherius مجمع القسطنطية سنة 381م. إذ عاد القديس غريغوريوس إلى بلدة أريانزوس تبادلا رسائل كثيرة حملت مشاعر الصداقة والحب، فنجد القديس غريغوريوس يدعوه لزيارته والاشتراك معه في عيد الشهداء (رسالة 90) لكن اعتلال صحته عاقه عن ذلك (رسالة 221). ويذكر القديس بالاديوس أن الأسقف تادرس دُعي لحضور المجمع الذى عقد لنفي القديس يوحنا ذهبي الفم، لكنه إذ اكتشف حقيقة الموقف عاد إلى إيبارشيته بعد وصوله دون أن يحضر المجمع، ويصفه بالاديوس بالحكمة مع الهيبة واللطف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف البهنسا المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان أسقفاً على البهنسا، وأثناء الاضطهادات تحمل عذابات كثيرة لكنه لم يستشهد بالسيف لذا لقب بالمعترف. وقد كتب هذا القديس ميمراً خاصاً بالعثور على جسد القديس يوحنا الجوهري الذي من بيج اشروبه في الثالث من مسرى، ويرجع تاريخ كتابة المخطوط هذا إلى سنة 1449ش (1732م) ويوجد بدير مارمينا فم الخليج تحت رقم (51/4 متنوعة). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف كورنثوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُشى لدى الأميرين لوكيوس Lucius وديفنانيوس Difnanyous بأن تادرس مسيحي ورئيس (أسقف) فاستدعياه وسألاه عن معتقده، فأقر أنه مسيحي. عندئذ تعرض القديس للضرب بعنف والإهانات وسحبه على الأرض، ثم اُستدعى ليقدم بخوراً للأوثان، فرفس المائدة التي وُضعت عليها الأصنام بقدمه. اغتاظ الأميران وأمرا بجرحه بالسيوف، ووضع خرق مشبعة خلاً وملحاً في جراحاته، أما هو فكان يشهد لمسيحه بفرح. أمر الأميران بقطع لسانه حتى لا ينطق بكلمة، وإذ أُلقي لسانه على الأرض حملته سيدة واقفة بجواره وذهبت إليه في السجن وسلمته إياه، فوضعه في مكانه، وعاد سليماً بقوة الله. اُستدِعى الأسقف، فصار ينطق ويشهد للسيد المسيح، وإذ بحمامة بيضاء وطاؤوس يظهران أمام الأميرين وكل الجمهور فآمن لوكيوس بكلمات الأسقف. عندئذ اغتاظ ديفنانيوس، وأمر بقتل القديس وثلاث نسوة كن يتبعنه. وإذ نُفذ الأمر طارت الحمامة وأيضا الطاؤوس. اقنع لوكيوس زميله ديفنانيوس بالإيمان واشتهى الاثنان أن يتمتعا بالشهادة، فأبحرا إلى قبرص واعترف الاثنان أمام واليها بالسيد المسيح، وتمتعا بالشركة مع القديس تادرس في إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف مصر القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد رهبان دير القديس أبي مقار، رسم أسقفاً على مصر غالباً في حبرية البابا الكسندروس الثاني (42)، لأن الأسقف تادرس كان كبير الأساقفة ومتقدماً في السن عندما اُختير البابا خائيل الأول ليكون البابا السادس والأربعين. ومن المعروف ان البابا قزما الأول (44) والبابا ثيؤدورس (45) ساسا الكنيسة لمدة 12 سنة فقط، وأما البابا الكسندروس فقد جلس على كرسى القديس مرقس 24 سنة و9 شهور. وقد تحمل القديس تادرس الكثير من الاضطهادات والآلام من الحكام، كما وقف بجانب البابا ميخائيل الأول (خائيل) أثناء اضطهاد الكنيسة في عهده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أو ثيؤدور أسقف الميصة | الولادة: 350 الوفاة: 428 إن كان في القرن الثالث قد سيم على إيبارشية الميصة (ما بين النهرين) الأسقف تادرس الذي اشتهر بمقاومته لبولس السموساطي، فإنه في النصف الثاني من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس كان أسقفها أيضاً يُدعى بذات الاسم (تادرس) أو ثيؤدور الذي نال شهرة أعظم بسبب بلاغته وكتاباته. نشأته ولد في إنطاكية حوالي سنة 350م، ونشأ في أسرة غنية جداً، وكان والده الذي لا نعرف اسمه له مركزه المرموق، أما ابن عمهPaeanius الذي كتب له القديس يوحنا ذهبي الفم عدة رسائل (95، 193، 204، 220) فكان يحتل مركزاً حكومياً هاماً. وقد صار أخوه Polchronius أسقفاً على إيبارشيةApamea . درس الخطابة والأدب في إنطاكية على يديْ الفيلسوف المشهور ليبانوس حيث التقى بالقديس يوحنا الذهبي الفم وصارا صديقين. وفي سنة 369 التحق الاثنان بمدرسة ديؤدور في دير بأنطاكيا حيث عاشا في حياة نسكية وتكريس لدراسة الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي الرافض للتفسير الرمزي لمدرسة إسكندرية، المنهج الذي تبناه معلمهما ديؤدور. بعد فترة بردت روح ثيؤدور، وترك الحياة الرهبانية، فصار محامياً، وتعرف علي سيدة يهودية جميلة تدعى Hermoine تزوجها فتحطمت نفسه تماماً باليأس. أسرع صديقه القديس يوحنا الذهبي الفم فأرسل رسالتين يحثه فيهما على الرجوع إلي حياته الأولى بالتوبة الصادقة، مظهراً له أن يأسه في مراحم الله هي لطمة على وجه السيد المسيح أكثر مرارة من سقوطه في حبه لهذه السيدة وكسره لنذر الرهبنة، محدثاً إياه عن التوبة وفاعليتها، فاتحاً أبواب الرجاء أمامه، وقد سبق لي ترجمتهما تحت عنوان “ستعود بقوة أعظم”. وقد جاءت الرسالتان بالنتيجة المرجوة، فعاد تادرس إلى الحياة الرهبانية، وفي سنة 383م سيم كاهناً بواسطة الأسقف فلافيان الأنطاكى. سيامته أسقفاً في سنة 392م سيم أسقفاً على الميصة، وقد بقي حتى نياحته (سنة 428م) في كرسيه تلاحقه شهرة عظيمة بسبب بلاغته وكتاباته. لكنه دين بعد وفاته بـ 125 سنة كهرطوقي، بكونه انحرف إلى نوع من البيلاجية (في مجمع القسطنطنية سنة 553م لا تعترف به كنيستنا). كتاباته خير من يمثل مدرسة إنطاكية التفسيرية، الرافضة للفكر الإسكندري الرمزي، يعتبره النساطرة أعظم مفسَر للكتاب المقدس. فسر تقريبًا جميع الأسفار بطريقة تاريخية نقدية. يُعتبر أول من استخدم النقد الحرفي لحل مشاكل نصوص الكتاب، كما ضم تفسيره عدداً كبيراً من المقالات العقيدية والجدلية، مما يظهر انه قد انشغل بالأسئلة اللاهوتية التي سادت في عصره. إذ دين كهرطوقي بادت أغلب كتاباته حتى اُكتشفت بواسطة بعض الدارسين المحدثين. ملاحظة كان نسطور الهرطوقي تلميذاً له، بدأ الشك في أمره بعد مجمع أفسس (431م)، وحُسب أنه هو العلة الأصلية لظهور النسطورية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أوثيؤدورس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – كان اسم ثيؤدورس أو تادرس من أكثر الأسماء الشائعة خاصة بين الرهبان والشهداء والأساقفة، وقد ورد في “قاموس السير المسيحية” A Dict. of Christian Biography لسميث وولس، 122 اسماً تحت “ثيؤدورس”. كلمة “ثيؤدورس” تعنى هبة أو عطية الله. أما سيرة البابا تادرس فسنذكرها بمشيئة الله تحت اسم ” ثيؤدورس”. تادرس (أسقف) لا نعرف عنه سوى أنه كتب للقديس أغسطينوس يسأله ماذا يفعل مع الكهنة الذين عادوا من البدعة “الدوناتستية Donastism” التى كانت تمثل انشقاقاً في الكنيسة وهرطقة، إذ كانوا يعتقدون أن قوة المعمودية تعتمد على قدسية خادم السرّ، كما كانوا يائسين من جهة توبة الخطاة. طالب القديس أغسطينوس بقبول الكهنة الراجعين من هذه الهرطقة بشيء من اللطف. لقد أعلن بوضوح أنه لا يقبل انشقاقهم السابق، محتقرا هرطقتهم أما اسم الله الذي يحملوه فلا يستهين به، معترفا بمعموديتهم وكهنوتهم ونذرهم للبتولية. قال إنه يقبلهم، ولكنه لا يقبل خطأهم. لقد طالب الأسقف ثيؤدورس أن يظهر هذه الرسالة (61) للآخرين ليعرفوا رأيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جانواريوس و فستوس ومارتيال الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 يُدعى هؤلاء الشهداء الثلاثة “التيجان الثلاثة لكوردوفا Cordova”، وهي المدينة التي شهدت اعترافهم بالسيد المسيح بشجاعةٍ. بدأوا بتعذيب فستوس، تلاه جانواريوس وأخيراً مارتيال الذي كان أصغرهم سنا. وكانت آلة التعذيب المستخدمة تسمى “الحصان الصغير”. أشار القاضي على المُعَذِبين أن يزيدوا من آلام القديسين حتى يبخروا للأوثان. ولكن فستوس صرخ فيهم قائلا: “ليس إلا إله واحد هو الذي خلقنا جميعاً”، فأمر القاضي بقطع أنفه وأذنيه ورموش عينيه والشفة السفلى، وعند بتر كل عضو كان القديس يقدم الشكر للَّه. جاء الدور على جانواريوس الذي عُذب بنفس الطريقة، وأخيراً مارتيال الذي ظل يصلي من اجل ثباتهم في الإيمان. وحين طلب إليه القاضي الخضوع لأوامر الإمبراطور أجابه بكل ثبات: “يسوع المسيح هو راحتي، ليس إلا إله واحد الآب والابن والروح القدس الذي تجب له العبادة والتمجيد”. أخيراً أمر القاضي بحرقهم أحياء، فأكملوا بذلك شهادتهم بكل فرح، في مدينة كوردوفا بأسبانيا، حوالي سنة 304 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاودنتيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو تاسع أسقف لأرِّيتيوم Arretium (Arezzo)، وجلس على كرسي الأسقفية خلفاً ليوسابيوس Eusebius سنة 381م. وقد نال إكليل الشهادة في السنة التالية على يد الوالي مارسيلليانوس Marcellianus الذي كان أحد أشد المُضطَهِدين للمسيحية. رأي آخر يقول أن استشهاده حدث في عهد الإمبراطور المسيحي فالنتينيان Valentinian الذي كان في بداية حُكمِه يُعيِّن ولاة من الوثنيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجي القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس جاورجي رفيق القديس ابرآم ولد هذا القديس من والدين مسيحيين قديسين وكان يرعى غنم أبيه. ومال قلبه إلى الرهبنة فترك رعاية الغنم وكان عمره وقتئذ أربع عشر سنة. وقصد برية القديس مقاريوس وحدث وهو سائر في الطريق أن تراءى له الشيطان في زي شيخ وقال له: إن أباك ظن أن وحشا ضاريا قد افترسك فشق ثيابه حزنا عليك والواجب أن تعود إليه لتطيب قلبه أولا ثم تعود إلى البرية. فدهش القديس لذلك وفكر في نفسه وقال: إن الكتاب المقدس يقول “من أحب أباً أو أُماً أكثر مني فلا يستحقني”. فلما قال هذا صار الشيطان مثل الدخان وتوارى من أمامه. وللوقت ظهر له ملاك الرب في زي راهب وأرشده إلى دير الأنبا أوريون. فأقام فيه تحت إرشاد أحد الرهبان القديسين مدة عشر سنوات لم يذق طعاما مطبوخا ولا فاكهة. ثم رأى أن ينفرد في البرية الداخلية فذهب إلى دير القديسين مكسيموس ودوماديوس باسقيط مقاريوس. واتفق أن حضر في نفس الوقت إلى هذا الدير القديس ابرآم. فذهبا معا إلى دير القديس مقاريوس واجتمعا بالقديس يوأنس قمص شيهيت فأسكنهما في قلاية قريبة منه تُعرف بقلاية بجيج وفيها تنيح الأنبا ابرآم ثم تنيح بعده الأنبا جاورجي وكانت جملة حياته اثنين وسبعين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجيوس السكندري الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته كان والداه وثنيين غنيين. سافر والده التاجر بالإسكندرية إلى اللد بفلسطين، وحضر عيد تكريس كنيسة الشهيد مارجرجس (جاورجيوس الكبادوكي). تأثر بالاحتفال المهيب لهذا الشهيد والألحان الكنسية، وإذ سمع عن سيرة الشهيد أحب الحياة المسيحية. نال سرّ العماد، وتهللت نفسه جداً. صلى إلى الله متشفعاً بقديسه العظيم أن يرزقه ولداً، وإذ عاد إلى الإسكندرية أخبر زوجته بما تمتع به، فآمنت هي أيضاً واعتمدت. قبل الرب طلبتهما، ورزقه طفلاً أسمياه جاورجيوس. نشأ الطفل في جوّ تقوي حيّ حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره حين تنيح والداه، وكان جاورجيوس إنساناً تقياً محباً للكنيسة، مترفقاً بالمساكين والفقراء. مع ابنة خاله أرمانيوس إذ تنيح والداه احتضنه خاله أرمانيوس والي الإسكندرية، الذي كان له ابنة وحيدة طيبة القلب، خرجت ذات يومٍ مع بعض صديقاتها للنزهة، فشاهدت ديراً خارج المدينة وسمعت رهبانه يسبحون الله بتسابيح عذبة. فتأثرت جداً مما سمعته، ولما عادت إلى بيتها سألت ابن عمتها جاورجيوس عما سمعته، فأجابها بأنها تسابيح إلهية يترنم بها الرهبان الذين قد تركوا العالم ليمارسوا الحياة الملائكية. وأخذ الشاب يحدث ابنة خاله عن الإيمان بالسيد المسيح، وعن الحياة الأبدية وأيضاً عن العذاب الأبدي، فتأثرت جداً وقبلت الإيمان بالسيد المسيح. عرف أرمانيوس بالأمر فصار يلاطف ابنته ويخادعها، وإذ لم تنثنِ صار يهددها، أما هي ففي محبة كاملة لمسيحها قدمت حياتها ذبيحة حب لله، إذ قطع والدها رأسها ونالت إكليل الشهادة. استشهاده عرف أرمانيوس أن جاورجيوس هو السبب في إيمان ابنته، فقبض عليه وعذبه عذاباً شديداً، ثم أرسله إلى أريانوس والي أنصنا، الذي قام بدوره بتعذيبه، وأخيراً قطع رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة. وكان هناك شماس يسمى صموئيل أخذ جسده المقدس وكفنه بإكرامٍ جزيلٍ ومضى به إلى منف من أعمال الجيزة. ولما علمت امرأة خاله ذلك أرسلت فأخذت الجسد ووضعته مع جسد ابنتها الشهيدة بالإسكندرية. يُقال أن جسده موجود حالياً في كنيسة مار مرقس برشيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاودنتيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 410 تتلمذ هذا القديس على يديْ القديس فيلاستريوس Philastrius أسقف برسكيا Brescia ، وذاع صيته حتى اضطر أن يسافر إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة قاصداً أن يَنساه الشعب مع طول غيابه عن وطنه. لكن هذا الاعتقاد كان خاطئاً، إذ تقابل في قيصرية بكبادوكيا مع اخوة القديس باسيليوس وأقربائه الذين زوّدوه ببركة أجساد الأربعين شهيداً. وفي أثناء غيابه تنيح القديس فيلاستريوس، وكان اتفاق كل الشعب والاكليروس في برسكيا على رسامة جاودنتيوس مكانه، وقد صمموا على عدم قبول أي أسقف غيره. ومن ناحيته فقد وافق على مضض على هذه السيامة بعد تهديده بحرمانه من التناول إذا رفض. وكانت سيامته سنة 387م بيد القديس أمبروسيوس. سرعان ما بدأ أهل برسكيا يعرفون قيمة هذا الأسقف القديس. ففي أحد المرات كان هناك رجل شريف اعتزل في المدينة بعد أن غضبت عليه الإمبراطورة يوستينا، ذلك لأنه رفض تنفيذ أحد الأوامر لصالح الأريوسيين. وفي الاحتفال بعيد القيامة كان هذا الرجل مريضا فطلب إلى القديس جاودنتيوس أن يدون له العظة لفائدته وبذلك ظلت عشرة من عظاته الـ 21 محفوظة. وفي مرة أخرى أراد توضيح أسرار الكنيسة للمتعمدين حديثا وبالذات سرّ الافخارستيا، فشبهه قائلا: “الله خالق الطبيعة والذي يخرج الخبز من الأرض، هو أيضا الذي يحول الخبز إلى جسده، لأنه وعد بذلك، وهو قادر على ذلك. والذي عمل الخمر من الماء يحول الخمر إلى دمه”. وقد بنى القديس جاودنتيوس كنيسة في المدينة أسماها “مجمع القديسين”، ودعي عند تكريسها كثير من الأساقفة. وفي عظته بهذه المناسبة قال انه أودع في الكنيسة جزء من أجساد الرسل والقديسين، وإن الجزء من رفات القديس يتساوى مع كل الجسد من حيث بركته وفاعليته. وفي سنة 405 أرسله البابا إينوسنت الأول Innocent I هو والإمبراطور هونوريوس Honorius مع أسقفين آخرين إلى الشرق للدفاع عن القديس يوحنا الذهبي الفم أمام الإمبراطور أركاديوس، وقد أرسل له يوحنا الذهبي الفم رسالة شكر على ذلك فيما بعد. ولكن قُبض على الأساقفة وحُبسوا في ترواس Thrace وتعرضوا لضغوط حتى ينحازوا للأسقف الذي كان يعارض الذهبي الفم. ويقال أن القديس بولس الرسول ظهر لأحد الشمامسة المرافقين لهم وشجعهم على الثبات، وأخيراً رجعوا سالمين إلى روما. أخيراً تنيح هذا القديس بسلام حوالي سنة 410م، وقد امتدحه روفينوس Rufinus كثيرا بعد نياحته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رفله جرجس الأرخن | الولادة: 1862 الوفاة: – نشأته وُلد في مدينة سوهاج يوم 7 سبتمبر سنة 1862م من أبوين كريمين عنيا بتثقيفه، ولما جاوز مرحلة الطفولة ظهرت عليه دلائل النبوغ والذكاء، فألحقاه بالكلية الأمريكية بأسيوط إلى أن أتم دراسته بتفوق وكان أول فرقته، فانتقل إلى القاهرة حيث درس بمدرسة الحقوق. بعد تخرجه تدرج في الوظائف الحكومية إلى أن اختاره بطرس باشا غالي وزير الخارجية آنذاك وكيلاً للإدارة الإفرنجية لتضلعه في اللغات الأجنبية وذلك في سنة 1898م، وبقي في هذه الوظيفة يقوم بأعبائها على أكمل وجه بجانب نشاطه الجمّ في ميدان الخدمة العامة، فأثَّر هذا على صحته، وانتقل إلى السماء يوم 8 أغسطس سنة 1904م. من أعماله في خدمة الكنيسة ساعد مسز بوتشر في تأليف كتابها الخاص بتاريخ الأمة القبطية، وقام بتحرير مجلة التوفيق التي أصدرتها جمعية التوفيق كما قام بإصدار مجلة أسبوعية باللغة الفرنسية سماها البردي كانت تهدف إلى الإصلاح. حين برزت جمعية التوفيق إلى الوجود سنة 1891م نتيجة للوعي القبطي، اهتمت بالنهوض بالكنائس ورعاتها وعملت على نشر التعليم وتثقيف المرأة. وقد احتاجت الجمعية في دعوتها للإصلاح إلى كُتَّاب وخطباء يُظهِرون أهميتها ويقومون بنشرها، وكان رفله جرجس هو فارس الميدان الأول فاجتمع بحفنة من زملائه يشاركونه الفكر والميول، واستأجروا حجرة وأطلقوا على ندوتهم اسم “جمعية التوفيق القبطية” واختاروه رئيساً لهم بالإجماع. ولم تقتصر جهود الجمعية في نشر رسالتها على العاصمة وحدها بل ذهبت بجهودها وعزيمة رئيسها إلى نشر رسالتها في كثير من الأقاليم، وتأسست فروع للجمعية في عدة بلاد ومدارس لهذه الفروع مماثلة للجمعية ومدارسها المركزية. نجحت دعاية جمعية التوفيق في المطالبة بانتخاب المجلس الملي بعد تعطيله، وأُنتُخِب أعضاؤه من صفوة القوم ومن بينهم رفله جرجس وذلك في دورته الثالثة بتاريخ 20 يونيو سنة 1892م. كما اختير في هذه الدورة سكرتيراً عاماً للمجلس، فكان حلقة اتصال وثيقة بين المجلس الملي وجمعية التوفيق مما سهَّل تنفيذ بعض نواحي الإصلاح التي كانت تنادي بها الجمعية. ولما زادت مشاغله بالمجلس اعتزل رئاسة الجمعية وأُسنِدت إلى ميخائيل بك شاروبيم، فواصلت رسالتها في عهده كما ظلت تحظى بتعضيده ومشورته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رهيبسيمي وجايانا والعذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 312 كانت رهيبسيمي عذراء من أصل شريف تعيش مع مجموعة من العذارى المكرسات تحت رئاسة جايانا في مدينة روما. وقد استشهدت في يوم 5 أكتوبر من عام 312م مع بقية العذارى، وكان عددهن حوالي 35. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رفقة وأولادها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – ظهور الملاك ميخائيل تكشف سيرة القديسة رفقة وأولادها عن اهتمام الأسرة المسيحية بالتمتع بالإكليل السماوي. فلم يكن يشغل قلب هذه الأرملة إلا أن تتمتع مع أولادها الخمس بالأحضان الإلهية، مهما كلفهم الثمن. لذا لم تفقد هذه الأسرة سعادتها وسط الآلام، بل تحولت الأتعاب إلى مصدر فرح جماعي للأسرة وشهادة حية أمام الجماهير لينالوا خبرة هذه الأسرة. ومن جانب آخر إذ ارتفعت قلوب أعضاء الأسرة إلى السماء أرسل الله ملاكه عدة مرات لكي يسند القلوب المتألمة ويوجهها ويبهجها! فالحياة المقدسة مفرحة للمؤمنين المجاهدين وللسمائيين. ترمّلت هذه السيدة وكانت أماً لخمسة أبناء وهم أغاثون وبطرس ويوحنا وآمون وأمونه. وكان موطنهم قامولا مركز قوص بجوار الأقصر محافظة قنا. اهتمت الأم بتربية أولادها في الرب، فالتهبت مشاعرهم بحب الله الفائق. أعلن لهم ملاك الرب في رؤيا أنهم سينالون إكليل الشهادة بشبرا بالقرب من الإسكندرية، وأن أجسادهم ستنقل إلى نقرها بمحافظة البحيرة (وهي جزء من مدينة دمنهور الحالية). الاستعداد للاستشهاد إذ تمتعت الأم وأولادها برؤية رئيس الملاك ميخائيل امتلأوا فرحاً. فكانوا يترقبون تمتعهم بإكليل الاستشهاد الذي تهيأوا له كل أيام حياتهم. إذ أمر الإمبراطور الجاحد دقلديانوس بهدم الكنائس، وحرقه الكتب المقدسة، وتعذيب المسيحيين حتى ينكروا الإيمان، جمعت القديسة رفقة أولادها لتحثهم علي الثبات في الإيمان. ذكَّرتهم بقول الرب: “في العالم سيكون لكم ضيق”، “لا تخافوا من الموت” كما قالت لهم أن أعظم عطية يقدمها الإنسان هي حياته، يقدمها بغير تردد ولا ندم، بل بكل فرحٍ وشجاعةٍ. وقفت الأم مع أولادها للصلاة والتوسل إلي الله لكي يرحم كنيسته ويثبت شعبه في الإيمان. بينما كانوا يصلون ظهر لهم ملاك الرب، وأعلن لهم أنهم سينالون إكليل الشهادة علي اسم السيد المسيح. عزاهم الملاك وبشرهم قائلاً: “الرب معكم ويقويكم حتى تكملوا جهادكم، فلا تخافوا الموت، ولا تجزعوا منه، اشهدوا للرب”، فشعروا بفرحٍ عجيبٍ لا مثيل له. الآن وقد حان الوقت فرحوا ووزعوا مالهم على المحتاجين ثم توجهوا إلى ديونيسيوس القائد والي بلدة قوص. إذ طلب الوالي منهم التبخير للأوثان وجحد الإيمان المسيحي صرخوا جميعاً: “نحن مسيحيون، لا نعبد سوى رب السماء والأرض الذي بيده جميع البشر”. حاول القائد إغراءهم بهبات كثيرة، كما هددهم بالموت إن اعترفوا باسم المسيح. لكنهم أعلنوا شوقهم نحو الموت ليلتقوا مع محبوبهم المسيح وجهاً لوجه. وهناك اعترفوا بإيمانهم بثبات، فابتدأ يعذبهم عذاباً شديداً، مبتدئًا بأمهم التي أثبتت صبراً واحتمالاً، بل وكانت تشجع أولادها. وهكذا عذَّب الأبناء الخمسة كلهم، وبسبب ثباتهم وما احتملوه من عذاب آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم واستشهدوا. أما القديسة رفقة وأولادها فوضعهم الوالي في السجن الذي كان محتشداً بجموعٍ غفيرةٍ من الشعب مع أساقفة وكهنة. أمام أرمانيوس والي الإسكندرية لما كان الابن الأكبر أغاثون وكان مقدم بلدته ومحبوباً من مواطنيه، وبسببه هو وأمه واخوته استشهد كثيرون، أشار البعض على القائد بأن يرسلهم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حيث لا يعرفهم أحد هناك. ولما كان أرمانيوس غائباً في بلدة شبرا، فقد أُرسلوا إلى هناك. وبعد أن عذبهم عذاباً مؤلماً بخلع أسنانهم، ألقاهم جميعاً في السجن حيث ظهر لهم رئيس الملائكة ميخائيل للمرة الثانية، وشجعهم وشفى أجسادهم. وفي الصباح دُهش الجند وكل جمهور الشعب، إذ لم يروا علامة واحدة من الجراحات على أجسادهم. صرخت الجماهير تُعلن إيمانها بالرب يسوع، فأمر الوالي بذبح الجماهير. وضع الوالي القديسة رفقة وأولادها على أسرّة من حديد وأوقد ناراً تحتهم، ولم يُصب أحد منهم بشيء، بل أرسل الله مطراً بعد ثلاث ساعات أطفأ النيران، واعترف جمهور غفير بالسيد المسيح واستشهدوا. لم يتحرك قلب الوالي بل ازداد عناداً وأمر بتقطيع أعضاء هؤلاء القديسين ووضع خلّ وجير عليهم. فظهر لهم رئيس الملائكة للمرة الثالثة وأنار حولهم وشفاهم. ألقاهم الوالي في السجن مقيّدين بسلاسل فسمعوا صوتاً يقول: “جهادكم قد اقترب، وها أنا أعددت لكم أكاليل الحياة”. أمر الوالي بصلبهم منكسي الرؤوس، ثم وضعهم في خلقين (برميل)، فانقلب الخلقين بالزيت المغلي على الجنود المكلفين بتعذيبهم فماتوا. أمر بقطع رؤوسهم وطرح أجسادهم في البحر. الاهتمام بأجسادهم الطاهرة أُعلن لرجل مسيحي ثري من نقرها من أعمال البحيرة، بواسطة رؤيا أن يحفظ هذه الأجساد، فقدم للجند بعض المال وأخذ الأجساد منهم، وحفظها عنده حتى زال الاضطهاد. إذ حلّ الخراب بمدينة نقرها نقل المؤمنون الأجساد إلى مدينة ديبي في كنيسة الشهيد مارمينا، وظلت هناك حتى نُقلت إلى سنباط. وكانت تُسمي سنبموطية أو سنابيط، نسبة إلى حاكمها الروماني سنابيط. ومازالت هذه الأجساد الطاهرة في الكنيسة التي بُنيت على اسمهم ببلدة سنباط مركز زفتى محافظة الغربية. وكان استشهادهم في اليوم السابع من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم الأسقف | الولادة: – الوفاة: 422 دعى الأسقف إبراهيم أو ابراميوس Abraames, bishop of Carrhae. تحتفل الكنيسة الغربية بعيده في 14 من شهر فبراير؛ حياته تعلن وحدة الحياة المسيحية دون ثنائية، فقلبه النقي يميل إلى العبادة بلا حدود، يحب الوحدة ليلتقي بعريسه السماوي، دون انغلاق نحو النفوس مقدماً حياته مبذولة من أجل الكرازة بالحق. ولد ببلدة Cyrrlus بسوريا، تاق لحياة التكريس للعبادة فعاش كمتوحد، وكان قلبه يزداد غيرة على خلاص كل نفس، لهذا التزم بالحب أن ينزل إلى قرية بجبل لبنان كل سكانها وثنيون. وفي اتضاع عمل كبائع فاكهة حتى يقدم حباً لكل من يلتقي به، وإذ اكتشفوا أنه مسيحي أساءوا معاملته جداً وصاروا يقاومونه …. لكنه احتملهم بصبره ووداعته. بالكاد خلص من موت كانوا يعدونه له، وفي محبته لهم كان يقترض مالاً ليدفعه لجابي الجزية ليفتدي الفلاحين الذين يتعرضون للسجن بسبب عجزهم عن الإيفاء بالجزية، فربح القرية كلها، وأقام معهم ثلاث سنوات يعلمهم ويتلمذهم فأحبوه جداً وتعلقوا به، ولكنه في حبه للوحدة دبّر لهم سيامة كاهن وانطلق إلى البرية. سيامته أسقفاً لم يكن ممكناً أن يبقى كثيراً في البرية فقد توافد الكثيرون إليه يطلبون إرشاده، وأخيراً سيم أسقفاً على Carrhae بالمصيصة “ما بين النهرين”، فكان الأب الروحي الأمين في التزاماته الأسقفية مع سلوكه بحياة رهبانية زاهدة حتى تنيح عام 422 م في القسطنطينية، إذ قيل أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير كان يحبه جداً ويكرمه فاستدعاه إلى العاصمة وأكرمه، وقد احتفظ بثوب له من المسوح كان يرتديه الإمبراطور في أيام معينة تكريماً لهذا الأب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم المتوحد القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد الرهبان الباخوميين، تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 30 بابه. ولد بمنوف من أسرة متدينة تقية وغنية، فنشأ زاهداً في كل شيء…. وإذ كبر انطلق إلى اخميم بصعيد مصر ومنها إلى حيث القديس باخوميوس الذي كاشفه باشتياقات قلبه، فاختبره وألبسه زي الرهبنة. عاش هذا القديس 23 سنة في الدير يمارس حياة الشركة بتقوى ومحبة شديدة لاخوته الرهبان، وإذ كان يتوق لحياة الوحدة سمح له القديس باخوميوس أن ينفرد في مغارة خارج الدير. عاش زاهداً للغاية، يعمل بيديه شباكاً لصيد الأسماك يبيعها أحد المؤمنين ليشتري له فولاً، ويتصدق بالباقي، فكان طعامه اليومي قليلا من الفول المبلول كل مساء، أما ثوبه فتهرأ ولم يقتن آخر بل كان يلبس قطعة من الخيش إذ لم يكن يلتقي بأحد، ولا يخرج من قلايته إلا للتناول مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات. إذ شعر أن أيامه قد أوشكت على النهاية أرسل للقديس تادرس تلميذ القديس باخوميوس الذي كان يحبه جداً، وصليا معاً ليرشم نفسه بعلامة الصليب وتنطلق نفسه.! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم القيدوني | الولادة: – الوفاة: – روى لنا القديس أفرام السرياني قصة ناسك يدعى إبراهيم أو أبرام أو إبراميوس القيدوني Abraham of Kidunaia ، وكان معاصراً له من وطنه، أحبه جداً لنسكه مع اتساع قلبه بالحب وشوقه لخلاص كل نفس، كثيراً ما كان يزوره ويتحدث معه. وقد جاءت القصة مشابهة لقصة تاييس لأناتول فرانس التي كتبها بعد أحداث هذه القصة بقرون طويلة. تحتفل الكنيسة الغربية بعيده في 16 مارس. حداثته ولد إبراهيم في مدينة الرها أو أحد ضواحيها، وقد دعي “القيدوني” نسبة إلى قرية قيدون بجوار الرها، من بيت كريم كثير الغنى، هذبه والداه بالثقافة والفلسفة مع التقوى والورع. عافت نفس الفتى كل غنى هذا العالم ومباهجه، وإذ أدرك والداه تقشفه الزائد وميله للعزلة إذ كان يقضي أوقاته في العبادة مع الدراسة والتأمل خشي أن يتركهما ابنهما المحبوب لديهما إلى الحياة النسكية فألزماه بالزواج. ومن أجل حيائه وتقواه لم يستطع مقاومة والديه، فوجد نفسه قد ارتبط بعروس في الكنيسة. بقى الوالدان يقيمان الحفلات لمدة أسبوع كأهل زمانهم من أجل زواج ابنهما…. وقبل أن يتعرف الشاب على عروسه تسلل ليلاً واختفى. صار الكل يبحث عنه حتى وجدوه بعد 17 يوماً مختفياً في مغارة خارج المدينة. حياته النسكية عبثاً حاول السعاة أن يردوه إلى البيت إذ وضع في قلبه أن يعيش بتولاً، يمارس الحياة النسكية والتعبدية….. (لا نعرف ما موقف عروسه إذ لا يليق به أن يتركها دون موافقتها). قيل أنه بنى المغارة بالطوب ولم يترك إلا طاقة صغيرة يتناول منها طعامه، وعاش في المغارة يمارس العبادة الملائكية مع جهاد ضد قوات الظلمة. إن كان إبراهيم قد هرب من العالم وملذاته واهتماماته لكنه بقلب متسع بالحب لله والناس، لهذا تحولت مغارته إلى سّر بركة لكثيرين، فصارت ملجأ لكل حزين ومتألم ومريض، يجد الكل فيه قلباً محباً ونفساً ملتهبة بالروح، يسند كل القادمين إليه. أفرام الكاهن فرح أسقف الرها بهذا الناسك الذي صار بركة للمدينة وتعزية للكثيرين، وسّر بناء روحي لنفوس كثيرة…. وإذ كان الأسقف متألماً بسبب أهل “بيت قيدون Beth – Keduna ” في ضواحي الرها، إذ كانوا وثنيين قساة القلب لا يستجيبون لأي عمل كرازي، ألّح على إبراهيم أن يقبل السيامة كاهناً ليخدم بين هذه النفوس. أمام محبته لخلاص كل نفس قَبِل السيامة وانطلق إلى المدينة وسط الوثنيين الذين عاملوه بقسوة، حتى ضرب أكثر من مرة وألُقى بين القاذورات حاسبين أنه مات…. وكان إذ يسترد أنفاسه يعود إليهم ثانية ويتحدث معهم عن إنجيل المسيح…. وبعد ثلاثة أعوام إذ رأوا صبره ووداعته وقداسة سلوكه آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا. التف الكل حوله وتحولت المدينة إلى مقدس للرب…. وفرح الأسقف جداً، لكن فجأة إذ اطمأن الكاهن عليهم اختفى راجعاً إلى مسكنه، فبكاه الكل…. وسام لهم الأسقف كاهناً يرعاهم. مع مريم ابنة أخيه قيل أنه بعد عودته إلى مغارته مات أخوه وترك ابنة يتيمة الأب والأم تدعى مريم، كانت في السابعة من عمرها…. فاستأجر لها موضعاً بجواره وكان يهتم برعايتها ويدربها على تلاوة المزامير والحياة المقدسة في الرب، فتقدمت في الفضيلة وأحبت الحياة النسكية ممتثلة بعمها الأب أفرام. استطاع أحد الشبان أن يخدعها حتى سقطت معه في الخطية، وإذ خشيت الالتقاء مع عمها هربت بعيداً وتحولت إلى حياة الدنس والنجاسة بعنف. بكاها القديس إبراهيم كثيرا، وكرّس صلوات ومطانيات وأصوام من أجل خلاصها…. وأخيراً إذ عرف مكانها تخَفى في زي آخر والتقى بها حتى لا تهرب منه…. وبروح الوداعة مع دموع غزيرة ردها إلى التوبة، فرجعت معه مملوءة رجاءً مع انسحاق قلب، وقضت بقية حياتها تمارس التوبة مع نسك شديد. أما هو فإذ ردّ ابنة أخيه لم يبق كثيراً بل أسلم روحه الطاهرة في يدي الرب. قال عنه كاتب سيرته: “لم يُر قط ضاحكاً، بل كان يتطلع إلى كل يوم أنه يومه الأخير. مع هذا فكان محياة نشيطاً، كامل الصحة وقوي البنية كما لو كان لا يمارس حياة التوبة”. حياته صورة حيّة لتكامل الفكر النسكي مع التهاب القلب بالحب الإنجيلي، والتحام الحياة التأملية بالكرازة، واهتمام النفس بخلاصها خلال حبها لخلاص الكل. كتب مار إبراهيم صلوات وأدعية ضُم بعضها إلى كتاب “الأجبية” السرياني، أي صلوات الرهبان السبع. وقد نظُمت أناشيد سريانية كثيرة مستوحاة من توبة ابنة أخي مار إبراهيم، منها مرقاة أو سيبلتو (منظومة سريانية ملحّنة) لمار أفرام السرياني، قام بترجمتها إلى العربية غبطة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عواص، جاء فيها: “مبارك هو المسيح الذي يفتح باب رحمته للخطاة التائبين، ألا فلأتنهد باكية على حياتي! الويل لي، ماذا أصابني؟ وكيف سقطت؟ يارب ارحمني …. لقد اختارني ابن الملك (السماوي) ودعاني لأفرح بوليمته، إلا أنني فضّلت فرح البشر. فيارب ارحمني. ويلاه! فإن الدير الذي اتشحت فيه بالاسكيم الرهباني يندبني الآن، وإن الشيخ الذي ألبسني الاسكيم ينتحب عليّ بحزن عميق، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟! لقد نزعت عني الاسكيم المقدس، وارتديت حلة زانية…. الويل لي…. يارب ارحمني…. لقد نسيت مطالعة الكتب المقدسة، فالويل لي. وأبدلتها بصوت مزمار منكر. فيارب ارحمني. ويلاه! فقد كنت حمامة طاهرة ووديعة، وسقطت بين شدقي إبليس، وصرت له لقمة سائغة، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟ ….! أيها العليّ الذي طأطأ سماء مجده ونزل إلى الأرض لينقذ الغرقى أمثالي، انتشلني من هوة الظلام التي سقطت فيها، آه ارحمني يارب. السماء والأرض ترجوانك من أجلي يارب” …. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم روفائيل الطوخي بك | الولادة: 1836 الوفاة: 1904 لاهوتي شهير ولد ببلدة طوخ الناصرى من أعمال المنوفية عام 1836، تنقل في دوائر الحكومة ووظائفها الحكومة حتى عُيّن مستشاراً في محكمة الاستئناف الأهلية، وتوفى بالقدس في خميس العهد 29 برمهات 1620 ش الموافق 7 أبريل 1904 م. كان عضوا في المجلس الملي الأول عام 1873م. وضع ستة مؤلفات دينية في مواضيع مختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤذورس الرومي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل أسطير في زمان الملكين مكسيميانوس ودقلديانوس اللذين لما بلغهما أن هذا القديس لا يعبد الأوثان استحضراه وعرضا عليه عبادة الأوثان فلم يقبل، فوعداه بجوائز كثيرة فلم يذعن لقولهما. عذباه بالهنبازين وبتقطيع أعضائه وحرق جسمه بالنار وضربه بالسياط، وكان صابراً على هذا جميعه حباً في السيد المسيح الذي كان يرسل ملائكته فيعزونه ويقوونه. أخيراً قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة، وقد نقل جسده في مثل هذا اليوم من مدينة اماسيا إلى نيسس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤضوطس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف مدينة قورنثية التي في جزيرة قبرص. وقد عُذِّب كثيراً أيام الاضطهاد، وذلك أن يوليوس المتولي على هذه الجزيرة من قِبَل دقلديانوس قد استحضر هذا القديس وطلب منه أن ينكر المسيح ويقدم البخور للأصنام، وإذ لم يذعن لأمره عراه من ثيابه وضربه ضرباً شديداً موجِعاً بسياط من جلد البقر، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط من حديد ثم سمر جسمه بالمسامير وجروه إلى الحبس. فمكث في الحبس إلى أن هلك دقلديانوس وتملك البار قسطنطين، فأطلقه مع جملة المحبوسين، فعاد إلى كرسيه ورعى رعيته التي أؤتمن عليها إلى أن تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤغنسطا القديسة | الولادة: – الوفاة: – يبدو أنها هي القديسة نينو العذراء (رسولة جورجيا). قصة فتاة أسيرة استطاعت بالحياة المقدسة التقوية أن تكسب الكثيرين للإيمان بالسيد المسيح، في محبة واتساع واتضاع. إذ مات الإمبراطور ثيؤدوسيوس سنة 395م استلم أركاديوس الشرق وهونوريوس الغرب فأرسل إليهما الملوك من كل بقعة هدايا، من بينهم حاكم الرها بسوريا أرسل إلى الملكين يهنئهما. وإذ عاد الرسل من روما يحملون شكر هونوريوس ومعهم هداياه أيضاً إلى حاكم الرها اجتازوا قرية بجوار روما بها دير للعذارى يُسمى أغاثونيكا، حيث وجدوا عذراء منفردة خارج الدير تسمى ثاؤغنسطا، أُعجبوا بها فخطفوها ليقدموها جارية لسيدتهم الملكة. صارت الراهبة المسبية تمارس عملها ببهجة قلب ورضى، فأنجح الرب طريقها، ووهبها نعمة في عيني الملكة فأقامتها رئيسة على العاملين والعاملات بالقصر، أما هي فكان قلبها متعلقاً بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم. شفاء ابن الحاكم وزوجته تعرض ابن الحاكم لمرض شديد أزعج كل من بالقصر، وقد فشلت كل إمكانيات الأطباء والسحرة، أخيراً طلبت الملكة أن تستدعي ثاؤغنسطا الرومية لتصلي عليه، إذ كانت تشعر أنها إنسانة تقية متعبدة لله، وبالفعل جاءت القديسة وبسطت يديها على شكل صليب وطلبت من الله أن يتمجد في هذا الابن الوحيد لأجل خلاص الكثيرين. وإذ انتهت القديسة من صلاتها فتح الصبي عينيه وقفز من سريره، فدهش الحاضرون. أراد الوالي مكافأتها فحررها من العبودية، وأعطى لها مسكناً منفرداً كطلبها، أقامت فيه تتعبد لله بلا انقطاع، وتطلب من أجل خلاص المحيطين بها. لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى مرضت زوجة الحاكم فطلبت ثاؤغنسطا لتصلي من أجلها، ووهبها الله نعمة الشفاء. عندئذ فاتحت الزوجة رجلها انه يلزم قبول الإيمان بالسيد المسيح الذي تتعبد له ثاؤغنسطا لكنه خشيّ ثورة الجماهير ضده. إيمان الحاكم انطلق الحاكم مع رجاله إلى البرية ليصطاد لكن سحابة سوداء باغتتهم وهبت ريح عاصف بعدها فقدوا الطريق، وأحس الكل أن الهلاك يحلّ بهم لا محالة. عندئذ تذكر الحاكم ثاؤغنسطا وكيف تلتجئ إلى المسيح المصلوب وترشم ذاتها بعلامة الصليب فتنال قوة إلهية. صرخ الوالي طالباً من السيد المسيح أن ينقذه، وإذا به يرى علامة صليب من نور تتقدمهم وتهديهم حتى دخلت بهم إلى المدينة. استقبله شعبه بشغف شديد إذ خشوا عليه أن يكون قد ضل الطريق، أما هو فروى لهم ما حدث معه ومع رجاله، ففرح الكل ومجدوا الله. استدعوا القديسة ثاؤغنسطا كي تبشرهم بالإيمان، فتهللت جداً وطلبت من الوالي أن يرسل إلى هونوريوس ليرسل كاهناً تقياً. لعلها اختارت هونوريوس ملك روما لكونها من روما، أو لأن الشرق قد ملك عليه ثيؤدوسيوس الصغير بعد موت أركاديوس سنة 408م وكانت له ميول أريوسية، أو لمعرفتها هونوريوس واهتمامه بالعمل الكرازي. اختيار ثاؤفانيوس الحبيس للخدمة أرسل الحاكم إلى هونوريوس الذي فرح للغاية، وانطلق إلى راهب حبيس كان يحبه ويطلب مشورته، وإذ عرف ما للراهب من اتضاع حدثه أولاً عن الالتزام بالكرازة وعندئذ أراه رسالة الحاكم وطلب منه ألا يستعفي من خدمة كورة ابنوارس بالرها حيث يقيم هناك الحاكم وثاؤغنسطا. سيم الحبيس الناسك قساً، وأخذ معه رسائل وهدايا من الملك، وهناك التقى بالقديسة ثاؤغنسطا الذي طوبها على جهادها، وصار يكرز مجاهداً. سيم ثاؤفانيوس أسقفاً على إيبارشية ابنوارس بالرها كطلب الوالي والشعب، وكان الله يعمل به بقوة، إذ تزايد عدد المؤمنين من يومٍ إلى يومٍ. الراهبة ثاؤغنسطا الأم كانت القديسة ثاؤغنسطا اليد اليمنى للأسقف في الكرازة للنساء وخدمتهن. وإذ كانت المؤمنات يتعلقن بها جداً التف حولها كثير من العذارى، حيث أقيم لهن دير لتعيش الأم ثاؤغنسطا معهن في حياة ملائكية. لم تعش طويلاً في الدير إذ سمح لها الرب بمرض لتتنيح في السابع عشر من شهر توت حيث يُحتفل بعيد الصليب المجيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤفيلس الراهب القديس | الولادة: – الوفاة: – كان ابن ملك إحدى جزائر رومية ولم يكن له ولد سواه فربًّاه أحسن تربية وهذًّبه بالآداب المسيحية. ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة قرأ رسائل بولس فوجد في رسالته إلى العبرانيين مكتوباً هكذا: “أنت يارب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى، وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى” (عب1: 1-32). وقرأ في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: “حسن للرجل أن لا يمس امرأة، ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها، لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا، وأظن أنا أيضاً عندي روح الله” (1كو7: 1 و2 و7 و40). وقرأ أيضاً في الإنجيل المقدس قول سيدنا: “إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبِع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالَ اتبعني” (مت19: 21). فترك بيت أبيه وكل ماله وخرج متنكراً وصار يتنقل من دير إلى دير إلى أن وصل إلى الإسكندرية، ومنها مضى إلى دير الزجاج. فلما رآه القديس بقطر رئيس الدير علم من النعمة التي فيه أنه من أولاد الملوك، فتلقاه ببشاشة وباركه ثم استخبره عن أمره فأعلمه به، فتعجب الأب ومجَّد الله وقَبِله في الدير، ولما رأى نجاحه في الفضيلة ألبسه الإسكيم المقدس. وبعد عشر سنين من ذلك أتى جند من قِبَل أبيه وأخذوه رغمًا عن رئيس الدير. فلما وصل إلى أبيه لم يعرفه لأن النسك كان قد غيَّره، فعرَّفه القديس بنفسه ففرح كثيراً بلقائه، وشرع القديس في وعظ أبيه مبيناً له حالة الموت والحياة وهول الدينونة وغير ذلك حتى أثَّر كلامه في قلب والده. فنزع التاج عن رأسه تاركاً الملك لأخيه وذهب هو وامرأته والقديس ثاؤفيلس ابنهما إلى دير الزجاج حيث ترهب وأقام مع ولده، أما والدة القديس فقد ترهبت بدير الراهبات. وقد عاش الجميع بالنسك والعبادة وعمل الفضائل إلى آخر أيامهم. ولما أكملوا جهادهم الصالح تنيحوا بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤفيلس وزوجته الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا من الفيوم في أيام الإمبراطور دقلديانوس. وحدث أن بعضهم وشى بهما عند الوالي أنهما مسيحيان، فاستحضرهما الوالي وسألهما اعترفا بالسيد المسيح، فأمر أن تحفر حفرة عميقة ويلقيان فيها ثم يردم عليهما بالحجارة. وهكذا نفذ الأمر ونالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وجد أربعة شهداء معروفون باسم داسيوس، أهمهم جندي روماني من مدينة دوروستورم Durostorum للدولة ببلغاريا، وقع عليه الاختيار في سنة 303م أثناء الاحتفالات السنوية التي تُدعى Feast of Saturnalia بتقديم البخور لتماثيل الإمبراطور، كجزءٍ من طقس الاحتفال. رفض داسيوس الطلب قائلاً: “إنني سأموت في كل الأحوال، فالأفضل لي أن أموت في الإيمان المسيحي”. حاول القائد إقناعه بضرورة التبخير مذكراً إياه بالتزامه كجندي روماني بطاعة رؤسائه، ولكن داسيوس ظل صامداً ومصمماً على رفضه، فقُطعت رأسه وبهذا نال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داكيوس وبقطر وإيريني ورفقاؤهم الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان الشهداء بقطر وداكيوس وإيريني العذراء ومن معهم من رجال ونساء وعذارى في زمان الملك قسطنطين الكبير. ولما ملك يوليانوس الجاحد قتل عدداً كبيراً من المسيحيين ومنهم هؤلاء الشهداء. وقد وردت أسماءهم تحت اسم “الشهيد بقطر”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داماسوس الأول أسقف روما | الولادة: 304 الوفاة: 384 نشأته وُلد داماسوس في روما، ويبدو أن والده أنطونيوس كان من أصل أسباني وكان قساً في روما. وقد خدم ابنه داماسوس شماساً تحت رعاية سلفه الأسقف ليبريوس Liberius (352 – 366م). إلى فترةٍ كان داماسوس يسند فيلكس الذي يبدو أنه كان أريوسياً، وكان مقاوماً للأسقف وإن كان فيلكس اصطلح مع ليبريوس قبل نياحته بمدة قصيرة. اختياره لأسقفية روما لم يتزوج داماسوس، وفي سن الستين اختير أسقفاً لروما. بعد نياحته الأسقف ليباريوس في سبتمبر 366م بسبعة أيام أعلن فريق فيلكس داماسوس أسقفاً على روما، وذلك في لوسينا Lucina، بالرغم من معارضة البعض الذين كانوا يبغضون ترشيح أي شخصٍ آخر غير الشماس يورسينوس Ursinus (Ursicinus) لهذا المنصب. فقد اجتمع فريق ليباريوس في بازليكا جوليان واختاروا يورسينوس. يجد المؤرخون صعوبة في التحقق من الصراع الذي قام بين الفريقين، لأن أغلب التفاصيل مستقاة من أعداء داماسوس. حدث اضطراب شديد في روما وعنف، حيث قُتل أكثر من مائة شخص. فقامت السلطات الإمبراطورية بنفي يورسينوس. لكن سمحت له بالعودة في السنة التالية (367م)، فتجدد العنف. أُستبعد يورسينوس للمرة الثانية وسُمح له ولأتباعه أن يستقروا في شمال إيطاليا. حاولت نفس المجموعة مضايقة داماسوس حتى اتهموه بالزنا، فاضطر أن يقف أمام الإمبراطور جراتيان Gratian ومجمع الأساقفة للدفاع عن نفسه، وظهرت براءته، لكن استمرت المقاومة عنيفة ضده إلى حوالي عشرة سنوات. مقاومته للبدع قاوم بعض البدع والهرطقات التي ظهرت في زمانه. كان يمثل قوة في مقاومة الأريوسية، وقد تمتع بمساندة صديقه الحميم البابا السكندري بطرس في لصق وصمة الأريوسية بميليتوس أسقف أنطاكية ويوسابيوس القيصري، اللذين كان يساندهما القديس باسيليوس الكبير، وفي إدانة أبوليناريوس الذي أنكر أن للسيد المسيح نفساً بشرية (سوزمين 6:25). وفي عام 380 أعلن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول أن المسيحية كما يشهد بها داماسوس وبطرس هي ديانة الدولة. استبعد أسقفين أريوسيين في Illyricum عام 369م، أما جهوده ضد أكسينتيوسAuxentius أسقف ميلان فباءت بالفشل حتى مات الأسقف واحتل القديس أمبروسيوس مكانه عام 374م. أدان أتباع لوسيفر الثائر Lucifer of Cagliari، وقاوم الذين أنكروا لاهوت الروح القدس. أسقفية روما بذل داماسوس جهوداً في تدعيم مركز أسقفية روما. وهو أول من استخدم تعبير “الكرسي الرسولي” لروما باستمرار. يعتبر البعض أن جهوده لها أهميتها في ظهور فكرة “الباباوية الرومانية” مع جهود أنوسنت الأول ولاون الأول. علاقته بسكرتيره الخاص القديس جيروم بدأت مراسلاته مع صديقه الحميم وسكرتيره القديس جيروم عام 376م، ولم تتوقف حتى نياحته عام 384م. شجع سكرتيره على دراساته الإنجيلية. إذ قام القديس جيروم بترجمة عظتين لأوريجينوس عن سفر نشيد الأناشيد وجَّه المقدمة إلى الأسقف داماسوس. وأيضًا وجَّه إليه مقدمات ترجمة الفولجاتا للعهد الجديد. توجد ست رسائل للقديس جيروم موجهة إليه. فقد بعث إليه الأسقف داماسوس عدة أسئلة كتابية خاصة بالعبارات الصعبة في الكتاب المقدس (رسالة 35). وقدم القديس جيروم إجابات على ثلاثة أسئلة وأشار إلى البابا أن يرجع إلى كتابات ترتليان ونوفاتيان وأوريجينوس بخصوص سؤالين آخرين. كما اشتاق القديس جيروم أن يقدم له ترجمته لعمل القديس ديديموس الضرير عن الروح القدس، لكن الموت أوقف رغبته. جاء في رسائل القديس جيروم له: [مع أن عظمتك ترعبني، فإن حنوّك يجتذبني. أطلب من الكاهن حفظ الذبيحة، ومن الراعي الحماية اللازمة للقطيع.] (رسالة 2:15 عام 376 أو 377م). أعماله أرسل مندوبيه لحضور المجمع المسكوني الثاني الذي عقد سنة 381م في القسطنطينية. ويقول عنه القديس جيروم أنه: “كان قدوة في حياته، وكان مستعداً للوعظ دائماً دفاعًا عن الإيمان المستقيم”. من أعماله أيضاً اهتمامه بأجساد القديسين والشهداء ومقابرهم. علاقته بالقديس باسيليوس الكبير كانت علاقته بالقديس باسيليوس سيئة بسبب سوء الفهم بينهما بخصوص التعبيرات اللاهوتية الخاصة بالثالوث القدوس. هذا بجانب مساندة داماسوس لمطالب بولينوس أسقف إنطاكية ضد ميليتوس الأسقف المحبوب لدى باسيليوس. بعد نياحة القديس باسيليوس (379) وميليتوس (381) استمر داماسوس في مساندة بولينوس ضد فلفيان Flavianus خلف ميليتوس، ولم يصطلح مع الأخير إلا مؤخراً (سقراط15:5). رسائله وأعماله الكتابية توجد مجموعة من رسائله، وإن كان البعض يشك في أصالة بعضها. تُسمى رسالته الرابعة “طومس داماسوس” وهي عبارة عن ملخص للأخطاء الخاصة بعقيدة الثالوث القدوس وشخص السيد المسيح، سجلها مجمع روماني في عام 382م وأرسلت إلى بولينوس أسقف أنطاكية. ربما وضع داماسوس الثلاثة أجزاء الأولى من Decretum Gelasianum عن الروح القدس وتقنين الكتاب المقدس والكرسي الروماني كمصدر سلطة. لكن العمل ككل هو نتاج جنوب الغال في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس. ينسب القديس جيروم في رسالته 22:22 لداماسوس أعمالاً عن البتولية وهى حالياً مفقودة. كما كتب عنه: “ذاك الرجل المشهور، المعلم البتول للكنيسة البتول”. في العصور الوسطى نُسب إليه خطأ أنه واضع Liber pontificalis. وأخيرًا تنيح بسلام سنة 384م وله من العمر 80 سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دانيال الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً استشهد في فارس Persia يوم 21 فبراير في السنة الخامسة الثلاثين من حُكم سابور Sapor التي هي سنة 344م، واستشهدت معه عذراء اسمها كالديي Chaldee التي تعني وردة Rose. وكان استشهاده بعد خمسة أيام من التعذيب وثلاثة شهور من الاستجواب والتحقيق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ضالوشام الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – نشأتها في مدينة أخميم كانت هناك أسرة فقيرة مادياً ولكنها غنية بالسيد المسيح، الزوج اسمه موسى والزوجة تدعى ياشمنوفا. انتقل الزوج تاركاً هذه الأسرة لترعاها عناية السماء. ترك ابنه الشاب اسمه باخوم يبلغ من العمر ثماني عشر عاماً يعمل ويكدّ لينفق على الأم والأخت الطفلة ضالوشام. كانت الأسرة مواظبة على الكنيسة، تحب الله من عمق القلب، فتشرّبت ضالوشام حياة الإيمان منذ نعومة أظافرها. اضطهاد باخوم حين أعلن الإمبراطور دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين، أرسل جنوده في كل مكان يبحثون عن الذين يعترفون بالسيد المسيح، فقابلوا الشاب باخوم الذي كان مملوء قوة وإيماناً، فاعترف دون خوف أو تردّد أنه مسيحي. ربط الجنود رأسه بحجر كبير حول رقبته وجرّوه وقالوا له في استهزاء: “إن كان إلهك قوياً فليخلصك من هذا العذاب”. أما باخوم فأخذ يصلّي لكي يثبته الرب في الإيمان، فلما سمعت والدته وأخته الصغيرة البالغة من العمر ثمانية أعوام ذهبتا إلى الوالي لكي تعترفا معه. لما وصل الجنود أمام الوالي تم فك الحجر الكبير من باخوم المجاهد، ووقف باخوم أمام الوالي وكذلك كانت والدته وأخته قد وصلتا. وحينما وقفت هذه الأسرة الفقيرة أمام الوالي تعجّب كثيراً لأنهم فقراء مادياً، فأغراهم بالمال ولكنهم رفضوا كل غنى لأن غناهم هو المسيح، فأمر الوالي بضرب باخوم بسياط البقر حتى سقط على الأرض مثل ميت. شجاعة الطفلة الصغيرة ضالوشام لما رأت الطفلة الصغيرة ضالوشام ما حدث لأخيها للحال تشجّعت وقالت للوالي: “أنا مسيحية”، فهدّدها وقال لها محذراً أنه سيفعل بها مثلما فعل بأخيها، وأخذ يغريها بالمال وبإحضار ملابس غالية الثمن عوضاً عن الملابس والخرق البالية التي على جسدها، فرفضت هذه الفتاة الصغيرة سناً الكبيرة في إيمانها وقالت له: “إن الرب يسوع هو سترة جسدي ويسعدني أن أكون متشبهة به حينما كان مقمطاً بخرق في مزود البقر”. تعجّب الوالي لشجاعة هذه الطفلة واشتعل غيظاً وأمر الجنود بضربها مثل أخيها بدون شفقة أو رحمة، فوقعت على الأرض فاقدة الوعي وللحال أُضيء المكان بنور سماوي وإذ برئيس جند الرب ميخائيل يقف وسطهما ويرشمهما بعلامة الصليب المقدّسة وشفاهما من كل جراحاتهما. لما رآهما الوالي بلا أي جروح اندهش وتعجّب وقال لهما في مكر شديد: “إن آلهتي قد وقفت بجانبكما، والآن خذا هذه الثياب الجميلة وقدّما بخور للآلهة كي تعفو عنكما”. فقالا له: “نحن لا يغرينا أي شيء من متع العالم، فنحن أغنياء جداً بالمسيح. نحن ننظر إلى الأمور الأبدية التي لا ترى، لا يهمنا أي تعذيب ولا يفرقنا شيء عن السيد المسيح، فافعل بنا ما تريد”. وللحال أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر ضالوشام وكذلك تحت جنبيها بلا رحمة حتى تحترق من شدة النار، وأكملوا هذا العمل بتقييدها بسلاسل حديدية وألقوها في وعاء كبير به ماء مغلي وتحته نيران مشتعلة. كذلك الشاب باخوم استخدموا ضدّه عذابات كثيرة، ولكن ملاك الرب أنقذهما وهما يسبحان الله. أخيراً أمر الوالي بقطع رقبتهما ونالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| طاتباني الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – شوق نحو الإكليل في مدينة روما التهبت نيران الاستشهاد عام 226م على يد الملك الشرير الكسندروس قيصر. سمعت هذه العذراء فالتهب قلبها شوقاً نحو التمتع بإكليل الاستشهاد. انطلقت إلى شوارع روما حيث لاحظت أن أحاديث الناس قد تركّزت في آلات التعذيب، التي يعدّها الملك لمن يعترف باسم السيد المسيح. أما هي فلم تنشغل بذلك بل كان كل ما يشغلها هو التمتع بالإكليل السماوي مهما تكن التكلفة. سارت في شوارع روما تحمل على صدرها صليباً كبيراً، فألقى الجنود القبض عليها، وقيدوها بالسلاسل وقادوها إلى الوالي. لم ترتبك العذراء ولم تخف الملك بل اعترفت بإيمانها أمامه. أما هو فلاطفها كثيراً لعلّه يقدر أن يثنيها عن إيمانها وتقوم بتقديم الذبائح والبخور للأوثان. حوار مع الوالي لم تجد الملاطفة مع هذه العذراء الراسخة في إيمانها، بل حسمت الأمر بقولها. إني لن أتزعزع أبداً عن عبادة الله مخلّصي، بل أقدّم ذبيحة الشكر للّه العظيم، خالق الكل، ومخلّص الجميع. إني أتمسك بعبادته وحده إلى الأبد. إنك بهذا الإصرار يا طاتباني إنما تُعرّضين نفسك لعذابات شديدة، وتجتازين غضبي. ولن يستطيع أحد أن يخلّصك من يدي، سوى طاعتك لأوامري، وتنازلك عن عنادك، وسجودك للآلهة. بهذا تريحين نفسك، وأُطلق سراحِك. أتظن يا أيها القاسي القلب أني أفزع من عقوباتك وأنا مؤمنة بأن إلهي الصالح يُقوّيني، ويرسل لي عوناً من قدسه حسب عِظم معونته، إنني أعلم أنه ليس لك سلطان إلا على جسدي وحده، فافعل به ما يحلو لك. أما نفسي فليس لك عليها سلطان. وأنا مستعدة لاحتمال أي عذاب يؤهلني أن أستريح مع العذارى الحكيمات. تعذيبها قاست هذه العذراء الكثير على يديّ الوالي، فأمر بتمزيق جسمها النحيل بأمشاط حديدية، وسال دمها على الأرض. أما هي فكانت في صبر تشكر الله إلهها الذي أهّلها أن تنال بركة الألم من أجل اسمه. بينما كانت الدماء تسيل من جسمها ألقاها الجنود في سجن مظلم لكي تموت هناك. كانت العذراء تصلي والدم ينزف من جسمها، فظهر لها ملاك الرب وأعطاها السلام وشفى جراحاتها. في الغد جاء إليها أحد الجنود لكي يحمل للملك البشارة بموتها، لكنه دُهش إذ رآها تقف للصلاة، ولا تحمل أي آثار للجراحات. تطلّع إليها فلاحظ علامات السلام الداخلي والفرح تعلو على ملامحها. صرخ الجندي معترفاً بإله هذه القديسة، وإذ سمع المسجونون هذه الصرخة تساءلوا عن السبب، وآمن كثيرون منهم بالسيد المسيح. أمر الوالي بقطع رؤوسهم. صداقة مع الأسد الجائع أراد الوالي أن يجعل من هذه العذراء عبرة لكل من يؤمن بالسيد المسيح، ويرفض عبادة الأوثان. طلب أن يحضروا أسداً ضارياً، ويُترك بلا طعام لمدة ثلاثة أيام، ثم يطلق على هذه العذراء في ساحة الاستشهاد أمام الجماهير ورجال الدولة. جاء الموعد المحدد، وكان الكل يترقب لحظة انطلاق الأسد الجائع ليلتهم هذه العذراء. بينما كان الكل يترقب هذه اللحظة وقفت القديسة تصلي في وسط الساحة وقد وهبها الله نعمة الثبات. وظهر على ملامحها السلام الحقيقي. انطلق الأسد الجائع وقد هزّ الساحة بزئيره وسرعة انطلاقه ليفترس أحداً. لكن صُعق الكل حينما رأوه قد انطلق نحو هذه العابدة لينحني برأسه في خشوع ويُعلق بلسانه قدميها كقطٍّ أليف يود مداعبتها له. صرخ كثيرون معترفين بإله القديسة طاتباني، وأمر الوالي بقطع رؤوسهم. اتهامها بالسحر لم يكن أمام الولاة والقضاة وسيلة لتبرير ضعفهم أمام عمل الله في حياة الشهداء سوى اتهام الشهداء بالسحر. هكذا اتهم الوالي هذه القديسة. أمر الوالي بتجهيز أتون نارٍ ضخم للغاية. وأمر جنديين أن يدفعا بالقديسة في الأتون. أُصيب الجنديان بحروق خطيرة بسبب شدة الحرارة، لكن الله الذي أنقذ الثلاثة فتية من أتون النار أنقذ طاتباني. شعر الوالي بالخزي الشديد، فأمر بقطع رأس القديسة، ونالت إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| طوركواتُس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كانت أول بعثة تبشيرية للكرازة بالمسيحية في أسبانيا في القرن الأول الميلادي تتكون من سبعة رجال قديسين، أرسلهم الرسولان بطرس وبولس. وبحسب التقليد، فإن الرجال السبعة ظلوا متلازمين، حتى وصلوا إلى جواديكس Guadix في غرناطة Granada، حيث عسكروا في أحد الحقول. بينما ذهب خدمهم لشراء طعام، هجم عليهم الأهالي وظلّوا يتتبعونهم حتى وصلوا إلى النهر، وبمعجزة أقام لهم الرب كوبري حجري فوق النهر فعبروا عليه، تقدم الأهالي لعبوره بدورهم ولكنه انهار. بعد ذلك انفصل المُبشِّرون عن بعضهم واختار كل واحد منهم منطقة مختلفة ليكرز فيها، ثم صاروا أساقفة كلٍ على منطقته التي كرز فيها. اختار طوركواتُس جواديكس مكاناً لخدمته، ويقال أن السبعة جميعهم نالوا إكليل الشهادة فيما بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس مطران القدس | الولادة: 1818 الوفاة: 1899 تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في 17 برمهات (1615 ش). رهبنته وُلد بقرية الدابة التابعة لفرشوط محافظة قنا، سنة 1534 ش (1818 م)، من أبوين تقيين اهتمّا بتربيته فسلماه إلى معلم تقي يهذبه ويعلمه. وإذ بلغ الخامسة والعشرين انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليقضي حياته في التأمل والعبادة مع دراسة في الكتاب المقدس وسِيّر القديسين وتعاليمهم، وكان بقلبه المتسع حباً يخدم المرضى والشيوخ. بسيرته المقدسة في الرب اجتذب أنظار الكل إليه، فسيم قساً بعد ست سنوات من رهبنته؛ ازداد فيه الشعور بالمسئولية وضاعف من عبادته وخدمته فزاد تعلق الكثيرين به، وصار موضع إرشاد الكثيرين وتعليمهم. بعد ثلاث سنوات سيم قمصاً، فازداد اتضاعاً وتفانياً، كما قام بشراء بعض الأراضي لحساب الدير. مطران القدس في عام 1571 ش خلا الكرسي الأورشليمي فسيم قمص دير أنبا انطونيوس مطراناً على القدس، تتبعه مطرانية الدقهلية وجزء من الغربية والقليوبية والشرقية. تزايد اجتهاد هذا الأب فكان محباً لكل جائع وعريان ومريض وسجين وغريب، دون تمييز بين مسيحي أو غير مسيحي، يشعر بالالتزام مظهراً محبته نحو كل إنسانٍ. مع وداعته الحانية كان حازماً فعندما ظنّ قنصل الروس انه يستطيع إغراء القبط فيقتني الهيكل الملاصق للقبر المقدس، قائلاً له إنه مستعد أن يرصّ له من الأرض حتى السقف جنيهات ذهبية كثمنٍ له، أجابه المطران: “وكم من الجنيهات يكون هذا؟” وفي زهو قال: “مليونان”، عندئذ ابتسم المطران في هدوء يقول: “أتريد أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطي ونبيع سيدنا بدراهم؟” ولم يعرف القنصل بما يجيب عليه. محبته لأولاده إذ كان الأنبا باسيليوس منطلقاً إلى أورشليم من دمياط، بلغ يافا في الغروب ولم يكن ممكناً أن يكمل الطريق، عندئذ عرض عليه الأرمن أن يبيت في منزلٍ لهم، أما هو فلم يحتمل أن يترك أولاده يبيتون تحت الأشجار حتى الصباح وينام هو في منزل، لذا أصرّ أن يبقى معهم في العراء، فتضايق الكل وخرج بعض عظماء يافا يسألونه أن يقدموا له خدمة، فأجابهم: “إن كنتم تريدون حقاً أن ترضوني، فابحثوا لي عن منزل أشتريه يأويني أنا وأولادي، إذ كيف ينام إنسان على سرير داخل حجرة بينما أحشاؤه في الشارع؟ ولم تمضِ سوى ساعة تقريباً حتى قدموا له بيتاً اشتراه، بات فيه الجميع. مشكلة دير السلطان ادعى الأثيوبيون ملكيتهم لدير السلطان، وبالرغم من مساندة بعض دول الغرب استطاع بجهود مضنية أن يثبت حق الأقباط في الدير. وقد أثار الأثيوبيون في وقتنا الحالي نفس المشكلة باستيلائهم عليه رغم صدور حكم في صالح الأقباط. حبه للبناء والتعمير اتسم عهده ببناء كنائس كثيرة في البلاد التابعة له، وتجديد عمارة البعض، دون أن يتجاهل محبته ورعايته للعائلات الفقيرة بسخاء. بقيّ يجاهد حتى تنيح في 26 مارس سنة 1899 وكان قد بلغ الثانية والثمانين من عمره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باشليلية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديسة باشليلية أو باسيليسا Basilissa في السادس من شهر توت. أُلقيّ القبض عليها وهي في التاسعة من عمرها، وإذ ثبتت على شهادتها لمسيحها قيدوا يديها ورجليها وألقوها في النار، ولكن الله خلصها. وإذ عطشت أنبع الله لها ماءً لتشرب، ثم أودعت حياتها في يد الرب، كان ذلك في أيام دقلديانوس الكافر. استشهادها يعلن عن عمل الله في البشرية بغض النظر عن إمكانياتنا أو سننا أو جنسنا، فبحسب المنطق البشري لا تقدر فتاة في التاسعة أن تحتمل ربما كلمة إهانة أو سبّ، أما هذه الصغيرة فوقفت تُحاكم، وبنعمة الله شهدت لمسيحها الساكن فيها والعامل بها، محتملة العذابات بقوة إلهية ليست من عندياتها. نستطيع أن نرى في حياتها صورة حية لنعمة الله التي تسند النفس وقت الضيق، وتهب تعزيات سماوية ترفعنا فوق الألم. هذه هي خبرة معلمنا بولس الرسول الذي سمع وسط ضيقته: “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (2كو11: 9). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – كان واحداً ضمن المئات الذين تتلمذوا للأنبا يوأنس القصير. وبعد أن قضى السنين الطويلة يجاهد الجهاد الروحي بلا ملل ولا فتور، أوحى إليه ملاك الرب أن يكتب سير آباء الصحراء. فأطاع الوحي الإلهي وأخذ يتنقل في الصحاري ويتوغل في فيافيها، فقابل عدداً وفيراً من الآباء وجلس إلى جانبهم يسألهم عن سيرتهم وتاريخ حياتهم، ثم كتب سيرهم لينتفع بها المؤمنون في كافة البلاد وعلى ممر العصور. ولقد روى بافنوتيوس ما شاهده من الأمور العجيبة، فوصف كيف كان هؤلاء النساك يقتلون شهواتهم وأهوائهم، وكيف كانت الشياطين تشن عليهم الحرب، وكيف أنهم كانوا ينتصرون بنعمة الله الفائضة عليهم، وكانت انتصاراتهم باهرة حتى خالطتهم الملائكة كما خضعت لهم الوحوش الكاسرة وخدمتهم خدمة العبد للسيد. قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الأول صفحة 410. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس أسقف طيبة | الولادة: – الوفاة: – حمل كثير من الرهبان والأساقفة اسم القديس بفنوتيوس Paphnutius أو ببنودة، أشهرهم اثنان: القديس بافنوتيوس الأسقف المعترف الذي حضر مجمع نيقية وكان له دوره الهام في مقاومة الأريوسية، ويعرف بالعظيم بافنوتيوس، أو ببنودة تلميذ الأنبا أنطونيوس؛ والثاني هو القديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الكبير الذي استلم تدبير حياة الرهبان وقد دُعيّ بالشيهيتي. وقد ميّز كتاب “أوليري: قديسو مصر” (بالإنجليزية) بين عشر أشخاص يحملون هذا الاسم. بافنوتيوس أسقف طيبة العليا مصري لجأ منذ حداثته إلى دير بسبير Pispir الذي يبعد عن ضفاف النيل ثلاثة أيام من تل القلزم على الأقدام، متتلمذًا على يديّ القديس العظيم أنبا أنطونيوس لعدة سنوات. إذ فاحت سيرته الفاضلة في الرب، وعُرف عنه حبه للتعليم، أُختير أسقفاً في منطقة طيبة العليا. وفي أيام مكسيميانوس Maximin Daza (306 ? 311م) شريك دقلديانوس ذهب الأسقف إلى أنتينوه (أنصنا) بجوار ملوي وهناك اعترف بالإيمان فقلعوا عينه اليمنى، وأحرقوا جفنه، ونزعوا عصب رجله اليسرى، وأحرقوا عضلات رجله بالنار، وفي هذا كله كان يشهد لمسيحه بفرح وبهجة قلب. وأخيراً أُرسل إلى محجر فينون Phenon بالقرب من البحر الميت حيث بقيّ هناك أربع سنوات يعمل بلا تذمر. إذ انقضى عهد الاضطهاد عاد الأسقف إلى إيبارشيته يمارس عمله الرعوي بقوة، وقد أحبه شعبه جداً، خاصة وأن الله وهبه عطية عمل المعجزات بفيض. حضر مجمع نيقية سنة 325م، وقد كانت آثار العذابات في جسمه موضع تقدير الحاضرين وإعجابهم، وقد أحبه الإمبراطور قسطنطين جداً، وكثيراً ما كان يدعوه إلى القصر ويقبّل مقلة عينه المقلوعة كعضو مقدس. يروي لنا المؤرخون الأولون لاسيما سقراط (1: 11) وسوزومين (1: 23) أن القديس بافنوتيوس تصدّى للمجمع في أمر بتولية الكهنة، أصرّ القديس على الالتزام بالتقليد الكنسي وهو بقاؤهم مع زوجاتهم مع عدم السماح لأحدٍ من الكهنة والشمامسة بالزواج بعد السيامة، وقد وافق المجمع على ذلك. كان القديس بافنوتيوس صديقاً حميماً للبابا أثناسيوس، ومدافعاً قوياً ضد الفكر الأريوسي منكر لاهوت السيد المسيح، لذا كان الأريوسيون لا يطيقونه، بل كانوا يكيلون له المكائد، أما هو فكان قوي الحجة ولطيفاً في نفس الوقت. شغل القديس مركزاً مرموقاً في مجمع صور الذي انعقد سنة 335م برئاسة يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي لنفي البابا أثناسيوس باتهامات باطلة. كما حضر أيضاً مجمع سرديكيا (صوفيا عاصمة بلغاريا) سنة 347م. إذ شعر القديس بافنوتيوس أن مكسيموس أسقف أورشليم بدأ يحضر مع الأريوسيين وفي بساطة انقاد لهم، وكان زميله في المحجر، كشف له خبثهم، فتركهم وصار يساند البابا أثناسيوس على التمسك بالإيمان المستقيم كل بقية أيام حياته. يعيِّد له الغرب في 11 من شهر سبتمبر (غالباً عام 360م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس الكبير القديس | الولادة: 329 الوفاة: 379 نشأته ولد في قيصرية الكبادوك عام 329 من أسرة تضم عدداً من الشهداء سواء من جانب والده أو والدته. فوالد باسيليوس كان يدعى أيضاً باسيليوس احتملت والدته القديسة ماكرينا أتعاباً كثيرة في أيام مكسيميانوس الثاني بسبب تمسكها بالإيمان، وقد بقيت حياتها نموذجاً حياً للحياة الإيمانية الفاضلة والشهادة للسيد المسيح، أما والدته إميليا فقد مات والدها شهيداً. كان باسيليوس أحد عشرة أطفال، خمسة بنين وخمس بنات، كان هو أكبر البنين، وقد مات أخ له في طفولته المبكرة وآخر في شبابه (نقراطيوس)، بينما سيم الثلاثة الآخرين أساقفة: باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوك، غريغوريوس أسقف نيصص، وبطرس أسقف سبسطية، أما أكبر الكل فهي ماكرينا على اسم جدتها التي كان لها دورها الحيّ بحياتها التعبدية وأثرها الطيب على إخوتها. تربى القديس باسيليوس على يديّ جدته ماكرينا في قرية بالقرب من قيصرية الجديدة في منطقة أنيسي Annesi على نهر الأيرس Eris (حالياً أرماك أو جيكيل). في هذه المنطقة شّيدت أمه أماليا هيكلاً على اسم الأربعين شهيداً الذين استشهدوا في سبسطية؛ كما تأثر القديس بوالده وأيضاً بأخته الكبرى. أُرسل في سن مبكرة إلى مدرسة قيصرية كبادوكية، وهناك تعّرف على أشخاصٍ من بينهم القديس غريغوريوس النزينزي، وقد لفتت شخصيته أنظار الكثيرين وهو بعد صبي لنبوغه وسلوكه. انتقل إلى القسطنطينية حيث درس البيان والفلسفة، ثم ارتحل بعد خمس سنوات (سنة 351م) إلى أثينا ليكمل دراسته، إذ أمضى قرابة خمسة أعوام هناك، حيث كان قد سبقه إليها صديقه غريغوريوس النزينزي. وقد سجل لنا الأخير الكثير عن القديس باسيليوس، مظهراً كيف سبقته شهرته إلى أثينا، وكان الشباب ينتظرونه ويودون صداقته. عاش القديسان في مدينة أثينا كروحٍ واحدة في جسدين، يقدمان لنا فصلاً رائعاً في تاريخ الآباء. هناك التقيا بيوليانوس الذي صار فيما بعد إمبراطوراً يجحد الإيمان ويضطهده. أحب باسيليوس كل العلوم دون أن تفتر حرارته الروحية، فحُسب كمن هو متخصص في الفصاحة والبيان والفلسفة والفلك والهندسة والطب، لكن سموّه العقلي يتضاءل جداً أمام التهاب قلبه بالروح ونقاوة سيرته. عودته إلى وطنه عاد عام 356 إلى وطنه بعد محاولات فاشلة من أصدقائه وتلاميذه بأثينا لاستبقائه، وفي قيصرية الكبادوك اشتغل بتدريس البيان لمدة عامين تقريباً بنجاحٍ عظيمٍ. أرسلت قيصرية الجديدة وفداً لتستميله بإغراءات سخية أن يقوم بالتدريس فيها لكنه رفض. ومع هذا فيبدو أن شهرته وكلمات المديح المستمرة أثرت عليه ففترت نيته في الحياة النسكية لولا تدخل أخته التقية ماكرينا لتكشف له عن بطلان مجد هذا العالم. في سنة 357 نال المعمودية، وبعد قليل أُقيم أغنسطساً (قارئاً) على يدّي ديانيوس أسقف قيصرية، فحزن القديس غريغوريوس النزينزي على هذه السيامة المتسرعة. حياته النسكية أفاق باسيليوس على صوت أخته ماكرينا فاشتاق إلى حياة الوحدة، خاصة وأن والدته وأخته حولتا بيتهما إلى منسكٍ اجتذب عذارى من كبرى العائلات في كبادوكية. نحو سنه 358م إذ كان دون الثلاثين، انطلق يبحث عن النساك في الإسكندرية وصعيد مصر وفلسطين وسوريا وما بين النهرين، فأُعجب جداً بحياتهم، خاصة رهبان مصر وفلسطين، فعاد ليبيع كل ما يخصه ويوزعه على الفقراء، ويبحث عن مكانٍ للوحدة. اختار موقعاً في بنطس تسمى “إيبورا” على نهر الأيرس يقترب من منسك والدته وأخته، عُرف بجمال الطبيعة مع السكون. كتب عن الحياة الجديدة هكذا: “ماذا أكثر غبطة من مشابهة الملائكة على الأرض؟ في بدء النهار ينهض الإنسان للصلاة وتسبيح الخالق بالتراتيل والأغاني الروحية، ومع شروق الشمس يبدأ العمل مصحوباً بالصلاة أينما ذهب، مملحاً كل عملٍ بالتسبيح. إن سكون الوحدة هو بدء تنقية النفس، وبالفعل إن لم يضطرب عقل الإنسان لأي شيء، ولم يتشتت عن طريق الحواس في أمور العالم، يرتدّ إلى ذاته، ويرتفع إلى التفكير في الله”. كان صارماً في نسكه، حتى أضنى جسده، يمزج النسك بدراسة الكتاب المقدس والعبادة، فاجتمع حوله نساك من بنطس وكبادوكية. ويعتبر هو أول من أسس جماعات نسكية من الجنسين في جميع أنحاء بنطس، وإن كان ليس أول من أدخل الرهبنة هناك. في ميدان الخدمة العامة إذ سمع باسيليوس أن ديانيوس أسقف قيصرية قبل قانون إيمان أريوسي يدعى أريميني Ariminum، ترك خلوته ومضى إلى الأسقف يكشف له عن زلته، فقبل الأسقف قانون الإيمان النيقوي الذى يؤُكد وحدانية الإبن مع الآب، وكان على فراش الموت، وبانتقاله خلفه أوسابيوس. تحت تأثير غريغوريوس النزينزي ذهب باسيليوس إلى أوسابيوس الذي سامه قساً سنة 364م بعد تمنعٍ شديدٍ، وهناك كتب كتبه ضد أونوميوس الذي حمل فكراً أريوسياً، إذ أنكر أن الإبن واحد مع الآب في الجوهر، وإنما يحمل قوة من الآب لكي يخلق، وأن الإبن خلق الروح القدس كأداة في يده لتقديس النفوس. اشتهر القديس باسيليوس جداً وتعلقت القلوب به، الأمر الذي أثار الغيرة في قلب أسقفه فأدت إلى القطيعة ثم إلى عودته إلى خلوته مع القديس غريغوريوس ليتفرغا للكتابة ضد الإمبراطور يوليانوس الجاحد الذي أصيب بنكسة هيلينية. إذ ارتقى فالنس العرش حاول بكل سلطته أن ينشر الفكر الأريوسي، فطالب الشعب بعودة باسيليوس، أما أوسابيوس فاكتفى بدعوة غريغوريوس الذي رفض الحضور بدون باسيليوس. وإذ كتب للأسقف: “أتكرمني بينما تهينه؟ إن هذا يعني أنك تربت عليّ بيدٍ وتلطمني بالأخرى. صدقني، إذ عاملته بلطف كما يستحق فسيكون لك فخر”. وبالفعل عاد الاثنان، فصار باسيليوس سنداً للأسقف وصديقاً وفياً له خاصة في شيخوخته. في هذه الفترة أيضاً اهتم برعاية المحتاجين والمرضى، وقد شيّد مؤسسة دُعيت بعد ذلك باسيلياد Basiliad ، أُقيمت في ضواحي قيصرية لعلاج المرضى واستقبال الغرباء والمحتاجين، على منوالها ظهرت مؤسسات في مناطق قروية أخرى في الأقاليم كل منها تحت إشراف خوري أبسكوبس. سنه 368م ظهرت مجاعة اجتاحت الإقليم، فباع ما ورثه عن والدته ووزعه، كما قدم الأغنياء له بسخاء فكان يخدم الفقراء بنفسه. سيامته رئيس أساقفة في حوالي منتصف سنة 370م توفي أوسابيوس، فأرسل باسيليوس الذي كان هو المدبر الفعلي للإيبارشية إلى القديس غريغوريوس النزينزي بحجة اعتلال صحته، وكان قصده أن يرشحه للأسقفية، وإذ بدأ رحلته نحو باسيليوس أدرك حقيقة الموقف فقطع رحلته وعاد إلى نزنيزا، وأخبر والده غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) بالأمر، فقام الوالد بدورٍ رئيسي لتيار باسيليوس، إذ بعث برسائلٍ إلى الأساقفة الذين لهم حق الانتخاب كما إلى الكهنة والرهبان والشعب، وجاء بنفسه محمولاً بسبب شيخوخته وشدة مرضه ليدلي بصوته ويشترك في سيامته عام 370م. كان لسيامته آثار مختلفة فقد تهلل البابا أثناسيوس وأرسل يهنيء كبادوكية بسيامته، كما فرح كل الأرثوذكس، أما الإمبراطور فالنس الأريوسي فحسب ذلك صدمة خطيرة له وللأريوسية. الصعاب التي واجهته 1.رفض فريق من الأساقفة الاشتراك في سيامته، لكنهم بعد سيامته تحولوا عن عدائهم الظاهر إلى المقاومة الخفية، غير أنه تغلب عليهم في سنوات قليلة بالحزم الممتزج بالعطف. صممت حكومة الإمبراطور على تقسيم كبادوكية إلى إقليمين لإضعاف مدينة قيصرية، وبالتالي الحدّ من سلطة القديس باسيليوس، وقد أُختيرت مدينة تيانا عاصمة للإقليم الثاني، وطالب أسقفها أنتيموس بتقسيم كنسي يتبع التقسيم الإداري. وإذ كانت تتمتع تيانا بذات امتيازات قيصرية، الأمر الذي سبب نزاعاً بينه وبين باسيليوس، اضطر الأخير إلى سيامة مجموعة من الأساقفة لمساندته، منهم أخوه غريغوريوس أسقف نيصص، وقد سبق لنا الحديث عن مقاومة الأريوسيون له، وغريغوريوس صديقه على سازيما، الذي اضطر إلى الاعتزال منها لاستيلاء أسقف تيانا عليها، وأيضًا سام أسقفًا في دورا طُرد منها. لم يمضِ على سيامته سنة حتى دخل في صدامٍ علنيٍ مع الإمبراطور فالنس الأريوسي الذي كان يجتاز آسيا الصغرى مصمماً على ملاشاة الإيمان الأرثوذكسي وإحلال الأريوسية محله، وقد انهار بعض الأساقفة أمامه، أما باسيليوس فلم يتأثر بحاشية الإمبراطور التي هددته بالقتل. أرسل الإمبراطور فالنس مودستس حاكم برايتوريوم ليخيره بين العزل أو الاشتراك مع الأريوسية فلم يذعن له، بل وحينما دخل الإمبراطور الكنيسة في يوم عيد الظهور الإلهي لسنة 372م وشاهد الكنيسة تسبح بصوتٍ ملائكيٍ سماوي حاول أن يُقدم تقدمة فلم يتقدم أحد لاستلامها لأنه هرطوقي، وكاد يسقط لولا معاونة أحد الكهنة له، أخيراً تراءف عليه القديس وقبلها من يده المرتعشة، وقد حاول أن يظهر كصديق للقديس باسيليوس. محاولة نفيه بالرغم من الوفاق الظاهري بين الإمبراطور والقديس فإن رفض الأخير قبول الأريوسيين في شركة الكنيسة أدى إلى اقتناع الإمبراطور أن نفي القديس ضروري لسلام الشرق. إذ أُعدت المركبة لرحيله ليلاً بعيداً عن الأنظار مرض غلاطس بن فالنس فجأة، فأصرت أمه دومينيكا أن يبقى القديس وطلب الإمبراطور من الأسقف أن يصلي لوحيده ليشفى، فاشترط أن يكون عماده بيدٍ أرثوذكسية، وبالفعل شُفيّ لكنه حنث بوعده إذ عمده أسقف أريوسي فمات في نفس اليوم. مرة أخرى استسلم الإمبراطور لضغط الأريوسيين، وإذ كان يكتب أمر النفي قُصف القلم أكثر من مرة في يده المرتعشة فخاف. بجانب هذا تعرض لإهانات كثيرة من الحكام الإقليميين، منهم مودستس عدوه القديم، لكنه إذ أصيب بمرض خطير صلى له القديس فشُفيّ وصار من أقرب أصدقائه، وهكذا كانت يدَّ الله تسنده لتحول أعداءه إلى أحباء. السنوات الأخيرة لازم المرض القديس منذ طفولته، وكان يشتد عليه خاصة في السنوات الأخيرة. كما عانى من نياحة كثير من أصدقائه المساندين له مثل القديس أثناسيوس الرسولي (عام 373م) والقديس غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) عام 374م، كما نفيّ أوسابيوس الساموساطي. وقد وجد الأريوسيون فرصتهم للتنكيل بالقديس غريغوريوس أسقف نيصص بعقد مجمع في أنقرا لإدانته وكان الهدف منه جرح مشاعر أخيه. في 9 أغسطس 378 جُرح فالنس في معركة أدريانوبل ليموت ويحتل غراتيان الكرسي لتنتهي الأريوسية، وكان باسيليوس على فراش الموت فنال تعزية وسلاماً من جهة الكنيسة في لحظاته الأخيرة. نياحته في سن الخامسة والأربعين دعي نفسه “عجوزاً”، وفي السنة التالية خلع كل أسنانه، وبعد سنتين في أول يناير سنة 379م سُمع يخاطب الله، قائلاً: “بين يديك أستودع روحي” وفي الحال أسلم الروح، وقد اشترك الكل مسيحيون ووثنيون في جنازته الرهيبة. كتاباته: 1. العقيدة: خمسة كتب ضد أنوميوس، كتاب عن الروح القدس في 30 فصلاً. 2. التفسيرية: الأكسيمارس Hexameron، أي ستة أيام الخليقة في 9 مقالات، 17 مقالاً عن المزامير، تفسير الـ 16 أصحاحاً الأولى لسفر إشعياء. 3. مقالات: 24 مقالاً في مواضيع عقيدية وأدبية ومديح. 4. الرسائل: حوالي 400 رسالة في مواضيع متنوعة تاريخية وعقيدية وأدبية تعليمية وتفسيرية وقوانين، ورسائل تعزية. 5. توجد 3 قداسات باسمه، إحداهم تستخدمه الكنيسة القبطية. 6. النسكية: القوانين الطويلة والقصيرة (الشائعة والمختصرة)؛ مقالتان عن دينونة الله، والإيمان؛ والأخلاقيات Moralia . Butler, S Lives of Saints, June 14. مطبوعات دير السيدة العذراء (السريان): القديس باسيليوس الكبير حياته، نسكياته، قوانين الكنيسة، 1960 [يعتبر ماورد هنا في القاموس ملخصاً لسيرته عن هذا المجلد الثمين الذي وضعه الراهب أنطونيوس السرياني (قداسة البابا شنودة الثالث)]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابركيوس الأب | الولادة: – الوفاة: – عاش في فيريجيا سالوتريس Phrygia Salutris، في القرن الثاني، أسقفاً على هيروبوليس (غير هيرابوليس) يسمى أبركيوس Abercius.. قام برحلة إلى روما وكان قد بلغ الثانية والسبعين؛ في رحلته عبر على سوريا وما بين النهرين وافتقد نصيبين، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكل أينما ذهب فكان يعمّد الكثيرين ويمارس سّر الافخارستيا. وعند عودته إلى بلده أعد قبراً لنفسه نحت عليه رموزاً كما سجل رحلته إلى روما باختصار. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابصادى أسقف أبصاي | الولادة: – الوفاة: – كلمة (إبصادي) أو (بسادة) تعني (الذليل). كان القديس بسادة أسقفاً على أبصاي أي المنشاة شرق بجوار أخميم. في عهد دقلديانوس أرسل إليه إريانا والي أنصنا يستدعيه لما عرفه عنه من يقظته في رعايته لشعبه وتثبيتهم على الإيمان المسيحي. دعى الأب الأسقف شعبه وحثهم على الجهاد، وأقام لهم قداساً إلهياً اشترك فيه الكل وتناولوا الأسرار الإلهية، ثم ودعهم مسلّماً نفسه بين يدي رسل إريانا. وإذ التقى بالوالي رقّ له، لما للأسقف من هيبة ووقار وسأله في احتشام أن يسمع لأمر الإمبراطور ويخلص نفسه من المتاعب، لكن الأب الأسقف رفض بشجاعة أن يبخر للأوثان. احتمل عذابات كثيرة بالهنبازين وبإلقائه في مستوقد حمام، وكان الرب يحفظه. وأخيراً نال إكليل الاستشهاد في 27 من شهر كيهك. ما زال يوجد ديره باسم القديس الشهيد بسادة بشرق المنشاة بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – عاش في القرن الحادي عشر، وقد حضر هذا الأسقف المجمع الذي دُعي إليه البابا كيرلس الثاني البطريرك (67) بناء على طلب بدر الدين الجمالي وزير المستنصر، وحضره 47 أسقفًا منهم 22 أسقفاً من الوجه القبلي، واعتذر خمسة أساقفة لتقدم بعضهم في السن أو بسبب المرض. وقد سوى المجمع الخلافات الشخصية، وعّم السلام في الكنيسة المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الأنطاكي الكاهن | الولادة: – الوفاة: – كاهن بإنطاكية في القرن الخامس، كتب مقالاً في 15 كتاب ضد الأبولينارية وأتباع انوميوس، وقد فُقد عمله هذا. كثيراً ما يحدث لبس بينه بين تادرس (ثيؤدور) الراهب والكاهن في Rathu، في القرن السابع. تتركز بدعة أبوليناريوس في إنكار وجود روح إنسانية للمسيح، إذ ظنوا أنه حمل جسداً دون الروح لأن اللاهوت حلّ محل الروح، وكان هدفهم في ذلك تأكيد الوحدة بين اللاهوت والناسوت. أما اونوميوس فكان أريوسياً أنكر بنوة الابن، حاسباً انه صدر عن الآب مباشرة يحمل قوة للخلق لكنه ليس واحداً معه في اللاهوت، وأن الابن خلق الروح القدس أولاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الإسكندري الأب | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا الأخ من أبوين وثنيين. آمن منذ صبوته بالسيد المسيح، وامتاز بميله الشديد نحو النسك والعبادة، فشاعت سيرته، وقربه البابا أثناسيوس إليه. ويبدو من سيرته أنه كان يونانياً لا يعرف القبطية، لأنه كان يتحدث مع القديس باخوم بواسطة مترجم. كما جاء في السيرة أنه لما ذهب إلى الدير الباخومي تعلم القبطية. أحب تادرس ربنا يسوع واشتاق إلى الرهبنة، فترهب إثني عشر عاماً بالإسكندرية، وقد رسمه البابا أثناسيوس أغنسطساً. وفي ذات يوم ذهب مع بعض الإخوة إلى القديس باخوميوس، فسأله الأب (بواسطة المترجم) عن الإخوة المنعزلين بالإسكندرية والكهنة، وانتهى الحديث بأن كشف له باخوم بأن الإنسان الذي ينَّعم جسده بالأكل والشرب لا يقدر أن ينعم بالطهارة. إذ كان مع باخوم عصا صغيرة ضرب بها الأرض مرتين وقال:” هل تسقي هذه الأرض وتضع فيها زبلاً ولا تنبت زواناً؟ هكذا الجسد إن هو تنعم بالأطعمة والأشربة والراحة، فانه لا يستطيع أن يكون في طهارة، لأن الكتاب يقول بأن الذين للرب يسوع المسيح قد صلبوا الجسد وشهواته”. تاق تادرس أن يعيش في الأديرة الباخومية، فسلمه الأب إلى أحد الشيوخ حيث قام بتهذيبه، وتعلم تادرس القبطية، فانتدبه الأب لخدمة الضيافة يقرأ الكتب المقدسة ويفسرها للشبان من الرهبان. أقام الأب أباً على اليونانيين مع الإسكندرانيين. وكان إذا جاء أحد يوناني يحدثه الأب عن طريق هذا الأب. جاء عنه أنه ذهب يوماً إلى الأب باخوم ويقول له: “إنني سمعت عن كرنيليوس أن عقله لا يطيش أثناء الصلاة، وإنني جُربت اليوم بعدم ضبط الفكر ثلاث مرات فماذا أفعل؟” أجابه القديس باخوم بأن كرنيليوس لم يأخذ هذا إلا بمداومة الجهاد. ومكث تادرس 13 سنة راهباً في الدير وتنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الأسقف الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 306 استشهد حوالي سنة 306م، وهو أحد الأساقفة الأربعة الذين بدأوا بالاعتراض على سلوك ميليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) الذي سبب انشقاقاً في كنيسة مصر، خاصة في عهد البابا بطرس خاتم الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فابيانوس أسقف روما الشهيد | الولادة: – الوفاة: 250 اختياره للأسقفية جلس على كرسي روما خلفاً للقديس أنثيروس St. Antherus حوالي سنة 236م، ويقول يوسابيوس أن اختياره كان بإعلان إلهي إذ كان الإكليروس والشعب مجتمعين لاختيار الأسقف الجديد، فطارت حمامة واستقرت على رأس القديس فابيان. كانت هذه العلامة سبباً في إجماع الآراء على اختياره، مع أنه كان رجل علماني غريب عن المدينة ولم يفكر فيه أحد من قبل. رعاية شعبه كان هذا الأب عالماً صالحاً مجاهداً، فأخذ يعلّم شعبه ويقوده في طريق الكمال. وقد قاد الكنيسة حوالي أربعة عشر عاماً، ومن أعماله أنه أحضر رفات القديس بونتيان St. Pontian الأسقف الشهيد من سردينيا Sardinia، وحَرَم بريفاتُس Privatus المبتدع الذي سَبَّب مشاكل للكنيسة. استشهاده قام القائد ديسيوس Decius على فيلبس الملك وقتله وجلس مكانه، وأثار على المؤمنين اضطهاداً شديداً واستشهد على يديه كثيرون. شيّد هذا الملك هيكلاً عظيماً وسط مدينة أفسس، ووضع فيه أصناماً وذبح لها، ثم أمر بقتل كل من لا يذبح لها. فلما بلغه أن القديس فابيانوس يعطّل عبادة الأوثان بتعاليمه للمؤمنين وتثبيتهم على الإيمان استحضره بأفسس وطلب منه أن يقدّم الذبيحة للأصنام، فلم يقبل بل سخر بأصنامه. فعاقبه بعقوبات شديدة مدة سنة كاملة، وأخيراً قتله بالسيف فنال إكليل الشهادة سنة 250م، كما يشهد بذلك القديسان كبريانوس وجيروم. قال عنه القديس كبريانوس أنه كان شخصية فريدة وأن مجد استشهاده يعكس نقاوة وقداسة سيرته وحياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فابيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 295 استشهد في قيصرية Caesarea بموريتانيا Mauritania، وتعيِّد له الكنيسة الغربية في الحادي والثلاثين من شهر يوليو. تقول سيرته أنه رفض التمثل بالوثنيين في حياتهم، فقُطِعت رأسه في الغالب سنة 295م تحت حكم مكسيميانوس Maximian، وذلك في الوقت الذي كثر فيه استشهاد العسكريين في منطقة شمال أفريقيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاروس الشهيد وكليوباترا الأرملة القديسة | الولادة: – الوفاة: – اهتمامه بالرهبان المحبوسين واستشهاده كان فاروس جندياً في مصر، عاش في القرن الرابع في زمن الإمبراطور مكسيميانوس Maximinus. كان يزور سبعة من الرهبان المحبوسين ويُحضر لهم الطعام، ولما تنيّح أحدهم عرض أن يضع نفسه مكانه. عُذِّب بوحشية وأخيراً نال معهم إكليل الشهادة. اهتمام كليوباترا برفات الشهيد اهتمّت امرأة مسيحية اسمها كليوباترا برفات الشهيد، وخبّأته في جوال، وحملته معها إلى أدرها Adraha شرق بحيرة طبرية Tiberias حيث كانت تعيش، وكان الكثير من المسيحيين يأتون للتبرّك من قبر الشهيد. حين كبر يوحنا ابن كليوباترا وعزم على دخول الجندية، قرّرت أمه بناء كنيسة كبيرة ونقل جسد الشهيد إليها تكريماً له، وحتى يكون الشهيد – الذي كان هو نفسه جندياً – شفيعاً ومسئولاً عن ابنها. وفعلاً بنت الكنيسة ثم حملت هي ويوحنا ابنها عظام الشهيد فاروس إلى المقبرة الجديدة تحت المذبح. الشهيد فاروس يعزّي كليوباترا حدث في نفس الليلة أن مرض يوحنا مرضاً شديداً وتوفي فجأة، فحملته أمه إلى الكنيسة الجديدة ووضعته أمام المذبح، وكانت تبكي وتعاتب الشهيد الذي تكريماً له فعلت كل ذلك، وكانت تطلب إلى الله أن يعيد الحياة إلى ابنها. وهكذا ظلّت على هذا الحال إلى الليلة التالية، حين دخلت في سبات عميق من كثرة الحزن والبكاء، فرأت في حلم القديس فاروس يظهر لها في مجدٍ عظيمٍ ويقود يوحنا ابنها من يده وأنها ارتمت عند قدميه باكية باسترحام. فنظر إليها الشهيد وقال: “هل تعتقدي أنني نسيت كل الحب الذي أظهرتيه نحوي؟ هل تظني أنني لم أصلي إلى الله أن يعطي الصحة والنجاح إلى ابنك؟ واعلمي أن الصلاة قد اُستجيبت، فقد أعطاه الله صحة وحياة إلى الأبد، وأقامه ليكون من الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب”. أجابته كليوباترا: “لقد قبلت واسترحت الآن، ولكن أتضرع إليك أن أكون أنا نفسي الآن معك ومع ابني”. إلا أن الشهيد أجابها: “لا، اتركي ابنك معي وبعد فترة نأتي ونأخذك”. لما استيقظت كليوباترا فعلت كما أُمِرت في حلمها ووضعت جسد يوحنا ابنها بجوار فاروس، ثم عاشت حياة التكريس والوحدة سبع سنوات إلى أن تنيّحت، ودفن جسدها بجوار يوحنا ابنها والشهيد فاروس، وذلك في الكنيسة التي بَنَتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاسي الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – في عهد دقلديانوس الجاحد تعرّضت فاسي وأبناؤها الثلاثة ثاؤننس وأغابيوس وفيداله للاستشهاد. عاشت هذه الأسرة في مدينة الرُها بسوريا، وقد ترمّلت فاسي بعد إنجابها هؤلاء الأبناء الثلاثة. أمر القاضي بتعذيب الأبناء أمام والدتهم فاسي حتى تتزعزع عن إيمانها وتطلب من أبنائها أن يجحدوا شخص السيد المسيح. استمر القاضي في تعذيبهم حتى مات الثلاثة. وبّخ القاضي الأم واتهمها بالإجرام لأنها تسببت في عذاب أبنائها وقتلهم. أما هي فقالت له: “الآن هم في مكانٍ آمنٍ، معهم علامة الغلبة والنصرة، وأريد أن ألحق بهم”. دُهش القاضي لهذه الفلسفة التي يعتنقها المسيحيون من جهة العذابات لأجل المصلوب ونظرتهم للموت. أمر بضرب عنق الأم، فانتقلت نفسها لتستريح مع أبنائها الشهداء تحت المذبح السماوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فابيولا القديسة | الولادة: – الوفاة: 399 حياتها الأولى كانت من سيدات روما الشريفات اللواتي دخلن إلى سيرة القداسة بتأثير القديس جيروم، ولكن أسلوب حياتها كان مختلفاً عن القديسات مارسيللا Marcella وبولا Paula ويوستوخيوم Eustochium، ولم تكن من ضمن الدائرة التي التفت حول القديس جيروم وقت أن كان يعيش في روما. تسببت سلوكيات زوجها في استحالة استمرار زواجهما، بسبب الزنا حصلت على الطلاق، وبينما كان زوجها مازال حياً ارتبطت برجلٍ آخر بدون تصريح من الكنيسة كما يبدو. العودة إلى شركة الكنيسة بعد فترة توفي زوجها الثاني، وإذ أرادت فابيولا العودة إلى شركة الكنيسة تقدمت إلى كاتدرائية لاتيران Lateran basilica لكي تنال عقاباً علنياً، وهكذا عادت إلى شركة الكنيسة بواسطة البابا القديس سيريسيوس Siricius. في رسالته إلى أوشينيوس أوضح القديس جيروم كيف عانت هذه القديسة من رجلها الأول خاصة بسبب زناه، وأن قانون الكنيسة يختلف عن قانون العالم. فالكنيسة لا تميز بين الرجل والمرأة فمن ارتكب الزنا حق للطرف الآخر أن ينفصل عنه، أما في العالم (في ذلك الحين) فكان يسمح بذلك للرجل دون المرأة. وبرّر أيضاً لها زواجها وهي مطلقة شابة من رجل آخر ما دامت غير قادرة على البقاء هكذا. ومع هذا إذ جاءت تبكي علانية في توبتها بكي الأسقف والكهنة وكل الشعب متأثرين ببكائها. علّق القديس على توبتها قائلاً: “إذ لم تخجل فابيولا من الرب على الأرض هكذا لا يخجل هو منها في السماء (لو 26: 9). كشفت جرحها أمام نظرات الكل، ورأت روما بالدموع آثار الجراحات المشوهة التي حطمت جمالها. كشفت عن ذراعيها وعرّت رأسها وأغلقت فمها. لم تدخل بعد كنيسة الله وإنما مثل مريم أخت موسى (عد 12: 14) جلست خارج المحلة، حتى يردّها الكاهن نفسه الذي طردها. نزلت مثل ابنة بابل من عرش شهواتها وحملت حجر الرحى وطحنت الطعام، عبرت حافية القدمين عبر أنهار الدموع (إش47: 1-2). جلست على حجر النار، فصار لها عوناً (إش 47: 14 الفولجاتا). الوجه الذي به كانت تبهج زوجها الثاني الآن تلطمه. لقد أبغضت الجواهر، ونزعت الحُلي ولم تعد تحتمل رؤية الكتّان الثمين… استخدمت أدوية كثيرة للعلاج إذ اشتاقت إلى شفاء جرحها الواحد”. بالرغم من أنها مطلقة بسبب الزنا وبالرغم أن من حقها كنسياً زواجها الثاني ولكن عند قربها من السيد المسيح شعرت أنه كان من الأفضل لها أن تبقى بدون زواج، وبكت على ذلك! مع القديس جيروم في سنة 395م ذهبت لمقابلة القديس جيروم في بيت لحم مع أحد أقربائها يدعى أوشيانوس Oceanus، ومكثا هناك مع القديستين بولا ويوستوخيوم. يرجع القديس جيروم بذاكرته إلى لقائه معها في أورشليم فيقول: “بالحق إذ اَسترجع لقائنا يبدو لي إني أراها هنا الآن وليس في الماضي. مبارك هو يسوع! أية غيره وأي شوق كان لها نحو الكتب المقدسة! في غيرتها لتشبع شوقها الحقيقي كانت تجري خلال الأنبياء والأناجيل والمزامير. كانت تقدم أسئلة وتقوم بتخزين الإجابات في حضنها. غيرتها هذه نحو الاستماع لم يقدم لها أي شعور بالاكتفاء، فكلّما زادت معرفتها زاد حزنها، وبإلقاء زيت على اللهيب كانت تشعل بالأكثر غيرتها”. كان القديس جيروم في ذلك الوقت على غير وفاق مع يوحنا أسقف أورشليم، بسبب الخلاف مع روفينوس Rufinus حول تعاليم أوريجينوس، وجرت محاولات لاجتذاب فابيولا إلى صف الأسقف، ولكنها لم تهتز أو تتأثر في ولائها لمعلمها. أرادت فابيولا أن تمضي بقية حياتها في بيت لحم، ولكن حياة السيدات المكرسات لم تكن تلائمها، إذ كانت تميل فابيولا إلى ممارسة أعمال الرحمة خاصة بين المرضي، وإلي الخدمة مع الحركة الدائمة، وزاد على ذلك أن غزا الهونسيون Huns سوريا وباتوا قريبين من أورشليم، وهكذا تركت فابيولا فلسطين عائدة إلى روما، بينما اعتزل جيروم وتابعيه لفترة عند شاطئ البحر، ثم عادوا بعد زوال الخطر إلى بيت لحم مرة أخرى. أول مستشفى مسيحي لعامة الشعب في الغرب استمرت فابيولا في آخر ثلاث سنوات من عمرها في خدمة عامة الشعب. كرّست ثروتها الكبيرة لأعمال الرحمة، فكانت تعطي بسخاء المحتاجين في روما والمناطق المجاورة، وقد عملت مع القديس باماخيوس Pammachius على إنشاء مبنى كبير في بورتو Porto لإضافة الفقراء والمرضى. وهكذا أنشأت مستشفى للمرضى الذين جمعتهم من شوارع روما وطرقاتها، وكانت تهتم بهم وترعاهم بنفسها. فكان هذا المبنى هو الأول من نوعه، وفي السنة الأولى من افتتاحه يقول القديس جيروم: “صار معروفاً من بارثيا Parthia إلى بريطانيا Britain”. أما عن سخائها في الخدمة والعطاء فيقول: “هل يوجد شخص عريان مريض على السرير لم ينل ثياباً منها؟ هل وجد أي شخص في عوز لم تقدم له عوناً عاجلاً بلا تردد؟ فإن روما لم تسعها لتمارس حنوّها. فقد قامت بنفسها وبواسطة وكلاء عنها موثوق منهم ومحترمون يجولون من جزيرة إلى جزيرة ويحملون كرمها?” يصف لنا القديس جيروم شوقها للعمل الدائم وخدمة المحتاجين فيقول: “كانت تري أسوار روما كسجن، تريد أن تنطلق من العبودية إلى الحرية من مدينة إلى أخرى للعطاء… لم تترك توزيع العطاء للآخرين بل تقوم به بنفسها”. “كانت دائمًا مستعدة، لم يستطع الموت أن يجدها غير مستعدة”. واستمرت فابيولا لا تهدأ في عملها، وكانت بصدد القيام برحلة طويلة حين تنيّحت سنة 399م، فخرجت روما بأكملها لتوديع خادمتها الحبيبة. في وصفه لموكب جنازتها يقول: “الشوارع والطرقات والأسطح حيث يمكن رؤية (الموكب) كانت لا تسع القادمين لمشاهدته. في ذلك اليوم رأت روما كل شعوبها يجتمعون معاً كواحد…” كان القديس جيروم على اتصال بفابيولا حتى النهاية، فكتب لها رسالتين: الأولى عن كهنوت هارون والرموز والمعاني السرّية للملابس الكهنوتية، والثانية عن محطات (وقفات) بني إسرائيل في التيه متأثراً بعظات العلامة أوريجينوس عن سفر العدد، ولم يكن قد أكمل هذه الرسالة حتى وقت نياحتها، فأرسلها إلى أوشيانوس مع رسالة عن حياة فابيولا وسيرتها. ماذا قال عنها القديس جيروم؟ فابيولا مفخرة المسيحيين، أعجوبة الأمم، أسفَ الفقراء على موتها وكانت تعزية الرهبان. بريق إيمانها لا يزال يشع! هل أشير إلى ملابسها البسيطة التي كانت ترتديها بخطة في ذهنها، وإلى ثوبها الشعبي الذي اختارته بإرادتها، وثوب الأمَة لتخزي به الفساتين الحريرية؟ موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قدراطُس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين تلميذاً الذين انتخبهم السيد المسيح. وُلد بمدينة أثينا وكان من أغنيائها وأكابر علمائها. آمن بالسيد المسيح وخدَمَه، ولما نال المعزي يوم العنصرة بشَّر بالإنجيل المقدس وذهب إلى بلاد كثيرة. ودخل مدينة مغنيسية وبشّر فيها، فآمن أهلها فعمّدهم وعلّمهم الوصايا المحيية، ثم عاد إلى أثينا وعلّم فيها أيضاً، فرجموه وعذبوه بأنواع كثيرة، وأخيراً طرحوه في النار، فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس أسقف البهنسا | الولادة: – الوفاة: – مظالم السلطان الأشرف برسباي كانت مصر سنة 1420م تحت حكم السلطان الأشرف برسباي وكانت الضيقات والآلام على أشدها، لأنه حتى الذين جحدوا فاديهم جرياً وراء المناصب العليا وحب المال لم يكن جحودهم واقياً لهم من غضب السلطان. ومقابل الظلم والجحود برز بعض الآباء الساهرين الذين جاهدوا إلى جانب البابا، في سبيل تقوية العزائم والصمود في وجه الضيقات. رعايته وكتاباته أبرز هؤلاء الآباء الأنبا قرياقوس أسقف البهنسا الذي لم يكتفِ بافتقاد شعبه ووعظه وتوجيهه، بل وضع الميامر العديدة في قيامة رب المجد وفي لجوء العائلة المقدسة إلى مصر، وفي مديح السيدة العذراء، وفي مديح الشهيد بقطر الذي كان من مدينته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان شماساً، وكان رفقاؤه سيسينيوس Sissinius ولارجُس Largus وسماراجدُس Smaragdus يساعدون ويشجّعون المسيحيين الذين أُجبِروا على العمل في بناء حمامات الإمبراطور دقلديانوس فقُبِض عليهم. حدث أن شَفَى قرياقوس أرتيميا Artemia ابنة الإمبراطور، فمُنِح منزلاً مكافأة له، وفي هذا المنزل أنشأ مكاناً للعبادة. ثم ذهب إلى بلاد فارس بناء على طلب الملك، لأن ابنته كانت تعاني من نفس حالة أرتيميا، فشفاها كذلك. وبعد عودته إلى روما قُبِض عليه وعُذّب بناء على أمر ماكسيميانوس مع لارجُس وسماراجدُس، ثم قُطِعت رؤوسهم جميعاً. وقد نقل البطريرك مارسيللوس الأول Marcellus I بعد ذلك أجسادهم ودفنها بإكرام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس السائح | الولادة: – الوفاة: – محبته للوحدة كان في زمان الأنبا بنيامين بطريرك الإسكندرية رجل من قرية اسمها قديماً قرية الملكة ثم سمّيت تيده، أنار الله عينيه ورغب في الوحدة. فقام وأتى إلى البابا وسأله أن يصلي عليه ويقرّبه للوحدة، وسأله أن يسكنه قلاية على شاطئ البحر ليكون فيها حبيساً. فصلّى عليه وأتى به إلى صومعة مبنيّة بالحجر، وأعانه الله على الوحدة والانفراد وكان الناس يأتون إليه من جميع الأماكن ليتباركوا منه. مع والي الملك هرقل كان والي الملك هرقل في مصر يضطهد المسيحيين فيها لرفضهم قبول إيمان مجمع خلقيدونية. فمنهم من أطاع خوفاً من سفك الدماء، ومنهم من أطاع في الظاهر لكن في باطنه مازال مؤمناً، وكان حزن عظيم في الشعب. علم الوالي بوجود رجل ناسك بقلاية على شاطئ البحر، فأنزل إليه من ينزله من صومعته غصباً، فصلى القديس فوقع عليهم سباتاً حتى أنهم صاروا كالسكارى فخفي عن أعينهم. ورجعوا إلى الوالي وقالوا له أنهم لم يشاهدوه. وكان من قبل قد أنبأهم أنه ستأتي أمة مختونة بالجسد تهلكهم وتخرجهم وتَملُك مكانهم، فأخبروا الوالي بذلك. الله يقوته مضى القديس لوقته إلى البرية وكان مقيماً في مغارة يأوي إليها وحش، فكان يأنس إليه ولا يهرب منه. ولما طال الوقت ولم يكن له طعام، سأل الله بما يقوت به جسده ليقوَى على الصلاة لأنه لضعف جسده من الصوم لم يكن يقدر أن يقف. وبينما هو كذلك إذ ببقرة وحشية أتت إليه وهي تصيح، فدنى منها، ورأى ضرعها مملوءً من اللبن، إذ هلك ولدها وكانت تومئ إلى ضرعها ليحلبها لشدة الألم. فمدّ يده وأخذ إناء فخارياً وحلب من ضرعها لبناً وذاق منه فوجده مثل العسل. وتغذّى ذلك اليوم وشكر الله. وفي اليوم الثالث أتت إليه طالبة مثل المرة الأولى ففعل كذلك، وكانت تأتيه كل ثلاثة أيام وكان غذاؤه منها. وأقام على هذا الحال عشر سنين والبقرة لم ينقص لبنها ولم يكن القديس محتاجاً إلى شيء من الطعام غير ذلك. محاربات الشيطان لما رأى عدو الخير ما صار إليه القديس ظهر له في صورة وحش مخيف جداً، وكان يتراءى له عند الصلاة ويخيفه من منظره، فيسأل الله ويرشم عليه علامة الصليب المقدس فيغيب عنه. أيضاً عند نومه يأتيه ويهجم عليه كأنه يريد أن يأكله، فيرشم عليه علامة الصليب أيضًا فيبتعد عنه. ولما طال ذلك قال القديس في نفسه لقد أسأت في هذا المكان قدام الله، لذلك هو يريدني أن أسكن مكاناً غيره، ويجب أن أعمل إرادته. انتقل إلى مغارة أخرى بجانبها، ولكن الشيطان حاربه فيها بأشكال كثيرة: مرة ظهر له في صورة ناسك عابد، ومرة في صورة عسكر عظيم راكبين خيولاً أمسكوه وربطوه وضربوه وأرادوا أن يلقوه من أعلى الجبل. ومرة ظهر له في صورة فارسٍ أراد حمله إلى العالم ليخرجه من البرية. ومرة في صورة ملاك بجناحين ناداه باسمه يريده أن يتبعه. وفي كل مرة كان القديس يرشم الصليب المقدس فيختفي عنه، ولما رأى الله صبره منع عنه عدو الخير. لقاؤه مع البابا بنيامين كان البابا بنيامين يتساءل في نفسه عن الحبيس وما فعله الله به، وسأل الله أن يريه إيّاه إن كان حياً. وفي يوم الأحد الذي يلي أحد القيامة في كنيسة مار مرقس بالإسكندرية رأى راهباً عليه ملابس رثة رديئة المنظر دخل إلى الكنيسة ووقف في إحدى زواياها. ولما انتهى القداس دعاه البابا إلى قلايته وقدم له طعاماً، فأومأ القديس كأنه يأكل لكنه لم يأكل شيئاً. وكان الأب البطريرك ينظر ذلك، ولما اختلى به قال له: “أيها الأب القديس من أين أتيت؟ وإلى أين تذهب؟” فلم يقدر أن يخفي شيئاً لأنه البطريرك. أجابه: “أنا ابنك الذي كنت في صومعة تيده والافراجون”. فأحنى الأب البطريرك وجهه إلى الأرض، وقال للقديس: “بارك عليَّ يا أبي قرياقوس فإني أمجد الله الذي أراني إياك دفعة أخرى، والشكر للّه لأنه استجاب طلبتي ولم يخيب فكري، إذ سألته أن ألتقي بك إن كنت حياً. والآن بارك عليَّ”. وسأله أن يقص جميع ما ناله وأمر إيسيذورس الكاتب أن يكتب سيرته. نياحته بعد أن أقام عنده ثلاثة أيام انطلق إلى مكانه بعد أن عرَّفه أنه سيموت بعد أربعة أشهر بالمغارة التي يقيم بها. ولما اقترب ذلك التاريخ أرسل البابا في طلب سمعان أسقف رشيد وتيدر أسقف أتريب وخائيل أسقف دمياط وإيسيذورس الشماس الكاتب، وأوعز إليهم أن يمضوا إلى مكان القديس قرياقوس ليحضروا نياحته ويدفنوا جسده. في الطريق ظهر لهم الشيطان عدو الخير على شكل وحشٍ مفزعٍ أراد أن يهلكهم. فرآهم القديس وهم مذعورين تائهين في البرية فدنى منهم وعزّاهم وأخذهم إلى مغارته، وعرَّفوه ما حدث معهم في الطريق، فأجابهم: “لا تخافوا إنه العدو مبغض الخير الذي صبّ عليَّ تجارب كثيرة”. وأقاموا يومين وفي اليوم الثالث تنيح، فدفنوه كما أوصاهم الأب البطريرك ثم عادوا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس وجوليتا أو يوليطة الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 تكشف لنا قصة استشهاد القديسين يوليطة وطفلها الصغير قرياقوس عن قوة الإيمان الذي تحدي الإمبراطورية الرومانية بكل أسلحتها وسلطانها، وتحدى العذابات والألم، بل وتحدي المشاعر الطبيعية كالأمومة ليحيا المؤمن أشبه بكائن سماوي يفوق الزمن. القديسة يوليطة قسّم الرومان منطقة آسيا الصغرى (تركيا) إلى عدة أقاليم رومانية مثل ليكاؤنية وكيليكية وكبادوكية وبيسيدية وفريجينية وجاليتا الخ. لكل إقليم عاصمته. وُلدت القديسة يوليطة في مدينة أيقونية عاصمة ليكاؤنية. وهي تنحدر من سلالة ملوك آسيا، لها مركزها الاجتماعي المرموق بجوار غناها وجمالها وتقواها. كانت محبة لخدمة الفقراء والمحتاجين. تزوّجت رجلاً تقياً يخاف الرب، وأنجبت منه طفلاً بهي الطلعة حسن المنظر أسمياه قرياقوس، وهي مشتقة من غريغوريوس أو جريجوري. توفي الزوج في ريعان شبابه وترك قرياقوس مع الأرملة الشابة يوليطة. عندما شدّد دقلديانوس اضطهاده على المسيحيين هناك أرادت ترك مدينتها طلباً للسلام لتذهب إلى مكان آمن حيث لا يعرفها أحد. فقد بدأ الحاكم الروماني دومتيانوس في نشر الاضطهاد في جميع مدن الإقليم بكل وحشية. خشيت الأم لئلا إذا قُتلت يقع طفلها الصغير في أيدي الوثنيين فلا يتمتع بالإيمان المسيحي. إلى سلوكية ثم إلى طرسوس أخذت طفلها قرياقوس الذي كان عمره ثلاث سنوات، وكان جميلاً جداً وجذاباً، مع اثنين من خدمها وذهبت أولاً إلى سلوكية بسوريا، حيث وجدت حاكمها الروماني أشد عنفاً وقسوة من حاكم ليكاؤنية في تعذيبه للمسيحيين، ومن ثمّة تركت المدينة وذهبت إلى طرسوس عاصمة كيليكية. كان وصولها إلى المدينة مع وصول الحاكم إسكندر وحاشيته معه، فتعرّفوا عليها وفى الحال قادوها إلى السجن. أما الجاريتان فهربتا من وجه الجنود، ولكنهما كانتا تتبعان يوليطة وابنها وتنظران إليهما من بعيد. دعوة للاستشهاد بعد هروبها من وجه الاستشهاد مرتين خوفًا علي إيمان طفلها شعرت حين أُلقي القبض عليها بسلامٍ داخلي. أدركت أن عناية الله التي دعتها للاستشهاد كفيلة برعاية ابنها والحفاظ علي إيمانه. محاكمة يوليطة لما أحضروها لتُحاكم، وقفت أمام إسكندر ممسكة بيد ابنها. اندهش الحاكم الروماني لجمالها الفائق وصغر سنها، وتعجّب لهذا الطفل البهي الطلعة، فنزل من كرسيه ودنا منها ودار بينهما الحوار التالي: ما هو اسمك أيتها الحسناء؟ ومن أين أتيت؟ أنا مسيحية. مسيحية! هل أنت من أتباع المصلوب؟ نعم أنا مسيحية! ألا تعلمين أن ملكنا المعظم قد أمر بتعذيب جميع المسيحيين وقتلهم؟ نعم أنا أعلم ذلك. كيف إذن تجاهرين وتعترفين أنك مسيحية؟! ألا تخافين الموت؟ ألا تنظرين إلى جمالك؟ اعلم أيها الوالي أن جميع المسيحيين مستعدون للعذاب والموت من أجل مسيحهم القدوس. وثق أن تعذيبكم وقتلكم لهم يزيدهم شجاعة وعدداً. ألا ترهبون الموت؟ كلا! لأن الموت هو طريقنا للحياة مع إلهنا الحي يسوع المسيح، وجميعنا نشتاق إلى هذا اليوم. ثار الحاكم جداً وحكم عليها بالتعذيب، وأُخذ قرياقوس من بين يديها بالرغم من دموعه وتوسلاته. وحمله الحاكم على ركبتيه في محاولة لتهدئته، لكن عيني الطفل وأذنيه كانت متجهة فقط نحو أمه. وأثناء تعذيبها كانت يوليطة تردد: “أنا مسيحية” فصرخ قرياقوس بشدة: “وأنا أيضاً مسيحي”. استشاط الحاكم غضباً، وأمر بتجريد القديسة يوليطة من ثيابها وجلدها حتى يتمزق جسمها. استشهاد الطفل قرياقوس بينما كان الجلادون يضربون القديسة يوليطة بكل وحشية أمام ابنها، كانت تصرخ: “أنا مسيحية!” كانت تحتمل الألم بإيمان وفرح وهي تنظر إلى ابنها كمن تسنده للثبات علي إيمانه. كان الوالي يلاطف الطفل وأراد أن يقبّله، لكن الطفل لم يعره اهتماماً بل كان متجهاً نحو أمه. أخيراً في محاولة الطفل للتخلص من يديْ إسكندر للذهاب إلى أمه، ركله ونشب أظافره في وجهه، فاستشاط إسكندر غضباً وأمسك برجل الطفل وقذفه من على السلم، فكُسرت جمجمته واستشهد في الحال. وبدلاً من أن تتأسف أمه على موته، قدمت الشكر لله لأنه وُهب لابنها إكليل الاستشهاد. استشهاد القديسة يوليطة ضاعف موقفها هذا من غضب الحاكم الذي شدّد عذاباتها حتى قُطع جنبيها، وأخيرًا أمر بقطع رأسها بحد السيف وإلقاء جثمانها وجثمان ابنها في الموضع الذي تُلقي فيه قمامة المدينة. ربط الجلادون حبلاً في رقبتها وسدّوا فمها حتى لا تنطق بعبارة: “أنا مسيحية”، ثم ساقوها إلى ساحة الاستشهاد. هناك سألتهم أن يصبروا عليها قليلاً. فركعت القديسة وصلّت إلى ربنا يسوع قائلة: “أشكرك يا إلهي القدوس لأنك دعوت ابني الحبيب قرياقوس قبلي. وبأخذك إياه من هذه الحياة الفانية وضعته مع مصاف ملائكتك وقديسيك في فردوس النعيم. الآن أتوسل إليك يا مخلصي الصالح أن تقبل روح أَمتك يوليطة. وأن تجعلني مع العذارى الحكيمات اللواتي دخلن إلى المساكن العلوية النقية البهية الطاهرة، حيث أباركك يا يسوع إلهي مع أبيك الصالح وروحك القدوس إلى الأبد آمين”. إذ أكملت صلاتها رشمت ذاتها بعلامة الصليب المقدس وسلّمت رقبتها للجلادين فقطعوا رأسها. وألقوا بجسدها مع ابنها خارج المدينة، وكان ذلك حوالي سنة 304م. جسدا الشهيدين تقدمت الخادمتان سراً وأخذتا الجسدين ودفنتاهما في حقلٍ بالقرب من المدينة. حين انتهى زمن الاضطهاد بمُلك قسطنطين، تقدّمت إحدى الخادمتين وكشفت عن مكان القبر، ويُقال أن عظام القديس قرياقوس قد نُقلت في القرن الرابع إلى إنطاكية. إنك في سنك الصغير وعقلك الناضج احتملت الآلام بطريقة موحشة يا قرياقوص المنتصر… تعالوا وانظروا يا جميع الناس مشهداً جديداً ونادراً. من رأى والياً ظالماً مهزوماً أمام طفل صغير؟ يا للمنظر العجيب، فإنه يرضع من ثديي أمه ويهتف أثناء الرضاعة: لا تخافي يا أمي من تعذيب سلطان هذا العالم، لأن المسيح قوة للذين يؤمنون به. عن ليتورجية بيزنطية السلام لك يا قرياقوس القديس، لأنك في الثالثة من عمرك غلبت العدوّ وما لديه من آلات تعذيب كثيرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاؤو الشهيد | الولادة: – الوفاة: – دعوة للاستشهاد كان من بمويه إحدى بلاد الفيوم. وفي الوقت الذي صدر فيه أمر دقلديانوس بعبادة الأصنام كان هذا القديس مقيماً في مسكن بناه لنفسه ليتعبّد فيه خارج بلده، فظهر له ملاك الرب في الرؤيا وقال له: “لماذا أنت جالس هنا والجهاد ميسور؟ قم الآن وامضِ إلى اللاهون حيث تجد هناك رسول والي الإسكندرية. اعترف أمامه باسم السيد المسيح فتنال إكليل الشهادة”. تحطيم التمثال الذهبي استيقظ القديس من نومه فرِحاً ومضى إلى اللاهون، فوجد الرسول على شاطئ البحر. فلما نظره الرسول فرح به وأعجبه حسن منظر شيبته فأكرمه كثيراً وأجلسه على كرسي، ثم أخرج من جيبه صنماً من ذهب مرصعاً بالحجارة الكريمة وقال له: “هذا هدية الملك إلى والي أنصنا”. أخذه القديس في يده وصار يقلبه معجباً بحسن صنعه، ثم طرحه على الأرض فكسره. فغضب رسول الملك منه، وأمر فربطوا القديس كاؤو وأخذه معه إلى والي أنصنا وهناك أعلمه بقضيته. فعذّبه الوالي كثيراً ثم أرسله إلى والي البهنسا فعذّبه هو أيضاً. ولما لم يخضع لعبادة الأوثان قطعت رأسه فنال إكليل الشهادة. حضر بعض المؤمنين وأخذوا الجسد إلى المكان الذي كان القديس يتعبد فيه فدفنوه فيه وبنوا له كنيسة هناك فيما بعد. وقد أظهر الله فيها آيات كثيرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابراسيوس القديس | الولادة: – الوفاة: 430 كان الأب الروحي والمرشد للقديس هونوراتُس Honoratus of Lrins وكان رجلاً عالماً، هذا ترك أمجاد العالم ليحيا حياة الوحدة والتعبّد في بروفنس Provence. زاره في وحدته هونوراتُس وشقيقه فينانتيوس Venantius – وكانا حينذاك شابين في مقتبل العمر – ليتعلّما منه حياة الكمال. إذ آمنا أنهما قد دُعيا مثل إبراهيم أب الآباء ليتركا أهلهما ومدينتهما اتجها إلى بلاد المشرق، ورافقهما في الرحلة كابراسيوس. كانت رحلتهم شاقة، واِعتَلَّت صحتهم بسبب ما تحمّلوه من أتعاب، وعند مودُن Modon باليونان توفي فينانتيوس، وبعدها عاد رفيقاه إلى بلاد الغال ، وفي جزيرة صحراوية تدعى ليرين Lrins عاشا حياة آباء الصحراء. تجمّع حولهما تلاميذ كثيرون حتى بنى لهم هونوراتُس ديراً لسكناهم ووضع لهم نظاماً وترتيباً لحياتهم انتشر بعد ذلك في بلاد كثيرة. ومع استمرار كابراسيوس أباً ومرشداً لهونوراتُس إلا أنه لم يصر رئيساً للدير، وقد تنيّح سنة 430م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابراسيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أسقف آجن عاش في القرن الثالث وكان أول أسقف لمدينة آجن Agen حين بدأ داكيان Dacian اضطهاد المسيحيين (راجع سيرة “فيث Faith الشهيدة”) هرب معظمهم من المدينة، وخرج معهم أسقفهم كابراسيوس ليهتم برعايتهم. ومن مكان اختبائه كان شاهداً على تعذيب الشهيدة فيث، وحين رأى المعجزات التي أجراها الله معها نزل من مكان اختبائه إلى مكان استشهادها، ووقف أمام داكيان ليوبّخه. مقاومته لداكيان سأله داكيان عن اسمه فأجاب بأنه مسيحي وأسقف ويدعى كابراسيوس. أُعجب به داكيان ووعده بعطايا وهدايا إن هو جحد الإيمان، فأجابه القديس بكل ثبات أنه لا يريد أية عطية سوى أن يحيا مع إلهه، وإن أعظم هدايا وكنوز يحصل عليها هي التي لا تفنى. عذاباته سلّمه داكيان للمعذبين، وكان ثباته مؤثراً لكل الموجودين، فأمر الحاكم بإلقائه في السجن. في اليوم التالي حُكِم عليه كابراسيوس بالموت، وفي الطريق إلى ساحة الاستشهاد تقابل مع أمه التي شجعته على الثبات في الإيمان. ثم انضمت إليه ألبرتا Alberta أخت فيث وشابان شقيقان هما بريموس Primus وفيليسيان Felician، وكانوا كلهم مصمّمين على الاستشهاد معه رغم كل المحاولات من الحاكم لإثنائهم عن ذلك. أخيراً سيقوا كلهم إلى معبد ديانا في محاولة أخيرة لإقناعهم بالذبح هناك، وإزاء رفضهم قُطِعت رؤوس الجميع ونالوا إكليل الشهادة. قد أعقب استشهادهم مذبحة عنيفة لجماعة كبيرة من الوثنيين أعلنوا إيمانهم بالمسيح حين رأوا ثبات كابراسيوس ورفقاءه، فكان الجنود يعملون سيوفهم فيهم بينما أخذ الواقفون يرجمونهم بالحجارة حتى استشهد عدد كبير منهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابريولُس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 435 هو أسقف قرطاجنة ويرتبط اسمه في التاريخ بمجمع أفسس الذي انعقد سنة 431م، إذ أنه حين لم يستطع السفر إلى المجمع بسبب هجمات البربر كتب رسالة إلى المجمع يشرح فيها الإيمان المستقيم. وقد قُرِأت هذه الرسالة مع أخرى من سيليستسن Celestine أسقف روما وثالثة من القديس كيرلس بابا الإسكندرية في المجمع، وحين قُرِأت رسالة كابريولُس علَّق القديس كيرلس قائلاً: “هذا هو ما نقوله كلنا وهذه هي رغبتنا كلنا”، واعتُبِرت الرسالة من ضمن أعمال المجمع. تنيّح الأسقف كابريولُس سنة 435م، إما في يوم 21 أو 30 من شهر يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابيتولينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 399 شهيدة من كبادوكيا، اعترفت أمام الحاكم أن مسكنها هو أورشليم السمائية وأن آباءها هم معلمو المسيحية الذين كان من بينهم الأسقف فيرميلان Firmilan. قُبِض عليها ووُضِعت في السجن، وحين سمعت خادمتها إيروتيس Eroteis بذلك أتت إليها وأخذت تُقّبِّل قيود سيدتها. يُقال أن كابيتولينا قد قُطِعت رأسها يوم 27 أكتوبر وفي اليوم التالي قُطِعت رأس إيروتيس، وذلك في زمن الإمبراطور فالريان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابطلماوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أبطلماوس هذا غير أبطلماوس القس الذي استشهد مع القديسين (أباكير ويوحنا وفيلبس) بجوار دمنهور في 15 من شهر بؤونة. لقاؤه مع ببنودة السائح أبطلماوس بن نسطوريوس من مدينة دندرة، على الشاطئ الغربي من النيل مقابل مدينة قنا بالصعيد الأقصى. كان أبطلماوس قد أخذ بعض الجند وانطلق إلى الجبل في رحلة صيد، فالتقى هناك بالقديس ببنودة الراهب السائح (بفنوتيوس). اقترب الراهب منه بناء على صوت سمعه من السماء، لكن الجند استخفوا به من أجل رداءة ثيابه وحاولوا طرده، أما أبطلماوس فنزل عن حصانه وضرب للأب مطانية أمام الجند وطلب منه أن يرافقه… ثم أخذه إلى بستان له مملوء بالأشجار المثمرة. رأى القديس ببنودة هذا المجد الذي يعيش فيه الشاب أبطلماوس فصار يبكي. – أعلمني ما الذي يبكيك يا أبي؟ – يا ولدي ليس بكائي من أجل هذا المجد ولا تلك الكرامة التي أشاهدها، وإنما تذكرت الأمجاد التي أُعدت لنا في ملكوت السموات إن حفظنا وصايا الرب. – يا أبي لن أتركك، وكل ما تشير به عليّ أفعله. إنما أريد منك ألا تفارقني بل تمكث معي في هذا الموضع. – لا يمكنني أن امكث عندك. – إذن خذني معك إلى البرية. – إني أخاف سطوة أبيك، لكن إن كنت تريد الوصول إلى ملكوت السموات بطريق مختصر فها أنا أرسلك إلى مدينة أنصنا، عند رجل تقي عابد الله اسمه دوروثيؤس، يدعى (اللآبس النور) من أجل حسن عبادته. عندئذ كتب القديس ببنودة رسالة للقديس دورثيؤس يوصيه فيها بأبطلماوس. ثم نصح أبطلماوس قائلاً له أن يحذر لنفسه من عدو الخير الذي يثير عليه تجارب كثيرة من جهة امرأة شريرة تلتقي به في الطريق، طالباً منه ألا يكف عن ذكر اسم المسيح لكي يخلصه من التجارب والبلايا. كما أنبأه بأنه إذ يمضي إلى مدينة أنصنا يثير عدو الخير عليه رياحاً شديدة لتحطم السفينة، وطلب منه أن يسأل الرب الخلاص فينال عوناً سريعاً. مع الأب دوروثيؤس أطاع أبطلماوس وصية الأب ببنودة، وفي الحال تخفى وانطلق في الطريق ليجد ما قد أعلنه له الأب ببنودة يتحقق حرفياً، وإذ التقى الأب دورثيؤس (ضورتاوس) أعطاه الرسالة، فجلس معه الأب وأرشده أن يذهب إلى إريانا والي أنصنا ويعترف بالسيد المسيح، فينال الإكليل سريعاً عوض الطريق الطويل خلال الحياة الرهبانية. استشهاده انطلق إلى إريانا حيث اعترف بالسيد المسيح فأذاقه عذابات كثيرة، وأخيراً أمر الوالي أن يعبروا به النيل إلى الغرب إلى قرية طوخ الخيل، حالياً منطقة خربة شمال غرب طحا، وهناك عُلق على صارية عالية وبقي هكذا تسعة أيام حتى طعنه أحد الجنود في رقبته فأكمل شهادته في 11 من شهر كيهك. قيل أن عسل نحل كان يسيل من الصارية كل من أكل منه وهو مريض يشفى. دُفن جسده وأقيمت عليه كنيسة بعد انقضاء فترة الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن الدهيري | الولادة: – الوفاة: – هو خريسطوذولوس الملقب بابن الدهيري، كان مطراناً في أيام البابا كيرلس بن لقلق (75)، في القرن الثالث عشر، على دمياط. كان ثقة في اللغة القبطية، وضع مقدمة لقواعدها النحوية معروفة باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن المكين | الولادة: – الوفاة: 1273 من أراخنة الفكر في القرن الثالث عشر (توفي بدمشق سنة 1273 م). هو جرجس بن العميد، أخوه الأسعد إبراهيم كاتب الجيوش في عهد الملك العادل. لا نعرف عن سيرته الكثير، إنما نعرف أنه في محبته لله قد ترك مجد العالم وغناه وكرس حياته للعبادة والنسك مع البحث والدراسة في دير الأنبا يؤانس القصير بطرة، جنوبي القاهرة، فتضلع في القبطية والعربية واليونانية والمنطق والفلك والتاريخ. أما مؤلفاته فهي: 1. تاريخ مدني عنوانه (المجموع المبارك) يقع في جزئين، ترجم إلى عدة لغات منذ القرن السابع عشر. 2. كتاب الحاوي، كتاب عقيدي يحوي تفسير بعض الآيات الصعبة. 3. المستفاد من بديهة الاجتهاد، امتدح فيه المجدين والكادحين. 4. قام بتكملة تاريخ الطبري. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – أورد السنكسار القبطي سيرة القديس بافنوتيوس الأسقف تحت 11 من شهر بشنس دون أن يحدد اسم إيبارشيته. أحب هذا القديس الحياة الديرية، فترهب بدير القديس مقاريوس الكبير، وأجهد نفسه في النسك والحياة التعبدية التقوية كما تعلم القراءة والكتابة واهتم بالدراسة في الكتاب المقدس وكتب الآباء وقوانين الكنيسة. ذاع صيته فاستدعاه البابا فيلوثيؤس (الـ 63) في القرن العاشر، بعد أن مكث بافنوتيوس 35 عاماً في البرية. سامه البابا أسقفاً، ولأول مرة استبدل ثوبه الذي من شعر الماعز من أجل الخدمة ليعود فيلبسه مرة أخرى، ولم يكن يملك غيره. اشتد به المرض، فسأل السيد المسيح ألا تفارقه نعمته من أجل عمل الأسقفية، وكما كان يرعاه في البرية كل هذه السنوات يرعاه في الأسقفية، وإذ بملاك الرب يظهر له ويقول: “اعلم انك حين كنت في البرية لم يكن من يهتم بك عند مرضك، ولا تجد دواء، فكان الله يعضدك ويمنع عنك المرض، أما الآن فأنت في العالم، وعندك من يهتم بك وما تحتاجه عند مرضك”. هكذا أراد الله أن يعلم الأسقف بعد خبرة 35 عاماً في البرية أنه وإن كان قد اهتم به في الصحراء فلم يسمح له بمرضٍ لأنه لا يوجد من يعالجه، ولا دواء معه، لكنه إذ نزل للخدمة وسط شعبه وتعرض للمرض لا يمتنع عن العلاج! الله الذي رعاه في البرية بطريقة معينة يرعاه في العالم خلال الطب والدواء بطريقة أخرى! على أي الأحوال بقي في الأسقفية 32 عاماً ليستودع روحه في يديْ خالقه بعد أن استدعى الكهنة والشمامسة وسلمهم أواني الكنيسة معلناً أنه لم يحتفظ لنفسه بدرهمٍ واحدٍ، ثم باركهم وتنيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الصعيدى | الولادة: – الوفاة: – يرى اليونان المحدثون أن هذا القديس من أهالي صيدا. زار المؤرخ روفينيوس دير القديس بفنوتيوس المتوحد بالصعيد الأقصى عام 390، وكان القديس قد تنيح فروى لنا ما سمعه عنه. عاش في صعيد مصر في حياة مقدسة، حتى كان يسلك كملاكٍ على الأرض. تمتع بشفافية مرهفة وعلاقة وثيقة مع السمائيين. قيل إنه هو الذي قام بالدور الرئيسي في توبة تاييس الخاطئة، وإن كان البعض يرى أن القديس بيساريون هو المقصود، بينما يرى آخرون أن ما حدث مع أحد رجال الله يمكن أن يتكرر أيضاً مع غيره. لا نعرف تاريخ نياحته، وإنما قيل إنه إذ عرف وقت انتقاله وكان جماعة من المتوحدين حاضرين معه أسلم الروح بهدوء إلهي عجيب، وشهد الحاضرون الملائكة تحمل روحه وهي تسبح الله ممجدة إياه. القديس بفنوتي واللص يقدم لنا التاريخ القصة التالية التي تكشف عن شوق الله لخلاص كل نفس، إذ قيل إن القديس بفنوتي كان قد نما في الروح وسما في حياة الفضيلة في الرب، حتى كان ينظر بعض السمائيين. في إحدى المرات سأل عن مدى تقدمه في الفضيلة، فقيل له إنه بلغ قامة أحد محترفي الغناء في قرية مجاورة له. دُهش الأب جداً كيف يُقارن برجل محترف غناء في قامته الروحية بينما قد قطع شوطاً كبيراً في الحياة النسكية، وكرس كل وقته للعبادة، وتأهل للتمتع بمناظر سماوية. أسرع إلى القرية ليلتقي بهذا المطرب، ويسأله عن سلوكه، فأجاب أنه إنسان شرير يعيش على أموال سبق أن اقتناها من السرقة. ألحّ عليه أن يحدثه عن تصرفاته الحسنة، فأجابه أنه لا يذكر إلا أمرين: الأمر الأول أنه في فترة ممارسته لأعمال السرقة اختطف زملاؤه اللصوص عذراء كرست نفسها لله، وإذ أراد زملاؤه اغتصابها انتزعها من أيديهم واقتادها إلى قريتها دون أن يلحق بها ضرراً. والأمر الثاني أنه رأى في الصحراء امرأة في حالة إعياء شديد، حملها إلى مغارته وقدم لها طعاماً وشراباً دون أن يمسها، وإذ سألها عن سّر مجيئها إلى الصحراء أجابت أن دائناً قد زج برجلها وأولادها في السجن من أجل 300 قطعة من الفضة وأنه يطلبها فهربت منه ولها أربعة أيام لم تأكل قط، فتأثر جداً وقدم لها 300 قطعة من الفضة، هو أغلب ما لديه سائلاً إياها أن تنقذ رجلها وأولادها. تعجب القديس بفنوتيوس من هذا اللص الرحيم وعرف أن الله إنما أرسله لخلاص نفسه، فبدأ يحدثه عن محبة الله الحانية، وللحال ألقى الرجل مزماره وتبع المتوحد ليقضي ثلاث سنوات تحت رعايته يسلك طريق الكمال حتى تنيح. القديس بفنوتي ومضيف الغرباء إن كان الله قد قارن القديس بفنوتي المتوحد بلصٍ رأى فيه استعداداً وممارسةً للحب العملي، ففي دفعة أخرى قارنه الله برجلٍ متزوج أنجبت زوجته ثلاثة أولاد وعاش معها بعد ذلك كأخٍ، وكان لا يرفض قط ضيافة أحدٍ ولا يحتقر فقيراً ولا يمتنع عن مساعدة محتاج! لهذا كان القديس يقول لنفسه: “إن كان الذين في العالم يعملون أعمالاً ممتازة، فكم أكون أنا ملزماً كمتوحد أن أجتهد لكي أتقدم عليهم في تداريب التوبة؟!” وهكذا كان يزداد مثابرة وجهاداً في صلواته ونسكياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – سمع أريانا والي أنصنا بصعيد مصر عن الراهب بفنوتي، الذي كان يقطن بجوار دندرة وقد جذب الكثيرين بتقواه للسيد المسيح، فأرسل إليه قائديّ مائة لتعذيبه لكنهما فشلا في البلوغ إليه. في إحدى الليالي رأى القديس بفنوتي ملاكاً يحثه على الاستعداد للرحيل من هذا العالم، معلناً له أن أريانا يطلبه. تهلل القديس للخبر وحسب نفسه كمن يحتفل بعيد، وفي الصباح انطلق إلى الشاطئ في صحبة الملاك الذي عزاه واختفي. نزل الوالي من السفينة ليجد عدداً كبيراً من الرسميين يستقبلونه بحفاوة، فتقدم إليه الراهب ليقول له: “أيها السيد الوالي، إن الذي يحدثك هو بفنوتي الذي تفتش عنه بجدٍ، إنه بفنوتي المسيحي”. سار موكب الوالي إلى المدينة بينما كان بفنوتي مقيداً يحيط به الجند ليلقوا به وسط اللصوص والقتلة في السجن. استراح الوالي قليلاً ثم شكّل جلسة لمحاكمة الراهب بفنوتي، أخذ يلاطفه في البداية فكان يحدثه عن الأبدية، وبعد ذلك أمر بتعذيبه. أرسل له الرب ملاكاً يقويه ويشفيه من الجراحات حتى آمن الجلادان دينس وكاليماك واستشهدا على اسم السيد المسيح. أعاد الوالي الراهب بفنوتي إلى السجن حيث التقى بأربعين موظفًا كان الوالي قد أمر بسجنهم، وكان يحدثهم عن الإيمان والأبدية ففرحوا بكلماته، وخاصة وأنهم بالمساء رأوا كأن ناراً تلتهب في السجن فارتعبوا لكن السجّان طمأنهم بأن هذا المنظر يتكرر كل ليلة منذ سُجن هذا الراهب. كان الراهب يستغل كل فرصة للشهادة للسيد المسيح، فحينما أُستدعى من السجن مع الأربعين موظفاً، وأُشعل أتون ضخم تحت إشراف مائة جندياً لحرق الموظفين صار القديس بفنوتي يحدث المشاهدين عن الإيمان بالسيد المسيح في حضرة الوالي فاجتذب الكثيرين، الأمر الذي أذهل الوالي، فأمر بتعذيبه بالهنبازين حتى يتهرأ لحمه. وكان الرب يشفيه فآمن القائد وجنوده الأربعمائة الذين استشهدوا حرقاً. إذ كان عدد الشهداء يتزايد خشيّ الوالي من هياج الشعب، فأخذ القديس بفنوتي معه في السفينة إلى أنتينوه (الشيخ عبادة بملوي) حيث صلبه مربوطاً على جذع نخلة بتهمة التغرير بموظفي الدولة (الأربعين موظفاً)، وإثارة فتنة في الجيش (الأربعمائة جندياً). والعجيب أن الحراس اعترفوا بإلهه بعد أن أنزلوا جسده، واستشهدوا هم أيضاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الشماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان هذا الشهيد شماساً في Boou (ربما بافو بالصعيد الأقصى)، اهتم مع الجندي سلبون Silbon بالشهيد بانسني Panesniu في السجن، فشاركه إكليل الاستشهاد في أيام كلكيانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داوساس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – رسامته أسقفاً أحد شهداء فارس Persia الذين استشهدوا سنة 361م. كان ضمن الأسرى الذين حملهم سابور Sapor حين استولى على فينيقية Phoenicia عاصمة زابدين Zabdienne سنة 360م. وحين مرض الأسقف هليودورُس Heliodorus أثناء الرحلة إلى فارس، وضع يديه على رأس داوساس وسامه أسققاً وسلَّمه المذبح المتنقل ومسئولية كل الذين نجوا من الهلاك، فقد رأى أن رسامة أسقف بيد أسقفٍ واحدٍ في مثل تلك الحالة الضرورية كافياً. القبض عليه كان الأسرى يحتفلون بسرّ الإفخارستيا يوماً بعد يوم مما أثار غضب المجوس، فرفعوا تقريراً إلى الملك متهمين المسيحيين بالاجتماع لكي يلعنوا الملك. أصدر سابور أوامره بالقبض على داوساس وكل المجتمعين معه واستجوابهم. وكلَّف قوة مكونة من 100 فارساً و200 جندياً برئاسة القائد أدارفارس Adarphares بتنفيذ هذا الأمر. وحين اجتمع داوساس وماريابُس Mariabus الأسقف المساعد والكهنة والشمامسة والشعب للاحتفال أعلمهم القائد برغبة الملك أن يذهبوا إلى مدينة صافت Saphet تحت جبل ناصبدين Nasebden في مقاطعة دافِن Daven، فأطاعوا ولكن حين وصلوا إلى أبواب المدينة أمر أدارفارس بالقبض عليهم وأخبرهم بأن الملك سمع أنهم يلعنوه، ولذلك فعليهم إما أن يعبدوا النار أو يأمر بقتلهم. حين سمع داوساس ذلك صرخ نحو أدارفارس قائلاً: “إن دم المسيحيين في الشرق مازال يقطر من بين أصابعكم. وسوف ترون أيضاً دماء المسيحيين في الغرب تراق”، ثم التفت إلى قطيعه وقال: “تشجعوا، وافتكروا أننا سوف نُعتَق من نير العبودية لنعود إلى بلدنا”. قُتلوا الأسرى خمسين خمسين حتى وصل العدد إلى 265 شهيداً بينما أنكر الإيمان 25 منهم. كان الشماس إبِدجيسو (عبد يسوع) Ebed-Jesu أحد الذين نُفِّذ فيهم الحكم وتُرِك ليموت، ولكن اعتنى به أحد الرجال في المنطقة حتى استعاد قوته، ودفن داوساس وماريابُس وبعض الكهنة معاً في مغارة أسفل الجبل وأغلقوا مدخلها بالحجارة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داود بن غبريال الراهب الشهيد | الولادة: – الوفاة: 1383 عاش في أواسط القرن الرابع عشر راهب اسمه داود بن غبريال البرجي، نجح بعض الأشرار في استدراجه خارج الدير ثم احتاطوا به وساقوه إلى الوالي. وحاولوا بمعاضدة الوالي أن يدفعوه إلى إنكار السيد المسيح، فلما فشلوا تماماً صدر الأمر بقطع رأسه سنة 1099ش (1383م)، فنال إكليل الاستشهاد المُعد له من سيده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داود المقاري القس | الولادة: – الوفاة: – خدمته في السودان نشأ وديع سعيد في أسيوط من عائلة حريصة على العقيدة الأرثوذكسية، مجاهدة في تدعيمها ضد التعاليم الغربية التي كان الأمريكيون يعملون على نشرها، وكانوا قد اتخذوا من أسيوط مركزاً لنشاطهم. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية فالتحق بوظيفة في وزارة الصحة، ثم سافر إلى السودان سنة 1914م للعمل، وهناك ساهم في بناء الكنيسة القبطية وفي مدارس التربية الكنسية والاجتماعات المسائية. بتوليته وخدمته بالقاهرة لما عاد إلى القاهرة سنة 1921م انتظم ضمن خدام كنيسة مار جرجس بالقللي. ومع استمراره في وظيفته الحكومية إلا أنه انضم أيضاً إلى جمعية أبناء الكنيسة. وإذ فضَّل التبتل خصص له زملاؤه في هذه الجمعية غرفة كأنها قلاية، ذلك أنه كان مشتاقاً إلى دخول دير القديس مقاريوس الكبير. كان بمثابة العمود الفقري للجمعية، فقد ألَّف هو وزملاؤه فرقة شمامسة للخدمة في كنائس مختلفة كل أسبوع وكانت تختار لهذه الخدمة الكنائس القائمة في الأحياء الفقيرة أو البعيدة. إلى جانب هذه الخدمة أصدرت الجمعية مجموعة من الكتب الهامة مثل كتاب الخولاجي، وصلوات الإجبية بالقبطي والعربي، والأناجيل الأربعة، وأسفار موسى الخمسة بالقبطية. ثم رأى وديع سعيد أن يُخرِج للأقباط تقويماً يتضمن تعاليمهم وأعيادهم إلى جانب الأعياد العامة. رهبنته كان خلال عمله البنَّاء للكنيسة مازال موظفاً في وزارة الصحة حتى وصل إلى وظيفة مدير مكتب وكيل الوزارة، كما كان قد حصل على الجزء الأول من الدكتوراه في القانون، إلا أنه قرر ترك كل ذلك، فاستقال ودخل الدير. خدمة مستمرة نتيجة لبعض الدعايات المغرضة صدر أمر بإخراج الراهب داود من الدير، فرجع إلى العالم ولكن بالزي الرهباني. عاد ليخدم بأكثر نشاط وبأكثر روحانية، وكأن قلبه لم ينكسر. فقد ساهم في بناء كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج، وبنى ملجأ للأولاد سماه “بيت النعمة” ملاصقاً للكنيسة، وبنى بعد ذلك مدرسة إلى جوار الملجأ لتكون المنشأتان في كنف الكنيسة. وإلى جانب الأبنية أصدر مجلة أسبوعية باسم الأنوار سنة 1946م، وبعد إصدارها بعدة شهور بدأ يصدرها شهرياً بالإنجليزية. إذ كان قد تفاهم مع هيئة اسمها “الجمعية الأفريقية الآسيوية المركزية” استهدافاً لنشر الثقافة القبطية خارج مصر، فكان في هذا المجال أيضاً سباقاً. بعد هذا الجهاد المستمر بلا هوادة، وبعد أن تاجر بوزناته إلى أقصى طاقته انتقل إلى فردوس النعيم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دانيال قمص شيهيت القديس | الولادة: 485 الوفاة: – تحمل سيرة هذا القديس شهادة حيّة عن حيوية الرهبنة القبطية ومجدها في القرن السادس. كان هذا القديس أبًا طاهراً كاملاً، خدم بلاده أعظم خدمة بأن قدم للكنيسة أساقفة أعلام من خلال برامج الدراسة التي كانت تُقَدم في الأديرة بهدف إعداد الرهبان لحسن تأدية رسالتهم، والذي كان هذا القديس أحد القائمين بالتعليم فيها مع غيره من الشيوخ الرهبان الذين اشتهروا بالعلم والتقوى. ليس ذلك فحسب بل أن رعايته شملت المتبتلات أيضاً فرعاهن أحسن رعاية. أسره وُلد سنة 485م، وارتحل إلى برية شيهيت وهو صبي. وقع تحت الأسر ثلاث مرّات في رهبنته المبكرة، ربما بسبب شغفه نحو الدخول إلى البرّية الداخلية. في المرة الثالثة صرع أسيره بحجر فأرداه قتيلاً وهرب. لكنه ظل تحت عذاب الضمير طوال حياته. طلب من البابا تيموثاوس الثالث (518-536م) عقوبة. وإذ حاول أن يقنعه بأن ذلك كان دفاعاً عن النفس، لأنه كان مرّ النفس جداً، ولكنه لم يقتنع، فرحل إلى روما والقسطنطينية ثم أفسس وأورشليم وإنطاكية يسأل أساقفة هذه البلاد. وأخيراً إذ لم يسترح سلّم نفسه للقضاء بالإسكندرية، لكن القاضي أخلى سبيله متمنياً لو قتل سبعة من هؤلاء البرابرة العنفاء. مع الشريفة أناسطاسية لما شاع صيته أتت إليه الشريفة أناسطاسية إحدى الشماسات اللواتي هربن مع القديس أنبا ساويرس الأنطاكي إلى مصر سنة 518م. وكانت غنية جداً. جاءت متخفية في زي الرجال وأعلمته بحقيقة أمرها، كما أنبأته بأنها هربت من وجه إمبراطور القسطنطينية الذي أراد الزواج منها. فترهبت ومكثت في مغارة بقربه مدة ثمانية وعشرين عاماً ولم يعلم بأمرها أحد. وكان أحد تلاميذ القمص دانيال يحمل إليها الخبز والماء مرة أسبوعياً ويتركهما عند باب مغارتها. وكانت كلما ساورتها الهواجس والهموم وصفت جميع ما خالجها من مشاعر بكتابته على حجر وتتركه عند باب المغارة، فيأخذه التلميذ إلى القديس دانيال الذي يكتب لها بدوره الرد ويرسله مع التلميذ. وكان القديس يختار رسوله ممن يجهلون اليونانية التي تكتب بها القديسة أناسطاسية، فتظل اعترافاتها سراً مكتوماً. مع أولوجيوس قاطع الأحجار في حوالي عام 525م، حدث ذات يوم أن ذهب القمص دانيال إلى المدينة ليبيع السلال التي صنعها بيديه، فأبصر إنساناً اسمه أولوجيوس كان يقطع حجارة كل يوم بقيراط ذهب، فيقتات منه باليسير ويطعم الفقراء بالباقي ولم يكن يدخر شيئاً. فلما أبصر القديس ذلك استحسن سيرته وطلب من الله أن يعطيه مالاً ليزداد في عمل الخير والرحمة، وسمع له الله. وجد أولوجيوس كنزاً أثناء عمله في الحجارة وأخذه ومضى إلى القسطنطينية، وسعى بماله حتى صار وزيراً وترك عمل الخير. فلما سمع بخبره القديس دانيال قصد القسطنطينية، وعرف سيرته وما صار إليه من عدم الخير. حاول القديس الالتقاء به لكن الجند منعوه. ثم رأى رؤيا كأن السيد المسيح جالس يحكم بين الناس، وكأنه أمر بتعليق القديس دانيال وطالبه بنفس أولوجيوس. ولما استيقظ من نومه عاد إلى ديره وسأل الله عن أولوجيوس أن يعيده إلى ما كان عليه. فظهر له ملاك الرب ونهاه أن يتعرض لحكم الله في خلقه. بعد هذا حدثت مؤامرة ضد يوستنيان سنة 532م، اشترك فيها أولوجيوس، وإذ أراد الإمبراطور البطش به هرب من القسطنطينية إلى مصر لينجو بنفسه. عاد إلى بلده يقطع الحجارة كما كان أولاً. فاجتمع به الأنبا دانيال وقصَّ عليه ما حل به بسببه، فعزاه وسنده ورده إلى محبة الفقراء. القديسة أناسيمون كشف القديس دانيال عن شخصية القديسة أناسيمون الملكة التي تخفّت في شخصية هبيلة لتعيش محتقرة في إحدى أديرة البنات بمصر. كما كشف عن شخصية قديس عظيم يُسمى مرقس كان يتسوّل أمام دار البطريركية. اللص التائب أراد لص أن يسرق أموال دير للراهبات، فتقمص شخصية أنبا دانيال، ودخل الدير ليلاً. سألته الراهبات أن يصلّي من أجل راهبة عمياء، وإذ لم يكن مسيحياً قال لهن أن يغسلن وجهها بالماء الذي غسلن به قدميه. وإذ انفتحت عيناها تأثر اللص جداً، وخرج إلى القديس أنبا دانيال الذي استقبله ببشاشة وأعلمه أنه كان معه بالروح حين دخل دير الراهبات. آمن اللص بالمسيحية وتتلمذ على يدي أنبا دانيال. تعرضه للاضطهاد تعرض القديس للضرب حتى كاد يفارق الحياة، وذلك لأنه شجب طومس لاون وعقيدة مجمع خلقيدونية أمام مندوب الملك يوستنيان. اضطر إلى الهروب إلى مدينة تامبولا (حالياً مركز شبراخيت) حيث أقام بجوارها ديراً مكث فيه حتى مات يوستنيان عام 565م. مع أندرونيكس وزوجته أثناسيا كانا من أثرياء إنطاكية، مات أولادهما جميعاً فجأة فدخلا في حزنٍ شديدٍ. لكنهما عادا إلى حياة التسليم للَّه، وقرّرا الرهبنة. جاء الزوج إلى القديس أنبا دانيال الذي نصحه أن يستودع زوجته في إحدى أديرة الراهبات ثم يعود إليه. تتلمذ على يدي أنبا دانيال لمدة 12 عاماً. وإذ أراد زيارة الأماكن المقدسة التقى براهبٍ يود الذهاب إلى أورشليم، فتحدثا معاً في الطريق، وتعاهدا أن يعيشا معاً عند عودتهما. وبالفعل سكنا في الدير الثامن عشر بالإسكندرية (اوكتوكا يديكاثون). وبقيا هناك 12 عاماً، وكان القديس دانيال يفتقدهما. أخيراً تنيح الراهب واكتشف أندرونيكوس أن الراهب هو زوجته أثناسيا، فأقام في قلايتها. اهتمامه بالرهبان والراهبات عاش القديس دانيال قمص شيهيت أربعين سنة ونصف في الصحاري مداوماً على الصلاة والصوم، مهتماً بالرهبان والراهبات الخاضعين لرئاسته. وقد نال هذا القديس أحزاناً كثيرةً في سبيل الإيمان، وأظهر الله على يديه آيات كثيرة، وعرف زمان انتقاله من هذا العالم، فجمع الرهبان وأوصاهم وثبتهم وعزاهم ثم تنيّح بسلام في الثامن من شهر بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزما الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش في زمن البابا ثيؤدوسيوس البطريرك الثالث والثلاثين، وذلك في القرن السادس الميلادي. كان أسقف مدينة أنتينوبوليس (في منطقة مَلَّوي الآن) واحتمل النفي مع البابا ثيؤدوسيوس بأمر الإمبراطور جوستينيان، على أن الأنبا قزما لم يُنفَ غير ثلاث سنوات، أصدر بعدها الإمبراطور العفو عنه. ولو أن هذا العفو لم يشمل الأنبا ثيؤدوسيوس، إذ توهّم جوستينيان أن الاستمرار في حبسه قد يضعف من مقاومته في النهاية، فاحتفظ به وأفرج عن عدد من أساقفته. وسارع الأنبا قزما إلى مصر ولما وصلها ظل في الإسكندرية شهراً كاملاً. إذ تجمهر حوله أهلها يستفسرون عن باباهم وعن السبب في عدم عودته إليهم، شدّد هذا الأسقف قلوبهم بأن وصف لهم بالتفصيل ما جرى من المقابلات بين البابا والإمبراطور، كما وصف لهم بسالة البابا في تحمل السجن والبعد عن مصر وشعبه الوفي، فتعزّت قلوب الشعب بكلامه. بعد أن قضى الأنبا قزما شهراً في الإسكندرية عاد إلى أنتينوبوليس عاصمة كرسيه، فوصلها في موعد الاحتفال بعيد الشهيد كلوديوس الذي استشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس، وتزاحم الناس على الكنيسة في العيد في تلك السنة للاستشفاع بالشهيد والاستفسار عن البابا ثيؤدوسيوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان الأول البابا الرابع والأربعون | الولادة: – الوفاة: – بعد نياحة البابا ألكسندروس الثاني سنة 726م، اتجهت الأنظار إلى الناسك قزما (قزمان) أحد رهبان دير القديس مقاريوس الكبير ببرية شيهيت فانتُخِب بالإجماع، ومن ثَمَّ أقامه الأساقفة في نفس السنة على سدة الكنيسة القبطية. كان من أهل بناموسير، سيم بغير اختياره، إذ كان يميل إلى حياة الوحدة. قصر أيام باباويته على أن هذا البابا لم يجد نفسه جديراً بهذه الكرامة العظمى التي أولاه إياها إكليروس الكنيسة وشعبها، كذلك امتلأت نفسه أسى حين علم أن الخليفة عمر بن عبد العزيز قد كتب إلى حيّان بن شُريح عامل الخراج في مصر يقول له: “أن يجعل جزية موتى القبط على أحيائهم”، وأضاف إلى ذلك الجزية على القرى، فكل قرية عليها مقدار من المال يجب تأديته بغض النظر عمن يموت من أهلها. بإزاء هذا الشعور بعدم الاستحقاق الذي طغى على الأنبا قزما، وهذا الأسى الذي ملأ قلبه لعدم قدرته على حماية شعبه من الجزية المتزايدة المبالغ فيها، أخذ يبتهل إلى الله ليلاً ونهاراً ضارعاً إليه أن ينقله من هذا العالم بدلاً من أن يضرع إليه أن يمنحه النعمة لتأدية واجباته الرعوية مخالفاً بذلك الأوامر الإلهية (يو17:15). ولقد استجاب الله لطلبته، فلم يلبث الأنبا قزما أن انتقل إلى الدار الباقية بعد مرور خمسة عشر شهراً على ارتقائه الكرسي المرقسي، فمرّت أيام باباويته مرور السحاب العابر. وهكذا اضطر الإكليروس والشعب إلى التشاور من جديد فيمن يكون رئيسهم الأعلى، وانتهت بهم الشورى إلى انتخاب ثيؤدوروس أحد رهبان دير دمنو بمريوط. نبوة عن قصر أيام باباويته كان بظاهر مريوط دير يُعرف بطمنوة تحت رئاسة أب يُدعى يحنس نال نعمة عظيمة، وكان الرب يشرّفه بعمل عجائب على يديه، وكان له تلميذ يخدمه اسمه ثيؤدورس فاق كل من في الدير. في أيام البابا الكسندروس سلف البابا قزمان قال الأب يحنس لتلميذه: “اعلم يا ابني أنه في السنة التي يتنيح فيها الكسندروس أتنيح أنا معه، وأنت تجلس على كرسي الرسول الجليل مار مرقس، ولكن ليس بعد البابا الكسندروس، وإنما بعد الذي يأتي بعده”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان الثاني البابا الرابع والخمسون | الولادة: – الوفاة: 859 سيامته بطريركاً بعد نياحة البابا ميخائيل الثاني سنة 849م، اجتمع الأساقفة والأراخنة للتشاور فيمن يخلف البابا الراحل، فألهمهم الروح القدس بانتخاب راهب في رتبة الشمّاسية اسمه قزما (قزمان) من دير الأنبا مقاريوس الكبير، فأخذوه لساعتهم إلى الإسكندرية حيث وضع عليه الأساقفة الأيدي، وسيم بطريركاً في 24 كيهك من نفس السنة التي توفي فيها سلفه. مقر إقامته بعد رسامته بأيام قصد إلى الفسطاط ليتقابل مع الوالي، وكان في ديوان الولاية إذ ذاك قبطيّان اسم أحدهما مكاري وثانيهما إبرآم واشتهر كلاهما بالصلاح والتقوى، وكانت لهما حظوة لدى الوالي الذي أشار عليهما بتلبية جميع ما يطلبه البابا. ولما كان مكاري وإبرآم يرغبان في إبداء كل إجلال للبابا السكندري، فقد طلبا إليه أن يقيم في بلدة دميرة شرقي الفسطاط بدلاً من الإسكندرية ليكون قريباً من مقر الولاية، فقبل طلبهما وقضى بها كل أيام باباويته. علاقته ببطريرك إنطاكية كان أول ما قام به البابا قزما الثاني بوصفه البابا المرقسي هو كتابة رسالة الشركة إلى أخيه في الخدمة الرسولية بطريرك إنطاكية، وقد عبَّرت هذه الرسالة عن وحدة الإيمان الأرثوذكسي الذي يربط بين الكنيستين، فجاءه الرد عليها يطفح مودة وإخلاصاً. البابا والأيقونات وفي أيامه أمر قيصر الروم بمحو الأيقونات من الكنائس، فبعث إليه هذا البابا وناظره حتى أقنعه ورجع به إلى حسن الاعتقاد وأمر بإعادة الصور إلى ما كانت عليه. لقد سعد الأنبا قزمان وشعبه بالطمأنينة والسلام إذ كان الخليفة المتوكل يحسن معاملة رعاياه على اختلاف أديانهم. وفي وسط هذا الهدوء انطلق الأنبا قزما الثاني من أغلال هذا الجسد وانضم إلى أسلافه بعد سبع سنوات وسبع شهور قضاها على الكرسي المرقسي، وكانت نياحته في 21 هاتور سنة 576ش الموافقة 859م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان السينائي | الولادة: – الوفاة: – اتهامه ظلماً سكن في دير بجبل سيناء، وذات مرّة دخل رجل شرير إلى خيمة رجل إعرابي متزوج وأضجع مع ابنته، وقال لها الشرير: “قولي أن أنبا قزمان الراهب هو الذي فعل الشر معي”، فقالت لأبيها هكذا. أخذ الرجل سيفه ورفعه قاصداً ذبح القديس قزمان، ولكن يده انثنت فلم يستطع قتله. فذهب إلى كنيسة الدير وقال للآباء ما فعله الشيخ مع ابنته، فأحضره الآباء وجلدوه عدة جلدات وأرادوا طرده من الدير. لكنه ألحَّ عليهم قائلاً: “اسمحوا لي أن أمكث هنا من أجل الله لكي أتوب عن خطيتي”. فعزلوه بعيداً عن الاخوة ثلاث سنين، وأمروا الجميع بعدم الاقتراب منه. وكان يقضي وقته بمفرده ويذهب إلى الكنيسة كل أحدٍ فقط، ويقدّم توبة ويرجو الآباء أن يصلّوا من أجله. ترك الدير لعزلته ونبذ الرهبان له، سمح لفكر شيطان الكبرياء أن يدخل إلى قلبه فأعلن لهم الحقيقة، وأنه لم يسقط مع الفتاة، فاجتمع الرهبان حوله وأعلنوا ندمهم على نبذهم له وطلبوا منه أن يصفح عنهم، فقال لهم: “إنني حقاً قد سامحتكم ولكنه لم يعد من الممكن أن أمكث معكم بعد ذلك، إذ لم أجد منكم مشجعاً يعطف عليَّ”، ورحل من الدير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان الثالث البابا الثامن والخمسون | الولادة: – الوفاة: – سيامة بطرس مطراناً على أثيوبيا انتخب بطريركاً بعد نياحة البابا غبريال الأول سنة 921م، وقد استهل باباويته برسامة الراهب بطرس مطراناً على أثيوبيا وبعد أن زوّده بالنصائح وأوصاه بالتفاني في رعاية شعبه أرسله إلى تلك البلاد. هجوم الفاطميين واضطراب بالإسكندرية من الشدائد التي قابلها هذا البابا ما حدث من تقتيل وتدمير في البلاد، نتيجة لهجوم الفاطميين على الإسكندرية والاستيلاء عليها، قبل أن يتمكن الخليفة العباسي من استرداد المدينة بعد إرسال الإمداد الحربي اللازم، وقد قاسى المصريون الأهوال بعد انسحاب الجيش الفاطمي، وذلك لأن جند الولاة المتنافسين أخذوا يسلبون وينهبون ويقتلون دون تفريق بين مسلم ومسيحي. راهبان يسببان قلاقل بأثيوبيا كذلك قاسى البابا نتيجة ما حدث من اثنان من الأقباط اسم أحدهما مينا والآخر بقطر زوَّرا خطاب باسم البابا قزمان وأخذاه إلى أمير الحبشة يدّعيان فيه أن بطرس ما هو إلا أسقف مزيّف وأن المطران الحقيقي هو مينا، وتسببا في قلاقل كثيرة بين الأمير والمطران والبطريرك. إذ سيم الأنبا بطرس مطراناً على أثيوبيا قوبل بحفاوة عظيمة. وإذ كان الملك يجود بأنفاسه الأخيرة استدعاه إليه وكلّفه أن يتولى الوِصاية على ولديه، وعند بلوغهما سن الرشد يعين منهما ملكاً من يراه أفضل من الآخر حسب الكفاءة. بعد مدة سلّم المطران المُلك إلى الابن الأصغر إذ رآه حكيمًا سديد الرأي، فاستاء الابن الأكبر من ذلك إلا أنه لم يُبدِ أدنى معارضة. ذهب الراهبان إلى أثيوبيا وطلبا من الأنبا بطرس مطران أثيوبيا مالاً، فأبى. زوّرا ختماً باسم البابا قزمان وكتبا رسالة إلى كبار المملكة بأثيوبيا مؤدّاها أن المدعو بطرس مطران غير شرعي لم يعين من قِبله، وانه غير راضٍ على تعيين الابن الأصغر ملكاً، لأن الأكبر أولى منه بالمُلك، واعتبار مينا حامل هذا الرسالة مطراناً وإقامة الابن الأكبر ملكاً. سلّم مينا الخطاب للابن الأكبر فأطاع رجال الدولة أمر البابا ونفوا المطران وأقيم مينا مطراناً وبقطر وكيلاً له. لكن سرعان ما تجمّع الأشرار حول الملك (الابن الأكبر) وصارت حرب أهلية بينه وبين الابن الأصغر انتهت بأسر الملك (الابن الأصغر) وسجنه. حدث خلاف بين مينا وبقطر، وقام الأخير بطرد العاملين في المطرانية أثناء غياب مينا ونهب كل ما في المطرانية وهرب إلى مصر حيث جحد مسيحه. إذ سمع البابا قزمان أسرع وكتب رسالة إلى ملك أثيوبيا يحرّم فيها مينا، ويشجب تصرفاته ويأمر بإعادة المطران الحقيقي. قام الملك بقتل مينا ظاناً أنه بهذا يجلب رضا البابا، وإذ استدعى المطران بطرس وجده قد مات لشدة ما لحقه من عذابات في منفاه. وكان له تلميذ فأخذه الملك وأقامه مطراناً دون أن يسمح له بالذهاب إلى مصر لينال السيامة من البابا خشية أن يوصيه بنزع المُلك عنه وإعطائه لأخيه. ولما علم البابا بذلك غضب ولم يشأ أن يرسم لهم مطراناً، ونسج على منواله أربعة بطاركة، فاستمرت أثيوبيا بلا مطران سبعين عاماً لم تُرسل لها الكنيسة مطراناً واحداً. نياحته من كثرة المشاكل والضيقات التي مرّت بالشعب طغى الحزن على قلب الأنبا قزمان، فلم يجد أمامه غير طريقين: مداومة الصلاة والصوم، وزيارة شعبه وتفقد أحواله ليعزّي القلوب المضطربة ويثبت النفوس الخائرة. ويبدو أن حزنه هذه المرة كان أقوى من أن يحتمل فتداعت قوته الجسمية، ولم يلبث أن استودع روحه في يديّ الآب السماوي سنة 933م. من رسالته إلى الأنبا يوحنا الأنطاكي 61 ورد نصّها في كتاب “اعتراف الآباء” نقتبس منها الآتي: [فإن تعليم النصارى العظيم واجب أن نزكّيه بعيون عقولنا وقلوبنا، مقرّين بثالوث ذي الجوهر الواحد، مساوٍ في الكرامة، إله واحد، متحد بالجوهر، متميز بالأقانيم من غير اختلاط. لهذه الأقانيم ذات اللاهوت الواحد، بمجدٍ ومُلكٍ وسلطانٍ واحدٍ، وقوة وإرادة وأزلية واحدة، ولذا قال مخلصنا المسيح في الإنجيل: “أنا وأبي نحن واحد، ومن رآني فقد رأى الآب الذي أرسلني”. وقوله هذا يحملنا على أن نُقر بالقوة الواحدة والجوهر الواحد خاليًا من جسدٍ للثالوث القدوس… ليس لهذا الابن الواحد طبيعتان، واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها، بل طبيعة واحدة للّه الكلمة الذي صار جسداً، الذي له السجود مع جسده. وقد قال هذا القول أثناسيوس معادل الرسل المشهور بنقاوة تعليمه، إذ قال: “ليس هما ابنان، واحد ابن الله الحق فنسجد له وآخر من مريم إنسان لا نسجد له، بدعوى أنه صار ابناً لله بالنعمة. لكن الذي من الله هو إله كما قلنا وهو ابن الله وليس هو آخر، الذي وُلد في آخر الأزمان من مريم كما قالت الطاهرة مريم البتول في جوابها لرئيس الملائكة جبرائيل: “من أين لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً.” فأجابها الملاك: “الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العليّ تظللك، ولهذا فإن المولود منكِ قدوس وابن الله يُدعى”. فنحن نعلم يقيناً أن الكلمة بن الله الحيّ تجسد أقنوميّا بالروح القدس، ومن مريم البتول الطاهرة، من غير زرع بشر، بجسمٍ معادل لجسمنا، قابل الآلام مثلنا، إذ لم يكن خيالاً أو صورة وهميّة، بل كان ذا مادة محسوسة بنفسٍ عاقلة ناطقة، صار واحداً مع اللاهوت، وهو ابن مريم مولود منها في آخر الزمان، مساوٍ لأبيه ومساوٍ لنا وهو واحد لا أكثر. ونقول أيضاً أن أعمال هذا الواحد التي تليق بلاهوتٍ والتي تليق بناسوتٍ تُنسب لهذا الواحد لا إلى طبيعتين أو أقنومين وبروسوبين، ولا بصفة فعلين وخاصتين بعد ذلك الاتحاد السرّي، بل نقول أنه مسيح واحد دائماً. وأنه طبيعة واحدة هو الإله الكلمة الذي صار جسداً، فلا نفرق هذا الواحد إلى اثنين، ونعبد أحدهما دون الآخر. هذا هو تعليم أسلافنا الأطهار الذين لم يرضوا بقسمة هذا لا بالفكر ولا بالقول.] بعث البابا رسالة أخرى إلى الأنبا باسيليوس بطريرك أنطاكية لا تخرج في معناها عمّا ورد في الرسالة السابقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كاتب قيصر | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الثالث عشر. هو الرئيس الأوحد علم الرئاسة أبو اسحق إبراهيم ابن الشيخ الرئيس أبي الثناء ابن الشيخ صفي الدولة كاتب الأمير علم الدين قيصر. وضع مقدمة في قواعد اللغة القبطية معروفة بكتاب “التبصرة في أصول اللغة القبطية”، توجد نسخة منه في مكتبة باريس الأهلية. وضع أيضاً تفاسير في إنجيل متى، وأعمال الرسل، ورسائل بولس، والكاثوليكون، وسفر الرؤيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كبر | الولادة: – الوفاة: 1323 من رجال القرن الثالث عشر. هو الشيخ المؤتمن شمس الرئاسة أبو البركات بن كبر. كان كاتباً للسلطان بيبرس الدويدار، أخلص له وعاونه في تأليف كتاب نفيس لا يزال مخطوطا مع أنه معروف في أوربا، هو “زبدة الفكر في تاريخ الهجرة”. ترك خدمة السلطان وسيم كاهناً لكنيسة العذراء الشهيرة بالمعلقة، فاهتم بالرعاية الروحية للشعب، كما وضع مجموعة من المؤلفات تكشف عن شخصه كعالم فاضل ولاهوتي ضليع ومؤرخ كنسي، وقد تنيح في 15 بشنس 1040 ش (1323م). من مؤلفاته: . كتاب عن الميرون، وصف فيه المواد التي يتألف منها وكيفية طبخه. . جلاء العقول في علم الأصول، الملقب بكشف الأسرار الخفية في أسباب المسيحية، يتضمن 18 فصلاً في وحدانية الله وتثليث أقانيمه والتجسد الإلهي (توجد نسخة بمكتبة الفاتيكان وأخرى بدمشق). . مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة، يمثل موسوعة لاهوتية كنسية. توجد نسخة منه في كل من مكتبة الفاتيكان ومكتبة برلين والمكتبة الأهلية بباريس. . البيان الأظهر في الرد على من يقول بالقضاء والقدر. . الخطب، خاصة بالأعياد والمواسم. . السلم الكبير: قاموس للغة القبطية، طبع في روما عام 1643 م، ونشر بالقبطية واللاتينية والعربية، ويعتبر من أنفس الكتب في القبطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كتامة | الولادة: – الوفاة: – هو الشيخ المكين بن البركات، من رجال القرن الحادي عشر. كان كاتب الدولة في خلافة الفائز، محباً للكنيسة. بنى كنيسة باسم الشهيد مارجرجس بأعلى كنيسة مار بقطر، كما جدد كنيسة الشهيد مارمينا التي تقع على مقربة منها، وأيضاً كنيسة الأربعة مخلوقات الحية غير المتجسدين ودير نهيا بالجيزة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كليل | الولادة: – الوفاة: – هو المكين سمعان بن كليل بن مقارة، من أقرباء ابن العميد. ترهب ببرية الإسقيط بعد أن خدم في ديوان الجيش في أيام الناصر صلاح الدين يوسف. له كتاب: “روضة الفريد وسلوة الوحيد”. توفي في أوائل القرن الثالث عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن سباع | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الحادي عشر، هو يوحنا بن زكريا. كان لاهوتياً ضليعاً، وضع كتاب: “الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة”، طبع بمصر عام 1902 م. يتضمن التعاليم عن التثليث والتوحيد، والخلقة، كما قدم شرحا دقيقاً لطقوس الكنيسة ومعانيها الروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابو الكرم | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الثالث عشر. هو بطرس أبو شاكر بن الراهب، كان شماساً لكنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة، عام 1260 م. وعندما تنيح الباب يؤانس السادس (76) خاض في المعركة الانتخابية مرشحاً للأسف نفسه، وتاركاً لأعوانه استخدام وسائل غير شرعية كدفع مبلغ من المال لبيت لمال… لكنه فشل. وجه اهتماماته بعد ذلك إلى الكتابة فوضع الآتي: 1. الشفا في كشف ما استتر من لاهوت المسيح وما اختفى. 2. مقدمة في التثليث والتوحيد. 3. في حساب الأبقطي مع مقدمة إضافية بالقبطية والعربية. 4. كتب في التاريخ: التواريخ، تاريخ ابن الراهب، المجامع السبعة المكانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاديوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – يذكر بروسبر Prosper of Aquitineأن أجريكولا Agricola أفسد كنيسة بريطانيا بنشر البدعة البيلاجية (نسبة إلى بيلاجيوس الراهب البريطاني الذي كرز في روما في الفترة ما بين 400 و 410م، ونادى بأن خطية آدم لا تورّث، ويولد الأطفال أبرياء بلا خطية جدية، لذا فهم يُعمدون لا لغفران الخطية، وإنما للتمتع بالعضوية في المسيح وملكوت السماوات، وأن الإنسان قادر على الخلاص بجهاده الذاتي دون حاجة إلى نعمة الله، وأنه لا حاجة للنعمة للتمتع باستنارة الفكر، وقد اهتم كثير من الآباء خاصة القديس أغسطينوس للرد عليه لتأكيد دور النعمة الإلهية دون تجاهل لحرية الإرادة الإنسانية). أُرسل القديس جرمانيوس أسقف Auxerre إلى بريطانيا (عام 429م)، من قبل أسقف روما (البابا) كلستين الأول لإيقاف هذه الحركة البيلاجية بناء على طلب الشماس بالاديوس. وفي سنة 431 سيم هذا الشماس بواسطة (بابا روما) كأول أسقف على أيرلندا. واجه متاعب كثيرة ومعارضة، لكنه إذ كرز لكثيرين وبنى ثلاث كنائس صار محبوباً إلى حد ما. قبل نهاية العام شعر أن خدمته في روما أكثر ثماراً فترك أيرلندا، وانطلق إلى روما، لكنه مرض في الطريق ورقد في Fordun. يرى البعض انه استشهد في أيرلندا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاريانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الأخوين الرومانيين بالاريانوس وتيبوريتوس أو ثيبورينوس. وُلد بروما من أسرة شريفة، تزوج الأول بفتاة مسيحية جميلة تُدعي كيليكية ابنة أحد الأشراف، استطاعت بحياتها التقية الورعة أن تجتذب رجلها إلى الإيمان المسيحي والحياة الإنجيلية. التهب قلب بالاريانوس بحب الله، مشتاقاً أن يكسب كل نفسٍ لمملكة المسيح، وبحبه كرز لأخيه، فقبل الأخ الإيمان ونال سرّ العماد، وسلك بتقوى وورعٍ، مكرساً كل حياته للعبادة حتى تأهل لرؤية الملائكة والحديث معهم عن الأسرار الإلهية. إذ ملك دقلديانوس وأثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين، كان هذان القديسان يقومان بتكفين أجساد الشهداء ودفنها. وشى بعض الأشرار بهما لدى طرسيوس حاجب الملك، الذي استدعاهما وسألهما عن عقيدتهما فأعلنا إيمانهما بلا خوف. وصار يلاطفهما من أجل شرف أصلهما وإذ لم ينثنيا عن إيمانهما صار يهددهما، وأخيراً ضرب عنقيهما بعد تعذيبهما. إذ وقف يشاهد منظر قتلهما رأى ملائكة نورانيين تنزل من السماء لتزف نفسيهما كما بموكبٍ سماويٍ فآمن طرسيوس بالسيد المسيح، وأعلن إيمانه، فسُجن ثلاثة أيام بعدها نال إكليل الشهادة مع كليكية زوجة بالاريانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاديوس القديس | الولادة: 363 الوفاة: – يعتبر من أهم مؤرخي الرهبنة القبطية، زار منطقة نتريا والقلالي، وعاش كصديقٍ للقديس مقاريوس الإسكندري، لكنه كان بفكره أكثر قربًا للقديس أوغريس البنطي بل يُحسب تلميذاً له، إذ تلاقيا خلال محبتهما لفكر أوريجينوس من جهة الاتجاه العقلي التأملي عوض الحياة الرهبانية البسيطة، فأقاما أشبه بمدرسة رهبانية داخل الحياة الرهبانية المصرية، ضمت أنصار الفكر الأوريجيني، الأمر الذي سبب شرخاً وانقساماً في رهبنة نتريا على وجه الخصوص. نشأته ورهبنته وُلد في غلاطية سنة 363 أو 364م، وتثقف ثقافة عالية. لا نعرف عن عائلته الكثير، إنما نفهم من كتابه “التاريخ اللوزياكي Lausiac History” أن والده كان عائشاً حتى سنة 394م، وأن أخته وأخوه كرسا حياتهما، وإن كان كتابه “حوار بخصوص حياة القديس يوحنا الذهبي الفم” يكشف عن أن أخاه Brisson عاد وترك هذا العمل الديني بكامل حريته ليفلح بستانه الصغير بنفسه. إذ بلغ القديس بالاديوس من العمر 23 عاماً دخل الحياة الديرية في جبل الزيتون بأورشليم ليتتلمذ على يديْ إينوسنت، كما أقام فترة صغيرة مع البيديوس بالقرب من أريحا. وفي حوالي سنة 388م أراد أن يلتقي بمتوحدي مصر ويتعرف عليهم ويتتلمذ على أيديهم، فذهب إلى الإسكندرية وبقي فيها قرابة ثلاث سنوات. التقى بالقديس إيسيذورس الذي كان يدير دار الضيافة بالبطريركية، وهذا سلمه للقديس دورثيؤس الطيبي أو الصعيدي الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال من الإسكندرية، وإذ كانت معيشة هذا المتوحد تفوق احتمال القديس بالاديوس تركه وانطلق إلى نتريا ومنها إلى منطقة القلالي ليقيم فيها تسع سنوات حتى إذ اعتلت صحته اضطر إلى العودة إلى الإسكندرية للعلاج. في نتريا والقلالي بقى في نتريا سنة واحدة أو أقل وفي سنة 391م ذهب إلى القلالي ورافق القديس مقاريوس الإسكندري حتى تنيح عام 394م فانضم إلى القديس أوغريس أو إيفاجريوس البنطي ليتتلمذ على يديه حيث كان الاثنان يحبان أوريجينوس. التصق أيضاً بمحبي أوريجينوس مثل أمونيوس وإخوته الطوال القامة. كان ينتقل من القلالي إلى شيهيت خلال التسع السنوات التي قضاها في منطقة القلالي، كما ذهب خلال هذه الفترة إلى أسيوط (ليكوبوليس) ليزور القديس يوحنا الحبيس الأسيوطي الذي تنبأ له أنه سيصير أسقفاً. وقد حضر نياحة معلمه أوغريس سنة 399م. سيامته اسقفاً قلنا إنه ذهب إلى الإسكندرية للعلاج، لكن الأطباء أشاروا عليه أن يذهب إلى فلسطين كتغيير للجو عام 399م. ذهب من هناك إلى بثينية حوالي عام 400م، حيث سيم أسقفاً على هلينوبوليس Helenopolis كما تنبأ له القديس يوحنا الأسيوطي. دخل في الصراعات الخاصة بالحركة الأوريجينية، وقد ظهر مع القديس يوحنا الذهبي الفم سنة 403 في مجمع السنديان حيث وقف ليناصر القديس يوحنا. وفي سنة 405م سافر إلى روما ليشفع في القديس يوحنا. وفي السنة التالية نفاه الإمبراطور أركاديوس إلى صعيد مصر حيث بقى هناك إلى سنة 412م يتنقل في منطقتي طيبة وأسوان، من بعدها عاد إلى غلاطية كأسقف على Apsuna، وقد تنيح قبيل انعقاد المجمع المسكوني بأفسس سنة 431م. كتاباته 1. لعل أعظم ما قام به هو كتابه “التاريخ اللوزياكي Lausiac History”، وقد سُمي هكذا نسبة إلى لوسياس Lausus رئيس حجاب بلاط الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني، إذ أهداه إليه، كتبه حوالي عام 419/420م، يصف فيه الحركة الرهبانية في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى في القرن الرابع، ويعتبر من أهم مصادر تاريخ الرهبنة الأولى بعد كتاب “حياة أنطونيوس” بقلم البابا أثناسيوس الرسولي. 2. “حوار عن حياة القديس يوحنا ذهبي الفم”، كتبه في أسوان حوالي سنة 408م، إذ كان منفياً هناك بسبب التصاقه ودفاعه عن هذا القديس. وقد جاء هذا العمل هاماً في الكشف عن حياة يوحنا ذهبي الفم لكنه أظهر تحاملاً شديداً وبلهجة قاسية ضد البابا ثاوفيلس الإسكندري الذي لا ننكر خطأه في تورطه في قضية القديس يوحنا ذهبي الفم، ويُقال أنه ندم على ذلك قبل نياحته. 3. “عن شعب الهند والبراهمة”، مقال صغير ينقسم إلى أربعة أجزاء، غالباً الجزء الأول للقديس بالاديوس دون بقية الأجزاء. ملاحظة حدث خلط بين كتاب بلاديوس وكتاب آخر وضع حوالي سنة 400م عن “تاريخ رهبان مصر” يحوي ذات محتويات كتاب بالاديوس بواسطة كاتب مجهول. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بافنوتيوس المتوحد الشيهيتي | الولادة: – الوفاة: – ⭐ حياة الطوباوي بافنوتيوس أحد النجوم اللامعة ببرية شيهيت، تَسَلَّمَ الرئاسة كقِسٍّ لشيهيت، وكان من كبار مُدَبِّري الحياة الرهبانية في القرن الرابع (يرى البعض أنه هو بعينه تلميذ القديس مقاريوس الإسكندري). عُرف باسم “بَفْنوتيوس المتوحد” أو “الشيهيتي”، كما دُعِيَ كيفالاس Cephalas، وقد اختلف الدارسون في تفسير هذا اللقب، فالبعض يرى إنه يعني “أبا دماغ”، والبعض يرى أنها جاءت مُحَرَّفَةً عن “سِمْبلاس” أي “البسيط”. أمّا هو فكان يُلَقِّبُ نفسه بوباليس “الجاموسة” بسبب ضخامة جسمه، كنوعٍ من تحقير نفسه. 📌 حياته الديرية وُلِدَ ما بين عامي 301 و311 م.، تَبِعَ القديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه، ثم انفرد في حياة توحُّدية، وأخيرًا انطلق إلى برية شيهيت ليستقر هناك، مُتَتَلْمِذًا على يديْ مقاريوس الكبير تحت رعاية القديس إيسيذورس قِسّ شيهيت. لا نعرف متى سِيمَ كاهنًا، لكنه خَلَفَ القديس إيسيذورس كقِسٍّ لشيهيت حوالي عام 373 م.، حيث انسحب الأخير مع القديس مقاريوس إلى الجنوب نحو البيامون لتأسيس دير أبي مقار، وكان القديس إيسيذورس يتردد لفترة 12 عامًا حتى تنيح. صار القديس بافنوتيوس أب الأسقيط بعد نياحة القديس مقاريوس الكبير حوالي عام 390 م. وكانت قلايته تبعد حوالي خمسة أميال من الكنيسة. وعندما زار القديس يوحنا كاسيان شيهيت عام 399 م. كان القديس بافنوتيوس شيخًا في التسعين من عمره، وقد كتب عنه أكثر من مرة. عُرِفَ بالحكمة والرزانة، فعندما حدث شقاق بين رهبان نتريا العقلانيين (الذين تبعوا أوريجينوس في نمط تفكيرهم) وبين البابا ثاوفيلس (23) بخصوص “شكل الله”، إذ حاول هؤلاء الرهبان تصويره بطريقة مادية ملموسة اسْتَطَاعَ بحكمته أن يكسب الكل في محبة. من أجل استقامة إيمانه نُفِيَ فالنس الأريوسي في قيصرية الجديدة، وعند عودته وجدته القديسة ميلانيا أثناء زيارتها لنتريا، وكان لها شرف الحديث معه (يرى بعض الدارسين أنها التقت بالقديس بافنوتيوس الإسكندري إن كان شخصًا آخر). ❤️ حبه لخلاص النفس قيل إن أخًا بدير أنبا أنطونيوس في بسبير Pispir اتُّهِمَ بخطيئةٍ ما فانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس، وبعد قليل لحق به بعض الإخوة ليشتكوا عليه، وابتدأوا يُوَجِّهون ضده الاتهامات، أمّا هو فكان يدافع عن نفسه. تَدَخَّلَ القديس بافنوتيوس قائلًا للإخوة: “رأيتُ إنسانًا سقط في الماء فغطس في الطين حتى ركبتيه، فجاء قوم ليُساعِدُوه ويَنْشُلُوه، فما كان منهم إلا أنهم أغرقوه حتى عنقه”. فلما سمع العظيم أنبا أنطونيوس ذلك قال عن القديس بافنوتيوس: “انظروا هذا الإنسان، إنه حقًا يستطيع أن يربح النفوس ويُخَلِّصَها”. (يُقال إن هذه القصة خاصة بالقديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الإسكندري). قيل أيضًا إن القديس بافنوتيوس لم يكن يشرب النبيذ قط، ولكن دُفِعَ مرّةً فمرّ أمام عصابة من اللصوص وكانوا يشربون، وكان رئيس العصابة يعرف أنه ناسك لا يشرب النبيذ، فملأ كأسًا له، وأخرج بيده سيفًا وهدده قائلًا: “إن لم تشرب فسأقتلك”. أمّا القديس فحسب في ذلك جحدًا لمشيئته الذاتية، حاسبًا أن ما يفعله رئيس العصابة من قتلٍ يُهْلِكُ نفسه، ففضَّل أن يشرب الكأس من أجل خلاص الرجل، واثقًا أن نعمة الله لابد وأن تعمل فيه. تَصَاغَرَ رئيس العصابة جدًا في عيني نفسه أمام طاعة هذا الإنسان ووداعته، ولم يعرف ماذا يفعل سوى أن يعتذر قائلًا: “اغفر لي يا أبتي لأني قد أحزنتك”. أجابه القديس: “إني مُتَيَقِّن أن الله سوف يغفر لك خطاياك من أجل هذه الكأس”. فقال رئيس العصابة تائبًا: “وأنا أيضًا واثق بنعمة الله إني من الآن لن أحزن إنسانًا ما”. وقيل إن الجماعة كلها تابت على يديه. كان مع الأب بافنوتيوس في الإسقيط أخ حاربته أفكار الزنا، فقال: “ولو إني تزوجت عشر نساء لا أشبع شهوتي”. فتوسّل إليه الأب قائلًا: “لا يا ابني، فإن هذا الكلام هو بسبب حرب الشياطين”. فلم يقتنع الأخ، ونزل إلى مصر وتزوج. وبعد زمان التقى به الأب وكان يحمل سلة بها صدفًا، فلم يعرفه، لكن الأخ قال له: “أنا تلميذك فلان يا أبتي”. فلما رآه بكى، وقال له: “كيف تركت ذلك الشرف وأتيت إلى الهوان؟ على كل حال، هل اقترنت بعشر نساء كما ذكرت لي؟” فتنهد الأخ وقال: “بالطبع قد تزوجت واحدة، لكني أشقى كثيرًا بسببها، ولا أعرف كيف أشبعها خبزًا”. قال له الأب: “ألا تعود إلينا من جديد؟” أجابه الأخ: “وهل من توبة يا أبتي؟” قال له: “نعم”. وللحال ترك كل شيء وتبعه وصار في الإسقيط كمبتدئ في الرهبنة. 🔥 تجربته في حياته الرهبانية الأولى يَرْوِي لنا شينو في كتابه “قديسو مصر” قصة القديس بَفْنوتي القِسّ كما لو كانت تخص شخصًا آخر غير القديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الكبير، غير أن هذه القصة تبدو أنها خاصة به في بداية حياته الرهبانية، فقد نما القديس في الفضيلة بصورة رائعة الأمر الذي أثار أحد الرهبان إذ كان يحسده على سمعته الطيبة. وفي أحد الأيام تَسَلَّلَ الراهب من الكنيسة أثناء القداس الإلهي وأَخْفَى كتابه تحت حصيرة الراهب الشاب بفنوتي. وبعد القداس الإلهي اشتكى لرئيس الدير أن كتابه قد سُرِقَ في الدير، وإذ ألح على رئيس الدير أن يبحث عنه تألم الرئيس كيف تكون سرقة في الدير. وأخيرًا استقر الرأي على إرسال ثلاثة رهبان إلى القلالي يبحثون عن الكتاب المسروق. وبالفعل بعد فترة عاد الرهبان يحملون الكتاب مُعْلِنِينَ عن وجوده تحت حصيرة الراهب بفنوتي. أمّا هو فلم يعترض، بل في اتضاع قَبِلَ قانون التوبة دون أن يُظْهِرَ أيّة علامة تعجب أو دفاع عن نفسه. أُفْرِزَ الأب بفنوتي من بين الرهبان وضاعف أصوامه لمدة أسبوعين في هدوءٍ عجيبٍ، أمّا الراهب الذي دبّر له المكيدة فَبَاغَتَه روح شرير وسبب إزعاجًا للدير، ولم يستطع حتى القديس إيسيذورس أن يُخْرِجَه، بل كان يصرخ: “بفنوتي! بفنوتي! أريد بفنوتي!” في اتضاع جاء القديس بفنوتي المنبوذ من الكل، واعترف الراهب بشرّه طالبًا الصفح عنه. 💬 من كلماته وتعاليمه ليكن عندكم الحزن أفضل من الفرح، والتعب أفضل من الراحة، والإهانة أفضل من الكرامة، وليكن عطاؤكم أكثر من أخذكم. مرة توجه البابا ثاوفيلس (23) إلى الإسقيط، فاجتمع الإخوة، وقالوا للأنبا بافنوتيوس: “قل للبابا كلمة واحدة لكي ينتفع”. فقال لهم الشيخ: “إن لم ينتفع بسكوتي، فحتى ولا بكلمتي ينتفع”. فسمع البطريرك ذلك وانتفع جدًا. وقال الأب بافنوتيوس: “لما كنت أمشي في الطريق ضللت بسبب الضباب، فوجدت نفسي أمام إحدى القرى، وهناك رأيت البعض يتحدثون، فوقفت أصلي من أجل خطاياي، فجاء ملاك يحمل سيفًا، وقال لي: يا بفنوتيوس، إن الذين يدينون إخوتهم يَهْلِكُونَ بحد هذا السيف. أمّا أنت، فكونك لا تدين أحدًا، بل تتضع أمام الله وكأنك أنت الذي يرتكب الخطية، فإن اسمك قد كُتِبَ في سفر الأحياء”. … | آباء وقديسون | |
| تادرس الاناتوني القديس | الولادة: – الوفاة: – ذهب القديس تادرس إلى دير الاناتون Enaton الذي يبعد حوالي تسعة أميال جنوب غرب الإسكندرية، وغالباً هو غير تادرس تلميذ القديس آمون الكبير ورفيق الأنبا أور، وإنما كان معاصراً له. يسمى أيضا “تادرس الإسكندري” وقد جاء عنه انه قال: “لما كنت شاباً وكنت أُقيم في البرية ذهبت إلى المخبز لأحضر خبزتين، فرأيت هناك أخاً يهيئ خبزه ولم يكن له من يساعده، فتركت خبزي ومددت يدي للعون. ولما انتهيت جاء آخر ففعلت معه الأمر نفسه. ثم جاء ثالث، ففعلت معه كذلك. وهكذا كان حالي مع جميع القادمين إلى المخبز. وبعد أن انصرف الجميع أعددت خبزتي وانصرفت. كان مع الأب لوقيوس يدربان نفسيهما على حياة الغربة، فقد عاشا خمسين عاماً، متى جاء الشتاء يقولان بعد هذا الشتاء سنرحل من هنا، وهكذا متى حلّ الصيف، وبقيا هكذا يشعران أنهما راحلان. من كلماته: “إن حاسبنا الله على كسلنا في الصلاة وفتورنا في التسييح، لا يمكننا أن نخلص”. غالباً رأته القديسة ميلانيا الصغيرة سنة 412م، وتحدثت معه وقالت عنه إنه نبي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الراهب الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد بمدينة الإسكندرية، ونشأ في وسط جو عائلي مسيحي نقي. أحب حياة السكون فترك العالم وعاش راهباً في أحد أديرة الإسكندرية، يمارس أصوامه وصلواته ودراسته في الكتاب المقدس وكتب الآباء. إذ نُفيّ القديس أثناسيوس الرسولي وأُقيم بدلاً منه بطريرك دخيل يُدعى جورجيوس لم يقف الأمر عند مقاطعة الشعب للدخيل بالرغم مما تكلفه من ثمن لهذه المقاطعة، وإنما قام الآباء الرهبان بدورهم الإيجابي في تلك الآونة الحرجة، فقد ترك الراهب تادرس ديره ونزل إلى الإسكندرية يسند الشعب ويثبهم في الإيمان، وكان يجادل الأريوسيين ويفحمهم. وإذ رأى البطريرك الأريوسي منكر لاهوت السيد المسيح خطورة هذا العمل ألقي القبض عليه وصار يهدده، وأخيراً أمر بربطه في ذيل حصانٍ جموحٍ حيث أطلقوه فتهرأت أعضاء جسمه وارتوت شوارع الإسكندرية من دمه، وأسلم الروح، ونال إكليل الشهادة في السادس من شهر بؤونة. تمثل حياة هذا الشهيد النفس المشتاقة لحياة الخلوة والشركة مع الله، لكن بقلبٍ ملتهبٍ بخلاص الآخرين. لا يستطيع أن يستريح في ديره، والنفوس تهلك بسبب خداعات الأريوسيين وغياب البابا والأساقفة، لذا قام بالعمل بفرح ليشهد لمسيحه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الرهاوي القديس | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا بستان الرهبان عن لقاء القديس تادرس الأسقف مع حبيس شيخ سأله أن يعَرفه بسيرته من أجل الرب. فتنفس الحبيس الصعداء، وتنهد من صميم قلبه، وذرفت دموعه، وقال: “أما سيرتي فإني أخبرك بها إنما لا تشهرها إلا بعد انتقالي”. عندئذ بدأ الحبيس يروي للأسقف انه ذهب إلى دير وكان معه أخوه الأكبر منه، وقد بقيا بالدير ثلاث سنوات ثم جاء إلى البرية في بابل القديمة، وسكنا مقابر بالقرب من بعضها البعض. وكانا يقضيان حياتهما في العبادة بقلب نقي، وإن جاعا يخرجان يجمعان بعض الحشائش يأكلانها، ولم يكن أحدهما يكلم الآخر، بل كانا مشغولين في العبادة والتأمل، وكان يظهر مع كل أحد ملاك يحفظه. في أحد الأيام شهد هذا الحبيس أخاه يقفز من موضع كمن نجا من فخٍ فاندهش وصمم أن يذهب ليرى ما هو سرّ قفزه. ذهب فوجد ذهباً كثيراً، أخذه وذهب به إلى المدينة، هناك بنى بيتاً للغرباء، وأقام رجلاً يديره بعد أن أعطاه مبلغاً من المال، وقدم كل ما تبقى للفقراء، وعاد إلى موضعه لا يملك ديناراً واحداً، وكان يفكر في نفسه أنه نجح في تدبير المال الأمر الذي فشل فيه أخوه. ذهب إلى موضعه القديم ليجد الملاك الذي كان يراه قبلاً يتطلع إليه في حزن شديد ويقول له: “لماذا تتعجرف باطلاً، إن جميع تعبك الذي انشغلت به كل هذه الأيام لا يساوي تلك القفزة التي وثبها أخوك، لأنه ما جاز عن حفرة الذهب فحسب وإنما عبر أيضاً تلك الهوة الفاصلة بين الغني ولعاذر، واستحق بذلك السكنى في حضن إبراهيم، من أجل ذلك أصبح حالك لا يساوى شيئاً بالنسبة لحاله بما لا يُقاس، وها هو قد فاتك الكثير جداً. لهذا قد صرت غير أهل لأن ترى وجهه كما لا تحظى برؤياي معك بعد”. إذ قال له الملاك ذلك غاب عن عينيه. ذهب إلى مغارة أخيه فلم يجد أخاه عندئذ رفع صوته باكياً حتى لم يعد له قوة على البكاء. لم يقلل الملاك من شأن الصدقة والعطاء، ولكن ما تؤكده هذه القصة أمرين: الأول أن العطاء مع قلب متعجرف يدين الآخرين يُحسب كلا شئ. والأمر الثاني أن الله يطلب نقاوة القلب الداخلية قبل الأعمال الظاهرة، فقد سبق الأخ الأكبر أخاه بقفزة قلبه عن كل أمور العالم. أخيراً قام الحبيس سبعة أيام يطوف في البرية يبحث عن أخيه، وقد ترك البرية وجاء إلى مغارة يمارس العبادة بدموع 49 عاماً مشتاقاً أن يرى الملاك الذي لم يعد يراه، وفي السنة الخمسين ظهر له وامتلأت نفسه تعزيات سماوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الرومي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل اسطير في زمان الملكين مكسيميانوس ودقلديانوس، اللذين لما بلغهما أن هذا القديس لا يعبد الأوثان استحضراه وعرضا عليه عبادة الأوثان فلم يقبل. وعداه بهبات كثيرة فلم يذعن لقولهما، فعذباه بالهنبازين وتقطيع أعضائه وحرق جسمه بالنار، وضربه بالسياط، وكان صابراً على هذا جميعه حباً في السيد المسيح الذي كان يرسل ملائكته فيعزونه ويقوونه. وأخيراً قطعت رأسه ونال إكليل الشهادة. تعيد له الكنيسة في يوم 28 أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس البرامي الشيهيتي القديس | الولادة: – الوفاة: – دُعي البرامي لأنه من ريف منف (مصر) بجوار جبل بي هرما (الأهرامات بالجيزة) وقد جاء هذا الاسم مختلفاً في حروفه في المخطوطات حتى دعاه البعض خطأ بالفرمي، غير أن الفرما في شمال شرق مصر بجوار بورسعيد أما البرما هنا فغالباً ما يُقصد بها الجبل المتاخم للأهرام والتي تدعى بالإنجليزية Pyramids. عاش في منطقة القلالي، وكانت تدعى أيضاً شيهيت تجاوزاً، حيث زاره القديس يوحنا كاسيان وأُعجب بحكمته وقداسته، فسجل لنا حواراً معه بخصوص “موت القديسين” (مناظرة 6)، عالج فيه السؤال: لماذا يسمح الله بالضيقات للقديسين؟ موضحاً أن ما يصيب الأبرار هنا من شر هو في حقيقته ليس شراً، إذ تعمل كل الأمور لخير الأبرار ومجدهم. إنه يود تنقيتهم وتزكيتهم لينالوا الإكليل الأبدي. تتلمذ على يديه القديس إسحق قس القلالي وعلمه كيف يعمل ويخدم في صمت. في سنة 407م هرب إلى جبل البرما ليعيش وسط الرهبان هناك بعد أن تعرضت البرية لغارات البربر. حبه للوحدة والسكون عاصر القديس مقاريوس الكبير، وغالباً ما تتلمذ على يديه. أحب الوحدة فعاشها أكثر من 70 عاماً في سكونٍ وتأملٍ، لهذا عندما سيم شماساً رفض الخدمة بإصرار، وإذ ألحّ عليه الشيوخ أن يمارس الخدمة صار يصلي بلجاجة فرأى عمود نار ممتداً من السماء إلى الأرض، وسمع صوتاً يقول له: إن استطعت أن تصير مثل هذا العمود فانطلق إلى خدمتك. عندئذ إذ حاول الشيوخ معه قال لهم: “أسألكم أن تتركوني وإلا تركت هذا الموضع”، فتركوه بحريته. جاءه أخ يمارس الوحدة في منطقة القلالي يشكو إليه أنه مضطرب، فأجابه القديس: “اذهب واتضع بفكرك وأطع الإخوة وأمكث معهم”. مضى الأخ ثم عاد بعد حين يشكو له: “لا أجد سلاماً مع الإخوة”. فأجابه أبا تادرس: “إن كنت لا تجد راحة في الوحدة ولا في الحياة مع الآخرين فلماذا طلبت الرهبنة؟ أليس من أجل احتمال المشقات؟! قل لي: كم سنة لك تلبس هذه الثياب؟” فأجابه الأخ: “ثمانية أعوام”. قال له الأب: “لقد ارتديت هذه الثياب سبعين عاماً ولم أجد راحة يوماً واحدًا، فكيف تطلب الراحة في ثمانية سنين؟!” وإذ سمع هذا الكلام تشدّد. زاره أحد الإخوة وأقام عنده ثلاثة أيام يتوسل أن يسمع منه كلمة، أما الأب فلم يجبه. خرج الأخ حزينًا، ولما سأله تلميذه لماذا تركه يمضي حزينًا، أجابه: “لم أتحدث معه لأنه تاجر يبغي أن يتمجد بكلمات الآخرين”. قيل إنه كان يهتم بثلاثة أمور رئيسية: الفقر الاختياري، النسك، الهرب من الناس. قيل عن أنبا أرسانيوس وتادرس البرامي إنهما كانا مبغضين للسبح الباطل جداً أكثر من غيرهم من الناس. أما أنبا أرسانيوس فلم يكن يلتقي بالناس كيفما اتفق. وأما تادرس فإنه وإن كان يلتقي بهم لكنه كان يجوز بسرعة كالرمح. دراسته للكتاب المقدس أحب الكتاب المقدس، فكان يداوم على دراسته خلال نقاوة القلب لتكون له البصيرة الداخلية كعطية إلهية. قال عنه القديس يوحنا كاسيان إنه متى قابلته صعوبة في فهم الأسفار كان يقضي سبعة أيام مصلياً ومتأملاً حتى تشرق عليه المعرفة بإعلان سماوي. كان لا يميل إلى المعرفة المجردة إنما يطلب المعرفة العملية المختبرة، لهذا إذ جاءه أخ يستقصي عن أمور لم يصل إليها بعد ولا مارسها قط، قال له: “إنك لم تجد السفينة بعد، ولم تركبها، فكيف تدّعي وصولك إلى المدينة المنشودة قبل أن تبحر إليها؟! أولى بك ألا تتحدث في أمر ما إلا بعد ممارسته أولاً”. حبه للعطاء قال تلميذه انه ذات يوم جاء إليه تاجر يبيع بصلاً (ربما بعد ذهابه إلى جبل البرما) فملأ سلة التلميذ بصلاً. قال له أبا تادرس ان يملأ السلة قمحاً ويعطيه للتاجر، فذهب التلميذ وملأها من القمح غير المُنقى. تطلع إليه الأب بحزنٍ شديد، فاضطرب التلميذ وسقط الوعاء من يديه وانكسر، عندئذ قال له الأب: “انهض، لست أنت المسئول إنما أنا المخطئ لأني سألتك”، ثم دخل وملأ حضنه قمحاً نقياً وأعطاه للتاجر مع البصل. قيل أيضاً انه إذ شاخ وضعف وهو في جبل البرما كانوا يأتون إليه بالطعام، فيقبله ليقدمه لكل من يطرق بابه. جاء عنه أيضاً أن ثلاثة لصوص هجموا عليه فأمسكه اثنان وقام الثالث بنقل أمتعته، وبعد أن أخرجوا الكتب أرادوا أن يأخذوا العباءة، فقال لهم: “هذه أتركوها”، أما هم فلم يعبأوا به، فلما حرك يديه سقط اللذان كانا يمسكانه ففزعوا جداً، لكنه في هدوء وبشاشة قال لهم: “لا تخافوا، اقسموا الغنائم إلى أربعة حصص، ثم خذوا الثلاثة واتركوا الربع الأخير لي”. ففعلوا هكذا وكانت العباءة هي نصيبه، إذ كان يرتديها عند حضوره الاجتماعات. تجرده ذهب يوماً إلى القديس مقاريوس الكبير يستشيره إذ كان لديه ثلاثة كتب جيدة ينتفع بها الإخوة كما ينتفع هو بها، هل يحتفظ بها أم يبيعها لكي يعطي الفقراء. أجابه القديس: “التعلم حسن لكن عدم القنية أثمن من كل شيء”. فلما سمع ذلك قام وباع الكتب ووزع ثمنها على الفقراء. سأل أخ أبا تادرس: “أريد أن أتمم الوصايا “، فأجابه بان أبا ثأوناس قال له انه أراد أن يملأ روحه (فكره) بالله، فأخذ طحيناً من الطاحون وصنع منه خبزاً، فلما طلب منه الفقراء صدقة أعطاهم خبزاً. ثم جاء آخرون وطلبوا، فأعطاهم السلال والثياب التي كانت عليه، ودخل القلاية واضعاً غطاء رأسه على حقويه، وبالرغم من كل هذا كان يلوم نفسه، قائلاً: “لم أتمم وصية الله بعد”. غلبته على الشيطان قيل إنه لما كان في الإسقيط أراد شيطان أن يقتحم قلايته، فإذا به يصلي فصار الشيطان مربوطًا في الخارج، وجاء آخر فحصل له مثل الأول، وإذ جاء ثالث ووجد رفيقيه مربوطين بالخارج سألهم عن سبب ذلك. أجاباه: “بداخل القلاية من هو واقف ليمنعنا من الدخول”. غضب الشيطان الثالث وأراد اقتحام القلاية بالعنف لكن القديس ربطه بصلاته. أخيراً صاروا يطلبون أن يطلق سراحهم، فقال لهم: “امضوا واخزوا”. من كلماته ليست فضيلة مثل عدم الازدراء (بالآخرين). من عرف حلاوة القلاية يهرب من القريب دون أن يستخف به. لو لم أقطع نفسي من مشاعر الناس والتعاطف لما تركتني أصير راهباً. كثيرون في هذه الأيام اختاروا الراحة قبل أن يهبهم الله إياها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجيوس الشماس | الولادة: – الوفاة: – عاصر الأنبا سيمون البابا السكندري الثاني والأربعين، وبعد نياحة البابا عده البعض خليفاً بأن يجلس على الكرسي السكندري، ولكن إذ لم يَنَل الكرامة الكهنوتية العظمى لم يتخاذل بل استمر يخدم كنيسته بجدٍ واجتهاٍد، ثم نال بعد ذلك رتبة القسّيسية. مع تكريس كل قواه للخدمة اهتم بكتابة تراجم الباباوات السكندريين. فبينما كان مقيماً في دير الأمير تادرس بابلاج بدأ بكتابة سيرة الأنبا كيرلس الأول عامود الدين (البابا 24)، ثم تتبع سير خلفاء هذا البابا حتى بلغ إلى سيرة الأنبا ألكسندروس الثاني (البابا 43) الذي عاصره، وقد كتب ترجمة هذا البابا الأخير حينما كان عائشًا في دير الأنبا مقاريوس الكبير بشيهيت. لم يكتفِ جاورجيوس بكتابة تراجم هؤلاء الباباوات بل صَوَّر الأحداث السياسية التي اجتازتها مصر، كما وصف شخصيات الحكام المدنيين الذين تعاقبوا على حكمها. وقد تضمن كتابه أحداث قرون أربعة – من القرن الرابع إلى القرن الثامن – اعتلى كرسي مارمرقس في أثنائها عشرون من الباباوات السكندريين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جايانا و رهيبسيمى والعذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – كانت رهيبسيمي عذراء من أصل شريف تعيش مع مجموعة من العذارى المكرسات تحت رئاسة جايانا في مدينة روما. وإذ عزم الإمبراطور دقلديانوس على الزواج، أرسل أحد رسّاميه إلى أنحاء روما ليرسم له البنات اللائى يتوسم أنهن مناسبات لهذا الشرف. استطاع هذا الرسام التسلل إلى منزل جايانا ورسم صور لبعض العذارى. وحين عاين الإمبراطور الصور وقع اختياره على رهيبسيمي لتكون له زوجة. وحين أُخبرت بأنها اختيرت لهذا الشرف رفضت هذا الاختيار. حين علم الملك برفضها طلبه أمر بإحضارها بالقوة، وحين مثلت أمامه اندهش من شدة جمالها وحاول ملاطفتها، فصدته بعنف حتى وقع على الأرض من شدة دفعتها، فللحال أمر بسجنها. في المساء استطاعت الهروب والرجوع إلى صديقاتها. أرسل الإمبراطور دقلديانوس إلى الملك تيريداتس Tiridates يطلب إليه أن يقتل جايانا، إذ شعر أنها تسند رهيبسيمى على الرفض، وأن يعيد إليه رهيبسيمى، إلا إذا كان يريد أن يستبقيها لنفسه. فأرسل الملك مندوبيه للبحث عنها وإحضارها بكرامة إلى قصره، ولكنها رفضت طلبهم وصلَّت إلى الله لكي يتركوها، وفى تلك اللحظة هبت عاصفة رعدية شديدة حتى فزعت الخيل وتشتت الجنود. عزمت جايانا على الهروب من روما مع بقية العذارى عالمة بما تتوقع أن تناله من أذى نتيجة لهذا الرفض. فهربن إلى الإسكندرية ومنها عبرن الأراضي المقدسة إلى أرمينيا، حيث استقروا في العاصمة وكن يدبرن معيشتهن بأعمال الخياطة. أرسل الملك جنوده للبحث عنهن وأمرهم بقتلهن، فعذبوا رهيبسيمى بتقطيع أطرافها وبتعذيبها بالنار حتى استشهدت، وبقية العذارى – وكان عددهن حوالي 35 – عذبوا حتى الموت، وكانت تلك المذبحة في يوم 5 أكتوبر من عام 312م. بعدها بأسبوع نال الملك المتوحش عقابه، إذ أثناء صيده في الغابة تحول إلى صورة خنزير برى، ولم يشفه من حالته تلك سوى القديس غريغوريوس الأرمني الذي كان محبوسا في جب لمدة 15 سنة. وظهرت الشهيدات في رؤيا للقديس غريغوريوس بمدينة أشميازين Etshmiadzin ، وبُنيت حول الكنيسة الكبيرة هناك ثلاث كنائس في موضع استشهاد هؤلاء العذارى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاّلا القديسة | الولادة: – الوفاة: – هي زوجة يوكيريوس Eucherius أسقف ليون Lyon (434 – 450). ذلك أن يوكيريوس اشتاق وأحب حياة التدين، فحبس نفسه في مغارة على ضفاف نهر ديورانس Durance حيث كان يقضي وقته في الصلاة. اختير لكرسي أسقفية ليون وأُخِذ بالقوة لرسامته، فسكنت زوجته جالاّ في مغارته، وكانت بنتاها توليا وكونسورتيا Tullia and Consortia ترعيانها كما كانت هي ترعى يوكيريوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حديد القس | الولادة: – الوفاة: 1387 نشأته في قرية سنجار بإقليم البرلس بمحافظة الغربية، عاش والد عوض ووالدته نصرة في حياة بسيطة مقدسة. كانا يعطفان على الفقراء ويمارسان عبادتهما بمخافة الرب، فكانا سبب بركة لكثيرين. إذ لم يكن لهما ولد طلبا من الله بدموع في رجاء، فوهبهما هذا الابن “حديد” برؤيا ظهرت للأم، وكان ذلك في بداية القرن الرابع عشر. وُلد حديد ونشأ بفكر إيماني إنجيلي حيّ، وكان يعمل مع والده في صيد الأسماك، فكان الرب يبارك عمل يديه كما كان موضوع تعزية الكثيرين من صيادي السمك الذين أحبوه. بتوليته أرادت والدته أن تزوجه قبل نياحتها أما هو فرفض معلناً شوقه لحياة البتولية، وإذ رأت صدق نيته فرحت وشجعته. اختفى فجأة بعيداً عن أقربائه ومعارفه ليعمل مع بعض البنائين مختفياً عن الأنظار، وكان يوزع أغلب أجرته على الفقراء، فتعلق الكثيرون به وأحبوه. اضطر أن يهرب للمرة الثانية ليذهب إلى قرية تلبانة (تلبانة عدى التابعة للمنصورة بمحافظة الدقهلية، وهي غير تلبانة التابعة لإيتاي البارود بالبحيرة). اشتغل هناك في مزرعة، فبارك الرب العمل وأحبه أهل القرية وتعلقوا به. وإذ أراد الهروب من المجد الباطل قرر الذهاب إلى الإسقيط، لكنه رأى القديسة مريم تدعوه للذهاب إلى قرية مطوبس الدمان التابعة لمركز فوه بمحافظة الغربية (حالياً ضمن أراضي عزبة عمرو)، فأطاع وصار يخدم أهل القرية بمحبة فائقة. سيامته قساً أجمع شعب القرية على تزكيته قساً، فصار يخدمهم بروح التواضع والبذل. في أيامه مرت الكنيسة بضيقة شديدة في أيام ولاية الملك الصالح بن محمد بن قلاوون، حيث صادر أوقاف الكنيسة وأمر بهدم معظم الكنائس والأديرة، وضاعف الجزية على المسيحيين وألقى كثيرين منهم في السجون، بل وألقى بالبابا مرقس الرابع (البابا الـ84) في السجن ولم يطلقه إلا بعد تدخل ملك النوبة. اهتم ببناء كنيسة، ووُشي به لدى الوالي بالإسكندرية، فألقى القبض عليه، لكن ملاك الرب ظهر له وطمأنه، وبالفعل أُفرج عنه ليعود ويبني الكنيسة. قام بعض الأشرار بمحاولة حرق الكنيسة، لكن الله بدد مشورتهم. نياحته أصيب بحمى شديدة، فجمع أولاده وباركهم وأعلن لهم أنه سينتقل في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، ثم أوصى تلميذه يوحنا الربان بتعهد الشعب ورعايته. وفي 3 برمهات سنة 1113ش (1387م) أسلم الروح في يديّ الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب فرج البار | الولادة: – الوفاة: 1941 شاب مستهتر نشأ في أسرة رقيقة الحال، كان عنيداً وغماً لوالديه، كرهه الجميع لأنه كان يسيء معاملة الكل. لما كبر وأخذ الشهادة الابتدائية كان نموذجاً للشاب المستهتر، وكان من يرى حبيب وهو في هذه الحال يحكم بلا جدال أنه أمام شيطان لا أمل في توبته وإصلاح حاله. توبته السماء ومجدها، كان يفتقده خدام الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا على غير جدوى، ومن كثرة تردد الخدام عليه قال لأحدهم ذات مرة: “أنا سآتي هذه المرة، لكن إن لم يعجبني الحال سوف لا أذهب ولا أريد أحداً منكم يفتقدني”. ذهب إلى اجتماع الشبان وعملت نعمة الله فيه، وحال سماعه كلمة الله انسحق قلبه بالتوبة والندامة. ومنذ ذلك الوقت أخذ حبيب يواظب على الكنيسة مواظبة المحب الشغوف الذي يود لو أمكنه أن يتجرَّع الدين جرعة واحدة. رؤيا إلهية زاده حباً في الله رؤيا أُعلنت له، إذ أبصر وكأنه بيد السيدة العذراء التي أرَته مكاناً مخيفاً يتعذب فيه ساكنوه، فلما سألها عنهم قالت: “إنهم الأشرار”. ثم أرَته قصراً فخماً نورانياً عظيماً وقالت: “هنا يتمتع الأبرار إلى أبد الآبدين”، وأرَته فيه كرسياً بهياً من نور أشد لمعاناً من ضوء الشمس، وقالت له: “إنه كرسيك وهو محفوظ لك إذا اتبعت يسوع”. استيقظ حبيب من حلمه وهو أشد اضطراماً وكثيراً ما سُمِع يصلي من أجل وصوله إلى السماء ليجلس فوق كرسيه المُعَد له. عبادته كان أميناً في صلوات المزامير السبع. فكان في الصباح يصلي باكر والثالثة، وبعد عودته من عمله وقبل الغداء يصلي السادسة والتاسعة، وقبل خروجه من منزله بعد الظهر كان يصلي الغروب والنوم، وقبل أن ينام يتلذذ بصلاة نصف الليل. كان يمارس جميع أصوام الكنيسة إلى ساعة متأخرة جداً، غالباً إلى المساء، ومع أنه كان يجد اعتراضاً من والدته، لكن ذلك لم يضعف من عزمه. وقيل إنه كانت له أصوام خاصة يفرضها على نفسه أيام الإفطار (بإشراف أب اعترافه). وفي أصوامه كان يأكل مرة واحدة كل أربع وعشرين ساعة. وكان يمارس صوم يونان الثلاثة أيام كلها انقطاعاً، وصام في إحدى المرات أسبوعاً كاملاً، وقد فكر في أن يصوم الأربعين المقدسة دون طعامٍ مطلقاً لولا أن أب اعترافه انتهره. كان محباً للكنيسة، محباً لألحانها يرددها على الدوام، وكان متمسكاً بتُراثها. وشهد عنه أب اعترافه كيف كان أميناً في اعترافه، وكيف كان يستعد للتناول من الأسرار المقدسة. وكان يبكر في المجيء إلى الكنيسة، ويظل واقفاً في آخر الكنيسة طوال القداس، وكان ضميره لا يساعده على ترك الكنيسة قبل نهاية الخدمة. كان يحب الخدمة في الأحياء الفقيرة بين البسطاء، وأسس فروعاً للخدمة في أماكن صعبة. كان ينهال عليه الصبية بالحجارة، ومع ذلك كان دائماً فرحاً، كما كان مواظباً على افتقاد من يخدمهم فرداً فرداً. نظراً لالتصاق حبيب بمحبة الكنيسة وعدم مغادرتها في أيام الآحاد حتى تنتهي الخدمة، كان يتأخر عن الموعد المصرح به في العمل وهو العاشرة صباحاً، خاصة في أيام الصوم الكبير. رُفِع الأمر إلى رئيسه فاستحضره وكان يهدده. وفي ليلة اعتزم رئيسه أن يؤذيه فأتاه من أفزعه في منامه بأن لا يمس حبيب بسوءٍ، فنادى المدير حبيب في الصباح وأظهر له كل عطفٍ وحنانٍ. بتوليته اشتاق حبيب أن يعيش بتولاً. أراد مرة أن يلتحق بدير المحرق وكان معه صديقه. لكن رئيس الدير رفض قبولهما إلا بموافقة والديهما، وأعطاهما بعض النقود أوْصلتهما إلى المنيا، لكنهما كانا يريدان أن يعودا إلى القاهرة ولم يكن معهما نقود. قصدا أوتوبيس وسألا الكمساري أن يأخذهما مجاناً فسخر منهما، صليا إلى الله فأرسل لهما صديقاً بسيارته أخذهما معه إلى القاهرة. عرض عليه والداه الزواج فأبى، وألحّ عليه كثيراً، وأحالا عليه أصدقاءه وبعض الكهنة ليقنعوه بالزواج فلم يقبل. انتهز والده فرصة وجود أحد الآباء الأساقفة، وهو المتنيح الأنبا باسيليوس أسقف إسنا والأقصر وأسوان، وكان قديساً ورعاً، فشكاه له. وأمام إلحاح الوالد ودموعه عرض عليه الأب الأسقف الزواج فأطاع على شرط أن يعيش مع زوجته كأخٍ وأختٍ. فرح الجميع لموافقته، واختاروا له إحدى الفتيات ووزعوا المرطبات والحلوى، لكنه قال للحاضرين ما فُهِم منه أن هذا الزواج لن يتم، ولم يمضِ أسبوع حتى توفت العروس. فخجل الجميع أن يفاتحوه في هذا الشأن لأنهم أيقنوا أنها إرادة الله. أدرك بالحق سرَّ البتولية وكما يقول القديس كبريانوس: “البتولية هي رفيق العمل بالنسبة للإنسان. وهي تعينه في تحقيق هدفه من العواطف السامية… وأنا أعتبر أن البتولية هي المنهج العلمي في علم الحياة السمائية، تزود الإنسان بالقوة ليتحد مع الطبائع الروحية. وإن المحاولات المستمرة في هذه السبل تمنع نبالة النفس وسموها من الانحدار والهبوط عن طريق الشهوات الحسية التي فيها لا يحتفظ العقل بأفكاره السماوية ونظراته إلي ما فوق، بل يهبط غارقاً في انفعالات تتعلق بالجسد والدم. كيف تستطيع النفس الغارفة في ملذات الجسد والمنشغلة بالاشتياقات الإنسانية فقط أن توجه نظرة خالية من المشاغل إلي النور العقلي؟… إن عيني الخنزير اللتين تنظران دائماً إلى أسفل لا تستطيعان رؤية عجائب السماء. وهكذا أيضاً النفس التي يدفعها الجسد إلي أسفل لا تستطيع أن ترفع بصرها لتري الجمال العلوي. إنها تتجه إلي الأشياء الوضيعة الحيوانية. إن النفس التي تريد أن تكرس نظرها إلي المباهج السماوية تضع ما هو أرضي وراء ظهرها، ولا تشترك فيما يورطها بالحياة الدنيوية. إنها تحيل كل قوي الحب فيها من الأمور المادية إلي التأملات العقلية في الجمال اللامادي. إن بتولية الجسد تفيد في اتجاهات مثل هذه النفس. فالبتولية تهدف إلي خلق نسيان كامل للشهوات الطبيعية في النفس، إنها تمنع عملية النزول باستمرار لتلبية الرغبات الجسمية. ومتى تحررت النفس مرة من مثل هذه الأمور لا تخاطر بالمباهج السمائية غير الدنسة لتكون جاهلة غير ملتفتة إليها وتمتنع عن العادات التي تورط الإنسان فيما يبدو إلي حد ما أن ناموس الطبيعة يسلم به، إن نقاء القلب الذي يسود الحياة هو وحده الذي يأسر النفس حينذاك” (البتولية 5). نياحته عرف وقت نياحته وأخبر كثيرين بذلك، وأوصى أخاه بطاعة والديه. ذهب إلى الترزي ليفصِّل حلة فقال له: “إن شاء الله هذه حلة الزفاف”، فأجابه حبيب قائلاً إنها الحلة التي سينتقل بها من العالم. فنهره الواقفون أما هو فقال لهم بلهجة الواثق: “سوف ترون، وفي هذا الأسبوع”، وتم ذلك حرفياً، بل قيل أنه كتب بخط يده في مفكرة الجيب يوم نياحته والساعة. قضى ساعاته الأخيرة في ترنيم وتسبيح وصلوات ودعاء واستغاثة وطلب شفاعة القديسين، وظل هكذا حتى أسلم روحه الطاهرة. والعجيب أنهم لما غسَّلوا جسده فإذا به مرسوم بصلبان واضحة، وكانت نياحته في سنة 1941م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خرستوذولس القديس | الولادة: – الوفاة: – اهتمامه بخلاص نفسه كان القديس خرستوذولس صائغاً من مدينة عين شمس، عاش أميناً في عمله، تقياً مهتماً بخلاص نفسه. أراد عدو الخير أن يحطمه فأرسل إليه امرأة حسنة الصورة جداً، تحمل إناء من الذهب مكسوراً. تقدمت إليه كصائغٍ تطلب منه أن يصنع لها بعض الحليّ من هذا الإناء الذهبي، وبخداع صارت تكشف له عن يديها كي يصنع لها سوارين، وعن أذنيها ليصنع لها قرطاً، وعن الصدر ليصنع له صليباً. شعر هذا التقي أنها جاءت بهدفٍ شريرٍ فطلب منها أن تأتيه في اليوم التالي لأنه مريض. انطلق هذا الشاب الوحيد إلى بيته بعد أن حمل كل ما لديه من ذهب، ثم صار يعاتب نفسه قائلاً: “يا نفسي لستِ أقوى من القديسين الذين هربوا من العالم وسكنوا البراري، مثل القديسين مقاريوس وأنطونيوس وباخوميوس وغيرهم، فاهربي من هذا العالم إن أردتِ الخلاص”. رهبنته هو ووالدته صلى بدموعٍ طالبًا مشورة الله، ثم قصَّ ما جرى له على والدته وسألها بدموع غزيرة أن تسمح له أن يمضي إلى البرية. لم تقف والدته حائلاً في طريق خلاصه، إنما التهب قلبها هي أيضاً بالشوق لتكريس بقية حياتها لحساب ملكوت الله، فسألت ابنها أن يرشدها إلى دير تترهب فيه ليكون حراً، ويكون الرب معه. فرح الابن باشتياق والدته، وللحال أخذها إلى أحد أديرة الراهبات وسلمها لرئيسته، وقدم لها حاجتها من المال، ثم وزع ما تبقى على المساكين ومضى نحو الجبل. في البرية سار في الجبل نحو ثلاثة أيام حتى التقى بثلاثة رجالٍ، وكان بيد كل واحدٍ منهم صليب يشع منه نور أبهى من نور الشمس. فقصدهم وتبارك منهم وسألهم أن يرشدوه إلى ما فيه خلاص نفسه. فأرشدوه إلى وادٍ به أشجار مثمرة وعين ماء عذب. فلبث به عدة سنوات يسلك في حياة نسكية تقوية، يقتات من ثمر أشجار هذا الوادي ويقضي أغلب وقته في الصلوات والتسابيح بالمزامير، وهو متكئ على عصا بها صليب قدمها له هؤلاء الرجال. جهاده ضد عدو الخير لما عجز الشيطان عن التغلب عليه، ظهر لقومٍ أشرارٍ في زي بربري وقال لهم: “إن هناك كنزاً عظيماً في هذا الوادي وقد عثر عليه شخص وهو مقيم بجواره، هلموا معي لأريكم إياه”. فتبعوه إلى الجبل ولكنهم لم يستطيعوا النزول إلى الوادي. فذهب الشيطان في زي راهبٍ شيخٍ إلى القديس خرستوذولس وقال له: “في أعلى الجبل رهبان ضلوا الطريق وقد أعياهم التعب وكاد يقتلهم العطش، هلم إليهم لننزلهم إلى هنا ليأكلوا ويشربوا ويحيوا”. فرسم القديس علامة الصليب على وجهه كعادة الرهبان، وللحال تحول الشيطان إلى دخان واختفى، وهكذا كان دائماً يتغلب عليه بعلامة الصليب. نياحته كان دائم الجهاد بلا انقطاع حتى بلغ سن الشيخوخة. ولما دنا وقت انتقاله من هذا العالم أقبل إليه الثلاثة السواح الذين سبقوا فظهروا له وأرشدوه إلى الوادي. صلى الجميع معاً وبعد أن تباركوا من بعضهم البعض. وقالوا له: “الرب أرسلنا إليك لتخبرنا بسيرتك لنسطرها لمنفعة الاخوة”. فأخبرهم بكل ما حدث له، ثم مرض قليلاً وتنيح بسلام. فصلوا عليه وواروا جسده التراب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خروماتيوس أوكروماتيوس أسقف أكويلا القديس | الولادة: – الوفاة: 407 أحد رجال الدين الغربيين الذين كان لهم تأثيرهم القوي في عصره. كان صديقاً للقديسين أمبروسيوس وجيروم ورفينوس وغيرهم من القادة الكنسيين. وكان يساند القديس يوحنا الذهبي الفميه. نشأته ضد مقاوم نشأ في مدينة أكويليا Aquileia، وعاش فيها مع أمه الأرملة (التي امتدحها القديس جيروم Jerome في رسالة إليها سنة 374م بأن لها نسل مقدس)، وشقيقه يوسابيوس الذي صار هو الآخر أسقفاً، وشقيقاته غير المتزوجات. أعماله الكنسية بعد رسامته كاهناً اشترك في مجمع عُقِد في أكويليا ضد بالاديوس وسيكونديانوس Secundianus الأريوسيين سنة 381م. بعد نياحة القديس فالريان Valerian سنة 388م انتُخِب كروماتيوس بدلاً منه أسقفاً على أكويليا، ومن خلال هذا المنصب صار من مشاهير عصره. اهتمامه بنشر الكلمة المكتوبة كان من بين الذين ساندوا القديس جيروم لكي يترجم الأسفار المقدسة ويكتب وينسخ تفاسير الكتاب المقدس هما الأسقفان خروماتيوس وهيليودورس Helidorus أسقف Altinum. إنه موقف كنسي حق، نرى فيه الأساقفة يعملون معاً لنشر الكلمة وتفسير الكتاب المقدس بروح التواضع. فلا يخجلوا من أن يطلبوا بكل قوة من القديس جيروم كي يترجم ويفسر لهم الأسفار المقدسة. وأيضاً تبرز روح الوحدة في العمل. جاء في مقدمة الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد للقديس جيروم: “حسناً أن أبعث برسالتي المزدوجة للذين هما اثنين في الأسقفية، ولا أفصل على الورق اللذين ارتبطا معاً في الواحد بناموس المسيح. أكتب تفاسير عن هوشع وعاموس وزكريا والملوك بناء على طلبكما، إن لم يمنعني المرض. قدمتما لي راحة بالمعونة التي قدمتموها إليّ، لقد أعنتما السكرتاريين والناسخين لديّ حتى أقدم كل قوتي لكم… ليس من العدل أن أتجاهل عطشكما وعملكما من أجل الآخرين… إني مدين لكل أحد بل ولكما. لهذا فإنني وإن كنت أعاني من مرض طال زمانه إلا أنني لن أصمت ولن أكون أبكم بينكما هذا العام. لقد كرّست حياتي لكما ثلاثة أيام عمل (كل أسبوع)، لترجمة كتب سليمان الثلاثة”. كما أشار إليهما القديس جيروم في تفاسيره لأسفار أخرى مثل طوبيت وأخبار الأيام وقدم كتابيه في تفسير حبقوق لخروماتيوس. تبادل الكثير من الرسائل مع صديقه القديس جيروم، كما حاول أن يكون صانع سلام في قضية أوريجينوس. علاقته بصديقه روفينوس كان صديقاً قديماً لروفينوس روفينوس Rufinus الذي التجأ إلى دير في أكويلا ونال العماد على يديه حوالي عام 371. عندما نشر روفينوس ترجمة كتاب “عن المبادئ” للعلامة أوريجينوس تحولت الصداقة بين جيروم وروفينوس إلى عداوة عنيفة ومرة، وبقي خروماتيوس صديقاً للاثنين، وبذل كل الجهد لمصالحتهما ولم يفلح. طلب خروماتيوس من روفينوس ترجمة “التاريخ الكنسي” ليوسابيوس القيصري إلى اللاتينية، وأيضا عظات أوريجينوس عن يشوع وأعمال أخرى. علاقته بالقديس يوحنا ذهبي الفم أثناء اضطهاد القديس يوحنا الذهبي الفم احتضن خروماتيوس قضيته بكل حماس. كتب للقديس ذهبي الفم رسالة تعزية مملوءة بالعاطفة مع المندوبين العربيين. وفا عام 406 تسلم منه خطاب شكر ( ذهبي الفم رسالة 145). كما كان خروماتيوس مؤيداً قوياً للقديس يوحنا ذهبي الفم حتى أنه كتب للإمبراطور هونوريوس Honorius معترضاً على اضطهاد ذهبي الفم، وقام هونوريوس بنقل هذا الاعتراض إلى شقيقه أركاديوس Arcadius في القسطنطينية، ولكن للأسف كانت هذه الجهود بدون فائدة (بالاديوس 403). علاقته بالقديس أمبروسيوس بناء على طلب شرح القديس أمبروسيوس نبوة بلعام في شكل رسالة. كتب أيضا لهونوريوس لصالح ذهبي الفم، والذي وجه خطابه إلي أخيه أركاديوس كشهادة توضح مشاعر الكنيسة الغربية. كتاباته كان خروماتيوس نفسه مُعَلِّقاً مقتدراً على أسفار الكتاب المقدس. توجد 18 عظة باسمه عن الموعظة علي الجبل، ومعها 17 مقتطفاً عن تفسير لإنجيل متى 3: 15 – 17؛ 5؛ 6. تفسيره حرفي لا رمزي، وتأملاته سلوكية وليست روحية. تنيح هذا الأسقف القديس حوالي سنة 407م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خرستوذولس البابا السادس والستون | الولادة: – الوفاة: 1077 متوحد صانع عجائب هو أصلاً من بلدة بورة على الشاطئ الغربي لفرع دمياط، وترهب منذ حداثته بدير البراموس، وانتقل منها ليتوحد في صومعة تطل على البحر في نتراوه (بحيرة البرلس حالياً). وهو من الآباء النساك الذي تمجد الرب على أيديهم بآيات وعجائب كثيرة، وعاصره أيضاً آباء نساك عُرِف عنهم صنعهم للعجائب. اختياره بطريركاً اختاره أراخنة الإسكندرية بطريركاً، فسار إليه عشرة منهم ومعهم سيمون كاهن بكنيسة مار مرقس، وبصعوبة كبيرة تمكنوا من مقابلته وامسكوه وساروا به إلى الإسكندرية، حيث رُسِم بطريركاً في الخامس عشر من كيهك سنة 763ش (11 ديسمبر 1046م). ويشهد عنه تاريخ البطاركة بهذه العبارة: “كانت بداية أمره حسنة وظهرت منه معجزات، وكان الروح القدس قريباً منه وكانت قسمته من الله”، ثم سار حسب العادة إلى دير أبو مقار ببرية شيهيت. وبعد رسامته بطريركاً كرّس ست كنائس بالإسكندرية كما جدّد بيعة مار مرقس”. إقامة مقر بابوي بالقاهرة بعد سيامته انتقل من الإسكندرية إلى مصر، واتخذ كنيسة المعلقة بظاهر الفسطاط مقراً له. كما جدد كنيسة القديس مرقريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزاً لكرسيه، وجعل أيضاً كنيسة السيدة العذراء في حي الأروام مقراً له يأوي إليه عند اللزوم وذلك برضى أسقف بابيلون. أما سبب ذلك فهو انتقال عظمة مدينة الإسكندرية إلى مدينة القاهرة، وكثرة عدد المسيحيين فيها، ولارتباطه بالحكومة. فصار البابا يعين أسقفاً للإسكندرية باسم وكيل الكرازة المرقسية. شدائده كانت مدة حبريّة هذا البطريرك في خلافة الخليفة الفاطمي المستنصر، وقد نالته متاعب كثيرة على يد وزيره محمد اليازوري الذي كان شديد الكراهية للمسيحيين عامة وللأقباط خاصة. كما نالته متاعب على يد رجال قبيلة “اللواته” الذين عاثوا فساداً في الوجه البحري وقبضوا على البابا خرستوذولس وأذاقوه ألوان العذاب بعد أن نهبوا داره. وشى به شخص يدعى علي القفطي عند أمير الجيوش بدر الجمالي، ولكن فيما بعد اتضح له كذبه، فاحترمه الأمير وأكرمه. اتهامه بتحريض ملك النوبة أُتهم بأنه استخدم سلطانه على جرجس ملك النوبة للضرر بمصالح المسلمين، وألزمه بقطع العلاقات التجارية معهم والامتناع عن إرسال الجزية المعتادة من الرقيق. وكان البابا قد أوفد أسقفاً من قبله إلى ملك النوبة لتدشين كنيسة بنيت في عهده. استدعى البابا وأخذ يقنع يازوري وزير الخليفة في مصر بأن علاقته بالنوبة دينية وليست لها أي صلة بالسياسة فاقتنع بذلك. مقاومة أحد القضاة له شيد البابا كنيسة فخمة في دمنهور واتخذها مقراً لكرسيه أحياناً لبعدها عن مركز الحكومة ومنع وصول الاضطهاد إليها. فكان كثير من الأقباط يتوافدون عليها. انتقل القاضي عبد الوهاب أبو الحسين من القاهرة إلى دمنهور وكان يتوهم أن البابا سيهبه شيئاً، وإذ خاب أمله استخدم كراهية الوزير للبطريرك فوشي به بأنه سلب أموال الكثيرين وبنى بها عشرين كنيسة وشيد كنيسة فخمة في دمنهور وقصراً شاهقاً نقش عليه البسملة المسيحية. واتهمه بأنه يحتقر الإسلام. سمع له الوزير وأرسل فوراً من يهدم الكنائس، ناصره في ذلك أبو الفرج البابلي من كبار الدولة الذي كان وكيلاً على الوجه البحري، وألزم البابا أن يمحو البسملة المسيحية المنقوشة على باب قصره، فلم يمانع في ذلك، لكنه قال: “إن محوها من على السور لن يمحها عن صفحات قلبي”. أُلقي القبض على البابا وبعض أساقفة الوجه البحري واعتقلوا وأُرسلوا إلى القاهرة متهمين باتهامات باطلة. لكن الخليفة أخلى سبيلهم وطيب خاطرهم. اغتاظ الوزير فأمر بإغلاق جميع الكنائس في القطر المصري، فثار الشعب القبطي وبلغ الخبر للخليفة الذي أمر بنفي الوزير إلى تانيس بأقصى الوجه البحري، وأخيراً إذ وجده يثير المسلمين على المسيحيين قتله. إعادة القبض على البابا ثار اضطهاد آخر عندما حاول الأقباط فتح الكنائس وتعينت ضريبة باهظة على أقباط الإسكندرية مقابل تسليم البابا مفاتيح كنيسة واحدة لممارسة العبادة. ألقي القبض علي البابا وسلبوا تسعة آلاف ديناراً وجدوها في الخزنة ثم أطلقوا سراحه بتوسط ذوي النفوذ من موظفي الأقباط. الهجوم على الأديرة بينما كان البابا يزور أديرة وادي النطرون هجم اتباع ناصر الجولة زعيم الترك على الأديرة وذبحوا كثيرين من الرهبان وأسروا البابا وعذبوه، لكن الله نجاه بواسطة أحد أبنائه الأقباط يُدعى أبو الطيب، كان رئيس كتبة ناصر الدولة بعد أن دفع لمولاه ثلاثة آلاف دينار فدية. منع المئونة تدهورت حالة الأقباط المادية جداً، وإذ رسم البابا مطراناً لبلاد النوبة طلب من ملك النوبة جرجس أن يرسل زاداً، ولكن جنود ناصر الدولة اعترضوا رسل ملك النوبة عند وصولهم إلى حدود مصر وأرجعوهم بالمئونة إلى ملكهم. القبض على البابا إذ تولى بدر الدين الجمالي الولاية وشي إليه أحد المسلمين بأن فيكتور مطران النوبة أمر بهدم جامع المسلمين، فثار وألقي القبض على البابا. برهن له البابا كذب الاتهام فأطلقه. هرب أحد العصاة من وجه بدر الدين الجمالي إلى النوبة، فكلف البابا أن يبعث إلى أسقفه من قبله ليطلب من ملك النوبة تسليم هذا الهارب، وبالفعل قبض عليه ملك النوبة وسلمه إلى مندوبي بدر الدين وجاءوا به إلى القاهرة. القبض على البابا مرة أخرى وشي إلى بدر الدين بأن كيرلس مطران أثيوبيا يغرر بمسلمي أثيوبيا الضعيفي الإيمان ويدعوهم إلى شرب الخمر عند تناول الإفطار. القي القبض على البابا وطلب منه الوالي معاقبة المطران. وإذ لم يكن قد سيم كيرلس بعد مطراناً أوضح البابا للوالي بطلان التهمة. كان غيظ الولاة يتزايد بسبب نفوذ البابا في أثيوبيا، فكانوا يستلمون المراسلات المتبادلة ويمزقونها أو يردونها. متاعب من داخل الكنيسة أحب يوحنا بن الظالم الأسقفية وسعى لدى البابا حتى ولاه أسقفية سخا. تحالف معه بعض الأساقفة وجمهور من الشعب على عزل البابا وادعوا بأن رسامته غير قانونية لأنه لم تقرأ عليه فصول مختصة بسيامة البطاركة. لكن استطاع أبا زكريا يحي بن مقارة وهو شيخ فاضل يعمل في بلاط الخليفة وله كلمة مسموعة أن يتدخل ويصالح البابا مع أسقف سخا ويطيّب خاطر الكل. تشاحن أسقفان على حدود ايبارشيتهما ولم يُحل الخلاف إلا بعد تعبٍ شديد. الاحتفاظ برأس مارمرقس الرسول في عهد هذا البطريرك تمكن الأقباط من الاحتفاظ برأس مار مرقس الرسول على الرغم من سعي الروم للحصول عليها مقابل عشرة آلاف دينار. من الأمور الحسنة التي تُذكر له اهتمامه بالنواحي الطقسية والعبادة، وقد وضع قوانين طقسية، توجد نسخة منها بمكتبة المتحف القبطي بمصر القديمة. علاقته بأنطاكية في أواخر حبريّة البابا خرستوذولس رُسِم بطريرك جديد في إنطاكية اسمه يوحنا وكان من القديسين، فبعث إليه الأنبا خرستوذولس برسالة الشركة في الإيمان بين الكنيستين كالمعتاد. كذلك حرص على الصلات الطيبة التي تربط بين الكنيسة في مصر ومملكة النوبة المسيحية. وأخيراً لما أكمل سعيه تنيح بسلام سنة 1077م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دجنيانوس الوالي القديس | الولادة: – الوفاة: – مع الأنبا ثيئودورس أسقف القيروان هو والي القيروان، قَبَض على الأنبا ثيئودورس أسقف القيروان بشمال أفريقيا بناء على أوامر الإمبراطور دقلديانوس. أمر بجلده بالسياط حتى سال دمه غزيراً وأنهكت قواه. لكن ما أن تمالك الأسقف نفسه حتى زحف على الأرض تجاه المذبح الوثني الذي كان مقاماً في ساحة المحكمة، فظن الناس أن إيمان الأسقف قد ضعف، وأنه مزمع أن يقرب للأوثان. لكن ما أن وصل إليه حتى دفعه بكل ما تبقى فيه من قوة فانقلب إلى الأرض. ثار القاضي وأمر بسلخ جلده وصب خل على جسمه، لكنه في كل ذلك ظل ثابتاً، فأمر القاضي بقطع لسانه لكن افتقده السيد المسيح في السجن وشفى كل جراحاته وأعاد إليه لسانه. كانت هذه الأعاجيب سبباً في إيمان لوكيوس حارس السجن، أما دجنيانوس فملكت عليه الدهشة، فأفرج عن الأسقف. عماده اعتمد لوكيوس على يد الأنبا ثيئودورس وحاول اجتذاب الوالي والقاضي إلى الإيمان، فأفلح مع ديجنيانوس وفشل مع القاضي. وغادر لوكيوس وديجنيانوس البلاد وذهبا إلى جزيرة قبرص وهناك كُشف أمرهما. فذهب لوكيوس وأعلن إيمانه أمام والي الجزيرة وقطعت رأسه بالسيف. أما ديجنيانوس فقضي بقية حياته في سيرة مقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دراكونتيوس | الولادة: – الوفاة: – كان شاعراً ومحاميّاً لاتينيّاً (حوالي 450-496م)؛ تدرب على الخطابة في قرطاجنة. بعد هجوم الفاندال Vandals سُجن، لأنه وضع شعراً يمتدح فيه الإمبراطور الروماني. بجانب أشعاره الدنيوية والتي تضم رموزاً أسطورية وضع شعراً عن الكفاية Satisfactia فيه يقدم اعترافاً بالذنب، طالباً الصفح من الملك الفندالي. كما وضع De laudibus Dei شعراً في مدح الله، عُرف في العصور الوسطى باسم Hexameron أو حديث عن الخليقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دروسيس ويؤنَا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: – تضرعها إلى الإله المجهول كانت دروسيس ابنة للملك الوثني أدريانوس، الذي لشدة محبته لها بنى مقصورة خاصة تختلي فيها. ومع كونها أميرة وثنية إلا أنها كانت تفكر في نهاية هذه الحياة. تضرعت إلى الإله المجهول أن يبين لها الطريق الذي يجب أن تسلكه، فسمعت ذات مرة صوتاً يقول لها: “استحضري العذراء يؤنَّا وهي تعلمك طريق الرب”. ابتهجت الأميرة، وأرسلت لساعتها إلى الشابة المشار إليها فجاءتها من غير تردد، وأخذت يؤنَّا تُعلم الأميرة عن السيد المسيح وعن سبب تجسده وحلوله في بطن العذراء القديسة مريم، فآمنت دروسيس بالسيد المسيح. اعتادت القديستان على التعبد ليلاً ونهاراً وعلى الصوم والصلاة، فرأتا ذات ليلة السيد المسيح يضع يده على رأسيهما ويباركهما بينما كانت السيدة العذراء واقفة إلى جانبه. استشهادهما كان أدريانوس قد ذهب للحرب، فلما عاد خُطِبت ابنته للزواج وأراد أبوها أن يأخذها معه للتبخير إلى الآلهة فرفضت معلنة أنها لن تسجد إلا للرب يسوع رب السماء والأرض. دُهِش الملك واستفهم عمن علمها، وحينما عرف أنها يؤنَّا هي السبب أصدر أمره بحرقهما معاً، فأخرجوهما خارج المدينة يتبعهما كثيرون وهم يبكون عليهما ويأسفون على شبابهما، وحاول البعض منهم إقناعهما بالتبخير للأوثان فرفضتا رفضاً قاطعاً. حفر الجنود الحفرة وأوقدوا فيها النار، فأمسكت دروسيس بيد يؤنَّا وقفزتا معاً في وسط الحفرة ثم اتجهتا نحو الشرق وصليتا، فلما خمدت النار تقدم بعض المؤمنين لأخذ الجسدين فوجدوهما ملتصقين ببعضهما ولم تتغير ثيابهما ولا حليهما، فوضعوهما في مكان أمين ثم بنوا كنيسة كبرى على اسميهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دلفينوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 403 هو أسقف مدينة بوردو Bordeaux، وقد تنيح سنة 403م. تأتي شهرته وقداسته بسبب رسائله المتبادلة مع القديس أمبروسيوس، وأيضاً بسبب تأثيره على القديس بولينوس Paulinus الذي صار مسيحياً وتعمّد على يديه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روجاتيانوس المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً كبيراً في السن ومن المعترفين، كتب له الشهيد كبريانوس عدة رسائل. واحدة كتبها إليه مع سرجيوس Sergius وأخرى إلى جماعة من المعترفين يحثهم على التمثُّل بشجاعة روجاتيانوس، وثالثة كتبها إلى نفس جماعة المعترفين السابقة يدعوهم إلى التماسك والاتفاق، مشيراً إلى خلافات كبيرة كانت بينهم. من رسائل أخرى لكبريانوس نفهم أن روجاتيانوس كان مؤتمناً على توزيع هبات وعطايا كبريانوس، وأيضاً مسئولاً عن تشجيع الشعب وتعزيتهم أمام الضيقات التي كانوا يواجهونها. وكان مع روجاتيانوس في ذلك العمل كالدونيوس Caldonius وأعضاء آخرون، استمروا أيضاً مع نوميديكوس Numidicus أثناء اعتزال كبريانوس. وفي رسالة أخرى لكبريانوس يمتدحه لعمله في المهمتين السابقتين بالإضافة إلى تعاليمه الصحيحة وتأثيره القوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روجاتُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – راهب من قرطاجنة Carthage استشهد أثناء حكم هونريك Hunneric، مع ليبراتُس Liberatus ورفقاء آخرين. وكان استشهادهم في اليوم الثاني من شهر يوليو، ولكن الكنيسة الغربية تُعيِّد لهم في 17 أغسطس، وهو تذكار نقل أجسادهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روفوس وزوسيموس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – حين كان القديس إغناطيوس الإنطاكي في فيلبي بمقدونية، في طريقه إلى روما للاستشهاد كان بصحبته القديسان روفوس وزوسيموس، وهما من أهل إنطاكية أو فيلبي نفسها. بتوجيه من القديس إغناطيوس، كتب المسيحيون في فيلبي رسالة أخوية إلى رفقائهم في إنطاكية. وقد رد على هذه الرسالة القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا Polycarp of Smyrna، الذي عهد إليه القديس إغناطيوس برعاية كنيسته. وفي هذه الرسالة التي كانت تُقرأ في القرن الرابع في كنائس آسيا علانية، يشير إلى روفوس وزوسيموس على أنهما سَعِدا بمشاركة إغناطيوس قيوده وآلامه من أجل السيد المسيح، وأنهما أيضاً مثله مجَّدا الله باستشهادهما في عهد تراجان Trajan حوالي سنة 107. يقول القديس بوليكاربوس عنهما: “لقد سلكا طريق الحق والبرّ ومضيا إلى المكان المعد لهما من الرب الذي تألما معه، فإنهما لم يُحِبَّا العالم الحاضر بل أحبوا ذاك الذي مات وقام من أجلنا. لذلك فإني أدعوكم جميعاً أن تطيعوا كلمة البرّ وتمارسوا الصبر الذي رأيتموه أمام عيونكم، ليس فقط في المباركين إغناطيوس وروفوس وزوسيموس، بل وفي كل الذين كانوا بينكم أيضاً، وفي بولس الرسول نفسه وبقية الرسل”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روفينا وجوستا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: 287 كانت جوستا وروفينا مسيحيتين متبتلتين، تعيشان بمدينة سيفيليا بأسبانيا، وكان استشهادهما حوالي سنة 287م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابو نفر السائح القديس | الولادة: – الوفاة: – في دير الأشمونين التهب قلب الشاب أبو نفر بمحبة الله واشتاق للحياة التعبدية الهادئة فالتحق بدير بهرموبوليس (الأشمونين التابعة لمحافظة المنيا)، حيث كان بالدير حوالي مائة راهب يمارسون حياة الشركة، يتعبدون في صمت مع اهتمام بممارسة العمل اليدوي كجزء لا يتجزأ من العبادة. أحب أبو نفر الآباء الرهبان، وسلك معهم بروح التقوى والطاعة، لكن نفسه كانت تتوق إلى حياة الوحدة في البرية ممتثلاً بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا النبي. انطلاقه في البرية لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى شعر بالتهاب قلبه نحو حياة الوحدة، وفي إحدى الليالي تسلل في سكون دون أن يشعر به أحد، إذ عرف مدى حب الرهبان له ورغبتهم في ألا يفارقهم. حمل رغيف خبز واحد وقليلاً من الخضروات تكفيه لمدة أربعة أيام، وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات… وكان يصلي في الطريق طالباً مشورة الله. إذ توغل في الصحراء رأى فجأة نوراً ساطعاً، لكنه رأى ملاكاً يقول له: “أنا ملاكك الحارس، لم أتركك منذ كنت في المهد، فلا تقلق بل تقدم إلى الأمام دائماً فستبلغ الموضع الذي أعده الله لك”. رافقه الملاك حتى بلغا مغارة واختفى، فقرع أبو نفر الباب قائلاً: “باركني؟؟” فظهر له رجل طويل القامة مهوب، فركع أمامه الشاب أبو نفر وقبّل قدميه، لكن الشيخ المتوحد أقامه من يده وقال: “يا أبا نوفر، أنت أخي في الرب. ادخل استرح بضعة أيام، ثم تتبع المسيرة التي أوحى لك بها الله”. بعد أيام قليلة سار الشيخ معه لمدة أربعة أيام حتى بلغا مغارة بجانبها نخلة، وسكن الشيخ معه فيها لمدة شهر يدربه على حياة الوحدة ليتركه ويعود إليه مرة كل عام، حتى تنيح الشيخ في إحدى زياراته له. مع القديس بفنوتي قيل أن المتوحد بفنوتي اشتاق أن يدخل أعماق الصحراء، لعله يلتقي بأحد المتوحدين أو السواح، فأخذ قليلاً من المؤونة وانطلق في الصحراء لمدة سبعة عشر يوماً، وفجأة رأى القديس أبا نوفر السائح الذي كان له في البرية ما بين ستين وسبعين عاماً، كان شعره طويلاً غير مرتب ولحيته طويلة جداً تتدلى على جسده، يتمنطق بحزام من الأوراق العريضة. رآه القديس بفنوتيوس فارتعب جداً، وتسلق قمة تل قريب، وكانت عيناه شاخصتين نحو هذا الغريب، لكن الشيخ وكان منهك القوى صرخ، قائلاً: “انزل أيها الراهب القديس، إني أسكن هذا القفر من أجل محبة الله”… فالتقى الاثنان وقبّلا بعضهما قبلة السلام. جاء حديثهما معاً روحياً وشيقاً، فيه أوضح أبونفر أنه أقام في الصحراء ستين عاماً يتجول في القفر ويتغذى على حشائش البرية وبلح النخلة دون أن يرى إنساناً، وأنه قد احتمل في البداية الكثير من جوع وعطش وحر وبرد لكن الله نظر إلى ضعفه وسنده، كما أخبره أن كثيرين ممن يسكنون القفار يتمتعون بعطايا جليلة، حتى أن منهم من يُحملون إلى السماء لينظروا القديسين في مجدهم ويتهللون بفرح لا تعرفه الأرض… نسي القديس بفنوتي كل تعب خلال استماعه لحديث القديس السائح، وسار الاثنان إلى المغارة حيث بلغاها عند الغروب فوجدا على الصخر رغيف خبز وقليلاً من الماء.. نياحته يبدو أن القديس بفنوتي المتوحد لم يبق كثيراً مع القديس السائح، إذ مرض أبو نفر فارتبك بفنوتي لكن القديس صار يطمئنه، موصياً إياه أن يعود إلى مصر بعد تكفينه… وبالفعل أسلم قديسنا روحه الطاهرة. وقد شهد القديس بفنوتي أنه رأى ملائكة وسمع تسابيحهم عند رقاده. وقد قام بتكفينه، مشتهياً أن يكمل بقية أيام غربته في المغارة، لكنه رأى النخلة قد يبست والينبوع قد جف، فبكى بمرارة وعاد ليمارس حياة الوحدة في ديره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالبينا العذراء | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد القديسة بالبينا St. Balbina في 31 مارس. يُقال إنها ابنة المحامي العام كويرينوس Quirinus the Tribune، هذا المحامي وقف أمام الكسندروس أسقف روما وهو مسجون يروي له مأساته أن له ابنة وحيدة تدعى بالبينا، مصابة بداء الخنازير، كان يشتاق أن يراها متزوجة، واعداً إياه إن شفاها له أنهما يؤمنا بالسيد المسيح هو وابنته. عندئذ سأله أن يحضرها إليه في السجن، ويحمل طوق السجن من عنقه ليضعه عليها فتُشفي تماماً. وبالفعل أسرع الرجل إلى السجن فشفيت الفتاة. وإذ رجع الاثنان إلى البيت ظهر للفتاة صبي يقول لها: “ثابري على بتوليتك أيتها الصبية، وأقبلي شفاء جسدك، فإنك سترين عريسك الذي بذل دمه حباً فيك”. ثم اختفى، وشُفيت الفتاة في الحال. إذ استشهد والدها التقت الابنة بالأسقف، وإذ كانت تقبّل طوق سجنه سألها أن تكف عن ذلك وتبحث عن السلاسل التي قُيّد بها بطرس الرسول. وبالفعل جاهدت حتى عثرت عليها، وكانت تقبِّلها بغيرة شديدة من أجل محبتها في الملك المسيح. قيل إن جسدها دفن في الكنيسة التي حملت اسمها بروما والتي بُنيت عام 590م. يصورها الغرب تحمل سلاسل القديس بطرس مع طوق القديس الكسندروس إما على رقبتها أو في يدها، وأنها تهاجم داء الخنازير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باماخيوس | الولادة: 340 الوفاة: 410 ولد القديس باماخيوس St. Pammachius حوالي سنة 340م، من عائلة رومانية عريقة “أسرة فيوريFurii “، من أحد الأشراف. ارتبط بصداقة قوية مع القديس جيروم “إيرونيموس” إذ درسا معاً وصار معيناً له، حتى أن الأخير قدم الكثير من أعماله باسمه، مثل تفسيره بعض أسفار الأنبياء الصغار (حوالي عام 406م)، وتفسير دانيال (حوالي عام 407). في عام 385 تزوج بالفتاة بولينا Paulina الابنة الثانية للقديسة باولا Paula من أعظم صديقات وأصدقاء القديس. يبدو أنه كان إنساناً متديناً، وإذ نراه يشتكي للقديس سريكيوس Siricius أسقف روما من جوفينان Jovinian (راهب غير مستقيم الإيمان دانه هذا الأسقف بروما وأيضاً القديس إمبروسيوس بميلان إذ نادى بأنه لا فرق بين البتولية والزواج، وأن المكافأة واحدة في السماء بغض النظر عن الوضع الذي يعيشه الإنسان في العالم، كما شارك هلفيديوس في رفض دوام بتولية القديسة مريم، وقد كتب ضده القديسان جيروم وأغسطينوس). أرسل باماخيوس بعض نسخ كتابات الهراطقة إلى القديس جيروم، فأجابه الأخير بمقالٍ مستفيضٍ، لكن الأول لم يسترح لعنف القديس جيروم في رده عليه، ربما لأنه كان محباً للطف والرقة من جانب، ولأنه رأى في كلمات القديس جيروم عند مدحه للبتولية انه أهدر قدسية الزواج. على أي الأحوال أسرع القديس وبعث عدة رسائل يوضح فيها وجهة نظره، مظهراً أنه لن يمس قدسية الزواج، ولا ينجس العلاقة الزوجية وإن كان يمتدح البتولية؛ فإن كانت الأخيرة ذهباً فالزواج يُحسب بالنسبة له فضة؛ يبدو أن باماخيوس استراح للإجابة. مرة أخرى إذ قام الصراع المرّ بين جيروم وروفينوس بسبب أوريجينوس، بعد صداقتهما الطويلة منذ الصبا أعلن باماخيوس رفضه لهذا العنف في الحوار. على أي الأحوال إذ ماتت زوجته سنه 397 كتب إليه القديسان جيروم وبولينوس أسقف نولا يعزيانه ويسألانه تكريس حياته وتقديم كل إمكانيته لأعمال المحبة، إذ كتب الأخير إليه، يقول: “زوجتك الآن هي عربون لك وشفيع عنك لدى يسوع المسيح. إنها تنال عنك بركات كثيرة في السماوات، إذ توزع خزائنها هنا، فلا تُقدم الذكرى لها بدموع عقيمة وإنما بمشاركتك لها في أعمال الرحمة. إنها تُكرَّم بفضائلك، وتتقوَّت بالطعام الذي تقدمه أنت للفقراء”. كتب أيضاً القديس جيروم رسالة مشابهة يدعوه فيها للتكريس. قام باماخيوس بتوزيع الكثير من أمواله على الفقراء والمساكين ليمارس الحياة النسكية، حتى أن القديس جيروم كتب إليه يقول بأنه إن كانت قد رقدت بولينا فقد تمتعت الكنيسة بالراهب باماخيوس؛ بحسب ميلاده وزواجه هو شريف النسب والحسب، غني في العطاء، سامٍ في اتضاعه (رسالة 66). كما قال في نفس الرسالة أن ما ناله باماخيوس إنما هو ثمرة بولينا، فما اشتهت أن تراه وهي حية هنا تحقق بموتها. بتصرفه هذا دعاه بين الحكماء هو أحكمهم وأعظمهم وأكثرهم نبلاً، قائداً للرهبان. بنى مع فابيولا فندقا (مستشفي) في منطقة Portus، يأوي الغرباء القادمين إلى روما، خاصة المرضى والفقراء. في حبه للكنيسة ووحدتها بروح الاتضاع قاوم الانشقاق الدوناتستي (جماعة ثائرة في شمال غرب أفريقيا وجدت لها بعض الأعوان في إيطاليا، تكفِّر الآخرين)، مطالباً إياهم بالعودة إلى حضن الكنيسة، وقد كتب إليه القديس أغسطينوس أسقف هيبو رسالة يشكره فيها على هذا العمل الكنسي، عام 401م. حوّل باماخيوس بيته الذي في Coelian Hill إلى كنيسة، هذه التي أقيم في موقعها كنيسة القديسين جيوفاني وباولو (يوحنا وبولس) كما يرى البعض. تنيح عام 410م في أثناء هجوم الغوصيين والأرال Alaric لروما (يذكره الغرب في 30 أغسطس). قيل أنه سيم كاهناً، لكن كثير من الدارسين يتشكّكون في ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بامبو الأب القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد آباء البرية العظام في نتريا في القرن الرابع، عاصر القديس أنبا أنطونيوس، كان يزوره ويطلب إرشاده. أثناء حياة القديس مقاريوس الكبير، وتتلمذ على يديه كثيرون منهم القديسون أنبا بيشوي وأنبا يوأنس القصير. يُسمى بامبو أو بامبونيوس باليونانية، وبالقبطية بامو كما يدعى “بموا”. وُلد في سخا، في أوائل القرن الرابع، انطلق إلى نتريا وهو صغير السن جداً، وكان أمياً، تعلم وهو راهب. كان رفيقا للقديس أنبا آمون الكبير، وإذ فاحت رائحة حياته الفاضلة سيم قساً حوالي عام 340م. وفي سنة 350 م صار أحد كبار القادة، وكان القديس مقاريوس يحضر من الإسقيط إلى نتريا لزيارته. حبه للحياة العملية يروي لنا المؤرخ سقراطSocrates (4: 22)، إن القديس لم يكن يعرف القراءة والكتابة في بدء رهبنته، فتعهده أحد الأخوة لكي يعلمه المزامير ليحفظها عن ظهر قلب، فبدأ بالمزمور 39: “أنا قلت أنى أتحفظ في طرقي حتى لا أخطئ إليك بلساني”. وإذ سمع بامو ذلك قال الأخ: “قبل أن أتعلم المزيد يحسن بي أن اعتزل قليلاً حتى أنفذ هذا القول”. وإذ انقضت ستة أشهر و لم يحضر بامو، ذهب إليه الأخ يسأله عن سبب عدم رجوعه إليه ليعلمه المزامير. أجابه بامو: “إني لم أتعلم بعد أن أتمم القول الذي سمعته”. سماته إذ تحدث عنه القديس أنبا بيمين وصفه بثلاث سمات رئيسية: حبه للصوم إذ كان يصوم يومياً حتى المساء. الصمت الدائم إن سُئل لا يجيب في الحال بل كان ينتظر أحياناً أسبوعاً كاملاً وأحياناً شهوراً حتى يتمتع بإرشاد إلهي السمة الثالثة هي اهتمامه بممارسة عمل اليدين. عند نياحته قال: “إني منذ دخولي هذه البرية وبنائي القلاية وسكني فيها، ما انقضى عليّ يوم واحد بدون عمل ولا أتذكر إني أكلت خبزًا من إنسانٍ، وإلى هذه الساعة ما ندمت على لفظٍ واحدٍ نطقت به، وها أنا منطلق إلى الرب : كأني ما بدأت بشيء يرضيه بعد”. ميلانية وعمل الصدقة التقت به القديسة ميلانية الكبرى، وكان يضفر حصيرة، فلم يعطِ اهتماماً لهذه السيدة الشريفة. قدمت له وعاءً به 300 رطل ذهبٍ، وسألته أن يقبله، أما هو فلم يتوقف عن العمل، وإنما في هدوء قال لها: “الله يكافئك.. ربنا يعوضك”، ثم طلب من أوريجينوس أمين الصندوق أن يحمل الوعاء ليبعه ويقوم بتوزيعه على الفقراء. تعجبت القديسة من تصرفه، فقالت له: “يا أبي، ألا تعرف قيمة ما أعطيت؟” أجابها: “يا ابنتي، من هو هذا الذي قدمتِ له الوعاء؟ هل هو في حاجة أن تخبريه عن قيمته؟ أليس هو الله الذي يزن الجبال، و يعرف قيمتها أكثر منا؟ فإن كنتِ قدمته إليّ أنا الخاطي الحقير لكان يليق بك أن تخبريني بقيمته، ولكن إن كنتِ قدمتيه لله الذي لم يحتقر صدقة الأرملة الفقيرة فأرجو أن تصمتي”. هذا ما حدث مع القديسة ميلانية الكبرى في أول لقاء لها مع هذا الأب. اهتمامه بالمحبة زاره متوحدان، سألاه عن طريق خلاصهما، إذ قال له الأول أنه يأكل مرة واحدة كل يومين، وقال الثاني إنه يربح قطعتين من الفضة يومياً من عمل يديه يشتري منهما القليل لقوته ويوزع الباقي على الفقراء. لم يجبهما القديس بشيءٍ حتى جاء وقت رحيلهما بعد أيام، فقالا لتلاميذه إن الأب بموا لم يجبهما بشيءٍ إن كانا يسلكان بالحق أم لا، فقال لهما تلاميذه إن هذه هي عادته إنه لا يتعجل في الإجابة، ولكن مادمتما مسافرين فليلتقيا به ويسألانه. وبالفعل إذ التقيا به، وضع رأسه بين يديه، وكأنه يكلم نفسه، قائلاً بصوت عالٍ: “بموا إذاً يصوم يومين يومين ثم يأكل قطعتين من الخبز، فهل هذا يجعله راهباً؟ بالتأكيد: لا”. ثم رفع رأسه ونظر إليهما ليقول لها: “ما تصنعانه بالتأكيد حسن جداً، ولكن احفظا فضيلة المحبة الفائقة، فهي أهم الفضائل، فتكونا متأكدين من خلاصكما”. توسل إليه الأب ثيودور (تادرس) الفرمي، قائلاً: “قل لي كلمة”. وبعد جهدٍ كبيرٍ قال له: “ياثيؤدور، اذهب وكن رحيماً نحو الجميع، لأن الرحمة قد وجدت حظوة في عينيْ الرب”. الطاعة زار أربعة من الإسقيطيين الأب بموا الكبير وهم يلبسون الجلد. فذكر كل واحدٍ فضيلة رفيقه. الأول يصوم كثيراً، و الثاني عديم القنية، والثالث كثير المحبة، وقالوا عن الرابع إنه يعيش تحت طاعة أحد الشيوخ منذ 22 سنة. فقال لهم الأب بموا: أقول لكم إن فضيلة الأخير هي الأعظم، لأن كل واحدٍ منكم قد احتفظ بالفضيلة التي اقتناها بإرادته، أما هو فتخلى عن إرادته الخاصة، وتمسك بإرادة آخر. هؤلاء الرجال، إذا ظلوا هكذا حتى النهاية، هم مثل المعترفين. محبته للمجد الأبدي قيل عنه أنه بقي ثلاث سنوات يتضرع إلى الله و يقول: “لا تمجدني على الأرض”، إلا أن الله مجده كثيراً حتى أن الناس ما عادوا يقدرون أن يحدقوا في وجهه من شدة المجد الذي كان يسطع منه. قيل عنه أيضا إنه كما إن موسى أخذ صورة مجد آدم عندما تمجد وجهه، هكذا تماماً كان وجه بامبو يلمع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بامبو قديسون عديدون بنفس الاسم | الولادة: – الوفاة: – عُرف قديسون كثيرون باسم بامو أو بامبو أو بايمبونيوس أو بامويه (أموي)، منهم القديس بامبو أحد تلاميذ أنبا آمون الكبير الذي نفرد له السيرة التالية. وأيضاً القديس بامبو الناسك بالإسقيط في أيام الأنبا دانيال (485 – 580م) الذي استقبل القديسة إيلاريا، وقد وُصف برجل البرية الداخلية، ربما حدث لبس بينه وبين الأب السابق. ويوجد أيضاً القديس بامو الذي من أنتينوه (أنصنا) بصعيد مصر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بامفيليوس الشهيد | الولادة: 240 الوفاة: – القديس بامفيليوس أو بمفيليوس Pamphilus، من مواطني بيروت، من أشرافها الأغنياء، ولد حوالي عام 240م، وتقبَّل تعليمه في مدينة الإسكندرية على يديْ العلامة أوريجينوس، وقد نبغ في المعرفة الروحية ودراسة الكتاب المقدس حتى دعاه يوسابيوس القيصري “أوريجينوس الصغير”. ذهب إلى قيصرية فلمع نجمه جداً، وعُرضت عليه مراتب عالية لكنه كان يزهد مراكز العالم وغناه. وزَّع أمواله على الفقراء وكرَّس حياته للدراسة والحياة المقدسة النسكية، فأُختير كاهناً بقيصرية فلسطين. وإذ شعر بحاجة الكهنة إلى الدراسة أنشأ مكتبة دينيه ضخمة، قيل أنها ضمت 3000 مجلداً انتفع بها الكثيرون خاصة يوسابيوس القيصري. حسب يوسابيوس نفسه تلميذاً للقديس بمفيليوس، فكان يكرمه جداً، وقد دعى نفسه: “يوسابيوس بن بمفيليوس”. استشهاده في أيام الإمبراطور دقلديانوس عزم والي بلاد فلسطين أوربانوس Urbanus القبض على بمفيليوس بكونه معلم المسيحيين، إذ كان قد افتتح مدرسة هناك واهتم بالتعليم جنباً إلى جنب مع عمله الكهنوتي وحياته النسكية. دخل في حوار مع الوالي، وإذ شعر الأخير بتمسك بمفيليوس بالإيمان أمر بتمزيق جسده بمخالب حديدية، وإلقائه في السجن. قُتل أوربانوس بأمر الملك وتولى الولاية على فلسطين فرميليانوس Firimilian، هذا ترك القديس بمفيليوس في السجن سنتين، وكان ذلك بتدبير إلهي لتثبيت كثير من المؤمنين خاصة الذين أُلقوا في السجن معه. سُجن أيضاً خمسة رجال مصريين هم إيليا وإرميا وإشعياء وصموئيل ودانيال، جاءوا إلى فلسطين فأُلقيّ القبض عليهم، وإذ التقوا بالقديس في السجن فرحوا جداً لرؤيته وامتلأوا تعزية. بعد أيام قُدم المصريون الخمسة للمحاكمة، وإذ سئلوا عن وطنهم، أجاب أصغرهم: “إننا مسيحيون من مدينة صهيون السماوية”. وإذ سمع الوالي ذلك غضب وأمر بقطع رؤوسهم. وكان شاب يدعى بروفوريوس في الثامنة عشرة من عمره واقفاً، كان عبداً للقديس بمفيليوس تتلمذ على يديه، ولم يكن قد نال المعمودية بعد، فطلب إذناً من الوالي بأن يدفن الشهداء الخمسة. سأل الوالي فرميليان العبد بروفوريوس Prophyrius الذي يعامله سيده كأخ أو كابن إن كان مسيحياً، فأجاب بالإيجاب، فسأل الوالي الجلادين أن يعذبوه بكل عنفٍ. صاروا يمزقون جسده بمخالب حديدية، وفتحوا بطنه محتملاً الآلام بصمت، وأخيراً أُعد له أتون نار فدخله ببطء ليسلم حياته وهو ينادي المسيح ابن الله. كان رجل كبادوكي يدعى سيليكوس Seleucus رأى ما حدث مع العبد فانطلق يبشر معلمه بمفيليوس باستشهاد برفوريوس ليعود هو نفسه يشهد للسيد المسيح فتقطع رأسه. قُطعت رأس القديس بمفيليوس ومعه 11 شهيداً من بينهم أحد العاملين لدى عائلة الوالي يُدعى ثيؤدولس Theodulus الذي عرف بأمانته للوالي واجتهاده، وأيضاً موعوظ يدعى يوليان لأنه أراد دفن أجساد الشهداء. على أي الأحوال قدم الوالي الأجساد للحيوانات المفترسة فلم تقترب إليها لمدة أربعة أيام فأمر بدفنها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بانساريون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – عاش الإخوة الثلاثة بولس وبانساريون وثيؤدتيون في منطقة كليوباتريس شمال السويس على بعد بضعة كيلومترات. عاش الأخَّان بولس وبانساريون كناسكين يتعبدان لله بكل تقوى، لكنهما كانا مرا النفس من أجل أخيهما ثيؤدتيون الذي تعلم السكر والخلاعة وأخيراً التحق بجماعة من اللصوص قطاع الطرق. لم يكف الناسكان عن الصوم والصلاة بانسحاق قلبٍ ودموعٍ لأجل أخيهما، حتى إذ صدر منشور دقلديانوس باضطهاد المسيحيين وأُلقيّ القبض عليهما وُضعا في السجن. وكان بولس في السابعة والثلاثين من عمره، وأخوه في الخامسة والعشرين. وقف القديسان أمام الوالي يشهدان لمسيحهما ويرفضان جحده، فاستخدم معهما الوالي كل لطف، وأخيراً بدأ يمارس التعذيب بكل عنف وقسوة. سمع أخوهما بما حدث لهما، وبدافع القرابة والدم انطلق إليهما فوجدهما ساقطين تحت العذاب. أخذته الغيرة على أخويه الكبيرين، وإذ كان يتطلع إليهما من بعيد صار في ثورته الداخلية يضرب الأرض بقدميه ويصرّ بأسنانه. تأثر الأخ بمنظر الأخين جداً، وشعر بندمٍ شديد ومرارة لأنه لم يسمع لهما وكان سبب عذابهما طوال الفترة الماضية. وهنا بدأ يبكي بمرارة طالباً مراحم الله، مشتاقاً أن يشاركهما احتمالهما العذابات من أجل الإيمان. فجأة اندفع الأخ وسط الجموع المتفرجة وشق طريقه إلى الوالي، وبطريقة خاطئة غير مسيحية اندفع إلى المنصة وسحب الوالي عن كرسيه فسقط. أسرع الجلادون إليه وأمسكوا به، أما هو فكان يصرخ معلناً إيمانه بالسيد المسيح. أراد الوالي أن ينتقم من هذا الشاب المتهور فأمر بوضع أسياخ حديدية محماة في جنبيه وصدره، وإذ أراد التخلص منه أمر بقطع رأسه، فانطلقت نفسه إلى الفردوس تسبق الأخين الناسكين. احتمل الناسكان العذابات، ثم أُلقيا في البحر ليموتا كغريقين. يمكننا أن نقول بأن خلاص نفس ثيؤدتيون وانطلاقها إلى الفردوس كان ثمرة الحب الحقيقي للأخين اللذين قدما كل ما في وسعهما من أجله، فحسبا خلاص نفسه إكليلاً لهما، سبقهما إلى الفردوس لينطلقا وراءه مطمئنين عليه، ليكون معهما في شركة أمجاد السيد المسيح. ولعل الله سمح بذلك كنوع من المكافأة على احتمالهما الآلام باسمه. هذا وإننا لا نعجب إن كان الأخ لم يسمع لصوتهما وتحذيراتهما سنيناً كثيرة، لكنه انجذب إلى السيد المسيح برؤية أخويه يتقبلان الألم بفرح من أجل السيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بانسوف القديس | الولادة: – الوفاة: – كان بانسوف Pansophe ابناً لأحد أشراف الإسكندرية الذين عينهم الرومان يُدعى نيلس، وربما كان والده والياً رومانياً بالإسكندرية (كما يقول شينو). كان بانسوف محباً للعلم والمعرفة، فقد انكب على الدراسات الزمنية والدينية، وإذ سمع عن أوريجينوس تعرف عليه، وتتلمذ على يديه في مدرسة الإسكندرية الشهيرة. جذب غنى بانسوف وعلمه ومركز والده الاجتماعي أنظار الكثيرين إليه، أما هو فزهد العالم كمعلمه، وإذ مات والده باع كل ما ورثه وقام بتوزيعه على الفقراء، وأحسّ بالحرية. ترك مدينة الإسكندرية وذهب إلى إحدى القرى المجاورة ليعيش كناسكٍ يمارس حياة الوحدة والهدوء، بعيداً عن الكرامات الزمنية والغنى الباطل وملذات العالم. إن كان قد هرب القديس من العالم ليمارس حياة الوحدة، فقد فاحت فيه رائحة المسيح الذكية، وعرف الكثيرون فضائله، فجاءوا يطلبون بركته ويسألونه المشورة. إذ تولى داكيوس الحكم التهب الاضطهاد بالإسكندرية قبل منشوره بعام (أي حوالي عام 249م)، حيث كان القديس قد بلغ السابعة والعشرين من عمره، فأُلقي القبض عليه ومثل أمام القاضي الذي يعرف مركز والده، فكان يعامله بوقارٍ ولطفٍ، وإذ احتدم الجدل بينهما وسط الجمهور صار يهدد القديس باستخدام كل وسيلة عنيفة إن لم ينكر مسيحه، لكن القديس كان ثابتاً على إيمانه. أخيراً صدر الحكم عليه بقطع رقبته، فتقدم القديس برزانة وهدوء مع ابتسامة وفرح من أجل نواله إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بانكراس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 90 للقديس بانكراس Pancras أو بانكراتيس Pancratis تقدير خاص في صقلية Sicily. قيل أنه نشأ في أنطاكية؛ وقبل الإيمان المسيحي هو ووالده على يديْ القديس بطرس الرسول الذي قام بتعميدهما. وقد أرسله القديس بطرس للخدمة في صقلية بعد سيامته أسقفاً على Taormina. وجد أهل صقلية يعبدون تمثالين هما Phalca و Lyssio، قام الأسقف بتحطيمها بعد أن كرز لهم بالإنجيل وقبلوه، إذ كان الله قد وهبه الكلمة الحية في الكرازة وسنده بعمل الآيات والعجائب. اغتاظ بعض الهمجيين قطاع الطرق الساكنين في الجبال لنجاح رسالته فقاموا برجمه، ونال إكليل الاستشهاد حوالي عام 90م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بانكراس الشهيد 2 | الولادة: 290 الوفاة: – يحتفل الغرب أيضاً بعيد شهيدٍ آخر يحمل ذات الاسم في 12 مايو. نشأ في وسط عائلة نبيلة ثرية بسينرادا Synrada بفيريجية. مات الوالدان الوثنيان كليون وكيريديا وهو صغير السن، فتعهده عمه ديونسيوس، الذي حمله معه إلى روما حيث قبلا الإيمان واعتمدا على يديْ أسقفها. تنيح العم واستشهد بانكراس في عهد دقلديانوس، وكان قد بلغ الرابعة عشرة من عمره حوالي عام 304م. يرسمه الغرب صبياً يحمل سيفاً بيده وسعف نخلٍ بالأخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بانيكاروس الفارسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيده في الخامس من طوبة. لعله هو بعينه أناطوليوس المذكور تحت 12 طوبة في السنكسار بعد القديس تادرس المشرقي مباشرة، بكونه صديقه وشريكه في العمل كما في الشهادة. كان من بلاد الفرس، أُقيم رئيساً للجند، وكان محبوباً لدى الملوك بسبب شجاعته. في عهد الإمبراطور دقلديانوس، إذ كان نائماً أبصر رؤيا كأنه قد ارتفع إلى السماء وقام إثنان من جيش الروم بتعميده في بحيرة نارية هما تادرس المشرقي وليونديوس العربي (في سنكسار رينيه باسيه “الغربي”)، وكأن الأول قد تسلمه ابنا له. في الغد رأى بانيكاروس الفارسي الرجلين اللذين رآهما في الحلم قد جاءا فعلاً، وأخذاه معهما من فارس إلى بلاد الروم، وقد روى الثلاثة أنهم نظروا ذات الرؤيا في ليلة واحدة فتعجبوا. التصق الثلاثة معاً برباط حبٍ روحي، وكانوا يمارسون الحياة التعبدية علانية في وسط الجيش، الأمر الذي أثار دقلديانوس ومكسيميانوس فأرسلا وراءهم يستدعونهم، وإذ عرفا أن بانيكاروس فارسي خشيا لئلا تحدث عداوة بينهما وبين ملك الفرس بسببه فأرادا التخلص منه، لذا أرسلاه إلى رومانيوس والي الإسكندرية لكي يلاطفه أولاً بكل وسيلة لعله يجحد مسيحه وإلا فيعذبه ويقتله. في الإسكندرية اقتاده أربعة من الجند إلى رومانيوس، وهناك أمر الوالي بطرحه في السجن حيث ظهر له السيد المسيح، يقول له: “يا حبيبي بانيكاروس، السلام لك! تشدد واغلب، فإن سلامي يكون معك”. سجد القديس بانيكاروس أمام السيد المسيح، فباركه الرب وشجعه أن يبكت الوالي على شره، وألا يخاف من عذاباته. وفي الغد استدعى الوالي القديس بانيكاروس الذي تعجب لجمال طلعته ومهابته، وإذ رأى ثباته على الإيمان صار يعذبه تارة بوضعه على كرسي مملوء بالمسامير، وأخرى بوضع قطعة حديد محماة على رأسه، وثالثة بإشعال نيران تحته. وكان الرب يسنده ويشفيه. وسط العذابات جاءت إليه الجماهير تقدم المرضى، فكان يصلي عنهم والرب يشفيهم، وكانت شياطين كثيرة تخرج من كثيرين باسم السيد المسيح. سمع تاوغنسطس، أحد الأمراء بالخمس مدن، وكان معلماً لأولاد الملوك، عن هذا الشهيد وعمل الله على يديه، فسأله من أجل ابنه الوحيد الذي به روح شرير، عندئذ طمأنه القديس بانيكاروس، سائلاً إياه أن يعود إلى بيته. انطلق الأمير إلى بيته بينما صنع الوالي أتوناً وألقى فيه القديس بانيكاروس فجاء رئيس الملائكة ميخائيل وأصعده من الأتون وانطلق به إلى دار الأمير تاوغنسطس حيث اخرج الروح الشرير بعد رشمه بعلامة الصليب، فأمن الأمير وأهل بيته. طلب رومانيوس من الجند أن ينظروا ما فعلت النيران ببانيكاروس. واذ اقترب الجند مات عدد منهم وأصيب البعض بحروق، لكن الوالي استراح إذ ظن أن الآلهة قد انتقمت من بانيكاروس فلم تترك شيئاً من عظامه. ولم يمضِ إلا القليل حتى جاءه الخبر بأن بانيكاروس في بيت الأمير تاوغنسطس. استدعى الوالي الشهيد، وإذ رأته الجماهير هتف الكثيرون يعلنون إيمانهم بالمسيح المخلص، وإذ خشيّ الوالي من الثورة ألقى الشهيد في السجن حيث ظهر له السيد المسيح وطمأنه انه سينال البركات السماوية مع صديقيه تادرس وليونديوس. في الغد أمر الوالي بتعليق الشهيد منكس الرأس وأن يُربط حجر كبير في عنقه، وتوقد النيران تحت وجهه، فأرسل ملاكه وخلصه. أُرسل إلى السجن فأتت الجماهير بمرضاها، وتحول السجن إلى مستشفي لعلاج الكثيرين باسم الرب. بعد عذابات كثيرة خلالها آمن كثيرون قُطعت رأسه ليحمله الأمير إلى داره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بانينا وباناو الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – نشأ بانينا Baninaفي دورة سارابان Terot Saraban بصعيد مصر، في بيت تقي يخاف الله. طلبت والدته من رجلها “أبهاته” أن ترسله إلى اخوتها بمدينة أنصنا ليتدرب على يديْ معلمٍ ماهرٍ، وإذ وافق عبرا به النهر وقدماه إلى اخوتها الذين فرحوا به جداً. أظهر الصبي نبوغاً عظيماً أثار حسد زميلٍ يتتلمذ معه، وإذ شعر أن الصبي قد جذب الأنظار استغل غياب المعلم وأمسك بلوح الصبي وألقاه بعيداً وحطمه، كما ثنى أصابع الصبي بعنف شديد حتى غشيّ على الصبي، وعندما فاق وجد نفسه وحده يعاني من آلام شديدة. انطلق الصبي إلى أخواله وهو يبكي بمرارة، مقرراً ألا يعود إلى المعلم. وفي الليل ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه. عاد الصبي إلى والديه ليلتقي هناك بصديقٍ حميم يدعى باناو أو ناو، وقد توطدت العلاقة بينهما لا تفارقهما في روح العبادة والعفة، فكانا يشتركان معاً في الصلوات والأصوام والقراءات .. الخ. قيل إنهما وهما بعد صبيان إذ نظر الله نقاوة قلبيهما ومثابرتهما على الجهاد أرسل لهما رئيس الملائكة ميخائيل يطلب إليهما أن يرافقاه ليذهبا إلى شيخ ناسك قديس بمنطقة الفيوم ليتتلمذا على يديه لمدة ثلاث سنوات، ثم يتجها نحو الجنوب إلى جبل بمنطقة أبصاي التابعة لأخميم حيث كان يقطن فيه عدد كبير من النساك القديسين. سيامتهما عاش الصديقان كناسكين مباركين وسط هذا الفردوس المُفرح، وإذ تزايد عدد النساك بنوا كنيسة أكبر من الكنيسة القائمة، وأرادوا تدشينها، لكن الأسقف بسادة كان قد تخفّى ليمارس عمله الرعوي وسط متاعب الاضطهاد (في عهد الإمبراطور دقلديانوس) ويسند المؤمنين ويثبتهم. نزل الأنبا “بانينا” أو “نينا” يبحث عن الأسقف المتنكر حتى إذ رآه الأسقف عرفه بالروح وجاء معه إلى الجبل وكرّس الكنيسة، كما قام بسيامة أنبا نينا قساً وصديقه أنبا ناو شماساً، وقد بقيّ الأسقف مع النساك يلازم الكنيسة أياماً لينطلق لرعاية شعب المسيح. على جبل أدريبة بعد زمن انطلق القديسان القس نينا والشماس باناو إلى جبل أدريبة، حيث أقام الوثنيون هناك صنمًا ضخماً وضعوا أمامه “صحناً” نحاسياً كبيراً. وكان كهنة الأصنام يحتفلون بعيد الصنم في 18 بابه حيث تجتمع أعداد كبيرة من الشعب، ويقدمون له 12 صبياً أعمارهم أقل من 12 سنة يذبحونهم ويضعون دماءهم في الصحن في المساء حتى متى جاء الصباح لا يجدون للدم أثراً، فيفرح الكل ويتهلل لأن إلههم قبل ذبائحهم وتقدماتهم فيرضى عليهم طوال العام ويهبهم ثماراً كثيرة. كان القديسان يتعبدان على الجبل، وكانا في مرارة نفس من أجل هذه النفوس الهالكة. وإذ جاء وقت العيد ومارس الكهنة عوائدهم بقيّ الدم حتى الصباح في الصحن، فأثار الكهنة الجمهور، وأعلنوا غضب الآلهة عليهم بسبب تركهم هذين الجليلين، فتكرس أربعون شاباً لقتلهما، لكن الله حفظهما وسترهما عن أعينهم. استشهادهما إذ جاء مكسيميانوس شريك دقلديانوس إلى مصر ليُشرف بنفسه على سفك دم المسيحيين جال في البلاد يمتع نظره بتعذيب المؤمنين وقتلهم. ذهب كهنة الصنم السابق ذكره يشكون للملك ما حدث معهم، وكيف أعلن الصنم غضبه لوجود هذين الرجلين بالجبل. وفي نفس الوقت ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديسين يخبرهما أن الملك يطلبهما وأن الاكاليل السماوية قد أُعدت لهما، فانطلق القديسان من الجبل ليلتقيا برسل الملك ويسيران معهم إليه، ويشهدان بإيمانهم أمامه؛ فأمر بقطع عنقيهما ونالا إكليل الشهادة في 7 كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باولا القديسة | الولادة: 347 الوفاة: 404 عائلتها تعتبر الأرملة الشهيرة القديسة باولا St. Paula من أشهر النساء الرومانيات من جهة التقوى والتكريس العائلي للرب مع غنى وكرامة واتزان فكر. ولدت في 15 مايو سنة 347م من عائلة غنية جداً، من أشراف روما. توفي رجلها وهي في الثانية والثلاثين من عمرها، وكانت قد أنجبت ابناً وأربع بنات، هم: 1. الإبن هو توكسوتيوس Toxotius على اسم والده. 2. الإبنة الكبرى بليسيلا Blesilla على اسم جدتها (والدة والدتها)، هذه التي تنيحت بعد حوالي ثلاثة أشهر من توبتها وتغيير حياتها تماماً، وقد كتب القديس جيروم للقديسة باولا يعزيها في ابنتها (رسالة 39)، معلناً أنها في الفردوس. 3. بولينا Paulina زوجة باماخيوس، الذي وزع غالبية ممتلكاته بعد نياحة زوجته الشابة ليحيا لخدمة الفقراء، ممارساً الحياة النسكية بكل تقوى مع كونه من الأشراف. 4. أوستخيوم Eustochium، رافقت والدتها كل الطريق بحياةٍ نسكية شديدة أثارت أقرباءها، كادت أن تنهار بنياحة والدتها في بيت لحم لكن القديس جيروم وقف بجوارها يسندها لتكمل رسالة والدتها. 5. روفينا Rufina تنيحت في شبابها المبكر. ترملها عاشت باولا مع رجلها في حياة عائلية مثالية، فكانا مثلين لروما في الحياة الزوجية الفاضلة في الرب، حتى إذ مات رجلها وهي في الثانية والثلاثين من عمرها وكانت تحبه وتتعلق به جداً اُستغرقت في الحزن بشدة فانتشلتها صديقتها القديسة مارسيلا الأرملة التي علمت روما بتوبتها وزهدها لمحبة العالم. انفتحت بصيرة باولا الداخلية لتكرس حياتها لله في حياة نسكية صارمة. صار طعامها بسيطاً للغاية، لا تشرب خمراً، ولا تنام على سرير بل على مسوح، تركت الحفلات والمجاملات الزمنية وكل أنواع التسلية العامة، واتجهت بكل إمكانياتها للعطاء وخدمة المحتاجين. تركت أيضاً كل أعمالٍ زمنية من أجل ضبط فكرها في الرب وملكوته السماوي. قال عنها القديس جيروم في افتتاحية رسالته التي بعث بها إلى ابنتها أستوخيوم ليعزيها في والدتها: “لو تحولت كل أعضاء الجسد إلى ألسنة، ولو نطقت كل أطرافي بصوت بشري، لا أوفي الحق في الحديث عن فضائل القديسة المكرمة باولا. نبيلة من جهة عائلتها، لكنها أكثر نبلاً في القداسة. كانت غنية في خيرات العالم لكنها صارت متميزة بالفقر الذي احتضنته من أجل المسيح… لقد فضلت بيت لحم عن روما، فتركت قصرها البهي بالذهب لتسكن قلاية من الطين. إننا لا نحزن كأننا نفقد هذه السيدة الكاملة، بل بالحري نشكر الله أننا لم نفقدها، فإنها لا تزال معنا، وإذ الكل أحياء (لو 38:20) في الله، الذين يعودون إلى الرب لا يزالوا يحسبون أعضاء عائلته. حقاً لقد خسرناها، لكن المساكن السماوية قد اقتنتها…” صداقتها للقديس جيروم ارتبط اسمها بالقديس جيروم، بل وارتبط اسمه بها خلال الصداقة على مستوى أبوته الحانية الجادة. تعرف عليها عن طريق الأب أبيفانيوس أسقف سلاميس وبولينوس أسقف أنطاكية اللذين استضافتهما في بيتها، وإذ تعرفت خلالهما بالقديس جيروم اجتذبها لخدمة الله خلال وجوده في روما. وجدت مقاومة شديدة من عائلتها خاصة وأن ابنتها أوستخيوم خلعت كل رباطات العالم لتمارس الحياة النسكية بقوة مما أقلق الأسرة على مستقبلها كابنة أحد الأشراف. ومع هذا بقيت باولا مع ابنتها تسلكان هذه الحياة بلا تردد. مرت باولا بتجارب كثيرة فكانت تعتصر نفسها الرقيقة للغاية، وكان القديس جيروم يحوِّل التجارب في حياتها إلى طاقات للتكريس وانطلاقه نحو الحياة الأفضل، من بين هذه التجارب موت ابنتها الكبرى بليسيلا فجأة، ثم موت بولينا زوجة باماخيوس وهي شابة، وأيضاً روفينا، ولم يبقَ من بناتها الأربع سوى أوستخيوم. كان قلب باولا يلتهب كل يوم حنيناً نحو الحياة السماوية، وإذ كان جو روما خانقاً بالنسبة لها بكونها معروفة بعائلتها التي من الأشراف ولنقد العائلة لها، أرادت ترك روما لتحيا في سكون وهدوء تمارس عبادتها، بعيداً عن أسرتها وأصدقائها القدامى. في عام 385م انطلقت مع ابنتها مبحرة نحو قبرص حيث زارتا القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس، ومن هناك ذهبتا إلى أنطاكيا حيث التقتا بالقديس جيروم ومن معه. انضم الكل معا لينطلقوا إلى الأماكن المقدسة بفلسطين، ثم يرحلوا إلى مصر يلتقون ببعض رهبانها ومتوحديها. في مصر رافقت القديس جيروم رحلته في مصر. ولا بد أنها كانت معه حين التقى بالقديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية حيث تتلمذت على يديه لمدة شهر، ثم انطلقت معه إلى نتريا حيث بقيا هناك مدة طويلة. يحدثنا القديس جيروم عن أثر هذه الفترة في حياة هذه الأرملة، قائلاً بأنها كانت مملوءة غيرة وفرحاً برؤية القديسين مشتاقة أن تقتدي بهم. استقبلها الآباء بفرح، فكانت تمجد الله وتشعر أنها غير أهلٍ لهذه الكرامة. التقت بالمقارين وسرابيون وغيرهم، وزارت قلاليهم، وكانت تسجد عند أقدامهم، تشعر أنها ترى السيد المسيح في كل واحدٍ منهم. كان احتمالها التنقل بين القلالي والمبيت في البرية بفرح فوق احتمال أية إمرأة. لقد نسيت كل تعبٍ وكل احتياجٍ من أجل فرحها. في بيت لحم انطلقت في السنة التالية إلى أورشليم لتعيش في بيت لحم حيث بنت فندقاً لاستضافة الغرباء وديراً للرهبان وآخر للراهبات. عاشت مع ابنتها أستوخيوم في دير الراهبات في حياة نسكية جادة، وكان نظام الدير أن يشترك الكل في العمل اليدوي، خاصة الحياكة سواء للدير أو لمن هم خارج الدير. عاشت القديسة باولا بين الراهبات أماً تجتذبهن بحبها ورقتها وقدوتها، فكانت أول العاملات، تشترك وابنتها استوخيوم في الخدمة والعمل. ومع هذا فكانت حازمة، إن شاهدت إنسانة كثيرة الكلام أو غاضبة تسألها أن تعتزل الجماعة إلى حين، تصلي خارج الباب (خارج مكان الصلاة) وتأكل بمفردها. كانت تهتم بالفقراء كما ببناء الكنائس، وكان مبدأها بناء كنائس متضعة، فلا تميل إلى الكنائس الفخمة ولا المبالغة في أثاثاتها، إذ كانت تردد أنها تفضل إنفاق المال على الفقراء بكونهم أعضاء جسد المسيح الأحياء. كانت معينة للقديس جيروم في دراساته وترجماته، فقد تعلمت اليونانية عن والدها، واللاتينية في روما، والعبرية أيضاً حتى كانت تسبح المزامير بلغتها الأصلية. اشتركت مع معلمها جيروم في جداله الحاد مع يوحنا أسقف أورشليم بخصوص “الأوريجينية”. تربيتها لباولا الصغيرة عندما تركت روما كانت تئن في أعماقها لدموع ابنها توكسوتيوس الذي سألها ألا تغادر المدينة، لكن حياة الوحدة تتعدى حدود الدموع بالرغم من رقتها وحبها لابنها. تزوج هذا الابن فتاة مسيحية تدعى لائيتا Laeta ابنة كاهنٍ وثني، وقد عاشت مع رجلها مقتدين بباولا ورجلها في حياة إيمانية تقوية. إذ أنجبت لائيتا طفلة دعتها “باولا الصغيرة” لتعلقها بحماتها. وقد كتب إليها القديس جيروم رسالة رائعة عن تربية طفلتها، حملت مفاهيم مسيحية حية للفكر التربوي المتفتح، وقد سبق لي ترجمة جزء منها في كتاب “الحب الأخوي”. بعد فترة أرسلت لائيتا ابنتها باولا الصغيرة إلى بيت لحم للتلمذة على يديْ جدتها القديسة باولا ثم تسلمت قيادة جماعة رهبانية كجدتها. نياحتها إذ بلغت من العمر السادسة والخمسين دعاها السيد المسيح لتنطلق من الأتعاب إلى الفردوس بعد أن تعرضت للمرض. كانت في مرضها الأخير تردد المزامير بلا انقطاع، والتهب شوقها لملاقاة الله، والتمتع بالحياة السماوية، وإذ ضعف جسدها جداً جداً ولم تقدر على النطق صارت ترشم شفتيها بعلامة الصليب حتى رقدت في 26 يناير سنة 404م بين دموع ابنتها أستوخيوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ببلياس الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تحت شدة الأهوال التي قاساها مسيحيو فيّنا وليون بفرنسا في عهد مرقس أوريليوس عام 177م، التي سجلتها لنا رسالة مؤمني هذه المنطقة لكنائس آسيا وفريجية، وقد حفظها لنا المؤرخ يوسابيوس القيصري، انهار قلة قليلة من ضعاف النفوس من بينهم سيدة تدعى ببلياس Biblias، هذه التى أنكرت الإيمان وصارت تجدف على مسيحها من قسوة العذابات. إذ رأى الوالي ضعفها أراد استخدامها كوسيلة لتحطيم نفسية المسيحيين والشهادة ضدهم في نفس الوقت، فجاء بها وصار يعذبها لتشهد ضدهم أنهم يأكلون لحوم الأطفال، وظن الوالي بهذا أنه يقدم شهادة عليهم ممن عاشوا بينهم. يبدو أن ضمير ببلياس قام كما من الموت، وكما تقول الرسالة “كأنها استيقظت من سباتٍ عميقٍ”. رأت العذابات فتذكرت العذابات الأبدية، فصرخت تطلب عمل نعمة الله الفائقة لتسندها، وعوض الشهادة ضد إخوتها صرخت في وجه المجدفين: “كيف يستطيع هؤلاء أن يأكلوا الأطفال وهم يحرمون أن يذوقوا حتى دماء الحيوانات غير العاقلة؟” هكذا اصطادتها نعمة الله بعد تجديفها وسندتها، وصارت تعلن إيمانها جهاراً، فدخلت من جديد إلى صفوف المجاهدين في الحق، وتمتعت بإكليل الشهادة ومجدها الأبدي. إنها صورة حية لعمل الله الخفي خاصة في لحظات الضيق والألم، فإنه لا يترك مؤمنيه، إذ قال: “ثقوا أنا قد غلبت العالم”. لم يكن هذا حال ببلياس وحدها وإنما امتدت رحمة الله إلى الذين خافوا في البداية وأنكروا الإيمان، فجاءوا يسلمون أنفسهم للمضطهِدين في مرارة شديدة من أجل إنكارهم الإيمان، وكما جاء في الرسالة السابق الحديث عنها أنه يمكن للإنسان بسهولة أن يميزهم من بين المسجونين، فقد كانت تنهداتهم لا تنقطع ودموعهم لا تجف بينما كان الشهداء فرحين متهللين من أجل نعمة الآلام التي وهبت لهم. جاء في الرسالة: “بعد هذا حدث افتقاد عظيم من الله، وظهرت مراحم يسوع بطريقة لا تُوصف وكيفية يندر أن تُرى بين الإخوة، لكنها ليست بعيدة عن قدرة المسيح. فإن الذين تراجعوا عند القبض عليهم أول مرة سُجنوا مع الآخرين، وتحملوا آلاماً مرة… كان فرح الاستشهاد ورجاء المواعيد ومحبة المسيح وروح الآب سنداً للآخرين، أما الآخرون فكانت ضمائرهم تعذبهم جداً، حتى كان يمكن تمييزهم بمجرد النظر إلى وجوههم وهم يُساقون. السابقون خرجوا فرحين، يتجلى المجد والنعمة على وجوههم حتى كانت قيودهم ذاتها تبدو كأنها حليّ جميلة، كعروسٍ مزينة بحليّ ذهبية، وقد تعطروا برائحة المسيح الذكية (2 كو2: 15)، حتى ظن البعض أنهم تعطروا بعطور أرضية، أما الآخرون فكانوا أذلاء منكسري الخاطر، مكتئبين، مملوئين بكل أنواع الخزي، وكان الوثنيون يعيرونهم كخسيسين وضعفاء… ” كأن هؤلاء قد نالوا تأديباً على إنكارهم للإيمان، لم يفرضه أحد عليهم بل جاء التأديب نابعاً من الداخل… هذا وكان منظرهم يسند اخوتهم إذ رأوا بأعينهم ثمر إنكار الإيمان في هذا العالم الحاضر… لكنهم بلا شك كانوا في موضع حب وشفقة اخوتهم وتعزيتهم، يفتحون لهم باب الرجاء كشركاء معهم في الشهادة للرب بقيامهم بعد السقوط. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ببيانة البتول | الولادة: – الوفاة: – أُقيمت كنيسة في روما في القرن الخامس باسم القديسة ببيانة Bibiana أو فيفيانا St. Viviana. قيل إنها استشهدت في أيام يوليانوس الجاحد. هي ابنة فلافيان أو فلابيانوس Flavian الذي كان سابقاً والياً على مدينة روما، روماني الجنسية والمولد، عُرف هو وزوجته دافروسا Dafrosa بغيرتهما على الإيمان المسيحي. وبسبب هذا عُزل عن منصبه وعُملت له علامة على وجهه بقطعة حديد محمي بالنار، ونفي إلى موضع يسمي “مياه الثور Acquapendente”، حيث تنيح في المنفى. تعيد له الكنيسة الغربية في 22 من شهر ديسمبر. أما الزوجة فكان قد حُدد إقامتها مع بنتيها ببيانة وديمترية في سكنهن كسجنٍ لهن، وأخيراً قطعت رأس الزوجة، وتعيد لها الكنيسة الغربية في 4 من شهر يناير. بقيت الفتاتان في بيتهما في عوز إذ صودرت كل ممتلكاتهما، فمارسا الأصوام والصلوات بحياة نسكية شديدة لمدة خمسة أشهر، وكان الوالي الجديد أبرونيانوس يرسل إليهما كل يوم يتوعدهما بالعذابات إن لم تجحدا مسيحهما. أُقيمت كنيسة في روما في القرن الخامس باسم القديسة ببيانة Bibiana أو فيفيانا St. Viviana. قيل إنها استشهدت في أيام يوليانوس الجاحد. أخيرًا استدعاهما للمحاكمة، وفي أثناء المحاكمة سقطت القديسة ديمترية على الأرض وأسلمت روحها الطاهرة. عندئذ سلم الوالي أختها إلى سيدة شريرة فاسدة تسمي روفينا Rufina لكي تجتذبها للفسق وتغريها على إنكار الإيمان بوعود كثيرة. رفضت ببيانة مشورات هذه الشريرة فصارت الأخيرة تضربها بعنف وقسوة، تارة بالسياط وأخرى بالمسامير الحديدية، وإذ كانت البتول تحتمل الآلام بصبر وهدوء أخبرت الوالي بفشلها. أصدر الوالي أمره بربطها في عمود وضربها بسياطٍ مغلّفة برصاص حتى تمزق جسدها وخارت قوتها الجسدية وأسلمت روحها الطاهرة في يديْ الله. أُلقيّ جسدها في مزبلة فلم تقترب إليها الحيوانات أو الطيور وبعد يومين تقدم كاهن تقي يُدعى يوحنا، حملها ودفنها بجوار والدتها وأختها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بترا الأب | الولادة: – الوفاة: – احد آباء برية شيهيت الأوائل، كان صديقاً للقديس ابا أمبيكوس وملاصقاً له جداً. ولعله هو نفسه الأنبا بترا Patra الذى تحدث عنه الأبوان سلوانس ولوط واضعين إياه على مستوى الآباء بامو (بامبو) وأغاثون ويوحنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بترا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 250 استشهد القديس بترا Batra أو مطرا Matra في العاشر من شهر مسري (غالباً سنة 250م) في أيام القديس ديمتريوس بابا الإسكندرية، في عصر داكيوس الملك. إذ وصل المرسوم الملكي الذي يُلزم بعبادة الأوثان وجحد السيد المسيح مضى القديس إلى المعبد وأخذ يدّ الصنم أبولون الذهبية وقام بتقطيعها وتوزيعها على الفقراء. إذ لم تُوجد اليّد الذهبية ثار الوالي جداً وقبض على كثيرين بسببها، أما القديس ففي جرأة جاء إلى الوالي يعلن أنه قد أخذها وقام بتوزيعها على المحتاجين. اغتاظ الوالي على هذا التصرف وأمر بحرقه حياً في أتونٍ ناري، لكن الرب أرسل ملاكه وخلص القديس. أمر الوالي ببتر يديه ورجليه وتسميره على خشبة منكس الرأس، فصار الدم ينزف من انفه وفمه كما من أثار البتر. جاء أعمى وأخذ من الدم النازل منه وطلى به عينيه فوهبه الله نعمة الإبصار. قطعت رأس القديس ونال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بتروكليوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 272 يعيّد الغرب للشهيد بتروكليوس أو بطروكليوس St. Patroclus في 21 من شهر يناير؛ يُسمى في فرنسا S. Parre، وهو أحد شفعاء مدينة تروي Troyes. قيل إن الإمبراطور أوريليوس إذ جاء إلى بلاد الغال حوالي عام 272 م ذهب إلى تروي. سمع هناك عن هذا المسيحي الغيور فاستدعاه ودخل معه في حوار، محاولاً إغرائه على تقديم بخور للآلهة وإنكار مسيحه، أما هو فأظهر ثباته على الإيمان وتمسكه بمسيحه. وعندما هدده الإمبراطور: “سأحرقك بالنار إن لم تذبح للآلهة”، أجابه: “أنا نفسي ذبيحة حية لله إذ دعاني لأنعم بالاستشهاد”. أمر الإمبراطور بتعذيبه وطرحه في السجن، حاسباً إنه بهذا يحطم نفسيته، فيجحد إلهه. ولكنه إذ عاد فاستدعاه وجده لا يزال متمسكاً بإلهه، مرتبطاً بمسيحه، صار يسخر منه كشقي وبائس وفقير. أما هو فأجابه أنه بالمسيح غني، وأن الإمبراطور وإن كان غنياً في الأمور الزمنية لكنه فقير في إيمانه. اغتاظ الإمبراطور وأمر بقتله، فحمله إلى شاطئ السين Seine فحدث أن فاضت مياه فهرب الكل من المياه، أما القديس فعبر النهر إلى الجانب الآخر. رأته سيدة وأخبرت عنه الجند، فأسرعوا نحوه وقتلوه، وكان ذلك حوالي سنة 272م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بترونيلا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – جاء في أعمال الشهداء الروماني (31 مايو) أن بترونيلا Petronilla هي ابنة القديس بطرس الرسول، جاءت معه إلى روما، ورأى البعض أن البنوة هنا تعني بنوة روحية بكونه قام بالكرازة لها وتعميدها. كانت عذراء جميلة محبة لله أصيبت بمرض الفالج، وقد قابلت ذلك بقلبٍ متسعٍ وبشاشةٍ وحبٍ دائمٍ، حتى سأل البعض الرسول لماذا لم يطلب لها الشفاء، وإذ خشي من العثرة طلب لها ذلك فشُفيت، وقامت تخدم الحاضرين، لتعود فترقد ثانية. بعد استشهاد القديس بطرس بمدة سمح الله لها بالشفاء الكامل، فجمعت حولها جماعة من الفتيات كن يشتركن معاً في العبادة. ذاع صيتها بسبب لطفها الشديد ورقة تعاملها واجتذابها الكثيرات مع جمالها الجسدي، فسمع عنها أحد شرفاء روما، يدعي فلاكيوس Flaccus، الذي جاء يزورها، وإذ رآها تعلق قلبه بها جداً وطلب منها أن يقترن بها، أما هي ففي حكمة قالت له إنها لا تستحق هذه الكرامة وأنها تطلب منه مهلة ثلاثة أيام لتتهيأ لذلك، وكان هدفها في ذلك ألا يتسرع الشريف بإرسال جند إلى البيت يسيئون إلى صاحباتها، واثقة أن الله لابد وأن يعمل خلال هذه الأيام الثلاثة. التقت البتول بصديقتها فيليكولا البتول وصارتا تصليان، وقبل الميعاد المحدد انتقلت بترونيلا. أرسل الشريف إليها بعض النساء والفتيات يصحبن إياها إليه، فوجدناها قد تنيحت، فرافقن جسدها الطاهر حتى القبر. سمع فلاكيوس بما حدث فحزن جداً، وإذ طلب فيليكولا عوضًا عنها رفضت بكونها بتولاً للرب. اشتكاها للوالي فقام بإلقائها في السجن بلا طعام ولا شراب، ثم أخرجها ليعذبها حتى أسلمت الروح في يدي الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بترونيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس بترونيوس أسقف بولونيا بشمال إيطاليا St. Petronius of Bologna، في القرن الخامس، غالباً هو ابن بترونيوس والي إحدى بلاد الغال (فرنسا) [402 – 408 م]. في شبابه المبكر قام بزيارة إلى فلسطين حيث التقى بعددٍ من الرهبان ونال بركة الأماكن المقدسة. ويبدو أنه نال مركزاً مرموقا في المجتمع، لكن هذا المركز لم يشغله عن حياته الخاصة الروحية وخدمته للكنيسة. قيل أنه قبل سيامته أسقفاً (حوالي عام 432 م)، أنشأ ديراً خارج المدينة من الجانب الشرقي باسم أول الشهداء القديس إسطفانوس. وبعد سيامته أقام كاتدرائية أيضاً باسم نفس القديس، استخدمها أساقفة بولونيا حتى القرن العاشر، وقد أُعيد بنائها وتجديدها أكثر من مرة في العصور الوسطى. كرس جهده أيضاً في بناء الكنائس التي هدمها الغوصيون. قال عنه المؤرخ جيناديوس Gennadius الذي كمّل كتاب القديس جيروم “مشاهير الآباء”: [ رجل قديس، اهتم بالدراسات الرهبانية منذ حداثته، اشتهر بكتابه “حياة الآباء” حيث شهد للرهبان المصريين. هذا العمل قبله الرهبان كمرآة ونموذج لحياتهم الرهبانية. لقد قرأت له المقال الذي يحمل اسمه: “سيامة الأساقفة”، وهو مقال مملوء حكمة كتبه باتضاع… وإن كان يبدو أنه ليس هو كاتب هذا المقال بل والده بترونيوس، رجل بليغ ذو ثقافة عالية ]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بترونيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – للأسف لا نعرف عن حياته وجهاده إلا القليل جداً، لكن يكفي أن ندرك ما بلغه هذا القديس من أن أباه الروحي القديس باخوميوس اختاره ليكون خلفاً له في أبوته على جميع الأديرة الباخومية، وإن كان لم يبقَ سوى 13 يوماً في هذا العمل وتنيح بذات المرض الذي أصاب القديس باخوميوس. منذ دخل الدير لم ينظر بيته مرة أخرى، إذ تجرد تماماً عن العالم. في محبة كاملة جذب قلب والده بسنيب لا ليُقدم أمواله للقديس باخوميوس لبناء أديرة فحسب، وإنما اجتذبه إلى الحياة الديرية عينها، كما اجتذب بترونيوس اخوته وأخواته وأقاربه وخدامهم، وتحولت العائلة إلى أديرة الرجال والنساء، يمارسون الحياة الرهبانية التقوية. كان متضعاً للغاية في حديثه، ساهراً على حياته الداخلية ومدققاً، حازماً مع نفسه ومترفقاً مع الآخرين. فعندما طُرد سلوانس الممثل من الدير بسبب عودته إلى عبارات الهزل التي سبق أن اعتاد عليها، قبله واحتضنه حتى فاق سلوانس الكثيرين. كان رئيساً لدير تسمن Tismen بأخميم. اختاره القديس باخوميوس ليكون خلفاً له، لكنه سرعان ما تنيح مقدماً أورسيسيوس خلفاً له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بتوليماوس أو بطليموس المصري | الولادة: – الوفاة: – روى لنا عنه القديس بالاديوس أنه كان ساكناً في منطقة تسمي كليماكس Klimax خلف الإسقيط، منطقة قفر للغاية تبعد عن المياه 12 ميلاً. وإذ كان المطر شحيحاً في بعض الفصول كان يجمع الندى على أسفنجة ليستخدمه. وقد عاش هكذا لمدة 15 عاماً. لكن هذا المسكين حرم نفسه من التعليم ومن اللقاء مع الآباء القديسين وممارسة الأسرار المقدسة لذا انهار وانحلت حياته، وعاد إلى العالم لا ينطق بكلمة صالحة. هكذا سقط خلال الكبرياء، إذ كُتب ان الذين لا يخضعون للتدبير يسقطون كأوراق الشجر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بتوليماوس الجندي | الولادة: – الوفاة: – ذكره القديس ديونيسوس بابا الإسكندرية، في رسالة بعثها إلى فابيان أسقف أنطاكية يشرح له ما حلّ بالإسكندرية من اضطهادات في عصر الإمبراطور دكيانوس، من بينهم آمون وزينو وبطوليموس وأنجبينس وثاوفيلس الشيخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بتوليماوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – ورد في التاريخ الكنسي كثيرون حملوا اسم بتوليماوس أو بطوليموس Ptolemaeus. من بينهم بتوليماوس تلميذ فالنتينوس: في القرن الثاني، الذي ذكره القديس إيرينيؤس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بتوليماوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: 161 يعيد له الغرب في 19 أكتوبر، استشهد في روما حوالي سنة 161 م، وقد شهد له معاصره القديس يوستين الشهيد. قيل أن سيدة متزوجة عاشت في حياة منحلة قد تعرفت على الإيمان المسيحي بواسطة بتوليماوس. هذه السيدة إذ ذاقت عذوبة الشركة مع الله وتمتعت بالحياة المقدسة، التهب قلبها غيرة وصارت تطلب من رجلها أن يقبل الإيمان، فكان يهينها ويسيء معاملته لها بصورة مُرة حتى اضطرت إلى تركه. وشى بها لدى الحاكم كمسيحية، فأُلقيّ القبض عليها، وإذ تأجلت محاكمتها وقف معلمها بتوليماوس أمام أوربيسيوس Urbicius، وإذ أصر على إعلان إيمانه حُكم عليه بالموت. حضر المحاكمة إنسان مسيحي يدعي لوسيوس، الذي احتج أمام الوالي أن الرجل قد دين دون جريمة ارتكبها، وأن ما يفعله يناقض فكر الإمبراطور الحكيم ومجلس الأشراف، وعندئذ سقط لوسيوس تحت ذات الحكم، وتكرر الأمر مع رجلٍ ثالثٍ لا نعرف اسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بجوش الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس بجوش ببلدة “بِلاد Bilad” بوجه بحري، وكان فلاحاً غنياً يملك الحقول الكثيرة. اتسم بحبه الشديد للفقراء فلم يكن يرد أحد يسأله. إذ نظر الله إلى قلبه المتسع حباً أراد أن يهبه إكليل الاستشهاد. ففي أيام الإمبراطور دقلديانوس، ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل ودعاه أن يشهد لمسيحه، فقام بتوزيع كل ممتلكاته وذهب إلى مجلس القضاء يعلن إيمانه جهراً. عرف الوالي شرف نسبه فصار يلاطفه، وكان أريانا والي أنصنا بصعيد مصر حاضراً فطلب من الوالي أن يسلمه له وهو كفيل أن يجعله يجحد الإيمان. أُلقيّ الأنبا بجوش في السجن، فجاءت والدته تعاتبه كيف يتركها دون أن يشركها معه في هذا الإكليل، وبقيت معه طول الليل يصليان معاً كي يكمل الله معهما العمل حتى ينالا الإكليل. في الصباح أُستدعيّ بجوش أمام الوالي، فكانت أمه تسير وراءه تعلن إيمانها. اغتاظ الوالي لموقفها وأمر بقطع رأسها. أما بجوش فأخذه أريانا معه إلى أنصنا ليذيقه الآلام. وهناك استدعى رجلاً أعمى صار يشتم القديس ويجدف، قائلاً أنه قد فقد عينيه حين كان مسيحياً أما الآن وقد سجد للإله أبولون فنال خيرات كثيرة. انتهره القديس على تجديفه، وفي الحال انشقت الأرض وابتلعت المجدف. اغتاظ أريانا وأمر بعصره فشفاه رئيس الملائكة ميخائيل. وإذ رأى الوالي أن كثيرين آمنوا بسببه أسرع بالحكم عليه بقطع رأسه، وقد تمّ ذلك في قرية طما التابعة لقاو . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بداسيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – نشأ القديس بداسيوس Badasuis مع والديه العاملين لدى رجل تقي يُسمى “بجوش” بمدينة فاو بصعيد مصر. وهب الله هذا التقي طفلاً وحيداً يُدعى يوساب، نشأ كأخ لبداسيوس، فارتبطا معاً منذ طفولتهما بصداقة عظيمة. كانا يترددان منذ صباهما على دير القديس باخوميوس، ويلتقيان بالآباء الرهبان، مما ألهب قلبيهما بالحياة النسكية حتى التحقا بالدير. مع الأب بولس تتلمذ الاثنان للقديس الأنبا بولس (حوالي 527 -563م)، الذي اهتم بهما فكانا ينميان في كل عمل صالح. جاءتنا بعض نصائح للقديس بولس وجهها لتلميذه بداسيوس، منها تحذيره من الاتكال على الشكل الرهباني والزي دون الحياة الداخلية، فمن كلماته له: “لا يثق قلبك في الاسم والشكل، بل تأمل ما قاله يعقوب أخو الرب إذ جاء في رسالته الجامعة أن كل افتخار مثل هذا خبيث (يع 11:4). فانه يوجد بيننا اليوم وسط هؤلاء الرهبان الذين نشاهدهم من هم يلبسون هذا الإسكيم وقد شهد لهم السمائيون أنهم بلغوا طوباوية الإسكيم الذي يلبسونه؛ أيضاً طوبى للذين كملوا سيرتهم وهم علمانيون (من الشعب) فإن هؤلاء أفضل وأخير من الذين ارتبطوا بإسكيم الرهبنة دون أن يكملوا فرائضها وحقوقها. الويل للذين هذا هو حالهم، كان خير لهم لو لم يولدوا في هذا العالم! ليتهم ينالون رحمة العادل إذ يقفون أمام المنبر العظيم المرهوب عراة، وينال كل واحد جزاءه على ما صنع إن كان خيراً أم شراً…” كما قال له: “الآن يا أخي انفرد في قلايتك مع نفسك ولازم الصوم والصلاة والوحدة، ولا تدع أحداً من الناس يتطلع على عبادتك، ولا يعلم كيف يكون عملك، لا من العلمانيين ولا الرهبان، عندئذ تعاين مجد الله”. جهاده أحب حياة الوحدة والسكون في قلايته تحت إرشاد معلمه الأنبا بولس، يمارس الحياة النسكية الجادة من زهدٍ في الملبس وأصوامٍ ومطانيات مستمرة ليلاً ونهاراً. عجائب الله معه كان رجل مُقعد من بطن أمه يتردد على الدير، وإذ عرف ما اتسم به القديس بداسيوس من حياة تقوية مقدسة سأله أن يصلي من أجله ويرشمه بعلامة الصليب، وإذ فعل القديس ذلك شُفي المُقعد وقام يسبح الله. تكرر الأمر مع رجل أعمى، فذاع صيته وجاء كثيرون يطلبون صلواته وبركته في الرب. إذ رأى الرهبان عمل الله معه قرروا أن يلبس الإسكيم (يُعطى للنساك الذين بلغوا قامة روحية عالية) أما هو فهرب سراً في إحدى الليالي، وبقيّ أسبوعين ليعود معلناً رفضه التام لهذا العمل الذي رآه أعلى من قامته، قائلاً بأن ما تم من أشفية إنما هو عطية الله من أجل إيمانهم وليس عن فضل له فيه، وإذ ألحّ في الرفض تركوه على حريته. حدث أن أرسنوي Arsinoe زوجة أرخن بمدينة فاو أصيبت بمرض في وجهها، وكانت الآلام شديدة خاصة من جهة عينها اليمنى، وإذ حار في أمرها الأطباء طلب منها البعض أن تذهب للقديس بداسيوس بدير القديس باخوميوس. بالفعل قرع الأرخن باب قلاية القديس ثم أخذه إلى خارج باب الدير كمن يود استشارته في أمرٍ خطير بعيداً عن الجميع. وفيما هو يتحدث معه جاءت أرسنوي وأمسكت بيد القديس وقبلتها ووضعتها على وجهها فوهبها الله الشفاء للحال. سمعت المدينة كلها بما حدث مع أرسنوي فتحول الدير إلى مركز روحي يأتي إليه الكثيرون يطلبون كلمة تعزية وإرشاد وشفاء للجسد أيضاً. في قفط إذ شعر القديس بشوقه للحياة الهادئة التقى بأخيه يوساب وطلب منه أن يفارقا الدير إلى مدينة قفط بعيداً عن الأنظار والأصدقاء حتى يتفرغا للصوم والصلاة والسهر بعيداً عن مديح الناس الباطل. لكن أينما حلّ القديس كان الله يتمجد فيه، وكان بحبه لا يستطيع أن يمتنع عن الصلاة من أجل الآخرين فيعطيهم الرب بركات ونِعَم. نياحته إذ شعر أن وقت رحيله قد اقترب مضى إلى أخيه أنبا يوساب وقال له: “صل يا أخي لأني أظن أن أيامي قد اقتربت لكي أمضي في طريق آبائي جميعهم. إني أرجو منك أن تذكرني في صلواتك بلا فتور حتى أعبر النهر الناري الجاري قدام كرسي الديان العادل”. كشف القديس بداسيوس لأخيه الرؤيا التي نظرها حيث ظهر له شخص مهوب وممجد جداً، قال له: “بداسيوس، اهتم بشأنك، واحسن العناية بمسيرتك، فقد كملت أيامك لكيما ندعوك لتأتي عندنا فنأخذك!” وبالفعل أصيب القديس بداسيوس بمرض اشتد عليه، وفي الحادي والعشرين من طوبى – في عيد القديسة مريم – ظهر له رئيس الملائكة روفائيل وأعطاه السلام وبشره بكرامات كثيرة أعدها الله له، وبعد يومين تنيح في 23 من طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| براكسية العذراء القديسة | الولادة: – الوفاة: – هذه كانت ابنة لوالدين من عظماء مدينة روما ومن عائلة الملك أنوريوس، وعند نياحة والدها أوصى الملك بها. واتفق أن أتت والدتها إلى مصر لتحصيل أجرة أملاك وغلات بساتين تركها لها زوجها، فأحضرت ابنتها معها وكان مرها وقتئذ تسع سنين، ونزلتا بأحد ديارات العذارى. وكانت راهبات ذلك الدير على غاية من النسك والتقشف فلا يأكلن شيئاً من الزهومات ولا زيتاً ولا فاكهة ولا يذقن خمراً وينمن على الأرض، فأحبت هذه الصبية هذا الدير واستأنست بالخادمة التي فيهز فقالت لها الخادمة: “عاهديني أنك لا تتركين هذا الدير” فعاهدتها على ذلك. ولما أنهت والدتها عملها الذي كانت قد أتت لأجله، امتنعت ابنتها عن العودة معها قائلة: “إني قد نذرت نفسي للمسيح ولا حاجة بي إلى هذا العالم لأن عريسي الحقيقي هو السيد المسيح”. فلما عرفت والدتها منها ذلك وزعت كل مالها على المساكين وأقامت معها في الدير عدة سنين ثم تنيحت بسلام. وسمع أنوريوس هذا الخبر فأرسل يطلبها، فأجابته قائلة بأنها نذرت نفسها للسيد المسيح ولا تقدر أن تخلف بنذرها، تعجب الملك من تقواها على صغر سنها وتركها. أما هي فسارت سيرة فاضلة وتعبدت تعبداً زائداً فكانت تصوم يومين يومين ثم ثلاثة فأربعة فأسبوعاً، وفي صوم الأربعين لم تأكل شيئاً مطبوخاً. فحسدها الشيطان وضربها في رجلها ضربة آلمتها زماناً طويلاً، إلى أن تحنن الرب عليها وشفاها. وقد أنعم الرب عليها بموهبة شفاء المرضى، وكانت محبوبة من الأخوات والأم الرئيسة لطاعتها لها. وفي إحدى الليالي رأت الرئيسة أكاليل معدة، فسألت لمن هذه؟ فقيل لها لابنتك براكسية وأنها ستجيء إلينا بعد قليل. وقصت الأم الرؤيا على الأخوات وأوصتهن ألا يعلمن براكسية بها، ولما حانت أيامها للترك العالم اعترتها حمى بسيطة فاجتمع عندها الأم والأخوات والخادمة وطلبن منها أن تذكرهن أمام العرش الإلهي ثم تنيحت بسلام. فبكين جميعاً على تلك القديسة، ثم تنيحت بعدها الخادمة صديقتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| براكسيدس البتول | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد القديس بودنس أو بوديس . St. Pudens وابنته بودنتيانا St. Pudentiana في 19 مايو، وأختها براكسيدس St.Praxedes في 21 يوليو. قيل أن القديس بودنس كان شريفاً رومانياً تشرف باستقبال القديس بطرس في بيته، لكنه قبل المسيحية على يدي الرسول بولس الذي حسبه تلميذاً له في رسالته الثانية إلى تيموثاوس (2تي 4: 21)، عاش بعد معموديته بفترة قليلة في طهارة ونقاوة ليرقد في الرب، تاركاً بنتيه البتولتين بورنتيانا وبراكسيدس. قيل أن هاتين الطوباويتين كرستا حياتهما لخدمة الفقراء، وقدمتا قصريهما كنيسة للرب، يجتمع فيها المؤمنون ليمارسوا الأسرار المقدسة. يرى البعض أن الأولى استشهدت سنة 160 م، وإن كان البعض يرى أن شهيدة أخرى حملت هذا الاسم في ذلك الحين. وإن هذه القديسة تنيحت وهي شابة صغيرة في سن السادسة عشر. قيل عن أختها براكسيدس انها عاصرت الضيق الذي حلّ بالمسيحيين في أيام الإمبراطور مرقس أنطونيوس، فكانت تتبع الذين في ضيق تسندهم بالمال أو الرعاية أو كلمات التعزية، كما قيل أنها اخفت بعضاً منهم في بيتها بينما سندت البعض على الثبات في الإيمان وسط الآلام، واهتمت بدفن أجساد الشهداء القديسين. وأخيراً إذ رأت قسوة ما يعانيه المسيحيون من متاعب صرخت إلى الله أن يحررها من هذا العالم بعنفه وقسوته فسمع الرب لصلاتها وأخذ روحها الطاهرة في 21 من شهر يوليو. قام الكاهن باستور Pastor بدفنها في مقبرة أبيها بوديوس، بينما دُفنت أختها بودنتيانا في مقبرة بريسكلا في Salarian Way. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| براليوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 415 أسقف أورشليم (416 – 425 م) بعد الأب يوحنا الذي تنيح في ديسمبر 415 م. خدعه بيلاجيوس فكتب رسالة إلى أسقف روما، الذي انخدع بدوره، لكنهما عادا فاكتشفا خداعه، فقام براليوس بطرده من المدينة المقدسة. أما جوهر بدعة بيلاجيوس فتتركز في الاعتماد على الذراع البشري في الخلاص دون حاجة إلى نعمة الله، وقد انبرى القديس أغسطينوس للرد عليه ومقاومته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برايس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 397 يذكر الغرب (في 13 نوفمبر) القديس الأسقف برايس Brice وبريتيوس Britius أو بريكتيو Brictio أسقف تور Tours كخلف للأسقف مارتن، الذي كسبه بالحب وطول الأناة. قيل أن برايس هذا كان شماساً لدى الأسقف مارتن (تنيح عام 397 م)، وكان مشاغباً جداً، حتى اتهم أسقفه القديس بالغباوة والبله، وحين عاتبه أنكر. كان مقاوماً للأسقف بكل قوة، لكن الأخير قال له: “لقد صليت من أجلك، وستصير أسقفاً على تور، وستحتمل أتعاباً كثيرة”. أما هو فكعادته استخف بكلمات أسقفه، وحسبها غباوة. إذ احتمل الأسقف الكثير من شماسه شعر الأخير بندامة، وجاء بدموعٍ ليجد قلب أسقفه مفتوحاً بالحب، ولم يقبل الأخير أن يفرض عليه تأديباً. سيم برايس أسقفاً وقد عانى متاعب كثيرة منها أن سيدة اتهمته ظلماً، لكن الله صنع على يديه أعجوبة مدهشة. نُفي عن كرسيه لمدة سبع سنوات تغير خلالها تماماً، ثم عاد ليعوض السنوات التي أضاعها من حياته، وكان قلبه إنجيلياً محباً للكرازة بالخلاص، مهتماً بكل نفس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برباسيماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – خلف القديس برباسيماس St. Barbasymas أخاه القديس سوداث St. Sodath على إيبارشية سلوكية و Ctesiphon سنة 342م. إذ كان ملتهباً بالغيرة على الإيمان ورعاية شعب الله أثار عليه العدو الحرب، فاُتهم كعدو للديانة الفارسية. وبأمر الملك سابور الثاني اُستدعى مع 16 من كهنته. بدأ الملك في ملاطفته لينكر الإيمان، ثم ألقاه في سجنٍ مظلمٍ وكريهٍ، وكان بين الحين والآخر يُجلد ويُهان بجانب تركه في الجو مع النتانة والجوع والعطش. احتمل مع رفقائه الآلام بشكر لمدة 11 شهراً، وكأنه يقول مع الرسول بولس: “من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟” (رو8: 35). أُستدعى القديس وكهنته أمام الكل وكان شكلهم قد تغير تماماً، فقد تشّوهت ملامحهم، وبالكاد يمكن تمييز وجوههم. قدم الملك كأساً ذهبية للقديس بداخله حوالي 1000 قطعة ذهبية، واعداً إياه أن يهبه الولاية إن عبد معه الشمس. أجابه القديس إنه لا يستطيع أن يقف أمام السيد المسيح في اليوم الأخير، ولا يحتمل توبيخاته له إن فضل الذهب أو حتى كل الإمبراطورية عن وصيته المقدسة، معلناً استعداده لاحتمال الموت بفرح من أجل مخلصه. عندئذ أمر بقطع رؤوس الجميع، وكان ذلك في 14 يناير 346 م في ليدان . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بربارة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – نالت شهرة فائقة في الشرق والغرب. احتملت الكثير من أجل إيمانها، وبسبب ثباتها آمنت يوليانة بالسيد المسيح بل وتقدمت للاستشهاد. تعيد لهما الكنيسة القبطية في 8 كيهك، وتعيد لهما الكنيسة الغربية واليونانية في 4 ديسمبر. نشأتها وُلدت في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية، في أوائل القرن الثالث في عهد الملك مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236 م، وكان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية ويكره المسيحيين. لما شبت بربارة خاف عليها والدها من مفاسد العصر نظرًا لما كانت تتصف به من جمال فتان، ووضعها في قصر يحيط به العسكر ملأه بالأصنام، وجعل فيه كل أنواع التسلية. كانت بربارة تتلقي أرفع العلوم، محبة للتأمل، إذ اعتادت أن ترفع نظرها نحو السماء تتأمل الشمس والقمر والنجوم، تناجي الخالق الذي أوجد الأرض وكل ما عليها لأجل الإنسان. أرشدها بعض خدامها من المسيحيين إلى العلامة أوريجينوس فاشتاقت أن تلتقي به. وبالفعل إذ زار تلك البلاد التقت به فحدثها عن الإنجيل، فتعلق قلبها بالسيد المسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها في الأمر. التهب قلبها بمحبة الله فنذرت حياتها له، واشتهت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة. تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر حاسباً انه يبهج قلبها بهذا النبأ السعيد، أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. وإذ كان والدها مسافراً لقضاء عمل ما أرجأ الأمر إلى حين عودته لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها. طلبت منه أن يبني لها حماماً قبل سفره، فلبَّى طلبتها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة، متعبدة لله بصلواتٍ وأسهارٍ وأصوامٍ بلا انقطاع. حطمت كل الأوثان، وأقامت صليباً على الحمام وعلى أعلى القصر، كما فتحت نافذة ثالثة، وكما جاء في الذكصولوجية (تمجيد) الخاصة بها: “نور الثالوث القدوس أشرق على هذه العذراء القديسة بربارة عروس المسيح”. أمام قسوة والدها إذ رجع والدها لاحظ هذا التغيير الواضح، فسألها عن سبب ذلك. صارت تكرز له بالإيمان بالثالوث، كيف يجب أن نؤمن بالله الواحد المثلث الأقانيم، فاستشاط غضباً وأخذ يوبخها بصرامة، أما هي فلم تبالِ بل في صراحة ووضوح كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وانقض عليها وجذبها من شعرها وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها. قيل أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول. أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كذئب على حمل، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته. هناك وضعها في قبوٍ مظلم كما في سجن. أمام مرقيان الحاكم روي ديسقورس للحاكم ما جرى وطلب منه أن يعذبها، لكن إذ رآها مرقيان تعلق قلبه بها جداً وصار يوبخ والدها على قساوته ويلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة إن أطاعت أمر الملك وسجدت للأوثان، أما هي ففي شجاعة تحدثت معه عن إيمانها بالسيد المسيح. جُلدت القديسة بربارة حتى سالت منها الدماء، كما كانوا يمزقون جسدها بمخارز مسننة بينما هي صامتة تصلي. ألبسوها مسحاً خشنة على جسدها الممزق بالجراحات، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ. إذ كانت تشعر بثقل الآلام ظهر لها السيد المسيح نفسه وعزاها كما شفاها من جراحاتها، ففرحت وتهللت نفسها. استدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهللة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفاً، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها؛ ثم أمر الوالي في دنائة أن تساق عارية في الشوارع. صرخت إلى الرب أن يستر جسدها فلا يُخدش حيائها، فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. رأتها يوليانة وسط العذبات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع القديسة بربارة، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل. استشهادهما أمر مرقيان الحاكم بقطع رأسيهما بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد. جسد القديسة بربارة موجود حالياً في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت بهليوبوليس بمصر. مصدر آخر تذكار القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك) كان ميلاد بربارة في أوائل القرن الثالث للمسيح، في مدينة نيقوميذيا من أعمال بيثينيا. وكان أبوها المدعو ذيوسقورس من الأشراف، غنيّاً، معروفاً بين الأسر الكبيرة، صاحب إسم كبير وجاه وكرامة. وكان متحمّساً للوثنية، شديد التمسّك بأصنامه، يكره المسيحيين ويترفّع عن محيطهم ويزدريهم. وكان حاد الطبع نفوراً، لا يجسر أحد في حضرته أن يقول غيرقوله. لكنّه كان كريماً، مبسوط اليدين، كثير العواطف. أمّا والدتها، فأنّ التاريخ لم يذكر شيئاً عنها، بل كانت قد ماتت قبل أن تبلغ بربارة أشدها. وما كاد الموت يطوي تلك الوالدة المسكينة حتى كانت بربارة قد بدأت تسحر الألباب، بجمال قدّها وبهاء طلعتها وعذب كلامها وحدّة ذكائها. فخاف عليها أبوها أن تصل مفاسد ذلك العصر إليها، فعزم على أن يحجزها عن الأنظار ويقيها بذلك من الأخطار. فأقامها في قصر منيف عالي الأسوار، وأقام لذلك القصر حرّاساً وحجاّباً. ولكي لا يكون ذلك القصر لإبنته العزيزة سجناً أليماً، جعل لها فيه كل أنواع البهجة وصنوف المسرّات. وخصّص لسكانها غرفة رحبة ذات نافذتين في أعالي برج، حتى تستطيع أن تتمتّع بمشاهد المدينة ومحاسنها ولا يتسنّى لأحد أن ينظر إليها. ولمّا وجدها على جانب عظيم من الذكاء أتاها بأساتذة ماهرين. فزيّنوا عقلها بشتّى العلوم العصرية، من بيان وتاريخ وفلسفة، شأن بنات الأشراف في ذلك العصر. ولكي تنشأ نظيره على حب الآلهة واعتبارهم، جعل أصنامهم في كل ناحية من نواحي البيت والحديقة، حتى يقع بصرها عليهم أينما إتّجهت وحيثما نظرت. واكبت بربارة على العلوم، وأتاحت لها وحدتها عادة التأمّل والتفكير. فشبّت على الميل إلى الرصانة وإستطلاع أسرار الكائنات. ولمّا كان العلي قد إصطفاها لكي تكون إبنة خاصة له، صبّ أنواره الإلهيّة في عقلها وجعل قلبها يزهد في الدنيا وزخرفها ويستحقرها. وبدأت ترى في تلك الأصنام حجارة صمّاء، لا حياة لها ولا جمال، ولا ما يحلو في العين ولا ما ينعش القلب. وقادتها كثرة الـتأمّل إلى البحث عن الإله الحقيقي، الذي نثر االنجوم في السماء وأنبت أزهار الحقل وأبدع بدائع الأرض. وأخذت تبحث عن رجل يكون عالماً علاّمة يشرح لها أسرار الألوهيّة ومخبّآت الطبيعة. وكان بين خدّامها أماس مسيحيّون، فأخبروها عن عالم كبير قد طبّق صيته الخافقين، وهو أورجانس أستاذ أساتذة معهد الإسكندريّة. فأسرعت وكتبت إليه وشرحت له أفكارها، وطلبت إليه أن يكون مرشدها. ففرح أورجانس بكتابها فرحاً عظيماً، وأعجب بتلك النفس العالية وبذلك العقل الناضج، وقبّل الأرض وسبّح الرب الذي يعطي حكمته للأطفال. وأجابها عن كتابها برسالة بديعة، ورسم لها بريشته الرائعة صورة حيّة للديانة المسيحية. وسلّم تلك الرسالة إلى تلميذه فالنتنيانس، وأوصاه أن يذهب إليها ويشرح لها بأسهاب تعاليم الإنجيل وأسرار ديانة المسيح. فلمّا قرأت بربارة رسالة أورجانس ملأت الأنوار الإلهيّة عقلها وحركّت نعمة الروح القدس قلبها، واحتالت على حجّابها فأدخلت فالنتنيانس إليها، ومنه وقفت على أسرار الحياة الإلهيّة، والألوهيّة المثلثة الأقانيم، وتجسّد المسيح.. فأفعمت تلك التعاليم السامية قلبها حبّاً للمخلّص ولديانته الألهيّة السماوية، ورجت من فالنتيانس أن يمنحها نعمة العماد. فعمّدها وأتاها بالقربان فناولها، وفاضت نفسها بالشكر والتسبيح. ومن ذلك الوقت خصّصت بتوليتها للرب على مثال العذراء البتول الطاهرة. ولم يكن وقف عواطفها لحب يسوع وحده دون سواه بدافع الجهل وعدم التروي وثورةً من قلبها الفتيّ الحسّاس، بل إنّما كان ذلك بعد الصلاة والتـأمّل وإدراك عظم تلك المسؤولية وما قد تجرّه عليها من الأخطار والغموم، ولاسيّما من غضب أبيها الذي كان يفكّر في زواجها وسعادتها الأرضيّة. فلم تقدم على إبراز نذورها وتخصيص بتوليتها للرب إلاّ بعد ان إستعدّت للآلام والإستشهاد. وحدث ذلك كلّه وأبوها لا علم له بشيء، بل كان يرى إبنته تتقدّم كل يوم في العمر وفي الجمال الفتّان، وفي حبّه وإكرامه والعناية به. فازداد بها شغفاً وعمل على توفير جميع أسباب السعادة لها. وكثر خطّابها. ففاتحها أبوها ذيوسقورس بأمر الزواج. فرفضت بلطفٍ، وقالت له أنّها لا تريد أن تبتعد عنه ولا أن تفكّر في سواه. ولم تكن بذلك كاذبة، وإن لم يكن ذلك السبب هو الوحيد في إمتناعها. فسكت أبوها وتركها، وقال في نفسه: لا بد للأيام من أن تغيّر أفكارها وتثير عواطفها. لكن الخطّاب، وكلّهم شريف وكلّهم غني، ما لبثوا أن أعادوا الكرّة على ذيوسقورس في طلب بربارة، وكلّ يدّعي الحق بالسبَق إلى قلبها. فعاد أبوها إلى التحدّث معها بذلك، فعادت إلى دلالها معه والتحصّن وراء حبّها له وتعلّقها به، فسكت. وعزم على الإبتعاد وقتاً عن إبنته، أملاً منه بأن بعاده عنها يجعلها تتعوّد فراقه أولاً، ثم يحملها شوقها إليه أن تنقاد صاغرة لإرادته. فسافر وتركها بعد أن وفّر لها كل أسباب الراحة والرفاهية. لكن بربارة البتول عرفت أن تتّخذ من وحدتها سبيلاً للتفرّغ للصلاة والتأمّل، وقراءة الكتب المقدسة وسيَر إستشهاد العذارى البتولات. وأخذت تشتهي لو تسفك هي أيضاً دمها في سبيل حبيبها وعروسها يسوع. وقامت إلى الأصنام الموجودة في الحديقة وفي البيت، فأمرت خدّامها بتحطيمها فحطّموها. وفتحت لغرفتها نافذة ثالثة، لتكون النوافذ الثلاث رمزاً حسيّاً للثالوث الأقدس مصدر الأنوار في العالم وفي قلوب المؤمنين. وظهر لها يسوع يوماً بهيئة طفل جميل الطلعة بهيّ المنظر، فبسم لها ولاطفها. ثم رأته قد تغيّر وتحوّل جماله إلى جسم مخضّب بالدماء. فذاب قلبها حبّاً له وحزناً على آلامه، فتاقت إلى أن تتشبّه به. وظهرت لها الملائكة مراراً وكانت لها سلوى في خلوتها. وكانت أفكارها وعواطفها وحياتها كلّها مع الملائكة. وعاد أبوها، فهرعت لإستقباله وعانقته. فظنّها قد إستسلمت له بكل أميالها وعواطفها. وما أن قضى معها وقتاً وجيزاً حتى عاد إلى نغمته الأولى وفاتحها من جديد بشأن زواجها. فامتنعت كعادتها. فأصرّ على ذلك وأوضح لها أن أبناء اشراف المدينة يرغبون في خطب ودّها، وأن سعادته تكون في أن يراها زوجة لواحد منهم وأمّاً لأولادٍ يفرح بهم. حينئذٍ جمعت بربارة قواها وصرّحت له أنّها خطبت نفسها لعروس سماوي يفوق كل عريس على الأرض. ولذلك فأنّها لا تتزوّج من أحد. فاضطرب ذيوسقورس وخاف أن تكون إبنته مالت إلى النصرانية وانتحلت تلك الأوهام والخزعبلات. لكنّه أسرع وأبعد عنه ذلك الفكر الراعب. وقال لها بلهجة شديدة: إفصحي في كلامك. إنّني لا أفهم ماذا تقولين ولا ماذا تبغين. من هو ذاك العريس الوهمي؟ أن إرادتي يجب أن تطاع. لا عريس لك إلاّ من أريده لكِ. وإلاّ فأنتِ تعرفين مقدار غضبي على من يجسر على مقاومتي. فأيقنت حينئذٍ أن المعركة قد بدأت. فتضرّعت إلى عروسها يسوع لكي يثبّتها في عزمها. فغضب أبوها وقال لها: ألا تجيبين بشيء؟ فجمعت بربارة قواها وقالت: أنا مسيحيّة، وقد نذرت لله بتوليتي. فوقعت تلك الكلمات على قلبه وقع الصاعقة، وجنّ جنونه وأخذ يلعن ويشتم، وبربارة صامتة منكّسة الرأس تستغفر في قلبها له. ثم تركها وخرج وهو لا يعي من شدّة الغضب. وتفقّد البيت، فرأى الأصنام محطّمة والصلبان مرسومة على الجدران، فتحقّق كلام إبنته. فعاد إليها، وقلبه يتمزّق حزناً وكمداً. وأخذ يشرح لها فظاعة عملها وخسارة حياته وأمواله وإسمه وشرف أسرته، وأن الإمبراطور لا بد أن ينتقم منها ومنه، وأنّها بفعلها هذا تهدم بيتاً ما زال مرفوع العماد. فاندفعت بربارة، بفصاحتها وطلاقة لسانها، تدافع عن موقفها، وتبيّن لأبيها غباوة الإعتقاد بالأصنام التي لا وجود لها ولا حياة، وأن الإله المثلث الأقانيم صانع السماوات والأرض هو الإله الحقيقي، مفيض النور ومبدع الكائنات. فلم يستطع أبوها أن يحتمل أكثر من ذلك، بل ثار ثائره واستلّ سيفه وأراد الفتك بإبنته. فهربت من وجهه. فلحق بها وكاد يدركها في الحديقة عند صخرة كبيرة قائمة هناك. لكن الصخرة إنفتحت أمامها، فجازت البتول فيها ثم أطبقت. فوقف ذيوسقورس أمامها حائراً ساخطاً لكنّه ما لبث أن عرف مقرّها، فركض إليها كالمجنون الثائر. فلمّا رأته جثت أمامه وأخذت تتضرّع إليه أن يمسك عن الفتك بها. أمّا هو فجعل يضربها ضرباً عنيفاً، ويلكمها بيديه ويدوسها برجليه. ثم أمسك بها من شعرها وجرّها إلى قبوٍ مظلم، حيث كبّلها بالقيود وطرحها على الحضيض. أمّا بربارة، فقد فرحت فرحاً يفوق الوصف بكونها إستحقّت نظير الرسل أن تحتمل الإهانة والضرب والسجن لأجل إسم الب يسوع. وظهر لها ملاك يشجّعها ويقويّها ويقول لها: لا تخافي أيتها البتول المسيحيّة، فأن الله سيكون دائماً نصيرك. فأرسل الوالي في طلبها. فأتيَ بها مكبّلة بالسلاسل، وازدحمت حولها الجموع لتنظر ماذا يكون من أمرها. فلمّا نظر الوالي إلى تلك الطلعة الملائكيّة هدأ غضبه. وأمر فنُزعت أغلاها، ولام أباها على إستعمال العنف معها. وأخذ يلاطفها أملاً منه بأن يعيدها إلى رشدها. فرفعت بربارة رأسها وأجابت بوداعة ولكن بثبات، والعيون كلّها إليها شاخصة والآذان لسماعها مرهفة: أنّ قلبي معلّق بالخيرات الأبدية الحقيقيّة التي وعدنا بها يسوع المسيح ربّي وإلهي. فاستشاط الحاكم غضباً. فأمر بها الجلادين، فنزعوا عنها ثيابها وجلدوها جلداً عنيفاً حتى تفجّرت الدماء من أعضائها الغضّة. ثم أمرهم، فمزّقوا جسدها الدامي بحدائد مسنّنة، حتى أن الحضور أخذتهم الشفقة وذرفوا الدموع على صباها ونضارتها. أمّا هي فكانت صامتة وديعة كالحمل الذي يُساق إلى الذبح. أمّا الحاكم، ذلك الوحش الضاري، فكان كلّما أظهرت بربارة بسالة إزداد هو عتوّاً وفظاظة. فأمر بها فعلّقوها في الفضاء، ورأسها إلى أسفل، وأخذوا يضربونها على رأسها حتى سالت منه الدماء. ثم أنزلوها ورشّوا على جسدها الجريح ملحّاً، لكي يزيدوا في آلامها. ولفّوها بمسح غليظ، وجعلوا يدحلون جسمها المثخن بالجراح على قطع من الفخّار المكسّر. ومع ذلك كلّه لم يظفروا منها بأنين ولا بتوسّل. فأعادوها إلى السجن. وعاد أبوها إلى البيت، والموت في قلبه، لِما نال كبرياءَه والهوان. فجلست بربارة في سجنها، تصلّي وتقدّم للرب يسوع ذبيحة حياتها حبّاً له. فظهر لها الفادي الإلهي وشجّعها وملأ قلبها تعزيةً وثباتاً، وشدّد عزيمتها لخوض معركة اليوم الثالث من أيام إستشهادها. فلمّا كان الصباح، أخرجوا بر بارة من سجنها وقادوها من جديد أمام الحاكم، وإذا بها صحيحة الجسم معافاة كأنّها لم يمسّها ضرّ أمس. فرغب الحاكم في المغالطة، فقال لها: أرأيت ما فعلت آلهتنا بك، وكيف أبرأتكِ وشفت جراحاتك فأجابت بربارة أن الذي شفاني هو يسوع المسيح ربي وإلهي. فلم يصبر الحاكم على مثل هذا الجسارة. فأمر بها، فمزّقوا جسدها من جديد بالسياط والمخارز الحديديّة، فسالت الدماء مرّة ثانية ينابيع فيّاضة. أمّا هي فكانت ثابتة العزم مستسلمة لأيدي الجلاّدين. وما كادت تلك العذراء تنهي صلاتها حتى شاهد الناس جروحها قد شُفيت، فلمّا رأى الحاكم ذلك خاف الفضيحة وأمر بأن يقطع رأسها. حينئذٍ شاهد الناس رجلاً قد برز من بين الجمع والشرر يتطاير من عينيه. فتقدّم أمام الحاكم وطلب إليه أن يسمح له بأن يقطع بيده رأسها. وتعالت الأصوات تقول: أبوها أبوها! نعم أنّه كان ذيوسقورس أبوها. فسمح له الحاكم أن يكون بطل تلك الفظاعة البربرية فقبض عليها وسار بها كالمجنون إلى خارج المدينة ليذبحها. وتبعته الجموع تلعنه وتصبّ عليه جام سخطها. أمّا هو فكان يتابع السير ولا يعي من الغضب. فلمّا رأت البتول أن ساعتها قد دنت، وأنّها لم تستطع أن تتناول جسد الرب، صلّت وطلبت إلى عروسها يسوع أن لا يحرم هذا الزاد الإلهي الأخير كل من يطلب هذه النعمة بشفاعتها. فوعدها الرب يذلك. ووصل ذيوسقورس بإبنته إلى رأس الجبل واستلّ الفأس. فجثت بربارة أمامه وضمّت يديها إلى صدرها وحنت رأسها، فضربها ضربة واحدة قطع بها ذلك الرأس النضر، فتدحرج على الأرض. فطارت نفسها إلى خدر عروسها لتنعم معه بالأفراح السماويّة إلى الأبد. وعاد ذلك الأب، بل الوحش الضاري، وفأسه تقطر من دم إبنته. لكن غضب الله ما عتم أن انصبّ عليه. فأظلمت السماء وتكاثفت الغيوم وقصف الرعد، وانقضّت صاعقة على ذلك الاب الجهنّمي، فأحرقته بنارها، وأحرقت أيضاً مركيانوس الحاكم الظالم. فارتاع الناس وأخذوا يقرعون صدورهم، كما فعل اليهود فيما مضى بعد موت الفادي الإلهي. وكان ذلك سنة 235. وذاع صيت تلك العذراء في الآفاق، وكثرت العجائب التي نالها الناس بشفاعتها. وهي لا تزال الآن الشفيعة القادرة، يتضرّع إليها المؤمنون خصوصاً في أمراض العيون وفي إشتداد الصواعق وفي أخطار الموت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بربتوا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كان لأعمال (سيرة) الشهداء بربتوا Perpetua (تعني الدائمة)، وفيليستي Felicity (تعني سُعدى) وصاحباتها أهمية كبرى في الكنيسة الأولى. ففي القرن الرابع الميلادي كانت تُقرأ علانية في كنيسة شمال غرب أفريقيا، حتى خشي القديس أغسطينوس لئلا يمزج الشعب بين هذه الأعمال وأسفار الكتاب المقدس، فكان يحذر من ذلك وإن كان كثيراً ما تحدث عن هؤلاء الشهداء لحث الشعب على الجهاد الروحي. القبض عليها في عام 203 م خلال الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ساويرس، ألقى مينوسيوس تيمينيانوس والي أفريقيا القبض على خمسة من المؤمنين كانوا في صفوف الموعوظين، هم ريفوكاتوس Revocatus، وفيليستي التي كانت حاملاً في الشهر الثامن، وساتورنينوس Saturninus، وسيكوندولس Secundulus، وفيبيا أو فيفيا بربتوا التي كانت تبلغ من السن حوالي 22 سنة متزوجة بأحد الأثرياء ومعها طفل رضيع. كانت هذه الشريفة ابنة لرجل شريف ولها أخان أما الثالث دينوقراطيس فقد مات وهو في السابعة من عمره. أُلقيّ القبض على هؤلاء الموعوظين الخمسة، ولحق بهم رجل يُدعى ساتيروس Saturus، يبدو أنه كان معلمهم ومرشدهم، تقدم باختياره ليُسجن معهم حتى يكون لهم سنداً ويشاركهم أتعابهم. قيل أن زوج بربتوا كان مسيحياً، قَبِلَ الإيمان سراً، وإذ شعر بموجة الاضطهاد اختفى. وُضع الخمسة في إحدى البيوت في المدينة، فجاء والد بربتوا ليبذل كل جهده لرد ابنته إلى العبادة الوثنية، وكان يستخدم كل وسيلة. كان يبكي بدموع مظهراً كل حزن عليها، أما هي فصارحته أنها لن تنكر مسيحها مهما كان الثمن، عندئذ انهال عليها ضرباً وصار يشتمها ثم تركها ومضى. في ذلك الوقت نال الموعوظون المقبوض عليهم سرّ العماد. في السجن تقول بربتوا انه بعد أيام قليلة دخلت مع زملائها السجن فراعها هول منظره، كان ظلامه لا يوصف، ورائحة النتانة لا تُطاق فضلاً عن قسوة الجند وحرمانها من رضيعها. وإذ كانت في يومها الأول متألمة للغاية استطاع شماسان طوباويان يدعيان ترتيوس Tertius وبومبونيوس Pomponius أن يدفعا للجند مالاً ليُسمح لهم بالراحة جزءاً من النهار، كما سُمح لها أن تُرضع طفلها الذي كان قد هزل جداً بسبب الجوع. تحدثت بربتوا مع أخيها أن يهتم بالرضيع وألا يقلق عليها. بعد ذلك سُمح لها ببقاء الرضيع معها ففرحت، وحّول الله لها السجن إلى قصر، وكما قالت شعرت أنها لن تجد راحة مثلما هي عليه داخل السجن. رؤيتها في السجن افتقدها أخوها في السجن وصار يحدثها بأنها تعيش في مجدٍ، وأنها عزيزة على الله بسبب احتمالها الآلام من أجله، وقد طلب منها أن تصلي إلى الرب ليظهر لها إن كان هذا الأمر ينتهي بالاستشهاد. بكل ثقة وطمأنينة سألت أخاها أن يحضر لها في الغد لتخبره بما سيعلنه لها السيد. طلبت من الله القدوس ما رغبه أخوها، وإذ بها ترى في الليل سلماً ذهبياً ضيقاً لا يقدر أن يصعد عليه اثنان معاً في نفس الوقت، وقد ثبت على جانبي السلم كل أنواع من السكاكين والمخالب الحديدية والسيوف، حتى أن من يصعد عليه بغير احتراس ولا ينظر إلى فوق يُصاب بجراحات ويهلك. وكان عند أسفل السلم يوجد تنين ضخم جداً يود أن يفترس كل من يصعد عليه. صعد ساتيروس أولاً حتى بلغ قمة السلم ثم التفت إليها وهو يقول لها: “بربتوا، إني منتظرك، لكن احذري التنين لئلا ينهشك”. أجابته القديسة: “باسم يسوع المسيح لن يضرني”. ثم تقدمت إلى السلم لتجد التنين يرفع رأسه قليلاً لكن في رعب وخوف، فوضعت قدمها على السلم الذهبي ووطأت بالقدم الآخر على رأس التنين ثم صعدت لتجد نفسها كما في حديقة ضخمة لا حدَّ لاتساعها، يجلس في وسطها إنسان عظيم للغاية شعره أبيض، يلبس ثوب راعي يحلب القطيع، وحوله عدة آلاف من الناس لابسين ثياباً بيضاء. رفع هذا الرجل رأسه ونظر إليها، وهو يقول: “مرحبًا بكِ يا ابنتي”، ثم استدعاها، وقدم لها جبناً صُنع من الحليب، فتناولته بيديها وأكلت، وإذا بكل المحيطين به يقولون: “آمين”. استيقظت بربتوا على هذا الصوت لتجد نفسها كمن يأكل طعاماً حلواً. وقد أخبرت أخاها بما رأته فعرفا أن الأمر ينتهي بالاستشهاد. محاكمتها سمع والدها بقرب محاكمتها فجاء إليها في السجن يبكي بدموع، أما هي فأكدت له إنها لن تنكر مسيحها. في اليوم التالي اُستدعيّ الكل للمحاكمة العلنية أمام الوالي هيلاريون، إذ كان الوالي السابق قد مات. دُعيت بربتوا في المقدمة، وإذا بها تجد والدها أمامها يحمل رضيعها ليحثها على إنكار الإيمان لتربي طفلها. أصرَّ والدها على الالتصاق بها فأمر الوالي بطرده، وإذ ضربه الجند تألمت بربتوا للغاية. رأى الوالي إصرار الكل على التمسك بالإيمان المسيحي فحكم عليهم بإلقائهم طعاماً للوحوش الجائعة المفترسة، فعمت الفرحة وحسب الكل إنهم نالوا إفراجاً. استشهادهم أعيد الكل إلى السجن حتى يُرسلوا إلى ساحات الاستشهاد ليُقدموا للوحوش المفترسة، وقد كانت فيليستي حزينة جداً، لأن القانون الروماني يمنع قتلها حتى تتم الولادة، بهذا لا تنعم بإكليل الاستشهاد مع زملائها. صلى الكل من أجلها، وفي نفس الليلة استجاب لها الرب إذ لحقت بها آلام الولادة. رآها السجان وهي تتعذب، فقال لها إن كانت لا تحتمل آلام الولادة الطبيعية فكيف تستطيع أن تحتمل أنياب الوحوش ومخالبها. أجابته القديسة: “أنا أتألم اليوم، أما غداً فالمسيح الذي فيّ هو الذي يتألم، اليوم قوة الطبيعة تقاومني، أما غداً فنعمة الله تهبني النصرة على ما أُعد لي من عذاب”. جاء الوقت المحدد وانطلق الكل إلى الساحة كما إلى عرسٍ، وكان الفرح الإلهي يملأ قلوبهم. وإذ انطلقت الوحوش المفترسة رفعت بقرة وحشية بربتوا بقرنيها إلى فوق وألقتها على الأرض، وإذ كان ثوبها قد تمزق أمسكت به لتستر جسدها، ثم نطحتها مرة أخرى. أما فيليستي فقد أغمي عليها ثم فاقت كمن قد شهدت رؤيا سماوية. ولم يمضِ إلا القليل حتى دخل الجند وقتلوا الشهداء ليتمتعوا بالراحة الدائمة في حوالي عام 203 م (في السادس من شهر مارس كما جاء في أعمال الشهداء حسب الكنيسة الغربية). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برتانوبا البتول القديسة | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد القديسة برتانوبا Bertanouba في 21 من طوبة (سنكسار رينيه باسيه). قصة هذه الصبية العذراء تكشف عن مدى اهتمام الكثيرين بحياة البتولية والطهارة. قيل أن هذه الصبية كانت جميلة المنظر جداً، عاشت في روما وأحبت حياة البتولية، فالتحقت بدير العذارى بجبل روما وهي في الثانية عشرة من عمرها. سمع عنها الإمبراطور قسطنطين فأرسل رجاله يستدعيها، هؤلاء الذين تعجبوا عند رؤيتهم لها، فأخذوها دون مشورة الأم رئيسة دير العذارى، وكانت العذارى يبكين إياها، وكانت هي تطلب إليهن الصلاة من أجلها حتى يخلصها الرب من هذه التجربة. أمام الإمبراطور قسطنطين وقفت أمام الملك قسطنطين وكان قلبها منسحباً نحو السماء، وفكرها منشغلاً بالصلاة الخفية لله. سجدت أمام الملك حتى الأرض ثم قامت لتنظر صليباً من ذهب على كرسيه فتقوى قلبها جداً، أما هو فإذ نظرها جميلة جداً فرح بها وطلب منهم أن تدخل حجرته حتى يلتقي بها. دخل الملك حجرته، فسجدت برتانوبا قدامه، وقامت تحييه قائلة: “عش يا سيدي الملك”. أجابها: “إنني أريد أن أرفعك يا برتانوبا وأشرفك، فقد تركت كل نساء العالم وطلبتك زوجة لي، لا لتكوني أمة بل سيدة حرة خالصة، تملكي الذهب الغالي والفضة النقية وتتزيني بالحلي والحجارة الكريمة والجواهر الثمينة واللؤلؤ الكثير الثمن وترتدي الثياب الفاخرة، وتلدي لي بنين كصورتك وشكلك يملكوا من بعدي…”. إذ أنهى حديثه قالت له دون أن ترفع وجهها نحوه قط، وكانت عيناها تدمعان: “اسمع قولي أولاً يا سيدي الملك، فإنني أنا عبدتك وبين يديك، وها أنت قد وعدتني بكرامات تفوق مقداري؛ إنني أسأل الله الذي منح داود المملكة وأيّد سليمان بالحكمة، ووهبك أن ترى صليبه المقدس أن يحفظك على كرسيك أزمنة عديدة سالمة ويخضع أمامك سلاطين الأرض وملوك العالم؛ أخبرني يا سيدي الملك وأرشدني في الحكم، لو أن إنسانا خطب امرأة في هذا العالم فصارت له، ووهبها الطعام والكسوة، وخضعت لسلطانه، ويعدها لتذهب معه مدينته، ثم جاء آخر ليغتصبها منه، فما هو حكم قانون الروم في ذلك؟” أجابها الملك: “من تعدى وفعل هذا فهو ضال، وليس مسيحياً”. أجابته برتانوبا وهي ساجدة على الأرض: “سيدي الملك نطق بالحق، وأصاب في خطابه، فإن كنت تحكم بالعدل بأن هذا الإنسان يموت فماذا تقول إن اغتصبت من ملك السماء والأرض عبدته وعروسه لتهينها… وأي عذر لك تحتج به متى افتقدك ذاك الذي وهبك هذا المجد العظيم؟” إذ سمع الملك قولها أدرك حكمتها وتعقلها، وإذ كان يخاف الله سمح لها بالعودة إلى ديرها، فعادت تمجد الله على صنيعه معها. مع ملك الفرس سمع عنها ملك الفرس فأرسل جماعة من الجند إلى الدير يتظاهرون بطلب البركة، وهناك تعرفوا عليها وخطفوها وهربوا بها قبل أن يسمع الملك الروماني. وجدت القديسة نفسها في موقف لا تُحسد عليه، إذ صارت في حضرة ملك وثني لا يخاف الله ولا يرحم دموعها. رآها الملك فأُعجب بجمالها جداً، أما هي فلم تنظر إلى شيء مما هو حولها في البلاط، وإنما كان قلبها ملتهباً بحب السيد المسيح، مرتفعاً معه في سماواته. قال لها الملك: “أنت برتانوبا التي وصل خبر جمالها وصيتها إليّ، فلم أستطع أن أنام بسببها. اليوم قد نلتِ طلبتي، وها أنا أكتب لكِ ثلاثين مدينة تسودين عليها، وأسلم بين يديك مفاتيح خزائن أموالي لتملكي معي أرض فارس وحجارتها الكريمة وجواهرها الثمينة، وتصيري لي زوجة حرة، يتعبد لكِ جنودي، ويكون الكل تحت سلطانك في طاعتك”. أجابته برتانوبا: “إن كنت قد أعجبتك وصلحت لك أنا عبدتك وأحببتني هكذا وأنا بين يديك فإنني مسرورة، لكنني قد تعبت كثيراً في الطريق من أجل السفر الصعب ، وثيابي قد اتسخت، وغداً عيد إلهي. فأنا محتاجة إلى ثياب وبخور وطيب لاغتسل وأكون نقية ونظيفة كما يليق بكرامتك، كما احتاج إلى موضع منفرد وحطب لأقدم لإلهي قرباناً قبل دخولي إليك. كما قد أريدك أن تقضي لي طلبتي في أمر آخر كي تكمل مسرتي إن كنتُ قد نلتُ إعجابك”. بسبب شهوته الشريرة قال لها وهو مسرور للغاية: “سأقضي لكِ كل ما تطلبين بفرحٍ”. قالت له: “لقد خطر بفكري إني سأموت قبلك، وهذا هو فرحي وعزي، لذا أريدك أن تقسم لي بمعبوداتك المعظمة اليوم الذي أموت فيه تأمر بحمل جسدي إلى كورتي وتسلمه إلى أخواتي كي يدفنونني في مقبرة آبائي؛ هذا هو الفضل الكبير الذي تصنعه معي”. عندئذ نهض الملك بفرح وأقسم لها بآلهته ومعبوداته أن يحقق لها طلباتها. ثم خرج ليأمر رجاله أن يقدموا لها الثياب الفاخرة والطيب والبخور مع حطب وماء في موضعٍ منعزلٍ، وأمر أن يوقد لها النار ويتركونها. قامت الفتاة وغسلت وجهها ويديها ورجليها وبقيت بثيابها الرهبانية كما هي وارتدت ثوباً أبيض فوقها، وصارت تصلي إلى السيد المسيح وهي ترشم ذاتها بعلامة الصليب لتعلن أنها تقبل الموت من أجله كما مات لأجلها، وأن يقبل حياتها ذبيحة حب قبل أن يدنسها الملك الوثني ويفسد عفتها وطهارتها ويكسر نذرها. ثم دخلت النار بفرح لتلتصق ثيابها بجسدها وتسلم الروح دون أن تُحرق شعرة واحدة منها. إذ تأخرت كثيراً دخل الخصيان إلى الموضع ليجدوها كمن هي نائمة وسط النار فبكوها بمرارة، ولم يجسروا أن يخبروا الملك بالأمر حتى قلق لتأخرها وذهب بنفسه ليجدها هكذا، فحزن عليها جداً، ومن أجل قسمة أرسل جسدها إلى دير الراهبات بعد أن وضعه في ثياب ملوكية. وحدّث الرجال حاملوا الجسد الراهبات بما حدث لها فمجدن الراهبات عمل الله معها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برثولماوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد التلاميذ الإثني عشر. هذا الرسول كانت قرعته أن يذهب إلى الواحات فمضى هناك وبشَّر أهلها ودعاهم إلى معرفة الله، بعد أن أظهر لهم من الآيات والعجائب الباهرة ما أذهل عقولهم بعد أن دخل المدينة بوسيلة ما، وصار يعمل في كرم أحد أغنياء المدينة، وكان كلما هيأ أغصان الكرم تثمر لوقتها. وحدث أن مات ابن شيخ البلد فأقامه الرسول من بين الأموات، فآمنوا كلهم وثبتهم على معرفة الله. ثم أمره السيد المسيح له المجد أن يمضي إلى بلاد البربر، وسيَّر إليه أندراوس تلميذه لمساعدته، وكان أهل تلك المدينة أشراراً فلم يقبلوا منهما آية ولا أعجوبة، ولم يزالا في تبشيرهم وتعليمهم حتى قبلوا القول وأطاعوا ودخلوا في دين المسيح، فأقاما لهم كهنة وبنيا لهم كنائس ثم انصرفا من عندهم. فمضى برثولماوس إلى البلاد التي على شاطئ البحر الأبيض إلى قوم لا يعرفون الله، فنادى فيهم وردَّهم إلى معرفة الله والإيمان بالسيد المسيح وعلمهم أن يعملوا أعمالا تليق بالمسيحية. وكان يأمرهم بالطهارة والعفاف فسمع به أغرباس الملك، فحنق عليه وأمر أن يضعوه في كيس شعر ويملأوه رملاً ويطرحوه في البحر، ففعلوا به ذلك فأكمل جهاده وسعيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برجنتينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 251 أحد المتمتعين بإكليل الاستشهاد في أيام الملك الإمبراطور داكيوس في مدينة Arezzo من أعمال Umbria. كان القديس برجنتينوس Pergentinus وأخوه لورنتينوس Laurentinus من عائلة شريفة، اُلقي القبض عليهما وهما بعد طالبان صغيرا السن، وقُدما أمام الوالي تيبرتيوس Tiburtius بتهمة انهما مسيحيان. قام الوالي بتأديبهما وإطلاق سراحهما، ربما من أجل شرف أصلهما أو لصغر سنهما، حاسباً أن هذا التأديب كفيل بردعهما عن ممارسة عبادتهما ليعيشا في خوفٍ ورعبٍ. لكنهما ما أن انطلقا حتى صارا يمارسان عبادتهما علانية بأكثر غيرة، بل وصارا يكرزان بين الوثنيين، وقد وهبهما الله صنع العجائب مما جذب الكثيرين إليهما. قبض عليهما الوالي، وأمر بقطع عنقيهما، فنالا إكليل الاستشهاد في 3 يونيو (حوالي سنة 251م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برسابا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الرابع الميلادي، كان أباً لاثني عشر راهباً ببلاد الفرس. في بداية الاضطهاد الذي أثاره الملك سابور الثاني – سنة 340م – اُلقي القبض على هذا الأب ورهبانه، واُقتيدوا مقيدين إلى مدينة إستاخر Istachr، بالقرب من آثار مدينة برسيبولس Persepolis. . بذل الوالي كل الجهد لكي يجحد هؤلاء الرجال مسيحهم، مستخدماً كل وحشية ضدهم، أما هم فكانوا يشهدون لمسيحهم بفرحٍ وثباتٍ. صدر الأمر بقطع رؤوسهم، فتهللت الجموع الوثنية، وكان الكل يلتف حولهم وهم مقتادين بالعسكر إلى موضع الاستشهاد. وكان في ذلك الوقت أحد الأغنياء وعائلته منطلقين خارج المدينة، فنظر إلى هذا الأب وهو يتقدم ليمسك راهباً فراهباً ويذهب بهم بنفسه إلى السياف كمن يقدمه ذبيحة حب لله. رأى الرجل صليباً بهياً أشرق على أجساد الشهداء، فالتهبت نفسه شوقاً لمشاركتهم أمجادهم. همس الغني Mazdean في أذنيْ الأب ليمسكه الأخير بيده ويقدمه للسياف، ويعود فيكمل عمله مع بقية الرهبان، وأخيراً تقدم هو للسياف بفرحٍ. أسرعت زوجة الرجل وأولادها لينالوا هم أيضا نصيبهم مع هذه الجماعة المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برسوم العريان القديس | الولادة: 1257 الوفاة: – أحد قديسي القرن الثالث عشر، عاش في وسط الضيق الشديد يحمل إيماناً حياً، لا ليدوس على الحيات والعقارب فحسب وإنما ليقدم تعزيات الروح القدس للنفوس المتألمة، هذا وقد وهبه الله صنع الآيات و العجائب. وُلد سنة 1257م من أبوين تقيين، وكان والده يدعي الوجيه مفضل، اتخذته الملكة شجرة الدر كاتماً لأسرارها. تقبلاه الوالدان كعطية إلهية ثمرة صلوات وأصوام طويلة، لذا ربياه في مخافة الله واهتما بحياته الروحية ودراسته في الكتاب المقدس. توفى والده وبعد عام توفيت والدته، فطمع خاله في الميراث، أما برسوم فلم يدخل مع خاله في خصومة، متذكراً قول الحكيم: “باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح” (جا 1: 2). وإذ حاول بعض أقاربه أن يثيروه ليقاضي خاله رفض تماماً. حبه للوحدة انطلق خارج الفسطاط ليعيش في مغارة، يحتمل حرّ الصيف وبرد الشتاء، غير مبالٍ بما يصادفه من مخاطر البرية. عاش خمس سنوات في حياة نسكية جادة مع صلوات ومطانيات بلا انقطاع، يرتدي منطقة من جلد الماعز على حقويه، لذا دعي بالعريان. في مغارة أبي سيفين أرشده الله إلى كنيسة الشهيد أبي سيفين “مرقوريوس” بمصر القديمة، إذ كان بها مغارة بجوار الباب البحري، لا تزال إلى يومنا هذا، وكان بها ثعبان ضخم بسببه امتنع الناس من النزول إليها. حاول القديس أن ينزل المغارة فمنعه خدام الكنيسة مظهرين خوفهم عليه، أما هو فبإيمان بسط يديه نحو السماء وصلى، قائلاً: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحيّ، أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الذين لدغتهم الحيات عندما نظروا إلى الحية النحاسية، الآن أنظر أنا إليك يا من عُلقت على الصليب لكي تعطيني قوة أستطيع بها مقاومة هذا الوحش”. وإذ رشم نفسه بعلامة الصليب تقدم نحو الثعبان، وهو يقول: “تطأ الأفعى والحيات، وتدوس الأسد والتنين …” (مز 27: 1) ، فنزع الله من الثعبان طبعه الوحشي، وصار مرافقاً له في المغارة حوالي 20 عاماً. فاحت رائحة المسيح الذكية فيه فجاءت الجموع من كل مدينة تطلب صلواته وبركته. مساندته للمتضايقين في أيامه اجتازت الكنيسة ضيقة شديدة في أواخر سلطنة خليل بن قلاوون، إذ أُغلقت الكنائس في كل القطر ماعدا الإسكندرية، وصدر الأمر بلبس العمائم الزرقاء. أما القديس برسوم فكان مستمراً على صلواته في الكنيسة، رافضاً لبس العمامة الزرقاء. وشى به البعض لدى الوالي فأمر بجلده وحبسه ثم أطلقه فسكن على سطح الكنيسة يقدم صلوات ومطانيات بدموعٍ لكي يرفع الله غضبه عن شعبه ويغفر لهم خطاياهم ويحنن قلوب المتولين عليهم. وُشى به إلى الوالي مرة أخرى فتعرض للضرب بالسياط والحبس ثم أُفرج عنه ليذهب إلى دير شهران بجهة معصرة حلوان. وهناك عاش في حياة نسكية شديدة، وكانت نعمة الله تسنده، ووهبه الله عطية صنع العجائب. وكان كثير من المتضايقين يأتون إليه ليجدوا فيه راحة سماوية، وبصلاته رفع الله الضيق. في 5 نسيء (الموافق 10 سبتمبر سنة 1317 م) تنيح القديس وهو في الستين من عمره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برسوما أسقف نصيبين | الولادة: – الوفاة: – اسقف نسطوري ( حوالي 420 – 490م)، فتح له الملك الفارس باب قصره، أنشأ مدرسة لاهوتية وبذل كل جهده لنشر النسطورية. وقد حاول أن يجعل من إيبارشية نصيبين إيبارشية مستقلة عن سلوكية ستسيفون Seleucia – Ctesiphon.. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برسوما الأب | الولادة: – الوفاة: 458 تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحة القديس برسوما أب رهبان السريان Barsumas the Syrian في التاسع من شهر أمشير (تنيح عام 458 م). والداه من ساموساط، تنبأ عنه رجل قديس قبل ولادته، قائلاً لوالديه: “سيخرج منكما ثمر صالح، وينتشر ذكره في الأرض”. وقد تحقق ذلك، فإنه إذ كبر برسوما قليلاً ترك والديه وقصد نهر الفرات حيث أقام زماناً عند رجل قديس يُدعى إبراهيم يتتلمذ على يديه. أحب برسوما الوحدة فانفرد في الجبل، واجتمع حوله كثيرون يتتلمذون على يديه. وإذ كان الماء هناك مالحاً صلى إلى الله فصّيره عذباً . وكان جاداً في نسكياته حتى صار يأكل مرة واحدة في الأسبوع أحياناً، وقد وهبه الله عطية صنع الآيات. وإذ حدث غلاء في البلاد صلى إلى الله فرفعه. كان معاصراً للقديس سمعان العمودي، الذي لما علم به زاره وتبارك الاثنان من بعضهما. كان مقاوماً للنسطورية؛ اشترك في مجمع أفسس بدعوة من الملك ثيؤدوسيوس الصغير الذي أكرمه جداً. عند انعقاد مجمع خلقيدونية المشئوم سنة 451م طلب الملك مرقيان عدم حضوره، ولكنه قاوم أعمال المجمع فتعرض لشدائدٍ كثيرةٍ. قبل نياحته بأربعة أيام أعلمه الملاك بانتقاله، فجمع الكثيرين، وثبتهم على الإيمان المستقيم، ثم باركهم، وعند نياحته ظهر نور قائم على باب قلايته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برسيماوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس برسيماس أو برثيماوس St. Barsimaeus هو أسقف الرُها، يعتبر الأسقف الثالث للرها بعد الرسول تداوس. اشتهر هذا الأب بكرازته الناجحة حيث آمن على يديه عدد كبير من الوثنيين قدمهم أيضاً للاستشهاد لينال معهم الإكليل في أيام تراجان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برصنوفيوس الأب | الولادة: – الوفاة: 550 عطي اليونان كرامة عظيمة للأب برصنوفيوس Barsanuphius ، حتى وضعوا أيقونته بجوار أيقونتي القديسين أنبا آفرام وأنبا أنطونيوس في كنيسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية. مصري المولد، عاش في قلاية مجاورة لدير في غزة بفلسطين وذلك في عهد الإمبراطور جوستنيان. قيل أنه لم يكن يلتقي بأحد أو يتصل بإنسان إلا خلال المراسلة، لذا يعتقد اليونان أنه لم يكن يأكل طعاماً أرضياً. يروي أوغريس أو إيفاجريوس أن أوستاخيوس بطريرك أورشليم شك فيما سمعه عن حياة هذا الناسك فأمر بتحطيم جزء من حائط في القلاية للتأكد من حقيقة حياته، لكن ناراً انطلقت نحو الذين حاولوا إتمام هذا. أيا كان أمر تقشفه فقد كتب هذا المتوحد إلى آخرين ينصحهم بالاعتدال في الأكل والشرب والنوم والملبس بما يناسب حدّ الكفاف. كان يهتم جداً بالكتابة لفاقدي الرجاء مؤكداً الالتزام بالرجاء في الله غافر الخطية تنيح حوالي عام 550م. من كلماته كن عبداً خاصاً لسيدٍ واحدٍ، ولا تكن عبداً لكثيرين. إن لم يترك التلميذ رغباته خلفه، ويخضع في كل شيء ويتضع، لن يبلغ مدينة السلام. الاتضاع يجعل الإنسان مسكناً لله هذه السكنى تطرد الأعداء الأشرار مع كافة الأهواء الرديئة، وتحطم الشيطان رئيسها، فيصير الإنسان هيكلاً لله طاهراً مقدساً مستنيراً فرحاً ممتلئاً من كل رائحة طيبة وصلاح وسرور، ويصبح الإنسان لابساً لله. نعم ويصير إلهاً، لأنه قال: “أنا قلت أنكم آلهة، وبني العلي تدعون”، وحينئذ تنفتح عينا قلبه، وينظر النور الحقيقي، ويفهم أن يقول: إني بالنعمة خلُصتُ بالرب يسوع المسيح. محبة المسيح غربتنا عن البشر والبشريات. مُتْ بالتمام لكي تحيا بالكمال بالمسيح يسوع ربنا. الجلوس في القلاية إنما هو الدخول إلى القلب وتفتيشه، وضبط الفكر من كل شيء رديء، وقطع الهوى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برصنوفيوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – يسمى أيضاً برشنوفيوس، أو أوسافيوس. راهب عاش في كنيسة آفا مينا بفم الخليج، كان يجاهد في عبادته بمطانيات كثيرة وصلوات متواصلة، يأكل مرة كل يومين. وُشى به لدى القضاة، فاستدعوه وعذبوه وأخيراً قطعوا رأسه (في القرن السابع). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برصنوفيوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديس برصنوفيوس Barsenuphius أو ورشنوفيوس أو ورشنوفه Warshanoufa أو أورشنوفيوس Ouarshanoufa في 29 من أبيب. اتسم هذا القديس بالعلم مع التقوى والورع فاعتزل في البرية يمارس الحياة النسكية الهادئة، وإذ سمع عنه كثيرون طُلب للأسقفية فلم يقبل إذ كان يخشى الكرامة الزمنية، لذا هرب إلى بلدة كحمون حيث نزل عند سيدة تدعى صوفيا مع ابنيها ادمون وابستيمون Epistemoun، وهي عائلة تقية محبة لله. في الليل ظهر ملاك الرب للقديس وطلب منه أن يمضي إلى الوالي ليعترف بالسيد المسيح، ففرح جداً، وأخبر الأخين وأمهما بذلك، ثم أراد أن ينطلق فأصر الأخان أن يشاركاه إكليله. انطلق الكل إلى الوالي في بلبيل Balbil حيث اعترف الثلاثة بالإيمان ونالوا عذابات قاسية. من هناك رُحلوا إلى سنهور حيث لحقت بهم الأم صوفيا وأصرت أن تشاركهم عذاباتهم وأكاليلهم. هناك عُذبوا واُلقوا في السجن حيث ظهر لهم ملاك يقويهم. نقلوا إلى صا حيث جُمع المعترفون وقُرأ عليهم منشور دقلديانوس الذي يُلزم المؤمنين بجحد مسيحهم، فغار القديس ورشنوفه واندفع بقوة نحو الوالي وخطف منه المنشور ومزقه. غضب الوالي جدًا وأعد أتوناً ضخماً ألقي فيه القديس لينال إكليل الاستشهاد في 29 أبيب، بينما استشهد الأخان وأمهما قبله في 10 من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برفوريوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – جمع الإمبراطور يوليانوس الجاحد في عيد ميلاده أرباب الملاهي العالمية المشهورين، وكان من بينهم ممثل وثني يدعى بروفوريوس أو بورفيروس Porphry، وكان من عادة الوثنيين تقليد المسيحيين كنوعٍ من السخرية، فإذ بلغ تقليد المعمودية بنوع من التهكم رشم على المياه علامة الصليب باسم الآب والإبن والروح القدس ثم غطس فيها، وصعد ليلبس الثياب البيضاء، وكان الكل يضحك ساخراً؛ ثم وقف بروفوريوس أمام الإمبراطور يشهد أنه مسيحي، فحسب ذلك أحد أدوار التمثيلية، لكنه صار يشدد أنه مسيحي. دُهش الملك وكل الحاضرين، وإذ رآه جاداً في حديثه سأله عن السبب، فأجاب أنه إذ غطس في المياه أبصر نعمة الله حالة على المياه، وأضاء الرب عقله، وأن نوراً كان يشع من المياه. إذ شعر الإمبراطور أن من جاء به ليسخر بالمسيحيين صار كارزاً بالمسيحية على مشهد من العظماء وكل الشعب، صار يتوعد الرجل ويهدده في ثورة عنيفة، أما بروفوريوس ففي أدب حازم تمسك بالإيمان الجديد. بدأ الملك يلاطفه واعداً إياه بعطايا جزيلة وكرامات فلم يجحد مسيحه، عندئذ أمر بقطع رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برفوريوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – يذكر السنكسار (3 برمهات) شهيد آخر يحمل ذات الاسم، غالباً استشهد في عهد دقلديانوس، كان من كبار أغنياء بانياس محباً للفقراء، يفتقد المسجونين. إذ رأى الوالي سائراً أمام بيته أعلن مسيحيته وعرّض نفسه لنوال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برلعام الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد في أيام الإمبراطور دقلديانوس، فلاح قروي بسيط من قيصرية الكبادوك، استطاع بالإيمان أن يشهد أمام الحكام للسيد المسيح. إذ اشتعلت نيران الاضطهاد أُلقي القبض عليه مع عدد كبير من المسيحيين، وكُبل بالقيود وسيق أمام ولاة. سأله القاضي عن اسمه وعمله ومعتقده، وكان يستخف به، إذ شعر انه رجل أمي لا يدرك في الحياة سوى الثور الذي يسحب المحراث والأرض التي يزرعها. وإذ وجده ثابتاً على الإيمان هدده بالعقوبات فلم يبالِ بتهديداته. احتمل برلعام إهانات وجلدات كثيرة وهو صامت، فمزقوا جسمه بمخالبٍ حديديةٍ وهو ثابت. صاروا يسلخون جسده ويبترون من جسمه دون أن يخور إيمانه، فشعر الحاضرون بالخزي أمامه. أخيراً أخذوه إلى معبد أوثان، ووضعوا البخور في يديه ومدوا يده على النار حتى تحترق فيسقط منها البخور، فيُحسب في نظرهم أنه قدم بخوراً للآلهة. إلى هذه الدرجة صاروا في ضعف مشتاقين أن ينهار هذا القروي ويعبد الأوثان، أما هو فترك يده لتأكلها النار دون أن يُحركها ليقع البخور منها، فارتاع الكل أمام هذا الثبات الفائق. ما لبث أن سقط الشهيد مغشياً عليه وقد فارقت نفسه جسده المهشم، لتنطلق في كمال الحرية إلى الفردوس السماوي. تعيد له الكنيسة اليونانية في 19 من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برلعام ويهوشفاط القديسان | الولادة: – الوفاة: – أُضيف القديسان برلعام Barlaam ويهوشفاط Josaphat إلى أعمال الشهداء الروماني، غير أن الدارسين الغربيين يتشككون في صدق قصتهما التي جاءت في كتابات الأب يوحنا الدمشقي. جاء في القصة أن القديسين وُلدا في الهند على الحدود بين الهند وبلاد فارس (إيران). كان أبينير Abenner ملكاً في الهند يكره المسيحيين ويضطهدهم، فلما تنبأ له البعض أن ابنه يهوشافاط سيصير مسيحياً، حبسه منذ طفولته في قصرٍ حتى لا يلتقي بأحدٍ ويتعلم شيئاً عن المسيحية. استطاع الإبن أن يهرب من قصره ويلتقي بمتوحدٍ تظاهر انه تاجر لآلئ ثمينة صار يحدثه عن الإيمان المسيحي حتى اعتنق الإيمان المسيحي. وإذ سمع الملك بذلك حزن للغاية وحاول تحطيم هذا العمل لكنه فيما هو يقاوم إذا به يقبل الإيمان ويتحول إلى الحياة النسكية الجادة في الرب. أقام الملك ابنه شريكاً معه في الحكم لكنه لم يبقَ كثيراً، إذ ترك العرش وانطلق إلى البرية يعيش مع القديس المتوحد برلعام. هذه القصة غالباً كتبت لتمجيد الحياة الرهبانية، تشمل ثلاثة أقسام: الجانب القصصي؛ أحاديث تحوي تفاسير للتعليم المسيحي ومقتطفات عن كتّاب مسيحيين أولين؛ دفاع وأمثلة. يُذكر هذان القديسان في 27 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برنابا الرسول | الولادة: – الوفاة: – كان من سبط لاوي وقد نزح كبار عائلته المتقدمين منذ زمن بعيد عن بلاد اليهودية وأقاموا في جزيرة قبرص، وكان اسمه أولاً يوسف فدعاه ربنا له المجد عند انتخابه رسولاص باسم برنابا الذي يترجم في الإنجيل بابن الوعظ. وقد نال نعمة الروح المعزي في علية صهيون مع التلاميذ وبشر معهم وكرز باسم المسيح، وكان له حقل باعه واتى بثمنه ووضعه عند أرجل الرسل (أع4: 36-37)، الذين كانوا يجلونه لكثرة فضائله وحسن أمانته. لما آمن الرسول بولس بالسيد المسيح قدمه هذا الرسول إلى التلاميذ في أورشليم بعد اعتناقه الإيمان بمدة ثلاث سنين، وحدثهم عن كيفية ظهور السيد المسيح لشاول بالقرب من مدينة دمشق، ثم شهد له أمامهم بغيرته حتى قبلوه في شركتهمن وقال الروح القدس للتلاميذ: “افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه” (أع13: 2). وقد طاف الرسولان بولس وبرنابا معاً بلاداً كثيرة يكرزان بالسيد المسيح، ولما دخلا لسترة وأبرأ الرسول بولس الإنسان المقعد ظن أهلها أنهما آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس بل مزقا ثيابهما معترفين بأنهما بشر تحت الآلام مثلهم. وبعد أن طاف مع بولس الرسول بلاداً كثيرة انفصل الرسولان عن بعضهما، فأخذ الرسول برنابا معه القديس مرقس ومضيا إلى قبرص وبشرا فيها وردا كثيرين من أهلها إلى الإيمان بالسيد المسيح ثم عمداهم، فحنق اليهود وأغروا عليهما الوالي والمشايخ فمسكوا الرسول برنابا وضربوه ضرباً أليماً ثم رجموه بالحجارة، وبعد ذلك أحرقوا جسده بالنار فتم بذلك جهاده ونال إكليل الشهادة. وبعد انصراف القوم تقدم القديس مرقس وحمل الجسد سالماً وفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص. أما مرقس الرسول فإنه اتجه إلى الإسكندرية ليكرز بها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برناباس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – جاء في السنكسار الذي نشره رينيه باسيه تحت 22 كيهك نياحة القديس برناباس أو الأنبا نابس أسقف عيداب. قصة هذا الأسقف عجيبة وفريدة فقد وُلد في قرية شرقي قفط، وكان منذ صباه محباً للحياة النسكية الهادئة. انطلق إلى البرية يتتلمذ على أيديّ آباء شيوخ كاملين محبين للجهاد، أحبهم وأحبوه بسبب نموه الدائم. في حوالي الخمسين من عمره سيم أسقفاً على منطقة صحراوية بعيدة جداً، فكان موطنه قفط لكنه لا يكف عن افتقاد شعبه، يذهب إليهم بالجمال مسافات طويلة، وكأن الله أعطاه سؤل قلبه ليعيش في البرية، إذ بقى في أسقفيته محباً للوحدة. جاء عنه أن كثير من الأساقفة يجتمعون به كأب لهم يطلبون بركته. وهبه الله صنع العجائب والتنبؤ بأمور مقبلة كثيرة، منها أن إنساناً شريفاً طرح أناساً أبرياء في السجن مسيئاً استخدام سلطانه، وإذ سمع القديس جاء إليه ليرده عن قساوة قلبه، أما الشريف فأساء التصرف وافترى على القديس. تألم القديس للموقف، وقال له: “لن تستريح ولن تنال خيراً قط”. انصرف القديس غاضباً من أجل المظلومين، وفي ظهر ذات اليوم مات الشريف فجأة. بقي في الأسقفية حوالي 50 عاماً يحيا كناسكٍ، مملوء حباً لكل إنسان، وجهه دائم البشاشة حتي قيل عنه انه لم يلتقِ به إنسان إلا وخرج مملوء فرحاً، بل كمن هو سكران من الفرح، فيه تحقق القول: “صوت الفرح والتهليل في مساكن الأبرار” (مز117: 15). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برناباس القديس | الولادة: – الوفاة: – في القرن التاسع عشر ظهر مخطوطان لرسالة باسم القديس برناباس، تُعتبر إحدى كتابات الآباء الرسوليين، أي من وضع أحد تلاميذ الرسل. قديماً كان يظن أن كاتبها هو الرسول برنابا، لكن استقر الرأي أنها كتبت بواسطة رجل مسيحي إسكندري ما بين عامي 70، 100م، إذ يتحدث عن خراب الهيكل (سنة 70م) كأمر قد تمّ فعلاً. تنقسم إلى قسمين رئيسيين، هما: 1. الفصول 1 – 17، تعتبر جوهر الرسالة حيث تعالج التحذير من حركة التهود كخطر محدق بالكنيسة، مقدماً تفسيراً رمزياً روحياً للعهد القديم. انه يعلن تمسكه بالعهد القديم لكن في غير حرفية اليهود القاتلة، إذ يقول عنه: “إنه كتابنا، أما هم ففقدوه إلى الأبد” 6:4،7، وأن الختان لا يتحقق بالممارسة الجسدية بل بختان الروح (4:9)، وأن السبت يعني راحة الله بعد 6000 عامًا حيث يُقام عالم جديد (15)، وأن الله لا يطلب هيكل أورشليم بل هيكل نفوسنا الروحي (16). كما تحدث أيضًا عن لاهوت ابن الله، وفاعلية آلامه غير المحدودة، ودور التجسد في الإعلان عن الله في أفكارنا. 2. الفصول 18 – 21، هذه الفصول الأربعة الختامية تقدم نصائح سلوكية، فتميز بين طريقين، واحد للحياة والآخر للموت، على نمط ما ورد في “الديداكية”، وهي عمل منسوب لعصر الرسل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروبس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 استشهد القديس بروبس Probus مع القديسين تاراخيوس واندرونيقوس حوالي سنة 304م، وقد حُفظت لنا أعمال هؤلاء الشهداء الثلاثة مع الحوار الذي دار بينهم وبين مكسيميانوس حين وصل إلى بومبيبوليس Pompeiopolis بكيليكيا Cilicia. أثناء عذاباته سأله مكسيميانوس أن يقبل صداقته فرفض، وعندما سخر به الأخير طالباً من جالده أن يسأله مع كل جلدة: أين هو معينك؟ أجاب: “إنه يعينني وسيعينني، ولا أبالي بعذاباتك ولن أطيعك”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروتاس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – قيل إن القديسة أوجيني Eugenia ابنة والي مصر، إذ قبلت المسيحية هربت إلى إيطاليا مع اثنين من عبيدها هما بروتاس Protus وهياكنث Hyacinth. وقد استطاعت أوجيني أن تكسب عائلتها وكثيرين آخرين للإيمان، كما قام العبدان بدورٍ إيجابي في الشهادة للسيد المسيح، فكسبا السيدة الرومانية باسيلا، وأخيراً نال العبدان مع هذه السيدة إكليل الاستشهاد في منتصف القرن الرابع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروتاسيوس وجرفاسيوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – في رسالة بعثها القديس إمبروسيوس أسقف ميلان إلى أخته مارسيلينا وصف لنا الظروف التي عاشها حين اكتشف جسديْ هذين الشهيدين بروتاسيوس وجرفاسيوس Gervase في ميلان. قيل أنهما أخان توأمان، ابني الشهيدين فيتاليس Vitalis وفاليريا Valeria، استشهدا ربما في عهد نيرون بعد استشهاد والديهما بعشرة سنين. استشهادهما إذ ورث الأخان أموالاً كثيرة صارا ينفقان بسخاء على المسيحيين المضطهدين، ثم اختليا في بيتهما يمارسان الحياة التعبدية الملائكية بأصوام وصلوات دائمة، في جو هادئ، كأنهما كانا ينتظران يوم استشهادهما. اجتاز القائد أنسطاسي مدينة ميلان يطلب من الكهنة تقديم ذبائح للآلهة حتى يهبوه الغلبة على الأعداء، فأجابوه إنه يستحيل على الآلهة أن ترضى عنه مادام في المدينة هذان المسيحيان جرفاسيوس وبروتاسيوس يرفضان تقديم العبادة للآلهة. التقى انسطاسي بهما فوجدهما ذا هيبة واتزان ووقار، وكانا طويلين في قامتهما، فسألهما أن يرافقاه إلى المعبد ليشتركا معه في العبادة حتى ينال النصرة، فأجاباه بالنفي، معلنين إيمانهما بالسيد المسيح واهب النصرة الحقيقية. بناء على طلب كهنة الأوثان أمر الوالي بضرب بروتاسيوس بقسوة ووحشية حتى سقط القديس ميتاً تحت الجلدات ليستريح أبدياً في الرب. التفت أنسطاسي إلى أخيه جرفاسيوس وحاول أن يغريه بوعود كثيرة وإذ رفض صار يهدده. لم يبالِ القديس بهذه التهديدات معلناً أن الموت بالنسبة له هو طريق التمتع بالحياة إلى الأبد. عندئذ أمر الوالي الجلاّد بقطع رأسه، وطرح جثتي الأخين خارج المدينة لتأكلهما وحوش البرية. وفي الليل خرج أحد المؤمنين يدعى فيلبس ونقل الجسدين إلى بيته ووضعهما في مقبرة رخام بعد أن سجل قصة استشهادهما ووضعهما مع الجسدين. قصة اكتشاف الجسدين بقي الجسدين في القبر أكثر من 300 عاماً حتى اكتشفهما القديس إمبروسيوس كما روى بنفسه، إذ قال أنه أتم بناء البازليكا بميلان، وكان يستعد لتدشينها، وكان يبحث عن رفات قديسين يزين بها الكنيسة روحياً كطلب الشعب. إذ كان يفكر في الأمر، بعد صوم الأربعين، رأى في رقاده شابين يرتديان ثياباً بيض بشكلٍ عجيبٍ وبهيٍ، كانا كمن يصليان، وإذ تنبه للأمر اختفت الرؤيا. لم يدرك القديس شيئاً من الرؤيا فضاعف صومه وصلواته، وإذ به في الليلة الثالثة يرى الشابين أمامه ومعهما شخص ثالث ظنه الرسول بولس، وكانا الشابان صامتين. أخبره الشخص الثالث عن الشابين انهما الشهيدان بروتاسيوس وجرفاسيوس، وأعلن له عن الموضع الذي فيه رفاتهما. استدعى القديس إمبروسيوس بعض الأساقفة المحيطين بميلان حيث ذهب الكل إلى موضع وحفروا 24 شبراً في الأرض فوجدوا الرفات المقدسة ومعها السيرة. وقد تمجد الله في ذلك اليوم إذ شُفى كثيرون من المرضى وتحرر كثيرون من الأرواح الشريرة. من بين أعمال الله الفائقة خلال هذه الرفات تفتيح عيني أعمى كان معروفاً لكل أهل المدينة، وقد كان القديس أغسطينوس والكاهن بولينوس مساعد القديس إمبروسيوس حاضرين، وسجلا ذلك في كتاباتهما. يعّيد الغرب بنقل جسديهما في 19 من شهر يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروثاؤس اللاتيني القديس | الولادة: – الوفاة: – كان هذا الأب من علماء أثينا، فاجتمع بالقديس بولس الرسول وجرت بينهما مباحثات أدت به إلى أن يؤمن على يده، فعمده وعلمه كل الفرائض المسيحية ورسمه قساً على تلك المدينة، فكرز ببشرى الخلاص ورد كثيرين إلى معرفة السيد المسيح. وأراد الشعب رسامته أسقفاً فلم يقبل وقال: “ليتني أقدر على القيام بواجبات القسيسية”. ولما أكمل سعيه الصالح، انتقل إلى الرب الذي أحبه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروخورس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين رسولاً الذين دعاهم السيد المسيح وأرسلهم ليكرزوا باسمه وأعطاهم موهبة الشفاء وإخراج الشياطين، ولما كان مع التلاميذ في العلية امتلأ من نعمة الروح القدس المعزي. ثم انتخبه الرسل بين السبعة الشمامسة الذين شهدوا عنهم أنهم مملئون من الروح القدس والحكمة (أع6: 5). ثم صحب الرسول يوحنا وطاف معه مدناً كثيرة، ووضع يوحنا اليد عليه وأقامه أسقفاً على نيقوميدية من بلاد بيثينيا، فبشر فيها بالسيد المسيح ورد كثيرين من اليونانيين إلى الإيمان وعمدهم وعلمهم حفظ الوصايا. وبعد أن نى لهم كنيسة ورسم لهم شمامسة وقسوساً خرج إلى البلاد المجاورة لها فبشرها وعمد كثيرين من أهلها كما علم وعمد كثيرين من اليهود، وقد احتمل ضيقات كثيرة بسبب التبشير بالمسيح. ولما أكمل سعيه تنيح بشيخوخة صالحة مرضية للسيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروكسيوس ومارتينيان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قيل أن هذين القديسين كانا من بين الجند الذين قاموا بحراسة القديسين بطرس وبولس في السجن في أيام نيرون، رأيا عجائب الله فيهما فتأثرا جداً، وإذ ظنا أن نيرون نسى الرسولين، طلبا منهما أن يتركا السجن بعد أن يعمداهما. قيل إن الله أخرج ماءً بطريقة معجزية داخل السجن وقام القديس بطرس بالعماد. انطلق القديس بطرس من السجن من باب ابيان Appian، وإذ رأى السيد المسيح أمامه، فسأله: “يا رب، أين أنت ذاهب؟”، أجابه: “إلى روما لكي أصلب ثانية”. عندئذ عاد بطرس إلى روما، وأُلقي القبض عليه. قيل لبولينوس المسئول عن السجن أن الحارسين قد صارا مسيحيين، فاستدعاهما ووبخهما على غباوتهما ثم هددهما. أما هما فأعلنا بشجاعة تمسكهما بالإيمان المسيحي. ضُرب الشهيدان بحجر على فمهما، فكانا بالأكثر يسبحان الله ويمجدانه. أصدر بولينوس أمره بجلدهما، وبفرح قالا بفم واحد: “إننا نشكر ربنا يسوع”. وكانت إنسانة تقية تدعي لوسينا تنظرهما يتعذبان فتشجعهما، أما بولينوس ففقد عينه اليسرى ودخله شيطان ثم مات بعد ثلاثة أيام. أُلقي الجنديان في السجن وكانت لوسينا تخدمهما، وإذ مات بولينوس جاء ابنه بومبينوس Pompinius يعلن في القصر أن هذين الجنديين ساحران، فصدر الأمر بقتلهما بالسيف، ونالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروكلس البطريرك | الولادة: 390 الوفاة: – وُلد في القسطنطينية حوالي سنة 390م، ونشأ على حياة التقوى، وإذ سيم كاهناً برز بحياته المقدسة وعلمه ومعرفته فأحبه الشعب. إذ تنيح البطريرك أتيكوس Atticus، انقسم الإكليروس والشعب إلى فريقين، البعض اختار بروكلس ليكون بطريركاً والآخر اختار سيسينيوس Sisinnius، وقد نجح الفريق الثاني فسيم سيسينيوس بطريركاً عام 425م. سيامته أسقفاً إذ عرف سيسينيوس ما لبروكلس Proclus من حياة نقية ومعرفة سامه أسقفاً على مدينة كزيكوس Cyzicus، غير أن شعب هذه المدينة كان يود الاستقلال عن الكرسي القسطنطيني فساموا راهباً أسقفاً عليهم. تقبل بروكلس الأمر في بساطة قلب، فلم يلجأ إلى البطريرك ولا إلى البلاط لمقاومة الأسقف الدخيل وإنما باتضاع آثر أن يبقى في القسطنطينية من أجل سلام الكنيسة وهدوئها يخدم كأحد الكهنة كما كان من قبل، بل كان يعيش بين الكهنة كأحد الأصاغر يمارس حياة الاتضاع والزهد مع الاهتمام بكلمة الله والوعظ. تنيح البطريرك سيسينيوس، فقام الشعب يطلب بروكلس خلفاً له، لكن الملك ثيؤدوسيوس كان يميل إلى نسطور، فأقيم بطريركاً، الذي صار نكبة لا على كنيسة القسطنطينية فحسب وإنما على المسيحية عامة إذ كان مبتدعاً، أنكر أن القديسة مريم والدة الإله، قائلاً بأنها ولدت الطفل الإنسان يسوع، وأن الأقنوم “ابن الله” حّل على الإنسان يسوع عند عماده وفارقه عند الصلب، وانتهى أمره بحرمانه في مجمع أفسس الذي برز فيه القديس كيرلس الإسكندري، في عام 431م. في ظل هذه الأحداث لمع نجم القديس بروكلس، خاصة في مجمع أفسس، وصار من كبار أساقفة الشرق المعروفين. وإذ حُرم نسطور قام الشعب يطلب بروكلس بطريركاً، فثار البعض متسلحين بالقانون الكنسي الذي يمنع على الأسقف استبدال إيبارشيته أو كرسيه، أما هو فبقلبٍ متضعٍ لم يشته المركز بل كان يمارس عمله ككاهن. سيم مكسميانوس بطريركاً، لكنه لم يدم طويلاً إذ تنيح عام 434 م، فقام الكل يطلب بروكلس بطريركاً، وكان الملك مع الأساقفة والشعب متهللين لهذا الاختيار، وجاءت رسائل التهنئة من البطاركة كيرلس السكندري ويوحنا الأنطاكي وكلستينس الروماني. عمله البطريركي سيم بروكلس في جوٍ من الاضطراب الشديد بسبب بدعة نسطور، فعالج الموقف بروح الغيرة المتقدة والرعاية الحية الواعية مع وداعة واتضاع، فأثمرت خدمته جداً. استطاع أن يكسب الكهنة والأراخنة بمحبته ووداعته، فكان الكل يشتاق إلى خدمته وطاعته في الرب. استشاره الأساقفة الأرمن بخصوص بعض العبارات التي وردت في كتابات ثيودور الميصي Theodore of Mopsuestia وكان قد مات، فكتب رسالة وضح فيها أخطاءه النسطورية، تعتبر من أشهر كتاباته، موضحاً فيها التجسد الإلهي دون ذكر اسم ثيؤدور، حاثاً إياهم على التمسك بكتابات القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي إذ كان لهذين الأبوين مكانة خاصة لدى الأرمن. وقد مدح القديس كيرلس الكبير هذه الرسالة، وقال عنها أنها تمثل دستوراً صادقاً لإيمان الكنيسة الجامعة. قام بنقل جسد معلمه القديس يوحنا الذهبي الفم من منفاه في كومانا Comana Pontica إلى كنيسة الرسل بالقسطنطينية، حيث خرجت القسطنطينية تستقبل الرفات المباركة باحتفال رهيب يفوق الوصف. وقد ارتبطت هذه الرفات المقدسة بالحفاظ على القسطنطينية من الزلازل التي هزت البلاد المجاورة بشدة سنة 447م، ذهب ضحيتها آلاف من البشر، كما هربت أعداد بلا حصر إلى البراري وحلت الأوبئة بالبلاد بينما لم تُمس القسطنطينية. إذ حلت هذه الضيقات انطلق البطريرك بأبوته الحانية يقدم كل إمكانيات الكنيسة لحساب هؤلاء المنكوبين، بل وأكثر من الصوم والنسك ليرفع الله غضبه، ولمشاركة المتألمين. ذهب بنفسه مع الإمبراطور ثيؤدوسيوس ورجال الإكليروس إلى البلاد المنكوبة، يخدمون كل إنسانٍ متألمٍ أو محتاجٍ أو لاجئٍ، في حقل أو في البرية. قيل انه إذ كان البطريرك يجول بين المنكوبين تجمعت أعداد كبيرة من الشعب في الحقول، وصار الكل يصرخ، قائلين: “كيرياليسون” بقلوب متألمة. فجأة ارتفع طفل ليختفي وسط السحب وعاد الطفل ووقف عند البطريرك وقال: “رأيت السماء مفتوحة، وملائكة الله يسبحون، قائلين: “قدوس الله، قوس القوي، قدوس الذي لا يموت”. فصار الشعب كله يردد هذه التسبحة بروحٍ ملتهبٍ، فرفع الله غضبه عن هذه المناطق. انتقل الطفل في الحال وارتفعت نفسه إلى خالقه. وقد قيل أنه منذ ذلك الوقت دخلت هذه التسبحة في ليتورجيا القداس الإلهي. تنيح البطريرك في نفس العام، 24 أكتوبر 477م. لا تزال بعض عظاته ورسائله موجودة، وهي كتابات مختصرة وحية، تحمل روح البهجة والرجاء. قال عنه القديس كيرلس الكبير: “رجل مملوء تقوى، متمرن بكمال في نظام الكنيسة، وحافظ للقوانين بدقة”. تعرف عليه المؤرخ سقراط شخصياً، وكتب عنه أنه لطيف مع كل أحد، مؤمناً بأن اللطف يجذب إلى الحق أكثر من الشدة والعنف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروكوبيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – يقدم لنا المؤرخ يوسابيوس القيصري الشهيد بروكوبيوس St. Procopius، كأول شهداء فلسطين في عهد الإمبراطور دقلديانوس (حوالي 303م)، في أيام فلافيانوس والي فلسطين. كان بروكوبيوس قارئاً بكنيسة سكيثوبوليس Scythopolis، مواطناً بأورشليم، عاش منذ صبوته في نقاوةٍ عظيمة ونسك، لا يهتم بما يأكل مكتفياً أحيانًا بالخبز والماء، أما فكره فيهيم على الدوام في السماويات. بجانب عمله كقارئ كان يفسر العظات السريانية، كما نال موهبة إخراج الشياطين. اُستدعى بواسطة فلافيان تاركاً سكيثوبوليس إلى قيصرية، حيث طُلب منه جحد مسيحه، أما هو ففي جرأة أعلن إيمانه بالله الواحد الحقيقي متمسكاً بمخلصه. أصدر الوالي حكمه بالموت خارج أبواب المدينة. هذا ما رواه يوسابيوس كشاهد عيان لهذا الاضطهاد. غير أنه ظهرت ميامر كثيرة لشهداء يحملون ذات الاسم مما سبب لبساً بين هؤلاء الشهداء تحت اسم “بروكوبيوس”، من بينهم الشهيد بروكوبيوس أو بروكونوس الذي نذكره في السنكسار المصري (الناشر رينيه باسيه) والذي يُعتقد انه بخلاف هذا الشهيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بروكونيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد القديس بروكونيوس Proconius بأورشليم من أب مسيحي يدعي خرستوفورس أي “حامل المسيح” وأم وثينة تدعى ثأودوسية. إذ مات والده قدمت زوجته هدية عظيمة للإمبراطور دقلديانوس فعُين ابنها بروكونيوس والياً على الإسكندرية. بالفعل انطلق الوالي الجديد مع والدته وحاشيته نحو الإسكندرية بعد أن أوصاه الإمبراطور بتعذيب المسيحيين، لكن الله نظر إلى نقاوة قلبه فظهر له في الطريق كما سبق فظهر لشاول الطرسوسي. سمع بروكونيوس صوتاً يناديه باسمه ويذمه على ما أضمره في قلبه، مهدداً إياه بالموت إن عصى أمره، فقال له: “من أنت يا سيدي؟ أسألك أن تظهر ذاتك لي”. في الحال ظهر له صليب من نور وسمع صوتاً يقول له: “أنا يسوع ابن الله المصلوب بأورشليم”. فخاف بروكونيوس وارتعد، ثم ذهب إلى بيت شان وعمل صليباً من ذهب على مثال الصليب الذي ظهر له. قوة الصليب انطلق متجهاً نحو الإسكندرية، وفي الطريق هاجمه بعض العربان الوثنيين فغلبهم بالصليب الذي كان معه، عندئذ طلبت منه والدته أن يُقدم ذبيحة كضحية للآلهة التي وهبته النصرة على الأعداء، أما هو فأجابها انه لن يعبد إلا يسوع المسيح الذي عضده بصليبه. إذ سمعت الأم ذلك لم تحتمل كلمات ابنها الوحيد وفضلت موته عن قبوله الإيمان، لذا أسرعت بإبلاغ الملك دقلديانوس تخبره بما حدث. بعث الإمبراطور إلى والي قيصرية فلسطين حيث كان بروكوبيوس لا يزال هناك يسأله أن يتحقق الأمر. عذاباته استدعاه الوالي وتحقق ثبات إيمانه بالسيد المسيح، فصار يضربه بطريقة وحشية حتى صار كميتٍ، ثم زجه في السجن حيث ظهر له السيد المسيح ومعه ملائكة نورانيين وهبه السلام وحلّ رباطاته وشفاه. ظن الوالي أنه لن يبقى حتى الصباح، لكن إذ سأل عنه قيل له أنه داخل السجن بدون القيود الحديدية وبلا جراحات، فدهش واستدعاه، ثم أخذه معه إلى معبد الأصنام ليشترك معه في العبادة، وإذ رأته الجماهير حياً وبلا جراحات صارت تصرخ: “نحن مسيحيون، نؤمن بإله بروكونيوس”، وكان من بين هؤلاء أميران و12 امرأة وثيؤدوسية والدة القديس، فغضب عليهم الوالي وأمر بقطع رؤوسهم. وهكذا انطلقت الأم التي كانت لا تطيق اسم يسوع المسيح شهيدة من أجله (في 6 أبيب). أُعيد القديس إلى السجن ليستدعيه الوالي بعد ثلاثة أيام طالباً منه أن يراجع نفسه ويتعقل، وأخيراً أمر الوالي بضربه بالسيف. مدّ السياف أرشلاوس يده بالسيف ليشق جنبه فيبست يده للحال وسقط ميتاً. عندئذ أمر الوالي بطعنه بالسكاكين ووضع خل في موضع الطعنات وسحبه من قدميه إلى السجن ليبقي هناك ثلاثة أيام. ألقاه في أتون نارٍ والرب حفظه، ثم أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة في 14 أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بريسكلا القديسة | الولادة: – الوفاة: 98 زوجة مانيوس جلابريو Manius Acilius Glabrio، يتحدث عنه المؤرخان الوثنيان سوتونيوس وكاسياس أن دومتيان قتله بسبب جرائم وتجاديف، الاتهامات التي كانت تُوجه ضد المسيحيين، لذا يظن أن رجلها مات شهيداً. قيل أنها والدة القديس بيودنس St. Pudens أحد أشراف روما. ترى الكنيسة الرومانية أن القديس بطرس استخدم فيلا القديسة بريسكلا كمركز للعمل الكرازي والرعوي. ( نياحتها حوالي 16 يناير 98م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بريسكوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – حوالي سنة 272م إذ اضطهد الإمبراطور أورليان المسيحيين عانت بلاد الغال ضيقاً شديداً، خاصة مدينة Besancon. وإذ رأى القديسان بريسكوس Priscux أو بركس Prix وكوتس Cottus أن الضيق حلّ بالمسيحيين تذكرا كلمات السيد المسيح: “ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى” (مت 10: 23) ، أخذا معهما جمعاً من المسيحيين وهرب الكل إلى مدينة Auxerre. أراد الله أن يكللَّهم بتاج الاستشهاد فأُلقي القبض عليهم وقُطعت رؤوسهم. وقد اكتشف القديس جرمانيوس في النصف الأول من القرن الخامس رفاتهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بريموس وفيليكيانوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 297 تذكر الكنيسة الغربية الشهيدين بريموس Primus وفيليكيانوس Felician اللذين استشهدا في 9 يونيو (حوالي عام 297م). أخان من أشراف روما، قبلا المسيحية واعتمدا ليعيشا يخدمان الشهداء والمعترفين، فكانا يفتقدان المسجونين ويرافقانهم في المحاكمة ويقفان معهم أثناء الاستشهاد، لكنهما بالرغم من غيرتهما هربا إلى مدينة أخرى ليعودا بعد سنوات. مارس الأخان الحياة التقوية حتى ذاع صيتهما فثار كهنة الوثنيين وقاموا بهياج معلنين غضب الآلهة على روما بسبب هذين الشيخين، وكان ذلك في عهد الإمبراطورين دقلديانوس ومكسميانوس. وبالفعل أُلقي القبض عليهما وإذ رفضا إنكار إيمانهما تعرضا لعذابات كثيرة وسجنا وكان الله يتمجد فيهما. أرسلهما الملك إلى مدينة نومنتا Nomentum التي تبعد حوالي 12 ميلاً من روما بعد أن شاع الخبر أن السيد المسيح شفاهما من كل جراحاتهما وبدأ بعض الوثنيين يؤمنون. تحّير والي المدينة من تعذيب الشيخين بكل نوع، فقام بتفريقهما حتى لا يشجع أحدهما الآخر وصار يعذب فيليكيانوس البالغ من العمر 90 سنة بصلبه وجلده وسجنه، ثم عاد يطلب أخاه ليخبره بأن فيليكيانوس قد بخّر للآلهة ونال نعم من الملك، فأجابه بريموس بأن ملاكاً أخبره بما احتمله أخوه بفرح، فثار الوالي وعذب القديس بريموس. وإذ رآه يمجد الله بشكر أمر بصب رصاص مغلي في فمه فشربه كماء بارد. استدعى أخاه فيليكيانوس، وأطلق عليهما أسوداً وذئاب جائعة بينما كانت المدينة تنتظر لترى هذا المنظر البشع، لكن المفاجأة المذهلة أنها جاءت تأنس بهما، فصرخ الكثيرون يعلنون إيمانهم بالسيد المسيح. أمر الوالي بقطع رأسيهما وترك جثتيهما للكلاب والطيور الكاسرة، فبقيتا طول الليل بلا أذى، حتى جاء بعض المسيحيين ودفنوهما بإكرام عظيم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بسادة الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد بصعيد مصر من أبوين تقيين، يعملان في الزراعة ورعاية الغنم، اهتما بتربيته الروحية ودراسته في الكتاب المقدس، مع حياة تقوية نسكية. في شبابه كشف له الله برؤيا ما سيحّل بالكنيسة على يديْ دقلديانوس عندما يصير ملكاً. أحبه أسقف بلده أبصاي أو بتولومايس (أبطلمايس)، حالياً المنشأة بمحافظة أسيوط، فسامه شماساً، وإذ رأى فيه القلب الأمين في محبته لله والغيور على خلاص كل نفسٍ أوصى بسيامته أسقفاً يخلفه. أسقف أبصاي بعد نياحة الأسقف أجمع الشعب كله مع الكهنة على سيامته، وذهبوا للبابا الذي فرح به وحقق للشعب اشتياقه. بقلبه البسيط المملوء حباً إلهياً وغيرة كان الله يهبه إعلانات كثيرة، فقد قيل انه كثيراً ما كان يشاهد السيد المسيح بمجده وبهائه أثناء ممارسة ليتورجيا الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وعند صلاة “استدعاء الروح القدس” يشاهده على شكل حمامة بيضاء تشع نوراً على الذبيحة المقدسة وكل المذبح. عُرف بقداسته في الرب، حتى تأهل لرؤية السيد المسيح الذي باركه ووهبه عطية صنع المعجزات، وقد أمد في عمره حتى ظل على الكرسي الأسقفي نحو 80 عاماً. شدائده كرجل الله دخل بوتقة الآلام يشارك مسيحه صليبه، من هذه الآلام مضايقة بعض الهراطقة له ومقاومته. فقد ظهر رجل هرطوقي (غالباً ما كان أريوسياً) يقاوم القديس بسادة، فكان القديس ينصحه كثيراً. وإذ رأى هذا الهرطوقي فرديموس نجاح خدمة القديس وشى به لدى الملك فعزله عن كرسيه ليقيم فرديموس عوضاً عنه. انطلق القديس هارباً إلى مدينة أسوان ليجتمع بأسقفها الذي أشار إليه أن يذهبا معاً إلى متوحدٍ بجبل أسوان يطلبان مشورته. هناك بقي القديس مع المتوحد ثلاث سنوات حتى مات فرديموس ورجع القديس إلى شعب الله يخدمه. استشهاده بعد زمان تولى دقلديانوس الحكم كما سبق فأعلن الله للقديس في شبابه، وإذ بدأ يضطهد الكنيسة كان القديس بساده مع غلينيكوس يثبتان الشعب على الإيمان وعدم جحد مسيحهم. أرسل أريانا والي أنصنا إلى الأنبا بسادة وغلينيكوس يستدعيهما، فطلب الأسقف يوماً كمهلة له، أقام فيه القداس الإلهي وثّبت الشعب، وانطلق إلى أريانا الذي كان في إحدى جولاته بالصعيد الأقصى. وإذ رأى أريانا مهابته لم يستطع اللقاء معه فأمر بسجنه وتركه بلا طعام مدة عشرة أيام، وإذ أُخرج من السجن طُلب منه جحد مسيحه، ولما رفض تكرر سجنه أكثر من مرة، وكان في كل مرة يخرج من السجن المظلم كمن كان في وليمة، بوجهٍ مشرقٍ ومتهللٍ. حكم عليه الوالي بقطع رأسه، فارتدى ثياب المذبح البيضاء، ولما التقي به شماس يسأله عن سبب ارتدائه هذه الثياب، أجاب: “يا ابني أنا ذاهب إلى حفل عرسي، وقد عشت السنين الطويلة مشتاقًا لهذا اللقاء”. وقد نال إكليل الشهادة في 27 كهيك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بسطوروس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد وسط الضيقات التي حلت في عهد الأنبا بنيامين الثاني فى القرن 14. وشى به البعض لدى الوالي، ذلك أن والدته كانت قد جحدت إيمانها بينما بقي هو مع والده. حاول الوالي أن يستميله لكي ينكر إيمانه فرفض، أمر بإلقائه في السجن، وعندئذ ظهرت حمامة بيضاء وقفت على رأسه. أبلغ الحارس ذلك للوالي فاستحضره وهدده بالحرق، أما هو ففي هدوء مع شجاعة قال: “افعل بي ما شئت فإن سلطانك هو على جسدي فقط”. أخرجوه إلى الساحة لينال إهانات وشتائم وضرباً من العامة، وكان يحتمل ذلك بصبر وهدوء. أخيراً نال إكليل الشهادة بقطع رأسه، وقد أجرى الله عجائب من جسده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بسنتاؤس الأسقف | الولادة: 568 الوفاة: – رهبنته وُلد القديس بسنتاؤس (بسندة) بقرية شمير من أعمال أرمنت، حوالي سنة 568م، من أبوين مسيحيين تقيين، ربياه بفكر إنجيلي. حفظ الكثير من الكتب الإلهية وتعرف على العلوم الكنسية منذ صباه. التهب قلبه بالحياة الرهبانية فانطلق إلى القديس الأنبا إيليا الكبير رئيس دير أبي فام بجبل شامة، وأمضى الشطر الكبير من حياته في الجبل. حضر الأب الكبير الأنبا تاؤدوسيوس الذي من برية شيهيت بوادي هبيب لقاء هذا الشاب بالقديس إيليا، إذ كان قد اتجه إلى الصعيد الأقصى وبلغ إلى نواحي جبل شامة، إذ يقول: [ بينما كنت في بعض الأيام جالساً عند أبي إيليا أقبل إليه هذا القديس أنبا بسنده، وكان شاباً، فسجد أمامه وطلب أن يترهب عنده. سأله قائلاً: “عرفني يا ولدي ما هو سبب خروجك من منزل والديك”. فابتدأ يقول له: “يا أبي القديس الروح القدس الساكن فيك يعلمك سبب ذلك، فإني بينما كنت أرعى غنم أبي ألقى عدو الخير في نفسي فكراً نجساً، فسألت الإله جل اسمه أن يلهمني المعونة لأغلبه، ثم قمت ومضيت إلى الكنيسة، وسألت الرب بتضرع وبكاء كثير إن كانت إرادته أن أترك العالم وأترهب يسمعني فصولاً تُقرأ في الكنيسة تؤيد ما أنا عازم عليه. وهكذا كان، فإن الرب الإله جل اسمه الذي لا يُخيّب رجاء طالبيه ومن يقصده بقلبٍ نقي، أكمل طلبتي، فقُريء البولس هكذا: إن الذين يحبون الله يعينهم في كل الأعمال الصالحة… فلما سمعت هذه القراءات في الكنيسة ابتهجت كثيراً، وخرجت بعد تناول الأسرار المقدسة، ولم يعلم بي أحد، وهوذا قد أتيت إلى قدسك يا أبي راجياً أن تكمل طلبتي”. للوقت ألبسه القديس أنبا إيليا ثياب الإسكيم وصلى عليه. أما أنا فتعجبت لكونه قبله هكذا من غير فحص، لاسيما وأنه حديث السن، وقلت له: “يا أبي عندما كنت في برية شيهيت كنت أنظر الآباء الذين هناك يمتحنون الإنسان قبل قبوله عندهم”. أجابني قائلاً: “الأمر هو كما قلت غير أن الله سبق فكشف لي فضائل هذا الغلام المختار وسيرته الفاضلة قبل إتيانه إلىّ بست سنوات، وسوف يرعى قطيع المسيح، ويُعطي مفتاح كنيسة الله، وينال درجة الأسقفية على مدينة قفط، ويفصّل كلمة الحق باستقامة، ويحفظ نواميس الرب ووصاياه وأوامره وقوانين آبائنا الرسل الأطهار، ويُشاع ذكره في جميع أقطار الأرض”.] هذا ما سجله الأب ثيؤدوسيوس الذي كتب سيرة هذا القديس، وقد شاركه في كتابتها الأبوان أنبا موساس وأنبا يوحنا تلميذا أنبا بسنتاؤس اللذان لم يفارقاه إلى يوم نياحته. جهاده إذ سلك الحياة الرهبانية كان جاداً في جهاده الروحي، يهتم بالصلاة الدائمة وحفظ الكتاب المقدس مع أصوام، فكان يأكل مرة كل يومين، وأحياناً كل ثلاثة أيام، بل وكان أحياناً يصوم الأسبوع كله. رآه أحد الإخوة واقفاً حافي القدمين على الجبل في الحرّ الشديد يتلو مزاميره والعرق يتصبب منه، وإذ مدحه على هذا الجهاد أجابه إن هذا العمل يُحسب كلا شيء. ثم تحدث معه عن الجهاد ضد ثلاثة شياطين: الأول شيطان الزنا الذي يلهب القلب بالشهوة، والثاني يطمس العينين فلا يدرك الإنسان ما سقط فيه فيستهين بالخطية، والثالث ينسيه ذكر الله ووجوده وعظمته. لذا يليق بالمؤمن أن يسأل الله الخلاص منهم بقوة صليبه المقدس. كان يحب القراءة في العهدين؛ قيل إن أخاً تطلع إليه من الكوة فرآه يقرأ في الأنبياء، وكان متى قرأ سفراً يحضر النبي، وفي نهاية السفر يأتي إليه النبي ليقّبله ثم يرتفع إلى العلو. هذا وقد رآه وهو منتصب ليصلي إذ بأصابعه تتقد كمصابيح مضيئة. جاء أحد الإخوة ليفتقده إذ كان مريضاً جداً، فوجد باب قلايته مفتوحاً، فقال كعادة الرهبان: “بارك عليّ يا أبي”، وإذ لم يجبه الأنبا بسنتاؤس ظنه غير قادرٍ على القيام فدخل القلاية فوجده يتحدث مع آخر. في محبة حازمة عاتبه قائلاً: “يا أخي أهذا قانون الرهبان أن تدخل علينا بدون إذن؟!” قال له الأخ: “إغفر لي يا أبي فقد أخطأت، لأني فكرت في نفسي لعلك تكون متعباً ولا تستطيع القيام، فتجاسرت على الدخول لأفتقدك.” عندئذ قال له القديس الجالس عند الأنبا بسنتاؤس: “دعه لأن الرب جعله مستحقاً لسلامنا لأجل أعماله الصالحة.” وللوقت أخذ الأخ يد القديس وقبّلها، وإذ انصرف القديس، قال الأخ للأنبا بسنتاؤس: “أسألك يا أبي أن تعرفني اسم هذا القديس، فإني عندما أمسكت يده وقبلتها ووضعتها على وجهي أحسست بقوة عظيمة حلّت في نفسي وجسدي، وبهجة وفرح دخلا قلبي، وصرت كالثمل من الخمر.” أجابه الأنبا بسنتاؤس: “الرب نظر إلى ضعفي وتعبي ووحدتي، إذ كان جسدي ضعيفاً جداً، واشتد عليّ المرض، ولم أرَ أحداً من الناس منذ فارقتكم، فأرسل إليّ أحد أصفيائه القديس إيليا التثبيتى صاحب جبل الكرمل، عزاني بكلامه الإلهي، وأنني أسألك بالمحبة الروحية ألا تظهر هذا لأحد إلى يوم وفاتي.” معجزاته تذكر لنا سيرته بعض المعجزات التي أجراها الرب على يديه، منها أنه إذ فرغت الأوعية من المياه وهو في الجبل كاد الإخوة أن يموتوا من العطش، فصلى القديس ثم طلب منهم أن يفتقدوا الأوعية فوجدوها مملوءة ماء، ومجدوا الله. مرة أخرى دخل في سرداب داخل الجبل فوجد ميتاً وثنياً قام ليتحدث معه عن الجحيم ورقد ثانية. جاءت إليه امرأتان مصابتان بمرض تطلبان الشفاء، وإذ رآهما ترك جرته وغطى رأسه بقلنسوته ومضى مسرعاً، وإذ لم تلحقاه أخذتا من التراب الذي تحت وطأة قدميه وطلبتا من الرب فشفاهما الرب. قيل إنه إذ دخل البرية ووجد صعوبة في إيجاد ماء بقي أربعة أيام يصلى وإذا به يجد بئراً أمامه تحوى ماءً عذباً لا تزال بحاجر نقادة، تسمى باسمه. سيامته أسقفاً على قفط سيم أسقفاً على مدينة قفط وتخومها بيد البابا دميانوس، حوالي عام 598م، وكان معاصراً للأنبا قسطنطين أسقف أسيوط، كما عاصر الغزو الفارسي لمصر. لم يقبل الأسقفية إلا بناء على دعوة إلهية، فإنه إذ كان يصلي في إحدى الليالي ظهر له ثلاثة ملائكة نورانيين على شكل رهبان، أعطوه السلام وأعلنوا له أنه يُسام أسقفاً على مدينة قفط، وطلبوا منه ألا يرفض هذه الدعوة، ثم اختفوا، فبقي مصلياً حتى الصباح حيث جاء الكهنة ليمسكوه لإقامته أسقفاً. أما هو فقال لهم: “لو لم أخشَ أن أكون غير طائعٍ للذي أمرني لما كنت اسمع منكم في هذا الأمر، ولو نزعتم عني رأسي”. كان راعياً ساهراً على قطيع المسيح، مهتماً بخلاص كل نفسٍ، كما كان كثير العطاء لم يترك في أسقفيته درهماً واحداً سوى دينار من عمل يديه سلمه للشعب وهو يودعهم ليكفنوه به، قائلاً لهم انه جمعه من عمل يديه واحتفظ به منذ رهبنته لتكفينه. عُرف بمهابته، فلم يستطع أحد أن يتطلع إلى وجهه بالرغم من بشاشته وعذوبة الحديث معه. كان إذا صعد إلى المذبح ليقدس يتلألأ وجهه كالنار، وتنكشف أمامه خطايا شعبه وينظر الروح القدس حالاً على القرابين المقدسة. وُهب عطية النبوة، لينذر الكثيرين بما يحدث لهم، كما كان باب قلايته مفتوحاً للجميع. نياحته استدعى القديس بسنتاؤس تلميذه يوحنا وأخبره بأن يوم انتقاله قد قرب، معلناً له أنه وهو يصلى بالليل ظهر له أناس كثيرون نورانيون داخل الكنيسة، من بينهم اثنان مضيئان جداً هما القديسان بطرس وبولس وحولهما جماعة من الأساقفة يدعونه إلى أورشليم السمائية، ويباركوه قبل خروجه من الجسد ثم يصعدون أمامه. بعد هذا اللقاء اجتمع بالشعب ووعظهم، وأخيراً سألهم ألا يكفنوه بثياب فاخرة بل بثيابه التي يرتديها، وأن يدفنوه في مكان حدده لهم. صعد إلى المذبح وخدم سرّ الأفخارستيا وناول الشعب وباركهم، ثم مرض قليلاً ورقد في الرب في 13 من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بسنتاؤس الناسك | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس بسنتاؤس أو بسنتيوس أو بسنتي أو بسندة أو باشنتي (منها جاءت الأسماء: بشاي، أبشاي، بيشوي)، في أرمنت من أبوين وثنيين. عُرفت أرمنت بتمسكها بالعبادة الوثنية زماناً طويلاً، فكان بها نحو 360 بربا (بيت للوثن) مملوءة أصناماً من حجارة وخشب. وعندما قدم إليها أريانا والي أنصنا في عهد الإمبراطور دقلديانوس متجهاً نحو مدينة إسنا كانت تفتخر بأنه لا يوجد بها مسيحي واحد، بينما لم يوجد في مدينة إسنا في ذلك الوقت وثني واحد، إذ دخل الوالي ليجدها فارغة تماماً ماعدا سيدة عجوز قبلي المدينة أخبرته عن موضع المسيحيين، كما رأينا في سيرة القديس أمونيوس أسقف إسنا. لكن الحال قد تغير وصار شعب أرمنت مسيحياً بعد ذلك بفترة وجيزة. إذ وُلد بسنتاؤس حمله والداه إلى البرابي كعادة الوثنيين، وكانت المفاجأة أن كهنة الأوثان قد أسرعوا إلى الوالدين وهما من بعيد وطلبوا منهما ألا يقتربا بطفلهما إلى البربا لأنه عدو الآلهة. وهكذا شعر عدو الخير إبليس أن هذا الطفل قد أعده الله لنشر الإيمان وتحطيم العبادة الوثنية، فأثار كهنته ضده، وطردوه مع والديه. تعلم بسنتاؤس مهنة النجارة، إذ كان من عادة أهل أرمنت أن يُكرس كل سنة نجّار وطبيب وبنّاء للعمل في قصر الوالي لمدة عام كامل بالتناوب، جاء دوره فانطلق مع طبيبٍ وبناء إلى القصر. وإذ كان واقفاً هناك ينظر إلى السماء جاء نسر ومعه إكليل ملوكي وضعه على رأسه إلى لحظات ثم أخذ الإكليل وانطلق ناحية المشرق، الأمر الذي أدهش كل الحاضرين، وحسبوا ذلك إعلاناً إلهياً أنه يكون ملكاً. أحب الإيمان المسيحي، وقبل المعمودية وهو شاب صغير. أثناء عماده رأى شبحاً مخيفاً يخرج منه، فقال: “انظروا كيف ابتعدت قوات الظلمة عني بالمعمودية المقدسة”. رهبنته شعر القديس بسنتاؤس، خاصة منذ قبوله العماد، انه مفرز لعمل إلهي، فكان ينهمك في دراسة الكتاب المقدس بشغفٍ شديدٍ، فحفظ أغلب أسفاره، كما كان يتدرب على الحياة النسكية التقوية متكلاً على نعمة الله الفائقة. ترك القديس بسنتاؤس المدينة وانطلق إلى الجبل المجاور لها حيث سكن عند أخ قديس يُسمى سورس، يُعتبر أول راهب في هذا الجبل، وقد صار أول أسقف للمنطقة حيث لم يكن هناك سوى كنيسة صغيرة. دعوته للخدمة كان قلب القديس بسنتاؤس يلتهب شوقاً نحو الوحدة وتكريس القلب للعبادة، وفي نفس الوقت كانت نفسه متمررة من أجل الوثنيين المحرومين من خلاص السيد المسيح. وإذ أراد الانطلاق إلى داخل الجبل رأى كأن ملاكاً على شكل إنسان يقف بجوار كمية من الملح، فسأله القديس: “يا سيدي، من الذي يشتري منك هذا الملح في هذا القفر؟” أجابه الملاك: “يا بسنتاؤس، وأنت من الذي ينتفع منك إن صعدت ههنا؟! أما تعلم أن الرب قد اختارك لترد هذا الشعب الضال إليه حتى يخلصوا؟! قم الآن وانزل إلى المدينة كقول الرب، واسكن خارجها، واجتذب الناس إليك قليلاً قليلاً، لأن جموعاً كثيرة تأتى إليك وتُقبل إلى معرفة الله من قبلك أيها الإناء المختار”. ثم أعطاه الملاك السلام وصعد إلى السماء. نزل القديس من الجبل، وبنى لنفسه مسكناً بجوار المدينة يمارس فيه نسكياته بجهاد عظيم، سائلاً الله بدموع من أجل خلاص الناس. ازداد القديس بهاءً بنعمة الله العاملة فيه، وقد وهبه الله روح النبوة، فجاء كثيرون يستشيرونه. بأمر إلهي بنى كنيسة تبعد عن مسكنه حوالي ميلاً، ثم بنى مجمعاً بجوارها، فاجتمع عنده ثلاثة وخمسون أخاً يمارسون الحياة الرهبانية تحت إرشاده. وتحول هذا الدير إلى مركز إشعاع روحي وكان كثير من الوثنيين يأتون إليه ويسمعون للقديس فيقبلوا الإيمان وينالوا العماد، حتى كادت مدينة أرمنت كلها أن تصير مسيحية. لقاءاته مع آخرين جاء إليه أنبا ببنودة أسقف مدينة قوص، فخرج إليه القديس يستقبله بفرح ويعانقه، وكانا يتحدثان بعظائم الله. قال القديس للأسقف: “إنني كنت ذات يوم أمشي في الجبل، وللوقت نظرت سيدي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحيّ، فخررت له ساجداً، وقبّلته، ومشيت معه كالإنسان مع خليله، فلما أتيت إلى حائط وعليه سياج باركني وأعطاني السلام، وصعد إلى السماء بمجد عظيم”. مرة أخرى إذ جاء إليه الأنبا هارساسيوس استقبله بفرحٍ عظيمٍ، ودخل به إلى الدير وسط التسابيح، وكان يوحنا (أخ القديس بسنتاؤس) قد خرج من الدير يجمع حطباً، وهناك قاتله الشيطان بفكر الزنا وظهرت له الشياطين على شكل نساء لتثير فيه الخطية أما هو فترك الموضع وهرب إلى مكان به شوك وحسك، ثم أسرع إلى الدير. علم الأنبا بسنتاؤس بالروح وخرج إليه واستقبله، قائلاً: “مرحباً بك أيها الرجل الصالح المتحد بالإله الواحد وحده القدوس الأبدي، الذي غلب أفكار العدو وكل خيالاته، الآن أنا أقول لك يا أخي الحبيب إن إلهنا القوي قد أنعم عليك بأسقفية مدينة أرمنت…” بعد ذلك تنيح القديس الأنبا مقارة أسقف المدينة فاجتمع أهل المدينة، وأخذوا الأب أنبا يوحنا، وأتوا به إلى الأب البطريرك أنبا ثاؤفيلس، وطلبوا منه أن يرسمه لهم أسقفاً على مدينة أرمنت وكل تخومها، وبهذا تحققت نبوة أخيه. اهتمامه بالمرضى إذ وهبه الله عطية شفاء المرضى فتوافدت الجماهير عليه بنى مسكنًا خارج الدير يستضيف فيه الكثيرين، وكان يهتم بخلاص نفوسهم وبنيانهم الروحي بجانب صلواته عنهم لشفاء أجسادهم. في شيخوخته المملوءة ثمراً روحياً مرض، ثم تنيح في السابع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بسوثي الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف بتولومايس، إحدى المدن الخمس الواقعة في شمال أفريقيا، نحو أواخر القرن الثالث الميلادي. لا يروي لنا التاريخ شيئاً عن طفولة هذا الأسقف العظيم ولا عن شبابه، ولكن الذي يرويه التاريخ هو جهاده الروحي العنيف في سبيل أبنائه من أهالي بتولومايس. ذلك أنه وجه كل عنايته إلى تعليم شعبه وتثبيته في الإيمان، وكان حين يعلم شعبه يصور لهم أمجاد السماء في صورة جذابة خلابة تفتنهم وتجعلهم يدركون أن آلام الحاضر لا توازي المجد المعد لجميع الذين يرضون الله. ولما سمع أريانوس والي المنطقة بتعليم بسوثي أقسم بأن يضع حداً له، فأرسل على الفور رسالة أقسم بأن يضع حداً له، فأرسل على الفور رسالة إلى الإمبراطور دقلديانوس الذي بعث برده مع الرسول عينه يقول فيه: “من دقلديانوس الإمبراطور إلى بسوثي: سلام. إن رضيت أن يخضع للأوامر الصادرة مني إليك بأن تبخر لآلهتي فإني أعطيك سلطاناً أوسع، وآمر جنودي بحراستك حيثما سرت، أما إن رفضت الإذعان فليس أمامك سوى الموت”. وحين وصل رسول الإمبراطور إلى بتولومايس كان الأنبا بسوثي يصلي القداس الإلهي فعلم بالروح مضمون الرسالة، وحالما انتهى من الصلاة استدعى إليه الرسول وقال له: “هل في وسعك أن تصنع معي معروفاً؟” أجابه الرسول: “إن كان في حدود سلطتي أصنعه معك بكل سرور”. قال له الأسقف: “أمهلني يوماً واحداً”، فقَبِل الرسول هذا الطلب. فجمع الأسقف كهنته وشعبه وأخذ يوضح لهم عظم المسئولية الملقاة عليهم وشرف الثبات على الإيمان المسيحي حتى النهاية. بدأوا يبكون ويرجون منه أن يجد مخرجاً لنفسه من الموت المحقق الذي ينتظره، فقال لهم: “يا أولادي كل منا سيموت حتما إن عاجلاً أو آجلاً، لذلك كان من دواعي مجدي أن أموت الآن على اسم السيد المسيح مخلصي، فذلك خير لي من أن أعش مدة قد لا تتجاوز يوماً وقد تطول أعواماً، وهذه المدة أعيشها وأنا خَجِل منخفض الجبين لأنني خنت عهد سيدي الفادي الذي بذل نفسه لأجلي. فتعالوا إذاً لنصلي جميعاً القداس الإلهي ولنشترك معاً في التناول من السر المقدس كي تتحصن به نفوسنا فنستطيع أن نطير إلى العلى بأكثر سرعة”. وقد تعزت قلوب الشعب بهذه الكلمات، ولما انتهى القداس رأى الشعب وجه الأنبا بسوثي يضيء بلمعان ساطع فامتلأت قلوبهم سكينة وعزاء، وساروا معه إلى حيث ينتظره الجند مهللين ومسبحين كأنهم سائرون في موكب عرس بهيج. وما أن أوصلوه إليهم حتى ودعوه من غير آهة واحدة، واقتاده الجند إلى الإسكندرية وسلموه إلى واليها الذي حاول بشتى الوسائل أن يقنع الأنبا بسوثي بالتبخير للآلهة، ولكنه أصر على الرفض. ثم زعم الوالي أنه قد يستطيع إرهاب الأسقف فرمى به في السجن وختم بابه بالختم الإمبراطوري وتركه خمسة عشر يوماً، ثم عاد إليه بعد هذه المدة وقاده إلى قاعة المحكمة. ذهل الوالي حين رأى الأنبا بسوثي مضيء الوجه تشيع منه النضارة والبشاشة فقال له: “لابد أنك ساحر لأنني ختمت الباب وفضضته بنفسي الآن، وهذا يعني أنك بقيت في السجن الضيق القذر خمسة عشر يوماً محروماً من كل طعام وشراب، وكنت أتوقع أن أراك نحيلاً شاحب الوجه لا تقوى على الوقوف، أما وقد وجدتك على غير ما توقعت فأظن أن لديك قوى سحرية تهر بها الجوع والعطش”. ابتسم القديس في هدوء وقال له: “إني أشفق عليك يا صديقي العزيز لأنك لم تعرف بعد أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”. كانت الجماهير إذ ذاك قد تجمعت في دار المحاكمة وسمعت الحديث الذي دار بين الأسقف والوالي، فهتفوا: “يا أبانا القديس بسوثي إن إله المسيحيين هو الإله الحق”. فهمس الوالي في أذن القاضي قائلاً: “أسرع بإصدار الحكم قبل أن تتزايد الجماهير ويفلت الزمام من أيدينا”، فصرخ القاضي بأعلى صوته: “خذوا هذا الرجل خارج المدينة واقطعوا رأسه”. ساقه الجند إلى الخارج وتبعته الجماهير، وفي الطريق اقترب شاب شماس من الأنبا بسوثي يسأله: “يا أبي لماذا ارتديت الثياب البيضاء التي ترتديها حين تقدم القرابين؟” فالتفت إليه الأسقف وهو مشرق الوجه وقال: “يا بني أنا ذاهب إلى حفل العرس فكيف لا ألبس الملابس البيضاء؟ وسأقابل ربي وإلهي في مجده، ولقد عشت السنين الطوال مشتاقاً إلى هذه المقابلة. أما أنت يا ابني فانضم إلى الجموع قبل أن يلحظ الجند أنك تحدثني، وغلى اللقاء في النور الأعظم”. ولما وصلوا إلى مكان الإعدام رفع الأنبا بسوثي عينه نحو السماء ورفع يديه إلى فوق وصلى بصوت عال قائلاً: “يا ربي وإلهي أحرس هذا الشعب واحفظه في الإيمان القويم وأرسل ملائكتك ليحيطوا به، وتقبل روحي بين يديك”. ولم يكد ينتهي من صلاته هذه حتى رأت الجموع السيف يلمع في أشعة الشمس ثم يهوي على رجل الله، فسقط جسمه بينما طارت روحه مع جمهور الملائكة إلى مساكن النور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بشاي القديس | الولادة: – الوفاة: – قصة هذا القديس تكشف عن خطة الله العجيبة لخلاص كل نفسٍ، فإنه يستخدم كل وسيلة ليجتذبها إليه، ويقيمها على أعلى مستوى، إن قبلت دعوته وتجاوبت معه. وُلد هذا القديس في قرية أبصونة من تخوم أخميم، في شبابه صار يسلك بالشر. لم يتركه الرب في شره بل سمح له بمرضٍ، وأعلن له في الليل رؤيا إذ رأى موضع العذابات الأبدي فصار يبكي بمرارة. رفع بشاي المدعو أيضاً بطرس نظره إلى السماء، وصرخ: “يا سيدي وإلهي إن شفيتني من هذا المرض أتوب وارجع إليك وأعبدك من كل قلبي”. شُفي بشاي (بطرس)، ولم ينسَ وعده للرب بل التهب في قلبه حنين شديد نحو الحياة الرهبانية. ترك الغنم التي كان يرعاها وانطلق إلى الدير ليلتقي بالقديس بيجول خال القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في جبل أدريبة. حياته الرهبانية إن كان الله قد استخدم المرض وسيلة لخروج هذا الشاب من شهوات الجسد المحطمة للنفس، لكنه إذ ذاق الحياة الروحية الحقة امتلأ قلبه فرحاً لينطلق بقوة في أتعاب كثيرة، محتملاً آلام ميتات يومية ببهجة قلب. عاش مع القديس بيجول في صداقة عجيبة، يشتركان معاً في النسكيات والعبادة بلا ملل، يسهران الليالي معاً يقاومان تجارب عدو الخير. وهبه الله إمكانية فائقة ليرتفع فوق حدود احتياجات الجسم، فكان يصوم بطريقة تفوق الإمكانيات الطبيعية كأن يبقى شهراً كاملاً لا يذوق شيئاً بسماح إلهي عجيب، كما كان يقضي أحياناً الليل كله واقفاً يصلي. وهبه اللَّه في محبته أن تكون أعمال الناس مكشوفة أمامه، فيسندهم على حياة التوبة الصادقة، إذ جاء كثيرون من كل أرض مصر يطلبون بركته بسبب نعمة الله العاملة فيه. كان يسند القادمين إليه بمواعظ روحية نافعة كما كتب مقالات نافعة للرهبان وللذين في العالم. خلال صداقته مع الأنبا بيجول جاء ابن أخت الأخير، الأنبا شنودة، وهو ابن سبع سنين، فألبسه خاله الإسكيم وهو بعد صبي بناء على إعلان ملائكي، وقد تمّ ذلك في حضور الأنبا بشاي، وصار الثلاثة يعملون بروحٍ واحدٍ في صداقة عجيبة بالرغم من تفاوت السن؛ وفيهم تحقق قول سليمان الحكيم: “الخيط المثلوث لا ينقطع.” بني كل واحد منهم لنفسه مسكنًا في الجبل وآخر بجوار الكنيسة. وإذ كان الثلاثة منطلقين لزيارة أنبا يحنس بجبل أسيوط سمعوا صوتاً من السماء يقول: “لقد انتخبتك اليوم يا شنودة رئيساً ومدبراً للمتوحدين”. تنيح القديس أنبا بشاي في الخامس من أمشير، فكفنه القديس أنبا شنودة، وظهر من جسمه آيات وعجائب، وكتب القديس أنبا شنودة سيرته ونسكياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بشاي الناسك القديس | الولادة: – الوفاة: – ارتبطت سيرة القديس أنبا بشاي الناسك، والمعروف باسم أنبا بشاي ساكن القبرين في مدخل طود (جبل الطود شرقي النيل مقابل أرمنت) بالقديس بسنتاؤس وسورس، ويُقال ان الثلاثة يحسبون من أوائل الذين تتلمذوا على يديْ القديس باخوميوس أب الشركة. كان ناسكاً متعبداً لله منذ صغره، يجتهد في صلواته ليلاً ونهاراً. امتاز بحبه لسِفر إرميا، حتى قيل أنه في كل مرة يقرأه ويفرغ منه يجد القديس إرميا النبي أمامه فيقبّل رأسه ثم يصعد النبي نحو السماء. كثيراً ما يتحقق معه هذا في الأسفار الأخرى أيضاً. لم يعطِ لنفسه راحة جسدية، فكان محباً لضرب المطانيات والسهر الكثير، وإذ أكمل جهاده تنيح في 25من كيهك. وضعوا جسده في كنيسته، وقد أظهر الله منه عجائب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بشاي أنوب الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان جندياً أيام ولاية كبريانوس على أتريب (حالياً بنها). لما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين تقدم هذا الجندي واعترف بالسيد المسيح، فقبض عليه الوالي وأوقع عليه عذابات كثيرة، وإذ لم يترك إيمانه ولا جحد مسيحه قُطعت رأسه في المطرية الواقعة بجهة عين شمس ضواحي القاهرة، وكان ذلك في 19 بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بشاي من إنطاكية القديس | الولادة: – الوفاة: – بشاي أو أبشاي Abshai هو أخ القديس هور أو أباهور من إنطاكية، سيم قساً لتقواه. مضى أخوه مع والدته إلى الإسكندرية حيث استشهدا هناك، فجاء هذا الكاهن ليهتم بجسديهما، لكنه إذ نظرهما اشتهى مشاركتهما اكليلهما، فسلم نفسه للوالي وأعلن إيمانه محتملاً العذابات حتى أسلم الروح. حاول الوالي عبثاً أن يحرق الأجساد. تعيد له الكنيسة في أول أيام النسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بضابا الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلد هذا القديس في مدينة أرمنت بمحافظة قنا، من أسرة تقية، والده يُسمى مينا. “بضابا” مشتقة عن الهيروغليفية “باتبي” وتعني “الرئيسي” أو “الجوهري”، وفي القبطية “باتابي” تعني “المنتسب إلى الرأس”. تكونت صداقة قوية بينه وبين ابن خالته “أندراوس” منذ طفولتهما، فقد كان الأخير يكبر بضابا بعامين. وكانا يحملان فكراً واحداً هو التمتع بالملكوت السماوي. كان الاثنان منذ نعومة أظافرهما يلتقيان معاً على صعيد الروح، زاهدين في الحياة، عاكفين على دراسة الكتاب المقدس والكتب الدينية، يصومان يومين يومين بلا طعام ولا شراب مع المداومة على الصلاة ليلاً ونهاراً. حياتهما الرهبانية انطلقا معاً إلى الجبل الشرقي بقصر الصياد (مركز نجع حمادي)، وتتلمذا على يديْ القديس أنبا إيساك. سكنا صومعة يمارسان فيها تداريبهما الروحية، وكانا يمارسان نساخة الكتب الروحية لنفعهما الشخصي روحياً ولبيعها مقابل دراهم قليلة للإنفاق على نفسيهما وتوزيع ما يتبقى على الفقراء. فاحت رائحة المسيح الذكية فيهما، وصارت صومعتهما مركز إشعاع روحي، فجاء إليهما أسقف المنطقة الأنبا تادرس وسام القديس بضابا قساً وأندراوس شماساً، وكانا يمارسان الخدمة الكهنوتية مرة كل أربعين يوماً في كنيسة بإحدى القرى المجاورة. دخل الأنبا تادرس الكنيسة يوماً، وإذ تطلع إلى القديس بضابا شاهد وجهه مشرقاً ببهاءٍ عجيب كما نظر إكليلاً كما من ذهب مرصع متلألئ موضوعاً على رأسه، فاشتاق أن يبقى بضابا وأندراوس معه في الأسقفية، فرفض الأول ورجع إلى قلايته بينما وافق الآخر أن يبقى معه. عاد القديس بضابا إلى قلايته، وإذ أدرك أن الكل يلاحقه هرب. أرسل الأسقف وراءه رسلاً فوجدوه قد ترك الموضع، فقام الأسقف بتدشين القلاية ككنيسة. تنقلاته المستمرة إذ هرب القديس كانت فضائله تسحب قلوب الكثيرين نحوه الأمر الذي كان يرعبه، فكان يزداد نسكاً كتأديبٍ لنفسه. أينما حلّ تجمهر المؤمنون حوله، لذا كان يتنقل بين “هو” و”قوص” و”نقادة” و”بهجورة”، هرباً من الناس، وكان الرب يعمل به عجائب كثيرة. أسقف قفط إذ تنيح أسقف قفط اجتمع الكهنة مع الشعب ورأوا أن القديس بضابا هو خير من يصلح للأسقفية، فبعثوا وفداً كبيراً إلى القديس البابا بطرس خاتم الشهداء (17) الذي رأى ملاك الرب في رؤيا يعلنه بسيامة هذا الأب أسقفاً. التقى البابا بالوفد واستجاب لطلبهم، وأرسل أربعة من الكهنة إلى الصعيد، حيث جاءوا به إلى البابا بالرغم من تردده لقبول هذه الرتبة وخوفه لئلا تهلك نفسه! إذ جاء القديس أمام البابا أعلنت الوفود التي جاءت متزاحمة قبولها بل وفرحها بالأسقف الجديد. رافقته الآيات والعجائب منذ لحظة سيامته وأثناء رجوعه بالسفينة حتى بلوغه كرسيه. عاش هذا الأسقف ناسكاً في ملابسه وطعامه، زاهداً كل شيء. أرسل إلى ابن خالته “أندراوس” ليكون معه في خدمة ربنا يسوع المسيح فجاء وأقام عنده. استشهاده في عهد دقلديانوس إذ كان أريانا والي أنصنا يجول صعيد مصر ليمارس كل أنواع العذابات على المسيحيين، علم الأسقف بأن الوالي قد بلغ مدينة إسنا وأنه يقوم بقتل سكانها. جمع الأسقف شعب المسيح وصار يحثهم على الثبات في الإيمان وقبول الآلام بفرح، ثم باركهم وودعهم. ذهب إلى مدينة إسنا وبصحبته القس أندراوس (ابن خالته) والقديس خريستوظلوا. هناك اعترفوا باسم السيد المسيح، ونالوا عذابات كثيرة، وقد ظهر السيد المسيح حيث أكد له: “تعزى يا حبيبي بضابا، أنا معك” ثم صعد إلى السماء وكان حوله كثير من الملائكة. تمتع الثلاثة بإكليل الاستشهاد في 19 من شهر أبيب، وكان القديس بضابا ابن ثمانية وستين عاماً، قضى منها 15 عاماً في بيت أبيه، 49 عاماً في الحياة الرهبانية النسكية، وثلاث سنوات ونصف على كرسي قفط أسقفاً. وضع الأب المكرم الأنبا ثاؤفيلس أسقف قفط ميمراً في سيرة هذا الأسقف الشهيد، قام الاكليريكي رشدى واصف بهمان بنشره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس أسقف براغ | الولادة: – الوفاة: – قيل أن القديس بطرس أسقف براغ St. Peter of Braga في البرتغال هو أحد أساقفتها الأولين، عاش في القرن الرابع، متسلماً الأسقفية عن معلمه وسلفه القديس يعقوب الكبير أول أسقف لبراغ. يقال إنه نال إكليل الاستشهاد بعد أن قام بتعميد ابنة ملكة هذه المنطقة وإبرائها من مرض البرص. يعيد له الغرب في 26 إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس أسقف سبسطية القديس | الولادة: – الوفاة: 391 سبق لنا الحديث عن عائلة هذا القديس المطوّبة، فقد كان الأخ الأصغر بين عشرة إخوة، تكبرهم القديسة العظيمة ماكرينا التي كان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بل وفي تدبير الكنيسة. ومن بين إخوته القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية، والقديس غريغوريوس أسقف نيصص. أما والديهم فهما باسيليوس وإميليا اللذان نُفيا بسبب الإيمان. تنيح والده وهو بعد رضيع فتلقفته أخته القديسة ماكرينا التي ألهبت قلبه بالحياة النسكية والعزوف عن المراكز الزمنية والكرامات الباطلة. التحق القديس بطرس بالجماعة الرهبانية التي أقامها أخوه القديس باسيليوس على ضفاف نهر الإيريس، فقد احتاج إليه أخوه ليعاونه في تدبير هذه الجماعة، وليكون خلفه، إذ اتسم بالحكمة والرزانة مع الحياة الفاضلة في الرب. حلّت مجاعة عنيفة اجتاحت بنطس وكبادوكيا فظهرت محبة هذا القديس الفائقة. بحسب الحكمة البشرية كان يليق به أن يكون مقتصداً في العطاء للآخرين حتى يطمئن أن جماعته تجتاز هذه المحنة بسلام، لكن محبته المسيحية الباذلة أبت عليه إلا أن يفتح مخازن هذه الجماعة ليعطى بفيض للجميع، واثقاً في الله مشبع الجميع. سيامته إذ سيم القديس باسيليوس أسقفاً على قيصرية كبادوكيا في سنة 370م، شجع أخاه على نوال نعمة الكهنوت. تنيح باسيليوس في أول يناير 379م، وتنيحت ماكرينا في نوفمبر من نفس العام، ثم تنيح بعدهما بقليل أوستاثيوس الأريوسي أسقف سبسطية بأرمينيا المقاوم للقديس باسيليوس، فسيم القديس بطرس أسقفاً على سبسطية عام 380م لاقتلاع كل جذور الأريوسية عن الإيبارشية. في عام381 اشترك في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية حيث أظهر غيرة على الإيمان المستقيم مع حكمة وتقوى. تنيح في صيف عام 391 على ما يظن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الأول البابا السابع عشر | الولادة: – الوفاة: 311 هو ثمرة صلوات أمه صوفيا زوجة الكاهن الإسكندري ثيؤدوسيوس، إذ طلبت من الله في عيد الرسل أن يهبها ثمراً، وفي الليل ظهر لها شخصان يلبسان ثياباً بيضاء يعلنان قبول الله طلبتها، وبالفعل وُلد بطرس في عيد الرسل التالي. بعد ثلاث سنوات قدماه الوالدان للبابا ثاؤنا لكي يباركه، وفي الخامسة أُرسل ليتعلم الدين، وقد أقيم في السابعة أغنسطساً، وفي الثانية عشرة شماساً يخدم الله بروح تقويّ نسكي، وكان ملازماً الكنيسة ليلاً نهاراً، منكباً على الدراسة، سالكاً في اتضاع، فأحبه الجميع، وسيم قساً في السادسة عشرة من عمره. قيل أنه كثيراً ما كان يرى السيد المسيح نفسه يناول المؤمنين بيد البابا ثاؤنا. عرف القس بطرس كيف ينسحب من وقت إلى آخر للدراسة في الكتاب المقدس حتى تأهل أن يكون عميداً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ويُلقب “المعلم البارع في المسيحية”. وعندما جاء سابليوس القائل بأن الله أقنوم واحد يظهر تارة في شكل الآب وأخرى في شكل الإبن وأيضاً في شكل الروح القدس، أرسل له البابا ثاؤنا القس بطرس فاستصغره لكن سرعان ما أفحمه بل وقيل إنه أُصيب بمرض خطير ومات في الحال وتشتت أتباعه. هذا وقد وهب الله هذا الكاهن عطية إخراج الشياطين وشفاء المرضى. على كرسي مارمرقس إذ كان البابا ثأونا في مرض الموت رأى السيد المسيح يطمئنه على الخدمة، قائلاً له: “أيها البستاني للحديقة الروحية، لا تخف على البستان ولا تقلق، سلمه إلى بطرس الكاهن يرويه، وتعالْ أنت لتستريح مع آبائك”. فأخبر البابا تلميذه الذي بكي لشعوره بعظم المسئولية. وفي أول أمشير سنة 18ش (25 يناير302م) سيم القس بطرس بابا الإسكندرية (17). الانقسام الميلاتي بدأ البابا بطرس خدمته كبطريرك وسط عاصفة الاضطهاد العنيفة التي أثارها الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس. لكن ما أرهق البابا بحق هو الانقسام الداخلي الذي خلقه مليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط). يبدو أن هذا الأسقف بخر للأوثان، ولما أراد البابا تأديبه رفض، فعقد البابا مجمعاً بالإسكندرية وجرده، أما مليتوس فأخذ موقف العنف إذ صنع انشقاقاً وضم إليه بعض الأساقفة، بل وعند سجن البابا ذهب إلى الإسكندرية وصار يرسم كهنة بالإسكندرية. هذا ما ذكره القديس أثناسيوس، أما القديس أبيفانيوس فيقول أن مليتوس أخذ موقف العنف من المرتدين بسبب الاضطهاد الراجعين، رافضاً توبتهم خاصة الكهنة، أما البابا فأراد أن يبقى الباب مفتوحاً لكل نفسٍ راجعة، مكتفياً بتقديم التأديب. وقد سُجن البابا بطرس ومليتوس، وبسبب الخلاف وضعا ستارة بينهما داخل السجن حتى لا ينظر بعضهما البعض، فقد فضل البابا أن يخسر الأسقف ومن معه عن أن يفقد الراجعين إلى الله بالتوبة رجاءهم. عُرضت قضية هذا الانشقاق الميلاتي في المجمع المسكوني بنيقية عام 325م، إذ بلغ عدد التابعين لمليتوس 28 أسقفاً، وقد تساهل المجمع معه، إذ قبله كأسقفٍ شرعيٍ في حدود إيبارشيته على ألا يسيم أساقفة أو كهنة فيما بعد، أما الذين سبق فسامهم من الكهنة فيُعاد تثبيتهم من جديد ويعملوا تحت سلطان أسقف الإسكندرية. وفي حالة احتياج أسقفية ما إلى أسقف تعاد سيامة أحد الأساقفة الذين سامهم مليتوس، كما أمر المجمع ألا يُسام أسقف في المستقبل دون حضور ثلاثة أساقفة على الأقل واشتراكهم في السيامة. مع آريوس خطورة الانشقاق المليتي أن آريوس منكر لاهوت السيد المسيح (سبق الحديث عنه في عرضنا لسيرة البابا أثناسيوس) قد وجد في هذا الانشقاق فرصته، إذ انضم إليه ليس من جهة الفكر اللاهوتي وإنما من جهة معاندته ضد الكنيسة. عقد البابا بطرس مجمعاً في الإسكندرية وحرم أريوس، وقد استمر الأخير في نشر تعاليمه. في داخل السجن أُلقيّ القبض عليه وأودع في السجن إما لظهور أول مؤلفاته ضد الوثنية، التي اعتبرها الإمبراطور تحدياً شخصياً له، وإما بسبب شكوى قدمها سقراطيس، أحد أشراف إنطاكية إلى الإمبراطور. سقراط هذا كان صديقاً للشهيد أبادير، أنكر الأول الإيمان إرضاءً لدقلديانوس، فسألته زوجته التقية أن يسافر معها إلى الإسكندرية لتعميد ابنيهما هناك فرفض خشية غضب الإمبراطور عليه. سافرت الزوجة ومعها الابنان وغلامان، وفي الطريق إذ هبّت عاصفة شديدة خشيت أن يموت الولدان بلا عماد، فبسطت السيدة يديها وحوّلت وجهها نحو الشرق وصلت، ثم جرحت ثديها اليمني ورشمت جبهتيهما بدمها وغطستهما في الماء، وهى تقول: “أعمدك باسم الآب والإبن والروح القدس”. وإذ هدأت الريح وبلغت الإسكندرية قدمت الابنين للبابا بطرس، فكان كلما أراد أن يغطسهما تتجمد مياه المعمودية. وإذ روت السيدة له ما حدث اكتفي البابا بالصلاة على الولدين ورشمهما بالميرون. اشتكى سقراط امرأته أمام الإمبراطور فاستدعاها وأمر أن تُربط من خلفها ويوضع الولدان على بطنها ويُحرق الثلاثة بالنار. بعد ذلك أمر الإمبراطور بالقبض على البابا الذي عمّد الولدان. وقد سجن عام 311م. مساعي آريوس أدرك آريوس أن البابا بطرس في طريقه للاستشهاد، لذا في مكرٍ أسرع لينال منه الحل طامعاً أن يعتلي الكرسي من بعده، فأرسل جماعة من الأراخنة يشفعون فيه، أما البابا فأكد حرمان آريوس. استدعى البابا تلميذيه الكاهنين أرشلاوس والكسندروس وأخبرهما أن الأول سيعتلي الكرسي من بعده، يخلفه الثاني، محذراً إياهما من قبول آريوس في شركة الكنيسة، قائلاً لهما إنه رأى السيد المسيح بثوبٍ ممزق في المنتصف، ولما سأله عن سبب التمزيق، أجابه أن آريوس هو الذي مزقه. حب مشترك إذ علم شعب الإسكندرية بسجن باباهم المحبوب تجمهر الكل حول السجن يريدون إنقاذه دون استخدام أية وسيلة عنيفة بشرية، مشتاقين أن يوقفوا قتله ولو تعرض الكل للموت. اضطر القائد أن يؤجل تنفيذ الحكم يوماً خشية حدوث ثورة. وإذ حلّ الليل لم ينصرف الجمهور فارتبك القائد. أدرك البابا أن احتكاكاً لا بد أن يحدث في الصباح بسببه، وإذ لم يرد أن يُصب أحد من شعبه بسوءٍ، استدعى أحد الأراخنة الموثوق فيهم ليبلغ الوالي أن يدبر إرسال البعض إلى السجن من جهة الجنوب عند أسفل الحائط وسوف يقرع البابا لهم من الداخل فينقبوا الحائط ويخرج إليهم لينفذوا فيه الأوامر الصادرة إليهم. وبالفعل تم ذلك، وخرج البابا سراً، وهو يقول: “خير لي أن أسلم نفسي فدية عن شعبي ولا يُمس أحد بسوء”. سُمح له بزيارة مقبرة القديس مارمرقس الرسول لينال بركته، حيث صلى لله مستودعاً إياه الشعب، سائلاً أن يكون هو آخر شهيد في جيله. وكان بالقرب من القبر عذراء ساهرة تصلي سمعت صوتاً يقول: “بطرس آخر شهداء هذا الاضطهاد”. تقدم البابا للجند فكان وجهه كملاكٍ، ولم يجسر أحد من الخمسة جنود أن يقتله، عندئذ قدم كل واحدٍ منهم قطعة ذهبية ليأخذ من يضرب رقبته الخمس قطع، فتجاسر أحدهم وضربه، وكان ذلك في 29 هاتور سنة 28ش (سنة 311م). في الصباح أدرك الشعب ما قد حدث، فوضع جسده على كرسي مارمرقس إذ لم يجلس عليه قط كل أيام بطريركيته، وكما قال لكهنته انه كلما أراد الجلوس شاهد قوة شبيهة بالنور حالة في العرش فكان يكتفي بالجلوس أسفله. دُفن مع القديس مارمرقس، لكنه إذ كان قد بني لنفسه مقبرة في موضع يقال له: “لوكابتس” نُقل إلى هناك ورافقته معجزات كثيرة. وكان السكندريون يحتفلون بعيده سنوياً، يقضون الليل في التسبيح لينتهي بقداس إلهي يقيمه بابا الإسكندرية، يعقبه وجبة أغابي “وليمة محبة” على شاطئ البحر. كتاباته 1. أهمها “الرسالة الفصحية”، تُسمى “الرسالة الخاصة بالقوانين”، أصدرها بعد الاضطهاد الذي أثيرعام 302م، تحوى 14 قانوناً خاصة بتأديب الإخوة الجاحدين، الراجعين بالتوبة، وهي تحذر من إثارة الوالي للاضطهاد بقصد نوال إكليل الاستشهاد. وُضعت عام306م، سبق لنا ترجمتها ونشرها. له أيضاً “رسالة فصحية ثانية”. 2. الرسالة إلى الإسكندرانيين، يحذرهم فيها من مليتوس. 3. مقالات: “عن مجيء مخلصنا”، “عن القيامة من الأموات”، “عن اللاهوت”، “عن النفس”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس البوهي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأة الأنبا إبشاي البوهي ولد من أبوين مسيحيين تقيين بفاو هما ثيؤبسطس وزوجته خاريس، لم ينجبا لمدة سبع عشر سنة فكانا مُرَّي النفس. وإذ كان ثيؤبسطس مداوماً على الصلاة، رأى إنساناً نورانياً يبشره بميلاد طفل يُدعى إبشاي، يكون إناءً مختاراً لله ويتأهل لنوال إكليل الاستشهاد، ففرح الوالدان جداً. في ذلك الوقت أنعم الله على مريم أخت خاريس بولد دُعي بطرس (والده يُدعى سدراك)، توفت والدته وقامت خاريس بتربيته مع ابنها إبشاي الذي كان يصغر بطرس. عماده قيل إنه إذ دخل الوالدان بابنهما إبشاي لينال سرّ المعمودية كان كاهن الكنيسة بفاو رجلاً شيخاً فقد بصيرته وكان مصاباً بمرض شديد؛ حمل الكاهن الطفل، وصلى عليه طويلاً وباركه، ثم أخذ يد الطفل ووضعه على وجهه وعينيه وصدره، فانفتحت عينيْ الكاهن وقام من سرير مرضه في الحال، وبدأ يصلي على جرن المعمودية، ثم تنبأ أن هذا الطفل وقريبه بطرس ينالا إكليل الشهادة، ويحقق الله أعمالاً عجيبة خلالهما. سلم الكاهن ميخائيل الطفل لوالديه بعد أن قبّله، ثم رقد ليسلم روحه في يديْ الله. إذ بلغ ابشاي سبع سنوات أحضر له والداه معلماً شيخاً فاضلاً من أخميم لتعليمه مع ابن خالته بطرس، فكان يدربهما على قراءة الكتاب المقدس وممارسة العبادة الكنسية. وإذ أظهر الصبيان شوقاً شديداً للكنيسة سامهما الأسقف شماسين. وهب الله الشماس إبشاي عمل المعجزات وهو بعد صبي صغير. ارتبط الشابان إبشاي وبطرس بصداقة روحية، فكانا يداومان معاً على الصلوات والأصوام، وكانت يد الرب معهما، فصارا موضوع حديث المدينة كلها. إذ بلع إبشاي الثلاثين من عمره تنيح والداه، فحزن عليهما الشابان، وكانا يعزيان نفسيهما بما جاء في الكتب الإلهية عن الميراث الأبدي. اضطهادهما بعد ثلاث سنوات من نياحة الوالدين، أصدر دقلديانوس أمره باضطهاد المسيحيين، وكان أريانا أشر الولاة وأقساهم يعذب المسيحيين من أنصنا حتى أسوان. استدعى أريانا الشماسين إبشاي وبطرس وصار يهددهما ثم أمر باعتقالهما في السجن إذ كان منطلقاً إلى قفط ليعيد بناء هيكلٍ سقط على كهنة وثنيين وقتلهم. تحول السجن إلى كنيسة مقدسة تُرفع فيها الصلوات ويأتي الشعب بالمرضى ليبرأوا كما ظهر لهما رئيس الملائكة جبرائيل يشجعهما على احتمال العذابات. وبعد خمسة شهور في السجن جاء أريانا إلى فاو واستدعاهما، ثم أمر بقتل بطرس بحد السيف وتعليقه على خشبة في موضعٍ عالٍ لتأكله طيور السماء، وبالفعل قُطعت رأسه، لكن إبشاي قدم مالاً لرجل غني ليُنزل الجسد ويحمله إلى المدينة. بقى إبشاي في السجن يمارس عبادته ويشفي المرضى القادمين إليه حتى استدعاه أريانا ثانية، وأمر بربطه بالقيود وحمله إلى السفينة معه بلا طعام ولا شراب متجهاً نحو مصر، هناك عذبه أريانا وألقاه في السجن. وكان في السجن متهللاً فرحاً يخدم المسجونين ويشفي المرضى، أخيراً أطلقه الوالي. ذهب إبشاي إلى الإسكندرية، وصار يبشر باسم السيد المسيح، ويصنع باسمه عجائب، حتى ألقى والي الإسكندرية القبض عليه وصار يعذبه متهماً إياه بالسحر. وكان إذ سأله الوالي عن صناعته يجيبه: “أنا رجل تاجر جئت لأبيع دمي وأشتري ملكوت السماوات هذه التي حرمت نفسك من خيراتها أنت وملكك المنافق”. احتمل آلاماً كثيرة وكان الرب يرسل ملاكه ليشفيه. قيل إن الوالي نفسه أصيب بمرض واضطر أن يستدعيه من السجن ليشفيه، وبمحبة دون مقابل صلى لأجله وأعطى الرسول زيتًا ليدهن به الوالي فيبرأ ممتنعًا عن ترك اخوته في السجن ليذهب إلى بيت الوالي، مفضلاً البقاء مع المتألمين يشاركهم تسبيحهم لله، هذا وقد شفي أيضاً ابنة تيموثاوس نائب الوالي وأمها. حضر الأمير مكسيميانوس إلى الإسكندرية، وروى له الوالي كل ما حدث مع إبشاي، ومع كراهيتهما الشديدة للمسيحيين لكنهما كانا يدهشان لعمل الله مع الشهداء، وما اتسموا به من حياة مفرحة، وما كان لهم من قوة بالرب لعمل الأشفية. تظاهر مكسيميانوس بالغضب وطلب أن يأخذ إبشاي ومن معه إلى الملك بإنطاكية لقتلهم هناك، وكان في قلبه يود أن يأخذه إلى بيته ليشفي ابنه المريض. حُمل إبشاي ومن معه في السجن إلى إنطاكية، وهناك أخرج الشيطان من ابنه. وقيل أن الخبر انتشر في كل إنطاكية فاغتاظ الملك وهدد الأمير بالقتل كما قُتل الأمراء تادرس المشرقي وأقلوديوس وبقطر وأبالي وتادرس بن واسيليدس … الخ. هناك استشهد إبشاي بأمر دقلديانوس، بقطع رأسه في 4 بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الثالث البابا السابع والعشرون | الولادة: – الوفاة: 490 سيامته بطريركاً كان الأب بطرس كاهناً بمدينة الإسكندرية، تلميذاً للقديس ديسقورس وصديقاً لخلفه الأنبا تيموثاوس الثاني، وإذ تنيح الأخير اُنتخب الأب بطرس بابا للإسكندرية (27) عام 477م، وقد حمل غيرة معلمه البابا ديسقورس على استقامة الإيمان. موقف زينون منه اغتصب زينون عرش القسطنطينية من الإمبراطور باسيلكوس، وإذ كان مناصراً للخلقيدونيين لم يحتمل سيامة البابا بطرس الثالث بكونها تمت دون تصريحٍ منه، خاصة وأن البابا بدأ عمله البابوي بعقد مجمع بالإسكندرية فيه جدّد حرمان لاون وطومسه، فحسب زينون ذلك تحدياً شخصياً له، وللحال أصدر أمره بنفيه، وإقامة بطريرك دخيل يحتل الكرسي. اختفي البابا لمدة خمس سنوات، كان خلالها يسند شعبه بالرسائل بينما قاطع الشعب البطريرك الدخيل تماماً. بين البابا ويوحنا التلاوي فكر بعض المصريين في المناوشات التي كثيراً ما تحدث بين الأباطرة والكنيسة المصرية بسبب تدخل الأباطرة في أمور الكنيسة الدينية الداخلية، وفي جرأة تقدم وفد منهم تحت رئاسة رجل يدعى يوحنا التلاوي ( نسبة إلى تلا بالمنوفية ) وسار إلى الإمبراطور يرجوه ترك الحرية للأقباط في اختيار بطريركهم. التقى الوفد بالإمبراطور، فحسب الأخير أن يوحنا التلاوي فعل ذلك ليختاروه بطريركاً، فأقسم يوحنا أنه لا يقصد ذلك، وأنه لا يقبل ذلك حتى إن طلب الكل منه ذلك، عندئذ استجاب لطلبة الوفد. غير أن الوفد عاد وبعد قليل مات الدخيل فرشح يوحنا نفسه للبطريركية وبعث رسائل للأساقفة والإمبراطور يعلمهم بذلك، وبتدبير إلهي وصلت الرسالة إلى أسقف روما قبل وصولها إلى أكاكيوس أسقف القسطنطينية وإلي الإمبراطور، فغضب الإمبراطور ومعه أكاكيوس كيف أخطر يوحنا أسقف روما قبلهما، واتفق الاثنان على إعادة البابا بطرس إلى كرسيه. أرسل أسقف روما خطاباً للإمبراطور يعلن فيه سروره باعتلاء يوحنا الكرسي، فأجابه الإمبراطور، قائلاً: “ان هذا الإنسان لا يستحق هذه الكرامة السامية لأنه حنث بيمينه”، وأصدر الإمبراطور أمره بإعادة البابا الشرعي واستبعاد يوحنا عن الإسكندرية. بين البابا وأكاكيوس اتصل البطريرك أكاكيوس بأصدقاء البابا بطرس الذين في القسطنطينية يعلن رغبته في عودة الشركة بين كنيستي الإسكندرية والقسطنطينية، ففرح البابا بطرس جداً، وتبادل مع أكاكيوس 14 رسالة قبل أن تتم المصالحة، وكان البابا بطرس حريصاً على التمسك بوديعة الإيمان، موبخاً إياه على انحيازه للخلقيدونية. جاء في رسالة لأكاكيوس: [أشرق علينا يا سراج الأرثوذكسية، وأنر السبيل لنا نحن الذين ضللنا عن الإيمان المستقيم. كن لنا مثل استفانوس أول الشهداء (أع 7 : 60)، واهتف نحو مضطهديك، قائلاً : “لا تحسب لهم يا رب هذه الخطية”]. وجاء في إحدى رسائل البابا بطرس : [صلِ وصمّ بكل اجتهاد، وأنا أصوم وأصلي معك ومن أجلك، فنرفع كلانا طلبتنا إلى الله باسم الكنيسة الجامعة.]، وقد جاء رد أكاكيوس: [الآن يتهلل قلبي لأنك قبلت أن تشاطرني ما أحمله من أعباء ثقيلة، وإنني أشكر الله الذي هيأ لي فرصة التوبة بصلاتك ومنحني القوة بأصوامك معي وعني. وأنا فرحٌ لأنني سأحظى بالدخول معك إلى الحضرة الإلهية، فأرجو منك الآن أن ترسل إلينا بعض آباء الصحراء وبعض العلمانيين الموثوق بأرثوذكسيتهم لكي يرافقونا في زيارة نزمع أن نقوم بها للإمبراطور لنتحدث إليه بشأن إبرام الصلح بين جميع الكنائس، فنسعد بتثبيت السلام في كنيسة ملك السلام]. وقد تحقق ذلك بإرسال بعض آباء البرية والأراخنة الأتقياء ليحضروا مجمعاً انعقد في القسطنطينية أصدر منشوراً يسمى ” منشور زينون ” أو ” هيوتيكون ” أي ” كتاب الاتحاد”، يعلن العقيدة الأرثوذكسية. في هذا المنشور أُعلن جحد تعاليم أريوس ونسطور وأوطيخا، وقبول تعاليم مجامع نيقية والقسطنطينية وأفسس، وتعاليم القديس كيرلس الكبير. تم تبادل الرسائل بين البابا بطرس ومار أكاكيوس وكاد مشروع ” كتاب الاتحاد” ينجح ويرد للكنيسة في العالم وحدتها، لولا تصرف البعض، ففي مصر تزعم يعقوب أسقف صا ومينا أسقف مدينة طاما حملة ضد البابا بطرس حاسبين في هذا التصالح تراجعاً عن الإيمان وتساهلاً مع الخلقيدونيين، لكن البابا عقد مجمعاً بالإسكندرية وأقنع الغالبية العظمى من الأساقفة بقبول هذا المنشور، ولم يشذ إلا قلة يدعون الأسيفايين أي “الذين بلا رأس” لأنهم انفصلوا عن قائدهم الروحي. أما الذي حطم هذا المنشور فهو فيليكس أسقف روما الذي لام أكاكيوس على اشتراكه مع البابا بطرس، وقد أثار زوبعة ضد أكاكيوس، وعقد مجمعاً حرم فيه البابا بطرس ومارأكاكيوس. إذ تنيح أكاكيوس جاء خلفه أوفيميوس الذي قطع علاقته مع الإسكندرية. لكنها عادت من جديد علانية في أيام بطاركة القسطنطينية: أفراويطاوس سنة 491م، وتيموثاوس الأول سنة 511م، وأنتيموس سنة 535م، وسرجيوس سنة 608م، وبيروس سنة 639م، وبولس سنة 643م، وبطرس سنة 652م، وتوما سنة 656م، وثيودورس سنة 666م، ويوحنا سنة 712م. نياحته قضى بقية أيامه يهتم بالعمل الرعوي في هدوء واستقرار حتى تنيح في 2 هاتور سنة 490م، وبعد أن قضى على الكرسي المرقسي ثمان سنوات وثلاثة شهور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الثاني البابا الحادي والعشرون | الولادة: – الوفاة: 380 سيامته بابا الإسكندرية (21) نشأ بالإسكندرية وتتلمذ على يدي البابا أثناسيوس الرسولي (20)، فتشرب منه الحياة الإيمانية المقدسة والغيرة المتقدة على وديعة الإيمان المستقيم، فأحبه البابا وسامه كاهناً بالإسكندرية. وعندما طلب القديس باسيليوس من يسنده في مقاومة الأريوسية التي تنكر لاهوت المسيح، أرسله البابا أثناسيوس ومعه من يعاونه، فقاموا برسالتهم بروح الغيرة الحقة وعادوا إلى الإسكندرية. أسند إليه البابا السكرتارية، وكأنه كان يعده كخلفٍ له. وبالفعل إذ اشتد المرض بالبابا وشعر بقرب رحيله أشار لشعبه وكهنته عليه كخلفٍ له. تنيح البابا أثناسيوس، وكان الأريوسيون يطمعون في الكرسي، لكن الشعب مع الكهنة أسرعوا بتحقيق أمنية باباهم الراحل، فسيم بطريركاً سنة 373م في عهد فالنس الأريوسي، الذي امتلأ غضباً وحنقاً على الأقباط بسبب هذه السيامة. مقاومة فالنس له وجد الأريوسيون أن فرصتهم قد ضاعت بسيامة البابا بطرس الثاني بطريركاً، لكن وجود فالنس الإمبراطور الأريوسي شجعهم على الشكوى ضد البابا بأنه لا يستحق هذا المركز، فوجد فالنس فرصة للانتقام، وبعث إلى والي الإسكندرية “بلاديوس” يأمره بنفي البابا بطرس وإقامة لوسيوس الأسقف الأريوسي بدلاً منه. كان لوسيوس هذا مصرياً نال الأسقفية بطريقة غير شرعية خارج البلاد، طمع في الكرسي المرقسي، وإذ دخل الإسكندرية ذهب إلى بيت والدته، وقد ثار المؤمنون ضده، وخشي الوالي من قيام ثورة فقام بطرده خارج مصر لينجو بحياته. الآن، بأمر الإمبراطور فالنس انطلق لوسيوس إلى مصر ومعه كتيبة ضخمة تحت قيادة ماجينوس أمين خزينة الملك وأوزوسيوس البطريرك الدخيل. هجم القائد بجنده على الكنيسة، وقد حال المؤمنون دون بلوغ الجند إلى باباهم، وتحت ضغط المؤمنين ولسلامهم اضطر إلى الهروب والاختفاء في قصر مهجور على شاطئ البحر، حيث كتب من هناك رسالة رعوية لشعبه يثبتهم على الإيمان المستقيم، بينما فتك الجند ببعض المؤمنين منتهكين المقدسات الإلهية. أبلغ الوالي الإمبراطور بهروب البابا فكان رده هو إلزام الأساقفة بالخضوع للوسيوس والتعاون معه، ومن يخالف الأمر يُنفي. قيل للوالي إن الأسقف ميلاس يقاوم لوسيوس والأريوسية، فانطلق الجند إلى إيبارشيته، وكانت على حدود مصر مع لبنان (من جهة الشام)، فذهبوا إلى رينوكرورا عاصمة أسقفيته، وإذ دخلوا الكنيسة وجدوا شخصاً بسيطاً يُعد السرج فسألوه عن الأسقف، فقادهم إلى دار الأسقفية وقدم لهم طعام العشاء وخدمهم بنفسه، وأخيراً قال لهم انه هو الأسقف، فدُهش الكل من محبته وكرمه واتضاعه. سألوه أن يهرب حتى لا يُنفي، أما هو فبابتسامة أجابهم: “إني أفضل النفي في سبيل الإيمان عن الحرية في ظل الأريوسية”. في روما انطلق البابا الإسكندري إلى روما حيث قوبل بحفاوة بالغة، إذ كانوا يذكرون البابا أثناسيوس سلفه ودفاعه المجيد عن الإيمان. التقى بأسقف روما داماسوس، وشجعه على عقد مجمع لحرم الأريوسيين وأرسل القرارات إلى الأسقف الشرعي لإنطاكية ميليتوس، ولم يرسل إلى أسقف إنطاكية الأريوسي الدخيل. وقام ميليتوس بعقد مجمع بدوره حضره 146 أسقفاً وافقوا بالإجماع على قرارات المجمع الروماني. وبهذا أعاد البابا الإسكندري علاقات الود بين روما وإنطاكية. انهيار لوسيوس اقتحم لوسيوس الكرسي المرقسي بالسلطة الزمنية، لكنه لم يستطع أن يقتحم القلوب، فهجره جميع المؤمنين، وإذ مُنعوا بالقوة الإجبارية من الصلاة بدونه لزموا بيوتهم، رافضين مشاركة هذا المبتدع الدخيل. قام لوسيوس بعملية تخريب وبطش في الكنيسة، لا في داخل المدينة فحسب، وإنما أرسل الجند إلى البراري يفتكوا بالنساك، حتى الشيوخ منهم. سام هذا البطريرك الدخيل أساقفة أريوسيين ليحتلوا مراكز الأساقفة المنفيين، فكانوا أساقفة بلا شعب! لم يترك الله كنيسته وسط هذا الضيق الأريوسي الشديد، فقد عمل بطرق كثيرة منها أن بعض القبائل العربية التي على حدود مصر والشواطئ الأسيوية تكتلت معاً وأقامت دولة تحت قيادة ملكة اسمها موفيا، لم تكن مسيحية، لكنها أرادت إرضاء شعبها الذي ضم مسيحيين كانوا على علاقة طيبة بمصر، وكان من بينهم راهب متوحد قبطي يدعى موسى، أرادوا سيامته أسقفاً عليهم. وإذ انهار فالنس أمام هذه القبائل طلب عقد معاهدة صلح فاشترطت سيامة موسى هذا على يدي الأساقفة في الإسكندرية، فوافق. ذهب الراهب المتوحد موسى إلى الإسكندرية ومعه نواب الإمبراطور، وإذ عرف أن لوسيوس الأريوسي اقتحم الكرسي رفض السيامة على يديه، وعبثاً حاول نواب الإمبراطور إقناعه. طلب الراهب أن يعود إلى بريته ولا يُسام على يد هرطوقي، الأمر الذي يسبب مخاطر بين فالنس والقبائل هناك. أخيراً اضطر النواب أن يأتوا بأساقفة أرثوذكس من المنفى لسيامته وسط فرح الإسكندريين وتهليلهم. وقد استطاع الأسقف موسى أن يكسب الملكة موفيا من الوثنية إلى المسيحية، كما قام بدورٍ هام بالنسبة لكنيسة الإسكندرية بكونها الكنيسة الأم بالنسبة له. أيضاً وسط هذا الضيق بعث الله بالقديسة ميلانيا ابنة قنصل أسبانيا في البلاط الإمبراطوري التي زارت مصر، ونالت بركات النساك فيها، وكانت تسند الأساقفة المنفيين وتهتم باحتياجاتهم. نذكر أيضاً بفخر دور الناسك جلاسيوس الملقب بالمحارب، الذي رعى جماعة من النساك في برية شيهيت قاموا بدور كبير في خدمة الكنيسة وسط الاضطهاد الأريوسي، خلال شعورهم بالالتزام بالعمل في كنيسة اللَّه المتألمة. أخيراً إذ انشغل فالنس بالحرب مع الفرس رجع البابا بطرس من رومية بعد أن قضى بها حوالي خمس سنوات، فاستقبله الشعب بكل حفاوة وطردوا لوسيوس الدخيل الذي انطلق إلى فالنس يشتكي شعب الإسكندرية، وفي نفس العام قُتل فالنس وخابت آمال لوسيوس. دوره في القسطنطينية إذ كانت القسطنطينية قد تمزقت بسبب الهرطقات أرسل الإمبراطور ثيؤدوسيوس إلى البابا الإسكندري بطرس الثاني ليهتم بها. وبالفعل بذل كل جهدٍ لإصلاح شأنها حتى تسلم القديس غريغوريوس النزينزي هذه الإيبارشية كطلب شعب القسطنطينية يعاونه في ذلك البابا بطرس، وقد قبل غريغوريوس اللاهوتي الأمر بعد ضغط شديد. طمع مكسيموس الكلبي في كرسي القسطنطينية فذهب إليها وتظاهر بمصادقته للقديس غريغوريوس، وكان هدفه بث دسائس ضده. بعد ذلك ذهب إلى الإسكندرية واستطاع بمكره أن يخدع البابا لترشيحه للبطريركية عوض القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس (النزينزى). وإذ سمع القديس بذلك وكان مريضاً على الفراش قام ليحضر سيامة مكسيموس، إذ كان هو زاهداً في كل شيء، وكان يحسب مكسيموس صديقاً له. ثار الشعب القسطنطيني على ذلك ورفضوا سيامته بل وطردوه طالبين القديس غريغوريوس بطريركاً. تظلم مكسيموس لدى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الذي رفض إقامة أسقف دون رغبة الشعب. وعندما فشل ذهب إلى البابا بطرس ليسنده، وإذ اكتشف حيلته رفض مساندته ضد الشعب، وطلب من الوالي أن ينفيه لتصرفاته الخاطئة. أراد البابا إزالة ما حدث من لبس في الأمر وتوضيح موقفه أمام شعب القسطنطينية لكنه رحل سريعاً في 20 أمشير (سنة 380م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الجميل الأسقف | الولادة: – الوفاة: – الأنبا بطرس الملقب بالجميل، أسقف مليجٍ في بابوية الأنبا بطرس الخامس (القرن الـ14)، لا نعرف عن حياته شيئاً، إنما وضع ثلاثة كتب عقيدية: 1. كتاب “البيان” في خمسة فصول للرد على جمال الدين بن محمد المصري. 2. “في بدع الطوائف”، ليدلل على صحة العقيدة الأرثوذكسية. 3. “الإشراق”، ردّ به على الأرمن. قيل أنه أكمل سير الشهداء والقديسين التي كان يجب إضافتها إلى السنكسار. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الخامس البابا الثالث والثمانون | الولادة: – الوفاة: 1348 بعد نياحة البابا بنيامين الثاني (82) ظل الكرسي خالياً قرابة عام، وأخيراً اُختير الأب بطرس داود الذي ترهب بدير الأنبا مقاريوس ثم صار كاهناً لدير شهران، وأخيراً البابا 83، وذلك في أواخر حكم الملك الناصر بن قلاوون، عام 1340م. امتاز بوداعته وتقواه مع علمه. في أيامه عانى شعبه من ضيق شديد حلّ بالأقباط بسبب قاضي في أحد المدن كان قد سجن قبطياً بدعوى أن جده غير مسيحي وأراد أن يلزمه بإنكار الإيمان، وإذ رفض أخرجه الأقباط من السجن فتحولت المدينة إلى العنف ضد الأقباط، حيث تعرض الكثيرون للعذابات، بل ونُبشت القبور لإحراق جثث الأموات. وإذ ساد الارتباك الشديد المدينة قدم الحاكم شكوى لسلطان مصر، الذي قام بعزل القاضي. قام بطبخ الميرون بدير أبي مقار ومعه اثني عشر أسقفاً، ثم عاد وعانى من المرارة التي عاشها الشعب الذين اضطروا إلى ملازمة منازلهم مدة، حتى بدوا وكأنهم قد انقرضوا. لم يكف البابا عن الصلاة من أجل شعبه حتى رفع الله هذه الضيقات وتمتعت الكنيسة بجوٍ من الهدوء والراحة ما كاد يتمتع به البابا حتى طُلبت نفسه في 8 يوليو 1348 (14 أبيب 1064ش). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الرابع البابا الرابع والثلاثون | الولادة: – الوفاة: 570 ظروف سيامته نفي الإمبراطور يوستنيان البابا الإسكندري ثيؤدوسيوس الأول (33)، وأقام بطريركاً دخيلاً لم يجد من الشعب القبطي إلا كل مقاومة. عاد فأمر بسيامة أبوليناريوس في مدينة القسطنطينية ليعتلي الكرسي الاسكندري، وقد انطلق إلى الإسكندرية ليدخل الكنيسة في زي قائد حربي. هناك خلع ثيابه ليعلن المرسوم الإمبراطوري بتنصيبه بطريركاً وقبول الإيمان الخلقيدوني، فبدأ السخط على الوجوه وحدثت احتجاجات، فصدر أمره للجند بالمقاومة والقتل داخل الكنيسة، واستشهد الكثيرون، ودُعي ذلك اليوم “المذبحة”. وجد أبوليناريوس كل مقاطعة من الأقباط بينما كان البابا الشرعي في أحد سجون القسطنطينية حيث قضى فيه 28 عاماً حتى تنيح. مات يوستنيان ليتولى يوستين الثاني العرش، ويسلك على منوال سلفه حارماً الأقباط من أبيهم الروحي الشرعي، محاولاً أن يسند أبوليناريوس رغم إصرار الأقباط على مقاطعته. تنيح البابا الشرعي في السجن وظن أبوليناريوس أن الأقباط يستسلموا ويخضعوا بعد سنوات هذه مدتها عاشها البابا في السجن، لكن على العكس شعر الأقباط باليتم، طالبين سيامة بابا شرعي لهم. وإذ شعر أبوليناريوس أن نياحة البابا زادت الجو سوءاً على غير ما توقع طلب من الحاكم نفي كل أسقف أرثوذكسي فلا يجد من يعاونهم على اختيار بطريرك، وإن اختار الشعب فلا يوجد أساقفة يقومون بسيامتهم. هذا من جانب ومن جانب آخر أقام وليمة ضخمة دعي فيها الكهنة وأراخنة الأقباط لكي يكسب ودّهم، لكن الأقباط لم يكسرهم العنف ولا أغراهم التملق، إذ أصروا على سيامة بابا شرعي لهم. بتدبير إلهي استبدل الإمبراطور والي الإسكندرية بآخر يدعى أريستوماخوس، أظهر عطفاً على المصريين ومودة شديدة، فسألهم أن يقصدوا أحد الأديرة القريبة من الإسكندرية ليقوموا بسيامة من ينتخبوه بابا لهم. بحث الأقباط عن أقرب ثلاثة أساقفة مستبعدين عن كراسيهم مع بقائهم في داخل البلاد، وفي هدوء تمت سيامة البابا بطرس الرابع في دير الزجاج الذي كان راهباً فيه، وامتلأ الكل فرحاً وتهليلاً. أتعابه لم يكن ممكناً لأبوليناريوس أن يقف متفرجاً على هذا الحدث الذي هزّ أعماقه وحطم نفسه تماماً، فأرسل إلى الإمبراطور يستغيث به من جسارة المصريين. مُنع البابا من دخول الإسكندرية، وبقى يتنقل من ديرٍ إلى ديرٍ، لكن سرعان ما مات أبوليناريوس لتخف حدة التوتر بين الإمبراطورية البيزنطية والمصريين إلى حين إذ استبدل الإمبراطور الوالي أريستوخاموس بوالٍ آخر، كان عنيفاً مع المصريين فحرم على البابا دخوله الإسكندرية. أما البابا فصار يتنقل بين الأديرة بقلب مملوء حباً واتساعاً وبهجة داخلية، ممارساً عمله الرعوي خلال رسائله مع شعبه ومع بعض أساقفة الشرق. كانت الأديرة المحيطة بالإسكندرية تبلغ حوالي 600 ديراً فكان الشعب المصري والأثيوبي ومن النوبة يقدمون إلى الأديرة ليلتقوا بباباهم الساهر على رعايتهم. في إنطاكية كان الكرسي الإنطاكي شاغراً بعد نياحة القديس ساويرس الإنطاكي بمصر، وإذ سمعوا أن الأقباط قاموا بسيامة بابا لهم تشجعوا هم أيضًا وقاموا بسيامة راهب ناسك مملوء حكمة يسمى ثيؤفانيوس، يشارك البابا الإسكندري آلامه إذ كان هو أيضاً يعيش في دير خارج مدينة إنطاكية كمطرودٍ من أجل الإيمان، وتلاقى الاثنان معاً على صعيد الألم خلال الرسائل المتبادلة بينهما، وكانت هذه الرسائل سبب تعزية للشعبين. رحلات رعوية بعد موت أبوليناريوس الدخيل استطاع البابا أن يخرج من عزلته إلى حد ما فكان يتنقل بين المدن والقرى، وقد قام بسيامة أسقف لجزيرة فيله، كما صار يبحث عن سكرتير خاص به يسنده في عمله الرعوي، فاختار راهباً شماساً من دير بجبل طابور غرب الإسكندرية يدعى دميانوس، عُرف بالحكمة والعلم مع التقوى والورع، كما كان كاتباً ومصوراً ماهراً، محباً لحياة الوحدة والعزلة. أخذ البابا تلميذه هذا الذي لم يستطع أن يرفض طلب أبيه لعلمه بما يتحمله الأب من مرارة وما تعانيه الكنيسة من آلام. ودخل الاثنان الإسكندرية، ولم يدم البابا على كرسيه كثيراً إذ تنيح سنة 570م، أي بعد عامين من سيامته، مملوءة آلاماً في الرب. في أيامه وفد إلى مصر أيوب البرادعي، وقد دعى كذلك لأنه لا يلبس إلا خرق البرادع، نشأ في دير بجوار الرّها يسمى دير الشقوق، وقد سيم أسقفاً على الرّها عام 541م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الراهب | الولادة: – الوفاة: – يروى لنا القديس بالاديوس عن راهب شيخ كان له تلميذ ممتاز يُدعى بطرس. لسبب ما تسرع الشيخ وثار على تلميذه وطرده، وأغلق باب قلايته. وفي صمت مملوء وداعة وسلاماً داخلياً جلس بطرس عند الباب خارجاً حتى فتح له الشيخ. عندئذ ندم الأخير على ما صنع قائلاً: “يا بطرس، لقد غلبت وداعتك وطول أناتك غضبي المتسرع، لهذا فأنت اليوم الشيخ وأبي، وأنا أكون لك خادماً وتلميذاً. بعملك الصالح غيّرت شيخوختي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الرهاوي الأسقف | الولادة: – الوفاة: – ولد في مدينة الرُها في أوائل الجيل الثالث من أبوين غنيين شريفين، وإذ بلغ العشرين من عمره قدمه والده للملك ثيؤدوسيوس ليكون معه. لكنه عاش في البلاط الملكي كما في ديرٍ يزهد أمجاد العالم وأباطيله ويمارس الحياة النسكية والعبادة بتقوى جذبت الكثيرين إليه. كان يحتفظ برفات بعض الشهداء الفارسيين معه. ترك البلاط الملكي والتحق بأحد الأديرة ليكرس كل وقته للعبادة، ولم يمضِ إلا وقت قليل حتى سيم أسقفاً على غزة بغير رضاه. وقد قيل إن في أول قداس إلهي يصليه فاض دم من الجسد ملأ الصينية إلى حين. إذ ملك مرقيان الخلقيدوني صار يضطهد الأساقفة الأرثوذكس، فحمل هذا الأب رفات القديس يعقوب المقطع من أحد أديرة الرُها وجاء إلى البهنسا بمصر، حيث أقام بأحد أديرتها، هناك اجتمع بالقديس إشعياء المصري، وبعد زمن مرقيان عاد إلى فلسطين. قيل إنه إذ كان يصلي القداس الإلهي كان بعض العظماء يتحدثون معاً فلم ينههم، فظهر له ملاك وأمسك به من وسطه وانتهره. اشتهى الملك زينون أن يراه، لكن القديس امتنع بسبب عدم انشغاله بمجد العالم. ذهب إلى بلاد الغور (بين أورشليم ودمشق)، وإذ كان يصلي في عيد القديس بطرس السكندري ظهر له القديس وأعلن له أن السيد يدعوه ليكون معهم، فاستدعى الشعب وثبتهم على الإيمان ثم بسط يديه وأسلم الروح في الثاني من كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس السابع البابا المائة والتاسع | الولادة: – الوفاة: – يعرف باسم بطرس الجاولي، إذ وُلد بقرية الجاولي التابعة لمنفلوط بالصعيد. نشأ في جوٍ عائلي تقوي، محباً لحياة العبادة مع الدراسة. انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليبذل كل جهده في حياة نسكية ممتزجة بروح العبادة والدراسة، إذ كان منكبّاً على طلب العلم والمعرفة، ففاحت رائحة فضائله، وسامه البابا قساً بالدير باسم الأب مرقوريوس. في سنة 1808 حضر إلى مصر وفد إثيوبي يطلب من البابا مرقس الثامن (108) سيامة مطران لهم خلفاً للمتنيح الأنبا يوساب. وقع الاختيار على الأب مرقوريوس، فاستدعاه البابا لسيامته لكن عناية الله سمحت بسيامته مطراناً عاماً على الكرازة المرقسية باسم الأنبا ثاؤفيلس حيث أقام مع البابا في الدار البطريركية يعاونه في أعمال الرعاية بينما سيم لإثيوبيا الأنبا مكاريوس عوضاً عن الأنبا ثاؤفيلس. تنيح البابا مرقس فأجمع الكل على إقامته بابا وبطريرك الكرازة المرقسية باسم الأنبا بطرس، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من نياحة سلفه، وكان ذلك في عهد الخديوي محمد علي باشا في 16 كيهك سنة 1526 ش (1809م). تمت السيامة في كنيسة مارمرقس الإنجيلي بالأزبكية بمصر، وقد امتلأ الكل فرحاً عظيماً. حياته النسكية والدراسية سيامته بطريركاً لم تزده إلا نسكاً وتقشفاً، كما عُرف بحبه للسكون والصمت، كان قليل الكلام جداً، مملوء مهابة! يقضي أغلب وقته في الصلاة مع دراسة الكتاب المقدس وكتب الآباء وقوانين الكنيسة وتاريخها. كثيراً ما كان ينكب على النسخ فينسى أكله وشربه. وقد جمع في البطريركية مكتبة ثمينة، كما وضع مجموعة كتب منها: “نوابغ الأقباط ومشاهيرهم”، “مقالات في المجادلات”، “في الاعتراضات رداً على المعاندين”، ومجموعة مواعظ ورسائل. اشتهى يوماً طعاماً ما، فأبقاه حتى أنتن، وصار يأكل منه بالرغم من اشمئزاز نفسه، تعنيفاً لنفسه وتبكيتاً لها. كان لباسه من الصوف الخشن، يلبس “مركوباً أحمر”، لا يجلس إلا أرضاً أو على “أريكة خشبية قديمة”، ينام على حصير من القش. دخل عليه أحد أحبائه فوجده منكباً على الصلاة يبكي بدموع غزيرة، فأمر ألا يدخل أحد قلايته مادام منفرداً. محبة المسئولين له اتسم بالحكمة والوداعة، حليماً في تصرفاته، فأحبه الكل، وكان رجال الدولة يعتزون به، كما نال حظوة لدى الوالي، وبسببه تولى الأقباط مراكز مرموقة في الدولة، وأُعطيت للكنيسة حرية العبادة، وسُمح له بعمارة دير مارمرقس بالإسكندرية. خلال هذه العلاقة الطيبة سام أسقفين على النوبة أرسلهما بالتعاقب، ومع كل منهما خدام يعاونون الأسقف في رعايته هناك. في عهده أرسل يوعاس الثاني ملك إثيوبيا رسالة إلى الوالي محمد علي باشا وأخرى للبابا يطلب سيامة مطران لإثيوبيا بعد نياحة المطران أنبا مكاريوس، كما قدم الوفد الإثيوبي هدية لمحمد علي باشا، وقد طلب الأخير من البابا سرعة السيامة، فقام بسيامة الراهب القس مينا باسم الأنبا كيرلس (سنة1816)، بعد أن قيدوه بسلاسل حديدية حتى لا يهرب من السيامة. بعد نياحة الأنبا كيرلس سام آخر باسم الأنبا سلامة سنة 1841م. حكمته في التصرف تعرض أقباط قرية الجاولي، مسقط رأسه، لمتاعبٍ شديدةٍ للغاية، وبحكمة أرسل يستدعي كبار القرية الأقباط وطلب منهم تقديم 200 فداناً من أفضل أراضيهم هدية لشريف باشا، الذي بدوره عين بإيعاز من البابا المعلم بشاي مليوشى من أسيوط كمسئول عن هذه الأرض بعد أن قدم له الباشا 36 فداناً من المائتين ليعيش منها. وبهذا استراح أقباط القرية من المتاعب. وطنيته العميقة إذ كان محمد علي يتقدم في فتوحاته وغزواته خشيت روسيا لئلا يحول ذلك دون تحقيق مآربها في الشرق وفي المملكة العثمانية فأرسلت أحد أمرائها ليلتقي ببابا الإسكندرية، رئيس أكبر كنيسة مسيحية في الشرق الأوسط ليطلب حماية قيصر روسيا. من خلال خبرة الأمير الذي عاش وسط الكنيسة الروسية بما عُرف عنها من فخامة مظاهر أساقفتها حسب أنه سيدخل قصراً عظيماً ويلتقي بحاشية البابا، ويسلك ببروتوكول معين، لكنه فوجئ بأنه يقف أمام إنسانٍ بسيطٍ بجلباب من الصوف الخشن يظهر عليه القدم، وقد تناثرت حوله بعض الكراسي القديمة. لم يصدق الأمير نفسه حتى أجابه البابا أنه بطريرك الأقباط. أمام هذه البساطة انحنى يلثم يديه ويطلب بركته، وصار يسأله عن سرّ هذه الحياة البسيطة فأجابه أنه يليق بالأسقف أن يتمثل بالسيد المسيح سيده الذي افتقر لأجل الخطاة. عاد ليسأله عن حال الكنيسة القبطية فأجابه أنها بخير ما دام الله يرعاها. عندئذ أظهر الأمير أنه متضايق لما تعانيه الكنيسة القبطية من متاعب. سأله البابا في بساطة: “هل ملككم يحيا إلى الأبد؟” أجابه الأمير: “لا يا سيدي الأب، بل يموت كما يموت سائر البشر”. عندئذ قال البابا: “إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت، وأما نحن فنعيش تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله”. لم يعرف بماذا يجيب الأمير سوى أن ينحني أمام البابا يطلب بركته. وقد تأثر جداً به حتى عندما سأله محمد علي باشا عن رأيه في مصر، قال: “لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات وكتابتها، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب، بل أثر في نفسي زيارتي للرجل التقي بطريرك الأقباط”. روى الأمير لمحمد علي باشا الحوار الذي دار بينه وبين البابا، فانطلق محمد علي باشا إلى البابا بفرح يشكره على وطنيته العميقة، قائلاً له: “لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك، فليكن لكم مقام محمد علي بمصر”. أما هو فأجابه انه لا شكر لمن قام بواجب يلتزم به نحو بلاده. أعمال الله معه حدث جفاف ولم يفض نهر النيل، فطلب منه الوالي أن يصلي من أجل مياه النهر، فأخذ بعض الأساقفة والكهنة والشعب، ورفع القرابين على ساحل النيل، وبعد نهاية الصلاة ألقى بالمياه التي غُسلت بها أواني المذبح في النيل، فارتفع للحال منسوبه حتى بلغ موضع الصلاة وأسرعوا برفع خيمة الصلاة. نور القيامة كانت علاقة إبراهيم باشا بالبابا بطرس يسودها الحب والصداقة والاحترام المتبادل، وعندما احتل إبراهيم باشا بلاد القدس وشى البعض (غالباً من اليهود) أن ما يدعيه المسيحيون بأن النور يظهر من القبر المقدس هو غش وخداع. وإذ كان إبراهيم باشا يثق في البابا بطرس أرسل إليه يستدعيه من مصر وقد استقبله بحفاوة مع قواده وحاشيته ثم أخبره عن سبب استدعائه له، طالباً منه أن يظهر النور على يديه لا على يديْ بطريرك الروم. وإذ شعر إبراهيم باشا أن هذا يسبب نزاعاً وانشقاقاً، خاصة وأن بطريرك الروم جاء يستقبل البابا بطرس بمحبة كبيرة طلب أن يكون الاثنان معاً، وكان هو معهما وقد وقف الجند في الخارج ليتأكدوا من حقيقة الأمر. صام بطريرك الروم وبطريرك الأقباط بروح المحبة ثلاثة أيام كالعادة ودخلوا القبر يصلون ومعهم الباشا وإذ بالنور يشع، فبُهر الباشا وارتمى على صدر البابا، وإذ كان الكثيرون خاصة الفقراء في الخارج بسبب الازدحام الشديد، ظهر النور في نفس الوقت خلال أحد الأعمدة ليراه الكل، ولا يزال العمود المشقوق إلى يومنا هذا. هذا الحادث أضاف إلى صداقة الباشا للبابا حباً أكثر وتكريماً. عدم محاباته للأغنياء جاءه رجل يشتكي زوجته، قائلاً له إنه تزوج بعروسه وفي اليوم الثاني من الزواج اضطر أن يتركها لمدة خمسة أشهر دون أن يقترب إليها بسبب ظروف عمله، ولما عاد وجدها حُبلى، ولما سألها عن سرّ حبلها استهانت به واستخفت لعلمها بمقام والدها ومركزه وغناه. استدعى البابا السيدة وصار يسألها فأصرت أن الحمل من زوجها، ولم يكن أمامه إلا القول: “الذي من الله يثبت والذي من الشيطان يزول”. وبالفعل ما أن تركت دار البطريركية في الدرجة الأخيرة من السلم حتى سقط الجنين، فعرف أمرها وحكم للرجل بالطلاق بسبب علة الزنا. وإذ تقدم والدها للبابا، قال له: “ليس بينكم أحد أقوى من الضعيف متى كان معه الحق، ولا أضعف من القوى متى كان معه الباطل”. طهارته وعفته جاءه إنسان يشكو له أنه تزوج فتاة، وقد اكتشف أنها ليست بكراً، فلم يفهم البابا ماذا يقصد بذلك، ولما كرر له القول ولم يدرك جاء إليه بلبن عليه طبقة من “القشطة” لم تُمس، ثم وضع إصبعه في هذه الطبقة ليوضح له الفارق بين العذراء بغشاء بكوريتها ومن فقدت بكوريتها، عندئذ قال البابا: “لعن الله اليوم الذي عرفت فيه الفارق بين البكر وغير البكر”، ثم طلب أن يُنظر في دعواه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس السادس البابا المائة والرابع | الولادة: – الوفاة: – كان يُدعى مرجان، من مدينة أسيوط، عاش في جوٍ عائلي تقوي، وكانت نعمة الله حالة عليه منذ صغره. لمحبته في الزهد والعبادة انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس بدير العربة، حيث لبس الشكل الرهباني، فكان يُجهد نفسه في الصلوات والقراءة مع النسك بروحٍ وديعٍ متضعٍ، فسيم قساً على يديْ البابا يوأنس السادس عشر (103) في كنيسة السيدة العذراء والدة الإله بحارة الروم. بعد تعمير دير الأنبا بولا أقامه البابا رئيساً للدير. بعد نياحة البابا يوأنس أُختير خلفاً له مع بعض الكهنة، وإذ صام الأساقفة والأراخنة وأُقيمت القداسات لمدة ثلاثة أيام وقعت القرعة الهيكلية عليه فسيم باسم البابا بطرس في 17 مسرى 1434ش (21 أغسطس 1718م) في أيام السلطان أحمد الثالث العثماني، وقد حضر الاحتفال كثير من الأوربيين ومن الأرمن وأيضاً العسكر، وكانت بهجة عظيمة وسط الشعب. قام بزيارة الوجه البحري، وأجّل زيارته للمدينة العظمى الإسكندرية بسبب الفتنة التي قامت بين الصنجق إسماعيل بك والصنجق محمد جوكس. في عهده استشهد المعلم لطف الله من أجل اهتمامه بتعمير الكنائس. قام البابا بزيارة الإسكندرية حيث أخفي رأس القديس مارمرقس في موضعٍ أمين مع جملة رؤوس البطاركة خشية سرقتها. وقام بزيارة رعوية لشعبه بالصعيد، كما أرسل مطراناً لأثيوبيا هو الأنبا خرستوذولوس أسقف القدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الشماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 يُذكر في القداس الإلهي للكنيسة اللاتينية شهيدان هما مارشيللينوس Marcellinus الكاهن والشماس بطرس، اللذان استشهدا في 2 يونيو سنة 304م، في عهد الإمبراطورين دقلديانوس ومكسيميانوس. كان هذان القديسان الروميان يخدمان كنيسة الله بتقوى، وقد وهب الله الشماس بطرس عطية إخراج الشياطين فذاع صيته وهاج عليه الوثنيون وصاروا يضربونه بعنفٍ ويجلدونه بالسياط، وأخيراً أُلقي في السجن مع بعض المسيحيين ليُحاكم بعد شفاء سيرينوس الوالي من مرضه. كان بطرس وسط جراحاته متهللاً بالروح فرحاً، وقد رأى علامات الحزن على ملامح أرتميوس السجّان، فلما سأله السجين عن سّر حزنه أجابه بأن ابنته مصابة بروح نجس، عندئذ أراد بطرس أن يطمئنه بأنه سيُخرج هذا الروح منها، أما السجان فاستهزأ به، قائلاً له بأنه إن كان إلهه قادراً أن يخرج الروح الشرير فلماذا تركه وسط هذه الجراحات مُلقى في السجن. أجابه الشماس بأن الله لا يريد أن يحرمه ما يُكسبه إكليل مجدٍ لا يفنى. في استخفاف قال السجان للسجين بأنه إن كان يستطيع إلهه أن يخلصه من القيود ويفتح له باب السجن ويأتي إلى بيته ليخلص ابنته بولينا من الروح الشرير يؤمن هو وعائلته بإلهه. أجابه بأن ذلك الأمر سيتحقق بقوة الله. قال السجان إن هذا نوع من الجنون، فإنه وإن هبطت كل الآلهة من السماء لا تقدر أن تحل قيوده وتخرجه من السجن. لكن بطرس أكد له ان ما قاله سيتحقق. في بيت السجان أرتميوس عاد أرتميوس إلى بيته وروى لزوجته كنديدا ما حدث بينه وبين السجين الشماس بطرس، وإذ كانا يتحدثان في هذا الأمر فوجئا بدخوله بيتهما لابساً ثوباً أبيض وحاملاً أيقونة الصلبوت. لم يحتمل الشيطان كلمات القديس بطرس الذي انتهره باسم يسوع المسيح ليخرج فخرج. آمن السجان وزوجته وابنته بالسيد المسيح، وانطلق بطرس إلى الكاهن مرشيللينوس يخبره بعمل الله معه، ويدعوه لتعميد هذه العائلة. أما أرتميوس فمن فرحه انطلق بعد العماد إلى السجن ليخرج كل الذين أُلقي القبض عليهم بسبب مسيحيتهم. كان الوالي سيرينوس Serenus قد تماثل للشفاء فطلب استدعاء المسيحيين المسجونين ليعذبهم، فجاء السّجان يقول له بأن بطرس الشماس قد فتح أبواب السجن وحلّ قيود المسجونين وانطلق الكل ما عدا هو والكاهن مرشيللينوس فإنهما باقيان في السجن، ثم أخبره بما حدث معه هو وأهل بيته وكيف نال سّر العماد. صار الوالي في حالة جنون وأمر بضرب السجان بلا رحمة حتى كاد أن يموت، كما أمر بتعذيب الكاهن والشماس، ثم أُلقى الثلاثة في السجن. فتح الرب أبواب السجن وانطلق الكاهن والشماس ليشتركا مع المؤمنين في الصلاة، وإذ سمع الوالي بخروجهما جاء بالسّجان وزوجته وابنته وأمرهما بجحد مسيحهم، وإذ رفضوا أمر بدفنهم أحياء. التقى بهم الكاهن والشماس وهم في طريقهم للدفن وصارا يعزيانهم ويثبتانهم على الإيمان حتى يكملوا جهادهم؛ ثم قام الوالي بقطع رأسيْ الكاهن والشماس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 251 يذكر الغرب الشهيد بطرس من Lampsacus في 15 مايو. استشهد وهو شاب في أيام الإمبراطور داكيوس حوالي عام 251م، وقد عُرف برقة طباعه وسمو مكانته الاجتماعية. وقف أمام الوالي أولمبيوس رافضاً العبادة للإله فينوس، معلناً رفضه جحد مسيحه، فعُصر بالهنبازين وقُطعت رأسه لينال إكليل الشهادة. في نفس الوقت التقى الوالي بثلاثة من المسيحيين في ترواس، هم أندراوس وبطرس ونيكوماخوس، رفض الأولان جحد مسيحهما فتعرضا لعذابات شديدة، أما الثالث فخاف وأنكر الإيمان. رأت الفتاة ديونسيا هذا الجاحد فتمررت نفسها في داخلها، وكانت في السادسة عشرة من عمرها، وبجرأة وقفت أمامه توبخه علانية على إنكاره الإيمان. وإذ رأى الوالي ذلك أراد أن يذلها فدفع بها إلى أيدي رجلين شريرين يقضيان ليلة معها، وكانا يسخران بها ويهيناها أما هي فبصبرٍ احتملت، وقد حفظها السيد المسيح من الاعتداء عليها. وفي الصباح سُلمت للسياف وقد أرادت أن تلحق بالقديسين أندراوس وبولس، لكن الوالي أراد تفريقها عنهما، فأمر برجمهما بالحجارة خارج المدينة وقطع رأس القديسة داخل المدينة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس العابد القديس | الولادة: – الوفاة: – تكشف سيرة هذا القديس عن فيض نعمة الله الغنية القادرة أن تحول القلب الحجري إلى حياة محبة فائقة. عُرف بطرس العشار بحبه الشديد للمال وقساوة قلبه وعدم رحمته حتى ارتبطت هذه القسوة باسمه في المدينة كلها (غالباً الإسكندرية). التقى به أحد الفقراء وكان يصرّ أن يأخذ منه شيئاً، وإذ تضايق بطرس، وحاول طرده لم يفلح، فأخذ كسرة خبز من غلام جاء إليه يحمل الخبز، وضربه بها على رأسه على سبيل الإهانة لا الرحمة. بالليل رأى كأنه في اليوم الأخير وكأن ميزاناً قد ظهر وقد ظهرت جماعة الشياطين القبيحة المنظر تحمل خطاياه وتلقي بها بكثرة في الكفة اليسرى، أما ملائكة النور الجميلة المنظر فوقفوا أمام الكفة اليمنى في حيرة لا يعرفون ماذا يقدمون، أخيراً بالكاد وجدوا كسرة الخبز التي ضرب بها رأس الفقير ليضعوها في الكفة. قام بطرس من نومه وصار حزيناً جداً على عمره الذي قضاه في أعمال الظلمة والقسوة ومحبة المال حارماً نفسه من شركة الملائكة النورانيين خلال حياة الإيمان العامل بالمحبة. أدرك بطرس أن حياته على الأرض ليست إلا طريقاً إما لمشاركة الشياطين مرارتهم أو الملائكة القديسين أمجادهم الأبدية، واضعاً في قلبه أن يعيش بقية أيام زمانه من أجل الملكوت الأبدي. حياته الجديدة تغيّر قلب بطرس تماماً فعوض اهتمامه بالمال صار يهتم بالفقراء والمساكين، يسند كل محتاج ويترفق بالجميع موزعاً كل ماله، حتى قدم ثيابه عطية محبة. أخيراً في عشقه للمحبة باع نفسه كعبدٍ لدي أحد الأثرياء الرومان ليُوزع ثمنه على الفقراء. إلى برية القديس مقاريوس عاش بطرس كعبدٍ، لكن قلبه المتسع حباً ضم العبيد زملاءه إليه كما في أبوة حانية، وشعر سيده أنه ليس بعبدٍ طبيعي، متعجباً لتصرفاته وحياته. كسب بطرس الكثيرين للإيمان خلال هذه الحياة الجديدة وسط الفقراء والعبيد كواحدٍ منهم يشاركهم أتعابهم وعوزهم، كما كان له أثره على سيده وكل عائلته. جاء أحد أثرياء مدينته لزيارة سيده، وفوجئ بوجود هذا العبد، وأعلن لسيده قصته، كيف باع نفسه من أجل الفقراء. شعر العبد أن المجد يلاحقه فهرب مختفياً إلى برية القديس مقاريوس بالإسقيط حيث صار راهباً يسلك بحياة نسكية قوية، فأحبه الرهبان جداً، وكانوا يتمثلون به في حبه وخدمته للآخرين مع جهاده النسكي التعبدي. يمكننا أن نقول إذ تغير قلب بطرس بالنعمة الإلهية سلك بالروح أينما وُجد، حين كان عشاراً يجمع الجباية لكن بترفقٍ وحبٍ وضبطٍ للنفس دون محبة للربح القبيح؛ وحين صار عبداً يمارس أدنى الأعمال الزمنية ويخالط العبيد بقلبٍ متسعٍ متواضعٍ؛ وحين صار راهبًا في البرية. القلب المتسع حبًا يهب الإنسان نجاحًا أينما وُجد، وأيا كان عمله أو مركزه! على أي الأحوال عرف القديس بطرس ساعة نياحته فاستدعى آباء البرية وصارحهم برحيله، وطلب صلواتهم ثم ودعهم، وأخذ يصلي حتى انصرف إلى الرب. تعيد له الكنيسة في 25 من شهر طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس القس القديس | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في الخامس من برمهات. قضى هذا الأب حياته كلها صائماً، يحب الوحدة والهدوء، دائم الصلاة نهاراً وليلاً، قلبه متسع حباً للجميع، فوهبه الله عطية شفاء المرضى إذ كان يصلي على الماء والزيت ويستخدمهما في الشفاء باسم ربنا يسوع؛ كما نال عطية معرفة الغيب. سيم كاهناً بعد تمّنع شديد، لكنه ما أن سيم حتى صار يرفع القرابين يومياً، فأحبه الشعب جداً، وكان يثق في صلواته، ويشعر أنه سرّ بركتهم.اهتم أن يصالح كل المتخاصمين بروح الاتضاع لتعيش الكنيسة كلها بروح الوحدة والسلام. في أثناء صلاته ظهر له القديس بطرس الرسول، يقول له: “السلام لك يا من حفظت الكهنوت بلا عيب. السلام لك يا من صلواته وقداسته قد صعدت كرائحة طيبة عطرة”. إذ خاف القديس وفزع، قال له: “أنا بطرس الرسول، لا تخف ولا تجزع، فقد أرسلني الرب لأعزيك وأخبرك أنك تنتقل من أتعاب هذا العالم إلى الملكوت الأبدي”. فرح القديس بهذه الرؤيا وتنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس بلسم الشهيد | الولادة: – الوفاة: 311 هو مواطن فلسطيني من مدينة اليوثيربوليس Eleutheropolis، استشهد في أيام مكسيميانوس بعد دخوله في حوار مع والي المقاطعة ساويرسSeverus ؛ في هذا الحوار أوضح أن اسمه بلسمBalsam ، وفي المعمودية “بطرس”، كما أبرز اعتزازه بالإيمان غير مبالٍ بالآلام أو المتاعب التي تحلّ به من أجل السيد المسيح. كان في حديثه مع الوالي لا يدافع عن نفسه إنما يكشف له عن الحق، ويكرز له بإخلاص. أمر الوالي بتمزيق جسده بالهنبازين، وإذ سأله الوالي قبل تعذيبه إن كان يتراجع أعلن أنه لن يعصي مسيحه. وإذ بدأت العذابات لم يئن بل صار يرتل متهللاً بكلمات النبي: “واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي. كأس الخلاص آخذ، وباسم الرب أدعو”. صار الدم يسيل منه، وكان الجلادون يصرخون: “أطع الأباطرة؛ قدم ذبيحة فتخلص نفسك من الآلام”. أما هو فكان يقول: “أتحسبون هذه آلاماً؟! إني لا أشعر بألم، لكنني أعلم تماماً أنني إن جحدت إلهي أدخل في آلام حقيقية لا توصف”. وإذ فشلت كل حيل الوالي ساويرس حكم على بطرس بتسميره على صليب، وهكذا أنهى القديس جهاده بنصرة بالرب على الصليب، في يناير 311م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس خريسولوغوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 450 تعتز الكنيسة الغربية بالأب خريسولوغوس (صاحب الكلمات الذهبية) Peter Chrysologus أسقف رافينا، الذي تنيح في 4 ديسمبر (حوالي 450م). نشأ في بلدة Imola، شرق إميليا Emilia كان ذا ثقافة عالية فسامه أسقف المدينة كرنيليوس شماساً، وكان يحبه فجعله تلميذاً خاصاً به. ولما تنيح رئيس أساقفة رافينا حوالي سنة 433م ذهب الأسقف كرنيليوس إلى روما ومعه وفد وفي ملازمتهم الشماس بطرس يحملون ترشيحاً معيناً، لكن أسقف روما سكستوس الثالث قال لهم إنه رأى في الليلة السابقة كأن القديسين بطرس وأبوليناروس أسقف رافينا الأول والشهيد يطلبان سيامة هذا الشماس أسقفاً. وقد تمت السيامة التي قابلها أهل رافينا بفتور شديد بل وباحتجاج. نطق بعظة أمام الإمبراطورة غالا بلاسيديا والدة فالنتينان الثالث، أُعجبت بها وصار موضع تقدير الحكام، وكانت الإمبراطورة تسنده في الإنفاق على مشاريعه. اهتم بالكرازة بين الوثنيين، كما كتب رسالة إلى أوطيخا سنة 449 الذي أنكر حقيقة ناسوت المسيح، حاسباً أن اللاهوت قد ابتلع الناسوت، وأن السيد المسيح يحمل طبيعة واحدة هي الطبيعة اللاهوتية. توجد مجموعة كبيرة من العظات تُنسب له، لكن أكثر أعماله مفقودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس مطران الحبشة | الولادة: – الوفاة: – في القرن العاشر الميلادي إذ سيم الأنبا قزمان الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية (58) كانت العلاقات بين الكنيسة القبطية الأم والكنيسة الإثيوبية فاترة لمدة أكثر من قرن بسبب الظروف القاسية التي عاشتها الكنيسة القبطية. أرسل ملك إثيوبيا إلى البابا يسأله سرعة سيامة مطران على إثيوبيا لأنه قد شاخ ويودّ أن يترك ابنيه تحت وصاية مطران حكيم. وبالفعل قام بسيامة الراهب بطرس مطراناً على إثيوبيا، وكان رجلاً حكيماً ومتزناً. استقبله الملك والشعب بحفاوة عظيمة. وبعد أسابيع قليلة مات الملك الشيخ ليترك ابنيه الصغيرين بين يدي المطران كوصي، راجياً إياه أن يهتم بتربيتهما، وأن يختار من يصلح منهم للمُلك. إذ بلغ الصغير سن الرشد رأى الأنبا بطرس فيه إنساناً قادراً على احتمال المسئولية بحكمةٍ واتزانٍ فوضع يده عليه كملك، وفرح الشعب به جداً. لكن عدو الخير لم يترك الأمور تسير في هدوء وسلام، فقد أثار شخصين يُدعيان مينا وبقطر كانا يطوفان في البلاد يستجديان في زي راهبين ليجمعا الأموال بحجة إنفاقه على الأديرة والكنائس، أن يذهبا إلى إثيوبيا ويحملان خطاباً مزوراً، موقعاً عليه من البابا وموجهاً إلى الأمير الأكبر وأراخنة إثيوبيا، جاء فيه أن بطرس هذا لم يُقم مطراناً من قبل البابا، وإنما المطران الحقيقي هو حامل الخطاب مينا. لقد طالبهم بخلع بطرس وإقامة مينا عوضاً عنه، كما أعلن أن البابا حزين على تصرف بطرس هذا بتخطي الأمير الأكبر ليقيم أخاه الأصغر ملكاً، الأمر الشائن الذي يصدر عن إنسانٍ يتجاهل حق البكورية. قدم مينا وبقطر هذا الخطاب المزيف للأمير الأكبر، فدفعته شهوة الحكم أن يجمع رجال جيشه ويقرأ عليهم الرسالة ليقوموا بثورة عنيفة ضد الملك والأنبا بطرس، فألقوا القبض عليهما ونفوهما بينما أُقيم الأمير الأكبر ملكاً ومينا مطراناً وبقطر وكيلاً له. لم تدم أسقفية مينا كثيراً فقد اختلف معه بقطر، الذي انتهز فرصة غياب مينا عن المطرانية ليسلب كل ما بها من أموالٍ وممتلكات ثمينة ويهرب إلى مصر، وينكر الإيمان. وهكذا بلغ الأمر إلى البابا قزمان الثالث الذي حزن جداً لما حدث، وأرسل إلى إثيوبيا يُعلن حقيقة الأمر. إذ اكتشف الملك زيف الرسالة التي جاءت إليه على يدي مينا وبقطر لم يتصرف بحكمة، وإنما بسرعة استل سيفه وقتل مينا. وكان ذلك ربما إرضاءً للشعب، وخشية ثورتهم عليه. أرسل يستدعي الأنبا بطرس من النفي فوجده قد تنيح بسبب شدة ما لاقاه من عذابات، فطلب تلميذه وأقامه مطراناً دون أن يرسله إلى البابا، خشية أن يوصيه البابا بنزع المُلك عن الابن الأكبر وإعادة الابن الأصغر من المنفي ليستلم كرسيه. حزن البابا قزمان على تصرف الملك، فأراد معاقبته بعدم سيامة مطران لإثيوبيا، وقد نهج على منواله أربعة بطاركة، وظلت إثيوبيا بلا راعٍ ستين عاماً، إذ لم يُقم بها مطران إلاّ في عهد الأنبا فيلوثيئوس (63). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بطرس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 303 إذ أقام الإمبراطور دقلديانوس في نيقوميديا بآسيا الصغرى قيل له إنه يوجد مسيحيون في قصره. للحال أحضر تماثيل وأمر جميع رجال قصره، خاصة المشكوك فيهم، أن يقدموا بخوراً للأصنام. بشجاعة رفض المسيحيون إنكار مسيحهم، على رأسهم بطرس. تعرض هذا القديس للجلد حتى ظهرت عظامه، كما مُزج خل بملح وسُكب على جراحاته. وإذ رأى دوروثيئوس المهتم بحجرة نوم الإمبراطور، وأيضا غورغونيوس الذي كان يحتل مركزاً هاماً في القصر ما حدث وبّخا الإمبراطور على فعله هذا معلنين أنهما مسيحيان، ثم ظهر آخر يدعى مقدونيوس Migdonius. هؤلاء جميعاً سقطوا تحت العذابات واستشهدوا. لم يَخُر بطرس قط مع أن الإمبراطور أمر بإلقائه على الأرض لكي يُطأ بالأقدام، ثم وضعه على النار لكي يُشوى بطيئاً، وكانوا يقطعون من لحمه من وقت إلى آخر. وفي وسط هذا كله كان الرب يهبه احتمالاً بل ويعزيه، فلم يصرخ بل كان يفرح ويشهد لله خالق السماء. استشهد حوالي عام 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بقطر الأمير الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلد بقطر في مدينة إنطاكية من أسرة مسيحية نبيلة، والده الأمير رومانيوس من كبار وزراء الدولة الرومانية الذي أنكر الإيمان في أيام دقلديانوس، ووالدته مرثا إنسانة تقية طلبت من الله أن يهبها نسلاً مباركاً فوهبها هذا الطوباوي بقطر. عاش بقطر تحت رعاية أمه التقية، بينما كان والده سطحياً في إيمانه وعبادته. ارتبط بقطر بصداقة قوية مع الأمير أقلاديوس ابن خالته، فكانا يشتركان في الهدف والعبادة. ترقى الأمير بقطر في المناصب، إذ كان شاباً تقياً، جاداً في حياته، زاهداً في أباطيل العالم وملذاته، رحوماً ولطيفاً للغاية. دقلديانوس الجاحد ورومانيوس المنهار إذ جحد دقلديانوس الإيمان رفض الأميران بقطر وأقلاديوس السجود للأوثان، وقد أخفي رجال البلاط الخبر عن الملك لحبهم لهذين الأميرين، فكان الأميران يفتقدان المسجونين ويهتمان باحتياجات المعوزين ويدفنا أجساد الشهداء القديسين. سمع الملك فاستدعى أقلاديوس الذي أعلن إيمانه بمسيحه، فأمر الملك بإرساله إلى صعيد مصر ليُقتل هناك بعيدًا عن إنطاكية حتى لا يثور الشعب. استدعى الملك دقلديانوس وزيره رومانيوس وقال له بأنه قد بلغه أن ابنه بقطر يقوم بدفن أجساد المسيحيين الذين تقتلهم الدولة، وبافتقاد المسجونين، ثم صار يهدده بقتل ابنه إن لم يجحد مسيحه. أرسل رومانيوس إلى ابنه وأصدقائه لعلهم يستطيعون إقناعه بالعدول عن إيمانه فرفض بإصرار. استدعاه الملك وصار يلاطفه، فكان بقطر في محبة حازمة يوبخ الملك على جحده الإيمان، طالباً منه أن يرجع إلى مخلصه ويكف عن عنفه ومقاومته للإيمان. فاستشاط غضب رومانيوس وصار يضرب ابنه ويسبّه ويهدده بل وفقد وعيه وأراد قتله. بأمر رومانيوس أُلقى بقطر في سرداب مظلم ليتحول السرداب إلى سماء منيرة وشركة مع السمائيين، بينما كانت أمه مرثا قد كرّست كل طاقاتها للصوم والصلاة من أجل إيمان ابنها، بل ذهبت إليه وتحدثت معه وهي في الخارج لتسنده حتى يستحق شرف الاستشهاد. أُخرج بقطر من السرداب، وحاول رومانيوس إغراءه، وإذ فشل أمر عبيده أن يضربوه بالرماح حتى الموت، لكن دقلديانوس استدعاه وصار يلاطفه ويهدده، وأخيراً أرسله إلى الإسكندرية لتعذيبه وقتله بعيداً عن إنطاكية. لقاء مع والدته أصرت الأم أن ترى ابنها وتودعه قبيل سفره خارج المدينة. وبالفعل رأته فسقطت مغشياً عليها، أما هو ففي بشاشة قال لها: “لا تبكى يا أمي على ابنك، فأنا مع يسوع في طريق النعمة، ولكن ابكِ على رومانيوس زوجك. إنه لم يعد أبي يوم أنكر الإيمان واتبع طريق الشيطان، يوم أنهي بنوّتي له. ابكِ عليه يا أماه لعل الرب يهديه ويعيده إلى حظيرة الإيمان. أما أنا فلماذا تبكين عليّ؟ إنني في طريقي إلى السماء؟! لي اشتهاء أن أنطلق فإن هذا أفضل”. استراح قلب مرثا لتعود فتعزى ابنها وتشجعه، ودخل الاثنان في حوار روحي لطيف أبكى كل السامعين، ثم ودعت ابنها ليبحر إلى الإسكندرية. في الإسكندرية التقى القديس بقطر بالوالي أرمانيوس الذي لاطفه من أجل كرامته وكرامة عائلته، لكن إذ أصر بقطر على الشهادة للسيد المسيح قام الوالي بتعذيبه بوضعه على سرير من حديد وإيقاد نار تحته، لكن الرب خلصه ولم تمس النار شعرة واحدة منه. اغتاظ الوالي وألقاه في السجن. كانت ابنة أحد الأمراء تتطلع من قصرها الذي يطل على السجن لتنظر المسيحيين المسجونين بينما كان جماعة من السكارى يستهزئون بهم. سقطت الفتاة إلى أسفل جثة هامدة، فطلب الأمير بقطر أن يحضروا الجثمان ليصلي عليه ويقيم الفتاة ويسلمها لوالديها ففرحا جداً وآمنا بالمسيح، تزوجت الفتاة وأنجبت طفلاً دعته “بقطر”. قام الوالي بعصر القديس بقطر، لكن الرب أرسل ملاكه ميخائيل يسند تقيّه بقطر. ألقاه الوالي في مستوقد فصار كالثلاثة فتية يسبح الله مخلصه، بينما حلّت النيران قيوده واللّجام الذي في فمه، الأمر الذي دفع كثير من الوثنيين المشاهدين له أن يعلنوا إيمانهم وينالوا إكليل الاستشهاد. في بيت الوالي عاد الوالي إلى بيته كئيباً بسبب ما حدث، فكانت زوجته وهي مسيحية توبخه بعنف، فصار يهددها حاسباً أن ما صار لبقطر إنما هو من قبيل السحر. أخيراً إذ ضاق به الأمر قرر ترحيله إلى والي أنصنا ليقوم بتعذيبه وقتله، ولعلّه خشي أن يقتله فيندم رومانيوس على ما فعله بابنه وينتقم له من الوالي أرمانيوس. في صعيد مصر رست السفينة في مدينة طحا حيث التقىٍ بصديق له جندي يدعى بيفام، كان مسيحياً مختفياً فشجعه أن يعلن إيمانه بالسيد. انطلقت السفينة إلى أنصنا، وإذ دخل في حوارٍ مع الوالي أراد قتله، لكن مستشاريه طلبا منه أن يضعه في قصر مهجور في بطن الجبل ولا يقتله لئلا ينتقم منه والده رومانيوس. أُلقي القديس في القصر المهجور الذي يدعي “البارقون” بلا طعام ولا شراب، حاسبين أن الشياطين تقتله، لكن ربنا يسوع أرسل له رجلاً مسيحياً قدم له عِدة نجارة ليمارس بعض أعمال النجارة ويبيعها له. مارس القديس حياته النسكية بفرح، وقد حاولت الشياطين مقاومته بكل وسيلة فكان يغلبها بقوة ربنا يسوع المسيح الذي ظهر له وطمأنه على إيمان والدته وأعلن له عن انتقاله إلى كنيسة الأبكار. التقي به في القصر الجندي الأمين الذي جاء معه من إنطاكية، فقد أرسلته مرثا لتطمئن على ابنها، فبلغ إلى القصر، وقصّ عليه القديس كل ما دار في حياته ليسند أمه. استشهاده إذ جاء إلى أنصنا والٍ جديد استدعاه من القصر، وصار يعذبه، تارة بالنار وأخرى بتقديم سُمّ له وثالثة بوضعه في زيت مغلي وكان الرب يعمل فيه بقوة. وُجه لبقطر اتهام هو “استخدام السحر”، أما هو فأعلن انه إنسان بسيط يحمل قوة الإيمان التي أطفأت اللَّهب وليس السحر.استدعى الوالي أحد كبار السحرة ليعد سماً قاتلاً في طعام يأكله القديس، وإذ لم يُصب بضررٍ أعد نوعاً أخطر وبكميةٍ أكبر فلم يتأثر، عندئذ أحرق الساحر كتبه، وجاء إلى القديس يعلن إيمانه بهذا الإله القوي، وقبل الاستشهاد بفرح، كما آمن كثيرون أثناء عذابات القديس بقطر، منهم بعض الجند، وتمتعوا بإكليل الشهادة. أمر الوالي بقطع رأس القديس. قيل أن والدته جاءت بعد ذلك وبنت كنيسة بمنطقة أنصنا التي عاش فيها ابنها قبل استشهاده، وأنه ظهر لها في الكنيسة وأنبأها ببعض أمور مقبلة خاصة بكنيسة مصر. حملت مرثا رُفات ابنها القديس بقطر إلى إنطاكية بعد أن ودعه أهل الصعيد في مهابة وتكريم، وكان الكل يتباركون منه. تعيد الكنيسة بتذكار استشهاده في 27 برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بقطر الروماني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة في أول هاتور بعيد استشهاد القديس بقطر الذي من روما مع اخوته الستة حسب الروح لا الجسد، من بينهم مكسيموس ونوميتيوس وفيلبس. إذ أثار الإمبراطور داكيوس الاضطهاد هرب هؤلاء الاخوة السبعة إلى أفسس، وعاشوا هناك في كهف. لكنهم عادوا وقرروا أن ينالوا إكليل الشهادة، فظهروا أمام الوالي وأقروا بإيمانهم، فقام بجلدهم بوحشية، ثم ضربهم بالعصي، وأحرق ظهورهم بقطع حديد ملتهبة ناراً، ثم دلكوا أجسادهم بخرق من شعر مبتل بالخل والملح، محتملين ذلك بمحبة. إذ رأى الوثنيون صبرهم وفرحهم بالآلام آمن بعض منهم بالسيد المسيح، فأمر الوالي بضرب رقاب بعضهم بالسيف وتمزيق أجساد الآخرين، فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بقطر الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يذكر شينو Chineau في كتابه “قديسو مصر” حوالي 15 قديساً باسم “فيكتور” أو “بقطر” أغلبهم شهداء بذلوا حياتهم في مدينة الإسكندرية، ليس لدينا تفاصيل لحياة كل هؤلاء الشهداء أو القديسين، إنما نكتفي بالحديث عن بعضهم، ربما حدث خلط فيما بينهم. وُلد بكيليكية من أسرة مسيحية تقية، فعاش بقلب ملتهب بمحبة الله. التحق بالجندية فلمع نجمه، وإذ سافر مع فرقته إلى الإسكندرية كان يمارس عبادته جهاراً. وبسبب لطفه وأمانته مع مركزه كان محبوباً لدي المسيحيين والوثنيين. في عام 177م لم يحدث فيضان للنيل، الأمر الذي له خطورته لا على مصر وحدها، وإنما على الدولة الرومانية التي تحسب وادي النيل كنزها الزراعي. وكان ثمرة عدم الفيضان أن علت هتافات الوثنيين بالإسكندرية: “الموت للمسيحيين” وسرت موجة عنيفة للاضطهاد، فقد كان الإمبراطور أوريليوس يرى في كل كارثة تحلّ بأية مقاطعة أو بلد سرها غضب الآلهة على الإمبراطورية بسبب وجود المسيحيين. إذ بدأت موجة الاضطهاد بالإسكندرية استدعى الوالي سباستيان هذا القائد المسيحي وطلب منه جحد مسيحه طاعة لأوامر الإمبراطور، فكانت إجابة القائد: “ليس من يخدم الإمبراطور بإخلاص مثلي، على أنه إذا كان للإمبراطور السلطان المطلق على جسدي فليس له من سلطان على روحي التي هي لله وحده”. حاول الوالي أن يستميله باللطف والتكريم، معلناً إعجابه به وبحكمته، سائلاً إياه أن ينقذ حياته بجحد مسيحه، أما هو فأعلن أنه لا يخاف العذابات لأنها في عينيه لا تجلب موتاً بل الحياة الأبدية. بدأ الوالي يغيّر من أسلوب معاملته فصار يهدد بعنف، ثم تحول من التهديد إلى التنفيذ فأمر ببتر أصابعه، أما بقطر فكان يسبح الله الذي وهبه نعمة الألم من أجله. أُودع بطرس في السجن ليُلقى في اليوم التالي وسط أتون نار أُعد لأجله، وكانوا يلقون الحطب في النار لمدة ثلاثة أيام بعد إلقاء بقطر في داخله، وإذ طلب الوالي إطفاء الأتون ليرى ضحيته رماداً وسط رماد الحطب، فوجئ الجند به حيّاً، واقفاً يسبح الله ويمجده، فاُقتيد إلى المحكمة. في أسيوط إذ كان الوالي في جولة أخذ معه بقطر إلى مدينة ليكوبوليس (أسيوط)، وهناك وُضع على الهنبازين لعصر جسده، كما وُضعت مشاعل عند جنبيه، لكن فرحه بالميراث الأبدي والأمجاد الدائمة وهبه قوة احتمال فائقة. بأمر الوالي وُضع في حلق القديس جيراً وخلاً، كما صدر الأمر بفقء عينيه، عندئذ قال القديس: “أتظن أنك تقهر عزيمتي بأعمالك الوحشية أيها القاسي؟! فبفقد عينيْ جسدي تتضاعف حدة بصيرتي الروحية. إنني لن أخشى مثل هذه العذابات الوحشية، لأن قوة الله تعين ضعفي”. رُبط القديس في عامود وهو منكس الرأس، وتُرك ثلاثة أيام حتى ينزف دمه من فمه وأنفه فيموت، لكن الله كان يسنده ويشفيه. أمر الوالي بسلخ جسده، أما هو فأعلن للوالي انه قد يسلخ جلده عن لحمه لكنه لن يقدر أن يسلبه رداء الروح المنسوج من الإيمان والمحبة. بدأ القديس يصلي والكل يقف في ذهول يرى إنساناً يناجي إلهه بروح الغلبة والنصرة غير مبالٍ بالعذابات البربرية. قطع هذا الصمت سيدة انطلقت وسط الجموع لتلتقي بالقديس وتقول له: “طوباك يا بقطر، ومطوّب هو جهادك الذي تتممه من أجل الله”. ارتبك سباستيان الوالي ومن معه، فاستدعاها، وسألها عن شخصها، فأجابت أنها امرأة أحد الجنود، رأت ملاكين ينزلان من السماء، يحملان إكليلين عجيبين، الأفخم مُقدم لبقطر، لذا فهي تطمع في نوال الآخر. بالرغم من صغر سنها وضعف جسمها لم تبالِ بغضب الوالي وتهديداته. حسب الوالي هذا الأمر جنوناً، وصار ينصحها أن ترجع عن تفكيرها هذا، أما هي فأعلنت أنها تشتاق أن تفقد كل شئ من أجل هذا الإكليل السماوي. أمر الوالي بتقريب ساقيّ نخلتين قريبتين في ساحة المحكمة، وبعد جهد كبير رُبطت المرأة في الساقين، وإذ تُرك الساقان عادا إلى حالهما الأول فتمزقت المرأة إلى قطعتين ونالت إكليل الشهادة. سمع القديس بقطر بشهادة هذه السيدة الشابة فقدم الشكر لله، مشتاقًا أن يلحق بها. ضُرب عنق القديس ونال إكليل الشهادة بعد أن ربح الكثيرين للإيمان أثناء عذاباته وعمل الله معه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بقطر ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – عُرف القديس بقطر وزملاؤه من رجال ونساء وعذارى منهم داكيوس وإيريني بغيرتهم المتقدة في بناء الكنائس في عهد الإمبراطور قسطنطين وابنه من بعده، فكانوا يهدمون المعابد الوثنية ويقيمون الكنائس. لهذا إذ ملك يوليانوس الجاحد قبض عليهم وعذبهم بالضرب وتمزيق أجسادهم بأمشاط حديدية وأخيرًا قطع رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة. تحتفل الكنيسة بتذكار استشهادهم في الرابع من برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بقيرة الكاتب | الولادة: – الوفاة: – كان معاصراً للحاكم بأمر الله، الذي بدأ حكمه سنة 996م، وكان بقيرة كاتباً في ديوان الخلافة، ولما رأى البلايا التي أنزلها الحاكم بقومه اعتزل منصبه وحمل صليبه ودخل قصر الخليفة. ولما وصل إلى بوابته وقف وصرخ بأعلى صوته: “أن المسيح هو ابن الله”، فما أن وصلت كلماته مسامع الحاكم حتى استحضره وأمره بإنكار دينه، فكرر بقيرة في حضرته ما فاه به عند البوابة. والغريب أن الحاكم لم يأمر بقطع عنقه وإنما اكتفى بإلقائه في السجن وتطويق عنقه بسلسلة حديدية، وذهب صديق له اسمه مينا ليعوده في السجن فوجده واقفاً يصلي في نشوة روحية عجيبة، فلما رآه على هذا الحال تهلل بالروح. وحينما همَّ مينا بالخروج سأل بقيرة إن كانت هناك أية رسالة يريد تبليغها لأهله، فقال له بقيرة: “قل لهم طيبوا نفوساً لأنني سأكون معكم الليلة”. وقد تحققت كلمات هذا الشاهد الأمين، إذ قد جاءه مرسوم من الحاكم بالإفراج عنه ويمنحه الحرية في أن يتجول حيث شاء ويشتغل بما يروق له من المهن. وبهذا المسوم خرج بقيرة وأخذ ينتقل بين عائلات القبط، شجعهم ويعزي قلوبهم وينبئهم بأن هذه الشدة ستزول بعد ثلاثة أيام، ثم قرن كلماته المعزية بهدايا من الطعام والشراب، وظل بقيرة في تجواله وفي توزيع عطاياه خلال الأيام الثلاثة التي تنبأ عنها. وفي اليوم الرابع صدر مرسوم بتوقيع الحاكم يأذن فيه للقبط بأن يباشروا صناعاتهم وزراعاتهم وتجارتهم، وأن ينتقلوا حيث شاءوا بكل حرية، ومن أراد منهم أن يسافر إلى الحبشة أو غيرها من البلاد يستطيع ذلك دون مانع. وظل بقيرة بعد هذا الفرج يوالي زياراته، فافتقد المحبوسين منهم والمعوزين والغرباء، وعثر ذات يوم على قبطي مسجون لأنه عجز عن أداء الضريبة المفروضة على من يعبر النيل فدفعها عنه، وبذلك هيأ له سبيل الحرية. ثم رأى بقيرة أن يقوم عند انبثاق الفجر ويبحث عن الأشخاص أو العائلات المعدمة تماماً ويقدم لهم الطعام والشراب عن سعة. وذات يوم اشترى عدداً كبيراً من الأرغفة وزعها كلها ولم يستبقِ منها غير رغيف واحد لنفسه، ولما كان معتاداً ألا يأكل إلا عند غروب الشمس، فقد جلس يومئذ ليأكل الرغيف في تلك الساعة، ولم يكد يأخذ منه لقمة حتى دق الباب ففتحه، وإذا بشيخ عجوز جاءه يطلب طعامًا، فأعطاه الرغيف على الفور لأن الدكاكين كانت قد أغلقت إذ كان الوقت ليلاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بلاسيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نال شهرة فائقة في الشرق والغرب، تحتفل الكنيسة القبطية بعيده في 17 برمهات، والكنيسة اليونانية والغربية في 3 فبراير. يحسبه الغرب شفيعاً للذين يمشطون صوف الغنم، وأيضاً لشفاء الماشية، كما لمرضى الحنجرة. ولد بلاسي Blasie أو بلاسيوس Blasius في سبسطية من أعمال أرمينيا، من عائلة شريفة غنية. نشأ في حياة تقوية مملوءة حكمة وطهارة، لذا أُختير أسقفاً على المدينة وهو شاب صغير السن. لا نعرف شيئاً عن عمله الأسقفي الرعوي، لكن قلبه كان يلتهب نحو حياة السكون، فاختفى فجأة منطلقاً إلى أحد الجبال ليعيش في مغارة وسط الطبيعة القاسية. صديق الوحوش إذ عاش في طهارة القلب والجسد أعطاه الرب نعمة، فصارت الوحوش المفترسة في الجبل تستأنس به، بل وكثيراً ما كانت تراه فتنتظره حتى يتمم صلواته لتقف بجواره وتقدم المرضى منها فيشفيها برقة عجيبة، وكأن بلاسيوس صار يمارس حياة آدم الأولى في جنة عدن حيث لم تكن هناك خليقة ما تثور ضده، بل الكل يخضع له في الرب. مع صيادي أغريكولاس في عام 315م أرسل ليسينيوس Licinius والياً على كبادوكية وأرمينيا يُدعى أغريكولاس Agricolaus؛ جاء إلى البلاد كذئبٍ لا عمل له سوى افتراس قطيع المسيح. أرسل إلى الجبال جماعة من الصيادين يقتنصون الوحوش المفترسة لاستخدامها في المسارح لتقديم المسيحيين طعاماً لها. كانت المفاجأة أنهم رأوا بعض الوحوش المفترسة تلاطف إنساناً في الجبل، وإذ تعرفوا عليه أدركوا أنه أسقف سبسطية محب السكون. انطلقوا إلى الوالي يخبرونه بما رأوا فتعجب وظن أن الكثير من المسيحيين يعيشون هناك، فرّد الصيادين للبحث عنهم، وإذ لم يجدوا أحداً سوى الأسقف قبضوا عليه واقتادوه إلى الوالي. أما هو فقابلهم بالرحب والبشاشة، قائلاً لهم: “أهلاً بكم، فقد طال انتظاري لمجيئكم، امضوا بي إلى حيث يُسفك دمي لأجل يسوع المسيح، فقد تراءى لي إلهي اليوم ثلاث مرات، وقد قبل أن أقدم له حياتي ذبيحة”. سار به الصيادون نحو المدينة فانتشر الخبر بسرعة أن الأسقف ساكن البرية الذي تستأنس به الوحوش قد جاء، فخرجت القرى المحيطة تستقبله وأيضاً أهل المدينة، من مسيحيين ووثنيين. في الطريق عند حافة قرية رأى القديس سيدة فقيرة تبكي لأن ذئباً خطف خنزيرها، فأمر القديس بلاسيوس الذئب أن يقف ويترك الخنزير فأطاع. التقت به سيدة أيضاً تتوسل إليه من أجل ابنها الذي ابتلع شوكة سمكة وقفت في حنجرته، فصلى عليه وبريء الطفل، لهذا صار شفيعاً لمرضى الحنجرة في أعين الكثيرين في القرون السابقة. هكذا كان الله يعمل به كثيراً في الطريق إلى المدينة فاستقبله الوالي بحفاوة عظيمة. وإذ تمسك القديس بمسيحه تعرض للجلد والضرب بالعصي بعنفٍ شديدٍ، وصاروا يكررون الأمر يومياً، ثم أُلقيّ في سجنٍ مظلمٍ، فقدمت له السيدة التي شُفي خنزيرها سراجاً. أُرسل إلى ليسينيوس الذي مزق جسده بأسنان حديدية، ثم قطع رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بلامون الأب | الولادة: – الوفاة: – القديس أنبا بلامون Palamon هو الأب الروحي للقديس باخوميوس مؤسس نظام الشركة، لا نعرف عنه الكثير إلا ما ورد في سيرة هذا القديس. لقاء القديس باخوميوس به إذ قبل القديس باخوميوس الإيمان المسيحي خلال أعمال المحبة، عاش ثلاث سنوات بعد عماده يمارس كل حبٍ مع الفقراء والمحتاجين، وكان قلبه يلتهب مع كل يوم في محبة الله. سمع عن المتوحد الأنبا بلامون فذهب إليه ليلتقي به، وإذ بلغ مغارته قرع الباب فتطلع الشيخ من الكوة، وقال له : “من أنت أيها الأخ؟ وماذا تريد؟” أجاب باخوم : “أنا أيها الأب المبارك طالب السيد المسيح الإله الذي أنت تتعبد له. أطلب من أبوتك أن تقبلني إليك وتجعلني راهباً”. قال الأب : “يا ابني، الرهبنة ليست بالأمر الهين، ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان، لأن كثيرين طلبوها وتقدموا إليها وهم يجهلون أتعابها، ولما سلكوا فيها لم يستطيعوا الصبر عليها، وأنت سمعت عنها سماعاً لكنك لم تعرف جهادها”. واستطرد الأب يحدث القديس باخوميوس عن متاعب الرهبنة بصورة شديدة، مظهراً له محاربات الشيطان، فازداد شوق القديس باخوميوس للحياة الرهبانية، وتعلق قلبه بالأكثر عند سماعه عن أتعاب الرهبنة. وإذ عاين القديس بلامون ثبات القديس باخوميوس وعدم تراخيه فتح له الباب ورحب به. بقى معه ثلاثة شهور تحت الاختبار، بعد ذلك قص شعره وألبسه إسكيم الرهبنة بعد قضاء ليلةٍ كاملةٍ في الصلاة، وسكنا معًا كشخصٍ واحدٍ. اهتمامه بحياة تلميذه اهتم بتلميذه من كل جانب روحي، فيذكر عنه انه في إحدى الليالي طلب منه أن يسهر معه حتى الصباح، وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدين، وكان إذا أتعبهما النوم يقومان لينقلا بعض الرمال من موضع إلى آخر فيستيقظا ليعودا إلى الصلاة. ومتى رأى الأب تلميذه قد غلبه النوم كان يقول له : “استيقظ يا باخوم لئلا يجربك الشيطان، فقد مات كثيرون من كثرة النوم”. لقد دربه على الحياة النسكية القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته فوق احتياجات الجسد. في عيد القيامة طلب الأب من تلميذه أن يُعد طعاماً لأنه يوماً شريفاً، وإذ سحق الملح ووضع عليه زيتاً مع خضرة يسيرة وخبز، تطلع الأب فوجد الزيت كثيراً فبكى بمرارة، قائلاً : “الرب لأجلي صُلب وأنا آكل زيتاً هذا الذي ينعم الجسد؟” وإذ اعتذر له القديس باخوميوس بأن الزيت انسكب بغير إرادته، أجابه بأنه لولا ضرورة الزيت لسراج المذبح لما ترك زيتاً في قلايته بعد. اتساع قلبه يظهر اتساع فكر القديس بلامون ومحبة قلبه الصادقة من تصرفه مع القديس باخوميوس حين ظهر له ملاك ليؤسس نظام الشركة، فقد ساعد المعلم تلميذه على تأسيس نظام جديد لم يكن له خبرة فيه، وسأله أن يزور أحدهما الآخر مرة كل عام بالتناوب وبارك المعلم عمل تلميذه، ولم تمضِ إلا سنوات قليلة ليرقد في الرب بعد أن مرض قليلاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بلامون السائح القديس | الولادة: – الوفاة: – في البرية الشرقية جاء عنه في السنكسار الذي قام بطبعه رينيه باسيه (30 طوبة)، وهو غالباً بخلاف أنبا بلامون الناسك معلم القديس باخوميوس أب الشركة. لا نعرف شيئاً عن سيرته سوى القصة التي وردت عنه، والتي تكشف عن حرب الشيطان المرة نحو كل إنسانٍ، خاصة الذين يبلغون قامة روحية عالية. فقد نشأ هذا الأب جاداً في جهاده الروحي، لا يعرف الضحك قط منذ صباه، ومع هذا أراد العدو أن يدفع به إلى الهاوية ليحطمه تماماً لولا عناية الله الفائقة. قيل عنه أنه خرج يوماً من مغارته بالجبل الشرقي يحمل القليل من عمل يديه نحو الريف ليبيعه. ضل القديس الطريق وسط البرية حتى فقد كل علامة يمكن أن يستدل بها، وبقيّ أسبوعاً كاملاً بلا طعام ولا شراب في حرّ الصيف القاتل، فكاد أن يموت لولا أنه صرخ قائلاً : “يا ربى يسوع المسيح أعني”، فسمع للحال صوتاً يقول له :”لا تخف فإن العدو لا يقدر أن يقوى عليك بعد أن ذكرتني، قم وامشِ إلى الجنوب قليلاً فستجد راهباً شيخاً صديقاً يُسمى أنبا تلاصون. إنه كقلعة، اخبره بما أغواك به الشيطان، وبالخطية العظيمة التي جربك بها في صباك، وهو يصلي عنك فتُغفر لك”. عندئذ حمل الأب بلامون شغل يده وقام متجهاً نحو الجنوب، وهو يتلو المزمور: “خلصني يا الله باسمك، واحكم لي بقوتك، ارحمني يا الله واسمع صلاتي، وأنصت إلى كلام فمي، فإن الغرباء قاموا عليّ، والأقوياء طلبوا نفسي…” مع الأنبا تلاصو ن إذ كان أنبا بلامون يتلو مزاميره متجهاً نحو الجنوب التقى بالقديس تلاصون الذي فرح به جداً، وأمسكه وأصعده على الصخرة. صلى الإثنان معاً ثم جلسا يتحدثان بعظائم الله، وقد دار بينهما الحوار التالي: كيف عرفت هذا الطريق حتى جئت إليّ لتفتقدني في هذه البرية؟ انهارت دموع بلامون وصار يسجد على الأرض، ويقول: “اغفر لي يا أبي الحبيب القديس. الرب يسوع المسيح يغفر لنا كلنا جميع زلاتنا. إني أستحي أن أعرفك يا أبي القديس عن الخطية العظيمة التي أدركتني من قبل العدو الشيطان دون أن أعلم. مكتوب هكذا: اعترفوا بخطاياكم… وأنا يا أبي القديس صنعت خطايا عظيمة في صباي، ولا زلت أخطئ في كل يوم. هنا إذ صار أنبا تلاصون يعزى أنبا بلامون بدأ الأخير يعترف بخطيته قائلاً بأنه إذ كان يمارس الحياة الرهبانية في الدير، سمع حديثاً عن الوحدة أنها تولد خوف الله، وأن الله يبغض الهزء الذي هو الضحك الباطل، فكان يبكي على خطاياه نهاراً وليلاً، وكان العدو يبذل كل الجهد ليثيره للضحك الباطل فلا يسمع له، ضابطًا لسانه وفكره. وفي مرات كثيرة كان يقدم له العدو خيالات مثيرة للضحك، فكان يذكر القديس خطاياه فيبكي عوض الضحك، متمسكاً باسم يسوع المسيح واهب الخلاص. أقام في جهاده زماناً طويلاً حتى جاء يوم كان فيه يحمل شغل يديه ليبيعه في الريف، وإذ سار نحو رومية تطلع فرأى الجبل كله قد تغير قدامه ولم يعد يرى رملاً أمام عينيه بل أرضاً خصبة ومدينة جديدة تضم قصوراً فخمة، بها حدائق وبساتين تحيط بها، فمضى إلى المدينة وتعجب من أجل عظم كرامتها، عندئذ أراد الدخول فيها ليجد بين أغنيائها من يشتري منه هذا القليل من عمل يديه. اقترب جداً فوجد “ساقية” تدور وبجوارها امرأة تبدو أنها أرملة، كانت حزينة ومحتشمة، وينزل حجاب حتى عينيها. إذ نظرته المرأة غطت رأسها، وقالت له: “باركني يا أبي القديس”، ثم حملت عن كتفيه السلال، وطلبت منه أن يستريح. جلس الأب بجوارها على مجرى ماء، وكانت المرأة تأخذ بكفيها من الماء وتسكبه على قدميّ الراهب بلامون وتغسلهما كمن تود نوال البركة، وقد ظهر عليها أنها إنسانة غنية وشريفة الجنس، ثم دار بينهما هذا الحوار: قولي لي أيتها السيدة المؤمنة، إذا دخلت المدينة بهذا القليل من عمل اليدين، هل يوجد من يشتريه مني؟ نعم يشترونه منك، لكن أتركه لي وأنا أشتريه منك وأدفع لك ما تحتاج إليه، فإني زوجة إنسان غني، وقد مات رجلي منذ أيام وترك لي مالاً كثيراً وبهائم كثيرة، وها أنت تنظر هذه الكروم العظيمة، أنا أقوم بجمعها، وليس لي إنسان يقف بجواري. ليتني أجد إنساناً مؤمناً مثلك أسلم له كل شئ بين يديه ليفعل كيفما شاء. فإن أردت يا أبي القديس أن تأتي وتتسلط على بيتي وتأخذ كل ما لي فإني أتخذك زوجاً لي. إذا ما تزوج الراهب يصير في خزيٍ وعارٍ. إن كنت لا تتخذني زوجة فكن مقدماً على كل ما لي، تدبره لي في النهار، وإذا جاء الليل تقوم وتصلي. عندئذ قامت المرأة وصعدت إلى علية بيتها وهيأت له طعاماً فاخراً ووضعته قدامه، ثم دخلت حجرتها ولبست ثياباً فاخرة وعادت لكي تقترب إليه جداً. عندئذ انتبه الأب بلامون بقوة الله ورشم ذاته بعلامة الصليب وإذا بكل ما هو قدامه يصير كالدخان أمام الريح، فأدرك أنه دخل في خدعةٍ شيطانية، عندئذ صار يبكي بمرارة ساعات طويلة بندمٍ شديدٍ. أرسل الله الكثير الرحمة ملاكه ليعزيه، ووعده بغفران خطاياه، طالباً منه أن يمضي إلى القديس أنبا تلاصون يعترف بخطاياه، عندئذ قام وجاء. هذا هو موجز ما رواه أنبا بلامون للقديس أنبا تلاصون، وكان يبكي أمامه طالباً صلواته عنه كي يغفر له الرب خطيته. وبالفعل صلى له، وإذ بهما يجدان أشبه بمائدة نازلة من السماء أكلا منها وفرحا بالرب، ثم عاد القديس بلامون إلى مسكنه يمارس نسكياته وعبادته بغيرة، حتى وهبه الله موهبة شفاء المرضى، وكانت الوحوش تأنس إليه فيطعمها بيديه. وكان كثيراً ما ينزل من مسكنه ليفتقد المسجونين والمحتاجين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بلانا القس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً ببلدة بارا Bara التابعة لكرسي سخا. سمع عن اضطهاد المؤمنين، فوزع كل أمواله على المساكين وانطلق إلى أنصنا ليعترف أمام أريانا الوالي، محتملاً الآلام حتى نال إكليل الشهادة. تعيد له الكنيسة في 8 أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بلاندينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – في حديثنا عن استشهاد القديس بوثينوس أسقف ليون، في عهد مرقس أوريليوس عام 177م، سنرى انه من بين الذين تمتعوا بالاستشهاد معه الفتاة بلاندينا. كانت عبدة ضعيفة الجسم لذا خشي رفقاؤها عليها لئلا تنهار أمام العذابات، لكن السيد المسيح أعلن قوته ومجده في ضعفها. جاء في الرسالة التي كتبها مسيحيو فينا وليون بخصوص ما احتمله الشهداء في عهد مرقس أوريليوس: “على أن كل غضب الغوغاء والوالي والجند انصب فوق هامة بلاندينا التي أظهر المسيح فيها أن ما يبدو في نظر البشر حقيراً ودنيئاً ووضيعاً في نظر الله مجيد… لأننا إذ كنا كلنا مرتعبين، وكانت سيدتها الأرضية – وهي ضمن الشهود خائفة لئلا يعوقها ضعف جسدها عن الاعتراف بجسارة، امتلأت بلاندينا قوة فصمدت أمام معذبيها الذين كانوا يتناوبون تعذيبها من الصباح حتى المساء بكل نوع، حتى اضطرتهم إلى الاعتراف بأنه قد غُلب على أمرهم ولم يستطيعوا أن يفعلوا لها شيئاً أكثر، وذهلوا من قوة احتمالها إذ تهرأ كل جسدها، واعترفوا أنه كان يكفي نوع واحد من هذه الآلام لإهراق الروح، فكم بالأولى كل هذه الآلام المتنوعة العنيفة؟” إذ حُدد موعد لتقديمها مع بعض رفقائها طعاماً للوحوش، عُلقت على خشبة فكانت تصلي بحرارة، حتى سحبت قلوب رفقائها للسماويات، وامتلأوا سلاماً وتعزية. وإذ أُطلقت عليهم الوحوش المفترسة الجائعة وقفت أمامهم كحيوانات لطيفة مستأنسة لا تمسهم بأذى، الأمر الذي أثار دهشة الحاضرين وملأ قلوب الجلادين غيظاً، فأعيد الشهداء إلى السجن. كان الحراس يأتون ببلاندينا ومعها شاب صغير في الخامسة عشرة من عمره يُدعى بونتيكس Ponticus، قيل انه أخوها حسب الجسد، ليشاهدا كل يوم عذابات الشهداء لعلهما ينهارا وينكرا الإيمان، وإذ كانا ثابتين في إيمانهما بمسيحهما، تعرضا لعذابات شديدة، دون مراعاة لصغر سن الشاب أو جنس بلاندينا. أخيراً جاء موعد رحيلها فكانت متهللة، كأنها قادمة على يوم زفافها المبهج لا للطرح أمام وحوش مفترسة. شعرت أنها أم قدمت السابقين لها كأبناء تمتعوا بالإكليل وها هي تنطلق لتلحق بهم. احتملت الجلدات القاسية بفرح، ثم تُركت للوحوش المفترسة إلى حين، لتُلقى على سرير حديدي ملتهب بالنار، وأخيراً طرحت أمام ثور قذف بها هنا وهناك، وكانت في هذا كله متهللة كأن انفتاح بصيرتها على السماء قد سحب أحاسيسها عن الآلام. وقد اعترف الوثنيون أنفسهم أنهم لم يشاهدوا امرأة احتملت آلاماً مثل هذه الشهيدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بليسيلا القديسة | الولادة: – الوفاة: 383 ابنة القديسة باولا Paula وأخت أوستخيوم، ترمّلت بليسلا Blesilla بعد سبعة أشهر من زواجها، وإذ أُصيبت بحمى شديدة التهب قلبها بمحبة الله. حوّل القديس جيروم آلامها إلى رجاء في الرب، فأعلنت تكريسها للرب بقوة، حتى إذ وهبها الرب الشفاء بطريقة فائقة وسريعة صارت تمارس الحياة النسكية بجدية، وكانت تدرس العبرية ربما لتساعد أباها الروحي في الترجمة. بعد حوالي ثلاثة أشهر من تحولها انطلقت القديسة بليسيلا إلى الفردوس في 22 يناير عام 383، وكانت قد بلغت العشرين من عمرها. كتب القديس جيروم رسالته 39 لأمها باولا يعزيها. دفاع القديس جيروم عن سلوكها النسكي قوبلت حياتها بمعارضة شديدة من أقاربها وأصدقائها فكتب القديس جيروم في رسائله دفاعاً عن اختيارها هذه الحياة كما مدحها كثيراً، خاصةً في رسالتيه 38، 39. عندما جُرِّب إبراهيم بذبح ابنه لم تكن التجربة إلا لتقوية إيمانه (تك 22). جاءها الرب يسوع في مرضها وأمسك بيدها فقامت، وصارت تخدمه (مر1: 30،31). كانت حياتها قبلاً تحمل سمة الإهمال، مقيدة برباطات الغنى، ترقد كميتٍ في قبر العالم، لكن يسوع وقد غضب واضطرب بالروح (يو11: 38) صرخ، قائلاً: “بلاسيلا، هلم خارجاً”. بدعوته قامت وجاءت لتأكل معه. كان اليهود يهددونها في غضبهم انهم يطلبون قتلها لأن المسيح أقامها (يو12: 10)، أما الرسل فيعطون المجد لله. بلاسيلا تعلم أنها مدينة بحياتها لذاك الذي ردّ لها الحياة. رسالة تعزية لأمها باولا Paula كوني في سلام أيتها العزيزة بلاسيلا بتأكيد كامل أن ثوبك أبيض على الدوام، بسبب نقاوة بتوليتك الدائمة. ما هذا؟ إني أرغب في ضبط بكاء الأم بينما أنا نفسي أتنهد. لا أخفي مشاعري، فإن هذه الرسالة كلها كُتبت بالدموع. يسوع نفسه بكى، لأنه كان يحب لعازر (يو11: 35،36). أيتها العزيزة باولا آلامي عظيمة كآلامك، يسوع يعلم ذلك، ذاك الذي تتبعه بلاسيلا، والملائكة تعرف ذلك، هؤلاء الذين تشاركهم بلاسيلا صحبتهم، كنتُ أباها الروحي، بالحب كنت أتبناها. يليق بنا أن نهنيء بلاسيلا أنها عبرت من الظلمة إلى النور (أف5: 8). وفي فجر إيمانها، في أول حياتها نالت اكليل العمل الكامل. بمراحم المسيح جددت خلال الأربعة شهور الماضية معموديتها خلال نذرها للترمل، فقد جحدت العالم ولم تفكر إلا في الحياة التقوية. ألا تخافي لئلا يقول لك المخلص: “أتغضبين يا بولا لأن ابنتك صارت ابنتي؟ هل تثورين على قراري، وبدموع مملوءة ثورة تتضايقين لأني اقتنيت بلاسيلا؟” إني أعذر دموعك كأم، لكنني أسألك أن تضبطي حزنك. عندما أفكر في الوالدية لا أقدر أن ألوم بكاءك، لكنني إذ أفكر فيكِ كمسيحية وناسكة تختفي الأم من نظري. جرحك لايزال مفتوحاً، وأية لمسة مني، مهما كانت لطيفة، تلهبه أكثر منه تشفيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنامون القديس | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد نياحة القديسين بيوخا Biouka وبنامون أو بناين أو تيابان Tayaban في اليوم الأول من شهر أبيب. كانا كاهنين قديسين على كنيسة تونة من أعمال تندا، وهبهما الله صنع الآيات والعجائب وشفاء المرضى. وكان والدهما أقنوم البيعة (ناظر الكنيسة) رجلاً تقياً. إذ كان القديس بنامون يصلي القداس الإلهي قيل له إن والده في النفس الأخير يودّ رؤيته فاعتذر بأنه قد ارتدى الحُلة الكهنوتية فلا يليق به مفارقة الكنيسة. أرسل الأب ثلاث مرات والابن يعتذر، قائلاً: “إن كان الرب يشاء أن أبصره قبل وفاته وإلا فلتكن إرادته”. بعد القداس الإلهي ذهب إلى والده فوجده أسلم الروح فحزن جداً، وإذ كان والده هو الذي يحفظ أواني المذبح حزن من أجلها. طلب منه أخوه أن يذهب إلى آباء برية شيهيت يستشيرهم في أمر الأواني، وبالفعل التقى بالقديس الأنبا دانيال الذي قدّمه إلى أخٍ قديسٍ أخبره بموضع الأواني. عاد الكاهن ليجد الأواني المقدسة كما قيل له، وقد عاش مع أخيه سيرة مقدسة حتى أكملا حياتهما في الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنتينوس القديس | الولادة: – الوفاة: – تولّى بنتينوس Pantaenus القديس والفيلسوف رئاسة مدرسة الإسكندرية حوالي عام 181م، ونال شُهرة فائقة حتى اعتبره المؤرخ يوسابيوس أول رئيس للمدرسة. قال عنه: “في ذلك الوقت كانت مدرسة الإسكندرية للمؤمنين يرأسها رجل ذو شهرة عالية جداً كدارسٍ، يسمى بنتينوس. فقد وُجدت عادة راسخة أن توجد بينهم أكاديمية في العلوم القدسية. ولا تزال هذه الأكاديمية قائمة إلى يومنا هذا. وبحسب فهمي الذين يديرونها أُناس على مستوى عالٍ، لاهوتيون ذو قدرات خاصة، لكننا نعرف أن بنتينوس هو أحد هؤلاء المعلمين واكثر معلمي عصره قدرة وسُمواً”. إذ استرجع القديس اكليمنضس ذاكرته في كتابه “المتفرقات Stromata” تذكر الأشخاص الطوباويين الذين يستحقون أن يكونوا موضع ذكرى، وكان من حسن حظه أن يلتقي بهم ويستمع إليهم، وإذ جاء إلى معلمه بنتينوس تحدث عنه كأعظم وأكمل معلم، وجد في وحدته تعزيته. وقد وصف لقائه معه هكذا: “التقيت بالأخير مصادفة، لكنه كان الأول من حيث الاستحقاق. وجدته أخيراً في مصر مختبئاً. إنه بحق النحلة الصقلية، يقتطف من كل الزهور من مروج الأنبياء والرسل، ويودع في نفوس سامعيه ذخيرة معرفة غير فاسدة”. بنتينوس والفلسفة كان بنتينوس رواقياً مشهوراً. والرواقيون أخلاقيون من الدرجة الأولى يحسبون الخير الأعظم في الفضيلة، يؤمنون بناموس الطبيعة أو ناموس الضمير أو الواجب. يرون في الله الطاقة المتغلغلة في كل شيء، بها خلق العالم الطبيعي وبقيّ محفوظاً. اعتنق بنتينوس المسيحية على يدي أثيناغوراس، وفي عام 181م خلفه كرئيس للمدرسة اللاهوتية التعليمية، وإليه يُنسب إدخال الفلسفة والعلوم إلى المدرسة لكسب الهراطقة والوثنيين المثقفين. كان بنتينوس دائم القراءة في الفلسفة، ومع هذا لم يحتج عليه أهل عصره، ولا اتهموه بالانحراف عن الإيمان بل شهد له أوريجينوس قائلاً إنه في دراسته للفلسفة إنما يتمثل ببنتينوس الذي ربح الكثير من المثقفين خلال معرفته للفلسفة. هذا الاتجاه أدخله بنتينوس وتطور على يديْ تلميذه اكليمنضس وأعيد تنظيمه بواسطة أوريجينوس. بنتينوس كمبشر لم تكن مدرسة الإسكندرية مجرد معهد عالمي ديني، لكنها كانت جزءاً من الكنيسة لها عملها الكرازي بجانب عملها التعبُّدي والعلمي. كان رجالها كنسيين روحيين على مستوى عالٍ، كرسوا حياتهم للدراسة ونشر الفكر الإنجيلي الكنسي، مقدمين حياتهم مثالاً حياً في النسك كما في الدفاع عن العقيدة والتبشير، على المستويين المحلي والمسكوني. فمن ناحية كان بنتينوس في نظر شعب الإسكندرية ليس دارساً أو معلماً فحسب وإنما “المعين لكثيرين” يهتم بخلاص كل أحد، حتى لقَّبه شعب المدينة “بنتينوسنا”. ومن الجانب الآخر حين دعاه البابا ديمتريوس للكرازة في الهند لبى الدعوة تاركاً المدرسة إلى حين في يد اكليمنضس. روى المؤرخين قصة ذهابه للهند هكذا: ان تجاراً من الهند استمعوا إليه فأُعجبوا به واعتنقوا المسيحية بغيرة شديدة، فالتقوا بالبابا السكندري وطلبوا منه أن يسمح لهم بإرسال بنتينوس إلى الهند للكرازة بين أهلهم. كما قيل أن الهند بعثت برسالة إلى البابا مع وفد من أجل هذا الغرض فقبل البابا طلبهم. وعند رجوعه من الهند قيل انه كرز في أثيوبيا وبلاد العرب واليمن. ويروي القديس جيروم ويوسابيوس أن بنتينوس أحضر معه نسخة من إنجيل متى بخط يد الإنجيلي، كان قد أحضرها القديس برثلماوس معه إلى الهند. ومما يجدر ذكره أن القديس أناستاسيوس السينائي من رجال القرن السابع يتحدث عن بنتينوس ككاهن الإسكندرية. ربما سيم قبل ذهابه إلى الهند، حتى يقوم بتعميد الموعوظين ومسحهم بالميرون وتقديم ذبيحة الأفخارستيا، فالكرازة تحتاج إلى العمل الكهنوتي. بنتينوس والأبجدية القبطية أدخل بنتينوس الأبجدية القبطية، مستخدماً الحروف اليونانية، مضيفاً إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، وبهذا أمكن ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية تحت إشرافه، يعاونه في هذا العمل العظيم تلميذاه اكليمنضس وأوريجينوس. ويعطي الباحثون اهتماما عظيماً لهذه الترجمة على قدم المساواة مع الأصل اليوناني نفسه. كما ترجم القديس بنتينوس الكثير من الأدب المسيحي إلى هذه اللغة بكونها آخر شكل من تطور اللغة المصرية القديمة، وبدأ الكتَّاب يستخدمونها عِوض اليونانية. مولده يرى المؤرخون الأقباط أن بنتينوس وُلد بالإسكندرية، من أصل مصري. ويرى المؤرخ فيلبس الصيدوي أنه كان أثينياً، ولكن هذه مجرد حدس، بسبب اهتمام القديس بالفلسفة اليونانية. ويرى بعض الدارسين أنه من صقلية لأن تلميذه اكليمنضس لقبه “النحلة الصقلية”، لكن هذا الرأي لا يمكن الأخذ به لأن النحل الصقلي كان له شهرته العالمية في ذلك الوقت، فكانت هذه التسمية مجرد إشارة إلى عذوبة تعليمه وما يحمله من قوت. أما زمن ولادته، فعلى ما يبدو، أنه ولد في أوائل القرن الثاني الميلادي، وإن كان يصعب تحديد سنة الميلاد بدقة. كتاباته شرح بنتينوس كل أسفار الكتاب المقدس من التكوين حتى الرؤيا، شفوياً وكتابة، حتى دعاه معاصروه “شارح كلمة الله”، وللأسف لم يصلنا من كتاباته إلا بعض فقرات وردت خلال كتابات تلميذه القديس اكليمنضس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنجينوس القديس | الولادة: – الوفاة: – حسب أعمال الشهداء الروماني، القديس بنجينوس St. Benginus of Dijon هو تلميذ القديس بوليكربس أسقف سميرنا، استشهد في Dijon في عهد مرقس أوريليوس، غير أن بعض الدارسين يرونه أنه تلميذ القديس إيرينيؤس، استشهد في Epagny بجوار ديجون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنداليمون الشهيد | الولادة: – الوفاة: 305 كلمة “بنداليمون” أو “بنداليون” Pantelemion و Pantaleon مأخوذة عن اليونانية، تعني “كلية العطف”. وُلد بنقوميدية بإقليم بيثينية من أب وثني يدعى أوستورجيوس Eustrogius ووالدة مسيحية تقية تدعى أوبُلا Eubula التي ربت ابنها بفكر مسيحي وحياة تقوية منذ نعومة أظافره، لكنها ماتت وهو صغير السن، فكان كل اهتمام والده الوثني منصباً على تثقيفه. نجح في دراسته ونبغ في الطب، فنال شهرة فائقة فجعله الملك غاليريوس مكسيميانوس طبيبه الخاص، وكان يحبه جداً من أجل نجاحه في العمل ولطف أخلاقه مع ذكائه. مع القديس هرمولاوس St. Hermolaos إذ نجح الطبيب في عمله وعلاقاته الاجتماعية على أعلى مستوى لم يكن يهتم بالجانب الديني ولا بحياته التعبدية، وقد نسى ما لقنته إياه والدته في طفولته، لكن بقيت البذار تعمل في أعماقه حين التقى بشيخ مبارك يدعى هرمولاوس. رأى الأخير فيه نفساً طيبة ففاتحه في الإيمان الحي والحاجة إلى الله كمخلص يسند النفس مع الجسد، عندئذ تجاوب معه بنداليمون معلناً له أن والدته كانت مسيحية، لكنه لا يذكر شيئاً من تعليمها له، إذ صبّ كل اهتمامه في دراساته خاصة الطب. بدأ الشيخ يحدثه عن السيد المسيح كطبيبٍ قادر على شفاء النفس والجسد، وأن باسمه يُشفي البشر من الأمراض المستعصية. بدأ بنداليمون يفكر في الأمر بجدية، وإذ كان منطلقاً إلى بيته رأى في الطريق غلاماً لدغته أفعى فمات، عندئذ توقف أمام الغلام، متذكراً عبارات الشيخ عن المسيح المخلص. صرخ بإيمان طالباً من السيد المسيح أن يعلن له ذاته بإقامة هذا الغلام وقتل الأفعى، وإذ نادى بالاسم القدوس تحقق له الأمر، فرجع فوراً إلى القديس هرمولاوس طالباً منه نوال المعمودية. ذهب بنداليمون إلى أبيه الوثني يبشره بما حدث معه، فتضايق الأب جداً، لكن الابن بلطفٍ معه ليجتذبه للإيمان الحق. آلامه جاءه رجل ومعه ابنه الذي قدمه لأحد الأطباء لعلاج عينيه، وعوض العلاج فقد الابن بصيرته تماماً، وإذ سمع الطبيب بنداليمون الأمر طلب من السيد المسيح أن يشفي الولد وبالفعل انفتحت عيناه، وصار يشهد لعمل السيد المسيح في حياته. سمع الأطباء بذلك، فوجدوا في ذلك فرصتهم للشكوى ضد الطبيب بنداليمون، إذ كانوا يحسدونه على نجاحه، ومحبة الملك له. استدعى مكسيميانوس الغلام الذي انفتحت عيناه، وسأله عما حدث معه، فروى له كيف فتح بنداليمون عينيه باسم السيد المسيح. عندئذ قال له: “لقد نلت هذا الإحسان بقوة آلهتنا”، أما الأعمى فأكد له أنه نال البصيرة بقوة السيد المسيح، فاغتاظ الملك وأمر بقطع رأسه. استدعى الملك القديس بنداليمون وأخذ يعاتبه بلطف كيف يقبل إيماناً غير إيمان الملك وقد قربه الملك إليه وأعطاه غنى وكرامات كثيرة. أجابه بنداليمون بأدب وشجاعة أنه لا يستطيع أن يجحد مسيحه واهب الشفاء للنفس والجسد، ثم طلب منه أن يأتي بمريضٍ مصاب بداء يصعب شفائه ويقوم كهنته بالصلاة عنه لتقديم عونٍ له، وإنه سيطلب باسم السيد المسيح فيشفيه. وبالفعل وافق الحاضرون على ذلك. وجاءوا برجلٍ مفلوج أمام الملك وصار الكهنة الوثنيون يصلون بلا نفع، وإذ صلى القديس بنداليمون للحال شُفيّ الرجل، فصرخ الحاضرون ممجدين ربنا يسوع المسيح، الأمر الذي أثار الملك. نسب الملك الشفاء لقوة السحر وعمل الشياطين، وكانت هذه هي عادة المقاومين للحق، كما سبق ففعل اليهود مع السيد المسيح حتى دعوه ببعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين. وإذ خشي الملك من انتشار الإيمان في نيقوميدية بسبب شفاء المفلوج جاء بالقديس بنداليمون وسط المدينة وأمر بتعذيبه، تارة كان الجلادون يعلقونه على خشبة ليمزقوا جسده بمخالب حديدية، ويأتون بمشاعل نار يحرقونه بها عند جراحاته، وأخرى ألقوه في قزان مملوء رصاصاً مذاباً. وكانت يد الله العجيبة تسنده، إذ رفعه فوق الآلام، فارتبك الملك جداً. أمر بسرعة الخلاص منه حتى لا ينجذب الشعب للإيمان بإلهه، فربطوه بحجرٍ وألقوه في البحر فلم يغرق، وحاولوا عصره بالهنبازين فانكسر الهنبازين. وجه الملك غضبه على هرمولاوس ورفيقيه أرميبوس وأرموكراثوس، إذ استدعاهم ليرعبهم بآلات العذاب لعلهم ينهاروا فينهار معهم بنداليمون، أما هم فسخروا من الآلات، وصلوا إلى الله أمام الملك فحدث زلزال أرعب الملك، لكنه عاد يعلن أن ما حدث هو من غضب الآلهة بسبب المسيحيين. أما هم فسألوه ألا يتسرع في الحكم، إذ جاءه الخبر أن الكثير من الأصنام سقطت بسبب الزلزال وتحطمت. لم يتعظ الملك بل طلب قطع رؤوس هرمولاوس وزميليه، ثم طلب أيضاً قطع رأس القديس بنداليمون، وكان ذلك في 27 يوليو (حوالي سنة 305م). دعيّ “بالشهيد العظيم” و”صانع العجائب”، وكانت له شهرة عظيمة في الشرق والغرب. تعيد له الكنيسة القبطية في 15 بابه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنيامين وأودكسية أخته الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان والداهما مسيحيين محبين للغرباء حافظين للطهارة والنسك والعبادة، فربياهما تربية مسيحية. ولما كبر بنيامين اشتاق أن يسفك دمه على اسم المسيح، فذهب إلى شطانوف واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح، فعذبه كثيراً ثم أودعه السجن. فلما علم والداه وأخته بخبره أتوا إليه باكين فعزاهم وعرفهم بسرعة زوال هذا العالم وحياة الدهر الآتي التي لا نهاية لها. فلما سمعت منه أخته ذلك قالت له: “حي هو الرب إني لا أفارقك، والموت الذي تموت به أموت أنا به معك”. فوضعهما الوالي في مكان مظلم مدة عشرين يوماً ثم أخرجهما وجعل في عنقيهما حجارة ثقيلة وطرحهما في البحر. فنزل ملاك الرب وحل الحجارة من عنقيهما وظلا سابحين على وجه الماء إلى أن وصلا إلى قرب بلدة تدعى بسطرة، فوجدتهما فتاة عذراء وأصعدتهما من الماء، فعادا إلى الوالي واعترفا بالسيد المسيح فأمر بقطع رأسيهما نالا إكليل الشهادة، وبنى المؤمنون لهما كنيسة في بلدهما شبشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنيامين الأول البابا الثامن والثلاثون | الولادة: – الوفاة: – جلس على الكرسي المرقسي في الفترة من 623م، حتى 662م، وقد عاصر ثلاث حقبات مختلفة: أولاً: الاحتلال الفارسي (623-628) حيث احتل الفرس مصر بسبب ما بلغته من فوضى وما عانته من استبداد بيزنطي وحرمان المصريين من ممارستهم حقوقهم الوطنية والإنسانية وأيضاً الدينية، فإن كان البطاركة في أثناء الاحتلال قد استراحوا من إقامة بطاركة دخلاء من قبل بيزنطة يضطهدون الكنيسة المصرية، غير أن الفرس خربوا البلاد ونهبوها وحطموا الكنائس والأديرة. ثانياً: عودة الحكم البيزنطي من جديد (628-640م تقريباً)، كانت فترة مريرة حيث كان كل همّ الإمبراطور هرقل مقاومة الكنيسة وتحطيمها، واضطر البابا بنيامين إلى الهروب ليظل مختفياً 10 سنوات تحت هذا الحكم وثلاث سنوات في الحقبة التالية. ثالثاً: دخول العرب مصر حوالي عام 640م حيث سلمها المقوقس، وهو غالباً اسم مستعار للوالي البيزنطي. وقد وجد البابا معاملة طيبة من عمرو بن العاص، وعاد إلى كرسيه بعد ثلاث سنوات يمارس عمله الرعوي. نشأته وُلد في قرية بيرشوط (كفر مساعد التابعة لإيتاي البارود بالبحيرة) من عائلة غنية تقية. في شبابه باع كل ما له والتحق بأحد الأديرة الواقعة في منطقة الإسكندرية يتتلمذ على يديْ ناسك شيخ يدعى ثيوناس. كان محباً لدراسة الكتاب المقدس، مجاهداً في الحياة الفاضلة في الرب. وقد رأى في إحدى الليالي ملاكاً يقول له: “تهلل يا بنيامين فإنك سترعى رعية السيد المسيح”. وإذ روى ما رآه على معلمه حذره من الكبرياء، لئلا يكون ذلك من عدو الخير لكي يخدعه، فبالغ القديس في جهاده الروحي مهتماً بخلاص نفسه ومصلياً من أجل خلاص البشرية. اضطر الناسك أن ينزل إلى الإسكندرية لظرفٍ ما فأخذ معه تلميذه بنيامين، وإذ قضى ما جاء بسببه ذهب إلى البابا أندرونيقوس حيث روى له ما رآه تلميذه وكيف تظهر نعمة الله عليه. أحب البابا أندرونيقوس بنيامين فاستبقاه عنده ليساعده في عمله الرعوي. كانت ظروف الكنيسة المصرية في ذلك الحين في غاية المرارة، فقد كرس الإمبراطور البيزنطي هرقل كل طاقاته لإلزام الكنيسة بقبول قرارات مجمع خلقيدونية المشئوم الذي نادى بطبيعتين للسيد المسيح: إلهية وإنسانية، بينما تمسك الأقباط والسريان بالطبيعة الواحدة التي تضم وحدة الطبيعتين دون انفصال ولا امتزاج ولا اختلاط بينهما. على أي الأحوال كان الإمبراطور قد أرسل بطريركاً دخيلاً يحمل سلطاناً مدنياً، لكنه لم يستطع أن ينفي البابا أندرونيقوس بسبب شرف عائلته ومكانتها، وإنما نفى أساقفته وشردهم، وجال يهدم الكنائس ويضطهد الكهنة والشمامسة والشعب، وانطلق إلى البراري يهدم الأديرة ويقاوم الرهبان حتى الشيوخ منهم. هذا هو حال مصر الكنسي والمدني، لأنه لم يكن للوالي همّ سوى جمع ضرائب فادحة لحساب بيزنطة مع مقاومة الكنيسة المصرية بكل قوته لإرضاء الإمبراطور. سيامته إذ تنيح البابا أندرونيقوس أُختير تلميذه بنيامين خلفاً بالإجماع، خاصة وأن البابا قد أشار إليه قبيل نياحته معلناً عن رغبته في سيامته من بعده، فصار البطريرك الـ 38. في ذلك الوقت كان الفرس قد اغتصبوا مصر من هرقل، لكن الأخير استعادها ثانية ليعود فيصدر أمره بعد ثلاث سنوات بنقل قورش أسقف فاسيس (بآسيا الصغرى) إلى الإسكندرية يحمل السلطتين الكنسية والزمنية، فصار بطريركاً ووالياً على الإسكندرية. أرسل الله ملاكًا للأنبا بنيامين يطلب منه أن يهرب هو وأساقفته إلى البرية من وجه قورش، فأخذ تلميذين له وانطلق إلى برية شيهيت ليرى بنفسه ما حلّ بالبرية من خراب على أيديْ الفرس، حيث تمررت نفسه وهو عاجز عن العمل بسبب الاستبداد البيزنطي. انطلق من شيهيت إلى الصعيد حيث عاش في أحد الأديرة الصغيرة المنتشرة بمنطقة طيبة. مقاومة قورش للكنيسة إذ وصل قورش الإسكندرية لم يجد البابا بنيامين فألقى القبض على أخيه مينا وكان الجنود يحرقون جنبيه بنارٍ لكي يعترف عن موضع أخيه. احتمل بصبر صامتاً فاغتاظ البطريرك الدخيل وأمر بوضعه في “زكيبة” بها رمل وألقوه في البحر، فكان أول شهيد قبطي على يدّي البطريرك البيزنطي الدخيل. جاء الراهب صفرونيوس إلى قورش وصار يحاججه، وإذ تمسك بضلاله وعنفه، مصراً أن يعذب ويقتل، ذهب الراهب إلى القسطنطينية حيث التقى بالبطريرك والإمبراطور وعبثاً حاول إقناعهما عن سياسة القمع والعنف، ثم ذهب إلى أورشليم فكان كرسيها شاغراً، فشعر أهل المدينة أنه مُرسل لهم من قبل السماء لسيامته أسقفاً. دخول العرب مصر وسط هذا الجو المتوتر، حيث كان قورش لا عمل له سوى متابعة الأساقفة والكهنة والرهبان حتى في الصحاري بحمله عسكرية ليعذب ويقتل كانت الدولة العربية قد زحفت فهزمت الفرس ثم انطلقت إلى سوريا وفلسطين بينما كان هرقل في القسطنطينية ساكناً. وصل الزحف العربي إلى مصر تحت قيادة عمرو بن العاص عند الفرما على البحر الأحمر، ودام القتال شهراً بعدها فتحوا المدينة لينطلقوا نحو الجنوب، حيث غلبوا بلبيس بعد شهر آخر، وعندئذ انطلقوا إلى بابليون بمصر القديمة حيث الحصن الذي بناه تراجان في القرن الثاني. وقد حاصروا المدينة حوالي سبعة شهور بعدها فاوض المقوقس العرب على تسليمه البلاد، ثم انطلق العرب إلى الإسكندرية وكانوا في كل معركة يحاربون كل مدينة على انفراد إذ فقدت البلاد وحدتها وحُرم الولاة المعينون من قبل الإمبراطور من كل خبرة عسكرية، لا همّ لهم سوى جمع الضرائب ومقاومة الكنيسة، لم يفكر أحد في مساندة أخيه. كان يمكن للإسكندرية أن تقاوم خاصة وأنها مدينة ساحلية يمكن أن تأتيها المؤن من البحر لكن التحزبات مزقتها، واستسلمت بعد شهور. بهذا انتقل الحكم من يد البيزنطيين إلى حكم العرب. عودة البابا بنيامين استقر عمرو بن العاص في ضاحية الفسطاط، وإذ استتب الأمر دار النقاش بينه وبين الأقباط حول عودة البابا وأساقفته وكان سانوثيوس رجل مؤمن يتحدث مع عمرو في الأمر، فطُلب من الأخير أن يبعث رسالة إلى البابا ليعود إلى كرسيه مطمئناً، وقد حمل الرجل الرسالة إلى الصعيد ليقدمها للبابا. لم يطلب عمرو من المصريين سوى الجزية بعد إلغاء الضرائب البيزنطية الفادحة، وكان معتدلاً في المبلغ الذي يطلبه، مع تركه حرية العبادة وحرية التصرف في الأمور القضائية والإدارية، بل وعين بعضاً منهم مديرين في جهات كثيرة، غير أنه أعفاهم من الجندية فحرمهم من شرف الدفاع عن وطنهم عند الحاجة. التقى البابا بعمرو في ودّ، فأظهر الأخير تقديره واعتزازه بالأول. الغزو البيزنطي الفاشل يبدو أن هرقل لم يسترح لتسليم مصر خلال مندوبه قورش، إذ كانت مصر تمثل ثروة زراعية وكنزاً من الضرائب لبيزنطة، فأرسل أسطولاً إلى الإسكندرية من 300 سفينة فاحتلوها. لكن عمرو بالرغم من خلافه مع عمر بن الخطاب لأن الأخير طلب مالاً أكثر قام بمواجهة هذا الغزو وانتصر على الغزو البيزنطي. ولكي يأمن عدم تكرار هذا الأمر قرر هدم أسوار الإسكندرية بدكها حتى الأرض، وإضرام النار بها فالتهمت مكتبة الإسكندرية الشهيرة. وقد كثرت الأقاويل حول حرق هذه المكتبة. كان أمام البابا بنيامين عند عودته أعمالاً كثيرة منها تثبيت الإيمان المستقيم، وقبول الذين انضموا إلى الكنيسة الملكية (البيزنطية) تحت ضغط العنف بالتوبة من أساقفة وكهنة وشعب لتحتضنهم الكنيسة الأم، وسيامة أساقفة جدد. إذ عاش البابا أغلب أيامه في مرارة لم يتركه الله بدون تعزيات علنية وخفية، نذكر منها أمرين. الأول استلامه رأس القديس مار مرقس الرسول، فإذ هدمت أسوار المدينة وأُشعلت النيران بها تعرضت الكنيسة المرقسية للحرق، فدخل بعض البحارة إلى الكنيسة لينهبوا ما بها، فوجدوا الرأس في صندوق مُغطى بلفائف ثمينة فحسبوه كنزاً، لذا أخذوه إلى السفينة. حاول البحارة الإبحار فلم يستطيعوا مطلقاً، وإذ فُتشت السفينة وأُكتشف أمرهم سُلمت الرأس للبابا بنيامين الذي خرج مع الأساقفة والكهنة والشعب يحملونها بإكرام عظيم. أما الحدث الثاني فهو عند إعادة بناء دير القديس مقاريوس جاء البابا يدشن الكنيسة. شاهد البابا أثناء التدشين القديس مقاريوس نفسه حاضراً في الهيكل فاشتاق أن يُسام أسقفاً، فظهر له ساروف وأخبره أن الواقف هو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان. كما شاهد يدّ السيد المسيح نفسه تدهن الكنيسة بمذبحها، فامتلأ فرحاً روحياً وبهجة قلب. وفي نفس الوقت شفيّ القديس مقاريوس ابن حاكم نيقوس الذي كان نائماً في الكنيسة بعد تدشينها مصاباً بمرضٍ عضالٍ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنيامين الثاني البابا الثاني والثمانون | الولادة: – الوفاة: – وُلد ببلدة دميقراط بالصعيد الأقصى، أحب حياة الهدوء والسكون فاعتزل في الصحراء بالقرب من بلدته، وإذ كان الكثيرون من أقاربه ومعارفه يزورونه، انطلق إلى دير البغل بجبل طره ليحقق اشتياقه في حياة الوحدة بعيداً عن معارفه. لم يكن ممكناً أن تختفي فضائله، إذ أحبه الكثيرون وجاءوا يطلبون مشورته ويسألونه الصلاة عنهم، وحين رآه الأنبا برسوم العريان تنبأ عنه أنه يجلس على كرسي مارمرقس. وبالفعل إذ تنيح البابا يوحنا التاسع الـ81 أُختير خلفاً له في سنة 1327م. في أيامه هبت عاصفة من الضيق الشديد خاصة على الكنائس والأديرة وذاق الرهبان والراهبات العذابات، وأيضاً تمررت حياة الأساقفة، هذه التي أثارها الوالي شرف الدين بن التاج، لكنه لم يبقَ في الولاية سوى سنة واحدة إذ وافته المنية بعدها، وجاء والٍ حليم منصف مملوء حباً للمسلمين والمسيحيين، فقام الأنبا بنيامين ببناء ما تهدم من كنائس وأديرة خاصة دير الأنبا بيشوي الذي كان قد خرب تماماً. في السنة الثالثة لباباويته اجتمع معه 20 أسقفاً في دير القديس مقاريوس لطبخ الميرون، من بعدها واجهت الكنيسة موجة جديدة من الضيق بواسطة السلطان قلاوون. وقد تدخل إمبراطور أثيوبيا بتكوين جو سلام بينه وبين السلطان أعطى للكل هدوءاً واستقراراً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنيامين الطوباوي | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بالاديوس قصة القديس بنيامين بجبل نتريا، الذي زاره وسط مرضه قبل موته وقال إن هذا الطوباوي قد بلغ الكمال في الحياة النسكية بدرجة سامية، فقد جاهد في عبادته وصومه ثمانين عاماً. وهبه الله عطية شفاء المرضى فحُسب كطبيب منطقة نتريا، كل من أصابه ألماً أيا كان نوعه يمد يده عليه ويصلي فيهبه السيد المسيح شفاءً. والعجيب أن هذا الشيخ قد جُرب بمرض شديد في أواخر أيامه حيث بقي ثمانية شهور يعاني من مرض الاستسقاء، إذ كانت بطنه منتفخة والمياه تتجمع فيها، وكان يعانى المرارة من الألم بفرحٍ وشكرٍ، فدعاه الرهبان “أيوب الثاني”. سأل راهب يدعى ديسقورس القديس بالاديوس وأوريجينوس إن كانا يودان زيارة أيوب الجديد، الذي يشفي أمراض الكثيرين باسم السيد المسيح وسط آلامه المبرحة، وبالفعل ذهب الاثنان إليه ليجدا كل جسمه منتفخاً حتى لم يكن قادراً على تحريك إصبع واحد، وكان جالساً على كرسي صُنع خصيصاً له حيث كان عاجزاً عن النوم على السرير. قال بالاديوس إنه لم يستطع هو ورفيقه النظر إليه بسبب انتفاخ جسمه. أما هو فقال لهما: “يا بنىّ صليا لأجلي كي لا يكون في إنساني الداخلي استسقاء، فحين كان جسدي في صحة لم يكن معيناً لي والآن إذ هو مريض لا يعوقني في شئ”. بهذه النظرة كانت نفسه مستريحة، لا يرتبك بمرض الجسد القاسي إنما بحرية إنسانه الداخلي، يخشى لئلا يصير مرض جسده علة لمرض نفسه. أخيراً إذ تنيح اضطروا أن ينزعوا الباب بإطاره حتى يمكن إخراج جسده الذي كان قد انتفخ جداً. من كلماته قال أبا بنيامين لتلاميذه: افعلوا هذه الأمور فتستطيعوا أن تحيوا، افرحوا في كل حين، صلوا بلا انقطاع، اشكروا في كل شيء. سأل أخ الشيخ بنيامين: “مما تكون حياة الراهب؟” أجابه قائلاً: “من فمٍ يتلو الحق، وجسدٍ مقدسٍ، وقلبٍ نقيٍ”. سأل الإخوة: ماذا يعني أبا بنيامين بقوله: “لو لم يجمع موسى الخراف في الحظيرة لما رأى الله الذي في العليقة؟” أجاب الشيخ: “ما قاله هو هكذا: كما أن موسى الطوباوي الذي تأهل للرؤيا في العليقة جمع أولاً الخراف التي كان يرعاها في مجموعة واحدة لئلا عندما يذهب ليرى المنظر العجيب يتشتت فكره خلال قلقه على القطيع المبعثر في البرية، هكذا أيضاً الراهب إن اشتاق إلى نقاوة القلب ورغبها، هذه التي بها يتطلع إلى الله في إعلان نوراني يلزمه أولاً أن يتخلى عن كل ممتلكات أرضية وعن مشاعره (الذاتية) وأهوائه ويعيش في خلوة دائمة، فيجمع ذهنه ويحرره من التشتت والانحراف، ويكون له هدف واحد وحيد يتطلع إليه هو الله. بهذا يتأهل لنقاوة القلب وينعم برؤية الله وإعلاناته. اسلكوا الطريق الملوكي، وأحصوا الأميال، ولا تكونوا غير مبالين. (يرى بعض الدارسين أن هذه الأقوال لأكثر من راهب يحمل هذا الاسم). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بهنام وسارة الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 352 كان بهنام Behnam ابنا لسنحاريب ملك الفرس، يسند والده في الحروب، وإذ حدثت هدنة استأذنه أن يخرج للصيد مع بعض جنوده، وبالفعل انطلق إلى البرية يمارس هوايته المحبوبة لديه، حتى ضل الطريق لمدة يومين كاملين. إذ جلس الكل للغذاء رأى الأمير صيداً ثميناً فصار يطارده حتى دخل مغارة، فدخل وراءه وأمسك به. وإذ كان الغروب قد حلّ نام الكل في المغارة. وفي الليل شاهد كما في حلم ملاكاً نورانياً يناديه باسمه ويعلن له انه سيكون إناءً مختاراً لله، وينعم بالإكليل السماوي. وإذ كان متحيراً لا يفهم ما يسمعه طلب منه الملاك أن يمضي إلى شيخٍ متوحدٍ يدعى متى بالقرب منه يرشده إلى الحق. في الفجر استيقظ الكل ليجدوا الأمير مستعداً للرحيل، وقد ظهرت علامات البهجة على وجهه. أخبرهم الأمير بما رأى، وكان الكثيرون قد سمعوا عن هذا الراهب الذي عاش في الجبل يجمع حوله جماعة كبيرة من المسيحيين الذين هربوا من ضيق يوليانوس الجاحد، وأن الله وهبه صنع المعجزات والآيات، وقد اجتذب كثيرين منهم مارزكا ومار إبراهيم. لقاؤه مع القديس متى اصطحب الأمير رجاله حيث صاروا يبحثون عن القديس حتى التقوا به، فاستقبلهم بفرح عظيم وسار معهم وكان يحدثهم عن محبة الله الفائقة وعمل السيد المسيح الخلاصي، فتعلق قلب بهنام بالرب، وإن كان قد طلب من القديس متى أن ينزل معه ليشفي أخته المُصابة بالبرص. وبالفعل نزلوا من الجبل حتى اقتربوا من المدينة حيث توقف القديس هناك وطلب من بهنام أن يُحضر إليه سارة أخته. تكتم بهنام الخبر، وإذ التقى بأبيه الذي كان يبحث عنه طلب منه أن يمضي إلى أمه وأخته، وبالفعل التقى بهما وأخبر والدته بكل ما حدث، واستأذنها أن يأخذ أخته سارة ليصلي القديس متى عنها. طلب القديس من سارة أن تؤمن بالسيد المسيح وتجحد الشيطان وكل أعماله، وقام بتعميدها فخرجت من الماء وقد شُفيت من البرص. دُهش المرافقون لبهنام وسارة وآمنوا بالسيد المسيح. تحدث القديس مع الحاضرين عن احتمال الآلام من أجل الإيمان، ثم انطلق في البرية متجهاً نحو مغارته، وعاد بهنام ومعه سارة إلى أمها التي فرحت جداً بشفاء ابنتها. وليمة ملوكية أقام الملك وليمة يجمع فيها العظماء من أجل شفاء ابنته، وإذ أُعد كل شيء صُدم الملك إذ رآها في الحفل ترتدي ثوباً بسيطاً. وإذ كان يتحدث معها صارت تعلن إيمانها أمام العظماء والأشراف في هدوء وبحكمة. اغتاظ الملك وحسب ذلك إهانة له! تحوّل الحفل عن البهجة الزمنية إلى اضطراب شديد وخيبة أمل للكل. استشهادهما في اليوم التالي جمع الملك بعض مشيريه ليسألهم عما يفعله ببهنام وسارة ولديه، فسألوه أن يتمهل عليهما ويقوموا هم بإغرائهما وتعقيلهما. أحضر الملك ابنيه وصار يطلب منهما أن يخضعا له ويسجدا للآلهة، أما هما فكانا في محبة ووداعة مع حزم يسألونه أن يقبل عمل الله الخلاصي ويتمتع بالشركة مع الله. خرج بهنام وسارة ليجتمعا مع بعض المؤمنين وأعلنا شوقهما أن يلتقيا بالقديس متى الذي في جبل القاف. وإذ سمع الملك أرسل وراء هذا الجمع جنداً لحقوا بهم وقتلوهم جميعاً، وكان عددهم نحو أربعين شهيداً، وإذ أبقوا بهنام وسارة قليلاً مترقبين أمر العفو عنهما لم يصل الأمر وخشوا من الملك لذا استعدوا لقتلهما. بسط بهنام وسارة يديهما وصليا، وفي شجاعة قدما عنقيهما وهما يسبحان الله فنالا إكليل الاستشهاد في 14 كيهك عام 352. حنق الملك عليهما لم يهدأ الملك بقتل ابنيه والجموع المحيطة بهما، إنما طلب من الجند أن يرجعوا إلى الأجساد ويلقوا عليها خشباً ونفطاً وكبريتاً ويحرقونها. لكنهم إذ رجعوا رأوا كأن الأجساد مملوءة بهاءً فخافوا ورجعوا ثانية. قيل أن الأرض انشقت لتحفظ هذه الأجساد إلى حين، لكن الملك حسب ذلك علامة غضب الآلهة عليهم. أصيب الملك بروح شرير حتى صار يؤذي نفسه، فكانت زوجته تصلي بدموع وتطلب من إله بهنام وسارة ابنيهما أن يخلصاه. وكانت الملكة، يشاركها بعض العظماء، يصومون ويصلون. إيمان الملك بأمر الملكة حُمل الملك إلى مكان استشهاد ابنيها، وهناك صارت تسجد لله وتبكي، وإذ باتت الليلة هناك ظهر لها ابنها بهنام متوشحاً بثوب نوراني، يطلب منها أن تحضر القديس متى ليصلي من أجله ويرشدهما إلى الخلاص. في الصباح استيقظت الملكة وتممت ما طلبه ابنها منها، فجاء القديس وشفى الملك وكرز له ولمن حوله وقام بتعميد الكثيرين. أقام الملك كنيسة في موضع استشهاد ابنيه وحفظ فيه جسديهما، وعاد القديس متى إلى جبله حيث تنيح بعد أيام قليلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوبليا القديسة | الولادة: – الوفاة: – أشار المؤرخ ثيؤدرت إلى القديسة بوبليا St. Publia بكونها من عائلة غنية بإنطاكية قد ترملت. جمعت في بيتها عدداً من العذارى والأرامل المكرسات، يعشن معاً في حياة مشتركة تقوية ومملوءة حباً. في عام 362م جاء يوليانوس الجاحد إلى إنطاكية للإعداد لمعركة ضد فارس، وإذ كان عابراً بجوار بيت بوبليا يوماً ما توقف على صوت تسبيح يصدر من المكرسات، وكن يسبحن المزمور 115 حيث سمع الإمبراطور العبارة: “أصنامهم فضة وذهب، عمل أيدي الناس، لها أفواه ولا تتكلم… مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها”. التهب قلب يوليانوس غيظاً، إذ حسب ذلك إهانة شخصية موجهة ضده، وطلب من بوبليا ألا تنطق بهذا بعد ذلك. إذ سمعن ذلك قلن: “ليقم الله وليتبدد جميع أعدائه” (مز 67). استدعى الإمبراطور القديسة، حيث أمر الجلادين بضربها دون رحمة، أما هي ومن معها فكن بالأكثر يسبحن الله. عندئذ أمر بقتلهن جميعاً عند عودته من فارس، فذهب ولم يعد، أما بوبليا وجماعتها فعشن في سلام الله. يعيد لهن الغرب في 9 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوتامون الأسقف المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان القديس بوتامون أو بوتاميون St. Potamon (Potamion) أسقفاً على هيراقليا بمصر. قال عنه البابا أثناسيوس الرسولي إنه شهيد مزدوج، إذ شهد للحق أمام اضطهاد الوثنيين كما أمام اضطهاد الأريوسيين. عندما ثار مكسيميانوس دايا ضد المسيحيين عام 310م تعرض القديس لعذابات كثيرة، خلالها فقد أحد عينيه. وحسب ذلك شرفاً له خاصة عند حضوره مجمع نيقية سنة 325م حيث كان له دوره الحيوي ضد الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح. وفي سنة 335م حضر مجمع صور حيث دافع عن البابا أثناسيوس كبطل الإيمان، وقد وجه اللوم للأسقف يوسابيوس القيصري الذي كان زميله في السجن، كيف يقبل أن يحاكم بطل الإيمان، موبخاً إياه لأنه سبق فجبن وقدم ذبيحة للأوثان، لذا يسقط حقه في اعتلاء كرسي رئاسة المجمع. في أيام قسطنطيوس الأريوسي، جال والي مصر فيلوجريوس ومعه البطريرك الأريوسي الدخيل غريغوريوس في أنحاء مصر يعذبون الأرثوذكس وينفون الأساقفة. وكان أحد ضحاياهما القديس بوتامون الذي أُلقي القبض عليه، وكان يُضرب بالعصي حتى فقد وعيه تماماً وحسبوه قد مات. عالجه بعض المؤمنين وشفي، لكنه لم يمضِ وقت طويل حتى تنيح على أثر العذابات التي لحقت به كأحد المعترفين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيدة بوتامينا | الولادة: – الوفاة: – 💓 نشأة بوتامينا وعملها كانت توجدُ شابةٌ صغيرةٌ (عذراءٌ) تُسمّى بوتامينا، وكانت رائعةَ الجمال، وكانت مسيحيةً، وكانت تعملُ خادمةً لرجلٍ غنيٍّ عاش حياةَ الشهوةِ والترف. وكان يمتدحُ جمالها راغبًا إفسادَ عفتها. ولمّا لم يستطع إخضاعَها لرغباته الفاسدة، جنّ جنونه، وقام بتسليمها إلى الوالي بالإسكندرية، وقال إنها مسيحية، وتسبّ الحكومة، وتجْدِف الإمبراطورَ الرومانيَّ. وأعطاه مالًا، وقال له: “إن أغريتها لتكون طوعَ إرادتي (للدنس)، لا تعاقبها، ولكن إن رفضت، عذّبها بكلِّ أنواع التعذيبات التي ترضيك، ولا تدعها تعيش لكي لا تسخر مني ومن حياتي المترفة.” 🔥 مواجهتها مع القضاة ولمّا وقفت أمام القضاة، لم تنكر مسيحها، فتمّ تعذيبُها بأنواع مختلفةٍ من العذابات. ثم فكر الوالي في خطةٍ لمزيدٍ من العذابات للقديسة، فأمر بإحضار قدرٍ كبير الحجم مملوءٍ بالقار (الزفت)، وأن يوقدوا نارًا حامية أسفله. وعندما ذاب القار وغَلَى، دعا القاضي القديسة بوتامينا وقال لها: “اذهبي واخضعي لرغبة سيدك (الشرير)، وإن لم تطيعي، سيتم إلقاؤك في هذا القدر.” فلما سمعت ذلك، تشجّعت وقالت: “أيها القاضي، إنك تحكم بالظلم والإثم، لأنك تعرضني للدعارة، وأنا خادمة المسيح، وينبغي أن أقف أمام عرشه بلا لوم.” ⚖️ حكم القاضي ومطالبتها فلما سمع القاضي كلامها، ثار على الفور، وأمر بإلقائها في قدر القار المغلي. فقالت له البتول: “استحلفك برأس الإمبراطور، أن تأمرهم بأن ينزلوني في القدر قليلًا قليلًا، وليس دفعةً واحدةً، دون أن يخلعوا ملابسي، حتى أعلم مدى احتمالي من أجل المسيح ومن أجل نقاوة جسدي.” 💖 والدة الشهيدة وباسيليدس والدتها الشهيدة مارسيل، وعن الشهيد باسيليدس (Baslides)، الجندي الذي كان مكلفًا بحراستها، وقد صنع معها معروفًا بعدم خلع ملابسها أثناء استشهادها، فشفعت فيه أمام الله، ولحقها بدوره، إذ أعلن إيمانه واستشهد. ذكر المؤرخ يوسابيوس قصتها (التاريخ الكنسي 6:5)، كما تحدث عنها القديس بالاديوس في كتابه “التاريخ اللوسياكي” ف3، رواها على فم إيسيذورس الإسكندري نقلًا عن فم القديس أنبا أنطونيوس. ✝️ نهايتها واستشهادها وعندما أنزلوها في الوعاء قليلاً، حتى وصل القار إلى عنقها، صار بارداً، وأسلِمت روحُها الطاهرة في يدي الله ونالت إكليلَ الشهادة. وقد نال كثير من المسيحيين أكاليلهم في ذلك الوقت بالإسكندرية. … | آباء وقديسون | |
| بوثينوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – تُعتبر الرسالة التي سجلت آلام شهداء ليون وفينا بفرنسا في أيام الإمبراطور مرقس أوريليوس عام 177م، التي أُرسلت إلى كنائس آسيا وفريجية “لؤلؤة الأدب المسيحي في القرن الثاني” كما وصفها أحد الأدباء الفرنسيين، سجلها لنا المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (تاريخ الكنيسة 1:5). قدمت لنا صورة عن استشهاد وعذابات الكثيرين، من بينهم الشهيد الأسقف بوثينوس، نقتطف منها الآتي: (قام بترجمتها القمص مرقس داود في كتاب يوسابيوس القيصري): “خدام المسيح المقيمون في فينا وليون ببلاد الغال إلى الإخوة في آسيا وفريجية الذين يعتنقون نفس الإيمان ورجاء الفداء، سلام ونعمة ومجد من الله الآب ويسوع المسيح ربنا… إن شدة الضيق في هذه البلاد، وهياج الوثنيين على القديسين، وآلام الشهود المباركين، هذه لا نستطيع وصفها بدقة، كما لا يمكن تدوينها. فالخصم هجم علينا بكل قوته، مقدماً إلينا عينة من نشاطه الذي لا يُحد الذي سيظهره عند هجومه علينا مستقبلاً، وقد بذل كل ما في وسعه لاستخدام أعوانه ضد خدام الله، ولم يكتفِ بإبعادنا عن البيوت والحمامات والأسواق، بل حرم علينا الظهور في أي مكان. لكن نعمة الله حوّلت الصراع ضده، وخلصت الضعفاء، وجعلتهم كأعمدة ثابتة، قادرين بالصبر على تحمل كل غضب الشرير، واشتبكوا في الحرب معه، محتملين كل صنوف العار والأذى. وإذ استعانوا بآلامهم أسرعوا إلى المسيح، مظهرين حقاً أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا (رو8: 18). وأول كل شيء تحملوا ببسالة كل الأضرار التي كدسها الغوغاء فوق رؤوسهم كالضجيج واللطم والسحب على الأرض والنهب والرجم والسجن وكل ما يسر الغوغاء الثائرون أن يوقعوه على الأعداء والخصوم. وبعد ذلك أخذهم قائد الألف ورؤساء المدينة إلى الساحة الخارجية، وحُقق معهم بحضور كل الجمهور، ولما اعترفوا سُجنوا إلى حين وصول الوالي …” تروي الرسالة أن شاباً حكيماً يدعى فيتيوس اباغاثوس Vettuis Epagathus إذ رأى العنف الحال بإخوته عندما مثلوا أمام الوالي وقف يدافع عنهم بكونه من الشخصيات البارزة. لم يقبل الوالي دفاعه بل سأله عن إيمانه وإذ عرف أنه مسيحي دُفع بين المسيحيين كمتهم، فقبل ذلك بملء المحبة والفرح، مشتاقاً أن يضع حياته من أجل الإخوة وأن يتبع مسيحه. أُلقيّ القبض أيضاً على الخدم الوثنيين العاملين لدى هؤلاء الشهداء، وإذ رأى الخدم أدوات العذابات لم يبرروا أنفسهم أنهم ليسوا مسيحيين وإنما كالوا اتهامات لسادتهم بأمور كاذبة لا يليق الحديث عنها ولا حتى التفكير فيها. وإذ سمعت الجماهير هذه الاتهامات ثارت بعنف على المسيحيين كوحوش مفترسة، حتى الأحباء والأصدقاء من الوثنيين انقلبوا إلى العداوة العنيفة ضد أصدقائهم المسيحيين، فتم قول الرب إنه “تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله” (يو16: 2). كان من بين الذين انصب غضب الوالي والجند مع الغوغاء عليهم سانكتوس Sanctus شماس من فينا، وماتروس Maturus مسيحي حديث العماد لكنه مجاهد نبيل، وأتالوس Attalus من برغامس، وبلاندينا Blandina الأمة الضعيفة الجسم وقد أعلن الله فيها قوته ومجده وسط آلامها، وببلياس Biblias ، وغيرهم، هؤلاء جميعاً مع القديس بوثينوس Pothinus أسقف ليون الذي كان قد بلغ أكثر من تسعين عاماً. جاء في الرسالة: “أما المغبوط بوثينوس، الذي عُهدت إليه أسقفية ليون، فقد سحبوه إلى كرسي القضاء، وكان عمره يزيد على تسعين سنة، وقد وهنت كل قواه، يكاد بالجهد أن يتنفس بسبب ضعف جسده، ولكنه تقوى بالغيرة الروحية بسبب رغبته الحارة في الاستشهاد. ومع أن جسده قد خار أمام الشيخوخة والأمراض، فقد حُفظت حياته لكي ينتصر المسيح فيها. وعندما أتى به الجند إلى المحكمة، يرافقه الولاة المدنيين وجمهور من الشعب يهتفون ضده بكل أنواع الهتاف، كأنه هو المسيح نفسه، شهد شهادة نبيلة. ولما سأله الوالي: “من هو إله المسيحيين؟” أجاب: “إن كنت مستحقًا فستعرف”. عندئذ سحبوه بفظاظة، ولطموه بكل أنواع اللطم. القريبون منه لكموه بأيديهم، وركلوه بأرجلهم، دون اعتبار لشيخوخته، أما البعيدون عنه فقذفوه بكل ما وصلت إليه أيديهم. ظن الكل أنهم يُحسبون مجرمين إن قصروا في إهانته بكل إهانة ممكنة، إذ توهموا أنهم بهذا ينتقمون لآلهتهم، ثم زُج به في أعماق السجن وهو يكاد لا يقوى على التنفس وتنيح بعد يومين”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوديليوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – اختلف الدارسون في تحديد تاريخ استشهاده فتأرجحوا بين القرنين الثاني والرابع، وقد بُنيت كنائس كثيرة لتكريمه في فرنسا وأسبانيا، وكان لقبره كرامة عظيمة في بروفنس Provence بفرنسا. كان رجلاً غريباً، نزح إلى جنوب فرنسا بقصد الكرازة بالإنجيل، وإذ نجح في رسالته اغتاظ الوثنيون. في عيد الإله جوبتر تجمهر الوثنيون فذهب بنفسه إليهم وصار يحدثهم عن الحق الإنجيلي، فقبضوا عليه وقطعوا رأسه بفأس في مدينة Nimes. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بورفيروس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – ولد بوفيروس Porphyry في مدينة تسالونيك بمقدونيه حوالي عام 353م، وسط أسرة شريفة غنية وتقية، فنشأ من صغره محباً لله، زاهداً العالم، مشتاقاً إلى تكريس كل حياته لحساب ملكوت الله. إذ بلغ الخامسة والعشرين من عمره انطلق إلى شيهيت مصر، وأقام في البرية خمس سنوات يتتلمذ على آبائها، فأحب حياة السكون والهدوء. استأذن الآباء وذهب إلى فلسطين ليتبارك من الأماكن المقدسة، وهناك استقر في مغارة بالقرب من نهر الأردن يمارس عبادته بروح تقوي نسكي، غير أنه بعد خمس سنوات أخرى أُصيب بمرض شديد بسبب الرطوبة،حتى صار منهك القوى جداً. في أثناء مرضه طلب من تلميذه مرقس، وهو شاب أسيوي جاء إلى أورشليم للسياحة وقد أحب القديس بورفيروس وتتلمذ على يديه، أن يذهب إلى تسالونيك ويبيع كل ما ورثه عن والديه ويأتي به إليه. عاد مرقس بعد حوالي ثلاثة شهور يحمل مبلغاً ضخماً هو قيمة ما ورثه الناسك بورفيروس، وكانت المفاجأة انه وجد معلمه قد شُفي تماماً. سأله عن سرّ شفائه، فأجابه: “لا تتعجب يا مرقس أن تراني بصحة جيدة وإنما بالحري لتدهش فقط من صلاح المسيح غير المنطوق به الذي يقدر أن يشفي بسهولة ما ييأس منه البشر”. وإذ أصرّ مرقس أن يعرف كيفية شفائه أجابه انه منذ حوالي أربعة أيام إذ كان متألماً جداً حاول بلوغ جبل الجلجثة فانهار في الطريق تماماً، وإذ به ينظر رؤيا كأن السيد المسيح معلقاً على الصليب وعن يمينه اللص الصالح، صرخ بورفيروس: “أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك”، عندئذ أمر المخلص اللص اليمين أن يقيمه، فمدّ يده وأنهضه، وسأله أن يسرع إلى المسيح، وبالفعل أسرع إليه، وإذا بالسيد يقول له: “خذ هذه الخشبة (الصليب) واجعلها في عهدتك”. في طاعة حمل بورفيروس خشبة الصليب على كتفيه وانطلق بها. بهذا انتهت الرؤيا ليستيقظ الرجل ويجد نفسه في الطريق نحو الجلجثة معافى تماماً. دُهش مرقس هذه الكلمات وتأثر جداً، وقرر ألا يبارح معلمه. قام الرجل بتوزيع كل ما جاء به مرقس على الفقراء والمحتاجين، ليمارس عملاً يدوياً يعيش به وهو عمل الأحذية والمصنوعات الجلدية، بينما مارس مرقس عمل النساخة إذ كان خطه جميلاً. أسقفيته بقيّ بورفيروس يمارس عمله، وكان يردد كلمات الرسول بولس بأن من لا يعمل لا يأكل. وإذ بلغ حوالي الأربعين من عمره (سنة 393م) سامه أسقف أورشليم كاهناً، وجعل في عهدته خشبة الصليب المقدس، ففرح بها جداً، إذ تحققت رؤياه. بقيّ الكاهن يمارس حياته النسكية لا يأكل إلا عند الغروب خبزاً وبعض البقول. وقد اجتذب بسيرته وتقواه مع كلمات وعظه الكثير من الوثنيين للإيمان بالسيد المسيح. في سنة 396 تنيح إيناسي أسقف غزة فأُختير بورفيروس أسقفاً دون معرفته. كتب يوحنا أسقف قيصرية إلى أسقف أورشليم يسأله أن يبعث إليه الكاهن بورفيروس ليسأله في بعض أمور خاصة بالكتاب المقدس، طلب منه أسقف أورشليم أن يذهب إلى قيصرية ويعود خلال سبعة أيام. نادى بورفيروس تلميذه مرقس وقال له: “أيها الأخ مرقس، هلمَ نذهب إلى الأماكن المقدسة والصليب المقدس نكرمه فإننا سنبقى زمناً طويلاً لا نمارس ذلك”. دهش مرقس لذلك وسأله عن السبب، فأجاب أن مخلصنا ظهر له الليلة السابقة وقال له: “سلّم الصليب الكنز الذي في عهدتك، فإنني سأزوجك زوجة فقيرة بحق ومتضعة لكنها عظيمة التقوى والفضيلة. اهتم أن تزينها حسناً مهما بدت لك، فإنها أختي”. أضاف: “هذا ما أشار به عليّ السيد المسيح الليلة الماضية وإنني أخشى لئلا أهتم بخطايا الآخرين وأنسى خطاياي لكن إرادة الله يجب أن تُطاع”. ذهب إلى قيصرية وهناك وجد وفداً من غزة يطالب أسقف قيصرية بسيامته أسقفاً عليهم، فسيم أسقفاً. عاد الأسقف الجديد إلى غزة ليجد الوثنيين قد صمموا أن يقتلوه، لأن إلههم مارناس Marnas سبق فأخبرهم أن كوارث تحل بغزة بسبب بورفيروس. أما هو فقابلهم ببشاشة ووداعة فكسب الكثيرين منهم. بعد شهرين من وصوله غزة حدث جفاف في المنطقة فانطلق الوثنيون إلى معبدهم يصلون لكي يرفع مارناس غضبه عن المدينة ولم يجدِ ذلك شيئاً، عندئذ صام المسيحيون يوماً كاملاً وقضوا ليلة في الصلاة والتسبيح، وانطلقوا بموكب إلى كنيسة القديس تيموثاوس خارج أسوار المدينة. أغلق الوثنيون أبواب السور عليهم ليتركوهم خارجاً، وإذ صرخ المسيحيون لإلههم هطلت الأمطار ففرح الوثنيون وفتحوا الأبواب ليستقبلوهم ببهجة قلب وآمن كثيرون منهم بالسيد المسيح. ثار الوثنيون على المسيحيين إذ وجدوا أن أعداداً كبيرة منهم يتركون المعبد حتى صار شبه مهجور، وصمموا على قتل المسيحيين. انطلق بروفيروس مع يوحنا أسقف قيصرية يسألا الملك فيما سبق أن سأله إياه ذهبي الفم ألا وهو هدم المعابد الوثنية التي صارت شبه مهجورة، وكان الملك قد أصدر أمراً ولم يتحقق. وافق الملك على طلبهم لكنه عاد فتراجع. التجأ الأسقفان إلى أفدوكسيا الملكة، ولم تكن قد أنجبت بعد فتنبأ لها بروفيروس أن تنجب ابناً يجلس على كرسي أبيه، وإذ تم ذلك حقق الملك طلب الأسقفين. وهب الله هذا القديس صنع عجائب كثيرة دفعت الكثير من الوثنيين بغزة إلى قبول الإيمان بالسيد المسيح، وبقي هذا الأب يرعى شعبه بأمانة وتقوى حتى تنيح في 26 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوسفوريا وهيرونيون | الولادة: – الوفاة: – في أنقرة بغلاطية التقى القديس بالاديوس برجلٍ مستنير يدعى هيرونيون Heronion وزوجته بوسفاريا Bosphoria أو دوسفوريا، حسبهما بالاديوس مثلين له يتمثّل بهما في حبهما للحياة العتيدة في رجاء الخيرات الأبدية. كان لهذين الزوجين ثروة ضخمة، دفعا القليل منها في زواج ابنتيهما وقالا لأولادهم الأربعة وبنتيهما إنهما سيتركان لهم كل شيء، لكن في حياتهما لا يعطيا لهم شيئاً، بل يقدما كل الإيراد للفقراء والمحتاجين والكنائس والأديرة وفنادق الغرباء. إذ اجتاحت البلاد مجاعة كانا في بساطة يقدمان بركة للمحتاجين، فصارا موضع حب الجميع. وخلال محبتهما الصادقة للفقراء وبساطتهما كسبا الكثير من الهراطقة للإيمان. عاشا في حياة نسكية جادة، فكان ملبسهما بسيطًا للغاية ومتواضعاً، وكانا دائمي الصوم، يسلكان في حياة عفيفة. كانا يقضيان أغلب أيامهما في الحقول في حياة هادئة تأملية، بعيداً عن ضوضاء المدينة ومتطلباتها المربكة للنفس. يقول القديس بالاديوس: “لقد مارسا هذه الأعمال السامية كلها، لأن أعين فهمهما كانت تتطلع نحو الخيرات الأبدية المعدة لهما”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوسيدونيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – دعاه القديس بالاديوس “العظيم بوسيدونيوس”. كما قال: “الأمور التي تُروى عن القديس بوسيدونيوس Possidonius الطيبي كثيرة جداً، يصعب وصفها كلها، فقد كان وديعاً، لطيفاً، صبوراً، محتملاً للآلام، نفسه صالحة، لا أعرف إن كنت قد التقيت بإنسانٍ مثله قط”. عاش معه في بيت لحم لمدة عام، خارج دير “الرعاة” على ضفة Pophyrites بالقرب من المدينة، وقد قال له: “لم أتكلم قط مع إنسانٍ لمدة عام كامل ولا سمعت صوت إنسان. لم آكل خبزاً بل كنت أبلل ما بداخل سعف النخل، مع عسل برّي متى وجدته”. كما روى له أنه إذ دخل في تجربة قاسية وترك مغارته لكي يسكن مع الناس وقد سار يوماً كاملاً، وبسبب إنهاك قوته لم يسر في ذلك اليوم كله سوى حوالي ميلين، تطلع إلى الوراء فوجد فارساً يبدو من مظهره أنه نبيل أو شريف يحمل على رأسه خوذة. حسبه رجلاً رومانياً، فرجع ثانية إلى مغارته ليجد خارجها سلة بها عنب وتين طازج، فحمل السلة إلى داخل المغارة فرحاً وامتلأ تعزية، وكان يأكل من السلة لمدة شهرين. روى لنا أيضاً قصة سيدة حامل كان بها روح نجس، وإذ جاء وقت الولادة تعذبت جداً، فجاء رجلها إلى القديس وسأله أن يأتي إلى بيته ليصلي من أجلها، وقد ذهب معه القديس بالاديوس، وهناك صليا، وأخرج القديس الروح الشرير من المرأة وولدت. يختم حديثه عنه بما قاله له القديس. انه لمدة أربعين سنة لم يأكل خبزاً، ولا سكن فيه غضب من جهة إنسانٍ لمدة نصف عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوسيديوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 440 عُرف القديس بوسيديوس St. Possidius بكونه واضع سيرة صديقه الحميم القديس أغسطينوس أسقف هيبو باختصار لكنها ذات قيمة كبيرة. نشأ في شمال غرب أفريقيا، من والدين وثنيين، لكنه قبل الإيمان بالسيد المسيح وتتلمذ على يدّي القديس أغسطينوس في دير بهيبو. سيم أسقفاً على مدينة كالاما بنوميديا عام 397، التي كانت تعاني الأمرين من الدوناتست (جماعة منشقة على الكنيسة تكفر ما سواها) وأيضا من الوثنيين. التصق بالقديس أغسطينوس في مقاومة الدوناتست والبيلاجيين (الذين تجاهلوا نعمة الله وركزوا على الجهاد البشري وحده)، وبسبب هذا تعرض لمقاومة عنيفة من المتطرفين الدوناتست. لعب دوراً حيوياً في مجمع Mileve عام 416 ضد البيلاجيين. في عام 429 إذ عبرت قبائل الوندال من أسبانيا إلى أفريقيا، خربوا منطقة كالاما Calama ، فالتجأ القديس بوسيديوس إلى صديق عمره القديس أغسطينوس، حيث أسلم الأخير روحه بين ذراعيه بينما كانت القبائل البربرية تحاصر مدينة هيبو. قيل أن الأسقف بوسيديوس ومعه أسقفان آخران نُفوا عن كراسيهم خلال تحركات أريوسية مقاومة لهم. تنيح القديس في منفاه حوالي عام 440م في 17مايو. يرى البعض إنه تنيح في ميرندولا Mirandola بإيطاليا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولا الطموهي القديس | الولادة: – الوفاة: – تعيّد له الكنيسة في يوم 7 بابة، وتطلب صلواته في مجمع القداس الإلهي مع تلميذه حزقيال بعد القديس أنبا بيشوي مباشرة. بعد خراب برية شيهيت حوالي سنة 408م هرب القديس أنبا بيشوي إلى جبل أنصنا (أنتينويه) بصعيد مصر حيث التقى بالقديس أنبا بولا المتوحد هناك، وقد ارتبطا بصداقة روحية عجيبة حتى أن ملاكاً ظهر له يقول: “إن جسدك سيكون مع جسد الأنبا بيشوي”. ولا يزال الجسدان معاً في أنبوبة واحدة بدير القديس أنبا بيشوي حتى يومنا هذا. قيل أن أسقف أنصنا أراد نقل جسد القديس أنبا بيشوي فلم تتحرك السفينة، عندئذ أخبرهم متوحد يدعى إرميا بوعد الرب للقديس أنبا بولا، فجاءوا بجسد أنبا بولا معه ونُقل الاثنان معاً إلى دير أنبا شنودة. وفي أيام البطريرك يوسف في القرن التاسع نُقل الجسدان إلى دير الأنبا بيشوي. بقاء الجسدين معاً في أنبوبة واحدة شهادة حية للصداقة الروحية المملوءة حباً التي تربطنا معاً. فلا يقوى الموت على مفارقتنا، لا على صعيد الجسد في هذا العالم الزائل، وإنما على صعيد المجد الأبدي للنفس والجسد معاً. عُرف القديس أنبا بولا بحبه الشديد للعبادة خاصة الصلاة الدائمة، ونسكه الشديد حتى قال تلميذه حزقيال إنه تعرض للموت ست مرات بسبب شدة نسكه. عاش كمتوحدٍ لا يكف عن الجهاد حتى ظهر له السيد المسيح، وقال له: “كفاك تعباً يا حبيبي بولا”. فأجابه القديس: “دعني يا سيدي اُتعب جسدي من أجل اسمك، كما تعبت أنت من أجل جنس البشر؛ وأنت الإله قدمت ذاتك عنا نحن غير المستحقين”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولا القديس رئيس السواح | الولادة: – الوفاة: 343 بعناية إلهية التقى القديس أنبا أنطونيوس أب الأسرة الرهبانية ومؤسسها في العالم برئيس المتوحدين، الذي سبقه بسنوات طويلة في حياة رهبانية خفية وسط البرية، لا يعلم عنه أحد سوى الله الذي كان يعوله بغرابٍ يقدم له نصف خبزة يومياً لعشرات السنين؛ يشتّم الله صلواته وتسابيحه رائحة سرور، فدعاه: “حبيبي بولا”. نشأته ولد في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 228م. ولما توفي والده ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث. إذ اشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. في الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئاً من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالباً الإرشاد الإلهي. ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر. عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غراباً بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحياناً، ويرتوي من عين ماء هناك. لقاء مع الأنبا أنطونيوس ظن القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنساناً لا يستحق العالم وطأة قدميه؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطراً. إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معاً، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: “الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عاماً يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضاً.” في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب. رجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهاً نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ. بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثياً على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلاً ثم اقترب منه فوجده قد تنيح، وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343م). بكاه متأثراً جداً، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي. حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدمه للأنبا أثناسيوس الذي فرح به جداً، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب. تحّول الموضع الذي يعيش فيه القديس إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس البسيط القديس | الولادة: – الوفاة: – عينة رائعة للإنسان البسيط، الذي استطاع بنعمة الله أن يجاهد ليبلغ درجة نسكية عالية، مع أنه بدأ حياته الرهبانية في الستين من عمره. كان بولس فلاحاً بسيطاً وتقياً، تزوج فتاة جميلة جداً، وإذ سمع عنها إشاعات كثيرة كان يسألها في لطف فتظهر بصورة الإنسانة الطاهرة. وفي أحد الأيام إذ رآها في ذات الفعل ترك لها المنزل وانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس ليتتلمذ على يديه. التقى القديس أنبا أنطونيوس بهذا الشيخ الفلاح البسيط، وإذ عرف إنه قد بلغ الستين من عمره نصحه أن يعود إلى حقله ومحراثه، إذ يصعب عليه أن يبدأ في هذا العمر الحياة الرهبانية، ولما ألحّ عليه بإصرار طلب منه أن يذهب إلى أحد الأديرة في الوادي ليسلك مع الإخوة بما يناسب شيخوخته، لكن الشيخ أصرّ ألا يترك الجبل. اختبره القديس أنبا أنطونيوس بتجارب قاسية، وكان يتعجب لاحتماله وصبره وطاعته بالرغم من شيخوخته. نذكر منها أنه تركه عند مجيئه أربعة أيام دون طعام وهو يرقبه لئلا يخور، كما سأله أن يبقى عند باب المغارة، فبقي أسبوعاً كاملاً يحتمل حرارة الظهيرة وبرد الليل دون مفارقته للباب. وأيضاً طلب منه أن يضفر حبلاً، وبعد أن ضفر حوالي ثمانية أمتار طلب منه أن يفك الحبل ويضفره من جديد. في هذا كله كان مملوء طاعة، يعمل مجاهداً في بساطة وببشاشة. إذ رأى القديس أنبا أنطونيوس مثابرته بروح التقوى قبله متوحداً، وطلب منه أن يبني قلاية في الطريق ما بين سفح الجبل ومغارته. موهبة إخراج الشياطين ومعرفة الأسرار من أجل بساطته الداخلية المملوءة حكمة والملازمة لجهاده النسكي غير المنقطع وهبه الله عطية إخراج الشياطين. ومن أجل حبه الشديد لخلاص كل نفس وُهب معرفة أفكار الرهبان، ففي إحدى المرات إذ نزل إلى أحد الأديرة على ضفاف النيل رأى الرهبان يدخلون الكنيسة، ووجوههم منيرة وتصحبهم ملائكتهم الحارسون لهم، لكنه شاهد بينهم راهباً قد حمل صورة بشعة على وجهه، وكان ملاكه الحارس يتبعه من بعيد في حزنٍ شديد بينما كانت مجموعة من الشياطين تسحبه كما بسلسلة. إذ رأى القديس بولس هذا المنظر صار يبكي بمرارة، وكان يجلس عند باب الكنيسة يقرع صدره، فخشي كل راهب أن يكون هذا القديس يبكي على خطيته إذ كان الكل يعلم أنه يرى أفكارهم. وعند انتهاء القداس الإلهي رأى القديس الراهب قد تغير تماماً، فقد صار وجهه منيراً وملاكه يصحبه متهللاً بينما الشياطين تبتعد عنه، فتهلل القديس جداً وأخبر الرهبان بما رآه. تقدم الراهب واعترف علانية انه عاش في الزنا زماناً طويلاً، وفي القداس الإلهي سمع كلمات الله على لسان إشعياء عن الحياة المقدسة (إش1: 16 ? 19) فقدم توبة صادقة، وحسب ما سمعه موجهاً إليه شخصياً، فمجد الكل الله على غنى محبته ورحمته بالخطاة! وفي قصة تاييس التي تابت على يديْ القديس بيساريون كشف الله للقديس بولس البسيط رتبة هذه الخاطئة التي بلغت درجة روحية عالية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس البوشي الأسقف | الولادة: – الوفاة: – أسقف بابيلون يعتبر من أبرز المفكرين الأقباط في القرن الثالث عشر. ولد ببوش التابعة لبني سويف، وترهب في دير بالفيوم مع داود بن لقلق الذي صار فيما بعد البابا كيرلس بن لقلق (75). يقول عنه الأب يعقوب مويزر الهولندي: “رجل نزيه، محب لشعبه، بعيد عن الأهواء الحزبية، لا يعرف غير الكنيسة ورفع شأنها، عالم جليل طويل البال في المعارف الدينية… كاهن تتقد في قلبه غيرة الرسول بولس، مفسر قدير على شرح الأقوال الإلهية والتعليق عليها، كاشفاً غوامضها، ومفصلاً لمشكلاتها، خطيب ديني مصقع، يرفع القلوب النافرة إلى المعالي ويلهبها، مجادل ماهر ذو ذهن وقاد، قوي الحجج، ردوده أشبه بالخمسة حجارة الملساء في جراب داود الغلام عند مبارزته جليات الجبار”. رُشح للبابوية وكان معه منافسان عنيدان هما الأرشيدياكون أبو شاكر بطرس بكنيسة المعلقة، وداود بن لقلق… وكانت المعركة حامية، انقسمت الكنيسة إلى تحزبات، أما الأنبا بولس فكان يزهد كل شئ لم يتهافت على الكرسي المرقسي، بل نجده وسط هذه العاصفة ينشغل مع صديقه الحميم داود بن لقلق في تأليف كتابه في أصول الدين وفي الرد على المرتدين عن الإيمان. أما داود فكان على العكس متهافتاً على هذا المركز، أشعل نيران الحركة الانتخابية، ومن شدة الخلاف بقيّ الكرسي شاغراً تسعة عشرة عاماً ونصف عام، حتى تنيح أغلب أساقفة الكرازة ولم يبقَ سوى ثلاثة أساقفة فقط، أخيراً انتهت المعركة بانتخاب داود في يونيو 1235م، وكان عهده مشوباً بالأخطاء، جرّ على الكنيسة متاعب كثيرة، بالرغم مما اتسم به من علم ومعرفة، يشهد بذلك قوانين الكنيسة التي وضعها، وأيضاً مؤلفه كتاب الاعتراف، المعروف بكتاب المعلم والتلميذ، وإن كان الأنبا بولس قد ساعده في هذه الأعمال. من أهم أعمال البابا كيرلس بن لقلق سيامته لأساقفة تعتز بهم الكنيسة، منهم الأنبا بولس البوشي، والأنبا خريستوذولس أسقف دمياط، والأنبا يؤانس أسقف سمنود، والأنبا يوساب أسقف فوة واضع تاريخ البطاركة. بقيّ الأنبا بولس الصديق الحميم للبابا، يسنده وسط متاعبه إذ كان يهدئ خواطر الثائرين من الشعب عليه كما كان يسدي بالنصح للبابا. وكان يهتم بتعليم الشعب، لكن بروح الاتضاع الحق، فيكسب الكثيرين لحساب مملكة الله. لما ساءت تصرفات البابا كيرلس بن لقلق انعقد مجمع وقرر الأساقفة أن يلازمه أسقفان أحدهما الأنبا بولس البوشي ليعاوناه في شئون البطريركية. كتاباته لازالت موجودة لكنها للأسف لم تطبع بعد سوى الميامر الخاصة بالأعياد السيدية، وهي: 1. “الأدلة العقلية التي توصل إلى معرفة الإله المتأنس”، يبحث في سرّ التجسد، موضحاً انه وإن كان سراً فائقاً للعقل لكنه يستطيع العقل أن يلمح قبساً منه من خلال التأمل والتفكير العميق والمنطق المسلسل. يوجد هذا المخطوط في مكتبة يودليان باكسفورد تحت رقم 38/5. 2. “العلوم الروحية”، توجد منه نسخة بدير السريان، نُسخت عام 1860م. 3. كتب تفسيرًا لسفر الرؤيا، توجد منه نسخة في المتحف القبطي تحت رقم 36 طقس. 4. كتب جدلية بين المسيحيين والمسلمين، كانت تُثار بروح المودة في حضرة الملك الكامل العادل بن أيوب (1218-1238م). 5. الميامر الخاصة بالأعياد السيدية، قام بنشرها القس منقريوس عوض الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الراهب 1 | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا الأب بقرية دنفيق، من والدين فلاحين أما هو فتعلم النجارة. أحب حياة الهدوء والسكون، فانطلق إلى جبل بنهدب ليتتلمذ على أيدي الآباء الرهبان هناك، وعاش بينهم متسماً بحياة البساطة الشديدة مع الطهارة والجهاد الروحي. إذ كان ينمو في الفضيلة سُيم كاهناً، وعاش في مغارة القديس بطرس الكبير يقود الكثير من الرهبان ويرشدهم. أُصيب بمرض في قدمه، اشتد به المرض حتى صار كسيحاً، فكان الرهبان يأتون إليه لنوال بركته، وكان محبوباً جداً ومُكرماً بينهم. قيل إنه اُختطف إلى السماء دفعة، ونظر أسرارًا فائقة، فقد شهد بركات الفردوس كما سمع الملائكة تسبح الله، كل حسب طغمته، وكانت أصواتهم عذبة جداً. قبيل نياحته جمع الآباء الرهبان وأوصاهم بحفظ قوانين الرهبنة في الرب. وإذ أسلم الروح في يدي الله جاء الأب الأسقف مع الآباء الرهبان وحملوا جسده إلى كنيسة القديس بطرس الكبير في نفس الجبل “بنهدب”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الراهب 2 | الولادة: – الوفاة: – نعرف عن القديس أبا أور أو هور أن له تلميذ يسمى “بولس”، اهتم هذا الراهب بحياة الصلاة لكنه أخطأ في فهمها حين حسبها مجرد سباق في تلاوة أكبر كمية ممكنة منها، وقد صحح له القديس مقاريوس هذا الفهم، إذ جاء عنه: “لم يكن يقترب إلى العمل الشاق الذي لشغل اليدين، ولا إلى أمور البيع والشراء إلا بما يكفي لكمية الغذاء الضئيلة التي يتناولها في يوم، لكنه برع في عملٍ واحدٍ، وهو إنه كان يصلي باستمرار دون توقف. وكان قد وضع لنفسه قانوناً أن يصلي ثلاثمائة صلاة يومياً. ووضع في حضنه كمية من الرمل (الحصى الصغير)، ومع كل صلاة يصليها كان يضع حبة منها في يده. سأل هذا الراهب القديس مقاريوس، قائلاً: “يا أبى إني مغموم جداً”. فسأله الشيخ أن يخبره عن سبب ضيقه. فأجابه، قائلاً: “لقد سمعت عن عذراء قضت في الحياة النسكية ثلاثين سنة، وقد أخبرنا الأب بي أور بخصوصها أنها كانت تتقدم أسبوعياً، وأنها تتلو خمسمائة صلاة في اليوم، فلما سمعت هذا احتقرت نفسي جداً، لأني لا أستطيع أن أتلو أكثر من ثلاثمائة صلاة”. حينئذ أجابه القديس مقاريوس، وقال: إننى عشت في الحياة النسكية ستين سنة، وأتلو في اليوم خمسين صلاة، وأعمل بما فيه الكفاية لتزويد نفسي بالطعام. واستقبل الإخوة الذين يأتون إليّ، فهل أنت تصلى ثلاثمائة صلاة تُدان من أفكارك؟! ربما لا تقدم هذه الصلوات بنقاوة، أو أنك قادر على أن تعمل أكثر من هذا ولا تعمل”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الراهب 3 | الولادة: – الوفاة: – حدثنا أحد الآباء عن أبا بولس الذي كان من نواحي مصر السفلى، وكان يقيم في طيبة، وكان يمسك بيديه الأفعى ويشطرها إلى شطرين. فصنع له الإخوة مطانية، وقالوا: “قل لنا، أي عمل فعلت حتى نلت هذه النعمة؟” قال لهم: “سامحوني يا آبائي، إذا ما اقتنى الإنسان الطهارة، فإن كل شئ يخضع له ويطيعه، كحال آدم عندما كان في الفردوس قبل أن يعصى الوصية”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس السرياني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلد بمدينة الإسكندرية من أبوين تاجرين سرياني الجنس؛ رحلت العائلة إلى الأشمونين واغتنوا جداً، فورث بولس الكثير بعد نياحة والده. سمع القديس عن عذابات المسيحيين فاشتاق أن ينعم بإكليل الشهادة. قام بتوزيع ميراثه على الفقراء وطلب مشورة الله، فأرسل إليه رئيس الملائكة سوريال الذي عرّفه بما سيحّل من عذابات، مؤكداً له أن الرب معه يقويه. للحال قام القديس وأتى إلى والي أنصنا حيث اعترف أمامه بالسيد المسيح. بأمر الوالي عُري من ثيابه وضُرب بالسياط ثم وُضعت مشاعل عند جنبيه، فلم يرتعب القديس. حاول الوالي أن يغريه بوعودٍ كثيرة، فأجابه بأن والديه قد تركا له الكثير. صار يعذبه بوضع آلات حديدية في أذنيه وفمه، فأرسل الله ملاكه سوريال يشفيه ويعزيه ويسنده. أمر الوالي بإطلاق حيات قاتلة فلم تؤذه، ثم قطع لسانه والرب أيضاً شفاه. أُرسل إلى الإسكندرية حيث أُلقي في السجن فالتقى بصديقه إيسي (بائيسى) وأخته تكلة حيث ابتهجت أرواح الثلاثة. هناك ظهر له السيد المسيح وأعلن له أن الثلاثة سيستشهدون على اسمه وتكون أجسادهم كما نفوسهم معاً. وبالفعل قُطعت رأس القديس بولس على شاطئ البحر، حيث جاء بعض المؤمنين وكفنوه وحفظوه لديهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – سجل لنا يوسابيوس المؤرخ سنة 324م ما شاهده من أعمال عنف في قيصرية فلسطين بواسطة حاكم فلسطين فرميليان Firmilian خلف الحاكم أوربان Urban في عهد مكسيموس الثاني. فقد قُدم له دفعة 97 معترفاً من رجال ونساء وأطفال، فأمر الجلادين أن يحرقوا أقدامهم اليسرى بحديد ملتهب ناراً، وأن يفقأوا أعينهم اليمنى ويضعون ناراً مكان الأعين، ثم أرسلهم إلى المناجم في لبنان. اُقتيد أيضا جماعة من غزة أُلقي القبض عليهم بينما كانوا مجتمعين يسمعون كلمة الله، من بينهم فتاة تدعى تيا أو ثيا Thea التي وبخته عندما هددها بهتك عرضها علانية، فأمر بجلدها وتعذيبها. رأت فتاة من قيصرية فلسطين تدعى فالنتينا هذا المنظر فاخترقت الصفوف لتقف أمام الوالي، قائلة: “إلى متى تعذب أختي؟” قبض عليها وسُحبت إلى هيكل وثن فرفست المذبح بقدميها. هاج الملك وأمر بربط الفتاتين معاً وحرقهما بالنار. في نفس الوقت قُطعت رأس رجلٍ مسيحي يدعى بولس من أجل تمسكه بالإيمان. هذا الإنسان أظهر محبة عجيبة في لحظات الاستشهاد، إذ وقف بانسحاق يصلي بصوتٍ عالٍ من أجل رفقائه لكي يسندهم الرب وسط عذاباتهم، ومن أجل نشر الإيمان، كما من أجل كل الحاضرين والإمبراطور والحاكم وكل المسئولين، وكأن آلامه لم تسحبه للتفكير في ذاته بل في الآخرين حتى المقاومين والمضطهدين ليهبهم الرب خلاصاً! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الكبير الأب | الولادة: – الوفاة: – قال أبا بولس الكبير الذي من غلاطية: “الراهب الذي له حاجات قليلة في قلايته، متى خرج للاهتمام بها، فإن الشياطين كلها تهزأ به وأنا نفسي تألمت من هذا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الواضح بن الرجاء | الولادة: – الوفاة: – كان يدعى الواضح وقد اختار لنفسه اسم “بولس”، لأنه صار شبيهاً ببولس الرسول من جهة اختياره للإيمان بعد مقاومته له. فقد اشترك في قتل مسيحي، وإذ ذهب ليحج ضل الطريق في عودته وصار في قلق شديد وحيرة، وإذ به يرى فارساً يظهر له فطمأنه وأخذه على جواده خلفه ووجد نفسه بعد دقائق في فناءٍ فسيحٍ. هناك نام الواضح بعد أن اطمأن أنه داخل كنيسة، إذ رأى “القناديل” موقدة أمام أيقونات القديسين. وفي الصباح المبكر إذ دخل بواب الكنيسة كعادته لينظفها رأى الواضح فظنه لصاً، وأراد أن يستغيث غير أن الواضح روى له قصته. وإذ رأى أيقونة الشهيد أبي سيفين عرف أنه هو الذي ظهر له، وانه جاء به إلى كنيسته ببابليون. التقي بكاهنٍ شيخ وأصرّ أن ينال المعمودية ويسمى بولس. وقد تعرض لمتاعب كثيرة لكن الرب أنقذه. ثم ذهب إلى برية شيهيت وترهب بدير القديس مقاريوس الكبير. وإذ نما في النعمة جداً سامه البطريرك قساً، فتعرض لمتاعب من العربان. ذهب إلى كنيسة الأمير تادرس ببلدة صندفا، وصار يخدم هناك لمدة عامين بكل أمانة حتى تنيح حيث دفن في مقبرة وجدت داخل الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس بطريرك القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: 351 رجل غيور على الإيمان الأرثوذكسي، وقف ضد الأريوسية التي تنكر لاهوت السيد المسيح، وكان على علاقة وثيقة بالقديسين أثناسيوس الإسكندري ويوليوس الروماني. ذاق الأمرين وتعرض للنفي خمس مرات أثناء فترة أسقفيته (336-351م)، وذلك بتدبيرات أوسابيوس النيقوميدي ومقدونيوس منكر لاهوت الروح القدس. وُلد في مدينة تسالونيكى في أواخر القرن الثالث، ونشأ محباً لله، متمسكاً بالإيمان المستقيم. جاء إلى القسطنطينية، وإذ رأى فيه البطريرك الكسندروس حياة تقوية صادقة مع علم ومعرفة وتمسك بالإيمان سامه كاهناً، فأحبه شعب القسطنطينية حتى إذ شعر البطريرك بقرب انتقاله أشار إليه ليكون خليفة له. أسقفيته سيم أسقفاً عام 336م وكان ذلك بداية حمل صليبه من الهراطقة الذين بذلوا كل جهدهم لمقاومته حتى لحظات انتقاله. استطاع أوسابيوس النيقوميدي خلال اعتزاز أخت الإمبراطور به أن يحث قسطنطين على نفي القديس بولس بعد أن قدم هو وأعوانه وشايات وافتراءات أثارت الإمبراطور ضده. وقد حاولوا بعد النفي أن ينتخبوا بطريركاً عوضاً عنه لكن قسطنطين رفض. بقى القديس في منفاه حتى مات قسطنطين سنة 338م، فعاد إلى كرسيه، كما عاد أثناسيوس الرسولي وأوستاثيوس الأنطاكي ومركلس أسقف أنقرة وغيرهم إلى كراسيهم. نفيه للمرة الثانية قسم قسطنطين مملكته قبل وفاته على أولاده الثلاثة، فكان الشرق والقسطنطينية من نصيب قسطنديوس، وإيطاليا وأفريقيا من نصيب قنسطان، والغرب من نصيب قسطنطين الثاني. وكان قسطنديوس يميل إلى الأريوسيين فقام بنفي البطريرك ليقيم أوسابيوس النيقوميدي خلفاً له على كرسي القسطنطينية، لكن الأخير مات عام 341 فاستراحت الكنيسة من مؤامراته الشريرة. أقام الأريوسيون الشماس مقدونيوس خلفاً له بينما استعاد الأرثوذكس بولس البطريرك الشرعي، وحدث احتكاك بين الفريقين، حتى سقط قتلى وجرحى، فأرسل الإمبراطور رئيس جيوشه أرموجانس لاستتباب الأمر، لكنه قُتل، فجاء الملك وصفح عن الكل، وبسبب ميله للأريوسيين استبعد البطريرك بولس للمرة الثالثة. وجد الأريوسيون فرصتهم لنشر بدعتهم، كما قام مقدونيوس بنشر بدعة جديدة وهى إنكاره لاهوت الروح القدس. سمع البطريرك بما حدث وشعر بالمسئولية تجاه شعبه فاضطر أن يرجع إلى القسطنطينية يثبت شعبه على الإيمان المستقيم ويفند الأضاليل. سمع الملك فأرسل من يمسك به سراً وينزله بالحبال من نافذة ليقوده إلى سنغاري في بلاد ما بين النهرين كمنفى، ثم أُعيد إلى حمص وتُرك هناك، فاحتمل الآلام بشكر في منفاه الرابع. سمع يوليوس أسقف (بابا) روما بما حلّ ببولس، فاستعان بقنسطان إمبراطور إيطاليا المحب للكنيسة، الذي توسط لدى أخيه قسطنديوس لإعادة الأساقفة المنفيين، وذلك بعد أن عُقد مجمع في سرديكا عام 347 حرم مقدونيوس والأريوسيين. استقبلت القسطنطينية بطريركها بفرح عظيم، وكان القديس بولس يبذل كل جهده في رعايته لشعب الله. إذ أُغتيل الملك قنسطان وجد الأريوسيون فرصتهم للافتراء على البطريرك بولس واتهامه بالهرطقة والرذيلة لينفيه الملك للمرة الخامسة في جبال أرمينيا الصغرى حيث تنيح هناك عام 351 من شدة ما لاقاه من أتعاب وجوع وعطش، محتملاً الآلام بفرح. تعيد له الكنيسة اللاتينية في 7 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس وسلفانا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديسين بولس (بولا) Paul وسلفانا Salfana في 25 كيهك (سنكسار رينيه باسيه). إذ حدث ضيق شديد على الكنيسة، قام الوالي يوليوس باضطهاد المسيحيين في مدينة أورش، فتقدم أمامه رجلان عاشا منذ صباهما في حياة تقوية، يعلنان تمسكهما بمسيحهما. غضب الوالي جداً وأمر بإلقائهما على خشبٍ متقدٍ، لكن الله تمجد فيهما محولاً النار إلى شبه ماء بارد، فخرجا يسبحان الله ويمجدانه أمام الجميع. اغتاظ الوالي فأمر بربطهما في زوج بقر قوي لكي يُسحبا في الشوارع ويتهرأ جلدهما، لكن الرب سندهما وحفظهما. عُلق الاثنان منكسي الرأس بالقرب من “البربا”، أي المعبد الوثني، وأُشعلت النيران تحتهما، فلم يُصابا بشيء بل كادت النار تلتهم المعبد، فتدخل كهنة الأصنام لدى الوالي للتخلص منهما، فأمر بقطع رأسيهما. وقد أجرى الله عجائب كثيرة وأشفية من جسديهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس ويوحنا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – مع ابنة قسطنطين قيل أن قسطنسيا Constantia ابنة الملك قسطنطين الكبير إذ برئت من مرضها بشفاعة القديسة أجْنِس طلبت من والدها أن تكرس كل وقتها للعبادة بجوار قبر القديسة أجْنِس، فأقام لها قصراً، وخصص لها جماعة لخدمتها على رأسهم القديسين التقيين يوحنا وبولس SS. Giovannia and Paolo، وهما أخان كانا قائدين في الجيش اتسما بالوداعة والتقوى. وثقت الأميرة فيهما وسلمتهما تدبير القصر ورعايته. مع القائد غالليكانوس قيل أن البرابرة دخلوا مدينة سيتيا، فأراد الإمبراطور قسطنطين الخلاص منهم، لذا طلب من قائد جيشه غالليكانوس Gallicanus الذي غلب الفرس أن يعود فيطردهم، وكان القائد وثنياً وقد ماتت زوجته، فطلب قسطنسيا زوجة له. احتار الملك ماذا يفعل إذ كانت ابنته قد نذرت البتولية، لكن وصلت إليه رسالة من ابنته تسأله ألا يضطرب للأمر، وأن يعد القائد بتحقيق رغبته على أن يرسل ابنتيه أتيكا وأرتميا إليها تعيشان معها إلى حين عودته، وأن يُسمح له بأخذ القائدين يوحنا وبولس لمساندته. فرح غالليكانوس بالخبر وانطلق بجيشه ومعه القديسين يوحنا وبولس، لكن ظروف الحرب لم تكن في صالحه إذ وقع في مأزق وضاقت به الحيل، عندئذ سأله القديسان أن يعد الله أن يقبل الإيمان المسيحي إن أنقذه الرب، وبالفعل وعد بذلك فقدم له الرب عوناً وغلب! عاد القائد يعلن للإمبراطور نصرته وشوقه للعماد أيضاً، فأعطاه كرامة عظيمة. استشهاد غالليكانوس كانت نعمة الله تعمل بقوة في حياة هذا الرجل خلال علاقته بالقديسين يوحنا وبولس، حتى أنه إذ نال المعمودية لم يفكر في الزواج بل ترك ابنتيه مع قسطنسيا ووزع أغلب أمواله على الفقراء وانفرد في أوستيا بجوار روما تحت إرشاد إيلارينزس أحد الأتقياء. بنى فندقاً للغرباء الفقراء، وإذ كان محباً للخدمة ذاع صيته جداً. وفي أيام يوليانوس الجاحد أرسله الملك إلى الإسكندرية حيث استشهد هناك. استشهادهما عاد القديسان إلى خدمة الأميرة، وأقاما هناك حتى رقدت في الرب ليعودا إلى البلاط، وكانا محبوبين جداً من الجميع. ولما ملك يوليانوس الجاحد تركا البلاط ليعيشا في سكون. إذ كان يوليانوس في الشرق أرسل إليهما والي روما، يدعى أيضاً يوليانوس وهو قريب الملك القائد ترنسيانوس أو ترنتيان Terentian يطلب منهما العودة إلى البلاط فرفضا معلنين انهما لا يخدمان من يقاوم الإيمان. أعطاهما القائد عشرة أيام مهلة، وفي اليوم العاشر جاء إليهما بصنم ليسجدا له خفية وإذ رفضا قطع عنقيهما ودفنهما في بيتهما، وأخفى أمر موتهما كطلب الملك. قيل أن الإمبراطور جوفنيان قام ببناء كنيسة في موضع البيت في Coelian Hill تكريماً لهما. تحتفل الكنيسة الغربية بعيد استشهادهما في 26 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوليكتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 259 استشهد في أيام الإمبراطور داكيوس أو فالريان (حوالي سنة 259م)، في مدينة ماليتينا Melitene بأرمينيا. كانت هذه المدينة محطة لبعض الفرق الرومانية، اشتهرت بتقديم عدد كبير من الشهداء، من بينهم القديس بوليكتيوس St. Polyeuctus الذي كان قائد مائة في فرقة فولميناتا Fulminata ، من أصل يوناني. كان هذا القائد وثنياً، مرتبطاً بصداقة حميمة مع مسيحي غيور يدعى نيرخوس Nearchus الذي سمع عن الاضطهاد انه التهب في أرمينيا، فأعد نفسه لنوال الإكليل. لكنه كان حزيناً على صديقه الوثني بوليكتيوس. قبل انطلاقه للاستشهاد تحدث بدالة الحب المملوء غيرة مع صديقه عن خلاص نفسه، وإذا به يجد في قلب هذا القائد استعداداً لا لقبول الإيمان فحسب وإنما لاشتهاء نوال إكليل الاستشهاد. أعلن القائد إيمانه علانية، وتعرض لعذابات شديدة، وقد حاول الجلادون إلزامه بجحد مسيحه أما هو فكان متهللاً بالروح. جاءت زوجته بولينا وأطفالها ووالدها يبكون بدموع لعله يتراجع، أما هو فكان يصرخ طالباً العون الإلهي، فوهبه الرب ثباتاً حتى تقبل حكم الموت بفرح. وفي طريقه للاستشهاد كان قلبه ملتهباً بالحب نحو كل من يلتقي به، فكان يحدث الجماهير التي خرجت تتطلع إليه عن الإيمان. وبالفعل آمن كثيرون على يديه في اللحظات الأخيرة. بنيت كنيسة باسمه قبل سنة 377. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوليكربوس الأسقف الشهيد | الولادة: 70 الوفاة: 166 ولد حوالي سنة 70م. قيل ان سيدة تقية تدعى كالستو Callisto ظهر لها ملاك، وقال لها في حلم: “يا كالستو، استيقظي واذهبي إلى بوابة الأفسسيين، وعندما تسيرين قليلاً ستلتقين برجلين معهما ولد صغير يُدعى بوليكربوس، اسأليهما إن كان هذا الولد للبيع، وعندما يجيبانك بالإيجاب ادفعي لهما الثمن المطلوب، وخذي الصبي واحتفظي به عندك…” أطاعت كاليستو، واقتنت الولد، الذي صار فيما بعد أمينًا على مخازنها. وإذ سافرت لأمر ما التف حوله المساكين والأرامل فوزع بسخاء حتى فرغت كل المخازن. فلما عادت كالستو أخبرها زميله العبد بما فعله، فاستدعته وطلبت منه مفاتيح المخازن، وإذ فتحتها وجدتها مملوءة كما كانت، فأمرت بعقاب الواشي، لكن بوليكربوس تدخل وأخبرها أن ما قاله زميله صدق، وأن المخازن قد فرغت، وأن هذا الخير هو عطية الله، ففرحت وتبنته ليرث كل ممتلكاتها بعد نياحتها، أما هو فلم تكن المادة تشغل قلبه. من أعماله أيضاً انه كان يذهب إلى الطريق الذي يعود منه حاملوا الحطب ويختار أكبرهم سنًا ليشترى منه الحطب ويحمله بنفسه إلى أرملة فقيرة. سيامته سامه بوكوليس Bucolus شماساً، فكان يكرز بالوعظ كما بقدوته الحسنة، وإذ كان محبوباً وناجحاً سامه كاهناً وهو صغير السن. سامه القديس يوحنا الحبيب أسقفاً على سميرنا (رؤ2: 8 – 10) . وقد شهد القديس إيرينيئوس أسقف ليون عن قداسة سيرته، وإنه تعلم على أيدي الرسل، وأنه تحدث مع القديس يوحنا وغيره ممن عاينوا السيد المسيح على الأرض. جاهد أيضاً في مقاومته للهراطقة خاصة مرقيون أبرز الشخصيات الغنوسية، وفي أثناء وجوده في روما سنة 154م أنقذ كثيرين من الضلال وردهم عن تبعيتهم لمرقيون. استشهاده إذ شرع الإمبراطور مرقس أوريليوس في اضطهاد المسيحيين ألحّ المؤمنون على القديس بوليكربوس أن يهرب من وجه الوالي، فاختفى عدة أيام في منزل خارج المدينة، وكان دائم الصلاة من أجل رعية المسيح. قبل القبض عليه أنبأه الرب برؤيا في حلم، إذ شاهد الوسادة التي كان راقداً عليها تلتهب ناراً، فقام من النوم وجمع أصدقاءه وأخبرهم إنه سيحترق حياً من أجل المسيح، وإنه سينعم بعطية الشهادة. بعد ثلاثة أيام من الرؤيا عرف الجند مكانه واقتحموا المنزل، وكان يمكنه أن يهرب لكنه رفع عينيه إلى السماء قائلاً: “لتكن مشيئتك تماماً في كل شئ”، وسلَّم نفسه في أيديهم، ثم قدم لهم طعاماً، وسألهم أن يمهلوه ساعة واحدة يصلى فيها. تعجب الجند من مهابته ووداعته وبشاشته وعذوبة حديثه، حتى قال أحدهم: “لماذا هذا الاجتهاد الشديد في طلب موت هذا الشيخ الوقور؟” انطلق مع الجند الذين أركبوه جحشاً، وفي الطريق وجدهم هيرودس أحد أكابر الدولة ومعه أبوه نيكيتاش، فأركبه مركبته، وإذ طلبا منه جحد المسيح ورفض أهاناه وطرحاه من المركبة بعنف فسقط على الأرض وأصيبت ساقه بجرحٍ خطير. عندئذ ركب الجحش وسط آلام ساقه وهو متهلل حتى بلغ إلى الساحة حيث كان الوالي وجمهور كبير في انتظاره. إذ نظره الوالي وقد انحني من الشيخوخة وابيضت لحيته سأله، قائلاً: “هل أنت بوليكاربوس الأسقف؟” أجابه بالإيجاب. ثم طلب منه الوالي أن يرثى لشيخوخته وإلا سامه العذاب الذي لا يحتمله شاب، ثم أمره أن ينادي بهلاك المنافقين وأن يحلف بحياة قيصر. فتنهد القديس، قائلاً: “نعم ليهلك المنافقون”. فذُهل الوالي وقال: “إذن احلف بحياة قيصر والعن المسيح وأنا أطلقك.” لقد مضى ستة وثمانون عاماً أخدم فيها المسيح، وشراً لم يفعل معي قط، بل اقتبل منه كل يوم نعماً جديدة، فكيف أهين حافظي والمحسن إليَّ؟ وكيف أغيظ مخلصي وإلهي والديان العظيم العتيد أن يكافئ الأخيار وينتقم من الأشرار المنافقين؟ اعلم انك إن لم تطع أمري فستُحرق حياً، وتُطرح فريسة للوحوش. إني لا أخاف النار التي تحرق الجسد، بل تلك النار الدائمة التي تحرق النفس، وأما ما توعدتني به أنك تطرحني للوحوش المفترسة فهذا أيضًا لا أبالي به. احضر الوحوش، وأضرم النار، فها أنا مستعد للافتراس والحرق. ينبغي أن ترضي الشعب. ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، لماذا تنتظرون؟ أسرعوا بإنجاز ما تريدون. (قال هذا بشجاعة ووجهه يشع نوراً حتى انذهل الوالي عندما تفرس فيه). أُعد أتون النار، وأرادوا تسميره على خشبة حتى لا يتحرك من شدة العذاب، أما هو فقال لهم: “اتركوني هكذا، فإن الذي وهبني قوة لكي أحتمل شدة حريق النار سيجعلني ألبث فيها بهدوء دون حاجة إلى مساميركم”. عندئذ أوثقوا يديه وراء ظهره وحملوه ووضعوه على الحطب كما لو كان ذبيحة تُقدم على المذبح. وكان يصلي شاكراً الله الذي سمح له أن يموت شهيداً. وإذ انتهى من صلاته أوقد الجند النيران من كل جانب ففاحت منه رائحة طيب ذكية، وإذا بأحد الوثنيين طعنه بآلة حادة فتدفق دمه وأطفأ النيران، وقد انتقلت نفسه متهللة إلى الفردوس، عام 166م. يعيد له اليونان في 25 من شهر ابريل، والأقباط في 29 أمشير. رسالته كتب القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا رسالة إلى أهل فيلبي، تكشف لنا عن حال الكنيسة البكر في أوروبا في القرن الثاني. امتازت الرسالة بغزارة حكمتها العملية، واقتباس الكثير من نصوص الكتاب المقدس، كما عكست لنا روح القديس يوحنا في وداعته كالحمل وهدوئه، مع حزمه في الإيمان والتمسك بالحياة المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولينوس أسقف تريف | الولادة: – الوفاة: 358 أحب البابا أثناسيوس القديس بولينوس St. Paulinus of Tri?r بسبب جهاده من أجل الإيمان المستقيم، فدعاه “الرجل الرسولي الحق”، كما أشار إليه القديس جيروم بكونه “السعيد في آلامه”. هو تلميذ القديس مكسيموس وخلفه على كرسي تريف. حين نُفي البابا أثناسيوس كان من أكثر معاونيه، يسنده ويقف بجواره في منفاه. وقف بقوة وشجاعة في مجمع آرل سنة 353م مدافعاً عن الإيمان النيقوي، بالرغم من كل وسائل الضغط والإغراء التي استخدمها الإمبراطور قسطنطينوس لتحطيم البابا أثناسيوس. فقد بذل الإمبراطور كل إمكانية ليفسد ضمائر الأساقفة حتى ينتقم من خصمه أثناسيوس، وكما قال القديس هيلاري أسقف بواتييه: “إننا نقاوم قسطنطينوس عدو المسيح، الذي يداعب البطون قبل أن يلهب الظهور بالسياط”. وكان ثمن مقاومة القديس بولينوس للأريوسية ووقوفه بجوار البابا أثناسيوس يدافع عن الحق أن نُفي عن كرسيه مع بعض الأساقفة مثل ديونسيوس أسقف ميلان ولوسيفور أسقف كالياري وأوسابيوس أسقف فرشيللي. تقبل القديس نفيه إلى فريجيا حيث لم يكن يوجد مسيحيون بفرح، محتملاً الآلام هناك حتى تنيح في 31 أغسطس عام 358م. في سنة 396 أحضر القديس فيلكس أسقف تريف جسده الطاهر إلى إيبارشيته، وفي سنة 402م أقيمت كنيسة باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولينوس أسقف نولا | الولادة:353 الوفاة: 431 امتدح كثير من الآباء القديسين مثل إمبروسيوس وجيروم وأغسطينوس القديس بولينوس أسقف نولا St. Paulinus of Nola . ولد بولينوس بمدينة بُردو Bordeaux ببلاد الغال (فرنسا) حوالي عام 353م، وكان والده بونتيوس بولينوس قاضياً ووالياً بفرنسا. تتلمذ بولينوس على يدي شاعر مشهور يدعى أوسنيوس Ausonius، فصار خطيباً شاعراً. تزوج تراسيا Tharasia، سيدة فاضلة أسبانية غنية جداً. أحبه الإمبراطور فالنتينيان الكبير لذكائه وفطنته مع شرفه، فأقامه والياً على روما، بقى حوالي 15 عاماً منهمكاً في الأعمال الدنيوية، كما أن مركزه كوالي روما وزواجه من الأسبانية جعله كثير التردد على أسبانيا وفرنسا وبلاد إيطاليا. التقي بالقديس إمبروسيوس في ميلان الذي كان يوقره جداً، وفي زيارة لنولا مدينة القديس فيلكس تأثر جداً بالمعجزات التي كانت تتم عند مقبرة القديس، فمال لتكريس حياته للإيمان المسيحي إذ لم يكن بعد قد نال المعمودية، حتى بلغ سن 38، حيث نالها على يدي أسقف بُردو. اشتاق إلى حياة الخلوة بعد نواله المعمودية، فصار يمارس الصلوات والأصوام في حياة جادة، لكن شهرته وكثرة أصدقائه كان عائقاً عن تمتعه بالخلوة، لذا قرر أن يسافر إلى أسبانيا بلد زوجته. هناك حملت زوجته العاقر وأنجبت ابناً توفي بعد ثمانية أيام، فشعرا أن الله لا يريد لهما طفلاً، وقررا أن يعيشا كأخٍ مع أخته. سيامته كاهناً تلألأت حياتهما الروحية في مدينة زوجته برسيلونا Barcelona بأسبانيا، فألزمه الشعب مع الكهنة أن يقبل الكهنوت على يديْ الأسقف لامبيوس Lampius. بقيا هناك أربع سنوات حيث باعا ممتلكاتهما ووزعاها على الفقراء. عاد بولينوس إلى ميلان حيث استقبله القديس إمبروسيوس بشوق شديد وألزمه أن يبقى معه إلى حين. بعد نياحة القديس إمبروسيوس ذهب إلى روما حيث استقبله أسقفها وكهنتها ببرود شديد، ربما بسبب صداقته للقديس جيروم الذي حسبه الأسقف منافساً له إذ كان قد رُشح للأسقفية، وقد أضطر القديس جيروم إلى ترك روما. وجد بولينوس الجو غير ملائم بالنسبة له في روما فانطلق إلى نولا مع زوجته تراسيا، وهناك انعزلا كل على انفراد يمارس حياة الوحدة. لكن التصق بالقديس عدد كبير من الأشراف يمارسون حياة الوحدة تحت قيادته، ويعيشون حياة نسكية صارمة. سيامته أسقفاً إذ تنيح أسقف نولا ألزمه الشعب بقبول الأسقفية سنة 409م، فكان يسلك بروح الأبوة الحانية في اتضاع وبذل، كما كان على علاقة بأكثر الآباء المشهورين في عصره. تنيح حوالي 431م، تاركاً تراثاً ضخماً من الشعر المسيحي الروحي، خاصة في مديح القديس فيلكس. يعيد له الغرب في 22 من شهر يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بوليو الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 كان القديس بوليو St. Pollio قارئاً بكنيسة مدينة سباليس Cibalis (Cybalae) التابعة لبونونيا السفلي بيوغوسلافيا. إذ أستشهد أسقف المدينة يوسابيوس تسلم هذا القارئ قيادة المسيحيين وسط الضيق يثبت إيمانهم، غير مبالٍ بمنشورات دقلديانوس. قُدم القديس بوليو أمام الوالي بروباس Probus حيث قدم شهادة حية لإيمانه، رافضاً جحد مسيحه، فحُكم عليه بالحرق حياً على خشبة بعد استشهاد أسقفه بسنوات قليلة، وذلك في 28 إبريل من سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بونتيانوس أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 253 جاء الأب بونتينوس Pontinus خليفة للأسقف أوربان الأول، سيم أسقفاً على روما سنة 230م، وبقى في الأسقفية أكثر من خمس سنوات. كل ما يُعرف عنه في فترة أسقفيته أنه عقد مجمعاً في روما يؤيد المجمع الذي عقده القديس ديمتريوس الكرام بالإسكندرية ضد تعاليم العلامة أوريجانوس، كما قال القديس جيروم في رسالته إلى باولا Paula. جاء الإمبراطور مكسيميانوس على خلاف نهج سلفه الكسندر مضطهداً للكنيسة، ففي بداية عهده قام بنفي القديس بونتينوس وأيضاً الكاهن هيبوليتس إلى جزيرة ساردينيا، وقد وُصفت هذه الجزيرة هكذا “nociva insula” وتعني إنها غير صحية، ويفسر البعض هذا التعبير كدلالة على إرسالهما للعمل في المناجم هناك. لا يُعرف كم من السنين عاشها ولا كيف تنيح، إنما على ما يُظن إنه تنيح في عام 235م، وبحسب التقليد الروماني مات تحت ضربات بالعصي. يقول يوسابيوس انه تنيح في عهد غورديانوس (سنة 237م)، لكن يرى بعض الدارسين أن يوسابيوس خلط بين نياحته ودفنه في روما (أو نقل رفاته). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بونتيوس الشماس | الولادة: – الوفاة: – أخبرنا القديس جيروم عن اسمه “بونتيوس Pontius”، من رجال القرن الثالث. لا نعرف شيئاً عن حياته سوى أنه كان شماساً للقديس كبريانوس، تتلمذ على يديه، وكان ملاصقاً له، ذلك كما عاش القديس كبريانوس نفسه بعد قبوله الإيمان ملازماً الكاهن كاسليان Caecilian. إذ نُفي كبريانوس أسقف قرطاجنة إلى Curubis اختار شماسه بونتيوس ليكون مرافقاً له، الأمر الذي أفرح قلب الشماس. وقد صار أقدر من غيره على تقديم عمله المشهور “حياة وآلام كبريانوس”، حيث عرض لنا حياة هذا الأسقف منذ عماده حتى استشهاده. حُكم على القديس كبريانوس بينما تُرك هذا الشماس ربما استخفافاً به، الأمر الذي أحزنه، إذ عاش زماناً طويلاً يشتهى إكليل الاستشهاد. لذا ختم حديثه عن معلمه: “إنني أفخر جداً بمجده، لكنني بالأكثر أنا حزين للغاية إذ بقيت بعده”. لا نعرف إن كانت حياته انتهت بالاستشهاد أم لا، ولا أيضًا مكان نياحته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بونوسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 363 أصدر يوليانوس الجاحد أوامره بنزع الصليب والمونوجرام (الحروف الأولى) ليسوع المسيح عن أعلام الجيش الذي أمر قسطنطين البار بوضعها، وطلب العودة إلى العلامة القديمة التي كانت مستخدمة في أيام الأباطرة الوثنيين. إذ سمع رجلان من كبار الموظفين في إنطاكية يدعيان بونوسيوسBonosus ومكسيميان رفضا تنفيذ الأمر. فالتقى بهما خال (أو عم) الإمبراطور يدعى الكونت يوليان وأمرهما بتنفيذ الأمر الإمبراطوري والسجود للآلهة التي يعبدها الإمبراطور نفسه. أجابه بونوسيوس: “لا نقدر أن نعبد آلهة هي من عمل البشر”، ورفض أن يستبدل العلم، فأصدر الرجل أمره بربط بونوسيوس وجلده 300 مرة، أما بونوسيوس فتقبل الحكم ببشاشة وابتسامة. وإذ جاء دور مكسيميان، قال: “اجعل آلهتك أولا تسمع وتتكلم عندئذ نعبدها”، فحكم عليه أيضًا بالجلد. تعرض الاثنان لعذابات كثيرة، كانا يحتملانها بفرح، بل قيل أن الله كان يرفع عنهما الألم. اُلقيّ الاثنان في السجن وقُدم لهما من الطعام المذبوح للأوثان فرفضا الأكل، وأخيراً حُكم عليهما بقطع رأسيهما في 21 أغسطس 363م. يقال أن زوجة الكونت يوليان كانت مسيحية، وجدت رجلها يعاني آلامًا شديدة فسألته أن يرجع إلى الله لكنه مات في بؤسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بونوسيوس المتوحد | الولادة: – الوفاة: – ارتبط القديس جيروم بصداقة حميمة وأخّوة صادقة مع بونوسيوس Bonosus الذي رافقه في رحلته الأولى إلى روما. اختار بونوسيوس حياة الوحدة، لكن على غير عادة الرهبان الذين يميلون إلى البرية بهدوئها ذهب إلى جزيرة صغيرة تسمى الإدرياتيك بالقرب من أكويلا بروما. وقد امتدحه القديس جيروم كثيراً خاصة في رسالتين، واحدة وجهها إلى الراهب روفينوس صديقه القديم قبل دخولهما في عداوة بسبب ميل الأخير لأوريجينوس، والثانية لثلاثة من رفقائه القدامى في الحياة التقوية: كروماتيوس وجوفينوس ويوسابيوس. تشعر في الرسالتين (3، 7) مدى تقدير القديس جيروم لصديقه المتوحد حيث تصاغرت نفسه جداً أمامه، نقتطف منهما العبارات التالية: “بونوسيوس صديقك، قل بالحق إنه صديقي كما هو صديقك، الآن يصعد على السلم الذي ظهر ليعقوب في الحلم (تك28: 12). إنه يحمل صليبه، دون التفكير في الغد ولا التطلع إلى الوراء (لو9: 62). يزرع بالدموع لكي يحصد بالابتهاج (مز126: 5)… لقد ترك أمه وأخواته وأخاه المحبوب لديه جداً، واستقر كفلاح يعمل في عدن على جزيرة خطيرة، يزأر حوله البحر بأمواجه العنيفة… لا تجد هناك فلاحاً ولا راهباً… بل بمفرده على الجزيرة، لكنه ليس وحده لأن المسيح معه، هناك يرى مجد الله (رسالته إلى روفينوس: 3)”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بونيفاسيوس الأول البطريرك | الولادة: – الوفاة: 422 إذ تنيح الأب زوسيموس أسقف روما Zosimos of Rome في 26 ديسمبر سنة 418 م اختار غالبية الكهنة والشعب بونيفاسيوس Bonifacius خلفاً له في اليوم بعد التالي (28 ديسمبر)، وسيم أسقفاً اليوم الذي يليه (29 ديسمبر)، وقام بالرسامة تسعة أساقفة وذلك في كنيسة القديس مارسيللوس. في نفس الوقت اجتمع ثلاثة أساقفة وقلة من الكهنة وقاموا بسيامة رئيس الشمامسة إيلاليوس Eulalius في كنيسة اللاتيران أسقفاً على روما. كتب والي روما سيماخوس – إلى الإمبراطور هونريوس عما حدث، مؤيداً إيلاليوس ضد بونيفاسيوس. فأصدر الإمبراطور أمره إلى الأخير أن يترك روما منعاً للمشاحنات، لكن بونيفاسيوس ترك كنيسة القديس بولس، ثم عاد ليحاول الدخول بالقوة، وكان الشعب يسنده ضد الوالي ورجاله. تدخل البعض لدى الإمبراطور، وطلبوا منه سحب أمره السابق، وعُقد مجمع في رافينا لبحث الأمر، لكن لم يصل المجمع إلى قرار. كان الاثنان مُستبعدان، وإذ تدخل البعض لدى الإمبراطور لصالح بونيفاسيوس الذي التزم الهدوء، تسرع الثاني ودخل المدينة مما أثار الوالي سيماخوس ضده، وكتب إلى الإمبراطور وكان في صف بونيفاسيوس لاعتداله وهدوئه، فاستلم كرسيه في 10 إبريل 419م. من أهم أعماله مساندته للقديس أغسطينوس في مقاومته لأتباع بيلاجيوس. وقد تنيح في 4 سبتمبر 422م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بونيفاسيوس الطرسوسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في روما في بداية القرن الرابع عاشت شابة مسيحية جميلة من عائلة عريقة وغنية جداً، تدعى أغلاي Aglae بروما في حياة مدللة، إذ كانت تحب اللَّهو والإسراف، وتهتم جداً بالمظاهر حتى قيل إنها ثلاث مرات استأجرت أناساً يقيمون موكباً لها عند دخولها المدينة. كان لهذه الثرية وكيل أموالها يدعى بونيفاسيوس Boniface ، أغرته الموكلة بحياتها المدللة حتى سقط معها في النجاسات وحياة الفساد، ومع هذا فقد اتسم بحبه الشديد للعطاء وترفقه بالفقراء. لا نعرف سرّ توبة هذه الشابة، إنما رجعت إلى نفسها في يوم من الأيام وصارت تتأمل يوم الدينونة العظيم وبطلان الحياة الزمنية، فأشرق الله بنوره في قلبها لترى جسامة خطاياها ومرارة آثامها فتقدم توبة صادقة. للحال باعت كل ثيابها الثمينة ووزعت الكثير من أموالها على الفقراء، وقررت أن تنفرد في بيتها لتعيش حياة نسكية مع تكريس وقتها للصلاة والتأمل، وقد تأثر بها وكيلها وسلك مثلها في حياة توبة صادقة. ذهابه إلى الشرق كان المسيحيون في الغرب يعيشون في جوٍ من الراحة والسلام إذ كان قسطنطينوس كلوروس والد قسطنطين الكبير هو ملك الغرب، وكان إنسانًا محباً للجميع مترفقاً بالمسيحيين، أما مسيحيو الشرق فكانوا يعانون الأمرين من الضيق بسبب غاليريوس مكسيميان ومكسيميانوس دايا. طلبت أغلاي من وكيلها بونيفاسيوس أن يحمل بعض أموالها إلى الشرق، ليسند به الذين في السجون والمحتاجين بسبب الاضطهاد، فتكون بهذا قد اشتركت في العطاء وإشباع احتياجات القديسين، وسألته إن أمكن أن يأتي إليها بأحد أجساد الشهداء لتنال بركته وتبني له هيكلاً لائقاً به. فرح بونيفاسيوس بهذه الإرسالية لكنه إذ عاش حياة التوبة الصادقة والتهب قلبه بمحبة مسيحه تاق لا أن يأتي بجسد شهيد وإنما أن يشارك الشهداء كرامتهم ببذل حياته مثلهم، لذا قال لموكلته: “إنني لن أتراخى في إحضار رفات شهداء، لكن ما رأيك أن أحضر لكِ جسدي نفسه كجسد شهيد؟” أجابته أغلاي: “من كان مخطئاً مثلنا لا يستحق هذا الإكليل، فإننا غير أهلٍ أن نلمس أجساد الشهداء، فماذا لو قدمت جسدك للاستشهاد؟” قبل ان يحمل بونيفاسيوس المال تهيأ للرحلة بالأصوام والصلوات، طالباً إرشاد الله له ليؤهله لنوال مجد الشهادة، ثم انطلق إلى طرسوس حيث كان والي مقاطعة كيليكية Cilicia يُدعى سيمبليسوس عُرف بعنفه الشديد. إذ دخل المدينة وجد الوالي يجلس على كرسي الولاية وأمامه عشرون مسيحياً، منهم من كانوا معلقين من أرجلهم والنيران متقدة عند رؤوسهم، وآخرون كان الجلادون يمزقون أجسادهم بأسنان حديدية، والبعض مسمرين على خشبة. اقتحم بونيفاسيوس الموضع ليعلن إيمانه جهاراً أمام الوالي، وكان يقَّبل جراحات المسيحيين ويدهن وجهه من دمائهم التي تنزف منهم كدهنٍ طيبٍ ثمينٍ. تعجب الوالي لجسارته وصار يهدده، أما هو فلم يبالِ، وإذ صار الجلادون يمزقون جسده كان يحتمل الآلام بفرح وبشاشة، مقدماً ذبيحة شكر لله. كان يطلب من رفقائه أن يصلوا من أجله، كما سألوه الصلاة عنهم. وإذ رأت الجماهير هذا المنظر، خاصة فرح المؤمنين بالآلام أعلن كثير من الوثنيين الإيمان بالسيد المسيح وقاموا باقتحام المعبد الوثني وهدموا المذبح، فخاف الوالي من قيام ثورة ضده. أمر الوالي بإلقائه في قزان زيت مغلي، فانشق القزان وسال الزيت على الجلادين، وأخيراً ضُربت رقبته لينال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بياتريس الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – الشهيدة بياتريس Beatrice أو بياتريكس Beatrix هي أخت الشهيدين سمبليكوس Simplicus وفوستينوس Faustinus اللذين استشهدا في 29 يوليو حوالي سنة 304م، في الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس. رفض الأخوان جحد مسيحهما فتعرضا لعذابات كثيرة، وأخيراً قطعت رأسيهما وأُلقيا في نهر التيبر، وإن كان البعض يرون انهما أُغرقا في التيبر. اكتشفت بياتريس جسديْ الأخوين، وقامت بدفنهما في مقابر Generosa في الطريق إلى بورتو Porto. عاشت الأخت مع امرأة تقية تدعى لوسينا Lucina لمدة سبعة أشهر، وكانتا تشتركان معاً في العبادة. وإذ طمع أحد أقربائها أو جيرانها “ليوسريتوس Lucretius” في الحقل الذي ورثته بياتريس عن الأخوين أبلغ عنها أنها مسيحية. فوقفت أمام القاضي تعلن إيمانها بالسيد المسيح في شجاعة. في 11 مايو نالت إكليل الشهادة بخنقها في السجن، ودفنها مع أخويها. قيل أن لوسرتيوس الذي طمع في الحقل فرح بالميراث الجديد فأقام وليمة عظيمة، ودعى أصدقاءه ليأكلوا ويشربوا، وبينما كانوا منهمكين في ملذاتهم إذا بطفل رضيع يقول: “يا لوسرتيوس، أنت لص وقاتل وفي قبضة الشيطان”. حينئذ أُصيب هذا البائس بآلام مبرحة استمرت ثلاث ساعات حولت الوليمة إلى مرارة، وانتهت بموته تاركاً الحقل وراءه. وأما الحاضرون إذ رأوا ذلك قدموا توبة صادقة وقبلوا الإيمان بالسيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيامون القديسة | الولادة: – الوفاة: – عاشت العذراء بيامون Piamon في إحدى قرى الصعيد مع والدتها بروح تقوية نسكية، تقضي حياتها في سهرٍ روحي، تأكل مرة واحدة كل يوم عند المساء، وتمارس غزل الكتان. وقد استحقت هذه الطوباوية أن تنعم بموهبة معرفة الأمور قبل حدوثها. إذ حدث نزاع بين أهل قريتها وأهل قرية مجاورة بسبب مياه الري “النيل” حدثت مشاحنات راح ضحيتها بعض سكان القريتين. وإذ كان أهل القرية الثانية مملوءين عنفاً وشراسة دبروا خطة لهجوم مفاجئ. كشف الرب لهذه البتول عن الخطة فأرسلت إلى أراخنة الكنيسة تبلغهم الأمر، أما هم فخافوا جداً من الذهاب إليهم وإقامة صلح معهم لئلا يصنعوا بهم شراً، فطلبوا منها إن أرادت إنقاذ قريتها وبيتها أن تذهب بنفسها وتلتقي بهم. لم ترد البتول أن تذهب، فصعدت إلى سطح بيتها وقضت الليل كله في توسلات ومطانيات لا تتوقف، صارخة لله، قائلة: “أيها الرب، ديان الأرض، الذي لا يُسر بالظلم، ليته يا ربي إذ تبلغ إليك صلاة عبدتك وتوسلاتها توقف العدو في الموضع الذي هم فيه”. بالفعل كان العدو على بعد ثلاثة أميال تقريباً، فشعروا أن قوة قد جمدتهم عن الحركة، وأُعلن لهم أن ما حلّ بهم هو بسبب صلوات هذه القديسة. للحال أرسلوا إلى سكان القرية يطلبون المصالحة مع رسالة جاء فيها: “أشكروا الله، فإن صلوات بيامون قد منعتنا من المجىء إليكم”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيبليوس الأب | الولادة: – الوفاة: 380 يعتز اليونان بالقديس بيبليوس St. Publius، وهو ابن أحد الأشراف في Zeugma على نهر الفرات، باع كل ممتلكاته وقدمها للفقراء، وإذ كان محباً لحياة الهدوء والسكون انفرد ليمارس حياة الوحدة. اجتمع حوله تلاميذ يتمثلون به ويعيشون تحت إرشاده، فصار أباً لجماعتين من الرهبان، جماعة تتكلم اليونانية، وأخرى السريانية. كان مع رهبانه يعيشون في حياة نسكية صارمة، يحرص على الوقت بتدقيق شديد، ولا يقبل الكسل. كانوا لا يأكلون الجبن ولا العنب ولا الزيت، إنما يكتفون ببعض الخضراوات والخبز اليابس. تنيح حوالي سنة 380 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيتربيمتيس الطوباوى | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم عن الطوباوى بيتربيمتيس Petarpemtis الذي التقى به في الصحراء بمنطقة طيبة، وكان أول الرهبان في تلك المنطقة والرئيس عليهم. كان هذا القديس قبلاً لصاً ونابشاً لمقابر الوثنيين، نال شهرة كبيرة في كل أنواع الشر الخاصة باللصوصية والسرقة. يبدو أنه قفز على سطح بيت سيدة طوباوية تعيش للرب في حياة طاهرة، وعبثاً حاول أن يجد لنفسه مخرجاً، إذ كان السطح أملساً ولا توجد أية فتحة ينزل منها أو مواسير يتسلقها، وإذ كان الوقت مساءً قرر أن ينام قليلاً على السطح حتى متى جاء الفجر يتصرف. في نومه رأى ملاكاً على شكل إنسان يقول له: “لا تكرس وقتك واهتمامك وتعبك لحياة اللصوصية. إن أردت أن تُغير شرَّك إلى حياة صالحة يلزمك أن تشترك مع خدمة الملائكة أمام الملك المسيح، فتتقبل منه قوة وسلطاناً”. وإذ سمع هذه الكلمات من الملاك تقبلها بفرح، عندئذ أظهر له الملاك مجموعة من الرهبان، وطلب منه أن يتبعهم. استيقظ الرجل ليجد نفسه أمام الراهبة تسأله: “ماذا تفعل يا إنسان ههنا؟ وماذا تريد؟ متى جئت؟ ومن أنت؟”. أجابها الرجل: “لا أعرف، إنما أسألك أن تخبريني عن مكان الكنيسة”. وإذ أخذته إلى الكنيسة خرّ عند أقدام الآباء هناك، وسألهم أن يقبلوه مسيحياً، ليجد فرصة للتوبة. روى لهم قصته فتعجبوا جداً وبدأوا يرشدونه، وصار يحفظ المزامير. بعد ثلاثة أيام ترك الموضع وانطلق إلى البرية ليعيش هناك خمسة أسابيع لا يأكل خبزاً حتى توسل إليه إنسان أن يأكل. وقد بقى ثلاث سنوات يبكي بدموع مصلياً لله أن يغفر له، ليعود بعد ذلك إلى الكنيسة يتقبل أسرار الإيمان، ومع أنه كان أمياً حفظ الكتاب المقدس عن ظهر قلب. دُهش الآباء في الكنيسة من أجل ما بلغه من علم ومعرفة مع نسك وورع فقاموا بعماده، متوسلين إليه أن يبقى معهم، فبقى سبعة أيام بعدها انطلق إلى البرية ليبقى هناك سبعة سنوات. وقد أُعطي له أن يجد في كل يوم أحد خبزاً عند كيس الوسادة، كان يأكله ليبقى صائماً من الأحد إلى الأحد. أبوته ومعجزاته عاد من البرية يحمل في جعبته أعمالاً روحية سامية مع بساطة عجيبة، سالكاً بنسك شديد في بذل للذات، فتبعه كثيرون يتمثلون به، أغلبهم من الشبان. يقول بالاديوس إنه كانت عادة هذا الطوباوي هكذا: عندما يموت مسيحي يبقى معه طول الليل ساهراً في صلوات ويكفنه ثم يدفنه. رآه تلميذ له فاشتاق أن يكون له نفس النصيب، فقال لمعلمه: “عندما أموت هل تكفني هكذا يا سيدي؟” فأجابه الأب: “سأفعل ذلك حتى تقول كفي”. وبعد زمن طويل تنيح التلميذ وبقى المعلم يصلي طوال الليل ثم كفنه بنفسه في مخافةٍ إلهية ووقار، وإذ كان الكل واقفين، قال: “هل كفنتك حسناً يا ابني أم ينقصك شئ؟” فسمعوا صوتاً يخرج من الجثمان، قائلاً: “لقد كفنتني يا أبى ، وتممت وعدك لي، وأكملت ما تعهدت به”، فامتلأ الواقفون خوفاً ومجدوا الله. صار الأب يتردد ما بين البرية والسكنى بين تلاميذه. قيل إنه إذ كان قادماً في إحدى المرات إلى تلاميذه إذ كان قد أصاب بعضهم مرضاً بدأ الغروب قبل دخوله القرية، وفي بساطة شعر أنه يلزم ألا يسير في الليل كقول الكتاب: “سيروا مادام لكم النور” (يو12: 35)، وإذ كان مشتاقاً أن ينطلق إلى الإخوة سأل الرب أن يوقف الشمس حتى يصل الدير فوقفت، الأمر الذي أدهش التلاميذ، أما هو فاندهش كيف يتعجبون لذلك، قائلاً لهم: “إلا تذكروا أنه إن كان لكم إيمان مثل حبة الخردل تفعلون معجزات أعظم وأسمى من ذلك (راجع مت17: 20)؟” وإذ سمعوا ذلك خافوا الرب جداً. مرة أخرى إذ رقد تلميذ له في الرب اجتمع حوله الإخوة، فجاء الأب إلى جثمانه وقبّله، ثم قال له: “أتريد يا ابني أن ترحل الآن إلى الله أم تبقى في الجسد؟” في الحال قام الميت وجلس ليقول له: “خير لي أن أترك الجسد وأبقى مع المسيح، فانه ليس لي اشتياق أن أبقى في الجسد”. عندئذ قال له الطوباوي: “إذن لترقد يا بنيّ في سلام، ولتتوسل إلى الله من أجلي عندما تذهب إليه”، ثم رقد الرجل في نعشه… فبُهت الكل، قائلين: “بالحقيقة إنه رجل الله”، ثم كفنه وصار يصلي طول الليل مسبحاً بالمزامير ثم دفنه. مرة أخرى إذ وقف أمام أحد تلاميذه وكان على فراش الموت، وقد عُرف هذا الأخ بإهماله وتراخيه، صار الأخ يبكي متوسلاً إلى الأب أن يصلي إلى الله لكي يعطيه مهلة أخرى عوض السنين التي قضاها في التراخي. في حزم مملوء حب وبخه الأب على الأعوام التي قضاها هكذا، ثم قال له: “إنني مستعد أن أطلب إلى الله من أجلك إن كنت لا تضيف إلى خطاياك خطايا أخرى”. وبالفعل توسل إلى الله من أجله بحرارة، وأخيراً أخبره أن الله أعطاه مهلة ثلاث سنوات أخرى، عاشها التلميذ في جهاد عجيب، حتى إذ تمت هذه السنوات جاء الأب يلتقي به قبيل نياحته. وكما قال القديس بالاديوس إنه لم يكن كإنسانٍ عادي بل صار التلميذ كرسول إلهي مختار من الله، أعماله أدهشت الكل! في بساطة قلبه وإيمانه العجيب صنع الله معه عجائب، إذ قال عنه تلاميذه إنه سار على المياه، بل وتركوه دفعة في علية مغلقة فحملته ملائكة إلى الموضع الذي يريده، وروى لتلاميذه أنه في حلم كشف له الله الخيرات السماوية المعدة للرهبان الحقيقيين، الأمور التي لا يمكن أن يُنطق بها… كل هذا من أجل إيمانه العجيب مع بساطة قلبه واتضاعه المملوء حبًا لله والناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيتوس القديس | الولادة: – الوفاة: 112 يوجد لبس بين قديسين يحملان نفس الاسم St. Beatus، الأول تنيح في حوالي 9 مايو سنة 112، وهو ناسك عاش في مغارة على شاطئ بحيرة Thun بسويسرا، بعد أن طرد وحشاً عنيفاً كان يطارد المنطقة. جاء حسب الكنيسة الرومانية أنه نال العماد على يديْ الرسول برنابا في إنجلترا، وأن القديس بطرس أرسله إلى سويسرا للكرازة بالإنجيل بعد سيامته قساً بروما. كانت الجماهير – خاصة الفلاحين- تزدحم على المغارة لنوال البركة، حالياً توجد كنيسة هناك يزورها الكثيرون في يوم العيد. أما الثاني الذي يُكرم في ذات اليوم، فقيل أنه كرز بالإنجيل في شواطئ Garonne ثم Nantes وVandome. قيل أنه تنيح في Chevresson بالقرب من ليون قرب نهاية القرن الثالث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيثيرون الأب | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم في كتابه: “تاريخ الرهبان” عن الأب بيثيرون Abba Pithyrion أنه رأى في منطقة طيبة جبلاً مرتفعاً بالقرب من النهر، وهو جبل مرهب في ارتفاعه، بقممه القفرة، سكن في مغاراته بعض الرهبان، من بينهم أبا بيثيرون، الرجل الثالث الذي احتل مكان معلمه الأنبا أنطونيوس ومكان الأنبا آمون تلميذ الأنبا أنطونيوس. يقول إنه بحق ورث عن معلمه جهاده وأتعابه. قيل إنه كان يأكل القليل من الخبز مرتين في الأسبوع: السبت والأربعاء. وقد تحدث هذا الأب عن الجهاد ضد الأرواح الشريرة، قائلاً: “توجد شياطين ملاصقة للأهواء، في مرات كثيرة تحوّل الأمور الصالحة إلى شريرة، لهذا من أراد منكم يا أبنائي أن يطرد الشياطين فعليه أولاً أن يُخضع شهواته، فإنه يليق بالإنسان لا أن يغلب كل شهوة فحسب وإنما أن يطرد الشيطان نفسه. حقاً يلزمكم أن تغلبوا شهواتكم شيئاً فشيئاً، بهذا أيضاً تطردون الشياطين الملازمة لها. يوجد شيطان يخص الحياة المنحلة المتراخية، فمن يغلب الشهوة يطرد هذا الشيطان”. كما قال في نفس الأمر: “الشيطان يتبع الغضب، فإذا ضبط الغضب يطرد شيطانه، ويُقال نفس الشيء عن كل هوى”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيجول الجندي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف شيئاً عن طفولته سوى أنه وُلد في تلا التابعة لطلخا بالمنيا في صعيد مصر. نشأ بين والدين تقيين هما بامون ومرثا، وكان منذ صغره محباً لحياة العفة، وإذ دخل الجندية كان ينفق كل مرتبه على الفقراء والمحتاجين، وقد تدرب على حياة السهر والتسبيح. وكان يقضي أغلب أسبوعه صائماً بلا طعام أو شراب عدا السبت والأحد. كان مهتماً بخدمة المرضي المسجونين، وقيل أن ملاك الرب كان يظهر له ويتحدث معه كصديقٍ مع رفيقه. في برية تلا إذ كفر دقلديانوس، ترك بيجول الجندية وانطلق إلى البرية التي في غرب تلا يقضي حياته في العبادة، ويذهب كل سبت إلى الكنيسة القريبة ليسهر متعبداً ثم يتمتع بالأسرار الإلهية. في هذه الفترة تعرض لتجاربٍ كثيرة، منها إنه ظهر له الشيطان في شكلٍ آدمي ينصحه أن يرجع إلى بلده ويعود إلى الجيش للعمل ويتزوج. وبقدر ما تعرض للحروب والمقاومة كانت نعمة الله تسنده، إذ ظهر له ملاك الرب وشجعه وأنبأه أنه سيكون شهيداً، بل وظهر له السيد المسيح نفسه ليسنده ويباركه ويسأله أن ينطلق لينال إكليل الاستشهاد. في الإسكندرية انطلق إلى الإسكندرية فوجد الوالي يحاكم المسيحيين. اقتحم المكان وأعلن مسيحيته. تعرض لضربات قاسية وإلقائه في السجن، فظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وعزاه. في السجن صلى من أجل إنسانٍ أسره روح شرير، وباسم ربنا يسوع المسيح حرره من هذا القيد، فشاع خبره في كل الإسكندرية. سمع بذلك أحد أكابر الإسكندرية فجاءه في السجن يطلب أن يحرر ابنه من روح شرير، فطمأنه، وأخبره أنه سيكون عنده بالليل. وبالفعل إذ حلّ المساء صلى القديس من أجل هذا الابن فجاءه رئيس جند الرب ميخائيل وحلّ قيوده وفتح أمامه أبواب السجن وذهب معه إلى بيت الرجل حيث صلى هناك وباسم ربنا يسوع المسيح أخرج الروح الشرير، ثم أعاده رئيس الملائكة إلى السجن ثانية. أحضره قلقيانوس (كلكيانوس) أمامه، وأمر بعصره، حتى ظهرت عظامه، لكنه إذ صرخ أرسل ربنا يسوع ملاكه وشفاه. اغتاظ الوالي فألقاه على سريرٍ محمي بالنار، فصارت النار كالندى. جاء القس بيجول من الصعيد وشاهد بيجول الجندي وسط العذابات، فصرخ: “الويل لك يا قلقيانوس، حتى متى تعذب عبيد الرب؟” جاء كتاب من الملك فيه صار قلقيانوس والياً على ولاية البهنساوية، وتعين أرمانيوس والياً على الإسكندرية، وكان الأخير عنيفاً أيضاً في تعذيب المسيحيين. إذ أُرسل القديسان بيجول القس وبيجول الجندي إلى السجن التقيا في الطريق برجلٍ أعمى، صليا عليه فشُفي وانفتحت عيناه، فرافقهما حتى دخلا السجن، الأمر الذي عزى المسيحيين المسجونين، أما الوالي فحسب ذلك من فعل السحر. أمر الوالي بتعذيب بيجول الجندي بضربه على رأسه بالقضبان حتى سال الدم من أنفه وفمه، وبجلده 200 جلدة، جلدتين على فترات ليطيل مدة آلامه. أما القس بيجول فتألم كثيراً حتى بكى كثيرون بسببه. أُعيد القديسان إلى السجن فدُهش المسجونون إذ ظنوا انهما استشهدا. شهادة القديس بيجول القس في 15 أمشير احتمل القديس عذابات كثيرة أمام أرمانيوس، وأخيراً قُطعت عنقه، وهو يصرخ بفرح قائلاً: “الآن قد كمل فرحي، وتممت كهنوتي في أيامك، فإن لي اليوم أربعين سنة أخدم الرب من أجل هذه الساعة”، ثم فتح فاه وبارك الرب. نفي بيجول الجندي إلى أنصنا بعد استشهاد القس بيجول ألقى أرمانيوس بيجول الجندي في قدرٍ نحاسي وأوقد تحته، فكان القديس يصلي طالباً المعونة ويرشم ذاته بالصليب، وإذ خلصه ملاك الرب أرسله أرمانيوس إلى أريانا والي أنصنا بصعيد مصر. رست السفينة عند بلده، فاستدعى أخته ثاودورا وأوصاها بالصلاة وعمل الرحمة مع المساكين والأيتام ثم ودعها. وفي أنصنا رفعه أريانا على هنبازين، فأضاء وجهه وامتلأ جسده قوة، كما أمر بقلع أظافره وضربه بالمرازب الحديد، وكان الرب يقويه، وأمر بعصره، ثم رفعه على ساري منكس الرأس، وجلده. أُلقيّ القديس في السجن، وفي اليوم التالي أُلقيّ في أتون نار وكان رئيس الملائكة ميخائيل يخلصه وينطلق به إلى حيث كان أريانا جالساً، وإذ رأى “قلته” أحد الجنود الحاضرين ذلك آمن واستشهد في 26 من شهر برمهات. إرساله إلى دقلديانوس أرسله أريانا إلى دقلديانوس في إنطاكية وكتب له قضيته بالكامل. وإذ قام الملك بتعذيبه وقتل الخادم الصغير الذي كان يرافقه، يُدعى سرجيوس، أرسله إلى السجن، وهناك زاره القديس بقطر بن رومانيوس الوزير. وقد وهبه الله عمل عجائب في السجن فاغتاظ الملك، وأمر بإلقائه في جبٍ مظلمٍ ووضع حجرٍ ثقيلٍ عليه ليموت، وفي الصباح إذ فك الجنود الأختام وجدوا القديس باسطاً يديه علي شكل صليب يصلي، فأحضروه إلى الملك وقُطعت رقبته لينال إكليل الاستشهاد في 13 من شهر بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيجيمي القديس | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس بيجيمي في بلدة فيشا (غالباً فيشا بلجة التابعة للمحمودية بمحافظة البحيرة، وهى غير فيشا الكبرى أو فيشا النصارى التابعة لمحافظة المنوفية). نشأته نشأ في أسرة تقية فقيرة، وكان منذ صبوته يقوم برعاية غنم والده. وكان لهذا العمل البسيط أثره في حياته الداخلية، إذ كان يقضي فترات طويلة يتأمل عناية الله وحبه مشتاقاً إلى تكريس حياته لله. وبالفعل وهو في الثانية عشرة من عمره ظهر له ملاك على شكل صبي في ذات عمره وكان يتظاهر أنه يود الرهبنة، فأشعل الحديث قلب الصبي بيجيمي بحب الرهبنة. وبالفعل بعد ثلاثة أيام جاء إليه ثلاثة رهبان أخذوه معهم إلى نتريا ليقضوا أياماً قليلة هناك، ثم انطلقوا إلى برية شيهيت (إسقيط القديس مقاريوس) حيث تقدم في الحياة الروحية بطريقة لفتت الأنظار إليه. حياته الرهبانية عاش سبع سنوات ينمو كل يوم في حياة الفضيلة في الرب ولبس بعد ذلك الإسكيم وهو بعد شاب صغير (الإسكيم منطقة من الجلد يرتديها النساك، ويخضع لابسو الإسكيم لقوانين رهبانية شديدة ونسكيات زائدة). سار بروح الله فكان الرهبان يستشيرونه ويطلبون بركته، أما هو فعاش في وسطهم بروح الطاعة والاتضاع. جهاده الروحي إذ نال شهرة عظيمة كان كثيرون يوفدون إليه من رجال ونساء، وإذ كان يخشى على نفسه لئلا يسقط في شهوة شريرة اهتم بالأكثر بحياته الداخلية من صلوات وأصوام مع عمل يدوي، وكان محباً للسهر الروحي، متذكراً القول الإنجيلي: “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف” (مت26: 41). كان كلما اجتمعت وفود كثيرة به يتذكر يوم الدينونة، مبكتاً نفسه بالقول: “ماذا أفعل إن افتقدني الرب وأنا موجود وسط هذه الجموع التي لا أستحق أن أكون واحداً منهم، فإني خاطئ ومتوانٍ في عمل الرب.” في البرية الداخلية إذ بلغ حوالي السادسة والثلاثين من عمره ترك الإسقيط وأنطلق إلى البرية الداخلية، كان يسير وهو يسبح الله حتى وجد وادٍ صغير به بعض النخيل وقليل ماء، ففرح القديس وانطلق حوالي عشرين ميلاً داخل البرية بعد الوادي حيث وجد صخرة عالية بها مغارة سكن فيها، حاسباً نفسه انه وجد جنة عدن، إذ تهللت نفسه جداً بهذا الموضع الهادئ. بقى في المغارة 24 عاماً يجاهد بفرحٍ وسرورٍ، إذ عُرف في كل حياته بالبشاشة، وكان ملكوت الله لا يفارق ذهنه. كان طعامه هو قليل من البلح الذي يجمعه من الوادي ليأكله دون أن يخزن منه في مغارته شيئاً. أما صلواته ومطانياته فكانت مع قراءاته لا تنقطع. كانت الشياطين تظهر له في شكل وحوش مفترسة لترعبه، فكان يتقوى بالصلاة والصراخ لله حتى عرف ضعفهم، فكان يسخر منهم باسم الرب ويرشم عليهم علامة الصليب فيهربون. كان الشيطان يحاربه بفكر اليأس والفشل لكي يحطمه، معلناً له أن أعماله هذه كلها غير مقبولة لدى الله، لعله يفتر عن الصلاة والصوم، فصار يقاوم هذا الفكر خلال الأصوام والصلوات المستمرة لمدة 80 يوماً، فالتهب قلبه بالروح أكثر مما كان عليه. ظهور الرب له ظهر له ملاك وقدم له قليلاً من الخبز والماء وطلب منه أن يرجع إلى بلدته. وإذ اختفى الملاك خشي لئلا يكون هذا حيلة شيطانية، فرشم على الخبز والماء بالصليب، وكان يأكل ويشرب شاكراً الله على نعمته، وبارك الله في هذا الطعام زماناً طويلاً. بعد سبع سنوات ظهر له السيد المسيح ومعه رئيس الملائكة ميخائيل والإثني عشر رسولاً ببهاء عجيب، وطلب منه أن يرجع إلى بلدته ليشهد له وسط الوثنيين ويثبت المؤمنين. قيل أن رئيس الملائكة حمله على سحابة نورانية، وجاء به إلى ربوة عالية تبعد 3 أميال من بلدته، وهناك حفر لنفسه مغارة وصار يتعبد لله، فجاء إليه كثيرون يتمتعون بكلمات تعليمه ويطلبون صلواته إذ وهبه الله صنع العجائب. في فاران قيل إنه بأمر إلهي ذهب إلى برية فاران وبقى هناك خمس سنين يرد الضالين إلى حظيرة الإيمان، ليعود إلى مغارته التي بقرب فيشا. تحولت مغارته إلى مركز حيّ للكرازة بالإنجيل وردّ المنحرفين، كما كانت موضع تعزية للمتعبين والمرضى. لقاء الأنبا شنودة معه قيل أن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين رأى كأنه قد حُمل إلى السماوات ليرى المجد المُعد للقديس أنبا بيجيمي، فتعجب جداً، وقرر أن يذهب إلى فيشا لينال بركته. بعد أن أكل واستراح من الطريق صارا يسبحان الله ويصليان ويتعزيان بكلمة الله. نياحته عرف القديس بيجيمي يوم نياحته، وأخبر تلميذه بذلك. في أول كيهك أصيب بحمى شديدة، وفي الحادي عشر رأى جماعة من القديسين جاءوا إليه ومعهم ملائكة يزفون نفسه إلى موضع راحتها. أحد رهبان دير السريان (العذراء). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيخيبس الأشموني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديس بيخيبس (أي المصباح) الذي من أشمون طناح في العاشر من شهر مسري (دُعيّ في سنكسار رينيه باسيه “أبو يحنس”). كان أولاً ببنوسة، وكان جندياً مسيحياً متخفياً، أعلموا أنطخيوس الأمير بأمره فاستدعاه واستدعى الأساقفة الأنبا كلوخ والأنبا فيلبس والأنبا نهروه، وسألهم عن عقيدتهم فأعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح، عندئذ صار يعذبهم بمرارة. تعرض القديس بيخيبس لعذابات كثيرة من تكبيل بقيود حديدية، والعصر، والصلب منكس الرأس وتقطيع جسده، وكان الرب يسنده ويقويه. أُرسل مع جماعة من الشهداء إلى البرمون حيث بقوا في المركب 27 يوماً بلا طعام ولا شراب، وإذ بلغوا الموضع صار الجلادون يقطعون جسده بالسواطير. فجاء أحد عظماء البرمون وأخذ جسده الطاهر، وكفنه، وأرسله إلى أشمون طناح بلده. قيل أن كثيرين تأثروا جداً بعمل الله معه أثناء احتماله العذابات بشكر، حتى تقدم كثيرون للاستشهاد معلنين إيمانهم، أما في يوم استشهاده فاشترك معه 95 نفساً في نوال الإكليل المبارك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيريوس القديس | الولادة: – الوفاة: – الأب بيريوس Pierius مدير مدرسة الإسكندرية في القرن الرابع في عهد البابا ثاؤنا وكان كاهناً مثقفاً، مفسراً ممتازاً لكلمة الله وكارزاً، يقول عنه المؤرخ يوسابيوس: “اشتهر بفقره الشديد مع غزارة علومه الفلسفية. كان عميقاً في التأملات الروحية، مجاهداً في تفسير الروحيات والمباحثات العلنية في الكنيسة”. يدعوه القديس جيروم: “أوريجينوس الصغير”. وهو معلم الشهيد بمفيليوس المعجب بالعلامة أوريجينوس والكاهن والمعلم اللاهوتي في قيصرية فلسطين. نشر مقالات كثيرة في مواضيع متنوعة. له مقال طويل عن هوشع النبي، كما كتب عن “إنجيل القديس لوقا”، “والدة الإله”، “حياة القديس بمفيليوس”. قيل إنه استشهد، لكن الرأي الغالب انه احتمل عذابات كثيرة في عهد الإمبراطور دقلديانوس دون أن يستشهد، وأنه قضى أيامه الأخيرة في روما. يعيد له الغرب في 4 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيسورا الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – كان الأب بيسورا Pisoura أسقفاً لمدينة مصيل (فوة، أو المزاحمتين) بوجه بحري. إذ كفر دقلديانوس اشتهى هذا الأسقف أن يقدم ذبيحة حب لله، فجمع الشعب، وأوقفهم أمام المذبح، ثم عرفهم عن شهوة قلبه ألا وهي سفك دمه من أجل المسيح، فبكى الجميع، قائلين: “لمن تتركنا يا أبانا يتامى وتمضى عنا؟” حاولوا أن يمنعوه عن تحقيق ما في قلبه فرفض، مودعاً إياهم في يديْ الرب. انطلق ومعه ثلاثة أساقفة هم: بسيخوس Pisikhos، وفاناليخوس Fanalikhos، وتادرس Theodore. التقوا بالوالي، واعترفوا بالسيد المسيح، فتعرضوا لعذابات كثيرة، خاصة أنه عرف أنهم أساقفة وآباء مؤمنين. احتمل الآباء الأساقفة الآلام بصبر، وكان السيد المسيح يسندهم ويقويهم، حسب وعده الإلهي: “ثقوا أنا قد غلبت العالم”. تمتعوا بشركة الآلام مع مخلصهم لتكون لهم معه شركة الأمجاد، كقول الرسول: “فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله، ووارثون مع المسيح، إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه” (رو8: 17). أخيراً ضُربت أعناق الأربعة فنالوا إكليل الاستشهاد، وكان ذلك في عهد الإمبراطور دقلديانوس. أما رفات القديس بيسورا فكانت بنشين القناطر (نشيل بمركز طنطا)، وهي الآن بكنيسة مارجرجس بقصر الشمع بمصر القديمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيسوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – راهب بدير القديس أنبا يحنس كاما بالإسقيط، في عهد البابا خريستوذولس (66) في القرن الحادي عشر. تمتع هذا الراهب بدالة لدى الله مخلصه، وإذ حدث وباء في مصر راح ضحيته واحد وعشرون ألفاً من الأطفال ففزع الكل. وجاء وفد إلى الراهب يطلبون صلواته عن الشعب المصري، فبقى يصلي طول الليل حتى الفجر، عندئذ جاء إلى الوفد يقول: “عودوا في طمأنينة، وقولوا للذين أرسلوكم إن سيدنا المسيح قد تحنن علينا، وسيرفع عنا هذا الوباء بنعمته”. وبالفعل إذ رجعوا وجدوا الوباء قد تلاشى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الأنبا بيشوي | الولادة: – الوفاة: 417 يمثل قديسنا العظيم الأنبا بيشوي الحياة البسيطة المجاهدة في الرب، التي تقوم على شركة الحب مع السيد المسيح في علاقة شخصية تحطم الحواجز، لتفتح القلب بالروح القدس فيتجلى العريس السماوي فيه ويملك بقوة وسلطان! وُلد في شنشا، قرية بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320م، وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم. رأت الأم ملاكاً يطلب منها: “إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادماً له جميع أيام حياته”، وكانت إجابتها: “هم جميعهم للرب يا سيدي، الذي يريده يأخذه”. مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: “هذا فاعل جيد للرب”. وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر، وكانت الإجابة: “إن قوة الرب في الضعف تكمل”. في شيهيت إذ بلغ العشرين من عمره، في عام 340م، انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس. وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته، فنما في الفضيلة والتهب قلبه حباً لله. 🕯️ حياة الوحدة إذ تنيح الأنبا بموا اتفق تلميذاه أنبا بيشوي وأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله، وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده، فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقاً صديقه، وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس. ⚔️ جهاده إذ كان محباً للصلاة صنع ثقباً في أعلى المغارة جعل فيه وتداً، وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ، أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت. وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس، وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه. قيل انه كثيراً ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر، وقد دُعيّ “بيشوي الإرميائي”. أما عن العمل اليدوي، فكان يراه جزءاً هاماً لبنيان حياته الروحية، وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل. وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له، أما هو فقال له: “ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب، وليس لهم أن يأخذوا منه شيئاً، امضِ إلى قرى مصر، ووزعه على الفقراء، الله يباركك”. وإذ مضى الرجل، ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: “لقد تعبت معك جداً يا بيشوي.” أجابه بإيمان: “منذ سقطت وتعبك باطل.” 🕊️ شركته مع ربنا يسوع خلال قلبه النقي البسيط كان يلتقي بالسيد المسيح على مستوى الصداقة، يدخل معه في حوار، وينعم بإعلاناته الإلهية، وينظره. قيل إنه إذ كان مثابراً في نسكه الشديد وصلواته، ظهر له السيد المسيح ليقول له: “يا مختاري بيشوي، السلام لك، قد نظرت تعبك وجهادك، وها أنا أكون معك”. مرة أخرى إذ ظل قديسنا صائماً مدة طويلة، ظهر له السيد، وقال له: “تعبت جداً يا مختاري بيشوي.” فأجابه القديس: “أنت الذي تعبت معي يا رب، أما أنا فلم أتعب البتة”. مرة ثالثة، ظهر له السيد، وقال له: “افرح يا مختاري بيشوي، أتنظر هذا الجبل؟ إني أرسل لك رهباناً يملأونه، ويعبدونني”. قال له القديس: “أتعولهم يا رب في هذه البرية؟” أجاب الرب: “إن أحبوا بعضهم بعضاً وحفظوا وصاياي فإنني أرزقهم وأعولهم في كل شيء”. قال له: “هل تنجيهم من كل الشدائد المذكورة في الإنجيل؟” فقال له الرب: “الذي يخافني ويحفظ وصاياي أخلصه، وأنجي من يطيعني من كل تجاربه”، ثم باركه وارتفع. ظهر له السيد المسيح تحف به الملائكة، فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى. شرب القديس من الماء وترك نصيباً لتلميذه، وإذ جاء التلميذ طلب منه القديس أن يشرب من الماء الذي في الإناء داخل المغارة، وألحّ عليه وإذ لم يطع ذهب أخيراً ليجد الإناء فارغاً. روى له القديس ما حدث فندم التلميذ وصار في مرارة من أجل عدم طاعته. إذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مراراً، طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله، وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده، ففرح الإخوة جداً، وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخرة. التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به، أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله، وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب. فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئاً فشيئاً فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل، فتطلع إليه وهو يقول له: “السماء لا تسعك، والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطئ مثلي؟” وإذا بالسيد المسيح يبتسم له، ويقول له: “لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فساداً”، ثم اختفى. ولا يزال جسده محفوظاً بديره لا يرى فساداً. وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله. 🙏 لقاء مع مار إفرآم السرياني جاء إليه القديس إفرآم السرياني بناء على دعوة إلهية، التقيا معاً، وكان مار إفرآم يتكلم بالسريانية والأنبا بيشوي بالقبطية، لكن الأخير سأل الله أن يعطيهما فهماً، فكانا يعظمان الله دون حاجة إلى مترجمٍ. سمع القديس مار إفرآم السرياني من الأنبا بيشوي عن خبرة آباء مصر الرهبانية، وخاصة سيرة القديس مقاريوس الكبير، وبعد أسبوع رحل. جاء أخ إلى القديس أنبا بيشوي طالباً أن ينال بركة مار إفرآم، وإذ عرف إنه رحل أخذ يجري لكي يلحق به، لكن القديس بيشوي ناداه وقال له إنه لن يلحق به لأن سحابة قد حملته. جاء عن أنبا إفرآم أنه ترك عكازه أمام مغارة القديس أنبا بيشوي. 🌟 زيارة الملك قسطنطين له إذ مضى القديس يحنس القصير إلى صديقه أنبا بيشوي سمعه وهو خارج القلاية يتحدث، ولكن لما قرع الباب وفتح له لم يجد أحداً، فسأله عمن كان يتحدث معه، فأجاب: “قسطنطين الملك، حضر عندي، وقال: ليتني كنت راهباً وتركت ملكي، فإني لم أكن أتصور هذه الكرامة وهذا المجد العظيم الذي للرهبان. إني أبصر الذين ينتقلون منهم يُعطون أجنحة كالنسور، ولهم كرامة عظيمة في السماء”. 🕯️ حبه لخلاص كل نفسٍ كان للقديس تلميذ يُدعى إسحق نزل إلى العالم والتقت به امرأة يهودية أغوته فتهوّد وعاش معها. إذ رأى إسحق بعض الرهبان سألهم عن القديس أنبا بيشوي وطلب منهم أن يقولوا له: “ابنك إسحق اليهودي سقط، ويطلب منك أن تصلي لأجله لكي ينقذه الرب”، وإذ سمعت المرأة ذلك، قالت: “ولو حضر بيشوي إلى هنا لأسقطته.” رجع الرهبان إلى أبيهم ونسوا ما حدث، فقال لهم القديس: “ألم يقل لكم أحد كلامًا لأجلي؟” أجابوا”: “لا”. قال لهم: “ألم تلتقوا بإسحق اليهودي؟” عندئذ قالوا له ما حدث فتراجع إلى خلف ثلاث خطوات، وفي كل مرة يرشم نفسه بعلامة الصليب. تعجب أولاده من ذلك، وقالوا له: “حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه المرأة؟” أجاب في اتضاع: “يا أولادي إن المرأة التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان، من يكون بيشوي المسكين حتى يقف أمامها؟ ليس من يغلب حيل الشيطان في النساء إلا من كان الله معه”. وقد بقيّ صائماً ومصلياً يطلب من أجل ابنه إسحق حتى خلصه الرب وتاب. 📜 تركه شيهيت إذ حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: “هل تخاف الموت يا رجل الله؟” أجاب: “لا، لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي”. مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك، ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا (قرية الشيخ عبادة بملوي) وسكن في الجبل هناك حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما، وتحقق لهما ذلك. ظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب (سنة 417م)، وقد بلغ من العمر 97 عاماً، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معاً في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت. حالياً بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون. مصدر آخر 🌟 ميلاد القدّيس العظيم الأنبا بيشوي وُلِدَ القدّيس العظيم الأنبا بيشوي في عام 320م في بلدة شنشنا في محافظة المنوفيّة بدلتا مصر، وقامت والدته التقيّة بتربيته – بعد وفاة والده – مع إخـوته السّتة. وكافأها الله على حسن تربيتها لهم بأن أرسل ملاكه إليها واختار ابنها بيشوي ليكون خادمًا للربّ طول أيّام حياته. وبيشوي باللّغة القبطيّة معناها “سامي” أو “عادل”، وتلقّبه الكنيسة في صلواتها وكتبها وتقليدها بـ”الرجل الكامل حبيب مخلّصنا الصالح”، كما يُلقّب أيضًا بـ”كوكب البريّة”. 🏜️ الرهبنة في برّيّة شيهيت وفي عام 340م، أي وعمره عشرون عامًا، ذهب إلى برّيّة شيهيت بالأسقيط (حاليًا وادي النطرون)، وتتلمذ على يد القدّيس الأنبا بموا تلميذ القدّيس مقاريوس الكبير، وصار أخًا روحيًّا للقدّيس يوحنّا القصير صاحب شجرة الطاعة، الذي غرس عصًا جافة طاعةً لمعلّمه الأنبا بموا، فنَمَت وصارت شجرةً مثمرة ببركة طاعته. 👼 ظهور الملاك وإرشاد السماء وعندما تنيّح الأنبا بموا، ظهر ملاك الربّ للأنبا بيشوي وأخبره بأنّ الله يُريده أن يسكن منفردًا في المنطقة المجاورة غرب منطقة القدّيس يوحنّس القصير، لأنّه سيصير أبًا ومرشدًا لكثير من الرهبان. فأطاع الأنبا بيشوي وسكن في مغارة (لا تزال موجودة إلى الآن في دير القدّيسة العذراء الشهير بالسريان). وسرعان ما عُرِفَ بفضائله، فتكوّنت حوله جماعة رهبانيّة، فكان بذلك بداية دير القدّيس العظيم الأنبا بيشوي الحالي. 🙏 حياة الصلاة والسهر الروحي ولشدّة محبّته لمخلّصنا الصالح كان يودّ أن يواصل حديثه معه في الصلاة والحوار مع الله أطول وقت ممكن، فكان يربط شعر رأسه بحبلٍ مُدلّى من سقف مغارته لأعلى، لكي يستيقظ إذا نام ويواصل صلاته مع حبيبه. لهذا يُلقَّب بـ”حبيب مخلّصنا الصالح”. ولشدّة حلاوة الصلاة والتأمّل في الله، كان ينسى الطعام الماديّ لعدّة أيّام، مستعيضًا عنه بالطعام الروحيّ من صلاة وتأمّل وقراءة كلمة الله الحيّة.نعم وكان كلّ من يتقابل معه يمتلئ بالسلام والسعادة والطمأنينة، ويعود فرحًا سعيدًا، حتى انضمّ إليه جمع غفير بلغ حوالي ٢٤٠٠ شخص، عاشوا حياة السعادة الدائمة تحت إرشاده، وسكنوا في مغاراتٍ منتشرة في الجبل، كما كانوا يحيطون بالأنبا بيشوي مثل النحل حول الشهد (كما ورد في المخطوطات القديمة). وهكذا تحقّق وعد السيّد المسيح له عندما ظهر له في مغارته وقال له إنّ الجبل كلّه سَيُمتلَأ بالعبّاد تحت إرشاده. 💪 العمل اليدوي والدفاع عن الإيمان كان عامِلًا نشيطًا يأكل من تعب يديه، حتى إنّه قال لتلاميذه: “لم آكل طعامًا من إنسان… يا أولادي، اعملوا بأيديكم لتعيشوا وتجدوا ما تتصدّقون به على الفقراء.” ويُذكر عنه دفاعه عن الإيمان، إذ أنقذ أحد المعلّمين من هرطقةٍ دينيّة دون جرح مشاعره، وبطريقة بسيطة حكيمة، فربحه هو وكلّ أتباعه. ولم يكن فقط لطيفًا متواضعًا رقيق المشاعر لا يجرح إنسانًا مهما كان، بل كان أيضًا يحترم إنسانيّة الجميع، ويرقّ قلبه الحنون للفقراء والمساكين، حتى لُقّب بـ”الرجل الكامل”. 💧 التواضع وخدمة الغرباء وبقلبٍ متضع كانيحمل أتعاب تلاميذه وضعفاتهم، وهو ملازم للصوم ليقودهم لحياة الجهاد. وكان يداوم الجهاد لكي يحفظ الله نفوسهم في الإيمان. ومن تواضعه أنّه كان يغسل أقدام الغرباء والزائرين دون أن يعرف من هم أو ينظر إلى وجوههم. لذلك ظهر له الربّ يسوع كأنّه غريب (مثلما ظهر لإبراهيم أبي الآباء قديمًا)، وغسل له الأنبا بيشوي قدميه الطوباويّتين، ولم يعرفه إلّا عندما رأى جراح الصليب في قدميه. وتلك هي السِّمة المميّزة لدير الأنبا بيشوي، التي تُظهر تواضع ومحبة الرهبان، وتُبيّن أنّ التواضع والمحبة الصادقة تجعلان الله قريبًا جدًّا من الإنسان. ❤️ معجزة حمل السيد المسيح ومن حنان قلبه الشفوق أنّه حمل عجوزًا في الطريق، فاكتشف أنّه هو السيّد المسيح الممجّد، الذي وعده بأنّ جسده – أي جسد الأنبا بيشوي – الذي حفظه طاهرًا وخدم به الناس والمحتاجين وضبطه بالتداريب والممارسات الروحيّة، سيبقى بدون فساد لأنّه حمل الربّ يسوع. وفعلاً، ما زال جسده باقٍ بلا فساد إلى الآن (وبدون تحنيط). ويُذكر عنه أنّه لم يجرح مشاعر إنسانٍ كان يُشوشر أثناء وعظ الأنبا بيشوي لأولاده، فلمّا رأى هذا الإنسان سعة قلب القدّيس، كفّ عن الشوشرة واعتذر. 💎 زهده في المال ومقاومته للشيطان كما كان زاهدًا في المال، فرفض ما جاء به أحد الأغنياء من ذهبٍ وفضّة، إذ أعلمه الله بحيلة الشيطان الذي أراد أن يُصرفه عن العبادة. ونصح الرجل الغني أن يرجع بفضّته وذهبه ويوزّعه على الفقراء والمحتاجين لينال بركة الربّ. ولمّا انصرف الرجل الغني ورجع الأنبا بيشوي إلى قلايَته، صاح به الشيطان: “آه منك… إنّك تُفسد جميع حِيَلي بزهدك.” فأجابه القدّيس باتّضاعٍ ومسكنة: “منذ أن سقطتَ أيّها الشيطان والله يُفسد جميع حِيَلك ضدّ أولاده.” 😢 محبّته لأولاده وصلاته عن الخطاة وكان يحبّ أولاده الروحيّين ويعاملهم كأبٍ حنون، كما كان يبكي على الخطاة مثال إرميا النبيّ، حتى لُقّب بالأنبا بيشوي الأراميّ. وظلّ يُجاهد في الصلاة من أجل أحد تلاميذه الذي أخطأ حتى رجع تائبًا إلى الله. وكثيرًا ما كان يظهر له الربّ يسوع لشدّة محبّته له، وكان يعرف أمورًا كثيرة بروح النبوّة، منها أنّه عَرَفَ بمجيء الأنبا أفرآم السريانيّ من سوريا قبل أن يأتي ليزوره، لما سمعه عن روحانيّة الأنبا بيشوي العظيمة. وقد طلب قدّيسنا من السيّد المسيح أن يعطيه لسانًا سريانيًّا حتى يتحدّث مع الضيف السريانيّ، وقد كان. ⚔️ هجوم البربر وانتقاله إلى الصعيد وعند هجوم البربر الأوّل على البرّيّة حوالي عام 407م، لم يشأ الأنبا بيشوي أن يبقى بالدير لئلّا يقتله أحد البربر فيهلك البربريّ بسببه، فنزح مع مجموعةٍ من رهبانه إلى الصعيد (أنصنا)، وتصادق مع الأنبا بولا الطموهي، وأسس ديرًا كبيرًا في بلدة دير البرشا مركز ملوي، باقٍ إلى الآن. 🕊️ نياحته ونقل جسده الطاهر وفي 15 يوليو 417م تنيّح ودُفِن في منية صقر بأنصنا (عند ملوي حاليًّا). وبعد ثلاثة شهور تنيّح القدّيس الأنبا بولا الطموهي في 7 بابة الموافق 17 أكتوبر، ودُفِن بجواره حسب رغبتهما. ثمّ نَقَل البابا يوساب الأوّل (البطريرك 52) (830 – 849م) جسده الطاهر إلى ديره بوادي النطرون في 13 ديسمبر 841م (4 كيهك 557ش). وفي 8 أبيب الموافق 15 يوليو من كل عام، في ذكرى نياحة القدّيس الأنبا بيشوي، يحتفل الدير برئاسة قداسة البابا الطوباوي الأنبا شنوده، مع نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس الدير والآباء الرهبان، بوضع الحنوط والأطياب على جسدي القدّيسين، مع وجود جمعٍ غفير من الشعب. … | آباء وقديسون | |
| بيصاريون الكبير القديس | الولادة: – الوفاة: – تعتز الكنيسة في الشرق والغرب بهذا الأب العجيب القديس بيصاريون Bessarion، فتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 25 مسرى، بينما يعيد له الغرب في 17 يونيو. عاش هذا الأب المصري في القرن الرابع؛ شبهه المعجبون به بموسى ويشوع وإيليا ويوحنا المعمدان. قيل عنه إنه كان أحياناً يعيش مع وحوش البرية المفترسة. تغرّبه وُلد من أبوين مسيحيين، وقد أحب الحياة الملائكية منذ صباه فشعر بتغربه عن العالم، وبقي هذا الشعور ملازماً له كل أيام غربته. انطلق أولاً إلى الأنبا أنطونيوس الكبير حيث مكث زماناً تحت تدبيره، ثم جاء إلى القديس مقاريوس يتتلمذ على يديه، وأخيراً هام في البرية كطائرٍ غريبٍ لا يملك شيئاً ولا يستقر في موضع، منتظراً راحته الأبدية. روى تلاميذه عنه أن حياته كانت كأحد طيور السماء أو حيوان البرية، يقضي حياته بلا اضطراب أو هّم. لم يكن يشغله اهتمام بسكنٍ يقطنه، ولا أمكن لشهوة أن تسيطر على نفسه. لم ينشغل بطعام ولا بناء مساكن ولا حتى بتداول كتب، إنما كان بالكلية حراً من كل آلام الجسد، يقتات بالرجاء في الأمور العتيدة، محاطاً بقوة الإيمان. كان يعيش بصبرٍ كسجينٍ يقُاد إلى أي موضع، محتملاً البرد والعري على الدوام، ومستدفئاً بنور الشمس، عائشاً بدون سقف، متجولاً في البراري كالكواكب. كثيراً ما كان يُسّر بالتجول في البرية كما في بحر. وإذا حدث أن جاء إلى موضع يعيش فيه رهبان حياة الشركة، يجلس خارج الأبواب يبكي وينوح كمن انكسرت به السفينة وألقته على الشاطئ. فإن خرج إليه أحد الإخوة ووجده جالساً كأفقر متسولٍ في العالم كان يقترب منه ويقول له بشفقة: “لماذا تبكي يا إنسان؟ إن كنت في عوز إلى شئ فإننا قدر المستطاع نقدمه لك، فقط أدخل واشترك في مائدتنا وتعزى”. عندئذ يجيب: “لا أستطيع العيش تحت سقف مادمت لا أجد غنى بيتي (يقصد به الفردوس المفقود)”، ليضيف أنه قد فقد غنى كثيراً بطرق متنوعة. “لأني سقطت بين لصوص (يقصد بهم الشياطين)، وانكسرت بي السفينة، فسقطت من شرفي وصرت مهاناً بعد أن كنت ممجداً”. إذ يتأثر الأخ بهذه الكلمات يعود إليه حاملاً كسرة خبز، ويعطيه إياها، قائلاً: “خذ هذه يا أبي، لعل الله يرد لك الباقي كما قلت: البيت والكرامة والغنى الذي تحدثت عنه”، أما هو فكان يحزن بالأكثر، ويتنهد في أعماقه، قائلاً: “لا أستطيع أن أقول إن كنت سأجد ما قد فقدته وما أبحث عنه، لكنني سأبقى في حزن أكثر كل يوم محتملاً خطر الموت، ولا أجد راحة لمصائبي العظمى. فإنه يليق بي أن أبقى متجولاً على الدوام حتى أتمم الطريق”. اقتناء الحكمة مع بساطته العجيبة، كان يدعو إلى الحكمة ليصير المؤمن كالشاروب والساروف مملوء أعيناً، ففي لحظات رحيله كانت وصيته الوداعية: “يليق بالراهب أن يكون كالشاروب والساروف، كله أعين”. عدم الاهتمام بالغد قال أبا دولاس (شاول) تلميذ أبا بيصاريون: [كنا نسير ذات يوم على شاطئ بحيرة، فعطشت وقلت للأبا بيصاريون: “أنا عطشان جداً يا أبي”. فلما صلى قال لي “اشرب من ماء البحيرة”. فصار ماء البحيرة عذباً فشربت. ثم جعلت بعض الماء في وعائي الجلدي خشية العطش بعد حين. فما رآني الشيخ أفعل هذا، قال لي: “لماذا ملأت وعاءك ماءً؟” فقلت لي: “أغفر لي يا أبتي، لأني فعلت هذا خوفاً من الظمأ بعد حين”. قال الشيخ: “الله هنا، الله في كل مكان!”] نسكه قال أبا بيصاريون: “وقفت أربعين ليلة ولم أنم”. كما قال: “خلال أربعين سنة لم أنم على جنبي بل كنت أنم وأنا جالس أو وأنا واقف”. اهتمامه بخلاص النفوس ارتبط اسم القديس بيصاريون بالقديسة تاييس التي دعت نفسها للدنس والخطية فدمرت معها نفوساً كثيرة. ذهب إليها وتحدث معها حتى جمعت كل غناها في وسط سوق المدينة وأحرقته أمام الجميع، ودخلت أحد أديرة النساء لتعيش حبيسة، وتنال في عيني الرب كرامة عظيمة خلال نعمته الفائقة. تظهر محبته للخطاة وترفقه بهم مما جاء عنه أن شخصاً ارتكب خطأ في الكنيسة فطرده الكاهن منها، فقام الأب بيصاريون وخرج من الكنيسة وهو يقول: “إن كنت قد حكمت على هذا الرجل الذي ارتكب معصية واحدة أنه لا يستحق أن يعبد الله، فكم بالأولى بالنسبة لي أنا الذي ارتكب خطايا كثيرة؟!” من كلماته في هذا الشأن: “ويل لذاك الذي فيه ما هو في الخارج أكثر من الذي فيه ما هو في الداخل (بمعنى الويل للذي ينظر إلى خطايا أخيه الخارجية ولا يتطلع إلى خطاياه هو الداخلية)”. عجائب الله معه قال تلميذه: إذ كان في طريقه بلغ إلى نهر Chrysoroon، ولم يكن يوجد ما يعبر به، فبسط يديه وصلى وعبر إلى الشاطئ الأخير. أما أنا فدُهشت، وصنعت له مطانية، قائلاً: “عندما كنت تعبر فوق النهر إلى أي حدٍّ كانت رجلاك يا أبتِ تشعران بالماء الذي تحتك!” قال: “كنت أشعر بالماء عند كعبي، أما بقية قدمي فكان تحتها يابساً”. دفعة أخرى كنا في رحلة إلى أحد الحكماء العظماء، وكادت الشمس تغيب. صلى الشيخ، قائلاً: “أرجوك يا سيدي أن تجعل الشمس تدوم في مكانها حتى أمضي إلى عبدك”، وهذا ما حدث فعلاً. أتيت إليه مرة في قلايته لأخاطبه، فرأيته واقفاً يصلي باسطاً يديه نحو السماء، ومكث واقفاً أربعة أيام وأربع ليالٍ، ثم دعاني وقال لي: “تعال يا ابني”. فخرجنا وسرنا في طريقنا، وإذ عطشت قلت له: “يا أبتِ، أنا عطشان”، فانفصل عني نحو رمية حجر وصلى، ثم عاد إليّ ومعه في عبائته ماء من الهواء فشربت، ومضينا في طريقنا إلى ليكيوس (أسيوط) إلى الأنبا يوحنا. وبعدما سلم أحدهما على الآخر، صلى وجلس وخاطبه بخصوص رؤيا رآها. فقال أنبا بيصاريون: “من قبل الرب خرج أمر أن تزول جميع معابد الأصنام”، وقد حدث ذلك تماماً إذ استؤصلت جميعاً في ذلك الوقت. كان لرجل في مصر ابن مفلوج، حمله على كتفيه إلى الأنبا بيصاريون وتركه عند باب قلايته يبكي وارتحل إلى موضع بعيد. إذ سمع الشيخ صوت بكاء الصبي ونظره، قال له: “من أنت؟ وما الذي جاء بك إلى هنا؟” أجاب الصبي: “أبي أحضرني ومضى وها أنذا أبكي”. قال له الشيخ: “قم، اجرِ وراءه وألحق به”، وفي الحال شُفي الصبي ومضى إلى أبيه الذي أخذه ورحل. مرة أخرى جاء إلى الكنيسة رجل به شيطان، وأُقيمت من أجله صلاة في الكنيسة، لكن الشيطان لم يخرج إذ كان من الصعب إخراجه. فقال الكهنة: “ماذا نعمل بهذا الشيطان؟ لا يقدر أحد أن يخرجه إلا أبا بيصاريون، ولكننا إن سألناه أن يخرجه لن يأتي حتى إلى الكنيسة، إذن سنفعل هذا دون علمه، لأن أبا بيصاريون يأتي إلى الكنيسة عند الصباح قبل الجميع، نضع المريض في طريقه، وعندما يدخل نقف للصلاة، ونقول له: انهض الأخ يا أبانا”. وهكذا فعلوا، فعندما جاء أبا بيصاريون إلى الكنيسة في الصباح، وقف الإخوة جميعهم للصلاة، وقالوا له: “انهض الأخ يا أبانا”. فقال له الشيخ: “قم وأخرج”، وللحال خرج منه الشيطان وشفي. من كلماته سأل أخ يقيم مع إخوة أبا بيصاريون: “ماذا أفعل؟” أجابه الشيخ”: “احفظ السكون، وأحسب نفسك كلا شئ!” ليكن لك اهتمام عظيم أيها الراهب ألا ترتكب خطية حتى لا تهين اللَّه الساكن فيك وتطرده من نفسك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيفا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 استشهد في أيام الإمبراطور دقلديانوس، حوالي سنة 303م. سمع عن الاضطهاد، فحسب ذلك فرصة للتمتع بالإكليل السماوي. بغيرة متقدة وقف وسط المدينة يحث المؤمنين على الاستشهاد بفرح، وإذ تجمع حوله كثيرون معلنين اشتياقهم لنوال الإكليل انطلقوا في موكب قاده بيفا بنفسه، حتى إذ بلغ بهم إلى قصر الوالي أعلن إيمانه جهاراً، فغضب الوالي جداً وصار يعذبه، متهماً إياه بالجنون. كانت يدّ الله معه وسط عذاباته، فعندما بدأوا عصره بالهنبازين نزل ملاك الرب وكسر الهنبازين كما أُصيب بعض الجند بشللٍ. في محبة عجيبة اهتم بالجند وشفاهم فاُتهم بالسحر. أمر الوالي بوضعه في سرير مُحمى بالنار، فنزل ملاك وأطفأ اللَّهيب. وإذ اغتاظ الوالي أمر بربطه بقيود وكانوا يطوفون به في المدينة وهو يُضرب بالسياط ليكون عبرة، أما هو فكان يتقبل ذلك بفرح وتهليل قلب. أُعيد إلى السجن فصار يسند المسجونين ويثبتهم، وإذا به يرى السماء مفتوحة وكأن شخصاً نورانياً يحمل إكليلاً ويدعوه لنواله. رُبط في ذيل خيل ليسحب ويترضض، وأخيراً قطعوا رأسه فنال شهوة قلبه. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاده في 24 من شهر طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيفام الأوسيمي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلد هذا القديس بأوسيم من أب يدعى أنستاسيوس وأم تقية تُدعى سوسنة، ربياه على روح التقوى والعبادة ومحبة الفقراء. وإذ بلغ التاسعة من عمره أرسله والده إلى قسٍ فاضل يدعى أوسانيوس لكي يعلمه الكتب المقدسة وتعاليم الكنيسة. في إحدى المرات إذ كان ماضياً إلى المكتب وبصحبته أحد الغلمان، رآه مجذوم فسأله صدقة، وإذ مدّ يده ليهبه صدقة شُفي المريض في الحال. اندهش الكل وشعروا أنه سيكون لهذا الفتى شأن عظيم، وقد طلب الكاهن نفسه من الغلام أن يباركه. وفي نفس الليلة ظهر ملاك للكاهن يخبره بما سيكون أمر هذا الفتى. أما بيفام فازداد انسحاقاً أمام الله، وصار يصوم كل يوم حتى المساء، محوِّلاً مخدعه إلى قلاية للعبادة. ظهور السيد المسيح له إذ صار يعبد الله بتقوى وأمانة ظهر له السيد المسيح ومعه القديسة مريم والدة الإله ورئيس الملائكة غبريال، وقد أنبأه السيد المسيح انه سينال إكليل الشهادة. وفي الصباح شاهده أولاده بوجه مضيء وقد فاحت من حجرته رائحة بخور طيبة. أخبر القديس بيفام صديقه تاوضروس الذي صار فيما بعد أسقفاً على أوسيم، وهو الذي كتب سيرة القديس في ميمر، بما رآه. حبه للبتولية في عيد السيدة العذراء أقام والداه وليمة محبة للفقراء كعادتهما، وبعد الوليمة فاتحاه في أمر زواجه، فأجابهما: “إني أحرص أن أكون بتولاً إلى أن أقف أمام منبر السيد المسيح إلهي”، فصمت الوالدان. بعد أيام تنيح والده، فصار الابن يمارس أعمال الرحمة التي ورثها عن والده. رؤيا الأنبا سرابيون روى ناسك قديس يُدعى سرابيون للقديس تاوضروس أنه أبصر رؤيا من جهة القديس بيفام، أن ملاكاً حمله إلى أوسيم وأراه في غربها سطانائيل (الشيطان) وجنوده في مناظر مخيفة ومرعبة، وكان سطانائيل يقول: “الويل لي، الويل لي اليوم من هذا الفتى بيفام بن أنسطاسيوس لأنه تركني واتبع وصايا الله، ولا أقدر أن أغلبه ولا أن أضعفه سريعاً…” ثم انطلق به إلى شرق المدينة ليريه سبعة كراسي مملوءة مجداً، ولما سأل الملاك عنها، أجابه: “هذه سبع فضائل اقتناها الفتى الحكيم بيفام بحفظ وصايا الله وكمالها بالفعل وهي: “التواضع، الطهارة، البتولية، الصلاة، الصبر، المحبة”. لاحظ أن كرسي المحبة يضئ أكثر من بقية الكراسي، كما رأى الأشخاص الروحانيين راكبين خيلاً وبأيديهم سيوف ذي حدين تحوط بهم جوقة من الملائكة، وقد سار الكل نحو الشيطان، الذي ما أن رآهم حتى هرب وصار كالدخان، ثم عادوا ليدخلوا بيت القديس بيفام. دعوته للاستشهاد ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل في مخدعه وطلب منه أن يتقدم ومعه الغلام ديوجانس ليستشهد. وقد أخبر صديقه تاوضروس بما رآه. دخل أريانا والي أنصنا مدينة أوسيم، فقام أبيفام وصلى، وقد لبس أفخر الثياب، ومنطق نفسه بمنطقة من ذهب وركب حصاناً، وكان يقول: “هذا هو يوم عرسي الحقيقي، هذا هو يوم فرحي وسروري بلقاء ملكي والهي سيدي يسوع المسيح”. إذ شهد للسيد المسيح أمر أريانا بربطه بذنب الحصان، وأن يطوفوا به في المدينة. وإذ رأته والدته سوسنة صارت تبكي، أما هو فقال لها: “لا تبكي يا أمي ولا تحزني، بل افرحي فإن هذا هو يوم عرسي لأكون صديقاً للعريس السماوي، مشاركاً في مجده وملكوته. هذه هي الساعة التي فيها تكون تنقية الإيمان من دنس الشكوك. هذه هي الساعة التي فيها تُقدم أجسادنا ذبيحة مقبولة لله”. إذ سمعت أمه كلماته شهدت للسيد المسيح مع جموع من المحيطين بها، فصنع الوالي أتوناً من النار، ونالت مع الجموع إكليل الاستشهاد في 28 توت. تعرض القديس لعذابات كثيرة مثل تسمير يديه ورجليه، وقد ظهر له السيد المسيح الذي ثبته وشفي جراحاته. أمر الوالي بسحبه في طرق المدينة وحرقه خارجها. وقد حدث أن رجلاً أعمى سمع عما يحدث فأخذ دماً من الأرض ولطخ به عينيه فأبصر ومجد الله. قُطعت رقبة القديس ونال إكليل الاستشهاد، وذلك بمدينة قاو بصعيد مصر، من تخوم طما، في 27 طوبة. ذكر المقريزي أن دير بيفام خارج طما وأن أهلها نصارى، لكن مع اتساع العمران صار داخل المدينة من الجهة القبلية، يقع في وسط المقابر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيفام الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان الصبي بيفام خال الأمير يوحنا الهرقلي، الذي رافقه خاصة في فترة استشهاده بصعيد مصر. أبى الشاب الأمير يوحنا أن يكون شريكاً مع دقلديانوس في الملك بزواجه أخت زوجته، ووبخ دقلديانوس بقوة وشجاعة من أجل جحده الإيمان، وإذ أرسله إلى مصر ليهدم البرابي ويعيد بناء أفضل منها، هدمها دون أن يبني غيرها بل وشهد لمسيحه أمام أريانا والي أنصنا فنال عذابات كثيرة واستشهد. عندئذ صار خاله بيفام وهو صبي في العاشرة من عمره يبكي، قائلاً: “الويل لي يا حبيبي يوحنا لأن لي حزناً عظيماً من بعدك، لأنك لما كنت في الجسد كنت أتعزى بك، وكان قلبي ثابتاً لأني كنت أنظر وجهك، يا سلوتي في غربتي”. خرج صوت من جسد القديس يوحنا، قائلاً: “يا حبيبي بيفام، إن كنت تريد أن تصير شهيداً فدعْ جسدي هنا واسرع لتلحق الوالي في مدينة أسيوط، فيكتب قضيتك، وها قد أمر الرب أن يوضع جسدك مع جسدي، وأما نفسك فستكون معي، وأنا أخرج وأتلقاها مع صفوف القديسين”. إذ سمع الصبي هذا الكلام أسرع ولحق بأريانا في مدينة أسيوط، فصرخ: “أنا مسيحي”، ورشم ذاته بعلامة الصليب. غضب أريانا وأمر بتعذيبه وقطع رقبته، وكان ذلك في الخامس من شهر بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيفام الطحاوي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأ في مدينة طحا بصعيد مصر من أبوين وثنيين. وإذ بلغ الثانية عشرة من عمره قدم أبوه عطايا كثيرة للأمير لينتظم ابنه في الجندية، فارتقي بيفام حتى صار من مقدمي قصر إبرجت، وقد عُرف عنه حبه للعدل والدفاع عن المظلومين خاصة الفقراء. إذ رأى فيه الله شوقه الحقيقي للحق وترفقه الشديد بالفقراء أرسل له الملاك غبريال يرشده أن يذهب إلى أحد الكهنة يعلمه ويعمده، وقد بقي يعبد اللَّه سراً مع قديسين آخرين. لقاؤه مع بقطر بن رومانيوس إذ جاء بقطر بن رومانيوس الوزير إلى مصر ليستشهد، خرجت الجماهير تنظره، من بينهم بيفام، فنظر إليه بقطر ودعاه باسمه موصياً باسمه إياه هكذا: “يا أخي بيفام، إياك أن ترغب في مجد الملوك الوثنيين، لأن مجدهم سريع الزوال”. أجاب بيفام: “إني أؤمن بالمسيح، ولكن لا يمكنني أن أجاهر أمام الملوك خوفاً من غضبهم.” قال له بقطر: “هذا الإيمان لا يجديك نفعاً، مثلك مثل إنسان يمتلك جوهرة مضيئة، وبدلاً من أن يجعلها تنير للآخرين طمرها في الأرض، أما أنت يا أخي بيفام فاجتهد في نيل إكليل الشهادة، فإني دعوتك لهذا الغرض وحده، وهذا وقت يعمل فيه للرب، لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج”. بالفعل إذ حضر بيفام الجندي وليمةً رفض التبخير للأوثان، وإذ اُتهم بالعصيان ألقي بالمنطقة أمام مندوب الملك، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي الثلاثين، فصدر الأمر بإلقائه في السجن. هناك ظهر له رئيس الملائكة غبريال وشجعه، قائلاً له: “طوبى لمن ينتقل من هذا العالم وهو حامل ثمرة إيمانه بالسيد المسيح؛ لتكن قوته وسلامه معك.” استشهاده اُستدعى القديس بيفام وعُرض عليه السجود للأوثان فرفض، فأُرسل إلى أسيوط مقيداً حيث التقى بشهداء كثيرين، وقد صبَّ عليه الوالي عذابات كثيرة من عصر بالهنبازين، وتجريح رأسه بأمشاط حديدية، ووضع مشاعل نار عند جنبيه، وفي هذا كله كان يشكر الله ويسّبحه، إذ حول الله الألم إلى تعزية داخلية. أرسل له الرب ملاكاً يعزيه… ثم كتب الوالي قضيته، وأمر بقطع رأسه خارج مدينة أسيوط، وقد تم ذلك في أول شهر بؤونة. حضرت أخته سارة لحظات استشهاده، وسمعته يسبح الله كما رأت رئيس الملائكة غبريال يحمل نفسه وقد ارتدى القديس حلة نورانية وصعد بها وسط تسابيح وتهليل. هكذا عاش متهلل الروح وسط آلامه وانطلق وسط الأفراح السماوية ليمارس الفرح الأبدي. أُقيمت كنيسة باسمه هي كنيسة مارفام بابنوب، في الموضع الذي أكمل فيه سعيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيلاجيا أوبيلاجية التائبة | الولادة: – الوفاة: 460 جاء في تاريخ الكنيسة قديسات كثيرات يحملن اسم “بيلاجيا” Pelagia منهن: 1. الناسكة بيلاجيا التي تابت على يدي القديس نونيوس أسقف الرها وتزيت بزي راهب في جبل الزيتون. 2. عذراء طرسوس الشهيدة بيلاجيا، يعيد لها الغرب في 4 مايو. 3. العذراء الشهيدة بيلاجيا الأنطاكية، يعيد لها الغرب في 9 يونيو. الناسكة بيلاجيا تسمى “المجدلية الثالثة” بعد القديسة مريم المصرية التي دعيت بـ”المجدلية الثانية”. تحولت هذه الفتاة من حياة الشر والدنس إلى الحياة التقوية النسكية بقوة إلهية فائقة. تعيد لها الكنيسة في 8 أكتوبر (تنيحت حوالي عام 460م). يصعب وصف دور بيلاجية التي عاشت في إنطاكية في القرن الخامس لا همَّ لها إلا اقتناص الرجال لممارسة الشر وتقديم كل غالٍ وثمينٍ عند قدميها. كانت تسير في شوارع المدينة بموكب، تمتطي بغلاً أبيض وترتدي ثوباً خليعاً يبرز مفاتن جسمها، خاصة وأن الله وهبها جمالاً رائعاً، استخدمته لاصطياد النفوس لحساب الشر. كانت تتزين بالجواهر الثمينة والحلي لتعلن دلالها وترفها. انعقد مجمع في إنطاكية بدعوة من بطريركها حضره مجموعة من الأساقفة من بينهم الأب نونيوس Nonnus أسقف الرُها. وكانت المدينة كلها تتحدث عن هذه الفتاة التي حطمت نفوس الكثيرين حتى من المسيحيين. إذ جلس الأب الأسقف مع زملائه قال: “لقد سررت جداً أن أرى بيلاجية، فقد بعثها الله درساً لنا. إنها تبذل كل طاقتها لتحفظ جمالها وتمارس رقصاتها فتسر الناس، أما نحن فأقل غيرة منها في رعاية إيبارشياتنا والاهتمام بنفوسنا”. في الليل إذ دخل الأسقف مخدعه كانت نفسه متمررة من أجل هذه المرأة التي يستخدمها العدو لغواية الكثيرين، فصار يبكي بمرارة لكي يحررها الله من هذا الأسر ويهبها خلاصاً. وفي الليل إذ نام حلم أنه يخدم ليتورجية الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وإذا به يرتبك لاًن طائراً قبيح المنظر صار يحوم حول المذبح. وعندما صرف الشماس الموعوظين عند بدء قداس المؤمنين انطلق أيضاً الطائر، لكنه دخل إلى غرفة المعمودية عند باب الكنيسة، ثم غطس في المياه ليخرج حمامة بيضاء كالثلج انطلقت نحو السماء واختفت. في الصباح، إذ كان يوم أحد، وقف الأب الأسقف يعظ عن الدينونة الرهيبة، وإذ كانت بيلاجية حاضرة مع أنها لم تكن قد انضمت إلى صفوف الموعوظين، شعرت كأن الله يوبخها، يرسل لها كلمة وعظ شخصية فبدأت تبكي بدموعٍ مرة، وبعد العظة انطلقت إلى الأسقف تسجد لله حتى الأرض وتطلب صلاة الأسقف عنها. عمادها إذ رأى الكل صدق توبتها قدم لها البطريرك الأنطاكي شماسة تدعى رومانا Romana تتعهدها روحياً، وإذ نالت سرّ العماد بقيت في ثوبها الأبيض أسبوعاً كاملاً كعادة الكنيسة الأولى تمتزج دموع توبتها بفرحها الداخلي العميق من أجل غنى مراحم الله. وقد تعلقت الشماسة بها جداً رغم قلة مدة تعارفها عليها حتى لم تحتمل فراقها بعد ذلك. انطلاقها إلى أورشليم في اليوم الثامن من عمادها جاءت بكل ما تملكه وألقته عند قدميْ الأسقف نونيوس لتوزيعه على الفقراء ثم استبدلت الثوب الأبيض بمسوح، وتزيّت بزيّ رجل وانطلقت إلى أورشليم تحمل اسم “بيلاجوس”. وهناك سكنت في مغارة تمارس حياة الوحدة في جبل الزيتون، فجذبت نفوس كثيرة إلى الله بصلاتها وصمتها. لم يكتشف أحد أمرها إنما عرف الكثير فضائلها كراهب متوحد وبعد ثلاث أو أربع سنوات تنيحت، وإذ أرادوا تكفينها أدركوا أنها امرأة. عرف الأسقف نونيوس برقادها فأعلن بنفسه عن سيرتها، والحوار الذي دار بينه وبينها في لحظات توبتها، إذ كانت تلقب نفسها بحر الشر، هاوية الدنس، جوهرة الشيطان وسلاحه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيلاجيا الطرسوسية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قيل إنها فتاة جميلة جداً من طرسوس، نشأت على يديْ مربية مسيحية، وكان والداها وثنيين، تقدم لها أحد أبناء الأشراف ليتزوجها (قال البعض انه ابن دقلديانوس نفسه أو أحد أقربائه)، فطلبت من والديها أن يسمحا لها بزيارة مربيتها القديمة قبل أن ترتبك بأمر زواجها. التقت بيلاجيا بمربيتها حيث أعلنت لها أنها قد تأثرت جداً بتصرفات المسيحيين أثناء عذاباتهم واستشهادهم، وسألتها أن ترشدها إلى الحق. أعلنت المربية لها أسرار الإيمان، وإذ وجدت قلبها ملتهباً بحب المخلص، أخبرت الأسقف Clino، فقام بتعميدها وتقديم الأسرار المقدسة لها. عادت الفتاة إلى أهلها تعلن إيمانها الجديد بالسيد المسيح وترفض الزواج، وإذ سمع خطيبها انتحر، أما والدتها فاغتاظت لهذا التصرف وامتلأت حقداً على ابنتها، فوشت بها لدى الإمبراطور لعله يستطيع أن يؤدبها ويرجعها إلى عقلها ولو بقسوة وعنف. استدعاها الإمبراطور وإذ رأى جمالها الفائق، فعوض معاقبتها التهب قلبه بحبها وصار يلاطفها معلناً شوقه للزواج منها. أما هي فكان قلبها قد ارتبط بحب السماويات ورفض كل غنى وشهوات الجسد لذا رفضت الزواج كما أعلنت مسيحيتها بشجاعة أمامه. تحولت محبة الإمبراطور لها إلى كراهية شديدة ورغبة في إذلالها، إذ حسب رفضها الزواج منه إهانة وإذلال، كما حسب الشهادة للسيد المسيح عداوة شخصية له، لذا أمر بربطها بثور من النحاس يوُضع على النار حتى احترق جسمها، وعاد فطرحها وهي محترقة بالنار وسط الأسود لتأكلها، وإذا بالأسود تتحول عن طبعها الوحشي، وتبقى حارسة لها، لتعلن أن البشرية الجاحدة أكثر عنفاً من الحيوانات المفترسة. جاء الأب الأسقف وأخذ جسدها المقدس بالرب ودفنها بإكرام عظيم في جبل بالقرب من المدينة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيلاجية الأنطاكية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 311 امتدحها القديسان إمبروسيوس ويوحنا الذهبي الفم، اللذان ألقيا أكثر من عظة عنها. غالباً كانت تلميذة لوقيان، أحاط بمنزلها الجند وهي في سن الخامسة عشرة وأرادوا اغتصابها، وإذ رأت خطر فقدان عفتها يحيط بها يبدو أنها صرخت في داخلها، وبحسب قول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله أوحى إليها أن تستأذن الجند لترتدي بعض الملابس فانطلقت إلى السطح لتلقي بنفسها وهي متهللة لأن الله خلصها من فسادهم! إيماننا لا يقبل الانتحار في أية صورة من الصور، لكننا لا نعرف ظروف هذه العذراء في إلقاء نفسها بفرح، إنما ما يبرر تصرفها ربما إعلان الله لها بذلك، وأن ما قامت به لم يكن عن ضغطٍ نفسيٍ، وإنما كان بفرح وبهجة لخلاصها من فقدان بتوليتها وعفتها. تنيحت في 9 يونيو (حوالي سنة 311م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيلوسيانوس القديس | الولادة: – الوفاة: – صديق القديس أنبا أنطونيوس الكبير، الذي اشترك مع زميله الراهب إسحق في دفن القديس أنبا أنطونيوس. يبدو أن القديس جيروم الذي حدثنا عنه قد رآه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيليوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 310 القديس بيليوس St. Peleus شهيد مصري في فلسطين. إذ استراحت الكنيسة قليلاً من الاضطهاد بنى بعض المعترفين كنائس في فلسطين، فأرسل فامليان والي فلسطين إلى الإمبراطور غاليريوس يخبره عن الحرية التي ينعم بها المعترفون، فأجابه الطاغية أن يقودهم إلى المناجم في قبرص أو لبنان أو أماكن أخرى. بدأ أولاً بحرق أربعة أشخاص بعد قضاء فترة في مناجم النحاس هم: الأسقفان المصريان بيليوس ونيلس والكاهن إيليا وعلماني. هؤلاء غالباً استشهدوا في فينون Phunon بالقرب من بترا، في نفس الموضع الذي استشهد فيه تيراميو Tyrammio أسقف غزة ورفقاؤه. استشهد في 19 سبتمبر سنة 310 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيمانون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هذا كان شيخ بلدة بنكلاوس من أعمال البهنسان وكان غنياً رحوماً على الفقراء، فظهر له السيد المسيح في رؤيا وقال له: “قم امضِ إلى الوالي واعترف باسمي فإن لك إكليلاً معد هناك”. فلما استيقظ من نومه فرق كل ماله على الفقراء والمساكين، ثم صلى وخرج إلى البهنسا واعترف بالسيد المسيح. لما عرف الوالي أنه مقدم بلده، طالبه بأواني الكنيسة التي في بلده وعرض ليه عبادة الأوثان، فأجابه قائلاً: “إني لا أسلم الأواني، أما عبادة الأوثان فإني لا أعبد إلا ربي يسوع المسيح”. فأمر الوالي بقطع لسانه وتعذيبه بالعصر والحرق، وكان الرب يخلصه ويشفيه. ثم أرسله الوالي إلى الإسكندرية وهناك أودع السجن. وكان ليوليوس الأقفهصي أخت بها شيطان، فصلى عنها هذا القديس فشفيت، وشاعت هذه المعجزة بالمدينة فآمن جمع كبير. فغضب الوالي وعذبه بالهنبازين وقلع أظافره وكان الرب يقويه ويشفيه، فلما تعب الوالي من تعذيبه أرسله إلى الصعيد وهناك قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فحمل غلمان يوليوس الأقفهصي جسده إلى بلده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيمن القديس | الولادة: – الوفاة: 460 “بيمن” باليونانية معناها “راع”. إذ تحدثنا عن القديس أيوب (أنوب) قلنا أن سبعة أخوة عاشوا معاً في حياة رهبانية، وهم بيمن وأيوب ويوحنا ويوسف وسنوس ويعقوب وإبراهيم، نشأوا في عائلة تقية فخرج الكل محبين لحياة الزهد وتكريس القلب بالكامل لله. فاق القديس بيمن جميع اخوته في اتضاعه، متى جاء إليه أحد ليسأله أمراً روحياً غالباً ما يرسله إلى أخيه أيوب، قائلاً عنه إنه أكبر منه. قيل إنه انطلق إلى برية شيهيت في سن مبكر جداً، حوالي عام 390م، وبقي هكذا سبعين عاماً حتى تنيح حوالي عام 460م، عاصر الآباء القديسين أرسانيوس ومقاريوس الكبير ومقاريوس السكندري وغيرهم. عاصر الثلاث غارات الكبرى للبربر على البرية: ا. الغارة الأولى سنة 395م حيث نزل مع إخوته إلى ترنوني (اللطرانة حالياً)، ومكث فيها مدة مع إخوته الستة في بربا قديمة، عادوا بعدها إلى شيهيت. ب. الغارة الثانية عام 434م، حيث نزل إلى مصر (منف). جـ. الغارة الثالثة عام 444م حيث تغرب في صعيد مصر فترة من الزمن. الصوم المعتدل إذ سأل الأب يوسف أخاه الأب بيمن عن الطريقة السليمة للصوم، أجابه أنه يفضل أن يأكل الإنسان قليلاً جداً كل يوم ولا يشبع رغبته في الأكل. أجاب الأب يوسف: “لما كنت صغيراً ألم تكن تصوم يومين يومين في وقت من الأوقات؟” قال له الأب بيمن: “لقد فعلت ذلك، وأحياناً كنت أصوم ثلاثة أيام وأحياناً أخرى أربعة أو أكثر، وكل القدامى تقريباً مروا بهذه الخبرة لكنهم وجدوا في النهاية أن الأفضل للإنسان أن يأكل كل يوم مقداراً ضئيلاً جداً من الطعام، وبهذا أرشدونا إلى طريقٍ مأمونٍ سهل الوصول إلى الملكوت”. بهذه الطريقة لا يسقط الإنسان في الكبرياء ولا يذل في الاعتداد بالذات. بين النسك والمحبة كان القديس أنبا بيمن رقيقاً للغاية، مملوءاً حباً، يهتم بأعمال المحبة والرحمة، فقد قدم لتلاميذه مثلاً بأن رجلاً له ثلاثة أصدقاء، الأول سأله أن يأتي معه إلى الملك فسار به حتى منتصف الطريق، والثاني سأله نفس الأمر وذهب به حتى بلاط القصر، أما الثالث فدخل به داخل البلاط وأوقفه بين يديْ الملك وتكلم عنه في كل ما يريده من الملك. سأله الإخوة عن هذا المثل فقال بأن الصديق الأول هو “النسك والحرمان” اللذين يبلغان بالإنسان إلى منتصف الطريق لكنهما يعجزان عن أن يكملا معه الطريق، والثاني هو الطهارة، أما الثالث فهو “الحب” أو أعمال الرحمة التي تدخل بالإنسان إلى حضرة الله وتشفع فيه بدالة قوية. قيل أن هذا المثل أخذه عن رجل “علماني” جاء لزيارة الرهبان، وألحّ عليه القديس أن يقول كلمة، فقال هذا المثل. ترفقه بالخطاة إذ علم رئيس أحد الأديرة بمنطقة الفرما أن بعض الرهبان ينزلون إلى المدن ويفقدون روح رسالتهم أراد أن يؤدبهم بعنف، فأتى بهم وسط اجتماع الرهبان ونزع عنهم ملابسهم الرهبانية وطردهم إلى العالم. وإذ شعر بتبكيت في داخل نفسه على تصرفه هذا انطلق إلى الأنبا بيمن يطلب مشورته، وكان معه ملابس الرهبان المطرودين. سأله الأنبا بيمن: “أيها الأخ، هل خلعت عنك الإنسان العتيق حتى لم يبقَ له فيك شئ قط؟” أجاب: “للأسف، لازلت أعاني الكثير من عبوديته”. قال الأنبا بيمن: “إذًا لماذا تقسو هكذا على إخوتك وأنت لاتزال تحت الآلام، اذهب ابحث عن ضحاياك، وأحضرهم إليَّ”. فذهب وجاء بالإحدى عشر راهباً، وكانوا نادمين، فقبل القديس بيمن توبتهم وألبسهم إسكيم الرهبنة وصرفهم وهم متجددون. تظهر محبته وترفقه بالخطاة مما جاء عنه إنه إذ كان في إحدى قرى مصر، كان بجواره أخ يسكن مع امرأة شريرة، وإذ عرف القديس لم يوبخه، بل حين حان وقت ولادتها أرسل الأب مع أحد الأخوه نبيذاً (ربما كدواء)، قائلاً إنه قد يكون في حاجة إليه في هذا اليوم. تألم الأخ جداً وللحال توجه إلى القديس بيمن يقدم توبة صادقة، إذ ترك المرأة وانطلق إلى البرية وسكن في قلاية مجاورة للقديس وكان يستشيره في كل شئ فسما في الحياة الفاضلة في الرب. حبه للسكون والوحدة لم يكن الصمت عنده فضيلة في حد ذاتها، إذ قال: “إن الصمت من أجل الله جيد، كما أن الكلام من أجل الله جيد.” يظهر ذلك بوضوح عندما جاء إليه أحد الزائرين من موضع بعيد، وكان يخشى ألاّ يفتح له باب قلايته ولا يقابله إذ كان الوقت صوماً، أما هو فقال له: “إني لا أعرف أن أغلق في وجه أحد الباب الخشبي، بل إني أجتهد بمداومة أن أغلق باب لساني”. ومن كلماته: “قد تجد إنساناً يظن أنه صامت لكنه يدين الآخرين بفكره، فمن كانت هذه شيمته فهو دائم الكلام… وآخر يتكلم من باكر إلى عشية لكن كلامه فيه نفع للنفس، مثل هذا أجاد الصمت”. قيل انه في بداية حياته الرهبانية كان أخوه بائيسيوس محباً للخروج والدخول، وله صداقة مع رهبان في أماكن كثيرة، فأبى أنبا بيمن أن يكون الحال هكذا، فعاتب أخاه على تصرفاته هذه ولم يسمع له. ذهب أنبا بيمن إلى أنبا آمون يشتكى له أخاه، فأجابه: “يا بيمن، أما تزال حياً؟ اذهب ولازم قلايتك وضع في قلبك أن لك سنة كاملة في القبر”. وقد أتقن الأنبا بيمن هذا التدريب، حتى إذ جاء إليه كاهن موفد من أحد الأساقفة التزم الصمت، ولما عاتبه الإخوة، أجابهم: “أنا ميت، والميت لا يقدر أن يتكلم”. بالرغم من رقته الشديدة مع الجميع لكنه وضع في قلبه كراهب ألا يلتقي بأحد من أقاربه. جاءت والدته ورأته من بعيد فانطلقت نحو قلايته أما هو فهرب منها. بعث إليها يقول: “إنك لا تبصرينني إلا في الدهر الآتي”. ففهمت الأم ما في قلب ابنها وانصرفت. كان له أحد الأقرباء، سقط ابنه في تجربة مرّة إذ دخله روح شرير، جاء إلى الإسقيط، ورأى جموع كثيرة حول قلايته، فأخذ الشاب ووضعه خارج القلاية واختفي إذ خشى أن يبصره فيهرب. رأى أحد الرهبان الشيوخ ذلك فجمع بعض الرهبان، وطلب من كل منهم أن يصلي على هذا الشاب، ولما جاء دور الأنبا بيمن اعتذر حاسباً نفسه غير مستحقٍ، ولكن من أجل الطاعة رفع عينيه إلى السماء، وبرقة شديدة قال: “يا الله اشفِ هذه الخليقة وحررها من سيطرة الشيطان”، ثم رشمه بعلامة الصليب كما فعل غيره، وللحال خرج الروح الشرير، وأُعيد الشاب لوالده. أراد حاكم تلك المنطقة أن يرى الأب بيمن لكنه لم يقبل، فقبض على ابن أخته وسجنه بتهمةٍ ما، وقال انه لن يخرج حتى يأتي الشيخ بنفسه، فجاءت أخته تبكى لينقذ ابنها، فلم يعطها جواباً، فبدأت تشتمه بكونه قاسي القلب لا يرحم وحيدها، فأجابها: ليس لبيمن أولاد. وإذ سمع الحاكم أرسل إليه يطلب منه ولو كلمة فيطلق ابن أخته. أما هو فأرسل إلى الحاكم يقول له: تصرف بما يليق بالقوانين، فإن كان مستحقاً الموت فليمت، وإن كان بريئاً فأفعل ما تريد. من كلماته كما أن الثياب الكثيرة الموضوعة في الخزانة لمدة طويلة تتهرأ، هكذا الأفكار إذا لم ننفذها جسدياً فإنها مع الوقت تتلاشى. أمام كل ألم يعتريك، الصمت هو الصبر. التشتت هو بدء الشرور. الناس في أغلب الأحوال يتكلمون، وفي القليل يعملون. علّم فمك أن يتكلم بمكنونات قلبك. في اللحظة التي نكتم فيها سقطة أخينا يكتم الله سقطاتنا، ولكن عندما نكشفها يكشف الله سقطاتنا. كل ما يتجاوز القياس (المبالغة) هو من الشيطان. الشر لا يبطل الشر أبدًا، إنما إذا أساء إليك أحد أحسن إليه، لأنك بذلك تجحد الشر. كيف نقتنى مخافة الله وفي ديرنا براميل من الجبن وصناديق ملآنة بالأطعمة المملحة؟ موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيمن المعترف القديس | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في التاسع من شهر كيهك. تدعوه “الشهيد بدون سفك دم”، فقد شارك الشهداء شهادتهم للسيد المسيح أمام الولاة، محتملاً عذابات كثيرة من أجل اسم المسيح، وتمتع معهم ببركات رعاية الله الفائقة لهم، فتأهل لرؤى سماوية وسط الآلام، ولكن لم يسمح له الرب بسفك دمه ليتمم رسالته في الكنيسة. نشأته جاء القديس بيمن ثمرة صلوات والديه التقيين الشيخين، ساويرس كاهن مدينة أبسويه بإخميم ومريم العاقر. ظهر ملاك للكاهن في الكنيسة يبشره بميلاد هذا الطفل ويحدثه عن رسالته. نشأ في بيت تقي يتشرب الإيمان الحيّ العملي، وفي التاسعة من عمره أُرسل إلى الكتاب ليتعلم القراءة والكتابة، وكانت نعمة الله تعمل فيه بقوة. صار جفاف شديد حيث لم يرتفع الفيضان ثلاث سنوات متوالية، تنيح في أثنائه الكاهن ساويرس، وانطلقت مريم العجوز مع الفتى إلى قرية “البيار” ليعمل في بستان أرخن تقي يدعى أمونيوس. كان الفتى يحمل طعامه كل صباح ليقدمه لرجل أعمى يلتقي به في الطريق ويبقى صائماً حتى التاسعة وهو يعمل في البستان باجتهاد. وقد بارك الرب البستان بصورة غير طبيعية، فشعر أمونيوس أن “بيمن” وراء هذه البركة فسلمه كل أمواله كوكيلٍ عنه. هذه الثقة لم تزد بيمن إلا اجتهاداً ومثابرة، وفي نفس الوقت كانت نفسه ملتهبة بالروح فصار يمارس الصلوات الدائمة وأصبح يصوم يومين يومين ثم ثلاثة أيام، وأحياناً يبقى الأسبوع كله صائماً. تجربة قاسية حسد عدو الخير بيمن على نموه الروحي وأمانته في العمل، فأثار بعض العمال الأشرار ضده الذين أدركوا أن طهارته وراء هذا النجاح الفائق فأوعزوا إلى امرأة زانية أن تقترب منه وتغويه. وبالفعل إذ جاءت إليه صارت تسئ التصرف فانتهرها وإذ تمادت في تصرفها ضربها بيده فجاءت على قلبها فسقطت ميتة، فخاف الكل. أما هو فجاء بماء وسكب عليه زيتاً وصلى ثم رشّها بالماء ورشم عليها علامة الصليب فقامت في الحال، وخلعت عنها كل الحلي وألقتها بعيداً لتسجد أمام بيمن بدموع تطلب منه أن يغفر لها ما ارتكبته في حقه، وتسأله أن يصلي عنها ليقبل الله توبتها، الأمر الذي أدهش الحاضرين. وإذ أعلنت صدق توبتها أرسلها إلى أحد أديرة العذارى. حياته الديرية يبدو أن كان لهذا الحدث أثره لا في حياة المرأة وحدها أو الرجال الذين أتوا بها إليه وإنما في حياة القديس بيمن نفسه، فقد وضع في قلبه أن يترك العمل الزمني ليكرس كل وقته للعبادة، فإن كان قد دفع بالزانية التائبة إلى دير العذارى يليق به أن يلتحق هو أيضاً بأحد الأديرة. حمل بيمن ما لديه من أمانات وقدمها لزوجة الأرخن ليوّدعها، قائلاً لها: “استودعك الله أيتها الوالدة المباركة، وقد أرضتني تعاليمك الصالحة، وليبارك الله سيدي الأرخن ويخلص نفسيكما ويعوضكما عن تعبكما معي أجراً سمائياً. إذ سمعت ذلك السيدة، وكانت تحسبه كأحد أبنائها بكت كثيراً وسألته ألا يمضي، فأجابها: “هأنذا لي زمان كثير في خدمتكما يا سيدتي، ومن الآن سأكون خادمًا لسيدي يسوع المسيح”. إذ ودّعها انطلق إلى الدير في هناده (بلصفورة) حيث التقي برئيس الدير الذي فرح به من أجل نعمة الله الحالة عليه وبشاشته. جاء الأرخن وصار يقّبل بيمن ويبكي، قائلاً له: “ماذا فعلت بك أيها القديس حتى تمضي وتتركنا يتامى؟! أنت تعلم إنك عندنا أفضل من أخ أو ابن، وكل ما كان لي وضعته تحت تصرفك، وقد بارك اللَّه بيتي وأموالي منذ أتيت إلينا”. عندئذ صار رئيس الدير يعزى الأرخن أمونيوس. اعترافه قضى القديس حياته الرهبانية في جهاد روحي نسكي فكان ينمو في الفضيلة. اشتاق أن يشهد للسيد المسيح فذهب إلى أنصنا وصار يوبخ الوالي على تعذيبه المسيحيين، فأمر بتعذيبه، وإذ وضعه على الهنبازين ظهر رئيس الملائكة ميخائيل وكسره فآمن الجند بالسيد المسيح. أُلقى على سرير مُحمى بالنار، وإذ لم تصبه النار أخذ أحد الجند سيخاً محمى بالنار وادخله في بطنه، وإذ انتهره القديس على ذلك انفتحت الأرض وابتلعته، فآمن كثيرون. أُلقى بيمن في السجن وقبل أن يصدر الحكم عليه بالموت كان قسطنطين قد تولى الحكم وجاء الأمر بعدم التعرض للمسيحيين (عام 313م). مع الملكة زوجة ثيؤدوسيوس عند حديثنا عن القديس إيسيذورس قلنا أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس أرسل إلى شيوخ البرية يسألهم إن كان يتزوج بامرأة ثانية لينجب طفلاً يرث الملك، وإذ رفض القديس إيسيذورس زواجه بثانية استراح الإمبراطور إلى حين، وبإيعاز من أخته الشريرة بلخاريا أرسل ثانية ليكرر الطلب، وكان القديس قد تنيح فجاء الآباء برسالة الإمبراطور إلى حيث دُفن القديس فسمعوا صوتاً يقول وان تزوج الإمبراطور عشرة نساء لا ينجب طفلاً حتى لا يشترك نسله مع الهراطقة. يروى لنا ميمر القديس بيمن المعترف (نسخه يوحنا بن الطحاوي سنة 1266 ش) أن هذا القديس عاصر الإمبراطور ثيؤدوسيوس والتقى بزوجته التي ذاقت الأمرين من أخت الملك بلخاريا. قيل أن الملكة كانت إنسانة تقية تحب كلمة الله والتسبيح، إذ دخلت الكنيسة في روما وجدت شماساً يُحسن القراءة شجي الصوت، بتول، فسألته أن يحضر إليها في القصر، وكانت تقضي أغلب اليوم تستمع إلى الألحان وقراءة الكتب. وجدت بلخاريا أخت الملك فرصتها إذ كانت شريرة ومتعلقة بأحد رجال البلاط يدعى مرقيان، والذي تزوجته بعد ذلك. ادعت بلخاريا أن الملكة على علاقة دنسة مع الشماس، وإذ وجده الإمبراطور في القصر غضب، وأخذ من يده الكتاب المقدس. حُمل إلى الساحة لإعدامه، وإذ بالطبيعة تثور وملاك الرب يختطفه ليذهب به إلى أورشليم، وإذ خاف الجند أشاعوا أنهم أغرقوه في البحر. حزنت الملكة جداً إذ ظنت أنها هي السبب في موته لأنها استدعته إلى القصر، فصارت تبكي بمرارة وتطلب من الله أن يكشف للملك عن الحقيقة. وبالفعل إذ نام الملك أرسل الله ملاكه يخبره بكل شئ وأن ما ادعته بلخاريا محض افتراء. استيقظ الملك ليخبر زوجته انه صفح عنها دون أن يخبرها بالرؤيا، وإذ كانت الملكة قد مرضت وتزايد مرضها جداً استأذنته أن تذهب إلى مصر لتلتقي بالأنبا بيمن المعترف بجوار أخميم. وقد عزاها القديس وطمأنها على الشماس كما شفاها باسم الرب، وقد رفض قبول الهدايا الكثيرة التي قدمتها ماعدا بعض أواني للمذبح بالدير. مساندته للأسقف تعرض أسقف المدينة لضيق من أسقف غير شرعي (أريوسي) قد جمع شعباً وصار يقاوم الأسقف الأرثوذكسي، فقان الأنبا بيمن ومعه جماعة من الرهبان ذهبوا إلى الأسقف غير الشرعي وجادلوه حتى أفحموه وتبدد هو وجماعته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بينوفيوس القس القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد قديسي القرن الرابع، نشأ في دير بمدينة أنيفوAnepho ، أو بانيفيو، أو بانيفيسيس Panephysis، وهى مدينة كبيرة تعرضت لزلزالٍ فتحولت مع القرى المحيطة بها إلى أشبه بمستنقعات، فهجرها سكانها، وأصبحت تصلح لسكنى المتوحدين. موقعها الحالي بحيرة المنزلة. تربى هناك وسط جماعة المتوحدين، وكان ينمو في المعرفة الروحية والحياة التعبدية والنسكية، فصار موضع حب الكل، وفاحت رائحة المسيح الساكن فيه. عمله التدبيري إذ أحبه الرهبان جداً سيم قساً بالرغم من امتناعه أولاً، وأصبح مدبراً لدير يضم مئات الرهبان، فكان مثلاً حياً للأبوة الصادقة المتضعة. كان يهرب من الكرامات الزمنية فكانت تجرى إليه وتلحقه، وشعر كأن خطراً يصيبه، لذا فكر جدياً في الهروب من الدير متخفياً. هروبه من دير طبانسين تخفى القس بينوفيوس وهرب إلى دير طبانسين بالقرب من قنا، في مواجهة دندرة، حيث اشتاق أن يعيش هناك تحت التدبير والطاعة والخضوع عوض الرئاسة. تقدم إلى رئيس الدير، ونصحه الرئيس أن يرجع إلى العالم، إذ يعجز عن أن يبدأ حياته الرهبانية في الدير وهو في هذا السن. ظل بينوفويس واقفاً على الباب يطلب بدموع أن يقبلوه أن يخدم في الدير ولا يقيم كراهب، وتحت الإلحاح قبلوه تحت الاختبار. صار يعمل كمساعدٍ لراهب شاب يعمل في حديقة الدير، فتظاهر كمن هو عاجز عن القيام بالعمل العادي. وكان الراهب الشاب عنيفاً والشيخ في طاعة يسمع له ويتتلمذ على يديه بلا جدال، بل بفرح وسرور. عاش في الدير كأحد الخدم لا يلتفت أحد إليه، وهو بهذا متهلل بالروح. لكن سرعان ما أُعجب به الراهب الشاب وأحبه جداً. كان يقوم في الليل بأعمال النظافة في الدير التي يأنف منها باقي الرهبان دون أن يعلم أحد. أما بالنسبة لحياته التعبدية فكان يمارسها في الخفاء مع نسكٍ شديدٍ. وإذا دخل الكنيسة احتل الصف الأخير ليسمع بانسحاق دون أن ينطق بكلمة. انكشاف أمره بعد ثلاث سنوات من ممارسته هذه الحياة الهادئة البعيدة عن الأنظار زار أحد رهبان منطقة البرلس الدير الذي فيه الشيخ. ذُهل حين رآه يحمل السبخ ويضعه حول الأشجار، وإذ تعرف عليه جيداً وقع عند قدميه طالباً البركة، وكشف أمره للرهبان معلناً أنه القس بينوفيوس رئيس دير بالبرلس، له أعماله الرعوية العظيمة وشهرته الفائقة. صار الأب يبكي بمرارة لانكشاف أمره بين ذهول كل الرهبان ودهشتهم، فخرج معه وفد إلى ديره ليقدموه إلى رهبانه بتكريمٍ عظيمٍ. استقبله رهبانه بفرح عظيم، إذ كانوا يحسبونه أنه خرج للوحدة فترة قصيرة وقد طالت جداً، لكنهم إذ عرفوا ما فعله كرموه بالأكثر وانتفعوا من اتضاعه وهروبه من المجد الباطل، أما هو فكان يبكي لانكشاف أمره وحرمانه من العمل بعيداً عن الأنظار. هروبه إلى بيت لحم لم يحتمل قديسنا الكرامة المتزايدة لذا فكر في الهروب خارج مصر حتى لا ينكشف أمره، وبالفعل تسلل في إحدى الليالي منطلقا إلى دير ببيت لحم حيث تقدم للرهبنة، وتحت إلحاح شديد قبلوه كأحد الخدم، وشاءت إرادة الله أن يكون نصيبه هو العمل في قلاية القديس يوحنا كاسيان الذي كتب لنا سيرته وأقواله. لمس فيه القديس يوحنا كاسيان رقته وقداسته فأحبه جداً، وتكونت بينهما صداقة روحية دون أن يعلم الأول شيئاً عنه. مرت الأيام وجاء أحد الإخوة من دير البرلس وكشف أيضاً أمره، وتكرر الأمر بعودته إلى ديره بكرامة وتبجيل بينما كانت دموعه لا تجف. زيارة كاسيان له إذ زار القديس كاسيان وصديقه جرمانيوس مصر، ذهب إلى صديقه الحميم القس بينوفيوس، حيث وقع على عنقه وقبّله، ومكث معه في قلايته التي كانت تقع في أقصى الحديقة، وكانا يسبحان الله ويمجدانه. من كلماته كم هي عديدة الوسائل التي بها ننال مغفرة خطايانا، حتى أنه ما من أحد يشتاق إلى خلاص نفسه يتطرق إليه اليأس، لأنه يرى أنه مدعو للحياة بأدوية كثيرة هذا عددها! يحدث أيضا حتى من باب العطف أن نفكر في سقطات الغير أو أخطائهم، فنتأثر باللذة ونسقط بالتالي في هموم الآخرين. عندما تخطر بذاكرتك الخطايا السابقة، اهرب منها كما يهرب الإنسان البار الشريف متى وجد امرأة عاهرة شريرة تطلبه في الطريق العام بواسطة حديثها معه أو تقبيلها إياه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيهور الأب | الولادة: – الوفاة: – أبا بيئور Pior أو بيهور بالقبطية تعني “الذي للإله حورس”، وهو غير أبا أور السابق الحديث عنه. أحب الحياة الرهبانية فانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس الكبير عام 325م تقريبا وتتلمذ على يديه لسنوات قليلة، وإذ بلغ الخامسة والعشرين اشتاق إلى حياة الوحدة فاستأذن معلمه وانطلق إلى منطقة نتريا حوالي عام 330م، وعاش في قلاية بعيدة ما بين منطقة نتريا وشيهيت، ربما تقترب من منطقة القلالي، وبقى يتردد أيضا على شيهيت كل أيام حياته. حفر بئراً فكان ماؤه مراً، وظل يشرب منها لمدة 30 عاماً حتى تنيح، وكان زائروه يحضرون ماءاً ليشربوا منه. قيل أن الله جعل الماء المر حلواً في فمه. تشدد في نسكه فصار يأكل خبزاً جافاً مع خمس زيتونات يومياً، كما صمم ألا يرى أحداً من أقاربه. جاء عنه: عمل الطوباوي بيهور عند أحد المزارعين وقت الحصاد، ثم ذكره أن يدفع له أجرته فأرجأ الدفع، ورجع أبا بيهور إلى ديره. وفي الموسم الثاني عاد إلى نفس الرجل وجمع المحصول بإرادة صالحة وعاد إلى ديره. مرة أخرى في السنة الثالثة قام أبا بيهور بالعمل نفسه وعاد إلى ديره كما فعل سابقاً دون أن يتقاضى أجرة. بينما كان الطوباوي فرحاً لأنه غُبن في أجرته امتدت يد المسيح على ذلك البيت، فحمل المزارع أجرة الطوباوي وصار يتنقل بين الأديرة يبحث عنه، وبعد صعوبة ومشقة وجده فسقط عند قدميه وتوسل إليه أن يقبل الأجرة التي له. أما القديس فرفضها قائلاً: “ربما تكون في حاجة إليها، أما أنا فالله يهبني أجرتي”، وإذ ألحّ الرجل متوسلاً أن يقبل الأجرة سمح له القديس أن يقدمها للكنيسة. كان أبا بيهور يأكل وهو يمشي، فسأله أحد الإخوة: “لماذا تأكل هكذا يا أبتي؟” قال: “لا أريد أن يكون الطعام مهنة، إنما يكون عملاً ثانوياً”. انعقد في الإسقيط اجتماع بسبب أخٍ أخطأ فتكلم الآباء أمام أبا بيهور فظل صامتاً. ثم نهض وخرج يحمل على كتفه كيساً مملوءاً رملاً، ووضع قليلاً من الرمل في سلة وحملها أمامهم. فلما سأله الآباء عن سبب تصرفه هذا، قال: “هذا الكيس المليء بالرمل هو خطاياي الكثيرة العدد قد تركتها ورائي لئلا أحزن بسببها فأبكي، أما خطية أخي فهي أمامي انشغل بها إذ أنا أدينه، مع أنه لا يليق بي أن أفعل هكذا، إنما يجب بالأحرى أن أضع خطاياي نصب عيني واهتم بها متضرعاً إلى الله أن يغفر لي”. عندئذ قام الآباء قائلين: بالحقيقة هذا هو سبيل الخلاص. هذا التصرف شبيه بتصرف القديس أنبا موسى الأسود الذي حمل كيساً مملوءاً رملاً على ظهره، وكان به ثقب والرمال تتسرب منه، قائلاً إنه وضع خطاياه وراء ظهره لئلا ينظرها وقد جاء ليدين أخاه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الشُطبي الأمير | الولادة: – الوفاة: – في أيام الملك نوماريوس جاء الأمير أنسطاسيوس إلى مصر ليختار رجال أشداء يصلحون للحرب في الجيش الروماني لمحاربة الفرس. وإذ بلغ الأمير صعيد مصر أُعجب بشاب يدُعى يوحنا بقرية تابور التابعة لمدينة شُطب، فقدم له هدايا كثيرة ليذهب معه إلى إنطاكية فرفض مغادرة وطنه. عبثًا حاول زوج أخته كيريوس والي قرية تابور إقناع الأمير بترك يوحنا، إنما قبض الأمير على يوحنا وحبسه في معصرة حتى لا يهرب، وبناء على رؤيا إلهية وافق يوحنا على ترك مصر، خاصة وأنه خشي لئلا بسببه يقوم الأمير بأعمال عنف في قريته. إذ بلغ يوحنا إنطاكية أحبه الملك نوماريوس وأُعجب به، فقربة إليه، بل وزوّجه بأوسانية ابنة الأمير أنسطاسيوس وكانت وثنية، فأنجب منها ابنا جميلاً دُعي تادرس. اكتشفت الأميرة أن يوحنا مسيحي، فكانت تضغط عليه بكل طريقة لإنكار مسيحه، وكانت تهينه محتملاً بصبر من أجل ابنه حتى لا ينشأ وثنياً. وبناء على رؤيا إلهية اطمأن أن ابنه سيكون بركة لكثيرين فترك إنطاكية وعاد إلى بلده بصعيد مصر، وكان لا يكف عن الصلاة من أجل إيمان ابنه وخلاص نفسه بدموع كثيرة. كانت الأميرة أوسانيا تبث في روح ابنها العبادة الوثنية، مؤكدة له أن أباه مات في الحرب. وقد نشأ تادرس الأمير يعمل في الجيش، له مكانته الخاصة في البلاط الملكي، خاصة وانه حمل روح الحكمة والتقوى. عرف خلال اتصالاته أن والده كان مصرياً مسيحياً طردته أمه بسبب إيمانه، وأنه لا يزال حياً. فاتح الأمير والدته في أمر والده، وأعلن لها انه قد عرف الحقيقة، وأنه قد قبل الإيمان بالسيد المسيح، فحزنت جداً وصارت تنتهره. قدمت له وثناً لكي يستغفر خطأه ويقدم له العبادة، فضرب الوثن بقدمه وتحطم، وإذا بشبح يظهر كما من الوثن يصرخ قائلاً: “مادمت قد طردتني من مسكني فسأنتقم منك، وأنزل الويلات عليك”، ثم تلاشى كالدخان. خرج الأمير من حضرة والدته إلى كاهن يدعى أولجيانوس لينال سرّ العماد، وهو في الخامسة عشرة من عمره. إذ تولى دقلديانوس الحكم أُعجب به وأحبه لبسالته فأعطاه لقب إسفهسلار (معناه قائد حربي تعادل وزير الدفاع حالياً). في أحد الأيام تعرض مع رجاله الحربيين للظمأ بعد جهاد طويل ضد الأعداء فيه تغلب عليهم، صلى الإسفهسلار لله فأرسل مطراً في الحال وشرب الجميع، وتعجبوا لإيمانه. في صعيد مصر شعر الأمير تادرس بشوقٍ لرؤية والده وكان لا يكف في صلاته عن الطلب من أجل تحقيق الله له هذه الرغبة. ظهر له ملاك الرب وأعلن له أن يذهب إلى مصر ليلتقي بوالده، وبالفعل أخذ اثنين من كبار رجال جيشه هما أبيفام وديسقورس وذهب إلى الإسكندرية ومنها إلى الصعيد. وقد أجرى الله على يديه عجائب في السفينة حتى آمن من بها بالسيد المسيح. في شُطب خاف أهلها لئلا يكون قد جاء هذا الأمير ليأخذ شبابها ورجالها للجيش، أما هو فدخل مع صديقيه إلى الكنيسة يشكرون الله. التقى الأمير بخادم الكنيسة الشيخ وسأله عن رجل يُدعى “يوحنا”، فعرف انه لا زال حياً، وأنه قد شاخ وهو مريض. ذهب إليه وتعّرف عليه حيث ارتمى في أحضانه، وبشره بأنه آمن بالسيد المسيح. بعد خمسة أيام انتقل يوحنا إلى الفردوس بعد أن بارك ابنه تادرس، وخرج الكل يشيع جثمانه ليدفن بجوار أبيه ابيشخار وأخته أنفيليا. عودة الأمير تادرس للحرب قام الفرس على مملكة الروم فأرسل دقلديانوس يستدعيه. انطلق إلى إنطاكية، ورافق الأمير تادرس المشرقي في ميدان الحرب، وكانا يعملان معاً، وإذ غلبا نال الأمير تادرس الشطبي حظوة عظيمة لدى دقلديانوس، فجعله والياً على مدينة أوخيطس. قتل التنين كان بالمدينة تنين ضخم يرتعب منه كل أهل مدينة أوخيطس، فكانوا من فترة إلى أخرى يقدمون له طفلاً أو اثنين يبتلعهما فيهدأ. رأى القديس تادرس والي المدينة رئيس الملائكة يدعوه لإنقاذ امرأة تقف من بعيد تحتاج إلى معونته. وبالفعل تطلع إليها القديس وسألها عن سبب حزنها، فخافت أن تتكلم لكنه إذ ذكر اسم المسيح هدأت وأخبرته أنها إنسانة مسيحية، كان رجلها جندياً وثنياً، مات وترك لها ابنين قامت بعمادهما سراً، وإذ ثار أهل زوجها عليها جاءت إلى هذه المدينة هاربة ومعها الولدان، فأراد أهل المدينة تقديمهما للآلهة. رفض كهنة الأوثان ذلك وطلبوا من مقدمي الطفلين أن يربطوهما في شجرة بجوار الموضع الذي يظهر فيه التنين حتى متى رآهما يأكلهما فيهدأ. إذ رأى القديس مرارة نفسها ركب جواده وانطلق نحو الموضع الذي يظهر فيه التنين، وعبثاً حاول رجال المدينة العظماء ثنيه عن عزمه، إذ كانوا يخافون عليه من هذا الوحش الضخم العنيف. أما هو فصلى إلى ربنا يسوع المسيح علانية، وانطلق يقتل الوحش وأنقذ الولدين بل والمدينة كلها. استشهاده بالرغم من اتفاق ليسينيوس (ليكينيوس) Licinius مع الإمبراطور قسطنطين على ترك الحرية الدينية في البلاد بمقتضى مرسوم ميلان سنة 313م، لكن بقي الأول يضطهد المسيحيين بعنف حتى هزمه قسطنطين عام 325م. في هذه الفترة استشهد الأمير تادرس، الذى اشتكاه كهنة الأوثان لدى الملك ليكينيوس. أعلن الأمير إيمانه أمام الملك فجنّ جنونه، وأمر بضربه بالسياط حتى تهرأ جسمه، كما وُضع على الهنبازين لتمزيقه وكان الرب يسنده ويقويه، وأرسل له رئيس ملائكته ليسنده ويشجعه. حاول ليكينيوس ملاطفته عارضاً عليه الكثير فرفض، فأمر بإلقائه على سرير حديدي وإيقاد نار تحته. وكان الرب يتمجد على يديه فآمن كثير من الجند والجمهور بالسيد المسيح، حتى استشهدت أعداد غفيرة بسببه. عُلق برجليه منكس الرأس بعد ربط حجارة بعنقه. كان كلكيانوس والي الإسكندرية في زيارة للملك فقام بدوره بملاطفة الأمير تادرس ليجتذبه إلى عبادة الأوثان. وبعد عذابات كثيرة ظهر له السيد المسيح يدعوه للتمتع بالفردوس. وأخيراً قُطعت رأسه في 20 من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الطابنسيني القديس | الولادة: 323 الوفاة: 375 هو أقرب تلاميذ القديس باخوميوس أب الشركة إلى نفسه، لقبه اليونانيون في السنكسار “بالمقدسLa Sanctifie “. في ذات يوم تنبأ الأب باخوميوس أن شابا صغيراً سيأتي إلى الدير سيكون يوماً ما خليفته في إدارة الأديرة، إذ قال لهم: “إننا أرسلنا إلى مدينة لاتوبوليس (إسنا) أخانا باكيسيوس للعناية بالمرضى، وقد أخطرني ملاك الرب للحال أنه سيرجع هذه الليلة ومعه إناء مختار وهو صبي يافع عمره حوالي 13 سنة ويدعى اسمه تادرس”. وقد حدث فعلاً أن رجع الأخ ومعه هذا الصبي المبارك. نشأته ولد نحو سنة 323م في عائلة شريفة غنية، وكان أبوه أرخناً، كان مهتماً بتعليمه الكتب، وأمه كانت مؤمنة و كانت تحب تادرس أكثر من جميع اخوته من أجل ميوله الدينية. وفي عيد الظهور الإلهي اعتادت بعض العائلات أن تقيم الحفلات وتتبارى في أنواع المأكولات والمشروبات، وإذ كان تادرس (ثيؤدورس) في ذلك الوقت في الثانية عشرة من عمره بدأ يفكر في ذلك القصر الفخم الذي يعيش فيه مع عائلته وتلك النفائس التي يمتلكها والده، تطلع إلى الوليمة التي أمامه، ثم أخذ له ركناً في القصر ليختفي ويركع مصلياً بدموع غزيرة طالباً إرشاد الله له. وإذ بحثت عنه والدته ووجدته سألته عن سبب بكائه فلم يجبها، وإنما احتج بأنه مريض، وانفرد ليصلي حتى المساء. رهبنته استأذن والديه ليعتزل مع بعض المتوحدين القديسين في إيبارشية لاتوبوليس، وهناك انفرد في عبادته، وكان الإخوة يحبونه متعجبين لعمل نعمة الله فيه. إذ كان يوماً مجتمعاً مع المتوحدين في المساء كالعادة يشاركهم الصلاة ويتمتع بكلمة الله سمع عن أحد الإخوة يتحدث عن القديس باخوميوس وعن تعاليمه. إذ فرغ تادرس من صلاته لم يستطع أن ينام، ولا غمضت عيناه، بل بين حين وآخر كان يقف مصلياً ببكاء، راجياً الرب أن يسمح له برؤية القديس باخوم. وفي الصباح أسرع تادرس إلى الأخ الذي تكلم بالليل عن باخوم وأخذ يسأله عن سيرته، فأجابه الأخ: “أما عن تعب هذا الرجل، لعلي ما سمعت عنه كثير جداً، بل رأس أعماله هو هذا أن كل صبي يمضي إليه يترهب ويسلك عنده يبذل كل ما في طاقته أن يحفظه بنعمة الله بغير خطية طاهراً”. طلب تادرس من الأخ أن يخبره عن نظم الأديرة وقوانينها فأخبره. وإذ سمع بذلك كان يداوم الصلاة لكي يهيئ الله أمر لقائه بباخوم قائلاً: “أيها الرحوم، يا من تستجيب لكل طالب، اجعلني أهلاً أن التقي بعبدك، وأن استحق أن أعرفك على يديه”. وفي ذات يوم مرض تادرس فأتى إليه والديه بأطعمة إلى الدير، أما هو فلم يقبل خشية مخالفة القوانين التي سمعها من الأخ الخاصة بالنظام الباخومي. وإذ أشتد به المرض أخذه أبواه إلى المنزل دون أن يشعر بسبب ثقل المرض. فلما عاد إلى وعيه قدموا له الطعام، فأصر ألا يأكل ولو إلى الموت ما لم يردوه إلى الدير، فاضطروا إلى إرجاعه، وصار الإخوة يخدمونه حتى سمح الله له بالشفاء. لقاؤه بأبينا باخوم وبعد أربعة شهور جاء إلى الدير أخ ناسك من شركة القديس باخوم اسمه باكيسيوس، وكان عجيباً في سيرته وصلواته، فلما رآه تادرس شعر أن الرب أرسله إليه لكي يقوم بتوصيله إلى باخوميوس. فاتح تادرس الأب في الأمر، فلما سمع منه أمره خاف أولاً بسبب والديه. وإذ أراد الأخ أن يعود إلى ديره ركب سفينة بالنيل، فكان الصبي تادرس يتبع السفينة على الشاطئ. وإذ رأى الذين في السفينة هذا المنظر أخبروا باكيسيوس الناسك، فاضطر أن يأخذه معه. وصل الاثنان إلى الدير، فدخل باكيسيوس إلى باخوم يخبره بالأمر، فأذن لتادرس بمقابلته إذ كان يتوقع مجيئه كما رأينا. رأى تادرس الأب باخوم، فسقط على الأرض باكياً وهو يقبّل قدمي باخوم. فقال له الأب: “لا تبكي يا ابني فإن ذاك الذي لأجله هربت وإليه التجأت، أي الرب يسوع المسيح، هو يكلل جميع ما رسمته في قلبك بالنجاح”. وكان تادرس في ذلك الوقت في حوالي الثالثة عشرة من عمره. جهاده منذ اللحظة التي التقى فيها تادرس بباخوم لم يكف عن طاعة أبيه طاعة كاملة، متدرباً على حياة الإيمان العامل الحي. فلم يتأخر قط عن صلوات نصف الليل منذ حداثته، وأن يجاهد جهاد الشيوخ المختبرين، حتى صار قدوة حية في وسط الدير. طاعته لأبيه: تعلقت نفس تادرس بأبيه وأحبه جداً، فكان يلازمه كثيراً ويطيعه في كل أمرٍ. محبته الروحية لعائلته: مرت سنوات على رهبنة تادرس ولم ترَ أمه وجهه ولا جاءها منه خطاب، فقصدت أسقف بلدها والأساقفة القريبين منها وأخذت منهم خطابات توصية لترى ابنها. حملت الأم الخطابات وذهبت إلى دير الراهبات الذي ترأسه مريم أخت باخوم، ومن هناك أرسلت إلى الأب تستعطفه أن يرسل إليها ابنها لتراه، وأرسلت إليه خطابات التوصية. فاستدعى الأب تلميذه وأخبره بالأمر وطالبه أن يذهب لرؤية أمه من أجل خطابات الآباء الأساقفة. أما هو ففي جدية قال لأبيه: “يا أبي العزيز إن أمر مخلصنا واضح إذ قال: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت السماوات”. وإذ سمعت الأم ذلك تأثرت جداً والتهب قلبها بمحبة الله، فوزعت كل ممتلكاتها لتعيش كراهبة. جاء أيضاً أخوه بفنوتي و طلب مقابلته لكي يترهب، وتحت ضغط القديس باخوم قابله بسرعة، قائلاً له: “إن كنت من أجلي أتيت لتترهب، فإنني إن تخليت أنا عن الرهبنة تتخلى أنت أيضاً. وإن كنت قد أتيت من أجل مخافة الله، فإنني أن صبرت أنا أو لم أصبر، أنت تبقى راسخاً على الدوام”. وإذ أراد بفنوتي أن يسكن مع تادرس رفض قائلاً له لئلا يكونا مثل الجسدانيين، إنما جميع الذين في الدير هم أخوة وبنون لأبيهم بلا تميز. نقاوة قلبه: حدث أنه إذ كان يصنع حبالاً في قلايته وهو يتلو مما حفظ من الكتاب المقدس إذا بفكر نجس يهاجمه، فقام للحال وأخذ يصلي. للحال رأى القلاية اضاءت، وظهر له ملاكان مضيئان في شبه رجُلين. خاف إذ لم يكن رأى رؤى من قبل، فهمّ بالخروج لكنه من خوفه سقط، فأقاماه ونزعا الخوف عنه ثم دعاه أحدهما وسلمه مفاتيح كثيرة. جهاده في النسك: جاء إلى أبيه باخوم في أيام البصخة، قائلاً: “يا أبي حين كنت علمانياً كنت أصوم يومين يومين، والآن ماذا ينبغي أن أفعل وقد أدخلني الرب إلى هذا الكمال؟ هل أصوم إلى رابع يوم ثم أعمل في اليومين الآخرين؟” أجابه أبوه بأنه يلزمه ألا يزيد عن اليومين لئلا يعجز عن العمل و الصلاة. “فالصوم يجب ألا يكون عائقاً عن تنفيذ الوصايا بل مساعداً له. وإذ رأى إنسان في نفسه أنه قادر على الصوم أربعة أيام وجسده قوي يقدر على العمل والصلاة ونفسه في يد الرب فلا ينتفخ أو يسقط في الكبرياء، فإن هذا أيضاً متى صام أربعة أيام متوالية يُعثر الضعفاء الذين في الدير فانهم يتشبهون به فيتعبون. هذا بالنسبة للراهب في الشركة، أما النساك الكاملين فهؤلاء لهم أن يصوموا هكذا لا في أيام البصخة فحسب بل كل أيام حياتهم تكون بالنسبة لهم كأنها بصخة إلى يوم افتقادهم…” حبه لخلاص كل نفس: أراد أحد الإخوة أن يترك الدير لأن أبانا باخوم كان قد أّنبه، فلما سمع تادرس بأمره تظاهر هو أيضا بأنه يرغب في ترك الدير، واتفق مع الأخ إما أن يبقيا معًا أو يتركا الدير معاً. بهذا كسب الأخ بعد أن لاطفه الأب باخوميوس. رئاسته دير طبانسين أقامه القديس باخوميوس أقنوماً أو رئيساً لدير طبانسين وهو لم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره. امتاز باستشارته للإخوة في كل شئون الدير، وكان يرجع إلى القديس باخوميوس يطلب إرشاده، وكان الأب باخوميوس يحبه جداً لطاعته ونموه المستمر. نائب القديس الأنبا باخوميوس لما نما تادرس في عمل الرب بطبانسين أخذه الأنبا باخوم عنده في دير بافو، وأقام آخر عوضاً عنه. وكان تادرس مساعداً لباخوم، أقنوماً أولاً ومشرفاً عاماً على سائر الأديرة يفتقد الإخوة ويشفي أمراض نفوسهم، ويقبل الراغبين في الرهبنة. وكان يمتاز ببشاشته ولطفه مع الجميع، لذلك كان محبوباً ومهوباً من الكل. وفي ذات يوم بينما كان في الكنيسة مع الإخوة، وكانوا يرتلون بالمزامير، إذ به يرى السيد المسيح جالساً على كرسي ويحيط به الإثني عشر رسولاً. في ذات يوم مضى الأنبا باخوم إلى الدير، فأمر تادرس أن يهتم بالإخوة. وفي الليل قام تادرس وكان يجول في المجمع لينظر الإخوة، وإذ وقف يصلي رأى الإخوة نياماً مثل الخراف وملاك الرب قائماً في الوسط. فلما نظره تادرس أسرع إليه، وقبلما يقترب منه سأله ملاك الرب: “من الذي يحرس الإخوة أنت أم أنا؟” فرجع تادرس إلى الوراء ثم قال إن ملائكة الله هي التي تحرسنا، وكان الملاك الذي ظهر له شبه جندي عليه درع كبير عظيم، وهو جميل جداً ومنطقته عريضة وهي بهية جداً تبرق. وكثيراً ما كان الله يكشف له مع أبيه باخوم أن يرى الملائكة تحمل نفوس المنتقلين من الإخوة الرهبان وهم في فرح وتهليل. تادرس بعد نياحة أبيه عند نياحة الأب باخوم أمسك تادرس بلحية أبيه، وقد طالبه الأب ثلاث مرات أن يحفظ عظامه. وبعد نياحته صار بطرونيوس الأب العام للأديرة وذلك لمدة أيام قليلة وتنيح. ثم تلاه أورسيوس الذي كان قلبه متعلقاً جداً بتادرس، وكان تادرس يحبه ويطيعه ويصغي إلى عظاته كصبي متعطش للمعرفة. وعندما حدث شقاق رأينا أن أورسيوس بإرشاد إلهي طلب أن يكون تادرس هو الأب العام، وبعد إلحاح شديد وتذكيره بقول أبيه له أن يحفظ عظامه ثلاث مرات إشارة إلى حفظ مجمع الشركة من الانقسام، قبل الرئاسة على أنه ما كان يصنع شيئاً إلا بعد استشارة الأب أورسيوس. فعاد كثيرون إلى الشركة وبقي القليل معانداً، مما أحزن نفس تادرس فكان قلبه متألماً جداً. وفي عشية السبت الكبير مرض الطوباوي تادرس وعرف بانتقاله، فاهتم بالفصح المقدس، وجمع رؤساء الأديرة يطلب منهم الصفح. فحزن الأب أورسيوس، وصار الإخوة يبكون ثلاثة أيام. أما هو فطلب صلواتهم ثم انتقل إلى الفردوس في 2 بشنس سنة 375م. كان لموته أثره الكبير في نفوس المنشقين عن الدير الرئيسي الذين جاءوا نادمين وعادوا خاضعين للدير الرئيسي تحت رئاسة الأب أورسيوس. شهادة البابا أثناسيوس عنه في أثناء رئاسته للأديرة وفد البابا أثناسيوس إلى مدينتي أنتينوه وأورموبوليس ثم ذهب إلى دير بافو ولم يكن هناك أورسيوس فكتب رسالة يمدح فيها هذا العمل الجميل واقتداء تادرس وأورسيوس بأبيهما. وكان تادرس مرافقاً للبابا مقدماً له سفينة الدير تساعده إذ كانت السفينة التي للبابا مثقلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الكبادوكي الأب | الولادة: – الوفاة: – يبدو انه كان راعياً قبل سيامته أسقفاً على كبادوكية. مع أنه كان مُساماً حديثاً وقد تعرف على القديس غريغوريوس النزينزي، وُضع على عاتقه أن يحث القديس غريغوريوس ليرعى الأرثوذكس بالقسطنطينية. أجاب عليه القديس (رسالة 222) ليخبره بما فعله، وقد حدثه عن الإهانات التي لحقت به من أساقفة تلك المنطقة، معتذراً له عما حدث على أساس أن تادرس حديث في الأسقفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس المشرقي الأمير | الولادة: 275 الوفاة: 306 وُلد في صور بسوريا سنة 275م، وقد دعاه الأقباط “تادرس المشرقي St. Theodore the Oriental ” لتميزه عن القديس تادرس الشطبي، إذ كانا كلاهما أميرين وقائدين في الجيش الروماني، تعتز بهما الكنيسة القبطية. كان والده صدريخوس Sadrikhos وزيراً في أيام نوماريوس، ووالدته بَطريقَة Patricia أخت الوزير باسيليدس. إذ مات نوماريوس في حرب الفرس وكان ابنه يسطس مشغولاً مع الجند قام صدريخوس ونسيبه باسيليدس بتدبير أمور المملكة حتى ملك دقلديانوس الذي تزوج بابنة نوماريوس أخت يسطس. عُرف تادرس بشجاعته وقدرته العسكرية كقائدٍ ماهرٍ ونبيلٍ، كان منهمكاً في الحرب عند نهر أنطوش أثناء وفاة نوماريوس وتولى دقلديانوس الحكم. وقد شاهد هذا القائد الرؤيا التالية: رأى كأن سلماً يرتفع من الأرض إلى السماء، وعند قمة السلم كأن الرب نفسه جالس على منبر عظيم وحوله ألوف ألوف وربوات ربوات يحيطون به وهم قيام يسبحونه. نظر أيضاً كأن تنيناً عظيماً رابضاً تحت السلم. عندئذ قال له الجالس على العرش: “أتريد أن تكون ابنا لي؟” فقال له: “من أنت يا سيدي؟ ” أجابه: “أنا يسوع كلمة الله، وسوف يُسفك دمك على اسمي”. ثم رأى أحد الوقوف حوله قد أخذه وعمده في معمودية نار، وغطسه ثلاث مرات فصار كله ناراً مثله مثل كل الواقفين حول الرب. في محبة عجيبة قال تادرس: “يا سيدي اشتهي أن لا أفارق صديقي لاونديوس (العربي)”، فأجابه ليس فقط لا يفارق لاونديوس بل وأيضاً بانيقورس الفارسي. ثم رأى كأن هذين الرجلين لاونديوس وبانيقورس قد اُختطفا وعُمدا مثله وسُلما له. عندئذ قام الأمير تادرس من نومه فرحاً وروى ما رآه لصديقه لاونديوس الذي شاركه فرحته. التقى الاثنان ببانيقورس الفارسي، والعجيب أنه أخبرهما بأنه قد شاهد نفس الرؤيا، وكان دقلديانوس قد أقام صلحاً مع فارس. استدعى دقلديانوس الأمير ليخبره بأمر المصالحة مع فارس، وإذ علم الأمير بارتداد دقلديانوس طلب من جنده أن من أراد الاستشهاد على اسم السيد المسيح فليأت معه، وقد انضم إليه كثيرون. انطلق الأمير مع صديقه لاونديوس إلى إنطاكية، وكان والده صدريخوس قد تنيح، فاستقبله الملك بحفاوة، وإذ طلب مشاركته في العبادة الوثنية رفض معلناً إيمانه بالسيد المسيح. سلمه الملك للوالي لكي يحاكمه ويعذبه. أصدر الوالي أمره بنفيه إلى Ctsiphon حيث عذب هناك، لكن الرب أرسل إليه رئيس الملائكة ميخائيل ليسنده ويقويه. أخيراً نال إكليل الشهادة في 12 طوبه سنة 306م. بعد استشهاده تأثر به كثير من كهنة ابوللون، وأعلنوا أيمانهم بالسيد المسيح، وقدموا حياتهم ذبيحة حب لله، فانطلقوا يشاركون القديس إكليله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس بن يوليوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو ابن الشهيد العظيم كاتب سير الشهداء يوليوس الأقفهصي، وقد استشهد مع والده وأخيه يونياس وعبيدهم ووالي سمنود واتريب وجماعة عظيمة يبلغ عددهم ألفاً وخمسمائة استشهدوا معه. وحملوا جسده وجسد والده وأيضاً أخيه إلى الإسكندرية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس تلميذ آمون القديس | الولادة: – الوفاة: – كثيراً ما امتدحه البابا أثناسيوس الرسولي؛ قال عنه: “رجل طاهر قديس أحب أن يكون مجهولاً بين قديسي الله”. كان موضع إعجاب كثير من القديسين. غالباً متى ذُكر القديس آمون الكبير ذكر معه تادرس (ثيؤدورس) بكونه تلميذه البكر، وقد دعاه القديس باخوميوس رفيق حياة الأنبا أمون. رآه القديس أمونيوس – رفيق آمون الكبير وأحد تلاميذه الأوائل – الذي صار أسقفاً، هذا الذي من طبانسين أصلاً؛ وقد طلب منه البابا ثاوفيلس أن يكتب سيرة القديس تادرس. كان يعيش مع القديس أنبا أور في حياة مشتركة، قيل إنهما كانا يطليان القلاية بالملاط، قال أحدهما للآخر: “لو افتقدنا الرب في هذه الساعة، فماذا نصنع؟” فبكيا وتركا الملاط وانصرف كل منهما إلى قلايته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس تيرو القديس | الولادة: – الوفاة: 306 تعيد الكنيسة البيزنطية لثلاثة قديسين من قادة الجيش المحاربين هم تادرس أو ثيؤدور ولقب عائلته تيرو St. Theodore Tiro وجورجيوس وديمتريوس. يوجد ميمر عن القديس تادرس منسوب للقديس غريغوريوس أسقف نيصص. كان شاباً تقياً، دخل الجيش الروماني، وقد أُرسلت فرقته إلى بنطس في الشتاء، فذهب إلى أماسيا Amasea حيث رفض مشاركة زملائه في ممارسة العبادة الوثنية. استدعاه الوالي ورئيس فرقته وسألاه عن سرّ امتناعه فأعلن عن إيمانه بالسيد المسيح. هُدِد بالقتل فأجاب بشجاعة: “يسوع المسيح هو إلهي. إن كانت كلماتي تضايقكما فاقطعا لساني، بل ابترا كل عضو في جسدي لعل الله يقبله ذبيحة!” كان متمسكاً بإيمانه بقوة فاُستبعد إلى حين لعله – في نظرهما – يرجع إلى رشده ويجحد مسيحه، ولما اُستدعى ثانية قدما له إغراءات كثيرة وجزيلة أما هو فضرب بوعدهما عرض الحائط، فتعرض للسياط العنيفة احتملهما كشركة آلام مع مسيحه المتألم، لذا لم يفقد هدوءه وسلامه. وإذ أُلقي في السجن أرسل الله إليه ملائكة تعزيه. اُستدعي للمرة الثالثة، وأُحرق حياً فقامت أوسيبا بدفن رفاته في Euchaita (استشهد في 9 نوفمبر سنة 306م). قال عنه القديس غريغوريوس النيصي وهو يصف شفاعته لمحافظته على بونتس من هجوم السكيثيين الذين حطموا كل الولايات المحيطة: “كجندي يدافع عنا، كشهيد يشفع فينا ويطلب لنا السلام”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس عريان الأرخن وأولاده | الولادة: – الوفاة: – كان تادرس عريان من كبار رجال الدولة المعدودين في القرن السابق، قد كان رئيساً لديوان المالية، من أعيان بلدة أم خنان. كان من معضدي انتخاب البابا كيرلس الرابع (أب الإصلاح)، قدم خدمات كثيرة للأقباط بالرغم من كثرة مسئولياته في دواوين الحكومة المصرية. اهتم أيضاً بالفقراء، فوقف جانباً من أطيانه وممتلكاته لسد أعوازهم. رزقه الله أربعة أولاد هم: عريان بك تادرس الذي حسب من أعظم رجال الدولة ؛ كان رئيس كتاب وزارة المالية المصرية ومن رجال الأمة المشهود لهم بالأعمال الصالحة، كما كان محباً للفقراء؛ انتقل سنة 1888م. والابن الثاني باسيلي باشا تادرس كان رئيساً فخرياً للمحاكم المختلطة، بعد أن شغل وظيفة مستشار في محكمة الاستئناف الأهلية لمدة طويلة، وكان له دوره الفعال في إصلاح حال الأقباط. والابن الثالث سيدهم من رجال الأعمال المالية، والرابع كركور اهتم بأطيان والده وكان معدوداً من أثرياء المصريين. هكذا اتسم تادرس عريان وأولاده بالاهتمام بالثقافة العلمية مع حياة التقوى والاهتمام بشئون الكنيسة بروح إصلاحي تقوي. كانوا أغنياء في الإيمان والحب والغيرة المتقدة قبل الغنى في الأمور الزمنية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس من اليثيروبوليس الأب | الولادة: – الوفاة: – سأل أبا إبراهيم من أبيريا أبا تادرس من اليثيروبوليس: “ما هو الأفضل يا أبتِ، اقتناء المجد أم الهوان؟” أجابه الشيخ: “من جهتي، أنا أريد مجداً لا هواناً، لأني إذا قمت بعملٍ حسنٍ وتمجدت أستطيع أن أدين أفكاري بأني لست أهلاً لهذا المجد. أما الهوان فيأتي من الأعمال الشريرة. كيف إذاً أستطيع أن أعزي قلبي عندما يعثر أناس كثيرون بسببي؟! خير لك عندئذ أن تعمل الخير وتتمجد”. قال الأب إبراهيم: “بالصواب نطقت يا أبتِ”. قال الأب تادرس : “الامتناع عن الطعام يميت جسد الراهب” ؛ وقال شيخ آخر: “لكن السهر يميته بالأكثر”. إن كنت غضوباً فلا تدن زانياً، فإنك تكسر الناموس مثله، لأن الذي قال: “لا تزنِ” قال: “لا تدينوا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تارسيكوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – قيل إن الشهيد تارسيكوس أو ثارسيكوس Tharsicius من روما، من رجال القرن الثالث، كان يحمل الأسرار المقدسة (جسد الرب ودمه) للمسجونين أثناء اضطهاد فاليريان وغالينيوس. وإذ ظنوه انه يحمل جواهر زمنية سألوه أن يسلم ما لديه فتناول الأسرار المقدسة. انهالت الجماهير عليه تضربه بالعصي والحجارة حتى انكسر ذراعه وتمزقت ثيابه وأخيراً أسلم الروح. يرى بعض الدارسين أنه كان شماساً، لذا يعتقدون انه كان يُسمح في روما للشماس أن يحمل الأسرار المقدسة تحت ظروف الضيق الشديد لتقديمها للمسجونين، ربما لأن الكهنة كانوا معروفين ويصعب دخلوهم السجن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاليدا الأم الطوباوية | الولادة: – الوفاة: – يروى لنا القديس بالاديوس أن منطقة طيبة في أيامه كانت تضم 12 ديراً للنساء، بها جماعات نسائية تسلك في حياة روحية تقوية رائعة. التقى القديس بالأم تالدا Talida أم أحد هذه الأديرة، حيث تتلمذ على يديها ستون راهبة تغيرت حياتهن بسببها، كن يعشن معاً بروح المحبة والطاعة، يسعين نحو حياة الكمال. وقد لفت نظره أن بوابة الدير لم تكن تُغلق ليلاً ولا نهاراً كبقية أديرة الراهبات، ومع هذا لم تجسر إحدى الراهبات أن تخرج دون أذن الأم، كما لم يجسر لص أو قاطع طريق أن يدخل الدير. جلس القديس بجوار هذه الأم الطوباوية العجوز التي عاشت في الدير قرابة 80 عاماً، وقد بسطت يديها ووضعتهما على كتفيه في جرأة وحرية في المسيح يسوع، وقد شعر بقوة هذه الطوباوية الروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاييس القديسة | الولادة: – الوفاة: – نشأت تاييس بالإسكندرية يتيمة الأب، وكانت والدتها غير حكيمة استغلت جمال ابنتها البارع فألحقتها بعمل في السوق العام لتكسب الكثير، خاصة وأن الفتاة كانت ذلقة اللسان لبقة الحديث. تعرفت على أغنياء المدينة الذين قدموا لها الكثير عند قدميها من أجل شهواتهم الدنسة، وهكذا اشتهرت تاييس كإحدى الساقطات، تفتح بيتها للأغنياء الأشرار. مع القديس بيصاريون إذ سمع عنها القديس بيصاريون أحد شيوخ برية شيهيت الكبار، وكيف صارت تاييس علة سقوط الكثيرين اشتاقت نفسه إلى خلاصها، فقدم صلوات كثيرة بدموعٍ ومطانياتٍ مع أصوامٍ من أجلها لكي ينتشلها الله من هذه الهوة. تخفى القديس بيصاريون وطلب مقابلتها، وإذ دخل حجرتها دار بينهما الحديث التالي: ألا يوجد مكان أكثر عزلة أستطيع أن أحدثك فيه بحرية؟ يوجد، لكن لا جدوى من الذهاب إليه، لأنك إن كنت تستحي من الناس فإنه في هذه الغرفة لا يرانا أحد، أما إذا كنت تخشى عين الله فليس عندي غرفة لا يراك فيها. هل تعرفين أن الله موجود، وأنه توجد مكافأة للفضيلة ومجازاة عن الخطية؟ فإن كنتِ تعرفين انه يوجد حكم ودينونة، كيف تتسببين في هلاك كل هذه النفوس؟ لأنه من أجل هذه النفوس الكثيرة سيكون عقابك أكثر. إذ شعرت تاييس بجدية الحديث، وتلامست مع نعمة الله الغنية، امتلأت خجلاً، ثم سقطت على الأرض لتنفجر في البكاء بلا توقف، وهي تقول: “يا أبي، السماء هي التي أرسلتك. إني أعلم أنه توجد توبة للذين يخطئون. أريد أن أترك الحياة النجسة التي سلكت فيها منذ زمنٍ بعيد. أرجوك أن تساعدني على خلاص نفسي، وسأطيع أوامرك بكل دقة، ومهما قلت من أمرٍ سأفعله.” علمت تاييس أن هذا الأب كان أحد خدام الله الذين عرفتهم في طفولتها المبكرة. صدق توبتها تهللت نفس القديس بيصاريون جداً إذ رآها صادقة في توبتها، واتفق معها على موضع يلتقيان فيه. انصرف الأنبا بيصاريون ومسحت تاييس دموعها، وأخذت تجمع ملابسها وكل أمتعتها، وجاءت بها إلى السوق في وسط المدينة وأشعلت فيها النيران، وهي تقول: “تعالوا يا جميع رفاق السوء وانظروا، إني أحرق أمام أعينكم كل هداياكم وتذكاراتكم وكل ما جمعته في حياتي الشريرة…”. انطلقت إلى القديس بيصاريون ليرشدها، فأتى بها إلى بيت للعذارى حيث أخذت قلاية صغيرة كانت تتعبد فيها ليلاً ونهاراً بنسكٍ شديدٍ. مع الأنبا أنطونيوس بعد ثلاث سنوات التقى القديس بيصاريون بالقديس أنبا أنطونيوس الكبير، وروى له قصة تاييس التائبة، وسأله إن كان الله قبل توبتها أم لا. طلب القديس أنبا أنطونيوس من بعض تلاميذه أن يصلوا لكي يكشف لهم الرب أمرها. وبالفعل رأى القديس بولس البسيط كأن كرسياً مجيداً لم يجلس عليه أحد بين كراسي القديسين، أمامه ثلاثة ملائكة يمسك كل منهما سراجاً وإكليلاً بهياً ينزل عليه. إذ رأى القديس بولس ذلك قال: “هذا العرش لتاييس”. في الصباح انطلق القديس بولس يروى للقديس أنبا أنطونيوس رؤياه، وإذ سمعها الأنبا بيصاريون فرح جداً واستأذن منصرفاً، ومضى إلى بيت العذارى ليخرج تاييس من قلايتها الصغيرة الحبيسة فيها، أما هي فبانسحاق ترجته أن يتركها فيها حتى يوم انتقالها. لم تبقَ في القلاية سوى حوالي أسبوعين، حيث مرضت وأسلمت روحها في يديْ الله، وقد تركت لنا مثلاً حياً لعمل الله الفائق في حياة الإنسان مهما كانت شروره ونجاساته! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تداؤس الرسول | الولادة: – الوفاة: – كان قد انتخبه السيد المسيح من جملة الإثني عشر رسولاً، ولما نال نعمة المعزي مع التلاميذ جال في العالم وبشر بالإنجيل وردَّ كثيرين من اليهود والأمم إلى معرفة الله وعمَّدهم. ثم ذهب إلى إلى بلاد سوريا وبشر أهلها فآمن كثيرون على يديه. وقد نالته من اليهود والأمم إهانات وعذابات كثيرة، ثم تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تراخوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد القديس تراخوس أو تراكوس في 11 اكتوبر. يسمي أيضاً فيكتور أو بقطر، استشهد مع زميليه القديس أندرونيقوس وبروبس سنة 304م، في عهد الإمبراطور دقلديانوس. كان أشورياً من كلوديبوليس Claudipolis، عمل كجندي وقد ترك خدمة الجيش عندما أُثير الاضطهاد ضد المسيحيين، أُلقيّ القبض عليه مع زميليه في Pompeiopolis وهي مدينة أسقفية في كيليكيا. دخلوا في محاكمات علنية، وتعرضوا لعذابات كثيرة في ثلاث مدن: طرسوس والميصة وأنازاريوس حيث نالوا إكليل الشهادة هناك. في محاكمته وعذاباته كانت نظراته تتجه نحو جراحات المصلوب ليستمد منها قوة وتعزية، وكانت عبارة “أنا مسيحي” لا تفارق فمه. وعندما تهشمت أسنانه لم يستطع أن يرفع صوته، فقال للوالي: “إنك تسكت صوتي لكنك لا تقدر أن توقف أفكار روحي”. عندما طلب الوالي تعذيبه بالهنبازين قال للوالي: “من حقي كجندي ألا أُعذب بهذه الوسيلة لكنني لا أطالب بهذا الحق حتى لا تظن إني أخاف العذابات”. قُدم مع زميليه للوحوش المفترسة فكانت أليفة بالنسبة لهم، تظهر أنها أكثر حكمة وترفقاً من هؤلاء الأشرار المقاومين للحق. تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد القديس تراخوس أو تراكوس في 11 اكتوبر. يسمى أيضاً فيكتور أو بقطر، استشهد مع زميليه القديس أندرونيقوس وبروبس سنة 304م، في عهد الإمبراطور دقلديانوس. كان أشورياً من كلوديبوليس Claudipolis، عمل كجندي وقد ترك خدمة الجيش عندما أُثير الاضطهاد ضد المسيحيين، أُلقيّ القبض عليه مع زميليه في Pompeiopolis وهي مدينة أسقفية في كيليكيا. دخلوا في محاكمات علنية، وتعرضوا لعذابات كثيرة في ثلاث مدن: طرسوس والميصة وأنازاريوس حيث نالوا إكليل الشهادة هناك. في محاكمته وعذاباته كانت نظراته تتجه نحو جراحات المصلوب ليستمد منها قوة وتعزية، وكانت عبارة “أنا مسيحي” لا تفارق فمه. وعندما تهشمت أسنانه لم يستطع أن يرفع صوته، فقال للوالي: “إنك تسكت صوتي لكنك لا تقدر أن توقف أفكار روحي”. عندما طلب الوالي تعذيبه بالهنبازين قال للوالي: “من حقي كجندي ألا أُعذب بهذه الوسيلة لكنني لا أطالب بهذا الحق حتى لا تظن إني أخاف العذابات”. قُدم مع زميليه للوحوش المفترسة فكانت أليفة بالنسبة لهم، تظهر أنها أكثر حكمة وترفقاً من هؤلاء الأشرار المقاومين للحق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ترتليان العلامة | الولادة: – الوفاة: – يعتبر العلامة كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Floren Tertulianus كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت في الكنيسة اللاتينية، من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل. ولد في قرطاجنة بأفريقيا حوالي سنة 160م في جوٍ وثني مستهتر وفاسد. كان والده يشغل منصب قائد فرقة رومانية في أفريقيا، وكان يلقب “Proconsula Centurion”. عاش في حياة فاسدة اعترف عنها حين صار مسيحياً، إذ قال: “حقا إنني أعرف أن ذات الجسد الذي مارست به الزنا أبذل كل الجهد ليحفظ الآن العفة”، وقد مارس الرياضة العنيفة في المسارح (دفاعه 15: 5)، وأمور أخرى ارتكبها لا يريد أن يذكرها، إذ قال: “أفضل بالأكثر ألا أتحدث عنها حتى لا أحيي ذكراها فيّ”. نال ثقافة لاتينية ويونانية على مستوى عالٍ، وتُظهر كتاباته معرفة كبيرة بالتاريخ والفلسفة والشعر والأدب القديم والمصطلحات القضائية وكل فنون المحاماة. لقد مارس المحاماة بعد تكريس حياته لدراسة القانون، ثم صار فيما بعد أستاذاً للبلاغة في بلده. بينما كان منهمكاً في الملذات الجسدية وحياة الترف انسحب قلبه نحو حياة المسيحيين المقدسة وثبات شهدائهم واحتمالهم الآلام بصبر وفرح، فاعتنق المسيحية وهو في الثلاثين من عمره. تحولت كل طاقات معرفته وقدراته وفصاحته لخدمة الكنيسة، وصار مجادلاً كل مقاوميها من وثنيين ويهود وهراطقة بغيرة شديدة. للأسف ما بين سنتي 202، 205م سقط في بدعة المونتانيين Montanism، إذ ادعى مونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلى الكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا. يرى القديس جيروم انه سيم كاهناً قبل سقوطه في المونتانية، وإن كان بعض الدارسين يظنون انه بقيّ علمانياً (من الشعب). يرى البعض أنه مات حوالي سنة 225م وآخرون أنه بقيّ إلى حوالي سنة 240م. كتاباته وسماتها قدم مخزناً غنياً من الكتابات الفلسفية والتاريخية والجدلية الدفاعية والعملية، وكان في كتاباته معادياً للفلسفة على خلاف أغلب آباء مدرسة الإسكندرية في عصره، الذين رأوا في الفلسفة وسيلة لكسب الفلاسفة واليونانيين للإيمان (راجع اكليمنضس الإسكندري). من كلماته: “أية شركة بين الفيلسوف والمسيحي؟ بين تلميذ اليونان حليف الباطل وتلميذ السماء عدو الباطل وحليف الحق؟!” دفاعه مع محاربته للفلسفة كمصدر فساد لكنه أحياناً في مقاومته لها، استخدمها كوسيلة للدفاع ضد الفلاسفة، وإن كان قد مال في لاهوتياته بالأكثر إلى استخدام نصوص الكتاب المقدس. فيما يخص بكتاباته الدفاعية كتب “رسالة إلى الأممين الوثنيين”، و”رسالة الدفاع أو الاحتجاج”، “والرد على اليهود”. وله في الدفاع عن الاستشهاد رسالة دعاها “ترياق العقرب”. وحض على الاستشهاد والصبر على الاضطهاد في رسالة دعاها “إلى الشهداء Ad Martyras”… وعند وفاة الإمبراطور سبتيموس ساويرس وزع أبناؤه مالاً على الجنود، وتقدم الجنود في المعسكرات لتناول نصيبهم من المال واضعين الإكليل على رؤوسهم. ولكن أحدهم تقدم ممسكاً بيده ممتنعاً عن وضعه على رأسه لأنه مسيحي. فحُكم عليه بالإعدام ونال إكليل الشهادة، فكتب ترتليانوس رسالة “في الإكليل”. وتفرّع عن رسالة الإكليل رسالة في الفرار من الاضطهاد أجاب ترتليانوس فيها على السؤال: هل يجوز للمسيحي أن يفر ويختبئ في أثناء الاضطهاد؟ من كلماته من أراد أن يعلّم ويكرز بالفضيلة عليه أن يبدأ بالممارسة العملية، ويطلب حق الكرازة خلال سلطان الاقتداء به، وإلا أصابه الخزي إن كانت أعماله تضاد كلماته. حيث توجد الكنيسة يوجد روح الله. وحيث يوجد روح الله توجد الكنيسة وكل نعمة، والروح هو الحق. تختم الكنيسة على هذا الإيمان (قانون الإيمان الخاص بالمعمودية) بالماء، وتُلبسه بالروح القدس، وتغذيه بالأفخارستيا. إنها تحث على الاستشهاد، ولا تقبل من يضاد هذا التعليم. (في رسالته إلى الشهداء) لا تجعلوا انفصالكم عن العالم يخيفكم… لا يهم أين تكونون في العالم، أنتم لستم من هذا العالم. الله يعلم انه ليس حسن للرجل أن يكون وحده، هو يعلم انه جيد للرجل أن تكون له امرأة، ألا وهي مريم وبعد ذلك الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تريفيلليوس النيقوسي القديس | الولادة: – الوفاة: 370 لعل من أبرز أساقفة كنيسة قبرص هما تريفيلليوس Triphyllius وسبريديون Spiridion. كان الأول ذا ثقافة عالية، ذهب إلى بيروت ليكمل دراسته، لكنه غيّر فكره والتصق بالقديس سبريديون الذي كان في الأصل راعياً بسيطاً، وهو يكبر تريفيلليوس عدة سنوات. كانا رفيقين، يلازم أحدهما الآخر، حضرا معاً مجمع سرديكيا سنة 347م، وكانا مملوئين غيرة ضد الهراطقة والأريوسية الجاحدة لاهوت السيد المسيح. لا نعرف متى سيم أسقفاً على نيقوسيا، إنما كان راعياً يقظاً، يعظ كمن له سلطان، موهوباً أيضاً في الكتابة. امتدحه بقوله عنه إنه أكثر بلاغة من سنه، كتبه مملوءة بالتعليم وكلمات الفلسفة، حتى إنك لا تعرف هل تدهش من أجل علمه الزمني أم من أجل معرفته بالكتب المقدسة. يُعتبر إلى حد ما شاعراً، سجل لنا عجائب معلمه القديس سبريديون بطريقة شعرية. تنيح حوالي سنة 370م، ولا زالت كنيسة بنيقوسيا تضم رفاته المقدسة. يعيد له الغرب في 13 من شهر يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا الفارسية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هي إحدى خمس عذارى من بلاد فارس، هن ماريمنا، مرثا، مريم، إمي أو إينيم Enneim وجاريتهن. إذ اضطهد سابور الثاني ملك الفرس الكنيسة عام 326، وبأكثر عنف عام 343، أُلقيّ القبض عليهن ومعهن الكاهن بولس الذي كان يعشن تحت رعايته في Aza. تحت عنف العذابات أنكر بولس الإيمان، وصار يحث العذارى أن ينقذن حياتهن بجحدهن للمسيح ظاهرياً، أما هن فكن يوبخن إياه وسط الآلام، قائلات له إنه قد نال نصيب يهوذا الخائن. تعرضت العذارى للجلد بعنف وهن صابرات، وإذ اغتاظ الوالي منهن أراد التنكيل بهن، فأمر بولس نفسه أن يقوم بقطع رؤوسهن في يونيو 346م، فنلن إكليل الشهادة؛ أما بولس فنال نصيب يهوذا كما تنبأن له، إذ مضى بعد قليل وشنق نفسه. وفي عهد سابور الثاني أيضاً استشهدت تكلا أخرى مع نارسيس أسقف سيلوكية بالميصة (ما بين النهرين) كواحدة من عشرين شهيداً، وكان ذلك في 20 نوفمبر سنة 343م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا القديسة | الولادة: – الوفاة: – القديسة تكلا Thecla هي تلميذة القديس بولس الرسول، حُسبت كأول الشهيدات في المسيحية كما حُسب القديس إسطفانوس أول الشهداء، إذ احتملت ميتات كثيرة مع أنه لم يُسفك دمها. رآها كثير من الآباء نموذجاً مصغراً للكنيسة البتول المزينة بكل فضيلة بعد القديسة مريم مباشرة، حتى أن كثير من الآباء حين يمتدحون قديسة عظيمة يدعونها “تكلا الجديدة”. إيمانها نشأت في أيقونيةIconium وقد عُرفت بجمالها البارع بجانب خلقها الحميد وغناها مع علمها إذ اهتم والدها – أحد أشراف المدينة – بتثقيفها. تبحرت في الفلسفة، وأتقنت الشعر؛ وكانت فصيحة اللسان، مملوءة جراءة لكن في احتشام وأدب. تقدم لها كثير من الشبان، وقد استقر رأي والديها على أحد الشبان الأغنياء، ابن أحد الأشراف، وكان يدعي تاميريس Thamyris. نحو عام 45م إذ مرّ القديسان بولس وبرنابا في مدينة أيقونية، في الرحلة التبشيرية الأولي (أع13: 51)، وإذ كانت تجلس عند حافة نافذة في أعلي المنزل ترى القديس بولس وتسمع كلماته، سحبها روح الله للتمتع بالإنجيل. التقت القديسة بالرسول بولس وسمعت له، وأعلنت إيمانها ثم اعتمدت. خلال جلساتها المستمرة شعرت بحنين شديد للحياة البتولية، فبدأت تطرح عنها الزينة الباطلة ولا تعبأ بالحلي واللآلئ، كما عزفت عن الحفلات والولائم، الأمر الذي أربك والدتها. بدأت الأم تلاطفها وتنصحها أن تعود إلى حياتها الأولى العادية فتتزوج ليكون لها أطفال، ولكي تسندها أيضاً في شيخوختها، لكن القديسة أعلنت بكل حزم رغبتها في البتولية من أجل الرب، فصارت الأم تهددها. التجأت الأم إلى تاميريس ليساعدها في إقناع ابنتها بالزواج، فصار يتملقها، حاسباً أنه قادر أن يسحب قلبها للهو العالم، أما هي فكانت تصرّ على حياة البتولية. اهتمامها ببولس في السجن شعرت الأم بأن عاراً يلحق بها برفض ابنتها للزواج، وشعر تاميريس أن تكلا قد كسرت تشامخه، فتحول حبه لها إلى كراهية شديدة، وإذ أراد التنكيل بها أثار الوالي ضد معلمها بولس الرسول، فزج به في السجن. أدركت القديسة كلمات بولس الرسول: “كلمة الله لا تُقيد” (2تي2: 9)، فتسللت إلى السجن لتقف بجوار معلمها، تسمع كلماته الإنجيلية، وتنفق عليه من مالها، إذ يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “قدمت القديسة تكلا في بدء تنصرها ما عندها من الجواهر لإسعاف بولس الرسول، وأنتم القدماء في الديانة والمفتخرون بالاسم المسيحي لا تساعدون المسيح بشيء تتصدقون به على الفقراء”. جُلد الرسول ثم طرد بينما أُلقي القبض على تلميذته. وسط الأتون ثارت الأم على ابنتها وأيضاً ثار تاميريس عليها، وقد حاول القاضي إقناعها أن ترتد عن الإيمان بالمسيح وتخضع لقانون الطبيعة فتتزوج لكنها رفضت بإصرار. أشعل أمامها أتون النار فلم تبالِ بل صلت لله وتقدمت بشجاعة بنفسها وسط الأتون. حدث ريح عاصفة وبروق ورعد، وإذ هطلت الأمطار انطفأت النيران ولم يصبها أذى، بينما أصاب الأذى بعضاً ممن هم حولها، وإذ هرب الكل انطلقت هي إلى خارج المدينة ورافقت القديس بولس حتى استقرت في إنطاكية. عذاباتها في إنطاكية في إنطاكية إذ افتتن بجمالها أحد كبار المدينة، يدعى إسكندر، وجدها يوماً في الطريق فحاول اغتصابها لكنها أفلتت من يديه، وصارت تنتهره وسط الجموع بل ومزقت ثوبه وألقت بعمامة رأسه في الوحل، فأراد الانتقام منها. وشى بها لدى الوالي الذي حكم عليها بإلقائها وسط الوحوش المفترسة. جاءت الحشود تنظر الفتاة الجميلة تنهشها الوحوش المفترسة. وإذ أعطى الوالي أمره بإطلاقها، أسرعت إليها لتجثوا عند قدميها وتلحسهما بألسنتها، فظن الوالي أن الوحوش غير جائعة، فأمر بإعادة الكرّة في اليوم التالي وإذ تكرر المنظر تعالت صرخات الجماهير تطلب العفو عنها، وإن كان قلة طلبوا قتلها بكونها ساحرة. أُلقيت تكلا في السجن، وفي اليوم الثالث ربطت في أقدام ثورين هائجين، وإذ تألمت جداً صرخت أن يقبل الرب روحها، لكن فجأة انفكت عن الثورين الذين انطلقا ليطرحا الجلادين أرضاً ويهلكانهم. أُلقيت أيضاً في جب به ثعابين سامة فلم يصبها أذى، أخيراً أمر الوالي بإطلاقها حرة، خاصة وأن كثير من الشريفات المسيحيات والوثنيات كن ثائرات على موقف إسكندر معها في الطريق، وقد احتضنتها شريفة تدعي تريفينا Tryphaena. في جبال القلمون انطلقت القديسة تكلا إلى القديس بولس في ميرا بليكيا وأخبرته بعمل الله معها فمجد الله وشجعها، فكانت تسنده في الكرازة بين الوثنيات. تنقلاتها انطلقت إلى أيقونية فوجدت خطيبها قد مات، أما والدتها فأصرت على عنادها. كرزت بين بعض الوثنيات ثم انطلقت إلى سوريا تكرز وتبشر بين النساء وقد آمن على يديها كثيرات. اتخذت لنفسها مغارة في سلوقية Seleucia وعاشت في حياة هادئة تأملية مدة 27 سنة، كانت الجماهير تأتي إليها وتستمع لكلماتها وتطلب صلواتها. نياحتها قيل إن الأطباء ثاروا ضدها، لأن المرضى هجروهم وذهبوا إلى القديسة يطلبون صلواتها عنهم، وإذ أثاروا جماعة من الأشرار للفتك بها، جاءوا إليها فوجدوها تصلي. لم ترتبك بل رفعت عينيها إلى السماء، فانشقت الصخرة ودخلت فيها لتنطلق إلى عريسها السماوي. جاء في بعض المخطوطات أنها وجدت في الصخرة طريقاً منه انطلقت إلى روما لترقد وتُدفن بجوار معلمها بولس الرسول. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا الرومانية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – بحسب أعمال الشهداء الروماني هي ابنة فالنتينيان، رجل شريف باكويلا، شمال إيطاليا، في عهد الإمبراطور نيرون. ارتبط اسمها باسم أختها أراسما واسمي بنتي عمها فالنتينوس وهما أوفيمية ودوروثيا، إذ قَبِل الأربعة الإيمان بالسيد المسيح معاً. وقد نالت تكلا العماد على يدي الأسقف Hermagoras في حضور والدها. سمع عمها أن الأربع قبلن الإيمان، إذ وشى أحد العبيد بهن، فقام العم بتسليمهن للوالي لمعاقبتهن. تعرض الكل للجلد بعنف والعذابات بغير رحمة وكن ثابتات في تمسكهن بمسيحهن. اغتاظ فالنتينوس منهن فتطوع بالعمل كجلاد وقام بنفسه بقطع رؤوسهن، وألقى أجسادهن في نهر. اكتشف أخوه فالنتينيان والأسقف الأجساد، فحملاها بإكرام وقاما بدفنها. قيل إن فالنتينوس عاد مع رجاله بعد ممارسة القتل بيديه، وقبل أن يبلغ بيته حدثت زلزلة مات على أثرها، أما العبد الذي وشى بهن فأصابه روح شرير وألقى بنفسه في النهر. يعيد لها الغرب في 3 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا العذراء وأخيها جوستينا | الولادة: – الوفاة: – ابنة القديس إيسيذورس في القرن الثالث. شُفيت من الفالج بصلوات القديس ألفيوس فكرست حياتها للرب. اهتمت بإخفاء أغاثون أسقف Lipari وآخرين وقت الاضطهاد كما كانت تهتم بأجساد الشهداء. وبعد الاضطهاد قامت مع أختها بدور فعال في الكرازة بالإنجيل (بين النساء) في منطقة Sicily، تحت رعاية الأسقف، كما بنت كنيستين وسلمت هيكلاً وثنياً كان في حوزتها ليستخدمه المسيحيون، وقدمت مسكنها للأسقف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا الفلسطينية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – ذكرها يوسابيوس المؤرخ، استشهدت في غزة مع أخيها أغابيوس الجندي في السنة الثانية من اضطهاد دقلديانوس (304م)، حيث حُكم عليهما بالموت بتقديمهما طعاماً للوحوش (شهداء فلسطين 1:3)، فنالت إكليلها، أما أخوها فبقي يواجه عذابات كثيرة في قيصرية (شهداء فلسطين 6). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا المصرية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – فتاة مصرية كرست حياتها لله، وانضمت إلى بيت العذارى، وفي عهد داكيوس (سنة 250م وربما 249م) قُدمت للوالي فالبريان لتنال إكليل الشهادة بفرح مع أختها أندروبيلاجيا Andropelagia وسيدة أخرى وأربعة رجال كنسيين وأربعة رجال من الشعب. يعيد لها الغرب في 6 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا المصرية القديسة | الولادة: – الوفاة: – سيدة – على ما يظن أنها مصرية – وجّه إليها القديس غريغوريوس النزينزي أربع رسائل. كانت تعيش في جماعة دينية منعزلة، وهي أخت الكاهن Sacerdos. زارها القديس وكتب إليها يعزيها في موت أخيها هذا (رسالة 222، 223). يبدو أنها قدمت عطايا للقديس. يتحدث عنها بكونها قدمت أبناءها لله، ولعله يقصد أبناءها الروحيين، بكونها أماً ورئيسة لجماعة من العذارى كرسن حياتهن للرب كذبائح عقلية مقدسة. هكذا إذ يكون الأب رئيس الدير (أو الأم رئيسة الدير أو جماعة العذارى) أمينا في الرب يكون أشبه بكاهن يقدم ذبائح عقلية يومية خلال تقديس حياة أولاده الروحيين لحساب ملكوت الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا وإيسي الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – شهيدة من أبولينوبوليس بارفا (قوص) بمنطقة طيبة، قُطعت رأسها مع أخيها إيسي أو بائيسي Paesi في عهد دقلديانوس، سنة 304م. قيل إنهما قُدما معاً أمام الوالي أرمينيوس الذي بدأ يطالب بائيسي بإنكار مسيحه والتبخير لأبوللو، حاسباً انه إذ يحطم الأخ تنهار أخته في الحال، وكان الوالي يتحدث معهما بلطف شديد مقدماً إغراءات كثيرة. فوجئ الوالي بالقديسة تكلا تتحدث مع أخيها بقوة وحزم ألا ينصت للإغراءات. وإذ فشل الوالي معهما قدمهما للاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا وزوجها بونيفاس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 300 استشهدا مع أبنائهما الإثني عشر في مدينة Ardumetum بأفريقيا، وذلك في سنة 300م في عهد مكسيميانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلا وموجي الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: – وُلدت تكلا Thecla وموجي (Mougi) Moudji بمدينة قرقس Qarqas بالدلتا بجوار الإسكندرية، وقد نشأتا في حياة مسيحية تقوية. إذ أُثير الاضطهاد ضد المسيحيين، وشاهدتا قسوة الوالي في تعذيبه للمسيحيين، اتفقتا معاً أن تقدما حياتهما ذبيحة حب لله، وقررتا أن تذهبا إلى الإسكندرية لتنالا إكليل الاستشهاد. إذ التهب قلبيهما نحو التمتع بالمجد ظهر لهما ملاك الرب وكشف لهما عن الأمجاد الأبدية فزاد لهيب قلبيهما نحو الاستشهاد. ركبتا سفينة مبحرة نحو الإسكندرية، فظهرت لهما القديسة مريم والقديسة اليصابات كأنهما امرأتين باكيتين من أجل الظلم، لكن سرعان ما تحولت الجلسة إلى جو سماوي مُفرح! اعترفت تكلا وموجي بالسيد المسيح علانية فعذبهما الوالي كثيراً، أما هما فكانتا صابرتين تحتملان الآلام بفرح. أخيراً قطع الوالي رأس القديسة موجي وأرسل القديسة تكلا إلى دمطوا Damtaou حيث استشهدت هناك (25 شهر أبيب). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تكلاهيمانوت الأثيوبي القديس | الولادة: – الوفاة: – للقديس تكلاهيمانوت مكانة خاصة لدى الكنيسة الأثيوبية بكونه من أعمدة الرهبنة الأثيوبية وسبب خلاص لكثيرين. تزوج والده الكاهن ساجازآب أو سكارات (تعني عطية الآب) بفتاة تدعى سارة جميلة جداً وغنية، وقد عاشا في حياة تقوية، وكان محبين للفقراء والمساكين. إذ لم يهبهما الله طفلاً طلبت الزوجة من رجلها أن يقوما بتوزيع كل ممتلكاتهما على الفقراء وعتق جميع العبيد والجواري، وإذ طلب ألاّ تتسرع أصرت على موقفها، ففرح بمشورتها، وتمم شهوة قلبها. حزن العبيد والجواري إذ كانوا يشعرون أنهم أهل البيت وطلب بعضهم أن يبقوا معهما في البيت فقبلا ذلك ليعيش الكل كإخوة. إذ صار متالومي ملك الداموت يضطهد المسيحيين بعث بعسكره في كل موقع حوله ليمارسوا أعمال العنف، فبلغ أحد الجند إلى بيت الكاهن وأراد قتله بالرمح لكن الكاهن هرب، وإذ وجد بحيرةٍ غاص فيها. ووقف الجندي على الشاطئ ينتظر خروجه ليرميه بالرمح. إذ تأخر الكاهن جداً تيقن الجندي أنه قد غرق. لكن الكاهن إذ غاص وجد رئيس الملائكة ميخائيل قد أحاط به وظلله ليصير كمن تحت خيمة حتى خرج ليجد زوجته قد سُبيت والكنيسة قد خُربت، فصار يبكي بمرارة. رأى العسكر الزوجة سارة فبُهروا بجمالها واقتادوها إلى الملك كهدية. أخبروه بأمرها فطلب حفظها في أحد البيوت وتقديم ثياب فاخرة وذهب وفضة ولآلئ ثمينة تتزين بها، أما هي فصامت عن الطعام الفاخر، وكانت دموعها لا تجف. وفي المساء إذ نام الجميع خلعت الثياب الثمينة، وارتدت ثيابها البسيطة، وصارت تصلي لله، وتطلب خلاصها من هذا الشر، وكانت تطلب شفاعة رئيس الملائكة ميخائيل الذي كانت تُعيِّد له كل شهر وتُقدم في عيده عطايا كثيرة للفقراء. وبالفعل أرسل الله لها رئيس الملائكة يطمئنها ويعزيها، بل ويعدها بطفلٍ مباركٍ يكون بركة لكثيرين. في الصباح ارتدت الثياب الملوكية، ومضى بها الجند إلى الملك الذي فرح بها جداً، فقدم هدايا جزيلة للجند، وطلب أن يمضوا بها إلى حيث كرسي المملكة ليقيم احتفالاً رسمياً بزواجه بها في هيكل الوثن. وبالفعل جاء الملك إلى الهيكل وسجد أمام الأوثان، وإذ كانت هي واقفة تنتظر عمل الله معها، حدثت بروق ورعود وزلازل، ونزل رئيس الملائكة ميخائيل ليحملها إلى الكنيسة التي كانت تُصلي فيها مع زوجها الكاهن. التقت برجلها فظنها إحدى بنات الملوك، إذ كانت تغطي وجهها، لكنها أعلنت عن شخصها وحدثته عن عمل الله معها، فشكرا الله ومجداه على عمله معهما. وفي المساء رأت سارة (كانت تدعى أيضاً مختارة الله) كأن عموداً منيراً في وسط بيتها رأسه في السماء، يحتضن فيه طيوراً كثيرة ومتنوعة، وتتطلع إليه شعوب كثيرة وملوك في دهشة، بينما رأى الكاهن كأن شمساً منيرة تحت سريره وحولها نجوم كثيرة تضيء على المسكونة. في تلك الليلة حملت سارة بالطفل المبارك، الذي ولد في 24 كيهك. طفولته جاء في سيرته الكثير من أعمال الله معه منذ طفولته، نذكر منها أنه إذ كان والداه قد باعا كل ما حملته مختارة الله (سارة) من ثياب فاخرة وذهب وفضة ولآلئ جاءت بها من عند الملك، وقاما بتوزيعه على الفقراء، جاء عيد رئيس الملائكة ميخائيل وكانت البلاد تعاني من مجاعة شديدة. فكانت مختارة الله تبكي مشتاقة أن تُقدم شيئاً للمساكين. وإذ رأى الطفل الرضيع دموعها أشار بيده نحو حفنة دقيق، ووضع يده عليها فصار الدقيق يفيض بكثرة. أسرعت الأم وقدمت كل ما لديها في مطبخها ليضع الرضيع يده عليه فصار لديها فيض من البركات قدمته للمساكين. عُمِّد هذا الطفل ودُعي اسمه فيشهاسيون أي “فرح صهيون”. وقد تربَّى على حياة التقوى والعبادة بروح نسكية مع اتضاع وحب للجميع. سيامته إذ بلغ الخامسة عشرة من عمره سامه الأنبا كيرلس مطران الحبشة شماساً، وكان ذلك في عهد الأنبا بنيامين. استقبله المطران بحفاوة وقبَّله معلناً عنه أنه محبوب من الله وأن ملاك الرب يرافقه ممسكاً في يده سيفاً من النار. عاش في حياة الطهارة والعفة، وعندما حاول والداه أن يزوِّجاه رفض مُعلناً عن رغبته في الحياة البتولية، ولما ألزماه عاش مع زوجته كأخٍ مع أخته حتى رقدت في الرب. سامه الأنبا كيرلس كاهناً يساعده في الخدمة، ثم تنيحت والدته في 22 مسرى وبعد أربعة أيام تنيح والده في 26 مسرى من نفس العام. عاش هذا الشاب الكاهن في بيت والديه سبع سنوات، وإذ خرج يوماً ليصطاد وحوشاً ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل، وقال له إن هذا العمل لا يليق بالكهنة إنما يلزم أن يكرس كل حياته للصلاة ودراسة الكتاب والتعليم، وأن الله قد وهبه عطية شفاء المرضى وصنع المعجزات، وأن اسمه لا يُدع بعد فيشهاسيون (فرح صهيون) وإنما تكلاهيمانوت. قيل إنه رأى أيضاً السيد المسيح الذي وضع يده عليه وباركه بعد أن دعاه للعمل الكرازي ووعده أن يكون معه ويسنده. قام القديس تكلاهيمانوت بتوزيع كل أموال والديه على الفقراء وودَّع أهل مدينته، وانطلق يكرز ويبشر. خدمته الكرازية والرهبانية ذهب إلى مدينة كاتانا حيث كان أهلها يعبدون الأوثان والأشجار والشمس، وهناك ثار الشعب عليه وسمعوا صوت الشيطان من الشجرة معبودتهم يطالبهم بإقصائه بعيداً، أما هو فوقف من بعيد وحوَّل وجهه نحو الشرق وبسط يديه وصلى، سائلاً الرب أن يبيد هذه الشجرة، فإذا بها تُقتلع من جذورها وتتحرك نحو القديس، كما اعترف الشيطان علانية عن تضليله للناس. صنع الله على يديه عجائب كثيرة فأمن كثيرون ونالوا سرّ المعمودية في مياه النهر. حزن أمير المنطقة على ما جرى لأن الشجرة كانت مصدر إيراد ضخم له، خاصة وأنه جاء ليجد القديس قد أمر بتقطيع الشجرة لاستخدام خشبها في بناء كنيسة. وإذ كان الأمير مريضاً شفاه القديس باسم الثالوث القدوس، فآمن هو وزوجته أكروسينا وأولاده الثلاثة الذين اعتمدوا وصارت أسماؤهم صموئيل وبنيامين وعطية الصليب، كما اعتمد معهم كثيرون. التحمت حياته النسكية بعمله الكرازي، فكان ناسكاً حقيقياً يقضي أغلب فترة الصوم الأربعيني في البراري في تقشف شديد ليعود يلتقي بإخوته وأولاده بحب شديد، يهتم بهم ويرعاهم. تعلَّق به الشعب جداً، لكنه كوصية الرب له كان يضطر إلى التنقل من بلد إلى بلد بأثيوبيا يكرز بالإنجيل ويقاوم عبادة الأوثان وأعمال السحر فتعرض لمتاعب كثيرة ومقاومة، لكن الرب كان ينجح طريقه، واهباً إيَّاه صنع العجائب والأشفية. بجانب عمله الكرازي عاش أيضاً أباً لرهبان كثيرين، فقد مارس الحياة الديرية في أمجرا بروح العبادة والسهر مع خدمة الآخرين والاهتمام بالفقراء، حتى حسبه الرهبان ملاكاً لا إنسان. وكان الله يصنع على يديه عجائب، فتحول الدير إلى مركز للكرازة. قيل إن ابن أخت رئيس الدير كان قساً ومات فصار الكل يبكونه، وإذ جاء القديس تكلاهيمانوت إلى حيث يوجد الجثمان صلى إلى الله فأقامه الرب من الموت، وعندئذٍ جاء القس يبكي بدموع وهو يسجد عند قدميْ القديس طالباً المغفرة، معترفاً أنه كان يحسده على ما وهبه الله من عطايا ظاناً أنه سيحتل مركز خاله ويصير رئيساً للدير بعد نياحته. وكان القس يشكر القديس ويمدحه من أجل قداسة حياته ومحبته حتى لحاسديه. شعر القديس أن المجد الزمني سيلاحقه بعد إقامته هذا القس، لذا كان يصرخ إلى الله كي يخلصه من هذا الموضع، وبالفعل أرشده رئيس الملائكة ميخائيل أن يذهب إلى دير القديس إسطفانوس تحت رئاسة إيسوس مور (يسوع غالب). بالفعل ترك منطقة أمجرا حتى بلغ النهر فأمسك به الملاك ليسير معه فوق المياه ويبلغ به إلى الدير. كرَّس وقته للصلوات والمطانيات بصبرٍ عجيب فأهَّله الرب لرؤية أورشليم السماوية وكراسي المجد المعدَّة للمؤمنين المجاهدين. وهناك سمع صوتاً يناديه باسمه، قائلاً له إنه سيُحسب مع الأربعة وعشرين قسيساً وأُعطي له مجمرة ذهبية ليبخر بها معهم، وكان يشترك معهم في التسبيح. انتقل من هذا الدير إلى دير القديس إدجاوي القائم على جبل دامود حيث كان القديس يوحنا رئيساً للدير الذي البسه الإسكيم، وبقي هناك 12 عاماً يمارس الحياة النسكية، وإذ ودَّعه رئيس الدير والإخوة ربطوه في حبل لينزلوه من الدير (على القمة) إلى سفح الجبل. فجأة انقطع الحبل وظن الكل أنه يسقط ميتاً، لكنهم نظروا أجنحة عجيبة برزت من جسده، ليطير وينزل سالماً، لهذا كثيرُا ما يُصور القديس كالشاروب بستة أجنحة. صار القديس يتنقل بين الأديرة، وكانت قوة الله تلازمه وتعمل به وفيه. قيل أيضاً انه ذهب إلى مدينة القدس، وانه التقى بالبابا الإسكندري خائيل هناك. تبارك بالقبر المقدس والمواضع المباركة ثم ذهب إلى برية الإسقيط بمصر حيث ظهر له ملاك الرب وأمره بالعودة إلى أثيوبيا. عاش هناك يُتلمذ الكثيرين للحياة الرهبانية حتى إذ أكمل جهاده ظهر له السيد المسيح وأعلمه بقرب انتقاله، وبالفعل أصيب بمرض الطاعون ورقد في الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تليسفوروس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 136 يحتفل الغرب بعيد الأسقف تليسفوروس Telesphorus of Rome في الثالث من يناير. قيل إنه يوناني المولد، خلف الأسقف سكتوس أسقف روما حوالي عام 126م، وقد استشهد في أيام هدريان حوالي عام 136م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توما أسقف مرعش القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش هذا القديس في حياة نسكية عجيبة فقد أحب السكون؛ يداوم على الصلوات ليلاً ونهاراً، فاُنتخب أسقفاً على مدينة مرعش. كان الأب المملوء حباً، يرعى شعب الله باستقامة. إذ جحد دقلديانوس الإيمان أرسل أميراً إلى مرعش لتعذيب المسيحيين، فاستدعى أولاً القديس توما بكونه أسقف المدينة، وعرض عليه جحد الإيمان والتبخير للأوثان فلم يقبل بل أعلن إيمانه بسيده المسيح وجحده للأوثان. سقط القديس تحت عذابات كثيرة، فكان يحتملها بفرح. ألقاه الأمير في سجن مهجور، وكان بين الحين والآخر يستدعيه ليبتر عضواً من جسمه، فقد قطع أذنيه وأنفه وشفتيه وقدميه، ثم تركه في السجن المهجور، وظن الكل أنه مات. بقيّ على هذا الحال 22 عاماً، وكان شعبه يقيم تذكاراً سنوياً له، حاسبين أنه قد تنيح. وكانت سيدة مؤمنة تأتيه ليلاً وترمي له من طاقة صغيرة ما يقتات به، وقد بقي على هذا الحال حتى ملك قسطنطين الملك، وأمر بإطلاق المؤمنين من السجون، فأخبرت السيدة بأمره. حضر الكهنة مع الشعب وأخرجوه بكرامة عظيمة. حضر مجمع نيقية، وتبارك الملك قسطنطين منه. وقد عاش في الأسقفية أكثر من أربعين عاماً حتى رقد في الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توما الإكويني | الولادة: – الوفاة: – أستاذ اللاهوت الكاثوليكي، في القرن الثالث عشر (1225-1274م). وُلد في Roccasecca، وكان أصغر أبناء الكونت لاندروف بأكوينا، شمال إيطاليا، له علاقة بإمبراطور فرنسا. إذ بلغ الخامسة من عمره ذهب إلى المدرسة البندكتية في مونت كاسينو حيث قدمه والده لأب الدير. في سنة 1240 ذهب إلى نابولي ليتمم حلقة في الدراسات الفنية، وهناك اجتذبه النظام الدومينيكاني. قاومته عائلته بعنف، حيث سُجن في بلدة Roccasecca خمسة أشهر دون أن تضعف عزيمته. في إبريل 1244 انضم للنظام الدومينيكاني، وقد أقام في باريس من خريف 1245 حتى 1248 حيث تأثر بالأب البيرثيوس ماغنوس. في سنة 1256 صار أستاذاً للاهوت. في سنة 1272 ذهب إلي نابولي حيث أنشأ مدرسة دومينيكانيه، وقد جاهد في إظهار عمله اللاهوتي المشهور Summa Theologica. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توما الرسول | الولادة: – الوفاة: – ولد توما – الذي يقال له التوأم – في إقليم الجليل واختاره السيد المسيح من جملة الإثني عشر رسولاً (مت10: 3). وهو الذي قال للتلاميذ عندما أراد المخلص أن يمضي ليقيم لعازر: “لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه” (يو11: 16)، وهو الذي سأل السيد المسيح وقت العشاء: “يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟” فقال له المسيح: “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 5،6). ولما ظهر السيد المسيح للرسل القديسين بعد القيامة وقال لهم “اقبلوا الروح القدس” كان هذا الرسول غائباً. فعند حضوره قالوا له: “قد رأينا الرب”، فقال لهم: “إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن”. فظهر لهم يسوع بعد ثمانية أيام وتوما معهم وقال له: “يا توما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً”. أجاب توما وقال له: “ربي وإلهي”، قال له يسوع: “لأنك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يو20: 19-29). وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ في علية صهيون وتفرقهم في جهات المسكونة ليكرزوا ببشارة الإنجيل، انطلق هذا الرسول إلى بلاد الهند وهناك اشتغل كعبد عند أحد أصدقاء الملك ويدعى لوقيوس، وبعد أيام وجد لوقيوس الرسول توما يبشر من القصر بالإيمان المسيحي فغضب من ذلك وعذبه كثيراً وربطه بين أربعة أوتاد وسلخ جلده. وإذ رأى أنه قد شفي سريعاً بقوة إلهه آمن هو نفسه بالسيد المسيح مع أهل بيته، فعمَّدهم الرسول باسم الثالوث الأقدس ورسم لهم كهنة وبنى كنيسة وأقام عندهم عدة شهور وهو يثبتهم على الإيمان. ثم توجه من هناك إلى مدينة تسمى قنطورة فوجد بها شيخاً يبكي بحرارة لأن الملك قتل أولاده الستة، فصلى عليهم القديس فأقامهم الرب بصلاته، فصعب هذا على كهنة الأصنام وأرادوا رجمه فرفع واحد الحجر ليرجمه فيبست يده فرسم القديس عليها علامة الصليب فعادت صحيحة فآمنوا جميعهم بالرب يسوع. ثم مضى إلى مدينة بركيناس وغيرها ونادى فيها باسم السيد المسيح، فسمع به الملك فأودعه السجن، ولما وجده يعلم المحبوسين طريق الله أخرجه وعذبه بمختلف أنواع العذابات. وأخيراً قطع رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توماس السائح القديس | الولادة: – الوفاة: 453 وُلد بشنشيف، بإقليم أخميم، من أبوين تقيين محبين لله، فربياه بآداب الكنيسة. التهب قلبه بمحبة الله، وإذ كان يميل إلى الحياة التأملية انطلق إلى جبل مجاور يمارس فيه رياضته الروحية. كان محباً للصلاة والتسبيح بصوته الرخيم، جاداً في نسكه حتى صار فيما بعد يأكل مرة واحدة في الأسبوع، يحفظ الكتاب المقدس عن ظهر قلب ليمارس وصاياه ويعيش إنجيله بفرح. فاحت رائحة المسيح فيه، فكان بعض الإخوة القاطنين في الجبل يأتون إليه ليشتركوا معه في بعض الصلوات. في يومٍ إذ كان قد بدأ يسبح بمزاميره التفت خلفه فرأى ثلاثة رجال بلباسٍ أبيض يسبحون معه، وكانت أصواتهم كأصوات ملائكة. كان القديس متهللاً بالروح، يسبح طول الليل وهم معه. أخيراً عرف أنهم ثلاثة رهبان من دير القديس أنبا شنودة. جاءه القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين في مغارته بجبل شنشيف، فقال له أنبا توماس: “إني سأفارقك، وقد أخبرني الرب أنك ستلحق بي بعد أيام”. بالفعل حان وقت رحيل الأنبا توماس من هذا العالم الزائل بعد جهاد روحي طويل، فيه تمتع بعطية شفاء المرضى باسم الرب، فظهر له رب المجد يهبه سلامه ويعزيه ويقويه. تنيح في شيخوخة صالحة سنة 453م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان القديس توماس صبياً في الحادية عشرة من عمره، حيث كان يرعى خنازير في بلدة شندلات Psentalet، وإذ كان قلبه ملتهباً بمحبة الله، يسمع عن أخبار الشهداء مشتاقاً أن يشترك معهم في جهادهم ليتمتع معهم بالإكليل رأى في الليل رئيس الملائكة ميخائيل يدعوه للاعتراف بالسيد المسيح، ففرح جداً، وانطلق إلى الإسكندرية يشهد للسيد المسيح أمام الوالي. استهان به الوالي لصغر سنه، لكنه إذ رأى ثبات إيمانه وقوة روحه راح يستميله ويغريه أن يقيمه كاتباً لديوانه، فاستخف توما بهذه الوعود. تعرض لعذابات كثيرة من عصر لجسمه وتمشيطه بأسنان حديدية، فكان يطلب معونة السيد المسيح فأرسل له ملاكاً يشفيه. وإذ أُلقي في السجن شفى ابن السجَّان. قاده الوالي إلى بيت الأوثان، فصلى للسيد المسيح، وللحال سقطت الأوثان على الأرض، ثم وثب شيطان على الوالي وكاد يقتله لولا أنه صرخ مستغيثاً بالسيد المسيح إله توماس. أُلقيّ في السجن بلا طعام لمدة 15 يوماً، ثم صُلب منكس الرأس حيث نزف دماً، فأخذت امرأة من الدم وطلت عيني طفل أعمى فأبصر. أُلقي أمام لبوة لتأكله فصارت تلحس قدميه. كان يتعزى في آلامه مع القديسين ببنودة من البندرة وشنوسي من بلكيم. أخيراً أرسله الوالي إلى أريانا والي أنصنا حيث قطع رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توماييس الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – شابة لم يتجاوز عمرها ثمانية عشرة عاماً، وكان رجلها يعمل في مهنة الصيد، فكان كثير التغيب عن بيته. أراد حماها أن يغتصبها فرفضت، إذ كانت تحبه كوالدها وتتعامل معه بوداعة ولطف، ولا تتوانى في خدمته. حاول في إحدى الليالي اغتصابها بالقوة، وإذ قاومته بشدة احتدم به الغضب وأمسك سيف ابنه مهدداً إيَّاها بالقتل، فأجابته أنها تقبل الموت ولا تسقط في النجاسة، فضربها به لتسقط شهيدة العفة والطهارة. أصيب الرجل بالعمى، واعترف أمام ابنه بما حدث طالباً أن يُقدم للمحاكمة لينال قصاصه، حاسباً أنه يلزم أن يُؤدب هنا عن أن يفقد أبديته. بلغ الخبر الأنبا دانيال قمص شيهيت فحضر إلى جنازتها، حاسباً إيَّاها شهيدة، وطلب أن تُدفن في دير الثمانية عشرة ميلاً بجوار الإسكندرية، لكن رهبان الدير تذمروا كيف يوضع جسد امرأة مقتولة في مقبرة الآباء الرهبان النساك، وإذ تحدث معهم الأب دانيال أدركوا أنه يجب تكريم هذه الشابة الطاهرة بدفنها في مقبرة الآباء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيبرتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة الغربية بعيد الشهيد تيبرتيوس أو تيبرسيوس في 11 أغسطس. هو ابن كروماسيوس حاكم مدينة روما الذي نال العماد على يديْ القديس سيستيانوس. كان شاباً ذا ثقافة عالية، حكيماً، ومملوءً تقوى. كان حديث الإيمان حين شبّ الاضطهاد في عهد دقلديانوس، فأشار عليه أسقف روما بالاختفاء خارج مدينة روما، لكنه أصرّ أن يبقى في المدينة معلناً للأسقف شوقه لنوال إكليل الشهادة، فأذن له الأسقف بالبقاء بعد أن تأكد من صدق نيته واستعداده لاحتمال الألم في الرب. إذ كان سائراً في الطريق رأى غلاماً قد سقط من سطح بيته فمات، فدنا من والديه واستأذنهما أن يُصلي عليه؛ وإذ صلى ورشمه بعلامة الصليب أقامه من الموت باسم يسوع المسيح الناصري، فآمن الولد ووالداه وكثير من جمهور الوثنيين الذين كانوا يحيطون بالغلام. كان بمحبة يوبخ شاباً مسيحياً يُدعى تُركاتوس، إذ كان مدللاً، مُحباً للترف وحياة البذخ والحديث مع النساء، فتظاهر الشاب بقبول نصائحه لكنه حمل كراهية له إذ لم يكن يرد أن يترك حياة الفساد، لذا وشى به لدى الوالي فابيانوس حاكم مدينة روما. أُلقيّ القبض على تركاتوس نفسه -حتى لا يشك أحد أنه هو الواشي- كما قبض على تيبرتيوس، وإذ اُستجوب الأول قال بأنه مسيحي وأن معلمه هو تيبرتيوس، وكان يهدف بهذا أن يدفع تيبرتيوس إلى الاستشهاد فيتخلص من توبيخاته، ويعيش هو حسب هواه. أمر فابيانوس بوضع جمر نار على الأرض، وطلب من الشهيد أن يقدم بخوراً للآلهة في جمر النار أو يمشي على الجمر. للحال خلع القديس حذاءه، وصلب على جبهته، وصار يمشي على الجمر المتقد كما في حديقة يتنزه. أخذ القديس يوبخ الوالي، قائلاً له أنه يلزم أن يعترف بالسيد المسيح الإله القادر أن يحوِّل جمر النار إلى برَد، أما الوالي فاتهمه بالسحر. أخيراً إذ دخل القديس مع الوالي في حوار، أمر الأخير بقطع رأسه، وقد تم ذلك في Via Labicana على بعد ثلاثة أميال من روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيبرتيوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – استشهد هذا القديس وأخوه فاليريوس أو فاليريانوس وهو زوج القديسة سيسلياSt. Cecilia، وأيضاً مكسيموس. غالباً رومانيون، يحتفل الغرب باستشهادهم في 14 إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيجريوس الكاهن | الولادة: – الوفاة: – ارتبط اسم القديس تيجريوس St. Tigrius الكاهن بالقارئ أتروبيوس، إذ لاقى الاثنان ضيقاً شديداً وعذابات بسبب صداقتهما للقديس يوحنا الذهبي الفم. كان كاهناً بالقسطنطينية، صديقاً حميماً للبطريرك القديس يوحنا الذهبي الفم. كان في الأصل خصياً (بغير إرادته)، يعمل كعبد في بيت أحد الأشراف، وإذ كان أميناً في خدمته له وتقياً كافأه الشريف بعتقه من العبودية. أظهر محبة فائقة للفقراء، وسلك في حياة مقدسة، فكسب حب الكثيرين، وسيم كاهناً (بالرغم من كونه خصياً ربما لأن ذلك قد تمّ بغير إرادته حين كان عبداً أو لأن بعض الإيبارشيات كانت تسمح أن يكون الكاهن خصياً على خلاف كرسي الإسكندرية). أظهر غيرة متقدمة في رعايته، وحباً شديداً للغرباء والفقراء. حضر مجمع السنديان حيث دين صديقه وبطريركه الذهبي الفم، وبعد نفي الأخير استدعاه الوالي أوبتاتيوس، وكان وثنياً، استغل الظروف التي عاشتها كنيسة القسطنطينية فأذاق هذا الكاهن كل عذاب تحت ستار إرضاء أفدوكسيا الإمبراطورة، متهماً إياه وأثروبيوس أنهما مثيرا شغب وأنهما علة حرق الكاتدرائية. جُلد بعنف شديد حتى تهرأ جسمه وظهرت عظامه، وقاموا بتمشيط جسمه بأمشاط حديدية، وأخيراً نُفيّ في بلاد ما بين النهرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيخون أسقف أماثوس القديس | الولادة: – الوفاة: – يعتبر القديس تيخون St. Tychon من أوائل أساقفة أماثوس Amathus، التي تقع في موضع ليماسول Limassol بجزيرة قبرص، وهو من رجال القرن الخامس، كرَّمه سكان الجزيرة لقرون طويلة بكونه “صانع عجائب”، ويحسبونه شفيع الكرامين، إذ تشتهر قبرص بكرومها. لعل أهم أمرين عُرفا عنه أنه في صبوته إذ كان والده خبازاً، كان يأخذ خبزاً ويعطيه للفقراء عوض أن يبيعه. إذ سمع والده عن ذلك أراد أن يتحقق الأمر بنفسه فعرف وغضب، لكن الرب أراد أن يكشف عن عينيه ليرى بركة هذا العمل. فتح الوالد مخزن الدقيق فوجد فيض وبركة الدقيق تزيد أضعافاً عما قدمه الولد للفقراء، ففرح الوالد وتعجب لا من أجل كثرة الدقيق ولكن من أجل عمل نعمة الله في بيته. شعر الوالد انه صغير جداً أمام ابنه، وشعر أن يد الله معه تعمل به. أما الأمر الثاني فقد تحقق وهو أسقف إذ كان له كرم صغير، وكأسقف كان يقضي كل وقته في رعاية شعب الله والاهتمام بهم أما الكرم فكان ثانوياً بالنسبة له، لا يعطيه أدنى اهتمام. وجد يوماً فرعاً صغيراً ميتاً قد ألقاه البعض من كرومهم، فغرسه في أرضه وللحال نما بسرعة وجاء بعنبٍ وفير نضج بسرعة وكان طعمه لذيذاً. لهذا صار عيده في 16 يونيو يُقام في قبرص ليبارك الرب كرومهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيرانيون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان أسقف صور، استشهد في عهد دقلديانوس في إنطاكية مع الشهيد زينوبياس كاهن صيدون حيث أُلقيا في النهاية في البحر ليستشهدا غريقين في المياه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيطس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – الأب تيطس أسقف Bostra في العربية Arabia Auranities في القرن الرابع (حوالي 362 – 371م)، اشتهر بثقافته العالية وبلاغته. وقد حدثنا عنه القديس جيروم كأحد الكتّاب المسيحيين الأوائل المشهورين. دخل في صراع مع يوليانوس الجاحد الذي أراد إعادة العبادة الوثنية في الشرق، فاستغل الوثنيون ذلك بالثورة ضد المسيحيين حتى في البلاد التي يمثلون فيها قلة قليلة. ففي إيبارشية هذا الأب قام الوثنيون بمشاغبات عنيفة مما أثار المسيحيون ضدهم وكادت المدينة تفقد سلامها تماماً، فكتب يوليانوس إلى الأسقف يحَّمل المسيحيين المسئولية ويهدد باستدعاء الأسقف وكهنته للمحاكمة إن استمر الوضع هكذا، فردّ عليه الأسقف مظهراً أنه قد استخدم كل وسائل الضغط على المسيحيين من أجل هدوء البلد، وإذ هم يمثلون الغالبية العظمى فلا خطورة على المدينة. مع هذا أرسل يوليانوس منشوراً في أول أغسطس 362م إلى المدينة يتهم فيها الأسقف كعدو عام مطالباً بطرده فوراً، لكن يوليانوس مات وبقي تيطس يرعى شعب الله. اشترك في مجمع إنطاكية سنة 363 الذي أرسل خطاباً إلى الإمبراطور جوفنيان يعرفه قانون الإيمان النيقوي. وضع ثلاثة أعمال ضد أتباع ماني، فيها قدم حلاً لمشكلة الشر مظهراً عناية الله ومؤكداً الحرية الإنسانية كما دافع عن العهد القديم. ووضع عدة عظات عن إنجيل لوقا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيطس الرسول | الولادة: – الوفاة: – ولد في كريت وهو ابن أخت والي المدينة،وقد تعلم اللغة اليونانية وتأدب بكل آدابها حتى مهر فيها، وكان وديعاً شفوقاً كثير الرحمة. ولما انتشرت أخبار السيد المسيح في أكثر بلاد الشام إهتم والي كريت خال هذا القديس بتلك الآيات الباهرة والتعاليم السامية واراد أن يتحقق مما سمع، فأرسل تيطس ليأتيه بالخبر اليقين، فلما وصل إلى أرض اليهودية ورأى الآيات وسمع الأقوال الإلهية وقارن بينها وبين الأقوال اليونانية وجد الفرق واضحاً، فآمن بالسيد المسيح وارسل إلى خاله يعلمه بما رأى وسمع. ولما اختار الرب السبعين رسولاً كان هو أحدهم، وبعد صعود السيد المسيح نال نعمة المعزي مع التلاميذ. وقد صحب بولس الرسول في بلاد كثيرة، ولما ذهب بولس إلى رومية عاد هو إلى كريت وبنى فيها كنيسة ورسم لها قسوساً وشمامسة. ولما أكمل سيرته الرسولية تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاؤس المصري الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هذا القديس كان من أجناد أريانا والي أنصنا، ولما قرأ أمر دقلديانوس بعبادة الأوثان وثب هذا الجندي في وسط الجمع وأخذ الورقة ومزقها قائلاً: “ليس إله إلا يسوع المسيح ابن الله الحي”. فغضب الوالي ومسكه من شعره وطرحه إلى الأرض وأمر بضربه حتى تهرأ لحمه، وكان يصرخ قائلاً: “ياسيدي يسوع المسيح أعني فليس إله إلا أنت ياسيدي يسوع المسيح”. فنظر الرب إلى صبره وأرسل ملاكه فشفاه، فعاد إلى الوالي وهو يصيح: “ليس إله إلا يسوع المسيح ابن الله الحي”. فشدد الوالي عليه العذاب، وأخيرًا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس ومورا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان تيموثاوس شاباً صغيراً، قارئاً بكنيسة بنيابيس Penapeis بجوار مدينة أنتينوه (أنصنا) بصعيد مصر، تزوج بفتاة تقية تدعى مورا، وكان الاثنان ملتحقين بدراسة الكتاب المقدس، مملوئين غيرة. بعد زواجهما بعشرين يوماً قُدم تيموثاوس للمحاكمة أمام اُريانا والي أنصنا في عهد دقلديانوس، وقد طلب منه تسليم ما لديه من كتب الكنيسة لحرقها علانية وأن يجحد مسيحه. أما هو فقال للوالي: “إني أشاهد ما قد أعددته من أدوات لتعذيبي، كما أعاين الملائكة يتطلعون إليَّ مستعدين لمساندتي، أما الكتب المقدسة فلن أسلمها لك، فإنها عندي في مقام البنين، وإني اخترت الموت عن أن أنكر إيماني”. إذ قال هذا وُضعت أسياخ حديدية ملتهبة ناراً في أذنيه كما فقئوا عينيه حتى لا يستطيع القراءة ولا السمع، أما هو فكان يقول إن السيد المسيح يضيء عيني نفسه. استدعى الوالي امرأة تيموثاوس العروس الحديثة، وبدأ يظهر حنوه عليها، أنها تترمل هكذا بعد عرسها بعشرين يوماً، لذا سألها أن تتزين بكل ما لديها من ثياب وحلي وتلتقي بعريسها لعلها تقدر بتوسلاتها أن تثنيه عن عناده فيجحد إيمانه من أجل حياتهما. سمعت مورا للوالي، وتطيبت بروائح جميلة وتحلّت بثياب فاخرة وحلي وتقدمت إلى رجلها لتجده معلقاً برجليه على خشبة وقد عُلق حجر في عنقه. حاولت مورا أن تجتذب رجلها لإنكار الإيمان ولو ظاهرياً، أما هو فطلب من أحد الحاضرين أن يضع منديلاً على وجهه، قائلاً إنه يشتم رائحة نتانة، ثم صار يوبخها على جحودها للإيمان، معلناً لها أنه كان يتوقع منها أن تأتي تشاركه إكليل المجد المعد للمؤمنين. تأثرت مورا جداً، وصارت تبكي بمرارة، وطلبت من رجلها أن يصلي من أجلها، وسألته المشورة. صار الشهيد يسندها بكلمات الإيمان، معلناً لها أن السيد المسيح سيعينها على احتمال الآلام بالرغم من صغر سنها وضعف طبيعتها. انطلقت مورا إلى الوالي لا لتبشره باجتذابها لرجلها نحو الجحود، وإنما لتعلن رغبتها في التكفير عما فعلته بالشهادة لمسيحها ومشاركتها رجلها آلامه في الرب. أمر الوالي بسحبها من شعرها حتى تقطّع، وكأن الله أراد لها أن يُنزع عنها شعرها الذي هو زينتها عوض بهرجتها، بُترت أصابعها ثم وضعت في خلقين مملوء قاراً مغلياً، وقد وهبها الله قدرة واحتمالاً، فكانت تشكر الله وتمجده. أمر الوالي بصلبهما -مورا وتيموثاوس- على أن يكون كل منهما في مواجهة الآخر لتزداد آلام كل منهما بآلام الآخر، لكنهما تمتعا وسط آلامهما برؤى سماوية مجيدة مع أن عيني تيموثاوس كانتا مفقودتين. بعد تسعة أيام أسلما الروح ليتمتعا بإكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس أسقف أنصنا القديس | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 13 من شهر هاتور. رأينا أن أريانا والي أنصنا، في عهد دقلديانوس، قد بذل كل قدراته لتعذيب المسيحيين، لكن روح الرب اصطاده ليقبل الإيمان بالسيد المسيح، ويفتح أبواب السجون ويطلق المعترفين، لينال بنفسه إكليل الشهادة. جاء بعده والٍ آخر ألقى القبض على الأنبا تيموثاوس أسقف أنصنا. هذا كان قد أشتاق إلى حياة الخلوة والسكون منذ صباه، فترهب وهو بعد صغير، وإذ كان ينمو في النعمة والفضيلة اُختير أسقفاً على أنصنا، فكان الأب المهتم بأولاده، والراعي الباذل حياته من أجل قطيع السيد المسيح. أُلقيّ القبض عليه ونال عذابات كثيرة مع كثيرين من كهنة وشعب، وأخيراً إذ ملك قسطنطين اخرج من السجن وعاد إلى كرسيه، فقضى ليلة مع الكهنة وشعبه يصلي شاكراً الله، وسائلاً من أجل خير الوالي الذي بسببه نال عذابات كطريق للإكليل. سمع الوالي فدهش كيف يصلي الأسقف من أجله. وإذ ذهب إليه بنفسه وجده الأب الحنون، فتتلمذ على يديه واعتمد، وأخيراً ترك الولاية لينطلق إلى الحياة الرهبانية يمارس عبادته وشركته مع الله. أكمل الأب الأسقف جهاده، مهتماً بكل رعيته، لأجل خلاص كل نفس، حتى رقد في الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس الأب | الولادة: – الوفاة: – اتسم هذا الأب بحياة الاتساع، فقد جاء في بستان الرهبان أن أخاً قال له: “من جهتي أنا فإنني أستطيع أن أرى ذهني (منشغلاً) على الدوام أمام الله”. أجابه الشيخ: “إنه ليس بالأمر العظيم أن يكون فكرك (ذهنك) مع الله، لكن ما هو عظيم أن يرى الإنسان نفسه أقل كل الخليقة (خادماً للجميع)”. اعتاد أن يقول: “ليس سمو روحي أعظم من أن لا يحتقر إنسان أخاه”. ولعل هذه الخبرة قد اقتناها أبا تيموثاوس في صباه، إذ جاء في البستان عن أخٍ يدعى تيموثاوس (غالباً هو نفسه في صباه): أخطأ أخ في وسط بيت مقدس يضم جماعة دينية، سأل رئيس البيت تيموثاوس، “ماذا… يُفعل بالأخ؟”، أجابه أن يطرده. بالفعل إذ طرده تحولت الحرب بعنف على تيموثاوس، فكان يصرخ إلى الله طالباً رحمته وغفرانه؛ قضى الليلة كلها في قبر به أموات يقدم توبة ويعترف بخطئه، وكانت التجربة ثقيلة عليه جداً حطمته تماماً. أخيراً سمع صوتاً يقول له: “يا تيموثاوس لا تظن أن ما حل بك لسبب إلا لأنك استخففت بأخيك وقت تجربته”? وهكذا لم يعد هذا الراهب يدين إخوته، مهما سمع عنهم أو رأى، بل بالأحرى يترفق بهم، حاسباً ضعفاتهم هو، كقول الرسول بولس: “أذكروا المقيدين كأنكم مقيدين معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضاً في الجسد”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس الأول البابا الثاني والعشرون | الولادة: – الوفاة: 385 هو أخ البابا بطرس الثاني (21) وخليفته. ولد بالإسكندرية، وتعلم في مدرستها اللاهوتية، متتلمذاً على يدي القديس أثناسيوس الرسولي. رأى فيه البابا أثناسيوس إنساناً تقياً غيوراً ذا ثقافة عالية، فسامه كاهناً ليخدم شعب الإسكندرية، ويكون بمثابة اليد اليمنى لمعلمه، إذ رافقه في كثير من رحلاته، وذهب معه إلى مجمع صور سنة 335م حيث أثبت براءة معلمه عندما جاء الأريوسيون بامرأة زانية تتهم البابا أنه ارتكب معها الشر، فقام تلميذه يتحدث كأنه هو البابا، فصارت المرأة تصر أنه هو الذي صنع معها الشر، فإنفضحت خديعتها. كان معيناً للبابا أثناسيوس في مقاومة الأريوسية، وفي عهد البابا بطرس الثاني إذ بدأت البدعة الأريوسية تنتشر في القسطنطينية أرسل الإمبراطور يستغيث ببابا الإسكندرية الذي رشح القديس غريغوريوس النزينزي للعمل، كما أرسل جماعة من الكهنة برئاسة أخيه الكاهن تيموثاوس كانوا خير سند للقديس غريغوريوس. إذ تنيح البابا بطرس وقع الاختيار على أخيه حوالي سنة 379م. حضر المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية عام 381م حيث برزت مواهبه في دحض بدعة مقدونيوس منكر لاهوت الروح القدس. لكن دخلت الكرامة الزمنية في الكنيسة إذ جعل المجمع كرامة الإسكندرية بعد روما بكونها العاصمة والقسطنطينية بكونها روما الجديدة فانسحب البابا وأساقفته. وقد اهتم بالعمل الرعوي وترميم الكنائس حتى تنيح في 26 أبيب (385م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس الثالث البابا الثاني والثلاثون | الولادة: – الوفاة: – إذ تنيح البابا ديسقورس الثاني (31) تمكن المصريون من الاجتماع والتشاور، لأن الإمبراطور أنستاسيوس كان متسامحاً يتسم بسعة الصدر، وكان لا يزال وفياً لأصدقائه من المصريين، فترك للأقباط حق اختيار راعيهم دون أن يفرض عليهم أحداً، وكان ذلك في سنة 519م. لكن أنستاسيوس مات في نفس السنة وتولى يوستنيان الإمبراطورية، وكان يميل إلى الخلقيدونية. إذ دخل يوستنيان الأول الكنيسة في يوم أحد ومعه الأسقف يوحنا الكبادوكي، قام بعض المتشيعين للإمبراطور بالهتاف طالبين سقوط الأسقف ساويرس الأنطاكي ومحاكمته لأنه غير خلقيدوني بينما هتف البعض بحياته كرد فعل للهتاف الأول، عندئذ قرر الإمبراطور عقد مجمع للفصل في الأمر. وإذ عرف البابا تيموثاوس الثالث ما ينويه الإمبراطور لم يذهب إلى المجمع، فأمر الإمبراطور بالقبض عليه ونفيه. اقتحم الجند أبواب الكنيسة بينما تجمهر الشعب حول باباهم، ودارت معركة بين الجند المسلحين والشعب الأعزل، واندفع الجند يفتكون بالشعب ويقتلون عدداً ليس بقليل، ثم اقتحموا دار البطريركية وألقوا القبض على البابا الذي اُقتيد إلى المنفى، ثم فرض الإمبراطور بطريركاً دخيلاً يُدعى أبوليناريوس. أما القديس ساويرس فأطاع وذهب إلى القسطنطينية ليحضر المجمع فحُكم عليه بتجريده وحرمانه، وكان الإمبراطور في حالة ثورة عنيفة ضده حتى كان مصمماً على قطع لسانه. تدخلت الإمبراطورة التقية ثيؤدورا التي شفعت في القديس ساويرس الأنطاكي، فاكتفى الإمبراطور بحرمانه من الدخول إلى إيبارشيته، وبالفعل التجأ إلى مصر ليجد فيها موضع راحة ومكان خدمة. في هذا المجمع الذي لم يتجاوز عدد الحاضرين فيه أربعون أسقفاً، جُرِّد القديس ساويرس من أسقفيته، وأُعطِي لأسقف القسطنطينية لقب “البطريرك المسكوني”، الأمر الذي أثار أسقف روما، حاسباً أنه هو البابا الوحيد دون بطاركة العالم، وأن لقب “البطريرك المسكوني” خاص بالسيد المسيح نفسه بكونه أب المسكونة كلها! من هنا بدأ النزاع بين الكنيستين في روما والقسطنطينية حول الألقاب. أُثير أيضاً موضوع “العلاّمة أوريجينوس” حيث كان لتلاميذه أثراً فعالاً، واستطاع الخصوم أن يؤثروا على الإمبراطور الذي حسب نفسه الفيصل في الأمور اللاهوتية والروحية فأصدر حكماً يحرم أوريجينوس. عاد البابا تيموثاوس الثالث من منفاه، لكنه بقيّ هو والقديس ساويرس الأنطاكي مطاردين من بلد إلى أخرى، ومن دير إلى دير. وقد سمحت العناية الإلهية للبابا فرصة أن يرسم الأنبا ثيؤدوسيوس أسقفًا على جزيرة فيلة بأسوان، استطاع أن يجتذب الوثنيين القاطنين في جنوبها للإيمان المسيحي، كما حوَّل الجزء الأمامي من معبد إيزيس إلى كنيسة باسم القديس إسطفانوس أول الشهداء وبنى كنيسة أخرى في وسط الجزيرة. أخيراً استقر المقام بالبابا والقديس ساويرس في دير بعيد عن أعين الجند البيزنطيين، ومن هناك كانا يهتمان برعيتهما خلال الرسائل. وعندما جاء وفد أوطاخي إلى مصر من القسطنطينية أسرع البابا وحذر شعبه منهم. أخيراً بعد أن قضى حوالي 17 سنة في جهاد تنيح في الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس الثاني البابا السادس والعشرون | الولادة: – الوفاة: – أحب الحياة الهادئة فالتحق بدير بالقلمون حيث مارس الحياة التعبدية الهادئة في نسكٍ شديد مع دراسة للكتاب المقدس وكتابات الآباء. سامه البابا كيرلس الكبير قساً على كنيسة الإسكندرية، فداوم على الخدمة وتعليم الشعب في عهدي البابا كيرلس والبابا ديسقورس. سيامته بطريركياً إذ تنيح البابا ديسقورس في منفاه بجزيرة غنغرا بلغ الخبر إلى الإسكندرية حيث كان الوالي غائباً، تألم الإكليروس والشعب لنياحة أبيهم المفترى عليه تحت ستار العقيدة، لكنهم اجتمعوا في الحال وبرأي واحد استقروا على سيامة الكاهن تيموثاوس بابا لهم وإذ عاد الوالي جن جنونه وحسب هذه السيامة ثورة على السلطة البيزنطية، فقد كان يود أن يقيم لهم إنساناً دخيلاً من مجمع خلقيدونية القائل بأن للسيد المسيح طبيعتين وإرادتين. أخذ الوالي يضطهد المصريين، فلم يبالِ البابا بل عقد مجمعاً من أساقفة يدين فيه مجمع خلقيدونية، ويحرم كل من يقبل قراراته، وقد آزر الكل باباهم ماعدا أربعة أساقفة. مع ديونسيوس أمير الجيش قام البابا تيموثاوس برحلة رعوية يتفقد فيها شعبه ويثبتهم على الإيمان، وإذ عاد إلى الإسكندرية كان الكونت ديونسيوس أمير الجيش قد وصل إلى الإسكندرية يحمل الأوامر مشددة بإخضاع المصريين للبطريرك الدخيل بروتيروس مستخدماً كل وسائل العنف. نفذ الكونت الأوامر، فمنع البابا من دخول الإسكندرية، الأمر الذي أثار الشعب الإسكندري، إذ حسبوا انه ليس من حق بيزنطة أن تتدخل في شئونهم الكنسية، وثارت ثورة الشعب بعنف حتى فقد الكثيرون اتزانهم ودخلوا في معركة مع الجند انتهت بقتل الدخيل بروتيروس الأمر الذي أخطأ فيه الشعب دون شك! استخدم الوالي كل إمكانيته بقسوة لتحطيم هذا الشعب الذي يحمل تمرداً في عينيه وقد طلب من الإمبراطور مرقيان أن يصدر أمره بنفي البابا تيموثاوس وأخيه إلى جزيرة غنغرا التي نُفي إليها سلفه البابا ديسقورس. إلى المنفى لكي يمعن في إذلال الشعب لم يرسل البابا إلى منفاه مباشرة عن طريق البحر وإنما أرسله عن طريق البر ليعبر بفلسطين ولبنان وآسيا الصغرى فيكون مثلاً أمام الجميع، لكن هذا العمل جعل من البابا بطلاً يستقبله المؤمنون في كل بلد بالتسابيح يطلبون بركاته. حين بلغ البابا بيروت خرج أسقفها أوستاثيوس يستقبله بحفاوة، وتجمهر الشعب يطلب بركة البابا البطريرك. أما والي الإسكندرية فقام بتعيين رجل يسمى سولوفاتشيولي عوض البابا تيموثاوس، قاطعه الشعب تماماً لمدة سبع سنوات. بعث البابا تيموثاوس من منفاه عدة رسائل إلى أهل مصر وفلسطين وإلى بعض المصريين في القسطنطينية، في الأول حذر شعبه من بدعة أوطاخي الذي أنكر حقيقة ناسوت السيد المسيح. ثم بعث رسالة ثانية يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة ثالثة يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة رابعة إلى الرهبان والراهبات والمؤمنين في كنيسة الإسكندرية أوضح فيها الإيمان الحق مستنداً على إحدى رسائل البابا ديسقورس. على أي الأحوال نجح البابا تيموثاوس بمحبته وقدسية حياته أن يكسب حب أهل غنغرا حتى دعوه “العجائبي الرحيم”. عودة البابا إذ مات مرقيانوس زال الملك عن آل ثيؤدوسيوس الذي حاولت بولشريا امرأة مرقيانوس وأخت ثيؤدوسيوس الاحتفاظ به بكل الطرق، فقد حاولت إغراء أخيها أن يتزوج بثانية لعلها تنجب ابنا يخلفه، ولما فشلت محاولاتها كسرت نذرها وتزوجت بمرقيان لتحتفظ بالمُلك لها ولعائلتها. كان لهذه الملكة دورها الشرير من نحو كنيسة الإسكندرية فكانت تشجع زوجها على الاستبداد بالشعب المصري. انتقلت الإمبراطورية إلى باسيلسكوس الذي عمل على توطيد السلام في الكنيسة وإعادة المنفيين إلى كراسيهم. وقام طبيبه من الإسكندرية بدورٍ هام في عودة البابا، الذي ذهب إلى القسطنطينية ليقدم شكره للإمبراطور قبل رجوعه إلى كرسيه. هناك عقد مجمعاً حضره 500 أسقفاً كتب خطاباً دورياً يؤكد فيه صدق إيمان البابا تيموثاوس وتثبيت إيمان المجامع المسكونية الثلاثة: نيقية والقسطنطينية وأفسس؛ كما أدان هرطقة أوطاخي وطومس لاون. حاول فريق متشيع لأوطاخي أن ينالوا موافقته على بدعتهم، فأعلن رفضه لبدعتهم تماماً. وقد أوضح بكل قوة أن كنيسة الإسكندرية بريئة من الفكر الأوطيخي كل البراءة. عمله الرعوي عاد البابا إلى الإسكندرية فخرج الكل في حب صادق وبنوة يستقبلونه، أما سولوفاتشيولي فانسحب في هدوء إلى ديره. أعاد البابا رفات سلفه القديس ديسقورس إلى مدينته بالإسكندرية، وتفرغ لرد كل نفس تائهة وتثبيت الإيمان والاهتمام بكل احتياجات شعبه حتى رقد بعد أن قضى على الكرسي 22 سنة و11 شهراً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس القديس السائح | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 23 من شهر كيهك. نشأ تيموثاوس في عائلة تقية محبة لله، فتأدب بآداب الكنيسة، واشتاق إلى حياة السكون والهدوء، فالتحق بأحد الأديرة. وإذ كان حبه للسكون يتزايد ترك الدير ليعيش كمتوحد في موضع قريب من الدير في قلاية بناها لنفسه. وكان بقلب متسع بالحب يخدم الغرباء ويهتم بالفقراء. وإذ حسده عدو الخير احتال عليه براهبة كانت تأتي لتشتري منه عمل يديه، ومن كثرة ترددها تكونت دالة بينهما بالتدريج حتى صارت تأكل معه على مائدته. وبمرور الزمن بدأت حرب الأفكار تهاجمهما وصار الاثنان تحت الضعف مدة ستة أشهر. رجع الراهب إلى نفسه وأدرك خطأه وتهاونه، وإذ فكر في ساعة موته وفي لقائه مع السيد المسيح قام في الحال وترك كل شئ ودخل في البرية حيث أرشده الرب إلى نخلة بجوار نبع ماء، فكان يأكل من البلح طوال العام. حسده عدو الخير على نموه الروحي فأصابه بأمراض في بطنه، أما هو فكان يحسب ذلك تأديباً بسيطاً من أجل ما قد سقط فيه. وبعد أربع سنوات أرسل الرب ملاكاً وشفاه. عاش في البرية أربعين عاماً عارياً لا يلتقي إلا بوحوش البرية التي كانت تأنس له وتلاطفه وتلحس قدميه. أخيراً سلم روحه في يد الرب ليعبر من برية الجهاد حاملاً إكليل النصرة في الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيموثاوس الكاهن | الولادة: – الوفاة: – سمع الكاهن تيموثاوس من والدته عن امرأة زانية في مصر تعيش في حياة النجاسة، لكنها تقدم كل ما لديها للفقراء، فتأثر جداً، وصار يطلب من أجل خلاصها. وإذ التقى بالقديس الأنبا بيمن أخبره بأمر هذه المرأة، فأراد الأنبا بيمن أن يسنده ويشجعه، قائلاً له أنها لن تبقى في زناها مادامت تحمل ثمر الإيمان ألا وهو العطاء بسخاء للفقراء، فابتهجت نفس الكاهن، وصار يصلي لأجل توبتها بحرارة. إذ جاءت والدة الكاهن سألها عن المرأة، فأجابته أنها لازالت في نجاستها، بل انغمست في الخطية بالأكثر إذ زاد عدد عشاقها، لكنها تقدم كل ما يصل إلى يديها للفقراء. ذهب الكاهن للأنبا بيمن يشكو له أمر المرأة، فأجابه بكلمة تشجيع. مرة ثانية جاءت الأم وإذ سألها الكاهن أجابته أنها تود أن تأتي معها لكي يصلي من أجلها، ففرح وأخبر الأنبا بيمن بذلك. فأجابه الأخير ألا ينتظر مجيئها، بل ينزل إليها، ويقدم لها كلمة الإنجيل لتوبتها، فأطاع الكاهن وذهب إليها، وإذ سمعت كلمة الله قدمت توبة صادقة ودخلت الدير وصارت تشكر الله. هذه صورة حية للحياة الرهبانية المتسمة بالسكون لكن في انفتاح قلب وشوق حقيقي لخلاص كل نفس دون إدانة لأهل العالم حتى الزناة منهم مع الرجوع إلى الأب الروحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيمون الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم الرب وميزهم، وقد أعطاه القوة على شفاء المرضى وإخراج الشياطين. ونال هذا القديس كثيراً من مواهب الروح القدس. وقد لازم الرب حتى صعوده إلى السماء وبعدها ثابر على خدمة التلاميذ إلى أن حلَّت عليهم جميعاً نعمة الروح المعزي. وانتخبه التلاميذ من بين السبعة الشمامسة الذين أقاموهم لخدمة الموائد، وقد شهد عنهم الكتاب “أنهم كانوا ممتلئين نعمة وحكمة” (أع6: 2و4). وبعد أن أقام في خدمة الشماسية مدة وضعوا عليه اليد أسقفاً على مدينة بسرى الغربية من أعمال البلقاء وبشر فيها بالسيد المسيح، وعمَّد كثيرين من اليونانيين واليهود فقبض عليه الوالي وعذبه بعذابات كثيرة، وأخيراً أحرقه بالنار فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تيّا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان تيّا Tia ابناً لشخص يُدعى سوترخس، ناسكاً في منطقة طيبة، استشهد في عهد دقلديانوس. قصة استشهاده تكشف عن الروح الذي ساد النساك في عصره، حيث كانت نفوسهم تتوق لنوال إكليل الشهادة من أجل محبتهم في العريس السماوي يسوع المسيح. اجتمع أريانوس والي أنصنا بصعيد مصر ببعض فرق الجيش ليُعلن لهم المنشور الذي صدر بخصوص الاضطهاد، عندئذ قدم الكل خضوعاً، وقدموا بخوراً للأوثان، أمَّا تيّا فشهد لمسيحه بقوة. أُلقيّ القبض عليه، ونال عذابات كثيرة. أرسله الوالي إلى والٍ آخر يُدعى بمبيوس لعلَّه يستطيع أن يستميله باللطف أو يحطمه بالعنف، لكن تيّا أصر على الإيمان حتى قُطعت رأسه، ونال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤكليا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هي زوجة القديس يسطس. وذلك أنه بعدما أرسلهما دقلديانوس إلى الإسكندرية، فرقهما واليها إذ أرسل يسطس إلى أنصنا وهناك نال إكليل الشهادة، ثم أرسل هذه القديسة إلى “صا الحجر”. فلما رآها الوالي تعجب كيف يترك هؤلاء المملكة مفضلين عليها الموت. لاطفها الوالي فلم تقبل كلامه وقالت له: “لقد تركت المملكة ورضيت بمفارقة زوجي منذ صباي وتخليت عن ولدي من أجل السيد المسيح. فما عساك تعطيني؟” فأمر بضربها إلى أن تقطَّع جسمها ثم أودعها السجن فظهر لها ملاك الرب وعزاها وقواها، فلما رآها المسجونون وقد شفيت من جراحاتها آمنوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة. وعند ذلك أمر الوالي بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة، وأتى بعض المؤمنون ودفعوا للجند فضة وأخذوا الجسد وكفنوه ووضعوه في تابوت إلى انقضاء زمن الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاليليؤس الأبيكلوتوس الأب | الولادة: – الوفاة: – دعاه اليونان “الأبيكلوتس Eepiklautos” وتعني “الكثير الدموع”، إذ قيل أنه قضى 60 عاماً في حياة نسكية يبكي بلا انقطاع، وقد اعتاد القول للقادمين إليه: “الآن يسمح الوقت لنا بالتوبة والشبع بالرحمة الإلهية، فالويل لنا إن أهملناه”. حدثنا عنه الأب ثيؤدورت بكونه قد تعرف عليه شخصياً. فإنه من كيليكية، عاش إلى حين في كوخ بجوار معبد وثني بالقرب من جبالة حيث كان الوثنيون يقدمون الذبائح. كانت الأرواح الشريرة تظهر له بأصوات وأشكال مرهبة لتطرده من ذلك الموضع، لكنه عاش يجاهد ويربح الكثير من الوثنيين حتى الكهنة منهم للإيمان. أقام لنفسه مسكناً غريباً على شكل برميل مصنوع من طوقين بينهما ألواح، وقد رآه الأب ثيؤدوت بعد 10 سنوات من سكناه هذا، ولما سأله عن هذا التصرف أجابه: “إني أؤدب جسدي المخطئ لعل الله ينظر إلى حزني على خطاياي ويغفرها لي وأخلص من عذابات العالم الآتي”. لقد اختار لنفسه مسكناً ضيقاً، لكنه حمل قلباً متسعاً، فقد جاء إليه الكثيرون ينعمون بسلام الله الذي يملأ قلبه، ويقتدون بتوبته غير المنقطعة ليكون لهم معه نصيب في المجد الأبدي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاليليئوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 284 كان القديس ثاليليئوس Thalelaeus طبيباً تقياً، متسع القلب، يخدم الجميع لا لهدف سوى محبته لكل إنسان، حتى دعاه اليونان بالرحيم، وأيضاً بالمعدم “money less”. بحسب أعمال الشهداء الروماني استشهد بالرها في سوريا، لكن الرأي الغالب هو انه استشهد بكيليكية وكان ابناً لأحد قادة الرومان. في أيام الإمبراطور نوميران، إذ التهبت نيران الاضطهاد هرب إلى حقل زيتون حيث أُلقيّ القبض عليه. أُخذ إلى ساحل Aegae وقُدم أمام الوالي ثيؤدورس حيث أعلن إيمانه بجرأة دون خوف، عندئذ أمر الوالي بربطه بالحبال بطريقة عنيفة حتى تمزق جسده وظهرت عظامه، وعُلق منكس الرأس إلى حين، وأخيراً أُلقيّ في البحر لينال إكليل الشهادة. استشهد معه آخرون منهم الكسندر وأوستيريوس اللذان كانا يمارسان تعذيبه، فإنهما إذ شاهدا صبره وفرحه مع رقته ولطفه حتى مع معذبيه آمنا بالسيد المسيح وشاركاه إكليل مجده، وكان ذلك في عام 284م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاوفيلس الأنطاكي القديس | الولادة: – الوفاة: – بحسب ما ورد في يوسابيوس فإن هذا الأب هو الأسقف السادس لإنطاكية بسوريا، وهو من رجال القرن الثاني (أواخر القرن). وُلد بالقرب من نهر الفرات من والدين وثنيين، وتهذب بالثقافة الهيلينية (اليونانية). وإذ درس الكتاب المقدس أدرك أن الروح القدس وهب الأنبياء النبوات عن الأمور المستقبلة فآمن وأطاع الله. كتاباته هو أحد المدافعين المسيحيين، لم يبقَ من كتاباته سوى دفاعه في ثلاثة كتب وجهها إلى صديقه الوثني Autolycus، هدف بها إلى تقديم الفكر المسيحي عن الله وعن الخلقة أمام العالم الوثني بأساطيره الخاطئة. بين كتاباته المفقودة مقالات ضد مرقيون وهرموجينيس. من كلماته الله لا يمكن أن يراه إلا القادرون على رؤيته، حينما تكون أعين نفسهم مفتوحة. حينما توجد قذارة على المرآة لا يقدر الإنسان أن يرى وجهه فيها، هكذا من كان فيه خطية لا يقدر أن يعاين الله. حقًا إنني أكرم الإمبراطور لا بالتعبد له بل بالصلاة من أجله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاوفيلس البابا الثالث والعشرون | الولادة: – الوفاة: – كلمة (ثاوفيلس) من أصل يوناني تعني (المحب لله)، إذ هي مشتقة من كلمتين: “ثيؤ” (الله)، “فيلو” (محب). وكما قال القديس أثناسيوس عن الأنبا أنطونيوس انه في صباه كان يلقب (ثاوفيلس) بسبب بره في الرب ونصراته المستمرة في جهاده الروحي. جاء البابا ثاوفيلس الخلف الثالث للبابا أثناسيوس الرسولي، والسلف للبابا كيرلس الكبير ابن أخته، وقد قضى في الباباوية 28 عاماً كانت تمثل حركة نشاط مستمرة، إذ كان له أثره على تاريخ الكنيسة والدولة أيضاً. ارتبطت حياته بثلاثة أحداث هامة أولها إبادة الوثنية في مصر الأمر الذي مدحه عليه كثير من المؤرخين، وإن كان البعض حاول تشويه صورته بمحاولة إظهاره في صورة عنيفة مستبدة في تحويل البرابي الوثنية إلى كنائس، غير أن التاريخ يشهد أنه فعل هذا عندما هجرت الجماهير البرابي. والحدث الثاني هو الصراع ضد أوريجينوس، فقد تحول إلى عدو لدود لكل من يذكر اسم أوريجينوس، لذا حاول عاشقوا أوريجينوس تشويه صورته. أما الحدث الثالث فهو مقاومته للقديس يوحنا ذهبي الفم إذ استغلت الإمبراطورة كراهية البابا ثاوفيلس للأوريجينية بينما كان ذهبي الفم يحتضن الإخوة طوال القامة من اكبر المدافعين عن أوريجينوس لكي يحكم على القديس بالنفي. هذا الحدث الذي ندم عليه البابا وكان كفيلاً بتشويه تاريخ حياته تمامًا، خاصة وأن الكنيسة في العالم كله أدركت ما لحق بالقديس ذهبي الفم من ظلم وافتراء، فقام كثير من المؤرخين خاصة بالاديوس الذي يعشق حياة ذهبي الفم بتصوير البابا ثاوفيلس أشبه بشيطان رجيم. وكما قال كثير من الدارسين ان ما جاء إلينا من تاريخ هذا البابا أغلبه خلال أعدائه الذين شوّهوا صورته. نشأته جاء في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية) للشماس منسى القمص: “روى عن يوحنا النيقاوي المؤرخ القبطي أنه ولد من أبوين مسيحيين في مدينة ممفيس وتيتم منهما وهو طفل وله أخت صغيرة، فقامت بتربيتهما جارية أثيوبية وثنية. وحدث أنه ذات ليلة أخذتهما معها إلى الهيكل لتؤدي فروض العبادة الوثنية فحال دخولها سقطت الأصنام إلى الأرض وتحطمت، ففرت بهما الجارية خوفًا من انتقام كهنة الوثنيين، واختفت قليلاً ببلدة نيقيوس ثم جاءت إلى الإسكندرية. وقد دبرت العناية الإلهية أن تأخذهما إلى كنيسة مسيحية لكي تتعرف على هذا الدين الذي طرقت شهرته كل أذنٍ. فدخلت باب كنيسة القديس ثاؤنا وجلست بإزاء كرسي القديس أثناسيوس الذي لما رآها مع الطفلين أمر بإبقائهم حتى تنتهي الخدمة، ثم استخبرها البطريرك عن حقيقة حالها ولما قصت عليه خبرها ردها إلى الديانة المسيحية، وأخذ منها الطفلين، ووضعهما تحت عنايته الخصوصية. ولما كبرا قليلاً وضع الفتاة في دير لبثت به إلى يوم زواجها برجلٍ من بلدة المحلة (غربية) وفيها ولدت كيرلس الذي صار فيما بعد خلفا لخاله ثاوفيلس. أما ثاوفيلس فضمه القديس أثناسيوس في سلك تلاميذه، فنما عالماً تقياً، ولما شوهد فيه من الحذق والنشاط اختاره معلمه كاتماً لأسراره بعد أن رقاه لدرجة الكهنوت. وبعد وفاة معلمه استمر في مدينة الإسكندرية يخدم في كنائسها إلى أن رقد البابا تيموثاوس في الرب فانتُخِب بطريركاً مكانه بالإجماع في شهر مسرى سنة 102 ش و385م في عهد ثيودوسيوس قيصر لما رآه فيه الشعب من حسن السيرة وعظيم الغيرة على دين المسيح مما جعله موضعاً لثقة ثيؤدوسيوس الملك الأرثوذكسي الذي أمر بتعميم الديانة المسيحية في كل مكان واعتبارها الديانة الرسمية للمملكة الرومانية. ومما يدل على ثقة هذا الملك بالبطريرك الإسكندري تكليفه إياه بأن يصلح ما وقع من الخلل ثانية في مسألة عيد الفصح، فإنه في سنة 387م صار الفرق بين العيد المصري والعيد الروماني مدة خمسة أسابيع كاملة. فوضع البابا ثاوفيلس تقويماً للأعياد لمدة 418 سنة ووضع جدولاً يحتوي على الأيام التي يقع فيها عيد الفصح لمدة مائة سنة ابتداء من سنة 380م ولا تزال صورة هذا التقويم باقية إلى يومنا هذا، وفيها أوضح البطريرك بأن السيد المسيح صُلب في اليوم الخامس عشر من شهر نيسان (أبريل) لا في الرابع عشر منه ثم وضع هذه القاعدة وهي: إذا كان اليوم الرابع عشر من الشهر القمري يوافق يوم الأحد فعيد الفصح يتبعه بأسبوع”. اهتمامه ببناء الكنائس كان البابا ثاوفيلس مولعاً ببناء الكنائس، وقد أعطاه الله سؤل قلبه، نذكر على سبيل المثال انه إذ كان يوماً ما جالساً في حديقة معلمه البابا أثناسيوس تذكر أن معلمه كان يتوق إلى رفع الردم الذي بالحديقة وبناء كنيسة، فأراد البابا أن يحقق أمنية معلمه. سمعت سيدة غنية بذلك فقامت برفع الردم على نفقتها، وإذا بها تجد كنزاً يرجع إلى عهد الإسكندر الأكبر فبعث البابا إلى الإمبراطور يخبره بما وجده، خاصة أنه وجد أن الكنز قد نُقش عليه ثلاثة حروف (ثيتا)، فأدرك أنه يقصد بها ثيؤ أى الله، وثاوفيلس البطريرك، وثيؤدوسيوس الإمبراطور. جاء الإمبراطور بنفسه وعاين الكنز وأخذ نصفه وترك النصف لبناء عدة كنائس ودير المحرق. وفي هذه الزيارة استأذن البابا الإمبراطور في هدم المعابد الوثنية المهجورة أو تحويلها إلى كنائس، الأمر الذي أثار الوثنيين حتى اندفعوا إلى قتل بعض المسيحيين بقيادة الفيلسوف أوليمبوس. هذا وقد هدم معبد سيرابيوم الشهير سنة 391م. ذهابه إلى القسطنطينية ذهب البابا ثاوفيلس إلى القسطنطينية مرتين، الأولى في سنة 394م ليحضر مجمعاً عُقد لفحص بعض المسائل ولحضور الاحتفال بتشييد كنيسة كبرى بُنيت على اسمي الرسولين بطرس وبولس، وذهب ثانية في سنة 398م ليقيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على كرسي القسطنطينية وعاد إلى كرسيه. مشكلة تجسيم شكل الله Anthropomorphism بدأت أتعابه بسبب بدعة انتشرت بين بعض رهبان الإسقيط كان رأسها أفوديوس من بين النهرين مؤداها أن الله ذو صورة بشرية وذو أعضاء جسمية، وفي نفس السنة نشر البطريرك رسالة عيد الفصح السنوية، فاغتاظ أولئك الرهبان من عبارة وردت فيها وهى قوله: “إن الله روح لا يدركه الفهم، وليس هو مجرد إنسان يقع تحت الحد والحصر”، فهاجوا على البطريرك لما رأوه يخالفهم في الاعتقاد وترك أكثرهم قلاليلهم وجاءوا كجيشٍ جرارٍ إلى الإسكندرية وعزموا على الفتك بالبطريرك حالما يقع بصرهم عليه واحتشدوا حول داره وهم يتهددونه ويتوعدونه. وإذ رأى أن قلوبهم مملوءة بالغيظ ولم يجد له عضداً أسرع على مرتفع وصعد عليه وخاطبهم بعبارات رقيقة تهدئ الخواطر الهائجة ومن ذلك قوله لهم: “إنني إذا رأيت وجوهكم أشعر كأني أشاهد الله لأنكم على صورته ومثاله”، فسكن ثورتهم قليلاً، وكانوا يظنون أن العبارة التي أوردها عن الله في رسالة عيد الفصح اقتبسها من مؤلفات أوريجينوس. لذلك طلبوا إليه بشدة أن يحرم أوريجينوس وكل من يطالع كتبه فوعدهم بذلك. ثم انعكف على مطالعة كتب أوريجينوس إذ لم يكن طالعها قبلاً فتبين من بعض ألفاظها ما يشعر بضلاله. وفي أوائل السنة التالية شكل مجمعاً حرم أوريجينوس وندد بتعليمه في رسالة عيد الفصح. مشكلة الإخوة الطوال القامة أما المشكلة الرئيسية التي شوهت صورة هذا البابا فهي مشكلة الإخوة طوال القامة الأوريجينيين. ففي البداية كان البابا محباً لكتابات أوريجينوس، حتى أنه في سنة 399م إذ رأى الخلاف محتدماً بين يوحنا أسقف أورشليم وجيروم بسبب العلامة أوريجينوس حاول مصالحتهما، فشعر جيروم (القديس إيرونيموس) أن البابا ينحاز لأوريجينوس، فكتب إليه بعنف يقول: “إنك لا تعرف كيف يكون الجدل والمناقشة، لأنك تعيش مع رهبان يجلون قدرك ويرفعون مقامك”. إذ درس البابا ثاوفيلس كتابات العلامة أوريجينوس واكتشف بعض الأخطاء اللاهوتية صار مقاوماً لكل ما هو أوريجيني، ظهر في مقاومته للإخوة الطوال القامة. في سنة 370م تكونت جماعة أوريجينية في منطقة نتريا تحت قيادة الإخوة الطوال: الآباء أمونيوس باروتيس (صاحب الأذن الواحدة)، هرموبوليس، يوسابيوس، أنثيموس. هؤلاء الإخوة اتسموا بالروحانية والنسك، وقاموا بالنضال ضد الأريوسية بعد نياحة البابا أثناسيوس. وكانوا على علاقة طيبة بالبابا تيموثاوس والبابا ثاوفيلس حتى سنة 400م، فقد أحبهم وأكرمهم كرامة زائدة، فرسم ديسقورس أسقفاً على هرموبوليس كما سام اثنين منهم كاهنين بعد اعتذار بعضهم عن السيامة كأساقفة. لقد أراد البابا أن يستبقيهم معه في الإسكندرية لمساندته في الرعاية لكنهم فضلوا سكنى البرية. بدأ الخلاف بين البابا وهؤلاء الإخوة عندما حاول البابا ملاطفة هؤلاء البسطاء من القائلين بتجسيم شكل اللاهوت بشكل إنساني (الأنثروبوموفليت) كما رأينا، فقد حسبوه بملاطفته لهم انه يجاملهم على حساب الحق الإنجيلي. أما ما ألهب الموقف بينهما فهو خلافه مع القديس إيسيذورس الذي مارس الحياة النسكية بنتريا وقد اتسم ببشاشة الوجه واللسان العذب فسامه البابا أثناسيوس كاهناً وأقامه مسئولاً عن مستشفى بالإسكندرية. أحبه البابا ثاوفيلس جداً حتى رشحه للبطريركية بالقسطنطينية عوض ذهبي الفم، لكن هذه الصداقة انقلبت إلى عداوة سافرة إذ عاد إلى نتريا يلتصق بالإخوة الطوال الذين يمثلون حزباً أوريجينياً مضاداً للبابا الذي في نظرهم قد ملأ الأنثروبوموفليت الإسقيطيين، واعتبر البابا هذا التجمع تحدياً له، ومارس الطرفان ضغوطاً شديدةً. عقد البابا مجمعاً بالإسكندرية حرم فيه آمون وأخويه الراهبين، واعتصم هذا الحزب في كنيسة الدير، ومنعوا دخول أي أسقف، وامتنعوا عن العبادة الجماعية. هرب الإخوة الطوال إلى فلسطين وفي صحبتهم الأب إيسيذورس وجماعة من الرهبان بلغوا حوالي الثمانين، فوجدوا في قلب الأسقف الأورشليمي يوحنا المُعجب بأوريجينوس ملجأ لهم. اضطر البابا أن يبعث رسالة مجمعية إلى 17 أسقفاً بفلسطين و15 أسقفاً بقبرص يعلن فيه أخطاء أتباع أوريجينوس اللاهوتية والسلوكية، هذه الرسالة أثارت أتباع أوريجينوس بينما رطبت قلب القديس جيروم وأيضاً القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص. ترك الأوريجينيون فلسطين إلى القسطنطينية، ففتح لهم القديس يوحنا ذهبي الفم صدره، الأمر الذي أثار البابا ثاوفيلس جداً، واستغلته الإمبراطورة لنفي ذهبي الفم، حيث انعقد مجمع السنديان تحت رئاسة البابا ونٌفيّ القديس ذهبي الفم. فصار ذلك يمثل كارثة أفسدت تاريخ البابا ثاوفيلس تماماً. وقد سبق لنا الحديث في ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا (القديس يوحنا ذهبي الفم). حبّه للبرية إن كنا قد رأينا الجانب الرديء من جهة علاقته ببعض الإسقيطيين أو بالإخوة طوال القامة لكننا لا نستطيع ان ننكر أن البابا ثاوفيلس قد امتاز بحبه الشديد للبرية، فكان كثير الزيارات للآباء، يسألهم ويتحاور معهم ويطلب صلواتهم، نذكر هنا القليل مما ورد عنه في لقائه مع بعض آباء البرية. إذ ذهب إلى جبل نتريا سأل كاهن: “أي امتياز تجد في هذا الطريق؟” أجابه الكاهن : “إنني اتهم نفسي وألومها في كل شيء”. قال له البابا: “حقاً هذا هو الطريق الحق”. جاء البابا ثاوفيلس إلى الإسقيط، وإذ اجتمع الإخوة قالوا للأب بيمن (بامبو): “قل كلمة للأسقف ليكون لنا بنيان في هذا الموضع”. أجاب الشيخ: “إن لم ينتفع بصمتي فإنه لن ينتفع بكلماتي”. مع راهب شيخ بسيط جاء في بستان الرهبان أن الأنبا دانيال روى قصة راهب شيخ كان بسيطاً للغاية وكان يدّعى أن ملشيصادق هو ابن الله. سمع البابا ثاوفيلس عنه فاستدعاه، وإذ تحدث معه اكتشف بساطته الشديدة، وعلم أن ما يقوله عن ملشيصادق ليس عن عناد وإنما عن عدم إدراك. لذا تصرف البابا بحكمة، إذ قال له إنه يريد أن يعرف من هو ملشيصادق، طالباً منه أن يسأل الله ليريه الحقيقة. في بساطة قال له الراهب: “انتظر ثلاثة أيام فإنني أسأل الرب وعندئذ أخبرك عن ملشيصادق من هو”. وبالفعل تركه الراهب وعاد بعد ثلاثة أيام ليقول له أن الرب أظهر له جميع الآباء واحداً فواحداً، وتعرّف عليهم من آدم إلى ملشيصادق، وقد عرف أنه إنسان، عندئذ فرح الطوباوي ثاوفيلس جداً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤبمبتس الراهب | الولادة: – الوفاة: – كان الراهب ثيؤبمبتس Theopemptus تلميذاً للقديس مقاريوس الكبير. جاء عنه أنه دخل تحت تجربة أفكار شريرة وقد خجل أن يعترف بها لأبيه الروحي. التقى القديس مقاريوس بالشيطان الذي اعترف له أنه لم يعد له صديق واحد في البرية، ولما ضيّق عليه جداً، قال: “نعم لي أخ واحد، لكنه واحد فقط، هذا الذي يخضع لي، على الرغم من أنه حينما يراني يحول وجهه عني كما لو كنت خصماً له”. فعرف أنه ثيؤبمبتس. إذ سمع القديس هذا الحديث أسرع بالذهاب إلى البرية السفلى، وكان الكثيرون في استقباله بفرحٍ، والكل يشتاق أن يدخل القديس إلى قلايته، لكنه لم يسأل إلا عن هذا الأخ حيث التقى به، وصار يسنده ويشجعه معلناً له أن كل إنسان تحت الضعف، وأنه هو نفسه مع نسكه الشديد لسنوات طويلة، ومع تكريم الكل له ومع شيخوخته إلا أن شيطان الزنا يتعبه. بهذا دفعه للتوبة بانسحاق قلب، عندئذ رفعه إلى فوق التجربة بقوله له: “إذا صعدت فكرة (شريرة) إلى ذهنك لا تجعل عقلك ينظر إلى أسفل بل ليكن مرفوعًا إلى فوق على الدوام، والرب يعينك”. لقد وجهه إلى الكتاب المقدس، كمصدر قوة وغلبة، قائلاً له: “عليك أن تتلو من الذاكرة نصوصاً من الإنجيل ومن الأسفار الأخرى”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدتا النيقية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – أرملة شريفة جميلة الصورة أحبها الوالي ليكاتيوس Leucatius وأراد أن يتزوجها، وإذ رفضت الزواج به لأنه وثني، ولأنها قد وضعت في قلبها أن تكرس حياتها لتربية أولادها الثلاثة. وشى ليكاتيوس بها لدى نيستياس Nicetias والي مقاطعة بيثينية، متهماً إياها وأولادها أنهم مسيحيون، وكان ذلك في عهد الإمبراطور دقلديانوس. استدعاهم الوالي وصار يلاطفهم من أجل شرف نسبهم فلم يسمعوا له. صار يسألهم كيف يتركون عبادة آبائهم وهم من أصل شريف، أجابه الابن الأكبر أفوديوس Evodius: “إن كان آباؤنا في خطأ فليس لأن الله أخفى الحق عنهم وإنما لأنهم هم كانوا عمياناً وضلوا في الباطل خلال عماهم، أما نحن فنتبع أمنا”. اغتاظ الوالي إذ حسب هذا سبًا له، وكأنه هو أيضاً أعمى وفي ضلال، لذا هدد الأولاد قائلاً: “ستذبح أمكم للآلهة، أرادت أو لم ترد”، عندئذ بدأ يهدد الأم أن تنقذ حياتها وحياة أولادها، وإذ رفض الكل تهديداته حُرقوا معاً أحياء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدوتا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 318 استشهدت القديسة ثيؤدوتا St. Theodota في 29 سبتمبر حوالي سنة 318م، في فيلوبوليس بتراسيا خلال الاضطهاد الذي أثاره ليكينيوس كمقاوم لقسطنطين الكبير. طلب أغريبا الوالي أن تتعبد المدينة كلها للوثن، لكن هذه السيدة رفضت، وإذ اسُتدعيت أجابت أنها أكبر الخطاة لكنها لا تستطيع أن تضيف إلى خطاياها خطية جحد مسيحها. بهذه الشجاعة أثارت 750 شخصاً على رفض تقديم ذبائح وثنية فألقيت في السجن 20 يوماً، وإذ اُستدعيت كانت تبكي على خطاياها السالفة، وتطلب من الله أن يغفر لها. ولما سألها القاضي عن أمرها أجابت أنها كانت قبلاً زانية لكنها صارت مسيحية، الاسم الذي لا تستحقه. أمر أغريبا بجلدها فكانت تحتمل الجلدات بصبر. وضعت على الهنبازين فكانت تشكر الله الذي أهّلها لاحتمال الآلام من أجله. وكانت تقول للوالي: “إني أخاف عذاباتك قليلاً فزدها لعلي أجد رحمة وأنال إكليلاً أعظم”. أمر أغريبا بتكسير أسنانها واحدة فواحدة بكل عنف وأخيراً أمر برجمها خارج المدينة، عندئذ صارت تصلي، قائلة: “أيها المسيح الذي أظهر رحمته لراحاب الزانية وقَبِل اللص الصالح لا تنزع رحمتك عني”. هكذا تحولت هذه القديسة من حياة الترف والتدليل ولذة الشهوات الجسدية إلى حياة الإماتة اليومية من أجل الرب لتواجه آلام الجسد بصبرٍ وشكرٍ، تنتظر إكليل الشهادة ببهجة قلب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدوتس الأب | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف عنه إلا عبارتين وردتا في البستان، تظهران متعارضتين، لكنهما في الحقيقة متكاملتان، وهما: الزهد في الخبز يهدئ جسد الراهب. الجوع المستمر يجعل الرهبان هزيلين ويقودهم إلى الجنون. فإن كان يدعونا للحياة النسكية والزهد حتى في الخبز الضروري، لكن يلزم أن يكون بحكمة واتزان حتى لا يفقد الصوم غايته، ويتحول إلى ضعف الإنسان وعجزه جسمانياً وفكرياً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدور البابا الخامس والأربعون | الولادة: – الوفاة: – كان ثيؤدورس (تادرس) مشاقاً للحياة الكاملة في الرب، فانطلق إلى دير طمنورة بمريوط حيث تتلمذ على يدي ناسك قديس يدعى يوأنس. وقد اتسم الراهب ثيؤدر بالطاعة لأبيه والاتضاع، واضعاً في قلبه كلمات سيده: “من أراد أن يصير فيكم أولاً فليكن للجميع عبداً” (مر10: 44)، كما اتسم ببشاشته وحبه للجميع، لذا كان الكل يحبه. في أثناء باباوية الأنبا الكسندروس الثاني إذ كان الأب يوأنس جالساً مع بعض رهبان الدير، قال لهم: “صدقوني يا أولادي إن قلبي ينبئني بأني سأنتقل من هذا العالم في ذات اليوم الذي ينتقل فيه الأنبا الكسندروس الثاني إلى مساكن النور، وأن أخاكم الراهب ثيؤدورس سيعتلي الكرسي المرقسي، لا خليفة لالكسندروس، ولكن للبابا الذي يأتي بعده”. وبالفعل إذ تنيح البابا الكسندروس أختير البابا قزما الأول (44) الذي لم يحتمل المرارة التي كان يعانيها شعبه بسبب ضغط الجزية المتزايدة فاشتهى أن ينطلق، وقد سمع الرب طلبته ولم يبقَ على الكرسي سوى 15 شهراً، بعدها أختير الراهب ثيؤدورس بطريركاً. في أيامه كان عُبيد الله متولياً جباية الخراج في مصر، وكان محباً للمال، عنيفاً للغاية، لكنه نُزع من عمله ليحل الحر بن يوسف مكانه وكان كسابقه مستبداً لا يعرف الرحمة، الأمر الذي دفع بعض الأقباط في منطقة الشرقية (أهالي تنوديمى وقربيط وطربية) إلى الثورة ضده علناً، فأرسل جيشاً وقمع الثورة بعد ثلاثة شهور، غير أن الحر بن يوسف نُقل من مصر إلى أسبانيا، وساد الجّو شيئا من الهدوء والسلام. عاد عُبيد الله إلى عمله واستخدم العنف في جمع الأموال من المسلمين كما من الأقباط، غير انه كان يمارس عنفه مضاعفاً جدا على الأقباط، وكان يود أن يجحدوا إيمانهم، وإذ لم يفلح استقدم 5000 عربياً من قبيلة القيس استقروا في مدينة حوف شمال شرقي الفسطاط، وكان هؤلاء كثيري التمرد. ثار المسلمين أيضاً على عُبيد الله بسبب عنفه واستبداده فرفعوا شكواهم إلى الخليفة هشام الذي اتسم بالعدل، فأمر بنقله إلى بلاد البربر بشمال أفريقيا، وعين القاسم ابنه الأكبر والياً على مصر، فاستقر السلام على ضفاف النيل. جلس على الكرسي المرقسي 11 سنة وسبعة شهور، اتسمت بالسلام النسبي، فقد اهتم بالبنيان الروحي وتثبيت المؤمنين. في عهده كان الأنبا مويسيس أسقف أوسيم الذي حُسب شهيداً بدون سفك دم لمواقفه الباسلة في وجه الاضطهاد. كان إنساناً تقياً، سلك الحياة الرهبانية لمدة 18 سنة قبل سيامته أسقفاً، ولما سيم أحبه الكل المسيحيون والمسلمون، إذ كان ذي قلب متسع للجميع، وقد تعرض لاضطهادات كثيرة محتملاً الضرب والجلد والسجن بفرح. بهذا كان يسند شعبه على الثبات في الإيمان. وقد عاصر البابا ميخائيل الأول خليفة البابا ثيؤدورس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا الأم القديسة | الولادة: – الوفاة: – إحدى الناسكات العظيمات اللواتي عشن في البرية كمتوحدات وقد عاصرت القديس البابا ثاوفيلس الإسكندري واستشارته. لُقبت (أما Ammas) مقابل (أبا Abba) للرجال، وكان لها دورها الفعال في الحياة الرهبانية، طلب مشورتها بعض الرهبان فيما يخص الحياة الرهبانية. غالبًا غير ثيؤدورا التي ذكرها القديس بالاديوس، بأنها امرأة محام عام tribune وزعت كل ما تملكه لتعيش على الصدقة والتحقت بدير Hesychas بجوار البحر. هي غالباً القديسة ثيؤدورا المذكورة في السنكسار القبطى (11 برمودة) بكونها ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية، أرادا أن يزوجاها، فأحضرا لها الكثير من الحلي والحلل الثمينة فلم تقبل، إذ أرادت تكريس كل حياتها للعبادة باعت كل ما أحضره والداها، ووزعته على الفقراء، ثم بنت كنيسة بظاهر الإسكندرية من الجهة الغربية، ثم قصدت البابا أثناسيوس الرسولي، الذي قام برهبنتها في إحدى الأديرة بظاهر الإسكندرية. عاشت حياة نسكية قاسية، لكن بروح الحب والحكمة واتساع القلب، فتأهلت للرؤى الإلهية وتمتعت بمكانة روحية في عيني رجال الكنيسة. وقد عاصرت خمسة باباوات هم الكسندروس، أثناسيوس، بطرس، تيموثاوس، ثاوفيلس. أكملت جهادها وتنيحت بسلام بالغة من العمر نحو مائة عام. مع البابا ثاوفيلس سألت البابا عن قول الرسول بولس: “مفتدين الوقت” (كو4: 5)، فأجابها: “هذا القول يظهر لنا كيف نربح كل أوقاتنا، كمثال: إن كنت في وقت إهانة، اربحي وقت الإهانة بالاتضاع والصبر، وانتفعي منه. إنه وقت هوانٍ، اقتنيه بالصبر واربحيه. هكذا كل الأمور المضادة لنا يمكننا إن أردنا أن نصيرها ربحاً لنا”. من كلماتها عن الاتضاع: لا النسك ولا السهر ولا أي تعب يقدر أن يخلص غير الاتضاع الحقيقي. كان يوجد متوحد يُخرج الشياطين، سألهم بماذا تخرجون؟ هل تخرجون بالصوم؟ أجابوا: (نحن لا نأكل ولا نشرب). أبالسهر؟ أجابوا: (نحن لا ننام). أباعتزال العالم؟ (نحن نعيش في البراري). عندئذ قال لهم: (بأية قوة إذن تخرجون ؟) قالوا ليس شئ يغلبنا سوى الاتضاع). انظروا كيف يغلب الاتضاع الشياطين! عن عمل الوصية: حدث أن إنساناً شتم إنساناً تقياً، فأجابه: “كنت قادراً أن أجيبك بما يوافق كلامك لكن ناموس الله يغلق فمي”. عن ضرورة الجهاد: قال راهب من شدة التجارب التي تلاحقه: “لنمضِ من ههنا”، وإذ حمل حذاءه رأى إنساناً يحمل حذاءه أيضاً، فقال له: إلى أين أنت ماض أيضاً؟ أجابه: إلى الموضع الذي أنت ماض إليه، لأني من أجلك أنا مقيم في هذا الموضع، فإن أردت الانتقال من ههنا فسوف انتقل بدوري، لأني ملازم لك حيثما سكنت. عن السكون: حسن للإنسان أن يكون في سكون، فإن شيمة الحكيم هو السكون. هذا هو بالحقيقة عون العذارى والرهبان، لاسيما الشبان منهم، ولكن اعلموا أنه إذا أراد الإنسان أن يبلغ السكون للحال يأتي الشيطان ويثقل النفس بالفتور وصغر النفس والأفكار الشريرة، كما يثقل الجسم بالأمراض والضعف وانحلال المفاصل وسائر الأعضاء، ويحلّ قوة النفس والجسد معاً، فيقول الإنسان أنا مريض وغير قادر على الصلاة. لكن إننا إن كنا ساهرين تزول هذه التجارب عنا. يوجد راهب كلما ابتدأ في الصلاة يُصاب ببرد وحمى ويشعر بصداع، فيقول لنفسه: ها أنا مريض وقد اقترب الموت، فلأنهض إذن وأتمم صلاتي قبل أن أغادر هذا العالم. بهذا الفكر كان يقيم الصلاة حتى إذ يوشك أن ينهي الصلاة تفارقه الحمى. بهذا التعقل قاوم الأخ وصلى، وكان قادراً على النصرة على الأفكار. ضبط الفكر: سُئلت القديسة ثيؤدورا: كيف يمكن للإنسان أن لا يقبل حديث العلمانيين (في الأمور الزمنية)، وأن يكون عقله مع الله فقط كما كتب؟ فقالت: يشبه هذا إنساناً جالساً على مائدة وعليها أطعمة كثيرة،، فإن أكل منها بشهوة ورغبة أَثِم، وإن لم يأكل منها بشهوة ورغبة فليس عليه ذنب فيما يأكله. وهكذا كلام العلمانيين إذا سمعته ويكون قلبك معك، ولا تسمعه بلذة فلا يضرك بشيء. سمات المعلم: يليق بالمعلم أن يكون غريبا عن شهوة السلطة والمجد الباطل والكبرياء، لئلا يسقطه أحد بالتملق، ويعمي بصيرته بالهدايا، ويُغلب ببطنه فيصيبه الغضب، إنما ليكون طويل الأناة وديعاً متواضعا ما استطاع، مختبراً غير محابٍ للوجوه، يهتم بالكل ومحباً للنفوس. احتمال الضيقات: لنجاهد لكي ندخل من الباب الضيق، لأنه كما أن الشجرة، إذا لم تتعرض لعواصف الشتاء لا يمكنها أن تأتي بثمر، هكذا الحال بالنسبة لنا أيضاً. هذا الدهر شتاء عاصف، فقط بالضيقات والتجارب المتنوعة يمكننا أن نرث ملكوت الله. تقديس الجسد: قالت أيضاً: كان مسيحي يناقش مانياً بخصوص الجسد فقال: “أعطِ الشريعة إلى الجسد، فتجد الجسد إلى جانب خالقه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا الأولى الإمبراطورة | الولادة: – الوفاة: – زوجة جوستنيانوس الأول، من أشهر النساء القديمات، إذ عُرفت بجمالها وقدرتها وإرادتها الحديدية وبذخها وغناها مع علمها وحزمها. تزوجها جوستنيان سنة 523م، وتوِّجت كإمبراطورة عام 527م، وكان لها دورها الفعّال في المناقشات اللاهوتية كما كانت مملوءة حيوية في الأعمال الأخرى. على خلاف رجلها كانت تحب القديس ساويرس الأنطاكي وتسند الكنيسة المصرية غير الخلقيدونية. كان لها دور كبير في الإصلاحات الأخلاقية، كما كانت تهتم بالأعمال التقوية بكل وسيلة. مع رجلها كانت تهتم ببناء الكنائس والمستشفيات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا التائبة القديسة | الولادة: – الوفاة: – هي قصة النفس البريئة المحبة لله لكن بسبب عدم التمييز يمكن أن تهوى حتى الأعماق، بل هي قصة الإنسان المشتاق لخلاص كل أحدٍ مهما بلغت خطاياه ليقيمه ابنا مقدساً له. ثيؤدورا هى المجدلية الثانية التي عرفت بالحب لله أن تطأ الخطية تحت قدميها لتعيش في حياة مقدسة له! الزوجة السعيدة نشأت في القرن الخامس، في عهد زينون، من أبوين شريفين بالإسكندرية، واتسمت بالجمال البارع مع الحياة التقوية والغنى. تزوجت شاباً غنياً وتقياً، فكانت حياتهما مملوءة سلاماً وفرحاً. في وسط مظاهر الغنى وكثرة الولائم تعرف عليها شاب غني أُعجب بحكمتها واتزانها، وكان نقياً طاهراً، وقد شعر الزوج بذلك. ولكن عدو الخير بدأ بعد فترة يُلقي فيه بذار الفكر الشرير من جهة ثيؤدورا، إذ كان يحترمها ويجلها صار يحارب الفكر من نحوها. تزايدت الحرب جداً، حتى إذ وجد الشاب فرصته صارح ثيؤدورا بأفكاره من جهتها فصدمت إذ كانت ترى فيه النقاوة، وانتهرته. مرت الأيام وتزايدت الأفكار، وخلال حيل إبليس سقطت الزوجة فريسة للخطية. مرارة نفسها لم يعرف أحد بما حدث بينهما، خاصة والكل يعلم عنهما أنهما طاهران، لكن ثيؤدورا لم تحتمل نفسها، كانت مرة النفس للغاية، وفي صراعها صارحت رجلها بما حدث والدموع تنهمر من عينيها، ولم يعرف ماذا يفعل الزوج إذ كان يثق في زوجته كما في صديقه. تحولت حياتهما إلى دموع لا تنقطع ليلاً ونهاراً، وأخيراً قررت أن تترك العالم بكل مباهجه لتقضي بقية أيامها في توبة مستمرة. في دير الأناطون حلقت ثيؤدورا رأسها وتزيت بزيّ الرجال وانطلقت ليلاً إلى دير الأناطون أي دير التسعة أميال (في موقع الدخيلة حالياً)، وهناك سألت رئيس الدير أن يقبلها فأراد أن يختبر مثابرتها. تركها على الباب طول الليل وسط البرد الشديد وتعرضها للحشرات، وفي الصباح وجد عينيها قد تورمتا بسبب البكاء، فسمح لها بالدخول وعُرفت باسم الراهب ثيؤدور، أو تادرس. نموها الروحي عاشت القديسة في هذا الدير تمارس خدمة فلاحة البساتين، محتملة كل تعب بفرح وسرور. صلواتها لا تنقطع حتى في وسط أتعاب العمل، تتسم بالطاعة والوداعة مع النسك الشديد. وقد وهبها الله عطية صنع المعجزات، فذاع صيتها ووفد على الدير كثيرون يطلبون بركة هذا الراهب. يروى أنه في أحد الأقاليم ظهر تمساح في النيل كان يزعج الناس، فأرسل حاكم الإقليم إلى رئيس الدير يطلب منه أن يرسل الراهب ثيؤدور ليخلص الناس من شر هذا التمساح، فطلب الرئيس من الراهب أن يذهب إلى المنطقة ويملأ من هناك جرة ماء. في طاعة حمل الجرة وانطلق، وهناك إذ رأى التمساح يتقدم إليه كحمل وديع امتطى ظهره لينطلق به إلى داخل النيل ويملأ الجرة. وإذ عاد رشم عليه علامة الصليب فمات. لقاؤها مع زوجها كان قلب زوجها يئن بلا انقطاع لا يعلم أين ذهبت زوجته، فإنها وإن كانت قد سقطت لكنه كان يعلم أنها سقطة ضعف خلال خداع عدو الخير. كان مشتاقاً ان يطمئن على خلاصها، فقدم بدموع صلوات كثيرة سائلاً الله أن يهبه راحة وطمأنينة من ناحيتها. في غمرة حزنه ظهر له ملاك يسأله أن يذهب إلى كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء ليجدها بجوار الكنيسة بمفردها، ففرح جداً وانطلق إلى الكنيسة لكنه لم يجد أحداً سوى راهباً يقود جمالاً ليحضر مؤن للدير. كان هذا الراهب هو ثيؤدورا التي لم يعرفها رجلها لان شكلها كان قد تغير تماماً بسبب نسكها الشديد ودموعها التي لم تجف، أما هي فعرفته وحيّته فردّ عليها التحية. دخولها وسط الآلام تعرضت القديسة ثيؤدورا لحروب كثيرة، تارة كان يذكرها العدو بخيانتها لرجلها ليقطع عنها الرجاء، وأخرى يذكرها بكلمات التملق التي كان ينطق بها الشاب وتصرفاته المثيرة، وفي هذا كله كانت تقاوم بنعمة الله. إذ فشل عدو الخير في تحطيمها بكل الطرق دبّر لها مكيدة إذ سخر لها امرأة شريرة التقت بها يوماً في البرية وهى تقود الجمال، فحسبتها راهباً شاباً. حاولت المرأة أن تجتذب الشاب للخطية. فتذكرت ثيؤدورا سقطتها فصارت تبكي بمرارة وطلبت من المرأة أن تتوب عن خطاياها وترجع إلى الله، فما كان من هذه المرأة إلا أن ذهبت إلى رئيس الدير تشكو له أن هذا الراهب الشاب قد أفسد عفتها وأنها حملت منه. تحول الكل إلى مقاومتها، فاحتملت كلمات السخرية والنظرات القاسية بتسليم كامل بين يديْ الله دون ان تدافع عن نفسها بكلمة حتى لا يعرف أحد سرها. طُردت ثيؤدورا مع الرضيع من الدير لتبقى سبع سنوات في البرية تذوق كل تعبٍ وألمٍ، خاصة من أجل الطفل البريء، وكانت تجاهد على الدوام، وتحسب أن ما جرى لها من قبيل التأديب عما فعلته قبلاً. إذ أظهرت كل ثبات مع توبة سمح لها رئيس الدير بالعودة مع الطفل، بعد أن وضع عليها قانوناً قاسياً، وطلب منها أن تبقى في قلايتها مع ابنها لا تقابل أحداً خارج الكنيسة أثناء الصلاة. نياحتها رأى رئيس الدير في حلم كأن السماء قد انفتحت وظهر عرش تجلس عليه عروس جميلة بجوارها ملاك، فلما سأل عن العروس قيل له إنها الراهب ثيؤدور، فقام في الحال متجهًا نحو قلاية الراهب ليسمعه يحدث الابن المنسوب إليه، قائلاً : [يا ولدي، لقد قاربت شمسي أن تغيب ولا ألبث أن أفارقك. لكني أتركك بين يدي أب عطوف، هو الله أب اليتامى جميعاً. وأملي وطيد أن رئيس الدير لا يتخلى عنك وأن يعطف الرهبان عليك. يا ولدي لا تبحث عن أصلك ونسبك. إن خير الأنساب هو يأتينا من الفضيلة. لا تنظر إلى الأمجاد العالمية، لأن الرجل السعيد ليس هو الرجل المجيد. ولقد قال الرب يسوع: طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. صلِ لأجل الخطاة، كن عوناً للضعيف، ولا تتوان في طريق الكمال. اخدم قريبك كما لو كان سيدك، لكي تكون مقبولاً عند المسيح يسوع الذي لأجلنا أخذ صورة عبد. كن مواظباً على الصلاة لئلا تدخل في التجارب. وإذا هاجمتك التجربة فاصمد لها. وإذا انتهت التجربة فلا تمل عن الصلاة، لئلا تعود إليك فتتغلب عليك. فإذا اتبعت يا ولدي نصائحي هذه ومشوراتي فإن الله يكون معك ويحفظك من الشرير ومن سائر الأعداء.] وقف رئيس الدير خارج القلاية يستمع حتى النهاية، فتأكد أن هذا الراهب مُفترى عليه، وإذ طرق الباب ليدخل وينال بركته قبل رحيله دخل فوجده قد أسلم الروح. أقبل الرهبان إلى جثمان الراهب ثيؤدور ليعلنوا أسفهم على ما صدر منهم بعد ان سمعوا من رئيس الدير ما قد رآه وسمعه، وإذ أرادوا دفنه أدركوا أنها امرأة للحال انتشر الخبر في كل الإسكندرية، وجاء الكثيرون يطلبون بركتها. عندئذ أدرك زوجها أنها امرأته، فجاء يبكي بمرارة متذكرًا كيف أنه سبق فرآها ولم يعرفها حين كانت تقود الجمال. توسل لدى رئيس الدير أن يقبله راهباً ويكمل بقية أيامه في ذات قلايتها. أما الصبي فكان ينمو في النعمة حتى أحبه الجميع واختير في ما بعد رئيساً للدير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا وديديموس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – في أيام الإمبراطور دقلديانوس إذ اشتعلت نيران الاضطهاد استدعى والي الإسكندرية القديسة ثيؤدورا Theodora، كانت في السابعة عشر من عمرها، اتسمت بجمال ملامحها بجانب تقواها وشرف نسبها. سألها الوالي عن اسمها فأجابت أنها مسيحية، وإذ عرف أنها من عائلة شريفة سألها عن سبب عدم زواجها، فأجابت أنها تفضل خدمة يسوع المسيح. سألها أن تذبح للوثن وتجحد مسيحها وإذ رفضت هددها بإدخالها أحد بيوت الدعارة، أما هي فأجابت انه لن يستطيع أن يدنس نفسها بالفساد حتى وإن استخدم القهر في الاعتداء على جسدها. صار يتملقها من أجل جمالها وشرف نسبها لكنها أصرت على الثبات في إيمانها. أعطاها مهلة ثلاثة أيام للتفكير وأخذ قرارها، أما هي فأجابته أنها تثق في الله الذي يسندها ويحفظها، وإذا دُفعت إلى بيت الدعارة رفعت عينيها وصلت لله كي يخلصها وإذا بجندي مسيحي شاب يدخل إليها ويطمئنها، سائلاً إياها أن ترتدي ثيابه وتعطيه ثيابها لتهرب حتى لا يعتدي أحد عليها. سمع الوالي فحكم بقطع رأسه وحرق جسده، وإذ انطلق به الجند للتنفيذ أسرعت ثيؤدورا لتطالب بحقها في الاستشهاد، فإنها إن كانت قد هربت حتى لا يُفسد أحد عفتها لكنها لا تستطيع أن تحرم نفسها من هذا الإكليل، وبالفعل استشهدت معه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا 1 | الولادة: – الوفاة: – سيدة بالقسطنطينية كتب إليها القديس يوحنا ذهبي الفم رسالة من قيصرية وهو في طريقه إلى جبال القوقاز للنفي يعاتبها فيه أنها قد نسته تماماً، إذ بعث إليها ثلاث أو أربع رسائل ولم يصله منها سوى رسالة واحدة، وذلك خلال بدء رحلته للنفي. في هذه الرسالة رجاها أن تتصل بأصدقائه الذين لهم نفوذ في العاصمة لكي يكون نفيه في موضع أقل تعباً (رسالة 120). بعث إليها أيضاً رسالة ثانية بقلمه يتشفع فيها بقوة من أجل شخص يدعى أوستاثيوس قامت بطرده بسبب خطأ ارتكبه غير معروف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا 2 | الولادة: – الوفاة: – انسانة كنسية، كتب إليها القديس باسيليوس الكبير رسالة رائعة عملية، أوضح فيها أحكام الحياة الإنجيلية التي تبنتها، كاشفاً لها عن مصاعبها. اعتذر لها أنه لم يرد أن يطيل الرسالة لئلا تقع في يد أحد يفتحها ويقرأها (رسالة 173 (302)). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا 3 | الولادة: – الوفاة: – سيدة من Baetica، في نهاية القرن الرابع، أرملة لوسينيوس الغني المتعلم، وقد عاشت معه في عفة، وكانت على اتصال بالقديس جيروم في بيت لحم. عند وفاة رجلها سنة 399 كتب إليها القديس جيروم رسالة سجل فيها سمو رجلها، كما كتب إليها رسالة أخرى، يمتدح فيها تعاليم أبيفانوس الكاهن الضرير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورا 4 | الولادة: – الوفاة: – يحتفل الغرب بعيدها في 17 سبتمبر. سيدة كرّست حياتها وطاقاتها لخدمة الشهداء في أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. إذ امتلأت المقابر بالشهداء صارت تدفنهم في أرض ملك لها في طريق فلمنيان Flaminian way على بعد 26 ميلاً من روما، دفنت فيها الشهداء ابنديوس وابندانتيوس ومركانيوس ويوحنا الخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورت الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان يوليانوس عم الإمبراطور يوليانوس الجاحد والياً على الشرق ومقيماً في إنطاكية، سمع أن الكنيسة الكبرى تمتلك ذهباً وفضة (ربما يقصد بذلك الأواني المقدسة)، فأمر بإحضار ما في الخزانة. إذ سمع الكهنة هربوا أما الكاهن ثيؤدورت ففي غيرته لم يهرب بل أستمر يعقد الاجتماعات ويهتم بقطيع السيد المسيح. رفض ثيؤدورت الكاهن تقديم الأواني المقدسة، فاستدعاه الوالي واتهمه بأنه حطّم التماثيل وأقام الكنائس عوض البرابي الوثنية في العهد السابق له. كان الأب ثيؤدورت قد أقام كنائس على مقابر الشهداء، وقد قام الكاهن يوبخ الوالي على جحده لمسيحه. تعرض الأب لعذابات كثيرة، وقد تعرض الجلادون لحالة إحباط شديد، إذ رأوا ملائكة تحيط بالشهيد. اعترفوا بالسيد المسيح فاغتاظ الوالي وأمر بإغراقهم، عندئذ قال لهم الكاهن: “اذهبوا أمامي أيها الإخوة فسأصل إليكم منتصراً على العدو”. سأله يوليانوس: “من هو هذا العدو الذي تغلبه؟” أجابه: “الشيطان الذي تحارب أنت لحسابه، أما واهب النصرة فهو يسوع المسيح مخلص العالم”. بدأ يحدث الجلادين عن التجسد الإلهي والخلاص، وكان الوالي يهدده ويتوعده، وأخيراً قطع رأسه. استولى الوالي على الأواني المقدسة وألقى بها على الأرض استخفافاً بها، ثم كتب إلى الإمبراطور يروي له ما حدث فغضب عليه لعنفه الشديد. أصيب الوالي بآلام شديدة لمدة أربعين يوماً وانتهت حياته بمرارة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدورت النسطوري المؤرخ | الولادة: – الوفاة: – ثيؤدورت أسقف قورش Cyrus أو Cyrrhus، مواطن أنطاكي تعلم في مدرسة إنطاكية الرهبانية. وزّع ممتلكاته على الأفراد والتحق بدير Nicerte حوالي عام 416م وهو في حوالي 23 سنة من عمره. سيّم أسقفاً بسوريا سنة 423 بغير إرادته فكان مقاوماّ للوثنية. اشترك في الصراع بين القديس كيرلس الكبير والهرطوقي نسطور، وكان منحازاً لصديقه نسطور، وإن كان قد اختلف مع صديقه في قبول لقب (ثيؤطوكوس) أي (والدة الإله) للسيدة العذراء، لكنه قبله بمعنى رمزي. وفي مجمع أفسس قاوم القديس كيرلس الكبير وقرارات المجمع المقدس، مع أن القديس كيرلس نفسه قد سبق فقبل صيغة الإيمان التي وضعها ثيؤدورت سنة 432م بمكر. سنة 448 اتهمه القديس ديسقورس بأنه جعل من المسيح شخصين، وقد نُفي من كرسيه. أشترك في مجمع خلقيدونية ضد القديس ديسقورس. يحاول الغرب الدفاع عنه بالقول أنه ترك النسطورية بعد سنة 451م. ترك الكثير من الكتابات منها الكثير من تفسير أسفار العهدين القديم والجديد، بعضها على شكل أسئلة وإجابة، مقتطفاً عبارات من ديؤدور الطرسوسي وثيؤدور أسقف الميصة وأوريجانوس، وأيضاً كتابات جدلية عقيدية، وتاريخية منها كتابه المشهور (التاريخ الكنسي) في 5 كتب قاصداً تكملة كتاب يوسابيوس القيصري، وذاكراً ما ورد في كتابي سقراط وسوزومين أو مكملاً ما نقص. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدوسيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – يحتفل الغرب بالشهيدين أبيفان وثيؤدوسيا معاً في 2 إبريل. عرض لنا يوسابيوس القيصري قصة استشهادهما أثناء حديثه عن شهداء فلسطين، إذ كان متأثراً جداً كشاهد عيان لعذاباتهما، وأيضاً لصغر سنهما، إذ كان أبيفان في حوالي العشرين من عمره بينما ثيؤدوسيا في الثامنة عشرة من عمرها (كان ذلك في عام 308م). يقول يوسابيس: “وفي قيصرية أيضاً عندما استمر الاضطهاد إلى السنة الخامسة، في اليوم الرابع قبل التاسع من أبريل، في نفس يوم الرب، يوم قيامة مخلصنا، صعدت فتاة عذراء تسمى ثيؤدوسيا من أهل صور، وهي فتاة رزينة مؤمنة لم تكمل الثامنة عشرة من عمرها بعد، صعدت إلى بعض المسجونين الذين كانوا يشهدون لملكوت المسيح وجالسين أمام كرسي القضاء، وحيّتهم، ورجتهم أن يذكروها عندما يمثلون أمام الرب. وللحال أُلقي القبض عليها، وساقوها إلى الوالي وكأنها ارتكبت فعلاً شائناً، أما هو فسرعان ما أنقض عليها كمجنون أو كوحش مفترس في هيجانه، وعذبها تعذيباً مبرحاً في جنبيها وثدييها حتى وصل إلى العظام. وإذ كانت تتردد فيها الأنفاس، واقفة بوجه باش بالرغم مما تكبدته، أمر بطرحها في أمواج البحر. ولما فرغ منها انتقل إلى المعترفين الآخرين، وأمر بتشغيلهم جميعاً بمناجم النحاس بفينو بفلسطين”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدوسيوس الأول البابا الثالث والثلاثون | الولادة: – الوفاة: – إذ تنيح البابا تيموثاوس الثالث (32) اُنتخب الناسك التقى ثيؤدسيوس بابا للإسكندرية سنة 536م. متاعب داخلية لم تمضِ إلا أسابيع على سيامته حتى اجتمع حزب من الإسكندريين حول أرشيدياكون يدعى قيانوس، تملقوه وأفهموه أنه وحده مستحق للبطريركية وبالفعل سيم أسقفاً على الإسكندرية. احتدم الخلاف بين الفريقين فأرسلت الإمبراطورة ثيؤدورا مندوبين لها لتتعرف على حقيقة الموقف، فاكتشف المندوبين أن سيامة البابا ثيؤدوسيوس كنسية بينما سيامة قيانوس غير قانونية، وقد اعترف قيانوس بخطئه، فقبل البابا توبته بشرط أن يكتب بخط يده إقراراً بمخالفته القوانين الكنسية، ثم رده البابا إلى رتبته كأرشيدياكون التي كان قد جُرد منها، وفرح الكل باستتباب السلام. خلاف مع الإمبراطور في حديثنا عن البابا تيموثاوس الثالث رأينا كيف أقام الإمبراطور يوستنيان نفسه حكماً في الأمور اللاهوتية والكنسية، فقد حسب نفسه الفيصل في كل أمرٍ زمني وكنسي، وأنه يستطيع بما له من سلطان أن يحفظ للكنيسة وحدتها. وقد وجد في مشكلة مجمع خلقيدونية وانقسام الكنيسة في العالم بشأنه فرصة للتدخل بطريقته الخاصة. هذا من جانب ومن جانب آخر إذ بعث البابا ثيؤدوسيوس رسالة إلى الإمبراطور وإلى الإمبراطورة يشكرهما على موقفهما من سيامة قيانوس غير القانونية تبادر إلى ذهن الإمبراطور أن التفاف الأقباط بروح واحد حول راعيهم يجعلهم قوة ربما يُخشى منها في المستقبل لذا أراد هدم البابا في أعين شعبه باستمالته للتوقيع على قرارات مجمع خلقيدونية. أرسل الإمبراطور للبابا يعده بالولاية على الإسكندرية وجعله بابا لكل إفريقيا بجانب باباويته على الكرسي المرقسي إن وقع القرارات، أما ثيؤدوسيوس فقرأ الرسالة في وجود المندوبين ورجال الدولة وللحال أعلن أن هذه الوعود ليست إلا صورة لما فعله الشيطان حين قال للسيد المسيح انه يعطيه سلطاناً على كل ممالك العالم إن سجد له. بقوة أعلن أن للإمبراطور سلطاناً على جسده يفعل به ما يشاء أما روحه فهي ملك للسيد المسيح الملك الوحيد. همّ البابا بالخروج من دار الباباوية فمنعوه، واقتادوه إلى دار الولاية ليحتجز يوماً بليله، ويبدو أن الوالي قد تأثر جداً بشجاعة البابا وإيمانه ووضوحه فأحبه وانضم إلى مناصريه، وعاونه على ترك الإسكندرية إلى حين حتى يهدأ الجو. أعدّ له مركباً ليذهب إلى الصعيد ليلتقي بالشعب والرهبان ويرعاهم. انطلق مندوبو الإمبراطور إلى القسطنطينية ليقصوا هناك ما حدث مع البابا فدهش الكل لرفضه عروض الإمبراطور، عاود الإمبراطور فأرسل مندوباً آخر يعيد الكرة مع البابا، وإذ لم يفلح اقتاده إلى القسطنطينية حيث استقبله الإمبراطور والإمبراطورة بحفاوة عظيمة وكان معهما رجال البلاط، وقد تعجب الكل من شخصية البابا. التقى الإمبراطور بالبابا ست مرات وفي كل مرة كان يظهر لطفاً وكرماً، ليعود فيعرض عليه أمر التوقيع على قرارات مجمع خلقيدونية فيرفض. أخيراً سجنه في القسطنطينية ليقضي بقية حياته هناك محروماً من شعبه، لكنه غير متهاون في الصلاة عنهم وبعث رسائل لهم لمساندتهم وتثبيتهم على الإيمان. لقد قضى 28 سنة في المنفي من ال 32 سنه لباباويته دون أن ينحرف قيد أنمله عن إيمانه. البطريرك الدخيل بأمر الإمبراطور سيم بولس التنيسي في القسطنطينية أسقفاً على الإسكندرية، وقد أُرسل إليها مع حاشية من الجند، وبقى عاماً كاملاً لا يجد من الشعب من يصلي معه سوى الوالي وبعض الجند، وكان يسمع كلمات السخرية والتوبيخ ترن في أذنيه: “ليسقط الخائن! ليسقط يهوذا الدخيل!”. لم يحتمل الدخيل الموقف إذ بعد عام أرسل إلى الإمبراطور يطلب حلاً، فجاء الرد بغلق جميع الكنائس التي لم يستولي عليها، وقد فضل الشعب أن يبقوا سنة كاملة بلا صلاة عن أن يشتركوا مع هذا الدخيل. قام الشعب مع الكهنة ببناء كنيستين: كنيسة الإنجيليين وكنيسة القديسين قزمان ودميان، وإذ سمع الإمبراطور أصدر أمره بالاستيلاء على جميع كنائس المصريين وتسليمها للخلقيدونيين. وكان البابا الشرعي يسمع بذلك ويصلي في مرارة من أجل شعبه! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدوسيوس الثانى البابا التاسع والسبعون | الولادة: – الوفاة: 1300 سيامته غير شعبية إذ انتقل البابا يوأنس السابع (78) في 26 برمودة سنة 1009 ش، 21 أبريل سنة 1293م خلا الكرسي المرقسي مدة حوالي 15 شهراً، ثم اجتمع الأساقفة دون التشاور مع الأراخنة لينفردوا بالتشاور معاً على سيامة البابا الجديد، فوقع اختيارهم على الراهب ثيؤدوسيوس من دير أبي فانا. كان قبلاً يدعى عبد المسيح بن أبي مكين الإفرنجي الشهير بابن روبل، من أهالي منية بني خصيم، وقد سيم باسم البابا ثيؤدوسيوس الثاني، عام 1294م. متاعبه استلم الكرسي في فترة من الهدوء والسلام بعد الضيق الذي عاناه سلفه، لكن للأسف كان محباً للمال فنهج منهج السيمونية (سيامة الأساقفة والكهنة مقابل مبالغ مالية)، فصار الشعب ينفر منه خاصة وانه لم يشترك مع الأساقفة في اختياره. وقد حاول الكثير من الأساقفة نصحه فلم يسمع لهم حتى اشتدت الثورة في داخلهم وامتنع بعضهم عن ذكر اسمه في الصلوات الليتورجية إلى حين. في عهده بعث يجيباسيون ملك أثيوبيا إلى السلطان محمد بن قلاوون برسالة يخبره فيها كيف يعامل المسلمين في بلاده بكل حبٍ، مطالباً إياه أن يقابل هذا بمعاملة طيبة للأقباط لتقوم بينهما علاقات الألفة والمحبة. وفي عهده غزا داود ملك النوبة صعيد مصر وإذ تدخل البابا سحب قواته. حدوث مجاعة جاء الفيضان ناقصاً للغاية فحدثت مجاعة بالبلاد حتى مات المئات جوعاً، واضطر البعض إلى أكل الجيفة، وارتفعت الصلوات ليرحم الله البشرية، فجاء الفيضان التالي وافياً. طلب السلطان محمد بن قلاوون عمل حصر لأوقاف الكنائس والأديرة وإحضار الحَصر إلى ديوان الأحباس (الأوقاف) حيث أمر بتوزيعها على المماليك، كما قام والي القاهرة مع حاجب القصر بهدم كنيسة ناحية شبرا. في عهده عُمل الميرون بكنيسة القديس مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة حيث اشترك معه 7 أساقفة من صعيد مصر وخمسة من وجه بحري. ظل على الكرسي حتى تنيح في 5 طوبة سنة 1016ش (أول يناير 1300م) بعد أن جلس على الكرسي 5 سنوات وخمسة أشهر وثمانية وعشرين يوماً، وقد دُفن جثمانه في دير النسطور بالبساتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدولس الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: 113 استشهد القديسان الكاهنان ثيؤدولس وإيفنتيوس مع أسقف روما الكسندروس حوالي 3 مايو 113م، بواسطة الإمبراطور هادريان والقاضي أورليان، وقد عُذب الكاهنان بالنار وقطعت رأسيهما بعد سجنهما لمدة طويلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدولس ويوليان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 309 يروي لنا يوسابيوس القيصري قصة استشهاد القديسين ثيؤدولس Theodolus ويوليان أو جوليان Julian في قيصرية فلسطين عام 309م. كان ثيؤدولس شيخاً حكيماً له مركزه المكرم في بيت والي فلسطين فرمليان، الذي كان يقدره جداً. هذا رأى القديسين يحتملون الاستشهاد بصبر وفرح خاصة خمسة من المصريين عذبهم الوالي، فقام بزيارة المسجونين وتشجيعهم، الأمر الذي أثار الوالي وحسبه إهانة له وخيانة، لذا استدعاه ووبخه وأهانه، ثم حكم بصلبه دون أن يسمع منه كلمة دفاع. إذ سمع ثيؤدولس الحكم فرح جداً وحسب نفسه غير مستحق أن يتشبه بسيده. أما يوليان فكان موعوظاً، وكان غائباً عن قيصرية فلسطين، إذ عاد سمع عما احتمله المسيحيون من عذابات، فجرى للحال يُقبِّل أجساد الشهداء ويحتضنها بشجاعة دون خوف. أمسك به الحراس واقتادوه إلى الوالي الذي حاول إغراءه وتهديده وإذ وجده مصمماً على إيمانه لم يرد أن يضيع وقته فأمر بحرقه حياً. حسب يوليان ذلك كرامة لا يستحقها، مقدماً الشكر لله، سائلاً إياه أن يقبل حياته ذبيحة حب. دخل إلى النار ببطء شديد محتملاً العذابات بصبر الأمر الذي أدهش الجلادين والمشاهدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤدولوس وأغاثوبوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 303 في بدء القرن الرابع استشهد القديسان الشماس أغاثوبوس Agathopus والقارئ ثيؤدولس Theodulus في مدينة تسالونيكى في عهد الإمبراطور مكسيميانوس، حيث قبض عليهما والي المدينة فستينوس Faustinius ليجحدا مسيحهما، وإذ رفضا ألقاهما في السجن. أراد الرب تعزيتهما فشاهدا هذه الرؤيا، كأنهما كانا مبحرين في سفينة وإذا بعاصفة شديدة تقاومهما، فكانا يجاهدان، وإذ انكسرت السفينة صار يسبحان حتى بلغا صخرة ارتفعا إليها وصعدوا تلاً بسلام. أدرك القديسان أنهما يواجها ضيقًا ينتهي بالتقائهما بالسيد المسيح الصخرة الحقيقية، ويرتفعان إلى فردوسه السماوي. وبالفعل أمر الوالي بوضع حجارة في عنقيهما وإلقائهما في البحر، وقد ظهر جسداهما بطريقة معجزية. استشهدا في 4 إبريل 303م، قيل انهما قبل استشهادهما نالا عذابات كثيرة من الوالي بسبب رفضهما تسليم كتب الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤغنستس الأب | الولادة: – الوفاة: – كاهن بالإسكندرية أرسل كنائب عن البابا كيرلس الكبير في القسطنطينية مع الأب الكاهن شارموسينوس والشماس ليونتيوس (كيرلس: رسالة 37،41). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤغنستس | الولادة: – الوفاة: – ثيؤغنستس Theognostus أو ثاوغست كاهن إسكندري ولاهوتي في القرن الثالث حيث رأس مدرسة الإسكندرية غالباً قبل الأب بيروس. نعرف عنه القليل جداً من خلال مقتطفات له وردت في فوتيوس وأثناسيوس وغريغوريوس أسقف نيصص. جاء عمله العقيدي Hypotyposes في سبعة كتب، يأخذ بمنهج أوريجينوس، كان موجوداً في أيام فوتس، والآن مفقود. في الكتابين الثاني والثالث وجدت بعض الميول الآريوسية، وفي الخامس نسب للملائكة والشيطان أجساداً، وأما في الكتابين السادس والسابع فعرض موضوع التجسد الإلهي بفكر أرثوذكسي سليم. يرى البابا أثناسيوس أن هذا العمل خير شاهد ضد الأريوسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤفانيوس البابا الستون | الولادة: – الوفاة: – بعد نياحة البابا مكاريوس (مقار) اُختير ثيؤفانيوس خلفاً له سنة 953م، وكان عهده يمثل نكبة على الكنيسة إذ كان على ما يظن مُصاباً بمرض عصبي. في أوائل أيام بطريركيته شعرت الكنيسة بعسر مالي عظيم وخلت مخازن البطريركية من الأموال بسبب الضريبة التي كانت معينة على كنائس الإسكندرية. لقد زاد النهب المتواصل الذي كان واقعاً على الأقباط من الحكام والولاة. إذ رأى البطريرك أن الشعب القبطي ضجر من هذه الغرامات الباهظة التي تُدفع للحاكم، طلب من كنيسة الإسكندرية التنازل عن ما اعتاد سابقوه أن يدفعوه لها، لكنها أصرت على المطالبة بحقها. وكان البطريرك ثيؤفانيوس حاد الطبع، سريع الغضب، غير قادر على كبح جماح غيظه، فلما رأى تصميم أقباط الإسكندرية على المطالبة بالغرامة أخذ يشتمهم ويوبخهم بما خرج به عن دائرة التعقل حتى استاء منه الكهنة وأظهروا غيظهم منه بكلمات قاسية وجهوها إليه، فازداد هيجانه وصياحه، فحمله بعضهم في مركب إلى بابيليون لظنهم أنه يهدأ إذا استنشق نسيم النيل، ولكنه لم يكف عن هياجه، فتشنجت أعصابه حتى مات، هنا اختلفوا في سبب موته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤن الأب الطوباوي | الولادة: – الوفاة: – التقى به القديس جيروم حين زار منطقة طيبة، وهو راهب عاش بعيداً عن مدينة أوكسيرنسوس Oxyrhyncus على حافة البرية المتسعة. عاش القديس ثيؤن St. Theon ثلاثين عاماً في بيت صغير أقامه بنفسه في مواجهة البرية، يلتزم الصمت ويمارس العبادة بقلبٍ ملتهبٍ، فحسبته الجماهير كنبي. إذ اشتم الكل رائحة المسيح تفوح في حياته صارت الجماهير تأتي إليه كل يوم في أفواج ضخمة تحمل المرضى إليه، أما هو فكان يضع يديه عليهم من النافذة وباسم الرب يبرأون. ظن بعض اللصوص أن هذا الناسك يقتني ذهباً كثيراً من عطايا الناس له فجاءوا إليه ليلاً ليقتلوه، أما هو فكان يصلي؛ للحال صاروا كمقيدين بحبال. بقوا هكذا حتى الصباح وإذ جاءت الجماهير ووجدتهم أرادوا معاقبتهم، أما هو فسألهم أن يتركوهم حتى لا ينزع الله عنه عطية الشفاء، وبالفعل تركوهم فجاءوا إليه نادمين وامتلأوا من خوف الله وانضموا إلى الرهبان ليمارسوا حياة الشركة مع الله. أعطاه الله موهبة الحديث والكتابة بالقبطية واليونانية واللاتينية. قيل إنه كان يخرج ليلاً ويداعب الحيوانات المفترسة ويلاطفها مقدماً لها مياهاً للشرب، وقد كانت آثار هذه الحيوانات تظهر حول بيته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤناس الأب | الولادة: – الوفاة: – التقى به القديس يوحنا كاسيان في نتريا وسجل لنا ثلاث مناظرات معه (مناظرات 21-23) قمت بترجمة مناظرتين منهما ونشرهما. دعاه القديس يوحنا كاسيان بالرجل العظيم، وروى لنا قصة رهبنته، إذ قال أن والديه الزماه بالزواج في سن مبكر بقصد الحفاظ على عفته وطهارته. وقد عاش مع زوجته خمس سنوات ثم جاء إلى البرية يقدم عطايا، فالتقى بالأب يوحنا الذي كان موكلا بهذا العمل. أراد الأب يوحنا أن يردّ الجميل لثيؤناس فقدم له الروحيات عوض الماديات، فالتهب قلب ثيؤناس بالبتولية وترهب كطريق للتمتع بكمال الإنجيل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيؤناس البابا السادس عشر | الولادة: – الوفاة: 300 خلف البابا مكسيموس سنة 282م على الكرسي المرقسي، وكان من قسوس الإسكندرية المشهود لهم بالتقوى مع العلم. إذ كان الجو مملوء سلاماً قام البابا ثاؤنا بإقامة أول كنيسة بالإسكندرية بعد المرقسية، وهي كنيسة والدة الإله العذراء مريم. بعد عهده قام والي الإسكندرية أشيلاوس بالتمرد على دقلديانوس في بدء حكمه، فحاصر الإمبراطور المدينة وهزمها بعد ثمانية أشهر، فدك أسوارها وأذاق المصريين العذاب. بعد عدة شهور استقر السلام فأرسل ثيؤناس رسالة إلى لوقيان كبير أمناء القصر الإمبراطوري Praepositus cubiculariorum ، نُشرت في القرن السابع عشر بواسطة DAchery مترجمة عن اليونانية، كما أورد القس منسى يوحنا فقرات منها، إذ قال: [ ولما تولى القيصر ديوكلتيانوس عرش رومية ادخل في معيته عدداً كبيراً من الأقباط المسيحيين فأرسل إليهم هذا البطريرك رسائل يأمرهم فيها أن يقوموا بواجبهم وأن يميزوا أنفسهم كمسيحيين عن المواطنين الوثنيين بأعمالهم الصالحة وسيرتهم الطيبة. فمن ذلك رسالة إلى لوسيان ناظر بيت الملك وهو موظف مسيحي ارتقى إلى رتبته بعد تملك ديوكلتيانوس بقليل يقول له: “إن الراحة التي تتمتع بها الكنيسة الآن تعزي إلى سبب واحد فقط هو سلوك المسيحيين الحسن وأعمالهم الممدوحة التي تضيء كالشمس في رابعة النهار ينعكس ضوءها أمام أعين الكفرة والملحدين فتبهر أبصارهم وبذلك يتمجد أبونا الذي في السماوات. أما غرضنا الذي نرمي إليه والغاية القصوى التي نسعى خلفها هي أن نكون مسيحيين فعلاً لا بالاسم فقط وأن نعمل أعمال المسيحيين الحقيقيين، لأنه إذا كنا نطلب مجد أنفسنا الذاتي فنكون كمن يطلب شيئاً تافهًا لا فائدة منه. فإذاً يجب على كل مسيحي أن يهتم بمجد الله الآب وبمجد الابن الذي سُمر لأجلنا على خشبة الصليب وفدانا بدمه فداء أبدياً لا يُقيَّم بذهب أو بفضة. فلذلك أيها العزيز لوسيان أريد أن لا يُعرف عنك التباهي والفخر لأنك أهديت كثيرين من خدمة البلاط الملكي إلى معرفة الحق وأدخلتهم في حظيرة المسيح، بل بالأحرى تشكر الله الذي اختارك آلة نافعة للبنيان، وجعلك واسطة خير لنفع الآخرين وأعطاك نعمة في عيني مولاك حتى تمكنت من نشر كلمة الخلاص وإذاعة معرفة فادي المسيحيين وذلك لمجد اسمه وخلاص الكثيرين”. وأوصى كافة أمناء بيت الملك المسيحيين فقال: “إن الله ينهاكم عن أن تبيعوا للآخرين شيئاً من متعلقات القصر خلسة أو تأخذوا رشوة ولا تقولوا للإمبراطور كلاماً ضد الحق. ابتعدوا عن الطمع والجشع اللذين يتمسك بهما الوثنيون لا المسيحيون واعلموا أن الربح القبيحٍ والغشٍ هما صفتان لا تلائمان من قَبِل المسيح. فعولوا على الاقتداء به، ذاك الذي كان فقيراً ومعدماً. لا تتكلموا بشر فيما بينكم ولا تخرج كلمة قبيحة من أفواهكم بل لتكن كل أعمالكم مقرونة باللطف والتأدب مع العدل والحق، بذلك يتمجد اسم ربنا وإلهنا يسوع المسيح فيكم وفي أعمالكم. تمموا واجباتكم التي أسندت إليكم بخوف من الله وبمحبة للإمبراطور وبغاية الدقة والاجتهاد واعتبروا أن الأوامر التي تصدر لكم من مولاكم الذي لم يسيء إلى أحد من رجال الله كأنها صادرة من الله نفسه لأنه مُقام منه ولم يتقلد السيف باطلاً. وأخيرا يا أبنائي الأعزاء البسوا الصبر كرداء وتمنطقوا بالفضيلة وامتلئوا بالرجاء والإيمان والمحبة”. ثم أرسل إلى أمين الخزانة الخاصة يأمره بأن يتحلى بالأمانة ويصرف بدقة. وكتب لأمين الملابس يوصيه بملاحظة الترتيب والنظام وختم كلامه بقوله: “وعلى الأمين أن يفعل كل هذا بتواضع وطول أناة لكي يتمجد اسم المسيح حتى في مثل هذه الأعمال القليلة الأهمية”. وأوصى أمين المكتبة بأن يحسن تنظيمها ويجدّ في نسخ ما بها من الكتب الهامة وأن لا يفتأ يذكر أمام القيصر عظيم قدر الترجمة السبعينية للكتاب المقدس وأن يمزج كلامه مع القيصر بشواهد من سيرة المسيح”. وكان في عهد هذا البطريرك كاهن قديس لم يُرزق بنسل يدعى ثيودوسيوس وحدث أن امرأته صوفية شاهدت في الكنيسة يوم عيد الرسولين بطرس وبولس أولاد المسيحيين يُقدمون إلى المعمودية فانكسر قلبها ورجعت إلى البيت حزينة النفس وطلبت من الله بلجاجة أن يمن عليها بنسلٍ. وفي ليلة ذلك اليوم شاهدت رؤيا في نومها وإذا بشخصين وقفا بها وأخبراها أن طلبتها أُجيبت وسترزق ولداً وأمراها أن تذهب باكراً إلى البطريرك وتخبره بذلك. فلما جاء الصباح أخبرت زوجها بالأمر وانطلقت إلى البابا ثاؤنا وأعلمته بما جرى فباركها وصرفها بسلام. وما أتت السنة حتى رُزقت ولداً أتت به إلى البطريرك ليعمده، فدعاه بطرس، ولما كبر تتلمذ على يديه وأدخله المدرسة اللاهوتية فبرع براعة غريبة جذبت إليه أنظار جميع الشعب. ولما حضرت البطريرك الوفاة جاء إليه جميع الكهنة والشعب باكين قائلين “أتتركنا يا أبانا مثل الأيتام؟” فقال لهم “لستم أيتاماً، بل هذا بطرس أبوكم وهو البطريرك بعدي” وقدمه البطريرك قبل أن يتنيح ثم رقد في الرب في 2 طوبة سنة 17 للشهداء و300م.) موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيئودورس الأسقف المعترف | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف مدينة القيروان، إحدى الخمس مدن الغربية ومسقط رأس القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية. وكان ثيئودورس هذا قديساً كما كان كان فناناً عظيماً، وكان يقضي فترات راحته بعد تأدية أعماله الراعوية في زخرفة المخطوطات، ولقد برع في هذا الفن إلى حد أن الناس أصحاب الذوق المرهف في أنحاء العالم كانوا يسارعون إلى اقتناء رسوماته، وكان فنه ممتلئاً روحانية فجذب بواسطته عدداً عديداً إلى السيد المسيح. لاحظ دجنيانوس والي القيروان أن الفن هو رسول الأسقف لدى الناس يستميلهم بواسطته عن الوثنية إلى المسيحية، فاغتاظ كل الغيظ وقرر أن يعطل ثيئودورس عن عمله، وبخاصة أن الإمبراطور دقلديانوس أصدر منشوراته ضد المسيحيين، فقبض دجنيانوس على الأسقف وعلى عدد من النساء الشريفات وبعض زعماء المسيحيين. ولما استمع القاضي إلى شكوى دجنيانوس عن الآيات الفنية التي يبتكرها الأنبا ثيئودورس ليستميل بها القلوب إلى المسيحية، أمره بتسليمها إليه، ولكن رجل الله رفض الإذعان للأمر. وبازاء هذا الرفض حكم القاضي بجلده بسياط تنتهي بقطع من الحديد، فانهال عليه بالسياط حتى سالت دماؤه غزيرة، وحالما تركوه إلى أن استعاد أنفاسه وجر نفسه على الأرض إلى أن وصل تجاه المذبح الذي أقيم في دار المحاكمة لاستهواء المسيحيين إلى التبخير عليه، والتفت إليه الجميع في اهتمام بالغ زاعمين أن السياط أثرت فيه فأنسته إيمانه. ولكنه ما كاد يلمس المذبح حتى دفعه بكل ما بقي فيه من قوة فانقلب على الأرض، وثارت ثائرة القاضي والوالي فأصدروا الأمر بسلخ جلده جزء جزء، وصب الخل على كل جزء حالما يسلخونه. بدأ الجند عملهم، فكان الأنبا ثيئودورس يهتف أثناء سلخه: “إن مخلصنا السيد المسيح هو وحده سيدنا وربنا”، فأمر القاضي بقطع لسانه ورميه في السجن قبل أن يكون ثباته سبباً في اجتذاب جمهور المتفرجين إلى إيمانه المسيحي. وبينما هو في السجن شفاه السيد المسيح من جراحاته كما أعاد إليه لسانه، فآمن به لوسيوس حارس السجن. وبعد أيام دهش دجنيانوس الوالي إذ وجد الأنبا ثيئودورس معافى فأطلق سبيله، أما النساء الشريفات وبقية المؤمنين الذين كانوا في السجن معه فقد صدر المر بإعدامهم جميعاً. والعجيب في هذا الشأن أن لوسيوس حارس السجن الذي نال الصبغة المقدسة على يديَّ الأنبا ثيئودورس رأى من واجبه أن يحاول اجتذاب دجنيانوس الوالي ومعه القاضي إلى المسيحية، فنجح مع الأول وفشل مع الثاني، واتفق لوسيوس مع دجنيانوس على مغادرة البلاد معاً فذهبا إلى قبرص. وبعد أيام عرف الأهالي سيرتهما فوشى البعض بهما إلى الوالي، وأحس لوسيوس بما حدث فأراد أن يحفظ حياة دجنيانوس ويقيه مما قد يصيبه من عذاب، فسلم نفسه خلسة إلى الوالي. ولما كان لوسيوس رومانياً أمر والي الجزيرة بقطع رأسه بحد السيف، وحين سمع دجنيانوس بما حدث أخذ اجسد ودفنه بإكرام عظيم، ثم قضى بقية حياته في عزلة وهدوء مداوماً على الصوم والصلاة إلى يوم مماته. أما الأسقف ثيئودورس فعاد إلى شعبه وعاود جهاده الفني، ولكن العذاب الذي ذاقه أضنى جسمه فلم يعش سوى سنين قليلة انتقل بعدها إلى بيعة الأبكار في هدوء وسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيكوسا الشهيدة البتول | الولادة: – الوفاة: – قامت البتول ثيكوسا Thecausa بتربية القديس ثيؤدتس، الذي نشأ إنساناً محباً ملتهباً بالغيرة ومقدساً للرب. كان يعمل في أنقرة بغلاطية كصاحب فندقٍ. وفي أثناء اضطهاد دقلديانوس احتمل المؤمنون بهذه المقاطعة عذابات كثيرة، فكان يهتم بالمسجونين دون خوف، ويدفن أجساد الشهداء معرضاً حياته للخطر. حمل رفات القديس فالنز التي انتشلها من نهر Halys بجوار Malus لإقامة كنيسة صغيرة هناك كطلب الكاهن فرونتو. بعد ذلك إذ حلّ عيد أرطاميس حيث كانت النساء تمارسن الاستحمام في بركة ماء وهن عاريات بينما كانت الآلهات تُغسلن في ذات الموقع، طلب الوالي من سبع عذارى مسيحيات مسجونات بسبب إيمانهن أن تلبسن ثياب الكاهنات. رفض السبع عذارى من بينهن القديسة ثيكوسا فأمر الوالي بخلع ثيابهن وحملهن في مركبة مكشوفة إلى الأصنام وهن عاريات، لكي تغطسن في حوض المياه. رفضت العذارى تنفيذ ذلك، فحُكم عليهن بربط حجارة في أعناقهن وتغريقهن. إذ استخدم الأشرار بفكرهم النجس العنيف كل وسيلة هكذا لتحطيم الإيمان لم يترك الرب نفسه بلا شاهد، فقد سمح بعاصفة شديدة تجتاح المنطقة فهربت النساء اللواتي أتين للفساد، واضطر الحراس إلى مغادرة الموقع بينما جاء القديس ثيؤدتس ليحمل أجساد العذارى القديسات، من بينها جسد مربيته، ويقوم بتكفين الأجساد ودفنها. أما عطية الله له فكانت السماح لأحد الأشرار أن يشي به لدى الوالي لينال شركة الآلام من أجل مخلصه، وأخيراً قُطعت رأسه لينال إكليل الشهادة. وكما اهتم القديس بأجساد العذارى اهتم الرب أيضاً بجسده، فقد حدث أن صديقه الكاهن فرونتو كان يحمل خمراً على حماره في طريقه إلى أنقرة حيث وجد الجند خارج المدينة حول جسد القديس الشهيد يستعدون لحرقه. استضافه الجند فأعطاهم خمراً وإذا بهم يسكرون ويفقدون وعيهم، أما هو فوضع الجسد على الحمار وتركه. في الصباح قام معهم ليجد الكل أن الجسد والحمار غير موجودين، فتظاهر بالبحث عن حماره المسروق، تاركاً إياهم في ارتباك. ذهب الكاهن إلى Malus ليجد حماره قد بلغ إلى موضع الكنيسة حاملاً الجسد المقدس، فكفنه ودفنه بكرامة عظيمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيودوسيوس أسقف أنقرا | الولادة: – الوفاة: – كان ثيؤدوسيوس صديقاً لنسطور ومعيناً له، لكنه في مجمع أفسس (سنة 431م) انقلب إلى الضد فصار من أكثر معاوني القديس كيرلس الكبير ضد نسطور. حُرم في المجمع النسطوري بطرسوس سنة 432م. له عدة كتابات منها: مقالات ضد نسطور مفقودة؛ شرح لقانون الإيمان النيقوي؛ وعدة مقالات عن عيد الميلاد والتطهير، كما يُنسب إليه ميمر عن استشهاد مارجرجس ومعجزاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثيودوسيوس أسقف أنقرا | الولادة: – الوفاة: – كان ثيؤدوسيوس صديقاً لنسطور ومعيناً له، لكنه في مجمع أفسس (سنة 431م) انقلب إلى الضد فصار من أكثر معاوني القديس كيرلس الكبير ضد نسطور. حُرم في المجمع النسطوري بطرسوس سنة 432م. له عدة كتابات منها: مقالات ضد نسطور مفقودة؛ شرح لقانون الإيمان النيقوي؛ وعدة مقالات عن عيد الميلاد والتطهير، كما يُنسب إليه ميمر عن استشهاد مارجرجس ومعجزاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جدانوس الفلسطيني القديس | الولادة: – الوفاة: – كان رجلاً عظيماً في الروحانية، وكان يعيش بلا مأوى، حاسباً الله هو ملجأه، وظل على هذه الحال طوال حياته. وذات مرة ثار عليه اليهود بالقرب من البحر الميت، ورفع أحدهم سيفاً عليه ليقتله، فارتجفت يداه وسقط منه السيف فوراً، فمضى اليهودي عنه دون أن يؤذيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جديد الشهيد | الولادة: – الوفاة: – عاش البتول الطاهر جديد واستشهد في عصر المماليك الشراكسة. كان من أهالي الجيزة وقد حكموا عليه أن يتبع جده فأجابهم: “عجِّلوا بقتلي، فليس لي أب ولا أم ولا جد سوى المسيح”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جراتيانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من شهداء أميان Amiens واستشهد في الفترة من 283م إلى 287م. تقول سيرته الغير مؤَكَّدة أنه في اللحظات الأخيرة قبل استشهاده غرس في الأرض فرع شجر كان في يده، وهذا في الحال أخرج ورقاً وأثمار، ويقال أن هذه المعجزة ظلت تتكرر كل سنة في شهر أكتوبر أثناء الاحتفال بتذكاره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جراسيموس و أثناسيوس الأسقف وثاؤتيطس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – تعيد الكنيسة القبطية في التاسع والعشرون من شهر مسرى لتذكار استشهاد القديسين أثناسيوس الأسقف وجراسيموس وثاؤتيطس غلاماه. وذلك أن البعض سعى بالأسقف لدى أريانوس الوالي أنه عمَّد ابنة الوزير أنطونيوس. فاستحضره وطلب منه السجود للأوثان فلم يقبل، وأعلن اعترافه بالسيد المسيح. عذبه أريانوس بمختلف العذابات المؤلمة. ولما رأى ازدياد تمسكه بإيمانه أمر بضرب رقبته ورقبتي الغلامين أيضا. وأخذ بعض المؤمنين أجسادهم بعدما بذلوا أموالاً جزيلة، وكفنوهم، ووضعوهم في تابوت. وقد شرفهم الله بظهور آيات كثيرة من أجسادهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جرجس بن العميد | الولادة: – الوفاة: – عاصر الأنبا كيرلس الثالث البابا السكندري الخامس والسبعين، وكان يلقب بابن المكين. ويعتبر من أراخنة الفكر، كما كان بتولاً، وكان أخوه الأسعد إبراهيم كاتب الجيوش في عهد الملك العادل. كان قلب ابن المكين ملتهباً بحب الكنيسة، فترك الجاه العالمي ليعيش في دير الأنبا يوأنس القصير بطره جنوبي القاهرة، حيث كرس نفسه للبحث والدراسة والصلاة والتأمل في عظائم الله، وقد تضلع في القبطية والعربية واليونانية والمنطق والفلك والتاريخ، كما أثبت جدارته في التقوى والتقشف والمحبة، فألبسه رئيس الدير الإسكيم المقدس. راقب ابن المكين شعبه فوجد غالبيته تائهاً في ظلمة الجهل، ورأى أن يتدارك هذا الجهل قدر إمكانه فانشغل بالكتابة في العقيدة الأرثوذكسية، مبيناً أنها العقيدة التي حافظ عليها الشهداء بدمائهم والمعترفون بآلامهم والآباء بكل جهودهم الفكرية والروحية. ولا نعرف عن سيرة ابن المكين إلا الأمر الضئيل، ولكنه ترك لنا أربعة ويقع في جزئين أيضاً وهو كتاب في العقيدة كتبه مستلهماً الآباء، مستعيناً بمؤازرة الروح مؤلفات لها قيمتها هي: “المستفاد من بديهة الاجتهاد” ،الذي امتدح فيه المجدين الكادحين. تاريخ مدني عنوانه “المجموع المبارك”، ويقع في جزئين تُرجِم الجزء الثاني منه إلى الفرنسية. بعد أن فرغ من وضع كتابه التاريخي وجد أن المؤرخ المعروف الطبري قد انتقل إلى دار البقاء من غير أن يكمل كتابه فأخذ على عاتقه تكملته. أما كتابه الرابع فعنوانه “مختصر البيان في تحقيق الإيمان الموسوم بالحاوي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جرجس العابد | الولادة: – الوفاة: – تُعيّد الكنيسة في السابع عشر من برمهات لتذكار القديسين جرجس العابد وبلاسيوس الشهيد والأنبا يوسف الأسقف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جرجس المزاحم الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته قيام الدولة الفاطمية في مصر له أهميته الفريدة، فقد حوّل الفاطميون مصر من دولة تابعة إلى دولة مستقلة. وكان المعز مثالاً يُحتذى به في معاملته للمصريين بالعدل، إذ لم يفرق بين مسيحي ومسلم. وفي عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله سَرَت بين بعض الرعاع من المسلمين موجة من الحنق حين رأوا الأقباط يصلون إلى منصب الوزير ويحوزون رضى الخليفة وثقته. ومن أقوى هذه الحوادث ما جرى في منطقة طلخا في نهاية القرن العاشر الميلادي، وكان السبب في ذلك رجل اسمه المزاحم، ابن أرملة مسيحية اسمها مريم وأب اسمه جمعة العطوي تزوجها بالعنف دون إرادتها وإرادة والديها، من قرية تعرف باسم الدروتين مركز طلخا دقهلية. كان المزاحم هو الابن الثالث بين ستة أخوة بنين وأخت واحدة. وقد قضى الاثنتي عشرة سنة الأولى من عمره على دين أبيه، على أنه في هذه السن لاحظ أن أمه تذهب إلى الكنيسة في يوم الأحد، فشعر برغبة ملحة في أن يتبعها ويرى ماذا تفعل في الكنيسة. ثم ترجاها عند عودتها أن تعطيه جزء من القربانة التي معها، فلما ذاقها استلذ طعمها. وبعد ذلك استمر في تتبع أمه، واستقر رأيه فيما بينه وبين نفسه أن يصير مسيحياً. ومن ثم اعتاد أن يتردد على الكنيسة، وفي عيد السيدة العذراء قصد إلى الأنبا زخاريوس أسقف دمياط وإذ خاف الكهنة أن يُعمّدوه طلب منهم ألا يصرفوا مياه المعمودية، وبعد خروج الشعب خلع ثيابه وغطس في مياه المعمودية ثلاث مرات باسم الثالوث القدوس، وشعر أنه قد صار مسيحياً، وكان عمره لا يزيد عن 18 سنة. وبعد ذلك تزوج من فتاة تدعى سيولا ابنة القمص أبانوب راعي كنيسة بساط النصارى مركز طلخا. شهادته أمام الحاكم لما أراد الله أن يمتحن إيمان مزاحم، ويُعلن محبته له، سمح أن يوقفه أمام الحاكم حيث سأله: “هل أنت مزاحم العطوي؟ ولماذا تركت دين آبائك لتصير مسيحياً؟!” أجاب القديس: “نعم أنا هو مزاحم، وقد تنصرت علانية، فأنا لست لصاً أو قاتلاً، ولكني أعبد سيدي يسوع، ومن أجل ذلك أسلموني إليك. فمهما أردت فاصنع بي، فأنا لا أهتم بتهديداتك”. فلما سمع الوالي هذا الكلام امتلأ غضباً، وأمر بأن يُطرح على الأرض ويجلدونه حتى سال دمه على الأرض. كما أمر بنهب بيته، وأخذ كل ما فيه. وأُسلم القديس إلى سبعين من غلمانه ليمضوا به إلى شرمساح (بجوار المنصورة) فيطرحونه في السجن دون طعام أو شراب حتى يموت ثم يلقونه في البحر. لكن الله الذي وعد بأن يجعل مع التجربة المنفذ لم يدعه يجرب فوق ما يحتمل، خلّص هذا القديس من أيديهم. فبينما هم يجرّونه في الطريق ولم يصلوا به بعد إلى جسر مدينة الدروتين إذ بصوت صرخ في آذانهم قائلاً: “أيها الغلمان ارجعوا بهذا الرجل إلى الأمير”، فرجعوا به إلى الوالي الذي سألهم عن سبب رجوعهم فأجابوه قائلين: “أنت يا مولانا أرسلت خلفنا تطلبه”. فتعجب وقال: “لم أُرسل أحداً قط!” وفي تلك الأثناء جاء ملاك الرب وتشبه بهيئة أحد أشراف المدينة وسأله العفو عن القديس وخلصه من بين أيديهم. تعذيب زوجة القديس تقدم رجل شرير من أهل نيكيوه اسمه حمدان إلى الوالي ليوقع بالقديس وقال له: “لماذا تركت سبيل هذا المتنصر الذي فضح ديننا، وأتبع غيره، فسلطني عليه وأنا أُعذبه، فإما أن يرجع وإلا قتلته”. فراق القول للحاكم وأعطاه بعضاً من غلمانه الأقوياء، وأتوا حيث منزل القديس، فوجدوه جالساً مع زوجته يفكران فيما يفعلانه. فما رآهم القديس قام وهرب منهم لأن الرب أراد أن يخلصه من أيديهم، فلم يمسكوه. غير أنهم أمسكوا زوجته سيولا وأخرجوها وضربوها بالجريد إلى أن سال دمها على الأرض، ونهبوا ما بقي في بيتها، ثم ربطوها في ذنب حصان وداروا بها في كل البلدة، ولم يقدر أحد أن يخلصها من أيدهم. القديس بين ربوع المحلة بعد أيام رجع القديس إلى مدينة دروة القبلية ونزل متخفياً عند أحد أصدقائه، ثم أرسل في طلب زوجته حيث شجعها وطوّبها لأنها تعذبت بسببه كثيراً، وعرض عليها إن أرادت أن يخليها عنه ليكون لها خير، فأجابته: “حيّ هو اسم الرب إني لن أفارقك كل حياتي حتى لو سُفك دمي بسببك، علماً بأني أتألم من أجل اسم المسيح”. فلما سمع منها هذا الكلام اطمأن قلبه وشكر الله من أجل قوة إيمانها وعدم تزعزها، وقال لها: “تقوّي يا أختي بالرب لكي يجزل لكي أجرة تعبك”، ثم تركها متوجهاً إلى النواحي القبلية إلى يوفقه الرب إلى مكان مناسب ليأخذها معه. تعذيب زوجته للمرة الثانية أثار عدو الخير شيخاً من أهل تلك البلدة فكان يمشي وهو يقول: “إن مزاحم وصل الليلة? لقد ذهبت زوجته إليه وشجعته على أن يتمسك بالدين المسيحي، ونصحته بأن يذهب إلى دير مقاره ليترهب هناك”. فلما سمع أهل البلدة كلام هذا الرجل هاجوا على زوجة القديس، وأخذوها بعنف، وضربوها ضرباً شديداً، ومضوا بها إلى دميره عند رداد لكي يقتلها، غير أن الرب أعطاها نعمة في عينيه ولم يفعل بها شراً وساق إليها جماعة من المسيحيين خلصوها من القوم الأشرار. في صفط القدور لما سمع القديس بما جرى لامرأته أتي إليها خفية وأخذها إلى النواحي القبلية وأتى وسكن في ضيعة تسمى صفط القدور (تبع مركز المحلة) حيث أقام فيها مدة من الزمان، كان يشتغل في معصرة زيت. وكان القديس مواظباً على العبادة ليلاً ونهاراً بغيرة قوية فحسده الشيطان. فأتى صبياً من أهل نيكيوه وكان يعرف القديس معرفة جيدة وجاء يعمل في معصرة الزيت، فعرَّف عمال المكان بقصته، وهيَّج عليه أهل المدينة، فتجمهر جماعة كبيرة على منزله وبأيديهم سيوف وسلاح. أمسكوا القديس بدون رحمة، ثم ربطوا حبلاً في عنقه وطافوا به في شوارع المدينة وهم يقولون: “هذا الرجل أهان ديننا”، وأتى واحد منهم وضربه على رأسه فأصابها وسقط القديس على وجهه مغشياً عليه. ولما بلغ خبره مدينة المحلة عرف أبو البشير صاحب المعصرة هناك بأن أحد عماله قُتل ركب دابته وأخذ معه جماعة من أصحابه وجاء إلى صفط القدور، فرأى القديس قد استفاق مما أصابه، فخلصه من أيديهم، وطلب إليه أن يمكث عنده. ثم قال لجموع الشعب إنني سوف أمهله إلى يوم الجمعة حيث أمضي معه إلى الجامع وإذا لم يُصلي مع الناس أحرقته حيّاً. ولما قال هذا صرفهم. هيأ الله في ذلك الوقت وجود رجل مسيحي من عمال هذا الرجل اسمه مقاره، لما علم ما جال بأفكارهم وما تحدثوا به بشأن القديس ذهب إليه مسرعاً وأخبره بذلك ونصحه أن يهرب من المكان لكي ينجو بنفسه. في مدينة طنطا أقام فيها مدة ثلاث سنين أصابه فيها مرض شديد وكانت زوجته تقوى إيمانه وتعزية قائلة: “كم مرة جرَّبك الشيطان وخلصك الرب يسوع بقوته من جميعها”. وأما هو فلم يتضجر بل كان يسبح الله ليلاً ونهاراً. مسحه بالميرون المقدس كان للقديس صديق في محلة خلف من أعمال سمنود اسمه تادرس، ولما أعلمه القديس بأمره فرح به وقام لساعته ومضى إلى كاهن يُدعى أبامون، فلما علم بخبر القديس مسحه بزيت الميرون باسم الثالوث القدوس. ولما كانت ليلة عيد مارجرجس الروماني، فكروا في تسميته (جرجس المزاحم). في مدينة بساط النصارى ذهب جرجس مع زوجته إلى مدينة بساط حيث منزل أبيها، وكان يخدم الرب من كل القلب ويُكثر الأصوام والصلوات ويضرب في كل ليلة خمسمائة مطانية، فسُر الرب به وأراد أن يدعوه للشهادة. في ذات ليلة بينما كان يفكر في قلبه قائلاً: “ما حيلتي ها هنا والشيطان متسلط عليَّ بالتجارب، أقوم وأمضي إلى دير القديس أبو مقار، وأترهب هناك إلى يوم نياحتي”. وكان متشبعاً بهذه الأفكار. وبينما هو كذلك غفل قليلاً فرأى رؤيا كأنه مرتفعًا إلى السماء حيث رأى مجد الرب وهناك أجلسوه عن يمين الرب، وسمع صوتًا يقول: “يا جرجس تقوّ في الشهادة، وطوبى لك لأنك استحققت أن تُعد مع الشهداء القديسين، وتنال الإكليل السماوي مع الأبرار، فلا تخف فالتعب يسير والنعيم كثير ودائم”. بدء المتاعب هاجم بعض الرجال بيته فلم يجدوه فأخذوا زوجته المباركة وضربوها ضرباً عظيماً لأنها أخبرتهم بأنها لا تعرف مكانه. وإذ فتشوا عليه وجدوه وطرحوه في السجن. اجتمع كثيرون وصاروا يضربونه بغير رحمة بالآلات المسنّنة، وبالعصي اليابسة وبالجريد الأخضر، وبعضهم كانوا يرجمونه بالحجارة حتى كسروا عظامه. وكان القديس صابراً على هذا العذاب، ولا يفتر عن ذكر السيد المسيح وهو قائم بينهم مكتوفاً بيديه إلى الخلف. أرسل الوالي أعوانه فانتشلوه من وسط الجمع وأحضروه أمامه فقال له: “أيها الجاهل لماذا تركت عنك عبادة آبائك واتبعت النصارى المخالفين؟” وكان يجلس بجانب الوالي رجل مغربي شرير فقام وضرب القديس على فمه قائلاً: “وحياة سيدي الملك إذا أطعتني فسأعطيك قطاع الغربية بكمالها، وتكون من جلساء الخليفة ونديماً له”. أجابه القديس: “أيها المسكين المبتعد عن ملكوت الله لو أعطيتني كل ما لسيدك الملك ما جحدت اسم مخلصي الصالح لئلا أكون مثل يهوذا الإسخريوطي الخائن”. تقدم الرجل المغربي وبدأ يعذب القديس فأخذ حبلاً من الليف وربط عنق القديس في ساري مركب، وكان وجه القديس ملتصقاً بالساري وهو موثق بالحبال من الرأس إلى القدمين، فطلب متولي الحرب أن يروه وجهه، فأمسك هذا المغربي بالقديس من عنقه وأدار رأسه إلى الخلف بعنفٍ شديدٍ. ثم عادوا به إلى دميرة القبلية، وأمر هناك أن يُحل من الساري ويسجن في حمام الموصلي، لأنه كان قريباً على الشاطئ. حمل بعض الرجال القديس ووضعوه في مكان شرق دار الولاية وقيدوا رجليه في قطعة خشب ثقيلة، وعهدوا به إلى رجلٍ شريرٍ من أشر الغلمان، فما انتصف الليل ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديس وباركه وعزّاه، وحلّ وثاقه ولمسه بجناحيه فأبرأه من كل جراحاته. ثم اختفى عنه، وقد شهد هذه الحادثة راهب مسيحي اسمه مينا من دير أبو مقار، كان مسجوناً آنذاك مع القديس (وهو كاتب هذه السيرة). زوجته تفتقده في ثالث يومٍ من سجنه إذ كان لم يأكل طعاماً دخلت زوجته سيولا لتفتقده، فوجدته قد عُوفي من جميع آلامه التي لحقت به، ففرحت ومجّدت الله. حاول والي المنطقة إقصاء الثائرين عنه وعرَّفهم بأنه كتب للسلطان يستفهم منه عما يجب عمله بمثل هذا الرجل، وبالفعل تركوه أسبوعاً في السجن بغير أن يتعرضوا له إطلاقاً. كان الحانقون عليه يعذبونه إلى أن يداخلهم الشك في أنه مات فيتركونه ملقى في السجن ويذهبون لحال سبيلهم، ويعودون إليه في اليوم التالي فيجدونه مازال على قيد الحياة فيعاودون تعذيبه. واستمروا على هذا الحال من الحادي عشر إلى الثامن عشر من بؤونة سنة 695ش (979م). ثم جاءهم رسول السلطان إلى الوالي يحمل خطاباً فيه الأمر بترك جرجس وشأنه، وقد قال الرسول السلطاني شفوياً أن اثنين من سكان القاهرة قد اعتنقا المسيحية، وأن السلطان تركهم وشأنهم. ولكن حدة الغضب التي كانت قد استولت على القلوب جعلتهم يتجاهلون أمر السلطان، ففي صبيحة يوم الخميس 19 بؤونة ذهبوا إلى السجن وقالوا لجرجس بأن عليه أن يختار بين الموت وبين إنكار المسيح. ولكن تهديدهم ضاع هباءً، إذ أعلن لهم استعداده لتقبُّل العذاب لا الموت فقط، وعندها أخرجوه خارج البلدة وساروا به إلى شاطئ البحر وهناك ضربوه على رأسه إلى أن تحطمت، ثم قطعوا جسده ورموا بالأجزاء في البحر. وحدث في اليوم عينه أن شماساً كان ماشياً عند الشاطئ، فسمع صوتًا يقول له: “يا أيها المؤمن المار على هذا الشاطئ، باسم المسيح انتظر إلى أن تقذف الأمواج إليك بجزء من جسد الشهيد جرجس المزاحم. فخذه وأعطه لزوجته المباركة سيولا”. وانتظر الشماس حسب الأمر وأخذ الجزء الذي قذفت به الأمواج إلى بيته وأعطاه لأمه وأبلغها الرسالة التي سمعها، فأخذت أمه الرفات ولفته بقماش أبيض وأوصلته إلى السيدة البارة سيولا التي وضعته بدورها في بيت أبيها فترة من الزمن ثم في الكنيسة بعد ذلك، وقد جرت منه آيات وعجائب عديدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جرمانوس الأسقف | الولادة: 378 الوفاة: 448 يُعتبر القديس جرمانوس (375-437 تقريباً) أب كنيسة إنجلترا وايرلندا، إذ أعاد لها قوتها بعد انتهاء الاضطهاد الروماني. ولد القديس جرمانوس في أوسير Auxerre بفرنسا حوالي سنة 378م، ودرس في روما القانون ومارس هناك المحاماة. وتزوج بامرأة اسمها إستوكيا، ثم عاد إلى بلاده حيث اختاره الملك أونوريوس ابن الملك ثيؤدوسيوس الكبير وأقامه مدبراً وقاضياً في مدينة أوسير فأحسن التصرف وأحبه الجميع. سيامته أسقفاً كان الحاكم جرمانيوس محباً للصيد، وكان كلما اصطاد وحشاً يعلق رأسه على شجرة قديمة في وسط المدينة بقصد الاعتزاز والافتخار بقدرته على الصيد. لكن بعض الوثنيين كانوا يفعلون ذلك بقصد ممارسة العبادة الوثنية. التقى به الأسقف أماتور وتحدث معه عن خطورة ما يفعله، لكن عشقه للصيد واعتزازه بهذه الهواية سدّ أذنيه عن الاستماع إلى الأسقف. إذ تطور الأمر جداً رأى الأسقف أن يكون حازماً، ففي أحد الأيام إذ كان الحاكم جرمانيوس خرج للصيد أمر الأسقف بقطع الشجرة. عاد الحاكم ووجد الشجرة مقطوعة، فغضب جداً وهدد بقتل الأسقف. أما أماتور فإذ يعلم طيبة قلب الحاكم وحسن تصرفه فيما عدا ما يمس هوايته في الصيد وما يتبع ذلك من تعليق رؤوس الوحوش على الشجرة هرب إلى مدينة أوتون والتجأ إلى أسقفها، وهناك اختلى مع الله، فكان يصلي ليلاً ونهاراً طالباً ليس خلاصه من يد الحاكم، بل خلاص نفس الحاكم. شاهد الأسقف أماتور رؤيا غريبة جاء فيها أن جرمانيوس يخلفه على كرسي الأسقفية، وإذ تأكد من الرؤيا فرح جداً وعاد إلى بلده متهللاً من أجل غنى نعمة الله. التقى به رجال الإكليروس بإكرام جزيل وسرور وكان معهم الحاكم الذي كان قد هدأ غضبه، وربما حزن على ترك أماتور الأسقفية. وقف الأسقف أماتور يتحدث فقال للإكليروس، إني أقدم لكم نبأ سماوياً يفرح قلوبكم. لقد شاهدت رؤيا وعلمت أن قلب جرمانيوس كقلب الله، إنه سيكون خليفتي على كرسي الأسقفية. دهش الجميع لما قاله الأسقف. صلى الأسقف على رأس الحاكم وسامه كاهناً، وكان الكل متحيراً لما يحدث. أما جرمانيوس فكانت الدموع تتسلل من عينيه وقد صمت لسانه تماماً. عاد الحاكم إلى بيته يروي لزوجته ما حدث، فشكرت الله وسبحته، وانفصلت عنه ليعيشا في حياة البتولية. بعد قليل تنيح الأسقف أماتور، وأختير الكاهن جرمانيوس أسقفاً، وكان ذلك في عام 418م. وأدى اختياره لهذه الكرامة إلى إحساسه العميق بالمسئولية، فترك كل تعلق بالماديات، وصار مضيفاً للغرباء وغاسلاً أرجل الفقراء ومطعماً إياهم بينما يظل هو صائماً. وبنى بالقرب من المدينة ديراً على اسم القديسين قزمان ودميان، ورمم كنائس المدينة. نسكه بعد سيامته امتنع عن أكل خبز القمح، بل كان يطحن الشعير ويعجنه بنفسه، كما امتنع عن استخدام الزيت. اختار ثيابٍا رخيصة للغاية، وكان يقول: “ينبغي على الأسقف أن يحصل على اعتبار الناس لا بحسن ثيابه بل بسمو فضائله”. كثيراً ما كان يلبس المسوح، ويوزع ثيابه على الفقراء العُراة. في ذلك الوقت عانت الكنيسة في إنجلترا من بدعة ظهرت هناك، وهى بدعة بيلاجيوس Pelagius الذي أنكر الخطية الجدية وأهمية عمل النعمة لخلاص الإنسان. اختير القديس جرمانيوس مع القديس لوباس Lupus للذهاب إلى هناك سنة 429م لمقاومة هذه البدعة. وبعد معاناة في السفر وصلا إلى هناك، وذاع صيتهما ومعجزاتهما، وثبتا الإيمان، وأعادا الكثير من الهراطقة إلى الإيمان السليم، بعد أن عقدا مناظره معهم وأفحماهم بقوة رداهم إلى الإيمان الإنجيلي. وبعد انتهاء مهمتهما عادا كل واحد إلى مقر خدمته. ومن إشفاقه على شعبه انه طلب إلى الحاكم – الذي كان قد شفى زوجته – أن يعفيهم من الضرائب التي كانت تثقل كاهلهم، فأجابه إلى طلبه. في سنة 440م عادت البيلاجية للظهور مرة أخرى في بريطانيا، فطلبوا من القديس أن يرجع مرة أخرى إلى هناك، فقضى على الهرطقة بالتعليم السليم وعمل المعجزات حتى رد كل الهراطقة إلى الإيمان. وإذ علم أنه لا يمكن تثبيت الإيمان والقضاء على الجهل ما لم يتم تعليم رجال الدين أولاً، أسس معاهد دينية لتعليمهم الإيمان السليم. معجزاته من أجل محبته لله ولشعبه وهبه الله صنع الآيات والعجائب أينما حلّ. مما يُحكى عنه أنه في زيارته الأولى لبريطانيا تعرضت البلاد لغزو الأعداء، فدعاه أهل البلاد للحضور إلى معسكرهم للتبرك بوجوده وبصلواته. فأجابهم إلى طلبهم، وعمل في أثناء ذلك على دعوة غير المؤمنين إلى المسيحية حتى تعمد الكثير منهم، وبنوا كنيسة احتفل فيها الجيش كله بعيد القيامة. وبعد العيد إذ أراد تجنيبهم سفك الدماء، قاد الجيش إلى وادٍ بين جبلين عاليين وطلب إليهم عند إشارته أن يصرخوا بصوت عالِ “هلليلويا”، فظن الغزاة حين سمعوا صدى الصوت يرن بين الجبلين انهم محاطون بجيشٍ عظيم، فرموا أسلحتهم وفروا هاربين. يروي عنه أيضاً أن رسولاً جاء إليه من بريطانيا يطلب منه باسم الشعب أن يشفع فيهم لدى الإمبراطور، لأنهم ثاروا ضده فأرسل وكيله أيسيوس أحد قواده العنفاء مع جنده للانتقام. أسرع الأسقف بالسفر، والتقى بالقائد، وطلب منه أن يترفق بالشعب فرفض. أمسك الأسقف بعنان جواده وضبطه، فتعجب القائد من شجاعته، وتعهد ألا ينتقم من الشعب حتى يذهب الأسقف إلى الإمبراطور ويطلب العفو عن الشعب. بالفعل ذهب الأسقف إلى إيطاليا. نزل في بيت كاهنٍ صديق له، فقدم له ابنة خرساء دهنها بالزيت بعد أن صلى عليها فانفتح لسانها. وفي طريقه أيضاً التقى بشيخ يحمل حملاً ثقيلاً يريد عبور النهر. فحمل عنه ما لديه وعبر به ثم عاد وحمل الشيخ نفسه وعبر به، مع أن الأسقف كان قد طعن في السن وضعف جسده جداً بسبب تقشفه. أخيراً إذ وصل إلى رافينا التقى به أسقفها بطرس خريزلوغوس، كما استقبله الملك فالنتينيان الثالث والملكة أمه غالا بلاسيديا بإكرام جزيل. وُهب له أن يقيم ابن كاتب أسرار الملك الذي سقط في النار ومات. قبل الملك شفاعة الأسقف وعفا عن أهل بريطانيا. قيل أيضاً أنه مرّ بجوار السجن فصرخ الذين فيه يطلبون افتقادهم. خشي الحراس أن يطلب منهم أن يفتح أبواب السجن، فأغلقوا الأبواب وهربوا، أما هو فرفع الباب بيده فانفتح. جلس مع المسجونين وتحدث معهم ثم أخذهم معه إلى الملك، وشفع فيهم فعفا الملك عنه. حينئذ قال للأساقفة الذين معه أن وقت انحلاله قد حضر، وطلب من الملكة التي كانت تهتم بصحته أن تنقل جسده إلى مدينته. وبالفعل تنيح هذا القديس في 31 يوليو سنة 448م، وكان عمره سبعين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جرمانيكوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 155 لا نعلم عن القديس جرمانيكوس إلا ما تعلمناه من المسيحيين في سميرنا في كتابتهم عن الاضطهاد الذي أدى إلى القبض على القديس بوليكاربوس. كان ذلك في عهد الإمبراطورين ماركوس أنطونيوس ولوسيوس أوريليوس. جاء في هذه الرسالة: “جرمانيكوس شاب نبيل، كان على وجه الخصوص متفوقاً كشهيد. إذ كانت نعمة اللّه تسنده، غلب الخوف الطبيعي من الموت المغروس فينا. كان البار جرمانيكوس يشجعهم على قهر الخوف بثباته، وشجاعته أمام الحيوانات المفترسة. ذلك أن الوالي حين أراد استمالته للإشفاق على ذاته وشبابه، اندفع الشهيد بقوة وجذب الوحش المفترس نحوه، مشتهياً أن ينطلق إلى حياة البرّ والحق. عند ذلك أخذت الجموع المحتشدة لمشاهدة اضطهاد المسيحيين تصرخ: “خذوا الكفرة! ابحثوا عن بوليكاربوس!” تجدر الإشارة أن ما فعله جرمانيكوس هو بالضبط ما رغب أغناطيوس الانطاكي في عمله، وهو أن يثير الوحش ليهاجمه، لكي يتحرر سريعاً من هذا العالم. بهذا حقق جرمانيكوس – الذي طُحن بأسنان الوحش – شهوته في أن يصير واحداً مع الخبز الحقيقي يسوع المسيح، حينما استشهد من أجل اسمه، وكان ذلك حوالي سنة 155م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جريجوري أو إغريغوريوس القديس | الولادة: – الوفاة: 303 إذ كان فلاكيوس Flaccus عنيفاً للغاية عينه الإمبراطور ماكسيميانوس والياً على Umbria لكي يستأصل المسيحية تماماً. جاء فلاكيوس إلى مدينة Spoleto ودعى كل الشعب ليجتمع معاً في المسرح العام. وهناك قال لتيركانوس Tircanus رئيس القضاة: “هل تركتْ كل هذه الجماهير عبادة الآلهة الخالدة؟” أجاب رئيس القضاة: “الكل يعبدون Jove ومينرفا واسكيلابيوس Aesculapuis. إنه يوجد في المدينة رجل واحد يُدعى جريجوري ألقى تماثيل الآلهة على الأرض”. عندئذ أمر الوالي الجديد أربعين جندياً أن يُحضروا جريجوري. وبالفعل أحضروه أمام الوالي ورئيس القضاة وطُلب منه أن يتعبد للآلهة الوثنية، أما هو فقال أنه متأكد أن هؤلاء ليسوا إلا شياطين. أمر الوالي بضربه حتى يكف عن التجديف. وإذ لم يتوقف ألقوه في إناء حديدي موضوع على نار. لكن حدثت زلزلة قلبت الإناء قبل أن يُشوى جرجوري. وانهارت ربع مباني المدينة، ودفن 450 تمثالاً وسط الخرائب. رٌبط جريجوري بسلاسل وأُودع في السجن. ضربوا ركبتيه بمسامير ضخمة من الحديد، وأخيراً قطعوا رأسه في 24 ديسمبر سنة 303م. لا تزال بعض رفاته موجودة في كاتدرائية كولونية Cologne، والبعض في مدينة Spoleto. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جريمونا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كانت ابنة أحد الرؤساء الوثنيين في ايرلندا، ولما بلغت الثانية عشرة من عمرها تحولت إلى المسيحية ونذرت حياة البتولية. أراد والدها تزويجها ولما رفضت حبسها في محاولة للضغط عليها، إلا أنها هربت من حبسها وذهبت إلى فرنسا حيث عاشت متوحدة في إحدى الغابات، وكانت قمة فرحتها ونشوتها أن تتأمل جمال خليقة الله. بعد بحث طويل عثر رجال أبيها عليها، وخيَّروها بين العودة معهم للزواج أو القتل، فلما ظلت ثابتة على نذرها قطعوا رأسها بالسيف. وقد بُنِيت كنيسة فوق قبرها اشتهرت بكثرة معجزاتها، وحول هذه الكنيسة بُنيت بلدة فيما بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جلاذينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ممثل مازح ينال العماد استشهد هذا القديس في أوائل حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير. وكان من مدينة مارمين بالقرب من دمشق وعلى بعد ميل منها، وكان يعمل بالتمثيل مع جموع من الناس كرسوا أنفسهم لعبادة الأوثان وهم من سكان مدينة هليوبوليس في لبنان. عندما اجتمعوا ذات يوم في المسرح وجمعوا فيه الممثلين، قام هؤلاء بسكب ماءٍ باردٍ في حوض نحاسي كبير، وابتدأوا يتكلمون بتهكم عن الذين يذهبون إلى معمودية المسيحيين المقدسة. ثم غطّسوا أحد هؤلاء الممثلين واسمه جلاذينوس في الماء فعمدوه ثم أخرجوه وألبسوه ثوباً أبيض على سبيل التمثيل. بعد ما خرج هذا الممثل من الماء امتنع عن الاستمرار في التمثيل وأعلن أنه يفضل الموت مسيحياً على اسم السيد المسيح، وأضاف إلى ذلك قائلاً: “إنه عندما كنتم تهزءون أثناء تجديد ماء المعمودية المقدسة شاهدت معجزة عجيبة”. فاستاء الحاضرون منه واستشاطوا غضباً لأنهم كانوا وثنيين، وقبضوا على القديس ورجموه فنال إكليل الشهادة. بعد ذلك حضر أهله وكثير من المسيحيين وأخذوا جسده ودفنوه في المدينة وبنوا كنيسة على اسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جلاسيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو ثالث أسقف لأرِّيتيوم Arretium (Arezzo) سنة 366م، وجلس على كرسي الأسقفية خلفاً لدوناتُس Donatus، وخَلَفه دوميتيانوس Domitianus. يقال أن جلاسيوس قد عمَّد كل بيت أندرياس Andreas أحد نبلاء مدينة أرِّيتيوم، الذين بلغ عددهم ثلاثة وخمسون شخصاً استشهدوا كلهم فيما بعد. ويقال أن جلاسيوس نفسه قد أنهى حياته شهيداً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جلاسيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا القديس من أبوين مسيحيين وقد ربياه تربية مسيحية وعلماه علوم الكنيسة ثم قدّماه شماساً، فأجهد نفسه في طاعة المسيح وحمل نيره، وذهب فترهب في برية شيهيت. وبعد زمن رُسم قساً فأرشده ملاك الرب إلى مكان بعيد وهناك جمع حوله جماعة من الرهبان فكان لهم خير مثالٍ، وكان يحسب نفسه كواحدٍ منهم. تناهى في الصبر وطول الأناة وقد نسخ الكتاب المقدس ووضعه في الكنيسة ليقرأ فيه من يشاء من الرهبان. حدث أن زاره مرة رجل غريب وسرق هذا الكتاب وعرضه للبيع فاشتراه أحد الناس وأراد أن يعرف قيمته فذهب به إلى القديس جلاسيوس وأراه إياه فعرف أنه كتابه. فقال له: “بكم باعك صاحبه؟” فقال: “بستة عشر دينارًا”. فقال له: “إنه رخيص فاشتره”. فعاد به إلى منزله ولما جاء البائع لأخذ ثمنه قال له أنني أريته للأب جلاسيوس فقال إن الثمن كثير. فقال له” “أما قال لك شئ آخر؟” فقال: “لا”. فقال: “إنني لا أريد بيعه”. ثم أخذ الكتاب وتوجه به إلى الأب جلاسيوس وقدمه له باكياً نادماً على فعله فلم يقبله منه. وبعد إلحاحٍ شديدٍ ودموعٍ كثيرةٍ قَبِل أن يسترده. منحه الله نعمة عمل المعجزات، منها أنه أُهدي إلى الدير في أحد الأيام مقداراً من السمك. فبعد قليه وضعه الطباخ في مكان ووكل بحراسته أحد الغلمان. وهذا أكل منه جزءاً كبيراً. فلما عرف ذلك الطباخ غضب على غلامه لأنه أكل منه قبل وقت الأكل وقبل أن يباركه الشيوخ ضربه ضربة قضت عليه. ففزع الطباخ وذهب إلى القديس جلاسيوس وأعلمه بما جرى منه، فقال له خذه وضعه في الكنيسة أمام الهيكل واتركه. ثم جاء الشيخ والرهبان إلى الكنيسة وصلوا صلاة الغروب. وبعد ذلك خرج الشيخ من الكنيسة فقام الغلام وتبعه. ولم يعلم أحد من الرهبان بهذا إلا بعد نياحته بعد أن أكمل حياته بشيخوخة صالحة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جلاسيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – أسقف قيصرية في فلسطين Caesarea in Palestine في السنوات 367 إلى 395م، وقد اشتهر بنقاوة عقيدته وإيمانه وقداسة سيرته وحياته. كان ابن أخت القديس كيرلس أسقف أورشليم، والذي اختاره أسقفاً لقيصرية سنة 367م. وأثناء حكم الإمبراطور فالنس Valens، فَرَض هذا الإمبراطور الأريوسي أسقفاً أريوسياً دخيلاً اسمه يوزويوس Euzoius على قيصرية، هذا الأسقف مَنَع جلاسيوس من مزاولة نشاطه ومسئولياته كأسقف. وبعد وفاة فالنس وجلوس ثيئودوسيوس Theodosius سنة 379م، طُرِد يوزويوس واستعاد جلاسيوس كرسيه حتى وفاته سنة 395م. وقد حَضَر جلاسيوس مجمع القسطنطينية المسكوني سنة 381م، وكان قد زار هذه المدينة سنة 354م واشترك في تدشين كنيسة الرسولين بطرس وبولس التي شيدها روفينوس Rufinus. ومن أعمال جلاسيوس استكماله لتاريخ الكنيسة ليوسابيوس، والذي قام به بطلب من خاله كيرلس، وقد فُقِدت كتاباته ماعدا بعض الأجزاء القليلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جلاسيوس القيصري | الولادة: – الوفاة: 395 تنيح عام 395م، وكان أسقفاً على قيصرية فلسطين (367-395م). ابن أخت القديس كيرلس الأورشليمي. بسبب إيمانه المستقيم وتمسكه بمجمع نيقية اُستبعد من كرسيه في عهد الملك فالنس Valens، واقيم يوزوليوس Euzolus عوضاً عنه. عاد إلى كرسيه في عهد الملك ثيؤدوسيوس عام 379م. اشترك في مجمع القسطنطينية عام 381م. وضع الكتب التالي: كتب مقالاً ضد أتباع أونوميوس Eunomians ناكري لاهوت السيد المسيح. تكملة لكتاب “التاريخ الكنسي” ليوسابيوس القيصري. كتب تفسيراً للرموز Expositio Symboli ، وهو عمل لم يبقَ منه سوى شذرات، ربما يرتبط بما كتبه خاله محاضرات للموعوظين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جلاسيوس الناسك | الولادة: – الوفاة: – كان معاصراً للأنبا بطرس الثاني البابا السكندري الحادي والعشرين. ويُعد من أبرز الآباء الذين سهروا على الشعب في غيبة البابا أثناء اختفائه بسبب الأريوسيين، حتى أنه يُلَقَب بالمُحارِب. فلقد أدى هذا الناسك للشعب السكندري في شدته خدمات جمة وهو في رتبة الشماسية. زهد العالم وذهب إلى برية شيهيت حيث أهَّلته جهوده الروحية أن يرعى الرهبان المقيمين في تلك المنطقة المقدسة، فأقيم أباً على نساك كثيرين. كان يقضي أوقاته في نسخ الكتب المقدسة وتسليمها إلى نساك ديره ليتعلموا منها الحكمة الإلهية. وقد قام نساكه بدورهم بكل ما يلزم الشعب من خدمات دينية أهَّلتهم لأن يقفوا في وجه كل اضطهادٍ دينيٍ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت … | آباء وقديسون | |
| جلاسيوس سوزيكوس | الولادة: – الوفاة: – في أواخر القرن الخامس، وهو مؤرخ كنسي كتب Historia Ecclesiastica عن أحداث مجمع نيقية عام 325م، اعتمد فيه على مصادر أمينة. كتب Syntagma أي “تجميع لأعمال مجمع نيقية (325م)”، بقصد تفنيد القول بأن الإيمان بالطبيعة الواحدة يطابق الإيمان النيقوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جليسيريا العذراء والشهيدة | الولادة: – الوفاة: 177 قصة استشهاد عذراء مسيحية شجاعة. يُقال أنها ابنة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، وكانت تعيش في تراثيا بتراجانوبوليس Trajanopolis. إذ جاهرت بإيمانها المسيحي في حضور الوالي سابينوس Sabinus ، قُبض عليها واُقتيدت إلى معبد الإله جوبيتر للتبخير فيه. لكن بدلاً من التبخير دفعت التمثال بشدة فسقط على وجهه وتحطم. علقوها من شعرها وضربوها بعصي من حديد، فلم تؤذها، ثم وضعوها في السجن ومنعوا عنها الطعام وجاء ملاك يطعمها. بعد ذلك وضعوها في فرن مُحمى بالنار والرب أطفأه. وأخيراً ألقوها للوحوش، لكنها استشهدت قبل أن تفترسها، وذلك حوالي سنة 177م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جنفياف القديسة | الولادة: – الوفاة: 500 بتوليتها القديسة جنفياف مثال البتولية، وحامية فرنسا. في عام 429م في طريقه إلى بريطانيا لمقاومة بدعة بيلاجيوس، تقابل القديس جرمانوس Germanus of Auxerre في قرية ننتير Nanterre بالقرب من باريس مع فتاة صغيرة تبلغ حوالي السادسة من عمرها، تدعى جنفياف، أخبرته أن شهوة قلبها أن تحيا بالكامل للَّه فقط، فشجعها القديس على ذلك. استدعى القديس جرمانيوس والديها وقال لهما إن السماء قد فرحت جداً بميلاد بنتهما السعيدة، لأنها ستكون سبباً لخلاص الكثيرين. حين بلغت الخامسة عشرة من عمرها استلمت من أحد الأساقفة لباس العذارى المكرسات. في رعاية الغنم كان والدا القديسة جنفياف فقيرين، قبِلا الإيمان المسيحي وتركا عبادة الأوثان. طلب منها والدها أن ترعى غنمه، وكان عددهم قليلاً. وجدت جنفياف في رعاية الغنم فرصة رائعة لتقضي أغلب يومها وسط المراعي تمارس حياة الصلاة والعبادة لعريسها المحبوب يسوع المسيح. شعرت والدتها بأن جنفياف تقضي ساعات طويلة في العبادة، وعبثاً حاولت أن تثنيها عن ذلك. في يوم عيدٍ أرادت الأم أن تعاقب ابنتها على مبالغتها في العبادة، فأمرت جنفياف أن تمكث في المنزل ولا تذهب معها إلى الكنيسة. بدموعٍ غزيرةٍ طلبت جنفياف من الأم ألا تحرمها من التمتع بعيد عريسها السماوي. احتدمت الأم غضباً، ولطمت ابنتها على وجهها وصممت ألا تمضي معها إلى الكنيسة. أُصيبت الأم بالعمى وبقيت تُعاني منه لمدة عامين. أخيراً بروح منكسرة قدمت الأم لابنتها قليلاً من الماء، وطلبت منها أن تصلي عليه، ثم غسلت به عينيها فأبصرت للحال. توفى والداها فذهبت لتعيش مع أشبينتها في باريس، وكرست كل وقتها للصلاة وخدمة الآخرين، لكنها قوبلت بمعارضة وسخرية حتى بعد أن زارها القديس جرمانوس مرة أخرى. مرضها أُصيبت جنفياف بمرضٍ عضالٍ، حتى أوشكت أن تموت، إذ صارت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. لكن الله وهبها رؤيا تعزيها، إذ رأت القديسين في مجدهم، والأشرار في عذاباتهم، وأن نفسها انطلقت كما إلى جبل الجلجثة ورأت السيد المسيح مصلوباً. نُقشت هذه الرؤيا في أعماقها، وكانت سنداً لها في جهادها. مرة أخرى أصيبت بالبرص فتركها الجميع، لكن الله شفاها وصارت مرشدة للعذارى في باريس. معرفة أسرار الغير من أجل محبتها الشديدة لخلاص اخوتها وهبها الله عطية معرفة أسرار أفكار الناس وما يدور في أعماقهم، فكانت تحثهم على التوبة. سقطت فتاة نذرت البتولية في خطية الزنا، فالتقت بها القديسة ونصحتها بالتوبة. خجلت الفتاة إذ أدركت أن القديسة عرفت مكان الخطية وتاريخ السقوط والساعة. بناء كنيسة كشفت القديسة جنفياف لبعض الكهنة عن اشتياقها لبناء كنيسة باسم الشهيد ديونيسيوس، لكنهم رأوا استحالة ذلك لعدم وجود مواد للبناء. في الغد اكتشفوا وجود مواد بناء في غابةٍ قريبةٍ جداً من باريس، فقاموا ببناء الكنيسة. وهب الله القديسة إمكانية إخراج الشياطين. وتمت على يديها عجائب كثيرة، وبسبب الغيرة اتهمها البعض بالخداع لكن القديس جرمانيوس دافع عنها. محاولة حرقها قيل أن الملك الوثني أتيلا بعد انتصاره على مملكة النمسا دخل بلاد فرنسا بنصف مليون جندي حتى اقترب من باريس. أراد الشعب في باريس أن يهرب إلى المدن القريبة الحصينة، لكن القديسة جنفياف أقنعت بعض النساء بأن الملك لن يمس باريس، وهن اقنعن أزواجهن. غير أن البعض ظنوا أنها ساحرة وتآمروا عليها لحرقها. أرسل القديس جرمانيوس من إيطاليا وكيله وهو كاهن تقي جاء إلى باريس ودافع عن القديسة، خاصة وأن نبوتها قد تحققت. شجاعتها ومحبتها للناس جاء ملك آخر اسمه مرواح، حاصر مدينة باريس، وحدثت مجاعة عظيمة حتى أن بعض الفقراء ماتوا في الشوارع. تألمت القديسة جداً. قادت جنفياف قافلة عبر النهر لتُحضر الغذاء للسكان الذين يعانون من الجوع، عادت بأكثر من عشرة مراكب مشحونة قمحاً. ومن شدة حبها وعطفها على الناس طلبت بشجاعة مرتين من القادة الحربيين أن يطلقوا سراح أسرى الحرب، وفي المرتين نالت ما طلبته. مع سيلينيا التقت بها فتاة تُدعى سيلينيا، وكانت من الأشراف. إذ تحدثت معها عن الحياة البتولية وكيف يتشبه البتوليون والعذارى بالملائكة فسخت الفتاة خطبتها مع شاب غني جداً. إذ سمع الشاب بذلك جاء في غضبٍ ليقتل الاثنتين، لكنهما هربتا إلى الكنيسة حيث انفتح لهما باب الكنيسة المُغلق، وأغلق فوراً بطريقة فائقة، وبهذا لم يلتقٍ بهما الشاب. نسكها كانت لا تأكل إلا في يومي الأحد والخميس، وكان طعامها هو خبز شعير وفول مسلوق، ولا تشرب إلا الماء، وكانت ترتدي المسوح، وترقد على الأرض بغير فراشٍ، وتقضي ساعات طويلة بالليل في الصلاة. كانت نياحتها حوالي سنة 500م. من المعجزات التي تروى عنها بعد نياحتها والتي تعكس شدة حبها وإشفاقها على الناس ما حدث سنة 1129 م حين ظهر وباء في فرنسا، فحمل الشعب جسدها وطافوا به في المدينة فانتهى الوباء في الحال. ومازالت الكنيسة هناك تعيّد بتذكار هذه المعجزة إلى الآن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورج و فرونتو الأسقفان | الولادة: – الوفاة: – في نظر الغرب كان هذان القديسان أول المبشرين في بِيريجوره Perigueux وما حولها. يُقال أن فرونتو كان يهودياً من سبط يهوذا وُلد في ليكؤنية Lycaonia . وقد آمن بالسيد المسيح حين رأى المعجزات التي حدثت على يديه، وتعمد بيد بطرس الرسول، وصار واحداً من الاثنين والسبعين رسولاً. يقول كتَّاب بيريجوه أنه كان حاضراً في تأسيس سرّ الإفخارستيا، وشهد القيامة. بعد الصعود صحب بطرس الرسول إلى انطاكية. ثم أُرسل مع الكاهن جورج ليبشرا في بلاد الغال. وفي الطريق توفي جورج، لكنه عاد إلى الحياة بمجرد أن لمسته عصا استلمها فونتو من القديس بطرس الرسول. إذ وصلا إلى Valence، بقي جورج هناك وصار أسقفاً عليها، واتجه فرونتو إلى بيريجوه ومعه تلميذ آخر اسمه اجنان Aignan. هناك أنقذ سيدة شريفة كانت قد فقدت عقلها إذ سكنها شيطان، وتُدعى ماكسميلا Maximilla، فطلبت العماد. وكان زوجها شيلبريك Chilperic يُعاني لفترة طويلة من الفالج، وبصلاة فرونتو شُفي. تكللت كرازة القديس فرونتو بالنجاح، وتأيدت خدمته بالكثير من المعجزات المبهرة، وكان مركز خدمته هو مدينة بيريجوه Perigueux، والتي يُعتبر أول أسقف لها. كان في بيريجوه هيكل فينوس Venus، دخله فرونتو وكسر تمثال الإله فينوس. خرج من التمثال تنين قتل سبعة رجال، وكان التنين يضرب بذيله العابدين في الهيكل، لكن القديس فرونتو رسم عليه علامة الصليب فاختفى. وأقام القديس القتلى وشفى جراحات الآخرين. بشر القديس في Saintes, angoul?me, Brantome ثم ذهب إلى Brodeaux حيث قبض عليه الكونت Sigbert. شفاه القديس من مرض الفالج فسمح له الكونت ببناء كنيسة باسم القديس إسطفانوس. كما قام ببناء كنيسة في Blaue باسم القديس سافيور (ربما باسم المخلص Saviour)، وأخرى في Neuilly. قيل أنه في عيد البنطقستي إذ جاء وقت إقامة القداس الإلهي اكتشفوا عدم وجود “أباركة” (خمر)، فصلى. فجأة جاءت حمامة بيضاء تمسك بمنقارها زجاجة بها أباركة قدمتها للقديس، بقيت هذه الزجاجة في الكنيسة التي في Neuilly كأثرٍ مقدسٍ. اتجه نحو الشرق والتقى بالدوق لورين Lorraine أو Lotharius والذي آمن على يديه. قدم تاريخه قصصاً كثيرة عن عجائب الله معه، غايتها إيمان الكثيرين والشهادة للعمل الإنجيلي. يروي عنه قصة غريبة أنه إذ رجع إلى مدينة بيريجوه كانت هناك سيدة تريد أن تحمّي رضيعها وكعادة تلك المدينة في ذلك الوقت تضع السيدة الطفل في إناء، وتوقد تحته ناراً هادئة حتى تصير المياه دافئة ثم تنزله وتحمّيه. إذ سمعت السيدة بخبر قدوم فرونتو وكانت قد وضعت رضيعها في الإناء ولم تسكب بعد الماء خرجت ترى موكب استقبال القديس ونسيت رضيعها، وعادت بعد حوالي نصف ساعة فوجدت الإناء به ماء يغلي والرضيع يلاغي بصوتٍ عالٍ في قماطه بجوار النار. قيل أنه رأى في حلمٍ القديسين بطرس وبولس وهما يستشهدان، فبنى كنيسة باسمهما. لاازالت رفات القديس في كاتدرائية بيريجوه Perigeux. أما القديس جورج فبشر في فيلاي Velay ويعتبر أول أسقف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورجونيا القديسة | الولادة: – الوفاة: – أسرة جورجونيا شخصية جورجونيا رائعة، وأسرتها تمثل نموذجاً حياً للأسرة المسيحية التي تحيا بالإيمان الحيّ العامل بالحب. فوالدها غريغوريوس الذي جذبته زوجته نونا Nonna، لا ليؤمن بالسيد المسيح فحسب، بل ويصير أسقفاً فيما بعد. امتدح القديس غريغوريوس النزينزي والده غريغوريوس ووالدته نونا قائلاً إنهما دُعيا إبراهيم زمانه وسارة زمانها، إذ تبررا مثل إبراهيم بالإيمان. بل يتجاسر فيقول أن والدته نالت كرامة أكثر من سارة. فمن كلمات القديس غريغوريوس في مديحه لوالديه: [هوذا الراعي الصالح هو ثمرة صلوات زوجته وإرشادها، وقد تعلم منها حياته الرعوية المثالية. بقوة هرب من عبادة الأوثان، وبعد ذلك صارت الشياطين تهرب منه، لقد صارا متساويين في التعقل والبهاء، غيورين يسندان بعضهما البعض، يطيران فوق الجميع… كان لهما جسدان، ولكن كأنه قد تحول الجسدان إلي روحٍ، حتى قبل انحلالهما.] أكمل القديس غريغوريوس مديحه لوالديه اللذين جحدا العالم تماماً لكنهما كانا يملكان كل شيء ولا يعوزهما شيء. لقد رفضا الغني فصارا غنيين في الكرامة. أخيرًا قال: [أقول فقط كلمة واحدة عنهما، أنهما بحقٍ وعدلٍ قد عُين كل واحدٍ منهما لجنسه، عُين هو زينة للرجال، وهي زينة للنساء، ليس فقط زينة، بل ومثالاً للحياة الفاضلة.] هي الأخت الكبرى للقديس غريغوريوس النزينزي St. Gregory Nazianzen والقديس قيصاريوس St. Caesarius . وقد تزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء، أنشأتهم نشأة مسيحية كما تربت هي نفسها. أحبت هذه القديسة الكنيسة خاصة تسابيحها وخدمتها والاهتمام باحتياجاتها، وعاشت في مخافة الله، سخية مع الفقراء. تعمدت في سن متقدمة هي وزوجها وأبناؤها وأحفادها. وعند نياحتها نحو سنة 372م رثاها شقيقها غريغوريوس معدداً فضائلها وثمارها الصالحة، وتعتبر هذه العظة مصدر معلوماتنا عن حياتها. مديح القديس غريغوريوس النزينزي للقديسة تطلع أخوها الأصغر منها القديس غريغوريوس النزينزي إليها كنموذجٍ حيٍّ للإنسان المسيحي، وقد تأثر بها جداً، إذ كان مغرماً بتقواها وورعها. وأخوها الآخر قيصريوس، غالباً أكبر منها، كان طبيباً تقياً ونابغاً نال مركزاً مرموقاً في القصر بالقسطنطينية. سندت القديسة زوجها أليبوسAlypius بل وقادته في طريق الفضيلة والتقوى. أما ابناها فقد سيما أسقفين. حين وقف أخوها الأسقف غريغوريوس يرثيها في حضور أبيها الروحي فوستينوس أسقف أيقونية، وزوجها شعر بصعوبة بالغة إذ أدرك أن الكلمات تعجز عن أن تعلن عما بلغته. في مديحه لها قال إنه لم يستخدم الكلمات البراقة لأنها كانت في حياتها لا تتحلى بالزينة الخارجية، وكان تخليها عن الحلي هو جمالها. [موطن جورجونيا كان أورشليم العليا (عب22:12،23)? التي يقطنها المسيح، ويشاركه المجمع وكنيسة الأبكار المكتوبين في السماء?] [بالنسبة للحديث عن سمو فضائلها بين أناسٍ يعرفونها، فليساهم كل واحدٍ منهم فيه ويعينني، لأنه يستحيل علي شخصٍ واحدٍ أن يسد كل النقاط، مهما كانت قدراته علي الملاحظة والتعقل.] [إن كانت قد ارتبطت باتحادٍ جسديٍ، لكنها لم تنفصل عن الروح، ولا لأن رجلها كان رأسها تجاهلت رأسها الأول (السيد المسيح)? لقد ربحت زوجها إلي جانبها، وجعلت منه عبداً شريكاً معها بدلاً من سيدٍ عنيفٍ.] [جعلت من ثمار جسدها، أي من أبنائها وأحفادها، ثماراً لروحها، مكرسة للَّه ليس فقط نفسها الوحيدة بل كل الأسرة وأهل بيتها.] [بخصوص تعقلها وتقواها ليس من إمكانية لتقدير ذلك. إنها لم تجد أمثلة كثيرة حولها سوى والديها حسب الطبيعة وأبوها الروحي (الأسقف)، الذين كانوا النماذج الوحيدة أمامها، والتي لم تفشل في التمتع بأية فضيلة فيهم?] [أي تعقل كان فيها مثل صمتها؟! إذ أشير إلي الصمت، أعود إلي أهم ما في شخصيتها اللائقة بالنساء، الأمر الذي يُحسب أهم شئ يخدم هذه الأزمنة. من لديه معرفة كاملة في الإلهيات سواء في الوصايا الإلهية أو في الفهم مثلها؟! مع ذلك من كانت مستعدة أن يكون قليل الكلام تعرف ما هو حدودها كسيدة؟!”] [إني لا أتردد في أن أكرمها بكلمات أيوب: بيتها كان مفتوحاً لكل القادمين؛ لن يلجأ غريب إلي الشارع. كانت أعينًا للعميان، وأقدامًا للعرج، وأماً للأيتام (أي15:29؛ 32:31)? بيتها كان مسكناً عاماً لكل المحتاجين من أسرتها. وممتلكاتها ليست بأقل من أن تكون مشاعاً للمحتاجين الذين كانوا يشعرون بملكيتهم لها أكثر مما هو ملك لهم.] [كل ما استطاعت أن تنتزعه من رئيس هذا العالم أودعته في أماكن أمينة. لم تترك شيئاً وراءها سوى جسدها. لقد فارقت كل شيء من أجل الرجاء العلوي. الثروة الوحيدة التي تركتها لأبنائها هي الاقتداء بمثالها، وأن يتمتعوا بما استحقته.] [وسط هذا الحديث عن شهامتها العجيبة نقول أنها لم تستسلم للترف الجسدي وللتلذذ بالطعام بلا ضابط، هذه الرغبة الحيوانية الثائرة التي تمزق الأعماق. مع أن الذين يستسلمون لإرضاء هذه الشهوة ويعملون بوقاحة علي فعل الخير وإطعام الفقير مقابل ذلك الترف الشخصي هم كثيرون! نتيجة لذلك فهم يجنون شراً في هذا العمل النبيل بدلاً من مداواة الشر بالخير. وإذ أخضعت جسدها الترابي بالصوم لم تترك للآخرين تدريباً أخر مثل استخدامها فراش غير مريح. وأيضاً إذ عرفت الفائدة الروحية وراء ذلك لم تتوانَ عن اتباع نظامٍ صارمٍ بالنسبة لتقليل ساعات النوم. ورغم تنظيم حياتها علي هذا الأساس وكأنها صارت متمتعة بقهر الجسد، لم تلقِ بجسدها لتتمدد على الأرض بينما يقضي آخرون الليل منتصبين في حالة من الإماتة التي يتبعها معظم الجبابرة في الجهاد.] يقول عنها أخوها أنها فاقت ليس فقط النساء بل حتى الرجال الذين نذروا أنفسهم للعمل الروحي. فترنمت بالمزامير بفطنة، وحفظت ما كُتب بالوحي الإلهي وعرفت أسراره الكامنة. كم سجدت بدموعٍ واتضاعٍ لغسل خطيتها بقلبٍ منسحقٍ. والأمر الساحق ولكنه حقيقة واقعة أنها وإن حاكت آخرين بغيرة وسعت لتدرك فضائلهم صارت مثالاً في هذه الفضائل، بل وكانت هي المكتشفة للفضيلة تارة والمتفوقة علي غيرها تارة أخري. إن نافسها آخرون في فضيلة ما تتميز هي بالتحلي بالكثير من الفضائل. هكذا نجحت، ولم يبلغ أحد فضائلها، ولو بصورة أقل في التفوق. نقول أنها إلى هذا المدى قد أدركت الكمال في كل فضيلة حتى أن فضيلة واحدة منها كانت تفي مكان الكل. [يا لطبيعة النساء التي رأيناها تفوق الرجال خلال سيرة هذه القديسة في الصراع الواحد من أجل الخلاص. فأوضحت لنا أن التمييز بين الرجل والمرأة إنما جسدياً فقط وليس بالنسبة للروح!] أود أن أذكر بعض الحقائق المشهورة بوجه عام عن هذه القديسة، وإن كانت مبادئها المسيحية قد دعتها لإخفاء ما تمتعت به. انقلاب عربتها يُذكر عنها أخوها أنها قاربت الموت، لكنها شفيت بطريقة معجزية بشدة ثقتها في الله القادر على كل شئ. يروي أخوها أن بغال عربتها المجنونة أسرعت فأدت للأسف إلى انقلاب العربة بها، وأصيبت بجراحٍ خطيرةٍ. لقد تهشمت وألمّت بها كدمات شديدة، سببت لها نزيفاً داخلياً، ورفضت أن تستدعي الطبيب بسبب حيائها. حقاً إن الألم كان يفوق البشر، فصار جرساً لمن يأتي بعدها، فيرون أعلى درجات الإيمان وسط الألم، والصبر وسط التجربة. إنما رأفة الله لأمثال هذه القديسة فائقة للغاية. انتهى الأمر بأن صُعق الرجال لفقدان الأمل في شفائها. تحقق الوعد البديع: “إذا سقط لا ينطرح، لأن الرب مسند يده” (مز24:37). ويضاف إليه: “مع أنه قد تهشم أو كسر تمامًا لكنه سريعاً ما يقوم ويتمجد” (مز8:146 الترجمة السبعينية). لأنه إن كانت نكبتها غير منطقية فشفاؤها كان فائقاً. شفاؤها من مرضٍ عضال يقول أخوها القديس غريغوريوس النزينزي: [تعرضت لمرض عضال، مرض خبيث أصاب كيانها كله بحمى شديدة، فكانت تشعر بدمها يغلي في عروقها، وأصيبت بشللٍ ذهنيٍ، وأيضاً بألمٍ في أطرافها. ومجمل القول أن الأطباء قد عجزوا عن شفائها، وأيضاً دموع ذويها وتضرعات المحيطين بها لم تجدِ. وقد كانت سلامتها تعني سلامة أحبائها المحيطين بها، والعكس أيضاً فمعاناتها ومرضها كان يُعد نكبةً عامة. المسيح (مت20:9) اقتربت من الهيكل بإيمان ونادت إلهها المهوب بصرخة قوية متذكرة أعماله العظيمة معها سابقاً. وذرفت دموع غزيرة كالمرأة التي أغرقت رجليه بالدموع ذات يومٍ (لو38:7). تناولت من جسد الرب ودمه الكريم، ويا للعجب فقد شعرت في الحال أنها قد تعافت، وأُنقذت من المرض، فصار جسدها ونفسها وروحها في حالة سليمة تماماً لتمسكها بالرجاء اكتسبت قوة جسدية بسبب قوتها الروحية. حقاً أن هذه الأمور عجيبة لكنها حقيقية. أرجو أن تصدقوها، وقد كشفتها لكم بعد صمتها عن الإفصاح عنها أثناء حياتها. وجاء تسجيلي لهذه القصة حتى لا تظل مثل هذه الأعجوبة أو المعجزة العظيمة في طي الكتمان.] استعدادها للرحيل يقول القديس غريغوريوس النزينزي: [هنا أتكلم عن موتها وما تميزت به وقتئذٍ لأوفيها حقّها. اشتاقت كثيرًا لوقت انحلالها، لأنها علمت بمن دعاها وفضّلت أن تكون مع المسيح أكثر من أي شيء آخر على الأرض (في23:1). تاقت هذه القديسة إلى التحرر من قيود الجسد والهروب من وحل هذا العالم الذي نعيش فيه. والأمر الفائق بالأكثر أنها تذوقت جمال حبيبها المسيح إذ كانت دائمة التأمل فيه. كانت تعلم مسبقاً ساعة رحيلها عن هذا العالم، الأمر الذي ضاعف من فرحتها. ويبدو أن الله أعلمها به حتى تستعد ولا تضطرب حينئذٍ. قضت كل حياتها تغتسل من الخطية وتسعى لإدراك الكمال. ونالت موهبة التجديد المستمر بالروح القدس، وصارت ثابتة فيه بحسب استحقاق حياتها الأولى. لم تغفل عن التضرع من أجل زوجها أيضاً حتى يُدرك الكمال، وقد استجاب الله لطلبتها إذ أرادت أن يكون كل ما يمت لها بصلة في حالة الكمال الذي يريده الله منا، فلا يكون شيء ناقصاً أمام المسيح من جهتها. وإذ جاءت النهاية أدلت بوصيتها لزوجها وأولادها وأصدقائها كما هو المتوقع من مثل هذه القديسة المحبة للجميع. كان يومها الأخير على الأرض يوم احتفال مهيباً، ولا نقول أنها ماتت شبعانة من أيام بني البشر، فلم تكن هذه رغبتها، إذ عرفت أنها أيام شريرة تلك التي بحسب الجسد وما هي سوى تراب وسراب. وبالأحرى كانت شبعانة من أيام الله ، وهكذا تحررت، بل الأفضل أن نقول أنها أُخذت إلى إلهها أو هربت أو غيرت مسكنها أو أسلمت وديعتها عاجلاً. في وقت نياحتها خيّم صمت مهيب، وكأن مماتها كان بمثابة مراسيم دينية. رقد جسدها وكأنه في حالة شلل بعد أن فارقته الروح، فصار بلا حراك. لكن أباها الروحي الذي كان يلاحظها جيداً أثناء هذا المنظر الرائع شعر بها تتمتم واسترق السمع، وإذ به يسمعها تتلو كلمات المرتل: “بسلامة اضطجع أيضاً وأنام” (مز8:4). مبارك هو من يرقد وفي فمه هذه الكلمات! هكذا ترنمتِ أيتها الجميلة بين النساء، وصارت الترنيمة حقيقة. ودخلتِ إلى السلام العذب بعد الألم، ورقدتِ كما يحق للإنسانة المحبوبة لدى الله التي عاشت وتنيحت وسط كلمات الصلاح. كم ثمين هو نصيبكِ! إنه يفوق ما تراه العين في وسط حشدٍ من الملائكة والقوات السمائية، إنه مملوء بهاءً ونقاوة وكمالاً! يفوق كل هذا رؤيتها للثالوث القدوس، فلم يعد ذلك بعيداً عن الإدراك والحس اللذان كانا قبلاً محدودان تحت أسر الجسد. أرجو أن تقبل روحك هذا المديح مني كما فعلت مع أخي قيصريوس. فقد حرصت على النطق بالمديح لاخوتي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورجونيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان جورجونيوس ضابطاً في جيش الإمبراطور دقلديانوس في نيقوميديا. وحُكِم عليه بالموت هو وزميل له اسمه دوروثيؤس Dorotheus لأنه اعترض على اضطهاد أحد المسيحيين واسمه بطرس. وبعد استشهاده أُخذ جسده ودُفن في مدينة روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورجونيوس وبطرس ودوروثيئوس ومكسيما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – حين كان الإمبراطور دقلديانوس مقيماً في نيقوميدية بآسيا الصغرى بلغه أن بعض رجال قصره قد صاروا مسيحيين. فأتى بأوثانه وأمر الجميع بتقديم القرابين لها، فرفض المسيحيون بشدة وكان أولهم بطرس أحد رجال جناحه، والذي وردت سيرته في هذه السلسلة تحت “بطرس ورفقاؤه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوردياس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يحتفل الغرب كما اليونان بعيده في 3 يناير. قدم لنا القديس باسيليوس الكبير في رثاء له بقيصرية عرضاً لآلامه: كما سجل شاهد عيان ما احتمله الشهيد. كان مواطناً في قيصرية كبادوكية، وكان قائد مئة في الجيش. عندما أصدر جاليريوس منشوره ضد الكنيسة في الشرق سنة 303م ترك جوردياس وظيفته، وانطلق إلى البرية حيث صار يمارس عبادته وسط الوحوش المفترسة. قضى عدة سنوات في البرية، لكنه لم يشعر بالراحة في داخله، بل كان مرّ النفس. فالكنائس في قيصرية هُدمت، وتشتت الكهنة، وبعض المسيحيين أطاعوا المنشور والبعض استشهدوا. عادت المدينة إلى الوثنية، وفقد الملح طعمه. التهب قلب القديس بنار الغيرة، فترك البرية وعاد إلى بلدته. في أحد الأيام لاحظ أن ساحة المسرح العامة ازدحمت بالجماهير التي جاءت لترى سباقات الخيل والمركبات تكريماً للإله مارس Mars إله الحرب، وقد حضر اليهود مع الأمم والمسيحيين لمشاهدة السباقات، هذا وقد تُرك العبيد أحراراً للاشتراك في هذا الاحتفال، وأُغلقت المدارس لنفس الغرض. ظهر فجأة أثناء السباق شخص يلبس مسوحاً، لحيته طويلة، ووجهه وذراعاه قد احترقت من الشمس، وكان نحيفاً جداً بسبب الصوم. صرخ الرجل بصوتٍ عالٍ: “لقد وُجدتُ من الذين لم يطلبونني. وأعلنت ذاتي لمن لم يسألوا عني”. تحولت كل الأنظار إليه، وصارت صرخة مدوية من كل الحاضرين حين اكتشفوا أنه قائد المئة جوردياس. فرح المسيحيون إذ رأوا ذاك المؤمن الأمين في وسطهم، أما الوثنيون فصرخوا متضايقين لأنه اعترض مسار السباق. لم يُبالِ أحد بالخيول والمركبات فقد توجهت كل الأنظار إلى جوردياس، سواء الذين اشتاقوا إلى رؤيته أو الذين كانوا في سخطٍ وغضبٍ لما فعله. توقفت كل الموسيقى، وصار صمت في ساحة المسرح، فالكل يريد أن يفهم ماذا يُريد هذا الرجل! اُقتيد الرجل إلى حيث كرسي الحاكم الذي كان حاضراً السباق. وسُئل جوردياس عن شخصه وسرّ مجيئه. روى جوردياس قصته أنه مواطن من هذه المدينة، وكشف عن شخصه وعائلته، ووظيفته كقائد مئة، وأنه ترك وظيفته وهرب. وأكمل حديثه قائلاً للحاكم: “لقد عدت لأعلن إني لا أبالي بمنشوراتك، وإني أضع رجائي وثقتي في يسوع المسيح وحده”. اغتاظ الحاكم جداً لأنه أفسد الجو الخاص بالاحتفال، ولأنه أعلن موقفه من المنشورات بجسارة، فأمر بتعذيبه? ترك الكل أماكنهم وتجمهروا حول المحكمة، وجاءت الجماهير من كل المدينة لترى ما يحدث. يقول القديس باسيليوس الكبير أن الجماهير كانت تتدفق كالنهر نحو موضع الاستشهاد. جاء الأشراف مع العامة، وترك الناس بيوتهم مفتوحة، وترك التجار محال تجارتهم وعملائهم، وصار السوق فارغاً تماماً واندفع الكل ليروا هذا الرجل. حتى النساء جئن على عجلة وقد غفلن عن ارتداء الملابس اللائقة بالاحتشام خارج المنزل، ونسي المرضى أمراضهم وأوجاعهم وجاءوا أيضاً إلى المشهد. حاول أقرباء القائد أن يثنوه عما يفعله، طالبين منه أن يعتذر للحاكم لأنه أساء إلى دين الدولة، أما هو فكان يرشم نفسه بعلامة الصليب، محتملاً العذابات بفرح، من جلدٍ بالسياط واستخدام الحصان الصغير والحرق بالنار والتقطيع بالسكين، وأخيراً قطعت رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورديان الروماني وأبيماخوس السكندري الشهيدين | الولادة: – الوفاة: – يُذكر عن أبيماخوس انه استشهد في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 250م حين أُلقى في جيرٍ حيٍ هو وشخص يدعى ألكسندر Alexander ، وذلك بعد أن عُذب عذابات شديدة بسبب إيمانه. ثم نُقل جسده إلى مدينة روما. واستشهد جورديان في مدينة روما بقطع رأسه، ووضع جسده في نفس القبر مع أبيماخوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورديانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 314 استشهد في الثالث عشر من سبتمبر سنة 314م أثناء حكم الإمبراطور ليسينيوس Licinius، وكان مقرباً من الإمبراطور ومحبوباً منه. ولكن حين تحوَّل ليسينيوس إلى مُضطَّهِد للكنيسة، نُفِي جورديانوس إلى سكيثيا Scythia حيث حُكِم عليه بالموت حرقاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورديوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 314 من الشهداء العسكريين تحت حكم ليسينيوس Licinius سنة 314م. ولد بقيصرية في كبادوكيا Caesarea in Cappadocia وكان قائداً عسكرياً حين أمر ليسينيوس بطرد كل المسيحيين من مراكز القيادة في الجيش. فضَّل جورديوس اعتزال الجندية عن التبخير للأوثان، ثم فَرَّ إلى الصحراء، وهناك اشتعلت فيه شهوة الاستشهاد بكل قوة. في يوم الاحتفال بعيد الإله مارس Mars أتى جورديوس إلى مكان الاحتفال في المدينة حيث لَفَت شكله ولباسه أنظار الموجودين. أمام الجميع أعلن إيمانه وصرخ فيهم: “وُجِدت من الذين لم يطلبونني، وعُرِفت من الذين لم يَسْعوا إليَّ”. في الحال قُبِض عليه وعُذِّب ثم حُكِم عليه بالموت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جورياس و ساموناس وأبيبوس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – هؤلاء الشهداء الثلاثة من مدينة الرُها بسوريا، عاشوا حوالي القرن الرابع الميلادي، وبعد استشهادهم وُضعت أجسادهم في إحدى الكنائس هناك. في الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس، اعتُقِل جورياس وساموناس ووضعا في السجن. ولما رفضا التبخير للأوثان عُلقا من إحدى أيديهما ورُبطت أثقال في أرجلهما، ثم أُلقيا في جب وتُركا بدون طعام لمدة ثلاثة أيام. ولما أخرجوهما كان جورياس قد قارب الموت، أما ساموناس فتعرض لتعذيبٍ شديدٍ، لكنه لم يحد عن إيمانه، فقطعوا رأسيهما بحد السيف ونالا إكليل الاستشهاد. بعد ذلك بفترة، اختفى أبيبوس الشماس في مدينة الرُها من اضطهاد ليسينيوسLicinius ، لكنه عاد وسلم نفسه، مشتهياً أن ينال إكليل الاستشهاد. عرض عليه القائد الذي سلم نفسه له أن يعيد التفكير ويهرب لينجو بحياته، لكن القديس رفض العرض، فحُكم عليه بالحرق. صحبه إلى موضع تنفيذ الحكم أمه وبعض أقاربه، وقبَّلهم القديس قبلة السلام قبل أن يلقوه في النيران. بعد ذلك اخذوا جسده – الذي لم يتأثر بالنار – ووضعوه بجوار جسدي صديقيه جورياس وساموناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوستا وروفينا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: 287 كانت جوستا وروفينا متبتلتين مسيحيتين تعيشان بمدينة سيفيليا بأسبانيا، وكانتا تعملان بالتجارة لتدبير احتياجاتهما المادية. وفى إحدى المرات تهجم عليهما الوثنيون لأنهما رفضتا بيع بعض الآنية لهم لكي ما يستخدموها في عبادتهم. فما كان من الشهيدتان إلا أن كسرتا تمثال الوثنيين. اشتكاهما الجمع للحاكم الذي سألهما عن دينهما، فاعترفتا بالسيد المسيح. أمر الحاكم بربطهما على لوح وتمزيق جنبيهما بالخطاطيف، كما أمر بإقامة تمثال للآلهة بجوارهما لعلهما ترجعان عن إيمانهما وتقدمان العبادة له، لكنهما ثبتتا على إيمانهما ولم يرهبا التعذيب. استشهدت جوستا على اللوح وأمر الوالي بشنق روفينا، ثم حرق جثتيهما. وكان استشهادهما حوالي سنة 287م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوسوينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 176 صبي شهيد في روما سنة 176م، ويقال أنه من مواليد تيوتون Teuton وأتى إلى روما إما بسبب العمل أو بسبب العبودية. من غير المعروف أي شئ عن حياته وسيرته، وتذكره الكنيسة الغربية في الثاني والعشرين من شهر مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوفنتينوس وماكسيمينوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 363 كان هذان الشهيدان من ضباط الإمبراطور يوليانوس الجاحد. وفى أثناء حملته ضد بلاد فارس اعترضا على القوانين الصادرة ضد المسيحيين، مفضلين الاستشهاد عن رؤية تدنيس المقدسات المسيحية. وحين أُخبر الإمبراطور بأمرهما أرسل في طلبهما، وإذ رأى عدم إمكانية التأثير عليهما أو قبولهما التبخير للأوثان أمر بتعذيبهما ثم بقطع رأسيهما في السجن في إنطاكية، وذلك في 25 يناير سنة 363. تقدم المسيحيون وسرقوا جسديهما، معرضين بذلك حياتهم للخطر. وبعد موت يوليانوس في فارس في 26 يونيو شيَّد المسيحيون قبراً تخليداً لذكراهما. وفى تذكار استشهادهما ألقى القديس يوحنا ذهبي الفم عظة تمجيداً لعمل الله معهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوفيتا و فستينوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان القديسان فستينوس وجوفيتا الشهيدان أخوين من أصل شريف من مدينة براشيا Brescia بإيطاليا. كرزا بالمسيحية بكل شجاعة وقوة بلا خوف بينما كان أسقف المدينة أبولونيوس مختبئاً. كانا يفتقدان المؤمنين المختفين بسبب اضطهاد أدريان الملك، ليعزيانهم ويثبتانهم في الإيمان، ويقدمان لهم احتياجاتهم. سمع الأسقف بأمرهما، وإذ تأكد من تصرفاتهما، قام بسيامة فستينوس كاهناً وأخيه جوفيتا شماساً، وذلك أثناء اختبائه في البرية. عادا إلى المدينة يكرزان ويشجعان المؤمنين علانية. سمع الوثنيون من مدن أخرى وجاءوا يسمعون لهما، واعتمدوا كما اعتمد أغلب شعب المدينة الوثني. وقد أثارت كرازتهما أحد أشراف المدينة ويُدعى بتاليكوس، فمضى إلى الملك أدريان الذي كان حينئذ بجوار مدينة براشيا، وسقط عند قدميه وهو يقول له: “سيدي الملك. لقد سقطتَ يا سيدي الملك! أنت ومملكتك في خطرٍ عظيمٍ من قبل شخصين مسيحيين هما من أشر الناس. لقد صمما أن يُحطما كل ذكرٍ للآلهة العظيمة في المملكة”. اضطرب الملك جداً، وجعل بتاليكوس والياً، وأعطاه سلطاناً ليحارب عن الآلهة في براشيا، ويبيد كل ذِكر للمسيحيين هناك. فقبض عليهما وعذبهما. بأمر الملك أُحضر الأخوان إلى هيكل الشمس للاشتراك في العبادة الوثنية، لكن ما أن دخلا أمام الصنم الذهبي حتى صار لونه أسود كالفحم، فأمر الملك بغسل التمثال، فانسحق وصار رماداً. اتهمهما الملك بالسحر وأمر بطرحهما للوحوش الجائعة، لكن الوحوش أنست بهما، وكان القديسان يداعبانها. صار شقاق بين الملك والشعب بسببهما، وانفتح باب الساحة وخرجت الوحوش لتفترس الناس، لكن القديسين أمرا الوحوش أن تخرج إلى البرية ولا تؤذي أحداً، فآمن كثيرون بالسيد المسيح، من بينهم كالوسيروس أحد العظماء في البلاط الملكي. أصدر الملك أمره بحرقه بالنار، لكن النار لم تؤذِه، وبعد أيام استشهد. سيق القديسان إلى ميلان ثم روما ثم نابولي، وأخيراً أعادهما إلى مدينتهما براشيا. ويقال أنهما أثناء رحلتهما هذه عمَّدوا كثيرين من الوثنيين. ولما لم يثنهما التهديد أو التعذيب عن ثباتهما في الإيمان، أمر الإمبراطور هادريان – الذي تصادف مروره بمدينة براشيا – بقطع رأسيهما. تعتبرهما مدينة براشيا شفيعين وحاميين لها، ويُعتقد أن جسديهما موجودان فيها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوفينال الأسقف | الولادة: – الوفاة: 376 القديس جوفينال هو أول أسقف يُسام على مدينة نارني Narni. كان في الأصل طبيباً وكاهناً، أتى من الشرق إلى مدينة نارني حيث استضافته امرأة اسمها فيلادلفيا. سيم جوفينال أسقفا عليها. فى أحد الأيام أثناء مروره على معبدٍ وثنىٍ، ضربه كاهن وثني بسيف في فمه لأن الأسقف رفض تقديم الذبائح لآلهته. فأمسك الأسقف بالسيف بقوة بين أسنانه، والكاهن الوثني في محاولة منه لاسترداد السيف جذبه بقوة، فقطع به عنقه. وكانت النتيجة أن آمن كل الوثنيين الواقفين بالمسيح. وفى السنة الخامسة لحبريته أحاطت جيوش من ااـ Ligurians و Sarmatians بالمدينة، فصعد القديس إلى سور المدينة وأخذ يصلي من أجل مدينته ويرتل المزمور 34. وما كاد أهل المدينة يقولون آمين في نهاية صلاته حتى هبت عاصفة رعدية شديدة وسيول أهلكت 3000 جندياً من الأعداء، وبذلك نجت نارني من الهلاك. جلس جوفينال على كرسيه مدة سبع سنوات، وتنيح في سنة 376م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوكوندوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 203 من شهداء أفريقيا واستشهد سنة 203م. وقد ورد ذكره في أعمال الشهيدين بربتوا وفيليسيتاس على أنه قد استشهد حرقاً في نفس الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 439 نشأتها وُلدت جوليا – التي يعني اسمها بهيجة أو بهجة – في مدينة قرطاجنة (تونس) في شمال أفريقيا من والدين مسيحيين غنيين في الروحيات والجسديات، فقد كانا من أثرياء بلدتهما، ويمتلكان من الأراضي والخدم والممتلكات الشيء الكثير. لم تغرِهم الأرضيات عن اقتناء الفضائل الروحية، ولم ينسيا فقراء بلدتهم، بل كانا يعطفان عليهم. وقد اختارا لجوليا معلمين مسيحيين قديسين، فحفظت المزامير، وواظبت على قراءة الكتاب المقدس وحضور القداسات. أسرها دخل هونريكس ملك الفنداليين الأريوسي مدينة قرطاجنة، وفتك بالأرثوذكس، لاسيما أغنياءهم وشرفاءهم، واستأسرهم ونساءهم وبنيهم. وهدم رجاله ما وجدوه، وسرقوا الأموال وسَبَوا الصبيان والبنات، ومن بينهم كانت جوليا. عرضوا المسبيين للبيع في سوق الرق، فاشترى جوليا رجل سوري وثني يدعى أوسابيوس، أخذها وسار بها إلى سوريا. وهكذا وجدت جوليا نفسها تخدم رجلاً وثنياً بعد أن كانت تخدمها خادمات كثيرات، وصارت عبدة بعد أن كانت حرة، لكنها تذكرت كلام بولس الرسول: “أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوفٍ ورعدةٍ في بساطة قلوبكم كما للمسيح، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبداً كان أم حراً (أف5:6-9). فصارت تخدم سيدها بفرحٍ، ثم تختلي في حجرتها لتصلي وتسبح. رأى أوسابيوس ذلك في جوليا فاحترمها وقدَّرها واعتبرها كنز بيته وبركة منزله، كثيراً ما كان يقول: “إنني اختار أن أفقد كل مالي ولا أخسر أمتي جوليا”. استطاعت القديسة أن تمارس عبادتها في حرية جهاراً، ولم يمنعها عن ذلك سيدها، فكانت تقرأ في الكتاب المقدس يومياً وتمارس الصوم والتقشفات الجسدية بكل حرية، وفي كل هذا لم تتوانَ عن خدمة سيدها بكل إخلاص. وقد حافظ هو على عفة عبدته ولم يمسها بسوء، فكانت قدوة في كل أمورها حتى مدح فضيلتها كل من رآها ومدحوا ديانتها وكرموا إلهها. غير أن جوليا كانت تضع أمام عينيها أنه في يومٍ ما سوف يُعرَض عليها السجود للأوثان واعتناق ديانتهم، فوضعت أمام عينيها صورة ربنا يسوع المسيح المصلوب من أجل العالم، واعتقدت في نفسها أنها سوف تقدم نفسها ودمها من أجله. استشهادها أراد أوسابيوس السفر إلى جزيرة كورسيا التي كان أهلها لازالوا وثنيين، فأخذ معه جوليا مع كثيرٍ من أعوانه لتقوم بخدمته. وعندما رست السفينة عند شاطئ الجزيرة نزل أوسابيوس مع قوم من خدامه ودخل هيكل الأوثان، أما جوليا فمكثت في السفينة وأخذت تسجد وتصلي للسيد المسيح أن يحفظها من كل دنس ويثبتها ويؤازرها في وسط هؤلاء الوثنيين. وبينما هي تسجد وتصلي وتبكي من أجل عمى قلوب الوثنيين، دخل إلى السفينة خدام أمير الجزيرة فيليكيوس ليروا بضاعة أوسابيوس، فوجدوا القديسة على هذه الحال. سألوا الملاحين عن هذه الفتاة، ولماذا لم تدخل معبدهم، فأجابوهم أنها أسيرة أوسابيوس التاجر، وهي تدعى مسيحية وتستهزئ بعبادة الأوثان. ذهب هؤلاء الخدم إلى أميرهم واخبروه بما سمعوا، فاستحضر الأمير أوسابيوس وسأله عن جوليا، فأجابه قائلاً: “إنها عذراء مسيحية فاضلة جداً وعلى درجة من الإخلاص لا تساويها من الفتيات واحدة، لكن لم أستطع أن أستميلها لعبادتنا”. قال له الأمير: “يجب عليك أن تُلزمها بإكرام آلهتنا أو تبدلها بأخرى وتبيعني إياها”. أجاب أوسابيوس قائلاً: “لا أستطيع أن أفعل أحد هذين الأمرين، ولو قدمت لي كل أموالك فإنها عندي لا توازي ثمن هذه العبدة المسيحية، بل إني مستعد أن أخسر كل مالي ولا أدعها تخرج من عندي”. فكر الأمير في حيلة ليخطف القديسة، فصنع وليمة عظيمة ودعا إليها أوسابيوس، ووضع أمامه من المأكولات والمشروبات الشيء الكثير حتى سكر وغاب عن وعيه، وأرسل فأخذ جوليا واستوقفها أمامه، وطلب منها أن تذهب إلى المعبد لتقدم الإكرام والسجود للآلهة: واعداً إياها بإطلاق سراحها بعد ذلك. أجابته القديسة قائلة: “إني مادمت أخدم سيدي وإلهي يسوع المسيح فأنا حرة، ولست أعرف على الأرض سواه ولا يوجد إله غيره، أما آلهتك فلا أعرفها ولا أعبدها، بل أرفضها من كل قلبي، لأنها ليست إلا أصناماً لا تسمع أو حيوانات لا تنطق”. غضب الأمير وأمر أن تُعلق من شعرها فعُلِّقَت وشرع الجلادون يضربونها بالعصي حتى كادت تموت، أما هي فكانت لا تسكت عن قولها: “يا ربي يسوع المسيح أعني”. خاف الأمير أن ينتبه أوسابيوس من نومه ويخلصها من يديه، فأمر أن تُسمر على الصليب لتموت مصلوبة، فصارت تهتف قائلة: “لتكن مباركاً يا إلهي وسيدي يسوع المسيح الذي أهَّلتني أن أموت مثلك ومن أجلك مصلوبة على خشبة الصليب. أسألك يا إلهي بحق دمك الطاهر الذكي أن تنظر بعين رحمتك إلى هذا الشعب الجالس في ظلام الموت، وتغفر لهم وتنير عليهم بنور الإيمان بك”. صلبوها على خشبة، وماتت متأثرة بجراحها ونزيف دمها. انتبه أوسابيوس وأدرك ما حدث فحزن حزناً شديداً على ما حدث، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئاً. شعر الذين صلبوها بخوفٍ شديدٍ فتركوها. وفي أثناء ذلك ظهر ملاك الرب لمجموعة من المتوحدين الأتقياء في جزيرة مجاورة تدعى غرغونا، وأخبرهم أن يذهبوا إلى جزيرة كورسيكا ليأخذوا جسد الشهيدة القديسة. حضروا إلى الجزيرة واخذوا الجسد بكل احترام، وتحققوا سيرة هذه الشهيدة العفيفة من ذلك الرجل الغني ونقلوها إلى ديرهم، وكان ذلك في الثاني والعشرين من شهر مايو سنة 439 م. وفي القرن الثامن نُقِل جسدها إلى البندقية بإيطاليا وبُنِيت كنيسة على اسمها، وتعيِّد الكنيسة الغربية بتذكار استشهادها في 22 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميخائيل الكبير | الولادة: 1126 م الوفاة: 1199 م صاحب اهم كتاب تاريخي في السريانية في مكتبة حي السريان من مقدمة كتاب تاريخ مار ميخائيل الكبير للعلامة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم كتب هذا المؤرخ الكبير مار ميخائيل سيرة حياته وجهاده في تاريخه المذكور، وما ينقصنا في هذا التاريخ عنه نجده في مؤلفات العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري 1286+ وخاصة ما ورد في تاريخه الكنسي. كذلك نجد معلومات أخرى في تاريخ الرهاوي المجهول. وُلد ميخائيل الكبير في مدينة ملاطية عام /1126/ من عائلة يسميها ابن العبري آل قنداسي وكان أبوه كاهناً معروفاً باسم القس ايليا آل قنداسي. انتسب ميخائيل إلى دير مار برصوم الشهير الذي صار كرسياً بطريركياً منذ القرن الحادي عشر وحتى الثالث عشر حيث انتقل الكرسي إلى دير الزعفران، وفي دير مار برصوم وبعد أن تخرج من مدرسته رُسم كاهناً ثم اقيم رئيساً للدير لمدة عشر سنوات. وبقي مستمراً في خدمته حتى سنة /1166/، حيث توفي البطريرك فاجتمع المطارنة في دير فسقين الواقعة على ضفة الفرات في مكان غير بعيد عن مدينة ملاطية. وبعد مشاورات ومداولات اجتمعت الآراء على انتخابه بطريركاً للكرسي الرسولي الأنطاكي. واحتفلوا بتنصيبه عام /1166/ في حفلة كنسية نادرة. ثم توجه إلى دير حننيا وهو دير الزعفران الذي اتخذه مقراً للكرسي الأنطاكي ــ وفي دير الزعفران سنَّ البطريرك مار ميخائيل /29/ قانوناً . وبقي يخدم مدة /33/ سنة بهمة عالية، وإدارة حكيمة، حتى نقله الله إلى جوار أسلافه من الأحبار العظام في دير مار برصوم في /7 تشرين الثاني 1199/. ويقول البطريرك افرام برصوم في مار ميخائيل أحد أسلافه الميامين : من أحبار بيعة الله العظام وصفوة بطاركة أنطاكية، العالم والمؤرخ المشهور، الخالد اسمه، الجميل سعيه، المحمودة طرائقه، الذائعة فضائله، الصالحة أعماله… كان مهيب الطلعة، وسيماً، رخيم الصوت، بعيد الهمة، حسن الحظ/ يشتغل في نهاره في النظر في مصالح البيعة ونسخ نفائس الكتب، وليله في تحبير الرسائل، وكتب بالقلم الاسطرانجيلي انجيلاً على رق وشى صفحاته بماء الذهب والفضة وجلّده بالفضة. أصابت الشعب المسيحي المضطهد في دمشق، وحران، وآمد، وماردين، والموصل، وفي سائر أنحاء المملكة الإهانات والمذلات والاحتقار في عصره . وقد تـناول الرهاوي المجهول بعض هذه الأحداث المؤلمة في تاريخه. وفي سنة /1172م/ انتقل إلى الخدور العلوية العلامة المطران مار ديونيسيوس ابن الصليبي وأبـّـنه مار ميخائيل الكبير بكلمة بليغة. وينقل لنا الرهاوي المجهول جزءاً من وصية البطريرك ميخائيل الكبير في نهاية حياته وقد سلّـم هذه الوصية إلى المفريان غريغوريوس ننقلها كما وردت في ترجمتها العربية: إني استحلفك بالله الحي بألا تتجاوز على أحد هذه الأمور التي كتبتها في هذه الوصية، بل أن تدبر الكنائس والأديرة بأمانة، وأن تعطي كل واحد حسب وصيتي. وإذا كنت بعيداً في وقت موتي، فهوذا قد وضعت أمراً ومنعاً صارماً في الوصية بألا يُـفتح باب قلايتي إلى أن تصل. وطلب من المفريان بأن يزوده بصلواته الأبوية. أما البطريرك فلم يصل عليه باللسان فحسب ، بل أضاف أيضاً صلوات أبوية كتابة أيضاً. أما كتابات مار ميخائيل فهي كثيرة ومعظمها نثرية يقول عنها ابن العبري في تاريخه الكنسي : إن ميخائيل ترك مصنفات عجيبة لكنيسة الله. وله دور هام في موضوع الطقوس، فبعد عهد مار يعقوب الرهاوي 708+ جاء مار ميخائيل ينظم الطقوس. وفي مكتبة باريس مجلد حسايات شتوية تحت رقم /167/ من تقديس البيعة إلى العنصرة بخط البطريرك مار ميخائيل، ونسخة لأقدم مخطوطة للرسامات في مكتبة باريس أيضاً عدد /113/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان أو يوليان سابا القديس | الولادة: – الوفاة: 377 عاش جوليان سابا في زمن الإمبراطور فالنس، متوحداً في مغارة في Osrhoene بجوار نهر الفرات وممارساً نسكاً شديداً، حيث كان يأكل مرة واحدة كل أسبوع. بعد طرد ميليتوس أسقف انطاكيا طلب إليه المؤمنون في المدينة سنة 372م أن يأتي إليهم ويدحض الهرطقات، فأجابهم على ذلك حيث حققت زيارته هذه ثماراً كثيرة. وبعد انتهاء مهمته عاد إلى مغارته وتنيح بعد ذلك بفترة قصيرة حوالي سنة 377م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان أو يوليان وباسيليسا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 قصة زوجين عاشا حياة البتولية يمارسان عبادتهما ويقودان النفوس لحساب ملكوت الله حتى نالا إكليل الشهادة حوالي سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان أو يوليان الأنطاكي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – لا نعلم الكثير عن سيرة هذا الشهيد أو عن زمن وظروف استشهاده، لكن نعلم أنه من كيليكية Cilicia، وأن جسده نُقل في وقت ما إلى مدينة إنطاكية، ولهذا يلقب بالأنطاكي. يُقال أنه تعرض لكل أنواع العذاب التي وجدت في زمنه، وأن عذاباته استمرت حوالي سنة كاملة، وكان معذبوه يجولون به في مدن كيليكية المختلفة ويعذبوه ليكون عبرة للمسيحيين. وفى النهاية وضعوه في كيس مملوء بالعقارب والحيات السامة وألقوه في البحر. ولسنا نعلم متى كانت هذه الأحداث أو كيف تم اكتشاف جسده. ألقى القديس يوحنا ذهبي الفم عظة عنه، تكلم فيها عن الكثير من المعجزات والعجائب التي حدثت من جسده المقدس، مثل إخراج الشياطين، كشاهدٍ لمجد هذا الشهيد وقوة إيمانه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان أويوليان و قيصاريوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان جوليان كاهناً مسيحياً، استشهد في تيراسينا Teracina بإيطاليا مع قيصاريوس الشماس من أفريقيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان جوليان يعيش في القرن الثالث ويعمل جندياً في الجيش، وكان يعرف كيف يمارس عمله كجندي بينما يحيا بحسب وصية الإنجيل. حين أعلن كريسبين Crispin والى منطقة فيينا الاضطهاد على المسيحيين، هرب جوليان من المدينة. ولكن حين سمع أن المُضطهِدين يسعون وراءه، عاد وأسلم نفسه إليهم قائلاً: “لقد عشت كثيرا في هذا العالم الشرير، والآن أريد أن أكون مع السيد المسيح”. حين قال هذا هجموا عليه وقطعوا رأسه بقرب مدينة بريود Brioude . وقد بنيت بعد ذلك كنيسة في نفس المكان، كانت مزاراً للكثيرين، وقد تم فيها الكثير من المعجزات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان وثيؤدولس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 309 عاش القديسان بقيصرية فلسطين واستشهدا سنة 309. وردت سيرتهما في هذه السلسلة تحت “ثيؤدولس ويوليان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليان يوليان وكرونيون وبيساس الشهداء | الولادة: – الوفاة: 250 أثناء الاضطهاد الذي قاده الإمبراطور داكيوس، ضعف بعض أهالي الإسكندرية – خاصة الأغنياء وموظفي الدولة – وبخروا للأوثان نتيجة للخوف. وفى المقابل، كان البعض الآخر، كما يشهد البابا ديونيسيوس السكندري في رسالته إلى فابيان، أقوياء، راسخين في الإيمان، ثابتين في الرب، نائلين منه قوة الإيمان وشاهدين لمملكته. وفى مقدمة هؤلاء رجل شيخ اسمه جوليان، كان مُصاباً بداء النقرس حتى أنه لم يكن يستطيع أن يمشى أو يقف. اُعتُقل جوليان هو والممرضان اللذان كانا يسندانه في تحركاته. في الحال أنكر أحدهما الإيمان، بينما اعترف الآخر واسمه كرونيون وأيضاً جوليان نفسه بالسيد المسيح. فحُملا على الجمال وطيف بهما في أنحاء المدينة وسط الجموع المحتشدة حتى أُلقيا في لهيب النار المتقدة، فاستشهدا حوالي سنة 250م. كان أحد الجنود الواقفين واسمه بيساس، يمنع تهجم الجموع على الشهيدين أثناء سيرهما، كما كان يحرس أجساد الشهيدين ويمنع اعتداء الغوغاء عليهما، مما أثارهم عليه، فكان نصيب جندي الله الشجاع هذا أن قُطعت رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليانا أويوليانا العذراء والشهيدة | الولادة: – الوفاة: 305 إيمانها كان والداها من أشراف أهل مدينة نيقوميديا. وكان أبوها أفريقيانوس وثنياً، أما والدتها فكانت تحتقر عبادة الأوثان. تعرفت يوليانا على الإيمان المسيحي، والتهب قلبها بمحبة الله فاعتمدت وعزمت على الحياة البتولية. كانت مؤمنة حكيمة وقويمة السلوك، كتب عنها العلامة أوريجينوس واصفاً حياتها الروحية العالية. استقبلته في دارها أثناء الاضطهاد الروماني وعالته وخدمته وقدمت له احتياجاته من الطعام والكتب، واستفادت من عمله الروحي في فترة اختبائه في دارها. الوزيس يطلب يدها طلبها الوزيس Evilasius أحد قضاة المدينة ليتزوج بها فوافق والداها، أما هي فحاولت أن تعتذر له. إذ بدأ يكشف لها عما في قلبه من نحوها، قالت له أنها لن توافق به ما لم يصر حاكماً للمدينة وقاضي قضاتها. وبسبب جمالها الفائق وحبه الشديد لها دفع مبلغاً كبيراً لينال هذه الوظيفة، وأرسل يخبرها بما حدث. أجابته أنها مسيحية ولن تتزوج إنساناً غير مسيحي. اضطر الوزيس أن يخبر والدها بما قالته. تحقق الوالد من الأمر، وإذ عرف أنها مسيحية هددها بإلقائها للوحوش المفترسة. لكنها لم تخف، فصار يضربها حتى كادت تموت، ثم أرسلها إلى ألوزيس حاكم المدينة. حوار مع الوزيس إذ رآها الحاكم في حال يُرثى لها ازداد حبه لها وصار يلاطفها، ودار بينهما الحوار الآتي: ما هو الذي سحركِ، وجعلك مسيحية؟ وكيف نسيتِ ما قد تكلفته من مالٍ لكي أتزوج بكِ؟ وما هو الذي صدر مني حتى تبغضيني؟ لم أقصد إلا أن يريكَ الله ضلال عبادتك الوثنية، لأني أعلم برفعة شأنك وأنك بصفاتك الحميدة تستحق أسمى المراتب، غير أني أطلب منك شيئاً واحداً، وهو أن تنكر عبادة الأوثان التي هي غاية الجهل والحماقة، وبرهان النفاق؛ وتعبد الإله الحقيقي. ألا تدرين بأني إذا صرت مسيحياً أخسر أموالي، وأُطرد من منصبي، وأفقد حياتي! إن كنت تخافِ من ملك أرضي قابل للموت، فكيف لا أخاف أنا من أن أغضب الملك السماوي غير القابل للموت بأعظم إثم! اعلم إني مسيحية، وسأبقى مسيحية على الدوام. اضطهادها إذ لم ينل الحاكم مناله باللطف بدأ يستخدم وسائل العنف والتعذيب. تقدم ستة من أعنف الجنود وجلدوها بالسياط حتى خارت قوتهم، ثم علقوها من شعر رأسها، أما هي فكانت تردد: “يا سيدي يسوع المسيح ابن الله أعنّي”. عاد إلى محاولة استخدام اللطف فلم تلنْ، فأمر بسكب نحاس مغلي عليها، ثم إرسلها إلى السجن. هناك حاربت الشيطان وجهاً لوجه وانتصرت عليه، حينما تشبه بملاك من نور محاولاً إقناعها بالعدول عن تشبثها بإيمانها لكي تخضع لمشيئة أبيها بالجسد والحاكم الذي يعذبها. من أجل ذلك تصورها الأيقونات القديمة وهى تربط شيطاناً مجنحاً بالسلاسل. مزقوا لحمها بمخالب حديدية، وأُلقيت في إناء به ماء مغلي موضوع على النيران ولم يضُرها. أخيراً نالت إكليل الشهادة بقطع رأسها حوالي سنة 305م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليتّا الشهيدة 1 | الولادة: – الوفاة: 375 أصدر الإمبراطور دقلديانوس قرارات في سنة 303م فيها اُعتبر المسيحيون محرومين من حماية القانون ومن حقوقهم المدنية. وكانت القديسة جوليتا أرملة غنية تعيش في قيصرية كابدوكيا، وكانت تمتلك مزارع ومواشي وعبيداً كثيرين. استطاع أحد الرجال الأقوياء في مدينتها اغتصاب جزء كبير من أملاكها. ولما لم يستطع الدفاع عن موقفه أمام الحاكم، اتهمها بأنها مسيحية. أمرها القاضي بتقديم العبادة للإله زيوس، لكنها ردت عليه بشجاعة قائلة: “يمكنك أن تأخذ كل أملاكي وتعطيها للغرباء، أو أن تقطّع جسدي وتأخذ حياتي، لكنني لن أنطق بكلمة واحدة تهين الله الذي خلقني، وإذا أردت أن تأخذ مني قطعة من أرض هذا العالم فسأكسب السماء عوضاً عنها”. بدون تردد أمر القاضي بتقديم كل أملاكها للمُدعى عليها، كما أمر بموتها حرقاً. فقُدّمت إلى النار، وسارت نحوها القديسة بشجاعة ودخلت فيها وتنيحت قبل أن يحترق جسدها، ودفنها المسيحيون. في سنة 375م كتب القديس باسيليوس عن رفاتها: “إنه يُغني ببركات كثيرة المكان المدفون فيه وكل من يأتي لزيارته، حتى أن الأرض التي احتضنت جسدها تَفجّر منها ينبوع ماء حلو بينما كل آبار المنطقة حولها ماؤها مالح، وهذا الماء له قوة لشفاء المرضى”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليتّا الشهيدة 2 | الولادة: – الوفاة: 306 استشهدت جوليتّا العذراء مع دوروثيئا Dorothea بقيصرية في كبادوكيا Caesarea in Cappadocia، وذلك سنة 306م. وتذكرها الكنيسة الغربية في الثلاثين من شهر يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليوس أويوليوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 302 كان يوليوس جندياً، قدمه قائد كتيبته للمحاكمة أمام مكسيموس حاكم ولاية ديروستورُم Durostorum في بلغاريا بسبب إيمانه المسيحي، وكان قد سبقه إلى الاستشهاد جنديان من نفس كتيبته، هما باسيكراتِس Pasicrates وفالنتيو Valentio. استخدم معه القاضي التهديد أحياناً والوعود أحياناً أخرى، فكان رد يوليوس دائماً أنه لا يريد شيئاً سوى أن يموت من أجل السيد المسيح ليحيا معه إلى الأبد، فحُكم عليه بقطع رأسه. في طريقه إلى ساحة الاستشهاد، لقيه الجندي المسيحي هيسيخيوس Hesychius الذي كان هو أيضاً مُعتقَلاً واستشهد بعد يوليوس بعدة أيام، فخاطبه قائلا: “تقدم بشجاعة يا يوليوس واذكرني أنا المزمع أن أتبعك أمام خادميّ الرب باسيكراتِس وفالنتيو، اللذين من أجل اعترافهم باسمه القدوس سبقانا إلى السيد المسيح”. فاحتضن يوليوس زميله هيسيخيوس ورد عليه قائلاً: “أخي الحبيب، أسرع بالمجيء إلينا، وتأكد أن باسيكراتِس وفالنتيو يسمعاننا الآن”. ربط يوليوس منديلاً على عينيه، وقدم رأسه للسياف قائلا: “ربي يسوع، يا مَن مِنْ أجلك أتقدم للموت، اقبل روحي إليك مع مصاف قديسيك”. وكان استشهاده يوم 27 مايو من سنة 302م، بعد يومين من استشهاد باسيكراتِس وفالنتيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليوس أو يوليوس وهارون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 استشهد القديسان يوليوس وهارون في إنجلترا حوالي سنة 304، أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس على الكنيسة. يُقال أن هذين الشهيدين، مع مجموعة أخرى من الشهداء والشهيدات لا تُعرف أسماءهم، قد ذاقوا أنواعاً وأهوالاً من العذابات لم تُعرف من قبل، وأخيراً نالوا جميعاً إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوليوس أو يوليوس الأول | الولادة: – الوفاة: 352 جلس الأسقف (البابا) يوليوس الأول على كرسي روما خلفاً للأسقف مارك (مرقس) سنة 337م. وفى العام التالي عاد البابا أثناسيوس الرسولي إلى كرسيه بعد أن كان منفياً بسبب الأريوسيين. لكن وجد البابا أثناسيوس نفسه مُقاوَماً من دخيل أريوسي، فرض نفسه على كرسي الإسكندرية بدعم من يوسابيوس أسقف نيقوميديا. بطلب من أتباع يوسابيوس، عقد البابا يوليوس مجمعاً لدراسة الموضوع، ولكن العجيب أن من دعوا إليه لم يحضروه. فكتب البابا يوليوس رسالة إلى يوسابيوس وأتباعه، رد فيها على اتهاماتهم لأثناسيوس واحدة فواحدة. ثم انعقد مجمع في سارديكا (صوفيا) برأ فيها البابا أثناسيوس من التهم الموجهة إليه، ومع ذلك لم يرجع أثناسيوس إلى كرسيه إلا سنة 346. وفى طريق عودته مرَّ على روما حيث استقبله البابا يوليوس ورحب به، وكتب رسالة إلى شعب الإسكندرية ليهنئهم بعودة باباهم. وأخيراً تنيح في 12 إبريل سنة 352م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جونا أو يونا وبِريكجيسو الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 327 هذان الشهيدان من فارس، كانا ضمن مجموعة كبيرة من شهداء الاضطهاد الذي أثاره الملك الساساني شابور الثاني Sassanian Shapur II. قبض عليهما جنود الملك بسبب تشجيعهما للمسيحيين المعتقلين، ولم تفلح أية محاولات لتحويلهم عن المسيحية سواء بالتهديد أو الترغيب. أخيراً قطعوا أعضاء جونا، ثم عصروه في معصرة حتى استشهد، أما بِريكجيسو فسكبوا قطراناً ملتهباً في حلقه. وكان استشهادهما حوالي سنة 327م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جوناس أو يونا وباراخيسيوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 327 يروي إشعياء قصة الشهيدين كشاهد عيان، كان خادماً للملك سابور الثاني. ذلك أنه في السنة الثامنة عشرة من مُلك سابور الثاني ملك فارس، بدأ اضطهاد مرير ضد المسيحيين. فلما سمع يونا وباراخيسيوس الراهبان أن الكثير من المسيحيين قد صدر عليهم الحكم بالموت في هوباهام Hubaham ذهبا ليشجعاهم على الثبات في الإيمان. ولما استشهد تسعة منهم قُبض على يونا وباراخيسيوس وقُدِّما للمحاكمة. بدأ المحقق بمهادنتهما طالباً منهما أن يخضعا للملك وأن يعبدا الشمس، فردا عليه بأنهما يفضلان طاعة ملك السماء والأرض الذي لا يموت على طاعة ملك أرضي. فوضعوا باراخيسيوس في زنزانة ضيقة، بينما ألقوا يونا على وجهه وتحت منتصف جسمه قطعة خشب حادة ثم ضربوه بالعصي، وكان يصلي طول الوقت، فأمر القاضي بإلقائه في بحيرة مثلجه. فى محاولة للتأثير على باراخيسيوس أخبروه بأن أخاه قد بخر للأوثان، فرد قائلاً بأنه لا يصدق أنه قدم عبادة للنار المخلوقة، ثم أخذ يتحدث عن قوة الله وعظمته حتى قال بعضهم لبعض إن تركه ليتحدث بهذا المنطق أمام الجماهير قد يؤثر على الكثير منهم ويدفعهم للإيمان بالمسيحية، لذلك صدرت الأوامر أن تتم محاكمته مساءً، وأخذوا يعذبونه في أثناء ذلك. في الصباح أحضروا يونا من البحيرة وسألوه عن حالته، فرد قائلاً انه منذ ولادته إلى الآن لا يتذكر أنه اختبر مثل هذا السلام الذي اختبره بالأمس، إذ استطاع أن يختبر شركة آلام المسيح. ولما حاولوا إخباره أن صديقه قد تراجع وبخر للأوثان قاطعهم قائلاً إنه يعلم أن صديقه قد نبذ الشيطان وملائكته منذ زمنٍ طويلٍ. في محاولة أخيرة منهم حذروه من أن يمضى من العالم مرفوضاً من الله والإنسان. رد عليهم يونا إن الحكمة تقتضي أن نبذر الحبوب على الأرض لا أن نخزنها، فحياتنا مثل البذرة التي نزرعها لتقوم في العالم الآخر حيث يجددها السيد المسيح ويحفظها إلى حياة أبدية. أعادوا تعذيبه مرة أخرى، وأخيراً عصروا جسمه بين ألواح خشب حتى تفجرت عروقه ثم قطعوا جسمه بمنشار إلى نصفين وعينوا حراساً ليمنعوا المسيحيين من أخذ جسده. بالتخلص من يونا، التفتوا مرة أخرى إلى باراخيسيوس ناصحين إياه أن يحافظ على سلامة جسمه. فرد قائلاً إنني لم أخلق جسمي ولن أهلكه، لكن الله هو الذي يحافظ عليه وهو الذي سيحاكمكم أنتم وملككم. فعُذب مرة أخرى، وأخيراً استشهد بأن القوا في فمه قار ساخن وكبريت. عند سماع نبأ استشهادهما، تقدم أحد أصدقائهما وابتاع جسديهما بخمسمائة دينار، وكان ذلك حوالي سنة 327م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جونيلاّ الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 189 استشهدت في لانجرِس Langres سنة 189م، وتذكرها الكنيسة الغربية في السابع عشر من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيتوليوس وسيراليس ورفقاؤهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: 124 كان جيتوليوس – زوج القديسة سيمفوروزا Symphorosa- ضابطًا في الجيش الروماني أثناء حكم تراجان وهادريان الإمبراطورين. بعد إيمانه بالسيد المسيح اعتزل الجندية، وسكن في ضيعة جابي Gabii في منطقة سالين Saline بالقرب من روما. هناك عاش محاطاً بمجموعة من المسيحيين، حيث كان يعلمهم ويشجعهم. فى أحد الأيام أتى سيريالس Cerealis مندوب الإمبراطور ليعتقله بسبب إيمانه. إذ بلغ مسكن جيتوليوس دار بينهما الحوار التالي: ألم تسمع أوامر الإمبراطور؟ ولماذا يلزم طاعة أوامر الإمبراطور؟ بلى، إخبرني ولماذا لا تُطاع؟ حسناً! لنناقش الأمر معاً. تعال يا إنسان! هات يدك ولنقدم ذبيحة للآلهة. يلزمنا أن نعبد الله، ابن الله، ملك الملوك، الذي يليق أن يطيعه الكل أكثر ممن هو مائت. ماذا، هل للَّه ابن؟ بالتأكيد إنه ذاك الذي كان وهو كائن، لأنه هو البدء. كيف أتأكد أن كلماتك صادقة؟ اثبت لي أن ابن الله هو الله. أعرف ذلك أنه حق، لأن كلمة الله، الله ذاته تجسد ليس من إنسان، بل هو مولود من الله في أحشاء العذراء مريم وذلك بعمل الروح القدس. وقد أعلن الحق للبشر، مؤكداً هذا بآيات عجيبة كثيرة، جعل الخرس يتكلمون، والصم يسمعون، وشفى البرص. إذ طال الحديث عن شخص السيد المسيح وتأكيد أن كلمة الله المتجسد لا ينفصل عن الله، لأنه واحد مع كلمته، وأن تجسده كشف عن حب الله الفائق للبشرية، دُهش سيراليس. قدم جيتوليوس أخاه أمانتيوس Amantius الذي كان قد اختفى بسبب الاضطهاد، وكان محامياً عاماً tribune وصديقاً شخصياً لسيراليس. فرح سيرليس بلقائه مع صديقه، وتحدث جيتوليوس وأخوه مع سيراليس عن نبذ العبادة الوثنية من أجل الإيمان بالله وكلمته المتجسد يسوع المسيح. قبل سيراليس الإيمان، وعِوض رجوعه إلى روما مقيداً جيتوليوس في سلاسل، جلس عند قدميه ينصت إلى الحق الإنجيلي، وبعد قليل نال سرّ العماد وتمتع بالإفخارستيا. إذ غاب طويلاً أرسل رؤساؤه رجلاً من البلاط يبحث عنه، فعاد إلى روما يخبرهم بأنه صار مسيحياً. حين علم الإمبراطور بتحول سيريالس ومعموديته، أمر بالقبض على الرجال الثلاثة وتقديمهم للموت ما لم يقبلوا ترك المسيحية. وإذ جاهر الثلاثة بإيمانهم بقوة أُلقوا في السجن في تيفولى لمدة سبعة وعشرين يوماً، عُذبوا أثنائها عذابات كثيرة. أخيرا حوالي سنة 124م، استشهدوا إما بقطع رؤوسهم أو بالحرق، واستشهد معهم مسيحي آخر اسمه بريميتيفوس Primitivus. وأخذت القديسة سيمفوروزا أجسادهم ودفنتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيرفاز و بروتاس الشهيدان 1 | الولادة: – الوفاة: – يعتبر الشهيدان جيرفاز وبروتاس من أوائل شهداء مدينة ميلان الإيطالية. وقد حدثت معجزات كثيرة بواسطة جسديهما كما يذكر القديس أمبروسيوس أسقف المدينة. والقديسان هما أخان توأمان لاثنين من الشهداء أيضا هما فيتاليس Vitalis وفاليريا Valeria . وقد بدأ تعذيبهما في زمن نيرون Nero وذلك بعد حوالي عشر سنوات من استشهاد أبيهما، فضُرب جيرفاز حتى الموت بينما قُطعت رأس بروتاس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيروم القديس | الولادة: – الوفاة: – هو القديس إيرونيموس الذي يُعد من أعظم آباء الغرب في تفسيره للكتاب المقدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيريون و رفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – في حوالي سنة 286 استشهد ثلاث مجموعات: هذا القديس مع رفقائه الـ 318 في زمن الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ماكسيميان ضد المسيحيين، وذلك في مدينة كولونيا Cologne. في نفس الوقت كان اضطهاد القديس فيكتور (بقطر) St. Victor ورفقائه الـ 330 الشهداء في Xauten. وفي بون Bonn بألمانيا استشهد القديسين كاسيوس Cassius وفلورنتيوس Florentius مع عدد كبير من الشهداء. يبدو أن هؤلاء الشهداء كانوا عبارة عن مجموعات انفصلت عن الكتيبة الطيبية، مجموعة في مدينة كولونيا، ومجموعة أخرى في Xauten على نهر الرون Rhine، وقد نالت هاتان المجموعتان بركة العذابات، في نفس الوقت الذي تعرض فيه القديس موريتوس ومجموعته للعذابات في Agaunum بسبب مسيحيتهم. لما وجد مكسيميان أن عدد قواته قد انخفض، أرسل يطلب تعزيزات من شمال أفريقيا Mauritania، ولما علم أن القوات الجديدة مُصابة أيضاً بالمسيحية قدم مذبحة جديدة إذ أمر بقتلهم، وضُمت رفاتهم إلى رفات القديس جيريون وزملائه. في القرن الثالث عشر اُكتشفت رفاتهم وتمت معجزات خلالها. وقام الراهب Froimont بالكتابة عنهم في شيء من التفصيل. عند توسيع الكنيسة في Xauten في عام 1284 وُضعت أساسات في أماكن لآثار مقابر قديمة ووجدت كمية ضخمة من العظام معاً، غالباً ما كانت رفات للمجموعة التي استشهدت في ذلك الموضع، وقد كُرمت هذه الرفات. أما أسماء الشهداء فكما جاء في مخطوط للقديس جيروم بأن “الله وحده الذي يعرف أسماءهم”. وقد أقامت الملكة هيلانة كنائس فوق أماكن اكتشاف أجسادهم في كولون وبون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيسليمييه الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو أحد جنود الكتيبة الطيبية، التي كان كل أفرادها من قائدها الأعلى إلى أصغر جندي فيها من المسيحيين الأمناء. أما جيسليمييه فكان آنذاك في مدينة جوليا بشمال إيطاليا. أمسك به جنود الإمبراطور وساموه أنواع العذاب إلى أن نال إكليل الشهادة. وقد تحول اسم المدينة إلى بورجو سان دودينو، وفيها إلى الآن حجر مُغطَّى بدماء هذا الشهيد إلى جانب قبره الذي كُتِبت فوقه العبارة التالية: “هنا يرقد بسلام البطل الطيبي الشهيد جيسليمييه”. يُعتبر هو والقديس دومنينوس معاً القديسين الحارسين لهذه المدينة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيناديوس الأول أسقف القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: – كان أسقفاً على القسطنطينية (458-471م)؛ ومفسراً. قبل اختياره للأسقفية هاجم جيناديوس بعنف تعاليم القديس كيرلس الكبير الخاصة بطبيعة السيد المسيح. استلم بعد سيامته خطاباً من بابا لاون يثيره ضد البابا السكندري تيموثاوس أوليروس. عقد مجمعاً عام 459 تقريباً لمحاربة السيمونية (سيامة الكهنة أو الأساقفة بدفع مبلغ من المال). عظاته مفقوده فيما عدا بعض فقرات من هجومه على القديس كيرلس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جيناديوس كاهن مارسيليا | الولادة: – الوفاة: 496 كاهن من مرسيليا في أواخر القرن الخامس (توفى عام 496). وضع في قلبه أن يكمل العمل الذي قام به القديس جيروم “حياة مشاهير الآباء De viris illustribus” واتبع نفس روحه في الكتابة. ويلاحظ عليه: ا. أنه عمل ضئيل غير منظم، أقل أهمية من عمل القديس جيروم. لكننا لا نقدر أن ننكر أن له إضافات غاية في الأهمية، حتى يمكننا أن نحسبه جزءاً ثانياً لعمل جيروم. ب. شمل عمله 99 فصلاً حيث استمر إلى عام 495م، خاتماً كتابه بفصل آخر عن كتاباته هو. ج. كان جيناديوس نصف بيلاجي، وقد ظهر ذلك في انطباعاته على وصفه وتعليقاته بصورة أو أخرى، ومع ذلك يُعتبر رجلاً واسع الاطلاع. أعماله الأخرى مفقوده فما عدا Liber ecclesiasticorum dogmatum. الذي نُسب خطأ للقديس أغسطينوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جينتيانوس و فيكتوريانوس وفوسكيانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 كان جينتيانوس وثنياً أحب الله والتصقت نفسه بمخلصه يسوع المسيح خلال كرازة صديقيه، وسرعان ما صار شهيداً محتملاً عذابات لا حصر لها من أجل إيمانه. التجأ كل من فيكتوريانوس وفوسكيانوس إلى Amirns عند جينتيانوس حيث كرزا له بالإيمان بالسيد المسيح. أُلقى القبض على الثلاثة ووُضعت في آذانهم أسياخ حديدية، ومسامير ملتهبة في جماجمهم، وفقأوا أعينهم، وصوّبوا نحوهم الرماح، فلم يهتز إيمانهم. لم يسمح لهم الرب بالموت ليكونوا شهداء له. في النهاية قُطعت رؤوسهم في حوالي عام 303م. توجد رفات لهم في Amirns ، وأجزاء في S. Quentin، وأخرى في كنيسة نوتردام في Beaugency في إيبارشية أورلينز. يُعيد لهم الغرب في 11 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جينولف أوجينو الأسقف | الولادة: – الوفاة: 250 أتى جينولف مع أبيه جينيتوس Genitus من روما في القرن الثالث، ليكرزا بالإنجيل في بلاد الغال (فرنسا). واستقرا في إحدى المدن عدة شهور حيث آمن الكثيرون بالمسيح، وهناك بنيا كنيسة. ثم توحدا على ضفاف نهر ناهون Nahon ، وأخيراً تنيحا بسلام حوالي سنة 250م بعد أن أحاط بهما العديد من التلاميذ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جينيسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 كان جينيسيوس موعوظاً مسيحياً يعيش في مدينة آرل Arles ، يعمل كاتباً رسمياً في الدولة، وكان يدون كثير من محاكمات الشهداء المسيحيين. وبلغ من براعته وسرعته في الكتابة أنه كان يستطيع تسجيل كلام المتهم والقاضي والشهود في آن واحد. في أحد الأيام إذ كان يعمل في محكمة المدينة أمام القاضي، أن قُرئ منشور أرسله الإمبراطور لاضطهاد المسيحيين في أنحاء المملكة، فرفض جينيسيوس تسجيل هذا الكلام، وقام من مكانه وألقى بلوح الكتابة من يده عند قدمي القاضي، وهرب سراً من المدينة. وإذ أراد تثبيت إيمانه بأن يتعمد أرسل إلى الأسقف طالباً نوال هذه النعمة. ولكن الأسقف – ربما لأنه هو نفسه كان معتقلاً في ذلك الوقت أو أنه لم يثق في جينيسيوس لصغر سنه – أجابه أن سفك دمه على اسم السيد المسيح يغنيه عن المعمودية التي يشتهى نوالها. أخيراً اُعتقل جينيسيوس، وقطعت رأسه على ضفاف نهر الرون Rhone حوالي سنة 303 في زمن الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان ودقلديانوس على المسيحيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جينيسيوس المهرج الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في مجيء الإمبراطور دقلديانوس إلى روما اُستقبل بمظاهر الحفاوة والترحاب. ومن ضمن برنامج الترفيه الذي أُعِد له، رتب أحد المهرجين واسمه جينيسيوس أن يُقلِّد طقوس المسيحيين في المعمودية، عالماً أنها لابد أن تُعجب الجمهور الذي كان ينظر إلى المسيحية بطقوسها وأسرارها نظرة ازدراء وتهكُم. استلقى جينيسيوس على المسرح ممثلاً المرض، ثم نادى قائلاً: “يا أصدقائي أشعر بحمل ثقيل جاثماً فوقى وأريد أن أتخفف منه”. أجابه الممثلون الآخرون: “ماذا نفعل لكي نخفف عنك؟” قال جينيسيوس “أريد أن أموت مسيحياً حتى يقبلني الَّله في هذا اليوم كأحد المؤمنين به”. أتوه بكاهن ممثل، وسأل جينيسيوس عن سبب طلبه له. وهنا أضاءت نعمة الَّله بصيرة جينيسيوس فرد قائلاً بحق وليس تمثيلاً: “لأني أريد أن أتقبل نعمة السيد المسيح بالميلاد الجديد حتى أُغسل من جميع خطاياي”. ثم أكمل بقية الممثلين طقس المعمودية حسب المعتاد، بينما كان جينيسيوس يجاوب على كل أسئلتهم حقيقة وليس تمثيلاً. أخيراً، استكمالاً للتمثيلية، أتى ممثلون آخرون يلبسون ملابس الجنود وأخذوا جينيسيوس ليوقفوه أمام الإمبراطور ليحاكمه كمسيحي. وهنا وقف جينيسيوس على المسرح وتكلم بالصدق قائلاً: “استمعوا يا جميع الحاضرين الآن إليّ، فإني دائمًا كنت احتقر المسيحية والمسيحيين، وحين تعلمت طقوسها وأسرارها كان هدفي هو زيادة تمتعكم بإتقاني للتمثيل. لكن حين كنت أستعد لتمثيل المعمودية أمامكم الآن، رأيت فوق رأسي مجموعة من الملائكة يقرأون من كتاب كل خطاياي منذ طفولتي حتى الآن، ثم غمسوا هذا الكتاب في ماء المعمودية التي أُعِدت لأتعمد فيها أمامكم، وإذا به يصير أبيض من الثلج. لذلك فإني أدعوك أيها الإمبراطور مع جميع الحاضرين أن تؤمنوا بالسيد المسيح الإله الحقيقي، فهو النور والحقيقة، وبه ننال مغفرة خطايانا”. دُهِش دقلديانوس من هذا الكلام وأمر بضرب جينيسيوس وتعذيبه حتى يبخر للأوثان. فعذبوه بتقطيع جنبيه وبحرقه بالنار، فكان يزداد صراخاً: “ليس إله إلا يسوع المسيح، لن أعبد سواه حتى ولو اضطررت أن أموت آلاف المرات. لن يَنزع التعذيب اسمه من فمي أو قلبي. إني آسف على كل إهانة وجهتها إلى اسمه المبارك، وعلى كل وقتٍ ضاع مني دون أن اخدمه فيه”. وأخيراً قتلوه بقطع رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يونيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كاهن وشهيد من بلاد الغال Gaul، تُعيِّد له الكنيسة الغربية في الخامس من شهر أغسطس. تذكره بعض كتب تاريخ الشهداء باسم يوناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يونياس الرسول | الولادة: – الوفاة: – كان من سبط يهوذا واختاره السيد المسيح من ضمن السبعين رسولاً. وبعد حلول الروح المعزي في يوم الخمسين كرز مع التلاميذ ونالته معهم شدائد كثيرة. ورافق الرسول أندرونِكوس في الكرازة، وقد ذكره القديس بولس الرسول بقوله: “سلموا على أندرونِكوس ويونياس نسيبيَّ المأسورين معي، اللذين هما مشهوران بين الرسل وكانا في المسيح قبلي” (رو7:16). وقد بشَّرا في مدن كثيرة، فردّا كثيرين إلى الإيمان وأجريا آيات وشفيا مرضى كثيرين. بعد أن تنيّح الرسول أندرونِكوس وكفَّنه هذا القديس ودفنه صلى إلى الرب أن لا يفارقه، فتنيّح في ثاني يوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يونان نخلة الدويري الأرخن | الولادة: 1898 الوفاة: – وُلد ببلدة الدوير بمحافظة أسيوط في 10 فبراير سنة 1898م، وخلال سنيّ دراسته الثانوية انضم إلى جمعية أصدقاء الكتاب المقدس، ومن ذلك الوقت بدأ جهاده المستمر في خدمة الكنيسة فساهم في بناء كنيستي مار جرجس بالقُللي وخمارَوِيّه بشبرا، إلا أن نشاطه الأوفر كان في الخدمة بجمعية المحبة. فمنذ سنة 1929م أنشأ بها فصولاً لخدمة الشمّاسية والتربية الكنسية والاجتماعات الروحية للشباب بجنسيه. وساعد المئات من الطلبة المتفوقين على التعليم الجامعي. وبعد هذا انشغل بطبع دروس مدارس الأحد ونشر الكتب الكنسية. في سنة 1938م ساهم في إنشاء مكتبة المحبة وألحق هذه الخدمة الجليلة بإصدار رسالة المحبة ثم تقويم المحبة. واستمراراً لجهاده الروحي أسس بيت المحبة سنة 1941م، واستكمل هذا البناء بتأسيس كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس الأنبا شنودة التي تم تكريسها في 21 سبتمبر سنة 1957م. وكأنما زاده العمل نشاطاً، فبنى داراً لجمعية المحبة تضم جميع أنشطتها المختلفة ثم بيت المحبة سنة 1960م. وقد زيَّن الدار بمذبح على اسم الأنبا إبرآم لم يلبث أن تحول إلى كنيسة. ومع تقدمه في الأيام زاد نشاطه، إذ قام بوضع الأساسات لدار الحضانة ودار المغتربات في مواجهة مبنى الجمعية، وهي كلها في شارع جزيرة بدران. حينما أراد الأنبا كيرلس السادس البابا 116 بناء كاتدرائية ضخمة باسم القديس مار مرقس الرسولي على أرض الأنبا رويس، ألَّف لجنة لجمع التبرعات لهذا المشروع الكبير واختار الأرخن يونان نخلة ضمن أعضائها. وفي سنة 1972م منحه رئيس الجمهورية نوط الامتياز من الطبقة الأولى، كذلك سلّمه محافظ القاهرة شهادة تقدير يوم عيد العمل الاجتماعي تقديراً لجهوده المتواصلة. وبعد هذا الجهاد المشرق انتقل إلى الفردوس لينعم به مع القديسين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يونان الراهب القديس | الولادة: – الوفاة: – ورد باسم يوحنا البستاني القديس في كتاب بستان القديسين، وربما كان يدعى يونا. بستاني الدير في دير قرب أسوان من تلك الأديرة العديدة التي عاش رهبانها تحت رعاية الأنبا باخوم أب الشركة كان يونان بستاني الدير من أكثر الرهبان إرضاء للَّه بتواضعه وسرعة تلبيته لمطالب اخوته. جفاف شجرة تين كثيرة الثمر ذهب ذات يوم الأنبا باخوم ليتفقد رهبانه بذلك الدير، فوجد عند مدخله شجرة تين جميلة وارفة الظل كثيرة الثمار، ولكنه وجد فوقها شيطان الجشع الذي يُغري حديثي الرهبنة بالإفراط من أكل ثمارها، فنادى يونان وقال له: “اقلع هذه الشجرة لأنها عثرة للمبتدئين”. وتألم البستاني لهذه الكلمات، فلما لاحظ هذا الأب الرحيم الألم على وجه البستاني عدل عن رأيه وفرح يونان بهذا التنازل، ولكن للأسف وجدها في اليوم التالي قد جفّت تماماً وسقطت كل أوراقها، وتألم قلب البستاني لأنه عارض أمر أبيه الروحي. جهاده قضى يونان خمسة وثمانين سنة في هذا الدير، مداوماً على تدريب نفسه روحياً، ومع كونه انشغل بحديقة الدير وزرع كل ما فيها من أشجار، إلا أنه لم يذق من فاكهتها مدى حياته، وكان يقدم كل ثمارها لاخوته الرهبان وزوّار الدير، كذلك كان لا يعطي لنفسه راحة لأنه كان يشتغل بحماسة ورضى. وكان يكتفي بأكل الخضراوات الطازجة ولا يأكل إلا عند الغروب، ومع ذلك فلم يمرض إطلاقاً، وبعد هذه الأكلة البسيطة يشتغل بتضفير الحبال إلى ساعة صلاة النوم وأثناء شغله يردد الآيات المقدسة، فإن غلبه التعب ينام وهو جالس مكانه والجدائل في يده. على هذا الحال عينه نام نومته الأخيرة، وقد روى اخوته الرهبان أنهم حين حاولوا فرد جسمه عند دفنه لم يستطيعوا، إذ قد تصلّب على هذا الوضع بحكم تعوده العمل والنوم جالساً، فواروه الرمال في جلسة العامل المثابر الذي فاجأه الموت وهو يعمل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليوس الأقفهصي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يقترن اسمه دائماً بلقب “كاتب سير الشهداء”. وقد ولد القديس يوليوس في مدينة أقفهص (البهنسا الآن) في القرن الثالث للميلاد، وكان غنياً واسع النفوذ لدى السلطات الرومانية حتى أنه كان صديقاً لأرمانيوس والي الإسكندرية. اهتمامه بتسجيل سير الشهداء كان يوليوس يقتني ثلاثمائة خادماً يستطيعون القراءة والكتابة استخدمهم في نسخ سير الشهداء. ولعناية يوليوس بهذه الرسالة الموضوعة عليه كان يبعث برسله إلى جميع المدن المصرية، ليستعلموا عن الشهداء وعما لاقوه، وليعتنوا بأجسادهم بعد نيلهم إكليل الشهادة، ثم يقدموا تقارير عما شاهدوه وسمعوه. فكان يوليوس يكتب السير تبعاً للقصص التي يرويها له كتابه، ثم يعطيها لخدامه ليكتبوا منها عدداً من النسخ. وقد حفظه الرب حتى يهتم بأجساد الشهداء وتسجيل سيرهم. كان يوليوس محباً لخدمة الجميع، خاصة الغرباء والمساكين والأرامل. رؤيا إلهية ظهر له في حلم ربنا يسوع يقول له: ” أفرح يا خادم القديسين، فالأكاليل معدة لك. قم أمض إلي سمنود واشهد لاسمي، فسيؤمن كثيرون بسببك. بعد سنة ونصف سيُبطل قسطنطين الملك عبادة الأوثان وتُفتح الكنائس. هوذا رئيس الملائكة ميخائيل يكون معيناً لك، حتى تتمم جهادك الحسن وتلبس ثلاثة أكاليل: واحد من أجل صدقاتك وصلواتك وأصوامك النقية، والثاني من أجل خدمة القديسين، والثالث من أجل دمك المسفوك من أجل اسمي”. استدعي يوليوس ابنيه أوخاريطس وتادرس وقال لهما: “لقد رأيتما كيف أكتب سير القديسين، وأكفن أجسادهم، وإرسالها إلي بلادهم، فأخذت بركة الكثيرين. والآن احفظا نفسيكما في مخافة الرب يسوع”. زيارته للأنبا كلوج القس ذهب القديس يوليوس إلي بلدة الفنت ومعه بعض الخدام ليري الأنبا كلوج القس. ولما دخل بيته ورأته أخته خرجت لتسكب الماء. كانت هناك سيدة جالسة في الطريق مصابة بمرض في بطنها، فأخذت من الماء وشربت، وفي الحال شفيت ومجدت اللَّه. استشهاده قيل أن القديس يوليوس خرج ومعه أربعة من أصدقائه، وإذ كان يصلي حملته سحابة هو وأصحابه إلي سمنود ليقف أمام أرقانوس الوالي. دخل في حوار معه فأمر الوالي برفعه علي الهنبازين، وعصر جسده وإشعال نار تحته حتى يحترق. قيل أن السيد المسيح نزل وحوله ملائكته وأقامه بعد حرقه بالنار وطلب منه أن يظهر أمام الوالي فيؤمن به كثيرون. التقي بالوالي وأخذ يحثه على ترك العبادة الوثنية وقبول الإيمان بالسيد المسيح لكي ينال الإكليل السماوي ويتمتع بالحياة الأبدية. طلب الوالي من حوالي 140 كاهناً للأوثان أن يحملوا سبعين وثناً ويحضروا، أما يوليوس فصلي إلى اللَّه لكي يتدخل ويعلن مجده، فانشقت الأرض وهم في الطريق وابتلعتهم مع أصنامهم. آمن جمع كبير بالسيد المسيح فاغتاظ الوالي وضربه بالحربة حتى شق بطنه. أقامه الرب ثانية فآمن الوالي وأهل بيته بالسيد المسيح، وطلب الوالي من القديس يوليوس أن يصلي لأجله. طلب الوالي من قائد الألف أن يسلمه هو وعائلته ويوليوس لسوقيانوس والي أتريب ليستشهد الكل. اضطرب والي أتريب لما رأي قائد الألف ومعه أرقانوس الوالي وعائلته ويوليوس، وإذ عرف بأمرهم حاول استمالة قلب الوالي واسرته وأمر بصلب يوليوس علي شجرة شرقي المدينة، وترك جثمانه علي الخشبة لمدة سبعة أيام. أخبره الجند بأنه قد مات منذ ثلاثة أيام، لكن الرب أقامه. تعرض لعذابات أخرى كثيرة وتمتع برؤى، وكان سبب خلاص نفوس كثيرة، وأخيراً استشهد هو وابنه تادرس وخدامه، وقد بنيت كنيسة في الإسكندرية تذكاراً للقديس يوليوس الأقفهصي. الراهب القمص سمعان السرياني: القديس الشهيد يوليوس الاقفهصي كاتب سير الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليوس أفريقيانوس | الولادة: 160 الوفاة: 240 في الرُها كاتب مسيحي عاش في الفترة من 160 إلى 240م. له دوره الحيّ في حركة التاريخ المسيحي. يري بعض الدارسين أنه وُلد في ليبيا، إلا أن الاحتمال الأرجح أنه وُلد في أورشليم. التحق بالجيش ضابطاً، واشترك في حملة سبتيموس سويروس علي إمارة الرُها بسوريا عام 195م. من هنا تكونت علاقات طيبة بينه وبين أمراء الرُها المسيحيين. أحبه الكسندروس سويروس فأوكل إليه إنشاء مكتبة له في روما في البانتويون قرب حمامات الكسندروس. استمع إلي هيرقلاس في الإسكندرية وصار من أصدقاء العلامة أوريجينوس. وأقام في عمواس Nicopolis بفلسطين بعد عام 240م، ولم يكن إكليريكيا ولا تسلم أعمالاً رعوية. كتاباته 1. اشهرها “الحوليات Xronographiai”، وهي أول محاولة لترتيب تاريخ العالم. جعل المدة من الخليقة إلي ميلاد السيد المسيح 5500 سنة، وظن أن العالم ينتهي عام 500م. قدم الكتاب في ثلاثة أنهر متوازية: أخبار التوراة، أخبار اليونانيين الهيلينيين، أخبار اليهود حتى عام 217م. 2. موسوعة تقع في أربعة وعشرين كتاباً أو مقالاً، تعالج مواضع متنوعة من طبية وزراعية وعسكرية وفلكية وسحرية، دعاها “الوشاء” أو “الأحزمة المطرزة”، قدمها للإمبراطور الكسندروس سويروس. 3. رسالة إلي أوريجينوس في عام 238م يسأله فيها عن قصة سوسنة، ورسالة إلى أرستيدس، بحث فيها نسب السيد المسيح في إنجيلي متي ولوقا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليطة الأيقونية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هي أم القديس قرياقوس الذي وردت سيرته مع سيرتها في حرف “ق” تحت “قرياقوس الشهيد”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليانوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً في أنقرا Ancyra بغلاطية، استشهد أثناء اضطهاد ليسينيوس Licinius في بداية القرن الرابع الميلادي، وتُعيّد له الكنيسة الغربية في 13 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليانوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – كان من الإسكندرية وقد استشهد في عصر الإمبراطور ديسيوس (249?251م). وُصِفت قصة استشهاده في رسالة ديونيسيوس السكندري Dionysius إلى فابيوس Fabius الإنطاكي، واصفاً له الشهداء هناك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليانوس التائب القديس | الولادة: – الوفاة: – دوَّن سيرة هذا القديس المغبوط القديس مار افرام السرياني، الذي كان معاصراً له، بل كان يقيم في جبل الرُها قريباً من مغارته. بدأ يوليانوس حياته عابداً للأوثان وكان ذا بُنية قوية، وسار سيرة ذميمة وعاش بالقبائح وسلك في تيار الخطية والشهوات الجسدية. أما عن كيفية توبته فقد ذكر أنه كان عبداً لسيد في بلدة بعلبك ببلاد الشام، وإذ حلت به متاعب وشدائد وضيقات كثيرة نجهل كنهها، تحول عن طريق الخطية ومال إلى المعرفة وسار سيرة حسنة. ولما مات سيده زهد في العالم. ثم نال سرّ العماد. رهبنته وصداقته لمار افرام كتعويضٍ عن حياة الخطية والشر اشتاق أن يسلك في طريق الرهبنة، فانطلق إلى أديرة الرُها وسكن إحدى القلالي القريبة من قلاية مار افرام السرياني. وقد أحب الرب من كل قلبه وتحلّى بكل فضيلة، وكان يتبادل الزيارات مع مار افرام، ويقول القديس مار افرام عن نفسه أنه كان ينتفع من محادثاته. دموعه بعد أن انخرط في سلك الرهبنة اقتنى خشوعاً عميقاً وتواضعاً، وكان شأن باقي النساك يعمل بيديه قلوع المراكب. ومن المواهب التي أُعطيت له موهبة الدموع، حتى أن المجتازين بقلايته كانوا يسمعون صوت بكائه لأنه كان يجهش كمن هو يبكي على ميت عزيز، وذلك بسبب تذكره لخطاياه، وكان كثير السهر في الصلوات. كان أميًّا لكنه تعلم القراءة والكتابة، وبالروح القدس أوتي معرفة معاني الكتب المقدسة، حتى كان كثيرون يقصدونه لاستشارته في بعض الأمور. يذكر مار افرام أنه في أحد الأيام رأى بعض حروف من الكتابة قد مُحيت، ولما سأله أجابه يوليانوس: “لا أكتم عليك شيئاً، فإن الزانية تقدمت إلى المخلّص وقبّلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، وأنا إذا قرأت الكتب فحيث أجد اسم إلهي مكتوباً أبله بدموعي لكي ما آخذ منه غفراناً لخطاياي”. فقال له مار افرام مسروراً: “إن اللَّه متعطف على الناس وقد قَبِل نيتك، فأطلب إليك أن تشفق على المصاحف”. فقال له: “لا يطمئن قلبي إن لم أبكِ قدام الرب إلهي”. بعد أن قضى في النسك والعبادة أكثر من 25 سنة، رقد في الرب بسلام، وله تعاليم وأقوال كثيرة نافعة، وقد كتب مار افرام مديحاً عنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليانوس البابا الحادي عشر | الولادة: – الوفاة: 191 تلمذته للفيلسوف بنتينوس وُلد في مدينة الإسكندرية وحظي بالتلمذة على يد الفيلسوف بنتينوس، أثناء قيامه بنظارة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، فنمى كثيراً في العلم والمعرفة حتى فاق كثيراً جميع أترابه، بتقواه وقداسة سيرته العفيفة، فاستحق أن يُرسم قساً بمدينة الإسكندرية. سيامته بابا الإسكندرية عند انتقال البابا أغربينوس البطريرك العاشر في 5 أمشير سنة 181م، تم اختيار القس يوليانوس بطريركًا خلفاً له، فرُسِم في 9 برمهات من نفس السنة في عهد مرقس أوريليوس. وعندما رأى أن الوثنيين لا يسمحون للأساقفة بالخروج من مدينة الإسكندرية كان يخرج منها سراً ليرسم كهنة في كل مكان. رؤيته بخصوص اختيار ديمتريوس خليفة له كان هذا البابا قديساً عظيماً حتى أن اللَّه أعلن له قبيل انتقاله عمن سيخلفه على الكرسي البطريركي، وذلك أن ملاك الرب أتاه في إحدى الليالي قائلاً: “إن من يأتيك غداً بعنقود عنب هو الذي يكون بعدك على الكرسي المرقسي”. وبالفعل اتفق في اليوم التالي أن رجلاً عامياً يملك كرماً، لا يعرف القراءة ولا الكتابة يُدعى ديمتريوس، بينما كان يعمل في أشجار الكرم فوجئ بعنقود عنب في غير أوانه، فخطر له أن يقوم بتقديمه هدية للبطريرك. واتفق أن البابا يوليانوس كان حينئذ في أيامه الأخيرة حيث اجتمع من حوله عظماء الشعب ووجهائه يسألونه عمن يجدر به أن يجلس على الكرسي خلفاً له، فأجابهم أن من اختاره الرب هو الذي سيأتي إلينا ويقدم لنا عنقود عنب، فوقع الحاضرون في حيرة ظانين أن البابا يوليانوس لا يعي ما يقول، إذ لا يمكن أن يوجد عنب في الشتاء. وبينما هم هكذا إذ بديمتريوس قد دخل عليهم ممسكاً بيديه عنقود عنب وقدمه للبابا الجليل، فوقع الحاضرون في دهشة عظيمة، وتناول الأب البطريرك الهدية فرحاً وأخبرهم جميعاً بما حدث له في الليلة السابقة من ظهور ملاك الرب له وأوصاهم بانتخاب من أراد اللَّه أن يعينه، فأطاعوا وصيته. من أعمال هذا البابا الجليل قيامه بوضع مقالات وميامر كثيرة لأسلافه البطاركة تخليداً لذكراهم وفائدة لخلفائهم. وكان مداوماً على تعليم الشعب ووعظه وافتقاده. ولم يذكر لنا المؤرخون كثيراً عن أعمال البابا يوليانوس الرعوية ولكنهم جميعاً كالوا له المديح على فضائله. وعاش هذا البابا في نسك ووداعة إلى أن تنيّح بسلام في 8 برمهات سنة 191م، عن مدة بطريركية قدرها عشر سنين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليانوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد خمسة آلاف راهباً مع أسقفهم الأنبا يوليانوس بصحراء أنطنوي (أنصنا) على يد الحاكم مرقيان مدة الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس وأعوانه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوليانا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – امرأة كانت حاضرة وقت تعذيب الوالي مركيانوس للقديسة بربارة في عهد الملك مكسيميانوس في القرن الثالث الميلادي. تأثرت يوليانا جداً وآمنت بالمسيحية حين رأت السيد المسيح يعزي بربارة ويقويها. لما علم الوالي مركيانوس بإيمانها أمر بقطع رأسها في الثامن من كيهك. وقد بُنيت كنيسة فوق موضع جسدها، كُرست في السادس والعشرين من شهر كيهك. وردت سيرتها مع سيرة الشهيدة بربارة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يولوجيوس الأسقف المعترف | الولادة: – الوفاة: – قائد الرافضين الاشتراك مع الأسقف الأريوسي أسقف الرُها Edessa، وحين كان كاهناً للكنيسة احتمل العذاب أثناء الاضطهاد الذي أثاره فالنس Valens على الأرثوذكس. فبعد القبض على بارسِس Barses الأسقف الأرثوذكسي ونفيه، رفض بقية الإكليروس والمؤمنون المُخْلِصون الاشتراك في الصلاة مع الأسقف الأريوسي الذي فُرِض على الكرسي. بأمر من فالنس قام موديستَس Modestus الوالي بالقبض على هؤلاء الإكليروس الرافضين والذين كان أولوجيوس قائدهم، ودعاهم لطاعة أوامر الإمبراطور بالصلاة مع الأسقف الجديد. برأي واحد وبزعامة أولوجيوس رفض الجميع إطاعة أوامر فالنس، وكان عددهم ثمانين، فما كان من موديستَس إلا أن نفاهم جميعاً إلى تراقيا Thrace. وقد لاقى القديسون المعترفون كل إكرام أثناء رحلتهم وفي مكان نفيهم. قرر فالنس تبديد شملهم ونفاهم اثنين اثنين إلى أماكن متفرقة وأكثر مشقة. نفيه كان نصيب أولوجيوس وشقيقه الكاهن بروتوجينس Protogenes النفي في أنتينوي (أنصنا) Antinous بطيبة Thebaid، التي كان بعض سكانها وثنيين. تحركت غيرة الكاهنين فعملا على التبشير والكرازة في وسط الشعب، فكانت مسئولية العمل تقع على بروتوجينس الذي افتتح العديد من المدارس التي اجتذبت أعداداً غفيرة، بينما كرَّس أولوجيوس نفسه للصلاة من أجل نجاح العمل وكان يعمِّد كل من يحضره بروتوجينس من المؤمنين حديثاً. بعد انتهاء الاضطهاد عاد أولوجيوس وبروتوجينس إلى الرُها، التي كان قد تنيّح أسقفها بارسِس، فأقيم أولوجيوس مكانه، ويقال أن الذي رسمه هو يوسابيوس الساموساطي Eusebius of Samosata. وقد حضر أولوجيوس المجامع الكنسية التي عقدت في روما سنة 369م وإنطاكية سنة 379م والقسطنطينية سنة 381م. وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الخامس من شهر مايو من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يولوجيوس أو أولوجيوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – راهب وكاهن مصري عاش في القرن الرابع الميلادي، واشتهر ببصيرته الروحية وكشف الأفكار مع حبه والتزامه الشديد بالنظام، مما كان يدفعه في بعض الأحيان لطرد البعض من الشركة حين كان يكتشف فيهم أفكاراً شريرةً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يولفيلاس الأسقف | الولادة: 311 الوفاة: 380 مصادر سيرته هو مُبَشِّر الغوصيين في القرن الرابع الميلادي. وحتى وقت قريب كان الاعتماد على معرفة سيرته مبني على معلومات مؤرخي القرن الخامس للكنيسة، إلى أن اكتُشِفت سنة 1840م مخطوطة في متحف اللوفر Louvre، كتبها أحد تلاميذه واسمه أوكزنتيوس Auxentius، وكان أسقفاً أريوسياً لسيليستريا Silistria، وبالتالي كان شاهد عيان لسيرة الأسقف يولفيلاس. سيامته أسقفاً من هذين المصدرين نعرف أن يولفيلاس ولد حوالي سنة 311م، وأنه رُسِم أسقفاً وهو في الثلاثين من عمره غالباً على يد يوسابيوس النيقوميدي Eusebius of Nicomedia، وذلك أثناء المجمع الذي انعقد في إنطاكية سنة 341م. وفي سنة 380م ذهب إلى القسطنطينية، حيث توفي هناك في نفس السنة أو أوائل سنة 381م. ظروف حياة يولفيلاس تثير التساؤل حول نشأة المسيحية الألمانية. يقول فيلوستورجيوس Philostorgius أنه في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي أثناء حكم فالريان Valerian وغاللينوس Gallienus، قام الألمان من شمال نهر الدانوب بغزو مناطقة مويسيا Moesia الرومانية ودمَّروها وخرَّبوها حتى حدود البحر الأسود، كما عبروا إلى آسيا وخرَّبوا كبادوكيا وغلاطية. ومن هناك قاموا بأسر أعداد كبيرة من شعوب تلك المناطق ومن بينهم العديد من المسيحيين ومن رجال الإكليروس. نتيجة لاختلاط الأسرى البرابرة بالمسيحيين الغيورين تحوَّل الكثير منهم إلى الإيمان المسيحي. وكان من بين هؤلاء الأسرى أسلاف يولفيلاس نفسه الذين كانوا منحدرين من كبادوكيا من قرية تدعى ساداجولثينا Sadagolthina بالقرب من مدينة بارناسوس Parnassus. أحضر الألمان معهم المسيحيين الأسرى ووطَّنوهم في داسيا Dacia، وكان يولفيلاس أحد الأطفال الأسرى وقد تدرّب على المبادئ المسيحية. ويقول سقراط أنه تتلمذ للأسقف ثيؤفيلس، وكان في البداية قارئاً في الكنيسة، ثم أرسله ملك الألمان حوالي سنة 340م إلى القسطنطينية كمبعوث لمقابلة الإمبراطور، وهناك رُسِم أسقفاً. بعد ذلك عاد إلى داسيا حيث خدم مدة سبع سنوات إلى أن ارتحل إلى مويسيا بسبب الاضطهاد الذي كان في الغالب بين السنوات 347،350م. كتاباته أصدر يولفيلاس في تلك الفترة أعظم أعماله الأدبية، حيث قام بترجمة كل أسفار الكتاب المقدس، ماعدا أسفار الملوك التي حذفها لأنها تصف حملات عسكرية، ولأن الألمان كانوا مغرمين بالحرب، فقد كانوا محتاجين لضبط ميولهم العسكرية. في مجمع القسطنطينية بعد ذلك نسمع عن يولفيلاس في مجمع القسطنطينية الذي انعقد سنة 360م، حين انتصر رأي أتباع أكاكيوس Acacius، وكتبوا قانون إيمان متوسط بين الرأيين الأرثوذكسي والأريوسي. أما عن حياته بعد ذلك، فيقول سوزومين أن يولفيلاس والمسيحيين اُضطهدوا بيد أثاناريك Athanaric وذلك في السنوات بين 372 و375م. ويبدو أن الأريوسية انتشرت في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي في المناطق حول نهر الدانوب، وكان فالنس Valens ويورساكيوس Ursacius اللذان عاشا في تلك المنطقة هما رائدا الأريوسية في الغرب التي انتشرت جداً. في ظل ذلك نستطيع أن نفهم لماذا اتَّبع الألمان الأريوسية، إذ كانوا في بداية إيمانهم بالمسيحية. ترتبط شهرة يولفيلاس أساساً بترجمته الكتاب المقدس للُّغة الألمانية، التي تعتبر من أعظم الآثار الباقية لتلك اللُّغة، ومازالت بعض الأجزاء من تلك الترجمة موجودة للآن ومنشورة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يولامبيوس ويولامبيا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 310 استشهدا في نيقوميديا Nicomedia حوالي سنة 310 م. كان يولامبيوس شاباً مسيحياً، هرب مع غيره من المسيحيين من اضطهاد غاليـريوس Galerius خارج المدينة إلى الكهوف المحيطة. وفى أحد الأيام نزل يولامبيوس إلى المدينة ليبتاع طعاماً، فرأى مرسوماً ضد المسيحيين معلقاً فوقف ليقرأه. رآه أحد الجنود وشك في أمره فأخذ يحاوره، ولما أدرك أنه مسيحي قبض عليه وقيّده وأخذه إلى الحاكم. حين رآه الحاكم وبخ الجندي على قسوته مع الفتى وأمر بفك قيوده وبدأ يحاور يولامبيوس، وإذ علم اسمه وأصله الشريف اقترح عليه أن يذبح أمام أحد الأوثان. بكل شجاعة رد عليه القديس بالرفض معلناً أن هذه الآلهة ما هي إلا مجرد أوثان، فأمر الحاكم بضربه ثم بتعليقه، ولكن لم تؤثر هذه العذابات في ثباته. رأته شقيقته يولامبيا على هذه الحال فَجَرَت نحوه من وسط الجمع وعانقته، فقبض عليها الجنود في الحال. عُذِّب الأخوان بطرق كثيرة ولكنها لم تؤذهما، حتى أنهما خرجا من حمام الزيت المغلي دون أدنى أثر للاحتراق. كانت هذه المعجزة سبباً في إيمان نحو مائتين من الواقفين، فأعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح. أمر الحاكم بقطع رؤوسهم مع يولامبيوس ويولامبيا، فنالوا جميعاً إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يولاليوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 383 أسقف نزيانزا Nazianzus وابن عم غريغوريوس النزيانزي، وكانت والدته سيدة بارة. أحب يولاليوس هو وشقيقه هيللاديوس Helladius أن يعيشا حياة الوحدة، فاشتريا مزرعة لكي يعتكفا فيها عن العالم، إلا أن البائع كان رجلاً غير أمين حتى أنهما بعد أن أنفقا مبلغاً كبيراً من المال على المزرعة اضطرا لبيعها بسعرها الأصلي الذي اشترياها به. توفي هيللاديوس حوالي سنة 372م تاركاً لشقيقه مسئولية رعاية أمهما المريضة. بعد فترة رُسِم يولاليوس كاهناً ثم خوري أبيسكوبوس، وفي سنة 382م كان يولاليوس يعيش مع مجموعة من المتوحدين في لاميس Lamis. زاره غريغوريوس في فترة الصوم المقدس حيث كان يولاليوس قد نذر أن يقضيها في صمتٍ تامٍ. وقد خَلَف يولاليوس غريغوريوس على كرسي نزيانزا سنة 383م بالرغم من محاولاته الكثيرة واستعطافه الأساقفة لاختيار آخر بدلاً منه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يولاليا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 304 اشتياقها للاستشهاد من أشهر العذارى الشهيدات في أسبانيا. كانت في الثانية عشر من عمرها حين أصدر دقلديانوس أوامره لكل الإمبراطورية بتقديم الذبائح للأوثان، وإذ رأت أمها اشتياقها للاستشهاد أبعدتها إلى القرية المجاورة، لكن استطاعت القديسة الهروب في الظلام ووصلت إلى مريدا Merida في الفجر. وما أن انعقدت المحكمة في صباح نفس اليوم حتى تقدمت يولاليا إلى القاضي داسيان Dacian متهمة إياه بإهلاك أرواح الناس الذين يجبرهم على جحد إيمانهم باللَّه الواحد. تعذيبها حاول داسيان معها بالترهيب ثم الترغيب أن يجبرها على قبول أوامر الإمبراطور. ثم إمعاناً في إرهابها أراها أدوات التعذيب قائلاً: “كل هذه سوف تتجنبينها إذا قدَّمتِ القرابين للآلهة”، إلا أن القديسة امتهنت الأوثان والقاضي. تقدم اثنان من الجنود وأخذا يمزقان جسدها بخطاطيف حديد ثم وضعا مشاعل ملتهبة في أماكن الجروح، ثم أمسكت النار بشعرها واستشهدت يولاليا مختنقة من الدخان واللَّهيب. شوهدت حمامة بيضاء تخرج من فمها وتطير إلى السماء، وبرؤيتها جزع المُعذِّبان وخافا وفرَّا هاربين، ثم نزل من السماء جليد غطى جسدها وكل ساحة الاستشهاد حتى أتى المسيحيون وأخذوا جسدها ودفنوه قرب موضع استشهادها الذي كان حوالي سنة 304م. فيما بعد بُنِيت كنيسة في ذلك الموضع صارت مزاراً للكثيرين يأتون للتشفع بها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوكاربوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – سقوط الحبيس قضى ثمانية عشر عاماً حبيس قلايته في البرية، وكان البعض يمدونه بالطعام. وعاش في صمت خمسة عشر عاماً لم يكن يتحدث إلا نادراً جداً عندما يحتاج إلى شيء، وكان يكتب ما يريد أو يجيب على أسئلة الناس على ورقة يسلمها لهم. وكان يتناول البقول المنقوعة في الماء، ويشغل نفسه بكدٍ في العمل. لكن الشياطين جعلت منه أضحوكة بسبب رأيه في نفسه، فقد ظن أنه أصبح كاملاً، فتوقف عن التأمل في الكتاب المقدس، كما كان متعالياً فلم يختلط بالاخوة. خداع الشيطان له ذات مساء ظهر له الشيطان في شكل ملاك نور قائلاً له: “أنا المسيح”. فلما رآه سجد له وقال: “يا سيدي ماذا تأمر عبدك أن يفعله؟” فقال له عدو الخير: “نظراً لأنك فقت كثيرين في أعمالك الحسنة وحفظت كل الوصايا فإنني أرغب تماماً أن أجعل إقامتي معك، ولأنك كامل فلا داعي أن تحيا في صمت، بل يجب أن تعلِّم الأخوة ألا يضروا أنفسهم بكثرة قراءة الكتب المقدسة أو تلاوة المزامير، ولا يتعبوا أجسادهم بالعمل، ولا يضايقوا أنفسهم بالصوم والجوع والعطش بل يعملوا أعمال الروح! وبهذه الأعمال سيرتفعون إلى أعلى درجة، ولا يلزمهم أن ينظروا إليّ بأذهانهم وسأريهم مجدي. وأما أنت فقد رفعت نفسك بأعمالك فوق كل الرهبان، لهذا سأجعلك منذ اليوم رئيساً لكل الرهبان في الإسقيط، لأن مقاريوس الكبير لا يصلح لرئاستهم مثلك”. ونظراً لأن يوكاربوس ظن أن ما رآه صحيحاً فقد ازداد في كبريائه وسرعان ما فقد النعمة. في اليوم التالي بينما كان الأخوة مجتمعين في الكنيسة، ظهر له الشيطان مرة أخرى وقال له: “اذهب اليوم لأن كل الأخوة مجتمعون معاً، وعلمهم كل شيء حسب ما أمرتك أمس مساءً”. وفتح باب قلايته وخرج عن صمته المعهود ودخل إلى الكنيسة ثم قصَّ عليهم قصة لقائه بالمسيح وأنه جعله رئيساً عليهم، وأمر الأخوة بعدم قراءة كتب الآباء ولا سماع نصائحهم حسب ما أوصاه عدو الخير، ثم بدأ ينتقد الآباء القديسين ولكن اللَّه دافع عنهم، فقد سخرت منه الشياطين ثم رفعته أمامهم وهوى على الأرض. شفاؤه من الكبرياء لما رأى الآباء ما حدث لعقله ربطوه بقيد حديدي وصلّوا لأجله إحدى عشر شهراً، فرجع إليه عقله وعولج من كبريائه وشعر بضعفه وتذكر أن الكبرياء هو سبب مرضه الذي أسقطه في يد الشياطين، وأن كوكب الصبح السماوي المنير قد انحدر قديماً لأنه تكبر على اللَّه أيضاً. عاش يوكاربوس بعد شفائه سنةً وشهراً، وقد أمره الآباء أن يخدم المرضى ويغسل أرجل الغرباء، وتنيّح وهو يقوم بهذا العمل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوفروسينا الناسكة القديسة | الولادة: – الوفاة: – بفنوتي أحد أشراف الإسكندرية عاش في الإسكندرية في أيام ثيؤدوسيوس الثاني الذي مَلَك بين السنوات 408 و430م وجيه من الأشراف الأغنياء اسمه بفنوتي، وكان قد تزوج من شابة نبيلة فاضلة مثله، ولم يرزقهما اللَّه نسلاً. فانشغل بالاهتمام بالفقراء والمعوزين وبإضافة الغرباء والعناية بالمرضى، وقَرَن كل هذه الأعمال بالصلاة والصوم ضارعاً إلى اللَّه أن يتحنن عليه ويهبه نسلاً. انقضت سنوات دون أن تتحقق له استجابة من قبل اللَّه. قصد إلى رئيس دير واعترف له برغبته في أن يرى طفلاً من نسله. استقبله رئيس الدير بالترحاب وأصغى إليه بطول أناة، ثم أخذه إلى الكنيسة وصلى الاثنان معاً في حرارة وبلجاجة، فرزق اللَّه بفنوتي وزوجته بنتاً رقيقة جميلة سمياها يوفروسينا، أي “بهجة”. خطوبتها حين بلغت أوفروسينا الثانية عشر من عمرها توفت والدتها، فكرس بفنوتي نفسه لتعليم ابنته وتهذيبها والتسامي بروحها نحو اللَّه، فلم تلبث أوفروسينا أن أصبحت مصدر تعزيته واعتزازه معاً، وذاع صيتها في الإسكندرية لعلمها وتواضعها. ومع صغر سنها كانت تبتعد عن المظاهر، فلا تتزين ولا تتحلى بالجواهر، بل وكانت تلبس الخيش الخشن تحت ثيابها الحريرية الناعمة. ولما كان أبوها يستصحبها حيثما ذهب تطلعت الأنظار إليها، وبالفعل نجح شاب من مستواها أن يحوز رضاها ورضى أبيها، وفرح ثلاثتهم بهذا التوافق وأقيمت مراسم الخطوبة، وكانت أوفروسينا في الثامنة عشر من عمرها. اشتياقها إلى حياة الرهبنة وبعد أسابيع قليلة استصحب بفنوتي ابنته إلى ديره المفضل وتقدم إلى رئيس الدير وقال له: “ها هي ثمرة صلواتك يا أبي، ولقد أحضرتها لك لتصلي من أجل مصيرها لأنها ستتزوج بعد قليل من شاب غاية في الأدب والثبات على الإيمان”. حدث بعد أيام أن جاء راهب من الدير نفسه إلى بيت بفنوتي ليدعوه إلى حضور الصلوات التي ستقام فيه لذكرى تأسيسه، فأخذت أوفروسينا تستوضحه عن حياة الرهبنة ثم قالت له: “إنني مشتاقة حقاً إلى حياة التبتل ولكن أبي يريد أن يراني في بيت الزوجية المقدسة”، فقال لها: “إن كان اشتياقك من القلب فانتهزي فرصة غياب أبيك عن البيت وتخفي في زي راهبة واقصدي إلى أي دير للعذارى”، وفعلاً نفّذت أوفروسينا نصيحته. قصت شعرها وذهبت إلى الدير الذي تعرفه وقالت لرئيسه: “اسمي زبرجد وأنا أتلهف على العيشة الملائكية، فأرجو من أبوتك أن تجعلني تحت رعايتك”. قال الرئيس: “سأضعك تحت رعاية أب تمرَّس في الرهبنة ليرشدك ويعلمك”، وأرسل لساعته فدعا الشيخ أغابيث وقال له: “هذا هو ابنك منذ الآن، وأنا أسلمه لك لكي يتفوق يومًا ما على معلمه”. أجاب رجل اللَّه: “ليتحقق قولك بنعمة إلهنا”. الناسك الروحاني زبرجد كان بفنوتي يبحث عن ابنته في كل مكان وسأل عنها في أديرة الراهبات فلم يعثر لها على أثر. وفي يوم ما أخذه الشيخ أغابيث إلى قلاية الحبيس زبرجد ليتعزى بتعاليمه، وكانت أصوامها وصلواتها وتقشفها قد غيرت من شكلها تماماً فلم يعرفها أبوها، وأنزلت هي غطاء رأسها إلى ما تحت عينيها وجلس ثلاثتهم على الأرض. نياحتها تعزى قلب الوالد بكلمات هذا الناسك الروحاني وشكر اللَّه على ذلك. ثم أخذت صحة الحبيس زبرجد تتدهور بسرعة، فأرسل الآباء يستدعون بفنوتي لينال منه بركته الأخيرة، وذهب الوالد إلى قلاية ابنته وهو مازال يجهلها، فرجت منه أن يبقى معها ثلاثة أيام وفي مساء اليوم الثالث قالت له: “لقد آزرني القدير ومنحني النعمة التي بها أتممت اشتياقي إليه، فأنا ابنتك أوفروسينا وأرجوك يا أبي الحبيب أن تحفظ سري الذي لا يعرفه حتى أبي الروحي فتدفني أنت بنفسك، وأطلب إليك أن تقدم كل إمكانياتك لهذا الدير الذي تمكنت فيه من أن أسعد بالعشرة الحلوة مع اللَّه”. وانهالت دموع الوالد وابنته وضمها إلى صدره في حنان الثمانية والثلاثين سنة من الغياب عنها. وخلال المحبة التي غمرتها انطلقت روح القديسة أوفروسينا إلى الفردوس. في الفجر التالي عندما دخل الأب أغابيث ليرى ابنه الروحي كعادته وجد بفنوتي راكعاً محتضناً الجسد الذي انطلقت منه الروح، وذهل أمام الحزن المرتسم على وجهه، فسأله السبب. وفي اندفاع المحبة أخبره بفنوتي بالواقع، وهكذا ذاع سرّ الناسكة التي عرفت أن تحافظ عليه طيلة حياتها، فمجد الآباء اللَّه الذي ساند بقوته امرأة. وأقيمت عليها الصلوات المقدسة في إكرام وتوقير، وقبل أن يدفنوها أمسك رئيس الدير بيد راهب كان قد أصيب بالعمى منذ سنوات وأوقفه إلى جانبها، فانحنى وقبَّل وجنتها وفي الحال استعاد بصره. أما بفنوتي فقد عاد إلى الإسكندرية وباع كل ماله ووزع جزء منه على الفقراء والمعوزين، ثم ذهب إلى الدير وأعطى لرئيسه ما استبقاه من المال، وعاش في القلاية التي تقدست بأنفاس ابنته، وبعد عشر سنين انتقل هو أيضاً إلى الفردوس في هدوء وسكينة فدفنوه إلى جانبها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوفراسيا العذراء القديسة | الولادة: – الوفاة: 420 نشأتها كان للإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول Theodosius I قريب اسمه أنتيغونوس Antigonus، توفي بعد سنة واحدة من ميلاد ابنته يوفراسيا أو يوبراكسيا Eupraxia فتعهد الإمبراطور أرملته وابنته برعايته ووضعهما تحت حمايته. وحين بلغت يوفراسيا الخامسة خطبها الإمبراطور، حسب عادة ذلك الزمان، لابن أحد الشرفاء، على أن يتم الزواج حين تصل إلى سنٍ مناسبٍ. رهبنتها في دير للراهبات بمصر سعى كثيرون للزواج من الأرملة، فتركت القصر وأخذت يوفراسيا وسافرت إلى مصر حيث سكنت بجوار دير للراهبات. كانت يوفراسيا قد بلغت السابعة حينئذ، وانجذبت بشدة إلى الراهبات وأخذت تلح عليهن أن يسمحن لها بالمكوث معهن. سمحت لها أمها أن تمكث معهن قليلاً لتهدئها ظناً منها أنها مجرد رغبة طفولية سرعان ما تزول. إلا أن الطفلة ظلت ثابتة ومصممة على رغبتها بالرغم من أنهن أخبرنها أنها ستصوم كثيراً وتنام على الأرض وتحفظ المزامير كلها إذا رغبت في البقاء. أخيراً أمام تصميمها قالت الأم رئيسة الدير لأمها: “اتركي الطفلة معنا لأن نعمة اللَّه تعمل داخل قلبها”. أخذت المرأة تبكي فرحاً حين سمعت هذا الكلام، وأخذت ابنتها وأوقفتها أمام صورة للسيد المسيح وقالت: “يا ربي يسوع المسيح استلم هذه الطفلة التي لا تحب ولا تطلب سواك، ولخدمتك وحدك قد كرست نفسها”. ثم تحولت إلى يوفراسيا وقالت: “اللَّه الذي ثبت أساسات الجبال يجعلِك دائماً ثابتة في مخافته المقدسة”. بعد عدة أيام لبست ثوب الراهبات وحين سألتها أمها إن كانت سعيدة صرخت بابتهاج: “إنه ثوب عرسي ألبسه لكي أكرم يسوع حبيبي”. وبعد فترة قصيرة لحقت الأم بزوجها. الإمبراطور يطلب إليها العودة إذ بلغت يوفراسيا الثانية عشرة أرسل الإمبراطور، في الغالب أركاديوس Arcadius، يطلب إليها العودة إلى القسطنطينية لتتزوج من الرجل الشريف الذي خُطبت له. كتبت يوفراسيا إلى الإمبراطور ترجوه أن يسمح لها بالاستمرار في حياة الرهبنة، وتطلب إليه أن يقوم بتوزيع أملاكها على الفقراء، وأن يطلق سراح كل عبيدها، فنفذ لها الإمبراطور كل رغباتها. صراعها مع أفكار الكبرياء أصابتها أفكار الكبرياء واشتهت أن تعرف المزيد عن العالم الذي تركته، ولما اعترفت بأفكارها للأم الرئيسة أمرتها بتنفيذ بعض المهام الشاقة والمتواضعة لكي تقاوم أفكارها الشريرة. ففي إحدى المرات أمرتها الرئيسة أن تنقل كومة كبيرة من الحجارة من مكان إلى آخر، ولما أنهت العمل أخذت الأم تأمرها بإعادتها إلى مكانها مرة أخرى، وتكرر ذلك ثلاثين مرة. في كل ما كانت تأمرها به كانت يوفراسيا تطيع بخضوع وفرح، وكانت تنظف قلالي الراهبات وتحمل الماء إلى المطبخ وتكسر الحطب وتخبز وتعد الطعام للدير. ومع أن الراهبة التي كانت مسئولة عن هذه الأعمال كان يُسمَح لها بعدم حضور الصلوات المسائية، إلا أن يوفراسيا لم تتغيب يوماً عن مكانها في الكنيسة، وعلى الرغم من هذا المجهود وهي في سن العشرين كانت أطول وأقوى وأجمل من بقية الراهبات. تميّزها بالوداعة كانت تتميز بالوداعة وكثرة الاحتمال. مرة سألتها خادمة في المطبخ عن سبب صومها أحياناً لمدة أسبوع كامل، وهو ما لم تكن تفعله سوى الأم الرئيسة فقط، واتهمتها أنها تفعل ذلك سعياً وراء الكرامة والشهرة، فما كان من القديسة إلا أن سقطت عند قدميها طالبة منها الصلاة لأجلها. وحين رقدت القديسة على فراش الموت، أخذت جوليا Julia، أختها الحبيبة التي شاركتها في قلايتها، تتضرع إلى يوفراسيا أن تطلب لأجلها أن ترافقها إلى السماء كما كانت رفيقتها على الأرض، وفعلاً تنيّحت جوليا بعد يوفراسيا بثلاثة أيام. وظلت الأم الرئيسة التي كانت قد استقبلت يوفراسيا يوم دخولها الدير حزينة لمدة شهر على نياحة اثنتين من بناتها الحبيبات، وصَلَّت أن تشاركهما في نصيبهما. وفي اليوم التالي رافقتهما إلى الحياة الأبدية، وكانت نياحتهن سنة 420م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوفراسيا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 309 استشهدت في نيقوميديا Nicomedia، أثناء حكم الإمبراطور ماكسيميان Maximian وذلك سنة 309م. إذ حُكِم عليها بالتعذيب صممت أن تحافظ على بتوليتها والتمتع بإكليل الاستشهاد. <a href=”../../saints”>موسوعة قنشرين للآباء والقديسين </a> ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسيفوس القديس | الولادة: – الوفاة: – يوجد أكثر من شهيد وقديس يحملون اسم يوسيفوس: 1. يوسيفوس الراهب الذي عاش في مصر حوالي منتصف القرن الرابع الميلادي، وكان من تلاميذ القديس أنطونيوس. تُعيِّد له الكنيسة الغربية في 17 يونيو. 2 .يوسيفوس المتوحد الذي من رايثو Raithu قرب البحر الأحمر، حيث عاش سنوات طويلة، وتنيّح قبل مذبحة الأعراب Saracens سنة 373م. 3. يوسيفوس الكاهن الشهيد أحد الستة عشر كاهناً الذين استشهدوا في بلاد فارس مع الأسقفين أبداس Abdas وعبد يسوع Ebedjesus على يد سابور الثاني Sapor II وذلك سنة 375م. 4. يوسيفوس الشهيد، كان كاهناً في بلاد فارس واستشهد مع أسيبسيماس Acepsimas الأسقف وأيتيلاهاس Aitilahas الشماس. قُبِض عليهم سنة 376م، وبعد تعذيب كثير على فترات طويلة رُجِموا حتى الموت سنة 380م، وكان عمر يوسيفوس وقتها حوالي خمسة وسبعون عاماً. 5. يوسيفوس الشهيد الذي استشهد سنة 343م في بلاد فارس مع معلمه الأسقف نيرسس Nyrsas، وتذكره الكنيسة الغربية في العشرين من شهر نوفمبر. 6. يوسيفوس المصري المتوحد، عاش قرب نهاية القرن الرابع الميلادي، ويذكر كاسيان أحاديثه في الكتابين السادس عشر والسابع عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسيغنيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 362 استشهد في إنطاكية أثناء حكم يوليانوس Julian الجاحد، وذلك في 5 أغسطس من سنة 362م. كان أصلاً من الجنود المتميزين أثناء حكم قسطنطيوس Constantius والد قسطنطين الكبير Constantine the Great. اشتهر يوسيغنيوس في إنطاكية إذ قد بلغ المائة وعشر سنوات حين وصل يوليانوس إلى المدينة. قُبِض عليه ضمن المجموعة الأولى الذين رفضوا التبخير للأوثان، ووبخ الإمبراطور لجحده الإيمان، وبعد ذلك قُطِعت رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف قس أسكالون | الولادة: – الوفاة: – كان هذا الأب قساً على مدينة أسكالون، وهي من أقدم المدن في العالم، كان بها هيكل آلهة الجمال عند الإغريق. وكانت موطناً لهيرودس الكبير، وقد خُربت تماماً في عام 1270م. كانت هذه المدينة مملوءة فساداً، وكان يجاهد بكل قلبه لكي يختبر سكان المدينة حياة العفة والطهارة. روى لهم الكثير من القصص عن حياة الطهارة، نذكر منها القصة التالية: اقترض أحد التجار من أصدقائه مالاً ليتاجر به، وفي رحلته البحرية هبت عاصفة قوية ففقد كل بضاعته ونجا بنفسه. إذ رجع إلي المدينة أمسكه الدائنون وطالبوه بتسديد الدين، وإذ لم يكن لديه ما يسدد به الديون استولوا علي بيته وألقوه في السجن، وكان يشكر اللَّه على الضيقة التي حلت به. صارت زوجته تتسول، وإذ أراد عدو الخير أن يجربهما بثّ في أحد أغنياء المدينة روح الشهوة نحو الزوجة، فطلب منها أن يمارس معها الخطية علي أن يوفي لها جزءاً كبيراً من الديون. إذ سمعت الزوجة ذلك هربت للحال، وذهبت إلي زوجها في السجن. رآها الزوج حزينة ومنكسرة النفس فظن أنها مرة النفس بسبب ما حلّ بهما. أما هي فأخبرته بأنها تقبل كل ضيقة بشكر من يد اللَّه، لكن ما أحزنها هو محاولة أحد الأغنياء أن يغويها على الخطية. جلسا سوياً يتعزيان بكلام اللَّه وودعا بعضهما البعض. قال لها الزوج: “لي رجاء في إلهنا أنه لن يهملنا أو يتركنا أبداً”. والعجيب أن أحد المسجونين تقدم إلى هذا التاجر السجين وقال له: “لقد سمعت ما قالته لك زوجتك”. وأظهر كيف أنه تأثر جداً بتقديرها لحياة الطهارة مهما يكن الثمن. ثم أخبره كيف تأثر بما لمسه من تعزياتهما بكلمة اللَّه وصلاتهما معاً، لذا قرر حياة التوبة والرجوع إلى اللَّه قبل مغادرة هذا العالم. أكمل السجين حديثه وقال له أنه يعلم أنه بعد أيام قليلة سيُحكم عليه بالموت، فطلب منه أن يخبر زوجته بأنه قد دفن جزءاً من ثروته في مكان معين ورجاه أن تنقب الموضع وتدفع خمسين ديناراً لشخص كان قد سرقه منه وأن تسدد بالباقي ما عليهما ليخرج من السجن ويصلّيا من أجله. علق الأب يوسف علي هذه القصة مظهراً بركة الطهارة والتمسك بوعود اللَّه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف حبيب الشماس | الولادة: – الوفاة: – تكريسه تعلم بمدرسة الأقباط بالأزبكية، ودرس اللغة القبطية على يد الأستاذ الراحل يسى عبد المسيح، كما تعلم الألحان على يد المعلم ميخائيل البتانوني، وسامه الأنبا صرابامون مطران الخرطوم شماساً سنة 1923م. عرفته الإسكندرية في بداية شبابه خادماً وشماساً في كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك، وكان بحسب السن يكبر جيل الخدام الذي كان المتنيّح القمص بيشوي كامل أميناً لخدمته في هذه الكنيسة، ولكن روحه الشابة كانت قريبة من هؤلاء الشبان المملوءين من الغيرة الروحية فكان ملتصقاً بهم في كل نواحي الخدمة. وعندما سيم القمص بيشوي كامل في 2 ديسمبر سنة 1959 للكهنوت كان المقدس يوسف يعمل رئيس قلم في مديرية المرور بالإسكندرية، وكان منظر رسامة أبونا بيشوي أمامه نقطة تحول أساسية في حياته إذ غار غيرة مقدسة وقال في نفسه: “الشبان الصغار يقبلون على التكريس ويبذلون شبابهم محبة في المسيح، وأنت متكاسل ومتهاون إلى هذا الحد؟” وبعد صلاة القداس وإتمام السيامة ذهب يوسف إلى عمله، وفي ذات اليوم قدم استقالته من العمل مكرساً ذاته ووقته وجهده لعمل أفضل. خدمته ما أن عاد أبونا بيشوي من دير السريان بعد إتمام الأربعين يوماً التي يقضيها الكاهن بعد رسامته حتى وجد المقدس يوسف مجنداً للخدمة في الكنيسة الجديدة التي على اسم الشهيد مار جرجس بإسبورتنج ليلاً ونهاراً. لقد وضع على عاتقه، بدون تكليف من أحدٍ، أن يسند أبانا في بداية خدمته إذ لم يكن للكنيسة الجديدة شمامسة ولا مرتل ولا خدام، وكان رجلاً كنسياً من طرازٍ نادرٍ يحفظ جميع ألحان الكنيسة بإتقانٍ، ويقولها بروح الصلاة بصوت مؤثر للغاية. وهكذا صار المقدس يوسف معلماً للأولاد يسقيهم روح الآباء، وينشئهم على حب الكنيسة والألحان، إلى أن أصبح للكنيسة مرتل وخورس جميل من الشمامسة واستقرت أمورها، فتوارى في تواضع وإنكار للذات، واتجه بكل كيانه وجهده إلى مجال جديد لإحياء التراث. كان المقدس يوسف في هذه الفترة شغوفاً بسير القديسين وبالأكثر الذين لم تُنشر سيرهم العطرة، فابتدأ يسافر إلى الأديرة يبحث في كنوزها عن كل ما هو مخفي فيها فأخرج إلى النور عشرات السير والقصص النادرة. وعمل لنفسه اشتراكاً في القطار ويذهب إلى القاهرة مرتين في الأسبوع يفتش في المكتبات وبالأخص المتحف القبطي ومكتبة البطريركية ودار الكتب، يترجم ويحقق سير الآباء القديسين وأقوالهم ثم يعود ليضعها في كتيبات صغيرة نافعة للخدمة ولبنيان النفوس. وكان في زهده الشديد يصرف كل معاشه في هذه الأمور بفرحٍ، ولم يكن يقتصد لنفسه شيئاً، ولم تعد إليه الكتب الكثيرة التي طبعها بشيء من المال بل عاش فقيراً لا يملك شيئاً مطلقاً، زاهداً وناسكاً في مظهره وفي أكله وشربه وملبسه ويعيش على الكفاف إلى يوم نياحته. مع إقامة كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية بالإسكندرية في بداية الستينات شعر المقدس بالمسئولية ملقاة على كاهله. فبلا تردد سلم نفسه للخدمة: كل القداسات والعشيات يقوم مقام المرتل والشماس بروح مثابرة وتفانٍ وإنكار للذات. حدث مرة أثناء رفع بخور باكر والكنيسة في بدايتها لم تكن حتى كتب القراءة مكتملة فيها فلم يجدوا الكتاب المقدس لقراءة إنجيل باكر باللغة العربية، فببساطة شديدة أمسك القطمارس القبطي وأخرج فصل اليوم ووقف يقرأ الإنجيل على الشعب وهو يقوم بترجمة فورية من القبطية إلى العربية. هكذا كان يجيد القبطية بلهجتيها الصعيدية والبحيرية ويتكلمها بطلاقة، وكم ترجم من مخطوطات وأخرج من كنوزها. حياته كان المقدس يوسف يسكن بمفرده يخدم نفسه، وكان يقول دائماً: “أمنيتي من المسيح أن أمشي على قدميَّ إلى يوم وفاتي، لا أريد أن أرقد وأُتعِب أحداً أو أن أحداً يخدمني، مجرد أن أمشي على قدميَّ هذه نعمة عظمى”. وقد حقق له الرب أمنيته إذ لم يرقد في مرض اضطره لخدمة الناس، فضمه الرب إليه وأراحه من أتعاب العالم بسلام. كان منهجه هو الرفض الكامل القاطع للمكافأة الأرضية سواء كان مديحاً من الناس أو مركزاً أو اسماً أو درجة أو مالاً أو سلطاناً، وهكذا عاش هذا الشماس الزاهد في وسطنا بحقٍ إلى آخر يوم في غربته على الأرض. حكمته كان مسلكه نحو القضايا العامة والمشكلات الكنسية يعبر بصدق عن تواضع حقيقي، فكان يعتبر نفسه صغيراً عن الخوض في هذه الأمور التي هي من شأن الكبار. هكذا كان يقول للمتّصلين به، فلا يذكر أحد من الذين عرفوه أنه اشترك ولو مرة في مناقشة أو جدل حول موضوع أو شخص من قيادات الكنيسة وآبائها، بل كان يلوذ بالصمت دائماً. وقد قال مرة لأحد الآباء في وقت كثر فيه الكلام والجدل والتحيّزات: “السبب الجوهري لصمت القديس أرسانيوس الحكيم أنه كانت تجتاح الكنيسة في ذلك الوقت موجات عاتية من الجدل حول أوريجينوس، فالبعض يؤيده ويدافع عنه بحماس وقوة، وآخرون وقفوا ضده وضد مسلكه وكانوا يعتبرونه محروماً ومقطوعاً من شركة الكنيسة، ولم يرد القديس أرسانيوس أن يدخل في هذه الدوامة من الجدل غير المفيد، فلم يستقبل أحداً من الناس ولم يتكلم مع أحدٍ وظفر بالصمت، وحوَّل الصمت إلى صلاة وحياة مع اللَّه، وأحب الناس جميعاً بالبعد عن الناس”. وهكذا اقتدى بأسلوب أرسانيوس الروحي في السمو فوق الأحداث والحب لجميع الناس بلا جدل أو تحزب. شركته مع القديسين لعل من أجمل سماته بعد حبه للصلاة والتسبيح للَّه بلا ملل، شركته الحية مع القديسين. أذكر أنني في حوالي عام 1957م إذ كنت ذاهباً إلى كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك كعادتي كان واقفاً مع بعض الأحباء فأسرع إليّ وقال لي: “أراك مضطرباً على غير العادة ماذا حدث؟” قلت له: “إني في مشكلة كبيرة لا أعرف لها حلاً”. لم يسأل ما هي المشكلة، بل قال لي: “تعال”. وذهب بي إلى منزله بجوار الكنيسة، ولم يكن يسمح لأحدٍ بزيارة منزله. دخلت فوجدت شقته مزينة كل حوائطها بأعداد ضخمة من صور القديسين. هناك أمسك بكتاب الأبصلمودية وبدأ يسبح اللَّه ويطلب شفاعات القديسين. ثم قال لي: “لا تخف فإن القديسين يحوّطون بك”. وبالفعل عُدنا معاً إلى الكنيسة وفي الصباح جاء حل المشكلة من حيث لا أدري، وفوق ما يتخيل فكري! نياحته بعد أن خدم كنيسته وأثرى مكتبتها بالكتب المفيدة انضم إلى كنيسة الأبكار عن عمر يناهز 72 عاماً، وذلك في يوم 12 سبتمبر سنة 1981م. كتاباته حوالي المائتين كتاباً وكتيباً، خاصة في تاريخ الكنيسة وسير القديسين وكتاباتهم وتحقيق بعض المخطوطات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الفلسطيني القديس | الولادة: – الوفاة: 356 عماد هليل بعد خراب أورشليم اختار اليهود أحد رؤسائهم ولقبوه بطريركاً (أباً). أشهر من حمل هذا اللقب هو الحاخام هليلِ Hillel الذي كان معلماً ومرشداً في مدرسة التوراة في طيباريوس Tiberias. وحدث قبل وفاة هليل بأيامٍ قليلةٍ أن استدعى أسقفاً مسيحياً، فذهب إليه متخفيًا في زي طبيب وطلب توفير حوض ماء، كما لو كان لسبب طبي، وعمده فيه ثم ناوله من الأسرار، وبعد ذلك بقليلٍ توفي هليل. إيمان يوسف مساعد هليل وكان يوسف أحد المساعدين المقربين لهليل، وكان شاهداً على هذا التحوّل السري، ولكونه محل ثقة هليل تولّى رعاية ابنه يهوذا وتربيته. تأثر يوسف جداً من بعض الكتابات المسيحية التي قرأها، فانجذب تجاهها من وقت إلى آخر، كما تأثر من ثبات فتاة مسيحية أمام المحاولات الشهوانية للفتى يهوذا بن هليل الذي لم ينجح في إغوائها حتى باستخدام السحر. في إحدى الليالي رأى السيد المسيح في حلم وسمعه يقول: “أنا يسوع الذي صلبه آباؤك. آمن بي”. مرة أخرى تأثر جداً حينما أخرج مسيحي شيطاناً سراً باسم السيد المسيح. وبالرغم من اقتناعه بالمسيحية إلا أنه لم يتَّخذ خطوة إيجابية، بل سمح لنفسه أن يصبح حاكماً في المجمع اليهودي في طرسوس. اضطهاده أثارت بعض تصرفاته الشكوك لدى اليهود، حتى رأوه في يوم من الأيام يقرأ الإنجيل فضربوه وألقوه في نهر سيدناس Cydnus، وفي تحمله للاضطهاد انفتح قلبه للنعمة وتعمد. منحه قسطنطين الكبير رتبة Comes وأعطاه السلطان أن يبني الكنائس في الجليل وفي المدن اليهودية الأخرى، حتى تضايق منه اليهود وأقاموا مكايد كثيرة ليمنعوه من هذا العمل ولكنها باءت بالفشل. لكن كان على يوسف أن يترك طيباريوس ويعيش في بيشان Bethsan، وفي سنة 355م استقر في سانت أوسيبياسSt. Eusebius في فرسيلي Vercelli حيث نفاه الأريوسيون. وقد التقى في نفيه بالقديس أبيفانيوس الذي كتب سيرته من فمه مباشرة. وكان يوسف يبلغ في ذلك الوقت السبعين، وتوفي بعد ذلك مباشرة حوالي سنة 356م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الطيبي الأب | الولادة: – الوفاة: – قال الأب يوسف الطيبي: ثلاثة أمور مكرمة في عيني الرب: الأول عندما يمرض الإنسان فتأتيه التجارب ويقبلها بشكر. والثاني عندما يتمم الإنسان أعماله كلها أمام الرب بدون أي أمر بشري. والثالث عندما يعيش المرء في طاعة أبيه الروحي، ويرفض كل مشيئة ذاتية. هذا له إكليل خاص ينتظره. أمّا أنا، فقد اخترت المرض. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الزير البرماوي الراهب | الولادة: – الوفاة: – عاش في عصر الدولة العثمانية وكان خادماً بكنيسة مار جرجس ببرما، ويتضح من كتاباته أنه عاصر البابا يوأنس الخامس عشر وخليفته المباشر البابا متاؤس الثالث عشر. كل ما نعرفه عنه إلى جانب كهنوته أنه كان يجيد اللغة القبطية، كما كان فصيحاً ومتقدماً في اللغة العربية، وكان كاتباً للأمير غطاس. وقد وضع بعض كتاباته في بيته الخاص وبعضها في دار الأمير. من الكتب المتبقية عنه: 1. مخطوطة محفوظة بالمتحف القبطي رقم 312 مكتوبة بالقبطية والعربية والتركية. 2. مخطوطة أخرى محفوظة في الكنيسة في برما. 3. كتاب خاص باللقان. وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 281. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الرامي القديس | الولادة: – الوفاة: – كره الإنجيليون الأربعة، وعلمنا منهم أنه كان تلميذاً للسيد المسيح ولكن سراً، وذلك خوفاً من اليهود. كان رجلاً باراً وعادلاً، فإذ كان عضواً في مجلس السنهدرين لم يقبل أن يشترك في إصدار الحكم على السيد المسيح، لأنه كان يبحث عن ملكوت اللَّه، ويبدو أن المناظر التي عاينها وهو بجوار الصليب أعطته الشجاعة فذهب إلى بيلاطس وطلب جسد المسيح، وعندما أخذ الموافقة على ذلك اشترى كتاناً نقياً ولف به جسد المسيح، ودفنه في قبر منحوت في الصخر لم يُدفَن فيه أحد من قبل. تذكر عنه بعض الروايات الغير مؤكدة أنه بينما كان فيلبس الرسول يكرز بالإنجيل في بلاد الغال كان معه القديس يوسف الرامي يصاحبه كتلميذ مخلص له، وأرسل فيلبس إلى إنجلترا 12 من الإكليروس ليكرزوا هناك تحت رعاية يوسف الرامي. لم يؤمن ملك إنجلترا بكرازتهم بالمسيحية، لكنه وهبهم جزيرة ينيسويترين Yniswitrin والتي سميت فيما بعد جلاستونبري Glastonbury، وقد بنيت كنيسة هناك حيث دفن فيها القديس يوسف الرامي فيما بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الإسقيطي الأب | الولادة: – الوفاة: – ذهب إلى الإسقيط وهو طفل صغير جداً مع والده، وصار راهباً وهو شاب صغير، لكن عدو الخير حاربه بالشهوة. إذ اشتدت عليه الحرب طلب من أبيه أن يترك البرية ويذهب إلى العالم، فكان أبوه يهدئه ويبعث فيه روح الرجاء. اشتد عليه القتال جداً فذهب إلي أبيه، وقال له: “يا أبي لست قادراً أن أقيم ههنا، دعني أمضي”. وإذ عرف أبوه أنها حرب من الشيطان قال له: “أطعني يا ابني هذه المرة فقط. خذ معك ثمانين خبزة ومن السعف ما يكفيك أربعين يوماً وأمضِ إلى البرية الداخلية، وأقم هناك حتى يفرغ خبزك وعملك، ولتكن مشيئة اللَّه”. أطاع الشاب والده، وكان الأب يسنده بصلواته وصراخه إلى اللَّه. وبعد عشرين يوماً ظهر عدو الخير للشاب في شكل امرأة وقال له: “أنا الذي أزرع في قلوب الناس الأفكار الشريرة وأجعلهم يشتهون… لكن اللَّه لم يتركني أخدعك وأسقطك في الهلاك”. فشكر الشاب اللَّه وعاد إلى أبيه فرحاً يقول له: “لست أريد أن أمضي إلى العالم يا أبي فقد رأيت العدو وتأففت من رائحته”. هكذا بالطاعة مع الصوم والصلاة غلب عدو الخير وتهللت نفسه بالطهارة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الأب المعاصر للأنبا أنطونيوس | الولادة: – الوفاة: – من مشاهير شيوخ البرية في القرن الرابع، كل ما نعرفه عنه أنه ذهب في صحبة اثنين من المتوحدين الشيوخ لزيارة القديس أنبا أنطونيوس. أراد القديس أن يمتحنهم فسألهم عن بعض الأمور التي وردت في الكتاب المقدس. وإذ أجاب الأول والثاني قال لكل منهما أن الإجابة لم تكن كافية. أما الأب يوسف فقال بتواضعٍ: “أقول الحق يا أبي أني لا أعرف فإني عاجز عن ذلك تماماً”. عندئذ علق الأنبا أنطونيوس بقوله: “حسنا إن الأب يوسف وحده قد وجد الطريق، إذ يقول الرد الصحيح بأنه لا يعرف!” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الأب | الولادة: – الوفاة: – وُجد آباء كثيرون يحملون اسم “الأب يوسف” في سير الآباء الرهبان في القرنين الرابع والخامس، ولعله حدث خلط كبير بينهم في الأحداث أو الكلمات المنسوبة إليهم. من بين هؤلاء الآباء وُجدت الشخصيات التالية: 1. الأب يوسف من أنيفو (بنفو) الذي نحن بصدده. 2. الأب يوسف المعاصر للقديس أنبا أنطونيوس الكبير، قال عه القديس بالاديوس أنه ذهب مع زميلين من المتوحدين القدامى في الجبل، وكان يوسف وقتئذ شيخاً. 3. يوسف المعاصر للأب بيمن الذي تنيّح في منتصف القرن الخامس الميلادي، وكان الأب بيمن لا يتكلم في حضرة الأب يوسف تقديراً له. 4. الأب يوسف الطيبي. 5. الأب يوسف الذي ترهب بالإسقيط وهو صبي. الأب يوسف من أنيفو كان الأب يوسف رئيساً لقريته تميوس بمركز السنبلاوين، الآن مكانها طماي الأمديد، وكان ذا ثقافة عالية، يتحدث مع ضيوفه باليونانية دون حاجةٍ إلى مترجم. إذ ترهب عاش في قلايته في أنيفو أو خارجها، وهي مدينة هدمها زلزال، في موضعها الحالي مدينة المنزلة. استقبال الاخوة وإضافتهم صعد بعض الآباء مرة إليه الأب كي يسألوه عن طريقة استقبال الاخوة وإضافتهم، وهل ينبغي أن يخالطوهم ويكلموهم بحرية؟ وقبل أن يسألوه قال لتلميذه: “افهم ما أنا مزمع أن أعلّمه اليوم، واحتمله”. ثم وضع الأب وسادتين الواحدة عن يمينه والأخرى عن يساره، وقال: “اجلسوا”. أما هو فدخل إلى القلاية وارتدى لباس متسول، ولما خرج، اجتاز في وسطهم. ثم عاد ودخل إلى القلاية وارتدي لباسه الأول. فتعجب الجميع من عمله. فقال لهم: “أفهمتم ماذا فعلت؟” قالوا: “نعم”. قال: “هل تبدَّل فيّ شيء لما ارتديت لباساً حقيراً؟” قالوا: “كلا”. قال لهم: “إذاً ينبغي أن نعمل الشيء نفسه لدى استقبال الاخوة الغرباء. لأن الكتاب يقول: اعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله (مت21:22). لأجل ذلك عندما يحضر بعض الاخوة ليكن استقبالنا لهم بجرأة وفرح. لكن عندما نعود إلى وحدتنا نحتاج إلى النوح ليبقى معنا”. فلما سمعوا هذا الكلام تعجبوا، لأنه أجاب على ما جال في فكرهم قبل أن يسألوه، فمجّدوا اللَّه. كيف يمكنني أن أصير راهباً؟ قال الأب بيمن للأب يوسف: “قل لي كيف يمكنني أن أصير راهباً؟” قال له: “إذا أردت أن تجد راحة هنا وهناك، قل في كل شيء “من أنا؟، ولا تدن أحداً”. زاره الأب لوط وقال له: “يا أبتِ، على قدر طاقتي احتفظ بأفكاري نقية، فماذا بقى عليّ أن أعمل؟” فنهض الأب يوسف وبسط يديه نحو السماء، فصارت أصابعه كعشر شموع من نار، وقال له: “لا تستطيع أن تصير راهباً إن لم تصبح ناراً ملتهبة بالكلية”. حرب الشهوات سأله الأب بيمن: “ماذا أعمل عندما تدنو الشهوات مني؟ هل أقاومها؟ أم أتركها تدخل؟” قال له الشيخ: “اتركها تدخل ثم حاربها”. ثم عاد وأقام في الإسقيط. وحدث أن قدُم واحد من أهل طيبة إلى الإسقيط وقال للاخوة: “لقد سألت الأب يوسف قائلاً: هل أقاوم الشهوات متى دنت مني، أم أتركها تدخل؟ فقال لي: “لا تدعها تتسرب إليك البتة، إنما اقطعها للحال”. فلما سمع الأب بيمن أن الأب يوسف أجاب الأخ هكذا، نهض للحال ومضى إلى بنفو وقال له: “لقد وثقت بك يا أبتِ وسلمتك أفكاري. إلاّ أنك أجبتني بخلاف ما أجبت الأخ الذي من طيبة”. قال له الشيخ: “ألا تعلم أني أحبك؟” قال: “نعم”. قال له الشيخ: “في الواقع إذا دخلت إليك الشهوات وحاربتها تجعلك ذا خبرة أعمق. لقد كلمتك كنفسي. لكن يوجد أناس لا يوافقهم دنو الشهوات منهم وعليهم أن يقطعوها فوراً”. لما شارف الأب يوسف على الموت، كان هناك آباء كثيرون عنده، نظر إلى النافذة فرأى الشيطان جالساً هناك، فنادى تلميذه وقال له: “إليّ بالعصا، لأن هذا يظن أنني قد هُزمت ولم أعد قادراً عليه”. ولما أمسك عصاه، لاحظ الآباء أن الشيطان نزل من الشباك ككلبٍ واختفى. زاره القديس يوحنا كاسيان مع صديقه جرمانوس. وقد قدم لنا الكثير من أقواله في مناظراته مع الأب أولوجيوس. كان الأب أولوجيوس يحيا حياة صارمة التقشف في مدينة القسطنطينية حتى نال صيتاً وشهرة عظيمة. وإذ سمع عن الأب يوسف جاء ومعه بعض تلاميذه. رحب بهم الأب يوسف وأوصي تلميذه أن يصنع لهم طعاماً شهياً تليق بالضيوف. وإذ حان وقت الطعام تعجب أولوجيوس مما فعله الأب يوسف، وجلس على المائدة مطرق برأسه إلى أسفل ولم يرد أن يشارك الاخوة هذا الطعام الشهي. أما الأب يوسف فكان يأكل في صمتٍ. بقي هذا الحال لمدة ثلاثة أيام، وقد لاحظ الضيوف أن الأب يوسف متهلل الوجه، يشاركهم الطعام، ولم يسمعوه قط يصلي أو يرتل بالمزامير إذ كان يصنع هذا خفية دون أن يعلم به أحد. يبدو أن الاخوة خاب ظنهم وتركوا أنيفو آسفين أنهم وجدوا الأب يوسف علي غير ما سمعوه عنه تماماً. وقد سمح اللَّه لهم بأن يضلوا الطريق فاضطروا أن يعودوا إلى قلاية الأب يوسف. وكم كانت دهشتهم إذ سمعوه يسبح بالمزامير. توقفوا طويلاً حتى ينتهي من مزاميره فلم يتوقف قط. وإذ اضطروا أن يقرعوا الباب بعد طول انتظارهم قابلهم ببشاشة ومحبة عجيبة. كان أحدهم يشعر بعطش شديد فانطلق يشرب من الماء الذي في القلاية فلم يستطع لأنه كان مالحاً. ألح الأب أولوجيوس مستفسراً عن سبب تصرفه هذا، فصمت الأب يوسف. أخيرا تحت الإلحاح قال أنه يمكن للإنسان أن يكون متقشفاً جداً دون أن يُحمل زائريه متاعب تقشفه. من كلماته لا يجوز لأحدنا أن يعتمد على حكمه الخاص متجاهلاً رأي أخيه، وذلك إن أردنا التحفظ من خداع مكر الشيطان. يمكن إظهار الحب الذي يتكلم عنه الرسول قائلاً: “فإذاً حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولاسيَّما لأهل الإيمان” (غلا10:6). إننا نحب آباءنا بطريقة، وزوجاتنا بطريقة، وأولادنا بطريقة ثالثة. فهناك فارق شاسع بين مشاعر المودة وبعضها البعض. هكذا ربنا غيور جداً ألا نتجاهل تكدر الغير علينا، حتى إنه لا يقبل تقدمتنا متى كان أخونا لديه شيء ضدنا، بمعنى إنه لا يسمح لنا أن نقدم له صلواتنا ما لم يتم صلح سريع بنزع التكدر الذي في ذهن أخينا تجاهنا، سواء كان على حق أو باطلاً. باطلاً نلجم ألسنتنا إن كان صمتنا يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الصراخ. وبواسطة إيماءاتنا الكاذبة نجعل ذاك الذي نشفيه في حالة أكثر غضباً، بينما يمتدحنا الناس من أجل صمتنا… وبهذا يكون الإنسان أكثر إجراماً، لأنه يحاول أن يمجد نفسه على حساب سقوط أخيه… يمكن أن يوجد الاتفاق الحقيقي والوحدة غير المنحلة فقط بين الذين يحيون حياة نقية ومتشابهين في الصلاح والهدف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف الأب أخ الأب بيمن | الولادة: – الوفاة: – يذكر لنا القديس بالاديوس أن بيمن كان له ستة اخوة، من بينهم الأب يوسف. مرة سأله أخاه بيمن: “ما هي الطريقة السليمة للصوم؟” فأجابه أخوه أن لا يُشبع رغبته في الأكل ويأكل بقدرٍ كل يوم. عندئذ قال له الأب يوسف: “لما كنت صغيراً ألم تكن تصوم يومين وأحيانا أكثر؟” أجاب الأب بيمن: “نعم، لكن الآباء وجدوا في النهاية أن أفضل وسيلة آمنة لبلوغ الملكوت هو أن نسير باعتدال، فنصوم على قدر ما نستطيع، وبهذا يتركنا المجد الباطل”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف أبو دقن المنوفي | الولادة: – الوفاة: – من كبار الأراخنة في القرن السابع، وكان معاصراً للبابا مرقس السادس البطريرك المائة وواحد (1646-1656م). وهو قبطي من أهل الفضل والوجاهة وضع كتاب بعنوان: “التاريخ الحقيقي للقبط في ليبيا والنوبة والحبشة”، ضمنه تفصيلات عن حالة القبط الاجتماعية والروحية وعاداتهم، وقدم دفاعاً منطقياً عن عقيدتهم الأرثوذكسية. ثم قارن بعد ذلك بينهم وبين غيرهم من المسيحيين في مصر، أورد هذه المقارنة في أسلوب من الأدب واللياقة. وكتابه هذا موجود الآن بجامعة أوكسفورد بإنجلترا، وقد طُبِع وتُرجِم إلى اللاتينية سنة 1675م وإلى الإنجليزية سنة 1693م، ثم طُبِع في هولندا سنة 1740م. مما يؤسف له أن هذا الكتاب لم يجد من يبحث عنه ويعمل على نشره في بلاده وبين مواطنيه. وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف بارسابا الرسول | الولادة: – الوفاة: – بعد موت يهوذا الخائن، ألقى الرسل قرعة بين هذا القديس وبين متياس الرسول، ليختاروا أحدهما ليكون كارزاً معهم بالإنجيل. ومن حديث بطرس الرسول نتبين أن يوسف بارسابا كان أحد التلاميذ القريبين من السيد المسيح (أع21:1-22)، ومن المرجح أنه كان أحد الاثنين وسبعين رسولاً. بعد تفرق التلاميذ للكرازة كرز بالإنجيل في أماكن كثيرة وصنع معجزات عديدة، منها شربه السم دون أن يؤذيه حسب وعد السيد المسيح . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستينوس الفيلسوف الشهيد | الولادة: 100 الوفاة: 167 نشأته وُلد حوالي سنة 100م في فلافيا نيابوليس Flavia Neapolis باليهودية، وهي مدينة نابلس الحالية. كان أبوه برسكوس Priscos وجده باخويوس Baccheios وثنيين من أصل يوناني، وقد تربى في ظل الديانة الوثنية. ويروي بنفسه في كتابه “حوار مع تريفون” كيف انتقل من الفلسفة إلى المسيحية، وكان ذلك في مدينة أفسس في عهد هادريان. ثم طاف العالم على طريقة فلاسفة عصره مبشراً بإيمانه، وسكن في روما في عهد الإمبراطور أنتونان، حيث استشهد في زمن ولاية يونيوس رستكوس Junius Rusticus، أي فيما بين سنة 163 وسنة 167م. طلب المعرفة كان منذ حداثته يميل إلى التفكير العميق والبحث عن الله ومبدأ العالم. تتلمذ أولاً لأحد الفلاسفة الرواقيين أتباع الفيلسوف زينون، فلم تُشبِع تعاليمه عقله، فانصرف عنه وتبع فيلسوفاً آخر من جماعة الرواقيين المشائيين الذي أخذ يساومه على أجر تعليمه، الأمر الذي دفع يوستينوس إلى الازدراء به، ومازال يسعى في طلب المعرفة وإشباع عقله حتى اهتدى إلى أحد الفلاسفة الأفلاطونيين، فتعلّق به وأحبه. على أن هذه الفلسفات كلها مجتمعة لم تكن لتشبع عقل هذا الإنسان العجيب وقلبه. فلم يكن له عقل متفتح وحسب، لكن كانت له روح جائعة متعطشة للنور والحق. وما هو جدير بالذكر أنه وهو في وثنيته لم يكن متعصباً تعصباً أعمى لها، بل كان له العقل الذي يزن به الأمور، فقد كتب في دفاعه الثاني عن التأثر العميق الذي طبعه في نفسه رؤية الشهداء المسيحيين. قال: “في الوقت الذي كنت أستمتع فيه بمبادئ أفلاطون، وفي الوقت الذي كنت أستمع فيه إلى المصائب التي يكابدها المسيحيون، قلت لنفسي حيث أني رأيتهم لا يرهبون الموت حتى وسط الأخطار التي يعتبرها العالم مرعبة، فمن المستحيل أن يكونوا أناساً يعيشون في الشهوة والجرائم”. ولا شك أن مثل هذا القلب أهَّله لقبول دعوة الله. قصة إيمانه أما قصة إيمانه فهي قصة لقاء مع الله. فبينما كان يسعى وراء الوحدة حتى يتمكن من دون أن يرتبط بالأشياء الخارجية. وبينما كان مستغرقاً في تأملاته يسير على شاطئ البحر في بلده قابله شيخ مهيب يبدو على محياه الجاذبية والعذوبة، بدا كما لو كان فيلسوفاً وجد الراحة في فلسفته. حيّاه وأخذ يباحثه في شئون الفلسفة، وبيَّن له أن الفلسفة الأفلاطونية التي كان معجباً بها ناقصة، لا تأثير لها على حياته الأخلاقية. سأله يوستينوس في لهفة وتعجب: “أين إذن أجد الحق إذا لم أجده بين الفلاسفة؟” أجابه الشيخ: “قبل الفلاسفة بزمان طويل عاش في الأزمنة الغابرة رجال سعداء أبرار، هم رجال الله نطقوا بروحه وسُمّوا أنبياء. هؤلاء نَقَلوا إلى البشر ما سمعوه وما تعلموه من الروح القدس. كانوا يعبدون الله الخالق أب جميع الموجودات، وعبدوا ابنه يسوع المسيح. فأطلب أنت حتى تنفتح لك أبواب النور”. قال له الشيخ هذا الكلام وتوارى عنه، ولا شك أن هذا الطريق الذي أرشده إليه ذلك الشيخ بكلامه كان هو أمل يوستينوس منذ شبابه. والآن بعد أن استمع يوستينوس إلى الفلاسفة تحوَّل إلى الأنبياء، بل إلى ذاك الذي هو أعلى من أعظم الأنبياء علو السموات عن الأرض، الكلمة الأزلي الذي سيصبح يوستينوس منذ ذلك الوقت الشاهد الأمين له. انكبّ يوستينوس على قراءة تلك الكتب التي أرشده إليها ذلك الشيخ المجهول، فتوصّل إلى أن الفلسفة المسيحية هي الوحيدة التي استطاعت أن تُشبِع عقله، فآمن بالسيد المسيح واعتمد. وبدأ منذ ذلك الحين حياة الفيلسوف الحقة، كما يقول هو عن نفسه. وكان دائماً يعتبر أن الفلسفة الأفلاطونية هي بمثابة إعداد العالم الوثني لقبول المسيحية، وهكذا فإن يوستينوس كمسيحي لم يكف عن تقدير الفلسفة بل ظل بعد إيمانه يرتدي زي الفلسفة، ولم يفعل ذلك هروباً من أن يظهر كتلميذٍ للمسيح، فهو يقول عن نفسه: “لقد طرحت جانباً كل الرغبات البشرية الباطلة ومجدي الآن في أن أكون مسيحياً، ولا شيء أشتهيه أكثر من أواجه العالم كمسيحي”. كان سعيه الطويل الجاد بحثاً عن الحق سبباً في تقدير هذا الحق. الشهادة للحق الإلهي لقد جرّب النضالات الفكرية المعاصرة، وهكذا إذ عرف المرض والعلاج كان مستعداً بصورة فائقة أن يكون ذا رسالة فعالة، بل وأحد المعزين الحقيقيين الذين تعلموا من خبرتهم الخاصة في الألم كيف يعزي الآخرين. لم يَنسَ أو يتناسى – ولو إلى يومٍ واحدٍ – مسئوليته العميقة التي ترتكز على الشهادة للحق، وكان شعوره هذا على السواء بالنسبة لليهود والوثنيين والهراطقة. هكذا كرَّس يوستينوس ذاته لنشر الديانة المسيحية والدفاع عنها، فذهب إلى روما حيث فتح هناك مدرسة، وكان يتخذ الفلسفة وسيلة للتبشير بالمسيحية والدفاع عنها، وكان يعقد مقابلات متكررة مع اليهود والوثنيين حيثما التقى بهم وكذلك مع الهراطقة، وفي هذه المناقشات أظهر صبراً وثباتاً عجيبين. أعماله الدفاعية أهم أعماله التي قدمها للمسيحية في ذلك الوقت دفاعيه الأول والثاني وحواره مع تريفو Trypho اليهودي. لقد رفع دفاعه الأول (68 فصلاً) والثاني (25 فصلاً) إلى الإمبراطور أنطونيوس بيوس وأبنائه، ويرجح أنه كتبه سنة 147م إن لم يكن قبل ذلك. ودفاعه مليء بالشجاعة والكرامة والإنسانية. فقد كان اتجاهه في دفاعه هو عدم التوسل والخوف من القوة الغاشمة، ويقول في دفاعه موجهاً الكلام للإمبراطور أنطونيوس بيوس: “أنتم تُدعَون في كل مكان بيوس (تقياً)، حارس العدالة، صديق الحق، وستظهر أعمالكم إذا كنتم جديرين بهذه الألقاب. ولست أقصد من وراء ذلك أن أتملقكم أو أحصل منكم على إحسانٍ ما. إني ببساطة أسألكم أن تعاملوننا بقوانين العدالة المدققة المستنيرة وليس بمجرد الحدس أو تحت تأثير خرافة تصدقونها بقصد إدخال السرور على الناس، فإن هذا يدينكم”. وإذ كان مقتنعاً اقتناعاً صادقاً بعدالة قضيته، قدمها بسلطان باسم قانون العدالة الأزلي، الذي باسمها يستخدم العنف ضد المسيحيين! وكتابه حوار مع تريفو اليهودي (142 فصلاً) عبارة عن مناظرة مع يهودي معتدل طالب للمعرفة، التقى به في مدينة أفسس. وقد استغرقت هذه المناظرة يومين. ويلاحظ أن يوستينوس في دفاعه الذي قدمه يبدو كفيلسوف يحدث فلاسفة، أما في حواره مع تريفو فكمؤمن بالعهد القديم إلى ابن من أبناء إبراهيم. استشهاده استشهد يوستينوس في روما سنة 166م في عهد مرقس أوريليوس. وقد يكون السبب في استشهاده الهزيمة التي أوقعها بفيلسوف كاذب يدعى كريسنس Crescens علانية أمام الجمهور، وما لبث هذا الفيلسوف أن سعى به لدى السلطات، فقُدِّم يوستينوس إلى المحاكمة بتهمة المسيحية. وقُطِعت رأسه مع ستة أشخاص آخرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يوجد أكثر من شهيد يحمل اسم يوستينوس: 1. يوستينوس الذي استشهد مع شاريو Chario سنة 167م، وتذكره الكنيسة الغربية في أول يونيو. 2. يوستينوس الكاهن الذي استشهد في روما سنة 259م، وتذكره الكنيسة الغربية في 17 سبتمبر. 3. الشهيد يوستينوس بن سيمفوروسا Symphorosa، وتذكره الكنيسة الغربية في 27 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 258 إيمان يوستينا كان الشماس برائليوس من الذين ذهبوا إلى مدينة إنطاكية ليبشر أهلها الوثنيين، ويعظهم ويحدثهم عن السيد المسيح الإله المخلص، الذي أحب العالم كله حتى بذل نفسه على الصليب، وكان يحثّهم على ترك عبادة الأوثان التي لا منفعة لها، ويدعوهم إلي قبول الإيمان من أجل حياة أفضل في السماء. كان من بين الذين استمعوا إلى وعظه فتاه جميلة لم يزد عمرها عن ستة عشر عاماً وتدعى يوستينا. إذ اهتز قلبها لهذه الدعوة النقية آمنت بالرب يسوع وتعمدت، وكانت هي أيضاً سبب بركة لأسرتها وأهل بيتها، فعاشوا كما يحق لإنجيل المسيح. أغلاديوس يلجأ إلى السحرة عاشت يوستينا في حضن الكنيسة وكانت تنمو في النعمة وتزداد في الفضائل المقدسة، ثم نذرت بتوليتها للرب يسوع، وكانت لا تخرج من بيتها إلا للصلاة في الكنيسة كل أحدٍ. وفى أحد الأيام وأثناء ذهاب يوستينا إلي الكنيسة رآها شاب إنطاكي يدعي أغلايدوس فانبهر بجمالها وأحبها ورغبها زوجه له، وتقدم يطلبها من والدها. اتجه والدها إليها ليسألها عن رأيها ولكنها أجابت بالرفض لأنها نذرت نفسها للرب يسوع. عندما عرف أغلايدوس برفضها له حاول إقناعها مرة بالوعد ومرة بالتهديد ولكن دون فائدة. فكر الشاب في حيلة حتى تغير رأيها، فذهب إلى ساحرٍ أفريقي كان موجود بالمدينة اسمه كبريانوس وأخبره بما حدث معه، وعن رفض يوستينا له وكيف أنه متعلق بها. أجابه الساحر قائلاً: “ثق أن هذه الفتاه ستكون لك”. بدأ كبريانوس بالأعمال الشريرة ضد يوستينا العفيفة، ولكن لم يستطع الشيطان الاقتراب منها لأنها كانت دائمة الصلاة، وعندما كانت ترشم نفسها بعلامة الصليب كان الشيطان ينحل أمامها. فغضب كبريانوس من عجزه وقال: “إن لم تقدروا على تلك الفتاه فإنني سوف أترككم وأعبد إله تلك الفتاه لأنه يبدو أنه إله قوى”، فجاء إليها الشيطان بحيله أخرى في صورة إحدى العذارى تدعوها للزواج تنفيذاً لوصية الله: “أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض”، لكن يوستينا أدركت بالنعمة الإلهية أنها حيلة من إبليس فرشمته بعلامة الصليب فهرب من أمامها، أما هي فسكبت نفسها لتصلي. يوستينا وكبريانوس الساحر لم يهدأ بال الشياطين بل حاولوا مرة أخرى لإقناع الساحر كبريانوس لئلا يتركهم ويتبع إله القديسة، فظهر واحد منهم في شكل القديسة نفسها وبنفس زيَّها وذهبوا إليه ليبشروه بذلك الخبر. دخل الشيطان عليه فقام الساحر يرحب بها قائلاً: “مرحباً بسيدة النساء يوستينا”، فما أن نطق اسم القديسة يوستينا حتى انحل الشيطان وفاحت منه رائحة كريهة، فسقط الساحر وعلم أنها من حيل الشيطان، وآمن بالمسيحية وبالمسيح إله يوستينا، وقام وحرق كتب السحر. إيمان أوسابيوس كان للساحر صديق مسيحي يدعى أوسابيوس وكان يوبخه على أعماله الشريرة، فرجع إليه كبريانوس نادماً وراجياً أن يقبله في شركة معرفة الرب يسوع، ثم اخذوا يعلمونه أن يغلب الشياطين بقوه الصليب. وبعد ذلك ذهب لأسقف إنطاكية ليتعمد، وهو بدوره سلمه لكاهن اسمه كيكيليوس، لكي يرعاه ويدربه على الحياة المسيحية تأهباً للمعمودية. رهبنة يوستينا لما تعرفت يوستينا بذلك المسيحي الجديد وعرفت أنه الساحر كبريانوس أخذت تصلى من أجله ليقبل الرب توبته، وعندما اطمأنت إلى صدق توبته ونواله سرّ المعمودية، باعت كل ما تملك وتصدقت بها على المساكين، وودعت والديها وذهبت إلي أحد الأديرة لتحيا حياة الرهبنة. استشهاد يوستينا وكبريانوس بدأ الاضطهاد يزداد وأصدر الإمبراطور فالريان (253-260م) مرسوماً ملكياً بإعدام جميع الكهنة والأساقفة والشمامسة، وتجريد المسيحيين من كل شيء وينفوا، وإذا أصرّوا على مسيحيتهم تضرب أعناقهم بحد السيف. قبض الوالي على كبريانوس والقديسة يوستينا، فقالا أمامه: “نحن مسيحيان نؤمن بالرب يسوع إلهاً ولا نعرف آلهة غيره”. فغضب الوالي وأمر بنفي الأسقف ليعمل في المناجم وسجن القديسة. وبعد عام أحضروهما للوالي الجديد الذي حاول أن يثنيهما عن عزمهما ولكن بدون فائدة. فأمر بتعذيبهما مرة بالتمشيط وأخرى بوضعهما في خلقين من نحاس ممتلئين زفتاً وشمعاً مغلياً وتوقد النار تحتهما، ولكنهما لم يصابا بأية أذية، فكانا سبباً في إيمان الكثيرين. خاف الوالي أن تؤمن المدينة كلها بسببهما، فقطع رأسيهما بحد السيف ونالا إكليل الشهادة وذلك في 14 سبتمبر سنة 258م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستينا أو جوستينا العذراء والشهيدة | الولادة: – الوفاة: – آمنت هذه الشهيدة بالسيد المسيح على يد القديس بروسدوسيموس St. Prosdocimus أحد تلاميذ بطرس الرسول، والذي صار أول أسقف لمدينة بادوا Padua، واستشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور نيرون. نالت هذه القديسة إكليل الاستشهاد بقطع رقبتها بحد السيف، لتمسكها بالإيمان بالسيد المسيح. وبُنيت كنيسة على اسمها في بادوا في أوائل القرن السادس ووُضع فيها جسدها، وصارت مزاراً للكثيرين يأتون للتبرك منه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستوكيوم أو يوستوخيوم القديسة | الولادة: – الوفاة: 419 تلميذة مُفَضَّلة للقديس جيروم كانت هذه العذراء المكرسة إحدى بنات القديسة باولا St. Paula صديقة القديس جيروم. وفي سنة 385م رافقت أمها الأرملة لتعيش بجوار القديس في بيت لحم. ولمدة أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ظلت يوستوخيوم تلميذة مُفَضَّلة للقديس في الحياة الروحية وفي التعلم، فقد تعلمت اليونانية والعبرية وساعدته في أعماله الكتابية. نياحتها عند نياحة القديسة باولا سنة 404م، تَوَلَّت يوستوخيوم مسئولية جماعة المكرسات والأرامل في بيت لحم، وكانت هي الرئيسة المسئولة حين أغار على منزلهم جماعة من الغوغاء فنهبوا المنزل وأحرقوه، فلم تحتمل القديسة شدة الصدمة وتنيّحت بعدها مباشرة وذلك حوالي سنة 419م. وقد كتب القديس جيروم عن وفاتها المفاجئة. وتعتبر رسائل القديس جيروم المصدر الرئيسي لمعرفة سيرتها، كانت أطولها موجهة إليها حين كانت في السادسة عشر من عمرها، وتعتبر وثيقة في تاريخ المبادئ الرهبانية. يقول عنها أيضًا القديس جيروم أنها كانت امرأة ذات روح كبيرة في جسد ضعيف، ويسند الفضل في كتابة الكثير من تفسيرات الكتاب المقدس إلى تشجيعها له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستراتيوس وأوكسنتيوس ورفقاؤهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – أصبحت المسيحية راسخة في إقليم كبادوكية وما حولها في عهد دقلديانوس، حتى أن أرمينيا المتاخمة أصبح يحكمها ملك مسيحي. ولذا فقد رأى دقلديانوس أن يسند حكم كبادوكية وما حولها إلى حاكمين عُرِف عنهما الصرامة والقسوة ومقت المسيحية، وكان أحد هذين الحاكمين يدعى ليسياس. إيمان يوستراتيوس كان على رأس المُسَجِّلين في ديوان ليسياس Lysias رجل محنَّك يدعى يوستراتيوس Eustratius، من عائلة شريفة من أرمينيا، وقد غذّى وجدانه ما رآه من معجزات صاحبت تعذيب المعترفين. وكُلِّف ذات يوم أن يستدعي للمحكمة قسيساً يدعى أوكسنتيوس Auxintius كان قد اعترف اعترافاً حسناً أمام ليسياس. وفي أثناء المحاكمة أبدى يوستراتيوس إعجابه بالقس فأعلن هو أيضاً مسيحيته. عذاباته أمضى يوستراتيوس في وظيفته كسكرتير عسكري للوالي سبعة وعشرين سنة. جلب له اعترافه هذا التعذيب بالنار، فكان يبتسم للألم. وسأله الحاكم المغتاظ: “أتريد أن أفكر لك في شيء آخر بسيط يسليك؟” رحب يوستراتيوس بالاقتراح، فأمر الحاكم أن يؤتى بمحلول ملح مركز يضاف إليه خل وتحك مواضع حروقه بقطع من الفخار ثم يصب عليها من المحلول، لكن يوستراتيوس احتمل ذلك بهدوء. إيمان يوجينيوس وأورستوس كان أحد مرءوسيه ويدعى يوجينيوس Eugenius حاضراً، فلما رأى ثباته الرائع صاح هو الآخر: “أنا مسيحي ومصمم على مقاومة رغباتكم وأوامركم”. كما كان حاضراً جندي اسمه أورستوس Orestes آمن هو أيضاً واعترف نفس الاعتراف. بعد ذلك أجريت عليهم صنوف التعذيب الرهيبة دون جدوى. وأخيراً أعلن الحاكم أنه من العسير عقاب هؤلاء الناس لأن ذلك يقتضيه وقتاً طويلاً هو أحوج ما يكون إليه في تدبير شئون البلاد، فأمر بوضعهم في القيود الحديدية مع سواهم ممن سيستجوبون. بالليل سار الوالي في رحلة إلى مدينة نيكوبوليس Nicopolis وأصدر أوامره بأن يسير السجناء المسيحيون في أثره، ووضعت المسامير في أحذيتهم لتجعل السير شاقاً. وفي اليوم التالي مرت الرحلة بمكان يسمى أروراكا Arauraca، وكان هو موطن يوستراتيوس ويوجينيوس، وفي أثناء سيرهم انضم إليهم كثيرون. أخذ الوالي يحاول مع أوكسنتيوس الكاهن لعله يرجع عن ثباته، فأجابه: “سأقول لك في إيجاز: تشهد عليَّ عدالة السماء التي تسجل كل شيء أن تفكيري لن يتحول، وإنني أعرف إلهاً واحداً ولست أعرف سواه”، فأمر الوالي بقطع رأسه. حدث أن استدعى الوالي مسيحياً آخر يدعى مارداريوس Mardarius – وكان قد انضم إليهم مؤخراً – وخشي الرجل أن يسخر الوالي منه لأنه لم يكن مثقفاً، فتوسل إلى يوستراتيوس: “صلِّ عني واخبرني كيف أجيب على أسئلة هذا الذئب”. فأجابه يوستراتيوس: “لا تقل شيء يا أخي سوى: إني مسيحي، إنني خادم المسيح”. فعل الرجل حسب هذه النصيحة، فما كان من الذئب إلا أنه أمر بأن يُعَلَّق الرجل ورأسه إلى أسفل في حبل يخترق عقبيه، وأن توضع عليه قيود حديدية محماة، فمات وشفتيه ترددان الشكر لله، وسرعان ما لحق به يوستراتيوس ويوجينيوس. نُقِلت أجسادهم جميعاً بعد ذلك إلى روما، ودُفِنت بإكرام في كنيسة القديس أبوليناريس St. Apollinaris. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستاس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – قبوله الإيمان كان القديس يوستاس أو يوستاخيوس Eustachius قائداً عسكرياً رومانياً في جيش الإمبراطور تراجان وكان اسمه أولاً قبل المسيحية بلاسيداس Placidas. خرج في أحد الأيام ليصطاد فرأى غزالاً مقبلاً نحوه وبين قرنيه ظهرت صورة للسيد المسيح على الصليب وسمع صوتاً يدعوه باسمه. تأثر بلاسيداس من هذه الرؤيا وآمن بالمسيح وتعمَّد هو وأهل بيته، وغيّر اسمه إلى يوستاخيوس واسم زوجته إلى ثيؤبيستِس Theopistis وولديه إلى أغابيتوس Agapitus وثيؤبيستوسTheopistus. حدث بعد ذلك أن فقد يوستاس كل ثروته ثم صادفته بعض الظروف الصعبة التي فصلته عن عائلته. لكن أُستدعي لقيادة الجيش الإمبراطوري في ظروف حربية حرجة وكان النصر حليفه، وبتدبير إلهي تجمّع شمل الأسرة مرة أخرى. أقام الإمبراطور احتفالاً بمناسبة انتصاره، وطلب من يوستاس الذبح للأوثان ولكنه رفض، فاستشهد هو وأسرته بإلقائهم أحياء فوق نحاس محمَّى بالنار، ونالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوستاثيوس أو أوستاثيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 337 المعترف هو أسقف بيرويا Berrhoea في سوريا، ثم بعد ذلك أسقف إنطاكية من سنة 324 إلى سنة 331م، ويُلَقِّبه ثيؤدوروت Theodoret “الكبير”، إذ كان من أوائل وأشد خصوم الأريوسية، وتَمَيَّز بفصاحته وتعاليمه وفضائله. تكلم عنه أثناسيوس كرفيق عمل وجهاد، وأيضاً كرفيق ألم ومعاناة من أجل الإيمان المستقيم. كان يوستاثيوس من أهل صيدا Side في بمفيلية Pamphylia، ولا نعلم عن حياته الأولى شيء سوى أن أثناسيوس قد لقَّبه عدة مرات بـ “المعترف”، مما يدل على أنه قد عُذِّب من أجل الإيمان المسيحي أيام اضطهاد دقلديانوس. أقيم أسقفاً على بيرويا، وأثناء جلوسه اشتهر كرسي المدينة حتى أرسل إليه ألكسندروس بابا الإسكندرية صورة من رسالته التي كتبها لألكسندروس أسقف القسطنطينية حول موضوع أريوس وهرطقته. انتقاله من بيرويا إلى إنطاكية تاريخ انتقاله من بيرويا إلى إنطاكية غير مؤَكّد، إلا أن ثيؤدوروت يذكر أن هذا قد تم قبل مجمع نيقية وأنه جلس في المجمع كأسقف لإنطاكية، وأن ترشيحه لهذا الكرسي جاء بناء على رغبة الأساقفة والكهنة والشعب المؤمن في المدينة وضواحيها. قَبِل يوستاثيوس المسئولية الثقيلة بترددٍ، كما لو كان متوقعاً المشاكل التي ستأتي عليه بعد ذلك. في مجمع نيقية كان جلوس يوستاثيوس في أوائل الكراسي إن لم يكن أولها على الإطلاق. بعد عودته إلى إنطاكية عمل يوستاثيوس بكل قوته على محاربة البدعة الجديدة، فكان يعزل من الإكليروس كل من يشك في اعتناقه لها وبثبات يرفض إعادة المشكوك في توبتهم. كان ضمن من رفض استقبالهم من بين الإكليروس اسطفانوس Stephen وليونتيوس Leontius ويودوكسيوس Eudoxius (الذي خَلَفه على كرسي إنطاكية بعد عزله) وجرجس من لاودوكية George of Laodicea وثيؤدوسيوس من طرابلس Theodosius of Tripolis ويوستاثيوس من سبسطية Eustathius of Sebaste. بالإضافة إلى ذلك كان يتخذ كل فرصة سواء في كتاباته أو في عظاته ليعلن إيمان نيقية، ويوضح اتفاقه مع الكتاب المقدس. اضطراب العلاقة بين يوستاثيوس واليوسابيوسين ربما يرجع اضطراب العلاقة بين يوستاثيوس واليوسابيوسين two Eusebii إلى زمن مجمع نيقية، ففي هذا المجمع شعر يوسابيوس القيصري ويوستاثيوس أنهما متنافِسان في رأيهما اللاهوتي بالإضافة إلى التقَرُّب من الإمبراطور، فصعود أحدهما كان يعني هبوط الآخر. كان يوسابيوس يتميز بتفوق شخصي ورسمي على منافسه، كما أنه اعتمد على تأييد جيرانه الأساقفة وبالذات سميّه يوسابيوس النيقوميدي الذي كان هو الآخر يعاني من قوة يوستاثيوس وتأثيره. نفيه بمؤامرة من اليوسابيوسين استطاع الاثنان عقد مجمع مع أتباعِهما في إنطاكية دبَّرا فيه بعض شهود زور يتهمون فيه يوستاثيوس ببعض الجرائم، بالإضافة إلى اتهامه بالهرطقة وسوء استخدام سلطته، وحكما عليه بالعزل. أثار هذا القرار أهل إنطاكية الذين أحبوا أسقفهم وأَجَلّوه، فحملوا أسلحتهم دفاعاً عنه، وكان يقودهم في هذا بعض الرجال الرسميين ونواب الشعب، وشجعوا يوستاثيوس على رفض إطاعة هذا الحكم الظالم. نُقِلت إلى الإمبراطور قسطنطين أخبار اضطرابات إنطاكية مع تضخيم لدور يوستاثيوس فيها، وبدورهم عمل أعداء الأسقف على تسميم عقل الإمبراطور بأنه سمح بانتشار شائعات تَمُس هيلانة والدة الإمبراطور. تحدد مصير يوستاثيوس، فحمل أحد الولاة – يُعتَقَد أنه ستراتيجوس موسونيانوس Strategus Musonianus – أوامر الإمبراطور بتنفيذ قرارات المجمع، وقدم يوستاثيوس مَثَلاً في الخضوع للرئاسات، فترك إنطاكية بدون مقاومة مصحوباً بعدد كبير من الإكليروس. ويقال أنه نُفِي إلى فيلبي Philippi، حيث تنيّح هناك سنة 337م. ويقال أن تاريخ نفيه كان في نهاية سنة 330م أو أوائل 331م. أعيد جسده إلى إنطاكية بواسطة كالانديو Calandio أسقف المدينة في ذلك الوقت، وبسماح من الإمبراطور زينون Zeno حيث استقبله الشعب بكل تقدير وتكريم، وكان ذلك في سنة 482م. كتاباته تميز يوستاثيوس بكثرة كتاباته، وامتدحه الكثير من معاصريه بسبب عذوبة أسلوبه ولغته، بالإضافة إلى معرفته بالكتب المقدسة والوصول إلى المعاني السليمة. لم يصلنا من كتاباته الكثيرة إلا كتاب واحد فقط، فيه يهاجم رأي أوريجينوس أن العرَّافة قد استحضرت روح صموئيل النبي. بَقِيَت أجزاء متفرقة من بقية كتاباته، منها ثمانية كتب ضد الأريوسيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس ونِستابُس وزينون ونسطور الشهداء | الولادة: – الوفاة: 362 كان يوسابيوس ونِستابُس وزينون ثلاثة اخوة مسيحيين، اتُّهِموا بتحطيم معبد وثني في غزة Gaza، فسُجِنوا وجُلِدوا ثم استشهدوا في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد في سنة 362م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس من كريمونا القديس | الولادة: – الوفاة: 423 في رفقة القديس جيروم في شبابه زار يوسابيوس روما، وهناك تعرف على القديس جيروم وصارت بينهما صداقة، وحين عزم جيروم على زيارة الأراضي المقدسة أراد يوسابيوس مرافقته، وحين وصلا إلى إنطاكية انضمت إليهما الأرملة القديسة باولا Paula وابنتها القديسة يستوخيوم Eustochium ورافقاتهما في زيارتهما للأراضي المقدسة ومصر قبل أن يستقروا جميعاً في بيت لحم. في بيت لحم عزم القديس جيروم على بناء مقر للحجاج الفقراء الذين احتشدوا في المدينة، ومن أجل جمع التبرعات لهذا الغرض أرسل يوسابيوس وبولينيان Paulinian إلى دلماطيا Dalmatia أولاً، وبعد ذلك إلى إيطاليا حيث يبدو أنهما باعا أملاك القديس يوسابيوس في كريمونا وأملاك القديسة باولا في روما. في روما دخل يوسابيوس في مناقشة حادة مع روفينوس Rufinus كاهن أكويليا Aquileia، الذي كان متهماً بتحريف كتابات أوريجينوس أثناء الترجمة، ونشر عقائده المنحرفة. في عام 400م زار بلدته مرة أخرى ويقال أنه مكث في إيطاليا. وقد أهدى جيروم الكثير من كتاباته وتفاسيره إلى صديقه يوسابيوس، الذي يقال أن جسده دُفِن بجوار جسد جيروم في بيت لحم بعد نياحته سنة 423م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس الروماني القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش هذا القديس في روما في نهاية القرن الرابع الميلادي، ويُحكى عنه أنه كان كاهناً وكان مقاوماً للإمبراطور قسطنطين في تأييده للأريوسية، وكان يعضده في ذلك البطريرك فيلكس الثاني St. Felix II (الذي وردت سيرته في هذه السلسلة). كان يُقَدِّس الأسرار الإلهية في منزله بعد أن حَرّم الكنائس التي تعضد الأريوسية، فحُبِس في غرفة صغيرة في منزله، وتنيّح بعد ذلك بسبعة شهور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس البطريرك القديس | الولادة: – الوفاة: 310 كان يونانياً بالمولد وكان أبوه طبيباً، واختير بطريركاً لكرسي روما خلفاً للبطريرك مارسيلوس Marcellus. وقد حدث في زمن سلفه أن تعرضت كنيسة روما لاضطرابات شديدة بسبب الاختلاف في الرأي حول معالجة موضوع الذين أنكروا الإيمان في زمن الإمبراطور دقلديانوس ويريدون العودة إلى الكنيسة مرة أخرى. وكان يتزعم الحركة المناهضة للأسقف الروماني شخص يدعى هيراكليوس Heraclius الذي نادى بعودة هؤلاء التائبين إلى شركة الكنيسة مباشرة بدون أي عقاب. قد استمر هذا الجدل أيضاً في عهد البطريرك يوسابيوس واستمر معه الاضطراب والمرارة في كنيسة روما، مما جعل الإمبراطور ماكسينتيوس Maxentius ينفي كلا من البطريرك يوسابيوس وهيراكليوس من المدينة، نُفى البطريرك في جزيرة صقلية، حيث تنيّح مباشرة بعد وصوله سنة 310م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 395 هو شقيق كروماتيوس Chromatius أسقف أكويليا Aquileia، وكان مرتبطاً به بشدة. كان حاضراً معمودية روفينوس Rufinus، الذي يتكلم عن يوسابيوس معتبراً إيّاه أباه الروحي ومعلمه في العقيدة والإيمان المسيحي مع كونه شماساً فقط في ذلك الوقت. كان يوسابيوس من أوائل أصدقاء القديس جيروم، وقد أخذ منه بعض رسائله من صحراء سوريا. رُسِم أسقفاً، إلا أننا لا نعلم كرسيه بالتحديد. وقد تنيّح سنة 395م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس أسقف لاودكية | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف لاودوكية Laodicea في Syria Prima، وكان أصلاً من أهل الإسكندرية حيث رُسِم شماساً. وأثناء اضطهاد فالريان Valerian سنة 257م حين نُفِي البابا ديوناسيوس من الإسكندرية بقي يوسابيوس في المدينة يرعى المعترفين المحبوسين في سجون المدينة ويدفن أجساد الشهداء. وفي رسالة للبابا ديوناسيوس يذكر بكل إعزاز وتقدير للشماس يوسابيوس إخلاصه في الخدمة. حصار الإسكندرية بعد موت فالريان قامت ثورة شعبية في الإسكندرية سنة 262م، وحوصِر إيميليانوس Aemilianus زعيم المتمردين في الربع الحصين من المدينة والمسمى بروكيوم Bruchium بواسطة ثيؤدوتُس Theodotus القائد في جيش غالينوس Gallienus، حيث كاد يفنى ومن معه بسبب المجاعة. سعى يوسابيوس بمساعدة صديقه أناتوليوس Anatolius إلى تخفيف حدة الحصار، واستطاع الحصول على وعد من ثيؤدوتُس بالعفو عن كل من يستسلم من المُحَاصَرين، وبهذا نجا تقريباً كل الجمع المُحَاصَر بما فيهم عدد كبير من المسيحيين. وكان يوسابيوس يستقبل الهاربين ويمدهم بالطعام والدواء، معتنياً بالمرضى والمتضايقين منهم. مجمع إنطاكية سنة 264م حين اجتمع مجمع إنطاكية سنة 264م لمناقشة التهم ضد بولس الساموساطي، لم يستطع ديوناسيوس بطريرك الإسكندرية الحضور بسبب شيخوخته، فأرسل يوسابيوس مندوباً عنه. كان كرسي لاودكية شاغراً، واتفق أهل المدينة على إقامة يوسابيوس أسقفاً عليهم، وإذ كان على وشك الرفض قُبِض عليه وأُقيم أسقفاً بالقوة. وقد جلس على كرسي لاودكية بعده صديقه القديم أناتوليوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس أسقف قيصرية فلسطين | الولادة: 263 الوفاة: 340 يوسابيوس بمفيليوس Eusebius Pamphili يُعتبر يوسابيوس القيصري أب التاريخ الكنسي ومؤسس فكرة نشر أقوال الآباء وكتاباتهم. يُعتبر عمله “التاريخ الكنسي” أساساً قامت عليه مدرسة المؤرخين الكنسيين في العالم كله. وذلك بالرغم من اتجاهاته شبه الأريوسية، وبعض الأخطاء التاريخية. وُلد عام 263م في قيصرية فلسطين، حيث كانت مركزاً هامة للعلم والمعرفة. فقد أسس العلامة أوريجينوس مدرسته فيها بعد تركه الإسكندرية. واهتم بمفيليوس بتأسيس مكتبة تقوم على مؤلفات معلمه أوريجينوس الذي كان يكرمه جداً، ساعده في ذلك تلميذه يوسابيوس. وقد دعي نفسه يوسابيوس بمفيليوس باعتبار الأخير أباه الروحي. وفي عام 310م استشهد بمفيليوس في السنة السابعة من اضطهاد دقلديانوس. كتب يوسابيوس سيرة أبيه الروحي، أما هو فهرب إلى صور ومنها إلى طيبة في برية مصر. قُبض عليه هناك وسُجن. شبه آريوسي لم يكن يوسابيوس بالرجل اللاهوتي، لكنه دخل في الجدال الأريوسي، وقدم تنازلات كثيرة لكي يكسب الأريوسيين ومجاملة للإمبراطور قسطنطين، فحُسب شبه أريوسي. كان له دوره الفعّال في مجمع قيصرية المحلّي الذي أعلن أرثوذكسية عقيدة أريوس، وإن كان قد طلب من أريوس الخضوع لأسقفه. في عام 325م عُقد مجمع محلّي حُرم فيه يوسابيوس لرفض الصيغة الإيمانية المعارضة للأريوسية. وقع على قانون الإيمان النيقوي لإرضاء الإمبراطور. لكنه لم يستخدم في كتاباته عقيدة الهوموأوسيوس Homoousios، أي مساواة الآب والابن في الجوهر، وكان له دوره في مجمع صور سنة 335م الذي حرّم البابا أثناسيوس. المستشار اللاهوتي للإمبراطور كان معجباً بالإمبراطور قسطنطين كأول إمبراطور أسس السلام بين الكنيسة والإمبراطورية، وكان هو مستشار الإمبراطور اللاهوتي في التذكارين العشرين والثلاثين لتتويج الإمبراطور. ألقى كلمة مديح للإمبراطور؛ وعندما تنيّح قسطنطين قدم كلمة تأبين طويلة. وقد مات بعده بسنتين أو ثلاث سنوات عام 339 أو 340م. كتاباته 1. التاريخ The Chronicle كتبه حوالي عام 303م. يضم قسمين: الأول يسرد فيه أهم الأحداث التاريخية لدي الكلدانيين والآشوريين والعبرانيين والمصريين واليونانيين والرومانيين. والقسم الثاني عبارة عن جداول تاريخية للعالم ككل والتاريخ الخاص بالخلاص على وجه الخصوص مقسماً التاريخ إلى خمسة أقسام يبدأ من إبراهيم وينتهي في عام 303م. 2. التاريخ الكنسي The Ecclesiastical: وهو العمل الذي أعطاه شهرة خالدة. يتكون من عشر كتب، تمثل مجموعة غنية جداً من الوثائق ومقتطفات من الكتابات الخاصة بالكنيسة الأولى. لم يهدف يوسابيوس إلى تقديم تاريخ لنمو الكنيسة وإنما كان يهدف نحو إبراز الفكر المسيحي، وتحدى المؤمنين للألم والموت، وانتصار الحق على الباطل. 3. شهداء فلسطين، فيه قدم وصفاً لمن رآهم بنفسه من هؤلاء الشهداء. 4. حياة قسطنطين Vita Constantini: يعتبره موسى الجديد، ويشبهه بالشمس التي تشرق على الجميع بسخاء. يقول عنه “يخرج من قصره الملكي باكراً جداً في الفجر، ويشرق بنورٍ سماوي”. أُنتقد يوسابيوس لسبب مبالغته في مدح قسطنطين. هذا، وهو لم يقصد تقديم عرض تاريخي لأعماله كإمبراطور، وإنما اقتصر على دوره في حياة الكنيسة. 5. إلى جماعة القديسين Ad Coetum Sanctorum. هو عبارة عن كلمة موجهة من الإمبراطور قسطنطين إلى جماعة القديسين، تحمل دفاعًا عن المسيحية. اعتبرها البعض الكتاب الخامس من “حياة قسطنطين”. كان الإمبراطور يقضي الكثير من وقته في الكتابة والخطابة. في هذا العمل يتحدث عن الله الآب الخالق ويُفند الوثنية. ويتحدث عن عقيدة الصلب والفداء ، ونبوات الأنبياء عن شخص السيد المسيح ، كما ينسب الإمبراطور انتصاراته للسيد المسيح. 6. مديح قسطنطين Laudes Constantini. يضم كلمة المديح التي ألقاها يوسابيوس في البلاط في 25 يوليو سنة 335م بمناسبة مرور 30 عاماً على تتويج قسطنطين. والرسالة التي قدمها يوسابيوس إلى الإمبراطور بمناسبة تكريس كنيسة القبر المقدس عام 335م. 7. مقدمة تمهيدية عامة للإنجيل. تحوي مجموعة من النبوات المسيانية في العهد القديم مع تفسيرٍ مختصرٍ لها. 8. الإعداد للإنجيل. يضم 15 كتاباً تفند تعدد الآلهة. 9. برهان الإنجيل. يجيب فيه على الاتهام الموجه ضد المسيحيين بأنهم قبلوا اليهود لينسبوا لأنفسهم الوعود الإلهية لشعب الله، وفي نفس الوقت لم يلتزموا بالشريعة. 10. الثيؤفانيا (الاستعلان الإلهي). موضوعه هو استعلان الله في تجسد الكلمة اللوغوس. 11. ضد بروفيري Against Prophyry الذي هاجم الكتاب المقدس بعهديه. يضم 25 كتاباً فُقدت جميعها. 12. ضد هيروكلس Against Hierocles حاكم بثينية . Bithynia. 13. التفنيد والدفاع Reputation and Defence: يرد على اعتراضات الوثنيين على الإيمان المسيحي. 14. القوانين الإنجيلية. يضم تسعة قوائم تكشف عن الاصحاحات المشتركة بين الأناجيل، والقائمة العاشرة تحوي الأصحاحات التي ينفرد بها كل إنجيل. 15. المعجم الجغرافي. يضم قائمة مرتبة أبجدياً بالأماكن الواردة في الكتاب المقدس مع وصف جغرافي وتاريخي لكل مكان، ووصف لحالته في عصر يوسابيوس. 16. أسئلة ودراسات إنجيلية. 17. تفسير المزامير. نال شهرة واسعة بين دارسي الآباء بسبب درايته بالأبعاد النقدية في تفسيره. 18. تفسير إشعياء. يضم 15 كتاباً. 19. تعدد الزوجات وأسر البطاركة (إبراهيم واسحق ويعقوب) الكبرى. 20. عن الفصح. 21. ضد مارسيللوس Contra Marcellum أسقف أنقراAncyra . يحوي كتابين، الأول يرفض هجوم مارسيللوس على قادة الجانب الأريوسي خاصة استريوس السوفسطائي ويوسابيوس أسقف نيقوميدية. والثاني يتهم مارسيلليوس بأنه قبل فكر سابليوس وبولس السموسطائي. 22. اللاهوت الكنسي. فيه يظهر أنه يعتنق فكرة التدريجية subordinationism في الثالوث مع بعض الأفكار الأوريجانية. 23. العظات. 24. الرسائل. من كلماته بماذا ينير الشاب طريقه؟ هنا يعلمنا المرتل أن الشاب وهو مملوء بالدنس والنجاسة يحتاج إلى تطهير (واستنارة)، إذ يتساءل المرتل: “بماذا ينير الشاب طريقه؟” (مز9:119) جاءت الإجابة: بحفظه أقوالك!” أخفيت التعاليم الحرفية في قلبي، وأيضاً العلوم والمعارف المستترة، أما هذه الأحكام فأظهرتها للكل، حيث تدركها كل البشرية وتتفهمها، إذ يجب أن يظهر الكل أمام كرسي المسيح (2كو10:5). إننا في حاجة إلى عون وإلى مساندة إلهية لكي نحفظ الحق إلى الأبد، ولكي لا يتردد فمنا بين الحق والكذب. من كان عنده الحق يطلب أن يحفظ الوصايا أو السلوك، مادام يحفظ أحكام `DDG في ذاكرته وقت الضيق. أعرف تماماً أنني إن تطهرت من كل رأي خاطئ احفظ شريعتك دائماً وإلى الأبد دون عائق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس أسقف قيصرية بالكبادوك | الولادة: – الوفاة: 370 أسقف قيصرية بالكبادوك وهو الذي قام برسامة باسيليوس الكبير كاهناً. كان يوسابيوس غير مُعَمَّد عند اختياره أسقفاً سنة 362م، وعند وفاة ديانيوس Dianius انقسمت كنيسة قيصرية إلى قسمين، مثلما حدث مع القديس أمبروسيوس أسقف ميلان كان اختيار رجل علماني معروف من الجميع ومشهود له بالشخصية المستقيمة والرأي السديد الحل الأمثل للخروج من هذا الخلاف. رسامة يوسابيوس بالقوة لم يكن يوسابيوس يوافق بأي حال على هذه الكرامة التي اختير لها، فاستُخدِمت القوة العسكرية للتغلب على رفضه وإجبار الأساقفة على رسامته. بعد رسامته أُطلِق سراح هؤلاء الأساقفة الذين أعلنوا رفضهم لهذه الرسامة التي تمت بالقوة واعتبروا رسامة يوسابيوس لاغية. إلا أن مجمعاً عقده إغريغوريوس النزينزي وبخهم على موقفهم هذا، معتبراً أنه كان من الأكرم لهم المخاطرة بحياتهم برفضهم الرسامة يوسابيوس عن أن يخضعوا لإملاء الجمهور بسبب خوفهم على حياتهم. تثبتت رسامة يوسابيوس من قِبَل الإمبراطور يوليانوس Julian الذي أظهر خسارته لفقده أحد خدام الدولة الممتازين، وهكذا جلس يوسابيوس على كرسي الأسقفية ثمان سنوات حتى سنة 370م. افتقاده إلى المعرفة اللاهوتية فَرَض يوسابيوس احترامه على الجميع، مُثبِتاً جدارته في شغر كرسي الأسقفية، وكان مُفيداً للكنيسة في تلك الظروف. إلا أنه سرعان ما وجد نفسه في وسط تجربة شديدة، ذلك أنه مع كونه أسقفاً مستقيم الرأي والإيمان إلا أنه كان يفتقد المعرفة اللاهوتية وقوة الشخصية اللازمة لمواجهة الهرطقة التي ظهرت في الكنيسة. علاقته بالقديس باسيليوس من أوائل أعمال يوسابيوس الأسقفية رسامته باسيليوس كاهناً، وسرعان ما توترت العلاقة بين الاثنين في الغالب بسبب الغيرة من قوة معرفة باسيليوس وتأثيره على الشعب، وكان أسلوب يوسابيوس المُهين في التعامل مع باسيليوس سبباً في اعتكاف الأخير لمدة ثلاث سنوات في بنتس Pontus. إلا أنه لاحتياج يوسابيوس له لمقاومة هجوم الأريوسيين بقيادة فالنس Valens على كنيسة قيصرية، بالإضافة إلى نجاح وساطة غريغوريوس النزينزي مع صديقه القديم، عاد باسيليوس إلى قيصرية سنة 366م بعد أن تعلَّم كلاهما الحكمة من الماضي. فمن ناحيته التزم باسيليوس بتعليم الشعب دون التعرض لرئاسته الدينية، بينما قَنَع يوسابيوس برئاسته الرسمية وكرامته، فكان هو الذي يحكم بينما كان باسيليوس في الواقع هو الحاكم. وهكذا استمر الاثنان في انسجام وتوافق حتى نياحة يوسابيوس سنة 370م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس أسقف فيرسيللي القديس | الولادة: – الوفاة: 371 سيامته أسقفاً وُلِد بجزيرة سردينيا Sardinia، ويُقال أن والده قد تنيّح في القيود من أجل الإيمان، فأخذته أمه بعد ترملها مع أخته وهما بعد طفلين إلى روما، حيث تربى يوسابيوس ورُسِم قارئاً للإنجيل. استُدعِي يوسابيوس إلى فيرسيللي في بيدمونت Piedmont، وقد خدم تلك الكنيسة بكل أمانة حتى اختير بواسطة الكاهن والشعب ليدبر أمورها، فكان أول أسقف للمدينة. بين النظام الديري والكهنوت يقول القديس أمبروسيوس أن يوسابيوس هو أول من وحَّد بين النظام الديري والكهنوت في الغرب. فكان يحيا مع كهنته حياة الشركة وسط المجتمع. ورأى يوسابيوس أن أفضل وأقوى وسيلة للخدمة الفعالة ولتقديس الشعب هو الكاهن الذي يستطيع أن يؤثر بفضيلته وتقواه وغيرته، وقد نجح جداً في ذلك حتى أن الكنائس الأخرى طلبت تعاليمه ونظامه لتطبيقها. فتخرَّج من مدرسته العديد من الإكليروس الذين كانوا مصابيح مضيئة في كنيسة الله. وفي نفس الوقت كان حريصاً جداً على تعليم شعبه بنفسه مدفوعاً بقوة الحق الذي كان يعظ به. وبسبب بره ورقة مسلكه تشجع الكثير من الخطاة لكي يتوبوا ويغيروا مسلكهم وحياتهم. مجمع ميلان سنة 355م في سنة 354م استُدعِي للخدمة العامة بالكنيسة واستمر لمدة عشر سنوات شاهداً للإيمان المستقيم. ففي تلك السنة أوفد أسقف روما ليبريوس Liberius القديس يوسابيوس مع لوسيفر من كاجلياري Lucifer of Cagliari ليرجو الإمبراطور قسطنطيوس Constantius أن يعقد مجمعاً ليسعى في إنهاء الخلاف بين الكنيسة الجامعة والأريوسيين. وبالفعل وافق الإمبراطور وعقد المجمع في ميلان سنة 355م. وإذ رأى يوسابيوس أن القرارات سوف يفرضها الأريوسيون بقوتهم رغم أن عدد الأساقفة غير الأريوسيين كان أكبر رفض الذهاب إلى أن أجبره قسطنطيوس بنفسه. وحين طُلِب من الأساقفة التوقيع على قرار بحرم القديس أثناسيوس رفض يوسابيوس، وعِوَض ذلك أصر أن يوقع المجتمعون على قرارات مجمع نيقية معلنين قبولها قبل النظر في قضية أثناسيوس. استتبع ذلك الكثير من الضجة والاضطراب. استدعى الإمبراطور القديس يوسابيوس والقديس ديونيسيوس من ميلان St. Dionysius of Milan ولوسيفر من كاجلياري ليجبرهم على حرم أثناسيوس. أصروا على براءته وعدم إدانته دون الاستماع إليه، منادين بعدم استخدام القوة للتأثير على القرارات الكنسية. ثار الإمبراطور وهدد بقتلهم، ولكنه اكتفى بنفيهم. في المنفى أول مكان يُنفَى فيه يوسابيوس هو سكيثوبوليس Scythopolis (بيسان Beisan) في فلسطين، حيث كان باتروفيلُس Patrophilus الأسقف الأريوسي مسئولاً عنه. وقد تعزى بزيارات القديس إبيفانيوس Epiphanius وآخرين، بالإضافة إلى وصول مندوبين عن كنيسته في فيرسيللي بأموال لإعاشته، ولكنه تحمَّل الكثير من التعذيب على يد الأريوسيين. فقد جرّوه في الشوارع نصف عارٍ، ثم حبسوه في حجرة صغيرة وعذبوه لمدة أربعة أيام بكل صنوف الإزعاج، ومنعوا الشمامسة من رؤيته، ثم جاءوا إليه مقتحمين مسكنه وجرّوه خارجاً وسلبوا كل حاجياته ونهبوا إمداداته. بعد ذلك نقلوه من سكيثوبوليس إلى كبادوكيا، وبعدها بفترة إلى طيبة Thebaid العليا بمصر، ومازال يوجد خطاب كان قد كتبه من هناك إلى غريغوريوس أسقف إلفيرا Gregory of Elvira مادحاً ثباته أمام الذين تركوا إيمان الكنيسة. عودة القديس يوسابيوس إلى فيرسيللي عندما توفي قسطنطيوس سنة 361م أعطى جوليان الإذن للأساقفة بالعودة إلى كراسيهم، فجاء القديس يوسابيوس إلى الإسكندرية للاتفاق وترتيب كل الإجراءات مع القديس أثناسيوس على تطبيق علاجات ناجحة لكل أخطاء الكنيسة. وقد اشترك في مجمع كنسي هناك، ثم ذهب إلى إنطاكية ليضع في حيز التنفيذ رغبة المجمع في أن يعترف بالقديس ميليتيوس Meletius كأسقف. ثم سافر إلى الشرق من خلال ألليركوم Illyricum مثبتاً إيمان المزعزعين ومستعيداً للشاردين. وفي إيطاليا تقابل القديس يوسابيوس مع القديس هيلاري أسقف بواتييه St. Hilary of Poitiers حيث عمل الاثنان على مقاومة جماعة أوكسنتيوس Auxentius الأريوسية بميلان. بعودة القديس يوسابيوس إلى فيرسيللي بعد غيابه الطويل خلعت المدينة لباس الحزن، ولكننا لا نعلم شيئاً عن أعوامه الأخيرة. تنيّح في أول أغسطس سنة 371م، ويشار إليه كشهيد بسبب كثرة معاناته التي تحملها من أجل الإيمان. والقديس يوسابيوس هو واحد من العديدين الذين اشتركوا في وضع قانون الإيمان المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسابيوس أسقف ساموساطا القديس | الولادة: – الوفاة: 379 مساندته ميليتيوس ضد الأريوسيين كأسقف لساموساطا حضر مجمعاً انعقد في إنطاكية في سنة 361م لاختيار خليفة للأسقف أودوكسوس Eudoxus، ووقع الاختيار على أسقف سابق لسبسطية Sebaste وهو القديس ميليتيوس St. Meletius الذي اشتهر بتقواه. وكان عدد كبير من الذين انتخبوه من الأريوسيين، متوقعين أنهم حين يفعلوا ذلك فإنه سوف يوافقهم على آرائهم، على الأقل في الخفاء. إلا أنهم كانوا مخدوعين، ففي أول عظة له ألقاها في حضور الإمبراطور قسطنطيوس Constantius الذي كان هو نفسه أريوسياً. أعلن يوسابيوس إيمانه بعقيدة التجسد كما وضعها مجمع نيقية. حاول الأريوسيون أن يعزلوه من كرسيه وأرسل قسطنطيوس إلى يوسابيوس مندوباً، طالباً منه أن يسلمه وثيقة انتخاب ميليتيوس التي وقعها المجمع، فأجاب القديس قائلاً للمندوب أنه لا يستطيع أن يسلمه هذه الوثيقة إلا بموافقة كل الذين وقعوا عليها. هدّده المندوب بقطع يده اليمنى فمدَّ يوسابيوس اليسرى أيضاً قائلاً أنه يفضل أن يفقد يديه عن أن يخالف الحق. وقد امتدح الإمبراطور شجاعته ولم يُصِر على طلبه. تأثيره على القديس باسيليوس استمر يوسابيوس إلى فترة يحضر اجتماعات الأريوسيين لكي يوضح لهم الإيمان الصحيح آملاً في الوصول إلى وحدة الكنيسة، إلا أنه امتنع عن ذلك بعد مجمع إنطاكية سنة 363م إذ لم تؤدِ إلى نتيجة. وبعد ذلك بتسع سنوات وبطلبٍ عاجلٍ من غريغوريوس النزينزي Gregory of Nazianzus ذهب إلى كبادوكيا ليؤثر على القديس باسيليوس لشغل كرسي قيصرية الشاغر. وقد أدى هذه الخدمة بكل أمانة، حتى وصفه غريغوريوس الصغير في رسالة كتبها في نحو ذلك الوقت بأنه: “عامود الحق، نور العالم، وسيلة وصول عطايا الله لشعبه ودعامة مجد الأرثوذكسية”. وقد نشأت صداقة حميمة بين القديسَين باسيليوس ويوسابيوس، استمرت خلال الرسائل المتبادلة. نفيه حين أثار فالنس حملة الاضطهاد ضد أعداء الأريوسية، لم يكتفِ يوسابيوس بتثبيت قطيعه ضد الهراطقة، بل قام بعدة رحلات إلى سوريا وفلسطين لتقوية الإيمان المستقيم، ولكي يرسم كهنة ويساعد على ملء الكراسي الشاغرة بالأساقفة الأرثوذكس. أثارت غيرته جماعة الأريوسيين، وفي سنة 374م أصدر فالنس أمراً بنفيه إلى تراقيا Thrace. حضر المسئول عن تنفيذ أمر النفي إلى يوسابيوس، وحين وقف أمامه حذره القديس من تنفيذ هذا الأمر علانية لئلا يثور عليه الشعب ويقتلوه، فلم يكن القديس يريد أن أحداً يفقد حياته بسببه. وبالتالي حين ختم القديس صلواته المسائية كالمعتاد ترك المنزل بهدوء وتوجه إلى نهر الفرات بصحبة أحد خدامه وركب مركباً. وفي الصباح حين اُكتُشِف رحيله أخذ شعبه يبحث عنه في كل مكان إلى أن وجدوه ورجوه ألا يتركهم، تحركت مشاعر القديس إلا أنه أخبرهم أنه يجب عليه أن يطيع أوامر الإمبراطور وحثهم على الثقة في الله. وقد أثبت شعبه ولاءه لراعيه إذ رفضوا التعامل مع اثنين من الأساقفة حاول الأريوسيون فرضهما عليهم بدلاً منه. عودة يوسابيوس إلى كرسيه بموت فالنس سنة 378م عاد يوسابيوس إلى كرسيه وشعبه، ولم تؤثر المعاناة والنفي على غيرته على الإيمان، وبواسطة جهوده أعاد لمَّ شمل وحدة الكنيسة في إيبارشيته كما عمل على شغل كراسي الإيبارشيات المحيطة بأساقفة أرثوذكس. وفي سنة 379م أثناء زيارة له في دوليخا Dolikha لرسامة أسقف لها ألقت امرأة أريوسية حجراً على رأسه من فوق سطح منزلها، وكانت الإصابة شديدة إذ تنيّح بعد عدة أيام بعد أن أخذ وعداً من أصدقائه بعدم معاقبة المرأة الجانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوساب السائح | الولادة: – الوفاة: – عاش في برية شيهيت المقدسة وكان شيخاً قد ضعف جسمه ووهن من شدة التعب والجهاد في الصوم والزهد. وكان عظيماً في صلواته وسهره الروحي وصبره، وكان يلبس لباساً من الليف الخشن. وكان لا يفتر عن الصلاة الدائمة والتسبيح ليل نهار، فنال من السماء العناية الكاملة، كما أرسل الله إليه الطعام كل حين، بل صار يركب السحاب وينتقل به إلى أي مكان، وهكذا كان عظيماً في روحانياته ممتلئاً من الروح القدس مشتملاً بالفضائل المقدسة. من يماثلني في الأبدية مع ما اتسم به السائح يوساب من تواضع، وشعوره بيد الله العجيبة التي ترفعه إلى السماء، اشتهى يوماً أن يعرف من يماثله في الأبدية، فتضرع وابتهل للرب يسوع أن يحقق له هذه الشهوة، فأتاه صوت يقول له: “السلام لك يا يوساب رجل الله. أنا ملاك الرب جئت إليك لأحقق لك أمنيتك في أن ترى من يماثلك في حياة القداسة””. سأله يوساب: “ومن يكون هذا القديس؟” أجاب الملاك: “ملك إنطاكية وزوجته أيها الحبيب يوساب، فاذهب إليهما لتعاين مجد الله فيهما”. تساءل في أعماقه هل يمكن للملك والملكة وهما يعيشان في قصر ملكي، يملكان الكثير، ويحوط بهما رجال الدولة ورجال القصر يكرمانهما، ويخضع الكل لهما، أن يصيرا مثله في ملكوت السموات. حينئذ ركب أنبا يوساب السحاب ووصل إلى مدينة إنطاكية، فنزل خارج المدينة وأخذ يسير بعكازه حتى باب المدينة، ولما دخلها شاهد الملك ممتطياً جواده لابساً أفخر الملابس وعلى رأسه تاج مرصع بالجواهر، وحوله الجنود والحرس يقدمون له الاحترام والتبجيل. وعندما شاهد القديس هذه عظمة الملك تشكك السائح في أمر الصوت الذي سمعه، وحزن على الملك الذي يعيش بهذه العظمة الفائقة، وحسب أنه يستحيل أن يكون نصيبه في السماء كنصيب راهبٍ سائحٍ في البرية. عندئذ التفت إليه الملك قائلاً: “يا أنبا يوساب لقد اشتهيت لنفسك تعباً ما كنت في حاجة إليه بعد”، ثم أمر جنده أن يأخذوا القديس ويمضوا به إلى قصره ويكرمونه لحين عودته إليه. في قصر الملك دخل أنبا يوساب القصر، ثم بعد حين جاء الملك الذي أخذ بيده ودخل إلى قاعة كبيرة، هُيئ فيها طعاماً فاخراً حيث جلسا على طرفها، بينما جلس حرس الملك حولها يأكلون ويشربون إلى أن شبعوا وانصرفوا. أمسك الملك بيد السائح يوساب ودخل معه إلى جناح الملك والملكة حيث استقبلته الملكة بالترحاب، وبعد أن انصرف كل الخدم خرج الملك والملكة وعادا لابسين مسوحاً من الشعر. ذهبوا جميعاً إلى موضع آخر من القصر وهناك رأى راهباً يجلس على الأرض وهو يعمل في شغل اليدين، وما أن رآهم الراهب حتى انتصب واقفاً ودنا من السائح القديس وقبَّله ثم حيّا الملك والملكة. وبعد ذلك وقف الجميع في خشوع وانسحاق للصلاة والسجود. وبعد انتهاء الصلاة جاء خادم إليهما وقدم لهما عمل كل واحد منهما، وأخذا يعملان في صمت وتسبيح حتى وقت الساعة التاسعة حيث جاء الخادم بمائدة عليها خبز وطعام قليل فصلوا وأكلوا وشكروا الله. عرف السائح أنهما لا يأكلان إلا مرة واحدة عند الغروب، يسهران معاً في الصلاة إلى ما بعد منصف الليل، ويعيشان معاً في حياة البتولية. كانا أيضاً يمارسان العمل اليدوي تشبهاً بالرهبان. بعد أن تناول السائح الطعام معهم خرج من القصر تبارك منه الملك وزوجته والراهب، ثم عاد إلى الإسقيط وهو يقرع صدره حيث عاش في فرح حتى تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوساب الثاني البابا المائة والخامس عشر | الولادة: 1876 الوفاة: 1956 وُلد في دير الشهيد فيلوثاؤس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا سنة 1876م، وترهب بدير القديس أنطونيوس سنة 1895م، وسافر في بعثة إلى أثينا سنة 1903م حيث درس ثلاث سنوات العلوم اللاهوتية والتاريخ الكنسي، وعاد سنة 1905م. اختير رئيساً لدير يافا في فلسطين، وفي سنة 1912م اختير رئيساً للأديرة القبطية بالقدس، وفي سنة 1920م رُسِم مطراناً لإيبارشية جرجا وأخميم. وقد انتدبه البابا يوأنس لمصاحبته في زيارة أثيوبيا، ثم للقيام على رأس وفد للكنيسة القبطية لتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي. نُصِّب بطريركاً سنة 1946م باسم البابا يوساب الثاني بعد نياحة البابا مكاريوس الثالث. وفي أواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين المجمع المقدس، فقام المجمع بتعيين لجنة ثلاثية من الأساقفة للقيام بأعمال البطريرك الذي سافر إلى دير المحرق. وفي دوامة النزاع بين البابا والمجمع المقدس قامت الحكومة بإلغاء سلطة المجالس الملّية في قضاء الأحوال الشخصية، وأصبحت من اختصاص المحاكم الوطنية. وقد تنيّح بسلام في 13 نوفمبر سنة 1956م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوساب الأول البابا الثاني والخمسون | الولادة: – الوفاة: 849 ترشيح اسحق بن أندونة للباباوية لما خلا الكرسي البطريركي بعد نياحة البابا سيمون الثاني، حاول شعب الإسكندرية أن يقيموا شخصاً يدعى اسحق بن أندونة، صاحب ديوان السلطان بالفسطاط على الكرسي البطريركي، نظراً لثرائه الكبير ومركزه، وكان الرجل علمانياً متزوجاً، وللأسف فإن أسقفيّ مصر وأوسيم حبذا هذا الاختيار. فما كان من بقية الأساقفة إلا أن عقدوا مجمعاً بالإسكندرية ووبخوا الأسقفين بقولهم: “أين تركتما خوف الرب وخالفتما القوانين حتى أنكما عَمَدْتُما برجل علماني متزوج بامرأة لتجلساه على كرسي مار مرقس الإنجيلي بخلاف ما جرت به العادة والقوانين؟” وكان في هذه الكلمات فصل الخطاب، فلزما الصمت وما عادا يذكران ذلك العلماني. عُرِض اسم القس يوساب المترهب بدير أنبا مقار، فأنفذ مجمع الأساقفة بعض الأساقفة وكهنة الإسكندرية إلى برية شيهيت. وبينما هم سائرون وضعوا علامة وقالوا: “إن كان الرب يختار تقدمة هذا الإنسان (يوساب) فإننا نجد باب قلايته مفتوحاً”. ولما وصلوا إلى الدير اتجهوا نحو قلايته فوجدوه قائماً وقد خرج ليغلق بابها، فكانت هذه العلامة أن الرب اختاره، وكانت رسامته سنة 830م. أزمات ومشاكل وضيقات امتلأ تاريخ هذا البابا بالأزمات. ففي أيامه ثار البشموريون وكان ذلك في خلافة المأمون العباسي. وقد تعرض البابا يوساب للموت بضرب عنقه بالسيف بواسطة أخو الأفشين قائد الجيش بوشاية أسقفيّ تانيس ومصر. وفي أيامه أصدر المعتصم الخليفة العباسي أمراً إلى واليه على مصر بتجريد الكنائس من زينتها ونزع الأعمدة الرخامية منها، ومن الكنائس التي خضعت لهذا الأمر كنيسة مارمينا بمريوط على يد لعازر النسطوري. طلب الشعب إبعاد أسقفيّ تانيس ومصر، وانتهى الأمر بقطعهما من الكهنوت بقرار مجمعي. وقام البابا برسامة أسقفين بدلهما، كما رسم أساقفة كثيرين أوفدهم إلى أنحاء الكرازة المرقسية في أفريقيا والخمس مدن الغربية ومصر وأثيوبيا والنوبة. وكان البابا يُعِد شباناً من الأفريقيين ممن كانوا يهدونهم ملوك أثيوبيا والنوبة المسيحيين ليكونوا بمثابة إرساليات للكرازة في بلاد أثيوبيا وغيرها من البلاد الأفريقية، وفتح البابا لهؤلاء الشبان مدرسة لتعليمهم قواعد الدين المسيحي في البطريركية، لكن أسقف مصر المقطوع من الكهنوت وشى إلى قاضي مصر أن هؤلاء الشبان مسلمون، فما كان من القاضي إلا أن أرسل وأحضر هؤلاء الشبان كما استدعى البطريرك وعنفه قائلاً: “لا ينبغي أن تخطف أبناء المسلمين لتنصرهم”. فأجابه البابا: “هؤلاء نصارى أولاد نصارى أُرسِلوا إليَّ من ملكيّ النوبة وأثيوبيا”، فأتى القاضي بالشبان أمام البطريرك، ونظراً لعظم تهديد القاضي لهم اعترفوا بالإسلام أمامه، وانتهى الأمر بأن صار هؤلاء الشبان عبيداً واقتسمهم أعيان المسلمين. ولما أكمل سعيه الحسن أراد الله أن يريحه من أتعاب هذا العالم الفاني فنقله إليه، وكانت نياحته في يوم أحد من سنة 849م وقت تناول الأسرار المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوساب الأبحّ الأسقف القديس | الولادة: 1735 الوفاة: 1826 صراعات بين المماليك والأتراك عاش قبل منتصف القرن الثامن عشر وإلى الربع الأول من القرن التاسع عشر. عاصر فترة عصيبة معظمها تتسم بالصراعات المُرة بين المماليك والأتراك، كما عاصر الحملة الفرنسية على مصر. سادت الفوضى البلاد ولم يكن يوجد حاكم تهمه مصلحة البلاد. يُعتبر أحد علماء الكنيسة اللاهوتيين، ويُعرف بفكره اللاهوتي العميق وغيرته المتقدة للحفاظ على الإيمان المستقيم. بجانب روحانياته العميقة ونسكياته وفضائله التي اتسم بها فسمح الله بالاحتفاظ بجسده الطاهر إلى يومنا هذا. الظروف السياسية يمكن تقسيم الفترة التي عاش فيها هذا الأسقف من ميلاده إلى نياحته (1735 ? 1826م) إلى ثمان فترات: الفترة الأولى 1735-1743م ظهور شخصية عثمان كتخذا الإنكشارية [أي قائد الجيش العثماني الجديد الذي كان يتكوّن من الصبية المسيحيين من البلاد المفتوحة، كنوعٍ من الجزية، حيث كانوا يتربّون تربية عسكرية إسلامية، ولا يختلطون بالشعب، ولا يتزوجون، ويحسبون أنفسهم عبيداً للسلطان، وكان يعتبر من أشهر الجيوش في العالم]. ضم عثمان زعماء المماليك وسيطر على مصر، وامتاز بالحزم. لكن ثار ضده أتباع جركس ثم ظهر عثمان بك من كبار المماليك الذي تولى السلطة وكان حازماً فاستتب الأمن. الفترة الثانية 1744-1754م ظهر فيها إبراهيم كتخذا الإنكشارية، وهو من المماليك، وسيطر على مصر. الفترة الثالثة 1755-1772م ظهر على بك الكبير الذي تطلع إلى إعادة مجد المماليك، وفي بداية عهده قام ضده زعماء آخرون من المماليك. إذ بدأت الحرب الروسية التركية عام 1769م، طلب السلطان عبد الحميد الأول من على بك تجهيز فرق عسكرية. وإذ وشي البعض به أنه يجهزها ليستقل بمصر عزله السلطان. لكنه لم يذعن للقرار واستولى على الحجاز والشام، ثم انضم إلى الشيخ ضاهر العمر والي عكا، وتمكن الاثنان من الاستيلاء على دمشق. لكن السلطان العثماني استمال محمد بك أبو الدهب قائد على بك الكبير، فغدر به، وتمكن من هزيمة مصر، فهرب على بك إلى صديقه الشيخ ضاهر العمر عام 1772م. وساعدتهما روسيا لمحاربة الدولة العثمانية، فعاد على بك إلى مصر والتقى بقوات أبو الذهب عند الصالحية، لكنه هُزم ومات عام 1773م. الفترة الرابعة 1772-1775م سيطر أبو الذهب على مصر في ولاءٍ للدولة العثمانية، ولإرضائها استولى على مدن كثيرة في الشام حتى توفى فجأة عام 1775م. الفترة الخامسة 1775-1798م سيطر على مصر إبراهيم بك ومراد بك وهما من مماليك أبو الدهب. ظهر إسماعيل بك الكبير الذي تمكن من طردهما إلى صعيد مصر، ولكنهما تمكنا من الرجوع، واستمر الصراع بين أمراء المماليك. اضطر السلطان عبد الحميد الأول أن يبعث حملة عسكرية بقيادة حسن باشا الجزايرلي لوضع حد للفوضى في مصر. هزم إبراهيم بك ومراد بك، فهربا إلى الصعيد، ثم اتفق معهما أن يحكما المنطقة من جرجا إلى شلال أسوان على أن يحكم إسماعيل بك بقية البلاد. لكن عاد إبراهيم بك ومراد بك إلى مصر واستلما حكم البلاد كلها. الفترة السادسة 1798-1801م تمكن نابليون بونابرت على الاستيلاء بجيوشه على الإسكندرية، وقام بتحصين الثغر، ثم تقدم إلى القاهرة بالرغم من المقاومة الشعبية في دمنهور والرحمانية وإمبابة. في أغسطس 1798م حطم الإنجليز الأسطول الفرنسي في موقعة أبي قير البحرية. لكن مضى بونابرت في حكم مصر، ثم كليبر وبعده منو، وتم جلاؤهم في سنة 1801م. الفترة السابعة 1801-1805م فترة صراع بن العثمانيين والمماليك من أجل الحكم، سادها الفوضى السياسية، بجانب تدخل قوة بريطانية بالإسكندرية والقاهرة. في هذه الفترة ظهرت شخصيات قبطية لها دورها وصوتها المسموع مثل الجنرال يعقوب القبطي، الذي كوّن وفداً من أعيان الأقباط لمفاوضة الدول الأوروبية عامة وبريطانيا خاصة في مسألة استقلال مصر. كما ظهر عمر مكرم كزعيمٍ شعبيٍ ساهم في ثورة المصريين على أحمد خورشيد وخلعه وتولية محمد علي باشا بدلاً منه. الفترة الثامنة 1805م بتولي محمد على الحكم بدأت مصر عهداً جديداً، دُعي عصر النهضة الحديثة في مصر. نشأته وُلد الطفل يوسف سنة 1735م في قرية النخيلة بمحافظة أسيوط من أبوين بارين أمام الله. وكان والده من أغنياء القرية ومشهود لهما بالتقوى والعطف على المساكين والفقراء، وكانت الأسرة تلقب بأسرة “الأبَحّ”. يظن البعض أنه دعي الأبَحّ لأنه كانا مصاباً ببَحَّة في صوته. لكن كثيرين يرفضون ذلك، لأنه لو كان كذلك لما استطاع رثاء المعلم إبراهيم الجوهري يوم نياحته في 31 مايو 1795م بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم أمام ألوف من وُجهاء البلاد والأراخنة، وعلى رأسهم حاكم مصر إبراهيم بك. كذلك قام الأنبا يوساب بتأبين البابا يوأنس الثالث في يوم نياحته. تعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة واللغة القبطية وحفظ المزامير، وصار يتلوها في كل وقت في خشوع وهيبة، كما درس الكتاب المقدس. بالإضافة إلى التعليم، كان يوسف يساعد والده في أعمال الزراعة، وكان يتصف بالمحبة والبساطة والتواضع. وكان مواظباً على حضور الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة، حتى امتلأ قلبه بمحبة التكريس وزهد العالم. ثم أخذ يجاهد في الأصوام وأحب النسك، وكان يقوم في الليل مصلياً وساهراً على خلاص نفسه. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره أراد والداه أن يزوّجاه، لكنه رفض إذ كان يشتاق لحياة الرهبنة، ففرح أبواه وباركا اختياره الصالح. رهبنته اتجه إلى دير الأنبا أنطونيوس وذهب إلى الأب إبراهيم الأنطوني رئيس الدير الذي رحب به وباركه ثم طلب من الآباء الشيوخ أن يختبروه فترة من الزمن. بعدها زكاه كل الشيوخ بفرحٍ. عاش يوسف بينهم في ابتهاج قلبٍ فاكتسب محبتهم وثقتهم. وكان يخدم الرهبان بحبٍ، فصلوا عليه وألبسوه ثياب الرهبنة باسم يوسف الأنطوني. عكف على دراسة المخطوطات الموجودة بالدير والبحث في علوم الكنيسة واللاهوت حتى نال قدراً وافراً من الثقافة الدينية والعلم الغزير والمعلومات العامة. وبجانب جهاده الروحي من أصوام وصلوات ونسكيات كان يخدم جميع الآباء الشيوخ بالدير بكل حبٍ وبذلٍ حتى زكّوه لنعمة الكهنوت، فرُسِم قساً ثم قمصاً، ومن ثَم أخذ يقوم بخدمة المذبح وتقديس الأسرار بكل تواضعٍ وانسحاق قلب، فامتلأ من النعمة الإلهية وذاع صيته. علاقاته بباباوات الإسكندرية عاصر الأنبا يوساب خمسة بطاركة جلسوا على كرسي مار مرقس. 1. ولد في عهد البابا يوأنس السابع عشر 105 (1727-1745م). 2. دخل الدير في عهد البابا مرقس السابع 106 (1745-1769م). 3. قام بسيامته أسقفاً البابا يوأنس الثامن عشر 107 ( 1769-1796م). 4. اشترك في اختيار البابا مرقس الثامن 108 (1796-1809م) وسيامته. وكان على رأس الأساقفة الذين اشتركوا في تجنيزه، وقدّم مرثاة عدّد فيها فضائل البابا. 5. اشترك في اختيار البابا بطرس الجاولي السابع 109 (1809-1852م) وتنصيبه بطريركاً. مع البابا يوأنس الثامن عشر سمع بسيرته وصفاته البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك المائة والسابع ورغب في مقابلته، فاستدعاه ودار بينهما حديث في مواضيع شتى. وقف فيها الأب البطريرك على عقليته وبصيرته فأحبه، وأسنَد إليه بعض أمور البطريركية، فقام بها خير قيام. كانت علاقته بالبابا قوية تتسم بالحب، فكلاهما كانا يحبان الذهاب إلى دير الأنبا أنطونيوس ويهتمان برهبان الدير، وعاشا ناسكين. اتسم الأنبا يوساب الأبَحّ بالفضائل الروحية مع العلم الغزير والعمق اللاهوتي والغيرة على الإيمان الأرثوذكسي، فكان البابا معجباً به جداً، لذا ركن إليه الكثير من شئون الكنيسة، خاصة التعليم وتثبيت المؤمنين في إيمانهم الأرثوذكسي. وكان البابا هادئاً وديعاً متواضع القلب فأُعجب به الأنبا يوساب. جاء في مرثاته للبابا: “جلس البابا يوأنس فوق الكرسي خجلاً ويستحي من الشيخ، ويخجل أن يكلم الصبي. يخشى الفقير ويستحي من الغنى. ويخاف أن يكلم أحداً، قائلاً في نفسه: أنت تعرف يا رب إني إنسان حقير، ولست مستحقاً أن أُدعى لأحقر الناس عبداً، فكيف أسمع من كافة الناس إني أب وسيد لهم؟… ومع هذا القول كان يختفي من الجموع، ويستعمل النوح والبكاء، قائلاً: يا رب أنت جعلتني رئيساً على هذا الشعب، ولست أنا بمستحقٍ أن أكون راعيًا، لكن أنت يا رب ارعهم وسسهم، لأنهم شعبك وغنم رعيتك… كان هذا البار متواضعًا للغاية، ولما رأى الإله الرؤوف تواضعه ووداعته أرسل إليه نعمة الباراقليط، وملأه من الفضائل حتى أنه صار مترجماً لكل الكتب المقدسة، مفسراً لكامل ألفاظها، متشبهاً بنوح البار، بالسهر في أيام عمل السفينة. وهكذا صار البابا منذراً لنا في كل أيام رئاسته”. سيامته أسقفاً على كرسي جرجا وأخميم بعد نياحة أسقف كرسي جرجا وأخميم استدعاه البابا وأبلغه برغبته في سيامته أسقفاً، فاعتذر لكثرة أعبائه وزهده في المناصب، إلا أن البابا قام برسامته رغماً عن إرادته باسم الأنبا يوساب وذلك في سنة 1791م. وعندما وصل إلى مقر كرسيه في مدينة جرجا قام بافتقاد شعبه وأخذ يطوف البلاد شرقاً وغرباً، لمعالجة بلبلة أفكار الكثيرين من البسطاء، نتيجة عمل الإرساليات البابوية الرومانية. وكان يدخل القرى والنجوع ليشرح حقائق الإيمان الأرثوذكسي وتثبيت الشعب على الإيمان السليم. فاستقرت الأرثوذكسية في قلوب المؤمنين، وتمكن من إبطال بعض العادات الرديئة خاصة أثناء الصلاة، فأحبه الجميع وصار سبب بركة للكثيرين. كان رحوماً بالفقراء، وما كان يفضل منه يرسله إلى دير الأنبا أنطونيوس من أجل تعميره، ولم يكن هذا البار يملك إلا ما يستر به جسمه وما يحتاج إليه ليومه. قام أنبا يوساب بتشييد كنيسة كبيرة في كرسيه، إلى جانب رسامته لعدد من الآباء الكهنة المباركين لرعاية الشعب والسهر على خدمته. رسالة من بابا روما عندما أرسل بابا روما رسالة إلى البابا يوأنس الثامن عشر رسالة يدعوه فيها للاتحاد مع كنيسة روما تحت لواء بابا روما، استدعى البابا الأنبا يوساب وطلب منه كتابة رد قوي على ادعاءات كنيسة روما وتفنيد دعواها بالأدلة والبراهين، فقام الأنبا يوساب بكتابة رد مفصل ناقش فيه أهم القضايا الإيمانية المختلف عليها. ثم طلب البابا منه أن يقوم بحملة تعليمية في الأقاليم المصرية لتثبيت المؤمنين على الإيمان الأرثوذكسي القويم، فقام بهذه الجولات في أغلب الإيبارشيات. وقد وضع كتاباً ثميناً هو “سلاح المؤمنين” يحتوي على مقالات تعالج القضايا الإيمانية المختلفة، كما وضع كتاباً آخر هو “الدرج” نَسَبَه إلى البابا يوأنس تقديراً للبابا وإنكاراً لذاته. نياحته إذ قد تقدم في الأيام وأدركته متاعب الشيخوخة حاملاً على كتفيه واحد وتسعين عاماً قضاها في خدمة الكنيسة التي أحبها، لزم دار البطريركية بالقاهرة في ضيافة البابا بطرس. لكنه كان يشتهي أن ينطلق إلى السماء في دير الأنبا أنطونيوس، فاتجه إلى الدير وبعد أن أقام فيه عدة أيام فاضت روحه الطاهرة في يد الرب، في 17 طوبة سنة 1542ش الموافق 24 يناير 1826م، فقام الرهبان بتجنيزه ودفنه. بعد عدة سنوات من دفنه وجدوا جسده سليماً لم يرَ فساداً فقاموا بإخراجه من المقبرة ووضعوه في مقصورة في كنيسة الدير. وقد كرَّمت الكنيسة هذا الأب الجليل والعالِم اللاهوتي البار، فجعلت يوم نياحته تذكاراً سجلته في السنكسار. من كلماته إذ أفطرنا يا اخوتي والكنيسة صائمة نكون قد أفرزنا أنفسنا، وصرنا عثرة لغيرنا وسبب انحلال الضعفاء. لا تصم بالخبز والملح، وأنت تأكل لحوم الناس بالإدانة والمذمة. ولا تقل أنا صائم صوماً نظيفاً وأنت تتسخ بكل الذنوب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوساب أسقف فوه | الولادة: – الوفاة: – عاش الأنبا يوساب أسقف فوه الملقب بابن المبارك في القرن الثالث عشر الميلادي في عصر الأيوبيين، وكان معاصراً للبابا كيرلس الثالث البطريرك الـ 75. في دير الأنبا مقاريوس الكبير قضى سنيّ رهبنته في دير الأنبا يوأنس ببرية شيهيت، وكرس حياته للتعبد والدراسة وخدمة اخوته الرهبان، فأحبوه وانتخبوه وكيلاً لديرهم لِما عُرِف عنه من الاتزان والقدرة على حل المشاكل. كان يشغل هذه الوكالة حينما ذهب البابا كيرلس ليكرس الميرون في دير الأنبا مقاريوس الكبير. وقد أُعجب به البابا كيرلس يومذاك وقدره، فرسمه أسقفاً عندما خلا كرسي فوه سنة 1235م لِما عُرِف عنه من صفات التقوى بالإضافة إلى العلم. بعد سنوات لما اجتمع المجمع لينظر في أمر البابا كيرلس بسبب استخدامه السيمونية. كان الأنبا يوساب ضمن من حضروا المجمع وكان مناصراً للشعب، فرجا البابا أن يعدل عن خطته. ومما يُذكَر بالفضل لهذا الأسقف هو نشاطه الطائفي في حياة البابا كيرلس الثالث واختيار خليفته البابا أثناسيوس الثالث المعروف باسم كليل. كتب الأنبا يوساب سير البطاركة السكندريين، وغيره من الكتب التي تبحث في تعاليم الكنيسة، ولا تزال مؤلفاته متداولة بين الأقباط. وقد عمَّر الأنبا يوساب طويلاً وإن كنا نجهل تاريخ نياحته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يورسيسينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – طبيب وشهيد من رافينَّا Ravenna، استشهد مع رفيق له اسمه فاتيلا، في الغالب أثناء حكم الإمبراطور نيرون. تعيّد له الكنيسة الغربية في 19 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوربانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 371 استشهد مع ثيؤدوريتوس Theodoretus ومينيديمس Menedemus سبعة وسبعون آخرون من رجال الإكليروس على يد الأريوسيين، وذلك حوالي سنة 371م. كان الإمبراطور فالنس Valens قد سخط عليهم بسبب شكواهم إليه من سوء المعاملة التي يلقاها المسيحيون من الأريوسيين. أرسلهم الوالي مودستس Modestus إلى البحر بأوامر سرية للبحارة أن يحرقوا سفينتهم، وقد نفذوا ذلك بالفعل. تعيّد لهم الكنيسة الغربية في الخامس من شهر سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوربان الأول البطريرك الشهيد | الولادة: – الوفاة: 230 بسبب عظات وتعاليم البطريرك يوربان أسقف روما آمن كثيرون بالمسيح، ومن بينهم القديسان طيبورتيوس Tiburtius وفالريان Valerian اللذان بسبب إيمانهما بالمسيح نالا إكليل الشهادة فيما بعد. قد احتمل القديس يوربان الكثير من أجل كنيسة المسيح أثناء اضطهاد ألكسندر سويروس Alexander Severus وبعد مدة تكلل بإكليل الشهادة بعد أن قطعوا رأسه بحد السيف، وكان استشهاده في سنة 230م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يودوكيا أو أودوكيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قُبِض عليها عند بيزابدا Bezabda مع 9000 آخرين في غارة للملك سابور الثاني Sapor II على إحدى المناطق الرومانية المتاخمة، وذلك سنة 360م. عُذِّبت أودوكيا ثم حُكِم عليها بالموت. تُعيِّد الكنيسة الغربية لاستشهادها في الرابع من أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوخيريوس أو أوخيريوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 449 ممارسة حياة الوحدة يُعتبر القديس يوخيريوس ثاني أعظم قديسي كنيسة ليون Lyons بعد القديس إيريناؤس. في أول حياته كان ذا منصب شريف وكان متزوجاً من سيدة اسمها غالا Galla، حيث أنجب منها ولدين: سالونيوس Salonius وفيرانوس Veranus، وقد أودعهما في ديرٍ في ليرين Lrins، وفيما بعد صارا أسقفين وكُرِّما كقديسين. بعد مدة اعتزل يوخيريوس نفسه في ليرين، ولكن إذ اشتاق إلى حياة الوحدة أكثر ترك ليرين واستقر في جزيرة قريبة تسمى الآن سانت مارجريت Sainte-Marguerite. في خلوته في الجزيرة كتب كتابه إلى القديس هيلاري أسقف أرل Hilary of Arles فيه يمتدح حياة الوحدة، وكان كتاباً عميقاً حتى أن كل من يقرأه يشعر بحقارة العالم وبرغبة قوية للاهتمام بالله وحده وخدمته. يقول القديس في كتابه: “لقد رأيت رجالاً يصعدون إلى أسمى مراكز العالم وغناه، وكانت الثروات تنهال عليهم دون أن يجهدوا أنفسهم حتى بأن يطلبوها أو يسعوا إليها، كان غناهم في كل شيء عالمياً أكثر بكثير من طموحاتهم ورغباتهم. ولكن في لحظة اختفوا وتبخرت ممتلكاتهم، والأشخاص أنفسهم لم يعودوا موجودين”. يقول كاسيان Cassian عن يوخيريوس أنه كان نجماً مضيئاً في العالم بفضائله ونموذج الحياة الرهبانية. أسقف على ليون وبعد مدة أُلزم أن يترك خلوته إذ صار أسقفاً على ليون حوالي سنة 434م، وكان نموذجاً للراعي الصالح الأمين، متواضعاً في حياته، غنياً في أعماله ومعرفته، حتى أن الكثير من الكنائس والإنشاءات الدينية في ليون تُنسَب إليه، وانتهت حياته المقدسة حوالي سنة 449م. كان القديس يوخيريوس غزيراً في كتاباته، تعتبر إحدى رسائله وثيقة مهمة في تاريخ القديس موريس والكتيبة الطيبية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوخاريوس أو أوخاريوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شقيق إليفيوس Eliphius استشهد معه في نفس الوقت، ويقال أنه كان أسقفاً حوالي سنة 362م، يعتبره البعض مؤسس كنيسة تريف Trves. وفي رأي آخر أن كنيسة تريف تأسست في القرن الأول الميلادي، وأول أساقفتها كانوا: ماتيرنَس Maternus، يوكاريوس وفالريوس . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا ويعقوب الأسقفان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان هذان القديسان أسقفين في أرض فارس واستشهدا على يد سابور بن هرمس ملك الفرس. فقد طالبهما بالسجود للشمس والنار وأن يضحيا لهما فلم يطاوعاه على ذلك، بل كانا يعلّمان الشعب ويثبتانهم على الإيمان بالمسيح له المجد. فأمر بتعذيبهما كثيراً، وإذ لم ينثنيا عن إيمانهما ولا تراخيا وهما تحت العقاب عن وعظ الشعب وتقويته، أمر بطرحهما في النار، فأسلما نفسيهما بيد السيد المسيح فنالا إكليل المجد مع جماعة القديسين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا وقورش الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان قورش طبيباً في الإسكندرية أما يوحنا فكان عربياً Arabian. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا وسمعان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان يوحنا وابن عمه سمعان من شبرا ملس، وكانت والدة يوحنا عاقراً، فداوم والده على الصلاة إلى الرب أن يعطيه ولداً يقدمه نذراً له. فرأى في رؤيا كأن القديس يوحنا المعمدان يُعلِمه أن الرب سيعطيه ولداً. فلما رُزِق بهذا القديس سماه يوحنا وبنى كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان. كبر الصبي ولما صار له من العمر إحدى عشر سنة كلفه والده برعاية غنمه، فكان يوزع غذاءه على الرعاة ويبقى هو صائماً طول يومه. ولما علم والده بذلك ذهب إليه ليتحقق هذا الأمر. فلما رآه خاف أن يضربه وهمّ بالهروب، فطمأنه والده ثم سأله عن غذائه فأجابه: “إنه في الخُص”، فلما دخل والده وجد المقطف ملآن خبزاً، فعاد وأعلم والدته بذلك وفرحا بالنعمة التي شملت ولدهما، ومنعاه من رعاية الغنم وسلّماه لمن علمه كتب الكنيسة. القس الشهيد لما بلغ من العمر ثمانية عشر سنة رسموه قساً، أما سمعان ابن عمه فكان أيضاً يرعى غنم أبيه، فترك ذلك وتتلمذ لهذا القديس. وقد أجرى الله على يديّ القديس يوحنا آيات كثيرة. ولما أثار دقلديانوس عبادة الأوثان ذهب القديسان يوحنا وسمعان إلى الإسكندرية واعترفا أمام الوالي بالسيد المسيح فعذبهما كثيراً، وأخيراً قطع رأسيهما ونالا إكليل الشهادة. أما جسداهما فموجودان الآن في سامبوطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا وحلفا وزكا ورومانوس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – تعيّد لهم الكنيسة القبطية مع القديسين توما وبقطر واسحق من الأشمونين في الحادي والعشرون من شهر هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا وبولس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا شقيقين قائدين في الجيش ويعملان في خدمة الأميرة قسطنتيا Constantia ابنة الإمبراطور قسطنطين الكبير. اتسما بالوداعة والتقوى ولذا وثقت الأميرة فيهما وسلمتهما تدبير القصر ورعايته، ثم استشهدا في عهد الإمبراطور يوليانوس الجاحد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا نعمة الله أسقف البرلس | الولادة: – الوفاة: – عاش في عصر الأيّوبيين، وقد وضع مقالة في قيامة السيد المسيح وقيامة الأجساد كتبها س نة 1218م، وله ترجمة لسيرة الشهيدة دميانة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا كاما القديس | الولادة: – الوفاة: 859 الزواج بغير إرادته اسمه يعني يوحنا المصري، لأن كلمة “كاما” أو “كامي” كلمة قبطية معناها أسود، وهي مشتقة من كيمي (مصر) لتربتها السوداء. وُلد هذا القديس في قرية شبرا منصور، تقع في مديرية الغربية بالدلتا، من أبوين مسيحيين خائفين الرب ولم ينجبا سواه. فاهتما بتربيته تربية مسيحية حتى أصبح شاباً، وكان يريد أن يعيش بتولاً، إلا أن والديه أرغماه على الزواج بغير إرادته، فما كان منه إلا أن دخل مخدعه، وأخذ يصلي فترة طويلة طالباً بحرارة من الله أن يعينه على تحقيق رغبته، وحفظ بتوليته مكرسة لربنا يسوع المسيح العريس الحقيقي. بتوليتهما ولما أكمل الصلاة وذهب إلى عروسه خاطبها قائلاً: “يا أختي المباركة أنتِ تعلمين أن العالم وكل ما فيه سيزول كقول القديس يوحنا الحبيب البتول أن العالم يمضي وشهوته. فهل لكِ أن توافقينني على حفظ جسدينا طاهرين، مكرسين حياتنا لمن خطبنا بدمه؟” أجابته بفرح قائلة: “إن هذا كان قصدي وغاية مناي ومسرة قلبي يا أخي”. وهكذا اتفق الاثنان على ذلك وأقاما زماناً كما يقيم الأخ مع أخته، متممين اتفاقهما على ما يفوق الطبيعة من سمو وروحانية مهتمين بما فوق، وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلّل عليهما بجناحيه. في البرية ثم بعد قليل قال القديس يوحنا لزوجته: “ما رأيكِ يا أختي أنني أشتهي الذهاب للبرية للتفرغ لعبادة ربنا يسوع المسيح ولكنني لا أستطيع أن أفعل ذلك إلا برضاكِ”. فوافقته هي أيضاً على ذلك برضا كامل، وأعلنت اشتياقها للرهبنة أيضاً مثله، فشكر الله كثيراً وأخذها إلى أحد بيوت العذارى وتركها هناك وعاشت راهبة فاضلة حتى أصبحت أماً للدير. أما هو فذهب إلى برية شيهيت، وفي الطريق ظهر له ملاك الرب وأرشده إلى دير القديس مقاريوس الكبير، فمضى إليه وترهّب هناك في قلاية الأب ثيروتي، وأقام عند هذا الشيخ يتعلم منه الفضيلة إلى أن تنيّح. أمره الملاك أن يمضي إلى غرب دير الأنبا يوحنا القصير ويبني هناك مسكناً له، فمضى وفعل كما أمره الرب. وهكذا استمر في العبادة بحبٍ ونشاطٍ، وبدأ البعض يتعرّف عليه ويُعجب بحياته وقداسته حتى اجتمع حوله ثلاثمائة أخ. فكان يبني لهم القلالي وبنى كنيسة على اسم والدة الإله القديسة مريم، وأطلق اسمها المبارك على الدير. وقد ظهرت للقديس في رؤيا ليلاً وقالت له: “إن هذا المكان هو مسكني، وإني سأكون مع أولادك كما كنت معك”. سيامته قمصاً رُسِم قمصاً رغم احتجاجه بأنه غير مستحق لهذه الكرامة الروحية. وبعد رسامته بأسابيع رغب رهبان بعض الأديرة في الصعيد أن يكونوا تحت إرشاد القديس، فأرسلوا إليه طالبين حضوره. فدعا تلميذه شنودة وكلفه رعاية الاخوة حتى يعود. ولما أخذ يوحنا يتنقل بين أديرة الصعيد عثر على ديرٍ مهجورٍ فأقام فيه، وسرعان ما سمع الناس عنه، فهرعوا إليه لينالوا بركته، وتتلمذ له عدد منهم أحبوا أن يعيشوا في حمى صلواته. هكذا صار هذا القديس المجاهد أباً لطغمة روحانية من الرهبان حتى أكمل جهاده وتنيّح بسلام في الرابع والعشرين من شهر كيهك سنة 575ش (859م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا كاسيان القديس | الولادة: – الوفاة: – نشأته يعتبر القديس يوحنا كاسيان أحد مشاهير الكُتَّاب الروحيين في القرن الخامس في جنوب بلاد الغال (فرنسا) خاصة في الفكر الرهباني. نجح في تطوير الحياة الرهبانية هناك. كان سفيراً للتراث الآبائي النسكي القبطي في الغرب. وهو أحد أعمدة التقليد الكنسي النسكي فيما يختص بالطقس الرهباني الحيّ، يربط بين نواحيه الخارجية والداخلية، وبين الطقس والروحانية بطريقة حيّة. كان ملماً به بكل دقة، عاشه إلى سنوات في مصر وخارجها، لذا نقله بكتاباته وحواراته كما بكل حياته. يرى جيناديوس أنه Gennadius of Mars?illes وُلد في سكيثيا Scythia أي Dobruja))، تدعى حالياً رومانيا Romania. يرفض الدارسون المحدثون نسبته إلى سكّيثيا، ويرى البعض أن تعبير Scyth ربما لا يعني أنه سكّيثي، بل تشير إلى صحراء الإسقيط Scete أوScetis في مصر، حيث قضى كاسيان عدة سنوات في هذه المنطقة، وأنه بسبب التصاقه بها وبآبائها نال شهرته، فحسبت كأنها موطنه. وُلد ما بين 350 و360م وتنيح ما بين 440 و450م، إذ عاش حوالي تسعين عاماً. ينتمي كاسيان إلى عائلة مسيحية صالحة، وكان مسيحياً بالحق، دُعي يوحنا في العماد. تمتع في صباه بالتعليم الكلاسيكي الصالح، وتحدث اليونانية بطلاقة، متدرباً عليها أثناء وجوده في الشرق. في المناظرة 12:14 يعلن عن حزنه الشديد أن ما تعلمه في صباه من أدب وما تلقّنه من معلمه، وخلال جهده الخاص شحن ذهنه بالشعر، حتى أنه كان يفكر فيه أثناء الصلاة، ويتذكر الأمور التافهة وقصص المعارك التي سمعها في طفولته المبكرة. كانت الخيالات ترقص أمامه أثناء تلاوة المزامير، وتثيره فتفقده أشار في كتابه “عن التجسد ضد نسطور” إلى معرفته ليس فقط لأعمال آباء الكنيسة الأولين، بل والى أعمال الكتاب المشهورين مثل شيشرون Cicero وبيرسيوس Persius. حياته الرهبانية حوالي سنة 380م ما أن اجتاز مرحلة المراهقة حتى انطلق إلى فلسطين مع صديقه من نفس بلده جرمانيوس، وقد ارتبطا معاً برباط روحي عميق. هناك استقرا في دير ببيت لحم. بعد عامين انطلق إلى مصر حيث قام بزيارة الرهبان هناك. زار بعض الأديرة التي تمارس نظام الشركة في طيبة، ثم انطلق إلى برية الإسقيط حيث بقي سبع سنوات يلتقي فيها بمشاهير الآباء الرهبان، وقد جاءت أغلب مناظراته ثمرة لهذه الزيارات. عاد كاسيان بعد سنوات إلى بيت لحم، لكنه لم يبقَ فيها إلا لمدة قصيرة ثم عاد إلى الإسقيط في عام 386 أو 387م. كان صديقاً حميماً للقديس أوغريس وأتباع أوريجينوس. وبسبب ارتباك الرهبان بمشكلة “الأوريجانية” ودخولهم في صراع مع البابا ثاؤفيلس السكندري اضطر إلى مغادرة مصر نهائياً عام 399م. ذهب كاسيان إلى القسطنطينية حيث تأثر بالقديس يوحنا الذهبي الفم الذي سامه شماساً، وسام صديقه جرمانيوس كاهناً، لكن كاسيان تراجع عن الالتزام بأية مسئولية كنسية. في نهاية حياته أشار إلى القديس يوحنا الذهبي الفم بكل وقار، قائلاً: “ما أكتبه علمني إياه يوحنا، واعتبر ما اكتبه يُنسب إليه أكثر من أن يُنسب إليَّ. فإن المجرى يصدر عن الينبوع، وما يُنسب للتلميذ يلزم أن يُنسب بالكامل لكرامة المعلم. في عام 404م ذهب إلى Patria مع صديقه يحملان رسالة موجهة من كهنة القسطنطينية أصدقاء القديس يوحنا ذهبي الفم المضطهد، إذ وثقوا فيهما، لكي يقدما رسالتهم إلى أسقف روما إنوسنت الأول Innocent I، ويطلبون التدخل من أجل أسقفهم المنفي. وفي روما دخل في صداقة مع الشماس لاون الذي صار فيما بعد بابا روما (أول من نادى بالبابوية الرومانية). وقد قدم له كتاباً “عن التجسد الإلهي”. في هذه الفترة فقد صديقه العزيز لديه جداً جرمانيوس، ربما بانتقاله من العالم. في عام 415 أو 416م أقام كاسيان في مرسيليا ككاهنٍ، وأسس ديراً للرجال باسم القديس فيكتور أو بقطر، حيث صار الأب الروحي ورئيساً للدير، وآخر للنساء باسم القديس سالفاتور. سرعان ما انتشرت الحركة الرهبانية هناك وضمت الأديرة الآلاف من الرهبان والراهبات. حقاً لقد سبقه أونراتس أو هونوراتس Honoratus في التهيئة لتأسيس دير في جزيرة الليران L?rins وذلك في سنة 410م، وقد تولى كاسيان تكملة تأسيسه، وظل يحمل اسمه حتى اليوم. وقد نال شهرة عظيمة، لكن كاسيان قدم لأول مرة نظاماً محكماً للحياة الرهبانية يحمل الفكر الرهباني الشرقي، خاصة مصر، خلال كتابيه المشهورين. يقول فرند أن كاسيان أمد الولايات الغربية بالنظام الرهباني الذي يمكنهم أن يقبلوه، والذي أعد الطريق للنظام البندكتي. سرعان ما صار هذا الدير مدرسة للإلهيات والفلسفة المسيحية، وقلعة منيعة ضد أمواج البربرية، وملجأ للعلوم والآداب عندما غزا القوط إيطاليا. وبالاختصار صار هذا الدير مربياً للأساقفة والقديسين. قدم كاسيان إرشادات لكاستور أسقف Apt بخصوص الأديرة الحديثة، وطلب إعادة تنظيم الرهبنة قي الغرب، متأثراً بخبراته الرهبانية في الشرق، مطالباً بمزج حياة الشركة ببعض أساسيات لحياة الوحدة. فتح كاسيان ذراعي الحب إلى أبناء كل الشعوب الذين يرغبون في حب المسيح، فانضم إليه جمع من التلاميذ من كافة الشعوب. فلم يعد الغرب يحسد الشرق. غير أن تشكك البعض في أرثوذكسية كاسيان بسبب هجوم أتباع أغسطينوس عليه، إذ اتهموه بالميول البيلاجية، حدّ من دوره. بندكت منشئ أعظم رهبانيات الغرب ويفوق كاسيان في شهرته مدين لكاسيان، فمعظم قوانين الرهبنة في النظام البندكتي مأخوذة عن القديس كاسيان مباشرة. من كتاباته الأديرة هي امتداد للحياة الكنسية الأولى في أورشليم مجتمعة حول الرسل. المؤمنون الذين يحتفظون في داخلهم بغيرة الرسل يتركون المدن لكي يمارسوا الحياة الرسولية المثالية بعيداً عن دنس العالم. أنه أمر فظيع وقبيح بنا أن العلمانيين يتعبون ويعملون ويعولون أولاداً ونساء ويدفعون خراجاً وضريبة ويحسنون إلى فقراء ومحتاجين حسب طاقتهم ويحملون إلى بيت الله باكورات وقرابين، أما نحن فلا نقتني من أتعابنا حتى ولا حاجتنا اللازمة لنا، بل نحبس أيدينا داخل ثيابنا، ونستجدي أتعاب غيرنا، ولا نصغي إلى الرسول القائل: “إن هاتين اليدين قد خدمتا حاجاتي وحاجات الذين هم معي”، وقوله: “إن الرب أعطى الطوبى للمعطي أكثر من الآخذ”. وقوله أيضًا :”نحن نوصيكم يا اخوتنا باسم ربنا أن تتجنبوا كل أخ عديم النظام، لا يسلك حسب التقليد الذي سلمناه لكم، بل لنعطيكم أنفسنا مثالاً. لأني وقت أن كنت عندكم، قد أوصيتكم بهذا. أن من لا يشاء أن يعمل فلا يأكل، فقد سمعنا الآن أن فيكم قوماً يسيرون بعدم نظام ولا يمارسون عملاً. فنحن نوصي هؤلاء ونسألهم باسم يسوع المسيح أن يعملوا عملهم بسكون، ويأكلوا خبزهم”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا صاحب الإنجيل الذهبي | الولادة: – الوفاة: – رهبنته وُلد هذا القديس بمدينة رومية من أب غني يسمى أطرافيوس. ولما كان يوحنا يتلقى العلم طلب من أبيه أن يُجَلِد له الإنجيل الذي يقرأ فيه بالذهب، فعمل له ما أراد ففرح به كثيراً. واتفق أن أحد الرهبان قد نزل عندهم عند ذهابه إلى بيت المقدس فطلب منه يوحنا أن يأخذه معه، فأعلمه أنه ذاهب إلى القدس وليس إلى الدير، ثم عرفه أنه صغير السن ولا يتحمل عيشة الرهبان التقشفية، غير أن يوحنا كان صادقاً في عزمه فسافر وحده في سفينة إلى دير ذلك الراهب. ولما رآه الرئيس لم يرد أن يقبله لصغر سنه وافهمه أن عيشة الرهبان شاقة على من هو مثله. ولما ألح يوحنا عليه ورأى فيه الرئيس ثبات العزم وقوة اليقين حلق له شعر رأسه والبسه ثوب الرهبنة المقدس، فأجهد يوحنا نفسه بنسكيات وتقشفات زائدة، وكان الأب الرئيس ينصحه قائلاً: “ترفق بنفسك وسِر مثل سائر الاخوة” فكان يقول له: “إن قوة الله وصلاتك عني تعيناني”. عودته إلى بيت أبيه بعد سبع سنوات رأى في رؤيا من يقول له: “قم اذهب إلى والديك لتأخذ بركتهما قبل انتقالك من هذا العالم”، وتكررت هذه الرؤيا ثلاث ليالٍ متوالية، فأعلم الرئيس بها، فعرف إنها من الله وأشار عليه بالذهاب. فلما خرج من الدير وجد رجلاً مسكيناً عليه ثياب رثة فأخذها منه وأعطاه ثيابه. ولما وصل منزل والديه قضى ثلاث سنوات قريباً من باب البيت يقيم في كوخٍ من القش وكان يقتات أثناءها من فضلات موائد أبيه التي يرميها الخدم، وكانت أمه إذا عبرت به تشمئز من رائحته، ومن منظر ثيابه الرثّة. استدعاء والدته ولما دنت نياحته أعلمه الرب إنه بعد ثلاثة أيام سينتقل من هذا العالم، فاستدعى والدته ولم يُعرفها بنفسه، واستحلفها أن تدفنه في الكوخ التي يقيم فيها بما عليه من الثياب، ثم أعطاها الإنجيل الذهبي قائلاً: “كلما قرأتِ فيه تذكرينني”. فلما حضر والده إلى المنزل أرته الإنجيل فعرف أنه إنجيل ولده يوحنا فأسرع إليه الاثنان وتقصّيا منه عن الإنجيل وعن ولدهما، فطلب منهما أن يتعهدا بأن لا يدفناه إلا بثيابه التي عليه، ثم عرفهما بأنه ولدهما. عند ذلك بكيا بكاءً عظيماً. وسمع بذلك أكابر رومية فاجتمعوا ليروا هذا الراهب البار. وبعد الثلاثة الأيام تنيّح، فكفنته أمه بالثياب التي أعدتها ليوم زواجه قبل ذهابه إلى الدير فمرضت لوقتها، فتذكر زوجها التعهد الذي أعطياه، وفى الحال نزع عن ابنه هذه الثياب وألبسه ثيابه القديمة، ودفنه في الكوخ التي كان بها. قد حصلت من جسده أشفية وعجائب كثيرة ثم بنوا له كنيسة على اسمه ووضعوا جسده بها. <a href=”../../saints”>موسوعة قنشرين للآباء والقديسين </a> ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا بن زكريا ابن السباع | الولادة: – الوفاة: – هو أحد مشاهير الرجال في القرن الثالث عشر. كان لاهوتياً ضليعاً وضع كتاباً بعنوان: “الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة” في 113 فصلاً، أوضح فيها طقوس الكنيسة وتعاليمها. وقد تضمن التعاليم عن التثليث والتوحيد وخلق الملائكة والعناصر والإنسان، ثم شرح الآيات الجوهرية في سفر التكوين والوظائف الكنسية وممارسة السيد المسيح لها على الأرض، فالأسرار المقدسة والبخور والأيقونات والمجمرة والمعاني الرمزية لهذه كلها وكذلك الأعياد الكنسية. وقد وصف المستشرق الألماني جراف يوحنا بن زكريا بأنه من كبار العلماء وبأن كتابه من المؤلفات المسيحية ذات العبارة الفصيحة ودقة البحث. قد طُبِع الكتاب طبعة قديمة وله طبعة حديثة سنة 1902م قام بها الرهبان الفرنسيسكان بالقاهرة. وللأسف لا نعرف شيئاً عن بقية حياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا بن أبي الفضل الأرخن | الولادة: – الوفاة: – اهتمامه بتعمير الكنائس كان الشيخ الفاضل يوحنا بن أبي الفضل من أراخنة الأقباط في القرن الحادي عشر، وكان عالماً محبوباً وله دالة خاصة على الأمير شاهنشاه بن بدر الجمالي مما جعله يتخذه كاتم أسراره. وكان مع سمو مكانته يوجه عناية خاصة إلى تعمير الكنائس وعلى الأخص كنيسة مار جرجس بمصر القديمة. ويصفه ابن مسعود بأنه كان مواظباً على الصلاة في كنيسة مار جرجس هذه. رسامة أسقف لبابيلون حدث في تلك الفترة أن ماطل البابا في رسامة أسقف لبابيلون (مصر القديمة) فجمع أبو الفضل الأراخنة في بيته وتشاوروا معاً، ثم انتخبوا يوأنس بن سنهوت لهذه الكرامة. وبعد رسامته في كنيسة أبي سرجة سار الجميع به إلى كنيسة حارة زويلة ومعهم نائب الوالي وجماعة من رجاله في موكب حافل، ارتفعت فيه الأناجيل والصلبان والشموع الموقدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الهرقلي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – توبيخ دقلديانوس من هرقلية بآسيا الصغرى كان أبوه والياً في عهد دقلديانوس. تربى تربية مسيحية، ولما تنيّح والده تولى مكانه وهو في العشرين. تقابل مع دقلديانوس ورفض تقديم العبادة للإله أبوللون ووبخ الملك، فألقاه في السجن حيث ظهر له الرب يسوع ذاته في رؤيا فقواه وشجعه. في مصر أراد دقلديانوس أن يخادعه فأرسله إلى مصر ليجمع الخراج ويجدد برابي الأصنام المتهدمة، فاتخذ القديس من ذلك سبباً وشرع يهدم البرابي. استشهاده حضر مع الوالي قرياقوس تعذيب المعترفين المسيحيين، فأبصر ملائكة تضع أكاليل سماوية على رؤوسهم، فصاح معترفاً بمسيحيته أمام الوالي، فأمر أن يقيدوه بالسلاسل ويرسلوه إلى أريانوس والي أنصنا مع بقية المعترفين. هناك عُلق على الهنبازين وضربوه بالسياط حتى سال دمه على الأرض، ثم سلخوا جلده وأتوا بمسح شعر وكانوا يحكّون بها جراحاته. ويضعوا جمر نار تحت جنبه وأسياخ محماة بالنار على وجهه، وكووه بقضبان حديدية محماة. بعد ذلك رُبِط إلى ذيل فرس وسُحل ووجهه إلى الأرض. أخيراً قُطعت يداه ورجلاه ثم رأسه بحد السيف في نواحي القوصية بجوار أسيوط في الرابع من بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا النيقيوسي الأسقف | الولادة: – الوفاة: – مؤرخ قبطي مشهور نعرف القليل عن حياته الخاصة مما جاء عرضاً في تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس بن المقفع. عاش في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي. تطرف واشتد في تأديب أحد الرهبان الذي وقع في خطية الزنا، وضربه ضرباً مبرحاً حتى مات بعدها بقليل الأمر الذي يكشف عن شخصية مريضة. لهذا انعقد مجمع أساقفة وقطعوا الأسقف وأسقطوه من رتبته. لكن ترجع شهرة يوحنا النيقيوسي إلى كتابه الذي ألَّفه في التاريخ العام ودوَّن فيه تاريخ العالم منذ الخليقة حتى أواخر القرن السابع الميلادي. ويعتبر يوحنا إلى حد ما معاصراً للفتح العربي لمصر، وقد أوجز في ذكر حوادث ذلك الفتح. لكتابه هذا قيمة خاصة، إذ أصبح مصدراً لا غنى عنه للباحث في تاريخ تلك الفترة. ضاع هذا الأثر النفيس بلغته الأصلية القبطية، ولكن يوجد نص كامل للكتاب باللغة الأثيوبية القديمة، قام المستشرق زدتنبرج بترجمته إلى الفرنسية، ونشره في باريس عام 1883م. يضم هذا المرجع 122 فصلاً، ويتحدث في الفصول الإحدى عشر الأخيرة عن الفتح العربي. وقد أعطي اهتماماً خاصاً بمصر والمصريين. فأوضح أنه أول من صاغوا الذهب، وبحثوا عن المناجم، وصنعوا أدوات الحرب، كما تحدث عن بناء الأهرامات. لهذا العمل أهميته الخاصة في التاريخ لبطاركة كرسي الإسكندرية. وقد عاصر أربعة من باباوات الإسكندرية: البابا أغاثون والبابا يوأنس الثالث والبابا إيساك والبابا سيمون الأول الذي سامه أسقفاً علي نيقيوس مسقط رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا النيقوميدي الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 حين أعلن الإمبراطور دقلديانوس اضطهاده على المسيحيين في نيقوميديا، تقدم رجل مسيحي اسمه يوحنا بكل شجاعة ومزّق المنشور الإمبراطوري، فعوقب في الحال بالقتل. وفي التقليد الغربي يقال أنه حين رأى الاضطهادات الوحشية المحكوم بها على المسيحيين في المنشور الإمبراطوري، أخذته الغيرة وتقدم ومزق المنشور بيديه. حين علم الإمبراطور – الذي كان في المدينة في ذلك الوقت – بما حدث، أمر بتعذيبه بكل أنواع العذاب، فكان القديس يحتملها بصبر وثبات، وأخيراً أُحرِق حياً في 24 فبراير سنة 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا المصري المعترف | الولادة: – الوفاة: – المعترف وكنز الكتاب المقدس يسجل لنا يوسابيوس القيصري المؤرخ الكنسي ما هو عجيب عن هذا المعترف الذي فقد بصره لكنه تمتع ببصيرة داخلية إذ اقتنى كنز الكتاب المقدس. أثار هذا القديس المصري إعجابه بقوة احتماله للعذابات مع قوة ذاكرته في حفظ الأسفار المقدسة. وكان نتيجة تمسكه بإيمانه أنه فقد بصره، وكُوِيت قدماه بالنار وطُرح في النار. أما عن قوة ذاكرته فيصفها يوسابيوس بالآتي: “لقد فاق يوحنا أبناء عصرنا في قوة الذاكرة. نقش أسفاراً كاملة من الكتاب المقدس، لا في ألواح حجرية كما يقول الرسول المبارك، ولا على رق حيوانات، ولا على ورق يبليه السوس والزمن، بل في ألواح قلبه اللحمية، في نفس نقية شفافة، وفي بصيرة القلب الطاهرة. حتى يمكنه بذلك أن يستعيد أية فقرة من الكتاب المقدس، سواء من الناموس أو الأنبياء أو الأسفار التاريخية، أو الأناجيل أو كتابات الرسل في أي وقت أراد، كما من كنز مليء بالكلمات. واعترف بأنني ذُهلت عندما رأيت الرجل لأول مرة، إذ كان واقفاً وسط جماعة كبيرة يردد بعض فقرات من الكتاب المقدس، وعندما سمعت صوته فقط خُيّل إليَّ أنه كان يقرأ من كتاب حسب العادة المتبعة في الاجتماعات. ولكن لما اقتربت منه وأدركت ما كان يفعل هكذا، وشاهدت جميع الباقين وقوفاً حوله بأعين سليمة، بينما كان هو لا يستخدم سوى عينيّ قلبه. فكان يتكلم طبيعياً كنبيٍ ويفوق جداً سليمي الأجساد. كان من المستحيل أن لا أمجد الله، وأُدهش كل الدهشة لأن بجسمه المشوّه أظهر سموّ القوة التي كانت بداخله وعظمتها”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الكيليكس الأب | الولادة: – الوفاة: – تقديس القلب وتقديس المكان 1. قال الأب يوحنا الكيليكس رئيس دير رايثو إلى الاخوة: يا أولادي، كما أننا هجرنا العالم فلنهجر رغبات الجسد أيضاً. 2. وقال أيضاً: لنتشبه بآبائنا. كم من الشدة والسكينة أقاموا بهما هنا. 3. وقال أيضاً: لا نلوّث هذا المكان يا أبنائي، لأن آباءنا قد طهّروه من الشياطين. 4. إن هذا المكان مِلك للنسّاك لا لذوى الحرف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا القليوبي الراهب الشهيد | الولادة: – الوفاة: 1582 رفضه إنكار المسيح في أيام البابا يوأنس الرابع عشر البطريرك السادس والتسعين (1571- 1586م) حدث أن اقتنص أحد الحكام هذا الراهب خارج الدير، ولم يكتفِ بمنعه من العودة إلى البرية المقدسة، بل أراد إقحامه على إنكار المسيح له المجد. رفض الراهب رفضاً باتاً أن ينكر السيد المسيح، فصدر الحكم عليه بغرس السكاكين الحادة في يديه وإيقاد مشاعل على كتفيه، ووضعه على جمل يطوف به شوارع المدينة تحيط به الغوغاء الصاخبة، فتحَّمل هذا كله في صمت تام. يبدو أن هدوءه زاد الحاكم غضباً فأصدر أمره بربط يوحنا على عدد من الخشب وخلال ضربه وتعذيبه استودع روحه بين يديّ الآب السماوي، ونال الإكليل المعد للذين يصبرون إلى المنتهى، وكان استشهاد الراهب القديس يوحنا القليوبي يوم الأحد المبارك الموافق 30 هاتور سنة 1298ش (6/12/1582م). وفي اليوم التالي أنزلوا جثمانه الطاهر عن الخشبة، وسلموه للقبط الذين مضوا به إلى كنيسة الشهيدة بربارة بمصر القديمة، حيث أقاموا عليه الصلوات الكنسية ورفعوا الأسرار المقدسة، ثم دفنوه بتلك الكنيسة المقدسة مثوى الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا القديس | الولادة: – الوفاة: – جاء في كتاب “مشاهير الآباء” للقديس جيروم: رأينا هذا القديس الذي كان أباً لرهبان في مدينة ديكابوليس (العشر مدن Dikapoils) وقد نال بركة الرب. مثل إبراهيم (الخليل). وكانت لحيته تتدلى إلى أسفل مثل لحية هارون الكاهن. وقد أجرى الله على يديه أعمالاً عظيمة وأشفية كثيرة. وقد شفى مرضى النقرص، ومرضى الشلل! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الفارسي الأب | الولادة: – الوفاة: – قالوا عن الأب يوحنا الفارسى إنه، لما دخل الأشرار إلى المنطقة التي كان فيها كان يقدم لهم طستاً ويغسل لهم أرجلهم. أمّا هم، فلشدة تقديرهم واحترامهم له، كانوا يتوبون. 2. قال أخ للأب يوحنا الفارسي: لقد تعبنا تعباً هذا مقداره من أجل ملكوت السموات، ترى هل نرثه؟ أجابه الأب: أنا أؤمن أنني سأرث أورشليم العلوية التي في السموات، لأن من وعَدْنا به أمين، فلماذا الشك إذن؟ موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً واستشهد مع القديس أباكير وفيلبس أخيه وكاهن آخر اسمه أبطلماوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا السينائي أو السُلّمي القديس | الولادة: 579 الوفاة: 654 دُعي بيوحنا الدرجي أو يوحنا السُلّمي، نسبة إلى كتابه “سلم السماء” أو “درجات الفضائل” أو “سُلم الفردوس”، هذا الذي يُعتبر تراثاً له آثاره على الحياة الرهبانية. نشأته كتب سيرته راهب معاصر له يُدعى دانيال من دير ريثو أو رايتو، كان يقع على الأرجح بالقرب من دير سيناء. وهي سيرة تقويّة وردت غالباً في مستهل مخطوطات “سلّم الفردوس”. لا تحوي إلا على القليل من المعلومات التاريخية. كما حدثنا عنه أيضاً راهب سينائي يُدعى أثناسيوس حين تحدث عن آباء دير سيناء، وقد غفل أيضاً المعلومات التاريخية عنه. يرى البعض أنه وُلد بفلسطين في عهد الملك زينون، ويرى البعض أنه وُلد حوالي 579م، وقد عاش حوالي 75 عاماً. دُعي منذ حداثته “العلامة”، وذلك لثقافته الواسعة التي اكتسبها خلال مطالعاته الكثيرة وأسفاره، وليس عن مهنة مارسها قبل رهبنته. تظهر ثقافته في كتابه “السُلّم” حيث يتسم بغنى تشبيهاته وغزارة مفرداته. رهبنته في السادسة عشر من عمره أدرك بطلان العلوم البشرية وزوال مجد العالم، فزهد كل شيء والتحق بدير جبل سيناء حيث تتلمذ على يديّ الأب الشيخ مارتيروس. في يوم رهبنته قال عنه الأب ستراتيجيوس أنه سيضْحَى “أحد أنوار العالم”، وتنبأ عنه يوحنا سابا وأنسطاسيوس الذي صار فيما بعد بطريرك كنيسة أنطاكية بأنه سيصير رئيساً للدير. عاش أربع سنوات حيث تأصل في البرّ، وصارت له معرفة روحية صادقة مع زهد قي العالم وتواضع وطاعة كاملة للآباء. وكان يحسب نفسه أصغر الاخوة. توحده في سن العشرين تنيّح أبوه الروحي فعزم على الوحدة في صحراء “تولا”، على سفح جبل سيناء. تتسم المنطقة بجمالها الطبيعي الخلاّب، وربما كانت تُدعى “تلاع”، وهي تبعد حوالي خمسة أميال من الدير. ربما اتخذ مرشداً آخر هو جورجي الرسلايتي (مقال 57:27). كان محباً للصلاة الدائمة، فكان يهرب من اللقاء مع الناس، وكثيراً ما شاهدوه مرتفعاً فوق وجه الأرض أثناء الصلاة. أحب حياة الوحدة والتأمل فعاش في وحدته أربعين عاماً. لم يكن يدعوه الناس إلا “ملك البرية”. عانى الكثير من مقاومة الشيطان له، فكان يصد سهامه بالصلاة والصوم مع الزهد الشديد والتناول من الأسرار المقدسة حيث كانت كنيسة والدة الإله التي بناها الملك يوستينيانوس تبعد عن قلايته حوالي خمسة أميال. حدثنا عن مقاتلته لشيطان الضجر فقال: “من ينصرف في هدوئه إلى محاربة الضجر كثيراً ما يتأذى، إذ يضيع وقت الصلاة والثيؤريا (التأمل العقلي ومعاينة الأمور الإلهية) في مقاتلته والاحتيال عليه” (43:27). حدثنا أيضاً على معاينته للملائكة، فسأله أحدهم عن هيئة الرب قبل التجسد وعن جلوس الابن على يمين الآب، فقال له: “يتعذر على الأذن البشرية إدراك هذه الأسرار” (47:47). قدّم لنا خبرته العملية في الهدوء في مقاله رقم 27، وقد كشف عن مفهومه أنه انشغال بالسيد المسيح. [ليلتصق ذكر يسوع بنفسَك، فتعرف حينذاك منفعة الهدوء] (61:27). [عزِّ الملك في غناه وكثرة رعاياه وعزّ الراهـب الهادئ في غنى صـلاته] (87:27). [شهوة صغيرة تكدِّر العين واهتمام يسير يبدّد الهدوء] (51:27). زيارته الإسكندرية أثناء توحده قام برحلة إلى مصر، حيث زار خلالها ديراً في منطقة الإسكندرية، تحدث عنه في شيء من التفصيل في المقالين 4 و5، لا سيما “الدير السجن الرهيب” التابع له حيث كان يؤَّدب فيه الرهبان المذنبون. خدمته خلال هذه الأربعين عاماً كان يستقبل بعض الرهبان والشعب (54:7؛ 60:15) القادمين لطلب إرشاد. كما كان يفتقد المتوحدين المرضى (123:26). وقد شفى باسم الرب راهباً يُدعى اسحق من تجربة شيطانية مزمنة وردت في سيرته التي سجلها الراهب دانيال. ذكر أيضاً الراهب دانيال أن القديس يوحنا أرسل تلميذه موسى في خدمة، وعند الظهيرة نام هذا التلميذ في ظل صخرة ضخمة، وأثناء نومه سمع صوت معلمه يوقظه فقفز فوراً من تحتها، وسرعان ما هوت بعد تركه الموضع. وكان القديس يوحنا قد شاهد رؤيا نبهته إلى أن تلميذه في خطر فقام وصلى من أجله. حسد بعض الرهبان إذ جذبت شخصيته كثير من الرهبان والشعب للاسترشاد به، وصُنع الله عن طريقه عجائب، حسده بعض الرهبان ونعتوه بالثرثار، فصمت لمدة سنة كاملة. جاء إليه ثالبوه وتوسلوا إليه أن يتكلم من أجل خلاص النفوس. رئاسة دير جبل سيناء في نهاية الأربعين سنة من التوحد أُنتخب رئيساً لدير جبل سيناء. يقول الأب أناسطاسيوس السينائي أن موسى النبي حضر بنفسه أثناء تنصيبه. كان له اعتباره لدى الرهبان قبل رئاسته للدير، أما بعد اختياره هذا فتعلقوا به أكثر فأكثر، إذ أُعجبوا بقيادته الروحية وإرشاداته مع وداعته وتواضعه حتى ملك على قلوبهم. وهبه الله صنع آيات، وإذ تعرضت فلسطين للجفاف طلب منه الشعب أن يُصلي لأجلهم حتى يتحنن الله عليهم ويمطر على أرضهم، فاستجاب الله لطلباته. في هذه الفترة طلب الأب يوحنا رئيس دير ريثو أن يكتب الدرجات الروحية للناموس الجديد أو سُلم الفضائل. وواضح من رسالة الأب يوحنا له أن القديس يوحنا السُلمي سجّل هذا العمل وهو شيخ متقدم في السن. العودة إلى الوحدة لم يبقَ في رئاسة الدير سوى أربع سنوات، حيث قرر العودة إلى حياة الوحدة استعداداً للانطلاق من هذا العالم. تولّى أخوه جورج الذي كان من رهبان الدير مركزه، وإن كان قد طلب من القديس أن يصلي لأجله لكي يلحق به عاجلاً. أجابه القديس بأن الله استجاب لطلبته. بالفعل تنيّح القديس يوحنا وبعد فترة وجيزة تنيّح أخوه. كتاباته أما عن كتابه “سُلم الفردوس” فيضم ثلاثين مقالاً أو درجة تعقبها “رسالة إلى الراعي” تشتمل توجيهات هامة للرؤساء والآباء الروحيين. يتناول الكتاب الحديث عن حياة الراهب منذ خروجه من العالم وممارسته الفضائل المسيحية، مثل الزهد، والغربة، والطاعة، والوداعة، والسهر، والإفراز، والصلاة، وسكون النفس والجسد… منطلقاً نحو القيامة مع المسيح في إيمان مملوء رجاء وتسنده المحبة. إن كان قد اتسم الكتاب بالجانب النسكي الرهباني، لكنه هو دعوة موجهة إلى الكل للحياة الفاضلة في المسيح يسوع. يكشف هذا الكتاب عن شخصية القديس يوحنا القوية، فنراه يُقدم تقييماً لبعض الأعمال بصفته الشخصية كأبٍ روحي وقائد مختبر واسع الاطّلاع. كما يكشف عن إدراكه لأحوال الناس الذين يعيشون في وسط العالم وعلى آرائهم وعاداتهم ونفسياتهم. له خبرة ومعرفة عميقة بالنفس البشرية، يحللها بدقة عجيبة. يتسم بالاعتدال مع الجدية والصرامة ضد الخطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا السائح | الولادة: – الوفاة: – قال الأنبا ألوس: كان يوجد معنا في البرية أحد الآباء يدعى يوحنا الذي صار شيخاً جليلاً وقد فاق كثيرين بنسكه وفضائله الكثيرة، وكان لا يستطيع أحد أن يجده في البرية، إذ كان ينتقل من مكان إلى آخر. وفي ابتداء جهاده استمر ثلاث سنوات في صلوات مستمرة، وكان يختطف قليلاً من النوم وهو واقف، كما اعتاد أحد الآباء الكهنة أن يأتيه بالأسرار المقدسة فيناوله كل يوم أحد. في أحد الأيام جاءه الشيطان في هيئة الكاهن ومعه خيالاً كأحد النساك، فأدرك القديس ذلك وقال له: “أيها الممتلئ غشاً وعدو كل صلاح لا تعد تتسلط عليَّ ولا على المؤمنين، الرب يسحق قوتك تحت أقدامنا سريعاً”. فقال له إبليس: “بعد قليل سوف أتسلط عليك حتى أسقطك”، فانتهره القديس باسم الرب يسوع فاختفى عنه للحال. حدث أن رِجلا القديس تصلبتا وتورمتا ثم تفتحت وخرج منها صديد وماء كثير، لكن ملاك الرب قال له أن عطية الروح القدس تجعل لك الطعام الروحاني كافياً له، وبعد أن شفاه من جراحاته قال له: “غادر ذلك المكان وادخل إلى داخل البرية”، فمضى القديس وكان يقتات ببعض الحشائش التي في البرية، ويأتي إلى مكانه كل يوم أحد ليتناول من الأسرار المقدسة. أراد مفلوج المضي إلى القديس، فشُفِي لوقته حسب إيمانه واستقامت رجلاه من قِبَل صلوات القديس، إذ علم بالروح دون أن يصل إليه. كذا إنسان آخر به شلل في جسده شفي بصلواته وشكر الله ومجَّد اسمه القدوس لأجل صلوات قديسيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الرسول | الولادة: – الوفاة: 100 نشأته شقيق يعقوب بن زبدي المعروف بيعقوب الكبير. كان أبوه يحترف مهنة الصيد، ويبدو أنه كان في سعةٍ من العيش، لأنه كان له أُجَراء (مر20:1)، وكانت أمه سالومي بين النساء اللاتي كُنَّ يخدمن الرب يسوع من أموالهن (مت55:27، 56؛ مر40:10-41). ويغلب على الظن أن أسرة يوحنا كانت تقيم في بيت صيدا القريبة من بحر الجليل. أحد التلاميذ الأخصاء يبدو أنه قد تتلمذ بعض الوقت للقديس يوحنا المعمدان وكان يتردد عليه (يو35:1-41). دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه، وبناءً على رواية القديس جيروم فإن يوحنا في ذلك الوقت كان في الخامسة والعشرين من عمره. وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو26:19)، اتكأ على صدره في العشاء الأخير. وهو التلميذ والرسول واللاهوتي والرائي، جمع في شخصه بين حب البتولية والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية مع المحبة الفائقة العجيبة. كان يوحنا واحداً من التلاميذ المقربين إلى الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس، الذين صحبوا السيد المسيح في معجزة إقامة ابنة يايروس من الموت (مر37:5)، وفي حادث التجلي (مت1:17)، وفي جثسيماني ليلة آلامه (مت37:26)، وبَكَّر مع بطرس وذهب إلى قبر المخلص فجر أحد القيامة (يو2:20-5)، وكان حماسه وحبه ظاهرين، حتى أنه سبق بطرس ووصل أولاً إلى القبر. وهو الوحيد بين التلاميذ الذي استطاع أن يتعرف على الرب يسوع حينما أظهر ذاته على بحر طبرية عقب قيامته المجيدة، وقال لبطرس: “هو الرب” (يو7:21). ويذكر القديس أغسطينوس أن عفة يوحنا وبتوليته دون بقية التلاميذ كانت هي سرّ محبة المسيح له. وكان هو، مع أندراوس، أول من تبعه في بشارته (يو40:1)، وآخِر من تركه عشية آلامه من بعد موته. انفرد من بين التلاميذ في سيْره بدون خوف وراء المُخَلِّص في الوقت العصيب الذي تركه الجميع وانفضوا من حوله. وكان واسطة لإدخال بطرس حيث كان الرب يسوع يُحَاكَم، نظراً لأنه كان معروفاً عند رئيس الكهنة (يو15:18،16). رافق الرب إلى الصليب، فسلَّمه أمه العذراء مريم، ومن تلك الساعة عاشت معه (يو25:19-27). انفرد بين الإنجيليين بتسجيل حديث الرب يسوع الرائع عن الإفخارستيا (يو 6)، ولقائه مع السامرية (يو4)، وموقفه من المرأة الزانية التي أُمسِكَت في ذات الفعل (يو8)، وشفاء المولود أعمى (يو9)، وإقامة لعازر من الموت (يو11)، وصلاة الرب يسوع الوداعية (يو17). وكان يوحنا أحد الأربعة الذين سمعوا نبوة المُخلِّص عن خراب أورشليم والهيكل وانقضاء العالم (مر13: 3)، وأحد الاثنين اللذين أعدا له الفصح الأخير. خدمته الكرازية كان للقديس يوحنا وضع بارز في الكنيسة الأولى. نقرأ عنه في الإصحاحات الأولى من سفر الأعمال، ونراه جنباً إلى جنب مع بطرس أكبر الرسل سناً. نراهما متلازمين في معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل (أع3)، وأمام محكمة اليهود العليا (السنهدرين) يشهدان للمسيح (أع4)، وفي السامرة يضعان أياديهما على أهلها ليقبلوا الروح القدس (أع8). يبدو أن خدمته الكرازية في الفترة الأولى من تأسيس الكنيسة كانت في أورشليم والمناطق القريبة منها، فالتقاليد القديمة كلها تجمع على بقائه في أورشليم حتى نياحة العذراء مريم التي تسلمها من الرب كأمٍ له ليرعاها. ومهما يكن من أمر، فإن يوحنا الرسول، بعد نياحة العذراء مريم، انطلق إلى آسيا الصغرى ومدنها الشهيرة، وجعل إقامته في مدينة أفسس العظيمة مكملاً عمل بولس الرسول الكرازي في آسيا الصغرى (أع24:18-28، 1:19-12). أخذ يشرف من تلك العاصمة القديمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقتذاك من أمثال ساردس وفيلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغامس وثياتيرا وغيرها، وهي البلاد التي وردت إشارات عنها في سفر الرؤيا. نفيه إلى جزيرة بطمس بسبب نشاطه الكرازي قُبِض عليه في حكم الإمبراطور دومتيان (81-96م) وأُرسل مقيداً إلى روما، وهناك أُلقي في خلقين (مرجل) زيت مغلي، فلم يؤثر عليه بل خرج منه أكثر نضرة، مما أثار ثائرة الإمبراطور فأمر بنفيه إلى جزيرة بطمس، وهي إحدى جزر بحر إيجه وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة أفسس وتعرف الآن باسم باتوما Patoma أو بالموسا Palmosa، ومازال بالجزيرة بعض معالم أثرية عن سكنى القديس يوحنا بها. وقد مكث بالجزيرة حوالي سنة ونصف كتب أثناءها رؤياه حوالي سنة 95م. ثم أُفرِج عنه في زمن الإمبراطور نرفا (96-98م) الذي خلف دومتيان، فقد أصدر مجلس الشيوخ الروماني قراراً بعودة جميع المنفيين إلى أوطانهم. وبالإفراج عنه عاد إلى أفسس ليمارس نشاطه التبشيري. رسول الحب من الألقاب اللاصقة بيوحنا لقب “الحبيب”، فقد ذكر نفسه أنه “التلميذ الذي يحبه يسوع”، وقد ظل يوحنا رسول المحبة في كرازته ووعظه ورسائله وإنجيله، وكتاباته كلها مفعمة بهذه الروح. روى عنه القديس جيروم هذه القصة أنه لما شاخ ولم يعد قادراً على الوعظ، كان يُحمَل إلى الكنيسة ويقف بين المؤمنين مردداً العبارة: “يا أولادي حبوا بعضكم بعضاً”، فلما سأم البعض تكرار هذه العبارة وتساءلوا لماذا يعيد هذه الكلمات ويكررها، كان جوابه لأنها هي وحدها كافية لخلاصنا لو أتممناها. حبه الشديد لخلاص الخطاة قاد إلى الإيمان شاباً، وسلَّمه إلى أسقف المكان كوديعة وأوصاه به كثيراً. لكن ذلك الشاب ما لبث أن عاد إلى حياته الأولى قبل إيمانه، بل تمادى في طريق الشر حتى صار رئيساً لعصابة قطاع طرق. عاد يوحنا بعد مدة إلى الأسقف وسأله عن الوديعة واستخبره عن ذلك الشاب. تنهد الأسقف وقال: “لقد مات!” ولما استفسر عن كيفية موته، روى له خبر ارتداده. حزن يوحنا حزناً شديداً واستحضر دابة ركبها رغم كبر سنه، وأخذ يجوب الجبل الذي قيل إن هذا الشاب كان يتخذه مسرحاً لسرقاته. أمسكه اللصوص وقادوه إلى زعيمهم الذي لم يكن سوى ذلك الشاب! تعرَّف عليه الشاب وللحال فرَّ من أمامه، وأسرع يوحنا خلفه وهو يناشده الوقوف رحمة بشيخوخته، فوقف الشاب وجاء وسجد بين يديه، فأقامه ووعظه فتاب عن إثمه ورجع إلى الله. حرصه على استقامة الإيمان كان يمقت الهرطقة جداً، ويظهر هذا الأمر واضحاً في كتاباته المليئة بالتحذير من الهراطقة. ذُكِر عنه أنه دخل يوماً حماماً فلما وجد فيه كيرنثوس الهرطوقي الغنوسي الذي أنكر تجسد الرب، صاح في المؤمنين: “لا تدخلوا حيث عدو المسيح لئلا يهبط عليكم الحمام!” قال ذلك وخرج يعدو أمامهم فخرجوا وراءه مذعورين! وقد روى هذه القصة إيريناوس على أنه سمعها من بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول نفسه. يشير بولس الرسول إلى وضع يوحنا المتميز في الكنيسة الأولى، فيذكره على أنه أحد أعمدة الكنيسة وأنه من رسل الختان (غل9:2). يذكر بوليكاربوس Polycarp أسقف أفسس أواخر القرن الثاني أن يوحنا كان يضع على جبهته صفيحة من الذهب كالتي كان يحملها رئيس أحبار اليهود، ليدل بذلك على أن الكهنوت قد انتقل من الهيكل القديم إلى الكنيسة. بعد أن دوَّن لنا هذا الرسول إنجيلاً ورؤيا وثلاث رسائل تحمل اسمه، رقد في الرب في شيخوخة وقورة حوالي سنة 100م، ودفن في مدينة أفسس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الحومي القمص | الولادة: 1875 الوفاة: 1961 وُلد سنة 1875م وعاش حوالي 86 سنة، منها 38 سنة في الكهنوت و48 سنة في الحياة “العلمانية” إن صح التعبير. رُسِم كاهناً على كنيسة دير الأمير تادرس بالحوامدية، وانتقلت زوجته بعد رسامته كاهناً، فاتجه للنسك والزهد فعاش الحياة البسيطة بروحانيتها، وكان يخدم أكثر من عشرة بلاد مختلفة تفصلها مساحات شاسعة فكان يرعاها بأمانة. كان الكهنوت عنده خدمة مقدسة وليست وظيفة يؤديها برتابة، وقد تتلمذ على يديه كثير من الآباء الكهنة المعاصرين، فلمسوا فيه الروحانية العالية. أنشأ مع أخيه القمص جرجس كنيسة مار جرجس بأم خنان بالجيزة في عام 1953م. تميّز هذا الأب بالبساطة الشديدة ومحبة الغرباء والعطف على كل من يسأله، ونظراً لقلة إيراده كان الرب يرسل له كل يوم نقوداً فضية يجدها تحت وسادته. صنع الله على يديه معجزات عديدة، منها معرفته بالغيب وشفاء الأمراض. وقد ارتبط بصداقة قوية مع الشهيد الأمير تادرس الذي خدم على مذبحه، وتمتع بظهورات روحية له. تنبأ بيوم نياحته قبلها بأسبوع وقال أنه سيكون احتفال كبير، وقد ظهر الشهيد الأمير تادرس حبيبه في قبة الكنيسة أثناء الصلاة عليه، واستمر ظهور نور فوق قبره لعدة ليالٍ مختلفة بعد دفنه في المقبرة التي تقع خارج المدينة، وكانت نياحته في يوم 8 ديسمبر سنة 1961م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الجندي القديس | الولادة: – الوفاة: – وُلد من أبوين مسيحيين تقيين، ولما كبر انتظم في سلك جنود الملك يوليانوس الكافر. وحدث أن أرسله يوليانوس مع بعض الجنود لاضطهاد المسيحيين. فكان يتظاهر بموافقة الجنود على اضطهادهم، ولكنه كان في الحقيقة يدافع عنهم ويساعد المحتاجين منهم، ومع هذا كان مداوماً على الصوم والصلاة والصدقات، وعاش عيشة الأبرار حتى تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الجندي الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – في الثالث من شهر بابه تعيّد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس يوحنا الجندي من بلدة أشروبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا التبايسي القديس | الولادة: 305 الوفاة: – نشأته يُدعى يوحنا الرائي إذ كانت له موهبة التنبؤ بالمستقبل، كما دُعي نبي مصر، ويوحنا السائح. قال عنه القديس يوحنا كاسيان: “نال موهبة النبوة من أجل طاعته العظيمة، فصار مشهوراً في كل العالم”. رآه القديس جيروم على أطراف مدينة ليكوس (أسيوط)، ووضعه في قائمة كتابه “مشاهير الآباء”، في الفصل الثاني وتحدث عنه في شيء من التفصيل، خاصة حديث القديس يوحنا معه هو ورفقائه، وهو حديث روحي عملي ممتع، اقتبس منه القليل. يلقب أيضاً بيوحنا المتوحد الأسيوطي لأنه وُلد بمدينة أسيوط عام 305م. كان أبواه مسيحيين، وكانت صناعته النجارة والبناء. في سن الخامسة والعشرين تنيّح والداه فسلَّم أخته وأمواله لعمه ثم ذهب لدير أنبا مقار حيث ألبسه الأنبا إيسيذورُس والأب أبامون الإسكيم. في جبل أسيوط ظهر له ملاك بعد خمس سنوات وقال له: “قم امضِ إلى جبل أسيوط”، فجاء إلى الجبل الغربي على بعد خمسة أميال من مدينة أسيوط حيث بنى له ثلاث قلايات على سفح جبل قرب طيبة لهذا دُعي يوحنا التبايسي أو الطيبي: إحداها لحاجات الجسد، والثانية يعمل بها ليكسب خبزه، والثالثة للصلاة. وخلال الثلاثين عاماً التي قضاها هناك كان يحصل على حاجاته من خلال طاقة، يقدّمها منها خادمه. وكان من عادته أن يلتقي بالناس يومي السبت والأحد من خلال نافذته لإرشادهم وتعزيتهم. قال لبلاديوس: “إنني قد حبست نفسي ثمانية وأربعين عاماً في القلاية لم أرَ فيها وجه امرأة، ولا رأيت نقوداً، كما أنني لم أنظر إنساناً وهو يأكل، ولا رآني أحد آكلاً أو شارباً”. اشتهر القديس بطاعته لمعلميه وأيضاً بموهبة شفاء الأمراض، وقد استحق أن يحصل على موهبة معرفة الأمور قبل حدوثها. وقد أنبأ الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير بانتصاره على الثائر مكسيموس. ذات مرة أرادت خادمة للمسيح اسمها بؤمينيا Poeminia، وهي من أقارب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، أن ترى القديس يوحنا، ولكنه رفض وأرسل لها كلمات معزية. ومما قاله لها: “لا تسلكي طريق الإسكندرية في رجوعِك لئلا تقعي في تجارب”. إلا أنها نسيت هذه النصيحة فتعرضت لحادثة من بعض الأشرار الذين سطوا على المركب في النيل وضربوا خادمها، وبذلك جنت ثمرة النسيان لنصيحة القديس يوحنا. لقاء مع بالاديوس زاره بالاديوس الذي سافر 18 يوماً حتى وصل إليه، وتنبأ له أن يُسام أسقفاً على هلينوبوليس Helenopolis. وبعد 25 عاماً من هذه الزيارة سجل لنا سيرته في كتابه “التاريخ اللوسياكي”. كما زاره كاتب “تاريخ الرهبنة Historia Monochocum Aegypto والذي ترجمه روفينوس إلى اللاتينية. روى لنا بالاديوس قصة لقائه مع هذا القديس، فقال أنه إذ كان في برية نتريا مع الأب أوغريس سأله عن فضائل القديس يوحنا الأسيوطي، فقال أنه يشتاق أن يعرف شيئاً عنه. في اليوم التالي حبس بالاديوس نفسه في قلايته طول اليوم يطلب إرشاداً من الله. شعر باشتياقٍ للقاء معه، فسافر تارة مشياً على الأقدام، وأحياناً في النهر، وكان وقت فيضان النيل، وكانت الأمراض الصيفية منتشرة، فصار فريسة لها. إذ بلغ إلى الموضع وجد مسكنه مغلقاً فانتظر حتى يوم السبت صباحاً. جاء إليه فوجده جالساً عند نافذته يقدم مشورة لسائليه. حيّاه القديس يوحنا وتحدث معه خلال مترجم. وإذ جاء اليبسيوس والي المنطقة تحوّل إليه ليتحدث معه، وظلا يتحدثان مدة طويلة. شعر بالاديوس بضيق وإهانة أنه تركه، لكن سرعان ما قال القديس للمترجم أن يخبره ألا يقلق. وإذ انصرف الوالي دعاه القديس وتحدث معه، وجاء في حديثه: [لماذا أنت غاضب مني؟… لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي (لو31:5). فإني إن كنت لا أقدم لك مشورة، يوجد اخوة وآباء آخرون يُعطوك مشورة. أما هذا الوالي فسلّم نفسه للشيطان وقد جاء يطلب معونة. فليس من المعقول أن نتركه لأنك مهتم بخلاصك… أحزان كثيرة تنتظرك… يقترح عليك الشيطان الرغبة في رؤية أبيك وأن تعَّلم اخوتك الحياة التأملية. عندي لك أخبار سارة وهي أن كل منهم تحول إلى طريق الخلاص.] سأله القديس يوحنا: “أتريد أن تكون أسقفاً؟” أجابه بلاديوس: “أريد فعلاً”. سأله: “أين؟” أجاب: “في المطبخ على الموائد والأواني. أفحصها كأسقف ناظرٍ عليها، وإذا وجدت محتوياتها رديئة أحرمها وإذا وجدت الطعام محتاجً إلى ملح أو توابل أضعها. هذه هي إيبارشيتي، لأن شهوة بطني عيّنتني ابناً لها”. ابتسم وقال له: “كف عن التلاعب بالألفاظ. إنك ستُسام أسقفاً وتُقاسي من ضيقاتٍ كثيرة. فإن أردت الهروب من الضيقات فلا تترك البرية لأنه لا يوجد فيها أحد له سلطان أن يسيمك أسقفاً”. بعد ثلاث سنوات نسي بالاديوس هذه النصيحة، وإذ أصيب بمرضٍ في الطحال والمعدة أخذه الاخوة إلى الإسكندرية. نصحه الأطباء أن يذهب إلى فلسطين لأن مناخها أنسب له. ومن هناك ذهب إلى بثينية بجوار غلاطية موطنه الأصلي، وسيّم أسقفاً. نُفي وحُبس في حجرة مظلمة لمدة 11 شهراً فتذكر ما قاله له القديس يوحنا. مع اللصوص ظنّ أربعة لصوص أن لديه كثرة من الأموال بسبب تحاشد الجماهير عليه لنوال موهبة الشفاء أو التمتع بمشورة روحية. في الليل نقبوا باب المغارة فأُصيبوا بالعمى وظلّوا خارج القلاية حتى الصباح، أرادت الجماهير تسليمهم للوالي أما هو فقال: “اتركوهم، وإلا تفارقني موهبة الشفاء”. سيدة تلح على رؤيته كانت إحدى النساء تلح على رجلها أن ترى القديس. وجاء الرجل وهو من الأشراف يطلب من القديس أن يسمح لزوجته أن تراه، فكانت إجابته: “هذا الأمر مستحيل”. وإذ صممت الزوجة ألا تسافر حتى ترى القديس، قال القديس يوحنا لرجلها: “سأظهر لها في هذه الليلة، لكن لن أسمح لها أبداً برؤية وجهي بالجسد” في الليل ظهر لها القديس في حلم، وقال لها: “ما عسى أن أفعل لك يا امرأة؟ لماذا تحرصين بشدة أن تري وجهي؟ هل أنا نبي أو بار؟ إني خاطئ وشهواني مثلك، وها قد صلّيت من أجلك ومن أجل زوجك ولموضع إقامتك، فإن آمنتِ يكون لكِ، فسافري بسلام”. وإذ قامت من نومها روت لرجلها ما رأته وسمعته ووصفت له شكله وهيئته، وقدمت الشكر لله. وإذ رأى القديس يوحنا رجلها قال له قبل أن يتكلم: “لقد حققت طلب زوجتك ورجاءها، وعليك ألا ترى وجهي بعد”، فانصرف بسلام. تواضعه يروي لنا القديس جيروم: “كان القديس لا يُجري معجزات الشفاء جهراً، بل كان يصلي على الزيت ويعطيه للمتألمين والمرضى فيبرءون”. حزمه كان يتحدث مع القادمين إليه ويخبرهم بما فعلوه سراً، كما كان يشير إلى غضب الله وما سيحل عليهم من كوارث بسبب خطاياهم. لقاؤه مع القديس جيروم يقول القديس جيروم: [لقد رأينا عجائب، فقد كنا سبعة أجانب، ذهبنا إلى القديس، وبعد السلام فرح بنا. طلبت منه قبل كل شيء أن يصلي من أجلنا كعادة كل آباء مصر. ثم سألني إن كان بيننا كاهن أو شماس، وإذ قلنا له أنه لا يوجد عرف أن بيننا شماس أخفى رتبته تواضعاً. أشار إليه القديس بيده قائلاً: “هذا هو الدياكون”، وأخذ القديس يده من خلال النافذة وقبّلها، وطلب منه ألا ينكر نعمة الله المعطاة له، سواء كانت صغيرة أو عظيمة. وإذ كان أحدنا يرتعش وهو مريض بحمى شديدة طلب من القديس أن يُشفيه، فقال له: “هذا المرض لصالحك، لأنه قد ضعف إيمانك، ثم أعطاه زيتاً وطلب منه أن يدهن نفسه به، كما رسمه بالزيت فتركته الحُمى وسار على قدميه معنا.] يكشف لنا القديس جيروم عن محبته العجيبة واهتمامه بالآخرين وبشاشته إذ يقول: [رحَّب بنا القديس كأولاد لأبيهم لم يلتقوا به منذ مدة طويلة. وأجرى معنا حواراً، وقال: “من أين أتيتم يا أبنائي؟ ومن أيّ بلد؟ لقد أتيتم إلى إنسانٍ مسكينٍ وبائس!” وقد ذكرنا له اسم بلدنا، وأننا جئنا إليه من أورشليم لمنفعة نفوسنا… ثم قال: “… لا يظن المرء أنه قد اقتنى معرفة كاملة، بل القليل جداً منها. يليق بنا أن نقترب إلى الله بطرق معتدلة وبإيمان. وأن يبتعد محبْ الله عن الماديات حتى يقترب إلى الرب ويحبه. كل من يبحث عن الرب بكل قلبه يبتعد عن كل ما هو أرضي!” يليق بنا أن نهتم بمعرفة الله قدر المستطاع، لأنه لا يمكن الحصول على معرفة كاملة عنه. وهو يكشف لنا بعض أسراره. وسيعرف المرء ما سيحدث قبل وقوعه، وتُعلن له رؤى مجيدة، كما ظهرت للقديسين، ويعمل أعمالاً عظيمة، وكل ما يطلب من الله يعطيه… لا تيأسوا في هذا البلد لأننا في وقت محدد سنُرسل إلى عالم الراحة. ولا يتعالى أحد بأعماله الصالحة بل يظل في حالة توبة دائمة… الحياة الديرية بجوار القرى قد أضرت الكاملين… أرجو يا أبنائي من كل واحدٍ منكم قبل كل شيء أن يعيش حياة التواضع، لأنه أساس كل الفضائل.] روى لهم أيضاً أمثلة لرهبان سقطوا وتابوا فبلغوا درجات عظيمة في الروحانية، كما حدثهم عن متوحدين كانوا يحرصون على خلاصهم وكمالهم في الرب. أشار إلى متوحدٍ لم يهتم بالطعام سواء كان حيوانياً أو نباتياً، بل كان قلبه متعلقاً بالرب، مترقباً مغادرته للعالم، فكان الله يكشف له عن أمجاد الدهر الآتي، وكان جسده مملوء صحة حتى شيخوخته، وكان يجد طعاماً على مائدته. كان كثير التسبيح فلا يشعر بالجوع. يختم القديس جيروم الفصل بقوله أن القديس يوحنا كان يتحدث معهم بكلمات ومحادثات لمدة ثلاثة أيام حتى الساعة التاسعة، أي الثالثة بعد الظهر، وقد أخبرهم بوصول رسالة إلى الإسكندرية تُعلن عن نصرة الإمبراطور ثيؤدوسيوس وقتل الطاغية أوجينيوس (عام 394م)، وقد تحقق كل ما قاله. مؤلفاته له مؤلفات عديدة عن الرهبنة والآلام والكمال والفضائل واللاهوت والصلوات وتفسير لبعض آيات العهد الجديد، كما اشتهر بأقواله عن محبة الله وعمل الرحمة وملكوت السموات. وأخيراً تنيّح بسلام بعد أن قارب المائة عام، وذلك في اليوم الحادي والعشرين من هاتور، وتعيد له الكنيسة الغربية في 27 مارس. من كلماته من ينشغل بالسماويات يقف غير مشتت في حضرة الله، دون أي قلق يسحبه إلى الوراء. يقضي حياته مع الله، منشغلاً بالله، ويسبحه دون انقطاع. من تأهل لمحبة الله، عنده محبة الناس محبوبة جداً أكثر من حياته. لو استطاع أن يساعدهم حتى بموته، فإنه يحب أن يبذل حياته عِوضاً عن حياتهم، لكي بأحزانه يجدون هم راحة. محب الفقراء يكون كمن له شفيع في بيت الحاكم، ومن يفتح بابه للمعوزين يمسك في يده مفتاح باب الله. القربان الروحي هو تقديم أفكار طاهرة تقترن بذكر الله… والمذبح الروحي هو العقل المرتفع عن تذكارات العالم… والكنيسة الروحية هي الإيمان والتمتع بالأسرار الإلهية. لا تعمل مع سيد الكل من أجل موهبة يعطيها لك، لئلا يجدك محباً لمقتنياته وبعيداً عن حبه شخصياً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا أسقف غزه | الولادة: – الوفاة: – في الحادي عشر من شهر برمودة تذكار نياحة القديس يوحنا أسقف غزة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا أسقف البرلس | الولادة: – الوفاة: – نشأته الشهير بجامع السنكسار. وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يُكثران من الصدقة على المساكين، ولما توفّيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبنى به فندقاً، ثم جمع إليه المرضى، وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه. رهبنته اتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأى عمله الحسن وأثنى عليه ثم مدح أمامه الرهبنة مبيناً له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها. وبعد أن رحل الراهب قام القديس فوزّع كل ما له على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس دانيال قمص البرية حيث اشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير. ثم تفرد في وحدة، فحسده الشيطان وجنوده على حسن صنيعه هذا واجتمعوا عليه وضربوه ضرباً موجعاً حتى ظل مريضاً أياماً كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح فتقوى وتغلب عليهم. أسقف على البرلس دُعي من الله إلى رتبة الأسقفية على البرلس، وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها ورد أصحابها إلى الإيمان المستقيم. ظهر في أيامه راهب من الصعيد كان يخبر بأمورٍ مدعياً أن الملاك ميخائيل يُعرفه بها، فأضل كثيرين بخداعه. فرأى القديس أن عمل هذا الراهب من الشيطان، فأحضره إليه حيث اعترف بخطئه، فطُرد من البلاد. وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار فتبعه كثيرون، فطرده أيضاً من بلاده بعد ما أبطل قوله كما أبطل أيضاً استعمال كتب كثيرة رديئة. كان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل لتأدية خدمة القداس يصطبغ وجه وكل جسده باللون الأحمر كأنه خارج من أتون نار، وكان إذا قدّس تنحدر دموعه على خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية على المذبح. وحدث في ثلاث مرات أنه كلما كان يضع إصبعه في الكأس للرسم يجد الكأس كنارٍ تتقد. كان في أيامه أيضاً قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره سأل الرب فنزلت نار من السماء وأحرقت كبيرهم، فخاف الباقون ورجعوا عن بدعتهم. لما أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا أسقف أورشليم | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس الأنبا يوحنا أسقف أورشليم من أبوين يهوديين حافظين لشريعة التوراة، فهذباه وعلماه كثيراً حتى نبغ في علم الشريعة. وكان يجادل المسيحيين ويناظرهم، فثبت له مجيء المسيح وأنه إله حقيقي، فآمن على يد القديس يسطس أسقف أورشليم وصار شماساً، ونظراً لكثرة علمه وفضيلته انتخبوه أسقفاً على أورشليم. لما ملك أريانوس أمر ببناء ما هُدم من المدينة ثم بنى برجاً على باب هيكل اليهود ووضع على بابه لوحاً من رخام مكتوباً عليه اسمه ومنع المسيحيين من الصلاة في الجلجثة ومن العبور في ذلك المكان، ولهذا فقد اشتد ساعد اليهود والأمم فضايقوا المسيحيين كثيراً. فأصاب هذا الأب من جراء ذلك كثيراً من البلايا والأحزان، فطلب إلى الله أن يأخذه إليه. فقُبلت طلبته وتنيّح بسلام، بعد أن أقام على كرسي الأسقفية سنتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا أسقف أورشليم | الولادة: – الوفاة: – ترهب في دير القديس هيلاريون مع الأب الكبير القديس أبيفانيوس أسقف قبرص، وشاع صيت فضائله وعمله فاختاروه لكرسي أورشليم في سنة 388م، بعد رسامة القديس أبيفانيوس أسقفاً على قبرص. ضربة محبة المال ضربه العدو بمحبة المال فجمع مالاً كثيراً وصنع لمائدته أوانٍ من الفضة وأهمل الفقراء والمساكين، ولما بلغ خبره القديس أبيفانيوس شق عليه ذلك لما كان يعلمه فيه أولاً من الزهد والنسك والعبادة والرحمة. نظراً لصداقتهما القديمة قام من قبرص وأتى إلى أورشليم متظاهراً أنه يقصد السجود بها وزيارة القديسين، وفى الباطن ليقابل الأب يوحنا. فلما وصل إلى هناك دعاه الأب يوحنا ووضع أمامه تلك الأواني الفضية على المائدة، فتوجع قلب القديس أبيفانيوس لا سيما عندما علم ببخله وشحه. دبر حيلة وذلك أنه ذهب إلى أحد الأديرة وحده وأرسل إليه يستعير منه تلك الأواني زاعماً أن قوماً من أكابر القبرصيين قد أتوه ويريد أن يقدم لهم الطعام فيها، ولما أرسلها إليه أخذها وباعها وتصدق بثمنها على الفقراء. وبعد أيام طالبه الأب يوحنا بالأواني فاستمهله وكرر مرة ثانية وثالثة، وإذا لم يردها له أمسك به ذات يوم في كنيسة القيامة قائلاً له: “لا أتركك أو تعطيني الأواني”. صلى القديس أبيفانيوس إلى السيد المسيح من أجل صاحبه القديم فأصيب بالعمى. بكى واستغاث بالقديس أبيفانيوس فصلى ثانياً من أجله فبرأت إحدى عينيه، فالتفت إليه وقال له: “إن السيد المسيح قد ترك هذه العين الأخرى بدون بصر تذكرة لك”. ثم ذكَّره بسيرته الأولى الصالحة وأعلمه أنه باع الأواني وتصدّق بثمنها، وأنه ما جاء إلى القدس إلا ليتحقق مما سمعه عن بخله ومحبته للمال. انتبه الأب يوحنا من غفلته كمن يستيقظ من النوم، وسلك في عمل الرحمة سلوكاً يفوق الوصف، فتصدق بكل ما يملك من مال وثيابٍ وأوانٍ، وزَهَد في كل أمور العالم حتى أنهم لم يجدوا عند نياحته درهماً واحداً. ووهبه الله نعمة شفاء المرضى وعمل الآيات. وأكمل في الرئاسة إحدى وثلاثين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوجينيا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تخفِّيها كانت يوجينيا عذراء من أصل شريف، وكان والدها فيليب حاكم الإسكندرية معيّن من قِبَل إمبراطور روما ليحكم كل أرض مصر. تركت يوجينيا قصر والدها مع خادمتين هما القديستان بروتس Protus وهياكينث Hyacinth، وذهبت متخفّية في زي الرجال إلى هيلينس Helenus أسقف هليوبوليس Heliopolis، الذي عمدها وأرسلها إلى أحد أديرة الرجال. اتهامها ظلماً وإيمان والدها عاشت في الدير كأحد الرهبان وسلكت حياة القداسة حتى اختيرت لتكون رئيساً للدير. وحدث أن اتهمتها امرأة بأنها قد فعلت الشر معها ورفعت شكواها إلى القاضي الذي كان هو والد القديسة يوجينيا، والعجيب أن هذه المرأة كانت مريضة وشفيت بصلاة القديسة يوجينيا، فحاولت استمالتها إلى فعل الشر ظناً منها أنها رجل، ولكن لما رفضت القديسة اتهمتها هذا الاتهام الباطل. وُضِعت القديسة في السجن في انتظار الحكم عليها بالإعدام، وفي النهاية كشفت عن شخصيتها لوالدها وأخبرته بكل الحقيقة، فتحوّل إلى المسيحية، وفيما بعد صار أسقفاً قديساً واستشهد بقطع رأسه على اسم السيد المسيح. استشهادها ذهبت بعد ذلك كلوديا Claudia والدة يوجينيا مع أبنائها إلى روما، واستطاعوا تحويل الكثيرين إلى الإيمان بالمسيح، واستطاعت يوجينيا اجتذاب عذارى كثيرات إلى المسيحية. وقُبِض على يوجينيا حيث عُذبت بأنواع عذابات كثيرة، وأخيراً قُطِعت رأسها ونالت إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوجرافوس وميناس وهيرموجينيس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان هيرموجينيس القاضي المسئول عن المحاكمات ومساعده يوجرافوس في الإسكندرية، وآمن حين رأى شفاء ميناس بمعجزة بعد تعذيبه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوثيميوس الكبير الأب | الولادة: 377 الوفاة: 473 ولد في ميليتين Melitene بأرمينيا Armenia سنة 377م، حيث رُسِم كاهناً وأصبح مشرفاً على بعض التجمعات الرهبانية. وحين بلغ الثلاثين من عمره هاجر إلى فلسطين حيث عاش متوحداً في أماكن عديدة أغلبها في مغارات، وأخيراً استقر في مدينة مهجورة بين أورشليم وأريحا. تجمع حوله عدد من المتوحدين حيث عمل على إرشادهم دون أن يترك أسلوب حياته الشخصي في التوحد. وقد كان القديس يوثيميوس أحد الآباء المشهورين من رهبان فلسطين المبكرين، وصار له تأثيره القوي على الأعراب حين شفى ابناً مشلولاً لأحد رؤسائهم، كما كانت الإمبراطورة أفدوكيا Eudokia أرملة ثيؤدوسيوس الثاني Theodosius II تستشيره في عدة أمور. أخيراً تنيّح بفلسطين في 20 يناير سنة 473م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوثاليوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – شماس من الإسكندرية اهتم بدراسة العهد الجديد، صار أسقف سولكا Sulca في حوالي منتصف القرن الخامس الميلادي. تقسيم أسفار العهد الجديد إلى إصحاحات وآيات كانت كل أسفار العهد الجديد مكتوبة بدون أية تقسيمات، سواء إلى إصحاحات أو آيات. وهكذا كتبها الكُتَّاب القديسون ونُسِخت عنهم في مخطوطات نُقِلت من كاتب إلى آخر. كانت أول محاولة لتسهيل القراءة ومقارنة الآيات تقسيم الأسفار وهي لشخص يدعى أمونيوس السكندري Ammonius of Alexandria وذلك في القرن الثالث، حيث قسَّم الأناجيل الأربعة إلى أقسام حسب موضوع كل واحد منها، إلا أن عمله لم يشمل بقية أسفار العهد الجديد. أدخل يوثاليوس نظام تقسيم كل أسفار العهد الجديد التي لم تقسم بعد، ماعدا سفر الرؤيا. لم يكن يوثاليوس هو أول من اقترح نظام التقسيم الذي ارتبط باسمه، فبالإشارة إلى رسائل بولس الرسول يقول يوثاليوس أنه تَبَنَّى نظام التقسيم الذي وضعه “أبوه”، إلا أن اسم هذا الأب لم يُذكَر في أي مكان. وبحسب التقسيم الذي وضعه يوثاليوس كانت عدد أقسام الرسالة إلى رومية 19 قسماً، والرسالة إلى غلاطية 12، والرسالة إلى أفسس 10، والرسالة الأولى إلى تسالونيكي 7، والثانية إلى تسالونيكي 6، وإلى العبرانيين 22، والرسالة إلى فليمون اثنين. استخدم نُسَّاخ الكتاب المقدس هذا التقسيم بكثرة في أنحاء الكنيسة كلها، وهكذا صار وجود التقسيم يستخدم للدلالة على معرفة قِدَم عهد المخطوط. اهتمامه بالكتاب المقدس والقراءات الكنسية من أعمال يوثاليوس الأخرى نذكر ثلاثة: 1. القراءات الكنسية: كانت القراءات الثابتة التي تُقرأ في العبادة الجماعية معروفة في المعابد اليهودية، ومنها انتقلت إلى الكنيسة المسيحية. ولكن حتى وقت يوثاليوس يبدو أنه لم يكن هناك وحدة واتفاق على هذه القراءات بل كان لكل كنيسة قراءاتها الخاصة. وانتشر البرنامج الذي اقترحه يوثاليوس بسرعة حتى طُبِّق بين الناطقين باللغة اليونانية. قُسِّم العهد الجديد كله ماعدا الأناجيل وسفر الرؤيا إلى سبعة وخمسين قسماً: أعمال الرسل 16، رسائل بولس الرسول 31، ورسائل الكاثوليكون 10. كان ثلاثة وخمسون من هذه الأقسام لآحاد السنة، والأربعة الباقية لعيد الميلاد والجمعة العظيمة وعيد القيامة وعيد الغطاس. 2. التقسيم إلى الآيات: حتى يمكن قراءتها في نَفَسٍ واحد بدون مجهود. لم يكن يوثاليوس هو الذي أدخَل هذا التقسيم، ولكن إليه يرجع الفضل في أن ما كان سابقاً ناقصاً وغير كامل امتد ليكون على أسس أفضل وبعناية أكثر. 3. كتابة كل الاقتباسات من العهد القديم ووضعها في كتابٍ مستقلٍ. كما ذكرنا فإن يوثاليوس بدأ أعماله التي اشتهر بها وهو مازال شماساً في الإسكندرية، أما عن مدينة سولكا التي صار أسقفاً عليها، ففي الغالب أنها مدينة بسيلكا Psilca في طيبة Thebaid بالقرب من أسوان Syene. وقد ظلت أعماله غير معروفة حتى نُشِرت سنة 1698م. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوثاليا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 257 استشهدت هذه العذراء في ليونتيني Leontini بصقلية Sicily حوالي سنة 257م. ويقال أن الذي قتلها هو أخوها سرميليانوس Sermilianus، حين علم أنها قد صارت مسيحية. وقد أضاف البابا بولس الخامس اسمها إلى السنكسار الروماني، وتُعيِّد لها الكنيسة الغربية في السابع والعشرين من شهر أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوتيخوس أو أوطيخا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان مسيحياً من كبادوكيا Cappadocia وأُخِذ أسيراً بواسطة القوط Goths سنة 260م، مع بعض رفاقه المسيحيين. وقد استشهدوا جميعاً بسبب إيمانهم، وذلك بعد أن زرعوا بذرة الإيمان في أرض أسْرِهِم. فيما بعد أُرسِل جسد يوتيخوس إلى القديس باسيليوس سنة 372م بواسطة أسخوليوس Ascholius أسقف تسالونيكي، وقد كتب له القديس رسالة شكر حارة بسبب ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوتروبيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تكرم مدينة سانتس Saintes في جنوب غرب فرنسا القديس يوتروبيوس كأول أسقف على المدينة، إذ كان قد أُرسِل من روما في القرن الثالث الميلادي ليكرز لسكانها، فاستشهد إما على يد سكانها أو بأمر السلطات الرومانية. صاحَب يوتروبيوس القديس دينيس St. Denis إلى فرنسا ليشاركه في خدمته، فطرده أهل مدينة سانتس الذين ذهب للتبشير لهم. فسكن القديس يوتروبيوس في مغارة قريبة من المدينة منشغلاً بالصلاة وتعليم من أراد الاستماع من أهل المدينة. وكان من بين من آمن على يديه واعتمد يوستيللا Eustella ابنة الحاكم الروماني، وحين اكتشف أبوها أنها مسيحية طردها من بيته وأمر جزاري المدينة بذبح يوتروبيوس. وحين ذهبت يوستيللا لزيارته وجدته مقتولاً ورأسه مشقوقة ببلطة، فدفنته في مغارته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوبلُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 في التاسع والعشرين من شهر إبريل سنة 304م أثناء اضطهاد دقلديانوس أتى رجل في صقلية Sicily اسمه يوبلُس يصرخ خارج دار الحاكم قائلاً: “أنا مسيحي وإني مستعد أن أموت لأجل ذلك”. سمعه الحاكم كالفيسيان Calvisian وأمر أن يؤتى به أمامه. دخل يوبلُس حاملاً إنجيله فعلق أحد الواقفين قائلاً: “إنك تحمل كتابات شريرة مناقضاً أوامر الإمبراطور”، وأضاف الحاكم متسائلاً: “من أين أتيت بهذا الكتاب؟ هل من منزلك؟” أجاب يوبلُس: الله يعلم إني لا أملك منزلاً. كالفيسيان: أرى أنك تحملها فهي ملكك، اقرأ لي جزء منها. يوبلُس: إنها الأناجيل المقدسة حسب ما كتبها القديسون متى ومرقس ولوقا ويوحنا. كالفيسيان: وعما تتحدث؟ يوبلُس: إنها ناموس الرب إلهي التي تلقيتها منه. كالفيسيان: وهل علمك أحد كل هذا؟ يوبلُس: سبق أن قلت لك أني تعلمتها من ربنا يسوع المسيح ابن الله. كالفيسيان: يكفي هذا، خذوه للسجن. بعد ثلاثة شهور أرسل كالفيسيان يستدعي يوبلُس مرة أخرى: كالفيسيان: ماذا تقول الآن؟ يوبلُس: ما سبق أن قلته أقوله أيضاً الآن. كالفيسيان: هل مازلت تحتفظ بهذه الكتابات الممنوعة؟ يوبلُس: نعم. كالفيسيان: أين هي؟ يوبلُس: في داخلي. كالفيسيان: إذا كانت مازالت عندك فأحضرها الآن إلى هنا. يوبلُس: لقد قلت لك إنها في داخلي، ثم أظهر له ما يثبت أنه يحفظ منها عن ظهر قلب. أمر كالفيسيان بتعذيبه إلى أن يبخر للأوثان، ولكن أمام ثباته وإصراره صدر الحكم بقطع رقبته فنال إكليل الشهادة سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوبسيكيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 238 هو أول أسقف على مليتين Melit?ne بأرمينيا التي تعيِّد له في 28 من مايو. يقال أنه استشهد في زمن الإمبراطور غورديان الثالث Gordian III، وذلك في سنة 238م. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنّا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – ارسلها الله لإرشاد أدروسيس ابنة أدريان الملك إلى الإيمان المسيحي، ثم استشهدتا معاً. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس قمص شيهيت القديس | الولادة: 585 الوفاة: – كثيرون جداً كتبوا عن آباء البرية في القرن الرابع لكن قليلين الذين اهتموا بآباء البرية في القرن السابع. من بين هؤلاء الآباء الكوكب اللامع القديس أنبا يحنس قمص برية شيهيت، الذي ذكر عنه التاريخ أنه كان عندما يصعد إلى المذبح لتقديس القرابين كان يرى السيد المسيح ومعه السيدة العذراء. استحق الأنبا يوأنس أن ينال رتبة إيغومانس (قمص) ويشرف على أديرة الأنبا مقاريوس الكبير يمكن اعتباره من الجنود المجهولين في صفوف الكنيسة، بذل كل الجهد لبنيان الحياة الروحية الرهبانية. وُلد حوالي عام 585م، وترهب في برية شهيت حوالي سنة 602م. وقع في الأسر ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يتراءف الله عليه ويعيده إلى وطنه، وأغلب الظن أن التقاءه بالأنبا صموئيل القلموني كان في مدة الأسر الأخيرة. وقع في الأسر للمرة الثالثة سنة 631م إذ كان مشغولاً بمهمة إخفاء أواني الكنيسة حتى لا يسطو عليها الخلقيدونيون من عملاء إمبراطور القسطنطينية، فحمل هذه الكنوز وترك برية شيهيت قاصداً البحيرة الداخلية حيث فاجأه البربر وأسروه. وقد عاش في الأسر عدة سنوات عاد بعدها إلى بريته، وليس من شك في أنه ساهم بعد ذلك في تعمير الأديرة، كما أنه استطاع أن ينقل أجساد التسعة والأربعين شهيداً. قيل عنه أنه لم يشترك في إقامة الأسرار المقدسة قط إلا ورأى الرب المخلّص في رؤيا ومعه السيدة العذراء. رعايته لتلاميذه كان يوأنس ذا بصيرة تتكشف أمامها الأسرار، وقد استعان بما كان يراه من أمور خفية لتعليم الرهبان الذين تحت رعايته. وتقوم شهرة يوأنس الحقيقية على صيت تلاميذه الذين نشّأهم بنفسه ودأب على تعليمهم وتثقيفهم. يقول البعض أن القديس يوأنس عاش سبعين سنة، بينما يرى غيرهم أنه عاش تسعين، وحينما شعر بأن ساعته قد اقتربت جمع الاخوة وأوصاهم بالجهاد للوصول إلى الكمال المسيحي. قمص برية شيهيت كان الأنبا يوأنس آخر القمامصة الكبار في القرن السابع. بعد نياحته لم يعد لقمص البرية مركزه وسلطته. لأن هذه السلطة اندثرت بعد انتقال البطريرك إلى مقر كرسيه بالإسكندرية بعد الفتح العربي، وصار يعين من قبله مشرفاً عاماً على أديرة شيهيت. وفي عصر البابا سيمون (689-701) عُهد إلى يوحنا أسقف نيقيوس تدبير شئون أديرة شيهيت ورهبانها. كان للأنبا يوأنس سلطة عظيمة على البرية كلها، فكان حلقة الاتصال بين الأديرة والأب البطريرك الذي كان يقوم بزيارة سنوية له في عيد الفصح، بجانب ذلك كان رئيساً لدير القديس مقاريوس. بسبب هذا المركز الخطير توجهت أنظار الحكام الخلقيدونيين إليه أذاقوه صنوف التعذيب لكي يقبل قرارات المجمع. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الكاهن | الولادة: – الوفاة: – من منطقة أباميا Apamea، كتب عنه القديس يوحنا الذهبي الفم بكل تبجيل واحترام في رسالة له إلى ألفيوس Alphius، في الغالب سنة 405م. بدافع من ألفيوس وبتعضيد منه، قام يوأنس برحلة تبشيرية إلى فينيقية Phoenicia. وفي رسالة أخرى في نفس السنة كتب عنه الذهبي الفم بعاطفة شديدة، معرباً عن فرحته الشديدة به. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس القصير القديس | الولادة: 339 الوفاة: 409 أنبا يوحنا أو يوأنس أو يحنس القصير، القس ببرية شيهيت هو بخلاف أنبا يوأنس قمص شيهيت الذي من القرن السابع، وأيضاً خلاف يحنس كاما الذي من القرن التاسع. القديس يحنس القصير هو الأخ الروحي للقديس أنبا بيشوي، وقد تتلمذ كلاهما على يدي القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت. تكشف لنا سيرة هذا العظيم بين آباء البرية بوضوح عن الخط الروحي لحياة الراهب الذي يترك العالم لا كرهاً فيه بل عشقاً في الله. فقد انسحب قلب أبينا إلى السماويات وانشغل بالإلهيات. وفي هذا كله لم يكف عن العمل اليدوي لكي يقدم بالحب ما أمكنه للاخوة المحتاجين. ومع سموّه الروحي الفائق كان متواضعاً ومطيعاً. هكذا ارتبط قلبه بالله واهب الحب والتواضع والطاعة. دعوة سماوية وُلد هذا القديس سنة 339م ببلدة طيبة بالصعيد من عائلة فقيرة، وكان أبواه تقيين جداً وكان له أخ أكبر، صار فيما بعد راهباً فاضلاً أيضاً. شعر يوحنا بالدعوة السماوية وهو في الثامنة عشر من عمره، فقام لفوره وذهب إلى القديس بموا، ورجا منه أن يتخذه تلميذاً له. وإذ رأى الأنبا بموا حداثة سنّه طلب منه التريّث لعلّه لا يحتمل الجهاد وشقاء الحياة النسكية، ولكن يوأنس أجابه أنه على استعداد لطاعة معلمه في كل ما يأمره به. صلى الأنبا بموا وصام ثلاثة أيام قبل أن يقبله، وبعد هذه الأيام الثلاثة ظهر له ملاك الرب وقال له: “نِعْم ما فعلت بقبولك الشاب يوأنس تلميذاً، لأنه سيكون أباً لجماعة كثيرة، وسيخلص كثيرون بسببه”. فرح الأنبا بموا بهذه الإشارة الإلهية فرحاً عظيماً ثم صلى وصام ثلاثة أيام أخرى ثم ألبس يوأنس الإسكيم، وكان ذلك في عام 357م. جهاده الروحي درب نفسه أن يمسك لسانه وبطنه وقلبه من أجل محبته لله. كان ينقطع عن الطعام أحياناً لمدة أسبوع، وإذا أكل لا يملأ معدته بالخبز. ارتبط صومه بصلواته، فكان دائم الصلاة في مغارة تحت الأرض. كان مشغولاً على الدوام بالتأمل في الله، فلم يكن يفكر في أمرٍ ما في العالم. ففي يوم جاءه الجَمَّال ليحمل عمل يديه ويبيعه، فلما دخل ليحضر السلال كان مشغولاً بالتفكير حتى نسي الجمّال. قرع الجمّال الباب وتكرر الأمر، واضطر في المرة الثالثة أن يدخل قلايته وهو يكرر: “السلال للجمّال، السلال للجمّال” حتى لا ينشغل بالتأمل عن الجمَّال. مرة أخرى حدث هذا أيضاً مع أحد الاخوة. إذ قرع الأخ بابه للمرة الثالثة يطلب السلال، أمسك بيد الأخ وأدخله قلايته وقال له: “خذ ما تريد وأمضِ، فإني مشغول الآن وغير متفرغ لك”. طاعته عاش يوأنس أخاً بالروح للأنبا بيشوي كوكب البرية، وكان يوأنس مطيعاً لمعلمه طاعة تامة يؤدي كل ما يأمره به في رضا وسكون. وقد أراد معلمه ذات يوم أن يمتحنه، فأعطاه عوداً يابساً وقال له: “يا يوأنس ازرع هذه الشجرة”، فأخذها منه وزرعها على الفور وظل يسقيها ثلاث سنين. أزهر بعدها هذا العود اليابس، وتحول إلى شجرة باسقة مثمرة. وامتلأ بموا فرحاً بهذه الشجرة، وكان يقطف من ثمرها ويقدمه للاخوة قائلاً: “ذوقوا وانظروا ما أشهى ثمرة الطاعة”. وقد قضى يوأنس في خدمة معلمه اثنتي عشرة سنة، ولما حانت ساعة انتقال المعلم جمع الاخوة وأمسك بيدي يوأنس وقال لهم: “تمسكوا بهذا الأخ فإنه ملاك في جسم إنسان”، ثم التفت إلى يوأنس وقال: “عِش في المكان الذي غرست فيه شجرة الطاعة”. ظلت تلك الشجرة قائمة بمنطقة دير الأنبا يحنس القمص ببرية شيهيت حتى وقت قريب، قيل أنها كانت موجودة إلى حوالي عام 1921 أو بعد ذلك. حدث أنه كان يسكن أحد المقابر ضبعة ضارية. فسأله الأنبا بموا أن يمضي ويأتي بها، قائلاً له: “إن أقبلتْ نحوك أربطها وقدها إلى هنا”. مضى الأنبا يوحنا القصير، وكان الوقت مساءً، فلما أقبلت نحوه الضبعة تقدم إليها فهربت منه. سار خلفها قائلاً: “إن معلمي طلب مني أن أمسكك وأربطك”. فوقفت، وأمسك بها وربطها وأقبل بها إلى الشيخ، فتعجب الأنبا بموا. وإذ خشي عليه من الكبرياء قال له: “لقد طلبت منك أن تحضر لي ضبعة، فمضيت واحضرت كلباً”، وللحال أطلقها. تواضعه كان يحسب نفسه أحقر الناس، لكن لا بروح اليأس بل بروح الرجاء في الله الذي يقيم المسكين من المزبلة. هذا التواضع المرتبط بروح التمييز رفع أعماقه ليصير أكثر قرباً من الله ويتمتع بغنى نعمة الله. سأله الأخوة مرة: “يا أبانا، هل يجب أن نقرأ المزامير كثيراً؟” فأجابهم: “إن الراهب لا تفيده القراءات والصلوات ما لم يكن متواضعاً، محباً للفقراء والمساكين”. بسبب تواضعه قيل: “إن يوحنا كان يحمل شيهيت كلها بتواضعه، كما يحمل الإنسان نقطة ماء على كفه”. كما قيل أنه بسبب تواضعه اجتذب قلوب الاخوة جميعاً، فأحبوه جداً وكانوا على استعداد أن يعملوا كل ما يأمر به. وبسبب تواضعه اختاره الآباء الشيوخ ليكون مرشداً للقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك. التقى به أحد الشيوخ وهو في طريقه إلى الكنيسة فقال له: “أرجع إلى مكانك يا قصير !” وطرده. عاد القديس إلى قلايته دون أن ينطق بكلمة. فتبعه الشيخ ومن معه ليروا ماذا يفعل، وعلى أثر دخوله القلاية فاحت رائحة البخور. وسمعوا من يقول له: “احفظ نفسك يا يوحنا وداوم على التواضع، لتكون خليلاً لابن الله”. تعجب الشيخ ومن معه، ومجدوا الله، وأدخلوا القديس الكنيسة بكرامة عظيمة. هروبه من العثرة خرج يوماً ومعه السلال ليبيعها في الريف فقابله الجمّال وحملها عنه. وفي الطريق سمع الجمّال يغني أغانٍ بذيئة، ورأى الشياطين حوله. لم ينطق بكلمة وإنما ترك السلال مع الجَمَّال وعاد إلى البرية. سيامته قساً بعد نياحة الأنبا بموا عاش يوأنس القصير مع الأنبا بيشوي بضع سنوات، وفي تلك الفترة زار البابا ثيؤفيلس الصحراء وسيم يوأنس القصير قساً، وعندما وضع البابا يده على رأس يوأنس سمع الحاضرون صوتاً من السماء يقول: “أكسيوس (مستحق)”. ثم لاحظ يوأنس أن الأنبا بيشوي يميل إلى حياة العزلة فقال له: “أرى أنك مشتاق إلى حياة العزلة مثلي، فهيّا نصلي معاً طالبين من الله الهداية”. فوقف كلاهما يصليان الليل كله، ولما حلّ الصباح ظهر لهما ملاك الرب وقال: “يا يوأنس ابقَ حيث أنت، أما أنت يا بيشوي فارحل من هنا وأقم في قلاية على مقربة من دير الأنبا مقاريوس الكبير حيث يباركك الرب ويوافيك باخوة كثيرين يسكنون معك”. فأطاع كلاهما الأمر، وبعد ذلك تجمع عدد وفير من الاخوة حول كل منهما واتخذوه لهم أباً. جهاده امتاز يوأنس بصبر شبيه بصبر أيوب، إذ كان يتحمل كل ما يلاقيه من صعاب، ويتقبل أسئلة الرهبان ومناقشاتهم بصدر رحب، ولو كان فيها ما يوغر صدره. جاء شيخ يسأله، وكان كلما سأله عن موضوع يعود فينساه فيعاود السؤال. وبعد مدة خجل الشيخ منه ولم يذهب إليه لكي لا يضايقه بتكراره للأسئلة. التقى به القديس فسأله عن سبب انقطاعه، فأخبره عن السبب. عندئذ سأله أن يحضر شمعة ويوقدها ثم طلب منه أن يحضر شموعاً ويوقدها من الشمعة الأولى، بعد ذلك سأله: هل تظن أن الشمعة الأولى قد تأذت من هذه الشموع؟ وهل ضعف نورها؟ أجابه بالنفي، عندئذ قال له: هكذا لن يؤذيني سؤالك؛ وبالحقيقة لا حرج من ذلك، وإن جاءني جميع رهبان شيهيت، لأن تجمعهم حولي يزيدني من تقرّبي من الله. وهكذا استطاع أن يكسب الشيخ بصبره. امتاز بتواضعه الجم فاجتذب قلوب الاخوة جميعاً فأحبوه، وكانوا جميعاً على استعداد أن يعملوا كل ما يأمرهم به. وقد غمره الآب السماوي بفيض من عنايته جزاء له على جهاده المتواصل في سبيل الكمال، فتجلت هذه العناية أمام أحد الرهبان ذات يومٍ، إذ دخل عليه فوجده نائماً ووجد عدداً من الملائكة يحيطون به ويرفرفون عليه بأجنحتهم. أراد أبوه الروحي أن يختبره فأخرجه وقال له: “لا أستطيع السكنى معك”. وكان كل يوم يطرده قائلاً له: “اذهب من هنا”، أما القديس يحنس فكان يصنع مطانية بتواضع قائلاً: “اغفر لي يا أبي فقد أخطأت”. وظل خارج الباب سبعة أيام وسبع ليالٍ، وفي يوم الأحد خرج أبوه قاصداً الكنيسة، فرأى الملائكة تضع سبعة أكاليل نورانية فوق رأس الأنبا يحنس القصير، وللوقت أسرع إليه وقبله إليه بمحبةٍ وفرحٍ. محبته لخلاص الآخرين تبقى توبة بائيسة (سبق لنا الحديث عنها) شهادة حيّة لاهتمام هذا الراهب المنشغل بالتأمل في الإلهيات بخلاص النفوس. ترفقه بالآخرين إذ كان منطلقاً مع بعض الاخوة من الإسقيط ضلّ مرشدهم وكان الوقت ليلاً. قال للاخوة: “سأتظاهر بأني تعبت ولا أستطيع المشي ونجلس إلى الصباح، لأننا إن قلنا شيئاً للمرشد يحزن ويخجل منا”. وبالفعل تظاهر بالتعب حتى حلّ الصباح فأدركوا الطريق بوضوح. شفاء المرضى نال من الله موهبة شفاء المرضى، فجاء في سيرته الآتي: في أحد الحقول التقى بفلاحٍ مُصاب بالبرص، وطلب منه أن يشفيه فأحضر ماءً وصلى عليه ورسمه باسم الثالوث القدوس، فشُفي الرجل ومجّد الله. مرة أخرى جاءته امرأة بها روح نجس كان يعذبها كثيراً، تحنّن عليها، وصلى من أجلها فخرج الروح منها وشُفيت. التقى يوماً بسيدة عجوز طلبت منه خبزاً لها ولابنها الأعمى، فقدم لها كل ما لديه من خبز. وإذ قدمت إليه ابنها صليّ من أجله ورشم عينيه وللحال أبصر. جاء في ذكصولوجية الأنبا يوأنس القصير: “صرت ميناء خلاص، أقمت الأموات، وأخرجت الشياطين، وشفيت المرضى أيضاً. استحققت يا سيدي الأب أنبا يوأنس أن تجلس مع الرسل تدين جيلك”. نياحته لما أراد الله أن يريحه من متاعب هذه الحياة ظهر له القديسون الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس الكبير والأنبا باخوم وأعلموه بأنه سيرحل إلى دار الخلد، وفي اليوم التالي لهذه الرؤيا رأى تلميذه روحه الطاهرة صاعدة إلى العلاء تحيط به زمرة من ملائكة السماء. تنيّح عام 409م تقريباً، بالغاً السبعين من عمره. تمت معجزات كثيرة بعد نياحته مباشرة، منها أن أبوين طرحا ولدهما المفلوج على القديس فعوُفي وجرى وهو يمجّد الله. وقيل أن شاباً به روح نجس صرخ أثناء جنازته وقال: “يا قصير، أتزعجني وتطردني من بيتي؟” ثم جرى وعانق الجسد، ثم سقط على الأرض وقام معافى. نُقل جسده إلى جبل القلزم بجوار السويس، ثم أعاده الرهبان إلى دير أبي مقار؛ ثم إلى ديره حتى تخرب فأعيد إلى دير القديس مقاريوس، ولا يزال محفوظاً مع أجساد الثلاثة مقارات القديسين. جاء في السنكسار الأثيوبي أن الأنبا مرقس خليفة الأنبا يوحنا الرابع أراد أن يكسو الجسد بأكفانٍ من حريرٍ، فما أن خلع عنه كفن الليف حتى حدثت زلزلة في الكنيسة وسقط بعض الرهبان والزوار، فأعاد البابا إليه كفنه الليف كما كان. تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 20 بابه، وتذكار وصول جسده إلى شيهيت في 29 مسرى. أديرة تحمل إسمه . 1. دير أنبا يحنس القصير ببرية شيهيت بوادي النطرون. 2. دير يحنس القصير بجبل المقطم شرقي طُرة، ويُعرف بدير البغل أو دير القصير. 3. دير يحنس القصير بجبل أنصنا بجوار ملوي. من كلماته 1. لا يوجد شيء أنتن من الإنسان الخاطئ، فالحيوانات حفظت رتبتها، والإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله لم يحفظ طقسه. 2. لا يُسر الشيطان بشيء مثل الإنسان الذي لا يكشف أفكاره ويعريها أمام أبيه. 3. إذا أراد ملك أن يأخذ مدينة الأعداء، فقبل كل شيء يقطع عنهم الشراب والطعام وبذلك يذلون فيخضعون له، هكذا آلام الجسد إذا ضيّق الإنسان على نفسه بالجوع والعطش تضعف وتتذلل له. 4. كن حزيناً على الذين هلكوا، كن رحيماً على الذين طغوا، كن متألماً مع المتألمين، مصلياً من أجل المخطئين. 5. التواضع ومخافة الرب هما أعظم جميع الفضائل. 6. الزم القراءة أفضل من كل عملٍ، لأنه ربما دار العقل في الصلاة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس العاشر البابا الخامس والثمانون | الولادة: – الوفاة: 1369 سرياني الجنس بسبب شهرة أديرة مصر وآباء رهبنتها وفد إلى برية شيهيت الكثير من المتشوقين إلى حياة العبادة والخلوة من خارج مصر، ومن ضمن الطغمة السريانية أو السورية الشامية، التي وفدت إلى برية مصر طلباً للعبادة شغفاً بالنسك والتبتل “يوأنس الملقب المؤتمن الشامي”، الذي بوداعته جذب الكل على رأي واحد لاختياره لرئاسة الكهنوت العظمى، باسمه ولقبه “العاشر” معاصراً من الحكام المماليك “شعبان بن حسن الأشرف”، وكانت سيامته في 7 مايو سنة 1363م. ضيق وشدة العجيب أنه عندما ارتفع مرض الطاعون عن مصر في نهاية حبرية البابا مرقس الرابع، جاء الفيضان ناقصاً ونضبت الزراعة وحلت المجاعة وتحجرت الأرض كما كانت القلوب متحجرة. اضطر سكان مصر بسبب المجاعة أن يأكلوا القطط والكلاب. لم يرحم السلطان الجديد القبط الذين عانوا من الضيق والوباء والمجاعة ما عاناه اخوتهم المسلمين، فعزم على قطع دابر الأقباط كما يقول السخاوي، متناسياً أن قبله من حوالي عشرة قرون من حاول إبادتهم، فضاع وأُبيد وظلّت الكنيسة شامخة رأسها في السماء مع قلبها، وإن كانت مبانيها على الأرض. بدء الإصلاح حاول هذا السلطان الجديد تبديد القبط، فنقل وظائفهم إلى أيدي الفقهاء، فانقلبت الأحوال وعمّ الخراب بالأرض وبالعباد وتحوّل الموظفون الجدد إلى إقطاعيين يعملون لأنفسهم، دون واعز من دين أو ضمير، ونضبت الأحوال وساد الكساد وخربت الأرض والزراعات، فأرجع السلطان العمل إلى يد القبط طالباً منهم إصلاح ما فسد. لم تمضِ إلا فترة قصيرة حتى استجاب الله إلى صلوات الكنيسة لكي تؤازر من هم في السلطة من القبط، فأصلحت الأحوال ولكن لم يعش البابا لكي يشهد إصلاح الأحوال إذ رحل وسط الضيقة في 13 يوليو سنة 1369م، مفضلاً الانطلاق إلى حرية المجد بعد أن قام بتكريس الميرون المقدس في دير القديس الأنبا مقار كالعادة، والعجيب أن فترة هذا البابا كانت فترة تسبيح وصلاة، إذ قضى معظمها في الكنائس والأديرة مع أساقفته وكهنته مرشداً وموجهاً لهم وللرعية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس السادس عشر البابا المائة وثلاثة | الولادة: – الوفاة: – الشهير بالطوخي، كان من ناحية طوخ النصارى بالمنوفية، وكان اسمه إبراهيم وترهب بدير الأنبا أنطونيوس باسم الراهب إبراهيم الأنطوني، وسيم بطريركاً باسم البابا يوأنس سنة 1676م. ملابس سوداء حدث في أيّامه أن اشتد الغلاء في البلاد وكان ذلك في سنة 1678م، وفضلاً عما أصاب البلاد من الغلاء، نودي في نفس السنة أن يُعلِّق النصارى في رقبتهم جلجالان وفي رقبة اليهودي جلجال واحد، وأن يضع كلٍ من اليهود والنصارى عمائمهم، وألا يلبسوا أثواب من الجوخ أو الصدف، كما أنه نودي ألا تأتزر نساء النصارى بمآزر بيضاء وتكون ملابس النصارى عموماً سوداء. التعمير في أيّامه أقام نُظَّاراً لكل كنائس القاهرة وقام بتعمير القلاية البطريركية بحارة الروم وتعمير كنائس وأديرة ومحلات القدس. وأرسل المعلم لطف الله إلى السلطان لرفع جزية المال عن حارة الروم. قام بزيارة الوجهين القبلى والبحرى مفتقداً أحوال الشعب، وكان في صحبته رجل من أراخنة الأقباط يدعى جرجس الطوخي. وقد ساعده هذا الأرخن على عمارة ما اندثر من الكنائس والأديرة، خاصة دير القديس بولا الذي كان قد خُرّب منذ أعوام طويلة، فعمّره هذا البابا، وأعاد إليه الرهبان بعد أن خلى من الرهبان حوالي مائة عام. حدث في أيّامه غلاء شديد وفناء للبشر بسبب عدم وفاء النيل، وما نتج عنه من وباء وغلاء وذلك في سنة 1695م. كما حدث في أيّامه ترتيب طقس “علبة الذخيرة المقدسة” وحملها للمرضى والمقعدين والمطروحين في منازلهم، وصار العمل بهذا الترتيب إلى يومنا هذا. صُنِع في أيّامه الميرون المقدس وذلك سنة 1703م، كما زار في أيّامه دير الأنبا أنطونيوس ثلاث مرات، وقام بتعمير دير الأنبا بولا أول السواح، وأيضاً فصل وقف دير الأنبا أنطونيوس عن أوقاف دير الأنبا بولا. إغلاق الكنائس وحدوث كوارث في زمنه أيضاً وقع اضطهاد على الأقباط سنة 1701م، في زمن ولاية أحمد قرة محمد باشا، الذي سعى إليه أحد الحاسدين مدعياً أن طائفة النصارى أقامت مبانٍ جديدة في كنائسهم، فقام الوالي ببحث الأمر وأمر بإغلاق الكنائس، وهدم ما تم تجديده، ولم يشفع في ذلك ويلغي الأوامر سوى تقديم مبلغ خاص له وهو “صرة من الدراهم”. كذلك في زمنه حدث عدم وفاء النيل وأعجوبة فيضانه على يديه، وفي سنة 1711م حدثت زلزلة عظيمة وحل الجراد بالبلاد وكان ذلك في عيد القيامة المجيد، فرحم الله العباد بنزول الأمطار وإطلاق الرعود فمات الجراد ونجت البلاد من مصائبه. حدث سنة 1718م وباء شديد آخر مات من جرائه خلق عظيم، وتنيّح به البابا ودفن في مدفن البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، وذلك في مدة حكم السلطان العثماني أحمد الثالث. كتاب مولييه فى أيام البابا حضر إلى مصر قنصل فرنسى يدعى مولييه وذلك في عام 1692، ووضع كتاباً عن مصر جاء فيه عن الأقباط: [إنهم أقل جهلاً وغشومة، ولكنهم متشبثون بما يحسبه غيرهم هرطقة… مع ما كان عليه المرسلون اللاتين من المهارة والجدارة لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحداً منهم رغماً من طول بقائهم بينهم، وعمل كل ما في وسعهم لإقناعهم… إنه لما لم يقوَ المرسلون على اجتذاب القبط إليهم بالإقناع دبروا حيلة أخرى، فصاروا يوزعون صدقات نقدية على من يحضر منهم إلى كنيستهم، فالتجأ إليهم جمع كبير من الفقراء. ولما استبدل رئيس الدير بغيره ألغى الصدقة بهذه الكيفية، ولذلك لم يعد من الفقراء من يقرب كنيسة الإفرنج. طلب لويس الرابع عشر ملك فرنسا (من القنصل الفرنسى) أن ينتخب ثلاثة من شبان الأقباط الأذكياء من عائلات طيبة يرسلهم إلى فرنسا ليتعلموا على نفقة الحكومة الفرنسية، فلم يرضَ أغنياء الأقباط أو فقراؤهم أن يسلموهم أولادهم خوفاً من يغيروا معتقدهم. ذكر أيضاً أن بمجرد اشاعة الخبر بأنهم فتحوا مدارس لتعليم الشبان منع الأقباط أولادهم عنها فصارت خاوية، ولم يبقَ مع الكاثوليك سوى بضعة أفراد، الذين أخذوهم من والديهم وهم أطفال من أولاد الفقراء وربّوهم منذ نشأتهم على المعتقد الكاثوليكي، غير أن هذه الطريقة التي عمدوا إليها، لم تنجح أيضاً، فإن كثيرين من الذين علّموهم في روما عندما عادوا إلى أوطانهم شق عليهم ترك عقيدتهم، ورجعوا إلى كنيستهم مرة ثانية. يقول مسيو مولييه “حتى الذين كانوا يتضورون جوعاً وكنا نعطيهم طعاماً امتنعوا عن المجيء إلينا خوفاً من أن نكثلكهم”. محاولات جديدة للكاثوليك في أثيوبيا إذ رأى اللاتين فشل مساعيهم في مصر عادوا للعمل في أثيوبيا. فبعد بعث ثلاث إرساليات آخرها عام 1706م، أرسلوا بإيعاز من لويس التاسع عشر ملك فرنسا طبيباً لأثيوبيا يدعى دي رول ليُحسن سياسته مع ملكها تمهيداً لدخول اليسوعيين إلى أثيوبيا. وكان مع الطبيب مترجم سوري يدعى إلياس. وإذ وصلا أثيوبيا قبض الحاكم سنار عليهما وحجز الطبيب وأطلق سراح المترجم، لكي يذهب إلى الملك ويطلب منه السماح بدخولهما بلاده. رد عليه ملك أثيوبيا بأنه إن كان داخلاً كسائح فلا بأس من ترك الحرية له ليدخل بلاده، أما إذا كان داخلاً للكرازة كيسوعي فلابد من منعه من دخول أثيوبيا. تشكك السلطان سنار من جهة الطبيب فبعد أن حجزه ثلاثة أشهر قتله. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس السابع عشر البابا الخامس بعد المائة | الولادة: – الوفاة: – سيامته بطريركاً في الوقت الذي كانت فيه مصر والمصريون يئنّون تحت وطأة الفتن والقلاقل من جانب المماليك تجاه الأتراك، ومن السخط الذي ساد الرعية، ومن تعسف جمع الضرائب التي فرضت لأول مرة على الأساقفة والرهبان والكهنة، تشاء العناية الإلهية أن تجتمع كلمة الشعب والإكليروس على راهب اسمه “عبد السيد” من دير أنبا بولا. وهو أصلاً من ملوي انضم إلى مجمع رهبان أنبا أنطونيوس، ضمن الأربعين الذين اختارهم البابا يوأنس السادس عشر لتعمير دير أنبا بولا، وألبسه أنبا بطرس السادس البابا الراحل الإسكيم ورسمه قساً. رسموه بطريركاً للكرازة المرقسية في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين كالعادة آنذاك باسم “يوأنس السابع عشر” وذلك بعد ما يقرب من ستة شهور من نياحة البابا بطرس السادس، وكان ذلك في أواخر مدة السلطان أحمد. عند سيامته منع عادة استلام الصليب من يد البطريرك السلف الميت، لأنه فزع من الموقف. سيامة مطران لأثيوبيا في سنة 1743م أرسل إمبراطور أثيوبيا وفداً للبابا يوحنا عقب وفاة خيرستوذولو مطران أثيوبيا، طالباً منه أن يعين أحداً. وكان الوفد مؤلفاً من قبطي يدعى جرجس وأثيوبيين هما تواضروس وليكانيوس. إذ بلغوا إلى مصوع قبض عليهم الحاكم وسلب نصف أموالهم وأكرههم على الإسلام، فاختفى القبطي أما تواضروس فرشى بالمال وتمكن من الوصول إلى القاهرة، وطلب من البابا سيامة مطران لبلاده. أجاب البابا الطلب وسيم المطران عام 1745م. وعاد الاثنان لكن حدث لهما في مصوع ما حدث للوفد عند مجيئه من أثيوبيا فأُلقيَ الاثنان في السجن. استطاع تواضروس بحيلة أن يسهل للمطران الفرار، وبقى هو في السجن حتى طلب مالاً من بلاده دفعه فدية عن نفسه. غرامة فادحة فى أيّامه اشتدت الضيقة على المسيحيين، ففرضت غرامة فادحة لم يعف منها أحد، وبسببها بيعت الجواهر الكريمة بأثمان بخسة. التزم الكهنة والرهبان والصبيان والفقراء بدفعها. التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية زاد الأمور سوءاً التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية، إذ أسس الحبر الروماني إكليمنضس الثاني عشر تسعة مراكز لأتباعه في أسيوط وأبوتيج وصدفا وأخميم وجرجا والأقصر وأسوان وحتى النوبة في وقت واحد، وكان هدفهم جذب أطفال القبط إلى مدارسهم وإرسالهم في بعثات مجانية إلى روما. وصرفوا ببذخ على الطلبة في مدارسهم في وقت كان الأقباط يرزحون تحت ثقل الضرائب والتعسف، هذا بالإضافة إلى أن الأجانب كانت لهم امتيازات خاصة في مصر كأنهم “دولة داخل دولة”، لهم نظامهم الخاص وطرق حياتهم الخاصة، ولا يجرؤ أحد من الحكام أن ينتهرهم أو يوجه لهم أي لوم أو إهانة، إذ أن لهم الأمر من السلطان العثماني. وبالتالي كانت لمن ينطوي تحت لوائهم نفس الامتيازات مما دفع بعض شباب الأقباط إلى ترك الكنيسة الأم والانضمام لكرسي روما. لأول مرة نسمع عن الخلاف الأسري بسبب الزواج المختلط بين الأرثوذكس والكاثوليك، ويقف الآباء ضد الأبناء والأبناء ضد الآباء، وظهرت الشكوى من الإرث والتركات وتعدي الكهنة اللاتين على الكنيسة الأم، مما دفع البابا القبطي إلى رفع الأمر للدولة، فانعقدت محكمة شرعية عليا حضرها شيوخ المسلمين في مصر ورأس الكنيسة القبطية وتمثّلت الكنيسة الرومانية، وتحرّرت حجة من المحكمة الشرعية تسلمها البابا مؤداها: “أن كل من خالف ملته وكان قبطياً وانتقل من ملة الأقباط إلى مله الإفرنج وثبت ذلك عليه بالوجه الشرعي يكون على الأمراء… إخراج من ينتقل من النصارى اليعاقبة القبطية إلى مله الإفرنج وتأديبه بما يليق بحاله، زجراً له ولأمثاله”. رسم بنديكتس الرابع عشر الروماني قساً قبطياً كاثوليكياً كان بالقدس يدعى أثناسيوس مطراناً سنة 1741م على مصر، غير أنه لم يحضر إليها بل بقيَ كل أيام حياته بأورشليم. وكان نائبه في مصر قس يسمى يسطس المراغي. ومن أشهر من استمالوهم في أواخر القرن الثامن عشر شاب قبطي اسمه روفائيل الطوخي من أهالي جرجا، أخذه الكاثوليك وهو صغير وأرسلوه ليدرس اللاهوت في روما، وبعد إتمام دراسته سامه الأسقف الروماني أسقفاً على أرسينو (بالفيوم). حرمته الكنيسة القبطية، وأذ نقم عليه المسلمون استدعاه الأسقف الروماني إليه في روما ثانية ليساعده في تأليف كتب باللغة القبطية وتنقيح كتب الطقوس الكنسية، وعاش فيها حتى مات عام 1807م. جاهد بابا القبط بكل الطرق ليحفظ أولاده داخل حظيرة أمهم القبطية الأرثوذكسية، بل وقام بزيارة رعوية إلى تلك البلاد التي أقيمت فيها مقار لكنيسة رومية وساند كهنته ووعظ شعبه بالإضافة إلى إرساله باستمرار للتشديد على حفظ الأبناء من غواية الانحراف بالإيمان. وأيّد أقواله بكتب في العقيدة وضرورة المحافظة على الإيمان “المسلم مرة للقديسين”. وكان يركز في كل موضوعاته على كنيسة الشهداء الذين سفكوا دمهم حفظاً للإيمان المستقيم، وأن عمانوئيل الله الذي معنا أكثر بكثير من الذين علينا، وأن ضيقات الدهر الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن، وأن الضيقات طريق لدخول الأمجاد السمائية، وأن هذه الضيقات مهما كانت ضيقات مادية ووقتية، ومن “يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص”، حتى نجح إلى حد كبير بنعمة الروح القدس أن يحفظ الوديعة. ومن أشهر المخطوطات التي لازالت لدينا منذ رئاسة هذا البابا الجليل للكنيسة: مزامير الأجبية، والوصايا العشر، والأسرار السبعة، والنصائح الإنجيلية. بعث المندوب البابوي الروماني بالقطر المصري رسالة إلى جماعة الكاثوليك الذين كانوا جميعهم في الصعيد، وذلك تنفيذًا للمعاهدة التي تمت بينه وبين بطريرك الاقباط سنة 1794م. عند معتمد دولة النمسا، جاء فيها: 1. للمتزوجون من الفريقين حرية اختيار الصلاة بأية كنيسة، قبطية أو كاثوليكية. 2. من الآن فصاعداً لا يجوز أن يتزوج الأقباط من الكاثوليك أو العكس. 3. لا يدخل قسوس كاثوليك بيوت الأرثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الأرثوذكس بيوت الكاثوليك. 4. لا ينبغي إرغام أي أحد ليصلي بكنيسة معينة، بل يترك لكل واحد حق اختيار الكنيسة التي يحبها. 5. لا يصح فيما بعد إذا حدث خلاف أن يُرفع الأمر إلى رجال الحكومة بل إلى الرؤساء من الكنيستين ولهم حق مقاصة المعتدي. من الأحداث الغير عادية التي عاصرتها الكنيسة في حبرية البابا يوأنس السابع عشر إظلام الشمس في رابعة النهار وظهور النجوم حتى ظن الناس أن القيامة العامة أصبحت على الأبواب، حتى عاودت الشمس ظهورها بعد حوالي الساعتين. وفيها أيضاً حريق كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم مساء أحد القيامة ورغم نجاح الوالي وجنده في إطفائها إلا أن الرعاع نهبوا ما وصلت إليه أيديهم تحت دعوى إطفاء الحريق. من رجال الكنيسة والدولة من رجال الكنيسة والدولة في ذلك العصر من وثق بهم الولاة وكبار المسلمين واستأمنوهم على أسرارهم وأسرهم وأموالهم، المعلم جرجس السروجي الذي بنى كنيسة في دير الأنبا بولا على نفقته الخاصة، وصحب الأنبا بطرس السادس ومن معه لتكريسها. والمعلم نيروز والمعلم رزق الله البدوي والمعلم بانوب الزفتاوى، الذين قيل عنهم أنهم فكوا أسر الكثيرين من المسجونين نتيجة ديونهم، أو الذين عجزوا عن دفع الجزية. والمعلم لطفي النطروني ومنهم أيضاً أبو سالم النصراني الطبيب الفصيح الذي كان يأنس السلاطين بالجلوس إليه، لعذوبة أقواله وحلاوة منطقه وغيرهم، كثيرون ممن لم ينسَ الله تعب محبتهم. انتهت حبرية البابا الخامس بعد المائة سنة 1745م بعد صمود ضد الحروب الشيطانية الخارجية والداخلية، وبعد أن كان الربّان الماهر لكنيسة الله في فترة الطوفان التي عاصرها، ودخل إلى الفردوس بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ثمانية عشر سنة وبضعة أشهر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الرابع عشر البابا السادس والتسعون | الولادة: – الوفاة: 1586 حالة قلق وعدم استقرار لم تكن الضيقة التي حلّت بالكنيسة في أواخر أيام البابا غبريال السابع سبباً في انتقال البابا فقط، ولكن أيضاً سبباً في حالة القلق وعدم الاستقرار التي ألمَّت بالقبط في مصر. وبالتالي ظل الكرسي البابوي شاغراً ما يزيد على ثلاثين شهراً، بعدها اختاروا الراهب “يوحنا المنفلوطي” من دير العذراء “البرموس” ليصبح البابا يوأنس الرابع عشر، السادس والتسعين من باباوات الإسكندرية، وكانت رسامته في 17 إبريل سنة 1571م في عهد سلطنة سليم الثاني العثماني. من مآثر هذا البابا المختبر محبة الله أن مراسيمه البابوية كانت تحمل عبارة “الهدى بالله الهادي” بجوار توقيعه وتحتها يكتب عبارة “الخلاص للرب إله الخلاص”. ملابس سوداء قد قام البابا الوقور كثير الأيام برحلة رعوية إلى سائر كنائس بلاد مصر والشعب القبطي لرعايتهم وجمع الجزية المفروضة على الكنيسة. وقد قام بزيارتين مماثلتين بعد ذلك عندما اشتد الضيق على الكنيسة، خصوصاً بعد أن أصدر السلطان العثماني لولاته في مصر فرماناً عالياً بالتشدد في أن يلبس القبط جميعاً الملابس السوداء وأيضاً العمامة السوداء، وكان رد فعل السماء عجيباً إذ تفشى في العباد مرض الطاعون الذي حصد الكثيرين من غير القبط، فلبس الجميع الملابس السوداء، الأقباط بالأمر العالي وغيرهم حزناً على موتاهم. طلب الانضواء تحت كرسي روما انتهز البابا الروماني إكليمنضس الثامن Clement VIII فرصة الضيق الذي حل بالقبط وطلب إلى البابا السكندري الانضواء تحت كرسي روما، ولم يَبِتّ البابا في الأمر بشكل حاسم، ربما لأنه كان يميل إلى وضع اتفاق مع بابا روما بسبب بساطته وشيخوخته وميله لحماية أولاده من الضيق الشديد، لكن الأساقفة عارضوه بشدة. انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار دون أن يلبي للبابا الروماني طلبه. ادعى بعض المؤرخين الكاثوليك بأن البطريرك مات مسموماً، غير أن كثير من المؤرخين الغربيين ينفون ذلك. دفن في “برما” ثم نقل جسده إلى دير السريان في برية شيهيت، وكانت نياحته سنة 1586م في أيام سلطنة مراد الثالث العثماني. قام والى مصر بالقبض على رسل أسقف روما كعيون غرباء، واتهمهم بالقاء دسائس الفتنة بين الرعايا، وسجنهم. رقّ لهم بعض كبار الأقباط ودفعوا خمسة آلاف قطعة من الذهب مقابل اطلاق سراحهم، ليعودوا إلى بلادهم فشكرهم سكتوس الخامس أسقف روما على نبل تصرفهم. شهداء النوبة قد كان ملوك النوبة حتى القرن السادس عشر مسيحيين خاضعين للسلطان المصري يدفعون له الجزية، ولكن بعد الفتح العثماني أخذت الحكومة المسيحية في بلاد النوبة تضعف تدريجياً حتى حلت محلها حكومة إسلامية. اجتهدت في محو النصرانية من تلك البلاد، فكثر عدد الشهداء وأَسلم الكثيرون، ومن خلُص من الموت هاجر إلى مديرية أسوان واستوطنوا فيها، ومن بقي في بلاد النوبة صار في عاداته كالمسلم سواء، وهكذا زالت المسيحية من تلك البلاد. وفي أيّامه استشهد القديس يوحنا القليوبي. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الخامس عشر البابا التاسع والتسعون | الولادة: – الوفاة: 1629 لم ينقضِ أسبوع واحد على انتقال أنبا مرقس الخامس البطريرك الثامن والتسعين سنة 1619م حتى اتفقت الآراء بسرعة عجيبة على اختيار الراهب الأنطوني “يوحنا الملواني” العالم بالكتب المقدسة المشتهر بنقاوة القلب والتقوى والورع، وكانت رسامته في أيام السلطان عثمان وولاية مصطفى باشا والي مصر. القاضي العادل من سمات هذا الأب المبارك عطفه الشديد على الكهنة، ولم يكن يحابي بالوجوه، كسيده لم يكن يظلم أحداً، لذا لقبوه باسم “القاضي العادل”. أوبئة ومجاعات واضطرابات في أيّامه سنة 1622م حدث وباء أُطلق عليه الموت الأسود، كما حدث وباء آخر سنة 1625م، وخلال هذه الأوبئة والمجاعات والاضطرابات ذاق الأقباط ظلماً مضاعفاً، فكثيراً ما كانوا يلزمونهم بالسير على الشمال ليتركوا اليمين لغيرهم، وكثيراً ما كانوا يمنعونهم من ركوب الخيل. وما هو أَمَرّ من هذا كله كثيراً ما كانوا يمنعونهم من إقامة شعائرهم الدينية والتضييق عليهم بكل نوعٍ. رغم اضطراب البلاد من جراء الضيق الذي فرضه الأتراك على المصريين عامة والقبط خاصة، والتعسف في جمع الضرائب بأنواعها، فان البابا السكندري قام برحلتين رعويتين يُثَبِّت فيها المؤمنين بحب جارف نحو الكنيسة. رجل مبادئ وكانت مبادئ البابا سبباً في القضاء عليه، ففي طريق عودته من رحلته الثانية في أنحاء مصر دخل بيت رجل غنى قبطي في أبنوب عُرف عنه عادة التَسَرِّي المرفوضة. وإذ انتهره البابا ناصحاً إيّاه أن يقلع عنها لم يقبل النصح والإرشاد فقط بل وأيضًا دسّ السم لسيده في الطعام، مما أدى بحياته في طريق عودته إلى مقر كرسيه، وكان ذلك سنة 1629م في أيام السلطان مراد الرابع، وصلّوا عليه في دير القديس أنبا بشاي بالبياضة. الكاثوليك في أثيوبيا في عهده مات الملك الأثيوبي الذي اعتنق الكاثوليكية وتولى ابنه باسيليوس الحكم فاضطهد تابعي الكاثوليك، وطلب من بابا الإسكندرية أن يرسل إليه مطرانًا. سمح للمرسلين الكاثوليك بالبقاء في بلاده بشرط إلا يتعرضوا لعقيدة أهلها. أدرك أنهم يعملون على استحضار جيش البرتغاليين لتأييد مذهبهم بالقوة فأمرهم بالرحيل، لم يطيعوا الأمر واتفقوا مع أحد العظماء في أثيوبيا وكان عاصياً للملك واتحدوا معه. لكنه بعد اتحادهم معه باعهم عبيداً لتجار الأتراك، فاستخلصهم الملك من أيدي التجار، لكن الشعب قام بقتلهم، إذ أدركوا الدسائس التي يمارسونها. بهذا هدأت البلاد، ومنع الأثيوبيون دخول الغرباء لغير التجارة وكسب العيش. مخطوطاته وكتاباته ترك هذا البابا الجليل مخطوطات عن القراءات اليومية في الكنيسة “القطمارس” مكتوبة بطريقة شعرية، وصلوات البصخة تبعاً لما رتّبه أنبا غبريال بن تريك البابا السبعون، وكاتبها القس يوسف الزير البرماوى، باللغات القبطية والعربية والتركية، وإبصالية للشهيد العظيم مار جرجس مرتبة بالحروف الأبجدية القبطية، وله أيضًا كتاب “اللقّان” فيه مديحاً لقديسي برية شيهيت. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الحادي عشر البابا التاسع والثمانين | الولادة: – الوفاة: 1452 بعد نياحة البابا غبريال الخامس كان يسوس إدارة الكنيسة راهب من دير طره يدعى ميخائيل، وكان يؤيده الكثيرون لنوال البطريركية، لكن إرادة الله سمحت أن يختار القس الأسعد أبو الفرج بطريركاً. كان كاهناً لكنيسة أبي سيفين بدرب البحر بفسطاط مصر، وكان مشهوراً بالفضيلة والعلم ويقوم بالتدريس في مدرسة قبطية عظيمة بالمكس. وتمت رسامته كالعادة بالإسكندرية في مايو 1427م بعد أربعة أشهر من نياحة سلفه، وكان معاصراً الأشرف برسباي المملوكي. أزمات اقتصادية صعبة وبالرغم من هدوء الأحوال السياسية إلا أن مصر واجهت في عهده أزمات اقتصادية صعبة نتجت عن انخفاض مياه النيل وحدوث زلزال مدمر وتفشي وباء الطاعون. زيارة البطريرك الأنطاكي مصر من الأحداث الهامة في حبريّة هذا البابا أن زار مصر البطريرك الأنطاكي سنة 1430م، وصلى الاثنان قداساً حبرياً كأعضاء كثيرون في جسد المسيح الواحد. واستجاب البابا القبطي لمطالب أخيه الأنطاكي وبدأ صلوات تكريس الميرون المقدس لتحصل إنطاكية على احتياجاتها منه. إغلاق بعض الكنائس من ناحية الدولة أصدر أحد شيوخ المسلمين فتوى بضرورة الكشف على الكنائس وهدم ما أُضيف إليها وجُدِد فيها، وبالفعل أُغلِقت بعضها لحين التحقيق ومن نعمة الله أن أعيد فتحها. ثم دَعَى السلطان المملوكي إلى مجلس من شيوخ المسلمين والبطريرك القبطي ورؤساء الطوائف اليهودية في مصر، وألزموهم إلزاماً شرعياً بعدم تجديد كنيسة أو دير أو صومعة أو معبد. حاول ملك أثيوبيا مطالبة السلطان المملوكي بمعاملة القبط في مصر كما يتعامل المسلمون في بقاعهم، ودلل على ضيق القبط وقتلهم وصعوبة أدائهم الشعائر الدينية، مما ضايق السلطان المملوكي ظناً أن القبط شكوا له سوء أحوالهم. والعجيب أن السلطان المملوكي لم ينفِ ما قيل بل اتهم القبط بالتشهير، وقبض على البابا وأمر بضربه ضرباً مبرحاً. ولما تأخر الوفد المملوكي لدى ملك أثيوبيا الذي سجنهم، قبض السلطان على البابا وألزمه بالكتابة لملك أثيوبيا يطالبه بسرعة إعادة الوفد وإلا قضى السلطان المملوكي على القبط، فماطل الملك الأثيوبي ثم أعاد الوفد، فقبض السلطان على البابا ثالثة وأمر بضربه وسجنه والزمه إلا يرسم مطراناً أو أسقفاً أو كاهناً لأثيوبيا إلا بعد الرجوع إليه، وحذره إن لم ينفذ الأمر سيضرب عنقه، وشهد شيوخ المسلمين للمذاهب الأربعة على الحكم. كان موقف السلطان مشجعاً للرعاع للتشبث بمعاداة القبط، وحدثت أحداث مؤسفة كثيرة راح ضحيتها كثيرون. ولم يقف السلطان المملوكي عند هذا الحد بل أصدر أمراً ألا يُعالِج الأطباء القبط واليهود المسلمين، وإن رفض عقلاء المسلمون تنفيذ ذلك لثقتهم في أمانة ومهارة القبط، كما أمر القبط ألا يستخدموا جاريات مسلمات. نضب نهر النيل وكأن السماء (واقفة) للسلطان المملوكي بالمرصاد، فنضب نهر النيل وساد الكساد، ودعى السلطان للصلاة في كل مكان ولا مجيب، فاستمال القبط للصلاة، فدعى البابا للصلاة من أجل العباد والبلاد، ففاض النيل في زمن الانحسار. لم يكتفِ السلطان بما فعله بالبابا والقبط بل وأصدر أمراً آخراً بطرد القبط من مناصبهم وإبقاء من أعلن إسلامه منهم، فتحوّل كثيرون ممن استهوتهم المناصب الأرضية إلى غير دين المسيح وجحدوا الإيمان، ولم ينقذهم ذلك من غضب السلطان فصادر الأموال وبدد الشمل. على أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد في أي زمان أو مكان، وكأن الضيقة سمة أساسية من سمات الفرح في المسيحية، فظهرت المدائح والترانيم وانتظم الشعب في الاجتماعات والوعظ، وجال الأساقفة مع الكهنة يشددون من أزر القبط ويرفعون الصلوات. ووسط هذا وذاك لبّى البابا نداء السماء في 4 مايو سنة 1452م، في سلطنة فخر الدولة عثمان بن القائم بأمر الله الملقب بالمنصور، ودفن في دير الخندق (أنبا رويس الآن) إلى جوار البابا متاؤس الأول. مجمع فلورنسا بإيطاليا في أيام البابا يوحنا الحادي عشر اجتهد ملوك الإفرنج وعلى رأسهم ملك القسطنطينية على إيجاد اتحاد بين مسيحي الشرق والغرب. بعد تفكير طويل استقر الرأي على عقد مجمع بمدينة فلورنسا لهذا الهدف، يحضره أسقف روما وبطريرك القسطنطينية وغيرهما من نواب الشعب الأرثوذكسي. أرسلت الكنيسة القبطية نائباً من قبلها لحضور المجمع يُدعى يوحنا، وهو رئيس دير الأنبا أنطونيوس لكنه وصل فلورنسا بعد انفضاض المجمع. وكانت نتيجة المجمع عودة الاتحاد بين كنيستى اليونان والرومان وعاد رؤساء الكنائس إلى بلادهم بنية الاجتماع مرة أخرى، لكن لم يتحقق الاتحاد الذي سعى إليه الملوك لأن طلبات أسقف روما تجاوزت الحدود. ادعى البعض أن ارسال مندوب من مصر يعني خضوع الإسكندرية لبابا روما. تُعلق المؤرخة الإنجليزية بوتشر على ذلك بقولها: “ولكني أقول أنها لو كانت خاضعة له من قبل كما يقولون لما كان يعين بطريركاً خاصاً له في إيبارشية الإسكندرية ذاتها التي فيها البطريرك القبطي مما يثبت صحة الانفصال وعدم الخضوع…” موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الثاني عشر البابا الثالث والتسعون | الولادة: – الوفاة: – انقضت فترة طويلة جداً منذ نياحة البابا ميخائيل الرابع سنة 1477م دون الاتفاق على رأي واحد لاختيار البابا الجديد، واستمر الخلاف حوالي ستة وعشرين شهراً أيضاً، وأخيراً اتفقت الآراء تقريباً على اختيار راهب من دير المحرق باسم يوحنا ليعتلي السدة المرقسية. العجيب أن خدمته لم تدم طويلاً إذ قضى ما يقرب من 40 شهراً فقط رأساً للكنيسة المجاهدة دخل بعدها إلى كنيسة الأبكار، وظل المقر البابوي كما هو في كنيسة العذراء بحارة زويلة ودفن في دير شهران. ولم تواجهه متاعب ولا ضيقات من جانب الأمراء المماليك ولا غيرهم إذ كانوا منشغلين في أمورهم ومتناحرين على المناصب في زمن قايتباي. مما يذكر عن هذا البابا الجليل أنه أهدى كتاب “الطب الروحاني” إلى الأنبا إبرآم الذي ترأّس حفل رسامته. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الثامن عشر البابا السابع بعد المائة | الولادة: – الوفاة: 1797 ارتفع الراهب يوسف الأنطوني إلى رأس الكنيسة المنظورة، في مصر وأثيوبيا والشرق الأوسط باسم أنبا يوأنس الثامن عشر، وذلك لما عرف عنه من طلاقة اللسان وعذوبة الصوت والمحبة الغامرة، وحب الخير للغير والسيرة العطرة والحياة الملائكية، وكانت سيامته بالإجماع بعد ستة أشهر تقريباً من نياحة البابا مرقس السابع. في عصر هذا البابا البسيط نسمع لأول مرة نمو المذاهب والطرق الصوفية، وهذا الاتجاه الديني له تفسيران: إما أنه هروب من الواقع والانطواء في قوقعه خاصة مع فئة أو جماعة تختار لها طريق حياتها ومظاهرها بعيداً عن أرض الواقع، أو أنه نوع من الهلوسة الدينية. ومن عجب أن نجد أن الحكام يشجعون مثل هذه الطرق كوسيلة للهو الناس عن مساوئ الحكم واتجه الناس للغناء الشعبي، وتباروا في تقديم الموشحات والعروض، ومن ضمنها الفروسية ورقص الخيل والألعاب النارية، وانشغل الجميع عن الدولة العثمانية بمفاسدها وعن الفتن والمؤامرات. من أشهر رجالات الكنيسة في هذا العصر المعلم نيروز كاتب رضوان كتخذا الذي نجح في الحصول على فتوى صريحة من الشيخ الشبراوي شيخ الإسلام بحق الأقباط في زيارة الأماكن المقدسة، وكانت هذه الفتوى سبباً في ضيق المسلمين وتعسّفهم مع الأقباط. وكانت مظاهر ذلك تحريم ركوب الخيل عليهم وتحريمهم استخدام المسلمين في خدمتهم. ووسط هذا وذلك تحمُّل الكنيسة نيرها وتلقي بثقلها في أحضان الآب السماوي، معلنة مع المرنم الذي يقول: “نصيبي هو الرب قالت نفسي”. أرسل الحبر الروماني رسولاً راهباً اسمه “برثلماوس” يطلب من البابا السكندري الانضواء تحت لواء الكرسي الروماني لحماية الكنيسة القبطية من بطش حكام وولاة الدولة العثمانية، ناسين أو متناسين أن حامي الكنيسة هو رب المجد وأنه “مبارك شعبي مصر” وأن “أبواب الجحيم لن تقوَ عليها”. وقابل البابا الرقيق رسول العاهل الروماني بأدبٍ جم ومحبة متناهية، وأرسله بمندوبه إلى أنبا يوساب الأبح أسقف جرجا الذي طلب منه البابا أن يرد على رسالة الحبر الروماني بالرفض في أدب رفيع. وقد رد عليه رداً حازماً حاسماً قاطعاً لكل شك، مؤيداً بأقوال الآباء الكبار وقرارات المجامع المسكونية التي أكدت الطبيعة الواحدة للإله الكلمة المتأنس، وكان لهذه الرسالة رد فعل عجيب إذ توقف بعدها العاهل الروماني عن إرسال مبشرين إلى مصر، تلك البلد الذي حباها الله هذا الإيمان العميق والتفسير اللاهوتي الدقيق. صراعات سياسية أما أحوال مصر في أثناء حبرية البابا يوأنس الثامن عشر فقد كانت سلسلة من الصراعات بين أتباع على بك الكبير والسلطان. وإن نجح السلطان العثماني عبد الحميد الأول في إخضاع مكة بحملة قادها أبو الذهب كما قادها على دمشق، إلا أن علي بك الكبير نجح في استمالة أبو الذهب وانضم إليه عند الصالحية، وبعدها مات علي بك الكبير دون أن يحقق حركته الانفصالية عن الدولة العثمانية، لأنه لم يشغل طاقات الشعب المصري الذي كره حكام الأتراك، وإن كان قد نجح على بك الكبير دون قصد في إزكاء الوطنية في المصريين، إذ تطلعت أنظارهم إلى استقلال مصر عن الحكم العثماني، وأشهر مظاهر استقلاله أنه صك النقود باسمه. أراخنة القبط من أشهر الأراخنة القبط في ذلك العصر المعلم غبريال شنودة الذي كان وكيلاً لسلطان دارفور ومكلفاً بتجهيز الكسوة الشريفة لإرسالها لمكة كل عام. والمعلم رزق الذي ائتمنه على بك الكبير على صك النقود. والمعلم إبراهيم الجوهري محب الكنيسة وعمارتها في وقت اشتد فيه حسن باشا التركي على القبط، وأمرهم بعدم ركوب الخيل وعدم استخدام المسلمين، وعدم بناء عمارات فخمة أعلى من المسلمين، ولا يلبسون ملابس زاهية، ولا يحملون اسماً مشتركاً مع المسلمين. ومنهم أيضاً المعلم رزق أغا المتضلع في الحساب والفلك والتعاليم الكنسية، وكان نزيهاً خادماً للكل، اعتمد عليه على بك الكبير في تسيير دفة الأمور، وكان مسئولاً عن المحافظة على النظام في مديريه الشرقية، ونجح في القضاء على العابثين والناهبين في تلك البقاع. وارتفع شأن النصارى في عهد على بك الكبير بفضل كاتبه رزق ومساعده المعلم إبراهيم الجوهري، الذي اغتاله محمد بك أبو الدهب رغم خدماته الجليلة، وعلق جثته على باب زويلة يومين. والأرخن الكبير المعلم لطف الله أبو شاكر ناظر دير كوكب البرية أنبا أنطونيوس، الذي بنى كنيسة الرسل ورمم كنيسة أنبا مرقس وقام البابا بتكريسها، والمعلم تكلا سيداروس والمعلم ميخائيل فرحات. من الأساقفة المشهورين أيضًا بالإضافة إلى أنبا يوساب الأبَحْ أنبا بطرس أسقف منفلوط الذي وضع كتاباً خاصاً بتكريس الكنائس، والقس عطية صاحب الصيت الحسن والخط، الذي نسخ معظم الكتب لينفق الرهبان من بيعها على احتياجات الدير واحتياجاتهم. ظل هذا البابا الوقور مجاهداً في حفظ كنيسة الله من المتاعب الداخلية، ممثلة في هجمات الغوغاء والرعاع على الكنائس والأديرة، والتعب الخارجي ممثلاً في كنيسة روما، والأسقف الروماني المُرسل إلى مصر، حتى أسلم روحه الهادئة في يد باريها سنة 1797م، بعد جهاد دام ما يزيد على الربع قرن، ودفن في مقابر البطاركة في مصر القديمة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الثامن البابا الثمانون | الولادة: – الوفاة: 1320 اضطهادات شديدة كان راهباً بدير شهران (الأنبا برسوم العريان حالياً)، وكان رئيساً له ويُدعى يوحنا بن قديس. وعندما اُختير للبطريركية كان يُلَقَّب بابن القديس والمؤتمن. وقد سيّم أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي كان عهده عهد شؤم وكارثة كبرى على الأقباط. كما حدث في أيام رئاسة هذا البابا اضطهادات شديدة على الأقباط حتى ضجروا مما فُرِض عليهم من العوايد العديدة وسوء المعاملة، وشدة الاضطهاد بزعامة أحد وزراء المغرب الذي أتى إلى مصر بقصد إتمام فريضة الحج، فلم يرِق له أن القبط يتولّون أمور البلاد المالية، فحرَّض الأمراء على إذلال المسيحيين في البلاد بكافة الوسائل المؤدية إلى اضطهادهم بطرق تأباها الإنسانية. قد حدث في زمانه أن كنائس القاهرة أُغلقت عدة أيام، وظلت مغلقة لمدة قصيرة وأن الأديرة الموجودة في الضواحي وغيرها لم تُمَس بسوء فضلاً عن كنائس الأقاليم، ولكن إذا انتقلنا إلى الإسكندرية وجدنا أنه حين وصلت الأوامر إليها بدأت في هدم الكنائس ومنازل النصارى. قضى البابا يوأنس على الكرسي الرسولي ما يقرب من 20 سنة كانت كلها مفعمة بالأحزان وشديدة الوطأة عليه وعلى أبنائه المسيحيين، حتى أراحه الله من متاعب هذه الحياة ومشقات الاضطهاد وانتقل في 29 مايو سنة 1320م ودُفِن بدير شهران في أيام الملك محمد بن قلاوون. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الثالث عشر البابا الرابع والتسعون | الولادة: – الوفاة: 1524 في أيام حكم قايتباي الوالي المملوكي الذي اتسم عهده بالهدوء النسبي في الصراع بين المماليك، اتفقت آراء الأساقفة والأراخنة بعد خمسة شهور من نياحة البابا يوأنس الثاني عشر على اختيار الراهب المتوحد “يوحنا” الملقب بابن المصري المولود في صدفا بمديرية أسيوط، وتمت رسامته في 10 فبراير 1484م في كنيسة العذراء بحارة زويلة المقر البابوي آنذاك، وحمل اسم سلفه “يوأنس” بلقب الثالث عشر. حبه المتناهي للمعوزين والفقراء لقد تشابهت أيّامه مع المتنيّح البابا متاؤس المشهور بحبه المتناهي للمعوزين والفقراء، فلم يطرق بابه إنسان إلا ووجد حاجته دون نظر إلى سنٍ أو مذهبٍ أو دينٍ. فكان عطاؤه للكل بلا حدود، ومع هذا ازدهر البناء في الكنيسة في عصره بدرجة كبيرة جداً، وبلغت الكنيسة شأناً كبيراً في الداخل والخارج، فكانت الخدمة الكنسية على أحسن أحوالها كمّاً وكيفّاً بمساندة الأنبا ميخائيل الرابع أحد أساقفته. وقد قام البابا يوأنس بإحضار جسد القديس مرقوريوس أبي سيفين إلى الكنيسة المكرّسة باسمه في مصر القديمة بدرب البحر في سنة 1488م. عاش البابا فقيراً من الناحية المادية، لكنه كان غنياً في كل مجال، ففي الناحية العلمية كان ضليعاً في العلوم الكنسية وله كثير من المؤلفات في طقوس الكنيسة وفي تعاليمها تزود بها أهل عصره. سيامة أسقف قبرصي ومن ناحية دور الكنيسة مسكونياً، فقد وجه خطاباً بابوياً إلى أساقفة قبرص والخمس مدن الغربية وأثيوبيا. والجدير بالذكر أنه هو الذي رسم أسقفا قبرصياً هو الأنبا ميخائيل القبرصي مطراناً قبطياً على قبرص ورودس، ولازال التأثير القبطي واضحاً في نقوش الكنائس والقصور فيهما حتى يومنا هذا، ولازالت إحدى كنائسنا هناك باسم القديس أنطونيوس ويوجد دير يحمل اسم أنبا مقاريوس وهو “سوري اجار” (دير أنبا مقار). وكان القبط آنذاك أحد فئات الشعب وضمن الإحصاء العام الذي اضطلع به التُرك بعد حكمهم الجزيرة لتحديد الضرائب. إيبارشيات المدن الغربية أما من ناحية الخمس مدن الغربية فيذكر المؤرخون أن المسيحية انتهت تماماً فيها في بابوية الأنبا يوأنس السادس زمن حكم صلاح الدين الأيوبي، بعد أن كانت من أهم المراكز المسيحية التابعة للكرسي السكندري وكانت إبرشياتها عامرة تشغلها الأساقفة. لكننا نجد للقبط أسقفاً في عهد البابا يوأنس الثالث عشر حتى دخول العثمانيين شمال أفريقيا في العقد الثاني من القرن السادس عشر الميلادي وكان اسمه “قرياقوص”، وقد ترك هذا الأسقف إيبارشيته وعاد إلى مصر بعد الحكم العثماني لها وذهب إلى دير السيدة العذراء الشهير بالسريان حيث قضى بقية حياته. ونعرف من إيبارشيات المدن الغربية ما يلي: أفريقية وبرقه وبرنيقه وطرابلس الغرب ومراقية في ليبيا وتونس ودرنة وقابس وقيروان في تونس. أسقف برتغالي لأثيوبيا أما من جهة أثيوبيا، فقد تعذر على البابا السكندري إرسال مطران قبطي – كالعادة – لأولاده الأثيوبيبن بسبب الخصومات بين سلاطين مصر المماليك وملوك أثيوبيا، مما دفع داود الثاني ملك أثيوبيا إلى مخاطبة البرتغال لتعيين أسقف وفعلاً رسم الحبر الروماني أسقفاً للأثيوبيين، والعجيب أنه سماه “بطريرك الإسكندرية” وكان برتغالياً اسمه (بواز بارموداز Poaz Parmodaz) رغم ما في ذلك من تَحَدٍّ واضح وصريح للأصول الأخوية ولقوانين المجامع المسكونية خصوصاً مجمع نيقية. ولكن أصلحت الأحوال وأرسل داود الملك الأثيوبي أميرين أثيوبيين أحسن قنصوة الغوري استقبالهما واستقبلهما البابا المصري بالترحيب ووعدهم بإرسال أسقف مصري. هجوم القبائل العربية على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس والجدير بالذكر أن عصر المماليك اشتهر بالمتناقضات، ففي الوقت الذي عاش فيه الأقباط مع المسلمين في سلام إبان حكم قنصوه الغوري، وظهر ذلك في تعييدهم معاً بوفاء النيل وعيد النيروز، وازدهار هندسة البناء وزخرفة المباني والهندسة الزراعية وتقدم الطب خصوصاً طب العيون، إلا أن عدو الخير زرع شوكاً وسط الحنطة، فقد هجمت القبائل العربية المقيمة في الوجه القبلي على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وحطموا كل ما فيها بعد أن قتلوا الرهبان، وكانوا كلما احتاجوا إلى وقود كانت الكتب المقدسة والمخطوطات والكتب الكنسية هي زاد هذا الوقود، ولازال أثر الحرائق واضحاً على رسوم وجدران الديرين، وإن كانت يد العمارة قد امتدت لتغسل عار همجية الغزاة الذين لم يراعوا حرمة عجوز أو ناسك أو كتاب يحث الناس على الفضيلة. الشهيد صليب من الأسماء الشهيرة لشهداء القبط في عصر هذا البابا الجليل القديس “صليب” الذي لازال جسده لم يرَ فساداً حتى يومنا هذا، وقد نقلت بعض مخلفاته إلي دير مارمينا العجايبى بمريوط. وقد نال إكليل الشهادة بعد أن صلبوه على صليب من خشب داروا به شوارع القاهرة فوق جمل، كأمر قضاة المسلمين الأربعة، ورغم هذا كان صامتاً ونعمة الله حالة على وجهه الذي كان يشع نوراً وقطع السياف رأسه بعد أن قال: “إنني عشت نصرانياً وأموت نصرانياً”. ضيق من المماليك من متناقضات العصر المملوكي أيضاً أنه رغم امتداد حكمهم لفترة طويلة واتساع سلطانهم إلى سوريا وقبرص والحجاز، ورغم اندحار الصليبيين والمغول على أيديهم، إلا أن المصريين لاقوا صنوفاً من الجور والتعسف والافتقار والمذلّة والضرائب الباهظة من السادة المماليك بالإضافة إلى الفتن والاضطرابات الداخلية، وكان القبط أوفر حظًا في تلك الإساءات التي امتدت إلى الكنائس والأديرة بالتخريب والتدمير. تدمير الأديرة والكنائس من أشهر الأديرة التي دمرت في هذه الحقبة: دير القصير – قلته – وكانت به أيقونات من أجمل الصور للقديسة العذراء مريم. دير مار يوحنا ودير أبي مينا بمغارة شقلقيل على أعلى الجبل يطل على النيل ناحية منفلوط. دير بقطر بمحاجر أبنوب، ودير أبو هرمينا الراهب الناسك، ودير السبعة جبال بأخميم، ودير أنبا بسادة أو بشادة من علماء النصارى. دير نهيا بالجيزة، وكان كما يقول المؤرخ أنه كان من أنزه وأطيب المواقع وأجمل الأديرة. دير إيسوس وله عيد في 15 بشنس وفيه بئر يعرف باسم إيسوس يفيض ماؤه في عيده، والعجيب أن هذا الدير كان أول من أعطى المصريين فكرة عمل مقياس لفيضان مياه النيل، إذ أن ارتفاع الماء في هذا البئر كان هو نفسه الارتفاع الطبيعي لفيضان نهر النيل. دير يحنس القصير على رأس الجبل غربي أسيوط. لم يفلت من التخريب سوى الدير الذي آوى السيدة العذراء مريم مع رب المجد في طفولته ويوسف النجار – دير العذراء بجبل درنكة بأسيوط أو دير قرية النصارى الصعايدة، ودير موشة خارج أسيوط وقد أقيم على اسم “توما الرسول الهندي”. وكانت القبطية الصعيدية لهجة تلك المنطقة كما أنهم كانوا متبحّرين في القبطيات واللغة الرومية. من الكنائس التي أصابها التخريب كنيسة بومينا الحمراء، أما كنيسة الألزهري التي كان بها كثير من النصارى فقد حفر الرعاع حولها من جميع الجوانب حفر عميقة حتى تقع وحدها دون تخريب، ولكن الغوغاء انتهزوا فرصة صلاة الجمعة والشوارع شبه خاوية وتركوا الصلاة وتسلقوا الكنيسة وخربوها عن آخرها، وأخذوا ما بها من تراث وستور وصور وجرار خمر شربوها وباعوا ما فضل عنهم وهم مترنحين. وخرجوا منها إلى كنيسة دير للبنات فكسروا أبوابها وسبوا البنات وحرقوها. وكنيسة أخرى في أخميم كان اسمها “إيسوتير” (المخلص) وكان فيها بئر إذا وُضع ماؤه في القنديل صار أحمرا كالدم. وكانت جميع الكنائس التي خربت مائة وستين كنيسة، ولم يبقَ منها سوى أربع كنائس. وعندما كانت الكنائس تخرب كانت البيوت تفتح للصلاة ونسي الأشرار الوعد الإلهي: “ها أنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً في السماء”. انتعاش روحي رغم هذه الضيقات كانت الكنيسة في ازدهار منقطع النظير وكانت ممتلئة فرحاً وسلاماً بفضل راعيها السماوي وراعيها الأرضي الذي جاهد الجهاد الحسن مدة أربعين عاماً، وترك لنا رصيداً كبيراً وذخيرة روحية لا ينضب معينها في تعاليم الكنيسة وطقوسها. نياحته لما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته في 5 فبراير سنة 1524م، في أرض الأحياء وتمت مراسيم الصلوات الجنائزية في كنيسة العذراء بحارة زويلة حيث دفن أيضاً مع سابقيه. وقد شاهدت بابويته نهاية دولة المماليك الجراكسة، إذ انتصر عليهم سليم الأول السلطان التركي وتحوّلت مصر أثنائها إلى ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس التاسع عشر البابا المائة وثلاثة عشر | الولادة: – الوفاة: 1942 رئيس دير البراموس وُلد بقرية دير ناسا التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط سنة 1855م، وترهب في دير البراموس ثم رسمه البابا كيرلس الخامس سنة 1878م قمصاً ورئيساً لدير البراموس، واستمر ما يقرب من عشرة سنوات يدير الدير بهمةٍ ونشاطٍ. مطران البحيرة وفي سنة 1887م رُسِم مطراناً للبحيرة باسم الأنبا يوأنس، وأضيفت إليه المنوفية بعد وفاة مطرانها. ثم عين وكيلاً للكرازة المرقسية واهتم بأن يكون بكل كنيسة جديدة أوقافاً خاصة للصرف من ريعها عليها، وضم أطياناً للبطريركية بالإسكندرية. كما اهتم بالعلم والتعليم بالإسكندرية، فأصبحت المدارس المرقسية الكبرى من أكبر المدارس بالثغر. بابا الإسكندرية بعد نياحة البابا كيرلس الخامس صار الأنبا يوأنس قائم مقام بطريرك، وبعد أن أصدر المجمع المقدس قراراً بجواز ترقية المطران إلى رتبة الباباوية تم تجليس البابا يوأنس التاسع عشر سنة 1929م. بعثات لليونان وقد أنشأ البابا يوأنس مدرسة للرهبان بحلوان، وتشجيعاً لطلبتها أرسل النابغين منهم إلى مدرسة ريزا ريوس ببلاد اليونان في بعثة تعليمية، وكان من بينهم القمص أقلاديوس الأنطوني الذي رُسِم مطراناً لجرجا وبطريركاً فيما بعد باسم البابا يوساب الثاني. اهتمامه بإثيوبيا كما اهتم بأثيوبيا ورسم لها الأنبا كيرلس مطراناً، كما رسم لها خمسة أساقفة، وقد زار البابا أثيوبيا سنة 1930م. وقام البابا يوأنس أيضاً بعمل الميرون المقدس واهتم بزيارة الأديرة وخصوصاً دير البراموس. ندمه لقبوله منصب البطريركية بعد أن جلس البابا يوأنس على كرسي مارمرقس أخذ يساوره شيء من الندم والأسى لقبوله منصب البطريركية، إذ كان يرى في نفسه أنه ليس أهلاً لها وأنه خالف القوانين التي تحرم على الأسقف أن ينتقل من كرسي إلى آخر. ولكثرة هذه نام ذات ليلة فرأى في حلم جماعة بثياب البادية يهاجمونه بقيادة رجل أثيوبي، فالتفت إليهم مذعوراً وهو يقول: “أتتحد مع أعدائي محاولاً قتلي وأنت من أولادي؟” وإذا بالأثيوبي يقول له: “وأنت لماذا تركت مكانك الأول وجئت لتجلس على كرسي مارمرقس الرسول؟” عندئذ استيقظ البابا مضطرباً وكاد يسقط من سريره. في عهده وقعت الحرب بين إيطاليا وأثيوبيا في سنة 1935م وانتهت باستيلاء إيطاليا على البلاد وانقطعت صلة الكرسي المرقسي بها، ولكن الحرب العالمية الثانية التي نشبت في 3 سبتمبر سنة 1939م كان من نتائجها أن أعيد إلى أثيوبيا استقلالها، وشاهد البطريرك بعينيه قبيل نياحته رجوع مطران أثيوبيا إلى كرسيه، وعودة كنيسة أثيوبيا إلى أحضان أمها كنيسة الإسكندرية. وأخيراً تنيّح البابا يوأنس في سنة 1942م. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس أسقف البرلس القديس | الولادة: – الوفاة: – رهبنته عاش في القرن السادس الميلادي، وكان معاصراً للبابا دميانوس البطريرك الخامس والثلاثين. كان من أسرة كهنوتية عريقة كما كان وحيد أبويه، فلما توفّيا بنى بمالهما كنيسة ومضيَفة للغرباء والمساكين، وكان يتولى خدمتهم بنفسه. وحدث ذات يوم أن جاء إلى المضيفة راهب كان قد حضر إلى المدينة ليبيع السلال التي جدّلها الرهبان، وأخذ يتحدّث عن روعة الرهبنة وجلالها، فكان لكلامه في نفس يوأنس أثر دفعه إلى أن يوزع أمواله على المساكين ويذهب إلى البرية إلى الدير الذي يرأسه الأنبا دانيال قمص شيهيت، وهناك توَّحد بعد أن قضى بضع سنين في الدير. أسقف البرلس ألهم الروح القدس كهنة البرلس وشعبها أن ينتخبوا هذا القديس أسقفاً لهم. فما أن اعتلى كرسي الأسقفية حتى جاهد الجهاد الحسن في اقتلاع الزوان من بين الحنطة. فقد حدث في أيامه أن ادعى راهب من أهل الصعيد أن الملاك ميخائيل يوعز إليه بكل التعاليم التي ينادي بها والتي كانت غريبة عن الكنيسة، فضلّل بعض السُذّج بهذا الادعاء. فلم يجد الأسقف يوأنس بداً من أن يضع حداً لهذا التضليل، فنشر رسالة ضمنها التعليم الأرثوذكسي، ثم جرّد هذا الراهب المبتدع من إسكيم الرهبنة. رؤى سماوية مما يؤثر عن هذا الأسقف أنه في كل مرة يرفع الذبيحة الإلهية يؤخذ بها إلى حد أن نوراً سماوياً كان يشع من وجهه ويراه الشعب حين ينتهي من القداس فيبهر أنظاره. قراءة السنكسار كتب هذا الأسقف العالِم كثيراً من سير الشهداء والآباء والمعترفين، وأمر بقراءتها في الكنائس لتعليم الشعب، وبهذه الوسيلة وضع للكنيسة التقليد المعمول به للآن والذي يقضي بقراءة السنكسار كلما أقيمت شعائر القداس الإلهي. نياحته بعد أن قضى السنين الطوال في الجهاد والتعليم أراد الله أن يريحه من مشاق هذا العالم فرأى في رؤيا الليل الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس ينبئانه بقرب انضمامه إلى كنيسة الأبكار، فجمع شعبه وحثه على المحبة المتبادلة والتمسك بالإيمان الأرثوذكسي حتى النفس الأخير ثم رقد بسلام. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس السادس البابا الرابع والسبعون | الولادة: – الوفاة: 1216 تاجر غني وتقي رسم بطريركاً سنة 1189م بعد نياحة سلفه الأنبا مرقس بن زرعة بخمسة وثلاثين يوماً، وهو علماني وكان اسمه قبل رسامته أبا المجد بن أبي غالب بن سورس. كان ينتسب إلى أسرة ذات ثراءٍ كبيرٍ، وكان يشتغل بالتجارة، وكان له وكالة بمدينة مصر، وكان يمتلك مصنعاً للسكر وطواحين وأملاك. كان في تجارته شريكاً لقومٍ يدعون أولاد الخباب، وكان يتردد على بلاد اليمن في البحر حتى كثر ماله وذاع صيته. حدث مرة بينما كانوا عائدين من بلاد اليمن أن انكسرت بهم السفينة وفقد كل ما بها، فحزن أولاد الخباب وحسبوا أن مالهم قد ضاع لكن أبا المجد أعلمهم بان مالهم كان محتفظاً به في خنادق المركب وانهم لم يفقدوا شيئاً فسُروا منه للغاية وأكرموه للغاية. أما عن تقواه فيذكر كتاب تاريخ البطاركة الكثير عن ذلك: “كان بتولاً عالماً، كاملاً في جسده وقامته، بشوش الوجه حسن الخلق ليّن الكلام، ما كان يغفل عن صلوات السواعي الليلية والنهارية، محباً ومجتهداً في ضيافة الغرباء وافتقاد المرضى والمحبوسين، كثير المودة لكل أحد ويفعل الخير مع كل أحدٍ”. ترشيحه للباباوية لشدة محبة المسلمين له توسط في رسامته القاضيان المريضي والرضى أخوه ابنا الجباب، وهذا يتفق مع الشروط التي وضعها الرسول بولس عن الأسقف واختياره أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج، أي من غير المؤمنين. وكانت رسامته في عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبي. قيل أنه كان متزوجاً، ولما ماتت زوجته لم يشأ أن يتخذ له زوجة غيرها وآثر العزلة. ومع أن القانون يحتم أن الذي ينتخب بطريركا لابد أن يكون أعزب من بدء حياته إلا أن علم أبي المجد الواسع وسموّ فضيلته أكسباه الأفضلية على جميع المرشحين. لم تكن له رغبة في نيل هذا المركز السامى بل كان يسعى لدى الحكام لتعيين أحد غيره. سيامة مطران أثيوبيا في عهده تنيّح المطران القبطي بأثيوبيا، فأرسل إمبراطور أثيوبيا للبطريرك طالباً رسامة مطران لهم، كما أرسل هدية جليلة إلى سلطان مصر ومعه كتاب يطلب فيه أن يقوم البطريرك برسامة مطران أثيوبيا. ظل البطريرك يبحث بين الرهبان عمن يصلح، واستغرق الأمر ثلاثة أشهر حتى ضجر رسل إمبراطور أثيوبيا من طول مقامهم، وكان ذلك في عهد الملك العادل. أخيراً استقر رأيه على ترقية أسقف فوة وكان يدعى كييل إلى رتبة مطران وإرساله إلى أثيوبيا. وكان الصليبيون قد أفنوا أهالي مدينة فوة عن بكرة أبيهم سواء من المسيحيين أو المسلمين واضطر الأسقف إلى الالتجاء للدير. قوبل المطران كييل (كيلوس) بغاية الحفاوة والترحاب في بلاد أثيوبيا حتى أن الإمبراطور استقبله خارج العاصمة مسيرة ثلاثة أيام وأغرقوه بالعطايا، وكان له عشرة قسوس كتلاميذ لخدمته. وتفاءل الأثيوبيون بمقدمه خيراً لأن المطر كان قد امتنع عن النزول فصلى وقدس هذا الأب فنزل المطر. مطران إثيوبيا والحياة المترفة وحدث في السنة الخامسة أن ضاع قضيب ذهب من خزانة المطران الذي اتهم كبير قسوسه وهو أحد التلاميذ العشرة بسرقة هذا القضيب وأمر العبيد بضربه، فأخذوا يضربونه أمامه بلا شفقة، رغم توسل بعض الكهنة، حتى مات، وإذ أراد أهله الانتقام فرَّ الأسقف حاملاً معه ما خف حمله وغلا ثمنه، ولكن كل هذا أُخِذ منه بالقوة في رحلته الطويلة إلى مصر حتى وصل إليها معدماً. سيامة مطران آخر لإثيوبيا ولما تقابل مع البطريرك روى له رواية مخالفة للواقع لم يصدقها البابا ولم يتعجل إصدار الأحكام، بل أرسل كتاباً إلى إمبراطور أثيوبيا يستعلم منه عن حقيقة الموقف، فجاء رد الإمبراطور كيف أن المطران كييل عاش في أبهة تفوق الخيال وبنى لنفسه قصراً فخماً، وحضر مع رسول البطريرك رسول من قِبَل الإمبراطور. عقد البطريرك مجمعاً على المطران كييل في كنيسة المعلقة وقضى بتجريد كييل من رتبته الكهنوتية بعد أن أقر بصحة الأخطاء المنسوبة اليه. رسم البطريرك مطراناً آخر لأثيوبيا يدعى اسحق وكان راهباً بدير الأنبا أنطونيوس، وكان أخوه الأكبر راهباً معه فرسمه قسًا وأرسلهما إلى بلاد أثيوبيا. فقام المطران اسحق بخدمة كنيسة أثيوبيا خدمة مرضية وقد أعطاه الله نعمة في عيون الأثيوبيين فحسبوه في عداد القديسين. ومما يذكر عنه أنه استحضر من مصر عدداً من العمال الأقباط لنقش حجارة الكنائس بأثيوبيا. قس يتزوج بعد وفاة زوجته حدث في زمن هذا البطريرك أن قساً من البشمور ترمل بوفاة زوجته فتزوج بأخرى، فطردوه من بلده فمضى إلى الإسكندرية وأخذ يؤدي في كنائسها الخدمات الدينية. فلمّا نما خبره إلى البطريرك استاء أشد الاستياء ووبخ إكليروس الإسكندرية وسن قانوناً يقضي بأنه لا يجوز لأية كنيسة أن تقبل كاهناً غير معروف ليؤدي بها الخدمات الدينية دون أن يكون معه تصريح كتابي بذلك من رئاسة الكنيسة. إلغاء السيمونية شهد أحد المورخين المسلمين عن البابا يوحنا بأنه عاش حياته زاهداً في المال فألغى السيمونية، وكان ثرياً، فلم يشأ أن يُثقل على الشعب في شيء، بل عاش كل أيام رئاسته يصرف على نفسه ومن معه، ويتصدّق على الفقراء من ماله الخاص، وأبى إجابة مطالب الإسكندريين الباهظة حفظاً لمال الوقف، ولهذا توفرت أموال البطريركية، وكانت سبباً في طمع داود بن لقلق والسعي للاستيلاء عليها. أخيراً تنيّح هذا الأب الطاهر سنة 1216م، بعد أن قضى على الكرسي البطريركي نحو سبع وعشرين سنة وحزن عليه الجميع أقباطاً ومسلمون. مما هو جدير بالذكر أنه منذ أيام هذا البطريرك بطل إرسال أساقفة إلى الخمس مدن الغربية وذلك نتيجة ارتداد أهلها عن المسيحية واعتناقهم الإسلام، وذلك بعد أن ذاقوا اضطهاداً مريرًا على يد الملوك البيزنطيين الملكانيين ثم حكام المسلمين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس السابع البابا الثامن والسبعون | الولادة: – الوفاة: 1293 سيامة الأنبا غبريال والأنبا يؤانس في القرن الثالث عشر انقسم الأراخنة والأساقفة على اختيار مرشح للبطريركية بعد نياحة أنبا أثناسيوس الثالث، ورغم الاحتكام إلى القرعة الهيكلية التي أفرزت غبريال، إلا أن أتباع الفريق الآخر رغم قبولهم مبدأ القرعة الهيكلية تشايعوا متشدّدين لمرشحهم يوأنس الملقب “السكري”. ولأن أنصار يوأنس كانوا أقوى نفوذاً فقد رسموا مرشحهم بطريركاً باسمه وأعطوه لقب “السابع”. استمر البابا يوأنس يحكم الكنيسة نحو ست سنوات وتسعة شهور كانت كلها منافسة ومعاكسة وخصام وفي خلالها تقوى حزب غبريال واتفق الأساقفة على عزل البطريرك يوأنس، وسجنوه بأحد الأديرة وولوا غبريال بطريركاً مكانه باسم غبريال الثالث. لم تستمر حبرية أنبا غبريال سوى سنتين وانتقل قبل أنبا يوأنس فاتحدت كلمة الجميع على إعادة البابا يوأنس إلى منصب البطريركية فأخرجوه من معتقله وأرجعوه إلى مقره، فقوبل فيه بإكرام زائد. وكان أنبا يوأنس أثناء حبرية أنبا غبريال الثالث في الدير شاغلاً نفسه بالصوم والصلاة وترجمة الكتب. يلاحظ أنه لم يقم بطريركان على كرسى الإسكندرية في وقتٍ واحدٍ إلا هذه المرة، بينما جاء في تاريخ أساقفة كرسي روما أنه جلس أسقفان على الكرسى في وقت واحد 28 مرة، وثلاثة أساقفة ست مرات، وأربعة أساقفة أربع مرات. سيامة مطران لإثيوبيا انشغل هذا البابا بأحداث أثيوبيا ورسم لهم مطراناً، وامتاز عصره بترجمة الكتابات القبطية والعربية إلى اللغة الأمهرية بالإضافة إلى تشييد الكنائس في أثيوبيا. واصطدم الأنبا يوأنس مع البطريرك الأنطاكي الذي رسم مطراناً على أثيوبيا ولكن ثورة الأثيوبيين على المطران الأنطاكي ورفضهم إيّاه أصلحت الأحوال. العصر المملوكي ذاقت مصر وطناً وشعباً الأمرين في غضون تلك الفترة من القرن الثالث عشر، إذ شهدت مرحلة الانتقال من الحكم الأيوبي إلى الحكم المملوكي، وإن كانت مصر في العصر الأيوبي نهضت وانتعشت كنسياً وسياسياً، فقد جمدت الأحوال في عصر المماليك لانشغالهم وانشغال الشعب معهم في الفتن والمؤامرات. وإن كان الأقباط في العصر الأيوبي قد وجدوا راحتهم وبنوا الكنائس ورمموا ما تهدم وزينوها، وبرعوا في فن الأيقونات متأثرين بالنهضة الأوربية، فإن العصر المملوكي شاهد تحطيم المقدسات واستباحة الحرمات، ورغم هذا ظل الفن القبطي زاهراً في كل مكان، وظل الأقباط يحتكرون صناعة الطب والأدوية والنسيج والعطور وتزيين الأواني والزجاج والذهب. نياحته بلغت خدمة البابا يوأنس ما يقرب من الثلاثين عاماً ثم تنيّح سنة 1293م، وقيل عنه: “كان رجلاً جليل القدر واسع العلم والمعرفة، فلما استقر به الأمر دبّر الأمور حسناً وجمَّع القلوب، فعظمت شهرته وسُمعت كلمته وطالت أيّامه”. رسالة إلى إمبراطور أثيوبيا حدث في أيّامه أن تاجراً مصرياً أرسل مبلغاً من المال لشريك له في أثيوبيا، وحدث أن مات الرجل قبل وصول المال إليه، فرفع التاجر المصري أمره لوالي مصر، وهذا حوّله على البابا يوحنا، فوعده بالمساعدة. بعث رسالة إلى إمبراطور أثيوبيا مع التاجر، وحالما وصل به وعلم الناس أن البابا أرسل إليهم خطاباً أسرعوا لمقابلة حامله بكل إجلال وإكرام. وفى يوم الأحد تلا الإمبراطور بخشوع تام خطاب البطريرك على مسمع الجميع في الكنيسة الكبرى وعاد التاجر إلى مصر يحمل ماله وهدايا ثمينة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الرابع البابا الثامن والأربعون | الولادة: – الوفاة: 799 سيامته بطريركاً انقضت خمسة عشر شهراً بعد نياحة البابا مينا الأول قبل أن يجتمع الأساقفة معاً في الإسكندرية لاختيار من يخلف البابا الراحل. ولما اجتمعوا رأوا أن يصوموا ويصلوا استلهاماً للروح القدس، وبينما هم يصلون قام شماس شيخ واقترح اسم راهب مشهود له بالتقوى ورخامة الصوت اسمه يوأنس، وكان يعيش في دير الأنبا مقاريوس الكبير. ومع ما امتاز به هذا الراهب من فضائل فقد رأى بعض الأساقفة أن يلجأوا إلى القرعة الهيكلية في الانتخاب، وعلى ذلك اختاروا راهبين آخرين وكتبوا الأسماء الثلاثة، كلاً على ورقة، ووضعوا معها ورقة بيضاء، ثم اشتركوا معاً في إقامة ثلاثة قداسات. وكانوا كلما انتهوا من إقامة صلوات القداس يطلبون إلى ولدٍ صغيرٍ أن يسحب ورقة من الأربع ورقات الموضوعة على المذبح، وفي المرات الثلاثة كانت الورقة تحمل اسم الراهب يوأنس. فلم يسع الأساقفة والأراخنة إلا أن يختاروا الراهب يوأنس، وتمت رسامته سنة 776م، وذلك في عهد خلافة محمد المهدي. أعماله الرعوية كان أول عمل أتاه البابا أن بعث برسالة الشركة إلى الأب المغبوط جرجس بطريرك إنطاكية يجدد له فيها اتحاده معه في الإيمان الأرثوذكسي. وكان الأب جرجس البطريرك قد أُلقي في السجن وجلس عوضاً عنه ابن خادمة الخليفة الذي لم يخاطب الكرسي الإسكندري قط حتى مات هذا البطريرك الدخيل. عاد الأب جرجس بعد عشرة سنوات إلى كرسيه وإذ وجد الرسالة التي كان قد بعث بها البابا يوحنا فرح بها جداً وردّ عليها بمثلها؛ جمع الأساقفة والشعب وتلاها عليهم. وإذ كان السلام مستتباً في أنحاء البلاد نتيجة وجود والٍ منصف يحكمها، وجه البابا عنايته لبناء كنيسة فخمة وبجوارها أنشأ داراً لسكناه في الإسكندرية، كما انصرف إلى تجديد الكنائس وتزيينها بالأيقونات والنقوش والزخارف. ثم قام البابا برحلة رعوية عمل خلالها على تثبيت قلوب المؤمنين على العقيدة الأرثوذكسية. متاعب يوليانوس البطريرك الملكي عانى البابا من البطريرك الملكي بالإسكندرية يوليانوس، والذي كان طبيباً ماهراً مشهوراً يحترمه الملوك المسلمين لأجل مهنتته. دُعي إلى دار الخلافة في بغداد وعالج بعض أقرباء الأسرة المالكة، وفي مقابل ذلك حصل على أمر بتسليمه جميع كنائس الإسكندرية، فثار الشعب الأرثوذكسي عن بكرة أبيه ومنعه، ولم يستطع نوالها. اِدّعى البطريرك الملكي أن البابا قد أقام كنيسة الملاك ميخائيل والتي دعاها كنيسة التوبة على أرض حكومية، ولكن البابا أكد ملكية الأرض وانها ليست ملك الحكومة، ومع ذلك اضطر البابا إلى دفع غرامة ضخمة. قد حدثت في عهده مجاعة نتيجة نقص الحصاد، فكان البابا، بالإضافة إلى الصوم والصلاة في حرارة واستعطاف، يفتح مخازن الكنيسة للمحتاجين من الشعب وتوزيع ما فيها على الجميع من مسلمين ومسيحيين، كما أخذ يحث الأغنياء من شعبه على المسارعة إلى مد يد العون لاخوتهم، وبهذا استطاع البابا أن يخفف من حدة المجاعة. هدم الكنائس حدث أن تولى ولاية مصر والٍ جديد حسب أن الدين الإسلامي يأمر بهدم الكنائس، فأمر بهدم عدد كبير منها رغم أنه أحسن معاملة الأقباط، وأدى توهمه هذا إلى قيام بعض المتعصبين بهدم عدد آخر من الكنائس. ولما علم البابا بأخبار التخريب ترك الإسكندرية وذهب إلى الفسطاط وغيرها من المدن ليقف بنفسه على ما جرى لكنائسها، وأقام القداس في كنيسة تهدم سقفها وكانت دموعه تنساب على خديه طيلة مدة الصلاة. وظهر له ملاك الرب عن يمين المذبح وعزاه وأعلمه أن صلواته أُستجيبت، وأن البابا الذي سيخلفه سيجدد كل الكنائس المتهدمة. فرح الأنبا يوأنس وامتلأ قلبه سلاماً واطمأن إلى حال الكنيسة. مع هدوئه النفسي الكامل أحس بوعكة أدرك معها أن ساعته قد حانت، فاستقر رأيه على السفر إلى الإسكندرية، وهناك أوصى الأساقفة برسامة مرقس سكرتيره وابنه الروحي خلفاً له حسب ما أشار عليه ملاك الرب، ثم تنيّح بسلام في سنة 799م. مرقس تلميذه اشتهر مرقس الذي كان قيّماً في كنيسة أبي مينا بالإسكندرية بتقواه وعلمه وإجادة القراءة والتسبيح، فكان كثيرون يأتون إلى الكنيسة باكراً حتى لا يفوتهم تسبيح مرقس وقراءته. كان بروح الرب يرفع قلوبهم كما إلى السماء. تنيّح أنبا جرجس أسقف إيبارشية مصر (القاهرة) فكتبت رعيته إلى البابا الأنبا يوأنس يلتمسون منه إقامة شماسه مرقس عِوضاً عنه. استدعاه البابا وسامه قساً بغير إرادته لكي يقيمه أسقفا على إيبارشية مصر، لكن القس مرقس رفض تماماً وهرب. اضطر البابا إلى سيامة آخر وهو القس ميخائيل. تضايق البابا مما فعله القس مرقس فكتب إلى شيخ قديس بالبرلس يخبره بأن هذا القس قد عصاه، وانه لن يُقبل بعد لسيامته أسقفاً. فأرسل الشيخ جرجس إلى البابا يقول له إن عدم قبوله الأسقفية هو من الله الذي سيجعله بطريركاً بعده. فتعجب البابا جداً واستدعى القس مرقس وأعاده تلميذاً له وكان يحبه ويجلّه. من رسالة البابا يوأنس الرابع إلى قرياقوس بطريرك أنطاكية الـ 46 [نؤمن بالآب والابن والروح القدس الثالوث المساوي في الجوهر، الذي تسبحه القوات العلوية بلا فتور، ويبشر به ذوو العيون النيّرة… يجب علينا نحن أيضاً أن نفتح عيون قلوبنا بالتقديس ثلاث مرّات مثل دانيال، إذ فتح كُوى بيته الشرقية للثلاث صلوات (اليومية)، لكي ننال نور مجد لاهوت الحق، قائلين كبولس الثلاث فضائل المقدسة، وهي الإيمان بالآب والرجاء بالابن والمحبة بالروح القدس التي هي كمال الناموس، لأن ثمرة المحبة للروح القدس هي الإيمان. فنحن نؤمن بالآب والابن ونؤمن أيضاً بالروح القدس ونحبه مع الآب والابن فنكمل الاعتراف بالمحبة الحقيقية. والثلاثة هم لاهوت واحد، ولو كانت الأقانيم متميزة الأسماء والمعاني كما علّم القديس ساويرس… من المعلوم أن الأفعال تدلّ على الأسماء، وأفعال الثلاثة أقانيم الواضحة في الكتاب لا يشك من له أقل معرفة في انها تدل على وحدة طبيعة الآب والابن والروح القدس. لكن هذه الطبيعة الواحدة (للثالوث القدوس) والأسماء المختلفة المعاني غير وحدتها واختلاف أقانيمها عن بعض في عقولنا، لأنه من المستحيل أن نتصور تمييزها عن خارج طبيعتها الواحدة، ولا يجوز أن نقول أنها عبارة عن قوى الطبيعة الإلهية مثل قوى النفس البشرية، لأن كل أقنوم له الطبيعة بلا نقص وهي متحدة ببعضها اتحاداً جوهرياً، وعلى ذلك يكون الآب موجودًا في الابن والروح، كما أن الابن والروح موجودان في الآب ومع بعضهما. وقد علمنا هذا التعليم اللسان الناطق بالإلهيات، أعني غريغوريوس في كتاب المعمودية حيث قال: لأن اللاهوت واحد في الثلاثة، والثلاثة واحد في اللاهوت، وأما الزيادة والنقصان فلندرْ عنهما، ولا نجعل الوحدانية والتمايز (الافتراق) غريبين، لنبق عنهما. فانه بهذا الخلط سقط سابيليوس الذي جمع اللاهوت في أقنوم واحد، وبهذا الافتراق تهوّر أريوس الذي بعدَ الأقانيم عن بعض، فإن هذين الأمرين مفسدان للنفوس ومتساويان في الكفر، ونحن نرذلهما ونحرمهما. نحن نرذل معكم أيها المغبوطون ونعزل قطعياً الذين يقولون أن الأقانيم لا تتميز عن بعض مثل تمييز الأبوة عن النبوة وبالعكس الانبثاق. إننا نؤمن بابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور الأزلي مع الآب، والروح القدس… الذي لما أراد أن يرحم خليقته من اللعنة والهلاك بسبب سقوط آدم بذلته والقضاء الذي قضى به عليه، طأطأ السماء ونزل، بحيث لم يفارق كرسي مملكته الإلهية، وصار في بطن العذراء البتول مريم القديسة الطاهرة وتجسّد من الروح القدس ومنها من دمها البتول، جاعلاً ناسوته معه واحداً في الأقنومية، ذلك الناسوت الذي هو ذات نفس عاقلة عالمة… صار طبيعة واحدة مركّبة وأقنوماً واحداً وبروسباً واحداً ومسيحاً واحداً ابناً واحداً ورباً واحداً… وكما أن الكنيسة تنفر من القول بالافتراق تنفر أيضاً من القول بالامتزاج والاختلاط والتغيير كما أسلفنا، كما تنفر من القول بالخيال، وممن يقول بأن جسد الرب من السماء أو من هيولي آخر غير دم العذراء، أو أنه لم يكن قابلاً الآلام والموت نظير كل واحد من البشر ماعدا الخطيئة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الخامس البابا الثاني والسبعون | الولادة: – الوفاة: 1166 سعى الراهب يوأنس بن كدران للباباوية بعد نياحة البابا ميخائيل سعى الراهب يوأنس بن كدران من أجل رئاسة الكهنوت، ولكن اتجهت الأنظار إلى الراهب يوأنس بن أبي الفتح من دير أنبا يحنس القصير، فذهبوا إليه ورسموه قمصاً قبل إحضاره إلى القاهرة. ومع أن بن كدران قصد الخليفة الظاهر إلا أنه لم ينصفه إذ أن هذه الأمور في يد رجال الكنيسة لا الدولة، وسافر الجمع إلى الإسكندرية حيث رسموا يوأنس بن أبي الفتح بطريركاً في أغسطس سنة 1146م. من مظاهر محبة هذا البابا الجديد لشعبه وسعيه على راحتهم أنه استدعى الراهب بن كدران وعرض عليه أن يكون أسقفا لسمنود، ولكنه عاد إلى صوابه وإلى ديره واعتذر شاكراً له عطفه. نقل مقر إقامته إلى دير أبي سيفين وقد اهتم هذا البابا الذي نقل مقر إقامته إلى دير أبي سيفين لتشجيع نسخ الكتب والمخطوطات تشجيعاً للقراءة والإطلاع على كنوز الأقدمين، خصوصاً إبان الحروب الصليبية التي اجتاحت الشرق وقضت على الأخضر واليابس. سجنه ولأن الكنيسة القبطية مسئولة عن أختها كنيسة أثيوبيا، فقد اغتصب العرش الأثيوبي مغتصب ولما وبّخه المطران على سوء فعلته طلب إلى حاكم مصر – العادل – والبطريرك تعيين آخر محله، ولما رفض البطريرك المصري ألقاه العادل في السجن ولم يخرج إلا بعد مقتل العادل. هدم الكنائس وقد عانت مصر في فترة هذا البابا اضطرابات سياسية قُتل فيها الظافر، وخلال الاضطرابات والقلق تهدمت كنائس وسرقت الأواني، لولا تواجد أحد الأقباط الغيورين في ديوان الخليفة واسمه الأسعد صليب، أعاد بناء ما تهدّم من الكنائس وترميم البعض وشراء احتياجاتها. تألم البابا كثيراً ولشدة حساسيته حزن على ما يحدث وفضل تسليم حياته في يد معطيها، فلم يؤجل الله له طلباً ونقله إلى الأمجاد سنة 1166م، ودفنه المؤمنون في كنيسة أبي سيفين بجوار سلفه الصالح أنبا غبريال إلى أن نقل البابا مرقس الثالث جسديهما إلى برية شيهيت. الجسد المُحيي حدث أن أضاف رهبان سمنود كلمة “المُحيى” بعد “هذا الجسد” وذلك في الاعتراف بالقداس الإلهي، فاعترض الأنبا مكاريوس أسقفهم على ذلك وطلب منهم عدم ذكرها، وإذ أصرّوا رفع الأنبا مكاريوس الأمر إلى البابا، فعقد مجمعاً وبعد البحث أقر المجمع هذه الزيادة، وأصدر البابا منشوراً لجميع الكنائس بقبولها. ثار رهبان دير أبي مقار واحتجّوا على المجمع، وللأسف طعنوا فيه أمام الوالى الذي طرد الفريقين. غير أن الرهبان لبثوا يقاومون البابا طالبين حذف الكلمة، وأخيراً خضعوا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الثاني البابا الثلاثون | الولادة: – الوفاة: 517 بعد نياحة البابا يوأنس الأول اجتمع الإكليروس والشعب للتشاور معاً كالمعتاد، فوقع اختيارهم على يوأنس الراهب المتوحّد الذي نشأ منذ نعومة أظافره على الفضائل المسيحية، وتشبّعت روحه بتعاليمها مما دفعه إلى أن يهجر العالم ليعيش في صومعة نائية طلباً للكمال المسيحي. قضى عدة سنوات مقيماً في دير الغار الذي كان على مقربة من بلبيس بمديرية الشرقية، وكان يُلقب بالحبيس. وقد ذاع صيته حتى بلغ المدن الآهلة بالسكان واجتذبت شهرته العدد الوفير من الناس الذين سارعوا إليه لينالوا بركته وليجدوا عنده العزاء الروحي. لما انتقل البابا يوأنس قصد إليه مندوبو الشعب ليعرضوا عليه كرامة الرياسة العليا في الكرازة المرقسية، وكان يوأنس كسلفه شغوفاً بالعزلة زاهداً في المظاهر العالمية، إلا أن إجماع الإكليروس والشعب أرغمه على قبول هذه الكرامة العظمى، وبذلك أصبح البابا السكندري الثلاثين وذلك في سنة 507م. رسالة الشركة إلى اخوته الأساقفة الشرقيين وكان أول ما قام به البابا الجديد بعد رسامته هو كتابة رسالة الشركة إلى اخوته الأساقفة الشرقيين الذين اصطلح معهم سلفاؤه بعد القطيعة التي نجمت عن مجمع خلقيدونية، وكان الأنبا تيموثاوس بطريرك القسطنطينية والأنبا ساويرس أسقف إنطاكية ضمن هؤلاء الأساقفة الذين كتب لهم وجاءه ردهما. عقب جلوسه على الكرسي المرقسي تلقى رسائل عديدة من رؤساء الأساقفة الأرثوذكس يهنّئوه ويؤيدون الاعتراف بالإيمان الصحيح ويرفضون كل هرطقة، خاصة هرطقات نسطور وأوطيخا وأبوليناريوس، معترفين بوحدة طبيعة السيد المسيح الكلمة المتجسد. من مميزات البابا يوأنس سهره على رعيته، فلم يتوان عن كتابة الرسائل التي توضّح الإيمان وعلى الأخص الرسائل الفصحية التي كان يعين فيها موعد عيد القيامة المجيدة لبقية الأساقفة، عملاً بقرار مجمع نيقية وجرياً على تقاليد أسلافه. على أن الكتابة والتعليم والإرشاد لم تكن بالعمل الوحيد الذي انصرف إليه هذا البابا الجليل، لانه وجّه عنايته الخاصة إلى إعادة بناء الكنائس، التي كان أنصار خلقيدونية قد هدموها أو أصابوها بتصدع وإلى تزويدها بالأواني والملابس الكهنوتية، فازداد تعلق الشعب براعيه الأول حين رأى منه كل هذه العناية ببناء النفوس وبناء بيوت العبادة. بعد أن قضى الأنبا يوأنس الثاني حوالي إحدى عشر سنة في قيادة الكنيسة دخل إلى فرح سيده بسلام في 12 بشنس سنة 241ش الموافق سنة 517م. مقتطفات من رسالة تيموثاوس بطريرك القسطنطينية إليه [أما نحن فلا نأتي بإيمان جديد، بل نتأدب في كل شيء بحفظ الإيمان الجليل الذي سلّمه لنا آباؤنا الأطهار… نعترف بابن واحد، سيدنا يسوع من قبل أن يتجسد ومن بعد أن تجسد. هذا الغير متغير ولا مستحيل لم يأتِ بجسده معه من السماء ولا من شيء آخر كخيالٍ، بل صار جسداً، أي أنه تجسد وصار إنساناً من غير استحالة. الإله الكلمة الغير ذي جسد قبِلَ جسداً من جوهرنا الواحد، من مريم والدة الإله العذراء القديسة في كل زمان بنفسٍ ناطقة عاقلة، صيّره واحداً معه في أحشائها كالأقنوم… هو شخص واحد من اثنين لاهوت وناسوت كقول الحق، فنعترف بعمانوئيل أنه الوحيد رب واحد، مسيح واحد، الله الكلمة صار جسداً. هذا هو الواحد فقط، هو الذي قال الأصوات اللائقة باللاهوت وهو أيضاً الذي تكلم بتواضع كتدبير الناسوت الذي اتخذه، فلا نقسّم أفعاله إلى طبيعتين أو شكلين كمن يقسّم المسيح الواحد طبيعتين]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الثالث البابا الأربعون | الولادة: – الوفاة: 686 سيامته بطريركاً بعد نياحة البابا أغاثون سنة 673م اتفقت كلمة الشعب والإكليروس على اختيار يوأنس سكرتير البابا الراحل ليخلفه، إذ أحبوه لخدمته إيّاهم، وبذلك تحقق حلم كان قد رآه البابا الراحل أن يصبح سكرتيره الخليفة الأربعين لمار مرقس. رؤيا سماوية كان من سمنود إحدى بلاد الغربية، ترهب في دير القديس مقاريوس في برية الإسقيط. أُصيب بمرض شديد حتى قطع الرهبان الرجاء من شفائه. وفي أثناء ذلك ظهر له السيد المسيح في رؤيا وحوله جماعة. تقدم أحدهم بزي رئيس كهنة وقال له: “أنا مرقس رسول المسيح، أتعدني أن تخدم وظيفتي إذا توسّلت إلى سيدي أن يشفيك؟” فأجابه بالإيجاب. فالتفت المخاطب له إلى السيد المسيح وصار يتوسل إليه ويطلب أن يشفيه. وبينما كان الراهب يوحنا يرى ذلك ويسمع توسلات المخاطب استفاق من غيبته، وبدأ يتعافى. انطلق مع تلميذين له إلى مكان في الفيوم ليتعبد فيه، حتى أمره أسقف المنطقة أن يذهب إلى الإسكندرية عند البابا. كانت معظم الكنائس الأرثوذكسية في الإسكندرية حينئذ في يد الملكانيين منذ وضع ثيؤدوسيوس الخلقيدوني اليد عليها، وكان لقلة عددهم لم يستخدموا الكنائس بل أغلقوها بالشمع حتى لا يصلي فيها الأرثوذكس غير الخلقيدونيين. وحدث في الوقت عينه أن آلت الخلافة إلى مروان الذي عيَّن ابنه عبد العزيز والياً على مصر، كان عبد العزيز يميل بوجه عام إلى الاعتدال، فعيَّن كاتبين مسيحيين أرثوذكسيين، أحدهما أثناسيوس من الرُها، والثاني اسحق من شبرا من القطر المصري في ديوانه، وكانا معروفين بإخلاصهما التام للأنبا يوأنس. فرأى هذا البابا الجليل أن ينتهز الفرصة التي هيأتها له العناية الإلهية بأن كتب لهما يستنهض همتهما في أمر الكنائس التي لا تزال تعلوها الأختام، فجاءه الرد مباشرة وبه الأمر بفض الأختام عن جميع الكنائس وتسليمها كاملة إلى خليفة مار مرقس وإطلاق الحرية للأقباط لأداء شعائرهم الدينية فيها. وشاية لدى عبد العزيز امتاز الأنبا يوأنس بدرجة عظمى من القداسة حتى أن النعمة الإلهية سطعت كالهالة على جبينه، كما سطعت قديماً على وجه موسى. ولفرط قداسته وعلو مكانته العلمية كان أمراء القسطنطينية يكاتبونه ويبعثون إليه بالهدايا. وقع حادث أدى إلى سوء العلاقة بين البابا وعبد العزيز في السنة الأولى من ولاية هذا الأمير، ذلك أن عبد العزيز ذهب إلى الإسكندرية ليجمع الجزية المفروضة على هذه المدينة دون أن يسبقه رسله اليها، فلم يكن البابا على علم بمجيئه وبالتالي لم يخرج لملاقاته. ووجد الخلقيدونيين، وفي مقدمتهم ثاوفانيس زوج أخت ثيؤدوسيوس الخلقيدوني، في هذا التغيب فرصة للوقيعة بينهما، فادعوا لدى الوالي بأن البابا تعمد إلا يخرج مع المستقبلين لانه يزعم أنه سليل الفراعنة والحاكم الشرعي للبلاد، فجازت وشايتهم على عبد العزيز وأرسل في طلب البابا. وحالما دخل عليه الأنبا يوأنس آخذه على تصرفه، فأجاب البابا في هدوء مؤكداً عدم علمه بقدومه، إلا أن الوالي لم يصدقه وأمر باعتقاله وعدم الإفراج عنه حتى يدفع مائة ألف دينار، وتصادف أن كان يوم اعتقال البابا الثلاثاء من أسبوع الآلام. كان ممن استلموه رجل يُدعى سعيد قاسي القلب لا يعرف الرحمة، فأخذه إلى بيته ليُعذبه حتى يقدم المال. وقف البابا أمام الذي قال له: “أريد منك المائة ألف ديناراً التي أمر الوالي أن تقوم بها”. فأجابه البابا: “أتطلب منى مائة ألف ديناراً وأنا لا أملك ألف درهم، لأن إلهي في شريعتي أمرني أن لا أقتني المال، لانه أصل كل الشرور. فكل ما تشاء أفعل، جسدي بين يديك، ونفسي بيد الله”. اغتاظ المسئول وأمر بإحضار وعاء نحاسي مملوء جمراً، وأوقف البابا عليه حتى يقدم المال، فاحترقت قدميه من قوة النار دون أن يتحرك البابا أو يلفظ بكلمة استغاثة، وكأنه كان واقفاً على فراشٍ وثير. أوقع الله ضيقاً على زوجة الوالي فبعثت رسولاً يقول له: “احذر أن تفعل سوءً بالبطريرك رجل الله، لأني بُليت الليلة بسببه”. فأمر الوالي إلا يمس أحد البطريرك بسوء بل يجتهد أن يأخذ منه ما يقدر عليه بلطفٍ. مع هذا أحضر سعيد ثياب يهودي وأقسم أنه إن لم يدفع ما هو مقرر عليه يلبسه إيّاها ويلطّخ وجهه بالرماد ويطوف به في المدينة. أما البابا فكان يجاوبه بكل شجاعة قائلاً: “لا تستطيع أن تمد يدك إليّ بسوء بغير أمر الله”. صار يساومه أن يدفع نصف المبلغ، فأجابه البابا: “إن كل ما يملكه هي ثيابه التي على جسده”، وانتهى بأن طالبه بعشرة آلاف دينار، فأفهمه أنه لا يقوى على دفعها. إذ سمع الكتّاب الأقباط بذلك أوعزوا إليه سراً أن يقبل ذلك وسيقومون بجمعها حتى لا يحل الاضطهاد بالكنيسة. وحين سمع الأقباط بنبأ القبض على الأنبا يوأنس سارعوا إلى عبد العزيز وأعلنوا أمامه استعدادهم لجمع المبلغ المفروض وتقديمه إليه على أن يأمر بالإفراج عن البابا فورًا. أمر الوالي بإحضار البابا أمامه وما أن قابله وتأمل وجهه حتى أُخِذ بالنور الساطع من وجهه، فأمر أن يجلس بجواره ثم قال له: “ألا تعرف أيها البابا أن السلطان لا يُعانَد؟” أجاب الأنبا يوأنس: “إنني أعلم أن السلطان يجب أن يطاع، ولكني أعلم أيضاً أن طاعة الله أوجب من طاعة السلطان”. قال عبد العزيز: “هذا حق ولكن إلا تعلم أن الله يحب الحق؟” أجابه البابا: “لا يحب الله الحق فحسب بل هو الحق بعينه، ولا يجد إليه الباطل سبيلاً”. فأعجب الوالي بهذه الإجابة وقال: “أرى أنك صادق فيما تقول، لذلك أكتفي بأي مبلغ يقدر شعبك على أدائه، ومنذ هذه اللحظة أطلق لك الحرية وأدع لك التصرف في شئون كنيستك بما ترى فيه خير شعبك”. جرى هذا الحديث يوم خميس العهد، وحالما غادر الأنبا يوأنس دار الولاية تجمع الشعب حوله في موكبٍ عظيمٍ حتى وصلوا إلى كنيسة مار مرقس واحتفلوا بصلوات العيد. أما ثاوفانيس رئيس مريوط الذي اشتكى البابا، فغضب عليه الأمير لاشتهار فضائحه وسلّمه إلى أحد كتّابه ليُلقيه في السجن، ثم أرسل من يقتله بعد أن عذّبه عذاباً شديداً. تكريم الوالي له أظهر الوالي التبجيل للبابا حتى بعث برسالة دورية إلى جميع جهات القطر يأمر فيها كل الولاة والحكام ورجال الأمن والإدارة إلا يخاطبوا الأنبا يوأنس إلا بكل احترام وإجلال، وأن يلاقوه أينما حلّ بما يليق بمقامه السامي من ترحيب وحفاوة. امتلأت نفس البابا هدوء وغبطة فانصرف إلى تجديد كنيسة مار مرقس وزخرفتها، كما بنى عدداً من المنازل وقفها على الكنيسة ثم ابتاع طاحونة للقمح ومعصرة للزيت. أصيبت البلاد بالقحط لمدة ثلاث سنوات وبدى شبح المجاعة في كل ركن، فأمر البابا بأن تدار الطاحونة ليل نهار كما أمر بطحن كل ما في مخازن البطريركية من غلال وكان يوزع الدقيق على المحتاجين من قبط ومسلمين مرتين في كل أسبوع، فخفف بذلك العمل من حدة المجاعة إلى أن انتهت. الوالي في دير أبي سيفين بطموه ظلت صلات المودة قائمة بين الأنبا يوأنس وعبد العزيز حتى أنه عندما أشار الأطباء على هذا الوالي بأن يقيم في حلوان للاستشفاء آثر الإقامة في دير أبي سيفين بطموه، ومنح الرهبان عشرين ألف ديناراً في تلك الزيارة. وقد شاءت العناية الإلهية أن يبرأ عبد العزيز من دائه بسرعة لم يكن يتوقعها، فازداد إعزازه للرهبان وإجلاله لباباهم. ويذكر أن العملة الأولى لمصر في العهد الإسلامي قد سكها عبد العزيز وهو مقيم في الدير. نياحته في تلك الآونة استفحل المرض بالأنبا يوأنس، ولما علم عبد العزيز أنه يريد السفر للإسكندرية أمر رجاله بأن يعدوا له سفينة ويجهزوها بكل ما يلزم ليسافر عليها البابا المريض، الذي ما أن وصل إلي عاصمة كرسيه حتى أعرب عن رغبته للأساقفة المصاحبين والمستقبلين في الذهاب إلى كنيسة مار مرقس. هناك استطاع بقوة الروح أن يقف للصلاة، فصلى صلاة الشكر من أولها لآخرها، ولكنه ما كاد ينتهي منها حتى أصيب بإغماء، فحملوه إلى غرفته حيث أفاق للحظات قصيرة نصح في أثنائها المحيطين به أن يحافظوا على المحبة التي هي رباط الكمال وان ينتخبوا إيسآك سكرتيره خليفة له، ثم استودع روحه يديَّ الآب السماوي في 10 كيهك سنة 392ش الموافق 686م، ودُفن في مقبرة كان قد أعدها هو لنفسه في كنيسة مار مرقس. بعد نياحته أصدر عبد العزيز أمراً يقضي فيه على الأقباط بأن لا ينتخبوا بطريركهم إلا في بابيلون، وكانوا قبلاً ينتخبونه في الإسكندرية. ومن ذلك الحين حتى القرن الحادي عشر كان البطاركة يُنتخبون ببابيلون وتتم رسامتهم في كنيسة الملائكة بالإسكندرية، كما كان البابا المنتخب يلتزم بدفع مبلغ من المال لكنائس الإسكندرية لأجل تعميرها وحفظها من الزوال. مشاهير الأساقفة المعاصرون له غريغوريوس أسقف القيس ويوحنا النيقيوسي ويعقوب أسقف أرواط ويوحنا أسقف سخا وثيؤدور أسقف مليدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس التاسع البابا الواحد والثمانون | الولادة: – الوفاة: 1327 شدائد كثيرة يُدعى الراهب يوأنس النقادي، وقُدِّم بطريركاً في 28 سبتمبر سنة 1320م. وفي أول عهد رئاسته جرت على النصارى شدائد كثيرة فقُتِل منهم من قُتِل وحُرِق من حُرِق وأسلم منهم الكثيرون وأشهروهم على الجمال وألبسوهم العمائم الزرقاء وهدموا الكنائس ونهبوها. قد أجمع المقريزي هذه الحوادث في جملة واحدة حيث قال: “في يوم الجمعة 19 من ربيع الآخر سنة 721هـ هُدَّمت كنائس مصر في ساعة واحدة”. بالإضافة إلى الهجوم على الكنائس في الوجهين القبلي والبحري، حدث حريق كبير في القاهرة بدأ من القلعة، فانزعج أهل القلعة وأهل القاهرة وحسبوا أن القلعة جميعها قد أُحرِقت. اُتهم بعض الرهبان باشعال النار فثار المسلمون طالبين إبادة المسيحيين. استدعى القاضى البابا ليلاً واستفسر منه عن الحريق وأدرك بطلان الاتهام، فأعاده مع الحرس ليلاً بكل إكرام. لكن سرعان ما اجتمع الغوغاء وملأوا الشوارع وكادوا أن يقتلوه في الطريق، لولا تدخل الجنود. وأخيراً بعد أن ذاق البابا يوأنس من هذه الشدائد والكروب تنيّح في 29 مارس سنة 1327م، ودٌفِن في دير النسطور في أيام السلطان محمد بن قلاوون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوأنس الأول البابا التاسع والعشرون | الولادة: – الوفاة: 507 سيامته بطريركاً بعد نياحة البابا أثناسيوس الثاني اتجهت الأنظار إلى راهبٍ من دير الأنبا مقار اسمه يوأنس، قضى السنين الطوال في الجهاد الروحي فعطر الوادي بسيرته، ومن ثَمَّ قصد وفد من الأساقفة والأراخنة إلى برية شيهيت لمقابلته والإعراب عن رغبتهم في انتخابه. امتنع في أول الأمر ولكن لما وجد إصرار الذين جاءوا إليه قال في نفسه: “من يدريني إن كان إلحاح هؤلاء الرجال وحياً من الروح القدس؟ فيجب عليَّ أن أحذر لئلا أكون معانداً لله، كما يجب أن أقبل هذه المسئولية العظمى بكل تواضع وبغير تردد”. ولما أعلن هذا الفكر لمن جاءوا إليه مؤكداً عدم استحقاقه للكرامة ولكنه يقبلها من أجل الضرورة الموضوعة عليه، فرح مندوبو الشعب حين سمعوا هذه الكلمات واستصحبوا الناسك يوأنس معهم إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته باسم يوأنس الأول في سنة 497م. معاصروه عاصر هذا البابا القديس ساويرس الإنطاكي، نابغة عصره في التقوى والعلم. وعاصر من القياصرة زينون وأنسطاسيوس البار الذي رأى أن مكدونيوس بطريرك القسطنطينية قد قطع علاقته مع كنيسة الإسكندرية وتحزب لمجمع خلقيدونية، وأخذ يكاتب أسقف روما. أخذ القيصر يقنع مكدونيوس أن يحرم المجمع الرابع فأبى. انعقد مجمع في القسطنطينية عام 511م فيه أُستبعد مكدونيوس عن كرسيه ونفي، وأُقيم عِوضاً عنه رجل فاضل يُدعى تيموثاوس. وحال سيامته عقد مجمعاً أيّد فيه الإيمان الأرثوذكسي وحرّم مكدونيوس وبعث إليه بالحرم. إعادة تسبحة الثلاث تقديسات كاملة كان مكدونيوس قد أبطل في القسطنطينية استخدام تسبحة الثلاث تقديسات: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحيّ الذي لا يموت، الذي صلب عنا ارحمنا…” فقد ظن البعض أن هذه التسبحة تنسب الصلب للثالوث القدوس. باستبعاد مكدونيوس أُعيد استخدامها في القسطنطينية، وهي تسبحة قديمة ترجع إلى عصر الرسل. قيل أنه نظمها يوسف الرامي ونيقوديموس عند تطييب جسد السيد المسيح إذ ظهر لهما ملاك يسبح المصلوب عند دفنه. أما الدعوى بأن بطرس القصّار السابق للقديس ساويرس هو الذي أضاف “الذي صلب عنا” على التريساجيون (الثلاث تقديسات) فهذا أخطأ، إنما هو اعتمد عليها في دحض تعاليم نسطور وذوي الطبيعتين لتأكيد أن السيد المسيح هو القدوس الذي بتجسده مات الخ. فالتسبحة بكاملها قديمة وهي تُوجه للثالوث القدوس بكونه القدوس، أما الميلاد والصلب والقيامة فموجهة لأقنوم الكلمة المتجسد وحده. ازدهار كنيسة الإسكندرية أول ما قام به البابا بعد تسلم مقاليد الرياسة كان يوجّه الشعب إلى وجوب التمسك بالإيمان القويم. وكان السلام مستتباً لأن الإمبراطور أناسطاسيوس كان هو أيضاً وفياً لأصدقائه المصريين ومسالماً، فازدهرت كنيسة الإسكندرية في عهد البابا يوأنس وعاد نورها إلى بهائه الأول. لم يكدّر صفو باباويته غير الوباء الذي انتشر في الإسكندرية وقضى على الكثيرين من أبنائه. ولقد دأب هذا البابا اليقظ على تفقد شعبه أثناء تفشي الوباء ليواسي المتألمين ويعزي الحزانى. وفي الرابع من بشنس سنة 234ش الموافق سنة 507م انضم إلى آبائه بعد أن رعى شعبه بحكمة وعدل حوالي تسع سنوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يهوشافاط وبرلعام القديسان | الولادة: – الوفاة: – كانا من منطقة الإنديز Indies على الحدود بين الهند وبلاد فارس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يهوذا قرياقوص الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – الشفيع الأول لمدينة أنكونا Ancona، ويقول تقليد المدينة أن القديس يهوذا قرياقوص كان يهودياً، وهو الذي كشف للملكة هيلانة مكان اختفاء خشبة الصليب المجيد، ثم تعمّد وصار أسقفاً على أورشليم. في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد، حاكم الإمبراطور القديس وعذّبه، وأخيراً أمر بقتله فنال إكليل الشهادة. وفي وقت لاحق تم إحضار رفات الشهيد من أورشليم إلى أنكونا حيث وضع في كنيسة بنيت لهذا الغرض. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يهوذا الرسول | الولادة: – الوفاة: – ذكره في العهد الجديد يُدعى أيضاً تداوس ولباوس ويهوذا أخا الرب تمييزاً له عن يهوذا الإسخريوطي الذي أسلم الرب. يؤكد التقليد القديم أنه أخو يعقوب كما ذكر القديس لوقا في إنجيله وفي سفر الأعمال. وهو أحد الأربعة المذكورين في كتاب العهد الجديد اخوة الرب، حيث كان أبناء الخال أو الخالة أو العم أو العمة يُحسبون اخوة. لا يذكر الإنجيل متى دُعي هذا الرسول للرسولية، لكن تذكره الأناجيل وسفر الأعمال ضمن جداول الرسل الاثني عشر. لا يذكره الإنجيل إلا في موضع واحد، فحينما كان الرب يتكلم عقب العشاء الخير قال: “الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي” قال يهوذا للرب: “يا سيد ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟” (يو 14: 21-22). كرازته يذكر التقليد أنه بشّر في بلاد ما بين النهرين وبلاد العرب وبلاد فارس، ويبدو أنه أنهى حياته شهيداً في إحدى مدن بلاد فارس. رسالة يهوذا تُنسَب إلى هذا الرسول الرسالة التي تحمل اسمه بين الرسائل الجامعة، وهي رسالة قصيرة ويذكر في مقدمتها أنه: “عبد يسوع المسيح وأخو يعقوب”. كُتبت للمسيحيين بوجه عام، حوالي عام 68م، مشيراً إلى النبوة الواردة في رسالة بطرس الثانية؛ كُتبت قبل خراب أورشليم وإلا كان قد ذكره. أما غايتها فهو التحذير من المعلمين المزيفين الذين اتسموا بالآتي: فساد الإيمان المُسلم مرة للقديسين، وإنكارهم للآب وللرب يسوع، والافتراء على الملائكة، وأنهم متعجرفون ليس فيهم روح الخضوع للكنيسة وكانوا إباحيين يطلبون ملذاتهم، وأنانيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يهوذا الأسخريوطي الخائن | الولادة: – الوفاة: – هو ابن سمعان الإسخريوطي (يو12:4)، وهو الوحيد بين التلاميذ الاثني عشر الذي كان من منطقة اليهودية، في حين كان باقي التلاميذ كلهم من منطقة الجليل. وقد حرص أصحاب البشائر على تلقيبه بالإسخريوطي تمييزاً له عن التلميذ الآخر المسمى يهوذا والذي كان اسمه لبّاوس ولقبه تدّاوس. وقد حرص أصحاب البشائر كذلك على أن يذكروا اسمه في نهاية قائمة التلاميذ الاثني عشر موصوفاً بأنه “الذي خانه” (مت 10: 4؛ 3: 19؛ لو 6: 16؛ يو 12: 4). كان يهوذا ملازماً للسيد المسيح مع بقية التلاميذ ملازمة كاملة، فلم تذكر أية بشارة من البشائر أنه خالفه في يوم من الأيام أو أبدى نحوه أية صورة من صور التمرد أو العصيان، بل سمع كل تعاليمه ورأى كل معجزاته وتلامس مع شخصيته الإلهية الفريدة، وغَمَره بثقته الغالية، إذ جعله أميناً على الصندوق الذي تنفق منه جماعته على ضروريات الحياة. وفي الوقت الذي كان أعداء المسيح يتآمرون سراً عليه لكي يمسكوه بعيداً عن أعين الشعب تسلل إليهم يهوذا خفية يسألهم عما يعطونه في مقابل تسليم المسيح إليهم. ومع أن السيد المسيح نبّهه أنه يعلم بمؤامرته (مت21:16-25) إلا أن الخائن لم يتراجع واستمر في خطته لتسليمه لرؤساء اليهود. لا يسع الإنسان إلا أن يتساءل عن السرّ في هذا الانقلاب العجيب المفاجئ الذي طرأ على يهوذا، فدفع به إلى ارتكاب هذه الجريمة النكراء في حق سيده ومعلمه. وقد يقال أن الطمع في المال هو الذي دفعه لذلك، إذ كان يستولي لنفسه خلسة على ما في الصندوق الذي عهد به إليه السيد المسيح (يو 6: 12). بعد القبض على السيد المسيح عاد يهوذا وندم على فعلته، وفي يأسه مضى وشنق نفسه، فأخذ رؤساء الكهنة قطع الفضة وتشاوروا ثم اشتروا بها حقل الفخاري ليكون مقبرة للغرباء (مت3:27-8). وهكذا صار يهوذا مثلاً للخيانة بين الناس في كل مكان وزمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يلبيانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد من مدينة صور في عهد الإمبراطور دقلديانوس Diocletian. عُـذِّب القديس بالجلد، ثم أُلقي في البحر مربوطاً داخل جلد ثور مع ثعبان وكلب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب وماريان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – استشهد هذان القديسان في لامبيزا Lambesa بنوميديا Numedia أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور فالريان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب بطريرك إنطاكية | الولادة: – الوفاة: – لقي هذا الأب شدائد كثيرة ونُفي في سبيل المحافظة على الإيمان المستقيم. وبعد أن بقي في النفي مدة من الزمان اجتمع أهل المدينة واستحضروه، ثم رجع الأريوسيون ونفوه ثانية، فمكث في النفي سبع سنين ثم تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب المقطع الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يعتبر القديس يعقوب المقطع من أشهر الشهداء الفارسيين. دْعي بالمقطع، لأن الوثنيين كانوا يبترون أعضاء جسمه عضواً عضواً، أما هو فلم تحرمه تقطيع أعضائه عن حياة التسبيح الله والشكر الدائم. آلامه الجسمية لم تنزع عنه فرح قلبه الداخلي. نشأته كان والده من العظماء، وكان محباً للسيد المسيح، يسلك بلا لوم، وقد بنى كنيسة على نفقته الخاصة، واشتهر بمحبته للفقراء والأرامل والأيتام. تمتع يعقوب بالحياة المقدسة منذ نعومة أظفاره، نال قسطاً وافراً من التعليم وتزوج امرأة تقية مؤمنة. مشير للملك سكراد كان القديس يعقوب المقطع من جنود سكراد بن صافور ملك الفرس. ولشجاعته واستقامته ارتقى إلى أسمى الدرجات في بلاط الملك، وكان له عند الملك حظوة ودالة حتى أنه كان يستشيره في كثير من الأمور. كان الملك يعبد الشمس، ولم يكن يمنع العبادة المسيحية، لكن حدث أن أسقفاً قام بحرق معبد الشمس، فثار الملك وصار يضطهد المسيحيين بكل قسوةٍ. استطاع الملك أن يغوي يعقوب لينكر الإيمان. وكان له خادم يدعى فاكيوس وكان مؤمناً تقياً، صار فيما بعد أسقفاً وسجل لنا حياة هذا الشهيد. رسالة من والدته وأخته أبلغ فاكيوس خبر ارتداده لوالدته وزوجته، فبكتاه بمرارة. انطلقتا إلى الكنيسة التي بناها والده، ووقفتا للصلاة من أجل توبته. اهتدى تفكيرهما بإرشاد الروح القدس إلى بعث رسالة إلى يعقوب المرتد، جاء فيها: “علمنا أنك حي ففرحنا جداً. ثم فوجئنا بارتدادك عن السيد المسيح بإرادتك، فحزّنا عليك كثيراً أكثر من حزننا لو كنت قد انتقلت إلى السماء بإيمانك… هل في لحظة من الزمان تفقد جهادك وإكليلك؟ لماذا لم ترجع إلى نفسك؟ هل فكرّت في الدينونة الرهيبة؟ أما تخاف الله وترتعد من قوة الله العظيمة التي سوف تأتي عليك؟ لقد كان في إمكانك أن تجلس حول السيد المسيح في العرش، لكنك سوف تكون على اليسار، مرفوضاً من الله وملائكته وقديسيه بسبب ارتدادك… لماذا تركت عنك الإيمان بالسيد المسيح واتبعت العناصر المخلوقة كالنار والشمس؟ فإن لبثت على ما أنت عليه تبرأنا منك وحسبناك كغريبٍ عنا”. إذ قرأ الرسالة انفتح قلبه والتهبت مشاعره بقوة عظيمة، فصار يبكي بمرارة، وسقط على الأرض، وقال: “إذا كنت بعملي هذا قد تغربت عن أهلي وجنسي، فكيف يكون أمري مع سيدي ومخلصي يسوع المسيح؟” ثم ترك خدمة الملك وانقطع لقراءة الكتب المقدسة والعبادة. رؤيا سماوية إذ قدم توبة انطلق إلى الأب الأسقف وتحدّث معه بصراحةٍ كاملة، ثم ذهب إلى والدته وأخته يطمئنهما. بعد ذلك ظهر له ملاك الرب في رؤيا، وقال له: “قم الآن يا يعقوب بقوة الروح القدس، وخذ بركة الكتاب المقدس حتى تتعلم كيف تسلك كما يحق لإنجيل المسيح. أنظر إلى الحياة الدائمة، أورشليم السماوية”. انتبه يعقوب من نومه فجثا وصلى إلى الله بدموعٍ وانسحاق قلبٍ، وطلب منه نعمة وقوة وبركة والاستحقاق لحمل اسمه القدوس. آلامه من أجل الإيمان إذ سمع الملك أمره استدعاه، وإذ تأكد من تحوله عن عبادة الأوثان ورجوعه إلى الإيمان المسيحي حاول أن يستمليه بكل طريقة فلم يفلح. قدم له الملك عروضٍ مغرية كصديقٍ له، أجابه: “ثق أيها الملك أن صداقتك زائلة، أما صداقة المصلوب فباقية إلى الأبد. مهما تعطيني من كرامات ومجد وأكاليل فهي باطلة…” عندئذ أمر بضربه ضرباً موجعاً وإذا لم ينثنِ عن رأيه تُقطع أعضاؤه بالسكاكين. فقطعوا أصابع يديه ورجليه وفخذيه وساعديه، وكان كلما قطعوا عضواً من أعضائه يرتل ويسبح قائلاً: “اقبل مني يا رب تقليم أطراف الشجرة قرباناً ذكياً مقبولاً أمامك، وساعدني على كمال سعيي”. ولم يبقَ من جسمه إلا رأسه وصدره ووسطه. ولما علم بدنو ساعته الأخيرة سأل الرب من أجل العالم والشعب لكي يرحمهم ويتحنن عليهم معتذراً عن عدم وقوفه أمام عزّته بقوله: “ليس لي رجلان لكي أقف أمامك ولا يدان أبسطهما قدامك، وهوذا أعضائي مطروحة حولي، فاقبل نفسي إليك يا رب”. حُرم من قدميه لكن نفسه كانت تسير بخطوات سريعة نحو الفردوس. وبُترت يداه لكن أعماقه كانت تتسلم غنى نعمة الله الفائقة. وشُوّه جسمه في هذا العالم، فكان بهياً للغاية في عيني الله وأعين السمائيين. أخذ الملك منه موقفاً مضاداً، فظهر له ملك الملوك، السيد المسيح، وعزاه وقواه، فابتهجت نفسه. أسرع أحد الجند وقطع رأسه فنال إكليل الشهادة، وكان ذلك في 27 هاتور سنة 420م. دفنه إذ سمعت والدته وأخته أسرعتا إلى حيث موضع استشهاده وتقدم معهما بعض المؤمنين. امتزجت دموع الفرح بإكليله مع دموع الحزن، وكان الكل يقَّبلونه، ثم كفنوه في أكفان فاخرة وسكبوا أطياباً فاخرة ودفنوه بإكرامٍ عظيمٍ. كنيسة القديس يعقوب المقطع بُنيت له كنيسة ودير في زمن الملكين البارين أركاديوس وأنوريوس. ولما علم ملك الفرس بذلك وبظهور الآيات والعجائب من جسد هذا القديس وغيره من الشهداء الكرام، أمر بحرق سائر أجساد الشهداء في كل أنحاء مملكته، فأتى بعض المؤمنين وأخذوا جسد القديس يعقوب وتوجهوا به إلى أورشليم، ووضعوه عند القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة. بقى هناك حتى زمان ملك مرقيان الملك الذي اضطهد الأرثوذكسيين في كل مكان، فأخذ القديس بطرس الأسقف الجسد وحضر به إلى الديار المصرية، وذهب به إلى البهنسا، وأقام هناك في دير به رهبان قديسون. وحدث فيما هم يسبحون وقت الساعة السادسة في المكان الذي فيه الجسد المقدس أن ظهر لهم القديس يعقوب مع جماعة من شهداء الفرس، واشتركوا معهم في التراتيل وباركوهم وغابوا عنهم بعد أن قال لهم القديس يعقوب إن جسدي يكون ههنا كما أمر الرب. ولما أراد الأنبا بطرس الأسقف العودة إلى بلاده حمل الجسد معه، ولما وصل إلى البحر خُطِف من بين أيديهم إلى المكان الذي كان به. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب المشرقي المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس يتعبّد في أحد أديرة المشرق وقد عاصر الملك قسطنطينوس بن قسطنطين الكبير، ويوليانوس المعاند ويوبيانوس المؤمن الذي لما قُتل تملّك أخوه فالنس، وكان أريوسى المذهب فأذن للأريوسيين بفتح كنائسهم وغلق كنائس الأرثوذكسيين. غيرته على استقامة الإيمان تحرك هذا القديس بالنعمة الإلهية وأتى إلى القسطنطينية، فالتقى بالملك وهو خارج للحرب فوقف أمامه، وقال له: “أنا أسألك أن تفتح كنائس المؤمنين للصلاة عنك لينصرك الله على أعدائك، وإن لم تفعل ذلك فإن الله سيتخلى عنك، فتُهزم أمام أعدائك”. غضب الملك من ذلك وأمر بضربه وحبسه فقال له القديس: “أعلم أنك ستُهزم أمام أعدائك وتموت حرقاً”. فازداد غضب الملك، وأمر باعتقاله إلى أن يعود من الحرب. فقال له القديس: “إن عدت فلا يكون الرب قد تكلم على فمي”. وسار الملك لمحاربة أعدائه ولما التقى الجيشان تخلى الرب عنه فانهزم أمام أعدائه وتتبّعوه إلى داخل إحدى القرى وأشعلوا النيران حولها فهرب أهلها وبقي هو وبعض خاصته فأحرقوهم وعاد من بقى حياً من جنده إلى مدينة القسطنطينية وأخبروا المؤمنين بما حدث، وبذلك تمت نبوة القديس. فاجتمع المؤمنون وأخرجوه من السجن بإكرام ٍجزيلٍ. كما صدّقوا صحة إيمانه فرجعوا عن ضلالهم معترفين بمساواة ابن الله مع أبيه في الجوهر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الكبير | الولادة: – الوفاة: 44 تمييزه عن ابن حلفى هو ابن زبدي وشقيق يوحنا الحبيب، ويدعى أيضاً يعقوب الكبير تمييزاً له عن يعقوب الصغير (ابن حلفى). كان من بيت صيدا من مدينة بطرس واندراوس، دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا في نفس المرة التي دعا فيها بطرس واندراوس، فتركا السفينة وأباهما وتبعاه (مت21:4-22)، ويبدو أن يعقوب كان حاضراً معجزة الرب يسوع الأولى في قانا الجليل حيث حول الماء خمراً (يو2:2). أحد الأخصاء اختاره الرب يسوع مع بطرس ويوحنا ليكون شاهداً لبعض الأحداث الهامة. فكان معه حينما أقام ابنة يايرس من الموت، وفي حادث التجلي وفي بستان جثسيماني ليلة آلامه. وقد أحبه المخلِّص مع أخيه يوحنا محبة خاصة، فميّزهما بلقب خاص إذ دعاهما بوانرجس، أي ابني الرعد (مر17:3)، تعبيراً عن حماسهما وغيرتهما. كرازته أما عن جهوده الكرازية فمعلوماتنا عنها ضئيلة، لكن التقاليد تجمع على أن ميدانه في التبشير كان اليهودية والسامرة. يرى البعض أنه كرز بالإنجيل في أسبانيا. وقد كانت غيرته الرسولية سبباً في إثارة عداوة اليهود، فثاروا ضده وأحدثوا شغباً في أورشليم، فقبض الجند الرومان عليه وأحضروه أمام الملك هيرودس أغريباس، فأمر بقطع رأسه بحد السيف (أع1:12)، وكان ذلك سنة 44م. ويعتبر هذا الرسول أول من استشهد من الرسل، وهو الوحيد بين الرسل الذي سجّل لنا العهد الجديد موته وكيفيته. استشهاد الجندي المرافق له في محاكمته يذكر لنا يوسابيوس المؤرخ نقلاً عن إكليمنضس السكندري أن الجندي الذي قاد هذا الرسول إلى المحاكمة تأثر عندما رأى شجاعته وصلابته، وحرّكت النعمة قلبه فاعترف هو الآخر بالإيمان المسيحي، فكان جزاؤه قطع رأسه مع الرسول في وقت واحد. ويبدو أن الذي حرّك الجندي إلى اعتناق الإيمان معجزة أجراها الرب على يدي الرسول وهو مساق بواسطة ذلك الجندي، فقد أبرأ مخلعاً كسيحاً. وقد حفظ لنا التقليد، وشهد بذلك ابيفانيوس، أن هذا الرسول حافظ على البتولية طوال حياته. وقيل أن جسده نقل إلى بلدة تدعى كومبوستيلا Compostella في أسبانيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الصبي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – عائلة خائفة الرب وُلد هذا القديس في أمجوج من أعمال أبسو من أبوين مسيحيين خائفين الرب، وقد رزقهما الله ثلاث بنات قبل هذا القديس، فأدخلهن دير راهبات ليتعلمن ويتربين في خوف الرب، فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة. لما طلب أبيهن عودتهن لم يوافقنّه وبقين في ذلك الدير وقدمن أنفسهن للمسيح. فحزن الوالدان كثيراً غير أن الله قد عزاهما بأن رزقهما بهذا القديس ففرحا به فرحاً عظيماً، ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه إلى أبسو حيث تلقى مبادئ التعليم القراءة والكتابة، ولما تعلمها عيّنه أبوه مشرفاً على ماله. نشأته كان عند أبيه شيخ يرعى غنمه، وكان زاهداً تقياً يجاهد كثيراً في اقتناء الفضائل، وكان يعقوب يقتدي به. تعذيب القديس يسطس ولما أثار الشيطان الاضطهاد على المسيحيين سلم الراعي الغنم لوالد يعقوب ومضى ليستشهد. فطلب يعقوب من أبيه أن يسير قليلاً مع الراعي ليودعه ثم يعود فسمح له بذلك. ولما مضى معه وجد الوالي في الصعيد يعذّب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس فقال الشيخ ليعقوب: “أنظر يا ولدى هذا الذي تراه يُعَذَب. إنه ابن ملك! قد ترك العالم وكل مجده وتبع المسيح! فكم بالأحرى نحن المساكين، فتعزى ولا تحزن على فراق والديك”. استشهاد الشيخ وتعذيب يعقوب ثم تقدم الاثنان أمام الوالي واعترفا بالسيد المسيح فعذبهما كثيراً وقطع الوالي رأس الشيخ، أما القديس يعقوب فقد عذبه عذاباً أليماً بالضرب وبالسياط، ثم وضع على صدره قطعة حديد كالبلاطة محماة في النار. فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح، فأنقذه وشفاه من آلامه. ثم عادوا فوضعوه في جوال وطرحوه في البحر، فأصعده ملاك الرب، وعاد ووقف أمام الوالي الذي أرسله إلى الفرما، وهناك عذّبه الوالي وقطع لسانه وقلع عينه وعصره بالهنبازين ثم مشّط لحمه فنزل ملاك الرب سوريال وأنقذه. استشهاده ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود، فنالوا جميعاً إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يوجد أكثر من شهيد يحملون اسم يعقوب واستشهدوا في بلاد فارس، منهم: 1. يعقوب الكاهن الذي استشهد في ثيلسياليلا Thelscialila أو قرية سياليلا Scialila التي كانت تقع فوق جبل أعلى نهر الفرات في بلاد فارس. وقد استشهد مع أخته الراهبة ماريا Maria على يد سابور الثاني Sapor II وذلك سنة 346م، وتعيّد له الكنيسة الغربية في الثاني والعشرين من شهر مارس. 2. يعقوب الشهيد الذي استشهد على يد ملك فارس إيزديجارد الأول Isdigerd I أو ابنه فارارانس الرابع Vararanes IV حوالي سنة 420م، وتعيّد له الكنيسة الغربية في السابع والعشرين من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الجندي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا القديس في منجوج من أعمال أبسو من أبوين مسيحيين خائفين من الله، وقد رزقهما الله ثلاث بنات قبل هذا القديس فأدخلاهن دير راهبات ليتعلمن ويتربين في خوف الله، فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة. ولما طلب أبيهن عودتهن لم يوافقنّه، وبقين في ذلك الدير وقدمن أنفسهن للمسيح. فحزن الوالدين كثيراً غير أن الله تعالى قد عزاهما بأن رزقهما بهذا القديس ففرحا به فرحاً عظيماً، ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه إلى أبسو ليتعلم القراءة والكتابة، ولما تعلمها عيّنه أبوه مشرفا على ماله. وكان عند أبيه شيخ يرعى غنمه وكان يعمل كثيرا من الفضائل فكان يعقوب يقتدي به، ولما أثار الشيطان الاضطهاد على المسيحيين سلم الراعي الغنم لوالد يعقوب، ومضى ليستشهد فطلب يعقوب من أبيه أن يسير قليلا مع الراعي ليودعه ثم يعود فسمح له بذلك، ولما مضى معه وجد الوالي في الصعيد يعذّب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس فقال الشيخ ليعقوب: “أنظر يا ولدى هذا الذي تراه يعَذَب إنه ابن ملك قد ترك العالم وكل مجده وتبع المسيح فكم بالأحرى نحن المساكين، فتعزى ولا تحزن على فراق والديك”. ثم تقدم الاثنان أمام الوالي واعترفا بالسيد المسيح فعذّبهما كثيرا وقطع الوالي رأس الشيخ. أما القديس يعقوب فقد عذبه عذاباً أليماً بالضرب وبالسياط، ثم وضع على صدره قطعة حديد كالبلاطة، محماة في النار، فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح فأنفذه وشفاه من آلامه. ثم عادوا فوضعوه في جوال وطرحوه في البحر فأصعده ملاك الرب، وعاد ووقف أمام الوالي الذي أرسله إلى الفرما، وهناك عذّبه الوالي وقطع لسانه وقلع عينه وعصره بالهنبازين ثم مشط لحمه فنزل سوريال ملاك الرب وأنقذه. ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود فنالوا جميعاً إكليل الشهادة . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب التائب القديس | الولادة: – الوفاة: – يعقوب المتوحد عاش هذا الراهب في القرن الرابع الميلادي، وانفرد متوحداً في مغارته التي أقام بها 15 عاماً. أجهد نفسه بالأصوام والصلوات المستمرة، وكان محباً للوحدة والسكون وقطع شوطاً طويلاً في حياه الفضيلة والجهاد، حتى سما إلى درجةٍ عاليةٍ وأنعم الله عليه بفضائله ومنحه موهبة إخراج الشياطين. حزمه مع خاطئة شريرة ذات مرة جاء أحد الأشخاص إلى نتريا لكي يُشفى من مرضه، وعندما كان يمر بقلاية هذا القديس صرخ الشيطان وخرج منه، وعرف سكان البلدة بهذه القصة وللحال أتي إليه الكثيرون ليشفيهم. حاول الشيطان أن يوقعه في الشر فاحتال عليه قوم من أتباع إبليس وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ودخلت عليه المغارة، ووثبت عليه وصارت تداعبه مستدرجة إياه إلى الخطية. فما كان من القديس إلا أن وعظها وذكّرها بنار جهنم والعقوبات الدهرية، تكلم معها بثبات ووقار حتى ندمت ورجعت عن طريقها وخرجت بدموعٍ وندمٍ واشتاقت إلى التوبة. فأرسلها القديس إلى أحد الكهنة لتعترف أمامه. كانت تردد الشكر الله الذي منَّ عليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة وذلك بصلاة القديس. سقوطه بعد أيام جاء إليه الشيطان مره ثانية بحيله ماكرة، فكان لأحد الأشخاص ابنة وحيدة صرعها الشيطان وحاول الأطباء علاجها ولم يفلحوا. أخيراً فكروا في إرسالها إلى الراهب يعقوب، وحالما وصلوا إليه خرج منها الشيطان، ولكنها ما أن تصل إلى بيتها حتى يرجع مرة ثانية، وتكرر هذا الأمر كثيراً فأراد والدها أن تبقي بجانب القلاية. رفض القديس في بادئ الأمر، ولكن أخذ والدها يستعطفه فوافق أخيراً. حاربته أفكار الخطية واستسلم لها وأخيراً سقط في ذات الفعل، وظل في سقطته وملأ الشيطان عقله بأفكار كثيرة، فقال له سيظهر عليها الحَمْل وسوف يقتلوك، ومن الأفضل أن تقوم وتقتلها. فنهض القديس على الصبية وقتلها وحمل جسدها وطمره في الرمل. ظهر له الشيطان في صورة أحد غلمان أبيها جاء لزيارة الصبية، إلا أن القديس كذب مدعياً أن وحشاً قد افترسها، ثم أراد أن يخدعه مرة أخرى فأجبره أن يقسم بصدق ما يقول، فأقسم. توبته عند ذلك ظهر له الشيطان نفسه ساخراً منه، فلما رأى ذلك لطم على وجهه وترك باب القلاية مفتوحاً، وخرج هائماً على وجهه تائهاً يندب نفسه بالويل والعويل. ترك القديس القلاية وفي نيته العودة إلى العالم، لكن الله أرسل له راهباً قديساً عزّاه وشدد قلبه وأخيراً أمره أن يداوم على الصوم والصلاة، فظل القديس صائماً لم يفطر من وقت سقطته بل كان يبكي بدموع غزيرة مثل المطر، وظل هكذا سائراً سنة يأكل من عشب البرية. وبعد تمام هذه المدة وجد مقبرة خربة فدخل وسكن فيها. ظل القديس يجاهد وأخذ يصلي وهو منكسر القلب، وكان يصرخ إلى الرب لكي يرحمه ويقول: “خمسون سنة أجمع وفي طرفه عين بدّدت الجميع؟ ويلي أيها المسيح الهي زنيت وقتلت وكذبت وحلفت في نهارٍ واحدٍ”. وظل هكذا حوالي سبعة عشر عاماً وكان القبر مغلقاً عليه وهو يحسب نفسه ميتاً، ويُقال أن العشب نبت تحت قدميه من الدموع وصار طعامه منه وكان ينعس قليلاً ثم يقف ويبسط يديه للصلاة. أسقف يطلب بركته حدث في تلك الأيام أن خربت البلاد المحيطة بالمقبرة وصارت مجاعة عظيمة فيها، فرأى أسقف تلك المدينة في رؤيا شخصاً يقول له: “إن كنت تريد أن تنزل رحمه الله علي الأرض اذهب إلى يعقوب المجاهد، وعندما يطلب هذا من الله تحل الرحمة”. ذهب إليه الأب الأسقف وأخذ بركته وطلب منه أن يصلي من أجل هذا الشعب فقال له: “من أنا حتى يسمع الرب طلبي أنا الخاطئ والزاني”. فأمسك الأسقف بيديه وأخرجه إلى خارج القبر، فصلي إلى الله وانفتحت السماء واقبل الرعد والعواصف وانزل إليهم الخير. وأخيراً أخذ الشعب بركته وظل ملازماً للمقبرة عشرة سنوات أخرى، وعندما كان الشعب يأتي لزيارته كانوا يجدونه دائماً باكيًا مستغيثاً بالله إلى أن تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب داود لمعي | الولادة: 1962 م الأب داود لمعي، من مواليد 1962، هو قس قبطي أرثوذكسي وراعي كنيسة مارمرقس في مصر الجديدة، القاهرة، مصر. حياته المبكرة اسمه قبل الرسامة: الشماس الدكتور باسم لمعي عشم الله. ولد في القاهرة في 11 مارس 1962. كما شغل والده ووالدته مناصب في الكنيسة. قبل سيامته، خدم داود مع أخيه وأخته في كنيسة القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية في مصر الجديدة. أكمل دراسته عن خدمة مدراس الأحد عام 1978. ثم بدأ الخدمة في مدارس الأحد التابعة للكنيسة أولاً من خلال تعليم أطفال ابتدائي ثم اعدادي ثم ثانوي. بعد ذلك ، تم تعيينه نائباً للمشرف على دورات إعداد خدام الكنيسة، بينما كان يعمل في نفس الوقت في مجموعة كنيسة القديس أسطفانوس الطبية، التي أسّسها طلاب في كلية الطب، وأشرف عليها الانبا موسى أسقف الشباب. وكان يعزف الموسيقى على سبيل الترفيه. التعليم والعمل تخرج من كلية الطب عام 1985 ، ثم خدم في اجتماع الأطباء الخريجين. حصل على درجة الماجستير في طب الأمراض الجلدية عام 1990، وعمل كطبيب أمراض جلدية لمدة 13 عاماً. ثم التحق بالجيش بصفة ضابط احتياط عام 1987 حيث مكث لمدة عامين ونصف. كما خدم القمص داود لمعي اللاجئين في مصر، وقبل فترة وجيزة من رسامته، بدأ في خدمة الأحياء الفقيرة العشوائية (حوالي عام 1985). الزواج والرسامة تزوج من تاسوني شيرين. بعد سنوات قليلة، تم اختياره كاهناً في الولايات المتحدة الأمريكية. وافق البابا شنودة على رسامته وعينه للخدمة في أمريكا، لكن الأب داود وزوجته فضلوا البقاء في مصر. في يوم الإثنين 8 يونيو 1998، رسم البابا شنودة الثالث الأب داود في كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بدير القديس بيشوي بوادي النطرون بمصر. وفي يوم الثلاثاء 11 مايو 2010، تمت ترقية الأب داود إلى رتبة قمص بيد البابا شنودة الثالث. الخدمة يخدم القمص داود لمعي في كنيسة القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية في كليوباترا، مصر الجديدة، في مجموعة متنوعة من الخدمات. نشر العديد من الأعمال التي تُرجم بعضها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. بالإضافة إلى إرسال العديد من البعثات التطوعية لمساعدة المحتاجين في بلدان مختلفة، وخصوصا إفريقيا، مثل كينيا وجنوب إفريقيا. موسوعة قنشرين للأعلام المسيحيين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب متى المسكين | الولادة: 1919 الوفاة: 2006 يوسف اسكندر المعروف بـ متَّى المسكين، رجل دين مسيحي قبطي ولد عام 1919 بمدينة بنها بمحافظة القليوبية وكان من عائلة غنيّة، ولكن في عام 1948 باع كل ما يمتلكه وتوجَّه إلى الرهبنة بدير الأنبا صموئيل العامر بجبل القلمون، وفي عام 1950 ترك الدير وتوجّه إلى وادي الريان للتوحّد، وانضم إليه 7 رهبان آخرين في عام 1960, وزاد العدد إلى 12 راهب في عام 1964. توفّي الأب القديس متَّى المسكين يوم الخميس الثامن من يونيو عام 2006. 🕊️ نشأته وحياته الروحية والعملية ولد عام 1919 وتخرّج في كليّة الصيدلة عام 1943. اشتغل في المهنة حتى سنة 1948. كان يمتلك صيدلية في دمنهور لكنه سمع صوت الإنجيل وأطاعه وباع كل ما يملك ووزّعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة ذهاب. ترهبن في دير الأنبا صموئيل المعترف (القلموني) في الصعيد يوم 10 أغسطس 1948 [اختار هذا الدير لأنه كان أفقر دير وأبعد دير عن العمران وأكثرهم عزلة]. كان يطوي الليالي في قراءة الكتاب المقدس بتعمّق شديد وفي الصلاة والتسبيح حتى الصباح. وهناك بدأ يخطّ أولى صفحات أهم وأول كتبه وهو كتاب: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“ (الذي صدر عام 1952، ونُقِّح وزيد عام 1968، وترجم ونُشر بالفرنسية عام 1977، وبالإيطالية عام 1998، ثم بالإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر SVS التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002). 🕍 مدبر الرهبنة من سابق عهدها سرعان ما هزُلت صحته بسبب فقر الدير الشديد، ولكنه أُجبر على الانتقال إلى دير السريان ـ وادي النطرون (سنة 1951). وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغماً عنه. عاش متوحّداً في مغارة وسط الصخور بعيداً عن الدير، وبعد سنتين، كُلّف أن يصير أباً روحيّاً لرهبان الدير وعلى الأخص للشباب المتقدّم للرهبنة حديثاً. وهكذا صار رائداً للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل. أرجع الرهبنة إلى حياتها الأولى وأحيا من جديد روح الآباء النُسَّاك الأوائل بحياته الروحيّة والنسكيّة على أعلى مستوى، بالإضافة إلى روح أبوّة وتلمذة وتدبير لأول مرة في برية الأسقيط منذ عصر الآباء الأوائل، مما جمع الشباب المسيحي حوله. ومن هنا بدأت أول جماعة رهبانيّة في العصر الحديث متتلّمذة على أب روحي واحد كما كانت الرهبنة في بدء تكوينها. ⛪ اختياره وكيلا لبطريركية الإسكندرية وتأثيره على الأقباط ظلّ يدبّر هذه الجماعة الرهبانية الأولى وهو في مغارته بعيداً عن الدير لمدة سنتين (1952-1954). وهناك أكمل أول كتاب له: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“. (الذي تم الانتهاء من الطباعة في يوم الأربعاء 7 أكتوبر 1953، ونُقِّح وزيد عام 1968، وتُرجم للإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر SVS التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتي بنيويورك عام 2002، كما نُشر بالفرنسية عام 1997 وبالإيطالية عام 1999م). في 1954 اختاره بابا الإسكندرية الأنبا يوساب الثاني (بابا الإسكندرية)(1946-1956) وكيلاً له في مدينة الإسكندرية (بعد أن رفع درجته الكهنوتية إلى إيغومانس “قمص”) حيث مكث حوالي سنة وشهرين (مارس 54-مايو 55) هناك، ترك في شعبها أثراً روحيّاً عميقاً ما زال ظاهراً حتى اليوم في إكليروس وشعب الكنائس القبطية في الإسكندرية (حوالي 40 كنيسة). ⛩️عودته لحياة الوحدة ومعايشته حياة الرهبان الأوائل إلا أنه في أوائل عام 1955 آثر العودة إلى مغارته بالدير ليُكمل حياته الرهبانيّة في الوحدة والسكون، أُقيل (تلغراف من أنبا يوساب) وعاد إلى دير السريان. وآنذاك ازداد الإقبال على التتلّمذ له في طريق الرهبنة. في الجمعة 20 يوليو 1956 ترك دير السريان إلى ديره القديم (الأنبا صموئيل) طلباً لمزيد من الخلوة والهدوء. فتبعه تلاميذه الجدد إلى هناك. ظل هناك 3 سنين رُشّح خلالها للمرة الأولى ليكون بطريركاً. في عام 1960 (29 يناير 1960 – فجر سبت لعازر 9 أبريل 1960) عاد هو وتلاميذه إلى دير السريان استجابة لطلب البابا القبطي الجديد البابا كيرلس السادس (1959-1971)، لكنهم آثروا أن يرجعوا إلى حياة الوحدة والهدوء والكامل للحفاظ على روح الرهبنة الأولى. فذهبوا إلى صحراء وادي الريان 11 أغسطس 1960 (تبعد 50 كيلو عن أقرب قرية مأهولة بالسكان في محافظة الفيوم – في عمق الصحراء). وعاشوا هناك في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم، بحياة مشابهة تماماً وفي كل شيء لحياة آباء الرهبنة الأوائل أنطونيوس ومقاريوس. واستمروا هكذا 9 سنين. ازدادت جماعتهم الرهبانيّة بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم. في هذه الفترة، ألَّف كتباً روحيّة كثيرة ما زال يقرأها حتى الآن الشباب المسيحي في مصر والشرق الأوسط ويتأثرون بها. في سنة 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية (12 راهباً) للانتقال إلى دير أنبا مقار (منتصف المسافة من القاهرة والإسكندرية) بوادي النطرون (من القرن الرابع) الذي كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد. لم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان (مسنين ومرضى) ومباني الدير توشك أن تتساقط. من هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها. أصبح الآن (2006) في الدير حوالي 130 راهباً. اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهباً. أصبح الدير محجّاً للزائرين ليس من مصر وحدها بل ومن كل العالم. ✍️ مؤلفاته استمرت حركة التأليف الديني مستمرة وأصبح له أكثر من 180 كتاباً بخلاف ما ينشره من مقالات في مجلات وجرائد دورية (أكثر من 300 مقالة). في عام 1988 بدأ في تأليف شروحاً لبعض أسفار العهد الجديد صدرت في 16 مجلد تتّسم بالشرح الأكاديمي والتفسير الروحي واللاهوتي. ويتراوح حجم هذه التفسير ما بين 500 – 800 صفحة. كان قد سبق أن ألَّف: مجلّداً ضخماً عن القديس أثناسيوس الرسولي سيرة حياته وجهاده ولاهوته (800 صفحة). مجلّداً عن الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار (800 صفحة). مجلّداً عن سر الإفخارستيا (700 صفحة). مجلّداً عن حياة القديس بولس الرسول ولاهوته. الإنجيل بحسب القديس مرقس. شرح الرسالة إلى أهل العبرانيين. شرح الرسالة إلى أهل رومية. بعض هذه الكتب والمقالات تُرجم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية والإسبانية والهولندية والبولندية (بلهجاتها). حياة الدير اليومية ليست مُقيَّدة بقوانين رهبانيّة صارمة، ولكنها قائمة على إلهام الروح للأب الروحي من جهة كل راهب وكل أحداث الحياة اليومية. حياة الرهبان معاً حياة شركة وفي الوقت نفسه حياة توحّد. لأن القلاية التي يسكن فيها الراهب تجعله قادراً أن يؤدّي عبادته بدون خروج منها. ظلّ حتى وهو على فراش المرض في سن السابعة والثمانين يكتب ويؤلف. وقد أصدر 4 أجزاء من أحدث كتاباته سلسلة باسم ”مع المسيح“ في هيئة مقالات تأملية في الإنجيل لتعليم وتعزية الشعب المسيحي في مصر والعالم، ويجري حالياً ترجمتها إلى الإنجليزية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “الأب متى المسكين” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا شنوده الثالث | الولادة: 1923 الوفاة: 2012 قداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية في مصر وسائر بلاد المهجر – 117 📌 المعلومات الشخصية تاريخ الميلاد: الجمعة 3 أغسطس 1923. تاريخ النياحة: السبت 17 مارس 2012. مكان الميلاد: قرية سلام بمحافظة أسيوط. الاسم قبل الرهبنة: أ. نظير جيد روفائيل. كان له شقيقان: أ. روفائيل جيد – القمص بطرس جيد. 🎓 التعليم والدراسة التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرسًا للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية. 📚 الدراسات اللاهوتية وخدمته الأكاديمية حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذًا وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت. كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررًا ثم رئيسًا للتحرير في مجلة “مدارس الأحد” وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العُليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشطين في الكنيسة وكان خادمًا في مدارس الآحاد. ثم ضباطًا برتبة ملازم بالجيش. ⛪ بداية الحياة الكنسية عرض عليه نيافة الأنبا بنيامين الأول مطران المنوفية سيامته كاهنًا بالمطرانية، ولكنه كان قد اختار الرهبنة طريقًا له. ✝️ الرهبنة والوحدة رُسِمَ راهبًا باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال قداسته أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. 🔔 السيامة والخدمة الكنسية المتقدمة وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا. قام نيافة الأنبا ثاؤفيلس بإسناد المكتبة الاستعارية والمخطوطات في دير السريان إلى قداسته وهو راهب، بعد أن تركها القس مكاري السرياني (الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة). أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيرًا خاصًا لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في يوم الأحد 30 سبتمبر 1962 م. وقد سامه الأنبا كيرلس السادس أسقفًا للتعليم والمعاهد الدينية مع الأنبا صموئيل أسقف الخدمات. 👑 البطريركية وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة. 🕊️ إنجازاته في عهد البطريركية في عهد قداسته تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى قداسته اهتمامًا خاصًا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. بالرغم من مسؤوليات قداسته العديدة والمتنوعة إلا أنه يحاول دائمًا قضاء ثلاثة أيام أسبوعيًا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت. في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية، وانتقلت الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية. 🕯️ عمل الميرون واللقب تم تقديس وعمل الميرون المقدس والغاليلاون في عهده سبعة مرات: 1981 – 1987 – 1993 – 1995 – 2004 – 2005 – 2008. لُقِّب بـ”بابا العرب” لمواقفه الوطنية الكبيرة على المستوى المحلي والعربي. قضى طول حياته في البطريركية صائمًا، وكان يفطر في ليالي الأعياد فقط، واليوم التالي يعود للصوم النباتي. ⚕️ صحته وأمراضه عانى قداسته من أمراض عدة عبر حياته، كان أكبرها هي آلام الغضروف في الظهر (العمود الفقري)، كما أصيب بمرض السرطان في الرئتين (ولم ينتشر المرض في أجزاء أخرى كما توقع الأطباء). كما كان لديه بعض المشاكل الصحية في الكِلية، وكان يقوم بعمل غسيل كلية لسنوات طوال، وأحيانًا أكثر من مرة في الأسبوع. كما عانى من مشاكل صحية في القلب والسكر والضغط. كما تعرَّض لكسر عام 2006 م وهو في سن كبير، وخضع لعملية خاصة لهذا الغرض. ⚱️ النياحة والدفن وخليفته وقد تنيَّح قداسة البابا شنوده الثالث يوم السبت 17 مارس 2012 (الساعة الخامسة والربع مساءً حسب التقرير الطبي)، عن عمر يناهز 89 عامًا. وتم صلاة الجناز على جسده الطاهر يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، وسط حضور العديد من ممثلي الكنائس في العالم ورجال السياسة ومئات الآلاف من الشعب المسيحيين والمسلمين. تم وضع الجثمان الطاهر في مدفن خاصة في دير الأنبا بيشوي ببرية شيهيت، مصر. صعد على عرش السدة المرقسية بعده قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني 118. … | آباء وقديسون | |
| يعقوب البرادعي الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 578 في مصر جاء إلى مصر في القرن السادس أيام البابا بطرس الرابع، واتسم بحبه الشديد للعبادة والزهد، فكان لا يلبس سوى خرق البرادع فسمي البرادعي، ويلقب بالزنزلي أيضاً. أسقف الرُها ولد في بلدة تيلا على مسافة 55 ميلاً من الرُها في أواخر القرن الخامس، ونشأ أولاً في دير بالقرب من الرُها يدعى دير الشقوق، وبعد وفاة أسقف هذه المدينة رُسِم أسقفاً عليها سنة 541م. في القسطنطينية توجه إلى القسطنطينية ليدافع عن الإيمان الأرثوذكسي ويفتقد الآباء البطاركة الذين طرحوا في السجون، وبمساعدة الملكة ثيؤدورا المؤمنة استطاع أن يرسم من الثلاثة بطاركة المعزولين وهم ثيؤدوسيوس السكندري وساويرس الإنطاكي وأنتيموس القسطنطيني مطراناً عاماً على كل الكنائس الأرثوذكسية. اهتمامه بغير الخلقدونيين المضطهدين في الإمبراطورية قبل رسامته كانت أيدي ملوك الروم تعبث بأنصار الطبيعة الواحدة وكاد هؤلاء ييأسون إذ مات بعضهم والبعض الآخر أُسِر، فنهض يعقوب واشتغل مدة أسقفيته كلها وهي 33 سنة في جمع شمل شعبه. كان لابساً بردعة بمثابة ثوب شحاذ يطوف بها في أنحاء الولايات الرومانية، لكي يضم سكانها إلى حظيرة الكنيسة الأرثوذكسية، ويدخل في أذهانهم مذهبها واعتقادها بهمّة لا تعرف الكلل، سالكاً تحت الأخطار والأهوال من بلدٍ إلى بلدٍ، لا يعرف الخوف ولا يشعر بالخطر المحدق به من موظفي الحكومة ومن الكهنة الرومانيين. صار يرسم قسوساً وأساقفة ويضم الشيع المتفرقة ويوفق بين المتخاصمين، وهدى الكثيرين من أتباع أوطيخا وجعلهم يتركون اعتقادهم الفاسد ويرجعون إلى مذهب الكنيسة القويم، إلى أن جدد للأرثوذكسيين مركز بطريركيتهم في إنطاكية وترآس مجمعين كرّّس لهم فيهما بطريركين، أحدهما بعد الآخر بعد نياحة القديس ساويرس وهما سرجيوس وبولس. سرّ ذهابه إلى مصر ذهب يعقوب إلى مصر للسعي في إعادة السلام بين كنائسها وكنائس سوريا. وسبب ذلك أن يعقوب كان قد رسم بطريركاً أرثوذكسياً لإنطاكية يدعى بولس، ولكن لسبب الاضطهاد الذي لحق به اضطر أن يوافق الخلقيدونيين، فاستاء يعقوب منه وأصدر قراراً بحرمه، وكان بولس قد فارق القسطنطينية بعد أن جاهر أمام الإمبراطور بأرثوذكسيته وتاب عن زلته وأتى إلى يعقوب وضمه إلى عضوية الكنيسة. غير أن المصريين عابوا على يعقوب قبوله بولس مرة أخرى حتى أن البابا بطرس أصدر قراراً بحرم بولس، فحضر القديس يعقوب إلى مصر للمفاوضة في هذا الأمر وترأس مجمعاً عُقِد في الإسكندرية اقتنع فيه برداءة سلوك بولس وسيرته السابقة في الإسكندرية مسقط رأسه، فسلم بعزله على أن يبقى عضواً في الكنيسة لأنه تاب، وأعلن عزله بواسطة ثلاثة أساقفة، ومن ثم سافر يعقوب من مصر ليباشر جهاده. نياحته أما بولس فكان له أنصار عديدون رفضوا قرار مجمع الإسكندرية بشأنه وكاد الشقاق يستفحل، فعزم يعقوب على زيارة مصر ثانية في أيام البابا دميان البطريرك 35، ولكنه أصيب بمرض في الطريق فعرج على دير في حدود مصر. ولما بلغ البطريرك السكندري خبر مرضه ذهب إليه ليزوره فوجده قد تنيّح، وكان ذلك في سنة 578م. شهد المؤرخون بأن هذا الرجل كان باراً تقياً وقادراً في فصاحته وعلمه، وأنه لو لم يهيئ الله وجوده لما قام لقويمي الإيمان قائمة. وبعد نياحته ترك الكنائس الأرثوذكسية نامية، وجملة ما رسم من الأساقفة عشرين أسقفاً ومطراناً وبطريركين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب البار | الولادة: – الوفاة: 63 أحد الإثني عشر رسولاً هو يعقوب بن حلفى أحد الإثني عشر رسولاً، وهو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان حسبما دعاه القديس بولس الرسول (غل 2: 7-9). كلمة “حلفى” آرامية، ويقابلها كلوبا في اليونانية. يؤكد رسولية هذا القديس وأنه من الإثني عشر نص صريح ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، فيذكر بولس زيارته الأولى لأورشليم بعد إيمانه فيقول: “ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يوماً، ولكنني لم أرَ غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب” (غل 1: 19-19)، وواضح من هذه الآية أن يعقوب أخا الرب رسول نظير بطرس والآخرين. عُرِف باسم يعقوب أخي الرب لأنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجة كلوبا (شقيقة العذراء مريم). وعُرِف باسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تمييزاً له عن يعقوب الكبير بن زبدي. وعُرِف أيضاً باسم يعقوب البار نظراً لقداسة سيرته وشدة نسكه. كما عُرِف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها. قد خصّ السيد المسيح يعقوب بظهوره له بعد قيامته (1كو 15: 3-7)، وهناك رأي قديم بخصوصه أورده كاتب إنجيل العبرانيين الأبوكريفا (غير القانوني)، وهو من أقدم الأناجيل الأبوكريفا وأقلها مجانبة للصواب، ويتلخص في أن يعقوب لما علم بموت المخلص على الصليب تعاهد ألا يذوق طعاماً إلى أن يقوم الرب من بين الأموات. وحدث في صبيحة يوم القيامة أن الرب تراءى له، وقدّم له خبزاً، وقال له: “قم يا أخي تناول خبزك لأن ابن البشر قام من بين الراقدين”، وقد أورد هذا الاقتباس القديم القديس جيروم في كتابه “مشاهير الرجال”. أسقف أورشليم رأس هذا القديس كنيسة أورشليم وصار أسقفاً عليها، واستمر بها إلى وقت استشهاده. لا يُعرف بالتحديد متى صار أسقفاً على أورشليم. يرى البعض أن ذلك كان سنة 34م، وهذا التاريخ يتفق تقريباً مع شهادة القديس جيروم التي ذكر فيها أن يعقوب ظل راعياً لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة. وعمله الرعوي كأسقف على أورشليم يوضح لنا حكمة الكنيسة الأولى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فلقد كان هذا الرسول يتمتع بشخصية قوية مع صلة القرابة الجسدية بالرب يسوع. ولذا فقد أُسنِدت إليه المهام الرعوية في أورشليم معقل اليهود في العالم كله، وإليها يَفِد الآلاف منهم، ليكون كارزاً لهم. وبناء على تقليد قديم ذكره أبيفانيوس، كان يعقوب يحمل على جبهته صفيحة من الذهب منقوش عليها عبارة “قدس للرب” على مثال رئيس أحبار اليهود. تمتع هذا الرسول بمكانة كبيرة في كنيسة الرسل، فقد رأس أول مجمع كنسي سنة 50م وهو مجمع أورشليم، الذي عرض لموضوع تهوُّد الأمم الراغبين في الدخول إلى الإيمان (أع15)، ويبدو أنه هو الذي كتب بنفسه صيغة قرار المجمع. فقد لاحظ العلماء تشابهاً بين أسلوب القرار وأسلوب الرسالة التي كتبها فيما بعد وهي رسالة يعقوب، مما يدل على أن كاتبها شخص واحد. يذكره الرسول بولس كأحد أعمدة كنيسة الختان الثلاثة الذين أعطوه وبرنابا يمين الشركة ليكرز للأمم، بل ويورد اسم يعقوب سابقاً لاسميّ بطرس ويوحنا، مما يدل على مكانته (غل 2: 9)، ويؤيد هذه المكانة أيضاً الخوف والارتباك اللذان لحقا ببطرس في إنطاكية لمجرد وصول اخوة من عند يعقوب، الأمر الذي جعله يسلك مسلكاً ريائياً وبَّخه عليه بولس علانية (غل 2: 11-14). يعقوب البار أما عن نسكه فقد أفاض في وصفه هيجيسبّوس Hegesippus، أحد علماء القرن الثاني الميلادي وقال أنه كان مقدساً من بطن أمه لم يَعلُ رأسه موسى، لم يشرب خمراً ولا مسكراً، وعاش طوال حياته نباتياً لم يأكل لحماً، وكان لباسه دائماً من الكتان. كان كثير السجود حتى تكاثف جلد ركبتيه وصارت كركبتيّ الجمل. وبسبب حياته المقدسة النسكية ومعرفته الواسعة للكتب المقدسة وأقوال الأنبياء نال تقديراً كبيراً من اليهود، وآمن على يديه كثيرون منهم في مدة رئاسته لكنيسة أورشليم. لم يتردد يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر خراب أورشليم عن الاعتراف بأن ما حل بأمته اليهودية من نكبات ودمار أثناء حصار أورشليم لم يكن سوى انتقام إلهي لدماء يعقوب البار التي سفكوها. استشهاده أما الطريقة التي استشهد بها فيذكرها هيجيسبّوس ويؤيده فيها إكليمنضس السكندري: أوقفه اليهود فوق جناح هيكلهم ليشهد أمام الشعب اليهودي ضد المسيح. لكنه خيَّب ظنهم وشهد عن الرب يسوع أنه هو المسيا، فهتف الشعب “أوصنّا لابن داود”، وكان نتيجة ذلك أنهم صعدوا وطرحوه إلى أسفل. أما هو فجثا على ركبتيه يصلي عنهم بينما أخذوا يرجمونه، وكان يطلب لهم المغفرة. وفيما هو يصلي تقدم قصّار ملابس وضربه بعصا على رأسه فأجهز عليه ومات لوقته. وكان ذلك سنة 62 أو سنة 63م بحسب رواية يوسيفوس والقديس جيروم. وقد خلَّف لنا هذا الرسول الرسالة الجامعة التي تحمل اسمه، والتي أبرز فيها أهمية أعمال الانسان الصالحة ولزومها لخلاصه إلى جانب الإيمان (يع 3: 14-20، 4: 14-17). أما عن زمن كتابة هذه الرسالة فهناك رأي يقول أنها كتبت في الأربعينيات من القرن الأول قبل مجمع أورشليم، ورأي آخر يقول أنه كتبها قبيل استشهاده بزمنٍ قصيرٍ. كما خلَّف لنا هذا الرسول الليتورجيا (صلاة القداس) التي تحمل اسمه والتي انتشرت في سائر الكنائس؛ يجمع التقليد الكنسي لجميع الكنائس الشرقية على صحة نسبتها إليه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الأب | الولادة: – الوفاة: – قال الأب يعقوب: خير للإنسان أن يتغرب من أن يستضيف. عندما يُمتدح إنسان، ينبغي أن يتأمل في خطاياه، ويفكر في أنه لا يستحق ما يُُقال فيه. كما أن المصباح يضيء غرفة النوم المظلمة هكذا خوف الرب عندما يدخل القلب ينيره ويعلّمه كل الفضائل ووصايا الله. ليست حاجتنا إلى الكلام فقط، لأن الكلام في هذا الزمان كثير، إنما حاجتنا إلى العمل. فهذا هو المطلوب، لا الكلام الذي لا يأتي بثمر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب أسقف نصيبين | الولادة: – الوفاة: – نسكه وُلد هذا القديس بمدينة نصيبين وتربّى فيها وكان سرياني الجنس واختار منذ صباه سيرة الرهبنة. فلبس مُسحاً من الشعر يتقي به حر الصيف وبرد الشتاء. وكان طعامه نبات الأرض، وشرابه الماء فقط، لذلك كان نحيفاً جداً، ولكن نفسه كانت نامية مضيئة. نعمة النبوّة وعمل المعجزات ولهذا استحق نعمة النبوّة وعمل المعجزات، فكان يسبق فيعرِّف الناس بما سيكون قبل حدوثه، أما آياته ومعجزاته فكثيرة جداً. أبصر يوماً نساءً فاسدات الأخلاق يلعبن بوقاحة عند عين ماء وقد حللن شعورهن لأجل الاستحمام، فصلى إلى الله فجف ماء العين وابيضّ شعر النساء ولما اعتذرن إليه نادمات على ما فرط منهن صلى إلى الله فعاد ماء العين وأما الشعر فبقي أبيضاً. اجتاز يوماً بقوم قد مدّوا إنساناً حياً على الأرض وغطوه كأنه ميت وسألوا القديس شيئاً من المال لتكفينه، ولما رجعوا إلى صاحبهم وجدوه قد مات حقيقة، فأسرعوا إلى القديس تائبين عما اقترفوه فصلى إلى الله فأحياه. أسقف مدينة نصيبين لما شاعت فضائله اختير أسقفاً على مدينة نصيبين حوالي سنة 308م، فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية، وكان أحد المجتمعين في مجمع نيقية سنة 325م، ووافق على طرد أريوس ونفيه. لما حاصر ملك الفرس مدينة نصيبين جلب الله بصلاة هذا القديس على الجنود سحابة من الطنابير والناموس فجمحت الخيول والفيلة وقطعت مرابطها وانطلقت تعدو هنا وهناك، فخاف ملك الفرس وارتد بجنوده عن المدينة. لما أكمل القديس جهاده الحسن تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب أسقف مصر | الولادة: – الوفاة: 1088 اشتاق هذا القديس إلى عيشة الرهبنة منذ حداثته، فمضى إلى برية القديس مقاريوس وسكن في قلاية هناك سنين كثيرة، ثم رسموه رئيس شمامسة على كنيسة دير الأنبا يحنس. ونظراً لحسن سيرته وكثرة فضائله وتقواه انتخبوه أسقفاً على مصر، فلما جلس على كرسي الأسقفية زاد في نسكه وعبادته. وكان مدة رئاسته معلماً ومرشداً ورادعاً للخطاة، ولما أكمل جهاده مرض مرضاً يسيراً ثم استدعى شعبه وعلمهم وأوصاهم محذراً ومنذراً إياهم أن لا يستهينوا بالوصايا الإلهية. بعد ذلك رسم على وجهه علامة الصليب وأسلم روحه الطيبة بيد الرب. وكانت نياحته في 28 أغسطس سنة 1088 م، في عهد البابا كيرلس الثاني البطريرك 67. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يشوع ويوسف الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان هذان الراهبان تلميذين للأب القديس ميليوس بجبل خوراسان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسى ميخائيل القمص | الولادة: 1877 الوفاة: 1962 سيامته كاهناً ولد هذا الأب من عائلة الراهب بقرية كوم غريب مركز طما محافظة سوهاج حوالي سنة 1877م من أسرة تقية. سلك بالعفاف والتقوى في شبابه وعمل في شركة ترام القاهرة، غير أنه ترك العمل بعد فترة قليلة لعدم ارتياحه روحياً، وعاد إلى قريته ومسقط رأسه حيث وجد دعوة الكهنوت في انتظاره فقبلها بفرح، ورُسِم كاهناً لكنيسة القديس الأنبا شنودة بقرية كوم غريب وذلك في صيف عام 1905م، ودعي بنفس اسمه قبل الكهنوت. احتمل آلام الخدمة وأتعابها بفرحٍ وسلك كسيده ومعلمه محتملاً الصليب، كما احتمل تجارب كثيرة، منها انتقال ابنه الوحيد ومرض زوجته التي فقدت البصر. مواهب شفاء الأمراض وإخراج الأرواح الشريرة أعطاه الرب مواهب كثيرة كشفاء الأمراض وإخراج الأرواح الشريرة، وأظهر الرب على يديه عجائب ومعجزات. منها أنه كان يحب قراءة الإنجيل وخاصة في المساء، ولم يكن في القرية نور ولكنه كان يضع بجواره شمعة كبيرة. وذات ليلة كانت إحدى بنات العائلة جالسة وبمجرد أن أمسك أبونا يسى بالإنجيل ليقرأ فيه إذ بالشمعة تنير من ذاتها، فاندهشت وقالت له: “مين اللي نوَّر الشمعة؟” فقال لها: “ملاك الرب يخدم أولاد الله”. عرف موعد نياحته فنزل إلى الكنيسة وطاف بدورة بخور مودعاً المذبح، وتنيّح بسلام في 10 يونيو سنة 1962م. وبعد نياحته ظهر من قبره ظواهر روحية وكثيرون نالوا الشفاء ببركة التشفع به. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس وباستور الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 كان القديسان يسطس وباستور شقيقين يعيشان في أسبانيا سنهما 13،9 سنين، استشهدا في الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطوران دقلديانوس وماكسيميانوس حوالي سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس القديس | الولادة: – الوفاة: – كاهن وتلميذ للقديس هيلاري أسقف بواتييه Hilary of Poitirs. وبحسب قول Du Saussay فإن يسطس أتى إلى القديس هيلاري الذي قَبِله كتلميذٍ ومساعدٍ له. بعد نياحة القديس هيلاري كتب يسطس وصفاً لكل ما شاهده وعاينه مع معلمه، وقد حُفِظت هذه الوثيقة لمدة طويلة في كنيسة بواتييه، وأشار إليها هيلدبرت Hildebert، الذي كان من أشهر علماء عصره، أثناء مجمع تور Tours. تعيّد له الكنيسة الغربية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو ابن الملك نوماريوس، استشهد مع زوجته ثاؤكليا وابنهما الفتى أبالي في عهد دقلديانوس بعد أن تقدموا طواعية واختياراً وسعوا نحو الشهادة بأنفسهم. أرسلهم دقلديانوس إلى أرمانيوس والي الإسكندرية الذي أرسل يسطس إلى أريانوس والي أنصنا، وثاؤكليا إلى مدينة صا الحجر بالغربية، وأبالي إلى مدينة بسطه بالشرقية. وبعد أن عُذِبوا قُطِعت رؤوسهم جميعاً فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس البابا السادس | الولادة: – الوفاة: 135 عميد مدرسة الإسكندرية حالما انتقل البابا إبريموس وقع اختيار الشعب على هذا الأب الفاضل الحكيم الذي كان ناظراً لمدرسة الإسكندرية، فتمت رسامته رئيساً للأساقفة باسم البابا يسطس وكان ذلك في شهر توت سنة 125م في عهد أدريانوس. كان هذا القديس من مواليد الإسكندرية وكان في البداية وثنياً ثم نال بركة المعمودية المقدسة مع أبيه وأمه على يد مار مرقس الرسول، ثم نال كرامة الشماسية من يد البابا إنيانوس الثاني، الذي لم يلبث أن رفعه إلى الكهنوت، كما عينه رئيساً للمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية التي أسسها القديس مرقس، فلبث يُعلّم في تلك المدرسة. بابا الإسكندرية لما رأى الشعب تفانيه في الخدمة في كل هذه المجالات انتخبه للبابوية، فترك وظيفته الأولى وهي رئاسة المدرسة اللاهوتية وعهد بها إلى أومانيوس، وأخذ هو يهتم بمسئولية وظيفته الجديدة، فخدم فيها بكل أمانة، ورعى شعب الله أحسن رعاية. وقد جعل أهم أغراضه تبشير الوثنيين وجذبهم إلى المسيحية، فنجح في عمله وتنصّر منهم على يديه عدد عظيم. استمر قائماً بوظيفته البابوية عشر سنين وعشرة أشهر، تنيّح بعدها في شيخوخة صالحة في 12 بؤونة سنة 135م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس الأنطوني الراهب | الولادة: 1910 الوفاة: 1976 رهبنته وُلد سنة 1910م بقرية زرابي بجوار دير المحرق بمحافظة أسيوط وتسمى باسم نجيب. عمل ترزياً مع والده وتعلم اللغة القبطية وأجادها، ثم رُسِم شماساً. اشتاق إلى حياة الرهبنة فذهب إلى دير الأنبا بولا بالصحراء الشرقية وقضى فيه نحو عامين تحت الاختبار ثم انتقل إلى دير الأنبا أنطونيوس وسيم راهباً في نوفمبر سنة 1941م. كمن ينتظر مجيء سيده في جهاده الروحي كان نادراً ما تغفل عيناه إذ يبقى الليل ساهراً يتجول داخل الدير كأنه ينتظر مجيء سيده، وإذا أراد أن يستريح كان يجلس تحت شجرة، وفي مراحل جهاده الأولى كان ينام على جزع شجرة ملقى على الأرض لكيلا ينعم بنوم وليظل طول الليل مصلياً. كان كلما التقى بأحدٍ يسأله: “الساعة كام”، كمن ينتظر ساعة رحيله. جهاده في بدء حياته الرهبانية عندما كانت تحاربه الأفكار الشريرة كان يظل ساهراً مصلياً الصلاة الربانية مرات عديدة بصوتٍ عالٍ ولا يكف عن ذلك حتى تهرب الأفكار. أما عن الكتاب المقدس فكان يحفظ المزامير عن ظهر قلب، وكان ملازماً للكتاب المقدس حتى حفظ رسائل بولس الرسول عن ظهر قلبٍ، وكان يحب قراءة الإنجيل بالقبطية. في مأكله كان يكتفي بالقليل ويقدم غذاءه للعمال أو القطط، وأكلته المفضلة هي الخبز المتساقط من المائدة فيبالله بالماء ويأكله. عاش فقيراً متجرداً لا يحتفظ معه بأي نقود وكانت قلايته تنطق بمدى تجرد الرجل وزهده، فهي مبنية من الطين وسقفها من الجريد ويمكن، لأي إنسان أن يطرقها لأنها بلا نوافذ أو أبواب، ولا تجد فيها مرتبة أو وسادة بل حصيرة قديمة ودلو للماء، وكل شيء موضوع على الأرض حتى تظن أنك في مكان مهجور، وليس في القلاية شيء هام سوى الإبصلموديتين: السنوية والكيهكية. وبالرغم من نسكه الشديد إلا أنه كان يتمتع بصحة جيدة، فعاش يخدم نفسه ويجلب الماء من العين كما كان يجلبه لبعض الرهبان. كان حبه للكنيسة قوياً، ففي الليل يركع مصلياً أمامها وعندما يدق جرس التسبحة يكون أول الداخلين، ووقفته أثناء الصلاة مثل وقفة جندي في حضرة الملك، لا يتحرك ولا يتلفت، بل كان دائم التطلع إلى أيقونة السيد المسيح الموضوعة على حجاب الهيكل. وفي وقت التناول كان ينبه المتناولين بقوله: “المناولة نور ونار”. منحه الله شفافية فكان يعلم بأمور قبل حدوثها ويرد على استفسارات قبل أن يسأله أحد، ومع هذا فكان شديد التواضع قليل الكلام فكان صمته أبلغ عظة. حاربته الشياطين حرباً قاسية ولما لم يمكنهم قهره أخذوا يضربونه ويلقونه أرضاً ويجرونه، ولشدة غيظهم وضعوا رملاً في عينيه أصاب بصره حتى احتاج إلى من يقوده، وبقي على هذا الحال خمسة عشر يوماً بعدها أعاد الله له نور عينيه. نياحته لما أكمل جهاده مرض بضع ساعات قبل نياحته، ووُجِد نائماً على الأرض كأفقر الناس. حملوه إلى حجرة من حجرات الدير حيث أسلم الروح، وكانت نياحته في 8 كيهك 1693ش الموافق 17 ديسمبر 1976م. وقد رأى أحد الرهبان نوراً ينبعث من المكان الذي دُفن فيه، كما أن الجنود الذين كانوا يعسكرون في منطقة قريبة من الدير شاهدوا نوراً ينبعث من الدير عدة ليالِ متوالية حتى ظنوا أن هناك احتفالاً غير عادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في السادس عشر من شهر هاتور تعيّد الكنيسة بتذكار شهادة القديس يسطس الأسقف على يد مكسيموس الأمير بعد امتحانه بالعذاب الشديد، وأخيراً نال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس أو جوستوس الفتى الشهيد | الولادة: – الوفاة: – لم يكن سوى فتى صغير، استشهد بقطع رأسه على يد الوالي ريكتيوفارس Rictiovarus عند سينوموفيكُس Sinomovicus بمقاطعة بوفيه Beauvais، وذلك أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. كان هذا الشهيد الصغير معروفاً ومشهوراً عبر أوروبا الشمالية الغربية، وكانت الكنيسة في بوفيه تذكر اسمه في القداس. إنقاذ عمه من الأسر كان يسطس يعيش في أوكزير Auxerre مع والده، ولما بلغ التاسعة من عمره ذهب مع والده جوستين Justin إلى أميان Amiens لتخليص عمه جوستنيان Justinian من أَسره هناك. حين وصلوا طلبوا من سيده لوبوس Lupus أن يتركه لهم، وكان الرجل على استعداد لبيعه لهم شريطة أن يتعرفوا عليه، ولكن لم يتعرف الشقيقان على بعض. ولكن يسطس الذي لم يكن قد رأى عمه من قبل أشار إلى رجل كان يحمل مصباحاً وصرخ قائلاً: “هذا هو”، وكان هو بالفعل، فتركه لوبوس لهم. استشهاده شاهد أحد الجنود ما حدث وأبلغ الحاكم ريكتيوفارس مدعياً وجود سحرة مسيحيين في المدينة، فأرسل الحاكم أربعة من جنوده لإحضارهم إليه وإذا رفضوا الحضور يقتلوهم في الحال. كان المسيحيون الثلاثة قد وصلوا إلى سينوموفيكُس (تسمى الآن Saint-Just-en-Chaussee) وجلسوا ليأكلوا، فرأى يسطس الجنود الأربعة قادمين على خيولهم، فاختبأ والده جوستين وعمه جوستنيان في كهف قريب وطلبوا من الصغير أن يبعدهم عن المكان. اقترب الجنود منه وسألوه عن مكان الرجلين اللذين كانا معه وعن الإله الذي يقدمون له الذبائح. تجاهل الصبي السؤال الأول بينما أجاب على الثاني قائلاً أنه مسيحي، وفي الحال قطع أحد الجنود رأسه واقترب منها لكي يأخذها للحاكم ريكتيوفارس. وقد وردت قصة مشابهة عن الشهيد يسطس الذي يكرَّم في باريس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يسطس أو جوستوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 390 تقدير القديس أمبروسيوس له وُلد في فيفاري Vivarais، وبينما كان يخدم في كنيسة فيينا كشماس اختير أسقفاً لإيبارشية ليو Lyons. غيرته للحق جعلته صارماً في كل شيء، وحين عُقِد مجمع في أكويليا Aquileia سنة 381م لمقاومة الأريوسية اشترك فيه القديس يسطس مع أسقفين آخرين من بلاد الغال Gaul، وكان القديس أمبروسيوس أيضاً حاضراً، وقد أظهر احتراماً خاصاً بالقديس يسطس. ويظهر هذا أيضاً في رسالتين له يسأله فيهما عن رأيه في بعض الأسئلة المتعلقة بالكتاب المقدس. حبه للوحدة وهروبه إلى دير بمصر حدث أن كان في ليو رجل شرير طعن بعض المارة في الطريق وقتلهم، ثم احتمى في الكنيسة كملجأ له. أرسله القديس يسطس للحاكم بعد وعد منه بالإبقاء على حياته، وبالرغم من ذلك فقد قتلته الجماهير. حزن يسطس جداً، شاعراً بمسئوليته عما حدث، ورأى أنه غير مستحق لخدمة المذبح. وإذ كان يشتاق من مدة طويلة في خدمة الله بعيداً عن الناس والمناصب اتخذ من هذا الموقف حجة لكي يترك منصبه ولكن معارضة شعبه لذلك كانت عائقاً ضخماً له. رحلته إلى أكويليا أتاحت له الفرصة لتحقيق ذلك، فبعد رجوعه بقليل انسحب من بين أصدقائه آخذاً سفينة من مارسيليا Marsilles مع قارئ من الكنيسة اسمه فياتور Viator وسافر إلى الإسكندرية حيث ذهب إلى أحد الأديرة في مصر وعاش فيها مجهولاً، حتى اكتشفه أحد الزوار من بلاد الغال. أرسلت الكنيسة في ليو كاهناً اسمه أنتيوخوس Antiochus لإقناعه بالرجوع ولكنه رفض، فتولى أنتيوخوس رعايته حتى تنيّح سنة 390م. بعد فترة قصيرة نُقِلت رفاته إلى ليو ودفن في كنيسة الماكابيين Macchabees التي حملت اسمه بعد ذلك. وقد تنيّح بَعدَهُ بِعِدَة أسابيع تلميذه فياتور، ونُقِل جسده هو أيضاً مع معلمه إلى ليو في نفس اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يحنس السنهوتي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلد هذا القديس بسنهوت من أب اسمه مقار وأم اسمها حنة. وحدث وهو يرعى غنم أبيه أن ظهر له ملاك الرب وأراه إكليلاً من نورٍ، وقال له: “لماذا أنت جالس هنا والجهاد قائم؟ قم امضِ إلى أتريب وجاهد على اسم السيد المسيح”. ثم أعطاه السلام ومضى عنه، فودّع والديه ومضى إلى الوالي واعترف أمامه بالسيد المسيح، فسلمه الوالي إلى أحد الجنود ليلاطفه عساه يذعن إلى قوله. لما تسلمه الجندي أجرى القديس أمامه جملة آيات جعلت الجندي يؤمن أيضاً بالسيد المسيح، وينال إكليل الشهادة على يد الوالي. فغضب الوالي وعذّب القديس بكل أنواع العذاب، ولكن الرب كان يقويه ويصبره. ثم أرسله إلى أنصنا فعُذب هناك أيضاً، وفي النهاية أخذ رأسه بالسيف. فأخذ يوليوس الاقفهصي جسده وكفَّنه وأرسله إلى بلده سنهوت، فتلقاه أهلها بالتسبيح والتراتيل ووضعوه في الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يامبس المعترف | الولادة: – الوفاة: 257 أسقف من أفريقيا، تنيّح ما بين السنوات 252 و257م ويُلَقَّب بالمعترف. المدينة التي تولى مسئولية أسقفيتها هي جيرمانيسيانا Germaniciana في مقاطعة بيزاسينا Byzacena، وكان يخضع لكرسي إيبارشيته مجموعة من المحاربين القدماء الجرمان، وبالتالي كانت بعض المزارع فيها مرتبطة بكرسي روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياماتا القديس | الولادة: – الوفاة: – يرى بعض المؤرخين مثل ديلمان Dillmann في سنة 1880م أن هذا القديس يسمى أيضاً متى. وربما كان هذا فيه التباس مع قديس آخر هو أنبا متى الذي ظهر في هاوزن، والذي جاء قبل القديسين التسعة القادمين من صعيد مصر إلى أثيوبيا بسنوات كثيرة، ويُقال أنه أسس ديراً في جومالتا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياكوبوس البابا الخمسون | الولادة: – الوفاة: 836 هروبه إلى الصعيد كان راهبًا ناسكاً بدير الأنبا مقاريوس ببرية شيهيت، وحين هجم البربر على أديرة وادي النطرون في آخر عهد البابا مرقس الثاني قتلوا معظم الرهبان ماعدا عدد ضئيل أبقتهم العناية الإلهية ليكونوا خميرة مرة أخرى، وهذا العدد الضئيل نجا بفراره من وادي النطرون والتجائه إلى الصحراء جنوباً في منطقة الصعيد، وكان بينهم الراهب الشاب ياكوبوس. العودة إلى ديره عاش ياكوبوس في دير مهجور بأعلى الصعيد، وكان يتحيّن الفرصة للعودة إلى ديره، وذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء في حلم وأمرته أن يعود إلى دير القديس مقاريوس، فأطاع ياكوبوس وقام لفوره عائداً إلى ديره، وهناك ظهرت له السيدة العذراء مرة أخرى وشجعته وقوته، ولم يلبث أن أتى إليه العديد من طالبي الرهبنة ليعيشوا تحت رعايته. ترشيحه للبابوية حينما كان البابا مرقس الثاني في سكرات الموت سأله المؤمنون عمن سيخلفه، فذكر لهم اسم الراهب ياكوبوس أب رهبان دير الأنبا مقار. وبعد نياحة البابا نودي بالصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام أعلن بعدها الأساقفة اسم الراهب ياكوبوس حسب مشورة البابا الراحل، فأطاع الجميع واستحضروا الراهب ياكوبوس وساروا به إلى الإسكندرية، وهناك رسموه بطريركاً سنة 819م. اتساع الفجوة بين الكنيسة في الشرق والغرب في بداية عهده اتسعت الفجوة بين الكنيسة في الشرق والغرب إلى أن انفصل الشطران بعضهما عن بعض في النهاية. وقد عمل البابا ياكوبوس على بناء الكنائس والقلالي التي كان البربر هدموها في دير الأنبا مقاريوس، ثم قام بزيارة رعوية في الصعيد وقضى بين أبنائه أياماً ثم عاد إلى عاصمته. كما قام ببناء كنيسة في القدس يصلي فيها القبط حينما يذهبون إلى الأراضي المقدسة. علاقته بالبطريرك الإنطاكي أرسل البابا رسالة الشركة إلى البطريرك الإنطاكي وكان وقتذاك هو مار ديونيسيوس التَلمَحري الملقب بحكيم القرن التاسع. وقد جاء بطريرك إنطاكية لزيارة مصر مرتين، كانت المرة الأولى ليقابل الوالي عبد الله بن طاهر ويطلعه على ما اقترفه أخوه من ظلم في معاملة أهالي الرُها. أما الزيارة الثانية فكانت لزيارة الأنبا ياكوبوس وقضى في مصر مدة، زار فيها الكنائس والأديرة الأثرية، وتبادل مع أساقفة الكرازة المرقسية الحديث عن الإيمان الأرثوذكسي المجيد. وبعد انتهاء زيارة البطريرك الإنطاكي بقليل شعر الأنبا ياكوبوس بوعكة، ولم تنقضِ غير أيام قليلة حتى انطلق من أسر الجسد، وكانت نياحته في 14 أمشير سنة 444ش الموافقة سنة 836م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياكوبوس أسقف بابيلون | الولادة: – الوفاة: – من الآباء الذين ساندوا الأنبا كيرلس الثاني البابا السابع والستين (من سنة 1070 إلى سنة 1084م) في جهاده الروحي. ولقد شبّ هذا الأب على محبة السيد المسيح فقصد إلى برية شيهيت وسكن في مغارة منفرداً. ثم رُسِم شماساً على كنيسة دير الأنبا يوأنس كامي واشتهر بين اخوته بالفضائل والتقوى والمداومة على العبادة والخدمة. رأى البابا أن يرسمه أسقفاً على بابيلون (مصر القديمة)، فلما تسلّم مهام الرعاية ضاعف أصوامه وصلواته وتقشفه ودأب على تعليم شعبه وإرشاده، كما جاهد في سبيل رد الخطاة إلى طريق البر. فلما أحس بقرب ساعته دعا كهنته وشعبه وأوصاهم بالمحبة والوداعة والترابط، محذراً إياهم من التهاون بالوصايا الإلهية. وما أن انتهى من وصاياه وتحذيراته حتى رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس وأسلم روحه الطاهرة في يد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياسون الرسول | الولادة: – الوفاة: – أحد السبعين رسولاً هو أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم الرب، وقد كرز مع التلاميذ قبل آلام المخلص وصنع آيات وعجائب ثم تذرع بالنعمة والقوة يوم حلول الروح المعزى. وُلد بطرسوس وهو من أول من آمن بها. وفي الرحلة التبشيرية الثانية للقديس بولس الرسول نزل الرسول في بيت ياسون في تسالونيكي. ولنجاح الرسول في كرازته أثار اليهود الحقد والحسد في قلوب بعض الأشرار، فقاموا بفتنةٍ كبيرةٍ وهاجموا بيت ياسون طالبين القبض على بولس ورفيقه سيلا. ولما لم يجدوهما سحبوا ياسون وأناساً من الاخوة إلى حكام المدينة واشتكوا عليهم قائلين: “إن هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا إلى هاهنا أيضاً وقد قبلهم ياسون. وهؤلاء كلهم يعملون ضد أحكام قيصر قائلين أنه يوجد ملك آخر يسوع. فأزعجوا الجمع وحكام المدينة إذ سمعوا هذا. فأخذوا كفالة من ياسون ومن الباقين ثم أطلقوهم” (أع 17: 5-9). أسقف طرسوس من المحتمل أيضاً أن يكون القديس ياسون هذا، هو الذي أشار إليه بولس الرسول في توصياته إلى أهل رومية مع أقربائه لوكيوس وسوسيباترُس (أع 16: 21). وقد رسمه بولس أسقفاً على طرسوس في كيليكية وذهب مع القديس سوسيباترُس أسقف أيقونية إلى جزيرة كورفو Corfu ليبشرا بالإنجيل هناك. بعد التبشير بنجاح لبعض الوقت أُلقيا في السجن، وهناك استطاعا تحويل سبعة لصوص إلى المسيحية، ثم استشهد هؤلاء السبعة بعد ذلك، ثم أخرجهما الوالي من السجن وعذب ياسون عذاباً شديداً فلم ينله ضرر. وكانت ابنة الملك تشاهد ذلك فآمنت بالسيد المسيح، ثم خلعت عنها حُلّيها وزينتها ووزعتها على المساكين واعترفت أنها مسيحية مؤمنة بإله ياسون، فغضب أبوها وطرحها في السجن، ثم أمر برميها بالنشاب، فأسلمت روحها الطاهرة بيد السيد المسيح. أرسل الملك ياسون الرسول إلى إحدى الجزر ليُعَذَب هناك، فركب مركباً ومعه بعض الجند، وحدث أن غرقت السفينة بمن فيها بينما نجا القديس ياسون. قبول المدينة الإيمان واستمر يعلم عدة سنين إلى أن تولى آخر فاستحضره ومن معه من المسيحيين وعذبهم كثيراً، ولما رأى الوالي أن أجسادهم لم تتأثر من العذابات آمن هو وكل مدينته بالسيد المسيح الذي له وحده القوة على حفظ أصفيائه، فعمّدهم القديس وعلمهم وصايا الإنجيل وبنى لهم الكنائس وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وتنيّح في شيخوخة حسنة. يُجِلّ السوريون القديس ياسون كرسول للمقاطعة التي حول أباميا Apamea وأيضاً كشهيد أُلقي للوحوش من أجل الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياسر بن القسطال القس | الولادة: – الوفاة: – الاهتمام بالحياة الأسرية عاش في العصر الفاطمي، وكان قساً عالماً راهباً أخذ يتأمل في أحوال الأقباط، وأدرك أنهم في حاجة إلى إبطال بعض عادات دخيلة عليهم، منها مطالبته بحق الخطيب في مشاهدة خطيبته قبل العقد عليها، وألا يكره أحد على الزواج بمن لا يريد. وكان دافعه إلى ذلك علاج كثرة المنازعات الأسرية التي كانت تحدث بين المتزوجين الأمر الذي ربما قاد إلى التسري وظهور مشاكل في مسألة توريث الأبناء من التسري. هذه العادة الخاطئة جداً التي شاعت بين الأقباط تشبهاً بغيرهم ممن يتزوجون بأكثر من زوجة واحدة. الختان من العادات التي أخذ يقاومها وكانت دخيلة عليهم منذ مجيء العرب إلى مصر مسألة الختان الذي كانوا يحرصون عليه أشد الحرص حتى أنه ما كان يُسمَح للطفل الذكر بالعماد إلا بعد ختانه، وأبان لهم أن الختان ليس فريضة دينية بل مجرد عادة (طبية). موقف الإكليروس منه ما فعله لا غبار عليه، لكن رجال الإكليروس تصدّوا له وأخذوا يذيعون أن ما يقول به ابن القسطال بدعة، وقد ألّف في ذلك عدة رسائل مثبتاً صحة رأيه. لكنهم أصرّوا على موقفهم منه وقطعوه وطردوه من بينهم وأخرجوه من ديره الذي كان موجوداً بالعدوية بين مصر القديمة وطره. وكان من أفخر الأديرة وكان يقصده كبار الأقباط. وكان بجانبه بستان فسيح جميل أنشأه القس من ماله الخاص، فأخرجوه منه بالقوة ووضع البطريرك يده عليه، فعاش بعد ذلك فقيراً ذليلاً ومات حزيناً كئيباً. أما البستان فلم يهنأ به البطريرك، فقد استولى عليه الأمير جبريل بن الخليفة الحافظ ووسّعه وجعله متنزهاً خاصاً به وبالخلفاء الفاطميين بعد أن كانوا يأتون إليه لمجرد الزيارة وينصرفون. وبعد سقوط الفاطميين آل هذا البستان إلى أخي صلاح الدين الأيوبي ويدعى طفتكين، وضمّ إليه بساتين أخرى مجاورة وكذلك كل الجهة المعروفة بالعدوية وساحل البحر وكانت كلها ملكاً للأقباط وكانت بها كنيسة تسمى كنيسة السودان استولى عليها أيضاً وهدمها. إيمان يهودي من مآثر هذا القس أنه بعلمه استطاع أن يقنع أحد كبار اليهود ويدعى الفخر بن زاهر بالديانة المسيحية وذلك بعد مباحثات ومناقشات. وكان هذا اليهودي متفقهاً في أمور دينه. ولما آمن هذا اليهودي بالمسيح انضم إلى الكنيسة القبطية، وتعلم اللغة القبطية وأتقنها، ورُسِم شماساً على كنيسة حارة زويلة وظل بها حتى مات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يارد الإثيوبي | الولادة: – الوفاة: – شاعر ومرتل عاش حوالي سنة 1350م، ويصفه السنكسار الإثيوبي بأنه شاعر وكاتب مزامير ومرتل شبيه بالسيرافيم. كان من عائلة كهنوتية، إذ كان أبوه كاهناً لكنيسة السيدة العذراء بأكسيوم، وهي أول كنيسة بنيت في البلاد الإثيوبية. وذات يوم ضربه معلمه لكسله، فهرب من المدينة وجلس تحت شجرة، ورأى دودة تحاول تسلق الشجرة، وكلما سقطت عاودت التسلق، فاعتبر بها يارد وعاد إلى معلمه واستسمحه، ولما كان معلمه رجلاً روحانياً فرح به وطلب إلى الآب السماوي أن يفتح بصيرته. رؤيا سماوية لم يكن الأثيوبيون حتى ذلك الوقت يُصلّون بألحان مسموعة موزونة بل كانوا يهمسون بها همساً، ولكن الله هيأ ليارد سبيل المعرفة كمن اختطفه إلى أورشليم السمائية حيث تعلم الألحان من سماعه الأربعة وعشرين قسيساً المحيطين بالعرش، فلما عاد إلى نفسه ذهب إلى كنيسة السيدة العذراء بأكسيوم وبدأ يترنم بصوتٍ عالٍ. وقد منحه الله صوتاً ملائكياً عذباً، فتجمهر الناس حوله فرحين بتسابيحه. رهبنته قيل أنه ذات يوم جلس الملك مقابله يصغي إليه فاهتزت نفسه لعذوبة الأنغام، وفي شروده غرس سيفه في قدم يارد دون أن يدري، وكان يارد بدوره مأخوذاً بالألحان التي ينشدها حتى أنه لم يشعر بالسيف المغروس في قدمه. فلما انتهى من ترنمه التفت الملك مذعوراً مما فعله به، وقال له: “أطلب ما شئت مني”. فقال له يارد: “عدني بأنك تقضي لي طلبي مهما يكن”. فوعده وعندها طلب إليه السماح له بالرهبنة، حزن الملك والشعب ولكنهم تركوه لرغبته، ووجدوا في الألحان التي علمهم إياها تعزية لهم عند غيابه. ذهب يارد أولاً إلى كنيسة السيدة العذراء بأكسيوم وصلى بحرارة ثم نزل جنوباً إلى الصحراء حيث قضى بقية عمره في الزهد والتعبد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يا الشهيدة ورفقاؤها الشهداء | الولادة: – الوفاة: 360 طوال الاضطهاد الروماني للمسيحيين لم يكن هناك أسوأ أو أكثر وحشية ودموية من اضطهاد الملك سابور الثاني Sapor II ملك الفرس للمسيحيين في بلاد فارس، وذلك في الفترة من سنة 314 إلى 379م. فبالمقارنة بمدة الاضطهاد وأعداد المُضطَهَدين قدم هذا الاضطهاد أكبر عدد من الشهداء، الذين كان من بينهم القديسة “يا” ومن استشهدوا معها. شهيدة يونانية في بلاد فارس كانت فتاة يونانية الأصل واستطاعت أن تحوِّل الكثير من السيدات الفارسيات إلى المسيحية، فقُبِض عليها وبدأت سلسلة من العذابات، شُدَّت أطرافها بالحبال بقوة ثم ضُرِبت بدون شفقة فكانت تصلي قائلة: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي قوي عبدتك وأنقذني من الذئاب المحيطة بي”. أُعيدت إلى السجن حتى استعادت قوتها، ثم عرضوا عليها أن يطلقوا سراحها إن تركت إيمانها، فلما رفضت ضُرِبت مرة أخرى بمنتهى القسوة حتى لم تعد تستطيع أن تتكلم أو تتحرك. بعد ستة شهور، إمعاناً في تعذيبها، لصقوا شرائح من البامبو (خشب) بكل جسمها وربطوها بالحبال، قاصدين بذلك ضغط الشرائح إلى داخل جسمها ثم ينزعونها واحدة تلو الأخرى حتى كادت تموت من كثرة ما فقدت من الدماء. أعادوها إلى السجن مرة أخرى وبعد عشرة أيام علقوها من يديها وجلدوها حتى برزت عظامها من لحمها، وأخيراً قطعوا رأسها وألقوا بجسدها، وكان ذلك سنة 360م. جاء في التقليد الغربي أن جملة من عانوا التعذيب معها بلغوا تسعة آلاف شهيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حزقيال الناسك القديس | الولادة: – الوفاة: – اب الرهبان بدير ليبانيوس، وهو الرابع في خلفاء القديس تكلاهيمانوت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حلفا وزكا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 303 في أول سنة للاضطهاد العام الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس والذي صادف الاحتفالات بالعيد العشرين لارتقائه العرش، استصدر حاكم فلسطين عفواً إمبراطورياً عن كل المجرمين المحبوسين، باستثناء المسيحيين. في ذلك الوقت قُبِض على زكا الذي كان شماساً من جادارا Gadara في عبر الأردن. جُلِد بقسوة ثم مزقوا جسده بأمشاط حديدية، وبعد ذلك ألقوه في السجن حيث شدوا رجليه متباعدتين حتى كادت أطرافه تتفكك من بعضها. وكان القديس وهو في هذه الحال في غاية الفرح والتهليل، يسبح الله نهاراً وليلاً. وبعد قليل انضم إليه حلفا، الذي كان من سكان إليوثيروبوليس Eleutheropolis كنيسة قيصرية Caesarea. أثناء الاضطهاد كان يثبت المؤمنين، ولما قُبِض عليه وبَّخ الحاكم في أول محاكمة أمامه فأُلقي وكان من عائلة شريفة وقارئ في في السجن. في المحاكمة التالية جلدوه حتى تمزق لحمه ثم أكملوا التمزيق بالخطاطيف، وبعدها ألقوه في السجن مع زكا وربطوه بنفس الطريقة القاسية. وفي المحاكمة التالية حُكِم على الاثنين بالموت، وقطعوا رأسيهما معاً في 17 نوفمبر سنة 303م، ونالا إكليل الاستشهاد. تعيد الكنيسة القبطية للقديسين حلفا وزكا ورومانوس ويوحنا الشهداء مع القديسين توما وبقطر واسحق من الأشمونين في الحادي والعشرين من شهر هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حنانيا الرسول والشهيد | الولادة: – الوفاة: – أقامه الرسل أسقفاً على مدينة دمشق. فبشر فيها ببشارة الحياة كما بشر في بيت جبرائيل أيضاً، وردَّ كثيرين من أهلها إلى الإيمان وعمّدهم هم وأبناءهم. وهو الذي عمَّد بولس الرسول عندما أرسله الرب إليه، ولما عمَّده وقعت من عينيه قشور ثم أبصر. وقد أجرى الله على يديّ هذا القديس آيات كثيرة فآمن ببشارته كثيرون من اليهود والأمم. بعد ذلك قبض عليه لوكيانوس الأمير وعذّبه بعذابات شديدة منها حرق جنبيه بمشاعل نار. وأخيراً أخرجه خارج المدينة وأمر برجمه، فرجموه حتى أسلم روحه الطاهرة بيد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حنانيا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 343 كان كاهناً في بلاد فارس واستشهد سنة 343م أثناء حكم الملك سابور الثاني Sapor II، وهو أحد الشهداء الذين استشهدوا مع سمعان بارسابا الأسقف الشهيد ورفقاؤه الشهداء، والذين ترد سيرتهم في حرف “س”. بعد أن أمر الملك بقتل عدد كبير من المسيحيين أصدر الأمر أخيراً بقتل حنانيا ورفيقيه سمعان بارسابا وعبدخالاس Abdechalas، إذ حفظهم للنهاية. وكان يأمل أن يؤثر فيهم منظر الدم فيهتز ثباتهم ويخضعون لأمره ويسجدون للشمس، إلا أن سمعان ثبَّت رفيقيه بكلماته ونصائحه حتى نالوا جميعاً إكليل الاستشهاد. وحدث أن حنانيا حين جاء دوره لربطه ليتلقى ضربة الفأس، تأثر فجأة واهتز بمشاعر الخوف الطبيعي من الموت، وارتجف جسمه فقط بسبب الضعف البشري، إلا أن روحه ظلَّت قوية مثل السابق دون أي تغيير. حين رأى فوسيك Phusik الذي كان ناظر عمَّال الملك وكان هو نفسه مسيحياً ما يحدث قال لحنانيا: “تشجع واغلق عينيك للحظة، فبعد قليل سوف ترى نور السيد المسيح”. من أجل هذه الكلمات قُبِض عليه وعلى ابنته العذراء وعُذِبا بوحشية وقُتِلا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حنانيا وهرواج وخوزي الشهداء | الولادة: – الوفاة: – تعيد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاد القديسين هرواج وحنانيا وخوزي الشهداء الذين من الفيوم في السادس عشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حنة القديسة | الولادة: – الوفاة: – هي والدة السيدة العذراء مريم والدة الإله. وكانت هذه الصدِّيقة ابنة لماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن، واسم أمها مريم من سبط يهوذا. وكان لماثان هذا ثلاث بنات: الأولى مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة، والثانية صوفية أم اليصابات والدة القديس يوحنا المعمدان، والثالثة هي هذه القديسة حنة زوجة الصديِّق يواقيم من سبط يهوذا ووالدة السيدة العذراء مريم أم مخلص العالم. بذلك تكون السيدة البتول وسالومي واليصابات بنات خالات. وإن كنا لا نعلم عن هذه الصدِّيقة شيئاً يذكر إلا أن اختيارها لتكون أماً لوالدة الإله بالجسد لهو دليل على ما كان لها من الفضائل والتقوى التي ميزتها عن غيرها من النساء حتى نالت هذه النعمة العظيمة. إذ كانت عاقراً كانت تتوسل إلى الله أن ينزع عنها هذا العار، فرزقها ابنة بركة لها ولكل البشر، هي العذراء مريم أم مخلص العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| حنس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 375 كان كاهناً في بلاد فارس واستشهد في شهر مايو سنة 375م أثناء حكم الملك سابور الثاني Sapor II. وقد استشهد معه شماس اسمه حنس ومعه أربعون آخرين تقريباً، من بينهم أسقفان، وستة عشر كاهناً، وتسعة شمامسة وستة رهبان وسبع عذارى مكرسات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| خريسبوس أو كريسبوس | الولادة: – الوفاة: – نشأته أحد اخوة أربعة كبادوكيين بالمولد، منهم اثنان يدعيان كوسماس Cosmas وغبريال، كما ذكر كيرلسCyril of Scythopolis . تركوا موطنهم وذهبوا إلى أورشليم ليتعلموا على يدي اوثيميوسEuthymius . أعماله الكنسية في عام 455 أقامه البطريرك جوفينال رئيساً على دير لوراLaura ، وبالتالي على كنيسة القيامة. صار كاهناً؛ وبعد تولي أخوه كوسماس كرسي سكيثوبوليس Scythopolis، عُين خريسبوس “حارساً للصليب المقدس”، وبقي هكذا إلى يوم نياحته. كان غزيراً في كتاباته، ترك أعمالاً كثيرة وإن كان لم يبقَ إلا القليل جداً منها. سجل لنا فوتيوس أنه قرأ له بخصوص عماد غمالائيل ونيقوديموس بواسطة القديسين بطرس ويوحنا، وعن استشهاد الأخير، نقلاً عن كاهنٍ زميل له يدعى لوسيان، ظهر له في حلم في الموقع الذي فيه وُضع جسداهما مع جسد الشهيد إسطفانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| خريستوجونس أو كريستوجونس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 أحد الشهداء في عصر دقلديانوس، كان اسمه يُدرج في القداس الإلهي الغربي منذ فترة مبكرة جداً، مما يبدو أنه كان له صيته العظيم. لا نعرف عنه إلا القليل جداً. يحتفل بذكراه مع القديسة الشهيدة انسطاسية Anastasia (22 ديسمبر) التي استشهدت في اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وكان هو الأب الروحي لها. يُذكر عنه أنه من المسئولين في روما العظمى، وأنه إنسان يخاف الرب، ومعلم للمسيحيين، وعندما حدث اضطهاد أُلقي القبض عليه وأودع في السجن. إذ كان دقلديانوس في Nice (ربما اختصار نيقوميدية) كتب إلى روما أنه يجب قتل جميع المسيحيين، وأن يُحضر خريستوجونس مقيداً إلى Nice ، وعند حضوره سيقطع رقبته. يرى البعض أن دقلديانوس أصدر أربع قرارات خاصة باضطهاد المسيحيين، فإلى أي قرار من الأربعة صدر منه الأمر السابق؟ 1. القرار الأول كان في فبراير 303. 2. القرار الثاني بعد الأول بقليل، فيه أمر بوضع جميع رجال الكهنوت في السجن. يبدو في هذا القرار كان لخريستوجونس أثره العظيم على تثبيت المؤمنين. كان من سجنه يرسل إلى أنسطاسية رسائل إرشاد وتوجيه. 3. القرار الثالث في الاحتفال العظيم الحادي والعشرين لتوليه الملك، فيه الزم الكهنة أن يقدموا ذبائح إن أرادوا الخروج من السجن. لم يصدر قراراً بالقبض على كل المسيحيين. ولكن إن مات أحد أثناء تعذيبه يُحسب هذا قانونياً. 4. في ربيع سنة 304 صدر القرار الرابع وهو لم يأت بشيء جديد إنما جاء يفسر القرارات السابقة. يبدو أن بقاء خريستوجونس بالرغم من كل العذابات أثار دقلديانوس فطلب إرساله سريعاً ليقطع رقبته. تم استشهاده في أكويلا Aquileiaأو بالقرب منها في Aquae Gradata ، بفريلاFriulia حيث حُكِم عليه وقُطِعت رأسه. بعد استشهاده ألقوا بجسده في البحر، وأخرجه القديس زوْيلوس Zoilus ودفنه. وكان استشهاد القديس كريسوجونوس حوالي سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| خريستوظُلو الشهيد | الولادة: – الوفاة: – رافق هذا الأب القديس الشهيدين أنبا بضابا والقس أندراوس (وردت سيرتهما تحت “الأنبا بضابا”) إلى الاستشهاد في زمن أريانوس والي أنصنا، ونال معهما إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| خريستوفوروس الشهيد حامل المسيح | الولادة: – الوفاة: – قديس من رجال النصف الأول من القرن الثالث، نال شهرة عظيمة في بلاد وسط أوروبا بسبب كثرة معجزاته. نشأته ولد روبروبس Reprobos (اسمه قبل المعمودية) ومعناه “عديم القيمة”، أو “أوفيرو” ومعناه “الحاملOffero “، في بلاد سوريا حوالي سنة 250م. كان من نسل كنعان، وكان عملاقاً طويل القامة وضخم الجسم، وكان وجهه يحمل ملامح عنيفة ومخيفة، يدرّب نفسه أن يكون مقاتلاً. تقول الروايات أنه إذ كان يخدم ملك كنعان فكر أنه يريد أن يصير خادماً مطيعاً لأعظم ملك في العالم كله، فأخذ يبحث حتى وجد من ظن أنه أعظم ملك، فقبله الملك في خدمته وصار من خاصته. اختير ليكون ضمن رجال الحرس الإمبراطوري وذلك لضخامة جسمه وشهامته. بسرعة فائقة تألق نجمه وصار رئيساً للحرس الإمبراطوري. انكسر الإمبراطور في حرب، فانطلق أوفيرو يطلب خدمة الملك الغالب معتقداً أنه أعظم ملك في العالم. خدمته لرئيس هذا العالم في أحد الأيام كان المغني في حضرة الملك يغني أغنية فيها ذكر لاسم “الشيطان”. لاحظ أوفيرو على الملك – الذي كان مسيحياً – أنه كثيراً ما يرشم نفسه بعلامة الصليب كل مرة يُذكَر فيها اسم الشيطان. تعجب كريستوفر من ذلك، وسأل الملك عن معنى العلامة التي يكرر رشمها ملكه وسبب رشمه لها، فأجابه بعد تردد: “كل مرة يُذكَر فيها الشيطان أخاف أن يتسلط عليَّ، فأرسم تلك العلامة حتى لا يزعجني”. تعجب كريستوفر وسأله: “هل تشك أن الشيطان يمكنه أن يؤذيك؟ إذن فهو أقوى وأعظم منك”. شعر أوفيرو أن ملكه ضعيف أمام إبليس فقرر أن يخدم الملك العظيم. وفي الليل انطلق من القصر، وجال من مكان إلى آخر يسأل عن إبليس. وإذ دخل صحراء واسعة فجأة وجد فرقة من الفرسان تتجه نحوه، وكان منظرهم كئيباً للغاية. في شجاعة وقف أوفيرو أمام قائد الفرقة يعترض طريقه، وكان منظره مرعباً. عندئذ سأله القائد عن شخصه وسبب مجيئه إلى الغابة، فقال أنه يبحث عن الملك الذي يسود على العالم. أجابه القائد بكبرياء: “أنا هو الملك الذي تبحث عنه!” فرح أوفيرو وأقسم له أنه مستعد أن يخدمه حتى الموت، وأنه سيطيعه في كل شيء، وسيتخذه سيداً له إلى الأبد. كان عدو الخير يثيره للهجوم على المدن في الظلام وقتل الكثيرين ليعود في الفجر إلى الصحراء مع جنود الظلمة. وكان أوفيرو معجباً بهذا الملك العاتي وجنوده الأشرار الأقوياء . إدراكه قوة الصليب في ذات ليلة عاد أوفيرو إلى الصحراء، وفي الطريق وجد الفارس القائد ساقطًا، وكاد كل كيانه أن يتحطم. وكان جواده ساقطاً على ظهره متهشماً. تطلع ليري ما وراء هذا كله فوجد صليباً ضخماً من الخشب على حافة الطريق، وقد أشرق نور منه. كان القائد مرتجفاً غير قادرٍ على الحركة نحو الصليب. تعجب أوفيرو مما حدث وسأل الشيطان عن ذلك فرفض الإجابة، فقال له أوفيرو: “إذا لم تخبرني سوف أتركك ولن أكون خادمك أبداً”. اضطر الشيطان أن يخبره: “كان هناك شخص اسمه المسيح عُلِّق على الصليب، وحين أرى علامته أخاف وأرتعد وأهرب من أمامها أينما وُجِدت”. إذا بخيبة الأمل تحل على أوفيرو الذي قال له: “بما أنك تخاف من علامته فهو إذن أعظم وأقدر منك. لقد كنت مخدوعاً حين ظننت أني وجدت أعظم سيد على الأرض. لن أخدمك فيما بعد وسأذهب لأبحث عن المسيح لأخدمه”. هرب القائد وكل جنوده وبقي أوفيرو أمام الصليب. رفع عينه ليري تلك القوة العجيبة التي حطمت قوات الظلمة. هنا صرخ أوفيرو طالباً أن يتبع سيده الجديد المصلوب. أخذ يبحث عن وسيلة ليجد السيد المسيح، وأخيراً اهتدى إلى شيخ راهب قديس يعيش في كهفٍ مجهولٍ في حياة السكون، حدّثه عن الإيمان المسيحي. خريستوفر الخادم قال له الشيخ الراهب: “إن الملك الذي تريد أن تخدمه يطلب منك الصوم المستمر”. فأجاب أوفيرو: “أطلب شئ آخر، لأنني لا أستطيع تنفيذ ما تطلبه”. قال المتوحد: “إذن عليك بالتبكير كل يوم من أجل الصلوات الكثيرة”، فأجاب أوفيرو: “وهذا أيضًا لا أستطيعه”. ثم قال المتوحد مرة أخرى: “هل تعرف النهر الفلاني حيث يبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان، ولا تستطع القوارب أن تقاوم تياره؟” أجاب أوفيرو: “أعرفه جيداً”، فقال المتوحد: “بما أن بنيانك قوي فعليك بالسكنى إلى جوار النهر وعليك أن تحمل كل من يريد أن يعبر النهر، وهذا العمل سوف يسعد الرب يسوع المسيح الذي تريد أن تخدمه، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يظهر ذاته لك”. كان رد القديس: “بالتأكيد هذه خدمة يمكنني تنفيذها وأعِدَك بذلك”. مضى أوفيرو إلى ذلك المكان بجوار النهر وبنى لنفسه كوخاً من الحجارة وغطاه بأغصان الشجر ليسكن فيه، وأحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء، وكان يجلس عند الشاطئ يساعد كل العابرين، وفي نفس الوقت كان يبعث فيهم السلام الداخلي بكلماته الروحية العذبة، واستمر يفعل ذلك مدة طويلة بدون توقف. عاد أوفيرو إلى الراهب ليتدرب على حياة العبادة الصادقة والخدمة لله. أخيراً طلب منه أن يعود إلى النهر. امتلأت حياته بالفرح، ووجد لذته في التعب من أجل الآخرين غير أنه أحياناً كان يحزن لعدم إمكانية الصلاة المستمرة. اختبار محبته في إحدى الليالي بينما كان الجو عاصفاً والأمطار شديدة سمع صوت طفلٍ يناديه من الخارج: “خريستوفر أخرج إليَّ، واحملني عبر النهر”. استيقظ القديس وفتح باب كوخه ليري ذاك الذي يتجاسر علي طلب العبور في وسط هذا الجو العاصف في الليل وسط الظلام. لكنه لم يرَ أحداً فظنّ أنه كان يحلم. إذ أغلق الباب وتمدد على الأرض لينام سمع الصوت يناديه مرة أخرى بوضوح باسمه طالباً أن يحمله عبر النهر. وقف للمرة الثانية على باب كوخه فلم يرَ أحداً. دخل كوخه وأغلق بابه وظل ينتظر فجاءه الصوت خافتاً في هذه المرة. قفز من مكانه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت فوجد طفلاً على الشاطئ يطلب منه أن يحمله ويعبر به. بشجاعة حمله ونزل في الماء البارد، وسط التيار الجارف الخطير، وعرّض حياته للخطر. سار به لكن بدأ ثقل الطفل يزداد عليه جداً وسط هذا الجو الخطير. بالكاد عبر النهر بجهد جهيد وبلغ الضفة الأخرى ففرح انه خدم هذا الطفل وعبر به. وقال له: “لقد عرضتني إلى خطر عظيم، وكنت ثقيلاً حتى تصورت أنني أحمل العالم كله فوقي ولا أعتقد أنه بإمكاني أن أحمل أكثر مما حملت اليوم”. قفز الطفل من على كتفيه، وأعلن عن شخصه ثم قال له: “سيكون اسمك من الآن خريستوفر لأنك حملت المسيح. لا تتعجب لأنك لم تحمل العالم بل من خلق العالم كله فوق كتفيك. أنا هو يسوع المسيح الملك الذي تخدمه بعملك هذا، وحتى تتأكد مما أقول اغرس عصاك بجانب الكوخ وسترى أنها غداً تُخرِج لك زهوراً وثماراً”، ثم اختفى الطفل عنه. نفّذ خريستوفر الأمر وفي الصباح وجد عصاه مثل النخلة وتحمل زهوراً وأوراق وبلحاً. عاد خريستوفر يخدم الجميع بوداعةٍ وحبٍ شديدٍ. القبض عليه ذهب القديس إلى مدينة ليسيا Lycia ولكنه لم يفهم لغتهم، فصلَّى إلى الله أن يفهمهم فأعطاه الله طلبه. وأثناء صلاته ظنه الناس مختلاً فتركوه ومضوا، فلما فهم لغتهم غطى وجهه ومضى إلى مكان استشهاد المسيحيين فعزَّى الموجودين باسم الرب. لما رأى القاضي ذلك ضربه على وجهه، فرد قائلاً: “لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وجنودك تحسبون شيئاً أمامي”. شهادته للسيد المسيح غرس عصاه في الأرض وصلَّى إلى الله أن تحمل زهوراً وثماراً من أجل إيمان الموجودين، فتمّ له ذلك حتى آمن ثمانية آلاف رجل. أرسل القائد إلى ديسيوس الملك يروي له ما حدث، حينئذ أرسل الملك اثنين من فرسانه ليبحثا عنه، فوجداه يصلي ولم يجسرا على الطلب منه. أرسل إليه الملك عدة مرات وأخيراً أرسل مائتين جندياً. سألهم القديس بعد انتهائه من الصلاة: “ماذا تريدون؟” فلما نظروا في وجهه أجابوه: “أرسلنا الملك لنحضرك مقيداً إليه”. قال لهم: “لن تأخذونني إليه مقيداً أو غير مقيد”، فأجابوه: “اذهب إذن في طريقك وسوف نقول للملك أننا لم نجدك”. أجابهم خريستوفر: “لا يكون هكذا بل سأذهب معكم”. وفي الطريق إذ فرغ الطعام ولم يبقَ سوى القليل جداً من الخبز، صلى القديس على الخبز وبارك فصار كثيراً جداً، حتى دهش الجند وآمنوا بالسيد المسيح. وحين بلغوا إنطاكية اعتمد الجند على يديّ البطريرك بولا. حين رآه الملك ارتعب من منظره حتى سقط عن كرسيه، ثم سأل القديس عن اسمه ومدينته، فأجاب خريستوفر: “قبل أن أتعمد كان اسمي ريبروبُس وبعد المعمودية خريستوفر. قبل المعمودية كنت من كنعان، وبعدها أنا إنسان مسيحي”. قال الملك: “إن لك اسم غبي إذ تتذكر المسيح المصلوب الذي لم يستطِع أن يساعد نفسه وبالتالي لن يكون ذا منفعة لك. فلماذا إذن تلعن كنعان ولماذا لا تقدم قرابينك للآلهة؟” كان رد القديس حاداً: “إنك بالحقيقة تدعى داجنَس Dagnus لأنك تحمل موت العالم وتابع للشيطان، وآلهتك ما هي إلا صنعة أيدي الناس”. أجاب الملك: “لقد تربيت وسط الحيوانات المتوحشة ولذلك لا يمكنك النطق إلا بلغة متوحشة وكلمات غير معروفة للناس، وإذا قَرَّبت الآن للآلهة فسوف أمنحك عطايا وكرامة جزيلة، أما إذا رفضت فسوف أدمرك وأقضي عليك من فرط الألم والتعذيب”. رفض القديس الوعود والتهديد فسجنه الملك بينما أمر بقطع رؤوس كل فرسانه الذين آمنوا على يد خريستوفر. امرأتان في السجن أرسل الملك امرأتين إلى السجن ووعدهما بعطايا جزيلة إذا استطاعا إسقاط خريستوفر معهما في الخطية، أما القديس فحين رأى ذلك أخذ يصلي طالباً المعونة من الله. وقف أمامهما قائلاً: “ماذا تطلبان؟ وما الذي أتى بكما إلى هنا؟” خافت المرأتان من منظره وتأثرتا بصفاء وجهه فقالتا: “أشفق علينا يا قديس الله حتى نؤمن بالإله الذي تبشر به”. حين سمع الملك بذلك أمر بإحضارهما أمامه وهدّدهما بالتعذيب والقتل إن لم يقرِّبا للآلهة، فأجابتاه: “إذا كانت رغبتك أن نقرِّب للأوثان فأمر بإعداد الهيكل وتنظيفه وأحضر كل رجالك إليه”. وحين تمّ لهما ما طلباه دخلا الهيكل ولفَّا حزاميهما حول أعناق الآلهة وجذبوها بقوة فسقطت إلى الأرض وتحطمت، ثم قالتا للموجودين بسخرية: “استدعوا الأطباء لعلاج آلهتكم”. أمر الملك فعُلِّقت واحدة ورُبِط ثقل عظيم في قدميها حتى تمزقت أعضاؤها وأسلمت الروح، أما الأخرى فأُلقِيت في وسط النار فلم تؤذِها فقطعوا رأسها واستشهدت. تعذيبه أُحضِر خريستوفر أمام الملك فأراد أن يذيقه الآلام، فأمر بإلقائه في قدر وأن يُوقد نار تحته. فوقف في القدر يخاطب الحاضرين كمن هو في فردوسٍ مفرحٍ أو داخل كنيسة، يعلن لهم عن محبة الله ورعايته وخلاصه الأبدي. تأثر الحاضرون ودهشوا كيف يحول الله النار إلى بردٍ ويعطي شهداءه حباً للآخرين وسلاماً، فآمنوا بالسيد المسيح وعندئذ أمر الملك بتقطيع أجسادهم بالسيوف. استشهاده أمر بضربه بقضبان حديدية ووضع صليب من حديد ملتهب فوق رأسه، ثم أعد له كرسياً من حديد أجلسه عليه وأشعل تحته، فاحترق الكرسي مثل الشمع بينما لم يتأثر القديس وخرج سالماً. إذ رأى الملك ذلك أمر بربطه وضربه بالسهام بواسطة أربعين من فرسانه الأشداء، فلم تصبه أيِّ من السهام بل كانت تتعلق في الهواء دون أن تلمسه، وحدث أن ارتد أحد هذه السهام وأصاب عين الملك فأعماه. فقال له القديس: “غداً سوف أموت فاصنع طينة صغيرة من دمي واطلي بها عينيك وسوف تشفى”. أمر الملك فقطعوا رأسه بحد السيف وهكذا نال إكليل الاستشهاد. ثم أخذ الملك قليل من دمه ووضعه على عينيه وقال: “باسم إله خريستوفر” فبرئ في الحال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| خريسولوجوس أو كريسولوجوس | الولادة: – الوفاة: – ولد بطرس خريسولوجوس رئيس أساقفة رافينا Rvenna(433 – 454 م) في فورم كورنيلي Forum Cornelii أثناء أسقفية كرينليوس الذي اهتم بتربيته وسامه شماساً، وجعله قيّماً oeconomus على الكنيسة. يتشكك بعض الدارسين في أنه قد صار رئيس أساقفة رافينا. عظاته وست وسبعين لا تحمل قوة البلاغة التي ينسبونها إليه.فإنها عظات قصيرة جداً، كُتبت بلغة سهلة بسيطة، ليس فيها ما يمس القلب أو يلهب المشاعر. شهرته كواعظ ربما اعتمدت على نبرات صوته وطريقة إلقائه وليس على مادة الوعظ. أعماله الأخرى من تفاسير للكتاب المقدس ورسائل ضد الأريوسيين بادت بالحريق الذي تم عند محاصرة ايمولا Imola بواسطة ثيؤدورك Theodoric، عام 524م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| خوزي و هرواج و حنانيا الشهداء | الولادة: – الوفاة: – تُعيد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاد القديسين هرواج وحنانيا وخوزي الشهداء الذين من الفيوم في السادس عشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| دميان و قزمان واخوتهما وأمهم الشهداء | الولادة: – الوفاة: – نشأتهم عاش القديسون قزمان ودميان واخوتهما انثيموس ولاونديوس وابرابيوس وأمهم ثاؤذوتي في مدينة أجاس وهي ميناء بمقاطعة كيليكية بمنطقة أرابيا بآسيا الصغرى، في نهاية القرن الثالث الميلادي. لا نعرف شيئا عن الوالد، أما الأم ثأوذوتي أو ثيؤدوره وتعني “عطية الله”، فكانت تتقي الله، مُحبة للغرباء، رحومة. ترمّلت وأولادها بعد أطفال، فربّتهم وعلّمتهم مخافة الرب ومحبة الفضيلة. طبيبان مؤمنان كانت هذه الأسرة غنية جداً. تعلّم قزمان ودميان صناعة الطب، وكانا يعالجان المرضى بلا أجر، أما اخوتهما فمضوا إلى البرية وترهّبوا. مع مهارة الصبيان قزمان ودميان كانا يهتمان في عملهما بالإيمان بالله طبيب النفوس والأجساد. وكان الله يهبهما نعمة خاصة، فيشفيان المرضي بقوة فائقة للطبيعة مع استخدامهما للأدوية. كانا شعارهما في حياتهما اليومية وعملهما “إن أكلتم أو شربتم أو فعلتم أي شيء فافعلوا كل شيء لمجد الله” (1كو31:10). الطبيبان بلا فضة دفعهما نجاحهما في عملهما خلال نعمة الله بالأكثر إلى ممارسة حياة الكفاف مع الصلاة والأمانة، فكانا يخشيان تعلق نفسيهما بمحبة الفضة فيسقطان في شرور كثيرة. اشتهرا بلقب الطبيبين بلا فضة، ودعاهما الوثنيون مبغضي الفضة. أمانتهما في عملهما وحياتهما التقوية مع اتكالهما على الرب جذب كثير من المرضى الوثنيين إلى الإيمان المسيحي. جاء في التسبحة خاصة بالشهيدين التي كانت تُنشد في الغرب: “كانا الدارسين فن الطب يهبان خلال العطية الإلهية جميع المتعبين الصحة مجاناً، يهبان الشفاء للمرضى والحزانى، يقدمان لمن يشكو ما ينتظره منهما بلا مقابل. يهبان النظر للعميان، والشفاء للعرج والمساعدة للصُم. قيل عنهما أنهما كانا يهتمان بعلاج الإنسان والحيوان، إذ كانا يترفقان ببني البشر كما بالحيوانات”. شفاء بالاديا أنفقت بالاديا كل ما لديها على أطباء كثيرين حتى افتقرت. وأخيراً سمعت عن هذين القديسين فلجأت إليهما. صليا من أجلها وقدما لها الدواء، وإذ شفيت قدمت هدية بسيطة للقديس دميان فرفضها بشدة، إذ كانت محتاجة. شهادة القديسين للسيد المسيح لما ارتد دقلديانوس عن الإيمان وأمر بعبادة الأوثان، استدعاهما ليسياس الحاكم ودخل معهما في حوار عن كرازتهما بالإيمان بالسيد المسيح وهما طبيبان. أجابا أنهما اختارا مهنة الطب لا لمكسبٍ ماديٍ بل لمنفعة الجميع، وأن ربنا يسوع المسيح يهبهما قوة الشفاء، لذلك آمن كثيرون به. ثار الحاكم عليهما جداً وإذ استعلم منهما عن مكان اخوتهما، استحضرهم ومعهم أمهم، وأمرهم أن يبخروا للأوثان فلم يطيعوه. حاول الحاكم أن يغريهم بوعود زمنية باطلة، وإذ لم يستجيبوا بدأ يهددهم بالاتهام أنهم يعصون أمر الإمبراطور. أجابه الاخوة المباركون أنهم مسيحيون، ومن أجل إيمانهم يُضطهدون، وأنهم منذ زمن طويل يشتهون احتمال الآلام حتى الموت، بل وكانوا يتعجلون هذا الأمر إذ يريدون الالتقاء بالسيد المسيح. فأمر أن يُعصر الخمسة في المعصرة. كان القديسان يشجعان اخوتهم الصغار علي التمسك بالإيمان، وإذ رأي الحاكم ثباتهم أمر بطرحهم في البحر وهم مقيّدون بالسلاسل، لكن الرب تمجد فيهم، فأرسل ملاكه وحطّم السلاسل وأنقذهم حيث دفعتهم الأمواج إلي الشاطئ سالمين. شفاء الحاكم إذ سمع ليسياس بما حدث معهم استدعاهم وصار يلعنهم ويلعن اسم الله القدوس بآلهته الوثنية، لكن ملاكاً لطمه فدخلت فيه أرواح شريرة كانت تعذبه. اشتدت الآلام فاستدعي القديسين وطلب العفو منهما. تحنّنا عليه وصليا من أجله أن يغفر له السيد المسيح، فشُفي للحال. عودة للعذابات سرعان ما عاد الحاكم إلي عنفه وقسوته، فأمر بتعليق القديسين قزمان ودميان علي صليبين ورجمهما بالحجارة، فكانت الحجارة لا تكاد تمس جسديهما حتى ترتد بقوة علي الراجمين. أما اخوتهما فقُيدا وأُلقيا بين الصليبين ليُرموا بالسهام، فكانت السهام ترتد علي ضاربيها. أخيراً اضطر الكل أن يهربوا. أمر الحاكم بحل وثاقهم وإلقائهم في أتون النار ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ ثم طرحهم في مستوقد حمام. وأخيراً وضعهم على أسرّة من الحديد محمّاة، فأقامهم الرب أحياء بغير فساد. ولما تعب الوالي من تعذيبهم أرسلهم إلى الملك فعذبهم هو أيضاً. وكانت أمهم تُعزيهم وتُصبّرهم. انتهرها الملك فوبّخته على عبادة الأوثان، فأمر بقطع رأسها ونالت إكليل الحياة، وبقى جسدها مطروحاً لم يجسر أحد أن يدفنه. فصرخ القديس دميان في قوته وعلى الحاضرين قائلاً: “يا أهل المدينة أليس فيكم أحد ذو رحمة، فيستر جسد هذه العجوز الأرملة ويدفنها؟” عند ذلك تقدم بقطر بن رومانوس وأخذه وكفنه ثم دفنه. لما علم الملك بما عمله بقطر أمر بنفيه إلى ديار مصر، وهناك نال إكليل الشهادة. وفي الغد أمر الملك بقطع رؤوس القديسين قزمان ودميان واخوتهما فنالوا إكليل الحياة في ملكوت السموات. وبعد أن انقضى زمان الاضطهاد، بُنيت لهم كنائس عديدة، أظهر الرب فيها آيات وعجائب كثيرة. تُعيد لهم الكنيسة الغربية في 27 سبتمبر، وفي الخميس الرابع من الصوم الكبير. وتعيد لهم الكنيسة القبطية في يوم 22 هاتور و22 بؤونة من كل عام. صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا جميعاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دميانة الشهيدة والأربعون عذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – نشأتها وُلدت من أبوين مسيحيين تقيين في أواخر القرن الثالث، كان أبوها مرقس والياً على البرلس والزعفران بوادي السيسبان. إذ بلغت العام الأول من عمرها تعمدت في دير الميمة جنوب مدينة الزعفران، وأقام والدها مأدبة فاخرة للفقراء والمحتاجين لمدة ثلاثة أيام، بعد فترة انتقلت والدتها. أمير يطلب يدها تقدم أحد الأمراء إلى والدها يطلب يدها، وكانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها. عرض الوالد الأمر عليها، فأجابته: “لماذا تريد زواجي وأنا أود أن أعيش معك؟ هل تريدني أن أتركك؟” تعجب والدها لإجابتها هذه، فأرجأ الحديث عن الزواج. لاحظ على ابنته أنها عشقت الكتاب المقدس وارتوت به، وكانت تلجأ إلى حجرتها الخاصة تسكب دموع الحب الغزيرة أمام الله مخلصها، كما لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة مع كثرة أصوامها وصلواتها، وحضور كثير من الفتيات صديقاتها إليها يقضين وقتهن معها في حياة نسكية تتسم بكثرة الصلوات مع التسابيح المستمرة. بناء قصر لها في سن الثامنة عشر كشفت عن عزمها على حياة البتولية، فرحب والدها بهذا الاتجاه. ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصراً في جهة الزعفران بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، واجتمع حولها أربعون من العذارى اللواتي نذرن البتولية. فرحت البتول الطاهرة دميانة لمحبة والدها لها التي فاقت المحبة العاطفية المجردة، إذ قدم ابنته الوحيدة ذبيحة حب لله. عاشت القديسة مع صاحباتها حياة نُسكية رائعة. امتزج فيها الصوم بالصلاة مع التسبيح الذي حوَّل القصر إلى سماء يُسمع فيها صوت التهليل المستمر. سقوط والدها في أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ضعف أبوها مرقس وبخر للأوثان. فما أن سمعت دميانة هذا الخبر حتى خرجت من عزلتها لتقابل والدها. طلبت القديسة دميانة من صديقاتها العذارى أن يصمن ويُصلين لأجل خلاص والدها حتى يرجع عن ضلاله. التقت القديسة بوالدها، وفي شجاعةٍ وبحزمٍ قالت له: “كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك الإله الحقيقي”. كما قالت له: “اعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان حيث لا يكون لك نصيب في الميراث الأبدي الذي أعده الله لمحبيه وحافظي عهده”. صارت تبكته بمرارة عن جحده لمسيحه مهما كانت الظروف. وسألته ألا يخاف الموت، بل يخاف من يُهلك النفس والجسد معاً، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه وأبديته. مع حزمها الشديد وصراحتها الكاملة كانت دموع محبتها تنهار بلا توقف، وهي تقول له: “إن أصررت على جحدك للإله الحقيقي، فأنت لست بأبي ولا أنا ابنتك!” قيام مرقس من السقوط ألّهبت هذه الكلمات والدموع قلب مرقس، فبكى بكاءً مراً وندم على ما ارتكبه. في توبة صادقة بروح التواضع المملوء رجاءً قال لها: “مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي. فقد انتشلتيني من الهوة العميقة التي ترديت فيها. وتجددت حياتي استعداداً لملاقاة ربى العظيم الذي أؤمن أنه يقبلني إليه”. وبروح الرجاء شكر الله الذي أيقظ قلبه قائلاً: “أشكرك يا إلهي لأنك نزعت ظلمة الكفر عن قلبي. الفخ انكسر ونحن نجونا…” فتركها للوقت وذهب إلى إنطاكية لمقابلة دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان، وندم عما أتاه من تبخير للأصنام. تعجّب الإمبراطور لتحوّل هذا الوالي المتسم بالطاعة، والذي ترك إيمانه وبخر للأوثان أنه يجاهر بإيمانه بكل قوة. وبخ مرقس الإمبراطور على جحده الإيمان، وحثه على الرجوع إلى الإيمان الحيّ. لم يتسرع الإمبراطور في معاقبته بل استخدم محاولات كثيرة لجذبه إليه، وإذ لم يتراجع مرقس ثارت ثائرة الطاغية، وأمر بقطع رأسه. وكان ذلك في الخامس من أبيب، في عيد الرسل. انتشر الخبر في كل الولاية وتهلل قلب ابنته القديسة دميانة، فقد نجا والدها من الهلاك الأبدي ليُشارك مسيحه أمجاده. وفي نفس الوقت حزن الإمبراطور على مرقس، إذ كان موضع اعتزازه وتقديره. بعد أيام علم دقلديانوس أن ابنته دميانة هي السبب في رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحي، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومن العذارى اللواتي يعشن معها. شاهدت القديسة الجند قد عسكروا حول القصر وأعدوا آلات التعذيب، فجمعت العذارى وبروح النصرة أعلنت أن الإمبراطور قد أعد كل شيء ليُرعبهم، لكن وقت الإكليل قد حضر، فمن أرادت التمتع به فلِتنتظر، وأما الخائفة فلتهرب من الباب الخلفي. فلم يوجد بينهن عذراء واحدة تخشى الموت. بفرحٍ شديدٍ قُلن أنهم متمسكات بمسيحهن ولن يهربن. شركة آلام مع المسيح التقى القائد بالقديسة وأخبرها بأن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ويقدم لها كنوزاً كثيرة ويُقيمها أميرة عظيمة. أما هي فأجابته: “أما تستحي أن تدعو الأصنام آلهة، فليس إله سوى رب السماء والأرض. وأنا ومن معي مستعدات أن نموت من أجل اسمه”. اغتاظ القائد وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهنبازين لكي تُعصر. وكانت العذارى يبكين وهنّ ينظرن إليها تُعصر. أُلقيت في السجن وهي أشبه بميتة، فحضر رئيس الملائكة ميخائيل في منتصف الليل ومسح كل جراحاتها. في الصباح دخل الجند السجن لينقلوا خبر موتها للقائد، فكانت دهشتهم أنهم لم يجدوا أثراً للجراحات في جسمها. أعلنوا ذلك للقائد، فثار جداً وهو يقول: “دميانة ساحرة! لابد من إبطال سحرها!” إذ رأتها الجماهير صرخوا قائلين: “إننا نؤمن بإله دميانة”، وأمر القائد بقتلهم. ازداد القائد حنقاً ووضع في قلبه أن ينتقم من القديسة بمضاعفة العذابات، حاسباً أنها قد ضلَّلت الكثيرين. أمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، أما هي فكانت متهللة. إذ حسبت نفسها غير أهلٍ لمشاركة السيد المسيح آلامه. أُلقيت في السجن، وفي اليوم الثاني ذهب القائد بنفسه إلى السجن حاسباً أنه سيجدها جثة هامدة، لكنه انهار حين وجدها سليمة تماماً، فقد ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل وشفاها. في ثورة عارمة بدأ يُعذبها بطرق كثيرة ككسر جمجمتها وقلع عينيها وسلخ جلدها، لكن حمامة بيضاء نزلت من السماء وحلّقت فوقها فصارت القديسة معافاة. كلما حاول القائد تعذيبها كان الرب يتمجد فيها. أخيراً أمر بضربها بالسيف هي ومن معها من العذارى، فنلن جميعاً أكاليل الشهادة. وقبل أن يهوي السيف على رقبة القديسة دميانة قالت: “إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى اسمه أموت، وبه أحيا إلى الأبد”. وكان ذلك في 13 طوبة. مازال جسد الشهيدة دميانة في كنيستها التي شيدتها لها الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، والكائنة قرب بلقاس في شمال الدلتا. قام البابا الكسندروس بتدشينها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس. ملحق بالكنيسة دير القديسة دميانة، كما بنيت كنائس كثيرة باسمها في القطر المصري. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دميانوس البابا الخامس والثلاثون | الولادة: – الوفاة: 605 كان متضلّعاً في العلوم الدينية والمدنية. انتظم في سلك الرهبنة منذ صباه في دير أبى يحنس تحت إرشاد أب قديس، ولبث عابداً مجاهداً 16 سنة ثم رسم شماساً. تشبّعت نفس دميانوس بتعاليم أبيه الروحي، ومن ثم اندفع إلى الجهاد ليل نهار لاكتساب المعرفة حتى أصبح مقتدراً بالقول والفعل، متشحاً بالنعمة الإلهية. في دير باتيرون ترك دير القديس يؤانس القصير وقصد إلى دير معروف باسم باتيرون (أي الآباء) غربي مدينة الإسكندرية وهناك زاد نسكه. ولما جلس البابا بطرس الرابع والثلاثون على كرسي الكرازة المرقسية استحضره وجعله سكرتيراً له يشاطره أعباء الرعاية، فترك حياة العزلة ليعيش في الإسكندرية مع باباه. باباويته لما تنيح البابا بطرس اتفق رأي الإكليروس والشعب على اختياره خلفاً له. ولكن العقبات التي كان يقيمها القابضون على الحكم إذ ذاك حالت دون رسامته، فلم يتمكن الأساقفة من وضع اليد عليه إلا بعد مضي سنتين كاملتين على انتقال سلفه العظيم، فاعتلى كرسي البطريركية في 2 أبيب سنة 285 ش (26 يونية سنة 569م). حفظ الإيمان المستقيم في زمن رعويته قاوم المبتدعين، ومنهم أتباع الأسقف ميلتيوس الليكوبولي (الأسيوطي) وكتب رسائل كثيرة يوضّح فيها العقيدة والتعاليم الأرثوذكسية السليمة. وإذ حاول اتباع ميلتيوس إفساد فكر الرهبان أمر بطردهم من الأديرة. كتب أيضاً رسالة إلى بطرس البطريرك الأنطاكي الذي خلف الأنبا ثيئوفانيوس، رداً على رسالته التي أرسلها للبابا دميانوس بعد رسامته على كرسي إنطاكية. ففي البداية فرح البابا دميانوس بالرسالة، لكنه إذ فحص ما ورد فيها وجد فيها عثرة في الاعتراف بالثالوث القدوس، ومؤدى كلامه أنه لا داعي لذكر التعليم بالثالوث القدوس بالمرة. أراد البابا أن يكسب البطريرك الأنطاكي بكل رفق حتى لا يخسر الاتحاد بين الكرسيين. وكتب إليه مقالاً يذكر فيه اعتراف المجامع المسكونية والآباء القديسين بالثالوث القدوس. وإذ لم يقبل البطريرك بطرس ذلك اضطر البابا دميانوس أن يبعث إليه رسالة شديدة اللهجة. بعدها عقد مجمعاً حكم على بدعته بالحرم وعليه بالقطع، مما سبب خلافاً بين الكنيستين ذام قرابة عشرين عاماً حتى مات بطرس المخالف. اهتم البابا بوضع ميامر ومقالات، وجاءت كتاباته تمتاز بسلاسة المنطق وبالغيرة المتقدة، فاجتذبت عدداً وفيراً من المبتدعين إلى العقيدة الأرثوذكسية. استولى الملكيون على جميع كنائس الإسكندرية، إذ كان بطريرك الملكيين قد مات عام 569م، وخلفه بطريرك آخر اسمه يوحنا، كان في الأصل من قادة الجيش، تمت رسامته في القسطنطينية ثم أرسل إلى مصر ليستولي على إيراد الكنائس. غير أن هذا البطريرك كان محباً للسلام والهدوء فلم يستخدم القوة في إلزام الأقباط على ترك عقيدتهم، بل ترك لهم الحرية الكاملة. انزوى البابا داميانوس في قلايته بدير النطرون ولم يدخل في مناوشات مع البطريرك الدخيل. لقد داوم البابا دميانوس على تعليم شعبه وتثبيته على الإيمان الأرثوذكسي، كما داوم على الأصوام والصلوات مدى حياته. وهذا الجهاد المقترن بالتقشف لم يكن ليؤثر فيه لولا ما صادفه من ضيق وتعب، فمرض بضعة أيام انتقل بعدها إلى المساكن النورانية سنة 605م، وكانت مدة رئاسته ستاً وثلاثين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دهوم وابنتها وحفيدتها الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 523 استدعاؤها بعد أن استشهد الزوج أرسل الملك اليهودي يستدعي الزوجة دهوم بنت أذمع من نجران؛ وطلب منها الحضور لتجحد مسيحها وإلا تموت. لقاء مع النجرانيات إذ جاءها الرسول نزلت مع ابنتها وحفيدتها من المنزل متجهة نحو الملك. اجتمع حولها كثير من النساء المسيحيات واليهوديات والوثنيات. التقين بهن، وقد ظهرت علامات الفرح والبهجة على وجهها. وفي حديث طويل معهن قالت لهن: “أيتها النساء النجرانيات، أنتن تعلمن إني مسيحية. وتعلمن جنسي وعشيرتي، فلديّ من الذهب والفضة الكثير، وأيضاً العبيد والإماء، ولا يعوزني شيء. لقد قُتل زوجي من أجل المسيح، فإن شئتُ أن أصير لرجلٍ فإن كثيرين يطلبونني. لديّ أربعين ألف ديناراً في خزينتي غير ما تركه لي زوجي مع حُليّ وجواهر وحجارة كريمة… إنني اليوم أتمتع بالفرح كأيام عرسي الأول، وقد زينت بناتي الثلاث للسيد المسيح عِوض زواجهن… لقد دخلت مرفوعة الجبين في زفافي الأول. والآن اذهب إلى المسيح ربي وإلهي وإله بناتي مرفوعة الجبين”. محاكمتها إذ التقت بالملك اليهودي طلب منها أن تقول بأن المسيح إنسان وأن تبصق على الصليب وتمضي إلى بيتها هي ومن معها. دُهشت الحفيدة لكلمات الملك، وكانت في التاسعة من عمرها. وإذ سمعت ذلك بصقت على الملك وقالت: “يعلم الله أن جدتي أشرف منك ومن أمك، وعشيرتي أنبل من عشيرتك يا أيها القاتل ربّك!” مذبحة قاسية إذ سمع الملك ذلك أمر بإلقاء الجدة على الأرض وذبح الحفيدة على وجهها حتى يسيل دم الحفيدة في فم الجدة، ثم ذُبحت والدتها آمة على صدر أمها وسال دمها في فمها. أقامها الملك، وفي سخرية قال لها: “كيف تتذوقين دم حفيدتك وابنتك؟” أجابته دهوم: “إني أتذوقه كقربانٍ طاهرٍ لا عيب فيه”. فأمر الملك بقطع رقبتها وكان ذلك في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 523م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوروتاها أودوروثي العذراء والشهيدة | الولادة: – الوفاة: 303 بتول عروس المسيح دورثي Dorothy أو Dorothea، هي عذراء في قيصرية كبادوكيا عُرفت بتقواها. كان والدها من أشراف روما، وأحد قضاتها، يُدعى تادوروس واسم زوجته تاودورا. إذ اشتد الاضطهاد جداً على المسيحيين هربا إلى كبادوكيا واستوطنا في مدينة قيصارية. وهناك رزقا بدوروتاها وتعزّيا بها جداً. فقد تسامت جداً في الفضيلة، وخاصة في التواضع والوداعة والعفة. كما زينها الله بعقل ثاقب حتى صارت فريدة في عصرها. وقد طلب كثيرون يدها لكنها رفضت، إذ كان قلبها ملتهباً بحب عريسها السماوي. وقد وضعت في قلبها أن تحفظ بتوليتها. أُعجب الكل بها فدعوها “عروس المسيح”. مع الحاكم سوبريكيوس كان لها شهرتها، حتى أنه إذ جاء الحاكم فابريكيوس Fabricius أو سوبريكيوس Sopricius أو إبريكيوس Apricius إلى قيصرية تحدث البعض معه عن جمالها البارع وعقلها الثاقب وقالوا له أنها تصد المسيحيين عن عبادة آلهة الملك. أرسل إليها سوبريكيوس يستدعيها، وإذ تحدث معها في المحفل شعر الكل بوقارها. سألها الحاكم:” لماذا لا تعبدين الآلهة كما أمر الملك؟” أجابته: “لست أعرف إله غير خالق السماء والأرض بقوة كلمته…” دُهش لحكمتها لكنه بدأ يهددها ويتوعدها إن لم تسجد للأوثان كأمر قيصر. أجابته إنها لا تخشى العذاب ولا الموت، بل تتوق في أعماقها إلى بذل دمها من أجل من بذل دمه الكريم لأجلها… وتحدثت عن شخص المسيح وكشفت عن شوقها نحو الأبدية. عرض عليها الزواج منها وألا تتعرض للعذابات، فرفضت وأكدت له إنها عروس المسيح. ضاق ذرعاً أمام حكمتها وشجاعتها فأمر بسجنها. استدعى الحاكم أختين ارتدّتا عن الإيمان، ونالتا هبات كثيرة، وأراد منهما أن تحاولا إغراء دوروتاها بالزواج، وأن تجحد مسيحها وتقدم ذبائح للأوثان، فتنالا منه ومن قيصر مكافأة عظيمة فوافقتا على ذلك. إنقاذ كرستينا وكالستينا كأمر الحاكم اقتيدت دوروتاها إلى منزل هاتين الأختين كرستينا وكالستينا وتُسلم إليهما. حاولا إغرائها، أما هي فبدأت تحدثهما عن بركات الإيمان بالرب يسوع والشهادة له حتى انسحقتا في داخلهما، لكن اليأس كان قد تسرب إلى قلبيهما بسبب جحودهما الإيمان. أما هي فكشفت لهما بأن اليأس أبشع من إنكار الإيمان، وأن كلمة الله نزل من السماء ليضم إليه الجميع، فهو طبيب البشر من كل أمراضهم. ركعت الأختان عند قدمي القديسة وطلبتا الصلاة من أجلهما لكي يغفر لهما الرب خطاياهما، وكانتا تبكيان بدموع غزيرة. وإذ جاء رسول الحاكم ذهب الثلاثة معاً وكانت المفاجأة عِوض إنكار دوروتاها للإيمان أن اعترفت الأختان بالإيمان علانية أمام الحاكم وأمام محفل غفير، وأنهما قد ارتكبتا جرماً عظيماً بجحد الإيمان. لم يحتمل الحاكم الموقف، فمزق ثيابه وأمر بأن توثق الأختان ظهراً لظهر وتلقيان في خلقين مملوء زيتاً مغلياً. فكانتا تشكران الله وتطلبان منه السماح عمّا سبق ففعلاه. تقدمت نحوهما دوروتاها وخاطبتهما قائلة: “تقدماني يا أختي وتيقنا أن خطيتكما خطية الجحود قد غفرت لكما.” أمر الحاكم بإلقائها هي أيضاً بعد نياحة الأختين غير أن الله حفظها سالمة لتشهد لمسيحها، فآمن كثيرون به. تعرّضت لعذابات كثيرة، وكانت نعمة الله تعمل فيها فكانت متهللة ومبتهجة. سألها الحاكم عن علّة سرورها، فأجابته بأنها متهللة لأن الله استخدمها لتقوية الأختين اللتين سبق أن أسرهما الشيطان بواسطته. أمر الحاكم بقطع عنقها، فهتفت قائلة: “أشكرك يا محب النفوس ومخلصها، لأنك تدعوني إلى فردوسك السماوي”، ثم خرجت من المحفل. مع الشاب الشريف ثاوفيلس دنا الشاب الشريف المحامي ثاوفيلس من العذراء وفى تهكم قال لها: “إلى أين تمضين يا دوروتاها؟” أجابته: “إني ماضية بسرور إلى بستان عريسي”. وفى شيء من السخرية قال لها: “أسألك يا عروس المسيح أن ترسلي لي قليلاً من الفاكهة وورود بستان عريسك”. قالت له: “اعلم يقيناً أنه سيتم هذا الأمر كما طلبت”. وإذ بلغت ساحة الاستشهاد تقدم إليها طفل جميل المنظر وقدم لها صحفة فيها ثلاث ثمرات وثلاثة ورود بأوراقها الخضراء مع أن الوقت كان شتاء. أما هي فقالت له: “أهدِ هذه من قبلي إلى ثاوفيلس وقل له أن هذه الفواكه والزهور من بستان عريسي يسوع”، ثم ذهب الطفل وتقدمت للسياف لتتمتع بإكليل الشهادة في حوالي سنة 303م. في بيت المحامي ثاؤفيلس إذ كان ثاؤفيلس في منزله مع بعض أصدقائه يسرد عليهم ما فعله وكيف سخر بدوروتاها وإذا بالطفل المذكور يدخل إليهم ويقدم له الفاكهة والورود وهو يقول له: “هذه هدية لك من أختي دوروتاها اجتنيت من بستان عريسها”. قال هذا واختفى في الحال. جثا ثاوفيلس على الأرض مندهشاً وشكر الله على عمله معه، واعترف أمام الحاضرين بأن السيد المسيح هو إلهه ومخلص العالم، ثم هتف قائلاً: “مبارك يا يسوع إلهي عريس دوروتاها، وطوبى للذين يؤمنون بك يا يسوع الإله، والذين يموتون من أجل الإيمان بك”. خرج أحد الحاضرين وأخبر الحاكم بكل ما حدث فلم يصدق ذلك حتى استدعى ثاوفيلس الذي اعترف بالإيمان وتعرض لعذابات شديدة، وأخيرًا نال إكليل الشهادة. قيل أن جسدها حُمل إلى روما وحُفظ في كنيسة عبر نهر التيبر تحمل اسمها. من المألوف رسم القديسة تحمل تفاحاً وورود وفي الاحتفال بعيدها يُمارس طقس خاص بمباركة الورود والتفاح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب دوروثيؤس | الولادة: – الوفاة: – عاش الأب دوروثيئوس في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع، وقد قضى شبابه المبكر مجتهداً في دراسته للعلوم الزمنية. وفى نهاية تعليمه عاش قليلاً في بلدته مسقط رأسه، التي لا تبعد كثيراً عن دير الأب سيريد Serid، ربما في اسكالون أو غزة، وقد كان غنياً جداً. كوَّن بسرعة علاقة مع الأب العظيم برصنوفيوس والناسك يوحنا، وبفضل تعاليمهما زهد كل شيء واختار الرهبنة في دير الأب سيريد، حيث أدّباه هناك، وكان تحت إرشادهما، وبالأخص الناسك يوحنا، حتى أكمل دراسته الرهبانية. أطاع دوروثيؤس أباه الذي أوكل إليه العمل في مكان الضيافة (خدمة الغرباء)، ثم عاد فأوكل إليه الخدمة في مكان المرضى. وبعد نياحة الأب سيريد والناسك يوحنا، حيث كان الأب العظيم برصنوفيوس معلم الجميع حبس نفسه في قلايته حبساً مطلقاً (لا يقابل أحداً). ترك الطوباوى دوروثيؤس دير الأب سيريد وصار أباً لأحد الأديرة الأخرى. ربما ترجع عظاته التي قدمها لتلاميذه إلى هذه الفترة، وهى 21 عظة في مجموعها، بخلاف القليل من الرسائل. وهذا هو كل ما تُرك لنا من كتابات هذا الأب. أما تاريخه فغير معروف. من كتاباته بالسقوط غطت البشرية الضمير ودفنته، وصارت هناك حاجة إلى الناموس المكتوب بواسطة الأنبياء، يعلن عن مجيء ربنا يسوع المسيح نفسه، حتى يكشف الضمير ويقيمه، ويعيد إشعال هذه الشرارة المدفونة، ويحفظ وصايا المسيح المقدسة. يقول يوحنا: “المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج” (1يو8:4)، فلماذا يقول النبي الطوباوي داود “اتقوا (خافوا) الرب يا قديسيه” (مز93:4)؟ هذا يكشف عن نوعين من الخوف: النوع الأول أولي، والنوع الثاني خوف كامل. الأول يخص المبتدئين، والثاني يخص القديسين الكاملين الذين بلغوا إلى قامة الحب الكامل. فمن يطيع إرادة الله بسبب خوفه من العذاب يكون خوفه مبتدئاً. وأما الذي ينفذ إرادة الله بسبب حبه للََّه لكي يرضيه فقد بلغ بهذا الحب إلى الخوف الكامل. وبواسطة هذا الخوف (الكامل) يخاف لئلا يفقد تلك البهجة التي يتمتع بها بوجوده مع الله، ويخشى لئلا يخسرها. هذا هو الخوف الكامل، المولود من الحب، الذي يطرد الخوف البدائي إلى الخارج. … | آباء وقديسون | |
| دوروثيؤس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – تحدث عنه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري إذ تعرف عليه ككاهنٍ جليل، كان عالماً فاضلاً، سامه كيرلس أسقف إنطاكية حوالي عام 290م. بسبب غيرته علي التمتع بالإلهيات درس العبرية بجانب معرفته لليونانية. ولد خِصياً (ربما من أسرة لها مكانتها في القصر، من خصيان الملك). أُعجب به الإمبراطور فقربه منه وجعله مديراً لأعمال الصباغة الأرجوانية في صور. سمعه يوسابيوس يفسر الكتب المقدسة بحكمة في الكنيسة، لكنه لم يشر إلي أي عمل كتابي له، كما لم يربطه بمدرسة إنطاكية. كان معاصراً للوسيان Lucian وكانا وراء ظهور مدرسة إنطاكية فيما بعد التي تبنت التفسير الحرفي للكتاب المقدس مقابل تبني مدرسة الإسكندرية التفسير الرمزي له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوروثيؤس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 362 كان كاهناً في صور Tyre، ويقال أنه كان أسقفاً للمدينة. عندما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد ضد المسيحيين، عانى كثيراً في مدينته ثم نُفي فترة، عاد بعدها إلى مقر كرسيه. في هذه الأثناء حضر المجمع المسكوني بنيقية سنة 325م. ولما ملك يوليانوس الجاحد وجدد الاضطهاد على المسيحيين نُفي مرة أخرى إلى أُديسّوبوليس في تراقيا Odyssopolis in Thrace وهي حالياً ميناء فارنا ببلغاريا. لم يُترك في سلام في منفاه ، فقُبض عليه وضُرب بشدة حتى استشهد وله من العمر 107 سنة، وكان استشهاده حوالي سنة 362م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوروثيوس أسقف تسالونيك | الولادة: – الوفاة: – أسقف تسالونيك (515-520م) في 28 إبريل سنة 515م كتب إلى هورميسداس Hormisdas أسقف روما يحثه على العمل من أجل سلام الكنيسة. كان يعلن رغبته أن يرى أن كلاً من النسطورية والأوطاخية مُدانة في كل مكان. يرى البعض أنه أراد ممارسة حقه كأسقف للعاصمة تسالونيك، فدخل في النزاع الذي حدث في نيوكوبوليسس Nicopolis بسبب “طبيعة/طبيعتا السيد المسيح”. قيل أنه حرّض الإمبراطور في مقاومته لأسقفها يوحنا الذي تشدد في الالتزام بالطبيعة. اشتكاه البعض لدى أسقف روما هورميسداس Hormisdas، فبعث مندوبين هما Ennodius و Peregrinus لتقديم تقرير لدى الإمبراطور إن قاوم دوروثيوس. رفض الإمبراطور أنسطاسيوس الرسالة من المندوبين وكتب إلى أسقف روما في 11 يوليو 517م أنه يمكنه أن يقبل إهانات لكنه لن يقبل أوامر صادرة إليه. تغير الموقف بموت الإمبراطور بعد عام، وكتب جوستين الأول التراثي Justin 1 the Thracian إلى أسقف روما يعبر عن رغبته ورغبة أساقفة الشرق إلى إعادة السلام بين الشرق والغرب. أرسل أسقف روما حسب مشورة الملك Theodoric مندوبين للقسطنطينية إلى جرمانوس أسقف Capua والأسقف يوحنا Blandus الكاهن وغيرهم وقد كتب إليهم لكي يطلبوا من دوروثيوس الأسقف وAbettor أرستيدس Aristiides الكاهن أن يحضروا إلى روما لفحص إيمانهم لنزع كل تشكك من جهتهم. قبل وصول المندوبين بيومين قام دوروثيوس بتعميد 2000 شخصاً وتناولهم. عند وصول مندوبو روما ثارت تسالونيك ويبدو أنه قام البعض بقتل الأسقف يوحنا الذي استضاف المندوبين في بيته. بلغت هذه الأحداث القسطنطينية ووعد الإمبراطور باستدعاء الأسقف دوروثيوس. أرسل أسقف روما إلى مندوبيه طالباً أنهم يجب أن يروا الأسقف معزولاً وألا يحل محله أرستيدس. التقى الأسقف بالإمبراطور في Heraclea وقد طلب منه أن يرسل مندوبين إلى روما لإراحة أسقف روما. كتب الأسقف رسالة إلى روما يوضح أنه أراد أن يفدي بنفسه الأسقف يوحنا عندما ثارت الجماهير ضده. ردّ عليه أسقف روما بأن هذه الجريمة صارت معروفة في العالم كله ويحتاج الأمر إلى توضيح الموقف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوروثيا القديسة | الولادة: – الوفاة: – قرار بالهروب إلى عزلة الصحراء كانت من عائلة من الإسكندرية جمعت بين الشرف والغنى، فتربّت تربية مسيحية مليئة بالمحبة ونالت نصيباً وافراً من التعليم العالي. ولأنها كانت جميلة جذابة داخلها القلق من أن تمتلئ غروراً أو أن تتسبب في عثرة الرجال، فقررت الهروب من العالم والعيشة في عزلة الصحراء مع ربها. أمام الإمبراطور مكسيميانوس فوجئت قبل البدء في تنفيذ قرارها بدعوة من الإمبراطور مكسيميانوس، وما أن وقعت عيناه عليها حتى جُنَّ حباً بها، وبالطبع لم يخطر على باله أن هناك شابة ترفض الزواج منه، ففاتحها لفوره برغبته. وأصيب بذهول عنيف أمام ثورة غضبها ضد طلبه وداخله الشك في أن هذه الحدة لا يمكن أن تنشأ إلا من دافع ديني، فتحرى عن الأمر واكتشف أنها بالفعل مسيحية. ضاعف هذا الاكتشاف من رغبته في التغلب عليها، فأرسل إليها مندوبيه المرة تلو المرة يفهمونها بالأدب تارة وبالتهجم أخرى أنه ليس أمامها غير الاختيار بين عرض الإمبراطور والموت بأقسى أنواع التعذيب. ولم تكن لديها غير إجابة واحدة من البداية إلى النهاية: “إن جسدي هو هيكل للروح القدس والله ساكن فيه، ولن أدنسه إطلاقاً بالارتباط مع عابد الوثن، حتى إن كان الإمبراطور نفسه، فاذهبوا وقولوا لسيدكم أن يكف عن التحدث عن الملذات وهو يسفك دماء المسيحيين أنهاراً”. الهروب إلى عزلة الصحراء انتهزت دوروثيا ظلام الليل لتنفيذ قرارها فخرجت ملقية همها على الله حارسها، وصحبتها بعض خادماتها المخلصات بمحض إرادتهن وسرن بأسرع ما يمكن نحو الصحراء ليعشن في سكونها تحت ظل القدير. انتقاماً لكبريائه المجروح أصدر مكسيميانوس أمره بالقبض على عدد من عذارى الإسكندرية والإتيان بهن إلى ساحة المحاكمة، وهناك أعطاهن الاختيار بين عيشة الملذات العالمية أو التعذيب حتى الموت، فكان ردهن إجماعياً: “الموت بأية صورة هو ما نفضله على حياة الخطية”، فنلن جميعاً أكاليل الشهادة. أما دوروثيا وزميلاتها فعشن في الصحراء حيث قضت القديسة سنوات طويلة في عشرة حلوة مع ربها، اجتذبت عدداً وفيراً من العذارى عشن معها واتخذنها أماً لهن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوروثيوس النسطوري | الولادة: – الوفاة: – مساندته للنسطورية أسقف مارتيلنوبوليس Martianopolis في موسيا سكوندا Moesia Secunda ومطران. وكان غيوراً في مساندته لتعاليم نسطور، وعدو صلد ضد لقب ثيؤتوكوس. كان يكرز في القسطنطينية قبل المجمع المسكوني الثالث بأفسس بمدة ليست طويلة معلناً أن من يقول بأن مريم والدة الله يكون محروماً. حضر مجمع أفسس عام 431م ووقع على الالتماس المقدم للإمبراطور ضد الفريق المسيطر على المجمع، محذراً كهنة وشعب هيرابوليس Hierapolis والقسطنطينية ضد أخطاء كيرلس السكندري وحروماته. عُزل من منصبه وحُرم بواسطة القديس كيرلس وأصدقائه، وقد ثبت هذا العزل بقرار إمبراطوري، وطلب منه بواسطة مجمع مكسيمانوس بالقسطنطينية أن يترك كرسيه. كان له أثره العظيم على شعبه فرفضوا خلفه Secundianus وطردوه من المدينة عندما طُرد دوروثيؤس بواسطة الإمبراطور إلى قيصرية كبادوكية. كتاباته توجد رسالتان وجههما ليوحنا أسقف إنطاكية يعبّر فيهما عن قلقه وضيقه عندما يسمع التعبيرات التي ينطق بها كيرلس السكندري، ورسالة ثالثة وجهها إلى الكسندر هيرابوليس وثيؤدوريت يقترح عليهما إرسال التماس للإمبراطور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوريثيؤس التبايسي القديس | الولادة: – الوفاة: – كان في سموٍ روحيٍ عظيمٍ، فقد عاش في كهف بالصحراء الشرقية مدة ستين عاماً. كانت حياته مملوءة بالجهاد الروحي وكان طعامه بسيطاً، فقد عاش على الخبز الجاف، وكان يتجول على شاطئ البحر وقت الظهيرة في الحر اللافح ليجمع الأحجار ويبني القلالي للرهبان الذين لا يقدرون على تشييدها. سُئل ذات مرة: “لماذا تتعب هكذا في هذه السن وأنت بهذا الجهد تقتل جسدك في هذا الحر الشديد؟” فأجاب قائلاً: “إنني أقتل جسدي لئلا يقتلني”. كان يتناول رغيفاً صغيراً فقط كل يوم مع قليل من الخضروات ويشرب الماء بقدرٍ. ولم يُشاهَد يمد رجليه للراحة نهاراً، ولم ينم على سرير من جريد أو على أي شيء آخر. وكان يقضي الليل في جدل الخوص وعمل السلال ليستطيع أن يحصل على قوت يومه من الخبز. وكان يغالب النعاس قائلاً: “إن استطعت أن تجعل الملائكة تنام فإنك تقدر أن تقنعني بذلك!” زاره بالاديوس في مغارته وقضى بعض الوقت في صحبته. وذات يوم أرسله ليستقي لهما ماء، فلما توجه بالاديوس إلى عين الماء وجد بها ثعباناً. عاد بالمياه إلى القديس قائلاً: “إننا سنموت إن شربنا منها”. فابتسم القديس وقال: “لو أن الشيطان جعل في كل مصادر المياه حيات وثعابين وزواحف سامة هل كنت تستغني عن الماء تماماً؟” ولما قال هذه الكلمات رسم علامة الصليب على المياه وشرب منها وأضاف قائلاً: “حيث علامة الصليب فلا ضرر من الشيطان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوسيثوس الهرطوقي أو دونيثوس الغنوصي | الولادة: – الوفاة: – تحدث عنه كثير من الكتاب المسيحيين الأوائل، لذا رأيت الإشارة إليه للتعرف على شخصيته، وإن كانت جماعته المدعوة “الدوسيثيون” Dositheans لم تنتشر خارج السامرة، لكن كان لها اعتبارها في هذه المنطقة. من رجال القرن الأول الميلادي. وهو مؤسس فرقة غنوصية هرطوقية في فلسطين. يوجد خلط بين شخصيته والفرقة التي أوجدها. وربما يوجد أكثر من شخص يحمل نفس الاسم، وأكثر من فرقة دينية تتبع أشخاصا بذات الاسم. فحتى القرن الثاني الميلادي كان يُظن أن دونيثوس أو دوسيثوس معلم لسيمون الساحر وتلميذ له ( أع 8:9- 24)، وأنه مؤسس حركة غنوصية. مارس النسك وركز على حفظ السبت والتطهيرات بالطقوس. يُعتَبر أتباعه فرقة يهودية أكثر منها مسيحية، إذ ينظر إلى دوسيثوس أنه منافس للسيد المسيح، وليس تلميذاً له، وإن كان من الصعب التعرف على حقائق دقيقة وصادقة عن تاريخه وشخصيته. ذُكر اسمه واسم فرقته في قائمة الهراطقة التي سجلها هجيسيبوس Hegesippus، وجاء اسمه بعد سيمون الساحر وكلوبيوس Cleobius. جاء الحديث عنه في شيء من التفصيل في الكتابات الإكليمنضية: المعـارف (8:2) والعظات الإكليمنضية (24:2)، ربما نقلت ذلك عن مقال القديس يوستين الشهيد عن الهرطقات. ففي المعارف نراه معلماً لسيمون الساحر وأكبر منه، وأنه ظهر كنبي أقامه يهوه مثل موسى. أما العظات الإكليمنضية فجعلت من سيمون ودوسيثوس زميلين، تلميذين ليوحنا المعمدان، وقد أظهر لهما الكتاب عداءً في مواضع كثيرة. عند موت يوحنا المعمدان كان سيمون في مصر يتعلم السحر فأقيم دوسيثوس رئيساً، وإذ عاد سيمون من مصر رأى أنه من الحكمة قبول هذا الوضع. صار سيمون الساحر تلميذاً لدوسيثوس، قيل أنه طلب منه أن يضربه بعصا، وإذ ضربه عبرت العصا من جسده كأن جسده هواء وذلك بفعل سحره. وإذ رأى أوسيثوس ذلك دُهش وترك الرئاسة لسيمون حتى مات سيمون. في موضع آخر من العظات الإكليمنضية (54:1) يظهر دوسيثوس كمؤسس لفئة الصدوقيين التي ظهرت في أيام يوحنا المعمدان. أشار أيضاً هيبوليتس الروماني إلى فرقة الدوسيثيين، فبدأ بهم في مقاله عن الهراطقة. نسب إليه هبيوليتس بجانب تأسيسه لفئة الصدوقيين رفضه للوحي للأنبياء، الأمر الذي يرفضه اليهود. لذا اعتبره هيبوليتس أنه ترك اليهود وانتسب للسامريين. وقد أشار كل من القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (ضد الهراطقة 13) والمدعو ترتليان والقديس جيروم إلى مقال القديس هيبوليتس. أشار العلامة أوريجينوس إلى دوسيثوس عدة مرات، وأشار إلى كتبه أنها كانت متداولة في أيامه بين تلاميذه الذين كانوا يعتقدون بأن معلمهم لم يمت حقيقة. يرى أوريجينوس أنه قد صار لدوسيثوس 30 تلميذاً، وهو يشك إن كانوا ثلاثين من الدوسيثوسين أو من السيمونيين (ضد صلسس 11:6؛ 57:1). جاء في كتابه “عن المبادئ” بأن دوسيثوس نادى بأن يبقى الإنسان على حاله إلى نهاية السبت كما بدأه. فإن بدأ السبت نائماً يبقى هكذا طول اليوم، وإن كان جالساً فلا يقوم. قال بأن هذه الفئة كانت قائمة في أيامه، وهي تحفظ السبت والختان والطقوس اليهودية، وتمتنع عن أكل المنتجات الحيوانية، وكثيرون منهم لا يمارسون العلاقات الجسدية إما نهائياً أو بعد إنجاب الأطفال. وإن كانت كل هذه الأمور غير أكيدة. قيل أن تعليم الصدوقيين بإنكار قيامة الجسد مأخوذة عن دوسيثوس. يروي القديس أبيفانيوس عن دوسيثوس أنه دخل مغارة وامتنع عن الطعام حتى مات. يوجد عمل باسم إعلان دونيثوس أُكتشف بين مخطوطات نجع حمادي، وإن كان لا يعرف بعد بالتأكيد واضعه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دولاجي الأم الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تُعتبر هذه الشهيدة بكر شهداء إسنا وشفيعة المدينة، ويعتبرها البعض شفيعة الصعيد كله. في زمن الاضطهاد الذي أثاره الطاغية دقلديانوس كانت منطقة إسنا بالصعيد الأعلى غنية بقديسيها من إكليروس وعلمانيين، متبتلين ومتزوجين. وقد سبق لنا الحديث عنها أثناء حديثنا عن القديس أمونيوس أسقف إسنا. وقام أريانوس والي أنصنا برحلة تجول في بلاد الصعيد ليرى مدى تنفيذ مراسيم سيده الإمبراطور، ولكي يشبع شهوة قلبه الداخلية في تعذيب المسيحيين وقتلهم، وقد تردد علي هذه المدينة علي الأقل ثلاث مرات. الزيارة الأولي: قدمت المدينة باكورة شهدائها القديسة الأم دولاجي وأولادها. الزيارة الثانية: قدمت المدينة بعض أراخنة الشعب. الزيارة الثالثة: استشهدت الرشيدة وكل أهل المدينة، أما الثلاثة فلاحين فاستشهدوا إما في هذه الزيارة أو في زيارة لاحقة أثناء عودة أريانا وجنوده من جنوب إسنا. لقاء مع الصبية القديسين لم نسمع شيئاً عن زوج القديسة الأم دولاجي، ولا نعرف حتى اسمه، إذ يبدو أنها كانت أرملة. يذكر التاريخ أنها كانت غنية وزعت ما لديها علي الفقراء والمساكين. وحالما دخل أريانوس والي أنصنا مدينة إسنا قابله أربعة صبية أشقاء وهم صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس، كانوا يسوقون دابة محملة بالبطيخ. فأوقفهم وأمرهم أن يسيروا معه للسجود للأوثان، لكن الصبية الشجعان أبوا وأعلنوا مسيحيتهم. حاول معهم بالإغراء فلم يفلح، فأخذ الوالي يتوعدهم بأنه سيلحق بهم التعذيب حتى الموت، وإذ لاحظ إصرارهم على التمسك بالإيمان أمهلهم لكي يتراجعوا عن إصرارهم. الأم دولاجي تشجع أولادها طار الخبر إلى أمهم التقية والشجاعة دولاجي، والتي تُحسب مفخرة من مفاخر الشهداء. هّبت مسرعة إلى مكانهم. وأمام الوالي كانت تشجعهم وتقويهم، فامتلأ أريانوس غيظاً، وأمر بحبسهم جميعاً، تمهيداً لمحاكمتهم. الأم تُعد أولادها للاستشهاد في داخل السجن أخذت الأم دولاجي تصلّي مع أولادها. كانت تطلب عوناً إلهياً ليثبت هؤلاء الأولاد الصغار. استطاعت الأم بأحاديثها العذبة أن ترفع قلوب أولادها إلى السماء، وأن يشتهوا نوال أكاليل المجد. وفي الليل ظهرت لهم السيدة العذراء، وكانت تشجعهم وتخبرهم بأن السيد المسيح قد أعدّ لهم مكاناً أبدياً في السموات. وقد كانت الرؤيا مشجعة لهم ومقوية لإيمانهم. محاكمتهم في الصباح استدعاهم الوالي، وحاول معهم مرة أخرى أن يبخروا للآلهة، فإذا بالأم دولاجي تصرخ معلنة إيمانها المسيحي هي وأولادها، قائلة: “إني مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح الذي خلق السموات والأرض والبحار والأنهار وكل ما فيها”. وكان من خلفها أبناؤها الذين كانوا يهتفون “نحن مسيحيون” وأنهم يرفضون عبادة الآلهة الكاذبة. أُلقيت الأم وأولادها في السجن لتنفيذ حكم الإعدام. استشهادهم امتلأ أريانوس غضباً وأمر بقطع رؤوسهم، على أن يُذبح أولادها على ركبتيها الواحد تلو الآخر، وفيما كانوا يفعلون ذلك كانت ترتل وتصلي، وأخيرًا قطعوا رأسها. مازالت أجسادهم الطاهرة بالكنيسة التي تحمل اسمهم بمدينة إسنا حتى الآن. تحتفل الكنيسة بعيد استشهادهم في السادس من شهر بشنس. ظلت كنيسة السيدة الأم دولاجي تحت مستوى الأرض مدة حتى قام المرحوم الأميرلاى أبادير أديب ببناء كنيسة في نفس المكان على سطح الأرض. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دولاس تاتيان الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في سيسيليا حوالي سنة 310م أصدر حاكم سيسيليا، ويدعى مكسيموس، مرسوماً يتعلق بالالتزام بممارسة العبادة الوثنية. وكان أول المقبوض عليهم رجل مسيحي معروف تم اعتقاله بسبب إيمانه. وعندما سُئل عن اسمه أجاب: “اسمي تاتيوس ولكنهم يسمونني دولاس (التي تعني باليونانية خادم يسوع)”. فرحه بالآلام أمر مكسيموس تاتيان بتقديم الطاعة للآلهة الوثنية ولكنه رفض. فحكم مكسيموس عليه بالجلد، فكان يترنم فرحاً معترفاً بصوتٍ عالِ باسم السيد المسيح. وأخذ يوبّخ الحاكم ومن معه لعبادتهم أوثان من حجارةٍ وخشبٍ مصنوعةٍ بأيدي الناس، قليلة الحيلة، عاجزة عن أن تدافع عن نفسها. أمر الحاكم بزيادة تعذيبه ثم حرقه على شواية، ولكن حتى هذه العذابات لم ترهبه. وفي اليوم التالي عندما ذهب إلى المحاكمة بدأ مرة أخرى يسخر من الآلهة، فصاروا يعذبوه بوضع حديد ساخن على رأسه ثم تعليقه وحرق جسمه مرة أخرى. وكان مكسيموس عائداَ في ذلك اليوم إلى طرسوس وقد أعطى أوامره أن يتبعه المسيحيون وكانوا مربوطين في سلاسل، ولكن دولاس تنيح بعد بداية الرحلة بقليل من كثرة ما عاناه من تعذيب. وُضِع جسمه في خندق حيث تم اكتشافه بواسطة أحد كلاب الرعي، وحصل المسيحيون على رفاته حيث دُفنت بكرامةٍ ووقارٍ. . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دولسيديوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – أسقف آجن Agen هو ثالث أسقف لآجن Agen في مقاطعة بوردو Bordeaux، وهو من المعترفين، وقد جلس على كرسي الأسقفية خلفاً للقديس فوباديوس Phoebadius في بداية القرن الخامس الميلادي، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في السابع عشر من أكتوبر. نشأته أما عن حياته، فيقال أنه سليل عائلة ملكية، انجذب بسيرة القديس فوباديوس أسقف آجن، فترك كل ممتلكاته العالمية وذهب ليتتلمذ عليه. فَعلَّمه الأسقف العلوم اللاهوتية والدينية ورسمه شماساً. اشتهر الأسقف دولسيديوس بغيرته الشديدة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد كل الهرطقات المعاصرة وبالذات الأريوسية، وكان محباً للفقراء وعطوفاً عليهم حتى أنه لم يكن يترك شيئاً لنفسه. وقد تنيح بشيخوخة صالحة، وفيما بعد نُقِلت رفاته إلى تشامبيري Chamberet في منطقة ليموزين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوماديوس السرياني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – قبوله الإيمان تربى هذا القديس في بلاد الفرس وتعلّم التنجيم، وكان يشتهي أن يصير مسيحياً. اتفق أن وجد راهباً فارسياً في السوق اسمه أوغالس فعرف منه طريق الله وابتهج جداً حتى أنه كان يعظ أهل بيته ويعلّمهم ما يسهِّل لهم طريق الإيمان، ثم اعتمد. رهبنته ترهّب وصار يعمل أعمالاً عظيمة، فحسده بعض الاخوة. فلما شعر بذلك مضي من عندهم وأتى إلى دير القديس سرجيوس، فأقام هناك عند رجل متوحد عشرة سنوات لم يأكل في أثنائها شيئا مطبوخاً. بساطته ونقاوته سيم شماساً، وفيما هو يخدم مع القديس المتوحد في الهيكل رأى حمامة بيضاء حسنة المنظر جداً أتت وحلّت فوق المذبح فظن أنها حمامة جسدانية. فكان يُشير إليها برأسه ويده ليطردها خوفاً منه على الكأس. وبعد انتهاء القداس سأله القس عن سبب انزعاجه وقت القداس فعرَّفه بما رآه، فقال له القس: “إذا رأيتها مرة أخرى فقل لي”. ففي اليوم التالي صعد إلى المذبح للخدمة كالعادة وعند حلول الوقت الذي رأى فيه الحمامة قال للقس: “يا أبي هوذا الحمامة”، فالتفت الشيخ ولكنه لم ينظر شيئاً، فانطرح على وجهه أمام الرب ببكاء وصلاة ليلاً ونهاراً وظل على هذه الحال زماناً حتى استحق أن يرى تلك الحمامة وعلم أنها رمز الروح القدس، فلم يقل للقديس دوماديوس شيئاً لئلا يدخله الكبرياء، ولكنه أعلم الأب الأسقف بأمره فرسمه قساً. ذاع خبر قداسته حتى بلغ مسامع بطريرك ذلك المكان فأراد زيارته. ولما علم القديس بذلك هرب من هناك وأتى إلى كنيسة القديس قزمان حيث أقام بقربها يأكل نبات الأرض زماناً. استشهاده أجرى الله على يديه عجائب كثيرة. ولما خرج الملك يوليانوس لمحاربة الفرس اجتاز بمغارة القديس فأعلموه بأمره، فأمر برجمه هو وتلميذه بالحجارة حتى صارت فوق المغارة كَتَلٍّ عظيمٍ. وبعد سنين أظهر الله جسده فبُنيت له كنيسة وقد أظهر الله عجائبه فيها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوماديوس ومكسيموس القديسان | الولادة: – الوفاة: 380 كان صغيرا السن أدركا غنى الملكوت وعشقا شخص السيد المسيح، فتركا عظمة المُلك والجاه ووفرة الغنى والكرامة وعمدا إلى سكنى البراري والقفار. انفتاح قلبيهما على السماء حوَّل القفر إلى فردوس، وسلكا بسيرة ملائكية أدهشت القديس مقاريوس الذي كان يستصحب بعض زائريه إلى مغارتهما، ويقول لهم: “هلموا نعاين مكان شهادة الغرباء الصغار”. كان يحسبهما شهيدين بدون سفك دم. نشأتهما كان هذان القديسان أخوين، وكان أبوهما فالنتيانوس القيصر الروماني (364-375) رجلاً خائف الرب وناصراً للمسيحية، ربَّى ولديه وأختهما الصغيرة في مخافة الرب. لما كبر مكسيموس ودوماديوس اشتاقا إلى حياة الرهبنة. فطلبا من أبيهما أن يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ليُصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الأول الذي انعقد سنة 325م. فرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك. ولما وصلا أمرا الجند أن يرجعوا إلى أبيهما ويقولوا له أنهما يريدان أن يمكثا هناك أياماً. ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين يُدعى حنا فشجعهما، ولما طلبا أن يبقيا معه اعتذر خوفًا من أبيهما وأوصاهما بالسفر إلى سوريا ليتتلمذا على يديّ القديس المتوحد الأنبا أغابيوس وهو طرسوسي من كيليكية، وكان ذا شهرة كبيرة. رهبنتهما توجّها إلى الأنبا أغابيوس فقبلهما وألبسهما إسكيم الرهبنة. ولما قرب زمان نياحته سألاه ماذا يفعلان بعده. أما هو فقال لهما: “رأيت نفسي في هذه الليلة واقفاً على صخرة جنوب مسكننا، ورأيت راهباً واقفاً أمامي وعلى رأسه غطاء عليه صلبان. وكان في يده عصا من جريد وصليب. لما رأيته خفت، ولكنه اقترب مني وسلّم عليّ، وقال لي: “هل تعرفني؟” فقلت له: “لا يا أبي القديس”. قال لي: “أنا مقاريوس المصري أتيت لأدعو أولادك لآخذهم إلى مصر”. فقلت له: “ألا تأخذني معهم أيضاً يا أبي؟” فقال لي: “لا، ولكني أعلمك أنك بعد ثلاثة أيام ستتنيح وتذهب إلى السيد. وسيرسل الملك رُسلا وراء ولديه ليأخذهما إلى القسطنطينية، فاحذر ذلك ومُرهما أن ينزلا إلى مصر ليسكنا بالقرب مني. لأن السيد قد عينهما لي أولاداً، وها أنا قلت لك”. ولما قال ذلك اختفى عنيِ”. ثم قال لهما: “إنني كنت اشتهي أن أنظر هذا القديس بالجسد ولكنني قد رأيته بالروح، فبعد نياحتي امضيا إليه بسلام”. أنعم الله عليهما بنعمة شفاء المرضى، وشاع ذكرهما في تلك البلاد خصوصاً بين التجار والمسافرين، وتعلّما صناعة قلوع المراكب فكانا يقتاتان بثمن ما يبيعانه ويتصدقان على الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما. لقاء والدتهما والأميرة أختهما بالقديسين في إحدى المرات كان نائب الملك في الميناء مع الجند يفتش السفن الداخلة، فلاحظ اسميّ القدّيسين على إحدى السفن. استفسر من صاحب المركب عن سبب ذلك. فقال له: “هذان اسمان لأخوين راهبين كتبتُهما على قلع مركبي تبَرُّكا لكي يُنجّي الله تجارتي”. ثم بيّن له أوصافهما بقوله أن أحدهما قد تكاملت لحيته والآخر لم يلتح بعد، فعرفهما، وأخذ الرجل وأحضره أمام الملك ثيؤدوسيوس الذي كان رئيسا لجنود الملك فالنتينوس، وتعين ملكاً بعد وفاته. قدم الملك ثلاث قطع ذهبية لكل بحار. وصرفهم بسلام. ثم أرسل مندوباً من قبله اسمه ماركيلوس إلى سوريا ليتأكد من الخبر قبل إذاعته في القصر. وبعد بضعة أيام عاد المندوب مؤكداً الخبر، وكان فرح عظيم في القصر. ذهبت إليهما والدتهما والأميرة أختهما، فلما تقابلتا بالقديسين وتعرفت عليهما بكتا كثيراً جداً، ورغبت أمهما أن يعودا معها فلم يقبلا، وطيّبا قلب والدتهما وأختهما. ترشيح القديس مكسيموس بطريركاً للقسطنطينية بعد ذلك بقليل تنيّح بطريرك القسطنطينية فاتجهت الأنظار إلى القديس مكسيموس ليخلفه ورحّب الملك ثيؤدوسيوس بذلك، وأرسل نائبه ومعه بعض الجنود لاستدعائه، كما كتب إلى والي سوريا بذلك. تسرّب الخبر إلى الأخوين عن طريق زوجة الوالي التي كانت تحبهما كقديسين. ولما علما بذلك هربا واختفيا عند راعي غنم أياماً كثيرة، ثم غيّرا ثيابهما ولبسا ثياباً مدنية وتنكّرا حتى لا ينكشف أمرهما وصلّيا طالبين مشورة الله للوصول للأنبا مقاريوس. لقاؤهما مع أنبا مقاريوس سارا نحو تسعة أيام حتى أعياهما التعب وهما يسيران على شاطئ البحر. افتقدهما الرب برحمته ووجدا نفسيهما في شيهيت حيث القديس مقاريوس وعَرَّفاه أنهما يريدان السُكنى عنده. ولما رآهما من أبناء النعمة ظن أنهما لا يستطيعان الإقامة في البرية لشظف العيشة فيها. فأجاباه قائلين: “إن كنّا لا نقدر يا أبانا فإننا نمضي إلى موضع آخر”. عاونهما في بناء مغارة لهما ثم علَّمهما ضفر الخوص، وعرّفهما بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز. أقاما على هذه الحال ثلاث سنوات لم يجتمعا بأحد سوى أنهما كانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين. فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة وصلى طالباً من الله أن يكشف له أمرهما، وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة. فلما استيقظ في نصف الليل كعادته للصلاة رأى القديسين قائمين يُصليان، وشُعاع من النور صاعداً من فم القديس مكسيموس إلى السماء، والشياطين حول القديس دوماديوس مثل الذباب، وملاك الرب يطردهم عنه بسيفٍ من نار. فلما كان الغد ألبسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلاً: “صلّيا عني”، فضربا له مطانية وهما صامتين. نصائحهما روى كاتب السيرة، الراهب بيشوي شماس الكنيسة التي بناها القديس مقاريوس الكبير نفسه، وهي أول كنيسة في الاسقيط: [حدث مرة حينما كنت معهما أن قلت لهما: لو كنتما في القسطنطينية يا أبوي فبالتأكيد كنا نجدكما قد توليتما الملك”. فأدارا وجهيهما وقالا بوداعة: “أين إذن روحك أيها الأخ حتى بدرت منك هذه الكلمة؟ إنها بلا شك في المكان الذي ذكرته. لقد قلنا لك عدة مرات أيها الأخ بيشوي أنك سواء كنت جالساً معنا أو في مسكنك يجب أن تذكر دائماً اسم الخلاص الذي لسيدنا يسوع المسيح بلا انقطاع، لأنه بالحقيقة لو كان هذا الاسم القدوس في قلبك لما قلت هذه الكلمة التي تكلمت بها الآن. من الآن فصاعداً انتبه بالتأكيد إلى نفسك، ولا تهمل الاسم القدوس، اسم سيدنا يسوع المسيح، بل تمسك به بكل قلبك باستمرار حتى في الآلام، لأننا لو أهملناه نموت حتما في خطايانا”. ومن أقوالهما: “فلنفرغ من الدالة والمزاح والكلمات الباطلة التي تجعل الراهب يخسر كل الثمار حسب الطريقة التي تعلمناها، إذ كنا لا نزال بعد في سوريا حينما كان الناس يحاولون إسعادنا دون أن يتركوننا نفكر في خطايانا. لكن الغربة والسكوت بفهم واحتمال الشدائد هذه هي خصائص الراهب. فالشدة تولد الصلاة في طهارة، والصلاة تولد مخافة الرب والمحبة، وهذا ما ينمي الإنسان، لأنه لا جاه ولا غنى ولا قوة يتقبلها الله ما لم يكن المسيح يسكن فينا”. نياحتهما بدأ القديس مكسيموس يمرض بحمى عنيفة، فلما طال عليه المرض طلب إلى أخيه الأصغر أن يذهب إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور. فلما أتى إليه وجده محموماً فعزاه وطيّب قلبه. يقول كاتب السيرة: اجتمعنا حول القديس مكسيموس لننظره فسمعناه يقول وقد خُطف عقله: “يا رب أرسل لي نورك ليضئ قدامي في هذا الطريق التي لا أعرفها. يا إلهي وخالقي خلصني من قوات الظلمة المجتمعين في الهواء، وأصلح خطواتي في هذا الطريق لأبلغ إليك باستقامة. وكن لي نعمة وقوة يا إلهي وسيدي، لأنك أنت رب النور ومخلص العالم”. ثم صمت قليلاً، وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء والرسل والقديسين ويوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم كانوا قائمين حول القديس إلى أن سلّم روحه الطاهرة بمجدٍ وكرامةٍ. فبكى القديس مقاريوس وقال: “طوباك يا مكسيموس”. أما القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مراً، وسأل القديس مقاريوس أن يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يُلحقه بأخيه. وبعد ثلاثة أيام مرض بحمى شديدة هو الآخر وقيل للقديس مقاريوس عن ذلك فذهب إليه لزيارته. وفيما هو في الطريق وقف فترة طويلة ينظر نحو المغارة ثم التفت ناحية المشرق، فظن من معه أنه كان يصلي ولكنه كان يتأمل خورس القديسين الذين كانوا يتقدمون روح القديس دوماديوس. نظر الأب مقاريوس نحو السماء وهو يبكي ويقرع صدره قائلاً: “الويل لي لأني لم أعد راهباً بالكلية”. ثم قال لهم: “لقد تنيح القديس دوماديوس”. كانت نياحة القديس مكسيموس يوم 14 طوبة ولحقه أخوه القديس دوماديوس في 17 طوبة. قال الأب مقاريوس أن الطغمات الذين جاءوا ليأخذوا نفس دوماديوس هم الذين جاءوا لأخذ روح أخيه. وبنى القديس مقاريوس كنيسة في موضع سُكناهما وهي أول كنيسة بنيت في البرية. كما كان القديسان مكسيموس ودوماديوس أول من تنيح من الرهبان في الإسقيط، وكانت نياحتهما بعد سنة 380م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دومنينا وثيؤنيلا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: – في مدينة سيلسيا في مدينة سيلسيا ألقى الوالي ليسياس القبض على القديسة دومنينا وصديقتها ثيؤنيلا التي كان معها ابنها وهو طفل صغير. هدّد الوالي القديسة دومنينا بالعذابات الشديدة إن لم تقدم ذبائح للأوثان. أما هي فقالت له: “إلهي لا يطلب مثل هذه الذبائح، إنما بالأحرى يُسر بالصدقة وقداسة الحياة… أما آلهتكم فهي أصنام داخلها أرواح شريرة، وهي تُسر بهذه الذبائح. اعلم أيها الوالي أن هذه الذبائح حسب إيماننا هي نجاسة وهلاك أبدي”. نيرانك تهبني حياة أبدية أمر الوالي بربطها وضربها بالسياط حتى تناثر لحمها وسال دمها. وجد الوالي مسرته في تعذيبها، أما هي فكانت ترفع قلبها للصلاة حتى يهبها الرب قوة الاحتمال. إذ لاحظ الوالي صبرها على الآلام اتهمها كالعادة بأنها ساحرة، وأمر بتعذيبها بالكيّ بالنار. أما هي فقالت له: “نيرانك لا تقدر أن تحرقني، بل أنظر إلى نفسك يا من تحرقه جهالة الوثنية. نيرانك تهبني حياة أبدية”. أمر الوالي بوضع خطاطيف محمّاة بالنار في جنبيها، وكان الرب يسندها. أمر أيضًا بتعذيب صديقتها بالحرق بالنار كما هدّدها بقتل ابنها، أما هي فتمسكت بذاك الذي أحبها. أخيرًا أمر الوالي بقطع رؤوس الثلاثة، فانطلقت نفوسهم إلى الراحة الأبدية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دومنينُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جار جالريوس استشهد في تسالونيك Thessalonica أثناء حكم جالريوس Galerius الذي كان يبني لنفسه قصراً في تلك المدينة، واغتم حين وجد أن في المدينة مازال يوجد رجل مسيحي يعترف جهاراً بمسيحيته وأن هذا المسيحي هو جاره المباشر. اعترافه بمسيحيته أُحضِر دومنينُس أمام جالريوس لمحاكمته، وحين اعترف القديس بمسيحيته أمر بقطع لسانه. وحين أصر دومنينُس على الثبات أمر جالريوس بإخراجه خارج المدينة حيث كسروا رجليه وتركوه. ومكث الشهيد على تلك الحال سبعة أيام بدون طعام وهو يشكر الله، إلى أن أسلم الروح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوميتيللا ونيريوس وأخيليوس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – يتحدّث القديس غريغوريوس في إحدى عظاته عن هؤلاء الشهداء قائلاً: “هؤلاء القديسين الذين نجتمع من أجلهم اليوم احتقروا العالم وداسوا عليه بأقدامهم، في الوقت الذي كان أمامهم بريق السلام والغنى والثروة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوميكيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 362 زحف جيش يوليانوس لمقابلة الفرس كان سابور أرساكيس الثاني ملك الفرس مسالماً للدولة الرومانية وكان يدفع الجزية للإمبراطور قسطنطين، لكنه انقض على الإمبراطور يوليانوس الكافر وأعدّ جيشاً لمحاربة الرومان. قدم يوليانوس الذبائح لأوثانه في مدينة كاسيوس التي تبعد عن إنطاكية ستة أميال حيث يوجد الصنم أبوللون، وتوجّه الإمبراطور الجاحد مصحوباً بالعرّافين والسحرة وزحف الجيش الروماني لمقابلة الفرس. تهديد القديس دوميكيوس عند مروره على مكان منعزل شاهد تجمهراً لعديدٍ من الرجال والنساء والأطفال، لأن كثيرين من المرضى كانوا ينالون الشفاء بصلوات القديس دوميكيوس خادم الله. فلما سأل عن هذه الجماهير أجابوه قائلين: “إن راهباً يصنع المعجزات ويشفي المرضى وأن الجماهير التي تراها هم جموع المسيحيين الذين أتوا لينالوا بركته ويشفوا من أسقامهم”. استشاط يوليانوس غضباً وأرسل إلى القديس دوميكيوس جندياً يخاطبه بلهجة التهديد قائلاً: “إذا كنت تقيم في هذه المغارة لتنال رضى الله فلماذا تتوخى رضى الناس؟ ولماذا لا تختفي عنهم؟” فأجابه القديس قائلاً: “لقد سلّمت نفسي وجسدي في يد الله إله السموات والأرض الرب يسوع المسيح، وقضيت عدة سنين معتزلاً في هذه المغارة. أما هذه الجماهير الذين يأتون عندي بإيمان قوي فلا أستطيع أن أطردهم”. لما سمع الإمبراطور إجابته هذه أمر جنده أن يسدوا باب المغارة بالبناء، وكان القديس داخلها حيث أسلم الروح فيها، ونال إكليل الشهادة في سنة 362م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دومينيكا العذراء الشهيدة | الولادة: الوفاة: 303 كانت تعيش في زمن الإمبراطور دقلديانوس. اتُهِمت بأنها كانت تحطم الأوثان، فحُكِم عليها بأن تُلقى للوحوش، ولما فعلوا ذلك لم تضرّها الوحوش، فقطعوا رأسها نحو سنة 303م، ونالت إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دومِتيوس الفارسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: 362 كان في الأصل وثنياً وتحوّل إلى المسيحية، وصار راهباً في نصيبين بالميصة (ما بين النهرين) Nisibis in Mesopotamia. رُسم شماساً وذهب ليعيش متوحداً في مغارة، واستطاع أن يقود كثيرين من الوثنيين في المنطقة إلى الإيمان المسيحي. بلغ شهرة واسعة حتى كان المرضى يأتون إليه من المناطق المحيطة طلباً للشفاء ولنوال بركته. أثارت شعبيته الإمبراطور يوليانوس الجاحد. فكان رد دومِتيوس: “إذا كان هذا الجمع من البسطاء قد أتوا إليّ فلست أستطيع أن أردهم”. أثار هذا الرد يوليانوس فأمر برجمه حتى الموت، فنال إكليل الشهادة حوالي سنة 362م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوناتس أسقف قرطاجنة | الولادة: – الوفاة: – قائد حركة انشقاق نشأ في نوميديا Numidia في شمال غرب أفريقيا، بجوار الجزائر. إذ كان بعد شماساً في عهد مينسيورس Mensurius أسقف قرطاجنة الذي طلب منه القنصل أنيلينوس Anulinus الكتب المقدسة فسلمه كتب مزورة، قاد دوناتس حركة انشقاق في قرطاجنة كمقاوم للكهنة الذين سلموا الكتب المقدسة للسلطات أثناء الاضطهاد العظيم (303 – 305م). وذلك قبل اختيار كاسليان Caecilian أسقفاً، وإليه يُنسب الدوناتستيون. سيم دوناتس أسقفاً منافساً لكاسليان في قرطاجنة عام 313م. شرح قضيته في إيطاليا بعد سنوات قليلة من سيامته، لكن قسطنطين دانه عام 316، وفي عام 317 نُفي هو وأتباعه وعانى شعبه من الضغط الشديد عليهم. وفي عام 321 أصدر قسطنطين أمراً بعودة المنفيين من الدوناتست، وبقي أغلبهم في سلام حتى عام 346. يرى القديس جيروم أن دوناتس قد نجح في خداع كل أفريقيا اللاتينية تقريباً (منطقة شمال غرب أفريقيا). لكنه عاد ففشل إذ تشامخ، وفي عام 346 أُرسل مندوب إمبريالي إلى شمال أفريقيا لينظر في طلبه أن يكون الأسقف الوحيد لقرطاجنة فهاجمه الحكام الدوناستيين، ونُفي دوناتس وقادة حركته. ومات في بلاد الغال عام 355م. أفكاره لم يبق شيء من كتاباته، لذا يصعب تحديد أفكاره. أعتقد بضرورة مكافأة الأبرار وعقاب الظالمين فوراً، وأن كنيسته لا تضم سوى الأبرار، ولا خلاص للذين خارجها. كما رفض تماماً أي تدخل من الدولة، إذ يقول: “ماذا يمكن للإمبراطور أن يفعل بالكنيسة؟” بعد قرن من سيامته أسقفًا دُعي الخطيب والمصلح الديني الذي طهّر كنيسة قرطاجنة من الخطأ. الدوناتستية هي حركة انشقاق حدثت في شمال أفريقيا بعد الاضطهاد العظيم في 303 – 305م، شقت الكنيسة في القرن الرابع وبداية القرن الخامس. بدأت هذه الحركة تنهار بعد سنة 411م عندما أعلنت الحكومة الإمبريالية بأن الكنيسة الحقيقية في شمال أفريقيا هي التي تحت قيادة القديس أغسطينوس. ولكن بقيت هذه الحركة حتى دخول الإسلام هناك في القرن السابع. أما علة ظهور هذه الحركة فهي أن بعض الكهنة سلموا الكتب المقدسة للسلطات أثناء الاضطهاد فنُظر إليهم كخونة. كان الدوناتست متشددين جداً في هذا الأمر، وحسبوا كل كاهن فعل هذا لن يعود لعمله الكهنوتي مهما قدم من توبة. وإذ وجدوا معارضة من الكنيسة لتشددهم حسبوا أنفسهم الكنيسة الحقيقية في شمال أفريقيا التي تهتم بالطهارة والقداسة والكمال التي تقف أمام الكنيسة الرسمية. حسبوا أن كل سرّ يقيمه كاهن ساقط في خطيةٍ باطل، ومن سامه كاهن أو أسقف من الخونة تُحسب سيامته باطلة، ولذا وجب إعادة معمودية من نالوا العماد من كاهن خاطئ أو كاهن سيم بيد أسقف خاطئٍ أو خائنٍ. حسبوا أنفسهم شعب الله المتألم الذي عينّه الله للاستشهاد واحتمال الآلام من أجل الحفاظ على كمال المجتمع المسيحي. بلاشك ظهور هذه الحركة أوجد مدافعين ولاهوتيين من بينهم، يقوم تعليمهم على الفصل بين المخلصين والهالكين، يقطن الأولون مدينة الله والآخرون مدينة إبليس. وكان لهذا أثره العظيم على لاهوتيات القديس أغسطينوس في حديثه عن طبيعة المدينتين وفي حديثه عن “مدينة الله”. يرى بعض الدارسين أثر هذه الحركة على المسيحية الغربية، خاصة في ظهور حركة البروتستانت التي تركز على التزام الفرد وعلى الكمال والقداسة والاستعداد للبذل حتى الموت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوناتيان وروجاتيان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – في السجن عاش دوناتيان في نانتس Nantes ببريطانيا في عهد الإمبراطور مكسيميانوس، وكان هذا الشاب ينتمي إلى عائلة مشهورة كما كان مسيحياً غيوراً. عند بداية الاضطهادات تأثر أخوه الأكبر روجاتيان به واشتهى أن ينال العماد ليصير مسيحياً مثله، لكنه لم يستطع أن يتعمد بسبب اختفاء الأسقف. أصدر الإمبراطور مرسوماً يقضي بموت كل من يرفض تقديم الولاء والطاعة للآلهة جوبيتر وأبوللو. وحين وصل الحاكم إلى نانتس قدموا إليه دوناتيان بتهمة المجاهرة بالمسيحية والتبشير بها، فوضعه في السجن، ثم لحق به أخوه روجاتيان الذي اعترف بإيمانه الجديد بكل شجاعة بالرغم من التهديدات. معمودية الدم كان روجاتيان حزيناً لأنه لم يتعمّد، وكان يصلي أن يمنحه الله هذه النعمة، وبتدبير الله نال معمودية الدم. قضى الأخوان الليلة سوياً في صلوات حارة، وقُدِما في الصباح إلى الحاكم حيث اعترفا برغبتهما في تحمل الألم من أجل المسيح مهما كانت أنواع التعذيب، فأمر الحاكم بتعذيبهما بالنار والرماح. أخيراً قطعوا رأسيهما فنالا إكليل الشهادة، ووضعت رفاتهما في كنيسة بُنيت على اسميهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دوناتيلا وماكسيما وسيكوندا الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 304 بجوار مدينة ثيوبربو Thuburbo أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ومكسيميانوس، حلّ أنيولينوس والي أفريقيا بمدينة ثيوبربو Thuburbo (بشمال أفريقيا) وأرسل ضابطين لدعوة جميع المسيحيين إلى ضيعة بجوار مدينة ثيوبربو ليقدموا القرابين للآلهة. تجمع أمامه جمهور كبير، وللأسف بدأوا ينهارون وينكرون إيمانهم. وكان بينهم امرأة تعسة أضافت إلى خطية جحودها خطية الخيانة، وذلك حين تقدمت قائلة “لقد جئنا لنعبد الآلهة عدا فتاتين هما ماكسيما ودوناتيلا”. أمام الوالي قُدمت الفتاتان أمام الوالي، ودار حوار معهما. كانت ماكسيما فتاة في الرابعة عشر من عمرها وحين قال لها الوالي في أثناء المحاكمة أنها إن ما لم تُضحِ للآلهة سيكون اليوم خاتمة حياتها. أجابته الفتاة: “ألا فلتُضحِ لها أنت لأنك شبيه بها”. وجاء دور دوناتيلا فلم تكن إجابتها أقل قوة من إجابات أختها. أمر الوالي أن تساقا إلى المدينة على أن يُمنع عنهما الطعام والشراب، وفي طريقهما إلى ثيوبربو انضمت إليهما صديقة تدعى سيكوندا في الثانية عشر من عمرها، كانت قد نذرت أن تظل عذراء طوال حياتها. سيكوندا تصحبهما كانت سيكوندا تطل من شرفة قصر أبويها الثريين حين شاهدت ماكسيما ودوناتيلا، فقفزت إليهما وتوسلت إليهما أن تصحبهما، فحاولتا أن تثنياها عن عزمها لأنها وحيدة أبويها لكنها أبت قائلة أنها لا تخشى قصاص الأرض وأنها تشتاق إلى عريسها الروحي الذي يُقوي أضعف الناس ويعزيهم. تعذيبهن بعد أكثر من محاكمة أمر الوالي بأن تُجلد الفتيات، ثم أمر بأن ترقدن على ظهورهن الممزقة فوق قطع الزجاج والخزف. وتوالت أنواع التعذيب، منها وضع الفحم المشتعل على شعورهن ورؤوسهن.أخيراً أقرّ الوالي بأنهن أرهقْنَه دون جدوى، فأمر بأن يُطلق عليهن دب جائع، وكان كل ما فعله الدب أنه ظل يلعق قدمي ماكسيما. حينئذ أمر الوالي بقطع رؤوسهن وكان ذلك في الثلاثين من شهر يوليو سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديؤدور أسقف طرسوس | الولادة: – الوفاة: – يعتبر ديؤدورس الطرسوسى أحد مشاهير مدرسة إنطاكية التي تبنت التفسير الحرفي أو التاريخي للكتاب المقدس في مقابل التفسير الرمزي أو الروحي لمدرسة الإسكندرية. ثقافته نشأ في أسرة من الأشراف في إنطاكية حيث قضى أغلب حياته فيها حتى سُيم أسقفاً على طرسوس حوالي عام 379م. درس الفلسفة والعلوم الزمنية في أثينا وهناك غالباً ما التصق بباسيليوس ويوليانوس Julian الذي صار فيما بعد إمبراطوراً. عند عودته إلى وطنه ومعه صديقه فلفيانوس، الذي صار فيما بعد أسقفا على إنطاكية وهو أيضاً من أسرة نبيلة، اتجه الاثنان إلى الحياة الدينية. مقاومته للأريوسية والوثنية قبل أن يُسام كاهناً في إنطاكية في عهد قسطنطيوس كرّس ديؤدور وصديقه فلافيانوس حياتهما للدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي ضد الأريوسيين. كانا يجمعان العلمانيين (إن صح التعبير) الأرثوذكس معاً بالليل حول مقابر الشهداء يسبحون المزامير والتسابيح التي وضعاها لإلهاب قلوبهم بالغيرة الروحية. هذه الاجتماعات سندت الشعب في إيمانهم ومواجهتهم للاضطهادات. صار لهما ثقلاً في إنطاكية، ففي عام 350م إذ هددا الأسقف ليونتيوس Leontius بالانسحاب من الشركة اضطر أن يوقف آتيوس Aetius عن الشماسية. وعندما أراد يوليانوس أن يحيي الوثنية (361 – 363) هاجماه بقوة بالقلم واللسان. وتحول ديؤدور من صداقة الدراسة مع يوليانوس إلى عداوة شديدة معه. وعندما اضطهد الإمبراطور الأريوسي فالنس Valens الكنيسة عاد ديؤدور لاستلام القيادة في الدفاع عن الإيمان النيقوي، وكان في ذلك الوقت كاهناً في إنطاكية. صار ديؤدور السند القوى لميليتوس أسقف إنطاكية (عام 360) والذي حارب من أجل تثبيت الإيمان النيقوي. وفي فترات طرد الأسقف المتكررة عُهد إليه مع فلافيان بإلقاء العظات، فسند ديؤدور الشعب ضد تيارات الانحراف عن الإيمان المستقيم. وفي الوقت الذي فيه منع فالنس الأريوسي المؤمنين أن يلتقوا معاً داخل أسوار المدينة، جمع ديؤدور شعبه في كنيسة بالمدينة القديمة جنوب أورونت Orontes. كانت الجماهير الغفيرة تقتات بطعام التعليم السليم. وعندما طُرد شعبه بالقوة من الكنيسة اجتمع بهم في إستاد gymnasium، وكان ينتقل بهم من بيتٍ إلى بيتٍ. تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن عظاته هذه بأنها قيثارة تنشد سيموفونية رائعة، وبوق يحمل القوة التي بها حطّم يشوع أسوار أريحا، إذ حطم حصون المقاومين الهراطقة. كان أيضا يقيم اجتماعات خاصة في بيته، يشرح فيها الإيمان المستقيم ويفند البدع والهرطقات. اضطهاده أثار نشاطه القيادي العجيب ضده الاضطهاد، فكان معرضاً للخطر أكثر من مرة، واضطر أن يهرب. مرة إذ طرد من إنطاكية اصطحب أباه الروحي ميليتوس في منفاه بجيتاسا Getasa بأرمينيا، حيث التقى بالقديس باسيليوس الكبير عام 372. في رسالة القديس باسيليوس الكبير (رسالة 185) إليه تحدث عن بهجته بالكتب التي أرسلها إليه. وقال عنها أنها مختصرة ومملوءة بالأفكار ومرتبة حسناً في عرض اعتراضات المقاومين والرد عليهم كما قال: [منهجها البسيط الطبيعي يبدو لي أنه يناسب عمل المسيحي الذي يكتب لا للدعاية عن نفسه بل للصالح العام… إني أعرف أن ذكاءك معروف تماماً… أكتب هكذا لأؤكد أنك لم ترسل عملك لمن يتملقك بل لمن يشاركك تعبك كأخ حقيقي.] منهجه التفسيري كأحد مشاهير مدرسة إنطاكية في تفسير الكتاب المقدس كان يرفض التفسير الرمزي لمدرسة الإسكندرية، كما يرفض المبالغة في التفسير الحرفي. سيامته أسقفاً إذ عاد الأسقف ميليتوس إلى إنطاكية عام 378 أقام ديؤدور أسقفاً على طرسوس ومطراناً على ولاية كيليكية. اشترك في مجمع إنطاكية عام 379 الذي فشل في علاج الانقسام الأنطاكي، كما اشترك في المجمع المسكوني الثاني عام 381 بالقسطنطينية. في 30 يوليو 381 أصدر الإمبراطور ثيؤدوسيوس منشوراً حيث أشار إلى ديؤدور كأحد الأساقفة الأرثوذكس الشرقيين الذي له شركة في الإيمان الأرثوذكسي. إذ تنيح ميليتيوس أثناء عقد المجمع اتحد ديؤدور مع أكاكيوس أسقف Beroea في سيامة فلافيانوس أسقفاً لأنطاكية. ديؤدور والنسطورية يقول بعض المؤرخين القدامى أن ديؤدور مات شبعان أياماً ومجداً، تكرمه كل الكنيسة ويمتدحه رؤساؤها مثل باسيليوس الكبير وميليتس ودومنيس الأنطاكي حتى العظيم كيرلس الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديؤدورة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هي والدة الشهيدين أباهور وأنبا بيشاي. ذلك أن أباهور كان من جند إنطاكية أتى إلى الإسكندرية واعترف أمام واليها بالسيد المسيح، فأمر بقطع يديه، وأن يربط في مؤخرة ثور يجره في المدينة. ثم ألقاه في حفرة مملوءة بالأفاعي فلم تؤذه. وكان في كل ذلك يستغيث بالسيد المسيح، فكان يشفيه ويقويه. وفيما هو على هذه الحال أتت أمه ورأته ففرحت بجهاده. أعلموا الوالي بها فاستحضرها وهددها فلم تَخَف. فأمر أن يضعوا خطاطيف من الحديد محماة في جنبيها، وكانت في أثناء ذلك ترتل للرب وتقدسه لأنها استحقت أن تتألم من أجل اسمه إلى أن أسلمت روحها ونالت إكليل الشهادة. وضعوا القديس أباهور في قزان زيت وقطران يغلي، فكان يسبح الله حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديانوس أسقف قيصرية كبادوكية | الولادة: – الوفاة: 362 أسقف قيصرية كبادوكية لأكثر من عشرين عاماً، وهو رجل تقي بالرغم من التشكك إلى حد ما في أرثوذكسيته. علاقته بالقديس باسيليوس الكبير بالتأكيد هو الأسقف الذي قام بتعميد القديس باسيليوس الكبير عند عودته من أثنيا، وأقامه قارئا (باسيليوس عن الروح القدس 29). يتحدث عنه القديس باسيليوس بأسلوب يحمل احتراماً عظيماً ووقاراً مع مشاعر حب من نحوه. يصفه بأنه معروف بفضائله واخلاصه، وسخائه، وجاذبيته بروح الصداقة العجيبة، إنه وقور في شخصه وفي سلوكه. ضعفه اللاهوتي عاش في فترة الصراعات الفكرية اللاهوتية، لكنه كان ضعيفاً من الجانب اللاهوتي؛ لم يكن من السهل أن يأخذ قراراً لاهوتياً حازماً. فمن أجل سلامه الداخلي كان يتحاشى الحوارات اللاهوتية. كان يميل إلى الجانب القوي، لذا كثيراً ما كان يميل الفريق النصف أريوسي في الكنيسة. يرى Tillemont أنه هو دانيوس Danius الذي كان على رأس قائمة الأساقفة، والذي كان له دوره الفعال في مجمع انعقد بأنطاكية في الشهور الأولى من عام 340م الذي يثبت عزل القديس أثناسيوس، وإحلاله بجورج أسقف كبادوكية. اشترك أيضاً في مجمع إنطاكية سنة 341، وكان حاضراً في سارديكا Sardica عام 347م، وكما يقول القديس هيلاري أنه اشترك في إيقاع الحرمان على يوليوس الروماني Julius of Rome وأثناسيوس الإسكندري. Rimini، وقد حزن باسيليوس جداً إذ وقعّ ديانوس على وثيقة هرطوقية تحت الضغط. لم يستطع القديس باسيليوس أن يكون في شركة مع شخص يخالفه في إيمانه فهرب إلى نزيانزا Nazianzaum. قيل أنه حرم أسقفه، وإن كان قد أنكر هو ذلك. حزن ديانوس على فقدان مشيره الصغير والبليغ باسيليوس خاصة بعد أن قام الإمبراطور يوليانوس ليعيد إحياء الوثنية. شعر بحاجته إلى باسيليوس، بعد سنتين استدعاه وأخبره بأنه وقع على قانون الإيمان Rimini في بساطة قلب، ورغبة في إقامة نوعٍ من السلام في الكنيسة، وأنه لم يكن يقصد قط مناقضة قانون الإيمان النيقوى. اقتنع القديس باسيليوس وقبل اعتذاره وعاد إلى مركزه الأول كمشير للأسقف حتى موته غالباً في عام 362م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديدرا وابناها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – أباهور الجندي كان أباهور جندياً في الجيش، وحين كان في الإسكندرية واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح أمر بقطع يده اليمنى، ثم ربطه في أحد الثيران ليجري به في شوارع المدينة فيُسحل. بعد ذلك وضع صفائح محماة على جسمه، وقطع يده الأخرى، ثم سكب في حلقه رصاصاً ساخناً، لكنه تحمَّل كل ذلك بصبرٍ وهو يصلي. استشهاد ديدرا وأباهور وبيشاي سمعت والدته ديدرا بما حدث مع ابنها، فاشتاقت أن تراه. قضت طول الليلة تصلي لأجله كي يسنده الرب في وسط آلامه. وفي صباح اليوم التالي ذهبت ديدرا إلى ساحة التعذيب مرفوعة الرأس واثقة في الله أنه سيتدخل ويهبها قوة الاحتمال. سمع الوالي بحضورها فظن أنها إذ ترى ابنها يتعذب تحثّه على العبادة للأوثان. لكنه أُصيب بخيبة أمل إذ رآها تحثّه على احتمال الآلام وتشجّعه على الثبات في إيمانه. بل وقفت الأم تشهد علانية عن إيمانها بالسيد المسيح. طلب منها الوالي أن تسجد للأوثان فرفضت، فوضع في جنبيها خطاطيف من الحديد المحمى، وظلت تتعذب في صمت حتى أسلمت الروح. أخيراً استدار الوالي إلى ابنها أباهور وكان لا يزال صامداً فانقض عليه في غيظ وطعنه بحربة في صدره فأسلم الروح. ثم جاء أخوه بيشاي فعذَّبه الوالي ثم قطع رأسه، فحمل بعض المؤمنين الأجساد الثلاثة ودفنوها معاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديديموس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – اب مسيحي ذهب لإنقاذ ثيؤدوره من بيت الدعارة التي وُضِعت فيه بسبب إيمانها المسيحي أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديديموس الضرير القديس | الولادة: 313 الوفاة: – مدير مدرسة الإسكندرية وُلد القديس ديديموس حوالي عام 313م، وفقد بصره في الرابعة من عمره. فلم يتعلم القراءة في مدرسة، وإنما بسبب ولَعِه بالتعلم اخترع الحروف البارزة بالنحت ليقرأها بإصبعه. بهذا سبق برايل بخمسة عشر قرناً في استخدام الحروف البارزة للعميان. حفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، كما نبغ في النحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى. شهد عنه القديس جيروم: “تعلم الهندسة أيضاُ التي تحتاج إلى النظر أكثر من غيرها فكان أعجوبة كل ناظر إليه، وذاع اسمه في كل مكان”. بعد نياحة مقاريوس مدير مدرسة الإسكندرية لم يتردد القديس أثناسيوس في تسليمه مسئولية التعليم بإقامته مديرا للمدرسة (346-398م). تتلمذ على يديه أو على كتاباته كثيرون منهم القديسين غريغوريوس النزينزي وجيروم وروفينوس وبالاديوس. أشار إليه القديس جيروم كمعلمٍ له، ومدح تعليمه وشهد لأثره على الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق كما دعاه روفينوس “النبي” و”الرجل الرسولي”. مع القديس أنبا أنطونيوس كان صديقاً حميماً للقديس أنبا أنطونيوس. إذ شرعا ذات يوم يتحدثان في الكتب المقدسة سأله أنبا أنطونيوس ثلاث مرات: “ألعلّك لا تحزن لأنك كفيف البصر؟” أخيراً أجابه القديس أنه يحزن على ذلك جداً، فأجابه القديس: “إني متعجب لحزنك على فقدانك ما تشترك فيه مع أحقر الحيوانات كواسطة للإحساس إذ ليس لديها ما تحس به غير البصر (المحسوس)، ولا تفرح متعزياً لأن الله وهبك بصيرة أخرى لا يهبها تقدس اسمه إلا لمحبيه. أعطاك عينين كأعين الملائكة تُبصر بهما الروحيات، بل وبهما تدرك الله نفسه، ويسطع نوره أمامك، فيزيل كل ظلام في قلبك?” فتعزى القديس بهذا القول كل أيام حياته. وقد نقل ذات الفكر القديس جيروم عندما بعث رسالة تعزية لراهبٍ ضريرٍ. نسكه اجتذب القديس ديديموس معاصريه لا بعلمه فحسب وإنما بنسكه أيضاً، فغالباً ما عاش كمتوحدٍ. زاره القديس أنبا أنطونيوس عدة مرات، كما زاره القديس بالاديوس أربع مرات في فترة عشر سنين، وقد روى عنه قصتين: مرة إذ طلب مني أن أصلي في قلايته ولم أُلبِّ طلبه روى لي هذه القصة: دخل أنطونيوس هذه القلاية للمرة الثالثة لزيارتي، وإذ سألته أن يصلي ركع في الحال ليصلي ولم يضطرني إلى تكرار الطلب، مقدمًا لي مثلاً في الطاعة. والآن إن كنت تود أن تقتفى آثاره، كما يبدو عليك، إذ تعيش في خلوة بعيداً عن الأهل طالباً الفضيلة، فأبعد عنك روح المقاومة. أخبرني أيضاً الآتي: ذات يوم بينما كنت أفكر في حياة الشقي يوليانوس الإمبراطور، وفى كونه مُضطهِداً، اضطربت للغاية حتى إني لم أذق خبزًا إلى ساعة متأخرة في المساء، وإذا بي أرى خيولاً بيضاء تجري، وكان راكبوها يهتفون قائلين: قولوا لديديموس أن يوليانوس قد مات اليوم الساعة السابعة. قمْ وكلْ، وأرسل إلى أثناسيوس الأسقف لكي يعرف هو أيضاً ما قد حدث. واستطرد يقول: “وقد دونت الساعة واليوم والشهر، واتضح لي ما قيل أنه صحيح. دفاعه عن أوريجينوس نشر دفاعًا عن كتاب “عن المبادئ De Principiis”، لأوريجينوس. فيه أظهر خطأ الذين يتهمونه بالضلال، معتبراً إيّاها مجرد أوهام لا قيمة لها، إذ يقول: “الذين يتهمون أوريجينوس بالهرطقة هم عديمو الفهم، ليس لهم قدرة على إدراك الأفكار العالية والحكمة الغامضة التي امتاز بها ذلك الرجل العظيم الذي يعد من النوابغ المشهورين”. ضد آريوس قال سقراط المؤرخ: “كان ديديموس عند الناس حصناً منيعاً وسنداً قوياً للديانة المسيحية حتى قبل أن يتولى رئاسة المدرسة اللاهوتية، ويُحسب خصماً عنيداً كسر شوكة اتباع آريوس وأذلهم في مناظرته معهم”. كتاباته أعماله التفسيرية: يقول بالاديوس أنه فسر العهدين القديم والجديد كلمة كلمة. وذكر جيروم أنه وضع تعليقات على أسفار المزامير وأيوب وإشعياء وزكريا الخ. وأشار كاسيدوروس Casiodorus أن له تعليقات على سفر الأمثال. وفى بردي الطور بمصر التي اكتشفت عام 1941م وُجدت مقتطفات مطوّلة لتفاسيره على التكوين وأيوب وزكريا. عن الثالوث: يقع هذا العمل في ثلاثة كتب، وضعها ما بين عام 381 و392، لا تزال موجودة، لأنها لم تحمل اتجاهاً أوريجانياً. عن الروح القدس: الأصل اليوناني مفقود، لكن الترجمة اللاتينية للقديس جيروم موجودة. ضد اتباع ماني: يتكون هذا العمل من 18 فصلاً صغيراً، موجود باليونانية. أعمال أخرى: في عمله “عن الثالوث” أشار القديس إلى عمل آخر من وضعه يُسمى “الكلمة الأول”. كما يشير إلى مقاله Sanctorum Voluman في عمله عن “الروح القدس 5:12. وجاء في سقراط أن ديديموس خصص عملاً للدفاع عن كتاب أوريجينوس “عن المبادئ”. ويشير الأب يوحنا الدمشقي إلي عملين آخرين للقديس هما “عن الفلسفة” و”التجسد”. كما حفظت له بعض الأعمال تحت أسماء آباء آخرين. الثالوث من يتصل بالروح القدس يتقابل حالاً مع الآب والابن. ومن يشترك في مجد الآب يكون له هذا المجد من الابن بالروح القدس. فقد اتضح أنه في كل شيء توجد عملية واحدة بذاتها للآب والابن والروح القدس. (عن الروح القدس 17) لاهوتي الروح القدس لم يكتفِ بتخصيص الكتاب الثاني من “الثالوث” للحديث عن الروح القدس، وإنما وضع كتاباً خاصاً عن الروح القدس، وقد لُقب بلاهوتي الروح القدس. أكد مراراً وتكراراً أنه الخالق وليس مخلوقاً. كما تحدث عن انبثاقه من الآب وحده. ينبثق الروح القدس من الآب ويستقر إلهياً في الابن. (عن الروح القدس 1: 3) من المستحيل لأي واحد أن يطلب نعمة الله إن لم يكن لديه الروح القدس الذي فيه يتضح أن كل عطايا الله متضمنة فيه. (عن الروح القدس 9). يجددنا الروح القدس في المعمودية بكونه الله، وبالاتحاد مع الآب والابن يردنا من حالة التشويه إلى حالة الجمال الطاهر. وهكذا يملأنا بنعمته فلا نعود نستطيع أن نفتح مجالاً لأي شيء لا يتأهل مع محبتنا. إنه يحررنا من الخطية والموت وأمور الأرض، ويجعلنا بشراً روحيين شركاء في المجد الإلهي، أبناء الله الآب وورثة له. يُشكّلنا علي صورة ابن الله، ويجعلنا شركاء معه في الميراث واخوته، نحن الذين نتمجد معه ونملك معه. يهبنا السماء عوض الأرض، ويمنحنا الفردوس بيدٍ سخيةٍ، ويجعلنا أكثر كرامة من الملائكة، ويطفئ بمياه جرن المعمودية الإلهية نيران جهنم التي لا تَطفأ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديديموس الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كتب الملك منشوراً وأرسله إلى أرمانيوس والي الإسكندرية وإلى الحكام المعينين في كل مدينة بأن يهدموا كنائس المسيحيين ويبنوا هياكل للأوثان مكانها وأن يبخر الجميع للآلهة ويعبدوها، وأن من يمتنع يُعَذب ويُقتَل. حين وصل المنشور إلى الحاكم قبض على الكهنة في كل مدينة وأمرهم بعبادة الآلهة النجسة، ثم أرسله إلى كل ولاة الأقاليم. ولما وصل المنشور إلى أريانا والي أنصنا، جلس على منصة الحكم أمام الشعب وأمر بإحضار المسيحيين، فأحضروا إليه برشنوفي القارئ من بلدة جبليل، هيراقليد الجندي من أعمل الجنوب، ونويي Naui من مقاطعة هنيس Hnes، وبانا Pana من ننهاتي Nenhati، وبابيل Pabil من شنوتي Chounti، وطلبوا منهم أن يذبحوا، لكنهم رفضوا بشدة، فعذبوهم والقوهم في السجن. رؤيا في الليل كان هناك كاهن يدعى ديديموس من تارشيبي Tarchebi من مقاطعة بتينتو Pteneto. كان شاباً يخاف الرب منذ طفولته، يحيا ساهراً في تعاليم السيد المسيح، حكيماً وباراً محباً للصدقة. وحدث في الليل وهو نائم أن وقف رجل مضيء أمامه وقال له: “السلام لك أيها الأب ديديموس النبيل. لماذا تبقى هكذا لا تبالي من يوم إلى يوم؟ قم واذهب إلى أتريب، فالمعركة قائمة وسوف تأخذ الإكليل مجاناً، لأن إكليلك مُعد في السماوات. قم ولا تضيع وقتاً”. ثم صعد الرجل المضيء إلى السماوات بمجدٍ عظيمٍ. في أتريب قام ديديموس مبكراً جداً بدون علم أهله ومضى إلى أتريب وتقدم إلى الوالي وقال: “أنا مسيحي وأقول ذلك بحرية. لا يوجد سوى الله الواحد يسوع المسيح ربنا ليس إله آخر سواه”. اغتاظ الوالي من كلامه وأمر بوضعه فوق آلة التعذيب إلى أن يسيل دمه على الأرض مثل الماء، ثم يسخنوا رصاصاً حتى يغلي وأن يسكبوه عليه. وكان ديديموس أثناء ذلك يصلي ويطلب إلى الرب ألا يتركه. فأرسل الرب ملاكه إليه ليشجعه ولمس جسمه وشفاه، وكان يشعر أن الرصاص مثل ماء بارد، فآمنت الجموع الواقفة. أمر الوالي أن يجره الجنود على بطنه وأن يمدوه على آلة التعذيب ثم يتولى ضربه أربعة أربعة حتى تعب الجنود، وكان دمه يسيل على الأرض. وصرخ ديديموس للرب حتى ينقذه، فلمس رئيس الملائكة ميخائيل جسمه وعاد صحيحاً في الحال، حتى اعتقد الوالي أن القديس ساحر وأمر بإلقائه في السجن. بعد أربعة أيام جلس الوالي على منصة الحكم وأمر بإحضار المسيحيين المسجونين، وكان من بينهم ديديموس الكاهن، وكان الرجال والنساء يأتون إلى القديس ويحنون رؤوسهم أمامه قائلين: “السلام يا بطل المسيح، باركنا يا أبانا القديس”. ولما رآهم الحاكم استشاط غضباً لكنه خاف من الشعب، وحاول إقناع القديس بأن يذبح للآلهة ولكنه فشل. فأمر بأن يعدوا مقعداً من الحديد ويجلسوا عليه القديس ثم أحضر مشاعل نار وأمر أن يضعوها تحته ويتركوها لمدة ثلاث ساعات. فرفع القديس عينيه نحو السماء وصلى وفي الحال كف بصر الجلادين وصرخوا في وجه الوالي وكل أهل المدينة قائلين: “إننا لا نرى بعد”، فصاح الجمع على الفور: “لا يوجد إله إلا إله المسيحيين، يسوع المسيح الذي يُعطي القوة لمختاريه”. ولما سمع الوالي التفت إلى القديس وقال له: “أستحلفك بالمسيح الذي باسمه تصنع السحر، مُر أن يرى هؤلاء الجلادون”، فصلى القديس مرة أخرى وفي الحال أبصروا ومجدوا إله القديس. لما حار الوالي في أمره كتب تقريراً بخصوصه وأرسله مقيداً إلى كلكيانوس حاكم الإسكندرية، وفي الطريق ظهر له السيد المسيح وشجعه وقواه ثم أعطاه السلام وصعد إلى السماوات. في الإسكندرية في الإسكندرية أمر الحاكم بنزع أظافر يديه ورجليه، ثم أحضروا خلاً ورماداً ساخناً وسكبوها على جراحاته، ولم يكد القديس ينطق اسم السيد المسيح حتى وافاه ملاك الرب ولمس يديه ورجليه فشُفي. ولما اتهمه الحاكم بأنه يصنع هذا بقوة السحر ردَّ عليه القديس قائلاً: “بما أنك تجدف على اسم يسوع المسيح فليحكم عليك إلهي أن تكون أخرساً”، وفي الحال انعقدت شفتاه ولم يستطع الكلام، ولما رأى الجمع ذلك صرخوا جميعاً: “لا يوجد إله آخر غيرك يا إله القديس ديديموس”. حينئذ رجا الحاكم القديس يوليوس الأقفهصي لكي يشفع لدى القديس ديديموس لكي يشفيه. فذهب يوليوس يترجاه من أجل الحاكم فقال له الشهيد: “بصلوات القديسين لن يتكلم قبل أن يأخذ حبراً وورق بردي ويكتب أمام كل هذا الجمع: لا يوجد إله آخر غير الآب والابن والروح القدس الإله الواحد”. نفذ الحاكم ذلك في الحال وكتب كما قال القديس فانفتح فمه وانحلّت عقدة لسانه. وتقدم يوليوس إلى الشهيد يطلب منه خدمة يصنعها له، فطلب إليه أن يعتني بجسده بعد استشهاده، فوعده يوليوس أن يفعل ذلك. أخيراً أمر الحاكم أن يأخذوا ديديموس ويعلقوه في مشنقة ورأسه إلى أسفل ثم أحضر زيتاً مغلياً وسكبه عليه، وكان جمع كثير يصرخ: “مبارك أنت أيها الرب الإله القادر على كل شيء”، كما آمن نحو ألف مدني وخمسمائة جندي وصرخوا قائلين: “نحن مسيحيون ونقول ذلك بحرية”. ثم حكم عليه بقطع رأسه مع ستة مسيحيين آخرين من نفس مقاطعته. أمر الحاكم بأن يحفروا حفرة كبيرة ويملأوها بالنار يلقوا فيها الأهالي والجنود القديسين الذين اعترفوا بالسيد المسيح. رفع ديديموس عينيه نحو السماء وصلى ثم مدَّ عنقه فقطعوا رأسه في اليوم الثامن من شهر توت في الساعة الثالثة من النهار، وكفنه القديس يوليوس ووضعه على مركب وحمل الجسد إلى قريته تارشيبي حيث استقبله الشعب وأدخلوه بالتراتيل والمزامير، وأمضوا سبعة أيام يحتفلون به. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديديموس الناسك القديس | الولادة: – الوفاة: – جاء في كتاب “مشاهير الآباء” للقديس جيروم: “رأينا هذا القديس وكان متقدماً جداً في الأيام. وكان ناسكًا عظيماً وحكيماً. وقد اعتاد أن يقتل العقارب وكل الزواحف السامة بقدميه، وهو عمل لم يتجاسر أحد أن يصنعه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديسقورس الأول البابا الخامس والعشرون | الولادة: – الوفاة: – تلقبه الكنيسة “بطل الأرثوذكسية”. كان شيخاً وقوراً، جمع بين الروحانية والعمق الدراسي اللاهوتي والشجاعة المسيحية والصلابة في الحق والرغبة في التضحية حتى الموت من أجل الإيمان. حدث بعد وفاة الملك ثيؤدوسيوس الصغير سنة 450م، الذي تلقبه الكنيسة بالملك الأرثوذكسي، أن اعتلى عرش المملكة الملك مرقيان وزوجته الملكة بولشريا. وفي هذا الوقت الذي احتدم فيه الجدل اللاهوتي حول طبيعة السيد المسيح كانت المؤامرات تحاك ضد كنيسة الإسكندرية وأساقفتها العظام، بِسَعيّ من لاون أسقف روما لدى الملك مرقيان وزوجته. عودة الجِدال اللاهوتي حول شخص المسيح – إدانة نسطور في المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 431م ألهبت الجدال بين مساندي اللاهوت الإسكندري ومساندي اللاهوت الأنطاكي. أدان يوحنا الأنطاكي ومعاونوه القديس كيرلس ومعاونيه. وفي سنة 433م أعلن نص “إعادة الاتحاد” أو “رمز الاتحاد”، لكن هذا البيان لم يقدم إرضاءً شاملاً، إذ لم يقتنع به أي طرف من الطرفين الرئيسيين بطريقة كاملة. الآن، تغيرت الظروف وعاد الجدال بشكل أكثر حدة أدى إلى انشقاق مرّ في الكنيسة في مجمع خلقيدونية سنة 451م. في سنة 435م، في الرُها انتخب أسقف جديد هو هيبا، تحول إلى تلميذ غيور لثيؤدور المؤبسستى (الميصة) القائد الأنطاكي، فبدأ الجِدال العقيدي من جديد يرتكز على كتابات ثيؤدور. وفي سنة 433م احتل دومنيوس الأسقفية عِوض يوحنا الأنطاكي، وكان ضعيف الشخصية متذبذباً، يأخذ قراراته الحسّاسة خلال إرشاد ثيؤدورت أسقف قورش. وفي سنة 444م تنيح القديس كيرلس وخلفه رئيس الشمامسة ديسقورس الذي صحبه في مجمع أفسس. وفي القسطنطينية مات برولكس وخلفه فلفيان (فلابيانوس، فلافيانوس 446م) وهو إنسان خجول بلا قُدرة على الكلام. ويبدو أنه كان يؤمن بـ “الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة من طبيعتين”، لكن ثيؤدورت أسقف قورش غيَّر ذهنه. القديس ديسقورس وثيؤدورت أسقف قورش أرسل القديس ديسقورس بعد سيامته رسائل لاخوته الأساقفة حسب التقليد الكنسي، علامة الشركة الرسولية. أرسل ثيؤدورت أسقف قورش – الذي كان يناضل ضد القديس كيرلس لصالح نسطور – رداً على البطريرك الجديد بخطاب مملوء تملقاً، يمتدحه فيه من أجل تواضعه ورقته. لكن ثيؤدورت – بعد ذلك – أعلن عداوته للقديس ديسقورس، لأن الأخير أرسل إلى دومنيوس أسقف إنطاكية يلومه فيه برقة وصراحة على تشجيعه للثنائية النسطورية من جهة شخص المسيح، واستهانته بمجمع أفسس، وإعلانه أن نسطور ليس هرطوقياً. لقد أجاب دومنيوس برسالة رقيقة جاء فيها أنه سُرّ بخطابه بسبب محبته وصراحته. القديس ديسقورس وأوطيخا كان أوطيخا أرشمندريت ورئيس دير بالقسطنطينية، حيث كان حوالي 300 راهباً يعيشون تحت قيادته. وهو ناسك شيخ، وُهب البلاغة لكنه لم يكن لاهوتياً حقيقياً. لعب دوراً خطيراً في الانشقاق الكنسي في القرن الخامس. كان لأوطيخا شهرة فائقة في كرسي القسطنطينية، وفي الأوساط الديرية، وفي البلاط الإمبراطوري، وعلى مستوى الشعب. هذا يرجع إلى ذكائه وبلاغته مع حياته النسكية وعلاقته الوطيدة بالقصر الإمبراطوري، خاصة خلال قريبه خريسافيوس كبير الحجاب. كصديق للقديس كيرلس تقبل منه صورة من قرارات مجمع أفسس سنة 431م، وكان يعززها على الدوام. لقد قبل صيغة اللاهوت الإسكندري من جهة السيد المسيح: “طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد” دون التمتع بأساس لاهوتي سليم. في الواقع لم يكن يمثل اللاهوت الإسكندري أو الأنطاكي، إنما غيرته الشديدة ضد النسطورية التي كانت قد انتشرت في تلك المنطقة ودفاعه عن صيغة الإسكندرية قادته إلى هرطقة أخرى، إذ زاغ بقوله إن ناسوت المسيح ليس مساوياً لنا. نادى بوجود طبيعتين قبل الاتحاد، ولكن طبيعة واحدة فقط بعده، لأن الطبيعة الإلهية قد ابتلعت الناسوتية، وفُقدت الأخيرة تماماً. لاهوتيات أوطيخا ليس بالصعب على أي دارس أن يكتشف شخصية أوطيخا ولاهوتياته من مجرد قراءة إجاباته أثناء مناقشته في مجمعيّ أفسس سنة 448، 449م. لم يكن بالشخص اللاهوتي، ولا مُدركاً لنظام اللاهوت الإسكندري، إنما تارة يستخدم عبارات أرثوذكسية تضاد أفكاره الرئيسية. ربما لأنه كان متزعزعاً في معرفته اللاهوتية، أو عن خداع، أو ربما لحذره لئلا يفقد شهرته أو مركزه أو كهنوته. بعد المجمع المحلي بالقسطنطينية عام 448م أرسل “اعتراف إيمانه” للإمبراطور، إن كان بحق هذا الاعتراف يمثل رأيه فلا يكون حاملاً للهرطقة الأوطاخية، إذ يقول: [نُعلن أن يسوع المسيح ربنا مولود من الله الآب بلا بداية…، الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلد من العذراء مريم…، أخذ نفسًا وجسدًا، إله كامل وإنسان كامل، واحد مع (مساوٍ) الآب في جوهره من جهة اللاهوت… وواحد معنا من جهة الناسوت. نعترف بهذا أنه “من from طبيعتين بعد الاتحاد… نؤكد أنه مسيح واحد، ابن واحد، رب واحد، أقنوم واحد، شخص واحد. لذلك لا نرفض تأكيد أنه طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد الذي صار إنساناً، إذ هو واحد من اثنين، كائن واحد بعينه ربنا يسوع المسيح.] إدانة أوطيخا حدث صراع بين أوطيخا والقائد الأنطاكي ثيؤدوريت أسقف قورش، الذي لأجل محبته وولائه لنسطور قدم لصديقه معانٍ يقصدها هو وليس نسطور. من ناحية أخرى بسبب كراهيته المُرة للقديس كيرلس وكتاباته، خاصة الاثني عشر حرماناً اتهم القديس كيرلس بالأبولينارية، ونشر هجوماً مطوّلاً ضد القديس كيرلس وأوطيخا [دون ذكر اسمه] دعاه “إرانستس” أو “الشحاذ”، ينقسم هذا الهجوم إلى ثلاثة أقسام: 1.القسم الأول أراد إثبات أن الطبيعة الإلهية لا تتغير. ولإثبات هذا دحض اصطلاح القديس كيرلس “ثيؤتوكوس” وأيضاً “تبادل الألقاب والخواص. Communicato idiomatum”. 2.القسم الثاني يظهر أن الطبيعتين توجدان في المسيح بغير اختلاط، رافضًا اتحاد الطبيعتين. 3.القسم الثالث خصصه لإظهار أن الله الكلمة بلا انفعالات. لقد هاجم الحرمان الرابع للقديس كيرلس الذي فيه يقول بأنه يستحيل التفريق بين شخصين وأقنومين، كما جاء في عبارات العهد الجديد. القديس كيرلس نفسه أكد الثلاث نقاط: عدم تغير اللاهوت، عدم اختلاط الطبيعتين، عدم انفعال اللوغوس، لكن الكتاب هاجم اللاهوت الكيرلسي، خاصة دعوة القديسة مريم “ثيؤتوكوس”، والمناداة بطبيعة المسيح الواحدة، وتبادل الألقاب والخواص. عُقد مجمع القسطنطينية من 8 إلى 22 نوفمبر سنة 448م لإدانة أوطيخا، حيث قدم يوسابيوس عريضَة اتهام ضده يتهم فيه أنه يفتري على الكُتّاب الأرثوذكس متمسكاً بآراء هرطوقية، طالباً من فلافيان أن يستدعى أوطيخا ليدافع عن نفسه. رفض أوطيخا الظهور أمام المجمع حتى الجلسة السابعة، مقدماً أعذاراً كثيرة مثل شيخوخته ومرضه وأن التقليد النسكي يمنعه عن مغادرة الدير. مناقشات الجلسات الست غير معروف منها سوى بعض عبارات حيث نسب بعض الأساقفة الحاضرين للقديس كيرلس أنه قال بالطبيعتين بعد الاتحاد. أمام المجمع أعلن أوطيخا أنه قبل تعليم نيقية وأفسس وأنه يؤكد أن [بعد أن صار المسيح إنساناً، أي بعد أن ولد يسوع المسيح ربنا، يُعبد الله الكلمة بكونه طبيعة واحدة، أي الله الذي صار متجسدًا.] لقد أنكر أنه قال بأن جسد يسوع نزل من السماء، بل ضحك عند سماعه هذا الاتهام ضده. لقد كرر أن المسيح أخذ جسده من العذراء مريم، وأضاف أنه قد تم تجسد كامل، لكنه رفض القول بأن جسده واحد معنا (أي مساوٍ لنا). أصر يوسابيوس أن يجيب على سؤالين: 1.هل كان المسيح واحداً معنا (مساوٍ لناحسب الجسد)؟ 2. هل يحمل فيه طبيعتين بعد الاتحاد؟ من جهة السؤال الأول، أجاب: [إلى اليوم لم أتحدث عن جسد ربنا أنه واحد مع جسدنا (مساوٍ لجسدنا)، لكنني أعترف أن العذراء واحدة معنا في جوهرنا، وأن الله تجسد منها]. وإذ علّق باسيليوس أسقف سلوكية قائلاً ما دامت الأم واحدة معنا، إذن فهو نفسه إذ يُدعى ابن الإنسان يلزم أن يكون واحداً معنا، أجاب: [كما تقول أوافقك على كل شيء]. بخصوص السؤال الثاني أجاب: [إنني أقرأ الطوباوي كيرلس والآباء القديسين والقديس أثناسيوس، فقد تحدثوا عن “من طبيعتين” إذ يشيرون إلى ما قبل الاتحاد، أما بعد الاتحاد والتجسد، فهم لا يؤكدون الطبيعتين بل طبيعة واحدة.] قال باسيليوس أسقف سلوكية بأنه إذ لم يقل بالطبيعتين فهو ينادى بالاختلاط والامتزاج. أصدر فلافيان القرار بأن أوطيخا يتبع فالنتينوس وأبوليناريوس، وأن المجمع يحرمه ويعزله عن إدارة ديره وممارسة الكهنوت. التجاء أوطيخا إلى الإمبراطور والأساقفة إدانة أوطيخا سببت متاعب كثيرة في القسطنطينية. مساعدوه، خاصة في الأوساط الديرية، اتهموا فلافيانوس ومساعديه بالنسطورية. حرم فلافيانوس القادة في الأديرة بينما لجأ أوطيخا إلى روما والإسكندرية وأورشليم وتسالونيك، وأيضاً قدّم شكوى إلى الإمبراطور خلال صديقه خريستوفيوس كبير الحجاب، يقول فيها بأن الذين حاكموه أرادوا إلزامه بالثنائية النسطورية وأن سجلات المجمع قد زُوِّرت. كتب لاون أسقف روما إلى أوطيخا يمتدحه على غيرته في الدفاع ضد الثنائية النسطورية، وفي نفس الوقت كتب إلى فلافيانوس يطلب منه الترفق بأوطيخا. لكنه غيَّر رأيه ربما عندما سمع أن الإمبراطور كتب إلى القديس ديسقورس بابا الإسكندرية يدعوه لعقد مجمع لمناقشة الأمر. لاون الذي لم تكن لديه معرفة صادقة لطبيعة الصراع بين لاهوت الإسكندرية ولاهوت إنطاكية أرسل طومسه (رسالة) إلى القسطنطينية في 13 يونيو 449م، لا من أجل مصالحة الطرفين وإنما بغية تشويه اللاهوتيين الإسكندريين. مجمع أفسس الثاني لسنة 449م إذ اقتنع الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني بعقد مجمع طلب من ديسقورس أن يمارس سلطته في المجمع كرئيس، وطلب من يوبيناليوس أسقف أورشليم وتلاسيوس أسقف قيصرية كبادوكية أن يكونا رئيسين شريكين معه. قبل مناقشة قرارات المجمع أود أن أشير إلى أن الخلقيدونيين يقولون إنه إن كان مجمع خلقيدونية سنة 451م قد سبب شقاقاً في الكنيسة، فإنهم يرون أن ما حدث كان رد فعل لمجمع أفسس عام 449م، الذي دعاه لاون أسقف روما بالمجمع اللصوصي، ويتهم المؤرخون واللاهوتيون القديس ديسقورس بالعنف، وأنه قاد المجمع لصالح اللاهوت الإسكندري. هل كان القديس ديسقورس عنيفاً؟ يقدم المطران غريغوريوس بولس بهنام بعد نشره رسالة الإمبراطورين ثيؤدوسيوس الثاني وفالانتينوس، مترجمة من السريانية إلى العربية، الملاحظات التالية: 1. لم يعقد المجمع (أفسس الثاني) بناء على طلب البابا ديسقورس، ولم توجد بينه وبين الأباطرة رسائل مسبقة في هذا الشأن. هذا يعنى أن القديس ديسقورس لم يكن يبغي نفعاً شخصياً خطط له. 2. لم يصف الخطاب الإمبراطوري القديس ديسقورس بألقاب تكريم أكثر من غيره. هذا يعنى عدم وجود اتفاقات مسبقة بين الإمبراطور والقديس ديسقورس. 3. تكشف الرسائل الملوكية عن وجود اضطرابات لاهوتية متزايدة في إيبارشية القسطنطينية. كان طلب الإمبراطور من القديس ديسقورس هو الإسراع لوضع حد للمتاعب اللاهوتية. هذا ومما يجب مراعاته أن ديسقورس لم يعلن عن صيغة إيمان جديدة، بل كان يسعى للمحافظة على الصيغة التقليدية للإيمان الكنسي. 4. أُخذت القرارات بالتصويت، ولم نسمع أن أسقفاً من الحاضرين احتج أو انسحب من المجمع (غير فلابيانوس ويوسابيوس عند إصدار الحكم). 5. في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها يوبيناليوس الأورشليمي، وصف لاون أسقف روما بـ “القديس”، “محب الله”، وأعطى لدومنوس أسقف إنطاكية لقب “محب الله”…هذه الألقاب تكشف عن روح المجمع. 6. عندما سأل لاون أسقف روما إمبراطور الغرب فالنتينوس وأمه وأخته بولشاريا للتوسط لدى ثيؤدوسيوس الثاني ليعقد مجمعاً آخر أرسل الأخير رسالة يمتدح فيها مجمع أفسس بأن خوف الرب كان يحكمه، وأن أعضاءه تمسكوا بالإيمان الحق وقوانين الآباء، وأنه قد فحص الأمر بنفسه وهو راضٍ. 7. في الرسالة الملوكية في افتتاح المجمع أعلن الإمبراطور منعه ثيؤدورت أسقف قورش من الحضور بسبب الآلام التي يعانيها المؤمنون، حتى الذين في القرى، من النساطرة. في الواقع لم يكن ديسقورس عنيفاً بل النساطرة كما شهد الإمبراطور نفسه بذلك. وإنني أود أن أضيف ملاحظات أخرى: 8. لم ينطق القديس ديسقورس حتى اللحظة الأخيرة من انعقاد المجمع بكلمة ضد روما، بينما لاون في رسائله يشير إلى بابانا بأنه “السفاح المصري” و”معلم أخطاء الشيطان” والباذل بقوة جهده لبث التجاديف وسط اخوته. وسنرى كيف أن أناطوليوس أسقف القسطنطينية وغيره قد رفضوا نَسْب الهرطقة للبابا الإسكندري. 9. يعتمد الخلقيدونيون عادة على أعمال مجمع خلقيدونية في اتهام القديس ديسقورس بالعنف. وسنناقش هذه الاتهامات فيما بعد، لكنني أشير هنا إلى أنه من الطبيعي أن ينسب النساطرة العنف للبابا الإسكندري ليخفوا سلوكهم العنيف في مجمع القسطنطينية كما شهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني وأيضاً سلوكهم القاسي مع أوطيخا وأعوانه، وقد كتب أوطيخا في التماسه للأساقفة أنه [أكد أثناء محاكمته رغبته في إتباعه ما قد صمموا عليه، ولكن فلابيانوس رفض الالتماس، كما اعترض على العنف الذي استخدم ضده في المجمع وما بعد المجمع بواسطة العامة]. ونحن نعلم أن فلابيانوس قد حرم كثيراً من قادة الرهبان لأنهم سندوا أوطيخا ضد الثنائية النسطورية. 10. اعتاد بعض الدارسين أن ينسبوا العنف إلى لاهوتي الإسكندرية وآبائها، حتى بالنسبة للقديسين أثناسيوس وكيرلس. قرارات المجمع إعادة اعتبار أوطيخا لم يكن خطأ ديسقورس أن المجمع أعاد اعتبار أوطيخا، وذلك للأسباب الآتية: أ. كتب لاون أسقف روما إلى بولشاريا قائلاً بأن أوطيخا انزلق في الهرطقة عن جهل منه، إن تاب فليعامل حسناً. ب. أعلن أوطيخا عبارات أرثوذكسية مثل قوله: [فإنه هو نفسه، كلمة الله، نزل من السماء بلا جسد، صار جسداً من ذات جسد العذراء دون أن يتغير أو يتحول، بطريقة هو نفسه يعلمها ويريدها. وهو الإله الكامل قبل الدهور هو بعينه صار إنساناً كاملاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديسقورس الثاني البابا الحادي والثلاثون | الولادة: – الوفاة: – اختياره بابا الإسكندرية كان سكرتيراً لسلفه البابا يؤانس الثاني وابن عم البابا تيموثاوس الأول، وقد اشتهر بالاستقامة والولاء التام للإيمان الأرثوذكسي، حتى عدّه الشعب رجلاً كاملاً ومحامياً مناضلاً وأحبه ووثق به، فقُدِّم بطريركّا بإرشاد الروح القدس سنة 517م. طلب القيصر نفسه تعيينه، ومع محبة الشعب لديسقورس رفضوا تدخل الأباطرة في اختيار البابا، مما سبب تأخير سيامته. الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية ما أن اعتلى الكرسي المرقسي حتى جدد الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية وغيره من الأساقفة الأرثوذكسيين، ضمنها القول عن الثالوث القدوس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد وأن الله الكلمة قد اتحد بجسدٍ بشريٍ كاملٍ في كل شيء بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابناً واحداً، رباً واحداً لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده لم تدخل عليه زيادة بالتجسد. وقد ردوا عليه برسائل مؤيدة للإيمان القويم والناطقة بإخلاصهم له وبفرحهم لنواله هذه الكرامة السامية، فرد عليهم برسالة مملوءة بالمحبة والإخلاص. علاقته بالإمبراطور أنستاسيوس حدث أن أثار بعض المصريين فتنة في الإسكندرية أغضبت الإمبراطور أنستاسيوس، فخافوا سوء العاقبة ورجوا من باباهم، الذي كان الإمبراطور يعرفه شخصياً ويحبه، أن يشفع فيهم لكي يدفع عنهم أذى الإمبراطور، فأعلن اغتباطه بخدمتهم وقصد إلى الإمبراطور لساعته. وقد نجح في مهمته إذ أعلن الإمبراطور صفحه عن المشاغبين. أُهين في شوارع القسطنطينية ومع هذا لم يفتح فاه، محتملاً بصبرٍ. كانت أيام البابا ديسقورس الثاني قصيرة، فلم تتجاوز باباويته السنتين انضم بعدها إلى أسلافه، تاركاً شعبه يبكيه ويتألم من أن راعياً روحياً مثله انتقل إلى عالم النور بهذه السرعة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديسقورس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد القديس ديسقورس في زمان العرب. وكان من مدينة الإسكندرية، وحدث له ما دعاه إلى خروجه من دين آبائه ودخوله في الإسلام. ومكث كذلك مدة من الزمان، وكانت له أخت متزوجة بمدينة الفيوم، وإذ علمت ما صار إليه أرسلت له قائلة: “لقد كنت أشتهي أن يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي، فكنت أفرح بذلك ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك”. وختمت كلامها بقولها: “واعلم أن هذا الكتاب آخر صلة بيني وبينك، فمن الآن لا تعود تريني وجهك ولا تكاتبني”. فلما قرأ كتاب أخته بكى بكاءً مراً ولطم على وجهه ونتف لحيته. ثم قام مسرعاً وشد وسطه بزنار وصلى متضرعاً بحرارة ورشم نفسه بعلامة الصليب، وخرج يسير في المدينة وأبصره الناس على هذه الحال فاقتادوه إلى الوالي. قال له الوالي: لقد تركت دين النصارى ودخلت في ديننا، فما الذي جرى؟ أجابه قائلاً: أنا وُلدت مسيحياً وأموت مسيحياً ولا أعرف ديناً غير هذا. هدده الوالي كثيراً وضربه ضرباً موجعاً فلم يرجع عن رأيه. فأودعه في السجن وأرسل إلى الحاكم يعرض عليه أمره. فأمره أن يعرض عليه الخروج من دين النصارى والدخول إلى دين الحاكم فإن أطاع يعفو عنه وإلا يحرقه. فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود فأبى قائلاً: لقد قلت سابقاً وُلدت مسيحياً وأموت مسيحياً. فأمر بحرقه، فحفروا له ظاهر المدينة حفرة كبيرة وملأوها بالحطب وأوقدوها، ولما علا لهيبها طرحوه فيها بعد أن ضربه أهل البلد ضرباً كثيراً وطعنوه بالسكاكين، فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديسقورس الطيبي | الولادة: – الوفاة: – تحدث عنه القديس جيروم قائلاً بأنه قديس من طيبة، وكان أبًا لمائة راهبٍ. وكان كلما تقدم بعضهم للتناول من الأسرار المقدسة كان يقول لهم: “لعل أحدهم قد جاءت إلى قلبه أفكار شهوة النساء أثناء الليل، أو “الاحتلام” الغير مرتبط بالأفكار. وهو أمر غير إرادي، وليس نتيجة للرغبة الجنسية، لأنه أمر طبيعي نتيجة لما في الجسد من مواد. يقصد أنه قد يكون بسبب زيادة السائل المنوي، ويخرج من الجسد بشكل تلقائي وطبيعي فلا يُخطئ المرء. ويضيف القديس بقوله: “أما الحلم الفاسد فهو يأتي من فكر شرير، ويسبب نفس الشيء. وقال أيضاً القديس ديسقورس: “يجب على الراهب أن يسود على قانون الطبيعة، وألا يكون في جسده أية عدم نقاوة، مهما كانت قليلة؛ بل يُخضع جسده بالصوم حتى لا تزيد هذه المادة (السائل المنوي) في الجسد”. “ولا يليق بالراهب أن يقترب مما يثير الجسد، بل يتفوّق في ذلك على أهل العالم، سواء لحفظ الصحة أو لفوائد أخرى. وينبغي على الراهب أيضاً أن يُراعي سلامة عقله ونفسه وروحه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديسقورس وسكلابيوس أخوه الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا ابنيّ رجل من ذوي اليسار تقي محب لله من أبناء أخميم، يُدعى أمونيوس. لم يكونا قد بلغا الخامسة والعشرين من عمرهما، إذ أرادا أن يعيشا متعبدين لله، متمثلين بالقديس يوحنا المعمدان وإيليا النبي، باعا كل ما ورثاه من والدهما وقدماه للمساكين والأرامل والأيتام، وأخذا القليل لما يكفي حاجتهما الملحة. في البرية بعد نياحة أبيهما مضيا إلى جبل أخميم. التقيا بمعلم كاهن يدعى الأنبا موساس، كان يسكن في البرية متعبدًا عند عين ماء نابعة في وسط صخرة مع بعض النساك. ذهبا بناء على رؤية ظهرت لهما وفي نفس الوقت ظهرت للأنبا موساس توصيه بهما. أخبرهما الأنبا موساس بأن الأول سيسام قساً والثاني شماساً، وأنهما سينالا إكليل الشهادة مع جموع غفيرة من بلدهما. إذ جاءت ساعة انتقال الأنبا موساس في السابع من شهر بؤونة أبصر القديسان وباقي اخوتهما بعضاً من الملائكة يحملون روح القديس موساس إلى العُلا وهم يسبحون أمامه. دُفن القديس بجوار العين التي في الوادي وظل الأخوان يمارسان حياة الصلاة والنسك بلا فتور. سيامتهما في أحد الأيام أراد القديسان ديسقورس وسلكلابيوس النزول إلى أخميم ليبتاعا ما يحتاجان إليه، فأمسكهما أهل المدينة، ومضيا بهما إلى الأنبا قامسطاكلا أسقف أخميم، فسام الأول قساً والثاني شماساً بغير إرادتهما. سمع الأسقف أثناء السيامة صوتاً صارخاً في المذبح يقول في كل مرة: “مستحق، مستحق، مستحق”. إذ سيم الاثنان بغير إرادتهما سمعا بالليل صوتاً من السماء يخبرهما بأن اضطهاداً سيحل بالمدينة وأن الشعب محتاج إلى مساندتهما. بنالوجيوس والي أخميم اشتهر بنالوجيوس والي أخميم ببغضه للمسيحيين، فقبض على الأسقف والكهنة وكان يضربهم بالمقارع. وإذ علم القديسان بذلك أرسلا إليه قائلين: “كف عن اضطهاد المسيحيين لئلا يحل عليك غضب الله”. فعزّ على الوالي أن يخاطباه هكذا، فهدد بأنه سيذهب إليهما في اليوم التالي ويعذبهما. وإذ ابتعد عن المدينة قليلاً ألقاه حصانه على الأرض ورقد عليه فمات في الحال. علمت كل المدينة بما حدث للوالي، فخاف الكل الرب، خاصة الجند. أقام القديسان في جبل أخميم قرابة خمسة وأربعين عاماً في فرحٍ وتهليلٍ مع الاخوة النساك. وكان القديسان ينزلان أثناء المحن والضيقات لمساندة المؤمنين. نزولهما إلى أخميم ظهر لهما رئيس الملائكة ميخائيل بينما كانا يصليان تحت صخرة في الجبل، وعرّفهما بالاضطهاد المزمع أن يحل بمدينة أخميم، وطلب إليهما أن ينزلا إلى المدينة ليثبّتا الشعب، كما أنبأهما بأنهما سينالا إكليل الشهادة. نزلا إلى المدينة فوجدا أريانا الوالي قد وصل إليها ونصب محكمة وبدأ يحاكم المسيحيين ويعذبهم. ثار أريانا الذي بدأ حملته باضطهاد المسيحيين بأخميم، وقد وجد مسرته في منشور دقلديانوس ضد الكنيسة، إذ وجد ذلك تجاوباً مع أعماقه. عندما بلغ المدينة وقرأ منشور الإمبراطور هتف الشعب كله الذي جاء لاستقباله ضد الإمبراطور. حاول أريانا أن يؤكد لهم ضرورة تنفيذ الأوامر فهزءوا به وتركوه. صمم أريانا أن يقضى على كل المسيحيين في أخميم، فطلب الكهنة الوثنيين بالمدينة ليذهبوا معه إلى هيكل الوثن بامين ناجوس. كم كانت ثورته حينما علم كاهن الوثن العظيم ويدعى أبسكنده قد قبل الإيمان المسيحي ومعه مجموعة من كهنة الأوثان. حسب هذا كله إهانة للإمبراطور وله شخصياً فأراد الانتقام. أطاع القديسان أمر رئيس الملائكة ميخائيل ونزلا إلى أخميم ومعهما الاخوة النساك. كانوا في طريقهم إلى أخميم كمن يصعدون إلى أورشليم. فكانوا يترنمون بالمزامير قائلين: “فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب. ننطلق وأقدامنا قيام في ديار أورشليم. أورشليم المبينة كالمدينة المحيطة بها سور. هناك صعدت القبائل، قبائل الرب. اشكروا اسم الرب”. إذ وصل هذا الفريق الملائكي المسبِّح وجدوا الشعب قد اجتمع بفرح ليعيدوا عيد الميلاد المجيد بغير خوفٍ، وقد استعدوا جميعهم للاستشهاد على اسم السيد المسيح. وكان من بينهم كاهن الوثن العظيم أبسكنده والكهنة وجمع كبير من الوثنيين الذين آمنوا. جاءوا جميعهم وظلوا يصرخون في انتظار ساعة الاستشهاد قائلين: “يا رب خلصنا. يا رب نجنا. مبارك الآتي باسم الرب”. تحدث القديس ديسقورس مع الشعب عن الأكاليل السماوية المجيدة التي تنتظرهم بعد الاستشهاد، وأن آلام هذا العالم لا تقارن بالمجد العتيد. تحدث أيضًا معهم أبسكنده وكهنة الوثن الذين آمنوا وكان عددهم سبعين. الاحتفال بعيد الميلاد المجيد أقيم قداس عيد الميلاد المجيد وكان يحتفل به الأنبا أباديون أسقف أنصنا الذي صحبه معه أريانا، وكان أسقف أخميم أوضاكيوس قد تنيح قبل ذلك بقليل. وكان القداس غير عادي، فقد أرادت السماء أن تسند كنيسة المسيح المجاهدة. فعندما جاء وقت الترنم بالتسبحة السمائية “قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت” إذا بالشعب يسمع أصوات الملائكة تترنم معهم. وفجأة ظهر السيد المسيح على المذبح وحوله الملائكة. كان الشعب يصلى بأصوات مدوّية عالية وفي حماس شديد. وإذ انتهى القداس الإلهي كان أريانا خارج الكنيسة يطلب مقابلة الأراخنة. صار يبكتهم على عدم طاعتهم لأوامر الإمبراطور، أما هم فبشجاعة أعلنوا أن الشعب كله قد جاء لتقديم الصلوات للسيد المسيح الذي وُلد في بيت لحم من أجلهم. ضرب الوالي عنقيّ اثنين من الشعب لكي يرهب الكل، فإذا بالكل يعلنون استعدادهم للاستشهاد من أجل المسيح. مذبحة أهالي أخميم قتل الوالي الكاهن الوثني أبسكندة وكهنته والوثنيين الذين قبلوا الإيمان بالمسيح. وأمر بأن يوثق الأسقف أباديون (ابنوديون) والرهبان لمحاكمتهم. أما الكهنة والشمامسة والأراخنة فتقدموا بفرحٍ لنوال أكاليل الاستشهاد. ثم جاء دور جميع الشعب، فكان الجنود يضربونهم بالسيوف ويقطعون أحياناً بعض أعضاء جسمهم لتعذيبهم. وبينما كان الجند في وحشية يقتلون إذ بالجماهير قادمة من الكنائس القريبة تطلب الاستشهاد. إذ رأى الوالي الجماهير الغفيرة قادمة خاف فطلب من الجنود أن يستقبلوهم ويدخلوا بهم إلى الكنيسة ويقتلوهم هناك. استشهاد ديسقورس وسكلابيوس كانا يثبتان الناس على الإيمان المسيحي ويعلّمان الشعب، ثم أعلنا إيمانهما أمام الوالي وأخبراه عن قصة رؤية الملاك الذي أُرسل لهما لتثبيت إيمان المسيحيين في أخميم. فلما سمع أريانا ذلك قال: “ما هذه الخرافات، هلم بخِّرا الآن لئلا تعاقبا لجحودكما”. حينئذ أجاباه: “نحن لا نضحي للآلهة، ونحن لا ننسى الذين استشهدوا في هذا اليوم، فقد كنّا نرى أرواحهم صاعدة أمامنا إلى السماء، ونحن مستعدون كذلك أن نموت مثلهم. ومهما أردت أن تفعل فاصنع بنا لنلحق باخوتنا”. فغضب الوالي وأمر جنوده أن يضربوا القديسين ومن معهم بالدبابيس، وعذبوهم بأنواع عذابات مختلفة، وقيدوهم ووضعوهم في حبس، وكان يحرسهم أربعون جندياً على رأسهم أقلوديوس وفليمون. في منتصف الليل ظهر ملاك الرب إلى ديسقورس وقال له: “قم صلِ فإن أقلوديوس وفليمون وجنودهما سوف يسبقونك، ويصيرون تقدمة لله في هذه المدينة”. فظن القديس أن أحد الاخوة هو الذي يكلمه، فقال له: “كيف أقدر القيام الآن؟” أجابه الملاك: “قم صلِ لأن الرب يحل المقيدين”. وللوقت انحلّت القيود التي كان مقيداً بها وكذا قيود جميع المعترفين. فقاموا جميعاً وسبحوا الله ومجدوا اسمه، وكان نور سماوي يشرق من مكان الحبس ويضيء على أقلوديوس وفليمون. لما شاهد الجنود هذا كله دخلوا واعترفوا أمام أريانا. وبعد أن عذبهم أمر بطرحهم في النار ومعهم أقلوديوس وفليمون. وكان ذلك في اليوم الأخير من شهر كيهك، أما القديسان ديسقورس وسكلابيوس فأكملا شهادتهما في اليوم التالي (أول طوبة). فاج الصياد وابنه الطفل زكريا انفتحت عينا الطفل الصغير زكريا بن فاج الصياد، فرأى جماعة من النورانيين يحيطون بكومة نار كانت قد أُعدت، وطرح فيها أقلوديوس وفليمون والأربعون جندياً. رأى هؤلاء النورانيين يمدون أيديهم لتأخذ نفوس الذين في النار وتضع عليها أكاليل نورانية. صار الطفل يصرخ طالباً من أبيه أن ينظر إلى النورانيين. وإذ سمعت الجموع ذلك اندفعت نحو الطفل الصغير يسألونه عمّا يراه. إذ رأى الوالي اندفاع الجماهير نحو الطفل وعرف السبب أمر باستدعائه وقطع لسانه، فحمله أبوه بنفسه على ذراعه وهم يقطعون لسانه. لكن سرعان ما ظهر رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه، فصار الطفل يتكلم متهللاً. أسرع الأب يخبر الوالي بعمل الله مع ابنه، فأمر بحرقهما معاً، ونالا إكليل الشهادة. اندفعت الجماهير الوثنية نحو الوالي تعلن إيمانها بالسيد المسيح، وكان عددهم حوالي 640 شخصاً نالوا جميعاً إكليل الشهادة. أُولاجيوس رئيس الجند قبل استشهاد ديسقورس ومن معه، أمر الوالي بتقييدهم ووضعهم في حبس تحت حراسة أولاجيوس رئيس الجنود الذي كان معه عدد كبير من الجنود. لاحظ أولاجيوس عمل الله الفائق مع هؤلاء القديسين وكان يخشاهم. وفي الهزيع الثالث من الليل نزل رئيس الملائكة ميخائيل وحل أربطة المأسورين. وأمر الملاك ديسقورس والمأسورين أن يصلوا من أجل أولاجيوس وجنوده الذين سيسبقوهم في الاستشهاد. صلّى الجميع من أجلهم وظلّوا يسبحون الله حتى الصباح الباكر. في الصباح رأى أولاجيوس ما حدث، وأوصاه ديسقورس أن يحتمل هو ومن معه الأتعاب التي ستحل بهم كشركة مع المسيح في آلامه وصلبه. جلس الوالي في مكان الحكم، وتقدم أولاجيوس وشهد بإيمانه أمام الوالي، في نفس الوقت طلب الوالي إحضار ديسقورس ومن معه. إذ أعلن الكل إيمانهم بالسيد المسيح أمر الوالي بحرق أولاجيوس وجنوده، وكان عددهم مائتين وثمانية وأربعين شخصاً، وتمت شهادتهم في أول طوبة. بعد أن تم استشهاد أولاجيوس ومن معه أشار مرافقو الوالي عليه أن يسرع بالحكم في قضية ديسقورس وسكلابيوس ومن معهما. فأمر الوالي بقلع عينيّ ديسقورس. ولكن ميخائيل رئيس الملائكة سرعان ما تناول حدقتيّ العينين من يديّ الجندي وأرجعهما إلى عينيّ القديس فأبصر في الحال. لذلك أمر الوالي بأن تقطع رأس ديسقورس وأن يقطع سكلابيوس أخوه من وسطه نصفين، وأن تشق أجسام الأربعة وعشرين راهباً الذين كانوا معهما. فتم ذلك واستشهد هؤلاء الأبطال ولبسوا الأكاليل النورانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديماس أو ديسماس اللص اليمين | الولادة: – الوفاة: – أكد لنا السيد المسيح وهو على الصليب أن هذا اللص الذي عُلق على يمينه قد اغتصب الملكوت. لقد بدأ بمعايرة السيد المسيح، لكنه بالتوبة أدرك خطاياه وحاجته إلى السيد كمخلص له. لقد تمتع بالوعد الإلهي “اليوم تكون معي في الفردوس” (لو 23: 39-43). وصار هذا الوعد سرّ بركة للمؤمنين عبر الأجيال. لا يُعرف عنه شيئاً أسم “ديسماس” مشتق من اليونانية وتعنى “مائت” كما جاء في “إنجيل نيقوديموس” المزور. وجاء في “إنجيل الطفولة” المزور بأن ديماس هو تيطس أحد المشتركين في العصابات التي تعرضت للعائلة المقدسة في طريقتها إلى مصر ولكن إذ تعرض لها تركها. تُستخدم كلماته “اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” في القداس البيزنطي كنصٍ هامٍ وأساسيٍ. كان ينظر إلى ديماس اللص في العصور الوسطى بأوربا كشفيع المسجونين واللصوص، وفي الليتورجية الرومانية يُعيد له في 25 مارس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمترياس الشريفة البتول | الولادة: – الوفاة: – نسبها تنتسب ديمترياس إلى عائلة شريفة بروما، وقد نذرت حياتها للبتولية. كانت جدتها من والدتها تقية جداً امتدحها القديس جيروم، وكان لهما ثلاثة أبناء، جميعهم قناصلة. لقد اشتاقت ديمترياس إلي البتولية، وكانت تخشى معارضة والديها؛ لكنهما وافقا بكل سرور وفرح. وكان تكريس حياتهما علة بهجة لجميع الكنائس. كان القديس جيروم يشجعها على الدراسة مع الحياة التعبدية التقوية. وسألها أن تهتم باختيار أصدقائها أو الجماعة التي تعيش في وسطهم. فضّل لها حياة الشركة عن حياة الوحدة، وان تشهد للحياة الإنجيلية في وسطهم، وذلك كما سبق فأرشد أوستخيوم Eustochium قبلها بحوالي ثلاثين عاماً. روى لنا القديس جيروم في رسالته إليها (رسالة رقم 130) عن حياتها في روما وفي أفريقيا. قدم لها في الرسالة الأُسس التي تلتزم بها في حياتها الجديدة. وجاءت الرسالة توضح الحياة النسكية مع الدراسة والصلاة والطاعة والفقر الاختياري من أجل السيد المسيح والجهاد المستمر. في عام 414م بعث القديس جيروم إليها رسالة جاء فيها: [في كل المواضيع التي كتبت عنها منذ صباي حتى اليوم سواء بقلمي أو خلال السكرتاريين لم أجد موضوعاً أصعب مما يشغلني الآن. فإنني أكتب إلى ديمترياس عذراء المسيح والسيدة التي من جهة مولدها وغناها لا يوجد لها مثيل في العالم الروماني. إن كنت أستخدم لغة مناسبة لوصف فضائلها أظن إنني أتملقها. وإن أحجمت عن بعض التفاصيل في هذا الأمر لكي تظهر مقبولة، فإنني بهذا التحفظ لا أكون عادلاً في تقديم ما تستحقه، إذن ماذا أفعل؟ جدتها ووالدتها كلاهما كانتا سيدتين مرموقتين وصاحبتي سلطان لتأمرا، وإيمان لتطلبا وتثابرا حتى تنالا ما تريدان…] عندما تحدث عن بتوليتها وطهارتها تطلع إلى الهيكل الجديد المجيد. يقول القديس جيروم عن هيكل نفسها أنه وجد نفسه في ذلك الموضع المقدس حيث قدس الأقداس ومذبح البخور. [اخترت أن أعبر من ذاك المذبح (الوارد في حزقيال) إلى هذا (الذي في أعماق ديمترياس البتول)… إني أعلم أن الأسقف Pontifex بكلماته غطى رأسها المقدسة بحجاب العروس البتول، وهو يتلو العبارة المقدسة المهيبة للرسول: “أريد أن أقدمكم جميعًا كعروس طاهرة للمسيح” (2كو3: 6). لقد وقفت كملكة عن يمينه، ثيابها موشى بالذهب ورداءها من شغل الإبرة، (مز 44: 9، 13، 14). هكذا كان معطفها كثير الألوان يحوي فضائل متنوعة، هذا الذي لبسه يوسف، ومثله كانت ثياب بنات الملك… لقد غرست الجدة والأم وأنا سقيت ولكن الرب هو الذي يُنمّي (1كو 3: 6)… يليق بي أن أذكر Olybrius والد بتولتنا هذا الذي جاء موته في غير وقته خسارة لروما مما يحزننا. إني أخشى أن أتحدث أكثر عنه لئلا أزيد ألم والدتك المقدسة، ولئلا ذكرى فضائله تصير تجديداً لحزنها. لقد كان أباً ملتزماً، وزوجاً محباً، وسيداً مترفقاً، ومواطناً له شعبيته. صار قنصلاً وهو ولد، وبشخصيته الصالحة صار مشهوراً كعضو مجلس الشيوخ. كان سعيداً في موته، إذ أنقذه من رؤية خراب مدينته (حيث سقطت روما سنة 410م)، وأكثر سعادة بنسله، فإن الاسم المميز الذي للجدة ديمترياس صار الآن أكثر شهرة خلال ابنته ديمترياس التي نذرت نفسها للطهارة الدائمة!… إني بالأحرى أمدح عذراءنا إذ رذلت كل هذا، وقررت أن تتطلع إلى نفسها لا كسيدة غنية وذات مكانة عظيمة بل ببساطة كأية سيدة عادية. قوة عقلها يفوق كل تفكير. مع أن لديها الحرير والجواهر بفيض في مخازنها، ومحاطة بحشود من الخصيان والخادمات والخدم الكثير… يُقام أمامها في البيت ولائم شهية بفيضٍ كل يوم، إلا أنها فضلت الصوم القاسي والثياب الخشنة والحياة القاسية عن كل هذه الأمور. إذ قرأت كلمات الرب: “الذين يلبسون الثياب الناعمة في قصور الملوك” (مت 11: 14؛ لو 1: 17). كانت مملوءة إعجاباً بإيليا النبي ويوحنا المعمدان… كانت معجبة أيضاً بغيرة حنّة بنت فنوئيل التي استمرت تخدم الرب في الهيكل بالصلوات والأصوام إلى سن متقدم (لو 2: 36-37)… لقد أبغضت كل مظاهرها العظيمة وصرخت للرب مثل إستير: “أنت تعلم إني أبغض علامات مركزي العظيم أي التاج الذي لبسته كملكة، وإني أحسبه كخرقة الطامث” (إس 14: 16).] تحدث بعد ذلك عن رحيلها من روما إلى أفريقيا عندما سقطت روما، فقال: [كل كنيسة في أفريقيا رقصت طرباً. فإن الأخبار لم تصل فقط إلى المدن الكبرى والقرى بل وإلى الأكواخ المتناثرة. كل جزيرة بين أفريقيا وإيطاليا امتلأت بالأخبار السارة التي انتشرت على مستوى متسع جداً.] أما عن نصائحه لها فقال: [أظن أنه لا حاجة لي أن أُحذرك من الطمع، فإن هذا هو طريق أسرتك أن لهم غنى ويحتقرونه.] [سعيدة هي النفس، وسعيدة هي العذراء التي لا يوجد في قلبها موضع لحب غير حب المسيح. فإنه فيه الحكمة والطهارة والصبر والعدل وكل فضيلة أخرى.] [حبِّ الكتب المقدسة، فتحبك الحكمة. حبِّ الحكمة، فتحفظك في آمان. كرِّمي الحكمة، فتحتضنك. لتكن الجواهر التي على صدركِ وفي أذنيكِ هي جواهر الحكمة. لا يعرف لسانكِ شيئًا سوى المسيح. لا يخرج صوت من بين شفتيك غير مقدس، ولتكن كلماتك دائمًا تنضح بالعذوبة كما كانت جدتك وأمك مثالين لكِ. امتثلي بهما فإنهما نموذجان للفضيلة.] موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس الأول الكرام البابا الثاني عشر | الولادة: – الوفاة: – نشأته نشأ ديمتريوس بين الحقول يعتني بالكروم التي كانت لأبيه ثم آلت إليه. ولما بلغ سن الزواج أراد أبواه أن يزوجاه، فخضع لإرادتهما في الظاهر إذ لم يشأ أن يعارضهما، ولكنه تعهد مع زوجته، وهي ابنة عمه على أن يحفظ كل منهما بتوليته، فوافقته زوجته على هذا العهد، إذ كانت بدورها قد نذرت البتولية. قيل أن ملاك الرب كان يظللهما أثناء نومهما. انتخابه للكرسي المرقسي لما اقتربت نياحة القديس يوليانوس البابا الحادي عشر، ظهر له ملاك الرب في رؤيا وأعلمه عن هذا القديس وأنه هو الذي سيصير بطريركاً بعده. وأعطاه علامة بقوله له: “إن الذي سيأتيك بعنقود عنب سيخلفك”. وحدث في الغد أن وجد القديس ديمتريوس عنقوداً من العنب في غير أوانه، فحمله إلى القديس يوليانوس بقصد نيل بركته. فأمسكه الأب البطريرك من يده وقال للحاضرين: “هذا بطريرككم من بعدي”، وقص على من كان عنده من الأساقفة والكهنة الرؤيا التي رآها. فلما انتقل البابا السكندري إلى مساكن النور اتفقت كلمة الإكليروس والشعب على انتخاب ديمتريوس راعياً لهم عملاً بوصية باباهم الراحل. وهكذا أصبح الكرام الخليفة الثاني عشر للقديس مرقس بالرغم من طلبه إعفاء هؤلاء من هذه المسئولية واحتجاجه بعدم علمه وبزواجه. إعلان بتوليته احتجّ بعض الشعب على رسامته بحجة أنه رجل متزوج. ومع أن الرهبنة لم تكن قد قامت بعد، إلا أن فريق من الشعب رأى وجوب حصر الكرسي المرقسي في المتبتلين. ولم يبرر الأنبا ديمتريوس نفسه أمام هذه المجموعة من الناس إذ اعتقد بأن عهده مع زوجته سرّ يجب الاحتفاظ به، وظل على كتمانه إلى أن ظهر له ملاك الرب في حلم ذات ليلة وأعلمه بوجوب إعلان حقيقة أمره جهاراً حتى تهدأ القلوب المضطربة. ففي اليوم التالي طلب الأنبا ديمتريوس من الشعب عدم الخروج من الكنيسة بعد انتهاء الصلاة، ثم أخذ جمراً ووضعه في إزار زوجته وفي بلينه وطاف الاثنان الكنيسة ولم تحترق ثيابهما. فتعجب الشعب من هذه المعجزة، ثم عرّفهم بعهده مع زوجته وأن كلا منهما بتول بالرغم أنهما زوجان أمام أعين الناس. فزال من الشعب الشك وهدأت قلوب المتذمرين وتيقنوا طهارة هذا الأب وبتوليته. علمه كان ديمتريوس ككرامٍ رجلاً بسيطاً لم يتلقَ من العلم إلا بالقدر الذي يمكنه من القراءة والكتابة فقط. فلما أصبح بطريركًا قرّر أن يدأب على تحصيل العلوم الدينية والمدنية ليكون أهلاً للكرسي الذي ذاع صيته بفضل العلماء من أبنائه. قيل أنه في البداية لم يكن قادراً على تحصيل العلم، وكان المعلم يجلس عند قدميه. صرخ إلى الرب لكي ينير عقله، ولفرط تواضعه صار يجلس عند قدميّ مرتل الكنيسة الذي كان يتلقى العلم منه. ذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء وقدمت له دواة ملآنة ماءً فشربها، ومنذ ذلك الحين أنار الله فكره. كان أيضاً يتلقى العلم على يد أساتذة مدرسة الإسكندرية. ولرغبته الأكيدة في أن يستكمل ما فاته من علم في صغره استطاع أن يعوض السنين التي مرت به، فحصل على علمٍ غزيرٍ في وقتٍ قصيرٍ. تمكن بما حصل عليه من علم أن يضع الحساب المعروف بالأبقطي، وهو الخاص بتحديد موعد عيد القيامة، والذي مازال معمولاً به إلى الآن في الكنائس الشرقية. لقد كان المسيحيون قبل ذلك يصومون بعد عيد الغطاس مباشرة الأربعين المقدسة إقتداء بالسيد المسيح الذي صام بعد عماده، ثم يصومون أسبوع الآلام منفصلاً ليكون الفصح المسيحي في الأحد الذي يلي فصح الإسرائيليين. وكان أيضاً من المسيحيين من كان يحتفل بالفصح المسيحي يوم 14 نيسان، أي أنهم كانوا يعيّدون مع اليهود، غير ملتفتين إلى أن فصح المسيحيين بقيامة السيد المسيح كان بعد الفصح الموسوي. لذلك اهتم البابا ديمتريوس بوضع قواعد ثابتة للأصوام والأعياد المسيحية، وضم الأربعين المقدسة إلى أسبوع الآلام. وكتب بذلك إلى كل من أغابيانوس أسقف أورشليم ومكسيموس بطريرك إنطاكية وبطريرك روما وغيرهم، فاستحسنوه وعملوا بقواعده إلى اليوم، ماعدا كنيسة رومه فإنها عدلت عن ذلك واتبعت منذ القرن السادس عشر التقويم الغريغوري. لباباوات الكنيسة القبطية إذن الفضل الأول في تعيين يوم الفصح المسيحي، فإنهم كانوا يبعثون برسائلهم الفصحية إلى أنحاء المعمورة ليحتفل المسيحيون بعيد الفصح في يومٍ واحدٍ ليكون السرور عاماً. تقواه لعظم تقواه كان مطلعاً بالروح على أعمال المتقدمين للتناول من الأسرار الإلهية، فكان يمنعهم من التناول حتى يقدموا توبة صادقة. اضطهاد الكنيسة انقضت السنوات الأولى من باباويته في هدوءٍ وسلامٍ، إلا أن عدو الخير أثار الإمبراطور الروماني سبتيميوس ساويرس ضد مسيحي مصر، ومن ثم أعلن هذا الإمبراطور اضطهاده لهم. وفي هذا الاضطهاد استشهد عدد كبير من المؤمنين من بينهم ليونيداس والد أوريجينوس. كذلك اقتحم والي الإسكندرية كنيسة القديس مرقس وسلب كل ما فيها من آنية، ثم قبض على الأنبا ديمتريوس ونفاه إلى أوسيم حيث بقي إلى أن انتهى زمن الاضطهاد. أعماله بعد عودته من منفاه وجد أن إكليمنضس مدير مدرسة الإسكندرية قد تنيح، فأقام أوريجينوس المشهود له بالشجاعة والغيرة والشغف بالعلم مكانه، وكان عمره حينذاك لم يتجاوز الثامنة عشر. ظهرت في عهده بدعة تفشَّت في بلاد العرب، تتلخص في أن النفس تموت بموت الجسد. وكانت الصلة بين هذه البلاد ومصر متينة، إذ كان مسيحيّوها وقتذاك خاضعين للكرسي السكندري. لذلك أرسل لهم البابا ديمتريوس أوريجينوس لإقناعهم بفساد هذه البدعة. وقد نجح المعلم الكبير في نقض البدعة من أساسها ثم عاد إلى الإسكندرية ليعاود نشاطه في مدرستها. نياحته لم يفتر أيام رئاسته عن تعليم وتثبيت المؤمنين في الإيمان الصحيح. ولما كبر وضعف كان يُحمل على محَفّة إلى الكنيسة ليُعلم الشعب. وبلغ من العمر مائة وخمس سنين، منها حوالي 32 سنة في الرئاسة. ثم تنيح بسلام قبل أن تندلع نار الاضطهاد التي أوقدها الإمبراطور مكسيميانوس بقسوةٍ وعنفٍ، فاستودع روحه في يدي الآب والسلام مخيّم على ربوع مصر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس الثاني البابا المائة والحادي عش | الولادة: – الوفاة: 1870 باباويته ظل الكرسي الباباوي شاغراً بعد نياحة البابا كيرلس الرابع ما يزيد عن ستة عشر شهراً، وبعدها اجتمعت كلمة الأساقفة والأراخنة على اختيار القمص ميخائيل عبد السيد رئيس دير أنبا مقار وتمت رسامته في 15 يونيو سنة 1862م باسم ديمتريوس الثاني، وكان ذلك في أيام سعيد باشا. بعد تقليده زار جناب الخديوي ومعه رجال الدولة، فقال له سعيد باشا عند أول لقاء معه: “لا تفعل مثل سلفك، كل ما يلزمك قل لي عليه، وأنا مستعد لتأديته لك”. وفي أيامه توفي سعيد باشا. وجاء بعده إسماعيل باشا الذي في أيامه نال الأقباط ما لم ينالوه في أيام غيره، حيث أنعم على المدارس القبطية وعلى البطريركية بأوقاف كثيرة. كما أصدر أمراً بإجراء امتحان المدارس القبطية بعد امتحان المدارس الأميرية، وان يُقام احتفال لخريجي المدارس القبطية يحضره كبار القوم والأمراء، الأمر الذي صارت تفتخر به المدارس القبطية. كما قام إسماعيل باشا بترقية مجموعة من الأقباط وتنصيبهم في وظائف أميرية كبرى. اهتمامه بالمدارس أهم أعماله أنه قام بتكميل بناء الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، كما اهتم بإدارة المدارس القبطية وتقدمها. ولما زار السلطان عبد العزيز بك مصر سنة 1863م دعا إسماعيل باشا العلماء والوزراء والقادة الدينين ليحظوا بمقابلته. وكانت العادة في ذلك العهد أن من يُدع للمثول بين يدي السلطان يقّبل طرف ثيابه، فلما جاء دور البابا ديمتريوس قبَّل البابا صدر السلطان بدلاً من تقبيل يديه أو ثيابه، فانزعج السلطان ودُهش الحاضرين وحسبوا ذلك جسارة من البابا. ولما سئل عن معنى التقبيل الغريب الذي لم يسبقه إليه غيره أجاب: “إنما أنا اقَّبل يد ملك الملوك وسلطان السلاطين لأنه ورد في الكتاب المقدس أن قلب الملك في يد الرب” (أم 21: 1). وقام القمص سلامة المرافق للبابا بترجمة ذلك إلى التركية. فلما سمع السلطان عبد العزيز الترجمة ابتسم مسروراً وأنعم بألف فدان من أملاك الحكومة للمدارس القبطية ثم زادها الخديوي إسماعيل خمسمائة فدان أخرى في مديرية الشرقية. حرصه على الإيمان عندما علم البابا بنشاط الإرساليات الأجنبية في الصعيد، طاف في مركب بخاري أعدّها له الخديوي إسماعيل على مدن وقرى الصعيد حتى إسنا، ونجح في إقناع الكثيرين بالرجوع إلى كنيستهم القبطية الأرثوذكسية، وهكذا كان التعاون بين الحكومة والكنيسة لنبذ الحركات والبدع الأجنبية. نياحته تنيح البابا ديمتريوس الثاني في 18 يناير سنة 1870م ودُفن بجوار البابا كيرلس الرابع في المقبرة التي بكنيسة الشهيد إسطفانوس بالأزبكية. من أشهر الأساقفة المعاصرين له الأنبا يوساب الأبَحْ أسقف جرجا وأخميم، والأنبا صرابامون أسقف المنوفية الشهير بأبي طرحة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – اهتمامه بالإيمان المستقيم كان ديمتريوس شاباً مسيحياً تقياً من أهل مدينة تسالونيكي في زمن الملك مكسيميانوس. وقد حصل على علوم كثيرة، وبالأكثر علوم الكنيسة الأرثوذكسية. وكان يعلم دائماً وينذر باسم السيد المسيح، فردّ كثيرين إلى الإيمان به. قوة علامة الصليب وشوا به لدى الملك مكسيميانوس فأمر بإحضاره. واتفق عند حضوره أن كان عند الملك رجل مصارع قوي الجسم ضخم التكوين فاق أهل زمانه بقوته، وكان الملك يحبه ويفتخر به حتى خصص أموالاً طائلة جائزة لمن يغلبه. وقد ألزموا رجلاً مسيحياً يسمى نسطور من الحاضرين في ذلك الوقت أن ينازله، فطلب إلى القديس ديمتريوس أن يصلي من أجله ويصلب بيده المقدسة على جسمه. فصلى عليه القديس ورسمه بعلامة الصليب المقدس الذي لا يُغلب كل من اعتمد عليه، ومن ثم تقدم لمصارعة ذلك القوي الذي يعتز به الملك. ولما صارعه أُعطيَ قوة فانتصر على رجل الملك. استشهاده اغتم الملك وخجل وتعجب كيف تغلّب نسطور عليه، وسأل الجند عن ذلك فاعلموه أن رجلاً يدعى ديمتريوس صلّى عليه وصلّب على وجهه. غضب الملك على نسطور، وأمر بضربه إلى أن يبخر لآلهته ويسجد لها. ولما لم يطعه أمر بطعنه بالحراب حتى يتمزق جسمه ويموت. فأعلموا القديس ديمتريوس بذلك، قاصدين تخويفه لعله ينثني عن الإيمان بالمسيح ويسجد للأصنام. فقال لهم: اعملوا ما شئتم فإنني لا اسجد ولا أبخر إلا لربي يسوع الإله الحق. فضربه الجند بالحراب إلى أن اسلم روحه الطاهرة بيد الرب. لما طُرح جثمانه المقدس أخذه بعض المسيحيين ووضعوه في جرن من الرخام. وظل مخفياً إلى أن انقضى زمن الاضطهاد، فأظهره الذي كان موضوعاً عنده. وبُنيت له كنيسة كبيرة بتسالونيكي ووضعوا جسده فيها. وكانت تجرى باسمه عجائب كثيرة ويسيل منه كل يوم دهن طيب فيه شفاء لمن يأخذه بإيمان وخاصة في يوم عيده، فإنه في ذلك اليوم يسيل منه أكثر من كل يوم آخر، إذ يسيل من حيطان الكنيسة ومن الأعمدة، ومع كثرة المجتمعين فإنهم جميعاً يحصلون عليه بما يمسحونه من على الحيطان ويضعونه في أوعيتهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديموفيلس بطريرك القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: 386 أسقف أريوسي سُيّم أسقفاً على القسطنطينية عام 370م، وأُستبعد عام 380، ومات عام 386. كان قبلاً أسقفاً على بيريه Berea، ينتسب إلى عائلة تقية في تسالونيكي. وبموت أودوكسيوس Eudoxius عام 370م اختاره الأريوسيون على أسقفية القسطنطينية (سقراط 4 : 14؛ سوزومين 6 : 13). انقسم الشعب، فقد اختار الأرثوذكس أفجاريوس (أوغريس) أسقفاً لهم، وقام بسيامته اوستاثيوس Eustathius أسقف إنطاكية المستبعد، الأمر الذي أشعل قلوب الأريوسيين ضدهم. استبعد الإمبراطور فالنس الأريوسى كلا من أوستاثيوس وأوغريس واضطهد الشعب الأرثوذكسي بمرارة. سيامة أسقف سيزيوس Cyzicus بعد سيامته ذهب ديموفيلس فوراً إلى Cyzicus مع دوروثيؤس أو ثيؤدورس أسقف هرقليا Heraclea لاختيار أسقف أريوسي حيث كان الكرسي خالياً منذ استبعاد أونوميوس Eunomius. لكن شعب الإيبارشية رفضوا تحقيق ذلك حتى يعلن الأسقفان حرمان أوتيوس Aetius وأونوميوس وأتباعهما. بعد ذلك سمح الشعب لهما بسيامة أسقف اختاره الشعب بنفسه، وكان مستقيم الرأي. طرده في عام 380م تغيرت الأحوال ومَلَك ثيؤدوسيوس الأول، فطلب من البطريرك أن يعلن قبوله للإيمان النيقوي حتى يثبته على كرسيه. وإذ رفض ديموفيلس طرده من الكنائس، وصار يتعبد خارج الأسوار. أعيدت الكنائس في القسطنطينية إلى الأرثوذكس بعد أن كانت في أيدي الأريوسيين لمدة أربعين عاماً. واهتزت الأريوسية في البلاد الأخرى أيضاً. يقول Philostorguis (التاريخ الكنسي 19:9) أن ديموفيلس عاد إلى بلده بيريه، ربما بعد فترة نفيه، إذ مثَّل الجانب الأريوسى في مجمع عُقد بالقسطنطينية عام 383م. ويقول نفس الكاتب بأن ديموفيلس أثار نوعاً من البلبلة في الكنائس. ففي عظة ألقاها بالقسطنطينية قال أن الطبيعة البشرية للمخلص قد ذابت تماماً في الطبيعة الإلهية، وذلك كمن يسكب كوب لبن في البحر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديميدس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس من أهل درشابه مركز زفتى، وكان محباً للكنيسة عطوفاً على المساكين مفتقداً للمرضى. فظهر له إنسان نوراني وأمره أن يمضي وينال إكليل الشهادة ووعده بجوائز سمائية. ففرح جداً وترك أبويه، وخرج من المدينة، وصلى إلى الرب لكي يعينه على احتمال العذاب من أجل اسمه. أتى إلى مدينة أتريب واعترف بالسيد المسيح، فعُذب عذاباً شديداً، ثم أرسلوه إلى لوكيانوس والي الإسكندرية. وفي المركب ظهر له السيد المسيح وعزاه وقواه ووعده بالراحة الأبدية، فابتهجت نفسه جداً. أما لوكيانوس فقد عذبه بعذابات متنوعة ثم أمر بأخذ رأسه، فنال إكليل الاستشهاد. أتى أهل بلده وأخذوا جسده وأكرموه كرامة عظيمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دينيس | الولادة: – الوفاة: 258 الاسم الفرنسي لديونيسيوس؛ أول أسقف لباريس والقديس الحامي لفرنسا. وهو من رجال منتصف القرن الثالث. قدم لنا القديس غريغوريوس أسقف تور تقريراً عن استشهاده في أيام ديسيوس (249 – 251م). ولد في إيطاليا وذهب سنة 250م في مهمة تبشيرية إلى بلاد الغال (فرنسا) Gaul. كان يصاحبه في هذه الرحلة روستيكوس الكاهن وإيليوثيروس الشماس، وكانت خدمتهم وكرازتهم قوية وفعالة حتى قُبض عليهم وحُبسوا مدة طويلة وأخيراً استشهدوا بقطع رؤوسهم حوالي سنة 258م. وقد بُنيت كنيسة فوق قبرهم تكريماً لهم. في عام 475م بُنيت باسيليكا تكريماً لاسمه، وفي حوالي عام 624م أُلحق بها دير القديس دينيس بواسطة الملك Dagobert I. في منتصف القرن التاسع رأوا أنه هو ديونسيوس الأريوباغي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيزيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – في زمن الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس، وفي سنة 250م في مدينة ترواس بآسيا الصغرى، قُدّم للوالي ثلاثة من المسيحيين كان أكبرهم شخص يدعى نيخوماكس Nichomacus فاعترف بإيمانه في بادئ الأمر ورفض أن يقدم قربانًا للآلهة. بدأوا يعذبونه، فلما برح به الألم صاح: “ما كنت مسيحياً قط، سوف أقدم القرابين للآلهة”، فأنزلوه من آلة التعذيب. ولم يكد يضع لحم الضحية على شفتيه حتى قضى نحبه ومات جاحداً. كانت هناك فتاة مسيحية في نحو السادسة عشرة تدعى ديونيزيا، إذ روعها هذا المنظر صاحت: “أيها البائس المسكين، من أجل لحظات قصيرة نلت آلاماً أبدية لا توصف”. سيقت أمام الوالي ولما سألها عما إذا كانت مسيحية أجابت: “نعم ولهذا فقد تملكني الأسى على ذلك المسكين الذي لم يستطع أن يتحمل قليلاً فيجد راحة أبدية”. فأمرها أن تحذو حذوه، وإلا فإنها ستعذب ثم تحرق حية. في اليوم التالي جيء بأندراوس وبولس رفيقي نيخوماكس أمام القاضي. ورأى الوالي أن يسلمهما للجمهور ليرجمهما حتى الموت، فأُوثقت أقدامهما معاً وأُخذا خارج المدينة. وحدث أن رأتهما ديونيزيا، وكانت في طريقها إلى حيث تتلقى الحكم النهائي عليها. فأفلتت من حارسها وألقت بنفسها على أندراوس وبولس قائلة: “لأمت معكما على الأرض، حتى أحيا معكما في السماء”. ولم يشأ الوالي أن يجيبها إلى ما طلبت، وأمر بأن تبتر رأسها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 268 أسقف روما من حوالي سنة 260 إلى حوالي عام 268م. نتيجة للاضطهاد الروماني، ظل كرسي روما شاغراً ما يقرب من العام، بعد استشهاد سيكستوس الثاني Sixtus II أسقف روما، إلى أن رسم القديس ديونيسيوس. كانت هناك مراسلات متبادلة مع سميه القديس ديوناسيوس السكندري بخصوص معمودية الهراطقة. أرسل إلى القديس ديوناسيوس السكندري يسأله عن بعض آرائه التي كتبها في الرد على هرطقة سابيليوس، فأجابه بخطاب طويل يرد فيه على كل أسئلته. من أعماله أنه كان يرسل مساعدات للمسيحيين المحتاجين في البلاد الأخرى، وبالأخص كنيسة قيصرية كبادوكيا، حين كانت تحت هجوم البرابرة، وقد أشار القديس باسيليوس الكبير إلى محبة هذا القديس. وكانت فترة جلوسه على كرسيه فترة سلام من جهة الاضطهاد الروماني للمسيحيين. وجه إليه مع مكسيموس السكندري خطاباً من مجمع إنطاكية يعلن عزل بولس الساموساطي حوالي عام 268، ولم يُعرف أن كان قد استلم هذا الخطاب أم تنيح قبل استلامه. أعاد النظام والترتيب إلى كنيسته روما التي عانت من اضطهاد الإمبراطور فاليريان، إلى أن تنيح في حوالي سنة 268م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديوكليس القديس | الولادة: – الوفاة: – كان عالماً متفقهاً في قواعد اللغة القبطية والفلسفة. امتلأ بنعمة الله، ففي سن الثامنة والعشرين سكن في مغارة متعبداً خمسة وثلاثين عاماً متواصلة. من أقواله: “إن العقل الذي يبتعد عن التأمل في الله إما أن يصبح شيطاناً أو حيواناً”، وكان يعني أن العقل الذي لا يتأمل باستمرار في الإلهيات يسلم لشيطان الشهوة، أو تتولد فيه الشهوات البهيمية. لما سُئل: “وكيف يمكن للعقل أن يكون مع الله بدون انقطاع؟” أجاب بقوله: “إنه الذهن الذي يحيا في خوف الله سواء في الفكر أو في الفعل، وتحت كل الظروف، هو دائماً مع الله”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس أسقف كورنثوس | الولادة: – الوفاة: 180 الأسقف المعلم هو أسقف مدينة كورنثوس في زمن الإمبراطور ماركوس أوريليوس. وقد كان أحد قادة الكنيسة الرئيسيين في القرن الثاني الميلادي. فبجانب تعليم شعبه وإرشادهم كتب رسائل إلى كنائس عدة مثل أثينا ونيقوميديا وروما، وقد أورد المؤرخ يوسابيوس القيصري في كتابه: “تاريخ الكنيسة” مقتطفات من هذه الرسائل. ومن رسائله نفهم أنهم كانوا يقرأون مثل هذه الرسائل في الكنيسة بعد قراءة الأسفار المقدسة وبعد التناول من الأسرار. بذل القديس ديونيسيوس جهداً كبيراً في الرد على الهرطقات التي ظهرت في القرون الأولى، والتي نشأت أساساً من المبادئ الخاطئة للفلسفات الوثنية. وبينما يذكر التاريخ أنه تنيح بسلام حوالي سنة 180م إلا أن اليونانيين يعتبرونه من الشهداء بسبب ما عاناه من تعب من أجل الإيمان. كتاباته قدم لنا الكثير من الرسائل التي كشفت عن قلبه المتسع بالحب للجميع. من بينها ثمان رسائل ذكرهم يوسابيوس القيصري، سبع منها موجهة إلى كنائس مختلفة والثامنة إلى سيدة مسيحية. يذكر لنا يوسابيوس (23: 4) أن ديونيسيوس قام بواجباته الرعوية بدون ملل، وأنه خدم رعيته والكنائس البعيدة بالرسائل العمومية التي أعدها لجميع الكنائس. ركزت هذه الرسائل بوجه عام على معالجة الهرطقات، وتفسير الكتاب المقدس والحديث عن الزواج والعفة. في رسالته إلي الأكيديمونيين قدم تعليماً قويماً في السلام والاتحاد. كأسقف كورنثوس ربما كانت لاكيديمون وأثينا تبعه. وفي رسالته إلي الأثينيين حضّ على الإيمان وتطبيق الإنجيل ووصم الذين يهملون هذا بالإلحاد. وفي رسالته إلي أهل نيقوميدية حارب هرطقة مرقيون. وكتب إلي الكنيسة التي في غورتينه Gortyna وسائر الإيبارشيات التي في جزيرة كريت مرحباً بأسقفهم فيلبس من أجل أعمالها المشرفة والصامدة أمام الهرطقات. كتب إلى الكنيسة التي في أماستريس Amstris وكنائس بونط موضحاً أن بخليدس Bachylides والبيستوس Elpistos ألحا عليه بالكتابة، ويضيف تفسيراً لبعض فقرات من الكتاب المقدس مع نصائح عن الزواج والعفة. كتب إلي كنيسة غنوسوس ، Gnossosمطالباً أسقفها بنتوس ألا يثقل كاهل الاخوة بالبتولية. كتب إلى سوتير أسقف روما يذكره بتقديره لرسالة إكليمنضس الروماني مشيراً إلى قراءتها في كنيسة كورنثوس. كتب رسالة إلى خريسوفوره Chrysophora المسيحية الأمينة مقدماً لها غذاءً روحياً. يبدو أن اتباع مرقيون وموتنانيوس دسّوا بعض العبارات في رسائله. يقول: “لأن الاخوة أرادوا أن أكتب رسائل فقد كتبت. وقد ملأ أعوان الشيطان هذه الرسائل بالزوان، مقتطفين منها بعض أمور ومضيفين أخري. ويا للويلات التي حُفظت لهم. إذن فلا غرابة إن كان البعض قد حاولوا إفساد كتابات الرب أيضاً طالما كانوا قد تآمروا ضد الكتابات التي هي أقل أهمية.” إذ بعث برسائل رعوية إلي كنائس ليست تحت إشرافه هذا يكشف أولاً عن شخصه كأسقف له شهرته وشعبيته على مستوى خارج ايبارشيته، ومن جانب آخر إلى علاقات الحب المتبادلة، فلا ينشغل الأسقف بسلطانه إنما يطلب بنيان الكنيسة الجامعة ونقاوة إيمانها. ظهر هذا الحب مما كتبه إلى أهل رومية كرسالة شكر من أجل المعونة المالية التي أرسلتها كعادتها، إذ اعتادت روما أن تبعث معونات مالية للكنائس الفقيرة ولتحرير المسيحيين المحكوم عليهم بالعمل في المناجم. هذه العادة استمرت بل وتزايدت في أيام سوتير أسقف روما كأب محب لأولاده. ويلاحظ في اغلب الرسائل يشير ديونيسيوس إلى أسقف كل موضع بكل تقدير وتكريم سواء المعاصرين أو الذين استشهدوا أو انتقلوا من العالم. غير أن الرسائل، بما فيها الرسالة إلى روما، لم توجه إلى الأسقف بل إلى الكنيسة ككل. كتبها ديونيسيوس شخصياً، لكنه أشار بأن بعض الاخوة طلبوا منه ذلك. نياحته تعتبره الكنيسة اليونانية شهيداً، بينما ترى كنيسة روما أنه معترف. غالباً ما انتقل قبل الحوار الخاص بعيد الفصح المسيحي عام 198م حيث كان بالماسPalamas of Pontus لايزال حياً وأما كورنثوس فكان أسقفها هو باخيليوس Baccchylus. يُقال أن دير القديس دينيس بفرنسا يضم رفات ديونيسيوس أسقف كورنثوس، التي أحضرت من اليونان إلى روما، وسُلمت للدير في عام 1215 بواسطة البابا إينوسنت الثالث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس أسقف ميلان | الولادة: – الوفاة: 360 مساندة القديس أثناسيوس القديس ديونيسيوس أسقف ميلان، خلف القديس بروتاسيوس كأسقف للمدينة سنة 351م. وهو من الأساقفة القليلين الذين ساندوا القديس أثناسيوس في كفاحه ضد الأريوسية، في وقت كان يقف فيه وحيداً ضد العالم. يعتبر هذا الأسقف من أبطال الأرثوذكسية، وقد وجد نفسه سنة 355م مستدعى إلى مجمع طلب الإمبراطور الأريوسي قنسطنطيوس عقده في قصره بميلان، وذلك لإعلان الحرم على أثناسيوس. وبالرغم من توقيع معظم الأساقفة الحاضرين على قرار الحرم، إلا أن ثلاثة أساقفة – من بينهم هذا القديس – رفضوا التوقيع. فنفوا جميعاً، وكان نصيب ديونيسيوس النفي إلى كبادوكيا حيث تنيح حوالي سنة 360م قبل قرار الإمبراطور يوليانوس بعودة المنفيين إلى كنائسهم. بعد نياحته أرسل القديس باسيليوس رفاته من كبادوكيا إلى ميلان، ومازالت الرسالة التي أرسلها باسيليوس إلى القديس أمبروسيوس بخصوص هذا الموضوع موجودة إلى الآن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 252 هو أحد الفتية السبعة القديسين الذين استشهدوا سنة 252م في أفسس، وكانت أسماؤهم: مكسيموس ومالخوس ومرتينيانوس وديونيسيوس ويوحنا وسرابيون وقسطنطين. وكانوا من جند الملك ديسيوس وقد عيّنهم لمراقبة الخزينة الملوكية. ولما أثار عبادة الأوثان وشى بهم بعضهم لديه، فالتجأوا إلى كهف خوفاً من الوقوع في خطر الضعف البشري فينكروا السيد المسيح. علم الملك بذلك وأمر بسد باب الكهف عليهم. كان واحداً من الجند مؤمناً بالسيد المسيح، فنقش سيرتهم على لوح من نحاس وتركه داخل الكهف. وهكذا أسلم هؤلاء القديسون أرواحهم الطاهرة. أراد الله أن يكرمهم كعبيده الأمناء فأوحى إلى أسقف تلك المدينة عن مكانهم فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة وعرف من اللوح النحاسي أنه قد مضى عليهم نحو مائتي سنة. وكان ذلك في عهد الملك ثيؤدوسيوس الصغير، كما عرفوا أنهم كانوا في أيام ديسيوس الملك من بعض قطع النقود التي وجدوها معهم وعليها صورته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس الأريوباغي القديس | الولادة: 8 الوفاة: – تحت اسم “ديونسيوس الأريوباغى” حدث لبس إلى عدة قرون بين ثلاثة شخصيات كثيراً ما كان البعض يظنون أنهم شخصية واحدة، وهم ديونسيوس الذي آمن على يدي بولس الرسول (أع 17: 34) وواضع الكتب التي نسبها لديونسيوس الأريوباغي، ودينيس الكارز في فرنسا. الرسول بولس في أثنيا بينما كان بولس الرسول في أثينا منتظراً سيلا وتيموثاوس “احتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملوءة أصناماً” (أع 16: 17). فكان يذهب إلى مجمع اليهود والسوق ليتكلم مع الناس هناك، فقابله قوم من الفلاسفة الأبيقوريين والرواقيين “فأخذوه وذهبوا به إلى أريوس باغوس قائلين: “هل يمكننا أن نعرف ما هو هذا التعليم الجديد الذي تتكلم به؟” (أع17: 19) كان أريوس باغوس؟ أو جبل الإله مارس؟ هو مكان تجمع أهل أثينا وزوارها لمناقشة كل ما هو جديد عليهم، وهناك كلمهم بولس الرسول وأعلمهم عن “الإله المجهول” (أع 17: 23). وكان من الذين آمنوا وتبعوا بولس امرأة تدعى دامَرِس Damaris ورجل يدعى ديونيسيوس عضو في مجمع أثينا. ولأن مكان انعقاد المجمع هو أريوس باغوس، لذلك كان يُلَقّب “ديونيسيوس الأريوباغي” (أع 17: 34). من أصل سريانى؛ وُلد هذا القديس في القرن الأول الميلادي حوالي سنة 8م من أبوين وثنيين، وكان أبوه سقراط حاكم المنطقة، وقد نذر ابنه لبيت الأصنام. تعلم الطفل في أثينا الفلسفة والحكمة ثم سافر إلى مصر حيث تعلم الحساب والفلك. رجع إلى أثينا وصار قاضيها. أحداث الصلب حدث وهو يحكم بين أهل المدينة أن حدثت زلزلة عظيمة والشمس أظلمت تماماً من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الثالثة عصراً، فابتدأ ديونيسيوس يبحث في كتب الفلك فلم يجد تفسيراً لما حدث سوى أن قال لأهل مدينته: “إما أن إله الطبيعة يتألم أو أن عناصر الطبيعة تتحلل”، ثم قام وكتب يوم وساعة هذا الحادث العجيب. وبعد أربعة عشر سنة من تلك الحادثة زار بولس الرسول أثينا، فذهبوا به إلى أريوس باغوس ليناقشوه في تعليمه الجديد. تكلم أمام ديونيسيوس وذكر حادثة الصلب وموت المسيح على الصليب وكسوف الشمس وتساقط الأصنام، فسأل ديونيسيوس بولس الرسول عن الوقت الذي صار فيه هذا الأمر، ولما راجع الكتاب الذي دون فيه تاريخ حادثة كسوف الشمس وجده مطابق مع كلام الرسول، فصرخ قائلاً: “أؤمن بالإله الحي الذي يكرز به بولس”. ديونيسيوس الأسقف تعمَّد ديونيسيوس واستقال من منصبه وتبع بولس الرسول في مهامه التبشيرية، فأقامه الرسول أسقفاً على أثينا بعد ثلاث سنوات من تعميده، وقد تتلمذ أيضاً ديونيسيوس على يد الرسول يوحنا اللاهوتي. أقام ديونيسيوس في أسقفيته خمسين عاماً. حاول التوفيق بين اللاهوت المسيحي والفلسفة الأفلاطونية الحديثة. كتب كتباً في اللاهوت والدرجات الكهنوتية. وأخيراً أمر الوالي بقطع رأسه لكثرة من آمنوا على يديه، فنال إكليل الشهادة وله من العمر مائة واثنان من الأعوام. يقول عنه يوسابيوس أنه أول أسقف لأثينا، ويدعوه القديس صفرونيوس الأورشليمي “الشهيد”، والبعض يقول أنه استشهد بالحرق حياً في زمن الإمبراطور دوميتيان. كتاباته يرى كثير من الدارسين أن أحد الكُتاب المسيحيين باليونانية في القرن الخامس/السادس، ناسباً كتاباته لديونسيوس الأريوباغي لكي يعطيها نوعاً من القوة والسلطة الرسولية. وقد نجح في ذلك، فتأثر بهذه الكتابات بعض اللاهوتيين والشعراء المسيحيين والمتصوفين (الباطينيين) في الشرق والغرب مثل مكسيموس المعترف وغريغوريوس الكبير واندراوس الكريتي وغيرهم. في العصور الوسطى ظهرت شكوك نحو أصالة هذه الكتابات لكن حتى القرن التاسع عشر لم يبلغ الدارسون إلى قرار نهائي في هذا الشأن. العناصر الواردة في كتاباته اهتم كتاب “الأسماء الإلهية” بالحديث عن طبيعة الله وسماته، بكونه الأصل الأول الذي ليس فيه ما هو بشرى، ولا يمكن للبشر إدراكه إلا خلال إعلانه عن نفسه بواسطة انبثاقاته (الطغمات السماوية). يصف كتاب “الطغمات السمائية” الطغمات التسع التي تتوسط بين الله والإنسان. قسم الطغمات إلى ثلاثة مجموعات، كل مجموعة تضم ثلاث رتب. يرى الكاتب أن العالم الحاضر والشر لا وجود حقيقي لهما. فالشر ليس إلا غياب للخير. يظهر كتاب “الرئاسات الكنسية”. وهى امتداد للانبثاقات السماوية عاملة في البشر على الأرض خلال الثلاث درجات الكهنوتية (الأسقف والكاهن والشماس). وأنهم يمارسون ثلاثة أسرار: العماد والافخارستيا والتثبيت. وذلك في حياة الثلاث جماعات: الرهبان والعلمانيين والموعوظين. أما ثمر هذا العمل فثلاثي وهو: التطهير من الخطية، واستنارة النفس والجسد، والاتحاد السري مع الله. يصف كتاب “اللاهوت المستيكي” (الباطني) صعود النفس حتى تبلغ فيضاً من المعرفة والإدراك واتحاداً مع الله أو تألها. التأمل مع الصلاة هو أمر رئيسي وجوهري لتحقيق ذلك، حيث يحملان الإنسان إلى خارجه ليدخلا به إلى رؤية الله في دهشٍ. يوجد أيضاً عشرة رسائل للمدعو ديونيسيوس تعالج جوانب مختلفة لهذا التعليم. أول من استخدم هذه الكتابات ربما القديس سويرس الأنطاكي (حوالي سنة 513م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس المفسر | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن السادس. كان راهباً من إقليم سكيثيا Scythia الرومانية. عاش في روما في بدء القرن السادس. دعى نفسه ديونيسيوس الصغير ربما كنوع من التواضع وإنكار الذات. قام بترجمة كتابات مسيحية يونانية كثيرة إلى اللاتينية، وساهم في عمل الحسابات الخاصة بالليتورجيات الكنسية Calendrical calculations وتجميع القوانين الكنسية. وإن كان قد أخطأ في حساباته الخاصة بميلاد السيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس بن صليبا | الولادة: – الوفاة: 1171 نشأته وُلد هذا النابغة والعلامة الفريد في عصره يعقوب بن صليبا في ملاطيا بأرمينيا، وترهب بدير مار برسوم القريب من بلده. سيامته أسقفاً إذ ظهرت مواهب علمه وتقواه اختاره البطريرك الأنطاكي أثناسيوس أسقفاً على مرعش Maras باسم “ديوناسيوس بن صليبا” سنة 1154م. وفي نفس العام عقد البطريرك مجمعاً في دير مار برسوم وألحق منبج Mabbug إلى أسقفية مرعش. كانت هذه الإيبارشية مملوءة بالاضطرابات التي انتهت بسجن الأسقف بواسطة الأرمن الذين يشاركونه عقيدته. شاهد الأسقف المعارك بين الصليبيين والعرب للسيطرة على الرُها وبقية شمال الميصة (ما بين النهرين). هرب من الأرمن وانعزل في دير كالستورا Kalistura، ومن هناك ذهب إلى Melitene. وفي عام 1166 نقله البطريرك ميخائيل الكبير إلى أسقفية أمد إلى يوم نياحته سنة 1171. مؤلفاته كان أشهر أساقفة زمانه علماً وفضلاً، فبالرغم من الاضطرابات والمتاعب الشديدة التي أحاطت به وضع مؤلفات عدة: كتب تعليقات على اللاهوتين الأولين، لم يبق منها سوى “القرون” أو “فصل غنوسي” لأوغريس البنطي اهتم بالليتورجيا، فوضع شرحاً للقداس الإلهي، وتفسيراً يحوى تاريخ التسابيح وتجميعاً لها. كتب تعليقاً على أرسطو وبورفيري الذي كرّس كل طاقاته لمهاجمة الكتاب المقدس والمسيحية. كان مجادلاً، فوضع مقالات ضد اليهود والأرمن والمسلمين والنساطرة. اهتم بالجانب الإيجابي البنّاء لاهوتياً، فكتب في “علم اللاهوت”. عالج هذا العمل الضخم مواضيع الثالوث القدوس والتجسد والخلائق الروحية والعاقلة. كتب عن الأسرار، خاصة الميرون ودرجات الكهنوت والاعتراف والتوبة. كتب ثلاثة نصوص للقداس الإلهي، فاتحة الأول “اللهم يا من ارتضى بالمحبة” والثاني “أعطنا حباً واتفاقاً وأمناً كاملاً”، والثالث “أيها الرب الإله الذي هو الحب الحقيقي الكامل”. له ثلاث صلوات تستخدمها الكنيسة السريانية تتلى إحداها في خميس العهد، والأخرى يوم سبت النور، والثالثة في القداس السنوي وهى عبارة عن قسمة خاصة بالتجسد الإلهي، تُرجمت إلى القبطية فالعربية، تستخدمها الكنيسة القبطية خاصة في عيد القيامة والخماسين المقدسة وهى تبدأ: “هكذا تألم كلمة الله بالجسد”. كتب مجلداً ضخماً عن “العناية الإلهية” ضد فلسفة يوحنا أسقف Mardin الخاصة والمصيرية بسبب دين ديوناسيوس. وضع تفسيراً لقانون الإيمان النيقوي لكنه لم يكمل. لعل من أهم أعماله تفاسيره للكتاب المقدس. فيعتبر من أضخم تفاسير الكتاب المقدس كله، وهو من القلائل في غرب سوريا الذين ساهموا في هذا المجال. اعتمد في تفاسيره على القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس كيرلس وموسى بركيفا (ابن الحجر) ويوحنا أسقف دارا. نشرت أجزاء من تفاسيره وهى الأناجيل والرؤيا وجزء من تفسير سفر الجامعة، والآن تُعدّ النشر طبعة هامة لتفسير التكوين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – في قيصرية، في عهد الإمبراطور دقلديانوس، قُدمت للرب باقة يانعة من مختلف الأجناس تضم ثمانية من الشبان: ديونيسيوس من طرابلس في فينيقية، تيمولاوس من ولاية بنطس، روميلوس من ديوسبوليس، بيسيس وإسكندر من مصر، إسكندر من غزة، ويبدو أن الاثنين الباقيين كانا من قيصرية فلسطين. أوثقت أيديهم خلف ظهورهم ونزلوا في ملعب قيصرية مسرعين لحماسهم الشديد للاستشهاد، وأعلنوا على الملأ بأنهم مسيحيون، وأنهم يرحبون بكل أنواع التعذيب، فطُرحوا في السجن. بعد أيام قليلة انضم إليهم اثنان آخران هما أغابيوس الذي كان قد احتمل أهوالاً مروعة في محاكمات سابقة، وديونيسيوس الذي ضُبط وهو يمدهم بضرورات الحياة. وانتهى أمر هؤلاء جميعاً بقطع رؤوسهم معاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دَلماتيوس العابد القديس | الولادة: – الوفاة: – يجب أن نميزه عن دلماتيوس الراهب بالقسطنطينية، وقد صار أسقفاً علىCyzicus ، هذا الذي اشترك في مجمع أفسس. كان دلماتيوس راهباً ورئيس دير بجوار القسطنطينية في وقت مجمع أفسس؛ وكانت له شهرته لتقواه وقوة شخصيته وغيرته المتقدة. نشأته خدم في الفريق الثانى للحراسة الإمبراطورية في عهد ثيؤدوسيوس الكبير، وكان متزوجاً ولديه أبناء، وكان يتسم بالحياة الروحية السامية. إذ شعر بشوقٍ شديدٍ للحياة الرهبانية فاتح زوجته في الأمر فوجد لديها قبولاً. ترك لها الأولاد وأخذ معه ابنه فوستوس Faustus، وانطلق إلى الأب اسحق الذي عاش في البرية منذ طفولته. سامه الأب اسحق قبل نياحته ايغومينوس، ليشرف على الدير تحت رعاية البطريرك اتيكيوس Atticus. وكان يلجأ إليه آباء المجامع وبطاركة وأباطرة. كانوا يخاطبونه كرئيس لجميع أديرة القسطنطينية، وليس من المعروف إن كان قد نال قوة هذا اللقب رسمياً أم من أجل تكريمهم له. قرارات مجمع أفسس كان معاصراً لمجمع أفسس الذي انعقد يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147ش الموافق 7 يونيو سنة 431م، والذي قرر فيه الآباء المائتان المجتمعون إدانة نسطور الهرطوقي وخلعه من رئاسته لكرسي القسطنطينية. ولما رأى الآباء أن كانديديان مندوب الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير في المجمع، والذي كان موالياً لنسطور، يعمل بكل الطرق الممكنة لعدم وصول القرارات والأحكام إلى الإمبراطور في القسطنطينية، فكروا في طريقة لتوصيل قراراتهم للإمبراطور. أحضروا شخصاً ارتدى ملابس شحاذ وأمسك في يده عكازاً مفرغاً وضعت بداخله قرارات المجمع. استطاع بهذه الحيلة أن يفلت من الحصار الشديد الذي فرضه كانديديان على المدينة كلها، وأن يصل إلى دَلماتيوس العابد الذي كان الإمبراطور يجلّه كثيراً لقداسته وتقواه ويزوره للتبرك منه في مغارته التي لم يغادرها منذ ثمان وأربعين سنة إلا من أجل الدفاع عن الإيمان. اجتمع دلماتيوس برؤساء الأديرة وأخذوا معهم عدداً ضخماً من الرهبان حيث اجتمعوا كفريقين، يحملون الشموع ويرددون الألحان، كل فريق على حدة، في منظرٍ بديعٍ. التقى الإمبراطور برؤساء الأديرة بينما كان الرهبان يرتلون التسابيح، وعرض دلماتيوس الأمر على الإمبراطور، وتحقق الأمر. طلب رؤساء الأديرة من الشعب أن يذهب إلى كنيسة ليسمعوا خطاب المجمع ورسالة الإمبراطور. هناك وقف الكاهن دلماتيوس وطمأن الشعب بأن الإمبراطور قد دعا الفريقين للحضور إلى القسطنطينية وأنه سيستمع إليهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دِسيدراتُس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش في القرن الثاني عشر وكان الأسقف الثاني عشر لبيسانكون Besancon، وتُعِّيد له الكنيسة في السابع والعشرين من شهر يوليو. كان والداه من أصل شريف، وبإعلان إلهي وُعِدا بابن يستحق الجلوس على كرسي الأسقفية بسبب فضائله. وبالفعل عاش دِسيدراتُس حياة نقية مقدسة، حتى أنه بعد نياحة الأسقف فرونيميوس Fronimius أجمع الإكليروس والشعب على اختياره أسقفاً. في الحال بدأ الأسقف دِسيدراتُس يعمل على غرس كلمة الله في قلوب المؤمنين وعقولهم ويشفي المرضى ويزور الأسرى والمسجونين ويفتقد الأرامل والمحتاجين، ويرعى الشعب الذي ائتمنه عليه الرب، وقد ترك تلاميذ كثيرين، كان بعضهم كهنة. وبعد نياحته دُفِن القديس دِسيدراتُس في كنيسة Lyon le Saunier. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديونيسيوس البابا الرابع عشر | الولادة: 190 الوفاة: – لقبه القديس أثناسيوس “معلم الكنيسة الجامعة” كما دُعي “ديونيسيوس الكبير” بسبب ما عاناه من ضيقات محتملاً ذلك في شجاعة وثبات، ولغيرته على الكنيسة، لا على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى الإبيارشيات الأخرى. بحق يعتبر “أحد أعظم شخصيات التاريخ الكنسي الهامة والجميلة”. تحوله للمسيحية وُلد بالإسكندرية مع نهاية القرن الثاني حوالي عام 190م، من أبوين وثنيين غنيين ذي جاه. كان من مذهب الصائبة يعبد الكواكب، محباً للقراءة، يعمل كطبيبٍ ناجحٍ. قادته قراءته المستمرة إلى قبول الإيمان المسيحي، فقد قيل أن أرملة عجوز مرّت به معها بعض كتابات الرسول بولس تريد بيعها. فاشتراها منها وأخذ يدرسها ويفحصها. فأُعجب بها جداً وحسبها أفضل ما قرأه من كتب الفلاسفة. وإذ طلب من السيدة أن تأتيه ببقية الأوراق ويدفع لها ما تريد أحضرت له ثلاث رسائل أخرى. وإذ شعرت الأرملة أن نعمة الله قد عملت في قلبه قالت له: “إن شئت أيها الفيلسوف أن تطّلع على كثير من مثل هذه الأقوال عليك بالذهاب إلى الكنيسة لتجد من يعطيها لك مجاناً. فمضى إلى الكنيسة حيث التقى بشماس يدعى أوغسطين الذي دفع له رسائل معلمنا بولس الرسول كاملة، فقرأها وقبل الإيمان المسيحي. مضى ديونيسيوس إلى البابا ديمتريوس ونال منه سرّ العماد، ثم التحق بالمدرسة اللاهوتية، حيث تتلمذ على يدي العلامة أوريجينوس. وصار أحد كواكبها اللامعين. سيم ديونيسيوس شماساً بواسطة البابا ديمتريوس، كما سيم قساً بواسطة البابا ياروكلاس (هيراقليس). خلف ديونيسيوس هيراقليس في رئاسة المدرسة لحوالي 16 أو 17 عاماً، كما خلفه أيضًا في البابوية. أخبرنا عن نفسه أنه اعتاد أن يقرأ حتى كتب الهراطقة، وأنه قد تشجّع على ذلك بواسطة رؤيا إلهية، ففي رسالته الثالثة عن المعمودية التي كتبها إلى القس الروماني فليمون قرر أن الله أعلن ذاته له، قائلاً له: “اقرأ كل ما يمكن أن تصل إليه يدك، فإنك قادر أن تصحح كل شيء وتمتحنه، فإن هذه العطية هي سبب إيمانك منذ البداية”. وقد أهلته قراءاته المكثفة في كتب الهراطقة على مهاجمتهم من خلال أعمالهم. بابا الإسكندرية في عام 247م اُختير القديس ديونيسيوس بابا للإسكندرية، حيث كانت رسالته صعبة ألا وهى الحفاظ على الكنيسة وسط موجات مستمرة من الاضطهادات، نذكر منها (دون التزام بالترتيب الزمني): في عام 250م بدأ اضطهاد ديسيوس Decius للكنيسة. وقد قدم البابا لمسات سريعة لشهداء الإسكندرية في ذلك الوقت في رسالته إلى دومثيوس وديديموس ورسالته إلى فابيوس أسقف إنطاكية، ذكر شهداء من رجال ونساء، صغار وكبار، عذارى وأمهات، جُلدوا وماتوا بالنار والسيف. لم يستشهد البابا نفسه، وقد حسب نفسه ضمن الذين رغم معرفتهم للرب زماناً طويلاً لم يعد بعد أهلاً لذلك، وإن كان في اعتقاده أن السيد المسيح قد حفظه لزمن أخر مناسب. بقيَ البابا في داره أربعة أيام ينتظر، بينما كان رجال الوالي يبحثون عنه في كل موضع غير متوقعين أن يجدوه في داره. أخيراً هرب، فعرّض نفسه مثل القديس كبريانوس للاتهام بالجبن. وقد اقتطف المؤرخ يوسابيوس رسالة القديس ديونيسيوس إلى أحد أساقفة الأقاليم يدعى جرمانيوس يدافع فيها عن نفسه: قائلاً: “أتحدث كمن هو في حضرة الله، إنه يعلم أني لا أكذب. إنني لم أهرب بدافع من نفسي، أو بدون إرشاد إلهي. وحتى قبل هذا وفى نفس الساعة التي بدأ فيها اضطهاد ديسيوس، أرسل سابينوس جندياً يبحث عني. وكنت في الدار أربعة أيام أنتظر قدومه، لكنه تجوّل يبحث في كل موضع، في الطرق والأنهار والحقول، إذ ظن أني مختبئ فيها أو أتي في الطريق إليها. فقد انطمست بصيرته ولم يجد البيت، ولا تصور أني أبقى في البيت في الوقت الذي فيه يجري البحث عني. فقط بعد أربعة أيام أمرني الله أن أغادر الدار مع كثير من الاخوة. أما كون هذا قد تم بعناية إلهية فواضح مما حدث بعد ذلك إذ ربما كنت نافعاً لبعض الأشخاص”. أخيراً قبض الجند عليه مع من كانوا معه وأرسلوه إلى السجن في Taposrls، لكن استطاع شماس يدعى تيموثاوس أن يفلت من أيدي الجند، هذا التقى بشخصٍ مسيحيٍ في الطريق كان ذاهباً إلى وليمة عرس. أخبره بما حلّ بالبابا، وإذ سمع الحاضرون انطلق الكل إلى السجن، فهرب الجند تاركين الأبواب مفتوحة. وإذ دخلوا السجن وجدوا البابا نائماً. طلبوا منه مغادرة السجن فرفض حتى اضطر الشعب أن يحمله من يديه ورجليه ويدفعونه دفعًا، فذهب معهم إلى داره. في عام 257م حدث أيضاً اضطهاد أثاره الإمبراطور فاليريان فاستدعاه الوالي إميلينوس Aemilianus ومع الكاهن مكسيموس والشمامسة فوستوس ويوسابيوس وشيريمون. وإذ طلب الوالي من البابا أن يترك عمله أجاب: “ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس”، فنفاه إلى قرية صحراوية تسمى خفرو Cephrs، هناك استطاع أن يبشر بين الوثنيين بالرغم مما عاناه من اضطهادات. فاضطر الوالي أن ينفيه إلى صحراء ليبيا في Collutho. لم يقف عمله هناك على عقد اجتماعات، والكرازة بالمسيحية بين الوثنيين، بل أجهد نفسه في خدمة كنيسته بالإسكندرية (بالرسائل) ليحفظ الخدمة. حدثت أيضاً اضطرابات جديدة، إذ هوجمت مدينة الإسكندرية من الجنوب بواسطة قبائل بربرية. كذلك أعلن والي مصر إميلينوس في الإسكندرية نفسه إمبراطوراً. فنشبت حرب مدنية انتهت بأسره بواسطة القائد الروماني ثيؤدوتيوس الذي أرسل المتمرد مقيداً إلى روما. خلال هذه الحرب دُمرت المدينة، وحلّت مجاعة، وانتشرت الأوبئة. تحدث البابا عن هذه الاضطرابات في رسالته الفصحية الدورية عام 263م جاء فيها: “قد يبدو أن الوقت غير مناسب للعيد… فنحن لا نرى إلا الدموع، الكل ينوح، والعويل يسمع كل يوم في المدينة بسبب كثرة الموتى… بعد هذا حلّت الحرب وحدثت المجاعة. تحملنا هذين الأمرين سويّا مع الوثنيين… لكننا فرحنا بسلام المسيح الذي وُهب لنا نحن وحدنا. كان أكثر الأخوة أسخياء جداً في محبتهم الزائدة وعطفهم، فازدادت رابطتهم مع بعضهم البعض، فكانوا يفتقدون المرضى بغير تخوّف، ويخدمونهم بصفة مستمرة. يخدمونهم في المسيح. أما الوثنيون فكانوا ينفرون من المرضى ويطرحونهم في الشوارع بين أموات وأحياء!” في نهاية كل اضطهاد كان البابا ديونيسيوس يواجه مشكلة المرتدّين. كان يضمهم، بل غالباً ما كان يمنع إعادة معمودية حتى الهراطقة أو المنشقين الراجعين (مع أن الكنيسة فيما بعد لم تستقر على ذلك). مركز ديونيسيوس العظيم مع قدرته وعلمه واعتداله الممتاز جعله موضع التماس أن يتدخل غالباً في كل الصراعات الهامة التي ثارت في الكنيسة في أيامه. ففي الانقسام الخاص بنوفاتيوس الذي سيم على كرسي روما بطريقة غير شرعية، التجأت جميع الأطراف إليه، كما انشغل بهرطقة نيبوس أسقف أرسينو بالفيوم، وسابليوس أسقف بتولمايس (المدن الخمس الغربية) وبولس السموسطائي. وساطته بين كبريانوس واسطفانوس كان القديس ديونيسيوس رجلاً كنسياً هاماً، له عمله حتى خارج نطاق إيبارشيته. كمثال توسط في النزاع الحاد الذي قام بين كبريانوس أسقف قرطاجنة وإسطفانوس أسقف روما، وذلك بخصوص معمودية الهراطقة. فبالنسبة لكبريانوس معمودية الهراطقة والمنشقين باطلة، لأنهم خارج الكنيسة، ولا خلاص خارج الكنيسة، فإنه لا يستطيع أحد أن يتخذ الله أباً له إن لم تكن الكنيسة هي أمه. فالتائب، في الحقيقة، لا تُعاد معموديته، إنما يُحسب أنه يتقبل المعمودية للمرة الأولى، أما معموديته السابقة فهي باطلة كأن لم تكن. أما إسطفانوس أسقف رومية فقد رأى أن كل معمودية تتم باسم الثالوث القدوس صحيحة حتى إن تمت بيد هراطقة، فلا تُعاد معمودية الراجعين إلى الكنيسة من الهراطقة إنما يُكتفي بوضع الأيدي والصلاة عليهم. وقد ساعد على اشتعال النار ظهور بدعتين: بدعة نوفاسيتوس الأسقف الروماني الدخيل القائل بعدم قبول توبة جاحدي الإيمان ووجوب إعادة الذين تعمدوا بيد هراطقة بل وعماد الأرثوذكس الذين تساهلوا في قبول الهراطقة التائبين… وكان لذلك رد فعل عكسي في روما، الأمر الذي سبب وجود فريقين في روما فكتب كهنة روما إلى كبريانوس يسألونه فأجابهم: “إن المعمّدين بيد هراطقة هم وحدهم يجب إعادة معموديتهم، أما الذين قبلوا الإيمان من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح. كما قال: “وأما مسألة جاحدي الإيمان التائبين فلا يخص كنيسة روما منفردة، إنما يلزم أن تحكم فيها الكنائس مجتمعه”. بدعة فيلكينوس الذي علّم بالصفح عن الذين جحدوا الإيمان بمجرد شفاعة المعترفين عنهم، الأمر الذي أدى إلى رخاوة زائدة. وفى عام 253م إذ سيم إسطفانوس أسقفاً على روما شدّد في منع إعادة معمودية الهراطقة وخاطب فرميليانوس أسقف قيصرية بذلك. وإذ لم يستجب الأخير لطلبه عقد مجمعاً عام 254م قطع فيه فرميليانوس ومن وافقه من أساقفة كيليكية وغلاطية. لما هدد كبريانوس بالقطع لأنه كان متشدداً في ضرورة إعادة معمودية الهراطقة والمنشقين عقد كبريانوس مجمعاً عام 255م حكم بضرورة عماد الهراطقة ومن تعمد على أيديهم… وأرسل قرار المجمع لإسطفانوس، جاء فيه: “كل رئيس روحي حرّ في سياسة كنيسته، لأنه يقدم حساباً عن أعماله للرب”. أما إسطفانوس فكتب إلى أعضاء المجمع يهددهم بالقطع إن لم يذعنوا لإرادته. كتب كبريانوس رسالة إلى بومبيوس أحد أساقفة أفريقيا ضد إسطفانوس، جاء فيها: “لا تجد مثل هذا القرار في الإنجيل أو في الرسائل أو في أعمال الرسل…” بعث أساقفة أفريقيا رسالة أخوية إلى الأسقف إسطفانوس يدعوه للاتحاد معهم، فلم يقابل حاملي الرسالة ولا سمح لهما بمأوى، وبعث إليهم رسالة يلقب فيها كبريانوس “الرسول الغاش والنبي الكذاب”. فرد كبريانوس برسالة أخوية إلى أساقفة أفريقيا يقول فيها عن إسطفانوس “صديق الهراطقة وعدو المسيحيين”، كما قال: “إن هذا الأسقف الضال إسطفانوس دل برسالته على جهله وغباوته”. وكاد الشقاق يتزايد ويستفحل لولا تدخل البابا ديونيسيوس الذي كتب رسالة إلى الأسقف إسطفانوس يظهر كيف اتحدت الكنائس في الشرق وأن الكل بفرح متفقون في الرأي، طالباً منه ألا يسبب شقاقاً. وقد رأى البعض مثل Wand أن ديونيسيوس قد شارك إسطفانوس رأيه لكنه لم يشاركه عنفه وحدته، فحاول التوسط بين الطرفين. إن كان قد قرر ألا يعيد معمودية الهراطقة والمنشقين لكنه لم يقطع علاقته بالكنائس التي تعيد المعمودية، حاسباً أن الأمر يترك لكل كنيسة. وفى كتاب “الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة” للأسقف إسيذورس قصة تظهر تخوّف ديونيسيوس من إعادة المعمودية خاصة إن كان الشخص قد أعتاد على التناول من الأسرار الإلهية في الكنيسة الأرثوذكسية. فإنه بعد نياحة الأسقف إسطفانوس واجه البابا ديونيسيوس مشكلة وهي أن مؤمناً من الإسكندرية جاءه يبكي بمرارة متوسلاً إليه أن يعيد معموديته، لأنه كان قد تعمّد بيد هراطقة منذ زمن طويل واعتاد التناول من الأسرار المقدسة في الكنيسة بعد توبته. لكنه كان قلقاً للغاية. أما القديس ديونيسيوس فلم يجسر أن يعمّده لأنه كان يشترك في التناول في الكنيسة. لكنه تحت ضغط القلق الشديد والبكاء المستمر كتب إلى أخيه سكستوس أسقف روما يطلب رأيه. على أي الحالات يليق بنا أن ندرك بأن الكنيسة في الشرق والغرب استقرت على رأى القديس كبريانوس، أي اعتبار معمودية الهراطقة والمنشقين غير قائمة. مع نيبوس أسقف أرسينو في رحلته الرعوية لمدن إيبارشيته التقي البابا بنيبوس أسقف أرسينو بالفيوم، الذي استخدم سفر رؤيا يوحنا في تأكيد آرائه في الملكوت الألفي المادي بطريقة يهودية، فيه يأتي السيد المسيح على الأرض ليملك كأحد الملوك. في كتاب له يرفض فيه التفسير الرمزي لأوريجينوس A Refutation of the Allegorists. دعا البابا مجمعاً محلياً في أرسينو وأوضح للأسقف وأتباعه كيف أن ملكوت الله روحي، وأن المؤمنين لا يترجون أي ملكوت زمني أو ملذات أرضية، وكان يتحدث معهم بروح الحب في وداعة فاقتنعوا بكلماته. وإذ عاد إلى الإسكندرية كتب البابا كتابين عن “المواعيد” جاء فيهما: “إنه ليسعدني أن أصف ما رأيته من إخلاص أبنائي أهالي أرسينو ومحبتهم وذكائهم. فقد تبادلنا الآراء بصبرٍ وجلدٍ، ولم ندع صغيرة أو كبيرة إلا وبحثناها بحثاً مستفيضاً. ومما يسرني أن أبنائي حين وقفوا على ما هم فيه من خطأ أعلنوا ذلك جهاراً في غير حياء ولا تردد. وفى طليعة المعترفين بخطئهم كوراسيوس الكاهن الذي أقام المثل الحي الدال على إخلاصه للحق. كما يسرني ما بدا من أبنائي أهل أرسينو إذ نسبوا نقضي للبدعة الألفية إلى إخلاصي الأبوي”. وبعد تفسيره الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا أشار إلى مواعيد الله لشعبه، ثم ذيل الرسالة بمدحه للأسقف نيبوس قائلاً: “إنني أحب نيبوس وأمتدحه، لأنه يسعى بكل جهده للوقوف على الحقيقة. وأمتدحه أيضاً للترانيم الروحية التي وضعها ليترنم بها الشعب في حفلاته. غير أن محبتي للحق تفوق محبتي لنيبوس، لذلك بادرت إلى دحض بدعته لإرشاده وإنارته”. حقاً كم كان تاريخ الكنيسة قد تغير لو أن كل الصراعات عولجت هكذا بالروح الهادئ اللطيف؟! مع الهرطوقي سابيفيوس جاء إلى مصر رجل من روما ينشر بدعة تسمى “مؤلمي الآب”، يعتقد أصحابها بأن الله أقنوم واحد، وهو الذي كفّر عن خطايا البشر… بهذا يكون الآب قد تألم… قاوم البابا هذا الضلال، وأرسل منشوراً إلى الأسقفين أمونيوس وأفراندر، كما حرّم سابيليوس في مجمع عقده عام 261م بعد أن فنّد تعاليمه الفاسدة. التجأ أتباعه إلى الأسقف الروماني ديونيسيوس الذي كان شاباً قليل الخبرة، فعقد مجمعاً حرّم فيه بابا الإسكندرية وأرسل إليه يخبره بالحكم ويسأله إن لديه ما يدافع به عن نفسه. لكن بابا الإسكندرية بحكمته بعث برسالة أوضح فيها ما عسر عن فهم الأسقف الروماني، فاستراح الأخير إليها. وقضت الرسالة على ما يسميه المؤرخين “نزاع الديونيسيين”، وشعر الروماني بتسرعه فاحترم الإسكندري، ووقف بجانبه في دحض بدعة بولس السومسطائي أسقف إنطاكية. كتاباته كتب الكثير، لكن للأسف لم يبقَ إلا شذرات حُفظت خلال كتابات يوسابيوس وأثناسيوس وغيرهما. وكما يقول Neale: “فقدان كتابات ديونيسيوس هي إحدى الخسائر العظمى التي لحقت بالتاريخ الكنسي”. يتجه في كتاباته إلى الجانب العملي مع أسئلة خاصة بالتعاليم. رسائله تظهر أنه قام بدور إيجابي في المناقشات العقيدية في عصره. 1. عن الطبيعة. 2. عن المواعيد. 3. تفنيد ودفاع. 4. رسائله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روفينا وسِكوندا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: 257 كانتا أختان وكان أبوهما أستيريوس Asterius عضواً في مجلس الشيوخ في روما. كانتا مخطوبتين لرجلين مسيحيين هما أرمينتاريوس Armentarius وفِرينوس Verinus. وحين بدأ الإمبراطور فالريان اضطهاده ضد الكنيسة ضعف الرجلان وبخرا للأوثان بينما رفضت الأختان الاقتداء بخطيبيهما، وهربتا سراً من روما. سرعان ما أكتُشِف هروب الأختين وقُبِض عليهما بالقرب من المدينة، وأُحضِرتا أمام الوالي الذي حبسهما بهدف الضغط عليهما حتى يجحدا الإيمان. ولما رأى أنهما لم يهتزا أو يتأثرا بكلامه ولا تهديده أمر بجلد روفينا. لما رأت أختها ذلك صرخت: “لماذا تحكموا لأختي بالكرامة ولي بالهوان؟ اضربانا معاً لأننا معاً نعلن أن المسيح هو الله”. بعد تعذيبهما بأنواع كثيرة حُكِم عليهما بالموت بحد السيف حوالي سنة 257م، ودفنتهما امرأة وثنية آمنت بالمسيح من رؤيتها للشهيدتين، وبنت كنيسة فوق الموضع وأقيمت مدينة حولها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روفينوس أسقف أكويلا | الولادة: 345 الوفاة: 410 نشأته راهب ومترجم (حوالي 345-410م)، وُلد بالقرب من مدينة أكويلا الواقعة على شاطئ البحر الأدرياتيكي بإيطاليا. ومن العجيب أن أبويه أهملا تعليمه وهو طفل، ولكن غيرته دفعته إلى أن يعلم نفسه بنفسه. درس في روما حيث التقى بالقديس جيروم. رهبنته كان النُساك المصريون إذ ذاك النموذج الأمثل لجميع المسيحيين، فاستثاروا بقدوتهم حماسة الشباب. وكان روفينوس واحداً من مئات الشباب الذي استهوتهم الحياة النسكية فاندمجوا فيها بحرارة. عاش في جماعة نسكية في وطنه (368-373م)، ثم قصد الأراضي المقدسة حيث عاش بضع سنوات مع رهبانها. أراد أن يضم بركة آباء الصحاري المصرية إلى بركة الأراضي المقدسة. زيارته لمصر جاء روفينوس إلى مصر حوالي سنة 373م بمعيّة السيدة ميلانيا الشريفة الرومانية التي كرّست حياتها بعد ترمّلها لخدمة القديسين والعاملين في كنيسة الله. وحالما وصل روفينوس إلى الإسكندرية قصد لفوره إلى الصحراء حيث قابل عدداً كبيراً من آبائها. واتفق أن كان مجيئه إلى مصر أيام الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور فالنس على المصريين، فاصطلى بناره. ولكنه رغم ما ذاق من عذاب استطاع أن يقابل النساك المقيمين في الصحارى ويَسعد بالحياة معهم. عاش في مصر منذ عام 373-380م حيث صار تلميذاً للقديس ديديموس الضرير، الذي تأثر بتعاليم العلامة أوريجينوس. في أورشليم ثم في أكويلا اصطحب القديسة ميلانيا الكبرى، وبحث عن دير للرجال وآخر للنساء في أورشليم على جبل الزيتون عام 381م. في عام 386م استقر القديس جيروم في بيت لحم، وكان يساند القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس في هجومه على أوريجينوس، فأخذ موقفاً مضاداً لروفينوس ويوحنا أسقف أورشليم. وقام البابا ثاوفيلس السكندري بالمصالحة بينهم. في عام 397م عاد روفينوس إلى إيطاليا، وبعد عامين ذهب إلى أكويلا. كتاباته كان إنتاجه الكتابي ضخم للغاية، وإن كان لم ينشره إلى حين ذهابه إلى أكويلا. بعد مُضي سنين على رجوعه إلى أكويلا شعر بحنين جارف إلى هؤلاء النساك، دفعه ذلك إلى أن يكتب عن سعادته بالالتقاء معهم، وأن يصف حياتهم القدسية. سرد سير بعض المتوحدين، وبين الذين أثاروا إعجابه إلى حد بعيد الأب آمون الشيخ الوقور. بعد وصف سَّير الآباء المتوحدين انتقل إلى وصف الرهبان الذين اختاروا حياة الشركة. وبين هؤلاء النساك الذين كان لهم فعل السحر في نفسه جماعة الرهبان الذين كانوا يسكنون منطقة أرسنيو (الفيوم)، وكان منهم الأب سيرابيون الذي كان أباً لجماعات من الرهبان يبلغ عددهم نحو عشرة آلاف ناسكاً. ختم روفينوس كتابه بتمجيد الله الذي أتاح له أن يرى البشر يعيشون على الأرض عيشة سكان السماء. أغلب أعماله هي ترجمات كتابات الآباء اليونانية إلى اللاتينية. فقد عارض القديس جيروم بترجمته عمل العلامة أوريجينوس “عن المبادئ الأولى On First Principles”. قدم جيروم بكونه كان قبلاً معجباً بشخص أوريجينوس. وإذ وجد هجوماً عنيفاً من بيت لحم دافع عن نفسه وبعث قانون إيمانه لأناستاسيوس الأول أسقف روما (عام 400م). بدفاعه عن عمله بخصوص أوريجينوس بدأ روفينوس يترجم كتاب “اعتذار Pomphilus لحساب أوريجينوس”، مع مقال عن ما دخل خلسة إلى أعمال أوريجينوس. قرر بأن العبارات غير الأرثوذكسية في كتابات أوريجينوس مدسوسة مؤخرًا لذا شعر بحقه في حذفها. بعد ترجمته لكتاب المبادئ، وهو يمثل منهج اللاهوت المسيحي، استمر في ترجمة مقالات عن يشوع واللاويين والعدد، وتفسير لرسالة القديس بولس إلى أهل رومية ولنشيد الأناشيد. كثير من كتابات أوريجينوس لم يبقَ منها إلا ترجمات روفينوس. ترجم أيضاً كتاب النسكيات المختصر للقديس باسيليوس الكبير، وأسئلة وأجوبة عن الحياة الرهبانية. وكان لهذا العمل أثره على الرهبنة في الغرب. أضاف إلى عمل يوسابيوس القيصري “التاريخ الكنسي” عند ترجمته إلى اللاتينية كتابين حتى بلغ إلى موت ثيؤدوسيوس الأول عام 395م. قام أيضاً بالترجمة إلى اللاتينية: عبارات Sentences لأوغريس البنطي. عبارات Sentences لشخص يدعى سكستوس Sextus وهو فيلسوف فيثاغوري عُرف خطأ بسكتوس الثاني أسقف روما. عظات القديس باسيليوس والقديس غريغوريوس النزينزي. المعارف الإكليمنضية التي نسبت خطأ للقديس إكليمنضس الروماني. أعمال روفينوس الأصيلة تحوي دفاعين عن الصراع الأوريجاني، أحدهما لأنسطاسيوس الأول، والثاني في كتابين للقديس جيروم. يوجد أيضًا تفسير لقانون الإيمان للرسل معتمدًا على كيرلس الأورشليمي، ومقال مختصر عن بركات يعقوب للاثني عشر أباً (تك49). أما رسائله فهي مفقودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روفينوس وفالريوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 287 كانا ضمن مجموعة من المبشرين الذين أُرسِلوا من روما للتبشير في بلاد الغال، واستشهدا بالقرب من سواسون Soissons نحو عام 287 م. وتقول رواية أخرى عن سيرتهما أنهما كانا شابين من أهل هذه المنطقة في بلاد الغال، وكانا موظفين في أحد القصور الملكية بالقرب من نهر فيسْل Vesle. على أي حال فقد كانا يبشّران بالمسيحية بكل مجاهرة، وحين اندلع اضطهاد دقلديانوس، إذ علم فالريوس وروفينوس أنهما مشهوران ومعروفان للجميع كمسيحيين هربا إلى مغارة في إحدى الغابات القريبة، ومع ذلك عُثِر عليهما وقُبِض عليهما، فجاهرا بإيمانهما بكل شجاعة. جُلِدا وعٌذِّبا، وأخيراً قُطِعت رأسيهما ونالا إكليل الشهادة. وقد بُنيت كنيسة فوق مقبرتهما وأُقيمت هناك مدينة بازوكِس Bazoches بعد ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رومانوس الإنطاكي الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 كان شماساً بكنيسة قيصرية Caesarea في فلسطين، وحين بدأ دقلديانوس اضطهاده ضد المسيحيين، كان يجول وسط المؤمنين يثبتهم في الإيمان. وفي إنطاكية كان حاضراً محاكمة المسيحيين، وحين رأى أن بعضهم قد بدأ يضعف ويوافق على الذبح للأوثان من فرط الخوف، صرخ فيهم بصوتٍ عالٍ محذراً ومنذراً. في الحال أُلقِي القبض عليه وبعد جلده أمر القاضي بحرقه حياً، ولكن في تلك اللحظة هبَّت عاصفة شديدة ممطرة أطفأت النيران المشتعلة والمُعَدَّة لحرقه. كان الإمبراطور في تلك الأثناء موجوداً في المدينة، فأمر بقطع لسان القديس، ومع ذلك ظل رومانوس قادراً على الكلام وكان يدعو السامعين إلى محبة وخدمة الإله الحقيقي وحده. أمر الإمبراطور بإعادته للسجن حيث ربطوا رجليه مشدودتين ومتباعدتين عن بعضهما، وظل القديس في هذا العذاب مدة طويلة، إلى أن نال إكليل الشهادة حين خنقوه في السجن سنة 304م. ويُذكر في سيرة رومانوس أيضاً قصة طفل في السابعة من عمره، بتشجيع من رومانوس اعترف بالإله الواحد، فجلدوه وقطعوا رأسه فنال هو الآخر إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رومانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 258 كان جندياً رومانياً من حرس الإمبراطور فالريان، وكانت وظيفته أن يستجوب المسيحيين المُساقين للعذاب. وقد عاصر تعذيب القديس لورَنس St. Laurance ، وتأثر بالفرح والثبات اللذين كان يتمتع بهما القديس أثناء تعذيبه. كما لمس طهارة ذلك الشاب ونقاوة سيرته وعطفه على المحتاجين والبائسين والفقراء. فاشتهى أن يحتضن إيمان هذا القديس، وفعلاً تعلم منه الإيمان المسيحي وتعمّد على يديه في السجن. حين أعلن مسيحيته علانية ضُرِب بقسوة حتى تمزق جسده وظهرت عظامه، ثم قُطِعت رأسه في اليوم السابق لاستشهاد القديس لورانس وذلك سنة 258م، وبذلك يكون قد سبق معلمه وسيده إلى نيل إكليله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رومانوس المتوحد | الولادة: – الوفاة: – وُلِد في روسُس Rhosus ونشأ فيها، ثم اعتزل في مغارة في الجبل قرب إنطاكية Antioch. وقد أمضى حياته حتى بلغ سن الشيخوخة ممارساً الحزم الشديد مع نفسه والتقشف، حتى أنه حرم نفسه من إشعال النار أو ضوء المصباح، وكان رومانوس يأكل أقل القليل الذي بالكاد يكفي لإبقائه حياً. يقول ثيؤدورِت Theodoret أنه اشتهر بالبساطة والتواضع، فاجتذب الكثيرين إلى مغارته بجمال شخصيته وصفاته، متأثرين به وبكلامه. وهبه الله موهبة عمل المعجزات وشفاء المرضى وإخراج الشياطين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روميلوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أول رسول وأسقف لفيسول Fiesole، روماني الأصل ولا يُعرف عنه أكثر من أنه صار مسيحياً على يد بطرس الرسول واستشهد على يد دوميتيان. من القصص التي ظهرت في القرن الحادي عشر، أن مواطناً من روما كان له ابنة تدعى لوسرنا Lucerna أعطت كل ما تملك حتى نفسها لأحد عبيد أبيها اسمه قورش Cyrus. ثم ولدت ابناً منه، وخوفاً من افتضاحها أخذته وتركته في الغابة، وبدلاً من أن يموت جوعاً كانت ذئبة ترضعه من لبنها. هذا المنظر غير الطبيعي رآه أتباع الإمبراطور نيرون وكتبوا له تقريراً بذلك، فأمرهم بإحضار الطفل. حاولوا مطاردته ثلاثة أيام متتالية دون جدوى، ومن ثمَّ استشار الإمبراطور بطرس الرسول في الأمر، فخرج القديس ومعه بعض المسيحيين مزودين بالشِباك إلى الغابة، فوجدوا الطفل والذئبة وأمسكوهما بالشباك. أمر بطرس بإطلاق الذئبة وأخذ الطفل وهذّبه وعلّمه وسماه روميلوس ثم عمده. في سن الثمانية كان الطفل يعظ ويخرج الشياطين ويصنع المعجزات باسم السيد المسيح، ثم رُسِم أسقفاً. وقد بشر في فيسول وعدة أماكن أخرى، فقُبض عليه وحُكِم عليه بالموت، فاستشهد ومعه ثلاثة هم كاريسيماس Carissimus، دولسيسيماسDulcissimus وكريسينتياس Crescentius. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روميولوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شماس من ديوسبوليس Diospolis، استشهد مع سبعة آخرين في قيصرية Caesarea تحت حكم الوالي يوربان Urban، أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس Diocletian. تُعيِّد له الكنيسة الغربية في الرابع والعشرين من شهر مارس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روهوم بنت أزمع الشريفة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هي زوجة الشريف الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران باليمن، الذي استشهد هو وعدد غفير من المسيحيين في الاضطهاد الذي أثاره الملك ذو نواس اليهودي على المسيحيين الحميريين (اليمنيين). بعد المذبحة التي أقامها الملك وقتل فيها الشريفات والإماء، أرسل إلى روهوم بنت أزمع الشريفة يقول لها: “إذا كفرتِ بالمسيح عشتِ وإلا مُتِّ”. فلما سمعت كلماته نزلت إلى الشارع صارخة قائلة: “اسمعن أيتها النساء النجرانيات المسيحيات رفيقاتي وغيرهن من اليهوديات والوثنيات. إنكن تعلمن أنني مسيحية وتعرفن جنسي وعشيرتي ومن أنا، وأن لي ذهباً وفضة وعبيداً وإماء وغلات ولا يعوزني شيء. والآن وقد قُتل زوجي من أجل المسيح، فإذا شئت أن أصير لرجل لا يعسر عليَّ إيجاد رجل. وأنه عندي اليوم أربعين ألف دينار في خزينتي ماعدا خزينة زوجي، وحّّليّ وجواهر وحجارة كريمة رآها البعض منكن في بيتي. وأنتن تعرفن أنه ليس للمرأة أيام فرح مثل يوم زفافها، ومنذ ذلك الحين تلازمها الضيقات والآلام، فحين تلد أولاداً تلدهم بالبكاء وحين تُحرم من ولادة أولاد تكون في ضيق وحزن، وكذلك حين تدفن أولادها. أما أنا فمنذ اليوم سأبقى في فرح أيام عرسي الأول، وهوذا بناتي الثلاث قد زينتهن للمسيح بدلاً من أزواجهن، فانظرن إليَّ: أنكن ترين وجهي مرتين أي في زفافي الأول وفي هذا الثاني أيضاً، فقد دخلت مرفوعة الجبين أمام جميعكن إلى خطيبي الأول، والآن أيضاً أذهب مرفوعة الجبين إلى المسيح ربي وإلهي وإله بناتي. وها أنا أذهب للمسيح ربي دون أن أُدنس بكفر اليهود. وليكن جمالي وذهبي وفضتي وعبيدي وإمائي وكل ما لي شهوداً بأني لم أفضل محبتها على الكفر بالمسيح. وحاشا لي أن أكفر بالمسيح إلهي الذي آمنت به واعتمدت وعمدت بناتي باسمه. وأنا أسجد لصليبه، ومن أجله أموت أنا وبناتي مثلما مات هو من أجلنا. ها أنا أترك ذهب الأرض للأرض.. وليكن دم اخوتي وأخواتي الذين قتلوا من أجل المسيح سوراً لهذه المدينة إذا ثبتت مع المسيح ربي. صلين من أجلي”. ثم خرجت روهوم من المدينة ووقفت أمام الملك وهي تمسك بناتها بيديها، ثم صاحت للملك: “إنني وبناتي مسيحيات ومن أجل المسيح نموت فاقطع رؤوسنا”. فرد عليها الملك قائلاً: “قولي فقط أن المسيح إنسان وابصقي على الصليب وامضي إلى بيتك أنت وبناتك”. أما حفيدة الطوباوية روهوم وكانت في التاسعة من عمرها، إذ سمعت هذا الكلام ملأت فاها بصاقاً وتفلت على الملك وقالت له: “يعلم المسيح أن جدتي أشرف من أمك وعشيرتي أنبل من عشيرتك. ألا فليسد فمك أيها اليهودي القاتل ربه”. ثم أمر الملك فألقوا جدتها على الأرض ولتخويف جميع المسيحيين ذُبحت عليها هذه الفتاة، فسال دمها في فم جدتها. ثم ذُبحت ابنة الطوباوية واسمها آمه، وسال دمها أيضاً في فم أمها. ثم أقامها الملك من على الأرض وسألها: “كيف تذوقت دم ابنتيك؟” أجابته: “إني تذوقته كقربان طاهر لا عيب فيه”. فأمر الملك بقطع رأسها في الحال. وقد نالت إكليل الشهادة وابنتها وحفيدتها يوم الأحد 20 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ريباراتا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كانت من قيصرية فلسطين واستشهدت أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس Decius. كانت في الثانية عشر من عمرها حين قبض عليها الحاكم بسبب مسيحيتها، فلما وقعت عيناه عليها أُخِذ بجمالها وحاول استمالتها بكلماته اللينة. ولكن لما لم يستطع التأثير عليها أمر بتعذيبها بإلقائها في أتون نار، ومثل الثلاثة فتية القديسين لم تتأثر بالنار، وكانت ترنم وتسبح الله من داخل الأتون. حاول الحاكم مرة أخرى التأثير عليها ولكنها أجابته من داخل الأتون معلنة تمسكها بمسيحها. أخيراً أمر الحاكم الحراس أن يقطعوا رأسها بحد السيف، فكانت تمشي معهم وهي مازالت تسبح وترنم. أخيراً قطعوا رأسها بحد السيف، فشوهدت روحها تخرج من جسدها على شكل حمامة صاعدة إلى السماء. فيما بعد نُقِل رفاتها إلى إيطاليا، حيث كُرِّمت في عدة إيبارشيات هناك. … | آباء وقديسون | |
| ريباريوس | الولادة: – الوفاة: – في عام 417م كتب إليه القديس جيروم رسالة يمتدحه فيها من أجل غيرته على إيمان الكنيسة ضد البيلاجيين. في هذه الرسالة وصف القديس جيروم هجوم هؤلاء الهراطقة على أديرة بيت لحم. ويُعلن القديس بهجته بأنهم قد انسحبوا أخيراً من فلسطين، وإن كان بعضهم ينسحبون ببطء من يافا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ريتيكيوس القديس | الولادة: – الوفاة: 334 هو أسقف أوتون Autun في أوائل القرن الرابع الميلادي. تقول سيرته التي كتبها غريغوريوس من تور Gregory of Tours أنه ولد من والدين شريفين وفي صباه كان من التلاميذ المتميزين. تزوج وهو مازال صغيراً، ولكنه عاش مع زوجته حياة البتولية، وعند وفاة زوجته طلبت بإلحاح أن تدفن في نفس القبر مع زوجها. بعد ذلك اختار أهل أوتون ريتيكيوس ليكون أسقفاً عليهم، وكان محبوباً جداً من الشعب بسبب تقواه وطيبته. وعند نياحته لم يستطِع أحد حمل النعش وتحريكه من مكانه، حتى تذكر أحد الرجال الشيوخ الموجودين رغبة زوجته وأعلم الحاضرين بها، فحملوا النعش وساروا به حتى وصلوا إلى مكان قبرها فسمعوا صوتاً من الكفن يخاطب الزوجة ويُذَكِّرها باتفاقهما. من الأحداث القليلة التي نعرفها عن حياته أنه كان أحد الأساقفة الغاليين الثلاثة الذين اجتمعوا في روما سنة 313م لمناقشة موضوع سيسيليانوس Caecilianus، وأنه حضر مجمع آرل Arles في السنة التالية. وقد تكلم عنه القديس أغسطينوس كرجل ذي سلطان في الكنيسة وبالذات في بلاد الغال Gaul، كما أشار إلى رأي ريتيكيوس في موضوع المعمودية في دفاعه ضد جوليان Julian. كما تحدث عنه القديس جيروم كأحد الرجال المعتبرين في بلاد الغال في زمن قنسطنطين. تنيح القديس ريتيكيوس في الغالب سنة 334م، وقد لقَّبه غريغوريوس أسقف تور وآخرون أيضاً بلقب “قديس”، وتحتفل به كنيسة أوتون في التاسع عشر من شهر يوليو، إلا أن ذكره لم يرد في تاريخ كنيسة روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ريجينا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كانت ابنة لمواطن وثني من أليز Alise في بورجوندي Burgundy. ماتت أمها أثناء ولادتها، فسلمها والدها إكليمنضس لمربية ترعاها حتى تكبر، وكانت هذه المربية مسيحية فعلَّمت الطفلة مبادئ الإيمان المسيحي. حين علم إكليمنضس بأمر ابنته رفض عودتها إليه، فمكثت مع مربيتها وكانت تكسب قوتها من رعاية الأغنام. رآها الحاكم أوليبريوس Olybrius فاشتهى الزواج منها، لكنها رفضته كما رفضت ضغوط أبيها، الذي إذ رأى أن ابنته قد اجتذبت أحد الأكابر أراد أن يعيدها مرة أخرى. لكن أمام رفضها المستمر أُلقيت في جب لإرهابها، ولما لم تخر عزيمتها بدأ أوليبريوس يعذبها بعنف ووحشية، لكن الله عزاها في سجنها حين رأت في رؤيا صليباً وصوتاً يخبرها أن خلاصها قريب. وفي اليوم التالي أمر أوليبريوس بتعذيبها مرة أخرى ثم أمر بقطع رأسها، وقد ظهرت أثناء ذلك حمامة منيرة فوق رأسها، فآمن كثيرون من الحاضرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ريماس وإيناس وبيناس الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – كن تلميذات للقديس أندراوس الشقيق الأكبر للقديس بطرس الرسول. كان موطنهن بالقرب من البحر الأسود، إذ كرز الرسول أندراوس في اليونان والقسطنطينية وبلاد القوقاز وشمال بحر قزوين، وتتخذه روسيا شفيعاً لها وكارزاً لها بالإيمان المسيحي. جاء في سنكسار الكنيسة الأرمنية أن الرب ظهر للقديس أندراوس في رؤيا وأمره أن ينطلق من اللدّ إلي أرمينيا ليساعد القديس برثلماوس الرسول، فصحب تلميذه فليمون. هناك آمن عدد كبير من بينهم هؤلاء الشهيدات الثلاث. قبض الرعاع على الشهيدات العذارى وحاولوا معهن أن يجحدن السيد المسيح ويبخرن للأوثان، لكنهن رفضن ذلك بشدة. ربطوهن معاً ووضعوهن علي قطعة من الخشب والقوهن في البحر حيث كان مغطي بالثلوج. قامت عاصفة شديدة حطمت الثلوج وغرقت عرائس المسيح في قاع البحر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رويس القديس | الولادة: – الوفاة: 1404 يقول قداسة البابا شنودة الثالث بأن هذا القديس لم ينل درجة كهنوتية، ولا سلك في الحياة الديرية كراهبٍ، لكنه فاق كثيرين من أصحاب الرتب والدرجات الكنسية، وصار الباباوات يطلبون صلواته عنهم. حياته الأولى وُلد في ضيعة مِنْية يمين من أعمال الغربية من أسرة فقيرة. كان أبوه فلاحاً واسمه اسحق واسم أمه سارة، وأسمياه فريج. وليس من المعروف على وجه الدقة تاريخ ميلاده لكنه عاش في القرن الرابع عشر الميلادي وتنيح في 18 أكتوبر سنة 1404 م. كان يساعد أبوه في أعمال الفلاحة فإذا انتهى من عمل الحقل كان يبيع الملح على قعود (جمل) صغير، وقد سمّى قعوده “رويس” (تصغير لكلمة رأس) لأنه كان يداعب صاحبه برأسه الصغير. وكان هذا الجمل أليفاً حتى أنه إذا دعاه باسمه كان يّلبي دعوته، وقيل أن الجمل كان من الذكاء والولاء لصاحبه حتى أنه كان يغطيه إذا نام بدون غطاء، ويوقظه في مواعيد الصلاة. ولعل أهم ما اتسم به فريج هو تواضعه وحبه، فكسب حب القرية. خروجه من بلدته أقام في منزل والده حتى سن العشرين، ووقع اضطهاد شديد على المسيحيين حتى أن والد القديس ترك الإيمان من شدة وطأة هذا الاضطهاد. اختفى القديس ببرية الشيخ بجوارهم ، ثم انطلق إلى مصر ومن شدة تعبه وجوعه نام في الطريق فرأى في نومه رجلين يلمعان كالبرق اختطفاه وحملاه إلى السماء ثم دخلا به إلى كنيسة سماوية، رأى فيها جمعاً كبيراً من المصلين، وسمع صوتاً من داخل يدعوه إلى التقدم للتناول من الأسرار، حينئذ قدّمه الرجلان المضيئان إلى المائدة المقدسة وتناول من الأسرار، ثم أعاداه إلى الموضع الذي أخذاه منه. بعد هذا الحلم نهض وعبر مصر ومنها إلى الوجه القبلي، وفي هذه البلاد غيَّر اسمه إلى “رويس” إنكاراً لذاته. صار يطوف في القطر من قوص بالصعيد إلى الإسكندرية. وكان يحدث كل من يلتقي به عن خلاص نفسه بدموٍع غزيرةٍ. عاش هذا القديس غريباً هائماً على وجهه متشبهاً بسيده الذي لم يكن له أين يسند رأسه، وكان حنينه إلى السماء شديداً، فكثيراً ما كان يترنم بقول المرتل: “الويل لي فإن غربتي قد طالت عليَّ وسكنت في مساكن قيدار”. نسكه مارس عيشة في غاية الخشونة والقسوة وقمْع الجسد، فكان صوّاماً لا يأكل إلا قليلاً والتافه من الأطعمة، ولا يلبس إلا ما يستر عورته ويترك باقي جسمه عارياً معرضاً لحرارة الصيف وبرد الشتاء، وكان في ذلك شبيهاً بيوحنا المعمدان. طاف في بلاد القطر المصري، وكان إذا دخل بلداً يعمل بيديه ليحصل على ما يقتات به ويتصدق بما يتبقى، وكثيراً ما عرض عليه محبوه الثياب الفاخرة والنقود والعطايا لكنه كان يرفضها. لم يكتفِ بعيشة الحرمان بل كان يصرف حياته صائماً مصلياً. وقيل عنه أنه كان يصوم يومين وثلاثة انقطاعياً، ومرة صام أحد عشر يوماً متوالية. كان مواظباً على التناول المقدس، وكان يتناول الأسرار المقدسة في خوفٍ ورعدةٍ، وكثيراً ما كان يُظهِر تردداً عند التناول إحساساً منه بعدم استحقاقه. ولما سُئِل عن هذا التردد أجاب: “لا يستحق التناول من هذه الأسرار المقدسة إلا من كان جوفه طاهراً نقياً كأحشاء سيدتنا الطاهرة مريم التي استحقت أن تحمل المسيح في أحشائها”. ولعل ذلك كان يرجع إلى أن الله كشف عن بصيرته، فكان يرى مجد الله حالاً على الأسرار المقدسة وقت التقديس في الهيكل فيضيء بلمعانٍ لا يوصف. وُهب من الله إعلانات كثيرة روحية، وأيضاً صنع المعجزات، وكان سبب توبة كثيرين. تارة أعلن أنه رأي الشاروبيم والسيرافيم قيام حول المعمودية يرفرفون حول الطفل بفرح. كان يعمل في غربلة الحنطة ليتصدق على الفقراء. حبس نفسه في خلوة في بيت سيدة تدعى “أم يعقوب” بالقاهرة، وإذ جاع قدمت له خبزاً. أما هو فأخذ “ردة” مبلولة وأكلها، فحزنت السيدة. قال لها: “لماذا يغتم قلبك على أكلي الردة دون الخبز ولا تغتمين علي خطايا الناس؟ ألا تعلمين أن الخطية تميت الروح، أما الردة فتسند الجسد على أي الأحوال؟ وإن كان الجسد يتألم قليلاً فلكي يكف عن الخطية”. سياحته بلغ إلى درجة السياحة السامية، فكان ينتقل عبر المسافات في وقت قصير جداً ويدخل الأماكن وأبوابها مغلقة. فمرة انتقل إلى أسيوط ورجع خلال ساعة أنهى فيها مهمة إنسانية، ومرة أخرى انتقل إلى الشام ليُنجد مكروباً. كما وهبه الله معرفة الأسرار المكنونة، وكان مُنكراً لذاته، فقد أنكر حتى اسمه ودعى نفسه باسم جمله. وعندما ألحّ عليه البعض لمعرفة اسمه الحقيقي قال لهم “تيجي أفليّو” أي تيجي المجنون، والعجيب أن الكنيسة في صلواتها تطلق عليه هذا الاسم “تيجي”. وقد أراد أن يُمعن في إنكار ذاته فكان يسير في الطرقات عاري الجسم مكشوف الرأس ويسكن في عشة من الخوص أو ينام على قارعة الطريق. وكثيراً ما جلب عليه هذا الأسلوب الغريب تهكمات الناس واعتداءاتهم عليه بالضرب والسب والبصق عليه والرجم بالحجارة. وكان عندما تثور نفسه ضد هذه الإهانات يخاطبها قائلاً: “أين أنا من الشهيد مارجرجس وما احتمله، أو من يوحنا المعمدان الذي قطع هيرودس رأسه؟ أين ما أصابني مما أصاب الشهداء من عذاب؟” ومن فرط العذابات التي كان يتعرض لها كان يحبس نفسه في أماكن نائية، ويعتزل الناس شهوراً عديدة يصرفها في الصلوات الحارة والأصوام الإنقطاعية. وقد نظر الله إلى انسحاق قلبه وحبه وقوة إيمانه: فظهر له السيد المسيح خمس مرات بمجدٍ لا يُنطَق به وخاطبه في أحدها فماً لأذن. وبمثل هذه الرؤى كان يتشجع ويصمد لشتى الآلام ويصمت عن الكلام. تعزيات الله وسط الآلام سمع عنه السلطان برقوق واشتهى أن يراه. وحين استبد الأمير سودون بالبابا متاؤوس استدعى الأنبا رويس وصار يسأله عن حياته وأعماله فلم يجبه بكلمة. أمر بضربه أربعمائة عصا حتى سال دمه وهو صامت. طاف به الجند في الشوارع وهم يضربونه ويبصقون عليه ويشدون شعر رأسه ولحيته، وقد بقيّ صامتاً ثم ألقوه مع تلميذه في السجن. ظهر لهما رب المجد وشفاهما، وإذ طلب الأقباط المسجونون أن يصلي من أجلهم وكان عددهم ثمانية جاءهم البابا في نفس اليوم ومعه أمر الإفراج عنهم. كان كثيراً ما يزور بيوت المؤمنين ويخبرهم بأمور ستحدث في المستقبل ويحذرهم من أضرار ومصائب سوف تحل بهم. وكان القديس معاصراً للبابا العظيم الأنبا متاؤس الأول الـ 87 وكان على صلة به. وفي إحدى المرات قبض الأمير يلبُغا على البابا وعلى مجموعة من المسيحيين، فلما جاء تلميذه إلى الأنبا رويس وأخبره بما حدث للبابا، تنبأ له بأن السيدة العذراء ستخلصه. وقد حدث هذا فعلاً إذ هجم أحد الأمراء من أعداء الأمير وحطَّم أبواب السجن وأخرج البطريرك ومن معه وقبض على الأمير يلبُغا وسجنه وضربه حتى مات. مرضه ونياحته ختم الأنبا رويس جهاده باحتمال مرض شديد بصبر حتى سُمِّي أيوب الجديد. فقد مرض تسع سنوات متصلة: ومكث كل هذه المدة طريح الفراش، صامتاً لا يكلم أحداً، محتملاً بصبر عجيب. وقد صرف هذه السنوات في التنهد والبكاء والصلاة من أجل الخطاة الذين كانوا يترددون عليه، وكان يشفي المرضى الذين يزورونه بينما هو نفسه يعاني من المرض. وعندما علم بنهاية أجله بارك تلاميذه واحداً واحداً ومسح جسده بالماء راشماً كل أعضائه من قمة رأسه إلى أخمص قدميه بعلامة الصليب. طلب سيدتنا العذراء مريم في ساعة نياحته فلبَّت طلبه، كما أخبر بذلك أحد تلاميذه الذي قال: “رأيت في تلك الساعة امرأة منيرة كالشمس جالسة إلى جانب هذا الأب، وقد أخذت روحه المباركة حسب طلبه”. وكان انتقاله في 21 بابه تذكار السيدة العذراء، ودفن بجانب كنيستها بدير الخندق (منطقة الأنبا رويس حالياً). عمل الله معه بعد نياحته في اليوم الثامن لدفنه سُرِق جسده، فظهر لتلاميذه وأعلمهم بواقع الحال فأعادوه إلى قبره ثانية. وكانت تجري من جسده آيات كثيرة، فأغرى ذلك جماعة من المؤمنين أن ينقلوا جسده إلى دير شهران بالمعصرة، فحملوه في سفينة في النيل. وفي طريقهم إلى الدير المذكور ثارت عليهم رياح شديدة وعواصف هوجاء كادت تغرقهم فاضطروا أن يُرجِعوا الجسد ثانية إلى قبره. وفي هذا الجيل (القرن العشرين) حاول شخص يدعى أرمانيوس بك حنا مراقب البطريركية أن يُصلِح قبر القديس، فأمر بهدمه ليبنيه على طراز حديث، فما كاد العامل يهوي على القبر بفأسه حتى شُلَّت يمينه فصرخ مستغيثاً، فأتى كاهن الكنيسة وصلى عليه حتى عادت يده إلى الحركة. ومن ذلك الوقت تُرِك قبره كما هو وكل ما عملوه أنهم بنوا فوقه قبراً من الرخام دون أن يحركوا الجسد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا الأسقف | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف سايس (مدينة تقع على فرع رشيد جنوبي الإسكندرية بحوالي 130 كيلو) ومن الآباء الذين عاونوا الأنبا إيساك، البابا السكندري الحادي والأربعون، في جهاده الروحي. كان ابن كاهن يُدعى يؤانس، مع كونه كاهناً كان أيضاً كاتباً في ديوان الوالي، وكان ابنه زكريا كثير التأمل في الإلهيات، فمال بكل حرارة شبابه إلى حياة الرهبنة، فسارع إلى الترهب بدير الأنبا يؤانس القصير. تقابل في الدير مع شيخين قديسين هما الأنبا أبرآم وأنبا جاورجيوس الناسكين اللذين ملأ عبير قداستهما أرجاء الوادي.ومن غير المعروف تحديداً التي قضاها زكريا في الدير، لكن من المعروف أنه اُختير لأسقفية سايس، وأنه قضى فيها ثلاثين سنة معلماً ومرشداً لشعبه في دعة وأمانة. من أعماله أنه كتب سيرة الأنبا يؤانس القصير ليجد فيها المؤمنون بركة وعزاء، اعترافاً منه بفضل ذلك القديس الذي ترهب هو في ديره واقتفى أثره. كذلك كتب عدداً من المقالات والميامر التي تعبر عن غيرة النفس الإنسانية المتطلعة نحو الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا الراهب القديس | الولادة: – الوفاة: – رهبنة والده كان أبوه يدعى قاريوس وكان متزوجاً، غير أنه اشتاق إلى الرهبنة وكاشف زوجته بما في فكره فوافقته على ذلك. وكان له ابن وبنت فتركهما عند أمهما وقصد برية شيهيت وترهب عند شيخ قديس هناك. صبي في البرية بعد قليل حدث غلاء شديد في البلاد، فأخذت المرأة ولديها وذهبت إلى البرية حيث كان أبوهما قاريوس، وشكت له ما تقاسيه من الغلاء وسلمته ولديه. أما هو فقال لها: “إن الله قد قسم بيننا فخذي أنت البنت واتركي لي الولد”. فأخذت البنت وانصرفت وأخذ هو الصبي وأتى به إلى الشيوخ، فصلوا عليه وتنبأوا عنه أنه سيكون راهباً كاملاً. تربى زكريا في البرية تربية صالحة، وتقدم في كل فضيلة. ولحسن طلعته وجمال صورته صار تذمر في الإسقيط بسببه، إذ قالوا: “كيف يكون صبي مثل هذا في البرية بين الرهبان؟” فلما سمع القديس زكريا بهذا ذهب إلى بحيرة النطرون ومن غير أن يُعلم أحداً، وخلع ثيابه ونزل في البركة وانغمس فيها عدة ساعات فتحول لون جسمه إلى السواد وصار كالمجذوم، ثم صعد من الماء ولبس ثيابه وأتى إلى أبيه، فلم يعرفه إلا بعد أن تفرس فيه جيداً، ولما سأله عن الذي غير منظره أعلمه بما عمل. لما كان يوم الأحد مضى مع أبيه إلى الكنيسة ليتناول الأسرار المقدسة، فكشف الله للقديس إيسيذورس قس الإسقيط ما صنعه القديس زكريا، فتعجب وقال للرهبان: “إن زكريا تقدم في الأحد الماضي كإنسانٍ، أما الآن فقد صار ملاكاً”. حاز هذا القديس جميع الفضائل وخصوصاً التواضع، فكان فيه كاملاً حتى أن أباه قال عنه: “إنني تحملت تعباً كثيراً في الجهاد ولكنني لم أصل إلى رتبة ابني زكريا”. أقام هذا القديس مجاهداً وناسكاً خمساً وأربعين سنة، ودخل إلى البرية وهو ابن سبع سنين، فكانت أيام حياته اثنتين وخمسين سنة، ثم تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا الطفل الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أثناء مذبحة أخميم حينما قتل أريانا الوالي الآلاف من المسيحيين، لاحظ طفل صغير يدعى زكريا ابن رجل صياد يدعى فاج، أنه في الوقت الذي كان يطرح فيه بعض الشهداء في النار بناء على حكم أريانوس، أن أشخاصاً نورانيين يحيطون بهذه النار، ويمدون أيديهم ويأخذون أرواح هؤلاء الشهداء من النار، ويضعون أكاليل بهية على رؤوسهم. لَفَت الطفل نظر أبيه بصوت مرتفع إلى هذا المشهد، وإذ سمعت الجماهير المحتشدة ما كان يقوله الطفل أسرعوا نحوه يستفسرون منه عما رأى. لما رأى الوالي تلك الجموع تندفع نحو الطفل، أمر باستدعائه وقطع لسانه، فحمله أبوه على كتفه، ورآه وهو يُنَفَّذ فيه الحُكم. وفجأة شَفَى ميخائيل رئيس الملائكة لسان الطفل فصار يتكلم ويتهلل. فعاد به أبوه إلى الوالي ليخبره بما كان لعله يرتدع عن طغيانه حينما يرى بعينيه ما حدث. أما الوالي الطاغية فأمر بأن يُحرق الطفل وأبوه، وبسببهما آمن كثيرون وأعلنوا مسيحيتهم أمام الوالي، الذي أمر بقتلهم بالسيوف والرماح. وقيل أن عددهم بلغ ستمائة وأربعة شهيداً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا البليغ أسقف ميتيلين | الولادة: – الوفاة: – مؤرخ سرياني مشهور، من رجال النصف الأول من القرن السادس، يسمى العلامة زكريا Zacharias Scholasticus أو زكريا الميتلينىZacharias of Mitylene وهو من غزة. درس الآداب اليونانية واللاتينية في الفترة من 485 حتى 487م بالإسكندرية، وسيم أسقفاً على ميتيلين بعد عام 527م. التاريخ الكنسي نال شهرة بسبب عمله “التاريخ الكنسي”، وهو عمل عام لتأريخ الفترة منذ عام 450 حتى 491م، فقد أرَّخ لمجمع خلقيدونية من جهة نظر الكنائس غير الخلقيدونية، كما أرَّخ للقديس ساويرس الأنطاكي وبطرس الأيبيري وإشعياء الناسك وتاودورس أسقف أنصنا بصعيد مصر وغيرهم. بقية أعماله الكتابية 1. حوار ضد الأفلاطونيين. 2. رد علي أتباع ماني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكاؤس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد من فلسطين، استشهد مع آخر اسمه ألفيوس Alphaeus أثناء اضطهاد دقلديانوس. وفي بعض المراجع يُذكَر باعتباره شماس من جادارا Gadara. ذكرته الكنيسة الغربية في السابع من شهر يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا الناسك | الولادة: – الوفاة: – كان شيخاً وقوراً ورئيساً لدير الأنبا مقاريوس الكبير، وهو الذي استقبل في الدير الشاب إيساك، الذي صار فيما بعد الأنبا إيساك، البابا السكندري الحادي والأربعون، وساعده في تحقيق اشتياقه إلى الحياة النسكية. انتخب بعد ذلك أسقفاً لكرسي سايس (التي ورد ذكرها في سيرة القديس زكريا الأسقف)، وظل يخدم شعبه إلى أن أصيب بمرض أدرك معه أن نهايته قد اقتربت، فذهب إلى الدير بينما ظن أبناء إيبارشيته أنه قصد إلى الصحراء ليسترجع صحته ويعود إليهم. وفي الدير خدمه إيساك خدمة الابن البار لأبيه الحبيب، وحين دنت ساعة انتقال الأنبا زكريا إلى بيعة الأبكار جمع الرهبان حوله وأخذ يحثهم على التمسك بالمحبة التي هي رباط الكمال. ثم التفت إلى الأنبا إيساك وقال له: “يا بني، إذا ما نلت الكرامة فاذكر اخوتك الرهبان”، وكان الأسقف يشير بكلماته هذه إلى أن تلميذه الذي سينال كرامة البابوية المرقسية. وبعد أن أكمل وصيته لأبنائه الرهبان استودع روحه في يدي الآب السماوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زنوبيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان أسقفاً على آيجي Aegae في سيليسيا Cilicia Secunda بين السنوات 285 و304م، واستشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. بحسب التقليد اليوناني الذي يذكره في الثلاثين من شهر أكتوبر ولد زنوبيوس في آيجي من أبوين مسيحيين، اسم أبوه ثيؤدوروس Theodorus وأمه تكلا Thecla. رُسِم أسقفاً على مدينته، ويقال أنه قد شفى مرضى كثيرين يأس الأطباء من شفائهم. حين قُبِض عليه وأُحضِر أمام الوالي انضمت إليه شقيقته زنوبيا Zenobia لتكون شريكة له، وبعد تعذيبه استشهد بقطع رأسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زنوبيوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 390 نشأ في فلورنسا Florence وتعمد في سن الواحدة والعشرين على يد الأسقف ثيؤدور الذي فيما بعد رسمه رئيس شمامسة. بسبب فضائله وعلمه اكتسب صداقة القديس أمبروسيوس أسقف ميلان، والذي رشحه لدى البابا داماسوس Damasus أسقف روما ليقوم بإحدى المهمات إلى كرسي القسطنطينية، وقد أتمها بنجاح وعاد بعد ذلك إلى إيطاليا. بعد نياحة ثيؤدور اُختير زنوبيوس ليحل محله أسقفاً على فلورنسا، واستطاع أن يجتذب الجميع بفصاحته ومعجزاته وقداسة حياته وسيرته. ويقال أنه أقام خمسة من بين الأموات من بينهم طفل صدمته عربة أثناء لعبه أمام الكاتدرائية. قد تنيح القديس زنوبيوس حوالي سنة 390م في سن الثمانين، ويعتبر شفيع وحامي مدينة فلورنسا الأساسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوسيما القديس | الولادة: – الوفاة: – 🕊️ الميلاد والنشأة وُلِدَ هذا القديس في منتصف القرن الرابع الميلادي، من والدين مسيحيَّيْن تقيَّيْن من أهل فلسطين. وفي السنة الخامسة من عمره، سُلِّم إلى شيخٍ راهب قديس، فربّاه تربية مسيحية، وعلّمه العلوم الدينية. وبعد زمن قصير رُسِم شماساً. ⛪ رهبنته ترهَّب القديس زوسيما، وصار راهباً تقيّاً، فنما في الفضيلة نمواً مستمراً، وكان مثابراً على التسبيح والقراءة نهاراً وليلاً، حتى أثناء عمله. ولما أكمل خمساً وثلاثين سنة في الدير، رُسِم قسّاً، فتزايد في نسكه وزهده وجهاده. 👼 التجربة والإرشاد الإلهي بعد أن قضى ثلاث عشرة سنة أخرى في النسك، زرع العدو في فكره أنه قد فاق جميع أهل زمانه في التقوى والفضيلة. غير أنّ الرب، برحمته، شاء أن يرده عن هذا الظن، فأرسل إليه ملاكاً أمره بالانتقال إلى الدير القريب من نهر الأردن. فأطاع ومضى، وهناك وجد شيوخاً قديسين يفوقونه في السيرة والفضيلة، فعرف أنه كان بعيداً عمّا ظنّ في نفسه، فتواضع وأقام بينهم. 📖 عادة الرهبان في الصوم الكبير كان هؤلاء الشيوخ الرهبان، في أيام الصوم الكبير، بعدما يصومون الأسبوع الأول منه، يتقدّسون بالأسرار الإلهية، ثم يخرجون من الدير وهم يتلون المزمور السادس والعشرين (السابع والعشرين بحسب طبعة بيروت). وعند نهايته يُصلّون، وبعد أن يباركهم الرئيس يودّع بعضهم بعضاً ويتفرّقون في براري الأردن، في المكان عينه الذي صام فيه الرب له المجد أربعين يوماً وأربعين ليلة. وكان كل واحد منهم يجاهد منفرداً. وصار القديس زوسيما يخرج معهم كل عام، سائلاً من الله أن يريه من ينتفع منه روحياً. 🌿 لقاؤه بالقديسة مريم المصرية في إحدى سنوات السياحة في البرية، التقى القديس زوسيما بالقديسة مريم المصرية التائبة. وبعد حديث روحي عميق، أخبرته بسيرتها وسبب عزلتها وجهادها. ثم طلبت منه أن يمنحها سرّ الإفخارستيا، فوعدها أن يعود في العام التالي. وبالفعل عاد إليها، فقرّبها من الأسرار الإلهية. وفي السنة التالية، إذ جاء لافتقادها، وجدها قد رقدت بسلام، فوارى جسدها الطاهر في التراب، ثم عاد إلى الدير وأخبر الرهبان بسيرتها العجيبة وتوبتها المباركة. 🌟 رقاده بعد أن عاش القديس زوسيما تسعاً وتسعين سنة في نسكٍ وجهادٍ وصلاةٍ، تنيّح بسلام، تاركاً لنا مثالاً حيّاً للتواضع والطاعة والجهاد الروحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زواراس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد سرياني غير معروف تاريخ استشهاده، وتكريمًا له بُنيت كنيسة على اسمه في أميدا Amida حيث دُعيت إحدى البوابات في المدينة على اسمه. وقد كانت الكنيسة قائمة في سنة 503م وأيضاً سنة 650م حين دُفِن فيها سمعان أسقف الرُها Simeon of Edessa. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زنوبيوس وتيرانيو ورفقاؤهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – يقدم لنا يوسابيوس وصفاً لما شاهده عن بعض الشهداء المسيحيين فيقول: “العديد من المسيحيين المصريين: بعضهم عاشوا في فلسطين والآخرون في صور، أعطوا براهين عجيبة عن صبرهم وثباتهم في الإيمان. بعد عدد لا حصر له من الجلدات والضربات التي تحملوها بفرح، أخرجوهم لمواجهة الحيوانات المفترسة مثل الضباع، والدببة البرية، والخنازير الوحشية والثيران الهائجة. وعندما أُطلِقت هذه الحيوانات المتوحشة المتعطشة للدم البشري على هؤلاء المؤمنين، بدلاً من أن تفترسهم وتقطعهم إلى قطع كما كان متوقعاً، وقفت رافضة أن تلمسهم أو تقترب إليهم، بل وكانت ترجع إلى الوراء لتهاجم الجنود الذين أطلقوهم. ومع أن هؤلاء الشهداء كانوا يتمايلون أمام هذه الحيوانات اعتقاداً منهم أنهم بهذه الطريقة يثيرونها ويجعلونها تهاجمهم، كانت الحيوانات تجري نحوهم ولكن فجأة يتراجعوا مدفوعين بقوة إلهية. حدث هذا عدة مرات على مرأى من كل المشاهدين، وتكررت هذه المحاولات على ثلاث دفعات مختلفة دون جدوى. خلال هذا الوقت كله، وقف هؤلاء الشهداء غير مزعزعين، بالرغم من وجود شباب صغير جداً بينهم. كان من بينهم شاب صغير لم يتعدَ العشرين من عمره، وقف في مكانه غير مرتعبٍ أو مزعزعٍ، رافعاً عينيه نحو السماء وفاتحاً ذراعيه مثل الصليب، بينما الدببة والضباع بأنيابها القوية تهدد بتقطيعه وبموته في الحال، ولكن بمعجزة كانت تتحول عنه منسحبة. آخرون تعرضوا لثور هائج، لم يمضِ عليه وقت طويل إلا وقد نطح وطرح في الهواء كثيرين من المضطهدين للمؤمنين، هؤلاء الذين جازفوا واقتربوا منه، وقد تركهم مطروحين على الأرض بين أحياء وأموات. لكنه لم يستطع الاقتراب من هؤلاء الشهداء. كان يقف عاجزاً محاولاً التقدم للأمام بينما يحاول الأشرار بعباءتهم الحمراء أن يستفزوه دون جدوى. وبعد محاولات عدة فاشلة مع حيوانات مفترسة أخرى قُطِعت رؤوسهم جميعاً بحد السيف وأٌلقيت أجسادهم في البحر، وآخرون من الذين رفضوا أن يقدموا القرابين للآلهة قتلوهم أو أحرقوهم أو شنقوهم بأية وسيلة أخرى، وكانت هذه الأحداث في عام 304م. في تلك الأحداث أيضاً تحتفل الكنيسة بالقديس تيرانيو Tyrannio أسقف صور، الذي كان موجوداً أيضاً ورأى هذا وكان يشجع الشهداء في هذا الجهاد ولكنه لحق بهم بعد ست سنوات، عندما قُبِض عليه وأخذوه من صور إلى إنطاكية مع القديس زنوبيوس، الذي كان كاهناً وطبيباً من صيدا، وبعد أن عانا من عذابات كثيرة، ألقوا بهما في نهر أورونتس Orontes. في زمن اضطهاد الإمبراطور ماكسيميانوس Maximinus، كان استشهاد القديس سيلفانُس Silvanus أسقف Emesa في فينيقية الذي افترسته الحيوانات مع أثنين آخرين، بيلس ونيلس وهما كاهنان مصريان في فلسطين قاموا بحرقهما في النيران، والقديس سيلفانو أسقف غزة الذي طرحوه في منجم نحاس بالقرب من بترا Petra في الصحراء العربية، وبعد ذلك قُطِعت رأسه مع تسع وثلاثين من مرافقيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوسيموس أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 418 كان يونانياً بالمولد وابناً لكاهن اسمه ابرآم، ثم جلس على كرسي روما خلفاً للبطريرك القديس إينوسنت الأول Innocent I. لا نعرف شيئًا عن حياته الأولى أو مهنته أو حياته الخاصة، لكن مدة رعويته التي بلغت أقل من سنتين (417-418م) كانت مزدحمة بالأحداث، تخللتها متاعب كثيرة وصراعات. أهمها قضية كاليستيوس Caelestius الذي كان محروماً بسبب اعتقاده بالبيلاجية. قبل قانون الإيمان لبيلاجيوس كما جاء في رسالة له، وقبل شخص كالستوس Calesestius. عوقب الاثنان بأمر الإمبراطور هونوريوس Honorius. حاول أن يعطي سلطاناً لآرل Arles على بلاد الغال، وقد وجد مقاومة شديدة، الأمر الذي تخلى عنه خلفه بونيفاس Boniface. له 16 رسالة. في أواخر أيامه كان زوسيموس يمرّ بنوبات تشنج كثيرة، إلى أن تنيح في أحدها في 26 ديسمبر سنة 418م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوكوموس الرئيس | الولادة: – الوفاة: – رئيس إحدى القبائل العربية في مصر، في منتصف القرن الرابع الميلادي. إذ كان ليس له أبناء استشار أحد الرهبان المشهورين في الصحراء المجاورة، فصلى له الأب الراهب وأكَّد له أنه لو آمن بالسيد المسيح فستتحقق رغبته ويهبه الله أبناء. أطاع زوكوموس وبالفعل وُلِد له ابن فاعتنق هو وكل قبيلته المسيحية وتعمَّدوا جميعاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوًّي و إكسوبيريوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 135 عبدان لدى كاتالوس كان إكسوبيريوس (أو بالأحرى هِسبيروس Hesperus) وزوِّي زوجته عبدان لرجل غني اسمه كاتالُوس Catalus، كان يعيش في زمن الإمبراطور هادريان Hadrian بمدينة أتّاليا Attalia إحدى مدن بامفيلية Pamphylia بآسيا الصغرى. وقد وُلِدا مسيحيان، ومع أنهما كانا غير مدققين في حياتهما الشخصية إلا أنهما ربّيا ولداهما قرياقوس Cyriacus وثيؤدولُس Theodulus على الحياة والسلوك المسيحي. إذ رأى إكسوبيريوس وزوِّي سلوك ولديهما المسيحي خجلا من نفسيهما لعدم تميزهما عن بقية الوثنيين. وشى البعض لدى ابن سيدهما بأن أفراد هذه الأسرة العاملة في بيته مسيحيون، وأنهم يستخفون بالآلهة. قيل له لكي يتأكد من هذا يُقدم لهم طعاماً مما ذبح للإله ليرى إن كانوا يأكلون منه أم لا. بالفعل أعد ابن كاتالوس وليمة حين احتفل بعيد ميلاد ابنه وأرسل لهما من الطعام المقدم للآلهة فرفضوا أكله، واعترفوا بأنهم مسيحيون لا يأكلون مما ذبح للأوثان، إذ يُحسب هذا الطعام نجساً ودنساً. أبلغ كاتالوس قاضي المدينة عن هذه الأسرة التي تخدمه، وطلب بسرعة محاكمتها. عند ذلك قُبِض عليهما وقُدِّما للمحاكمة حيث قدّما اعترافاً حسناً بمسيحيتهما. محاكمتهم إذ قُدم الأربعة للمحاكمة اعترفوا بكل شجاعة بإيمانهم المسيحي. فأصدر القاضي أمره بتعذيب الابنين أمام والديهما. ظن القاضي أنه بهذا يستطيع أن يؤثر على الأم زوئي ورجلها. ما حدث أنهما كانا بالأكثر يحثان ابنيهما على احتمال العذابات بشكر باعتبارها شركة مع السيد المسيح في آلامه وصلبه. أخيراً أصدر القاضي أمره بحرق الأربعة في أتون أُعد خصيصاً لهم. وكان الوالي والقاضي يسخران ويستهزئان بهم حين أُلقي الأربعة داخل الأتون قبل إشعال النار، وكان ذلك في سنة 135م. مع احتراق جسدهم صعد بخور حُبهم إلى العرش الإلهي ذبيحة حب فائق. بنى جوستنيان Justinian كنيسة في القسطنطينية تكريماً للشهيدة زوِّي، ويبدو أن بعضاً من رفات هؤلاء الشهداء قد نُقِل إلى كليرمونت Clermont حيث مازالوا يكرمونهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوْيّلوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 استشهد زوْيّلوس وتسعة عشر من رفقاؤه في قرطبة Cordova بأسبانيا أثناء اضطهاد دقلديانوس. كل ما نعرفه عنهم أن زوْيّلوس كان ابناً لأحد الأشراف، مسيحياً منذ ولادته، واستشهد سنة 304م وهو مازال صبياً. وفيما بعد حين اكتُشِف جسده في عهد الملك ريكارِد Reccared بُنِيت كنيسة تكريماً له تحوي رفاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زِفيرينُس البطريرك | الولادة: – الوفاة: 217 شهيد بدون سفك دم جلس زِفيرينُس على كرسي روما خلفاً للبطريرك فيكتور الأول حوالي سنة 199م، وقد وقف هذا البطريرك بشدة وحزم أمام الصراعات والهرطقات التي ظهرت في روما في ذلك الوقت، حتى أن أعداءه لقّبوه بالمدافع الأول عن لاهوت السيد المسيح. ربما وقف ضد المونارخية Monarchianis، ظهرت في القرنين الثاني والثالث وهي تنادي بوحدة الكيان الإلهي. يميز البعض بين نوعين من الموناخرية: الموناخرية الشكلية Modalist Nonerchism وهي كالسابيلية والموناخرية الديناميكية. النوع الأول هو الوحدة التي فيها يصير الإيمان بالثالوث القدوس هو مجرد ثالوث أسماء لأقنوم واحد، أما النوع الثاني فهو الاعتقاد بوحدة العمل بين الثالوث القدوس. في مقاومته للمونارخية التي رفضت استقلال الأقنومية كان يعاونه مساعده الأول كالستوس Callistus في هذا الأمر. اُتهم زفرينوس بالسقوط في بدعة مؤلمي الآب Patripassianism، والتسيب في تأديب الزناة في دخولهم في الشركة. في زمن الإمبراطور سبتيميوس ساويرس بدأ اضطهاد المسيحيين ومعاقبة كل من يتحول إلى المسيحية، حتى كثر عدد المعترفين. وبالرغم من أن البطريرك زِفيرينُس احتمل التعذيب في هذا الاضطهاد إلا أنه لم يستشهد، ومع هذا يُطلِق البعض عليه لقب “شهيد” بسبب ما عاناه من عذابات شديدة من أجل الإيمان. وكانت نياحته سنة 217م. يعيد له الغرب في 26 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زينون وسابيوس، نِستابُس، ونسطور الشهداء | الولادة: – الوفاة: – في السجن في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد في سنة 362م كان يوسابيوس ونِستابُس وزينون ثلاثة أخوة مسيحيين، اُتُّهِموا بتحطيم معبد وثني في غزة Gaza، فسُجِنوا وجُلِدوا. لم تكن هذه العقوبة كافية في نظر الغوغاء فثاروا متوجهين نحو السجن وفتحوه عنوة وأخذوا الاخوة الثلاثة وسحلوهم في الشوارع وضربوهم بالعصي والحجارة، وأثناء ذلك أخذت النساء تضربهم في أجسادهم بالإبر وأخذ الطباخون الماء المغلي وسكبوه عليهم. تحطّمت عظام الشهداء بما فيها جماجمهم حتى انسكبت أمخاخهم خارجها واختلطت بالتراب، ثم أخذوا جثثهم وألقوها خارج المدينة حيث الحيوانات النافقة وأشعلوا فيها النار. ثم خلطوا العظام المتبقية بعظام الجِمال والحمير حتى لا يستطيع المسيحيون تمييزها. لكن امرأة مؤمنة أتت ليلاً واستطاعت تمييز بعض عظامهم وأعطتها لرجل يدعى أيضاً زينون، كان يمتّ بصلة قرابة للشهداء. فأخذها وهرب إلى ماجوما Majuma. أبقى زينون العظام إلى زمن الإمبراطور ثيؤدوسيوس، ثم رُسِم أسقفاً فبنى كنيسة ودفن فيها العظام. مع هؤلاء الأخوة الثلاثة كان شاب صغير اسمه نسطور تحمَّل مثلهم الحبس والجلد، ولكن أثناء سحله في الطريق أشفق البعض عليه فتركوه مُخَضَّباً بدمائه، وبعد قليل استشهد متأثراً بجراحاته في منزل زينون، الذي دفنه مع الأخوة الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زينون الأسقف | الولادة: – الوفاة: – نشأته أسقف ماجوما Majuma وهي ميناء في غزة Gaza، في أواخر القرن الرابع الميلادي. كان ابن عم لثلاثة اخوة هم يوسابيوس ونستابي Nestabis وسميّه زينون Zeno، الذين استشهدوا سنة 362م في بداية حكم يوليانوس Julian على يد أهل مدينتهم. وعند اشتعال نيران الاضطهاد هرب زينون إلى أنثيدون Anthedon، إلا أنهم عثروا عليه وجلدوه بقسوة وطردوه من المدينة. عاد إلى ماجوما حيث ظل مختبئاً إلى أن هدأت ثورة الوثنيين، وأثناء ذلك أحضرت إليه امرأة مسيحية عظام أقاربه الشهداء التي جمعتها بحرص شديد. وفيما بعد حين صار زينون أسقفاً على ماجوما في زمن حكم ثيؤدوسيوس Theodosius وضع العظام أسفل المذبح في الكاتدرائية التي شيدها خارج أسوار المدينة. وقد وضع فيها أيضاً عظام أحد المعترفين في نفس الاضطهاد واسمه نسطور Nestor الذي كان قد تنيح في منزل زينون بعد حمله إلى هناك. فضائله مارَس زينون منذ شبابه حياة البتولية والتوحد، وكان يعول نفسه ويخدم احتياجات الآخرين أيضاً من صناعة النسيج التي كان يعمل بها، والتي ظل يمارسها كذلك بعد رسامته أسقفاً. وقد عاش بعد المائة عام من عمره، وكان بقية أساقفة المناطق المحيطة يبجلونه ويحترمونه، ليس فقط لكبر سنه ولكن أيضاً لفضائله الكثيرة. ومن الذين شهدوا له سوزوميِن Sozomen الذي كان من سكان إحدى القرى المجاورة، فقال أن الأسقف زينون كان مواظباً يومياً على حضور القداسات في الكنيسة، ولم يكن يمنعه من ذلك بالرغم من كِبَر سنه سوى المرض الشديد. شقيقه كان لزينون شقيق متزوج اسمه أجاكس Ajax وكان أيضاً من المعترفين، وبعد أن صار أباً لثلاثة أبناء عاش حياة البتولية وصار كاهناً للكنيسة في بيثيليا Bethelia التي هي مسقط رأس سوزوميِن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زينون الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 371 نشأته من خلال مدح القديس زينون للقديس أركاديوس Arcadius الشهيد الموريتاني Mauretanian يظهر أن القديس ولد بأفريقيا، ومن خلال كتاباته اللاتينية الممتازة واقتباساته المأخوذة من فيرجيل Virgil يتبين لنا أنه تلقى تعليماً عالياً، وقد رُسِم أسقفاً على فيرونا Verona عام 362م. تطهير كنيسة فيرونا من الوثنية ومن الأريوسية من بعض كتابات القديس وتعاليمه لرعيته نعلم أنه في كل عام كان يُعمد الكثير من عابدي الأوثان، وأنه قاوم بكل غيرة وشجاعة الأريوسيين الذين ازدادوا جرأة وقوة بسبب الامتيازات التي تمتعوا بها تحت حكم الإمبراطور قنسطنطيوس Constantius. عندما طهّر كنيسة فيرونا من الوثنية والبدعة الأريوسية بدأت جماعته في الازدياد مما حتّم بناء كاتدرائية كبيرة. وقد توافدت التبرعات من المواطنين الذي كانت محبتهم وكرم عطائهم كبيراً حتى أن بيوتهم كانت مفتوحة دائماً للفقراء الغرباء. وفي نفس الوقت كانت كل احتياجات الفقراء تُلبى على الفور حتى قبل أن يطلبوها. حبه العجيب للعطاء كان الأسقف زينون يشجع شعبه على عطائهم مؤكداً لهم أنهم بهذا قد أعدّوا لأنفسهم كنوزاً في السماء. وبعد معركة أدريانوبل Adrianople عام 378م التي هزم فيها البربر فالنس Valens بعد مذبحة عنيفة، أقام البربر الكثير من المعتقلات في المقاطعات المجاورة في الليريقيوم Illyricum وتراقيا Thrace. ويتضح أنه في هذه الأثناء من خلال إحسان ساكني فيرونا الكبير عُتِق الكثير من السجناء من العبودية، والبعض أُنقِذ من موتٍ قاسٍ، والآخر عُتق من العمل الشاق. وإن كان بعض هذه الأحداث قد وقع بعد نياحة القديس زينون، إلا أن بذله للذات الذي كان قد اتسم به أهل المدينة كان نابعاً عن جهاده وقدوته الصالحة. أما عن حياته الخاصة فقد اختار القديس زينون أن يعيش في فقرٍ شديدٍ، وكثيراً ما كان يتكلم عن الإكليروس الذي تلمذهم والكهنة وشركائه في الخدمة الذين كان يخصص لهم العطاء في عيد الفصح. وأشار إلى الرسامات التي كان يقوم بها في موسم الفصح. اهتمامه بالتائبين والمكرسات أشار إلى قبول التائبين القادمين في الأسبوع المقدس. وقد ذكر القديس أمبروسيوس العذارى المكرسات الساكنات في بيوتهن في فيرونا واصفاً لبسهن وحياتهن المقدمة للرب عن طريق القديس زينون، وكذلك الذين سكنوا في دير كان القديس هو منشئه ومديره. وكل هذا قبل أن يُنشئ القديس أمبروسيوس أي شيء من هذا المثيل في ميلان. العماد في فيرونا وكانت مازالت العادة في فيرونا أن يغطس الجسم كله عند العماد، وكانت المياه تدفأ لهذا الغرض، ولقد كان القديس زينون الكاتب الوحيد الذي أشار إلى عادة إعطاء الميداليات إلى المعمدين الجُدد. نياحته أما عن نياحة القديس في سنة 371م، ففي الكثير من السنكسارات يلقب القديس زينون بالشهيد، ولكن القديس أمبروسيوس الذي كان معاصراً له في رسالة موجهة إلى سياجريوس Syagrius الذي خلف القديس يتكلم عن نياحته السعيدة، وفى كتاب خولاجي قديم لفيرونا يكرّم القديس زينون كأحد المعترفين. وربما لمعاصرته لأيام قنسطنطيوس وجوليان وفالنس فإنه قد استحق لقب الشهيد من خلال معاناته أثناء تعذيباتهم حتى وإن لم يمت مستشهداً. قد وصف الأب غريغوريوس الكبير (البابا الروماني) معجزة شهيرة حدثت بعد نياحة القديس بمائتي عام كتبها نقلاً عن شاهد عيان. ففي عام 598م هدّد نهر أديج Adige بإغراق فيرونا، فتوافد سكان المدينة إلى كنيسة أسقفهم القديس زينون، ولقد ظهر وكأن المياه تحترم المبنى فمع أن المياه وصلت في الخارج إلى مستوى النوافذ إلا أنها لم تدخل إلى داخل الكنيسة، وقد ظل سكان المدينة بداخلها في صلاة لمدة 24 ساعة حتى هدأت المياه مرة أخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 138 كانت أرملة رومانية، آمنت بالسيد المسيح على يد خادمتها سيرابيا Serapia التي كانت من سوريا. أقامت من بيتها كنيسة يتعبد فيها المؤمنون. استشهدت سيرابيا في عهد الإمبراطور هادريان Hadrian (117-138). في التاسع والعشرين من شهر يوليو، وبعدها بشهر نالت سيدتها سابينا إكليل الاستشهاد. يوجد على تل Aventine hill كنيسة titulus القديسة سابينا؛ الاسم اللاتيني titulus يشير إلى اسم أسرة فتحت بيتها ليكون كنيسة في أيام الضيق. توجد حجرات تحت مبنى الكنيسة ترجع إلى القرن الثاني. المبنى الحالي أُنشئ في القرن الخامس، ويُعتبر مثلاً رائعاً للبازليكا المسيحية القديمة في روما. بها قطعتان من الفن القديم، إحداهما قطعة من الموزاييك على المدخل والقطعة الثانية قطعة خشبية محفورة بها مناظر من العهدين القديم والجديد، وهي قطعة نادرة إذ يصعب وجود خشب محفور يرجع إلى القرن الخامس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابينوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 420 هو أسقف بياكنزا Piacenza، نسمع عنه من خلال صداقته الحميمة مع القديس أمبروسيوس، حيث كانا يتبادلان الرسائل. ومن إحدى رسائل القديس أمبروسيوس نعرف أن سابينوس كان يشتهر بعلمه الغزير، إذ يطلب منه أمبروسيوس نقداً لبعض كتاباته التي أرسلها إليه. قد شارك في مجمع أكويليا Aquileia سنة 381م ضد الأريوسيين، وفي مجمع ميلان بعدها بتسع سنوات ضد جوفينيان Jovinian.. يروي القديس غريغوريوس القصة التي ذاعت عنه والتي تحكي عن حدوث فيضان مدمر في نهر بو River Po، فكتب القديس سابينوس أمراً في ورقة وألقاها في النهر، فأطاع النهر وعاد إلى مساره الطبيعي. يُقال أنه تنيح في 11 ديسمبر سنة 420م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابينوس الأسقف ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 303 استشهاد الشماسين مارسيللوس وإكسوبرانتيوس كان سابينوس أسقفاً على إحدى مدن إيطاليا، وأثناء اضطهاد دقلديانوس Diocletian قُبِض عليه مع عدد كبير من كهنته وشمامسته، وأُحضِروا أمام فنوستيان Venustian حاكم إتروريا Etruria. أحضر الحاكم تمثال الإله جوبيتر ووضعه أمام سابينوس طالباً منه تقديم العبادة له، فأمسكه القديس وألقاه في الأرض فتحطم، فأمر الحاكم بقطع يديَّ القديس. في نفس الوقت اعترف شمّاساه مارسيللوس Marcellus وإكسوبرانتيوس Exsuperantius بالإيمان، فجلدا وعذبا بشدة حتى الاستشهاد، ودفنا في أسيزي Assisi. شفاء صبي كفيف في السجن وُضع سابينوس في السجن، وكان لأرملة اسمها سيرينا Serena ابن كفيف، فأحضرته إلى القديس الذي مدّ ذراعيه المقطوعتيّ الكفين وباركه بهما فشُفي الصبي، وللحال آمن كثير من المسجونين وطلبوا نوال سرّ المعمودية. آمن أيضاً فنوستيان وزوجته وأبناؤه وقدموا حياتهم للسيد المسيح. أما سابينوس فقد ضُرِب حتى الموت عند سبوليتو Spoleto، ودُفن بالقرب من المدينة، وكان استشهاده حوالي سنة 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابينيان الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يعتبر الشهيد سابينيان أول رسول وشهيد لمدينة تروي Troyes. وُلد في جزيرة ساموس Samos، وتحوّل إلى المسيحية عند قراءته للإنجيل، ثم سافر إلى بلاد الغال للتبشير. ونتيجة لتحول الكثيرين إلى المسيحية بسببه، قُبِض عليه وأُحضِر أمام الإمبراطور أوريليان Aurelian، الذي فشل في تهديده، وأخيراً بعد سلسلة من الحوادث المعجزية، منها فشل النيران في حرقه أو السهام في إصابته، قُطِعت رأسه بحد السيف فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابيليوس المبتدع | الولادة: – الوفاة: – تلميذ نوئيتوس الهرطوقي أحد أساقفة بطلومايس بالخمس مدن الغربية. كان قد تربى في مدينة رومية، وتتلمذ لنوئيتوس الهرطوقي. وأخذ عنه تعاليمه التي تنحصر في أن الله أقنوم واحد أعطى الناموس لبني إسرائيل بصفته الآب، وصار إنساناً في العهد الجديد بصفته الابن، وحلّ على الرسل في علّية صهيون بصفته الروح القدس. ومن اعتقاد نوئيتوسNoetus دُعي تابعوه “مؤلّمي الآب”، لأنه اعتبر ما حّل بالابن من آلام قد حّل على الآب. يرى البعض أن سابيليوس شرح ما تُعلِّمه الكتب عن الآب والابن والروح القدس بنوع يختلف عن نوئيتوس، فاعتقد أن جزءً من الطبيعة الإلهية أُفرز من الله الآب وكوّن الابن بالاتحاد مع الإنسان يسوع المسيح، وأن جزءً آخر انفصل عنه فكوّن الروح القدس. نشر بدعة سابيليوس في روما ومصر أول من اعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس أسقف رومية وكاليستوس خليفته، وساعدا المبتدعين على نشر بدعتهما حتى انتشرت تلك الهرطقة وعمَّت أنحاء الغرب. غير أن كاليستوس سام أساقفة وقسوساً وشمامسة من الذين تزوّجوا ثانية وثالثة، ثم أباح العماد لمغفرة الخطايا وادّعى بأن الأسقف لا يُقطَع من الكهنوت مهما ارتكب من الآثام. ولما لم يوافقه سابيليوس على ذلك حرمه، فجاء إلى مصر سنة 257م، وأخذ ينشر فيها بدعة مؤلّمي الآب فجذب إليه كثيرين، ولما اعرف بالبابا ديونيسيوس أمره قاومه بشدة، وانتهى الأمر أخيراً بحرم سابيليوس في مجمع عقد سنة 261م. السابيلية السابيلية Sabellianism أو Modelist أو المونارخية (الوحدانية المطلقة) Monarchiaism، وفي الغرب تدعى مؤلمي الآب Patripassianism. ترجع هذه الحركة إلى عصر الشهيد يوستين الذي أدان القائلين بأن “الابن هو الآب” (حوار مع تريفو 128). جاءت هذه الحركة أولاً كرد فعل خاطئ لمقاومة الفكر الغنوصي في القرن الثاني، حيث كان الغنوصيون يتطلعون إلى الابن والروح القدس أنهما أيونان صادران عن الله الأسمى، وانهما أقل منه، فأراد البعض تأكيد الوحدانية بين الثالوث فسقطوا في نوعٍ من السابيلية. وجاءت أيضاً كرد فعل ضد الأريوسية في القرن الرابع (استخدمها مارسيلليوس أسقف أنقرة Marcellus of Ancra لنزع فكرة التدرج عند الثالوث القدوس. لقد أوضح ترتليان في مقدمة مقاله ضد براكسيس Praxeas، بأن هذه الهرطقة إنما ظهرت خلال الرغبة في تأكيد الإيمان الأرثوذكسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابّاتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد مع تروفيمُس Trophimus بإنطاكية بيسيدية Pisidia، تحت حكم الوالي هليدورُس Heliodorus وذلك أثناء حكم بروبُس Probus. تُعيِّد له الكنيسة الغربية في التاسع عشر من شهر سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساتورنينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 309 كان كاهناً شيخاً، أتى من قرطاجنة Carthage إلى روما مع شماسه سيسينينوس Sisininus، وذلك في زمن اضطهاد الإمبراطور ماكسيميان. بعد أن حُبِسا مدة طويلة حتى ضعفت قوتهما، أمر حاكم المدينة بربطهما وشدَّ أطرافهما ثم ضربهما وجلدهما وحرقهما بالنار، وأخيراً قطع رأسيهما، فنالا إكليل الشهادة، وكان ذلك في سنة 309م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساتورنينوس أو ساتورنيلس الغنوصي | الولادة: – الوفاة: – مواطن أنطاكي يرجع إلى نهاية القرن الأول الميلادي، يعتبر من القادة الغنوصينن الأوائل، تدرب على يدي Menander الغنوصي السامري. ينسب إليه القديس إيرينيؤس (ضد الهرطقات 24:1: 1-2) نظام للمسكونة فيه يدعى أن الله الذي لا يُعبر عنه قد خلق قوات أقل منه، منهم السبعة ملائكة الذين خلقوا العالم والبشرية. فالإنسان هو من صنع الملائكة الذين لم يستطيعوا أن يهبوه قوة للثبات وعدم السقوط، فصار كدودة تزحف على الأرض. وُهبت الكائنات البشرية إشراقة إلهية للحياة، ويمكنهم أن يخلصوا من البؤس بنزول المسيح كمخلص غنوصي وكغالب لإله اليهود الذي هو أحد الملائكة السبعة الخالقين وكفادي للقوات الأخرى. عند الموت تعود هذه الإشراقة الإلهية إلى مصدرها، ويعود بقية الإنسان إلى العناصر التي خُلق منها. هذا التعليم أوحى لتلاميذ ساتورنينوس فكراً نسكيّاً متطرفاً برفض الزواج والعلاقات الجسدية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساتورنينوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استطاع القديس ساتورنينوس أو سيرنين Sernin هو أول أسقف على تولوز Tolouse تحويل الكثير من الوثنيين إلى المسيحية بعظاته والمعجزات التي أجراها الله على يديه. كان يجتمع مع شعبه في كنيسة صغيرة في تولوز، وكان المعبد الوثني الرئيسي في المدينة يقع بين تلك الكنيسة ومنزل القديس. في هذا المعبد كان الوثنيون يسألون الأوثان فتجيبهم، ولكن لفترة طويلة ظلت صامتة، فأوعزوا صمتها إلى وجود الأسقف المسيحي. مقاومة الوثنيين له في أحد الأيام رآه كهنة الأوثان فقبضوا عليه واستدرجوه إلى معبدهم، وخيَّروه بين إعلان إيمانه بالأوثان بتقديم القرابين لها أو أن يُرضُوا الآلهة بتقديم دمه قربانًا لها. أجابهم القديس: “أنا لا أعبد إلا الله الواحد، وله وحده فقط أقدم ذبيحة التسبيح، أما آلهتكم فهي شريرة، وكيف أخشاها بينما أنتم بأنفسكم تعترفون بأنها ترتعب أمام إنسان مسيحي؟” اغتاظ الوثنيون من رده، فربطوا رجليه إلى ثور كان قد أُحضِر لتقديمه ذبيحة، ثم أطلقوا الثور ليجري أسفل الجبل حتى تهشمت رأس القديس وتكسرت عظامه، وظل الثور يجري حتى تمزق الحبل فحُمِلت جثة القديس إلى خارج المدينة. بعد ذلك حملت رفاته امرأتان مسيحيتان ودفنتاه في الكنيسة الكبيرة المعروفة الآن باسم كنيسة القديس سيرنين، كما بُنِيت كنيسة أخرى في المكان الذي توقف فيه الثور، ومازالت تسمى تور، وكان استشهاد القديس ساتورنينوس في القرن الثالث الميلادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساتورنينوس وداتيفوس ورفقاءهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 عدم تسليم الكتب المقدسة إذ حدث اضطهاد شديد على المسيحيين في عهد دقلديانوس طُلب من المؤمنين أن يسلموا الكتب المقدسة لتُحرق بالنار، وقد اختار المؤمنون أن يُحرقوا هم بالنار ولا يُسلموا الكتاب المقدس للنار. وكان من بين هؤلاء الكاهن ساتورنينوس وأولاده الأربعة وخمسة وأربعون شخصاً. سيامته كاهناً سيم ساتورنينوس كاهناً بعد نياحة زوجته. وإذ اجتمع مع المؤمنين لخدمة سرّ الإفخارستيا ألقيَ القبض عليهم: واقتيدوا إلى قرطاجنة لمحاكمتهم أمام الوالي انولينوس. شهدت المحاكمة صورة حيّة للسباق في التمتع بإكليل الاستشهاد. وجه الوالي حديثه إلى أحد المؤمنين يُدعى ذاتيفوس حيث وجه إليه الاتهام بأنه حضر اجتماع المسيحيين مخالفاً أمر الملك. وإذ لم ينكر ذلك معلناً أنه مسيحي علقه الجند على خشبة ومزقوا جسده بمخاليب حديدية حتى ظهرت عظامه. إذ رأى تيليكا ذلك انطلق نحو الجند واعترف بأنه اشترك في الاجتماع فنال نفس العقوبة وهو شاكر الله . تقدم رجل شريف وثني وهو أخ القديسة ناصرة التي كانت من بين المقبوض عليهم وادعى أن ذاتيفوس هو الذي أغوى أخته لتصير مسيحية وتشترك في هذه الاجتماعات. أما هي فقالت: “كلا. فإنني باختياري صرت مسيحية وبإرادتي اشتركت معهم في الاجتماعات”. سُئل الكاهن ساتورنينوس عن عقده اجتماعات للمسيحيين للصلاة مخالفاً لأمر الملك فأجاب أنه يفعل ذلك طاعة لله، فعذبوه بقسوة وأخيراً قطعوا رأسه. تقدم أميرتيوس وقال: “أنا هو الذي قدمت بيتي مكاناً للاجتماع”. وقف الحاكم في حيرة، فقد كان الكل يتسابقون في إعلان مسيحيتهم وشركتهم في الاجتماعات واحتفاظهم بالكتاب المقدس. وكان كلما شدّد العذابات تهلّل الآخرون مشتاقين إلى التمتع بالآلام من أجل إيمانهم. نذكر على سبيل المثال أن الفتاة ناصرة لاحظت أن أخاها الوثني أراد أن ينقذها من الموت، فادعى أنها مخبولة العقل، فوقفت تُعلن أنها عاقلة، وأنها لا تعرف لها أخاً لا يحفظ وصايا الله، وأنها بإرادتها حضرت الاجتماعات واحتفظت بالكتاب المقدس. للأسف سلّم مينسوريوس الأسقف وسيشيليانوس شماسه الكتب المقدسة للحاكم، وأغواهما الشيطان على مقاومة الشهداء فوضعا جنوداً على باب السجن ومنعوا دخول الطعام حتى مات هؤلاء الشهداء جوعاً . استشهدت هذه المجموعة من الرجال والنساء والأطفال سنة 304م، إبان الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساتورُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد مع بربتوا Perpetua، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في السابع من شهر مارس. وقد كتب الشهيد ساتورُس رؤيا يصف فيها الفردوس، وتحمل ملاحظات على الممارسات الليتورجية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساتيروس القديس | الولادة: 340 الوفاة: 379 هو الأخ الأكبر للقديس أمبروسيوس، وقد ولد قبل سنة 340م في ترير Trir، وكانت شقيقته الكبرى القديسة مارسيلينا. لما توفي والدهما، الذي كان حاكماً في بلاد الغال، سنة 354م، انتقلت الأسرة إلى روما، حيث تلقى الولدان تعليمهما تحت الإشراف الدقيق للأم والأخت الكبرى. عمل ساتيروس اتجاهاً بالمحاماة ثم صار حاكماً لمقاطعة صغيرة. لكن عندما اختير أمبروسيوس ليكون أسقفاً لمدينة ميلان سنة 374م استقال ساتيروس من عمله ليشرف على الشئون الإدارية لإيبارشية شقيقه. وقد قام بعدة رحلات إلى أفريقيا، وفي آخرها كاد يفقد حياته حين انكسرت به السفينة. بسبب هذا انتهز أول فرصة ليتعمَّد حيث كان من الموعوظين فقط. وقد توفي القديس ساتيروس سنة 379م في ميلان فجأة في حضرة شقيقته وشقيقه، الذي وزّع كل ممتلكاته على الفقراء والمحتاجين حسب وصية ساتيروس له. وفي تجنيز شقيقه تحدث أمبروسيوس عن فضائله وأعماله الطيبة ومحبته، طالباً من الله أن يقبل الذبيحة التي يرفعها إليه من أجل شقيقه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سادوث الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 342 سيامته أسقفاً كان القديس سادوث Shadost, or Sadosh, or Shiadustes شماساً للأسقف سليوسيا Seleucia- Ctesiphon ومثَّله في مجمع نيقية سنة 325م. وحين استشهد الأسقف سمعان بارسابا Simeon Barsabae أثناء الاضطهاد البشع الذي أثاره سابور الثاني Sapor II، اختير سادوث ليخلفه في هذه الأسقفية والتي كانت تعتبر أهم أسقفية في مملكة فارس ولكن أكثرها تعرضاً للضيق والاضطهاد. فعلاً بعد رسامته بفترة قصيرة ازداد عنف الاضطهاد مما اضطر القديس سادوث وبعض رجال الإكليروس للهروب والاختباء في أحد الأماكن، ومنه كانوا يساندون ويشجعون قطيعهم في ضيقهم. رؤيا سماوية في تلك الفترة رأى القديس سادوث رؤيا أدرك منها أن الوقت قد حان لكي يكلل إيمانه بسفك دمه، وقد وصف تلك الرؤيا لكهنته وشمامسته قائلاً: “رأيت في الرؤيا سلماً محاطاً بالنور صاعداً من الأرض إلى السماء، وفي أعلاه وقف القديس سمعان بمجد عظيم ونظر إليَّ بابتسامة حانية وقال: اصعد يا سادوث ولا تَخَف فقد صعدت أنا بالأمس واليوم هو دورك لكي تصعد. وهذا يعني أنه كما استشهد هو العام الماضي سوف أتبعه في هذا العام”. تعذيبه حدث أن أتى الملك سابور إلى سليوسيا فقُبِض على القديس سادوث و128 شخصاً مسيحياً من بينهم بعض رجال الكهنوت، ووُضِعوا جميعاً في سجون حيث عانوا لمدة خمسة شهور من التعذيب والأوضاع السيئة. وثلاث مرات وضعوهم على آلات التعذيب وشدوهم بالحبال بقوة حتى سُمِعت أصوات تكسير عظامهم. وفي وسط هذه العذابات كان الجنود يصرخون نحوهم: “أطيعوا الملك واعبدوا الشمس لتنقذوا حياتكم”. فأجابهم القديس سادوث نيابة عنهم كلهم، أن الشمس ما هي إلا خليقة الله صنعها من أجل الإنسان، وأنهم لن يعبدوا أحداً إلا الخالق. أجاب الجنود: “أطيعوا وإلا كان الموت المؤكد من نصيبكم”، لكن الشهداء صرخوا بصوت واحد: “لن نموت بل سنحيا ونملك إلى الأبد مع الله وابنه يسوع المسيح”. رُبِطوهم اثنين اثنين واقتيدوا خارج المدينة، وكانوا في سيرهم يترنمون متهللين ولم يتوقف صوت صلواتهم وتسبيحهم حتى استشهد آخر شهيد منهم، وكانت شهادتهم في سنة 342م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سارة القديسة | الولادة: – الوفاة: – محاربة الأفكار الشريرة أقامت العذراء الشريفة سارة ديراً للعذارى في برية شيهيت، وكانت أماً وديعة حكيمة محبة محبوبة. ويروي عنها الآباء النساك أنها قضت ثلاث سنوات في محاربة الأفكار الشريرة ولم تطلب إلى الله في يوم من الأيام أن يرفع عنها هذه المحاربات بل داومت على مطالبته بأن يعطيها القوة على الانتصار. وبعد هذه السنوات الطويلة ظهر لها شيطان الزنى في شكل مرئي ودسّ عليها أمور العالم الفانية. أما هي وبدون أن تتخلى عن مخافة الرب والنسك صعدت للحال إلى غرفتها للصلاة. ظهر لها روح الزنى وقال لها: “لقد غلبتيني يا سارة. فقالت: “لست أنا التي قهرتك، وإنما ربي يسوع المسيح”. وبهذه الكلمات اختفى الشرير من أمامها، ومن تلك اللحظة استراحت من كل هجمات العدو. جهادها قالوا عنها أنها أقامت عند النهر ستين سنة دون أن تنحني لتنظر إليه. وذات يوم جاءها شيخان ناسكان كبيران من تخوم بيلوسيوس. وبينما كانا في الطريق إليها، قالا فيما بينهما: “هلم نذلل هذه العجوز”. ولما وصلا قالا لها: “انتبهي أن يناهضك فكرك فتقولي ها قد جاء النساك إلىّ مع أنى امرأة”. فقالت لهما: “أنا في الطبيعة للمرأة، لكنى في الفكر لست هكذا”. مرشدة روحية ذاع صيت حكمتها حتى أنها أصبحت مركزاً للحياة الروحانية، وكان كثيرون يأتون إليها لاستشارتها بعد أن يكونوا قد استناروا بآباء شيهيت ونتريا، وكل من جلس إليها عاد ممتلئاً نشوة روحية مما سمعه. ذهب لزيارتها ذات يوم عدد من الاخوة الذين في شيهيت، وبعد التحدث إليهم قدمت لهم طبقاً من الفاكهة، واختار الاخوة الفاكهة المعطبة تاركين النضرة جانباً، وراقبتهم بابتسامة حلوة ثم قالت لهم: “من الواضح أنكم بالحقيقة شيهيتيون”. قالت الأم سارة: إذا طلبت إلى الله أن يكون الجميع مرتاحين من جهتي، فسأكون عند باب كل واحد تائبة. إلا إني سأصّلي كي يكون قلبي عفيفاً تجاه كل واحد. وقالت أيضا: يحسن للبشر أن يتصدقوا حتى ولو كان السبب إرضاء للناس، لأن الإحسان يحقق لنا إرضاء الله. بعد حياة قضتها في الجهاد الروحي المستمر انتقلت بهدوء تام في شيخوخة صالحة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سارة ابنة سنحاريب الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قبولها الإيمان مع أخيها هي ابنة الملك سنحاريب ملك الفرس، وكانت مريضة ولم يُمكن شفائها بشتى الوسائل. وفي ذات يوم خرج بهنام أخوها للصيد مع أربعين من غلمانه، وفي الليل ظهر له ملاك الرب وطلب منه أن يتوجه إلى قديس يدعى متى يسكن في أعلى الجبل لأنه على يد هذا القديس ستُشفى أخته. فتوجه في الصباح إلى حيث القديس متى، الذي علم بالروح عن مجيئهم فقابلهم وعلمهم طريق الحياة وعمدهم ثم ناولهم من الأسرار المقدسة. رجع القديس متى مع بهنام وغلمانه لشفاء أخته، فلما وصلوا إلى باب المدينة رفض الدخول، فذهب بهنام إلى المنزل وأتى بأخته للقديس الذي وعظها ثم عمدها فتركها المرض. استشهادها مع أخيها وغلمانه أما والدها فلما علم بشفائها سألها عن السبب، فأخبرته أن إله القديس متى الذي خلق الكون هو الذي شفاها، فأمر أبوها بقطع رأسها ورأس أخيها ورؤوس الغلمان الذين كانوا معه، فنالوا جميعاً إكليل الشهادة في الرابع عشر من كيهك. إيمان سنحاريب في نفس الوقت أصاب الملك روح نجس وصار يعذبه عذاباً شديداً، فأحضروا له القديس متى الذي صلى عليه فشُفي في الحال، وعندئذ آمن هو وكل كورته، ثم بنى كنيسة عظيمة ووضع فيها أجساد الشهداء الأبرار تذكاراً لهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سارة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – رهبنتها وُلدت من أبوين مسيحيين تقيين، وكان لها أخ يدعى مويسيس. لما توفي والداها أراد أخوها أن يزوجها ليترهب، فأخبرته أنها تريد أن تترهب أيضاً، فأودعها دير للعذارى وترهب هو بأحد الأديرة بالإسكندرية. وظل الاثنان يعبدان الله بطلبات وصلوات مدة عشر سنوات لم يرَ فيها أحدهما الآخر. استشهادها لما أثار الملك ديسيوس الاضطهاد على المسيحيين في عهد البابا ديمتريوس الكرام واستشهد كثيرون، أرسل مويسيس إلى أخته يودعها ويعلمها بعزمه على الاستشهاد، فاستأذنت من رئيسة الدير ثم انضمت إلى أخيها وتوجها سوياً إلى الوالي حيث اعترفا بالسيد المسيح، فعذبهما عذاباً شديداً ثم أمر بقطع رأسيهما، وكان استشهادهما في الثاني والعشرين من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سارة وولداها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – في مدينة إنطاكية وُلدت من أبوين مسيحيين في أواخر القرن الثالث الميلادي في مدينة إنطاكية، ولما كبرت تزوجت برجل يُدعى سقراط، وكان قائداً في جيش الإمبراطور دقلديانوس وأحد أشراف إنطاكية. كان سقراط هذا صديقاً للشهيد أبادير. ولكنه انحرف وترك الإيمان لكي يرضي الملك. تظاهر أمام زوجته أنه فعل ذلك خوفاً من الإمبراطور. تعمد ولديها رزقت بولدين وأرادت تعميدهما ولكنها لم تستطع ذلك في إنطاكية، فسافرت إلى الإسكندرية عبر البحر لهذا الغرض. في الطريق هاج عليها البحر وكادت السفينة أن تغرق، فخشيت سارة أن يغرق طفلاها دون أن يعتمدا، فصلّت صلاة طويلة ثم غطّستهما في الماء ثلاث دفعات وحوّلت وجهها نحو الشرق، وصلّت وهي تقول: “أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس” ثم جرحت ثديها الأيمن ورسمت بدمها صليب على جبهتي ولديها”. حدث أن هدأ البحر فوصلوا إلى الإسكندرية، فقدمت سارة ولديها للبابا بطرس خاتم الشهداء لتعميدهما فتجمد الماء كالحجر، وقد حاول ذلك ثلاث مرات، وفي كل مرة يتجمد الماء. ولما سألها البابا عن قصتها أخبرته بكل ما حدث معها، فصار يردد: “ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا”. استشهادها لما عادت وعلم زوجها بما فعلته غضب وأخبر الإمبراطور، فأحضرها أمامه ووبخها واتهمها بأنها زنت مع المسيحيين بالإسكندرية، فأنّبته تأنيباً شديداً، وأفهمته أن المسيحيين لا يزنون. فأمر بشد يديها وربطهما إلى خلفها ثم وضع ولديها على بطنها أما هي فحولت وجهها إلى الشرق وكانت تصلي إلى خالقها وفاديها. أحرقهم بالنار فصعدت أرواحهم كرائحة بخور ذكية أمام العرش الإلهي، ونالوا إكليل الشهادة. قدّمت هذه الشهيدة مثلاً حيّاً عبر كل الأجيال عن غيرة المؤمن على خلاص اخوته. وكيف أنه عند الضرورة القصوى يمكن للمؤمن (من الشعب) أن يعمد الآخر بجرح نفسه ورشمه بالدم باسم الثالوث القدوس. بعد ذلك أمر الإمبراطور بالقبض على البابا بطرس الذي عمّد الطفلين، وكان ذلك في عام 311م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سارماتاس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تلمذته للأنبا أنطونيوس كان القديس سارماتاس زميلاً للأنبا مقاريوس الكبير في التلمذة للأنبا أنطونيوس أب الرهبان. وبعد أن تشبّعت روحه بالتعاليم الإلهية وبقدوة معلمه الكبير، غادر الصحراء الشرقية وقصد إلى منطقة بيسبير، وهي المنطقة الأولى التي قصد إليه الأنبا أنطونيوس قبل انزوائه في الصحراء، وكان فيها دير عظيم لم يلبث رهبانه أن اختاروا سارماتاس رئيساً عليهم، فحلَّت بركة أبيه الروحي كوكب البرية عليه، فكان يسطع بنور السيد المسيح. نسكياته مارس هذا القديس تدريبات غاية في النسك والتقشف حتى بلغ به الأمر أنه كان يستطيع الاستغناء عن النوم لأسبوعٍ بأكمله. وقد تزيَّن إلى جانب ذلك بعطفه الشديد على الخطاة، وكثيراً ما كان يقول: “إني أُفضل الخاطئ الذي يعرف أنه خاطئ عن البار الممتلئ غروراً ببره”. استشهاده ظل في رئاسة الدير إلى أن أغار البربر عليه وخربوه تخريباً شاملاً، ومن العجيب أنهم لم يقبضوا إلا على القديس سارماتاس تاركين رهبانه وشأنهم، فأذاقوه صنوف العذاب مستهدفين جحده لسيده. ولكنه تحمل الآلام بصبرٍ وسكونٍ إلى أن استودع روحه الطاهرة في يديّ الآب السماوي ونال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سافين القديس | الولادة: – الوفاة: – نشأته عاش في القرن الخامس الميلادي، حيث ولد في برشلونة Barcelona وقامت بتربيته والدته الأرملة، وحين صار شاباً أرسلته والدته ليكون تحت رعاية خاله في بواتييه Poitirs. تأثر بتدين ابن خاله وقدوته وكلامه المملوء من الروح، الذي ترك منزله سراً وذهب ليترهب بدير في ليجيج Liguge. طلب منه خاله وزوجته أن يستخدم تأثيره على ابنهما ليعود إليهما، ولكن سافين رفض مُذَكِراً إياهم بقول السيد المسيح أنه يجب على الإنسان أن يحبه أكثر من محبة الأب والأم، وزاد على ذلك أنه أخبرهما بعزمه على الرهبنة في نفس الدير. رهبنته ووحدته ترك سافين المنزل عازماً على حياة الوحدة حيث ذهب إلى الدير، وهناك أراه الأب فرونيميوس Fronimius رئيس الدير مكاناً بين الجبال يصلح للوحدة، فبنى لنفسه مغارة، ولكنه بعد فترة استبدلها بحفرة في الأرض. وحين زاره الأب فرونيميوس ورأى ذلك، قال له أنه يبالغ في نسكه وشدته مع نفسه، فكان رد القديس سافين أن كل إنسان ينبغي أن يندم على خطاياه بالطريقة التي يرى أنها تناسبه. وكان سافين يلبس ثوباً واحداً صيفاً وشتاءً، وظل يلبسه طوال ثلاثة عشر عاماً. محبته للفلاحين كان سافين يعظ الفلاحين في المنطقة ليس فقط بالكلام ولكن أيضاً بالمثال والقدوة في حياته، وتعددت المعجزات التي كان الله يجريها على يديه. في أحد المرات منعه بعنف أحد الفلاحين من العبور من خلال حقله للوصول إلى نبع الماء، فضرب صخرة بعصاه فتفجر منها الماء. علم القديس سافين بموعد نياحته، فأرسل إلى الدير حيث أحاط به الرهبان والشعب حتى تنيح بسلام. وبعد ذلك بنوا كنيسة تسمَّت باسمه، ثم امتد اسمه ليشمل البلدة بأسرها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سالامانس المتوحد | الولادة: – الوفاة: – متوحد في كابِرسانا Capersana وهي قرية على الشاطئ الأيمن لنهر الفرات، حبس نفسه في مغارة على الشاطئ المقابل للقرية. وكان يخرج مرة واحدة في السنة، كان يحفر لنفسه نفقاً يخرج منه ليُحضِر طعاماً يكفيه لإثني عشر شهراً تالية، ثم يعود مرة أخرى إلى مغارته دون أن يتبادل كلمة واحدة مع أحدٍ. إذ أراد أسقف الإيبارشية ممارسة سلطانه على هذا المتوحد، أمر بهدم جدران المغارة وقبض على سالامانس المتوحد، الذي استسلم بسلبية دون أن يبدي أية موافقة أو اعتراض. وبنفس السلبية قَبِل الانتقال إلى مغارة أخرى على الجانب الآخر من النهر في مغارة أعدها له أهل القرية، ثم مرة أخرى قَبِل العودة إلى جيرانه السابقين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سالفيان أو سلفيانوس كاهن مرسيليا | الولادة: 429 الوفاة: – تكشف سيرة سالفيان (سلوانوس) عن شعور المؤمن بالالتزام نحو التمتع بالحياة المقدسة الداخلية والشهادة الحيّة القوية لإنجيل المسيح وجاذبية الصليب لكسب نفوس كثيرة بالرغم من تحدي العالم للإيمان الحق. لقد تزوج سالفيان فتاة وثنية ابنة رجل له مكانته الاجتماعية في فرنسا، واستطاع لا أن يجتذبها إلى الإيمان المسيحي فحسب، بل وأن يرتفعا معاً إلى الحياة السماوية ليشتهيا السلوك الملائكي. لقد التهب قلبه وقلبها لتكريس حياتهما للعبادة، فافترقا حسب الجسد، والتحق كل منهما في دير بعد إنجابهما ابنة مباركة، تاركاً مركزه الاجتماعي. التحق سالفيان بدير Lrins ثم في دير بمرسيليا، وهناك سيم كاهناً. دُعي كاهن مرسيليا؛ اشتهر بحياته المقدسة وأيضاً بكتاباته التي كان لها صداها القوي في بلاد الغال في القرن الخامس. تحدث عنه جناديوس وقدم لنا قائمة بكتاباته. نشأته في عام 429م وصفه القديس هيلاري أسقف آرل في عظة له عن القديس هونوراتس Honoratus جاء فيها: “سلفانوس المطوّب جداً، الكاهن”. ولد غالباً في تريف ببلاد الغال، ويظهر من كتاباته أنه كان على علم تام بعادات وسلوكيات تلك المنطقة، وكان يقاومها بكل شدة. كان هو أو أحد أقاربه يقطن في كولوني Cologne، ويحتل مركزاً مرموقاً في المدينة. رهبنته سلك سيلفانوس وزوجته الحياة الرهبانية بعد أن تزوج بالاريا Palladia ابنة هيباتيوس Hypatius، وأنجبت طفلة تُدعى إسبيسيولا Auspiciola. هذا الأمر أحزن هيباتيوس فانسحب إلى مكان بعيد، ورفض أية علاقات مع سيلفانوس وأسرته لمدة سبع سنوات. كتب سيلفانوس رسالة (رسالة 4) يطلب بحرارة هو زوجته وابنته تجديد علاقات الحب والصداقة مع هيباتيوس، ولا ندري إن كانت هذه الرسالة وجدَت استجابة أم لا. كان سيلفانوس قد شاخ جداً عندما كتب عنه جبناديوس بعبرات التكريم فيدعوه “Episcoporum Magister” وهو لقب يُعطى للشخص الراهب العلاّمة. كتاباته لكتاباته أهمية كبرى من الجوانب الاجتماعية والسياسية والكنسية. أشار في كتاباته إلى جمهور التجار السريان في كل مدن الغال، هذه الحقيقة التي تفسر لنا وجود نقوش سريانية وأشورية وغيرها من الثقافات الشرقية في فرنسا. يساعدنا أيضاً على تفسير الارتباك في العلاقات بين المسيحية والرومانية والبريطانية في القرنين الخامس والسادس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سالفينا أو سيلفينا | الولادة: – الوفاة: – تكشف سيرة هذه الأرملة التي عاشت في القصر الإمبراطوري عن قوة الإيمان الذي يسحب قلب الإنسان من وسط ملذات قصور الأباطرة ليرفعه إلى العرش ويتمتع بالحياة الملائكية. هكذا عاشت هذه الفتاة في جناح النساء بالقصر الإمبراطوري في القسطنطينية، لكنها لم ترتبك بملذات القصر ولا بإمكانياته، بل سلكت بروح الحكمة والتقوى، فكرّست كل طاقاتها لخدمة طفليها اليتيمين وتفرّغت لحياة الشماسية تحت قيادة روح الله القدوس. هنا أيضًا ننحني بإجلال أمام القديس جيروم الذي يكشف في رسالته لتعزيتها عند وفاة زوجها الشاب أنه يحمل قلباً أبويّاً نحو كل المؤمنين، فيجد لذّته في تقديم راحة لكل قلب جريح. وأيضاً أمام القديس يوحنا ذهبي الفم الذي أخرجها من حالة الترمّل القاسية وهي شابة لتكرس طاقاتها لخدمة ملكوت الله. نشأتها هي ابنة جيلدو Gildo، الذي كان له مركزه في أفريقيا. وكما يقول القديسان جيروم وذهبي الفم أن النساء في عائلة Gildo يتّسمْن بفضائلٍ عُظمى على نقيض الوحشية والبهيمية التي تلتصق باسمه. في القصر الإمبراطوري إذ كانت لا تزال فتاة صغيرة أُرسلت سالفينا إلى بلاط الإمبراطور ثيؤدوسيوس كعلامة ولاء والدها وولاء كل ولاية أفريقيا التي يحكمها جيلدو. تربّت في القصر مع صغار الأسرة الإمبراطورية وفي حوالي سنة 390م تزوّجت نابريديس Nabridius ابن أخت الإمبراطورة. هذا الذي تعلّم مع ابني خالته أركاديوس وهونوسيوس اللذين صارا إمبراطورين فيما بعد. مات نابريدس بعد فترة قصيرة تاركاً لها ابناً يُدعى نابريدس وابنة. كرّست سالفينا حياتها لخدمة الله. ذاعت شهرتها إلى فلسطين فكتب إليها القديس جيروم رسالة مع أنه كان غريباً في فلسطين. التصقت هي وطفلاها بوالدتها أرملة جيلدو،حيث مات والدها في عام 398م. غيرة سالفينا للتقوى جعلتها تلتصق بسرعة بالقديس يوحنا ذهبي الفم، فصارت إحدى شماساته على قدم المساواة مع الشماسة أولمبياس والشماسة بنتاديا Pentadia. بقيت معه حتى النهاية، وعندما أُستبعد ودّعته هي وأولمبياس وبنتاديا وبروكيولا Procula في معمودية الكاتدرائية ليلة استبعاده. رسالة القديس جيروم (رسالة 79) كتب لها القديس جيروم يعزّيها في موت زوجها، يمتدح فيها عفة رجلها وسخاءه في العطاء للفقراء. ويحذّرها من المخاطر التي قد تحل بها كأرملة، ويشجّعها لكي تكرّس كل طاقاتها لخدمة ابنها وابنتها، مظهراً لها أن هذه هي مسئوليتها الرئيسية. [هذه التي أكتب لها الآن هي غنية وفقيرة، حتى أنها لا تستطيع أن تخبر بما لديها حقيقة. لست أتحدث إليها من أجل حافظة أموالها، بل من أجل نقاوة نفسها. لا أعرف وجهها، لكنني تعرّفت حسناً على فضائلها. فإن التقارير تنطق عنها وعن صباها هذه التي تلهج بالأكثر بطهارتها. بحزنها على رجلها الشاب تُقدم مثلاً لكل الزوجات؛ وبضبطها للنفس تبرهن عن إيمانها أنه لم يُفقد لكنه ذهب أمامها. عظمة احتمالها لموت حبيبها أبرز صدق تديّنها. فبينما هي قادرة على التفكير في نابريديس المفقود، تعرف أنه لا يزال معها في المسيح. ولكن لماذا أكتب إلى شخص غريب عني؟ لثلاثة أسباب: أولاً: فإنني ككاهن مرتبط أن أحب كل المسيحيين كأبناء لي، وأجد مجدي في إراحتهم. ثانياً: لأنه كانت تربطني بوالد نابريديس علاقات قوية (كان حاكماً في الغال أولاً ثم ذهب إلى الشرق). ثالثاً: وهذا هو السبب الأقوى من السببين السابقين، وهو إني عجزت عن أن أقول لا لابني أفيتوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سامان وأوسابيوس وهرواج وباخوش الأراخنة | الولادة: – الوفاة: – في حديثنا عن الأم دولاجي رأينا كيف تحدت هذه الأم وصبيانها الأربعة العذابات والموت من أجل إخلاصهم لمخلصهم السيد المسيح. في غيظ شديد ترك إريانا والي أنصنا مدينة إسنا، ثم عاد إليها في جولته الثانية ظنّا أنه حتماً قد أخذ كهنة المدينة وشعبها درساً لن ينسوه، وإن موت الأم دولاجي وصبيانها هو نموذج لقسوة التعذيب، الذي يحل بمن لا ينكر إيمانه بالمسيح ويعبد الأصنام. لكنه سرعان ما خاب ظنه وكذب تخمينه عند ما دخل إسنا للمرة الثانية فقابله أراخنتها الأربعة، وكانوا هم رؤساء المدينة وكتابها والمشرفين على أمورها وهم أوسابيوس وسامان وهرواج وباخوش. اتسم هؤلاء الرؤساء بالرحمة ومحبة الفقراء. وقفوا أمام الوالي معترفين بإيمانهم، غير مكترثين بالتهديدات، فأمر الوالي أن يكون التعذيب قاسياً ووحشياً، لكن لم تستطع العذابات أن تثنيهم عن إيمانهم. وإذ وجد الوالي أن العذابات لا تجدي أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا إكليل الشهادة في اليوم السادس من بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سانكتوس الشماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 177 التزامه بالصمت هو أحد شهداء ليون المشهورين، وقد استشهد في عهد مرقس أوريليوس سنة 177م. كان سانكتوس شماساً من فينا، واحتمل آلام وتعذيب فاق الطاقة، ومع ذلك لم يستطع معذبوه ولا الحكام أن يظفروا منه بكلمة واحدة أو أية معلومات عن اسمه أو موطنه أو جنسيته. كان جوابه على جميع الأسئلة المتنوعة بعبارة واحدة: “أنا مسيحي”. كان يرددها باللغة اللاتينية ولا يزيد عليها كلمة أخرى. تشويه جسمه إذ فشل الوالي في انتزاع أية معلومات منه امتلأ غضبًا، وأمر أن يعذب بلا رأفة. وبعد أن أتم أنواع العذابات المألوفة. ربطت صفائح نحاسية محماة إلى أجزاء جسمه الحساسة فاحترقت، ومع ذلك ظل ثابتاً منتعشاً ومتقوياً. تشوه جسمه وتهرأ بشكل بشع حتى أنه، كما تصفه رسالة ليون وفينا، صار أبعد ما يكون عن شكل الإنسان. وإذ وُجد سليماً ومعافى بعد أن ظنوه قد مات، وضعوا نفس الصفائح المحماة على جسده لكنه انتعش وانتصب واقفاً وسط كل هذه العذابات واستعاد شكله الطبيعي. فبدأوا يعذبونه بأنواع أخرى ومنها شيّه على كرسي حديدي يوقدون تحته، وأخيراً فاضت روحه تحت آلام التعذيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساموناس و جورياس وأبيبوس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – هؤلاء الشهداء الثلاثة من مدينة أديسّا Edessa بسوريا، عاشوا في حوالي القرن الرابع الميلادي واستشهدوا في الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساويرس البطريرك القديس | الولادة: 459 الوفاة: – الإيمان المستقيم حينما يذكر اسم القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكية يُذكر اهتمامه باستقامة الإيمان وتآلفه مع كنيسة الإسكندرية. عرف بالصلابة والرسوخ في الإيمان وقوة الحجة. كانت الصلة وطيدة بين البطريرك الأنطاكي والبطريرك السكندري البابا تيموثاوس في القرن السادس بخصوص دفاعهما عن الإيمان المستقيم والتمسك بعبارة القديس كيرلس السكندري الخاصة بالطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد وتمييزها عن الطبيعة الواحدة التي نادى بها أوطيخا منكر ناسوت المسيح. أصر الاثنان على رفض مجمع خلقيدونية المنعقد في 451م، وصار تقليد بين الكنيستين أن يخاطب البطريركان الأنطاكي والسكندري بما يقر الإيمان المستقيم وكانت الكنيستان تذكر اسم البطريرك الآخر بعد بطريركها في أوشية الآباء. تذكره الكنيسة القبطية في المجمع بعد القديس مرقس الرسول وتضمه مع الأبطال المجاهدين القديسين أثناسيوس وكيرلس الكبير وديسقورس. ولأهميته وُجدت مخطوطات ومراجع كثيرة أثيوبية وسريانية ويونانية ولاتينية وقبطية وإنجليزية وفرنسية وعربية. وقد أورد المتنيح الشماس يوسف حبيب قائمة بأسماء أهم المخطوطات وناشريها في مذكراته “تاريخ كنسي” عن محاضراته بالكلية الأكليريكية واللاهوتية بالإسكندرية عام 1974م. والمعتمد في تسجيله لسيرته رئيسياً على المخطوطة الأثيوبية في المتحف البريطاني القسم الشرقي رقم 773 وعلى ميمر رقم 299 بدير السريان، مع رجوعه إلى بعض النصوص الأخرى. نشأته وُلد في سوزوبوليس من أعمال بيسيدية بآسيا الصغرى حوالي عام 459م. وحدث أن أنبا ساويرس الكبير أسقف مجمع كنيسة أفسس أُختطف عقله وغاب حسه مقدار ساعة. قال أنه سمع صوتاً يقول: “قصبة مرضوضة لا يقصف، فتيلة مدخنة لا يطفئ (إش42: 3). إن ساويرس سيثبت أركان الإيمان المسيحي، ويثبت صخرة الأرثوذكسية بكلامه الحق، لكنه سيقاسي تعباً عظيماً، ويرد كثيرين عن الضلال”. إذ صار شاباً أرسلته والدته الأرملة ليكمل هو وأخواه اللذان يكبرانه دراسته في العلوم والفلسفة واللغة بالإسكندرية ثم انطلق إلى بيروت يدرس العلوم القانونية. هناك كان موضع إعجاب كل زملائه من أجل صلابة طبعه وجده في الدراسة وذكائه، ففاق الجميع بمعرفته وانطلاقه وتعمقه في دراساته. وتوقع الجميع ما سيكون عليه من عظم شأنه. يذكر عنه زميل له يدعى زكريا كان يقيم في الإسكندرية: [أثناء دراسته في الإسكندرية كان زملاؤه معجبين لصفاء روح ساويرس ولمحبته للعلم، وكيف كان في عمقٍ يتعلم ويتفوق بلياقة واجتهاد ومواظبة، وفي دراسة قوانين العلماء القدامى كان يحاول أن يقلد أسلوبهم البراق، ولم يكن يشغل تفكيره شيء غير هذا، ولا يتعزى بشيءٍ آخر مما كان يتعزى به عادة الشبان، فكان يكرس ذاته للدراسة، ويبتعد من أجل حماسه لها عن الاهتمام بالأمور الباطلة. أبدى ساويرس اهتمامات بمقالات الفيلسوف ليبانيوس الذي كان معجباً به، وكذا أعمال القدماء وأقوال القديسين باسيليوس وغريغوريوس الأسقفين الشهيرين وغيرهما وكنا ننصحه أن يُقبل إلى العماد حتى يصل عن طريق البيان الذي كان له إلى حكمة هؤلاء وفلسفتهم… فلما تعلم ساويرس أن يعرف كتبهم شُغف بها بالكلية وسمع وهو يمدح الخطابات الموجهة من باسيليوس إلى ليبيانوس وردود ليبيانوس، وكان يفرد ما اكتسبه إلى خطابات القديس باسيليوس. وكان نتيجة ذلك أنه عكف ساويرس منذ ذلك الوقت على قراءة كتب تأملاته.] قيل أن أحد المؤمنين بالإسكندرية يدعى ميناس اتسم بطهارة سيرته وقوة إيمانه وكرم طبعه ومحبته للعفة والفقراء لما رأى ساويرس تعجب وقال لهم: “سيتألق نوره بين الأساقفة وسيروي الناس مياه المعرفة مثل العظيم يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية”. في بيروت التقى زكريا به في بيروت ومضى به إلى كنيسة القيامة لكي يصلي ثم ذهب إلى كنيسة والدة الإله بالقرب من الميناء. وإذ انتهى من صلاته اقترب منه ساويرس وبمرحٍ قال له: “إن الله قد أرسلك إلى هذه المدينة بسببي. قل لي أذن كيف أخلص؟” تحدث معه صديقه خلال الكتاب المقدس وما علمه الآباء القديسون. سأله ساويرس إن كان لديه كتب باسيليوس الكبير وغريغوريوس والحكماء الآخرين. فأجابه بأنه أحضر الكثير من مؤلفاتهم. صلّيا معًا ثم تحدث معه عن محبة الله الفائقة وسقوط الإنسان وعمل الله الخلاصي. عماده عكف على قراءة كتب القديسين باسيليوس وغريغوريوس خاصة عن العماد وعدم تأجيله. كان لزكريا صديق يدعى أفاجيروس (أوغريس) يؤنب زكريا بشدة على تأخر ساويرس على العماد. أخيرًا انطلق الثلاثة إلى كنيسة لاونديوس في طرابلس الشام حيث نال سرّ العماد وكان أفاجيروس إشبينًا له، تم ذلك على يد كاهن يدعى ساويرس. قيل أنه وهو في طريقه للعماد التقى به متوحد يدعى أليشع أسرع إليه وهو يقول: “يا ساويرس افرح، افرح، يا بطريرك يا رئيس الأساقفة…” كما قيل ظهر القديس لاونديوس الشهيد قائمًا مثل أمير جبار وكانت منطقته مرصّعة بالجواهر، وإذ خافوا طمأنهم القديس واختفى عن أعينهم. أثناء العماد ظهرت يد نازلة على رأسه وسمع الحاضرون صوتاً يقول: “مستحق مستحق مستحق”، فتعجب الكل لما حدث. رهبنته بعد عماده تقدم في الروحيات جداً، فكان يصوم كل يوم، ويقضي أغلب الليل في الكنيسة. انطلق إلى بلده بعد دراسته للقانون واشتغل بالمحاماة زماناً. ثم قرر أن يمضي إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة، وهناك شعر بشوقه للتكريس للخدمة، وأن يستبدل ثوب المحاماة بثوب الرهبنة. قيل أنه إذ كان يقرأ في كتب الفلسفة ظهر له الشهيد لاونديوس وقال له: “حسبك هذه القراءة. هلم اتبعني لكي تتعمق في دراسة قوانين الله التي يقرأها الآباء حتى أيام نياحتهم. انهض يا ساويرس، وأعد نفسك للعمل الجَدّي في الكنيسة، وأُسلك في الرهبنة لكي تعرف الجهاد بقوة، وتحمل ترس الإيمان الذي به تقدر أن تطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة…” وقيل أن أحد المتوحدين الساكن خارج المدينة رآه في حلم يمسك “كوريكاً” ينظف نافورة مملوءة طيناً ونتناً. وإذ جاء إليه القديس لكي يصلي عرفه وقال للذين معه: “هذا سيكون عظيماً بين الحكماء، شهيداً بين الأساقفة…” عكف على قراءة الكتاب المقدس بلا انقطاع، وصار يتعمق في دراسة الكتاب المقدس وفي كتب الآباء القديسين. ثم انطلق إلى دير الشهيد لاونديوس بفلسطين بالقرب من طرابلس الشام سنة 488م. هناك انضم إليه بعض أصدقائه ممن كانوا يتعلمون معه الفلسفة. توحّده التهب قلبه بالشوق نحو حياة الوحدة فترك الدير وذهب إلى صحاري إيلوتيروبليس يصحبه أثناسيوس من الرُها. كرس وقته للعبادة والدراسة وإذ أتعب جسده بالصوم والسهر مرض، لكن مرضه لم يطفئ شعلة غيرته. في دير القديس رومانيوس إذ هزل جسده جداً وانتابته الأمراض مضى إلى دير القديس رومانيوس. استقبله رئيس الدير ويدعى رومانيوس بحفاوة وقال له: “الذي أنت عبد له أظهر لي عملك وعلمك في هذه الليلة ومقدار كرامتك”. رؤية رومانيوس رأى كأن صحراء مملوءة شوكاً وحسكاً وإذا بامرأة جميلة تجري الدموع من عينيها على خدّيها وصدرها، وكانت ثيابها مهلهلة وممزقة وهي حزينة. سمع من يقول لرفيقه: “هوذا يأتي ساويرس ليقتلع الشوك من هذه الأرض ويقدس كرماً لرب الصباؤوت” ثم خاطب المرأة: “لا تخافي أيتها المدينة إنطاكية، هوذا يأتي ساويرس رجل مستقيم ويبني على أساس المجامع المقدسة”. اهتمامه بالعمل اليدوي كان القديس ساويرس بالرغم من مرضه يعمل باجتهاد حسب طاقته وكان يحث الرهبان على العمل اليدوي. بسبب مرضه الشديد كان رئيس الدير رومانيوس ينصحه بأن يخفف من نسكه ويهتم بجسده لكي يمارس الفضائل، فأقنعه بذلك. رؤيا راهب بالدير رأى أحد الآباء الرهبان المباركين وهو قائم ليصلي ملاك الرب يقول له: “انظر إلى هذه الأرض وتأمل ساحة الدير”. عندئذ تطلع فرأى رجلين يسيران نحو ساويرس لا يقدر أحد أن ينطق بكرامتهما وإشراق وجهيهما، صارا يتحدثان مع ساويرس ويعلنان له سرّ الإيمان الأرثوذكسي. سأل راهب الملاك عن هذين الحكيمين اللذين يخاطبان ساويرس وهو منصت لهما فأجابه بأن أحدهما هو باسيليوس الكبير والآخر غريغوريوس الناطق بالإلهيات، وأنهما يرشدانه إلى قواعد الإيمان لأنه سيكون حارساً للإيمان المستقيم يرعى شعباً عظيماً في إنطاكية وفي المسكونة كلها. ذاع صيت ساويرس في الشرق والغرب وجاء كثير من الكهنة والرهبان يسألونه في تفسير الكتاب المقدس والعقيدة. دير بالقرب من غزة بعدما استقر زماناً طويلاً في دير الشهيد رومانيوس اشتاق إلى الهدوء الذي كان ينشده، وإذ كان قد ورث عن والديه ثروة كبيرة (كان والده عضواً في مجلس الشيوخ بالمدينة) أخذ نصيبه ووزع جزءً منه على الفقراء: وشيّد بالباقي ديراً بجهة مايوما قرب غزة. اجتذب كثيرين للحياة الرهبانية: وجاء كثيرون ينتفعون بكلمات النعمة الموهوبة له. اهتمامه باستقامة الإيمان بعث إليه يوليانوس الهرطوقي رسالة يقول فيها أنه لم يره منذ كان مقيماً معه في Tiberias، وأنه يلزمه أن يرجع إلى عقله ولا يتدخل في العقيدة والدفاع عنها لئلا يجلب متاعب للرهبان. أما ساويرس فبعث إليه بالرد مبيناً له خطأه، وأنه يغير على الإيمان المستقيم. وإذا أعلن آخر يدعى Kelibselimos أنه يحارب الروح القدس رد عليه ساويرس وافحمه. ضل راهب يدعى ديونيسيوس الفيلسوف عن الإيمان المستقيم، وإذ خشي أن يتلقي بساويرس هرب من الدير. وعلى بعد ميل ظهر له ملاك الرب وحثه على العودة إلى الدير والالتقاء مع ساويرس، وبالفعل عاد ورجع عن طريقه. قطع مقدونيوس واتباعه اتصل مقدونيوس أسقف القسطنطينية برهبان الأديرة يعلم بينهم بأن الذي صلب هو يسوع الإنسان، الذي لم يقدر أن يخلص نفسه، ورفض القول “أيها المصلوب ارحمنا” مما أثار انقساماً في الشعب. بناء على دعوة الإمبراطور انطلق الراهب ساويرس وأفحم مقدونيوس. وانعقد مجمع الأساقفة في حضور القديس ساويرس وحكموا بقطع مقدونيوس ونفيه، وكان ذلك عام 511م سيامته بطريركاً إذ عاد القديس إلى ديره اجتمع الأساقفة الشرقيون وطلبوا من بطريرك إنطاكية فلافيان أن يترك هرطقته وإذ رفض أقالوه. أقر الجميع من أساقفة ورهبان وشعب بصوت واحد: “إن ساويرس هو الذي يجلس على الكرسي…” وافق الإمبراطور على هذا الاختيار، وحاول القديس الهروب لكنه تحت الضغط ذهب إلى إنطاكية حيث ارتجت المدينة كلها متهللة. لدى وصوله ألقى عظة مليئة بالمعرفة اللاهوتية كشف فيها عن تعاليم نسطور الغريبة والإيمان المستقيم، واعتذر لهم عن قبوله البطريركية لكن الكل صرخ بأن الله يدينه إن هرب وترك النفوس تهلك. فتمت رسامته عام 512م. قيل أن رائحة طيب كانت تفوح أثناء سيامته في كل موضع، علامة فرح السمائيين بذلك. اهتمامه بالترنيم كأب نزل إلى أبنائه الصغار ليضع لهم ترانيم بسيطة، وكان يؤلف الألحان وينغمها. بهذا أحل الترانيم المقدسة عوض الأغاني المعثرة. قيل أنه في أيامه كانت الميادين العامة تشبه كنائس إذ كان صوت الترنيم والتسابيح المقدسة يسمع فيها عِوض الأغاني العابثة. أعماله الرعوية لم يعرف القديس ساويرس الراحة بل كان يجول يصنع خيراً كسيده، كما كانت الجماهير تأتي إليه لتنتفع بتعاليمه. كان يحث الكهنة على الاهتمام بالرعية. ووجّه رسائل كثيرة للإكليروس والشعب يثبتهم على الإيمان المستقيم وتعاليم المجامع المسكونية الثلاثة التي حرّمت آريوس ونسطور ومقدونيوس، كما رفض مجمع خلقيدونية ورسالة لاون. عقد مجمعاً في إنطاكية سنة 513م يشجب فيه مجمع خلقيدونية وطومس لاون، وآخر عام 514م في صور لذات الهدف. تبادل الرسائل مع الإسكندرية تبادل الرسائل مع البابا يوحنا الثاني السكندري (507-517) بشأن تأكيد الإيمان بالطبيعة الواحدة ورفض مجمع خلقيدونية. ولما جلس البابا ديسقوروس الثاني على الكرسي المرقسي بعث برسالة إلى الأنبا ساويرس، وبعث الأنبا ساويرس إليه برسالة يعزيه في نياحة البابا يوحنا الثاني، ويؤكد وحدتهما في الإيمان. اضطهاد يوستينوس له توفى انسطاسيوس التقي عام 518م، وتولى المُلك بعده يوستينوس، أحد قادة الحرس الإمبراطوري، واصدر أمراً بالاعتراف بمجمع خلقيدونية، وخيّر الأساقفة بالقول بالطبيعتين للسيد المسيح أو الطرد، فأقصى 32 أسقفاً عن كراسيهم منهم فيلوكسينوس أسقف منيج وبولس الرهاوي، كما طرد الرهبان الرافضين ذلك من أديرتهم. شدد الإمبراطور الأمر ضد القديس ساويرس باعتباره الرأس وناله ضيق شديد. هرب إلى مصر عام 518م وبقى فيها زهاء عشرين عاماً (518-538م)، خلالها رجع إلى القسطنطينية في الفترة من 534 إلى 536م. استخدم يوستينوس كل وسائل التعذيب لإلزام الأساقفة إلى قبول قرارات خلقيدونية. كمثال نفي القديس فيلوكسينوس إلى غنغرة، وأمر بحبسه في بيت أوقد فيه بالنار وسدّت منافذه فمات مخنوقاً. لازم عصر يوستينوس كوارث طبيعية كثيرة منها زلزال في عين زربة، وطوفان غرّق الرُها، وصاعقة في بعلبك أحرقت هيكلها، وجفاف في فلسطين دام مدة طويلة. وفي 526م حدث زلزال ضخم بإنطاكية دمّر بيوتها ومبانيها العمومية وكنائسها وكان عدد ضحاياه حوالي 50 ألفًا من السكان، كان من بينهم الأسقف أفراسيوس (521-526م) الذي مات تحت الأنقاض. اضطهاد جوستانيوس الأول له حذا حذو سلفه، فظل القديس ساويرس في مصر عدا مدة قصيرة وهي من 534 إلى 536م لحضور المجمع الذي انعقد في القسطنطينية. كان القديس في مصر مهتماً بشعبه خلال الرسائل المتبادلة. كان يكتب رسائله إلى القديسة أنستاسية، ويرد على رسائلها كما ورد في المخطوطات السريانية واليونانية. الإمبراطورة ثيؤدورا كان جوستيانوس الأول يعتبر نفسه رئيساً للدولة والكنيسة، له حق التفسير والتطبيق دون الرجوع إلى آباء الكنيسة. كان ينفذ قوانينه بكل صرامة، فيقطع الأساقفة ويعين من يشاء ويدعو إلى المجامع، ويعدل قراراتها أو يلغيها. غير أن الإمبراطورة ثيؤدورا (527-548م) كانت تخفف من ثورته في الاضطهاد. كانت تتميز بالشجاعة وكانت تهتم بالقضايا العامة لا سيما الدينية، كما كانت تؤمن بوحدة طبيعة السيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سبيراتوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 180 استشهد هؤلاء القديسون في السنة الأخيرة من اضطهاد ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius سنة 180م، وذلك في مدينة سكيليام Scillium (تونس حالياً)، وكانوا اثني عشر شهيداً: سبعة رجال وخمسة نساء، وكانت أسماؤهم: سبيراتوس Speratus، نارتزالوس Nartzalus، سيتّينوس Cittinus، فيتوريوس Veturius، فيلكس Felix، أكويلينوس Aquilinus، ليتانتيوس Laetantius، جانواريا Januaria، جينيروزا Generosa، فِستيا Vestia، دوناتا Donata وسِكوندا Secunda . قُبِض عليهم وأُحضِروا إلى مدينة قرطاجنة أمام الوالي ساتورنينوس Saturninus، الذي عرض عليهم عفو الإمبراطور إن هم عبدوا آلهة الرومان. أجاب سبيراتوس باسم المجموعة كلها: “إننا لم نرتكب أية جريمة ولم نؤذِ أحداً، وقابلنا الإساءة التي عاملتمونا بها بكل شكر، وذلك لأننا نحمل داخلنا إلهنا العظيم”. أجابهم الحاكم: “ونحن أيضاً أناس متدينون وديننا بسيط، فنحن نُقسِم باسم روح سيدنا الإمبراطور ونصلي من أجل سلامته، وأنتم يجب عليكم أن تعملوا بالمثل لأن ذلك واجبكم”. حاول سبيراتوس أن يشرح له أسرار المسيحية في بساطة ولكن الوالي كان يطلب طلباً واحداً: أن يقسموا باسم الإمبراطور. رد عليه سبيراتوس: “أنا لا أعرف مملكة هذا العالم ولكنني أخدم الله الذي لم يره ولا يستطيع أن يراه الإنسان. أنا لم أسرق من قَبل، وأدفع الضرائب بانتظام، لأنني أعرف سيدي الذي هو ملك الملوك وسيد كل ممالك العالم”. حاول الوالي إقناع الباقين بالتخلي عن سبيراتوس وترك إيمانهم، فأجابه سيتّينوس: “نحن لا نخاف إلا إلهنا رب السماء”، وأضافت دوناتا: “نحن نكرم القيصر التكريم الذي يستحقه ولكننا لا نخاف سوى الله وحده”. قالت له فِستيا: “أنا مسيحية”، ثم قالت له سِكوندا: “أنا لا أشتهي أن أكون سوى ما أنا عليه”، وهكذا تكلم جميعهم. أخيراً قال الوالي لسبيراتوس: “هل مازلت مصمماً أن تبقى مسيحياً؟” أجابه القديس: “نعم أنا مسيحي”. سأله الوالي: “هل تعيد التفكير في الموضوع؟” أجاب القديس: “حين يكون الحق ظاهراً فإن الموضوع لا يحتمل إعادة التفكير”. منحهم الوالي ثلاثين يوم مهلة لإعادة التفكير، ولكنهم كلهم ثبتوا على إيمانهم وبصوت واحد قالوا له: “نحن مسيحيون”. أمام إصرارهم حكم عليهم ساتورنينوس بالقتل بالسيف، فكان رد سبيراتوس: “شكراً لله”، وقال نارتزالوس: “نحن اليوم شهداء في السماء. الشكر لك يا رب”، وهكذا قال الجميع شاكرين الله على عطية الاستشهاد. وبعد ذلك سيقوا إلى ساحة الإعدام حيث قُطِعت رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سبيريديون الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 348 راعي غنم عجيب! تُحكَى كثير من الروايات عن هذا الأسقف القبرصي، الذي كان راعياً للغنم، متزوجاً وأسقفاً في نفس الوقت. ويروي سوزومين Sozomen الذي كتب في القرن الخامس أن في إحدى الليالي عَزَمت عصابة من اللصوص أن يسرقوا بعضاً من غنمه، فأوقفتهم يد خفية حتى أنهم لم يقدروا أن يسرقوا ولا أن يهربوا، وظلوا على هذه الحال حتى الصباح حيث وجدهم القديس سبيريديون (سبيريدون Spyridon) فحررهم بصلاته وأعطاهم حَمَلاً حتى لا يكونوا قد مكثوا طول الليل بدون فائدة. أسقف تريميثوس بالرغم من عدم تعلمه وبساطة سلوكه، إلا أنه بسبب فضائله اُختير القديس أسقفاً على تريميثوس Tremithus على شاطئ البحر بالقرب من سلاميس Salamis، فمزج رعاية الغنم برعاية النفوس. كانت إيبارشيته صغيرة جداً وكان شعبها فقيراً إلا أنهم كانوا جادين في حياتهم الروحية وعبادتهم، وكان مازال بينهم عدد من الوثنيين. الأسقف المعترف في اضطهاد جالريوس Galerius قدم شهادة حسنة للإيمان، ويقول التقليد الروماني أنه فقد عينه اليمنى وقُطِعت أوتار رجله اليسرى، وبهذه الحال أُرسِل للعمل في المناجم. كما يذكر نفس التقليد أنه أحد الأساقفة الذين حضروا مجمع نيقية سنة 325م. القديس سبيريديون ومجمع نيقية تقول أحد التقاليد الشرقية أنه وهو في طريقه لحضور المجمع التقى بجماعة من الأساقفة الذاهبين أيضاً إلى المجمع، الذين انزعجوا من شدة بساطة القديس، وخافوا أن يُضعِف من موقف الأرثوذكس. فلكي يمنعوه من الحضور أمروا خدامهم بقطع رأسيّ بغليَّ القديس وشماسه. وفي اليوم التالي قبل الفجر استعد القديس للرحيل، وحين اكتشف ما حدث أمر شماسه بوضع الرأسين المقطوعين فوق الجسمين وفي الحال عاد الحيوانان للحياة. ولكن حين أشرقت الشمس اكتُشِف أن خطأ قد حدث في الظلام، فقد كان بغل القديس سبيريديون الأبيض وقد وُضع له الرأس البني، وبغل شماسه البني وقد وُضع له الرأس الأبيض! إيمان الفيلسوف الوثني أولوجيوس أثناء المجمع وقف أحد الفلاسفة الوثنيين اسمه أولوجيوس Eulogius يهاجم المسيحية، فقام للرد عليه هذا الأسقف الشيخ بعين واحدة والبسيط في مظهره وسلوكه، حتى أعلن الفيلسوف إيمانه بوحدانية الله وتجسد الله الكلمة من أجل خلاص جنس البشر. في الحال طلب إليه الأسقف أن يذهب معه إلى الكنيسة لكي ينال علامة الإيمان. يقول أولوجيوس أن الكلمات والمجادلات لا تستطيع أن تقاوم الفضيلة، قاصداً قوة الروح القدس الظاهر في هذا الأسقف غير المتعلم. القديس سبيريديون وابنته أيريني Irene من المعجزات أيضاً التي تُروَى عنه أن أحدهم أودع لدى أيريني Irene ابنة القديس سبيريديون بعض الأشياء الثمينة، وحين أتى الرجل ليطلبها من القديس بعد وفاة ابنته لم يعثر عليها ولم يكن أحد آخر يعلم مكانها. قيل أن سبيريديون ذهب إلى حيث كانت ابنته مدفونة ونادى اسمها وسألها عن مكان التخبئة، فرَدَّت عليه ووجهته إلى المكان الأمين الني وضعتها فيه حيث وجدها هناك. تنيح سنة 348م ونُقِلت رفاته من قبرص إلى القسطنطينية ثم إلى جزيرة كورفو Corfu حيث مازال يُكرَم القديس سبيريديون. Butler موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سبيوسيبَّس واليوسيبَّس وميليوسيبَّس | الولادة: – الوفاة: 155 كانوا ثلاثة اخوة توائم، استشهدوا مع جدتهم ليونيللا Leonilla في لانجريه Langr?s بفرنسا، في زمن الإمبراطور ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius، وكان استشهادهم حوالي سنة 155م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس الإتريبي ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا القديس بمدينة أتريب من أب صالح اسمه تادرس وأم تقية اسمها مريم. فلما بلغ عمره عشرين سنة خطر على فكره أن يموت على اسم السيد المسيح، فتقدم إلى الوالي كبريانوس واعترف بالسيد المسيح، فأمر بعذابه. رؤيا في السجن بعد تعذيبه بأنواع كثيرة أودعوه السجن، وفي الليل رأى في رؤيا كأن نفسه عرّجت إلى السماء وابصر مساكن القديسين فتعزت نفسه، وشفاه السيد المسيح من أوجاعه. استشهاد القس مانصون سمع بجهاده قس يسمى مانصون فأتى ومعه شماسان إلى أتريب واعترفوا باسم السيد المسيح أمامه. فأمر الوالي بضربهم ضرباً موجعاً، والتفَّ حولهم جمهور كثير كانوا يعطفون على هذا القس الذي لم يكن منه إلا أن حوّل وجهه إليهم ووعظهم وأوصاهم بالثبات على الإيمان بالسيد المسيح ثم صلى وباركهم. فاعترف الجميع بالإيمان المستقيم، وبعد العذاب الكثير أُخِذت رؤوسهم ونالوا إكليل الحياة. أما القس فقد عذّبه الوالي بالنار، ولكن الرب أخرجه سالماً، فأرسله الوالي إلى الإسكندرية وهناك نال إكليل الشهادة. استشهاده مع أسرته أما القديس سرجيوس فقد أحضره الوالي كبريانوس وعذّبه بأنواع العذاب الأليمة، وكان الرب يشفيه ويعزّيه ويقوّيه، ولما أحضروا له الوثن وكلّفوه بالسجود له ركله بقدمه فسقط وتحطم، فآمن كبريانوس في الحال وقال: “إله لا يقدر أن يخلص نفسه كيف يقدر أن يخلص غيره؟” وتولى أوهيوس الإسفهسلار تعذيب القديس، فأمر بسلخ جلده ودلكه بخل وملح، ولكن الرب أعطاه قوة ونعمة، وأتت إليه أمه وأخته وأبصرتاه على هذه الحال فبكيتا كثيراً حتى ماتت أخته من شدة الحزن، فأقامها الله بصلاته. ثم أتاه القديس يوليوس الأقفهصي وكتب سيرته ووعده أنه سيهتم بجسده وتكفينه. أمر أوهيوس أن يُعصر بالهنبازين وأن تُقلّع أظافره وأن يوضع على سريرٍ حديدي ويوقد تحته: وأن تُوضع مشاعل نار في أذنيه، وكان الرب يقويه ويشفيه. ولما ضجر منه أمر بقطع رأسه، فاستدعى أباه وأمه وأخته ليودعهم فحضروا ومعهم بقية أهله، ولما رأوه مشدوداً بلجام كالخيل إلى مكان الشهادة احتجوا على الوالي لقسوته فأمر بقطع رؤوسهم، ونال الجميع إكليل الحياة والسعادة الأبدية. شهادة صبي صغير كان بين الجمع صبي صغير فتح الرب عينيه فأبصر أنفس القديسين الشهداء مع الملائكة صاعدين بها، فصرخ بأعلى صوته قائلاً: “يا سيدي يسوع المسيح ارحمني”، فخاف أبوه أن يسمعه الوالي فيهلكهما بسببه، ولما لم يستطيعا إسكاته وضعا أيديهما على فمه وهو يصرخ ويستغيث بالسيد المسيح حتى أسلم روحه الطاهرة بيد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس وواخس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا قائدين في الجيش الروماني تحت ولاية جالريوس ومكسيميانوس. ولما دعيا ذات مرة لحضور الاحتفال بذبيحة كانت ستقرب للآلهة رفضا بثبات، فحمي غضب القيصر عليهما وجردهما من رتبهما وملابسهما العسكرية. وأمر أن توضع عليهما ثياب نسائية في حضوره، وأن يُوضع قيد حديدي في عنقيهما، وأن يمر بهما بين الجنود في هذه الحالة حتى ما يعتريهما الخزي والمهانة. وقد احتمل القديسان بكل شجاعة هذه الإهانات ثم أحالهما إلى أنطيوخس حاكم سوريا لكي يعذّبهما. إذ فشل في كل محاولاته لردعهما أمر أن يصلب واخس عارياً ويجلد جلداً قاسياً بأعصاب البقر، فأسلم روحه تحت هذا التعذيب الوحشي. أما القديس سرجيوس فبعد أن اجتاز سلسلة من العذابات المريرة أثبت فيها صلابته وإيمانه، أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ستراتونيس الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – شهيدة من سيزيكم Cyzicum في ميسيا Mysia مع سيليوكُس Seleucus زوجها، أثناء اضطهاد دقلديانوس. كان زوجها أحد الشخصيات الرسمية المهمة في المدينة. بهذه الصفة كانت تشاهد تعذيب أعداد كبيرة من المسيحيين الذين قُبِض عليهم، وتأثرت بصبرهم في احتمال التعذيب حتى آمنت بالمسيحية وحوَّلت زوجها أيضاً للإيمان. بذل أبوها أبوللونيوس Apollonius جهداً كبيرً ًليردها إلى الوثنية، ولما فشل في مسعاه أصبح أشد مهاجميها. بعد تعذيب طويل وشديد، ومعجزات عديدة جرت على أيديهما، نالا إكليل الاستشهاد بقطع رأسيهما. وتُعيِّد لها الكنيسة الغربية في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرفاتيوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أرمينياً بالمولد، ويقال أنه استضاف القديس أثناسيوس الرسولي أثناء نفيه، ودافع عنه وعن الإيمان المستقيم في مجمع سارديكا Sardica. بعد مقتل الإمبراطور قنسطنس Constans أرسله المغتَصِب للعرش ماجنِنتيوس Magnentius مع أسقف آخر إلى الإسكندرية للدفاع عن موقفه لدى الإمبراطور قنسطنطيوس Constantius. لم تسفر مهمته عن نتيجة إيجابية، ولكن استطاع سرفاتيوس أثناء وجوده في مصر أن يجدد علاقته بالقديس أثناسيوس. وفي سنة 359م حضر مجمع ريميني Rimini، وفيه وقف بشجاعة مع القديس فوباديوس أسقف آجن Phoebadius of Agen مدافعاً عن الإيمان المستقيم أمام الأريوسيين المسنودين بالإمبراطور. يُقال أن القديس سرفاتيوس تنبأ عن غزو الهونيين Huns لبلاد الغال، وأنه مكث يصلي ويصوم لكي يرفع الله عن شعبه هذه الضيقة. ثم سافر إلى روما للتشفع بالقديسين بطرس وبولس حتى يضعا شعبه في رعايتهما. وبعد عودته مباشرة إلى مدينته Tongres أصيب بحمى وتنيح، وذلك في سنة 384م. وفي نفس العام دُمِّرت المدينة جزئياً في إحدى الغزوات، ولكن نبوته تحققت كاملة بعد ذلك بسبعين عاماً حين غزاها أتّيلا Attila ودمرها بالكامل. مجمعا ريميني وسيلوكية مجمعا ريميني وسيلوكية Seleucia يمثلان مجمعاً واحداً في موقعين، عُقدا بناء على طلب الإمبراطور قنسطنطيوس الثاني عام 359م. أُختير الموقعان لتجنب الأسفار الطويلة، وكان هدفهما هو مساندة الجانب الأريوسي بالرغم من قلة عددهم. قدم قنسطنيوس أجندة عمل وهي قبول قانون إيمان وضع في سيرميام Sirmium مشابه لقانون الإيمان الأنطاكي لعام 341م، وبعث إلى كل مجمع رؤساء أمبرياليين. وكان المطلوب إرسال مندوبين عن كل مجمع ليلتقيا في Nike بتراقيا Thrace لتوحيد نتائج المجمعين. في الجانب الغربي اشترك 400 عضواً في مجمع ريميني (اريمينم Ariminum) بإيطاليا، ورأى الأغلبية أن قانون الإيمان النيقوي فيه الكفاية، وأنه يجب وضع حرمان ضد الأريوسية. التقى الطرفان (الأرثوذكس والأريوسيون) من كنائس متعددة بعد رفض الاقتراح الأريوسي بأن التعبيرين homoousios (أي عن ذات الجوهر) وhomoiousis (أي من جوهر مشابه) ليسا كتابيين وإن المعنى الأدق هو homoios (مثل أو شبه). أُستبعد قادة الفكر الأريوسي، لكن الإمبراطور عاد فسندهم. أما في الموقع الآخر الشرقي وهو سيلوكية أسبيرا Aspera عاصمة آشور Isauria فكان المشتركون فيه 160 عضواً طالب أغلبهم بتعبير Homoiosuios. وطالبت القلة الأريوسية وكان عددهم خمسين بالتعبير Homoios ورفضوا التعبيرين الآخرين وحرموا القائلين Anomoiso “غير مشابه”. رُفض رأيهم عندما أعلن أكاكيوس أسقف قيصرية أن الابن لم يكن إلا مشابه للآب في الإرادة. مرة أخرى أُستبعد الأريوسيون لكن سندهم الإمبراطور. استطاعت القلة في المجمعين التي هي ضد قانون الإيمان النيقوي أن تتمتع برضى الإمبراطور. التقى مندوبون من المجمعين في Nike وقبلوا قانون الإيمان الأريوسي بعد أن قيل لكل طرف أن الطرف الثاني قد قبله، ووضع قانون Nikene لكي يختلط على البسطاء على أنه قانون إيمان نيقوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأسقف ساويرس بن المقفع | الولادة: 915 الوفاة: – 📜 سيرته من أعظم الشخصيات التي أنجبتها الكنيسة القبطية في القرن العاشر الميلادي. وُلد نحو سنة 915م من والد لُقِّب بالمقفع (معناه المنكّس الرأس دائماً أو مَن كانت يده متشنجة). نشأ في مصر القديمة غالباً وتربى تربية حسنة وجمع بين العلوم الدينية والدنيوية كما يتضح ذلك من مؤلفاته الكثيرة اللاهوتية والعقيدية. تدرّج في وظائف الدولة في عصر الإخشيديين حتى أصبح كاتباً ماهراً، وكان يُشتَرَط في كاتب الدواوين إلمامه باللغة العربية، وعلى ذلك فقد كان ملماً باللغة العربية إلى جانب القبطية واليونانية، وكانت وظيفة الكاتب شريفة جداً. عُرِف ساويرس في ذلك الوقت باسم “أبي البشر بن المقفع الكاتب” وهذه الكنية لا تعني أنه أنجب ولداً باسم بشر وإنما تدل على أنه كان شخصاً مُعتَبَراً ومبجلاً على نحو ما جرت عليه العادة في ذلك الوقت. ⛪ رهبنته بعد أن وصل أبو بشر إلى أعلى المناصب ترك مجد العالم وتخلى عن وظيفته وترهب في أحد الأديرة التي نجهلها، ولا شك أنه استفاد من فترة رهبنته ليكمل تكوينه الديني. وكان هذا التكوين يعتمد أساساً على قراءة الكتاب المقدس ومؤلفات الآباء، وقد تفوّق أبو البشر في كليهما. 📚معرفته للكتاب المقدس يذكر الباحثون أن معرفة ساويرس للكتاب المقدس مذهلة، وكذلك معرفته لآباء الكنيسة كانت تفوق مستوى معاصريه. وكتابه “الدر الثمين في إيضاح الاعتقاد في الدين” (وهو يختلف عن كتاب آخر له عنوان “الدر الثمين في إيضاح الدين”) يدل على تبحره في معرفة الكتاب المقدس، بل ربما لا يوجد مؤلِف كتب بالعربية يعادله في معرفته للكتاب المقدس، كما أن كتاباته اللاهوتية تدل على معرفته بكتابات آباء الكنيسة سواء القبطية أو اليونانية. ⛪ سيامته أسقفاً اختير أسقفاً على مدينة الأشمونين التي كانت أسقفية عظيمة مزدهرة بالكنائس والأديرة وهي الآن قرية تابعة لمركز الروضة محافظة أسيوط شمال غربي ملّوي. ولا يُعرَف مَن مِن البطاركة رسمه أسقفاً، لكن يحتمل أن يكون قد رُسِم بيد أنبا مقار البطريرك الـ 59. ⚔️ مجادلاته من الأمور التي اشتهر بها مجادلاته مع أئمة المسلمين في عصره، ويُعتَبَر ساويرس بن المقفع بلا منازع أكبر عالِم دين ولاهوتي مسيحي في القرن العاشر الميلادي كله. كان صديقاً للبابا ابرآم بن زرعه السرياني وهو البابا 62، كما كان يتردد على بلاط المعز لدين الله الفاطمي الذي كان يدعوه للمناظرة مع أئمة المسلمين واليهود في حضرته. وكان ساويرس يتفوق عليهم بقوة حجته وفرط ذكائه. وبسبب توقد ذكائه وعلمه كانت له علاقات طيبة مع كبار علماء المسلمين، وكان يمزج جلساته معهم بالمرح. من أمثلة مرحه وسرعة بديهته أنه كان جالساً عند قاضي القضاة، وحدث أن مرَّ عليهم كلب، وكان يوم الجمعة، وكان هناك بعض الجالسين. فقال له قاضي القضاة: “ماذا تقول يا ساويرس في هذا الكلب؟ هل هو نصراني أو مسلم؟” فقال له: “اسأله فهو يجيبك عن نفسه”. فقال له القاضي: “هل الكلب يتكلم؟ وإنما نريدك أنت أن تقول لنا”. فأجابه القديس: “نعم يجب أن نجرب هذا الكلب، وذلك أن اليوم يوم الجمعة والنصارى يصومون ولا يأكلون فيه لحم فإذا فطروا عشية يشربون النبيذ، والمسلمون ما يصوموه ولا يشربون فيه النبيذ ولا يأكلون فيه اللحم. فضعوا قدامه لحماً ونبيذاً، فإن أكل اللحم فهو مسلم وإن لم يأكله وشرب النبيذ فهو نصراني”. فلما سمعوا كلامه تعجبوا من حكمته وقوة جوابه. ✡️ مناظرته مع موسى اليهودي بالإضافة إلى مناظرة المسلمين كانت له مناظرات مع اليهود، منها مناظرته مع موسى اليهودي التي تمت في حضرة المعز لدين الله سنة 975م، وقد رواها الشماس ميخائيل بن بدير الدمنهوري في كتاب “تاريخ البطاركة” المجلد الثاني الجزء الثاني صفحة 93. كان موسى اليهودي صديقاً ليعقوب بن كلِّس الوزير الذي كان يهودياً واعتنق الإسلام، وفي اليوم المحدد حضر موسى اليهودي والوزير بن كلِّس بحضرة الخليفة المعز في قصره. فجلسوا وقتاً طويلاً وهم سكوت، فقال لهم الخليفة المعز: “تكلموا فيما اجتمعتم فيه”، ثم قال: “تكلم يا بطرك وقل لنائبك يقول ما عنده”، فقال البطريرك للأسقف: “تكلم يا ولدي فإن الله يوفقك”. فقال الأسقف للمعز: “ما يجوز خطاب رجل يهودي بحضرة أمير المؤمنين”. فقال له اليهودي: “أنت تعيبني وتقول بحضرة أمير المؤمنين ووزيره أني جاهل؟” قال له أنبا ساويرس: “إذا ظهر الحق لأمير المؤمنين ما يكون فيه غضب”، قال المعز: “ما يجوز أن يغضب أحد في المجادلة بل ينبغي للمجادلين أن يقول كل واحدٍ منهم ما عنده ويوضح حجته كيف شاء”. قال الأسقف: “ما أنا شهدت عليك يا يهودي بالجهل بل نبي كبير جليل عند الله شهد عليك بذلك”. قال اليهودي: “ومن هو النبي؟” فأجابه القديس: “هو إشعياء الذي قال في أول كتابه: “عرف الثور قانيه والحمار عرف مزود سيده وإسرائيل لم يعرفني”. فقال المعز لموسى: “أليس هذا صحيح؟” فأجاب: “نعم هذا هو مكتوب”، قال الأسقف: “أليس قد قال الله أن البهائم أفهم منكم؟ وما يجوز لي أن أخاطب في مجلس أمير المؤمنين دام عزه من تكون البهائم أعقل منه وقد وصفه الله بالجهل”. فأعجَب الملك المعز ذلك وأمرهم بالانصراف، واستحكمت العداوة بين الفريقين وقوي غضب الوزير وصار يطلب عثرة على البطريرك لأجل أنه فضح اليهود بين يديّ الخليفة المعز. 📖 أعماله الكتابية قد يكون ساويرس هو أول من نشر كتباً مسيحية باللغة العربية. اهتم بجمع سير البطاركة السالفين، جمعها من المخطوطات القبطية واليونانية بدير أبي مقار بوادي النطرون ودير نهيا قرب الجيزة (اندثر) وقد أتمّ هذا الكتاب وهو في سن الثمانين. كتبه تدل على معرفته للفلسفة اليونانية والإسلامية، فلا يوجد مصنَّف من مصنفاته إلا وفيه رد فلسفي دقيق، كما كانت له دراية بالطب والفلك. أما عن مؤلفات ساويرس بن المقفع، فحسبما يذكر أبو البركات المعروف بابن كبر كاهن الكنيسة المعلقة (1324م) أنها تبلغ ستة وعشرين كتاباً في اللاهوت والعقيدة والتاريخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس القمص | الولادة: 1882 الوفاة: 1964 ولد بجرجا سنة 1882 م ورُسِم قساً على بلده ملوي باسم القس ملطي سرجيوس، ثم عُيِّن وكيلاً لمطرانية أسيوط في 30 أكتوبر سنة 1907م. اشتهر بغيرته على دينه، وألمه الشديد على مجد أمته الزائل، وكان رجلاً ثائراً على كل مالا يرضيه، ولكن ثورته اقتصرت في بداية حياته في تمسكه الشديد لعقيدته. ثائر وطني في السودان أصدر مجلة المنارة المرقسية في سبتمبر سنة 1912م في مدينة الخرطوم عندما كان وكيلاً لمطرانيتها، وكان هدف المجلة دعوة الأقباط والمسلمين إلى التضامن والتآخي، وتقويم الاعوجاج الذي تأصل في الأقباط ككنيسة، والضرب على العادات التي أضلَّت الشعب وأفسدت ما ورثناه من الآباء القديسين. غضب عليه الإنجليز وأمروا بعودته إلى مصر في أربع وعشرين ساعة، وكانت آخر كلماته للمدير الإنجليزي هي: “إنني سواء كنت في السودان أو في مصر لن أكف عن النضال وإثارة الشعب ضدكم إلى أن تتحرر بلادي من وجودكم”. قائد في ثورة سنة 1919م في ثورة سنة 1919م برز القمص سرجيوس وسط الثائرين، فكان أشبه بعبد الله النديم، فقد وهبه الله لساناً فصيحاً يهز أوتار القلوب إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب خطيب مصر أو خطيب الثورة الأول. عاش في الأزهر لمدة ثلاثة شهور كاملة يخطب في الليل والنهار مرتقياً المنبر، معلناً أنه مصري أولاً ومصري ثانياً ومصري ثالثاً، وأن الوطن لا يعرف مسلماً ولا قبطياً، بل مجاهدين فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء، وقدم الدليل للمستمعين إليه بوقفته أمامهم بعمامته السوداء. ذُكِر عنه أنه ذات مرة وقف في ميدان الأوبرا يخطب في الجماهير المتزاحمة، وفي أثناء خطابه تقدم نحوه جندي إنجليزي شاهراً مسدسه في وجهه، فهتف الجميع: “حاسب يا أبونا، حايموتك”، وفي هدوء أجاب أبونا: “ومتى كنا نحن المصريون نخاف الموت؟ دعوه يُريق دمائي لتروي أرض وطني التي ارتوت بدماء آلاف الشهداء. دعوه يقتلني ليشهد العالم كيف يعتدي الإنجليز على رجال الدين”. وأمام ثباته واستمراره في خطابه تراجع الجندي عن قتله. مرة أخرى وقف هو والشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر جامع ابن طولون. فلما ضاق بهما الإنجليز ذرعاً أمروا بنفيهما معاً في رفح بسيناء. وكانا في منفاهما يتحدثان عن مصر، ويتغنيان بأناشيد حبهما لها. كذلك انشغل في المنفى بكتابة الخطابات، وإرسالها إلى اللورد، يندد فيها بسياسة الإنجليز، ويعيب عليهم غطرستهم وحماقتهم في معاملة الوطنيين، وعلى الأخص في معاملة قادتهم وزعمائهم. وقد قضى أبونا سرجيوس والشيخ القاياتي ثمانين يوماً في هذا المنفى. وبعدما خرج من الاعتقال ظل يخطب في كل مكان في المساجد والكنائس والأندية والمحافل وفي الشوارع والميادين. كتب في الدفاع عن الإيمان أما فيما يتعلق بالكنيسة، فبالإضافة إلى مجلة المنارة المصرية أصدر عدداً كبيراً من الكتب التي دافع فيها عن الإيمان، والتي رد فيها على الكثير من الأسئلة والافتراءات. ولم يكتفِ في كتبه بتقديم الأدلة من الكتاب المقدس بل استند أيضاً إلى الكثير من الآيات القرآنية وباقتباسات من كبار المفكرين المسلمين. كذلك كتب الكثير من المقالات في مجلات غير مجلته، كان يوقع عليها باسم “يونس المهموز”. ظل القمص مرقس سرجيوس زوبعة عاصفة إلى آخر نسمة في حياته بالرغم من شيخوخته، إذ قد انتقل إلى العالم الباقي عن إحدى وثمانين سنة، وكان ذلك في 5 سبتمبر سنة 1964م. وأبت الجماهير الشعبية التي اشتركت في تشييع جنازته إلا أن تحمل نعشه على الأعناق. ثم أبدت الحكومة اعترافها بجهاده الوطني بأن أطلقت اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرور الجلال المعلم | الولادة: – الوفاة: – من مشاهير الأقباط في عهد الفاطميين، وكان ملتزماً في خلافة المستنصر فكوَّن ثروة طائلة. وكان محسناً فطناً مدبراً. فنال بذلك نعمة لدى الخليفة واكتسب ثقته لصِدقه واستقامته، فلم يَرُدّ له كلمة ولم يرفض له طلباً، ومع كل ذلك يُذكَر عنه أنه كان متواضعًا كريماً جواداً، عالي الهمة حسن الأخلاق محباً لعمل الخير لجميع الناس على السواء دون تمييز بين مسيحي أو مسلم، ولذا أحبه الجميع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سفينة الراهبة الناسخة القديسة | الولادة: – الوفاة: 1645 من قرية الشيخ مسعود غرب طهطا مديرية جرجا، وهي أكبر أبناء المعلم صليب جرجس المسعودي. كانت عائلتها عريقة وعميقة الروحانية. عمها هو القمص عبد المسيح جرجس صليب المسعودي، الذي كان مرشداً لعددٍ كبيرٍ من الرهبان، وألَّف الكثير من المدائح بعضها مذكور في مدائح شهر كيهك، وعمتها الأم عزيزة راهبة فاضلة بدير الشهيد العظيم مار جرجس بحارة زويلة تنيحت سنة 1870م. حياتها أتقنت القديسة سفينة اللغة القبطية، وكانت شغوفة جداً بقراءة الكتاب المقدس وسير القديسين، فتعلق قلبها منذ حداثتها بمحبة الله الشديدة وطريق العفة والفضيلة، وخصصت وقتها كله وهي مازالت في بيت أبيها لنسخ الكتب المقدسة وسير الشهداء والقديسين حتى عزمت على ترك العالم والتحقت بسلك الرهبنة، فبارك والداها قراراها بكل فرح داعين لها بالنجاح. وفي عام 1884م التحقت بدير الشهيد العظيم أبي سيفين بمصر القديمة. عاشت هذه الراهبة القديسة في الدير حياة الفضيلة وقضت معظم وقتها في نساخة كتب الأبصلمودية السنوية والكيهكية والأجابي لأخواتها الراهبات لإثراء الدير والكنيسة كلها. وكانت تنسخ عدداً كبيراً من الكتب والمخطوطات القيّمة التي كانت مهداه من الخارج فتركت لمكتبة الدير تراثاً نفيساً. وكانت صانعة سلام بين الراهبات حتى دعوها “حمامة السلام”، إذ كانت لا تهدأ أبداً ولا تستريح إلا إذا كان الدير يعمه السلام بالكامل. نياحتها في آخر قداس أعلنت لأخواتها الراهبات أنه آخر قداس تحضره معهن، وفي يوم الجمعة صباحاً 5 بؤونة عام 1645 للشهداء قالت القديسة سفينة “اذكرني يا رب متى جئتَ في ملكوتك. في يديك أستودعك روحي”، وفاضت روحها الطاهرة في يد الرب الذي أحبته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سعيد بن كاتب الفرغاني | الولادة: – الوفاة: – مهندس نابغة مهندس قبطي ظهر اسمه في عهد الطولونيين، وغالباً ما يُنسَب إلى ناحية فرغان بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية أو إلى مدينة الفراجون التي اندثرت ومحلها اليوم مدينة سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ. أول ما نسمعه عنه أنه تولى عمارة مقياس النيل في جزيرة الروضة سنة 864م بعد أن أمر بعمارته الخليفة العباسي المتوكل. ولما تولى أحمد بن طولون حكم مصر عهد إليه ببناء أهم منشآته، فبنى له أولاً قناطر بن طولون وبئر عند بركة حبش لتوصيل الماء إلى مدينة القطائع بين عامي 872 و 873م. وحدث لما ذهب ابن طولون لمعاينة العمل بعد انتهائه أن غاصت رِجل فَرَسِه في موضع كان لا يزال رطباً، فكبا الفرس بابن طولون، ولسوء ظنه قدَّر أن ذلك لمكروه أراده به النصراني، فأمر بشق ثيابه وجلده خمسمائة سوطاً وألقاه في السجن، وكان المسكين يتوقع بدلاً من ذلك جائزة من الدنانير! بعد ذلك فكر ابن طولون في بناء جامع يكون أعظم ما بُنِي من المساجد في مصر، ويقيمه على ثلاثمائة عمود من الرخام، فقيل له أنه لن يجد مثل ذلك العدد إلا إذا مضى إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب ويحملها من هناك. وبلغ الأمر للفرغاني وهو في السجن، فكتب لابن طولون يقول له أنه يستطيع أن يبنيه بلا أعمدة إلا عمودي القبلة، وصوّره له على الجلود فأعجبه واستحسنه وأطلق سراحه وأطلق له النفقة حتى يقوم بالبناء، وبعد الانتهاء أمَّنه ابن طولون على نفسه وأمر له بجائزة عشرة آلاف دينار. ويشهد جامع ابن طولون بعبقرية هذا المهندس القبطي، إذ ترى العقود المدببة في الجامع قبل أن يُعرَف استخدامها في إنجلترا بقرنين على الأقل. فيما يختص بما انتهى إليه أمر هذا المهندس القبطي، فإن بعض المصادر تروي أن ابن طولون عرض عليه اعتناق الإسلام فأبى وتمسك بإيمانه المسيحي، فقُطِعت رأسه ومات شهيداً. ويذكر أبو المكارم في كتابه المنسوب خطأ لأبي صالح الأرمني “ذكر في دلال الأعياد” أنه في اليوم السابع من كيهك قُطِعت رأس ابن كاتب الفرغاني وجسده محفوظ في كنيسة القديس قلته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سعد سليمان البار | الولادة: 1901 الوفاة: 1978 نشأته ولد سنة 1901م في بلدة نوب طحا، مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية من أبوين تقيين. وقد حفظ المزامير والألحان الكنسية وتعلم اللغة القبطية، ولما أتمَّ دراسته عمل بمصلحة السكة الحديد. تأثره بعظات الأرشيدياكون إسكندر حنا في شبابه أحب سماع عظات الأرشيدياكون إسكندر حنا، وكان يتأثر بها جداً لدرجة أنها كانت السبب في إقلاعه عن التدخين وعزمه على السلوك في طريق التوبة وحياة القداسة. من بداية حياته الروحية كان حاراً جداً، فكان يصلي السبع صلوات كل يوم كالآتي: باكر قبل ذهابه للعمل. صلوات الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة كان يصليها في إحدى عربات السكة الحديد الواقفة على الرصيف. أما الغروب والنوم فبعد عودته من عمله. وفي أصوامه كان صارماً مع نفسه إلى حد القسوة فلم يكن يتناول طعاماً في أي يوم، عدا السبت والأحد، قبل الثالثة بعد الظهر، بل أحياناً كثيرة لم يكن يفطر إلا في المساء. وقد بلغ به التقشف أنه كان يصوم باليومين والثلاثة وكان طعامه قليلاً من البقول. وقد مزج الصوم والصلاة بمداومة الإطلاع في الكتاب المقدس، وفي أحيان كثيرة كان يقرأ كتاب الله وهو راكع على الأرض. حرب الشياطين لم تتركه الشياطين في سلام، بل كانت محاربتهم له تفوق الاحتمال، لكنه بقوة الله كان ينتصر عليهم. وفي إحدى المرات بعد تعرضه لحربٍ شديدة ظهر له رب المجد ليشجعه ويقويه. زواجه كان المقدس سعد رافضاً الزواج مفضلاً حياة البتولية، إلى أن علم أن بعض الناس يريدونه أن يترهب لرسامته أسقفاً، فحسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة، ولم يجد مفراً للهروب إلا أن يتزوج، وقد ظل سائراً في طريق القداسة بعد زواجه. لم يكن قاسياً في معاملة أولاده بل كان ينصحهم بوجوب الاهتمام بأجسادهم وعدم إهانتها. مواهب روحية منحه الرب مواهب كثيرة، فكان يشفي الأمراض ويخرج الأرواح الشريرة، كما كانت له بصيرة روحية يميّز بها الأرواح والأفكار، ويتنبأ عن أحداث قبل وقوعها. ففي أيام البابا يوساب البطريرك 115 تنبأ بمجيء بطريرك قديس في عهده ستكون ظهورات سمائية على قباب الكنائس، وفعلاً تحققت نبوته ورُسِم البابا كيرلس السادس الذي في عهده ظهرت السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون. نياحته في آخر عشر سنوات من حياته أصيب بعدة أمراض منها الشلل وفقدان الذاكرة، فلم يكن يتذكر أي شيء إلا أنه لم يكف عن تقديس اسم الله. قبل نياحته بحوالي شهر بدأ يُعْلِم من حوله بأن زمن انتقاله قد اقترب. ورقد في الرب سنة 1978م عن عمر يناهز سبعة وسبعين عاماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سكلابيوس وديسقورس أخوه الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا راهبين عابدين في جبل إخميم، استشهدا على يد إريانا الوالي أثناء الاضطهاد الذي أثاره على المسيحيين وبالذات في مدينة أخميم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سلبيسيوس ساويرس | الولادة: 353 الوفاة: – نشأته مؤرخ كنسي في بلاد الغال، ينتسب إلى أسرة أرستقراطية في Aquitaine، ولد بعد سنة 353م. تعرفنا عليه من خلال عمل جناديوس “مشاهير الآباء” ورسائل صديقه بولينوس Paulinus. درس القانون وانخرط في عمل المحاماة. تزوج سيدة غنية من أسرة فاضلة، توفت بعد فترة قصيرة. رهبنته يذكر عنه بولينوس أنه وهو في زهرة شبابه وقد نبغ في عمله وصار يمدحه الجميع تحدى غضب والده وتسخيف معارفه له وانطلق من العالم بعد أن اعتمد عام 381م . لقد تأثر بمثال مارتن أسقف تور Martin of Tours واهتدي بنصائحه. لا يُعرف تماماً أين قطن مع قلة من التلاميذ، إنما يُحتمل أن يكون في Primuliacum ، قرية بين تولوز Toulouse وكاركاسون Carcassonne حيث بنى كنيستين. ربما كان ذلك في ممتلكات زوجته أو حماته، لأن والده يبدو أنه حرمه من الميراث. يرى جيناديوس أنه كان كاهناً، وإن كان البعض يتشكك في ذلك. فقد جاءت لهجة أحاديثه الموجهة ضد الأساقفة والكهنة الذين ينعتهم بأنهم محبون للترف ويطلبون ما لأنفسهم ويضطهدون من هو بطل في عينيه “القديس مارتن أسقف تور” تكشف عن أنه لم يكن كاهناً. أخطاؤه يذكر جيناديوس عنه أنه مال في أيامه الأخيرة إلى البيلاجية وإذ شعر أنه يخطئ بكثرة الكلام التزم الصمت حتى يوم وفاته لكي يصحح بصمته التأديبي الخطية التي ارتكبها بكثرة كلامه. في عبارة للقديس جيروم (تفسير سفر حزقيالPL 20:58 ) اتهمه بأنه سقط في بدعة الحكم الألفي. كتاباته 1. التاريخ المقدسHistoria Sacra, Chronica وهو الذي أعطاه شهرته كمؤرخ. وضعه حوالي عام 403م، وفيه حاول تقديم تاريخ مختصر للعالم من الخلقة إلى أيامه حيث قنصلية Stilicho عام 400م. اعتمد فيه على الترجمة السبعينية للكتاب المقدس، والترجمة اللاتينية القديمة، وكتاب التاريخ الكنسي ليوسابيوس ترجمة القديس جيروم، و Historici Ethniciلمؤلفين غير مسيحيين. ضم الكتاب الأول وجزء من الثاني تاريخ العالم إلى ميلاد المسيح ثم حذف ما ورد في الأناجيل وسفر الأعمال وتحدث عن الاستيلاء على أورشليم، مقدماً تفاصيل أكثر للقصة الواردة في يوسيفوس. ثم عرض اضطهاد المسيحيين بواسطة تسعة أباطرة، ووصف اكتشاف الصليب بواسطة الملكة هيلانة كما سمعها من بولينوس. حديثه عن الأريوسية غير دقيق وليس بذي قيمة، أما عن الهرطقة البريسكلانية Priscillianist فأكثر أهمية، هذه التي ظهرت في أيامه، فتحدث عنها بتفصيل إذ كان مدركاً لها. غير أنه اهتم بوجه عام بالتاريخ أكثر من اللاهوت والعقيدة. 2. حياة القديس مارتن Vita S. Martini وهي أول أعماله الكتابية. وقد قدم في هذا العمل والعملين التاليين كل ما هو أصيل بخصوص قديس المسيحية الغربية مارتن أسقف تور. أخبرنا أنه إذ سمع عن قداسة هذا الرجل ومعجزاته ذهب إلى تور لكي يراه، وقدم له أسئلة ونال منه عنها إجابات، كما جمع عنه معلومات عن شهود عيان وعن عارفيه ( فصل 25 من حياة مارتن). تمت هذه الزيارة ربما عام 394م، تبعها عدة زيارات لاحقة. وقد نُشر هذا الكتاب أثناء حياة القديس مارتن. 3. الحوارات Dialogue كتبه حوالي عام 405م. جاء الحوار مع صديقه Postumianus عندما عاد بعد إقامة ثلاث سنوات في الشرق، ومع غالوس Gallus تلميذ القديس مارتن وكان قد مات غالوس. في الحوار الأول خصص 22 فصلاً عن النزاع في الإسكندرية بين رئيس الأساقفة ثاوفيلس والرهبان بخصوص أوريجينوس والقديس جيروم ورهبان ومتوحدي طيبة. وفيه أيضا سأل Postumianus عن القديس مارتن وتعرف علي شعبيته في كل البقاع. فقد تحدث عنها بولينوس في روما. وقرطاجنة قرأت عنه، وأما الإسكندريون فكانوا يعرفون أكثر مما جاء في الحوار. 4 – ثلاث رسائل ورد فيها عن القديس مارتن، حيث كان أول من تحدث عن موته ودفنه. توجد سبع رسائل أخري منسوبة خطأ إليه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سلستين الأول أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 432 ولِد في كمبانيا Campania وكان شماساً في روما قبل اختياره أسقفاً في سبتمبر سنة 422م. وخلال العشر سنوات التي قضاها على كرسي روما أظهر طاقة كبيرة في مواجهة الهرطقات. كان القديس أغسطينوس يوقّر القديس سلستين ويبجله في خطاباته، بسبب موقفه القوي ومقاومته البيلاجية والنسطورية، وكان يشجع القديس جرمانوس Germanus على مقاومة هرطقة البيلاجية، وهو الذي أرسل القديس باتريك Patrick إلى أيرلندا لخدمة المنضمين حديثاً للإيمان بالمسيح، ويقال أنه هو أيضاً الذي أرسل بالاديوس للخدمة هناك قبل أن يبدأ القديس باتريك خدمته. وقد تنيح القديس سلستين سنة 432م، وتعيد له الكنيسة الغربية في يوم 6 إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سلفانوس الممثل القديس | الولادة: – الوفاة: – الممثل الراهب ارتدي سلفانوس ثوب الرهبنة عشرين عاماً، وكان في الأصل يحترف مهنة التمثيل ثم انخرط في سلك الرهبنة، وكان في شوقٍ زائدٍ إلى خلاص نفسه في البداية. العودة إلى ترديد الأغاني العالمية بدأ يتكاسل عن أمور خلاصه، ويتذكر حياة المسرح ويردد الأغاني العالمية بين الرهبان. فاستدعاه القديس باخوميوس وأمره أمام الرهبان أن يخلع رداء الرهبنة ويغادر الدير فوراً. فركع تحت قدميه متوسلاً إليه: “سامحني يا أبي هذه المرة ومن الآن سأتوب عن هذه الأمور وأرجع عن تكاسلي الروحي وسترى تغيري تماماً”. فقال له القديس باخوميوس: “ألم تعرف كم تحملتك؟ وكم مرة عاقبتك؟ وكنت مضطراً إلى هذا من أجل خلاص نفسك. وبالرغم من كل هذه الضربات لم تُغير مجرى حياتك. فكيف يمكن أن أصفح عنك بعد ذلك؟” دموع لا تجف عفا عنه بعدما تقدم الراهب بترونيوس ليضمنه هذه المرة فقط. فنما سلفانوس في نعمة الله وفي حياة الزهد والنسك حتى فاق كثيرين في الفضيلة. وكانت الدموع تنهمر من عينيه عندما كان يأكل مع الاخوة فتختلط بطعامه. ولما طلب منه الاخوة ألا يبكي أمام الزوار أجابهم بأنه يحاول ولم يستطع منع دموعه. وقال بعضهم: “أليس من الأفضل أن يأكل طعامه وحده؟” وقال آخرون: “نريد أن نعرف ماذا تقول، لأن بعضنا يراك باكيًا فيخجل من نفسه ولا يكمل طعامه”. وقال لهم سلفانوس ذات مرة: “أتريدوني ألا أبكي وأنا أرى رجالاً قديسين يخدمونني؟ الذين لست أهلاً أن أكنس تراب أقدامهم؟” ثم تساءل: “أليس مناسباً أن أبكي على نفسي يا اخوتي لأن رجلاً من المسرح يخدمه القديسون؟ وأخشى أن يحدث لي ما حدث لداثان وأبيرام (عد1:16-35)، وأبكي لأني بجهلي لم أهتم كثيراً بخلاص نفسي، وكنت على وشك الطرد من الدير، وأبكي أيضًا لأنني أعلم أنه إذا خرجت روحي من جسدي فلن أكون سعيدًا”. تفوقه في تواضعه فيما بعد تحدث القديس باخوميوس إلى الرهبان قائلاً: “إني أشهد أمام الله أنه منذ بناء هذا الدير وإلى الآن لم يصل أحد من الرهبان إلى النموذج الذي رسمته في مخيلتي إلا واحد فقط”. فلما سمع الاخوة هذا الكلام تساءلوا: “من هو هذا الواحد؟” وقال البعض أنه أنبا تادرس، وقال آخرون بترونيوس، وقال غيرهم أرسانيوس. وأخيراً سأله تادرس، فلم يشأ القديس أن يذكره خوفاً من المجد الباطل، ولما ألحّوا عليه قال لهم: “هو الشخص الذي كان منذ وقت قصير سيُطرد من الدير، لكنه قاوم العدو وعرف حيله وصنع البرّ ونما في الروحانية، وكانت الدموع تنساب دائماً من عينيه. وقد تفوق عليكم في تواضعه”. نياحته هكذا أكمل سلفانوس جهاده في ثمانية أعوام، وأصبح خادماً حكيماً. وقد شهدوا له عند رحيله إلى دار الخلود بأن طغمة من الملائكة قد حملت روحه الطاهرة وهي ترتل ترانيم النصرة، وتقدم تلك النفس إلى الله كتقدمة بخور طيب الرائحة ينبعث من احتراق الجسد عن الأطعمة والشهوات واللذات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سلوانس أو سيلفانوس القديس | الولادة: – الوفاة: – متوحد من سيناء، وكان من أهل فلسطين واعتزل أولاً في الإسقيط ثم بعد ذلك في جبل سيناء. سار في الفضيلة وأجهد نفسه بالصوم الطويل والسهر الكثير والتواضع والمحبة حتى صار أباً عظيماً. وقد أسس جماعة مقدّسة من الرجال وهي التي انضم إليها فيما بعد القديس العظيم زكريا. أهَّله الله لرؤية المناظر الإلهية، وكان يوصي تلاميذه دائماً بأن لا يهملوا شغل اليد وأن يتصدقوا بما يتفضل عنهم. وقد رُوِي عنه بعض القصص الطريفة، من بينها القصة التالية: كان القديس سيلفانوس قد درَّب تلاميذه على العمل اليدوي، وفي إحدى المرّات جاء أحد المتوحدين السوّاح، وإذ رأى الاخوة يعملون عملهم بفرحٍ وبهجةٍ قال لهم: “لا تعملوا للطعام الفاني، فإنه مكتوب أن مريم اختارت لنفسها نصيباً صالحاً لا يُنزَع منها”. فلما سمعه الشيخ قال لتلميذه: “أعطِ الأخ كتاباً وأدخله الكنيسة وأغلق عليه ليقرأ ولا تدع عنده شيئاً يؤكل”، ففعل التلميذ ذلك. ولما أتت الساعة التاسعة تطلع هذا الأخ منتظراً دعوته للأكل، إلا أن أحداً لم يدعه. أكل الشيخ وتلاميذه ولم يدعوا الراهب. وإذ اشتد به الجوع خرج من الكنيسة وقال للشيخ: “يا أبي ألم يأكل الاخوة اليوم؟” فأجابه: “نعم”، فقال: “لماذا لم تدعُنِي للأكل معهم؟” فأجابه: “أنت رجل روحاني لا حاجة بك إلى طعام جسداني ويكفيك النصيب الصالح. أما نحن فقوم جسدانيون محتاجون إلى الغذاء الجسداني ولهذا نعمل بأيدينا. وأنت قد اخترت النصيب الصالح واستمريت تقرأ طول اليوم فلا تحتاج للطعام الجسداني”. فعلم الأخ أنه قد أخطأ، فضرب مطانية مستغفراً. فأجابه الشيخ قائلاً: “يا بني لابد لمريم من أن تحتاج إلى مرثا، لأن بمرثا مُدِحَت مريم”. فانتفع الأخ من هذا التعليم وصار مداوماً على العمل بيديه ويتصدق بما يفضل عنه. ويروي كوتِليريوس Cotelerius العديد من القصص عنه، منها أنه في إحدى المرات استيقظ من النوم مفزوعاً لأنه كان في عالم الأبدية ورأى العديد من الرهبان في الجحيم، بينما الكثير من العلمانيين في السماء. وضع هذا الأب أقوالاً نافعة في الجهاد الروحاني، ولما أكمل جهاده بشيخوخة صالحة أعلمه الله بوقت نياحته، فاستدعى الرهبان القريبين منه وتبارك منهم وسألهم أن يذكروه في صلاتهم ثم تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سليمان القديس | الولادة: – الوفاة: – كان متوحداً بالجبل في أطراف مدينة أنصنا، التي كان يسكن أديرتها في وقته حوالي 1100 عابداً، علاوة على المتوحدين في الجبل. كان وديعاً وأعطاه الله فضيلة الصبر، حيث قضى خمسين عاماً في مغارة بالجبل، كان يُطعِم نفسه فيها بعمل يديه، ويتلو آيات الكتاب المقدس عن ظهر قلب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان ابن كليل الراهب | الولادة: – الوفاة: – عاش الراهب سمعان ابن كليل بن أبي الفرج في زمن البابا يؤانس الخامس البطريرك الثاني والسبعين، وذلك في القرن الثاني عشر الميلادي. قضى حياته في دير الأنبا يؤانس القصير، وانصرف إلى البحث والتأمل وإلى دراسة الأسفار الإلهية. ولإحساسه بالمسئولية أراد أن يقدم لاخوته خلاصة لكل أبحاثه وتأملاته ودراساته، فوضع تفسيراً لبشارة متى ثم وضع كتاباً أسماه: “روضة الفريد وسلوة الوحيد” قال في مقدمته: “حين أدركت نفسي الحقيرة أن نهايتي قد قربت ورحيلي عن هذا العالم وشيك الحدوث، قررْت وضع كتاب يتضمن اختباراتها وثمار أبحاثها. وإذ ذاك وضعت كل اتكالي على الله، فأدركت أنني بلغت الهدف مقدماً. أما هدفي فيتلخص في تعزية الحزين وإرشاد الضال إلى طريق البر”. وبعد هذه المقدمة القصيرة قسّم ابن كليل كتابه إلى اثني عشر فصلاً تناول فيها موضوعات: غاية خلق الإنسان، الإيمان بالله، التقوى وخوف الله، الصلاة والصوم، الصبر، المحبة والعطاء، العفاف، التواضع، المغفرة، القناعة، الصيت الحسن. قد طُبع كتابه هذا مرة واحدة سنة 1602ش، وأما سيرة هذا المرشد الروحي وحياته فهي غير معروفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان الأرمني الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف بلاد فارس، استشهد ومعه مائة وخمسون شهيداً. كان هذا القديس في زمان سابور بن هرمز ملك الفرس الذي كان كثير الجور والظلم على المسيحيين ويعاملهم بكل قساوة. فكتب هذا القديس رسالة قال له فيها: “إن الذين ابتاعهم السيد المسيح بدمه قد تخلصوا من عبودية البشر، ولا يجوز أن يتعبدوا للذين يتعدون الشريعة”. فلما قرأ الملك هذه الرسالة غضب جداً واستحضره ثم ربطه بالحديد وألقاه في السجن. فوجد بعض المحبوسين يعبدون الشمس، فعلّمهم ووعظهم، فآمنوا بالسيد المسيح وأقروا بذلك أمام الوالي، فقطع رؤوسهم كلهم. ثم أحضر القديس من السجن وقطع رأسه، فنال بذلك هو ومن معه إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان القانوي الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو المدعو نثنائيل، وقد ولد بقانا الجليل، وكان خبيراً بالناموس وكتب الأنبياء. كان ذا غيرة حارة ولذا لُُقّب بالغيور، كما كان باراً تقياً لا يحابي أحداً، لهذا لما قال له فيلبس الرسول: “قد وجدنا المسيح الذي كتب عنه موسى وذكرته الأنبياء، وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة”، لم يُحابِه ِبل قال له: “أمِن الناصرة يخرج شيء صالح؟” فقال له فيلبس: “تعالَ وانظر”. وقد قال عنه الرب: “هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه”، ولكنه لم ينصع للسيد المسيح بل طلب الدليل على مدحه بقوله للمخلص: “من أين تعرفني؟” فقال له: “قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك”، فتحقق حينئذ أنه عالم بالخفيات “. قيل أنه قتل إنساناً في صباه على أثر مشاجرة ودفنه تحت شجرة التين ولم يعلم به أحد. وقيل أنه في وقت قتل الأطفال خبأته أمه في زنبيل في شجرة تين كانت في بيتها واستمرت ترضعه ليلاً وتعلّقه نهاراً إلى أن هدأ الاضطهاد، ولم تُعلِمه أمه بهذا الأمر حتى كبر وصار رجلاً، ولا هو أعلم أيضًا أحداً بذلك. فلما أنبأه المخلص بذلك تحقق أنه الإله عالم الغيب، فخضع للرب وتبعه وصار من جملة تلاميذه الإثني عشر. ذكره كل من متى ومرقس باسم القانوي (مت 10: 4؛ مر 3: 18)، وذكره لوقا في إنجيله وسفر أعمال الرسل باسم الغيور (لو 6: 15؛ أع 1: 13). يخلط البعض بينه وبين سمعان أحد المدعوين اخوة الرب، وأخي يعقوب البار ويهوذا الرسول، الذي صار أسقفاً لأورشليم في سنة 106م خلفاً ليعقوب البار، لكن هذا خطأ لأن سمعان الذي نحن بصدده هو أحد الرسل الإثني عشر. بعد قبول نعمة الروح المعزي تكلم باللغات وبشر بالسيد المسيح. ونكاد لا نعرف شيئاً محققاً عن جهود هذا الرسول الكرازية والأماكن التي بشر فيها. قيل أنه بشر في سوريا وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وختم حياته بالاستشهاد مصلوباً على خشبة ونال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سمعان الخراز (الدباغ) | الولادة: – الوفاة: – 🕊️ سيرة القديس سمعان الخراز القديس سمعان الخراز ويعرف كذلك بسمعان الدبّاغ، عاش في القرن العاشر في مصر أيام حكم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وفي عهد بطريرك الأقباط أبرام السرياني (975 – 979 م)، ولا يُعرف الكثير عن تفاصيل حياته. هو أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيث تُعزى له بحسب التقليد الكنسي معجزة نقل أو تحريك الجبل المقطم. المصادر التي تُتحدث عنه هي بشكل عام مصادر كنسية قبطية. يروي عنه التراث القبطي بأنه كان يعمل في دباغة الجلود وفي صناعة وتصليح الأحذية وكان رجلاً تقيًّا صالحًا. جاءت إلى دكانه يومًا امرأة لتعرض عليه حذاءها ليُصلَح لها، وبينما كانت تقوم بخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فاشتهها، فللوقت قام بقلع عينه بالمخراز، مُنفِذًا بذلك بشكل حرفي إحدى وصايا المسيح التي يقول فيها: “إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فاقلعها، وألقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم” (متى 28: 5 – 29). وعندما بُلِّغ الأمر للكنيسة، قرّر الكهنة مسامحته على ما فَعَل لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقي لرمزية الوصية. ⛰️ نقل الجبل المقطم بحسب الرواية الدينية، فإن يعقوب بن كلس اليهودي الأصل، وزير المعز لدين الله، كان يُعادي المسيحيين بشدة، وأما الخليفة فقد كان رجلاً محبًّا للمعرفة ولمجالس الأدب. فدعا هذا الأخير بطريرك الأقباط ليُباحث اليهود في مسائل الدين في حضرته، لبّى البطريرك الدعوة مصطحبًا معه الأسقف ساويروس بن المقفع. خلال النقاش اتهم ساويروس اليهود بالجهل، مستشهداً بآية من سفر إشعياء تقول: “الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!” (إشعياء 1: 3). أثار ذلك غضب بن كلس الذي قرّر مع أحد رفاقه الرد على المسيحيين من خلال تصيد ثغرة ما في كتبهم، وخلص بحثه إلى آية في العهد الجديد يخاطب فيها المسيح تلاميذه: “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم” (مت 20:17). عرض الوزير تلك الآية على الخليفة وطلب إليه أن يُجبر المسيحيين إثبات زعم كتابهم هذا، فراق اقتراحه للخليفة الذي كان يريد التخلص من الجبل الكائن شرق القاهرة، ومن ناحية أخرى فإن تملّص المسيحيين من تحقيق الآية الإنجيلية سيكون دليلاً على بطلان دينهم ومعتقداتهم. بعث المعز للبطريرك ليُعلِمه بطلبه مهدّدًا إياه إذما فشل بعواقب وخيمة، ومنحه مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ ذلك. قامت الكنيسة كلها في البلاد خلال تلك الفترة بالصوم والصلاة. تكمل الرواية الدينية القصة متحدثة عن ظهور مريم العذراء للبطريرك في صباح اليوم الثالث، وأخبرته بأن يخرج ليرى رجلاً يحمل جرة ماء سيكون هو المختار للتتميم المعجزة على يديه. وعند تنفيذ وصية العذراء، وُجِد سمعان الخراز فكَلِمه بما حدث، وأما هذا الأخير فقد طلب من البطريرك أن يبقى بين الشعب في اليوم المقرر لنقل الجبل، ومن هناك سوف يقوم بالصلاة بينما يقوم البطريرك برسم علامة الصليب. وتم ذلك كما قيل، حيث وقعت زلزلة عظيمة وتحرك الجبل حتى بانت الشمس من تحته. بعد ذلك هرب الخراز لكي لا يُنال المديح من أحد. ⚰️ اكتشاف قبره بين عامي 1989 و1991، قام كهنة وعلماء آثار أقباط بالبحث عن ذخائر الخراز. وتبيّن أن سمعان كان قد دُفن في مقبرة الحبش في القاهرة القديمة. خلال البحث، تمّ العثور على ما يُعتقد أنه الهيكل العظمي لسمعان الخراز وذلك في كنيسة القديسة مريم العذراء. وُجِد الهيكل بتاريخ 4 أغسطس/آب عام 1991، وهو تحت سطح أرضية الكنيسة بما يقارب المتر. كذلك وُجِد في الكنيسة رسم يصور البطريرك أبرام السرياني وبرفقته رجل أصلع يحمل جرتي ماء يرجّح أنه سمعان، فقد عُرف عنه بأنه كان يقوم بنقل المياه إلى بيوت الفقراء. إضافة إلى ذلك، عُثر بالقرب من الموقع أيضًا على وعاء يعود تاريخ صنعه لأكثر من ألف عام، يُظن أنه كان مملوكًا لسمعان الخراز الذي كان يستخدمه لنقل الماء، والوعاء محفوظ اليوم في كنيسة القديس سمعان في منطقة المقطم في القاهرة. ⛪ أماكن العبادة المخصصة كاتدرائية مريم العذراء والقديس سمعان الخراز، القاهرة كاتدرائية مريم العذراء وكاتدرائية القديس سمعان في دير مار سمعان الخراز نسخة محفوظة 6 يناير 2018 على موقع واي باك مشين. على الضفة الشرقية لنهر النيل خلف قرية الزبالين، حيث يعيش جامعو القمامة في القاهرة. في عام 1969 قرّر محافظ القاهرة نقل كل جامعي القمامة إلى المقطم. في عام 1987، كان يعيش في قرية الزبالين حوالي 15,000 نسمة. إن الوصول إلى الدير ليس بالأمر السهل؛ من الصعب الوصول إليه بسبب الاضطرار إلى المرور عبر قرية الزبالين. دير القديس سمعان بأسوان لا يبدو أن دير القديس سمعان الخراز بأسوان له أي صلة مباشرة بالقديس سمعان. يمكن الوصول إليه إما بعبور الصحراء من قبة الهوى أو عن طريق الإبحار عبر النيل من أسوان ثم السير في وادي القرقور. تم تغيير اسم الدير، الذي كان في الأصل إلى الأنباء الحضرة الأسوان، إلى القديس سمعان الخراز. تم بناؤه في القرن السابع وأُعيد بناؤه في القرن العاشر. بحلول القرن الثالث عشر، كان الدير في حالة خراب. كان هناك نقش عُثر عليه هناك يقول إن معمر علي قد زار عام 1295 م، وعلى الرغم من أن الدير قد دُمِّر، فقد تم الحفاظ على معالمه الرئيسية. كانت إحدى الكنائس في الدير تحتوي على العديد من النقوش القبطية بداخلها، وكانت هناك ألواح من الحجارة توضّح تاريخ العديد من الرهبان الذين عاشوا هناك. … | آباء وقديسون | |
| سمعان الشيخ الكاهن والنبي | الولادة: – الوفاة: – سمعان والترجمة السبعينية إذ استولى بطليموس الأول على أورشليم أرسل كثير من الأسرى اليهود إلى مصر وأعطاهم الحرية في ممارسة أعمالهم التجارية. اهتم بعضهم بالفكر الهيليني والثقافة اليونانية، وقاموا بحركة ترجمة لبعض كتبهم الدينية. أنشأ بطليموس مكتبة الإسكندرية التي ضمت أكثر من نصف مليون مجلداً. وجاء عن بطليموس الثاني “فيلادلفي، أي محب أخيه” Ptolemy II Philadelphus (283-246 ق.م) أنه اهتم بترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية، وهي الترجمة المعروفة بالسبعينية Septuagint وتعتبر أهم ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية. وقد جاءت قصة هذه الترجمة في خطاب أرستياس Letter of Aristeas في المنتصف الأخير من القرن الثاني ق.م. أشار بطليموس إلى كاتب يوناني لديه يدعى أرسكاى ليكتب لرئيس الكهنة اليعازر في أورشليم أن يرسل إليه نسخ الأسفار المقدسة وكتب التاريخ مع بعض الخبراء في اللغة العبرية واللغة اليونانية، وقد أرسل إليه هدية فاخرة ووعده بإطلاق سراح 120 ألفاً من اليهود المقيمين في مصر. أرسل اليعازار 72 عالماً، ستة من كل سبط وسلمهم نسخة التوراة مذهبة للملك، فأكرمهم الملك. أقامهم في جزيرة فاروس عند مدخل مرفأ الإسكندرية، التي ألحقت فيما بعد باليابسة وأقيمت فيها المنارة. قسمهم الملك ستة وثلاثين فرقة، ووزّعهم في أماكن منفردة، وطلب منهم أن يترجموا التوراة، فأقاموا نحو سبعين يوماً حتى أكملوا الترجمة. وقد أجزل لهم بطليموس الجوائز، وكان ذلك في حوالي سنة 250 ق.م. اُستخدمت هذه الترجمة في مجامع اليهود في مصر حتى يمكنهم أن يقرأوا من الكتاب المقدس يومياً باللهجة الكوين Koinĕ التي نشرها الإسكندر الأكبر في كل الشرق كان ذلك بتدبير إلهي حيث أمكن للعالم بثقافته اليونانية أن يتعرف على النبوات الخاصة بالسيد المسيح عند كرازة الرسل لهم، خاصة وأن الترجمة تمت بواسطة علماء يهود قبل انتشار المسيحية. ها العذراء تحبل خشي سمعان أن يترجم كلمة عذراء “تي بارثينوس” (إش 7: 14)، فيسخر به الملك ويهزأ به، فأراد أن يستبدلها بكلمة “فتاة”. ويبدو أن الشك دخل إليه، فتساءل: “كيف يمكن لعذراء أن تحبل وتلد؟” في وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وأمانته في الترجمة وبين استحالة تحقيق ذلك رأى في حلم من يقول له: “إنك لن تعاين الموت حتى ترى عمانوئيل هذا مولوداً من عذراء”. عاش قرابة 300 عاما فكلّ بصره، وجاء إلى الهيكل وحمل السيد المسيح على ذراعيه وأبصر. جلس الشيخ في طريق العالم يتفرس لينظر متى يأتي سيد العالم كما وعد. جازت عليه أجيال، وجاز الموت هنا وهناك، ولم يتعرض له، والشيخ قائم ثابت ومستيقظ ليكون شاهداً ببقائه لسيد الأزمان، لأن الكلمة حفظه في الطريق حتى يأتي الذي يأتي؟ مار يعقوب السروجي لماذا تتوانى؟… قم خذ الطفل من سمعان الشيخ واحمله أنت أيضاً على ذراعيك فتفوح من جسدك المائت رائحة الحياة التي من جسده المقدس. القديس يوحنا سابا انفتحت عينا سمعان لرؤية الطفل، وانفتحت بصيرته الداخلية لإدراك سرّ الخلاص، وانفتح لسانه بالتسبيح والنبوة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان بارسابا الأسقف ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 341 القبض عليه كان القديس سمعان أسقف Seleucia and Ctesiphon ببلاد فارس، وكان يلقب بارسابا. أمر الملك سابور الثاني Sapor II بالقبض عليه، فكبّله الجنود بالأغلال وأحضروه أمام ولاة أشرار ليحاكموه. ولأنه رفض عبادة الشمس وكان يشهد للسيد المسيح بصوتٍ عالٍ وبثباتٍ وُضِع أولاً في السجن لمدة طويلة مع مائة آخرين كان من بينهم أساقفة وكهنة وشمامسة بدرجات مختلفة. مساندته مستشار الملك كان من بين المقبوض عليهم مستشار الملك واسمه يسثازانس Usthazanes، هذا كان قد ضعف وأنكر الإيمان، ولكنه تاب وندم بفضل الأسقف سمعان، فقُبِض عليه وأخيراً حكم عليه بالموت فتقدم إلى الاستشهاد بكل ثبات. استشهاده وفي اليوم التالي لاستشهاده، وكان ذكرى آلام السيد المسيح، حُكِم على الآخرين كلهم بالموت وقطعت رؤوسهم جميعاً أمام القديس سمعان الذي كان بكل غيرةٍ يثبت كل واحدٍ منهم حتى ينال إكليله، وأخيراً قُطعت رأسه هو أيضاً، وكان استشهادهم في سنة 341م. كان ممن تعذبوا واستشهدوا أيضاً في ذلك الوقت الكاهنان عبدخالاس Abdechalas وحنانيا Ananias وبوسيشيوس Pusicius الذي كان ناظر عمال الملك، هذا قُتِل بصورة وحشية إذ كان يشجع حنانيا على الثبات وعدم التردد أمام الاضطهاد، فاُنتزع لسانه وقُطِعت رأسه ومن بعده ذُبِحت أيضاً ابنته العذراء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان كلوبا الرسول | الولادة: – الوفاة: – القديس سمعان الرسول هو ابن كلوبا شقيق يوسف البار خطيب مريم العذراء. نال هذا القديس نعمة المعزي في علية صهيون، ورُسم أسقفاً على أورشليم بعد القديس يعقوب الرسول، فجذب كثيرين من اليهود إلى الإيمان بالسيد المسيح، وصنع الله على يديه آيات كثيرة. كان يحث الشعب على العفة والطهارة، وسمع به الإمبراطور تراجان فاستحضره وعذبه كثيراً ثم قطع رأسه، فنال إكليل الشهادة، وكان له من العمر مائة وعشرين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سنا الجندي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو رفيق القديس إيسيذورس الذي تعيد له الكنيسة في اليوم الثامن عشر من شهر برمهات. وذلك أنه بعدما عُذب الاثنان واستشهد إيسيذورس، بقى سنا في السجن إلى أن عُزل والي الفرما وتولى غيره، وقد أخذ وصية أن لا يُبقي أحداً ممن يعترف باسم المسيح. ولما سمع بوجود القديس سنا في السجن، وأنه من أكابر الجنود وأنه قد عُذب كثيراً ولم ينثنِ عن رأيه أمر في الحال بقطع رأسه ونال إكليل الشهادة. وكانت أمه بجواره عند استشهاده، فرأت نفسه صاعدة إلى السماء كما رأت نفس إيسيذورس وقت استشهاده سابقاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوتيريس العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 304 يتحدث القديس أمبروسيوس عن هذه القديسة على أنها أعظم فخر لأسرتها. كانت هذه القديسة تنحدر من أصل شريف كلهم مستشارون وحكّام، ولكنها فضلت أن تترك مركزها وغناها وجمالها وكل مقتنيات العالم القيمة من أجل السيد المسيح. وهبت شبابها للَّه الذي أحبته وهجرت كل مباهج العالم وابتعدت عن كل خطر يمكن أن تتعرض له بسبب جمالها. اعترافها بالإيمان اعترفت بإيمانها وأُحضِرت أمام القضاة والحكام، وذلك بعد المراسيم والقوانين التي أصدرها دقلديانوس وماكسيميانوس ضد المسيحيين. أثناء المحاكمة حين أمر القاضي بضربها على وجهها كانت سعيدة جداً لأنها تشبّهت بمخلصها، وبالرغم من العذابات الكثيرة والمتنوعة التي أمر بها القاضي إلا أنها لم تتفوه بكلمة أنين أو تبكي بدمعة واحدة. ومع مرور الوقت وأمام ثباتها وصبرها أمر بقطع رأسها، وكان ذلك في سنة 304م. من غير الواضح إن كانت كل أحداث تعذيبها قد حدثت في نفس الوقت أو أنه قُبِض على الشهيدة وتعذبت وهي مازالت فتاة صغيرة في زمن اضطهاد ديسيوس، ثم استشهدت بعدها بخمسين سنة أثناء اضطهاد دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سورس وانطوكيون ومشهوري الشهداء | الولادة: – الوفاة: – هم فلاحون من إسنا، التقى بهم أريانوس الوالي في زيارته الرابعة للمدينة. بعد المذبحة التي أجراها في إسنا، والتي استشهد فيها كل المدينة كما سنرى عند الحديث عن “شهداء إسنا”. كانوا يسيرون على جسر المدينة ويحملون فؤوسهم، فصاحوا بصوت عظيم: “نحن مسيحيون مؤمنون بالسيد المسيح”. قال الجند للوالي: “أما تسمع هؤلاء الرجال الفلاحين الذين يصيحون؟ ” فقال الوالي: “قد أرجعنا سيوفنا إلى أغمادها إذ تلمت من كثرة القتل. وإذ عرف الفلاحون المؤمنون بذلك وكانوا يحملون فؤوسهم على أعناقهم، قالوا للوالي: “اقتلنا بفؤوسنا!” فأمر الوالي جنده أن يقتلوهم بفؤوسهم، فمدوا أعناقهم على حجر كبير كان في ذلك الموضع، وقطع الجند رؤوسهم بالفؤوس. وكان ذلك في الحادي عشر من شهر توت. بنيت لهم مقبرة بعد انتهاء الاضطهادات. ومع مرور القرون زالت آثار المقبرة، إلى أن رأى أحد سكان إسنا في أواخر القرن التاسع عشر، وهو المرحوم ميخائيل الرشيدي، رؤيا في إحدى الليالي تطلب إليه أن يذهب إلى بحري البلد ويحفر في مكان معين محدد بالجير فسيجد رفات هؤلاء القديسين الثلاثة، وأن يقوم ببناء مقبرة لهم. ذهب ميخائيل إلى الحاكم يستأذنه في بناء المقبرة فرفض في بداية الأمر لكنه عاد فصرح له بذلك بعد أن شاهد رؤيا تطلب إليه أن يأمر بالتصريح بالبناء. وبالفعل بُنيت المقبرة وبجوارها حقل من النخيل، وإن كانت المباني في السنوات الأخيرة قد زحفت على حقل النخيل ولم يبقَ سوى قلة من النخيل. ولا تزال هذه المقبرة قائمة تهتم بها عائلة “الرشايدة” بإسنا. كثيراً ما تخرج منها رائحة بخور عطرة، خاصة في عشية الأحد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوريانوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – نشأته كان اسم والده بلاريانوس، وتعلم الحكمة العالمية التي للأثينيين، ثم مضى إلى قيصرية وتعلم هناك ثم عاد إلى روما وتثقّف بعلوم الكنيسة وحفظ العتيقة والحديثة في سنينٍ قليلةٍ. وبعد هذا تنيح والداه وتركا له مالاً جزيلاً، فأراد أن يعطيه للسيد المسيح لكي ينال العوض عنه مائة ضعف، فبنى فندقاً لضيافة الغرباء والمساكين والمنقطعين وأقام فيه وكلاء لتوزيع ما يجمع على المساكين، حتى أنهم أطلقوا اسمه على تلك المواضع بعد رحيله من العالم بزمانٍ طويلٍ. مع الملك أنوريوس إذ كان عمه والي المدينة أبلغ أمره إلى الملك أنوريوس، بأنه قد بدد ماله على اسم السيد المسيح ليأخذ منه عوضه مائة ضعف، كما وعد في إنجيله، فأعجب به الملك ودعاه إليه وأمره ألا يفارق القصر، وكان يأخذه معه إلى الكنيسة. وكان الجالس على كرسي روما في ذلك الزمن هو الأسقف إينوكنديوس، فهذا أوحِي إليه من قِبَل الله بأن سوريانوس سيؤتمَن على جماعة كثيرة، فصار يكرمه ويبجله ويشتهي ألا يفارقه، وصار محبوباً من الجميع. في مدينة جبلة باليونان لما رأى القديس إكرام الناس له خشي أن يضيع تعبه، وعزم على الهروب من مجد العالم سراً، فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي إلى مدينة جبلة باليونان وهناك يكون مدبراً لنفوس كثيرة. فخرج ليلاً ومعه تادرس تلميذه بعد أن ألبسه إسكيم الرهبنة، وأرسل الرب إليه نوراً يهديه إلى تلك الجهة، وكان بها دير يرأسه رجل قديس، فعلم برؤيا عن قدوم القديس سوريانوس فخرج واستقبله وأعلمه بما قد رآه. وبلغ صيته إلى تلك الجهة فتقاطرت إليه جموع كثيرة لا تحصى، وأرسل ثيؤدوسيوس الملك من قِبَلِه من جدد له أحد الأديرة ليقيم به كما حدد له الملاك، وصار معزياً لنفوس كثيرة مداوماً على تعليم الرهبان وإرشادهم حتى صاروا قديسين كالملائكة. أجرى الرب على يديه آيات كثيرة، منها أن ابنة والي جبلة كان بها روح نجس وكان يقول لأبيها: “إن أنت أخرجت سوريانوس من هذا المكان خرجت أنا من ابنتك”. ولما أعلم أبوها القديس بهذا كتب له رقعة يقول فيها: “باسم يسوع المسيح تخرج منها”، فلما عاد إلى ابنته بالورقة صرخ الشيطان وخرج منها. واتفق مرة قوم من السحرة مع بعض الجند أن يقتحموا ديره، فضُرِبوا بالعمى ولبثوا كذلك ثلاثة أيام حتى صلى القديس عنهم فشُفوا. أسقف جبلة كان أسقف المدينة ويسمى فيلادلفس قد علم برؤيا من قِبَل الله أن القديس سوريانوس سيجلس على كرسيه من بعده فأعلم شعبه بذلك، فلما رُسِم سوريانوس اجتهد في رعاية شعبه أفضل رعاية. وكان في تلك المدينة يهودي اسمه سكطار يفتخر بعلمه، هذا جاء إلى القديس وجادله وانتهى به الحال إلى الاقتناع بصحة الديانة المسيحية والإيمان بالسيد المسيح، كما آمن غيره من السحرة. وفي أيامه زهت مصر برهبانها كما زهت القسطنطينية بالقديس يوحنا ذهبي الفم. أعلن الفُرس الحرب على أنوريوس وأرغاديوس فأرسلا إلى القديس يطلبان منه الصلاة عن المملكة، فأرسل إليهما يقول: “إن كنا للمسيح ومملكتنا من المسيح فلا نحتاج إلى سلاح ولا حراب ولا رجال”، وذكر لهما ما صنعه الرب مع من أرضاه من الملوك السالفين. لما غضبت الملكة أفدوكسيا على القديس يوحنا ذهبي الفم وأحضرت هذا القديس ضمن من جمعتهم للمحاكمة بكَّتها قائلاً: “إن ذهبي الفم لم يعمل شيئاً يوجب نفيه”، ولكنها لم تسمع له. وقد كتب مقالات كثيرة ومواعظ وميامر وهي مدونة في كتب الكنيسة إلى الآن. وشاخ وبلغ من العمر مائة سنة. وقبل خروجه من الجسد بعشرة أيام ظهر له ملاك الرب وأعلمه بيوم انتقاله من هذا العالم، فأوصى شعبه وتنيح بسلام. وكفنوا جسده الطاهر كما يليق وأودعوه القبر، وكانت نياحته قبل نياحة يوحنا ذهبي الفم بسنتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوزون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – دعوة للاستشهاد كان راعياً للغنم في كيليكية Cilicia، وكان اسمه أصلاً تاراسيوس ولما تعمّد تسمّى سوزون. في أحد الأيام بينما كان ينام تحت شجرة ظهر له السيد المسيح وطلب منه أن يترك أغنامه ويتبعه إلى الاستشهاد. استيقظ سوزون ومضى إلى أقرب مدينة وهي بُمبيوبوليس Pompeiopolis، فوجد احتفالاً وثنياً، فدخل مباشرة إلى معبد الوثن، وبضربة من عصاه سقط الوثن إلى الأرض وكُسِرت ذراعه الذهبية، فأخذها وفتّتها إلى قطع صغيرة ووزعها على الفقراء. قُبِض على كثير من الأبرياء بسبب هذا العمل، فما كان من سوزون إلا أن توجه بكل شجاعة إلى المحكمة معترفاً بأنه الفاعل الحقيقي. عرض عليه القاضي العفو إن هو قدم العبادة للوثن الذي أهان تمثاله، فسخر سوزون من هذه الفكرة قائلاً: “كيف أعبد إلهاً يتحطم بعصا راعي غنم؟” حرقه حيّاً بدأوا معه سلسلة من العذابات، فوضعوا مسامير في حذائه وأجبروه على المشي به. وحين مرّ أمام الوالي أشار إلى قدميه المملوءتين دماً وقال له: “إن لي حذاء أحمر جميل لا تملك مثله!” تعجّب الوالي من شجاعته وأراد أن يطلق سراحه، فقال له: “اعزف لنا بمزمارك وأنا أدعك تذهب إلى حال سبيلك”، فرد عليه القديس قائلاً أنه كثيراً ما كان يعزف لأغنامه وأما الآن فلن يعزف إلا للَّه فقط. اغتاظ منه الوالي وأمر بحرقه حياً، فنال إكليل الشهادة. وحين حلَّ المساء أتى المؤمنون وأخذوا عظامه ودفنوها بإكرامٍ جزيلٍ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوسنة الشهيدة 1 | الولادة: – الوفاة: – سبق لنا الحديث عنها في سيرة ابنها القديس بيفام الأوسيمي. إذ رأت ابنها مربوطاً في فرس وكانوا يطوفون به في شوارع المدينة كأمر إريانا الوالي بكت. أما ابنها فقال لها: “لا تبكي يا أمي ولا تحزني، بل افرحي فإن هذا هو يوم عرسي لأكون صديقاً لعريسي السماوي…” إذ سمعت الأم كلماته شهدت للسيد المسيح أمام الجموع، مستهينة بكل ما سيحل عليها من عذاب. كانت تصرخ: “أنا مسيحية. أؤمن بالرب يسوع. لا تخف يا ولدي. الرب معك. لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح لي”. أمر إريانا الوالي بضربها بقسوة حتى سال دمها وتهشمت أسنانها. أما هي فكانت تطلب العون من السيد المسيح، ولم تتوقف عن الصلاة. أمر الوالي بإيقاد أتون من النار لكي تُلقى فيه. دخلت الأتون وهي تصلي، وكانت متهللة بالروح تترقب بشوقٍ لقاءها مع السيد المسيح. نالت إكليل الاستشهاد في 28 من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوسنة الشهيدة 2 | الولادة: – الوفاة: – بتوليتها كانت ابنة كاهن يدعى جابينيوس Gabinius وابنة أخ البطريرك القديس غايوس Caius. كانت سوسنة جميلة جمالاً أخّاذاً، ومتعلمة تعليماً عالياً يضاهي تعليم والدها. وكان الإمبراطور دقلديانوس يبحث عن زوجة لابن زوجته ماكسيميانوس، وسمع الكثير عن سوسنة فأرسل أحد أعمامها، كان يعمل ببلاط الإمبراطور، ويدعى كلوديوس، ليطلب يدها من والدها. حين سمعت القديسة بهذا، ومع أنه كان شرف كبير لأي بنت، إلا أنها أعلنت أنها عروس للمسيح ولن تتزوج بأي عريس أرضي. وحين جاء عمّها كلوديوس ليراها وهمَّ بتقبيلها امتنعت، فأوضح لها أن هذا تعبير طبيعي عن المحبة، فأجابت أنها لا تعترض على قبلته بل على فمه الملوث بالأضحية الوثنية، وإذ سألها كلوديوس: “فكيف أنظف فمي؟” أجابته: “تب واعتمد”. أثرها على عائلتها كان رفض ابنة أخيه لزواج ملكي أثره الكبير على كلوديوس حتى أنه سعى ليتعلم المسيحية وتعمَّد مع زوجته وابنيه، ثم أعتق عبيده وتخلى عن أملاكه للفقراء. ولما لم يرجع للبلاط أرسل دقلديانوس أخيه مكسيموس، الذي كان أيضاً ضمن حاشية البلاط، ليستعلم عن سوسنة ويتحرى عن كلوديوس الذي شاع عنه أنه مريض. أخبره كلوديوس بقرار سوسنة، فذهبا سوياً لزيارتها وتكلما في الأمر مع جابينيوس والدها وغايوس عمها، واتفق الاخوة الأربعة على أن الفتاة لا ينبغي إثنائها عن عزمها بالرغم من تيقنهم من الخطر الذي سيتعرضون له جميعاً. ثم تعمَّد مكسيموس أيضاً وتنازل عما يملك للفقراء. استشهادها عندما بلغ دقلديانوس أمر الفتاة وخبر تحوُّل ضابطيه إلى المسيحية تبلّدت مشاعره وأعطى الإذن لأحد المشيرين له ويدعى جوليان، والذي كان يحمل ضغائن ضدهم، بالقبض عليهم والتعامل مع الأسرة كلها بما يتراءى له. وخشية أن يلين دقلديانوس عن قراره أمر جوليان أن يساق مكسيموس وكلوديوس وزوجته وابنيه إلى الموت حرقاً، وأُلقيت جثثهم في الماء. أما سوسنة فقُطِعت رأسها في منزل أبيها الذي استشهد بالمثل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوسن القديسة | الولادة: 427 الوفاة: – نشأتها وُلدت سنة 427م في أرزانين التي تقع في بلاد أوديسا في منطقة الرُها من عائلة نبيلة، وتسمَّت سوسن التي تعني زهرة الزنبق أو السوسن. ربّاها والداها تربية مسيحية حقيقية، فاعتادت من صغرها أن تبدأ يومها وتنهيه بالصلاة، وكانت تواظب على الذهاب إلى الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة باستمرار. كانت حياة سوسن المضيئة وأعمالها الرقيقة وتواضعها ومحبتها للفقراء والمساكين موضع إعجاب والديها اللذين تنبئا لها بمستقبلٍ روحيٍ مشرقٍ. رهبنتها في أحد الأيام طلبت سوسن من والديها أن تذهب إلى أورشليم لتسجد عند قبر المخلص وتتبارك من الأماكن المقدسة، وإذا سمح الله لها فهي تريد أن تدخل إلى أحد الأديرة وتكون بصحبة العذارى القديسات. قوبل هذا الطلب بالمعارضة الشديدة بسبب صغر سنها، أما هي فصمتت وأخذت تصلي من أجل هذا الموضوع بحرارة. أخذت سوسن تفكر في طريقة للسفر إلى أورشليم، وفي أحد الأيام وجدت قافلة من الرجال والنساء ذاهبة إلى هناك فطلبت منهم أن تذهب معهم فقبلوها وسارت معهم. وبعد أن تبارك الجميع من الأماكن المقدسة وأرادوا العودة إلى بلادهم، طلبوا من سوسن أن تعود معهم لأنهم لا يستطيعون أن يتركوها وحدها في هذه الأماكن البعيدة عن بلدتها، إلا أنها استطاعت الاختفاء عنهم. وقامت القديسة تسأل عن أديرة هذه الأماكن المقدسة، فعلمت أنه يوجد دير للعذارى في منطقة ما بين إسكالون وغزة فاتجهت إلى هناك. قابلت سوسن الأم الرئيسة وطلبت قبولها في الدير، فسُمِح لها بالمكوث معهن إلى أن يريد الرب وإلى أن يعرفن أحداً يكون من بلدتها ليخبر والديها بما جرى لها. ومن هذا الوقت بدأت سوسن تتدرب على حياة الزهد والطاعة وأعمال الفضيلة، بينما كانت الأمهات يحاولن أن يزجرن هذه الفتاة الصغيرة حتى لا تندفع في زهدها بل تسير بهدوء وإفراز. كانت سوسن تستمر ساهرة واقفة في ركن من حجرتها طول الليل ترفع الصلاة والتسابيح والمزامير. وأما في النهار فكانت تنفذ ما يُطلَب منها بدون تذمر، ولم تكن تتكلم إلا إذا سُئِلت، وفي حدود وبكلمات بسيطة وهادئة. كانت القديسة دوماً مطأطئة الرأس فلم تنظر في وجه إحداهن، وبصعوبة كانت أخواتها ينظرن وجهها، لم تضحك أبداً ولم تسبّب ألماً لإحداهن، بل كانت قدوة حسنة لكل من يراها، حتى تعجب الجميع من هذه الفتاة التي كُنَّ يتشككن في قبولها في وسطهن لصغر سنها. ذهابها إلى مصر مرّت عشرة سنوات تقريباً وعُقِد مجمع خلقيدونية سنة 451م، وانشقت الكنيسة الواحدة إلى قسمين، وتدخل الأباطرة المسيحيين لينتصروا لفريق ضد فريق ولو بقوة السلاح والترهيب والتعذيب. ولم يسْلم دير العذارى هذا من بطش الخلقيدونيين إذ لم يوافقن على قرارات هذا المجمع. فدخل العسكر إلى الدير وأخذوا في تهديد الأمهات الراهبات بأفظع العذابات إذا لم يخضعن للقرارات، فخضعت الكثيرات خوفاً من بطش هؤلاء الأشرار، أما سوسن فقررت الهروب والخروج من الدير، فخرجت ومعها خمس راهبات. ولكن سوسن صارحتهن أنها سوف لا تذهب إلى دير بل تريد التوحد في الصحراء، وطلبت منهن أن يبحثن عن دير أو مكان آخر إلا أنهن رفضن تركها. صارحتهن أنها تريد الذهاب إلى مصر حيث الإيمان القويم وشجاعة المصريين في مجابهة تلك الحملة الشريرة لإخضاعهم لقرارات مجمع خلقيدونية. فذهبن إلى الشاطئ وركبن سفينة مبحرة إلى الإسكندرية. وصلت السفينة إلى الإسكندرية فنزلن منها وتوجهن إلى مريوط وتباركن من جسد الشهيد مار مينا، وعرفن أنه يوجد خارج هذه المنطقة قرية تدعى منديس Mendis وبجوارها خرائب تصلح لسكناهن. ذهبن إلى هناك ووجدن برجاً أثرياً كان يعمل كبرج مراقبة ضد البربر، فدخلت فيه الراهبات الخمس ومعهن سوسن واتفقن كلهن على ترتيب المكان وتنظيفه ليسكن فيه. وفكرن في عمل يصلح لهن حتى يقتتن منه، وعيَّن الرب لهن من القرية من يعطيهن لوازم شغل اليدين وبيعه وإحضار قوتهن يومياً. توحّدها بعد مدة وجدت القديسة سوسن كهفاً تحت الأرض فاختارته لسكناها وتوحدها، وكانت الراهبات يحضرن إليها واحدة واحدة كل أسبوع، وبعد إلحاح كثير سمحت لهن بإحضار جرة ماء وبعض كِسَر الخبز الجاف كل بضعة أيام. الراهب صموئيل شقيق المتوحدة سوسن كان شقيق سوسن راهباً في أحد أديرة فلسطين ويدعى صموئيل، فسمع عن أخته أنها في صحراء مريوط، فحضر ومعه رفقاؤه الرهبان راغبين الجلوس في مكان بعيد عن المشاحنات الدينية والاضطهادات التي حدثت بسبب مجمع خلقيدونية، فوجدوا أن هذه المنطقة تصلح لهم. ذهبوا إلى مريوط وقابل صموئيل شقيقته وتعزّيا سوياً بكلام النعمة، وسألها أن يعيش مع اخوته الرهبان بجوارهن، فبنوا سوراً حول البرج الذي تسكنه الراهبات، ثم بنوا لأنفسهم ديراً بالقرب من هذه المنطقة. وكانت الأم القديسة سوسن متوحدة في مغارتها، وكانت تزور دير الراهبات كل مدة للاطمئنان على الراهبات زميلاتها، وكان الرهبان إذا علموا بقدومها يحضرون أيضاً وينتظرونها خارج الباب ليسألونها ويتباركون منها ويأخذون تعاليمها وأقوالها سنداً لهم في حياتهم. وقد أعطاها الله موهبة شفاء الأمراض الجسدية والروحية، وبعد أن مكثت في هذا المكان أكثر من خمسة عشر عاماً تنيّحت بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوسنيوس الخصي القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أحد رجال قصر الملك ثاؤدوسيوس الكبير، وكان كثير الرحمة مملوءً نعمة وحكمة. ولما اجتمع المجمع المسكوني الثالث بأفسس لمحاكمة نسطور، كان هذا القديس في خدمة القديس كيرلس الكبير وباقي أعضاء المجمع القديسين من قِبل الملك ثيؤدوسيوس. اتفق أنه مرض في ذلك الحين فصلى القديس كيرلس من أجله إلى الله فنهض من مرضه معافى ووزع كل ماله على الفقراء والمساكين. ثم تنيح بعد ذلك بسلام فصلى عليه القديس كيرلس ورتب تذكاراً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوسنيوس الشريف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – الشريف سوسنيوس وْلد سوسنيوس من أسرة وثنية في منتصف القرن الثالث الميلادي. وكان والده يعمل في البلاط الملكي، وقد صار من المقرّبين جداً إلى قلب دقلديانوس الجاحد. إذ كبر ابنه سوسنيوس تعيّن في البلاط الملكي لخدمة الإمبراطور. أُعجب سوسنيوس بحياة المسيحيين وأمانتهم وسلوكهم وإيمانهم. فكان قلبه يلتهب بمعرفة الحق، ويصرخ إلى الله ليكشف له عن نفسه، فظهر له ملاك يحثّه على المعرفة الروحية والتمسك بالحق، ويكشف له عن قبوله إكليل الاستشهاد على اسم السيد المسيح، فحفظ هذا الأمر في قلبه. إرسالية لاضطهاد المسيحيين دعا الإمبراطور المغبوط سوسنيوس وكلّفه بتجديد عبادة الأوثان وإقناع المسيحيين في مدينة نيقوميدية أن يبخّروا للأوثان وينكروا الإيمان المسيحي ويقوم بتعذيب من يرفض هذا الأمر الإمبراطوري، فحزن هذا القديس جداً. انطلق سوسنيوس إلى نيقوميدية وقد وضع في قلبه أن يُعلن إيمانه بالسيد المسيح عوض اضطهاده للمؤمنين. قبوله الإيمان استدعى كاهناً من آباء الكنيسة وجلس معه يستفسر عمّا خفيَ عنه من الحقائق الإيمانية، فوجد إجابة شافية ومفرحة لكل أسئلته. إذ تباطأ سوسنيوس في تنفيذ أمر الإمبراطور، تساءل والده عن السبب وعلم عن رغبة ابنه في إعلان إيمانه بالسيد المسيح. استشاط الأب غضباً ووشى بابنه لدى الإمبراطور أنه لا يعبد الأوثان. أمر الامبراطور بالتنكيل بسوسنيوس حتى يرتدع. عذاباته واستشهاده احتمل سوسنيوس الكثير من العذابات، وكان الرب يقوّيه ويصبّره. وأخيراً صدر الأمر بقطع رأسه. تجمع حوله حوالي ألف ومائة شخص وكانوا يُدهشون بشجاعته وثباته في الإيمان وفرحه بالاستشهاد. تقدّموا إلى السيّافين وأعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح فقُطعت رؤوسهم. وهكذا لم تنطلق نفس هذا الشهيد وحدها بل انطلقت مع موكبٍ ضخمٍ من الشهداء يُفرّحون قلوب السمائيين ويتمتّعون بشركة الأمجاد السماوية. تعيد الكنيسة لهذا الموكب المفرح في 26 برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سوليوتُر الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد مع أوكتافيوس Octavius وأدفينتور Adventor، ويُعتَبروا شفعاء مدينة تورينو بإيطاليا. يُعتَقَد أن هؤلاء الشهداء كانوا من الكتيبة الطيبية (الذين وردت سيرتهم تحت “شهداء الكتيبة الطيبية”). وقد مدحهم مكسيموس الذي من تورينو Maximus of Turin، وذلك في القرن الخامس الميلادي، ويُقال أن سيرتهم كانت محفوظة في تورينو. تُعيِّد لهم الكنيسة الغربية في العشرين من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيبريللا ولوسي وأروا الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – نالت هؤلاء القديسات كرامة الشركة في قيود القديس الأنبا تادرس أسقف القيروان الذي كان أسقفهن، وكانت لوسي وأروا متقدمتين في السن وقد خدمتا الأسقف الجليل سنوات طويلة وقبض عليهما الجند عند القبض عليه. شفاء الأرملة سيبريللا نشأت سيبريللا تحت رعاية أبوين مسيحيين من عائلة أرستقراطية متدينة، ربّياها على المحبة والسعي نحو الكمال، ثم تزوجت من شابٍ تقيٍ شاركها حرارة الإيمان وشجاعة السعي الروحي. ولكنها لم تعش معه سوى سنتين انتقل بعدهما إلى الفردوس، فظلت ثمانٍ وعشرين سنة على وفائها لذكراه وشغلت نفسها بالتفاني في الخدمة. وفجأة أصيبت بآلام حادة في رأسها، وبلغها أمر القبض على أسقفها، إذ كانت قيروانية، فقصدت إليه في السجن لعلها تجد عنده العزاء، وهناك وجدته مقيداً بالسلاسل. بصلاته نالت الشفاء التام، وتعبيراً عن فرحتها قرّرت أن تشاركه قيوده واستشهاده. القبض عليهن لما انتهى الوالي من تعذيب الأسقف ومَن كان قد قُبض عليهم معه استدعى سيبريللا ومعها لوسي وأروآ اللتين كانتا قد نذرتا نفسيهما لخدمة الرب. بدأ الوالي يتملق سيبريللا محاسنها ويحاول استمالتها إلى آلهته. فلما فشل أمر بتعذيبها بأقسى أنواع العذاب، فثبتت في صمت وتهليل. ويذكر السنكسار الروماني أنها إذ رفضت تقديم ذبيحة للأوثان وضعوا في حفنتيها فحماً متقداً، ونثروا فوقه بخوراً، وكان ذلك إمعاناً في تعذيبها. أما هي فقالت لهم: “إنكم لم تجبرونني بهذه الطريقة على تقديم ذبيحة، ولكنني أقوم متطوعة يتقديم البخور إلى المسيح”. في النهاية ربطها الجند إلى جذع شجرة ووضعوا المشاعل في جنبيها، فاستودعت روحها الطاهرة في يد الآب السماوي. ومن العجيب أن لبناً سال من جراحاتها كما حدث مع القديسة كاترين بينما تفجَّر من قبرها سائل عطر نال به الكثيرون الشفاء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيداروس أخنوخ القمص | الولادة: 1890 الوفاة: 1959 وُلد هذا البار في قرية البيّاضية التابعة لملوي في شهر أغسطس من سنة 1890م من أسرة مباركة ودعي اسمه صادق أخنوخ بشاي. حصل على الابتدائية سنة 1904م وعمل وكيلاً للدائرة الملكية في قطاع قرية الروضة بملوي، وكان راتبه الشهري ثلاث جنيهات ذهبية. كان صادق أفندي يساعد القمص يوحنا نسيم فرج كاهن كنيسة مار جرجس بالبياضية في شتى مجالات الخدمة، وزار القدس حوالي سنة 1912، وكان لهذه الزيارة أثر كبير على نفسه، وأعطاه الرب موهبة التعليم بصورة إلهية فياضة الأمر الذي كان يبهر الناس. رفضه نعمة الكهنوت عرض عليه القمص يوحنا نسيم قبول نعمة الكهنوت لمعاونته في الخدمة ولكنه اعتذر عنها، فأنذره الرب بموت اثني عشر حماراً له بعد شراء كل واحدٍ بثلاثة أيام، ونظراً لأمانته رفعت الدائرة التي يعمل بها راتبه إلى 12 جنيهاً ذهبياً وهو مبلغ كبير للغاية في ذلك الوقت سنة 1914م، وكان ذلك إغواء من الشيطان لكي يرفض نعمة الكهنوت. وذات ليلة في نفس السنة ظهر له السيد المسيح وقام بقص شعر رأسه على شكل صليب الذي ظل سمة لا تمحى في رأس القمص سيداروس حتى يوم نياحته ووضع له الشعر المقصوص فوق الوسادة برسم الصليب أيضاً، كما أخبره أن اسمه لا يدعى صادق بل سيداروس، وأن الأنبا توماس (مطران المنيا الأسبق) سوف يقوم بتكملة رسامته. بالفعل حضر الأسقف في اليوم التالي لرسامته ولم يضع يده على رأسه أثناء الرسامة بل رشم ملابسه فقط، ولما سألوه عن السبب أجاب أن السيد المسيح ظهر له في رؤيا الليل وقال له أنه قد رسم صادق أخنوخ كاهناً باسم سيداروس، فحاشى له أن يضع يده مكان يد السيد المسيح. محبته للغرباء كان القمص سيداروس محباً للغرباء بدرجة ملحوظة حتى أنه في مرة أعطى ملابسه لرجل كان يرتعش من البرد وفي الليل ظهر له السيد المسيح يشكره لأنه قد كساه. صداقة خاصة مع الشهيد مار جرجس قام بعدة قداسات مع الآباء السواح كما أنه تمتع بصداقة خاصة مع الشهيد مار جرجس، وقد أقام زوجته من الموت مرة بعد أكثر من ساعتين من كتابة شهادة الوفاة. كان أباً لكل شعب البيّاضية سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين. في أيامه الأخيرة أثر مرض السكر على بصره لكنه كان على درجة كبيرة من الورع والمهابة، وقبل نياحته باثنين وعشرين يوماً قال: “بعد 22 يوماً سأنتقل من هذا العالم”، فتم ما قاله وتنيح بسلام يوم 14 أكتوبر سنة 1959م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيباستيان الشهيد | الولادة: – الوفاة: 288 التحاقه بالجيش كان والداه من مدينة ميلان، بينما وُلد القديس ونشأ في ناربون Narbonne ببلاد الغال، وكان خادماً أميناً للسيد المسيح. بينما كانت اتجاهاته وميوله بعيدة عن الحياة العسكرية إلا أنه ذهب إلى روما ودخل الجيش تحت قيادة الإمبراطور كارينُس Carinus حوالي سنة 283م، حتى يتسنى له مساعدة المعترفين والشهداء في جهادهم، دون أن يثير شك أحدٍ فيه. مساندته للشريفين مرقس ومارسيليانوس ألقى حاكم المدينة القبض على أخوين من أشراف روما هما ماركُس Marcus ومارسيليانوس Marcellian وصار يعذبهما لكي ينكرا الإيمان، وإذ فشل ألقى بهما في السجن وحكم عليهما بالموت. كان والديهما وثنيين وهما ترانكيليوس ومرسيا، جاءا إلى الحاكم ومعهما زوجتا ابنيهما وأولادهما وتوسلا من الحاكم كروماسيوس أن يؤجل حكم الإعدام حتى يعطيهم الفرصة لجذبهما إلى عبادة الأوثان. أجل الحاكم الأمر لمدة ثلاثين يوما. انطلق الجميع إلى السجن ومعهم بعض رجال الدولة العظماء لأغراء الأخوين حتى يرضيا الملك. وكانت والدتهما والزوجتان يبكين بمرارة مع أبيهم، وكانا في خطر التزعزع عن ثباتهما، وإذ رأى سيباستيان أبدل ثيابه ودخل السجن متنكراً والتقى بالأخوين وصار يحدثهما عن محبة الله، ويثبتهما في الإيمان. وأوضح لهما أنه كان يليق بهما أن يجتذبا والديهما وبقية الأسرة للإيمان، ويشترك الكل في الاستشهاد السعيد، حتى تأثر بكلماته كل الواقفين. شفاء زوِّي زوجة نيكوستراتُس وبينما كان يتحدث معهم إذا بنور سماوي يشرق في الموضع، ويظهر سبعة ملائكة ومعهم رب المجد يسوع المسيح حيث سجدت له الملائكة. دنا السيد المسيح من سيباستيانوس وعانقه. وإذ رأت زوِّي Zoe زوجة نيكوسستراتيوس Nicostratus أحد قواد الحاكم كروماسيوس ذلك، وكانت خرساء منذ ست سنوات وقعت عند قدميَّ القديس سيباستيان. قال لها: “أنا عبد للسيد المسيح، وإن كان ما قلته حق، فليشفك سيدي يسوع ويفك رباط لسانك”، ثم رشم علامة الصليب على فمها، فبدأت في الحال تتكلم وتشكر ربنا يسوع. آمنت زوِّي وزوجها نيكوستراتُس، الذي كان مسئولاً عن المسجونين، ووالديَّ ماركُس ومارسيليان والضابط كلاوديوس Claudius مع ستة عشر مسجوناً آخرين. خرّ نيكوسستراتيوس عند قدمي الأخوين معتذراً عن كل ما فعله بهما، وطلب منهما أن ينطلقا حتى وإن كلّفه ذلك حياته، فإنه سيموت بطيب خاطر. آمنت كل أسرة الأخوين؛ أي آمن الوالدان والزوجتان والأولاد. أخذهم نيكوستراتُس إلى منزله وعمدهم الكاهن بوليكاربوس Polycarp. إيمان كروماتيوس حاكم روما إذ انقضت المهلة استدعى كروماتيوس Chromatius حاكم روما ترانكويلينُس Tranquillinus والد الأخوين وسأله عنهما إن كانا قد رجعا إلى عقلهما ليقدما ذبائح للأوثان، وإذا ترانكيليوس هذا يُعلن إيمانه بالسيد المسيح، بل ويدعو الحاكم للتمتع بالحياة الجديدة الحقّة في المسيح يسوع. كرز له وطلب منه أن يسمع لسيباستيانوس، فدهش الحاكم وطلب أن يسمع من سيباستييانوس عن الإيمان. سمع بما حدث، وسمع أن والد ماركُس ومارسيليانوس قد شُفي من داء النقرس بنواله المعمودية، أراد أن يتمثل بهم إذ كان هو نفسه مريضاً بشدة بنفس المرض، فأرسل في طلب سيباستيان الذي شفاه من مرضه وتعمّد هو وتيبورتيوس Tiburtius ابنه، ومن ثمَّ أطلق سراح المسجونين وحرّر عبيده واعتزل منصبه. اضطهاد المسيحيين بعنف بعد فترة قصيرة استطاع دقلديانوس Diocletian هزيمة كارينُس وقتله في إلِّيريكوم Illyricum وبدأ اضطهاد المسيحيين بعنفٍ، مع أنه لم تكن قد صدرت بعد أوامر من الإمبراطور الجديد تطلب ذلك. وإذ كان دقلديانوس معجباً بشخصيته وشجاعة سيباستيان أراد أن يبقيه إلى جواره، ولجهله بحقيقة إيمانه عيَّنه قائداً لعدد من حرسه الشخصي وكان ذلك تكريماً شديداً. وحين ذهب دقلديانوس إلى الشرق وبقى ماكسيميان Maximian إمبراطوراً على الغرب، استمر ماكسيميان يعامل سيباستيان بنفس التقدير والاحترام. عزل الحاكم كروماتيوس عُزل الحاكم من منصبه وحلّ محله فابيانوس فذهب كروماتيوس إلى مدينة كامبانيا Campania آخذًا معه عدد من المؤمنين الجُدُد. قبض الحاكم الجديد على كثير من المسيحيين وقتلهم. حدثت مجادلة بين القديس سيباستيان والكاهن بوليكاربوس فيمن منهما ينبغي له مصاحبة كروماتيوس ومن معه لاستكمال تعليمها، ومَن الذي يبقى في موقع الخطر في المدينة لمساعدة وتشجيع الشهداء. فقَضَى غايوس Caius أسقف روما – الذي احتكما إليه – أن يبقى سيباستيان في روما. وفي سنة 286م حين اشتد عنف الاضطهاد، اختفى البابا مع آخرين في القصر الإمبراطوري في منزل ضابط مسيحي اسمه كاستولُس Castulus، إذ كان القصر هو أكثر الأماكن أماناً. إذ عرف الحاكم الجديد أن وراء إيمان الكثيرين سيباستيانوس، أبلغ الإمبراطور دقلديانوس الذي حسب هذا خيانة عظمى وهدم لمملكته. أما القائد الشجاع فأظهر له أنه يحبه ويصلي لأجله لدى الله الحق وليس لدى حجارة لا تتحرك ولا تسمع. استشهاد زوِّي وآخرين ثم قُبِض على زوِّي أثناء صلاتها عند قبر بطرس الرسول في عيده، فعُذِّبت ثم عُلِّقت من كعبيها فوق النار حتى استشهدت. إذ خجل ترانكويلينُس أن يبدي شجاعة أقل من المرأة ذهب للصلاة عند قبر بولس الرسول، فقُبِض عليه ورُجِم حتى الموت. أيضاً قُبِض على نيكوستراتُس، كلاوديوس، كاستوريوس وفيكتورينُس، وبعد تعذيبهم أُلقوا في البحر. أما تيبورتيوس فقد قطعت رأسه، وكاستولُس دُفن حياً بعد تعذيبه، وماركُس ومارسيليان سُمِّرا من رجليهما في لوح وظلاً هكذا أربع وعشرين ساعة ثم بعد ذلك ضُربا بالسهام حتى استشهدا. استشهاد سيباستيان أخيراً بعد أن أرسل سيباستيان عدداً كبيراً من الشهداء إلى السماء، وقف هو نفسه للمحاكمة أمام دقلديانوس الذي أرسله إلى موريتانيا Mauritania. أمر دقلديانوس أن يساق ويوضع على صدره لوح مكتوب عليه: “هذا هو رجل مسيحي” ثم يعرّى ويربط على خشبه ويرشقه الجنود بالسهام. فعلوا هذا حتى صار كالقنفذ بالسهام المرشوقة في جسمه. حيث ضُرِب بالسهام في كل جسده وظن الكل أنه مات. في المساء جاءت إيرينى Irene زوجة كاستولوُس ونزعت السهام وحلّته، وإذ أرادت أن تدفنه وجدته حيّاً، فحملته إلى بيتها وداوته فشفاه الله. طلبت منه الهروب فرفض إذ كان مشتاقاً إلى الاستشهاد من أجل الإيمان بالسيد المسيح. انطلق إلى الطريق حيث كان دقلديانوس عابراً، فذهل الإمبراطور عند رؤيته ولم يصدق أنه سيباستيانوس الذي ظنّه قد مات. شهد القائد الشجاع لمسيحه أمام الإمبراطور، ووبّخه على وحشيته مع المسيحيين. أعقدت هذه الشجاعة التي صدرت من شخص كان يُظَن أنه قد مات لسان الإمبراطور، ولما أفاق من صدمته أمر بضرب سيباستيان بالعصي حتى الموت، ثم القوه في بئر. وبعد استشهاده – الذي كان حوالي سنة 288م – جاءت سيدة فاضلة اسمها لوسينا Lucina وحملته إذ وجدته معلقاً في البئر على خشبة. ودفنته بإكرام بالقرب من الرسولين بطرس وبولس. أيقونة القديس سيبستيان منتشرة جدًا في الغرب يظهر في الأيقونات القديمة كرجلٍ مسنٍ يحمل إكليل الاستشهاد، ولكن حدث تجديد للأيقونة فصار يُصوّر كشابٍ قد غرست فيه السهام آو ممسكاً بسهمٍ. تعتبره الكنيسة الرومانية شفيعاً لها ضد مقاومي الإيمان ولضاربي السهام والجنود، يطلبونه في وقت حلول الكوارث خاصة الوباء. يُعيّد له الغرب في 20 يناير والشرق (الروم) في 18 ديسمبر. مصدر آخر لا يُعرف الكثير عن طفولة القديس سيباستيان، إلا أنه ربما كان من جنوب فرنسا، وقد تلقى تعليمه في ميلانو. انضم إلى الجيش الروماني عام 283 ميلادي، على ما يبدو من أجل تقديم المساعدة للمسيحيين المضطهدين من قبل الرومان. تميز سيباستيان في خدمته، ومن ثم تمت ترقيته ليخدم في الحرس الإمبراطوري الخاص بحماية الإمبراطور دقلديانوس. وأثناء خدمته في الحرس الإمبراطوري، تم سجن الأخوين التوأمين، ماركوس ومارسيليانوس، لرفضهما تقديم التضحيات للآلهة الرومانية. كان التوأمان شماسين في الكنيسة المسيحية. خلال فترة سجنهما، زارهما والديهما في محاولة لإقناعهما بترك المسيحية. لكن سيباستيان أقنع والديهما باعتناق المسيحية، كما قام بتحويل عدد من الشخصيات البارزة الأخرى، بما فيهم الحاكم المحلي. أدى ذلك إلى اكتشاف أمره، وتم الإبلاغ عنه كونه مسيحيًا للإمبراطور دقلديانوس عام 286. وكان الإمبراطور معروفًا باضطهاده الدموي للمسيحيين. فوبّخ سيباستيان وأمر بإعدامه، بربطه على عمود في ساحة تدريب ليُستخدم كهدف للرماة. غرس الرماة السهام في جسده حتى أصبح كما قيل “مليئًا بالسهام كالقنفذ”. ظن الرماة أنه مات، فتركوا جسده ليُدفن لاحقًا. لكن امرأة مسيحية تُدعى إيرينا – وكان زوجها قد استُشهد أيضًا في خدمة الإمبراطور – عثرت عليه حيًا. فقامت بإخفائه والاعتناء به حتى تعافى. العودة إلى المواجهة بعد أن استعاد صحته، ذهب سيباستيان للبحث عن الإمبراطور دقلديانوس لمواجهته علنًا. فالتقاه عند أحد الأدراج، وبدأ بانتقاده علنًا وبصوت عالٍ بسبب اضطهاده للمسيحيين. تفاجأ دقلديانوس بأن سيباستيان لا يزال حيًا، لكنه تمالك نفسه بسرعة، وأمر هذه المرة بإعدامه ضربًا بالعصي حتى الموت، ثم رُمي جسده في المجاري. تمكنت امرأة مسيحية تُدعى لوسينا من استعادة جسده ودفنته سرًا في سراديب الموتى تحت مدينة روما. ما بعد الوفاة بعد نحو 80 عامًا من وفاته، حوالي عام 367، نُقلت رفاته إلى كنيسة في روما بناها البابا داماسوس الأول. ويُعتقد أن بعضًا من رفاته أُرسل إلى دير في فرنسا، بينما أُرسل جمجمته إلى دير ألماني عام 934، حيث وُضعت في علبة فضية خاصة ولا تزال محفوظة حتى اليوم في مزار في إبيرسبيرغ. شفيع ضد الطاعون كان القديس سيباستيان غالبًا ما يُستدعى شفيعًا ضد الطاعون. وتشير السجلات التاريخية إلى أنه دافع عن مدينة روما من الطاعون في عام 680. ويُعتقد أن ارتباطه بالطاعون جاء من نجاته من السهام، حيث كانت الأساطير الوثنية تعتقد أن الأوبئة تُرسل عبر سهام من الآلهة. وحتى المسيحيون وجدوا في هذا التصوير رمزية مناسبة. وغالبًا ما يُصوَّر في الأعمال الفنية مربوطًا إلى شجرة أو عمود ومخترقًا بالسهام. نادرًا ما تُصوّر حادثة إعدامه الثانية. القديس سيباستيان هو شفيع الجنود، الرياضيين، وكل من يسعى إلى موت مقدّس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيدهم بشاي الشهيد | الولادة: – الوفاة: 1844 في اليوم السابع عشر من شهر برمهات سنه 1561ش، 15 مارس سنة 1844م تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس سيدهم بشاي أخ المعلم سليمان بشاي كاتب بديوان محافظة دمياط. اتهام كاذب كان تاجراً للأخشاب بثغر الإسكندرية، وكان يحضر في كل سنة مرتين أو أكثر لشراء الأخشاب التي كانت تأتي عن طريق ثغر دمياط. حدث أن تصدّع السقف الخشبي لكنيسة مار جرجس المزاحم الموجودة ببلدة بساط بناحية شربين، وكان هذا القديس رئيس شمامسة وكان يحب زيارة الكنائس القديمة. اهتم بالأمر وتقدم لإصلاح هذه الكنيسة وترميمها بسفينة أخشاب كاملة. بجانب ذلك فقد كان دائم الحضور للصلوات التي تُقام بكنيسة مارجرجس بدمياط. فحدث أن احتك معه أحد الأشخاص من غير المسيحيين وهو في طريقه إلى الكنيسة، قاصداً أن يمنعه من المضي إليها، لكن المعلم سيدهم بشاي لم يهتم بكلامه مما أثار سخط هذا الشرير فسلّط عليه بعض الصبية فانهالوا عليه بالشتائم. حدث أن مرَّ المفتي الخاص بالبلدة في ذلك الوقت فأعلموه بالأمر مدّعين على المعلم سيدهم بشاي ادعاءات كاذبة. وقد نالت شكواهم في نفس هذا المفتى وقعها المرغوب فاستشاط غضباً وقال: “كيف تقولون أن الرجل النصراني استخف بالإسلام ودينهم وتطاول على نبيهم المرسل؟” فأخذ من تلك الزمرة شاهدين وتوجهوا إلى المحكمة، وبواسطتهم أثبتوا الدعوة على المعلم سيدهم بشاي، الذي كان رجلاً يبلغ من العمر أكثر من أربعين عاماً، مشهوداً له بالحلم وسعة الصدر محباً للجميع لا يُنتظر أن يتفوّه بما ادعوا به عليه. تعذيبه أمرت المحكمة بإحضاره، وفي أثناء مروره في الطريق كان يُضرب ويُهان من كل فرد صادفه حتى مَثَل أمام القاضي، الذي أمر بتعذيبه بكل أنواع العذاب فأخذت الجموع تضربه بالعصي ضرباً مؤلماً، وتنتف شعر رأسه وتبصق في وجهه، حتى غاب عن وعيه. وتصادف أن رآه في هذه الحال أحد إخوانه الأقباط وكان ذا مكانة مرموقة في البلدة، ويدعى المعلم بانوب إبراهيم فرح، فتحرّكت فيه الغيرة على أخيه فقال لهم: “أما كفاكم ضربه ثم تجرونه على وجهه أيضاً؟” ولما حضر المعلم سيدهم أمام القاضي للمرة الثانية حكم عليه بالدخول في الإسلام أو القتل، فخلعوا أحذيتهم وضربوه على وجهه حتى سالت منه الدماء وتركوه بين حي وميت. أخيراً وضعوه داخل سجن المحكمة، وصار هذا اليوم مخوفاً في تلك المدينة حتى لم يخرج أحد فيه من المسيحيين لقضاء حوائجهم. في ثالث يوم أحضروه مكبّلاً بالقيود فوعدوه ثم توعّدوه فلم يذعن لرأيهم. ثم أدخلوه ديوان المحافظة بالضرب والإهانة وأمام الجمع المحتشد. وحكم عليه المحافظ بما حكم عليه القاضي سابقاً، فضربوه خمسمائة كرباج وجرّوه على وجهه من أعلى سلالم المحافظة إلى أسفلها فتشوّه وجهه، وطرحوه على الأرض وأخذوا يجرونه في الشوارع ثم أدخلوه في وكالة وقفلوا عليه. وفي اليوم الرابع أيضاً أعادوا الكَرَّة حيث عرّوه من ملابسه واستهزءوا به بعد أن دهنوا جسده ولطخوا وجهه بالنجاسة ووضعوا على لحيته صليب خشب مدهون بالنجاسة، ومرّوا به على هذه الحالة في كافة شوارع المدينة التي كانت ملعب للطائشين في ذلك الوقت، وأمامه الجماهير بالطبل والزمر والرقص وهم يضربونه بالسياط والعصي والأحذية حتى برز لحمه من جسمه، وكان في كل ذلك صابراً. وكان يصلي قائلاً: “يا طاهرة – يا يسوع”. ومرّوا به على حارة النصارى التي فيها الكنيسة الآن وصاروا يرجمون بيوت المسيحيين بالحجارة، وأيضاً الوكالات وبيوت القناصل مما أثار سخطهم فَشَكُوا لحكومات بلادهم. وأخيراً جرّوه على وجهه متوجّهين به إلى منزل أخيه سليمان بشاي بالمنية وهي ناحية بأطراف دمياط، وإذ بأحدهم يحضر قطران مغلي على النار في قدر ويصبّه على جسده من فوق رأسه. العذراء مريم تعزّيه كان أحد أبناء أخيه واسمه مليكه واقفاً، فطلب منه عمه قائلاً: “أمامي الآن سيدة واقفة فأسرع واحضر لها كرسي لكي تجلس”، ولم يرَ مليكه أحداً. أما هو فكان ينادى العذراء ويقول لها “يا حنونة”، وكانوا يستهزئون به قائلين: “هوذا ينادي امرأته”. ومع أن الرجل كان بتولاً فإنه لم يتضايق ولم يلتفت إلى تعييرهم. أخيراً أسلم روحه الطاهرة بيد العذراء القديسة التي ظهرت أمامه وحده عند خروج الروح، وكان هذا بعد خمسة أيام من تعذيبه. رفع الصليب جهراً على أثر هذا الحادث كتب قناصل الدول جميعهم إلى حكوماتهم بأوروبا بما حصل، فأرسلوا إلى ثغر دمياط البواخر الحربية المسلحة، فدخل الجنود المدينة. لكن الخديوي أسرع فأرسل مندوباً عنه للتحقيق، وهدّأ خواطر القناصل، وانتهى الأمر بعقاب القاضي والمحافظ وتجريدهما مع من اشتركوا في تعذيبه. وتهدئة للنفوس أمر الخديوي الذي كان في ذلك الوقت أحد أبناء محمد على باشا بتشييع جنازة الشهيد سيدهم بشاي رسمياً، حيث صُرّح برفع الصليب جهراً فيها، كما رُفع على الكنائس وفى جنازات المسيحيين. حدث أنهم أحضروا جثمانه الطاهر بإكرام عظيم ووضعوه في تابوت مغطى بألواح الزنك على نفقة الدولة، وقام بالاحتفال بدفنه كل الطوائف، ولبس الكهنة ملابسهم الكهنوتية، وساروا في شوارع المدينة والشمامسة يحملون الأعلام والصليب، وجاءوا إلى الكنيسة صلُّوا عليه. ثم دفنوه في قبرٍ خاص بأرض الكنيسة التي كانت أصلاً مدافن الأقباط، وقد شوهد ليلة دفنه عمود من نور ساطع على قبره، وقد حضر كثيرون وأخذوا من تراب القبر ليتبركوا ويستشفوا به. أخيراً وُضع جسد الشهيد بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدمياط، وحدث أنهم في سنة 1565ش أرادوا توسيع بناء الكنيسة فاضطروا إلى نقل جسد الشهيد ووضْعه في مكان خاص كان موجوداً في الجنوب الغربي للكنيسة مع جسد المعلم بانوب فرج وبقية عائلاتهم، وظلّ الجسد هناك حتى سنة 1968م. وكانوا في كل سنة يقيمون له احتفالاً في عيد استشهاده، إلى أن جاء اليوم الذي أراد الرب أن يكرّم قديسه، فقامت لجنة الكنيسة بدمياط بنقل الجسد المبارك داخل صحن الكنيسة. فنقلوه باحتفال عظيم ووضعوه في مقصورة خاصة بالكنيسة. وكان ذلك في عهد غبطة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس البطريرك الـ 116. كذلك يوجد أحد أصابع قدم الشهيد اليمنى بأنبوبة وضعت بكنيسة السيدة العذراء مريم بديروط. عجائب الله في هذا القديس ظهرت عجائب كثيرة من هذا القديس، منها أن مسبحة كانت في يد الشهيد بعد نقله قدِّمت هدية لنيافة الأنبا أغابيوس، الذي كان قد قام بتدشين الجسد المبارك، فأراد أحد الأخوة أن يتبارك بها، ولما كان قد أخذها من الأب الأسقف همَّ بأخذ جزء منها، فظهر له القديس ولم يكن يعرف أنه مار سيدهم بشاي، غير أنه شاهد أمامه رجلاً طويل القامة يأمره بإرجاع المسبحة إلى صاحبها وأن يتوب عمّا نوى عليه.فأعادها إلى الأب الأسقف واعترف بما كان وأخذ البركة. مرة دخل أحد كهنة الكنيسة إليها وهو مريض ليتبارك بجسد الشهيد وقبل أن يخرج من باب البيعة كان قد برئ من مرضه. وقد قام بمعجزات أخرى كثيرة لكثير من أهل المدينة وزوار الكنيسة. وقد قدمت مقصورة هذا الشهيد هدية من أحد الذين صنع معهم القديس معجزة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون الأب | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً، وهو من أشهر آباء البرية حول أرسينوي Arsinoe، إذ كان رئيساً على عددٍ كبيرٍ من الأديرة ومرشداً لعشرة آلاف راهباً. وقد زاره بترونيوس Petronius الذي كتب كيف أنه في وقت الحصاد كان كل واحد من الاخوة يأتي إليه بجزء من مكسبه، حتى يقضي على الفقر والعوز من المنطقة المحيطة. والقديس سيرابيون هذا هو الذي ورد اسمه في سيرة المتوحد الليبي ماركوس أثينينسيس Marcus Atheniensis، وهو الذي قام بدفنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 212 هو أسقف (بطريرك) إنطاكية الذي تنيح سنة 212م، وقد اشتهر بتعاليمه وكتاباته اللاهوتية. عاصر الإمبراطور الروماني سبتيموس سويرس، ويشير المؤرخ يوسابيوس Eusebius إلى إحدى الرسائل الخاصة التي كتبها هذا القديس إلى كاريكوس Caricus وبونتيوس Pontius، والتي فيها يحذّرهما من فساد بدعة مونتانوس Montanism، ورسالة أخرى (يوسابيوس6: 12) يجادل فيها شخصاً يدعى دومنينوس(Domnos) Domnin، جحد الإيمان تحت تأثير الاضطهاد وتحوّل إلى اليهودية. في أثناء حبريّة القديس سيرابيون، ثارت مشاكل في كنيسة رهسوس Rhossos بكيليكية Cilicia بين رأس الخنزيرة والإسكندرونة حول شرعية الكتاب المسمى “إنجيل بطرس”، وهو أحد كتب الغنوسيين. في بادئ الأمر، إذ لم يكن القديس يعلم بمحتوى الكتاب واعتقد بصحته، سمح بقراءته علانية في الكنيسة. ثم استعار نسخة من الكتاب وقرأه فوجد أنه ينكر حقيقة ناسوت السيد المسيح، ويضيف إضافات غير حقيقية لتعاليم المُخَلِّص، فكتب إلى كنيسة هرسوس يمنع استعماله، ويخبرهم بعزمه على زيارتهم لتوضيح الإيمان المستقيم. يتفق هذا الإنجيل الذي أُكتشف في أخميم عام 1886 مع ما ذهب إليه البطريرك سيرابيون. ففي مُجْمله أرثوذكسي لكنه يتضمن آراء غريبة. من رسالته عن إنجيل بطرس لأننا أيها الأخوة نقبل كُلا من بطرس وسائر الرسل كرسل المسيح، لكننا نرفض بشدة الكتابات المنسوبة إليهم زوراً، عالمين أن مثل هذه لم تُسلم إلينا. لكنكم سترون مما كتب إليكم أيها الاخوة أننا قد عرفنا طبيعة بدعة مرقيون، وأنه ناقض نفسه بنفسه إذ لم يفهم ما قاله. لأننا إذ حصلنا علي هذا الإنجيل من أشخاص آخرين درسوه دراسة وافية، أي من خلفاء أول من استعملوه… فقد استطعنا قراءته ووجدنا فيه أشياء كثيرة تتق مع تعاليم المخلص الصحيحة، غير أنه أضيفت إلي تلك التعاليم إضافات نشير إليكم عنها فيما بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرحات (جرمانوس) | الولادة: 1732 الوفاة: 1670 المطران جرمانوس فرحات حَبْرٌ جليل، عالم لغوي ونحوي دقيق، وشاعر من أكبر شعراء عصره ورائد من رواد النهضة الأدبية الحديثة، وأحد رجال الكنيسة والعلم الذين جمعوا بين الثقافة الواسعة والفضيلة. حياته أمضى حياته في بث حب اللغة العربية والعناية بها، فكان بذلك نقطة انطلاق للنهضة التي طلعت على العالم العربي منذ مطلع القرن التاسع عشر. نشأته ولد المطران جرمانوس في حلب من والدين لبنانيين ينتميان إلى أسرة مطر التي ارتحلت من حصرون في لبنان الشمالي إلى حلب، وتلقّى في مدارسها مبادئ اللغتين العربية والسريانية، ولما بلغ العاشرة من عمره لازم الخوري بطرس التولاوي 1655-1745م أحد خريجي المدرسة المارونية الأعلام في العلوم والفنون في روما، فدرس عليه اللغتين اللاتينية والإيطالية مدة أربع سنوات، ثم انصرف إلى التضلع في العربية، فأخذ النحو وعلوم اللغة عن الشيخ سليمان النحوي الحلبي أشهر نحاة زمانه، وأخذ المعاني والبيان والبديع والعروض عن أبي المواهب يعقوب الدبسي، واجتمع أيضاً بالمرسلين فأخذ عنهم علومهم، ثم انصرف لتحصيل العلوم من منطق وفلسفة وخطابة وطبيعيات كالطب والفلك والكيمياء والتاريخ العام والخاص والشرع الديني والمدني والطقسيات الشرقية والغربية واللاهوت الأدبي والنظري. رهبنته دخل سلك الرهبنة عام 1693 على يد البطريرك اسطفان الدويهي الماروني، فأذن له بالإقامة في دير القديسة في إهدن، ورحل إلى روما عام 1711 ومنها إلى صقلية وإسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب في الأندلس وحصل على بعض المخطوطات العربية القيِّمة، ثم قفل عائداً إلى لبنان في سنة 1712، ولما انتُخب أسقفاً على حلب في سنة 1725؛ أنشأ مكتبة كبيرة عُرفت بالمكتبة المارونية ضمنها نفائس الكتب المخطوطة التي حصل عليها، وأنشأ حوله مجمعاً علمياً كان من أركانه معلمه الخوري بطرس التولاوي والقس عبد المسيح لبيان والكاتب الشاعر القس عطا الله زنده وغيرهم، ورعى طائفته المارونية أحسن رعاية إلى أن توفي. عمل جرمانوس فرحات كاهناً وراهباً وأسقفاً على تعليم أبناء الرعية وترويض النفوس ونهج سيرة تقشفية كانت بالغة الأثر، وقام بإصلاحات وتجديدات كان لها أطيب الأثر في العقول والنفوس، ووضع سلسلة من الكتب في النحو واللغة سهَّلت درس اللغة ويسَّرت طريقة أخذها وقرَّبت قواعدها وصرفتها عن القوالب الجامدة، وألَّف أيضاً في العروض والقوافي والمعاني والبيان كتباً نحا فيها منحى الابتكار والتجديد، وقام أيضاً بحركة واسعة في الترجمة إلى العربية، فنقل إليها المزامير والأناجيل والكتب الطقسية المارونية، فعرفت الكنيسة على يده فصاحة العرب الأوائل وقد آزره في حركة الترجمة هذه لفيف من علماء الموارنة. من مؤلفاته كان له فضل التأليف في الصرف والنحو، فهو أول نصراني ألَّف فيهما حين أصدر كتابه الشهير «بحث المطالب» الذي طبع طبعات عدة، وكان مثالاً اقتدى به نحاة ذلك العصر، كما ألف «معجم إحكام باب الإعراب عن لغة الأعراب» الذي طبعه الشيخ رشيد الدحداح في مرسيليا عام 1849 وجاء في 723 صفحة، وكتاب «بلوغ الوعظ ومنارة الأقداس» و«المثلثات الدرية والكمال المسيحي» وديوانه الذي طبع ثلاث طبعات أما كتبه المترجمة فمنها «العنوان الحبيب في تفسير رؤيا يوحنا الحبيب» وكتاب «الأناجيل» وكتاب «الرسائل» وغيرها، ويقال إن كتبه بلغت المئة بين مؤلَّف ومترجَم. أمضى المطران جرمانوس فرحات حياته الخصبة في العمل مؤلفاً ومعرباً وملخِّصاً ومهذِّباً، وترك للخلف تركة علمية ثقافية توزَّعت على الأدب واللغة والشعر والدين واللاهوت والطقسيات والعبادات وغيرها، فكان بذلك دائرة معارف حية تناولت علوم عصره في الدين والدنيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون أسقف تيمي أو طمويس القديس | الولادة: – الوفاة: 370 هو أسقف طمويس Thmuis ويلقب بالعلامة Scholastic، وذلك لأنه جمع ما بين المعرفة الروحية والعلوم العالمية. وقد تتلمذ بعض الوقت في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ثم اعتزل في الصحراء حيث صار راهباً، كما تصادق مع الأنبا أنطونيوس. أُجبِر سرابيون على ترك عزلته ليجلس على كرسي أسقفية طمويس في جنوب مصر بالقرب من ديوسبوليس Diospolis. دفاعه عن الإيمان شارك في مجمع سارديكا سنة 347م، وكان من المقرّبين للقديس أثناسيوس في دفاعه عن الإيمان المستقيم، ويقول القديس جيروم أنه نُفي بأمر الإمبراطور قسطنطين. قد اشترك أيضاً في مقاومة بدعة مقدونيوس Macedonian، بالإضافة إلى مقاومته للأريوسيين، كما ألَّف كتاباً عظيماً ضد المانيين Manicheans.. كتاباته ألَّف عدة كتب فُقد معظمها، ولكن أهم أعماله هو Euchologion الذي اكتُشِف وتم نشره في نهاية القرن الماضي. يقول سقراط أن القديس سرابيون كان يردد هذه المقولة التي تلخص سموّ المسيحية: “العقل يتنقى بالمعرفة الروحية (أو بالتأمل المقدّس والصلوات). مع القديس أنبا أنطونيوس يقول عنه القديس جيروم أنه كان الصديق الشخصي للقديس الراهب أنبا أنطونيوس. وقد ورد ذكره مرتين في كتاب “حياة أنطونيوس” للبابا أثناسيوس الرسولي. في المرة الأولي إذ كان يتحدث عن رؤى القديس أنبا أنطونيوس، كان الاخوة يرونه صامتاً وهو جالس أو ماشٍ وبعد فترة يستأنف حديثه معهم، فكان رفقاؤه يدركون أنه شاهد رؤيا. لأنه عندما كان يجلس على الجبل كثيراً ما كان يشاهد ما يحدث في مصر، وكان يرويه لسيرابيون الأسقف الذي كان معه في مغارته. أما المرة الثانية فعند نياحته طلب توزيع ثيابه بتقديم أحد جلود الغنم للبابا أثناسيوس والرداء الذي استلمه من الأسقف سيرابيون جديداً يردوه إليه بالياً لكي يحتفظ بمسوحه. رئاسته لجماعة رهبانية روي لنا المؤرخ سوزومين أنه كان قبل سيامته أسقفاً رئيساً لجماعة رهبانية في صعيد مصر، ويشهد له أنه كان متميزاً بقداسة عجيبة وقوة البيان. كما يشهد البابا أثناسيوس صديقه الحميم أنه كان رئيساً على عددٍ كبيرٍ من الرهبان، كما جاء في رسالته إلى دراكونتيوس ليحثه علي قبول الأسقفية وهو رئيس محبوب للدير. مساندته للبابا أثناسيوس كان يسنده في جهاده ضد الأريوسية، بمثابة يده اليمنى له، إذ كان يتخذه نائباً عنه في غيابه. في عام 340م كلفه البابا أن يعلن عن موعد الفصح، ويُعتقد انه أنابه في كتابة الرسالة الفصحية في عامي 341 و342م. نفيه في 18 مايو عام 353م عندما أرسل البابا أثناسيوس بعثة للإمبراطور قسطنطينوس بعد انتصاراته وتوليه الإمبراطورية علي الشرق والغرب وقد سمع عن الوشايات التي بدأ الأريوسيون يخططون لها عنده. كانت هذه البعثة تحت رئاسة الأسقف سيرابيون، تضم خمسة أساقفة وثلاثة كهنة، ومعهم وثيقة موقعة من 80 أسقفاً من مصر يؤيدون فيها البابا أثناسيوس. فما كان من الإمبراطور إلا أنه نفي القديس من أجل استقامة إيمانه، لهذا دُعي بالمعترف. قام اختياره على قدرته على الدفاع عن الإيمان والإقناع والصمود في المواجهة أمام الإمبراطور وأمام الضغط الأريوسي. وقد تنيح في المنفي. رسائل القديس أثناسيوس له بعث إليه القديس أثناسيوس بخمس رسائل عقيدية: 1. رسالة عن موت آريوس، فيها ينفي القديس أثناسيوس أن آريوس رجع عن رأيه وأنه تصالح مع الكنيسة قبل موته. كتبها البابا عام 358 م وهو في المنفي. 2. عبارة عن أربع رسائل عن الروح القدس، وهي في غابة الأهمية. فقد سبق فأرسل القديس سيرابيون إلي البابا يشكو له من سرعة انتشار التعليم ضد الروح القدس الذي يحسبه مخلوقاً لكن أعلى من الملائكة. تُعتبر هذه الرسائل أول بحث منهجي لاهوتي عن الروح القدس. أول رسالة تاريخها عام 339. كتاباته 1. ضد المانيين: يكشف هذا العمل عن براعة القديس سيرابيون البلاغية واللاهوتية والفلسفية. فيه اكتفي بنقد النقاط الرئيسية في فكر أتباع ماني، خاصة نظرتهم الثنائية (إله النور وإله الظلمة)، واعتراضاتهم علي العهد القديم وبعض أجزاء من العهد الجديد. كما اثبت تناقض أفكار أتباع ماني وعدم منطقيتها. 2. رسائله: منها رسالة تعزية موجزة مرسلة إلي الأسقف افجوكيوس الذي كان مريضاً. ورسالة إلى رهبان الإسكندرية فيها يستخدم تعبير: “الثالوث المساوي في الجوهر” (هوموسيوس ترياس). ورسالة إلى بعض تلاميذ القديس أنطونيوس عند نياحته سنة 356 م. 3. أعمال أخرى يعتقد بعض الدارسين أنها من وضعه مثل “عظة عن البتولية”، و”رسالة إلي المعترفين”، وشذرات من تفسير سفر التكوين، كما ذكر القديس جيروم عمله. 4. خولاجي القديس سيرابيون، وقد سبق لنا الحديث عنه في كتابنا “المسيح في سرّ الأفخارستيا”. وهو يمثل الليتورجيا الكنسية في مصر في القرن الرابع، وربما ترجع إلي فترة قبل ذلك. تحمل انعكاس فكر مدرسة الإسكندرية في القرن الثالث الخاص بلاهوت الكلمة “اللوغوس” بعدما أضيفت إليها ما يتناسب مع القرن الرابع رداً على البدعة الأريوسية. كثير من الصلوات الواردة بها هي بعينها الواردة بليتورجيا القديس مرقس وتلك الخاصة بانافورا “النظام الكنسي” للكنيسة الأثيوبية. كل الصلوات تخاطب الله بكونه أب الابن الوحيد، وتشكره من اجل تحننه المملوء ترفقاً، المعلن خلال أعمال ربنا يسوع المسيح الخلاصية. يقال أنه تنيح أثناء نفيه حوالي سنة 370م، وإن كان تاريخ نياحته غير مؤكد. من خولاجي القديس سيرابيون أطلب إليك أن ترسل روحك القدوس إلي عقلنا. وامنحنا أن نفهم كتبك المقدسة الموُحي بها، لكي ما تفسرها باستقامة واستحقاق، حتى يستفيد منها جميع المؤمنين الحاضرين ههنا… أعطنا روح النور، حتى نعرفك أنك أنت هو الحق، ويسوع المسيح الذي أرسلته (يو 17:3) امنحنا الروح القدس، حتى نقدر أن نعلن بسعة عن أسرارك التي لا توصف، ونخبر بها. ليتكلم فينا الرب يسوع والروح القدس وليمجدانك بواسطتنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون التائب | الولادة: – الوفاة: – من أهل الإسكندرية، ضعُف أثناء اضطهاد دقلديانوس وبخّر للأوثان. وقد استخدم القديس ديوناسيوس السكندري Dionysius قصة سيرابيون هذا كدليلٍ عملي ضد بدعة النوفاتيين Novatism، وهي البدعة التي كتب عنها إلى فابيوس الإنطاكي Fabius of Antioch الذي كان من أتباعها وهم متشددون جداً في قبول من جحد الإيمان أثناء الإضطهاد. ضعفه أمام الاضطهاد عاش سيرابيون حياة طويلة بلا لوم، ولكنه ضعف أخيراً في النهاية. إذ ندم على فعلته هذه، طلب الصفح بإلحاح والسماح له بالدخول مرة أخرى للكنيسة، ولكن طلبه كان يقابل بالرفض دائماً. مرض سيرابيون مرضاً شديداً ومكث ثلاثة أيام لا يستطيع النطق، وأخيراً عاد إلى وعيه وأرسل حفيده طالباً الكاهن، الذي كان بدوره مريضاً لا يستطيع الذهاب لسيرابيون. إلا أنه أرسل الإفخارستيا المقدسة، وقد عاش سيرابيون حتى تلقى الأسرار المقدسة ثم تنيح بسلام. ويستخدم ديوناسيوس هذا كإعلان ودليل إلهي ضد رأي النوفاتيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – شهوة الإستشهاد كان من أهل بينوسة من أعمال مصر السفلى، وكان ذا أموال ومقتنيات كما كان محباً للصدقة جداً، ولما جاءت أيام الاضطهاد وسمع أن أرمانيوس والي الإسكندرية قد وصل إلى الوجه البحري ليعذّب المسيحيين. خرج إليه هو وصديقٍ له اسمه ثيؤدورُس وآخر من رعاة الدواب اسمه توما واعترفوا أمامه بالسيد المسيح، فطرحهم في السجن. سمع بذلك أهل بلده فأتوا حاملين السلاح لقتل الوالي وإطلاق القديس، ولكن القديس منعهم وعرّفهم بأنه هو الذي يريد الاستشهاد على اسم المسيح فانصرفوا. عذاباته أما الوالي فأخذ القديس معه في سفينة إلى الإسكندرية، وهناك عذّبه بالهنبازين، وألقاه في حفرة ملأها بالنار، ثم وضعه في إناء به زفت وقطران وأوقدوا تحته النيران، وفي هذا جميعه كان الرب يشفيه ويقيمه سالماً. وأخيراً صلبوه وأخذوا يضربونه بالنشاب، فجاء ملاك الرب وأنزل القديس. بعد ذلك أسند الوالي أمر تعذيب القديس إلى أحد الأمراء اسمه أوريون، فسافر به بحراً إلى بلده وعند المساء رست السفينة على إحدى القرى وناموا. وفي الصباح وجد أن المكان الذي رست أمامه هو بلد القديس الذي تعجب من ذلك، فأتاه صوت قائلاً: “هذه بلده فأخرجوه”، وبعد عذاب كثير قطعوا رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة، وخلع أوريون قميصه ولف به جسد القديس وسلمه لأهله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: 284 من كورنثوس، استشهد في مصر مع نيسيبورُس Niceporus تحت حكم نومريان Numerian، وذلك سنة 284م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون القديس | الولادة: – الوفاة: – جاء في كتاب “مشاهير الآباء” للقديس جيروم: رأيناه في إقليم أرسينوي (الفيوم)، وكان شيخاً وأباً للأديرة ولرهبانها الذين كانوا نحو عشرة آلاف رجلاً: وكان يهتم باحتياجاتهم كلها. وكان الذين يحصدون في الحقول يأتون له بكمية 12 أردباً، كان يقدمها لخدمة ذوي الحاجة. ويوزعها بيده. حتى يأخذ كل الفقراء في المنطقة نصيبهم، كما أرسل لفقراء الإسكندرية عطاياهم. وكان آباء البرية لا يهملون حاجات الفقراء. ولكن نظراً لانشغالهم في حياة الجهاد الروحي، فكانوا يملأون المراكب بالطعام والملبس ويرسلونها، من عام لآخر، إلى فقراء الإسكندرية (العاصمة). لأن الفقراء الذين كانوا يعيشون حولهم (في الصحراء) كانوا قلائل. وقد رأينا في منطقة بابليون (مصر القديمة) وممفيس (البدرشين) الكثير من الآباء العظام، وكانوا بلا حصر. وكانوا من الرهبان الذين تزّينوا بالأعمال الصالحة، وكانوا مباركين ومقبولين لدى الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون القديس 1 | الولادة: – الوفاة: – كان طول حياته لا يضع على جسده سوى ثوباً خشناً، وعاش حياة إنكار للذات. ومع أنه لم يكن متعلماً لكنه حفظ الكتب المقدسة عن ظهر قلب، ولم يسكن في قلاية: بل كان يطوف ويعلم الجموع وبذلك كسب عدداً كبيراً للرب. باع نفسه لفرقة مسرحية كوميدية باع نفسه بعشرين ديناراً لفرقة مسرحية كوميدية في مدينة وثنية. ولما حصل على المبلغ حفظه في حقيبة مختومة، وخدم الممثلين الذين اشتروه وكان يغسل لهم أرجلهم: واستطاع أن يصيرهم كلهم مسيحيين: وجعلهم يتركون المسرح. وكان القديس لا يأكل سوى الخبز الجاف والماء، ولم يتوقف لسانه عن تلاوة الآيات الكتابية. تحريره بعد فترة وجيزة أصبح كل هؤلاء الممثلين قديسين بعدما علّمهم وساعدهم على سلوك طريق البرّ، وسرعان ما عرفوا قدره فحرّروه من الرق لأنه حرّرهم من الوثنية. فكشف لهم حقيقة أمره وطلب منهم أن يذهب إلى مكان آخر بعدما رد لهم المال الذي أخذه منهم. في أثينا سافر إلى أثينا وجاع هناك ولم يجد من يطعمه خبزاً ولم يكن يحمل مالاً ولا غطاء. ولما مرّ اليوم الرابع صعد إلى مكان عالٍ، حيث يجتمع أشراف المدينة وصرخ بصوت مرتفع: “يا رجال أثينا ساعدوني”. فلما تجمع حوله الناس قال لهم: “إني مصري الجنس وقد وقعت بين ثلاثة من الدائنين، رحل اثنان منهم عني بعدما أخذا مالهما، ولم يفارقني الثالث!” قال له الفلاسفة: “أرنا هؤلاء الدائنين لنساعدك”. أجابهم قائلاً: “إنني منذ صباي أحببت المال والزنا وشهوة البطن التي تضغط عليَّ. وقد تحرّرت من الأولين، ولم أتخلص بعد من شهوة البطن، لأن لي أربعة أيام وهي تطالبني بالدين!” ظن الفلاسفة أنه اخترع ذلك لاحتياجه إلى المال فأعطاه أحدهم ديناراً اشترى به رغيفاً من الخبز. باع نفسه لهرطوقي في مدينة أخرى باع نفسه لمسيحي يتبع مذهب هرطوقي. فمكث معه في بيته سنتان، علّمه فيهما مبادئ الإيمان الصحيح. ولم ينظر إليه بعد ذلك كعبدٍ بل كأب وسيد وامتدح حكمته ومجّد إلهه الذي أرسله إليه. إلى روما مرة قرر الذهاب إلى روما وركب سفينة من الإسكندرية. ومرّ اليوم الأول وجلس البحارة يتناولون طعامهم أما هو فلم يأكل، وهكذا حتى مرّ اليوم الرابع فسألوه عن سبب عدم أكله، فعرّفهم بأنه لا يحمل طعاماً ولا مالاً. فأشفقوا عليه وأطعموه إلى أن وصل إلى إيطاليا. كان هدفه من هذه الزيارة اللقاء مع راهبة اشتهرت بالبرّ الذاتي، فذهب لمن تخدمها وأعلمها بأنه قد أتى من عند الرب لزيارتها. وبعدما انتظر يومين رآها وبادرها بالسؤال: “هل أنت حيّة أم ميتة؟” فأجابته قائلة: “إنني أؤمن أنني ميّتة”. فقال لها: “إنه من السهل على من مات عن العالم أن يفعل كل شيء ماعدا الخطية”، ثم أضاف قائلاً: “أخرجي من دارِك إلى خارج”، فقالت له: “إن لي خمسة وعشرين عاماً لم أخرج فيها إلى الآن”. فقال لها: “من مات عن العالم فخروجه ودخوله سواء”. ثم أخذها وذهب إلى الكنيسة. في الطريق قال لها: “هل تستطيعين أن تخلعي ملابسك وتضعينها فوق رأسك في الشارع؟” فأجابته بأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك لئلا يتعثر الناس. فقال لها: “إن كنتِ قد متِّ عن العالم فهل يعنيكِ قول الناس أنك قد فقدتِ عقلك؟” ثم نصحها بألا تعتقد بأنها أصبحت أكثر كمالاً من غيرها. ولما وضع حداً لكبريائها ولقّنها التواضع الحقيقي عاد إلى البرية في وادي النطرون وعاش هناك ستّين عاماً، ثم تنيح بشيبة صالحة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيرابيون الكبير القديس | الولادة: – الوفاة: – كان متوحداً في جبل نتريا، ويُذكَر اسمه مع مكاريوس Macarius، بامبونيوس Pambonius وهيراكلياس Heraclius وآخرين، الذين اشتهروا واجتذبوا كثيرين حولهم في زمن الإمبراطور قنسطنطيُس Constantius، وحفظوا الإيمان السليم الذي وضعه آباء مجمع نيقية. كان معاصراً للقديس أنطونيوس، وزاره بولا Paula سنة 386م، وميلانيا الكبرى Elder Melania سنة 387م، وبالاديوس Palladius سنة 390م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيريكوس أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 399 يشتهر هذا الأسقف الروماني بتعاليمه وحماسه وغيرته الدينية ومقاومته للهرطقات، وإعادة النظام إلى الكنيسة بالقوانين التي أصدرها. من الهراطقة الذين قاومهم هذا الأسقف هم الراهب جوفينيان Jovinian الذي أنكر دوام بتولية السيدة العذراء، وبونوسوس Bonosus أسقف سارديكا الذي شاركه في هذه الهرطقة. فرض التبتل على الإكليروس في روما كتب القديس رسالة إلى هيمريوس أسقف تاراجونا Himerius of Tarragona، وطلب منه أن ينشرها إلى بقية الأساقفة، وفيها يرد على الأسئلة التي وجّهها هيمريوس إليه. ومن ضمن نقاط هذه الرسالة طلب سيريكوس من الكهنة والشمامسة المتزوجين قبلاً أن يمتنعوا عن العلاقة الزوجية، ويُعتَبر هذا الخطاب أول أمر رسمي معروف يفرض التبتل على الإكليروس في كرسي روما. من أعماله أيضاً أنه بنى كاتدرائية القديس بولس التي وسعها الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول. وقد جلس على كرسي روما 15 سنة إلى أن تنيّح بسلام سنة 399م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيريناس البستاني الشهيد | الولادة: – الوفاة: 302 إلى يوغوسلافيا كان يونانياً بالمولد، وترك كل ما له ليخدم الله في حياة الوحدة والبتولية. ذهب بهذه النية إلى سيرميام Sirmium (يوغوسلافيا الآن) واشترى بستاناً وقام بزراعته وكان يعيش على الفاكهة والخضروات التي ينتجها. سيدة تتمشى في بستانه عندما ثار الاضطهاد ضد المسيحيين اختبأ عدة شهور، ولكنه عاد إلى بستانه. وفي أحد الأيام وجد امرأة تتمشى في بستانه، فسألها بحرجٍ عما تفعله في ملكية رجل متوحّد مثله، فأجابته بأنها تستمتع بالمشي في هذا البستان على وجه الخصوص، فرد عليها بحسمٍ وهو مصمم ألا يسمح لها بالبقاء إذ أدرك أنها إنما أتت إليه بنية غير سليمة: “إنه وقت القيلولة ومن غير المناسب لسيدة في مركزِك أو وقارِك أن تمشي في هذا الوقت غير اللائق الذي لا يخرج أو يتمشى فيه إنسان محترم”. إذ سمعت السيدة هذا التوبيخ هاجت وكتبت في الحال لزوجها الذي كان من ضمن حراس الإمبراطور ماكسيميان، واشتكت له بأن سيريناس قد أهانها، فذهب زوجها إلى الإمبراطور طالباً العدل قائلاً: “بينما نقوم نحن بخدمتك والسهر على سلامتك تتعرض زوجاتنا للإهانة بعيداً في بلادنا”. أعطاه الإمبراطور خطاباً إلى حاكم المقاطعة لكي ينصفه. استدعى الحاكم سيريناس وسأله: “كيف تكون من الوقاحة حتى تهين زوجة الضابط في بستانك؟” تعجب سيريناس ورد قائلاً: “حسب علمي إني لا أتذكر أنني أهنت أية سيدة، ولكني فقط أتذكر أن سيدة أتت إلى البستان في وقت غير مناسبٍ وقالت أنها جاءت لتتمشى، فقلت لها أنه لا يليق لامرأة في مركزها أن تأتي وتتمشى بالخارج في مثل هذه الساعة”. اشتياقه للإستشهاد هذا الدفاع جعل الضابط نفسه ينظر إلى الموضوع بوجهة نظر مختلفة، إذ أدرك أن سيريناس بريء بينما زوجته هي المخطئة ولذلك سحب دعواه على البستاني. لكن كلام سيريناس أثار شكوك الحاكم، إذ علم أن إنساناً بمثل هذا التدقيق لابد أن يكون مسيحياً، فسأله عن ديانته فأجاب القديس بحسم: “أنا مسيحي”، ولما سأله إن كان يقدم القرابين للآلهة أجاب سيريناس: “أشكر الله الذي حفظني حتى هذا الوقت، لقد بدا لي أن الله قد رفضني لكوني حجر غير صالح في بنائه، ولكني أرى الآن أنه يدعوني لكي يكون لي مكان فيه. وإني مستعد أن أتألم من أجله، فربما يكون لي مكان في مملكته مع قديسيه”. أجابه الحاكم بدهشة: “حيث أنك حاولت التهرب من قرارات الملك ورفضت أن تضحي للآلهة، فإنك تموت بقطع رأسك”. فعلاً قام بتنفيذ الحكم واستشهد القديس سيريناس سنة 302م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيريناس القديس | الولادة: – الوفاة: – يوجد أكثر من شهيد وقديس يحملون اسم سيريناس: 1. سيريناس وسيريناس الشهيدان: اثنان من تلاميذ أوريجينوس كانا يحملان نفس الاسم، عُذِّبا أثناء اضطهاد سويروس Severus مع الشهيد بلوتارش Plutarch. تعيِّد لهما الكنيسة الغربية في الثامن والعشرين من شهر يونيو. 2. الأب سيريناس: من آباء صحراء نتريا، كان في غاية النسك والتقشف وتميز بكثرة فضائله. وقد زاره كاسيان سنة 395م وتحدثا معاً مرتين: في المرة الأولى كلّمه الأب سيريناس عن طبيعة الروح، وسرعة انتقال الأفكار، وتأثير الأرواح الشريرة عليها، وضرورة تثبيت الإرادة نحو الله. أما في المرة الثانية فكلّمه عن طبيعة الأرواح الشريرة، وسقوطها، وعملها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأباتي اغناطيوس داغر التنوري | الولادة: – 1869 م الوفاة: 1957 م حياته الأباتي اغناطيوس داغر التنوري رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية والمجاعة في لبنان (1913- 1929) هو جرجس بن عساف داغر من بلدة تنورين الفوقا سنة 1869، اسم أمه “نَوف” توفيت وهو في السابعة من عمره. بلي أبوه بالعمى فكان جرجس الفتى الصغير يقود أباه كل يوم إلى الكنيسة… ولما توفي والده أُدخل مع أخته “فوتين” إلى ميتم الراهبات اللعازاريات في طرابلس سنة 1877. دخل جرجس الرهبانية مبتدئا في دير مار جرجس الناعمة سنة 1884. وأبرز نذوره الرهبانية على يد الأب بولس البكاسيني في 27 أيلول سنة 1886. وكان آنذاك بعمر الثامنة عشر ربيعاً. بعد سيامته عُيّن في مدرسة بيروت ناظراً على تلامذة الرهبانية طيلة خمس سنوات. وعُيّن معلماً للمبتدئين، سنة 1900، في دير كفيفان. وبعد مرور سنة عُيّن رئيساً على الدير حتى سنة 1910. انتُخب رئيساً عاماً على الرهبانية في مجمع التأم في دير سيدة نسبيه ـ غوسطا بتاريخ 18/9/1913. وبقي يرأس الرهبانية حتى سنة 1929. رهن أديار الرهبانية لإطعام الجياع سنة 1914 نشبت الحرب العالمية الأولى وقد طالت أربع سنوات حتى دبّت المجاعة باللبنانيين. فما كان من الأب العام اغناطيوس التنوري إلا أن أمر الرهبان بفتح أبواب الأديار ملاجئ للفقراء وتأمين الطعام والكسوة لأبناء الوطن المحاصرين من الجيش العثماني ومن الجراد والذين مات ثلثهم جوعا. استدعى جمال باشا الأب العام بسبب تعاونه مع دولة فرنسا وحمايته في الأديار أبناء السعد وسواهم من المطلوبين من الدولة التركية. وقد خلـّصه الله من هذه المحنة. وفي أيامه إبان الحرب العالمية الأولى رهنت الرهبانية جميع ممتلكاتها، بإستثناء الدير في بيروت، إلى الحكومة الفرنسية بواسطة حاكم جزيرة أرواد الجنرال “ألبير ترابو” بمليون فرنك ذهبا. وهذا نص السند الذي وقّعه الأباتي اغناطيوس التنوري: “نحن الموقعين أدناه ألأب أغناطيوس التنوري رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية العام نسأل الحكومة الفرنسية قرضاً بقيمة مليون فرنك ذهب لكي يوزع على الفقراء والمحتاجين ونقدّم ضمانة لهذا القرض أملاك الرهبانية، وبما أنه يتعذّر علينا المخابرة رأساً مع الحكومة الإفرنسية في الشروط اللازمة لهذا القرض، نكلّف جناب المسيو ترابو حاكم جزيرة أرواد، الذي لنا فيه ملء الثقة أن ينوب عنا في هذا الأمر، والضمانة المشار اليها في السند تقع على القيمة التي تصل ونعطي علماً بها. استقال من الرئاسة العامة سنة 1929. وأمضى بضع سنين في دير المعونات ثم انتقل إلى دير مار يوسف جربتا، حيث كتب مواعظه وقد طبعها له الأب ليباوس داغر وقد أسماها: “خزانة الواعظين والمتأملين” وكتيّبين لعبادة العذرا مريم. نياحته توفاه الله برائحة القداسة، مساء يوم السبت الموافق 14 كانون الأول سنة 1957، في مأوى راهبات دير مار يوسف جربتا عن واحد وتسعين عاما. ودفن في دير سيدة المعونات ولا يزال قبره خلف الكنيسة للجهة الشرقية محجّة للمؤمنين. أعماله حوّل دير ميفوق ودير مشموشة إلى مدارس عصرية سنة 1922، واشترى، مدرسة سيدة القلعة في عكار، من الأباء اليسوعيين، بـ 14 ألف قرش حجر، سنة 1925. وشيد معظم دير سيدة المعونات في جبيل وكنيسته وكنيسة دير مار أنطونيوس النبطيه سنة 1926. وجدد بناء دير قزحيا كما هو الآن سنة 1927. وتمّ توسيع وترميم أديار : مشموشة ومار موسى الحبشي وبيت شباب ومار روكس القليعات وعشاش وقرطبا . وفي أيام رئاسته العامة رفع دعوى عبيد الله الحرديني وشربل ورفقا إلى الكرسي الرسولي سنة 1925 فبوشر الفحص بقداسة مار شربل والقديسة رفقا والقديس الحرديني في 28 كانون الثاني سنة 1926. اغناطيوس التنوري والبابا بيوس الحادي عشر قابل الأب اغناطيوس داغر، عام 1927، قداسة البابا بيوس الحادي عشر. فقال له البابا: “قد قيل لي عن فضيلتك الشيء الكثير والآن حين وقع نظري عليك تحقّقت أن كل ما سمعته عنك لم يكن فيه شيء من المبالغة”. توفي الأب اغناطيوس بتاريخ 14/12/1957 في دير مار يوسف جربتا ونقل جثمانه ليدفن في دير سيدة المعونات. حيث أصبح قبره محجّة للمؤمنين وإن ما يخبر عن عجائبه في حياته وبعد موته يضيفه إلى قافلة قديسي الرهبانية. راهب مشى في الهواء خلال وجوده في دير ما قبريانوس ويوستينا في كفيفان، وخلال صلاته الفردية، كان يخطفه الروح فتعلو رجلاه عن الأرض وكان يسير أمتاراً عديدة خارج شرفة الدير، فسمّي بالراهب الذي سار في الهواء. وتذكر راهبات دير مار يوسف جربتا كيف كنّ يشاهدن نوراً على شكل حمامة يعلو رأسه. ها هي دعواه ترفع إلى الفاتيكان مع ستة رهبان آخرين. فلتكن صلاته معنا. عن كتاب الأب ليباوس داغر في كتابه “المحترم التنوري” (1980). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيسيليا أو سيسيل أو كيكلية العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 230 زواج عجيب وُلدت في بداية القرن الثالث. كانت من أشراف روما، ونشأت نشأة مسيحية، وكانت تلبس ثوباً خشناً تحت الملابس التي تليق بطبقتها. وكانت تصوم عدة أيام في الأسبوع، ووضعت في قلبها أن تظل عذراء من أجل محبة الله. ولكن والدها كان له رأي آخر، إذ زوّجها من أحد شباب الأشراف اسمه فالريان Valerian. قبل زفافها بثلاثة أيام، دخلت سيسيل حجرتها، وأغلقت على نفسها، واعتكفت للصلاة تطلب مشيئة الله ومعونته لتحقيقها. طلبت منه أن يسندها في تحقيق نذرها له بأن تعيش بتولاً. كما طلبت منه أن يصنع رحمة مع خطيبها، فيقبل الإيمان بالسيد المسيح، وأن يحب حياة البتولية. بعد صلوات حارة نامت سيسيل، فرأت في حلمٍ ملاكاً يطمئنها بأن الرب قد استجاب طلباتها. في يوم عُرسِها، وسط الموسيقى وصخب المدعوين جلست سيسيليا في أحد الأركان ترنّم لله في قلبها، وتصلي طالبة المعونة منه. حين اختلت مع زوجها في حجرتيهما استجمعت شجاعتها، وقالت له برفق: “عندي سر لا بدّ أن أقوله لك. يجب أن تعرف أن لي ملاكاً من الله يراقبني، وإذا اقتربت مني كزوج، فإنه سيغضب منك ويؤذيك، ولكن إذا احترمت عذراويتي، فسوف يحبك كما يحبني. أجابها فالريان: “أريني هذا الملاك، فإذا كان من الله فعلاً، فسوف أبتعد عنكِ كما ترغبين”. فقالت له القديسة: “إذا آمنت بالواحد الحيّ وقبلت المعمودية فسوف ترى الملاك”. وافق فالريان وذهب ليبحث عن الأسقف إربان Urban وسط الفقراء الذين استقبلوه بكل ترحاب، ثم ظهر الأسقف القديس يحمل المكتوب التالي: “رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة. واحد هو الله أبو كل أحد وفوق كل أحد، وفي كل أحد”. سُئل فالريان: “هل تؤمن بهذا؟” ولما رد بالإيجاب عمَّده الأسقف، ثم عاد إلى سيسيليا فوجد إلى جوارها يقف ملاك، ثم تقدم الملاك ووضع على رأس كل منهما إكليل زهور. وعبقت رائحة جميلة لم يسبق أن اشتمها من قبل. إيمان أخ زوجها كان لفالريان شقيق اسمه طيبورتيوس أو تيبورتيوس Tiburtius، فتكلم فالريان مع شقيقه عن الله الواحد الحقيقي. أظهر طيبورتيوس في البداية عنادًا وكان يسأل: “من هو الذي قام من القبر حتى يخبرنا عن تلك الحياة الأخرى؟” فأخذت سيسيليا تكلمه طويلاً وحدثته عن السيد المسيح، فآمن هو الآخر ونال المعمودية وللحال اختبر أشياءً مدهشةً. من تلك اللحظة كرَّس الشقيقان نفسيهما للكرازة بالسيد المسيح وأعمال البرّ. القبض على الزوج وأخيه بسبب غيرتهما وحماسهما في دفن أجساد الشهداء قُبِض عليهما، وأُحضِرا أمام ألماخيوس Almachius الوالي. بدأ الوالي يستجوبهما، فأجابه فالريان أنه هو وشقيقه يؤمنان بيسوع المسيح ابن الله، ثم بدأ يقارن بين أمجاد السماء الأبدية وأفراح العالم الزمنية. لكن ألماخيوس قاطعه وأمره أن يُخبِر المحكمة إن كان يوافق أن يذبح للآلهة فيطلق سراحه. أجابه الشقيقان بصوت واحد: “ليس للآلهة بل لله الواحد نقدم له ذبيحة يومية”. أمر الحاكم بجلدهما فذهبا فرحين، وكان فالريان يقول للمسيحيين الحاضرين: “لا تجعلوا تعذيبنا يخيفكم ويبعدكم عن طريق الحق بل اثبتوا في الله الواحد، واطرحوا تحت أقدامكم الأوثان الخشب والحجارة التي يعبدها لماخيوس”. ومع هذا كان الحاكم مستعدّاً للعفو عنهما إن هما تراجعا. استشهادهما مستشار الحاكم أخبره بأنّهما سيستفيدان من الوقت في توزيع ممتلكاتهما وبهذا يحرمان الدولة منها، فحكم عليهما بالموت، وقطعوا رأسيهما على بعد أربعة أميال من روما. واستشهد معهما أحد المسؤولين في الدولة اسمه ماكسيموس Maximus الّذي أعلن إيمانه المسيحيّ حين عاين شجاعة الشهيدين وثباتهما. سيسيليا الكارزة دفنت سيسيليا أجساد الشهداء الثلاثة، ثمّ جاء دورها لكي يطلب منها أن تنكر إيمانها، وبدلاً من أن تفعل ذلك استطاعت أن تحوّل كلّ الّذين أتوا إليها لهذه المهمّة، حتّى إنّ الأسقف إربان حين أتى لزيارتها في منزلها عمد 400 شخصاً. كان أحدهم ويدعى جورديان Gordian رجل ذو مكانة في الدولة، أنشأ كنيسة في منزله كرّسها الأسقف إربان فيما بعد. استشهادها أخيراً أحضرت القدّيسة إلى المحكمة، فأخذ ألماخيوس يجادلها محاولاً التأثير عليها، فكانت تسخر منه ومن كلامه، فحكم عليها أن تخنق في حمّام منزلها، ومع أنّ النيران حميت سبعة أضعاف إلّا أنّ القدّيسة ظلّت يوماً وليلة دون أن يصيبها أيّة أذيّة، فأرسل الوالي إليها أحد الجنود ليقطع رأسها. ضربها الجنديّ ثلاث مرّات على عنقها وتركها ملقاة ظنّاً منه أنّها ماتت، إلّا أنّها ظلّت حيّة ثلاثة أيّام تنزف دماً، أتى خلالها المسيحيّون ليكونوا إلى جوارها، وسلّمت الأسقف إربان منزلها ليكون تحت رعايته، ثمّ دفنت بعد ذلك في عام 230م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيسيليانوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 345 رئيس شمامسة وشهوة الاستشهاد كان رئيس شمامسة ثمّ أسقفا على قرطاجنّة سنة 311م. حين كان رئيس شمامسة، كان مؤيّداً لأسقفه مينسوريوس Mensurius في معارضته الاشتهاء الخاطئ للاستشهاد، إذ كان المسيحيّون في شمال أفريقيا يبالغون في تشوّقهم للاستشهاد، وبلغ هذا مداه بعد اضطهاد دقلديانوس. كان الشعب يطلبون الموت بأيدي الوثنيّين حتّى يكرموا بعد موتهم كشهداء ومعترفين، البعض بروح مسيحيّة صادقة تثير الإعجاب، ولكن آخرين لافتراضهم أنّ صليب الشهيد سوف يغسل في الأبديّة أتعاب الحياة كلّها وحماقاتها والخطايا والجرائم. كان من المستحيل التفريق بين هاتين الفئتين من الشعب، فكان التصرّف السليم هو أن تثبّط تلك الشهوة الخاطئة باللين أوّلاً، ولكن إن لم تفلح فبالقوّة والأساليب العنيفة. سيامته أسقفاً بعد نياحة مينسوريوس، رشّح سيسيليانوس خلفاً له، ولكنّ هذا الترشيح واجهته معارضة شديدة من الفئة الّتي قاوم سيسيليانوس شهوتها في الاستشهاد. هذه المجموعة رشّحت شخصاً آخر، فانقسم المؤمنون في قرطاجنّة إلى مجموعتين من المؤيّدين والمعارضين لسيسيليانوس. واشتدّ الانقسام واشتعل الخلاف بين الفريقين، ممّا استدعى تدخّل الإمبراطور قسطنطين شخصيّاً، وانعقاد مجمّع في روما سنة 313م من أجل ذلك الموضوع. وقد تنيح الأسقف مينسوريوس سنة 345م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيسيليوس القديس | الولادة: – الوفاة: 248 يذكرُهُ السنكسارُ الرومانيُّ باعتبارِهِ كاهناً منْ قرطاجنةَ، وهوَ الذي جذبَ القديسَ كبريانوس إلى الإيمانِ بالمسيحِ، ليسَ فقطْ بواسطةِ حجتِهِ ومنطقِهِ إنَّما أيضاً بقدوتِهِ وسيرتِهِ. كانَ متقدماً في السنِّ، ومنْ الأرجحِ أنَّ كبريانوس عاشَ في منزلِهِ بعدَ إيمانِهِ، معتبراً إياهُ أباً لحياتِهِ الجديدةِ. تذكرُهُ بعضُ المراجعِ باسمِ سيسيليانوس Cecilianus، وتقولُ أنَّهُ حينَ دنتْ وفاتُهُ أوصى تلميذَهُ الحبيبَ برعايةِ زوجتِهِ وأبنائِهِ، وتنيحَ حواليْ سنةِ 248م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيسينيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد من أنتينوي Antinoe أثناء اضطهاد دقلديانوس، وكان استشهاده مع كولوثُس Colothus الكاهن والطبيب، وعدد كبير آخر ذُكِرت أسماؤهم في سيرة الشهيدين أبادير Apater وإيرائي Irai. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيسينيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – كانَ في الأصلِ عبداً كبادوكياً لكنَّهُ أصبحَ حراً، ثمَّ آمنَ بالمسيحِ، وصارَ تلميذاً للقديسِ ألبيديوس. عاشَ معهُ بالجبلِ حيثُ حبسَ نفسَهُ في مغارةِ سبعةِ أعوامٍ، ثمَّ استقرَّ في مقبرةِ ثلاثةِ أعوامٍ أخرى، وأصبحتْ لهُ موهبةُ إخراجِ الشياطينِ. وقدْ اختيرَ كاهناً، فقادَ الناسُ نحوَ القداسةِ. كانَ محباً للغرباءِ وللفقرِ الاختياريِّ، موبخاً الأغنياءَ البخلاءَ. وقدْ أعطاهُ اللهُ نعمةَ التغلبِ على شهواتِ الجسدِ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيسينيوس ومارتيريوس وألكسندر الشهداء | الولادة: – الوفاة: 397 كارزون بالإنجيل من الغرباء الكثيرين الذين أتوا للاستقرار في مدينة ميلان، في زمن حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير Theodosius the Great، ثلاثة من مواطني كبادوكيا هم سيسينيوس والشقيقان مارتيريوس وألكسندر. إذ عرف القديس أمبروسيوس سيرتهم وفضائلهم أرسلهم إلى القديس فيجيليوس Vigilius أسقف ترنت Trent الذي كان في حاجة ماسة إلى مبشرين. رُسِم سيسينيوس شماساً ومارتيريوس قارئاً، ثم أُرِسل الثلاثة للتبشير بالإنجيل في Tyrolese Alps، حيث كانت المسيحية تنتشر ببطء. وبالرغم من المقاومة وسوء المعاملة كسبوا الكثيرين للمسيح، وبنى سيسينيوس كنيسة حيث كان يجتمع بالمؤمنين لكي يكمل تعليمهم وإرشادهم. منع الاشتراك في الحفلات الوثنية إذ استثار نجاحهم في التبشير الوثنيين، حاولوا إجبار المتعمّدين حديثاً على الاشتراك في حفلاتهم الوثنية، فعمل سيسينيوس ورفيقاه بكل قوة لكي يمنعوا المؤمنين من الاشتراك. استشهادهم هاجم الوثنيون المبشرين الثلاثة في كنيستهم وضربوهم بشدة حتى استشهد سيسينيوس بعد عدة ساعات. نجح مارتيريوس في الزحف خارج الكنيسة ولكن المهاجمين عثروا عليه في اليوم التالي وجذبوه من رجليه فوق الصخور الحادة إلى أن استشهد. هدّدوا ألكسندر حتى ينكر إيمانه محاولين إرهابه بمنظر النار التي أشعلوها في جسدي رفيقيه، ولما فشلوا في ذلك ألقوه حياً في نفس النار، وكان استشهاد الثلاثة في سنة 397م. جمع المؤمنون رماد أجسادهم وأخذوها إلى ترنت، وفيما بعد بنى القديس فيجيليوس كنيسة في الموضع الذي تعذبوا فيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيكستوس الأول أسقف روما الشهيد | الولادة: – الوفاة: 127 خَلَف القديس سيكستوس الأول القديس ألكسندر Alexander على كرسي روما، حوالي نهاية حكم الإمبراطور تراجان Trajan، وجلس على الكرسي حوالي عشرة سنوات، في وقت كان العُرف أن الأسقفية هي طريق للاستشهاد. في كل السنكسارات القديمة يكرّم القديس سيكستوس كشهيد، وإن كنّا لا نملك أي تفاصيل عن حياته أو وفاته، وإن كان معروفاً فقط أنه كان رومانياً بالمولد، وأنه كأسقف أول من وضع القانون ألا يلمس الأواني المقدسة إلا الإكليروس فقط. وكانت نياحته في سنة 127م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيكستوس الثاني أسقف روما ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 258 قانونية معمودية الهراطقة جلس سيكستوس على كرسي روما سنة 257م خلفاً لأسقف روما اسطفانوس الأول، واشترك في الجدل الذي ثار في تلك الأيام حول قانونية معمودية الهراطقة. وعندما أثار الإمبراطور فالريان الاضطهاد على المسيحيين سنة 257م استشهد الكثير منهم. استشهاده نتيجة للاضطهاد كان المسيحيون يهربون إلى القبور والمغائر حتى يستطيعوا الاحتفال بالأسرار الإلهية بعيداً عن أعين الإمبراطور الذي منع اجتماعات المسيحيين. وفي أحد هذه الاجتماعات قُبِض على الأسقف سيكستوس أثناء جلوسه على كرسيه ووعظه للشعب، ويقال أنه إما أن يكون استشهد في الحال بقطع رأسه، أو أنه سيق إلى محاكمة ثم نُفِّذ فيه الحكم بعدها بقليل وذلك سنة 258م. يرى البعض أنه من أكثر أساقفة روما قداسة بعد بطرس الرسول. تعذب واستشهد معه أربعة شمامسة هم جانواريوس Januarius وفينسنت Vincent وماجنوس Magnus واسطفانوس Stephen ومعهم اثنان آخران استشهدا في نفس اليوم هم فيليسيسيموس Felicissimus وأغابيتوس Agapitus. وكان سابع من استشهد معهم هو الشماس لورانس Laurance الذي استشهد بعدهم بأربعة أيام حسب نبوة القديس سيكستوس له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيكوندا و ماكسيما ودوناتيلا الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – ثلاث فتيات من مدينة ثيوبربو Thuburbo بشمال أفريقيا، استشهدن أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ومكسيميانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيكوندس 1 | الولادة: – الوفاة: – كان أسقفاً على Tigisi مدينة محصّنة في نوميديا Numidiaومطراناً لكل نوميديا. كان متعاطفاً هو ودوناتس مع مقاومي Mensurius أسقف قرطاجنة. بلغ الاضطهاد في أيام دقلديانوس قمته في فبراير سنة 304م. مات بولس Paulus أسقف Cirta وفي 5 مارس (يقول Optatus 8 مايو) سنة 305م اجتمع 11 أو 12 أسقفاً في Cirta تحت رئاسة سيكوندس مطران نوميديا لتعيين خلف له. من الجانب النظري كان الاضطهاد قد توقف، لكن عملياً لم تكن الكنائس قد أعيد بنائها فاجتمعوا في بيت Urbanus، وفيه تمت سيامة سلوانس Silvanus. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيكوندينوس القديس | الولادة: – الوفاة: 477 القديس سيكوندينوس أو سيكنال Sechnall حسب الترجمة الأيرلندية لاسمه. كان أحد ثلاثة أُرسِلوا من بلاد الغال لمساعدة القديس باتريك Patrick. وصل أيرلندا سنة 439م، يصحبه أوكسيليوس Auxilius وإيسيرنينوس Iserninus وأنه تنيّح هناك سنة 477م في سن الثانية والسبعين. ويُذكَر عن هذا القديس كتابته للترانيم، فكان أول من كتب ترنيمة لاتينية في أيرلندا، كانت بداياتها مرتبة على الحروف الهجائية، ونظمها في مدح القديس باتريك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيلا الرسول | الولادة: – الوفاة: – ذكر لهذا القديس في سفر أعمال الرسل أثناء الحديث عن مجمع أورشليم الذي انعقد لبحث مشكلة تهود الأمم. لكن يبدو أنه كان له وضع متميز في كنيسة أورشليم (أع22:15). ومن هنا فقد أوكلت إليه تلك الكنيسة مع يهوذا الملقب بارسابا، أن يرافقا بولس وبرنابا لتبليغ كنائس إنطاكية وسوريا وكيليكية قرار المجمع. ويقول عنه سفر الأعمال أنه ذهب ووعظ الاخوة بكلام كثير وقواهم لأنه كان نبياً (أع22:1- 23). كان مواطناً رومانياً نظير بطرس (أع23:16) ومن هنا جاء اسمه اللاتيني “سلوانس”، أما سيلا فهو اسم يوناني مأخوذ عن الأصل الآرامي “شئيلا”. غالباً عاد إلى أورشليم بعد أن أتم المهمة التي كلفته بها كنيستها (أع3:15)، ويبدو أيضاً أنه ذهب بعدها ثانية إلى إنطاكية، فقد اختاره القديس بولس رفيقاً له في الخدمة الكرازية خلفاً لبرنابا (أع40:15) في رحلته الثانية (أع18:15-22). رافق القديس بولس حينما اجتاز في سوريا وكيليكية يشدد الكنائس، وكذا في فريجية وكورة غلاطية. وبعد أن ظهرت لبولس رؤيا الرجل المكدوني، رافقه إلى فيلبي في مقاطعة مكدونيا (أع12:16-39). وفي فيلبي احتمل سيلا مع القديس بولس الضرب بالعصي وزجّ به في السجن، حيث حدثت المعجزة وفُتحت أبواب السجن وآمن حافظ السجن (أع25:16-32). ومن فيلبي رافق القديس بولس إلى تسالونيكي ثم إلى بيريه، حيث تخلف هو والقديس تيموثاوس عن مصاحبة بولس إلى أثينا، لكنه لحقه فيها بعد ذلك ورافق بولس في كورنثوس، ثم لا نعود نقرأ عنه شيئاً بعد ذلك في سفر أعمال الرسل. ويقال أنه أنهى حياته بسفك دمه على اسم المسيح في مكدونيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيلبون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من الشهداء العسكريين في بابلون بمصر، استشهد مع اثنين آخرين هما بفنوتيوس Paphnutius وبانيسنيو Panesniu، أثناء اضطهاد دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيلفانوس الأسقف الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 308 سيلفانوس الجندي الكارز أسقف غزة Gaza، ومن شهداء اضطهاد ماكسيميان سنة 305م. بحسب التقليد اليوناني خدم سيلفانوس كجندي قبل أن يبدأ خدمته المقدسة، ونجح نجاحاً كبيراً في تحويل الكثير من الوثنيين إلى المسيحية. الأسقف المنفي والشهيد كان سيلفانوس مازال كاهناً حين بدأ اضطهاد ماكسيميان، ومنذ بدايته تحمَّل القديس الكثير من المعاناة احتملها بكل صبر. أخيراً حُكِم عليه ومع تسعة وثلاثون آخرون بالنفي إلى مناجم النحاس في فينو Phaeno بفلسطين، وقبل فترة قصيرة من استشهاده – التي كانت من الأواخر في فلسطين – نال درجة الأسقفية. يتكلم يوسابيوس بكل تقدير عن احتماله وصبره كمسيحي. وأخيراً استشهد بقطع رأسه في الرابع من مايو سنة 308م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيلفانوس الأسقف الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – اسقف إميسا Emesa ومن شهداء اضطهاد دقلديانوس. كان في سن الشيخوخة بعد أن قضى أربعين سنة على كرسي الأسقفية، وكان استشهاده بأن ألقوه للوحوش المفترسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيلفستر الأول أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 335 ولد هذا الأب بروما، ونظراً لفضائله ونسكه وعلمه اُختير لأسقفية روما بعد انتقال ملطيانوس (ميلتيادس St. Miltiades) سلفه سنة 314م. كانت سيرة هذا الأب مضيئة جداً لمداومته على تعليم الشعب وإزالة الشكوك من نفوسهم، وتفسير ما يعسر عليهم فهمه، ومناقشة المبتدعين، حتى رد كثيرين منهم إلى الإيمان بالسيد المسيح وعمدّهم. وقد وضع كتباً كثيرة في معرفة الله وفي سرّ التجسد. معاصر للإمبراطور قسطنطين كان معاصراً للإمبراطور قسطنطين، وكان جلوسه على كرسي روما بعد أقل من سنة من إصدار الإمبراطور مرسوم ميلان الذي أعطى الحرية للديانة المسيحية. جاء في السنكسار الروماني أن هذا الأسقف عمَّد الإمبراطور قسطنطين، مع أنه من المعلوم أن قسطنطين ظلّ ضمن الموعوظين حتى رقد على فراش الموت، وحينئذ استدعى أحد الأساقفة الأريوسيين فعمّده في نيقوميديا Nicomedia، وكان ذلك بعد نياحة سيلفستر بثمانية عشر شهراً. مجمع نيقية حين انعقد مجمع نيقية Nicea المسكوني الأول سنة 325م، لم يحضر سيلفستر بنفسه إنما أرسل مندوبين عنه، وقد أدان المجمع بدعة أريوس ولكن كان هذا بداية خلاف وجدل طويل داخل الكنيسة. ولم يوجد أي تسجيل أو توثيق أن سيلفستر قد اعتمد رسمياً توقيع مندوبيه على قرارات المجمع. قد عاصر البطريرك سيلفستر انتقال عاصمة الإمبراطور قسطنطين من روما إلى بيزنطة Byzantium سنة 330م، وهو أول من بنى كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان Vatican، كما بنى عدة كنائس أخرى دفن في إحداها بعد نياحته سنة 335. ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسي 11 سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيلكو الملك | الولادة: – الوفاة: – اول ملك مسيحي على النوبة، عاش في أوائل القرن السابع الميلادي. وهو الذي طرد الـ Blemmyes من منطقة فيلة المجاورة، وأقام نصباً تذكارياً لانتصاره، هذا مازال قائماً حتى الآن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيليرينس المعترف القديس | الولادة: – الوفاة: – رسالته إلى لوسيانوس من المعترفين في روما، ويبدو أنه قد عُذِّب أمام الإمبراطور ديسيوس Decius شخصياً. وقد كتب سنة 250م رسالة مملوءة حزناً إلى لوسيانوس Lucianus المعترف الذي من قرطاجنة Carthaginian، يتضرع إليه من أجل مسامحة أختيه نومريا Numeria وكانديدا Candida. وكانت الأخيرة قد ضعفت وبخرّت للأوثان بينما الأولى لتجنب ذلك دفعت رشوة. وقد ندمت الأختان وتابتا، ومن أجل التكفير عن ذنبهما عملتا على الاهتمام باللاجئين من قرطاجنة في مدينة روما، واعترفتا أمام أحد الكهنة في روما، ولكن قبولهن مرة أخرى في شركة الكنيسة تأجل لحين اختيار أسقف جديد. أسرة شهداء يقال أن سيليرينس ينتمي إلى أسرة شهداء: فجدّته سيليرينا Celerina وعمَّيه لورنتينوس Laurentinus وأغناطيوس Ignatius كانا جنديين رومانيين، استشهد جميعهم وتعيِّد لهم كنيسة قرطاجنة يوم 3 فبراير. وقد عاد بعد ذلك سيليرينس من روما إلى قرطاجنة حيث رسمه كبريانوس شماساً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيمبليسيان الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 400 تأثيره على القديس أغسطينوس كان أسقفاً على مدينة ميلان بإيطاليا، واكتسب شهرة حين كان كاهناً بسبب صداقته للقديس أغسطينوس وتأثيره على حياته. ومما أثر في أغسطينوس أيضاً ما علمه عن فيكتورينوس Victorinus الذي كان معلماً في روما وتتلمذ عليه الكثير من أكابر المدينة، ثم تحول إلى المسيحية وتعمّد على يد سيمبليسيان وبتشجيع منه، بعد أن كان محرجاً من إعلان مسيحيته أمام أصدقائه. وحين أمر يوليانوس الجاحد بمنع المسيحيين من التعليم لم يتردد فيكتورينوس في هجر التدريس والمدرسة، وقد تأثر أغسطينوس جداً من هذا الموقف، وبتشجيع من سيمبليسيان والنموذج الذي قدمه فيكتورينوس قاداه نحو تحوله هو شخصياً إلى حياة التوبة. امتدح القديس أمبروسيوس في كتاباته علم سيمبليسيان وحكمته وإيمانه، وعلى فراش الموت رشحه ليكون خليفته على كرسي ميلان. في عهده ثارت بعض المشاكل نتيجة عدم فهم رسالة بولس الرسول للعبرانيين، فطلب من أغسطينوس رداً على ذلك. كان من عادته هو وأغسطينوس أن يلبسا حزاماً من جلدٍ أسود، بناءً على رؤيا يُقال أنها أُعلِنت للقديسة مونيكا حيث أخبرتها السيدة العذراء أن تلبسه تكريماً لها. تنيّح هذا القديس سنة 400م بعد أن جلس على كرسي الأسقفية لمدة ثلاث سنوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيمبليسيوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – القرن: الرابع. كان أسقف أوتُن Autun منذ سنة 390م على ما يبدو، اشتهر بكثرة فضائله واستقامة سيرته وأعمال الرحمة، ومن المحتمل أن يكون هو الأسقف سيمبليسيوس الذي ذكره القديس أثناسيوس كأحد المُوَقِّعين على قرارات مجمع سارديكا Sardica سنة 347م. متزوج بتول انحدر القديس من أسرة عريقة، وتزوج من شابة غنية مثله واتفق مع زوجته أن يعيشا في حياة البتولية مكرِّسين نفسيهما لأعمال الخير. وبعد اختياره أسقفاً كثرت الأقاويل والشائعات في المدينة التي كان معظم أهلها من الوثنيين، لأن الأسقف الجديد استمر يعيش تحت سقفٍ واحدٍ مع زوجته. لكي يبررا نفسيهما أمام الرعية أخذا جمر نار ووضعاه في ملابسهما ووقفا أمام الجمع لمدة ساعة كاملة بدون أن تحرقهما النار أو تحرق ملابسهما. وكانت هذه المعجزة مؤثرة ومقنعة للجموع، قيل أن بسببها أكثر من ألف وثني آمن بالمسيح وطلب المعمودية. تمثال الإلهة بِريسينثيا معجزة أخرى كان لها تأثيرها القوي في تحويل عدد كبير من الوثنيين إلى المسيحية حدثت في عيد الإلهة بِريسينثيا Berecynthia الذي كان يُعتبر مناسبة لممارسات الأعمال الشائنة. أثناء احتفال الجموع بالعيد والمرور بالوثن في الحقول لمباركتها، وقف القديس أمام الجمع وصلى إلى الله ثم رفع يديه ورشم علامة الصليب، وفي الحال وقع التمثال إلى الأرض وفشلت كل المحاولات لرفعه مرة أخرى، بل وأكثر من ذلك رفضت الحيوانات التي كانت تجر العربة الموضوع عليها التمثال أن تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيمفوروزا وأولادها السبعة الشهداء | الولادة: – الوفاة: – أرملة الشهيد جيتوليوس Getulius، كانت تعيش مع أولادها السبعة في تيفولي Tivoli بالقرب من روما، وذلك خلال مُلك الإمبراطور هادريان. أصدر الإمبراطور منشوراً يطالب فيه الكل بتقديم الذبائح للأوثان، وذلك حين علم بنبوءة تقول أن مدة حكمه في الإمبراطورية تعتمد على تقديم القرابين للآلهة. رفضت سيمفوروزا أن تطيع الأمر، فنالت عذابات كثيرة وأخيراً أُغرِقَت في نهر أنيو Anio فنالت إكليل الشهادة. في اليوم التالي حاول الإمبراطور مع أولادها السبعة كريزنس Crescens، جوليان Julian ونيميسيوس Nemesius وبريماتيفُس Primativus وجوستين Justin وستاكتيوس Stacteus وأوجينيوس Eugenius، ولكنه لم ينجح مع أيًّ منهم، فاستشهدوا جميعاً بطرق مختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيمفوريان الشهيد | الولادة: – الوفاة: – عاش في حوالي القرن الثاني أو الثالث الميلادي في مدينة أوتونAutun ببلاد الغال، بالقرب من ليون بفرنسا حالياً، والتي اشتهرت بعبادة الآلهة سيبيل Cybele وأبوللو Apollo ودياناDiana. تمثال سيبيل في أحد أيام الاحتفالات الدينية في عهد مرقس أوريليوس حوالي سنة 180م، حُمِل تمثال سيبيل في عربة وطيفَ به في الشوارع، وبسبب عدم الاحترام الذي أظهره سيمفوريان نحو التمثال، حُمِل بواسطة الجمع واقتيد إلى هيراكليوس حاكم المنطقة الذي كان شديد التعلق بوثنيته، وقد حاول جذب المسيحيين إلى الوثنية عن طريق الحجة والبرهان. سأله الحاكم عن سبب عدم احترامه للآلهة، فأجاب بأنه مسيحي ولا يعبد إلا الإله الحقيقي وحده، وأنه لو كان معه مطرقة لهوى بها على التمثال وكسره. كان الرد مثيراً للحاكم فسأل إن كان الرجل من سكان المنطقة، فأجابه أحدهم بالإيجاب وأنه من عائلة شريفة. تحدث الحاكم القديس قائلاً: “إنك تراهن بأصلك الشريف أو ربما أنك لا تدري بأوامر الإمبراطور”. وأمر الحاكم بقراءة المنشور الإمبراطوري ثم سأله: “ماذا تقول عن ذلك يا سيمفوريان؟” ولما استمر الشهيد في إظهار عدم احترامه للوثن أمر الحاكم بضربه ثم أرسله للسجن. مرة أخرى أحضره أمامه، ولما استمر الشهيد في ثباته أمر الحاكم بقتله بالسيف. تشجيع والدته له في طريقه للقتل خارج المدينة وقفت أمه على سور المدينة لتراه وصرخت نحوه: “يا ابني سيمفوريان تذكَّر الله الحي وكن شجاعاً. لا تَخَف فإنك تذهب إلى الموت الذي يقودك إلى الحياة الأكيدة”. قُطِعت رأسه ودفن جسده في مغارة، وفيما بعد في القرن الخامس بنيت كنيسة فوق ذلك المكان تكريماً له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيمون الأول البابا الثاني والأربعون | الولادة: – الوفاة: – خلاف حول اختيار البابا إذ تنيح الأنبا اسحق البابا الحادي والأربعون (من رجال القرن السابع) حدث خلاف بين كهنة كنيسة القديس مار مرقس الرسول بالإسكندرية وكهنة كنيسة الإنجيليين بالمدينة. فقد مال الأولون إلى ترشيح القمص يوحنا بدير الزجاج بكونه رجلاً عالماً كاتباً، بينما الآخرون رشحوا القمص بقطر بدير تفسر بكونه رجلاً فاضلاً. مال الكُتاب الأقباط إلى القمص بقطر الذي رشحه كهنة كنيسة الإنجيليين، وكان عددهم مائة وأربعين كاهناً، بينما كان الفريق الأول يساعده الكاتب المتولّي وكتب تادرس أرخن مدينة الإسكندرية إلى الوالي يذكر له أن القمص يوحنا بدير الزجاج هو الذي وقع عليه الاختيار ليكون بطريركاً. استدعى الوالي القمص يوحنا، فذهب وكان معه بعض كهنة الإسكندرية والأرخن تادرس كما كان معه تلميذه سيمون. سُرّ الوالي بالقمص يوحنا، إذ كان شخصاً بهيّاً في المنظر، وإذ سأل الوالي الأساقفة عن سلوكه مدحوه. لكن أحد الأساقفة قال: “هذا لا ينبغي أن يكون لنا بطريركاً”. فصمت بقية الأساقفة، عندئذ سأله الوالي: “من تراه يصلح للبطريركية؟” أجابه أن المستحق لهذه الرتبة سيمون. استدعاه الوالي وإذ سأل عن جنسه قيل له أنه سرياني من أهل الشرق. فقال للأساقفة: “أما كان الأفضل أن تختاروا لكم بطريركاً من بلادكم؟” أجابوه: “الذي اخترناه أحضرناه بين يديك، والأمر لله ولك”. عندئذ سأل الوالي سيمون عن القمص يوحنا، وهل يليق أن يكون بطريركاً. أجابه: “لا يوجد في كل مصر ولا في الشرق من يستحق هذه الرتبة مثل يوحنا، فهو أبي الروحي منذ صغري، وسيرته كسيرة الملائكة”. تعجب الوالي من كلامه، حينئذ قال الأساقفة والكُتاب الأراخنة: “ليحيي الله الأمير لنا سنياً طويلة، سلّم الكرسي لسيمون فهو مستحق للبطريركية”. وإذ سمع الأمير ذلك عن شهادتهم لرجل غريب سمح لهم بإقامته بطريركاً، فمضوا به إلى كنيسة الإنجيليين لسيامته. كان ذلك في عهد خلافة عبد الملك بن مروان، وقد امتنع سيمون كثيراً عن قبول السيامة وأخيراً قبل ذلك وكان أبوه الروحي يوحنا متهللاً جداً بسيامة تلميذه. في دير الزجاج كان القديس سيمون سرياني الجنس وقد قدمه والده إلى دير الزجاج الذي فيه جسد القديس ساويرس الإنطاكي الكائن غربي مدينة الإسكندرية، فترهب به وتعلم القراءة والكتابة وحفظ أكثر كتب الكنيسة، ورسمه البابا أغاثون قساً. وقد ذاع صيت فضائله وعلمه. سيامته بطريركاً لما انتخبوه للبطريركية وكُرِس بطريركاً دعا إليه معلمه الروحاني وأوكل إليه تدبير أمور البطريركية، وتفرغ هو للصوم والصلاة والمطالعة. وكان يعيش على الخبز والملح بالكمون والبقول حتى اخضع النفس الشهوانية للنفس العاقلة الناطقة. علاقته بأبيه الروحي خلال محبته وثقته في أبيه الروحي، القمص يوحنا، جعله وكيلاً له، متصرفاً في كل الأمور. كان يستشيره ويسير حسب نصيحته، وعاش الاثنان في محبة كاملة لمدة ثلاث سنوات حتى انتقل القمص يوحنا فكفّنه البابا بنفسه وأخذ بركته، وبنى له قبراً متسعاً، وطلب أن يدفن فيه معه. علاقته بكرسي إنطاكية كتب رسالة إلى يوليانوس بطريرك إنطاكية وأرسلها مع أساقفته، ففرح بها البطريرك وقرأها في كنيسته، وبعث بدوره رسالة كما أكرم الأساقفة الذين جاءوا حاملين إليه الرسالة. محاولة قتله عاش البابا كراهبٍ ناسكٍ فلم يكن يأكل سوى الخبز والملح المخلوط بكمّون وبعض البقول ويشرب ماءً. وكثيراً ما كان ينفرد بعيداً عن الأساقفة والكهنة لإتمام قوانين الصلاة. لاحظ أن بعض الكهنة قد أفرطوا في معيشتهم فوبّخهم على ذلك. فابغضه البعض وأرادوا الخلاص منه. وقد أجرى الله على يديه آيات عظيمة، منها أن أربعة كهنة من الإسكندرية قد حنقوا عليه فتأمروا على قتله، واتفقوا مع أحد السحرة فأعطاهم سماً قاتلاً في قارورة وقدموها للبطريرك على أنها دواء ليستعمله، فأخذها وبعد التناول من الأسرار الإلهية شربها فلم تؤذه. وإذ فشلوا في مؤامرتهم رَكَّبوا سماً آخر قاتلاً ووضعوا منه في التين، واحتالوا على المكلف بعمل القربان حتى منعوه ذات ليلة من عمله وذهبوا إلى البطريرك في الصباح وقدموا له التين هدية وألحوا عليه حتى تناول جانباً منه. فلما أكله تألم من ذلك ولزم الفراش مدة أربعين يوما. وحدث أن الملك عبد العزيز حضر إلى الإسكندرية وسأل عن البطريرك فعرفه الكتبة النصارى بما جرى له، فأمر بحرق الأربعة كهنة والساحر فتشفع فيهم البابا البطريرك راكعاً أمامه، متوسلاً بدموع كثيرة، فتعجب الملك من حبه ووداعته ثم عفا عن الكهنة وأحرق الساحر ليكون مثلاً. ازداد هيبة ووقاراً في عيني الملك وسمح له بعمارة الكنائس والأديرة، فبنى ديرين عند حلوان قبلي مصر. طلب سيامة أسقف للهند حاول وفد قادم من الهند أن يذهب إلى سوريا ليقوم بطريرك إنطاكية بسيامة أسقفٍ لهم، حيث كانت الهند تابعة له. وإذ لم يستطع الوفد الوصول إلى سوريا طلبوا من البابا سيمون أن يقوم بالسيامة فخشي ببأس الوالي، واعتذر لهم بأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بدون إذن الوالي. فخرج الوفد من عنده واجتمع بهم مجموعة من الخلقيدونيين فأخذوهم إلى بطريرك الملكيين، فسام لهم أسقفاً من مريوط وكاهنين، وساروا سرّاً في الطريق إلى الهند. بعد عشرين يوماً قبض عليهم قوم من العرب في الطريق، فهرب القس الهندي وعاد إلى مصر، وأوثفوا الثلاثة وأحضروهم إلى الخليفة مروان في دمشق، وإذ علم أنهم من مريوط ومصر اقتص منهم وأرسلهم إلى ابنه عبد العزيز والي مصر موبخاً إيّاه على عجزه من معرفة الأمور الجارية في بلاده، وأخبره بان بطريرك الأقباط المقيم بالإسكندرية قد بعث بأخبار مصر إلى الهند مع رُسل من قبله، وأمره بضربه مائتي سوطاً وتغريمه مائة ألف ديناراً يرسلها إليه بسرعة مع الرسل القادمين إليه. وصل الوفد الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وكان البابا بحلوان بصحبته أحد الأساقفة فاستدعاه وهدّده بالقتل إن لم يعترف بالحقيقة، فروى له أن قساً هنديّاً جاء وطلب سيامة أسقف وأنه رفض السيامة بدون إذن الوالي. لم يصدقه الوالي وهدده بهدم جميع الكنائس وقتل الأساقفة، فطلب البابا منه أن يسأل الذين قُبض عليهم، ولم يخبره بان بطريرك الملكيين قام بالسيامة. طلب البابا مهلة أسبوعاً ليدعو الله فيكشف له الحقيقة، فظن الوالي أن البابا يريد أن يهرب أو ينتحر وأعطاه مهلة ثلاثة أيام. ظهر القس الهندي واعترف بكل ما حدث بعد أن أخذ وعداً من الوالي بالعفو عن المذنبين. ألقى الوالي القبض على بطريرك الملكيين وتشفع فيه البابا فعفا عنه. وبعث الوالي إلى والده يؤكد له براءة البابا. مع القس مينا كان هذا البابا قد عين قساً اسمه مينا وكيلاً على تدبير أمور الكنائس وأموالها وأوانيها وكتبها، فأساء التصرف وبلغ به الأمر أن أنكر ما لديه من مال الكنائس. وحدث أنه مرض فانعقد لسانه عن الكلام، ولما سمع البابا البطريرك بذلك حزن وسأل الله أن يشفيه حتى لا تضيع أموال الكنائس. ثم أرسل أحد تلاميذه إلى زوجة ذلك القس ليسألها عن مال الكنائس، فلما أقترب من البيت سمع الصراخ والبكاء وعلم أن القس توفى فدخل إليه وانحنى يقبله، فعادت إليه روحه وجلس يتكلم شاكراً السيد المسيح ومعترفاً بأن صلاة القديس سيمون عنه هي التي أقامته من الموت، وأسرع إلى البابا البطريرك نادماً باكياً وقدّم ما لديه من مال الكنائس. كان في أيامه قوم يتسرّون على نسائهم فحرمهم حتى رجعوا عن هذا الإثم. أقام على كرسي البطريركية سبع سنوات وسبعة أشهر ثم تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيمون الثاني البابا الحادي والخمسون | الولادة: – الوفاة: 822 راهب بجبل شيهيت كان من أهالي الإسكندرية ابناً لأبوين مسيحيين من أكابر المدينة، ربّياه تربية مسيحية سليمة وأدباه بعلوم الكنيسة، فاختار لنفسه سيرة الرهبنة، فقصد جبل شيهيت وترهّب في قلاية سلفه الأنبا يعقوب البطريرك، ومكث عنده عدة سنوات أضنك فيها جسمه بالنسك الطويل والتعبد الكثير. سكرتير البطريرك ولما قُدِّم الأنبا مرقس الثاني بطريركاً طلبه من أبيه الروحي الأنبا يعقوب، لِما علم عنه من السيرة الصالحة والتدبير الحسن. لما قُدِّم الأنبا يعقوب أبيه الروحي بطريركاً جعله أيضاً عنده وكان ينتفع به كثيراً. سيامته بطريركاً لما تنيّح الأنبا يعقوب أجمع رأي الأساقفة والكهنة والشعب على تقدمة هذا الأب لِما رأوه فيه مدة إقامته عند الأبوين المذكورين من التقوى والإيمان الصحيح. فأمسكوه وقيدوه ورسموه بطريركاً، فسار السيرة الملائكية المرضيّة للرب. شاء الله أن ينيّحه فلم يقم على الكرسي سوى خمسة أشهر ونصف ثم تنيّح بسلام، وكانت نياحته سنة 822م. وقد أجمع المؤرخون على أن أيام باباويته قد امتازت بالسكينة والسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سينكليتيكي القديسة | الولادة: – الوفاة: – أم العذارى المتبتلات يعدّها بعض المؤرخين نداً للقديس الأنبا أنطونيوس كوكب البرية، فكما كان الأنبا أنطونيوس أباً لجميع الرهبان، كانت سينكليتيكي أماً لتلك المجموعة المتناسقة من العذارى المتبتلات، اللاتي جعلن من وادي مصر الخصيب مقراً للنعمة الإلهية. نشأتها وُلدت سينكليتيكي من أبوين شريفين استقرا في الإسكندرية ليكونا على مقربة من مدرستها العظيمة، وكانا قد أنجبا ولدين وبنتين فأرادا أن يثقفانهم بأسمى أنواع الثقافة التي لم تكن متوفرة سوى في مدرسة الإسكندرية. وفاة أخويها فُجعت هذه الأسرة بوفاة أصغر اخوة سينكليتيكي في صباه، أما الأكبر فقد انتقل إلى عالم الخلود ليلة زفافه، وكان من أثر الصدمتين أن اندفعت سينكليتيكي إلى التفكير والتأمل وإلى الانطواء على نفسها وأضحت مباهج العالم ومفاتنه في نظرها سراباً خادعاً. بتول في بيت والديها حين طغت عليها هذه الخواطر قرّرت أن تكرّس حياتها لخدمة الله، على أنها أدركت في الوقت عينه أنها لا تستطيع ترك أبويها، لأنها إن تركتهما فستزيدهما حزناً على حزن، فاستمرت تعيش في البيت معهما ولكنها أعلمتهما بأنها ترغب في الاحتفاظ ببتوليتها. طلبا إليها في بادئ الأمر أن تتزوج كي يتعزيا بتربية أولادها، ولكنهما نزلا على رغبتها حين اتضح لهما أنها صادقة العزم في ما قالت، ومن ثم وضعت لنفسها نظاماً نسكياً تسير عليه بكل دقة وإخلاص وهي مقيمة في بيت أبويها. في مقبرة العائلة ظلت سينكليتيكي مداومة على أصوامها وصلواتها ونسكها وتعبدها في بيت أبويها إلى أن انتقلا إلى عالم النور، وعند ذاك وزّعت أموالها على الفقراء وأخذت أختها وذهبت إلى مقبرة العائلة حيث عاشت بضع سنوات، وفي تلك الفترة ضاعفت أصوامها وصلواتها وتأملاتها. بدأ عبير حياتها ينتشر في الأرجاء إلى أن ملأ الإسكندرية، فجاء لزيارتها عدد غير قليل من الشابات. البعض منهن لمجرد رؤيتها وأخذ بركتها، والبعض الآخر مستفسرات عن حل مشاكلهن. وكان من الطبيعي أن تتأثر بعضهن بقدوتها ويمكثن معها ويشاركنها حياة النسك والتأمل. تركت مقبرة العائلة وأخذت زميلاتها ليعشن معاً في مبنى خارج المدينة، وكرست حياتها لخدمتهن صائرة قدوة وصورة حية لما تنادي به من تعاليم، ولذلك أحبتها زميلاتها وأخلصن الولاء لها وأطعنها عن رضى وحبور. تزايد عدد الشابات اللواتي خضعن لرياستها سنة بعد الأخرى، وكان بعضهن يقضين معها فترة من الزمن يعدن بعدها إلى بيئتهن ليحملن إلى أهلهن النعمة المنعكسة عليهن من حياة سينكليتيكي. مرضها ونياحتها بلغت القديسة الثمانين من عمرها وكانت حتى ذلك الوقت تتمتع بصحة تامة، وفجأة أصيبت بمرض مزعج، فقد غطت القروح جسمها من قمة الرأس إلى أخمص القدم حتى أفقدها القدرة على النطق. تضاعف ألم القروح بحمى عالية موجعة فكان صبر القديسة شبيهاً بصبر أيوب إذ تحملت كل ما أصابها برضى وطول أناة. وقبل انتقالها بثلاثة أيام رأت جمهوراً من الملائكة ومعهن عدد من العذارى، وتقدموا إليها قائلين: “إننا أتينا لندعوكِ فتعالي معنا”. وما أن سمعت هذه الكلمات حتى تبدّل حالها فبدت كأنها شخص جديد إذ قد اكتنفها نور بهي، وعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام كاملة استنار الراهبات خلالها بالنور السماوي المنعكس عليهن من رئيستهن المريضة، ثم انتقلت إلى بيعة الأبكار في هدوء. البابا أثناسيوس الرسولي يسجل سيرتها لقد أراد البابا أثناسيوس الرسولي أن يبين عظمة قداسة هذه الراهبة المكرّسة فكتب سيرتها هو بنفسه، فبذلك يكون قد كتب سيرة الأنبا أنطونيوس بوصفه أبا للرهبان كما كتب سيرة القديسة سينكليتيكي بوصفها أماً للراهبات. من أقوالها: يكثر في البداية التعب والجهاد عند الذين يتقدمون نحو الله، لكن بعد ذلك يغمرهم فرح لا يوصف. وهم كالذين يريدون إشعال النار، يلفحهم الدخان فتدمع عيونهم لكنهم يبلغون إلى ما يرومون، لأنه يقول: “إن إلهنا نار آكلة” (عب 12 : 29). هكذا يجب علينا أن نضرم النار الإلهية بدموع وأتعاب. يجب علينا نحن الذين اخترنا هذه المهمة أن نقتنى التعقل الأسمى، لأن التعقل يبدو طريقاً صحيحاً لنا ولأهل العالم أيضاً. لكن يرافقه جهل بسبب ارتكاب الخطيئة بكل الأحاسيس الكثيرة الأخرى. في الحقيقة أمثال هؤلاء لا يرون كما يجب، ولا يضحكون كما يليق. كما تُبعد الأدوية القوية الحادة الوحوش السامة، هكذا تبعد الصلاة مع الصوم الفكر الشرير. بالتميز الروحي ينبغي أن نسوس أنفسنا. وعندما نكون في شركة مع الاخوة لا ينبغي أن نطلب ما هو لنا، ولا يليق أن نستعبد لرأينا، فالأحرى أن نكون مطيعين لأبينا في الإذعان. إذا أزعجنا المرض، لا نحزن إذا لم نقدر أن نسبح الرب بصوتنا، لأن هذا يكون لتنقية الأهواء. في الحقيقة إن الصوم والانطراح في الفراش سُمحا لنا من أجل الشهوات. هذا هو النسك العظيم: أن نحتمل الأمراض ونرفع تسابيح الشكر لله. لا يغريك تنعّم أهل العالم الأغنياء كما لو أن فيه شيئاً ثميناً بسبب اللذة الجوفاء. أولئك يوقّرون فن الطهي، أما أنت فبالصوم عن الأطعمة تسمو فوق لذات وطيبات أطعمتهم، لأنه يقول: “إن النفس التي تحيا بالتنعم، تهزأ بالشهد” (أم 27 : 7). لذا لا تشبع من الخبز ولا ترغب الخمر. حسن أن لا تغضب. ولكن إذا حصل وغضبت، لا يسمح لك الرب بغضب يوم كامل قائلاً: “لا تغرب الشمس على غضبكم” (أفس 4: 26). فهل تنتظر أنت إذن حتى يغرب زمان حياتك كله؟ لماذا تبغض من أحزنك؟ ليس هو الذي ظلمك، بل الشيطان. فأنت مدعو أن تبغض المرض لا المريض. إذا كنت تعيش في شركة لا تغير مكانك، لأنك بذلك تتأذى كثيراً. في الحقيقة كما أن الدجاجة عندما تغادر البيضة تهملها، هكذا حال الراهب أو البتول، عندما يتنقل من موضع إلى آخر، يفتر وتنطفئ جذوة الإيمان فيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سينوسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان سينوسيوس في صباه يرعى غنم أبيه، فكان يوزّع طعامه على الرعاة الصغار ويقضي يومه صائماً، وكلما وجد فرصة ذهب ليفتقد المرضى والمحبوسين. ذات ليلة ظهر له ملاك وأشار عليه بالذهاب إلى الوالي والاعتراف أمامه بالسيد المسيح، ففي الصباح استأذن من أمه وذهب إلى شبرا حيث تقيم امرأة بارة اسمها مريم تشغل نفسها بالعناية بالمعوزين والغرباء، فذهبت معه إلى الوالي الذي كان في ذلك الوقت مقيماً في مركب راسية عند شاطئ النيل. ولما وقفا كلاهما أمامه قالا: “نحن مسيحيان”، فأمر بتعذيبهما. وخلال التعذيب أسلمت مريم روحها في يد الرب. أمام أريانا والي أنصنا أما سينوسيوس فلما عجز الوالي عن تحويله إلى آلهته أرسله إلى والي أنصنا، فاستحضر ساحراً من أخميم قدم للقديس كأساً ممزوجاً بالسم، فرسمه سينوسيوس بعلامة الصليب المقدس وشربه وظلّ معافى. فآمن الساحر بالسيد المسيح، ثم أمر الوالي بقطع رأس سينوسيوس فنال إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيهما القديس | الولادة: – الوفاة: – كلمة “سيهما” معناها “الطويل اللحية”. استقر في جنوب شرقي أدوا. وهو أحد القديسين التسعة الذين جاءوا من صعيد مصر إلى أثيوبيا. لا يوجد أي مركز ديني يحمل اسمه، ومع ذلك توجد منطقة في تجري تُدعى إندا آبا سيهما Enda Abba Sehma، غير أن بعض المصادر تفيد بأنه مؤسس دير سيدينيا. تحتفل الكنيسة الأثيوبية بعيده في 16 طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيونيه وأغابي وإيريني الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – ✨ أهل تسالونيك وعابدات المسيح كنّ من أهلِ تسالونيكَ، وكنّ عابداتٍ للمسيح عن آبائهنّ ثم اخترن عيشهَ البتوليةَ والعفافَ، واتفقن على السلوك في الفضيلةِ، وكنّ مداوماتٍ على الأصوامِ المتواصلةِ والصلواتِ الكثيرةِ، متردّداتٍ على أديرةِ العذارى متنسكاتٍ مع الراهباتِ. 🕊️ الهروب إلى الجبل والمغارة لما تملّك الإمبراطورُ مكسيميانوسَ وأمر بعبادةِ الأصنامِ، وسُفِكَت دماءُ كثيرينَ من المسيحيينَ، خافت القديساتُ وهربن إلى الجبلِ واختبأنَ في مغارةٍ مداوماتٍ على نسكهنّ وعبادتهنّ، وكانت هناك امرأةٌ عجوزٌ مسيحيةٌ تفتقدهنّ بكل ما يحتجنه في كل أسبوعينَ وتبيع ما يعملنه بأيديهنّ وتتصدّق عنهنّ بما يفضّلُ. ⚔️ اكتشاف المغارة والشهادة وحدث أن رأى أحدُ الأشرارِ كثرةَ خروجِ هذه العجوزِ إلى الجبلِ فتبعها عن بعدٍ إلى أن عرف المغارةَ التي تدخل إليها، فاختبأ حتى لا يراها عند عودتها، وكان يظنّ أنها تخبّئ أشياءَ ثمينةً، فلما خرجت من المغارةِ وابتعدت عنها دخل إليها فوجد الجواهرَ النفيسةَ عرائسَ المسيح وهنّ يصلينَ، فربطهنّ وجذبهنّ وأُحْضِرْنَ إلى والي تسالونيك، فسألهنّ عن إيمانهنّ فأقررن أنهنّ مسيحياتٌ عابداتٌ للمصلوبِ. 🔥 العذاب والشهادة فحنق الواليُ عليهنّ وعذّبهنّ كثيراً ثم طُرِحْنَ في النارِ فأسلمن الروحَ ونلن إكليلَ الشهادةِ. … | آباء وقديسون | |
| سِدراك الأنطوني ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – استشهدوا في مصر في عصر المماليك الشراكسة نزل سِدراك الأنطوني وفضل الله ورفيقهم المختار داود البنا من جبل القديس الأنبا أنطونيوس لكي ينالوا إكليل الشهادة، واقتدوا في ذلك بأب الرهبان الذي نزل إلى الإسكندرية في أيام مكسيميانوس وهو يقول: “لأذهب إلى حيث نيران العذاب، فإن سمحت النعمة الإلهية باستشهادي تجدني مستعداً، وإن لم تسمح بذلك أكون على أقل تقدير واقفاً إلى جانب المضطَهَدين من أبناء القديس مرقس الإنجيلي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سِفِرينوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 420 اشتهر القديس سِفِرينوس أو سيرين Seurine بغيرته الشديدة في مقاومة الأريوسية. قيل أنه كان كاهناً، وفى أحد الأيام أثناء سيره في الحقل سمع صوتاً يقول: “يا سِفِرينوس سوف تصير أسقفاً لكولونيا Cologne”. سأل القديس: “متى يكون هذا؟” فسمع الصوت مرة أخرى: “حين تُنبِت عصاك زهوراً”. وحدث بالفعل بعد فترة أن عصاه ثبتت في الأرض فصار لها جذور وأنبتت زهوراً، ثم دُعي لأسقفية كولونيا. يقال أنه تنيح في أوائل القرن الخامس حوالي سنة 420م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سِكوندا و روفينا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: 257 كانتا أختين واستشهدتا في روما في زمن الإمبراطور فالريان بحد السيف حوالي سنة 257م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سِليوكُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جندي من كبادوكية استشهد في قيصرية أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس، في نفس الوقت الذي استشهد فيه القديسان بامفيلوس Pamphilus وبورفيري Porphyry. تُعيِّد له الكنيسة الغربية في السادس عشر من شهر فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سِنِّن وعبدون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا مسيحيين من بلاد فارس، اعترفا بشجاعة بإيمانهما المسيحي في زمن الإمبراطور ديسيوس، وكانا يجولان يشجعان المؤمنين ويثبتانهم ويدفنان أجساد الشهداء. قُبِض عليهما وأُحضرا إلى روما كأسيرين. لما رفضا تقديم القرابين للأوثان واستخفا بهذه الآلهة أُلقيا للوحوش التي رفضت أن تقترب منهما. أخيراً أدخلوهما إلى مسرح حيث أخذ الجنود يضربونهم بسيوفهم، وكان كلما تمزق جسداهما تزداد روحاهما جمالاً بالنعمة، وتتمجدان برؤية السماء. بعد أن استشهدا أخذ مسيحيو روما جسديهما، ودفنوهما في المساء في منزل شماس يدعى كويرينوس Quirinus. وفي زمن الإمبراطور دقلديانوس نُقِلت رفاتهما ودفنا قرب نهر التيبر Tiber، وذلك بناء على رؤيا كَشَفا فيها عن موضع جسديهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سينسيوس أو ساينيسيوس مطران بنتابوليس | الولادة: 370 الوفاة: 423 يعتبر سينسيوس الليبي من أشهر أساقفة المدن الخمس الغربية، وكان صديقاً حميماً للأنبا ثيؤفيلس البابا الثالث والعشرين. نشأته وثقافته ولد في سيرين بليبيا نحو عام 370م، من عائلة قيروانية شريفة وكان أبواه وثنيين ومثقفين. ويبدو أنه فقد أبويه في سن مبكر، إذ لم يشر إليهما قط في كتاباته. ورث عنهما أراضٍ زراعية كثيرة في سيرين ومكتبة عامرة بالكتب اليونانية القديمة. التحق بالجيش في بنتابوليس اكتسب خلالها المهارة وقوة الاحتمال. وانتقل مع أخيه أفوبتيوس Evoptius إلى الإسكندرية وهو في السابعة عشر أو ما يزيد، وهناك تمكن من أن ينتفع بالمكتبة العظيمة، وبهره المجتمع المثقف كما أذهلته الروحانية والأفكار العليا. أبدى حماساً متقداً للفلسفة فدرس الفلسفة اليونانية. توجّه إلى أثينا لعله يجد مزيداً من المعرفة، وإذ لم يجد بغيته عاد إلى سيرين. جنديته كان سينسيوس يقسِّم وقته بين الاشتراك في المعارك ضد الغارات البربرية ودراسة الأدب والفلسفة، وزراعة الأشجار، وتربية الخيول وكلاب الصيد، وكتابة الشعر. دفاعه عن مواطنيه انتخبه القيروانيون وهو في السابعة والعشرين من عمره لينوب في الدفاع عنهم أمام الإمبراطور أركاديوس في القسطنطينية عام 397م فيما أصاب بلادهم من قحط نتيجة لإغارة الجراد، ويستعطفه لتخفيف عبء الضرائب. وفي تلك الأثناء استطاع أن يتصادق مع أشخاص مرموقين في القسطنطينية، وبعد جهود مضنية استطاع أن يلقي خطاباً أمام الإمبراطور في حضرة كل هيئة البلاط. ويرجع ذلك إلى الصداقة التي ربطت بينه وبين أوريليانوس قائد الحرس البريتوري. نجاحه في الدفاع عن مواطنيه يكشف عن شخصه أنه كان لبِقاً في الحديث، مخلصاً في محبته لقومه. ولقد أطرى المؤرخين على خطبته لما اتسمت به من الصراحة الجريئة، وقد وصل إلى نتيجة سارة في دفاعه كما يتضح من إشاراته العديدة إليها. تحدث بفصاحة عجيبة وشجاعة نادرة، جاء في خطابه: [إن البر أساس الحُكم… يليق بالملك أن يكون أكثر نقاءً من الجميع، وأن يكون جندياً، يعيش بين خبراء القتال…] وبعد جهود عنيفة تمكن من مقابلة الإمبراطور اعتناقه المسيحية لقد كانت الفترة التي قضاها في محاولاته ودفاعه فترة عصيبة عليه مما أكسبه نفوذاً متزايداً، ويبدو أنه اعتنق المسيحية آنذاك، فقد زار الكنائس أثناء سيطرة القلق عليه، ومما لا شك فيه أنه أصغى إلى القديس يوحنا الذهبي الفم. في الإسكندرية عاد إلى القيروان سنة 402م، وبعد ذلك بحوالي سنة قام بزيارة أخرى للإسكندرية عام 403م حيث تعرّف على البابا ثيؤفيلس، فكان البابا موضع حبه وتقديره. وأغلب الظن أن بذور المسيحية والوعي بتعاليمها وعقائدها قد تأصلت فيه نتيجة للصداقة التي ربطت بينه وبين البابا السكندري الكبير، وقد قضى ساينيسيوس سنتين في عاصمة مارمرقس ثم عاد إلى وطنه. في هذه الفترة تشرب من البابا روح الإيمان، ثم تزوج بفتاه مسيحية مصرية، وقام البابا نفسه بإتمام طقس الزواج. يقول في رسالته 105: [الله والشريعة (المسيحية) ويد البابا ثيؤفيلس المباركة أعطتني زوجتي.] في بنتابوليس عاد إلى وطنه مع زوجته عام 405، حيث وجد سريلز Cerealis البيزنطي يحكم بنتابوليس، وكان إنساناً شريراً لا يبالي بمصلحة البلد. كتب إلى صديق له، ربما زوج أخته، في البلاط الإمبراطوري يطلب مساعدته للتخلص منه. جاء في رسالته: [إنه من النوع الذي يبيع نفسه بثمنٍ بخسٍ، وهو غير صالح للحرب (ضد البربر)، ظالم في السلم.] كما كتب إلى أستاذته هيباشيا Hypatia بالإسكندرية أستاذة الفلسفة الأفلاطونية الحديثة New-Platonism: [لقد أحاطني سوء حظ بلدي، وأنوح عليه كل يوم، كلما رأيت أعداءنا حاملين السلاح وهم يسوقون رجالنا كالأغنام، وأن الهواء الذي أتنسمه يفوح برائحة أجساد الموتى.] في تلك الآونة استولى البربر على كل ما في منزله الريفي في ضواحي سيرين. وقد وضع كتاب “الكارثة” Catastasis أثناء غزوة قوية للبربر يصفها تفصيلياً”. مواهبه قيل أنه كان رساماً، كما كان هاوياً للفلك، فقد صنع بنفسه جهاز الأسطروبلابي Astroblabii وأهداه إلى صديقه باؤنيوس Paeonius وأرفقه بخطابٍ يوضّح له كيفية استعمال هذا الجهاز. فلسفته وكتاباته يعتبره البعض مؤسساً للفلسفة الواقعية إلا أنه مال إلى الأفلاطونية الجديدة، وجاءت أفكارها واضحة في دراسته “عن العناية الإلهية” De Providentia. كتب أيضاً Dion تحدث فيه عن أهمية شغل وقت الفراغ بالدراسة العلمية. كما كتب “عن الأحلام” De Insommiis. وألف ملحمة شعبية في مدح فضيلة الشجاعة. كما كتب 156 رسالة تكشف عن أحوال عصره بكل صدقٍ ووضوحٍ. لعله تأثر بمدرسة الإسكندرية التي تبنّت الفلسفة بكونها طريقاً للإيمان وليست ضده. يقول: [إنني لم أسمع (في بنتابوليس) من صوت الفلسفة إلا صدى صوتي، ومع ذلك لو لم يوجد شاهد غيري لاستخدمني الله بكل تأكيد، لأن عقل الإنسان هو ثمرة من نتاج الله.] على أي الأحوال لم تكن له فلسفة مستقلة متميزة، ولا العمق الفلسفي، لكن جاءت قصائده تمثل نوعاً من الشعر الفلسفي (الصوفي) المليء بالخبرة الدينية. يعتبره البعض “أصدق مثال للتعبير عن الشعور الديني المسيحي في القرن الخامس”. لم يستطع حتى سيامته مطراناً من التخلص من بعض الأفكار الفلسفية مثل النظرة الخاطئة للمادة. فيقول في كتابه “تفسير الأحلام”: [إن فساد الروح يرجع في كل الأحوال إلى غواية المادة وخضوعها لها.] سيامته مطرانُا إذ خلا كرسي المطرانية في بتوليمايس (العاصمة حينذاك) سنة 409م لم يوجد من هو أكثر منه كفاءة، فقد عُرف بوطنيته مع ثقافته وحبه لعمل الخير، وشخصيته الفذّة مع إيمانه المسيحي العملي. وثق به أهالي مدينته فأعلنوا رغبتهم في أن يكون مطرانهم، وقد فرح الأنبا ثيؤفيلس البابا الثالث والعشرون بهذا الاختيار. تردّد في قبول هذا المركز لمدة سبعة أشهر، محاولاً الهروب من الكرامة، كما كانت له بعض تحفظات بخصوص قيامة الجسد (يبدو أنه غيَّر أفكاره بعد استرشاده بإسيذورس الفرمي) مع شعوره بالالتزام نحو زوجته التي أحبها جداً (كان يعيش معها كأخوين) وأولاده الثلاثة. وأعلن مازحاً أنه سيتأسف على ترك رياضة تربية الكلاب. إذ لاحظ إجماع الكهنة والشعب والبابا السكندري ثيؤفيلس وافق، فسامه البابا عام 410م أسقفُا لطلميته ورئيساً للمجمع المقدس في بنتابوليس. جاء في رسالته التي بعثها من مصر إلى كهنة إيبارشيته: [أنني لم أستطع مهما أوتيت من قوة أن أقف ضد رغبتكم وأرفض الأسققية بالرغم من كثرة آثامي… أليست القوة الإلهية هي التي سمحت بضعفي؟… كنت أُفضِّل أن أموت عدة ميتات من أن أتولى هذا العمل الروحي، لأنني أعتقد إني لست أهلاً لهذا العبء، لكن الله قد سمح ليس بما سألته منه ولكن بما سمحت به عنايته… لذلك هل ترفعون أيديكم إلى الله للصلاة من أجلي وأن تأمروا الناس في المدينة، والذين يعيشون في الحقول، والذين يتردّدون على كنائس القرى ليذكرونني في صلاتهم الخاصة والصلوات الجماعية؟ وإن لم يتخل الله عني سأدرك أن كرسي الكهنوت ليس انحداراً عن عروش الفلسفة (حياة التأمل والسكون)، بل على النقيض خطوة للصعود إليها.] (رسالة 11) في القسطنطينية قيل أنه بعد سيامته ذهب إلى القسطنطينية حيث قضى عامين. هناك التقى بالقديس يوحنا الذهبي الفم وانتفع بعظاته. التقى أيضاً بعد ذلك بالقديس أغسطينوس أسقف هيبو في شمال أفريقية على أرض بنتابوليس. أعماله الرعوية كان مهتماً بافتقاد الشعب وتعليمه، فلم يكف عن وعظ شعبه للتمتع بالحياة المقدسة في الرب، وأحياناً كان يكتب عظاته ويطلب من الكهنة قراءتها. جذب كثير من الوثنيين واليهود إلى الإيمان المسيحي وقام بتعميدهم. بناء على طلب البابا ثيؤفيلس قام برحلة رعوية لافتقاد شعب الإيبارشية وحل مشاكلهم الروحية والاجتماعية، ثم أرسل تقريراً مستفيضاً للبابا. بنى كاتدرائية بطلميتة، وكنائس كثيرة خاصة في القرى خلال مدة أسقفيته المحدودة التي يقدّرها البعض بخمس سنوات. كذلك دافع ذات مرة عن عدد من الرجال أُتهموا بالتمرد على الوالي، فكان دفاعه عنهم سبباً في تخلية سبيلهم. مع جهاده الرعوي لم ينسَ حياته الداخلية، فكان يميل إلى السكون والتأمل. كان يقضى أغلب الليل يكتب الترانيم الروحية. كما أنشأ ديراً بجوار دار الأسقفية (رسالة 126)، ربما كان يقضي فيه فترات خلوة. المتاعب والتجارب التي حلت به كان سينسيوس يحب السلام بكل جوارحه، ولكنه وجد نفسه في وسط صراعات لا يرتضيها مما جعل قلبه يقطر دماً على شعبه. عانى الأنبا سينسيوس الكثير من المتاعب والمصاعب، فمن جهة كانت أحوال الكنيسة الروحية في بنتابوليس مضطربة مع فساد الإدارة الحكومية البيزنطية وانتشار الظلم وضعف الأمن. ومن الجانب الشخصي ففي فترة خدمته الصغيرة فقد أبناءه الثلاثة وحزن عليهم جداً حتى كتب لصديقه بوكلس Poclus: [إنني أعتبر ما أنا فيه واحدة من سلسلة الكوارث التي حلّت بي في أوقات مختلفة.] (رسالة 70) أيضاً اعتلت صحته بشكل مفاجئ بعدما تراكمت عليه المشاكل، حتى أوصى الكهنة في رسالة دورية (57) باختيار من يخلفه قبل وفاته ليساعده في مهام عمله. غالباً ما اختاروا أخاه أفوبتيوسEvoptius الذي تولى كرسي المطرانية بعده. صراعه مع أندرونيكوس Andronicus عندما توجه الأنبا سينسيوس إلى مقر كرسيه وجد الوالي البيزنطي “أندرونيكوس” يمارس الظلم والجور، فكان ينصحه فلم يقبل. حاول الأسقف أن يصدر قراراً بإنشاء ملجأ يحمي من تضرّروا من ظلم الوالي، بالتجائهم إلى المذبح المقدس لكنه رفض تماماً (رسالة 7). اضطر المطران إلى عقد مجمع مقدّس يُحرم الوالي الشرير من شركة الكنيسة ويقوم بلصق القرار على أبواب كنائس بنتابوليس. أسرع الوالي وأعلن توبته والسير بأمانة فقبله المطران. عاد الوالي إلى بطشه فأصدر المجمع قراراً نهائياً بقطعه من الشركة هو ومن معه من الجائرين، وطلب من الكهنة منعهم من دخول الكنيسة أو حتى السلام عليهم أو الصلاة عليهم بعد موتهم. جاء في قرار الحرمان التالي: [إن قوى الشر في العالم تحقق مقاصد العناية الإلهية، كما أنها تعاقب كل من يستحق العقاب، ومع ذلك فهي ممقوتة من الله ويجب أن نتجنبها. “لأني سأقيم ضدك، يقول الرب، أمة تحت يديها ستعاني ويلات كثيرة” (إر27: 8). إلا أن هؤلاء الأشخاص الذين يقيمهم القتال (للتأديب) يعود الرب بدوره فيقاومهم، لأننا حينما نقع في أيديهم لن يشفقوا علينا، ولن يعاملوننا بطريقة إنسانية… ونظراً لأن القوى، التي تجلب الشر علينا شريرة بطبيعتها، وقادرة على ارتكاب الشر، لذلك فقد حلّت الشرور على الجميع (في بنتابوليس)، لأنهم ابتعدوا عن حكمة الله، وعن الفضيلة، وعن فعل الخير، الذي هو من طبع الله… قد يُقال أن النار للتدفئة أو للإضاءة أو أن استخلاص شيء نافع يمكن أن يتم من أشياء ضارة، اخترعها بعض الناس، كما أنه يمكن الاستفادة من أمور قد تبدو شريرة. ولهذا السبب يمكن أن ينتفع المرء حتى من الظروف السيئة…] هذه فقرات من مقدمة طويلة لقراره يقدم فيها تبريره الروحي والمنطقي لإيقاع الحرمان الكنسي على الوالي واتباعه. وقد بعث برسالة إلى البابا ثيؤفيلس يوضح فيها المظالم التي ارتكبها الوالي، ختمها بقرار المجمع المقدس الليبي. هجمات البربر كانت المشكلة الرئيسية الأخرى التي واجهت المطران وعانى منها الشعب هي الهجمات البربرية العنيفة التي دامت حوالي سبعة أعوام. لكن خطورتها قلّت بعدما تحوّلت المنطقة إلى المسيحية في منتصف القرن السادس، ربما بعد حملات الإمبراطور جستذيان التبشيرية المكثفة في ليبيا الشرقية. كانت هذه القبائل تهاجم الشعب المسيحي وكنائسه المنتشرة ولم يكن لدى القوات البيزنطية في هذه الولاية الكفاءة أو الإمكانية لمقاومة هذه الهجمات، لهذا أوكلت مهمة الدفاع إلى الكنيسة. وقام المطران نفسه بما له من خبرة سابقة، بمساعدة الشمامسة بتنظيم وتدريب المتطوعين وتحويل المنازل والكنائس إلى شبه قلاع صغيرة، ومن أسطحها ومن أبراج الحصون كانوا يتبادلون إشارات ضوئية لإنذار الأماكن السكنية المهددة عند اقتراب الخطر (رسائل 79، 89، 139). قوّى المطران أسوار العاصمة بتوليمايس، وأوقف عليها الحراس، وطلب نجدات سريعة من عاصمة الإمبراطورية (رسالة 78). جاء في رسائله: [لقد سُبيت عدة نساء وحتى الأطفال الصغار قتلوهم بدون رحمة، وامتلأ الهواء برائحة الجثث المتعفنة] (رسالة 108). [لقد نبشوا القبور واحرقوا كل كنائس أمبيلوس Ampelus بالقرب من طلميتة، ولم يراعوا حرمة المائدة المقدسة. وحملوا أدوات المذبح وكل أسلابهم مع الأسرى على خمسة آلاف جمل.] وباء الطاعون عانت المنطقة من تفشي وباء الطاعون، وقد اهتم المطران بمساندة الشماسات والأرامل لخدمة المرضى في المستشفى. ذكرت الشماسة الليبية لونا أن المطران سينسيوس كان يردّد قوله: [ليس لدينا متسع من الوقت الآن للنحيب وللبكاء على الموتى، بينما الأحياء من حولنا أحق برحمتنا ودموعنا.] جاء في مذكرات الشماسة أيْريني (التي نقلها الراهب أندريّا الليبي) مقتطفات من عظة القديس سينسيوس في عيد الميلاد المجيد: [يليق بكل إنسان أن يقدم هدية لطفل المزود في يوم عيده. والهدية التي قدمناها جميعًا في عيد الميلاد هذا العام هي الألم… ربما تكون أيها الأب قد فقدت ابناً، وربما تكون أيها الأخ قد فقدت أختاً… وجئتم جميعاً هذا اليوم وقد حملتم على أيديكم المرّ… فشكراً لطفل المزود الذي سيقبل كل هذه الآلام التي تئنّون بحملها… إنه سيحملها عنّا، كما حملها قديماً (على الصليب). وإن كنّا نفتقد أحبائنا اليوم في هذا العيد، فإنهم يعيدونه في السماء. وإن كنّا كبشر في هذا العالم لا نملك إلا المرّ لنقدمه، فهم يقدّمون الذهب لذاك (الملك السماوي) الذي يملك عليهم إلى الأبد.] ومن المتواتر أنه تنيح سنة 423م. ولقد ظلت ذكراه تتردد بين الناس إلى حد أنه بعد قرنين من نياحته كانوا يصفونه بـ “الأسقف الفيلسوف الصالح”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة الشهيد | الولادة: – الوفاة: – عاش في النصف الثاني من القرن السابع وذلك في أوائل أيام دخول العرب مصر. نشأ هذا القديس نشأة مسيحية حقّة، فداوم على العمل بوصايا الرب وأحكامه، ولم يكتفِ بالصوم والصلاة والمواظبة على حضور القداسات بل زاد على ذلك بصدقاته وبزيارته للمرضى والمسجونين والمستورين. اغتاظ منه بعض إخوان السوء ووشوا به إلى الوالي بأنه سخر من دينهم، فاستحضره واستجوبه فأعلن شنودة أمامه صراحة بإيمانه بالسيد المسيح، الذي أوصى من يتبعونه بأن يحبوا جميع الناس، فهو عملاً بهذه الوصية لا يسخر من أي دين. لم يقبل الوالي عذره، وزاد على ذلك بأن أمره أن ينكر السيد المسيح وينضم إلى الإسلام، فأبى القديس، وجاهر مفتخراً بالسيد المسيح. فغضب الوالي بذلك وعذبه كثيراً فاحتمل شنودة التعذيب برضى وسرور، وأخيراً قطع رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة رئيس المتوحدين القديس | الولادة: – الوفاة: – يُعتبر أهم شخصية تمثل رهبنة الشركة في مصر بعد القديس باخوميوس. دُعي “أرشمندريت” أي رئيس المتوحدين، لأنه كان يمارس حياة الوحدة من حين إلي آخر. لقد شجع بعض رهبانه علي الانسحاب إلي البرية بعد سنوات قليلة من ممارستهم حياة الشركة، دون قطع علاقتهم بالدير تماماً. بينما رأي القديس باخوميوس في “الشركة” ذُروة السموّ الرهباني، أما القديس شنودة فيراها مرحلة انتقالية تُعد النفوس الناضجة لحياة المتوحدين الأكثر نسكاً. كان رئيساً للدير الأبيض في إتريب في صحراء طيبة، لأكثر من 56 عاماً (القرن الرابع/الخامس). قاد حوالي 2200 راهباً و1800 راهبة، كما أخبرنا تلميذه وخلفه القديس ويصا. في سنة 431م رافق القديس الأنبا شنودة القديس كيرلس الكبير في مجمع أفسس المسكوني. لم يقبل في ديره أجنبياً ليلتحق بجماعاته الرهبانية، بل كان جميع رهبانه من الأقباط الأصليين. لهذا عزف كثير من الأوربيين ذكر اسمه في الفترة الخاصة بآباء البرية، كما لم يترجموا شيئاً من أعماله على مدي قرون طويلة. صبوَّته “شنودة” هو الشكل الصعيدي لاسم رئيس المتوحدين الذي عاش في الصعيد. لم يستعمل غير اللهجة الصعيدية في كتاباته وخطبه وحديثه اليومي، أما الشكل البحيري لاسمه فهو شنوتي ومعناها خادم الله أو المكرّس للّه. وُلد شنودة من أبوين مسيحيين تقيين، ربّيا ابنهما على المبادئ المسيحية المُثلى، وكان لوالده حقل يشتغل فيه مع فلاحيه، كذلك كان يملك قطعاناً من الغنم، فرأى أن يدرّب ابنه على العمل منذ حداثته، فأرسل شنودة ليرعى الغنم وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره. وكان الصبي يُلازم الرعاة طيلة النهار ويعطيهم طعامه الخاص بدلاً من أن يأكله، وعند غروب الشمس بدلاً من أن يعود لأبويه مباشرة، كان يقف إلى جانب بئر ويصلي حتى ساعة متأخرة من الليل. مع خاله بيجول إذ علم والده بمسلكه هذا استصحبه إلى خاله الراهب المعروف الأنبا بيجول، ولما وصل الاثنان إلى الدير قال له والد شنودة: “بارك يا أبي هذا الصبي”، ولكن الأنبا بيجول أخذ يد شنودة ووضعها على رأسه قائلاً: “أنا الذي يجب أن ينال البركة من هذا الصبي لأنه إناء مختار للسيد المسيح، الذي سيخدمه بأمانة كل أيام حياته”. فلما سمع أبو شنودة هذه الكلمات تطاير قلبه فرحاً واستودع الولد خاله، فنشأ شنودة منذ صباه في دير خاله، ومنه اقتبس كل الفضائل المسيحية. ظلّ شنودة يجاهد في سبيل الكمال الروحي بالصوم والصلاة والصبر والتواضع، وكان نشيطاً يؤدي جميع الواجبات الرهبانية المفروضة عليه بهمة نادرة، وكان خاله يرقبه باهتمام زائد ويفرح لنموه السريع في العلم والفضيلة. وازداد فرحه بسبب ما رآه في رؤى الليل، فقد سمع ملاك الرب يقول له: “البس الراهب الشاب شنودة الإسكيم المقدس”، فقام في الصبح باكراً جداً وصلى صلاة الإسكيم المقدس ومنطقه به. وخلال هذه السنوات عاش شنودة في الدير الأحمر حيث كان خاله أباً للرهبان، ولما رأى شنودة أنه نال كرامة الإسكيم ضاعف جهوده وأمعن في دراسة الأسفار الإلهية، ولم يقتصر على دراستها لنفسه بل أخذ يُعلّمها للرهبان والمدنيين الذين كانوا يفدون على الدير لوفاء ما عليهم من نذور، فكان يجمعهم حوله ويُعلّمهم مثبّتاً إياهم على الإيمان الأرثوذكسي. الأرشمندريت في أحد الأيام سمع الرهبان الشيوخ صوتاً يقول: “لقد أصبح شنودة أرشيمندريت” (أي رئيساً للمتوحدين)، وكانت غيرة شنودة المتقدة وقداسته الفائقة والاستعلانات الإلهية العديدة التي منحها له الآب السماوي سبباً في اجتذاب عدد وفير من الناس إليه، جاءوا ليعيشوا معه تحت رعايته وليتعلموا منه الفضائل المسيحية. فلما انتقل الأنبا بيجول إلى بيعة الأبكار انتخبوا شنودة خلفاً له. نظامه الرهباني مع أن الأنبا شنودة اتبع نظام الرهبنة السائد في مصر إلا أنه وضع خطة يسير عليها رهبانه، بها بعض الاختلافات تتعلق بنظام طالبي الرهبنة، ونظام الإدارة، وقانون العبادة، والاهتمام بالتعليم والعمل اليدوي، ونظام العزلة جامعاً بذلك بين الرهبنة الأنطونية والرهبنة الباخومية. يختلف نظام الشركة الذي أقامه القديس شنودة عن النظام الباخومي، فقد اتسم بحزم أشد، وتتلخص خطوطه الرئيسية في النقاط التالية: 1. يقضي طالب الرهبنة فترة اختبار في بيوت خارج أسوار الدير وليس داخلها كما في النظام الباخومي. ويكتب طالب الرهبنة تعهداً يوقع عليه قبل رهبنته، ويتلوه أمام الاخوة داخل الكنيسة، ويحفظ هذا التعهد في أرشيف الدير. 2. كان كل دير يديره أب، هذا بدوره يخضع للأرشمندريت كأب لكل الأديرة. وتقام أربعة اجتماعات عامة لكل الرهبان سنوياً، يحضرها أيضاً المتوحدون، وذلك لمناقشة أوضاع هذه الأديرة. 3. من جهة العبادة، تتلو كل جماعة من الرهبان صلوات قصيرة قبل البدء في أعمالهم. وتتكون الصلوات الخاصة من المزامير والتسابيح الكنسية، تُتلي في القلالي بإرشاد الأب الروحي, أما الصلوات الجماعية فيجتمع الرهبان أربع مرات لهذا الغرض: في الصباح وعند الظهر وعند الغروب وبالليل. يجتمعون وينصرفون في هدوء كامل، لا يفكرون إلا في الصلوات التي يتلونها. بجانب هذه الصلوات تقام ليتورجيا الافخارستيا أسبوعياً. كان يُسمح للعائلات وكل الشعب المحيط بالأديرة أن يزوروا الأديرة في السبوت للتمتع بخدمة “العشية” وسماع العظة، كما يشتركون في القداس الإلهي مع الرهبان في أيام الآحاد. وكان الرهبان يقدمون الطعام للجماهير، وكان القديس أنبا شنودة يعظهم بنفسه. أنشأ مدرستين في الدير الأبيض، وشجع الرهبان على التعلم، إذ آمن أن التعليم هو السلاح الفعال ضد العادات الوثنية، كما شعر بالمسئولية نحو تأسيس مدارس في القرى المجاورة. عاش الأنبا شنودة في عصر يتأجج بنيران الأحداث: ففيه انعقدت ثلاثة مجامع هي مجمع أفسس المسكوني الثالث، الذي حضره مصاحباً للبابا كيرلس عمود الدين، ومجمع أفسس الثاني ومجمع خلقيدونية الذي شق الكنيسة المقدسة، وفيه أيضاً زالت الوثنية نهائياً، بعد أن حاول الإمبراطور يوليانوس الجاحد عبثاً أن يعيدها إلى الوجود، وفيه أيضاً تحققت القومية المصرية، إذ وقف المصريون جميعاً كتلة واحدة ضد الملكية الدخيلة ولم يرضوا بها حتى عندما اصطبغت بالصبغة الدينية. قائد كنسي سياسي (ضد الاستعمار البيزنطي) مع أن القديس الأنبا شنودة كان شغوفاً بالعُزلة منذ صباه إلا أنه شاطر العالم حياته، إذ كان يرقب الأحداث والتقلبات السياسية بدقة واهتمام، مدركاً أن التلميذ المخلص للمسيح هو من يوصل رسالته إلى غيره من بني الإنسان. وحين جال ببصره حوله رأى بني قومه يرزحون تحت أثقال من العبودية المرة: عبودية الأوهام ومخاوف توحيها إليهم الوثنية، وعبودية للحكام البيزنطيين الذين كانوا يمتصون دماء الشعب الكادح ويسلبهم عرق جباههم، صمم على أن يكرّس لتحريرهم. بدأ بتحريرهم من مخاوفهم بأن بيّن لهم أن العناية الإلهية تقيهم كل أذى، وقرن تعليمه بالعمل، فكان يُطعم الجائع، ويكسو العريان، ويداوي المريض، ويأوي الغريب. وفوق هذا كله فقد كان يذهب بنفسه مع المظلوم من المصريين إلى ساحة القضاء ليترافع عنه شخصياً، فإن لم يفلح في إقرار العدالة توجه بالشكوى إلى الإمبراطور رأساً، ولم يهدأ له بال حتى ينال المظلوم حقّه. في اجتماع عام أثار الجمهور بقوله: [قلوب الحكام المملوءة شراً وخداعاً وظلماً وطمعاً. لهم هدف واحد هو جمع المال على حساب الفقراء الذين هم الضحية. من يقدر أن يحصي الأتعاب التي يلاقيها الشعب من هؤلاء الحكام؟ فإنني أعرف بعضاً لم يجدوا طعاماً ليأكلوا هم وحيواناتهم. أظن أنهم يريدون أن يقيموا من المصريين عبيداً لهم، يضعون النير علي أكتافهم.] لما كان الله قد حباه المقدرة على الكتابة والخطابة فقد استخدم هذه الموهبة ليستثير روح القومية في الشعب، فكان لا يخاطب الجماهير إلا باللغة القبطية بلهجتها الصعيدية، وبهذا اللسان المصري الصميم ألهب صدورهم حماسة، وأيقظ وعيهم القومي وجعلهم يدركون ما في مصريتهم من كرامة. وكانت هذه النار التي أوقدها الأنبا شنودة هي القوة الدافعة، التي مكّنت المصريين من أن يقفوا أمام وجه حكامهم المستعمرين، تلك الوقفة الحاسمة في مجمع خلقيدونية المشئوم، حيث رفضوا أن يحنوا هامتهم للإمبراطور مركيان، حين زعم أنه يستطيع أن يفرض عليهم مذهبه الخلقيدوني، الذي يخالف عقيدتهم الأرثوذكسية التي تعلموها من آبائهم. مُصلح اجتماعي روحي ترتبط العبادة عند القديس شنودة بالحياة الاجتماعية. فالدين هو حب عملي وتقوي. لهذا لم ينعزل القديس شنودة ورهبانه الآلاف عن المجتمع المصري. نذكر علي سبيل المثال عندما أغار الغزاة علي صعيد مصر وسبوا الآلاف من الشعب، قابل الغزاة وأقنعهم أن يأخذوا الغنائم ويتركوا النفوس. ثم فتح ديره للمسببين البالغين آلافاً من النفوس ليستقروا هناك لمدة ثلاثة شهور. كرّس الرهبان وقتهم لخدمتهم. وقام سبعة من الأطباء الرهبان بتضميد الجروح. خلال هذه الفترة مات 94 شخصاً دُفنوا بالدير، بينما وُلد بالدير 52 طفلاً. أكلت الجماهير 8500 أردباً من القمح مع كميات ضخمة من العدس والزيت والفول… بهذا يمكننا أن نتصور عدد الضيوف الذين عاشوا في الدير هذه المدة الطويلة. وكيف آمن الرهبان بالحب العملي كأهم من أي قانون أو تدبير رهباني. اهتمامه بالراهبات لم يكن الأنبا شنودة أباً للعديد من الرهبان فحسب، بل كان أباً لألف وثمانمائة راهبة أيضاً، وقد كتب لهؤلاء الراهبات رسائل عديدة الغرض، منها تعليمهن وإرشادهن وتثبيتهن على الإيمان القويم. ومع أنه كان أباً لهذا العدد الوفير من الرهبان والراهبات إلا أنه ظل يمارس حياة العزلة باستمرار، ولذلك تأهّل لأن ينال لقب “رئيس المتوحدين”، فكان يقضي بعضاً من الوقت في كل سنة منقطعاً بمفرده، ولم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه أثناء هذه العزلة. قد عاش الأنبا شنودة حتى بلغ الثامنة عشرة بعد المائة، قضى ستة وستين عاماً منها رئيساً لبضعة أديرة، بعضها للرهبان وبعضها للراهبات، وقد منحه الله مع هذا العمر الطويل الصحة والعافية، فظل طيلة حياته يعمل بلا هوادة منذ أن تسلم قيادة الدير الأحمر عن خاله الأنبا بيجول، كما نجح بجهاده المتواصل وهمته في أن يثبت نظام أديرته، وأن يسلم الشعلة وهّاجة إلى تلميذه ويصا، كذلك نجح نجاحاً باهراً في أن يوقظ في مواطنيه عاطفتهم نحو بلادهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنوسي الفتى الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يرد ذكره تحت اسم سينوسيوس في السنكسار يوم 4 بؤونه. كان عمره 12 سنة، طاهراً تقياً من بلدة بلكيم (مركز السنطة الحالي) من أعمال “أبوصير”. بينما كان في الحقل يرعى الغنم، ظهر له ملاك الرب وحفّزه على المُضي للاستشهاد وشجّعه بأنه سيكون معه. ودّع أمه دون أن يخبرها، صلى وسار في طريقه إلى مدينة طوه فوجد الوالي قد غادرها إلى سرسنا ومنها إلى داكو. أمسى عليه الليل فطلب مكاناً يبيت فيه، فأرشدوه إلى بيت امرأة قديسة مضيفة للغرباء اسمها مريم. في اليوم التالي مضى هو ومريم إلى الحاكم، واعترف أمامه بالسيد المسيح، فسلّمه للجند ليمضوا به إلى سرسنا إلى مجلس الولاية. أمر الوالي أن يعلقوه على المعصار ويعصروه. عُلِق شنوسي على المعصار فانكسر إلى اثنين، فقال له الوالي: “قد علمت أنك ساحر”، وأمر أن يُعَذب بوضعه على سرير حديد ويوقد تحته، ثم أركبه هو ومريم مركباً متجهاً إلى قبلي مع الوالي. وفي الطريق شفى صبياً من الخرس والصمم. سمع الوالي بذلك فأمر بأن يُعصر بالمعصار، ولكن الرب أقامه سليماً. سلّطوا مشاعل على جنبيه وبطنه لمدة ثلاث ساعات، وفيما هم يعذبونه تطلّع في الجمع فنظر امرأة تدعى سارة وطفلها ثاوفيلس على كتفها. فصرخ القديس شنوسي وقال: “يا ثاوفيلس احضر لكي تأخذ الإكليل وتفرح مع المسيح في ملكوته غير الفاني”. فأجاب الطفل وقال للقديس: “أمضِ بنا يا معلمي القديس شنوسي إلى المكان الذي تريده، لأن يسوع إلهي وملكي مُلكه في السماء وعلى الأرض”. ولما شاهدت سارة طفلها يتكلم صرخت وقالت: “ليس إله إلا يسوع المسيح الناصري إله القديس شنوسي”. ثم ملأت يدها تراباً وطرحته في وجه الوالي ولعنته. فأمر أن تؤخذ رأسها هي وطفلها، فأخرجوهما خارج المدينة وقتلوهما وكان ذلك في الرابع من بشنس. أما شنوسي فقيدوه بسلاسل وألقوه في المركب ووضعوا حجراً في عنقه، وظل هكذا لمدة ستة عشر يوماً. بعدها أبحروا إلى أنصنا وطُرح في السجن هناك، وقام يصلي فأضاء السجن كله بنور عجيب، وظهر له الرب يسوع وشجّعه وقوّاه. مَثَل أمام إريانا واعترف أمامه بثبات ورفض أن يبخر للآلهة، فأمر إريانا أن يُثقب كعباه ويُربط بهما حبال ويُسحل في الشوارع. وأخيراً بعد ألوان من التعذيب قطعوا رأسه بحد السيف وكان ذلك في الرابع من بؤونه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء أتريب | الولادة: – الوفاة: – في أواخر عهد الإمبراطور دقلديانوس حاول ألكسندروس والي طوّة من أعمال أتريب إقناع الأقباط بالسجود للأوثان، ولكنهم رفضوا فقُتل منهم ألف وخمسمائة شهيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء أخميم | الولادة: – الوفاة: – بعد أن صدرت مراسيم اضطهاد دقلديانوس، قام إريانوس والي أنصنا بجولة في الصعيد الأعلى ليشرف بنفسه على تنفيذ أوامر اضطهاد المسيحيين، وفي جولته الانتقامية وصل إلى أخميم وتصادف وصوله في عيد الميلاد، وكان الشعب مجتمعاً في الكنيسة ومعهم الأنبا أباديون أسقف أنصنا الذي صحبه معه إريانوس، وكان الأسقف يعظهم ويشجعهم بكلمات النعمة لأن أسقفهم أوضاكيوس كان قد تنيح قبل ذلك بقليل. غندما علم إريانوس أن المسيحيين مجتمعين في الكنيسة ولم يهبُّوا لاستقباله ثار وغضب، وقام ومعه عدد كبير من الجند وظلّوا يقتلون المسيحيين داخل الكنيسة حتى جرى الدم من الكنيسة إلى أزقة المدينة. وما أن سمع الناس في القرى والبلدان المجاورة بخبر هذه المذبحة حتى سارعوا بالحضور إلى أخميم معلنين إيمانهم، وازدحموا حول إريانوس. وكان الآباء والأمهات يتسابقون فرحين قائلين: “نحن ماضون إلى ملكوت السماوات”، وكانوا يقدمون أولادهم للسيف ويشجعونهم بقولهم: “لا تخافوا فما هي إلا برهة وتمضون إلى العريس السماوي”. وقد استمرت تلك المذبحة ثلاثة أيام متوالية، هذا وقد بلغ عدد الذين استشهدوا في أخميم ثمانية آلاف ومائة وأربعين شهيداً، ودُفِنت أجسادهم في دير الشهداء بأخميم. وتحتفل الكنيسة بتذكار استشهادهم أيام 29 و 30 كيهك والأول من طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء أنصنا الرهبان | الولادة: – الوفاة: – استشهد خمسة آلاف راهب مع أسقفهم الأنبا يوليانوس بصحراء أنتنوي (أنصنا) على يد الحاكم مرقيان أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وأعوانه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء إسنا | الولادة: – الوفاة: – سبق لنا الحديث عن شهداء إسنا أثناء حديثنا عن القديس الأنبا أمونيوس أسقف إسنا، والقديسة الأم دولاجي، وسامان وهرواج وباخوش وأوسابيوس الأراخنة الشهداء وسورس وأنطوكيون ومشهوري الفلاحين. أورشليم الجديدة كتب الأنبا بولس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) وكان ربما معاصراً للفترة ما بعد الاستشهاد مباشرة، إذ عاصر الأنبا تاوضروس خلف الأنبا أمونيوس أب الشهداء. [إن هذه المدينة المباركة إسنا كانت بتضحياتها مثلاً أنار للساكنين في بلاد الصعيد، إذ قدّم أولادها الشهداء الأبرار أنفسهم قرباناً نقياً وذبائح طاهرة، وأهرقوا دماءهم على الإيمان المستقيم. وسكنوا جميعاً باتفاقٍ واحدٍ في أورشليم السمائية، يسبحون ويرتلون مع الملائكة وهم ممتلئون من المواهب الروحية، مثل الحواس الطاهرة المتفقة مع بعضها… بالحقيقة يا أحبائي إن هذه المدينة الممدوحة إسنا تشبه مدينة السلام، أورشليم، لأن داود النبي قال عن هذه المدينة المقدسة في المزمور: “اللهم إن الأمم قد دخلوا ميراثك، نجسوا هيكل قدسك، جعلوا أورشليم أكواماً، دفعوا جثث عبيدك طعاماً لطيور السماء ولحوم أتقيائك لوحوش الأرض، سفكوا دمهم كالماء حول أورشليم, وليس من يدفن” (مز1:79-3).] بعد أن صدرت مراسيم اضطهاد دقلديانوس، قام إريانوس والي أنصنا بجولة في الصعيد الأعلى ليشرف بنفسه على تنفيذ أوامر اضطهاد المسيحيين. تردّد على مدينة إسنا أكثر من مرة وفي كل مرة كان يخرج بمحصول: في المرة الأولى استشهدت الأم دولاجي وأولادها الأربعة. وفي المرة الثانية استشهد بعض أراخنة المدينة. وفي المرة الثالثة كانت المذبحة الكبرى. في هذه المرة كان الشعب مستعداً ومشاعرهم معبأة خلف أسقفهم الأنبا أمونيوس، وأمضوا ليلة الاستشهاد في الصلاة وتناولوا من الأسرار المقدسة. لقد ألهب استشهاد الأم دولاجي وأولادها قلوب الشعب كله بالاشتياق نحو التمتع بإكليل الاستشهاد، لكن الوالي ترك المدينة لتأخذ درساً لمن لا ينكر السيد المسيح ويقدم الذبائح للأوثان. عاد فالتقى بالأراخنة الأربعة وقد خابت آماله إذ تلامس مع إصرارهم على التمسك بالإيمان فقتلهم. إذ رأى شعب إسنا الأراخنة قد استشهدوا في سبيل محبتهم للسيد المسيح اشتهوا الفوز بإكليل الشهادة، مثل أراخنتهم الأبرار ومثل القديسة الأم دولاجي وأولادها. فقضوا الليلة يصلون معا ويسبحون منتظرين دورهم. لكن ملأ الحزن قلوبهم حينما علموا في الصباح أن الوالي بجنوده قد تركوا المدينة. عودة إريانا للمرة الثالثة توسل الشعب للّه أن يعيد إليهم الوالي لكي يتمتعوا بالأكاليل، وانطلقوا إلى أسقفهم في دير الأنبا اسحق واثقين أن الله يهبهم طلبتهم. وبالفعل عاد الوالي إلى المدينة للمرة الثالثة، واضعاً في قلبه أن يقتل كل من لا ينكر الإيمان. الرشيدة عبر الوالي بجنوده المدينة من الباب البحري (الشمالي) حتى بلغ الباب الجنوبي الذي كانوا يدعوه باب الشكر الذي خرجت منه الجماهير إلى جبل أغاثون (الجبل الصالح) مع أسقفهم يتعبدون، لكنه وجد عند هذا الباب عجوزًا نائمة على فراشها لم يسمح لها سنها وصحتها بمصاحبة الشعب، فسألها: “أين مضى أهل المدينة؟” فأجابته قائلة: “إنهم لما سمعوا بحضور إريانوس الوالي الكافر إلى هنا، ليقتل المسيحيين ويضطهدهم ويلزمهم بعبادة الأوثان ذهبوا إلى جبل أغاثون”. فسألها: “وأنتِ من تعبدين؟” أجابته: “إني مسيحية أعبد السيد يسوع المسيح خالق السماوات والأرض”. فأمر بقطع رأسها بحد السيف وأكملت شهادتها، وسُمّيت تلك العجوز بالرشيدة لأنها هي التي أرشدت إريانوس عن موضع أهل المدينة. إلى دير الأنبا إسحق بجبل أغاثون أمر إريانوس جنده أن يقتلوا كل من يجدوه من المسيحيين وهم في طريقهم إلى دير الأنبا اسحق بالجبل، وفعلاً قتلوا بعض الأفراد. كما قتل جماعة من المؤمنين وجدهم عند ساقية سُميت “ساقية كريم”. ولما وصل الوالي إليهم وجدهم مجتمعين مع الأسقف. كان الأب يثبتهم ويقوّي قلوبهم مذكراً إياهم بقول السيد المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت”، كما قال لهم: “يا أولادي طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه. اسبقوني إلى ملكوت السموات، لكي تستقبلوني عند خروجي من هذا العالم. وكما كنتم تخرجون للقائي من الكنيسة الأرضية كذلك تخرجون للقائي في كنيسة الأبكار، وأنتم رفاقاً رفاقاً، أحزاباً أحزاباً مختلطين بملائكة الله. إني أفرح بكم في ملكوت السموات، وأقول مع إشعياء النبي: “ها أنا والبنون الذين أعطيتني”. أخيراً إذ رأت الجماهير الوالي وجنوده قد بلغوا الموضع. رفعوا صوتهم وقالوا بصوت واحد: “نحن مسيحيون مؤمنون بالسيد يسوع المسيح خالق السماوات والأرض”. فأمر الوالي جنوده أن يقتلوهم بالسيوف والرماح، فظلّوا يقتلوهم حتى أفنوهم وكانوا آلافاً في عددهم، وكان ذلك في التاسع عشر من أبيب. أما الأسقف فقد استشهد في أنصنا بعد أن أخذه الوالي معه. مقيّداً إلى أسوان في الجنوب ليعود به إلى أنصنا، مقدماً له مهلة أطول لعلّه يرجع عن إيمانه. العودة إلى إسنا للمرة الرابعة عاد الوالي إلى إسنا للمرة الرابعة وهو في طريقه من أسوان إلى أنصنا (أقام على أطلالها بلدة الشيخ عبادة بالقرب من ملوي). ولعلّه أراد أن يُمتع عينيه برؤيته للمدينة المُحبة للمسيح وقد صارت خاوية تماماً. التقى بثلاثة فلاحين وهم سورس وأنطوكيون ومشهوري، وقد سبق لنا الحديث عنهم. لا تزال أجساد الشهداء المقدسة التي بلا حصر مدفونة في دير الشهداء على بعد حوالي 5 كيلو في الجنوب من إسنا الغربي، إذ بنت لهم القديسة هيلانة أم الملك قسطنطين مقبرة عظيمة بجبل أغاثون تبلغ مساحتها حوالي 80 فداناً، وحفرت في وسطها عين ماء يشفي من يغتسل منه. بركة صلواتهم جميعا تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء الإسكندرية أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس | الولادة: – الوفاة: – أبا فسطور أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس للمسيحيين كان هناك قس جاوز الثمانين من عمره يُدعى أبا فسطور، لا يفتأ يداوم على تثبيت رعيته وافتقاد المعترفين المسجونين، فسمع عنه والي مدينة ألقيس التي كانت في ذلك الوقت مقراً لأسقفية، وهي حالياً قرية صغيرة بالقرب من مدينة بني مزار. فقبض عليه وأمر جنده فجلدوه بالسياط ووضعوه في جهاز التعذيب المسمى بالهنبازين، ثم ألقوا به في مستوقد حمام ولكن الله أعانه على الاحتمال، فأرسله الوالي مقيداً بالسلاسل مع بعض المعترفين الآخرين إلى والي الإسكندرية. هناك عذبوه بصنوف أخرى من التعذيب ثم أمروا ساحراً يدعى سيدراخيس بأن يعد له سماً قاتلاً، فلما أعطاه له رسم عليه علامة الصليب وشربه فلم يؤذه فآمن الساحر بالسيد المسيح. ومن ثمَّ أمر الوالي بإلقاء ذلك الساحر في أتون النار، كما آمن بسبب هذه المعجزة تسعمائة وعشرون من الوثنيين، فحكم عليهم الوالي بالموت حرقاً. وأما أبا فسطور فوضعوه في خلقين من الزيت المغلي ثم قطعوا رأسه بالسيف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء الإسكندرية أثناء الملك مرقيانوس | الولادة: – الوفاة: – في اليوم الثالث والعشرين من شهر مسرى تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد ثلاثين ألف مسيحي بمدينة الإسكندرية. ذلك أنه بعد أن نفى الملك مرقيانوس البابا ديسقورس إلى جزيرة غاغرا، وعيّن بروتاريوس بطريركاً عوضاً عنه، رفض أساقفة مصر الاشتراك معه، وعقدوا مجمعاً ضده وضد مجمع خلقيدونية وطومس لاون. فاغتاظ بروتاريوس وهجم بقوات الحكومة على الأديرة والكنائس ونهبها ثم استولى على أوقافها، حتى صار ذا ثروة كبيرة ومال وفير. انقض عليه اللصوص ليلاً وقتلوه وسلبوا ما وجدوه معه، فأرسل أصحابه إلى الملك قائلين: “إن أصحاب ديسقورس هم الذين قتلوا البطريرك الذي عيّنه الملك”. فغضب وأرسل عدداً وافراً من الجند فقتلوا نحو ثلاثين ألفاً. على أثر ذلك مات مرقيانوس وجلس لاون الكبير، فانتهز أساقفة مصر هذه الفرصة وكرّسوا الأب تيموثاوس بطريركاً على الإسكندرية، وفي الحال جمع مجمعاً وحرم المجمع الخلقيدوني، فأعلم الهراطقة الملك قائلين: “إن الذين قتلوا بروتاريوس أقاموا لهم بطريركاً بدون أمر الملك”. فغضب ونفاه هو وأخاه أناطوليوس إلى جزيرة غاغرا، فلبث هناك سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير، فاتحد مع الأب بطرس الإنطاكي وعقد مجمعاً في العاصمة مؤلفاً من خمسمائة أسقف وحكم برفض أعمال مجمع خلقيدونية، وأمر بالتعليم بوحدة طبيعة السيد المسيح ورفع تقريراً بذلك إلى الملك، فقَبِله وأصدر منشوراً بوجوب التمسك به دون غيره. وبذلك اتّحدت كراسي الإسكندرية والقسطنطينية وإنطاكية وأورشليم معاً زماناً طويلاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء الرُها | الولادة: – الوفاة: – في عهد تراجان Trajan ثار اضطهاد عنيف ضد المسيحيين في الرُها Edessa. قُبِض على الأسقف بارسيمايس Barsimaeus وعُذِّب بشدة وعنف واستشهد سنة 114م. وجاء في رواية أخرى أن الأسقف بارسيمايس حُبِس فقط ولم يُقتَل، وأُطلِق سراحه بعد انتهاء الاضطهاد، وأنه تنيح بعد ذلك بسلام. من ضمن الذين استشهدوا ساربيلياس Sarbelius وأخته باربيا Barbea اللذان تعمّدا على يد الأسقف بارسيمايس، واستشهدا أثناء الاضطهاد. وقد لاقى ساربيلياس خاصة تعذيباً شديداً، ذلك أنه كان في الأصل كاهناً وثنياً قبل تحوّله إلى المسيحية. وتعيّد الكنيسة الغربية لهؤلاء الشهداء في اليوم الثلاثين من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء السيرابيون | الولادة: – الوفاة: 390 استصدر القديس ثيؤفيلس بطريرك الإسكندرية فرماناً من الإمبراطور ثيؤدوسيوس بتحويل معبد ديونيسيوس Dionysius الوثني إلى كنيسة مسيحية، وقد أدى هذا إلى حدوث شغب كبير، قُتِل خلاله الكثيرون في الشوارع. وقد جعل المتمرّدون مركز قيادتهم في معبد سيرابيس Serapis، وقاموا منه بعدة هجمات على المسيحيين وقبضوا خلالها على عدد منهم، وحاولوا أن يجبروهم على التضحية لسيرابيس، ومن رفض منهم كان نصيبه القتل بدون شفقة. قد أبدى الإمبراطور إعجابه بهؤلاء الشهداء القديسين، وإكراماً لشجاعتهم وانتصارهم أمر بالعفو عن قاتليهم، ولكنه أمر بتدمير كل المعابد الوثنية في أرض مصر. وحين قُرِء خطاب الإمبراطور في الإسكندرية هجر الوثنيون معبد سيرابيس، وبعد تكسير الوثن أُلقي في النار. وكان الوثنيون يعتقدون أن بهدم هذه المعابد سوف تقع السماء وتعم الفوضى كل الأرض، ولكن حين لم يجدوا أي تغير بعد هدم معابدهم وأوثانهم أعتنق الكثير منهم المسيحية. كان استشهاد هؤلاء القديسين في سنة 390م، وتعيّد لهم الكنيسة الغربية يوم 17 مارس، وقد بُنيت كنيستين مكان معبد سيرابيس الذي كان واحدًا من أشهر المباني في العالم القديم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء الفرس | الولادة: – الوفاة: – استشهد مائة وخمسون من المؤمنون في ساعة واحدة بيد ملك الفرس، وذلك أن هذا الملك كان قد أغار على بلاد المسيحيين المتاخمة لحدود بلاده وسبى منهم كثيرين. ولما لم يطيعوه ويعبدوا الشمس والكواكب أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء القاهرة | الولادة: – الوفاة: – في سنة 1389م (791هـ) وذلك في عصر المماليك الشراكسة، قَدُم للقاهرة جماعة من الرجال والسيدات دخلوها بضجة عظيمة، وأعلنوا على الملأ خروجهم على الإسلام وعزمهم العودة إلى حظيرة المسيح، وأنهم لا يتحولون عنه حتى ولو قُطِعت رقابهم، وقالوا: “لقد جئنا هنا لنُكفّر عن ضعف إيماننا، وإنكارنا للمسيح، ونقدم حياتنا على مذبح التضحية لننال بركة الاستشهاد ونعمة السيد المسيح”. فتجمع حولهم عامة المسلمين ونصحوهم بالعودة إلى الإسلام، ولكنهم رفضوا بجسارة، فحاول المسلمون إرهابهم ليرتدّوا، وساقوا كثيرين من الرجال إلى ميدان أمام مدرسة الملك الصالح، وهناك جزّوا رؤوسهم الواحد بعد الآخر، فلم يتزعزع إيمان واحد منهم. وساقوا بعض النساء وعذّبوهم ولكنهم تمسّكوا بإيمانهن دون أن يجزعن، فجردوهن من ثيابهن وجرّوهن إلى سفح الجبل تحت القلعة وقُطِعت أعناقهن بقساوة زائدة، حتى أن بعض المسلمين المعتدلين استنكروا ذلك وقاطعوا هذا الحُكم، ونقموا على القاضي الذي حكم به. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء الكتيبة الطيبية | الولادة: – الوفاة: – سُميت كذلك لأن أفرادها كانوا من مدينة طيبة (الأقصر)، وكان معروفاً عنهم الشجاعة في الحروب والجلد والإخلاص. ولما أعلنت بعض قبائل من فلاحين بلاد الغال (فرنسا) العصيان على مكسيميانوس إمبراطور الغرب سنة 286م أرسل إليه دقلديانوس هذه الكتيبة لنجدته، وبوصول الكتيبة إلى إيطاليا أرسل الإمبراطور قسماً إلى حدود الغال ليرابط هناك وقسماً آخر إلى الحدود السويسرية ينتظر هناك استعداداً للطوارئ. رفضهم المشاركة بالممارسات الوثنية قبيل بدء المعركة كان لابد من أن تتم بعض الطقوس الدينية الوثنية طلباً لمعونة الآلهة للنصرة في الحرب، لكن رجال الكتيبة رفضوا المشاركة في هذه الممارسات الوثنية لأنهم كانوا مسيحيين. أمر الإمبراطور بقطع رؤوس عُشر جنود الكتيبة بعد جلدهم كنوع من الإرهاب للباقين، لكن هؤلاء حرّروا له رسالة وقّعوا عليها جميعاً جاء فيها: “أيها القيصر العظيم نحن جنودك، لكننا في نفس الوقت عبيد الله. نحن ندين لك بالخدمة العسكرية أما الله فندين له بولاء قلوبنا. نحن نأخذ منك الأجر اليومي أما الله فسننال منه الجزاء الأبدي. لا يمكننا بحال من الأحوال أن نطيع الأوامر المخالفة للّه. إذا اتفقت أحكامك مع أحكامه فنحن ننفذها، أما إذا تعارضت فلن نقبلها إذ ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس. لسنا ثوّاراً فالأسلحة لدينا وبها نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونعصاك، لكننا نُفضل أن نموت أبرياء على أن نعيش ملوّثين. ونحن على أتم استعداد لتحمل كل ما تصبّه علينا من أنواع التعذيب لأننا مسيحيون ونعلن مسيحيتنا جهاراً”. ما أن قرأ مكسيميانوس هذا الخطاب حتى أمر بقتل عُشر باقي جنود الكتيبة، وعاود المحاولة معهم ليبخروا للآلهة لكنهم أبوا. حينئذ احتدم غضبه وأمر بإبادة الكتيبة بأكملها أينما وجد أفرادها، وهكذا ضرب الجند الرومان سيوفهم في رقاب الضباط والجنود المصريين، ولم يبقوا على أحد منهم. هكذا استشهدوا في أماكن مختلفة: بعضهم في بعض مدن شمال إيطاليا، والبعض في سويسرا والبعض في فرنسا. كان عدد جنود الكتيبة 6666 وقد استشهدوا قُبيل الاضطهاد العام الذي أثاره الطاغيان دقلديانوس ومكسيميانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء الوباء في الإسكندرية | الولادة: – الوفاة: – انتشر وباء في معظم أراضي الإمبراطورية الرومانية خلال السنوات من 249-263م، ويقال أنه في يوم واحد مات في روما أكثر من 5000 شخصاً. وفي الإسكندرية عانى المواطنون بشدة، حتى أن الأسقف القديس ديونيسيوس Dionysus يقول إن مدينته قد اُبتلت بمجاعة وتابعتها فتن وهياج وعُنف، حتى أصبح الذهاب من بقعة إلى أخرى في العالم أكثر سهولة وأماناً عن التنقل من شارع إلى آخر في الإسكندرية، وقد انتشر هذا الوباء فلم يترك بيتاً واحداً في هذه المدينة العظيمة، إلا وقد أصيب أحد أفراده تاركاً النوح في البيت. تُرِكت الجثث بدون دفن وكان الهواء محمل بالعدوى، وأصاب الأحياء الفزع والخوف من الموت، مما جعل المواطنين الوثنيين وحشيين حتى لأقرب أقربائهم، فكانوا في اللحظة التي يعلمون بإصابة أحدهم بالمرض يتركونه ويهربون، حتى أن هؤلاء الذين لم تأتيهم المنية بعد أن تُرِكوا في الشوارع بدون رعاية. في هذه الظروف كان المسيحيون من الإسكندرية يقدمون أكبر مَثَل للإحسان خلال اضطهاد ديسيوس Decius وغالوس Gallus وفالريان Valerian، كانوا مضطرّين للاختباء وكانوا يقيمون اجتماعاتهم سراً، في المراكب في البحر أو في سجون موبوءة، ولكن في وقت الوباء كانوا لا يرهبون الخطر أو الوباء أو الموت، بل كانوا يرعون المرضى ويريحون من هم على وشك الموت، فكانوا يغلقون عيون الموتى ويحملونهم على أكتافهم ويغسلون أجسادهم ويدفنوهم بكل وقارٍ، بالرغم من معرفتهم أنهم من الممكن أن يتقاسموا نفس المصير. يقول الأسقف: “كثيرون من الذين عالجوا الآخرين صاروا هم أنفسهم ضحايا. كثيرون من أفضل اخوتنا في الإيمان فقدناهم بهذه الطريقة، كان بعضهم كهنة وشمامسة والآخرين من أفضل الشعب. كان ذلك الموت بالإضافة إلى الإيمان الذي كان يصاحبه يبدو وكأنه الاستشهاد ذاته”. في أدب الشهداء الغربي Roman Martyrology أدركوا قوة كلمات القديس ديونيسيوس وكرّموا هؤلاء المسيحيين المحبين، كشهداء أظهروا محبتهم لمضطهديهم بالاهتمام بهم حين هاجمهم المرض، مما يجعلنا نتساءل عن رد فعلنا نحن إزاء المرضى الذين هم ليسوا أعداءنا لكن في معظم الأحوال مسيحيين مثلنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء ببنوسة | الولادة: – الوفاة: – القديس سيرابيون ينقذ الولي كان القديس سيرابيون من أعيان بلدة ببنوسة بصعيد مصر، وقد اعترف أمام الوالي الروماني أرمانيوس بأنه مسيحي فألقاه في السجن. فلما علم ذلك أهل بلدته احتشدوا وذهبوا إلى الوالي بالسلاح يريدون قتله وإنقاذ القديس، فمنعهم القديس من ذلك وأفهمهم أنه يريد أن ينال إكليل الشهادة. استشهاده مع أهل بلده أمر الوالي جنده بتعذيبه فعذبوه بآلة الهنبازين، ثم طرحوه في النار، وبعد ذلك ألقوه في خلقين زفت مغلي وقطران وسمروه، على سرير من الحديد حتى تهرأ جسده كله، ثم صلبوه على خشبة. أخيراً ذبحوه وذبحوا خمسمائة وأربعين من أهل بلدته الذين جاءوا لإنقاذه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء بسبب البدعة الأريوسية | الولادة: – الوفاة: – حين وافق الإمبراطور الأريوسي قنسطنس ابن الإمبراطور قسطنطين الكبير على بدعة أريوس أرسل إلى الإسكندرية رجلاً اسمه جاورجيوس الكبادوكي مع خمسمائة فارس ليكون بطريركاً على الإسكندرية بدلاً من البابا أثناسيوس الرسولي الذي رفض هذه البدعة وقاومها، وأمره بقتل كل الذين لا يطيعونه. فلم يقبله أهل الإسكندرية، فقتل منهم عدة آلاف وهرب الأنبا أثناسيوس وبقي مختفياً ست سنوات ثم خرج ومضى إلى القسطنطينية حيث قابل الإمبراطور، فأمر بترحيله في سفينة بغير خبز ولا ماء لعلّه يهلك جوعًا أو يغرق في الطريق. لكن السفينة وصلت الإسكندرية بسلام، ففرح به شعبه فرحاً عظيماً وأدخلوه إلى الكنيسة وأخرجوا منها جاورجيوس وأصحابه. في الفترة من عام 337 إلى 361م في عهد نفس الإمبراطور شمل اضطهاد الأريوسيين للأرثوذكس مصر كلها. ويقول القديس الأنبا أثناسيوس أنه من المستحيل وصف العذابات التي احتملها الأساقفة والكهنة في سبيل عقيدتهم الأرثوذكسية القويمة، حتى أنهم من فرط ما صبَّه الأريوسيون عليهم من ألوان العذاب تغيَّرت ملامحهم. أنذرهم الأريوسيون بالانسحاب من إيبارشياتهم وترك كراسيهم لهم، فلما لم يذعنوا قيّدوهم بالسلاسل ونفوهم إلى بلاد بعيدة. منهم الأسقف آمون والأسقف أولفيوس Adelphius اللذان نفوهما إلى الواحة الخارجية. والأساقفة مويس Muis وبسينوسيريس Psenosiris وبيلامون Pilammon وبلينيس Plenes ومرقس Marcos وأثينودوروس Athenodorus الذين نفوهم إلى واحة آمون التي هي واحة سيوه وكان محكوماً عليهم بالموت حرقاً. والأسقف دراكنتيوس الذي نفوه إلى صحراء القلزم بالقرب من السويس. والأسقف فيلون الذي نفوه إلى بابليون. والأساقفة أمونيوس وأغاثوس وأغاثوديمون Agathodemon وأبلونيوس ويولوجيوس وبفنوتيوس وأبوللون وجايوس وفلافيوس وديسقوروس وهراكليوس Heraclides وبسيان Psain والكاهنان هيراكس Hierax وديسقوروس نفوهم إلى أسوان، ثم راحوا يطاردونهم من كفر إلى كفر ويسخِّرون كثيرين منهم في المناجم والمحاجر، كما ذبحوا بعضهم الآخر بلا شفقة ولا رحمة. ليست هذه هي كل أسماء الأساقفة والقسوس الذين عُذّبوا أو استشهدوا، فإن قائمة الأسماء التي دوّنها البابا أثناسيوس فُقدت للأسف، وقد ذُكر في موضع آخر أسماء تسعين من الكهنة العظام طُردوا عن كراسيهم. أما أساقفة الخمس مدن الغربية فكان نصيبهم النفي إلى الواحة الخارجية، على عكس أساقفة الصعيد الذين نُفوا إلى واحة سيوه. وقد أوصى البابا أثناسيوس بتكريم هؤلاء في الكنيسة باعتبارهم شهداء وقديسين مباركين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء تونة الجبل النساك | الولادة: – الوفاة: – في التاسع والعشرين من شهر بؤونة تذكار استشهاد سبعة نساك من تونة الجبل بمنطقة الأشمونين بمصر الوسطى، اعترفوا أمام الوالي بإيمانهم فعذبهم، ومن ثم أمر بقطع رؤوسهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء جبل القديس أنطونيوس | الولادة: – الوفاة: – في السادس والعشرين من شهر بابه تحتفل الكنيسة بتذكار السبعة شهداء، الذين استشهدوا على يد البربر بجبل القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان.. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء جبل سيناء | الولادة: – الوفاة: – استشهد ثمانية وثلاثين متوحداً في جبل سيناء على يد جماعة من الأعراب، وأيضاً عدد كبير من المتوحدين في صحراء رايثو Raithu – على بعد سفر يومين من سيناء وبالقرب من البحر الأحمر – في مذبحة مماثلة، وذلك في القرن الرابع الميلادي. من بين الشهداء أيضاً صبي في الرابعة عشر من عمره، كان يحيا في حياة التوحد بجهاد وكمال عظيمين. هدده المغيرون بالقتل إن لم يكشف لهم عن مكان المتوحدين الكبار، فأجابهم أنه لا يخشى الموت، وأنه غير مستعد لتلويث حياته بخطية خيانة آباءه. أثارهم رده فهجموا عليه بأسلحتهم، ووقعوا عليه وقتلوه فنال إكليل الشهادة. وقد كتب القديس نيلوس St. Nilus عن هذه المذبحة، حيث كان يقود في هذه الفترة بعض المتوحدين في تلك البرية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء حكم نيرون | الولادة: – الوفاة: – حريق روما كان نيرون Nero أول إمبراطور يضطهد المسيحيين، ففي يوليو سنة 64م – في السنة العاشرة لحكمه – شبَّ حريق ضخم في روما، بدأ بالقرب من السيرك الكبير Great Circus في منطقة يكثر بها المحلات التي كانت ممتلئة ببضاعة سهلة الاشتعال. امتدت النيران بسرعة في كل الاتجاهات واستمرت مشتعلة أسبوعاً، وما أن هدأت النيران حتى اشتعلت مرة أخرى في حديقة تيجلّينس Tigellinus قائد الحرس واستمرت ثلاثة أيام. وبانتهاء الحريق كان ثُلثي مدينة روما قد تحوّل إلى كتلة من الأنقاض. في اليوم الثالث من اشتعال الحريق أتى نيرون من أنتيام Antium ليُعاين المشهد، وكانت سعادته الوحشية البالغة أثناء مشاهدة ألسنة اللَّهب الصاعدة من المدينة سبباً في سريان الاعتقاد أنه كان هو الذي أمر بإشعال الحريق، أو على الأقل عمل على منع إخمادها. وانتشر هذا الاعتقاد بسرعة، ويقال أن مشاعل كانت تُلقى داخل المنازل، بواسطة رجال مجهولين كانوا يقولون أنهم ينفذون الأوامر الصادرة إليهم. وإلى الآن غير معروف حقيقة مسئولية نيرون عن هذا الحريق، فبالنظر إلى الحرائق الكثيرة المدمرة التي أصابت روما على مر تاريخها فمن غير المستبعد أن يكون هذا الحريق أيضاً – وهو أسوأها على الإطلاق – قد وقع نتيجة حادث. اتهام المسيحيين بإشعال المدينة في ذلك الوقت انتشرت الشكوك حول الشخص المسئول، حتى انزعج نيرون وفكر في تحويلها عن نفسه باتهام المسيحيين بإشعال المدينة. ويقول المؤرخ تاكيتوس Tacitus أنه مع أن أحداً لم يصدق هذا الاتهام إلا أنه قُبِض على المسيحيين وسيقوا إلى الموت بمنتهى الوحشية، فالبعض لفّوهم في جلود الحيوانات وألقوهم للكلاب الجائعة فمزقتهم إرباً، والبعض الآخر صُلبوا، وآخرون ألقوا عليهم القار ومواد مشتعلة، وبعد طعنهم بالحراب أشعلوا فيهم النيران فصاروا مثل المشاعل. تمت هذه الأعمال البربرية في حديقة قصر نيرون بينما كان الإمبراطور يستمتع مع ضيوفه بمشاهدة سباق للعربات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء دندرة | الولادة: – الوفاة: – في يوم 16 بشنس تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد أربعمائة شهيد بمدينة دندرة بعد أن قاسوا عذابات كثيرة، وكان ذلك في أواخر مُلك الإمبراطور دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء سكيلّيام | الولادة: – الوفاة: 180 كانوا مجموعة من سبعة رجال وخمسة نساء من سكيلّيام Scillium بشمال أفريقيا، استشهدوا سنة 180م. بعد القبض عليهم أُخِذوا إلى قرطاجنة لاستجوابهم بواسطة الوالي ساتورنينوس Saturninus، وكان القديس سبيراتُس Speratus يتولّى الإجابة بالنيابة عن المجموعة. كان القديس سبيراتُس يحمل جِراباً، ولما سُـئِل عما فيه أجاب: “الكتب المقدسة ورسائل رجل بار اسمه بولس”. رفض جميعهم ترك إيمانهم أو قبول مهلة مدتها شهر لإعادة التفكير في الموضوع، فحُكِم عليهم بالقتل بالسيف في الحال، فكان رد القديس سبيراتُس هو: “شكرًا للَّه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء سبسطية | الولادة: – الوفاة: 320 في اليوم الثالث عشر من شهر برمهات تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد الأربعين شهيداً بمدينة سبسطية Sebastea (وهي الآن سيفاس Sivas بتركيا) وذلك سنة 320م. أربعون جندي شباب من جنسيات مختلفة ولَّى الملك قسطنطين الكبير ليكيوس Licinius نسيبه من قِبله على الشرق وأوصاه بالمسيحيين خيراً، ولكنه لما وصل إلى كبادوكيا Cappadocia أمر مرءوسيه بعبادة الأوثان فامتنعوا وشتموا آلهته. وفي إحدى الليالي اتفق أربعون جندي شباب من جنسيات مختلفة يتخذون من مدينة سبسطية مقراً لهم، على أن يتقدموا إليه معترفين بإيمانهم، وبينما هم نائمون ظهر لهم ملاك الرب وشجعهم وثبّت قلوبهم. وفي الصباح وقفوا أمام الوالي أجريكولاوس Agricolaus واعترفوا بالسيد المسيح، فحاول أولاً بالإقناع مشيراً إلى العار الذي يصيبهم حين يرفضون تنفيذ الأوامر، وواعداً إيّاهم بالترقية إن هم أطاعوا. ولما فشل هدّدهم الوالي فلم يخافوا، فأمر بتعذيبهم ثم إلقائهم في السجن، فكانوا يترنمون بالمزمور: “الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء”، وتعزوا في السجن برؤية السيد المسيح الذي قواهم وشجعهم على الثبات. كان بجوار السجن بركة ماء متجمدة فأمر أن يُطرَحوا فيها، فطرحوهم فتقطعت أعضاؤهم من شدة البرد، وأمر أجريكولاوس بوضع ماء ساخن على طرف بركة الماء لكي يغريهم على الإنكار. ولم ينتظر القديسون لكي يلقيهم الجنود في البركة بل تقدموا بأنفسهم وخلعوا ثيابهم، وكانوا يشجعون بعضهم قائلين أن ليلة واحدة عصيبة سوف تؤهلهم للحياة الأبدية. وكانوا يصلون قائلين: “يا إلهنا نحن أربعون شخصاً، فنطلب إليك أن يُكَلل أربعون، ولا ننقص عن هذا الرقم المقدس”. أثناء ذلك كان حراسهم يحثونهم على عبادة الأوثان لكي ينتقلوا إلى الماء الساخن ولكنهم لم يستجيبوا. ويقول القديس اغريغوريوس النيسي أنهم مكثوا هكذا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، ولم يضعف سوى واحد فقط منهم فصعد إلى هذا الحمام وأذابت حرارة الماء الجليد الذي عليه فانحلت أعصابه ومات بسرعة وهكذا فقد إكليل الغلبة. تمتع أحد الحراس برؤيا سماوية رأى أحد الحراس الواقفين بجوار البركة ملائكة نزلت من السماء وبأيديهم أكاليل وضعوها على رؤوس الشهداء التسعة والثلاثين وبقى إكليل بيد الملاك، فأسرع الحارس ونزل إلى البركة وهو يصيح: “أنا مسيحي”، فأخذ الإكليل الذي كان معلقاً بيد الملاك وانضم إلى صفوف الشهداء. ميليتو وأمه في الصباح التالي كان معظمهم قد استشهد، وبقي قليلون منهم أصغر الشهداء واسمه ميليتو Melito. فأمر الوالي بكسر أياديهم وسيقانهم وإلقاؤهم في النيران، فأبقى الجنود ميليتو حتى النهاية إشفاقاً على صغر سنه آملين أن يتراجع حين يكتشف أنه قد صار وحيداً. إلا أن أمه الأرملة الفقيرة عاتبت المُعذِّبين على إشفاقهم الخاطئ، واقتربت من ابنها الذي نظر إليها مبتسماً وشاكراً لها، وبقوة الروح القدس حثته على الثبات إلى النهاية، ثم حملته وطرحته على العجلة مع رفقاؤه. أحرق الجنود أجساد الشهداء وألقوا الرماد في النهر، إلا أن المسيحيين استطاعوا إنقاذ بعضها، وأبقوا جزءً من رفاتهم الثمينة في قيصرية Caesarea. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء شيهيت الشيوخ | الولادة: – الوفاة: – رسول الملك ثيؤدوسيوس الصغير في برية شيهيت كان استشهاد التسعة والأربعين قسيساً شيوخ شيهيت ومرتينوس رسول الملك وابنه. وذلك أن الملك ثيؤدوسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس لم يُرزَق ولداً، فأرسل إلى شيوخ شيهيت يطلب إليهم أن يسألوا اللَّه لكي يعطيه ابناً. فكتب إليه القديس إيسيذورُس كتاباً يُعَرِّفه فيه أن اللَّه لم يرد أن يكون له نسل يشترك مع أرباب البدع بعده، فلما قرأ الملك كتاب الشيخ شكر اللَّه. أشار عليه قوم أن يتزوج امرأة أخرى ليُرزَق منها نسلاً يرث المُلك من بعده، فأجابهم قائلاً: “إنني لا أفعل شيئاً غير ما أمر به شيوخ برية شيهيت”. ثم أوفد رسولاً من قِبَله اسمه مرتينوس ليستشيرهم في ذلك. وكان لمرتينوس ولد اسمه ذيوس استصحبه معه للزيارة والتبرك من الشيوخ، فلما وصلا وقرأ الشيوخ كتاب الملك، وكان القديس إيسيذورُس قد تنيح، أخذوا الرسول وذهبوا به إلى حيث يوجد جسده ونادوا قائلين: “يا أبانا قد وصل كتاب من الملك فبماذا نجاوبه؟” فأجابهم صوت من الجسد الطاهر قائلاً: “ما قلته قبلاً أقوله الآن، وهو أن الرب لا يرزقه ولداً يشترك مع أرباب البدع حتى ولو تزوج عشرة نساء”. فكتب الشيوخ كتاباً بذلك للملك. غارة البربر على الدير لما أراد الرسول العودة، أغار البربر على الدير، فوقف شيخ عظيم يقال له الأنبا يؤانس ونادى الاخوة قائلاً: “هوذا البربر قد أقبلوا لقتلنا، فمن أراد الاستشهاد فليقف ومن خاف فليلتجئ إلى القصر”. فالتجأ البعض إلى القصر وبقى مع الشيخ ثمانية وأربعون، فذبحهم البربر جميعاً. استشهاد مرتينوس وابنه وكان مرتينوس وابنه منزويان في مكان، وتطلّع الابن إلى فوق فرأى الملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ الذين قُتِلوا، فقال لأبيه: “ها أنا أرى قوماً روحانيين يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ، فأنا ماضٍ لآخذ لي إكليلاً مثلهم”. فأجابه أبوه: “وأنا أيضاً أذهب معك يا ابني”. فعاد الاثنان وظهرا للبربر فقتلوهما ونالا إكليل الشهادة. أجساد الشهداء بعد ذهاب البربر نزل الرهبان من القصر وأخذوا الأجساد ووضعوها في مغارة وصاروا يرتّلون ويسبّحون أمامها كل ليلة. وجاء قوم من البتانون وأخذوا جسد القديس الأنبا يؤانس وذهبوا به إلى بلدهم، وبعد زمان أعاده الشيوخ إلى مكانه. وكذلك أتى قوم من الفيوم وسرقوا جسد ذيوس بن مرتينوس، وعندما وصلوا به إلى بحيرة الفيوم، أعاده ملاك الرب إلى حيث جسد أبيه. وقد أراد الآباء عدة مرات نقل جسد الصبي من جوار أبيه فلم يمكنهم، وكانوا كلما نقلوه يعود إلى مكانه. وقد سمع أحد الآباء في رؤيا الليل من يقول: “نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضاً، فلماذا تفرقون بين أجسادنا؟” لما ازداد الاضطهاد وتوالت الغارات والتخريب في البرية، نقل الآباء الأجساد إلى مغارة بنوها لهم بجوار كنيسة القديس مقاريوس. وفي زمان الأنبا ثيؤدوسيوس البابا الثالث والثلاثين بنوا لهم كنيسة. ولما أتى الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثون إلى البرية رتّب لهم عيداً في الخامس من أمشير، وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذه الكنيسة. مع مرور الزمن تهدّمت كنيستهم فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتى زمان المعلّم إبراهيم الجوهري، فبنى لهم كنيسة حوالي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ونقلوا الأجساد إليها، وهي لا زالت موجودة إلى اليوم بدير القديس مقاريوس. أما القلاية التي كانوا بها فمعروفة إلى اليوم بقلاية “إهميه إبسيت” أي التسعة والأربعين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء صور المصريين | الولادة: – الوفاة: – كانت صور أكثر المدن الفينيقية ازدهاراً إذ كانت بها ميناء تطل ناحية مصر وأخرى مفتوحة تجاه مدينة صيدا، فكانت لذلك ملتقى الأمم. على أن حُمَّى المشاغل العالمية لم تقف عائقاً في سبيل الكارزين ببشرى الخلاص، فانتشرت فيها المسيحية بين جميع الطبقات. ويبدو أن الاضطهادات الأولى لم تمتد إليها إطلاقاً، ولكن بطش دقلديانوس وصلها، وأول من امتد إليه كان تيرانيوس أسقف المدينة. امتناع الوحوش الكاسرة عن الافتراس نزل الأسقف إلى ساحة المصارعة وبصحبته عدد غير قليل من المعترفين. استطاعت عينا الأسقف يوسابيوس أبي التاريخ الكنسي المتدربتان أن تميّز بينهم خمسة من أبناء مصر، إذ قد برزوا بجسارة واضحة فقدموا أجسادهم للجلادين، الذين بعد أن انهالوا عليهم بالسياط سلّموهم لمروّضي الوحوش الكاسرة. وكان الوالي قد أمر بتجويع هذه الضواري، ولما فتحوا لها الأبواب أخذوا ينخسونها بالأسياخ لاستثارتها فانطلقت كالسهام نحو الأبطال. للعجب توقفت الوحوش الكاسرة فجأة حالما اقتربت من الأجساد العارية الممزقة، ثم أخذت تحوم حولها ولم تلبث أن عادت إلى مغائرها. وكان المعترفون جميعاً راكعين يصلون، وبين المصريين الخمسة كان شاب لا يتجاوز العشرين من عمره راكعاً رافعاً عينيه نحو السماء في سكينة تامة، وكأنه لا يرى الوحوش ولا يسمع زئيرها. تراجع الثور الهائج أمام القديسين عاود المروّضون استفزازهم للوحوش، ولكنهم فشلوا في محاولتهم الثانية كما فشلوا في الأولى. ولما حاروا أمام فشلهم جاءوا بثور هائج قد قضى بقرنيه الحادتين على المجرمين الذين ألقوا بهم قدامه. ومع ذلك فقد تراجع أمام القديسين، ونخسه مروّضوه بأسياخ محماة بالنار في جنبيه فقفز في غضب وهياج، ولكنه لم يمس الراكعين في الصلاة، فاضطروا إلى إدخال جميع الوحوش إلى مخابئها. ثم أصدر الوالي أمره بقطع رؤوس الأبطال الذين لم تجرؤ الكواسر على الاقتراب منهم. قد شاهد الأسقف يوسابيوس هذا المنظر بعينيه هو وعدد من أصدقائه، ولكنه أنه لم يسجل أسماء هؤلاء البواسل، الذين ثبتوا على إيمانهم إلى المنتهى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء فارس | الولادة: – الوفاة: 345 مائة شهيد في سنة 345م وفي عهد الملك الفارسي سابور الثاني Sapor II استشهد أكثر من مائة مسيحي في يومٍ واحدٍ، كان من بينهم تسعة من العذارى المكرّسات والباقي كهنة وشمامسة ورهبان. إهتمام امرأة تقيّة وغنيّة بهم ذلك أنهم جميعاً رفضوا برأي واحد أن يعبدوا الشمس، فتُرِكوا تسعة أشهر كاملة في زنزانات حقيرة وقذرة، وكانت تعولهم في حبسهم امرأة تقيّة وغنيّة اسمها يازداندوكتا Yazdandocta، كانت تزورهم في السجن وتشجّعهم وتحضر لهم الطعام. ثياب العرس يبدو أنها علمت بموعد تنفيذ الحكم في هؤلاء الشهداء، فرتبت ليلتها وليمة كبيرة وأحضرت لكل واحد منهم ثوباً أبيضًا جميلاً. وفي صباح اليوم التالي جاءت مرة أخرى وأخبرتهم بأنه يوم تقديمهم للتعذيب، وأخذت تشجعهم وتطلب إليهم التمسك بنعمة الرب لكي يشجّعهم ويقوّيهم على سفك دمائهم من أجله، وأضافت: “عن نفسي فإنني أسأل اللَّه بجدية أنه بصلواتكم يستجيب لي الرب ويعطيني فرح مقابلتكم كلكم مرة أخرى أمام عرشه السماوي”. عند موضع تنفيذ الحكم حاول الملك إغرائهم، ووَعَدهم بالعفو عنهم إن هم عبدوا الشمس، لكنهم بكل شجاعة أجابوا بأنهم قد لبسوا ثيابهم هذه تعبيراً عمّا تحملها مشاعرهم من استعداد وتسليم حياتهم بالكامل لأجل السيد المسيح. أخيراً قُطِعت رؤوسهم في المساء، وحضرت يازداندوكتا وحملت أجسادهم ودفنتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء كريت العشر | الولادة: – الوفاة: – سرعان ما تسبب المنشور الذي أصدره الإمبراطور ديسيوس ضد المسيحيين في أن يبدأ حاكم جزيرة كريت Crete في ممارسة اضطهاد بربري ضد المسيحيين في الجزيرة، كان من نتيجته الكثير من الشهداء. ضمن أبرز الشهداء: ثيؤدولوس Theodulus وساتورنينوس Saturninus ويوبورُس Euporus وجيلاسيوس Gelasius ويونيسيان Eunician وزوتيكُس Zoticus وكليومينِس Cleomenes وأجاثوبُس Agathopus وباسيليدس Basilides وإيفاريستُس Evaristus وهم الملقبون بشهداء كريت العشر، والذين استشهدوا في سنة 250م. كانوا من سكان العاصمة جورتينا Gortyna وجميعهم اعترفوا معاً بالإيمان بالمسيح. قُبِض عليهم وأُلقوا في السجن وضُرِبوا ورُجِموا من الوثنيين، وبعد فترة قُدِموا إلى الحاكم في جورتينا، وفور ظهورهم في المحكمة طلبوا منهم أن يقدموا الذبائح إلى جوبيتر Jupiter لأنه في ذلك اليوم بالذات كان شعب الجزيرة يحتفلون به. أجابهم الشهداء أنهم لن يقدموا الذبائح للأوثان أبداً، فقال لهم الحاكم: “سوف تعرفون قوة الآلهة، إنكم لا تحترمون هذا المحفل الكبير الذي يعبد جوبيتر القادر على كل شيء، وبقية الآلهة”. ردّ عليه الشهداء بأنهم يعرفون تاريخ جوبيتر وحياته وأفعاله. كاد الجمع أن ينقضّ عليهم، ولكن الحاكم منعهم وأمر بتعذيبهم، وقد تحمل الشهداء كل التعذيب بفرحٍ عظيمٍ. وكان الوثنيون يصرخون ويطلبون إليهم أن ينقذوا أنفسهم بأن يخضعوا ويقدموا القرابين للآلهة، فأجابهم الشهداء قائلين: “نحن مسيحيون ومن الأفضل لنا أن نموت ألف مرة عن أن ننفذ هذا الأمر”. وبعد فترة رأى الحاكم أنه هُزِم أمامهم فأمر بقطع رؤوسهم. فتقدم الشهداء بكل شجاعة وفرح إلى مكان الإعدام، وهم يصلّون إلى اللَّه أن يرحمهم وأن يرحم جميع بني البشر، وأن ينقذ شعب بلدهم من ظلمة عبادة الأوثان. وبعد قطع رؤوسهم انصرف الجمع وقام المسيحيون بدفن أجسادهم التي نُقِلت فيما بعد إلى روما. فيما بعد، كتب الآباء الذين اجتمعوا في مجمع كريت سنة 458م إلى الإمبراطور لاون الأول Leo I قائلين: إن بركة وشفاعة هؤلاء الشهداء العشر هي التي حَمَت بلادهم حتى ذلك الوقت من البدع والهرطقات. وقد سُمِّيت القرية التي عُذِّب فيها القديسون باسم “العشر شهداء”، ويوجد لوح حجري مكسور به عشر تجويفات في المكان الذي ركع فيه القديسون لينالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء ليون | الولادة: – الوفاة: 177 في سنة 177م أثناء حكم ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius استشهد عدد من المسيحيين في مدينتي ليون Lyons وفيينا Vienne، وقد عرفنا قصة استشهادهم من خلال رسالة أرسلتها هاتان الكنيستان إلى الكنائس في آسيا وفريجية Phrygia، والتي ما زالت محفوظة في كتابات يوسابيوس، وتعتبر من أثمن الوثائق المسيحية القديمة. تذكر الرسالة أسماء ثمانية وأربعين من هؤلاء الشهداء، الكثير منهم يونانيون، وكان من بينهم الفتاة الأمَة (العبدة) بلاندينا Blandina، الأسقف بوثينوس Pothinus، الشمّاس سانكتوس Sanctus، ماتورُس Maturus، الذي كان قد تعَمَّد حديثًا، أتَّالُس Attalus، وصبي يبلغ الخامسة عشر من عمره اسمه بونتيكوس Ponticus. عُذِّب هؤلاء الشهداء، واستثار المُعَذِّبين الجموع الموجودة على المسيحيين باتهامات باطلة. فأتُهِم بعض المسيحيين وأُهينوا بواسطة عبيدهم وخدمهم. مات الكثير منهم في السجن من سوء المعاملة والأحوال، وأما ذوي الجنسية الرومانية فقُطِعت رؤوسهم، والباقون قُتِلوا بواسطة الحيوانات المتوحشة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء نيقوميديا | الولادة: – الوفاة: – استشهاد عشرين ألفاً في عيد الميلاد المجيد حسب التقليد اليوناني استشهد عشرون ألفاً من المسيحيين في نيقوميديا Nicomedia، يوم عيد الميلاد المجيد سنة 303م. ويضيف التقليد الروماني أنهم اجتمعوا معاً للاحتفال بقداس عيد الميلاد المجيد، فأمر الإمبراطور دقلديانوس بغلق أبواب الكنيسة وإعداد النيران حول الكنيسة، ثم المناداة على الجموع أن من أراد النجاة من النيران عليه بالخروج إلى خارج الكنيسة وتقديم الذبيحة للإله جوبيتر Jupiter، وحين أعلنوا جميعاً بصوت واحد استعدادهم للموت من أجل السيد المسيح أُشعِلَت النار واحترقوا جميعاً، وهكذا نالوا كرامة الميلاد في السماء في اليوم ذاته الذي سُر فيه السيد المسيح أن يولد على الأرض من أجل خلاص العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهيدات أسيوط | الولادة: – الوفاة: – حدث أن غزا بعض الأثيوبيين مصر وراحوا يطاردون الأقباط في كل أنحائها. وكان بجبل أسيوط دير به تسع وثلاثون عذراء ورئيستهن، وكنَّ جميعاً في غاية التقوى والصلاح، وقد أعطاهن اللَّه موهبة شفاء المرضى. لما سمع قائد الأثيوبيين بأمرهن جاء مع جنوده وحاصر الدير كي يأخذوا العذارى إلى بلادهم، وراحوا يدقّون باب الدير دقاً عنيفاً، فقالت إحدى الراهبات للرئيسة: “يا أمنا لفِّي كل واحدة منا بحصير وأطلقي فيها النار فنروح للرب قرباناً زكياً”، ووافقتها على ذلك كل الراهبات. فأسرعت رئيسة الدير ولفَّت كل واحدة منهن بحصير وأشعلت فيهن النار وهي تقول: “يا سيدي يسوع المسيح اقبلهن قرباناً إليك، لأن موتهن هكذا أفضل من أن يدنسهن أولئك الكافرون، ولا تجعل يا رب عليَّ هذه الخطيئة”. ثم اعتلت الرئيسة برج الدير وألقت بنفسها إلى أسفل فتحطمت وأسلمت الروح. بلا شك أظهرت هؤلاء العذارى تقديراً عجيباً لحفظ عفتهن، لكن البعض يرون في هذا التصرف عدم إيمان باللَّه القادر أن يحفظهن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهيدات أنقرة السبع | الولادة: – الوفاة: 304 استشهدن سنة 304م أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. كُنَّ متبتلات ويبلغن من العمر حوالي سبعين عاماً، اشتهرن بقداستهن وأعمالهن الحسنة. هروبهن من بيت الدعارة حين بدأ الاضطهاد تعيَّن ثيؤتِكنَس Theotecnus الذي كان ساحراً وفيلسوفاً ومرتداً عن المسيحية كحاكم لغلاطية Galatia، وذلك لاستئصال المسيحية منها. وكان من أوائل ضحاياه هؤلاء العذارى السبع اللاتي كانت أسمائهن: تيكوسا Tecusa وألكسندرا Alexandra وفاينا Faina وكلاوديا Claudia ويوفراسيا Euphrasia ومطرونة Matrona وجوليتّا Julitta. حين وقفن للمحاكمة أمام ثيؤتِكنَس طلب منهن أن يبخرن للأوثان، ولما رفضن ذلك أمر بإلقائهن في بيت للدعارة. لكنهن استطعن الهروب منه بحكم سنهن وبفضل حنكة تيكوسا قائدتهن. استشهادهن أمرهن ثيؤتِكنَس أن يعملن ككاهنات للآلهة ديانا ومينرفا and Diana Minerva حيث أُمِرن بغسل تمثاليهما حسب التقليد السنوي لمدينة أنقرة. حُمِلن في شوارع المدينة عاريات في الموكب حتى وصلن إلى البحيرة المجاورة، وهناك أُعطين ثياباً بيضاء ليلبسنَّها أثناء تأدية الطقوس. لما رفضن ذلك أمر ثيؤتِكنَس بربط أحجار ثقيلة حول رقابهن وإلقائهن في البحيرة، وذلك حتى لا يستطيع أحد من المسيحيين بعد إخراج أجسادهن ودفنها، وبهذا نلن أكاليل الشهادة. دفن أجسادهن تقول بعض القصص الغير مؤكَدة أنه كان في أنقرة رجل مسيحي غيور اسمه ثيؤدوتُس Theodotus، وكان يشجّع المسيحيين المتقدمين للاستشهاد على الثبات والاحتمال. وأن تيكوسا ظهرت له في حلم في الليلة التي استشهدن فيها، وطلبت منه أن يُخرِج أجسادهن، كما حذرته من وجود أحد الخونة ضمن أصدقائه. في الليلة التالية أخذ معه ابن عم الشهيدة واسمه بوليكرونُس Polychronus وذهبا إلى البحيرة حيث وجداها محروسة بجماعة من الجنود قاصدين منع أية محاولة لإنقاذ الأجساد، بالإضافة إلى أن الظلام كان حالكاً يحبط أية محاولة لذلك. بمعونة إلهية ظهر اثنان من القديسين حاملين مصابيح لقيادتهما، كما ظهر القديس سوساندرُس Sosandus الذي كان من الشهداء المعروفين في تلك المنطقة، وأفزع الجنود ودفعهم على الهروب، وفي نفس الوقت هبَّت عاصفة دفعت الماء في البحيرة إلى أحد الجوانب وظهرت الأجساد، فحملها ثيؤدوتُس ورفقاؤه إلى أنقرة ودفنوها قرب كنيسة البطاركة هناك. حين سمع الحاكم بإنقاذ الأجساد قبض على بوليكرونُس، الذي تحت تأثير التعذيب اعترف بأسماء الذين حملوا الأجساد، وبهذا تحقق التحذير الوارد في الرؤيا. بناء على المعلومات التي حصل عليها الحاكم استعاد الأجساد وأحرقها، وأما ثيؤدوتُس فبعد أن اعترف الاعتراف الحسن واحتمل عذابات شديدة قُطِعت رأسه أخيراً، وتذكره الكنيسة اليونانية في السابع من شهر يونيو. أما سيرة الشهيدات السبعة مع الشهيد ثيؤدوتُس فقد كتبها باليونانية شاهد عيان اسمه نيلوس Nilus، ثم ترجمها إلى اللاتينية كاهن من الجزويت اسمه دانيال بابيبروكيوس Daniel Papebrochius. أما عن كنيسة البطاركة الوارد ذكرها في سيرتهن، ففي الغالب أنها مكرسة على اسم إبراهيم واسحق ويعقوب، الذين يعيّد لهم اليونانيين في الثالث عشر من شهر ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شورة الصبي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – راعي للغنم كان هذا الصبي من قرية تدعى طناي وكان مقيماً ببلدة شنشيف تبع مدينة إخميم، وكان راعياً للغنم. لما وصل إريانوس الوالي إلى إخميم، أرسل جنوده إلى كل مجاوراتها ليحضروا إليه المسيحيين لتنفيذ مراسيم دقلديانوس. توجّه خمسة منهم إلى شنشيف فالتقوا بالفتى شورة وهو يرعى غنمه، فسألوه: “من أنت؟” أجابهم: “أنا مسيحي”. فأسرعوا خلفه ليقبضوا عليه لكنه تمكّن من الهروب، فاغتصبوا خروفين من الغنم وحملوها على خيولهم، أما هو فرجع إليهم بعصاه واسترد الخروفين. استدعاؤه أمام إريانا ولما عادوا إلى إخميم أخبروا الوالي بهذه القصة، فأرسل الوالي وأحضر حاكم شنشيف وهدّده بالموت إن لم يُحضر هذا الصبي الراعي. خرج الحاكم وجمع رؤساء البلدة وعرّفهم بما جرى، فخافوا لئلا يخرب إريانوس بلدتهم، فأمسكوا شورة وأوثقوه وأتوا به إلى إخميم، فطرحه الوالي في السجن حتى الصباح. وفي السجن وجد جماعة من المسيحيين مقبوضاً عليهم فشجّعوه. في الغد قُدّم الصبي ليُمثل أمام الوالي، فسأله: “ما اسمك؟” أجابه: “أنا راعي مسيحي من أهل طناي وساكن بشنشيف واسمي شورة”. وبعد حوار لم يطل طلب إليه أن يرفع بخوراً للآلهة، أما هو فكان ردّه: “سوف لا أسمع لك، ومهما أردت اصنع بي عاجلاً”. تعذيبه إزاء هذه الجسارة أمر الوالي بتعذيبه، فرفعوه على الهنبازين وعصروه، وأوقدوا ناراً تحت قدميه وسلّطوا مشاعل نحو جنبيه، ووجّهوا ناراً إلى رأسه. وكان الوالي يظن أنه قد مات، فلما علم أنه حيّ أمر أن يُصب خلّ وملح على جراحاته، أما هو فكان يحتمل بشكر وشجاعة. ثم أعادوه إلى السجن، ووقف يصلي، فظهر له ملاك الرب وعزّاه وشجّعه وأنبأه أنه سيتوجّه في اليوم التالي بإكليل المجد. عجز الساحر أمامه في اليوم التالي أحضر الوالي ساحراً وطلب إليه أن يفسد سحر شورة المسيحي. فأجاب بجسارة: “أنا أحل سحره وأفضحه”. ثم أعدّ الساحر كأس السمّ، وناولها للصبي ليشربها، فسقط الكأس من يده وانسكب ما فيه على الأرض، فخرجت من الكأس أفاعي وسعت نحو الصبي، أما هو فوطأها بقدميه. تعجب الساحر مما رآه وقال للوالي: “ليس لي مع هذا الإنسان شأن لأنه قوي بإلهه”. استشهاده لما رأى الوالي ثبات الصبي شورة، أمر أن يُذبح كشاة ويعلّق على سور قريته لتنهش لحمه طيور السماء. فنفّذ فيه الجند هذا الحكم، ونال إكليل المجد في العاشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شهداء ساموساطا السبعة | الولادة: – الوفاة: – احتفال في ساموساطا قرب نهاية القرن الثالث الميلادي وأوائل الرابع، وحين عاد القيصر جاليريوس Galerius من حملته ضد الفرس، أقام احتفالاً في ساموساطا Samosata على ضفاف نهر الفرات وأمر الجميع بالاشتراك في تقديم الذبائح للآلهة. كان هيبارخوس Hipparchus وفيلوثيؤس Philotheus من أشراف المدينة قد اقتبلا الإيمان المسيحي منذ فترة وأقاما نموذجاً للصليب المقدس في منزل هيبارخوس حيث كانا يتعبدان للرب يسوع. كرازتهما لخمسة أصدقاء من الشباب في أحد الأيام أتى لزيارتهما خمسة أصدقاء من الشباب هم يعقوب James وباريجروس Paregrus وأبيبوس Abibus ورومانوس Romanus ولوليان Lollian، فوجدوهما يصليان أمام الصليب، فسألوهما لماذا يصليان في المنزل في الوقت الذي أمر فيه الإمبراطور بالتجمع في معبد الآلهة؟ فأجابا بأنهما يعبدان اللَّه خالق العالم، فسأل الأصدقاء: “هل تتخذان الصليب رمزاً لخالق العالم؟” فأجابهم هيبارخوس: “نحن نعبد ذاك الذي عُلِّق على الصليب، ونعترف به أنه اللَّه وابن اللَّه، وهذا هو العام الثالث منذ أن نلنا المعمودية على يد الكاهن يعقوب الذي يعطينا أيضاً الآن جسد السيد المسيح ودمه. فإنه ليس من الأمانة أن نخرج إلى خارج المنزل في هذه الأيام لأننا نجزع من رائحة الذبائح المنتشرة في المدينة”. عماد الخمسة أصدقاء من الشباب بعد مناقشات طويلة آمن الرجال الخمسة وأظهروا اشتياقهم لنوال المعمودية، فأرسل هيبارخوس يستدعي الكاهن يعقوب، الذي حضر إلى المنزل حاملاً الأواني المقدسة تحت عباءته فوجد الرجال السبعة منتظرين. حيّاهم الكاهن قائلاً: “السلام لكم يا خدام يسوع المسيح الذي صُلِب من أجل خليقته”، فوقع الخمسة عند قدميه قائلين: “أشفق علينا وامنحنا علامة السيد المسيح الذي نعبده”. ثم وقفوا للصلاة معاً بعدها قدموا اعترافاً بالسيد المسيح وجحدوا الوثنية، فعمدهم الكاهن وناولهم الجسد والدم الأقدسين. وحين انتهى من ذلك حمل الأواني المقدسة مرة أخرى تحت عباءته وانصرف إلى منزله مسرعاً خوفاً من أن يكتشف الوثنيين وجودهم معاً، حيث كان الكاهن رجلاً بسيطاً مسناً بينما كان هيبارخوس وفيلوثيؤس رجلين من ذوي المناصب في المدينة والخمسة الآخرين أيضاً من الأشراف. القبض على هيبارخوس وفيلوثيؤس في اليوم الثالث من الاحتفال تساءل الإمبراطور إن كان كل قواده ورؤساء المدينة قد قاموا بواجب تقديم القرابين للآلهة في هذا الاحتفال العام، فأُخبِر بأن هيبارخوس وفيلوثيؤس ظلا غائبين عن الاحتفال في الأيام الثلاثة السابقة، فأمر الإمبراطور باقتيادهما إلى المعبد لتقديم القرابين. حضر المندوبون إلى منزل هيبارخوس فوجدوا الرجال السبعة. أخذوا فقط هيبارخوس وفيلوثيؤس إلى الإمبراطور الذي سألهما عن سبب احتقارهما لأوامره وللآلهة. فأجاب هيبارخوس أنه يرفض تسمية الخشب والحجارة آلهة، فأمر الإمبراطور بجلده خمسين جلدة. ثم تحول إلى فيلوثيؤس ووعده بترقيته إذا رضخ لأوامره، فأجابه القديس بأن قبول هذا العرض هو عار له، ثم بدأ يشرح له بكل فصاحة خلقة العالم. إلا أن الإمبراطور قاطعه قائلاً أنه يرى أنه رجل ذو حكمة فلذلك لن يسلمه للتعذيب، آملاً أن يغيّر القديس رأيه بعد فترة. ثم أمر بتقييدهما بالسلاسل وحبسهما منفردين، في نفس الوقت ذهب الجنود لإحضار الخمسة الباقين من منزل هيبارخوس، الذين لما حضروا أمام الإمبراطور هدّدهم بالتعذيب والصلب مثل سيدهم إن هم لم يطيعوه. لما لم يرهبوا تهديده رُبِطوا بالسلاسل وحُبِسوا منفردين بدون طعام أو شراب إلى أن ينتهي الاحتفال. محاكمة المعترفين السبعة أمام الإمبراطور نُصِبت المحكمة على ضفاف نهر الفرات وأُحضِر المعترفون السبعة أمام الإمبراطور: كان الشيخان مقيدين بالسلاسل في رقبتيهما والباقون في أيديهم. أمام رفضهم الذبح للأوثان رُبِطوا وجُلِد كل واحد عشرين جلدة، ثم حُمِلوا مرة أخرى إلى السجن، ومُنعت عنهم أية زيارة أو مساعدة، على أن يُقَدَّم لهم أقل كمية خبز تكفي لإبقائهم أحياء. هكذا ظلوا حوالي شهرين إلى أن أُحضِروا أمام الإمبراطور مثل هياكل عظمية وليس كرجالٍ أحياء؟ في محاولة أخيرة حاول أن يقنعهم بترك إيمانهم، فأجابوه ألا يحاول تحويلهم عن الطريق الذي رسمه لهم السيد المسيح. أقام لهم الإمبراطور سبعة صلبان قرب بوابة المدينة وصلبوهم عليها، وفي المساء حضرت بعض النسوة وقدمن رشوة للجنود ليسمحوا لهن بتجفيف وجوههم من الدم ومسحها بالماء. أستشهد هيبارخوس بعد فترة قصيرة، ويعقوب ورومانوس ولوليان في اليوم التالي بعد طعنهم بالحراب، والباقون أُنزِلوا عن الصلبان وقطعت رؤوسهم، ثم حضر رجل مسيحي اسمه باسوس Bassus وقدم رشوة للجنود لكي يعطوه أجساد الشهداء ويدفنها في حقله بدل إلقائها في النهر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شيرين القديسة | الولادة: – الوفاة: – مرشدة روحية للرهبان عاشت القديسة شيرين – وهي كلمة فارسية معناها “حلوة” – في القرن السادس الميلادي، ولم تكن راهبة بل امرأة عادية تسكن في العالم ولكن بسلوك أكثر حزماً من الرهبان الذين في الجبال، ورغم أنها تعيش في العالم، لكنها كانت مرشدة روحية لكثيرين حتى من الرهبان. نشأتها يقول كاتب سيرتها الراهب مرتيريوس سعدونا أنها كانت تعيش في بلدة هلمون (حلمون) في منطقة تسمى بيت نوهاد في شمال العراق، وتربّت في أسرة مسيحية بسيطة. وكانت القديسة مواظبة على القيام باكراً للصلاة قبل أي عمل، وفي المساء يجتمع الكل للصلاة للشكر على مرور اليوم بسلام، وكانت الأسرة مواظبة على الذهاب إلى الكنيسة. وهكذا تربّت تلك القديسة في هذا الوسط الروحي الجميل، فعزفت عن مباهج الحياة الفانية وأخذت تلهج في آيات الكتاب المقدس وتترنم به طول يومها وأثناء عملها. بتوليتها كبرت الفتاة شيرين وتقدم لخطبتها كثيرون لعلمهم برزانة عقلها وطهارة سيرتها، ولكنها رفضت الجميع وصارحت والديها بأنها تود أن تكون عروس للسيد المسيح ولا يشغلها عنه أي شاغل، ونظراً لحب والديها الشديد لها ولعدم تكديرها تركوها تمارس حياتها الشخصية بدون مانع ولا عائق. كانت القديسة ناسكة في الطعام، فكانت تسكن آلام الجوع بأن تتناول قليلاً من الخبز الجاف وبعض الخضار المسلوق في كل مساء وكانت تشرب الماء فقط. ورغم هذا كان وجهها يضئ بنعمة من الروح القدس حتى أن كل من يراها يتعجب من ضوء وجهها، وعدم ذبوله من كثرة النسك. كانت تصلي طول الوقت بتلاوة المزامير وبعض صلوات القلب القصيرة، وكانت مواظبة على سماع الإنجيل المقدس وتسأل عن سير القديسين والشهداء وقصصهم. خدمة المساكين والفقراء مادياً وروحياً كانت أيضاً مسئولة عن استقبال الغرباء في منزلها، فكانت تعمل على راحتهم ويشع وجهها سعادة غامرة عندما كانت تخدم المساكين والفقراء وتعطف عليهم. مرَّت الأيام وخلى البيت من كبار السن، فقد رحل والداها إلى السماء، وأما هي فقد ازدادت في نسكها وزهدها حتى كانت تطوي الأيام بدون طعام. ولولا أنها كانت تستعد في كل يوم لخدمة الفقراء والمعدمين لكانت امتنعت عن الطعام يومين أو أكثر، ولكنها كانت تتناول طعامها حتى تستطيع خدمة هؤلاء المحتاجين. كان زوارها من المساكين والبسطاء ولكنها كانت تقدم مع الأغذية الجسدية الأغذية الروحية أيضاً، فكانت تسألهم عن صومهم وصلواتهم وذهابهم إلى الكنيسة والاعتراف والتناول من الأسرار الطاهرة. علاقتها بالرهبان كان يحضر عندها كثير من الرهبان، وأما هي فكانت بخجل تستقبلهم وتقدم لهم الغذاء الجسدي، ثم يطلبون منها أن تقف للصلاة معهم حتى يتلمسوا طريقة ورعها وخشوعها في وقفتها للصلاة، ويسمعون كلام النعمة الخارج من فمها. ازدادت القديسة شيرين في حبّها للَّه، فظهر هذا بشكل واضح على شكلها الخارجي، فكان كل من ينظر إليها يتعجب من هيبتها ورزانة مسلكها وطهارة سيرتها. كانت موضع احترام كبير من رؤساء الأديرة في ذلك المكان واعتبروها أماً روحية لهم ولكل من يريد زيارتها. وعندما كانت تقوم هي بزيارة دير من هذه الأديرة، كانت تنال كل تكريم ومحبة، وكانوا يطلبون منها أن تبقى معهم فترة أطول حتى يستطيعوا أن يطرحوا عليها أسئلتهم، وكيفية محاربتها للعالم وللشرير. وكانوا يعتبرونها مكرّمة من اللَّه، لأنها كانت حقاً مستحقة لهذا الإكرام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صادق روفائيل البار | الولادة: – الوفاة: 1969 نشأته وُلد من أبوين مسيحيين بارين، وكان له أحد عشر أخاً ماتوا جميعاً في سنٍ مبكرة ولم يبق إلا هو، وربياه تربية مسيحية تقوية. من أبرز ما ورث عن والديه روح الصلاة والتأمل في الكتاب المقدس، فكان يقرأ قليلاً ويتأمل كثيراً ويحيا عملياً في آياته. غمس قطعة لحم بالخمر للكلب حدث وعمره أربع سنوات وفي ليلة أحد الأعياد أن جاءهم بعض الأقارب ومعهم خمر وقدموا لأبيه ليشرب منها، فما كان من الطفل صادق إلا أن غمس قطعة لحم بقليل من الخمر وقدمها للكلب الذي في منزلهم فرفضها الكلب بعد أن اشتمَّ رائحتها. فصرخ الطفل صادق وطلب من أبيه ألا يشرب ما رفضه الكلب. انتقال والده انتقل والده بعد مرض طويل أقعده في الفراش، وكان صادق يصلي لأجل شفائه، لكن الله سمح بانتقاله، فبكى الشاب لأجله بألم وحزن شديدين، فسمع صوتاً واضحاً جداً من السماء يقول له: “صادق! صادق!… أتحب أباك أكثر مني؟” وتكرر هذا الصوت مرتين، وفي الحال شعر بسلام عميق، فكان بعدها يشكر الله على انتقال والده. بتوليته ما لبثت والدته أن انتقلت من العالم. وكانت آخر وصية له أن يعتني بزوجة أخيه المتوفى وألا يتركها، حيث كانت والدته تعلم برغبته في الذهاب إلى الدير للرهبنة. أطاع وصية أمه وعاش في العالم يعتني بزوجة أخيه المتوفي ومعها ابنتها وابنها. عاش كراهبٍ زاهدٍ في العالم، في بتولية الفكر والقلب والجسد. حاولت عائلته تزويجه بطرق عديدة، أما هو فكان واثقاً أن الله الذي يعرف اشتياقات قلبه لابد وأن يظهر إرادته بوضوح. توجّه أحد أقاربه إلى إحدى العائلات الطيبة ليخطب ابنتهم لصادق، وفي نفس الليلة ظهرت رؤيا للفتاة. رأت السيد المسيح له المجد بملابس بيضاء وفي يده ورقة مكتوب عليها بالذهب: “صادق روفائيل”. ولما همّت الفتاة أن تأخذ هذه الورقة من يد المسيح وجدته يبعد الورقة عن يدها ويقول لها: “لا… صادق هذا إناء مختار لي”.. وعلم الجميع بهذه الرؤيا وخضع الجميع لإرادة الله ولم يعد أحد يفاتحه بعدها في أمر الزواج. تكريمه للقديسة مريم كل من التصق به يدرك مدى تكريمه للقديسة مريم، وقد شعر أحد زملائه في العمل بهذا، فصار يسخر به قائلاً: “كيف تكرم مريم وهي كقشرة البيضة، متى أخذنا ما بداخلها، أي السيد المسيح، تصير لا شيء؟” في أحد الأيام اتصل الشاب صادق بمنزل صديقه وكان على علاقة طيبة بهذا الزميل وأسرته، وإذ تكلمت معه الأم تكلم معها الأخ صادق بجفافٍ شديدٍ على غير عادته. دُهشت الأم التي كانت تعتبره ابناً لها، واشتكت لابنها. في اليوم التالي جاء الزميل وكان في ثورة عارمة، وقال له: “هل اتصلت بالأمس بوالدتي؟” في هدوء قال له: “لماذا تسأل؟” أجابه: “لقد أخبرتني والدتي أنك كنت جافاً للغاية معها”. قال الشاب صادق: “ولماذا أنت ثائر، أنا لطيف للغاية معك!” علّق الشاب: “لكن من يهين أمي يهينني!” عندئذ قال له: “أتدافع عن أمك ولا يدافع السيد المسيح عن أمه الذي تجسد منها بالروح القدس؟” أدرك الشاب خطأه، وأخبر والدته بقصد زميله، أنه أعطاه درساً عملياً في تكريم القديسة مريم والدة الإله. حياته العملية في الوظيفة عاش مثالاً للموظف المسيحي الحقيقي الذي يحيا كنور للعالم وملح للأرض. عُرفت عنه الأمانة الكاملة والصدق في القول والتمسك بالحق. كان يؤمن بعمل الروح القدس فيه وأنه يُعلمه كل شيء حسب كلام المسيح، ولذا كان بنعمة الله يُدرك الكثير من المعارف والعلوم. وإن كان قد حصل على ليسانس الحقوق باللغة الفرنسية أثناء وظيفته وأتقن أربع لغات كان يتكلم بها بطلاقة. وعاون في أحيان كثيرة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه في علوم مختلفة لبعض أولاده في الرب، لكنه كان يعتبر كل ذلك نفاية. وكانت الشهادة الكبرى هي امتلائه من الروح القدس، وكانت آخر وظيفة شغلها “مدير مكتب مدير عام مصلحة المساحة”. حكى عنه أنه ذات يوم حضر إليه شقيق وكيل وزارة الأشغال وكان مديره السابق، وقال له: “إن شقيقي يشكر فيك ويمتدح أمانتك له”. فأجابه قائلاً إن أمانته ليست لشقيقه إنما هي لله الذي يعبده، ومنها إلى شقيقه بطريق غير مباشر، فتعجّب السامع جداً ومجّد الله. وبعد إحالته للمعاش انتقل إلى الإسكندرية ليقيم فيها، وكان ذلك في منتصف سنة 1960. وكان بركة لكثيرين بهذه المدينة وكانوا يدعونه “بابا صادق”. حياته الروحية حباه الله بمواهب متعددة، فكان يرى ملاكه الحارس كنور شديد ملاصق له في بعض الأحيان. كما شاهد العذراء عدة مرات وكذا كثيراً من القديسين. وكلام الإيمان والحكمة الذي يتكلم به بإرشاد الروح القدس بقوة وإفراز. وكان من يستمع إليه يشعر بمتعة خاصة. كان تمتعه بصلاة القداس الإلهي عجيباً. وكان يعلم أنها دُعامة حياة المسيحي الروحية، وكان يقول أن سبب تعزيته في شركة القداس لا تكمن في سماعه بالأذن بل حياته بالمسيح فيه في كل دقائقه. ففي القداس كان يفيض بحرارة الروح القدس الملتهبة بنظره المُحدق دائماً في الذبيحة الإلهية، وكان حينما يتناول كان وجهه يُشرق ويطفق فرحاً. أذكر في أول قداس صلّيته في كنيسة الشهيد مار جرجس بإسبورتنج بعد سيامتي عام 1962م، كان بطيئاً جداً. وإذ قمت بزيارته في وسط الأسبوع وكنا نتحدث معاً أشرت إليه أن القداس كان طويلاً، وإذا بالدموع تتسلل من عينيه وهو يقول: “لا تقل هذا فإني أتمنى لو كان عمري كله قداس لا ينتهي!” كان من عادته أن يقف عند الباب الخارجي للكنيسة أثناء ختام القداس حتى متى انتهى القداس الإلهي يسرع إلى بيته، ويدخل حجرته، ولا يلتقي بأحدٍ لمدة ساعة. وكان يقول كيف أتحدث مع الناس بعد القداس الإلهي مباشرة؟ غزارة دموعه حينما يتحدث عن حب الله الفائق كانت دموعه تتسلل فيتحدث مع الحاضرين بدموعه أكثر من كلماته. أذكر أنه في إحدى زياراتي له وجدته يبكي فسألته عن سبب بكائه؟ فقال لي: “أختي (زوجة أخيه) تبكي من أجل خمسة جنيهات يبدو أنها طارت مع الهواء وألقيت في وسط القمامة. قلت لها هل تبكين من أجل الخمسة جنيهات ولا تبكين على النفوس التي تهلك كل يوم؟” هكذا كانت دموع تتسلل بغزارة من أجل خلاص الآخرين. نياحته كان يعاني من مرض متعب ولكنه كان لا يشكو، بل كان يشكر الله الذي أعطاه مرض الجسد لعلاج الروح، إذ يهتم بالباقي دون الفاني، والروح دون الجسد. أخيراً تنيح بسلام في يوم الخميس 6 نوفمبر سنة 1969 عن 69 عاماً، وكان طوال الأسبوع الأخير من حياته على الأرض يعبّر لمن حوله أنه سينطلق من العالم. وظهر أثناء تشييع جنازته رائحة بخور قوية تتصاعد من جسده اشتمها الجميع. حكى أحد أقاربه بالجسد عن نفسه أنه كان يحيا مستهتراً جداً كشاب، وكانت أمه كثيراً ما تنصحه أن يذهب ليجلس مع الأخ صادق ولكنه لم يفعل. وحضر جنازته ووقف أمام جسده وقال في نفسه: “يا رب كل الناس يقولون عن هذا الرجل أنه قديس. فإن كان كذلك بالحقيقة أعطني أن أتوب عن كل خطية وكل شر”. وخرج من الجنازة باعترافه إنساناً جديداً، حتى التدخين الذي كان مستعبَداً له أقلع عنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صادوق ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – أمام براهام ملك الفرس في السادس والعشرين من شهر أمشير تُعيد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس صادوق والمائة والثمانية وعشرين رجلاً في بلاد فارس. ذلك أن برهام ملك الفرس أستدعى القديس صادوق وعرض عليه أن يسجد للشمس. فأجابه القديس بقوله: “إنني لا أسجد إلا لله خالق الشمس وكل الكون”. فقال له الملك: “وهل لهذه الشمس إله؟” فأجابه: “نعم هو السيد المسيح إلهنا”. فأمر بقطع رأسه. صلى القديس وتقدم إلى السياف فقطع رأسه. ظهر عند ذلك نور عظيم رآه الحاضرون فصاحوا: “نحن جميعاً مسيحيون”. أمر الملك بضرب أعناقهم كلهم ونالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صرابامون أسقف الخرطوم | الولادة: – الوفاة: 1927 أب دير السيدة العذراء الشهير بالسريان ترهَّب هذا الأب الجليل بدير السيدة العذراء الشهير بالسريان، ثم اختير ليكون أباً لرهبانه سنة 1889م. وخلال أبوّته بنى عدداً من القلالي لتزايد عدد الشباب الذين فضلوا الحياة الرهبانية. كذلك أزال بيت الضيافة القديم وبنى بيتاً جديداً مكانه، وتبع ذلك بناء خمسة بيوت سكنية في شارع كلوت بك قرب الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. أسقف على الخرطوم وفي 12 يوليو سنة 1897م رسمه البابا كيرلس أسقفاً على الخرطوم، فسافر إليها حاملاً معه كتبه، وكل الكتب التي كان بمقدوره أن يشتريها. كان للأقباط في السودان قبل ذلك ممتلكات واسعة أوقفوا الكثير منها على الكنيسة وأنشطتها. كذلك كان لبعضهم عدد من المخطوطات الخاصة بالصلوات، ولكنهم فقدوا جزءً كبيراً من هذه المخطوطات والأراضي في أعقاب حرب الدراويش، التي استشهد بسببها عدد غير قليل منهم. وعاش الأقباط الذين نجوا من حد السيف بزراعة ما تبقى لهم من الأراضي، كما اشتغلت نساؤهم بحياكة الملابس. فكان حضور الأنبا صرابامون إليهم بداية نهضة جديدة. أول مدرسة قبطية في الخرطوم كان أول أعماله في الخرطوم أن اشترى قطعة أرض، بنى عليها أول مدرسة قبطية بالمعنى الحديث، وكان البناء الأول خاصاً بالبنين، فلما انتظم العمل فيها بنى إلى جانبه جناحاً جديداً ليكون مدرسة للبنات. في نفس الوقت ركّز عظاته على التعاليم الأرثوذكسية، وعلى تاريخ الكنيسة القبطية، وكان حديثه بعمق وحرارة، فتجاوب الشعب معه بمحبةٍ وحماسٍ. العمل في كل السودان تعاون مع أسقف أم درمان على بناء كنيسة جديدة، وساهم مع أسقف عطبرة في تجديد الكنيسة الموجودة واهتم ببناء مضيفة إلى جانبها، كما بنى كنيسة في الخرطوم بحري. ثم اشترى قطعتين من الأرض، الأولى في الأبيّض، والثانية في وادي مدني، مستهدفاً تشييد كنيسة على كل منهما، إلا أنه تنيح قبل البدء في البناء. وكانت مدة حِبْرِيّته ثلاثين سنة وتنيح سنة 1927م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صرابامون أسقف المنوفية القديس الشهير بأب | الولادة: – الوفاة: – مع بداية القرن العشرين سجّل لنا توفيق اسكاروس في الجزء الأول من كتابه “نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر” سيرة هذا القديس. ومَا عرف عنه من عمل معجزات كثيرة حتى إقامة موتى، وقد تحقّق الخبر من معاصري القديس أنفسهم، بل والتقى مع يواقيم بك منصور الذي أقامه الأب الأسقف من الموت، وهو في الشهر العاشر من عمره. اتهامه ظلماً كان يُدعى صليب، يبيع زيت بالقاهرة على حمار، يمرّ به في حواري مصر مناديُا. وفي ذات يوم توفي لإحدى النساء البطّالات ولد بفعل فاعل. وإذ خشت من المسئولية أشار عليها أقرباؤها أن تتّهم الرجل النصراني الذي يبيع الزيت، فتلقي بالولد تحت أرجل الحمار وتصرخ بأنه داسه وقتله. وبالفعل صنعت هذا فأمسكوا صليب وقادوه مع حماره إلى الحاكم وحوله جمع غفير، وشهد الجمع ضده بأنه قتل الولد. حاول أن يبرّئ نفسه فلم يستطع. تطلّع صليب إلى الولد وقال له: “يا ابني قمْ وقلْ لهم من الذي قتلك”. في الحال قام الميت وكشف عن الحقيقة ثم رقد. إذ حدث هذا للحال ترك صليب حماره وما عليه، وانطلق إلى دير الأنبا أنطونيوس هرباً من الكرامة والمديح. أسقف المنوفية ووكيل عام البطريركية لبث القديس في الدير حتى انتخبه البابا بطرس الـ 109 الشهير بالجاولي أسقفاً للمنوفية، وقد اشتهر بثلاثة صفات أساسية: أولهما: التقشف والنسك والبساطة، فكان يقضي طول الليل قائماً يصلي ثم ينام على الأرض، وكان أغلب أكله الدشيشة في إناء من خشب. والثانية: كان يميل إلى الإحسان الخفي. والثالثة: وهبه الله صنع الآيات والعجائب. اُختير أسقفاً على المنوفية، كما انتدبه البابا بطرس الجاولي للعمل في البطريركية كوكيل عام، يباشر الشئون والقضايا. شفاء زهرى باشا اشتهر بعمل المعجزات وزادت شهرته بإخراج الشياطين بقراءة المزمور 34 ورش المياه على وجوه المرضى. اعترى زهرى باشا ابنة محمد علي باشا وزوجة أحمد بك الدفتردار روح نجس ولم يستطع الأطباء معالجتها. إذ سمع محمد علي باشا عن القديس صرابامون، استدعى البابا بطرس الجولي وأخبره بالأمر، طلب البابا من الأسقف أن يتوجّه إلي القصر حيث تسكن زهرى باشا، فلبّى دعوته. إذ بدا يصلي سارت تصرخ وأُلقيت على الأرض صرعى فارتج القصر، وخاف الأب فصار يستغيث بقوة السيد المسيح، وكان يذرف الدموع وهو يقول “خطيتك عظيمة يا صليب، يا يسوع مجّد يمينك وانصر كنيستك”. أكمل صلاته ورسم علامة الصليب على ماء وضرب به وجه الأميرة، فصرخ الشيطان بصوتٍ مزعج وخرج منها. فرح محمد علي باشا بشفاء ابنته، وحاول أن يكافئ الأنبا صرابامون، فاعتذر أن عمله ليس أن يربح بمواهب الرب. إذ أصرّ محمد علي باشا أخذ جزء يسير قام بتوزيعه على العسكر أثناء خروجه، وطلب من محمد على باشا أن يتعطف على الأقباط. منذ ذلك الحين صار للبابا مكانة عظيمة لدي عزيز مصر، وبالتالي لدي جميع الحكام، وأسندت وظائف كثيرة في الحكومة لكثيرين من الأقباط على أثر هذه الحادثة. أمام عباس باشا الأول أصدر عباس باشا الأول والي مصر أمراً بإعدام جميع السحرة والمنجّمين، فوشى البعض بالقديس أنه كبير السحرة وأنه بسحره شفى زهرة باشا. طلبه الخديوي وكان ذلك في يوم الجمعة العظيمة. قابله الخليفة بازدراء وقال له: “هل أنت من السحرة والدجالين؟” أجابه القديس: “أنا إنسان مسكين ولا أدري شيئاً من ذلك” أجابه: “ألست أنت الذي شفيت زهرى باشا بالسحر؟” بكل قوة وشجاعة أجابه أن ما حدث كان بقوة الله. للحال خشيه عباس باشا وأكرمه. مع يواقيم بك منصور في البداية تردّد توفيق إسكاروس في الكتابة عن المعجزات التي صنعها الله على يدي هذا الأسقف، خاصة إقامة الموتى. لكنه إذ التقى بيواقيم بك منصور البرهان الحيّ عن عمل الله معه روي ما حدث معه. إذ كان يواقيم في الشهر العاشر من عمره مرض مرضاً خطيراً ومات، وسلّمت والدته أمرها لله في وحيدها وكفنته، كان ذلك في مساء يوم جمعة. وكان من عادة الأنبا صرابامون أن يزور منزل خاله شاروبيم كل يوم سبت، ويجلس في الحوش لشرب القهوة والسؤال عن أفراد العائلة. ولما حضر وسمعت والدة يواقيم أسرعت بالنزول باكية، ووضعت طفلها الميّت بأكفانه في حجره، وقالت له: “هذا وحيدي قد مات”. صلي عليه وفكّ الأكفان بيديه ونفخ في وجهه وقال لها: “لا تخافي ابنك بخير بإذن الله، وسيباركه الرب ويفتح البيت”، وللحال ردّت الروح في الطفل ورفع يديه وبكى ثم رضع البن، وعاش حتى أخذ المعاش في مايو 1909م، وهو يسبح الله ويشكره. كان يقول: “أبي هو أنبا صرابامون لأني لولاه لمتّ وكنت اليوم نسياً منسياً”. حبه للعائلات المستترة رأى حنس النجار شخصاً غريب الزيّ يكاد لا يظهر من وجهه غير عينيه، فظنّه لصاً وتتبعه، وإذا به دخل عطفة (حارة) فأُخرى وعلى رأسه قفّة، وكان يقف بجوار الباب ويقرع، ثم يسلّم من يفتح له الباب ما لديه دون أن ينطق بكلمة. إذ لاحظ الأسقف ذلك قال لحنس: “عليك بركة أُحذرك تاني مرة من اللحاق بي أو أن تذكر ذلك لأي أحد”. هكذا كان يحمل الدقيق والخبز ويقوم بتوزيعه بنفسه بالليل علي العائلات المستترة التي لا تستطيع أن تمد يدها للسؤال، وإذ كان يمشي مغطياً رأسه بشال حتى يخفي شخصيته اشتهر بلقب “أبي طرحة”. اهتمامه بكل أحد كان يومًا ما ماراً بجوار حديقة الأزبكية فوجد امرأة تبكي من أجل أن البغل الذي يجرّ عربتها قد سقط ميتاً من ثقل الحِمل. وإذ عبر الأسقف أشار عليها البعض أن تطلب من الأسقف أن يُقيم لها البغل، فأمسكت بطرف ثوبه وسألته ذلك. صلى واستجاب الله له طلبته في الحال. في طريقه إلى الكنيسة بحارة زويلة في شارع درب مصطفي أمسكت إحدى الباغيات ثوبه استهزاءً به، وكانت قد تراهنت مع بعض صديقاتها أن تمثل به في الطريق. سألها برفق مراراً أن تدعه وشأنه، لكنها لم ترتدع. أخيراً قال لها: “الذراع الذي أمسكني يُقطع، وللحال أصيب ذراعها بالفالج، وصارت تصرخ فصلى عليها وشُفيت. اهتمامه بالحياة الأسرية دخل أحد الأعيان ومعه اثنان وقص عليه خبراً مؤلماً وهو أنه رأى زوجته على باب بيت من بيوت الدعارة، واستشهد بمن معه من أقاربها. لكن الأسقف هدّأ من روعه وقال له ربما سيدة تشبهها، وحدّد له موعداً يلتقي به بعد دراسة الأمر. أسرع الأسقف واستدعى السيدة، فاشتكت له من معاملة زوجها وأظهرت توبة صادقة، فأرسلها إلى بيوت أحد الكهنة وقد تأكد أنه لم يمسها أحد. في اليوم التالي إذ حضر زوجها يشتكي من غيابها عن البيت قال الكاهن أنها قد جاءت تشتكي من معاملته وأنها مع زوجته. خجل الزوج جداً وتعهّد الاثنان أن يسيرا في مخافة الرب وبروح الحب. كرهه للطلاق كان الأنبا صرابامون يكره الطلاق ولم يطلق في مدة رئاسته أحداً، ولما كان يستعصي عليه إرضاء الزوج أو الزوجة إذا تحقق أن أحدهما مظلوم يقول له: “إن شاء الله أزوجك في العام المقبل” فلا يأتي الميعاد إلا ويتوفى الظالم ويتزوج بطبيعة الحال المظلوم. رؤيته نفس الأنبا مكاريوس إذ تنيح الأنبا مكاريوس أسقف أسيوط انطلق الأسقف نحو باب حجرة البابا بطرس ليخبره بما رآه، فما كان من البابا قبل أن ينطق الأسقف أن قال له: “هل رأيت نفسه؟ الله يرحمه”. سرقة ثمن بيت للوقف أودع الأنبا صرابامون عند تلميذه إبراهيم برغوت جراباً من جلد به ستمائة ريال ليشتري به بيتاً للوقف بجوار البطريركية، وكان للتلميذ قريب إذ علم بأمر الجراب غافله وسرقه وأخفاه في خزانة. إذ أدرك إبراهيم ذلك ذهب للأسقف وأخبره بالأمر وهو يبكي. أجابه الأسقف: “لا تخف فإن الجراب سيرجع”. كلما أراد السارق أن يسحب من المبلغ شيئاً يجد خيال أنبا صرابامون بجوار الخزانة فكان يهرب، وإذ تكرر الأمر ندم وتاب ثم اعترف، وحمل الأمانة إلي الأسقف. فما كان من الأسقف إلا أن قال له: “لابد يا ابني أنك سرقت الجراب من أجل الحاجة إلى المال” ثم قبض بيده وأعطاه دراهم بدون أن يعد. إنسان يفقد الحياة تعرّض له ثلاثة شبان قصدوا السخرية به، وإذ تمدَّدَ أحدهم أرضاً كميت وقف الاثنان يبكيان لدي مروره طالبين منه إحساناً للنفقة على الجنازة . فقال لهما: “هو مات!” قالوا “نعم، مات” فأعطهم قائلاً: “خذوا. مات… مات” وانصرف. فلما أردوا إيقاظه وجدوه قد فارق الحياة. البابا بطرس يلجأ إليه إذ جاء البعض بإنسان به روح نجس طلبوا من البابا بطرس أن يصلي عليه ليُشفى، أما هو فطلب منهم أن ينتظروا حتى يحضر الأنبا صرابامون. وكان الأنبا إبرام أسقف أورشليم موجوداً يسمع فقال للبابا أن يصلي بنفسه ولا ينتظر أحداً. أجابه البابا بأن الله قد خصّ كل شخص بموهبة معينة، وأنه وهب الأنبا صرابامون موهبة شفاء المرضي وإخراج الشياطين. وإذ كرر عليه الكلام قال له البابا “أنت أسقف مثله صلِ على المريض”. فانطلق وصلي بلا جدوى، بل كان الروح الشرير يسخر منه، ويذكره بقصوره في واجباته. بعد مدة حضر الأنبا صرابامون فطلب منه البابا أن يصلي على المريض فاعتذر بأنه رجل خاطىء، وأخيراً قبل بشرط أن يدفع صليبه إليه ويساعده بصلاته وهو في مكانه بالدور العلوي. فدفع له الصليب وتناول البابا كتاب المزامير وصار يتلو فيه. أما الأسقف فانطلق إلى مكان المريض ولم يبدأ بصلاته الشكر حتى صرخ الروح النجس مولولاً وهو يقول: “أزعجتماني هل اَحتملك أنت واحتمل الذي فوق!” وللحال تثاءب المريض وقام معافى. ضبط نفسه دخل منزل المرحوم ميخائيل والد جرجس في أحد أيام الخماسين، واشتمّ رائحة ملوخية وفراخ فاشتهت نفسه هذا الطعام. فأرسلوا إليه بمقره بدار البطريركية ما طلب. وإذ حان وقت الطعام قدّمها له التلميذ. فقال لنفسه: “هذا هو طلبك” ثم أمر برفعها وتكرّر ذلك ثلاثة أيام حتى أنتنت ثم أكل منها. قيل أن هذا الأمر حدث أيضاً مع البابا بطرس الجاولي. شفاء لص يود سرقته في زيارته في القرى تعرّض له عبد رئيس عصابة وطلب منه النقود التي معه، فلما فتّش في جيوبه قال له: “ليس معي نقود”. قال له العبد: “انزل عن دابتك واخلع ملابسك!” قال له الأسقف: “ما لك ومالي”. رفع الباغي يده ليهوي بنبوته على رأسه، فقال له: “أنت رفعتها! طيّب خليها مرفوعة”. عبر به الأسقف فوجده على حاله ويده مرفوعة، وكان يصرخ من شدة الألم. استغاث به لكي يرحمه فقال الأسقف: “يا خطيّتك يا صليب روح يا ابني، الله يباركك، وعفي عنه”. وندم اللص وترك اللصوصية . إنقاذ ولد من البئر يروي القمص سيدارورس اسحق وكيل شريعة الأقباط بشبين الكوم عمّا حدث مع ابن يدعي ميخائيل تادرس، كان لا يزال حيًا حين تحدث القمص سيداروس. صلي الأسقف في كنيسة السيدة العذراء بشبين. فجأة صرخ الأسقف أمام المذبح: “يا أم النور حوشي! يا أم النور”. ثم التفت نحو الشعب وقال: “الحقوا ميخائيل تادرس وقع في البئر”. فخرج الشعب مذعوراً ونادوه فوجدوه سالماً، وطلب منهم أن ينزلوا إليه حبلاً وربط نفسه في الحبل وشدّوه به. وخرج من البئر دون أن تبتل ملابسه حتى بالماء. ولما سألوه عما رأى قال لهم أنه لما سقط في البئر تلقته سيدة وجهها مشرق وكانت تجلس على كرسي فوق سطح الماء. أخذته في حجرها وقالت له: “لا تخف”، وبقي هكذا حتى أخرجوه. اكتشاف أمره أراد أحد أفراد الشعب أن يعرف كيف يقضي الأسقف ليلته، فقد كان يصلي إلى ساعة متأخرة بالليل ثم يحضر “مركوبه” أي حذاءه ويضعه تحت رأسه وينام على الأرض. وقف الرجل متخفياً في الظلام ليرى كيف يعيش الأسقف، وإذ عرف الأسقف بالروح ناداه وقال له: “اذهب يا فلان، الله يباركك”، فذهب إلى بيته مريضاً، وفي الصباح عاد إلى الأسقف يعتذر له ويطلب السماح، فوبخه على عمله هذا وصلى عليه فبرىء. مع العمدة حميدة أثناء سيره في بلاد المنوفية هطلت أمطار غزيرة حتى تعذر المسير، وكان بالقرب منه بلدٍ فجاهد حتى بلغ إليها. سأل إن كان أحد من الأقباط بالبلد، فقيل له: الصراف. طرق الباب فرفضت السيدة أن تفتح له لأن زوجها غير موجود، سألها أن تأويه في حوش البيت فرفضت تماماً. كان بجوارها بيت العمدة القديم اسمه حميدة، وكان فقيراً لا يملك سوى الدوّار الباقي وهو خراب. إذ بلغ الدوار استقبلته الحاجّة زوجة حميدة بكل ترحاب إذ سمعت عنه الكثير، واستدعت رجلها الذي رحّب به جداً، وكان يقول له: “الله رضي عليّ”. سأل الأسقف حميدة: “هل لديك أولاد؟”، أجابه بأن الحاجة زوجتي لم تلد قط. دعا له بعمار البيت وصلّى على ماء وطلب أن تستحم به زوجته، وقال له أنه في العام التالي سيكون لديه ولد. وبالفعل لم تمضِ سنة حتى تعيّن حميدة مأمور قسم وعادت إليه ثروته، وحملت زوجته وكان حميدة يزور الأسقف سنوياً إلى يوم نياحته. نياحته وطالت أيام القديس حتى أدرك البابا كيرلس الرابع، والأنبا صرابامون هو الذي رسم الراهب يوحنا الناسخ (البابا كيرلس الخامس) سنة 1845م قساً بأمر البطريرك. وقد تنيح الأنبا صرابامون ودفن مع البابا بطرس الـ 109 والبابا مرقس الـ 108 في الجهة الشرقية القبلية من الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صرابامون الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – مسيحيته ورهبنته هو أسقف نقيوس، وقد وّلد بأورشليم من أب اسمه إبراهيم بن لاوي بن يوسف أخي سمعان خال اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء من سبط يهوذا. عند ولادته سمّي سمعان على اسم جده. لما توفي والده اشتهى سمعان أن يصير مسيحياً، فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي إلى الأنبا يوحنا أسقف أورشليم الذي عرَّفه عن سرّ تجسد السيد المسيح، إلا أنه لم يجسر أن يعمّده بأورشليم خوفاً من اليهود، فظلّ متردّداً فيما يعمل. ظهرت السيدة العذراء مريم لسمعان وعرَّفته أن يمضي إلى مدينة الإسكندرية ويذهب إلى القديس ثاؤنا بابا الإسكندرية السادس عشر. فمضى وصحبه في طريقه ملاك الرب في زي إنسان حتى وصل إلى الإسكندرية وقصد البابا ثاؤنا، ففرح به ووعظه وعمّده باسم صرابامون، وكما يقول البابا الكسندروس كاتب سيرته أن معناه “المولود في إيمان آبائه”. انعكف على دراسة الكتاب المقدس، وكان كثيراً ما يتأمل في آلام السيد المسيح من أجل محبته للبشرية. كان يسنده في ذلك البابا ثاؤنا وتلميذه الشماس بطرس، الذي أحب صرابامون جداً بسبب شغفه على الدراسة وحبه للعبادة. كان يرى وجهه مشرفاً بالفرح والسرور، وكم كانت دهشته حين وجد صرابامون نفسه يشرح ما يغمض عن الشماس، كأن نبياً أو إنجيلياً يفسر له الغوامض. أسرع الشماس إلى البابا يخبره بحكمة صرابامون وبامتلائه من المعرفة الروحية، وقدرته العجيبة على تفسير الكتاب المقدس، فتذكر البابا ما قاله الملاك بخصوصه وأعلم به كاتبه الشماس بطرس. رهبنته جاء بعض الآباء الرهبان من دير الزجاج يدعون البابا ثاؤنا ليرأس صلاة الفصح المسيحي (عيد القيامة). سأل صرابامون الشماس بطرس عن حياتهم إذ أعجب بهدوئهم وحكمتهم. ثم استأذن البابا ليذهب إلى الدير معهم، وهناك أحب الوحدة. وفي وقت وجيز حفظ العهد الجديد عن ظهر قلب بجانب ما حفظه من العهد القديم، وأيضا أقوال وعظات الكثير من الآباء القديسين، ولاسيما كتابات القديسين أغناطيوس النوراني وبوليكربس. مساعدة البابا ثاؤنا لما تنيح البابا ثاؤنا وأقاموا البابا بطرس خاتم الشهداء تذكر صديقه الروحي المحبوب صرابامون، أرسل فاستحضره ليساعده في أعمال البطريركية، خاصة في التعليم. لكنه إذ كان محباً لحياة التأمل عاد إلى ديره، وكان البابا يستدعيه من وقت إلى آخر ليستمع إليه ويتمتع بمصاحبته إذ كان نور يشرق من وجهه. أسقف كرسي نقيوس بعد عشرة سنوات من باباوية القديس بطرس خاتم الشهداء خلا كرسي نقيوس بنياحة القديس يوحنا، فأرسل واستدعي الراهب صرابامون وسامه أسقفاً عليه، ففرحت به رعيته جداً. أظهر الرب على يديه عدة آيات وعجائب، منها أنه كان بجوار مدينته برابي لعبادة الأوثان، فلم يزل يطلب من السيد المسيح حتى تهدمت وغطاها الماء واستؤصلت عبادة الأصنام من كرسيه. كما استأصل أيضاً بدعة سابيليوس الصعيدي، الذي كان يُعلِّم بأن الآب والابن والروح القدس أقنوم واحد. أفاض البابا الكسندروس في الحديث عن مقاومة القديس أنبا صرابامون لاتباع آريوس وميلاتيوس. صنع العجائب والمعجزات يقول البابا الكسندروس واضع سيرته: “صارت المدينة مثل أديرة الرهبان… هذا بالإضافة إلى العجائب والمعجزات التي تمّت على يديه والتي لم تكن تنقص عن عجائب ومعجزات الرسولين بطرس وبولس. فقد كانوا يقدمون له المرضى والذين بهم أرواح شريرة، فكان المرضى ينالون الشفاء بمجرد الصلاة عليهم. وكانت الأرواح الشريرة تخرج صارخة مستغيثة ألا يعذبهم القديس بصلواته”. اهتمامه بالأغنياء والفقراء صارت المدينة كأنها أسرة واحدة، فكان يحث الأغنياء على العطاء للفقراء بسخاء، وكان الفقراء يأخذون ما يحتاجون إليه. استشهاده لما كفر دقلديانوس أعلموه بأن صرابامون الأسقف قد عطّل عبادة الأوثان بتعليمه فأمر بإحضاره إليه، فلما وصل إلى الإسكندرية مع الرسل قضى ليلته في السجن حيث قابله البابا بطرس وجماعة من الكهنة وصافحوه، فرأوا وجهه كوجه ملاك. ولما وصل صرابامون إلى الملك عذّبه بأنواع العذاب وكان السيد المسيح يقيمه بغير ألم. فلما رأى الملك إقبال الكثيرين على الإيمان بسببه أرسله إلى إريانا والي أنصنا لتعذيبه وقطع رأسه إن لم يرجع عن رأيه. واتفق أن كان إريانا بالإسكندرية فأخذه معه في سفينة، ولما وصلوا إلى نقيوس بلده وقفت بهم السفينة ولم يستطيعوا أن يحرّكوها، فأخذوا القديس وذهبوا به إلى بحري البلد وهناك قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فأخذ شعبه الجسد بكرامة عظيمة إلى الكنيسة. نبوته لإريانا قبل أن تسير المركب قال القديس صرابامون للوالي: “يا إريانا، إن السيد المسيح يدعوك إلي عرسه، فإذا دعاك أسرع ولا تتوان عن المضي إلي العرس. فسوف تجاهد وتنال إكليل الشهادة، وتغلب دقلديانوس بصبرك”. سخر الوالي بهذه النبوة وحسبها ضعفاً حتى جاء الوقت الذي فيه قَبِل إريانا الإيمان المسيحي وصمّم أن يستشهد. أيها القديس صرابامون، من هو الحكيم الفهيم الذي يقدر أن يصف علوّ فضائلك، يا أيها المجاهد الشجاع. أي فيلسوف في الكلام يقدر أن يسطّر معجزاتك أيها اللابس الإله، القديس صرابامون؟! من هو الباحث الذي يقدر أن يفحص علوّ جهادك أيها الناطق بالإلهيات، الكامل في كل صلاح، الذي جاهد من أجل خراف السيد المسيح، وقبلت كمال الآلام لتهدي الكثيرين وتبعدهم عن طريق الضلال، متخذاً الرسول بولس قدوة لك، الذي أرشد الكثيرين وهداهم إلى طريق الحق اليقين؟! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صرابامون القمص القديس | الولادة: – الوفاة: – قمص دير “أبو يحنس” القديس الناسك العابد الأنبا صرابامون هو قمص دير “أبو يحنس”. ترهّب هذا القديس منذ صغره في الدير، ومكث في العبادة وخدمة الشيوخ اثنين وثلاثين سنة، ثم رُسم قمصاً على الدير وأوكلوا إليه أمر تدبيره، فتزايد في بره ونسكه. وكان يقضي نهاره صائماً من يوم ترهّبه إلى يوم نياحته. بعد أن قضى في الدير عشرين سنة حبس نفسه في إحدى الكنائس، ولم يعد أحد يراه إلى كمال عشرة سنوات. وكان في هذه المدة لا يفطر إلا في يومي السبت والأحد فقط. صليب من نار لما دنى يوم وفاته ظهر له ملاك الرب في حلم وقدّم له صليبًا من نار قائلاً: “خذ هذا بيدك”. فقال له: “كيف أستطيع أن أمسك النار بيدي؟” فأجابه الملاك قائلاً: “لا تخف. السيد المسيح لن يجعل لها سلطانًا عليك”. فمد يده وتناول الصليب من الملاك، ثم قال له الملاك: “تقوّ وتقرّب من الأسرار المقدسة، وبعد ثلاثة أيام آتي وآخذك”. لما استيقظ من نومه أعلم الشيوخ بالرؤيا، فبكوا وودعوه طالبين منه أن يذكرهم، فطلب منهم أن يذكروه في صلواتهم. ثم تنيح في اليوم الثالث والشيوخ حوله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صفرونيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – في عهد البابا بنيامين الثامن والثلاثين كان البيزنطيون يضطهدون الكنيسة القبطية، الإكليروس والشعب، وكانوا يرسلون أساقفة يفرضونهم على الكنيسة بدلاً من الباباوات المنتخبين من الشعب. وصل قورش الأسقف الدخيل إلى الإسكندرية، وكان أحد المقاومين البارزين له راهب اسمه صفرونيوس، أخذ يحاججه لعلّه يقنعه بالإيمان الأرثوذكسي. ترك صفرونيوس الإسكندرية وذهب إلى القسطنطينية حيث قابل أسقفها والإمبراطور، ولكنه فشل في إقناعهما بفساد مسلكهما مع المصريين، فغادر القسطنطينية وقصد إلى أورشليم. وحدث أن وصل المدينة المقدسة وكرسيها شاغر، فظن الناس أن وصوله إلى مدينتهم في مثل هذا الوقت إشارة من السماء لانتخابه أسقفاً لهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صلسس | الولادة: – الوفاة: – اتسم بالثقافة العالية، ويعتبر أفلاطوني إلى حد ما، وهو أحد الشخصيات التي كرّست موهبتها لمقاومة الإيمان المسيحي في القرن الثاني، فوجه أشعاره لتحقيق هذا الهدف. درس صلسس بعض الكتابات المسيحية واليهودية خاصة أسفار التكوين ومتى ولوقا وجزء من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. من جهة نشأته وتاريخ حياته لا نعرف عنه شيئاً، إنما كل ما نعرفه هو من خلال كتاباته التي فُقدت ولم يبقَ منها إلا ما اقتبسه المدافعون عن الإيمان المسيحي. وقد كرس العلامة أوريجينوس عملاً خاصاً بذلك “ضد صلسس Contra Celsus” يحوي حوالي 90 في المائة من عمل صلسس الذي دعاه: “التعليم السليم True Doctrine or True Discourse”. يعتبر كتاب “ضد صلسس” أهم أعمال أوريجينوس الدفاعية، وهو مقال مكوّن من ثمانية كتب في إجابة مطوَّلة ضد صلسس. كتبه في أواخر حياته حوالي عام 248م، موجود بكامله. ويعتبر أحد أعماله القيمة جداً، كما يعتبر مصدراً هاماً في تاريخ المسيحية في الكشف عن الصراع بين المسيحية والوثنية. صلسس هذا في نظر أوريجينوس كان أبيقورياً، لكن كانت له أفكار أفلاطونية، وهو صديق الخطيب لوقيان Lucian (حوالي 120-200م). بجانب معرفته بفلسفات عصره كان صلسس في الواقع رجل دولة أكثر منه كاتب، كان غيوراً على الإمبراطورية الرومانية ومهتماً بالحفاظ على شرائعها وتقاليدها. إذ أراد الهجوم على المسيحية قرأ العهدين “القديم والجديد”، كما قرأ كتابات اليهود ضدّها، وعرف كتابات الغنوصيين، حتى ظن أنه عرف كل شيء عن المسيحية، فكتب عمله “True Discourse” حوالي عام 178م، مستخدماً كل وسيلة تعلّمها للهجوم على المسيحية. ا. في هجومه بدأ بتقديم يهودي، هاجم شخص يسوع المسيح، متهماً القديسة مريم بالزنا، كما استخدم إنكار بطرس وخيانة يهوذا وموت يسوع كمتناقضات للاهوته؛ فقد رفض التجسد والصلب، كما جعل من القيامة خدعة. ب. هاجم المسيحية واليهودية معاً، فسخر بفكرة المسيَّا، كما اتهم السيد المسيح أنه تعلم السحر في مصر. ج. هاجم فكرة “ما فوق الطبيعة” التي تقوم عليها المسيحية واليهودية معاً، ويرى أن الصراع بين المسيحية واليهودية نوعاً من الغباء. د. هاجم فكرة “الوحي الإلهي” وأنكر العقاب الأبدي، متهماً المسيحيين أنهم ورثوا الجهل والقسوة عن آبائهم اليهود، ودعاهم غير متعلّمين وعبيداً ونساءً وأطفالاً وسخفاء. ه. في رأيه أن الله لا يهتم بالإنسان أكثر من اهتمامه بالقرود والحشرات… وفي مجمله لم يحمل مشاعر دينية قوية. و. مدح التعاليم المسيحية السلوكية وتعاليم اللّوغوس، وفي رأيه أن يُترك المسيحيون يعيشون بشرط أن يتخلّوا عن عزلتهم السياسية والدينية ويخضعوا لتقاليد الدولة الدينية. فقد كان متخوفاً من عزلتهم أن تسبب شقاقاً في الدولة وانهياراً للإمبراطورية الرومانية. لهذا دعاهم لمساندة الملك والعمل معه في تحقيق العدل، والمحاربة من أجله، وإن استدعى الأمر أن يكونوا في الحرب تحت قيادته أو من ينيبه عنه، لتدعيم شرائع الدولة ودينها. لم يقرأ أوريجينوس هذا العمل، الذي كان أثره على مصر وفلسطين لا يُذكر. قرأ أمبروسيوس صديقه الكتاب وشعر بخطورته فأرسل إليه يطلب أن يفنده. في البداية كان رأيه أنه لا حاجة لتفنيده وأن حياة السيد المسيح وسلطانه يعرفها الجميع، وهذا خير شاهد ضد ما كتبه صلسس، وأن هذا العمل لن يهز إيمان أي مسيحي. لكنه عاد واستجاب لطلب صديقه، فكتب الرد بنظرةٍ روحيةٍ ثاقبةٍ ومهارةٍ عظيمةٍ وفكرٍ ناضجٍ يحمل قوة. وجاء ردّه يحوي اقتباسات كثيرة من الكتَّاب الوثنيين، ولعله بهذا أثبت أنه كان من حيث علمه منافساً كبيراً لخصمه صلسس. وجَّه أوريجينوس مقاله لا للمؤمنين تماماً، بل للذين ليس لهم معرفة بالإيمان المسيحي أو الذين قال عنهم الرسول بولس (رو14: 1) أنهم ضعفاء في الإيمان. في هذا العمل أوضح الآتي: ا. لو قرأ صلسس النبوات ودرس الكتاب المقدس بعهديه كما يجب لما قال أنه يعرف “كل شيء”… “نحن الذين درسنا هذه الأمور دراسة عن قرب لا نستطيع أن نجرأ ونقول أننا نعرف كل شيء لأننا نحب الحق”. ب. أجاب على اعتراض صلسس بأن المسيحية إيمان البسطاء، بأن هذا الإيمان البسيط يحمل نوعاً من المعرفة أكّده كلمة الله، وحمل ثماراً حيّة في حياة المسيحيين أنفسهم الذين تركوا رذائلهم القديمة. هذا وأن المسيحية تقدم بساطة الإيمان للبسطاء، كما تقدّم سموّ المعرفة العالية للكاملين. الله في محبته للبشر قدّم لبناً للأطفال وطعاماً قوياً للبالغين. لقد أراد أن يرتفع بالضعفاء إلى “معرفة الله في حكمة الله”. ج. انتقد أوريجينوس صلسس، لأنه عبر على النبوات الخاصة بالسيد المسيح دون مناقشتها كما ينبغي، فقد شهد الأنبياء قبل مجيئه عن ميلاده في بيت لحم وآلامه ومجيئه الأول والأخير وقيامته والتغيير الذي يصنعه… د. أكد صدق الأناجيل بما تحمّله الرسل من أجل الكرازة به، كما تحدّث الإنجيليون عن ضعفاتهم الخاصة وعن تركهم للسيد أثناء الصلب وإنكار بطرس… فلو أن الأناجيل من عملهم الذاتي لما ذكروا شيئًا من هذا. أكد أوريجينوس كيف أن وعود السيد المسيح قد تحقّقت، فقبل العالم رسالته وانتشر الإنجيل في كل المسكونة، ومن أجله احتمل الكثيرون الاستشهاد. هـ. أما عن قيامة السيد فقد أوضح أوريجينوس أنه صُلب علانية ومات أمام الكثيرين، فإذ ظهر بعد ذلك كانت قيامته حقيقة لا شك فيها. وقد شهد الرسل عنها حتى الموت. “لو أنهم اخترعوا رواية القيامة، كيف كانوا يبشرون بها بعد ذلك بقوة حتى أنهم ليس فقط قادوا الآخرين إلى احتقار الموت بل هم أولاً احتقروه”. قد يعترض: لماذا لم يظهر بعد قيامته للجميع؟ أجابه ليس الكل كان مستحقاً لرؤيته ولا كان قادراً على التفرس فيه؛ فيشرح لنا ظهوره لتوما وللتلميذين الذين كانا في طريقهما لعمواس الخ. تأكّدت القيامة أيضاً بالنبوات وبالمعجزات، وفوق الكل بثمار الخلاص التي قدمتها للجنس البشرى. و. تحدّث عن التحوّل الذي حدث في العالم، وكيف قدّمت المسيحية حياة فُضلى فعّالة في حياة الناس. يحوَّل السيد الخطاة إلى قديسين… ويغيّر النفس البشرية ويجدّد طبيعتها. ز. أكد أوريجينوس طاعة المسيحيين للحكام، لكنها ليست طاعة مطلقة إنما في الرب، فلا يقبلون العبادات الوثنية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صليب الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته كان في عهد البابا يوأنس الثالث عشر، وقد ولد في بلدة هور مركز ملوي محافظة المنيا، وكان والداه خائفي الرب، فربّياه تربية روحية حقّة، وعرفا كيف يجعلان العقيدة تترسخ في أعماقه فلا يرضى بها بديلاً. زواجه وبتوليته لما بلغ سن الشباب فكّر والداه في اختيار زوجة له من أقاربه وزوّجاه رغم إرادته، ولم يعرف القديس امرأته وظلاّ بتولين تحرسهما العناية الإلهية ويظلّلهما ملاك الرب. عقب زواجه صار يتجوّل في الجبال والبراري ويزور الأديرة ويعزّي نفسه الطاهرة بعِشرة القديسين والنسّاك والمتعبّدين. ولما عثر عليه أهله قيّدوه بالحديد حتى لا يفارقهم، ولكنهم رأوا أن هذه القيود قد انحلّت من قدميه وانفتحت أقفالها من نفسها بقوة السيد المسيح الحالة فيه. كان صليب يواصل ليله بنهاره بالصلوات، وكانت أمنيته الوحيدة التوسّل لوالدة الإله القديسة مريم أن تعينه على نيل إكليل الشهادة على اسم ابنها الحبيب، فظهرت له السيدة العذراء مريم في حلم وأفهمته أن طِلبته أجيبت وسينال أمنيته وسيكون رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل في حراسته. استشهاده قبض عليه جماعة من الغوغاء غير المؤمنين وقدّموه لحاكم البلاد لإعلانه إيمانه بالسيد المسيح، فانهالت عليه الشتائم والإهانات واللطمات، كما رجموه نتيجة تمسّكه واعترافه بالسيد المسيح، فلم يُصِبه شيء لأن ملاك الرب كان يحرسه. أودعه الحاكم في السجن، فكان كلّما وضع السجَّان الحديد في رجليه يجده حراً طليقاً، وقد اعترف بإيمانه بالسيد المسيح أمام والي مصر، الذي أرسله للملك الأشرف قانصوه الغوري، وظل معترفاً ومتمسكاً بإيمانه فأرسله الملك إلى القضاة الذين قرّروا إعدامه وإشهاره في أرض مصر وشوارعها مكبّلاً بالحديد وتمّ تنفيذ ذلك. وبعد جهاد مرير قُطِعت رأسه في 3 كيهك سنة 1229ش، ونال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صموئيل أسقف أوسيم | الولادة: – الوفاة: – من مشاهير الكنيسة القبطية في القرن الثامن الميلادي. عاش زاهداً فلم يقتنِ لنفسه شيئاً من مقتنيات العالم. لم يكن له سوى ثوب واحد، وكان بهي الطلعة حسن السيرة، يعظ الخطاة والمرتدين عن الإيمان، فيسمعون له ويطيعون قوله. مع البابا ألكسندروس الثاني كان مع البابا ألكسندروس الثاني وقت أن دعاه جابي الخراج وهو ينوي به شراً، ففرّا كلاهما معاً فتبعهما الجابي، فوجد البطريرك قد مات وألقى القبض على هذا الأب، وأتى به إلى عبد الله الوالي. اتهمه الوالي بأنه حرّض البطريرك على الهروب، وطلب منه أن يدفع عوضه ألف دينار. وكان الأنبا صموئيل فقيراً لا يملك قوت يومه، فاعتذر للوالي بعدم قدرته على دفع المبلغ فلم يقبل منه، وسلّمه إلى شرطيين لتعذيبه فأخذاه وقدّماه إلى قوم من البرابرة لهم طباع الوحوش، فجذبوه وصاروا يجرونه في شوارع مصر حتى أتوا به إلى باب كنيسة مار جرجس وجمع كثير يجري خلفه. تعذيبه بعد هذا التعذيب عادوا يطالبونه بدفع المبلغ ولما رأوه عاجزاً عن تقديمه نزعوا عنه ثوبه وألبسوه مسح شعر، وعلّقوه بذراعيه وهو عريان وجميع الشعب ينظرونه وهم يضربونه بسياط من جلود البقر حتى جرى دمه على الأرض. استمروا معه على هذا الحال أسبوعاً، وكبار الموظفين يتوسطون له عند الأمير وأفهموه بأن لا يد له في هروب البطريرك، وأخيراً أطلقوه بعد أن تجرَّع كؤوس الآلام أشكالاً، ولا ريب أن ذلك العذاب قضى عليه فلحق بآبائه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صموئيل الأثيوبي القديس | الولادة: – الوفاة: 1999 رهبنته وُلد في أكسوم من أبوين تقيّين هما إسطفانوس ومريم، علّماه كتب الكنيسة. إذ مات والداه مضى إلى دير بكنول عند الأنبا أدهاني، وهناك لبس زي الرهبنة، وصار يجاهد في صلواته وأصوامه، وكان يخدم الرهبان. إذ كثر الذين يزورونه من أقربائه مضى إلى موضع آخر يواصل فيه نسكه وعبادته، خاصة ممارسة المطانيات. في البرية مضى إلى البرّية ومكث أربعين يوماً وأربعين ليلة لا يأكل شيئاً. وتـآلفت معه وحوش البرية المخيفة، وكانت تداعبه وتلحس قدميه. كثيراً ما كانت تأتي إليه الوحوش المريضة لكي يُصلى من أجلها فتُشفى. قيل أنه ذات يوم كان يحمل كتاباً وناراً، وإذ أراد أن يعبر نهراً صلّى ثم دخل بإيمان فحملته الأمواج إلى الشاطئ الآخر، وإذا به ينظر إلى النار فيجدها لم تنطفئ والكتاب لم يبتل. جهاده كثيراً ما حاربه عدوّ الخير في شكل حيوانات مفترسة مرعبة، أما هو فكان دائم التفكير في الله، ولم تستطع الشيّاطين أن ترعبه. معجزاته تتلمذ له كثيرون منهم الأنبا زاروفائيل أي رافائيل الكبير. اجتمع الاثنان يوماً ما وخرجا في البرية يتحدثان عن عظائم الله، وإذ حلّ المساء صلّيا معاً ثم نزلت مائدة من السماء فأكلا وشكرا الله. اجتمع أيضاً مع سائح آخر وكانا يتحدثان عن العجائب التي صنعها الله معهما. قال الأنبا صموئيل: هوذا اثنتا عشر سنة صارت لي وأنا واقف في السماء أبصر عرش الله ومعه الأربعة وعشرون قسّيساً كهنة السماء. قداس فريد قيل أنه أراد أن يقيم قدّاساً إلهياً فنزل إليه من السماء خبز وكأس، وبينما كان يصلّي ارتفع المذبح عن الأرض بقدر ذراع، وكان المذبح باسم السيدة العذراء. ظهرت السيدة العذراء وقدّمت له حجراً من الجوهر ثمينًا يضيء، وبخوراً له رائحة فريدة. نياحته إذ جاء وقت نياحته ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وخطفه، وأراه أورشليم السماوية، وأحضره أمام عرش الله ثم أعاده إلى موضعه حيث روى لتلاميذه كل ما رآه، وتنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صموئيل الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يوجد أكثر من شهيد يحمل اسم صموئيل: 1) صموئيل المصري الشهيد: الذي استشهد مع أربعة شهداء مصريين آخرين تحت حكم فيرميليان Firmilian بقيصرية Caesarea، وذلك أثناء اضطهاد دقلديانوس للمسيحيين.تُعيِّد له الكنيسة الغربية في السادس عشر من شهر فبراير. 2) صموئيل الفارسي الشهيد: الذي حُكِم عليه بالموت مع أخيه Bar-Hadbesciaba بأمر من الملك سابور Sapor، بسبب تشجيع وتثبيت الشهداء الأربعين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صموئيل المعترف | الولادة: 597 الوفاة: – نشأته وُلد هذا القديس حوالي سنة 597م بوعد إلهي لوالده التقي القس سيلاس، وذلك في بلدة مليج النصارى مركز شبين الكوم. اهتم والده بتربيته تربية مسيحية، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره كان يمارس أصوام الكنيسة بنسك شديد. وقيل أنه وهو في هذه السن المبكرة كان يصوم إلى الغروب، كما كان مواظباً على الصلاة وملازماً للكنيسة فرُسِم أغنسطساً (قارئاً). ولما كبر أراد والداه أن يزوّجاه لكنه أبى وصارحهما بأنه يريد أن يكون راهباً. وكانا إذا أكثرا عليه الكلام بخصوص الزواج يبكي ويقول لهما: “إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام فسأمضي إلى البرية ولا ترونني”. فلزما الصمت، وقالت أمه الطوباوية قسميانه: “إننا نفرح إذ يجعلنا الله مستحقين أن يكون لنا غُرس مبارك في أورشليم السمائية”. رهبنته بعد نياحة والديه قصد برية شيهيت حوالي عام 619م، وتوسّل إلى الله أن يرشده إلى أين يذهب، فأرشده بملاكٍ إلى دير القديس مقاريوس، حيث تتلمذ على أب ناسك قديس يدعى أغاثون الذي رهبنه وألبسه الإسكيم الرهباني. كان يقتفي أثر معلمه الروحاني، فكان يصوم ولا يأكل إلا مرتين في الأسبوع، وكان لا يأكل خبزاً مدة الصوم الكبير. وكان حاراً في صلواته مداوماً على القراءة في الأسفار الإلهية وسير الآباء القديسين. وكل من كان يراه كان يتعزّى من منظره. وبعد أن أقام عند أبيه الروحي الأنبا أغاثون ثلاث سنوات تنيّح الشيخ، فانفرد متوحداً وزاد في جهاده، ورسموه قساً على كنيسة القديس مقاريوس بالإسقيط. في زمان حكم المقوقس الحاكم والبطريرك الملكاني على مصر، وفي حبرية البابا بنيامين الثامن والثلاثين جددوا اضطهاد الأقباط، وحاولت الدولة الرومانية بكل وسائلها إخضاعهم لقبول طومس لاون أسقف روما وقرارات مجمع خلقيدونية. وصل رسول من عند المقوقس إلى دير أبي مقار ومعه طومس لاون المذكور وقرأه على مسامع شيوخ الدير ثم سألهم: “أتؤمنون بهذا الإيمان المكتوب الذي قرأته عليكم؟” أما الرهبان فلزموا الصمت.اغتاظ رسول المقوقس وصاح في الرهبان: “أما تتكلمون بشيء أيها الرهبان العُصاة؟” عندئذ أخذت غيرة الرب الأنبا صموئيل وأمسك بالطومس وقال للرهبان: “يا آبائي لا تخافوا ولا تقبلوا هذا الطومس. محروم مجمع خلقيدونية ومحروم لاون المخالف، ومحروم كل من يؤمن بإيمانه” ثم مزّق الطومس ولعن كل من يغيّر الإيمان المستقيم. غضب رسول المقوقس الذي كان من رجال الحكومة وأمر أتباعه أن يعذبوه ويضربوه، فضربوه ضرباً مبرحاً بالسياط حتى أصابت إحدى عينيه فقُلِعت، وكانت الدماء تسيل منه بغزارة، وحينئذ قال له القائد: “اعلم أن فقْأ عينيك هو الذي نجّاك من الموت. وأنا مكتفِ بذلك”. ثم طرده من الدير فأتاه ملاك وعزّاه وأمره بالذهاب إلى إقليم الفيوم ليُقيم في الجبل المسمّى القلمون جنوبي إقليم الفيوم، وبالفعل مضى وسكن هناك. سبيه تعرّض هذا القديس لتجربة مُرّة: سُبي مرتين بواسطة البربر وفي المرة الثانية قدموه لرئيس كورتهم ويدعى زكردش، حيث التقى بالقديس يحنس قمص شيهيت. وكان هؤلاء البربر يعبدون الشمس، وحذّر الأنبا يحنس الأنبا صموئيل من هؤلاء البربر، وقال له إنه نالته آلام كثيرة بسبب محاولة إخضاعه لعبادتهم. لما طلب الرئيس البربري من أنبا صموئيل أن يسجد للشمس حال شروقها رفض، فغضب عليه وضربه ضرباً مبرحاً، ثم أوثقه في إسطبل للجمال وتركه مقيداً لمدة خمسة أيام بدون طعام أو شراب، بعده أطلقه سيده ليرعى جماله في الحقل. وكان يتعزّى برفقة الأنبا يحنس. محاولة إلزامه بالزواج حسده الشيطان ودبّر له تجربة جديدة، فتكلم في قلب سيده أن يطلب إلى أنبا صموئيل الزواج بإحدى جواريه لينجب منها عبيداً، ولما عرض عليه سيده أمر الزواج قال له: “إني مستعد أن أقبل كل شيء تصنعه بي إن كان ناراً أو سيفاً، فأفضل لي أن أموت ولا أدنّس إسكيمي وأصير غريباً عن ملكوت الله”. فقال له سيده: “لقد جلبت لِنفسك عذاب الموت، ولست أعذّبك في بيتي لكي تموت سريعاً، بل أربطك في شجرة السنط وأتركك بلا طعام أو شراب حتى تقبل الزواج من الجارية”. نفّذ ذلك السيد وعيده وربط القديس في شجرة السنط، وتركه مدة بدون طعام أو شراب محتملاً حر النهار وبرد الليل ومع ذلك لم يَلِن عزمه. دبّر الشيطان له تجربة أخرى فتكلّم في قلب ذلك السيد الشرير أن يقيّده بقيد حديدي مع الجارية التي اختارها. وبالفعل وضعوا قيداً حديدياً في رجل القديس اليمنى ورجل الجارية اليسرى، وأرسلهما على الحال ليرعيا الجمال في الحقل. وهكذا كانا يسيران معاً ويرقدان معاً لا يبرح القيد رجليهما، وفي كل ذلك كان الأنبا صموئيل يزداد قوة وشجاعة. إنقاذه من التجربة كان القديس يتوسل إلى الله بدموع لكي ينقذه من هذه التجربة المرة، والرب دبّر إنقاذه بأن أعطاه موهبة شفاء الأمراض، فقد أقام مقعداً وشفى طفلاً كانت أصابعه ملتصقة وأبكم، وشفى الجارية التي كانت مقيّدة معه من مرض الجذام الذي أصابها، كما شفى امرأة رئيس هؤلاء البربر الذي كان جسمها مضروباً كله بالقروح وذلك بكلمة واحدة: “ربي يسوع المسيح يشفيكِ من مرضك”. بعد أن عاين سيده كل هذه المعجزات خاصة مع زوجته طلب إليه أن يسامحه في كل شر وأراد أن يكافئه فطلب منه العودة إلى ديره. العودة إلى ديره فكّ رئيس هؤلاء البربر أسره وأرسل معه من أوصلوه إلى ديره، وكان مسيرة سبعة عشر يوماً، وفي الدير دخل الكنيسة وقدّم الشكر لله. تراءت له السيدة العذراء في الكنيسة وشجّعته، وكان معها أشخاص نورانيون الذين سألوها إن كان البربر يفِدون إلى هذا الموضع ثانية فقالت لهم: “لا يكون هذا بعد الآن من أجل الشدائد التي تحمّلها صموئيل الناسك بالحقيقة، فإن ابني الحبيب يحفظه ويثبته”. فرح الأنبا صموئيل كثيراً بهذه الرؤيا واستأنف نشاطه واجتمع حوله تلاميذ كثيرون. وأخيراً بعد جهاد حسن تنيح بسلام في اليوم الثامن من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صوفية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – مسيحيّتها وُلدت في القرن الثاني الميلادي من أبوين غير مسيحيين، وأخذت تتردّد مع بعض جيرانها المسيحيات على الكنيسة، فآمنت واعتمدت على يد أسقف منف (منوف العلا الآن بمحافظة المنوفية) وكانت ملازمة للكنيسة. استشهادها أخبر البعض الوالي بأمرها في عصر القيصر هادريان فأمر الوالي بإحضارها. لمّا اعترفت بمسيحيتها وعدها بالغنى، ولما رفضت إغراءاته توعّدها بالموت. ولما لم ترضخ أمر بتعذيبها بعذابات شديدة فتشدّدت بالإيمان وكانت تصيح: “أنا مسيحية”، فأمر بقطع لسانها ثم ألقاها في السجن. حاول إغراءها مرة أخرى ولكنها تمسَّكت بفاديها، وأخيراً أمر بقطع رأسها، فصلّت إلى الله صلاة طويلة طلبت فيها أن يسامح الوالي وجنده. ثم قطع رأسها ونالت إكليل الشهادة في الخامس من شهر توت. الاهتمام بجسدها اهتمّت امرأة مسيحية بجسدها فقدّمت أموالاً كثيرة إلى الجند حتى أخذته منهم، ثم كفنته بلفائف ثمينة وحفظته في منزلها. وقد كرّمها الله بأن جعل نوراً يسطع من جسدها ورائحة بخور تفوح منه في يوم استشهادها. بتولي الملك قسطنطين الحكم أمر بإحضار جسدها للقسطنطينية حيث بنى لها كنيسة عظيمة (آجيا صوفيا) ووضع جسدها الطاهر فيه. حولها الأتراك إلى جامع ثم تحولت بعد ذلك إلى متحف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صوفية القديسة وبناتها العذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – قبول الإيمان بالمسيحية كانت صوفية من عائلة شريفة بإنطاكية، قبلت الإيمان بالمسيحية. ورُزقت بثلاث بنات دعتهن بهذه الأسماء: بيستس أي الإيمان، وهلبيس أي الرجاء، وأغابي أي المحبة. لما كبرن قليلاً مضت بهن إلى روما لتعلّمهن العبادة وخوف الله. فاحت رائحة المسيح الذكية في حياة الأم صوفيا وبناتها، فكانت النساء يأتين من كل أنحاء المملكة يتمتعن باللقاء الروحي الممتع معهن. تحوّل بيتهن إلى مركز كرازي لنشر الإيمان المسيحي. كما كنّ يعطين اهتماماً لرد النفوس التي خارت بسبب الضيق. الإمبراطور هادريان يستدعيهن بلغ أمرهن إلى الملك أدريانوس الوثني فأمر بإحضارهن إليه. فشرعت أمهن تعظهن وتصبرهن لكي يثبتن على الإيمان بالسيد المسيح، وتقول لهن: “إيّاكن أن تخور عزيمتكن ويغُرّكن مجد هذا العالم الزائل فيفوتكن المجد الدائم. أصبرن حتى تصرن مع عريسكن المسيح وتدخلن معه النعيم”. وكان عمر الكبيرة اثنتي عشرة سنة، والثانية إحدى عشرة سنة، والصغيرة تسع سنين. محاكمتهن إذ وقفن أمام الإمبراطور سألهن: “هل أنتن اللواتي يعبدن المضلّ، وتضلّلن نساء مدينتنا؟” أجابت الأم [نحن لا نضلّل أحداً، إنما ننقذ النفوس من ضلال الخطية والموت”. من أنتِ أيتها المرأة العجوز؟ ومن هنّ أولئك الفتيات؟ أنا مسيحية، أعبد ربي وإلهي يسوع المسيح، وهؤلاء الفتيات بناتي. أيّ جُرمٍ تفعلينه أيتها المجنونة! هل تعلمين مصير الذين يعترفون بهذه الديانة؟ أليس لك قلب حتى تدفعين وتُغرّرين بهؤلاء الفتيات الجميلات؟ إنني أصبح مجرمة إن لم أشهد لربي يسوع المسيح، وأنا أعلم تماماً أن خلع هذا الجسد هو عقاب من تعترف بالرب يسوع، فلي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذلك أفضل جداً. أما بناتي فلسن أقل مني في محبتهن لله. – سيكون لهن مراكز عالية. ويعاملن معاملة الأميرات ويلبسن الحُليّ والجواهر الغالية الثمينة. المراكز العالية لأهل العالم، والجواهر ليست من طبع الذين يريدون الأكاليل السمائية والحياة الأبدية. إن عقلك قد ذهب أيتها العجوز المجنونة. إنني سأقتلك وبناتك معك. أمر الملك غاضباً بسجنهم حتى الصباح لكي يبدأ في تعذيبهن. أما القديسة صوفية فقد دعت بناتها للثبات في الإيمان وفي محبة المسيح إلى النفس الأخير، فقالت البنات الثلاثة لأمهن “لن نترك الإيمان بل نحن معكِ إلى النفس الأخير”. وفي الصباح الباكر أحضروا الأم صوفية وبناتها للمثول أمام الملك الذي أخذ يوعد الأم والبنات بعطايا كثيرة فلم يتراجعن، ثم أجابته الابنة بستس قائلة: أيها الملك لسنا في احتياج إلى عطاياك، ولن نترك إلهنا المسيح. ما اسمك؟ وكم عمرك؟ أنا بستس (الإيمان) وعمري 12 عاماً. بل اشك أن هذه العجوز هي السبب في عدم سجودك لإلهتنا. اسجدي لكي تنعمي بما سأعطيه لك. أنا لا أسجد إلا لربي يسوع المسيح. أما هذه الحجارة فقد قال عنها الله في سفر المزامير لها أعين ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها مناخير ولا تشم، لها أيدي ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشي. ما هذا الذي تتكلمين به؟ كيف تجدفين على الآلهة؟ اترك ضلال طريقك وهذه الأوثان، وتذوّق حلاوة ومحبة ملك الملوك ورب الأرباب. طلب الملك منها أن تسجد للأوثان فيزوّجها لأحد عظماء المملكة وينعم عليها بإنعامات جزيلة، فلم تمتثل لأمره. أمر بضربها بالمطارق وأن تقطع ثدياها وتوقد نار تحت قازان به ماء يغلي وتوضع فيه. كان الرب معها ينقذها ويمنحها القوة والسلام، فدهش الحاضرون ومجدوا الله، ثم أمر بقطع رأسها. أما القديسة فأخذت تصلّي وتسبح الله وسط الأتون، وإذ بملاك الرب نزل من السماء وجعل النيران مثل ندى بارد. وحينما رأى الإمبراطور أن النيران لم تمسّها بسوء أمر بضرب رقبتها بحد السيف فنالت إكليل الشهادة. بعد ذلك قدّموا له الثانية فتكلم الملك معها قائلاً: أيتها الصبيّة الجميلة ما اسمك؟ وكم عمرك؟ اسمي هلبيس (الرجاء) وعمري إحدى عشر سنة. طبعاً رأيتِِ أختك وكيف أنهَت حياتها بهذه الطريقة المؤلمة، وأنا متأكد أنك ستتركين ذاك المسيح الذي سيُنهي حياتكن. أختي بدأت حياة جديدة في السماء وأريد أن أكون مثلها. لابد من قتلك. لي رجاء فيك أيها الملك أن أكون مثل أختي. أرى أنكِ تهذين. إنها الحقيقة، “ليّ الحياة هي المسيح والموت هو ربح”. أي ربح في الموت؟ الحياة الأبدية التي لا تعرفها أنت أيها الملك. فلما سمع الملك هذه الكلمات التي تفوق سن هلبيس غضب جداً، وأمر الجند المكلّفين بمهام التعذيب أن تُحرق بالنيران. وإذ لم يفد حرقها لأن رئيس جند الرب كان معها، أمر بتقطيعها إرباً إرباً، وفي صيحات عالية أخذ يقول اضربوها بالسياط، اقطعوا رقبتها بالسيف. فأخذ الجند هلبيس وقطعوا رقبتها، ونالت إكليل الشهادة. أما الصغيرة فقد خافت عليها أمها أن تجزع من العذاب فكانت تقوّيها وتصبِّرها. ثم دعاها الملك قائلاً: لقد رأيتِ بعينيّ رأسك ماذا حدث لأختيكِ، فلا تكوني مثلهن ذي رأي خاطئ أيتها الوحيدة. أُختاي ذهبنا إلى السماء وأريد أن أذهب إليهما. ما اسمك؟ وكم عمرك؟ اسمي أغابي (المحبة) وعمري 7 سنوات. ارجعي إلى عقلك وتطلّعي إلى جمالك. عقلي وقلبي في محبة يسوع المسيح. اخرسي. فلما أمر الملك أن تعصر بالهنبازين وتُطرح في النار، صلّت ورسمت وجهها بعلامة الصليب وانطرحت فيها، فأبصر الحاضرون ثلاثة رجال بثياب بيض محيطين بها والأتون كالندى البارد. فتعجبوا وآمن كثيرون بالسيد المسيح. فأمر الملك بقطع رؤوسهم، ثم أمر أن تُجعل في جنبيّ الفتاة أسياخ محماة في النار، وكان الرب يقوّيها فلم تشعر بألم. أخيراً أمر بقطع رأسها ففعلوا كذلك. وهكذا أكملن جهادهن على الأرض، وأصبحن أمثلة طيبة وقدوة حسنة صالحة إلى أجيال عديدة، وهذا يرجع إلى تربية الأم التربية المسيحية الحقّة التي ليس فيها شائبة. حملت أمهن أجسادهن إلى خارج المدينة وجلست تبكي عليهن وتسألهن أن يطلبن من السيد المسيح أن يأخذ نفسها هي أيضاً، فقبل الرب سؤلها وصعدت روحها إلى السماء، فأتى بعض المؤمنين وأخذوا الأجساد وكفّنوها ودفنوها بإكرام جزيل. أما الملك أدريانوس فقد أصابه الرب بمرض في عينيه فأعماهما، وتدوَّد جسمه ومات ميتة شنيعة، وانتقم الرب منه لأجل العذارى القديسات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صوفية القديسة1 | الولادة: – الوفاة: – ميلادها ونشأتها كان في القسطنطينية وزير اسمه ثيؤغنسطس وزوجته ثيؤدورا، وكانا بارّين وذوي اسم شائع في عبادة الله، وأيضاً كانا غنيين ولكن لم يكن لهما نسل. ذهب ثيؤغنسطس وزوجته إلى البطريرك وأخبراه بأمرهما، فدخل بهما إلى الكنيسة وصلّى لهما، ثم دهنهما بماء اللقان وزيت القنديل وصرفهما بسلام. وعند كمال تسعة أشهر وُلِدَت المغبوطة صوفية فذهب بها والداها إلى الكنيسة وقالا للبطريرك: “يا أبانا هذه ثمرة صلواتك، فاسمح وباركها”. ابتدأت أمها التقيّة تهتم بتربيتها تربية مسيحية تقوية وتتعهدها منذ طفولتها، حتى بدأت تظهر حسنة الصورة شاملة في الفضائل، فصنع لها أبوها مقصورة في أعلى المنزل حتى لا تختلط كثيراً بالناس لكي ما تصلي وتسجد وتحفظ نفسها في جو مقدس. زواجها لما بلغت الخامسة عشر من عمرها خطبها من أبيها أحد الأشراف الأثرياء اسمه قسطور ثم تزوجها حسب الناموس الإلهي. وأنجبت المغبوطة صوفية من قسطور ثلاثة بنين: استفانوس البكر والثاني بولس والثالث مرقس، وبعد هذا توفي قسطور زوجها. بعد فترة أمر الملك بأن يكون استفانوس قائماً مكان أبيه عن يمينه وبولس أخاه عن يساره. وبعد قليل انتقل والد القديسة، وبعده انتقلت والدتها أيضاً، فعاشت القديسة صوفية مع أولادها الثلاثة، وكانت قد ورثت مالاً جزيلاً عن والدها وزوجها. زهدها في العالم في يوم من الأيام اختلت بنفسها، وفكّرت في قلبها أن الأموال الكثيرة لم تستطع أن تمنع الموت عن والديها أو زوجها، لذلك فالأفضل لها أن تهتم بالصلاة والأعمال الصالحة. ولكنها كانت متحيرة لأنها تأكّدت أن الملك سيلزمها بالزواج مرة أخرى، ولما فكّرت في الذهاب إلى أحد الأديرة وتصير راهبة خافت أن يتأثر قلبها من التفكير في أولادها وقد يتعبون الدير بسببها. خطبة سماوية أخذت تصلّي طول الليل وهي ساجدة ومتوسّلة إلى السيد المسيح أن يستجيب صلاتها ويحقق لها شهوة قلبها محبة في شخصه الحبيب. وبغتة شعرت وإذا كل الموضع أضحى أكثر ضوءاً من نور الشمس، ورأت سحابة من نور قد دخلت من النافذة إليها واستقرت في وسط مقصورة الصلاة أمامها. وللوقت ظهرت لها العذراء مريم قائلة: “إن كنتِ تريدين إرضاء الله قومي واتبعيني فأنا أخطبِك لابني الحبيب”. مع القديسة أوفيمية ولما صار الغد وجدت نفسها على جبل الزيتون فوق المدينة المقدسة أورشليم، حيث كان هناك دير للعذارى على جبل منحوت في صخرة ويدعى دير الشركة، وتقوم برئاسته أم قديسة تدعى أوفيمية، فبينما هي قائمة تصلّي كعادتها للوقت أشرق أمامها نور عظيم وإذا ملاك الرب ظهر لها وأعلمها أن تخرج خارج الباب فستجد إناءً إلهياً مختاراً. خرجت أوفيمية باكراً عند شروق النور مع اثنتين من العذارى إلى خارج باب الدير، فوجدن القديسة صوفية جالسة في هدوء وهي ملتحفة بإزار منسوج مذهب، ولم تكن تعلم أنها خرجت من مقصورتها بل كانت تظن أنها في رؤيا. لما رأتها أوفيمية اضطربت لأنها ظنّت أنها زوجة الملك فانحنت لها، وهنا انفتحت عيني المغبوطة صوفية فأبصرت ذلك الجبل والدير والأم الرئيسة أمامها فاضطربت، لأنها كانت من أهل القسطنطينية ولا تعرف لغة أهل بيت المقدس. اكتشاف أمرها دخلت الدير واجتمعت الراهبات لمشاهدة تلك الأعجوبة. ودبّر الله الصالح أن تكون من بين العذارى راهبة تُدعى أخروسا كانت أمَة لأحد عظماء مدينة القسطنطينية وهربت من وجه مولاها وأتت إلى الدير، فلما تفرّست في وجه القديسة صوفيا صرخت قائلة: “سيدتي صوفية كيف حضرتِ إلى هنا؟ ومن الذي أرشدكِ إلى هذا الدير وحملِك هذه المسافة العظيمة؟” أما المغبوطة صوفية فأعلمتها بما حدث لها، ثم بعد ذلك بدأت أخروسا تحدِّث الأم الرئيسة والأخوات العذارى بجميع ما صنعه الله مع صوفية. زيارة االبطريرك ثيؤدوروس للدير لما سمعوا كل شيء خافوا لئلا يغضب الملك، لذلك أرسلت الأم الرئيسة إلى االبطريرك ثيؤدوروس وقصَّت عليه جميع ما حدث، فلما علم البابا بذلك قام للوقت وذهب إلى دير العذارى وشاهد بنفسه هذه القديسة والأعجوبة التي صنعها الرب معها، فمجَّد الله على عمله. ولئلا يحدث تعب للمدينة من جهة الملك وأولادها قرّر البطريرك أن يكتب لهم بجميع هذه الأمور. جهادها دفعت صوفية ذاتها للنسك الشديد وربطت جسدها بالعبادات المتواترة بالجوع والعطش، واضعة أمامها وصية الرب: “ادخلوا من الباب الضيق”. وهكذا عاشت مثل جميع القديسين الذين كانوا يحذّرون من الإشفاق على الجسد. بلغت هذه القديسة أنها كانت تأكل من السبت إلى السبت، ولم تكن تأكل خبزاً قط، إنما كانت تأكل فقط يسيراً من الحبوب المبلولة بالماء حتى اضمحل جسدها من النسك الشديد، وكانت دائمة السهر والصلاة. مرضها مرضت في اليوم الحادي عشر من شهر طوبة، وقد حضرت إليها السيدة العذراء وأعلمتها أنها بعد عشرة أيام سوف تأتي وتأخذها معها إلى السماء، وأنها سوف ترى أولادها قبل نياحتها. ومن ذلك الوقت لم تذُق القديسة صوفية شيئاً إلى حين مفارقتها الجسد. وصول أولادها في اليوم العشرين من شهر طوبة وصل أولادها إلى أورشليم برسالة من الملك للوالي لكي يسهل لهم رغبتهم، فخرج أمير المدينة والبطريرك لمقابلتهم وأدخلوهم المدينة بمجد عظيم، ثم سجدوا في الأماكن المقدسة. وبعد ذلك ساروا إلى حيث الدير الذي فيه أمّهم القديسة صوفية. فلما رأوا والدتهم في هذا التواضع الكثير وقد اضمحل جسدها وتغيرت هكذا سريعاً بكوا كثيراً جداً وأخذوا يقبلونها ويتمسّحون متباركين بجسدها الطاهر وهم باكون. أما هي فرفعت عينيها للسماء وشكرت الله الحنون الذي سمح لها برؤية أولادها قبل نياحتها، قصَّت عليهم جميع ما حدث معها وأوصتهم بتقديم العبادة الحقيقية لله بالروح، كما أوصتهم أن يعطوا مالاً للدير الذي سكنت فيه، ثم ظلّت ليلتها كلها تعظ أولادها إلى الصباح الباكر. نياحتها أخيراً قالت لهم: “أستودعكم يا أولادي في الرب الآن، هوذا ملكة الحق قد حضرت إليَّ” ثم سلّمت على أولادها سلام الوداع مع جميع العذارى، ثم رسمت على وجهها علامة الصليب ثلاث مرات، وفتحت فاها وأسلمت الروح في الحادي والعشرين من طوبة، تذكار نياحة السيدة العذراء. سطع في ذلك الوقت نور عظيم وسمع جميع العذارى ترنيم الملائكة. ثم كفّنوا جسدها ووضعوه في تابوت وحملوها وذهبوا بها إلى القسطنطينية، واجتمع جمع كثير ليتباركوا منها وكانت قوّات وأشفية كثيرة تحدث من جسدها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صوفية والخمسون عذراء الشهيدات | الولادة: – الوفاة: – في أحد أديرة العذارى قرب مدينة الرُها بالقرب من العراق كانت تعيش خمسون راهبة مع رئيسة تقية تدعى صوفية، وكن جميعاً يعبدن الله بأصوام وصلوات مستمرة. عندما توجه الملك الوثني يوليانوس مع جيشه لمحاربة الملك سابور ملك الفرس، مرَّ بهذا الدير. فأمر جنوده بقتل جميع الراهبات ورئيستهن صوفية وقطعوهن إرباَ إرباَ، ثم نهبوا كل ما بالدير. وكان استشهادهن في اليوم العاشر من شهر هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صيصوي الطيبي القديس | الولادة: – الوفاة: – كان يعيش تقريباً في نفس الزمن مع سميّه الأنبا صيصوي ولكن في القلمون Calamon بمنطقة أرسينوي Arsinoe. أتاه يوماً أحد الرهبان طالباً الانتقام من شخص أخطأ إليه، فطلب منه القديس أن يسامح أخاه وينسى الإساءة ويترك عنه الانتقام. ولكن إذ رأى أن نصيحته لم تجد استجابة قال له: “على الأقل دعنا نشترك معاً في الحديث إلى الله”. ثم وقف وأخذ يصلّي قائلاً: “يا رب إننا لا نحتاج بعد إلى رعايتك وعنايتك باحتياجاتنا أو حمايتنا، حيث أن هذا الراهب مصمّم أن ننتقم لأنفسنا بل ويجب علينا أن نفعل ذلك!” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صيصوي أو الأنبا شيشوي القديس | الولادة: – الوفاة: 429 بعد نياحة الأنبا أنطونيوس، كان القديس صيصوي أو الأنبا شيشوي أو سيصوي أو شوشاي أو شيشاي من أكثر أنوار الصاري المصرية ضياءً ومن مشاهير آباء البرية. “شيشوي” تعنى “ابن العالي”. كان مصرياً بالمولد، وفي شبابه ترك العالم والتجأ إلى برية شيهيت سنة 340 وهو في العشرين من عمره تقريباً، وتتلمذ للقديس مقاريوس. وفي عام 356م إذ كان يشتهي حياة أكثر هدوءً عبر نهر النيل إلى جبل القديس أنبا أنطونيوس حيث تنيح الأنبا أنطونيوس، فكانت حياة هذا القديس وفضائله معيناً ومثبتاً له. انطلق ليمارس حياة الوحدة ومكث إلى عام 426م حيث بلغ حوالي 106 سنة، وبسبب الشيخوخة عاد إلى برية شيهيت حيث تنيح بعد قليل وكان قد اقترب من مائة وعشر سنوات. قال عنه أنبا بيمن: “فاق كل الحدود وتجاوز كل السيّر (التي للآباء القديسين)”. الأنبا أنطونيوس مثله الأعلى كان يحسب أن الأنبا أنطونيوس يراه ويسمع توجيهاته لتلاميذه، وكان يجاهد ليدرّب نفسه على الاقتداء بالمعلم العظيم في كل حياته: شدّته في تداريبه الروحية، التزامه الصمت، واشتياقه للصلاة. لذلك ذاع صيته حتى أتى إليه تلاميذ كثيرون ليتتلمذوا عليه، فاضطر إلى التخلي عن حبه للصمت والوحدة لتحقيق هدف أعظم وهو عمل المحبة معهم. بعد نياحة الأنبا أنطونيوس جاء إلى الأنبا شيشوى أخوه لزيارته في مغارة الأنبا أنطونيوس. قال لأخيه: “كان يسكن في هذه المغارة أسد والآن يسكنها ثعلب!” إذ كان يشتكي أنه لم يبلغ بعد إلى قامة الأنبا أنطونيوس سأله أحد الرهبان: “ألم تصل إلى درجة الأنبا أنطونيوس يا أبانا؟” أجاب: “لو كان لي واحدة فقط من مشاعر هذا الراهب لتحوّلت إلى شعلة حب إلهي”. تائب البرية كان معيناً لتلاميذه حتى في ضعفهم وخطيتهم، فكان بمحبته وصبره يقودهم للتوبة، وكان انسحاق القلب هو فضيلته الثابتة التي ترافق توجيهه وتعليمه لتلاميذه. قال له يوماً أحد الرهبان: “يا أبي إني أضع نفسي دائماً في حضرة الله”، فأجابه القديس صيصوي: “من الأفضل لك أن تضع نفسك تحت كل المخلوقات حتى تكون مطمئناً في تواضعك”. لذلك إذ كان في كل حين يتطلع إلى الحضور الإلهي كان يُدرك تماماً ضعفه وحقارته. دُعي بتائب البرية بسبب ما حدث معه في لحظات نياحته في حضور القديس آمون تلميذ أنبا بامو. قيل أنهم سمعوه يتحدث مع أشخاص غير منظورين. سأله الحاضرون : “ماذا ترى يا أبانا؟” أجاب: “أرى جماعة قادمة لتأخذني وأنا أتوسل إليهم أن يمهلوني قليلاً حتى أتوب”. قال له أحد الشيوخ: “هل لديك قوة لكي تتوب؟” أجاب : “وإن كان ليست لدي قوة فإني أتنهد وأبكي على نفسي!” ولما قال هذا أشرق وجهه كالشمس ففزع الذين حوله وسمعوه يقول: “الرب يقول: ائتوني بتائب البرية”، ثم أسلم الروح فامتلأت القلاية من رائحة ذكية. محبته للسكون والوحدة اعتاد أن ينطلق كالسهم إلى قلايته بعد انتهاء العبادة مباشرة، وكان في تعليمه يركز على العبارة: “جيد للراهب أن يبقى في قلايته”. حبس نفسه مرة في القلاية، ومنع تلميذه من القدوم إليه لمدة عشرة شهور، لم يبصر فيها إنساناً. وفيما هو يمشى في الجبل ذات يوم إذ به يجد إعرابياً يصيد وحوشاً برية. سأله الأنبا صيصوي: “من أين جئت؟ وكم لك من الزمان هنا؟” أجابه الأعرابي: “صدقني يا راهب إن لي أحد عشر شهراً لم أرَ أحداً قط غيرك”. وإذ سمع الأنبا صيصوي ذلك دخل قلايته، وكان يضرب صدره ويقول: “يا صيصوي لا تظن أنك صنعت شيئا لأنك لم تصنع مثل ما صنعه هذا الأعرابي”. رفع عقله إلى السماء كان متى صلى في حضور أحدٍ يرفع يديه وينزلهما سريعاً حتى لا يُخطف عقله إلى السماء في وجود أحدٍ. تارة إذ كان جالساً في قلايته قرع تلميذه الباب فقال له الشيخ: “انصرف يا ابرآم ولا تعد حتى أستدعيك فإني لست الآن وحدي في هذا المكان!” صومه لم يكن يشغله الطعام ولا يفكر حتى في الصوم، فكان غالباً ما ينسى أنه لم يأكل، وكان كثيراً ما يذكره تلميذه طالباً منه بإلحاح أن يأكل، فكان يجيبه: “إن كنا لم نأكل فلتقدم الطعام فنأكل”. سأله أخ عن كلمة منفعة فقال له: “قال دانيال النبي: خبز شهوة ما أكلت!” جهاده ضد الشياطين سأله أخ: “هل يا ترى كان الشيطان يضطهد القدماء هكذا؟” أجابه الشيخ: “بل اليوم يضطهد أكثر لأن زمانه قد قرب، لذلك فهو قلق”. مقاومته للأريوسيين جاء إليه جماعة من الأريوسيين وبدأوا يتكلمون ضد العقيدة الأرثوذكسية، فنادى تلميذه ابرآم وقال له: “احضر لي كتاب القديس أثناسيوس واقرأ إمامي، فصمت الأريوسيون”. إقامة ميت جاءه أرخن وبصحبته ابنه الغلام، وهما في الطريق إلى المغارة مات الغلام. لم ينزعج الأرخن بل حمله ودخل به إلى حيث القديس وكان مستغرقاً في تأملاته، ثم سجد للرب أمامه ووضع ابنه الميت بجواره كأنه ساجد وتركه، وظل الابن على هذه الحال والقديس ينتظر قيامه. وإذ تأخر جداً ربت على رأسه وهو يقول له: “ليباركك الرب يا بني، انهض سالماً، فنهض الصبي معافى، ومجّد الأب الرب وروى عالياً ما حدث فاضطرب القديس وسأله ألا يروي ذلك لأحد إلى يوم انتقاله. رجاؤه جاءه يوماً ما ثلاثة شيوخ متوحدين، فسأله الأول: “يا أبي ماذا أفعل لأتجنب نار جهنم؟” فلم يجبه القديس. سأله الثاني: “كيف أهرب من صرير الأسنان والدود الذي لا يموت؟” ثم سأل الثالث: “ماذا سيكون حالي؟ فإني كلما أفكر في الظلمة الخارجية أكاد أموت رعباً”. أجابهم القديس: “أعترف لكم أن هذه أمور لا أفكر فيها أبداً، وإني إذ أعلم أن الله رحوم أثق أنه سيرحمني”. هكذا أراد أن يرفع قلوبهم بروح الرجاء إلى السماء لا أن ينشغلوا بالهلاك الأبدي. ولكنه إذ وجدهم قد حزنوا بعث فيهم روح الرجاء قائلاً: “إني أغبطكم يا اخوتي وأطوبكم، وأنا أشعر بالغيرة من فضيلتكم، فما دامت مثل هذه الذكريات عن عذاب جهنم تساوركم من المستحيل أن تستعبدكم الخطية، أما أنا فجامد القلب ولا أفكر أن ثمة عقاباً ينتظر الخاطئ الأثيم، ولهذا لا أكف عن ارتكاب الخطايا”. حين تقدم القديس في السن ولكثرة أمراضه، استجاب لنصيحة تلميذه إبراهيم وذهب ليعتكف قليلاً في مدينة القلزم Clysma قرب البحر الأحمر، وهناك زاره القديس آمون Ammon، الذي إذ رآه حزيناً لبعده عن مكان وحدته، عزَّاه قائلاً إن حالته الصحية تتطلب علاجاً غير متوفر هناك، فأجابه القديس: “ألم يكن سلام العقل الذي أتمتع به هناك كافياً لراحتي؟” وفعلاً لم يشعر بالراحة حتى عودته. وعندما جاءوا به إلى شيهيت لاحظ أنبا آمون أنه كان متأثراً جداً، فسأله: “لماذا أنت حزين هكذا يا أبانا؟ ماذا كنت تستطيع أن تعمله في البرية وحدك في وأنت مُسّن؟” تطلع إليه وعاتبه قائلاً: “ما هذا الذي تقوله يا أمون، أليس مجرد الإحساس بالحرية في الصحراء أفضل من كل شئ؟” مع الأنبا أولونيوس زاره مرة الأنبا أولونيوس أسقف فيلوابولاوس في جبل أنطونيوس، ولما عزم على الانصراف جعله يأكل باكراً قبل الانصراف وكان الوقت صوماً. فلما وُضعت المائدة إذا بقومٍ يقرعون الباب. فقال لتلميذه: “قدّم لهم قليلاً من الطعام”. فقال الأسقف: “دعهم الآن لئلا يقولوا أن صيصوى يأكل باكراً”. فتأمله الشيخ وقال للأخ: “امضِ أعطهم طعاماً”. فلما أبصروا الطعام قالوا للأخ: “يا ترى هل عندكم ضيوف، والشيخ يأكل معهم؟” قال : “نعم”، فحزنوا قائلين: “لماذا تركتم الشيخ يأكل في مثل هذا الوقت؟ أما تعلمون أن الشيخ يعذب نفسه أياماً كثيرة بسبب هذه الوجبة؟” إذ سمع الأسقف ذلك صنع مطانية قائلاً: “اغفر لي يا أبى لأني تفكرت فكراً بشرياً، أما أنت فقد نفذت وصية الله”. نياحته على فراش الموت سُمِع يصرخ: “القديس أنطونيوس وسحابة الأنبياء والملائكة قد أتوا لأخذ روحي”، ثم أضاء وجهه وسكت لحظة، ثم صرخ مرة أخرى: “الآن الرب يأتي إليَّ”. وهكذا أسلم الروح حوالي سنة 429م بعد أن اعتزل على الأقل 62 سنة في جبل الأنبا أنطونيوس. من أقواله إن لي 30 سنة لم أطلب من الله غفران خطيئتي، ولكن في طلبتي وصلاتي أقول: يا ربى يسوع المسيح استرني، فإني إلى هذا الوقت أزل وأخطي بلساني. “إن لي الآن ثلاثين سنة أصلي للرب يسوع أن يحفظ لساني من أن ينطق بكلمة شريرة، ومع هذا فإني دائم السقوط”. سؤل: “هل الهروب نافع للراهب؟” جعل إصبعه على فمه وقال: “إن حفظت نفسك من هذا يا ابني، فهذا هو الهروب”. سؤل أيضاً: “ما هي الغربة؟” أجاب: “الغربة هي الصمت. في كل موضع يوجد فيه الإنسان يوجه لنفسه القول: ما شأني في هذا الأمر؟” سأله أخ: ” قل لي كلمة”. أجابه: “لماذا تطلب كلاماً؟ أصنع مثلما ترى”. صرْ مهاناً، واطرح مشيئتك وراءك، وصرْ بلا هم، تجد راحة. سأله أخ : “قل لي كلمة”. أجابه: “أي شئ لي أقوله لك؟ أنى أقرأ في العهد القديم ثم أرجع إلى العهد الجديد”. سأله الأب يوسف: كم من الزمن يحتاج الإنسان إلى قطع الأهواء؟… عندئذ قال سيسوي: “حينما تتحرك فيك الشهوة اقطعها حالاً”. سأله أخ: “كنت جالسا في البرية، وقدّم بربري وأراد قتلي، وقويت عليه، هل أقتله؟” أجاب :”لا، لكن سلّم الأمر لله ، لأن أية محنة تأتى على الإنسان ليس له إلا أن يقول : إنها من أجل خطاياي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح بن عبد الملاك المسعودي القمص | الولادة: – الوفاة: – هو أيضاً من بلدة الشيخ مسعود غربي طهطا، وترهبن بالدير المحرق حيث قضى كل سنيّ رهبنته. وكان ذا ميول تعبّدية خاصة، فركّز كل اهتمامه على نَظم المدائح والإبصاليات للمناسبات الكنسية المختلفة. وبحسب السن يتوسط القمص عبد المسيح بن عبد الملاك بين القمص عبد المسيح المسعودي الكبير والقمص عبد المسيح صليب المسعودي فجاء ما بين الاثنين السابقين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح المناهري القس | الولادة: 1892 الوفاة: 1963 نشأته وُلد حوالي سنة 1892م في مركز مطاي بمحافظة المنيا من أب اسمه حنين وأم اسمها إستير وسمّياه باسم سمعان. عمل سمعان بالزراعة وتربية المواشي مع والده ولم يتعلم في مدرسة بل تعلم القراءة والكتابة اجتهادياً. رهبنته اشتاق إلى الرهبنة فقصد دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون عدة مرات، وفي كل مرة كان والده يذهب إليه كي يعيده إلى المنزل إذ كان يحتاج لمعاونته في العمل، وفي كل مرة يعودان إلى المنزل كان يموت عدد كبير من مواشي والده. أوضح الأب لابنه أنه محتاج إليه إذ لم يكن له أولاد غيره. فأجاب سمعان قائلاً: “إن أعطاك الرب ولداً غيري هل تتركني أذهب للدير؟” فأجاب والده بالإيجاب، وبصلوات سمعان أعطاهم الرب ولداً آخر ُسمي حنّا. حينئذ ذهب سمعان إلى دير أنبا مقار ببرية شيهيت وترهبن هناك باسم عبد المسيح وكان ذلك سنة 1914م، وكان شديد التعلق بالقمص عبد المسيح صليب المسعودي البراموسي وشقيقه القمص يعقوب. وقد سمع البابا يوأنس التاسع عشر البطريرك 113 عن سيرة وفضائل القس عبد المسيح المقاري فأراد رسامته أسقفاً، ولم يكن القديس يريد ذلك، فادعى الهبل والجنون حتى طرده البطريرك من المقر البابوي، وقد استمر بعد ذلك في هذا الادعاء للهروب من المجد الباطل، كما أن القمص عبد المسيح المسعودي أمره أن ينزل من الدير وأن يستمر بهذا الأسلوب، فكان كثيراً ما يقول أنه يريد الزواج. وقد سكن بعد نزوله من الدير قرية المناهرة ولذلك يلقب بالمناهري. عبادته أما عن صلواته فلا يعلم أحد عنها شيئاً، إلا أنه كان يلازم قلايته لمدة، وصلت إلى أسابيع كان يصلي في أثنائها. كما أنه كان يربط حبلاً في سقف قلايته ومن الطرف الآخر يربطه في وسطه لكي يشده الحبل إذا ما نام. وكان يحفظ التسبحة والألحان الكنسية عن ظهر قلب. كان يأكل مرة واحدة في اليوم من المساء إلى المساء. أما عن الصدقة فكان يعطي جميع المحتاجين بسخاء ولكن بأسلوبه الخاص الذي كان يستعمل فيه الهبل والجنون أيضاً، وهو لم يقتنِ ثوبين طيلة حياته. وكانت قلايته مبنية من الطوب اللبن وغير مبيضة من الداخل، فكان مثالاً عالياً لحياة الرهبنة. شرّفه الرب بموهبة عمل المعجزات. كما وصل في روحانياته إلى درجة السياحة، وقد شهد على ذلك المتنيح البابا كيرلس السادس الذي كان القديس قد تنبأ برسامته بطريركاً. أخيراً تنيح بسلام في صباح عيد القيامة 6 برمودة سنة 1679 ش، الموافق 14 إبريل سنة 1963م، وكان منذ يوم أحد الشعانين في الأحد السابق لنياحته يقول: “أنا سوف أُكلل وأفرح يوم العيد” ولم يكن أحد يصدّقه ظانين أنه يدعي الجنون كعادته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح المسعودي الكبير القمص | الولادة: 1819 الوفاة: 1905 في دير المحرق ولد سنة 1819م في بلدة الشيخ مسعود غربي طهطا ولهذا لُقِب بالمسعودي، ولما بلغ السابعة عشر من عمره اشتاق إلى الحياة الملائكية، فقصد دير المحرق حيث ترهبن، وهناك تتلمذ للقمص بولس الدلجاوي (الذي صار فيما بعد القديس الأنبا إبرآم أسقف الفيوم)، فتشرّب منه وداعته وهدوءه النفسي وتطلّعه الروحي. في دير البراموس بعد أن قضى في الدير المحرق 22 سنة، قرر الذهاب إلى دير البراموس مع عدد من اخوته الرهبان، وكان وصولهم لهذا الدير في الفترة التي كان يوحنا الناسخ مازال به، قبل رسامته ليكون البابا المرقسي المائة والثاني عشر. وحينما غادر الدير المحرق قيل عنه: “إنه جوهرة خرجت من الدير”. ولقد نال هذا التقدير عن استحقاق، لأنه كان عالماً زاهداً عفيفاً، كما كان روحانياً مجاهداً، كذلك تميّز بالإخلاص التام والبعد عن الزهو والتفاخر، وفوق هذا كله فقد امتلأ قلبه بالمحبة العاملة المتفانية، فلهذا أحبّه جميع الذين عرفوه عن قربٍ. عيّنه البابا كيرلس الخامس رُبّيتة للدير بعد نياحة القمص عوض، فاهتم باخوته الرهبان ورعاهم روحياً وجسدياً، مما جعلهم يطاوعونه في رضى، فساد السلام دير البراموس طيلة رياسته، حتى أطلق عليه الأنبا يوأنس مطران البحيرة (الذي كان من دير البراموس أيضاً) لقب “أبو رهبان دير البراموس”. رفضه الأسقفية رُشِّح ليكون أسقفاً على كرسي أسيوط فاعتذر بشدة وإلحاح، فقبل الأنبا ديمتريوس الثاني البابا المائة والحادي عشر عذره، كذلك رُشِح لمطرانية الحبشة وللمرة الثانية اعتذر في تذلل شديد، فقَبِل الأنبا كيرلس الخامس اعتذاره، إذ أدرك مدى زهده وشدة ميله إلى التوحّد والدراسة وتفتيش الكتب لساعات طويلة. كان يقضي فترات طويلة متوحّداً بلغت خمسة عشر سنة، وكان في وحدته يعيش في مغارات من صنع يديه، إذ لم يكتفِ بمغارة واحدة، فكان يقضي أيام الأسبوع متوحداً، ثم يعود إلى الدير عشيات الآحاد ليقضي لياليه داخل الكنيسة، ثم يحضر القداس الإلهي في الصباح المبكر ويتناول الأسرار المقدسة ويعود إلى وحدته. النِساخة كان ماهراً في الكتابة ذا خط جميل (قبطي وعربي)، فانشغل في نسخ الكثير من الكتب القديمة، كما ألَّف بنفسه العديد من الكتب الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك فقد شغل نفسه بتجليد الكتب، وبعمل المناطق والأساكيم، ومع كل هذه الأعمال ومع توحده كان أب اعتراف لرهبان دير البراموس جميعاً. تنيح بسلام في 11 توت سنة 1621ش (21 سبتمبر سنة 1905م) عن ثمانٍ وثمانين سنة، قضى 71 منها ما بين ديريّ المحرق والبراموس والتوحد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد الملاك الهواري القمص | الولادة: – الوفاة: – كان رهبان دير السيدة العذراء المعروف بالمحرق لا يزيدون على أفراد قلائل في أواخر القرن الثامن عشر، ولم يكن أحدهم قد حصل على رتبة القسّيسية، فكان يأتيهم كاهن من القوصية أو من السراقنة ليؤدي لهم شعائر القداس الإلهي أيام الآحاد والأعياد. ثم حدث أن نال أحدهم كرامة الكهنوت، وهو القمص عبد الملاك الهواري فاُختير رئيساً لهم، وكان يتميّز بالحزم والشجاعة وعمق التفكير. في استنبول مما يرويه عنه معاصروه والذين عاشوا تحت رئاسته أن الضنك اشتد بالرهبان وضاقت بهم السبل، فاستصحب القمص عبد الملاك الهواري خمسة عشر راهباً وذهبوا جميعاً إلى استنبول حيث التمس مقابلة السلطان. فلما حظي بالدخول إلى حضرته استعرض معه كل ما يلاقيه الرهبان من شدة وظلم، وأصغى إليه السلطان حتى أتمَّ حديثه ثم أعطاه فرماناً يحدد أملاك الدير ويصون استقلاله كما يصون رهبانه من بطش الحكام. مع كل هذه الخدمات فقد حدث أن اشتكاه بعض الرهبان إلى البابا ديمتريوس الثاني، فلما استمع إلى شكواهم وجدها تافهة إلى حد أنه لطم زعيمهم على خده وحكم عليه بالذهاب إلى دير البراموس بوادي النطرون بدلاً من العودة إلى ديره، أما بقية الرهبان فقد أعادهم إلى ديرهم بعد أن زوّدهم بنصيحته وبركته الأبوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح صليب المسعودي القمص | الولادة: – الوفاة: – هو ابن شقيق القمص عبد المسيح المسعودي الكبير وأيضاً ينتسب إلى بلدة الشيخ مسعود غربي طهطا ولهذا لُقِّب المسعودي. ترهبن من البداية في دير البراموس حيث قضى فيه كل حياته الرهبانية منذ أن دخله إلى أن غادره للفردوس. كان مولعاً بالكتب، فترك للأجيال المتتالية عدداً غير قليل من مؤلفاته، على أنه بدأ أولاً بتوجيه عناية خاصة إلى القداسات الإلهية، فرتّبها وضبطها وعلَّق عليها وكتب لها حواشي. وكل من يقرأ تعليقاته وحواشيه يُدرك مدى تعمّقه في الكتاب المقدس، وفي الطقس القبطي الكنسي، وفي العقيدة الأرثوذكسية، وقد طبع القداسات الثلاثة سنة 1902 وتُعَد طبعته أدق مرجع للقداس القبطي. وانصرف بعد ذلك إلى التأليف فوضع الكتب التالية: 1. التحفة البراموسية في شرح وتتمّة قواعد حساب الأبقطي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية (طبعة سنة 1925م). 2. الدُرة النفيسة في حسابات الكنيسة (طبعة سنة 1926م). 3. الكنز الثمين في كرامات المتقدّمين (طبعة سنة 1927م). 4. تحفة السائلين، فيه ذكر أديرة رهبان المصريين (طبعة سنة 1932م). إلى جانب هذه الكتب وضع عدة منشورات مختلفة طبعها عدة طبعات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد الملك تواضروس البار | الولادة: – الوفاة: – عمل فترة موظفاً بالسودان ثم انتقل إلى الإسكندرية. كان متزوجاً من سيدة فاضلة ولم يكن لهما أولاد، وكان الاثنان يعيشان في تقوى ومخافة الرب. وكانت له أختان عذارى عاشتا معه. وقد كان هذا البيت نموذجاً للحياة المسيحية في الحب والتواضع. وكان عبد الملك هو سرّ بركة البيت، إذ كان الرجل شديد الصلة بالله وكان كاملاً في جيله. الإنجيل في حياته عاش عبد الملك منظماً جداً في حياته، وقد اتسمت حياته بهذا النظام الدقيق. فكان يصلي بانتظام صلوات السواعي ويحفظ مزاميرها، ويقرأ الكتاب المقدس بكامله مرّتين كل سنة، وقد قرأه أكثر من مائة مرة حتى صار يحفظ كثيراً من فصوله عن ظهر قلب، وكان دائماً مشغولاً بالإنجيل في حديثه وسط الناس وفي خلوته، إذ ملأ الإنجيل عليه حياته كلها. واظب على حضور القداس الإلهي يومياً في الكنيسة المرقسية، وكان دائماً من أوائل المبكرين بالحضور رغم بُعد المسافة من منزله إلى الكنيسة. ترجم محبته إلى عمل، فقد اعتاد أن يُحضر معه يومياً سلّة طعام يضعها بهدوء أمام قلاية الأب الراهب وكيل البطريركية دون أن يراه أحد من الناس، وكلّف أحد الفراشين بإحضار السلّة فارغة كل يوم، وقد شدّد عليه ألا يُعلم أحداً بذلك، وإذا سُئل أجاب “أحد أفراد الشعب هو الذي أحضره”. صداقته مع البابا كيرلس السادس حين جلس البابا كيرلس السادس على الكرسي المرقسي كان يفرح بعبد الملك وبمواظبته على حضور القداسات. وقد أحسّ البابا بما له من ورعٍ وتقوى وحياة روحانية، فقرّبه إليه في مودة شديدة. وكان في أيام كثيرة يستضيفه في قلايته ويتآنس بوجوده. في قربه من البابا أحبّه الجميع، لأنه كان يرفض الكلام عن الناس، لقد كان رجل سلام، وكان يرفض الانحياز إلى أية تيارات، فاحتفظ بقلبٍ طاهرٍ، وهكذا كان سبب بركة لكثيرين. قوة الصلاة كان بمنزل أحد أصدقائه وفي تلك الليلة كان بعض الرفاق يتسامرون، وكان أحدهم رجل ذا حيلة جنّده الشيطان لأعماله، فكان يبهر الحاضرين بأعمالٍ خارقةٍ ومنها إحضاره لكلٍ من الحاضرين شيئاً من منزله. ولما أتى دور عبد الملك أجاب بتواضع أنه لا يريد شيئاً، فألحّ الرجل وقد شجّعه الشيطان متصوراً إحراج عبد الملك، فطلب منه إحضار كتاب صغير تحت الوسادة في حجرته، وكان هو كتاب الإجبية. غاب الرجل أكثر من المعتاد ثم أفاق ليقول أنه لا يستطيع إحضار هذا! فامتلأ الجميع دهشة واعتراهم خوف عن الشيء الذي لم يستطع الشيطان الاقتراب منه، فأجابهم عبد الملك ببساطة وتواضع إنها الحجرة التي يصلي فيها وهذا كتاب الصلوات، والشياطين تخاف من الصلاة وتهرب من علامة الصليب. نور المسيح الذي معنا حكى عبد الملك مرة عن كاهن يعرفه شخصياً بالريف، وكان شيخاً وقديساً ومملوءً من ثمر الروح. أتاه رجل مرّة يخبره بأن أحدهم سيسافر إلى القدس، فلما سأله الكاهن عن السبب أجاب: “لكي يرى نور المسيح”. فما كان من الكاهن إلا أن طلب إلى الشماس فأعطاه شمعة مطفأة، ورفع اللفافة عن الكأس وقرب الشمعة من الكأس فأضاءت. فدفعها إلى الرجل قائلاً: “هذا هو نور المسيح الذي هو معنا كل يوم على المذبح”. وقد كان عبد الملك يحتفظ في ذاكرته بتذكارات لأبرار كثيرين مثل هذا الكاهن، عايشهم وأحبهم وتمثَّل بهم. رويّ لي هذه القصة: في أيام الحاكم التركي كانت إحدى قريباته (علي ما أذكر جدّته) مريضة جداً. اشتد بها المرض جداً حتى لم تحتمل شدة الآلام، وإذ عبر بالطريق رجل مغربي مشهور بالسحر قيل لها عنه. تحت ضغط الآلام بالرغم من تقواها وافقت علي حضوره. دخل المغربي ووضع قطعة من العملات الذهبية في طبق وملأ الطبق ماءً وبدأ يتمتم. بعد قليل جرى بسرعة فائقة وأمسك بقطعة الذهب وانطلق نحو الباب ليخرج. تعجب الكل لتصرفه هذا، فسألوه لماذا فعل هذا، هل أساءوا إليه في شيء؟ أجابهم بالنفي. إنما قال لهم: “منذ عشرين عاماً دخل إنسان في الحجرة وبقي الليل كله يصلي بالمزامير، لذا لا تستطيع الأرواح أن تقْدم إلى الحجرة!” عندئذ تذكروا أنه منذ عشرين عاماً كانت المطرانية باسنا تُجدّد، وإذ حضر المطران من الأقصر تركوا له البيت وبات في نفس الحجرة. هكذا بعد عشرين عاماً لم تستطع الشياطين أن تتحرك أو تدخل الحجرة بسبب صلوات المزامير! أخيراً بعد أن أكمل سعيه الصالح رقد في الرب في شيخوخة صالحة بدون مرض، انتقل هكذا بسلام وهدوء وطمأنينة وانضم إلى الأحضان الأبوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد يسوع الأسقف ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 361 في عهد سابور ملك الفرس حوالي سنة 361م، استشهد خمسة يحملون نفس الاسم: عبد يسوع Ebedjesus، كان أحدهم أسقفاً وثلاثة كهنة وشماس وراهب. استشهد الأسقف عبد يسوع مع أسقف آخر اسمه أبداس Abdas، وكان معهم أسقف ثالث اسمه داوساس Dausas ساقوه أسيراً إلى زابدي Zabde حيث استشهد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عربي بن دويل الشهيد | الولادة: – الوفاة: 523 من الشهداء الحميريين (اليمنيين)، من عشيرة جو، استشهد يوم الأحد 20 تشرين الثاني سنة 523م. حفر اليهود حفرة في الأرض ووضعوه فيها، ولما أبَى أن ينكر المسيح طمروه بالتراب حتى صدره وأخذ اليهود يرشقونه بالسهام في كل الاتجاهات حتى ملأوا صدره ووجهه وظهره، وهو يعلن تمسكه بالمسيح إلى أن أسلم الروح ونال إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عزاريانوس و أبيماخوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا من مدينة روما واستشهدا في زمن الإمبراطور مكسيميانوس. تعيّد لهما الكنيسة في الرابع من شهر هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح الأثيوبي الأب | الولادة: – الوفاة: – راهب معاصر متوحّد، عاش في مغارة بالقرب من دير البراموس أكثر من أربعين سنة. مارس الحياة الإنجيلية بروح التواضع مع الصراحة والقوة في الحق. صادق الوحوش وتحدّى الطبيعة، ورفع قلوب الكثيرين إلى السماء، وبالحق مارس الحياة الملائكية العجيبة! الفترة القصيرة التي عاشها في القاهرة ثم في الإسكندرية قبل سفره إلى لبنان ومنها إلى أورشليم تحمل ذكريات في قلوب الكثيرين، وكلماته لازالت ترن في أعماقهم! نشأته وُلد في أوائل القرن العشرين من أبوين تقيين لأسرة غنية جداً، بإقليم وللو Wollo في شمال أثيوبيا، وهو ينتسب للأسرة الإمبراطورية السابقة. تلقّى تعليمه الأوّلي على أيدي أفضل المعلّمين في بلده، وكان موضع تقدير أساتذته، فكان متقدماً في المعرفة والحكمة مع حياة فاضلة وغيرة في العبادة. رهبنته إذ أُختير لنوال مركزٍ مرموق انطلق إلى أحد الأديرة بجبال أثيوبيا، وصار راهباً باسم “الراهب عبد المسيح”. إلى دير البراموس بعد حوالي عشرة سنوات قضاها في الدير، اشتاق أن يكمل حياته الرهبانية في صحراء مصر مقتدياً بآباء البرية المصريين الأوائل. أراد أن يكون كسيده، فأصرّ أن يعبر من أثيوبيا إلى السودان، ثم إلى النوبة ومنها إلى صعيد مصر مشياً علي الأقدام. وقد قطع هذه المسافة في تسعة أشهر وعشرة أيام. لا نعرف عن هذه الرحلة شيئاً إلا أنها بلا شك كانت رحلة رجلٍ عابدٍ للرب، يتغنى في طريقه بروح التوبة الممتزجة بالفرح، كمن هو منطلق إلى الفردوس. في أواخر 1935م بلغ إلى حدود مصر في الجنوب وقال أنه يريد أن يذهب إلى دير البراموس، وإذ لم يكن يعرف العربية لم يفهموا عبارة “براموس”، فظنوا أنه يريد “برّا مصر” أي خارج مصر. حاولوا أن يفهموه، وأخيراً التجأوا إلى السفارة الأثيوبية فتحدث بالأمهرية وذهب إلى دير البراموس. شعر رئيس الدير (الروبيتة) بقدسية حياته وجدّية رهبنته، وإذا تقدم شخص للالتحاق بالدير سلّمه له لكي يتلمذه. لاحظ رئيس الدير أن طالب الرهبنة قام في الصباح الباكر وبدأ يملأ ماءً من البئر لرش فناء الدير وكاد أن يقضي اليوم كله هكذا. وتكرر هذا الموقف إلى أيام كثيرة. عندئذ سأل رئيس الدير أبانا عبد المسيح: لماذا لم تعلم طالب الرهبنة حفظ المزامير والتسبحة الخ.؟ أجابه: “يجب أن يتعلّم أولاً الطاعة والتواضع، لو أنه حفظ الكثير لظنّ في نفسه أنه قديس، وسقط في الكبرياء!” حياة الوحدة لم يطق أبونا عبد المسيح أسوار الدير، فخرج إلى الصحراء وأقام متوحداً في مغارة. كثيراً ما كان يجول الصحراء مصلّياً ومسبّحاً الله، ولا يلتزم بالعودة إلى المغارة ليبيت. كان متى أراد أن ينام يصنع بإصبعه علامة الصليب علي الرمال من الأربعة جوانب وينام مطمئناً، وكان في الصباح يجد آثار الحيّات وحيوانات البرية خارج الدائرة التي حوّطها بأربعة صلبان. أما إذا نام في قلايته، فكان باب القلاية عبارة عن جريدتين من النخيل علي شكل صليب يضعه علي الباب ويدخل لينام كما عند صليب رب المجد. لم يترك مغارته منذ 1935م حتى عام 1958م، عندما ذهب بغير إرادته بسبب شدة مرضه للعلاج بالإسكندرية ثم عاد بعد فترة قصيرة. نور في المغارة أثناء الحرب العالمية لاحظ الجند الإنجليز أن نوراً مشرقاً يتجه نحوهم فانطلقوا إلى حيث النور، إذ ظنّوا كميناً قد أُقيم ضدهم. كانت المفاجأة أنهم وجدوا هذا الراهب. فتّشوا قلايته فلم يجدوا أثراً لأي كبريت أو نور. كرّروا الأمر عدة مرات، فكانوا كلما ابتعدوا حوالي كيلومتراً واحداً يروا النور مشرقاً بقوة، وإذ يعودوا لا يجدوا شيئاً. أحبّوه وكانوا يطلبون صلواته، وعندما تركوا الموضع قدّموا له معلبات كثيرة جداً قام بتوزيعها علي سكان البرية من العرب. اتركوه يصلي من أجلنا! في سنة 1967م توجّه إلى قداسة البابا كيرلس، وطلب منه أن يمنع الزيارات عنه حتى لا تشغله عن وحدته وحياة التأمل. قال للبابا: “الزوار جايين يتفرجوا على حمار”. تطلّع البابا إلى الأنبا ثاوفيلس أسقف دير السريان وقال له: “اتركوه يصلّي من أجلنا، لعل الله يرفع غضبه عن العالم كلّه بصلواته”. العمل اليدوي يؤمن بأنه “إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل” (2تس1:3). فكان يصنع الحبال من ليف النخيل ويسلّمها إلى بعض البدو الذين يقدمون له بعض الأشياء، ويقوم هو بتوزيعها علي من يطلبها منه. يسوع المسيح هو طبيبه! إذ كان مريضاً نصحه أحد الأطباء أن يأكل أطعمة ذات قيمة غذائية عالية، وقام الطبيب بتقديم بعض الأطعمة له. أما فهو فعاد وقدّمها لمرافقي الطبيب وهو يقول له: “المسيح يسوع هو طعامي، المسيح يسوع هو طبيبي، المسيح يسوع هو قوّتي”. مع الحيّات والوحوش المفترسة في ديسمبر 1962م روي لي القمص متياس السرياني (حالياً نيافة الأنبا دوماديوس) القصتين التاليتين: الأولي ذهب لزيارته أحد الآباء المتوحدين المشهورين وإذ كانا يتحدثان معاً داخل مغارته دخلت حيّة ضخمة، فبدأت عينا المتوحّد تتوجه إلى الحيّة. أما هو فقال له: “يا أبتِ أتخاف من الحيّة؟ ألم يقل: “أُعطيتكم سلطاناً أن تدوسوا على الحيّات والعقارب؟” ثم طلب منها أن تترك المغارة فخرجت. أما القصة الثانية فحدثت معه شخصياً، فكما يعرف عنه أنه كثيراً ما كان لا يأكل إلا الردّة المبلولة”. زاره أبونا متياس السرياني فأراد أن يكرّمه جداً فأتي بعلبة من فوارغ المعلّبات ووضع تحتها بعض الحطب الرفيع وأوقده، ثم وضع في الماء “ملوخية” جافة، ووضع عليها علبة “حلاوة طحنية” وبدأ يحركها بعصا صغيرة. بعد أن غلي الطعام قدّمه لأبينا متياس كأشهى وجبة طعام يمكن أن تقدم! التقينا معه وتحدّث معه صديقي مكرم يوسف المحامي قائلاً له: “أريد أن أتتلمذ علي يديك هنا في الصحراء”، أجابه أنت تريد أن تقفز لتصعد على الدرجة العاشرة فتسقط وتنكسر، لا بد أن تبدأ السلم بالدرجة الأولى فالثانية الخ. من يلبس ذهباً لا يري يسوع في بيروت إذ زاره عدد كبير من الأساقفة ورؤساء الكنائس، وكانوا يرتدون ثياباً فاخرة وسلاسل ذهبية علي صدورهم. أمسك بطرف ثوب أحدهم وقال: “واحد يلبس ذهباً… لا يري المسيح؛ واحد يلبس حريراً لا يرى المسيح”. في أوائل الستينات زاره الأنبا ثاوفيلس مطران هرر بأثيوبيا، ومعه سفير أثيوبيا بمصر. قال للمطران: “أمّ تترك بنتها لا تعيش!” ويقصد التزام أثيوبيا بالارتباط بالكنيسة القبطية، كما أمسك بالسلسلة الذهبية وقال لهم: “لا يصح ذلك!” في نهاية الزيارة قدّما له قطعة قماش سوداء فرفضها، وإذ تركاها له، ألقى بها في الدير بعد أن ودّعهما خارج أسوار دير البراموس. ده مَلَكان! (هذا ملِك!) اشتهر أبونا عبد المسيح بالنسك، فكان يودّ أن يكون كل الرهبان والأساقفة متنسّكين. فمن الأمور المعروفة عنه توبيخه للأساقفة غير المتنسّكين. ذهب يوماً إلى دير البراموس وطلب أن يُرسلوا إليه عند حضور الأسقف، فقال له (الروبيتة): لا يمكن لأنك دائماً توبّخ الأساقفة قائلاً: “أنت مكسور”. فوعده ألا يفعل ذلك. حضر الأسقف ولم يرسلوا إليه، وإذ سمع رنّات الجرس أدرك أن الأسقف قد حضر فأسرع إلى الدير وطلب مقابلته. بدءوا يذكّرونه بوعده. ثم دخل إلى الحجرة فوجده جالساً علي (المصطبة) وعليها سجادة فلم يحتمل المنظر، فوضع يده على عينيه لكي لا يري المنظر وبدأ يسير إلى الوراء بظهره وهو يقول: “ده مَلَكان! ده ملكان! مش قادر! مش قادر!” وترك المكان وعاد إلى مغارته. كنت في زيارة إلى دير السريان وقيل لي أن أبانا عبد المسيح الأثيوبي بالدير. فالتقيت معه، وإذ بالمتنيح الأسقف… جاء وطلب منه أن يصلي من أجله لأنه مريض. وإذا بنا نُفاجأ به يقفز ويمسك ثوبه ويقول: “ثوب حرير مش للأسقف بل لكذا…” وكان يوبّخه على ثوبه الحريري. ثم قال له: “أحضر الكتاب المقدس”. وإذ أحضر أحد الرهبان الكتاب المقدس، قدّمه للأسقف وقال له: “اقرأ مزمور 50 (49) ابتداء من الآية 16”. فقرأ الأسقف: “وللشرير قال الله: مالك تُحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك، وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك؟…” وصار يوبّخ الأسقف: “أتقول للسارق لا يسرق وأنت تسرق؟…” حتى ارتعبنا جميعنا. وإذ كان يستعد للسفر إلى القاهرة لمقابلة قداسة البابا كيرلس السادس طلب كوب شاي. وإذ رأى راهباً قادماً إليه بكوب الشاي قفز وجري بسرعة فائقة ونحن وراءه ثم قال له: “أنت لا تعرف أن تصنع الشاي”، ثم طلب ماءً وبدأ يسكب في الكوب ماء وملحاً حتى انسكب أغلب الشاي على التراب ثم شرب الشاي أشبه بماء به سكر وملح، وهو يقول : “هذا هو الشاي الحسن!” انطلق نحو الرست هاوس Rest House ليركب الأتوبيس للقاهرة، وكان لا يأخذ معه مالاً، إذ كان السائقون يحبّونه ويشتهون أن يركب معهم. وإذ كان مستعداً للقاء البابا وضع البطانية حول جسمه وأمسك بحذائه تحت إبطه. وكان يلتقي بالبابا لمدة دقيقة أو أكثر يقدم له رسالة ثم يتركه ويعود إلى الصحراء. ذهابه إلى الإسكندرية إذ التزم أن يذهب إلى الإسكندرية للعلاج بعد حوالي 23 عاماً، صار يضرب مطانيات إلى الأرض ويقَّبل أرض المغارة حتى ركب السيارة وهو يقول: “راهب يترك المغارة، عليه طقس يلتزم به”. الاستعداد للرحيل عاش أبونا عبد المسيح قرابة خمسين عاماً في الرهبنة، قضي أغلبها كمتوحدٍ في مغارة بجوار دير البراموس. وإذ شعر بقرب رحيله من العالم أراد أن يموت بأورشليم، وكانت العلاقات بين مصر وإسرائيل مقطوعة وعدائية. أصرّ أن يذهب إلى القدس على قدميه، فكان من المستحيل تحقيق ذلك لأسباب سياسية. أخيراً اقتنع بأن يمكث في القاهرة لحين عمل جواز سفر أثيوبي له وأخذ تأشيرة دخول لبنان وسوريا ومن هناك يذهب إلى القدس. عاش قرابة سنة في حجرة تحت السلم بمبنى الكلية الإكليريكية، ثم جاء إلى الإسكندرية للسفر من الميناء البحري. أذكر عندما جاء كان يسأل: “أين يوجد الحمار؟” – ليسكن معه – قيل له: “لا توجد حمير بالبطريركية”. أخيراً اقتنع أن يسكن تحت سلم البطريركية. كان إذا ما قال له أحد: “صلِّّ لأجلي لكي يرحمنا الله”، فكان يضربه على ظهره وهو يقول: “ربنا بيرحمنا، ونحن لا نرحم أنفسنا!” قُدم له بلح فرفض تماماً، وطلب “البلح الذي يأكل منه الحمار”، أي الذي لا يُؤكل! إلى بيت المقدس ذهب إلى بيروت حيث قضي حوالي شهراً ثم توجّه إلى دمشق في ضيافة بطريركية السريان الأرثوذكس. هناك أخذ تصريحاً لدخول الأردن والعبور من جسر الملك إلى الأراضي المقدسة. عند وصوله مع مرافقيه إلى نقطة الحدود يبدو أن أحد المسئولين عن الأمن من المخابرات الأردنية تشكك في أمره، فطلب تفتيشه ذاتياً بمفرده، فوجد في ملابسه بعض الكتب. مدّ يده في صدره فوجد كتاباً بالأمهرية ورقه قديم متآكل، فألقاه علي الأرض بطريقة مثيرة. لم يحتمل أبونا أن يٌلقى بالكتاب المقدس علي الأرض فاستجمع قوته وبمنتهى الشدة صفع القائد علي وجهه حتى صرخ. استدعي القائد الراهب القبطي المرافق لأبينا، وإذ عرف ما حدث صمت لأنه من حق القائد أن يقتلهما فوراً. لكن كم كانت الدهشة حين أصدر الضابط الكبير تعليماته الشفوية إلى رجاله بالموافقة الفورية علي دخول هذا الأب ومرافقيه إلى الأردن دون انتظار. بعد فترة قصيرة بأورشليم رحل أبونا المحبوب إلى الفردوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غاليون السائح | الولادة: – الوفاة: – رهبنته حكى الأنبا اسحق رئيس دير القلمون والأب الروحي لرهبان المنطقة كلها، أن شاباً جاء إليه طالباً الرهبنة والعبادة والتأمل، وهو من إحدى قرى الصعيد، فعرَّفه الأنبا اسحق بصعوبة الطريق ومخاطره، وأنه يحتاج لصبرٍ وقوة احتمال، وأنه سوف يواجه تجارب متنوعة. أصرّ الشاب على الطريق الذي اختاره، فقام الأنبا اسحق ودعا الرهبان ليقبلوه، ثم ألبسه إسكيم الرهبنة وأسماه غاليون. كان الراهب غاليون يجتهد في الصلوات ليل نهار دون انقطاع، وكان يتحلى بالفضائل المقدسة، ويُتعِب نفسه بالنسك والزهد، حتى أنه كان يتناول طعامه مرة واحدة في الأسبوع. موهبة الصوت الجهوري كان ذا صوت جهوري فعُيِّن قارئاً للدير. وكان يقرأ على الآباء من البستان عند اجتماعهم حول مائدة الطعام، وكذلك القراءات الكنسية أثناء صلوات القداس والتسابيح والطقوس المختلفة، فأصبح معلّماً لكثير من الأخوة. حياة السكون والوحدة بمرور الوقت ومع نموه الروحي أظهر الرب الكثير من الآيات والعجائب على يديه، فكان يشفي المرضى ويُبرئ الأسقام. مع نشاطه المجمعي ومحبته للخدمة كان يميل إلى حياة السكون والوحدة والقراءة والتأمل والصلاة في قلايته، ولم يختلط بالاخوة إلا أثناء الصلوات العامة فقط. وهكذا استمر في حياته داخل الدير حتى صار شيخاً ضعيف البنية ولكن قوي بالروح. الشيطان يجرّبه حسده الشيطان على فضائله وتعبه وحبه للمسيح الذي ملك قلبه، فأتى له ليلاً وهو خارج قلايته متأمّلاً مسبحاً، وظهر له في شكل راهبٍ سائحٍ، وقال له: “إننا جماعة من السواح عددنا اثنا عشر راهباً، وقد مات واحد منا اليوم لذلك ندعوك أن تكمّل عددنا أيها الحبيب، فأنت ناسك وعابد تقي محب للاخوة وزاهد للعالم،ّ لذلك أنت مستحق أن تكون سائحاً معنا”. ثم توارى عنه عدو الخير، قَبِل القديس هذا الفكر ظاناً أن اللّه أرسل له هذا الملاك ليدعوه إلى السياحة المقدسة، فأخذ عكازه وخرج إلى البرية دون أن يراه أحد، وسار قليلاً حتى وجد أحد عشر رجلاً من جند إبليس في شكل رهبان، فمضى إليهم وسار وراءهم إلى البرية الداخلية إلى أن انتصف نهار اليوم التالي. وهناك على جبل ليس به طعام أو ماء تركوه وجلسوا يهزأون به. سمعهم يقولون: “لقد اصطدنا في هذه الليلة صيداً سميناً. لقد سقط رجل اللّه غليون صاحب الآيات والمعجزات، الشيخ الناسك والزاهد العابد”. فانتبه من غفلته وأدرك حيلة الشيطان فرشم ذاته بعلامة الصليب المقدسة وهو يصرخ مصلياً بالمزامير. صرخ قائلاً: “أخرجني من شدائدي، أنظر إلى ذُلي وتعبي واغفر لي جميع خطاياي. أنظر إلى أعدائي، لأنهم قد كثروا وأبغضوني ظلماً. احفظ نفسي ونجّني” (مز17:25-20)، فصاروا دخاناً أسود. مجّد الأب غاليون الرب القدوس قائلاً: “أعظمك يا رب لأنك انتشلتني ولم تشمّت بي أعدائي. أيها الرب إلهي صرخت إليك فشفيتني. يا رب أصعدت من الجحيم نفسي، وخلصتني من الهابطين في الجب” (مز29: 1-2). افتقاد الرب له وجد القديس نفسه وحيداً وتائهًا في الجبل، إذ لا يوجد طريق ولا إنسان أو أي دليل يهديه إلى ديره ثانية، فوقف وصلى إلى اللّه وحينئذ سمع أصوات صلاة وتسبيح تشبه أصوات الملائكة، ثم رأى ثلاثة آباء من الرهبان السواح، وبعد أن سلموا على بعضهم عرف أنهم رهبان من دير القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين وأن الرب أرسلهم لينقذوه، فشكر الرب ثم أقام القديس غاليون معهم سنة كاملة. عودته إلى الدير وفي إحدى الليالي قال له أحد الآباء المرافقين له: “عُد إلى ديرك مرة ثانية”، فسألهم غاليون: “لماذا؟ هل أخطأت في شيء؟” فأجابوه قائلين: “لا، ولكن أباك اسحق سأل الرب يسوع أن يراك قبل نياحتك. فَقُم وأسرع وامضِ إليه”. وإذ كان لا يعرف الطريق سألوه أن يتبعهم حتى رأى ديره فودّعوه ومضوا. سار غاليون نحو الدير وطرق الباب ففتح له أبوه الأنبا اسحق واستقبله بفرحٍ ثم قصَّ غاليون على أبيه كل ما حدث له. وإذ كان غاليون يعرف موعد انتقاله أخذ راهباً صغير السن ليعلمه ترتيب وطقس الكنيسة وألحانها، ثم ضَمَّ هذا الراهب الذي كان يدعى موسى إلى صدره وقال له: “اقبل مني الروح الذي في داخلي من الآن وحتى اليوم السابع حيث أتنيّح”. ولما دنا وقت النياحة اجتمع آباء الدير مع الأنبا اسحق وودعهم بسلام وأسلم روحه بين يدي السيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال الأول البابا السابع والخمسون | الولادة: – الوفاة: 911 ترهّب هذا القديس منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة، وكان محباً للانفراد والوحدة وكان يكثر من البكاء في الصلاة طالباً من اللّه أن ينجيه من مكائد الشيطان. سيامته بطريركاً ولما تنيّح البابا ميخائيل السادس والخمسون بقيت الكنيسة أربع عشرة سنة بدون بطريرك بسبب الكوارث القاسية التي حلّت بها، فأغلقت كثير من الكنائس، وحلّ النزاع بين المسيحيين بسبب سوء الرعاية. سخّر الرب لهم الأنبا باخوم أسقف طحا، وكانت له مكانة سامية لدى الوالي خماروية، فتوسط لديه فسمح بإقامة بطريرك للكنيسة القبطية وأعطاه تصريحاً بذلك.وقع الاختيار على هذا الأب ليكون بطريركاً مكانه فرُسم سنة رغماً عنه في شهر بشنس عام 625ش الوالي 910م في عهد خلافة المقتدر بن المعتضد. رعايته واهتمامه بخلاص نفسه أخذ يهتم بشؤون الكنيسة ولم تمنعه مهام البطريركية عن عباداته ونسكه إذ كان يقضي أغلب الأيام في البرية، وإذا جدّ ما يستدعي قيامه إلى مصر أو الإسكندرية كان يذهب ثم يعود ثانية إلى البرية. وكان يجاهد ضد الجسد والشيطان بالإكثار من الصوم والصلاة والسهر والتواضع. وكان يستيقظ في الليل ويأخذ مجرفة من حديد ويلبس ثوباً رثاً ويمرّ على دورات المياه التي بالقلالي فيغسلها وينظفها. وأقام على هذه الحال حتى نظر اللّه إلى تواضعه وانسحاق قلبه فرفع عنه الآلام ومنحه نعمة الانتصار على الخطية والذات. الالتزامات المادية سار على خطة سلفه في فرض ضريبة على كل أسقفٍ يُرسم جديداً لكي يدفع الرسم المطلوب لكنائس الإسكندرية التي تعهد بها البابا ميخائيل في وقت ضيقه. كما أنه لم يلغِ الضريبة الشخصية التي كانت مفروضة على أعضاء الكنيسة القبطية لتسديد طلبات ابن طولون، بل ظل يتقاضاها حتى يتمكن من ترميم الكنائس المتهدّمة. وأقام هذا الأب عابداً ومجاهداً وواعظاً إحدى عشر سنة ثم تنيّح بسلام سنة 911م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال الثالث البابا السابع والسبعون | الولادة: – الوفاة: – في القرن الثالث عشر انقسم الأراخنة والأساقفة على اختيار مرشح للبطريركية بعد نياحة أنبا أثناسيوس الثالث، ورغم الاحتكام إلى القرعة الهيكلية التي أفرزت غبريال، إلا أن أتباع الفريق الآخر رغم قبولهم مبدأ القرعة الهيكلية تشايعوا متشددين لمرشحهم يوأنس (يوحنا) الملقب “السكري”. ولأن أنصار يوأنس كانوا أقوى نفوذاً فقد رسموا مرشحهم بطريركاً باسمه وأعطوه لقب “السابع”، واستمر البابا يوحنا يحكم الكنيسة نحو ست سنوات وتسعة شهور، كانت كلها منافسة ومعاكسة وخصام وفي خلالها تقوّى حزب غبريال واتفق الأساقفة على عزل البطريرك يوحنا وسجنوه بأحد الأديرة وولّوا غبريال بطريركاً مكانه باسم غبريال الثالث. ولم تستمر حبرية أنبا غبريال سوى سنتين كرَّس الميرون المقدس في دير أنبا مقار، وانتقل قبل أنبا يوأنس فضمته الكنيسة ضمن باباواتها برقم السابع والسبعين ودُفِن في مصر القديمة كالعادة. واتحدت كلمة الجميع على إعادة البابا يوأنس إلى منصب البطريركية فأخرجوه من معتقله، وأرجعوه إلى مقره فقوبل فيه بإكرام زائد. وكان أنبا يوأنس أثناء حبرية أنبا غبريال الثالث في الدير شاغلاً نفسه بالصوم والصلاة وترجمة الكتب. لم يقم بطريركاً على كرسي الإسكندرية في وقت واحد بطريركان إلا هذه المرة، بينما جلس على كرسي روما أسقفان في وقتٍ واحدٍ 28 مرة، وثلاثة أساقفة ست مرات، وأربعة أساقفة أربع مرات (تاريخ الانشقاق 405:3-406). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال الثامن البابا السابع والتسعون | الولادة: – الوفاة: 1603 تم الاتفاق عليه واختياره بسرعة بعد فترة لا تزيد على تسعة أشهر على انتقال البابا يوأنس الرابع عشر، وهو الراهب “شنودة” من دير الأنبا بيشوي، وتمّت مراسيم سيامته للكرامة البابوية في كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة يوم عيد الملاك غبريال، باسم البابا غبريال السابع في 16 بؤونة سنة 1306ش و1590م في أيام السلطان العثماني مراد الثالث. وقد كان أكبر الأساقفة سناً هو الأنبا زخارياس أسقف القدس الذي ترأس حفل السيامة. لما كانت الكنيسة في يد حاميها وراعيها الذي لا يغفل ولا ينام، فقد دافع عنها إلهها وفاديها ضد قوى الغدر والبطش والإرهاب. ففي الوقت الذي فيه تزايد الضغط على القبط لدفع الجزية والتشدد في جمع أضعافها، انتشر الطاعون مرة أخرى في العباد والبلاد – دون الأقباط – بل وتزلزلت الأرض من تحت أقدام الولاة وانهارت المنازل وتشقق جبل المقطم، وحلت بمصر الكوارث من كل ناحية، والكنيسة في يد ربانها تمخر وسط بحر العالم الهائج في اطمئنان وسلام. لأول مرة أيضاً نسمع عن “عادة التدخين” وانتشارها في مصر في تلك الفترة. وقد حاول البابا الروماني مرة ثانية إخضاع الكنيسة القبطية لسلطانه، ولكن البابا الساهر أنهى مباحثات مبعوثي البابا بالتمنيات الطيبة للحبر الروماني قائلاً: “وعندما نحس أن رب الكنيسة قد تخلّى عنها، سنلجأ إلى البابا الروماني لكي لا يتخلى عنها”. بل وامتدت أنظار البابا السكندري لحماية الكنيسة في أثيوبيا فحذر – في رسالة أبوية – الملك والإكليروس في أثيوبيا من الانحراف عن الإيمان المستقيم الذي دفع ثمنه الرسل والشهداء وآباء الكنيسة الكبار، وفشلت جهود روما في تحويل أثيوبيا أيضاً مما دعا البابا الروماني إلى عدم السير في خطة أسلافه. قد قام الوالي بعزل البابا مدة من الزمن، ثم أُعيد إلى كرسيه في أيام السلطان مراد الثالث العثماني. وفي سنة 1602م أصدر البابا غبريال قراراً بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية كما يأتي: 1. أن يكون صوم الرسل من يوم عيد العذراء 21 بؤونه وفطره في 5 أبيب. 2. أن يكون صوم السيدة العذراء الذي يحل في شهر مسرى اختيارياً، فمن صامه وفاءً لنذر قطعه على نفسه فله ثوابه ومن لم يصمه فلا جناح عليه. 3. أن يبدأ صوم الميلاد من أول شهر كيهك ويكون فطره عيد الميلاد. 4. أن لا تصام ثلاثة أيام نينوى. وقد وافقت عليه الأمة القبطية وقتئذ. وأخيراً تنيّح في سنة 1603م، ودفن بمقبرة دير السريان، وذلك في أيام السلطان العثماني أحمد الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال الثاني البابا السبعون | الولادة: 1084 الوفاة: 1145 نشأته هو الشهير بغبريال بن تُريك. ولد في القرن الثاني عشر سنة 800ش (1084م)، وكان من كبار مدينة مصر (الفسطاط) وأراخنتها. كان والده قساً ترمّل، وكان قديراً وعالماً متقشفاً يمارس الحياة النسكية. كان يشتهي الخدمة فطلب سيامته أسقفاً، وإذ طُلب منه مال لسيامته رفض السيمونية. وكان لهذا الأب ابنان: أحدهما أبو العلا الذين صار البابا غبريال، وأخوه أبو النصر بن تريك كان مملوء غيرة، فبدأ في بناء كنيسة أبانوب، وتنيّح قبل أن يكملها، فقام شقيقه البابا بتكملة بنائها. وكان أبو العلا عالماً فاضلاً ذا سيرة حميدة، وعمل كاتباً في الديوان السلطاني لدى الوزير أحمد بن الأفضل. لما أراد تكريس حياته للخدمة في كنيسة أبي سيفين، سمح له الوزير أن يحتفظ بمركزه في الديوان مع قبوله الشماسية في الكنيسة المذكورة، لاستقامة حياته وعِظم أمانته وقدرته علي تصريف الأمور. وقد نسخ كتباً كثيرة قبطية وعربية فوعي محتوياتها وفهم معانيها. سيامته بطريركاً اختاره مقدمو الشعب ورؤساؤهم لكرسي البطريركية بعد انتقال البابا مقار الثاني. تنبأ راهب سرياني بدير أبي مقار يُدعي أنبا يوسف بسيامته. فقد جاء شيوخ الدير يبكون علي أنبا مقار قائلين له بأنه لا يوجد من يحتل مكانه، أما هو فقال: “يا أبهاتي إيش هو هذا ابن تريك”. ولم يكن قد عرفه ولا التقى به. في البداية كان الوزير متمسكاً به، وأخيراً سمح لهم بسيامته. ألبسوه ثياب الرهبنة وتمت رسامته يوم 9 أمشير سنة 847ش (3 فبراير 1131م). اهتمامه بالعقيدة حدث أنه لما كان يقدس أول قداس في دير القديس مقاريوس كعادة البطاركة قديماً، أن أضاف على الاعتراف الذي يتلى في آخر القداس بعد قوله: “أخذه من سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم” هذه العبارة: “وصيّره واحداً مع لاهوته”. فأنكر عليه الرهبان خشية أن يُفهم من ذلك أنه حصل امتزاج وطلبوا منه تركها، فامتنع قائلاً: “أنها أضيفت بقرار من مجمع الأساقفة”. وبعد مباحثات طويلة تقرر إضافة هذه الجملة: “بدون امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير”، وذلك خوفاً من الوقوع في هرطقة أوطيخا، فوافقهم على ذلك. أعماله الرعوية كان هذا البطريرك عالماً تقياً حارب فساد شعبه، فمنع السراري وحارب السيمونية. وقد اشتهر بترتيبه صلوات جمعة الآلام في كتاب سمّاه البصخة، وهو الترتيب الذي اعتمدت عليه الكنيسة إلى الآن. كما وضع قوانين وأحكاماً في المواريث وفي علاقة الشعب بالكنيسة وتنظيم أمورها، أصلح فيها عادات وتقاليد أهل الصعيد، وأيضاً قوانين فيما يختص بأمور الإكليروس. منع أيضاً دفن الموتي في الكنائس؛ وعندما عصاه قوم ودفنوا بسوس القمص بكنيسة حارة الروم بالقاهرة أغلق الكنيسة إلى حين. كما منع إخراج رفات القديسين والشهداء التي تحوّلت إلى نوع من التجارة. ذبيحة الملاك ميخائيل إذ سأله البعض بخصوص تقديم ذبيحة لرئيس الملائكة ميخائيل في حزم رفض قائلاً: “لا يجوز تقديم ذبيحة إلا على اسم اللّه، ومن يعمل غير ذلك لا تُقبل صدقته”. منع التمييز بين الكهنة كان بعض الكهنة الذين سامهم بطاركة يفتخرون علي من سامهم أساقفة، فأنكر البابا ذلك، وقد أطاعه الكل في هذا الأمر عدا كهنة الإسكندرية وكهنة برية أبي مقار. ورُسم في أيامه 53 أسقفاً وكهنة كثيرين. وقد وجد مكانة لدى حكام عصره وحباً شديداً لدى شعبه، وحدث أن طلب منه حاكم ذاك الوقت مالاً، فجمع له الأراخنة ألف مثقال ذهب ودفعوها عنه. علاقته بكنيسة أثيوبيا كان يدير الكنيسة في أثيوبيا مطران يعاونه سبعة أساقفة أقباط. طلب المطران من ملك أثيوبيا زيادة عدد الأساقفة فخشي البابا أن تكون هذه الخطة لسيامة بطريرك يستقلّ بأثيوبيا، لذا رفض الطلب. إذ رفض البابا الطلب قاموا بسيامة أساقفة أثيوبيين دون الرجوع إلى البابا أو المطران القبطي بأثيوبيا. قضى على الكرسي المرقسي أربعة عشر عاماً، ثم تنيّح بسلام في العاشر من برمودة سنة 1145م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال الخامس البابا الثامن والثمانون | الولادة: – الوفاة: – تنبأ البابا متاؤس قبل نياحته بمن سيعتلى الكرسي البابوي من بعده، ولكن في زمرة الأحزان التي سادت عند انتقاله وافتقادهم له نسي الجميع ما قاله، وتذكر الجميع غبريال المترهّب بدير أنبا صموئيل القلموني – المعترف – وتمّت رسامته باسمه ولُقِّب الخامس وذلك في سنة 1409م في ولاية السلطان فرج بن برقوق. بدأ حياته موظفاً ثم مال إلى الرهبنة، وفاق أترابه في فضائلها، خصوصاً الزهد والتقشف في المأكل والملبس. وظل على حاله بعد أن صار بطريركاً. وقد اعتاد هذا البطريرك أن يزور أبناءه سيراً على الأقدام في رضى وفرح. سيامة بطريرك إنطاكية من الأحداث الجديرة بالذكر في فترة حبريته، أن جاءه من إنطاكية كاهن اسمه باسيليوس بهنام بتوصية أن يرسمه البابا السكندري بطريركا لإنطاكية، وبالفعل تمّت الرسامة باسم مار أغناطيوس بهنام الأول وزوّده البابا الفقير بكل ما يحتاج إليه في سفره حتى دابته. وساطته لدى أثيوبيا في مدة رئاسته فرغت خزينة البطريركية، فكان البابا يعتمد في قوته الضروري على أولاده. وكانت الكنيسة الأثيوبية قد قطعت معونتها للكنيسة المصرية في عهده. في عام 1418م دعاه مجلس الحكومة المصرية وهدّده بالموت إن لم يمنع الأثيوبيين الذين تحت سلطته من مضايقة التجار المسلمين النازلين في أثيوبيا، فكتب للملك بالرغم من معاناته من الاضطهاد الشديد في مصر. رعايته لشعبه لم تكن زيارات البطريرك لشعبه إلا للرعاية والتثبيت على الإيمان المستقيم، وقد زوّد شعبه بكتابات كثيرة في الطقوس الكنسية، بكل دقة لكي يسلّموها للخلف دون تحريف ويفسّرونها لهم. بعد أن قضى في رئاسة الكهنوت حوالي ثماني عشرة سنة، انتقل إلى الأمجاد السمائية سنة 1427م ودفن بإكرام في كنيسة العذراء ببابليون الدرج في مصر القديمة. نياحته ليس عجيباً أن يؤرخ لتلك الفترة من غير القبط كثيرون، منهم الشيخ السخاوى الذي وصف لنا صورة ومشهد انتقال البابا غبريال ونقل صورة ناطقة لاختيار ورسامة البابا يوأنس الذي سمّاه “يونس”، وسمّاه أيضاً بلقب اليعقوبي والنصراني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال الرابع البابا السادس والثمانون | الولادة: – الوفاة: 1378 بعد نياحة البابا يوأنس الشامي، اتفق الجميع برأي واحد على اختيار رئيس دير العذراء المسمى المحرق واسمه غبريال المحرقي، عالماً فاضلاً ناسكاً مهيب الطلعة، وتمّت رسامته يوم عيد الغطاس سنة 1370م، في كنيسة القديسين سرجيوس وواخس بالإسكندرية. انشغال المماليك عن الأقباط بالحروب الداخلية انشغل المماليك في حبرية هذا البابا بالحروب بين بعضهم البعض، فوقف السلطان ومشايعوه ضد يلبغا ومشايعيه، وسقط الكثيرون قتلى، وانتصر السلطان ثم دارت عليه الدوائر وكانت الحرب الأهلية فرصة هدوء نسبي عاشها القبط دون اضطهاد، اللّهم إلا حريق بعض منازلهم مع الحرائق التي اجتاحت القاهرة آنذاك. سفينة صليبية بالإسكندرية ومما أثار المماليك ضد القبط وصول سفينة صليبية إلى الإسكندرية، عاثت فيها نهباً وتخريباً وحملت أسرى كثيرين، وعندما رحلت لم يجد المماليك أمامهم سوى “لُبَّاس الصليب” قبط مصر، فحلّ فيهم ما حل بالمسلمين على أيدي الصليبين وإن كان ذلك في صورة مادية بحتة، ألا وهى مضاعفة الجزية عليهم شملت أيضاً الرهبان والأديرة. تكريس الميرون في تلك الأثناء صلى البابا مع أساقفته لتكريس الميرون المقدس في دير أنبا مقار. وكانت هذه أخر مرّة يتم فيها التكريس في هذا الدير. إذ أصبحت العادة فيما بعد أن يتم التكريس في المقر البابوي. ولكن في أوائل القرن العشرين عاد التكريس إلى الأديرة مرة أخرى. عاصر السلطان شعبان والسلطان علي بن شعبان المنصور، وجلس على الكرسي 8 سنوات، ثم تنيّح بسلام سنة 1378م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال السادس البطريرك الحادي والتسعون | الولادة: – الوفاة: 1469 لم تنقضِ خمسة شهور على نياحة البابا متاؤس الثاني حتى اجتمع رأي الأساقفة والأراخنة على اختيار غبريال الأنطوني العرباوي، الذي نشأ وتربّى في قرية العرابة المدفونة أو أبيدوس بالقرب من البلينا لكي يترأس السدة المرقسية، وفعلاً تمت رسامته في 9 فبراير سنة 1458م، وأقام في نفس المقر البابوي آنذاك ألا وهو كنيسة العذراء مريم بحارة زويلة. لم تشهد فترة رئاسته اضطرابات أو مضايقات من جانب السلاطين المماليك أو الرعاع، ونمت الكنيسة في عهده في بناء الكنائس وتجديد القديم منها وكذلك الأديرة وتشجيع الرهبان والرهبنة. وقد استمرت رئاسته ثمانية أعوام وعشرة أشهر رقد بعدها في الرب وذلك سنة 1469 م، ودفن بجانب اخوته السابقين في دير الخندق بعد جنازة شعبية ورسمية كبيرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غبريال السابع البابا الخامس والتسعون | الولادة: – الوفاة: 1570 مضى وقت تردّت فيه الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر أثناء حكم الدولة العثمانية، ظهرت عناية رب الكنيسة في اختيار “مطيّب القلوب” الراهب “روفائيل” من دير السريان وهو نفس اسمه بالميلاد، وكان من قرية أبو عايشة من أعمال القوصية والدير المحرق. وكان أبوه كاهناً لكنيسة الشهيد مرقوريوس بمصر القديمة وقد شجّعه على حياة الرهبنة، واتفقت عليه الآراء بسرعة ونال كرامة البابوية سنة 1525م باسم حامل البشارة “غبريال” وهو أول بطريرك يُختار من دير السريان، وذلك في عهد السلطان سليمان. 🌟 مُنَجِّم يهودي يثير السلطان العثماني قد واجه في أول سني خدمته حسد الشيطان عن طريق منجم يهودي يلتجئ إليه السلطان العثماني سليمان الذي خلف والده سليم الأول، إذ أشار إليه هذا المنجم أن حُكمه سيكون في خطر طالما بقى النصارى في مصر وبلاد الشرق، إذ ربما يشجّعون الروم ضده. وقد أخذ برأيه فعلاً، ولكن قبل أن يصدر أمره بالقضاء على القبط تجلت العناية الإلهية على لسان وزير هذا السلطان واسمه بيروز باشا إذ قال له: “إن فعلت هذا خربت مملكتك” فلم يستمر على رأيه. التجأت الكنيسة للصلاة والطلبة لأنه ليس لنا معين في شدائدنا وضيقاتنا سوى الآب السماوي. ⛪ تعمير الأديرة من مآثر هذا البابا الجليل تعمير دير أنبا أنطونيوس بالأنفس والمباني وقد كتب عنه في سجلات في دير أنبا أنطونيوس العظيم: “كان هذا الأب طويل القامة معتدل الخلقة، والروح القدس حال عليه وكان له اجتهاد كبير في الصلاة والصوم والنسك، مع الاجتهاد الكبير في عمارة الأديرة وتشييدها، وفتح في زمانه دير القديس الطاهر أنبا أنطونيوس بالعربة، وعمَّره عمارة حسنة روحانياً ومادياً وكذلك دير أنبا بولا”. لما قام عرب بني عطية ونهبوا دير القديس بولا وضربوا وقتلوا أحد رهبانه وشتتوا بقية الرهبان، اهتم البابا بتعميره. أعاد تعمير ديري أنبا بولا وأنبا أنطونيوس من رهبان دير العذراء السريان، وما زال بعض أواني الديرين تحمل اسم العذراء السريان، كما شرع في تعمير دير المحرق بجبل قسقام ودير الميمون. 🕯️ إعادة الصلة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا من محبة اللّه للكنيسة أن أعاد الصلة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا، التي كانت قد انقطعت بسبب المماليك واضطهادهم للقبط، مما دعا الأثيوبيبن لرسامة مطران برتغالي كاثوليكي، أطلق عليه بابا روما “بطريرك الإسكندرية”، ولكن عندما اعتلى الإمبراطور جلاوديوس (أقلاديوس) عرش أثيوبيا أوقف المطران البرتغالي، وطلب من البابا السكندري رسامة مطرانٍ لبلاده، فرسم لهم أنبا يوساب الثالث وتلقّاه الأثيوبيبن بكل ترحاب، وسمح للكاهنين الروميين اللذين كانا يخدمان في أثيوبيا بالبقاء في خدمتهما بناء على طلب البابا الروماني. عاد المطران اللاتيني إذ رأى استحالة ضم الكنيسة الأثيوبية إلى الكنيسة الرومانية، وأخبر أسقف روما بذلك. استاء أغناطيوس أحد رؤساء الرهبنة في روما من هذا الفشل المعيب وطلب من أسقفه أن يرسله إلى أثيوبيا، لكن الأسقف خشي على حياته وأرسل شخصيًا آخر يُدعى نونو باريتو وكاهنين آخرين. ذهب الثلاثة إلى جوا فأقام باريتو فيها بينما أكمل الكاهنان طريقهما حتى التقيا بالملك إقلاديوس الذي قابلهما بكل لطفٍ وأفهمهما أنه يرفض قطعياً الخضوع لسلطة أسقف روما، وأنه لا يخضع إلا لكرسي مار مرقس الإنجيلي. بلطفه سمح لهما بالإقامة في بلاده وهو واثق من ثبات شعبه على أرثوذكسيتهم. إذ مات أقلاديوس خلفه أخوه مينا فأظهر سخطاً على الكاهنين، فأثارا أحد كبار الجيش لعقد محالفة مع المسلمين ضد الملك مينا. وإذ بلغ مينا الخبر قام بتأديب العصاة. شعر أسقف روما بفشل إرساليته الثانية لأثيوبيا فبعث رسلاً إلى البابا غبريال يطلب منه الانضمام إلى الكنيسة اللاتينية، فقابلهم البابا بكل لطف وأخبرهم أنه لا ينحرف عن التمسك بالعقيدة قيد شعرة. طلب الرسل من البابا أن يسأل ملك أثيوبيا ألا يمس الكاهنين الرومانيين بسوء، وبالفعل سمح لهما الملك بالإقامة، لكنهما لم يُحسنا السير حتى كاد الأثيوبيون أن يقتلوهما. قدما تقرير لروما جاء فيه “إن إثيوبيا لا ترتد عن إيمانها إلا بقوة السيف”، فاستدعاهما الأسقف. 🎚️ ضيق في الكنيسة لم تهنأ الكنيسة في أيام حبريته بالاستقرار، إذ أصدر الحاكم التركي أمره بأن يدفع غير المسلمين ألفى دينار – بسبب سفر الجيش المتوجه به سنان باشا الوزير العثماني – واستعمال العنف في جمعها دون مراعاة لمقام أو لسن أو كرامة. فاعتكف البابا حزيناً في دير أنبا أنطونيوس، وظل في صلواته واعتكافه حتى فارق الحياة يوم الثلاثاء 29 بابة 1285ش/ 1570م، ونُقِل بعدها جسده الطاهر إلى كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة في مقبرة جديدة تحت جسد القديس مرقوريوس بعد تجنيزه للمرة الثانية. … | آباء وقديسون | |
| غبريال بن نجاح الشهيد | الولادة: – الوفاة: – مقدم الأراخنة القبط كان من عظماء القبط في القرنين العاشر والحادي عشر للميلاد، وكان كبير الكُتاب المباشرين في عصره كما كان مقدّم الأراخنة القبط في عهد الحاكم بأمر اللّه الخليفة الفاطمي، وكان هذا الشيخ الكبير يعاصر البابا فيلوثاؤس البطريرك 63. استشهاده كان يوحنا هذا مسيحياً تقياً وباراً محسناً ومحباً للكنيسة، وغيوراً على الإيمان الأرثوذكسي. ولما انتهي الحاكم بأمر اللّه الخليفة الفاطمي (996 – 1020م)، الذي اتسمت تصرفاته بالشذوذ والتطرف من إفناء خاصته ومقدّمي جيشه عاد إلى الأراخنة ورؤساء الكُتاب فأخذ منهم عشرة وعرض عليهم الإسلام، وكان يوحنا أبو نجاح الكبير رئيس المقدّمين على رأسهم. طلب إليه الحاكم أن يعتنق الإسلام ليجعله وزيراً، فطلب من الخليفة أن يمهله يوماً يفكر فيه، ولم يكن طلبه مهلة اليوم للتفكير بل للاتصال باخوته وحثهم على الثبات في الإيمان والموت على اسم المسيح. وحينما اجتمع بهم قال لهم: “الآن يا اخوتي لا تطلبوا هذا المجد الفاني فتضيّعوا مجد السيد المسيح الدائم الباقي، فقد أشبع نفوسنا من خيرات الأرض، وهوذا برحمته قد دعانا إلى ملكوت السموات، فقوّوا قلوبكم”. قد كان من أثر كلامه الذهبي المملوء حكمة أن تقوّت قلوب سامعيه أجمعين، وثبتوا على أن يموتوا على اسم السيد المسيح، ثم صنع لهم في ذلك اليوم وليمة عظيمة، وأقاموا عنده إلى عشية ثم مضوا إلى منازلهم. لما كان بالغداة مضى يوحنا إلى الحاكم بأمر اللّه فقال له الخليفة: “يا نجاح أترى هل طابت نفسك؟” أجابه يوحنا قائلاً: “نعم”. قال الخليفة: “على أي قضية؟” قال يوحنا بشجاعة وثبات: “بقائي على ديني”. اجتهد الحاكم بكل أنواع الترغيب والترهيب أن يحوله عن الإيمان المسيحي إلى الإسلام، فذهبت كلها أدراج الريح. فكان يوحنا كالصخرة لا يتزعزع، وثبت متمسكاً بالإيمان المسيحي، ولم يقوَ الحاكم مع ما أوتي من قوة على أن يخلعه من دين آبائه. لما فشل الحاكم أمام يوحنا أمر بنزع ثيابه عنه وأن يشد في الهنبازين ويُضرب. ضربوه خمسمائة سوط على ذلك الجسم الناعم حتى انتثر لحمه وسال دمه مثل الماء. وكانت السياط المستعملة في الضرب مصنوعة من عروق البقر، لا يقوى الجبابرة على احتمال سوط منها على أجسامهم، فكم يكون الحال في هذا العود الرطب. ثم أمر أن يضرب إلى تمام الألف سوط. فلما ضرب ثلاثمائة أخرى قال مثل سيده: “أنا عطشان”. فأوقفوا عنه الضرب وأعلموا الحاكم بذلك فقال: “اسقوه بعد أن تقوّلوا له أن يرجع عن دينه ويعتنق الإسلام”. فلما جاءوا إليه بالماء وقالوا له ما أمر به الخليفة، أجابهم يوحنا بكل إباء وشمم قائلاً: “أعيدوا له ماءه، فإني غير محتاج إليه، لأن سيدي يسوع المسيح قد سقاني وأطفأ ظمأي”. وذكر شهود عيان أنهم أبصروا ماءً يتساقط من لحيته، ولما قال هذا أسلم الروح. أعلموا الخليفة الجبار بوفاته فأمر أن يُضرب وهو جثة هامدة حتى تمام الألف سوط. وهكذا تمت شهادته ونال الإكليل المُعد له من الملك العظيم يسوع المسيح. استشهاد الرؤساء المقدّمين العشرة لم يذكر تاريخ البطاركة اليوم الذي استشهد فيه، إلا أن المقريزى في خططه يقول: إن الرئيس فهد بن إبراهيم وهو أحد العشرة وزميل يوحنا بن نجاح قُتل في 8 جمادى الآخر سنة 393هـ الموافق 19 برمودة سنة 719م، 14 إبريل سنة 1003م. قد جاء خبر استشهاد السعيد الذكر يوحنا بن نجاح في تاريخ البطاركة، قبل ذكر استشهاد الرئيس فهد بن إبراهيم، كما أن يوحنا في وليمة أصدقائه وأهله الذين كان من بينهم التسعة المختارون الآخرون لم يُذكر خبر استشهاد الرئيس فهد فيما تكلم به أثناء الوليمة، وعلى ذلك يكون استشهاد هذا القديس في نفس اليوم الذي استشهد فيه الرئيس فهد. تحتفل الكنيسة أيضاً بباقي رؤساء المقدّمين العشرة، الذين لما طالبهم الحاكم بترك دينهم ولم يفعلوا ذلك ولم يطيعوه، فأمر بتعذيبهم، فضُربوا بالسياط، ولما تزايد عليهم الضرب أسلم الروح منهم أربعة، ومات أحدهم في ليلته بعينها، وأما الباقون فقد ماتوا تحت العذاب، ولبسوا إكليل الشهادة ونالوا الحياة الدائمة له المجد دائما آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غلوكوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان الأنبا غلوكوس (كلانيوس) أسقفًا لمدينة أوسيم – الأشمونين حالياً – مركز إمبابه بالوجه البحري بمصر في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس. وكان يشجع الأقباط على رفض التبخير للأوثان، وعلى الثبات ولو انتهى الأمر باستشهادهم، فلما سمع به الوالي إريانوس أمر بالقبض عليه وتعذيبه. لما علم القديس بذلك رأس خدمة القداس، ثم خرج من الكنيسة، وسلَّم نفسه للجند فسلَّموه لأريانوس. عذَّبه الوالي عذاباً أليماً، ثم أخذه إلى مدينة إدكو وهناك استمر في تعذيبهّ ثم أمر جنوده بأن يقطعوا يده، ثم أخذه معه في المركب إلى طوخ. فلما شعر القديس بدنو أجله أوصى أحد نوتية المركب، بأنه إذا مات عند دخوله البر يطرح جسده على رابية من الروابي، وفعلاً مات عند وصوله ففعل النوتي ما أوصاه به، وهناك جاء قوم مؤمنون وأخذوا جسده وكفَّنوه ووضعوه في مكان خاص إلى أن انتهى عهد الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالريانا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – استشهدت مع فيكتوريا Victoria وفيدنتيوس Fidentius، وكان الأخير أسقفاً. ويبدو أنهم كانوا ضمن العشرين شهيداً الذين كانت لهم كنيسة في هيبو Hippo وقد مدحهم القديس أغسطينوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالريانوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – أسقف أكويليا Aquileia، ويذكر اسمه لأول مرة بمناسبة حضوره مجمع روما سنة 371م. حضر أيضاً المجمع الذي عقد سنة 381م في مدينته ضد الأسقفين الأريوسيّين بالاديوس Palladius وسيكوندينوس Secundinus، إلا أنه بالكاد كان يشترك في المناقشة، والتي كان يقود جانب الكنيسة الجامعة فيها القديس أمبروسيوس. المعروف عن حياته قليل، ولكن تحت رئاسته نَمَت في أكويليا جماعة من الأشخاص المرموقين أشهرهم إيرونيموس Hieronymus، وقد وصفهم في إحدى كتاباته كجماعة من المُبارَكين. مع أن تاريخ نياحة القديس فالريانوس غير معروف على وجه الدقة، إلا أن الكنيسة الغربية تذكره في السابع والعشرين من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالريوس الأسقف المعترف | الولادة: – الوفاة: – أول أسقف على سَراجوسا Saragossa، ويُعَد من بين المعترفين. قُبِض عليه مع رئيس شمامسته القديس الشهير فينسنت St. Vincent، وأُحضِرا إلى فالنشيا Valencia أمام الحاكم داكيانوس Dacianus، وذلك في الغالب حوالي سنة 304م. بعد سجن طويل وقاسٍ أُحضِرا مرة أخرى أمام الحاكم وأُمِرا بتقديم الذبائح للآلهة. كان فالريوس يعاني من ضعف في النطق فترك الرد للقديس فينسنت، وإذ اغتاظ الحاكم من رد القديس أمر بنفي الأسقف. وقد حضر القديس فالريوس فيما بعد مجمعاً في إلفيرا Elvira في سنة 306م، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الثامن والعشرين من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالريوس وروفينوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا ضمن مجموعة من المبشّرين الذين أُرسِلوا من روما للتبشير في بلاد الغال، واستشهدا بالقرب من سواسون Soissons نحو عام 287م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنتين الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 440 لا نعلم الكثير عن القديس فالنتين، بالرغم من القصص الخيالية الكثيرة التي كُتِبت عنه. فقط نعلم أنه كان أولاً رئيساً لدير، ثم صار أسقـفاً مبشّراً في راهيتا Rhaetia، وأن واحداً من تلاميذه كان يقيم دائماً قداساً سنوياً يوم 7 يناير تذكاراً لأبيه الروحي الذي كان قد تنيّح سنة 440م. دُفِن في مايس Mais في تيرول، لكن رفاته نقلت إلى ترنت Trent عام 750 ثم إلى باسو Passau عام 768. كنائس عديدة في تيرول Tirol سُميت على اسمه تذكاراً له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنتين الشهيد | الولادة: – الوفاة: 270 كان كاهناً قديساً في روما، وكان مع القديس ماريوس Marius وعائلته، يساعد ويشجع المعترفين والشهداء على تحمل العذابات والمعاناة، التي كانوا يقاسونها في اضطهاد الإمبراطور كلوديوس الثاني Claudius II. اُعتقل وأُرسِل بأمر من الإمبراطور إلى حاكم روما، الذي حاول معه بوعود كثيرة أن يحوله عن الإيمان ولكنه فشل. فأمر بضربه ضرباً مبرحاً ثم قطع رأسه في الرابع عشر من فبراير حوالي سنة 270م. ويقال أن الأسقف يوليوس الأول Julius I بنى كنيسة قرب Ponte Mole تذكاراً للقديس فالنتين، وحالياً الجزء الأكبر من رفاته موجود في كنيسة St. Praxedes. يبدو أن عادة الغربيين في الاحتفال بعيد فالنتين في الرابع عشر من فبراير تعود إلى محاولة الكهنة الغيورين لمقاومة عادة وثنية كانت موجودة في تلك الأيام يتبادلون فيها في عيد الإلهة Februata Juno في الخامس عشر من الشهر بطاقات عليها أسماء للبنات. عمل الكهنة على تبديل تلك العادة بتبادل بطاقات عليها أسماء للقديسين في الرابع عشر من الشهر. تفسير آخر لتلك العادة هو القول الشائع الذي نجده مدوناً في كتابات شوسيه Chaucer عن بداية تزاوج الطيور في يوم عيد القديس فالنتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنتينا وزميلتها الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: – حدث في فلسطين في عهد الوالي فرميليانوس الذي عُين بدلاً من أوريانوس، أن كانت هناك امرأة من غزة قوية الإرادة ثابتة العزيمة. ولما هُدّدت بالزنا معها هاجمت الوالي، فقُبض عليها وجلدت أولاً ثم رُفعت على خشبة ومزّق جنباها، وصار المعذبون يعذبونها بوحشية وبلا توقف كأمر القاضي. كانت واقفة أثناء ذلك عن قرب فتاة عذراء تدعى فالنتينا من قيصرية فلسطين. فلما رأت ذلك كله صاحت قائلة: “إلى متى يستمر تعذيبكم لأختي؟” فما أن سمع القاضي صوتها حتى أمر بالقبض عليها، وأمرها أن تبخر للأوثان. رفضت ذلك فجروها عنوة ناحية المذبح، ولما رأت زميلتها الأولى ذلك رفست المذبح بقدميها بكل جرأة وشجاعة، فسقط بما عليه من نار. فزأر القاضي بجنون وصار يعذبها بشدة وعنف وخاصة في جنبيها حتى يُشبع رغبته في التطلع إلى جسدها المتسلخ. ثم أوثق الاثنتين معاً وأمر بحرقهما، فنُفذ فيهما الحكم، وصعدت رائحتهما كرائحة بخور ذكية أما العرش الإلهي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنتينوس الغنوصي الشاعر | الولادة: 100 الوفاة: – أهم غنوصي عبر كل العصور، نشأته مع أن اسمه لاتيني إلا أنه ولد في دلتا نهر النيل حوالي عام 100م وتعلم في الإسكندرية. أوجد أكاديمية للبحث الحر، كان من ثمرتها أنها أوجدت جماعات لها صبغة دينية متسيبة بلا ضوابط. شهد له حتى مقاوموه بأنه كان معروفاً ببلاغته وعبقريته. ربما كان أكثر الغنوصيين تأثيراً وكان له أتباع كثيرون. أقام كثير من تلاميذه مدارس خاصة بهم. من بينهم ثيؤدوتس في الشرق، وبتلماوسPtolemaeus وهيراقليون Heracleon وفلورينس Florinus ومرقس Marcus في الغرب، قاموا بنشر الغنوصية في إيطاليا والإسكندرية وبلاد الغال، انتشرت حتى نهاية القرن. ادعى تلاميذه أنه تتلمذ على يديّ ثيؤداس Theodas تلميذ القديس بولس. عاش في روما حوالي عام 136م حتى حوالي عام 165، وكان يأمل أن يُختار أسقفاً، معتمداً على قدراته الفكرية وبلاغته. تعاليمه من الغريب أن القديس جيروم – وقد نقده برقة وحنو – يرى بأنه لا يستطيع أحد أن ينسب إليه هرطقة ما، وإنما اتسم بالقدرات الفكرية الطبيعية مع مواهب من قبل الله. حتى اكتشاف مكتبة نجع حمادي سنة 1948م كانت كل أفكارنا عن فالنتينوس مأخوذة عن مقاوميه، خاصة القديس إيريناؤس. لم يوجد أي عمل في مكتبة نجع حمادي يحمل اسمه، لكن وُجدت كتابات تتفق مع أفكاره، كما وردت في كتابات القديس ايريناؤس، مثل إنجيل الحق، إنجيل فيلبس، تفسير للنفس، مقال عن القيامة لرهجينوس Rheginus. ووجدت كتابات أخرى غنوصية معاصرة له مثل تعاليم سيلفانوس. أهم تعاليمه مثل الغنوصي باسيليدس يرى أن الله كائن مطلق لا يمكن البلوغ إليه أو التعرف عليه تماماً، وهو الأصل الأول الذي لم يصدر عن شيء، أو هو العمق الأول. بعد عصور لا حصر لها أصدر زوجته وتدعى الرحم أو الصمت. وحدث أن هذين الاثنين قدّما أساسين ذكراً وأنثى، أنجبا المسيح أو اللوغوس، عليه اعتمدت الأيونات (شبه أفكار أو أنصاف ملائكة)، وخلالهم وُجدت كل الأشياء والتحمت معاً. يقول أيضاً أن الاثنين – أي العمق والسكون – أصدرا الفهم nous والحق aletheia. من هذين صدر الكلمة والحياة، والإنسان والكنيسة، وانتجا ثلاثين أيوناً، اثنين اثنين، ذكراً وأنثى، يمثلون المفاهيم المسيحية (أو اليهودية) والفضائل التي تكمل العالم السماوي الروحي أوPleroma . آخر أيون هو الحكمةsophia ، هذه الحكمة إذ اشتاقت أن تعرف الأب غير المدرك سقطت في ظلمة اليأس وأنجبت طفلاً غير ناضج ومشوّه laldabaoth (ربما Child of Chaos) به خُلقت المسكونة بكل نقائصها. هكذا يرى أن خلقة العالم هو ثمرة سقوط الحكمة أصغر كل المولودين من الخالق Demiurge، الذي يُعرف بإله العهد القديم. الصراع بين laldabaoth والحكمة هو السبب في المزج بين الخير والشر، الفضائل والأهواء ، في العالم وفي الأفراد. أُرسل يسوع إلى الحكمة وشكَّلها حسب الفهم ونزعها عن أهوائها وهكذا دبّر الأحداث التي تحقق الخلاص في العالم المنظور. يقسم البشرية إلي ثلاثة فئات. إذ يتحقق الخلاص بالمسيح الذي اتحد مع الإنسان يسوع (سواء عند الحبل به أو في عماده)، لكي يهب الإنسان معرفة واهبة الخلاص نابعة منه. توهب هذه المعرفة للروحيين pneumatics فقط، (1كو 2: 14). وأما بقية المسيحيين ويدعون نفسانيين psychics (1كو 2: 14) فينالون بالإيمان والأعمال الصالحة حالة وسطى في مملكة الخالق Demiurge. أما بقية البشرية ويدعون جسديين hylics الذين ينهمكون في الماديات فيُسلّمون للهلاك الأبدي. نظرته للزواج أنه يمكن للروحيين pneumatics أن يتزوجوا كسرّ ليس عن شهوة جسدية. أما الذين يعيشون في العالم ويتزوجون فلن يدركوا الحق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنتيو الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد مع باسيكراتُس Pasicrates في دوروستورَم Dorostorum، بأمر الحاكم ماكسيموس Maximus وذلك أثناء حكم الإمبراطور دقلديانوس Diocletian. وقد ورد ذكرهما في سيرة الشهيد جوليوس Julius، ذلك أنه وهو يحتضر طلب منه هيسيكيوس Hesychius الذي كان هو الآخر جندياً أن يرسل التحية نيابة عنه إلى فالنتيو وباسيكراتُس، اللّذين كانا قد استشهدا بالفعل قبله. تذكره الكنيسة الغربية في الخامس والعشرين من شهر مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنس الراهب | الولادة: – الوفاة: – راهب مختال بنفسه كان راهبًا من فلسطين وقد تعلم في كورنثوس. وكان مختالاً بنفسه، فلما قدُم إلى البرية (وادي النطرون) ضحكت عليه الشياطين وخدعته، حتى جعلته يعتقد أن ملائكة تظهر له. ذات مرة كان يحيك خوصه المجدول، فسقطت الإبرة بين الخوص وبحث عنها طويلاً ولم يجدها، إلا أن الشيطان أنار له وساعده في العثور عليها، فأصبح أكثر كبرياء لدرجة أنه احتقر الأسرار المقدسة، وقرّر أن يحل محل القديس مقاريوس الكبير في رئاسة الرهبان، فذهب إليه ينصحه فلم يستجيب له. ظهر له الشيطان في شكل ملاك قائلاً له: “إن المسيح قد أحب أعمالك وشجاعتك في أقوالك وأنه سيحضر لك، وعليك أن تسجد له عندما تراه”. ومن نحو ميل ظهرت الشياطين حول رئيسهم وحولهم نار مشتعلة، فسجد له فالنس وازداد في خيلائه أكثر. فذهب إلى الكنيسة قائلاً: “إنني لست محتاجاً إلى الأسرار المقدسة لأنني رأيت المسيح ذاته!” فربطه الآباء بقيد حديدي نحو عام، كان يصلي فيه باستمرار، وأعطوه أعمالاً وضيعة حتى يُشفى من كبريائه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فالنس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان شماساً بكنيسة إيليا (أورشليم) Aelia (Jerusalem) واستشهد في قيصرية Caesarea. اشتهر بعلمه الوافر للأسفار المقدسة، وكان استشهاده مع بامفيلوس Pamphilus أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. تذكره الكنيسة الغربية في الأول من شهر يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فام الأوسيمي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – بتوليته ولد الشهيد أبو فام أواخر النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي في مدينة أوسيم من أبوين تقيين هما أنسطاسيوس وسوسنة، وكان والده أنسطاسيوس رجلاً غنياً جداً وتقياً محباً للفقراء والمساكين كما كانت أمه سوسنة امرأة متعبدة تسلك في وصايا الرب بلا لوم. وما أن اشتد عود الصبي حتى أرسله والده إلى كاهن قديس يدعى أرسانيوس ليتتلمذ على يديه، وبالرغم من الغِنَى الشديد الذي كان يحيط بالصبي إلا أنه عاش حياة نسكية زاهدة. لما كبر فام فاتحه والده في أمر الزواج، إلا أن القديس كان قد وضع في قلبه أن يحيا حياة البتولية. استشهاده حين بدأ اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور مكسيميانوس قَبَض إريانا والي أنصنا على القديس أبي فام، وفي الليلة التي قُبِض عليه فيها ظهر له ميخائيل رئيس الملائكة وقوّاه وشجّعه على احتمال الألم. في الصباح ودَّع القديس والديه وأصدقاءه ولبس حلة بهيّة وذهب لملاقاة الوالي. حيَّاهُ إريانا بتحية السلام إلا أن القديس ردَّ عليه بأن “لا سلام قال إلهي للأشرار”. وحاول معه الوالي لكي يُقَرِّب ويبخّر لأبلّون وأرطاميس الآلهة، فأجابه القديس: “لن أسجد لآلهتك لأنها صُنِعت بالأيادي، لن أترك إلهي رب السماء والأرض الذي أحبني يسوع المسيح الذي مات من أجلي”. حين سمع إريانا هذا الكلام بدأ في تعذيبه بقسوة، ثم أمر جنوده بربط القديس في مؤخرة حصان ويسحلوه في شوارع مدينة أوسيم. أرسله إريانا إلى الإمبراطور مكسيميانوس في إنطاكية، الذي أمر جنوده بإغراقه في البحر، إلا أن الرب أرسل درفيلاً حمل القديس إلى البر أمام الحشد الكبير الواقف. عادوا بالقديس إلى الإسكندرية برسالة من الإمبراطور مكسيميانوس إلى الوالي أرمانيوس يأمره بتعذيب أبو فام بكل أنواع العذاب حتى يرجع ويبخر للأوثان، فأذاقه الوالي بشتى أنواع العذاب. في وسط آلامه ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه وعزّاه بكلمات طيّبة، ولما رأى أرمانيوس عجزه أرسل القديس مرة أخرى إلى إريانا ليقتله. أذاقه إريانا ألواناً أخرى من العذابات، فعلّقه على خشبة ثم أمر جنوده أن يخزّقوا عقبيّ القديس ويربطوهما بسلسلتين، ويجرّوه بهما على الأرض حتى سال دمه طول الطريق إلى أن وصلوا إلى شاطئ النهر. ركبوا السفينة وسارت بهم إلى أن وصلوا مدينة قاو قبالة قرية تدعى طما وهناك توقّف سير السفينة، وعبثاً حاولوا ولو بقوة السحر تحريكها، فأخذ إريانا القديس أبا فام وأمر جنوده فقطعوا رأسه بحد السيف. حمله أهل المدينة بإكرام وهم يردّدون الألحان، ودفنوه غربيّ قرية طما، وفيما بعد بُنِيَت كنيسة في ذلك الموضع. وفي أواخر عام 1995م أثناء توسيع الكنيسة المبنية على اسمه، تم اكتشاف جسد القديس أبي فام في يمين الداخل إلى باب الهيكل. تُعيِّد له الكنيسة القبطية في السابع والعشرين من شهر طوبة تذكاراً لاستشهاده، وأيضاً في السابع والعشرين من شهر أبيب، وهو ذكرى تدشين كنيسته في مدينة طما محافظة سوهاج، كما أن نفس اليوم يوافق ذكرى ميلاد القديس. يُلَقَّب القديس أبو فام بالجندي مع أنه لم يكن من الضباط أو الجنود، ذلك لأنه قد عاش كجندي صالح ليسوع المسيح ملتزماً بوصاياه. الشهيد العظيم أبو فام الجندي الأوسيمي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاوستا الشريفة | الولادة: – الوفاة: 326 فلافيا ماكسيميانا فاوستا Flavia Maximiana Fausta هي ابنة الإمبراطور ماكسيميان هيراكليوس Maximian Heraclius، والزوجة الثانية لقسطنطين الكبير. ولدت في بيزنطية وتزوجت سنة 307م، وبعد زواجها بفترة قصيرة أسْدَت لزوجها خدمة جليلة إذ كشفت له خطة والدها لقتله. كانت فاوستا أماً لستة أولاد: ثلاثة أبناء أصبحوا فيما بعد أباطرة، هم قنسطنطينوس Constantinus الذي ولد سنة 312م، وقنسطنطيوس Constantius الذي ولد سنة 317م، وقنسطنس Constans الذي ولد سنة 320م. وأيضاً ثلاث بنات: قنسطنطينا Constantina التي لقبها والدها أغسطا Augusta وتزوّجت أولاً من هانّيباليان Hannibalian ملك بنطس Pontus، ثم بعد ذلك تزوجت جالوس قيصر Gallus Caesar. وقنسطنطيا Constantia التي يقال أنها قد بَنَت كنيسة القديسة أجنس St. Agnes في روما، وأنها قد نذرت حياة البتولية، وهيلين Helena زوجة الإمبراطور يوليانوس Julian. ويقال أن فاوستا قد ماتت سنة 326م بأمر من زوجها في ظروف غامضة مشكوك فيها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاوستا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 305 استشهدت العذراء فاوستا في سيزيكُس Cyzicus أثناء حكم جالريوس Galerius، وذلك سنة 305م. كان والداها من الأغنياء، واهتمّا بتربيتها تربية مسيحية حقيقية، وتركاها يتيمة في سن الثالثة عشر. اشتهرت فاوستا بأعمالها الدينية، فأُبلِغ عنها للإمبراطور الذي أرسل لها القائد إيفيلاسيوس Evilasius لتعذيبها، إلا أنه تحول للمسيحية بسبب ثبات فاوستا أمام التعذيب وقوة منطقها وحجتها. أرسل الإمبراطور الوالي ماكسيمينوس Maximinus لتعذيب إيفيلاسيوس وفاوستا، إلا أن بعض الكُتَّاب يقولون أنه قد آمن بالمسيح بسبب ثبات الاثنين أثناء التعذيب واستشهد هو الآخر، ويُذكر هؤلاء الشهداء في بعض السنكسارات الغربية في السابع من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاوستوس الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: 311 كان فاوستوس شماساً عندما اندلعت نار الاضطهاد التي أشعلها الإمبراطور ديسيوس، ورافق باباه الجليل الأنبا ديونيسيوس عندما مَثَل بين يديَّ الوالي، ولكنه ظل في الإسكندرية في الفترة الأولى من منفى البابا. وحينما أبعدوا البابا إلى المنطقة المسماة خفرو، أبعدوا فاوستوس معه حيث قضى الاثنان المدة التي كان ديسيوس فيها متولياً الحكم، فلما مات الإمبراطور عاد البابا إلى مقر كرسيه ومعه شماسه، فداوم فاوستوس على خدمته بكل دقة وأمانة حتى أن باباه رفعه إلى كرامة الكهنوت. قد منح الله القس فاوستوس عمراً مديداً إذ استمر يعمل خلال بابوية الأنبا ديونيسيوس البابا الرابع عشر إلى عهد الأنبا بطرس خاتم الشهداء البابا السابع عشر. وعلى الرغم من شيخوخته فقد أمر الإمبراطور مكسيميانوس بقطع رأسه في نفس الساعة التي قطعوا فيها رأس البابا الجليل، وفي الوقت عينه قطع الجند رأس كاهنين آخرين هما ديديوس وأمونيوس، وكان ذلك سنة 311م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاوستوس و جانواريوس ومارتيال الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 استشهد هؤلاء الشهداء الثلاثة حوالي سنة 304م في مدينة كوردوفا بأسبانيا، وهي المدينة التي شهدت اعترافهم الشجاع بإيمانهم بالسيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاوستينوس وجوفيتا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا أخوين من أصل شريف من مدينة برسكيا Brescia، وقد كرزا بالمسيحية بكل شجاعة وقوة بلا خوف، واستشهدا بأمر الإمبراطور هادريان بقطع رأسيهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فبرونيا الشهيدة السورية | الولادة: – الوفاة: – نشأتها وُلدت هذه القديسة في بلاد الشام في القرن الثامن الميلادي، ولما كانت محبة للّه ولكنيسته سلكت مسلك التقوى والقداسة، الأمر الذي أحياها في السيرة الملائكية عازفة عن الزواج مُفضلة حياة الرهبنة، فترهّبت بأحد أديرة أخميم للراهبات. حرب الشيطان حدث في ذلك الزمان اضطراب في البلاد، وكان كثيراً ما تتعرض مناطق كثيرة للسلب والنهب. فتعرض ذلك الدير للسلب، وفيما كان الجنود يقومون بعملهم هذا وجدوا هذه الراهبة الجميلة، فأخذوها رغماً عنها لكي يقدّموها هديّة للخليفة. أخذوا يتشاورون فيما بينهم هل يقدموها هديّة أم يعملوا قرعة فيما بينهم لكي تصير لواحد منهم. فرفعت الراهبة قلبها إلى السماء لكي يخلصها الله من هؤلاء الأشرار. الخدعة المقدسة وفي الحال فكّرت الراهبة فبرونيا في طريقة لكي تتخلص منهم فطلبت رئيسهم. فلما حضر قالت له سأقول لك سر عظيم شرط أن تتركني. أما هو فوعدها بذلك. قالت له: إن أجدادنا كانوا حكماء، وقد اكتشفوا سرّاً سلّموه لأبنائهم، وهو أنه يوجد زيت حينما يُتلى عليه بعض الصلوات ويدهن به الرقاب لا يؤثر فيه السيف. وأنتم دائماً في حروب كثيرة، وهذا الزيت لا غنى عنه فهل تريده؟ فقال: نعم. فأحضرت هذه الراهبة التقيّة قليلاً من الزيت، وقالت له: سأريك كم هي قوته. ودهنت رقبتها وأمرت أكبر سيّاف بضربها لكي تُثبت لهم ما زعمت به. فضربها السياف فانفصلت رأسها عن جسدها وتدحرجت على الأرض. فذهل القائد والجنود لمحبتها في أن تتخلص منهم، وعلموا أنها خدعة لكي تهرب منهم. وندموا على ما بدر منهم، ثم تركوا الدير وما نهبوه منه متأثرين لما حدث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فبرونيا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 304 في الدير بنصيبين قيل أن برين Byrene قامت بتربية ابنة أختها فيرونيا. كانت برين رئيسة دير للراهبات في نصيبين Nisibis. نمت فيرونيا جسديّاً وروحيّاً، وكانت لا تهتم بأمور العالم خارج الدير. لقد ركّزت فيرونيا على حياتها الروحية، ونموّها في الفضائل التي تُهيِّئها للتمتع بعريسها السماوي. كانت برين حازمة في تربيتها لابنة أختها، فدرّبتها حتى صارت تأكل مرة واحدة كل يومين، وترقد على لوح رفيع من الخشب. كانت فبرونيا تعشق الكتاب المقدس، أحبته فكانت تلهج فيه نهاراً وليلاً. صارت تقرأ الكتاب المقدس وتُفسِّره للراهبات مرة كل أسبوع، وكان كثير من النساء في المدينة يحضرن الاجتماع. كانت برين تطلب من فيرونيا أن تحجب وجهها حتى لا يراها النساء فينشغلن بجمالها، ولكي لا ترتبط هي بهن. اضطهادها فجأة انتهت حياة الهدوء والسلام في الدير حين بدأ دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين، وفي نصيبين كانت الأوامر الإمبراطورية تُنفذ بكل وحشية بواسطة الوالي سيلينس Selenus. هرب الإكليروس مع الأسقف وتبعتهم كل الراهبات ماعدا برين وفبرونيا – التي كانت تمر بفترة نقاهة بعد مرض خطير – وطومايس Thomais زميلتها الراهبة والتي كتبت سيرتها بعد ذلك. وحين وصل جنود الوالي إلى الدير لم يهتموا بالقبض على الراهبتين المسنتين ولكن حملوا معهم فبرونيا. في اليوم التالي اُحضِرت أمام سيلينس الذي طلب من ليسيماخُس Lysimachus ابن أخيه أن يحاكمها. وبدأ الشاب يفعل ذلك بكل احترام وبشيء من التردّد، إذ كان هو نفسه ابناً لامرأة مسيحية وكان يشعر بالشفقة نحو فبرونيا. انفعل سيلينس بسبب تردّد الشاب في المحاكمة وفي لحظة انفعال عرض على فبرونيا التمتع بالحرية والثراء إذا تركت دينها وتزوجت من ليسيماخُس. أجابته القديسة أن لها كنزاً في السماء وثروة غير مصنوعة بيد إنسان، وأنها مخطوبة لعريس لا يموت. استشاط سيلينس غضباً من إجابتها وأمر بربطها بين أربعة أعمدة وجلدها، ثم كسروا 17 من أسنانها وقطعوا ثدييها بالرغم من صرخات اعتراض الجموع التي ملأت مكان المحاكمة. وإذ رأوا بعد كل هذا التعذيب أنها لم تمت ألقوها أمام ثور فمزقها بقرونه، وكان استشهادها حوالي سنة 304م. وبأمر من ليسيماخُس حُمِلت أشلاء فبرونيا وعملوا لها جنازة مهيبة، وكان استشهادها سبباً في إيمان الكثير من الوثنيين الذين طلبوا نوال المعمودية، ومن بينهم ليسيماخُس نفسه الذي صار راهباً في زمن الإمبراطور قسطنطين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرمليانوس أسقف قيصرية كبادوكيا | الولادة: – الوفاة: – تولي فرمليانوس رعاية قيصرية كبادوكيا خمساً وثلاثين سنة ونيف (232 ? 268م)، اشتهر بالتقوى والورع واستقامة الرأي. أعجب بعلم العلامة أوريجينوس، وزاره في قيصرية فلسطين. تعاون مع القديس غريغوريوس العجائبي في معالجة هرطقة بولس السومسطائي، فرأس مجمع إنطاكية الأول عام 264م، وتنيح وهو في طريقه للاشتراك في أعمال مجمع إنطاكية الثاني. معمودية الهراطقة اختلف الآباء في شأن معمودية الهراطقة والمنشقين، وكان فرمليانوس أسقف الكبادوك مع كنائس الإسكندرية وآسيا يُعيدون معمودية الراجعين إلى الكنيسة. كتب ترتليان مقالاً ضد معمودية الهراطقة. ثم نشأ شيء من النزاع في آسيا الصغرى حول هذه القضية، فانعقد مجمع في أيقونية وآخر في سنادة برئاسة فرمليانوس، تقرر فيهما عدم صحة معمودية الهراطقة. وعقد أغريبينوس أسقف قرطاجنة مجمعاً في السنوات 217-223م أقرّ فيه نفس الرأي. تجدّد هذا النزاع بعد ظهور بدعة نوفتيانوس Novatianus الكاهن بروما. كتب اسطفانوس أسقف روما إلى فرمليانوس وكبريانوس يحرّم تعميد التائبين الراجعين إلى الكنيسة، ونشأت مشادة بين أسقف روما وأساقفة إفريقيا وأسيا. وكتب فرمليانوس رسالة إلى كبريانوس نادي فيها بالالتزام بوحدة الكنيسة وانتقد أسقف روما لتدخله في أمور غيره. من رسالته إلى كبريانوس إن كنا بعيدين بالجسد ومنفصلين بالحس لا نزال متحدين بالروح، كأننا مقيمون في بلدٍ واحدٍ أو عائشون في بيتٍ واحدٍ. وإني موقن هذا لعلمي أن بيت الرب الروحاني بيت واحد كما يقول النبي: “ويكون في الأيام الأخيرة جبل الله ظاهراً وبيت الله على قمم الجبال يجتمعون فيه بسرور”… الاجتماع معاً والسلام والاتحاد يقدم لذة عظيمة، لا للمؤمنين والعارفين الحق فقط، بل وللملائكة السماويين أنفسهم. وقد جاء في كلام الله أن فرحاً عظيماً يكون في السماء بخاطئ واحد يتوب ويرجع إلى رباط الاتحاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرونتاسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد في بلاد الغال مع سيفيرينوس Severinus وسيفيريانوس Severianus وسيلانوس Silanus رفقاؤه. كانوا تلاميذ للقديس فرونتو St. Fronto الذي رُسِم أسقفاً لفيسونَّا Vesunna (حالياً بيريجيو Perigueux) بيد بطرس الرسول شخصياً. أرسلهم فرونتو ليكرزوا بالإنجيل بين الفرنسيين، فقَبَض عليهم الرئيس سكويندو Squindo وأمر بقتلهم جميعاً، وذلك أثناء الاضطهاد الأول للإمبراطور نيرون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرونتو وجورج الأسقفان | الولادة: – الوفاة: – كان فرونتو يهودياً من سبط يهوذا مولوداً في ليكؤنية Lycaonia. وقد آمن بالسيد المسيح حين رأى المعجزات التي حدثت على يديه، وتعمّد بيد بطرس الرسول وصار واحداً من السبعين رسولاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرونتون القديس | الولادة: – الوفاة: – جماعة مقدّسة في الإسكندرية كان فرونتون في طليعة الذين عمَّروا الصحراء، فقد أراد أن يختبر الخلوة بالله ويعيش تلك العيشة العجيبة التي صار لها بريق خاص داخل قلوب الآلاف من أبناء مصر وبناتها. نشأ في الإسكندرية وكان وجيهاً غنياً مرموقاً، ولكنه كان فوق هذا كله مسيحياً مَلَك عليه السيد المسيح، وبالتفاهم مع بعض أصدقائه الذين تزايد عددهم يوماً بعد يوم، اتفقوا على الحياة المُثلى في المدينة كما أوضحها الإنجيل المقدس. فكانوا يجتمعون معاً ليشجّعوا بعضهم بعضاً على السعيّ نحو الكمال وتمكّنوا من النمو الروحي نمواً مستمراً. في سكون البرية على أن الشوق إلى العزلة أخذ يتزايد داخل نفس فرونتون، فدعا أصدقاءه وقال لهم: “لماذا الاستمرار في حياة المدينة مادمنا قد تنازلنا عن أموالنا سعياً وراء الحياة الأبدية؟ هلمّوا نوزع ما تبقى لدينا ولنذهب إلى الصحراء ليخلوا كلٌ منا إلى نفسه وإلى ربّه في سكون البرّية”. تردّد صدى كلماته في قلوبهم فسارعوا إلى التنفيذ وقصدوا إلى نتريا ولم يأخذوا معهم غير أدوات الزراعة وبعض البذور والخضراوات، وقال فرونتون لأصدقائه: “لنكن مطمئنين إلى عناية الله، فقد قال اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه وهذه كلها تزاد لكم”. وتعاهدوا على ذلك، فكانوا يقضون أيامهم بين الصلوات والاشتغال بالزراعة، وامتلأت قلوبهم غبطة وسلاماً، واعتبروا ذلك علامة من السيد المسيح على رضاه عنهم. تذمر في البرية غير أن عدو الخير لم يتركهم ينعمون بهذه الغبطة وهذا السلام طويلاً، فأخذ يصور لهم حياتهم كما كانت في المدينة مقابل الضيق الذي يعيشونه. ألَم يكونوا يسلكون بخوف الرب وفي طريق الصلاح، فلماذا كل هذا العناء؟ وهذه الوسوسة الشيطانية جعلت البعض منهم يتذمّرون. لازم فرونتون الصمت ولجأ إلى الصلاة بحرارة على الرغم من علمه بهذا التذمر، وذات يوم جاءه مندوبون عن المتذمرين، وما أن رآهم وقبل أن يلفظوا بكلمة قال لهم: “يا اخوتي إلى متى تُضجرون الله بهواجسكم؟ ألا تعلمون أن الآب السماوي لا يترك باراً يموت جوعاً؟ أما رأيتم كيف أنمى بذورنا وخضراواتنا؟” ظهور ملاك لغني بالإسكندرية في نفس الوقت وفي شامل رأفته أرسل الله ملاكًا إلى رجل سكندري غني جداً وقال له: “أنت تعيش في غاية من الترف، قم لفورك وأرسل خبزاً إلى خدامي العائشين في الصحراء”. فلما استيقظ جمع أهل بيته وقصَّ عليهم الحلم وأعلن استعداده للتنفيذ، وأنه يجهل المكان الذين يعيشون فيه، وأعلن الجميع جهلهم به أيضاً. وتكرر الأمر السماوي في الليلة التالية، وألهم الله أحد أصدقائه بأن يقول: “أنت تملك عدداً وفيراً من الجمال، فحمِّل البعض منها ما تريد إرساله، ودَع شخصاً واحداً يخرج بها من المدينة وحينما يصل بها إلى مشارف الصحراء يتركها تسير كيفما تريد. فإن كان الأمر من الله فعلاً ستذهب هذه الدواب إلى رجال الله بنفسها”. ووافق الجميع على هذا الاقتراح وحمَّلوا خمسة وستين جملاً مختلف الأطعمة، ثم ربطوا الجمال إلى بعضها البعض من ذيولها وركب أحد الخدم حماراً وسار أمام القافلة، ثم سار إلى جانبها حين دخل الصحراء. وبعد أربعة أيام ركع الجمل الأول أمام مقر القديسين. لاحظ فرونتون حركة الجمال وامتلأ قلبه شكراً وتسبيحاً، وكان الجميع يصلّون داخل الكنيسة الصغيرة التي شيّدوها، فأراد أن يدعهم يستكملون الصلاة في هدوء، لذلك وقف عند الباب بقامته العريضة، وحالما انتهوا من تضرعاتهم أوقفهم أمام الجمال التي كانت قد جلست كلها في صف طويل ثم قال لهم: “والآن أيها الاخوة هل مازلتم في تذمركم؟ لقد أوكل الله غنياً سكندرياً للعناية بنا، وهو قد أطاع الأمر الإلهي. فهيّا نرفع الأحمال عن ظهور هذه الحيوانات كي تستريح”. وانشغل الجميع بهذا العمل وقد امتلأت قلوبهم تعجباً أمام سهر الآب السماوي عليهم. رأى فرونتون من باب اللياقة أن يعيد نصف التقدمات إلى صاحبها تعبيراً له عن شكرهم، فبعدما أخذوا احتياجاتهم وضعوا الباقي على ظهور الجمال وتركوها لتعود. مرّت ثمانية أيام دون أن يبدو أثر للقافلة، وبدأ بعض الأصدقاء يلومون الغني على تسرعه. وبينما هم في هذا اللوم إذا بصوت الجمال يتردّد على مسامعهم، فتطلّعوا من النوافذ وإذا بالقافلة تتهادى نحوهم. ولما تسلّم الغني ما أعاده إليه رجال الله أقام وليمة للفقراء، وظل مدى حياة فرونتون يرسل له ولاخوته في مواعيد محددة الأطعمة اللازمة لهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فريسكا الرسول | الولادة: – الوفاة: – كان القديس فريسكا أو أونيسيفورس من بني إسرائيل من سبط بنيامين ابناً لأبوين حافظين للناموس، وكان من الذين تبعوا المخلِّص وسمعوا تعاليمه وشاهدوا آياته ومعجزاته، فلما أقام السيد المسيح ابن أرملة نايين من الموت كان هذا القديس حاضراً، فتقدم بلا تردّد إلى السيد المسيح مؤمناً به وصار أحد السبعين رسولاً. كان مع التلاميذ في عُلّية صهيون وقت حلول الروح القدس عليهم، وبشَّر بالإنجيل في بلاد كثيرة ثم أقاموه أسقفاً على خورانياس، فعلَّم أهلها الإيمان المسيحي ثم عمّدهم. وبعد أن أكمل جهاده تنيّح بسلام وعمره سبعون عاماً، منها تسع وعشرون سنة يهودياً وإحدى وأربعون سنة مسيحياً، وقد ذكره بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس (2تي 4: 19). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرَكتيوسُس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف تارّاجونا Tarragona التي كانت في ذلك الوقت عاصمة أسبانيا، وتميز بالغيرة المقدسة والروح الرسولية. وحين اشتد اضطهاد فالريان Valerian وجالّينوس Gallienus سنة 259م قُبِض عليه، بأمر الحاكم إيميليان Emilian مع الشماسين أوجوريوس Augurius ويولوجيوس Eulogius وذلك يوم الأحد من منتصف يناير. سار مع الحراس وهو في منتهى الفرح فألقوه مع الشمّاسين في السجن. كان فرَكتيوسُس يبارك جموع المؤمنين الذين أتوا لزيارته. وفي يوم الاثنين عمَّد أحد الموعوظين اسمه روجاتيان Rogatian. وفي يوم الأربعاء استمر صائماً حتى الساعة الثالثة بعد الظهر. وفي يوم الجمعة أي بعد أسبوع من القبض عليه أمر الحاكم بإحضاره للمحاكمة. سأله الحاكم إن كان يعلم بأوامر الإمبراطور، فأجابه فرَكتيوسُس بالنفي ولكن بِغَضَّ النظر عن هذه الأوامر فهو يعترف بمسيحيته. قال له الحاكم: “الإمبراطور يأمر الكل بالتبخير للأوثان”، فأجابه القديس: “أنا أعبد الله الواحد الذي خلق السماء والأرض وكل ما فيهما”. سأله إيميليان: “ألا تعلم أنه يوجد آلهة أخرى؟” فلما أجابه القديس بالنفي قال له الحاكم: “سوف أجعلك بعد قليل تعلم تلك الحقيقة. ماذا يبقى لأي إنسان يرفض عبادة الآلهة والإمبراطور؟” ثم تحوّل إلى أوجوريوس طالباً منه عدم الاكتراث بما قاله الأسقف، ولكن الشماس أكّد له أنه لا يعبد سوى الله السرمدي وحده. التفت إلى يولوجيوس الشماس الآخر وسأله إن كان هو الآخر يعبد فرَكتيوسُس فأجابه القديس: “أنا لا أعبد فرَكتيوسُس ولكن الإله الذي يعبده فرَكتيوسُس”. أخيراً أمام اعتراف الثلاثة أمر بحرقهم أحياء فوراً. كان الوثنيون ينتحبون لرؤية القديسين الثلاثة يساقون للموت، فإنهم كانوا قد أحبوا فرَكتيوسُس لصفاته وفضائله النادرة، وسار معهم المسيحيون بمشاعر تمتزج بين الحزن والفرح، ولما قدموا للقديس فرَكتيوسُس كأس نبيذ لم يرد أن يشرب قائلاً أن الوقت لم يأتِ بعد ليكسر صومه إذ كانت الساعة لا تزال العاشرة صباحاً، مظهراً شهوته في أن ينهي صومه هذا اليوم مع البطاركة والأنبياء والقديسين في السماء. وحين وصلوا إلى ساحة الاستشهاد تقدم الشماس أوجوستاليس Augustalis من أسقفه طالباً منه بدموع أن يسمح بأن يخلع له حذائه، إلا أن القديس أجابه أنه يستطيع أن يفعل ذلك بنفسه وخلعهما بالفعل. ثم تقدم رجل مسيحي آخر اسمه فيلكس Felix طالباً إليه أن يذكره في صلواته، فأجابه فرَكتيوسُس: “أنا مُلزَم بالصلاة من أجل الكنيسة الجامعة الممتدة في العالم من شرقه إلى غربه”. ويُعَلِّق على هذا الكلام القديس أغسطينوس قائلاً: “لقد قصد الشهيد أن يقول للرجل إذا كنت تريدني أن أصلي لأجلك فلا تترك أو تنعزل عن الكنيسة التي أصلي لأجلها”. إذ طلب إليه أحد رعيته واسمه مارتيال Martial أن يلقي كلمة تشجيع لشعبه، التفت القديس إلى المسيحيين وقال: “يا اخوتي لن يترككم الرب كقطيع بدون راعٍ فهو أمين لكل وعوده، ولحظات ألمنا ومعاناتنا ما هي إلا قصيرة”. ربطوا الشهداء إلى أعمدة لكي يحرقوهم، ولكن النيران لم تحرق سوى الحبال فأعطتهم الفرصة لكي يمدوا أيديهم ويرفعوها للصلاة، ثم ركعوا على ركبهم وهكذا أسلموا أرواحهم للّه قبل أن تحرقهم النيران. وقد رأى خادما الملك بابيلاس Babylas وميجدونيوس Mygdonius السماء مفتوحة والقديسين محمولين إليها وعلى رؤوسهم أكاليل. وفي المساء أتى المسيحيون وحملوا أجساد الشهداء، ولما حاول الكثيرون الاحتفاظ بأجزاء منها للبركة أُعلِنوا في رؤيا أن يعيدوها ويدفنوها وهو ما نفذوه بالفعل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فستوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 كان شماساً في بينيفنتُم Beneventum، وأثناء زيارته للقديس يانواريوس Januarius أسقفه في بوتيولي Puteoli قُبِض عليه من أجل المسيح، أُلقِي للوحوش ثم قُطِعت رأسه، وكان ذلك سنة 304م تحت حكم دقلديانوس ومكسيمينوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فلاكسيلا الإمبراطورة القديسة | الولادة: – الوفاة: 385 هي أولى زوجات ثيؤدوسيوس الأول، يسميها البعض بلاسيديا Placidia. يقال أنها كانت أسبانية المولد، وأنها ابنة أنطونيوس حاكم بلاد الغال سنة 382م. تزوّجت ثيؤدوسيوس في الغالب سنة 376م، إذ وُلِد أكبر أبنائها سنة 377م. أما أبناؤها فهم أركاديوس Arcadius وهونوريوس Honorius اللذان صارا إمبراطورين فيما بعد، وابنة هي بولشيريا Pulcheria التي توفّت قبل والدتها بقليل. أما عن فضائلها فقد امتدحها كُتَّاب مسيحيون هم القديس أمبروسيوس، القديس غريغوريوس أسقف نيصص وسوزومين Sozomen، ثيؤدورِت Theodoret ونيسيفورُس Nicephorus، وبالمثل ثيميستيوس Themistius الكاتب الوثني. يقول ثيؤدورِت أنها لم تتأثر بمركزها العالي بل جعلت من نفسها خادمة، وكانت تزور المستشفيات وبيوت المرضى وترعاهم بنفسها وتخدمهم بيديها. وكانت باستمرار تُذَكِّر زوجها بالعطايا والنعم التي أنعم بها الله عليه، وبالتالي غرست فيه بذور الخير والصلاح. يقول ثيميستيوس أن بمشورتها وتوجيهها سامح الإمبراطور المتآمرين عليه سنة 385م، وفي هذا كما في مواقف أخرى كثيرة كانت آرائهما تتفق على الخير والرفق. تنيحت فلاكسيلا في 14 سبتمبر سنة 385م وذلك في سكوتوميس Scotumis بتراقيا Thrace، وقد ألقى عظة الجنازة – والتي مازالت موجودة للآن – القديس غريغوريوس، وفيها امتدح حياتها وشخصيتها كنموذج للفضائل المسيحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فلورنتيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 253 ثامن أسقف لمدينة فيينا استشهد سنة 253م. كان مشهودًا له في سيرته وفي تعليمه، وأنه عاش في أثناء حكم جورديان Gordian، واستمر حتى عصر جالّينوس Gallienus وفولوسينيان Volusinian حيث نُفِي ثم استشهد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فلورنتيوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 250 تحتفل الكنيسة الغربية في الخامس من شهر يونيو بتذكار استشهاد فلورنتيوس، الذي استشهد في بيروجيا Perugia مع رفقائه مارسللينوس Marcellinus وقرياقوس Cyriacus وفاوستينوس Faustinus وجوليانوس Julianus الذين استشهدوا سنة 250م أثناء حكم ديسيوس Decius. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فلوريان الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 كان ضابطاً في الجيش الروماني، وتبوّأ مركزاً إدارياً كبيراً في نوريكمNoricum وهي الآن جزء من النمسا. وقد استشهد من أجل الإيمان سنة 304م في زمن دقلديانوس. سلّم نفسه في لورك Lorch لجنود الوالي أكويلينوس Aquilinus الذين كانت مهمتهم القبض على المسيحيين. وبعد اعترافه بالسيد المسيح جُلد مرّتين ثم سلخ جلده، وأخيراً استشهد حين ربطوا في رقبته حجراً وألقوه في نهر إنز Enns. قد اهتمت بدفن جسده امرأة مؤمنة، وفيما بعد نُقل جسده إلى كنيسة القديس فلوريان بالقرب من لينز Linz، وبعدها بمدة نقل إلى روما. وفي سنة 1138م أعطى البابا ليسيوس الثالث Lucius III جزءاً من رفات القديس إلى الملك كاسيمير Casimir ملك بولندا، ومنذ ذلك الوقت يعتبر القديس فلوريان شفيع بولندا بالإضافة إلى لينز ومنطقة شمال النمسا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فلورينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – استشهدت هذه العذراء في أوفيرن Auvergne في الغالب أثناء المجازر التي قام بها أليمانِّي Alemanni في بلاد الغال Gaul وذلك بين السنوات 365 و 368م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فلورُس ولاورُس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – يقال – حسب التقليد اليوناني – أنهما كانا شقيقين وكانا يشتغلان بقطع الأحجار. اشتغل الأخوان ببناء معبد للأوثان في مدينة إيليريا Illyria، وبعد الانتهاء من البناء تحوّل كل من اشتغل بالبناء – ومعهم الأخوان – إلى المسيحية، فكسّروا التماثيل الوثنية وحوَّلوا المبنى إلى كنيسة مسيحية. قبض الوالي على الجميع وحكم على البعض بالدفن أحياء وعلى الآخرين بإغراقهم في بئر عميقة، فنالوا جميعاً إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فليمون الزمار الشهيد | الولادة: – الوفاة: 305 أمر إريانا الوالي بالقبض على كل مسيحي بالمدينة بأي ثمن، وامسكوا 37 شخصاً وقدموهم للمحاكمة. وكان من بين هؤلاء شماس يدعي أبولونيوس، فلما أحضروه أمام آلات التعذيب ارتعب وتراجع. أبولونيوس يلجأ إلى فليمون ولكي يحافظ أبولونيوس على حياته ذهب إلى لاعب مزمار ماهر جداً يدعي فليمون، وقدم له أربع قطع ذهب، ورجاه أن يذهب هو ليذبح للأوثان بدلاً منه، فوافق الفنان أن يأخذ رداءه ووضع المزمار الذي كان في يديه عند أقدام أبولونيوس والقي الرداء على كتفيه وتقدم إلى المحكمة فلم يعرفه أحد. فليمون يؤمن بالسيد المسيح وإذ حوّلته النعمة في لحظه صرخ فليمون وقال: “أنا مسيحي ولن أذبح للأوثان”، فهدّدوه وتوعّدوه بأنه سيلاقي العذابات المريرة. ثم فكروا أن ينادوا على فليمون عسى أن تنجح أصوات مزماره الشجية في التأثير على هذا الثائر، فبحثوا عنه دون جدوى، وحينئذ استدعي الوالي أخاه الفنان تيوناس وسألوه عن أخيه، فنزع الرداء الذي يغطي وجه أخيه وقال: “ها هو، إنه أمامكم”. وعند رؤيته ظن الوالي أنه يمثل ويمزح ولكن فليمون ردّ عليه وقال: “هذا ليس فكاهة، اصنع ما شئت لأن نعمة المسيح قد غمرتني وحوّلتني”. عماد فليمون فكّر الوالي في قتله ولكنه خاف من الشعب الذي كان يحب فليمون كثيراً. ثم تنبّه فليمون إلى أنه لم يتعمّد فرفع نظره ويديه إلى فوق وصلى لكي ينال العماد المقدس فاستجيبت صلاته واختفي في الحال. تعجب الحاضرون ولم يصدقوا أعينهم حتى ظهر فجأة في نفس المكان بعد أن نال العماد. حاول الوالي أن يستثير فيه حبه لفنه، فطلب فليمون من الرب أن يرسل ناراً من السماء تحرق مزماره، فرأى الحاضرون كرة من جمر نازله من فوق تسقط عند أقدام أبولونيوس واحترقت الآلات الموسيقية. الوالي يفقد أحد عينيه استدعى الوالي ثلاثة جنود وأمرهم أن يلطموا فليمون بدون شفقة فضربوه بعنفٍ، ثم حاول أن يغريه ولكنه لم يتأثر. أمر بإحضار أبولونيوس وفليمون وأن يثقبوا كعوبهما ليُدخلوا فيها حبالاُ ويجروهم في الشوارع، ثم أحضر سهاماً ليرشقوها في جسده فعلقوه ورأسه إلى أسفل، وكان القديس يصلي من كل قلبه وسط العذاب. كانت السهام تنثني في جسده وترتد في الهواء، وعندما رفع إريانا عينيه لينظر الشهيد طاش سهم وقلع إحدى عينيه. جن جنون الوالي وسأل القديس: “أين تعلّمت هذا السحر؟ ترى أني فقدت عيني فأعد إلى بصري وأنك تستطيع ذلك أن أردت”. ردّ عليه القديس قائلاً: “إذا صلّيت إلى إلهي فإنك تعزو شفاءك إلى السحر. فبعد موتي اذهب إلى قبري وخذ من هناك بعض التراب واصنع منه طيناً ودلِّك به عينك فتشفي في الحال”. إريانا يقبل الإيمان كان الوالي قد أمر بقطع رأسي فليمون وأبولونيوس، وبعد دفنهما هبّ إريانا إلى قبر القديسين وفعل كما قال له القديس وفي الحال عاد إليه بصره ودخل المدينة صارخاً “إني أرى. أنا مسيحي”. وتجمّعت حوله الجموع يسألونه، ولما علموا بما حدث اخرجوا جسديّ الشهيدين وغسلوا جروحهما الدامية ولفوا رفاتهما المكرمة ثم دفنوهما من جديد. ثم أخرج إريانا في نفس اليوم المسجونين المسيحيين وأطلق سراحهم دليلاً على صدق تحوله. علم بذلك دقلديانوس – الذي كان في الإسكندرية في ذلك الوقت – فاستدعاه إليه لمحاكمته، ثم أصدر قراراً أن يربطوا يديه ورجليه ويضعوا في عنقه رحى حجر وينزلوه في البئر ثم يضعوا عليه تراب الحفر، ولكن الرب نجاه وخرج دون أن يصيبه شيئاً. ولما رأى ذلك الحراس آمنوا واعترفوا بالرب يسوع أمام دقلديانوس. ثم وضعوا إريانا والخدام المؤمنين في أكياس ورموهم في البحر فغرقوا ونالوا أكاليل الشهادة. وما هي إلا برهة حتى طفت أجسادهم فأخذها المؤمنون ونقلوها في كتمان شديد، ودفنوا أجساد القديسين الأبطال وسط الشموع والتهليل، وكان ذلك كان سنة 305. وتعيّد له الكنيسة في السابع من برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فليمون القديس | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس طاعناً في السن، وكان متواضعاً جداً وكان يتمتع برؤى كثيرة. وبينما كان يخدم على المذبح رأى ملاكاً ذات مرة على يمينه. في مرات عديدة ضربته الشياطين وجلبت عليه أمراضاً شديدةً، لدرجة أنه لم يتمكن من الوقوف أمام المذبح للصلاة. ولكن بعد فترة طويلة جاء ملاك الرب وأمسكه بيده وأقامه، وفي الحال نال الشفاء التام واستردّ قوته. وكان الاخوة يتعجبون من شدة آلامه وصبره العجيب إلى النهاية، حتى تحنّن الله عليه بالمعونة والخلاص من أمراضه. جاء في كتاب “مشاهير الآباء” للقديس جيروم: [رأينا هذا القديس الذي كان قديساً عظيماً، ومتواضعاً جداً. وكان يرى رؤى باستمرار. وعندما كان يقوم بخدمة الذبيحة للّه (القداس) رأى ملاكاً واقفاً عن يمين المذبح. وقد اعتاد أن يكتب ويُسجّل ” في كتاب” أسماء الذين كانوا يتقربون من الأسرار المقدسة. وقيل أن المتناولين باستهتار (بدون توبة صادقة) كانوا يموتون سريعاً. وقد حاربته الشياطين وضربته بأمراض كثيرة. حتى أنه لم يقدر على الوقوف على المذبح لصلاة القداس. إلا أن ملاكاً جاء وأمسك بيده. فاستردّ قوته على الفور. وشُفيَ أمام المذبح، ورأى الاخوة أثار ضربات الشياطين في جسده وتعجّبوا مما حدث له.] موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فليمون وأبفية الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان فليمون رجلاً ذا جاهٍ وثروة كبيرة من سكان كولوسي Colossae في فريجية Phrygia. تحوّل إلى المسيحية في الغالب على يد بولس الرسول، ويبدو أنهما قد صارا صديقين حين كرز الرسول في أفسس، وكان منزل فليمون مكان اجتماع المؤمنين. كان أُنسيمُس Onesimus عبداً عند فليمون، ويبدو أنه لم يتعلم كثيراً من نموذج الحياة المثالية الموجودة في المنزل، فقد سرق سيده وهرب إلى روما، حيث تقابل مع بولس الرسول – الذي كان مسجوناً هناك في ذلك الوقت – وبسبب محبة الرسول وعطفه تحوّل العبد السارق إلى ابن روحي له. كان بولس يودّ أن يبقى أُنسيمُس المتحوّل إلى المسيحية معه ليكون خادماً له، ولكن فليمون كانت له دعوى ضده، فأعاده الرسول إلى كولوسي برسالة وهي الموجودة في الكتاب المقدس باسم الرسالة إلى فليمون. في هذه الرسالة يكتب بولس بلين شديد وقوة إقناع في آنٍّ واحد. ويدعو فليمون “المحبوب والعامل معنا”، وأبفية “المحبوبة”. ثم يتوجه بالطلب إلى فليمون أن يسامح أُنسيمُس ويقبله “لا كعبد فيما بعد بل أفضل من عبد، أخاً محبوباً ولاسيما إليّ فكم بالأحرى إليك في الجسد والرب جميعاً”. ولسنا نعرف نتيجة طلب بولس الرسول هذا، ولكن التقليد المسيحي يذكر أن فليمون منح أُنسيمُس حريته وسامحه على جريمته وجعله خادماً للإنجيل. يقول التقليد أنه صار أسقفاً على كولوسي أو غزه Gaza، وأنه استشهد إما في كولوسي أو أفسس. ففي زمن الإمبراطور نيرون هجم الوثنيون على الكنيسة في يوم عيد الإلهة ديانا، وقبضوا على فليمون وأبفية. وبأمر الحاكم أرتوكليس Artoclis جُلِدا ثم دُفِنا حتى منتصف جسديهما ثم رُجِما حتى نالا إكليل الاستشهاد. تحتفل الكنيسة القبطية بتذكار استشهادهما في الخامس والعشرين من شهر أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فهد بن إبراهيم الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كاتم سرّ الحاكم بأمر الله كان من أراخنة الأقباط في عهد الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي. عيّنه الحاكم كاتباً له وكاتم سرّه ومنحه ثقته، وكان ذلك وسط الجو غير المستقر بالبلاد وكثرة حوادث القتل. فلما اغتيل برجوان الصقلي الذي كان مستأثراً بالسلطة بتدبير الحاكم نفسه أرسل في طلب فهد بن إبراهيم وخلع عليه أحسن الحلل وقال له: “لا تقلق أبداً لما حدث”، وعيّنه وزيراً وأوصى كتاب الدواوين والأعمال بطاعته. ثم قال الحاكم لفهد أمام الجميع: “أنا حامد لكَ وراضٍ عنكَ، وهؤلاء الكتاب خدمي فاِعرَف حقوقهم واحسن معاملتهم واحفظ حرمتهم، وزِد في واجب من يستحق الزيادة بكفايته وأمانته”. لذلك اشتهر باسم “الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم”. اغتياله لما وصل فهد القبطي إلى هذه المكانة وحاز ثقة الخليفة الحاكم، صار هدفاً للدسائس ممن يبغضون النصارى، فبدأت الوشايات ليضعفوا ثقة الحاكم فيه. والعجيب أن الحاكم رغم فهمه مغزى الشكاوى التي قُدمت ضد فهد، لكن تمشياً مع التيار سمح باغتيال فهد بعد أن استمر في خدمته ست سنوات، وأفهم حاشيته أنه إنما أصدر أمره هذا تحت ضغط شديد! ولتغطية الموقف أرسل الحاكم في طلب أولاد فهد الذي قُتل وأنعم عليهم، وأمر ألا يمسّهم أحد بسوء. لم تكن هذه الشكاوى والاحتجاج بقتل فهد إلا ذراً للرماد في العيون، فيُذكر أن سبب قتل الحاكم بأمر الله لفهد هو أن الحاكم طلب إليه اعتناق الإسلام، فلما لم يوافقه أمر بقطع رأسه وحرق جسده لمدة ثلاثة أيام، ومع ذلك لم يحترق جسده بل بقيت يده اليمنى وكأن النار لم تقربها! أما السبب في ذلك فقيل عن فهد هذا أنه كان رحيماً جداً ولا يرد سائلاً تنفيذاً لوصية السيد المسيح: “كل من سألك فأعطهِ”. ويده اليمنى التي كانت تمتد بالخير هي التي ظهرت فيها المعجزة أكثر من بقية جسمه، إذ بدت وكأن النار لم تقربها. وقد دُفن جسده بدير الأنبا رويس. وتُعيِّد له الكنيسة في اليوم التاسع عشر من شهر برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فوتينا ورفقاؤها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – التقليد الروماني بحسب التقليد الروماني، كانت فوتينا امرأة سامرية واستشهدت مع ابنيها يوسف Joseph وفيكتور Victor والقائد سبستيان Sebastian واناتوليوسAnatolius وفوتيوس Photius والأخوات فوتيس Photis وباراسكيف Parasceve وكيرياكا Cyriaca، وذلك حين اعترفوا بإيمانهم بالسيد المسيح. التقليد اليوناني حسب التقليد اليوناني فوتينا هي المرأة السامرية التي تكلم معها المسيح عند البئر، وبعد أن كرزت في أماكن كثيرة ذهبت إلى قرطاجنة حيث استشهدت بعد حبسها ثلاث سنوات بسبب الإيمان. وفيكتور الذي كان قائداً في الجيش الإمبراطوري صار والياً في بلاد الغال، واستطاع أن يحوّل سبستيان إلى الإيمان. أُحضِر الشهداء إلى روما حيث أُحرِق بعضهم أحياء، بينما قُطِعت رؤوس الآخرين بعد تعذيبهم بوحشية. التقليد الأسباني يذكر التقليد الأسباني عن فوتينا أنها كانت سبباً في إيمان ومعمودية دومنينا Domnina ابنة نيرون مع مائة من خادماتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فوتينوس | الولادة: – الوفاة: – من أهل غلاطية، تتلمذ على يديّ مارسيللوس أسقف أنقرا، صار شماساً ثم كاهناً على الكنيسة. انتقل إلى سيرميام Sirmium ربما عندما أُستبعد مارسيللوس من إيبارشيته عام 336م، وصار يجول ما بين روما والقسطنطينية. لم يخفِ التعاليم التي تسلمها من معلمه، بل ونجح في إيجاد من يستمعون إليه. هاجمه اليوسابيون في إنطاكية، معتبرين إياه في جماعة معلمه. هوجم أيضاً في ميلان ثم في العاصمة. كان أسقفاً على Sirmium (من حوالي عام 344 إلى351م)، مات عام 376. عزل عن أسقفيته بسبب آرائه الخاصة بشخص السيد المسيح. إذ لا يوجد أي عمل له الآن يصعب أخذ قرار دقيق فيما يخص آرائه، وتبقى أخطاؤه غامضة. غالباً ما تربط شخصيته بسابيليوس الذي أنكر حقيقة الثالوث، حاسباً أنه لا يوجد ثلاثة أقانيم إلهية، وإنما ثلاثة أشكال أو أسماء ظهر خلالها الله. كان متعلماً، متدرباً على الخطابة، ملماً باليونانية واللاتينية. كتب ضد الهراطقة والوثنيين. بقى تأثيره حتى بعد نفيه، بل وبعد موته. دين في مجمع القسطنطينية عام 381م، وفي عام 428م بواسطة ثيؤدوسيوس الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فوزية اسحق البارة | الولادة: – الوفاة: 1984 حياتها كانت من الأقصر وعاشت أواخر سنين حياتها بالإسكندرية، وهي زوجة وأم أولاد تمتاز بصفاء روحي ونقاء قلبي، غير مهتمة بأباطيل هذا العالم وزخرفته الكاذبة، تحيا حياة بسيطة في شكلها وموضوعها إلى أن سمح لها الرب أن تُجرب بمرض السرطان مع شلل نصفي، وفي السنتين الأخيرتين قبل انطلاقها للسماء عانت من الآلام ما لا طاقة للبشر على احتماله. شخص يكذب! في أول يوم من ذهابها إلى الجامعة بالقاهرة عادت وصارت تبكي، وكان والدها يسألها عن سبب بكائها فلم تجبه. وفي حوالي الحادية عشر مساءً إذ ضغط عليها والدها قالت له: “تخيّل، لقد كذب شخصاً غير مسيحي في الكلية! شخص يكذب!” دُهش والدها كيف أن ابنته لم تكن تتصور وجود أي إنسان يكذب! نادى اخوتها وقال لهم: “انظروا ماذا تقول أختكم؟ كيف يمكنها أن تعيش في وسط العالم؟!” هكذا كانت بساطتها العجيبة ونقاوة قلبها حتى أنها لا تتصور إنساناً يكذب قط! البابا كيرلس السادس قد تنيح! حباها الرب بنقاوة قلب غير عادية وشفافية كشفت أمامها أموراً يُتعجب لها، اعتادت أن ترى رؤى الله وتُدرك ببصيرة روحية جلائل الأمور قبل حدوثها. مثال ذلك ما حدث فجر يوم الثلاثاء 9 مارس سنة 1971م حين أيقظت زوجها وهي في غاية التأثر وأخبرته بأن البابا كيرلس السادس قد تنيح. وكانت وقتها تسكن في مدينة الأقصر على بعد كبير من مدينة القاهرة. ولما سألها: كيف عرفتِ؟ أجابت بأن والدتها المنتقلة قد أتت إليها في نصف الليل وأخبرتها بأن البابا كيرلس وصل عندهم. ولما قالت الأم ذلك، قالت لها فوزية: “إننا محتاجين إليه”. أجابت الأم بأنه قد تعب كثيراً، يكفيه تعباً”. وفي الصباح سمعوا في النشرة الإخبارية في الراديو إن البابا قد انطلق فعلاً. انفتحت أبواب السماء في الأسبوع الأول من صوم الرسل إذ كنت في زيارتها روت لي ما حدث معها في يوم أحد العنصرة. فقد جاء أخوها كمال لزيارتها بعد غيبة أسبوعين آو ثلاثة خارج الإسكندرية. جاء بشوقٍ شديدٍ يريد أن يجلس معها، أما هي فسألته: “أي يوم الآن؟” أجابها: “الأحد”. قالت “أي أحد؟” قال أحد العنصرة”. عندئذ قالت له: “كيف تترك صلاة السجدة وتأتي لزيارتي؟ أرجوك خذ أنسي والأولاد واذهبوا إلى الكنيسة (الملاك ميخائيل، بجوار المنزل)”. وأصرت أن يذهب الكل، وأن تبقى وحدها (وهي مصابة بالسرطان وشلل النصف الأسفل كله). قالت لي: “ما أن أُغلق الباب حتى انفتحت لي السماء وعشت فيها حتى عادوا، إذ رُفعت السماء عندما وضعوا المفتاح في الباب”. حاولت بكل وسيلة أسألها عما رأته فكانت تتحدث في أمور أخرى. مرضها مرضت بالسرطان وعولجت في البداية على أنه روماتزم، أما هي فكانت تُصر أنه سرطان، وأُصيبت أيضاً بشلل نصفي. وكانت أثناء الليل وهي بين النوم واليقظة، لأنها كانت لا تعرف طعم النوم بمعناه الطبيعي من فرط آلامها الشديدة والمستمرة، إنما كانت تحت مفعول المسكنات والمنومات تذهب في إغفاءة خفيفة من النوم تتكلم فيها بكلمات بسيطة وواضحة وعميقة تصوّر فيها مشاعرها، وتُعلنها في صورة تأملات وأحياناً نصائح وإرشادات، وأخرى إعلانات لما تراه من رؤى روحية وسماوية. هناك من هذه الإعلانات ما يوضح ويؤكد أنها كانت لها لقاءات مع الرب يسوع الذي سمح في تنازل محبته أن يتراءى لها مرات عديدة معلناً لها ذاته، بل وناشراً حولها نوره وجماله ويدخل معها في حوار يمدّها من خلاله بالرجاء والمعونة والتعزية، فيخفف عنها آلامها لتحتملها بشكر بل وتفرح بها أيضاً. لم يكن السيد المسيح له المجد يتركها في وسط آلامها، بل وأكثر من ذلك كان يأخذها وينطلق بها لفترات خارج جسدها وخارج هذا العالم، ليعطيها فترات راحة وسعادة وتعزية، على مثال ما أخذ بولس الرسول إلى السماء الثالثة بعد أن رجموه في مدينة لسترة وكاد أن يموت، فأخذه ليقويه ويعزيه ويشدده. ففي إحدى المرات كانت الطبيبة التي تأتي لخدمتها في حيرة من تشخيص حالتها، فقالت للزوج إنها لم تكن في غيبوبة مرضيّة، بل طبيعية جداً. وبعد محاولة لإيقاظها قالت لزوجها لماذا فعلتما هكذا، ولم تتركاني عند المسيح؟ وحينما سألته أن يسجل لها مناجاتها للسيد المسيح أثناء نومها، قال: مرة بدأت في ذلك فكانت تستيقظ وتنقطع عن المناجاة العميقة الشهيّة بينها وبين حبيبها. اهتمامها بالجيل الجديد إذ كنت أفتقدها في مرضها القاسي كانت تردد: “لا تخف عليّ، هذا الوقت أولى به الشباب، فهم محتاجون إلى الرعاية”. بدلة الإكليل قبل نياحتها إذ كنت في زيارتها كالعادة بعد أن اشتد بها المرض قالت لي: “أريد أن أخبرك بوصيتي”. نادت زوجها الدكتور أنسي وقالت: “عندما أرحل لتكن جنازتي في كنيسة المدافن، ولا يحضر فيها غير الكاهن والشمامسة وأنسي والأولاد. أرجو ألا تخبروا أحداً عن الجنازة”. ثم التفتت إلى أنسي وقالت له: “ترتدي بدلة الإكليل في الجنازة”. تسللت الدموع من عينيه، فنظرت إليّ وقالت: “أنظر، لماذا يبكي؟ إنه يوم عرسي”. هكذا كانت مشاعرها حتى اللحظات الأخيرة من حياتها على الأرض، إذ كانت تترقب رحيلها لكي تُزف مع عريسها السماوي. نياحتها حدّد لها الرب ميعاد انطلاقها من العالم بطريقة مذهلة، ففي يوم 4 يناير سنة 1984م في الصباح الباكر وإذ كانت يومها مثقلة بالآلام فوق الطاقة، قالت لزوجها: [أنا الليلة كنت مع المسيح، وقال لي: أنتِ كفاية خالص أخذتِ آلامك كلها، والإكليل تجهز لِك أيضاً، وإذا كنتِ تحبِ تأتي عندي الآن أنا مستعد، فقلت له: معلهش يا يسوع صحيح الآلام دلوقتي فوق طاقتي وشديدة خالص لولا ما أنت ساندني، لكن أنت تعرف مقدار حبي لأولادي ومستعدة أحتمل من أجلهم، ونفسي يعيدوا لك عيد الميلاد وعيد الغطاس كمان، وبعد ما ينبسطوا مع زملائهم في الكنيسة في إجازة نصف السنة، أحب أكون عندك آخر يوم في الإجازة يعني يوم الجمعة 27 يناير، علشان يدخلوا الأولاد كلياتهم تاني يوم. ويسوع وافقني على هذا الكلام ووعدني أنه يتممه معي، فأنا يوم الجمعة آخر إجازة نصف السنة سأذهب للسماء.] قد كمّل الرب وعده فعلاً معها وأطلقها من سجن الجسد بسلام في يوم الجمعة 27 يناير في اليوم والساعة التي اتفقت مع حبيبها عليها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فوسكا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 250 استشهدت هذه العذراء في رافينّا Ravenna في الثالث عشر من شهر فبراير سنة 250م أثناء حكم الإمبراطور ديسيوس Decius، واستشهدت معها ممرضتها مورا Maura وذلك بأمر من الرئيس كوينكتيانوس Quinctianus. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فوشيان، فيكتوريكوس وجنتيان الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان فوشيان وفيكتوريكوس مبشرين رومانيين أتيا إلى بلاد الغال للتبشير بالمسيحية، وذلك في نفس الوقت الذي أتى فيه القديس كوينتينوس St. Quintinus.. جعل فيكتوريكوس مقره في بولونيا Boulogne بينما جعل فوشيان مقره في ثيروان Therouanne بالقرب من قرية هيلفوت Helfaut. حيث بنى كنيسة صغيرة. وقد لقي كلاهما مقاومة من الوثنيين الغاليين والرومان، ومع ذلك استطاعا تحويل العديد إلى المسيحية. بعد مدة ذهبا معاً لزيارة القديس كوينتينوس، وحين وصلا إلى أميان Amiens وجدا الاضطهاد شديداً ضد المسيحيين، فعبرا إلى سانس Sains واستقرّا عند رجل عجوز اسمه جنتيان. ومع أن جنتيان كان وثنياً إلا أنه كان منجذباً للمسيحية، فكلّمه المبشران عن الإيمان المسيحي وعلما منه عن استشهاد القديس كوينتينوس منذ ستة أسابيع مضت. حين سمع الحاكم ركتيوفارُس Rictiovarus بوجود اثنين من الكهنة المسيحيين في سانس، قام على رأس كتيبة من جنوده حيث تقابل أولاً مع جنتيان. وقف أمامه جنتيان مدافعاً عن الرجلين معلناً استعداده للموت من أجل الإله الحقيقي، ففي الحال استل ركتيوفارُس سيفه وقطع رأسه. ثم ساق الحاكم فوشيان وفيكتوريكوس مكبّلين بالأغلال إلى أميان، ولما رفضا ترك إيمانهما بالرغم من العذابات الشديدة قُطِعت رأسيهما ونالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فوكاس البستاني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – البستاني التقي لا نعرف عن هذا الشهيد إلا ما رواه عنه أستييروس أسقف أماسا Astenius of Amasea. عاش الشهيد فوكاس بالقرب من سينوب Sinope على البحر الأسود، وكان يشتغل بزراعة بستان. وفي عمله البسيط هذا كان متمثلاً بحياة الآباء القديسين الأولين، بل وحياة أبوينا الأوَلَيّن في جنة عدن. وكان القديس يمزج عمله بالصلاة، حتى تحول بستانه إلى معلم له ومصدر مشبع للتأملات في الخالق المبدع، وفتح بيته للغرباء والمسافرين ليستضيفهم. ولما كملت ثمرة محبته وخدمته للفقراء وجده الله مستحقاً أيضاً أن يقدم حياته من أجل المسيح. استشهاده يرى Combefis أنه استشهد في السنوات الأخيرة من حكم تراجان. أما Tillemont فيحسبه استشهد مؤخراً في عهد ديسيوس أو دقلديانوس، وهو يرجح الأخير. استضافته للجنود قاتليه حين ثار اضطهاد على المسيحيين، اُتهِم فوكاس كمسيحي وعُقِدت محكمة صورية حكمت بقتله أينما وُجِد. خرج الجنود لتنفيذ الأمر حتى وصلوا بالقرب من سينوب. وإذ لم يستطيعوا دخول المدينة، توقفوا بمنزله دون أن يعرفوه وقبلوا دعوته بالمكوث عنده. قدم لهم مائدة وأثناء الطعام أعلموه بهدف مهمتهم، وسألوه عن مكان تواجد المدعو فوكاس، فأجابهم بأنه يعرف الرجل معرفة وثيقة، وأنه سيخبرهم عن مكانه في الصباح. بعد أن نام الجنود خرج فوكاس وحفر لنفسه قبراً وأعد كل شيء لتكفينه ودفنه، ثم أمضى الليل في إعداد روحه للساعة الأخيرة. شجاعته في الصباح ذهب إلى ضيوفه وأعلمهم أن فوكاس موجود وتحت أمرهم ليقبضوا عليه متى شاءوا، ولما سألوه عن مكانه أجاب القديس: “إنه هنا، أنا هو الرجل”. ذُهل الجنود من حبه وكرمه وشجاعته وثباته. وفي البداية لم يعرفوا ماذا يفعلون مع هذا الرجل الذي استضافهم بِكَرَم شديد، وإذ رأى حيرتهم أجابهم قائلاً أنه يعتبر موته من أجل المسيح أعظم خدمة يقدمونها له. أخيراً بعد أن أفاقوا من ذهولهم وحيرتهم أطاحوا برأسه، وفيما بعد بنى المسيحيون في المدينة كنيسة كبيرة تحمل اسمه. وهبه الله عمل العجائب خلال رفاته حتى دُعي بالصانع العجائب Thaumaturgus. نُقل جسده إلى القسطنطينية في أيام القديس يوحنا ذهبي الفم، وقد ألقى القديس عظة بهذه المناسبة. أقيم دير في الموقع الذي وضعت فيه رفاته. قيل أن جزءاً من رفاته نُقل إلى كنيسة الرسل في فينّا. ويُعتبر القديس المحبوب لدى البحّارة اليونانيين الذين يحسبونه شريكاً معهم في الطعام، فيجنّبون جزءً من ثمن طعامهم لاسمه، ويقومون بتوزيعه عند وصولهم إلى الميناء بسلام. يحتفل به اليونانيون المعاصرون في 22 يوليو و 22 سبتمبر. يدعوه القديس غريغوريوس النزينزي: “تلميذ المسيح المتجدّد”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيبي الشماسة | الولادة: – الوفاة: – تكاد تكون فيبي أشهر أنثى ورد اسمها في رسائل الرسل. لا نعرف عنها شيئاً غير ما دوّّنه القديس بولس في أول الإصحاح الأخير من رسالته إلى كنيسة رومية. والعجيب أيضاً أن التاريخ الكنسي لا يسجل عنها أي شيء. يكاد الإصحاح الأخير من الرسالة إلى رومية يقتصر على أسماء بعض الأشخاص الذين يبعث بولس تحياته إليهم، ويذكر على رأس هذه القائمة الطويلة كلها – قبل الرجال – “فيبي خادمة الكنيسة التي في كنخريا”. يقول معلمنا بولس: “أوصي بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقدموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة للكثيرين ولي أنا أيضاً” (رو 16: 1-2). واسم “فيبى” يعنى “بهيّة” أو “منيرة”، ومن اسمها نستنتج أنها كانت أممية متنصّرة. ففيبي في الأساطير اليونانية كان هو اسم أرطاميس إلهة القمر، فلم يكن والداها يهوديين. كما يدل الاسم أيضاً على أن المتنصرين من الأمم لم يحسّوا بأي حرج إن ظلّوا على أسمائهم السابقة لإيمانهم. وكانت فيبي هي المرأة الوحيدة بين أصدقاء بولس التي يدعوها أختنا. يبدو أن فيبي كانت متبتلة، وكانت تقوم بخدمة فعَّالة في الكنيسة في منطقة كورنثوس. كما يبدو أنها كانت تخدم كشمّاسة في كنيسة كنخريا، إحدى مواني كورنثوس في بلاد اليونان. فالرسول بولس يذكرها على أنها diakonos وهي الكلمة التي تُطلق على من يقوم بخدمة الشمّاسية سواء كان ذكراً أم أنثى. ولابد وأن فيبي كانت تمارس عمل الشمّاسية النسائية، وفضلاً عن ذلك فقد كانت كاتبة الرسالة إلى رومية بناء على إملاء الرسول بولس. بل وحملت هي نفسها هذه الرسالة إلى رومية. ليس من السهل أن نسلِّم بأن مهمة فيبي كانت مجرد توصيل الرسالة التي كتبها القديس بولس إلى كنيسة رومية، بل لابد أن يكون الرسول قد كلّفها بمهمة خاصة، وجد أن من الحكمة عدم الإفصاح عنها، وكل ما فعله أنه أوصى الكنيسة بتسهيل مهمتها. ولا شك أن تلك المهمة كانت شيء يتعلق بخدمة الكرازة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيتاليس وأجريكولا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – في سنة 393م أعلن يوسابيوس أسقف بولونيا Bologna أن جسديّ شهيدين مسيحيين هما فيتاليس وأجريكولا يرقدان في مقابر اليهود في المدينة. فتم الكشف عن رفاتهما وأُخرِجا، وكان القديس أمبروسيوس أسقف ميلان شاهداً على هذا الحدث. كان أجريكولا من سكان بولونيا، محبوباً من الكل بسبب فضائله وتقواه، وكان فيتاليس عبداً له تعلم المسيحية منه. استشهد فيتاليس أولاً في المسرح الكبير بعد أن عُذِّب حتى أنه لم يُترَك جزء من جسمه بدون جروح، وتأجل تعذيب أجريكولا على أمل أن رؤيته لتعذيب فيتاليس قد يُضعف ثباته. ولكن على العكس كان ذلك سبباً في شجاعته وثباته بالأكثر، إذ رأى ثبات عبده وشجاعته، فعُلِّق على صليب وطعن في كل أجزاء جسمه حتى نال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيتاليوس | الولادة: – الوفاة: – اتجاهه للأبولينارية – أسقف إنطاكية للأبوليناريين نشأ في أنطاكية في الإيمان الأرثوذكسي، وكان ذا شخصية قوية، سيم كاهناً بواسطة ميليتوس (ثيؤدوريت 5: 4). وبسبب غيرة زميله الكاهن فلافيان حدث شرخ بينه وبين الأسقف، فانحاز فيتاليوس إلى أبولليناريوس وتبنّى أفكاره. في روما بلغت أخبار انحرافه عن الإيمان إلى روما، فقام فيتاليوس برحلة إلى روما عام 375م ليبرر نفسه أمام دماسوس أسقف روما لكي يقبله في الشركة. استخدم فيتاليوس عبارات غامضة تحمل معانٍ كثيرة فأقنع دماسوس بأرثوذكسيته. على أي الأحوال لم يقبله دماسوس في الشركة إنما أعطاه رسالة إلى بولينوس وأعاده إلى إنطاكية، حيث حسبه الغرب أثناء الانشقاق الميلاتي هو الأسقف القانوني لأنطاكية. ما أن ترك فيتالوس روما حتى أرسل دماسوس رسالة أخرى إلى بولينوس تحوي قانون الإيمان حيث دان تعاليم أبولليناريوس دون الإشارة إلى اسمه، سائلاً إياه أن يطلب من فيتاليوس التوقيع على القانون الإيماني هذا كشرط لقبوله في الشركة (ثيؤدوريت 5: 11). رفض فيتاليوس التوقيع، واستفحل الشرخ بينه وبين بولينوس تماماً. سيامته أسقفاً سام أبولليناريوس فيتاليوس أسقفاً على كنيسته المنشقة، وإذ اتسم بالقداسة في السلوك والغيرة في الكرازة كسب كثيرين إلى صفّه، وصار أتباعه يدعون الفيتاليون Vitalians (سوزومين 6: 25). مع انحرافه الأبولليناري كان له تقديره لدى كثير من القيادات الأرثوذكسية فيما عدا في الفكر الأبوليناري. حثّ القديس أبيفانيوس القديس باسيليوس الكبير أن يفتقد إنطاكية ويعالج هذه الجراحات. وبالفعل التقى بفيتاليوس الأسقف وطلب منه أن يرجع إلى الكنيسة ويتحد معها. فقد تبادل فيتاليوس وبولينوس الاتهامات، كل منهما يدّعي أن الآخر غير أرثوذكسي في إيمانه. طلب القديس أبيفانيوس عقد مؤتمر، وقد أظهر فيتاليوس في البداية عبارات تبدو أرثوذكسية تماماً. فقد أعلن مثل بولينوس أن المسيح إنسان كامل له جسد بشري ونفس، لكنه عاد فقال بأن اللاهوت احتل مركز العقل. بهذا فشلت محاولات القديس أبيفانيوس تماماً. بهذا صار بإنطاكية ثلاثة مجموعات بجانب الأريوسيين، مجموعة مع ميليتس والأخرى مع بولينوس والثالثة مع فيتاليوس، والكل يدّعي أرثوذكسية المعتقد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيتُس ورفيقاه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 300 قبوله الإيمان كان فيتُس الابن الوحيد لأحد نبلاء صقلية Sicily الوثنيين اسمه هيلاس Hylas. تحوّل الصبي إلى المسيحية في سن السابعة أو الثانية عشر بواسطة مربيته كريسنتيا Crescentia وتعمَّد بدون علم والديه. مقاومة والده مع الحاكم له كثرة المعجزات التي جرت على يديّ فيتُس وتحوّل الكثيرين من أهل المدينة لَفَت انتباه فالريان Valerian حاكم صقلية، فسعى مع هيلاس إلى تحويل إيمان الصبي. حاولا بالوعود ثم بالتهديد وأخيرًا بالتعذيب مع الصبي، ولكن كل هذا لم يزعزع إيمان الصبي وثباته. في إيطاليا بتوجيه إلهي هرب فيتُس من صقلية مع مربيته كريسنتيا وزوجها مودستُس Modestus، وقاد مركبهم ملاك حتى وصلوا بسلام إلى لوكانيا Lucania في جنوب إيطاليا حيث مكثوا مدة يكرزون بالإنجيل إلى أهلها، وكان الرب يعولهم بطعام يرسله لهم بواسطة نسر. ثم ذهبوا إلى روما، وهناك شفى القديس فيتُس ابن الإمبراطور دقلديانوس من روح شرير كان يعتريه، ولكن لأنه رفض الذبح للآلهة اعتُبِر أن ما قام به كان بتأثير قوة خفية. استشهاده أُلقي في زق مليء بالرصاص المذاب والقار ولكن القديس دخل وخرج منه كما من حمام منعش، فألقوه بعد ذلك إلى أسد جائع فأتى أمام القديس وأخذ يلحس قدميه. أخيراً ربطوا فيتُس مع مودستُس وكريسنتيا إلى الحصان الحديدي حتى تخلَّعت أطرافهم ونالوا إكليل الشهادة، وكان ذلك حوالي سنة 300م. في ألمانيا يكرّمون الشهيد فيتُس ويعتبرونه أحد شفعائهم، ويعتبر أيضاً شفيعاً وحامياً لمرضى الصرع ومنجياً من العواصف ومن عقر الكلاب والأفاعي، ولذلك يظهر الشهيد في الصور وبصحبته أحد الحيوانات. الكنيستان الّلتان على اسمه في Ulm وRavensberg صارتا مشهورتين، إذ يأتي إليها سنوياً المصروعين لينالوا الشفاء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيتّيوس إيباغاثوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – مع بداية زمن الاضطهاد شعر المسيحيون أنه من الظلم الشديد أن يُضطَهَد الإنسان ويُسَلَّم إلى الموت لمجرد إعلانه أنه مسيحي، وبدون أي تحرِّي أو بحث عمّا إذا كان في العقائد أو الطقوس المسيحية أي شيء مناقض للأخلاق والفضيلة. وقد حدث في أكثر من مرة أثناء محاكمة المسيحيين أن يتقدم أحد الحاضرين ويضغط على القاضي طالباً منه ضرورة هذا التحري، مما يثير شك الحاكم فيسأله عما إذا كان هو بدوره من المسيحيين. وعند اعتراف الشخص بمسيحيته، كان الحاكم يرسله لملاقاة نفس مصير هؤلاء الذين كان يحاول الدفاع عنهم. كان فيتّيوس إيباغاثوس من مشاهير المواطنين المسيحيين في مدينة ليون Lyons أثناء اضطهاد سنة 177م، واشتهر بكونه المدافع عن أوائل المسيحيين الذين قُبِض عليهم، ولذلك أُخِذ هو أيضًا ضمن “جماعة الشهداء”. وكلمة “شهيد” كما استخدمت في هذه الفترة الأولى لم تكن بالضرورة تعني أن الذي اعترف بالمسيح قد ختم اعترافه بالموت. هناك رأيان عن فيتّيوس: الأول يقوله رينان Renan أن فيتّيوس كان يملك كل مقومات الاستشهاد دون أن يموت شهيداً، ودليله على هذا أنه لم يرد أي ذكر عن تعذيبه ضمن جماعة المسيحيين في ساحات التعذيب. أما الرأي الآخر فيقول أنه كان رومانياً وبالتالي فقد مات مستشهداً بقطع رأسه وليس بالتعذيب في تلك الساحات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيث العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – محاكمتها عاشت في القرن الثالث الميلادي، وبسبب مسيحيتها وقفت لتُحاكم أمام الحاكم داكيان Dacian في آجن Agen. رسمت نفسها بعلامة الصليب طلباً للقوة، ثم التفتت إلى داكيان الذي سألها: “ما اسمِك؟” أجابته: “اسمي فيث (أي إيمان) وأجاهد لكي يكون لي الذي أتسمى به”. سألها الحاكم: “ما هو ديانتكِ؟” أجابته العذراء: “منذ طفولتي وأنا أخدم السيد المسيح وله كرّست نفسي”. حاول داكيان أن يكون متعاطفاً معها وودوداً فقال لها: “تعالي يا ابنة وتذكّري شبابكِ وجمالكِ. اتركي عنكِ دينكِ وقدّمي قرابينكِ للإلهة ديانا التي هي من نفس جِنسكِ وسوف تمنحكِ كل العطايا والهبات الحسنة”، ولكن القديسة أجابته قائلة: “إن آلهة الوثنيين شريرة، فكيف تعتقد أنه يمكنني أن أقرِّب لها؟” أجاب الحاكم غاضباً: “كيف تتجاسرين على تسمية الآلهة شريرة؟ إما أن تقدمي قرابينكِ للآلهة حالاً أو تموتين بالتعذيب”. فصرخت نحوه القديسة :”إني مستعدة أن أحتمل أي شيء من أجل السيد المسيح واشتاق أن أموت من أجله”. تعذيبها أمر داكيان بربطها على سرير نحاسي وأشعل تحته النار، ولكي يزيد من قسوة النار أضاف عليها زيتاً. من قسوة العذاب اعترض بعض المشاهدين على الحاكم قائلين: “كيف يعذب إنسانة بريئة بهذه القسوة لمجرد أنها تعبد الله؟ ” لكن داكيان قبض على بعضهم، وحين رفضوا الذبح للأوثان قطع رؤوسهم مع القديسة فيث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيجيليوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 405 أسقف ترنت كان رومانياً بالمولد ويبدو أنه ولد في ترنت Trent حيث اكتسبت عائلته حق المواطنة من طول مدة إقامتهم هناك. تعلّم في أثينا Athens، ولسنا نعلم أي شيء آخر عن حياته في تلك الفترة إلى أن عاد إلى مدينته، حيث اختير سنة 385م أسقفاً لترنت في سن صغير للغاية. ما زالت إلى الآن إحدى الرسائل التي وجهها له مطرانه القديس أمبروسيوس رئيس أساقفة ميلان موجودة، وفيها يحثه أن يقاوم بشدة الرِبا، وزواج المسيحيين من الوثنيين، وأن يمارس إضافة الغرباء وبالذات الحجاج. استشهاد ثلاثة مبشرين كان ما زال في قرى إيبارشية ترنت عدد كبير من الوثنيين، فذهب إليهم القديس فيجيليوس بنفسه ليكرز لهم بالإنجيل، وساعده القديس أمبروسيوس فأرسل له ثلاثة مبشرين هم القديسين سيسينيوس Sisinnius ومارتيريوس Martyrius وألكسندر Alexander الذين نالوا إكليل الاستشهاد في 29 مايو سنة 395م. وقد كتب فيجيليوس رسالة إلى القديس سيمبليساين Simplician خليفة أمبروسيوس يخبره عن سيرة هؤلاء المبشرين وظروف استشهادهم، كما كتب رسالة مطوَّلة بنفس المضمون إلى القديس يوحنا ذهبي الفم، الذي يبدو أنه تعرف عليه أثناء دراسته في أثينا. وفي هاتين الرسالتين يتكلم عن اشتياقه للحصول على المجد الذي ناله هؤلاء الشهداء، ولكن عدم استحقاقه حرمه من مشاركتهم استشهادهم. استشهاده الإكليل الذي اشتهاه ناله بعد قليل، ففي إحدى رحلاته التبشيرية في وادي رِندِنا Rendena المنعزل تحرك بغيرة روحية فألقى بتمثال الإله ساترن Saturn إلى الأرض، فأمسك به الوثنيون ورجموه حتى الموت، وكان استشهاده سنة 405م. ويقال أن رفاته موجود في ترنت بالإضافة إلى القديسين ماكسنتيا Maxentia وكلوديان Claudian وماجوريان Majorian الذين يقال أنهم أمه وأخويه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيدنتيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد مع عشرين آخرين، في الغالب سنة 304م أثناء حكم دقلديانوس. ويقال أنهم كانوا من هيبو Hippo بأفريقيا حيث بُنِيت كنيسة كبيرة تكريماً لهم بعد ذلك بحوالي قرن، وكان القديس أغسطينوس يقرأ سيرتهم ومعجزاتهم علانية في الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيدنتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من شهداء حكم دقلديانوس وماكسيمينيان سنة 304م، وكان ذلك في تودِرتوم Tudertum بأمبريا Umbria. يقال أنه ولد في كبادوكيا ثم ذهب إلى روما، وهناك تحوَّل إلى المسيحية. وحين ثار الاضطهاد على المسيحيين قُبِض عليه وعُذِّب ثم حُكِم عليه بالموت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيديليس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 أثناء اضطهاد مكسيميان Maximian كان الضابط فيديليس يزور المسيحيين المحبوسين في سجون ميلان. استطاع فيديليس إطلاق سراح خمسة منهم، وأخذهم وهرب بهم إلى جبال الألب مع جنديين آخرين هما كاربوفوروس Carpophorus وإكزانتُس Exanthus. لكن قُبِض عليهم قرب كومو Como وأُعدِم الخمسة مع الجنديين في الحال، بينما نجا فيديليس ووصل إلى ساموليتو Samolito على الناحية الأخرى من البحيرة، ولكن تبعه جنود وقبضوا عليه وجلدوه ثم قطعوا رأسه، وذلك حوالي سنة 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيرموس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 استشهد في التاسع من أغسطس سنة 304م، مع روستيكوس Rusticus في فيرونا Verona. كان فيرموس ينحدر من أسرة شريفة من بيرجامو Bergamo، مما جعل ثباته وتمسكه بالإيمان المسيحي أكثر استفزازاً وإثارة للإمبراطور ماكسيميان Maximian الذي كان في ذلك الوقت يقوم باضطهاد عنيف في شمال إيطاليا إذ كان مقيماً في ميلان. قُبِض على فيرموس، واقتيد مع قريبه روستيكوس أمام الإمبراطور الذي سلمهما للوالي أنولينوس Anulinus الذي أخذهما إلى فيرونا، وهناك أمر بقتلهما فنالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيرميليانوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف قيصرية كبادوكيا وكان من أعظم أساقفة زمانه، كان صديقاً لأوريجينوس ومساوٍ للقديس ديوناسيوس الكبير Dionysius the Great، ومشهوداً له بواسطة كبريانوس ومعارضاً للبابا اسطفانوس. في سنة 232م وهي السنة العاشرة من مُلك ألكسندر ساويرس كان أوريجينوس قد ترك مصر، فحثّه فيرميليانوس على زيارة Climata بكبادوكيا وهناك كان يزوره لفترات طويلة ليستزيد منه في تعلّم الأمور اللاهوتية. ثم في سنة 256م أرسل له كبريانوس رسالة – فُقِدت الآن – ليسأله عن نظام الكنيسة في آسيا بالنسبة لتعميد الذين تعمّدوا قبلاً بواسطة الهراطقة. وفي ردّه الطويل يقول فيرميليانوس أنه لا يمكن أن يضيف الكثير عما قاله كبريانوس من قوة المنطق في هذا الموضوع، وكان ردّه في الواقع عبارة عن شرح واستيعاب لهذه الرسالة. ترأّس فيرميليانوس سنة 266م أول مجمع في إنطاكية لمحاكمة بولس الساموساطي، وقد زار إنطاكية مرتين لهذا الغرض. وإذ أراد منح بولس فرصة أخرى بعد وعوده بالتراجع نجح في تأجيل اتخاذ قرار ضده. ولكن حين دعت الضرورة لعقد مجمع ثالث سنة 272م، توفي فيرميليانوس وهو في طريقه لطرسوس Tarsus لترأّس هذا المجمع، وكان هذا في يوم 28 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيرمينوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من سكان بامبيلونا Pampeluna، ونال نعمة الإيمان المسيحي على يد القديس هونيستوس St. Honestus، الذي كان تلميذاً للقديس ساتورنينوس الذي من تولوز St. Saturninus of Tolouse. بعد ذلك رُسِم أسقفاً ليكرز ببشارة الإنجيل في أطراف بلاد الغال Gaul. حين وصل إلى أمينز Amiens، أسس فيها القديس فيرمينوس كنيسة من المؤمنين المُخْلصين، ثم نال فيها إكليل الاستشهاد وذلك في القرن الرابع الميلادي. وقد بُنيت كنيسة بعد ذلك فوق موضع جسده على اسم العذراء مريم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيرمينوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 312 كان فيرمينوس ورفقاؤه الستة من العسكريين، واستشهدوا في الرابع والعشرين من يونيو في أرمينيا Armenia تحت حكم الإمبراطور ماكسيمينوس Maximin وذلك في سنة 312م. قبل ذلك بفترة قصيرة كانت أرمينيا – نتيجة تعاليم القديس اغريغوريوس Gregory the Illuminator – قد اعتنقت الإيمان واحتضنته بكل حماس، وحين أثار الإمبراطور ماكسيمينوس في مايو سنة 311م اضطهاداً عاماً ضد المسيحيين في الشرق، هبَّ الأرمينيون حاملين السلاح دفاعاً عن اخوتهم المطحونين، واستطاعوا هزيمة الإمبراطور وألحقوا به خسارة شديدة. ويبدو أن استشهاد فيرمينوس ورفقاؤه كان أثناء هذه الحملة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيرونيكا القديسة | الولادة: – الوفاة: – “فيرونيكا” معناها “الأيقونة الحقيقية”. تقول القصص المتوارثة في التقليد أن القديسة فيرونيكا مسحت وجه السيد المسيح – حين وقع تحت ثقل الصليب – بدافع من حبّها له وإشفاقها عليه. وعند عودتها إلى منزلها وجدت أن صورة وجه السيد المسيح قد ظهرت علي هذا المنديل، وقد ظهرت الآلام علي ملامحه. يقول التقليد الغربي أن فيرونيكا ذهبت إلى روما وشَفَت الإمبراطور طيباريوس بقوة المنديل الذي تحمله، وأنها عند نياحتها تركته للبطريرك القديس إكليمنضس. بحسب التقليد في فرنسا فيرونيكا هي “زوجة زكا” (لو 19: 2-10)، خرجت هذه السيدة مع رجلها زكا العشار الذي باع كل ما يملك وذهبا ليبشرا بالسيد المسيح حتى بلغا إلى فرنسا. بشّرا بالإنجيل ونشرا المسيحية في منطقة جنوب فرنسا. وهناك قصص أخرى غير مؤكدة تجعل من فيرونيكا نفسها مرثا أخت لعازر، وابنة المرأة الكنعانية، والمرأة نازفة الدم. في أوائل القرن الخامس عشر تمّ تحديد منزل فيرونيكا كأحد محطات مراحل طريق الصلبوت في أورشليم، وبعدها تدريجياً صارت حادثة فيرونيكا – مع غيرها من الحوادث – إحدى المراحل الثابتة في هذا الطريق. ويقال أن المنديل مازال موجوداً في كنيسة القديس بطرس في روما، مما يشهد بصحة التقليد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيرينا القديسة | الولادة: – الوفاة: – كانت هذه العذراء من مدينة كركوز بمركز قوص محافظة قنا، والتحقت كممرضة بالكتيبة الطيبية في إرساليتها إلى أوروبا، كما أنها كانت قريبة للقديس فيكتور أحد أفراد هذه الكتيبة. بعد استشهاد أفراد الكتيبة بأمر الإمبراطور مكسيميانوس أتت فيرينا إلى أجونَم Agaunum للتبارك من أجساد الشهداء وتبحث عن رفات القديس فيكتور. استقرت في سولوثورن Solothurn في سويسرا حالياً، وسكنت في كهف يقال أنه مازال موجود حتى الآن. وكانت تخرج من هذا الكهف إلى القرى المحيطة لتقدم أعمال الرحمة والمحبة للفلاحين والفقراء، وكانت تهتم اهتماماً خاصاً بتعليمهم أصول النظافة الشخصية. ويقال أنها قضت بقية حياتها في مغارة بُنِيت لها في زُرزاخ Zurzach، وكان لقداستها أبعد الأثر في النفوس فلما تنيحت بسلام بنى أهالي زُرزاخ كنيسة فوق قبرها، حيث رُسِم على قبرها صورة لها وهي تحمل مشطاً وابريق ماء للدلالة على عملها. وقد تهدّمت الكنيسة مع البلدة كلها حين اجتاحتها القبائل الجرمانية، وفي القرن التاسع شُيد دير للبنديكتين مكانها. ما تزال القديسة فيرينا تنال كل الاحترام والتقدير في جميع أنحاء سويسرا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيريولُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من شهداء القرن الثالث، كان والياً رومانياً يعيش في فييِّن Vienne ببلاد الغال، وكان مسيحياً في السر. توقيفه عن العمل حدث أن أتى القديس جوليان St. Julian of Brioude الذي كان من سكان المدينة، واعترف بمسيحيته في منزل فيريولُس. ولما بدأ الاضطهاد وقُبِض على القديس جوليان وسيق إلى الموت، أمر كريسبين Crispin – حاكم تلك المنطقة من بلاد الغال – بوقف فيريولُس عن العمل لاتهامه بالتقصير في القبض على المسيحيين، ثم قال له أنه بما أن راتبه يُدفَع بواسطة الدولة فالواجب عليه أن يكون نموذجاً جيداً للطاعة. ردّ عليه فيريولُس بكل حزم قائلاً: “إن المال لا يعنيني في شيء، ويكفيني أن أحيا خادماً للّه. وحتى إذا رأيت أن هذا كثير عليَّ فأنا مستعد أن أبذل حياتي كلها ولا أنكر إيماني”. استشهاده أمر الحاكم بجلده ثم ألقاه في السجن الداخلي، وفي اليوم الثالث انفكت السلاسل من يديه ورجليه بقوة الله، وهرب من السجن حيث سبح في النهر إلى أن وصل قرب مدينته فييِّن، لكن قُبِض عليه مرة أخرى وقُطِعت رأسه على ضفاف النهر. أتى المسيحيون من المدينة وأخذوا جسده ودفنوه بإكرام جزيل، وقد بنيت كنيسة فوق قبره فيما بعد، ثم نُقِلت عظامه ودفنت في كنيسة بُنيت داخل فييِّن وذلك سنة 473م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيريولُس وفيرّوتيو الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – رسم القديس إيريناؤس Irenaeus أسقف ليون Lyons،القديس فيريولُس قساً والقديس فيرّوتيو شماساً، وأرسلهم للتبشير بالإنجيل في بيسانكون Besancon والمناطق المحيطة بها. يقال أنهما كانا أصلاً يونانييّن، ولكن الاحتمال الأكبر أنهما مواطنان من الغال، وقد درسا في الشرق حيث تأثّرا بالمسيحية وآمنا بها، ويقال أن الذي عمّدهم هو القديس بوليكاربوس Polycarp. بعد أن خدما بنجاح لمدة ثلاثين سنة أُعتقلا بسبب إيمانهما وتعرّضا لعذابات شديدة، وأخيراً قُطِعت رأسيهما حوالي سنة 212م وذلك خلال حكم كاراكالا Caracalla. عُثِر على جسديهما في بيسانكون سنة 370م، حيث قام الأسقف إنيانوس Anianus بدفنهما بإكرام في أيام القديس غريغوريوس من تورز St. Gregory of Tours، والذي أكّد أن زوج أخته قد نال الشفاء من مرض خطير بشفاعتهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيفيان الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 363 نشأتها وُلدت فيفيان التي يعني اسمها “المملوءة حياة” من والدين مسيحيين على جانب كبير من الثراء والمركز الكبير المرموق. فكان والدها فلافيان حاكماً في روما ووالدتها دافروسا من النساء الشريفات في روما. ولم يغرِهما المال أو المركز العالمي عن البحث عن الطريق الكرب والباب الضيق، فكان الكتاب المقدس هو عزاؤهم كل يوم يقرأون فيه ويتعزّون بكلامه، وتعلّقوا جميعاً بقلوبهم بالملكوت الحقيقي فظهرت أعمالهم وتقواهم جلية. القبض على فلافيان والدها لما مَلَك يوليانوس الجاحد قبض على فلافيان وأمره بطاعة أوامره بالسجود للأوثان، وتوعّده بأشرّ أنواع العذاب بعد أن رَغَّبه في مجد العالم، ووعده بأن يعطيه حكم كل روما ويزيده في تملك المال والجاه. ولكن فلافيان احتقر كل هذه الوعود الفانية، وبَكَّت الملك الكافر على تركه لإيمان القديسين وعبادة الله الحقيقي، إلى عبادة الأحجار والأوثان المصنوعة بأيدي البشر، وأجابه بأنه يود أن يملك مع المسيح في فقر من أمور العالم، أحسن من ذهابه إلى الجحيم بعد تمتع وقتي قصير بأمور زائلة فانية. استشاط يوليانوس غضباً وأمر بالقبض على فلافيان وعائلته وزج بهم في السجن، وأمر بأن يعامل معاملة العبيد، ثم نفاه إلى تورين بمقاطعة توسكان، وأمر بالتضييق عليه في أساليب المعيشة حتى تنيّح في 22 ديسمبر سنة 362م. استشهاد دافروسا الأم أما دافروسا الأم وفيفيان وديمترا العذراوتان فقد أمر الطاغية بأن يغلق عليهن جميعاً منزلهن حتى يمتن جوعاً، إلا أنه بعد وقت قصير عرض عليهن التبخير للأوثان أو التعذيب بأشد أنواع العذاب، ولكن كانت الأم القديسة تثبتهما وتشجعهما على احتمال عذاب قليل للفوز بالنعيم الأبدي والملكوت الحقيقي. فرأى يوليانوس أن يقتل تلك الأم القديسة حتى يسهل عليه إغراء ابنتيها والفوز بهما، فأمر بالقبض عليها وأن تساق إلى خارج أسوار روما لعلها تخور في الطريق وتئن عليها أحشاؤها لفقدان ابنتيها، ولكن القديسة دافروسا رفعت يديها للسماء وقالت: “يا ربي يسوع المسيح إلهنا الحقيقي في يديك أستودع بنتيَّ بل أستودع حياتي وحياتهن”. وسارت مع العسكر إلى خارج أسوار روما، وهناك ذُبحت بحد السيف ونالت إكليل الشهادة في 4 يناير سنة 363م. القبض على فيفيان وديمترا أما فيفيان وديمترا فقد أمر الطاغية يوليانوس أن يُسَلَما لجابي الضرائب، وكان يدعى أبرونيان الذي كان على جانب كبير من الشر والخبث والجشع. فصادر أموالهما وألقى القبض عليهما، وزجَّ بهما في سجن ضيق، ومنع عنهما الطعام والشراب حتى يغير الجوع والعطش ثباتهما. إلا أن الله قد أعطاهما قوة في جسديهما حتى أنهما لم تعبئا بجوعٍ أو عطشٍ. ودهش أبرونيان إذ وجدهما في صحة تامة وثبات جأش. ولكنه لم يعبأ بهذه المعجزة بل زاد في تهديدهما بالعذاب والموت المهين والبشع إذا لم يخضعا لإرادة الإمبراطور، أما إذا أطاعتا فإنه سوف يعيد إليهما أموالهما ويزيد عليها من الخيرات الوفيرة، إلا أن القديستين كانتا ثابتتين في إيمانهما، متذكرتين تعاليم والديهما والقدوة الحسنة التي غرسها فيهما والداهما، فلم تخيفهما التهديدات ولم تبهرهما الاغراءات بل أجابتا بشجاعة وقوة بأن هذا العالم وما فيه لا يغريهما، بل أنهما على استعداد للموت ألف مرة من أن تنكرا السيد المسيح. شدد أبرونيان العذاب النفسي والبدني على القديستين، فسقطت ديمترا وأسلمت الروح أمام شقيقتها فيفيان ونالت إكليل الشهادة في 21 يونيو سنة 363م. أما فيفيان التي استطاعت بنعمة الله أن تثبت غير مزعزعة أمام كل هذه الأحداث فقد بقيت وحيدة، ومع كل ذلك كانت توبخ الرجل الظالم القاسي وتؤنبه على شروره، وتطلب منه أن ينظر إلى آخرته، وكيف ستكون مظلمة كغلاظة قلبه. تسليم فيفيان إلى يد امرأة شريرة احتال أبرونيان على جعل فيفيان ترضخ لميوله الفاسدة كي تُرغِبها في كل أنواع اللذة سواء بالحيلة أو بالقوة، وفعلاً استخدمت تلك المرأة الشريرة كل الوسائل من ملاطفة و تهديد. ولما لم تنفع كلها مع القديسة اشتد الغيظ بالطاغي أبرونيان، وشعر أنه هُزِم أمام تلك الفتاة، فجرّدها وربطها في عامود، وأمر الجلادين بجلدها بسوط من الرصاص، حتى أسلمت روحها الطاهرة في يد عريسها الحقيقي السيد المسيح، وذلك في 2 ديسمبر سنة 363م. قد بقيت جثة الشهيدة متروكة في مكان تعذيبها بدون دفن معرضة لالتهام الكلاب والحيوانات المفترسة، إلا أن الرب حفظ جسدها ولم يقترب منه أي حيوان مفترس. بعد يومين استطاع كاهن قديس يدعى يوحنا أن يأخذ الجسد ويدفنه بجوار شقيقتها ديمترا ووالدتهما دافروسا، وبنيت لهن كنيسة صغيرة بأسمائهن في نفس مكان قصر والدهما فلافيان. قامت ببنائها سيدة رومانية قديسة هي أوليمبيا، نقلت إليها أجسادهن ووضعتهن تحت المذبح وضمّت إلى الكنيسة العامود الذي رُبِطت فيه القديسة فيفيان. وفي التقليد الغربي يتخذ من الشهيدة فيفيان شفيعة للكف عن شرب الخمور، وكذلك في حالات الصرع وآلام الرأس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتريكيوس الأسقف القديس | الولادة: 330 الوفاة: 407 القديس فيكتريكيوس أسقف روان Rouen من أشهر أساقفة بلاد الغال في القرن الرابع. ولد حوالي سنة 330م، وكان والده جندياً رومانياً، وفي سن السابعة عشر صار جندياً وبعدها بقليل تحوّل إلى المسيحية. اعفاؤه من الخدمة العسكرية في ذلك الوقت كانت بعض الآراء تدعو المسيحيين إلى عدم استخدام السلاح، ففي أحد الأيام ترك القديس فيكتريكيوس أسلحته وطلب إعفاءه من الجندية. ولأن فترة خدمته بالجيش لم تكن قد انتهت بعد اعتُبِر هذا الطلب خرقاً للنظام وحُكِم عليه بالضرب والجلد، وأمام ثباته رغم الألم حُكِم عليه بالموت، ولكن حدثت معجزة منعت تنفيذ الحكم فأُطلِق سراحه هو ومجموعة من المسيحيين معه وأُعفوا من الخدمة العسكرية. أسقف روان لا نعرف عن حياته بعد ذلك أي شيء سوى أنه اُختير أسقفاً لروان حوالي سنة 386م، وكانت الوثنية منتشرة فيها في ذلك الوقت فعمل بغيرة على نشر المسيحية. ومن أعماله أنه أدخل نظام الرهبنة والوحدة، وإن كانت في صورتها الأولى البدائية. كما أحضر القديس أمبروسيوس في ميلان كثير من رفات القديسين التي استقبلها الشعب بفرحٍ شديدٍ وأودعوها بتكريم في الكنيسة. وقد عمل على بناء الكنائس في قرى إيبارشيته لأن انتشار المسيحية كان بطيئاً وسط أهل القرى، ولكن للأسف هُدِم الكثير من المراكز التي أنشأها بفعل الهجمات البربرية في القرن الخامس. امتد صيت حكمته وقداسته إلى إنجلترا، فدعاه أسقفها حوالي سنة 396م للنظر في بعض الخلافات هناك وإبداء الرأي. وقرب نهاية حياته اتهمه البعض بالهرطقة، فسافر إلى روما للدفاع عن نفسه، وتم له ذلك بدون أية صعوبة، وأخيراً تنيّح بسلام حوالي سنة 407م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور الأب | الولادة: – الوفاة: – متوحد من مصر وكان صديقاً للقديس البابا كيرلس الكبير، بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين. اتهمه النساطرة بعدة جرائم قبل مجمع أفسس المسكوني الذي انعقد سنة 431م، ولكن بكل كرامة ثبتت براءته منها جميعاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور الأفريقي | الولادة: – الوفاة: – أسقف أفريقي ومؤرخ، كان غيوراً في دفاعه عن الكتب الثلاثة “Three Chapters” لثيؤدور أسقف الميصة وثيؤدورت أسقف قورش وهيبا أسقف الرُها، التي حرّمها مجمع القسطنطينية الثاني عام 553م (بعد الانشقاق الذي حدث بسبب مجمع خلقيدونية)، وهي تحمل طابعاً نسطوريّاً. احتمل مضايقات كثيرة بسبب تمسكه بهذا منذ عام 556 حتى عام 567م في إيبارشيته وفي مصر. كتابه عن التاريخ كتب عمله ليؤرخ منذ الخليقة حتى عام 566م، ولم يبقَ من هذا العمل سوى ما يخص الفترة من 444 إلى 566م التي تعالج الهرطقة الأوطاخية والصراع حول “الكتب الثلاثة”. كما يحدثنا عن الاضطهاد الفندالي كأحداث في ذاكرته في صباه. وقدم بعض القصص عن الأريوسية. لهذا العمل أهميته في تقديم صورة عن الحياة الاجتماعية والدينية في القرن السادس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور الأول أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 199 كان مواطناً من أفريقيا، وخَلَف القديس ايليوثيريوس Eleutherius في رئاسة كرسي روما حوالي سنة 189م، في أيام كوموديوس Commodus وساويرس Severus، وتمتع بفضائلٍ كثيرةٍ هيأته لهذا المنصب كخليفة للرسل. بعد سيامته مباشرة حرّم ثيؤدوتوس البيزنطي Theodotus of Byzantium الذي جاء إلى روما وعلّم أن المسيح كان إنساناً مجرداً (يوسابيوس 5: 28). في أيامه أيضاً ظهرت حركة المونتانية Montanism في آسيا الصغرى ويبدو أنه بعث برسائل من أجل سلام الكنيسة هناك. عانى من مصاعب كثيرة في زمن رئاسته، منها ما ذهب إليه بعض المسيحيين بأن يحتفلوا بعيد القيامة في أيٍّ من أيام الأسبوع دون التزام بأن يكون يوم أحد. هدّد الأسقف بالقطع والحرمان كل من يفعل ذلك، ولكن القديس إيريناؤس من ليون St. Irenaeus of Lyons اعترض قائلاً: أن الاختلاف في النظام والطقس لا يستدعي أو يستحق التضحية بحياة الشركة المسيحية، وقد وافق الأسقف على هذا الرأي مع إصراره على حفظ الاحتفال بالقيامة في كنيسته يوم الأحد. ومن المشاكل الأخرى التي قاومها الهرطقة التي نادى بها تاجر من بيزنطية اسمه ثيؤدوتُس Theodotus، ادعى فيها أن السيد المسيح لم يكن إلهاً إنما إنسان من طبيعة خاصة. قد تنيّح الأسقف فيكتور سنة 199م قبل اضطهاد الإمبراطور الوثني سابتيميوس ساويرس، والبعض يحسبه من مصاف الشهداء، بسبب غيرته وصبره في احتمال الضيقات والاضطهادات التي تعرّض لها. يقال أنه أول من صلّى باللغة اللاتينية في روما، ويقال أيضاً أنه أول من أرسل بعثات تبشيرية إلى إسكتلندا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 290 كانت الكنائس في مارسيليا Mars?illes ببلاد الغال من أكثر الكنائس كثرة وازدهاراً، ولكن بنهاية القرن الثالث الميلادي عندما وصل الإمبراطور ماكسيميانوس Maximian إلى مارسيليا أثار الرعب والذعر في نفوس المسيحيين هناك. خلال هذا الذعر العام، كان فيكتور الضابط المسيحي في الجيش الروماني يخرج ليلاً يتنقّل بين البيوت، ويزور المسيحيين، ويشجّعهم ويحثّهم على الاستشهاد من أجل المسيح. أمام الإمبراطور ماكسيميانوس عندما أُكتُشِف عمل فيكتور أُحضِر أمام الواليين أستيريوس Asterius وأوتيكيوس Eutychius، ونظراً لأهمية رتبته أرسلاه للإمبراطور ماكسيميانوس نفسه. لما لم يستطِع أن يؤثّر على القديس غضب الإمبراطور أو ثورته أو تهديداته أمر الطاغية أن يُربَط القديس ويُسحَل في شوارع المدينة، فتخضَّب جسمه كله بالدماء. عاد ووقف في محاكمة أخرى أمام الواليين اللذين حاولا الضغط عليه لعبادة آلهتهم. امتلأ القديس من الروح القدس ونطق معبراً عن احترامه للإمبراطور مع احتقاره للآلهة الوثنية، وأضاف قائلاً: “أنا احتقر آلهتكم واعترف بالرب يسوع المسيح، وتستطيعان أن تعذباني كما يحلو لكما”. تعذيبه أمر أستيريوس الوالي أن يُمَدد القديس على آلة التعذيب بطريقة وحشية، فأخذ القديس يصلّي طالباً المعونة من الله، فظهر له السيد المسيح ممسكاً بصليبٍ في يده وأعطاه السلام قائلاً له أنه يتألم مع خدامه ويكلِّلهم بعد انتصارهم. خفّفت هذه الكلمات من آلام فيكتور وثبّتت إرادته. وأمر الوالي بإلقائه في زنزانة بعد أن تعب معذبوه وشعروا بإرهاق شديد. ظهور السيد المسيح له في وسط ملائكته في منتصف الليل ظهر له السيد المسيح في وسط ملائكته وسمعهم القديس وهم يسبحونه، وامتلأ السجن بنور أبهى من ضوء الشمس، وعندما رأى الجنود الثلاثة الذين كانوا يحرسون السجن هذا النور، فزعوا بشدة وألقوا بأنفسهم عند قدمي القديس يسألونه العفو، وطلبوا منه أن يصيروا مسيحيين. أرسل فيكتور في طلب الكهنة نفس الليلة وذهبوا جميعاً إلى الشاطئ حيث تعمّد الجنود الثلاثة، ثم عاد معهم إلى السجن مرة أخرى. عندما علم ماكسيميانوس بذلك هاج هياجاً شديداً وأرسل ضباطه ليحضروا الأربعة أمامه، وفي الطريق كانت الجموع تصرخ فيهم طالبة من القديس أن يعيد الجنود إلى إيمانهم الأول، فأجابهم قائلاً: “لا أستطيع أن أُبطِل ما أُحسِن عمله”. وقد ثبت الجنود الثلاثة في إيمانهم بالمسيح حتى نالوا إكليل الشهادة. بدءوا في جَلد القديس فيكتور، ثم أودعوه مرة أخرى في السجن حيث بقي هناك ثلاثة أيام أُخَر. بعد ذلك طلبه ماكسيميانوس ليحاكمه، فوضع أمامه تمثال للإله جوبيتر Jupiter، وأمر القديس أن يبخر له، فذهب فيكتور إلى المذبح وركل التمثال بقدمه مما جعل الإمبراطور يأمر ببتر رجليه في الحال. ثم أمر بوضعه بين حجري رحى وسحقه حتى الموت، فأدار الجلادون الحجر وعندما بُتِر جزء من جسمه توقف الحجر عن الدوران وإذ كان الشهيد ما زال حياً بعد، قطعوا رأسه بحد السيف. ثم ألقوا بجسده مع الجنود الثلاثة في البحر. وُجِدَت الأجساد على الشاطئ فيما بعد، فأخذها المسيحيون ودفنوها في مغارة، وظهرت من أجسادهم معجزات كثيرة، وكان استشهادهم حوالي سنة 290م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – شهيد من جيرونا بأسبانيا Geronaفي أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور مورُس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 كان من أهل موريتانيا Mauretania وتسمى مورُس تمييزاً له عن معترفين آخرين باسم فيكتور. كان جندياً مسيحياً منذ شبابه، وقُبِض عليه بسبب إيمانه وهو شيخ كبير. بعد تعذيبه بشدة استشهد بقطع الرأس أثناء حكم ماكسيميانوس Maximian في ميلان سنة 303م، ودُفِن جسده بأمر الأسقف ماتيرنوس Maternus بجوار إحدى الغابات، وبُنِيت بعد ذلك كنيسة فوق قبره، وقد كرَّمه الله بحدوث عدة معجزات من قبره. قد نُقِلت رفاته فيما بعد سنة 1576م إلى كنيسة جديدة في مدينة ميلان مازالت تحمل اسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتوريا وأكيسكْلَس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان أكيسكْلَس وشقيقته فيكتوريا مسيحيين يعيشان في قرطبة Cordova في القرن الرابع الميلادي. أُلقيا في السجن بتهمة المسيحية وضُرِبا وعُذِّبا حتى ينكرا الإيمان. ولما فشلت كل أنواع التعذيب معهما حُكِم عليهما بالموت في المسرح الكبير، أكيسكْلَس بقطع رقبته وفيكتوريا بالضرب بالسهام، وكان ذلك أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. اهتم بجسدهما أحد الوجهاء اسمه مينسيانا Minciana، حيث دفنهما في منزلهما الذي تحول إلى كنيسة، وحيث دُفِن شهداء كثيرون بعد ذلك أثناء الاضطهاد العربي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتوريا وأناتوليا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: – حين رفضت أناتوليا الزواج من أوريليوس Aurelius، ذهب الشاب إلى أختها فيكتوريا طالباً منها إقناع أناتوليا بالزواج منه. لم تنتهِ محاولة فيكتوريا فقط بالفشل، بل أنها اقتنعت بوجهة نظر أختها وفسخت خطبتها من الشاب يوجينيوس Eugenius. حاول الشابان إخراج الأختين من جو مدينة روما لعلهما تغيّران من تفكيرهما، ولكن المحاولة باءت بالفشل. أخيراً اُتهمت أناتوليا بأنها مسيحية، وبعد أن شَفَت الكثيرين في مقاطعة بيسنَم Picenum من أمراض مختلفة آمنوا على أثرها بالسيد المسيح، أمر القاضي فوستينيان Faustinian بمعاقبتها بعدة وسائل. سلطوا عليها أفعى سامة فلم تؤذِها حتى أن الحارس أوداكس Audax آمن بالسيد المسيح بسبب ذلك، وأخيراً وبينما القديسة أناتوليا ترفع يديها بالصلاة طُعِنت بالسيف فنالت إكليل الشهادة. مرَّت فيكتوريا بنفس ظروف أختها في الغالب عند تريبولانو Tribulano، فرفضت الزواج من يوجينيوس أو الذبح للأوثان، وبعد أن صنعت العديد من المعجزات التي آمن بسببها الكثير من الشعب، طُعِنت هي الأخرى بالسيف بطلب من خطيبها السابق، فنالت أيضاً إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتورينوس أو غايوس ماريوس | الولادة: – الوفاة: – تحوّّله إلى الإيمان المسيحي وردت قصة تحوّّله إلى الإيمان المسيحي في كتاب “الاعترافات” للقديس أغسطينوس. إذ سمع عنه القديس أغسطينوس وعرف أنه قبل الإيمان المسيحي بسماعه عن الأنبا أنطونيوس القبطي خلال كتاب البابا أثناسيوس عنه، فتأثر جداً وقرر التوبة والرجوع الكنيسة ونوال العماد (الاعترافات 8: 2-5). درس الكتاب المقدس وكتابات الآباء المسيحيين في سن متأخر جداً بغيرة متقدة فاقتنع بالحق المسيحي. التشكك في إيمانه سمع سيمبلشيان Simplician الذي صار فيما بعد أسقف ميلان أنه قد صار مسيحياً، فرفض أن يحسبه هكذا حتى يراه في الكنيسة. سأله سيمبلشيان: “أية جدران لمبان تجعل الناس مسيحيين؟” واضح أن بعض أصدقائه تشككوا في البداية في أمر مسيحيته، لكن زال هذا الشك عنهم، فقد سجل نفسه في سجل الموعوظين لمدة قصيرة ثم نال العماد وأعلن قبول قانون الإيمان علانية. يخبرنا القديس أغسطينوس عن الفرح الذي اجتاز الأوساط المسيحية في روما بتحوله إلى الإيمان المسيحي. حدث هذا حتماً قبل نهاية مُلك قنسطنطيوس عام 361م وبقي حتى سنة 362 يعلم البلاغة في روما عندما أصدر جوليان أمراً بمنع قيام أي مسيحي بممارسة التعليم العلني، فانسحب فيكتورينوس من هذا العمل. تفرّغه للكتابة لا نعجب أننا لم نسمع عنه شيئاً بعد ذلك، فقد انسحب من التعليم العام وكرّس وقته للعبادة مع كتابة مقالات مسيحية وتفاسير للكتاب المقدس. أما كتاباته المسيحية فأهمها: 1. مقال ضد أريوس Generatione Verbi Divini de يعالج فيه لاهوت الكلمة ويرد على كانديدوس Candidus الأريوسي. 2. عمله الضخم ضد الأريوسية Adversius Arium. 3. ملخص للعمل السابق. 4. ثلاثة الحان في شكل صلوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتورينوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 303 كثيرون من آباء الكنيسة ومشاهير الكنيسة يحملون اسم فيكتورينوس، من بينهم: 1. فيكتورينوس أسقف Pettau أو Petauio، من رجال القرن الثالث. 2. فيكتورينوس المدعو غايوس ماريوس Caus Marius أو ماريوس فابيوس Marius Fabius، كما يدعى Afer إذ وُلد بمدينة أفير. 3. يورد لنا جيناديوس كاتبين مسيحيين يحملان اسم فيكتورينوس. كان في الأصل خطيباً يونانياً قبل أن يصير أسقفاً على بيتوه Pettau. وقد مدحه كثيراً القديس جيروم واقتبس أيضاً من كتاباته العديدة التي كتبها تعليقاً وشرحاً لأسفار العهدين القديم والجديد. يدعوه البعض فيكتورينوس مفسر سفر الرؤيا. يقول القديس جيروم أنّ فيكتورينوس اقتبس كثيراً من أوريجينوس. وللأسف لم يبقَ من كتاباته إلا القليل جداً وربما لا يوجد أية كتابات باقية إذ يعتبر الدارسون أن ما هو منسوب إليه ليس أصيلاً. قاوم هذا القديس العديد من الهرطقات التي ظهرت في عهده، وإن كان يقال أنه هو نفسه قد سقط في بدعة المُلك الألفي للسيد المسيح على الأرض Millenarianis. وقد أنهى حياته شهيدًا في زمن الإمبراطور دقلديانوس في سنة 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتورينوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 284 كان فيكتورينوس وفيكتور Victor ونيسيفورُس Nicephorus وكلوديان Claudian وديسقورُس Dioscorus وسيرابيون Serapion وبابياسPapias مواطنين من كورنثوس Corinth، واعترفوا الاعتراف الحسن بإيمانهم في بلدتهم أمام الوالي ترتيوس Tertius عام 249م، في بداية مُلك الإمبراطور ديسيوس. ذهبوا إلى مصر بعد تعذيبهم، ولم يُذكَر إن كانوا قد نُفُوا إلى هناك أم ذهبوا إلى هذا النفي باختيارهم، وقد أكملوا طريق جهادهم في ديوسبوليس Diospolis عاصمة طيبة Thebaid على يد الحاكم سابينوس Sabinus في مُلك نوماريان Numerian. بعد أن امتحن الحاكم ولاءهم بربطهم وجلدهم بالسياط أمر بضرب فيكتورينوس على ساقيه وقدميه قائلين في كل ضربة: “خلِّص نفسك. تستطيع الهروب من هذا الموت بإنكار إلهك الجديد”. لكن القديس ثبت على إيمانه رغم التعذيب، ففقد الحاكم صبره وأمر بتحطيم رأسه إلى أجزاء. هددوا فيكتور بتعذيبه بنفس طريقة الموت، فأجابهم بأن أمنيته الوحيدة هي الإسراع بإعدامه مشيراً إلى مكان التعذيب قائلاً: “الخلاص والفرح ينتظرانني هناك”، وفي الحال ألقي إلى هناك وضربوه حتى استشهد. قفز نايسيفورُس الشهيد الثالث طوعاً إلى موضع الاستشهاد، فأثارت شجاعته الحاكم وأمر جنوده بضربه، وفي نفس الوقت أمر بتقطيع كلوديان الشهيد الرابع إرباً إرباً، ونال إكليل الشهادة بعد قطع قدميه ويديه وذراعيه وساقيه. قال الحاكم للثلاثة الآخرين مشيراً إلى الأطراف المقطوعة والعظام المبعثرة حولهم: “الأمر متروك لكم لتجنب هذا العقاب”، فأجابه الشهداء بصوت واحد: “نحن الذين نطلب منك أن توقع بنا عذاباً أشد من العذاب الذي تستطيع أنت أن تخترعه. لن ننكر يسوع المسيح مخلّصنا لأنه هو إلهنا الذي منه وجودنا وله وحده اشتياقنا”. فأمر الطاغية بأن يُحرَق ديسقورُس حياً ويعلق سيرابيون من كعبيه وتقطع رأسه، أما بابياس فقُذِف في البحر بحجر مربوط في رقبته ونال إكليل الشهادة غرقاً. كانت أحداث استشهادهم في سنة 284م، وتعيد لهم الكنيسة الغربية يوم 25 فبراير، بينما تعيد لهم الكنيسة اليونانية في 21 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلاستريوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 397 نشأته فلاستر أو فيلاستريوس أسقف بركسيا أو بريسكيا، من رجال القرن الرابع. كان خلفه يقيم احتفالاً سنوياً في 18 يوليو ذكري نياحة فلاستر وقد حُفظت كلمته في الاحتفال الرابع عشر، حيث يقدم لنا معلومات عن حياته وأعماله. من غير المعروف تحديداً المدينة التي نشأ فيها هذا القديس، ولكن ما نعلمه عنه أنه قد خرج وترك البيت الذي ورثه عن أسلافه متشبهاً بأبينا إبراهيم، لكي يحل نفسه من رباطات العالم. اهتمامه باستقامة الإيمان تجوّل في أماكن كثيرة مُظهراً غيرة شديدة نحو الحفاظ علي الإيمان المستقيم، فدخل في حوار مع اليهود والوثنيين والهراطقة، وخاصة الأريوسيين الذين انتشرت هرطقاتهم في كثير من الكنائس، وتحمّل عذابات كثيرة في سبيل الدفاع عن ألوهية السيد المسيح، فكان يحتمل الألم والتعذيب بفرحٍ وشجاعة إيمان. في ميلان قاوم بشدة أوكزنتيوس Auxentius الأريوسي الذي كان يسعى لتفتيت الكنيسة والمؤمنين بهرطقاته، كما قام بالوعظ في روما ذاتها مجادلاً الهراطقة. ثم ذهب بعد ذلك إلى بريسكيا or Brixia Brescia حيث اختير ليكون أسقفاً لها، فكان يبذل ذاته بكل حب من أجل شعبه، وكانت حياته نموذجاً للتقوى والفضيلة والتواضع والتفاني في خدمته الرعوية، منذراً ومحذراً شعبه من أخطاء الإيمان. أعماله الكتابية ومن أعماله أنه كتب كتاباً أسماه “فهرس الهراطقة” شرح فيه المعاني اللاهوتية للكلمات، وشرح آراء الهراطقة والرد عليها. وأيضاً كان محباً لشعبه عطوفاً عليهم، فكان يعطي كل المحتاجين منهم بسخاءٍ مسيحيٍ. يعتبر هذا العمل مرجعاً هاماً للمهتمين بالكتابة عن الهراطقة. فقد نسخ القديس أغسطينوس جزءً منه. وعندما سأله كوادفولتديس Quodvultdeus أن يكتب مقالاً عن الهراطقة أشار إليه في إجابته إلي أعمال ابيفانيوس وفيلاستراباس (رسالة 222). الأول عدد 20 هرطقة قبل مجيء المسيح و60 بعد صعود السيد المسيح أما الثاني فيعدد 28 هرطقة قبل مجيء المسيح و128 بعد مجيئه . لقد رفض القديس أغسطينوس اعتبار أن الأول يجهل إحدى الهرطقات، ويعلل الاختلاف في العدد يرجع إلى الاختلاف في مفهوم الهرطقة. كمثال اعتبر الأخير أن الذين دعوا أيام الأسبوع بأسماء وثنية عوض ما ورد في الكتاب المقدس: اليوم الأول والثاني والثالث حتى السابع نوعاً من الهرطقة. عندما تحدث القديس أغسطينوس عن الهرطقات ذكر الستين هرطقة التي حدثت بعد مجيء السيد المسيح ووردت في أبيفانوس ثم ذكر 23 هرطقة إضافية أخذها عن فيلاسترياس حاسباً أنها ليست هرطقات بمعنى الكلمة. يري كثير من الدارسين أن فيلاسترياس كتب مستقلاً عن أبيفانيوس ولم يعتمد عليه. وأن ما جاء متشابهاً بينهما إنما لأنهما اعتمدا أحياناً على ذات المصادر. في الفصل 88 أشار فيلاستر أنه لم تُدرج قراءات من سفري الرؤيا والرسالة إلى العبرانيين ليس لأنهما غير قانونيين، وإنما لأن الكنيسة لا تريد قراءتهما على العامة من الشعب. في الفصل 60 اعتبر إنكار قانونية سفر الرؤيا هرطقة، وفي الفصل 69 اعتبر إنكار نسبة الرسالة إلى العبرانيين إلى الرسول بولس هرطقة. طُبع عمله هذا أولاً فيBasle عام 1539م، ظهر بعدها عدة طبعات هامة منها بواسطة فابريكيوس Fabriciusعام 1721م تحوي تنقيحاً للنص مع تعليقات هامة، وبواسطة جاليردس Galeardusعام 1738م. وقد تقابل القديسان أغسطينوس وأمبروسيوس معه في ميلان حوالي سنة 384وتنيّح فيلاستريوس حوالي سنة 397م قبل مطرانه أمبروسيوس، فأقام تلميذه جودنتيوس Gaudentius على كرسي بريسكيا مكانه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلاستورجيوس | الولادة: 368 الوفاة: – نشأته وُلد حوالي عام 368م فيBorissus بكبادوكية Cappadocia Scunda. وفي العشرين من عمره ذهب إلي القسطنطينية حيث قضي معظم حياته. إعجابه بأنوميوس ودفاعه عنه وضع عمله “تاريخ الكنيسة” ما بين عامي 425 و433م، في 12 كتاباً حيث أرخ للفترة ما بين سنة 300 و425م. في الظاهر وضع هذا العمل كتكملة لكتاب يوسابيوس القيصري إلا أنه في الواقع يمثل دفاعاً عن أريوسية أنوميوس الذي كان معجباً بشخصه. جاء كتابه يُهين المستقيمي الإيمان مثل القديسين غريغوريوس النزنيزي وباسيليوس الكبير ويمجد الأريوسيين. بدأ كل كتاب بحرف من حروف اسمه الاثني عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلبس الأسقف ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 هو أسقف مدينة هراكليا Heraclea عاصمة إقليم تراقيا Thrace. استشهد سنة 304 م أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وكانت المنطقة يحكمها حاكم يُدعى باسوس Bassus، ونظراً لأن زوجته كانت مسيحية فقد كان غير ميالٍ إلى اضطهاد المسيحيين بقسوة وعنف على النحو الذي كانت تطلبه الأوامر الإمبراطورية. ومن ثمَّ فقد ظلّت اجتماعات المسيحيين تُُعقد فيها وبدون تدخل السلطات، حتى بعد صدور منشورات الاضطهاد التي أصدرها دقلديانوس بسنة. نشأته كان فيلبس أسقف هراكليا رجلاً وقوراً. بدأ خدمته شماساً ثم كاهناً، ثم ارتفع إلى كرسي الأسقفية، فكان يرعى الكنيسة بأمانة وفضيلة حين هزتها عاصفة الاضطهاد. في خدمته اهتم بحياة التلمذة لأولاده حتى أن اثنين من أشهر تلاميذه رافقاه إلى استشهاده ونالا الإكليل معه. الأول ساويرس Severus الكاهن والثاني هِرمس Hermes الشماس، وكان هِرمس في الأصل أول حاكم للمدينة، ولكن بعد ارتباطه بخدمة الكنيسة عمل بيديه حتى يكسب معيشته، وعلَّم ابنه أن يفعل نفس الشيء. رفضه أن يتخلى عن شعبه حين أصدر دقلديانوس أوامره الأولى ضد المسيحيين، عند حلول عيد الظهور الإلهي نصح الكثيرون الأسقف أن يترك المدينة، لأنهم شعروا أن يوجد ضغط مستمر على باسوس الوالي من السلطات العليا لتنفيذ المنشورات الإمبراطورية. لكن الأسقف رفض أن يتخلى عن شعبه، وقال لهم أن الرب سيدبّر وسيلة للخلاص من الأعداء. وأخذ يشجع أولاده على الثبات والصبر. القبض على الأسقف في أحد الأيام أتى الجنود بأمر الحاكم وأغلقوا باب الكنيسة وختموه، فقال القديس فيلبس لقائدهم: “هل تظن أن الله يسكن بين الجدران وليس بالأحرى في قلوب الناس؟” فكان يصلي مع الشعب خارج الكنيسة. لم يمضِ وقت طويل على ذلك حتى زار باسوس مدينة هراكليا، ووجد الأسقف فيلبس مع شعبه مجتمعين خارج أبواب الكنيسة المغلقة لخدمة القداس الإلهي دون اكتراث. جلس الحاكم وأحضر أمامه بعضهم باعتبارهم معتدين على القانون، ولما سألهم باسوس: “من منكم معلم المسيحيين؟” أعلمه فيلبس بشخصيته، فقال الحاكم: “أنت تعلم أن الإمبراطور قد منع اجتماعاتكم، فاعطني الآن آنية الذهب والفضة التي تستخدموها والكتب التي تقرأون فيها”. أجابه الأسقف: “سوف نعطيك الأواني لأنه ليس بالمعادن الثمينة ولكن بأعمال الرحمة والمحبة نمجد الله. أما عن الكتب المقدسة فليس من حقك أن تطلبها أو من حقي أن أسلمها لك”. تعذيب الأسقف فيلبس في أيام باسوس أمر الحاكم بإحضار الجلادين وأمر أحدهم بتعذيب الأسقف فيلبس الذي احتمل التعذيب في شجاعة. تقدم هِرمس في شجاعة إلى الحاكم قائلاً: “ليس في سلطانك أن تدمّر كلمة الله حتى ولو أخذت كل الكتب المكتوبة”، وكان رد باسوس عليه أن أمر بجلده. ثم أمر بإحضار فيلبس وبقية المسجونين إلى الساحة حيث حضر أحد كهنة الأوثان استعداداً لتقديم ذبيحة. حاول باسوس إجبار فيلبس للمشاركة، فأجابه القديس أن التماثيل المنحوتة لا تملك أن تساعد أو تؤذي أحداً. فالتفت الحاكم إلى هِرمس محاولاً إقناعه لآخر مرة، إلا أن القديس أجابه بأنه مسيحي ولن يذبح للأوثان، فأمر باسوس بإلقائهم في السجن مرة أخرى، وفي الطريق كانت الجموع من الوثنيين يدفعون فيلبس حتى وقع على الأرض، وحين وقف والابتسامة تعلو وجهه تأثر الكثير منهم بصبره ووداعته، وكان الشهداء يسيرون مترنّمين بمزامير وتسابيح الشكر للّه حتى وصلوا للسجن. تعذيب الأسقف فيلبس في أيام جوستين في تلك الأثناء أنهى باسوس خدمته وخلفه جوستين Justin أو يوستينوس في الحكم، وكان هذا التغيير سبب حزن المسيحيين لأن باسوس كان يميل أكثر إلى استخدام المنطق والعقل كما أن زوجته كانت مسيحية، بينما كان يوستينوس عنيفاً. أُحضِر فيلبس أمام يوستينوس الذي أعاد على مسمع القديس أوامر الإمبراطور وحاول إجباره على الذبح للأوثان، فأجابه القديس: “أنا مسيحي ولا يمكنني عمل ما تطلبه. يمكنك معاقبتنا لرفضنا، ولكنك لن تستطيع إجبارنا على شيء”. هدّده يوستينوس بالتعذيب فرد عليه: “يمكنك تعذيبي ولكنك لن تهزمني، فليس هناك قوة تجبرني على الذبح للأوثان”. أمر يوستينوس جنوده فربطوه من قدميه وجروه فوق أرض صخرية حتى تهرّأ جسمه وامتلأ بالكدمات، فحمله المسيحيون وأحضروه للسجن. كان الجنود يبحثون لمدة طويلة عن ساويرس الكاهن الذي أخفى نفسه، وبإرشاد من الروح القدس سلّم نفسه أخيراً لهم فقادوه للسجن، وهكذا ظل فيلبس وهِرمس وساويرس محبوسين 7 شهور في مكان سيئ، إلى أن وقفوا مرة أخرى أمام يوستينوس. أمر الحاكم فضربوا فيلبس حتى تهرّأ لحمه، وكان احتماله للعذاب مثار دهشة لمعذبيه بما فيهم يوستينوس نفسه الذي أمر بإعادته للسجن. ثم جاء الدور على هِرمس الذي عومِل معاملة حسنة بسبب منصبه السابق كحاكم لهراقليا ولأن شعبيته كانت كبيرة، ولكن في محاكمته ظل ثابتاً في الإيمان فأعادوه للسجن مرة أخرى. بعد ثلاثة أيام أعاد يوستينوس محاكمتهم في محاولة أخيرة لتغيير رأيهم، ولما فشل أمر بحرق فيلبس وهِرمس أحياء حتى يكونا عبرة للآخرين. سار القديسان بفرح إلى مكان الاستشهاد، وكانت قدما فيلبس مجروحتين حتى أنه لم يستطِع المشي عليهما، وكان هِرمس أيضاً يمشي بصعوبة، فقال للأسقف: “يا سيدي دعنا نسرع للذهاب إلى الرب. لماذا نبالي بأقدامنا فإننا لن نحتاجها بعد ذلك”. ثم التفت إلى الجموع التي كانت تسير وراءهما وقال: “لقد أعلن لي الله أنني لابد أن أتألم. في نومي رأيت حمامة بيضاء أنصع من الثلج استقرت على رأسي، ثم نزلت إلى صدري ومنحتني طعاماً حلو المذاق، فعلمت أن الرب قد دعاني وشرّفني بالاستشهاد”. حين وصلا إلى مدينة أوريانوبوليس مكان الاستشهاد وُضِع الشهيدان في حفرة حتى رُكَبِهما ورُبطت أيديهما خلفهما. وقبل أن يشعل الجنود النار نادى هِرمس على أحد أصدقائه المسيحيين وأوصاه قائلاً: “أستحلفك بمخلصنا يسوع المسيح أن تخبر فيلبس ابني على لساني أن يسدّد أية التزامات كانت عليَّ حتى لا أكون مرتكباً أي خطأ حتى ولو بحسب قوانين العالم. واخبره أيضاً أن يشتغل بيديه – كما كان يراني أفعل – حتى يكسب قوته، وأن يسلك سلوكاً حسناً مع كل الناس”. ثم أشعل الجنود النار فظل الشهيدان يسبحان الله ويشكرانه إلى أن فقدا القدرة على الكلام، وكان ذلك في 22 أكتوبر سنة 304م. وقد حفظ الله جسديهما حتى أن القديس فيلبس – الذي كان شيخاً – بدا كما لو أنه قد استعاد شبابه وكانت يداه مبسوطتين كما في وضع الصلاة. أمر يوستينوس بإلقاء جسديهما في النهر، إلا أن بعض المؤمنين نزلوا في مراكب واستعادوهما بواسطة شِباك. حين أُخبِر ساويرس الكاهن – الذي تُرِك وحيداً في السجن – باستشهاد فيلبس الأسقف وهِرمس الشماس، تهلّل فرحاً لنوالهما إكليل المجد، وأخذ يتضرع إلى الله أن يجده مستحقاً أن ينال نفس المجد، بما أنه قد اعترف باسمه القدوس معهما قبل ذلك، وقد قبل الرب طلبته واستشهد في اليوم التالي. يشير التاريخ الروماني إلى أنهم استشهدوا في زمن يوليانوس الجاحد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلبس الرسول | الولادة: – الوفاة: – ولد في بيت صيدا (يو 1: 44) ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة، فنجده سريعاً لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعني، ونجد في حديثه إلى نثنائيل: “قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع…” (يو 1: 45) ما يدل على الانتظار والتوقع. لم يرد ذكره كثيراً في الأناجيل. ذُكر اسمه في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين، حينما سأله الرب سؤال امتحان: “من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟” فكان جواب فيلبس: “لا يكفيهم خبز بمائتيّ ديناراً ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً” (يو 6: 5-7). وجاء ذكره في يوم الاثنين التالي لأحد الشعانين حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء وسألوه أن يروا يسوع (يو 12: 20-22). وجاء ذكره أيضاً في العشاء الأخير في الحديث الذي سجله لنا القديس يوحنا، حينما قال للرب يسوع: “أرنا الآب وكفانا”، فكان جواب الرب عليه: “أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟ الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أرنا الآب؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟” (يو 14: 8-10). حمل بُشرى الخلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فريجيا، وانتهى به المطاف في مدينة هيرابوليس المجاورة لكولوسي واللاذقية بآسيا الصغرى حيث استشهد مصلوباً، بعد أن ثار عليه الوثنيون. ويخلط البعض بينه وبين فيلبس المبشّر أحد السبعة شمامسة في بعض الروايات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلبس الشماس | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعة شمامسة الذين أقامهم الآباء الرسل للخدمة (أع 6: 5). كان من أهل قيصرية فلسطين، ولما عبر السيد المسيح بتلك الجهة وعلّم بها سمع هذا القديس تعليمه وتبعه في الحال. ولما اختاره الرب من الذين تبعوه سبعين رسولاً وأرسلهم يكرزون ويشفون المرضى، كان هذا التلميذ أحدهم، ثم اختاره التلاميذ الاثني عشر واحداً من السبعة الشمامسة الذين أقاموهم للخدمة. بشّر في مدن السامرة وعمّد أهلها، وهو الذي عمّد أيضاً سيمون الساحر الذي أراد أن يقتني موهبة الروح القدس بالمال. وبشـّر أيضاً الخصي الحبشي وزير الملكة كنداكة وعمّده (أع 8: 26-40). وطاف بلاد آسيا وكرز فيها، وكان له أربع بنات يبشّرن معه. وردَّ كثيرين من اليهود والسامرة وغيرهم إلى حظيرة الإيمان ثم تنيّح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلبس المقاري القس | الولادة: – الوفاة: – ولد في الربع الأخير من القرن التاسع عشر بمدينة طهطا، وانتظم في سلك الرهبنة بدير أنبا مقار ببرية شيهيت. ثم ذهب إلى القدس بصحبة أب اعترافه القمص تادرس المقاري، وأقاما بجوار نهر الأردن، وقد آلمه هناك أنه رأى المُقدِّسين وهم ينزلون النهر للبركة ولا يجدون مكاناً لخلع ولبس ملابسهم، فطلب من الرب فأعطاه مالاً بنى به حجرتين بجوار نهر الأردن لهذا الغرض. وبعد انتقال أبونا تادرس المقاري توجّه أبونا فيلبس إلى أريحا حيث اشترى منزلاً هناك، وتبين له فيما بعد أن هذا هو بيت زكا العشار الذي زاره السيد المسيح. وفي أحد الأيام بعد عودته من السوق وجد ثلاثة رجال في المنزل، فلما استفسر عن سبب وجودهم أخبروه أن يحفر في إحدى الحجرات وسوف يجد كنزاً ثم اختفوا عنه، فعلم أنهم ملائكة. بدأ الحفر باحثاً عن الكنز فوجد أجساد ستة قديسين منهم جسد القديس تدّاوس الرسول، ثم وجد ذهباً وفضة ونقوداً كثيرة وفي النهاية وجد لوحاً مكتوباً عليه أن هذا منزل زكا العشار وتاريخ المنزل وكان ذلك مكتوباً بالعربية والعبرية واليونانية. كانت خدمته وغيرته المقدسة واضحة جداً، فقد بنى كنيسة كبيرة ومضْيَفة حيث كان المطران يلتقي بالزائرين، وأقام بستاناً كبيراً في مساحة كان اشتراها وزرع فيها فاكهة وخضراوات مختلفة. كما كان يقيم ولائم كبيرة في يوم شم النسيم وكان أيضاً يقيم ولائم بمناسبة زيارة السيد المسيح لبيت زكا، وكان يحرص أن يشرب زواره من البئر التي عنده والتي شرب منها السيد المسيح. كان تقشّفه يزيد بازدياد ماله وكان يعتني بالفقراء والمساكين، وكان يردّد أنه “بوسْطجي” عند ربنا ليس له شيء. حاول أبونا بولس الأنبا بيشوي الذي عاصر أبونا فيلبس المقاري لمدة ثمانِ سنوات أن يعرف أي شيء عن عبادته ولكنه لم يعرف إلا القليل، فقد كان حريصاً على تتبع أسلوب الخفاء كوصية السيد المسيح. وقد اُختير أباً لاعتراف معظم الرهبان في القدس، وكان يجد لذة في فض المشاجرات بين الجميع حتى أنه اُختير عضواً في لجنة الصلح والسلام بين المواطنين فقد كان رجل سلام. كان يتميز بالبساطة والتواضع، قال عنه أبونا بولس الأنبا بيشوي أنه كان يخلع عمامته ويلقيها على الأرض ثم يلبسها دون أن ينفض التراب عنها، كما كان يخدم نفسه بنفسه. وعاش أبونا فيلبس حوالي مائة سنة وتنيّح في أواخر السبعينات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس أسقف روما | الولادة: 210 الوفاة: – ولد هذا القديس من أبوين مسيحيين في رومية سنة 210م فربّياه تربية مسيحية، وتدرّج في الرتب الكهنوتية، فقد رسمه أسطاسيوس أسقف رومية شماساً ورسمه أسقف رومية يسطس قساً نظراً لِما رأى فيه من الفضيلة والتقوى. ولما تنيّح الأب ديوناسيوس أسقف رومية، الذي كان في زمان القديس ثاؤناس بابا الإسكندرية أُختير هذا الأب لأسقفية رومية فرَعى رعيّة المسيح أحسن رعاية. ولما ملك أوريليانوس قيصر أثار الاضطهاد على المسيحيين وعذبهم بعذابات شديدة حتى استشهد الكثيرين منهم، ولما لحق هذا الأب منه شدائد عظيمة وضيقاً زائداً ابتهل إلى الله أن يرفع هذا الضيق عن شعبه، فمات الملك في السنة الثانية من ملكه. ولما ملك دقلديانوس واضطهد أيضاً المسيحيين وبدأ في تعذيبهم، صلى هذا الأب إلى الله ألا يريه عذاب أحد من المسيحيين، فتنيّح في أول سنة من مُلك دقلديانوس بعدما جلس على الكرسي الرسولي خمس سنوات ونصف، تاركاً أقوال ومصنفات كثيرة بعضها في الوعظ والتعاليم المفيدة وبعضها في العقيدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس أو فيليكوس القديس | الولادة: – الوفاة: 260 روى سيرته القديس بولينس من نولا St. Paulinus of Nola الذي عاش بعده بأكثر من قرن من الزمان. كاهن بنولا كان القديس فيلكس مواطناً من نولا في إيطاليا، وهى مستعمرة رومانية في كومبانيا Compania التي تبعد 14 ميلاً من نابولي Naples. كان أبوه سرياني الأصل يدعى إرمياس قائد في جيش القياصرة، كان لديه ابنان: فيلكس وهرمياس Hermias، اختار هرمياس العمل بالجيش بينما اختار فيلكس أن يكرس حياته لخدمة الله ويتبع ملك الملوك يسوع المسيح. فوزّع معظم أملاكه التي ورثها عن أبيه على الفقراء. أحبه الشعب جداً بسبب طهارة سيرته ورصانة عقله، فزكّوه لدى مكسيموس أسقف نولا الذي جعله قارئاً. وهبه الله عطية إخراج الشياطين التي كانت ترتعب منه ولا تطيق الوقوف أمامه. ورُسِم كاهناً على يد القديس مكسيموس، الذي عُرف بفضيلته وفطنته وصار يده اليمنى في تلك الأوقات المضطربة، واعتبره خليفته المنتظر. كان مهتماً جداً بخلاص النفوس بجانب اهتمامه بخدمة المرضى وافتقاد المحتاجين ومساعدتهم. اضطهاد الملك ديسيوس في عام 250م بدأ الإمبراطور ديسيوس اضطهاد الكنيسة. صارع الأسقف مكسيموس بين حنينه للانطلاق إلي المسيح وبين شعوره بضرورة الاختفاء لمساندة النفوس الضعيفة والاهتمام برعاية الشعب. قال في نفسه: “إن الحياة تحت أخطار الموت ليست بحياة بل هي موت مستمر، أما العذاب الذي يعبر سريعاً فيُحتمل بسهولة. إذا تقدمت إلى المغتصب المنافق يقتلونني سريعاً، ويفتحون لي باب الفردوس، ويحوّلونني إلى الحياة الحقيقية. وإذا اختفيت فلابد لي من الهروب إلى الجبال حيث لا أجد راحة لأني أسكن حينئذ بين الوحوش الضارية. ولا أجد هناك في شيخوختي من يسعفني. فخير لي الموت وسفك دمى لأجل يسوع ربى. غير أني قد أنفع رعيتي في غربتي، فلماذا أفضل نفعي على نفع رعيتي؟ لقد قال سيدي: إذا اضطهدوكم في مدينة فاهربوا إلى أخرى. لذا يجوز لي الفرار، غير أني بسبب الأمور الجارية لا نفع لرعيتي أن أتغرب واختفى. فيجب عليّ إذن أن أتغاضى عما يفيدني لكي أهتم بما ينفع رعيتي، وإن كنت اشتهى الموت حباً بالمسيح فلتطل حياتنا قليلاً إكراماً للّه الذي سيؤهلنا أن نموت في زمن آخر لأجله”. قال هذا ثم استدعى الكاهن فيلكس واستودعه رعية المسيح وانطلق إلى الجبال واختفى هناك، ليس بسبب الخوف من الموت ولكن لخدمة قطيعه. بدأ الكاهن فيلكس يسند الشعب ويثبتهم في الإيمان. فأرسل الحاكم الجنود للقبض عليه الذي كان غيوراً على رعاية الإيبارشية في غياب الأسقف. طالبه الشعب بكل لجاجة أن يهرب فرفض. في جب التقى بالحاكم الذي بدأ بملاطفته ثم بتهديده. قال له فيلكس الكاهن: “إني مستعد أن أطيع الملك في كل شيء إلا ما يضاد إيماني، فإني لن أجحد إلهي، ولن أكفر بمخلصي، ولو أمرني بذلك جميع ملوك الأرض، وأنت قادر أن تفصل نفسي عن جسدي، ولكنك لا تقدر أن تفصلها عن محبة سيدي يسوع المسيح، فهذا المطمع لا سبيل إليه”. التهب قلب الحاكم بنار البُغضة وأمر الجنود بضربه، فعرّوه ومزّقوا جسمه الطاهر بالضربات ثم القوه في جب، حيث كانت الأرض مليئة بقطع زجاج مكسور وكسر حجارة حادة بحيث لا يوجد مكان للقديس ليقف أو يرقد. وقيّدوه بأغلال حديدية حتى لا يتحرك؛ أما هو فكان يحتمل العذابات بوجهٍ باشٍ وفرحٍ. خروجه من السجن في إحدى الليالي إذ كان الكاهن فيليكوس يصلى داخل السجن من أجل أن يحفظ الله رعيته ظهر ملاك وملأ السجن بنور برّاق، وأمر القديس بالذهاب لمساعدة الأسقف الذي كان في محنة عظيمة. إذ رأى السلاسل قد سقطت والجراحات برئت وأبواب السجن انفتحت تبع الملاك مرشده، ووصل إلى المكان حيث كان القديس مكسيموس مشرفاً على الموت يرقد في جوعٍ وبردٍ فاقد الوعي غير قادر على الكلام أو الحركة، ذلك لأنه في اشتياقه لقطيعه والمحنة في وحدته كان قد قاسى بشدة أكثر من عذابات الشهيد. ظن الكاهن أنه في حلم وإذ أدرك أنه حقيقة بكى إذ لم يكن معه طعام أو شراب يقدمه لأسقفه. صرخ إلى الله يطلب نجدة فرأى بجواره عناقيد عنب، فكان يعصرها في كفّه ويفرغّها في فم الأسقف الشيخ شيئاً فشيئاً. فتح الأسقف عينيه وأفاق واتفق الاثنان على الرجوع إلى المدينة ليلاً. حمل القديس على كتفيه حتى بيته في المدينة قبل طلوع الفجر حيث اعتنت به سيدة عجوز تقية ناسكة. اختفاؤه أما فيلكس فظل مختبئاً يصلى من أجل الكنيسة بدون انقطاع حتى موت ديسيوس عام 251م. ولم يظهر في المجتمع بسبب غيرته، فاغتاظ الوثنيون ومضوا بأسلحتهم ليلقوا القبض عليه في بيته فلم يجدوه. وإذ رأوه في الطريق لم يعرفوه. سألوه إن كان يعرف فيليكوس فأجابهم أنه لا يعرفه بالوجه، إذ لم يكن قد رأى وجهه قط. وعندما اكتشفوا خطأهم ورجعوا للبحث عنه فكان القديس قد بَعُد بمسافة وزحف داخل فتحه في جدار متهدم وكانت الفتحة مليئة بخيوط العنكبوت. وعندما لم يعثر عليه أعداؤه حيث أنهم لم يتخيّلوا أن أحداً من الممكن أن يكون قد دخل رجعوا بدونه. أما فيليكوس فقد عثر على بئر نصف جاف بين بيتين وسط الأنقاض، فاختبأ هناك لمدة 6 شهور وكانت تقوته امرأة مسيحية متعبدة. وعندما ساد السلام في الكنيسة خرج فيليكوس من البئر واستُقِبل بفرح في المدينة. رفضه الأسقفية بعد قليل تنيّح القديس مكسيموس، وكان الجميع يريدون انتخاب فيلكس أسقفاً، لكنه ترجّاهم أن يختاروا بدلاً منه كوينتُس Quintus، الذي كان أقدم منه في الكهنوت بسبعة أيام. كانت بعض ممتلكات القديس التي تبقاها قد صودرت أثناء الاضطهاد ونُصِح بأن يتمسك بحقه القانوني كما فعل آخرون واستعادوا ما أُخِذ منهم. أما هو فأجاب بأنه في فقره سيضمن اقتناء المسيح. ولم يكن يقبل حتى أخذ ما عرضه عليه الأغنياء، بل استأجر قطعة أرض صغيرة لا تتعدى ثلاث أفدنة وزرعها بيديه ليأخذ منها احتياجاته وما يفيض يقدمه صدقة، فكان يعطي بسخاء للفقراء فمتى كان عنده معطفان كان يتصدق بالأفضل، بل وغالباً ما كان أيضاً يبدل المعطف الآخر بملابس أحد الفقراء. تنيًح في شيخوخة صالحة في أواخر القرن الثالث في يوم 14 يناير سنة 260م قبل تولي دقلديانوس الملك. وقد ذكر بولينوس أن الله شرّف هذا القديس بعد موته بصنع عجائب كثيرة. هذا ما أكّده أيضاً القديس أغسطينوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس الأسقف الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 303 في بداية اضطهاد دقلديانوس قام عدد من المسيحيين بتسليم الكتب المقدسة لأيدي المُضطَهِدين الذين قاموا بحرقها. كان فيلكس أسقفاً في أفريقيا proconsular Africa، وكان بعيداً عن أن يتخلى بسهولة عن أمانته وتدقيقه. مطالبته بتسليم كتب الكنيسة ومخطوطاتها استدعاه ماجنيليان حاكم ثيبيوكا Magnilian magistrate of Thibiuca وأمره بتسليم كتب الكنيسة ومخطوطاتها لكي يحرقها حسب أوامر الإمبراطور. أجابه القديس بأن أوامر الله يجب أن تطاع قبل أوامر الإنسان، فأرسله ماجنيليان إلى حاكم قرطبة Carthage . حاول حاكم قرطبة معه ولكنه صُدِم من ردوده الحادة ورفضه الشديد، فحبسه تسعة أيام في جب كريه، ثم أرسله مكبلاً بالحديد في قاع سفينة إلى ماكسيمينوسوس في إيطاليا. ظل الأسقف ملقى أربعة أيام في السفينة بين أقدام الخيل وبدون طعام أو شراب حتى وصلت المركب إلى أجريجنتم Agrigentum في صقلية Sicily، حيث استقبله المسيحيون في الجزيرة وفي كل المدن التي عبر عليها بكل احترام وتبجيل. حين وصل فيلكس إلى فينوسا Venosa في أبوليا Apulia فك القائد عنه الحديد وسأله إن كان يملك كتباً مقدسة ولماذا لا يريد تسليمها، فأجاب القديس بأنه فعلاً يملكها ولكنه لن يسلمها لهم أبداً. وبدون أي تردّد أمر القائد بقطع رأسه، فصلى القديس شاكراً الله من أجل مراحمه ثم مدَّ رأسه للسياف مقدماً نفسه ذبيحة للّه. وكان استشهاده في سنة 303م، وكان له من العمر إذ ذاك 56 سنة، وكان من أوائل الذين استشهدوا في عصر دقلديانوس. وتقول بعض المصادر أن الشهيد لم يسافر إلى إيطاليا بل عذَّب واستشهد في قرطبة وأن رفاته ما تزال مدفونة هناك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس الأسقف الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – أسقف باجاي Bagai في نوميديا Numidia وكان حاضراً المجمع السابع في قرطاجنة Carthage برئاسة كبريانوس والذي عُقِد سنة 256م، وهو ثالث مجمع يناقش موضوع المعمودية. كما أنه أحد الأساقفة التسعة الشهداء في مناجم سيجوا Sigua. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 400 رُسِم أسقفاً على مدينة ترير Trir سنة 386م، وحضر المجمع الذي انعقد في مدينته والذي كان القديس مارتان Martin حاضراً فيه. وكان فيلكس رجلاً قديساً محباً وكريماً على الفقراء، وقد بنى ديراً وكنيسة على اسم السيدة العذراء وشهداء الكتيبة الطيبية Theban Legion ووضع فيه رفات أحد قواد الكتيبة واسمه ثيرسِس Thyrses وتسعة شهداء آخرين. ولأنه انتُخِب للأسقفية بواسطة بعض المسئولين (الحكوميين) عند موت بريسكيليان Priscillian رفض القديسان أمبروسيوس وسيريسيوس Siricius الشركة الكنسية معه، ولعل ذلك كان السبب وراء اعتزاله الأسقفية في سنة 398م وذهابه إلى الدير الذي كان قد بناه، والذي سميّ فيما بعد باسم القديس بولينوس Paulinus. وقد تنيّح سنة 400م وحدثت معجزات كثيرة عند مكان قبره. Butler, March 26. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس الثاني أسقف رومية | الولادة: – الوفاة: – بوجد خلاف كبير في الرأي حول شخصية هذا الأسقف، فالرأي الأول يقول أن فيلكس هذا كان كبير شمامسة روما في زمن الإمبراطور قسطنطين الكبير، وحين نُفِي الأسقف ليبِريوس Liberius إلى ميلان بسبب تأييده للبابا أثناسيوس، أخذ فيلكس مكانه وجلس على كرسيه، بعد أن أقامه ثلاثة أساقفة من أتباع أريوس، وواضح أن هذه القصة تتنافى مع حياة شخص كُرِّم على أنه أسقف وقديس وشهيد. الرأي الثاني يقول أن هذا الأسقف نُفِي من كرسيه بواسطة الإمبراطور قسطنطين بسبب مقاومته لبدعة الأريوسية، وقُتِل سراً بحد السيف في توسكاني Tuscany سنة 365م. ومن ذلك المكان نقل رجال الدين جسده إلى كنيسة القديسين قزمان ودميان. وقد وجد البابا جريجوري الثالث عشر جسده بعد ذلك تحت المذبح، مع رفات بعض الشهداء مما يرجح محاولة تحريف سيرته وصدق الرأي الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان كاهنً\اً تقياً بمدينة روما، استشهد في عهد دقلديانوس حوالي سنة 304م، مع شاب مسيحي اسمه أداكتيوس. قد وردت سيرتهم في حرف “أ” تحت “أداكتيوس الشهيد”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس وكبريانوس ورفقاؤهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – في أفريقيا في سنة 484م، أثار الملك الأريوسي هونِريك Huneric اضطهداً على الكنيسة كان ضحيته 4966 معترفاً وشهيداً، منهم أساقفة وكهنة وشمامسة وجموع من المؤمنين، وكان من بينهم الأسقفان المباركان فيلكس وكبريانوس، سيقوا إلى برية قفرة وموحشة من أجل تمسكهم بالإيمان المستقيم. في هذه البرية عوملوا بوحشية وقسوة من المورز Moors. يصف شاهد عيان وهو الأسقف الأفريقي فيكتور Victor of Vita القصة بأكثر تفصيل. قام الملك هونِريك بنفيهم بالمئات إلى الصحراء الليبية، حيث فنوا من جراء الأهوال البربرية الشديدة التي لاقوها. كانوا يوضعون بأعداد كبيرة في مبانٍ صغيرة، حيث زارهم الأسقف فيكتور، وبعد مدة طويلة صدرت الأوامر باقتيادهم في الصحراء فخرجوا يترنمون بالمزامير. كان القديس فيلكس أسقف أبِّر Abbir رجلاً كهلاً مصاباً بشلل نصفي، فلما قيل للملك هونِريك أن من الممكن ترك هذا الشيخ ليموت في منزله أجاب أنه إذا لم يمكنه ركوب الخيل يمكنهم ربطه من رجليه وجرّه، وكانت النتيجة أن الشيخ القديس أكمل الرحلة البشعة مربوطاً على ظهر جحش. ومن قسوة الرحلة لم يستطع الكثيرون – منهم شباب وأشداء – إكمال الرحلة والوصول إلى النهاية، إذ كانت تُلقَى عليهم الحجارة ويُدفَعون بأسِنّة الحراب لدفعهم على المشي، فهلك الكثير منهم من الوهن والإعياء. وكان القديس كبريانوس الأسقف يقضى وقته وجهده وماله في العناية بهؤلاء المعترفين وتشجيعهم، حتى قُبِض عليه هو الآخر واستشهد من جراء العنف والقسوة التي عاناها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلو الأسقف | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف فارس الذي استشهد على يد ملك الفرس لأنه لم يقبل أن يعبد النار أو يسجد للشمس. فعذّبوه بكل أنواع العذاب وقطعوا رأسه بحد السيف، فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس وفرتناتوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 296 شقيقان من سكان فيسنزا Vicenza، وفي زمن اضطهاد دقلديانوس وماكسيميانوس للمسيحيين. قُبض عليهما وأُحضرا إلى أكويليا Aquileia.. عُذِّبا بشدة بأن وُضعت مشاعل ملتهبة في جنبيهما ولكن بقوة إلهية انطفأت النار، ثم صُبَّ زيت مغلي عليهما ولكنهما ثبتا معترفين بالسيد المسيح، فقطعت رأسيهما حوالي سنة 296م. أخذ المسيحيون في أكويليا جسديهما ودفنوهما بإكرام، ولكن المسيحيين في فيسنزا أرادوا أخذ الجسدين باعتبار الشهيدين من أهل بلدهم. واتفقوا على أن يأخذ أهل فيسنزا جسد الشهيد فيلكس بينما ظل جسد فرتناتوس في أكويليا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 177 استشهد في أوتون Autun مع أندوكيوس Andochius الكاهن وثيرسوس Thyrsus الشماس، وذلك أثناء حكم ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius الذي امتد من سنة 161 إلى 180م، في الغالب في نفس زمن استشهاد شهداء ليون Lyons سنة 177م. وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلكس و نابور الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – امتدح القديس إمبروسيوس هذين الشهيدين جداً، وذهبت جموع غفيرة من الناس إلى ميلان لتكريمهما. يقول التقليد أنهما كانا جنديين Moorish في جيش ماكسيميانوس هركيلاس Maximian Herculeus، وكانا يعسكران في ميلان، وأنهما قُطِعت رأسيهما من أجل الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوثاؤس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – اشتياقه نحو معرفة الله وُلد بمدينة إنطاكية من أبوين وثنيين سمّياه فيلوثاؤس، أي محب الإله. وكان أبواه يعبدان عجلاً اسمه زَبَرجد، ولما بلغ فيلوثاؤس العاشرة من عمره دعاه أبوه أن يسجد للعجل فلم يقبل، فتركه ولم يرد أن يكدّر خاطره لمحبته له ولأنه وحيده. أما فيلوثاؤس فلصغر سنه ولجهله بمعرفة الله ظن أن الشمس هي الله، فوقف أمامها مرة قائلاً: “أسألكِ أيتها الشمس إن كنتِ أنتِ هو الإله فعرفيني. فأجاب صوت من العلاء قائلاً: “لست أنا إلهاً، بل أنا عبد وخادم للإله الذي سوف تعرفه وتسفك دمك لأجل اسمه”. ولما رأى الرب استقامة الصبي أرسل إليه ملاكاً فأعلمه بكل شيء عن خلقة العالم وتجسّد السيد المسيح لخلاص البشر. فسُرّ فيلوثاؤس بذلك وابتهج وصار من ذلك الوقت يصوم ويصلي ويتصدق على المحتاجين. بعد سنة من ذلك التاريخ صنع أبواه وليمة لبعض الأصدقاء وطلبا ولدهما ليسجد للعجل قبل الأكل والشرب. فوقف الصبي أمام العجل وقال له: “أأنتَ الإله الذي تُعبد؟” فخرج منه صوت قائلاً: “إنني لست الإله، وإنما قد دخل فيَّ الشيطان وصرت أضل الناس”. ثم وثب على أبوي الصبي ونطحهما فأماتهما في الحال، أما القديس فأمر عبيده بقتل العجل وحرقه وتذريته، وصلى إلى الله من أجل والديه فأقامهما الرب من الموت، وبعد ذلك تعمّد هو وأبواه. نواله موهبة شفاء المرضى أعطاه الرب موهبة شفاء المرضى، فذاع صيته وبلغ مسامع دقلديانوس فاستحضره وأمره أن يقدم البخور للأوثان فلم يفعل، فعذّبه بكل أنواع العذاب. ولما لم ينثنِ عن عزمه عاد الملك فلاطفه وخادعه، فوعده القديس بالسجود لأبولون كطلبه. ففرح الملك وأرسل فأحضر أبولون وسبعين وثناً مع سبعين كاهن، ونادى المنادون في المدينة بذلك فحضرت الجماهير الكثيرة لمشاهدة سجود فيلوثاؤس لأبولون. وفيما هم في الطريق صلى القديس إلى السيد المسيح فانفتحت الأرض وابتلعت الكهنة والأوثان وحصلت ضجة عظيمة، حتى آمن خلق كثير واعترفوا بالسيد المسيح. فغضب الملك وأمر بقطع رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة. ثم أمر بقطع رأس القديس فيلوثاؤس فنال إكليل الحياة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوثاؤس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: 1380 كان من أهالي درنكة بمحافظة أسيوط، ولقد حاول أمير المنطقة أن يدفعه إلى جحد إيمانه بالسيد المسيح، ولما فشلت محاولاته أمر بتعذيب الشهيد، فكان فيلوثاؤس يُذكِّر نفسه بقول السيد المسيح: “من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص”. وتشدّد قلبه بهذه الكلمات الإلهية، فاحتمل كل العذابات بصبرٍ ورضى. وقطعوا رأسه فنال الإكليل المُعد للأوفياء سنة 1096ش الموافق سنة 1380م، أي في عهد المماليك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوثاؤس البابا الثالث والستون | الولادة: – الوفاة: – اختير من بين رهبان دير أبي مقار ورُسِم سنة 979م، وعاصر الخليفة العزيز بالله والحاكم بأمر الله. ولم يرد في سيرة هذا الأب البطريرك ما يستحق الذكر، وإن كان قد عاصر ما يقرب من ثمانِ سنوات من حكم الطاغية الحاكم بأمر الله، لكن لم يُذكَر شيء عن أي معاناة من الحاكم. تأديبه يذكر تاريخ البطاركة أنه انتهى إلى نهاية سيئة، وذلك أنه لم يكن يحيا الحياة النسكية التي تليق بطقسه كراهبٍ وبطريركٍ، فقد دخل إلى كنيسة مار مرقس الإنجيلي بالإسكندرية ومعه جماعة من الأساقفة ودخل إلى الهيكل ليقدس الأسرار، فلما رفع القربان سكت ولم يقدر أن ينطق بكلمة فجلس وأكمل القداس الأنبا مرقس أسقف البهنسا. وحملوا البطريرك إلى بيت أحد الأقباط وظل صامتًا تسع ساعات من النهار، فلما سألوه عن السبب امتنع عن الكلام ونتيجة إلحاح السائلين قال أنه لما قدّم القربان وقبل أن يرشم عليه بعلامة الصليب رأى شرقية الهيكل قد انشقت وخرجت منها يد وصلَّبت اليد على القربان فانشق في يده وأصيب هو بالصمت. ولما قال هذا جف منه عضو وبقى جافاً، وبعد قليل تنيّح هذا البطريرك سنة 1003م بعد أن ظل على الكرسي البطريركي أكثر من أربع وعشرين سنة ونصف. انتشار السيمونية للأسف لم يعارض هذا البطريرك عادة التسرّي الذي استقبحها وقاومها سلفه. كما انتشرت في عهده السيمونية، فلم ينل أحد درجة الأسقفية في عهده إلا بعد دفع مبلغ كبير. قيل عن أهله أنهم وجدوا عنده مالاً عظيماً من جملة ما جمعه في بطريركيته وقسموه فيما بينهم وكانوا أربعة اخوة. لكن هذا المال نفذ ورأى كاتب السيرة أحدهم وهو يتسوّل. ومن القديسين المعاصرين له: الواضح بن أبو الرجاء المعترف، ومار جرجس المزاحم الشهيد. مطران أثيوبيا تلقى هذا الأب رسالة من أثيوبيا بعد الانقطاع الطويل الذي حدث بين الكنيستين، فيه طلب الملك من خلال جرجس ملك النوبة من الأب البطريرك أن ينقذ أثيوبيا من حالة الانحطاط الديني بسبب عدم سيامة مطارنة لها، وقد اعترف الملك بأن ما حلّ بأثيوبيا هو تأديب إلهي لما اقترفته أثيوبيا ضد الكنيسة القبطية. أسرع البابا وسام الراهب دانيال من دير أبي سيفين مطراناً على أثيوبيا، فاستقبله ملكها الشاب الشرعي، وكانت سيدة قد اغتصبت منه المُلك، فأجلسه المطران على عرش أجداده وحرم السيدة المغتصبة، فأنزلها الشعب عن الكرسي وحكم بإعدامها. كتاباته يقدم لنا كتاب “اعتراف الآباء” نصيّ الرسالتين اللتين وجههما البابا فيلوثاؤس للبطريرك أثناسيوس الأنطاكي 61. جاء في الرسالة الأولى بعد مقدمة تفيض حباً وتكريماً إجابة على تساؤل البطريرك بخصوص عدم مفارقة اللاهوت لا للنفس ولا الجسد عند موت السيد المسيح فقال: [اعلم أن الله الابن الكلمة بتجسده خلق له جسدًا في بطن العذراء، واتحد به، وكان ذا نفسٍ ناطقة عاقلة، وهو البشر التام الذي اتخذه واتحد به الكلمة باتحاد أقنومي لا ينحل حسب تعليم غريغوريوس النيسي في ميمر الفصح… “ذلك البشر الذي جعله الكلمة واحدًا معه كان ذا نفسٍ عاقلة أيضًا، فكان أحد أجزاء هذا المجموع وهو الجسد قابلاً الآلام والموت، لأن اللاهوت والنفس البشرية لا يتألمان ولا يموتان…” القول بآلام أو موت اللاهوت حتماً هو قول فاسد ورديء وكُفر، لأن طبيعة اللاهوت بسيطة روحية غير هيولية، منزهة عن المادة وغير مركّبة، وبالتالي غير محدودة ولا مدركة، وهي طبيعة الآب والابن والروح القدس، لذلك فهي غير قابلة الألم والموت. وإنما موت المسيح كان بمفارقة نفسه لجسده فقط، بحيث أن لاهوته لم يُفارق أحدهما طرفة عين ولمح البصر. فكان اللاهوت ملازماً الجسد على الصليب وفي القبر، كما كان ملازماً النفس حال نزولها إلى عالم الأرواح البارة… وقال غريغوريوس أسقف نيصص في ميمر الميلاد: “إن اللاهوت في وقت تدبير الآلام لم يفارق كلاً من الجسد والنفس المتحد بهما دائماً. الذي مات وفتح أبواب الفردوس للص نفسه وكان هذان الاثنان أعني الجسد والنفس ذي قدرة في زمن واحدٍ…] ختم الرسالة بتكريمه للوفد الذي بعثه البطريرك إليه مع الرسالة، وأنه قد أصدر منشوراً إلى كل الكنائس في مصر لذكر اسمه الكريم في الطلبات، وفي كل قداس كالمعتاد. بعث أيضاً رسالة ثانية إلى بطريرك إنطاكية نفسه تشبه الأولى، بعد أن زاد عليها استقامة اعترافه بسرّ الثالوث القدوس ووحدة جوهره. وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوباتير مرقوريوس الشهيد أو أبو سيفين | الولادة: 224 الوفاة: 250 مرقوريوس، كما لْقب بأبي سيفين لأنه ظهر له ملاك الرب وأهداه سيفاً بجوار سيفه العسكري، وكان هذا السيف هو سّر قوته. نشأته ولد حوالي سنة 224م من أبوين وثنيين سمّياه فيلوباتير أي محب الآب، وكان أبوه ياروس ضابطاً رومانياً وفيلوباتير جنديًا ناجحاً وشجاعاً حتى نال لقب Primicerius. ياروس صياد الوحوش كان والده ياروس وجدّه فيروس يصيدان الوحوش من أسود ونمور ويقدمانها للملوك والأمراء مقابل مكافأة يعيشان منها. ذات يوم إذ كان الاثنان في الغابة وقد نصبا شباكهما وعلّقا الأجراس حتى إذا ما سقط فيها دقت الأجراس اختفيا بالقرب من الشباك ينتظران الصيد. بعد فترة طويلة فجأة دقت الأجراس فانطلقا نحو الشباك وكانت المفاجأة أنهما رأيا وحشين غريبين سقطا في الشبكة لكنه بقوة مزّقا الشباك وانطلقا نحوهما. افترس الوحشان الجدّ فيروس أما يايروس فسقط مغمى عليه، إذ لم يحتمل أن يرى والده بين أنياب الوحشين. انطلق الوحشان إليه، وإذ فتح عينيه ورآهما ارتعب جداً، لكنه سمع صوتاً من السماء يقول بأن يسوع المسيح يقدر أن ينزع عنهما طبعهما الوحشي فيكونا كحملين وديعين. قال السيد المسيح ليايروس: “يا ياروس أنا هو الرب يسوع المسيح إلهك الذي أحبك وأنقذك من هذين الوحشين… وإني أدعوك إلى نور الإيمان، ستكون إناءً مختارًا لي، واخترت ابنك ليكون لي كشجرة مثمرة، يحمل اسمي أمام ملوك وولاة كثيرين… وسوف يتألم بعذابات متنوعة لأجل اسمي. لا تخف ولا تضطرب فإني أكون لك ترساً ومنقذاً…” إذ عاد يايروس إلى بيته بعد غياب ثلاثة أيام سألته زوجته عن سبب غيابه فروى لها ما حدث. وكم كانت دهشتهما فإنها قد سمعت ذات الصوت وتمتعت بدعوة السيد المسيح لها لكي تؤمن به. عماد يايروس وأهل بيته اعتمد يايروس وزوجته وابنه على يد الأسقف الذي أعطاهم أسماء جديدة. فدعا يايروس نوحاً وزوجته سفينة وفيلوباتير مرقوريوس، ومنذ ذلك الحين أخذت عائلة القديس في السلوك في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم وكانت تكثر من عمل الصدقة. أسر نوح شاع خبر اعتناق الأسرة للمسيحية حتى بلغ مسامع الأمير الذي أرسل في استدعائه مع عائلته، فأمر بإلقائهم للوحوش، ولكن الرب أنقذهم وسد أفواههم فلم تجسر أن تؤذيهم حتى اندهش جداً هو وجميع جنوده، فدعاه واستسمحه وولاّه رئاسة الجند. وحدث أن أغار البربر على الروم فقام نوح وقاتلهم بشجاعة ولكنهم أسروه مدة سنة وخمسة أشهر، نال خلالها نعمة في عينيَّ ملكهم حتى ولاّه على المملكة من بعده. وبعد هذه المدة دبّر الرب عودته لمدينته حيث التقى بأسرته مرة أخرى، ومضت مدة قصيرة على لقائهم ببعض ثم تنيّح بسلام. أبو سيفين بعدما انتقل الأمير نوح والد القديس قام ديسيوس Decius الملك بتوْلية ابنه مرقوريوس عوضاً عنه، وحدث أن أغار البربر على مدينة روما وهدّدوها حتى خاف الإمبراطور وانزعج، إلا أن القديس طمأنه وشجّعه ثم قام بنفسه بقيادة الجيش الإمبراطوري. ظهر له ملاك الرب بلباس مضيء واقترب منه وهو حامل بيده اليمنى سيفاً لامعاً وناداه قائلاً: “يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت. أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني الله لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذاباً عظيماً على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظاً لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك، وستسمع كل المسكونة عن جهادك وصبرك ويتمجد اسم المسيح فيك”. فتناول القديس السيف من يد الملاك بفرحٍ، وما أن أمسكه حتى شعر بقوة إلهية تملأه، ثم مضى بالسيفين (سيفه الخاص والسيف الآخر الذي سلّمه له الملاك) وهجم على البربر فأهلكهم مع ملكهم. منشور إمبراطوري في الوقت الذي وهب الله فيلوباتير نصرة على الأعداء، كان عدو الخير يهيئ حربًا ضد الكنيسة، حيث امتلأ قلب ديسيوس بالشر وبعث منشورًا إلى جميع أنحاء الإمبراطورية جاء فيه: “من ديسيوس إمبراطور روما إلى جميع أنحاء الإمبراطورية. ليكن معلومًا أن آلهة الآباء والأجداد كتبت لنا النصرة. فيلزم على الجميع أن يسجدوا لها. وقد أصدرت أوامري للجميع بتقديم البخور لها، وكل من يطيع أوامري ينال كرامة، أما من يخالف أوامري فيْعذب ويقتل بالسيف”. على أثر هذا المنشور الذي بعث إلى كل أنحاء الإمبراطورية ارتد البعض عن الإيمان، لكن كثيرين شهدوا للرب، دخلوا السجون واحتملوا الآلام، واستشهد كثيرون. احتفالات الجيش المنتصر بعد هذا النصر العظيم لاحظ ديسيوس غياب مرقوريوس عن حفل تقديم قرابين الشكر للآلهة، وحين استدعاه لسؤاله عن سبب غيابه ألقى القديس بلباسه العسكري في وجه الإمبراطور قائلاً: “لن أنكر إلهي يسوع المسيح”. أمر ديسيوس بالقبض عليه وتعذيبه في السجن بتمزيق جسده بالدبابيس والأمواس الحادة ووضع جمر نار على جانبيه ليحرق وهو حيّ. العناية الإلهية وسط الآلام أرسل الله له رئيس الملائكة ميخائيل الذي شفاه من جراحاته وشجّعه وعزّاه وأعطاه السلام ثم انصرف عنه. في الغد اندهش الملك إذ رآه سليمًاً معافى، فازداد غضبه وحقده على القديس، فأمر بطرحه على حديد محمى بالنار، ثم علّّقه منكس الرأس وربط في عنقه حجراً كبيراً كي يعجّل بموته، ولكن رئيس الملائكة ظهر له مرة أخرى وشفاه من جميع جراحاته. وإذ خاف ديسيوس من غضب أهل روما أرسله إلى قيصرية بكبادوكيا حيث أمر بقطع رأسه بحد السيف بعد أن يجلد بالسياط، وكتب قضيته هكذا: “حيث أن الأمير مرقوريوس عميد الجيوش أنكر الآلهة الكرام ورفض إطاعة الأوامر الملكية وعظمتها، نأمر أن يمضي به إلى قيصرية الكبادوك لتؤخذ رأسه هناك بحد السيف”. استشهاده حين وصلوا إلى مكان الاستشهاد بسط القديس يديه ووقف يصلي بحرارة راجيًا من الرب يسوع أن يقبله. وبينما هو قائم في الصلاة إذ به يبصر نورًا عظيمًا والرب يسوع في مجده مع ملائكته قد وقف أمامه وأعطاه السلام وباركه، فسجد القديس للرب، وبعد ذلك التفت إلى الجند وطلب منهم أن يعجّلوا في تنفيذ ما أُمِروا به. ثم أمال رأسه فضربها الجندي بحد السيف، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر هاتور سنة 250م. وكان جسد القديس يضيء وقت استشهاده كما حدثت عجائب كثيرة ساعة دفنه. بعد انتهاء عصر الاستشهاد سمحت إرادة الرب بظهور جسده، فحمل الشعب الجسد المقدس بإكرام عظيم إلى الكنيسة التي بداخل مدينة قيصرية ووضعوه هناك إلى أن شيّدوا له كنيسة على اسمه. القديس باسيليوس يطلب صلواته يقول التقليد الشرقي أن القديس باسيليوس تشفّع بالقديس مرقوريوس ضد يوليانوس الجاحد. فكان القديس هو وسيلة الانتقام الإلهي من هذا الجاحد، فبينما كان الإمبراطور يحارب في بلاد الفرس ظهر القديس من السماء في زي جندي ممسكاً بسيف وحربة غرسها في صدر الإمبراطور فمات. ذلك لأن الإمبراطور يوليانوس قبل ذهابه إلى الحرب كان قد ألقى القديس باسيليوس في السجن، وكان القديس لشدّة حبه لأبي سيفين يحمل أيقونة الشهيد معه أينما ذهب. وفي أحد الأيام بينما كان قائماً يصلي في السجن أمام الأيقونة أخذ يتأملها ويستشفع بصاحبها، وإذ بصورة الشهيد تغيب من الأيقونة فاندهش باسيليوس وظل يمعن النظر في الأيقونة وبعد برهة وجد أن الصورة عادت إلى ما كنت عليه غير أن الحربة التي كانت بيد الشهيد ملطخة بالدماء. يوجد دير باسم أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة يلتجئ إليه الألوف من النفوس المتألمة للتمتع بالبركات الإلهية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوثاؤس بغدادي صالح القمص | الولادة: 1837 الوفاة: 1904 أحد الآباء الكهنة المشهورين الذين وقفوا بجوار البابا ديمتريوس الثاني يسندونه في جهاده، خاصة في الحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي والنهضة بالتعليم. نشأته ولُد بمدينة طنطا سنة 1837م، وتعلم في الكُتّاب القبطي، وأجاد اللغة القبطية وأيضاً الإيطالية، كما تمرّن على الأعمال الحسابية والتجارية. إذ زار سعيد باشا طنطا قابله أراخنة الأقباط وسألوه أن يسمح لهم ببناء كنيسة، لأن كنيستهم القديمة تهدّمت فصرّح لهم. لكن السلطات المحلّية وضعت العراقيل عند التنفيذ. أُنتخب المعلم فيلوثاؤس مع المعلم عوض صليب لمقابلة سعيد باشا بمعونة المعلم فيلوثاؤس بشاي كاتب الوالي لتقديم شكواهم، وقد نجحا في مهمتهما. اشتغل في قلم العرضحالات بمديرية روضة البحرين التي ضمت مديريتي الغربية والمنوفية. وإذ ذهب مع صديقه المعلم عريان مفتاح في القاهرة لنوال بركة البابا كيرلس الرابع أُعجب به البابا. وطلب منه الالتحاق بالمدرسة الكبرى، فأطاع. عيّنه البابا ناظراً على المدرسة التي أنشأها في المنصورة، واضطر إلى تركها بعد استشهاد البابا كيرلس. عُين مدرساً للغة القبطية في المدرسة الكبرى ومدرسة حارة السقايين. سيامته كاهناً سيم كاهناً بطنطا سنة 1863م حيث تعاون مع القمص تادرس عوض صليب البيراوي. وقد برع في الوعظ فذاعت شهرته في أنحاء مصر، فاستدعاه البابا ديمتريوس الثاني لمرافقته في رحلته بالوجه القبلي سنة 1867م، فأظهر اقتدارًا عظيمًا في الوعظ المرتجل وبراعة في الدفاع عن العقائد الكنسية القبطية. وقد نبغ في الوعظ حتى طبقت شهرته الآفاق، ولم يقتصر نشاطه على طنطا فحسب، بل امتد من القدس إلى السودان، وكان يلقي عظاته في الأراضي المقدسة وفي بيروت ودمشق فأعجبوا به. في سنة 1874م انتخبه المجلس الملّي راعياً للكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، ورئيساً لمدرسة الرهبان. وقد كانت له أعمال عظيمة ومؤلفات كثيرة، وكان ينوب عن البابا كيرلس الخامس في مقابلة الحكام، وكانوا يحبّونه ويكرّمونه لفصاحته وحسن أسلوبه وسعة إطلاعه، وقد حصل على نياشين من الخديوي توفيق والخديوي عباس حلمي الثاني، وكان أباطرة أثيوبيا يكرّمونه إكراماً عظيماً فكتب إليه النجاشي يوحنا سنة 1882م رسالة كلها تبجيل استهلها بقوله: “إلى الأب المعظم مستقيم الرأي والضمير، كنز الحكمة واسع العقل وطويل الروح، الراعي والحافظ أمانة الإسكندرية”، وطلب فيها صلواته. كما وصله خطاب آخر سنة 1899م من النجاشي فيليك يطلب فيها كتبه لترجمتها إلى الإثيوبية ويهديه نيشان النجمة. من أروع الخطابات التي وصلت إليه رسالة كتبها إليه القديس الأنبا إبرآم أسقف الفيوم ورسالة أخرى من القديس القمص عبد المسيح المسعودي. لما حدثت منازعات بين البابا كيرلس الخامس والمجلس الملي اقتصر عمل القمص فيلوثاوس على الرعاية الكهنوتية وترك مشروعات الكنيسة العامة. رقد في الرب في أول برمهات 1620ش الموافق 10 مارس 1904م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوثاؤس و هيبّارخوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 297 استشهدا في ساموساطا Samosata سنة 297م، وذلك حين كان الإمبراطور جالريوس Galerius في المدينة يقيم احتفالاً على نهر الفرات بمناسبة انتصاره على الفرس، فرفض هيبّارخوس وفيلوثاؤس اللذان كانا من أشراف المدينة الاشتراك معه في تقديم ذبائح الشكر للآلهة. قُبِض عليهما وجُلِدا وسُجِنا لمدة ستة أسابيع، ولم يكن كل ذلك ليحوِّلهما عن ثباتهما في إيمانهما، فحُكِم عليهما بالصلب ومعهما خمسة شبان آخرين آمنوا هم أيضاً بالمسيح. كان هيبّارخوس أصلع الرأس، وحين عُرِض عليه فرصة أخيرة للذبح للأوثان أجاب: “ليس قبل أن ينمو الشعر مرة أخرى في رأسي!”، فسخر منه الإمبراطور وأمر بربط فروة ماعز على رأسه ثم أمر بقتلهم جميعاً. ومن المحتمل أن يكون استشهاد هؤلاء القديسين ليس في زمن جالريوس بل في زمن ماكسيمينوس داجا Maximinus Daja. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوجونيوس البطريرك القديس | الولادة: – الوفاة: 324 في حياته الأولي كان متزوجاً وله ابنة واشتغل بالمحاماة واستطاع أن يعمل لنفسه اسماً مرموقاً في هذا المجال. وإذ توفت زوجته ترهب ولتزايد فضائله ووفرة علمه ونسكه وورعه، اختير سنة 319م ليجلس على كرسي إنطاكية Antioch بعد نياحة فيتاليس، فرعى رعية السيد المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية ومن شيعة مقدونيوس وسابيليوس. عاش فترة رئاسته عيشة الزهد والنسك، ولم يقتنِ فيها درهماً ولا ديناراُ ولا ثوباً زائداً، ويذكر القديس يوحنا ذهبي الفم حالة الانتعاش التي اختبرتها كنيسة إنطاكية في عهده كدليل على غيرته وقيادته الممتازة. وأثناء العواصف التي اجتازتها الكنيسة في عهد ماكسيمينوس وليسينيوس Licinius اعترف فيلوجونيوس اعترافاً حسناً بالإيمان فسُجِن. وقد تنيح في سنة 324م، وفي 20 ديسمبر سنة 386م احتُفِل بعيده في إنطاكية، وفي هذا الاحتفال تكلم القديس ذهبي الفم عنه ذاكراً ومُعدّداً فضائله، ثم تكلم إن حالة السلام التي يعيشها القديس الآن في السماء حيث لا صراعات ولا اضطهادات، وليس من يقول “أناّ وأنت!” تلك الكلمات التي تملأ العالم بالحروب والعائلات بالخلافات والأفراد بالاضطراب والحسد والحقد. وتعيِّد له الكنيسة القبطية يوم 24 من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوروموس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من كبار موظفي الدولة في مصر، استشهد سنة 306م أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. تذكره الكنيسة الغربية في الرابع من شهر فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليب أو فيلبس المؤرخ الكنسي | الولادة: – الوفاة: – نشأته وُلد فيلبس في صيدا ببمفيلية Pamphylia في أوائل القرن الخامس. سامه القديس يوحنا الذهبي الفم شماساً في القسطنطينية حيث صارا صديقين حميمين. سيم بعد ذلك قساً. بعد موت أتيكيوس Atticus عام 425م رُشّح في عام 426م القس فيلبس Phillippus للبطريركية وكان يعضده كثيرون (سقراط 27:7)، لكن تفضيل سيسينس عنه سبّب له مذّلة شديدة عكست عليه نوعاً من الهجوم على سيسينيس ومختاريه خاصة من الشعب. يرى سقراط أن الاتهامات التي قدّمها حملت مرارة وتهوراً وما كان يجب ذكرها في كتابه عن التاريخ المسيحي. رشح مرة أخرى بعد نياحة سيسينس عام 428م، ومرة ثالثة بعد عزل نسطور عام 431م ولم يُختر في كل المرات. التاريخ المسيحي نال شهرة فائقة بعمله التاريخ المسيحي، قام بوضعه ما بين سنة 434 و439م في 36 كتاباً، وفي حوالي 1000 فصلاً، لم يصلنا منه إلا شذرات قليلة. لكن كلاً من سقراط وفوتيوس قدّما لنا بعض المعلومات الهامة عنه. ضمّ هذا العمل تاريخاً منذ خلقة العالم حتى عام 426م. لم يقف عند التاريخ بل تحدث عن الجبر والفلك والحساب والموسيقي والجغرافيا، فصار متشعباً في مواضيع كثيرة أفقدت أهميته. قدم سقراط بعض الأخطاء التاريخية التي وقع فيها فيليب من حيث الترتيب الزمني للأحداث. يري Tillemont أن فيليب أراد أن يقلد القديس يوحنا الذهبي الفم في بلاغته وخطابته وليس في فضائله، فجاء تقليده له فقير جداً. كتاباته الأخرى يذكر سقراط أن فيليب كتب أعمالاً أخري عديدة، محاولاً أن يدحض كتابات الإمبراطور يوليانوس الجاحد ضد المسيحيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليسيتاس الشهيدة | الولادة:– الوفاة: – استشهدت في كابوا Capua في الغالب أثناء اضطهاد ديسيوس Decius حوالي سنة 250م، والبعض الآخر يعتبرون أن استشهادها كان أثناء اضطهاد فالريان Valerian حوالي سنة 257م. ويقال أن القديس كبريانوس قد شجّعها على الثبات في رسالة كتبها، إلا أنها قد فُقِدت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلياس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 306 قبول الإيمان بالمسيحية كان سليل أسرة عريقة في المجد والجاه والثروة، متفقهًا في العلوم الدينية والفلسفية. كان فيلسوفَا، يجيد الشعر، ويهتم بالفن والعلوم المختلفة. وكان مرهف الحس، سريع البديهة، وقد تأثر جداً بتعليم السيد المسيح فآمن بالمسيحية بفرح. ونظراً لمكانته عيّنته الدولة والياً فأحبه الشعب، وقَبِل هو هذه المهمة لأنه وجد فيها فرصة لخدمة شعبه. كرّس وقته للخدمة فقدموا له الولاء. اختياره أسقفاً لما خلت الأسقفية أجمع الشعب على اختياره فترك الولاية واستلم الإبيارشية، فتحول من خدمة الدولة إلى خدمة الكنيسة. في أثناء الاضطهاد الذي بدأه دقلديانوس وأكمله جاليريوس ومكسيمينوس وأعوانه، سافر فيلياس إلى الإسكندرية للتشاور مع البابا بطرس خاتم الشهداء فيما ترتب على الاضطهاد، ومن هناك بعث برسالة شيقة إلى شعبه – بقى الجزء الأكبر منها – وذلك قبيل استشهاده بوقت قصير. جاء فيها: [سلك الشهداء مسلك سيدهم الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، ففضّلوا العذابات بنفس راضية عن أن ينكروا مسيحيتهم. كانوا ثابتين في إيمانهم، كاملين في محبتهم، فتلاشي بذلك كل خوف من قلوبهم. وإني إن حاولت أن أصف لكم بطولتهم لظننتم أنها أشبه بالأساطير. ولكن حقيقة هذه البطولة أعجب بكثير من كل خيال حتى أن الذين شاهدوها من المؤمنين تشدّدوا وتعزّوا. أما غير المؤمنين فلم يؤمنوا فحسب، بل أعلنوا عن إيمانهم جهراً أيضاً فانضموا بدورهم إلي صفوف الشهداء…] وقد وصف فيها كيف كان صحبة من الشهداء يقوّون أنفسهم بالتأمل في الأمثلة والوعود الواردة في الإنجيل خاصة مثال الرب يسوع. ثم يقول: “فالشهداء إذ حملوا المسيح داخلهم اشتهوا بشغف أفضل العطايا واحتملوا كل الضيقات والإهانات، ليس مرة واحدة بل مراراً. وعلى الرغم من أن الحرّاس تباروا فيما بينهم لإرهابهم بالأفعال كما بالكلمات، فإنهم لم يتخلّوا عن معتقدهم، لأن محبتهم الكاملة طرحت عنهم الخوف”. القبض عليه ولما علم الرومان بالرسالة التي بعثها الأنبا فيلياس إلى شعبه ألقوا القبض عليه وطرحوه في السجن. لما مثل فيلياس أمام كلسيانوس Calcianus استنكر أن يعامل الأسقف العالم معاملة المجرمين العاديين. وقد حاول الوالي معه بكل الطرق لكي يضحي للآلهة ففشل، ثم حاول أن يسترضيه أو يؤثر عليه بأن يثير فيه محبته لشعبه، فقال أنهم إن فقدوه فقدوا شجاعتهم وإيمانهم، لكنه مع كل ذلك ظل ثابتاً مؤكداً للوالي أن موته سيزيد الشعب شجاعة وتماسكاً. وكان كلسيانوس في قرارة نفسه يريد أن ينقذ فيلياس، لذا أمر المحامين أن يساعدوا فيلياس ذا الشخصية العظيمة، أملاً في أن يجدوه في لحظة ضعف فيقرّب ذبيحة ويطلق سراحه، لكن إجابات فيلياس مع الوالي خيّبت أملهم. ورغبة في إنقاذه – وعلى الرغم منه – صاح المحامون: “أيها الوالي العظيم لقد قدم سابقاً ذبائح في قلب الملعب”، فقاطعهم فيلياس بصوت جهوري: “أبداً لم يحدث، ولكني قدمت إلى الإله الحقيقي”. لكن المحامون في يأس قالوا: “إن موكّلنا الجزيل الاحترام يطلب فرصة للتفكير”، فأجاب الأسقف: “هل تعتقد إني سوف أتردّد لحظة؟ لن يكون ذلك. لقد فكرت منذ زمن بعيد ولا يحتاج اختياري إلى ما يثبته. إني أتألم وأموت لأجل المسيح”. محاولة إنقاذه هنا ترك أقاربه وأصدقاؤه القدامى وكبار موظفي مدينة الإسكندرية أماكنهم وأحاطوا بالمنصّة التي كان يقف عليها الأسقف، ورجوه وطلبوا إليه بدموع أن يتظاهر على الأقل بإطاعة الأوامر الإمبراطورية، وألقوا بأنفسهم عند قدميه، غير أنه رفض كلماتهم فكان كالصخر تلاطمه الأمواج دون أن تنال منه أو تزحزحه، إذ به يتجه بكل عقله إلى السماء ويوجّه بصره إلى الله ويقول: “إن واجبه أن يفكر في الشهداء الأبرار والرسل كأصدقائه وذوي قرباه”. كان من بين الشخصيات الحاضرة شخص يدعى فيلورومس Philoromus، قيل أنه كان وزير الخزانة في مصر، وربما كان موفداً من قبل الإمبراطور ذاته إلى الإسكندرية بقصد تنظيم أمور هامة. هذا رأى فيلياس غير مكترث لدموع أحبائه وتوسلاتهم ولأسئلة الوالي، فنهض وصاح: “هذا المشهد القاسي قد امتد طويلاً. لماذا تريدون أن تختبروا صلابة الرجل أكثر من ذلك؟ لماذا ترغبون في تحويل إنسان مخلص عن الله بقصد إرضائكم؟ ألم تلحظوا أن عينيه لم تعد ترى دموعكم وآذانه لم تعد تسمع أنّاتكم؟ إن هذا يكفي، اتركوا هذا الرجل بسلام”. إذ لم يستطع الوالي استرضاء الأسقف بجميع الوسائل أخيراً لجأ إلى محاولة إقناعه بحوار ديني، فقال له: “كيف تستسيغ صلب إلهكم؟” فأجابه الأنبا فيلياس: “إن محبة إلهنا التي لا تُحد هي التي دفعته إلى الصلب”. وإذ يئس الوالي قال له: “أتعرف إنني أود إكرامك ولا أريد أن ألحق بك الأذى من أجل كرامة عائلتك وما اتصفت به من جاه؟ فالأفضل لك أن تبخر للآلهة بدلاً من أن أحكم عليك بالموت الشنيع”. أجاب فيلياس: “إن أردت أن تكرمني فقل لجنودك أن يعذبوني قبل أن يميتوني”. إزاء ذلك امتلأ كلوسيان غضباً وحكم على الأسقف فيلياس وفيلورومس بقطع رأسيهما بحد السيف، كما حكم على كثير من الضحايا الآخرين بنفس الحكم. توجّه الموكب إلى مكان إعدام الشخصيات الهامة، وفي الطريق حاول شقيق الأسقف محاولة أخيرة، فصاح أثناء مرور الوالي: “يا سيدي الوالي إن أخي فيلياس ينادي”. إذ كان يخشي ثورة الشعب أسرع كلوسيان نحو الشهيد قائلاً: “هل ناديت حقًا؟” أجاب فيلياس: “أبداً. لا تعرْ هذا الصوت التفاتاً. أما بالنسبة لي فإني لا أملك أن أقدم إليك وإلى الأباطرة أيها الحاكم إلا الشكر لأنكم ستجعلونني وارثاً لملكوت السماوات”. نودي على فيلياس ليقدم رأسه، لكنه توسّل أن يصلي أولاً. مع فرحه الشديد بالانطلاق نحو مسيحه السماوي كان قلبه متسعاً لكل شعبه مشتاقاً أن يتمتعوا معه بالمجد لذا بعد صلاته قدم وصية وداعية لشعبه قبيل استشهاده مباشرة. وصيته الوداعية مدّ ذراعيه على شكل الصليب وصاح بصوت عالٍ موجهاً الكلام لخاصته: “يا أولادي الأحباء واخوتي الأعزاء يا من تعبدون الإله الحقيقي، اسهروا جيداً على قلوبكم لأن الشيطان يحاول أن يستولي عليها. افرحوا لأنه في هذه الساعة سنصبح جميعاً تلاميذ حقيقيين لسيدنا يسوع المسيح الذي له المجد الدائم إلى الأبد”. بانتهاء صلاته استسلم فيلياس للسياف وكذا فيلورومس، وقُطِعت رأساهما في لحظة واحدة، وكان ذلك في الرابع من فبراير سنة 306م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليسِّيسيموس المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان رجلاً علمانياً ومن أوائل المعترفين في قرطاجنة، وذلك في أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس Decius. يعتبره بعض الدارسين الغربيين مثل بيد Bede من الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليشيان الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 254 هو أسقف فولينو Foligno وأول من بشر في أمبريا Umbria. كان تلميذاً مخلصاً لأسقف روما إليوثيريوس Eleutherius الذي رسمه كاهناً وكان الاسقف يرسله في بعض المهام الكرازية، ثم كصديق لفيكتور الأول Victor I أسقف روما رسمه أسقفاً على فولينو. في الاضطهاد الذي أثاره ديسيوس Decius قُبِض عليه لرفضه تقديم القرابين للآلهة وعذّبوه وضربوه بالسياط. وأثناء حبسه في السجن كانت ترعاه وتهتم به سيدة اسمها ميسالينا Messalina التي بسبب إخلاصها له قُبِض عليها وعُذِّبت حتى الموت. ثم صدرت الأوامر بسفر القديس فيليشيان إلى روما لقتله هناك، ولكنه استشهد في الطريق على بعد ثلاثة أميال فقط من فولينو نتيجة للتعذيب الشديد والحبس، وكان ذلك في سنة 254م وكان له من العمر أربعة وتسعون عاماً، قضى منها ستة وخمسون في الأسقفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليكيولا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – فلاكوس يطلب الزواج من بترونيلّلا ارتبط اسم الشهيدة فيليكيولا بالقديسة بترونيلّلا St. Petronilla. عاشت القديستان في روما نحو نهاية القرن الأول الميلادي. تقدم أحد الأمراء ويدعى فلاكوس Flaccus إلى بترونيلّلا التي التف حولها كثير من العذارى، وكانت صديقتها فيليكيولا صديقتها الخاصة وكاتمة أسرارها. بحكمة طلبت منه مهلة ثلاثة أيام إذ خشيت أن ترفض فيرسل جنوده إلى البيت ويُسيئون إلى العذارى صاحباتها. بعد انصراف الأمير صارحت بترونيلّلا صديقتها فيليكيولا بكل مخاوفها. تحدثت معها الأخيرة وطمأنتها أن يد الله حتماً تتدخل لما فيه بنيان الكل. أما بترونيلّلا فكانت تبكي بمرارة وتصلي إلى الله أن ينقذها هي وأخواتها من هذه التجربة. في اليوم الثالث انتقلت بترونيلّلا فجأة إلى الفردوس. حزن الكل عليها، وإذ جاءت بعض النساء من قِبل الوالي لكي ترافقن بتونيلّلا إلى القصر، سمعت بخبر انتقالها المفاجئ فحزن جداً وعُدن إلى الأمير يخبرن إيّاه بما حدث. فلاكوس يطلب الزواج من فيليكيولا لم يترك عدو الخير هؤلاء العذارى أن يعشن في سلام، إذ تقدم الأمير للزواج من فيليكيولا. أجابته أنها قد كرّست حياتها للرب وأنها تعيش عروساً للسيد المسيح. عرض عليها الاختيار بين قبول الزواج منه أو الذبح للأوثان. سجنها وحين رفضت الاختيارين سلمها إلى أحد المسئولين الذي حبسها في سجن مظلم سبعة أيام بدون طعام أو شراب. ولما قدموا لها بعد ذلك طعام مما ذُبِح للأوثان رفضت أن تلمسه مفضّلة الصوم، وهكذا صامت سبعة أيام أخرى. استدعاها الوالي ظانّاً أنها حتماً ستكون منهكة القوة تماماً تكاد تقترب من الموت، لكنه فوجئ بها أنها في نشاطٍ وقوة. أخذ يعدها بهبات جزيلة لكي تنكر إيمانها فرفضت بكل شجاعة. أمام إصرارها عُذِّبت بشدة. أمر الوالي بجلدها حتى تهرأ لحمها، لكنها لم تغير فكرها. أمر الوالي بوضع خل في جراحاتها، وكان الرب يقويها ويرسل لها ملاكاً يسندها ويشفيها. أُلقيت في أحد مجاري المدينة فماتت مختنقة فيه، وهكذا نالت إكليل الاستشهاد. واستطاع أحد الكهنة واسمه نيقوميدس Nicomedes انتشال جسدها ودفنها. وقد ادعت عدة كنائس في روما أنها تحوي جزء من رفاتها، إلا أنه غير معروف المكان الحقيقي الموجود فيه جسدها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فينسنت الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – كان شماساً في مدينة جاسكوني Gascony، عاش حوالي نهاية القرن الثالث الميلادي. ويبدو أنه قد اعترض أحد الاحتفالات الوثنية، فقُبِض عليه في آجن Agen وأُحضِر أمام الحاكم. أمر الحاكم فألقوه ممدداً على الأرض وشُدَّت أطرافه وثُبِتت في الأرض بأربع أحجار ضخمة، وفي هذا الوضع جُلِد بشدة ثم قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة. في القرن السادس والسابع كان مدفنه مزاراً للكثيرين من كل أنحاء أوروبا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فينسنت الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: 304 ثباتهما سامه القديس فاليرياس Valerius أسقف ساراجوسا شماساً له، وأرسله بالرغم من صغر سنه ليعظ ويرشد الشعب. وكان حاكم أسبانيا في ذلك الوقت واسمه داكيان Dacian رجلاً شريراً. حين أصدر الإمبراطوران دقلديانوس وماكسيميان المرسومين الثاني والثالث ضد المسيحيين في سنة 303م، قام داكيان بقتل ثماني عشر مسيحياً في ساراجوسا كما اعتقل القديسان فاليرياس وفينسنت. بعد فترة قصيرة أرسلهما إلى فالنسيا Valencia وهناك أرسلهما الحاكم إلى السجن حيث عانوا من الجوع الشديد والتعذيب والإهانة، واعتقد الحاكم أن هذه العذابات سوف تهز ثباتهما، ولكنه دهش عندما أحضروهما أمامه إذ رآهما ثابتين في فكريهما وجسديهما، مما جعله يعاقب حراسه على عدم قسوتهم معهما كما أمرهم، ثم أخذ يهدّد ويتوعّد حتى يجعل السجينين يضحيان للآلهة. شجاعة فينسنت صمتَ فاليرياس وأما فينسنت فقال له: “أبي إذا أمرتني بذلك فسوف أتكلم”. أجاب فاليرياس: “يا ابني كما ألزمتك بنشر كلمة الله، فها أنا أطلب منك الآن أن تتكلم لتدافع عن إيماننا”. تكلم فينسنت مع الحاكم بكل شجاعة وثبات وأخبره بأنهما على استعداد أن يتحمّلا أي شيء من أجل الإله الحقيقي، فلن ينتبها لأي تهديد أو وعد منه لهما. أمر داكيان بنفي فاليرياس وأما بالنسبة لفينسنت فقد أراد تغيير تصميمه بكل وسيلة شريرة وعنيفة، ويقول القديس أغسطينوس عن ذلك أن القديس فينسنت تحمل عذابات كثيرة لا يستطيع أحد احتمالها إلا إذا كان مسنودًا بقوة إلهية، وبالرغم من هذه الآلام فقد كان يحتفظ بهدوئه وسلامه مما أدهش مضطهديه، بينما كان الغضب والكدر الذي يشعر به الحاكم واضحاً في رجفة أطرافه ولمعان عينيه وعدم ثبات صوته. تعذيب القديس فينسنت علّقوا القديس على خشبة وأخذوا يقطعون لحمه بخطاطيف حديدية، فكان فينسنت يبتسم ويقول لهم أنهم ضعفاء وقلبهم ضعيف، وكلما ازداد عنف تعذيبهم كلما ازداد ثبات قلبه وسلامه الداخلي. وكان الحاكم حين يرى الدم يجري من جسده ويرى علامات التعذيب عليه يظن في نفسه أن شجاعة رجاله ستهزم القديس، ثم أمر بوقف التعذيب وقال لفينسنت أنه إن لم يقدم القرابين للآلهة فعلى الأقل فعليه بتقديم الكتب المقدسة ليحرقها حسب أوامر المرسوم الإمبراطوري، فأجابه القديس أنه لا يخشى هذه العذابات ولن يطيع أوامره. أثار هذا الرد غيظ داكيان فأمر بتعذيب القديس بأكثر وحشية وأمر بوضعه فوق سرير حديدي محمى بالنار، ومسحوا جراحه بالملح حتى يزيد من آلامه، ولكن اللهب – كما يقول القديس أغسطينوس – كما لو كان قد أعطاه حياة وشجاعة. إيمان السجّان ألقوه في زنزانة وتركوه ملقى على الأرض يعاني من جراحه ومدّوه على خشبة وشدّوا رجليه متباعدتين وتركوه بلا طعام حتى يهلك، ولكن الله أرسل له ملائكة لتعزيته. وإذ رأى السجّان من خلال القضبان نوراً يملأ السجن وفينسنت يمشي ويسبح الله آمن لوقته، وحين وصلت هذه الأخبار لداكيان بكى من الغيظ والغضب. ولكنه أمر ببعض الراحة للسجين، وعندئذ سمح للمؤمنين بزيارته فجاءوا لمداواة جروحه وكانوا يغمسون ملابسهم ومناديلهم في دمائه ليحتفظوا بها بركة لهم ولأولادهم من بعدهم، وأحضروا له سريراً ليستريح عليه، ولكن الله أراحه إلى الأبد قبل أن ينام عليه، وكان استشهاده في سنة 304م. حين علم داكيان بموته أمر بإلقاء جسمه في وسط المستنقعات، ولكن غراب حمى الجسد من الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة. ويقال أيضاً أن جسده وضع في شوال وأُلقي في البحر ولكن اثنين من المسيحيين وجداه وأخذاه إلى الشاطئ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فينيريوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أحد شمامسة القديس إمبروسيوس أسقف ميلان، وقد صار أسقفاً للمدينة سنة 400م بعد نياحة القديس سيمبلشيان Simplician الذي خلف القديس إمبروسيوس في الأسقفية. لا نعرف عن سيرته سوى القليل، ومنها أنه كان من المتعاطفين بشدة مع القديس يوحنا ذهبي الفم أثناء معاناته، وحين اجتمع أساقفة أفريقيا في قرطاجنة سنة 401م أرسلوا له رسالة تأييد وتشجيع. قد تنيح القديس فينيريوس سنة 409م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليسيتي وأبناؤها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كانت فيليسيتي أرملة مسيحية من أصل شريف، وبعد وفاة زوجها عاشت تخدم الله وكرست حياتها للصلاة وأعمال الرحمة، فكانت حياتها وحياة أسرتها نموذجاً أثَّر في الكثير من الوثنيين فتحولوا إلى المسيحية. أثار ذلك غضب الكهنة الوثنيين فاشتكوها للإمبراطور أنطونينوس بيوس Antoninus Pius بتهمة تحويل الكثيرين عن عبادة الآلهة الخالدة، التي ستغضب على المدينة بل على الإمبراطورية بأسرها. أثارت الشكوى الإمبراطور فأرسل إلى بابليوس Publius حاكم روما يطلب منه القبض على فيليسيتي وأبنائها السبعة وإحضارهم أمامه. وقفت القديسة أمام الإمبراطور الذي حاول الضغط عليها بكل قوة لتضحي للآلهة حتى لا يضطر إلى الالتجاء للعنف معها ومع أبنائها، ولكنها أجابته: “لا تظن أنك تخيفني بتهديداتك أو تميل قلبي بحسن حديثك، لأن روح الله الذي في داخلي سوف يقوّيني ويثبّتني حتى أنتصر على تهديداتك”. أجابها الإمبراطور: “يا لكِ من امرأة تَعِسة، إذا كنتِ ترغبين في الموت فلماذا تدّمرين أبناءكِ معكِ؟” أجابته القديسة: “أولادي سوف يعيشون إلى الأبد إذا كانوا مخلصين، ولكنهم سوف يموتون إلى الأبد إذا ضحُّوا للأوثان”. في اليوم التالي أرسل الحاكم يستدعي فيليسيتي وأولادها أمامه قائلاً: “أشفقي على أولادِك يا فيليسيتي فإنهم في عنفوان شبابهم”. أجابته الأم: “إن إشفاقك خادع وكلماتك شريرة” ثم التفتت إلى أولادها قائلة: “يا أولادي انظروا إلى السماء حيث يسوع المسيح وقديسوه ينتظرونكم. كونوا أمناء في محبته وحاربوا بشجاعة من أجل أرواحكم”. أمر بابليوس بضربها قائلاً: “كيف تتجاسرين على نصحهم في وجودي مخالفة أمر الأمير؟” ثم أمر بإحضار أولادها الواحد تلو الآخر، محاولاً معهم مرة بالوعود ومرة بالتهديد لكي يعبدوا الأوثان، ولما رفضوا جميعهم أمر بجلدهم ثم ألقاهم في السجن. قدم الحاكم الدعوى أمام الإمبراطور فأمر بقتلهم بطرق مختلفة: جانواريوس جُلِد حتى الموت، فيلكس وفيليب بالضرب الشديد، سيلفانوس أُغرِق في النهر، ألكسندر وفيتاليس ومارتيال قُطِعت رؤوسهم، وفي النهاية قطعوا رأس الأم فيليسيتي. قد امتدح القديس أغسطينوس والأب اغريغوريوس (الكبير) هذه الشهيدة وأولادها في الاحتفال بتذكار استشهادهم الذي كان في القرن الثاني الميلادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قسطنطين الملك البار | الولادة: – الوفاة: – كان أغلب القادة الكنسيين معجبين بشخصية الإمبراطور قسطنطين (حوالي 285-337م) وأمه هيلانة، يتطلعون إليهما كشخصين بارين قاما بدورٍ عظيم في تاريخ الكنيسة الأولى. مع أنه لم ينل العماد إلا في السنة الأخيرة من حياته على يدي الأسقف الأريوسي يوسابيوس النيقوميدي إلا أنه يتحدث عن نفسه كمسيحي غيور، جعل من المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية، وأمر بحفظ يوم الأحد، وصادر المعابد الوثننية وحوّل الكثير منها إلى كنائس، وعفا رجال الدين المسيحي من الضرائب، كما تدخّل للأسف في المشاكل الكنسية. وهو الذي دعا إلى عقد أول مجمع مسكوني في العالم في نيقية عام 325م. عشقه يوسابيوس القيصري، وسجّل لنا تاريخه، كما مدحه المدافع لاكتانتيوس، وقال عنه هوسيوس أسقف كوردونا Hosius of Cordon بأسبانيا أنه صنع عجائب في الكنيسة. نشأته اسم أبيه قسطنطيوس الأول Chlorus Constantius Iوأمه هيلانه، وكان أبوه ملكاً على بيزنطة ومكسيميانوس ملكاً على رومه ودقلديانوس على إنطاكية ومصر. وكان قونسطا وثنياً، إلا أنه كان صالحاً محبّاً للخير رحوماً شفوقاً. واتفق أنه مضى إلى الرُها وهناك رأى هيلانة وأعجب بها فتزوجها، وكانت مسيحية فحملت منه بقسطنطين هذا. ثم تركها في الرُها وعاد إلى بيزنطية، فولدت قسطنطين وربّته تربية حسنة وأدّبته بكل أدب، وكانت تبث في قلبه الرحمة والشفقة على المسيحيين. ولكنها لم تجسر أن تعمّده ولا تُعلِمَه أنها مسيحية، فكبر وأصبح فارساً وذهب إلى أبيه الذي فرح به لما رأى فيه الحكمة والمعرفة والفروسية. صار شريكًا في والده في الإمبراطورية. اتساع مملكته يحدثنا يوسابيوس القيصري عن نصراته الفائقة التي بلغت أقاصي المسكونة في ذلك الحين، فبلغ في الغرب بريطانيا وما حولها، وفي الشمال غلب مملكة السكيثيين مع أنها كانت قبائل متوحشة لا يمكن حصر تعدادها، وفي الجنوب بلغ إلى الأثيوبيين والبليميين Blemmyans، وفي الشرق بلغ إلى الهند وما حولها. وقد رحّب الكل به باغتباط، مقدمين له هدايا، طالبين صداقته، وأقاموا تماثيل وصوراً له في بلادهم. قسطنطيوس لم يكن ممكنًا ليوسابيوس أن يؤرخ لقسطنطين الكبير دون الإشارة إلى والده قسطنطيوس. فقد كان أحد أربعة أباطرة يشتركون معًا في إدارة الإمبراطورية الرومانية في وقتٍ واحدٍ، وهم دقلديانوس ومكسيميانوس وجاليريوس (غالريوس) وقسطنطيوس. أبى الأخير أن يقتدي بالثلاثة الآخرين خاصة في اضطهاد المسيحيين، مع أنه لم يكن مسيحيًا. ذكر يوسابيوس أمثلة رائعة تكشف عن سمو شخصيته: 1. أرسل إليه الإمبراطور، غالباً مكسيميانوس، يلومه على لطفه الزائد وتقواه واهتمامه بالشعب، مقدماً برهاناً على ذلك أن خزانته قد صارت فارغة. للحال استدعى قسطنطيوس أغنى رعاياه في كل الأمم الخاضعة له وأخبرهم بأنه محتاج إلى مالٍ. تسابق الكل في العطايا بسخاء عجيب، حتى إذ جاء رُسل الإمبراطور ذهلوا من كثرة ما لديه. وإذ رجع الرسل أصرّ أن يرد لكل شخص ما قدّمه بعد أن شكرهم على محبتهم وإخلاصهم وسخائهم. 2. أما المثل الآخر العجيب فقد أصدر بين رجال الدولة أمراً بأن يختار كل منهم أحد أمرين: إما تقديم ذبائح للأرواح الشريرة أو ترك الخدمة في القصر. وهنا وافق البعض على تقديم ذبائح للأرواح الشريرة، ورفض الفريق الآخر ذلك وإن كلفهم الأمر طردهم من خدمة الملك. وإذ عرف الملك ما في قلوبهم اختار الفريق الثاني مادحاً إيّاهم حاسباً أن من كان أميناً للّه يُخلص في عمله، أما من يخون الله فكيف يمكن أن يثق فيه؟ وقد كافأه الله بأن صار فيما بعد هو وحده أوغسطس الرئيسي، وتفوّق على كل الأباطرة، حتى بلغ شيخوخة سعيدة وسلّم الملك لابنه قسطنطين. شخصية قسطنطين الشاب في شبابه رافق قسطنطين دقلديانوس وغالريوس في بعض الرحلات والحملات. اتسم عن أقرانه بقوة الشخصية وبرز في مواهبه العقلية، كما في قوته البدنية، محبًا للعلم، وكان ذا ذكاء خارق وحكمة إلهية. حاول دقلديانوس التخلص منه بدافع الحسد والخوف منه، فاتهمه باتهامات أخلاقية، لكنه هرب منه وذهب إلى أبيه. كان والده مشرفاً على الموت عندما وجد قسطنطين قد جاء إليه على غير موعد، فقفز وعانقه بحرارة، وتنازل له عن المُلك ثم أسلم الروح. ظهور الصليب المقدس بعد وفاة أبيه تَسَّلم المملكة ونشر العدل والإنصاف ومنع المظالم، فخضع الكل له وأحبّوه، ووصل عدله إلى سائر البلاد، فأرسل إليه أكابر روما طالبين أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس فزحف بجنده إلى إنقاذهم. وفى أثناء الحرب رأى في السماء في نصف النهار صليباً مكوّناً من كواكب مكتوباً عليه باليونانية الذي تفسيره “بهذا تغلب”، وكان ضياؤه يشع أكثر من نور الشمس، فأراه لوزرائه وكبراء مملكته فقرأوا ما هو مكتوب ولم يًدركوا السبب الموجب لظهوره. وفى تلك الليلة ظهر له ملاك الرب في رؤيا وقال له: “اعمل مثال العلامة التي رأيتها وبها تغلب أعداءك”. ففي الصباح جهّز علماً كبيراً ورسم عليه علامة الصليب، كما رسمها أيضًا على جميع الأسلحة، واشتبك مع مكسيميانوس في حرب دارت رحاها على الأخير الذي ارتد هارباً، وعند عبوره جسر نهر التيبر سقط به فهلك هو وأغلب جنوده. ودخل قسطنطين رومه فاستقبله أهلها بالفرح والتهليل، وكان شعراؤها يمدحون الصليب وينعتونه بمخلِّص مدينتهم ثم عيّدوا للصليب سبعة أيام، وأصبح قسطنطين ملكاً على الشرق والغرب. اكتشاف الصليب المقدس أصدر أمرًا إلى سائر أنحاء المملكة بإطلاق المعتقلين، وأمر ألا يشتغل أحد في أسبوع الآلام كأوامر الرسل، وأرسل هيلانة إلى بيت المقدس فاكتشفت الصليب المقدس. وفى السنة السابعة عشرة من ملكه اجتمع المجمع المسكوني الأول بنيقية في عام 325م. تمثال قسطنطين إذ استقبلتهفي روما، على أن تُنقش عليه العبارة التالية باللغة اللاتينية: “بفضل هذه العلامة المباركة، التي هي محك القوة الحقيقي، أُنقذت وحرّرت مدينتكم من نير البطش روما بالهتافات على المستوى الرسمي والشعبي أمر بإقامة حربة عالية على شكل صليب تحت يد تمثال يمثل شخصه في أبرز مكان، وحرّرت كذلك مجلس الأعيان الروماني والشعب الروماني، وأعدتهم إلى مجدهم السابق ورفعتهم السالفة”. فرح عام تحوّلت روما إلى محفلٍ عظيمٍ، إذ أقام الكثيرون الولائم والأفراح. وأصدر قسطنطين مرسوماً برد أملاك كل من اُغتصبت منهم، وإطلاق المسجونين ظلماً. يقول يوسابيوس: “كذلك استدعى الإمبراطور إليه جماعة خدّام الله، وأظهر لهم مظاهر الاحترام والإكرام، وعطف عليهم بالقول والفعل كأشخاصٍ كرّسوا لخدمة إلهه. وبناء على هذا سمح لهم بالجلوس على مائدته بالرغم من حقارة ملبسهم ووضاعة مظهرهم. ولكنهم لم يكونوا كذلك في عينيه، لأنه لم ينظر إلى الواحد منهم بالعين المجردة، بل كان يرى الله في شخصه. وجعلهم كذلك رفقاءه في السفر، معتقداً أن ذاك الذي يخدمونه لابد أن يساعده. علاوة على ذلك فقد دفع من موارده الخاصة هبات كثيرة لكنائس الله، لتوسيع هذه المباني المقدسة وتعليتها، وزخرفة هياكل الكنائس بتقدمات سخية” (كتاب 1: 42). أظهر سخاء عجيباً على الفقراء المسيحيين والوثنيين، خاصة الأسر المستترة. “كان قسطنطين عندما يخرج من قصره الملكي باكراً جداً في الفجر، ويشرق بنورٍ سماوي، يسطع بأشعة إحسانه على كل من تقدم إليه” (1: 43). كان يجلس مع الأساقفة، ويشترك معهم في مناقشاتهم كشخصٍ عادي مستبعداً حرسه الخاص، إذ كان في حمى مخافة الرب. مؤامرة ليسينيوس ضده قدّم قسطنطين الدليل على إخلاصه ومحبته لليسينيوس فأزوجه أخته، وجعله أحد أعضاء الأسرة الإمبراطورية. لكن ليسينيوس دبّر مكائد خفية، وفي كل مرة كان قسطنطين يكتشف المؤامرات ويعفو عنه. وأخيراً أعلن ليسينوس الحرب علانية ضد قسطنطين بل وضد الله الذي يعبده قسطنطين. فمنع اجتماع الأساقفة معاً تحت أي ظروف؛ وطلب أن تقوم الاجتماعات في الهواء الطلق بدلاً من بيوت الصلاة. انغمس في الشهوات حاسباً الزنا أمراً طبيعياً، وأخيراً أظهر عداوة ضد الكنيسة وطالب بتقديم ذبائح وثنية ، واخترع ألواناً جديدة من العذابات للمسيحيين. انتصر عليه قسطنطين وهرب في زيّ عبد. عاد ليستخدم السحر والاتكال على الآلهة الكاذبة… سمح الله له بتأديبات قاسية حتى كادت ملامح وجهه أن تتلاشى، ولم يبقَ فيه إلا العظام الجافة، صار أشبه بهيكلٍ عظميٍ. أخيراً أدرك خطأه وقدّم توبة، وأعلن أن إله المسيحيين هو وحده الإله الحقيقي. تجديد بناء بيزنطية قد جدّد بناء بيزنطية ودعاها باسمه القسطنطينية وجلب إليها أجساد كثيرين من الرسل والقديسين، وتنيّح بنيوقوميديا، فوضعوه في تابوت من ذهب وحملوه إلى القسطنطينية، فتلقّاه البطريرك والكهنة بالصلوات والقراءات والتراتيل الروحانية، ووضعوه في هيكل الرسل القديسين. وكانت مدة حياته خمساً وسبعين سنه. تكريمه بعد موته يرى المؤرخ يوسابيوس أنه لم يوجد ملك قط نال كرامة في أيام ملكه وحتى بعد موته مثل قسطنطين، فإذ أكرم الله أكرمَه الله، فبقي في سلطانه الملكي حتى بعد موته. بعد موته “ضُربت عملة تحمل التصميم التالي: ظهرت على أحد الوجهين صورة ملكنا المبارك ورأسه مُغطى بحجاب، أما الوجه الآخر فقد صوّره جالسًا على مركبة تجرّها أربعة جياد، وقد امتدّت يد من أعلى إلى أسفل لكي تقبله في السماء” (ك 4: 73). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قسطور الأسقف | الولادة: – الوفاة: 425 رهبنته هو وزوجته من أهالي نيمز Nimes، تزوّج في بداية حياته من ابنة أرملة غنية من مرسيليا Mars?illes. بعد فترة اشتاق هو وزوجته للرهبنة، فأسّس القديس قسطور ديراً بالقرب من أبت Apt وصار أول رئيس له. سيامته أسقفاً دُعِي ليكون أسقفاً لأبت، وأخيراً قَبِل بعد إلحاح كثير، وكان يكرّس كل طاقته لدعوة الشعب لخلاص نفوسهم ولمحبة الله من كل القلب. وكان يهتم أيضاً برهبانه، حتى أنه استجابةً لطلبه كتب القديس يوحنا كاسيان كتابه عن الحياة الرهبانية وأهداه إلى القديس قسطور. أخيراً تنيح بسلام حوالي سنة 425م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قسطور القس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو من أهالي بردنوها مركز مطاي محافظة المنيا بصعيد مصر. ظل خادماً لمذبح الله نحو ثمانين عاماً بين شماس وكاهن، وكان متزوجاً وله أبناء ومع ذلك قَرَن خدمة المذبح بحياة النسك. في زمان الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وأعوانه كان مداوماً على تثبيت رعيته وافتقاد المعترفين المسجونين. سمع عنه والي القيس (حالياً قرية صغيرة قرب بني مزار) فقبض عليه وأذاقه ألواناً من الأهوال: جلدوه بالسياط، ووضعوه في الهنبازين ثم في مستوقد حمام، وفي كل ذلك كان الرب يقيمه سليماً معافى. لما تعب منه والي القيس أرسله مقيداً بالسلاسل مع بعض المعترفين إلى باكلوسيانوس والي الإسكندرية، وهناك عُذِّب بألوان أخرى من العذاب مثل الكيّ بالنار ووضعه في قمين جير حيّ، ونزع شعر رأسه ولحيته وأظافره وتدليك مكانهما بالخل والجير، وشُرب سم أعدّه له ساحر يدعى سيدراخس، رشم عليه القديس علامة الصليب فلم يؤذه فآمن الساحر وحُكِم عليه بالموت حرقاً، وبسبب هذه المعجزة آمن واعترف تسعمائة وعشرون شخصاً أكملوا شهادتهم مع سيدارخس حرقاً بالنار. أما أبا قسطور فوُضِع في خلقين زيت مغلي فلم يؤذه. تراءى له السيد المسيح ومعه الملاكان ميخائيل وغبريال في السجن في رؤيا. وأخيراً أكمل جهاده بقطع رأسه بالسيف في اليوم السابع عشر من توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قورش ويوحنا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 303 كان قورش (سيروس) طبيباً في الإسكندرية وبعمله استطاع أن يجتذب كثير من الناس إلى الإيمان، أما يوحنا فكان عربياً، وقد سمعا عن سيدة تدعى أثناسيا Athanasia وبناتها الثلاث – التي كانت أكبرهن تبلغ الخامسة عشر – أنهن يُعذبن من أجل اسم المسيح في كانوبُس Canopus بمصر، فذهبا إلى مصر لكي يشجعهن. قُبض عليهما وكانا يُضربان ضرباً شديداً، ويُحرق جسداهما بالنار ويضعون ملحاً وخلاً على جراحهما، وكل هذا أمام أثناسيا وبناتها اللاتي عُذِّبن أيضاً بعد ذلك، وفي النهاية قُطِعت رؤوسهن، وبعد عدة أيام قُطِعت رأسيّ قورش ويوحنا، وكان ذلك في سنة 303م. ويعيّد لهذين الشهيدين كلٍّ من السوريين والمصريين واليونانيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قونا الشماس ومينا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – تعيّد الكنيسة في الخامس والعشرين من أمشير بتذكار استشهاد الشماس قونا بمدينة رومية، وشهادة القديس مينا بمدينة قبرص، صلاتهم تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قيصريوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شماس من أفريقيا، استشهد مع الكاهن جوليانوس presbyter Julianus في تيراسينا Terracina بكامبانيا Campania حيث قُبِض عليه أثناء كرازته للوثنيين. وضعوه في كيس وألقوه في البحر، وفيما بعد عُثِر على جسده ودُفِن بالقرب من تيراسينا. تروي بعض القصص أن معبد للأوثان قد سقط بصلاته، وأن ليونتيوس Leontius الذي قبض عليه وحاكَمَه آمن على يديه واستشهد معه. ويقال أنه استشهد في عهد كلوديوس Claudius، ولكن في قصص أخرى قيل أنه دفن دوميتيلّلا Domitilla ورفقائها أثناء حكم تراجان Trajan. A Dictionary of Christian Biography, Vol. I, page 375. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قيصريوس النيزينزي القديس | الولادة: – الوفاة: 369 هو شقيق القديس اغريغوريوس النيزينزي St. Gregory Nazianzen وكان والده أسقف هذه المدينة. طبيب ناجح تلقى الصبيان تعليماً ممتازاً، لكن بينما ذهب غريغوريوس للدراسة في قيصرية فلسطين، اتجه قيصريوس إلى الإسكندرية حيث تفوّق في علوم الخطابة والفلسفة وتخصّص بالأكثر في الطب، ثم أكمل دراسته في القسطنطينية وأصبح أشهر أطباء عصره. وبالرغم من أن أهل المدينة والإمبراطور قسطنطين ذاته طلبوا منه البقاء في مدينتهم إلا أنه رفض الإقامة فيها، ولكن فيما بعد استُدعيَ إلى هناك وكرَّمه الإمبراطور يوليانوس الجاحد Julian the Apostate، ودعاه طبيبه الأول واستثناه من العديد من مراسيم الاضطهاد التي وقَّعها ضد المسيحيين. مقاومته للإمبراطور يوليانوس الجاحد قاوم قيصريوس كل محاولات الإمبراطور لإعلان تخلّيه عن إيمانه، وألحَّ عليه والده وشقيقه لترك وظيفته في القصر برغم توسلات الإمبراطور يوليانوس، وقد أعاده فيما بعد لوظيفته جوفيان Jovian، كما أن الإمبراطور فالنس Valens عيّنه أميناً ومشرفاً على ممتلكاته الخاصة ومسئولاً عن المالية في بيثينية Bithynia.. اعتزاله العالم إذ استطاع قيصريوس بصعوبة بالغة الهروب من زلزال شديد أصاب نيقية في بيثينية سنة 368م ترك هذا الحدث في وجدانه إحساساً شديداً حتى أنه اعتزل العالم، وعندما توفى بعد ذلك بقليل سنة 369م ترك كل ما يملك للفقراء. وقد رثاه شقيقه القديس غريغوريوس وألقى عظة جنازته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قيصريوس وجوليان أو يوليان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – تقديم قربان بشري في تيراسينا Teracina بإيطاليا كانت هناك عادة بربرية، أنه في إحدى المناسبات الدينية الرسمية كان رجلاً يقدم نفسه طواعية قرباناً أو ضحية للإله أبولّلو، الإله الحارس للمدينة. وبعد أن يقوم مواطنو المدينة بتدليل هذا الرجل عدة أشهر، يذهب إلى المعبد ليُقَدِّم ضحية لأبولّلو، وبعد ذلك يلقي بنفسه من على الجرف إلى البحر. كان قيصريوس (سيزاريوس) شماساً من أفريقيا، تصادف وجوده في المدينة في إحدى المرات ورأى هذا الطقس الشرير، فاستشاط غضباً وأخذ يتكلم جهارًا ضد هذه الخرافة البغيضة. قبض عليه كاهن المعبد وساقه إلى الحاكم الذي أمر بحبسه. وبعد حبس استمر سنتين، حُمِل في جوال وأُلقي في البحر هو وكاهن مسيحي اسمه جوليان (يوليان)، فنالا إكليل الشهادة. وإن كانت هذه القصة غير مؤكَدَة المصدر، إلا أن منذ القرن السادس وُجِدت في روما كنيسة باسم “القديس سيزاريو”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابيتون القديس | الولادة: – الوفاة: – اللص التائب سكن هذا القديس على حافة جبل طيبة، وكان في الأصل لصًا ثم تاب. وقد قضى في حُفرة في الصخر خمسة عشر عاماً لم يغادرها أبداً حتى إلى شاطئ النيل، لأنه كان يقول: “كيف أجتمع مع جماعة البشر الذين دفعوني إلى الخطية؟” قاصداً بذلك رفضه للعودة إلى المكان الذي أخطأ فيه من قبل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاترين وفوستينا الشهيدتان | الولادة: – الوفاة: 307 نشأتها وُلدت القديسة كاترين من أبوين مسيحيين غنيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي. كانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء. وكانت والدتها تعلّمها منذ صغرها على محبة السيد المسيح، وتغذّيها بسير الشهيدات اللواتي كنّ معاصرات لها أو قبلها بقليل، وقد قدّمن حياتهن محرقة للَّه وتمسّكن بالإيمان حتى النفس الأخير. ثقافتها التحقت كاترين بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس. ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد. وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، فقامت لوقتها وتعمّدت. موجة الاضطهاد في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، يجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية. أصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها، وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت. وجد الوثنيون فرصتهم لإحياء العبادة الوثنية، وإشعال روح التعصب ضد المسيحيين. انطلقوا إلى المعابد يحملون معهم الضحايا للذبح. وإذ أراد مكسيميانوس مكافأتهم أقام لهم حفلاً كبيراً قدم فيه للآلهة عشرين عجلاً، وأصدر أمراً مشدداً بأن يتقدم المسيحيون بذبائحهم في هذا الحفل وإلا لحق بهم الموت. القديسة تنطلق نحو الإمبراطور سخر المؤمنون بهذا الأمر، كما لم تخف كاترين بل كانت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم. أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قرارًا أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه. وفي يوم الاحتفال اخترقت الصفوف فدُهش كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور، الذي كان جالساً بين رجال الدولة وكهنة الأوثان بحللِهم الأرجوانية المذهّبة. بكل جرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور تقول له: “يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة”. ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب. ذهل القيصر من جمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت. بدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية. أجابها الإمبراطور أنه ليس ملماً بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها، وأنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليسمعوا لها ويردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها. حوار بين القديسة والفلاسفة بالفعل أرسل الإمبراطور إلى عمداء الكلام والفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعاً غير عادي لمناقضة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور. وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يُحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم اُستدعت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب. استعدّت القديسة بالصلاة والصوم وتشدّدت بروح الله القدوس، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدّثت عن السيد المسيح وشخصه وعمله الخلاصي والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه. كانت تتحدّث بكل قلبها، تحمل سلطاناً كما من السماء. تحدّثت بكل قوة عن محبة الله المُعلنة خلال الخلاص بالصليب. إيمان الفلاسفة والعلماء اقتنصت القديسة كاترين قلوب الكثيرين؛ وكانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تُعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة. انقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصرّ على إيقاد أتون نارٍ يُلقى فيه العلماء والفلاسفة الذين خذلوه. فكانت القديسة تشجّعهم وهي تُعلن لهم بأن أبواب السماء مفتوحة وأن السمائيين بفرحٍ يستقبلونهم. تقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار في ليلة 17 نوفمبر عام 307م. حوار الإمبراطور مع القديسة في اليوم التالي أفاق الإمبراطور من سكرته، وبدأ يفكر في استمالة قلب الفتاة إليه، أما هي فقالت له: “كُف أيها الإمبراطور عن التملق في كلامك، فلقد صممت أن أخسر حياتي الأرضية ولا أُنكر يسوع المسيح إلهي”. هدّدها الإمبراطور بتعذيبها، أما هي فاستخفّت بتهديداته معلنة أن مسيحها ينظر إلى ضعفها ويُعينها وسط آلامها. آلامها ثار الإمبراطور جداً وأمر بجلد القديسة بكل عنف. جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها، فبكى المشاهدون. أُرسلت إلى السجن فكانت تشكر الله وتسبحه على هذه النعمة أنها تأهلت أن تتألم لأجله. ظلّت في السجن اثني عشر يوماً متتالية وقد ضمّد الرب جراحاتها وسندها. ذهب الوالي شمالاً إلى مصب النيل لتفتيش الحصون على حدود مصر الشمالية. إيمان فوستينا وبورفيروس تعجّبت فوستينا زوجة مكسيميانوس من الفتاة القديسة أثناء حوارها مع العلماء والفلاسفة كما مع الإمبراطور نفسه، وكانت تُدهش لإيمانها وشجاعتها. شاهدت فوستينا بالليل رؤيا كأن كاترين جالسة على عرشٍ من نورٍ، وقد دعته لتجلس بجوارها، ووضعت تاجاً على رأسها، وقالت لها: “سيدي المسيح يُهديك هذه الإكليل”. استيقظت فوستينا وطلبت من قائد السجن بورفيروس أن يأخذها إلى كاترين، ودهش الاثنان إذ نظراها قد شُفيت تماماً، وكانت تحدّثهما عن خلاصهما وعن ملكوت السموات. تنبأت لهما القديسة بأنهما سيكابدان أقسى العذابات بعد ثلاثة أيام. لقاء الإمبراطور بالقديسة عاد الإمبراطور واستدعى الفتاة، وكان يتوقّع أنه سيتشفّى في هذه الفتاة التي أهانت كبرياءه عندما يجدونها في السجن جثة هامدة. لكن أشد ما كانت دهشته وغضبه عندما رآها بصحة جيدة. صار يلحّ عليها أن تقبل الزواج منه، فوبّخته بشدة لنقضه القوانين من أجل إشباع شهواته. فلم يحتمل الإمبراطور تهكّم الفتاة فخرج غاضباً. تعذيبها تقدّم الحارس الخاص بالإمبراطور وأخبره بأن لديه فكرة بها يُلزم الفتاة أن تتعبد للأصنام، وهي أن تُربط الفتاة بحبال قوية يرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية، فعندما تبدأ العجلات تتحرك تحدث فرقعة مخيفة جداً فتضطر الفتاة إلى الاستسلام وإلا تموت. وجدت الفكرة استجابة لدى الإمبراطور، فتقدّمت الفتاة بشجاعة دون اضطراب، وسلّمت جسمها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة. لكن ما أن رفعوها حتى امتدّت يد خفية قطعت الحبال ودحرجت القديسة على الأرض بعيداً عن الآلة. وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا. آمن كثيرون عندما شاهدوا ما حدث، أما فوستينا فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالسيد المسيح. فقد الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وبورفيروس حارس السجن قد آمنا بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما. تأثرت الجماهير حين رأوا الملكة وحارس السجن ومائتين من الجنود قد تقدموا للاستشهاد. استشهادها شعر الإمبراطور بفشله في تعذيب الفتاة فأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها. تأسّفت القديسة أنها لم تحظَ بشرف الاستشهاد. لكن الإمبراطور أصابته نوبة جنونية فأمر بقطع رأسها بدلاً من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307م. جسدها الطاهر استشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية. وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء. انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور. حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي. نُقل الجسم المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين. مكتبة الدير ومتحفه للدير مكتبة تحوي آلاف الكتب والمخطوطات، من بينها نسخة نادرة للكتاب المقدس ترجع إلى القرن السادس. وقد أهدت هيئة اليونسكو نسخة من الميكروفيلم لهذه المخطوطات والكتب لجامعة الإسكندرية – كلية الآداب بفضل المرحوم الدكتور سوريال عطية سوريال. يحوي الدير أيقونات من رسم مشاهير الفنانين من القرن السادس حتى الآن، وبه نفائس كثيرة وتحف وصور من صنع الرهبان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاراس السائح | الولادة: – الوفاة: – تقدم سيرة القديس أنبا كاراس صورة حيّة عن “السياحة” بكونها مؤازرة نعمة الله للمؤمن المجاهد ليتمتع بدرجة سامية في الاتحاد مع الله. لقد عاش أنبا كاراس حوالي 57 سنة لم يرَ وجه إنسان حتى جاء إليه القديس أنبا بموا للتعرّف عليه، فيسجل لنا سطوراً من سيرته التي لا يعرف سرّها إلا من اختبرها، ويقوم بتكفينه ودفنه. قال عنهم الشيخ الروحاني: “أولئك الذين أشرقْت عليهم بشعاعٍ من حبك لم يحتملوا السُكنى بين الناس”. دخوله البرية هو شقيق الملك ثيؤدوسيوس الكبير؛ فقد عرف هذا القديس جيداً فساد العالم وسرعة زواله، فترك كل ماله وخرج لا يقصد جهة معلومة. فأرشده الله إلى البرية الغربية الداخلية وهناك قضى سنين كثيرة وحده لم يبصر خلالها إنسانًا ولا حيوانًا. القس بموا ينطلق إلى البرية كان في برية شيهيت قس قديس يسمى بموا وهو الذي كفَّن جسد القديسة إيلارية، ابنة الملك زينون المحب لربنا يسوع (474-491م). اشتهى هذا الأب أن يرى أحداً من عبيد المسيح السُواح، فساعده الرب حتى دخل البرية الداخلية فأبصر كثيرين من القديسين. وكان كل منهم يعَّرفه عن اسمه والسبب الذي أتى به إلى هنا، أما هو فكان يسأل كلاً منهم قائلاً: “هل يوجد من هو أكثر توغُّلاً في البرية منكَ؟” فيجيبه: “نعم”. مع القديس سمعان القلاع السائح في اليوم الرابع من سيره في البرية الداخلية وجد الأنبا بموا إحدى المغارات، وقد كان الباب مغلقاً بحجرٍ كبيرٍ، فتقدم وطرق الباب. فسمع صوتاً يقول له: “جيد أن تكون هنا اليوم يا بموا كاهن كنيسة جبل شيهيت، الذي استحق أن يكفن جسد القديسة الطوباوية إيلارية ابنة الملك العظيم زينون”. ثم فتح له الباب ودخل وقبّل بعضهما البعض، وجلسا يتحدثان بعظائم الله ومجده. سأله الأنبا بموا: “يا أبي القديس، هل يوجد في هذا الجبل قديس آخر يشبهك؟” تطلع المتوحد إلى وجهه وصار يتنهد، وقال له: “يا أبي الحبيب يوجد في البرية الداخلية قديس عظيم، والحق أقول لك أن العالم لا يستحق أبداً وطأة واحدة من قدميه”. سأله أنبا بموا: “وما هو اسمه يا أبي؟” فقال: “الأنبا كاراس”. إذ سأله الأنبا بموا عن اسمه وعدد السنوات التي عاشها في المغارة، أجابه: “اسمي سمعان القلاع. ولي اليوم ستون سنة في هذه البرية لم أنظر وجه إنسان. وأتقوّت في كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة علي هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة. وهذه الخبزة بنعمة المسيح تكفيني إلى السبت الذي يليه”. عندئذ قال له الأب بموا: “باركني يا أبي القديس وصلي لأجلي لكي أرحل وأسير في طريقي إلى الأنبا كاراس”. مع الأنبا بلامون القلاع سار بعد ذلك ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ وهو متهلل بالروح، يصلي ويسبح الله حتى بلغ مغارة أخري. وإذ قرع الباب أجابه صوت يحمل روح الفرح والتهليل. ظنّه القديس كاراس. قال له القديس بلامون: “الويل لي يا أبي القديس. أعرفك يا أبي إن داخل هذه البرية قديس عظيم، العالم بأسره لا يستحقه، وصلواته تبدِّل الغضب الذي يحل من السماء علي الأرض، وأن الرب يستجيب صلواته سريعًا”. “من أكون أنا المسكين حتى أكون أنبا كاراس هذا الذي هو حقًا شريك للملائكة وشريك الطبيعة الإلهية”. قال له أن اسمه بلامون، وأنه منذ تسعة وسبعين عاماً يسكن في تلك البرية، يعيش علي النخيل الذي يطرح له الثمر، فيأخذ كفايته ويشكر المسيح. طلب منه الأنبا بموا أن يصلي من أجله ويباركه فأجابه: “الرب يسهِّل لك خطواتك، ويرسل لك ملائكته لتحرسك في طريقك”، فخرج من عنده فرحاً ومملوء سلاماً. وهكذا حتى وصل إلى القديس كاراس آخر الجميع، وهذا ناداه من داخل مغارته قائلاً: “أهلا بالأنبا بموا قس شيهيت”، فدخل إليه وبعد السلام سأله الأنبا كاراس عن أمور العالم وأحوال الولاة والمؤمنين. وصفه الأنبا بموا قائلاً أنه كان منيراً جداً، وكانت نعمة الله علي وجهه، وكانت عيناه مضيئتين جداً. وهو متوسط القامة، ذا لحية طويلة لم يتبقَ فيه إلا شعيرات سوداء قليلة بعد أن أصبحت بيضاء كالثلج. وهكذا كان شعر رأسه. كان يرتدي جلباباً بسيطاً، هو نحيف الجسم ذو صوت خافت وفي يده عكاز. رؤيته نفس الأنبا شنودة لما بلغ اليوم السابع من شهر أبيب أخذ القديس كاراس يبكي وقد رفع عينيه إلى السماء وهو بين الفرح والحزن، ثم قال للأنبا بموا: “إن عموداً عظيماً قد سقط اليوم في صعيد مصر”، ولما استفسر منه الأنبا بموا أجاب القديس: “إنه القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وقد تنيّح اليوم ورأيت روحه الطاهرة صاعدة إلى علو السماء وسط تهليل الملائكة. وقد اجتمع الرهبان حول الجسد المقدس يتباركون منه وهو يشع نوراً وبركة”. نياحته بفرح شديد قال الأنبا كاراس للأنبا بموا: “يا أخي الحبيب، لقد أتيت اليوم إليّ، وجاء معك الموت، فإن لي اليوم زمانًا طويلاً في انتظارك أيها الحبيب. خلال هذه المدة كلها (57 سنة) لم أنظر وجه إنسانٍ قط، وطوال هذا العمر كنت أنتظرك بكل فرحٍ وصبرٍ واشتياقٍ كبير”. تحدث الاثنان معاً عن عظائم الله، ومكث معه يوماً، وفي نهايته مرض القديس أنبا كاراس بحمي شديدة، وكان يتحرك مترنحاً وهو يتنهد ويبكي قائلاً: “جاءني اليوم الذي كنت أخاف منه عمري كله يا رب. إلى أين أهرب؟ ومن وجهك كيف أختفي؟ حقاً ما أرهب تلك الساعة! كرحمتك يا رب وليس كخطاياي”. كان الأنبا بموا يتعجب كثيراً من هذا الكلام إذ كان يشعر بأنه خاطئ، وغير مستحق أن يكون في السماء. في اليوم التالي – أي الثامن من أبيب – ظهر نور عظيم يملأ المغارة ودخل السيد المسيح الذي كان معتاداً أن يظهر له بنورٍ ومجدٍ عظيمين ويتكلم معه فماً لفم، وأخذ روح الأنبا كاراس في حضنه ثم أعطاها لميخائيل رئيس الملائكة. فتبارك الأنبا بموا من جسده ثم كفّنه بعبائته وانثنى راجعاً يخبر بسيرته وهو يمجد الله. في طريق العودة قضي ثلاثة أيام مع الأنبا بلامون، وثلاثة أيام مع أنبا سمعان القلاع وروي لهما ما شاهد بعينيه، ثم ذهب إلى كنيسته بجبل شيهيت يروي لهما رحلته العجيبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاربوس وبابيلوس وأغاثونيس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – محاكمة الأسقف كاربوس إبّان حكم ماركوس أوريليوس أو ديسيوس كانت محاكمة الأسقف كاربوس Carpus من جردوس Gurdos بليديا Lydia والشماس بابيلوس Papylus من ثياتيرا Thyateira، تقدموا أمام الحاكم الروماني في برغاموس Pergamos في آسيا الصغرى. وعندما سأل كاربوس عن اسمه أجاب بأن اسمه الأول والأنبل هو “مسيحي” ولكن إن كان يريد أن يعرف اسمه العالمي فهو كاربوس. طلب منه القاضي تقديم ذبيحة للأوثان، فأجابه بأنه مسيحي وأنه يعبد المسيح ابن الله الذي جاء في هذه الأزمنة الأخيرة لكي يخلصنا والذي أنقذنا من مكائد الشيطان، وأنه لن يقدم التقدمة للأوثان. أمره الحاكم أن يطيع أوامر الإمبراطور بدون مناقشة، فصاح كاربوس قائلاً: “إن هذه الآلهة لم تصنع السماء والأرض وهي سوف تزول، ولا يليق بالأحياء أن يضحوا للموتى”. سأله الحاكم إن كان يظن أن الآلهة موتى؟ فأجاب الشهيد: “إنهم لم يكونوا أحياء أصلاً حتى يموتوا”. وعندئذ سُلِّم القديس إلى المعذِّبين حتى يُربَط ويسلخ جلده. محاكمة الشماس بابيلوس استجوب الحاكم الشماس بابيلوس الذي قال أنه أحد مواطني ثياتيرا Thyateira. سأله إن كان لديه أي أبناء فأجاب بابيلوس بأن لديه الكثيرين، فأوضح أحد الواقفين بأن هذه هي طريقة المسيحيين في الكلام وأنه يعني أن لديه أبناء في الإيمان، فأصر الشماس أن لديه أبناء في الرب في كل مدينة ومقاطعة. سأله القاضي في عدم صبر إن كان سيضحي للأوثان أم لا؟ فأجاب بابيلوس أنه قد خدم الرب منذ شبابه ولم ولن يضحي أبداً للأوثان وأنه مسيحي وأنها الإجابة الوحيدة التي سيأخذها منه. عُلِّق أيضًا وعُذِّب، وعندما أصبح واضحًا أن لا يوجد شيء قادر أن يهز عزيمتهما أمر القاضي بحرقهما أحياء. أسلم بابيلوس روحه أولاً، وفي وسط آلام كاربوس رأى أحد الواقفين علامات الفرح الشديد على وجهه، وعندما سأله عن السبب أجاب أنه قد رأى مجد الرب ولذلك فهو سعيد. عندما كان لهيب النيران يرتفع صرخ القديس من خلال صوته الضعيف قائلاً: “مبارك أنت يا سيدي يسوع المسيح ابن الله لأنك تنازلت لتعطي أنا الخاطئ هذه الشركة معك”. محاكمة أغاثونيس ثم أمر الحاكم أغاثونيس أن تتقدم أمامه وقد رفضت هي أيضاً أن تقدم الذبائح إلى الآلهة. وعندما حثَّها الواقفون أن تنقذ نفسها وأن تتذكر أطفالها، أجابت أن أطفالها لديهم الرب وأنه سوف يعتني بهم. هدّدها القاضي بالموت مثل الآخرين، ولكنها ظلّت ثابتة، فأُخِذت هي أيضاً إلى مكان الإعدام، وعندما جُرّدت من ملابسها صاح الواقفين متعجبين من جمالها. وعندما كانت النيران تشتعل صرخت أغاثونيس قائلة: “ساعدني يا سيدي يسوع المسيح لأني أتحمل هذا من أجلك”. وعند ما كانت تصلي للمرة الثالثة أسلمت روحها. كان استشهاد هؤلاء القديسين ما بين سنة 170-250م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كارتيريوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – استشهد القديس كارتيريوس في سبسطية Sebaste بأرمينيا الصغرى Lesser Armenia أثناء حكم ليسينيوس Licinius، وكان بصحبته أتّيكوس Atticus ويودوكسيوس Eudoxius وأغابيوس Agapius الذين اتفقوا مع كل الجيش على الثبات في الإيمان المسيحي. عُذِّبوا وسُجِنوا ثم ضُرِبوا مرة أخرى، وقيل لكارتيريوس: “إنك وحدك قد جعلت الكل يمتنعون عن طاعة الملك”، فأجاب القديس: “إنني لم أدعوهم لعصيان الملك بل دعوتهم للاقتراب من الملك الذي لا يموت”. جاء الدور على ستيراكيوس Styracius وطوبياس Tobias ونيكوبوليتانوس Nicopolitanus الذين أُدينوا وحُكِم عليهم بالحرق أحياء مع كثيرين آخرين، يُقال أن عددهم قد وصل إلى عشرة شهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاريون الأب | الولادة: – الوفاة: – رهبنته بعد الزواج كان في الإسقيط راهب يدعى كاريون. هذا كان له ولدان، تركهما عند زوجته وترهب. وبعد زمن يسير حدثت مجاعة كبيرة في مصر، فضاق صدر الزوجة، فنهضت وجاءت إلى الإسقيط ومعها الولدان، الواحد صبي ويدعي زكريا، والثاني فتاة. فجلست على مسافة من الواحة، وذلك لأن الإسقيط كان محاطاً ببعض الواحات المترامية هنا وهناك. وقد شيّدت الكنائس قرب ينابيع المياه. وقد جرت العادة في الإسقيط أنه إذا جاءت امرأة تريد الكلام مع أحد الاخوة أو مع أحد أنسبائها، كانا يتحدثان عن بعد. عندئذ قالت المرأة للأب كاريون: ها قد أصبحت راهباً والمجاعة حاصلة، ترى من سيطعم ولَدَيك؟ قال لها: “أرسليهما إليَّ إلى ههنا”. فقالت المرأة للولدين: “اذهبا إلى أبيكما”. ولما همّا بالتوجه نحوه، استدارت الفتاة وعادت إلى أمها. أما الصبي فجاء إلى أبيه. عندئذ قال لها: “انظري ما حصل. الفتاة لك، والفتى لي”. وقد سبق لنا الحديث عن زكريا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاستريتروس الضرير | الولادة: – الوفاة: – رغبته في زيارة القديس جيروم كان كاستريتروس رجلاً أعمى في Pannonia، وضع في قلبه أن يزور القديس جيروم في بيت لحم. لكنه إذ بلغ Cissa سواء التي في تراثيا أو على بحر الإدرياتيك. حثّه بعض أصدقائه أن يرجع، ربما خشوا عليه من المخاطر بسبب عجزه عن الرؤية. كتب إليه القديس جيروم في عام 397م رسالة يشكره فيها على نيّته الصادقة للزيارة ويُعزّيه في عَمَاه، مشيراً إلى كلمات السيد المسيح بخصوص المولود أعمى (يو3:9)، ومخبراً إيّاه بقصة القديس أنبا أنطونيوس في تعزيته للقديس ديديموس الضرير. جاء في الرسالة: [كتب لي ابني المكرم هيراقليس الشماس أنك في شوقك أن تراني جئت حتى إلى Cissa… وأخبرني بأنك حقاً كدت تحقق هدفك لولا أن اخوتنا في اهتمامهم الحاني نحوك طلبوا منك العودة. إني أشكرك وأحسب ذلك عطفاً منك. فإن الإنسان يقبل مجرد الإرادة للعمل من الأصدقاء…] موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاستورينا | الولادة: – الوفاة: – القديس جيروم يطلب المصالحة معها خالة القديس جيروم، لسبب أو آخر كانت بينهما جفوة. وفي عام 374م بعث إليها برسالة رقيقة يطلب منها المصالحة. تعتبر مثلاً حيّاً للإنسان الذي يحرص على خلاصه، ويهتم بالحب دون الدخول في تفاصيل وحوار وعتاب، فقد جاء في رسالته يلوم نفسه ولا يبررها، مشتاقاً أن يتمتع معها بمحبة المسيح. [ببساطة لنُلقِ أنا وأنتِ جانباً المشاعر الخاطئة القديمة، ونطهّر قلوبنا لتصير مسكناً للَّه. إذ يقول داود: “لا تغرب الشمس على غيظنا ليس يوماً بل سنين كثيرة؟… ويل لي، يا لي من بائس، أقول هذا أيضاً لكِ. فقد عبر هذا الزمن الطويل إما أننا لم نقدم فيه تقدمة على المذبح أو قدّمناها ونحن متمسكون بالغضب باطلاً. كيف يمكننا أن نقول في صلواتنا اليومية: “اغفر لنا ما علينا كما نغفر نحن لمن عليهم”، بينما تختلف مشاعرنا مع كلماتنا لا تتوافق مع سلوكنا؟ لذلك فإنني أجدّد توسلي الذي قدمته منذ عامٍ في خطاب سابقٍ لكي يصير لنا ميراث السلام من قِبل الرب، وتصير رغباتي ومشاعرك مقبولة في عينيه. فإننا قريباً سنقف أمام كرسي الحكم لنقبل مكافأة الصلح المُسترد أو ننال عقوبة لكسرنا الاتفاق معاً]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاستوس وإميليوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 250 في كتابه عن “المُرتَدّين” يذكر القديس كبريانوس بكل أسف اسم مسيحيين من أفريقيا، هما كاستوس وإميليوس اللذين ضَعُفا في زمن الاضطهاد الكبير الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس Decius تحت شدة التعذيب. وفي عظة للقديس أغسطينوس في تذكار استشهادهما يقول عنهما أنهما سقطا مثل بطرس الرسول بسبب اتكالهما على قوتهما الذاتية. ولكنها عادا وتابا بعد ذلك واعترفا بإيمانهما وبكل شجاعة تقدما إلى الموت حرقاً فنالا إكليل الشهادة سنة 250م. وإن كان غير معروف أي شيء عن حياتهما وظروف تعذيبهما، إلا أن اسميهما يَرِدا في الكثير من السنكسارات القديمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاستولوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 286 خلال حكم الإمبراطور دقلديانوس كان حاجب الملك مسيحياً اسمه كاستولوس، هذا كان يقوم بترتيب الخدمة الدينية المسيحية في القصر الإمبراطوري نفسه، إذ كان هذا المكان بعيداً عن الشك والشبهات ولا يبحث فيه الجنود عن المسيحيين. بل وأكثر من ذلك كان يأوي المسيحيين في بيته الملاصق للقصر وكان يقودهم إلى مكان الخدمة الدينية. إذ أراد تقديم خدمة أكثر للكنيسة، كان هو وصديقه تيبورتيوس Tiburtius يجولان في روما يحوّلان رجالاً ونساءً كثيرين إلى المسيحية ويحضرانهم إلى الأسقف القديس غايوس St. Caius لتعميدهم. وشى به رجل مسيحي مرتدّ اسمه توركواتُس Torquatus وأُحضِر أمام الوالي فابيان Fabian الذي عذّبه بوحشية ثم ألقاه في أتون النار، وكان استشهاده في سنة 286م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاسيان الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: – كان مدرساً مسيحياً يعلم الأطفال في إيمولا Imola بإيطاليا القراءة والكتابة. في إحدى ثورات الاضطهاد ضد الكنيسة قُبِض عليه لاستجوابه أمام حاكم المنطقة فطَلَب إليه أن يبخر للآلهة. أمام إصرار القديس على الرفض أمر الحاكم – إذ عَلِم بطبيعة مهنته – أن يُعَرَّى القديس من ملابسه ويطعنه طلبته بأقلامهم الحديدية في كل أجزاء جسمه حتى الموت. أمام مائتين من طلبته – الذين لم يحبّوه بسبب طبيعة عمله – وقف عارياً، فرماه بعضهم بالأقلام والسكاكين في جسمه ورأسه، آخرون كانوا يطعنوه بالسكاكين، والباقون كانوا يغرسون أقلامهم في لحمه جاعلين تسليتهم أن يقطعوا أشكال حروف من جلده. تخضَّب الشهيد بالدم في كل أنحاء جسمه وغطّت الجروح جسده من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه بسبب هذا التعذيب والممارسة الوحشية، أما هو فكان في فرحٍ يطلب من طلبته ألا يخافوا بل يضربوه بأكثر قوة، ليس قاصداً من ذلك تشجيعهم على الخطية، إنما إظهاراً لاشتياقه للموت من أجل المسيح. أخيراً بعد هذه العذابات استشهد القديس ودفن في إيمولا، وإن كان تاريخ استشهاده غير معروف على وجه التحديد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاسيان الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: 298 كاتب الوالي يرفض تسجيل حكم الموت ظلماً في محاكمة القديس مارسيللوس القائد St. Marcellus أمام الوالي أوريليوس أجريكولان Aurelius Agricolan كان يُدوِّن وقائع المحاكمة كاتب اسمه كاسيان. وحين سمع الحاكم يصدر حكم الموت على مارسيللوس رفض أن يُدوِّن الحكم وألقى لوح الكتابة والأقلام إلى الأرض. ذُهِل الوالي والوقوف من تصرف كاسيان، بينما أخذ مارسيللوس يبتسم على الموقف، وحين سأل أجريكولان كاسيان عن سبب تصرفه، أجابه بأن هذا الحكم غير عادل، وفي الحال أصدر أجريكولان أمراً بإلقاء كاسيان في السجن. استشهاده كان مارسيللوس يبتسم فرحاً إذ علم بالروح القدس أن كاسيان سيصير رفيقه في الاستشهاد. وفعلاً في نفس اليوم نال مارسيللوس الإكليل، وبعد فترة قصيرة أُحضِر كاسيان إلى نفس مكان محاكمة مارسيللوس، وفي نهاية محاكمته كان نصيبه هو أيضاً إكليل الاستشهاد، وذلك حوالي سنة 298م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاسيودورس | الولادة: 479 الوفاة: – نشأته وُلد في Scylacium (Squillace) فيBruttium حوالي عام 479م من عائلة شريفة غنيّة مُحبة للوطن. صار سيناتور (عضو مجلس الشيوخ) ورئيس وزارة للأمراء الـ Ostrogothic في إيطاليا. نال ثقافة عالية جداً من جهة النحو والبلاغة والموسيقى والحساب والجبر والفلك والميكانيكا وعلم التشريح واللغة اليونانية والكتاب المقدس. علمه ونبوغه شدّ أنظارOdoacar وهو حاكم بربري بإيطاليا فصار مستشاره الخاص. بعد هزيمة أوداكار علي يديّ ثيؤدورك Theodoricفي رافينا Ravenna عام 493م عاد إلى وطنه Bruttium، وفي نفس الوقت دفع الولاة على الولاء للحاكم الجديد فأقامه علي حكومة Lucania وBruttium. بعد موت ثيؤدورك عام 525م صار كاسيودورس معروفاً جداً كمشير موثوق فيه لدي ابنته Malasuntha أرملة Eutaric الذي كان وصياً على ابنها (الأمير الصغير) Athalaric بتأثيره بقي القوط خاضعين للحاكم الجديد. تكشف كتاباته عن دوره الحيوي في مصير بلاده، وعن وطنيته المخلصة لبلده. تأسيس دير بانتصارBelisarius وهزيمةOstogoths انسحب كاسيودورس وقد بلغ من العمر السبعين إلى ولايته وأنشأ ديراً في Viviers عند سفح جبل Moscius وأقامه علي نظام الشركة. إذ لم يوفّق في تأسيس مدرسة لاهوتية على مثال مدرسة الإسكندرية اللاهوتية جعل من ديره مؤسسة تعليمية وشجّع على الدراسات العلمية والمسيحية وعلى نسخ المخطوطات والتجليد وتحضير الأدوية. وحسب الدراسة العلمية جزءاً من العبادة. وهب الدير مكتبته اللاتينية الضخمة. انشغل بعمل مصابيح وساعات شمسية وساعات مائية للدير. كتاباته 1. 12 كتاب عن “المتنوعات”Varieties . بدون هذه المجموعة يصعب التعرف على إيطاليا في القرن السادس. 2. التاريخ الكنسي الثلاثي Historie Ecclesiasticae Tripartate، وهو عبارة عن ملخص لما ورد في تاريخ سقراط وسوزومين وثيؤدورت، التي قام بترجمتها العلامة أبيفانيوس Epiphanius Scholasticus إلى اللاتينية لهذا الغرض. أراد كاسيودورس أن يكون هذا العمل تكملة واستمراراً لترجمة روفينوس المنقّحة والمزيدة لكتاب يوسابيوس “التاريخ الكنسي”. ورغم أخطاء “التاريخ الكنسي الثلاثي” إلا أنه استخدم كثيراً في العصور الوسطي. 3. التاريخ: أغلبه مقتبس من يوسابيوس وجيروم وبروسبرProsper . 4. عن الفصح Computus Paschalis. 5. تفسير المزاميرExpositio in Psalmos اعتمد فيه علي القديس أغسطينوس. 6. تفسير نشيد الأناشيد Expositio in Cantica Canticorum، ويشك في أصالتها. 7. القوانين الإلهية الأدبية De Institione Divinarum Literum، وهي عمل هام يوضح الروح المنير الذي يحي الحياة الرهبانية في دير. 8. طبيعة الرسائل الرسولية Complexiones in Epistolas Aposolorum وأعمال الرسل والرؤيا. 9.De Artibus ac Disciplinis Liberalium . 10. De Oratione et de Octo Portibus Orationis مشكوك في أصالة نسبتها له. 11. الهجاية De Orthographia. 12. عن النفسDe Anima . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كالب الملك القديس | الولادة: – الوفاة: – عاصر القديسين التسعة القادمين من صعيد مصر إلى أثيوبيا في بدء القرن السادس (514-542م). وهو الذي قضى علي ذي نواس أو فينحاس اليهودي ملك اليمن لكي يُنقذ المسيحيين من اضطهاده، وقد انتقم لشهداء نجران. إذ شعر بمساعدة الله له بعجائب كثيرة، أرسل تاج ملكه إلى القدس ليُعلن على القبر المقدس اعترافاً بعمل الله معه. ثم زهد العالم وترك كل شيء وترهّب. تعتبره الكنيسة الأثيوبية مؤسس الرهبنة في أثيوبيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاللينيكوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أحد شهداء سيليسيا Cilicia، حيث أُجبِر على الجري مسافة ستة أميال لابساً حذاء به مسامير من الداخل حتى وصل إلى جانجرا Gangra في بافلاجونيا Paphlagonia حيث أُحرِق، وحيث اشتهرت بعد ذلك الكنيسة التي بنيت على اسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كالوسيرُس وبارثينيوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 كان الشقيقان كالوسيرُس وبارثينيوس خصيين يعملان في منزل تريفونيا Tryphonia زوجة الإمبراطور ديسيوس Decius كانا يجاهران بمسيحيتهما، وحين اشتعلت نيران الاضطهاد فضلا الاستشهاد عن الذبح للأوثان. كانا من أرمينيا وأتيا إلى المشرق مع الوالي الروماني أيميليان Aemilian. وحين مات راعيهما تركهما لرعاية ابنته أناتوليا Anatolia، بالإضافة إلى رعاية أملاكه التي كان المفروض توزيع جزء منها على الفقراء. حين وقفا أمام ديسيوس كانت التهمه الموجهة ضدهما مضاعفة: أولاً لأنهما مسيحيان، وثانياً لتبدديهما ميراث أناتوليا. دافعا بقوة عن نفسيهما واعترفا بشجاعة بمسيحيتهما، فحُكِم عليهما بالحرق أحياء، ولما لم تؤثر فيهما النيران ضُرِبا على رأسيهما بالعصي حتى استشهدا، وكان ذلك سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاليبوديوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 222 كان كاهناً رومانياً واستشهد في زمن حكم الإمبراطور الكسندر ساويرس Alexander Severus حين قام الرعاع المتعصبون بثورة ضد المسيحيين، فقُطِعت رأس كاليبوديوس وأُلقيت جثته في نهر تايبر Tiber، ثم عثر عليها أحد الصيّادين وأخذها للبابا كاليستوس Callistus. من بين الذين استشهدوا في نفس الاضطهاد كان الوالي بالماتيوس Palmatius وعائلته واثنان وأربعون من بيته، والسيناتور سيمبليشوس Simplicius مع ثمانية وستون من تابعيه، وزوجان هما فيلكس Felix وبلاندينا Blandina، وكان استشهاد هؤلاء القديسين سنة 222م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاليستوس أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 222 العبد الهارب كان كاليستوس أو كاليكستوس Calixtus في الأصل عبداً، وكان سيّده رجلاً مسيحياً اسمه كاربوفورُس Carpophorus. سلّمه سيده بعض المال، ولكن لسبب ما – لا يرتبط بأمانته تجاه سيده – فقد هذا المال. اضطر لذلك أن يهرب من روما. كاليكستوس المعترف هناك قُبِض عليه بسبب مسيحيته وسيق للعمل في مناجم سردينيا Sardinia. بعد ذلك أصدرت ماركيا Marcia التي كانت في رفقة الإمبراطور كومودُس Commodus أمرًا بإطلاق سراح المسيحيين. حين صار القديس زيفيرينُس Zephyrinus أسقفاً لروما حوالي سنة 199م، جعل كاليستوس – الذي حصل على حق المواطنة – مسئولاً عن أول مقابر للمسيحيين في منطقة Appian Way، فاعتنى بها وأضاف إلى مساحاتها، لذا دُعيت سرداب سان كالستو San Callisto. كاليكستوس الأسقف بعد ذلك رسمه الأسقف زيفيرينُس شماساً وصار صديقاً ومستشاراً له، وبعد نياحة الأسقف اختاره معظم الإكليروس والشعب في روما ليخلفه حوالي عام 217م. تهاونه شهدت فترة رئاسته اعتراضات عقائدية ونظامية على بعض قراراته التي اتسمت بالتهاون، مثل الآتي: تهاونه مع الأساقفة الذين ارتكبوا جرائم علنية خطيرة. السماح بسيامة الذين كان لهم زواج ثانٍ أو ثالث. السماح بزواج المرأة الحرة من العبد أو الجارية من الحر، مخالفاً بذلك قانون روما المدني. أما من الجانب اللاهوتي فقد حاول التوفيق بين السابيلية التي ترى في الثالوث ثلاثة أشكال لا ثلاثة أقانيم وبين لاهوت هيبوليتس، وقد مال إلى حد ما نحو السابيلية أثناء دفاعه عن الوحدانية، وإن كان قد دان سابيليوس بعد سيامته أسقفاً. ويرى البعض أنه كان مدافعاً شجاعاً عن الإيمان المستقيم، وأنه لو عُرِف الأكثر عنه ربما لأصبح واحداً من أعظم الأساقفة بروما. نياحته مع أنه لم يَعش في زمن اضطهادات الكنيسة، إلا أن البعض يظن أنه قد استشهد، ربما في أحد الثورات الشعبية، وكانت وفاته سنة 222م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاليوبيوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: 304 شهيد من بمفيلية Pamphylia، أُحضِر أمام نوميريوس ماكسيموسNumerius Maximus حيث جُلِد وصُلِب في يوم الجمعة العظيمة 7 إبريل سنة 304. دفعت أمه ثيؤديا Theodeia للجنود المكلَّفين بصلبه خمس قطع ذهبية حتى يصلبوه منكس الرأس، وغير معروف إن كان قد ثُبِّت فعلاً على الصليب أم استشهد قبل تنفيذ الحكم. يقال أن أمه قد توفّيت عند جسد ابنها الشهيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كانتيوس وكانتيانوس وكانتيانيللا الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 أشراف بروما كان الشقيقان كانتيوس وكانتيانوس وأختهم كانتيانيللا من أسرة رومانية شريفة. توفى والدهم، فقام بتربيتهم في منزلهم في روما معلّم ومرشد مسيحي يدعى بروتس Protus، هذا أرشدهم إلى الإيمان المسيحي. حين بدأ دقلديانوس اضطهاده ضد المسيحيين، أطلقوا سراح عبيدهم وباعوا كل أملاكهم ووزّعوها على الفقراء ورحلوا إلى أكويليا Aquileia، فوجدوا هناك أيضاً أوامر الاضطهاد تُطبق بكل عنف ضد المسيحيين. الأشراف الصغار في أكويليا إذ علم المسئولون بوصول الأشراف الصغار طلبوا إليهم الحضور لتقديم القرابين للآلهة، وفي نفس الوقت أرسلوا رسول إلى دقلديانوس يسألونه عن التعليمات بشأن التعامل مع هؤلاء الأشراف. إذ أراد الإمبراطور التخلص منهم لأسباب سياسية أكثر منها دينية وجدها فرصة مناسبة فأرسل ردّه بأن تُقطع رؤوس الثلاثة إن لم يمتثلوا لأوامره بتقديم القرابين للآلهة. استشهادهم مع معلمهم تم القبض عليهم على بعد أربعة أميال من مدينة Aquae Gradatae، وهناك أُحضِروا أمام المحققين الذين طلبوا منهم طاعة أوامر الإمبراطور، فأجابوهم أنهم لن يتخلّوا أبداً عن إيمانهم بالله الحقيقي وحده، وكانت النتيجة أن قُطِعت رؤوس الأشقّاء الثلاثة مع معلّمهم بروتس سنة 304. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كانديا القديسة | الولادة: – الوفاة: – كانت ابنة لقائد يدعى تراجان، وقد جاهدت لكي تصل إلى الكمال المسيحي وخدمت الكنائس وقدّمت الأموال للكهنة، وكرّست ابنتها أيضًا للمسيح ووزّعت الصدقات على المساكين. كانت تتعب جسدها فتقوم مبكّرة وتطحن القمح بيديها وتعجن الدقيق وتوقد الفرن لقهر شهوة الجسد. منعت نفسها من تناول اللحوم، وكانت تتناول الخضر بالزيت في أيام الأعياد فقط، بينما عاشت بقية عمرها على الخبز المنقوع في الخل، وكانت تقضي الليالي في العبادة والتسبيح منتظرة مجيء المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كانون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد في زمن الإمبراطور ديسيوس في بامفيلية Pamphylia في السادس من شهر مارس. كان بستانياً ويقال أنه أتى من الناصرة Nazareth، وكان رجلاً بسيطاً فقيراً محباً للغرباء. حين أخبروه أن الوالي يطلبه تساءل: ماذا يريد الوالي من رجلاً مثله، خاصة وأنه مسيحي. أمره الوالي بالذبح للأوثان، زمجر ودعا الوالي أن يترك عبادة الأوثان ويؤمن بالسيد المسيح. ثقبوا ركبتيه ووضعوا فيهما مسامير، وبهذه الحالة ألزموه على الجري أمام عربة حتى مات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كايريمون وإيسكيريون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 250 يتحدث القديس ديونيسيوس السكندري في رسالته إلى فابيان الأنطاكي Fabian of Antioch عن المسيحيين المصريين الذين تعذبوا وعانوا أثناء اضطهاد ديسيوس، فيشير إلى كثيرين اضطروا إلى الهروب في الصحراء وهلكوا من الجوع والعطش والحيوانات المفترسة، وكثيرون آخرون قُبِض عليهم وبيعوا كعبيد. يذكر بالتحديد اسم كايريمون الذي كان رجلاً عجوزاً جداً وأسقفاً على نيلوبوليس Nilopolis وهرب مع شخص آخر إلى جبال العربية، ولم يُرَ أو يُسمَع عنه بعد ذلك، وخرج الاخوة للبحث عنهما ولكن لم يجدوا ولا حتى جثتيهما. يشير ديونيسيوس أيضاً إلى إيسكيريون الذي كان مندوباً لأحد الأمراء في إحدى مدن مصر. أمره سيده أن يذبح للأوثان ولكنه رفض ولم يُثنِهِ عن رأيه التهديد أو التعذيب، أخيراً أمر سيده أن يشوهوه ويقتلوه، فنال إكليل الشهادة في سنة 250م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كايوس أوغايوس أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 296 هو أسقف روما الذي جلس على الكرسي سنة 283م، ويقال أنه هو نفسه غايوس الشماس الذي سُجِن مع اسطفانوس أسقف روما سنة 257م. ويقال أن في بداية عهده اشتعلت نار الاضطهاد على الكنيسة، ولكن فيما بعد هدأت حدة الاضطهاد ونعمت الكنيسة بالسلام. وقد قام الأسقف غايوس بتقسيم روما إلى مناطق وجَعَل شماساً مسئولاً عن كل منطقة، كما أنه أرسل بعثات تبشيرية إلى سردينيا Sardinia. وقد تنيح بسلام في 22 إبريل سنة 296م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كبريانوس أسقف قرطاجنة الشهيد | الولادة: – الوفاة: 258 يعتبر اللاهوتي الغربي الثاني بعد العلامة ترتليان. يقول عنه القديس جيروم في كتابه مشاهير الآباء:” كان معتاداً ألا يدع يوماً يعبر دون القراءة في كتابات ترتليان. وقد اعتاد أن يقول لتلميذه اعطني العلم، قاصداً بذلك معلمة ترتليان”. سجّل لنا شماسه بونتيوس Pontius سيرته، هذا الذي شاركه ورافقه إلي يوم استشهاده، كتبها بعد استشهاده مباشرة. نشأته في قرطاجنة عاصمة شمال أفريقيا وُلد ثاسكيوس كايكليانوس (ساسيليوس) كبريانوس Cyprianus (Caecilius) Caecilianus Thascius علي الأرجح ما بين سنة 200 و 210م. من أسرة شريفة وثنية. كانت قرطاجنة في حدود دولة تونس في شمال أفريقيا علي خليج تونس، وكان والده من أشرف قضاة المدينة. تثقف ثقافة عالية حسب مقتضيات عصره ووضعه الاجتماعي. نال قسطاً وافر من العلوم، لاسيما المنطق والفلسفة والفصاحة، وكان قد تزوّّج وأنجب أولاداً. إذ بلغ سن الشباب صار خطيباً فصيحاً ومعلماً للخطابة والفصاحة، وذاع صيته. ويبدو أنه عاش منغمساً في الرذيلة شأن معظم شباب عصره. اهتدى إلى المسيحية وآمن على يد كاهن شيخ يُدعى كايكليانوس (ساسيليوس) بقرطاجنة، وكان ذلك حوالي سنة 246م وانضم إلى صفوف الموعوظين. إذ لمست النعمة الإلهية قلبه هاله الفساد الذي حل بالبشرية علي مستوي الأفراد والجماعات والحكومات، فاعتنق الإيمان المسيحي. نال سرّ العماد علي يدي الكاهن ولمحبته فيه دُعي “ساسيليوس كبريانوس” بإضافة اسم الكاهن إلي اسمه. وقد حدث تغيّر جذري في حياته إذ يقول: “بعد أن تعمَّدت اغتسلت من ماضي خطاياي بفعل ماء معمودية المجدد، وتدفّق نور من السماء في قلبي التائب الذي يبدد الشكوك ويفتح النوافذ وتنجلي الظلمة. وما كنت أراه من قبل صعباً صرت أراه سهلاً. وما كنت أظنه مستحيلاً صار أمراً واقعاً. وظهرت لي الحياة الماضية أرضية مولودة من الجسد، والآن ولدت من الماء والروح. هذا عمل الله”. بعد قبول المعمودية أخذ كبريانوس أربع خطوات هامة في حياته: أولاً: باع أغلب أملاكه ووزعها علي الفقراء والمساكين، مستبقياً القليل منها لسد احتياجاته. ثانياً: وهو في سن السادسة والأربعين تقريباً نذر حياة البتولية برضا زوجته وسلمها مع أولادها للكاهن الشيخ سيسيليانوس وقدم لهم بعضاً من أمواله. أحب البتولية كعلامة لاشتياقه إلى الإلهيات ورغبته في قرب زوال العالم وتمتعه بالحياة الأخرى مع السمائيين. وفيه أيضاً احتجاج عملي على الفساد الخلقي النجس الذي كان متفشياً في عصره. ثالثاً: جحده الدراسات العالمية وتركيزه علي دراسة الكتاب المقدس يومياً، واهتمامه بكتابات العلامة ترتليان. قال القديس عن نفسه أنه بعد عماده ازدري بالفصاحة البشرية واحتقر تنمّق الكلام والعناية بزخرفة الألفاظ، ومع هذا فكتاباته تشهد عن فصاحته. رابعاً: كرّس مواهبه لخدمة ملكوت الله، فاستكمل منهجه في علم الاختزال، واستطاع به أن يسجل بكل دقة آراء سبعة وثمانين أسقفاً حضروا المجمع الذي دعا إليه عام 326م بخصوص إعادة معمودية الهراطقة. أسقفيته صار كبريانوس مثلاً عجيباً دُهش له المسيحيون كما الوثنيون. إذ تنيّح الأسقف انتخبه الإكليريكيّون والشعب خليفة له. لم يعبأ الشعب بمعارضة بعض الكهنة مثل نوفاتيوس Navatus لسيامة كبريانوس أسقفاً بحجة حداثة إيمانه. هرب القديس واختفي في بيته، فهرعت الجماهير تبحث عنه، وحرست الجماهير مخارج المدينة وحاصروه، فخضع لآرائهم وسلم نفسه إليهم وسيم حوالي عام 249م. اضطهاد ديسيوس لم تمضِ سنة واحدة علي أسقفيته حتى هبت عاصفة شديدة من الاضطهاد أثارها الإمبراطور ديسيوس الذي أصدر مرسوماً إمبراطورياً سنة 250م بالقضاء علي المسيحية. وهو أول اضطهاد شامل عمَّ أنحاء الإمبراطورية الرومانية كلها. فنال كثيرون إكليل الشهادة، وضعف بعض المرتدّين، والبعض هربوا، وآخرون حُسبوا معترفين. أنكر البعض الإيمان وبخّروا للأوثان، ولجأ البعض إلي الحصول علي شهادات مزوّرة تفيد بأنهم قد بخّروا للأوثان ليهربوا من التعذيب والقتل. كتب القديس كبريانوس أن الله سمح بهذا الاضطهاد الشديد لأجل تراخي المؤمنين في العبادة، لأنهم لما استراحوا في زمن فيلبس قيصر وابنه اللذين تركا المسيحيين في سلام طفق الشعب ينهمك في المكاسب الزمنية، وتراخى رجال الدين والرهبان في دعوتهم المقدسة، وأحبت النساء الثياب الفاخرة ورغد العيش، لذلك رفع الله عليهم عصا أعدائهم لكي ينهبوهم فيتوبون. كان القديس في صراع بين التقدم إلى ميدان الجهاد للتمتع بإكليل الشهادة، وهذا ما كانت تميل إليه نفسه، وبين الاختفاء قليلاً لأجل منفعة الشعب، وهذا ما تستلزمه ظروف الاضطهاد المرّة حتى يسند شعبه. أخيراً رأى كبريانوس أن يتواري عن الأبصار ليس خوفا من الموت وإنما “لكي لا تثير جرأته المتناهية غضب الحكام” إذ كان يخشى من انهيار ضعفاء الإيمان. ويبدو أنه فعل ذلك بإعلان إلهي. كان يرعى شعبه من مخبأه، فكراعٍ صالح يبعث برسالة للشعب لكي يسندهم، كان يحثّهم على محبة مضطهديهم. كتب رسائل كثيرة أرسلها من مخبأه تشديداً للمعترفين في السجون والمناجم وإظهاراً لمجد الاستشهاد، وتوصية للخدام والإكليروس بالعناية بالمعترفين والشهداء مادياً ونفسياً وروحياً. كما كان يرسل ليلاً أشخاصاً يهتمون بأجساد الشهداء ويقومون بدفنها، ويهتم باحتياجات عائلاتهم الروحية والنفسية والمادية. حاول بعض المنشقّين مهاجمة القديس بسبب هروبه، لكن كما يقول تلميذه كان يسير بخطى سريعة نحو الإكليل المُعد له، وأن معلّمه قد حُفظ وقتئذ “بأمر من الرب”. استمر الاضطهاد لمدة خمسة عشر شهراً، فترة حكم ديسيوس وبعد موته استراحت الكنيسة وعاد القديس إلي كرسيه. مشكلة الجاحدين إذ ارتد البعض عن الإيمان بسبب الضيق الشديد عادوا إلى الكنيسة فظهر اتجاهان الأول هو التساهل معهم واتخذ غيرهم موقفاً متشدداً. أوصى الشماس فيلكسيسموس Felicissimus قبول الساقطين فوراً. وقبل بعض الكهنة الجاحدين للإيمان أثناء الاضطهاد بدون استشارة الأسقف كبريانوس ودون استخدام قوانين التوبة، وسمحوا لهم بالتناول من الأسرار المقدسة دون أي تأديب. استغل معارضو سيامة القديس الفرصة وأثاروا هذه المشكلة بكونها تهاوناً في حق قدسية الكنيسة، ونادوا بالانفصال عن رئاسة القديس كبريانوس. بعد فصح سنة 251م إذ عاد السلام إلي الكنيسة ورجع الأسقف إلي كرسيه بدأ يكرّم الشهداء، وجمع حوله المعترفين الذين تألّموا من أجل الإيمان، وجاءت رسائله تحمل مزيجاً من الفرح الشديد بالشهداء والمعترفين وأيضاً الذين هربوا حتى لا يجحدوا الإيمان مع الحزن المرّ علي الجاحدين. طالب الجاحدين أن يقدموا توبة بتواضع، معترفين بخطاياهم إذ داسوا إكليل الشهادة بأقدامهم، وقد ترك باب التوبة مفتوحاً أمام الجميع لكن بغير تهاون. لقد حرص على تأكيد أمومة الكنيسة التي تلد المؤمنين وتربيهم وتؤدبهم وتقدم لهم الحضن الأبوي. مجمع قرطاجنة في عام 251م عقد أساقفة إفريقيا مجمعاً بخصوص هذا الشأن عرف بمجمع قرطاجنة لدراسة موقف الجاحدين الراجعين. عالج هذا المجمع المشكلة من كل جوانبها. فقد ارتد البعض عن الإيمان علانية، وقدم آخرون رشوة للقضاء الوثنيين وأخذوا منهم شهادة بأنهم قدموا ذبيحة للآلهة. وقد أكد القديس لهم أن مثل هذه الشهادة هو نوع من النفاق فندم كثيرون على ما فعلوه. كانت صرامة قوانين التوبة تصد البعض عن الرجوع إلي الكنيسة، فلجأ البعض إلي المعترفين الذين سُجنوا من أجل الإيمان وطلبوا شفاعة الكنيسة لكي تصفح عنهم وتقبلهم في الشركة وتخفف عليهم القوانين، وقد نشأ عن هذا نوع من التراخي. شدد المجمع علي رجال الدين الذين جحدوا الإيمان إذ قبلوهم بين الشعب مع عدم العودة إلي عملهم الكهنوتي. أما أصحاب الشهادات الوثنية فقبلهم المجمع بعد وضع قوانين يلتزمون بها. قطع المجمع فيليكسيموس وجماعته، وأوجبوا دخول الساقطين في التوبة، ولم تقبل عودة أحد منهم في الكنيسة إلا إذا كان مشرفًا علي الموت. أُسر بعض المسيحيين دخل البرابرة إقليم نوميديا وأسروا الكثيرين من المسيحيين. بدأ القديس يحرك قلوب المؤمنين علي افتداء اخوتهم الأسري بصدقتهم. وبالفعل جمع مالاً وفيرًا وأنقذ المؤمنين من الأسر. مشكلة الوباء القديس كبريانوس ومرض الطاعون تفشّى مرض الطاعون في أثيوبيا ومصر حوالي عام 250م ثم انتقل إلى قرطاجنة عام 252م، وظلّ يهدّد أنحاء الإمبراطورية قرابة عشرين عامًا أخري. وكما يقول تلميذه الخاص بونتيوس أنه كان طوبيا زمانه، يهتم بالمرضي والراقدين دون تمييز بين مؤمن وغير مؤمن. فقد أكد علي شعبه ضرورة خدمة الكل بلا تمييز، وتقديم الصدقات للجميع، وحثهم علي البذل والسخاء من أجل العبور إلي السماء خلال الكنيسة بيت الإيمان. مع خطورة هذا المرض في ذلك الحين أدرك المسيحيون رسالتهم كشهودٍ علي أنهم أولاد الله أن يهتموا بالمنكوبين بلا خوف من انتقال العدوى وتعرضهم للموت. جاء في حياة كبريانوس بقلم شمّاسه [يليق بنا أن نعطي جوابًا عن ميلادنا الجديد، ولا يليق بالمولودين من الله أن يتخاذلوا، بل بالأحرى يبرهنون على ولادتهم من الآب الصالح بإظهار صلاحه. معمودية الهراطقة لم تعترف كنيسة أفريقيا بمعمودية الهراطقة، شاركتها في ذلك كنيسة نوميدية في ثلاثة مجامع عقدت في قرطاجنة في السنتين 255 و256م. كتب الأب اسطفانوس أسقف روما خطاباً شديد اللهجة مهدداً إياه بالقطع بسبب ذلك، فلم يعبأ القديس كبريانوس بالخطاب. وقد استشهد الاثنان في عام 258م. اضطهاد فاليريان في أثناء حكم فالريان، وفي أغسطس سنة 257م أثير الاضطهاد مرة ثانية، وأُستدعي كبريانوس، ووقف أمام الوالي الروماني على أفريقيا تنفيذًا لقرار الإمبراطور. لما سأله عما إذا كان يصر على عدم إتباع ديانة روما، أجاب أنه مسيحي وأسقف ولا يعبد إلا الله الواحد خالق السماء والأرض. لم يجسر أسباسيانوس حاكم قرطاجنة يومئذ أن يقتل القديس كبريانوس نظراً لجزيل اعتباره من الناس. فأصدر أمره بنفيه والخروج من المدينة. قضي القديس مدة سنة في المنفي علي بعد نحو 50 ميلاً من قرطاجنة، حيث كتب الكثير عن الاستشهاد. ولما عزل أسباسيانوس عن منصبه وخلفه غاليريوس ماكسميانوس رجع القديس إلي قرطاجنة وهو مشتاق إلي إكليل الشهادة في بلده وسط شعبه وقد حقق الله له أمنيته. سكن في بستان مع بعض رجال الإكليروس وأصدقائه، وكانت الجماهير تتوافد عليه. أشار عليه قوم من أصدقائه وكان كثير منهم من الوثنيين ذوي المكانة يحثّونه على تفادي الأخطار، وعرضوا عليه أماكن يختفي فيها حتى لا يقبض عليه الحاكم، فلم يقبل. أرسل الحاكم الجنود والقوا القبض عليه، وكان الجنود يريدون نقله إلى أوتيكا عند الوالي، إلا أن الأسقف أراد أن يعلن عن إيمانه وسط شعبه فتجمهر الشعب حوله. وفي الصباح مضي به الجنود إلي الوالي. وكما يقول فونتيوس أنه كان يجري في سيره نحو المسيح كما يجري المصارعون المجاهدون. وأنه كان يتوق إلي التمتع بمعمودية الدم، كما كان يردد الكلمات التالية: “هناك، فوق فقط يوجد السلام الحقيقي، والراحة الأكيدة الدائمة الثابتة، والأمان الأبدي، هناك بيتنا فمن لا يسرع إليه؟” أركبوه مركبة وجلس المسئولين عن يمينه وعن يساره ليصير حتى في يوم استشهاده في صورة رسمية. أسرعت الجماهير بإعدادٍ لا حصر لها وقد اختلطت مشاعرهم بين الفرح بالأسقف المحب للشهادة والحزن. وكان الكل يودعونه أما هو فوقف في هدوء ورزانة متحلياً بروح الرجاء والإيمان. سمع الأسقف الحكم عليه بالإعدام بالسيف في دار الولاية وهو يردد: “الشكر للَّه، وأشكر الله وأباركه”. تبعته الجموع إلى مكان الاستشهاد خارج المدينة. وهناك خلع ثوب الكهنوت وسلمه لشماسه وألقى كلمة صغيرة يعزّي بها شعبه ثم جثا علي ركبته مصليّاً، وإذ رأي السياف مرتعداً قدّم له خمس قطع ذهبية تشجيعاً له. وتقدم بعض أبنائه من رعيته وفرشوا تحته ثيابهم لتلتقط دماءه، ثم عصب عينيه بيديه ليُسلم نفسه في يديّ مخلصه، وكان ذلك في 14 سبتمبر سنة 258م، فنال إكليل الشهادة.. حمل المؤمنون جسده ليلاً بالشموع مع الصلوات في موكب النصرة إلى مقرّه الأخير. اهتزّت قلوب شعبه وهو يقدم بكل حب حياته من أجل مخلصه. وقد عبر تلميذه بنتيوس عن مشاعره الشخصية فقال: “يتمزق ذهني في اتجاهات متباينة. أفرح إذ أرى آلامه، وأحزن من أجل بقائي هنا. مشاعر مختلطة تمثل ثقلاً علي قلب مرتبك هكذا. هل أحزن لأنني لا أرافقه؟ ومع هذا فإن نصرته التي نحتفل بها مبهجة، فهل احتفل بها؟ إني حزين لأني لا أرافقه، ومع هذا يلزمني أن اعترف لكم في بساطة عن أمر أنتم تعرفونه. إنني متهلّل جداً بمجده، ولكنني حزين أكثر إذ تركت ورائه هنا “. شخصيته قدم لنا تلميذه الذي عاش معه في منفاه حتى لحظة استشهاده صورة حيّة عن شخصيته فقال: “كانت القداسة والنعمة تشعان من وجهه بقوة، فكان يربك أذهان من يتطلعون إليه. ملامحه جادة ومفرحة، ليست عنيفة بعبوسة ولا عذابه برخاوة… يدهش الشخص هل كان يستحق أن يُهاب أم يحب؟ فإنه كان مستحقاً أن يهاب ويحب “. كتاباته كان كبريانوس رجل رعاية أكثر منه رجل لاهوت، فلم يكتب لأجل البحث في اللاهوت وإنما ليعالج مشاكل رعوية وكنسية عملية وتسد احتياجاتهم حسب الظروف التي عاشت فيها الكنيسة في قرطاجنة. من بين كتاباته: 1. مقال لصديقه دوناتوس Ad Donatum بمناسبة عيد عماده وذلك في فصح 246م . يسجل فيه ليس فقط سرّ قبوله الإيمان المسيحي وإنما يحث الآخرين ليتبعوا نفس مسلكه، مبرزاً نعمة الله الفائقة التي ظهرت وسط الليل الحالك من فساد البشرية. 2. مقال في لباس العذارى De habitu virginum فيه يوجهن إلي خدمة الفقراء عوض الاهتمام بالزينة. يوصي العذارى ببساطة الملبس وعدم التبرج ولبس الحلي، مع عدم اشتراكهن في حفلات العرائس الصاخبة وعدم الدخول في الحمامات المختلطة، واستخدام أموالهن في مساعدة الفقراء. 3. مقال في الساقطين أو المرتدين De lapsis كتبه عقب عودته من مخبأه عام 251. فيه يحذّر المعترفين من التشفع في الساقطين في العبادة الوثنية دون ضغوط شديدة، فإن التساهل معهم يحرمهم من ممارسة التوبة. 4. في الموت De martalitale حيث يميز بين موقف المؤمنين وغير المؤمنين من الموت. 5. في الصلاة الربانية De dominica oratione بكونها أفضل الصلوات، حيث يلذ للأب أن يسمع كلمات ابنه، وبها يصير المسيح نفسه شفيعًا لنا أمام العرش ويليق بمن يتلوها أن يكون هادئا متواضعًا أمام الله. وهي تستوجب الوحدة إذ يصلي المؤمن بصيغة الجمع عن الجميع. 6. الأصنام ليس آلهة. 7. في الوحدة الكنسية De ccelesiae unitate بسبب انشقاق نوفاتيان وفليسيسيموس Felicissimus، يوضح فيها أن الانقسام من عمل إبليس، وان الانشقاق أخطر من الاضطهاد. لا توجد ألا كنيسة جامعة واحدة، ومن لا يعتبر الكنيسة أمه لا يقدر أن يدعو الله أبا له. المعلمون الكذبة والهراطقة أشر من جاحدي الإيمان. 8. مجموعة رسائل متنوعة من بينها رسالة عنوانها “الرد على ديمتريانوس” يؤكد فيها أن المسيحيين ليسوا مسئولين عما حلّ بالعالم من ويلات الحروب والأوبئة، فالعالم شاخ وانحطّ فقلّ خصبه ونتاجه، والذنب في ذلك ليس ذنب المسيحيين بل هو ذنب الوثنيين الذين أخطأوا وارتكبوا الموبقات واضطهدوا المسيحيين، فأثاروا بذلك غضب الله واستحقوا القصاص. 9. كتب مقالة عنوانها “حثّ على الاستشهاد” موجّهة إلى فورتوناتوس Fortunatus من ثلاثة عشر فصلاً يقول فيها: “نحن الذين بسلطان من الرب مَنَحنا المؤمنين العماد الأول، علينا أن نعد كلاً منهم للعماد الثاني، بحثّهم وتعليمهم أن هذا العماد أعظم في النعمة وأسمى في القوة وأرفع في الشرف. بمعمودية الماء ننال مغفرة الخطايا، وبمعمودية الدم نظفر بإكليل الفضائل. في سفر الخروج لما خاف الشعب واشتهى الرجوع، قال لهم موسى لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون. والرب في إنجيله يحذّرنا من أن نعود ثانية للشيطان وللعالم الذي رفضناه. إننا على أبواب حرب أقسى وأشد، وعلى جنود المسيح أن يعدّوا ذواتهم لها بإيمان حيّ وشجاعة قوية، واضعين في اعتبارهم أنهم يشربون يومياً كأس دم المسيح، حتى بذلك يمكنهم أن يسفكوا دماءهم لأجله”. 10. عن الأعمال والصدقات. 11. فائدة الصبر. 12. الغيرة والحسد. 13. إلى كويرينوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كتيفان ملكة جورجيا | الولادة: – الوفاة: – اعتقالها في القرن السابع عشر الميلادي كانت كتيفان ملكة جورجيا قد بلغت الخامسة والثلاثين من عمرها. هجم “الشاه عبّاس العظيم” – وهو ملك من بلاد فارس – على جورجيا، وقد اتسم بالشراسة والطغيان والتعطش إلى سفك الدماء. سقطت الملكة أسيرة بين يديه فاعتقلها وعرض عليها أن تنكر مسيحها، مقدماً إغراءات كثيرة فرفضت. سجنها في جناح خاص بقلعة مُحكمة لمدة عشرة أعوام كاملة بعيدة عن بلادها، وكان معها في القلعة كاهن تقي يُدعى هرقل وفتاة من الأشراف تُدعى تامار. فرحها بالاستشهاد سمع أحد الشبان أن الشاه عباس قادم إلى الملكة يعرض عليها ترك الإيمان أو التعذيب حتى الموت. دفع الشاب مبلغاً من المال لدى أحد الحراس لكي يلتقي بالكاهن هرقل ويخبره بما سمعه. حزن الكاهن لكنه امتلأ رجاءً في الرب الذي يعين وقت التجربة. نقل الكاهن الخبر للملكة التي فرحت جداً كمن ينال إكليلاً، ومتهللة لأنها تشارك مسيحها آلامه. لقاء مع الجماهير أمام القلعة تجمهر شعب كثير ليرى الملكة وقد أُعد لها أتون نار عظيم. انفتح باب القلعة وخرج موكب الملكة يتقدمه عدد كبير من الحرس المدجّج بالأسلحة، ومعها الكاهن التقي وخلفهما جند كثيرون للحراسة. تطلّعت الجماهير إلى الملكة وقد ارتدت فستاناً أبيض وهي مقيدة بسلاسل الحبس. تقدمت بخطوات ثابتة بلا اضطراب. ساد الساحة صمت رهيب. أمرها الوالي جنجر خان أن تنكر مسيحها كأمر موكله الشاه عبّاس وإلا تنال عذابات حتى الموت. أما هي فأعلنت إيمانها بالسيد المسيح، مجاهرة مستخفة بكل أنواع العذابات. صدر الأمر بنزع ثوبها، وفي صوت خافت طوّبها الكاهن هرقل قائلاً لها: أنها تشارك مسيحه عُريه. كانت الملكة كتيفان تصلي بحرارة طالبة عوناً من السماء، وشاركها في ذلك الكاهن والمؤمنون الحاضرون. سحب الجنود مسامير محماة بالنار ووضعت بجوار بعضها، ثم ألقى الجنود الملكة على المسامير، ولم يصدر منها إلا تأوّهات خافتة. تكرر هذا العمل الوحشي عدة مرات، ثم وضعوا تاجاً محمى بالنار على جبهتها ففاضت روحها بين يدي مخلصها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كردونوس البطريرك الرابع | الولادة: – الوفاة: – اجتمع الأساقفة والكهنة والشعب وتشاوروا حول من يجلس خلفًلً لبابا ميليوس، فاتفق رأيهم بتأييد روح الله القدوس على انتخاب رجل فاضل اسمه كردونوس قيل أنه ممن عمدهم الرسول مرقس الرسول، فرُسِم بطريركاً في 7 توت سنة 98م في عهد تراجان قيصر. كان هذا الأب عفيفاً متصفاً بكل الصفات الصالحة فرعى كنيسته باجتهاد وأمانة فكان أشهر رجال الدين في عصره وأتقاهم وأكثرهم علماً. قُبِض عليه واستشهد في الاضطهاد الذي أثاره تراجان قيصر في 21 بؤونة سنة 108م، وكانت خدمته للكنيسة مدة 10 سنين و9 شهور و10 أيام، وقد خلا الكرسي بعده ثلاث سنوات أو تزيد نظراً لشدة الاضطهاد وعدم تمكن الشعب المسيحي من انتخاب خليفة له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كرنيليوس القائد القديس | الولادة: – الوفاة: – قبوله الإيمان كان رئيساً على مائة جندي بقيصرية فلسطين وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم مما تعجز عن عملها قوى البشر والآلهة الوثنية ذُهل عقله وتحيّر ودخله الشك في آلهته. ترك عبادة الكواكب، وبدأ يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة، وكان يقول في صلاته: “أيها الرب الإله إني قد تحيّرت في معرفتك فأرشدني وأهديني إليك”. فتحنن الله عليه وقَبِل صلاته وصدقته وأرسل له ملاكاً يبشر له بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره أن يرسل إلى مدينة يافا فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلاً عند سمعان الدبّاغ فيعلمه ماذا ينبغي أن يفعل. فأرسل واستحضره ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه، فأقامه بطرس قائلاً: “قم أنا أيضاً إنسان”. ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم: “أنتم تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين، إلا أن الله قد أراني أن لا أقول على إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئت إذ استدعيتموني فماذا تريدون؟” قال كرنيليوس: “منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائماً وفى التاسعة كنت أصلى في بيتي، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلاتك وذُكِرت صدقاتك أمام الله. فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر، فهو متى جاء يكلمك. فأرسلت إليك حالاً وأنت فعلت حسناً إذ جئت. والآن نحن جميعاً حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله”. فتح بطرس فاه وقال: “بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البرّ مقبول عنده”. ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، وأعلمه سرّ تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات باسمه. فآمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه وأكثر الذين معه وتعمّدوا باسم الآب والابن والروح القدس فحلّت عليهم نعمة الروح القدس في الحال (أع10). أسقف مدينة قيصرية بعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ثم رسمه القديس بطرس أسقفاً علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين، فمضي إليها وبشّر فيها بالمسيح، مبيناً لهم ضلالة الأصنام، فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به. ثم ثبّتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمّدهم جميعاً، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيّح بسلام ونال إكليل المبشرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كرونيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – جاء في كتاب “مشاهير الآباء” للقديس جيروم: [كان هذا القديس متقدماً في العمر. وكان أحد الآباء الأوائل الذين عاصروا القديس أنطونيوس، وقد بلغ عمره مائة وعشرة أعوام. وقد عزّانا جداً. كما تعلمنا روح التواضع، الذي عاش به حتى في شيخوخته]. الولادة الروحية قال أخ للأب كرونيوس: قل لي كلمة، أجابه الأب: عندما التقى أليشع بالشونمية، وجد أن ليس لها علاقة بأحد، فحبلت وولدت ابناً بحضور أليشع (2مل16:4) فقال له الأخ: وما معنى هذا الكلام يا أبتِ؟ أجابه الشيخ: إذا سهرت النفس وجمعت ذاتها من التشتت وهجرت إرادتها، يستقر عليها روح الله، فتلد ولو كانت عاقراً. بلوغ الإنسان إلى التواضع سأل أخ الأب كرونيوس قائلاً: كيف يبلغ الإنسان إلى التواضع؟ قال له الشيخ: بمخافة الرب. قال الأخ: وكيف يصل إلى مخافة الرب؟ أجابه الشيخ: أظن أنه يتحقق له ذلك عندما يجمع ذاته ويسلم نفسه للتعب الجسدي متذكراً من كل قلبه ساعة خروجه من هذا العالم ودينونة الله. التعب الجسدي قال الأب كرونيوس: لو لم يوجّه موسى خرافه إلى سفح جبل سيناء، لما رأى النار في العليقة (خر3). فسأله الأخ: وما معنى العليقة يا أبتِ؟ أجاب: العليقة هي الفعل الجسدي، لأنه مكتوب “يشبه ملكوت الله كنزًا مخفيًا في حقل…” (مت 44: 13). فقال الأخ: إذن بدون التعب الجسدي لا ينمو أحد في الشرف والفضيلة؟ قال له الشيخ: فقد كتب “ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع الذي من أجل السرور والموضوع أمامه احتمل الصليب” (عب 12: 2). ويقول النبي داود: “لن أعطي لعينيّ نوماً، ولا لأجفاني نعاساً، ولا لصدغي راحة حتى أجد مقراً للرب…” (مز 131: 4). رئيس يهرب من المجد الزمني قال الأب كرونيوس: حدثنا الأب يوسف البيلوسيوسي أنه لما أقام في سيناء كان فيها أخ صالح ناسك وجميل الهيئة. هذا كان يأتي إلى الكنيسة لابساً ثوباً بالياً كثير الرقع. فلما رآه يرتاد الكنيسة باستمرار، قال له: ألا ترى يا أخي كيف أن الاخوة كالملائكة في الكنيسة. فكيف تأتى إلى هنا هكذا؟ أجابه الأخ: سامحني يا أبتِِ إذ ليس عندي سوى ما تراني فيه. فأخذه الأب إلى قلايته وأعطاه ما كان بحاجة إليه، فلبسه وصار ملاكاً كسائر الاخوة. وحدث أن احتاج الآباء إلى عشرة اخوة يرسلونهم إلى الملك لأمر ما، فاختاروا هذا واحداً منهم. فلما سمع بهذا، ركع أمام الآباء وقال: من أجل الرب سامحوني، لأني كنت خادماً عند واحد من هؤلاء الكبار. فإذا عرفني، سيلزمني بالبقاء لخدمته. فاقتنع الآباء ولم يرسلوه. ثم علمت من إنسان كان يعرف هذا الأخ جيداً أنه، عندما كان في العالم كان رئيساً. فلكي لا يتعرّف عليه أحد ويزعجه الناس زعم هذا الزعم. لقد كان عند الآباء مثل هذه القوة كي يتحاشوا المجد والراحة الآتيين من العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كرونيون و جوليان أو يوليان وبيساس الشهدا | الولادة: – الوفاة: 250 استشهدوا في الإسكندرية حوالي سنة 250م أثناء اضطهاد الإمبراطور ديسيوس. قد وردت سيرتهم في حرف “ج” تحت: “جوليان (يوليان)، كرونيون وبيساس الشهداء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كرياكوس القديس | الولادة: – الوفاة: – سيامته أغنسطساً نشأ هذا المجاهد في مدينة كورنثوس ببلاد اليونان ابناً لأبوين مسيحيين أرثوذكسيين. أدّباه بعلوم الكنيسة ثم قدّماه إلى الأب بطرس أسقف كورنثوس – وهو ابن عمه – فرسمه أغنسطساً، فداوم علي القراءة والبحث في معاني أقوال الكتب الإلهية، حتى فاق فيها كثيرين، وسلمه الأسقف مسئولية القراءة على الشعب في الكنيسة بل وكان يطلب منه أن يقرأ له في القلاية، وكان فرحاً بذلك. رهبنته لما بلغ من العمر ثماني عشرة سنة، عرض عليه أبواه الزواج فأبى وطلب منهما السماح له بزيارة أحد الأديرة للتبرك من القديسين الذين به، وكثر تردده عليه من حين إلى آخر، فاشتاق إلى لباس الرهبنة. ذهب إلى أورشليم المقدسة واجتمع بالقديس كيرلس أسقفها وعرض عليه رغبته في الرهبنة. فاستصوب رأيه وتنبأ عنه بقوله: “سيكون هذا أباً كبيراً ويقوم بمجهودات كثيرة وتستضيء بنور تعاليمه نفوس شبان كثيرين”. ثم باركه وأرسله إلى الأب الكبير أوتيموس أبي رهبان فلسطين، فقبله فرحاً وألبسه ثياب الرهبنة، ثم سلّمه إلى بعض شيوخ الدير ليرشدوه إلى طرق العبادة ويكشفوا له حيل الشيطان. قداسته سار هذا الأب بالسيرة الفاضلة والتقشف الزائد وغير ذلك من النسك والتواضع والورع. فأعطاه الله نعمة شفاء المرضى حيث كان يشفى كل من يقصد الدير ممن به علة أو سقم. فشاع فضله وقداسته. في مجمع القسطنطينية صحب هذا القديس الأب كيرلس أسقف أورشليم إلي مجمع القسطنطينية الذي اجتمع على مقدونيوس عدو الروح القدس. فناضله وقاومه بالحجة والبرهان. ثم بعد ذلك تنيّح في شيخوخة صالحة. أظهر الله من جسده بعد نياحته آيات كثيرة، ولا يزال جسده هذا باقياً بمدينة أورشليم بأحد أديرتها لم ينله أي تغير، حتى ليعتقد كل من يراه أنه قريب العهد بالموت. وقد مضى عليه إلى يوم تدوين سيرته أكثر من سبعمائة سنة حيث كان في زمان الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير في أواخر القرن الرابع المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريسانتوس وداريا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان كريسانتوس ابناً لأحد الأشراف ويدعى بوليميوس Polemius، أتى من الإسكندرية مع أبيه إلى روما في زمن حكم الإمبراطور نوماريون Numerian. تزوّج من داريا وحوّلها إلى الإيمان المسيحي. قد وردت سيرتهما في حرف “د” تحت: “كريسانتوس وداريا الشهيدان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريسبين وكريسبينيان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كارزان بالإنجيل كانا شقيقان من أصل شريف وعاشا في منتصف القرن الثالث الميلادي. جاءا من روما ليكرزا بالإنجيل في بلاد الغال Gaul مع القديس كوينتينُس Quintinus ومجموعة أخرى. استقرّا في مدينة سواسون Soissons وكانا يعظان أثناء النهار ويعملان بأياديهما أحذية أثناء الليل، متمثلين بالقديس بولس الرسول. تأثر الوثنيون من تعليمهما ومن قدوتهما فتحوّل الكثير منهم إلى المسيحية. استشهادهما استمر القديسان في حياتهما هكذا مدة طويلة إلى أن أتى الإمبراطور ماكسيميان Maximian إلى بلاد الغال وسمع عنهما، فأمر بالقبض عليهما وعذّبهما بعذابات مختلفة، ثم حاول قتلهما بالغرق والحرق. وأخيراً أمر بقطع رأسيهما فنالا إكليل الشهادة، وقد بُنيت بعد ذلك كنيسة فوق قبريهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريسبينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 304 كثيرًا ما يتحدث القديس أغسطينوس عن القديسة كريسبينا باعتبارها معروفة في أفريقيا في زمانه، ونعلم منه أنها كانت ذات منصب كبير في ثاجارا Thagara في نوميديا Numidia، وكانت متزوجة ولها عدة أبناء. أثناء اضطهاد دقلديانوس أُحضِرت أمام الوالي أنيولينوس Anulinus في ثيفيستي Theveste بتهمة تجاهل الأوامر الإمبراطورية. حين وقفت أمام أنيولينوس في المحكمة أخذ يجادلها ويهدّدها إن لم تذبح للآلهة حسب أوامر الإمبراطور، أما القديسة فكانت حاسمة في ردودها عليه، حتى أمر في نهاية حوارهما بحلق شعرها تماماً إمعاناً في إذلالها وإهانتها أمام الجموع. ولكن حين رآها ثابتة سألها: “هل تريدين أن تعيشي أم تموتي مثل رفقائك ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا؟” فأجابته القديسة: “إذا أردت أن أموت وأسلم روحي للّهلاك والنار التي لا تُطفأ فينبغي لي أن أطيع أوامرك”. ولما رأى أن التهديد أيضاً لا يؤثر فيها أمر بقتلها بالسيف، أما القديسة فصرخت قائلة: “المجد للّه الذي نظر إليَّ وأنقذني من يديك”. وهكذا نالت إكليل الشهادة في الخامس من ديسمبر سنة 304م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريستوفر الشهيد | الولادة: – الوفاة: – 📜 السيرة كان واحد من ثلاثة حراس الإمبراطور دقلديانوس، وقد آمن بالسيد المسيح سنة 269م حين رأى ثبات الشهيد مار جرجس St. George، فاحتمل التعذيب والسجن وأخيرًا استشهد في 19 إبريل. … | آباء وقديسون | |
| كريستين الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – ابنة حاكم توسكانا كان أوربانوس حاكماً لمدينة توسكانا بإيطاليا، اغتنى جداً ببيع بعض الأسرى كعبيد وإطلاق الآخرين مقابل فدية مالية ضخمة. عُرف بعنفه وشره. رُزق بابنة وحيدة دُعيت كريستين، ففرح بها جداً وبنى لها قصراً فخماً. كانت كريستين هي كل حياة والدها، ينشغل بها بكل فكره وقلبه. قدّم لها كل إمكانيات الرفاهية من حدائق تحوّط بالقصر وغيرها. كما زودها بمربيات وثنيات خشية أن تختلط بأحد المسيحيين، وتتعرف على ديانتهم. ووضع تماثيل لآلهته في كل جوانب القصر، كما أحضر معلّمين من كهنة الأوثان لتعليم ابنته. فقد كان الوثنيون يدركون جاذبية الإيمان المسيحي، وقوة تأثير المسيحيين خلال حياتهم المقدسة وسلوكهم الروحي الحيّ. اشتياقها للتمتع بالحق الإلهي كانت كريستين تتمشى في حديقة قصرها، ولم يكن يشغلها القصر بكل فخامته وإمكانياته ولا الحديقة باتساعها وما تحمله زهور جميلة وفواكه، إنما ما كان يلهب قلبها البسيط هو شوقها نحو معرفة الحق الإلهي. كانت تتطلع إلى السماء والشمس والقمر والكواكب وتتأمل في النباتات، وهي تشعر بوجود خالق حكيم وقوي. لم تقتنع بأن الأصنام التي لا تسمع ولا ترى ولا تحس بأنها الخالق لهذا العالم الجميل، بل هي من صنعة أيدي البشر. رؤيا إلهية كان كل ما يشغل قلبها هو الإله المجهول بالنسبة لها. وكانت صرخات قلبها الخفيّة تنطلق نحو السماء. استجاب الله لاشتياقاتها الصادقة فظهر لها ملاك في حلم. قال لها الملاك: “إنني مرسل من ملك الملوك ورب الأرباب”. استيقظت كريستين من نومها وقد زاد شوقها نحو معرفة الله الحيّ”. جاذبية الشهداء خرجت كريستين يوماً ما مع والدها إلى مكان عمله، وكان ذلك اليوم يوم محاكمة بعض المسيحيين. وكان الوالي يفخر بتعذيبه للمسيحيين ويشعر بسعادة فائقة. كانت كريستين تُدهش لمشاعر أبيها المرّة نحو أناس يُحاكمون لأجل ديانتهم دون أن يتهموا بأيّة جريمة أو سلوك شرير. إنما كان الاتهام الأوحد هو اسم “يسوع” الذي قبلوه مخلصًا لهم. كان سلوك المسيحيين حتى في لحظات الاستشهاد جذّاباً للنفس. عادت كريستين إلى القصر لا لتفتخر بما يفعله والدها بل تتساءل عن سرّ احتمال المسيحيين للعذابات والإهانات بفرحٍ شديدٍ. تحدثت مع بعض النساء العاملات في القصر واللواتي يبدو عليهم روح التقوى والورع، فأخبرن كريستين عن محبة الله الفائقة، وعمل السيد المسيح الخلاصي، وعذوبة الحياة الجديدة في المسيح يسوع. استراح قلب كريستين وامتلأت بقوة عجيبة في داخلها، وانطلقت تحطم التماثيل الحجريّة. شهادتها أمام والدها سمع والدها بما فعلته كريستين، فالتقى بها يستوضح الأمر، أخبرته بالرؤيا التي شاهدتها، وقبولها الإيمان بالسيد المسيح. ذُهل أوبانوس لذلك فصفعها على وجهها بكل قوته وتوعدها بالقتل وتقطيع جسمها إرباً إرباً إن لم ترجع عن فكرها هذا. أدرك أوربانوس أن التهديد يزيد كريستين قوة وتمسكاً بالإيمان المسيحي فصار يلاطفها ويعدها بوعود جزيلة كثيرة. أما هي فلم يكن ما يشغلها سوى التصاقها بالله وتمتعها بالحياة الجديدة. ضربها بالسياط لم يشفق أوربانوس على ابنته الوحيدة، فإنه لم يكن يحتمل اسم يسوع المصلوب. أمر بضربها بالسياط حتى تهرأ جسمها وسال دمها، ثم أمر بإلقائها في السجن لكي تكون عبرة لكل إنسانٍ في مقاطعته. قتل والدها هجمت بعض العصابات على المدينة ودخل الوالي في حرب معهم انتهت بقتله، فبكتْه كريستين إذ مات بلا توبة ولا إيمان بالله مخلص العالم. عادت كريستين إلى قصرها، ومارست عبادتها علانية بعد أن نالت سرّ العماد. ثم قامت ببيع كل ممتلكاتها التي ورثتها عن والدها ووزعته على الفقراء. صارت كارزة للإيمان المسيحي بحبها العملي واهتمامها بالمحتاجين. عذاباتها انتشر خبر عماد كريستين وشهادتها للإيمان المسيحي واهتمامها بالفقراء، فاستدعاها ديوان الوالي الجديد. وعدها ديوان أن يرد لها كل ممتلكاتها التي قامت ببيعها وأن يجذل لها الهدايا، لكن محبتها للملك السماوي فاقت كل إغراء. أمام إصرارها أمر الوالي بوضعها على سرير حديدي ويوقد تحتها بالنار، لكن الله حفظها. اتهمها الوالي بأنها ساحرة، وأمرها أن تسجد للأوثان. تظاهرت بالموافقة ففرح فرحاً عظيماً. انطلقت نحو أحد الأوثان، وضربته بقدمها بكل قوة فسقط وتهشم تماماً. لم يصدق ديوان عينيه، وقد ملأ الغيظ قلبه. وعاد إلى بيته مرّ النفس لا يعرف ماذا يفعل بهذه العذراء. ومن شدة الغيظ أُصيب بمرض قلبي فمات في ذات الليلة. بدأ الوالي الجديد عمله بمحاكمة كريستين، وظن أنه قادر على إقناعها لكي تترك إيمانها، لكنه لم يفلح. أمر الحاكم بإلقائها في حجرة بها ثعابين سامة. وإذ فُتحت الحجرة في اليوم التالي كان يتوقع أن يجدها جثة هامدة، لكنه وجدها واقفة تصلي والثعابين عند قدميها كأنها تسعد بالوجود بجوارها. ذُعر الوالي وامتلأ رعدة، واتهمها بالسحر. أراد أن يمنعها عن الصلاة فأمر بقطع لسانها، لكنه لم يستطع أن يحرم قلبها من الصلاة الصامتة. استشهادها عُلّقت كريستين على شجرة كأمر الوالي وصُوّبت نحوها السهام حتى نالت إكليل الاستشهاد. اهتم عمّها بجسدها الطاهر إذ كان قد آمن بالسيد المسيح، وقام بتكفينها. تُعيد لها الكنيسة الغربية في 24 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريستينا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قبولها الإيمان فتاة شابة تُنسَب لعائلة رومانية مرموقة في أنيساي Anicii، صارت مسيحية وقامت بتكسير كل الصور والتماثيل الذهبية والفضية الوثنية في بيت أبيها، وباعتها وتصدقت بثمنها على الفقراء تخفيفاً لآلامهم. اضطهادها من والدها لما علم والدها بما فعلته ضربها بشدة ثم ألقى بها في بحيرة بولسينا Bolsena بإيطاليا بعد أن ربط حجر في رقبتها، لكن الرب أنقذها بطريقة معجزية من الغرق. أُحضِرَت أمام الحاكم الذي عذّبها بعذابات كثيرة، فأمر بقطع لسانها ثم أطلق عليها حيّات ولكنها لم تضرها، كما حاول حرقها حيّة إلا أن النار لمدة خمسة أيام لم تؤذيها. لما فشل الحاكم أخيراً أمر بقتلها رمياً بالسهام، فنالت إكليل الشهادة، وكان ذلك على ما يُظَن في عهد الإمبراطور دقلديانوس. كريستينا من مدينة صور امتزجت قصة هذه القديسة بقديسة أخرى من الشرق اسمها كريستينا من مدينة صور يُحتَفَل بعيدها في نفس اليوم أيضاً. تقول قصتها أنها سُجنت لرفضها التضحية للآلهة الوثنية حتى عندما طلبت منها أمها ذلك بإلحاح، ورفضت أن تترك بنوَّتها لله في سبيل بنوَّتها لأمها. ذاقت عذابات كثيرة، ونهشت الكلاب لحمها ولكنها قامت مرة أخرى، ثم أشعلوا النار تحتها فلم تصبها بسوء بينما أَحرَقت مئات من الأشخاص الواقفين. وعندما ألقوها في البحر نزل ربنا يسوع المسيح بنفسه في الماء وعمّدها قائلاً: “باسم الآب أبي وباسمي أنا ابنه وباسم الروح القدس” ثم أحضرها رئيس الملائكة ميخائيل سالمة إلى الشاطئ، وفي نفس الليلة مات الحاكم فوضعها خليفته في حوض زيت وزفت مغلي فلم يضرّها، ثم حلقوا شعرها وأخذوها عارية في المدينة إلى معبد أبولّلو الذي ما أن ظهرت أمامه حتى وقع بِطُولِه وانكسر. وحدث أن مات الحاكم الثاني وجاء خليفته الذي أمر بإطلاق حيّات سامة عليها، ولكنها بدلاً من أن تؤذيها هجمت على صاحبها الذي أطلقها وقتلته، فأقامته القديسة كريستينا من الموت. ثم أمر الحاكم بقطع ثدييها ولسانها، ولكنها لم تَقُل شيئًا بل أخذت لسانها من الأرض وألقته في وجه الحاكم فأصيب بالعمى في إحدى عينيه. أخيراً أمر برميها بالسهام فنالت إكليل الشهادة. التماثل بين القصتين واضح مما يرجّح أنها شخصية واحدة، وقد أثبتت الحفريات في بولسينا وجود مقبرة ومزار للشهيدة، مما يجعل قصة الشهيدة كريستينا في صور مشكوك في أمرها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريمنتيوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 من شهداء سراجوسا Saragossa، استشهدوا حوالي سنة 304م أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس Diocletian في الوقت الذي كان فيه داكيان Dacian حاكماً على أسبانيا Spain، ويقال أن عدد هؤلاء الشهداء بلغ الثمانية عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كسنثيا الأب | الولادة: – الوفاة: – الحذر من السقوط قال الأب كسنثيا: “اللص الذي كان على الصليب تبرّر بكلمة واحدة، وهذا الذي كان في مصاف الرسل خسر في ليلة واحدة كل ما كان له وانحدر من السماء إلى الجحيم. لأجل هذا لا يفتخر أحد ممن يحيون حياة مترفة، لأن الذين يعتمدون على أنفسهم يسقطون”. يتحدى الشيطان صعد ذات يوم الأب كسنثيا من الإسقيط إلى ترينوثي. وعندما وجد المكان قدّموا له من أجل تعب النسك قليلاً من الخمر. فلما سمع به البعض أتوا إليه بإنسانٍ فيه شيطان. فبدأ الشيطان يشتم الشيخ ويقول: إلى هذا السكران أتيتم بي؟ أما الشيخ فلم يشأ أن يخرجه بسبب الشتائم، لكنه قال: أؤمن بالمسيح إني لن أنتهي من هذه الكأس حتى تكون قد خرجت. فلما بدأ يشرب صرخ الشيطان وزمجر قائلاً: أنت تحرقني، أنت تحرقني، قبل أن ينهي الشيخ كأسه خرج الشيطان بنعمة المسيح. الإدانة قال: “الكلب أفضل مني، لأن عنده محبة، ولا يأتي إلى دينونة أحد”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كسويس الأب | الولادة: – الوفاة: – الخمر غريب عن الرهبان سأل أخ الأب كسويس قائلاً: “إذا حدث أنني كنت في مكان ما وأكلت ثلاث خبزات فهل هذا العدد كبير؟” أجابه الشيخ: “هل أتيت إلى البيدر يا أخي؟” فقال له ثانية: “إذا شربت ثلاثة كؤوس من الخمر فهل هذا العدد كبير؟” أجابه الشيخ: إذا لم يكن هناك شيطان، ليس العدد بكبيرٍ، ولكن إذا كان هناك شيطان، عندئذ فإن العدد كبير جداً. فالخمر غريب عن الرهبان الذين يعيشون وفقاً لمشيئة الله. قوة صلاته قال أحد الآباء عن الأب كسويس الذي من طيبة إنه دخل مرة إلى جبل سيناء، ولما خرج قابله أخ قائلاً بتنهدٍ: “نحن في ضيق يا أبتِ، لأن السماء لا تمطر علينا”. أجابه الشيخ: “ولماذا لا تصلّون وتتضرعون إلى الله؟” قال الأخ: “نحن نصلّي ونتلو الأدعية الطويلة، لكن المطر لا ينزل”. قال له الشيخ: “أرى أنكم لا تصلّون بحرارة. هل تريد أن تعلم أن الأمر هو هكذا؟” فرفع يديه نحو السماء للصلاة وللحال أمطرت. فلما رأى الأخ هذا خاف وسقط على وجهه وسجد له، عندئذ هرب الشيخ. فذهب الأخ وأعلم الجميع بما جرى. والذين سمعوا هذا مجدّوا الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلاديانوس البطريرك التاسع | الولادة: – الوفاة: 169 اختار الأساقفة خلفاً للبابا مرقيانوس رجلاً فاضلاً من مواليد الإسكندرية يدعى كلاديانوس، وكان باراً حكيماً مشهوراً بالتقوى والعفاف، فانتخبوه ورسموه رئيس أساقفة في 8 طوبة الموافق 4 يناير سنة 155م في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس. كان هذا الأب محبوباً من الجميع وحقق آمالهم، واستمر يخدم رئاسة الكنيسة بجدٍ ونشاطٍ وبلا كلل أو ملل، وارتفع شأن المسيحيين في عهده. استمر يعلم ويعظ ويهذّب شعبه ويرسخ الإيمان المستقيم في النفوس، وكانت أيامه هادئة لم يحصل فيها للكنيسة ما يكدر صفوها، ولبث مواظباً على عمله مدة أربع عشرة سنة وستة أشهر. وتنيّح بسلام في 9 أبيب سنة 169م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلافدية أوكلوديا أو كلودين القديسة | الولادة: – الوفاة: – في رسالته الثانية إلى تيموثاوس يقول القديس بولس: “يسلم عليك أفبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعاً” (2تي 4: 21). يقول التقليد أنها كانت والدة لينس الذي يذكره القديس بولس، وأنها كانت امرأة ذات جاه. يُقال أنها ابنة أحد الملوك البريطانيين يدعى كاراكتاكوس الذي هزمه الرومان، وساقوه مع عائلته كأسرى إلى روما سنة 51م. ثم أطلق سراحهم الإمبراطور كلوديوس قيصر إمبراطور روما. أطلق كاراكتاكوس اسم الإمبراطور علي ابنته المولودة حديثاً فدعاها كلوديا، عرفاناً بالجميل. عادوا إلى بلادهم ما عدا كلافدية إذ بقيت في روما. تزوجت كلوديا بوديوس، وعندما حضر الرسول بولس إلى روما قبلا الإيمان ونالا سرّ العماد وتمتعا بالحياة الإنجيلية. ويقال أيضاً أن ابنها لينس قد صار بعد ذلك أسقفاً على كرسي روما. يُعيّد لهم في 7 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلستينوس أسقف روما الثاني والأربعون | الولادة: – الوفاة: 432 نشأته في بدء حياته زار ميلان في أيام أسقفية القديس أمبروسيوس. كتب ترحيباً حاراً للقديس أغسطينوس وهو شماس لدى الأسقف إنوسينت Innocent ، وأجاب عليه القديس (رسالة 192). كان هذا الأب راهباً فاضلاً عالماً تلميذاً للقديس بونيفاسيوسBoniface أسقف روما، وعند نياحته أوصى أن يكون الأب كلستينوس بعده ثم أوصاه قائلاً: “تحَفَّظ يا ولدى فلابد أن يكون في روما ذئاب خاطفة”. فلما تنيّح بونيفاسيوس في 4 سبتمبر سنة 422م رسموا كلستينوس مكانه في 10 سبتمبر سنة 422م في أيام الإمبراطور هونوريوس. وقد مات هذا الإمبراطور في رافين بفرنسا في سنة 423م. هروبه لما أراد أحد الأباطرة أن يجعل نسطور بطريركاً على روما ويطرد كلستينوس القديس، قام الشعب وطرد نسطور. ولكن الإمبراطور حقد عليه فخرج هذا القديس إلى أحد الأديرة القريبة من المدن الخمس وأقام فيه مدة وأجرى الله على يديه عجائب كثيرة. ظهر له الملاك رافائيل في حلم قائلاً: “قم اذهب إلى إنطاكية إلى بطريركها القديس وأقم عنده، لأن الإمبراطور قرر في نفسه أن يقتلك عند عودته من الحرب”. فلما استيقظ خرج من الدير وكان معه اثنان من الاخوة وأتى إلى إنطاكية فوجد بطريركها القديس مريضاً، وروى له كل ما حدث وأقام في أحد الأديرة عنده. ثم ظهر للإمبراطور في حلم القديسان أغناطيوس وبونيفاسيوس ومعهما شخص أخر مهيب وهو يقول له: “لماذا تركت مدينة القديسين بلا أسقف؟ هوذا الرب ينزع نفسك منك وتموت بيد عدوك”. قال له: “يا سيدي ماذا أفعل؟” أجابوه قائلين: “أتؤمن بابن الله؟” قال: “نعم أؤمن”. قالوا: “أرسل إلى ولدنا الأسقف وأرجعه إلى كرسيه مكرماً”. فلما استيقظ كتب إلى بطريرك إنطاكية يسأله أن يُعَرِّف رسله بمكان كلستينوس ويعيده إلى كرسيه، فوجدوه وأعادوه إلى كرسيه بكرامة عظيمة وتلقّاه الشعب بفرح وسرور واستقرت الكنيسة بوجوده. لما جدف نسطور واجتمع عليه المجمع لم يقدر كلستينوس أن يحضر بنفسه لمرضه فأرسل قسيسين برسالة يحرّمه فيها، وكان الإمبراطور راضياً بقبول نسطور إلا أنه خضع لقرار المجمع ونفى نسطور في مصر. نياحته لما أراد الرب أن يريح القديس كلستينوس من أتعاب هذا العالم ظهر له بونيفاسيوس سلفه وأثناسيوس الرسول وقالا له: “قم وأوصِ شعبك فإنك ستحضر عندنا لأن المسيح يدعوك إليه”. فلما استيقظ أوصى شعبه وقال لهم لابد أن يدخل هذه المدينة ذئاب خاطفة. ولما قال هذا أردف قائلاً: “إني أقوم وأمضى لأن القديسين يطلبونني”. ولما قال هذا تنيّح بسلام، وكان ذلك في 27 يوليه سنة 433م. أسقف روما ومشكلة أنطوني أسقف Fussala بعد سيامته أسقفاً تسلم رسالة من القديس أغسطينوس (رسالة209) بخصوص أنطونيوس (أنطوني) أسقف Fussala التي تبعد حوالي 40 ميلاً من هيبو، هذا الذي سلك سلوكاً مشيناً وألزمه مجمع أساقفة بترك الإيبارشية، فالتجأ إلى بونيفاسيوس ليرده إلى كرسيه. سأله القديس أغسطينوس ألا يضغط على الشعب مستخدماً السلطان المدني لأن الأسقف أنطوني مخطئ. بعد ذلك بقليل لم يعد أساقفة أفريقيا اللاتينية يسمحون بالالتجاء إلى روما. وعندما كتب كلستينوس إليهم بخصوص الكاهن أبياريوسApiarius ، أرسل مجمع عام لأفريقيا اللاتينية يطلبون إليه أن يراعي قوانين مجمع نيقية (قانون 5)، وألا يقبل الشركة مع الذين حُكم عليهم بالحرمان. طالبت كنيسة أفريقيا بحقها أن تأخذ قراراتها في شئونها الداخلية. أشاروا إلى أن مجمع نيقية أمر بأن القرار في كل القضايا يتم في الموضع الذي تثور فيه القضية، وأنه لا يظن أحد بأن الله سيوحي لشخصٍ منفردٍ بالعدلٍ وينكر أن ذلك يتحقق بواسطة رأي عدد كبير من الأساقفة في مجمع، لذا يجب على هؤلاء الأشخاص أن يرجعوا من روما إلى أفريقيا ليؤخذ القرار في شأنهم. غيرته على الإيمان كان كلستينوس غيورًا على الإيمان ضد البيلاجية، وألزم كولستيوس Coelestius أن يترك روما. في عام 429م أرسل جرمانوس أسقف أسقفAuxerre وLupus لجحد البيلاجية في بريطانيا. روما والكنائس الشرقية Illyricum انشغل كلستينوس بشئون هذه الكنائس مثل سابقيه من أساقفة روما. من الجانب السياسي صارت هذه الايبارشية تتبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية، لكن بقيت روما تشرف على كنائسها بتقديم سلطة كهنوتية لإيبارشية تسالونيك عليها. وكما قال داماسوس أسقف روما أن أساقفة تسالونيك يمثلونه. في عام 421م حدث اصطدام بين بونفيوس أسقف روما وثيؤدوسيوس الثاني، الذي أعلن بأن السلطة قد انتقلت إلى أسقف القسطنطينية للإشراف على أساقفة الليقوريم التي سلمتها روما لتسالونيك، لكن يبدو أن ثيؤدوسيوس خضع في هذه النقطة. في إحدى المشاكل استطاع أن يلزم أساقفة الليقوريم للخضوع لأسقف تسالونيك، وإن كان Tillemont يستصعب حدوث ذلك لأنه يخالف القانون 6 من قوانين نيقية، حيث أعطى أساقفة الـ Illyrian أن يخضعوا لمطارنتهم ومجامعهم المحلية. رسالة إلى أساقفة فينا وناربون في 25 يوليو عام 428م بعث برسالة إلى أساقفة فينا وناربون Narbonneبقصد تصحيح بعض المفاسد. فقد علم أن بعض الأساقفة كانوا يرتدون الرداء الخاص بالفلاسفة سراً ومنطقة الفلاسفة، معتمدين على ما ورد في لوقا 35:12. تساءل ولماذا أيضاً لا يوقدون سراجاً ويمسكون عصا كما جاء في نفس الاصحاح. لذا فإن ما جاء في الاصحاح يجب فهمه روحياً لا حرفياً. فإن هذا الثوب ربما يليق بالرهبان لا بالأساقفة. وجاء في رسالته: “يليق بنا أن نتميز عن الشعب لا بالثياب بل بالتعليم، وليس بالثوب بل بالسلوك”. علّق أيضاً على الذين يرفضون إعطاء الحل للتائبين حتى في ساعة موتهم، قائلاً بأن هذا “قتل للنفس” وهو أمر همجي. كما رفض تكريس أحد أسقفاً وهو من الشعب، بل يلزمه أن يمر عبر درجات الخدمة. كما نادى بضرورة احترام رأي الشعب في اختيار الأسقف. خدمته في أيرلندة بعد إرسالية جرمان وليبوس إلى بريطانيا لمقاومة البيلاجية بعامين سام بالاديوس وأرسله إلى Scots الذين آمنوا، أي إلى الإيرلنديين بكونه أول أسقف لهم. لكن بالاديوس لم ينجح في الخدمة هناك، فلم يُقِم سوى مدة قصيرة. كلستينوس والنسطورية في عام 429م استلم كلستينوس صور من المقالات الجدلية التي لنسطور، وكتب في هذا الأمر إلى الأساقفة الإيطاليين وإلى القديس كيرلس السكندري يطلب معلومات في هذا الشأن. قدم نسطور نسخاً من مقالاته كتبها أنطوخيوس، وهو رجل له مركزه، أرفقها بخطاب فيه يتحدث عن بيلاجيين معينين يعيشون في القسطنطينية، ثم عبر إلى الحديث عن الجدال حول التجسد، ووصف مقاوميه بأنهم أبوللانريين الخ. كتب أكثر من مرة في هذا الشأن. طلب كلستينوس ترجمة المقالات إلى اللاتينية، وفي نفس الوقت تسلم خطاباً من القديس كيرلس مرفقاً به ترجمات لهذه المستندات تمت بالإسكندرية. هذه ساعدت كلستينوس أن يتعرف على المشكلة. دعا إلى مجمع أساقفة في بدء شهر أغسطس سنة 430. قدم فيه تسبحة للقديس أمبروسيوس خاصة بعيد ميلاد السيد المسيح، وقال أنها تتفق تماماً مع قول أخينا كيرلس حيث يدعو مريم “ثيؤتوكوس”. “إنه الله الذي ولدته العذراء بالحبل به، وذلك بقوته الكلي القدرة”. واقتبس عبارة من القديس هيلاري وعبارتين قصيرتين من داماسوس. جاء ثمرة هذا المجمع معبراً عنه في رسالتين لكلستينوس إلى كيرلس ونسطور. جاء في رسالته إلى القديس كيرلس (رسالة 11) فيها يمتدح القديس كيرلس ويطالب بعزل نسطور عن جسدنا، إن لم يقدم في خلال عشرة أيام إدانة لتعليمه الشرير كتابياً، مؤكدا ميلاد المسيح إلهنا، الذي يتمسك به الرومان والإسكندريون وكل الكنيسة. كتب هذه الرسالة في 11 أغسطس عام 430م. كما كتب ليوحنا أسقف إنطاكية وجوفينال أسقف أورشليم وفلافيان أسفف فيلبي ورفيوس أسقف تسالونيك (رسالة 12). جاءت الرسائل تؤكد أنه ليس بالقاضي العالي ولا المتحدث عن الكنيسة الجامعة. كتب إلى أسقف الإسكندرية ليعملا معاً وليوقفا معاً كل علاقة مع أسقف القسطنطينية ما لم يكف عن هرطقته. كتب إلى نسطور يعلن له أنه قد تم تحذيره للمرة الثالثة، ويطالبه بالاعتراف بالإيمان الحق ليعيد العلاقة مع الإسكندرية وروما. كما كتب أيضاً إلى كهنة القسطنطينية وشعبها (رسالة 14) أن يتمسكوا بالإيمان المستقيم برجولة مقتدين بالقديسين ذهبي الفم وأثناسيوس. وقد تمت رسائل متبادلة بين القديس كيرلس وبينه في هذا الشان ليسلكا معاً بروحٍ واحدةٍ، ولأخذ قرار مناسب في مجمع أفسس إذا لم يرجع نسطور عن رأيه. كلستينوس وأغسطينوس أحد أعماله الأخيرة دفاعه عن عمل ذكرى للقديس أغسطينوس كمعلم ضد أشباه البيلاجيين في بلاد الغال. كتب إلى فينيريوس Venerius أسقف مارسيليا وخمسة أساقفة ببلاد الغال يحثهم ألا يصمتوا. كلستينوس وأتباع نوفاتيان يصف سقراط (7:11) بأن كلستينوس عامل أتباع نوفيتيان Novatianists بروما بقسوة، فاستولى على كنائسهم والزم أسقفهم Rusticola أن يمارس خدمته في بيوت خاصة. تنيح كلستينوس في 26 يوليو 432م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلوج القس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته سبق لنا الحديث عن الأسقف أبا كلوج الذي رافق القديس بيخيبس الأشموني. الآن نتحدث عن القس أبا كلوج من بلدة ألفنت القريبة من مدينة المنيا بمصر الوسطى وكان كاهناً بتولاً. عُرف بالطهارة وقداسة السيرة مع محبته لشعبه، فأحبه شعبه جداً. وليمة الإستشهاد لما وصل أريانوس والي أنصنا إلى ألفنت لتنفيذ أوامر دقلديانوس الخاصة باضطهاد المسيحيين استدعاه، فلما مثل أمامه سأله عن اسمه فأجاب: “اسمي مسيحي، وبلدي أورشليم السمائية”. لحق به أهل البلدة وبكوا قائلين: “كيف تتركنا يتامى؟” أجاب قائلاً: “إن نفسي مسرورة بما تقبله من آلام على اسم سيدي يسوع المسيح. فإذا ما سفكت دمي على اسمه القدوس، أجد القربى والدالة أن أطلب منه عنكم”. ثم التفت إلى الشعب وقال: “من يحب الله ويقدر على الجهاد فليأتِ معي”، فتبعه جمع كبير وكان يسير في وسطهم كمن هو ذاهب إلى وليمة. لما هدده الوالي أجابه: “إني لا أرهب عذابك أيها الوالي”. أمر الوالي أن يُقيد ويُطرح في أتون نار متقد، فصار الأتون كالندى فظنوه ساحراً. أمر الوالي أن يرقد على ظهره ويدحرجوا عليه عموداً كبيراً جداً، ثم أمر بأن يضرب بمطارق وشوَك وأعصاب البقر حتى سال دمه، وفي كل ذلك كان الرب يقويه ويقيمه معافى. اصطحبه الولي معه مقيداً إلى أهناسيا، طافوا به المدينة حتى يخيفوا الشعب لكن حدث عكس ذلك، فبسبب معجزاته التي أجراها وهو في مسيرته آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم، واستشهد في أهناسيا على يد إريانوس نحو ألفيّ نسمة. وفوق كل ذلك فقد أقام أبا كلوج ابن إريانوس الوالي بعد أن مات وكان صبياً، ومع ذلك تقسّى قلبه فلم يطلقه. أخيراً أكمل جهاده بقطع رقبته بالسيف في بلدته ألفنت في 20 طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلوديوس أو أقلاديوس وأخواه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – استشهد الاخوة الثلاثة كلوديوس (أقلاديوس) وأستيريوس ونيون على يد والي سيليسيا في زمن الإمبراطور دقلديانوس. قد وردت سيرتهم في هذه السلسلة تحت “أستيريوس الشهيد”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلوديوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 306 نحاتون مهرة إذ كان الإمبراطور دقلديانوس ميالاً للبناء والتعمير، لفت انتباهه أعمال أربعة من النحاتين المهرة من بانونيا Pannonia هم كلوديوس ورفقاؤه نيكوستراتُس Nicostratus وسيمبرونيان Simpronian وكاستوريُس Castorius وكانوا جميعاً من المسيحيين، وخامس لهم هو سيمبليشيوس Simplicius الذي صار هو الآخر مسيحياً لأنه بدا له أن موهبة زملائه كانت بسبب ديانتهم. رفضهم نحت تمثال لإسكولابيوس أمرهم الإمبراطور بعمل عدد من المنحوتات من بينها تمثال لإسكولابيوس Aesculapius، فوافقوا على تنفيذ جميعها ما عدا التمثال المذكور لكونهم مسيحيين، فطلب الإمبراطور من عمال آخرين وثنيين أن ينفذوا تمثال إسكولابيوس. ولكن موقف المسيحيين هذا أثار عليهم الرأي العام، فأمر دقلديانوس بالقبض على كلوديوس ورفقائه وحبسهم، لرفضهم الذبح للآلهة. في البداية كان دقلديانوس وقائده لامباديوس Lampadius يعاملونهم باعتدال، ولكن موت لامباديوس المفاجئ أثار أقاربه ملقين باللائمة على المسيحيين الخمسة. أمر الإمبراطور بقتلهم، فوضعوا كل واحد منهم في صندوق رصاص وألقوهم في النهر، وبعد ثلاثة أسابيع انتشل أجسادهم رجل اسمه نيقوديموس Nicodemus، وكان استشهادهم حوالي سنة 306م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كلوديوس وهيلاريا ورفقاؤهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – في مدينة روما كان تعذيب الشهداء: كلوديوس الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ، وزوجته هيلاريا وولديهما ياسون Jason وموروس Maurus وسبعون جندياً معهم. أمر الإمبراطور نوماريان Numerian بربط كلوديوس إلى حجر ضخم وإلقائه في النهر فغرق ونال إكليل الشهادة، وبحرق ولديه والجنود فنالوا جميعاً إكليل الاستشهاد. وكانت هيلاريا بعد استشهادهم بفترة قصيرة تقف عند قبرهم وتصلي، فقبض عليها الوثنيون وساقوها إلى السجن حيث استشهدت هناك. يقال أن السبب في إيمان كلوديوس هو رؤيته لثبات الشهيدين كريسانثوس Chrysanthus وداريا Daria أثناء تعذيبهما من أجل إيمانهما المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كليتوس أسقف روما الشهيد | الولادة: – الوفاة: 91 الترتيب الصحيح لتتابع أساقفة روما الأوائل غير معروف بدقة، ومازال هناك جدل فيما إذا كان القديس كليتوس هو ثالث أم رابع أسقف على كرسي روما. يُشار إلى القديس كليتوس أحياناً بالمرادف اليوناني لاسمه وهو أنِنكليتُس Anencletus، وقد تنيح حوالي سنة 91م، ومن المحتمل أن يكون قد استشهد في عهد الإمبراطور دومتيان Domitian، وغير معروف عن حياته تفاصيل أخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كليوباترا الأرملة القديسة و فاروس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان فاروس جندياً في مصر، عاش واستشهد في القرن الرابع في زمن الإمبراطور ماكسيميانوس Maximinus، وكليوباترا امرأة مسيحية اهتمت برفات الشهيد. قد وردت سيرتهما في حرف “ف” تحت “فاروس الشهيد وكليوباترا الأرملة القديسة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كليوباس الرسول | الولادة: – الوفاة: – في اليوم الأول من شهر هاتور تحتفل الكنيسة بتذكار القديسَين كليوباس الرسول ورفيقه، وهما من الاثنين وسبعين رسولاً. كانا منطلقين إلى قرية عمواس. وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب إليهما السيد المسيح نفسه، ولما لم يعرفاه قال لهما: “أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء، أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟” ولما اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كنديكا وأرتيموس وابنتهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – سبق لنا الحديث عنهم في سيرة “الشهيد بطرس الشماس”. بينما كان الشماس بطرس متهللاً بالروح لاحظ على السجان أرتيموس علامات الحزن بسبب إصابة ابنته بروحٍ نجس. بعد حوار أكد الشماس للسجان أنه سيذهب إلى بيته ويخرج من ابنته الروح الشرير. حسب السجان ذلك نوعاً من الخيال والجنون. تحقق ذلك فآمن أرتيموس وزوجته كنديكا وابنتهما. فتح السجان السجن وأخرج كل المسيحيين، وبقي بطرس الشماس ومعه مارشيلليوس الكاهن في السجن. كان الوالي سيرينسو مريضاً، وإذ شُفي استدعى السجّان وأمر بضربه حتى كاد أن يموت، ثم سجنه هو وزوجته وابنتهما. أمرهم الوالي بالسجود للأوثان فرفضوا. فحكم عليهم بعذابات كثيرة، أما هم فكانوا ثابتين في الإيمان، متهلّلين بملكوت الله. أخيراً حكم عليهم بالموت، فربطهم الجند بالسلاسل وقادوهم إلى حيث لا يدرون. أما هم فلم يشغلهم سوى عريسهم الذي ملأ قلوبهم بالفرح. أخيراً وجدوا أنفسهم أمام الوالي وجمهور ضخم من الوثنيين، وقد أُعدت لهم حفرة عظيمة لكي يُدفنوا فيها أحياء. قدّم لهم الوالي آخر فرصة لكي يعفو عنهم إن سجدوا للأوثان. أما هم فبفرحٍ عظيمٍ وثبوا في الحفرة، وتشابكت أيديهم بعضهم ببعض وصاروا يسبحون الرب. وقام الجنود بردمهم بالتراب لكي يُدفنوا وهم أحياء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوادراتس القديس | الولادة: – الوفاة: – لا نعلم على وجه الدقة موطن كوادراتس، وإن كان البعض يرجح أنه من رجال آسيا الصغرى، لذا يدعوه البعض: “Quadratus the Asiatic”. لعلّه أقدم المدافعين، أما تاريخ كتابة الدفاع فهو في الفترة من سنة 123 إلى سنة 129م. ذكره يوسابيوس القيصري في تاريخه الكنسي فقال: [بعد أن حكم تراجان تسع عشرة سنة ونصف، خلفه على الإمبراطورية أليوس هدريان]. وقد وجّه إليه كوادراتس حديثاً متضمناً الدفاع عن ديانتنا، لأن بعض الأشرار حاولوا إزعاج المسيحيين. ولا يزال هذا المؤلف بين أيدي الكثيرين من الأخوة وفي أيدينا أيضاً، وهو برهان قوي على ذكاء الرجل وعلمه وعلى أرثوذكسيته الرسولية. وهو يظهر قِدَم عهده وذلك في الكلمات التالية وأعمال مخلصنا كانت دائماً ماثلة أمامنا لأنها حق، فالذين نالوا الشفاء والذين أقيموا من بين الأموات شوهدوا – ليس حينما نالوا الشفاء وأقيموا فحسب – بل أنهم ظلوا دائماً موجودين في أثناء حياة المخلص وبعد موته مدة طويلة من الزمن. وبعضهم ظل عائشاً حتى عصرنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوبرس وبتاربِموتس القديسان | الولادة: – الوفاة: – شهادة القديس جيروم عن القديس كوبرس تحدث القديس جيروم عن القديس “كوبرس” قائلاً بأنه رأى هذا الذي كان يقيم في البرية، وكان رئيساً لدير يضم 50 راهباً، وكان يقوم بعمل معجزات عظيمة، فكان يشفي الأمراض المتنوعة، ويطرد الشياطين من المكان، ويُخرج الأرواح الشريرة وغيرها من الأمور العجيبة التي رأيناها بعيوننا. كما قال: [ولما رآنا حيّانا وصلى لنا، وغسل أقدامنا، وبدأ يسألنا عن العالم والأمور السياسية الحادثة فيه، ولكننا ناشدناه أن يذكر لنا سيرة حياته، وكيف أعطاه الله هذه المواهب؟ وتحدث بتواضعٍ وقال: (بتاربموتس اللص يصير قديساً) كان أمامي أب يُدعى “بتاربموتس” الذي كان رئيساً للرهبان. وسكن في هذا المكان وكان أول من ارتدى الثوب الرهباني الذي أرتديه وأول من ابتدع شكله. وكان سابقاً لصاً وسارقاً لقبور الوثنيين. وقد اشتهر بارتكاب الشر من كل نوع، سواء من قطع الطريق أو السرقة” أو غيرهما من أعمال الشر. أما سبب خلاص نفسه، فقد ذهب ذات مرة ليسرق بيتاً، وكانت تُقيم به قديسة عفيفة. ودون أن يدري وجد نفسه على سطح منزلها. ونظراً لأنه لم يتمكن من الدخول للبيت لسرقته لأن سقفه كان مستوياً، وليس هناك مواسير لتسريب مياه المطر (مزاريب) يمكن تسلقها والدخول عن طريقها أو الخروج من هذا البيت فلم يستطع النزول والهرب منه، فقد اضطر إلى البقاء إلى الصباح، وأخذ يفكر فيما ينبغي عمله حتى طلوع النهار. غلبه النُعاس، فرأى ملاكاً في شكل إنسان جاءه وقال له: “لا تكرّس كل حياتك وتعبك للسرقة، ولو أردت أن تغيّر حياتك الشريرة إلى أعمال صالحة، ستخدم خدمة الملائكة أمام الملك المسيح وسيعطيك القوة والسلطان لغلبة الخطية”. وبمجرد أن سمع هذا الكلام فرح به، فأرشده الملاك للذهاب إلى جماعة من الرهبان وأمره بأن يتولى قيادتهم! ولما استيقظ من نومه وجد الراهبة واقفة أمامه وقالت له: “يا رجل لماذا جئت إلى هنا؟ وما هو غرضك؟ ومتى جئت؟ ومن أنت؟” فقال لها: “لست أدري، ولكن أرجوكِ أن تقوديني إلى الكنيسة”. فلما ذهب إلى الكنيسة جثا أمام أقدام الشيوخ (الكهنة) وتوسل إليهم لكي يصير مسيحياً، لكي يجد الفرصة للتوبة. فلما علم الشيوخ من هو تعجبوا وأرشدوه لكي لا يكون مجرماً فيما بعد. وأما هو فقد طلب منهم أن يُعلّموه المزامير. وبقي مع الآباء الكهنة الشيوخ ثلاثة أيام، ثم مضى على الفور إلى البرية. في البرية ولما عاش بها خمسة أسابيع بلا خُبز، جاءه رجل يحمل خبزاً وماء، وطلب منه أن يأكل ويشرب، وعاش ثلاث سنوات في صلوات ودموع. وكان يتغذى على جذور النباتات البرّية. وبعد 3 سنوات عاد إلى الكنيسة، ونطق أمام الآباء بقانون الإيمان بالرغم من أنه لم يعرف القراءة فقد استطاع أن يكرر أمام الآباء ما حفظه عن ظهر قلب من الكتاب المقدس! وتعجب الآباء أن رجلاً مثل هذا قد اقتنى هذه الدرجة من المعرفة والنُسك، فأعطوه المزيد من المعرفة الروحية ثم عمّدوه، والتمسوا منه أن يمكث معهم ولم يبقَ معهم سوى سبعة أيام فقط ثم رحل إلى موضعٍ آخر في البرّية. قائد رهباني عاد من البرية بعد تدريب على حياة النسك وإنكار الذات. ثم دعا كثيرين ليتبعوا أثار خُطاه. وجاءه شاب يطلب أن يكون تلميذًا له، فلما قبله، ألبسه بالطريقة التي كان يرتدي بها ثيابه، وكان عبارة عن قميص قصير الأكمام وجلباب فوقه، وقلنسوة (طاقية) على رأسه، وشد وسطه بحزام، ثم أراه طريقة الرهبنة والبكاء على الخطايا، والجهاد في العبادة. وكانت من عادة القديس “بتاربموتس” أنه عندما كان يموت مسيحي، كان يظل بجواره طول الليل ساهراً ومصلياً، ويكفّنه بإكرام ويدفنه. ولما رآه تلميذه وهو يُلبس الموتى المسيحيين بهذه الطريقة قال له: “هل يا سيدي ستدفني بهذه الطريقة عندما أموت؟” فقال له: “سألبسك هكذا. ثم ألف حول جسدك الكفن حتى تقول لي “كفى”! وبعد مدة قليلة مات التلميذ، وتمت كلمات سيده، فقد ألبسه بإكرام وبمخافة الرب وقال بصوتٍ عالٍ أمام كل الواقفين: “هل ألبستك حسناً يا ولدي؟ أو لا يزال ينقصك شيء؟!” فأرسل الميت صوتاً سمعه الجميع، قائلاً: “لقد ألبستني يا أبي حسب ما وعدتَ به ونفذته!” فتعجب الحاضرون ومجدوا الله. ثم مضى القديس للبرية هارباً من المجد الباطل. وكان على القديس أن يعود إلى رهبانه وتلاميذه ولخدمة المرضى منهم. إقامة ميت ذهب القديس بتاربموتس لزيارة أخ مريض، ورأى أنه كان يعاني بشدة خلال سكرات الموت، وكان متعبًا في فكره، وكان عقله يلومه وضميره يوخزه بسبب شروره التي لم يكن قد تاب عنها بعد! فقال له القديس: “كيف تقدر أن تمضي إلى الرب وأنت تحمل معك دليل اتهامك بالإهمال في أعمالك؟” فتوسل إليه الأخ أن يصلي إلى الله من أجله ليعطيه عمراً قليلاً آخر ليُصلح حياته وأعماله. فقال له لقد انتهت حياتك وأنت تسأل وقتاً للتوبة؟ ماذا كنت تفعل طول حياتك؟ ألم تستطع أن تُصلح من عيوبك؟ ومع ذلك أضفت غيرها إلى إهمالك”. ولكن هذا الأخ ناشده أن يصلي ليقوم من فراش مرضه. صلى القديس ثم قال له: “إن الله منحك عمراً آخر قدره ثلاثة أعوام”، ثم أمسك بيده وأقامه فوراً من فراش مرضه، ثم قاده معه إلى البرية حيث عاش معه ثلاث سنوات. الصلاة على الرمال حضر إلى الأنبا كوبرس مرة مزارع وهو يحمل دلوًا به رمل، فلما سُئل القديس عن سبب ذلك قال: “إن القرية القريبة للدير قد تعرضت لخطر الديدان التي كانت تأكل المحصول، فصليّنا لهم على بعض الرمال وقلنا لهم أن يخلطوها بالتقاوي عند الزراعة، ولهذا يأتي الفلاحون إلى الدير لكي نصلي لهم على الرمال كما جرت العادة”. قبول لص الإيمان قال القديس كوبرس أنه كان لأخ حديقة خصص ثمارها للرهبان، فدخل إليها لص وثني وسرق بعض ثمارها وأوقد عليها لمدة ثلاثة ساعات ليطهيها، فظلّت كما هي، وكذلك تبقّى الماء دون أن يغلي. فتأثر بذلك وأحضر الثمار إلى القديس ورجاه أن يصفح عنه وأن يجعله مسيحياً. فقام القديس كوبرس بتعليمه مبادئ الإيمان المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوتيلاس واكسوا وطاطس الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كوتيلاس أو كوبتلاس هو ابن سابور ملك الفرس واكسوا كانت أخته، وطاطس صديقه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كودراتُس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: 258 ولادته في البرية كان أبواه يونانيين مسيحيين من كورنثوس Corinth وتوفّيا وهو بعد صغير، ويقال أنه وُلد في البرية حيث عاشت والدته هناك هرباً من اضطهاد الإمبراطور ديسيوس Decius وتوفيت هناك، ويقال أنه كبر في الصحراء وكانت العناية الإلهية تعوله وتبعث له الغذاء من السماء، وحتى ملابسه التي كانت تغطيه بها والدته كانت تُأقلِم نفسها لتتناسب مع نموه. دراسة الطب على أي حال فقد أظهر نفسه وخرج من عزلته ودرس الطب وأحاط نفسه بمجموعة من الأصدقاء. وتحت حكم ديسيوس Decius وفالريان Valerian وياسونJason كان والي اليونان ينفذ أوامر الاضطهاد العنيف ضد المسيحيين، وكان كودراتُس أحد هؤلاء الذين استُدعوا أمامه. استشهاده ومعه أصدقاؤه حاول الوالي إقناعه بتقديم القرابين للآلهة للنجاة من العقاب، إلا أن القديس وخمسة من أصدقائه أعلنوا أن الخلاص الأبدي أغلى عندهم من حياتهم، وبدلاً من الدفاع عن نفسه أخذ يشرح للوالي معاملات الله مع الإنسان منذ بداية الخليقة إلى موته على الصليب وقيامته، لكن الوالي احتقر هذا الكلام وأمر بجلده بالسياط. كان أحد الخمسة صبياً اسمه كبريانوس Cyprian، حاول معه الوالي مستغلاً صغر سنه محاولاً التأثير عليه، إلا أن كودراتُس أخذ يعظ أصدقاءه ليثبتوا إلى النهاية، فتعرضوا لعذابات كثيرة ثم طرحوهم للحيوانات المفترسة ولكنها رفضت أن تلمسهم، وأخيراً أخذوهم خارج المدينة حيث قطعوا رؤوسهم حوالي سنة 258م. وأما أسماء الأربعة شهداء الآخرين فهي: ديونيسيوس Dionysius وأنيكتَس Anectus وبولس Paul وكريسنس Crescens. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كورنيوس الكاهن القديس | الولادة: – الوفاة: – كان يسكن في قرية على حافة الصحراء، ومن فرط حبه للاختلاء بالرب قام وسار في الصحراء 15 ألف خطوة – عدّها بقدمه – وحفر هناك، فأخرج الله له ماء حلو، فبنى قلاية يصلي فيها ولم يعد إلى قريته. لما ذاعت شهرته، توجه إليه مائتان أخاً واختاروه كاهناً لهم. فخدمهم بأمانة ستين عاماً كاملة، لم يخرج فيها مرة عن الصحراء، ولم يأكل خبزاً من يد أحد بل من تعبه وعمله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كورونا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – الشهيد بقطر سبق لنا الحديث عنها أثناء حديثنا عن الشهيد بقطر الذي سحب قلوب الكثيرين بتسابيحه بروح النصرة والغلبة وعدم انشغاله بمحاولات الوالي، لاستمالته باللطف والتكريم وما مارسه من عنف شديد ووحشية بربرية. أمر الوالي بفقأ عينيه، أما هو فكان يهتم بالبصيرة الداخلية. فتح الرب عن عينيه فصار يصلي ويسبح، كما فتح عن عيني كورونا. إيمان كورونا الشابة الصغيرة كورونا هي شابة صغيرة عمرها 16 سنة، كانت زوجة لأحد الجنود ولم يمضِ على زواجها سوى أربعة عشر شهراً. آمنت أثناء تعذيب الشهيد بقطر، ورأت ملاكين كل منهما يحمل إكليلاً، أحدهما للشهيد بقطر، فاندفعت هي وأعلنت إيمانها لتفوز بالثاني. كان الصمت يُخيّم على ساحة الاستشهاد، فالكل حتى غير المؤمنين انسحبت قلوبهم إلى الشهيد بقطر، يتفرسون في ملامح وجهه التي حملت روح النصرة، لتعبر عن إيمانه بالله واهب الغلبة. كما صمت الكل ليسمعوا صلاته الجذابة. وسط هذا الصمت الرهيب إذ بصيحة كورونا تهز أركان الساحة. بشجاعة أعلنت أن الرب فتح عن عينيها لترى السماء المفتوحة والإكليلين النازلين. كانت كمن في سباق تخشى أن يضيع الإكليل الثاني من بين يديها. استدعاها الوالي وحاول أن يثنيها عن إيمانها ولكنها كانت ثابتة. جاء في حوارها مع الوالي: أتظن أيها الوالي إني أفقد هذا الإكليل؟ إن جنونك أيتها الصغيرة المسكينة يفقدك مجوهراتك الثمينة وملابسك الفاخرة، بل وحياتك أيضاً! سترين ذلك بعينيك. إ نني أُفضل أن أفقد هذه الأشياء الفانية من ملابس ومجوهرات، أو حتى هذا الجسد، فإن مسيحي سيفيض عليّ بغنى رحمته! للمرة الثانية، أقول لكِ، انهضي يا امرأة وصلي للآلهة. لا تُحاول إرهابي، فإنني لن أخسر الإكليل السماوي من أجل طاعة أوامرك. اغتاظ الوالي وأمر بتقريب شجرتين كانتا قريبتين من المحكمة، ثم قام الجلادون بربط أعضائها في كل من الشجرتين، وعند إعطاء الإشارة تُركت الشجرتان لتأخذا وضعهما الطبيعي، فاحتفظت كل منهما بنصف الشهيدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كولوتس الأنصناوي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أخ زوجة إريانا الوالي وهو الشهير باسم أبو قلته. كان هذا القديس ابناً لوالدين خائفين الرب، وكان والده والياً على أنصنا، واشتهى أن يُرزق ولداً فأخذ يطلب من الرب يسوع المسيح حتى رزقه هذا القديس، فأدبه بالآداب المسيحية وعلمه الكتابة فحفظ كثيراً من كتب وتعاليم الكنيسة وكان طاهراً من صغره. أراد أبوه أن يزوّجه فلم يقبل، أما أخته فإنها تزوجت إريانا الذي تسلم الولاية بعد والدها، وذلك أنه لما شاخ طلب من الملك أن يعفيه من الولاية فسلمها لإريانا صهره، ولما توفى والدا هذا القديس بنى فندقاً للغرباء ثم درس الطب حتى أتقنه وكان يداوي المرضى بلا أجر. سجنه لما كفر دقلديانوس وافقه إريانا حفظاً لمركزه وصار يعذب الشهداء، فتقدم القديس كولوتس شقيق زوجة إريانا وصار يوبّخه على تركه عبادة الإله الحقيقي، كما لعن آلهة الملك المرذولة، فلم يرد إريانا أن يمسه بأذى إكراماً لأخته وأرسله إلى والي البهنسا حيث أودعه في السجن ثلاث سنوات، وتوسطت أخته في إخراجه. استشهاده ولما تولى والي آخر وعرف خبره، استحضره وهدّده فلم يلتفت إلى تهديده فغضب وأمر بتعذيبه، وكان ملاك الرب يأتي إليه ويعزّيه. وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة. ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة، فكفّنوه ووضعوه في مكان إلى انقضاء زمن الاضطهاد حيث بنوا له كنيسة، وكانت تظهر من جسده آيات عظيمة. لهذا القديس كنيسة أثرية في ريف مركز أسيوط ويقام له سنوياً احتفال عظيم في يوم استشهاده، وينال زائروه بركة هذا القديس، وبشفاعته يتمتع المرضى بالشفاء من الأمراض المختلفة. ومما يذكر أنه يوجد في هذه الكنيسة حجر أثري له تأثير عظيم في إبعاد العقارب عنه إلى يومنا هذا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كولومبا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كانت من أهل أسبانيا وحين بلغت السادسة عشرة أتت إلى بلاد الغال مع عدد من الأسبان الذين استشهدوا جميعاً، أما هي فقد استقرت في سينس Sens. يقال أن والديها كانا من الأشراف ولكنهما وثنيان، فهربت من المنزل سراً حتى تتجنب عبادة الآلهة الباطلة الوثنية، وذهبت إلى فيينا Vienne حيث اعتمدت. حين وصل أوريليان Aurelian إلى سينس أمر بقتل كولومبا مع كل رفقائها، فقُطِعت رأسها ودفنها أحد الرجال كان قد استعاد بصره بصلواتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوليثوس | الولادة: – الوفاة: – ادعاؤه الأسقفية من رجال القرن الرابع، كان كاهناً بالإسكندرية، أنشأ جماعة حيث ادعى أنه يمارس العمل الأسقفي. ولا يُعرف على أي أساس ادعى هذا. انعقد مجمع سنة 324م قرروا فيه أنه مجرد كاهن، وأن الذين قام بسيامتهم مثل إسخيراس Ischyras وغيره يحسبون من الشعب (أثناسيوس: ضد الأريوسيين75:12 – 77، 80). في رسالة للبابا الكسندروس الواردة في ثيؤدوريت (1: 4) واضح أن كوليثوس انشق عن الكنيسة قبل عزل آريوس عنها. كما يُفهم منه أنه قام بالسيامات من أجل الحصول على أموال. يرى Valensius أن كوليثوس انشق عن الكنيسة بسبب تساهل البابا الكسندروس وعدم ردعه للأريوسية. يُحسب منشقاً عن الكنيسة وليس مبتدعاً، إذ لم يقم المجمع بحرمانه، وإنما بتأكيد أنه كاهن لا غير. وإن كان القديس أبيفانيوس حسبه من الهراطقة، ويقول أن فريقه تشتت بسرعة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوليريس | الولادة: – الوفاة: – تحت اسم الكوليرديانيين Collyridians هاجم القديس أبيفانيوس النسوة اللواتي جئن من تراقيا بالعربية وذلك لمبالغتهم في تكريم العذراء القديسة، فكن يقدّمن تقدمات كعك ويمارسن العبادة لها. أدان القديس أبيفانيوس عملهن لسببين: أولاً: ليس من حق النساء تقديم تقدمات وذبائح في الكنيسة. ثانيا: أن القديسة مريم تُكرم، لكن الله وحده هو الذي يُعبد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوموديانوس | الولادة: – الوفاة: – وضع قطعتي شعر باللاتينية، قطعة ضد الأمم والأخرى ضد اليهود والأمم: Instructiones adversus Gentium Deos pro Christiana Disciplina. Carmen Apologeticum adversus Judaeos et Gentes. واضح مما ورد في القطعتين أن الكاتب كان معاصراً لفترة اضطهاد. أسلوب القطعة الأولى يشير إلى عصر الشهيد كبريانوس، وقد نُشرت مع كتاباته أكثر من مرة. يوجد تلميح للانشقاق الخاص بنوفاتيان Novitian. وجاءت بعض العبارات تكشف أن الكاتب كان يتوقع اضطهادات جديدة. جاء النص يكشف عن تاريخ القطعة الشعرية حيث ينتقد بعنف بقاء الأمم في عدم الإيمان مع ظهور المسيحية منذ 200 عاماً. هذا يعنى أن تاريخ كوموديانوس لن يكون بعد سنة 250م. يستنبط البعض منهما أن الكاتب صار أسقفاً. نشرت القصيدتان في مجموعة “آباء ما قبل نيقية”، وهما يبدوان بلا قيمة من الجانب الأدبي، لكن لهما أهمية كبرى في تاريخ اللغة اللاتينية حيث يظهر أن التغيير قد بدأ فعلاً في تكوين اللغات الرومانسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كونكورديوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – عاش في زمن الإمبراطور ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius وبسبب الإيمان نُفي إلى الصحراء، ثم حوكِم أمام حاكم يومبريا Umbria، فلم يلتفت لا إلى الوعود ولا إلى التهديدات. في أول محاكمة ضُرِب بشدة، وفي الثانية مدّوه على لوح خشب، وفي قمة تعذيبه كان يصرخ بفرح: “المجد لكَ يا ربي يسوع المسيح”. بعد ثلاثة أيام أرسل إليه الحاكم جنديين ليقطعا رأسه إن لم يذبح للوثن الذي حمله كاهن كان يرافق الجنديان من أجل ذلك الغرض. نظر القديس إلى الوثن وبصق عليه، ففي الحال ضربه أحد الجنديين فقطع رأسه ونال إكليل الشهادة سنة 178م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كونن القديس | الولادة: – الوفاة: – في عصر الرسل كان هذا القديس من ضيعة أنيطانيوس من بلاد سورية من أب اسمه نسطر وأم اسمها ثاؤذورا، وكانا يعبدان الكواكب. وكان ذلك وقت تبشير التلاميذ باسم السيد المسيح له المجد. اشتياقه نحو معرفة الله لما كبر كونن ظهرت منه فضائل كثيرة كالعفة والطهارة والورع والرحمة. وأراد والداه أن يزوّجاه فأبى ولكنهما أرغماه على ذلك وزوّجاه فلم يكن يهوى أن يعرف امرأته. فمكث الاثنان على ذلك الحال أبكاراً وكان كثيراً ما يقول في صلاته: “أيها الإله أرشدني إلى معرفتك الحقيقية”. ظهر له ملاك الرب ميخائيل وأمره أن يذهب إلى أحد الحواريين فمضى إليه وتعلم منه فرائض الدين المسيحي وتعمد وتناول السرائر الإلهية، ثم داوم على سماع تعاليم الرسل فازداد طهارة وعفة ونسكاً وورعاً وصلاة. منحه الله عمل المعجزات والسلطان على الشياطين حتى اجتذب أبويه وزوجته أيضاً ووالديها إلى الإيمان بالسيد المسيح. انتهاره للشيطان مرة دخل أحد الوثنيين إلى إحدى المغائر ليذبح للشيطان، وعلم به هذا القديس صرخ في الشيطان وانتهره أن يقر أمام الناس من هو، فاعترف أنه الشيطان وليس إلهاً فصرخ الحاضرون قائلين: “واحد هو إله القديس كونن” ثم آمنوا واعتمدوا. سمع بخبره نائب الوالي كلوديوس قيصر فاستحضره، فأقر أمامه بالمسيح فربطه وضربه ضرباً شديداً، وسمع بذلك أهل بلده فلمحبتهم له هرعوا إليه يريدون قتل الوالي فهرب منهم، أما هم فحلُّوا القديس من رباطه وغسلوه من دمائه وحملوه إلى بلدهم، فعاش مدة سنتين وانصرف إلى الرب فجعل المؤمنين داره كنيسة ووضعوا جسده فيها وظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. صلاته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كونيتا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – في الإسكندرية في عصر البابا ديونسيوس اشتعل لهيب الاضطهاد في مصر، فكان الوثنيون يسيرون في الشوارع ليمنعوا المسيحيين من الذهاب إلى الأسواق والحمّامات العامة. كما كانوا يقتحمون بيوتهم ويسلبونها ثم يحرقون ما تبقى. وكثيراً ما كانوا يجرونهم للمحاكم، ولا يهدأ لهم بال حتى بعد موتهم بل يشهّرون بأجسادهم. أُلقي القبض على القديسة كونيتا، وحاول الوثنيون إلزامها بأن تعبد الأصنام. حاولوا إغراءها بكل وسيلة فلم ترضخ لهم. قُدّمت القديسة للمحاكمة أمام والي الإسكندرية. أما هي فبثباتٍ عجيبٍ قالت للوالي: “اعلم أيها الوالي أن هذه العذابات هي الطريق المؤدي إلى ملكوت السموات، وإنني أود أن أصل حالاً إلى سيدي المسيح”. سحلها في شوارع الإسكندرية أمر الوالي بربطها وأن توثق من قدميها في إحدى الخيول الجامحة حتى تُسْحل في شوارع الإسكندرية. ما حدث لها كان مشابهًا لما حدث مع القديس مار مرقس في نفس المدينة.انطلق الفرس الجامح يجري في الشوارع بينما كان الدم ينزف من جسم القديسة، وثيابها تتهرأ وعظامها تتهشم. وكان الغوغاء من الوثنيين يتطلعون إليها في سخرية كمن يتشفّون فيها. كانت تقدم صلواتها وسط الآلام وجسمها يتهرأ في الشوارع. أخيراً حلّوا رباطاتها وسحبوها على حجارة حادة حتى تمزق بقية جسمها بطريقة وحشية. أمر الوالي بجلدها ثم بإلقائها في السجن لكي تلفظ أنفاسها الأخيرة. ظهر لها ملاك الرب وأشرق عليها بنورٍ بهيٍ وقوّاها وشفاها من جراحاتها وأعلن لها عن تمتعها بالإكليل السماوي. محبتها لراجميها في اليوم التالي إذ وجدها الوالي سليمة اغتاظ جداً وأمر برجمها. رُجمت وهي واقفة تصلي من أجل راجميها حتى يشرق الرب بنوره عليهم ويتمتعوا بالخلاص من الهلاك الأبدي. وهكذا نالت القديسة إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كويتيريا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – في جنوب فرنسا وشمال أسبانيا شُيّدت كنائس كثيرة على اسم الشهيدة كويتيريا، التي مازالت تتمتع بشهرة كبيرة في آير Aire بجاسكوني Gascony التي كانت تحتفظ برفاتها. كانت ابنة الأمير جاليسيان Galician وهربت من بيت أبيها لأنه أراد إرغامها على ترك المسيحية وتزويجها بالقوة، فأرسل أبوها ورائها رُسُلاً ليتبعوها ويقتلوها، فعثروا عليها في آير حيث قطعوا رأسها وكان ذلك في القرن الخامس الميلادي. تظهر صورها دائمًا فيها كلب إذ أنها تعتبر شفيعة من تعضه الكلاب المسعورة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كويرينس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 350 هو أسقف سيسكيا Siscia التي تقع على نهر الدانوب Danub (وهي الآن سيساك Sisak في كرواتيا Croatia)، استشهد في عصر دقلديانوس، وقد مدحه وطوَّبه القديس جيروم وبرودنتوس Prudentius وفورتناتوس Fortunatus. حين صدرت الأوامر بالقبض عليه ترك المدينة، ولكن الجند تتبعوه وقبضوا عليه وأحضروه أمام الحاكم ماكسيموس Maximus، الذي استجوبه بشأن عزمه على الهرب فأجاب القديس أنه إنما كان يطيع سيده يسوع المسيح الإله الحقيقي الذي قال: “حين يسعون إليكم في مدينة فاهربوا إلى أخرى”. سأله الحاكم: “ألا تعلم أن أوامر الإمبراطور سوف تعثر عليك أينما ذهبت؟ ولابد أنك قد تأكدت بنفسك الآن أن من تدّعي أنه الإله الحقيقي لم يساعدك حين قبضنا عليك”. أجابه القديس: “الله دائماً معنا ويستطيع أن يساعدنا، كان معي حين قُبِض عليَّ وهو معي الآن أيضاً، هو الذي يقويني ويتكلم من خلال شفتيَّ”. ماكسيموس: “إنك تتكلم كثيراً وهذا يعطل تنفيذك للأوامر. اقرأ المنشور ونفذ كل ما يأمر به”. كويرينس: “آلهتك التي تخدمها هي لا شيء، ولكن إلهي الذي أخدمه يملأ السماء والأرض والبحر وكل مكان، ولكنه أعلى من الكل لأنه يحوي الكل فيه، هو خلق كل الأشياء وبه وحده فقط هي كائنة”. ماكسيموس: “لا بد أنك قد عُدت طفلاً مرة أخرى حتى تصدق هذه الخرافات! أنظر فإن البخور أمامك الآن فقدم منه للآلهة وسوف أكافئك، وأما إذا رفضت فسوف تُعذَّب بشدة وتموت ميتة شنيعة”. أجابه القديس: “أن الآلام التي تهدّد بها سوف تكون مجداً لي”. أمر ماكسيموس بضربه وفي أثناء ذلك كان يلح عليه للتبخير للأوثان، ووعده إن فعل ذلك سيجعله كاهنًا للإله جوبيتر Jupiter. صرخ نحوه القديس بكل شجاعة: “إني أمارس كهنوتي هنا الآن بتقديم ذاتي للّه. أنا سعيد بالضربات فهي لا تؤذيني، بل وإني مستعد بكل سرور أن أتحمل المزيد حتى أشجّع هؤلاء الذين أخدمهم لكي يسيروا ورائي في هذا الطريق القصير للحياة الأبدية”. إذ لم يكن لماكسيموس سلطة الحكم بالإعدام، أرسل كويرينس إلى أمانتيوس Amantius حاكم بانونيا بريما Pannonia Prima. استقل القديس مركباً أقلته عبر نهر الدانوب حتى وصل مدينة ساباريا Sabaria (الآن زومباثلي Szombathely في المجر Hungary)، وهناك وقف أمام أمانتيوس الذي بعد أن قرأ تقرير محاكمته السابقة سأله عن صحة ما فيه. أجابه القديس بالإيجاب وأضاف: “لقد اعترفت في سيسكيا بالإله الحقيقي الذي لم أعبد آخر سواه، وهو الذي أحمله في قلبي ولا يوجد إنسان على الأرض يستطيع أن يفصلني عنه”. أجابه أمانتيوس أنه يشفق عليه بسبب شيخوخته ولا يريد هو الآخر أن يعذبه، ورجاه أن ينفذ الأوامر حتى ينهي أيامه في سلام. إذ لم تستطع الوعود أو التهديدات أن تحرك القديس عن رأيه، أصدر الحاكم أوامره بقتل كويرينس. ربطوا في عنق القديس حجراً وألقوه في نهر راب Raab، وقبل أن يغرق في النهر سمعوه يردد كلمات الصلاة والتسبيح قبل أن يختفي عن الأنظار، وكان استشهاده سنة 308م. استطاع المسيحيون التقاط جسده بعد أن حمله التيار مسافة قصيرة حيث دفنوه، وفي أوائل القرن الخامس أُحضِر رفاته إلى روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوينتا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كانت امرأة مسيحية مؤمنة، ولما صدر الأمر الملكي في عهد الملك ديسيوس عام 250م باضطهاد المسيحيين حُملت بالقوة إلى هيكل الأصنام ليجبروها على عبادته، لكنها رفضت بشدة. ربطوا رجليها وجروها في كل المدينة على الشوارع المرصوفة بالحجارة، ووضعوا جسمها فوق حجارة الطاحون، ثم جلدوها وأرجعوها ثانية إلى هيكل الصنم حيث رجموها هناك حتى نالت إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوينتوس | الولادة: – الوفاة: – كان من سكان فريجية Phrygia، وعند بداية اضطهاد المسيحيين في سميرنا Smyrna – وهو الاضطهاد الذي قُبِض فيه على القديس بوليكاربوس Polycarp فيما بعد – سلَّم كوينتوس نفسه للحاكم من تلقاء نفسه. ولكن فيما بعد حين رأى الوحوش المفترسة، فقد شجاعته وارتد. لذلك تعلَّم المسيحيون أن يرفضوا ويلعنوا اندفاع الإنسان للخطر نتيجة لثقته الزائدة بذاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كوينتينوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كارز ببلاد الغال كان رومانياً وترك موطنه متجهاً إلى بلاد الغال Gaul ليبشر فيها بالمسيحية. اجتاز في البلاد كارزاً إلى أن وصل إلى أميان Amiens في بيكاردى Picardy، حيث مكث هناك مجاهداً بصلواته وأعماله حتى يجعل هذا البلد جزءً من كَرْم الرب، فكانت مكافأته عن ذلك أن نال إكليل الاستشهاد. استشهاده سمع الوالي ركتيوفاروس Rictiovarus بنمو المسيحية في أميان، فأمر بحبس القديس كوينتينوس. وفي اليوم التالي أُحضِر القديس أمام الوالي الذي حاول أن يجتذبه تارة بالوعود وتارة بالتهديد، فلما وجده صامداً أمام كليهما أمر بجلده وحبسه في حبس داخلي مانعاً عنه أية مساعدة أو عون من المؤمنين. ثم أخذ يعذّبه بعد ذلك بأشكال كثيرة: ربط أطرافه وشدّها حتى تمزقت مفاصله، ثم ضربه بأسلاك حديدية حتى تمزق لحمه، ثم سكب زيتاً مغلياً على ظهره، ثم حرق جنبيه بالنار. وبمعونة إلهية أخرجه ملاك من السجن. قُبِض عليه مرة أخرى وهو يكرز في وسط المدينة. وحين ترك الوالي ركتيوفاروس أميان أمر بنقل القديس إلى المكان المسمّى الآن سان كوينتين Saint-Quentin، حيث بدأ هناك سلسلة من الاضطهادات على المسيحيين. أخيراً إذ خجل الوالي من هزيمته أمام شجاعة القديس، أمر بتعذيبه مرة أخرى ثم قطع رأسه بحد السيف، فخرجت حمامة من عنقه متجهة إلى السماء. وإمعاناً في تحقيره ألقوا بجثته في النهر، ولكن المؤمنين أخذوها ودفنوها بإكرام قرب المدينة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيردو | الولادة: – الوفاة: – نشأته معلم غنوصي من رجال النصف الأول من القرن الثاني، عُرف كسابق لمرقيون. يرى القديس أبيفانيوس وفيلاسترPhilaster أنه مواطن سوري، ويرى القديس إيريناؤس أنه جاء إلى روما في أيام أسقفية هيجينوس Hyginus. بدعة أم انشقاق عن الكنيسة يرى القديس ايريناؤس أنه لم يكن في ذهنه أن يقيم فرقة منفصلة عن الكنيسة، إنما جاء إلى الكنيسة وقبل الإيمان علناً، ثم بدأ في نشر تعليمه سراً، بعد ذلك كشف عنه فسحب نفسه عن الكنيسة وأقام فرقة تحمل اسمه. يرفض بعض الدارسين رأى القديس أبيفانيوس بأنه أقام فرقة باسم الكيردونيين Cerdonians، لأن الكتّاب السابقين تحدثوا عنه كشخصٍ، ربما وُجد مجموعة تبعته، لكن سرعان ما انضمت إلى مدرسة مرقيون الذي انضم إلى كيردو فور وصوله إلى روما. تعاليمه لم يترك كيردو أية كتابات له، ولا توجد أية شهادة عن تعليمه سوى ما نعرفه عنه من خلال أتباع مرقيون. ومن الصعب جداً تحديد نقط الاتفاق أو الخلاف بين تعليم كل من كيردو ومرقيون. لم يحاول هيبوليتس (Refutation 10:19) التمييز بين تعاليم كيردو ومرقيون. يقول إيريناؤس بأن كيردو نادى بأن الله الذي تحدث عنه الناموس والأنبياء ليس أب ربنا يسوع المسيح، فإن الأول كان معروفاً والثاني غير معروف، الأول عادل والثاني رحوم. وأشار ترتليان إلى كيردو أربع مرات في عمله ضد مرقيون، بكونه سابق لمرقيون. وبحسب العمل المنسوب لترتليان علَّم كريدو بوجود علّتين وإلهين، واحد صالح والآخر شرير وهو خالق العالم. وأن كيردو نبذ الناموس والأنبياء ومجّد الخالق، وعلم بأن المسيح ابن العلي الصالح لم يأتِ في مادة الجسد بل في مظهر جسدي، ولم يمت حقاً بل تمت قيامة النفس وحدها. وأنه رفض بعض أسفار العهد الجديد مثل أعمال الرسل والرؤيا. واضح أن الكاتب نسب كل تعاليم مرقيون لكريدو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرس الأب | الولادة: – الوفاة: – عندما سُئل الأب كيرس الإسكندري عن فكر الزنى، قال: إن لم يكن عندك فكر، لا يكُن عندك رجاء. وإن لم يكن عندك أفكار، فعندك عمل. وهذا يعني أن من لا يحارب الخطيئة في الفكر ويعارضها ويقاومها، فإنه يمارسها جسدياً، لأن من يعمل لا تزعجه الأفكار. سأل الشيخ الأخ قائلاً: تُرى هل أنت معتاد على مقابلة النساء؟ أجابه الأخ: كلا، لأن أفكاري هي مصور حديث وقديم، وتزعجني ذكريات المرأة وصورتها. فقال الأب: لا تكن من الأموات خائفاً، إنما تحاش الأحياء، وأطل صلاتك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس أسقف أورشليم القديس | الولادة: 315 الوفاة: 386 قس الموعوظين وُلد بأورشليم أو بإحدى قراها عام 315م. سيّم شمّاساً سنة 335م ثم قسّاً سنه 345م. وبالرغم من حداثة القس كيرلس عهد إليه الأسقف مهمة تعليم الموعوظين لتأهيلهم لنوال سرّ المعمودية، كما جعله يعظ في أيام الآحاد والأعياد. سيامته أسقفاً اُختير هذا الأب في سنة 348م خلفاً للأنبا مكسيموس أسقف أورشليم نظراً لعلمه وتقواه بواسطة أكاكيوس أسقف قيصرية. وللأسف إذ كان أكاكيوس أريوسياً حامت الشكوك حول كيرلس. لكن سرعان ما دخل في صراع مع أكاكيوس والأريوسيين مدافعاً عن التعاليم النقية الخاصة بلاهوت السيد المسيح. منازعات بينه وبين أكاكيوس أسقف قيصرية لم يلبث على كرسيه طويلاً حتى حصلت منازعات بينه وبين أكاكيوس أسقف قيصرية فيمن منهما له حق التقدم على الآخر، وكانت حجّة كيرلس في ذلك أنه خليفة القديس يعقوب أحد الاثنى عشر رسولاً. حدث أن انتهز أكاكيوس فرصة بيع الأنبا كيرلس لأواني الكنيسة وإنفاقها على المعوزين على أثر مجاعة شديدة حلت بفلسطين، فبذل المساعي هنا وهناك حتى حصل على أمر بنفيه من البلاد، فنُفي ولم يستمع أحد إلى دعواه. وفى سنة 359م استأنف دعواه أمام مجمع سلوكية فدعا المجمع أكاكيوس ليسمع منه حجته فلم يحضر، فحُكم عليه بالعزل، وطلب إعادة كيرلس إلى كرسيه فعاد. لم يمكث طويلاً لان أكاكيوس أغرى الملك قسطنطس بعقد مجمع في القسطنطينية، وشايعه الأساقفة الأريوسيون فعُقد هذا المجمع في سنة 360م وأصدر أمره بعزل هذا القديس مرة ثانية. ولما مات قسطنطس وخلفه يوليانوس أمر بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم، فعاد هذا القديس إلى كرسيه سنة 362م وأخذ يرعى شعبه بأمانة واستقامة. لأنه كان يقاوم الأريوسيين سعوا إلى الملك فالنس الأريوسي حتى أبطل أمر يوليانوس سلفه القاضي بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم، وهكذا عزل هذا القديس للمرة الثالثة فبقى منفياً إلى أن مات فالنس في سنة 379م. ولما تملّك ثيؤدوسيوس الكبير وجمع مجمع المائة والخمسين على مقدونيوس، حضر فيه هذا الأب وقاوم مقدونيوس وسابيليوس وغيرهما من المبتدعين، تنيّح بسلام سنة 386م. كتاباته تعتبر أهم كتاباته “مقالاته للموعوظين”، وهي 24 مقالاً، الأولى مقدمة و23 أخرى. من هذه المقالات 18 أُلقيت في فترة الصوم على المستعدين للعماد، ربما عام 350م، في كنيسة القبر المقدس. أُلقيت شفاهاً وسجّلها أحد السامعين. هذه المقالات لها أهميتها العظمى كشاهد لطقس المعمودية ومفهومها اللاهوتي في القرن الرابع. أما المقالات الخمس فقد أُلقيت على المعمّدين حديثاً خلال الأسبوع الأول من عيد القيامة، تشرح ليتورجية الأسرار الثلاثة التي تمتّعوا بها في ليلة العيد وهي: العماد والميرون والتناول. نسب البعض هذه المقالات الخمس للأسقف يوحنا خليفة القديس كيرلس الأورشليمي غير أن Quasten يرى أنها من عمل القديس كيرلس الأورشليمي، ومراجعة خليفته. من كتاباته آمن أن ابن الله الوحيد قد نزل إلى الأرض من أجل خطايانا، أخذ الناسوت خاضعاً لمشاعرنا، مولودًا من العذراء القديسة بالروح القدس. لم يكن هذا مظهراً أو تخيلاً بل حقيقة، فإنه لم يجتز في العذراء كما من قناة، بل بحق أخذ منها جسداً وتقوّت بلبنها. أكل كما نأكل، وشرب كما نشرب نحن! فلو كان التجسد خيالاً لكان خلاصنا أيضاً خيالاً . استخدم الشيطان الجسد سلاحاً ضدنا (رو23:7). هكذا نحن قد خلصنا بذات الأسلحة التي حاربنا بها الشيطان، إذ أخذ الرب شبهنا ليُخلص الطبيعة البشرية. صار مثلنا حتى يهب فاقدي النعمة نعمة عظيمة، ويصير الإنسان الخاطئ شريكاً لله! لأنه حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً. تألم الرب عنا، لكن لو عرفه الشيطان لما تجاسر للاقتراب منه، “فإنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد”. لقد صار جسده مصيدة للموت، حتى إذ أمل الوحش أن يبتلعه، أخرج أيضاً من أحشائه الذين سبق فابتلعهم. فإن الموت إذ تقوّى ابتلعنا، لكن الله يمسح كل دمعة من كل وجه . لا تعجب أن العالم كله يخلص، فإنه ليس إنساناً مجرد بل هو ابن الله الوحيد، الذي مات عن العالم. حقًا إنه بخطية واحد، أي آدم، ملك الموت على العالم، فإنه إن كان بمعصية واحدٍ ملك على العالم، فكم بالأحرى تملك الحياة ببر واحدٍ؟! إن كانوا قد طُردوا من الفردوس بسبب الشجرة التي أكلوا منها أليس من الأسهل أن يدخل المؤمنون الفردوس بسبب شجرة يسوع؟! إن كان الإنسان الأول، الذي وجد من الأرض، جلب العالم للموت أليس بالأولى يجلب خالقه الحياة الأبدية إذ هو نفسه الحياة؟! إن كان فينحاس في غيرته رد غضب الله بقتله فاعليّ الشر (عد 6:25-12)، كم بالأحرى يسوع الذي لم يقتل آخر بل “أسلم نفسه فدية” ينزع غضب الله عن الإنسان؟! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس أسقف إنطاكية الشهيد | الولادة: – الوفاة: – خَلَف تيمايوس Timaeus على كرسي إنطاكية سنة 283م، واستمر على الكرسي حتى سنة 304م حين خَلَفه تيرانوس Tyrannus. حسب التقليد الغربي استشهد القديس كيرلس في زمن حكم الإمبراطور دقلديانوس، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الثاني والعشرين من شهر يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس الأول البابا الرابع والعشرون | الولادة: 375 الوفاة: 444 وهو الملقب “كيرلس الكبير” وأيضاً “كيرلس عامود الدين”. ارتبط اسم القديس كيرلس أبديًّا بالصراع الثاني العظيم في اللاهوتيات الخاصة بالسيد المسيح، قاد إلى عقد المجمع المسكوني الثاني في أفسس عام 431، وإدانة نسطور بطريرك القسطنطينية. ويعتبر أحد الأباء البارزين ولاهوتي الكنيسة، ونُدين له أكثر من أي لاهوتي آخر، فقد أدرك التجسد بفكر آبائي. ✝️نشأته لا نعلم عن حياته الكثير وخصوصاً في سنواته المبكرة الأولى. عاش جدّاه الغنيّان التقيّان في ممفيس في مدينة أركاديا (حالياً ميت رهينة جنوب الجيزة). ولما تنيّحا اهتمّت مربية أثيوبية وثنية، ولكنها كانت بقلبها محبة للمسيحية، بالطفلين: ثاؤفيلس وأخته الأصغر منه والدة القديس كيرلس. رافقتهما إلى هيكل أرتيموس وأبوللون، وعند وصولهم سقطت الأوثان فارتعبت المربّية. هربت إلى الإسكندرية حيث التقت بالقديس أثناسيوس الذي روى لها ما حدث معها في الهيكل فقبلت الإيمان واعتمدت مع الطفلين. سيم ثاؤفيلس بابا الإسكندرية، وعاشت أخته في بيت للعذارى حتى تزوجت برجلٍ تقيٍ من محلة البرج (ديدوسقيا) شمال المحلة الكبرى. وُلد كيرلس ما بين سنتي 375 و380م، ونال قسطاً وافراً من العلوم الكلاسيكية واللاهوتية حيث كانت الإسكندرية مركزاً عظيماً للتعليم. هذا بجانب ما تمتع به من تعاليم على يديّ خاله، فشبّ على معرفة العلوم الدينية والشغف بقراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم، كما كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها. ألحقه خاله بالمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية لدراسة العلوم الفلسفية التي تعينه على الدفاع عن المسيحية ضد الهراطقة والمبتدعين، فتمكن من دراسة جميع العلوم الدينية والفلسفية، وتهذب بكل العناية الفائقة منذ الصغر وحتى تخرجه. في برية الإسقيط لم يكتفِ خاله بذلك بل أرسله إلى البرية في جبل النطرون إلى دير أبي مقار، حتى يتتلمذ على الأنبا سيرابيون تلميذ الأنبا مقاريوس الذي أوصاه بأن يقوم بتهذيبه بكل العلوم الكنسية والنسكية. ومكث بالفعل مع أستاذه مدة خمس سنوات في جبل نتريا، تمكن خلالها من التهام كتب الكنيسة وأجاد بإتقان كل علوم الكنيسة، وأعطاه الرب نعمة وفهماً عجيباً حتى كان إذا قرأ كتاباً مرة واحدة حفظه عن ظهر قلب. يقول: “في وقتٍ مبكرٍ تعلمت الكتب المقدسة، وتدرّبت على أيدي آباء قديسين أرثوذكس”. هنا يقصد بالآباء “الرهبان”. 🕍 سيامته شماساً ثم قساً بعد كل هذه الدراسات عاد إلى الإسكندرية حيث خاله الذي امتدح نبوغه العظيم المبكّر، وعلى الفور قام بسيامته شمّاساً. وقد كان القديس كيرلس إذا ما وقف ليرتل الإنجيل تمنى المؤمنون ألا ينتهي من القراءة لرخامة صوته. سامه بعد ذلك قساً، وكلّفه بالقيام بالوعظ رغم صغر سنه، فحاز إعجاب السامعين ونال رضى جميع الكهنة والعلماء في جيله، حيث برع في فهم الأسفار المقدسة وشرحها بطريقة عجيبة. كان يرافق البابا في الاجتماعات الهامة حتى في مجمع السنديان بالقرب من خلقيدونية حيث دين القديس يوحنا ذهبي الفم عام 403م. ⛪ سيامته بطريركاً ما كاد العرش المرقسي يخلو بنياحة البابا ثيؤفيلس في 18 بابة سنة 129ش الموافق 15 أكتوبر سنة 412م، حتى قال الشعب القبطي كلمته وأجمع الإكليروس على انتخاب القس كيرلس ليخلفه على العرش. أجمع الكل على تتويجه بطريركًا بعد يومين فقط من نياحة خاله، فجلس على الكرسي في 21 بابة سنة 129ش الموافق 18 أكتوبر سنة 412م في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير. حسب الطقس القبطي زار البابا دير القديس مقاريوس الكبير حيث خدم أول قداس إلهي بعد سيامته. 🌟 قضية القديس يوحنا ذهبي الفم في بداية عهده كبطريرك كان البابا كيرلس متأثراً بالقضية التي ثارت بين خاله البابا ثيؤفيلس وبين القديس يوحنا ذهبي الفم، فعكف على دراسة هذه القضية وهو يعرف أن خاله كان قد ندم على إصداره حكم النفي على ذهبي الفم، وظهر ندمه هذا في آخر حديث له قبيل انتقاله من هذا العالم. وأخيراً بإرشاد الروح القدس قام بإلغاء الحرْم الذي كان قد أصدره البطريرك ثيؤفيلس ضد القديس يوحنا الذهبي الفم، كما قام بتكريم القديس يوحنا ذهبي الفم والاعتراف بفضله أمام الجميع، وأشاد بمؤلفاته الكثيرة ذات القيمة العظيمة، كما أنه أثناء قيام البابا كيرلس بتدوين قداس القديس مرقس الرسول دوَّن اسم القديس ذهبي الفم في قائمة أسماء القديسين الذين يُذكَرون فيه، وهكذا وضع البابا كيرلس حداً نهائياً لهذه القضية. ⚔️ الدفاع عن الإيمان المستقيم ارتبط اسم البابا كيرلس الإسكندري بالدفاع عن الإيمان المستقيم، وقد واجه المشكلات الهامة التالية: – كتابات يوليانوس الجاحد: الذي وضع ثلاثة كتب ضد المسيحية “ضد الجليليين” طعن فيها في ألوهية السيد المسيح وشكّك في أقواله وتعاليمه ومعجزاته. فقام البابا كيرلس بالرد على هذه الأقوال وفنّدها كلها، وذلك في ثلاثين كتاباً حرّرها سنة 433م، ولا تزال عشرة كتب موجودة من الثلاثين. ولم يكتفِ بذلك بل كتب للإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير يطلب منه جمع كل نسخ كتب يوليانوس وحرقها فكان له ما أراد. – إتباع نوفاتيوس الهرطوقي قس كنيسة روما الذي كان يرفض توبة من جحد الإيمان أثناء الاضطهادات، فأوضح البابا كيرلس فساد هذا المعتقد، وأمام إصرارهم على رأيهم اضطر البابا أخيراً أن يطردهم من الإسكندرية. – ثورة اليهود على المسيحيين حين رأوا انتشار المسيحية السريع فقاموا بأعمال قتل وعنف ضدهم. فقد أشاع اليهود أن إحدى الكنائس قد استعلت بها النيران، وإذ اجتمع مسيحيون حولها لإطفائها قاموا بقتلهم. قابلها المسيحيون من جهتهم بمحاولات عنف مضاد حاول البابا منعها، ولما لم يستطع استأذن الإمبراطور وطرد اليهود من المدينة دون سفك أي دماء، وبهذا انتهت الجالية اليهودية بالإسكندرية. بسبب جهاده غير المنقطع ضد ما تبقّى من وثنية أُتهم بالمسئولية عن قتل الفيلسوفة هيباتيا التي كانت تتبع الأفلاطونية الحديثة، وكانت صديقة والي المدينة أورستيوس، فيقول سقراط أنها ماتت بطريقة بشعة على أيدي بعض المسيحيين في مارس سنة 415م. 4. أهم مشكلة واجهها البابا كيرلس كانت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي نادى بأن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم. اهتم البابا بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤتوكوس أي والدة الإله، ليس باعتباره لقباً لمجرد تكريمها إنما لأنه يحمل إعلاناً لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه بشأن اتحاد لاهوته بناسوته، مؤكداً أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي اختاره أثناسيوس الرسولي. ✨ نسطور يعلن عقيدته بدأت المعركة بوضوح عندما كرز كاهنه أنسطاسيوس القادم من إنطاكية أمام القديس كيرلس في ديسمبر 428م، قائلاً: “لا يدعو أحد مريم ثيؤتوكوس، لأن مريم كانت امرأة، ويستحيل أن يُولد الله من امرأة”. أعلن نسطور موافقته على هذا التعليم علانية، وقدم بنفسه مجموعة عظات ميّز فيها بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه. فهو يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: ابن مريم وابن الله ، اتحدا ليس أقنوميّاً بل على مستوى أخلاقي. لهذا لا يُدعى المسيح “الله” بل “ثيؤفورن”، أي “حامل الله”، وذلك كما يمكن أن يُسمى القديسون من أجل النعمة الإلهية الموهوبة لهم. وبالتالي فإن مريم ليست والدة الإله بل والدة الإنسان يسوع الذي سكنه اللاهوت. انتقد نسطور وأتباعه المجوس لسجودهم للطفل يسوع، كما كرزوا بأن اللاهوت انفصل عن الناسوت في لحظة الصليب. 🏥 الرسالة الفصحية لسنة 429م انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 429م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفنّد هذه البدعة دون الإشارة إلى اسمه. وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله. وأمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده عقد البابا كيرلس مجمعاً مكانياً في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه وأرسل تقريراً بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسباً إياه رجلاً فاضلاً عالماً. وأخيرًا قام البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح كما قدم البابا كيرلس اثني عشر بنداً شرح فيها العقيدة المسيحية السليمة وحرم فيها كل من يتعداها، وهي التي سُميت فيما بعد “الحرومات الإثني عشر”. إلا أن نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين: الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه، والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور. وأمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن يجمع مجمعاً لدراسة الأمر، فاستجاب الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147ش الموافق 7 يونيو سنة 431م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدمة قانون الإيمان. بعد انتهاء المجمع عاد البابا كيرلس إلى مدينته الإسكندرية، فخرج الشعب كله لاستقبال باباه الحبيب، وعاش بعدها البابا حوالي أربعة عشر عاماً ثم تنيح بسلام في 3 أبيب سنة 160ش الموافق 10 يوليو سنة 444م. تعيّد له الكنائس التي تتبع الطقس البيزنطي في 27 يونيو، والكنيسة الرومانية اللاتينية (الكاثوليكية) في 28 يناير، والكنائس الغربية في 15 أكتوبر وهو يوافق يوم ارتقائه للسُدّة المرقسية الرسولية. 📚 كتاباته تعتبر كتابات القديس كيرلس من أعظم ما ورد في الأدب المسيحي المبكر، فهي تكشف عن عمق في الفكر، وغنى في الآراء، وتحمل براهين ثمينة وواضحة تؤكد ما للكاتب من قدرة على البصيرة والجدل تجعل كتاباته من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي. كرّس كتاباته للتفسير والجدل ضد الأريوسيين حتى سنة 428م، بعد هذا تحوّلت بالكامل إلى تفنيد الهرطقة النسطورية. يمكن الرجوع إلى كتاباته وشخصيته في كتابنا: “الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة علم ولاهوت، 1986م، فصل 13. من كتاباته التمايز بين طبيعتي السيد المسيح بالفكر فقط: نص القديس كيرلس صراحةً على أن رؤية الطبيعتين في السيد المسيح ممكنة فى الفكر فقط وليس فى الواقع، لأن المسيح غير منقسم إلى طبيعتين من بعد الاتحاد. لذلك، بفهمنا وبتأمل عيون النفس فقط فى الكيفية التى تأنس بها الابن الوحيد، نقول أنه توجد طبيعتان اتحدتا، لكن نقول أن المسيح الابن والرب هو واحد، هو كلمة الله الآب المتأنس والمتجسد”. (فقرة 7 من الرسالة 45 إلى الأسقف سكسينسوس Succensus) عندما تفحص طريقة التجسد بدقة يرى العقل البشري بلاشك الاثنتين (أى الطبيعتين) مجتمعتين معاً بطريقة تفوق الوصف وبلا اختلاط فى اتحاد. إلا إن العقل لا يقسمهما على الإطلاق بعد أن اتحدتا بل يؤمن ويعترف بقوة أن الواحد من الاثنتين هو إله وابن ومسيح ورب.(فقرة 15 من رسالته 40 إلى أكاكيوس أسقف ميليتين) ولذلك نقول أن الطبيعتين اتحدتا، ومنهما نتج ابن ورب واحد يسوع المسيح، كما نقبل فى أفكارنا، لكن بعد الاتحاد، إذ قد زال الآن التفريق إلى اثنتين، نؤمن أنه توجد طبيعة واحدة للابن كواحد، واحد تأنس وتجسد. (فقرة 14 من رسالة 40) دعهم إذاً لا يقسمون لنا الابن الواحد، جاعلين الكلمة والابن الواحد على حدة، ويفصلون عنه الإنسان الذي من امرأة – كما يقولون – بل فليعرفوا بالأحرى أن الله الكلمة لم يكن متصلاً بإنسان، بل أعلن أنه تأنس “معيناً نسل إبراهيم” بحسب الكتاب المقدس، وصار “يشبه اخوته” (عب 2 :17) “فى كل شئ فيما عدا الخطية” (قارن عب 4 : 15؛ 2 كو5 : 21) وهذا الشبه التام كان من اللائق أن يأخذه، وفوق كل التشابهات الأخرى “يأخذ شبهنا فى” ميلاده من امرأة، والذي (أي الميلاد) يُعد فينا (نحن البشر) لائقاً بالطبيعة البشرية ومثلنا، لكن فى الوحيد الجنس، يُفهم (الميلاد) أنه أعمق وأعظم من هذا، لأن الله صار جسدًا، وبالتالي العذراء القديسة تُدعى والدة الإله (ثيؤتوكوس Theotokos ). إذا كانوا يقولون أن الله والإنسان باجتماعهما معاً كوّنا المسيح الواحد الذي فيه أقنوم (hypostasis) كل منهما محفوظ بغير اختلاط ولا امتزاج ولكن يُميز بالعقل، فمن الممكن أن نرى أنهم لا يفكرون ولا يقولون أى شئ صحيح في هذا. (فقرتان 4، 5 رسالة رقم 50 إلى فاليريان أسقف أيقونية). مصدر آخر كيرلس الأول (بابا الإسكندرية) ✝️ النشأة والتكوين كيرلس الأوّل (376 – 27 يونيو 444 م) البابا السكندري والبطريرك الرابع والعشرون، والملقَّب «عمود الدِّين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسيَّة». كان ابن أخت ثاوفيلس (بابا الإسكندريَّة) (رقم 23)، وتربَّى عند خاله في مدرسة الإسكندريَّة، وتثقَّف بعلومها اللاهوتيَّة والفلسفيَّة اللازمة للدفاع عن الدِّين المسيحي والإيمان الأرثوذكسي. أرسله خاله إلى دير القدِّيس مقار في البريَّة، فتتلمذ هناك على يد المعلِّم صرابامون، وقرأ له سائر الكتب الكنسيَّة وأقوال الآباء، وروَّض عقله بممارسة أعمال التقوى مدَّةً من الزَّمان. ⛪ بدايات الخدمة ثم بعد أن قضى في البريَّة خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف. وبعد ذلك أُعيدَ على يد الأسقف إلى الإسكندريَّة، ففرح به خاله ورسمه شماسًا، وعيَّنه واعظًا في الكنيسة الكاتدرائيَّة، وجعله كاتبًا له. ⚔️ الصراع مع الوثنيَّة واليهود ولمّا تُوفِّي خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش (15 أكتوبر 412 م) أُجلِسَ هذا الأب خلفه في 20 بابه 128 ش (17 أكتوبر سنة 412 م)، ووجَّه اهتمامه لمناهضة العبادة الوثنيَّة والدفاع عن الدِّين المسيحي. وبدأ يردّ على أفكار الإمبراطور يوليانوس في مصنَّفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشَّباب الوثنيِّين، باعتقاد أنَّها هدمت أركان الدِّين المسيحي. فقام البابا كيرلس بالرَّدِّ عليها، وقام بمناوئة أصحاب الفكر غير الأرثوذكسي حتَّى تمكَّن من قفل كنائسهم والاستيلاء على مقتنياتها الذَّهبيَّة. ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندريَّة، فقام قتال وشغب بين اليهود والمسيحيِّين، وتسبَّب عن ذلك اتِّساع النِّزاع بينه وبين الوالي. ومن خلال عداوته لأوريستيس ارتبط اسم كيرلس الأوّل باغتيال هيباتيا الفيلسوفة والرِّياضيَّة الأفلاطونيَّة المحدثة التي كانت على علاقة طيِّبة بأوريستيس. 📜 الصراع النسطوري ولمّا قام نسطور بنشر فكره بأنَّ العذراء هي والدة المسيح وليست والدة الإله، اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكوَّن من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثَّاني الشهير بالصغير. فرأس القدِّيس كيرلس بابا الإسكندريَّة هذا المجمع وناقش نسطور وهدَّده بالحرم والإقصاء عن كرسيِّه إن لم يرجع عن آرائه. وكتب حينئذٍ الإثني عشر فصلًا عن الإيمان الأرثوذكسي، رافضًا فكر نسطور. وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك أنطاكية وبعض الأساقفة الشَّرقيِّين منتصرين لنسطور، ولكنَّهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك. وانتصر كيرلس على خصومه، وقد وضع كثيرًا من المقالات والرَّسائل شارحًا فيها «أنَّ الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسِّد»، وحرَّم كل من يفرِّق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي. ونُفِيَ الإمبراطور نسطور في سنة 435 م إلى البلاد المصريَّة، وأقام في أخميم حتَّى تُوفِّي في سنة 440 م. 📖 الأعمال والتأليف ومن أعمال البابا كيرلس شرح الأسفار المقدَّسة. وفي نهاية حياته مرض قليلًا، وتُوفِّي بعد أن أقام على الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيّام. ⚰️ مقتل هيباتيا كان حاكمُ الإسكندريَّة أوريستيس يقدِّم دعمًا لهيباتيا، والتي كانت عالمةَ فلكٍ وفيلسوفةً وعالمةَ رياضياتٍ، والتي كان لها تأثيرٌ واسعُ النطاقِ في مدينةِ الإسكندريَّة. كما كان العديدُ من الطلَّاب من العائلات الثريَّة والمؤثِّرة في الإسكندريَّة يسعى لتلقّي دراستِه مع هيباتيا، والعديدُ من هؤلاء لاحقًا تقلَّدوا الوظائفَ المرموقةَ في كلٍّ من الحكومةِ والكنيسةِ. اعتقد العديدُ من المسيحيِّين أنَّ تأثيرَ هيباتيا قد جعل أوريستيس يرفضُ العروضَ التي تقدَّم بها كيرلس. فيما يعتقدُ المؤرِّخون في العصر الحديث أنَّ أوريستيس قد رسَّخ علاقتَه مع هيباتيا لتعزيز العلاقة مع المجتمع الوثني في الإسكندريَّة، كما فُعِلَ ذلك مع اليهود من قبل، وذلك لتحسينِ التَّعامل في ظلِّ الحياة السياسيَّة الصَّعبةِ المتمثِّلةِ في العاصمةِ المصريَّة. قام حشدٌ من الغوغاءِ المسيحيِّين، ربَّما بقيادة مجموعة «أُخوة مسيحيَّة»، بالإمساكِ بهيباتيا من عربتها وقتلِها بوحشيَّة، حيث قُطِّع جسدُها إربًا وحُرِقَت قِطَعٌ منه خارجَ أسوارِ المدينة. 📚 انعكاسات ومواقف تذكُرُ دراساتٌ حديثةٌ أنَّ موتَ هيباتيا كان نتيجةً للصِّراع بين فصيلين مسيحيَّين: أوريستيس، والذي كان يحظى بدعمٍ من هيباتيا، وكيرلس الأوّل. ووفقًا لكاتب المعاجم وليام سميث «فإنَّها اتُّهِمَت بكثيرٍ من الأُلْفَةِ مع أوريستيس، حاكمِ الإسكندريَّة، لِتَنتشرَ هذه التُّهمةُ بين رجالِ الدِّين، الذين حملوا فكرةَ أنَّها أوقفت الصَّداقةَ بين الحاكمِ أوريستيس ومطرانِهم كيرلس الأوّل». 📖 كتاباته تُقسَّم كتابات القدِّيس كيرلس إلى كتاباتٍ تفسيريَّةٍ للعهدين القديم والجديد، وأخرى عن عقيدة الثالوث ضدَّ الأريوسيِّين، وأيضًا كتاباته بخصوص الصِّراع النَّسطوري، بالإضافة إلى رسائله الكثيرة ورسائله الفصحيَّة كذلك التي كانت من عادة أساقفة الإسكندريَّة. كما يُعرَف بالتَّعديلات التي أضافها على قدَّاس القدِّيس مرقس الرَّسول، فصار يُطلَق عليه القدَّاس الكيرلسي. ✍️ أعماله التفسيريَّة السجود والعبادة بالرُّوح والحق، وهو مكتوبٌ في صورةِ الحوار. التَّعليقات اللَّامعة المعروف بالجلافيرا Glaphyra، وينقسم إلى أجزاءٍ موزَّعةٍ ومخصَّصةٍ لأسفار موسى الخمسة. تفسير سفر إشعياء. تفسير الأنبياء الإثني عشر الصِّغار. تفسير إنجيل متَّى (مفقود). تفسير إنجيل لوقا. تفسير إنجيل يوحنَّا. يوجد أيضًا شذرات من كتبٍ تفسيريَّةٍ مفقودةٍ لأسفار أخرى. 📜 أعماله العقائديَّة كتاب الكنوز في الثالوث. كتاب حوار حول الثالوث. ⚔️ أعماله المرتبطة بالهرطقة النسطوريَّة الكتب الخمسة Tomes ضدَّ تجاديف نسطور. في الإيمان القويم، ثلاثة مقالات: المقالة الأولى موجَّهة إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثَّاني. الثانية إلى أركاديا ومارينا. الثالثة إلى بوليخاريا وإفدوكسيا. الحرومات الإثنا عشر، وهي التي أرسلها كيرلس باسم المجمع المقام في مدينة الإسكندريَّة في الرِّسالة الثَّالثة لنسطور، ورقمها 17 بين رسائل القدِّيس كيرلس، وقد صُدِّقَ عليها فيما بعد في مجمع أفسس المسكوني. ثلاثة مقالات دفاعًا عن الحرومات الإثني عشر: شرح الحرومات الإثني عشر (بعد مجمع أفسس). دفاع ضدَّ ثيؤدوريت أسقف قورش (انظر: ثيودوريطس) الذي كان قد فَنَّدَ الحرومات الإثني عشر (قبل مجمع أفسس). دفاع ضدَّ أندراوس الساموساطي، أو ضدَّ الأساقفة المشرقيِّين (قبل مجمع أفسس). وكان ثيؤدوريت وأندراوس كلاهما قد كتب تفنيدًا لحرومات القدِّيس كيرلس بناءً على طلب يوحنَّا أسقف أنطاكية، الذي اصطلح مع كيرلس في نهاية الأمر. 🏛️ دفاعاته دفاع موجَّه إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وفيه يشرح ويبرِّر موقفه قبل وأثناء مجمع أفسس. شرح أو تعليم Scholia Σχόλια عن تجسُّد الابن الوحيد. حوار عن تجسُّد الابن الوحيد. مقالة في أنَّ المسيح واحد. ضدَّ الذين يُنكرون أنَّ العذراء القدِّيسة هي والدة الإله. ضدَّ ديودور (الطَّرسوسي) وثيؤدور (الموبسويستي)، وهما معلِّما نسطور. كتاب ضدَّ القائلين باختلاط الجواهر. إجابات إلى طيباريوس. إجابات عقائديَّة. إجابات إلى كالوزيريوس Calosirius. يُذكَر أيضًا بين أعماله كتابه ضدَّ يوليانوس الإمبراطور الجاحد (انظر: يوليان المرتد) ومجموعة عظات. ✉️ رسائله أمّا عن رسائله، فله 110 رسالة متفرِّقة منشورة في ترجمةٍ إنجليزيَّةٍ منه وإليه، ومنها ما هو مزوَّر. تحوي الرَّسائل كثيرًا من التَّفاصيل عن قضيَّة نسطوريوس، ومنها رسائل متبادلة بين كيرلس ونسطور، وقد ترجمها الدُّكتور جوزيف موريس فلتس والدكتور موريس تاضروس إلى العربيَّة. ومن أهم تلك الرَّسائل بالنسبة للنسطوريَّة: رسائل من وإلى نسطور، تشغل الأرقام من 1–7. الرِّسالة المجمعيَّة باسم مجمع إسكندريَّة إلى نسطور، وتحتوي الحرومات الإثني عشر، وهي الرِّسالة 17. الرِّسالة 39 إلى يوحنَّا الأنطاكي، المعروفة بصيغة الوحدة Formula of the reunion، أُرسِلَت عام 433. الرِّسالة 40 إلى أكاكيوس أسقف ميليتن Melitene. الرِّسالة 44 إلى أفلوجيوس Eulogius. الرِّسالتان الأولى والثَّانية لسوكّينسوس Succensus، وتشغلان 45 و46. الرِّسالة 50 إلى ڤاليريان أسقف أيقونيَّة. الرِّسالة 55 في شرح قانون الإيمان. كذلك له 29 رسالة فصحيَّة من العام 414 حتَّى 442. 🌍 أثر كتاباته وترجماته جديرٌ بالذِّكر أنَّ ترجمة أعمال القدِّيس كيرلس إلى العربيَّة لم تبدأ في العصر الحديث فقط، خاصَّةً بواسطة المترجمين في المركز الأرثوذكسي للتراث الآبائي، بل توجد ترجمات قديمة عديدة، والأرجح أنَّها تمَّت عن القبطيَّة وليس عن اليونانيَّة مباشرةً. ونجد اقتباسات كثيرة جدًّا من أعمال القدِّيس كيرلس الأصيلة في كتاب اعترافات الآباء وأيضًا عند ساويرس بن المقفَّع. وترجع أهميَّة كتابات القدِّيس كيرلس إلى النِّزاع المستمر الذي يرجع لمجمعي أفسس وخلقيدونيَّة في القرن الخامس بين اليعاقبة والملكيِّين والنَّساطرة، والذي لعب فيه كيرلس بابا الإسكندريَّة دورًا بالغ الأهميَّة في حسم التَّعبيرات الإيمانيَّة التي التزمت بها الكنائس الأرثوذكسيَّة، مرورًا بالأنبا ساويرس الأنطاكي الذي اعتمد على تعاليم كيرلس بشكلٍ أساسي. ⛪ الاهتمام الغربي أمّا في الغرب فلم يزدد الاهتمام بأعمال كيرلس بشكلٍ ملحوظ قبل النِّزاع بين الرُّوم الكاثوليك والأرثوذكس اليونانيِّين حول انبثاق الرُّوح القدس. وقد لجأ الكاثوليك إلى أعمال القدِّيس كيرلس لأنَّهم رأوا فيه شاهدًا من الآباء اليونانيِّين الكبار على انبثاق الرُّوح القدس من الآب والابن. وفي القرن التَّاسع عشر أعلن البابا الرُّوماني ليون الثَّالث عشر اعتبار القدِّيس كيرلس معلِّمًا للكنيسة الجامعة (Doctor of the Church). 🤝 كيرلس والوحدة الكنسيَّة وفي العصر الحالي، مع ازدياد اتِّجاهات المسيحيِّين حول العالم ناحية الوحدة الكنسيَّة وإزالة الشِّقاقات، ما زالت تعاليم القدِّيس كيرلس تُعتبَر أرضيَّةً مشتركةً لتعاليم الكنائس الخلقيدونيَّة واللاخلقيدونيَّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس الثالث البابا الخامس والسبعون | الولادة: – الوفاة: 1243 خلاف حول سيامته انتقل البابا يوأنس السادس إلى دار البقاء حزناً على تحوّل أهل الخمس مدن الغربية عن المسيحية، رغم أنه رسم لهم أسقفاً، وقد تنبأ هذا البابا البسيط قبل نياحته بأن أوجاعاً ستحل بالبلاد والعباد، حتى يقيم الرب لهم رجلاً يأتي من حيث لا يدرون، وفعلاً تمّ ما تنبأ به بعد أن ظل الكرسي البابوي شاغراً بعده لمدة عشرين عاماً. سعى أبو الفتوح المعروف باسم ابن الميقات العامل في ديوان الجيوش أيام الملك على ترشيح قس اسمه داود، ويُعرَف باسم ابن لقلق من أهل الفيوم، كان متبحّراً في العلوم الدينية، رغم أن البابا الراحل انتقل وهو غير راضٍ لا عن أبي الفتوح ولا عن داود الذي كان يقيم عنده. ذلك لأنه في أثناء حبرية البابا يوأنس خلى كرسي أثيوبيا وجاء رسول منها يطلب رسامة مطراناً، فحمل أبو الفتوح إلى الملك العادل مالاً كثيراً لكي يأمر البطريرك برسامة داود مطراناً للحبشة، وردّ البطريرك أن داود لا يصلح. ولما تنيح البطريرك سعى أبو الفتوح ثانياً لتقديم داود بطريركاً، واجتمع بجماعة من الكتاب والأراخنة وبعض الأساقفة ولكنه لم يقدر على جمع الكل على رأي واحد رغم أنه استكتب بعض الأساقفة طلباً إلى السلطان من أجل هذا الهدف، ولم يرضَ السلطان إذ كان يميل إلى ترشيح حبيس إبيار الراهب الذي شفاه من مرض اعتراه، ولكن أبو الفتوح طلب عدم إقلاق الراهب في وحدته. سعى من أهل القاهرة إلى مقر السلطان رجل اسمه أسعد بن صدقة رافضاً فكرة سيامة داود لئلا “يفسد ديننا ويجعل قبط ديار مصر كلهم رومان ويخرج مصر من أيدي المسلمين”، فأرسل الملك الكامل إلى والي مصر يحذره من إقامة داود بطريركاً بغير أمره وإلا شنقه. ولما مات الكامل خرج العادل إلى الإسكندرية فاستأذنه أبو الفتوح في رسامة داود فوافق. في الوقت الذي كان فيه ابن صدقة يدبر الأمر بعدم سيامة داود كان أبو الفتوح مهتماً بتنفيذ السيامة بعجلة، فأسرع بأخذ داود بن لقلق من القاهرة إلى مصر القديمة في فجر يوم الأحد. وكان قد سبق فحجز الأساقفة في بيته ليقوموا بالسيامة رغماً عنهم، اعتماداً على الأمر الذي أخذه من الملك. عاد فتشكك الملك في أمر أبي الفتوح وأرسل جنوداً يستدعون الأساقفة المحجوزين ليقف منهم على حقيقة الأمر. بينما كان أبو الفتوح ومعه داود في طريقهم للسيامة التف حولهم جمع كثير، فهجم الجند عليهم وضربوهم ضرباً مبرحاً. وفرّقوا شملهم وكادوا يفتكون بداود، لكنه هرب واختفى. أسرع الجند إلى كنيسة المعلقة وأمروا الأساقفة بالخروج فوراً من الكنيسة والذهاب إلى القاهرة كأمر الملك ليتحقق جلية الأمر، وإذ سمعوا هذه الدعوة وجدت تجاوباً في أعماقهم نظراً لمضايقة داود وأبى الفتوح لهم وإلحاحهم بسرعة السيامة. أعلن أغلب الأساقفة رفضهم لسيامته بينما خاف قلة من أبي الفتوح، وأظهروا رضاهم على السيامة، غير أن أربعة منهم اجتمعوا معاً وحرّموه وتعاهدوا ألا يحضروا سيامته ولو أُرغموا على ذلك. ظل الكرسي البابوي شاغراً عشرين عاماً تنيح خلالها كثير من الأساقفة الذين عارضوا رسامة داود، ولما رأى الخليفة احتياجه للمال للحروب وما آثرته من إنهاك لأحوال مصر الاقتصادية، ابتدأ رجال الدولة يستميلون الأقباط إلى داود نظير أن تأخذ الدولة المال اللازم على البطريركية من داود وأبي الفتوح في مقابل رسامته بطريركاً. ورغم معارضة الأساقفة وهياج الشعب القبطي عمد داود إلى تبوّء الكرسي البابوي قوة واقتداراً، واحتفل هو وأعوانه وساروا إلى كنيسة سرجيوس وأدّوا الطقوس الدينية وذلك سنة 1235م رغم صراخ الشعب وصياحهم. السيمونية اتخذ داود لنفسه اسم كيرلس الثالث واشتهر بلقب ابن لقلق، وبدأ خدمته برسامة بعض الكهنة والشمامسة دون رسوم لكي يرضى الرأي العام. لكنه فيما بعد أساء التدبير وأظهر شراهة في محبة المال وتحصيله بطرق غير لائقة. فقد باع أكثر من أربعين إيبارشية، أي عيَّن عليها أساقفة بالمال، وأمام احتجاج الشعب على السيمونية عقد مجمعاً من الإكليروس وأعيان الشعب في الكنيسة المعلّقة وأوضح لهم أن هذه الأموال لإيفاء الأموال الأميرية على الكنيسة تجاه الدولة، وأكد لهم امتناعه تماماً عن السيمونية حال سداد هذه الأموال الأميرية. لسبب غير معروف قبض عليه الملك وألزمه أن يدفع الفاً وخمسمائة ديناراً، فاستغل البابا كيرلس هذا ليُصدر أمراً إدارياً بضم جميع الأديرة تحت إشرافه مباشرة، وفرض مبالغ سنوية. كما نزع بعض البلاد من إيبارشياتها لتتبعه، وربط عليها عوائد تُدفع له مما كدّر رؤساء الأديرة والأساقفة فتضايقوا من تصرفاته للغاية. إساءته إلى بطريرك إنطاكية لم يكتفِ ابن لقلق باغتيال حقوق الأساقفة مادياً وأدبياً برسامة الكهنة والشمامسة بل طمحت أنظاره إلى بطريرك إنطاكية وحجّته في ذلك وجود كثير من الأقباط في سوريا، وهؤلاء لا يفهمون لغة السريان بأورشليم وقت الصلاة. فعين لأول مرة في تاريخ المسيحية وفي تاريخ الكنيسة القبطية أسقفاً لأورشليم مؤكداً أنها مدينة الملك العظيم، وهي مِلك لجميع الكنائس. وكان أول مطران قبطي لأورشليم هو باسيليوس ويسمى مطران غزة كما يسمى مطران فلسطين وحدود العراق ومقره أورشليم. رد مار أغناطيوس بطريرك إنطاكية على هذا التعدي بأن عيَّن هو من قِبَله مطراناً لكنيسة أثيوبيا التابعة لسلطان الكنيسة القبطية، وكان مار أغناطيوس ذكياً إذ اختار مطراناً أثيوبي الجنسية حتى لا يعترض عليه أحد، وبدأ الشقاق بين الكنيسة القبطية وكنيسة إنطاكية. زادت أعمال كيرلس الثالث الملتوية عن الحد، فاجتمع أربعة عشر أسقفاً سنة 1239م بكنيسة حارة زويلة واعترضوا على تلك الأفعال، وبعد مداولات كثيرة اضطروا البطريرك إلى عقد مجمع مقدس لإصلاح أحوال الكنيسة. أصدروا مجموعة من القوانين لذلك الهدف في حضور أحد الوزراء الفاطميين في القلعة. رفض البطريرك التوقيع على هذه القوانين أولاً ثم وقّع عليها ضغطاً، ولكنه عاد إلى سالف سياسته السيمونية. تزعم الشعب الثائر في هذه المرة راهب اسمه بطرس ابن التعبان وأرادوا محاكمة البطريرك، ولكن الأساقفة رغم اقتناعهم بعدالة المطلب سيَّجوا حول البطريرك حفاظاً على هيبة الكنيسة والإكليروس، واجتمع الأساقفة في كنيسة العذراء بحارة زويلة حيث تشاوروا معاً وكلفوا الأنبا بولس البوشي بنقل رأيهم إلى البطريرك، وهو الاعتزال إلى أحد الأديرة ريثما تهدأ العاصفة. فأخذ البابا برأيهم واعتزل في دير الشمع وظل معتزلاً حتى تنيح في 10 مارس سنة 1243م. رغم ضعفات هذا البطريرك إلا أنه كتب كتباً كثيرة عن سر الاعتراف (أهمها كتاب اسمه “المعلم والتلميذ”)، وترتيب الأصوام والأسرار الكنسية والمواريث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس الثاني البابا السابع والستين | الولادة: – الوفاة: 1092 اختياره بابا الإسكندرية اتفق الأساقفة والإكليروس والأراخنة على اختيار الراهب الشيخ الناسك الجليل بيسوس من دير الأنبا يوأنس كاما، ولما أرادوا اقتياده قصراً للبطريركية صرخ أنه ابن عبد فقير غير مستحق لهذه الكرامة. وإنما المستحق لها هو الراهب جورجيوس من دير أنبا مقاريوس، وأوضح لهم أنه مزكى من البابا الراحل خريستوذولس. اقتادوا الراهب جورجيوس الذي كان من أهل قلاقة بحيرة إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته باسم كيرلس الثاني سنة 1078م. وعُرِف باسم السنجاري نسبة إلى الصومعة التي كان قد توحّد فيها وهي صومعة سنجارا. تمت سيامته في عهد خلافة المستنصر بقرار مجمع انعقد في البطريركية من الأساقفة وأراخنة الشعب. قوبل اختياره بارتياح في جميع الدوائر الحكومية. تبوأ هذا البابا الجليل السُدة المرقسية والبلاد في حالة هدوء وأمان بفضل حكم بدر الدين الجمالي الوزير الأرمني، الذي نعمت مصر في عهده بالرخاء والازدهار. بل وزار البابا الخليفة المستنصر في قصره وبارك أمه وأخته كطلبهما، كما بارك القصر أيضاً بناء على رغبتهم، وزار منزل بدر الجمالي ولقي ترحيباً كبيراً مشابهاً لِما لقيه في قصر الخلافة. علمه وتقواه لما كان هذا البابا قليل العلم عند انتخابه، فعل مثل البابا ديمتريوس الكرام، وفاق أترابه في العلم والمعرفة وترك لنا تراثاً كبيراً يشهد له بعمق علمه ومعرفته. كما أنه كرَّس الميرون المقدس، ومن نعمة الله عليه أن فاض الميرون وسال من الوعاء أثناء الصلوات. رهبنة ملك النوبة بعد سيامة البابا بقليل تنازل سلمون ملك النوبة عن عرشه لابن أخته جرجس، وآثر حياة الوحدة في دير نفريوس الواقع في البرية على الحدود بين مصر والنوبة. حاصره أهل أسوان طمعاً في ضم الدير إلى مصر، وأخذوا الملك أسيراً، وجاءوا به إلى أمير الجيوش بدر الجمّالي. قابله البابا وأراخنة الأقباط باحتفالٍ عظيمٍ، وأكرمه أمير الجيوش إكراماً زائداً، وخصص له قصراً لإقامته، وبقي في مصر إلى يوم نياحته حيث دفن بدير الخندق، المعروف حالياً بدير الأنبا رويس. إقامة الملك سلمون في مصر خلقت جواً من الودّ والحب بين الأقباط والنوبيين. وإذ لاحظ أمير الجيوش علامات الإخاء بين الأقباط والنوبيين والأثيوبيين عقد معاهدة مع النوبة وأثيوبيا لتسهيل طرق التجارة وامتدادها إلى مصر، وقد قام أراخنة الأقباط بدور حيوي في ذلك. قدّم أمير الجيوش مالاً يستعين به على إصلاح الأديرة والكنائس المتخربة. مشكلة كيرلس والأنبا ساويرس مطران أثيوبيا انطلق شخص يُدعى كيرلس إلى أثيوبيا وادّعى أنه مطرانها، وتسلط على كنائسها. وإذ سمع البابا أراد أن يرسل إليهم مطراناً شرعياً يُدعى ساويرس. قاوم أمير الجيوش بدر الجمالي ذلك، ورفض أن يُسرّح له بالسفر إلا إذا وعده ببناء خمسة مساجد في أثيوبيا، وأن يرسل له المطران هدية كل سنة، فوافق البابا على ذلك مجبراً. سافر الأنبا ساويرس إلى أثيوبيا، فهرب كيرلس إلى بلدة دهلك في ديار مصر، وإذ سمع أمير الجيوش بالأمر استدعاه وأخذ كل ثروته وقتله، أما الأنبا ساويرس فعانى كثيراً في أثيوبيا، إذ أراد مقاومة بعض العادات الفاسدة مثل السراري لدى الأمراء الذين كانوا يأخذون جملة من الجاريات بجوار الزوجة الشرعية، وكانوا يدعون إنهم باقون على شريعة موسى النبي بخصوص تعدد الزوجات، وأن ذلك محرماً على الكهنة والشمامسة وحدهم، ومع هذا كانوا يعترفون بأن ما يفعلونه مخالف لروح السيد المسيح. حدث أن أرسل الأنبا ساويرس خلال أخيه هدية إلى أمير الجيوش فلم تلقَ قبولاً. استدعى أمير الجيوش البابا ومعه عشرة أساقفة وصار يوبخهم بشدة على تقصير البابا في تنفيذ ما وعد به، وطلب منه أن يرسل أسقفين إلى أثيوبيا ليلزم المطران بالوفاء بما وعد به، وطلب أن يسدد ضريبة خمسين عاماً سلفاً، وأن يحذر ممن يتربّصون للتجار المسلمين في الدروب. أمر أن يبقى البابا والأساقفة محجوزين، وأن يدفع كل منهم أربعة دنانير نفقة إعالته اليومية حتى يرجع الأسقفين من أثيوبيا، لكنه أخيراً عدل عن هذا الرأي، واكتفي أن يضعهم تحت مراقبة الجنود، فذهبوا إلى كنيسة المعلقة، واتفقوا على إرسال الأنبا مرقس أسقف أوسيم والأنبا تادرس أسقف سنجار إلى أثيوبيا. مطران النوبة أرسل باسيل ملك النوبة ابن الملك السابق مندوباً إلى أمير الجيوش ومعه هدايا فاخرة طالباً منه أن يكلف البابا بتكريس مطران على النوبة. خشي أمير الجيوش أن يدرك الرسول بسخطه على البابا فسمح للبابا أن يمثُل أمامه ومعه أخ الأنبا ساويرس مطران أثيوبيا. دافع الأخ عن الأنبا ساويرس بأنه بنى سبعة جوامع عوضاً عن أربعة وأن الأثيوبيين هاجوا عليه واتهموه بالتحيز للمسلمين وهدموا الجوامع وأرادوا قتله واضطر أن يهرب، وأراد الملك أن يخلصه من أيديهم فأمر بسجنه حينئذ. طلب ابن ملك النوبة من أمير الجيوش أن يطلق سراح البابا والأساقفة، فقبل أمير الجيوش ذلك. أما الأسقفان اللذان ذهبا إلى أثيوبيا فأخبرا ملك أثيوبيا بخطورة الموقف، وأنه إن لم يُسرع ببناء الجوامع فسيهدم أمير الجيوش كل الكنائس في مصر. غضب الملك جداً وأرسل إلى بدر يقول له: “إن تجاسرت ومددت يدك بسوءٍ إلى كنيسة واحدة فاعلم إني أقلب مكّة رأساً على عقبٍ. ولا أرضى ببناء حجرٍ واحدٍ إلا إذا أخذت وزنه ذهباً”. بدر الدين الجمالي الأرمنّي يرى كثير من المؤرخين أن بدر الجمالي كان أرمنّي الأصل، وأن والدته أرمنيّة، وكان في أعماقه ربما مسيحياً، لكنه كان يخشى أن يفقد مركزه، لذا كان كثيراً ما يتحيّز للمسلمين. في أيامه تزايد عدد المهاجرين الأرمن إلى مصر، فاختاروا لأنفسهم بطريركاً يُدعى غريغوري. ولما كانت علاقة الكنيستين القبطية والأرمنية ببعضهما قوية، قام البابا كيرلس بسيامة غريغوري بطريرك الأرمن، وحرّر منشوراً لكافة الكنائس يخبرها أن كنائس مصر وأثيوبيا وإنطاكية وأرمينيا متحدة في الإيمان الأرثوذكسي. شكوى من الأساقفة ضد البابا شكاه بعض الأساقفة إلى بدر الجمالي عندما شرط على كل من رسمه على إيبارشية أن يدفع نصف الحصيلة في الإيبارشية لدير أنبا مقاريوس أو لكنيسة القديس مرقس بالإسكندرية. كان المشتكون عليه كما جاء في مخطوط دير البراموس اثنين وعشرين أسقفاً، فرأى بدر الجمالي أنه ليس من حقه إدانته أو استجوابه وطلب من أساقفة مصر جميعهم في الوجهين البحري والقبلي عقد مجمع للنظر في الشكوى. وفعلاً عُقد المجمع ووضعوا الكتاب المقدس في الوسط يمثل حضور الديان العادل. بدأ المشتكون يقدمون دعواهم وكان البطريرك يجيب على كل المطلوب بكل هدوء ووقار، فظهرت أن هذه الشكاوي مغرضة ومن فرط محبة البابا أنه سامح الذين أساءوا إليه واتهموه. أعماله الرعوية وثّق البابا علاقته بأثيوبيا وإنطاكية وبلاد النوبة. ورسم لأثيوبيا أسقفاً هو أنبا ساويرس، كما رسم أساقفة كثيرين بإيبارشيات ليس لها رعاة. ودأب على تعليم الشعب القِيَم المسيحية وقراءة الكتاب المقدس وتفسيره، كما ساند مطران أثيوبيا في القضاء على عادة التسرّي بين العظماء. من مآثر هذا البابا أنه انشغل بنشر القوانين الكنسية، وفي عهده تم تدوين أربعة وثلاثين قانوناً للإكليروس والأساقفة كما طلب من شماس بالإسكندرية واسمه موهوب ابن منصور بعمل حصر لسكان برية شيهيت. ومن القوانين التي أصدرها ونشرها الآتي: منع السيمونية لمنح رتب الكهنوت. أن يؤدب الراعي الرعية بالصليب لا بالحرم، وأن لا يربط ولا يحل من غير حق، فإن ربط أو حرم من غير حق يكون هو المربوط والمحروم من الله. أي أسقف يرفض قبول خاطئ تائب فليُقطع. على كل أسقف أن يتفقد الكنائس والأديرة الواقعة في سلطانه، وأن يراعي حال كهنته ويفحص أمورهم ويوجههم للخدمة وخيرها، ويعمل على خلاص نفسه والذين يسمعونه ويعملون معه. أوضح واجب الكنيسة تجاه الفقراء والرهبان على ألا يغادر الرهبان الدير إلا كطلب البابا أو رؤسائهم، وأن يحتكم الإكليروس والشعب للكنيسة والأساقفة. وضع قانوناً بوجوب التمسك بالصوم وأهميته، وضرورة اهتمام الكهنة بسر الزيجة وشرعيته، وضرورة احترام الجميع للكنائس والمذابح والهياكل وعدم دخول الشعب إلى الهياكل. قام أحد أساقفته وهو أنبا مرقس بتنظيم القراءات الكنسية في أسبوع الآلام، ووضع كتاب تكريس المعمودية. وقد أرسل البابا كيرلس الثاني أساقفة لتدشين كنيسة القيامة، التي أُعيد بناؤها بعد حرقها أيام الحاكم بأمر الله. تنيح في 12 بؤونة سنة 808ش الموافق يوليو 1092م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس الخامس البابا المائة والثاني عشر | الولادة: 1844 الوفاة: 1927 بين أيدينا سيرة بابا للإسكندرية عاش في جو سياسي متوتر للغاية. عرف كيف يقود الموكب بروحٍ وطنيٍ دون أن يتجاهل جوانب الحياة الروحية والكنسية. في دير البراموس وُلد يوحنا بقرية تزمنت التابعة لبني سويف سنة 1824م، وترهب سنة 1844م بدير البراموس باسم الراهب يوحنا البراموسي، وعُرِف باسم يوحنا الناسخ. كانت ظروف دير البراموس المادية صعبة للغاية، ولم يكن بالدير سوى أربعة رهبان. لكن حياة يوحنا الروحية ونسكه واهتمامه بالقراءة والنساخة جذب كثيرين للحياة الرهبانية. بعد عامين من رهبنته طلب الرهبان سيامته كاهنًا، فسامه البابا ديمتريوس قساً، وإذ شعر بجدّيته وروحانيته طلب منه البقاء معه في البطريركية لمعاونته. كتب الرهبان للبابا يرجونه إعادته للدير فلبى طلبهم. في عام 1855م استدعاه البابا وسامه قمصاً وأقامه مساعداً له في الكنيسة الكاتدرائية بالأزبكية، لكن الرهبان ترجو البابا أن يعيده إليهم لشدة حاجتهم إليه فسمع لهم. سيامته بابا الإسكندرية بعد نياحة البابا ديمتريوس بقي الكرسي شاغراً أربع سنوات وتسعة أشهر مع أن الأنظار كانت متجهة نحو الأب يوحنا البراموسي. كان المجلس الملّي يقوم بتدبير الأمور المالية، وقد طلب من الحكومة أن يُسام البابا؛ وقد سيم القمص يوحنا بطريركاً في أول نوفمبر سنة 1874م باسم البابا كيرلس الخامس. حضر الاحتفال بسيامته أنجال الخديوي إسماعيل، وهم توفيق باشا وحسين باشا كامل وحسن باشا ومعهم الوزراء. الظروف السياسية كانت مصر في ذلك الحين تعيش في صراع سياسي رهيب. فقد نُفي الخديوي إسماعيل، وتولى ابنه توفيق الحكم، إذ تدخّلت إنجلترا وفرنسا في شئون مصر بدعوى حق الإشراف على ميزانية مصر. وعيّنت كل منهما مندوباً مسئولاً عن “صندوق الدين”. كان إسماعيل باشا قد أنشأ مجلس شوري للنواب وذلك قبل اضطراره إلى التنازل عن الحكم. حمل هذا المجلس روحاً وطنياً وشعر الكل بمسئوليتهم كمصريين وطنيين. كان البابا كيرلس الخامس مساعداً لهؤلاء الوطنيين في مواجهة الخديوي وضد الإنجليز. أعماله الرعوية أشهر أعماله أنه أنشأ مدرسة الإكليريكية. ثم اشترى أرض مهمشة بنى عليها كلية إكليريكية سنة 1912م. كما أكمل بناء الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. وبنى مطرانيات في كل من كنيسة المعلقة والعدوية ببولاق والمعادي وطره والمعصرة بحلوان وطموه. وفي أيامه شيّد 13 كنيسة بالقاهرة والجيزة والخرطوم، كما أنشأ مدارس للرهبان. وفي عصر إسماعيل باشا تم تكوين المجلس الملّي في 2 فبراير سنة 1874. ثورة 1919م في عهده شبَّت نار الحرب العالمية الأولى سنة 1914م. وفي آخرها أُعلِنت الحماية الإنجليزية على مصر، وعُقِدت الهدنة في سنة 1918م، وطالب المصريون باستقلال بلادهم، وكانت الثورة المصرية في سنة 1919م باتحاد المسلمين والأقباط وبعد جهاد دام سنوات تنازلت إنجلترا عن حمايتها في 28 فبراير سنة 1922م. وأعلن السلطان فؤاد استقلال مصر في 15 مارس سنة 1922م، وأعلن نفسه ملكاً ووضع دستور البلاد، وأنشأ الحكم البرلماني بزعامة سعد زغلول باشا، وكان البابا كيرلس مؤيداً لهذه الحركة. في عهده ارتفع شأن الأقباط، فتنعموا بالحرية الدينية والمساواة في الوظائف الحكومية وفي التجارة وفي امتلاك الأطيان. فظهرت طبقة من كبار الأقباط من سياسيين وأثرياء. كما انتشر التعليم الديني، فصار صدى الوعظ يُسمع في أغلب كنائس القطر. تعليم الدين المسيحي في 25 يونية 1903م الموافق 8 بؤونة سنة 1619ش اجتمع المجمع المقدس، وأخذ قرارات خاصة بتعليم الدين المسيحي: حتمية تدريس الدين المسيحي وتاريخ الأقباط في كل مصر، وذهاب المدرسين مع الطلبة للصلاة في أيام الأعياد الكبرى وأيام الآحاد (مادة 1). مراجعة مناهج التعليم لكي تكون أرثوذكسية (مادة 2). مناشدة رجال الدين والأراخنة على المساهمة في هذا المشروع (مادة 4). إقامة مندوبين من الكنيسة لمتابعة هذا الأمر وتنفيذه (مادة 5). ينتدب البابا من يراه لائقاً لتنفيذ القرارات (مادة 6). رائد حركة النهضة التعليمية اهتم بتأسيس مدارس قبطية ضمّت 9979 قبطياً، منهم 8390 من الذكور، 1589 من الإناث، وأيضاً 2183 مسلماً، 100 يهودياً. في عهده تأسست 51 مدرسة في كل القطر من أسوان (سنة 1900م) إلى القاهرة (سنة 1857م). قال أحد الإنجليز: [في زيارتي لمدارس القبط رأيت التلاميذ وسمعتهم يقرأون الكتاب المقدس بالعربية، كما سمعتهم يقرأون الإنجليزية، وامتحنتهم فيها وأعطيتهم إملاء، ثم طلبت إليهم أن يكتبوا لي بالإنجليزية والفرنسية والعربية، واحتفظت بما كتبه خمسة منهم كنماذج. والخمسة تتراوح أعمارهم ما بين 12 و16 سنة. لقد خجلت واندهشت وانشرحت مما رأيت وسمعت.] وشهد إنجليزي آخر: [إن الكنيسة القبطية تنفق ما يزيد بكثير عن خمسة آلاف جنيهاً سنوياً على تعليم أبنائها في القاهرة، ويدفع البطريرك بعضاً من هذا من جيبه الخاص.] خلافات مع المجلس الملي العام حدثت خلافات في الرأي بين البابا كيرلس والمجلس الملّي، وناصر بطرس باشا غالي فكرة إجراء انتخابات أعضاء المجلس الملّي، لا أن يُعيّنوا من قِبَل البطريرك. وبالرغم من معارضة البابا تمت إجراء الانتخابات بالقوة ولم يعترف البابا بهذه النتيجة، ولكن الخديوي والحكومة أيّدوها وعارضوا البطريرك. وتم تغيير لائحة المجلس بأن يُرفَع البابا من رئاسة المجلس وأن يقوم وكيل المجلس بعمل رئيس المجلس. ولما فشلت مساعي البابا في تنفيذ رأيه قَبِل وساطة بطرس باشا الذي نجح في إعادة حق البطريرك في إدارة ديوان البطريركية وأوقاف الأديرة، ولكن لما رفض أعضاء المجلس هذا الحل عاد الموقف للتأزم وتم تعيين أسقف صنبو رئيساً للمجلس الملّي. وفي هذا الوقت طلب لفيف من الكهنة والشعب إبعاد البطريرك إلى دير البراموس، وإبعاد مطران الإسكندرية إلى دير الأنبا بولا، وتم ذلك في سنة 1892م وظلا خمسة أشهر. ويذكر التاريخ أن أسقف صنبو بعد ذلك حين دخل ومعه الإيغومانوس إلى الكنيسة لصلاة القداس الإلهي شاءت الإرادة الإلهية أن يُخطئ الأسقف ويقرأ إنجيل خيانة يهوذا الإسخريوطي كما وقعت الصينية من يده، فتشاءم الناس واعتقدوا أن الله غير راضٍ عن المجلس وأعماله، وتعطّلت الشعائر الدينية والتهب الشعور المطالِب بعودة البابا. رضخت الحكومة لمطالب الشعب وعاد البطريرك إلى مقر كرسيه معززاً مكرماً، وبعد عودته بعشرة أيام جاء بطرس باشا لزيارته وبصحبته جميع المحرومين فاعترفوا بالخطأ، وطلبوا الصفح فسامحهم البابا، كما صفح عن أسقف صنبو. وتم الاتفاق على إرجاع الإدارة إلى غبطة البطريرك على أن ينتدب أربعة من أعضاء المجلس لمساعدته في إدارة شئون الشعب. في سنة 1911م عُقِد المؤتمر القبطي في أسيوط ليطلب من الحكومة مساواة الأقباط بالمسلمين في كافة الحقوق المدنية والدينية. وفي عهده تمت رسامة مطران للخرطوم، وبنيت بها كنيسة كبرى وسبع كنائس أخرى، كما اهتم بأديرة الراهبات من الناحية الرهبانية والعمرانية. موقفه من الإرساليات إذ انتشرت الإرساليات الأمريكية خاصة في القاهرة والإسكندرية وأسيوط. وقد بدأ وصول المبشرين الأمريكيين في عام 1854م وقاموا بإنشاء مدارس وإقامة كنائس بروتستانتية تقتنص الأقباط من كنيستهم اهتم البابا بالتعليم الكنسي بجوار التعليم العام. وسافر إلى أسيوط ونشر الوعي بين الكهنة لجذب أولادهم إلى المدارس القبطية الأرثوذكسية، والدفاع عن الإيمان المستقيم. رحلتان إلى السودان في مارس 1904م سافر قداسته إلى السودان، واستقبله رجال الدولة ومشايخ المسلمين مع الأقباط بمظاهر الإكرام، حيث وضع حجر الأساس للكنيسة القبطية في الخرطوم في حضور الحاكم العام للسودان ورئيس الجيش المصري ومطران البحيرة والمنوفية (أنبا يؤانس) ومطران إسنا الأقصر (أنبا مرقس) وأسقف دير العذراء بالمحرق ومنفلوط (أنبا باخوميوس). وفي يناير سنة 1909م قام بزيارة صعيد مصر، ثم السودان حيث قام بتدشين الكنيسة في الخرطوم، ووضع الحجر الأساسي لمدرسة قبطية كبري بالخرطوم. وقد عاصر البابا كيرلس الخامس كل من إسماعيل باشا وتوفيق باشا وعباس باشا الثاني والسلطان حسين والملك فؤاد، وذلك لأنه قضى مدة طويلة تعتبر أطول مدة قضاها بطريرك في الكرازة المرقسية وهي حوالي 53 عاماً، وتنيّح سنة 1927م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس الرابع البابا المائة وعشر | الولادة: 1816 الوفاة: – نشأته وُلد عام 1816م (1532ش) بقرية نجع أبو زرقالي من بلدة صوامعة سفلاق المعروفة بالصوامعة الشرقية، بإقليم أخميم، محافظة جرجا، يلقّبه البعض “الصوامعي”. وُلد من أبوين تقيّين، كان أبوه توماس بن يشوت مزارعاً غنياً، وكان متعلماً ودارساً للكتاب المقدس اتسم بالروحانية واهتمامه بخلاص نفسه وخلاص أولاده. وكانت أمه تقية. قيل أنه بعد سيامة ابنه بطريركاً صعد البابا كيرلس من سلم آخر غير السلم العام في مقرة البطريركي، وإذا بأبيه جالس ولم يقف لتهنئته فعاتبه. أجابه والده قائلاً: “علام أهنّيك وقد كنت مطالباً أولاً بنفسك، وأنت اليوم مطالب بأمّة بأسرها؟ ألم تقرأ ما جاء في دانيال “جعلتك رقيباً على شعبك وأطلبهم منك ” هذا ما حدث أيضاً مع البابا مقارة الأول (البابا 59) الذي بكت عليه والدته وندبته حين زارها، واشتهت لو أنه دخل عليها محمولاً على نعش عن أن يكون بطريركاً. تعلم في كُتّاب القرية الملحق بالكنيسة وتعلم فيه مع كافة أولاد القبط المزامير والتسبحة والقراءات الكنسية واللغة القبطية واللغة العربية ومبادئ الحساب. حُبه للوحدة في صباه شبّ داود (صاحب السيرة) قوي البنية مفتول العضلات، يفضّل ممارسته للخلوة والوحدة، طالما انفرد يقضي أغلب أوقاته في التأملات بعيداً عن القلق والارتباك في المشاكل. لم يمنعه تعليمه من معاونة أبيه في أعماله الزراعية الخشنة بين الرياض والهواء الطلق. اختلط بالعربان وتعلّق بركوب الخيل والجمال وكان يسابقهم فأحبوه، وكثيراً ما كان يرافقهم في أسفارهم في الجبال والقفار. هذا كله لم يدفعه إلى محبة العالم بل إلى الزهد فيه، فصار يهوى الوحدة أكثر فأكثر فاشتاق بالأكثر إلى الرهبنة. الزي البدوي حاول بعض مقاوميه مهاجمته بالقول بأنه بدوي الأصل، وقد اعتمدوا على صورته المشهورة وهو راكب الجمل الهجين بزي بدوي، لكن تصدّى كثيرون من معاصريه للرد عليهم. ويروي توفيق إسكندر في كتابه “نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، الجزء الثاني” ثلاثة حوادث تقترن بهذا الزي البدوي: 1. خرج البابا كيرلس الربع في إحدى السنوات قاصداً دير الأنبا أنطونيوس مع بعض الرهبان وغيرهم واصطحب بعض العرب كعادته، حدث أن طمع شيخ هؤلاء العرب في البابا ومن معه، وإذ أدرك البابا ذلك أراد أن يردعه قبل أن يسيء التصرف. ففي ليلة حالكة الظلام وقفت القافلة للراحة. بعد فترة خرج الشيخ من خبائه وتوغل في البادية لقضاء حاجة فاقتفى البابا أثره وهو مرتدي ثياباً بدوية، وإذ كان قوي القلب والذراعين فاجأ الشيخ بالقبض على سلاحه الذي في يده وأمره أن يخلع ثوبه الخارجي، فارتعب الشيخ وبدأ يخلع ثوبه، لكن البابا فاجأه بالكشف عن شخصه وأعلن له أنه إنما فعل ذلك من قبيل الدعابة. أدرك الشيخ قوة شخصية البابا وتكوّنت بينهما صداقة حميمة، إذ أعجب بشخصه وحسن سياسته. وقد روي الشيخ نفسه ما حدث لمن حوله مظهراً إعجابه بشخصية البابا. 2. احتاج وهو رئيس لدير الأنبا أنطونيوس لشراء مواشي من جهة المنيا، فاصطحب بعض الأعراب المعينين لحراسة العربا وارتدى زيّهم وقصد تلك الجهة وبعد شراء المواشي عرج على ياكوبوس أسقف المنيا ليأوي عنده الأعراب. وقيل أن هذا الأسقف كان جباراً شديداً لكن جاءه الأعراب فقابلهم بالترحاب ظناً أنهم جميعاً أعراب وذبح لهم وأكرمهم، وبعد انصرافهم قال القس داود إلي الأسقف “أنا داود بقيت لأشكرك”. فهاج الأسقف جداً واستنجد بخدمه لكن القس داود لحق بأصحابه وسار جمعيهم معاً. 3. بعد إقامته بطريركاً نزل في دار ابن عمه ببلده بوش ويدعى المعلم أنطونيوس عبد الملك، فجلس يوما بفناء الدار وكان يرتدي ملابس الأعراب، وإذا بجماعة جاءوا إلي المعلم أنطونيوس وادعوا أنهم قسوس كنائس معينة، وإذا رأوا الجالس بالفضاء ضيفا إعرابياً صاروا يتحدثون معه، وادعوا أنهم أصدقاء البابا البطريرك، وأنه يجلّهم ويحترمهم. فسألهم أن ينتظروا قليلاً، وظنوا أنه قام ليحضر لهم ما تجود به نفسه لخيرهم، ثم عاد إليهم بملابسه البطريركية وهو يقول لهم: “هأنذا صديقكم البطريرك”. رهبنته في عام 1553ش إذ بلغ حوالي الثانية والعشرين ذهب إلى دير القديس أنبا أنطونيوس، ولبس ثياب الرهبنة علي يد رئيسه القمص أثناسيوس القلوصني. فوثق به وكان متى اضطر إلى مغادرة الدير يترك تدبير أمور الرهبان في يده، إذ شاهد فيه الأهلية والاقتدار والغيرة الحقيقية على مصلحة الدير والرهبان، وإن كان هذا قد أثار نوعاً من التذمر. اهتم في الدير بالاعتكاف على الدراسة وكان يحث الرهبان على ذلك بروح التواضع. سمع عنه البابا بطرس الجاولى فاستدعاه وباركه، كما باركه الأنبا صرابامون الشهير بأبي طرحة وتنبأ له بمستقبل باهر في خدمة الشعب. وربما منذ ذلك الحين اتجهت الأنظار إليه عند خلو الكرسي المرقسي. رئيس دير القديس أنبا أنطونيوس في عام 1556ش حيث بلغ الرابعة والعشرين تنيّح رئيس الدير وأجمع الرهبان على اختياره رئيساً، فحقّق لهم البابا بطرس الجاولي طلبتهم ورسمه بطرس قساً باسم داود. في أثناء خدمته في الدير تحوّل الدير إلى مجتمعٍ متكاملٍ عاملٍ عامرٍ حتى لم يجد الرهبان سبباً لمغادرته. ووجه أولاً عنايته إلى التعليم، ففتح كتاباً في بوش ومكتبة في عزبة الدير جمع فيها كل ما امتدت إليه يداه من كتب ومخطوطات، وشجع الرهبان على القراءة وطلب العلم. بذل كل الجهد لكي لا يترك الرهبان الدير إلا عند الضرورة مع العودة السريعة. لقد آمن بهذا الفكر لذا عندما صار بطريركاً أصدر قرار بمنع الرهبان من الخروج من الأديرة إلا بأذن منه، التزاماً بما تعهدوا به أمام الله والناس. ومن أقواله في هذا ما معناه: “من يختار ثوب الرهبنة مات عن الدنيا ودفن نفسه بمحض إرادته، بدليل أنهم يصلّون عليه صلاة الموتى؛ فهل يخرج ميت من قبره؟ الرئيس الذي يأذن للراهب في الخروج من ديره يكون قد أخرج ميتاً من قبره وعليه وزره”. اهتم بالتعليم بإنشاء مكتبة بعزبة الدير لخدمة جميع المتردّدين عليها من الإكليروس والرهبان والشعب. كما أسس في بوش مدرسة لتعليم شبان الأقباط اللغتين العربية والقبطية، وكان يشرف عليها بنفسه، ويقدم مكافآت للمجتهدين فيها، وكان يضرم مداليات ذهبية وفضية يوزعها عليهم. لم يخجل من الحضور مع الشبان في المدرسة ليتعلم معهم. من نوادره إنه اعتاد التفتيش ومباشرة شئون الزراعة وذلك في وقت هياج العربان وبطش سعيد باشا بهم عام 1272هـ، وفي الطريق صادفه إعرابي وكان القس داود رئيس الدير راكباً دابته ومرتدياً لباساً بسيطاً جداً. قال له الأعرابي: “أنزل يا نصراني”. أجابه الرئيس: “ليس لك مطمع في لباسي لأنه لا يساوي فلساً”، واستعطفه أن يتركه لكن الإعرابي ازداد خشونة وغطرسة وقال له: “أتبقى راكباً وأنا ماشٍ؟” أجابه: “دعني وشأني”. فما كان من الأعرابي إلا أن لطمه على وجهه وهو يقول “أنزل يا نصراني يا ملعون”. ملك القس داود نفسه ولم ينزل عن الدابة وإذ حاول الإعرابي إنزاله بالقوة لم يستطع، بل في محاولته زلقت رجله في بركة ملآنة طيناً، وكان الممر ضيقاً فتركه القس داود وهو ملهي في غسل ثيابه. جاء الأعرابي إلى العزبة يطلب مقابلة الرئيس ليشتكي له الراهب الذي غرسه في الطين بلا سبب. فسأله: “أحقا ما تقول؟” أجابه “نعم”، قال له أنظر إليَّ! أنا هو من تشتكيه، وأنت الذي لطمتني، ومع هذا فإني أسامحك وأعطيك نصف أردب قمحاً وشعيراً، فخجل الأعرابي منه جداً. سفره إلى أثيوبيا حدث خلاف ديني بين مطران أثيوبيا القبطي وبين الكهنة الأثيوبيين إذ حاولت بعض الإرساليات زعزعة عقيدتهم الأرثوذكسية، وقد تقربت مقابل السماح لهم بالعمل في كل البلاد وسحب الكهنة من ارتباطهم بالكنيسة القبطية. حاول البابا بطرس الجاولي أن يذهب بنفسه لكنه لم يستطيع فأرسل القس داود الذي كاد أن يحل المشكلة لولا تدخل بعض رجال الدول الأوربية خاصة قنصل إنجلترا لصالح الإرساليات. إذ طال بقاؤه طلب من البابا العودة فلم يسمح له النجاشي بمغادرة أثيوبيا، وأخيراً أذن له بذلك بعد أن قضى سنة وبضعة أشهر. عاد إلي القاهرة بعد نياحه البابا بطرس بشهرين ونصف في عام 1852م. هكذا كان القمص داود مكلفاً من قِبَل البابا الجاولي لإصلاح الخلاف الذي اصطنعه الإنجليز بين مصر والحبشة. وكأن الله يُعده لكي يتبوأ رئاسة الكنيسة باشراكه في أمور الدولة وعلاقاتها الخارجية منذ أن كان راهباً. ترشيحه للباباوية في برمهات عام 1568ش حضر الأساقفة إلى العاصمة للتداول مع الأراخنة على اختيار البابا وكان اسم القس داود أول المرشحين بناء على وصية البابا بطرس الجاولي. لكن البعض اعترض لعدم علمهم إن كان لا يزال في أثيوبيا حياّ أم قد رقد، ورشّح البعض الأنبا أثناسيوس أسقف أبوتيج، ورشّح الغالبية أنبا يوساب أسقف جرجا وإخميم (بخلاف الأنبا يوساب الأبحّ) عند وصول القس داود إلى القاهرة في 17 يوليو 1852م بعد غياب ثمانية عشر شهراً، تلقّاه الشعب بفرحٍ شديدٍ واحتفلوا بقدومه احتفالاً جليلاً، ونزل بدار البطريركية، واتّفقت كلمة الأكثرية علي سيامته، واضطر بعض الأساقفة علي قبول ذلك. ورفعوا عريضة إلى عباس باشا حلمي الأول لإصدار أمره بالاعتماد، التجأ الوالي إلى العِرافة كعادته، فقال له العرّافون أنه إذا صار القس داود بطريركاً ستكون أيامه كلها خصومات وضيق، وتنتهي بموت الوالي وتمزيق شمل أتباعه. اضطرب الوالي جداً واعترض على سيامته تماماً. الأسقف يوساب لجأ أتباع الأسقف يوساب إلى حيلة بأن يجتمعوا ليلاً ويقوموا بسيامته سراً، فيقف الكل أمام أمر واقع. سمع المحبون للقس داود، فجاءوا ليلاً وأخرجوه من بالكنيسة وأغلقوا أبوابها وأقاموا حُراساً أثيوبيين، ثم اشتكوا للحكومة تصرف حزب الأسقف يوساب وطلبوا سيامة القس داود إرضاء للشعب. أحالت الحكومة الأمر إلى الأنبا كبريل ورتبيت الأرمن لحل المشكلة. جاء قس أثيوبي إلى مصر ليشتكي داود لدى البابا، إذ وجد البابا تنيّح وعلم بترشيح القس داود بطريركاً أثار إشاعات كثيرة منها أنه قد شوّه صورة الحكومة المصرية لدي النجاشي الأمر الذي أثار عباس باشا ضده. إذ دام الخلاف عشرة أشهر اقترح الأنبا كبريل ورتبيت الأرمن ومناصرو القس داود سيامة مطراناً عاماً لكل مصر تحت الاختبار- كما فعل البابا مرقس الثامن – واحتالوا على الخديوي بذلك لكي يبدّدوا خوفه، وقد تم ذلك في 10 برمودة سنة 1569 (1853م). مطران عام إذ سُيّم مطراناً عاماً باشر إدارة البطريركية، فبدأ ببناء كلية بجوار الدار البطريركية، وهي أول مدرسة أهلية للأقباط في القطر المصري، ضمّت تلاميذ من كل المذاهب والأديان بلا تميّز، الأمر الذي خلق ارتياحاً عاماً وسط الشعب، بل في الجو الحكومي وشعر الكل بصلاحيته لمركز البطريركية. سيامته بابا وبطريرك الكرازة المرقسية سرعان ما انضم المعارضون إلى محبي المطران العام لما رأوا فيه من همّة قوية للعمل والإصلاح، وفي ليلة الأحد 11 بؤونة 1579ش (1854م) تم إقامته بطريركاً وكان الكل متهللين. وحضر جميع الأساقفة فيما عدا أسقفيّ إخميم وأبي تيج. وقد تبوأ السُدّة البطريركية بعد أن مكث مطراناً عاماً لمدة سنة وشهرين. الاهتمام بالتعليم ما أن وجد البابا كيرلس الرابع نفسه المسئول الأول عن الشعب، حتى جعل التعليم اهتمامه الأول في وقت كان حكام مصر من الإنجليز والأتراك يتبنون القول: “أن الشعب الجاهل أسلس قيادة من الشعب المتعلم”. كان يشغله الجانب التعليمي، فاهتم بإحضار أساتذة ماهرين، وإعداد برنامج تعليمي على النسق الأوروبي، وكان اهتمام البابا موجهاً أساساً إلى بناء الشخصية، مشدّداً على حسن تربية الأولاد، مؤمناً بأنه لا يمكن للكنيسة أن تنمو إلا برجال المستقبل المتعلمين. أنشأ البابا المدارس والمكاتب لصنوف المعرفة واللغتين القبطية والعربية وأصول الديانة وقواعدها. وجعل المدارس مفتوحة أمام الجميع، وأنشأ مدرسة الأقباط الكبرى بالأزبكية بجوار الكنيسة المرقسية الكبرى. كان التعليم مجاناً، يقدم لهم الكتب والأدوات المدرسية مجاناً، وبذلك سبق الحكومة في هذا المضمار بأكثر من قرن من الزمان. وكان يباشر إدارة المدرسة بنفسه، فأوجد حجرة خاصة له في المدرسة حيث كان يفتقد المدرسة يومياً، وكان يحضر بنفسه مع الطلبة منصتاً للأساتذة. ومما زاد البابا اهتماماً بالتعليم القبطي أن الخديوي سعيد فتح المجال للإرساليات الأجنبية في مصر، فجاءت الإرسالية الأمريكية من الشام في الوقت الذي نشطت فيه الكنيسة البروتستانتية. جاء في كتاب مصباح الساري ونزهة القاري لإبراهيم الطبيب ببيروت عام 1282هـ، في حديثه عن مصر ومدارسها: “وفي حارة الأقباط مدرسة عظيمة يعلمون فيها اللسان القبطي القديم والتركي والإيطالي والفرنساوي والإنجليزي والعربي. وهم يقبلون فيها من جميع الطوائف وينفقون على التلاميذ من مال المدرسة. وهذه بناها البطرك كيرلس القبطي، وأنفق عليها نحو ستمائة ألف قرش، وكل هذا بخلاف ما تعهده في بلادنا من الإكليروس وأوجه الشعب”. أنشأ أيضاً مدرسة وكنيسة في حارة السقايين. واهتم أيضاً بإنشاء مدرسة لاهوتية للشبان حتى يمكن سيامة كهنة متعلمين… وإن كانت لم تدم هذه المدرسة. لأول مرة أيضاً نسمع في عهد هذا البابا العملاق عن اهتمامه بطبقة مرتّلي الكنيسة من ناحية الألحان ومردات الكنيسة، بل وجعل لهم زياً خاصاً. ولكي تكتمل الصورة الثقافية التي تبنّاها. دار للكتب أراد أن يقيم مكتبة أو داراً للكتب خاصة، وأن سلفه البابا بطرس الجاولي كان يعشق الدراسة، فيقضي أوقاتاً طويلة بين الكتب، وقد جمع كثير من المخطوطات. وقد تحدث القمص عبد المسيح المسعودي عن اهتمام البابا كيرلس بالمكتبة. وأن البابا كان يود أن يخصص موظفين للمكتبة لخدمة الجمهور. وقد طالب القمص عبد المسيح السعودي وهو يُعد قائمة بالكتب أن يرد الذين استعاروا كتباً إلى المكتبة. وقد طالب بعدم إعارة المخطوطات بالمرة إلا بإذن من البابا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس السادس البابا المائة والسادس عشر | الولادة: 1902 الوفاة: 1971 ما كتب عن هذا البابا القديس بعد نياحته، بلغات متعددة، أكثر مما كتب عنه في أثناء حياته. فقد عرفه كثيرون خاصة في مصر والسودان وأثيوبيا ولبنان وسوريا كرجل الله، رجل صلاة له موهبة صنع العجائب والمعجزات. انتقل البابا يوساب الثاني في 13 نوفمبر 1956م وظل الكرسي البابوي شاغرًا إلى 10 مايو 1959م يوم سيامة هذا البابا، وفي فترة الانتقال هذه استمرت الصلوات والمشاورات والأصوام لكي يعطي الرب راعيًا صالحًا لكنيسته، وأجريت الانتخابات وتمّ فرز الأصوات لاختيار الثلاثة الحائزين على أعلى الأصوات، ثم أجريت القرعة الهيكلية يوم الأحد 19 إبريل 1959م وفاز فيها القمص مينا المتوحد. وفي يوم الأحد 10 مايو تمت مراسيم السيامة ودُعي باسم كيرلس السادس مع أن الجميع كانوا يتوقعون تسميته مينا، ولكن البابا كان قد رأى في حلم البابا كيرلس الخامس فطلب أن يحمل اسمه. نشأته وُلد الطفل عازر في 2 أغسطس سنة 1902م من أسرة تقية مشبعة بروح القداسة وكان الثاني بين اخوته، وعاشت الأسرة معظم حياتها في دمنهور نازحين من طوخ النصارى، وكان بيتهم محط استراحة الرهبان ومنهم شيخ اسمه القمص تادرس البراموسي الذي قال لأمه عنه يومًا: “إنه من نصيبنا”. وفي الإسكندرية أتمَّ عازر دراسته الثانوية، وعمل في شركة ملاحة، وفجأة قدم استقالته من العمل معلنًا رغبته في الرهبنة، حاولت الأسرة والأنبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفية آنذاك تثنيته عن عزمه، لكنه كان قد عرف الطريق إلى الله. رهبنته ساعده الأنبا يوأنس في طريق الرهبنة بموافقة أخيه ووالده والتحق بالكلية الإكليريكية بمهمشة، وفي 27 يوليو سنة 1927م دخل دير البراموس بتوصية من المطران، ومنذ ذلك الحين لبس جلبابًا أسود وطاقية سوداء. وقد منحه الله نعمة في عينيَّ القمص عبد المسيح المسعودي الذي كان ابنًا له وكان هو أب حنون مدقق معه، ورُسم راهبًا في بداية الصوم الكبير يوم الاثنين 25 فبراير سنة 1928م وتسمى باسم الراهب مينا. اتّصف بالتواضع الجم وخدمة الشيوخ، بالإضافة إلى حبه للقراءة في سير الآباء وتعاليمهم، فاهتم بمكتبة الدير. وكانت أحب القراءات إليه كتابات مار اسحق السرياني مما جعله ينسخها في خمسة مجلدات، ثم أصدر مجلة شهرية كتوصية أبيه الروحي أسماها “ميناء الخلاص” كتبها بخط يده بعدد رهبان الدير. سيامته قساً رُسِم قساً الأحد 18 يوليو 1931م على يد أنبا ديمتريوس مطران المنوفية ودرس بعدها في الكلية اللاهوتية بحلوان مع صديقه القمص كيرلس أنبا بولا، ومنذ تلك اللحظة استمر في تأدية صلاة عشية وباكر والقداس كل يوم. حياة الوحدة بعد خمس سنوات فقط من رهبنته غادر الدير إلى مغارة للتوحد، وكان يعاود الرجوع إلى ديره مساء كل سبت ويغادره مساء كل أحد. وزاره أنبا يوأنس البابا في وحدته مع سائح أمريكي يرغب الكتابة عن الرهبنة، ومعه مدير مصلحة الآثار شخصياً الدكتور حسن فؤاد، وبعد مدة سكن في طاحونة في مصر القديمة بموافقة مدير مصلحة الآثار، الذي كان قد زاره من قبل في قلايته. ولم يكن للطاحونة باب ولا سقف، وزامله فيها ذئب كان يأتيه كل مساء ويشرب معه القهوة وفي الصباح يغادر الطاحونة، ثم بمعاونة المحبّين بنى للطاحونة سقفًا ودور ثانٍ ليكون هيكلاً، ودبّر له الله شماسًا ليصلي معه القداس كل يوم. رئيس دير الأنبا صموئيل المعترف بمشورة الأنبا يوساب القائمقام البطريركي بعد نياحة أنبا يوأنس البابا المائة والثالث عشر، أصبح القس مينا المتوحد رئيسًا لدير الأنبا صموئيل القلموني، الذي بدأ بتعميره ثانية وتعمير كنيسة العذراء فيه، وكرّسها أنبا أثناسيوس ورقّاه قمصًا فيها، وعادت الحياة إلى الدير على يد ذلك الناسك البسيط. بناء كنيسة مار مينا بمصر القديمة وفي مصر القديمة بُناء على رغبته تم شراء أرض أقام عليها كنيسة باسم مار مينا، بعد أن فشل في تعمير دير مار مينا بمريوط، وأقام هو على سطح الكنيسة وأقام فيها بعض غرف للخدمة، وتعليم الشباب الحِرف، وسُكنًا للغرباء، وعاود إصدار مجلة “ميناء الخلاص”، وتخرج من المغتربين الذين سكنوا تحت رعايته الجيل الأول من الرهبان الشباب. وأعطاه الله مواهب كثيرة منها الإفراز وشفاء الأمراض وإخراج الأرواح النجسة مع أنه ظل غارقًا في صمته وصلواته وأصوامه ودموعه إلى أن وقع عليه الاختيار لكرسي الإسكندرية. في زيارتي إلى المستشفي الجامعي بالإسكندرية لزيارة أحد الخدام، عرفني الخادم على زميله بالمستشفي قائلاً: “هذا… أستاذ بالجامعة وهو صديق للبابا كيرلس الراحل”. تعجبت لأنه صغير السن بالنسبة لعمر البابا المتنيح. فسألته عن موضوع صداقته، أجابني: “كنت أنا وأصدقائي نجتمع معاً ونذهب إلى القس مينا الراهب المتوحد. كنّا نحبه جداً وهو يحبنا. أتعرف ماذا كان والدي يقولان لي (وهما غير مسيحيين): “هذا الرجل ليس من هذا العالم”. هكذا كانت شهادة غير المسيحيين له، أنه يحمل سمات تليق بمن هم في السماء! سيامته بابا الإسكندرية اصطحبه الآباء الأساقفة – حسب طقس الكنيسة – من ديره إلى مقر البطريركية، وفعلاً قصدوا دير البراموس ومنه إلى البطريركية صباح الأحد 10 مايو 1959م. منذ رسامته أصبح بابه في المقر البابوي بالأزبكية مفتوحًا أمام الجميع ليلاً ونهارًا متخذًا من الشباب تلاميذ له، وكانت خدمته متعددة الجوانب. من الناحية الروحية كان دائم الصلاة أمام المذبح بمحبة وروحانية ألهبت قلوب الشعب فجذب الجميع إلى محبة الله والكنيسة والآخرين. ومن ناحية التعمير عزم على تعمير دير قديسه المحبوب مار مينا الذي خُرب في القرن العاشر وعادت الصلوات والألحان والحياة الرهبانية إلى تلك البقعة بمريوط، وكذلك عمَّر أديرة برية شيهيت وأديرة الوجه القبلي، كما وضع حجر أساس كاتدرائية جديدة ومبنى للكلية الإكليريكية بمنطقة الأنبا رويس بالإضافة إلى كنائس عديدة وأديرة للراهبات. أما من الناحية الثقافية فبالإضافة إلى تشجيع المعاهد الكنسية ورسامة أسقفين أحدهما للتعليم والآخر للبحث العلمي، فقد أقام مبنى خاص للمطبعة التي أهدتها إليه كنيسة النمسا. ومن الجانب الوطني فقد آثر البابا أن يبدأ خدمته في مصر بما نهج عليه الباباوات على مر العصور، فقام بزيارة رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر يوم الجمعة 12 أكتوبر من نفس العام. مرّت مرحلة كان فيها جمال عبد الناصر يصوّب سهامه ضد الأقباط بكل قوته. وساءت العلاقات بينه وبين البابا. لم يكن لدي البابا ملجأ إلا الصراخ إلى الله وطلب شفاعة مار مرقس كاروز الديار المصرية. بعمل معجزي فائق تحوّلت العداوة إلى صداقة، فصار البابا والرئيس صديقين حميمين يزور أحدهما الآخر، وقد ساهمت الدولة في سدّ العجز في إيرادات البطريركية، واشترك الرئيس في حفل وضع حجر الأساس للكنيسة المرقسية الكبرى بالأنبا رويس. الاهتمام بالعالم الخارجي في عصره أقيمت كنائس لرعاية الأقباط في أوربا ورسم مطراناً للكرسي الأورشليمي للحفاظ على أملاك الكنيسة القبطية هناك. وفي أفريقيا نظم الكنيسة في أثيوبيا رعوياً وإدارياً ورسم لها بطريركاً (جاثليق) هو الأنبا باسيليوس الذي تمت رسامته في مصر في يونيو سنة 1959م وحضرها الإمبراطور هيلاسلاسي وأهدى البابا وشاح سليمان الأكبر، كما زار البابا أثيوبيا في أكتوبر 1960م ولاقى فيها ترحيبًا فاق الوصف. هذا ولأول مرة في العصر الحديث نسمع عن المجامع المسكونية، فقد ترأّس البابا كيرلس السادس مؤتمر الكنائس اللاخلقيدونية المنعقد في أديس أبابا في يناير سنة 1965م، متفقًا مع بطريرك إنطاكية وبطريرك الأرمن وجاثليق الكنيسة السريانية بالهند على عدة قرارات تؤدي إلى تعميق المفاهيم الأرثوذكسية اللاهوتية. الكرازة أما عن العمل الكرازي فقد أوفد البابا عام 1960م من افتقد الكنيسة في دول شرق أفريقيا، وحضور مؤتمر مجلس كنائس أفريقية ومؤتمر الشباب الأفريقي، وفي نفس الوقت شجع قسم الدراسات الأفريقية في معهد الدراسات القبطية لإعداد جيل من الخدام اللاهوتيين والمدنيين للعمل في ربوع أفريقيا، وجاءت وفود أفريقية للدراسة في المعاهد اللاهوتية القبطية بمصر. نظرة الدولة للمهاجرين في أيام جمال عبد الناصر كاد أن يغلق الرئيس عبد الناصر الباب على المصريين من جهة ذهابهم إلى أمريكا الشمالية وأستراليا، وكان الجهاز الحكومي المصري يتطلع إلى أي مهاجر ـ وكان معظمهم من المسيحيين ـ أنهم خونة. وكاد غالبية المهاجرين يقطعون الأمل حتى في زيارتهم إلى بلدهم المحبوب لديهم وهي مصر. كان المهاجرون يخشون الذهاب إلى أية سفارة أو قنصلية مصرية أو أن يلتقوا بأحد المسئولين، ويبذلون كل الجهد نحو إخفاء عناوينهم لئلا يُساء إليهم أو إلى أقربائهم في مصر. كانت الكنيسة في ذلك العصر بين حجري الرحى، فهي كنيسة وطنية تخضع بكل القلب للسلطة الزمنية، وتحمل كل حب وولاء لمصر، وفي نفس الوقت هي الأم التي لن تتجاهل أو تتخلى عن أولادها أينما وجدوا. أما عن مدى اهتمام قداسة البابا بالمهاجرين فقد سبق لي نشر الجزء الأول من كتاب “الكنيسة في أرض المهجر”، وبمشيئة الله سأقوم بنشر الجزء الثاني. تجلي العذراء مريم من الأحداث الهامة في حِبْرية البابا كيرلس السادس، تجلي السيدة العذراء فوق قباب كنيستها بحي الزيتون بالقاهرة منذ ليلة 2 إبريل سنة 1976م، ولمدة سنتين وأربعة شهور متتالية. وصاحب التجلي ظهورات سمائية مثل الحمام وروائح بخور ذكية، بالإضافة إلى معجزات شفاء كثيرة لمسيحيين ومسلمين على السواء. استرجاع رفات كاروز الديار المصرية القديس مار مرقس الرسول أيضًا من الأحداث الهامة في عصره استرجاع رفات كاروز الديار المصرية القديس مار مرقس الرسول يوم 23 يونيو سنة 1986م، بعد غياب حوالي أحد عشر قرنًا، واستمرت الاحتفالات ثلاثة أيام شاركت فيها الدولة والكنائس الأخرى. صداقته للقديسين لم نسمع قط عن إنسان له صداقة مع القديسين مثل البابا كيرلس السادس الذي كثيرًا ما كان يراهم ويحاورهم، خاصة صديقه الحميم مار مينا العجايبي. يوجد أناس أحياء أعرفهم شخصيًا يتعاملون مع القديسين بطريقة ملموسة في حياتهم، ولكننا هنا نذكر فقط المنتقلين. نياحته في 9 مارس سنة 1971م تحققت انطلاقته نحو مشتهى نفسه بعد جهاد مع مرض استمر خمس سنوات، ولم تدم باباويته سوى 11 سنة وعشرة شهور، وظل جالسًا على الكرسي البابوي ثلاثة أيام ألقى عليه أبناءه نظرة الوداع ثم صُلي عليه بالكاتدرائية الكبرى بالأزبكية. ثم بعد ذلك نُقِل جثمانه الطاهر ليدفن تحت مذبح الكاتدرائية الضخمة التي كان قد شيدها في دير مار مينا بمريوط وذلك تحقيقًا لوصيته. ما بعد نياحته مع كل يوم جديد نسمع قصصًا عجيبة على مستوى العالم بخصوص عمله في حياة الكثيرين بعد انتقاله. لا أنسى أن أحد الأحباء جاء من أستراليا إلى الإسكندرية وسألته عن المدة التي يقضيها فقال أقل من أسبوع. وإذ دهشت قال: “جئت من أستراليا لأزور مدفن المتنيح البابا كيرلس السادس وأعود فورًا فصلاته أنقذتني!” أما عن ظهوراته لمحبيه في كل العالم فصارت أشبه بقصص خيالية من كثرتها وفاعليتها. كثيرون تابوا ورجعوا إلى الرب خلال ظهوراته. صورة أم قوة! في مارس 1997 في لقاء محبة بمنزل الأخ ا.ش. بمنطقة جنوب أورانج كاونتي، روى لي رب البيت القصة التالية: تحدث معي أحد العملاء وهو أمريكي يهودي، قال أنه كان يعتزم أن يبدأ مشروعًا معينًا، وكان كلما بدأ خطوة يجد العقبات حتى فقد الأمل في تكملة السير في هذا الطريق. كان من بين العاملين لديه سيدة مصرية، رأته في ضيقة شديدة، وإذ عرفت ما يعاني منه قالت له: “خذ هذه الصورة وضعها في جيبك، وأصرخ إلى الله، فإنه يسندك حتمًا”. لم يكن الرجل متديناً قط، لكنه في وسط مرارة نفسه قبل الصورة دون أن يسألها عن شخصية الإنسان الذي له الصورة. ذهب إلى بيته، وهناك دخل حجرته، وفي مرارة صرخ إلى الله، وكان يتحدث مع الله، في حوارٍ مفتوحٍ… لاحظ أن قوة قد ملأت أعماقه الداخلية. بدأ خطوات المشروع فلاحظ أن كل الأبواب تنفتح أمامه بطريقة غير عادية، وكما قال أنه يشعر بقوة فائقة تسنده أينما ذهب. روى هذا الرجل هذه القصة للأخ ا.ش. بروح مملوء قوة، فسأله الأخ عن الصورة، وللحال أخرجها من جيبه ليُريه إيّاها باعتزاز، فإذا بها صورة البابا كيرلس السادس. سألته وماذا بعد هذه الخبرة؟ فأجاب إن خبرته هذه حديثه جداً. انسحقت نفسي وصرت أتأمل في أعماقي: لقد تنيَّح أبي الحبيب منذ حوالي 30 عاماً، وها هو يعمل بروح الصلاة بأكثر قوة في دول كثيرة! لم يكن أبي القديس يُجيد الإنجليزية، لكنه يتحدث مع أمريكي يهودي بلغة الروح التي تفوق كل لغة بشرية. فوق علبة السجاير في بِرِسْبِنْ باستراليا روى لي القمص موسى سليمان التالي: في هذه الأيام لقداسة البابا كيرلس دور عجيب في حياة المدخنين. رويت القصة التالية لأحد الأحباء، وكان يعاني من عادة التدخين لسنوات طويلة: كان أحد المدخنين يود أن يتحرر من هذه العادة، وإذ فشلت كل محاولاته أمسك بأحد كتب معجزات قداسة البابا كيرلس ووضعها على علبة السجاير التي بجواره وهو يقول: “ألا تستطيع أن تصلي لأجلي لكي أكف عن التدخين؟” مرت ساعتان ولم يشعر بأي اشتياق للتدخين فتعجب جداً، وظن أنها حالة نفسية. امسك بعلبة السجاير وحاول التدخين، فإذا به يشعر برائحة شيء يحترق (شياط)، حتى كاد أن يتقيأ. قال في نفسه: “إنها حالة نفسية”. امسك بسيجارة أخرى، وإذا به يشتم نفس الرائحة، واضطر أن يلقي بالسيجارة دون أن يدخن. تكرر الأمر عدة مرات وإذ جاءه ضيف وجده مندهشاً، فسأله عن السبب، فأخبره بما حدث. طلب منه سيجارة من علبة السجاير. فتكرر الأمر معه، ومنذ تلك اللحظة لم يعد بعد إلى التدخين. إذ رويت هذه القصة لأحد الأحباء، فعل نفس الأمر، وحدث معه نفس الشيء، كما حدث مع أكثر من شخص من الشعب بصلوات البابا كيرلس! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس الشماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 365 م. كان شماساً من مدينة هليوبوليس Heliopolis في لبنان. وفي عهد الإمبراطور المسيحي قسطنطيوس Constantius، قام بتحطيم العديد من الأوثان، فاكتسب كراهية جموع الوثنيين وحقدهم. وحين مَلَك يوليانوس الجاحد انتهزوا الفرصة للانتقام منه فقاموا عليه وقتلوه، فاستشهد سنة 365م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس القيصري الشهيد | الولادة: – الوفاة: 251 كان صبياً صغيراً حين تحوّل إلى المسيحية بدون علم والده، وحين اكتشف والده أن الصبي يرفض تقديم مظاهر التكريم للأوثان طرده من البيت. حدث هذا في مدينة قيصرية بكبادوكيا، ولما علم حاكم المدينة أمر بإحضار كيرلس أمامه. حاول الحاكم معه بالترغيب والتهديد ولكن لم يستطع زحزحة إيمان الصبي، فأمر بأخذه إلى مكان الإعدام كما لو كان سينفذ فيه الحكم، حتى متى رأى أتون النار المزمع إلقاؤه فيه يخاف ويتردد، ثم يحضرونه أمام الوالي مرة أخرى. حين عاد كيرلس أمام الوالي اشتكى إليه أن الحكم لم يتم تنفيذه، فاستشاط الوالي غضباً وأمر بضربه بالسيف فنال إكليل الشهادة حوالي سنة 251م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس مطران إثيوبيا | الولادة: – الوفاة: – رهبنته وُلد ببلدة الكشح مركز البلينا من أبوين بارين سمّياه سيداروس، ألحقاه في طفولته بكُتّاب البلدة التابع للكنيسة وكان بطبيعته ميّالاً إلى الوحدة والتأمل والصلاة والصوم. ولما بلغ التاسعة عشر من عمره استأذن والديه وقصد إلى دير كوكب البرية حيث ترهبن باسمه الأصلي. في الدير لم يكتفِ بالسهر والتقشف والتعبد بل انضم إلى المدرسة التي كان قد أنشأها البابا كيرلس الخامس هناك، وقضى في الدير سبع سنوات تعلم فيها الفضائل المسيحية من محبة وتواضع. خدمته في أورشليم والصعيد ولما كان رهبان دير الأنبا أنطونيوس مسئولين عن الخدمة في الأراضي المقدسة رسمه رئيس الدير قمصاً وأرسله إلى أورشليم. تفانى في الخدمة حتى اعتلَّت صحته، فأشفق عليه المطران الأورشليمي وأعاده إلى ديره ليستعيد صحته. ما أن تعافى حتى قرر رئيس الدير إرساله إلى مدينة بهجورة بالصعيد حيث كان بها حقول مملوكة للدير، فكان يرعى الشعب بالمدينة وأيضاً يهتم بتحصيل المال وإرساله إلى اخوته الرهبان. وكانت للمدينة كنيسة باسم السيدة العذراء على سطحها غرفة متواضعة عاش فيها مكرساً نفسه للعمل الموضوع عليه، وقد منحه الله مواهب شفاء المرضى والسلطان على الوحوش، كما منحه الشفافية الروحية. كيرلس مطران إثيوبيا في سنة 1929م أرسل الإثيوبيون وفداً طالبين من البابا يوأنس التاسع عشر أن يرسم لهم مطراناً، فقرر البابا أن خير من يصلح لهذه الكرامة هو القمص سيداروس الأنطوني، فأرسل وفداً إلى بهجورة ليصحبه إلى القاهرة، فأخذ هذا العابد القانع يبكي ويستعطف أعضاء الوفد بأن يتركوه، ولكنهم لم يستطيعوا إلا تنفيذ رغبة البابا. وكان البابا يعرف اتجاهات القمص سيداروس فما أن وصل حتى رفع الصليب فوق رأسه لساعته وصلى الصلوات التمهيدية للرسامة، وبهذا وضع القمص تحت الضرورة وأطلق عليه اسم كيرلس. لما سافر الأنبا كيرلس مع الوفد الإثيوبي بدأ أعماله الرعوية بمسح الملك تفري إمبراطوراً على كل إثيوبيا باسم الإمبراطور هيلاسلاسي، ثم قضى السنوات ما بين سنة 1930 – 1935م في افتقاد شعبه والتنقل بين مختلف المقاطعات، فكانت هذه السنوات فترة سلام بنَّاء. محاولات ضمه إلى بابا روما استولى الإيطاليون على إثيوبيا في مايو سنة 1936م، واضطر هيلاسلاسي وعائلته وغالبية الأمراء إلى الهروب من بلادهم ورجا الإمبراطور من المطران أن يظل في أديس أبابا ليعطي الشعب المنكسر شيئاً من الطمأنينة، فبقى في مكانه. حكم الإيطاليون على الطريقة الرومانية القديمة، فعذبوا وشرّدوا وقتلوا بلا شفقة، وأراد القائد الإيطالي جرازياني أن يجعل الأنبا كيرلس ينضم إلى بابا روما فبدأ بالوعود العالمية البراقة، ولما لم تؤثر فيه هدده بالقتل. فأجابه المطران: “لك مطلق السلطة على هذا الجسد الفاني أما روحي فملك السيد المسيح إلهي ولن يمكنك الوصول إليها أبداً”. من روما إلى مصر أقام القائد استعراضاً عسكرياً ضخماً بهدف إدخال الرهبة في القلوب، ولكن الإثيوبيين ردوا على هذا الاستعراض بإلقاء القنابل اليدوية على كبار الحاضرين، أصابت إحدى شظاياها الأنبا كيرلس واضطرته للبقاء في المستشفى عدة أسابيع. ولما خرج من المستشفى احتج القائد وأعوانه بوجوب علاجه في روما، وبالفعل حكموا عليه بالسفر وهناك عاودوا محاولاتهم في دفعه إلى الخروج عن الكنيسة القبطية والانضمام إلى كنيستهم. ولما فشلت كل جهودهم منعوه من العودة إلى أديس أبابا واضطروه إلى العودة إلى مصر، فعاش من سنة 1936 – 1942م في شقة في مهمشة إلى جوار مبنى الإكليريكية القديمة. انهزم الإيطاليين سنة 1942م في الحرب العالمية الثانية واضطروا إلى مغادرة إثيوبيا، فعاد هيلاسلاسي هو وأمرائه وعائلاتهم، وحالما استقر في عاصمته أرسل وفداً على طائرة خاصة طالباً عودة الأنبا كيرلس، فعاد معزّزاً مكرماً. إلا أن صحته كانت قد ساءت إلى حد اضطر معه أن يعود إلى القاهرة بعد سنتين، وتحمل المرض بالصبر والصمت. نياحته وفي الأسبوع الأخير من حياته نقله أحباؤه إلى المستشفى القبطي ليكون تحت العلاج المباشر، وهناك أسلم روحه الوديعة في يدي الآب السماوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس مقار الأسقف | الولادة: – الوفاة: 1920 دعوة للانضمام إلى روما كان من بني مصر الذين اقتنصهم الكاثوليك بعيداً عن كنيستهم الأصلية، ورسموه أسقفاً باسم كيرلس مقابل الأنبا كيرلس الخامس البابا المائة والثاني عشر. حالما تسلم هذا الأسقف مهامه الرعوية نشر رسالة وجهها إلى الأرثوذكس الأوفياء لكنيستهم في مصر وفي إثيوبيا يناشدهم فيها الانطواء تحت زعامة البابا الروماني بادعاء أن مرقس ما هو إلا تلميذ لبطرس. وعلى الفور أصدر البابا الوقور بياناً مسهباً أوضح فيه العقيدة الأرثوذكسية في جلائها، ثم أثبت أن مار مرقس هو أحد السبعين تلميذاً الذين اختارهم الرب للكرازة كما دعى الاثني عشر تماماً، وقد طُبِع هذا البيان ووُزِع في جميع أنحاء مصر وقرأه الكهنة في الكنائس على مسامع الشعب. لما وجد كيرلس مقار أن البيان البابوي بلغ هدفه وبالتالي فشل هو فيما استهدفه، قصد إلى إثيوبيا وهناك أصابه فشل ثانٍ لأن الإمبراطور منليك الثاني كان شديد التمسك بالأرثوذكسية. وبعد شهور من تلك الزيارة جاء وزير إثيوبي إلى مصر وذهب لينال بركة الأنبا كيرلس الخامس فسأله عما حدث، ووصف له الوزير ما جرى وانتهى بقوله: “إذا توطدت أقدام البعثات الدينية في أي بلد شرقي أضاع استقلاله شيئاً فشيئاً، وإذا به على غير علم منه قد وقع في قبضة من زعموا تمدينه وتعليمه”. بطريرك للكاثوليك فعودة للكنيسة رفعت روما هذا الأسقف إلى مرتبة بطريرك، وبعدها فوجئت بما لم يكن في الحسبان، لأن الأنبا كيرلس مقار كان دائم البحث والإطلاع فلم يلبث أن عاد إلى الأرثوذكسية. ظنّ في بادئ الأمر أن البابا المرقسي الأصيل لن يقبله ضمن أبنائه بسبب كتاباته السالفة ضد الكنيسة القبطية، فسافر إلى الإسكندرية وقابل البطريرك فوثيوس للروم الأرثوذكس وصارحه برغبته في الانضمام إلى كنيسته. وفرح البطريرك الرومي هو ومجمعه بقبول الطلب ولكن رجال الدولة اليونانية رفضوا الموافقة رفضاً باتاً، وبينما كان كيرلس مقار في الإسكندرية وضع كتاباً في جزءين عن العلامة السكندري أوريجينوس بالفرنسية. فلما رُفِض طلبه سافر إلى بيروت حيث انشغل بالكتابة، فوضع كتابين على جانب كبير من الأهمية إذ يقدمان الدليل الواضح الصريح على مدى اقتناعه بالأرثوذكسية، وهذان الكتابان بالفرنسية أيضاً، أولهما: “الوضع الإلهي لتأسيس الكنيسة” وهو في جزءين، وثانيهما: “أخيراً الحقيقة”. ثم أتبعهما بكتاب ثالث عنوانه: “أخيراً نتكلم”، ردّ به على بعض ما نشره الكاثوليك في مصر. قد تبعت ثمانون عائلة كاثوليكية بطريركها وانضمت إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأشهرها عائلة “العتر”، وعلى إثر ذلك أصبح فرنسيس العتر أرشيدياكون الكنيسة البطرسية التي شيدتها عائلة بطرس غالي. ثم حدث أن تقابل بعض من أراخنة الأقباط مع فرنسيس العتر ودار بينهم الحديث حول كيرلس مقار، وفي اليوم التالي ذهبوا لمقابلة الأنبا كيرلس الخامس، الذي ما أن علم بهدف زيارتهم حتى قال لفوره: “اعلم يا فرنسيس أن هذه كانت أمنيتي من أول الأمر ولكنكم تسرعتم في طرق باب الكنيسة اليونانية، وإذا كنت لم أحرك ساكناً يومذاك فما ذلك إلا محافظة على المحبة التي تربطني بالسيد فوثيوس”. كوَّن البابا المرقسي لجنة برياسة الأنبا مكاريوس مطران أسيوط ليذهب أعضاؤها إلى بيروت ويستصحبوا كيرلس مقار إلى القاهرة. ولكن المستغرب هو وصول برقية تحمل خبر انتقاله المفاجئ إلى مساكن النور في الوقت الذي كان يستعد أعضاء اللجنة للسفر، وكان ذلك في منتصف سنة 1920م، وقد أشيع أنه مات مسموماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرلس وأناسطاسيا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانت أناسطاسيا عذراء من أصل روماني شريف، تبلغ العشرين من عمرها، وتعيش وسط مجموعة من العذارى المكرّسات في روما. في الاضطهاد الذي أثاره فالريان Valerian أصدر أوامره للوالي بروبس Probus فاقتحم جنوده منزل العذارى، وقبضوا على أناسطاسيا وحملوها إلى الوالي، الذي أمر بجلدها عارية. وحين اعترضت بأن هذا العمل يهينه هو أكثر مما يشينها هي، بدأ معها سلسلة من العذابات. ربطوها بسلاسل حديدية وضربوها وعذّبوها بالنار والسياط، ولما لم يؤثّر أي من هذه العذابات في اعترافها بالسيد المسيح، قطعوا ثدييها ونزعوا أظافرها وكسروا أسنانها ثم قطعوا كفيها وقدميها. أخيراً قطعوا رأسها بعد أن تَجمَّلت بجواهر العذابات التي تحملتها، وهكذا اجتازت إلى عريسها السماوي. وقد نُقِل جسدها بعد ذلك إلى القسطنطينية. أثناء تعذيبها طلبت أن تشرب فأحضر لها كيرلس ماءً، فكان أجره عن ذلك أن نال إكليل الشهادة. Butler, October 28. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيرياكوس وجوليتّا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كان كيرياكوس طفلاً ذو ثلاث سنوات وكانت جوليتّا أمه أرملة غنية من أصل شريف، تعيش في ليكأونيه حيث كانت تتبوأ منصباً كبيراً، واستشهدا أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيريّة الأم | الولادة: – الوفاة: – نشأتها وُلدت أوجيني من أسرة ثريّة تقيّة في مدينة طلخا، محافظة الدقهلية. اهتمت الأسرة بتربيتها، فالتحقت بإحدى المدارس الخاصة حيث اتقنت الفرنسية. في الإسكندرية شعرت الشابة أوجيني بنداء داخلي نحو تكريس حياتها للرب وهي على شاطئ البحر بالإسكندرية. لم تقاوم الروح فانطلقت نحو منزلها لا يشغل قلبها سوى خلاص نفسها والتصاقها بالرب. رهبنتها التصقت بمطران الدقهلية الأسبق “نيافة الأنبا تيموثاوس” وتتلمذت على يديه فالتهب قلبها بالحب الإلهي. كانت تهتم بالصلاة ودراسة الكتاب المقدس ومطالعة سير القديسين. بإرشاد أب اعترافها صارت راهبة باسم الأم كيرية عام 1941 بمدينة شربين، واستمرت بمنزل والدها. أرسلها أب اعترافها إلى دير أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة، وقد حاول والدها أن يثني عزمها فلم يستطع. اتّسمت بحبها لممارسة الأعمال الصعبة والتي تنفر منها بعض الأمهات مثل تنظيف دورات المياه … الخ. كانت تعمل بنشاطٍ وفرحٍ شديد، بجانب جهادها في الصلاة والسهر والتأمل مع خدمة الراهبات المسنّات. تتلمذت على يدي القمص مينا المتوحد (قداسة البابا كيرلس السادس) الذي ألبسها فيما بعد الإسكيم المقدس. وكانت تقوم بعمل ما يقرب من 550 مطانية يومياً كقانون لبّاس الإسكيم. رئاسة دير مار جرجس بمصر القديمة أسند إليها البابا كيرلس السادس رئاسة دير مارجرجس بمصر القديمة عام 1961م. اهتمت بالعمل الروحي وإنشاء مكتبة للدير تضم الكثير من المخطوطات. كما اتسمت بحبها للعطاء حتى للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط. اهتمت بتوزيع مساعدات شهرية للأسر المستترة. وهبها الله معرفة أمور كثيرة قبل حدوثها، كما ظهر لها الشهيد مارجرجس وأخبرها عن موعد رحيلها من العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كيليدونيوس و إيميتيريوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 م. يقول برودنتيوس Prudentius الذي كتب قصيدة طويلة في مدحهما أن معذبيهما قد حرقوا عمداً كتاب سيرتهما فحرمونا بذلك من معرفة سيرتهما المجيدة. يقول التقليد أنهما كانا ابنا القديس مارسيللوس St. Marcellus، وكانا كلاهما جنديان مثل أبيهما، وأنهما استشهدا بالسيف سنة 304م أثناء حكم دقلديانوس، وذلك في كالاهورَّا في أسبانيا Calahorra in Spain. Butler, March 3. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كييل الراهب القديس | الولادة: – الوفاة: – هو راهب قديس يسمى كييل، كان معاصراً للبابا خريستوذولوس في العصر الفاطمي، وكان مترهباً بدير أبو يحنس القصير. كان يكشف ما في قلوب الناس قبل أن يفصحوا عنه. مرة قصده جماعة وكان ضمنهم رجل نصراني من أهل فوه، وكان الراهب كييل قلما يفتح لمن يقرع بابه، فلما فتح لهم قال للرجل الذي من فوه: “يا فلان (وسَمّاه باسمه) أما خِفت من السيد المسيح ربنا لما زنيت ليلة الأحد في الطاحونة بفوه؟” فلما سمع الرجل هذا الكلام سقط على الأرض، وتعلق برجل كييل وبكى وسأله أن يستغفر له، فضمنه وقال له: “إن أنت تبت فأنا أضمن لك الغفران”. فتاب لوقته، فقال له القديس: “إن الرب قد غفر لك”.ثم أخذ يحدّث الباقين كل واحد باسمه. حدث أن الراهب كييل هذا وقف يصلي ليلة أحد حتى الصباح، فكلّمه إبليس من خلف الصورة التي أمامه وقال له: “قد تعبت يا كييل يكفيك” فزجره القديس كعادته معه وصلَّب عليه فصار زوبعة سوداء ومضى عنه. عرف كييل وقت نياحته وخروجه من العالم، وطلب إلى الرهبان أن يأتوه يوم الجمعة وقت الساعة التاسعة ليودّعهم فإنه راحل عنهم في ذلك اليوم، فذهب إليه الرهبان وكان هو بغاية الصحة وكان يخدمهم، ثم قام واستحم ولبس ثياباً نظيفة واضطجع قدامهم وقال لهم: “اقرأوا عليَّ المزامير”، ثم ودعهم وتنيّح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كُرنيليوس البطريرك | الولادة: – الوفاة: 143 م. هو رابع بطريرك على كرسي إنطاكية Antioch وأول من تَسَمَّى باسم كُرنيليوس من سلسلة بطاركة إنطاكية. جلس على الكرسي بعد استشهاد البطريرك هِرون Heron سنة 129م، وتنيح سنة 143م حيث خَلَفَه البطريرك إيروس Eros. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كُرنيليوس البطريرك الشهيد | الولادة: – الوفاة: 253 اختياره أسقفاً نتيجة الاضطهاد الذي عانت منه الكنيسة فترة حكم ديسيوس ظل كرسي روما شاغراً مدة اثني عشر شهراً بعد استشهاد فابيان، إلى أن اُختير كُرنيليوس أسقفاً لروما لهذا المنصب. يقول عنه صديقه القديس كبريانوس الأسقف: “لقد قبل بشجاعة هذا الكرسي، قوياً في ذهنه ثابتاً في الإيمان، في الوقت الذي كان المعاند ديسيوس – في كراهيته للأساقفة – يهددهم ويتوعّدهم، حتى أنه كان يهتم بإقامة أسقف جديد في روما أكثر من اهتمامه بأمر أي أمير مقاوم له في الإمبراطورية”. مشكلة رجوع الجاحدين لم تبدأ المتاعب مع هذا البطريرك من الإمبراطور على قدر ما بدأت من داخل الكنيسة نتيجة للخلاف في الرأي حول قبول توبة من جحد الإيمان نتيجة للاضطهاد. كان أحد الكهنة من شمال أفريقيا ويدعى نوفاتيان Novatian يتزعَّم حركة التشدّد في قبول هؤلاء التائبين، وكان ينادي بأن الكنيسة ليس لها سلطان على مسامحة بعض الخطايا مثل القتل والزنا والزواج الثاني مهما كان الشخص تائباً، وأن هذه الخطايا غير قابلة للغفران. كان نوفاتيان في هذا معارضاً لأسقف روما ولرأي أساقفة شمال أفريقيا ومن بينهم القديس كبريانوس والكنيسة الشرقية. وعُقِد مجمع للكنائس الغربية في روما حكم بهرطقة نوفاتيان وبقطعه من شركة الكنيسة. نفيه في عام 253م زادت حدة الاضطهاد على الكنيسة، ونفي الأسقف كرنيليوس عن كرسيه. وقد أرسل له القديس كبريانوس – الذي كان من المعجبين به – رسالة تحية وتهنئة لقبوله الألم من أجل السيد المسيح، وبسبب ثبات الكنيسة في روما حتى أن لم يوجد مسيحي واحد روماني أنكر الإيمان بسبب الاضطهاد. وبينما يعتقد البعض أن القديس كرنيليوس استشهد بقطع رقبته سنة 253م، يقول آخرون أنه تنيّح بسبب سوء المعاملة في منفاه، وقد نقل جسده إلى روما حيث دفن هناك. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ذكري السائح | الولادة: – الوفاة: – بدأت قصة الأنبا ذكري مع الأنبا يعقوب بدير نهيا، إذ بينما كان الأنبا يعقوب سائراً رأى مجموعة من البربر يمسكون رجلاً من عابري الطريق هو ذكري يريدون أن يذبحوه ويأخذوا ما معه. فصرخ الأنبا يعقوب ورفع صوته، فظنّ البربر أنه من جنود السلطان وأن برفقته مجموعة كبيرة من الجنود فهربوا أمامه. تقدم الأنبا يعقوب من ذكري وحلّ وثاقه وقال له: “خذ فقط ما سرقوه منك”. لكن ذكري طمع وأخذ سيف أحدهم ونزل إلى المدينة وحاول بيعه، فأمسكه أحد الرجال وذهب به إلى الوالي قائلاً: “أخي خرج منذ ستة أيام ولا أعرف عنه شيئاً. ثم وجدت مع ذكري سيفه، فقد قتله وأخذ سيفه”. فحكم الوالي بضرب عنق ذكري بالسيف. لما علم الأنبا يعقوب بالأمر ذهب إلى الوالي وحكى له ما حدث وخلص ذكري من الموت. فأتى ذكري للأنبا يعقوب وطلب منه أن يترهّب. وقد أظهر غيرة ونسكاً، في أصوامٍ مع صلوات كثيرة، فقبله الأنبا يعقوب وألبسه ثوب الرهبنة. في أحد الأيام خدعه الشيطان متمثلاً في صورة أبيه، طالباً إليه كما في رؤيا أن ينزل من ديره لكي يراه قبل وفاته. رفض ذكري مشورة الأنبا يعقوب وصمم على النزول، وفي بيت أبيه عرف الخدعة الشيطانية، فعاد إلى قلايته وأغلق بابها وبكى بتوبة قلبية على قبوله ذلك الفكر من الشيطان، حتى صار قلبه طاهراً وبلغ درجة السياحة كما شهد بذلك الأنبا يعقوب. الآباء السواح، الجزء الثاني صفحة 18. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراهاط الفارسي | الولادة: – الوفاة: 346 م. 📜 سيرته أفراهاط (بالسريانية: ܐܦܪܗܛ – بالفارسية: فرهاد) ويعرف كذلك بالحكيم الفارسي هو راهب وكاتب سرياني عاش في منطقة حدياب شمال بلاد مابين النهرين التي كانت واقعة حينها ضمن أراضي الإمبراطورية الفارسية. الكتابات القليلة التي تتحدث عنه والتي نجت عبر الزمن هي مستندة في معظمها على تدويناته الشخصية. يتبين منها بأن أفراهاط ولد لأبوين وثنين (مجوسيين) في النصف الثاني من القرن الثالث. وبعد تحوله للمسيحية تبنّى نمط حياة زاهدة متقشّفة، وبلغ بعد ذلك مرتبة الأسقفية وسُمي يعقوب. تسبّب اسمه الجديد باللغط عبر العصور حيث كانت تنسب أحيانًا أعماله ومؤلّفاته ليعقوب أسقف نصيبين (المتوفي عام 338). ولم تتم مطابقة هوية «الحكيم الفارسي» مع أفراهاط إلا في القرن العاشر. نقل باحثون أوربيون مخطوطات تضمّنت أعمال أفراهاط إلى خزانة المتحف البريطاني كان قد عُثر عليها في دير القديسة مريم بوادي النطرون في مصر ونُشرت لأول مرة بنسختها السريانية الأصلية عام 1869. 📖 مؤلفاته استنادًا لمخطوطة محفوظة في المتحف البريطاني والتي تعود لعام 1364 كان أفراهاط أسقفًا لدير مار متي (المعروف بالشيخ متي) الواقع على الجانب الشرقي من نهر دجلة قرب مدينة الموصل الحالية، ويبدو أنه قضى معظم سنين حياته في ذلك الدير غير أن هناك من المؤرخين من يشكّكون بهذا الأمر، ولا يُعرف تاريخ وفاته الفعلي ويعتقد البعض أنه مات «شهيدًا». بحسب شهادة ابن العبري فأن أكثر سني فرهاد أو أفراهاط عطاءً كانت في فترة مفريانية مار بابا الأول مفريان المشرق والذي توفي عام 334، وهذا يتوافق مع ما وُجد في كتابات أفراهاط نفسه التي تحدّد زمن أنشطته الأدبية بين عامي 337 و345. تتركّز مؤلفات أفراهاط في 23 مقالة أو موعظة حول الأخلاق ومواضيع جدلية، كتبت جميعها باللغة السريانية. وُضعت مواعظه الاثنين والعشرين الأولى بترتيب أبجدي وتُقسم أحيانًا إلى جزأين بحسب تاريخ الكتابة. المواعظ العشرة الأولى كتبت عام 337 وتعالج بالترتيب المواضيع التالية: الإيمان – المحبة والصدقة – الصوم – الصلاة – الحروب – الرهبان- التوبة – القيامة – التواضع – الرعاة. المجموعة الثانية من المواعظ كُتبت عام 344 وهي بعنوان: الختان- الفصح – السبت – تشجيع (وهي رسالة عامة موجّهة لرجال الدين المسيحي من أساقفة وقساوسة وشمامسة تتحدّث عن الحياة الفاضلة) – تمييز الأطعمة – دعوة الأمم الوثنية – يسوع «الماشيح» – البتولية – تشتت اليهود – البرّ بالفقراء – الاضطهاد – الموت والأوقات الأخيرة. أُضيف إلى هذه المواعظ الموعظة رقم 23 عام 345 والتي تحمل عنوان حبة العنب أو العنقود الأخير الذي يبقى في الكرم في إشارة لآية في سفر إشعياء (إشعياء 65: 8). هذه المواعظ والتي تسمى كذلك «الرسائل» -لأنها كتبت بشكل أجوبة على تساؤلات صديق-، تُعتبر من أقدم الوثائق الدينية للكنيسة السريانية، وإضافة لأهميتها التاريخية فهي تعتبر مراجع ذات قيمة كبيرة في اللاهوت الدفاعي. وهي تتضمّن معلومات عالية القيمة عن تاريخ أهم الأسئلة العقائدية والأخلاقية والليتورجية والكنسية وحتى عن أمور تتعلّق بالتاريخ العام. ففي مؤلفاته يتحدّث أفراهاط عن البتولية الدائمة لمريم العذراء وأمومتها لابن الله، وعن تأسيس الكنيسة على بطرس الرسول، وعن الأسرار الكنسية كلها -عدا سر الزواج- كما في موعظته السابعة التي تناولت سر التوبة والاعتراف. وكذلك فأن مؤلفات أفراهاط تستخدم في دراسة تاريخ الكتب المسيحية المقدّسة لاحتوائها على شواهد كثيرة من الكتاب المقدس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| روفينوس أسقف أكويلا | الولادة: 345 م. الوفاة: 410 م. نشأته وُلد بالقرب من مدينة أكويلا الواقعة على شاطئ البحر الأدرياتيكي بإيطاليا. ومن العجيب أن أبويه أهملا تعليمه وهو طفل، ولكن غيرته دفعته إلى أن يعلّم نفسه بنفسه. درس في روما حيث التقى بالقديس جيروم. رهبنته كان النُسّاك المصريون إذ ذاك النموذج الأمثل لجميع المسيحيين، فاستثاروا بقدوتهم حماسة الشباب. وكان روفينوس واحداً من مئات الشباب الذي استهوتهم الحياة النسكية فاندمجوا فيها بحرارة. عاش في جماعة نسكية في وطنه (368-373م)، ثم قصد الأراضي المقدسة حيث عاش بضع سنوات مع رهبانها. أراد أن يضم بركة آباء الصحاري المصرية إلى بركة الأراضي المقدسة. زيارته لمصر جاء روفينوس إلى مصر حوالي سنة 373م. بمعيّة السيدة ميلانيا الشريفة الرومانية التي كرّست حياتها بعد ترمّلها لخدمة القديسين والعاملين في كنيسة الله. وحالما وصل روفينوس إلى الإسكندرية قصد لفوره إلى الصحراء حيث قابل عدداً كبيراً من آبائها. واتفق أن كان مجيئه إلى مصر أيام الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور فالنس على المصريين، فاصطلى بناره. ولكنه رغم ما ذاق من عذاب استطاع أن يقابل النساك المقيمين في الصحارى ويَسعد بالحياة معهم. عاش في مصر منذ عام 373-380م. حيث صار تلميذاً للقديس ديديموس الضرير، الذي تأثر بتعاليم العلامة أوريجينوس في أورشليم، ثم في أكويلا اصطحب القديسة ميلانيا الكبرى، وبحث عن دير للرجال وآخر للنساء في أورشليم على جبل الزيتون عام 381م. في عام 386م. استقر القديس جيروم في بيت لحم، وكان يساند القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس في هجومه على أوريجينوس، فأخذ موقفاً مضاداً لروفينوس ويوحنا أسقف أورشليم. وقام البابا ثاوفيلس السكندري بالمصالحة بينهم.في عام 397م. عاد روفينوس إلى إيطاليا، وبعد عامين ذهب إلى أكويلا. كتاباته كان إنتاجه الكتابي ضخم للغاية، وإن كان لم ينشره إلى حين ذهابه إلى أكويلا. بعد مُضي سنين على رجوعه إلى أكويلا شعر بحنين جارف إلى هؤلاء النساك، دفعه ذلك إلى أن يكتب عن سعادته بالالتقاء معهم، وأن يصف حياتهم القدسّية. سرد سير بعض المتوحّدين، وبين الذين أثاروا إعجابه إلى حد بعيد الأب آمون الشيخ الوقور. بعد وصف سَّير الآباء المتوحدين انتقل إلى وصف الرهبان الذين اختاروا حياة الشركة. وبين هؤلاء النسّاك الذين كان لهم فعل السحر في نفسه جماعة الرهبان الذين كانوا يسكنون منطقة أرسنيو (الفيوم)، وكان منهم الأب سيرابيون الذي كان أباً لجماعات من الرهبان يبلغ عددهم نحو عشرة آلاف ناسكاً. ختم روفينوس كتابه بتمجيد الله الذي أتاح له أن يرى البشر يعيشون على الأرض عيشة سكان السماء. أغلب أعماله هي ترجمات كتابات الآباء اليونانية إلى اللاتينية. فقد عارض القديس جيروم بترجمته عمل العلامة أوريجينوس “عن المبادئ الأولى On First Principles”. قدم جيروم بكونه كان قبلاً معجباً بشخص أوريجينوس. وإذ وجد هجوماً عنيفاً من بيت لحم دافع عن نفسه وبعث قانون إيمانه لأناستاسيوس الأول أسقف روما (عام 400م). بدفاعه عن عمله بخصوص أوريجينوس بدأ روفينوس يترجم كتاب “اعتذار Pomphilus لحساب أوريجينوس”، مع مقال عن ما دخل خلسة إلى أعمال أوريجينوس. قرر بأن العبارات غير الأرثوذكسية في كتابات أوريجينوس مدسوسة مؤخراً لذا شعر بحقه في حذفها. بعد ترجمته لكتاب المبادئ، وهو يمثل منهج اللاهوت المسيحي، استمر في ترجمة مقالات عن يشوع واللاويين والعدد، وتفسير لرسالة القديس بولس إلى أهل رومية ولنشيد الأناشيد. كثير من كتابات أوريجينوس لم يبقَ منها إلا ترجمات روفينوس. ترجم أيضاً كتاب النسكيات المختصر للقديس باسيليوس الكبير، وأسئلة وأجوبة عن الحياة الرهبانية. وكان لهذا العمل أثره على الرهبنة في الغرب. أضاف إلى عمل يوسابيوس القيصري “التاريخ الكنسي” عند ترجمته إلى اللاتينية كتابين حتى بلغ إلى موت ثيؤدوسيوس الأول عام 395م. قام أيضاً بالترجمة إلى اللاتينية: عبارات Sentences لأوغريس البنطي. عبارات Sentences لشخص يدعى سكستوس Sextus وهو فيلسوف فيثاغوري عُرف خطأ بسكتوس الثاني أسقف روما. عظات القديس باسيليوس والقديس غريغوريوس النزينزي. المعارف الإكليمنضية التي نسبت خطأ للقديس إكليمنضس الروماني. أعمال روفينوس الأصيلة تحوي دفاعين عن الصراع الأوريجاني، أحدهما لأنسطاسيوس الأول، والثاني في كتابين للقديس جيروم. يوجد أيضاً تفسير لقانون الإيمان للرسل معتمداً على كيرلس الأورشليمي، ومقال مختصر عن بركات يعقوب للاثني عشر أباً (تك49). أما رسائله فهي مفقودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوية ماري الفونسين غبريال غطاس | الولادة: 1843م. الوفاة: 1927م. بتاريخ الثالث من يوليو 2009، صدّق قداسة البابا بنديكتس السادس عشر على إعلان الأم ماري ألفونسين دانيل غطاس مؤسسة رهبانية الوردية المقدسة، طوباوية. وحدد احتفال التطويب يوم الأحد الموافق الثاني والعشرين من نوفمبر 2009 في بازيليك سيدة البشارة في الناصرة بالقدس. فى قداس ترأسه بطريرك اللاتين بالقدس ومشاركة مطران القدس نيافة الأنبا فؤاد طوال والقاصد الرسولى وبمشاركة لفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات وكل الرئيسات السابقات لرهبنة الوردية وعدد كبير من أفراد الشعب الكاثوليكي الذين أتوا من لبنان وفلسطين والاردن لحضور هذه الاحتفالية للطوباوية العربية ابنة القدس. حياة هذه الطوباوية العربية ابنة القدس: اسمها (قبل الرهبنة) سلطانة. ولدت سلطانة في القدس في الرابع من اكتوبر سنة 1843 يوم عيد القديس فرنسيس الاسيزي، من أسرة مقدسة تميّزت بالتقوى والحياة المسيحية الملتزمة وحب الفضيلة والخير. والدها دانيل غطاس، يعمل في القدس نجاراً، ووالدتها كاترينا ربة بيت تقيّة فاضلة. ولها ثلاث أخوات وخمسة إخوة. البنات الثلاث اعتنقن الحياة الرهبانية وأخوها أنطون صار كاهناً للرب، أسرة مسيحية فاضلة. تصلي المسبحة يومياً وأحيانا مع بعض الجيران أمام تمثال العذراء ومن حوله توقد الشموع ويحرق البخور. وكلهم مواظبون على حضور القداس يومياً. قبلت سلطانة سر العماد بعد ولادتها ببضعة أيام. ثم وُسمت بسر الميرون المقدس من يد غبطة البطريرك يوسف فاليركا في 18 تموز سنة 1852، ومنذ ذاك الحين غرس الروح القدس في قلبها الميل إلى اعتناق الحياة الرهبانية. وعند اطلاع والدها فيما بعد على عزمها هذا قاومها لكنه رضخ أخيراً لرغبتها إذ لمس بها ثباتا أكيداً وتحقق إرادة الله. فإذن لها أن تنضم إلى رهبانية القديس يوسف واشترط على الرهبانية أن لا تبعدها إلى أوروبا، فاستجيب إلى طلبه بوثيقة خطية. فدخلت سلطانة الدير سنة 1858، ولم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر، وحظيت هذه الابنة المباركة من الرب بنعمة فريدة وهي أنها اتشحت بالثوب الرهباني وأبرزت نذورها على الجلجلة ودعيت في الرهبانية باسم الأخت ماري الفونسين. وعلى مثال شفيعها القديس الفونس دي ليغوري تحملت صعوبات شتى وبعد إبرازها النذور تعينت معلمة في مدرسة القدس الرعوية فقامت بأعباء وظيفتها بهمة ونشاط، ونشرت بين تلميذاتها تكريم سيدتنا مريم العذراء. وهكذا تمكنت من تأسيس أخوية الحبل بلا دنس للبنات، ومن هذه الأخوية خرجت الزهرات الخمس اللواتي كنّ أساس بناء الوردية الأورشليمية. وبعد بضعة سنين أرسلت إلى بيت لحم حيث أسعدها الحظ أن تكون قريبة من مهد المخلص. وهنا شرعت بتأسيس عدة أخويات منها: أخوية الحبل بلا دنس للبنات، أخوية قلب مريم للنساء وأخوية لإكرام القديس يوسف. وفي كل مساء بعد انصراف تلميذاتها كانت تجمع أعضاء تلك الأخويات وتتلو معهنّ السبحة المقدسة إكراماً لوالدة الإله. يا مريم أمنا، يا سيدة الوردية المقدسة، علمينا معنى الصلاة الحقيقية، وزيدينا شغفاً بحب تلاوة الوردية، في رعايانا وكنائسنا أولاً، ومع طالباتنا في المدارس واخوياتنا بجميع فروعها، لنصبح أهلاً لهذه النعمة العظيمة، التي جاد الله بها علينا. آمين. ظهرت مريم العذراء سلطانة الوردية المقدسة لآمتها الأخت ماري الفونسين في 31-5-1874، وشاهدت الأخت ماري، مكتوباً فوق إكليل الأم البتول هذه الكلمات “عذارى الوردية”. ومساء عيد الغطاس 6-1-1875، ظهرت لها الأم البتول حاملة الوردية كالمرة الأولى مع صفين من البنات، إلى يمينها والى يسارها وكان مكتوباً “عذارى الوردية – رهبانية الوردية”. ومرة أخرى أخذت العذراء بزمام المبادرة، وأوحت إلى الراهبة حلماً نبوياً يرسم معالم المستقبل رسماً أكثر وضوحاً، فكتبت الأخت ماري الفونسين في مذكراتها، قائلة: “وفي غضون ذلك رأيت في الحلم أمي مريم البتول، يحيط بها عذارى عديدات… ثم قبضت مريم على يدي بشدة وقالت: “أريد أن تؤسسي رهبانية الوردية”. والآن أشير عليك أن تنشئي هذه الرهبانية وأنا معك. وكوني على ثقة بان أخوية الوردية ورهبانيتها ستنجح وتتوطد إلى يوم الدينونة، بشرط أن تباشريها طبقا لأوامري والهاماتي. ثم أمسكت بيدي بقوة وعلقت في عنقي الوردية التي كانت بيدها، وقالت لي: “أنا أمك، أعينك وأساعدك”. وفي بداية عام 1876، رأت الأخت ماري الفونسين السيدة العذراء مرة أخرى وحولها فوج من العذارى يرتدين ثيابا بيضاء وزرقاء. وطلب منها الأب انطون بيلوني مرشدها أن تقيم تساعية صلاة لتستطلع مقاصد العذراء ولتستعد لتنفيذها. ولما انقضت الأيام التسعة المطلوبة للتساعية، تراءت لها العذراء، يُحيط بها هذه المرة جمهور غفير من العذارى وهن مرتديات ثياباً رهبانية زرقاء وبيضاء، كثوبها، وبعد أن نظرت إليها بعطف ومودة، قالت لها استجابة لصلاتها: “متى تبتدئين تأسيس رهبانية الوردية؟ تشجعي وتممي أمري. أما فهمت؟ إني أريد رهبانية الوردية”، هذه الرهبانية سوف تزيل من الأرض كل شر وبلية”. في هذه المرة لم تتقاعس الأخت ماري الفونسين عن حمل المسؤولية، ولم تظهر أدنى تردد وفتور، بل سجدت أمام قدمي العذراء متوسلة قائلة: “يا أمي امنحيني الوسائل اللازمة فأنني مستعدة، فأردفت العذراء: “إن الوردية هي كنزك، فاتكلي على رحمتي وثقي بالجود الإلهي، وأنا أعينك” ثم ألقت عليّ السبحة من يدها وغابت. وبعد ذلك بمدة وجيزة ظهرت لها العذراء مرة أخرى… وقالت: “إني أثبتكن باسم أفراحي وباسم أحزاني وباسم أمجادي”، قالت هذه وغابت. وفي ظهور ثالث، جرى ليلاً. شاهدت الأخت ماري الفونسين القديس يوسف، فأسرعت إليه تشكو له همها الشديد، فسألته: “كيف أعمل لأبدأ تأسيس رهبانية الوردية وأنا في رهبانية القديس يوسف؟”. فأجابها بقوله: “أريد أن تتمي بفرح ما أنت مدعوة إليه”، وأضاف مشيراً بيده إلى العائلة المقدسة: “أننا قد فرحنا وحزنا وتمجدنا معاً. وأريد أن تخرج من رهبانيتي رهبانية الوردية”. وشعرت الأخت ماري الفونسين، بالفرح والثقة، وعزمت على تنفيذ إرادة العذراء، بحذافيرها مهما كلفها من ثمن. وتوالت الرؤى النبوية وتبلورت لدى الأخت الراهبة ماري الخطوط العريضة التي ستسير عليها الرهبانية. فهي في الدرجة الأولى رهبانية مريمية تتلى فيها الوردية ليل نهار فقد قالت لها العذراء: “إن من الضروري أن يكون في الدير وردية دائمة تتلوها الراهبات والبنات”. عاشت الأم ماري الفونسين خدمتها للقريب بكل أبعادها، انطلقت من الرب، لتذهب مسرعة إلى القريب تحمل إليه يسوع، وكرست حياتها كاملة للعناية بالأيتام والفقراء في بيت لحم، وبذلت قصارى جهدها للتخفيف عن المحتاجين والمرضى، ومساعدة المرأة الضريرة على الشفاء بشفاعة العذراء. وعملت بكل ما أوتيت من قوة لزرع بذور الإيمان والرجاء والمحبة فى كل من قابلتهم. لقد كان الفقر هو طابع كل إرسالية جديدة تبدأ في العمل فيها. وبالرغم من شدة الفقر لم تفارق الابتسامة وجوه الراهبات، ولم تبخل أن تشارك غيرها الأقل فقراً بما لديهم من طعام وغذاء فكانت تقول: “كانت تعزيتنا عظيمة بفقرنا المدقع، وكنا نحتمل ونقدمه تعويضاً عمن لا يلتزم بالفقر في رهبنتنا”. في إحدى الرؤى، رأت الأم ماري الفونسين ديراً مستديراً على شكل مسبحة وسيدة الوردية على سطحه، وتحيط بالدير خمس عشر نافذة، على كل منها راهبة وردية تحمل اسم سر من أسرار المسبحة الخمسة عشر وكان اسمها على النافذة العاشرة، فاقترن اسمها بسر موت المسيح الذي هو العاشر من أسرار الوردية. ستكون إذن حياتها موسومة بالألم والصليب، فخافت الأم ماري الفونسين من الرؤيا ونظرت إلى المستقبل بفزع وهلع. شعورها قد تلاشى عندما تذكرت أن الله يرسل مع كل داء دواء، ومع دمعة عزاء، ومع الصليب القدرة على رفعه، بعد تلك الرؤيا افعمتها العذراء بهجة ونورا. وكانت تقول دائما: “لا أبالي بالعذاب، فانا ذبيحة الوردية”. شعارها: “التفاني حتى الموت” رافقها طيلة أيام حياتها، وهذا ما جعل الأم ماري الفونسين تعطي أهمية كبرى إلى الألم وللصليب، لتشهد على محبتها الحقيقية لله في الشدة والمعاناة أكثر من محبتها له في الرؤى والتعزيات فقط . وهكذا يكون الإيمان قد أضاء طريقها، وأصبح إيمانها غناها وقوتها، وبه أصبحت قادرة على احتمال كل ما يعترضها من تحديات واضطهادات وسخريات. أن الأم البتول، سلطانة الوردية، هي المؤسسة الأولى للرهبانية، وقد هيأت الأم ماري الفونسين لهذه المهمة، ووجّهتها إلى الأب يوسف طنوس ليكون لها مرشداً، ويقوم وإياها بالتأسيس. كذلك لم يكن هنالك غنى عن كاهن للشروع في التأسيس، وبخاصة نظراً لمعطيات البيئة الكنسية والاجتماعية التي كانت مسيطرة آنذاك في بلادها. إن تأسيس رهبانية لا يمكن أن يتم إلا ببركة السلطة الكنسية وتشجيعها. ولا يدور في خلد أحد أن الأم البتول في تأسيس الرهبانية، تخرج عن السلطة الكنسية، وعما هو مطلوب ومقبول كنسياً، ولذلك نراها تختار أيضا الأب يوسف طنوس، أحد كهنة البطريركية اللاتينية للشروع في التأسيس مع بقاء الأخت ماري الفونسين مجهولة لا يبرز دورها للعيان. وقد كان الأب يوسف طنوس مطّلعا على حقيقة تدخل الأم البتول لتأسيس الرهبانية، من خلال الأم ماري الفونسين التي ائتمنته سرها. كان مرشدها الأب يوسف طنوس من الإكليروس البطريركي اللاتيني الأورشليمي، ولد في الناصرة عام 1838 وقد سيم كاهناً للرب عام 1863. وفي عام 1866 شغل منصب سكرتير القصادة الرسولية في بيروت ثم منصب أمين سر البطريركية اللاتينية في القدس. وفي المجمع الفاتيكاني الأول عام 1869 اختاره البطريرك مستشاراً لاهوتياً له. ولم تحل هذه المناصب الكثيرة بينه وبين العمل المباشر في ميدان الرسالة، لا سيما بين صفوف الشباب ووجّه عناية خاصة إلى أخوية “بنات مريم”، قد أمر الأب يوسف الأم ألفونسينا بأن تكتب ما رأت من رؤى وما سمعت. وقبل وفاتها بأيام معدودات قالت لأختها حنة رئيسة الدير:”بعد موتي اذهبي إلى مكان كذا فتجدي دفترين مكتوبين بخط يدي، خذيهما وسلميهما إلى البطريرك برلسينا”. فنفذت الأخت حنة رغبتها بعد مماتها. ولما كان البطريرك برلسينا يجهل العربية، طلب إلى الأم أغسطين ترجمة تلك الصفحات، ثم أمر بإعادة المخطوطين الأصليين إلى الرئيسة العامة التي اطّلعت على محتوياتها فسطعت الحقيقة كالشمس وقدّر الجميع آنذاك تلك الراهبة المتواضعة التي بقي سرّها وسرّ العذراء محجوباً عن العيون زمنا طويلا حتى سنة 1927. من مذكراتها نقتبس: تقول الام الفونسينا لما كنت اسمع القداس في كنيسة مهد الميلاد ببيت لحم يوم عيد الغطاس، لاح لي بعد كلام التقديس نور ساطع صاف فوق الكأس ثم ازداد ذلك النور وانتشر فوق المذبح وظلّل الكاهن وكنت أرى أحياناً أن أشعة ذلك النور تنبسط وتمتد إليّ، ثم شاهدتُ نوراً بهيّاً انبثق من الذبيحة ووصل إليّ فأبصرت أسرار عيد الغطاس بصورة فائقة الوصف وبهيئة جميلة جداً لا أستطيع إلى التعبير عنها سبيلاً. شاهدتُ الطفل الإلهي يسطع نوراً وبهاء والقديس يوسف يتفرّس فيه أحياناً، وأحياناً في أمّه ساجداً بالقرب منهما، ورأيت الملوك الثلاثة وهداياهم بشكل عجيب جداً، ثم شاهدتُ مار يوحنا يعمّد يسوع والماء كنورٍ يُسكب عليه، ولم أكن حينذاك أعرف أو أدرك ما أراه. ثم غاب هذا المنظر وأصبحت في سكينة عظيمة وامتلأ قلبي حرارة وحبّاً للّه تعالى ،وشعرت في ذلك اليوم بقوة مكنتني من حضور خمسة عشر قداساً جاثية مبتهجة، وقد تجددت لي هذه الرؤيا خصوصاً لدى سماعي القداس الخامس والقداس العاشر والقداس الخامس عشر. وعلى أثر ذلك تجلّت لي سيدة الوردية وحولها العذارى يسجدن للأسرار الإلهية، وحدثتْ حركة ظريفة عند آخر الرؤيا يتعذر عليّ شرحها فإنَ شعاعاً نورانيّاً انبثق من أمي البتول ونفذ فيّ، فغدوت حينئذٍ جريحة محبتها وسكبت دموعاً غزيرة . ولأن مريم أمي كانت اغلب الأوقات معي. وقد رأيتها يوماً موشحة بثوب رهبنة الوردية وهي تقبض على يدي اليمنى وتقول : اكتبي هذا لمرشدك وأرسليه مع القانون، وقولي له أنه بعد ثلاثة أشهر يحدث تبديلك من رهبنة مار يوسف، وسيكون ذلك واسطة سهلة لتغيري رهبنتك برهبنة الوردية. ولما استيقظت كتبت ذلك كله متكلة على ربي وعلى أمي كل الاتكال وشعرت بأن قلبي مستعد لاحتمال ما ينبغي أن أحتمله من الخجل وأتجرعه من الحزن، وقدمت ذاتي ضحية تامة لكل ما تريده مني العناية الإلهية. وجعلت أكرر مرارا: “فلتكن يا رب مشيئتك”. وكانت نفسي تشعر أحياناً بحزن شديد حتى الموت، إذ كنت أفتكر في ما يلزمني أن أكابده من العذاب بانتقالي من رهبنتي إلى تأسيس رهبنة الوردية. وكنت أخجل من الناس ومما يقال عني فكانت حيرتي عظيمة وهمي جزيلاً لأن طبيعتي حساسة جداً وكانت محبة الذات حيّة فيّ. ولذا كنت أجثو على قدمي أمي باكية كلما كانت تسمح لي الفرصة أكان ذلك ليلاً أم نهاراً. مكررة الهتاف: أمي أمي دبريني وعلميني كيف وماذا يجب أن أصنع. فكانت أمي تسارع إلى معونتي متجلّية بعدة أنوار ساطعة تتلألأ بهاءً وجمالاً فائق الوصف وبيدها الوردية تحفّ بها أنوار أسرارها. وتلهمني أن الوردية هي سلاحي وقوتي وكنزي مع الله. وعندما كانت تضعف قوى نفسي كنت أتلو الوردية وأكرر الاتكال على أمي الإلهية فأفوز بنعمة وقوة جديدة. ومن ثم فبعد استشارة مرشدي كتبت عريضة إلى قداسة سيدنا البابا لاون الثالث عشر، مستمدة من مراحمه أن يفكني من نذر الطاعة كي أبدل رهبنتي، وأتمم بقية نذوري في رهبنة أخرى لسبب عمل مبرور. ووجهت عريضتي هذه إلى سيدنا البطريرك منصور الذي كان مطلعاً على حالتي منذ أربع سنوات. فحصل لي غبطته على الحل من نذري، وبعودته إلى أورشليم دفع إليّ صك التفسيح وأمرني أن أُبقي اسمي: الأخت ماري الفونسين الوردية، وأمكث في بيت أبي ريثما يتيسر لي الدخول في رهبنة الوردية، على أنّ هذه الرهبنة عاكسها في أول نشأتها بعض رئيسات رهبنة مار يوسف، واعترضن على مرشدي وعليّ في ديوان نيافة الكردينال محامي رهبنتهن، مدعيات بأن مشروع رهبنة الوردية يثبّط أعمالهنّ الخيرية. وبناء عليه حضر مفتش من رومية، ووجدني في بيت أبي وفحص الأمر وفهمه، فزالت تلك المعاكسات نوعاً ما وكنت في تلك الأثناء منزوية في غرفة صغيرة ببيت أبى لا أغادرها إلا إلى الكنيسة. وكانت محبتي ليسوع ومريم أمي ملتهبة ضمن فؤادي كسعير متوقد. وكثيراً ما كنت تتفقدني أمي مريم وتعزيني وتقويني. وقد جعلت عزلتي هذه بمثابة فردوس وحوّلت فقري إلى سعادة وعذابي وتعبي إلى حلاوة وراحة، غير أنه كان يشقّ عليّ جدّاً أني خارجة من الدير، فاقدة الطاعة محرومة ممارسة المحبة الأخوية لا يتيسر لي أن أمارس ذلك في خلوتي كما كنت أمارسه في الرهبنة. أما غبطة سيدنا البطريرك منصور فكان يعزيني بقوله: قريباً إن شاء الله تتوشّحين بثوب رهبنة الوردية وتتوجهين حالاً إلى فتح المدارس فيضمحل حينئذ سبب امتعاض راهبات مار يوسف من هجرك إياهن. قضيت على هذا الأسلوب ثلاث سنين في بيت أبي حتى زالت الموانع. ثم دخلت بأمر صاحب الغبطة دير الوردية وقبلت تلك الأعتاب الشريفة. وكان إذ ذاك وقت الرياضة السنوية فعكفت عليها. وبعد ثلاثة أشهر تشرّفت بلبس ثوب رهبنة الوردية بيد المطران بسكوال أبو ديا صباح عيد سيدة الوردية في 7 يونيو 1883. يا له من يوم سعيد به حصلت على راحة قلب حقيقية، لأني تممت إرادة الهي وأكملت أوامر أمي التي أنعمت عليّ بنعم لا تعد ولا تحصى. فكنت اشكرها دائما بحرارة قلبي . بعد سنتين جرت لنا فاجعة مرّة وشديدة هى انتقال أبينا ومؤسسنا الأب المحترم الخوري يوسف طنوس وتركنا جريحات الفؤاد بحزن مميت على فقده. يا لها من خسارة عظيمة، فقد حياته الثمينة، وتركنا في هذا الوقت العسر، كنا بأشدّ الاحتياج لهذا الأب الحنون والمؤسس الغيور، فصبرنا وتجرعّنا كأس هذا الصبر المر خاضعات لمشيئته تعالى القدوسة قائلات: “فلتكن مشيئتك يا رب آمين”. فقبل وفاته بساعة، كلّمني وحدي مدّة ساعة، وقال لي : “خذي بركتي الأخيرة، وأسفا عليك إن كنت تبقي طويلاً في هذه الحياة بعد موتي، لأنهنّ يعذبوك جدّاً يا مسكينة بينهنّ “. فجاوبته: ” لا بأس من عذابي، أنا ذبيحة الوردية، أرغب فقط أن تكون مرتاح في الديار السماوية، وراحتك هي راحتي، إنّ أمنا الحبيبة التي خدمتها في الحياة، ستأتي وتساعدك في هذا الوقت”. فباركني والتفتَ نحو صورة مريم العذراء وشهق وسلّم روحه بيد الله. وصارت عيونه تلمع كضوء الشمس. وقبل وفاته قال لي: “إن أختك ريجينا تحسب واحدة منكم كما وعدتها” وقبل موته بعشرين يوماً، كان قد أوصاني بافتتاح ملجأ لليتيمات في بيت لحم، ومشغل للفقيرات للبنات الكبار حتى يكسبن معيشتهنّ. ومع تقدمها فى السن قدمت نموذجاً لحياة الصلاة والتجرد وكانت المسبحة لا تفارق يدها وانتقلت الى الامجاد برائحة القداسة فى 25 مارس سنة 1927. بداَ التَّقَدُّمِ بِطَلَبِ دعوة إعْلانِ ألام ماري ألفونسين طوباويّةً وقِدّيسة سنة 1986. صادَقَ عليها مَجمع دعاوى القدّيسين بتاريخ 9 يوليو 1987. وبعْدَ إعدادِ التّقاريرَ اللازِمة حَولَ ممارَسةِ الفَضائل المسيحيّة بِطَريقةٍ بُطوليّة، أَعْلَنَ قَداسةُ البابا يوحَنّا بولس الثّاني في الخامسِ عشرَ مِنْ ديسمبرِ 1994 الأمَّ ماري ألفونسين مُكَرّمةً قائلاً: “لَقد ثَبُتَ حقّاً أنَّ أَمَةَ الرَّبِّ ماري ألفونسين دانيال غطّاس من رهبانيّةِ الوَرديّةِ المُقدَّسةِ والشّريكةَ في تأسيسِِ الرهبانيّةِ قَد مارسَتْ بِطريقةٍٍ بُطوليّةٍ الفضائلَ الإلهيّةَ: الإيمان والرّجاء والمحبّة، في اتِّصالِها بِالله وفي علاقتِها مَعَ القريبِ كما مارَسَتْ ذَلِك بِطريقةٍ بُطوليّةٍ الفضائلَ الرّئيسيّةَ كلَّها: الفطنةَ والعدلَ والقناعةَ والقوّةَ والفضائلَ المرافقةَ لها. وبعد ان أثبت مجمع دعاوى القديسين صحة الأعجوبتين التي حَصَلَتْ بِشَفاعة الأمّ ماري ألفونسين، بان انقذت فتاه من الموت حينما سقط بها سقف البيت فوقعت فى بئر ماء بعمق خمسة امتار فالقت الام مارى الفونسينا بسبحتها فى البئر فإذ بالفتاه تخرج سليمة حية ، واقامت رجل مقبلا على الموت بان غمست سبحتها فى الماء المقدس وغمستها فى فمه فإذ به يشفى ويقوم معافى . صادق البابا بِنِديكتُس السادس عشر على إعلانها طوباويّةً في 3 تمّوز 2009. صلواتها وشفاعتها تكون معنا آمين موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوى جوستينو روسوليلو | الولادة: 1891 م. الوفاة: 1955 م. نال السيامة الكهنوتية في عام 1913. أسّس جمعية الدعوة الإلهية، وإنتقل إلى السماء ّ برائحة القداسة في الثاني من أغسطس 1955، كان قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني قد أعلنه “مكرماً” في 18 ديسمبر 1997. أن حياة الطوباوي الجديد قد اتّسمت بالإصغاء لكلمة الله ولم يفارق الإنجيل يده، وعُرف بتنشئته الروحية للكهنة حسب قلب الله، ودعوته ليكونوا آباء روحيين يعملون على تنمية الدعوات الكهنوتية والرهبانية كشجرة طيّبة تعطي ثماراً طيبة. وقد أشار رئيس مجمع دعاوى القديسين إلى أن الأب جوستينو إن الطوباوي الجديد كان راع غيور ورسول للتعليم المسيحي لا يعرف التعب، عمل على تعزيز الدعوات للحياة الكهنوتية والرهبانية، كما كان يحثّ كهنة الرعايا بالدرجة الأولى على عدم التعب من إرشاد الجميع ـ كباراً وصغاراً ـ إلى درب القداسة. أُعلن جوستينو طوباوياً فى السابع من مايو 2011 في مدينته بيانورا، في أبرشية نابولي، خلال القداس الذي ترأسه الكاردينال أنجيلو أماتو، عميد مجمع دعاوى القديسين، نيابة عن قداسة البابا بندكتس السادس عشر. معجزة شفاء: كانت السيدة غايتانينا ميلورو، من هانوفر الشرقية الواقعة في نيوجيرسي بالولايات المتحدة قد شُفيت من مرض سرطاني بشفاعة الطوباوي الجديد، فبعد تشخيص الورم الخبيث في يناير 1998، توكلت ميلورو بمساعدة آباء وراهبات الدعوة، وأمها وأصدقائها، على شفاعة دون جوستينو و اختفى الورم. وفي 25 مايو 1998 وشفيت تماما من مرضها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كيرلس الاسكندري عمود الدين | الولادة: 375 م. الوفاة: 444 م. نشأته لا نعلم عن حياته الكثير وخصوصاً في سنواته الأولى.عاش جدّاه الغنيّان التقيّان في ممفيس في مدينة أركاديا (حالياً ميت رهينة جنوب الجيزة). ولما تنيّحا اهتمّت مربية أثيوبية وثنية بتربيته، ولكنها كانت بقلبها محبة للمسيحية. وُلد كيرلس ما بين سنتي 375 و380م، ونال قسطاً وافراً من علوم عصره ودرس العلوم اللاهوتية بالإسكندرية التى كانت مركزاً عظيماً للتعليم. وشبّ على معرفة العلوم الدينية وأحب قراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم، كما كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها. تاريخ تقدمه للكهنوت: 20 بابه 128 للشهداء – 17 أكتوبر 412 م. تاريخ نياحتـه: 3 أبيب 160 للشهداء – 27 يونيو 444 م. مدة إقامته على الكرسي البطريركي: 31 سنة و8 أشهر و10 أيام. محل إقامته كبطريرك: الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية. محل دفنه: كنيسة بوكاليا بالاسكندرية. في التقويم اللاتيني الروماني: تعيد له الكنيسة الكاثوليكية فى 27 يونيو كأسقف ومعلم للكنيسة. دراسته درس القديس كيرلس الكبير مؤلفات آباء الإسكندرية مثل العلامة أوريجانوس والقديس أثناسيوس الرسولي ، كما اطلع أيضاً على مؤلفات القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النزينزي ( الذي نصلي قداسه : القداس الغريغوري). كما درس القديس كيرلس الكبير اللغات القديمة الشائعة في أيامه وهي العبرية والسريانية ولكنه كتب باليونانية وربما القليل جداً بالقبطية. المعروف عن القديس كيرلس الكبير أنه كان يحفظ نصوص الكتاب المقدس بمجرد قراءتها مرة واحدة. الجدير بالذكر أن تسمية أسقف الأسكندرية “بابا ” منحت أول مرة من البابا الكاثوليكي كليتينوس للقديس كيرلس فى المجمع الثالث المسكوني أكراماً له. مؤلفاته تعتبر مؤلفات القديس كيرلس على درجة من الأهمية لدراسة التاريخ الكنسي وتاريخ العقيدة، من أعماله العديدة نذكر: تفسير العهد القديم: ويعتمد التفسير “الرمزي”. تفسير العهد الجديد: ويعتمد التفسير “الحرفي” ومنه تفسير إنجيل يوحنا، 156 عظة عن إنجيل لوقا، أجزاء من شرح إنجيل متى والرسالة إلى رومية وإلى العبرانيين. كتب عقائدية كتابان ضد الآريوسية. كتابات ضد النسطورية: منها مذكرات وحرمانات وكتابات دفاعية. كتاب الدفاع: ضد كتب يوليانوس الجاحد. رسائل فصحية: عبارة عن 29 رسالة من عام 414 إلى عام 442. عظات: منها عشرين عظة بعضها ألقاها في مجمع أفسس، وهي تتضمن أشهر العظات المريمية القديمة. تعتبر كتابات القديس كيرلس من أعظم ما ورد في الأدب المسيحي المبكر، فهي تكشف عن عمق في الفكر، وغنى في الآراء، وتحمل براهين ثمينة وواضحة تؤكد ما للكاتب من قدرة على البصيرة والجدل تجعل كتاباته من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي. كرّس كتاباته للتفسير والجدل ضد الأريوسيين حتى سنة 428م، بعد هذا تحوّلت بالكامل إلى تفنيد الهرطقة النسطورية. قضية القديس يوحنا ذهبي الفم في بداية عهده كبطريرك كان البابا كيرلس متأثراً بالقضية التي ثارت بين خاله البابا ثيؤفيلس وبين القديس يوحنا ذهبي الفم، فعكف على دراسة هذه القضية وما هو معروف أن خاله كان قد ندم على إصداره حكم النفي على ذهبي الفم، وظهر ندمه هذا في آخر حديث له قبيل انتقاله من هذا العالم. وأخيراً بإرشاد الروح القدس قام بإلغاء الحرْم الذي كان قد أصدره البطريرك ثيؤفيلس ضد القديس يوحنا الذهبي الفم، كما قام بتكريم القديس يوحنا ذهبي الفم والاعتراف بفضله أمام الجميع، وأشاد بمؤلفاته الكثيرة ذات القيمة العظيمة، كما أنه أثناء قيام البابا كيرلس بتدوين قداس القديس مرقس الرسول دوَّن اسم القديس ذهبي الفم في قائمة أسماء القديسين الذين يُذكَرون فيه، وهكذا وضع البابا كيرلس حداً نهائياً لهذه القضية. كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 ( للكنيسة الارثوذكسية ) وتربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك على يد شيخ فاضل اسمه صرابامون. ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل فازداد حكمة وعلما وتدرب علي التقوى والفضيلة. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله كثيراً ورسمه شماساً وعينه واعظاً في الكنيسة الكاتدرائية وجعله كاتباً له فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه. ولما تنيَّح خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش (15 أكتوبر سنة 412 م) اتجهت أنظار الجميع إلى القديس كيرلس الكبير ، فتم انتخابه بطريركا وقام الأساقفة برسامته بطريركاً للكرازة المرقسية فكان البطريرك رقم 24 في نفس السنة، وكان له من العمر حوالي 38 سنة ( وكان يعتبر صغير السن بالنسبة للسن المفروض أن يرسم فيه أسقف حسب قانون الكنيسة) أجلسوه في 20 بابه سنة 128 ش (17 أكتوبر سنة 412 م) فاستضاءت الكنيسة بعلومه ووجّه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي. فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة وقاوم أصحاب البدع والهرطقات. كان القديس كيرلّس متشدّداً أيضاً مع اليهود فقد هدم مساكنهم في الإسكندرية وطردهم منها وهذا بسبب اعتدائهم السابق على المسيحيين. من فضائله تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها . ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني. “الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله”. فأرسل القديس كيرلس ملفاً كاملاً إلى البابا سيليستينوس الأول (الحبر الرومانى ) ليتشاورا وليتّخذا قراراً في هذا الشأن. فقرر السينودس الروماني عام 430 م وجوب تراجع نسطورعن آرائهِ. عام 431 م عُقِدَ مجمع أفسس المسكوني حيث وافق الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير على عقد مجمع مسكوني بناءً على طلب البابا كيرلس الإسكندري وإكليروس القسطنطينية، وأمر بعقد المجمع في مدينة أفسس (مكانها الآن خرائب أفيس التركية) عام 431م مرسلاً رسائل دعوة إلى جميع أساقفة العالم. بدأ المجمع انعقاد جلساته في شهر يونيو عام 431م (وكان القيصر قد حدد يوماً لافتتاحه يوم عيد العنصرة، بالكنيسة الكبرى بأفسس..) وكان عدد الحاضرين 200 أسقف، واختير البابا كيرلس الإسكندري لرئاسة المجمع.. وأرسل بابا روما نواباً عنه. وقد حضر مع البابا كيرلس خمسون أسقفاً مصرياً. وناقش المجتمعين نسطور, وأظهروا له كفره وهددوه بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد. وكتب القديس كيرلس حينئذ إثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور ( وقد خالفه في الرأى ذلك بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك ) وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحا ومثبتا فيها ” أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد ” وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي ونفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م ثم عقد البابا كيرلس إجتماعاً مع أساقفة الكرازة المرقسية تداول معهم كل ما دار بينه وبين نسطور، ثم صدر قرار المجمع بالإجماع على التمسك بدستور الإيمان الذي سَنَّهُ مجمع نيقية وقد وضع الأنبا كيرلس مقدمة هي: “نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله”. مجمع افسس أدان نسطور ونحّاه من منصبهِ كبطريرك. تعاليم مجمع أفسس عام 431م لمواجهة بدعة نسطور وفيه دافع القديس كيرلس الإسكندري عن سر التجسد الإلهي، مستشهداً بشواهد إنجيلية وبكتابات القديس أثناسيوس الرسولى عن “تجسد الكلمة” متمسكاً بالتعبيرات اللاهوتية: “طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد”، و”سر تجسد ابن الله قائم في اتحاد لاهوته مع ناسوته في أقنوم الكلمة الأزلي بدون انفصال ولا امتزاج ولا استحالة”، “لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة منذ اللحظة الأولى للحَبَل الإلهي”، و”السيدة العذراء هي والدة الإله (ثيئوطوكوس)”..” ووُضعت عبارة “بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين” في صلاة القداس الإلهي ” وتم حرم نسطور وتعاليمه الفاسدة…. ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح بسلام (444م) بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام . الجدير بالذكر انه توجد كنيسة بحى مصر الجديدة بميدان الكوربة تابعة للروم الكاثوليك، الكنيسة التي تحمل اسم القديس المصري العظيم «كيرلس» بطل مجمع أفسس عام 431م. شيدت الكنيسة في أوائل القرن الماضي وعلي أثر قيام البارون أدوار إمبان بتشييد حي مصر الجديدة في الصحراء الشرقية الشمالية للقاهرة حينما شرعت العائلات السورية اللبنانية بالانتقال من أحياء شبرا والفجالة إلى الحي الجديد، وسميت الكنيسة باسم القديس كيرلس تكريماً لغبطة البطريرك كيرلس الثامن جحا” بطريرك الروم الكاثوليك الانطاكى” وإحتفالا بيوبيله الفضي الذى واكب تشريفه لتدشين وتكريس الكنيسة .وقد احتفلت الكنيسة بيوبيلها المئوى عام 2010 ويُشار إلى وجود عدد من الأيقونات الأثرية النادرة بالكنيسة منها أيقونة للعذراء مريم ترضع الطفل يسوع وصدرها مكشوف، وهي مرسومة في سوريا وعمرها أكثر 1700 عام وليس لها مثيل فى العالم . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأنبا مقار الكبير | الولادة: 300 م. الوفاة: 390 م. الأنبا مقار الكبير أو القديس مقاريوس أو الأنبا مكاريوس: هو مؤسس الرهبنة في برية الاسقيط، وهو أب برية شيهيت المسماة حالياً وادي النطرون، ويُطلَق عليه القديس الأنبا مقار الكبير، تمييزاً له عن القديس مقاريوس الصغير الإسكندري الذي كان مُعاصِراً له، واعطاه الله مواهب عديدة منها الطاعة والتواضع، الحكمة، صنع المعجزات، موهبة شفاء المرضي، معرفة أسرار المستقبل، السلطان على الأرواح النجسة وحسن التدبير، كما لقب بالنبي حامل الروح القدس. كان وجهه يضيء بالنعمة، حتى أن آباء كثيرين شهدوا بأن وجهه كان يضئ في الظلام، فأسموه بالمصباح المضئ. كما عُرف القديس بسمته الخاصة بستر الخطايا. نشأته وزواجه ولد عام 300 م فى قرية شبشير (قرب رشيد) من أب يدعى ابراهيم وكان كاهناً وام اسمها سارة، وكانا صالحين بارين، ولم يكن لهما ولد. فحدث في إحدى الليالي أن أبصر ابوه شخصاً من قِبَل الرب يقول له أن الرب سيرزقه ولداً يكون ذكره شائعاً في أقطار الأرض ويُرزَق أبناء روحانيين. وبعد زمن رُزِق ولداً فسمّاه مقار أي الطوباوي، وكان مطيعاً لوالديه وقد حلت عليه نعمة الله منذ صغره. وبدت النعمة على الشاب مقار، فكانوا يلقبونه باسم “الشاب الحكيم”. وكان جميلاً حسناً في بهاه، وكان وجهه ممتلئاً نعمة، ومن فرط حب كهنة القرية له أخذوه إلى الأسقف ورسموه شماس “أغنسطس “. وكان حافظاً مخافة الله بالطهارة وتلاوة الكتب المقدسة في الكنيسة، وكان يفهم بقلبه الذي يقرأه، فألزمه كهنة الكنيسة أن يكون خادماً للكنيسة أي ثبَّتوه شماساً عليها. ولما كملت قامته زوّجه والده بغير إرادته فتظاهر بالمرض أياماً، ثم استسمح أباه أن يمضي إلى البرية لتبديل الهواء فسمح له. فمضى وصلى إلى الرب يسوع أن يساعده على عمل ما يرضيه، فلما صار في البرية أبصر رؤيا كأن كاروباً (ملاك) ذا ستة أجنحة قد أمسك بيده وأصعده على رأس الجبل وأراه كل البرية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وقال له: “يقول لك الله أنه منحك أنت وأولادك هذا الجبل كله لتكرس كل وقتك للعبادة. اسهر وتذكر ما أقوله لك: إن سلكت بكمال أظهر لك وأعلن لك كلمات الله” وقد قيل أن الملاك صحبه كل حياته تقريباً. لما عاد من البرية وجد زوجته قد ماتت وهي بعد عذراء، فشكر السيد المسيح كثيراً. وبعد ذلك مات أبواه فوزع كل ما خلَّفاه له على المساكين، ورأى أهل منوف طهره وعفافه فأخذوه إلى أسقف أشمون فرسمه قساً عليهم، وبنوا له موضعاً خارج البلد وكانوا يأتون إليه ويتقربون منه، وعينوا له خادماً ليبيع له شغل يديه وقضاء ما يحتاج إليه. في الإسقيط (قرب دير البراموس حاليا): لما رأى الشيطان تعاليمه في الفضيلة جلب عليه تجربة شديدة، وذلك أنه أوعز إلى فتاة كانت قد ارتكبت شراً مع شاب بأن تدَّعي بأن القديس مقاريوس هو الذي أتى معها هذا الشر. فلما علم أهلها بذلك أهانوه وضربوه ضرباً موجعاً فتحمله وهو صامت. ولما بدت عليها علامات الولادة تعثرت لتلد بعد أربعة أيام معذبة ولم تلد حتى اعترفت بكذبها على القديس، وذكرت اسم الشاب الذي أغواها. فلما رأى ذلك أهل الفتاة توجهوا إليه يستغفرونه عما حصل منهم له، وكان له من العمر وقتئذ 30 عاماً، وإذ فكر ألا يعود إلى قلايته ظهر له ملاك الرب وسار معه يومين حتى وصلا إلى وادي النطرون، ثم قال له القديس: “حدد لي يا سيدي مكاناً أسكن فيه”، فأجابه: “لا لئلا تخرج منه فيما بعد فتكون مخالفاً لقول الرب، بل البرية كلها لك فأي موضع أردت أسكن فيه”. فسكن في البرية الداخلية حيث الموضع الذي فيه دير – معروف الآن بدير البراموس – لما ذهب لزيارة القديس أنطونيوس ألبسه الإسكيم المقدس وعاد إلى مكانه. ولما تكاثرت عنده الرهبان بنى لهم كنيسة وذاع صيته بين الناس لكثرة العجائب التي كان يعملها. وظهر له ملاك الرب وأتى به إلى رأس الجبل عند البحيرة الغربية المالحة الماء وأعلمه أن يتخذ له هذا المكان مسكناً، وبنى له قلاية وكنيسة لأن شعباً كثيراً سيجئ إليه. تأسيس دير البراموس: وكان القديس مقار في ذلك الوقت قد ناهز الأربعين عاماً من عمره فتكون بداية توحده في شيهيت حوالي عام 340م. إن القديس أنبا مقار مكث في هذا المكان ما يقرب من عشرين سنة حتى اكتمل دير البراموس وكثر بالمتوحدين الذين كانوا يعيشون في مغارات حول الكنيسة الرئيسية، إذ لم يكن هناك أسوار بعد. حبه للوحدة: أكد القديس مقاريوس أن برية الاسقيط تفقد قيمتها الرهبانية عندما تدخل إليها المدنية. حتى في البرية إعتاد القديس مقاريوس أن يهرب من ازدحام الشعب. ويخبرنا أحد تلاميذه الرهبان: أنه حفر سرداباً تحت الأرض يمتد من قلايته إلى حوالي نصف ميل وينتهي بمغارة صغيرة. فإذا ما جاءت إليه جموع كثيرة يترك قلايته سراً إلى المغارة فلا يجده أحد. وقيل عنه ايضا ” أنه اعتاد أن يتلو 24 صلاة في طريقه إلى المغارة و24 صلاة في العودة “. اكتشف القديس مقاريوس أن الفهم الحقيقي للتوحد ليس هو مجرد العزلة عن البشر، بل هو الرغبة الصادقة للاتحاد مع الله محب البشر. المتوحد الحقيقي يهرب بالجسد عن البشر لكنه عملياً يحب كل إنسان. كان روح الحب والحنو يسود بين رهبانه كانعكاس لحب القديس لهم. وقد روي أحد رهبانه قصة عنقود العنب الذي قُدم للقديس فقدمها بدوره لراهبٍ مريضٍ، وعبر هذا العنقود من راهبٍ إلى آخر في كل القلالي دون أن يمسه أحد منهم ليقدمه للغير. زيارته للقديس أنطونيوس: قد قام القديس أنبا مقار بزيارة القديس أنطونيوس مرتين، المرة الأولى عام 343م، والثانية عام 352م. وقد تسلَّم من القديس أنطونيوس فضائله وتعاليمه، وألبسه القديس أنطونيوس الإسكيم المقدس، وسلَّمه عكازه؛ فكان هذا نبوة عن تسلُّم مقاريوس رئاسة الرهبنة بعد أنطونيوس. وقد شهد له القديس أنطونيوس بأن قوة عظيمة كانت تؤازره بقوله له: ”إن قوة عظيمة تخرج من هاتين اليدين“. فضائله : أهم صفات القديس مقاريوس التي بدت عليه منذ شبابه ”الحكمة“. فكان أصدقاؤه ومحبوه يدعونه باسم ”الشاب الشيخ“ أو ”الصغير صاحب حكمة الشيوخ“. وكانت له قدرة على استبطان الأمور، فبدت وكأنها روح نبوة، فكانوا يدعونه بالنبي اللابس الروح، أي حامل الروح القدس. وكان صفوحاً معزياً، مقتدراً بالروح قادراً أن يقود جميع القامات والمستويات إلى المسيح. وكان وجهه يضيء بالنعمة، بصورة ملفتة للنظر، حتى أن آباء كثيرين شهدوا بأن وجهه كان يضيء في الظلام، فأسموه بالمصباح المضئ. وقد انتقلت هذه الصفة أو هذه التسمية إلى ديره، فدُعي كذلك بمصباح البرية المضئ أو الدير المضئ، مكان الحكمة العالية والصلاة الدائمة. ولكن أعظم صفات أو مميزات القديس مقاريوس كانت القوة الإلهية الحالَّة عليه، والتي دعيت بالشاروبيم التي كانت مصدر قوته وإلهاماته وحسن تدبيره وسلطانه على الأرواح النجسة. مواهبه: تشير ” أقوال الآباء” إلى صراعه ضد الشياطين. كما روى تلاميذه عن إقامته ميتاً لكي يهدي هرطوقياً لا يؤمن بقيامة الأجساد. ونال موهبة صنع المعجزات. عُرف القديس بسمته الخاصة بستر الخطايا فقيل عنه: “صار إلهاً علي الأرض، فكما أن الله يحمي العالم ويحتمل خطايا الناس هكذا كان الأب مقاريوس يستر الأخطاء التي رآها أو سمعها كأنه لم يرَ أو يسمع شيئا” كما بحبه كسب وثنيين للإيمان. قيل عن الأنبا مقاريوس: إنه بنى لنفسِه قلايةً غربي الملاحات (قرب الاسكندرية حالياً) وسكن فيها، وصار يُضَفِّرُ الخوصَ ويعيشُ من عملِ يديه ويعبدُ الله كنحوِ قوتِهِ. سُئل القديس مقاريوس: «أيُّ الفضائلِ أعظمُ»؟ فأجاب وقال: «إن كان التكبُّر يُعتبرُ أشرَّ الرذائلِ كلِّها حتى أنه طرح طائفةً من الملائكةِ من علوِ السماءِ، فبلا شكٍ يكون التواضعُ أكبرَ الفضائلِ كلِّها لأنه قادرٌ أن يرفعَ المتمسكَ به من الأعماقِ حتى ولو كان خاطئاً. من أجلِ ذلك أعطى الربُّ الطوبى للمساكين بالروحِ». نياحته: وتقدَّم أنبا مقار في الأيام، وشاخ جداً، حتى بلغ سنه تسعين سنة. وفي المخطوطة القبطية يقول سيرابيون إنه عاش سبعة وتسعين سنة (397 م). كتب أحد تلاميذه :” كان يحمله أولاده، ويجلسونه في حوش قلايته، وما كف عن صراع الشياطين، وما كفَّت الشياطين عن الصراع معه، حتى في هذه السن. وإلى وفاته كان متحفظاً جداً من المجد والمديح الباطل. ونقص أيضاً ضوء بصره من كثرة السهر والتعب وطول السنين، لأن حياته بلغت سبعة وتسعين سنة، حتى بدأ يرقد على الأرض من كثرة ضعفه. وكان تلاميذه يحيطون به، وكان يعزي كل واحد على قدر رتبته ويقول: ”الله يعلم أنني ما كتمت عنكم شيئاً، بل خاطبتكم دائماً بما أعلم أنه ينفع أنفسكم، وعملت بينكم على قدر قوتي، وكلفت نفسي دائماً حتى لا أصير سبباً لاسترخاء أحد منكم، لا كبير ولا صغير، ولا نمت قط ليلة واحدة وفي قلبي غضب على أحد منكم، ولا تعديت أعمال الله، ولا تجاوزتها، ولا نقضت محبتي لله، ولا محبتي لإخوتي المعروفين لله ولكل الخليقة، الرب يعلم ويشهد عليَّ؛ لأنه قال لي مرة: إنك يا مقار ” الظفر والغلبة التي نلتها على العدو فكانت بالقوة والنعمة اللتين نلتهما من الله”. فلا أذكر قط أني عملت شيئاً بقوتي بل كل ما عملت من أشفية أو رحمة كان بيد قوة الله المقدسة. فاهتموا يا إخوتي بخلاص أنفسكم وتيقظوا لأني بعد قليل سأُوخذ منكم“. وظل الأب مقار مطروحاً على الحصير، لا يستطيع أن يقوم من الوجع الصعب، لأنه كان ملتهباً بالحمى كالنار. وفي اليوم السابع والعشرين من برمهات سنه 397 م ظهر له الملاك، الذي كان معه منذ الابتداء، ومعه جمع كثير من الروحانيين، وقال له: ”أسرع وتعال فإن هؤلاء كلهم ينتظرونك“. (ويقصد بـ ”هؤلاء“ القديس أنبا انطونيوس والقديس أنبا باخوميوس وآخرين جاءوا إليه ساعة نياحته). فصاح أنبا مقار بصوت خافت قائلاً: “يا سيدي يسوع المسيح حبيب نفسي اقبل روحي إليك”. وأسلم الروح. ولم يكن في هذه اللحظة معه أحد إلا تلميذه؛ فلما تسامع الإخوة الرهبان النساك والمتوحدين خبر نياحته، اجتمعوا من أطراف الجبل من الأربعة الأديرة، باكين من أجل شعورهم باليُتم، لأنه كان أباً لكل واحد منهم، وتقلَّدوا منه جميعاً طريق مخافة الله. واحتاطوا بالجسد في الكنيسة يتباركون منه، ويقبِّلونه. وصلوا جميعاً عليه، وقدّموا القداس، واشتركوا جميعاً، ثم حملوا الجسد الطاهر إلى المغارة التي بجوار الكنيسة، التي بناها هو في حياته، ووضعوه هناك، وانصرفوا إلى قلاليهم بحزن عظيم. من أقواله: إن كنت وأنت تنتهر أحداً يتحرك فيك الغضب، فأنت تشبع هواك، ففي خلاص أخيك لا تخسر نفسك. إن احتفظنا بتذكر الأخطاء التي ارتكبها الناس ضدنا، فإننا نحطم القدرة على تذكر الله. إن طول الروح هو الصبر… والصبر هو الغلبة… والغلبة هي الحياة… والحياة هي الملكوت… والملكوت هو الله. البئر عميقة، ولكن ماءها طيّب عذب. الباب ضيّق، والطريق كَرِبَة، ولكن المدينة مملوءة فرحاً وسروراً. البرج شامخ حصين ولكن داخله كنوز جليلة. الصوم ثقيل صعب، ولكنه يوصِّل إلى ملكوت السموات. فعل الصلاح عسير شاق، ولكنه ينجّي من النار برحمة ربنا الذي له المجد. صلاة من أقوال القديس مقاريوس الكبير: ” يا رب ارحمني أنا الخاطئ، لأني لم أعمل الصلاح أمامك، وأنقذني من الشيطان، واجعلني مستحقاً بدون إدانة أن أفتح فمي الغير مستحق لكي يمجد اسمك الكلي القداسة، اغفر لي ذنوبي يا ربي، أنت فاحص الكلى والقلوب، وأنت عارف بكل اتجاه أو نبضة شريرة في قلبي، وأنت يا رب وسيد كل أحد تعرف أن جميعها دوافع غير إرادية. سامحني يا رب لاقترابي الغير مستحق نحوك وذلك لاشتياقي إليك، اغفر لي أنا الخاطئ والكاذب، والغير صبور، وضعيف القلب، والكسول، والذي أهمل وصاياك المقدسة، الشخص الذي عمل كل خطية وكل التعديات: عبادة الأصنام، الزنى، والاستغلال السيئ على الأرض وفي البحر وفي كل مكان على مملكتك. آه يا سيدي إني لم أكف عن عمل الشر والأشياء المشينة أما عيناك الفاحصة التي تعرف أعماق النفس، وأيضاً لم تتوقف الشهوات المتغلبة علي في نهمي للأكل وملذاتي ورغباتي الشريرة كالغش ، والعظمة الكاذبة، وفي الكبرياء. ولكن أنت يا ربي الواحد الوحيد العظيم الرحوم ساعدني وخلصني مثل الابن الضال والزانية واللص. أيها السيد العظيم الطيب الذي أحب الإنسان، لا ترفض خادمك العديم القيمة من خلال شفاعات السيدة العذراء النقية مريم وجميع قديسيك. آمين ” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوى البابا يوحنا بولس الثاني | الولادة: 1920 م. الوفاة: 2005 م. البابا يوحنا بولس الثاني من عظماء باباوات الكنيسة الكاثوليكية. استطاع أن يكتسب احترام الشعوب المسيحية جميعها وكذلك غير المسيحية، كما كسب قلوب رؤساء الدول. وقد تعامل مع الجميع ليس بروح الرئاسة، بل بروح الوداعة المسيحية التى أرسى قواعدها السيد المسيح. بفرح كبير احتفلت الكنيسة بتطويب خادم خدام الله (كما كان يحب ان يسمى) البابا يوحنا بولس الثاني في الأحد الاول بعد القيامة فى الاول من مايو 2011 ، المكرّس عيدا للرحمة الإلهية، في حضور شخصيات دينية وسياسية واجتماعية من جميع أنحاء العالم. ازدحمت العاصمة الإيطالية بأعداد كبيرة من المؤمنين القادمين من مختلف أنحاء العالم، معظمهم من الشباب الذين شاركوا في هذا الحدث التاريخي. وقد رُفعت صور عدة للبابا على الطرقات المؤدية إلى ساحة القديس بطرس، حيث أعين المؤمنين في العالم كانت متجهة لمواكبة وقائع احتفال التطويب. من كلمات البابا بندكتوس عن المطوّب الجديد: ” انه قد اختبر الألم منذ كان طفلاً، حينما توفيت والدته وهو في التاسعة من العمر، إضافة إلى أحداث كثيرة ولا سيما في أثناء الحرب العالمية الثانية حين مات عدد من أصدقائه. لقد اختبر كارول فويتيلا الألم بحق. لم يترك أيّ حبر أعظم في تاريخ الكنيسة هذا الكمّ الهائل من الوثائق والنصوص التي تركها البابا فويتيلا؛ ولم يقم أي بابا بهذا العدد الكبير من الزيارات في العالم والكلام مباشرة مع الناس في جميع القارات. شدّد يوحنا بولس الثاني خلال حبريته الطويلة على واجب الدفاع عن الحياة البشرية، ووجّه رسالة عامة في العام 1995 بعنوان “إنجيل الحياة” بمثابة تأكيد جديد، واضح وحازم، لقيمة الحياة البشرية وحصانتها، ودعوة موجّهة إلى الجميع لاحترام الحياة البشرية، والدفاع عنها وخدمتها. كما ذكّر بأنّ الحياة قيمة مقدّسة، وقال إن الإجهاض جرم شنيع، والقتلَ الرحيم انتهاك خطير لشريعة الله ومظهر من أرهب مظاهر حضارة الموت. وأشار إلى أنّ الخدمة التي نحن مدعوون إلى تأديتها هي إذاً خدمة محبة تدفعنا إلى أن نعمل دوما على حماية حياة القريب وترقيتها ولا سيما حياة الضعيف والمهدَّد… إن ما يُطلب منّا هو أن نعامِل بالمحبة والإكرام حياة كل إنسان… فالحياة البشرية… كما كتب عنها يوحنا بولس الثاني، هي ملك الله وحده. لذا، فإنّ كلّ من يتعدّى على حياة الإنسان فكأنه يتعدى على الله نفسه. وعندما يفقد الإنسان معنى الله فهو يجنح إلى فقدان معنى الإنسان أيضاً وكرامته وحياته”. أظهر البابا فويتيلا، ومنذ بداية حبريته، اهتماماً كبيراً بالعائلة، ولا سيما من خلال الإرشاد الرسولي “في وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم” الصادر في العام 1981. من تعاليمه: إنّه قد جعل من خدمة الإنجيل مثالاً لحياته، كان رجل صلاة، دعا دوماً إلى مصلحة العدالة والسلام واحترام الحياة البشرية، وأظهر محبة كبيرة إزاء الفقراء والضعفاء. إن كلمات يوحنا بولس الثاني لا تزال حيّة في ذاكرتنا، وتشجّعنا على مواصلة عيش قيم الإنجيل في حياتنا والالتزام من أجل الخير العام ومستقبل البلاد. ولد فى 18 مايو 1920 فى كراكوف ببولندا وكان اسمه قبل أن يترأس الكنيسة الكاثوليكية، هو كارول فويتيلا، واستطاع بعد أن كبر أن يصبح أصغر بابا يتولى المنصب في القرن العشرين. ونما كارول في قرية فادوفيتش في جنوب بولندا التي كانت شيوعية النظام، وكان والده ضابطاً في الجيش، ورباه تربية صارمة وورعة. أما أمه وأخوه فقد توفيا قبل أن يبلغ الرابعة عشرة من عمره. وكان البابا يعشق الرياضة في شبابه، وخصوصاً كرة القدم والتزحلق على الجليد. وكانت هوايته التمثيل والمسرح. وعندما اقترب من سن المراهقة اجتاحت الدبابات الألمانية بولندا في العام 1939. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي، كان فويتيلا يعمل ويدرس اللاهوت سرا. وفي العام 1944 صدرت قوانين مشددة ضد التعليم الديني فى بولندا، فاضطر إلى الاختباء، وأُرسل الكثيرون من أصدقائه الذين قُبِض عليهم إلى معسكرات الاعتقال التي انتشرت في طول البلاد وعرضها. وبعد أن توقفت الحرب واصل دراسته. وفي عام 1946 سيّم كاهنا فى الأول من نوفمبر حيث سافر الى روما لاستكمال دراسته الكهنوتية. فى 4 يوليو 1958عينه البابا بيوس 12 اسقفاً مساعداً على كراكوف، وكان الاصغر سناً بين أساقفة بولونيا. فى 30 ديسمبر 1963 عينه البابا بولس السادس رئيس اساقفة على كراكوف، وفي العام 1964 أصبح رئيس أساقفة كراكوف ثم فى 28 يونيو 1967 رسمه البابا بولس السادس كاردينالاً. وخلال هذه السنوات حظي فويتيلا بتأييد عالمي لموقفه المتشدد إزاء النظام الشيوعي في بولندا. فى 16 اكتوبر 1978 انتخب حبراً اعظم، وكان ترتيبه البابا الـ 264. وحمل اسم يوحنا بولس الثاني وكان يبلغ الثامنة والخمسين من عمره. وكان أول بابا غير إيطالي منذ 450 عاما. وأصبح يوحنا بولس الثاني هو البابا الوحيد من ضمن باباوات روما الذي زار أكثر بلدان العالم. وحذره مستشاروه من أن نشاطه الديني المسيحي قد يجعله هدفاً للاغتيال، غير أنه فضّل الاستمرار في نشر المسيحية عن الاهتمام بحياته الخاصة. وفي 13 مايو 1981، تعرّض لإطلاق النار في ساحة القديس بطرس وأصيب برصاص شخص تركي مأجور بينما كان يميل لتحية الجماهير. وبعد فترة طويلة من الإصابة بالرصاص التقى البابا بالتركي محمد علي أغا الذي أطلق عليه الرصاص، وأبلغه أنه صفح عنه طبقاً لتعاليم السيد المسيح. وفي مايو 2000 كشف الفاتيكان عن أن ثلاثة أطفال في البرتغال شاهدوا في العام 1917 رؤية كانت بمثابة نبوءة بمحاولة الاغتيال، وأطلق على ذلك السر الثالث من أسرار فاتيما – نسبة إلى البلدة في البرتغال التي ينتمي إليها الأطفال الثلاثة – وهو الأمر الذي أبقي طي الكتمان عقوداً، وتم الكشف عنه تزامنا مع زيارة للبابا إلى فاتيما. ويعتقد البابا أن العذراء مريم أنقذت حياته لاستمرار خدمة ابنها. وبعد محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني تم تشديد إجراءات الأمن المحيطة بالبابا، وكان البابا يوحنا بولس الثاني وراء سقوط الشيوعية في شرق أوروبا. زار قداسته مصر حاجاً الى سيناء سنة 2000 ويحتفظ التاريخ ليوحنا بولس الثاني بكونه أول بابا في التاريخ تطأ قدماه مسجداً في بلد مسلم، إذ تم ذلك في أثناء زيارته سوريا في العام 2001. وكانت حياة البابا تعرّضت في السنوات الأخيرة لانتكاسات صحية عدة، وخضع لعمليات جراحية عدة، منها عملية أجريت له في القصبة الهوائية. كما أن إصابته بداء الباركنسون زادت من سوء حالته. شدّد الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني على أن الحقيقة هي الشرط الأوّل والأساسيّ لتجديد المجتمع، ومن دونها لا يمكن التكلّم على حوار اجتماعي، الحقيقة هي أيضا قوة المحبّة. ففي قوّة المحبّة يكون الإنسان مستعداً لأن يتقبّل حتّى أصعب أشكال الحقيقة وأشدّها مطلباً. إنّ البابا رفع صوته ليندّد بالظلم، والكنيسة سترفع دوماً صوتها، وهي تفعل ذلك باسم يسوع المسيح وإنجيله وبشارته، بشارة المحبّة والسلام والعدل والحقيقة والحرّيّة. انتقل الى الأمجاد فى الثاني من ابريل سنة 2005 فى تمام الساعة التاسعة و37 دقيقة مساءاً. فى الثامن من ابريل 2005 اقيم له مأتم مهيب شارك فيه 3 ملايين شخص حضروا الى الفاتيكان لالقاء النظرة الأخيرة عليه. اعلن الفاتيكان ان زجاجة تحتوي على دم البابا يوحنا بولس الثاني ستعرض “ذخيرة” ليتبرك منها المؤمنون خلال إحتفال تطويبه: ( يوم الاحد الموافق /5/2011). وهذا الدم سحب من البابا “في الأيام الأخيرة من حياته”، لاستعماله لاحقاً في عمليات نقل دم محتملة له. لكن هذه العمليات لم تتم، وفقاً للمكتب الاعلامي للفاتيكان. وقد بقي الدم سائلاً واضيفت له بعض المواد ليبقى حياً وهو موضوعاً في الأنبوب خلال عملية السحب. وستوضع الزجاجة في “مذخر ثمين” جهّزه مكتب الاحتفالات الليتورجية في الفاتيكان. ومعلوم ان هناك زجاجات اخرى تحتوي على دم البابا. وقد أشار الفاتيكان الى ان السكرتير الخاص السابق للبابا الكاردينال ستانيسلاو دزيويش، اسقف كراكوف حاليا، حصل على زجاجتين، في وقت تحفظ اثنتان في مستشفى “بامبان ييزو”، باشراف الراهبات اللواتي يدرنه. عهد البابا الراحل استمر 26 عاما، “9664 يوماً”، (16 اكتوبر 1978-2 ابريل 2005)، وهو ثالث اطول عهد بابوى في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. انه البابا غير الايطالي الأول منذ البابا الهولندي ادريان السادس العام 1522، و هو البابا البولندى الأول في تاريخ الكنيسة. رفع الى مرتبة القداسة في عهده 482 شخصا خلال 51 احتفالاً، وطوّب 1338 شخصاً خلال 147 احتفالاً. ويتجاوز عدد القديسين والطوباويين المعلنين في عهده اكثر مما بلغه في القرون الخمسة السابقة. زار 130 بلداً خلال عهده، وبلغت سفرياته الرعوية خارج ايطاليا 104 وداخل ايطاليا 146، بما يوازي 1,7 مليون كيلومتر، اي 40 دورة حول الارض. ترأس 15 سينودساً للأساقفة، ورسم 231 كاردينالاً. أصدر 45 رسالة بابوية، 15 توجيهاً رسولياً، 14 ارشاداً رسولياً، 11 قانوناً او قراراً رسولياً. له 5 مؤلفات، وتجاوز عدد خطبه الـ20 الفاً. في سجلات عهده ايضاً، 38 زيارة رسمية للفاتيكان، 738 لقاء مع رؤساء دول في الفاتيكان، و246 مع رؤساء وزراء، 1166 جلسة عامة الاربعاء، شارك فيها على الاقل 17,600٫000 حاج. هو اول بابا يطوّب من خليفته بعد اقل من خمس سنوات على نياحته. يقول امين سره الكاردينال ستانيسلاو دشيفيش: يسألني الكثيرون: كم ساعة كان يوحنا بولس الثاني يصلي؟ كم وردية كان يتلو؟ وأنا أجيب: كان يصلي بكل حياته. كان يحمل ورديته معه دوماً، ولكن فوق كل شيء كان متحداً بالله، غائصاً بالله. والناس لم تكن لتعرف، ولكنه كان يصلي دوماً للناس التي كانت تأتي إلى زيارته، بعد اللقاء معهم، كان يصلي دوماً للأشخاص الذين تحدث إليهم. كل يوم كان يبدأ بالصلاة، بالتأمل، وكان يومه ينتهي بمباركة مدينته، روما. دوماً، عندما كان يستطيع أن يمشي، كان يذهب إلى النافذة؛ وعندما لم يعد بإمكانه المسير، وكان ضعيفاً جداً، كان يطلب أن نرفعه لكي يرى مدينة روما ويباركها. كل يوم كان يبارك شعب روما، أبرشيته. ويستكمل الكاردينال ستانيسلاو دشيفيش: يجب أن أقول أنه يترتب علي أن أكتشفه من جديد. أن أكتشفه وأن أحبه أكثر. رجل غنى روحي كبير. لم يكن يتحدث عن ذاته كثيراً، ولكن الناس كانت تعرف أن هناك أمر كبير في داخله. واليوم أرى ضرورة أن أكتشف هذا الغنى الروحي والفكري. كنت أقدّره كأب والآن أقدّره كأب وكطوباوي. تضرع لأجلنا ايها الطوباوي الجديد موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأنبا باخوميوس آب الشركة الرهبانية | الولادة: 292 م. الوفاة: 348 م. ولادته: ولد الأنبا باخوميوس في مركز دشنا محافظة قنا في عام 292 ميلادي من أبوين وثنيين. وعلى الرغم من الجو الوثني الذي نشأ فيه كان قلبه يكره الوثنية. وكان باخوميوس منذ طفولته محباً للعفة والطهارة، واتصف منذ صباه بالهدوء والاتضاع ومحبة الحق والبعد عن الدنس والشرور. وقد حدثت بعض الحوادث التي تنبئ بما سيكون عليه من شأن عظيم. ففي إحدى المرات أخذه ابواه وذهبوا جميعاً لتقديم العبادة للأصنام وكانت هذه الأصنام تشبه مخلوقات نهرية، وحدث عند دخول الصبي باخوميوس أنها سقطت على الأرض فصرخ مقدّم الذبائح الوثنية قائلاً: أبعدوا عدو الآلهة من هنا حتى تكف الآلهة عن غضبها علينا. عماده: نال القدّيس سر المعمودية على يد الأنبا سرابيون أسقف دندرة سنة 314 ميلادية، ثم تقرّب من الأسرار المقدسة. رهبنته: إزداد شوق القديس لحياة الرهبنة فذهب الى الشيخ الناسك الأنبا بلامون الذي كان يحيا حياة العزلة فقبله بعد اختبارات عديدة وبعد صلاة طويلة قصّ شعره وألبسه اسكيم الرهبنة وظل متتلمذاً له لمدة سبع سنوات. فى ذات يوم تمّ تجنيد باخوميوس ضمن جنود الملك. فحدث بينما كانوا مسافرين وهم بحال سيئة للغاية ان أتاهم قوم مسيحيون من اسنا بطعام وشراب فى المعسكر. فسأل باخوميوس كيف أمكن لهؤلاء الناس ان يتحننوا علينا وهم لا يعرفوننا قط ؟ فقيل له انهم مسيحيّون وإنهم يفعلون ذلك من أجل إله السماء. فلمّا سمع باخوميوس هذا الكلام، قرّر في نفسه أنّه لو أُتيحت له فرصة أن يصير مسيحياً ويخدم المحتاجين. وبتدبير الله غلب الملك أعداءه وأصدر أوامر بتسريح الجنود. فرجع باخوميوس وتعمّد، وبعد ثلاث سنين ترهّب عند قديس اسمه بلامون. تأسيسه لنظام الشركة: أسّس القدّيس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م، وكثر حوله عدد الأخوة فبنى لهم حوالي عشرة أديرة وأسّس أول دير رهبان. وعاش الأنبا باخوميوس وسط رهبانه في محبة وأبوة واتضاع كبير، وكان لا يميّز نفسه عنهم وقد بلغ عدد رهبان أديرته حوالي عشرة آلاف راهب. جائه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جائته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسّس لها ديراً في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها. أهم ملامح نظامه الشركة الرهبنية وهو مؤسّسها. بدأ هذا النظام كحركة علمانية، لذا رفض في البداية القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية. اتَّسم النظام الباخومي أنّه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم كان يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور مادياً وروحياً، وكان العمل جزءاً أساسياً من الحياة الروحية. إنفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، فإنّ لكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب. تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة، جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتماً في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي. اجتمع اليه كثيرون وبنوا أديرة واتخذوا لهم عيشة مشتركة. وكان القديس يرسل لهم قانون العبادة وشغل اليد والتصريف اللائق ويديرهم فى الجلوس والقيام والسكوت والكلام ويتشدّد فى ذلك الى أبعد حد. ولقد كان لخدمته العسكرية أثر كبير فى حياته إذا تدرّب فيها على الطاعة والعمل اليدوي والحياة المشتركة، وقد تضمن تنظيم حياة الشركة وتدبيره للأباء الرهبان جميع هذه النواحي العملية. بعض قوانين الرهبنه اولاً : كان مفروضاً على طالب الرهبنة أن يعرف معنى الرهبنة وهي: الصوم بمقدار، والصلاة بمداومة، وعفة الجسد وطهارة القلب وسكوت اللسان وحفظ النظر والتعب بقدر الإمكان، والزهد في كل شىء. ثانياً: النوم: كان القديس باخوميوس يديم الصلاه بنسك زائد وسهر، واذا اراد ان يرقد، لم يكن يرقد متمدداً، ولا على مصطبة بل كان يجلس مستنداً الى الحائط. وكان إذا مضى إلى موضع خارج الدير مع الأخوة واضطروا الى المبيت، يفرض عليهم ان يحفر كل واحد منهم لنفسه حفرة في الأرض مثل مراقدهم في الدير قائلاً لهم: الواجب على الإنسان الراهب أن يتعب نفسه في مرقده لكون روح الزنى تقفز على الرجل لتجرّبه بشدة لاسيما اذا رقد متمدداً براحة. ثالثاً: العمل اليدوي: على الجميع الالتزام به راهب او رئيس رهبنة. وعليه فلقد كان أنبا باخوميوس يشاطر رهبانه أعمالهم اليدوية. يخرج معهم الى الحقول لمزاولة الزرع والحصاد ويحمل مؤونته بنفسه أسوة بهم. وقيل أنه مضى مع الأخوة وكان ذلك الأمر يحتاج الى أن يحمل كل واحد منهم كمية من الخبز، فقال له احد الشبان: حاشاك ان تحمل شيئا يا أبانا. هوذا انا قد حملت كفافي وكفاك. فأجابه القديس : هذا لا يكون أبداً. ان كان قد كتب من أجل الرب إنه يليق به ان يتشبّه بأخوته في كل شيىء، فكيف أميّز نفسي انا الحقير عن اخوتي حتى لا أحمل حملي مثلهم لأنه مكتوب: من يريد ان يكون كبيراً فيكم فليكن لكم عبداً. رابعاً: العقاب: كان العقاب ضرورة لا بد منها فى حياة الشركة فكان يوبذخ للهفوات حتى البسيطة منها. العناية البالغة التى كان يبديها ابو الشركة برهبانه إنه كان يجلس كل مساء معهم بعد صلاة الغروب ليستمع الى أسئلتهم ويجيب عنها. نياحته: فى سنة 348 م تفشّى فى مصر وباء الطاعون وبلغ أديرة الصحارى. فكان الأنبا باخوميوس في هذا الظرف يطوف بين المصابين بهذا الداء. وبينما كان ابو الشركة يحضّر شعائر القداس الإلهي ليلة عيد الصعود أحسّ بعوارض ذلك المرض الخبيث فى جسمه. وبعد انتهاء الخدمة دعا تلاميذه واخذ يوصيهم بالمحافظة على قوانين الشركة الروحية والعمل بها. وما ان فرغ من وصيته لهم حتى أسلم روحه الطاهرة. من اقوال الانبا باخوميوس حينما تزعجك الأفكار وتضايقك لا تستسلم لها بقلبك ولكن تشجّع وارفضها بكل قلبك. يا بني تعال إلى الله واحبه واهرب من عدو الخير واتركه حتى تدرك نعمة الله. أنا أرجوك من كل قلبي أن ترفض المجد الباطل لأنّ المجد الباطل هو سلام الشيطان. يحتفل دير القديس الأنبا باخوميوس بجبل ادفو باسوان بتذكار نياحتة يوم 22 مايو من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الأنبا بولا أول السواح | الولادة: 228 م. الوفاة: – معروف برئيس المتوحدين أو أول السواح. عاش متوحداً سنوات طويلة في حياة رهبانية خفية وسط البرية لا يعلم عنه أحد سوى الله، الذي كان يعوله بغرابٍ يقدّم له نصف خبزة يومياً لعشرات السنين التى امتدت إلى ثمانين سنة تقريباً. درجة السياحة هى الدرجة السادسة فى تسلسل الرقي الروحي للراهب، وتعلوها الدرجة السابعة والأخيرة التى هى درجة الرؤيا. والآباء السواح هم من ماتوا كليّة عن العالم. تزداد محبتهم للصلاة حتى يصيروا كما قال الكتاب: ” أما أنا فصلاة. نشأته ولد في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 228م. ولما توفي والده ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث. إذ اشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. في الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالباً الإرشاد الإلهي. ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر. عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غراباً بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحياناً، ويرتوي من عين ماء هناك. على الارجح تاريخ ميلاده سنة 228 م، ولولا أن القديس أنطونيوس كتب سيرة الأنبا بولا لما وصلنا عنه شيء ولظلت حياته العطرة مخفية عن العيون. عن الانبا انطونيوس قال الأنبا بولا: اني ولدت نحو سنة 228 م فى جنوب الصعيد بمدينة طيبه (الاقصر حاليا) من أبوين مصريين. ولما صار لي من العمر 12 سنة مات والداي، فدخلت مدارس الفلاسفة وأتقنت فيها اللغة اليونانية فضلاً على اللغة المصرية وأقمت بمنزل زوج أختي وقيل أخوه) ولم يكن مسيحياً. ولما بلغت العشرين من عمري أثار ديسيوس قيصر اضطهاده سنة 249 م على المسيحيين وامتد إلى الصعيد وصدر الأمر بالتفتيش على المسيحيين لتذويبهم إذا لم ينكروا مسيحهم، فهربت إلى منزل كان لي بين المزارع، ولم أمكث فى هذا المكان المنفرد إلا قليلاً حتى أنذرتني أختي بأنّ زوجها عازمٌ على إخبار الحكومة بمكاني لكي يقبض عليّ ويتمتع هو بمالي وعقاري الذي يصير له بعدي بحق الأرث. فخطر على بالي عندئذ قول السيد المسيح “من لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً ” ( لو 14: 22). فوهبت لأختي وزوجها كل ما أملك من حطام الدنيا وودّعت العالم الوداع الأخير وقصدت البريّة الداخلة بجبل القلزم بالقرب من البحر الأحمر، حيث وجدت مغارة مغلقٌ بابها بحجر كبير. فدحرجته ودخلت إليها ورأيت بقربها نخلة تثمر وعين ماء، فأقمت بها وصرت اقتات من ثمر النخلة وأستقي من عين الماء وأكتسي بخوص النخل مجدولاً. نياحته كانت نياحة القديس الأنبا بولا فى 2 أمشير 343 م، وتبارك مكان عبادته ونسكه فأصبح ديراً كبيراً. لقاءه مع الأنبا أنطونيوس ظنّ القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنساناً لا يستحق العالم وطأة قدميه؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطراً. إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معاً، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: “الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عاماً يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضاً”. في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب. رجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهاً نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ. بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثياً على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلاً ثم اقترب منه فوجده قد تنيّح. وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343م). بكاه متأثراً جداً، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي. حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدّمه للأنبا أثناسيوس الذي فرح به جداً، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب. من أقوال القديس الأنبا بولا من يهرب من الضيق يهرب من الله. الانسان الحر هو ذاك الذي لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة. لا تكنز خطيئتك التى صنعتها لأنّ أفضل ما يقتنيه الانسان هو أن يقرّ بخطاياه امام الله ويلوم نفسه. ولتكن بركة هذا القديس العظيم معنا آمين . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بنديكتوس | الولادة: 480 م. الوفاة: 543 م. ولد القديس بنديكتوس عام 480 م في نورسيا الإيطالية لعائلة مرموقة، اسم أبيه أفتروبيوس. درس باحدى مدارس روما. نشأ على التقوى، فى سن الشباب المبكر قرر اعتزال العالم لأنه لم يشأ ان يكون عرضة لغوايته. ترك المدينة سراً واتجه ناحية البراري. مربيته كيرللا تبعته إلى روما لكنه عرف كيف يصرفها وتابع رحلته إلى ان جاء إلى برية جبال سوبلاكم، على بعد أربعين ميلاً من المدينة. ذلك المكان كان عبارة عن سلسلة صخرية قاحلة قاسية تطل على نهر في الوادي وبحيرة. هناك التقى بنديكتوس راهباً اسمه رومانوس من دير في الجوار. هذا ألبسه ثوب الرهبنة وزوّده بإرشادات نافعة وقاده إلى كهف ضيق في عمق الجبال، كاد أن يكون مُتَعذراً على الناس ان يصلوا إليه. وإذ حفظ رومانوس أمر بنديكتوس سراً، صار يأتيه، من وقت لآخر، ببعض الطعام فيدلّيه بحبل علق فيه جرساً. سلك ينديكتوس، حسب ارشادات الراهب رومانو، ثلاث سنوات قيل بعدها ان الله سُرّ ان يكشف أمره لآخرين ليكون لهم نوراً وهداية. خلال العام 497 م، فيما كان أحد الكهنة في تلك الأنحاء يعدّ لنفسه طعاماً، ليوم أحدَ القيامة المجيدة، سمع صوتاً يقول له: “أنت تعدّ لنفسك مأدبة وخادمي بنديكتوس، في سوبلاكم يضنيه الجوع”. للحال خرج الكاهن يبحث عن الناسك ولم يعثر عليه إلا جهد كبير . بعد ذلك بقليل التقى القديس، قرب المغارة، بعض الرعاة. أول رد فعل لديهم كان الدهشة فظنوه حيوانا غريبا لأنه كان يلبس جلد الحيوان. فلما عرفوه اقتدوا به . مذ ذاك ذاع صيته وأخذ قوم يزورونه ويمدّونه ببعض ما يحتاج إليه، وكان هو، بدوره، يزودهم بنصائحه وتوجيهاته. من جهة أخرى كان صراع بنديكتوس والشياطين شرساً. ووطأة التجارب عليه، أحياناً، كانت قاسية عنيفة. من ذلك ان الشيطان أعاد إلى ذاكرة القديس صورة امرأة سبق ان التقاها في رومية. وقد أخذت الذكرى تراوده حتى أخذ يفكر في مغادرة البرية. لا شيء أتاح له ان يقوى على التجربة. التصقت التجربة بروحه وأبت ان تغادره. أخيراً، بعد نفاذ صبره، ألقى بنفسه، عريانا، بين الأشواك، وأخذ يتمرغ عليها حتى تجرّح كله وسالت منه الدماء. نتيجة ذلك، وفي خضم الآلام والجراح، انطفأ فيه، بنعمة الله، روح الزنى، فذهبت التجربة، ولم تعد.. انتشر خير بنديكتوس وأخذ الزهّاد يشقون طريقهم أليه. رهبان فيكوفارا، إثر وفاة رئيسهم، أرسلوا يسألونه ان كان يرضى ان يكون راعياً لهم فرضي ولكن على مضض. كان يحدوه شعور إنّه، في وسطهم، في غير موقعه. وبالفعل اجترأ عليه قوم ودسّوا له سُماً ممزوجاً بخمرة، فلما رسم علامة الصليّب على الكأس تكسّر. فوعظهم وعاد، من حيث أتى، إلى سوبلاكم حيث أخذ طلاب الرهبنة يُقبلون إليه فبنى الدير تلو الدير حتى بلغ مجموع ما أنشأه من الاديرة، اثني عشر، استقر في كل منها رئيس واثنا عشر راهباً. بعض أخبار هذه الأديرة حفظته الذاكرة وتداولته الألسن جيلاً بعد جيل. ففي دير القديس إيرونيموس كان أحد الرهبان يهمل الصلاة القلبية التي يبدو انها كانت تتلى، في الكنيسة، الخدمة الليتورجية، فيخرج ويذهب إلى عمله. وعبثاً حاول رهبان الدير إبعاد أخيهم عن هذه الشائنة فلم يستجيب. فنقلوا خبره إلى القديس بنديكتوس الذي دخل إلى الكنيسة في نهاية الخدمة مرة فرأى ولداً أسود صغيراً يسوق الراهب بكمّه خارجاً. فصلّى من أجله. ثم في اليوم الثالث رآه يهمّ بالخروج كعادته فضربه بعصى فهرب إبليس وعاد الراهب إلى نفسه. وفي دير آخر هو دير القديس يوحنا، كانت الحاجة إلى المياه ماسة ولم يجد الرهبان إلى تأمين حاجتهم سبيلاً، فصلى القديس فخرجت المياه من الأرض. وفي دير القديس اكليمنضوس، على ضفة البحيرة، فيما كان راهب يقطع الأشواك سقط حديد منجله في البحيرة فصلى الرهبان وبشفاعة أبيهم جاؤوا بعود المنجل وجعلوه في الماء فاجتذب الحديد فسبحوا الله وشكروه. هذا وقد بلغ صيت بنديكتوس أسماع العديدين من مشاهير القوم في رومية وسواها فأخذوا يتدفقون عليه ليسألوه النصح والصلاة ويلتمسوا بركة الرب الإله على يديه. وقد ذُكر ان بعض هؤلاء كانوا يتركون أولادهم لديه ليتسنى لهم ان ينشأوا على السيرة الفاضلة منذ نعومة أظفارهم. من هؤلاء الشيخان أفتيخيوس وترتللوس اللذان كانا من مشاهير الفرس. هذان تركا ولديهما موروس وبلاسيدوس، سنة 522، وكلاهما صار للقديس تلميذاً مبرّزاً. وإذ عاين ابليس ما أخذ القديس يصيبه من نجاح سلّط عليه واحداً من الحسّاد من ضعفاء النفوس، فلورنتيوس، الذي كان كاهناً في الجوار. هذا أشاع عن القديس أخباراً مغرضة بقصد تشويه سمعته وإلحاق الأذى به وبعمله المبارك. ويبدو انه كان نافذاً وكثير الشرور حتى اضطر القديس إلى مغادرة مقرّه في سوبلاكم إلى قمة كاسينو. ولكن، في طريقه إلى هناك، بلغه خبر فلورنتيوس انه لقى مصرعه بعدما سقط عليه الحائط باحد الرواق. فحزن القديس لما جرى فيما عبّر تلميذه موروس عن ارتياحه للخلاص من اضطهاد الكاهن لمعلمه ورهبانه. فما كان من بنديكتوس سوى ان أنزل بالتلميذ عقاباً صعباً. كانت كاسينو، التي هي في نابولي، بلدة صغيرة مبنية على هضبة عالية. وكان يعلوها معبد قديم لأبّولو تحيط به الأشجار الباسقة. إلى هناك كان لا يزال يأتي بعض الوثنيين ويقدمون الذبائح. فلما اخذ القديس علماً بذلك عمل بالكلمة والآيات على هداية العديدين إلى الإيمان بيسوع، ثم قام على الصنم فحطّمه تحطيماً وقلب المذبح ودكّ الهيكل وقطع الأشجار وأقام في المكان كنيستين. من ذلك الوقت أخذ ينشأ دير هضبة كاسينو ابتاء من السنة 529م. يومها كان بنديكتوس قد بلغ الثامنة والأربعين. أسس قديسنا ديراً للراهبات قريباً من المكان وآخر للرهبان في تيراسينا. كما أوفد تلميذه القديس بلاسيدس لتأسيس دير في جزيرة صقليا. القديس بنديكتوس كان يجهل علوم الدنيا لكنه امتلأ من العلم الإلهي. القديس غريغوريوس الثيولوغوس (الناطق بالآلهيات ) يقول عنه انه كان “جاهلا على علم وحكيما على أمّية”. قالوا انه صار شماساً وربما كاهناً، لكن الأمر ليس مؤكداً. الصورة التي رسمها له القديس غريغوريوس الثيولوغوس تبيّن انه كان يعظ في بعض الأمكنة وانه كان على محبة فائقة، يمدّ يده إلى المحتاجين بكل ما أُوتي. كذلك اجتمع لديه من الإشراقات الإلهية والخبرة في قيادة النفوس ومداواتها مما ساعده فى وضع قانون رهباني فضّله القديس غريغوريوس الثيولوغوس على كل القوانين التي عرفها. وقد شاع هذا القانون حتى شمل الرهبان في الغرب قاطبة. أسُسه كانت الصمت والخلوة والصلاة والاتضاع والطاعة. في سنة 528 وضع القديس بنديكتوس حجر الأساس لدير مون كاسان، مهد الرهبانية البندكتية (التي قدمت، على الأقل، أربعة وعشرين بابا). كان بنديكتوس في عيون تلاميذه نموذجاً كاملاً للرهبانية يُحتذى. وقد زوّده الرب الإله بمواهب كثيرة بينها صنع العجائب والتنبؤ، فكان يشدّد الرهبان ويطرد عنهم الشياطين بعلامة الصليب. مرة، فيما تعذّر على الذين كانوا يبنون أحد أديرته ان يرفعوا صخرة من مكانها لثقلها، صلّى صلاة قصيرة فأضحت الصخرة على خفة مدهشة. ومرة أقام أحد رهبانه من الموت بعدما سقط عليه حائط في هضبة كاسينو. كذلك أنبأ بدموع كثيرة ان دير كاسينو سوف يُدنَّس ويُهدم. وهذا حدث فعلياً على يد اللبارديين، بعد ذلك بأربعين سنة، حوالي العام 580م. كذلك ذكر بنديكتوس انه بالكاد تمكن، في الصلاة، من طلب العفو عن الناس في تلك الأنحاء. من جهة أخرى كان محظوراً، وفق قانون بنديكتوس، ان يأكل الراهب خارج ديره إلا إذا كان على مسافة لا تسمح له بالعودة إلى ديره في نفس اليوم الذي خرج لقضاء حاجته. هذه القاعدة، كما ذكر غريغوريوس الثيولوغوس، كانت مرعية بالكامل. لا شيء، في اعتبار قديسنا، كان أخطر على الراهب، في تعاطي أمور العالم، من تناول الطعام والشراب في أوساط عالمية. وكان بنديكتوس يعرف بالروح زلآّت رهبانه وأفكارهم وينبّههم ليتقوّوا. مرة جاءه راهب بقارورتي نبيذ فخبّأ واحدة وأخذ الثانية إلى القديس قائلاً انها هدية من فلان، فلفته بنديكتوس :إلى ضرورة ان لا يشرب من الأخرى. فلما عاد الراهب إلى قلايته وفتح القارورة وجد فيها حيّة. ومرة أخرى كان أحد الرهبان في نوبة الخدمة وكان يخدم القديس وهو يأكل. فخطر ببال الراهب فكر قال هل: ان مقامك أرفع من مقام بنديكتوس فكيف تقوم بخدمته. الرجل، فيما يبدو، كان من علّية القوم. للحال تطلّع إليه القديس وأمره ان يرسم على نفسه إشارة الصليب وصرفه. ولما استُدعي باليساريوس، القائد العسكري، إلى القسطنطينية، غزا توتيلا، ملك الغوط، إيطاليا ونهبها. وإذ سمع بقداسة بنديكتوس والآيات التي تجري على يديه أراد ان يجرّبه، فأعلن انه مزمع ان يزور القديس. ولكن بدل ان يذهب إليه شخصياً ألبس ثوبه أحد المقربين منه وجعله يدّعي انه هو الملك. فلما جاء الرجل المدّعي للحال بادره رجل الله بقوله: اخلع عنك يا بني هذه الثياب لأنها ليست لك! أخيراً جاء إليه توتيلا وألقى بنفسه عند قدميه ولم يقم من مكانه إلا بعدما أصرّ عليه القديس. وقد ورد ان بنديكتوس وبّخ الملك بكل جسارة على الفظائع التي يرتكبها قائلا: انك تفعل شراً عظيماً وستفعل المزيد. سوف تحتل رومية وتعبر البحر وتحكم تسع سنوات وفي السنة العاشرة تموت وتمثل أمام الله لتؤدي حساباً عما فعلت. كل هذا الذي أخبر به بنديكتوس تمّ بحذافيره كما تنبأ. فاستبدت الرعدة بتوتيلا وطلب صلاة القديس. وقد ورد ان الملك صار، مذ ذاك، أكثر إنسانية من ذي قبل. ولما أخذ نابولي، عامل الأسرى باللين. أما عن رومية فتكهّن أسقف كانوسا أمام القديس ان توتيلا سوف يتركها كومة حجارة ولن تكون آهلة بعد، فأجابه القديس: كلا، بل ستضربها العواصف والزلازل وتكون كشجرات يبست من فساد جذورها. هذه النبوءة التي تفوّه بها القديس هي إياها ما شهد بها القديس غريغوريوس الثيولوغوس . هذا ويبدو ان بنديكتوس رقد بعد أخته سكولاستيكا في السنة التي تلت لقاءه بتوتيلا. وقد أخبر تلاميذه بيوم رقاده سلفاً وجعلهم يفتحون قبره قبل وفاته بستة أيام. فلما فعلوا أصابته حمّى. وفي اليوم السادس حملوه إلى الكنيسة حيث شارك فى القدسات. وبعدما زوّد رهبانه بتوجيهاته اتكأ على أحدهم ورفع يديه وأسلم الروح. كان اليوم سبتا والتاريخ الحادي والعشرين من شهر آذار(مارس) ، أغلب الظن عام 543م. كان قد بلغ من العمر الثالثة والستين. أكثر رفاته ما يزال موجودا في دير كاسينو. وبعض عظامه نُقل إلى دير فوري في فرنسا. المستشفعون به يطلبون حمايته من مضار الحشرات وسمومها. لما رقد شاهد أحد الرهبان الحاضرين رؤيا وشاهدها القديس موروس أيضا وكان، إذ ذاك، في فرنسا رأى طريقاً واسعة يكسو أرضها السجاد الفاخر وعلى جوانبها شموع مضاءة لا عدّ لها. وإذا شيخ وقور يقول: هذه هي الطريق التي سلكها بنديكتوس، حبيب الله، فأوصلته إلى السماء. من تعاليمه ان للتواضع اثنتي عشرة درجة هي العالية. إنكسار القلب وخوف الله والسلوك في حضرته،التخلي عن الإرادة الذاتية والطاعة، الصبر على الأتعاب والجراح،الرضى والفرح وقبول الأعمال الحقيرة والثياب الفقيرة واعتبار أنفسنا غير مستأهلين للكرامة والنظر إلى أنفسنا كعبيد بطّالين. اعتبار أنفسنا دون الآخرين وأقل قيمة من الآخرين وحتى أعظم الخطأة، اجتناب التفرّد في الكلام والعمل، أن نحب الصمت ونطبقه، ان نجتنب المسرّات المنحلّة، ان نمتنع عن الكلام بصوت عال ونلزم الاحتشام، ان نسلك في الاتضاع في كل عمل وان تكون أعيننا إلى الارض كالعشار التائب. وقد أضاف القديس بنديكتوس ان المحبة الإلهية هي المكافأة التي تحصل من التواضع الصادق. وقد جعل بساطة القلب والتخلي عن المشيئة الذاتية قبل الطاعة. وكان قداسة البابا بنيدكتوس السادس عشر قد قال في سياق كلمته عن القديس بنديكتوس (مبارك) شفيع اوروبا الذي أخذ اسمه و”الذي يحظى بتكريم كبير في المانيا وخاصة في بافاريا مسقط رأسه”. ورأى البابا في هذا القديس “مرجعاً اساسياً في وحدة اوروبا وتذكيراً بجذورها المسيحية وثقافتها وحضارتها، التي لا يمكن التخلي عنها. وكان البابا المتنيح يوحنا بولس الثاني قد انتقد شخصياً غياب الاشارة الى الجذور المسيحية واكد انه “لا يمكن قطع جذور” القارة الاوروبية. وكان البابا بنيدكتوس السادس عشر قد قال انه اختار” اسم بنديكتوس السادس عشر” تيمنا بالبابا بنديكتوس الخامس عشر، مشدداً على دور هذا الاخير في السعي من اجل السلام في القارة الاوروبية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أكليمنضس الاسكندرى | الولادة: 150 م. الوفاة: 215 م. ولد تيطس فلافيوس إكليمنضس حوالى عام 150م من أبوين وثنيين. ولذا عن مولده وجد تقليدان في أيام أبيفانوس (القرن الرابع)، أحدهما يرجع مولده للإسكندرية والآخر لأثينا. لا نعرف شيئاً عن تاريخ تحوله إلى المسيحية، ولا الظروف المحيطة أو الدوافع التي أدت إلى ذلك، لكن المعروف عنه أنه قد اتسم بفكر متدين، فكان دائم البحث عن الله الذي يشبعه روحياً وفكرياً وأخلاقياً، وقد وجد في المسيحية تحقيقاً لهدفه. حتى بعد اعتناقه المسيحية قام برحلات كثيرة باحثاً عن المعلم الحقيقي الذي يتتلمذ عليه، فذهب إلى جنوب إيطاليا وسوريا وفلسطين، وأخيراً استقر في الإسكندرية حيث جذبته محاضرات القديس بنتينوس حيث عاش فيها أكثر من عشرين عاماً (ربما من عام 175 إلى 202م). وقد تنيح عام 215م. تتلمذ على يدي القديس بنتينوس رئيس مدرسة الإسكندرية، وصار مساعدًا له و سيم كاهنًا في الإسكندرية، وقام بعمله الكهنوتى والتعليمى بكل نجاح، وحين سافر أستاذه بنتينوس إلى الهند حوالي عام 190م تسلم منه رئاسة المدرسة إلى حين عودته ولما تنيح بنتينوس تسلم القديس إكليمنضس الرئاسة من جديد، وقد تتلمذ على يديه العلامة أوريجينوس والقديس الكسندروس أسقف أورشليم. كتاباته : جمعَ إكليمنضس الإسكندري بين الفلسفة والشعر وعلم الآثار والميثولوجيا والأدب، واستشهد فى كتاباته بالعهد القديم أكثر من ألف وخمس مئة مرة، وبالعهد الجديد أكثر من ألفي مرة، واستوحى من الأدب اليوناني أكثر من ثلاث مئة وستين مرة. وقد أعلن أنه لا تناقض بين الفلسفة الحقيقية والإيمان، معتبراً أن العلوم تخدم علم اللاهوت وأن المسيحية هي تاج جميع الحقائق ومجدها. يعتبر القديس إكليمنضس أب الفلسفة المسيحية الإسكندرانية وهذا يظهر من خلال كتاباته من اهمها ثلاثة كتب دعيت ” ثالوث إكليمنضس” تمثل منهج مدرسة إسكندرية، وهي: التحريض: كان الغرض الأساسي منهُ حَمْل اليونانيين على الابتعاد عن عبادة الأصنام. المربّي: فيهِ ينصرف إكليمنضس السكندري إلى تربية كل من اتبع إرشاداتهِ في كتابهِ الأول واهتدى إلى المسيحية. البُسُيط: يحتوي على ثمانية أجزاء تهدف بمجملها إلى توطيد العلاقة بين الإيمان المسيحي من جهة والفلسفة الهلّينية من جهة أخرى. نصائح لليونانيين – له كتب أخرى مثل: من هو الغني الذي يخلص؟ والمجمل، ورسالة عيد الفصح. وكان أهم ما اتسم به هذا القديس هو نظرته للفلسفة والمعرفة من وجهة نظر مسيحية، ومن أهم أعماله تفسيره للمزمور 150 الذي تسبحه الكنيسه أثناء التناول . تعاليمه: تحدث عن أهمية إقامة القداس الالهي ليلاً إشارة إلى إنطلاق النفس من الجسد. لذلك يقام قداس عيدي الميلاد والقيامه ليلاً اشارة الي السهر الروحي، كما علم عن أهميه الاتجاه الي الشرق اثناء الصلاة والاستعداد الجسدي والنفسي قبل التناول من سر الافخارستيا، كما اشار الى أهمية سر التناول في حياة المؤمن كما تحدّث عن اهمية سري المعموديه والزواج. يعتبر القدِّيس إكليمنضس داعية لحياة الفرح الحقيقي، لذلك يطالبنا بالتمييز بين الفرح النابع من القلب واللهو والمرح المبالغ فيه. يحذرنا القدِّيس إكليمنضس من الاشتراك في الأحاديث الهزلية، مع أخذ الموقف الإيجابي وهو الاشتراك في الحديث والحوار مع الصدِّيقين كما يلزمنا أن نتجنب تماماً الحديث الرديء. يلزمنا أن نبتعد تماماً عن كل ما هو مخجل، سواء كان مسموعاً أو مرئياً كما يلزمنا أن نحفظ أنفسنا من حديث الافتراء والأخبار الكاذبة. من تعاليمه السلوكية وآداب الطعام: إذا جلست وسط جمع من الناس، لا تمد يدك إلى ما هو موضوع أمامهم (ابن سيراخ 9: 22)، ولا تندفع بالنهم، كما لا تبدأ بالطعام قبل الآخرين. فإنه بإظهار نهمك إلى الطعام تكشف أنك لا تستطيع أن تسيطر على شهواتك. عاون القديس إكليمنضس وتلميذه اوريجانوس، معلمه بنتينوس فى إكتشاف الأبجدية القبطية، مستخدمًين الحروف اليونانية، مضيفاً إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، وبهذا أمكن ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية تحت إشرافهما. من أقوال القديس إكليمنضس الإسكندري: “الكلام إبن النفس لذا ندعو الذين يعلمونا أباء لنا والذي يتعلّم يحسب في خضوع الابن”. بركات هذا القديس العظيم تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة جيانّا بيريتا مولّلا | الولادة: 1922 م. الوفاة: 1962 م. ولدت جيانّا بيريتا مولّلا في ماجينتا (ميلانو- إيطاليا) في 4 أكتوبر 1922 وسط عائلة ملتزمة، هي العاشرة من عائلةٍ مؤلفة من ثلاثة عشر فرداً بينهم راهبٌ وكاهنٌ كبوشي مُرسل في البرازيل، وراهبةٌ مرسلة في الهند. وكانت تهتم باليتامى والعجزة كما كانت كل يوم تشارك في الذبيحة الإلهية منذ طفولتها. في عام 1941، نالت بكالوريوس في الطبّ والجراحة من جامعة “بافي” فأنشأت في العام 1950 مستوصفاً في ميسيرو. تخصّصت في طبّ الأطفال في جامعة ميلانو وكانت تفضّل مجالسة الأمهات والأطفال والعجزة والفقراء. إلى جانب خدمتها في نشاطها الكاثوليكي كما تمنّت جيانا لو تشارك أخاها وكان كاهن ومُبَشِّر بالبرازيل في الخدمة هناك، من خلال تخصّصها لمساعدة السيدات الفقيرات بخبرتها في أمراض النساء والأطفال. إلا أن هذه الخدمة لم تكن مناسبة لها بسبب الاعتلال المزمن في صحتها فاستمرت في عملها بإيطاليا. اتخذت الطبّ مهنةً ورسالة وقد جدّدت التزامها في العمل الكاثوليكي معطية ذاتها بدون حساب. وكانت تمجّد الخالق عبر مخلوقاته. ورغبت في تأسيس عائلة مسيحية، فأعلنت خطوبتها على المهندس بيار مولّلا وكانت في غاية السرور والسعادة. تزوّجت في 24 سبتمبر 1955، رُزِقا الزوجان بثلاث فتيات هن ماريا وزيتا ولورا، بعدها تعرضت لفقد الحمل مرتين. وكانت تعي تماماً واجباتها كزوجة وأم من جهة وكطبيبة وأم من جهة أخرى. في عام 1961 اختبرت سرّ الألم في حياتها. أثناء حملها الرابع، إتضح للأطباء أنها تعاني من مرض سرطان في الرحم مما يوجب استئصاله. وعلى رغم إدراكها الكامل لمخاطر إكمال الحمل في حالتها هذه، فخيّرها الأطباء بين ثلاثة حلول: الإجهاض أو استئصال الرحم بالكامل أو استئصال الورم فقط، رغم أن الكنيسة الكاثوليكية سمحت باستئصال الرحم في حالات الأورام حفاظاً على حياة الأم، إلا أن جيانا إختارت فقط إزالة الورم على أساس أنه الإختيار الوحيد الذي يحفظ حياة الجنين، برغم أنه الإختيار الذي يُعَرِّض حياتها للخطر. قبل أن تخضع جيانا للجراحة ألزمت أسرتها بأنه في حالة الإختيار بين حياتها وحياة طفلها أثناء الجراحة أن يختاروا حياة الطفل، كما صلت إلى الله كي ينقذ جنينها. وقبل إنجابها بيومين تضرّعت إليه بالقول “يا ربّ إذا أردت أن تختار بيني وبين الطفل ، فلا تتردّد. أنا كلّي لك وأتوسّل إليك أن تنقذ حياته”. نجحت الجراحة دون أن تفقد حياة طفلها أو حياتها، بعدها وبرغم المتاعب قضت الشهور السبعة المتبقية لحملها في خدمتها بجمعية العمل الكاثوليكي وبعملها كطبيبة بقوة عمل الروح القدس بها. في 21 ابريل 1962، حانت ساعة الوضع الموافق للجمعة العظيمة لهذا العام، وكررت جيانا بإصرار رغبتها في حفاظ الأطباء على حياة الطفل ولو تَطلّب ذلك فقدها حياتها. وبعد جراحة قيصرية رُزِقَت بطفلتها الأخيرة (جيانا إيمانويلا) لكنها توفيت بعد الولادة بأسبوع أي يوم 28 إبريل 1962 بعد إصابتها بمضاعفات ما بعد الولادة. و كانت تردد آخر كلماتها : “أحبك يا يسوع” على حسب قول الأطباء الذين أشرفوا على حالتها وحضروا نزاعها الأخير. وقالوا إنها “إستودعت روحها بين يدي خالقها وسط آلام مبرحة وهي تردّد: “يسوع أنا أحبّك ، يسوع أنا أحبك”. “الضمير المُضَحّي” كان هو المصطلح الذي أطلقه البابا بولس السادس كتعريف لعمل الطوباوية جيانا مولاّ حيث أعلن فضائل قداستها في 23 أغسطس عام 1973 قائلاً عنها: “أنها أُم صغيرة من إيبارشية ميلانو أعطت حياتها لطفلتها في يوم وافق الجمعة العظيمة كأنها تعمل كرمز لتُحيي تذكار ما صنعه سيدها ومُخَلِّصها على في حياتها الصغيرة”. في 24ابريل 1994 أعلنها البابا يوحنّا بولس الثاني طوباوية، لأنه قد تحققت في البرازيل في السنة العالمية للعائلة، وكانت الأعجوبة التي اعتمدت، تلك التي جرت مع والدة برازيلية استطاعت متابعة حملها إلى النهاية بالرغم من ظروف طبّية صعبة للغاية، وذلك بفضل شفاعة القديسة جيانّا مولّلا، وكان ذلك سنة 1977. وفي 17 مايو 2004 أعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قداستها. بسبب أن أم برازيلية شابة، طلبت هي أيضاً شفاعة القديسة، واستطاعت إنجاب طفلة أمام دهشة الأطباء، لأن تمزّق الأغشية في الشهر الرابع من الحمل جعل الجنين ينمو بدون السائل الاسلوي (ما يعرف في اللغة العاميّة ب”ميّة الرأس”). لقد ولدت الطفلة يوم 31 مايو 2000، في الشهر الثامن بجراحة قيصرية، كانت تزن 1820جرام، ولكن من دون أي مضاعفات حتى التنفسيّة منها، وسمّيت جيانّا ماريا. يُذْكر أنه حدثت معجزة أخرى بشفاعة القديسة (جيانا مولاّ) عام 2003 لسيدة أخبرها الأطباء وهي في الأسبوع الرابع عشر من الحمل بأن إحتمال ثبات الجنين أصبح معدوماً بسبب جفاف سائل المشيمة وإذ تشفعت بالقديسة (جيانا مولاّ) إستمر الحمل حتى أكمل الأسبوع الأربعين بعدها رُزِقَت بطفل يتمتع بصحة جيدة برغم إستمرار حالة الجفاف بالمشيمة لآخر لحظة. ومن هنا أصبحت شفيعة للأمهات. لذلك نفهم حماس الحجاج البرازيليين وعددهم الكبير في ساحة القديس بطرس يوم إعلان قداستها. فقد أصبحت هذه الوالدة القديسة، التي عرفت ألم الإجهاض العفويّ مرّتين، حاميةً وشفيعةً للأمهات البرازيليات. عندما أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني قداسة الطبيبة، جيانّا بيريتا مولّلا بحضور زوجها وأولادها في ساحة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، صبيحة الأحد 16 مارس 2004، مع خمسة قديسين آخرين ينتمون إلى السلك الكهنوتيّ والرهبانيّ، بينهم القديس نعمة الله كساب الحرديني، أظهر للعالم أن الدعوة إلى القداسة موجّهة للجميع، وهي ليست حكراً على الرهبان والكهنة، والراهبات، وأن الإجابة عن هذه الدعوة لهي أمر ممكن لمن يعيش الحبّ في وجه من وجوهه المتعدّدة. لقد قدّم البابا هذه القديسة كرسولة بسيطة متواضعة لحبّ الله المتجسّد، ولكن رسالة حبّها هذه معبّرة للغاية في عالم اليوم منهمك بحضارة الموت من الإجهاض إلى ما يسمّى القتل الرحيم. الكنيسة تقدم للعالم المسيحي، عبر إعلان قداسة جيانّا بيريتا مولّلا بحضور زوجها وأولادها، شهادةً حيّة للأزواج المسيحيين ليؤسّسوا زواجهم على يسوع المسيح الربّ، الذي يعلّم الإنسان الحبّ الحقيقي والتضحية بالذات لأجل من نحبّ. إن العمل البطولي الذي قامت به هذه القديسة، مقدّمةً حياتها في سبيل إنقاذ حياة طفلها، لم يكن حدثاً بالمصادفة ولا قراراً منفصلاً ولد في ساعته، بل كان نتيجة حياة حبٍ بُنيت على المسيح، حياة كانت تتغذّى يومياً من هذا الحب ومن كلمة الربّ وجسده القرباني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوسف شفيع العمال | الولادة: – الوفاة: – القديس يوسف هو سليل لداود الملك، دعاه الله ليكون أباً روحياً وعائلاً للإبن الأزلي الـمتأنس يسوع المسيح. لم تكن أبوته ليسوع جسديّة بل كانت ابّوة بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من مسئولية وبذل وتضحية. كان نيابة عن الآب السماوي تجاه الطفل يسوع، وكان زوجاً وأخاً روحياً لمريم البتول، ورئيساً للعائلة المقدسة، فكان يمارس سلطته كرب عائلة. أما الفضائل التى تحّلى بها لكي يظهر فضائل الآب السماوي الغير الـمنظورة نحو ابنه الـمتأنس فهى أنه كان: الصامت الكبير والضمير الكبير والعامل الكبير. الصامت الكبير كان الله يظهر للآباء والأنبياء وسط هالة وأبهة عظيمة تليق به عزّ وجلّ، وقد خاطب شعبه وأنزل عليهم الشريعة بواسطة موسى وسط الغمام والبروق والرعود، لكن لما قام بأعظم ظهوراته وظهر جسدياً بواسطة كلمته ابنه يسوع المسيح، صنع ذلك فى صمت عجيب. فى ظل يوسف الرجل البار خطيب مريم البتول، فهناك لا نرى أية أبهة وقليلاً جداً من الأمور الخارقة، بل كثيراً من الأسرار المخفية مع بعض الإمتحانات والتجارب، وحيرة نفس، وقلق وإضطراب لا نظير له، ثم إنتظاراً وصبراً ووحياً فى الليل المظلم، وأوامر بالتحفظ والتيقظ والإحتياطات اللازمة. وفى ذلك الجو نشأ إيمان أول مسيحي، إيمان يوسف ابن داود، النجّار الذى أُعطى له أن يستقبل فى بيته كلمة الله المتأنس ويعطيه اسماً “فسّميه يسوع لأنه هو الذي يخّلص شعبه من خطاياهم”(متى21:1). ان يوسف كان أكبر رجل روحاني فى العهد الجديد، ومن ميزة الإنسان الروحاني ان يبقى فى جو الصمت، متحداً فى معبد الصمت مع الله خالقه، يعيش فى دنيا الإيمان ويتغذّى بالإيمان” اما البار فبالإيمان يحيا”(حبقوق4:2) و(عبرانيين38:10). انه يفضّل الصمت على الظهور لكي يتفرغ كليّة لتغذية إيمانه وحياته الروحية الداخلية. كان بإمكان يوسف ان يقول للناس: “ان المسيح المنتظر اصبح عندي وقد أُقمت وكيلاً عنه”، ولكنه لزم الصمت والكتمان لأنهما يؤلفان جزءاً من الحياة الروحية الداخلية. الضمير الكبير يوجد الضمير من الأمانة نحو الله والإلتزامات المتخذة نحوه تعالى رغم المصاعب والمحن ومهما كان الثمن. إن هو إلاّ تعبير إنساني وتجاوب صادق لنظرة الله على حياة الإنسان. هو تعبير صادق لأنه يدخل فى نطاق الإيمان، فلن يكون نظرياً بل عملياً بحيث يختبر الإنسان ويتحسس وجود الله فى داخل نفسه. أمتحن يوسف فى إيمانه ليس وقت غياب الطفل يسوع مدة ثلاث أيام فحسب، ولكن قبل أن يجيئ بمريم الى بيته، ثم لدى ذهابه الى مصر تحت جنح الظلام ومجابهته للمجهول، وبعد رجوعه من مصر وسكناه فى الناصرة فى الجليل بدلاً من اليهودية. فكل حياته كانت تغتذى بخبز الإيمان، فلا شك “ان البار بالإيمان يحيا”. كانت طاعته نشيطة وفطنة، إذ أنه كان يعمل كل ما فى قدرته ليعرب للـه عن أمانته فى خدمة الـمُصالح التى إئتمنه عليها والمهّمات التى عهد بها إليه. وكانت الطهارة أجلّ وأصدق تعبير لحبه الخالص لله، الأمر الذى دفعه على خلق جو مناسب لكي يولد الطفل الإلهي من أم بتول ويحوطه بهالة أبوية نقيّة، فكانت رداً صادقاً لتلبية دعوة الله. العامـل الكبير كان يوسف نجّاراً وغني عن البيان كم كانت هذه الحرفة تقضي من التعب المتواصل والمضني، فهى تفرض على محترفها أن يأكل خبزه حقيقة بعرق جبينه. سيقول يسوع يوماً لليهود عن صلته بأبيه السماوي: “ان أبي مازال يعمل وأنا أعمل أيضاً”(يوحنا18:5)، فكان يوسف من هذا القبيل صورة صادقة للآب السماوي. كان يوسف يقّدر الوقت وينظّمه بالنسبة الى السبت وقت الراحة حيث كان يختزن من الروحيات ما يكفيه للقيام بواجباته الروحية. وكان عمل النجارة يتم بإيمان، الى ان تحّول حانوت يسوع بنوع ما الى معبد صلاة، هى حياته الروحية التى كانت تنظم أوقاته وأعماله. كان عاملاً كبيراً لأنه كان روحانياً كبيراً. على مثال يوسف: يجب أن ننظر فى يوسف البار مثالاً أعلى فنكون مثله الصامت الكبير..والضمير الكبير..والعامل الكبير. الصامت الكبير يجب أن نتعود الصمت لأنه يؤلف جزءاً من الحياة الروحية الداخلية. ما قيمة الكلام الذى لا يصعد مثقلاً بالفكر من أعماق الصمت فقد قيل: “فان كانت العزلة وطن النفوس الكبيرة فالصمت صلاتها، وان كانت القداسة محبة متواصلة فالصمت نشيدها، وان كانت الحياة عبرة وعظة فالصمت منبرها ولسانها، وان كانت الحياة قيثارة فالصمت وترها”. ليست المواعظ الطويلة هى المجدية، وغالباً ما يتكشف سيل الوعظ عن فقر فى التفكير. كان القديس يوحنا فيانيه خوري آرس يعظ التائبين فى كرسي الإعتراف بموجز الكلام. ليس من كلام مفيد سوى كلام يسوع كلمة الآب المتأنس. وعليه يجب علينا ان نتعود الصمت والكتمان وذلك من باب المحبة والعدل، فروح الكتمان شرط أساسي لثقة الناس بنا وقد نكون رجال ثقة مثل القديس يوسف بقدر ما نتحلى بالصمت. الضمير الكبير علينا ان نكون قبل كل شيئ رجال ضمير. ان نطاق العمل واسع وإنه ليس علينا رقيب سوى الله وحده، ولذا ان لم يكن لنا ضمير مستقيم، نصبح عرضة لجميع أنواع الإنحرافات والإلتواءات. وقد نكون اصحاب ضمير مستقيم فيما اذا تصرفنا دائماً فى حضرة الله، كأنه تعالى ينظر الينا ويتوقع منا ان نأتى بأجلّ الأعمال وأقدسها. قال القديس توما الأكويني للأخ المرافق له قبيل موته وقد كان هذا سأل منه ان يشرح له سر القداسة:”عش مستحضراً الله تبلغ القداسة”. وعلى مثال القديس يوسف علينا أن نحامي عن الطفل يسوع فى شخص أولادنا وشبابنا بضمير مستقيم، لأنه يلزم أن نحافظ عليهم من أمثال هيرودس الموجودين على الأرض خوفاً من أن يذبحوهم بشرّهم وهم أبرياء. فيلزم ان نكون ساهرين مستيقظين لكي نبعد عنهم كل خطر ونرّبيهم على حب الفضيلة وحفظ الطهارة. وعلى مثال العائلة المقدسة نهتم بعائلاتنا ونوصّل لها كلمة الإنجيل وقداسة الكنيسة. وعلى مثال القديس يوسف نعتنى خاصة بالعمال الكادحين فإن شفيعهم وزميلهم ومثالهم الأعلى يحبهم. العامل الكبير ينبغي ان نكون عمالاً فى كرم الرب كالعامل الكبير القديس يوسف. يوجد دائماً عمل فى حقل الرب، فالحصاد كثير ولكن العملة فقليلون. فهناك فى العالم خراف كثيرة تسترعى اهتمامنا وهناك خراف ضالة تدعونا لنذهب اليها ونأتى بها الى طريق الحق والى الحظيرة الأبوية. يلزمنا ان ننظم وقتنا ولا نصرفه دون فائدة ولا نبدد مواهبنا وطاقاتنا التى وهبها لنا الله. يا يسوع هبنا رصانة القديس يوسف وصمته وحياته الداخلية الروحية لكي يكون كل واحد منا صامتاً كبيراً وضميراً كبيراً وعاملاً كبيراً على مثال القديس يوسف العظيم آمين. مصادر أخرى: من هو القديس يوسف البتول؟ في ١٩ مارس / آذار من كل عام ، تحتفل الكنيسة بعيد القديس يوسف التقي البار ، كما يسميه متى الإنجيلي ( متى : ١٨ – ٢٣ ) . من هو القديس يوسف البتول ؟ لا نعرف الكثير عن حياة القديس يوسف، وليس هناك من وثائق تاريخيّة تخبرنا عن مكان وزمان ولادته أو موته. لكن ما نعرفه، من خلال الكتاب المقدس والتقليد، هو خطيب مريم منحدر من بيت داود الملك. ولِِدَ القديس يوسف عام ٢٥ قبل الميلاد. و الشريعة اليهودية، تقتضي على الشاب، أن يتزوج في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمره. وكان يوسف يومذاك في الثامنة عشرة، يوم تمّت خطبته مع مريم. وكان رجلاً باراً تقياً، لذا اختاره الله الآب، ليكون خطيباً لأم ابنه. ولما راى يوسف العفيف الطاهر، خطيبته مريم حاملاً من الروح القدس شكَّ في أمرها، فلم يُرِدْ أن يشهّر أمرَها، فعزم على تخليتها سرّاً. لكن ملاك الرب، كشف له الحقيقة عندما تراءَى له في الحُلم وقال له : ” يا يوسف بن داود، لا تخف أن تأتي بإمراتِك مريم إلى بيتك. إنَّ الذي كوِّن فيها هو من آلروح القدس، وستلِدُ إبناً فسَمِّهِ يسوع. لأنه هو الذي يُخَلّص شعبه من خطاياهم ”. ومنذ تلك اللحظة جعل يوسف خطيب مريم، حياته وقفاً على خدمة أم الله وابنه . منذ ميلاد يسوع، كان يوسف، يسهر على رعاية الطفل، متمماً بذلك النبؤوات والشريعة: فما أن حان اليوم الثامن، حتى أخذ يوسف ومريم الصبي ليختن. وسمّياه يسوع، بحسب قول الملاك. ومن ثمَّ صعدا به إلى أورشليم، ليقرّباه للرب، كما تأمر الشريعة في سفر الأحبار. وكذلك هرب يوسف، بيسوع ومريم، إلى مصر، كما أمره ملاك الرب خوفاً من هيرودوس الذي كان يريد أن يقتل الطفل … فأقامَ هناك إلى أن تُوفيَّ هيرودُس، ليتم ما قال الرب على لسان النبي: ” من مصر دعوتُ ٱبني ”. وما إن توفيَّ هيرودوس، حتى تراءى ملاكُ الرب في الحلم ليوسف في مصر وقال له: ” قُم فخُذ الطفل وأُمه، واذهب إلى أرضِ ٱسرائيل، فقد مات من كان يُريدُ إهلاك الطفل ”. فقام فأخذ الطفل وأُمَهُ، ودخل أرض ٱسرائيل . وآخر حدث، في حياة مار يوسف، تذكره الأناجيل، هو : لمّا بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة، صعدوا إلى اورشليم في عيد الفصح، جرياً على العادة في العيد . فلما انقضت أيام العيد ورجعا. بقي الصبي يسوع في أورشليم، من غير أن يعلم أبواه، وكانا يظنان أنه في القافلة، فسارا مسيرة يوم، ثم أخذا يبحثان عنه عند الأقارب والمعارف. فلما لم يجدوه، رجعا إلى اورشليم يبحثان عنه. فوجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل، جالساً مع العلماء، يستمع إليهم ويسألهم . وكان جميع سامعيه مُعجبين أشدّ الإعجاب بذكائه وجواباتهِ. فلما أبصراه دهِشا. فقالت له أُمََهُ : ” يا بُنيَّ ، لماذا صنعت بنا ذلكَ ؟ فأنا وأبوك نبحَثُ عنك مُتلهِّفين ” . فقال لهما : ” ولمَ بحثتما عنيّ ؟ ألم تعلما أنه يجب عليَّ أن أكون عند أبي ؟ ” فلم يفهما ما قال لهما. ثم نزل معهما ، وعادَ إلى الناصرة ، وكان طائعاً لهما ، وكانت أُمُّهُ تحفظ تلك الامور كُلَِها في قلبها . بعد هذه الحادثة تتوقف الأناجيل عن ذكر أيّة حادثة عن القديس يوسف مع مريم ويسوع. أمّا عن خبر موت مار يوسف فليس لدينا من إشارة إليه ، لا في الأناجيل الإزائية، ولا في إنجيل القديس يوحنا. ومن المؤكد أن يوسف البار، مربّي يسوع، لم يكن على قيد الحياة في عرس قانا الجليل حيث كان يسوع ومريم والتلاميذ، ولا في بدء بشارته. والذي نستخلصه من تأملنا حول القديس يوسف، هو : أن مار يوسف، ثالث أفراد العائلة المقدسة، قد مات بين يديّ يسوع ومريم، وبموته أصبح شفيع الميتة الصالحة، التي يرجوها كل مؤمن. إنتشر إكرام القديس يوسف، في جميع بلدان العالم، شرقاً وغرباً. وشُيدّت على اسمه الكنائس، وحمل اسمه الكثيرون، وأخذوه شفيعاً لهم. وعلى إسمه وشفاعته تأسست الأخويات، وأصبح شفيعاً للعمال، وللعائلات، ومثالاً وقدوة لهم. وهو العامل الصامت، والمربّي الصالح، والشفيع الذي لا يردّ له طلب. عُرف القديس يوسف أيضاً : بحارس الفادي، و رجل الصمت، وشفيع الكهنة البتوليين، وخادم المسيح، وخادم الخلاص، وشفيع العائلات والآباء، والمساعد في الشدائد، وحامي المنفيين والحزانى والفقراء … صلاة للقدّيس يوسف البتول : أذكر أيها القدّيس يوسف، خطيب مريم البتول، الجزيل القداسة، أنّه لم يُسمَع قط أنّ احداً طلب معونتك واستغاث بحمايتك ورُدَّ خائباً. أتقدّم إليك بهذه الثقة، مفوضاً إليك أمري، فلا تردّ توسلاتي، يا مَن دُعيتَ أباً لمخلّص العالم، بل تعطّف واستجِب لها… آمين! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس دانيال كمبوني | الولادة: 1831 م. الوفاة: 1881 م. ولد دانيال كمبوني في 15 مارس سنة 1831 في مدينة ليمون شمال ايطاليا، كان والديه من الطبقة العاملة العادية وهما لويس كمبوني ودومينيك باتشة، رزقهما الله بثمانية أطفال رابعهم هو دانيال. نال دانيال سر المعمودية في اليوم التالي لولادته وتعلم منذ صغره ثقافة إنسانية ودينية عميقة وتتلمذ في المدرسة الإكليريكية كتلميذ غير مقيم بسبب فقر أسرته وتخرّج منها كاهناً. اعتاد دانيال منذ صغره الذهاب يومياً إلى الكنيسة ليصلى وكان شغوفاً بالوعظ وكان أقرانه يرونه أحيانا ذلك الشاب الصغير النحيل واقفاً على كرسي أو فوق احد الصخور وذراعاه مبسوطتان ويعظ بأعلى صوته وبكل حماس. عندما بلغ من العمر 15 سنة كان ملماً بتاريخ الشهداء اليابانيين وقد شجعه سلوك هؤلاء الشهداء المبشرين على تكريس حياته للتبشير في اليابان ولكن الرب اختار له مكان أخر للتبشير بالإنجيل في أفريقيا عامة وبالسودان خاصة. سنة 1849 أسس الأب فينكو من معهد انتشار الإيمان إرسالية في الخرطوم، وفى نفس الوقت قرر كمبوني أن يكرس نفسه لخدمة التبشير في أفريقيا. وهو في سن 26 أبحر مع كهنة آخرين متجهين إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة، وبعد زيارة الاراضي المقدسة توجهوا إلى الخرطوم وأقاموا بإرسالية الصليب المقدس حيث اضطروا أن يحيوا حياة بسيطة وقاسية في منطقة غير صحية وغير مكتشفة. في وسط كل الصعوبات والأحداث الأليمة بوفاة والداه، وفشل جميع المحاولات لإقامة إرسالية بأفريقيا، واصل تفكيره بتكريس حياته للتبشير في أفريقيا وقال عبارته الشهيرة ” أفريقيا أو الموت”، إلى أن ألهمه الله بفكرة “إنقاذ أفريقيا بواسطة أفريقيا “. وأعدّ خطة لإعداد كهنة من الأفارقة أنفسهم وأسس كمبوني مع أسقف فيرونا ” معهد من اجل إرساليات أفريقيا الوسطى”. سنة 1872 أسّس كمبوني رهبانية “الراهبات بي مادرى ديلا نجريتسيا “، أي أمهات الرحمة للزنوج وكان لفظ الزنوج يشير إلى إفريقيا في العصور الوسطى ويعرف اليوم باسم “راهبات كمبوني للتبشير” وتحقق حلم كمبوني سنة 1879 بقبول إحدى الشابات السودانيات كأول راهبة طموحة في السودان. في مايو 1872 اعتمد مجمع انتشار الإيمان معهد فيرونا وأصبح كمبوني مستحقاً للقب “النائب الرسولي”. سنة 1887 أقامه البابا يبوس التاسع “أسقفا رسوليا لأفريقيا الوسطى” واستمرت خدمته في السودان لمدة أربعة أعوام، اتسمت هذه الأعوام بعدة أحداث مأساوية، من جفاف إلى مجاعة إلى أمطار غزيرة أدّت إلى تدمير كل شئ تقريباً، واضطر السكان ومعهم كمبوني إلى النوم في العراء، وشاهد موت كل رفاقه وتدهورت صحته وازدادت معاناته الجسمية والمعنوية . في 10 أكتوبر 1881 توفى كمبوني بعد أن طمأن أبنائه قائلاً “لا تخافوا فأنا أموت ولكن عملي لن يموت”. ويُحكى إنّه في نفس هذه الليلة شوهد في مدينة ليمون مسقط رأسه صليباً كبيراً يسطع بالضوء ويتألق في السماء باتجاه أفريقيا وشُيّعت جنازته رسمياً في اليوم التالي لوفاته في الخرطوم وعند إعلان وفاته هتف البابا ليون الثالث عشر صائحاً “يا إفريقيا المسكينة يا لها من خسارة سببها موتك يا كمبوني”. سنة 1927 عرض على المراقبين اللاهوتيين طلب إعلان قداسته. سنة 1943 فحصت النصوص و اعتمدت سنة 1953. سنة 1989 تحديداً في 7 أكتوبر قدم إلى جمعية القديسين رداً وثيقاً على الاستجواب المتعلق بفضائله وبتأسيسه رهبنة مبشري كمبونى. في 12 أكتوبر 1993 جدّد اللاهوتيون تأييدهم الكامل وشرعية رسالة كمبوني واعترفوا بفضائله، وعرضوا بياناً مفصلاً لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني. في 9 يونيو 1994 أقرّ المجلس الطبي أولى معجزات الشفاء لإحدى السيدات البرازيليات، وأعلنت محكمة علماء اللاهوت بان الشفاء كان اعجازياً و هو بشفاعة دانيال كمبوني. في 25 أكتوبر 1995 أعلن تطويب دانيال كمبوني. في 20 ديسمبر 2002 جرت معجزة الشفاء الثانية لسيدة غير مسيحية سودانية، وأيضا اعترف بها المجلس الطبي وأقرت بأنها معجزة لان السيدة صلت من اجل شفائها وطلبت شفاعة كمبوني. يوم الأحد 5 أكتوبر 2003 أعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني (المتنيح) قداسة دانيال كمبوني معلناً إنّه مثال حي يستحق التكريم على المذابح. اليوم توجد في العالم 162 جماعة من الرهبانية الكومبونية، وعلى الرغم من اختيار كمبوني التبشير في أفريقيا إلا أن روحانيته انتشرت في كل العالم. بجانب الرهبان والراهبات والكهنة تأسّست جمعية العلمانيات باسم “مرسلات كومبوني العلمانيات” سنة 1950. في مصر يوجد رهبانية المرسلين الكومبونيان لقلب يسوع (الآباء الكمبونيان)، وقد وصلوا إلى مصر سنة 1857، وكذلك راهبات الكمبونيات في مصر بييه مادرى ديلا نجريتسيا – أو الراهبات المرسلات الكمبونيات وكن قد وصلن إلى مصر سنة 1877. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطوّب الاخ اسطفان نعمة | الولادة: 1889م. الوفاة: 1938م. ✝️تطويب الراهب اللبناني الماروني الاخ اسطفان نعمة اعلن في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان عشية أحد الشعانين ان : ” أصدر قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، قراراً بتطويب المكرّم الأخ إسطفان نعمة، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة، وأمر بنشر قرار تثبيت الأعجوبة المنسوبة إلى شفاعته في الجريدة الرسمية الاوسرفاتورى رومانو”. 📜 إعلان التطويب وقد عُمِّم قرار قداسة البابا بتطويب الأخ إسطفان على الدوائر الفاتيكانيّة وفي وسائل الإعلام المرئي والمكتوب، وذلك بعد إستقباله رئيس مجمع القدّيسين في روما المطران “أنجلو أماتو، سيستقبل بدوره طالب دعاوى قديسي الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّ الاب بولس القزي صباح الاثنين 29/3/2010 تهيئةً لإقامة احتفالات التطويب في لبنان في نهاية شهر يونيو المقبل. هذا وقد عمّت الفرحة لبنان والكنيسة المارونيّة والرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي شكرت الربّ على الطوباوي الجديد بعد أن أنعم عليها بالقدّيس شربل والقدّيسة رفقا والقدّيس نعمة الله كساب الحرديني. واتى قرار قداسة البابا عشية عيد الفصح كهدية روحيّة ثمينة إلى الكنيسة في لبنان والموارنة والكنيسة الجامعة، في وقت يتهيأ أبناء الكنيسة في الشرق الأوسط لسينودوس الأساقفة في شهر اكتوبر المقبل، لأن المكرّم الأخ إسطفان بمثله وحياته قد جسّد علاوةً على الفضائل الإلهية والإنسانيّة مثالية الراهب المحب، الذي بذل ذاته في سبيل الآخرين وأعلى شأن الحياة الرهبانيّة منارة الشرق الحقيقية. وبدأ محبو المكرّم الأخ إسطفان في لبنان والعالم مسيرتهم الروحيّة تهيئةً للإحتفالات بتطويبه في آواخر شهر يونيو المقبل، بانتظار صدور الملحق الخاص ببرنامج الإحتفالات الروحيّة على ضريحه في دير مار قبريانوس ويوستينا، كفيفان في لبنان. وهكذا ينضم المكرّم الأخ إسطفان نعمة إلى لائحة الطوباويين والقدّيسين في الكنيسة المارونيّة والكنيسة الجامعة. 📜 نشأته وُلد الأخ اسطفان في شهر مارس سنة 1889 بلبنان، وهو يوسف الشقيق الاصغر لاخوته الثلاثة نعمةالله وسركيس وهيكل وفتاتان: توفيقة وفروسنيا، من والدين تقيين هما اسطفان بو هيكل نعمه وخرستينا البدوي خالد نعمه، ومنح سر المعمودية في اليوم الثامن لميلاده، حصل على دروسه الأولية في قريته فى مدرسة سيدة النعم، ثم في مدرسة الرهبان التابعة للرهبنية المارونية. في أحد الأيّام، كان يوسف (الأخ اسطفان) يرعى البقر في الحقول القريبة لبيته، فرأى حيواناً برّياً صغيراً، اسمه “غرير”- وهو حيوان يشبه الكلب – يدخل حفرة وطال بقاؤه فيها. وإذ زحف وراءه ليخرجه لاحظ أن الأرض رطبة، وبعد أن حفر قليلاً اكتشف نبع ماء عذبة ، فطاب لها الأهالي وأنعشت حقولهم فحوّلتها إلى روضة غناء وأطلقوا على الينبوع اسم “نبع الغرير”. ⛪ حياته الرهبانية بعد موت والديه انتقل إلى دير كفيفان للرهبانية اللبنانية المارونية وكان بعمر 18 سنة فقبل طالباً ثم مبتدئاً وألبس ثوب الابتداء سنة 1905 وسُمي اسطفان على اسم والده. بعد مضي سنتي التجربة أبرز نذوره الاحتفالية المؤبدة في 22/8/1907 وأمضى حياته في الرهبنة عاملاً مجداً نشيطاً غيوراً على أملاك الرهبنة. لم يترك حرفة إلا وقام بها فعمل في البناء والنجارة والزراعة وكان شعاره الدائم “الله يراني”. وكان معروفاً ببنيته الجسديّة القويّة. ✝️ خدمته في الرهبانية امضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في حدائق الأديرة التي تنقّل فيها: دير مار أنطونيوس- حوب، دير مار شليطا- القطّارة، دير ما مارون – عنّايا، دير سيدة المعونات – جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان. في كل هذه الأديرة كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقل. وكان يعمل مع اخوته الرّهبان والعمّال بصمت ومحبّة واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التلميذ الأمين ليسوع المسيح، عاكساً صورته أينما حلّ، وناقلاً بشارته إلى من عايشهم. لم يعرف البطالة أبداً، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللبنانية المارونية وروحانيتها بدقة وأمانة، مقتفياً خطى الرّهبان القدّيسين، موزعاً أوقاته بين عمل وصلاة. 🌿 مواقف بارزة في حياته دخل يوماً بيتاً خلال الحرب العالمية الأولى، فشاهد ولداً يرضع من ثدي أمه وهي ميتة، فرق قلبه وحمل الصغير إلى الحقل وأخذ يعتني به ويرضعه من ثدي البقرة حتى أخرجه من الحرب سالماً. اشتد الخلاف في دير ميفوق بين الرهبان والشركاء على حدود عقارات كل منهم، فاستدعاه رئيس الدير، للكشف على الصلبان التي كان قد وضعها أثناء وجوده في دير ميفوق ويثبت حدود الدير، كان بعض المغرضين قد أخفوا معالمها، فأزال التراب عنها وبانت الصلبان. أثناء عودته إلى دير كفيفان أصابه دوار خبيث جراء الشمس الحارقة أودى بحياته بعد أيام قلائل في 30 اغسطس 1938 عن 49 سنة، ودفن في المقبرة الجماعية في الدير. في عام 1950 فتحت المقبرة ليدفن فيها أحد الرهبان فوجد جثمان الأخ اسطفان لا تزال على حالها سليمة من كل انحلال. وعندما كثر زوار الدير طالبين شفاعته، نقل الجثمان إلى تابوت آخر من معدن بدون غطاء وجعلوه ينزلق على سكة حديد، بحيث يسهل سحبه من الحجرة عند وصول المؤمنين ليتباركوا منه ثم لرده إليها. وكان بعضهم ينزع بعض الشعيرات من رأسه أو من لحيته ليحفظها ذخيرة… كانت أدواته المنجل والمعول والشوكة والمنشار والمطرقة، يستعملها في اصلاح الأرض وحراثة التربة وتهذيب الصخور وهندستها وعمل الأبواب والشبابيك. أما أدوات صقل حياته الروحية فكانت كلمة الانجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم وخدمة المحبّة والشركة مع اخوته الرّهبان والقدّاس الالهيّ، متشوقاً دوما الى اللّقاء بالحبّ الالهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله . 🕊️ إيمان وصبر لم يتراجع يوماً ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان إبّان الحرب العالميّة الاولى، بل حمل الصليب ناكراً ذاته وتابعاً معلّمه، واضعاً ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد من كل ما يعرقل وصوله الى النّور الحقيقي. من الخوارق التي نسبت إليه أنه ظهر يوماً في الحلم للسيدة ماري نعمه من الشياح، وبعد أن عرّفها عن نفسه أشار إليها بأن تأخذ ابنها جوني، المصاب برمد حاد كاد أن يودي بنظره، وتصعد به إلى كفيفان حيث جثمانه. وعند وصولها مع ابنها إلى الدير. مررتْ يد جثمان الأخ اسطفان على عيني ابنها وللحال زال الاحمرار وشفي. 📆 مراحل رسمية في تكريمه بتاريخ 27/11/2001 تقدمت الرهبنة اللبنانية بملف عن فضائله الى الكرسي الرسولي والتمست تكريمه وصدر الأمر بإقفال المدفن بالشمع الأحمر والامتناع عن مس الجثمان. بتاريخ 17/12/2007 أعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البار الأخ اسطفان مكرّماً، وهو الرابع بعد اخوته أبناء الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، شربل ورفقا ونعمة الله. وسمح بأن يجري احتفال تكريمه في قريته لحفد . كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته، ما يلي: “غادر هذه الفانية نهار الثلاثاء الساعة الرابعة مساء في الثلاثين من اغسطس سنة 1938 الأخ اسطفان نعمه، وكان أخا عاملاً نشيطاً غيوراً على مصلحة الدير، مسالماً، بعيداً عن الخصومات، قنوعاً، فطناً بالأعمال اليدويّة، محافظاً على واجباته ونذوراته، قائماً بما عهد اليه حقّ القيام. 🗣️ من أقواله “الله يراني، هنيئا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود الى الله” “المحبّة لا تحتاج الى علم لأنّها من القلب تخرج” موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوية مارى الفونسين غبريال غطاس | الولادة: 1843 م. الوفاة: 1927 م. بتاريخ الثالث من يوليو 2009، صدّق قداسة البابا بنديكتس السادس عشر على إعلان الأم ماري ألفونسين دانيل غطاس مؤسسة رهبانية الوردية المقدسة، طوباوية. وحدد احتفال التطويب يوم الأحد الموافق الثاني والعشرين من نوفمبر 2009 في بازيليك سيدة البشارة في الناصرة بالقدس. فى قداس ترأسه بطريرك اللاتين بالقدس ومشاركة مطران القدس نيافة الانبا فؤاد طوال والقاصد الرسولى، وبمشاركة لفيف من الاباء الكهنة والرهبان والراهبات وكل الرئيسات السابقات لرهبنة الوردية وعدد كبير من افراد الشعب الكاثوليكي، الذين اتوا من لبنان وفلسطين والاردن لحضور هذه الاحتفالية للطوباوية العربية ابنة القدس. حياة هذه الطوباوية العربية ابنة القدس: اسمها (قبل الرهبنة) سلطانة. ولدت سلطانة في القدس في الرابع من اكتوبر سنة 1843 يوم عيد القديس فرنسيس الاسيزي، من أسرة مقدسة تميّزت بالتقوى والحياة المسيحية الملتزمة وحب الفضيلة والخير. والدها دانيل غطاس، يعمل في القدس نجاراً، ووالدتها كاترينا ربة بيت تقية فاضلة. ولها ثلاث أخوات وخمسة إخوة. البنات الثلاث اعتنقن الحياة الرهبانية وأخوها أنطون صار كاهناً للرب، أسرة مسيحية فاضلة. تصلي المسبحة يومياً وأحيانا مع بعض الجيران أمام تمثال العذراء ومن حوله توقد الشموع ويحرق البخور. وكلهم مواظبون على حضور القداس يومياً. قبلت سلطانة سر العماد بعد ولادتها ببضعة أيام. ثم وُسمت بسر الميرون المقدس من يد غبطة البطريرك يوسف فاليركا في 18 تموز سنة 1852، ومنذ ذاك الحين غرس الروح القدس في قلبها الميل إلى اعتناق الحياة الرهبانية. وعند اطلاع والدها فيما بعد على عزمها هذا قاومها، لكنه رضخ أخيراً لرغبتها إذ لمس بها ثباتاً أكيداً وتحقق إرادة الله. فإذن لها أن تنضم إلى رهبانية القديس يوسف واشترط على الرهبانية أن لا تبعدها إلى أوروبا، فاستجيب إلى طلبه بوثيقة خطية. فدخلت سلطانة الدير سنة 1858، ولم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر، وحظيت هذه الابنة المباركة من الرب بنعمة فريدة، وهي أنها اتشحت بالثوب الرهباني وأبرزت نذورها على الجلجلة ودُعيت في الرهبانية باسم الأخت ماري الفونسين. وعلى مثال شفيعها القديس الفونس دي ليغوري تحملت صعوبات شتى وبعد إبرازها النذور تعينت معلمة في مدرسة القدس الرعوية فقامت بأعباء وظيفتها بهمة ونشاط ، ونشرت بين تلميذاتها تكريم سيدتنا مريم العذراء. وهكذا تمكنت من تأسيس أخوية الحبل بلا دنس للبنات، ومن هذه الأخوية خرجت الزهرات الخمس اللواتي كنّ أساس بناء الوردية الأورشليمية. وبعد بضعة سنين أرسلت إلى بيت لحم حيث أسعدها الحظ أن تكون قريبة من مهد المخلص. وهنا شرعت بتأسيس عدة أخويات منها: أخوية الحبل بلا دنس للبنات، أخوية قلب مريم للنساء وأخوية لإكرام القديس يوسف. وفي كل مساء بعد انصراف تلميذاتها كانت تجمع أعضاء تلك الأخويات وتتلو معهنّ السبحة المقدسة إكراماً لوالدة الإله. يا مريم أمنا، يا سيدة الوردية المقدسة، علمينا معنى الصلاة الحقيقة، وزيدينا شغفا بحب تلاوة الوردية، في رعايانا وكنائسنا أولا، ومع طالباتنا في المدارس واخوياتنا بجميع فروعها، لنصبح أهلاً لهذه النعمة العظيمة، التي جاد الله بها علينا. آمين. ظهرت مريم العذراء سلطانة الوردية المقدسة لأمتها الأخت ماري الفونسين في 31-5-1874، وشاهدت الأخت ماري، مكتوباً فوق إكليل الأم البتول هذه الكلمات “عذارى الوردية “. ومساء عيد الغطاس 6-1-1875، ظهرت لها الأم البتول حاملة الوردية كالمرة الأولى مع صفين من البنات، إلى يمينها والى يسارها وكان مكتوباً “عذارى الوردية – رهبانية الوردية”. ومرة أخرى أخذت العذراء بزمام المبادرة، وأوحت إلى الراهبة حلماً نبوياً يرسم معالم المستقبل رسماً أكثر وضوحاً، فكتبت الأخت ماري الفونسين في مذكراتها، قائلةً: “وفي غضون ذلك رأيت في الحلم أمي مريم البتول، يحيط بها عذارى عديدات… ثم قبضت مريم على يدي بشدة وقالت: “أريد أن تؤسسي رهبانية الوردية”. والآن أشير عليك أن تنشئي هذه الرهبانية وأنا معك. وكوني على ثقة بان أخوية الوردية ورهبانيتها ستنجح وتتوطد إلى يوم الدينونة، بشرط أن تباشريها طبقاً لأوامري وإلهاماتي. ثم أمسكت بيدي بقوة وعلقت في عنقي الوردية التي كانت بيدها، وقالت لي: “أنا أمك، أعينك وأساعدك”. وفي بداية عام 1876، رأت الأخت ماري الفونسين السيدة العذراء مرة أخرى وحولها فوج من العذارى يرتدين ثياباً بيضاء وزرقاء. وطلب منها الأب انطون بلوني مرشدها أن تقيم تساعية صلاة لتستطلع مقاصد العذراء ولتستعد لتنفيذها. ولما انقضت الأيام التسعة المطلوبة للتساعية، تراءت لها العذراء، يُحيط بها هذه المرة جمهور غفير من العذارى وهن مرتديات ثياباً رهبانية زرقاء وبيضاء، كثوبها، وبعد أن نظرت إليها بعطف ومودة، قالت لها استجابة لصلاتها: “متى تبتدئين تأسيس رهبانية الوردية؟ تشجعي وتممي أمري. أما فهمت؟ إني أريد رهبانية الوردية، “هذه الرهبانية سوف تزيل من الأرض كل شر وبلية”. في هذه المرة لم تتقاعس الأخت ماري الفونسين عن حمل المسؤولية، ولم تظهر أدنى تردد وفتور، بل سجدت أمام قدمي العذراء متوسلةً قائلةً: “يا أمي امنحيني الوسائل اللازمة فأنني مستعدة، فأردفت العذراء: “إن الوردية هي كنزك، فاتكلي على رحمتي وثقي بالجود الإلهي، وأنا أعينك”. ثم ألقت عليّ السبحة من يدها وغابت. وبعد ذلك بمدة وجيزة ظهرت لها العذراء مرة أخرى… وقالت: “إني أثبتكن باسم أفراحي وباسم أحزاني وباسم أمجادي”، قالت هذه وغابت. وفي ظهور ثالث، جرى ليلاً. شاهدت الأخت ماري الفونسين القديس يوسف، فأسرعت إليه تشكو له همها الشديد، فسألته: “كيف أعمل لأبدأ تأسيس رهبانية الوردية وأنا في رهبانية القديس يوسف؟”. فأجابها بقوله: “أريد أن تتمي بفرح ما أنت مدعوة إليه”، وأضاف مشيراً بيده إلى العائلة المقدسة: “أننا قد فرحنا وحزنا وتمجدنا معا. وأريد أن تخرج من رهبانيتي رهبانية الوردية”. وشعرت الأخت ماري الفونسين، بالفرح والثقة، وعزمت على تنفيذ إرادة العذراء، بحذافيرها مهما كلفها من ثمن. وتوالت الرؤى النبوية وتبلورت لدى الأخت الراهبة ماري الخطوط العريضة التي ستسير عليها الرهبانية. فهي في الدرجة الأولى رهبانية مريمية تتلى فيها الوردية ليل نهار فقد قالت لها العذراء: “إن من الضروري أن يكون في الدير وردية دائمة تتلوها الراهبات والبنات”. عاشت الأم ماري الفونسين خدمتها للقريب بكل أبعادها، انطلقت من الرب، لتذهب مسرعة إلى القريب تحمل إليه يسوع. وكرست حياتها كاملةً للعناية بالأيتام والفقراء في بيت لحم، وبذلت قصارى جهدها للتخفيف عن المحتاجين والمرضى، و مساعدة المرأة الضريرة على الشفاء بشفاعة العذراء . وعملت بكل ما أوتيت من قوة لزرع بذور الإيمان والرجاء والمحبة فى كل من قابلتهم. لقد كان الفقر هو طابع كل إرسالية جديدة تبدأ في العمل فيها، وبالرغم من شدة الفقر لم تفارق الابتسامة وجوه الراهبات، ولم تبخل أن تشارك غيرها الأقل فقراً بما لديهم من طعام وغذاء فكانت تقول: “كانت تعزيتنا عظيمة بفقرنا المدقع، وكنا نحتمل ونقدّمه تعويضاً عمن لا يلتزم بالفقر في رهبنتنا”. فى إحدى الرؤى، رأت الأم ماري الفونسين ديراً مستديراً على شكل مسبحة وسيدة الوردية على سطحه، وتحيط بالدير خمس عشر نافذة، على كل منها راهبة وردية تحمل اسم سر من أسرار المسبحة الخمسة عشر، وكان اسمها على النافذة العاشرة، فاقترن اسمها بسر موت المسيح الذي هو العاشر من أسرار الوردية. ستكون إذن حياتها موسومة بالألم والصليب، فخافت الأم ماري الفونسين من الرؤيا ونظرت إلى المستقبل بفزع وهلع. شعورها قد تلاشى عندما تذكرت أن الله يرسل مع كل داء دواء، ومع دمعة عزاء، ومع الصليب القدرة على رفعه، بعد تلك الرؤيا افعمتها العذراء بهجة ونورا. وكانت تقول دائما: “لا أبالي بالعذاب، فانا ذبيحة الوردية”. شعارها : “التفاني حتى الموت” رافقها طيلة أيام حياتها وهذا ما جعل الأم ماري الفونسين تعطي أهمية كبرى إلى الألم وللصليب، لتشهد على محبتها الحقيقية لله في الشدة والمعاناة أكثر من محبتها له في الرؤى والتعزيات فقط . وهكذا يكون الإيمان قد أضاء طريقها، وأصبح إيمانها غناها وقوتها، وبه أصبحت قادرة على احتمال كل ما يعترضها من تحديات واضطهادات وسخريات. أن الأم البتول، سلطانة الوردية، هي المؤسسة الأولى للرهبانية، وقد هيأت الأم ماري الفونسين لهذه المهمة، ووجهتها إلى الأب يوسف طنوس ليكون لها مرشدا، ويقوم وإياها بالتأسيس. كذلك لم يكن هنالك غنى عن كاهن للشروع في التأسيس، وبخاصة نظراً لمعطيات البيئة الكنسية والاجتماعية التي كانت مسيطرة آنذاك في بلادها. إن تأسيس رهبانية لا يمكن أن يتم إلا ببركة السلطة الكنسية وتشجيعها. ولا يدور في خلد أحد أن الأم البتول في تأسيس الرهبانية، تخرج عن السلطة الكنسية، وعما هو مطلوب ومقبول كنسياً، ولذلك نراها تختار أيضا الأب يوسف طنوس، أحد كهنة البطريركية اللاتينية للشروع في التأسيس مع بقاء الأخت ماري الفونسين مجهولة لا يبرز دورها للعيان. وقد كان الأب يوسف طنوس مطّلعاً على حقيقة تدخل الأم البتول لتأسيس الرهبانية، من خلال الأم ماري الفونسين التي ائتمنته سرها. كان مرشدها الأب يوسف طنوس من الإكليروس البطريركي اللاتيني الأورشليمي، ولد في الناصرة عام 1838 وقد سيم كاهنا للرب عام 1863. وفي عام 1866 شغل منصب سكرتير القصادة الرسولية في بيروت ثم منصب أمين سر البطريركية اللاتينية في القدس. وفي المجمع الفاتيكاني الأول عام 1869 اختاره البطريرك مستشاراً لاهوتياً له. ولم تحل هذه المناصب الكثيرة بينه وبين العمل المباشر في ميدان الرسالة، لا سيما بين صفوف الشباب ووجّه عناية خاصة إلى أخوية “بنات مريم”، قد أمر الاب يوسف الأم الفونسينا بأن تكتب ما رأت من رؤى وما سمعت. وقبل وفاتها بأيام معدودات قالت لأختها حنة رئيسة الدير:” بعد موتي اذهبي إلى مكان كذا فتجدي دفترين مكتوبين بخط يدي، خذيهما وسلميهما إلى البطريرك برلسينا”. فنفذت الأخت حنة رغبتها بعد مماتها. ولما كان البطريرك برلسينا يجهل العربية، طلب إلى الأم أغسطين ترجمة تلك الصفحات، ثم أمر بإعادة المخطوطين الأصليين إلى الرئيسة العامة، التي اطّلعت على محتوياتها فسطعت الحقيقة كالشمس. وقدّر الجميع آنذاك تلك الراهبة المتواضعة التي بقي سرّها وسرّ العذراء محجوباً عن العيون زمنا طويلا حتى سنة 1927. من مذكراتها نقتبس : تقول الام الفونسينا لما كنت اسمع القداس في كنيسة مهد الميلاد ببيت لحم يوم عيد الغطاس، لاح لي بعد كلام التقديس نور ساطع صافٍ فوق الكأس، ثم ازداد ذلك النور وانتشر فوق المذبح وظلّل الكاهن. وكنت أرى أحيانا أن أشعة ذلك النور تنبسط وتمتد إليّ، ثم شاهدتُ نوراً بهيّاً انبثق من الذبيحة ووصل إليّ، فأبصرت أسرار عيد الغطاس بصورة فائقة الوصف وبهيئة جميلة جداً، لا أستطيع إلى التعبير عنها سبيلاً، شاهدتُ الطفل الإلهي يسطع نوراً وبهاءً، والقديس يوسف يتفرّس فيه أحياناً، وأحياناً في أمّه ساجداً بالقرب منهما، ورأيت الملوك الثلاثة وهداياهم بشكل عجيب جداً ثم شاهدتُ مار يوحنا يعمّد يسوع والماء كنورٍ يُسكب عليه، ولم أكن حينذاك أعرف أو أدرك ما أراه. ثم غاب هذا المنظر وأصبحت في سكينة عظيمة وامتلأ قلبي حرارة وحبّاً للّه تعالى، وشعرت في ذلك اليوم بقوة مكنتني من حضور خمسة عشر قداساً جاثية مبتهجة، وقد تجددت لي هذه الرؤيا خصوصاً لدى سماعي القداس الخامس والقداس العاشر والقداس الخامس عشر. وعلى أثر ذلك تجلّت لي سيدة الوردية وحولها العذارى يسجدن للأسرار الإلهية وحدثتْ حركة ظريفة عند آخر الرؤيا يتعذر عليّ شرحها، فإنَ شعاعاً نورانيّاً انبثق من أمي البتول ونفذ فيّ فغدوت حينئذٍ جريحة محبتها وسكبت دموعا غزيرة . ولأن مريم أمي كانت اغلب الأوقات معي. وقد رأيتها يوماً موشحة بثوب رهبنة الوردية وهي تقبض على يدي اليمنى وتقول: “اكتبي هذا لمرشدك وأرسليه مع القانون وقولي له أنه بعد ثلاثة أشهر يحدث تبديلك من رهبنة مار يوسف، وسيكون ذلك واسطة سهلة لتغيري رهبنتك برهبنة الوردية”. ولما استيقظت كتبت ذلك كله متكلة على ربي وعلى أمي كل الاتكال وشعرت بأن قلبي مستعد لاحتمال ما ينبغي أن أحتمله من الخجل وأتجرعه من الحزن، وقدمت ذاتي ضحية تامة لكل ما تريده مني العناية الإلهية. وجعلت أكرر مرارا: “فلتكن يا رب مشيئتك”. وكانت نفسي تشعر أحياناً بحزن شديد حتى الموت إذ كنت أفتكر في ما يلزمني أن أكابده من العذاب بانتقالي من رهبنتي إلى تأسيس رهبنة الوردية. وكنت أخجل من الناس ومما يقال عني فكانت حيرتي عظيمة وهمي جزيلاً، لأن طبيعتي حساسة جداً وكانت محبة الذات حيّة فيّ. ولذا كنت أجثو على قدمي أمي باكية كلما كانت تسمح لي الفرصة أكان ذلك ليلاً أم نهاراً. مكررة الهتاف: أمي أمي دبريني وعلميني كيف وماذا يجب أن أصنع. فكانت أمي تسارع إلى معونتي متجلّية بعدة أنوار ساطعة تتلألأ بهاءً وجمالاً فائق الوصف وبيدها الوردية تحفّ بها أنوار أسرارها. وتلهمني أن الوردية هي سلاحي وقوتي وكنزي مع الله. وعندما كانت تضعف قوى نفسي كنت أتلو الوردية وأكرر الاتكال على أمي الإلهية فأفوز بنعمة وقوة جديدة. ومن ثم فبعد استشارة مرشدي كتبت عريضة إلى قداسة سيدنا البابا لاون الثالث عشر، مستمدة من مراحمه أن يفكني من نذر الطاعة كي أبدل رهبنتي وأتمم بقية نذوري في رهبنة أخرى لسبب عمل مبرور. ووجهت عريضتي هذه إلى سيدنا البطريرك منصور الذي كان مطلعاً على حالتي منذ أربع سنوات. فحصل لي غبطته على الحل من نذري، وبعودته إلى أورشليم دفع إليّ صك التفسيح وأمرني أن أُبقي اسمي: الأخت ماري الفونسين الوردية، وأمكث في بيت أبي ريثما يتيسر لي الدخول في رهبنة الوردية على أنّ هذه الرهبنة عاكسها في أول نشأتها بعض رئيسات رهبنة مار يوسف، واعترضن على مرشدي وعليّ في ديوان نيافة الكردينال محامي رهبنتهن، مدعيات بأن مشروع رهبنة الوردية يثبّط أعمالهنّ الخيرية. وبناء عليه حضر مفتش من رومية ووجدني في بيت أبي وفحص الأمر وفهمه فزالت تلك المعاكسات نوعاً ما وكنت في تلك الأثناء منزوية في غرفة صغيرة ببيت أبى لا أغادرها إلا إلى الكنيسة. وكانت محبتي ليسوع ومريم أمي ملتهبة ضمن فؤادي كسعير متوقد. وكثيراً ما كنت تتفقدني أمي مريم وتعزيني وتقويني. وقد جعلت عزلتي هذه بمثابة فردوس وحوّلت فقري إلى سعادة وعذابي وتعبي إلى حلاوة وراحة، غير أنه كان يشقّ عليّ جدّاً أني خارجة من الدير فاقدة الطاعة محرومة ممارسة المحبة الأخوية، لا يتيسر لي أن أمارس ذلك في خلوتي كما كنت أمارسه في الرهبنة. أما غبطة سيدنا البطريرك منصور فكان يعزيني بقوله: قريباً إن شاء الله تتوشحين بثوب رهبنة الوردية وتتوجهين حالاً إلى فتح المدارس فيضمحل حينئذ سبب امتعاض راهبات مار يوسف من هجرك إياهن. قضيت على هذا الأسلوب ثلاث سنين في بيت أبي حتى زالت الموانع. ثم دخلت بأمر صاحب الغبطة دير الوردية وقبلت تلك الأعتاب الشريفة. وكان إذ ذاك وقت الرياضة السنوية فعكفت عليها. وبعد ثلاثة أشهر تشرّفت بلبس ثوب رهبنة الوردية بيد المطران بسكوال أبو ديا صباح عيد سيدة الوردية في 7 يونيو 1883. يا له من يوم سعيد به حصلت على راحة قلب حقيقية لأني تممت إرادة الهي وأكملت أوامر أمي التي أنعمت عليّ بنعم لا تعد ولا تحصى. فكنت اشكرها دائماً بحرارة قلبي. بعد سنتين جرت لنا فاجعة مرّة وشديدة هى انتقال أبينا ومؤسسنا الأب المحترم الخوري يوسف طنوس، وتركنا جريحات الفؤاد بحزن مميت على فقده. يا لها من خسارة عظيمة، فقد حياته الثمينة، وتركنا في هذا الوقت العسر، كنا بأشد الاحتياج لهذا الأب الحنون والمؤسس الغيور، فصبرنا وتجرعّنا كأس هذا الصبر المر خاضعات لمشيئته تعالى القدوسة قائلات: ” فلتكن مشيئتك يا رب آمين”. فقبل وفاته بساعة، كلّمني وحدي مدّة ساعة، وقال لي: “خذي بركتي الأخيرة، وأسفا عليك إن كنت تبقي طويلاً في هذه الحياة بعد موتي، لأنهنّ يعذبوك جدّاً يا مسكينة بينهنّ”. فجاوبته: ” لا بأس من عذابي، أنا ذبيحة الوردية، أرغب فقط أن تكون مرتاح في الديار السماوية، وراحتك هي راحتي، إنّ أمنا الحبيبة التي خدمتها في الحياة، ستأتي وتساعدك في هذا الوقت”. فباركني والتفتَ نحو صورة مريم العذراء وشهق وسلّم روحه بيد الله. وصارت عيونه تلمع كضوء الشمس. وقبل وفاته قال لي: ” إن أختك ريجينا تحسب واحدة منكم كما وعدتها ؟” وقبل موته بعشرين يوما، كان قد أوصاني بافتتاح ملجأ لليتيمات في بيت لحم، ومشغل للفقيرات للبنات الكبار حتى يكسبن معيشتهنّ. ومع تقدمها فى السن قدمت نموذجاً لحياة الصلاة والتجرد وكانت المسبحة لا تفارق يدها وانتقلت الى الأمجاد برائحة القداسة فى 25 مارس سنة 1927. بداَ التَّقَدُّمِ بِطَلَبِ دعوة إعْلانِ ألام ماري ألفونسين طوباويّةً وقِدّيسة سنة 1986. صادَقَ عليها مَجمع دعاوى القدّيسين بتاريخ 9 يوليو 1987. وبعْدَ إعدادِ التّقاريرَ اللازِمة حَولَ ممارَسةِ الفَضائل المسيحيّة بِطَريقةٍ بُطوليّة، أَعْلَنَ قَداسةُ البابا يوحَنّا بولس الثّاني في الخامسِ عشرَ مِنْ ديسمبرِ 1994 الأمَّ ماري ألفونسين مُكَرّمةً، قائلاً: “لَقد ثَبُتَ حقّاً أنَّ أَمَةَ الرَّبِّ ماري ألفونسين دانيال غطّاس من رهبانيّةِ الوَرديّةِ المُقدَّسةِ والشّريكةَ في تأسيسِِ الرهبانيّةِ قَد مارسَتْ بِطريقةٍ بُطوليّةٍ الفضائلَ الإلهيّةَ: الإيمان والرّجاء والمحبّة، في اتِّصالِها بِالله وفي علاقتِها مَعَ القريبِ كما مارَسَتْ ذَلِك بِطريقةٍ بُطوليّةٍ الفضائلَ الرّئيسيّةَ كلَّها: الفطنةَ والعدلَ والقناعةَ والقوّةَ والفضائلَ المرافقةَ لها. وبعد ان أثبت مجمع دعاوى القديسين صحة الأعجوبتين التي حَصَلَتْ بِشَفاعة الأمّ ماري ألفونسين، بأن أنقذت فتاة من الموت حينما سقط بها سقف البيت، فوقعت فى بئر ماء بعمق خمسة امتار، فالقت الأم ماري الفونسينا بسبحتها فى البئر فإذ بالفتاة تخرج سليمة حية، وأقامت رجل مقبلاً على الموت بان غمست سبحتها فى الماء المقدس وغمستها فى فمه فإذ به يشفى ويقوم معافى. صادق البابا بِنِديكتُس السادس عشر على إعلانها طوباويّةً في 3 تمّوز 2009. صلواتها وشفاعتها تكون معنا آمين موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس انطونيوس الكبير | الولادة: 251م. الوفاة: 356م. وُلد أنطونيوس سنة 251 م، في مدينة كومان (كوم العروس اليوم) بمحافظة بنى سويف في مصر العليا القريبة من الصعيد، من والدين مسيحيين تقيين من أشراف البلد وأغنيائها. قبطي لم يتعلّم انطونيوس لا القراءة ولا الكتابة. ولكنّ الله قد حباه بذكاء طبيعيّ؛ فكان يحفظ عن ظهر القلب كل ما كان يتلى عليه من نصوص الكتب المقدّسة وحياة الآباء القديسين وأخبار النسّاك وتدرّب منذ حداثته على ممارسة أعمال التقوى واكتساب الفضائل، غير مكترث بالتنعم ورخاء العيش. وبينما كان يوماًَ في الكنيسة لحضور القداس الإلهي، عند تلاوة الإنجيل سمع ما قاله يسوع لذلك الشاب الغني: “إذا شئت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع ما تملكه وأعطه للمساكين، فيكون لك كنز في السماء وتعال فاتبعني”… فأثّر فيه هذا الكلام وأخذ يتأمله ملياً كأنه موجه إليه خصوصاً. فحركت نعمة الله قلبه وعلّل النفس بترك العالم والإقتداء بالمسيح الفقير وبمن سبقوه إلى البريّة. في هذه الفترة المقلقة والمصيرية من حياته توفى والديه. فعزم نهائياً على ترك العالم الزائل وله من العمر ثمانية عشر سنة. مخلفاً وراءه أختاً وحيدة وثروة طائلة. فأعطى أخته حصتها من الميراث الوالدي وفوّض تربية شقيقته إلى أسرة اشتهرت بتقوى أفرادها وورعهم، وفرّق كل ما تبقّى له على المساكين، كما قال السيد المسيح في الإنجيل، وذهب إلى الدير لا يملك شيئاً، متكلاً على العناية الإلهية وحدها. وذهب إلى البريّة. وكان عالماً بوجود النساك هناك، فراح يفكر بأب روحي خبير في أمور الروح ومرشد عالما بتدريب النفوس. لذلك كلما كان يعلم بوجود ناسك هنا أو هناك، يذهب إليه للتعرف عليه والإقتداء بفضائله والاستفادة من إرشاداته. وأخذ يماثلهم وينافسهم في الصلاة والتقشفات الشاقة والأصوام والأسهار الطويلة، وسعى الشيطان لمحاربة انطونيوس إذ لم يحتمل أن يرى شاباً حديث السن أن يمارس الفضائل، فاخذ يبيّن له أنه أخطأ في تصرفاته فبدلاً من أن يبقى في العزلة والانفراد ويعمل حصراً كان من الأصوب أن يحتفظ بما انعم الله عليه، إلا أن قلب انطونيوس كان دائماً بابه مغلقاً دون الشهوات الأرضية والأميال إلى الملذات واتخذ من الأسلحة أنجحها وهى الصلاة والصوم والتيقظ الكلي وثبت في الجهاد. دُعيَ القديس انطونيوس أول النساك وأبا الرهبان لكن هذا لا يعني ويجب أن لا يُفهم انه لم يكن من نساك قبله. فقد حقق العلماء المؤرخون أن الحياة النسكية كانت قبل المسيح وبعده، وان مصر كانت مهد الحياة النسكية بإجماع المؤرخين قبل انطونيوس وبعده. ولاحظ انطونيوس كثرة القادمين إليه من معجبين ومن أصدقاء، وكثر احترامهم ومديحهم، فخشي أن يستغل الشيطان هذه الظروف ليوقعه في خطيئة الكبرياء، فعزم على الهرب من وجه الناس. فترك المكان الذي كان يسكنه واعتزل القبور البعيدة عن القرية وسكن هناك في قبر مهجور، فاغتاظ الشيطان وخشي أن تمتلئ البرية بأناس يقتدون به، فأتى إليه أثناء الليل مع زمرة من رفقائه وضربه ضرباً مؤلماً، حتى تركه طريحاً على الأرض مضرجاً في دمائه لا يقوى على الكلام. ووصف انطونيوس هذه الآلام بأنها اشد من الم كل عذاب في هذه الدنيا. ودهش الشيطان من شجاعة انطونيوس رغم ما قاسى من آلام، ففكر في محاربته بطريقة أخرى، فاحضر جند من الشياطين وانقضوا عليه متخذين هيئة وحوش ضارية وحيات وعقارب. فبادرهم انطونيوس بقوله ” انه قد ظهر ضعفكم بوضوح إذ جئتم إليّ عسكراً، أليس فيكم من يقدر وحده على منازلة إنسان. حاربوني بكل قوتكم وان قدرتم فابتلعوني، أتجهلون علامة الصليب والإيمان الذي بي بيسوع المسيح هما كترس يرد كل هجماتكم و مكايدكم؟! بعدها أضاء نور سماوي في القبر الذي يسكنه، فتمزق العسكر الجهنمي وتوارت الشياطين وشعر انطونيوس بشفاء كل جروحه. وحينئذ رفع عينيه إلى السماء وقال: أين أنت يا يسوع ولماذا لم تأت قبلاً لتقويني في الحرب؟ فأجابه السيد المسيح وقال له:” أني كنت هنا يا انطونيوس وقد حضرت الحرب وسمحت بأنك تجرح وأني مزمع أن أعضدك دائماً وأُشهر اسمك في كل الأرض. وشعر انطونيوس انه أصبح أكثر قوة من ذي قبل وكان له من العمر حينئذ خمسة و ثلاثون سنة. توغل انطونيوس في البرية وعبر النيل وذهب إلى قلعة ودخلها بعد أن رسم علامة الصليب، فخرج منها حيوانات ضارية وزحافات وأسرعت إلى الهرب، وسكن انطونيوس داخل أسوار القلعة وبقي على هذه الحال أكثر من عشرين سنة، ولم يخرج قط خارج سور القلعة بينما الناس حينما عرفوا مقره فكانوا يأتون إليه، فخرج إليهم وكان يجيب على أسئلتهم، وكان الكثيرون يلحّون عليه طالبين العيش بجواره ليرعاهم ويرشدهم ويعلمهم، وحينئذ خرج انطونيوس من القلعة كما يخرج من مقدس. وكان الله مع انطونيوس ومنحه موهبة إدراك أفكار سامعيه، فكان يرشد كل واحد حسب احتياجه ومنذ هذا الحين منحه الله موهبة صنع العجائب. سافر انطونيوس إلى الإسكندرية، وقت اضطهاد الإمبراطور مكسيمانوس للمسيحيين. وكان يعذبهم بوحشية وحينما عرف أن انطونيوس بالإسكندرية، أصدر نشرة بمنع انطونيوس وتلاميذه من حضور المحاكمات وعلى الرغم من ذلك كان انطونيوس يذهب إلى المحكمة حتى يتمكن الحاكم الظالم من رؤيته. وقد أعجب الناس من ذلك وكان الحاكم يتعجب من ثباته ورباطة جأشه، وكان انطونيوس يشتهي من كل قلبه أن ينال إكليل الاستشهاد وكان حزيناً جداً لأنه لم ينل هذه النعمة. وكان انطونيوس يختطف بالروح وكشف الله له المستقبل، وقد سر كثيراً انطونيوس عندما علم أن شقيقته الوحيدة، التي تركها قد اعتنقت الحياة النسكية، وكرّست حياتها لله مع رفيقات لها من بلدها في مكان اخترنه ليمارسن فيه أفعال التقشفات والفضائل، فتوجّه لزيارتها وتشجيعها على السير بثبات في الحياة النسكية. ولم يتركه الشيطان بل هاجمه مع عدد كبير من الشياطين ووثبوا عليه وجرحوا كل جسده بأنيابهم ومخالبهم بينما هو لم يضطرب وكان يحدّثهم باستهزاء مكرراً كلام داوود النبي: “لو اصطف على عسكر فلا يخاف قلبي”. وما أن أنهى انطونيوس كلامه حتى ظهر له السيد المسيح وقال له: ” أنا لم أتخل عنك لحظة فأني كنت ساكناً في قلبك، وقد حضرت الحرب التي أشعلها الشياطين ضدك، واني سمحت بذلك لاني أشفيك وثق أني لا أتركك وستكون قدوة للرهبان وأباً ومرشداً ومعلماً وقائداً، وان ذكرك لا يمحى من البرية إلى الأبد، وستمتلئ البراري من تلاميذ قبل مفارقتك هذا العالم، ثم قال له يسوع:” تقو يا انطونيوس، من الآن تدعى ” كوكب البرية “، وألبسه حينئذ الرب يسوع الاسكيم الملائكي بيده القديرة وقال له : “اقبل يا انطونيوس تاج النعمة وإكليل المجد من يدي، تقو فانك بهذا التاج تغلب جموع الأعداء وتهزم الشيطان وتبطل أعماله”. فكر القديس انطونيوس بالهام إلهي أن يفتش متوغلاً في البريّة عن ناسك يفوقه فضلاً وفضيلة يسترشده. وبعد مسيرة يومين لاحظ أثار إقدام بشرية توصل إلى كهف فتتبعها. ولما دنا من الكهف تيقن انه مسكن ناسك. فقرع بابه وسأل الناسك أن يفتح له، وبعد تردد وجدال طويل فتح الناسك الباب، فإذ به وجد شيخاً جليلاً مهيباً قديم الأيام، يطفح وجهه بالنور الإلهي والحبور، هو القديس بولا أول السائحين. وُلدَ بولا في مدينة طيبة في الصعيد الأسفل سنة 229. وكان والداه تقيين غنيين، قد توفيا وله من العمر خمس عشرة سنة. درس مبادئ الدين والأخلاق على يد والديه وتعلم القراءة والكتابة في مدرسة بلدته الطيبة. فصار عالماً بآداب اللغتين اليونانية والمصرية، وغنياً بفضائل التقوى المسيحية والوداعة والحشمة وخوف الله التي أخذها عن والديه. ولما أثار داسيوس الملك سنة 249 اضطهاداً شديداً على المسيحيين، وعلم بولا أن صهره زوج شقيقته يريد أن يسلمّه ليستولي على ثروته، شق عليه ذلك وكره الدنيا. فتركها وهرب إلى البريّة سنة 250 وله من العمر عشرون سنة. وسكن مغارة بقربها عين ماء يشرب منها، ونخلة يستظل بظلها ويقتات من أثمارها ويكتسي من أوراقها. وقضى ثلاثاً وعشرون سنة يأكل من أثمار النخلة، عائشاً بالصلاة والتأمل والتقشفات الشاقة، مستغرقاً بالله، إلى أن صار الله يرسل له كل يوم بنصف رغيف بفم غراب كما كان يفعل مع إيليا النبي. ولما زاره انطونيوس ابتسم كل للآخر وتبادلا السلام. ولم يكن بينهما سابق معرفة. وبعد أن تعارفا وتحدثا طويلاً، مجّدا الله سوية وصليا. وفي النهاية، وقد حان وقت الطعام، الوجبة الوحيدة في اليوم، جاء الغراب هذه المرة وفي فمه رغيف كامل. وعندما توفي القديس بولا، كفّن انطونيوس جسده برداء القديس اثناسيوس وأخرجه من المغارة، ولم يجد آلات ليحفر بها القبر فتدخلت العناية الإلهية، فإذ بأسدين يقتربان وكأنهما يشاركانه في مصابه وأخذا يحفران الأرض بمخالبهما حفرة كافية لدفن القديس الأنبا بولا. ولما انتهيا من الحفر دفنه القديس انطونيوس ووراه التراب وصلى طويلاً وصرف الأسدين، وقلبه كان مفعم حزناً، عازماً على اقتفاء أثاره والاقتداء بمثله وكانت وفاة القديس الأنبا بولا سنة 342 م وقد بلغ من العمر مائة وثلاث عشرة سنة، قضى منها في البرية نحو تسعين سنة. لم يترك انطونيوس العالم ليتنسك في البرية بغضاً بالعالم وكرهاً، بل محبة بالله وبالعالم. شاع خبر قداسته في بلاد الصعيد وكل مصر، فتقاطرت الناس إلى مغارته من كل حدب وصوب لمشاهدته وطلب بركته والاستفادة من إرشاداته الروحيّة. كانت حياته اكبر موعظة وانفع دعاية لاكتساب الدعوات، وأعمق تأثيراً في نفوس وحياة الناس؛ فتجمّع حوله عدد لا يستهان من المؤمنين يسترشدونه. فتتلمذ له عدد من هؤلاء؛ حتى امتلأت البريّة بالنساك وعمرت بالصوامع. لذلك فالقديس انطونيوس يدعى بكل حق منشيء الحياة الرهبانية الجماعية وأول واضعي القوانين الرهبانية. القديس انطونيوس وهرطقة اريوس: قد عبر انطونيوس عن حزنه بسبب هذه الهرطقة قائلاً لتلاميذه: “يا أولادي أنى أفضل الموت على حدوث ما علمت به الآن”، وعزم على السفر إلى الإسكندرية ليخاطب الشعب ويكشف له خداع الاريوسيين و يبين له حقيقة إيمانه. وقد خبر الشعب خبر قدومه فخرج لملاقاته مبرهنين له بذلك على احترامهم له وخاطب انطونيوس الشعب، وقد لاحظ القديس اثناسيوس في كتابه عن سيرة القديس انطونيوس، انه اهتدى من الوثنيين في الأيام القليلة التي قضاها بالإسكندرية عدداً أكثر مما اهتدى منهم في سنة كاملة، ولما أزفّ وقت سفر انطونيوس حزن المؤمنون حزناً شديداً وتوسلوا إليه أن يبقى معهم زماناً أطول خدمة للإيمان القويم، إلا أن انطونيوس كان يجيبهم : “كما أن الشمع يذوب إذا اقترب من النار، هكذا فضيلة الناسك تضمحل بعيداً عن الخلوة”. وتوارى القديس انطونيوس بتواضع عن أبصار الشعب الذي كان يدعو ويهلل، وعاد مسرورا إلى خلوته كمن عاد إلى بيته الحقيقي. القديس انطونيوس تنبأ لتلاميذه عن موته: أوحى إليه إله المراحم بدنو اجله، فعزم حينئذ القديس انطونيوس على زيارة تلاميذه ليحرضهم للمرة الأخيرة على إتمام واجباتهم بتدقيق وليحذرهم من التراخي والتواني، فلما وصل إلى مكان تجمع تلاميذه اخبرهم انه سوف لا يراهم بعد إلا في عالم أسمى وأبهى وقال لهم: “هذه يا اولادى زيارتي الأخيرة ولا أظن أنى أراكم بعد في هذه الدنيا، وقد حان لهذه النفس أن تفارق هذا الجسد، لاني بلغت المائة والخامسة من عمري”. وأراد التلاميذ أن يحملوا القديس على البقاء معهم حتى ساعة موته، وألحوا عليه، واستعملوا كل الوسائط لإقناعه، لكن القديس رفض طلبهم. وعجّل بالرجوع إلى صومعته بعد أن استأذن النساك بالانصراف. وتابع يقول: “يا أولادي، أني مغادركم. غير أني لا انفك عن محبتكم. مارسوا دائماً أعمالكم المقدسة ولا تتراخوا قط. احرصوا كل الحرص إلا تدنس أنفسكم شوائب الأفكار. اجعلوا الموت نصب أعينكم واجعلوا قيد أبصاركم حياة القديسين واقتدوا بهم.”… كان انطونيوس يخشى أن يحفظ جسده بعد موته ويداوم الناس المؤمنين على إكرام بقايا ذلك الذي اشتهر بكثرة عجائبه، وذلك خوفاً من أن يؤدوا لجسده هذا الإكرام الذي شاهد النساك تؤديه لغيره، أراد أن يدفن في مكان مجهول. وبعد أن وصل إلى صومعته اعتراه مرض فقدم لله حياته وسأله بكل اتضاع أن يغفر له خطاياه ودعا إليه تلميذيه مكاريوس وأماتاس و قال لهما: “أني أرى يا ولدي أن الله يدعوني إليه … تذكرا التعاليم التي ارشدتكما بها وان شئتما أن تبرهنا عن محبتكما وان تتذكراني كأبيكما، فلا تسمحان أن ينقل جسدي إلى مصر المدينة، خوفاً من أن يحفظوه في بيوتهم وهذا هو السبب الذي حملني إلى الفرار لأموت فوق هذا الجبل. فادفناني إذن تحت الأرض ولا تعرفا أحدا عن موضع قبري، إما ثيابي فوزعاها كما يلي: أعطيا للأسقف اثناسيوس احد جلود الغنم، وأعطيا للأسقف سرابيون جلد الغنم الآخر واحفظا مسحي. استودعكما الله يا ولدي العزيزين أن انطونيوس يغادركما غير مختلف عنكما”. وبعد أن قال ذلك تقدم مكاريوس واماتاس وعانقاه فبسط رجليه ورقد بالرب، وكان منظره بهياً وإمارات الفرح السماوي بادية على محياه كأنه رأى احد من أصدقائه آتياً لملاقاته. كانت وفاته سنة 356 م في السابع عشر من شهر يناير وكان قد بلغ القديس انطونيوس من العمر مائه وخمس سنوات. لقد انعم الله على القديس انطونيوس بحياة طويلة، قضاها مع الله بالجهاد العنيد والتهجد المستمر والحب المستميت. هكذا كانت حياته في هذه الدنيا بداية حياة رهبانية جماعية اتُخذت مثالاً شرقا وغرباً، وبداية سعادة أبدية خالدة في السماء. كتب هذه السيرة (المتنيح) نيافة الأنبا يوحنا كابس أسقف كليوباطريس والمساعد البطريركى للأقباط الكاثوليك (سنة 1958)، والذي انتقل إلى الأمجاد السماوية في 27 يونيو 1985، نقلاً عن كتابات الآباء بولاندوس وبارثينوس وباليه ودون سيليه وغيرهم… ويقول نيافته في مستهل كتابه: ” نسال الله أن يمنح كل من يقرأ هذه السيرة نوراً و إيماناً وقوة وشجاعة وثباتاً لممارسة الفضائل المسيحية، والتدرج في الكمال والقداسة بشفاعة القديس انطونيوس كوكب البرية، بركاته تحل علينا. آمين موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب النصيبيني | الولادة: – الوفاة: 338 م. ولد في مدينة نصيبين، ومنذ نعومة أظفاره تعشق الفضيلة وبغض الأباطيل الدنيوية. وبعد أن درس العلوم الإلهية اختار سيرة الزهّاد المتوحدين، فخلع عنه ثياب العالم، واتشح بالزي الرهباني. واتخذ قمم الجبال مسكناً له صيفاً، وإحدى المغارات شتاءً. وكان قوته الجسدي حشائش البرية وأثمار الأشجار الجبلية. وكان يمشي حافياً وليس على بدنه إلا أنسجة غليظة من شعر الماعز. وأما قوته الروحي فكان الكتاب المقدس. وكانت الأيام تزده فضيلةً ونماءً وقداسةً وسناءً، فأصبح نبراساً للكمال الرهباني ومثالاً في الفضائل المسيحية. سافر إلى بلاد فارس ليشدّد عزيمة المسيحيين بإرشاداته الصالحة، وعزّى تلك النفوس التي كانت قد تولتها الأشجان والهموم. فرد إليها حياة الثقة والسلام في ظل الاضطهادات الثائرة عليها. وأجرى الله على يده معجزات كثيرة، ورجع بواسطته كثيراً من المجوس إلى الإيمان المسيحي. وبعد عودته إلى نصيبين ذهب عند مار أوجين مؤسس الحياة الرهبانية في المشرق، فرحّب به وقال له: ” اليوم أقابلك مثل غريب، وبعد فترة أقابلك وأنت أسقف وراعي لبيعة الله “. وتمت نبوة مار أوجين إذ بعد أيام توفي مطران نصيبين، فاجتمع كهنة المدينة وأعيانها لينتخبوا خليفةً له. فوقع بينهم الشقاق، فاجمعوا على أن يقصدوا مار أوجين فيستشيروه في الأمر، فأشار إليهم أن يذهبوا إلى رئيس أساقفة في آمد “ديار بكر “، وهو سوف يدلكم على الرجل المزمع أن يكون راعياً لكم. فانقادوا لكلامه وذهبوا إلى آمد وعرضوا الأمر على المطران والأساقفة الذين كانوا مجتمعين عنده وأطلعوهم على الأمر. فأخذ المطران والأساقفة يصلون ويبتهلون إلى الله ليلهمهم على الرجل المناسب لهذا المنصب. وبينما كان رئيس الأساقفة يصلي بدموع سخية غلب عليه النعاس، فرأى شاباً بهي المنظر واقفاً بجانبه ويقول له: ” إن الذي قال عنه مار أوجين ليكون راعياً لأبرشية نصيبين ليس إلا يعقوب الحبيس”. ودله على مكان سكناه. فدعا الوفد القادم من نصيبين وأخبرهم بما رأى. فعادوا إلى نصيبين وكتبوا إلى مار يعقوب يدعوه للقدوم إلى المدينة، ولم يطلعوه على أمر انتخابه للأسقفية. غير أن يعقوب عرف مقاصدهم لأن مار أوجين كان قد أنبأه بذلك قبل أيام، وقرر ألا يقاوم إرادة الله. فجاء إلى نصيبين ونال السيامة الأسقفية. وكان ذلك اليوم يوم فرح وحبور لجميع أهالي نصيبين. وكان ذلك في سنة 309. وفي يوم الأحد جاء مار أوجين بصحبة بعض تلاميذه ليهنئ الأسقف الجديد، فرحب مار يعقوب به وبصحبه. فهنأ مار أوجين الشعب على راعيهم الغيور والنشيط وقال لهم: ” تهللوا يا أخوتي فرحاً وسبّحوا الرب لأنه منحكم راعياً جليلاً نبيلاً ينتمي إلى أسرة يعقوب أخي الرب الذي صار أسقفاً على أورشليم في أيام الرسل الأطهار”. وكان مار أوجين قد عرف هذا الأمر بوحي إلهي. وقام مار يعقوب بأعباء خدمته بهمة عالية، ولم يغيّر حياة التقشف التي انتهجها من قبل. وأخذ يسعف الفقراء والمحتاجين، ويخفف مصائب السقماء والبائسين. وكان ممتلئاً غيرة على حماية خرافه من الهراطقة. وقد بدد شمل المرقيونيين في نصيبين، وردّ الكثير من الوثنيين إلى الإيمان المسيحي، فازداد عدد المؤمنين يوماً بعد يوم. فرأى أن يبني كنيسة كبيرة تلبي حاجة المؤمنين. فبدأ بتشييدها سنة 313 على أنقاض معبد أصنام أنطياخوس، وأتمّها سنة 320، فجاءت أية في الجمال والهندسة المشرقية، وقد كرّسها مار يعقوب بحفلٍ مهيب. ثم صعد إلى جبل جودي[1] إلى المكان الذي رست عليه سفينة نوح، وهناك بنى ديراً دعاه دير قيبوثا أي دير الفُلك أو السفينة. وقد كرّسه بحضور مار أوجين. ووضع فيه رهباناً. وعندما عُقد في المدائن مجمعاً لكنيسة المشرق للنظر في أمر الخلاف بين الجاثليق فافا[2] والأساقفة. كتب رسالة إلى آباء المجمع يحثّهم على التواضع والاتفاق. وقد اعتمد الآباء رأي مار يعقوب وحل السلام والمحبة في الكنيسة بفضل فطنته. ولما اجتمع أساقفة الكنائس في مدينة نيقية سنة 325 عند طلب الملك قسطنطين للنظر في هرطقة آريوس، مثل مار يعقوب النصيبيني ومعه مار يوحنا مطران فارس كنيسة المشرق في هذا المجمع. وقد أطلق عليه الأساقفة الغربيين ” فخر أساقفة الفرس وجهبذاً في الكتب المقدسة”، لما رأوا فيه من رأي سديد وحكمة وفطنة ودراية خلال أعمال المجمع. وعندما عاد آريوس إلى القسطنطينية سنة 326 بعد أن خدع الملك قسطنطين بأنه يعترف بالإيمان الكاثوليكي، حثّ مار يعقوب المؤمنين على الصوم والصلاة ليزيل الرب الشكوك من كنيسته. وكان مار يعقوب يصلي بحرارة شديدة وبدموع سخية، فاستجاب الله دعائه. وعندما ذهب آريوس وحاشيته إلى الكنيسة، وما أن دخل عتبة الكنيسة حتى فاجأه وجع شديد في أمعائه، ومات أقبح ميتة. وقد مثل أيضاً كنيسة المشرق في حفل تكريس كنيسة القيامة في أورشليم التي شيّدها الملك قسطنطين. وبعد عودته من المجمع افتتح في نصيبين مدرسة، وأقام تلميذه مار أفرام النصيبيني معلماً فيها. فقام بأعباء مهمته بجد ونشاط وهمة قعساء. ونالت بفضله شهرة واسعة. حتى اعتُبرت أول جامعة لاهوتية في العالم. وفي سنة 338 أغار شابور ملك الفرس على نصيبين التي كانت بحوزة الروم، وقد حاصرها سبعين يوماً لكنه لم يتمكن من دخولها. وعندها أمر بسد النهر الذي يمر بالمدينة حتى يرتفع الماء، ومن ثم فجّر السد فصدمت المياه سور المدينة فهدمت جزء منه. فتقدم شابور وجيشه لدخول المدينة وعندما وصل إلى الموقع المتهدم من السور، انتابه العجب عندما رأى ما تهدم قد شيد من جديد. لأن مار يعقوب كان قد أوعز إلى أهالي المدينة ليجددوا ما تهدم في تلك الليلة. وكان مار يعقوب داخل الكنيسة يصلي ليبارك الله الشعب في جهادهم ضد الفرس. وبينما كان شابور يحاصر المدينة رأى فوق السور رجلاً متقمصاً بحللٍ ملكية وعلى رأسه تاج، فظن أنه الملك قسطنطيوس[3]. وعندما عرف أن ملك الروم موجود في أنطاكية غضب، فأخذ سهماً ورشق به الفضاء قاصداً أن يرمي به إله المسيحيين. فطلب مار أفرام النصيبيني من معلمه مار يعقوب أن يرشق شابور وجيشه بسهام اللعنة. فصعد مار يعقوب إلى أحد أبراج السور وصلى والتمس من الله أن يكسر هذا الجيش بعسكر من البعوض. وللحال امتلأ الجو من البعوض فهاجت الدواب والخيول والفيلة، فاضطرب الجيش وفزع شابور فولى هارباً من أمام عجائب الإله الجبار. وهكذا نجت المدينة بصلوات مار يعقوب. وبعد انتهاء الحصار سنة 338 توفي مار يعقوب النصيبيني، بعد أن خدم أبرشيته بهمة عالية. ودفن في الكاتدرائية التي شيدها. وقد وصفه تلميذه مار أفرام بميامره المعروفة بالنصيبينية “بالغيرة والحزم”. وقد جاد الله عليه بأنوار سماوية، وموهبة واجتراح العجائب. فقد أنزل الله العقاب بآريوس الملحد بصلواته. وبشفاعته خلص الله نصيبين مرتين من هجمات الفرس. وقد وضع مار يعقوب العديد من المقالات في العبادة والتقوى. وبعد سقوط نصيبين بيد الفرس سنة 363 هجر أغلب المسيحيين المدينة، ومنهم مار أفرام ومعلمي وتلاميذ المدرسة، وتوجهوا إلى مدينة الرها. ويقال أنهم حملوا معهم ذخائر مار يعقوب النصيبيني. وبعد مدة من الزمن نقلت إلى مدينة القسطنطينية لتستقر هناك.[4] وحتى يومنا هذا يجد المرء ناووس حجري ضمن سرداب في الكنيسة كان يضم ذخائر هذا القديس العظيم. ومن المعلوم أن هذه الكنيسة قوض نصفها بسبب عوادي الزمان، وبقي نصفها الآخر. وكانت ملكية الكنيسة للمشارقة منذ البدايات، وقد ضبطها السريان الأرثوذكس من الكلدان سنة 1865 بقوة الحكام، بعد أن دفعوا مبلغ كبيراً من الذهب لحاكم ديار بكر.[5] وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار يعقوب النصيبيني في الجمعة الأولى من سابوع القيظ “الصيف”. ——————————————————————————– 1_ جبل جودي: هو جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من أعمال الموصل. عليه استوت سفينة نوح لما نضب ماء الطوفان. معجم البلدان ياقوت الحموي ج 2 ص 179. جبال في إقليم البوتان على بعد نحو 40 كم شمال شرقي جزيرة ابن عمر. قيل أن سفينة نوح حطت عليها بعد الطوفان. المنجد في الأعلام ص 221. 2_ الجاثليق فافا ( 310 _ 327 ): أقيم سنة 310 خلفاً للجاثليق شحلوفا الذي توفي سنة 240 وبقي الكرسي شاغراً بعد موته. أراد فافا أن يوحد كنيسة المشرق تحت زعامة كرسي ساليق، ولكنه لقي معارضة عنيفة من الأساقفة. وقد عقد الأساقفة مجمعاً فيه قرروا إعفاؤه من منصبه. لكنه لم يرضخ لهم،وتدخل الآباء الغربيين لصالحه عندما قالوا: ” إدانته تعود فقط إلى المسيح الذي اختاره “. وبقي في كرسيه حتى وفاته سنة 327. تاريخ الكنيسة الشرقية الأب ألبير أبونا ج 1 ص 29 _ 31. 3_ قسطنطيوس ( 317 _ 361 ): إمبراطور روماني سنة 337. وهو ابن قسطنطين الكبير. حكم أولاً في الشرق ثم وحد الإمبراطورية بعد موت أخيه قسطنس سنة 350. مال إلى بدعة الآريوسيين وأرسل منهم وفداً إلى جنوبي الجزيرة العربية، حيث أنشأ كنائس في عدن وفي أرض حمير سنة 356. المنجد في الأعلام ص 551. 4_ سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير ج 2 ص 1 _ 10. 5_ تاريخ كلدو وأثور المطران أدي شير ج 2 ص 42. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نعمة الله كساب الحرديني | الولادة: 1808م. الوفاة: 1858م. هو يوسف بن جرجس كسّاب ومريم رعد، من قرية حردين – أعالي البترون؛ وهو الرابع في عائلةٍ مؤلّفةٍ من خمسة شبّان : عسّاف، الياس (الحبيس أليشاع)، طانيوس، يوسف (القدّيس نعمة الله)، ويعقوب، ومن فتاتَين : مسيحيّة ومريم. أبصر النّور في شهر آذار سنة 1808. نشأته نشأ في بيئةٍ جبليّةٍ زراعيّةٍ وترعرع في “بلدةِ الثلاثين ديرًا وكنيسة”، في هذا الجوِّ العابقِ بالتقوى والفضيلةِ والصّدقِ ومخافةِ الرّبِّ. تعلّم في مدرسة القرية ثمّ انتقل الى بيت جدِّه الخوري يوسف رعد في تنّورين، سنة 1816، وبقي هناك حتّى سنة 1822، حيث تلقَّن علومَه الابتدائيّة، في مدرسة دير مار أنطونيوس حوب – تنّورين، التابع للرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة. ثمّ عاد إلى قريته مساعدًا والده في زراعة الأرض ورعاية الماشية، ومواظبًا على الصلاة في الكنائس والمحابس، حتّى بلوغه العشرين من العمر، حين سمع صوت الرّبّ في أعماقه يُناديه إلى دخول الدير. دخوله الرّهبانية اللّبنانيّة المارونيّة دخل يوسف الابتداء في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، في دير مار أنطونيوس الكبير قزحيّا في 1/11/1828. لبس ثوب الابتداء من يد رئيس الدير الأب مكاريوس الشّحروري، متّخذاً اسم الأخ نعمة الله، وهناك تعلّم صناعة تجليد الكتب والخياطة، في حين كان شقيقه الأب أليشاع يختبر دعوته الى التنسّك في إحدى محابس الدّير. أبرز نذوره الرّهبانيّة في 14 تشرين الثاني 1830. تابع الأخ نعمة الله دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة في مدرسة الرّهبانيّة في دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان، بين سنة 1830و1835. خلال فترة دراسته اللاهوتيّة، قضى وقتًا للراحة في دير مار موسى الدوّار. سِيمَ كاهنًا في دير كفيفان بوضع يد المطران سمعان زوين بتاريخ 25 كانون الأوّل 1835. خدمته في الرّهبانيّة بين سنة 1835 و1838، كان راهباً في دير كفيفان يُؤمِّن التعليم للأولاد، ويساعد في خدمة الرعايا المجاورة. بين سنة 1838 و1845 ، عُيّن مديراً للإخوة الدّارسين في دير كفيفان. عيَّنه الكرسيّ الرسوليّ مدبّراً عامّاً للرّهبانيّة على ثلاث مراحل: (1845- 1847؛ 1850- 1853؛ 1856- 1858)، وكان مركز الرئاسة العامّة آنذاك في دير سيّدة طاميش. سنة 1848 عُيِّن وكيلاً لدير مار مارون – عنّايا. سنة 1849 نجده معلّماً في مدرسة مار ميخائيل بحرصاف. بين سنة 1853 و 1856 مكث الأب نعمة الله في دير كفيفان، متابعاً تعليم اللاهوت الأدبيّ للإخوة الدّارسين، ومن بينهم الأخ شربل مخلوف (القدّيس شربل) من بقاعكفرا. وفي 4 كانون الأوّل 1858، أصيب الأب نعمة الله بمرض ذات الجنب، بسبب الرّيح الشّماليّة، وكان وقتئذٍ في دير كفيفان، فتوفِّي في 14/ 12/ 1858، ودُفن في دير كفيفان. روحانيّة القدّيس نعمة الله ” هَيْك هيّي الرّهبانيّة. وهَيْك كانت. وهَيْك بتضلّ. والشَّاطِرْ بيخَلِّص نَفسُو “ تقدّس الأب نعمة الله من خلال عيشه الحياة الدّيريّة المشتركة، حتّى سُمّي “الراهب القانونيّ” بل “القانون الرّهبانيّ الحيّ “. إضافةً إلى سهره وسجوده الدائم والطويل أمام القربان الأقدس في الكنيسة، كان الكتاب المقدّس، وكتاب أمجاد مريم للقدّيس ألفونس دي ليكوري رفيقَيه الدائمَين. عُرِفَ بوداعته، لا يقبل التكريم ولا الوظائف إلاّ بأمر الطاعة، كما أنّه تَهرَّب من تسلّم الرئاسة العامّة، وآثر المرؤوسيّة على الرّئاسة بقوله: “إنّي أسألُ الله ألاّ أموتَ وأنا حاصلٌ على وظيفة”. مارس النسكَ والزهدَ والتقشّفَ في المأكل والملبس والنّوم، والانقطاعَ عن كلّ ميل ورغبة، والصّلواتِ الدائمة، والصّبرَ والتواضع، وتحمّلَ أعباء المسؤوليّة الإداريّة، والمواظبةَ على العلم والتّعليم، وكَسْرَ الإرادة واحتمالَ ضعف الضّعفاء، فكان قلبه مشدوداً دائماً إلى الكنز السماويّ، في نور وجه المسيح وبهائه. إكرامه لوالدة الإله “أحبَّ البتول الكلّيّة القداسة حُبّاً بنويّاً، بل كان هائماً بهذا الحبّ، مُغرَماً به. ولذلك كان اسمها المبارك على شفتيه بلا انقطاع، يستغيثُ بشفاعتها ليلاً ونهاراً، ويشخص إلى صورها المقدَّسة، ويتنفّس الصعداء كأنّه يريد أن يخرج من سجن الجسد ليتمتّع برؤيتها في دار الخلود. وكان، كلّما دخل قلاّيته أو خرج منها، يسجد أمام إيقونتها، ويحيّيها بسلام الملاك. وكان يُكرِّمُ، بنوع خاصّ، سرَّ الحبل بها البريء من الدّنس، وذلك حتّى قبل تثبيت الكنيسة لهذه العقيدة سنة 1854”. (الأب نعمة الله الكفري †1908) إعلان قداسته أطلق عليه معاصروه اسم ” قدّيس كفيفان”، نظراً إلى سموّ فضائله، فكانوا إذا أرادوا تبيان فضيلة أحدهم، يقولون: “هو مثل الحرديني” أو “فلان حَرْدَن” أي اقتدى بالحردينيّ القدّيس. مارس التعليم فكان يعظ بمَثَلِه الصالح أكثر منه بكلامه، وبقي ملازمًا فنّ تجليد الكتب والخياطة طوال حياته. وحدث في الليلة التي دُفن فيها أن انبعث من القبر نور ساطع مشعّ، فتقاطر المؤمنون إلى قبره من كلّ صوب طالبين النِّعم والبركات. قُدِّمت دعوى تطويبه إلى الكرسيّ الرّسوليّ في روما في 14 أيّار سنة 1926. صدّق البابا يوحنّا بولس الثاني على فضائله البطوليّة، في 7 أيلول 1989، فأعلنه مكرّمًا. ثمّ أعلنه طوباويّاً في 10 أيّار 1998، بعد تثبيت أعجوبة شفاء الشابّ أندره نجم، من مرضه السرطانيّ. وأُعلن قدّيساً للكنيسة الجامعة في 16 أيّار 2004، بعد تثبيت أعجوبة شفاء السيّدة روز سعد من العمى. تحتفل الكنيسة المارونيّة بعيده في 14 كانون الأوّل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوى يعقوب حداد الكبوشى | الولادة: 1875 م. الوفاة: 1954 م. ولد خليل حداد سنة 1875 بلبنان وهو الابن الثالث من عائلة مكونة من اربعة عشر ولد. وتعلم بمدرسة مار فرنسيس وبعد المرحلة الثانوية دعاه الرب الى حياة الرهبنة فدخل دير القديس انطونيوس البادواني سنة 1893 متخذاً اسم يعقوب وشعار ” لقد دخلت حياً ولن اخرج منه إلا ميتاً”. لبس الثوب الرهبانى سنة 1894 وقدّم نذوره الاولى سنة 1895 وسيّم كاهناً سنة 1901. عُيّن فى سنة 1905 مديراً لمدارس الآباء الكبوشيين في لبنان وكان موهوباً فى تنظيم رحلات حج وإعداد المتقدمين للمناولة الاولى بالاضافة الى موهبته فى الوعظ والارشاد والتبشير وكان ينظّم الأناشيد والترانيم. بالاضافة الى انه كان يكتب عظاته وارشاداته وكان دائم تلاوة المسبحة. أسّس سنة 1908 “رهبنة مار فرنسيس للعلمانيين” كما اصدر سنة 1913 مجلة شهرية باسم “صديق العائلة “كما اسّس سنة 1930 جمعية راهبات الصليب. خلال الحكم العثمانى حكم عليه الحاكم بالاعدام ولكنه عفى عنه عندما رأى صدق نيته وبرائته من التهم التي كانت ملصقة به فاعجب به واحترمه جداً. فى اخر سنين عمره اصيب سنة 1954 بمرض فى كبده و سرطان الدم حيث انتقل الى الامجاد عن عمر يناهز الثمانين وسط راهباته . رفعت دعوى تطويبه الى اسقفه من سنة 1960-1964. كما رفعت الدعوة للبابا من سنة 1979 حتى 1981. أعلنه قداسة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثانى مكرماً سنة 1992. كما اعلنه الكاردينال خوسيه سارايقا مارتينوس باسم قداسة البابا بنديدكتوس 16 طوباوياً فى لبنان خارج حاضرة الفاتيكان فى احتفال دينى كبير فى 22 حيزران سنة 2008. اجرى الاب يعقوب حداد معجزة شفاء لسيدة لبنانية تدعى “مارى قطان”، كانت مريضة بالسرطان وتُعالج باحدى المستشفيات بلبنان وكان ابن شقيقها المقيم بكندا يتلو تسعاوية الأب يعقوب طالباً شفاعته لشفائها، فنالت الشفاء المذهل والسريع بشهادة مجموعة أطباء متخصّصين فى لبنان وانطلاقاً من هذا أقرّت الجمعية العادية للكرادلة والأساقفة ومجمع القديسين فى روما خلال اجتماع لها : معجزة الشفاء التي أجراها الأب يعقوب الكبوتشي وأكّد المجتمعون بالاجماع بان شفائها من مرض السرطان كان خارق الطبيعة. كان الاب يعقوب اثناء حياته سنة 1950 قد أجرى معجزة شفاء لطفل مصاب بتيبث بالعمود الفقري وشلل، فباركه الأب يعقوب بإشارة الصليب عليه ثلاث مرات. وفي اليوم التالي دقت اجراس الكنيسة معلنةً شفاء الصبي. يروي عنه الذين عرفوه بانه كان ينعم بابتسامة عريضة وانه كان أقرب شكلاً من أنبياء العهد القديم ذوي الجلال والمهابة. كان الاب يعقوب قد اوصى راهباته ان يبتعدوا عن الحزن والكآبة فالحزن من الشيطان والابتعاد عن الغم والهم، فالحزن لا يدل على انك مستسلم لارادة الله. ويروى عنه انه قال: ” اما انا فقد طلبت من الله ان اموت بعد ان اكون ضحكت كثيراً لان القديس الحزين قداسته حزينة”. كان الاب يعقوب يستقبل فى ديره الكهنة العجزة والذين فقدوا رشدهم وأوصى راهباته قائلاً :” اياكم رفض كاهن يقرع الباب فاذا لم تتيسر له غرفة فاعطوه غرفتي فالكاهن هو المسيح على الارض ويلزم احترامه وتكريمه. كان يتمنى إقامة تمثال ” لقلب يسوع ” بلبنان على احدى قمم الجبال فكان له قبل موته ان رفع تمثال ليسوع الملك على قطعة ارض مساحتها 30 الف متر. قرب نهاية حياته فقد السمع و بدأ يعاني من فقدان البصر لكثرة سهره لإعداد العظات وكتابة وتأليف الترانيم، الى أن أُصيب بسرطان الدم وعلى الرغم من ذلك ظلّ دائم الفرح و الشكر، وقبل دنو أجله طلب من الراهبات حين يموت أن يوضع على الارض ليموت مثل الفقراء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة تقلا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 787 م. الاستشهاد وأبعاده في المسيحية ظاهرة فريدة يقف أمامها الإنسان حائراً والتاريخ المسيحي مليء بقصص الاستشهاد حيث قدم الكثير من الاشخاص الذين نطلق عليهم لقب الابطال قدموا حياتهم وأهرقوا دماءهم وارتوت بها الارض ونبتت شجرة المسيحية. فلنسأل ما هو السرّ الكامن وراء الشهادة حتى الموت؟ وما هو سرّ الجرأة والشجاعة أمام الحكّام؟ ولماذا هذا الزحف الكثيف إلى الموت في سبيل المسيح؟ لنبدأ أولاً بتصفح التاريخ انطلاقاً من قول الرب يسوع المسيح ” إن لم تمت حبة الحنطة أولاً لن تأتي بثمر” وأضاف قائلاً في عظته الشهيرة ” طوبى للمضطهدين من أجل البر”، لذا منذ أن قدم المسيح ذاته ذبيحة حية على الصليب فداءً عن البشر أجمعين، وحفل التاريخ المقدس ولا سيما القرون الأولى الثلاثة للمسيحية باسماء الشهداء الذين ماتوا في سبيل الإيمان. ولكثرتهم لم نستطع أن نذكرهم جميعهم بل اكتفينا بذكر أسماء البعض منهم مثل: استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء وتقلا القديسة التي نحتفل بتذكرها اليوم والشهيدة العظيمة دميانة والاربعين بتولاً وفلومينا وأميرة الشهداء مارينا وساره واخيها بهنام ويوستينا لذا سُميت الكنيسة الاولى بحق “كنيسة الشهداء”. والسر وراء استشهاد هذه القافلة هو الانجذاب نحو الحب الالهي لشخص اسمه يسوع احتلّ مكانة كبيرة في القلب وفي الاعماق. جاء يسوع بتعليم جديد دخل الى اعماق النفس ورأى هؤلاء ضرورته من أجل التغيير الجذري في نمط الحياة ورفض العادات القديمة، التي جعلت الانسان دائماً عبداً لها، والتمسك بالمسيح الذي دعا الانسان الى الحرية ” لا أسميكم عبيداً بعد بل أدعوكم احراراً ” فانتم تعرفون الحق والحق يحرركم “، كما اضاف قائلاً إنما أتيت لتكون لهم الحياة أوفر وأفضل. هذه الدعوة الى الحرية والحياة إنما كانت بمثابة نهاية لا بل موت للوثنية والصنمية وغيرها من الطقوس والسجود للأحجار والتماثيل والكف عن تقديم الذبائح البشرية، ولا سيما الاطفال والنساء الفتيات اللواتي كنّ يقدمنّ أجسادهن للآلهة الصماء يتلاعب بها الحُكام والولاة، لذا قامت الحروب وكثرت الاضطهادات وانتشرت في كل مكان ولا سيما في روما والاسكندرية وانطاكية والقدس، وتقاطر الناس على الشهادة في سبيل من قال ستكونون لي شهوداً في اقاصي الارض ومعهم نبتت الغرسة المسيحية التي تأصلت بجذورها في موت المسيح على الصليب وفي اشتهاء بولس الموتَ بقوله ” لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح” ومع اغناطيوس الانطاكي الذي قُدم طعاماً للوحوش وكأنهُ خُبزٌ يؤكل” وعمق مغفرة استفانوس لمضطهديه وجمالها بقوله ” اغفر لهم يا ربّ” على مثال معلمه المسيح يسوع . وكان جوابهم في أشد العذاب: “المسيح قد أحبّنا فأطاع حتّى موت الصليب ونحن نريد أن نحبّه حتى الموت”. عن هذه المرحلة عبر ترتليانوس بالقول: “ان الدم المسيحي كان بذاراً صالحاً لنمو المسيحيين”. قوّى الاضطهاد الشديد من عزيمتهم ، وضاعف جهودهم وثبّت تمسّكهم بالإيمان وجعل منهم مثالاً يُحتذى به وكنيسة شهداء يُقتدى بنهجها في بساطةٍ وشجاعةٍ حيّرت الحكّام والجلاّدين وبدّلت مواقف الكثيرين من بينهم. القديسة تقلا نموذج من قافلة أبطال نقول بكل بساطة إن القديسة تقلا هي بنت عصرها، الجيل الاول للمسيحية ومنذ ذلك الحين باقية ومستمرة على مدى الاجيال بنت عصرها. منها المثل والنموذج لبنات عصرنا، تلميذة تتلمذت على يد بولس الرسول ومعلمة تستقي علمها وحياتها من الرب يسوع المسيح. هي عذراء متواضعة على مثال أمها مريم العذراء الفائقة الجمال، بتواضعها سلمت حياتها كُلياً لله فصارت إبنةً له وأماً ليسوع المسيح مخلصلها وفاديها بقولها ” ها أنا آمة الرب فليكن لي حسب قولك” وهكذا جاوبت تقلا سؤال الوالي لها من أنتِ؟ أجابته أنا عبدة “آمة” يسوع المسيح ربي والهي مخلصي وفاديّ. هذه العذراء تمتدحها الكنيسة شرقاً وغرباً وتلقبها بأولى الشهيدات كما لقبت استفانوس رئيس الشمامسة بأول الشهداء. صارت قدوة لكثير من الفتيات ولا سيما العذارى. تتلمذت على يد بولس الرسول الذي لُقب بـ”رسول الامم” وهي اعطيت هذا المجد من قبل آباء الكنيسة بأن تكون أيضاً “رسولة الأمم”، كالمرأة السامرية التي التقاها المسيح عند البئر تستقي ماءً يرويها موقّتاً، لمس قلبها يسوع محوّلاً إياها رسولة له بين اهلها وشعبها ونالت منه ماءً من يشرب منه لا يعطش ابداً ” من آمن بي تجري من جوفه انهار ماء حية”. صارت تقلا كمريم المجدلية التي التقت يسوع القائم من بين الاموات مبشرة التلاميذ بقيامته. تميزت تقلا منذ الصغر بعقل ثاقب وعلمٍ نادرٍ الوجود وجمالاٍ فائق، وحكمةٍ ومكانة اجتماعية مكّنت اهلها من تدبير افضل المعلمين الماهرين الذين فاقتهم علماً وذكاءً “رُب تلميذٍ أفضل من معلمه”. سمعت عن بولس الرسول كسماع زكا العشار عن المسيح فتاق أن يراه وشغفه لهذا اللقاء جعله يتخطى ذاته، وينفتح نحو الآخر بشكل جديد بعدما كان منفتحاً عليه انطلاقاً من طمعه وجشعه وحبه للمال. لقائه بالمسيح حوّل فيه الطمع الى عطاء والجشع الى قناعة والانانية الى بذل الذات، وقال معترفاً امام المسيح سأعطي نصف اموالي للمساكين ومن ظلمته سأرد له أربعة أضعاف. هكذا شغفت تقلا لسماع القديس بولس ورؤيته فأسرعت الى حيث كان يُعلم ويكرز بانجيل المسيح انجيل الخلاص، ومنه عرفت سمو المسيحية وتعاليمها ومن خلاله آمنت بالمسيح ايماناً ثابتاً مبنيًّا على الصخر، لا تهزه رياح الشهرة أو الجمال أو العلم أو السلطة أوالمكانة الاجتماعية. وعكفت على الصلاة والتأمل والإماتة بإيمانٍ وحرارة بل نذرت نفسها بتولاً لمن احبها أولاً ووهبها الحياة سالكةً في طريق اكتساب الفضائل الانجيلية وابرزها فضيلة التجرد والعطاء. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم “لما رأت تقلا القديس بولس مسجوناً باعت كل ما تملكه من حلي لتنقذه من سجنه” ونحن اليوم مدعوّون لأن نساعد المسيح بتصدّقنا على الفقراء. القديسة تقلا البتول هي، مثال العذارى ورسولة المسيح. نموذح حي لحياة البتولية المسيحية. استطاعت أن تنتصر على قوى الشر وابواب الجحيم لم تقوَ على أن تضعف إيمانها، أو تثني عزمها وثباتها على السير قُدماً نحو الشهادة للمسيح يسوع، ولا أن تُخمد نيران حبها له، فاحتملت من أجله الآلام والعذابات واتخذته عريساً لها حاملة صليبه “من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني” حباً في مَن أحبها أولاً وبذل ذاته من أجلها. معاناتها في سبيل المسيح عريسها السماوي موقف أمها: التي لاحظت أن شيئاً ما تبدَّل في حياة تقلا ابنتها، التي تخلت عن جمالها وزينتها ومرحهها وشغفها بالظهور. واحتارت امها في أمرها فصارحتها بسر دخولها للمسيحية وبنذرها بتوليتها للرب يسوع. هنا بدأ التصادم والصراع بين تقلا وامها التي حاولت أن تقلعها عن فكرتها حافظاً على كرامة موقعهم الاجتماعي وعدم المساس بتاريخ العائلة وكأن الانجذاب إلى المسيح هو عار. فتمنت الأم موت ابنتها معتبرة الموت فخرًا وشرفًا وحماية من احتقار الناس وازدرائهم وسخريتهم. موقف الحاكم: الذي أتى بتقلا إلى ديوانه، محاولاً إقناعها بترك تلك الخرافات المسيحية والعودة إلى الآلهة وإلى خطيبها. مهددًا أياها بحرقها، لكنّها لم تعبأ بتهديداته. فأمر بإضرام نارٍ حامية وبطرحها فيها. فتهللت لقرب اتحادها بعريس نفسها؛ ولم تنتظر حتى يشدوا وثاقها ويطرحوها في تلك النيران المستعرة، بل ركضت هي إليها وزجت نفسها فيها، وهي تتضرع إلى الله ليقويها على مثال دانيال النبي والفتية الثلاثة الذين ألقاهم نبوخذ نصر في آتون النار على إثر رفضهم القاطع لتبخير للآلهة. والله الذي نجى الفتية من الأتون أنقذ تقلا بأرساله الامطار الغزيزة التي كادت أن تتحول إلى طوفان. فولّى الناس هاربين، ولجأوا إلى بيوتهم مذعورين، وانطفأت النيران، وخرجت البتول سالمة، ولم يحترق خيط من ثيابها.. من الاتون الى جُب الوحوش: حكم الوالي عليها بأن تُطرح للوحوش فعرَّوها من ثيابها وتركوها فريسةً لها. فقامت عليه في الديوان ثورة سخط واستنكار من جميع النساء المسيحيات والوثنيات الحاضرات، انتصاراً لتلك التي شرفت بنات جنسها بإبائها وعزة نفس واحتشد جمع ليمتع أنظاره بذلك الجسم الغض النقي تنهشه الوحوش الضارية. لكن هذه الأخيرة كانت آنس من البشر، فجاءت وربضت عند قدميها وهي راكعة تصلّي. وستر الله تقلا بستر مظلّته بهالةٍ من النور حفظتها من الأنظار. تقلا تعلن أنها عبدة يسوع: دهش الناس والحكام لتلك المعجزات الباهرة المتكررة. فاستدعى الوالي تقلا وقال لها: من أنتِ ومن هو شيطانكِ حتى لا يقدر أحد عليك. فأجابته البتول باحتشام ووقار: أنا تقلا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحي. وهو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص النفوس. هو نجاة المأسورين، وتعزية الحزانى، ورجاء اليائسين وشفاء المرضى. وهو الذي أنقذني من الوحوش ومن الموت، وهو الذي يحفظني بنعمته له المجد والكرامة إلى الأبد. تقلا حرة وطليقة لإعلان مجد يسوع: عادت تقلا إلى ايقونية مدينتها تبشر مواطنيها بإنجيل الرب. لكنها لم تطل الإقامة فيها. كان خطيبها قد مات. أما والدتها فبقيت مصرةً على عنادها، مدفوعة بكبريائها، فلم ترد أن تصغي إلى توسلاتها وتتبعها في إيمانها بالمسيح. فتركت تقلا ايقونية، والقلب في حسرة، ورجعت إلى سورية لأجل متابعة رسالتها فيه وجاءت إلى جبال القلمون واتخذته معقلاً لها وحقل رسالةٍ مخصبة. فكانت تتردد بين معلولا وصيدنايا وتطوف تلك القرى الجميلة، تثبت المؤمنين في إيمانهم الحديث، وتحمل البنات والنساء الوثنيات على الإيمان بالمسيح. فآمن على يدها شعب غفير من أولئك المساكين المنغمسين في جهلهم وغرورهم وآثامهم ثم اتخذت لها مغارةً فنسكت فيها وبدأت حياة الخلوة والاتحاد الدائم بالله، بالتأمل والصلاة. فصارت الجماهير تتوافد لتزورها وتسمع كلامها وتنال بركتها وتُشفى من أمراضها. ويروى أن بعض الأشرار الوثنيين أرادوا يوماً بها سوءاً. وكان جماعة من الأطباء قد سخّروهم لكي يذلّوها ثم يفتكوا بها لأن المرضى كانوا قد هجروهم وجعلوا يركضون إليها فيبرأون. ففاجأها أولئك الأشرار وهي تصلّي في مغارتها. فلم تضطرب لكنها نظرت إلى السماء واستجارت بالرب يسوع. وإذا بالصخرة تنفتح أمامها، فتدخل هي فيها، ثم تطبق عليها وتواريها عن أنظارهم. إن الله الذي كان قد أنقذها من النار، ومن الوحوش الضارية، ومن الثعابين المخيفة، لا يعسر عليه أن ينقذ طهارتها وحياتها من أيدي زمرة من الأشرار الأثمة. موت القديسة الشهيدة تقلا وتمجيدها: عاشت تقلا تسعين سنةً. فكانت أعجوبة دهرها وموضوع إكرام واحترام الشعوب لها. ورقدت بالرب بطمأنينة وسلام، وطارت نفسها إلى الأخدار العلوية، وإلى المسيح، وبولس الرسول معلمها، وسائر الرسل والشهداء الذين ماثلتهم في حياتها وغيرتها وفضائلها. ذاع صيت قداستها وعجائبها وما صنع الله من المعجزات في سبيلها، فملأ الدنيا. فلم يبقَ خطيب في الأجيال الأولى للكنيسة إلا فاض في مديحها، نظير باسيليوس وغريغوريوس والذهبي الفم وامبروسيوس وايرونيمُس. وكان الآباء القديسون عندما يريدون أن يعظموا إحدى النساء القديسات يشبهونها بتقلا. فإن غريغوريوس الثاولوغس يدعو ماكرينا أخت باسيليوس الكبير تقلا، تعظيماً لها. وكذلك يرونيموس يدعو ميلاني تقلا الجديدة. وكتب القديس ايسذورس الفرمي الدمياطي إلى راهبات أحد الأديار فقال: “من بعد يهوديت وسوسنة العفيفة وابنة يفتاح لا يحق أحد أن ينسب الضعف إلى جنس النساء. بالأكثر عندما نرى تقلا، تلك البطلة المتقدمة بين البطلات من البنات، البتول الذائعة الصيت في الدنيا كلها، عندما نراها حاملة عالياً علم الطهارة والبرارة، وقد فازت فوزاً باهراً في معارك شديدة على الشهوة والرذيلة، نوقن ان قلوب النساء يمكنها أن تكون جبارة”. ودفنت القديسة تقلا الشهيدة في سلوقية حيث ماتت، وأضحى قبرها ينبوعاً فائضاً بالنعم والبركات. وفي المجمع المسكوني السابع المنعقد سنة 787 ضد محاربي الأيقونات، قام أسقف سلوقية وتكلم بفصاحة وإسهاب عن القديسة تقلا وعن العجائب التي يجريها الله على ضريحها فقال: انني أؤكد بلا تردد أنه ما من إنسان زار ضريحها وطلب شفاعتها وعاد خائباً. بل نرى الناس يعودون من تلك الزيارة وهم يمجدون الله على ما نالوا من نعم، ويسبحون تلك البتول الملائكية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس باسيليوس الكبير | الولادة: 330 م. الوفاة: 379 م. هو احد الآباء الكبادوكيين، يعنى ذلك الآباء الذين تولوا رعاية منطقة قيصرية كبادوكية، ونقصد بهؤلاء الآباء ثلاثة مشهورين جدا كان لهم أثرهم في التاريخ في حياة القداسة والخدمة أولهم القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية، والثاني صديقه القديس إغريغوريوس النيازينزي (أو أغريغوريوس الثيئولوغوس أو أغريغوريوس الناطق بالإلهيات، كلها ألقاب لشخص واحد) والثالث القديس إغريغوريوس أسقف نيصص وهو أخو القديس باسيليوس الكبير. تدعوه الكتب الليتورجية البيزنطية “نور التقوى” و”منارة الكنيسة. القديس باسيليوس الكبير يعتبر أقوى شخصية لاهوتية ورعوية بعد القديس أثناسيوس الرسول في بلاد الشرق، ولد في قيصرية كبادوكية سنة 330 م في قيصرية بالقسطنطينية في أثينا، أثينا عاصمة اليونان، بعد إنعقاد مجمع نيقية بخمس سنوات حينما كانت المشكلة الأريوسية في عمقها وفي عنفها ولد بعد تولي القديس أثناسيوس الرسول رئاسة كنيسة الأسكندرية بعامين. وهو واحد من أشهر أعلام الكنيسة الجامعة، ومنظم الحياة الرهبانية الكبير. لقب بالكبير لأنه كان كبيراً في إيمانه وأعماله وفي تواضعه وأخلاقه. عمل فأتقن، وفكر فأبدع، آمن فصار قديساً. أصبح كبيراً في عصره، وبقي كبيراً على مدى العصور المتتالية. يصفه صديقه المقرب القديس غريغوريوس النزينزي فيقول: كان رجلاً طويل القامة، نحيل الجسم، ناشف القسمات، أصفر اللون، عنده نظرات تأمل وتفكير، أصلع الرأس تقريباً، ذا لحية طويلة، خجولاً يتحاشى الجدال العلني، بطيئاً في الكلام، جريئاً وشجاعاً، محباً للعزلة والصمت. إنما الصفة الأساسية عنده هي القدرة على السيطرة على النفس وتحكيم العقل قبل القلب. لعل أهم ما قام به القديس باسيليوس هو أنه قد استطاع صياغة نمطٍ جديدٍ للحياة الرهبانية، آلف فيه بين الطبيعة البشرية للإنسان وبين النعمة الإلهية، بين قوى الإنسان الجسدية وقواه الروحية، في هذا التجديد طبق القديس الأفكار الفلسفية اليونانية. حياته ولد القديس باسيليوس في قيصرية الكبادوك في حوالي العام 330، أنعم الله عليه بعائلة تقية ورعة، من أب كتب عنه المؤرخون أنه كان خطيباً ساحراً وعالماً بارعاً، مُحِباً للآداب والعلوم. ومن أم تقية ورعة كانت تدعى اميليا، وهي كانت ابنة أحد الشهداء الذين قدموا حياتهم شهادة لإيمانهم، رزق الله هذه العائلة عشرة أولاد: خمسة صبيان من بينهم القديس غريغوريوس أسقف مدينة نيصيص، وخمسة بنات من بينهم راهبة تدعى ماكرينا. من هذه الأسرة ظهر بعض من كبار رجال الكهنوت، القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية وأخوه القديس أغريغوريوس أسقف نيصص وأخوه القديس بطرس أسقف سبسطية وأخته القديسة ماكرينا راهبة ومرشدة روحية وكانت هي المرشدة الروحية لأخوتها الصغار. ورث القديس باسيليوس حب العلم على ما يبدو من أبيه. وكان بيته أول مدرسة له، بدأ باسيليوس الصغير يتردّد على المدرسة الموجودة في المدينة، كانت واحدة من أقوى المدارس وأشهرها. نجح في الدراسة والعلوم الفلسفية، وعرف عنه التفوق بالدروس والأخلاق، فصار نموذجا لكل الطلاب. ثم التحق بمدرسة أخرى في مدينة القسطنطينية، وهناك أكمل درس الفلسفة، وتعمق في علم التاريخ وبرع في اللغة اليونانية وآدابها وفلسفتها. استطاع أن يبني في القسطنطينية صداقات عدة مع عديد من الناس ورفاق الدراسة، ولكن تبقى صداقته للاهوتي الكبير القديس غريغوريوس النزينزي أعمقها وأصفاها، وكانا على معرفة مسبقة من أيام الدراسة في مدينة قيصرية الكبادوك. قال القديس غريغوريوس عن هذه الصداقة فيما بعد: ( لمّا حصل التعارف بيننا، واتضحت رغبتنا المشتركة في درس الفلسفة والوصول إلى حقيقة الأشياء، أصبح كل واحد منا للآخر كل شيء، كان لنا سقف بيت واحد ومائدة طعام واحدة ندرس عليها. إن أعيننا كانت تحلق نحو هدف واحد، وعاطفتنا لم تكن إلا لتزيد وتترسخ يوماً بعد يوم ). بعد انتهاء فترة الدراسة في القسطنطينية افترق الصديقان وبقي اتصالهما في المناسبات ومصادفة لكن أحدهم لم ينسَ الآخر على الإطلاق. لم يكتفِ القديس باسيليوس من العلم وأكمل نهله منه في أثينا حيث تابع دراسة الفلسفة والفصاحة، ودرس الفلك والعلوم الطبيعية والطب، وهناك اشتهر كثيراً حتى بلغت شهرته أماكن ومدناً بعيدة جداً. بعد كدّ وجهد مريرين في العلم والمعرفة أنهى القديس علومه وقرر العودةَ إلى البيت، ذلك البيت الحنون الذي طالما اشتاق إليه، ولما عاد خاب أمله إذ وجد تصدعاً في المنزل لم يكن يتصوره، فجدّته كانت قد توفيت ووالده باسيليوس أيضاً، وبقيت أمه المسكينة تتحمل أعباء تسعة أولاد ومسؤولية أملاك واسعة. فحزم باسيليوس أمره وعزم على لملمة الأمور وإراحة أمه التي بدا على وجهها التعب والإرهاق، وساعدته في ذلك أخته الشجاعة ماكرينا، اهتم باسيليوس بأسرته أشد الاهتمام وكان بمنزلة الأخ والأب في الأسرة، وبقي بعيداً عن الفلسفة التي أحبها وعن العلم الذي جمعه حتى كبر إخوتُه وأخواته وتزوجوا ما عدا غريغوريوس الذي ترهّب وأخ له كان قد مات فى رحلة لصيد، وآخر دخل في سلك الكهنوت. بعد أن تفرغ لنفسه واطمئن على إخوته وأخواته، عاد إلى العلم والبحث، فأسرع الأساتذة في المدينة إلى ضمّه إلى صفوفهم، ورتبوا له تعليم البلاغة والفصاحة، فأبدع فيها وأحسن. ولكن في الوقت نفسه أدركه الغرور ونال منه، وأخذ يستعلي ويستكبر ويحتقر الناس، وابتعد عن الصلاة والإيمان، ولم يكن لأحد أن يتجرأ ليقف في طريقه هذا، أو أن يعترض على أسلوبه غير اللائق في التعامل مع الناس، وكيف يمكن إقناع فيلسوف بغير ما هو مقتنع به. إلا أن أخته ماكرينا التي يلقبها المؤرخون بأخت الرجال، وهي امرأة قوية وذكية، ساعدته كثيراً على العودة إلى حياته الطبيعية والمثل والقيم التي نما عليها، فقد كانت تراقبه عن كثب وتنصحه دائماً حتى يبتعد عن الاسترسال في التهوّر والغرور والتجبّر، وضلت تذكره بالتربية التي تلقاها في بيت والده. لكن الارتداد الأكبر كان عندما بدأ يشعر بميل غريب نحو مطالعة الكتاب المقدس من جديد والتعمق في معرفة الله حتى أحبه حباً جماً. يقول في قصة ارتداده إلى الله: ( بعد أن أمضيت زمناً طويلاً في الأباطيل وصرفت عهد شبابي في الكدّ والجدّ في تحصيل العلوم وبلوغ حكمة تنكرها الحكمة الإلهية، صحوت يوماً كما يصحو النائم من رقاد عميق، ولمحت النور المشرق من تعليم الإنجيل. فعرفت بطلان الحكمة التي تعلمتها وأدركت فراغها وزوالها وأسفت أسفاً شديداً على ما مرّ من عمري حتى الآن… فتّشت عن صديق يدلني على طريق التقوى… وأصبح كلَّ اهتمامي أن أعمل على إصلاح أخلاقي بعد أن أفسدها طول اختلاطي برفقاء الشرّ، ثم قرأت الإنجيل ورأيت أن لا سبيل إلى بلوغ الكمال إلا بأن يبيع المرء ماله ويعطي للفقراء نصيبهم ويتخلّى عن مطامع الحياة جميعها، حتى لا يبقى للنفس ما يعكر صفوها من كل ما في الدنيا من أشياء…). وعند هذا الارتداد اقتبل القديس باسيليوس سرّ المعمودية المقدس، كما كانت العادة في ذلك الزمن. بدأ حياة النسك ما بين سنتى 357 ، 358 يعنى له من العمر 27 أو 28 سنة يذهب قديسنا إلى براري مصر وصحرائها، تلك الصحراء التي توصف بأنها ملهمة النساك ومعقل الزاهدين. ثم قام بزيارة الأراضي المقدسة وسوريا والعراق وساح في أرجائها يتعقب أثار النسّاك وكهوف الزاهدين، وتعرّف على قمم النسك والزهد في تلك المناطق، ثم عاش هو نفسه متزهداً متوحداً، وعكف على الإماتة. فانفتحت له أفاق واسعة وباتت له الحياة الرهبانية على حقيقتها وجوهرها. اختار القديس باسيليوس مكاناً قريباً من مدينته، وانعزل فيه عن بقية العالم، لم يكن المكان صحراء قاحلة وإنما منطقة جبلية مشجرة خضراء، يصف القديس باسيليوس هذه العزلة فيقول: ( أرشدني الله إلى مكان يتوافق تماماً مع رغبتي الشديدة في النسك والعزلة. فقد كان هناك جبال عالية تكسوها الأشجار المختلفة وتشق سفوحها وأعماقها وديان متعرجة، وتنبسط عند أقدامها سهول خصبة، وتتفجر منها أنهار وجداول حتى لتبين تلك البقعة للناظر مثل جزيرة لا يضاهيها جمالاً وروعة حتى جزيرة كالِبسو التي تغنّى بها هوميروس. وعلى مرتفع وسط هذه البقعة تقوم صومعتي التي تشرف على كل تلك الأرجاء. يا له من منظر خلاّب إذ ترى السهل منبسطاً أمام عينيك والنهر يجري هادراً وتنظر الأزهار المتنوعة وتسمع تغريد الطيور الممتزج مع خرير المياه. لكن المهم ليس ما ذكرت، بل هو تلك العزلة التي أتمتع بها. إن هذه الخلوة هي بعيدة عن ضجيج العالم، لا يأتيها الزوار إلا نادراً، يقصدها بعض الأشخاص طلباً لصيد الوحوش البرية مثل الغزلان والماعز البرية والأرانب وغيرها). ويتابع وصف عزلته بقوله: ( إني أخجل من ذكر ما أقوم به في الليل والنهار. صحيح أني تركتُ كل هموم العالم لأنها سبب شرور كثيرة، لكني لم أقدر أن أتجرد تماماً عن ذاتي وعن الهموم العائلية والخاصة… وهذا ما أقوم به باختصار: الاختلاء، الصلاة الممتزجة مع الترنيم والتسبيح، وأخيراً قراءة الكتب المقدسة، والتأمل). لم يصر راهباً فقط إنما شهرته جذبت إليه الكثيرين فأسّس رهبنة وأسّس أديرة ووضع قوانين للرهبنة وعاش القديس باسيليوس حياة النسك والوحدة وأحبها، فهو رجل ذو علم كثير وفلسفة عميقة تمكنه من تقييم الأمور و الحكم فيها. فقد وجد الكثير من الخلل والنواقص، التي قد تتعارض في كثير من المجالات مع تعاليم الإنجيل نفسها، خاصة مع تعاليم القديس بولس الرسول، ورأى في قمع النفس، وإماتة الجسد وأكد قول المسيح: ( إن العامل يستحق أجره). وبيّن أن كلام المسيح هذا يبقى دعوة للعمل وتفعيل طبيعة الإنسان، واستثمار مواهبه وقدراته التي منحه إياها الله. هكذا كانت وجهة نظر القديس باسيليوس في شأن التنسك والعيش المنفرد في الصوامع والكهوف، وهذا ما دفعه إلى إيجاد الحل المناسب لكي يتمم هذه الحياة الخاصة ويوصلها إلى الكمال التي تستحقه. في الحقيقة لقد نهج قديسنا أسلوب الفلسفة اليونانية التي تدعو إلى استفادة الإنسان من قدراته الطبيعية وتلك الفائقة الطبيعية أيضاً ووضعها في خدمة المجتمع والإنسانية، ولكن إذا كان القديس باسيليوس يرى أن الحياة النسكية جيدة وجديرة بأن تعاش، ولكنها ناقصة لكونها تهمل عطايا الله الطبيعية للإنسان، فإنها تبقى دعوة خاصة، يخص بها الله بعض النفوس. لم يتنكر القديس للحياة النسكية، لكنه كان يريدها متآلفة مع نمو الإنسان الطبيعي، وفرصة لاستثمار مواهبه من خلالها، لكنه لم يقبل أي هدنة أو هوادة في الجهد الشخصي والسعي الحثيث نحو الكمال. قارن القديس باسيليوس بين الحياة النسكية المتوحدة وحياة الرهبانية الرسولية ففضّل الثانية على الأولى من دون أن ينكر أهميتها، لأنه يدرك أن لكل واحدة منهما حسناتها. فالحياة النسكية المتوحّدة، هي هادئة وادعة ثابتة تساعد النفس كثيراً على الاتحاد بالله، لكنها لاتعصم عن الكبرياء، لأن الناسك لا يتعرض فيها للاحتكاك مع الآخرين والدخول في عراك حياة الجماعة، ويقلل من الخبرات والتجارب له. أما الحياة الرهبانية الرسولية والجماعية فهي أكثر حركة ونشاطاً وأكثر منفعة للآخرين. لكنها لا تخلو من الانشغال الباطل والانفعالات. ولذلك عزم القديس باسيليوس على مزج الحياتين معاً، والاستفادة من خصائصهما الإيجابية وخلق حياة نسكية رهبانية جديدة تكون أكثر نضوجاً وفاعلية، ولا ننسى أن الهدف الأساسي أو الفكرة الأساسية التي كانت تدور في فكر القديس هي خلاص البشر وتمجيد الله. ورأى أن في دمج وتطوير الحياة النسكية المتوحدة والحياة الرهبانية الرسولية خير وسيلة للوصول إلى خلاص النفوس وتمجيد الله. كتب القديس باسيليوس القوانين الطويلة وهي مختصر لخمسة وخمسين حديثاً عن الحياة الرهبانية، والقوانين المختصرة تحوي على 313 سؤالاً وجواباً، وفيها يشرح قديسنا كل معاني ومشاكل الحياة الرهبانية. من بنود هذه القوانين أن الرهبان يلتزمون بأن يقوموا بكل الأعمال بأنفسهم، فهم الذين يحرثون الأرض، ويغرسون الأشجار، ويحصدون القمح، ويبنون الصوامع والأديرة. كل راهب يملك ثوباً واحداً وعباءةً واحدةً، وينام على الأرض وفي العراء. تبع نظام القديس باسيليوس فيما بعد رهبان بالآلاف، حتى بلغت شهرة قوانينه إلى الغرب، واستوحى منها القديس بنديكتوس مؤسس الحياة الرهبانية في الغرب. صار قارئاً في حدود العام 359 م، وشمّاساً سنة 360 م. سيّمَ باسيليوس كاهناً في العام 362، وتفرّغ لخدمة النفوس، فصارع الأريوسية، ونظّم العبادة والتعليم الديني، واهتم بالأمور الاجتماعية، وأسّس مؤسسة للعمل الاجتماعي. من الأعمال المُلفتة التي أطلقها القديس باسيليوس، المدينة الباسيليّة التي أقامها عند مدخل مدينة قيصريّة في منتصف السبعينات من القرن الرابع الميلادي. المشروع كان مُجمَّعاً ضخماً ضمَّ مستشفى ومدارس مهنية ودوراً للأيتام وملاجئ للبرص وفنادق وكنائس وبيوت للأطباء والعاملين. كانت ” الباسيليّة ” : مدينة للفقراء والمرضى والمحتاجين. نال باسيليوس الدرجة الأسقفية في العام 370 بعد موت الأسقف أوسابيوس. وكان الناس يحبون باسيليوس كل الحب فرشحوه لكى يكون بطريركاً لكى يكون رئيساً لأساقفة قيصرية كبادوكية، كانت الناس فى حيرة مَن تختار للأسقفية باسيليوس أم يوحنا الذهبي الفم، ويقال أيضاً أنه عندما حان وقت الانتخاب، هرب القديس يوحنا من المدينة واختفى عن الأنظار، فمالت الناس إلى القديس باسيليوس و تم انتخابه أسقفاً على مدينة قيصرية، فهو رجل عالم وثابت في عقيدته، فصيح اللسان، شجاع وإداري من الدرجة الأولى. الأسقفية بالنسبة له كانت حافلة بالهموم والصعاب. فالطمع والحسد دفع الكثيرين من الأساقفة الخاضعين له إلى مقاومته و محاربة مشاريعه ورفض التعاون معه، لكن حكمة القديس باسيليوس وطول صبره ووداعته و عدله لم تُمكن أعداءه منه حتى تمكن أحدهم من القول: (إن من يقاوم باسيليوس يقاوم الله). ولكنه على الرغم من هذه المصاعب و المحن لم ينسَ واجباته الاجتماعية والرعوية. فهو الذي سعى إلى الإصلاح في الطقوس، وقد رأى بفكره العملي أن يختصر الصلوات الطويلة وليتورجية القديس يعقوب، وأن يحدد أوقات الصلاة ليستطيع جميع الناس التردّد إليها. القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة كبادوكية لم يقضي في رئاسة الكهنوت أكثر من 8 سنين وأيام لأنه توفي في 1 / 1 / 379 وهو تولى حبريته سنة 70 يعنى 9 سنين بالكثير . عظيم كان أيضاً قلب هذا القديس الذي لا تخفى عليه حاجة بائس. فقد توسط لدى المسؤولين لأجل تخفيف الضرائب عن الناس أو الإعفاء منها، وقرّع بعض المسؤولين الذين غاب عنهم الضمير أو الشعور بحاجة الفقراء. كما بنى مدينة كاملة من أجل الفقراء و اليتامى والمنبوذين الضعفاء، فقد كانت تضم مدارس لتعليم المهن وملاجئ للبرص، وفنادق وكنائس، عدا بيوت الأطباء والعاملين في هذه المدينة. وقد اشتهرت مدن المحبة هذه حتى ظن الحكام أن القديس باسيليوس يقوم بها لأجل تقويض سلطان الامبراطور ودكّ أسس الحكم. لقد أحب قديسنا الكنيسة بغيرة وشغف، وبذل ما بوسعه لكي يحافظ على وحدتها، وقاوم الهرطقات والبدع، خاصة الأريوسية، قال في صاحب البدعة: ( هو يشهر السلاح على الكنيسة، هو يحارب الترتيب الذي وضعه الله. هو عدو للهيكل ومتمرد على ذبيحة المسيح، لأنه يتجاسر على بناء هيكل آخر وعلى التلفظ بصلاة أخرى غير شرعية، وعلى تدنيس الذبيحة الإلهية الحقيقية بذبائح كاذبة). ودعا إلى أن تكون الكنيسة واحدة في إيمانها كما أرادها المسيح أن تكون، وناضل كثيراً من أجل هذا الهدف. من ناحية أخرى سعى إلى إبراز حقيقة وجوهر الديانة المسيحية، فدرس عقيدتها بعمق، وأراد أن تكون هذه العقيدة واضحة لا لُبس فيها، وناضل ليحفظَ لصيغة مجمع نيقية الإيمانية نقاءها، حيث قال عبارته الشهيرة: إن المسيح واحد في الجوهر مع الله الأب وأن الروح القدس أحد الثالوث الأقدس، الذي هو من طبيعة اللاهوت المقدس نفسها. قال في هذا الخصوص: ( لماذا أراد السيد المسيح أن يعلم السامرية التي كانت تعتقد أن العبادة لله تتم في مكان معين، أنها غير مُحِقة؟ إذ قال لها: إن الله هو روح. ولأنه روح فهو لا يُحصر في مكان. وعليه، لا يستطيع أحدٌ عند ذكر الروح أن يتصور طبيعةً محدودة، خاضعة للتغيرات والتقلبات، وشبيهة في كل شيء بالخليقة. لكن عليه، أن يرتقي بعقله إلى العلى، فيفكر حتماً بطبيعة عاقلة، لا حد لقوتها ولا قياس لعظمتها، تتخطى حدود الزمان والمكان، تابع القديس باسيليوس حياته على هذا النمط في محاربة البدع وأصحابها، وخدمة الشعب والأصدقاء و الفقراء والمحتاجين، وأظهر دائماً غيرة شديدة على إيمان الكنيسة وعقيدتها و الحفاظ على وحدتها وثباتها. تأثره بمرض الكبد الذي لازمه في قسوة، في سنة 373 يعنى السنة الثالثة له في رئاسة الكهنوت. تنيح القديس أثناسيوس الرسول سنة 373 وكانت نياحته صدمة كبيرة للقديس باسيليوس الكبير وفى سنة 374 توفي الشيخ أغريغوريوس الكبير أسقف نيازينزا وكان سندا له أيضا، في سنة 376 دبرت مؤامرات لأخيه أغريغوريوس أسقف نيصص، وكانت الأحزان تضغط عليه من كل جانب والمرض يشتد عليه أيضا وسنة 378 ساءت صحته جدا وقارب الموت. وعلى الرغم من تدهور صحته وأمراض جسمه الكثيرة والمتنوعة، عاش قديسنا حياة رهبانية رسولية نسكية صارمة، وهو أسقف عاش على مساعدات الآخرين ولم يكن يملك شيئاً لنفسه، عاش الفقر بعينه بينما كان هو من يساعد الفقراء والمِعوزين. كتب هو نفسه في إحدى رسائله: ( إني ما زلت، حتى الوقت الحاضر أعيش على نفقة الأقارب والأصحاب، لا أملك شيئاً يخصني لكني أنعم بثروات أصدقاء كثيرين محبين). توفي القديس باسيليوس في الأول يناير من العام 379 وهو لم يزل في التاسعة والأربعين من العمر، وكان موته انتصاراً له، فقد زحف الشعب كله لوداعه وامتلأت الشوارع حتى داس بعضهم بعضاً ومات كثيرون، واشترك في هذا المأتم اليهود والوثنيون وكل شعب قيصرية وإقليم الكبادوك وترأس صلاة التأبين شقيقه الأسقف غريغوريوس أسقف نيصيص. وقد أُعلِن رسمياً معلماً وأباً للكنيسة الجامعة، بعد اثنتين وسبعين سنة لوفاته في مجمع خلقدونية سنة 451، إذ أجمع الآباء على اعتبار ” القديس باسيليوس الكبير مدبراً للنعمة ومفسراً بإحكام كلمة الحق لكل العالم”. قيل عنه: “باسيليوس هو النموذج الأوّل للأسقف القدّيس في كنيسة المسيح. معلِّماً للمسكونة وقمراً للإيمان وأباً للرهبان ومشرِّعاً، معيلاً للفقراء ومعزياً للحزانى وسنداً للضعفاء ومؤدِّباً للملوك ” . اعماله وفكره يمكن تلخيص أعماله فيما يلي: 1- كتابات عقائدية. وكتب عن المساواة بين الأقانيم الثلاثة. 2- ثلاث كتب ضد الأريوسية. 3- كتابات نسكية، القوانين الطويلة، القوانين المختصرة، عن المعمودية. 4- كتابات تعليمية. 5 – عظات. 6 – الرسائل، وعددها 365 رسالة كتبها بين عامي 357 و 379 سنة وفاته، وهي توضح صوراً كثيرة وتحتوي على مواضيع عديدة مختلفة حول الحياة النسكية و الرهبانية و الصداقة والمحبة، 7 – وقد ترك لنا أيضا كتب طقسية عن القداس اليومى، القداس المشهور”بالقداس الباسيلى” الذي نستعمله في الكنيسة القبطية (الكاثوليكية والارثوذكسية). بعض تعاليمه: يقول في رسالته إلى نكتاريوس الذي فقد ولده: “إن حزن العالم كله، لا يقدر أن يعبر عن عميق مشاعر المؤاساة التي نحس بها. لا، وحتى مياه الأنهار، لو صارت دموعاً لا تكفي للتعبير عن الحزن العميق الذي سببه هذا الحادث المفجع. إننا لم نحرم من ولد، بل أرجعناه إلى الذي وهبنا إياه، إن حياة الفقيد لم تتوقف، بل تغيّرت وتحوّلت إلى الأحسن، إن الأرض لا تخفي الشخص الذي نحب، بل السماء تستقبله. إن وقت الإنفصال لن يطول. فما دمنا في هذه الحياة، فنحن مسافرون على الطريق، إلى مكان الراحة نفسه، فالبعض لا يزال يسير، والبعض الآخر قد وصل، وآخرون لا يزالون يسرعون. لكن مكان الاستقبال هو واحد. ويقول في رسالة كتبها إلى النبيلة سيزاريا سنة 372 عن سر القربان المقدس:” إنه لجميل ومفيد لنا تناول القربان المقدس كل يوم”، فقد قال يسوع في الإنجيل: من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية. إننا نحن في كنيسة قيصرية نتناول أربع مرات في الأسبوع، في يوم الرب -الأحد- وفي أيام الأربعاء والجمعة والسبت، وفي كل يوم يكون فيه ذكر لقديس. ولا ضرورة لأن أشرح بأن المسيحي، في وقت الإضطهاد يمكنه أن يأخذ المناولة بنفسه، من دون حضور كاهن. فهذا ليس إهانة للقربان المقدس، ولا مخالفة لأوامر الكنيسة، فقد أقرّ التقليد العام هذه الممارسة. فنرى أن المتوحدين، الذين يعيشون في البراري يتناولون القربان المقدس بأيديهم، ويحتفظون بالقربان المقدس في صوامعهم ومناسكهم، وفي الإسكندرية، وفي مصر أيضاً كان بعض الأتقياء يحفظون القربان المقدس في بيوتهم ثم يتناولونه عند الحاجة، أو يوزعونه على من يطلبه لسبب شرعي. ولا عبرة لقول البعض أن الموزع يختلف عن مُقدّم الذبيحة، فهذا ليس بأمر مهم، لأن القربانة تحتفظ بقوتها الروحية، وبنعمها الكثيرة حتى حين لا يوزعها الكاهن نفسه الذي قدّم الذبيحة)…. كما جاء في عظة له عن الصوم ما يلي: بدأ الصوم في الفردوس عندما قال الرب لآدم: ” لا تأكل من شجرة الخير والشر “. وقد طُرد أبوانا الأولان من الفردوس بسبب عدم الصوم. فالصوم إذاً هو الذي به ندخل إلى الملكوت. تعترض على الصوم فتقول: إن صحتي لا تقوى على القيام به، وأنا لا أستطيع الانقطاع تماماً عن الأكل والشرب، لكن أسألك، قل لي بحقك، ما هو الدواء الذي يصفه بعض الأطباء للمرضى؟ أليس الانقطاع عن الأكل والشرب أو تناول الطعام الخفيف البسيط؟ إحذر أن تصوم فقط عن اللحم وتظن أن هذا ما يُطلب منك، إن الصوم الحقيقي هو الامتناع عن كل رذيلة… إنك ربما لا تأكل لحماً لكنك تنهش لحم أخيك، إنك تمتنع عن شرب الخمر ولكنك لا تلجم الشهوات الحمراء التي تلتهب في نفسك… ولست أعني بالصوم ترك المأكل الضروري لأن هذا يؤدي إلى الموت، ولكني أعني ترك المأكل الذي يجلب لنا اللذة ويسبب تمرد الجسد). كتب عن الصلاة: للصلاة شروط حتى تستجاب، منها أن يكون طلبنا موافقاً لإرادة الله. يقول يسوع ” إن أمكن يا أبي، أبعد عني هذه الكأس. ولكن لا كما أنا أريد، بل كما أنت تريد “. ومنها الثبات واللجاجة، ومنها إرادة الله أن نصلح سيرتنا قبل الإستجابة، ومنها عدم استحقاقنا لما نطلب أو عدم استحقاق من نطلب له، ومنها كون عدم الاستجابة أفضل من الإستجابة، أما إذا تحققت كل الشروط فلا شك أنه تعالى يستجيب صلاتنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة كاترينا السينائية | الولادة: – الوفاة: 307 وُلدت القديسة كاترين من أبوين مسيحيين غنيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي. كانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء، ويبدو أنها كانت من فئة النبلاء جميلة المنظر وذكية جداً، التحقت كاترين بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس.ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد، كما درست الفلسفة والبلاغة والشعر والعلوم الطبيعية واللغات، كل ذلك ولم يتجاوز عمرها العشرين سنة، وتقدم كثيرون يطلبون ودها فلم ترض بأحد منهم، ولما نفذ صبر أمها وكانت مسيحية واحتارت في أمر ابنتها، استعانت بناسك قديس كان يقيم خارج المدينة، فقال لها الناسك انه يعرف رجلاً أنبل من كل أهل الأرض بما لا يقاس وله سلطان على الكون برمته وقد خلق العالم بقدرته الذاتية، وهو أيضاً يلتمس عروساً له، ولا يرضى عن النفس البتول بديلاً، قال لها الناسك ذلك وصرفها وعادت كاترينا إلى بيتها متحيرة متأملة في قلبها، وفي نفسها شوق للقاء ذلك العريس كما وصفه لها الناسك. وفي الليلة نفسها رأت كاترينا والدة الإله وابنها يسوع، لكن الرب يسوع أبى أن ينظر إليها لأنها كما قال كانت بشعة طالما أنها تحت وطأة الموت والخطيئة، اضطربت كاترينا لهذا الحلم وعادت إلى الناسك فعلّمها وعمّدها ورأت ليلتها يسوع يقول لها: “ها هي كاترينا الآن مشرقة وجميلة، غنية ومزدانة بالحكمة والحق، الآن اقبلها عروسة نقية”. ولكي تختم والدة الإله خطبة كاترينا السماوية أخذت خاتماً ووضعته في إصبعها، واوصتها بألا تقبل عريساً آخر لنفسها غير الرب يسوع. في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبداً متكبّراً يكره المسيحيين، يجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تماماً بسبب انتشار المسيحية. أصدر مكسيميانوس منشوراً بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها، وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت، فوجد الوثنيون فرصتهم لإحياء العبادة الوثنية، وإشعال روح التعصب ضد المسيحيين. انطلقوا إلى المعابد يحملون معهم الضحايا للذبح. وإذ أراد مكسيميانوس مكافأتهم أقام لهم حفلاً كبيراً قدم فيه للآلهة عشرين عجلاً، وأصدر أمراً مشدداً بأن يتقدم المسيحيون بذبائحهم وقرابينهم للأصنام في هذا الحفل وإلا لحق بهم الموت، فسخر المؤمنون بهذا الأمر، كما لم تخف القديسة كاترين بل كانت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم. أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قراراً أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه. وفي يوم الاحتفال دُهش كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور، الذي كان جالساً بين رجال الدولة وكهنة الأوثان بحللِهم الأرجوانية المذهّبة، و بكل جرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور تقول له: “يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة”. ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب. وذهل القيصر من جمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت. و بدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية،أجابها الإمبراطور أنه ليس ملماً بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها، وأنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليسمعوا لها ويردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها، بالفعل أرسل الإمبراطور إلى عمداء الكلام والفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعاً غير عادي لمناقضة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور. وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يُحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم اُستدعيت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب. استعدّت القديسة بالصلاة والصوم وتشدّدت بروح اللَّه القدوس، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدّثت عن السيد المسيح وشخصه وعمله الخلاصي والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه. كانت تتحدّث بكل قلبها، تحمل سلطاناً كما من السماء. تحدّثت بكل قوة عن محبة اللَّه المُعلنة خلال الخلاص بالصليب. اقتنصت القديسة كاترين قلوب الكثيرين؛ وكانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تُعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة فانقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصرّ على إيقاد أتون نارٍ يُلقى فيه العلماء والفلاسفة الذين خذلوه. فكانت القديسة تشجّعهم وهي تُعلن لهم بأن أبواب السماء مفتوحة وأن السمائيين بفرحٍ يستقبلونهم، و تقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار في ليلة 17 نوفمبر عام 307م. في اليوم التالي أفاق الإمبراطور من سكرته، وبدأ يفكر في استمالة قلب الفتاة إليه، أما هي فقالت له: “كُف أيها الإمبراطور عن التملق في كلامك، فلقد صمّمت أن أخسر حياتي الأرضية ولا أُنكر يسوع المسيح إلهي، هدّدها الإمبراطور بتعذيبها، أما هي فاستخفّت بتهديداته معلنة أن الرب يسوع ينظر إلى ضعفها ويُعينها وسط آلامها. ثار الإمبراطور جداً وأمر بجلد القديسة بكل عنف وتمزيق كل جسدها. جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزّق جسمها وسالت دماؤها الطاهرة لتغطي المكان، و أُرسلت إلى السجن فكانت تشكر اللَّه وتسبحه على هذه النعمة أنها تأهلت أن تتألم لأجله، ظلّت في السجن اثني عشر يوماً متتالية وقد ضمّد الرب جراحاتها. وسمعت الإمبراطورة بأمر كاترينا فتحرك قلبها، وقامت بزيارتها برفقة ضابط اسمه برفيريوس، فلما تعرّفت بها وبانت لها نعمة الله عليها، آمنت بالمسيح وآمن الضابط أيضاً والجنود الذين كانوا في إمرته، ولما عاد الإمبراطور إلى المدينة بعد سفر قصير ليكتشف أن امرأته قد وقعت في المسيحية، فأمر بقطع رأسها مع الضابط والجنود الذين معه، وقد فعل ذلك لكي يفلت من زمام زوجته السابقة ويصفو له الجو مع كاترينا. وهنا تدخل الحارس الخاص بالإمبراطور وأخبره بأن لديه فكرة بها يُلزم الفتاة أن تتعبد للأصنام وأن تتزوجه ، وهي أن تُربط الفتاة بحبال قوية يرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية حادة، فعندما تبدأ العجلات تتحرك تحدث فرقعة مخيفة جداً فتضطر الفتاة إلى الاستسلام وإلا تموت. راقت الفكرة للإمبراطور وأراد تنفيذها وأمر بالقبض على كاترين فتقدّمت الفتاة بشجاعة دون اضطراب، وسلّمت جسدها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة. لكن ما أن رفعوها حتى امتدّت يد خفية قطعت الحبال ودحرجت القديسة على الأرض بعيداً عن الآلة. وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا. فآمن كثيرون عندما شاهدوا ما حدث، أما فوستينا فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالرب يسوع المسيح أمام الجميع، فقد الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وبورفيروس حارس السجن قد آمنا بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما ومعهما مائتين من الجنود كانوا قد آمنوا بالمسيح. شعر الإمبراطور بفشله في تعذيب كاترين فأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها. تأسّفت القديسة أنها لم تحظَ بشرف الاستشهاد. ولم يستطع الإمبراطور نسيان ما فعلته معه تلك الفتاة، وفي نوبة جنونية أمر بقطع رأسها بدلاً من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307م. استشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية. وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء. انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور. حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي. ثم نُقل الجثمان المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين. يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزاراً سياحياً كبيراً، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل، يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ورهبان وكهنة الدير من شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة. وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور وواحة فيران وطرفة. العكس ما كان ذلك فقد اعتنق هؤلاء المسيحيه. وبعد مرور حوالي ثلاث قرون من وفاة كاترينا ظهرت رفاتها المقدسه في حلم أحد رهبان الدير الذي كان قد اقامه جستنيان، فنقلت هذه الرفات ووضعت قي هيكل الكنيسة بصندوق رخامي بجانب الهيكل الرئيسي، وما زال الطيب المنساب من رفات القديسة يشكل أعجوبة دائمة، وأصبح الدير يعرف باسمها من القرن الحادى عشر. وتوجد كنيسة بالاسكندرية باسمها. يقال انه نقل الرهبان جثة القديسة الشهيدة من الجبل الذى يحمل اسمها وظل هناك – كما يقال – حوالي 500 سنة حتى نقل إلى الكنيسة التي بناها الإمبراطور جوستنيان فى نهاية القرن السادس. وفى النصف الأول من القرن الحادي عشر أقام أحد النبلاء كنيسة بجوار قصره أسماها كاترين، وقد أصبحت القديسة شفيعة العلماء ورجال الدين والفلاسفة، وقيل فى تاريخ «جان دارك» بطلة المقاومة فى التاريخ الفرنسي، أن القديسة كاترين ظهرت لها وشجعتها على تحمل الموت، فاستمرت فى المقاومة حتى حكم عليها بالموت حرقا فى 30 مايو سنة 1431 ميلادية، وانتشرت ذكرى القديسة كاترين فى كل أنحاء أوروبا بعد ذلك. حتى جرت العادة فى مدينة «روان» بفرنسا على أن يحتفل قسسها بإحياء ذكراها على نفس الطريق المتبعة إذ ذاك بواسطة الرهبان فى سيناء. يحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران، فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، وتعد “العليقة” من أشهر المزارات داخل الدير، ومن المعجزات أن أوراق هذه الشجرة خضراء طول العام ولا ينبت مثلها، وقد حاول بعض العلماء زرع جزء منها فى أماكن أخرى وباءت المحاولة كلها بالفشل. الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدّد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره. كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، وفندق للزوار وبرج أثري. ويقوم على خدمة الدير بعض أفراد من البدو. إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير، ومن بين مقتنيات المكتبة فرمانات توصى برهبان الدير، من أهمها وأشهرها المخطوط الموجود بالدير وهو الوثيقة الإسلامية الموقعة من كبار الصحابة وهم: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وغيرهم، ومكتوب بها «إلى الرهبان المسيحيين عامة.. لا نغير أسقفاً من أساقفته ولا راهباً من رهبانه، ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل من مال كنائسهم فى بناء مسجد، وأن تحفظ ذمتهم وبيعهم أينما كانوا من بر وبحر فى المشرق والمغرب، وفى الشمال والجنوب، وهم فى ذمتنا وميثاقنا وأمانتنا من كل مكروه”. وقد صممت الكنيسة فى دير سانت كاترين على شكل البازيليكا الرومانية، وأجمل ما فيها الهيكل المبنى على شكل نصف قبة رسمت عليها صورة المسيح وصور الأنبياء والرسل ومؤسس الكنيسة، وهناك صورة لموسى يتناول الوصايا العشر من يد مدت إليه من أعلى. وعلى يمين المذبح صندوق جميل من الرخام تحفظ فيه يد القديسة كاترين وجمجمتها، أما اليد فمحلاة بالخواتم النفيسة المقدمة كتبرعات وهدايا من زوار الدير، وفى قبو الممر الأوسط توجد فتحات تمثل الشمس وأشعتها والقمر فى تربيعه الأول، وهى موجهة ومائلة بشكل يجعل الشمس والقمر يخترقانها فى 25 مارس من التقويم البوليانى، وبذلك يضاء المذبح. وهناك كميات من اللمبات الفضية والأيقونات البيزنطية، وكذلك صورة الإمبراطور وزوجته ولمبات أخرى روسية الصنع من الذهب والفضة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار اسطاثاوس عبد النور هارون الرهاوي | الولادة: 1841 الوفاة: 1877 ولد في مدينة الرُها 1805م. ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره قدم أورشليم وهو شماس على عهد مار قورلـس عبد الأحد دجالة مطران أورشليم. استبقاه المطران في الدير واخذ يدربه على ترميمات الدير المتمادية وقلده إدارة الأماكن المقدسة والدير. ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره قدم أور. فشمّر عن ساعد الاجتهاد، ورأى أن يذهب إلى دير الزعفران ليشرح حالة الدير التي يرثى لها للبطريركية. فذهب ولكنه لم يلقَ صدى لكلامه لان الكنيسة هنالك، كانت مشغولة بأمور المارقين إلى البابوية. وكان البطريرك يومئذ جرجس الخامس (1819-1836) وكان غائبا عن الدير. وبعد وصول الراهب إلى دياربكر رقاه البطريرك إلى درجة الكهنوت عام 1834 وفي عام 1836 توفي البطريرك. وعقب وفاته رشـح باسيل إلياس الرابع مفريان المشرق للبطريركية. وأوفد قبل رسامته للآستانة لإستحصال فرمان البطريركية وفرمانات أخرى لاسترداد بعض الكنائس السريانية المغتصبة، فرافقه الربان عبد النور بصفته ترجمان لأنه كان يعرف السريانية والعربية والتركية والارمنية. وتكللت مساعيهما بالنجاح ورجعوا إلى دير الزعفران فحضر الربان عبد النور رسامة البطريرك إلياس التي تمت في 1 تشرين الأول سنة 1838م. و بعد الرسامة قام البطريرك بجولة في الأبرشيات السريانية مصطحباً معه الربان عبد النور ولما بلغ الرُها موطن صاحب الترجمة رقاه في أسبوع الفنطيقوسطي من سنة 1840 إلى درجة المطران ودعاه اسطاثاوس (في كنيسة مار بطرس وبولس)، وكتب البطريرك مطران عبد الأحد دجالة، مطران القدس الذي كانت أيامه الأخيرة قد دنت يخبر بهذه الرسامة. وفي كانون الأول 1840 انتقل إلى رحمة الله المطران عبد الأحد الزاهد المتعبد. فعين المطران عبد النور مطرانا لأورشليم بقرار من مجمع المطارنة في أوائل 1841م. وفي طريقه للقدس عرج على قرية صدد واصطحب من هناك رجلاً يدعى إلياس الكسرواني. ولما استلم الدير وجده في ضائقة مالية فاستعاد الأواني والذخائر التي رهنها سلفه في دير الأرمن، وزخرف هيكل كنيسة الدير بالنقوش. وفي عام 1842 دعته أبرشية الشام ليترافع في المحكمة الشرعية من اجل الكنائس المغتصبة في دمشق والنبك، فذهب وحكمت المحكمة بملكية السريان للكنائس وكاد يستعيدها لولا تدخل القنصل الفرنسي واستعمال نفوذه السياسي لدى الوالي فأحبطت مساعي المطران وعاد إلى القدس خائباً. وبعد مدة ذهب المطران إلى دير الزعفران ليطلب تخويله لجمع الزدق الاورشليمي فأناب مكانه في القدس الراهب افرام، وما أن سافر المطران حتى وشى به الراهب افرام إلى البطريرك زوراً فعزله البطريرك عن منصبه وعن رئاسة الكرسي الاورشليمي، وأسنده إلى الراهب افرام الذي اخذ يعيث فساداً في الدير فرهن بعض كتبه القيمة وحججه حتى استعادها المترجم بعد إرجاعه إلى منصبه. ورقي الراهب افرام إلى درجة المطرنة بمكيدة قام بها. ولما كشفت ألاعيبه عزل وارجع المطران عبد النور إلى رئاسة الكرسي الاورشليمي عام 1847. وتوفي البطريرك وخلفه البطريرك يعقوب فسافر إليه المطران عبد النور سنة 1853 لأخذ مناشير لجمع التبرعات لدير مار مرقص فأعطاه. وجال المطران مدة سنتين يجمع التبرعات وكان ذلك خلال الحرب وعاد إلى القدس عام 1855، ولم يكن المبلغ المجموع كافياً فأراد السفر إلى الهند لجمع التبرعات من أبناء الكنيسة السريانية الهندية. فغادر القدس في 24 تشرين الأول سنة 1855 يرافقه تلميذه الربان عبد الله بن يعقوب مخلوف الصددي، بعد أن أناب عنه تلميذه الثاني الربان جرجس كساب، وأبحر من يافا إلى الإسكندرية فمصر فالسويس وبلغ بومباي في الهند في 11 كانون الأول، ونزل في كنيسة الأرمن، وأقام في بومباي 65 يوما وفي 14 شباط سنة 1856 برحها إلى كوجين حيث وصلها بعد يوم. وفي اليوم التالي توجه إلى كوطيم. وطاف في الكنائس السريانية يجمع النذور لكنيسة أورشليم فزار أربعين كنيسة. وأهدته بيعة رانّي عكازاً أبوياً من العاج لأورشليم. ثم زار كنائس الشمال وجمع التبرعات. وفي 1857 زار بيعة كوطيم الكبرى، وقام ببناء مذابح من الحجارة لكنائس الهند بدل الخشب حسب عادة الكاثوليك. وفي عام 1862 كتب القس فيلبس من الهند إلى اثناسيوس اسطيفانس قائلا ” ا نابانا المطران عبد النور جاء إلينا وتردد في جميع الكنائس، وأعطيت له نذور لأورشليم حوالي عشرة آلاف روبية”. وذكر يوسف ايتوب ريتر “إن هذا المطران زار اثناسيوس متى حال وصوله، ثم طاف الكنائس يجمع النذور لكنيسة القيامة. فجمع من الجنوب 6500 روبية، ومن الشمال 3000 روبية. كما إن الراهب أيضا حصل على 800 روبية”. وكان قد بدل اسمه الأبوي اسطاثاوس إلى غريغوريوس لغلبة هذا اللقب على مطارنة أورشليم. ورجع من الهند إلى القدس سنة 1857. وشرع بعمارة الدير وانتهى البناء عام 1858 ثم ابتاع ارض بجوار المسكوبية بثلاثماية ليرة وأوقفها على الدير. وفي عام 1871 سافر لدياربكر لحضور مجمع الانتخاب الذي عقد عقب وفاة البطريرك يعقوب الثاني ولكن لأسباب مجهولة لم يحضر المجمع. ولما تقلد بطرس الرابع البطريركية عزله ثانية عن كرسيه لخلاف نشب بينهما وبقي بعيداً عن كرسيه ثلاث سنوات. وأخيراً زال الخلاف وعاد إلى كرسيه عام 1873 وبقي فيه حتى وفاته في 8 نيسان سنة 1877، واشتركت كافة الطوائف في القدس للصلاة على جثمانه ودفن باحتفال مهيب بقبر خاص في دير مار مرقص. نقله يعقوب هارون من كتاب “عقد الجمان في أخبار السريان” تأليف الدكتور جورج أنطون كيراز. ملاحظة 1: أ-العكازة المذكورة أعلاه لا يزال موجودة في دير مرقص – القدس. ب- وأخاه هارون بن بوغوص كشيش أوغلي الرهاوي الخطاط المشهور، مذكور اسمه في كتاب اللؤلؤ المنثور – للبطريرك أفرام برصوم. ملاحظة 2:(حسب معلوماتنا، أخر مطرانين من مدينة الرها هم: 1- مطران عبدالنور كشيش أوغلي هارون، 2- مطران عبدالنور من بيت إيصوت- لا نعلم عنه شيء سوى إن كرسيه كان في مدينة دياربكر، وكان يضخم الأشياء في حديثه وله قصة ظريفة في هذا الموضوع)! مرسلها : يعقوب هارون موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| القديس مار أغناطيوس النوراني | الولادة: 30 الوفاة: 107 ✝️ نَشْأَة إِغْناطيوس وخِدْمَتُهُ وُلِد إِغْناطيوس (إِجناتيوس، إِجناطيوس) حوالي عام 30 م. وقيل إنّه نشأ في سوريا. ويرى البعض أنّه الطفل الذي حمله السيّد المسيح مُقدِّماً إيّاه مَثلاً للتواضع (متّى 18: 2-4). إذ رأى الرسل غيرته المتقدة رسموه أُسقُفاً على أَنْطاكية. وقد اختلف البعض في شخصيّة من سامه، فيرى البعض أنّ الرسول بطرس سام إفوديوس على اليهود المتنصّرين، والرسول بولس سام إِغْناطيوس على الأُمم المتنصّرين. وعندما تنيّح الأوّل تسلَّم إِغْناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها. اتَّسَم بغيرته على خلاص النفوس، فكسب الكثير من الأُمم للمسيح، كما اتَّسَم بحبّه الشديد لشعبه، وهو ما ظهر في حديثه مع مستقبليه في سِميرنا أثناء رحلته إلى روما للاستشهاد، إذ كان يذكرهم ويطلب الصلاة من أجلهم. 🎶 نِظَام التَّسْبيحة قيل إنّه رأى في رؤيا الملائكة تُسبِّح مُمجِّدة الثالوث القدّوس، فنقل النظام الذي لاحظه إلى الكنيسة الأَنْطاكيّة، ثم انتشر بعد ذلك بين بقية الكنائس. 👑 لِقاؤه مع تراجان إذ سمع الإمبراطور تراجان بغيرته على انتشار المسيحيّة استدعاه، ودخل معه في حوار بشأن “يسوع المصلوب”. وانتهى الحوار بأمرٍ أن يُقيَّد إِغْناطيوس ويُقاد إلى روما ليُقدَّم هناك طعاماً للوحوش الضارية. ابتهج الأسقف إذ سمع بذلك، وحسب الأمر الإمبراطوريّ أعظم هديّة، فجثا وصرخ: «أشكرك أيّها السيّد الرب، لأنّك وهبتني أن تُشرِّفني بالحبّ الكامل نحوك، وسمحت لي أن أُقيَّد بسلاسل حديديّة كرسولك بولس». ثم قبّل قيوده متضرِّعاً إلى الله أن يحفظ الكنيسة التي خدمها حوالي أربعين عاماً. 🛶 إلى رُوما خرج القدّيس في حراسة عشرة جنود، وصاحبه من كنيسته فِيلون وأغاتوبوس. ولشدّة حبّ الشعب له، عامله الجنود بقسوة متعمّدة، فدعاهم بالفُهود. وصل إلى سِميرنا حيث استقبله القدّيس بوليكاربُس، وجاءت وفود من كنائس أَفَسُس وتَراليا ومَغنيزيا، فاغتنم الفرصة وكتب رسائل لهم. كما كتب رسالة إلى كنيسة روما، جاء فيها: «لا تُظهروا لي عطفاً في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعاماً للوحوش الضارية… إنّني خبز الله، اتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لأكون خبز المسيح النقيّ». 📜 في تَرواس ورِحْلَته الأخيرة أبحر من سِميرنا إلى تَرواس، وكتب ثلاث رسائل: إلى فيلادلفيا، وسِميرنا، وبوليكاربوس. ثم توجّه إلى نيوبوليس، ومنها إلى فيلبّي، ثم إلى إيبيرُس وتيرينِه، وأخيراً إلى بورتوس حيث استقبله الإخوة بفرحٍ ممتزج بالحزن. جثا وصلّى لكي يوقف الله موجة الاضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبّة الإخوة بعضهم لبعض. 🦁 اسْتشهاده وتِذْكاره أسرع به الجنود إلى الساحة، حيث أُطلقت الأسود فوثبت عليه ولم تُبقِ منه إلا القليل من العظام. جمع المؤمنون ذخائره وأرسلوها إلى كنيسته في أَنْطاكية. تُعيِّد له الكنيسة في ٧ أبيب. مصدر آخر ✝️ إِغْناطيوس النُّورانيّ الأَنْطاكِيّ إِغْناطيوس المُلقَّب بالنُّورانيّ أو الأَنْطاكِيّ، والذي يُدْعَى أيضاً ثيوفوروس (باليونانيّة: Θεοφόρος أي حامل الإله)، هو قدّيس وأحد آباء الكنيسة، وكان على الأرجَح أحد تلامذة الرَّسولين بطرس ويوحنّا. هو ثالث أُسقُف (بطريرك) على أَنْطاكية بعد بطرس وإفوديوس الذي تُوفِّي حوالي سنة 68 م. وقد ذكر “أبو التاريخ الكنسي” أوسابيوس القيصريّ أن إِغْناطيوس خلَفَ إفوديوس بشكلٍ جعل فيه تسلسله الرسوليّ أكثر قربًا، حيث إن بطرس نفسه أقامه على كُرسيّ أَنْطاكية. ويُصنَّف إِغْناطيوس بشكلٍ عام كأحد آباء الكنيسة الرسوليّين (أي المجموعة الرسميّة الأولى من آباء الكنيسة)، وتعترف جميع الكنائس الرسوليّة بقداسته. الكنيسة الكاثوليكية الغربية تعيّد له في 17 تشرين الأوّل (أكتوبر). الكنيسة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، بالإضافة إلى الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، تعيّد له في 20 كانون الأوّل (ديسمبر). 🕊️ فَلْسفة حياته واسْتشهاده كانت خُلاصة فلسفة إِغْناطيوس في الحياة أن يعيش عمره مُحاكيًا حياة السيّد المسيح. وقد اعتقلته السلطات الرومانية وأرسلته إلى روما تحت ظروف اعتقال شديدة القسوة، حيث قال في إحدى رسائله: «من سوريا إلى روما حاربت ضد مسوخ متوحّشة، على الأرض وفي البحر، في الليل والنهار، مُلزَم بالبقاء بين عشرة نمور، وبرفقة جنود يزدادون سوءًا وجفاء كلّما حاولوا إظهار اللطف». (من رسالة إِغْناطيوس إلى أهل روما 5). مات إِغْناطيوس شهيدًا في عاصمة الإمبراطوريّة، حيث أُلقي في أحد المسارح الرومانية لتفترسه الأسود في عهد الإمبراطور ترايانوس. وكانت غاية السلطات أن تجعل منه عِبرة لغيره من المسيحيّين كي يخافوا ويتوقّفوا عن نشر معتقداتهم. 📜 رسائل إِغْناطيوس الأصليّة كتب إِغْناطيوس سبع رسائل تُعَدّ أصليّة: الرسالة إلى أهل أَفَسُس (Ephesus). الرسالة إلى أهل مَغنيسية (Magnesia). الرسالة إلى أهل تَرَاليس (Trales). الرسالة إلى أهل رُوما (Roma). الرسالة إلى أهل فيلادلفيا (Philadelphia). الرسالة إلى أهل سِميرنة (Smyrna). الرسالة إلى بُوليكاربوس أسقف سِميرنة. تُعَدّ هذه الرسائل من أهم مصادر الفكر المسيحيّ المبكّر، حيث أثبتت أهميتها في تطوّر اللاهوت، وأظهرت مفاهيم جديدة حول الإفخارستيا، ووَحْدَة الكنيسة تحت الأسقف، وإلوهيّة المسيح. 📖 تعاليمه اللاهوتيّة أكَّد إِغْناطيوس على إلوهيّة المسيح: «هُناك طبيب واحد يمتلك كلاً من الجسد والروح… هو سيّدُنا يسوع المسيح» (الرسالة إلى أهل أَفَسُس 7). أطلق على التناول المقدّس اسم “علاج الخلود” (الرسالة إلى أهل أَفَسُس 20: 2). شدَّد على الولاء لأسقف واحد في كلّ مدينة، قائلاً: «حيثما يكون الأسقف، فليتواجد الشعب، وحيثما يكون يسوع المسيح، هناك الكنيسة الكاثوليكيّة» (الرسالة إلى أهل سِميرنة 8). هو أوّل من استخدم لفظة “كاثوليكوس” (كاثوليكيّة) لوصف الكنيسة. دعا إلى ترك السبت اليهوديّ واستبداله بـ “يوم الرب” (الأحد) باعتباره اليوم الذي فيه تجلّت القيامة. 🕯️ رسائل منسوبة إليه (مزيفة) في القرن الخامس الميلادي أُضيفت إلى مجموعة رسائله الأصليّة نصوص زائفة، منها: الرسالة إلى أهل طرسوس. الرسالة إلى أهل أنطاكية. الرسالة إلى هيرو، شماس في أنطاكية. الرسالة إلى أهل فيلبي. رسالة ماريا المتنصّرة حديثًا إلى إِغْناطيوس. الرسالة إلى مريم في نيابوليس. رسالتان إلى القديس يوحنا. رسالة منسوبة إلى العذراء مريم. وقد اعتبر الباحثون أن هذه الرسائل أُلِّفت لاحقًا لإقحام إِغْناطيوس في النزاعات اللاهوتيّة، وهي لا تُعَدّ موثوقة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون |