Dokument-kategori: آباء وقديسون
| Title | Excerpt | Categories | Link |
|---|---|---|---|
| القديس لويس التاسع ملك فرنسا | الولادة: 1214 الوفاة: 1270 👑 النشأة والبداية وُلِدَ لويس في 20 إبريل عام 1214 في بويسي بالقرب من باريس بفرنسا. وكان والده الملك لويس الثامن وأمّه الملكة بلانش، وهي إسبانية الأصل. وقد نشأ نشأة دينية منذ صغره بفضل توجيهات والدته. 🕊️ تولّيه العرش تُوُفِّيَ ملك فرنسا لويس الثامن فجأة عام 1226 بعد حكم دام ثلاث سنوات، فُتِّوِجَ ابنه الصغير لويس التاسع ملكًا على فرنسا تحت وصاية والدته، وكان عمره آنذاك اثني عشر عامًا. ⚖️ إصلاحاته وحياته العائلية امتاز عهده بإصلاحات متعددة في النواحي الإدارية والقضائية والمالية، إذ طوّر النظم القديمة التي كانت سائدة، وتعهد بنشر الإنجيل في مملكته. تزوّج ورُزِقَ أحد عشر ابنًا ربّاهم تربية مسيحية فاضلة. وكان في حياته مثالًا للمؤمن العلماني الملتزم بمبادئ الإنجيل. 🌹 تكريمه للعذراء اشتهر لويس التاسع ملك فرنسا بحبّه لمريم العذراء وتكريمه لها. وكان يطلب حمايتها كلما اضطربت حبال السكينة في بلاده. ✝️ الحملات الصليبية قام الملك لويس التاسع بقيادة الحملة الصليبية المشهورة، المعروفة بالحملة السابعة بهدف استرداد بيت المقدس. وبعد ثلاث سنوات من الاستعداد للحملة، أبحر الملك الفرنسي إلى الشرق سنة 1248، قاصدًا مصر. 🌍 إنجازاته وسماته جمع لويس التاسع بين صفات الملك العادل، والقائد الناجح، والقديس التقي. فامتاز عهده بالسلام الشامل، وبالتقدم الحضاري الكبير في ميادين العلوم والفنون. 🕯️ انتقاله للسماء تنيَّح الملك لويس التاسع في تونس في يوم 25 أغسطس عام 1270، وخلفه في الحكم ابنه الملك فيليب الثالث. ويُقال إن الملك لويس تُوُفِّيَ بسبب إصابته بمرض الطاعون الذي كان منتشرًا في هذا الوقت. ⛪ إعلان قداسته قام البابا يونيفاس الثامن بإعلان قداسة الملك لويس عام 1297، فهو الملك الوحيد في تاريخ فرنسا الذي يأخذ لقب “قديس”. وهو شفيع الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية. … | آباء وقديسون | |
| القديس برثلماوس الرسول الشهيد | الولادة: – الوفاة: – 🌿 النشأة والدعوة بالميلاد اسمه “نثانئيل” ويعني “عطيّة الله”، تحوَّل اسمه إلى “برثلماوس” وهو اسم آرامي يعني “ابن تلماي”. وُلِدَ في القرن الأول الميلادي، وكان من أوائل التلاميذ الذين تبعوا الرب يسوع المسيح، حيث دعاه فيلبس الذي كان قد صار تلميذًا هو الآخر. يقع ذكر موقف التعارف بينه وبين السيد المسيح في (يوحنا 1 : 45 – 51). وفي التقليد، وبحسب شهادة المؤرخ يوسابيوس القيصري، فقد بشَّر برثلماوس الهند وترك فيها نسخة من بشارة متى. كما تبع القديس يهوذا تدّاوس الرسول إلى أرمينيا ليبشّرا فيها بالإنجيل إلى أن استُشهِدا بها، وصار كلاهما شفيعي الكنيسة الأرمينية. ✝️ الاستشهاد كان استشهاد القديس برثلماوس الرسول حالة فريدة وبشعة للغاية، حيث تم اعتقاله من قِبَل شقيق الملك ويُدعى “أستياجيس”، بعد انتشار الإيمان في أرمينيا التاريخية حتى وصل إلى تعميد الملك “بوليبيوس” ملك أرمينيا. وكان استشهاده عن طريق سلخ جلده وهو حيّ، ثم تلا ذلك صلبه على صليب مقلوب. 🏛️ نقل الزخائر في القرن الثالث عشر تم بناء دير على اسم القديس برثلماوس في نفس الموقع الذي شهد عملية استشهاده بـ “ﭬاسپوركان” في أرمينيا العظمى. وكتب مؤرخ يُدعى “ثيودورس ليكتور” من القسطنطينية، أنه في القرن الخامس أهدى الإمبراطور “أنستاسيوس” زخائر القديس برثلماوس إلى مدينة تُسمى “دورا أوروبوس”، والتي تم اكتشافها في الحدود السورية. كما وُجِد جزء من الزخائر في كاتدرائية القديس برثلماوس الرسول بجزيرة “ليباري” الإيطالية، وقد انتقلت إليها هذه الزخائر عن طريق القسطنطينيين، وهي عبارة عن أجزاء كبيرة من جلده المسلوخ وبعض عظامه. وقد كانت سبب بركة في “ليباري”، وحدث بشفاعة القديس العديد من المعجزات. بعدها نُقِلَت الزخائر المقدسة إلى كاتدرائية أخرى تحمل اسمه في “بنيـﭬنتو” بجنوب إيطاليا عام 838م، ومازالت محفوظة بإكرام فيها حتى اليوم. كما أن أجزاء من الجمجمة موجودة بكاتدرائية تحمل اسمه في فرانكفورت بألمانيا، وزخائر من الذراع محفوظة بإكرام في كاتدرائية كانتربري بإنجلترا. 🌟 معجزاته توجد معجزات كثيرة حدثت بشفاعة القديس قبل وبعد استشهاده، لكن الأشهر منها معجزتان في جزيرة “ليباري” الإيطالية: المعجزة الأولى: في تذكاره السنوي وبعد أعوام قليلة من بناء كاتدرائيته بليباري، كان المحتفلون يحملون تمثالًا من الفضّة له على أعناقهم ويطوفون به نزولًا وصعودًا. لكن في أحد الأعوام لم يتمكن أي عدد من الرجال مهما بلغت قوتهم من حمله لأكثر من بضع ثوانٍ بسبب ثقله غير العادي. تكرر الأمر ثلاث مرّات، وفي المرة الأخيرة سمع المصلّون دوي انهيار، فوجدوا الجدران السفلية المبنية أسفل التلّ قد تهدمت. ولولا ثِقل التمثال العجيب لمات أغلبهم تحت الأنقاض. المعجزة الثانية: خلال الحرب العالمية الثانية قرّر النظام الفاشي الاستيلاء على تمثال القديس برثلماوس المصنوع من الفضّة لتمويل الحرب. لكن عند وضعه على الميزان لم يزن سوى بضعة جرامات برغم ضخامته! فأُعيد إلى الكاتدرائية ظنًّا أنه ليس من الفضّة الخالصة، بينما وزنه الحقيقي كان كبيرًا. ولهذا يُنسَب للقديس برثلماوس العديد من المعجزات الخاصة بأوزان الأشياء. 🎨 شفاعته ورمزه يُرسَم القديس في الأيقونات واللوحات الفنية حاملاً سكين الدبّاغ (أداة استشهاده) ويتدلّى منه جلده المُنسلخ. وهو شفيع دولة أرمينيا، ودولة مالطة، والدبّاغين، والجزّارين، وعُمّال تجليد الكتب، ومرضى الأعصاب. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوية ماريا بيلار إزكويردو ألبيرو | الولادة: 1906 الوفاة: 1945 👶 الميلاد والنشأة وُلدت ماريا بيلار إزكويردو ألبيرو عام 1906 في سرقسطة بإسبانيا وسط عائلة فقيرة ماديًا لكنها غنية بالإيمان والفضائل. منذ طفولتها، تميّزت بحبها العميق لله وللفقراء، حتى إنها كانت تتخلى عن طعامها وأغراضها لمساعدة الآخرين. لم تتعلم القراءة أو الكتابة، وكانت تعتبر نفسها “جاهلة” لا تعرف سوى الحب والمعاناة، لكن هذا لم يمنعها من عيش حياة تقوى وبذل. ⚡ الاختبارات والآلام في سن الثانية عشرة بدأت تختبر الآلام الجسدية، ثم أُصيبت بأمراض غامضة، وتعرضت لحوادث أدت إلى كسور وشلل نصفي وفقدان للبصر والسمع. عاشت أكثر من اثني عشر عامًا طريحة الفراش، لكنها حوّلت ألمها إلى رسالة روحية، فصار بيتها البسيط مدرسة للإيمان والرجاء، خاصة خلال سنوات الحرب الأهلية الإسبانية، حيث كان الكثيرون يزورونها لينالوا منها التعزية الروحية. 🙏 الشفاء والخدمة عام 1939 شُفيت ماريا بيلار بشفاعة العذراء مريم من شللها وأمراضها بشكل عجيب، واستعادت صحتها. هذا الحدث غيّر مسار حياتها، إذ بادرت إلى تأسيس جماعة “عمل يسوع” التي تطورت لاحقًا لتصبح “مرسلي يسوع ومريم”، تهدف إلى خدمة الفقراء والمرضى والأطفال. ورغم الصعوبات التي واجهتها الجماعة، وُجد لها دعم من الكنيسة، وأُعيد إحياء رسالتها بعد فترة من التوقف. ✝️ معاناة لاحقة واستشهادها الروحي مع مرور السنوات، عادت ماريا بيلار لتختبر طريق الصليب من جديد عبر أمراض جسدية وآلام نفسية شديدة، لكنها لم تتوقف عن رسالتها في خدمة الضعفاء. تعرضت جماعتها لمكائد وافتراءات أجبرتها على الانسحاب عام 1944، لكنها بقيت أمًّا مُحبّة لبناتها اللواتي تبعنها وظللن أوفيات لمسيرتها الروحية. وفي عام 1945، بعد معاناة مع المرض وحادث سيارة، رحلت عن عمر 39 عامًا، تاركة إرثًا من الحب والتضحية. 🌟 التكريم والإرث بعد وفاتها، واصل تلميذتها والكهنة الداعمون لها مسيرتها التبشيرية، وتم الاعتراف رسميًا بجماعتها لاحقًا وانتشرت في عدة بلدان. بدأت قضية تطويبها عام 1983، وأعلنها البابا يوحنا بولس الثاني “مكرمة” عام 2000، ثم طُوِّبت رسميًا عام 2001. واليوم تُعد ماريا بيلار مثالًا حيًّا على الإيمان الصامد في الألم، ورسالة حب ورحمة تتواصل عبر صلواتها وجماعتها المنتشرة في العالم. … | آباء وقديسون | |
| القديس نيكولا من تولينتينو | الولادة: 1245 الوفاة: 1305 القديس نيكولا من تولينتينو المتصوّف الملقب بـ “شفيع الأنفس” 👶 الميلاد والنشأة وُلِدَ “نيكولا” حوالي عام 1245م، بمدينة سانت أنݘلو – إيطاليا. أطلق عليه والداه هذا الاسم تيمُّنًا بالقديس نيكولاوس أسقف ميرا، والذي كانا يترددان على مزاره طالبين صلاته من أجل أن يكون لهما طفلًا. كذلك عُرِف بين إخوته بالدير أنه شديد التواضع وناسك حقيقي يعيش إماتة الجسد من أجل تحقيق شفافية نفسه واستماعه لصوت الله بشكل أوضح. كان شهيرًا بحسن معاملته للفقراء والصبر عليهم حتى مع من يمتلك طباعًا مستفزَّة، لذلك كان الدير يوليه مسئولية توزيع الطعام على الفقراء اللاجئين عند باب الدير. 🍞 معجزات الصوم والقداسة كان شغله الشاغل مواجهة التدهور الأخلاقي، والذي جاء مع تطور حياة المدينة في أواخر القرن الثالث عشر. وخلال أحد أصوامه الطويلة على هذه النيّة، تراءت له العذراء مريم والقديس أغسطينوس شفيع رهبنته، وطلبا إليه أن يكسر صومه وأشارا إلى خُبزٍ وُجِد فجأة بكمية كبيرة في محبسته، يحمل علامة الصليب ومغموس في ماء. بمجرد أن أكل الأب نيكولا هذا الخبز، فارقه ضعفه الشديد وهُزاله بفعل الصوم. كما يُذكَر أنه كان دائمًا ما يُذكِّر الناس بأنه آداة في يد الله، فكان يجيب على تساؤل من حدثت لهم معجزات الشفاء بأن يحكي لهم عن رحمة الله لا عن قدرته كناسِك. منذ ذلك الحين أصبح الرهبان الأغسطينيين يكرمون تذكار القديس نيكولا بتبريك كميات من الخبز وتوزيعها على المرضى في عيده، وقد أطلقوا عليه اسم “خبز القديس نيكولا”. ✝️ الخدمة الروحية والتكريس بعُمر التاسعة والعشرين، تراءى له ملاك الرب، وقاده في انخطاف روحي نحو مدينة تولنتينو، الواقعة بوسط إيطاليا والقريبة من مسقط رأسه، حينها تأكد الأب نيكولا أنه مدعو لخدمة هذه المدينة، وطلب من رئاسته الروحية أن يتم نقله إلى هناك وتم النقل فعليًا. لدى وصول الأب نيكولا إلى هناك، حاول أن يكون راعيًا للجميع من خلال تواجده في الدير الأغسطيني بها، فوقف على مسافة واحدة من الجميع. كذلك ظل يتابع صلواته وأصوامه حتى يستطيع أن يكون له دور روحي ودور إرشادي في إحلال السلام في المدينة، ووقف القتال بين الجانبين. كان الأب نيكولا يعتبر أن صلاته وصومه ومحبته للجميع هي السبيل الوحيد لإيقاف تنامي السلوك العنيف وتزايُد أعداد المسلحيين من المدنيين، واشتعال الاستقطاب والاحتقان السياسي. خلال فترات الأصوام حدث الانخطاف الروحي مرة أخرى، وهذه المرة شهد الأب نيكولا الأنفس المطهرية وعاين معاناتها، وقد كرَّس جزءًا خاصًا من صلواته وتقوياته نحو طلب الرحمة لهذه الأنفس المتألمة بالبعد عن حضن الأب السماوي. 🕊️ الوفاة والتكريم وبسبب اهتمامه الشديد هذا أطلق عليه البابا “لاون الثالث عشر” عام 1884م لقب شفيع الأنفس المطهرية. في مرضه الأخير عانى الأب نيكولا كثيرًا، لكن ذلك لم يمنعه من استكمال إماتاته الجسدية على نيات الإهتداء للإيمان وراحة الأنفس المطهرية، إلى أن توفِّيَ بعطر القداسة في 10 سبتمبر 1305م، عن عمر ناهز الستين. تمّ دفنه بمدينة تولنتينو وأُعيد اكتشاف زخائره المباركة عام 1926م. أعلنه البابا “يوݘينيوس الرابع” قديسًا عام 1446م. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي فرنسيس كارليس غونزاليس | الولادة: 1894 الوفاة: 1936 الطوباوي فرنسيس كارليس غونزاليس الكاهن الفرنسيسكاني الشهيد 👶 الميلاد والنشأة وُلِد الطوباوي فرنسيس كارليس غونزاليس في 14 يناير 1894م في بلدة سان جوليان دي ريكيجو بمقاطعة بونتيفيدرا – إسبانيا، من والدين بسيطين تقيين. نال سر العماد يوم ميلاده، ثم سر التثبيت في سن عامين. وفي الخامسة عشرة من عمره انضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، وارتدى الثوب الرهباني عام 1909، ونذر نذوره الأولى سنة 1910، ثم النذور الاحتفالية عام 1913. 🎓 التعليم والخدمة الكهنوتية أكمل دراساته الفلسفية واللاهوتية وسيم كاهنًا في 2 يونيو 1917 بقرطبة. بدأ خدمته الكهنوتية بدير فوينتيوبيجونا، ثم أُرسل عام 1922 إلى الأراضي المقدسة، حيث خدم في كنيسة القيامة والقديسة كاترين في بيت لحم، وكذلك في عين كارم. انتقل بعد ذلك إلى سوريا ليتعلم اللغة العربية في كلية حلب، فأتقنها بجانب الفرنسية والإيطالية. خدم في رعية كناي كسكرتير، ثم مساعدًا في حلب، وبعدها رئيسًا وكاهنًا لرعية جديدة في الرام حتى عام 1931. في العام نفسه أُرسل إلى رعية سان جيوفاني قرب القدس، حيث خدم ثلاث سنوات. وبعد 12 عامًا من الخدمة في حراسة الأراضي المقدسة، عاد إلى إسبانيا عام 1934، وتوزعت مهامه بين كلية تشيبيونا ودير فوينتيوبيجونا. ✝️ الاستشهاد والتكريم خلال الاضطهاد الديني في إسبانيا، اعتُقل مع عدد من الرهبان الفرنسيسكان، وأُعدموا جميعًا فجر 22 سبتمبر 1936 في أزواجا – باداخوز. وهكذا نال إكليل الاستشهاد عن عمر 42 عامًا، منها 26 عامًا في الرهبنة و19 عامًا كاهنًا. تم تطويبه على يد البابا بنديكتوس السادس عشر في 28 أكتوبر 2007، وما زالت الكنيسة تستشفع بصلاته. … | آباء وقديسون | |
| القديس الأنبا أور | الولادة: – الوفاة: – 📜 مولد القدّيس أور وظروف نشأته نشأ القدّيس أور في إحدى بلاد الشرق (بلاد فارس)، وكان أبوه يُدعى ابراشيت، أمّا أمّه فكانت ابنة ملك تلك البلاد. واستطاع أبوه أن يتقرّب من الملك، وكان يقيم في قصره بعد وفاة زوجته التي رزق منها بولدين. وقد أُعجب بابنة الملك الحسنة الصورة، فتطلع إليها وأحبّها كثيرًا حتى أوقعها معه في الخطيئة، فحبلت منه. ولما علمت الملكة بذلك حزنت كثيرًا، وخشيت أن تُخبر الملك، وأخفت الأمر عنه إلى أن ولدت ابنة الملك طفلًا حسن الصورة أُسموه أور، ومعناه: من وُجِد خِلسة وسرًا. وكان ميلاده في الثاني والعشرين من شهر كيهك. وبعد ثلاث سنوات ماتت أمّه، فاحتفظت به الملكة، وأخفته في حجرات القصر خوفًا من أن يراه الملك، وكانت تحبّه وتعزّه كثيرًا، وكلما دخلت عليه كان وجهه يضيء كالشمس وتفوح منه روائح بخور طيبة، وكانت تخشى أن يفزع الطفل من ذلك المنظر. 👼 رؤى القدّيس أور في طفولته كان الطفل أور يحكي أنّ طائرًا ذا وجه يضيء كالشمس، ووسطه مشدود بمنطقة من ذهب أحمر، وجسده كالنار، ورجليه كالنحاس اللامع، ووجهه يشبه وجه إنسان، وصوته كأمواج البحر الهائج، وكان إذا رآه يسقط مرعوبًا. فيقيمه الطائر قائلًا: “هكذا لا تخف يا أور. أنا غبريال رئيس الملائكة الواقف أمام الله القدّوس. أنا قائم معك من يوم مولدك وإلى الآن، ولن أتخلى عنك حتى تنتهي أيام غربتك على الأرض، ويكون لاسمك صيتًا عظيمًا.” فلما سمعت الملكة وأبوه هذا الكلام تعجّبا ووقع عليهما رعب عظيم. ⚔️ غضب الملك وهروب الأسرة عندما بلغ الطفل أور ثماني سنوات، كان الملك يتجوّل في القصر، فرآه وعرف أنّ ابراشيت قد رزقه من ابنته، فحمِي غضبه وأراد قتل ابراشيت. لكن ابراشيت هرب وأخذ ولديه والطفل أور، وخرج من القصر متجهًا نحو أورشليم. عندها ظهر لهم ملاك الرب غبريال وأمرهم بالذهاب إلى مدينة الفيوم في أرض مصر، وأراهم موضع سكنهم وهو جبل النقلون. وبعد خمسة أشهر مات ابراشيت، وترك أولاده الثلاثة الذين صاروا مسيحيين. 🕍 تأسيس بيعة رئيس الملائكة غبريال عندعود الفتى أور، ظهر له الملاك غبريال ومعه القدّيسة مريم العذراء والملاك ميخائيل، وطلبوا منه بناء بيعة باسم رئيس الملائكة غما اشتدّ بريال، وحددوا له موضعها. وكان ذلك في الثالث عشر من شهر أمشير. وبدأ القدّيس أور البناء، وكان الملاك غبريال يعينه بمعجزات واضحة، واستمر أور في البناء بكل قلبه وفكره. 👑 عودة أور إلى المملكة مات الملك جدّ القدّيس أور، وتولى ابنه الحكم. واشتدّ حزن الملكة الجدّة على حفيدها البعيد، فألحّت على ابنها الملك أن يبحث عنه. فأرسل رسله وجنوده ليأتوا به. ظلّوا يبحثون عنه حتى وجدوه في الفيوم بجبل النقلون، قائمًا ببناء البيعة. وتوسلوا إليه أن يعود معهم خوفًا من بطش الملك إذا رجعوا بدونه. فطلب أور مهلة ليعرف مشيئة الرب، ومكث الليل كله يصلي. فظهر له الملاك غبريال وأمره بالذهاب لأن ذلك خير له وللبيعة. فذهب معهم، واستُقبل استقبال الأمراء، وجلَس مع الملك على الكرسي، وأخبر جدته بما صنعه الرب معه وما يقوم به من بناء البيعة. 🙏 طلبه للرجوع إلى جبل النقلون طلب القدّيس أور الإذن من الملك ليعود إلى إكمال بناء البيعة، لكن الملك رفض. فحزن أور وصلّى إلى الرب أن يحنّن قلب الملك. فقد تُرئِيَ (تُرِئِيَ) الملاك للملك والملكة في حلم وأمرهما بإطلاق القدّيس أور. فأرسلاه ومعه ذهب كثير لبناء البيعة. 😈 حرب الشيطان للقدّيس أور عندما عاد إلى جبل النقلون، أراد إعادة البناء بالطوب الأحمر بدل اللبن. لكن إبليس لم يحتمل أن يرى البيعة تُبنى، فحارب القدّيس أور بحيل كثيرة: ظهر له في أشكال مخيفة. تشبّه براهب شيخ ليتسلل بين العمال. كان يكسر الجرار المملوءة بالماء ويعطل العمل. ثم صار يناول الطوب ويلقيه على العمال ليؤذيهم. ولما أثار فتنة واتُّهِم القدّيس أور ظلمًا بأنّه تسبب في قتل عامل، ظَهِرَ (ظُهِرَ) رئيس الملائكة غبريال وربط الشيطان، وجعل العامل يقوم حيًا، فتعجب الجندي الذي قبض على القدّيس ومجّد الله. واستمر القدّيس حتى أكمل بناء البيعة في الثالث عشر من شهر بؤونه. في تلك الليلة، أشرق نور عظيم وظهر رئيس الملائكة غبريال، وقال له: “السلام لك يا أور حبيب الله… البيت الذي بنيته سيُظهر عجائب كثيرة، وكل من يأتي إليه بمرض سينال الشفاء. وكل من يأتي هنا فليكن طاهرًا في نفسه وجسده. وأنا وميخائيل نحرس هذا الموضع ومن يقصده.” ⛪ تكريس البيعة ورسامته قسًا دعا القدّيس أور الأنبا إسحق أسقف الفيوم ليكرّس البيعة، فكرّسها في السادس والعشرين من شهر بؤونه، وتمت رسامة القدّيس أور قسًا عليها، وظهرت فيها عجائب كثيرة. 🕊️ رسامته أسقفًا على الفيوم عند نياحة الأنبا إسحق، اجتمع أراخنة المدينة وكل الشعب، وطلبوا من البطريرك أن يقيم القدّيس أور أسقفًا عليهم. فصلّى البطريرك، فقد تُرِئِيَ الملاك غبريال له وأخبره أنّ الأمر من الرب، فأقامه أسقفًا على الفيوم وكل تخومها. 🏛️ أعماله الرعوية والنسكية • بنى القلالي للرهبان والنساك. • بنى أماكن للغرباء. • اهتم بالمحتاجين. • أكثر من الأعمال الصالحة التي مجّد الناس بسببها الله. وقبل نياحته أوصى أن يُدفن في التراب غربي البيعة بلا ثياب فاخرة ولا تابوت. ✨ نياحته في التاسع من شهر أبيب (يوليو) تُوُفِّيَ القدّيس الأنبا أور، فزفّته الملائكة إلى فردوس النعيم، إذ أكمل جهاده وأرضى الرب. وطوبوه لأنه صار فخرًا للعُبّاد والنساك، وسيرته منارة لكل من يسلك طريق الرب. 🏞️ جبل النقلون وعودة الحياة الرهبانية بُنيت البيعة المقدسة التي تتعالى فيها الصلوات، ورُفعت الأيدي بالتمجيد، وصارت مكانًا للشفاء والعجائب بشفاعة القدّيسة مريم والملاك غبريال والملاك ميخائيل والقدّيس أور وشهداء الجبل. وقد أعاد الله الحياة إلى جبل النقلون بجهود الأنبا ابرآم أسقف الفيوم، وبركة البابا الأنبا شنودة الثالث سنة 1999 حين اعترفت الكنيسة بالرهبنة في الدير رسميًا. 🧱 إعمار الدير تم إنشاء أساسات مائة قلاية لسكنى الرهبان، وبُنيت مبانٍ لخدمة الزوار مع الحفاظ على الجو الروحي للدير. ولا يوجد مبيت للرحلات داخل دير الملاك غبريال، إذ خصص دير القدّيس الأنبا ابرآم (دير العزب) لهذا الغرض. … | آباء وقديسون | |
| الربان هرمزد (هرمز) | الولادة: – الوفاة: – 📜 النسب والميلاد ولد الربان هرمزد، مؤسس الرهبانية الأنطونية الهرمزدية، في بيت لافاط (شيراز) من مقاطعة الأهواز في أواخر القرن السادس الميلادي، من أبوين شريفين هما يوسف وتقلا. 📚 التعليم ودعوة النسك دخل المدرسة في مدينته وعمره اثنتا عشرة سنة، وتلقى مبادئ العلوم الدينية واللغوية، ونبغ في علوم الكتاب المقدس التي كانت تستهويه. وفي العشرين من عمره شعر برغبة قوية في الانقطاع إلى حياة التنسك والزهد، فعزم أولًا على زيارة الأماكن المقدسة، فترك ذويه ورحل صوب فلسطين، وبعد مسيرة سبعة وثلاثين يومًا وصل مدينة (حالًا) الواقعة بين نهري رادان وديالى. هناك صادف ثلاثة رهبان من دير برعيتا (ديرًا دبرعدا) في منطقة المرج، فأقنعوه بالإقلاع عن عزمه ومرافقتهم إلى الدير، والرهبان هم: يعقوب من كفر زمار، ويوحنا المشراحي، وحنانيشوع من حدياب (أربيل). ورافقهم هرمزد إلى الدير الذي كان يضم آنذاك مئتي راهب، وكان بإدارة الربان سبريشوع، أصله من نينوى (الموصل). 🕊️ الرهبانية والزهد في دير برعيتا أتمّ الربان هرمزد الابتداء واقتبل الإسكيم الرهباني، ولسيرته الطاهرة غدا مثالًا حيًا يحتذي به إخوته الرهبان. غادر الربان هرمزد دير برعيتا وعاش في خلوة صارمة ملبّيًا الدعوة التي أرادها الله له، بإذن من رؤسائه في الدير. وأقام في مكان منفرد في كوخ جبلي منقطعًا إلى الصوم والصلاة والتأمل والتقشف. والتقى يومًا راهبًا اسمه إبراهيم، أصله من دير بيت عابي، وقد تحدث هذا الراهب إلى الربان هرمزد عن ديره، فبعث في نفسه الرغبة في زيارته والاطلاع على نمط حياة رهبانه. فقصداه معًا ومكثا فيه ثلاثة أشهر، ثم انطلقا منه إلى دير الرأس (ديرًا درشا) أو دير مار إبراهيم في جبل مقلوب، حيث الربان يوزادق ورهبانه: يوحنا الفارسي، والأنبا دونا، وإيشوع، وشمعون. وعاشوا جميعًا حياة نسك وزهد مثالية. 💧 الترحال وتأسيس الدير وإثر جفاف النبع الذي كان يُشرَب منه الإخوة الرهبان، تفرّقوا إلى أماكن شتّى. فقصد يوزادق مع دونا وشمعون جبال قردو، وقصد هرمزد وإبراهيم جبال بيت عذري، ومكث إيشوع ويوحنا في الموضع نفسه. سار الربان هرمزد والربان إبراهيم إلى موضع في جبل بيت عذري شرقي قرية ألقوش، وأقاما بجوار كهف فيه ينبوع ماء يتحلّب من الصخور، وقد عُرف هذا النبع فيما بعد بـ(عينًا دقديشًا). واتخذ كلٌّ منهما مغارة بجوار العين، غير أنّ إبراهيم لم يمكث هناك سوى ثلاثة أيام، انتقل بعدها إلى شمال شرقي (باطنايا) حيث ابتنى لنفسه ديرًا، وهو الدير المعروف اليوم بدير مار أوراها. أما الربان هرمزد فمكث في الجبل، فتقاطر إليه أهالي القرى القريبة من ألقوش فرحين مستبشرين، ووعدوه أن يقدموا له يد المعونة متى شاء. وممن ساعدوه أيضًا أمير الموصل عُقبة (أو عتبة) بن فرقد السلمي، الذي تولى الموصل سنة 637م، وقد شُفي ابنه شيبين على يد الربان هرمزد، فساعده على بناء الدير حوالي سنة 640م. 🕍 نشأة دير الربان هرمزد يُروى أن خمسين شخصًا من مدرسة «إيث ألها» (إيّا ألها) في نوهدرا (دهوك الحالية) قصدوا الربان هرمزد وانضمّوا إليه ليعيشوا حياة نسك جماعية. وسرعان ما ابتنوا لهم كنيسة، فكانت نشأة دير الربان هرمزد، وقد ساعد في تشييده أهالي القرى المجاورة لألقوش. وتوسّع الدير وبلغ عدد الرهبان فيه في فترة قصيرة مائةً وعشرة رهبان. ويمكننا اعتبار فترة تأسيس الدير بين سنتي 628 – 647م، أي في عهد الجاثليق إيشوعياب الثاني الجدالي. 🌅 نياحته وذكراه وبعد حياة طاهرة وعفيفة ومقدسة تُوُفِّيَ الربان هرمزد، وعمره سبع وثمانون سنة، قضى منها عشرين سنة في البيت والمدرسة، وتسعًا وثلاثين سنة في دير برعيتا، وستًّا في دير الرأس، واثنتين وعشرين سنة في ديره. ودُفن في كنيسة الدير بإجلال عظيم، ولا يزال قبره قائمًا حتى اليوم في قبر الشهداء (أو القديسين). ويُحتفل بذكراه في اليوم الثالث بعد عيد القيامة، كما يُخصَّص الأول من أيلول لذكراه أيضًا. … | آباء وقديسون | |
| الأنبا يوحنا قلته | الولادة: 1937 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة الأنبا يوحنا قلته، المعاون البطريركي، وُلد كمال قلته ببلدة القطنة- مركز طهطا- محافظة سوهاج، في 27 يناير 1937. بعد الدراسات الأولى، التحق بالمعهد الإكليريكي العالي بالمعادي. 🎓 التعليم والدراسة الأكاديمية نال السيامة الكهنوتية في 25 سبتمبر 1960. خدم راعيًا لكنيسة السيدة العذراء بردنوها بإيبارشية المنيا. وفي نفس الوقت التحق بجامعة القاهرة عام 1960. ثم صار راعيًا لكنيسة السجود بشبرا عام 1962 وحتى عام 2006. واصل دراسته في جامعة القاهرة، وحصل على ليسانس في الدراسات العربية والإسلامية عام 1965، ثم على الماجستير عام 1972، وعلى الدكتوراه عام 1981. ⛪ الخدمة الأسقفية والمسئوليات انتخبه السينودس البطريركي أسقفًا معاونًا لغبطة البطريرك إسطفانوس الثاني، وتمت السيامة الأسقفية في كنيسة قلب يسوع، مصر الجديدة- القاهرة، يوم 29 أغسطس 1986. يتولى نيافته مسئولية الإعلام والصحافة، وممثل الكنيسة في لجان الحوار الاسلامي والمسيحي وبيت العائلة، والممثل القانوني لمدرسة سان جورج الإيبارشية البطريركية بمدينة نصر، كما أنه الراعي لكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر. … | آباء وقديسون | |
| الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب | الولادة: 1935 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك الشرفي وُلد في مدينة المنيا في 18 مارس 1935. بدأ الدراسة في مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات في بني سويف. 🎓 الدراسة الدينية والأكاديمية التحق بالمعهد الإكليريكي الصغير – بالفجالة – القاهرة، حيث كانت الدراسة بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين – الابتدائية. ولما نُقِل المعهد إلى طنطا، أكمل الدراسة بكلية القديس لويس للآباء الأفريكان حتى الثانوية العامة. الدراسات الدينية كانت كالتالي: سنتان فلسفة في طنطا، وسنة لاهوت في المعادي، ثم ثلاث سنوات لاهوت بالجامعة الأوربانية بروما – إيطاليا. وبعدها عاد إلى مصر لتأدية الخدمة العسكرية عام 1959–1960. سُمِّيَ كاهنًا باسم الأب أنطون نجيب في كاتدرائية المنيا في 30 أكتوبر 1960، على يدي الأنبا بولس نصير. خدم راعيًا لكنيسة ملكة السلام بالفكرية حتى أغسطس 1961، ثم سافر إلى روما لتكملة الدراسة، حيث حصل على: بكالوريوس اللاهوت من الجامعة الأوربانية، دبلوم علم الاجتماع الديني من مركز متخصص، وليسانس الكتاب المقدس من معهد الكتاب المقدس البابوي. ⛪ الخدمة الرعائية والأسقفية في 1964 عاد إلى مصر مدرسًا للكتاب المقدس بالإكليريكية حيث قام السينودس البطريركي بانتخابه أسقفًا لإيبارشية المنيا، خلفًا للأنبا إسحق غطاس، وتمت السيامة الأسقفية في كاتدرائية المنيا يوم 9 سبتمبر 1977، باسم الأنبا أنطونيوس نجيب. وبسبب ظروفه الصحية، قدّم استقالته من هذه المسئولية الرعائية في 9 سبتمبر 2002. وعلى إثر استقالة غبطة البطريرك الكاردينال الأنبا إسطفانوس الثاني، بسبب تقدّمه في السن وظروفه الصحية، انتُخِب السينودس البطريركي خلفًا له الأنبا أنطونيوس نجيب بطريركًا في 30 مارس 2006، وتمت مراسم التجليس في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر يوم أول مايو 2006. قدّمه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الرتبة الكاردينالية في 21 نوفمبر 2010، ولسبب ظروفه الصحية استقال عن مهامه البطريركية في ديسمبر 2012. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق | الولادة: 1955 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة الأنبا إبراهيم إسحق سدراك من مواليد أسيوط – بني شقير- في 19 أغسطس 1955. ⛪ الكهنوت والخدمة المبكرة سُمِّيَ كاهنًا في 7 فبراير 1980، وعُيّن راعيًا لكنيسة الملاك ميخائيل بحدائق القبة والمليحة. في عام 1983 سافر إلى روما حيث أنهى دراساته العليا في 1988، عاد إلى الإكليريكية وعُيّن أستاذًا لمادة اللاهوت العقائدي ومسئولًا عن الشمامسة، ثم عُيّن مديرًا للكلية من 1990 حتى عام 2000م. سافر بعدها لمدة عام إلى أمريكا وبلجيكا، ثم عاد مديرًا لمعهد التربية الدينية بالسكاكيني ومدرسًا بالإكليريكية وكلية العلوم اللاهوتية بالسكاكيني. 🏛 الخدمة الرعوية والمطرانية عُيّن إلى جانب ذلك راعيًا لفترة وجيزة بكنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر، وفي 15 نوفمبر 2002 سُمِّيَ مطرانًا لإيبارشية المنيا، بكاتدرائية “يسوع الملك” بالمنيا. في 15 يناير 2013 تم انتخابه من سينودس الأساقفة للأقباط الكاثوليك بطريركًا للكرسي الإسكندري خلفًا لغبطة البطريرك الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب، الذي استقال عن مهامه البطريركية بسبب الظروف الصحية. وتم الاحتفال بالتنصيب يوم الثلاثاء 12 مارس 2013، في كنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر. … | آباء وقديسون | |
| المطران برونو موزارو | الولادة: 1948 الوفاة: – 👶 الميلاد والنشأة ولد نيافة المطران برونو موزارو، رئيس أساقفة أبرشية أباري، في بلدة أندرانو بمقاطعة ليتشي، بإيطاليا، في يوم 27 يونيو 1948. ⛪ الكهنوت والخدمة المبكرة سُمِّيَ كاهنًا في 19 سبتمبر 1971 لأبرشية أوترانتو بإيطاليا. بعد حصوله على دكتوراه في القانون الكنسي، انضمّ إلى السلك الدبلوماسي للكرسي الرسولي في عام 1977. خدم تباعًا في البعثات الدبلوماسية للكرسي الرسولي في كوريا، إيطاليا، جمهورية أفريقيا الوسطى، بنما، بنغلادش، إسبانيا، وفيما بعد أصبح مسؤولًا في أمانة سر دولة الفاتيكان. 🌍 البعثات الدبلوماسية والمناصب العليا عُيّن قاصدًا رسوليا في بنما في 3 ديسمبر 1994. ثم في 25 سبتمبر 1999 عُيّن لدى مدغشقر وموريشيوس وسيشل، وفي نفس الوقت كان يعمل كنائب رسولي في جزر القمر ولا ريونيون. في 10 فبراير 2004 عُيّن نيافة المطران برونو موزارو قاصدًا رسوليا لدى جواتيمالا. وفي 5 يناير 2009 عُيّن قاصدًا رسوليا لدى بيرو. ومنذ 6 أغسطس 2011 عمل المطران برونو موزارو قاصدًا رسوليا لدى كوبا. 🗣 اللغات يتحدث: الإيطالية، الإسبانية، الفرنسية، والإنجليزية. … | آباء وقديسون | |
| القس يوحنان جولاغ | الولادة: 1935 الوفاة: 2006 👶 النشأة والانتماء وُلِدَ في القوش في 27/11/1935، اسمه في سجل العماد عبد المسيح بنو دنو جولاغ، والمعروف به قبل رسامته باسم (ابلحد). ينتمي إلى عائلة جولاغ القادمة من قرية باشبيتا في أوائل عام 1743، وهم قرع من آل نصرو. وتسمية جولاغ هي كلمة محرفة من (جولاق) التركية والتي تعني أعرج، حيث سَقَدَ المدعو عبد الكريم الملقب (عبدو) وهو أحد الأجداد وكسرت ساقه وعرج بسبب ذلك، ولقبوا من بعده بلقب جولاغ وكان ذلك في أوائل القرن الثامن عشر. وهناك محلة في الموصل بهذا الاسم والمعنى أيضًا. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة القوش، ودخل معهد شمعون الصف الكهنوتي في الموصل عام 1951. في عام 1957 حصل على بعثة دراسية في معهد سان سوليبس في باريس، وفي نهاية عام 1958 أكمل الدراسة وعاد إلى الوطن. رُسِمَ كاهنًا في 9/6/1961 على يد مثلث الرحمة البطريرك بولس شيخو في كنيسة أم الأحزان – بغداد. في عام 1962 بدأ خدمته كاهنًا في بلدته القوش، وكان مرشدًا للأخوية المريمية – بنات – وأخوية قلب يسوع – نساء. ⛪ الخدمة الكنسية والمطرانية في 28/8/1974 انتقل إلى خدمة كنيسة مار شعيا في الموصل، وبقي في خدمتها حتى وفاته في 3/7/2006. 📝 منجزاته ترجم القداس الكلداني إلى السورث ثم إلى العربية. ترجم رسائل بولس والإناجيل المقروءة إلى السورث. ترجم الباعوثة إلى السورث ثم مختصرة إلى العربية. ترجم تاريخ يوسف يوسفايا الراهب من السريانية إلى العربية عام 1984. نظم قصيدة (جونفياف) شعرا بالسورث تحتوي على 515 بيتًا بالوزن السباعي عام 1964. ترجم رواية يزداندوخت شعرا بالسورث بـ(1070) بيتًا بالوزن السباعي عام 1969. له مخطوطة ترجمة كتاب تفسير الأسرار (القداس) لمؤلفه يوحنا بن زوعبي من السريانية إلى العربية. ترجم كتاب يوسف بوسنايا إلى اللغة العربية. له ترجمة مخطوطة لمزامير داود من السريانية إلى السورث والعربية. له عدة مقالات منشورة في المجلات – الفكر المسيحي وبين النهرين – نجم الشرق. له توثيق آثاريات في دير الربان هرمزد – القوش ودير مار ميخائيل – الموصل – ونشرت في الكتابين ليوسف حبي. له: 1- يسوع المسيح في الطقس الكلداني مخطوط. 2- مريم العذراء في الطقس الكلداني مخطوط. 3- صلاة السنة – الطقسية الكلدانية مخطوط. 4- قراءة في طقس المعمودية مخطوط. ألف ولحن كثيرًا من التراتيل الطقسية ودخلت أشرطة كاسيت. ترجم ما يلي: 1- إنجيل القديس متى من الفرنسية إلى العربية 1976. 2- إنجيل القديس لوقا من الفرنسية إلى العربية 1980. 3- في مهب الريح 1982 من الفرنسية إلى العربية. 4- الإباء المخلصون 1984 من الفرنسية إلى العربية. له مجموعة أشعار بالسورث يصف فيها معاناة الهجرة وبؤسها. له طقوس المعمودية والبراخ والدفنة مختصرة بالسورث. … | آباء وقديسون | |
| المطران يوسف بابانا | الولادة: 1915 الوفاة: 1973 👶 النشأة والانتماء وُلِدَ في القوش في 7/11/1915 في أحضان عائلة تقية شديدة التمسك بالتقاليد والأعراف الاجتماعية والدينية. والده زورا بن دانيال بن بابا جوجا (بابانا) بن سادونا كدو، من عائلة يقندا القادمة من قرية بندوايا القريبة من القوش بمسافة 5كم غربًا. بدأ دراسته في مدرسة مارميخا، وما أن أكمل الرابعة عشر من عمره حتى أُختير من قبل رؤسائه للحياة الكهنوتية. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية في عام 1929 دخل المعهد الكهنوتي في الموصل. وفي عام 1933 سافر إلى روما لإكمال دراسته العليا، وبعدها رُسِمَ كاهنًا في 18/3/1939. عاد إلى الوطن وعُيّن في مسقط رأسه القوش. بعد رسامته كاهنًا، أُختير وكيلا بطريركيًا على أبرشية عقرة وزيبار في عام 1941، مكث فيها ست سنوات. ثم عاد إلى مدينة الموصل وأصبح مدرّسًا في المعهد الكهنوتي. ⛪ الخدمة الكنسية والمطرانية في عام 1948 نُقِلَ إلى بغداد وعُيّن في كنيسة أم الأحزان في عقد النصارى، وبقي فيها إلى عام 1959. في 29/3/1959 عُيّن خوريًا في كنيسة ماريوسف الواقعة في الكرادة الشرقية. في 4/3/1968 انتُخِبَ أسقفًا لأبرشية زاخو ودهوك، وفي 15/9/1968 رُسِمَ مطرانًا للأبرشية المذكورة. في 11/10/1968 التحق بأبرشيته، وخلال عهده تم توسيع دار المطرانية في زاخو وبناء الطابق الثاني فيها، وفتح فيها معهد مارتوما الرسول الكهنوتي. باشر ببناء كنيسة في قرية ليفو ومدرسة في قرية شرانش، ولم يُكْمَل بناؤها إذ تُوُفِّيَ في 8/9/1973 ودفن في كنيسة زاخو. 📝 منجزاته كتاب القوش عبر التاريخ – صدر بعد وفاته. أدار مجلة النور لمدة سبع سنوات. له عدة كتب مطبوعة عن أمور دينية. … | آباء وقديسون | |
| القمص رمزي حبيب عوض | الولادة: 1931 الوفاة: 2020 ✝️ النشأة والرهبنة وُلد القمص في ٢٥ يونيو ١٩٣١م باسم رمزي حبيب عوض في جهينة بمحافظة سوهاج. كانت والدته تُدعى رحمة شحاتة خير، وقد انتقلت إلى السماء وهو في الخامسة من عمره، لكنها – بحسب ما ورد عن أبونا – كانت كثيرًا ما تظهر له في فترات تعبه لتعزيه وتخفف عنه. وكان جده لوالدته (شحاته خير) يتنبأ له دائمًا بأنه سيصير قمصًا عظيمًا في المستقبل. ظهر له القديس الأنبا أنطونيوس ودعاه للرهبنة في ديره، بل وأراه الدير بنفسه. وبالفعل ترهبن في دير الأنبا أنطونيوس في ٢٨ يوليو ١٩٥٥م، حيث عاصر رهبانًا عظامًا مثل: يسطس الأنطوني، إبصخيرون الأنطوني، ولوقا الأنطوني. كما حصل على شهادة كلية اللاهوت من مدرسة الرهبان بحلوان عام ١٩٦٠م. في عام ١٩٦٣م أرسله المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس للخدمة هناك، فاستمر خدمته بالقدس حتى ١٩٧٤م، بناءً على ترشيح البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، واللذين عرضا عليه الأسقفية عدة مرات لكنه رفض، كما رشحه البابا شنودة لرئاسة دير الأنبا أنطونيوس فاعتذر أيضًا. بعد عودته من القدس عاد إلى دير الأنبا أنطونيوس ببوش ببني سويف، حيث خدم هناك من ١٩٧٤ حتى ١٩٧٦م. ثم أرسله الأنبا أرسانيوس مطران المنيا إلى خدمة كنيسة مارجرجس بقرية صفط الشرقية بالمنيا عام ١٩٧٦م. ورغم رفضه في البداية، إلا أن الشهيد مارجرجس ظهر له وطلب منه قبول الخدمة، فوافق واستمر في خدمة الكنيسة قرابة ٣٨ عامًا حتى عام ٢٠١٤م. كما قام بتأسيس دير الشهيد مار بقطر بن رومانوس بالخطاطبة بناءً على طلب من الشهيد نفسه، وقد تم الاعتراف رسميًا بالدير وتدشين جميع كنائسه عام ٢٠١٧م. 🕊️ النهاية المباركة وبعد أن أكمل جهاده على الأرض، تنيّح بسلام في ١٤ يوليو ٢٠٢٠م عن عمر يناهز ٨٩ عامًا. … | آباء وقديسون | |
| الأب سيمون عساف | الولادة: 1976 الوفاة: – 🏞 النشأة الأب سيمون عساف راهب لبناني ماروني من بلدة غباله – فتوح كسروان. انضم إلى الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1967، وتابع دروسه الثانوية والفلسفية واللاهوتية في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث سيم كاهنًا عام 1976 ونال شهادة الماجستير. بعد رسامته، عيّنته السلطة الرهبانية في المدرسة المركزية – جونيه، حيث خدم في الإدارة مدة تقارب 14 سنة. عام 1990، سافر إلى كندا بدعوة من أبناء الجالية، وبسبب اجتياح الجيش السوري للمنطقة الشرقية آنذاك، قرر البقاء هناك. التحق بجامعة مونتريال لنيل الدكتوراه، ثم انتقل إلى جامعة شاربروك حيث تخرّج حاملًا شهادة الدكتوراه في علم الديانات. بعدها عاد إلى جامعة مونتريال ودرّس مادة تاريخ الحضارات لمدة سنتين تقريبًا. عند عودته إلى لبنان عام 2010، تولّى تدريس المادة نفسها في جامعة الروح القدس – الكسليك. ✝️ البدايات والدعوة الرهبانية بدأت قصته مع الرهبنة في سنّ الرابعة عشرة، حين أرسله والده إلى رئيس دير مار بطرس وبولس – العزرا، الأباتي فرنسيس غانم. وهناك طُرح عليه سؤال مباشر: «بتعمل راهب ورَه؟»، فأجاب بالموافقة دون أن يعرف بالضبط معنى الرهبنة. ومن يومها انطلق مساره الروحي. دخل دير الابتداء في غوسطا، وأبرز نذوره بعد سنتين، لينتقل إلى الكسليك ويبدأ مشوار العلم رغم صعوباته وتحدياته. كان ضعيف المستوى الدراسي في بداياته، حتى إن أحد المسؤولين في الكسليك نصحه بترك الدراسة أو الاكتفاء بحقل الزراعة. غير أن إصراره على متابعة التحصيل جعله يتحدّى الصعاب. كان عاشقًا للعلم، فدرس بجهد كبير، وتخطّى الصفوف بسرعة لافتة، إذ أنهى المرحلة من الصف الثامن الابتدائي إلى البكالوريا في أربع سنوات فقط بدل سبع. 📖 الأب سيمون عساف الشاعر نشأ حبه للشعر في قريته غباله، بتشجيع من والدته التي كانت تستمتع بسماعه يلقي الشعر ملحّنًا. تابع شعراء الزجل والفصحى، وتعلّم ضبط الأوزان حتى برع في النظم. صعد المنابر وشارك في مباريات شعرية، فتحوّل من موضع استغراب إلى موضع إعجاب. اعتبر الشعر وسيلة للتعبير عن المشاعر الجماعية بلغة لا يتقنها إلا الشاعر، كما جعله المسرح فضاءً آخر لموهبته. ⚔️ الأب سيمون عساف والهمّ السياسي لم يكن يومًا سياسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه تأثر بتاريخ أجداده ومعاناة شعبه. من خلال السرديات الشعبية والقصص التاريخية عن المجازر والبطولات والمظالم التي رواها له أجداده، تشبّع بروح الحمية الوطنية والدفاع عن الحق. اعتبر نفسه مدافعًا عن شعبه وكرامته، لا ثائرًا، ورأى أن دوره ككاهن يشمل الوقوف إلى جانب الناس في مواجهة الظلم. ✨ شخصيته وفكره الأب سيمون عساف يجمع بين الراهب والمثقف والشاعر والمدافع عن القضية اللبنانية. عاش مراحل من التحدي الشخصي منذ صغره، حيث تغلب على صعوبات الدراسة بإصرار قلّ نظيره، ليصبح لاحقًا أستاذًا جامعيًا وحاملاً للدكتوراه. بقي وفيًا لتراثه الماروني، متمسكًا بتاريخ أجداده ومستلهمًا بطولاتهم، ما صاغ شخصيته ككاهن لا يكتفي بالرسالة الروحية بل يحمل أيضًا رسالة وطنية وثقافية. … | آباء وقديسون | |
| هندية عجيمي | الولادة: 1720 الوفاة: 1798 ✨ النشأة والبدايات هندية عجيمي هي راهبة مارونية متصوفة، لعبت دورًا بارزًا في تاريخ الكنيسة المارونية في القرن الثامن عشر. وُلدت في مدينة حلب في 16 آب 1720، من عائلة مارونية متدينة، والدها شكر الله عجيمي ووالدتها هيلين حوّا. تنتمي عائلتها إلى طبقة التجار الذين جمعوا ثرواتهم من المعاهدات التجارية المبرمة بين القوى الأوروبية والدولة العثمانية منذ عام 1675. كان لها شقيق يُدعى نيكولاس وشقيقات أخريات لم يُذكر عددهن. 📖 التعليم والتكوين الروحي تلقت هندية تعليمها الروحي على يد اليسوعيين، الذين شجعوها على تكريس حياتها للمسيح، ودعموها من خلال تعريفها بقصص عن فتيات اخترن الحياة الدينية العلمانية. تأثرت بهم إلى حد كبير، فتبنت سرّ الاعتراف المتكرر والولاءات الكاثوليكية الرومانية، وظلت على صلة بهم حتى عام 1748. 🕊️ تأسيس الرهبنة انتقلت بعدها من حلب إلى دير حراش، ثم إلى دير بكركي في لبنان، وهناك أسست في 25 آذار 1750 رهبنتها الخاصة التي حملت اسم “عن قلب يسوع الأقدس”. ادعت أنها ترى المسيح وتحادثه وتتوحد به توحدًا فريدًا، كما تحدثت عن رؤى صوفية جعلتها تُعتبر قديسة حية تحظى باحترام المؤمنين وتقدير البطاركة، بدءًا من سمعان عواد وصولًا إلى يوسف اسطفان. وقد دعمها هؤلاء بقوة، فيما اتخذ اليسوعيون وبعض رجال الدين الموارنة موقفًا متحفظًا وأكثر تشككًا تجاه عقيدتها. 💭 شخصيتها وخياراتها منذ طفولتها، شعرت هندية بأنها خُلقت لتكرس حياتها للمسيح. في الرابعة من عمرها، قالت إنها سمعت صوتًا يخبرها بأنها ستؤسس أخوية من الرجال والنساء وتكون رئيستها. كانت مختلفة عن بنات جيلها، إذ رفضت الزواج ووهبت حياتها للعبادة، رغم سخرية عائلتها وجيرانها منها واعتبار سلوكها حرمانًا وتمردًا على الأعراف الاجتماعية. كانت ترى أن طاعة المسيح تستلزم ترك الأبوين والعائلة، وأن الانصراف إلى العلاقات الاجتماعية والطقوس المعتادة للشابات في عمرها يناقض رسالتها. هكذا تحولت حياتها إلى تمرّد واضح على التقاليد، وأصبحت نموذجًا لامرأة تتحدى القيود الدينية والاجتماعية في زمانها. ⚖️ الاتهامات والجدل العقائدي لكن أفكارها ورؤاها أثارت جدلًا كبيرًا. خلال التحقيقات الكنسية في السبعينيات، وُجهت إليها اتهامات بالهرطقة. فقد ادعت أنها اتحدت بالمسيح اتحادًا حقيقيًا، وأن معرفتها تفوق معرفة الملائكة، وأنها معصومة، بل رأت بعض الآيات في الكتاب المقدس تشير إليها، وذهبت إلى حد القول إنها أعظم من العذراء مريم وتستحق العبادة لاتحادها بالمسيح. كذلك اتُّهمت بممارسات غير مشروعة، مثل تناول سرّ القربان في غير أوقاته، واعتبرت هذه الادعاءات خروجًا خطيرًا عن العقيدة المارونية. 🌍 التأثير والانتشار رغم ذلك، أثرت هندية في عدد من المؤمنين، وامتد تأثيرها إلى حلب حيث ظهرت جماعة مماثلة أسستها مارغريت بابتست بدعم من القس الفرنسي نيكولاس جودي. لكن هذه الحركات قمعت لاحقًا على يد البطريرك مكسيموس مظلوم والمجمع التبشيري عام 1838. 🕊️ الصراع مع الكنيسة والفاتيكان الصراع مع الكنيسة والفاتيكان أخذ منحى حادًا. ففي عام 1752 أمر البابا بندكت الرابع عشر بإجراء تفتيش أولي في قضيتها، لكن المفتش الذي عُرف بعدائه لها تحوّل لاحقًا إلى مؤيد. وفي عام 1771، ثبّت البطريرك يوسف اسطفان رهبنتها رسميًا ومنحها قوانين داخلية. إلا أن الأمور بلغت ذروتها بين 1777 و1779 عندما رفع عدد من الأساقفة شكاوى ضدها أمام المجمع المقدس والبابا بيوس السادس. بعد تحقيق مطول، أصدر البابا في 25 حزيران 1779 مرسومًا يقضي بحل رهبنتها وتوزيع راهباتها على الأديرة الأخرى، وتحديد إقامتها، كما وجّه توبيخًا شديدًا للبطريرك يوسف اسطفان الذي أُوقف عن ممارسة سلطاته البطريركية لفترة قبل أن يُعاد إليها عام 1784. 🌅 السنوات الأخيرة والوفاة عاشت هندية بعد ذلك متنقلة بين الأديرة تحت قيود صارمة، وقد مُنعت من ممارسة أي دور ديني علني. وتوفيت في 13 شباط 1798 في دير سيدة الحقلة، تاركة خلفها واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ الكنيسة المارونية. فقد كانت شخصيتها ورؤاها مصدر انقسام، وأجبرت الفاتيكان على التدخل مرارًا خشية أن تؤدي قضيتها إلى انشقاق داخل الموارنة. ومع ذلك، بقيت سيرتها تُقرأ بوصفها نموذجًا للتصوف والتمرد الديني والاجتماعي، ودليلًا على الدور المعقد الذي لعبته النساء في الكنيسة المارونية في القرن الثامن عشر. … | آباء وقديسون | |
| القمص إبرام أبسخيرون فهيم | الولادة: 1940 الوفاة: – 🕊️ السيرة وُلد في 15 / 7 / 1940 م . تولى أبونا القمص إبرام أبسخيرون فهيم خدمته الكهنوتية في كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية بمدينة طنطا، محافظة الغربية، مصر. تم رسامته ككاهن في 11 نوفمبر 1994 م، وعُرف في الرتبة الأولى باسم أبونا القس إبرام أبسخيرون فهيم. نال درجة القمصية في يونيو 2003 م. اسمه بالإنجليزية: Reverend Father Abraam Abaskhairoun Fahim. … | آباء وقديسون | |
| الأب موسى واصف جرجس | الولادة: 1939 الوفاة: – 🕊️ السيرة تاريخ الميلاد : 1 / 9 / 1939 م . تاريخ السيامة قس: 1 أكتوبر 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. تاريخ السيامة قمص: 21 يناير 2001 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. حاصل على دكتوراه في الكيمياء بتاريخ يونيو 1969 م. حصل على دكتوراه في اللاهوت المقارن بتاريخ أبريل 2003 م. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: الشهيد مارجرجس بشارع علي مبارك بطنطا، تشمل خدمة ثانوي بنين وبنات. بالإيبارشية: وكيل الكلية الإكليريكية اللاهوتية فرع طنطا، مدرس اللاهوت العقيدي والنظري والمقارن بالكلية الإكليريكية. المواهبة والاهتمامات: البحث والدراسة في اللاهوت، وخدمة التعليم بالكنيسة والكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية بالقاهرة. … | آباء وقديسون | |
| الأب أنجيلوس بولس سركيس | الولادة: 1931 الوفاة: 2020 🕊️ السيرة ولد في 25 يونيو 1931 م باسم رمزي حبيب عوض في جهينة بسوهاج، وكانت والدته تُدعى رحمة شحاتة خير، وتوفيت وهو في سن الخامسة. حسب رواية أبونا، كانت تظهر له أمه أحيانًا لتخفف عنه وتواسيه في أوقات التعب. جده لأمه شحاته خير كان يتنبأ بأنه سيصير قمصًا كبيرًا في المستقبل. وقد ظهر له الأنبا أنطونيوس ودعاه للرهبنة وأراه الدير. ترهبن في دير الأنبا أنطونيوس في 28 يوليو 1955 م، وعاصر رهبانًا عظماء منهم يسطس الأنطوني وأبسخيرون الأنطوني ولوقا الأنطوني. حصل على شهادة كلية اللاهوت من مدرسة الرهبان بحلوان سنة 1960 م. خدم في القدس من 1963 إلى 1974 م بناءً على طلب المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس آنذاك، وقد رشحه البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث للأسقفية عدة مرات، لكنه رفض، كما رشحه البابا شنودة لرئاسة دير الأنبا أنطونيوس لكنه رفض أيضًا. بعد عودته من القدس، رجع إلى دير الأنبا أنطونيوس ببوش، بني سويف، واستمر به من 1974 إلى 1976 م. ✝️ خدمته ثم خدم في كنيسة مارجرجس بقرية صفط الشرقية بالمنيا في 1976 م بناءً على طلب الأنبا أرسانيوس مطران المنيا آنذاك، وفي البداية رفض الخدمة، لكن مارجرجس ظهر له وطلب منه قبول الخدمة فوافق، واستمر يخدم بكنيسته قرابة 38 سنة حتى عام 2014 م. قام بتأسيس دير الشهيد مار بقطر بن رومانوس بالخطاطبة بناءً على طلب الشهيد نفسه، وقد تم الاعتراف رسميًا بالدير وتدشين جميع كنائسه في 2017 م. وبعد أن أكمل جهاده، تنيح بسلام في 14 يوليو 2020 م عن عمر يناهز 89 عامًا. … | آباء وقديسون | |
| الأب اسطفانوس سامي عبده | الولادة: 1955 الوفاة: – 🕊️ السيرة تاريخ الميلاد : 21 / 6 / 1955 م . تاريخ السيامة قس: 12 مارس 1989 م بيد صاحب النيافة قداسة البابا شنوده الثالث. تاريخ السيامة قمص: 21 يناير 2000 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. حاصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية من طنطا عام 1980 م. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: قطاع الشباب والخدمة الشماسية. بالإيبارشية: لجنة الشباب ومعهد الألحان. … | آباء وقديسون | |
| القمص صموئيل أنطون سليمان | الولادة: 1946 الوفاة: 2020 🕊️ السيرة وُلد في 1 سبتمبر 1946 م وخدم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. تاريخ سيامتة قسًا: 5 ديسمبر 1980 م بيد صاحب النيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية. تاريخ سيامتة قمصًا: 14 مايو 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. الشهادات: بكالوريوس علوم لاهوتية بتاريخ 1979. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: تدبير أعمال المباني، الأعمال الإدارية، وتدبير وقيادة أعمال الخدمة. بالإيبارشية: مسئولية لجنة إعدادى وعضو بالمجلس الإكليريكي الفرعي. تاريخ الوفاة: 9 يوليو 2020 م. … | آباء وقديسون | |
| القمص انطونيوس ابراهيم حبشي | الولادة: 1941 الوفاة: 2012 🕊️ السيرة الاسم العِلماني: شفيق إبراهيم حبشي، وُلد في 5 فبراير 1941 في بسيوف، الغربية، مصر. حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة عام 1959 م، وعلى بكالوريوس العلوم اللاهوتية من الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس (القسم العالي المسائي) عام 1963 م. بدأ خدمته سنة 1952 م شماسًا وخادمًا بفصول مدارس الأحد بكاتدرائية مارجرجس بجميع مراحلها، حتى صار الأمين العام للخدمة. كما خدم في قرى طنطا ومدينة الجيزة وأنبا رويس أثناء دراسته الجامعية. تاريخ الرسامة قسًا: 4 أغسطس 1972 م بيد الأنبا يوأنس. مكان الخدمة: كاتدرائية الشهيد مارجرجس الروماني القبطية الأرثوذكسية، أبو النجا، طنطا، الغربية، مصر. تاريخ القمصية: 1 أكتوبر 1993 م بيد الأنبا بولا. تولى الإشراف على أعمال الترميم بالكاتدرائية من 1998 إلى 2002 م والد أبونا بولس أنطونيوس من كنيسة الملاك بشيراتون، القاهرة. تنيح الأب الكاهن قدس أبونا أنطونيوس إبراهيم حبشي في 21 يناير 2012 م. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Antonious Ibrahim Habashy. … | آباء وقديسون | |
| القمص بيشوي وديع فرج | الولادة: 1943 الوفاة: – 🕊️ السيرة الأب بيشوي وديع فرج يخدم في كاتدرائية الشهيد مارجرجس الروماني القبطية الأرثوذكسية، أبو النجا، طنطا، الغربية، مصر. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Bishoy Wadea Farag. تاريخ الميلاد: 16 أبريل 1943 م. تاريخ السيامة قساُ : 2 / 7 / 1971 م بيد صاحب القداسة البابا : شنودة الثالث. تاريخ السيامة قمصاً : 14 / 2 / 1975 م بيد صاحب النيافة الأنبا : يوأنس. الخدمات و الأنشطة المسئول عنها : بكنيسته : مجال التربية الكنسية بمراحلها. و إجتماعات الشباب. بالإيبارشية : الإشراف على لجنة اعداد الخدام . و تدريس مادة اللاهوت الروحى بلاكلية الإكليريكية بطنطا وعضو المجلس الإكليريكى الفرعى للإبارشية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات ” القمص وديع فرج ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| القس داود عوض سعد | الولادة: 1959 الوفاة: – 🕊️ السيرة الأب داود عوض سعد يخدم في كنيسة الشهيدة دميانة والأنبا بيشوي القبطية الأرثوذكسية، طنطا، الغربية، مصر. تاريخ الميلاد : 4 / 12 / 1959 م تاريخ سيامته كقس هو 14 مايو 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: بكنيسته: النشاط المسرحي وأخوة الرب. بالإيبارشية: خدمة السجن، وتدريس الألحان بالكلية الإكليريكية ومعهد الألحان. … | آباء وقديسون | |
| القمص تيموثاوس كامل غبريال | الولادة: 1942 الوفاة: – 🕊️ السيرة وُلد في 10 / 11 / 1942 م . سُيِّم القس تيموثاوس كامل غبريال قسًا في 4 فبراير 1977 م بيد صاحب النيافة الأنبا يوأنس المتنيح، ونال درجة القمصية في 16 يوليو 1993 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. خدم أبونا القمص تيموثاوس كامل غبريال في كاتدرائية الشهيد مارجرجس الروماني القبطية الأرثوذكسية بأبو النجا في طنطا، الغربية، مصر، كما خدم في كنيسة القديس ماربولس الرسول القبطية الأرثوذكسية في طنطا. انتُدِب للخدمة بكنيسة الشهيد العظيم مارمينا بملبورن – استراليا. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: في كنيسته: إدارة مراحل التربية الكنسية للبنين والبنات، اجتماع الخدام، اجتماع الأمناء المساعدين، وأسرة إعداد الخدام. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Timothawos Kamel Ghabrial. … | آباء وقديسون | |
| الأب يوأنس سليمان أنيس | الولادة: 1968 الوفاة: – 🕊️ السيرة وُلد في 15 / 4 / 1968 م . سُيِّم القس يوأنس سليمان أنيس قسًا في 21 يناير 2001 م بيد صاحب النيافة الأنبا يولا. حصل على شهادة البكالوريوس من الكلية الإكليريكية اللاهوتية في عام 1997 م. الخدمات والأنشطة المسئول عنها: في كنيسته: إدارة اجتماع الشباب، الأنشطة الصيفية، ولجنة الرحلات الشموسية. في الإيبارشية: الإشراف على مكتب المستندات والمعلومات الكنسية، ومتابعة شؤون الأسرة التجارية. … | آباء وقديسون | |
| الأب باسيليوس | الولادة: 1891 الوفاة: 1970 📜 حياته وُلِدَ البطريركُ أبونا باسيليوس، في 23 أبريل 1891. اسمُهُ العَلماني (جبري جيورجيس ولدتساديك)، في مَدَى مكايل، وهي قريةٌ في منطقةِ مرهابيت في شيوا بأثيوبيا. كان والدهُ ممهير ولدتساديك، مسؤولًا كنسيًّا محترمًا. تلقّى جبري جيورجيس في مسقطِ رأسهِ تعليمًا ابتدائيًّا في الكنيسةِ المحليّة، ثم دخل دير ديبري ليبانوس حيثُ تلقّى تعليمًا دينيًّا متقدّمًا. رُسِمَ راهبًا في سنّ 21، وخدم في الدير مدّة 12 عامًا. ثم تمَّ تعيينُهُ مُدبِّرًا للعديد من الكنائس في إثيوبيا، وأبرزها كنيسة القدّيسة مريم في ميناجشا. في أوائل عام 1923، تمَّ ترشيحُهُ رئيسًا للكنائسِ والأديرةِ الإثيوبية في القدس بلقب «ممهير». بقي ممهير جبري جيورجيس في القدس مدّة عامين، حيثُ اكتسب المعرفةَ اللاهوتيّة ليُصبِح رئيسَ دير ديبري ليبانوس في عام 1933. (في ذلكَ الوقت كانت هذه أعلى رتبةٍ لإثيوبي داخل الكنيسة، لأن منصبَ أبونا، أو رئيس الأساقفة، كان دائمًا يُشغَلُ من قِبَلِ مطرانِ الكنيسة القبطية). أثناء الغزو الإيطالي، رافق جبري جيورجيس الإمبراطور هيلا سيلاسي والقوات الإثيوبية في معركة مايشو ولكنهم هُزِموا. عاد جبري جيورجيس بصحبةِ الإمبراطور إلى أديس أبابا، ثم إلى المنفى، وعرضوا قضيةَ إثيوبيا على عصبة الأمم. خلال الاحتلال الإيطالي، عاش جبري جيورجيس في المنفى في القدس، حيث ظلّ على اتصالٍ مع أربنيوتش، أو مقاتلي المقاومة داخل إثيوبيا. أثناء الاحتلال، كان رئيس الأساقفة القبطي للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أبونا كيرلس قد خضعَ في البداية للحكم الإيطالي. في وقتٍ لاحق، عاد رئيس الأساقفة إلى مصر وندّد بالاحتلال الإيطالي، فقامت السلطات الإيطالية بشكلٍ غير قانوني بتعيين أسقف جوجام الإثيوبي المولد «أبونا» إبراهيم كرئيس أساقفة جديد للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في عام 1937، وسمحوا له بمسح أساقفةٍ بدون موافقة بطريركية الأقباط بالإسكندرية. عند وفاة «أبونا» إبراهيم، أُقيمَ «أبونا» يوأنس رئيسًا للأساقفة. لم يعترف البطريرك في مصر ولا الإمبراطور المقيم في المنفى بهؤلاء الأساقفة المعيَّنين من قِبَلِ الإيطاليين. ومع ذلك، اعتبر الإمبراطور أن أبونا كيرلس قد تعاون أوّلًا مع العدو ثم تخلّى عن قطيعه. في عشية عودة الإمبراطور هيلا سيلاسي إلى إثيوبيا، اقترحت السلطات الكنسية القبطية أن يرافق أبونا كيرلس الإمبراطور، لكن عُرِضَ الاقتراحُ وتمَّ رفضُه، واختير رئيس دير ديبري ليبانوس بدلًا منه. كما لاحظت مارغاري بيرهام: «الصور الفوتوغرافية لتلك اللحظة الدرامية عندما خطا الإمبراطور عبر الحدود في المنطقة البرية ورفع علمه، تُظهِر رئيس دير ديبري ليبانوس يرتدي أرديةً احتفاليةً سوداء متدفقة بجانبه.» بعد تحرير إثيوبيا عام 1941، صار جبري جيورجيس هو الرئيس الفعلي للكنيسة الإثيوبية، وذلك بسبب رفض الإمبراطور استقبال «أبونا» يوأنس أو الاعتراف به كرئيس أساقفة، وبسبب رفض رجال الدين عمومًا قبول عودة أبونا كيرلس. أثناء ذلك، كانت تجري مفاوضاتٌ لتسوية وضع الكنيسة مع البطريركية القبطية. كرَّس البابا القبطي يوساب الثاني جبري جيورجيس رئيسَ أساقفة إثيوبيا باسم أبونا باسيليوس في يوليو 1948، خلال حفلٍ أُقيمَ في كاتدرائية مارمرقس في مصر. في عام 1950، عند وفاة أبونا كيرلس، أصبح أبونا باسيليوس رئيسًا للكنيسة الإثيوبية، مع السلطة الكاملة لترشيح الأساقفة ورؤساء الأساقفة. خلال احتفالٍ مهيبٍ في عام 1959، حضره الإمبراطور هيلا سيلاسي، كرَّس البابا القبطي كيرلس السادس في كاتدرائية مارمرقس بمصر أبونا باسيليوس كأوّل بطريرك كاثوليكوس للكنيسة التوحيد الإثيوبية الأرثوذكسية. ⛪ البطريرك كان يُنظَرُ إلى أبونا باسيليوس على أنّهُ شخصيةٌ محافظةٌ وتقليديةٌ داخل الكنيسة، على عكسِ خليفته أبونا ثاؤفيلوس الذي كان آنذاك رئيسَ أساقفة هرار وكان من المصلحين. نظر البطريرك أبونا باسيليوس إلى كلِّ بدعةٍ بريبةٍ شديدة. كان أبونا باسيليوس رجلًا تقيًّا للغاية، ركّز بشكلٍ كبير على الصلاة والصوم، فتركَ العديد من واجباته لأبونا ثيوفيلوس الذي عمل نائبًا له، ثم بصفته بطريركًا بالنيابة عندما بدأت صحة أبونا باسيليوس تتدهور بعد عام 1963. كان أبونا باسيليوس واحدًا من الأشخاص القلائل الذين على الرغم من احترامهم الشديد للإمبراطور، إلا أنّه لم يَخْشَهُ بل احتفظ بآرائه ومبادئه. من المعروف أنّه كان صريحًا ومنفتحًا مع الإمبراطور، ولم يتردد يومًا في إخباره بالحقيقة حتى وإن كان ذلك لا يُرضيه. عندما اعتقد البطريرك أن تصرفات الحكومة أو الإمبراطور نفسه تتعارض مع ما يراه صوابًا، كان يُهدِّدُ بالذهاب إلى دير ديبري ليبانوس، وهو تهديدٌ كان يأخذه الإمبراطور على محمل الجد، وغالبًا ما يُغيّر رأيه. خدم البطريرك في مجلس الكراون، وكان من أكثر مستشاري الإمبراطور تأثيرًا. في عام 1960، شنَّ الحرس الإمبراطوري «كبرذاباجنا» محاولة انقلاب ضد الإمبراطور أثناء زيارته للبرازيل. أُعلِنَ خلعُ الإمبراطور وحكومته، وأن ولي العهد أسفاو ووسن سيعمل كملكٍ وفقًا للدستور، وأن الإصلاحات ستُنفَّذ. لكن الجيش الإمبراطوري وسلاح الجو عارضا الانقلاب. أرسل قادة الانقلاب مبعوثين للبطريرك، لكنه رفض الاعتراف بالانقلاب وأعلن أن الحرس لا يملك سلطة عزل إمبراطور مُسِحَ من الكنيسة. وأصدر حَرْمًا ضد المشاركين فيه. طُبِعَ البيان ونُشِرَ ووزِّعَ فوق أديس أبابا بمروحيات الجيش، واستخدمه الجيش لحشد الدعم، حتى سُحِقَ الانقلاب. بعد ذلك، طاف البطريرك على ثكنات الجيش لطمأنة الجنود ووعدهم بزيادةٍ في الرواتب، لكن الإمبراطور لم يستطع تنفيذ الوعد، فغضب أبونا باسيليوس وذهب إلى دير ديبري ليبانوس احتجاجًا. ذهب الإمبراطور بنفسه وأقنعه بالعودة ومنح زيادةٍ أقل للجنود. 🌿 السنوات الأخيرة بدأ أبونا باسيليوس يقضي وقتًا متزايدًا في دير ديبري ليبانوس بعد أن تدهورت صحته في أوائل الستينيات. ترك واجباته لأبونا ثيوفيلوس، وقضى وقتًا أطول في الراحة والصلاة في الدير، ونادرًا ما ظهر في البطريركية أو البلاط الإمبراطوري. كان أضعف من أن يشارك في مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بأديس أبابا عام 1965، فمثّله أبونا ثيوفيلوس. توفّي البطريرك أبونا باسيليوس، أوّل بطريرك وكاثوليكوس للكنيسة التوحيد الإثيوبية الأرثوذكسية، في 13 أكتوبر 1970. وبعد جنازةٍ رسميّةٍ في كاتدرائية الثالوث القدوس بأديس أبابا، حضرها الإمبراطور والعائلة الإمبراطورية والحكومة والسلك الدبلوماسي، دُفِنَ في دير ديبري ليبانوس. وخلفه أبونا ثيوفيلوس. … | آباء وقديسون | |
| القمص لوقا إدوارد واصف | الولادة: – الوفاة: 2021 🕊️ الأب الكاهن القمص لوقا إدوارد واصف سُيِّم القس لوقا إدوارد واصف قسًا في نوفمبر 1981 م بيد صاحب النيافة المتنيح الأنبا يوأنس، ثم سُمِّي كاهنًا بيد مثلث الرحمات نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية في 27 نوفمبر 1981 م على مذبح كنيسة القديس ماربولس في طنطا. انتقل للخدمة في كنيسة القديسة العذراء بروزويل في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية جورجيا في يناير 1993 م، ونال رتبة القمصية في 10 ديسمبر 2000 م بيد صاحب النيافة الأنبا يوسف، أسقف تكساس، فلوريدا، وجنوبي الولايات المتحدة الأمريكية. رقد في الرب السبت الموافق 30 أكتوبر 2021 م. … | آباء وقديسون | |
| القمص برنابا صليب حنا | الولادة: 1926 الوفاة: 2012 🕊️ الأب الكاهن قدس أبونا القمص برنابا صليب حنا ولد الأب القمص برنابا صليب حنا في 6 يوليو 1926 م، وقد سُيم كاهنًا في 20 يونيو 1982 م على يد المتنيح الأنبا يوأنس. نال درجة القمصية في 3 أكتوبر 1997 م بيد صاحب النيافة الأنبا بولا. خدم أبونا القمص برنابا في كنيسة الشهيد مارمينا العجائبي بمدينة طنطا في محافظة الغربية بمصر، وظل مخلصًا في خدمته الروحية حتى تنيحه في 18 أكتوبر 2012 م. اسمه بالإنجليزية: Reverend Father Barnaba S. Hana. … | آباء وقديسون | |
| القمص شنوده صادق عياد | الولادة: 1938 الوفاة: – ⛪ الأب الكاهن القمص شنوده صادق عياد قدس أبونا القمص شنوده صادق عياد، كاهن كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية بمدينة طنطا، محافظة الغربية – مصر. الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Shenouda Sadeq Ayad. وُلد في 24 أكتوبر 1938 م. 📅 الرسامة والخدمة رُسِم كاهنًا في 9 يونيو 1972 م بالرتبة الأولى باسم أبونا القس شنوده صادق عياد، ثم رُقِّي إلى رتبة القمصية في 20 يونيو 1982 م. يخدم حاليًا في كنيسة مارمينا الشهيد القبطية الأرثوذكسية – طنطا، الغربية، مصر. … | آباء وقديسون | |
| الأب سيمون الزند | الولادة: 1960 الوفاة: 2002 👶 النشأة ولد سيمون الزند في 28 شباط 1960 في غادير في قضاء كسروان (لبنان). وقد كبر في كنف والديه عبدو وايلين اللذين ربّياه على الايمان المسيحي، وفي محيط ماروني اتّسم بالتقوى، الى جانب شقيقه الاكبر سناً ريمون وفارس وشقيقتيه الاصغر ريموندا ومايا. 📚 الدراسة بين عامي 1963 و1970، تلقّى دروسه الابتدائية في معهد الرسل – جونيه. وحصل في ختام المرحلة الابتدائية على منحة دراسية من رئيس المعهد الاب بول نجم. ثم تابع دروسه التكميلية والثانوية في المدرسة الرسمية في غزير حتى عام 1975. وبسبب اندلاع الحرب، اضطر ليغيّر مدرسته من جديد. فأنهى دروسه الثانوية في ثانوية حارة صخر الرسمية في ايلول عام 1977. وكان الزند ميالاً الى المواد العلمية، فتابع دروساً عليا في مادة العلوم الالكترونية حتى العام 1981. إلاّ أن حياته الكشفية هي التي لعبت الدور الحاسم في تحديد مثله العليا في الحياة. 🏕️ الحياة الكشفية وقد كان للاب بطرس شلهوب المرسل اللبناني ومؤسس فوج الكشافة الرسل الشكفي وأب الكشافة في جبل لبنان الأثر الدامغ على شخصية سيمون وكذلك على دعوته النهائية في الحياة. وتحت نظر الاب شلهوب، تلقى سيمون تعليمًا كشفيًا متينًا داخل وحدة مار يوحنا المعمدان. وحضّر، مع قائد فريقه، بشارة خبصا، وعده الكشفي الذي أعلنه في بكركي في 27 ايار 1978. ثم نفّذ السهرة الأولى في غوسطا في 20 كانون الثاني 1979، وقد سبقتها فترة تحضير فكري معمّق برفقة ادوار برجي. (Chacal Radieux ) حصل من وحدته على توتم (لقب كشفي) “شغبر المتهلل“ وكان عرابه سمير فرحات. في اليوم التالي، تولّى مسؤولية فريق “الشعلة” الى ان انتهت مدته كقائد فريق في 15 تشرين الثاني 1980. بعدها، رُقِّيَ الى رتبة مساعد قائد الوحدة. في 1 آب 1981، وفي غابة الصنوبر في حريصا، صار قائد وحدة مار يوحنا المعمدان وذلك خلال احتفال عيّن خلاله ايضا ادوار برجي قائدًا للفوج وانطلق خلاله فادي برهوش ككشاف جوّال. في الوقت نفسه، كان سيمون بدأ، اعتبارًا من تشرين الاول 1980، مهام مساعد المفوّض الوطني لفرع الجوالة في جمعية كشافة لبنان وذلك لمدة ثلاث سنوات متتالية، الى جانب القائد سلامه حشيمة، وهو قائد سابق لوحدة مار يوحنا المعمدان. انتهت مهامه كمسؤول جوّال في 4 آب 1984، في احتفال ختامي في معهد الرسل حيث نقل المشعل الى يوسف زغيب. وصار مساعد قائد الفوج. بعد بضعة اشهر، وفي 23 كانون الاول 1984، سُمي قائد فوج كشافة الرسل في خلال الاحتفال بعيد الميلاد في معهد الرسل، وبقي في مسؤوليته لمدة عام كامل وقد خلفه فيها في 23 كانون الاول 1985 كمال زخور. في 26 ايار 1984، كان سيمون الزند بلغ قمة مساره الكشفي عندما انطلق ككشاف جوّال في غابة حريصا، وتحت نظر عرّابه ميشال صقر، وبعدما نال بركة الاب شلهوب ملهمه الكشفي ومرشده الروحي، وفي حضور المطران رولان ابو جودة. وقد شكلت هذه المحطة ذروة نشاط كشفي مثالي عاشه سيمون الزند في شفافية والتزام مسيحيين حقيقيين. غداة هذا الانطلاق الذي شكل منعطفًا مصيريًا في حياته، وخلال قداس شكر أقيم في منزل آل شويري في شننعير، أعلن سيمون الزند أمام كل العائلة الكشفية وفي حضور عرّابه الكشفي وعرّابه الكهنوتي الاب سامي بطيش، قراره بالسير في طريق الرب وبتكريس نفسه للكهنوت. هذا القرار فاجأ كل الموجودين بمن فيهم أهل سيمون، ولكنه غمرهم بالفرح ايضًا. إعتبارًا من تلك اللحظة، بدأ الزند فصلًا جديدًا مشرقًا من حياته الموسومة بحضور الرب. 🎓 التكوين اللاهوتي والسيامة بدأ الاكليريكي سيمون الزند دروسه في اللاهوت في جامعة الروح القدس في الكسليك وحصل على إجازة في تموز عام 1989، في خلال فترة الدراسة هذه، تأثّر بمثل استاذه الاباتي بطرس قزي الذي كان يردّد بإصرار وبحماس دائم شعار: “أحبّوا الكنيسة … أحبّوا الكنيسة“. وهذه الكلمات انطبعت في ذاكرته” سيم سيمون الزند شدياقًا في 4 كانون الاول 1988 في كنيسة الاكليريكية البطريركية في غزير مع عشرين من رفاقه، ثم شماسًا في 13 آب 1989 في كنيسة مار جرجس في الكفور مع روبير دكاش وانطوان بشعلاني. 14 ايلول 1989 كان اليوم الأهّم في حياته: يوم سيامته الكهنوتية في عيد ارتفاع الصليب، في اكليريكية غزير، على يد المطران شكرالله حرب راعي ابرشية جونية المارونية. ✝️ الرسالة الروحية قبل السيامة وكان الزند بدأ، حتى قبل سيامته كاهنًا، مسجلًا بذلك سابقة في هذا المجال، مهمة الارشاد الروحي. اذ كان مرشدًا لفرقة الـ ENDJ فرق السيدة للشباب الاولى والتي أسست في لبنان مع كمال شمالي وكارين نهرا ورانيا بستاني. وهو رافق هذه الفرقة من 1986الى 1989، وخصوصًا خلال التجمّع العالمي للحركة في فاتيما في البرتغال في تموز 1989، حيث كوّن صداقات مع أعضاء ايطاليين في الحركة. بعد مرور بضعة أسابيع على هذا اللقاء وخمسة أيام بعد سيامته الكهنوتية، شاءت الأقدار أن يرسله رؤساؤه إلى روما ليستكمل تعليمه الاكاديمي اللاهوتي. في العاصمة الايطالية، طلب الخوري سيمون ان يكون المرشد الروحي لفرقة الـENDJ الايطالية المعروفة باسم “روما2″، ونال ما اراد. وقد بقي في هذه المسؤولية حتى صيف 1992. 🎓 الدراسة العليا في روما في روما، أقام الخوري سيمون في معهد روسيكوم في محيط بازيليك سانتا ماريا ماجوري. وحصل من الجامعة الغريغورية البابوية التي يتولّى إدارتها الآباء اليسوعيون على إجازة تعليمية في اللاهوت العقائدي في شباط 1992 حول موضوع كان وسيبقى غاليًا على قلبه وهو الزواج والعائلة. وقد حملت اطروحته عنوان: “سر وروحانية ورسالة الزواج المسيحي في كتابات الاب هنري كافاريل” وبالفرنسية، تبدأ الكلمات الاربع بحرف M : Mystére, Mystique, Mission, Mariage. وقد وجّه كافاريل وهو مؤسس فرق السيدة العذراء الشهيرة رسالة إلى الخوري سيمون الزند في 6 كانون الثاني 1992، وصف فيها الأطروحة التي حصل على نسخة منها، بأنها “إحدى أفضل الدراسات التي وصلت إليه“. وتابع: “على الرغم من كثرة انشغالاتي وأهميتها، فلم استطع أن أمنع نفسي من قراءة أطروحتك بشغف وبأن أعجب بعملك الذي يتسِّم بالدقة والعمق والضمير“. وخلال اختباره الأكاديمي الغني في الغريغوريانا، تأثَّر الخوري سيمون بشكل خاص بروحانية وصراحة مدير أطروحته بيار ازنيس وقد كان يدين له بشعور عميق بالعرفان. 📖 مشروع الدكتوراه بعد حصوله على إجازته اللاهوتيّة، بدأ الخوري سيمون بتحضير دكتوراه في الاكليزيولوجيا في المعهد البابوي الشرقي في روما تحت عنوان: الاكليزيولوجيا المارونية في صلوات الفرض الإلهي لعيدي تجديد البيعة وتقديسها، بإدارة الأب بيار يوسف النائب البطريركي الكلداني في باريس واستاذ الباترولوجيا (علم الآباء) السريانية في المعهد. وقد عمل الخوري سيمون في اطروحة الدكتوراه هذه حتى حزيران 1994 عندما استدعاه مطرانه ليمارس مهامًا رعوية في حارة صخر في جونيه فعلَّق أبحاثه الأكاديميّة وعاد إلى لبنان في 28 أيلول 1994 وبدأ مرحلة ثالثة في حياته، مرحلة الالتزام الرعوي. ⛪ الخدمة الرعوية في أوروبا وفي الواقع، كان الخوري سيمون بدأ الاختبار الرعوي أثناء وجوده في روما. ففي موازاة دروسه الأكاديميّة، استلم مسؤوليات رعوية بصفة كاهن مساعد في عدد من الرعايا الكاثوليكيّة في اوروبا. فمارس بين 1990 و 1991 مهمة مساعد كاهن إلى جانب اندريا سانتورو كاهن رعيّة “يسوع الناصري” في منطقة بياترالاتا في روما. ثم انتقل لمساعدة الكاهن لويجي زانغريلي في رعية القديس فرنسيس الأسيزي في شيسترنا، حيث بقي حتى العام 1994. فيما تولّى بشكل مرحلي مهمّات رعوية في رعايا أخرى في إيطاليا وسويسرا والمانيا. وكان يستفيد من عطلة الصيف من أجل تعميق معرفته باللغة الألمانية ( أمضى فترة في معهد غوته في مورنو في ألمانيا صيف 1991، ثم أقام عند آل غوتز في فرييورغ في ألمانيا في أيلول 1991. وخلال تأديته الفاعلة لرسالته الرعوية أثناء وجوده في إيطاليا، تمكّن من إقامة روابط متينة بين الرعايا الأوروبيّة المختلفة التي مرَّ فيها، وحقّق مشروعًا للتعاون الكشفي بين لبنان وإيطاليا. وبناءً على مبادرة منه، دَعت رعية كامورينو السويسريّة مجموعة إيطاليّة كشفيّة من شيسترنا لتحتفل معها بعيد الفصح عام 1993. وقد لبّى الكشافون الإيطاليون الدعوة وقصدوا سويسرا مع راعيهم اللبناني وأحيوا احتفالات خميس الأسرار والجمعة العظيمة وأحد القيامة في الرعية السويسريّة. وكان كشافة شيسترنا دعوا 17 كشافًا لبنانيًا (8 من فوج الرسل و9 من فوج مار مارون – شكا) إلى مخيم نقَّال تبعه مخيّم ثابت في الريف الإيطالي في تموز 1993. وقد أمضى المشاركون بمعيّة الخوري سيمون أوقاتًا لا تنسى. كذلك بنى الخوري سيمون صداقات متينة في إيطاليا وسويسرا حافظ عليها حتى بعد عودته غلى لبنان. ومن أبرزها علاقته فيكاندلو مع السيدة ريتا بيزانا التي اعتاد الخوري سيمون على تسميتها “ماما ريتا“، التي اعتبرها بمثابة أم ثانية. وفي كامورينو مع عائلة ديكريستوفوريس (ماريو وماريا روزا وبنتاهما اولدوا سينزيا)، وفي شيسترنا مع عائلة مركوري (البرتو وماريا بينا وبناتهما ماريا دينا وكلوديا وساره). وقد درج الخوري سيمون على الإقامة لدى هذه العائلة في كل مرة كان يزور فيها إيطاليا خلال العطل، على أثر عودته النهائية إلى لبنان في 28 ايلول 1994. 🕊️ الخدمة في لبنان اعتبارًا من 15 تشرين الأول 1994، صار الخوري سيمون نائبًا للخوري يوسف العنداري في رعية مار مارون في حارة صخر، ثم كاهنًا اعتبارًا من 12 تشرين الأول 1996، بعد وفاة الخوري العنداري. في مار مارون، وجد الخوري سيمون حقلاً واسعًا لتثمير كل اختباراته ومواهبه. فعمد إلى تفعيل وتنشيط الأخويتين النسائيتين (مار يوسف والحبل بلا دنس) والاتحاد المريمي. ثم أطلق مبادرات رعوية جديدة في اتجاهات عدّة. فقسَّم الأراضي التابعة للرعيّة إلى أحياء رعوية متجانسة ووضع كلاً منها تحت رعاية أحد القديسين. وأوجد الجماعات العيليّة (نسخة معدّلة عن فرق السيدة Equipe Notre Dame) من أجل إعطاء دفع للحياة الزوجيّة والعائليّة داخل الرعية. وتميّزت رعية مار مارون بقداس خاص بالأطفال، وقداس الشبيبة، وساعات صلاة تعدّها مجموعة خاصة، وجوقة الرعيّة، وجوقة الأطفال (جوقة المحبة) … ومن النشاطات المميَّزة الزياحات اليومية في شهر أيار، الشهر المريمي، إلى جانب العديد من النشاطات الروحيّة والاحتفالات الخاصة في كل مناسبة وفي كل عيد. على خطٍ موازٍ للنشاطات الرعوية العادية، اهتمَّ الخوري سيمون بتنظيم نشاطات ثقافية نوعية داخل الرعية، وبإعطاء دفع للمشاركة بين الكنائس الكاثوليكيّة ذات الطقوس المختلفة وبإقامة علاقات ممتازة على الصعيد المسكوني مع الكنائس غير الكاثوليكيّة الموجودة ضمن رعيته. من جهة أخرى، تولّى الخوري سيمون عددًا من المسؤوليات خارج الإطار الرعوي. فكان عضوًا في اللجنة الأبرشية للتعليم المسيحي بين 1994 و1999، وعضوًا في اللجنة الأبرشية للشباب منذ العام 1997، وعضوًا في المجلس الكهنوتي بين 1994 و1999، واستاذًا للتعليم المسيحي في مدرسة مار يوحنا في العقيبه بين 1994 و1998، ومرافقًا للنشاطات الروحيّة في مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في جونيه بين 1999 و2001، ومرشدًا روحيًا للتجمّع الاجتماعي الكشفي في جونيه بين العام 1998 و….، واستاذًا في اللاهوت في مركز مار بطرس وبولس لتنشئة العلمانيين في العذرا بين 1996 …. ومحاضرًا في دورات تحضير الزواج في أبرشية جونيه منذ بدء هذه الدورات عام 1996. 🙏 القفزة النوعيّة بعد سبع سنوات من العمل الرعوي المثمر والمنهك في آن، قرّر الخوري سيمون أن يتوقف جذريًا وصلَّى بشغف من أجل أن يحقق ما أسماه بطريقة معبّرة جدًا “قفزة نوعيّة” في مساره الكهنوتي. وقد كان الخوري سيمون يخشى في الواقع أن تؤدّي الأعمال الروتينيّة والعادية التي يتولاّها إلى الاساءة إلى علاقته بالرب، وإلى تهميش هذه العلاقة. وقد قال لأبناء رعيته عندما كان يبلغهم قراره، أنه يشعر أحيانًا أن ليس عنده الوقت الكافي ليُجالِس من ترك كل شيء لأجله، وانه يريد أن يترك كل شيء مرة أخرى ليعود إليه. ✝️ قرار جديد مع الرب ومن أجل هذا، طلب الخوري سيمون من مطرانه الإذن بالتخلّي عن مهامه الرعوية من أجل إعادة النظر في مسار حياته عن طريق التأمل والصلاة من أجل العودة إلى تخصّصه الأكاديمي واستكمال رسالة الدكتوراه. طلبه هذا بدأ بالنضوج خلال رحلة حجّ قام بها في 7 حزيران 2001 برفقة مجموعة من أبناء رعيته إلى روما، في مناسبة تقديس الراهبة اللبنانية رفقا الريّس. في 12 حزيران 2001، بعد يومين من احتفال التقديس، صلّى الخوري سيمون بخشوع على قبر الطوباوي بادري بيو دا بيتريلشينا في سان جيوفاني روتوندو (جنوب إيطاليا) وطلب شفاعة بادري بيو لكي يساعده الرب على الحفاظ على سلامة كهنوته وقدسيته. ولدى عودته إلى لبنان، تبلَّغ من المطران التجاوب مع طلبه. 🕊️ بداية المرض في 20 آب 2001، رافق الخوري سيمون من روما مجموعة من المقعدين الإيطاليين في رحلة حجّ إلى سيدة لورد في فرنسا. وقد أراد هذه الرحلة بمثابة رياضة روحيّة شخصيّة له. وخلال قيامه بمساعدة أحد المقعدين جسديًا، شعر بألم حاد في ظهره ظنَّ أنه نتيجة حركة خاطئة قام بها. في 8 ايلول 2001، سافر من روما إلى سيدة مديغورييه في البوسنة في زيارة حجّ. وكانت آلام ظهره لا تزال ترافقه. إلاّ أن ذلك لم يمنعه من مواصلة تأملاته وصلواته الحثيثة، ومن تحضير محاضرات استعدادًا لإحياء رياضة روحيّة لكهنة أبرشية جبيل المارونية لدى عودته إلى لبنان. وقد قام فعلاً بهذه المحاضرات بين 17 و19 ايلول 2001. في هذا الوقت، كانت آلام ظهره تزداد سوءًا. نزولاً عند نصائح أصدقائه، وافق أخيرًا على الخضوع لفحص طبي أظهرت نتيجته أن الخوري سيمون يعاني من انبثاث سرطاني. 🏥 مرحلة جديدة – الألم والشهادة أُدخل الخوري سيمون الزند مستشفى سان لويس في جونيه اعتبارًا من 10 تشرين الأول 2001، وقد بدأت بالنسبة إليه مرحلة رابعة في حياته، غنيّة بالنضوج الروحي ومليئة بالتحوّلات على الصعيد الشخصي. ويبدو الخوري سيمون مصممًا على الغوص في عمق هذا الاختبار، فيما يسكنه هاجس الشهادة للرب بصوت عال وبقوة من خلال معاناته، وذلك أمام أفراد عائلته، وأبناء رعيته، وعائلته الكشفية وأصدقائه وكل محيطه … وقد طلب تباعًا من أبناء رعيته وأصدقائه، الكهنة والعلمانيين، الكشافة والقادة، الشبان والأكبر سنًا والذين هزَّهم خبر مرضه وسارعوا للالتفاف حوله، أن يعيشوا معه هذا الحدث، على أنه علامة من السماء، ودعوة لارتداد الأنفس والضمائر. كما دعا الجميع لكي ينسوا ما أسماه “الحادثة” المتعلقة بمرضه وأن يعيشوا “الحالة” التي يحياها هو. 🙌 الصلاة المشتركة على نيّته، تشكَّلت مجموعات صلاة متواصلة. وهي تضمّ مؤمنين من بلدان مختلفة يتناوبون في الصلاة ليلاً نهارًا من دون توقف. وفي كل مكان، تقام قداديس ترفع من أجل شفائه، إلى جانب حلقات الصلاة والتأمل. وبناءً على طلب من الخوري سيمون الذي يرافق كل هذه الصلوات من سريره في المستشفى، يعبِّر الجميع عن إرادة ملحّة في أن تطبع حياة كل واحد منهم “قفزة نوعيّة” روحيّة بهدف الوصول إلى التزام مسيحي وثيق وأكثر شفافيّة. ومن ضمن هذا التوجّه، وضعت عائلة الرسل الكشفية صلاة خاصة بها تتضرّع فيها إلى الرب أن يشفي الخوري سيمون الأخ والقائد والمرشد، بتدخّل من الأب شلهوب، مؤسس العائلة الكشفية ونموذج الحياة المثالية في القداسة في نظر الخوري سيمون ورفاقه كذلك قامت مجموعات ورعايا أخرى بزيارات حجّ وتوبة على نيّة الخوري سيمون. وكأن الناس يريدون فجأة أن يحرقوا المراحل على الطريق المؤدية إلى التطويبات. ✨ الشهادة الأخيرة وعاش الخوري سيمون اختبار الحقيقة هذا بصفاء وبفرح وبثقة لا تتزعزع بإرادة الخالق، مستظلاً شفاعة سيدة لبنان وبادري بيو، وصلوات الأب شلهوب. وقد ظلّ متمسكًا بشعاره الكهنوتي الذي أعلنه يوم سيامته: “تكفيك نعمتي” وهذا الشعار سيظلّ المنّ الآتي من السماء والذي سيغذّيه في خلال عبوره الصحراء نحو المملكة الموعودة. 🌟 الانتقال إلى السماء في 10 ايار 2002 انتقل أبونا سيمون إلى الأنوار السماوية. وعندها تأسست جماعة “درب السما” لنكمل طريق شهاداته. … | آباء وقديسون | |
| الخوري يوسف كادو | الولادة: 1892 الوفاة: 1971 👶 النشأة والانتماء هو اسحق بن منصور بن سمعان كادو من مواليد 1892 القوش. ينتمي إلى عائلة كادو التي نزحت إلى القوش من قصر يزيدين جنوب سميل. ولد اسحق في أحضان عائلة محافظة اجتماعيًا ودينيًا. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية كان والده شماسًا يعلم في مدرسة القوش إلى عام 1908. درس اسحق في مدرسة معهد شمعون الصفا الكهنوتي وتخرج منها في عام 1915 ورُسِمَ كاهنًا في نفس السنة باسم القس يوسف كادو. أُنيطت إليه إدارة مدرسة مار ميخا ببنايتها القديمة إلى أن تم إنشاء المدرسة الجديدة عام 1921–1923، واستمر يدرس فيها حتى عام 1926، حيث نُقِلَ إلى بغداد لأداء الخدمة في كنيسة مريم العذراء الواقعة في الكرادة الشرقية–خارج. ⛪ الخدمة الدينية والاجتماعية كان مرشدًا لجمعية الرحمة الكلدانية الخيرية، ويعود له الفضل في شراء وامتلاك قطعة الأرض الواسعة التي أنشئ عليها مركز الجمعية الحالي. كما كان له الفضل الأكبر في دعم وتقوية أخوية قلب يسوع في القوش من عام 1915–1926. اعتكف في منزله في القوش في عام 1956 ولفترة وجيزة إثر خلاف مع إدارة الكنيسة في عهد البطريرك مار يوسف غنيمة، ثم عاد إلى بغداد ومارس مهامه الدينية بشكل طبيعي. كان من أبرز المهتمين بجمع الأعشاب الطبية والمعالجة بها، وكان يقتني في مكتبته مجموعة كتب طبية نادرة. كان يجيد اللغة الكلدانية وله مخطوطات عديدة لمواضيع دينية متعددة، منها – المجر الرثائي بعد الحرب العالمية الأولى. توفي في 20/5/1971 في دير الزعفرانية إثر مرض عضال أقعده عن العمل وخدمة الجماعة. 📝 منجزاته ANDAR DIOCESE AMDAS DIOCESE. الباعوثة في الكنيسة الكلدانية مجلة النجم /1929 صفحات/ 77-82-125-129. عيد قلب اليسوع في كنيسة الكلدان ببغداد مجلة النجم /3/1931 صفحات/335–338. عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد في الصلوات الفرضية الكلدانية مجلة النور /1/1950/124 ص 1-4. تراتيل وصلوات لأخوية قلب يسوع المقدس في القوش، نظمها بالسريانية (سورث). … | آباء وقديسون | |
| القس يوسف عبيا | الولادة: 1880 الوفاة: 1965 👶 النشأة والانتماء من مواليد 1880 في القوش. يعود أصل العائلة إلى شجرة شكوانا القديمة في هذه البلدة منذ القدم. 🏫 التعليم والبداية الكهنوتية دخل المدرسة الكهنوتية عام 1899. ترك الدراسة فيها بعد خمس سنوات لعدم موافقة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني ارتسامه كاهنًا بعد زواجه، لأنه كان وحيد الأبويْن. ⛪ الخدمة الدينية والمهنية عاد إلى القوش معلّمًا لمدرستها الدينية واستمر فيها حتى عام 1908. رحل إلى قوجانوس مع القس كوركيس ياقو أبونا (المطران إيليا أبونا لاحقًا) على أثر حركة انشقاقية في الكنيسة الكاثوليكية ورُسِمَ كاهنًا فيها عام 1909. في عام 1910 عاد إلى القوش وقدم الطاعة لمار يوسف عمانوئيل وقبله، ثم أُرسِلَ كاهنًا إلى قريتي نصرية وتلا، بقي في خدمة تلك الكنيسة حتى عام 1930، ثم قفل راجعًا إلى مسقط رأسه ثانية. في عام 1940 أُعِيدَت له صلاحية القيام بجميع الواجبات الدينية. 🎤 القدرات والإنجازات كان يملك صوتًا جهوريًا وقدرة خطابية مأثورة تصغى له جميع الآذان. كان يجيد اللغة الكلدانية إجادة تامة، وله مخطوطات عديدة لتراتيل ومداريش دينية إلى جانب كتابته الطقس الخاص بمار قرداغ وبخط يده. له قصيدة بعنوان (سيف القوش) نظمها بالذكرى المئوية لعدوان ميراكور على القوش ودير الربان هرمزد عام 1832، محفوظة في خزانة كنيسة القوش (فهرس المخطوطات السريانية في العراق – 1 – 271 – 272). توفي في عام 1965 في بغداد ودفن في كنيسة مار يوسف في الكرادة الشرقية – خربندة. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ماريوسف عمانوئيل توما الثاني | الولادة: 1852 الوفاة: 1947 👶 النشأة والانتماء هو يوسف بن دانيال حفيد توما الأول الذي نزح من أعالي جبال الهكاري في القرن الثامن عشر. ولد في القوش عام 1852، رافق مار يوسف أودو في رحلته إلى مجمع الفاتيكان في روما عام 1869 وهو شاب صغير لم يتجاوز عمره السابعة عشر سنة ليدرس في كلية اليسوعيين في بيروت. ⛪ التعليم والخدمة الكهنوتية رُسِمَ كاهنًا في 10/7/1879 على يد مار إيليا عبو اليونان بعد أن أكمل دراسته في الكلية المذكورة، وعاد إلى الموصل، وفي عام 1890 رُسِمَ خوريًا في كنيسة مسكينتة. في 12/7/1892 رُسِمَ أسقفًا على يد البطريرك مار إيليا عبو اليونان لأبرشية سعرد. بدأت خدماته الروحية في هذه الأبرشية بكل همة ونشاط، وذلك رغم كل الصعاب التي اعترضته في بناء وترميم الكنائس والمدارس ونشر العلم والمعرفة بين أوساط أهلها. في 9/7/1900 تم انتخابه بطريركًا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في الموصل خلفًا للبطريرك عبد يشوع الخياط المتوفي في نفس العام. 🏅 الإنجازات الوطنية والبطولات مُنِحَ الوسام العثماني من الدرجة الأولى مع مجموعة أوسمة لحاشيته إثر زيارته للسلطان عبد الحميد في استانة، وإلقائه خطابًا بليغًا باللغة العربية استمال فيه السلطان على طائفته، وذلك عام 1902. ليوسف عمانوئيل تاريخ حافل بالبطولات والتضحيات الجسام في خدمة وطنه بالدرجة الأولى ورعيته بالدرجة الثانية، والتي قاربت النصف قرن من السنين. آزر الحركة الوطنية ضد المحتلين الإنكليز وأيّد قيام حكومة وطنية عراقية عام 1921. وعلى أثرها نُفِيَ الحاكم الإنكليزي الكولونيل (لجمان) إلى بغداد، ثم أُطلِقَ سراحه من قبل الحاكم السياسي السير (ولسن). وقف بكل شجاعة وإيمان أمام ما حل برعيته من البؤس والشقاء والفقر والتشتت طيلة أيام الحرب العالمية الأولى 1914–1918، ولم يألُ جهدًا في مساعدة قوافل المهاجرين بسبب تلك الحرب القذرة، وبكل سخاء وحنان إلى أن أُعيل المعهد البطريركي الكهنوتي وراهبات القديسة كاترينة. إذ كان يقوم بتوزيع الإعانات للمهاجرين بنفسه مباشرة ليطمئن على حالهم فردًا فردًا، وله مقولة مشهورة بهذا الخصوص: “لن أتحول منهم حتى تروني متسولًا كواحد منهم”. في عام 1933 تمكن من إنقاذ القوش من الدمار والهلاك المحقق إثر فشل حركة الإثوريين وبسببها. توقف قلبه الكبير في 21/7/1947، وشيع جثمانه بمَوكب مهيب بحضور متصرف الموصل وقناصل الدول الأجنبية. … | آباء وقديسون | |
| القس فرنسيس حداد | الولادة: 1892 الوفاة: 1942 👶 النشأة والانتماء هو سليمان بن صادق بن سليمان بن قرياقوس بن جرجيس الحداد. مواليد القوش في 18/12/1892. قدمت عائلته (الحداد) من الموصل في عام 1750م. كان والده صادق ندافا (شذايا) للصوف والقطن وصنع الكجة، وهي من الحرف القديمة في القوش. أما لقب الحداد فقد جاء من احتراف العائلة حتى جده سليمان مهنة الحدادة لصنع المعادل والمناجل والفؤوس وسكة الحراثة ونعل الخيول. ⛪ التعليم والخدمة الكهنوتية بتاريخ 1904 دخل معهد مار يوحَنّان الحبيب الكهنوتي في الموصل. بتاريخ 1914 انتقل إلى معهد شمعون الصفا وتخرج منه، بتاريخ 15/5/1915، رُسِمَ كاهنًا، وكان مع رسامته كل من الخوري يوسف كادو، والمطران أفرام كوكي، والقس اسطيفان قلايات، والقس حنا يفحور، والقس بطرس نجار، والقس أوغسطين خرموش، وذلك على يد البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني. بعد الرسامة عاد إلى بلدته القوش ليواصل الخدمة فيها. بتاريخ 24/9/1918 عُيِّنَ معاونا لمدرسة القوش الكلدانية الكاثوليكية وبراتب شهري قدره (70) روبية. بتاريخ 1922 عُيِّنَ معلما في مدرسة القوش الابتدائية لتدريس الدين واللغة السريانية ودروس الصحة والأشياء والمحادثة وغيرها. بتاريخ 1926 أصبح مرشدًا لأخوية القربان المقدس واستمر في إرشادها حتى وفاته. بتاريخ 1932 تولى رئاسة كهنة القوش، وأصبحت الكنيسة على خير ما يرام. رفض ترشيحه لرتبة الأسقفية لأبرشية العمادية بعد وفاة مطرانها فرنسيس داود (1870–1930) لشدة قلقه ببلدته وحبه لأهلها. كان يحتفظ بجمجمة إنسان فوق مائدة الطعام ويرتدي حزامًا تبرز منه مسامير أثناء النوم. كان يجيد اللغات: السريانية، العربية، الفرنسية، واللاتينية، ويتكلم الكردية بطلاقة. وكان شغوفًا بالقراءة والبحث العلمي، إلى جانب حبه آلة الأورغن والعزف عليه. كانت تحتوي غرفته، والتي تقع في الطابق الثاني من داره الصغيرة في الزقاق الضيقة المغلقة من محلة قاشا، على مكتبة عامرة احتوت الكثير من الكتب القيمة ومخطوطات نفيسة، أغلاها ثمنًا كان قد اشتراها من القس أوراها شكوانا بمبلغ (50) روبية. 🌍 الأعمال الإنسانية والخدمة الاجتماعية في أوائل القرن الحالي بادر هو والقس يوسف كادو في أيام الحرب العالمية الأولى، بانتشال الكثير من أبناء القوش من الموت بسبب المجاعة التي حلت بالمنطقة جراء تلك الحروب، حيث كانا يقومان بتوزيع ما يقع بأيديهما من الزاد والطعام للفقراء، وينقلان الموتى منهم إلى مثواهم ويوارونهم التراب حتى نهاية الحرب عام 1918. ساهم في إنقاذ بلدته من الهلاك المحتوم عام 1933 جراء إيواء الإثوريين وصلابة موقفه من حمايتهم لهم في القوش، وتسلّل بسيارة المدعو يوسف متي سرسروكي (يوسف متي صارو) عبر الطريق العسكري المحاطة بالبلدة من الجهة الجنوبية، ووصل إلى مدينة الموصل وأخبر مار يوسف عمانوئيل توما الثاني، باطريرك بابل على الكلدان، والذي بدوره تمكن من إنقاذ الموقف. ⚰ الوفاة والتكريم جاء نبأ وفاته في 15/5/1942 إثر نوبة قلبية كالصاعقة على رؤوس كل من كان قد ألفه وعاشره من الطفل وحتى الكاهن (وكنت يومئذ أحد تلامذته لدرس الدين واللغة السريانية والصحة والأشياء والمحادثة في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة مارميخا). تزاحمت المناكب وسُدّت جميع الطرق المؤدية إلى داره للتأكد من الفاجعة بوفاته، غير مصدّقين الخبر. وهكذا كان أول قس يُسجَّى جثمانه في تابوت خشبي مغلّف ومبطن بقماش من الحرير الأحمر من الداخل والخارج لمدة يومين، ليلقوا على جثمانه النظرات الأخيرة، وفي اليوم الثالث وُرِيَ جثمانه تحت التراب في كنيسة ماكوركيس، وهناك نصب من المرمر يخلّد ذكره. 📜 منجزاته وإرثه وضع كتبًا صغيرة الحجم لتدريس اللغة السريانية في المدارس الابتدائية بعنوان (سبلتا): الجزء الأول لمادة التدريس للصف الثالث والرابع، وتخلله صور ورسوم توضيحية. الجزء الثاني لتدريس الصف الخامس. الجزء الثالث والأخير لتدريس طلاب الصف السادس الابتدائي. جمع كثيرًا من الأمثال الشعبية المتداولة في القوش، ولا يعلم أحد مصيرها، ومن المتوقع أن تكون في حوزة مكتبة صادق بولا. هناك خمسة وعشرون رسالة موجهة من القس فرنسيس إلى الأستاذ كوركيس عواد، تتضمّن بعضها شكواه له عن الغبن الذي لحق به في مرتبه الشهري أيام التعليم في ابتدائية القوش قياسًا بزملائه. نظم عشرات القصائد باللهجة الكلدانية الدارجة (سورث)، منها تراتيل لأخوية القربان المقدس، وأناشيد التناول الأول وغيرها. في عام 1924 اقتبس مسرحية من نص إسباني وسُمِّيَت شخصياتها بأسماء محلية وقدمها باسم (قلعة سماقا) التي عالج فيها أمورًا اجتماعية، عكس جميع مسرحياته ذات الطابع الديني. نظم جدولًا لعوائل القوش وأصولها. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك بولس الثاني شيخو | الولادة: 1906 الوفاة: 1989 👶 النشأة والحياة المبكّرة هو صادق بن ججو من آل شيخو، من مواليد بلدة القوش في 19/11/1906. تلقّى الدروس الابتدائية في مدرسة الراهبات في القوش وتعلم اللغة الكلدانية فيها. ⛪ التعليم والخدمة الكهنوتية في 29/11/1921 دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل وواكب الدراسة فيه مدة تسع سنوات. في 16/2/1930 رُسِمَ كاهنًا باسم القس بولس على يد المطران يوسف غنيمة، ثم أُرسِلَ إلى روما للدراسة في المعهد الحبري الشرقي، فأكمل الدراسة فيه وحصل على درجة الملفنة (الأستاذ) في العلوم الشرقية عام 1939. عاد إلى مدينة الموصل وعُيِّنَ مدرّسًا في المعهد البطريركي، ثم مديرًا له حتى عام 1947. في 4/5/1947 رُسِمَ أسقفًا لأبرشية العقرة وزيبار، وبنى دارًا جديدة للمطرانية ومدرسة في مركز الأبرشية بإدارة الراهبات الدومنيكان، ومدرسة أخرى في قرية خربا. كما جدد دير مار عبد يشوع الواقع شمال قرية كندك. في عام 1957 نُقِلَ إلى أبرشية حلب وظل فيها إلى أن وافت المنية البطريرك يوسف غنيمة في 8/7/1957، وعاد إلى الموصل وانتُخِب بطريركًا على الكلدان في كنيسة مسكينته في 14/11/1958. توفّي بتاريخ 1989. 📜 المنجزات والإرث له كتاب مترجم من الإيطالية إلى الكلدانية بعنوان (أم المعونة الدائمة)، طُبِع في الموصل عام 1938 بمطبعة الكلدان. له كتاب مترجم من الكلدانية إلى العربية لإيشوع دناح البصري المسمّى (البلورة في مملكتي الفرس والعرب) وتسمّى في العامية (كتاب العفة), طُبِع ونُشِر في مطبعة النجم الكلدانية في الموصل عام 1939. … | آباء وقديسون | |
| إيليا هومو | الولادة: 1856 الوفاة: 1932 👶 النشأة والحياة المبكّرة القس إيليا ابن الشماس هومو (جونا) ابن الشماس شعيا ابن القس هومو. ولد في القوش عام 1856، مارس التعليم في أرادان وتزوج فيها. ⛪ الحياة الكهنوتية والخدمة في عام 1895 رُسِمَ كاهنًا وخدم في قرى أبرشيتي العمادية وعقرة. عاد إلى القوش وعمل مديرًا لمدرستها ورئيسًا دينيًّا لها. كان مضطلعًا باللغة السريانية ويجيد العربية والكردية، وهو وريث أشهر أسرة بخطاطيها. توفّي عام 1932. 📜 المنجزات والإرث في عام 1869 كتب قصص القديسين، والكتاب حاليًا في المكتبة الوطنية في باريس تحت رقم (309). له مقالات تاريخية عن أحوال عصره ومشاهداته لتجوالاته المتعددة. مراسلات جدلية من صديقه المطران توما أودو. مخطوطات كثيرة منها محفوظة لدى مكتبة دير السيدة، والمنقولة إلى دير الرهبان في بغداد/الدورة، ومكتبة كنيسة القوش، ومكتبة البطريركية الكلدانية. في عام 1921 استُنتِجَ بحثًا في الطب (مامرا دعل مت شوفا). … | آباء وقديسون | |
| اوراها شكوانا | الولادة: 1849 الوفاة: 1930 👶 النشأة والانتماء من مواليد 1849 – القوش. هو القس أوراها بن شمعون (جونا) بن أوراها بن القس شمعون بن دانيال بن القس شمعون بن حنّا بن القس حذبشبا، القس إسرائيل بن القس عوديشو بن القس هرمز، القس إسرائيل الألقوشي. ينتمي إلى عائلة (رابي رابا) (شكوانا)، وتُعتبر من العوائل القديمة الساكنة في القوش. 📚 التعليم والخدمة الكهنوتية تلقّى علومه الدينية في مدرسة مارميخا العريقة في بلدته. رُسِمَ كاهنًا في عام 1882م، وخدم بلدته حتى عام 1893. عمل أمينًا للسر للبطريرك مار عبد يشوع الخياط في عام 1893، وسافر إلى أورميا ودرس الطب في الكلية الأنكليريكية، وقام بتدريس اللغة والخط السرياني فيها. مارس التعليم في قرية أرادن الواقعة في شمال العراق – دهوك. يُعتبر القس أوراها شكوانا من مشاهير الخطاطين للغة السريانية، وتخرّج على يده عدد كبير منهم، وأشهرهم الشماس بولس قاشا. كان شاعرًا فذًّا باللغة السريانية الأم. له عشرات المخطوطات باللغة السريانية محفوظة في مكتبات داخل البلاد وخارجها. توفّي عام 1930م. 📜 منجزاته وإرثه له كتاب في الخدمة الكنسية (كةًٌبًٌا دسوٌكًلًا) – الإيضاحات بالسريانية، وضعه عام 1901، ونسخة منه بخطه في مكتبة المجمع العلمي العراقي (هيئة اللغة السريانية لعام 1925). له خطب محفوظة منها: في عيد مريم العذراء. صلاة ختامية للأعياد الكبرى. في انتقال مريم العذراء. في عيد مار اسطيفانوس. مخطوطة (تاريخ أربيل). في عيد شمعون الشيخ. مديحان لعيد القيامة وغيرها. جميعها محفوظة في مكتبة كنيسة القوش تحت رقم (15)، ولدى صادق شكوانا، ولدى موسى شكوانا، وأخرى في مكتبة كنيسة تلكيف تحت رقم (56)، ومخطوطة تحت رقم (33) في كنيسة القوش. وضع تقويما سنويًّا بالأعياد والتذكارات الكنسية حتى عام 2050م، موجود مع ملحق مخطوطتي الصلاة الطقسية (خودرًا) في كنيسة القوش تحت رقم (104) و(105). مخطوطة (تاريخ أربيل) بِيِعَت إلى مكتبة برلين وسُجِّلت برقم (3126)، وكان ثمنها (3500) فرنك. باعها – منكنة – بعد أن زُوِرَت وأُشبِعَت دخان التنور. … | آباء وقديسون | |
| المطران افرام بدي | الولادة: 1916 الوفاة: 1984 👶 النشأة والحياة المبكّرة هو الياس بن يوسف اوراها عوديشو حنّا بدي من مواليد 1916، ينتمي إلى عائلة بدي والتي قدِمَت إلى ألقوش من قرية باشبيتا في أواسط القرن السابع عشر. ⛪ الحياة الكهنوتية والخدمة دخل المعهد الكهنوتي لمار يوحنان الحبيب في الموصل عام 1929. ورُسِمَ كاهنًا في 15/5/1941 باسم القس أفرام. عمل معلّمًا لدرس الدين في مدرسة ألقوش الابتدائية لفترة طويلة. أسّس الجمعية الخيرية في عام 1947 لمساعدة الفقراء، وعمل راعيًا نشطًا لجمعية (الإخوة للقربان المقدّس) للرجال وجمعية القلب الأقدس للنساء. نُقِلَ في عام 1951 إلى سوريا مُرشدًا للكنيسة الكلدانية فيها، وفي عام 1980 نُقِلَ إلى مصر لرعاية الكنيسة الكلدانية في القاهرة. كان يجيد العزف على آلة الأورغن، وكان له صوت جميل. توفّي في عام 1984 في القاهرة، ونُقِلَ جثمانه إلى العراق ودُفِنَ في كنيسة مريم العذراء في ألقوش أمام الحائط الجنوبي داخل الهيكل وحسب وصيّته. 📜 المنجزات والإرث تأمّلات في أسرار الوردية/حلب/1958. تاريخ الكنيسة الكلدانية بالفرنسية/حلب/1960. كتاب كنز الحياة الروحية بالسريانية الدارجة/الموصل/1948، كركوك/1962 أشهر مؤلفي الطقس الكلداني – مجلة المشرق البيروتية/1962. وضع “النوتة” ألحان لطقس القدّاس الكلداني في مجلّدين/روما/1967. قصة ظهورات العذراء (فاطيما)/القاهرة/1968. ترجم طقس العماذ من السريانية إلى الألمانية/برلين/1971. فهرست مخطوطات مكتبة كنيسة ألقوش (مخطوط). ترجم أناجيل السنة الطقسية من السريانية إلى السورث لمطرانية العمادية (مخطوط). سجّل بصوته عدّة كاسيتات لجميع ألحان الطقس للكنيسة الكلدانية، ونُفِّذَ ذلك من قبل جمعية ألمانية تُعنى بالتراث، وله أهميته كمرجع ومصدر لتعليم الألحان الطقسية للكنيسة الكلدانية. … | آباء وقديسون | |
| المطران اسطيفان بلو | الولادة: 1910 القرن 1990 👶 الطفولة والنشأة هو أبلحد جونا ميخا بلو، مولود في فيشخابور من مواليد 1910. أمّه تُدعى تريزا ميخا ساكو. تعتبر عائلة بلو مع عائلة شكوانا (رابي رابا) وعائلة قوجا من أقدم العوائل التي سكنت ألقوش وظهر منهم نابغون، وخاصة عائلتي بلو وشكوانا، وذلك في الأدب واللغة والعلوم الأخرى والخط السرياني. منهم البطريرك مار يوحنا سولاقا دانيال بلو المتوفّى عام 1555م، والمرحوم القس أوراها شكوانا (1850–1930م). من جرّاءِ القحط وشظف العيش تركت عائلته ألقوش، وهاجرت إلى فيشخابور مع والديه وإخوته الأكبر سنًّا. أمّا هو فلم يكن قد وُلِدَ بعد. وقد اختاروا فيشخابور لأنّ راحيل أخته كانت متزوّجة رجلًا من أهالي المنطقة. وفي تلك الفترة وُلِدَ أبلحد (المطران) في عام 1910م وترعرع في كنف أخته. وفي بداية الحرب العالميّة الأولى 1914، ونتيجة الاضطرابات التي حدثت وعصفت بالمسيحيّة في منطقة فيشخابور، قُتِلَ زوج راحيل أخته، وهربت إلى قرية (خانكِ) السوريّة. أمّا ميخا وتريزا والأولاد فهربوا مع الهاربين حتى وصلوا قصر أيزيدين التي كان يسكنها اليزيديّون. ومكثوا فيها مدّة سنتين، ومنها هاجروا إلى كرملّيس عام 1916، وفيها عاشوا فقراء يكدحون في سبيل تحصيل لقمة العيش. أمّا الصغير أبلحد فبدأ يتعلّم مبادئ اللغة السريانيّة على يد المعلّم المشهور توما قزح، واضع اللَّبنة الأولى في بناء صرحه العلمي واللغوي والثقافي. وهنا حدث تغيّر بسبب وفاة والده وزوج أخته. أمّا والدته ففضّلت العودة إلى ألقوش لوحدها وعملت خبّازة في دير السيّدة، بعدها أرسلت في طلب ابنها أبلحد ليعيش معها في الدير بعد أن كان مع أخيه الأكبر ميخا. 🙏 حياته الدينيّة كان وصوله الدير عام 1924م، وبها دخل سلك الرهبنة باسم اسطيفان بلو. ومنذ دخوله هذا الدير وعمره 14 عامًا، تأكّد لدى رؤسائه مدى حبّه واحترامه للقوانين والأنظمة الصارمة المطبّقة في الدير المذكور، إضافة إلى اندفاعه نحو التقوى والعبادة وعمق الإيمان. وفيها لبس اسكيم الرهبنة حتى عام 1927 ليُرسَلَ إلى المعهد الكهنوتي في الموصل. وكان متفوّقًا دراسيًّا على زملائه، ومثالًا رائعًا في الأخلاق والصدق. في عام 1930م نال نذر الرهبنة ولا زال طالبًا في المعهد المذكور. وفي 14/10/1934 رُسِمَ كاهنًا باسم الأب اسطيفان بلو، ثم عاد إلى ديره وهو مليء الثقة بالإيمان والمحبّة. في عام 1935 قرّر رؤساؤه إرساله إلى روما لمتابعة دراسته، وبعد خمس سنوات نال شهادة الدكتوراه في العلوم الشرقيّة. ثم عاد إلى وطنه في عام 1940م وعُيِّنَ رئيسًا للمبتدئين. وفي عام 1942 انتُخِبَ مديرًا أوّلًا للرهبنة الكلدانيّة الهرمزديّة. ⛪ خدمته الكهنوتية والإدارية في عام 1948 أُسنِدَت إليه رعاية الدير، فانتُخِبَ رئيسًا عامًّا للرهبنة حتى عام 1958. وخلال العشر سنوات الأخيرة من خدمته هذه أنشأ أوّل أكليريكيّة رهبانيّة للمؤهَّلين من الرهبان، وتخرّج منها بدرجة الكاهن أحد عشر راهبًا، وُزِّعوا إلى مختلف مراكز الطائفة. في عام 1949 قام بوضع الحجر الأساسي لبناية الميتم للأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى ورعاية أبويّة. وحين اكتمل البناء عام 1951، أُيوِيَ عدد كبير من اليتامى في الميتم، وتمّ الاهتمام بهم وإكساؤهم وتثقيفهم بإدخالهم المدارس الابتدائيّة ثم المتوسطة والإعدادية في ألقوش، إلى جانب التعليم الديني لهم. وكل ذلك كان مجّانًا وخيرًا للإنسانيّة المعذّبة. في عام 1958 عُيِّنَ نائبًا أسقفيًّا عامًّا لأبرشيّة سوريا الكلدانيّة، حتى عام 1959 عُيِّنَ بطريركيًّا لها. وفي 10/ك2/1959 ارتُسِمَ مطرانًا في بيروت. وفي 24/7/1990 تُوفِّيَ في مدينة روما، ودُفِنَ جثمانه – حسب وصيّته – في كنيسة دير السيّدة، وله نصب جداري عن حياته فيه. 📜 منجزاته الربان أدم عقرايا. مجلة النجم 8/1936، ص 223–224. افراهاط الحكيم. مجلة النجم، ص 229–304. اليد المارونيّة والطائفة الكلدانيّة – نقد تاريخي – مجلة النجم 10/1938، ص 20، 25، 54، 60، 111. القرن السادس عشر عن تقرير لاونر دهابيل – مجلة النجم 10/1938، ص 170–175. توما الألقوشي. مجلة النجم 10/1938، ص 292، 296، 320. في طريق الكمال – ترجمة من الإيطاليّة إلى السريانيّة على شكل محاور تمثيليّة/الموصل/1957. التعليم المشجّع في طريق الابتدائيّة الرهبنة، وضعه بالسريانيّة/الموصل/1957. ترتيلة في مدح العذراء بالسريانيّة الدارجة، كتاب القيثارة/1972. مخطوطة عن حياة البطريرك مار عمانوئيل توما الثاني بالسريانيّة – فهرست خزانة الرهبنة الكلدانيّة في بغداد، الأرقام 663/1946، 664/1953، 665/1954. مخطوطة كتاب الحوليّات بالسريانيّة (طبًا يوميًا)، كتاب تاريخي. مخطوطة كتاب أعمال المجمع الأسقفي لانتخاب البطريرك يوسف السابع غنيمة/1947. مخطوطة أنشودة لعيد مار يوسف بالسريانيّة، وضعها عام 1955. مخطوطة جمع ورتّب رسائل المطران يعقوب أوجين منّا بالسريانيّة – خزانة الرهبنة 962/1950. شعر المناسبات – خزانة الرهبنة الكلدانيّة، الرقم 871/2/1957. كتاب الفرص (كتبًا دفورسًا)، كتاب أدبي اجتماعي. … | آباء وقديسون | |
| الأب مجدي علاوي | الولادة: 1970 الوفاة: – 👶 النشأة والتحوّل مجدي علاوي هو كاهن لبناني وُلِدَ في عام 1970. وقد تحوّل من الإسلام إلى المسيحيّة وأصبح عابرًا للمسيح في سنة 1981 عندما كان عمره حوالي 11 سنة. ✝️ الكهنوت والخدمة أصبح كاهنًا لبنانيًا مشهورًا جدًا لما قدّمه من أعمال خيريّة. ويشتهر الأب مجدي علاوي بأنّه ابنٌ بارّ للسيّد المسيح حيث لا تفارق شفتاه كلمات يسوع المسيح على الدوام، ومن أهمها: المحبة ثم المحبة لجميع البشر. 🏥 الأعمال الخيريّة قام بتأسيس جمعيّة خيريّة هدفها مساعدة الشباب، وخصوصًا المدمنين على المخدّرات وشرب الكحول وغيرها. كما قام بافتتاح مطعم في لبنان يقدّم الطعام لجميع الفقراء والمحتاجين. 💒 جمعية سعادة السماء أسّس جمعيّة خيريّة أُخرى (جمعيّة سعادة السماء) هدفها الأساسي مساعدة الفقراء والمحتاجين والمتشرّدين. 🌟 المحبة والخدمة يُعتَبر الأب مجدي علاوي شخصيّة محبوبة كثيرًا في لبنان، لما قدّمه من مساعدات وكرازات وأعمال خيريّة إلى الكثيرين من أبناء وطنه. … | آباء وقديسون | |
| المطران اسطيفان كجو الأول | الولادة: 1883 الوفاة: 1953 📖 النشأة ينتمي اسطيفان إيليا كجو إلى عائلة كجو القادمة من قرية أشيثا. وُلِدَ في مدينة الموصل في 16/1/1883م وأكمل دراسته الابتدائيّة فيها. 🎓 الدراسة والتكوين في 10/9/1895 أُرسِلَ إلى أكليريكيّة القديس لويس للآباء الكبّوشيّين في مدينة إسطنبول. وبعد اثنتي عشرة سنة من الدراسة المتواصلة للعلوم اللاهوتيّة واللغويّة، نال الدرجة الكهنوتيّة في 25/7/1907. ⛪ التعليم والخدمة الأولى في 30/8/1907 عاد إلى الموصل، وعيّنه البطريرك يوسف عمانوئيل توما الثاني (1900–1947م) معلِّمًا يُلقي الدروس الكتابيّة باللغتين الفرنسيّة والتركيّة، والتاريخ الكنسي على طلبة المدرستين العلمانيّة والكهنوتيّة في الموصل. انتقل إلى قصبة ألقوش في 1909 وأدار مدرستها لغاية عام 1915، وفتح صفًّا تمهيديًّا للدراسات الكهنوتيّة واتّبع فيها النظام الداخلي. وفي عام 1910 أسّس في بلدته ألقوش “أخويّة القربان المقدّس”، ولا تزال قائمة لحدّ الآن. 🙏 الخدمة الكهنوتية خدم في خورنة مار يوسف في الموصل من 1915 – 1918م. وفي عام 1918 عمل وكيلًا بطريركيًّا وزائرًا لأبرشيّة عقرة. وفي عام 1919 عاد إلى الموصل ليساعد غبطة البطريرك عمانوئيل في إيواء اللاجئين، وخاصة الآثوريّين منهم بسبب الحرب العالميّة الأولى. من 1922 إلى 1927 أدار ميتم الأطفال المنكوبين الذي أُنشِئَ بفكرة منه، وتخرّج منه العديد من الشخصيّات، ومنهم المطران زيا دشتو (1910–1972) والراهبة الأخت برناديت صائب (1919+ ؟) رئيسة راهبات بنات مريم الكلدانيّات. ومن عام 1927 إلى عام 1939 عمل وكيلًا بطريركيًّا في كنيسة أمّ الأحزان. ✝️ الرسامة الأسقفية في 4/5/1947 رُسِمَ مطرانًا لأبرشيّة الموصل وبصفة معاون بطريرك، مع كلٍّ من المطران بولس شيخو والمطران روفائيل ربان، بسبب مرض البطريرك عمانوئيل. ⚰️ الوفاة بتاريخ 28/6/1953 تُوفِّيَ إثر مرضٍ عضال أمهله خمسة أيّام فقط طريح الفراش، ودُفِنَ جثمانه في كاتدرائيّة القديسة مسكينتا. ورثاه الكاتب الآشوري “أدي” بمقالة مؤثّرة نشرها في مجلّته الشهيرة (كلكامش) الصادرة في العقد السادس من القرن العشرين، وكانت تصدر باللغة السريانيّة (السورث). 📜 منجزاته وضع كتابًا عن حياة الأنبا جبرائيل دنبو وطَبَعَه في الموصل عام 1932. وضع كتاب أسفار البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني، ونشره في مجلّة النجم، المجلّد الأوّل منه 1929، ص 530–532. نظَم ملحمة شعريّة بالسورث تقع في 208 أبيات باسم (السيف الأوّل)، يصف فيها مجزرة (أدن) في تركيا، ذاكرًا فيها أسماء الضحايا من تلكيف وألقوش أيّام الاضطهاد التركي للأرمن والآشوريّين. وضع فهرسًا للمكتبة البطريركيّة في الموصل، يصف فيه 141 مخطوطة مضافًا إليها 116 مخطوطة للفهرس للمطران أدي شير، بالاشتراك مع المطران روفائيل بيداويد واسحق عيسكو. وقد ذكره المستشرق (فياي) لهذا الفهرس في مؤلّفاته. أشرف على مسرحيّة (الملكة أستير) وأخرجها في عام 1912 ومُثِّلَت في ألقوش، وكان من بين الممثّلين: يوسف رئيس (يوسف باخوخا)- ميخا كادو – بولس قاشا وغيرهم. … | آباء وقديسون | |
| المطران إسرائيل اودو | الولادة: 1858 الوفاة: 1941 📖 النشأة هو إسرائيل بن القس هُرمِز بن ميخائيل بن مرخو بن اسحق حكيم بن أودو. وهو ابن أخ البطريرك يوسف أودو وشقيق المطران توما أودو. 🏡 العائلة والجذور ينتمي إلى عائلة مرخو، والتي نزحت إلى ألقوش من منطقة (تخوما – ديادين) الواقعة حاليًّا في جنوب تركيا. ومن مواليد 1858م، درس في مدرسة مار ميخا في ألقوش. 🎓 التكوين والخدمة الأولى دخل المعهد الكهنوتي الكلداني في الموصل وتخرّج عام 1881م. قدَّم أوّل خدماته في كنيسة ألقوش. نُقِلَ إلى بغداد برفقة البطريرك إيليا عبو اليونان عام 1888، وبقي فيها حتى عام 1891م. ⛪ الخدمة في البصرة خدم في البصرة وبنى كنيسة مار توما الرسول والمقرّ البطريركي والقائمين فيها لحدّ الآن. وأنشأ مدرسة لأبناء الطائفة الكلدانيّة. دامت خدماته في البصرة زهاء العشرين عامًا، وكان مضرب المثل بالإخلاص والتفاني في خدمة الطائفة. ✝️ الرسامة الأسقفية في عام 1909 انتُخِبَ مطرانًا لأبرشيّة ماردين إثر وفاة رئيس أساقفتها مار إيليا ملوس. وفي 25 شباط 1910 نال رتبة الأسقف، وفي 27 منه رُسِمَ أسقفًا لها. 📜 كتاباته ومآثره تجاوزت خدماته لهذه الأبرشيّة الثلاثين عامًا من 1910 – 1941م. وكان يتقن اللغة الكلدانيّة وقد ترك فيها عدّة رسائل بليغة لغويًّا وذات قيمة تاريخيّة. كما رثى مذابح ماردين وديار بكر والجزيرة وسعرد ودان في تركيا في رسائل مؤثّرة للذين سقطوا ضحايا الحرب العالميّة الأولى من بني قومه. ⚰️ الوفاة توفّي في 10 شباط 1941 في مدينة ماردين ودُفِنَ فيها. … | آباء وقديسون | |
| مار إيليا ابونا | الولادة: 1863 الوفاة: 1955 📖 النشأة هو كوركيس ياقو مروكي أبونا. من مواليد 1863م. وهو الشقيق الأصغر لإسرائيل أبونا، والذي رُسِمَ كاهنًا عام 1879م من قِبَل مطران العماديّة مار كيوركيس كوكا والمتوفّي عام 1896م في قرية بيدارو قرب زاخو. 🎓 التكوين الكهنوتي دخل كوركيس ياقو المعهد الكهنوتي في الموصل عام 1887 على يد مار إيليا عبو اليونان، بطريرك بابل على الكلدان، باسم القس كوركيس أبونا. وبعد رسامته قسيسًا، أرسله البطريرك إلى المدن: ماردين، ديار بكر، طرسوس. ثم شغل منصب الوكيل البطريركي لمار عبو اليونان في الموصل. وبعدها خدم في كلٍّ من حلب، بيروت، إسطنبول إلى عام 1902م، حيث استُدعِيَ من قِبَل مار عمانوئيل توما الثاني ليستقرّ في بلدته ألقوش. ⛪ الأنشطة الكنسية في عام 1903 أنشأ لجنة مشرفة على صندوق التبرعات الكنسيّة من مجموع وجهاء البلدة، يسمَّون (وكلاء). وفي عام 1909م نُقِلَ كاهنًا إلى الموصل من قِبَل البطريرك نفسه. إلّا أنّه توجّه إلى قوجانس والتحق بمقرّ بطريركيّة الكنيسة الشرقيّة الآثوريّة. واستقبله مار شمعون بنيامين أبونا وبصحبته كلٌّ من الشماس يوسف عبيا ودنو أبونا وبتو ساوا والقس إيليا من تللسقف. وفي رحلته من ألقوش إلى قوجانس أُلقِيَ القبض عليه وأُودِعَ السجن في جوناميرك لمدّة شهرين. ثم أُفرِجَ عنه بوساطة مار شمعون بنيامين لدى السلطات التركيّة – العثمانيّة – في إسطنبول. وفي قوجانس رُسِمَ مطرانًا على أبرشيّة آشور – موصل وتوابعها – باسم المطران إيليا أبونا. وبدوره رَسَمَ الشماس يوسف عبيا كاهنًا باسم القس يوسف عبيا. 🕊️ المحن والخدمة في عام 1910 عاد إلى مسقط رأسه ألقوش، إلّا أنّه أُلقِيَ القبض عليه ثانية ورُحِّلَ إلى الموصل، فتمكّن من الهروب والاختفاء في بيت نمرود الرسّام. وبمساعدته خرج من الموصل متوجّهًا إلى دهوك، ثم قوجانس مرّة ثانية، وعُيِّن مطرانًا على أبرشيّة (صرا) (سعرت). وفي عام 1918 شارك في انتخاب مار شمعون بولس في مدينة خوسراوا بطريركًا على الكنيسة الشرقيّة بعد مقتل البطريرك مار شمعون بنيامين أبونا على يد إسماعيل آغا (سمكو). وحضر رسامته في 15/3/1918. وفي كانون الأوّل/1919 رافق مار شمعون إلى تفليس، وكان بانتظاره قائد الحامية الجنرال نزاروف – للتفاوض على مصير الآثوريّين في تركيا وإيران. كما حضر انتخاب مار شمعون إيشي باطريركًا على الكنيسة الشرقيّة الآثوريّة، والذي كان طالبًا في إنكلترا مع عمّته سُرمي يدرس فيها. 🤝 العودة إلى الكنيسة الكلدانية في 6-12-1922 عاد مار إيليا أبونا إلى ألقوش مرّة ثانية، دون أن يكون له مسؤوليّة، مقدِّمًا الطاعة إلى مار عمانوئيل توما الثاني. فقبله بشرط أن لا يكون له أي نشاط ضد الكنيسة أو يسيء إليها. وفي عام 1914 عُيِّنَ وكيلًا لأبرشيّة عقرة. وبعد فترة قصيرة رجع ثانية إلى ألقوش بدون مهام كنسيّة. ⚰️ الوفاة في عام 1955 توفّي ودُفِنَ في كنيسة مار كيوركيس في ألقوش. وهناك نُصِبَ من حجر المرمر يوجَز فيه حياته باللغات الثلاث – العربيّة، واللاتينيّة، والكلدانيّة – من نحت البنّاء اسحق حنّا جونازرا في عام 1957م. 📜 منجزاته وضع كتابًا في تاريخ الكنيسة عنوانه (اقلسيسطيقا)، وتوجد نسخة منه في مكتبة المطران يوسف بابانا. ألّف كتابًا في علم الفلك عام 1905. وضع تاريخًا مختصرًا لأسرة أبونا. نقل من العربيّة إلى السورث رواية (يزداندوخت) للمطران سليمان صائغ. … | آباء وقديسون | |
| المطران إرميا طيماثيؤس مقدسي | الولادة: 1847 الوفاة: 1929 📖 النشأة ينتمي إلى عائلة مقدسي، وُلِدَ في ألقوش في 13-1-1847م، دخل دير الربّان هُرمزد عام 1864م، وبعد خمس سنواتٍ من دخوله الرهبنة، أرسله رؤساؤه إلى روما لتلقّي العلوم الكنسيّة والفلسفيّة، تقديرًا لأهليّته ومقدرته التعليميّة. 🎓 الدراسة والكهنوت نال درجة الأستاذ في الفلسفة واللاهوت، ورُسِمَ كاهنًا في عام 1879م. عاد إلى ديره ليعلِّم الرهبان اللاهوت النظري والأدبي والمنطق، وفي عام 1888م عُيِّن وكيلاً بطريركيًّا على أبرشيّة أورميا، بعد استقالة ميخائيل نعمو مطران سعرد. ⛪ الرسامة الأسقفيّة وفي عام 1892م رُسِمَ أسقفًا على زاخو وتوابعها. وفي عام 1899م حضر انتخاب البطريرك عبد يشوع الخيّاط. وفي سنة 1914م بنى كاتدرائيّة مار كيوركيس بجانب القلاية الأسقفيّة في زاخو، وأكمل بناؤها عام 1919م. 🤝 الخدمة الرعويّة وفي عام 1928م، نظرًا لشيخوخته وصعوبة إدارة أبرشيّته الواسعة، عيَّن البطريرك عمانوئيل المطران مار بطرس عزيز الموصلي مساعدًا له. وبسبب هذا التعيين، ترك الخوري أبلحد قلو، والذي هو ابن أخت مار طيماثيؤس، الكنيسة وعاد إليها عام 1950م، وكان يطمح بخلافة خاله. 🕊️ الوفاة توفّي المطران مار إيرميا طيماثيؤس في 3 آب 1929م. 📜 أهم منجزاته وضع كتابًا في النحو للغة الآراميّة وطُبِعَ في مطبعة الدومنيكان عام 1889م. نقل كتابًا للمنطق عن اللاتينيّة ولم يُطبَع، وكتابًا آخر للاهوت الأدبي، وطُبِعَ منه على شكل كراريس، ولم يُنجَز الباقي وذلك في عام 1884م. ترجم كتابًا للاهوت الأدبي بمجلّدين من اللغة الإيطاليّة إلى الآراميّة وذلك عام 1922م، وأهداه إلى دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش. له عدّة قصائد باللغة السريانيّة (سورث). له مذكّرات ورسائل خاصّة، كان يحتفظ بها الشمّاس سليمان مقدسي – وهو ابن أخيه. … | آباء وقديسون | |
| القديس جان غابرييل بربوير | الولادة: 1802 الوفاة: 1840 ✨ الميلاد والنشأة وُلِدَ القديس جان غابرييل بربوير في 6 كانون الثاني عام 1802م بقرية مونجيستي في جنوب فرنسا لعائلة تقية مكونة من ثمانية أطفال، منهم خمسة مكرسين، ثلاثة كهنة وراهبتان. كانت كنيسة فرنسا قد خرجت لتوها من تجربة الثورة الفرنسية مرتدية ملابس أرجوانية لاستشهاد أبنائها. في بداية القرن التاسع عشر كانت المناظر قاتمة، مبانٍ مدمرة، أديرة منهوبة، وأرواح بلا رعاة. هنا ظهر نموذج للشاب جان ليسير على مسيرة الأبطال، فانضم إلى رهبنة اللعازريين، وعندما أكمل دراسته اللاهوتية سُمِّي كاهنًا عن عمر 23 عامًا. وبعد ذلك أصبح عميدًا للمعهد الدراسي ومعلمًا للمبتدئين بسبب القداسة التي رآها رؤساؤه فيه. توفي شقيقه الصغير لويس وهو في طريقه للتبشير في الصين عن عمر يناهز 24 عامًا، وطلب جان غابرييل تنفيذ المهمة التي أوكلت إلى أخيه. ⛪ الرسالة والإرسالية أبحر من ميناء لوهافر متجهًا إلى الصين، ووصل إلى جزيرة ماكاو في 29 آب عام 1835م. توقف هناك بضعة أشهر لدراسة اللغة الصينية، وكانت حياة صعبة وسط القمامة والمخاوف في كل مكان، وسيرًا آلاف الأميال على الأقدام لتفقد المجتمعات المسيحية الصغيرة هناك مع صعوبة اللغة. أثمرت إرساليته ثمارًا كثيرة، وكان يعيش حياة إنجيلية مع حمل صليبه يوميًا. كان يقول هناك حقيقة واحدة ضرورية، وهي أن لا نحيد عن طريق يسوع المسيح الذي قال: “أنا الطريق والحق والحياة” و”أنا نور العالم”، فعلينا أن نسير في النور، ومن يتبعه لا يعيش في الظلام بل يمتلك نور الحياة. وقال أيضًا عن سر الإفخارستيا: “نحن في حاجة إلى قوة لتدعيم رسالتنا، وهذه القوة هي سر القربان المقدس، حيث يسوع المسيح يقدم نفسه غذاء لأنفسنا”. وبسبب المرسوم الذي أصدره الإمبراطور المانشو كوينلونغ في عام 1794م بحظر الديانة المسيحية في الإمبراطورية ومنع رجال الدين من التبشير، اضطرّ الأب جان مع المبشرين الآخرين إلى الاختباء وسط الغابات والكهوف المخيفة، وتعرّض للخيانة من أحد المسيحيين في سبيل المال مقابل أن يرشد إلى المكان الذي كان يختبئ فيه. ومن هنا بدأت مسيرة الجلجلة الحزينة لجان غابرييل، فاصبح من أوائل ضحايا الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في الصين. ⚖️ القبض والتعذيب تم القبض عليه في تشايون كيو يوم 26 أيلول عام 1839م، حيث تعرَّض للضرب والاستجوابات وهو على ركبتيه مقيدًا في سلاسل حديدية صديئة ومعلقًا من يديه، وشُدَّ شعر رأسه على عمود خشبي. طلبوا منه أن ينكر إيمانه، وتعرض للتعذيب والضرب بعصى من الخيزران المستمر لمدة ثمانية أشهر، وأكثر من ذلك السخرية من قبل الجنود على إيمانه المسيحي والأسرار المقدسة. وثُمَّ حُبِس في سجون غير صحيّة، حيث ظلّ في انتظار حكم الإعدام الصادر بحقّه من قبل المحكمة المحلية، ويتم اعتماده من قبل الإمبراطور. ✝️ الاستشهاد والقداسة في صباح يوم 11 أيلول عام 1840م عند الظهر، حُكِم عليه بالصلب مع سبعة مجرمين. مات مصلوبًا على مثال معلمه السيد المسيح، وجُرِّد من ثيابه، وأصبح القديس جان غابرييل أول قديس للصين. وأُعلِن قداسته على مذبح الرب على يد البابا يوحنا بولس الثاني في 2 حزيران 1996م. وقبل وفاته كتب القديس جان غابرييل هذه الصلاة: “يا مخلصي الإلهي، حَوِّلني إلى ذاتك، امنحني أن أعيش فيك، بواسطتك ومن أجلك، حتى أقول حقًا مع القديس بولس الرسول: أنا لا أحيا بعد بل المسيح يحيا فيّ”. … | آباء وقديسون | |
| القديس نوهرا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 290 حياة القديس نوهرا الشهيد – (شفيع البصر) ✨ النشأة والتربية إنّ القدّيس نوهرا الشهيد كان سريانيًّا من مدينة ساموزات التابعة لإنطاكية من أسرة عريقة في الفضل والفضيلة ووالدين مسيحيّين صالحين صرفا جلّ العناية في تهذيبه وتثقيفه، فأرضعاه لبان التقوى والعلم والأدب منذ طفولته، فقد والديه وهو في الثانية عشرة من عمره، فكرهت نفسه أباطيل الدنيا وبهجتها وعافت زخارفها وبهجتها، وتاقت إلى الحياة الإكليريكيّة أو بالحري نزعت إلى الحياة النسكيّة. فباع كلّ مقتناه ووزّعه على المساكين امتثالًا لمشورة سيّدنا يسوع المسيح القائل لذلك الشاب: “إن شئت أن تكون كاملاً امضِ فبعْ مقتناك وأعطه للمساكين فيكون لك كنـز في السماء وتعال اتبعني” (متى 19:21). فلجأ إلى القدّيس مكاريوس وأكبّ على درس الكتب المقدسة عنده فبلغ منها مبلغًا بعيدًا واتخذ لنفسه حياة نسكيّة بحتة، ولم يكن يتناول من المأكل سوى القليل من الخبز اليابس والأعشاب الخضراء، ولم يقترب من النار مهما كان البرد قارسًا، وكان مزاولًا الصلوات والتأملات وملازمًا الصمت، ولَم يكن يفتح فاه إلاّ لشرح الأسفار المقدّسة. ولما نشأ ونما في العمر والعلم والفضائل، رُسِمَ كاهنًا في إنطاكية، حينئذٍ شمر عن ساعد الجدّ والكدّ بتثقيف الناشئة إذ فتح لها مدرسة أسوة بأستاذه القدّيس مكاريوس، وقد طالما نزعت نفسه إلى الأعمال الخيريّة والتعاليم الروحيّة، فصرف همّته إلى تعليق وتفاسير الكتاب المقدّس الضافية ودحض الارتكاسات وإظهار الحجج البيّنة في الأضاليل. 📖 الإنجازات العلمية والدينية ثمّ أخلّى ذراعه لترجمة الكتاب المقدّس من العبريّة إلى اليونانيّة، فأصبح نابغة عصره وإمام عصره وحجّة دهره، يحطّ طلاب العلوم رحالهم في فنائه ويستصبح جهابذة النظر بباهر ضيائه، حتى إنّ القدّيس إيرونيموس أخذ عنه من مواد تآليفه وتفاسيره للكتب المقدّسة. فأمسى منقطع النظير بعلومه وأشدّ رجال الدين غيرةً وعملاً في حقل الكنيسة، وأكبر دعامة للديانة المسيحيّة في عصره. ⚔️ الاضطهاد والجلجلة فأُوُشِيَ به إلى الملك مكسيميان الطاغي الذي أمر بإحضاره، حينئذٍ لجأ إلى البراري عملًا بمشورة سيّدنا يسوع المسيح القائل: “إذا اضطهدوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى أخرى” (متى 10:27). وكان هناك كصوت صارخ في البرية ينير بإرشاداته ومثاله وتعاليمه، يهدي ويرشد إلى طريق الخلاص. فأرسل الملك جنودًا فقبضوا عليه واقتادوه إلى السجن، وفي طريقه صادف جنودًا من تلاميذه كانوا قد أنكروا الديانة المسيحيّة خوفًا من الاضطهاد، ولكنّهم عند رؤيتهم هذا القدّيس مقتادًا إلى السجن واستماعهم إرشاداته السديدة عادوا واعترفوا علنًا بالدين المسيحيّ، وكانوا نحو أربعين جنديًّا، فقتلوا منهم بعضًا واقتادوا بعضًا إلى السجن. وفي مروره أيضًا على مدينة نيقوميديا، وجد قسمًا من المسيحيّين قد ضعفوا في إيمانهم، فشدّد عزمهم وشجّعهم على الاحتمال وثبّتهم في الدين المسيحيّ، ودُعي بحقّ نوهرا أي النور، لأنّه كان منارة بعلومه وفضائله ومثله. فزُجَّ في السجن حيث كان يضاعف صلواته وإرشاداته المفيدة. ✝️ الشهادة والإستشهاد وقد كتب رسالة من السجن لأهل أنطاكية، وهو أسير يسوع المسيح، يثبّتهم في الدين المسيحيّ. والملك مكسيميان لم يكن يقابله خوفًا من أن يرتشد بأنوار تعاليمه الساطعة، لذلك كان يخاطبه بواسطة ترجمان قائلاً: «أبعدوا هذا الرجل من أمامي لأنّي أصبحت بخطر عظيم من أن أصير مسيحيًّا من حججه الراهنة». وقد وعده بأنّه يجعله مساويًا له في العرش إن جحد الدين المسيحيّ، وإن أبى فيذيقه أمرّ العذابات. حينئذٍ سخر القدّيس بمواعيده ووعيده ونادى مكرّرًا: “أنا مسيحيّ”. فأُعِدّ له خشبة مثقوبة من أربعة مواضع وأُدخِل فيها مضغوطًا، فتكسّرت مفاصله وتخلّعت رجلاه، وأُلقي بهذه الحالة في السجن مع رفقائه مدّة أربعة عشر يومًا، وكانوا يقدّمون له من لحم الخنازير طعام الأوثان، فكان يأبى قائلاً: “أنا مسيحيّ”. وفي ليلة عيد الغطاس زاره بعض تلاميذه، فطلب خبزًا وخمرًا ووضعهما على صدره وهو ممدود قائلاً: “صدري هو مذبح الربّ!” وقدّس الخبز والخمر كما صنع سيّدنا يسوع المسيح في العشاء السرّيّ وناول تلاميذه، وسبحان العناية الإلهيّة التي قيضت له ولتلاميذه هُنيهة، لم يدخل عليهم أحد من الحرّاس. ولما انتهوا إذا بوزير الملك يدخل على القدّيس ليرى هل هو حيّ أيضًا، فابتدره القدّيس هاتفًا: “أنا مسيحيّ”، فدهش الوزير من شجاعته واحتماله وصبره وسأله: من أين أنت؟ أجاب: “أنا مسيحيّ”. سأله: ما مهنتك؟ “أنا مسيحيّ”. من هم أهلك؟ “أنا مسيحيّ”. وبعد جوابه الأخير طارت نفسه إلى السماء في اليوم السابع من كانون الثاني سنة ثلاثمئة واثنتي عشرة. 🌟 القداسة والشفاعات وما كان أجمل تأويل الذهبيّ الفمّ لأجوبة القدّيس: فبلاده هي السماء، ومهنته من السماء، وأنسباؤه في السماء. ولفظة نوهرا سريانيّة تأويلها النور، وهو شفيع خاص للبصر. وكتب العلماء البولنديون المدقّقون: إنّ الملك مكسيميان أمر بعد موت القدّيس نوهرا أن يُعلّق في يمينه حجر ثقيل ويُغرّق في عمق البحر ليُخفى جثمانه ويمحو ذكره، ولكن قوّة الله التي حفظت يونان النبيّ في بطن الحوت سالمًا قد حفظت جسد هذا القدّيس سالمًا مدّة أربعة عشر يومًا. وفي هذا اليوم الأخير أوحى إلى أحد تلاميذه أن يذهب مع رفاقه إلى سيف البحر حيث عيّن له المكان، وهناك يجد جثّته سالمة من الفساد ويدفنوها. فسار جمهور إلى الشطّ ورأوا حوتًا صاعدًا من البحر يحمل جثّة القدّيس بإكرام، طافًا بها على سطح المياه يشقّ الأمواج آتيًا إليهم، ولمّا بلغ الشطّ وضع جثّة القدّيس ومات فرحًا. وقد نقل التقليد إلينا أشعارًا كانت تنشدها العامّة، نذكر بعضها معرّبًا: فهـا التنين قد وافـى على ظهـر يقل النـور بتبجيـــل وإكــرام ومن بهج يلاقي الحتـف بشوش الوجه معكافـا فوق المــوج طوّافـا تجــاه الناس آلافــا عنـد الشــطّ مهتافـا وربّما كان هذا التقليد مصدرًا لاعتقاد العامّة في أسمر جبيل وغيرها من القرى اللبنانيّة حيث يكرّم القدّيس، إذ يظهر أحيانًا على أمواج المياه البحريّة وفي الآبار. … | آباء وقديسون | |
| القديس ريتشارد رينولدز | الولادة: – الوفاة: 1535 📖 السيرة شهيد من رهبان البرغيتين في إنجلترا، وهو أحد أربعين شهيدًا لإنجلترا وويلز. وُلد في ديفون، إنجلترا، عام 1492، وتلقى تعليمه في جامعة كامبريدج. في عام 1513، انضم إلى رهبنة البرغيتين في دير سايون بجزيرة إيسلوورث. عندما طالب الملك هنري الثامن بالقسم الملكي، رفض ريتشارد وآخرون قبول ذلك ووقفوا ضده. أُعدم في تايبيرن سنة 1535 م، وقد قدّس عام 1970. يُعيّد له في 4 مايو. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي رالف كوربي | الولادة: – الوفاة: 1644 📖 السيرة شهيد من اليسوعيين في إنجلترا، معروف أيضًا باسم رالف كوربينغتون. وُلد في مايوث، أيرلندا، في 25 مارس 1598. تلقى تدريبه في سانت أومير بفرنسا، وفي إشبيلية وفالادوليد بإسبانيا قبل أن يُرسَم كاهنًا. انضم إلى رهبنة اليسوعيين عام 1631، وتطوع في 1632 للقيام بمهمة خطرة في إنجلترا، حيث كُلِّف بمسؤولية المنطقة المحيطة بدورهام. عمل لمدة اثني عشر عامًا قبل أن يُعتقل بالقرب من نيوكاسل مع الطوباوي جون دوكيت. استُشهد شنقًا، وسحبًا، وقطعًا إربًا في تايبيرن في 7 سبتمبر. تُوفي في سنة 1644 م ويُعيّد له في 7 سبتمبر. أُعلن طوباويًا عام 1929. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ألكسندروس الثالث | الولادة: 1869 الوفاة: 1958 البطريرك ألكسندروس الثالث (9 آذار 1869 – 17 حزيران 1958) بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وخليفة بطرس وبولس لكنيسة أنطاكية الأرثوذكسية. 🧑🎓 حياته ولد عام 1869 في دمشق لعائلة مسيحيّة أرثوذكسيّة. درس في المدرسة الآسيّة حتى عام 1880. وفي 12 أيّار 1886 ألبسه البطريرك جيراسيموس الأوّل الإسكيم الرهباني، وأصبح تابعًا للمقر البطريركي في دمشق. في 15 أيلول 1887 أُرسِلَ إلى معهد خالكي في اسطنبول. وفي 6 شباط 1894 رُسِمَ شمّاسًا في مدرسة خالكي، وفي 4 تمّوز من العام ذاته حاز شهادة معلّم في اللاهوت بتقدير ممتاز. بعدها عاد إلى سوريا وعمل مدرّسًا ثلاث سنوات في مدارس الغسّانيّة في حمص. ⛪ كهنوته في 20 نيسان 1900 عيّنه البطريرك ملاتيوس الثاني كاهنًا وأرسله إلى موسكو سفيرًا روحيًّا بين الكرسيّ الأنطاكي والكرسيّ الروسي. وفي موسكو رُقِّيَ عام 1903 إلى درجة أرشمندريت على يد مطرانها فلاديمير. وفي عام 1908 انتُخِبَ مطرانًا على أبرشيّة طرابلس. بعد وفاة البطريرك غريغوريوس الرابع حدّاد حدث انقسام في المجمع الأنطاكي المقدّس، فأُنتُخِبَ بطريركان في وقت واحد: المطران أرسانيوس مطران اللاذقيّة، والمطران ألكسندروس. لجأ المجمع إلى البطريركيّات الأرثوذكسيّة الأخرى للتحكيم، فأفتت بصحّة انتخاب ألكسندروس، فتمّ تنصيبه في 30 كانون الثاني 1931. 🏛️ أعماله في عام 1913 رافق البطريرك غريغوريوس الرابع حدّاد في زيارته إلى روسيا القيصريّة بمناسبة الذكرى الـ300 لاعتلاء عائلة رومانوف العرش. عمل في طرابلس على تطوير المدارس وتأسيس مدرسة للإناث، وبناء دار المطرانيّة الفخمة التي احترقت أثناء الحرب الأهليّة اللبنانيّة. وفي دمشق باع معظم أراضي الأوقاف البطريركيّة لتسديد الديون المتراكمة من عهد سلفه غريغوريوس الرابع. كما جدّد بناء الكاتدرائيّة المريميّة بعد ظهور تصدّع في سقفها، وبنى الدار البطريركيّة عام 1953. أعاد فتح مدرسة دير البلمند، وأسس مدارس لاهوت أرثوذكسيّة عالية في أثينا وموسكو. في 1945 زار موسكو لحضور احتفالات تنصيب ألكسي الأوّل بطريركًا على موسكو وعموم روسيا. وفي 1951 زار أثينا لحضور الاحتفالات بمرور 1900 سنة على تبشير بولس الرسول بالمسيحيّة. كما زار عام 1953 البطريرك المسكوني أثيناغوراس في اسطنبول. 🕊️ وفاته توفّي في دمشق بتاريخ 17 حزيران 1958، ودُفِنَ في مدفن البطاركة في حرم الكاتدرائيّة المريميّة. … | آباء وقديسون | |
| الخوراسقف فرنسيس جحولا | الولادة: 1937 الوفاة: – 📖 النشأة هو اسحق بن لاسو بن باكوس جَحُولا وزريفة بنت بطرس بُلو. أبصر النور في قره قوش في 3 تشرين الأوّل 1937، وتلقّى في مدرستها علومه الابتدائيّة. قصد دير مار بهنام وانضمّ عام 1949 إلى تلامذة معهده التمهيدي مع زميلٍ له هو جرجس بولس القس موسى. 🎓 التكوين والدراسة وبعد سنتين من الاستعداد في دراسة اللغات السريانيّة والعربيّة والفرنسيّة، دَخَلَ، في شهر أيلول 1951 وزميله المذكور، معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل. وهناك أكبّ اسحق، مدّة إحدى عشرة سنة، على تحصيل العلوم الثانويّة والعالية في الفلسفة واللاهوت، متمرّسًا على الحياة الروحيّة وعلى اكتناز الفضائل الكهنوتيّة، حتى سِيمَ كاهنًا، مع ثلاثة من زملائه السريان هم: جرجس القس موسى، وبيوس (زهير) عفّاص، ونعمان أوريدة، بوضع يد المطران عمانوئيل بني، في كاتدرائيّة الطاهرة للسريان الكاثوليك بالموصل، في 10 حزيران 1962، وقد اتّخذ اسمه الكهنوتي “فرنسيس”. ⛪ الرسالة والخدمة تعيَّن أوّلًا معاونًا لرئيس دير مار بهنام الخورأسقف أفرام عبدال. وتولّى إدارة … الذي كان قد افتُتِحَ جديدًا في الدير المذكور. فقام بمهمّته خير قيام، وأبدى خلالها قدرته على الإدارة، لاسيّما في الفترة التي عقبت وفاة الخورأسقف أفرام عبدال المفاجئة عام 1965. لكن الحاجة دعته إلى الخدمة في قره قوش بعد تعيين الخورأسقف بطرس شيتو رئيسًا لدير مار بهنام المذكور. 🕊️ رئاسة الدير وعلى أثر وفاة هذا الأخير في تشرين الأوّل 1983، أقام البطريرك أنطون الثاني حايك الأب فرنسيس جَحُولا رئيسًا للدير المذكور في 20 كانون الثاني من تلك السنة. فشمّر عن ساعد الجد لتحويل الدير إلى مركز إشعاع روحي وحضاري. ✝️ الرسامة الخورأسقفيّة وبمناسبة افتتاح الذكرى المئويّة السادسة عشرة لاستشهاد مار بهنام وأخته ساره وربعه الأربعين رَقّاه البطريرك حايك إلى الدرجة الخورأسقفيّة يوم الجمعة في 7 كانون الأوّل 1984 في كنيسة الطاهرة بقره قوش، وأنعم عليه بلبس الصليب في المناسبات الرسميّة. 🏛️ أعماله وتجديداته وبقي الخورأسقف فرنسيس يعمل بلا هوادة في إنعاش الدير. وقد جدّد في بنائه وكسا جدرانه الخارجيّة بالحجر المزخرف على الفن العربي الأندلسي منذ عام 1993. هذا إلى جانب إصلاحات وترميمات تناولت شتّى مرافق الدير، بعد أن سَيَّج مداخله ومخارجه. وما يزال الخوري فرنسيس يعمل جاهدًا في شأن ازدهار الدير. 📜 ملاحظات كنسيّة يجدر بالذكر أنّ السينودس السرياني المنعقد بدير الشرفة قرّر في 16 أيلول 2000 إعادة المرجعيّة الإداريّة لدير مار بهنام إلى رئاسة أبرشيّة الموصل، كما كان في عهد المطران جرجس دلّال (1926–1952). … | آباء وقديسون | |
| القديس بربطولماوس بونبيدوني | الولادة: – الوفاة: 1300 📜 القديس بربطولماوس بونبيدوني (St. Bartholomew Buonpedoni) كان بربطولماوس كاهنًا أبرصًا وعضوًا في الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة. وُلد في سان جيرمينانو بإيطاليا، وعمل خادمًا للرهبان البندكت في بيزا. أصبح عضوًا في الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة، وفي سنِّ الثلاثين رُسِم كاهنًا. خدم في قرية بيتشولي بإيطاليا حتى اكتُشِف أنه مصاب بالجذام. بعد ذلك، قام بخدمة المصابين بالجذام في المنطقة، وقدم لهم الرعاية لمدة عشرين سنةً. عيده في 14 ديسمبر. … | آباء وقديسون | |
| أغنيس ماري منصور | الولادة: 1931 الوفاة: 2004 🧕 السيرة أَغنيس ماري منصور (10 أبريل 1931 ـ 17 ديسمبر 2004) هيَ راهِبة أمريكيّة سابقة في الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة. أُرغِمَت في عام 1983 عَلى تَرك الرهبنة من أجل الاحتفاظ بِمنصبها كَمُديرة لإدارة الشُؤون الاجتماعيّة في ولاية ميشيغان، وَجاء ذلك على إثر رَفضِها إِصدار بيان عام ضد عَملية الإجهاض، حيثُ كانت تُؤمن بِأنّ الإجهاض ما دامَ مَشروعًا ومتوفّرًا للنِساء الثَريّات، فَلا بُدّ أن يكون متاحًا لِلنِساء اللواتي يَحتجنَّ إلى الدَعم الحُكومي. 🎓 التعليم والدين وُلدت أَغنيس منصور في 10 أبريل 1931 بِمقاطعة ديترويت التابِعة لِولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكيّة لِأُسرة لُبنانيّة الأَصل هاجرت إلى أمريكا. وكانَ اسمُها عند الوِلادة جوسفين منصور. عُمِّدَت في الكنيسة المارونيّة التابِعة للكنيسة الكاثوليكيّة الشرقيّة. دَرست أَغنيس في مدرسة سانت تشارلز الثانويّة في شرق ديترويت، وَتَخرّجت من كُليّة الرَحمة عام 1953 حيثُ حَصلت على البكالوريوس في العلوم الطبيّة التكنولوجيّة والكيميائيّة. في سبتمبر من العام نفسه انضمّت إلى اتحاد راهبات الرَحمة، وَلُقِّبَت بالأُخت أَغنيس ماري. لاحقًا، أكملت دراستها في الجامعة الكاثوليكيّة في واشنطن فحصلت على الماجستير عام 1958. في 16 أغسطس 1959 بَدأت حياة الرهبنة وَتعهدت أَن تظلّ راهبة طيلة حياتها. عام 1964 التحقت بجامعة جورجتاون الأمريكيّة ونالت الدكتوراه في الكيمياء الحيويّة. 🏛️ العمل العام عام 1982 خاضت أَغنيس الانتخابات لمجلس النوّاب الأمريكي لكنها لم تُوفّق. وفي 1983 التقت محافظ ميشيغان جيمز بلانشارد الذي كلّفها بإدارة الشؤون الاجتماعيّة في الولاية. إلّا أنّ الفاتيكان طالبها بالاختيار بين الرهبنة أو المنصب. فقرّرت اعتزال الرهبنة، وهو قرار صادِم آنذاك. عام 1988 أُضيف اسمها رسميًّا إلى صالة الشرف النسائيّة في ولاية ميشيغان. 🏥 إدارة الشؤون الاجتماعيّة في ميشيغان تولّت أَغنيس منصب مديرة إدارة الشؤون الاجتماعيّة، وهي مؤسّسة ضخمة مسؤولة عن برامج الصحّة العامّة وتمويل عمليات الإجهاض القانونيّة. الفاتيكان ضغط عليها لإصدار بيان يُجرِّم الإجهاض لكنّها رفضت. وبعد سلسلة من الضغوط والاجتماعات، طلب منها الأسقف بيفيلاكوا رسميًا الاستقالة أو اعتزال الرهبنة. وفي النهاية وقّعت أوراق اعتزالها للرهبنة بعد نحو 30 عامًا قضتها في الخدمة الكنسيّة. هذا القرار أثار احتجاجات واسعة من راهبات أمريكا والجمعيّات النسويّة، معتبرين أنّ الكنيسة تَعدَّت على حرّية الفكر والتعبير. 🤝 القضاء على الفقر عام 1987 شغلت منصب المستشار التنفيذي لمبادرة صحيّة لمساعدة الفقراء، ثُمّ أسست عام 1988 “مؤسّسة الفَقر والإصلاح الاجتماعي” التي اهتمّت برعاية الأطفال من أسر فقيرة. كما شغلت عددًا من المناصب في مؤسسات متنوّعة مثل: الجمعيّة الصحيّة باتحاد راهبات الرحمة، والجمعيّة الاقتصاديّة للمرأة، والبنك القومي في ديترويت. 🍼 موقفها من الإجهاض رغم استهجانها للإجهاض شخصيًا، رأت أَغنيس أنّه ينبغي أن يكون متاحًا للجميع ما دام مَشروعًا قانونًا. عام 1984 شاركت مع 96 لاهوتيًا وقسًّا في تحرير بيان بعنوان: «بيان من الكاثوليكيّة حول التعدديّة والإجهاض» داعيًا إلى حوار أوسع. 🩺 مرضها عام 1993 اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي فخضعت للعلاج وتعافت، لكن المرض عاد عام 2003 وانتشر إلى العظام والرئتين. في تلك الفترة أقامت بمركز صحّي تابع لاتحاد راهبات الرحمة، وأكدت أنها لم تندم على قرارها وإن كان قد آلمها. ⚰️ وفاتها تُوفِّيت أَغنيس منصور في 17 ديسمبر 2004 عن عمرٍ ناهز 73 سنة، ودُفنت في مقبرة القيامة المقدّسة بمدينة ساوثفيلد بولاية ميشيغان. قالت الأُخت ليندا ويرثمان: «أَنَّ أغنيس لم تَعزُب عَن كونها واحدة من راهبات الرحمة قلبًا وقالبًا، وظلّت تفعل الخير وتبذل جُهدها في خدمة الفقراء والمرضى». … | آباء وقديسون | |
| البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم | الولادة: 1921 الوفاة: 2012 📖 السيرة الذاتية البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم (28 آب 1921 ـ 5 كانون الأوّل 2012)، رجل دين مسيحي سوريّ الجنسيّة، شَغَل منصب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، خليفة بطرس وبولس لأنطاكية العظمى، منذ 2 تمّوز 1979 وحتّى 5 كانون الثاني 2012. وُلِد في مدينة محردة في محافظة حماة، سوريا، وهو أحد مؤسّسي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في سوريا ولبنان عام 1942، ورابطة الشبيبة الأرثوذكسيّة العالميّة والمدرسة اللاهوتيّة. 👨👩👦 النشأة والتعليم وُلِد من عائلة أرثوذكسيّة متديّنة. دَرَس في سوريا، وبعدها درس الأدب في لبنان، وانضمّ إلى الخدمة في الأسقفيّة الأرثوذكسيّة المحليّة. في البداية كان يخدم كمساعد للكاهن في القدّاس الإلهي، ثمّ أصبح شمّاسًا في عام 1945. سافر إلى باريس في فرنسا حيث دَرَس وتخرّج هناك من معهد القدّيس سيرجيوس اللاهوتي. وبعد عودته إلى الوطن، عَمِل على تأسيس معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي اللاهوتي حيث خَدَم كعميد للمعهد، وكان أحد مؤسّسي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في سوريا ولبنان عام 1942 التي عن طريقها تمّت المساعدة لتنظيم وتجديد الحياة الكنسيّة في بطريركيّة إنطاكية. 🌍 النشاط الكنسي في عام 1953 ساعَد في تأسيس رابطة الشبيبة الأرثوذكسيّة العالميّة والمدرسة اللاهوتيّة. كان في سنة 1961 عضوًا في مجمع الأساقفة المقدّس، ثمّ تمَّ انتخابُه في سنة 1970 ميتروبوليت على محافظة اللاذقيّة في سوريا. وفي الثاني من تمّوز عام 1979 انتُخِب بطريركًا على الروم الأرثوذكس لكرسي أنطاكية. 🕊️ الوفاة تُوفِّي إغناطيوس الرابع هزيم في مستشفى القدّيس جاورجيوس في 5 كانون الأوّل 2012 في بيروت، بعدما نُقِل إليها إثر تعرّضه لجلطة دماغيّة. 🏅 المناصب عضوًا في مجمع الأساقفة المقدّس عام 1961. مطرانًا على محافظة اللاذقيّة في سوريا عام 1970. … | آباء وقديسون | |
| القديس جابريل للعذراء سيدة الآلام | الولادة: 1838 الوفاة: 1862 🌟 الميلاد والنشأة المبكرة وُلِدَ “فرانشيسكو پوسّنتي” (جابريل فيما بعد) في 1 مارس 1838م، في أسيزي بإيطاليا. كان ترتيبه الحادي عشر بين ثلاثة عشر أخًا وأختًا، لأبيه “سانتي” الموظف بالحُكم المحلي، وأمه “أجنيس”. نالَ معموديته يوم ميلاده باسم “فرانشيسكو” تيمُّنًا بكونه أسيزي مثل القديس فرنسيس الأسيزي. إنتقل والد فرانشيسكو بعد وقت قصير للعمل في “مونتالتو” ثم إلى “سبوليتو” حيث أصبح مُثَمِّن قضائي عام 1841م. في “سبوليتو” عانت الأسرة من ظروف محزنة عديدة: في ديسمبر نفس عام الانتقال توفيت الإبنة الرضيعة “روزا”، ثم توفيت الإبنة “أديلا” ذات السبعة أعوام في يناير 1842م، ثم توفيت الأم “أجنيس” في نفس العام، وكان فرانشيسكو في الرابعة من عمره. في طفولته كان فرانشيسكو طفلًا صعب المِراس، شديد العصبية لفقدانه أمه، لكنه في المراهقة أصبح محل محبة وتقدير معارفه وجيرانه، لأنه كان مُهتمًا بأعمال الرحمة الروحية والجسدية، كما تعلَّم من الإنجيل، فأصبحت المحبة والعطاء تغلبان على الطابع العصبي. كما اشتُهِر بأناقته واعتدال مظهره، لكنه بقي من مفاعيل المُراهقة أنه كان مشغولًا بحضور حفلات المجتمع الراقي في “سبوليتو”، وسرعان ما أصبح أفضل من يجيد الإتيكيت ومراقصة الفتيات. إرتبط عاطفيًا بإحدى فتيات المدينة واعتزم خطبتها، لكن تصادف في نفس الفترة أن يزور ديرًا لإخوة يسوع، وكان للزيارة أثر في تحريك دعوة مُغايرة لدعوة الزواج، فبدأ يتكوَّن روحيًا وتعليميًا في ديرهم، ثم انتقل ليقضي بعض الوقت في التكوين الديني العلمي لدى جامعة الأباء اليسوعيين في “سبوليتو”، وقد أظهر اهتمامًا وبراعة ملحوظة في الدراسة والتأمل، كما أتقن اللغة اللاتينية. وفي نفس الوقت تكونت رؤية واضحة لدى فرانشيسكو بأن دعوته هي في تكريس حياته لله من أجل الرسالة، ولكنه لم يتخذ قرارًا بذلك. ✝️ التجارب والمحنة العائلية عام 1851م مَرِضَ فرانشيسكو، ولكنه تمسَّك بالأمل بأنه إن كُتِبَ له الشفاء فسيذهب فورًا ليترهَّب، ثم نسيَ وعده. وتكرَّر الأمر عندما نجى من رصاصة طائشة كادت تصيبه أثناء رحلة صيد مع أقرانه. ثم عادت تُخَيِّم الأحداث المُحزنة على الأسرة مرة أخرى، فقد توفي شقيقه “باولو”، وانتحر شقيق آخر هو “لورنزو” في عام 1853م، وعاود المرض جسد فرانشيسكو تأثرًا بوفاة شقيقيه، وكانت محنة المرض أشدّ من سابقتها، حينها قرَّر أن يقدِّم النذر الرهباني حال شفائه، وبالفعل أتمّ ذلك. تقدَّم بدايةً للإلتحاق بالرهبنة اليسوعية، ولأسباب غير معلومة لم يتم قبوله. فكانت صدمة شديدة رافقتها صدمة وفاة شقيقته الكبرى “ماريا لوسيا” بالكوليرا، وهي التي كانت الأقرب إلى قلبه لأنها اعتنت به بعد وفاة والدته. 🕊️ الدعوة للرهبنة الأخ “أولوسيوس” الراهب الدومنيكاني وشقيق فرانشيسكو، قام بإرشاده للتقدُّم لرهبنة آلام المسيح “Passionists” في مدينة “مورّوﭬـالي”. لم تكن هذه الخطوة تروق والد فرانشيسكو، الذي استعان بكثير من الأقارب لكي يقنعوا فرانشيسكو بالعدول عن فكرة الترهُّب، إلا أن محاولاتهم لم تنجح. دخل فرانشيسكو مرحلة الإبتداء كطالب رهبنة في 19 سبتمبر 1856م، وبعدها بيومين تسلَّم زيّ رهبنة آلام المسيح، تحت اسم الأخ “جابريل للعذراء سيدة الآلام”، وقد جعل موضع تأمله وتكريسه في العذراء سيدة الآلام (الأحزان)، لأنه كان دائمًا يرى فيها الأم التي تُشاركه كل الأحزان التي ألمت به في محيط أسرته، بداية من اليُتم في سن مبكر ومرورًا بوفاة بعض أشقاءه. وفي العام التالي أعلن جابريل نذوره للرهبنة، وكان مُرشده الروحي الأب “نوربرت للقديسة مريم”. 📚 التكوين والدراسة عام 1858م انتقل “جابريل” مع بعض زملائه طلبة الرهبنة إلى مدينة “بيـﭬـيتورينا” لإستكمال الدراسة لمدة عام، ثم اضطروا بسبب اضطرابات أن ينتقلوا إلى دير “ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”. امتاز الأخ “جابريل” بتفوقه الأكاديمي بالتلازم مع ارتفاع قامته الروحية بالصلوات والأصوام والتأمل بالكتاب المقدس، وفي الوقت نفسه بدأت تظهر عليه أعراض مرض السُلّ. لم يكن خبر مرضه بالسُلّ مُحزِناً له، بل كان في الحقيقة مُفرِحًا، لأنه قرَّر أن يتوحد بآلام كل المرضى، ويدخل مدرسة الألم بشجاعة، بل إنه صلّى أن يموت ببطء كي يزداد تقدُّسًا بالألم. ❤️ الصبر والقداسة كان دخوله في الألم غريبًا، فبدل أن تعود إليه طباعه العصبية التي عاش بها في طفولته، بداَ أكثر صبرًا وابتسامًا، وحافظ على واجباته الرهبانية كاملة، برغم أنه كان معفيًا من بعضها بحكم المرض ورأي الأطباء. وعندما سائت حاله ورقد على فراش الموت دون أن يستطيع القيام بواجباته، صار هو مصدر إلهام لإخوته بالدير، وكانوا يقضون كل أوقات راحتهم معه ليكتسبوا حماسًا وبسالة منه. قُبَيل وفاته طلب إراق مذكراته الروحية، حتى لا تكون مجال إكرام له بعد وفاته، لأنه كان يرى نفسه غير مستحقّ، فقط بقيت مخطوطات مراسلاته ودراسته. أثناء الخلوة الروحية بالدير التي تسبق نَيل سرّ الكهنوت، توفيَ جابريل بين إخوته بعطر القداسة، وهو يحمل الصليب وصورة العذراء سيدة الآلام،ً مُبتسما بسلام، في 27 فبراير 1862م قبل أن يُكمل عامه الرابع والعشرين بأيام. 🕯️ الوفاة والدفن تم دفن الأخ جابريل في دير “ايزولا ديل جران ساسو” ببلدية “تيرامو”. في عام 1866م تم إجبار الرهبان على إخلاء هذا الدير، ولّت الكنيسة التي دُفِنَ جابريل تحت أحد مذابحها مهجورة لمدة 30 عامًا. على مستوى شعبي – غير رسمي – اشتهرت سيرة قداسة الأخ جابريل في “تيرامو”، وكان الناس يستشفعون به قبل أي إجراء لفت دعوى تطويبه، ولّوا يتوافدون على كنيسة الدير المهجورة يطلبون شفاعته، وكثيراً ما نالوا بها نعماً كانوا في حاجة إليها. تم تطويب الأخ جابريل لسيدة الآلام على يد البابا بيوس العاشر عام 1908م، وقد حضر التطويب مرشده الروحي وبعض الإخوة الذين عاصروه في دير الإبتداء. وتم إعلان قداسته على يد البابا بندكتس الخامس عشر عام 1920م، ودُعي شفيعًا للشباب الكاثوليكي ولطلبة الإكليركيات، ويُعاد له في 27 فبراير. … | آباء وقديسون | |
| القديس ريتشارد غوين | الولادة: 1537 الوفاة: 1584 📖 السيرة واحد من أربعين شهيدًا لإنجلترا وويلز. يُعرف أيضًا باسم ريتشارد وايت، وُلد في مونتغومريشاير، ويلز، في 1537، ودرس في جامعة كامبريدج في إنجلترا. اعتنق الكاثوليكية بعد أن كان بروتستانتيًا، وعاد إلى ويلز عام 1562، حيث تزوج وأنجب ستة أطفال، وفتح مدرسة. اعتُقل عام 1579، وقضى أربع سنوات في السجن قبل أن يُعدم شنقًا، وسحبًا، ويُقطع إربًا في وركسهم في 15 أكتوبر، بسبب إيمانه الكاثوليكي. خلال فترة سجنه، كتب العديد من القصائد الدينية باللغة الويلزية. يُعتبر أول شهيد لويلز، وأُدرج ضمن الشهداء المقدسين لإنجلترا وويلز الذين قدّسهم البابا بولس السادس عام 1970. توفي في سنة 1584 م ويُعيّد له في 17 أكتوبر. … | آباء وقديسون | |
| القديسة جان أنتيد | الولادة: 1765 الوفاة: 1826 🌟 الحياة المبكرة والدعوة إلى الخدمة ولدت جان أنتيد في 27 تشرين الثاني 1765 في بلدة سانسيه الفرنسية، في أسرة كبيرة ذات قيم إنسانية ومسيحية. مرت طفولتها بتحدّيات كبيرة، حيث توفيت والدتها عندما كانت في السادسة عشرة، واضطرت لتحمل مسؤوليات عائلية كبرى، وسط صعوبات مع عمتها وبيئة تحتاج إلى الصبر والعمل الشاق. رغم ضغوط العائلة التي كانت تبحث لها عن زواج مناسب، شعرت بنداء داخلي لخدمة يسوع المسيح والفقراء، فانضمت إلى الراهبات المتوحّدات وسافرت عبر سويسرا وألمانيا وفرنسا لمتابعة رسالتها وسط صعوبات الحروب والفقر والأوبئة، محافظة على إيمانها وحبها للفقراء والمرضى. ✝️ تأسيس الجمعية والعمل الرسولي في 11 نيسان 1799 أسست جان أنتيد أول مدرسة لها في بزنسون وأصبحت مؤسِّسة جمعية مرتبطة بمبادئ مار منصور دي بول، مع التركيز على تربية الشباب وخدمة الفقراء، ومعالجة المرضى، ورعاية الأيتام، وتقديم التعليم للفقراء في القرى والمدن. توسّعت أعمالها لاحقًا إلى نابولي حيث طبّقت نمط الحياة الرهبانية الجديد، رغم الانشقاقات والصعوبات، محافظة على الالتزام بالمحبة، الخدمة، والطاعة للكنيسة. توفيت في 24 آب 1826، وأعلنت الكنيسة قداستها في 14 كانون الثاني 1934، تكريمًا لرؤيتها الجديدة في الحياة الرهبانية وخدمة الفقراء. … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي توماس فورد | الولادة: – الوفاة: 1582 📖 السيرة شهيد من إنجلترا، وُلد في ديفون وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وهناك اعتنق الكاثوليكية. غادر إلى مدينة دواي في فرنسا، ورُسِم كاهنًا عام 1573. بعد ثلاث سنوات، أُرسل إلى إنجلترا حيث خدم في مقاطعتي أوكسفوردشاير وبيركشاير حتى أُلقي القبض عليه. استُشهد في 28 مايو في تايبيرن، حيث أُعدم شنقًا ثم سُحب وقُطّع إربًا. كان رفيقًا للقديس إدموند كامبيون، واستُشهد معه الطوباويان روبرت جونسون وجون شيرت. تُوفي في سنة 1582 م. يُعيّد له في 28 مايو. أُعلن طوباويًا عام 1882. … | آباء وقديسون | |
| القديس فنسنت كاون | الولادة: – الوفاة: 1626 📖 السيرة شهيد من اليابان، وُلد في كوريا. أُخذ إلى اليابان سنة 1591 كأسير حرب، ثم اهتدى إلى المسيحية. انضمّ إلى رهبنة اليسوعيين، ودرس في الإكليريكية اليسوعية بمدينة أريما. خدم كمعلم للإيمان (كاتيشيت) لمدة ثلاثة عقود في اليابان والصين. وأثناء اضطهاد الكنيسة، قُبض عليه وأُعدم حرقًا حيًّا في ناغاساكي مع الطوباوي فرنسيس باتشيكو. تُوفي في سنة 1626 م. يُعيّد له في 20 يونيو. أُعلن طوباويًا عام 1867. … | آباء وقديسون | |
| القديس فالنتين بيريو أوتشوا | الولادة: – الوفاة: 1861 📖 السيرة أسقف وشهيد في فيتنام، وُلد في مدينة إلّوريو بإسبانيا. انضم إلى الرهبنة الدومينيكية وأُرسل إلى الفلبين، ومن هناك توجّه إلى فيتنام سنة 1858 حيث خدم نائبًا رسوليًا وأسقفًا فخريًا. تعرّض للخيانة على يد مرتد، فقبض عليه أعداء الكنيسة وأُعدِم بقطع الرأس مع القديس جيروم هيرموسيّا والطوباوي بطرس أماتو. توفي القديس فالنتين بيرّيو أوتشوا سنة 1861. يُعيّد له في 1 نوفمبر. أُعلن قديسًا عام 1988 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. … | آباء وقديسون | |
| القديس منصور دي بول | الولادة: 1581 الوفاة: 1660 🌾 منصور دي بول: الفلاح المبشّر والمجدد كان منصور دي بول فلاحًا بسيطًا عاش في زمن فرنسا المليء بالحروب والأوبئة والمجاعات، حيث كان الشعب الفقير مهمّشًا والكنيسة مثقلة بالفساد والجهل. لكنه تحوّل إلى مبشّر عظيم وأب للفقراء ومجدّد للحياة الكنسيّة، وجعل المحبة محور رسالته، وغيّر مفهوم الكنيسة تجاه الفقر والضعف. ⛪ جمعية كهنة الرسالة وخدمة القرى في القرى، أسّس جمعية كهنة الرسالة، وهم كهنة متجولون لخدمة السكان وتعليمهم الإيمان، مع التركيز على التعليم المسيحي والرياضات الروحية. كما ساهم في تكوين كهنة مثقفين من خلال إنشاء الإكليريكيات وإدخال التكوين الروحي واللاهوتي المنظّم. ❤️ سيدات المحبة: المحبة المنظمة والرسالية النسائية كان منصور يلمس مأساة الفقراء والجوعى والمتسولين، فأسّس مع سيدات نبيلات حركة “سيدات المحبة” وحوّل العطاء من عمل عشوائي إلى محبة منظّمة، دائمة وحاضرة. 👩👧👦 بنات المحبة وتجديد الحياة الرهبانية النسائية كما مجّد الحياة الرهبانية النسائية بالتعاون مع القدّيسة لويز دي مارياك، فأسّس جمعية بنات المحبة، وأطلق حضورًا جديدًا للمرأة في الكنيسة والمجتمع بعيدًا عن الحصون والأديرة المغلقة. وقدّمت بنات المحبة خدمة حيّة في بيوت الفقراء والمستشفيات والسجون والمعارك، حيث كان هدفهن تمجيد المسيح وخدمته في الفقراء، وشملت خدمتهن المرضى، الأيتام، المسجونين، المتسوّلين، العجزة، الجنود واللقطاء. 🕊️ الحياة الرهبانية الجديدة: التأمل والعمل حياتهنّ الرهبانية مميّزة بكونها خارج الحصون، بلا زيّ موحّد، ونذور مؤقتة، مع خدمة حرّة بين الناس. كما غيّر منصور سلم القيم، فصار الفقراء “أسيادنا وأربابنا”، وأعطى للكنيسة بعدًا إنجيليًا جديدًا يوازن بين التأمل والعمل الرسولي. وقد شكّل هذا النموذج أساسًا لجماعات رهبانية لاحقة استوحت رؤيته. … | آباء وقديسون | |
| الأخ سابا المعلولي | الولادة: – الوفاة: 1755 🌱 النشأة والخدمة والوفاة وُلِدَ في معلولا، أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ سنة ١٧١٤ أمام المؤسّس السعيد الذكر ولبث راهبًا بسيطًا. كان عادم الغشّ، خادمًا للإخوة، عاملاً بلا ملل في إنشاء الأرزاق وغرس الأشجار. رُقِدَ بميتة صالحة سنة ١٧٥٥. … | آباء وقديسون | |
| الأب فيليبوس حيفاوي | الولادة: – الوفاة: 1769 🌱 السيرة وُلِدَ الأب فيليبّوس حيفاويّ في بيت جنّ (فلسطين)، أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ وسِيمَ كاهنًا سنة ١٧١٤ عن يد معلّمه المطران أفثيميوس الصيفيّ. كانت سيرتُه فاضلة جدًّا، ممتازة بالتقشّف والبساطة والعبادة والإيمان. كان يرغب كثيرًا في خدمة الرعايا، سنة ١٧٦٨ حضر إلى دير المخلّص إذ كان قد تقدّم في العمر ثمّ توجّه إلى دير رشميّا وفيه رُقِدَ رُقود الأبرار سنة ١٧٦٩. … | آباء وقديسون | |
| الأب لاونديوس حاصباني | الولادة: – الوفاة: 1755 🌱 التلمذة والخدمة والوفاة دخل الرهبانيّة وتتلمذ للمطران أفثيميوس الصيفيّ وهو الذي قبِلَ نذورَهُ سنة ١٧١٢ وهو الذي سامَه كاهنًا سنة ١٧١٤، كان طيّب القلب عديم الغش، صالحًا للغاية. تُوفِّيَ برائحة القداسة سنة ١٧٥٥. … | آباء وقديسون | |
| الأب باسيليوس شامي | الولادة: – الوفاة: 1734 🌱 النذور والخدمة والوفاة نذرَ نذورَهُ الرهبانيّةَ بين يدي معلّمه المطران أفثيميوس الصيفيّ وسِيمَ كاهنًا سنة ١٧١٢ وامتازَ بسيرتِه الصالحةِ. تُوفِّيَ في برتي ونُقِلَ إلى دير المخلّص ودُفن في كمنتيره سنة ١٧٣٤، وهو أوّل مرشد للراهبات المخلّصيّات. … | آباء وقديسون | |
| الأب أمبروسيوس شاوي | الولادة: – الوفاة: – 🌱 سيرة حياة الراهب الدمشقي وُلِدَ في دمشق وهو من تلامذة المؤسّس الطيّب الذكر. درج كالآباء الأوّلين في الرهبانيّة على القداسة والتقوى وأخذ عن الصيفيّ الغيرة المتّقدة على النفوس. أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ أمام معلّمه سنة ١٧١٢ وهو الذي سامَه كاهنًا في السنة نفسها. خدم النفوس كما يظهر في دمشق، وكان فاضلًا للغاية صالحًا عابدًا الله، مثالًا حيًّا بكلّ فضيلة وبرّ. رُقِدَ بالربّ في دمشق ودُفن في مقبرة الكهنة. … | آباء وقديسون | |
| الأب استفان عطا الله | الولادة: – الوفاة: 1771 🌱 النشأة والتلمذة وُلِدَ في دير القمر وكان من تلامذة المؤسّس الأوّلين واللامعين، قبل نذوره ورقّاهُ إلى درجة الكهنوت المطران الصيفيّ نفسه سنة ١٧١٠، ثمّ وكلَ إليه لثقته به الإشراف، وهو شمّاس، على طبع كتاب “الدلالة اللامعة” ثمّ رئاسة دير المخلّص وعلى تدبير الرهبان فيه. ⛪ الرئاسة والخدمة وبقي رئيسًا على الدير حتّى وفاة المؤسّس سنة ١٧٢٣، وسنة ١٧٢٧ انتُخِبَ رئيسًا عامًّا بعد الخوري مخائيل عجيمي الرئيس العامّ الأوّل، وتجدّدت له الرئاسة العامّة سنة ١٧٣١. ويُذكر أنّه في المجمعَين الثاني والثالث تقرّر نظام لتثقيف الرهبان وللحياة الرهبانيّة. وقد خدم الأب عطا الله الرهبانيّة بغيرة ونشاط فنمَت، حتّى بلغ عدد الرهبان في أيّامِه الستّين. وقد قضى مدّة طويلة كاهنًا في دير القمر التي كانت عاصمة الأمراء الشهابيّين وعامرة بالتجّار الإفرنج وأصحاب معامل الحرير الروم الكاثوليك الذين أتوا إليها من دمشق ومنها عائلته. وبعنايته بُنيت لهم فيها أوّل كنيسة سنة ١٧٤١ على اسم النبيّ الياس بنفقة البطريرك كيرلّس طاناس، وهو الذي أشرف على بناء كنيسة الدير الكبرى ودير المخلّص ودير السيّدة القديم، ودبّر لهذا الدير الأملاك قرب نهر الأوّلي. 🙏 الختام وأخيرًا انتقل إلى رحمة الله بوفاة صالحة كعيشته المملوءة من البرّ والصلاح والقداسة سنة ١٧٧١ ودُفن في كمنتير دير المخلّص. … | آباء وقديسون | |
| البطريرك كيرلس طاناس | الولادة: – الوفاة: 1760 ⛪ الرسالة والبطريركيّة وقد أُرسِلَ مرّتين إلى رومة لمهمّات خاصّة، فخاله أرسله مرّةً أولى لشرح قضيّة خلاف البطريرك المارونيّ يعقوب عوّاد مع طائفته، وأُرسِلَ مرّةً ثانية من قِبَل البطريرك كيرلّس الخامس الحلبيّ ليقدّم إلى البابا صورةَ إيمانِه الكاثوليكيّ. ولمّا تُوفِّيَ البطريرك أثناسيوس الدبّاس سنة ١٧٢٤ انتخبه الشعب الدمشقيّ بطريركًا أنطاكيًّا أصيلًا، وكان لا يزال كاهنًا. ونُصِّبَ بطريركًا بعد أن سِيمَ أسقفًا في ٢٠ أيلول ١٧٢٤ عن يد ثلاثة أساقفة وهم ناوفيطوس مطران صيدنايا وباسيليوس فينان مطران بانياس وأفثيميوس مطران الفرزل، ودُعي كيرلّس السادس. وقد أثبت الأب قسطنطين باشا مؤرّخ الطائفة أنّ رسامة البطريرك كيرلّس طاناس كانت قانونيّةً وانتخابه قانونيًّا، وقد جرى كعادة الانتخاب في تلك الآونة، وهي لا تقبل الشكّ. لكنّه ما عتم أن هرب من دمشق سنة ١٧٢٥ لاشتداد اضطهاد البطريرك سلفستروس المناوئ له، وأتى ومكث مدّةً من الزمن في عيتنيت البقاع لقربها من كرسيّه البطريركيّ. ولكثرة إلحاح الرهبان المخلّصيّين عليه أتى وسكن في الدار البطريركيّة قرب دير المخلّص، التي صارت فيما بعد المدرسة الإكليريكيّة. وممّا دعاه أيضًا للّجوء إلى دير المخلّص هو حماية الشيخ علي جنبلاط له الذي كتب للبطريرك سلفستروس: “إنّ دير المخلّص هو ديري، وإذا كنتَ تدخل إلى جبل الدروز فما يحميك سيف السلطان”. 📜 المجامع والإنجازات وفيها استمرّ يدير شؤون البطريركيّة ويرعى الطائفة بغيرة ونشاط مدّة ستّ وثلاثين سنة، وقد عقد عدّة مجامع طائفيّة لسنّ قوانين تهذيبيّة وتوضيح أمور طقسيّة، ومنها مجمع جون ١٧٣١ ومجمع دير المخلّص ١٧٣٦ لأجل اتّحاد الرهبانيّة المخلّصيّة والشويريّة في رهبانيّة واحدة. ولم ينجح مسعى البطريرك هذا، ولا تمّت رغبة الكرسيّ الرسوليّ بسبب اختلاف العقليّات بين مؤلّفي الرهبانيّتَين واختلاف العادات والتقاليد عند كلّ منهما. ومنها مجمع ١٧٥١ ومجمع ١٧٥٩ الذي فيه اعتزل. وفي عهده صدرت براءة البابا بندكتس الرابع عشر “لمّا قلّد الربّ حقارتنا” في ٢٤ كانون الأوّل ١٧٤٣، وهي مشهورة بما تضمّنَت من توجيهات الكرسيّ الرسوليّ للطائفة الناشئة جديدًا. 🙏 الختام وفي ١٩ تمّوز ١٧٥٩ اعتزل البطريركيّة لكبر سنّه وعجزه. وقد قضى حياتَهُ في عيشة صالحة مليئة بالفضائل ورعى رعيّتَهُ حسنًا. وانتقلَ إلى رحمةِ الله في رأس سنة ١٧٦٠ ودُفِنَ ضمن الهيكل الكبير في كنيسة دير المخلّص الكبرى. … | آباء وقديسون | |
| المطران أغناطيوس بيروتي | الولادة: – الوفاة: 1758 🌱 النشأة والكهنوت هو بيروتيّ الأصل، أبرزَ نذورَهُ وسِيمَ كاهنًا عن يد معلّمه المطران أفثيميوس الصيفيّ سنة ١٦٨٤، ورقّاهُ إلى درجة الأسقفيّة البطريرك أثناسيوس الدبّاس في حلب سنة ١٧٢٤ وعيّنهُ خليفة للمطران أفثيميوس الصيفيّ. ⛪ الخدمة والاضطهاد ولمّا تسلّم زمام الأمور في أبرشيّته انقسمت إلى جزأَين: الجبل والساحل. فكان الجبل وقرى الشوف للمطران باسيليوس فينان، أمّا الساحل وصيدا وصور فكانت للمطران إغناطيوس بيروتي. وعندما ثار اضطهاد البطريرك سلفستروس القبرصي الدخيل المناوئ للبطريرك كيرلّس طاناس نُفِيَ المطران بيروتي إلى جزيرة أرواد في شاطئ سوريّة قرب اللاذقيّة، ولبث فيها خمس سنوات، ذاق أثناءها العذاب المرّ والذلّ المهين. 🙏 العودة والختام ولمّا رجع من المنفى أخذ يهتمّ برعيّته، فكان أسقفًا رسولًا مملوءًا من نعمة الروح القدس، سليم القلب، طاهر السيرة، فطنًا وراهبًا قانتًا رغم أنّه أسقف. ولبث واعظًا مرشدًا النفوس إلى أن رقد رُقود الأبرار وقد بلغ التسعين عامًا. ودُفِنَ في المقبرة التي قرب حارة صيدا سنة ١٧٥٨، ويُعتبر من الأساقفة المعترفين بالإيمان. … | آباء وقديسون | |
| الأب نعمة الله زيادة | الولادة: – الوفاة: 1749 🌱 السيرة وُلِدَ في بانياس، وهو من تلامذة المؤسّس السعيد الذكر فنسج على مثاله بالتقوى والغيرة. أبرزَ نذورَهُ وسِيمَ كاهنًا عن يد المطران أفثيميوس سنة ١٦٨٥، وعاش طيلة حياتِه طاهر السيرة، عابدًا لله، عديم الشرّ والحقد، وتُوفِّيَ بحال القداسة في دير المخلّص سنة ١٧٤٩. … | آباء وقديسون | |
| الشمّاس أثناسيوس نصر | الولادة: – الوفاة: 1709 🌱 النشأة والرهبنة وُلِدَ في غريفة، وهو من أوائل الرهبان المخلّصيّين. أبرزَ نذورَهُ الرهبانيّةَ سنة ١٦٨٤ ثمّ سِيمَ شمّاسًا إنجيليًّا وبقي طيلةَ حياتِه في هذه الرتبة ملازمًا معلّمَه المطران أفثيميوس. ✨ السيرة والأعجوبة واشتهرَ بسيرتِه الصالحةِ جدًّا للغاية. وهو الذي أطلَقَ البندقيّةَ في أعجوبةِ جون الشهيرةِ. تُوفِّيَ في صيدا ودُفِنَ في مقبرةِ صيدا التي قربَ حارةِ صيدا سنةَ ١٧٠٩. … | آباء وقديسون | |
| الأب إبراهيم الطوطو | الولادة: – الوفاة: 1730 ✨ البداية والأعجوبة هو من تلاميذ المؤسّس الصالح الذكر الذي قبل هو نفسه نذوره الرهبانيّة ثمّ سامه كاهنًا سنة ١٦٨٤، وإذ كان مرافقًا للمطران أفثيميوس في تجواله في أنحاء جون أُصيبَ برصاصة في صدره فصرخ المطران: “يا مخلّص العالم” ونجا الأب إبراهيم من كلّ سوء. وكانت هذه الأعجوبة سبب بناء دير المخلّص في ضواحي جون. 🤲 الخدمة والحياة المشتركة خدم الأب الطوطو طيلة حياته في مدينة بيروت، وكان مملوءًا رأفة وشفقة نحو الفقراء ولا سيّما الذين بهم عاهات أو يُعانون من أمراض، وكان لا يستنكف من خدمتهم هو بنفسه. عقب وفاة المؤسّس حضر الاجتماع سنة ١٧٢٤ مع سائر إخوته الرهبان المخلّصيّين الذين قرّروا السير بموجب نذور رهبانيّة والعيشة بحياة مشتركة واتباع نظام رئاسي ثابت والسير حسب قوانين القدّيس باسيليوس الكبير. 🙏 ختام القداسة وظلّ يخدم النفوس والفقراء في بيروت إلى أن تُوفِّيَ في حالة القداسة إذ كان جاثيًا على ركبتيه مصلّيًا ولبث هكذا حتّى سُجِّيَ في النعش. وكان ذلك في بيروت في شهر أيلول ١٧٣٠ ودُفِنَ في كنيسة بيروت. … | آباء وقديسون | |
| ناوفيطوس إدلبي | الولادة: 1914 الوفاة: 1995 المطران نافيطوس إدلبي (المولود إلياس إدلبي) وُلد في حي قسطل الحرمي بحلب عام 1914، وهو أحد أبرز الشخصيات الكنسية والثقافية في تاريخ الكنيسة الملكية الكاثوليكية في سوريا. 📚 التعليم والمسيرة الكهنوتية درس في معهد القديس يوحنا الدمشقي في دير الشرفة، ثم تابع دراسته في جامعة القديس يوسف في بيروت، حيث حصل على شهادة الماجستير في الفلسفة. أصبح كاهنًا في 25 شباط 1962، وعُيّن مستشارًا بطريركيًا في 6 آذار 1968 بعد استقالة المطران توتونجّي. 🕊️ دوره في الكنيسة والمجتمع خلال فترة خدمته، اهتم المطران نافيطوس بالجانب الثقافي والتعليم الكنسي، حيث أسهم في نشر التراث العربي المسيحي من خلال مؤلفاته. كما كان له دور بارز في تطوير المؤسسات الكنسية والاجتماعية في حلب. 🖋️ مؤلفاته من أبرز أعماله: “الاستقلال الإداري والقانوني للجماعات المسيحية في ظل الحكم الإسلامي من عام 633 إلى 1517” (أطروحة الدكتوراه). “تفسير القرار المجمعي في الكنائس الشرقية الكاثوليكية” (بالفرنسية، 1970). “سليمان الغزي: شاعر وكاتب مسيحي” (ثلاثة أجزاء ضمن سلسلة التراث العربي المسيحي). “أساقفة حلب الملكيين في العصر الحديث”. “صوت الراعي”. “منك وإليك”. “تاريخ الراهبات الباسيليات الحلبيات ودير الملاك ميخائيل في زوق مكايل”. “مذكرات المجمع الفاتيكاني الثاني” (بقيت مخطوطة إلى أن نشرت في ترجمتها الإيطالية في روما عام 1996 وفي أصلها الفرنسي في بيروت عام 2003). 🕊️ وفاته وإرثه توفي المطران نافيطوس إدلبي في 10 حزيران 1995، وشيع جثمانه في 12 حزيران 1995 ودفن شمال المذبح الكبير في الكنيسة الكاتدرائية. ترك إرثًا ثقافيًا ودينيًا غنيًا، وأسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية المسيحية العربية.تُعتبر مؤلفاته مرجعًا مهمًا في الدراسات العربية المسيحية، وتُظهر اهتمامه العميق بالتراث والهوية المسيحية في العالم العربي. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس توتونجّيّ | الولادة: 1899 الوفاة: 1981 🕊️ نشأته وُلد ميشيل بن نقولا ميخائيل توتونجيّ في الإسكندرونة في ٢ شباط ١٨٩٩، لوالديه اللذين نزحا إليها من حلب لأعمال تجارية. تلقى تعليمه الأول في مدرسة أخوة المدارس المسيحية، ثم أرسله الأب سلوانس خروف إلى دير الشير ليترهب، حيث ارتدى ثوب الابتداء الرهباني في ١٠ تشرين الأول ١٩١٤ وحمل اسم أثناسيوس. أظهر نذوره الرهبانية الأولى في ٢٩ تشرين الأول ١٩١٦، وقضى أربع سنوات في الدراسة والعمل داخل الدير، قبل أن يُرسل إلى المدرسة الصلاحية في القدس عام ١٩٢٠ لتلقي علومه الثانوية والفلسفية واللاهوتية، ونال رتبة الشماس في ٢٥ تموز ١٩٢٦ والسيامة الكهنوتية في ٢٠ تموز ١٩٢٧. بعد تدريسه في المدرسة الصلاحية سنتين، عاد إلى ديره ليشغل وظائف تعليمية ورعائية متنوعة، وصولاً إلى رئاسة دير النبّي أشعيا في برمانا. في حزيران ١٩٣٣ عُيّن رئيسًا عامًا للرهبانية الباسيلية الحلبية، وحصل على رتبة إيكونوموس من البطريرك كيرلس مغبغب، ثم سيّامته أسقفًا على أبرشية حمص وحماه ويبرود في ٢٦ تشرين الثاني ١٩٣٨، حيث خدم ٢٣ سنة قبل أن يُعيَّن مدبّرًا بطريركيًا لأبرشية حلب بعد وفاة المطران إيسيذورس فّتّال. 🕊️ مطران حلب عُيّن البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ المطران أثناسيوس توتونجيّ مطرانًا لأبرشية حلب وسلوقية وقورش بعد اجتماع الأساقفة في بيروت يوم ٥ كانون الأول ١٩٦١، ودخل حلب في ٣١ كانون الأول ١٩٦١، مع نائبه العام في البداية الأسخروس جورج ماني، ثم خلفه بطرس جحا، وأمين سره الخوري جرمانوس مصريّ. في عهده، احتفلت حلب باليوبيل الفضّي لمنظمة الشبيبة العاملة المسيحية من ١٣ إلى ٢٠ أيار ١٩٦٢، وأُنشئت “الجمعية النسائية لرعاية العجزة واليتيمات” لإصلاح دار العجزة في شارع المبلط، وتوفير الماء والكهرباء، وتجهيز الغرف وتقديم الطعام اليومي لنزلائها الذين بلغ عددهم نحو خمسين، ولا تزال الجمعية تعمل حتى اليوم. أولى المطران توتونجيّ اهتمامًا كبيرًا بمدارس الطائفة، فكوّن لجنة للمدارس الطائفية توسعت في بناء مدرسة القديس ديمتريوس للبنين بإضافة طابق جديد وشراء دار مجاورة، وفي مدرسة القديس ديمتريوس للبنات شُيّد طابقان جديدان، وافتُتح الجناح الجديد في ١١ كانون الثاني ١٩٦٣. وفي صيف ١٩٦٤ ساهمت لجنة فتيات كريمات برئاسة الآنسة لينا أنطاوي ببناء طابق جديد في مدرسة جبل السيدة، بمساهمة مالية بلغت خمسة آلاف ليرة، وأكمل الوقف باقي النفقة، ولا تزال هذه اللجنة تعمل باسم “مشاريع جبل السيدة”. شارك المطران توتونجيّ في جلسات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ابتداءً من ١١ تشرين الأول ١٩٦٢ حتى الدورة الرابعة في خريف ١٩٦٥، وعرف بتقديره للمتفوقين في خدمة المجتمع، فاستحصل لهم على أوسمة بابوية، كما منح الخوري أيرلس عقاد رتبة أرشمندريت في ٢ شباط ١٩٦٤. 🕊️ مشروع كنيسة القديس جاورجيوس ركّز المطران توتونجيّ اهتمامه على بناء كنيسة القديس جاورجيوس الجديدة، مؤلفًا لجنة خاصة لذلك، ووافق في ٤ تموز ١٩٦٣ على الخرائط النهائية للمهندس الإيطالي لوشيو دي ستيفانو، مع تعديلات المهندس تشالنكو. بدأ العمل مطلع عام ١٩٦٤ بسياج حول الأرض لتسهيل متابعة العمل وحماية المارة، لكن واجه صعوبات بسبب الطبقة المائية وانحدار الصخر. في خريف ١٩٦٤، أُنجز الأساس في النصف الشرقي، واستخدمت الحفارات للقسم الغربي وصبّت الأساسات بالأوتاد المسلحة، مع مساهمات كبيرة من الياس عازار التي أبقاها سرية. توقف العمل مطلع ١٩٦٥، ثم استُؤنف في الربيع، وارتفعت الركائز وُصُبَّ السقف، مكتملًا الطابق الأرضي مع درج المدخل الغربي بحلول تشرين الأول ١٩٦٥. توقف العمل مجددًا بسبب وفاة المهندس الحلبّي ويلفور بالّي وتأخر الخرائط ونفاد الموارد، فسافر المطران توتونجيّ لجمع التبرعات من الجاليات العربية في أميركا الشمالية وفنزويلا. غادر حلب في ١١ أيار ١٩٦٦، وزار بوسطن والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، وجمع حوالي ٢٣٠ ألف ليرة سورية. بعد عودته إلى حلب، استؤنف العمل، وبحلول استقالته في ٦ آذار ١٩٦٨ كانت الأعمدة والجدران والسقف مصبوبة بالباطون المسلّح، وبدأ وضع قالب قبة الكنيسة العظمى، مما يوضح التقدم الكبير في المشروع تحت إشرافه المباشر. 🕊️ من ذكريات مطرانيته ازدهر في عهده مشروع مصيف آسب، الذي أسسه وأداره الأَسرخوس جورج ماني، ثم سجّل باسم الأبرشية لضمان استعماله الدائم لأبناء الطبقة العاملة. قبيل عيد الميلاد ١٩٦٣ سافر إلى القدس للمشاركة في استقبال قداسة البابا بولس السادس، والتقى هناك بالبطريرك المسكوني أثيناغوراس. في ٣٠ أيار ١٩٦٤ رافق البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ في زيارة ودّية إلى البطريرك أثيناغوراس في القسطنطينية، برفقة الأرشمندريت أغناطيوس ديك الذي وثّق الزيارة. في ٢٨ حزيران ١٩٦٤ دُشّن آنيسة القديسة متيلدا التي أقامتها مؤسّسة جورج ومتيلد سالم الخيرية، بحضور المطران توتونجيّ والبطريرك. منح السيامة الكهنوتية للأب يوحّنا جاموس (٢٥ شباط ١٩٦٢)، والأب حكمت جاموس (٥ نيسان ١٩٦٤)، والأب جورج بلدي (٢٥ كانون الأول ١٩٦٦). بعد استقالة الأَسرخوس جورج ماني (٥ آذار ١٩٦٧)، عيّن المطران بطرس جحا نائبًا أسقفيًا عامًا، ومنح رتبة الشماس الإنجيلية للطالبين جان جنبرت ونقولا صّوّاف (٨ آذار ١٩٦٧). نجح في إقناع المطران يوسف معلوف بتعيين ثلاث راهبات من راهبات الخدمة الصالحة لإدارة الشؤون البيتية في مطرانية حلب (مايو ١٩٦٦). خلال الاعتداء الصهيوني على سوريا (حزيران ١٩٦٧)، شارك مع أساقفة حلب في الدفاع المدني، والتدريب على الإسعاف، وحث الكهنة والراهبات على الانخراط في المشافي ومراكز الإسعاف لأداء مهامهم الإنسانية والوطنية. 🕊️ المرض والاستقالة لمطران أثناسيوس توتونجيّ في مطلع تموز ١٩٦٧، تعرض المطران توتونجيّ لأزمة قلبية خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى القديس لويس، تحت إشراف الدّكتور نوئيل مكربنة، وأمضى هناك حوالي شهر لتلقي العلاج. بعد عودته إلى مطرانية حلب، استقر في غرفته الخاصة لمواصلة الراحة والعلاج. بعد وفاة البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ (٥ تشرين الثاني ١٩٦٧) وانتخاب البطريرك مكسيموس الخامس حكيم (٢٣ تشرين الثاني ١٩٦٧)، أدرك المطران توتونجيّ أن صحته المتدهورة لم تعد تسمح له بممارسة مهامه بشكل كامل. قدم استقالته للغبطة البطريرك الجديد في ٢ شباط ١٩٦٨، ووافق السينودس المقدس في ٦ آذار ١٩٦٨، عُيّن بدلاً عنه المطران نافيطوس إدلبي، المستشار البطريركي. بعد تنظيم أموره ووداع أبناء أبرشيته، اعتزل المطران توتونجيّ الحياة العملية وانتقل للعيش في دير المخّلص قرب صربا (لبنان)، حيث عاش حياة رهبانية تقية حتى وافته المنية في دمشق بتاريخ ٢١ شباط ١٩٨١، ونقل جثمانه إلى دير المخّلص ودفن في مقبرته. ترك مثلاً رائداً في التجرد والرحمة والصبر، حيث استقال حفاظًا على صحته ولإفساح المجال للآخرين لمواصلة خدمة الأبرشية، مجسّدًا الصبر والتحمل في مواجهة المصاعب والتحديات. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، … | آباء وقديسون | |
| إيسيذورس فتال | الولادة: 1886 الوفاة: 1961 👶 نشأته وتعليمه وُلد المطران إيسيذورس ديمتريوس فّتّال في حلب في 2 تشرين الأول 1886 لعائلة فاضلة هما الياس فتح الله فّتّال، وجوزفين بيطار. تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الأسقفية بحلب، ثم انتقل إلى المدرسة الصلاحية بالقدس (1899) حيث أكمل دروسه الثانوية والفلسفية واللاهوتية، ونال السيامة الكهنوتية في 20 تموز 1912 على يد المطران مكاريوس سابا. 🎓 مسيرته التعليمية بدأ التدريس في المدرسة الإآليريكية، ثم عاد إلى المدرسة الأسقفية بحلب، وأشرف على التدريس وإدارة الدروس والنظام حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. بعد إعادة افتتاح المدرسة الصلاحية عام 1919، قضى فيها إحدى عشرة سنة في تدريس اللغة العربية وآدابها وإدارة الصفوف، وألف سلسلة كتب “المشوّق” التي انتشرت في الأقطار العربية. 📚 إسهاماته التعليمية والروحانية في 1936 اعتزل التعليم المباشر وكرس جهوده للخدمة الرعائية، فكان مرشدًا لجمعية التعليم المسيحي وشارك في إعداد كتب تعليمية متعددة. تولى إدارة النادي الكاثوليكي، ومحاماة وثائق الزواج، وإرشاد أخوية القديسة تريزيا، وأدار المدرسة الطائفية المجانية في حي الشرعاسوس، رافعًا مستواها التعليمي ومقويًا الروابط المجتمعية. 🕊️ سيامته الأسقفية تم اختيار الأب إيسيذورس فّتّال أسقفًا على أبرشية بانياس ومرجعيون في 1 نيسان 1943، لكنه عُين بدلًا من ذلك مساعدًا لمطران حلب، المطران مكاريوس سابا، مع حق الخلافة. بعد وفاة المطران مكاريوس في 28 تموز 1943، سيم فّتّال مطرانًا أصيلًا على أبرشية حلب في 1 آب 1943 في القاهرة، ووصل حلب في 22 آب 1943، مستعينًا بنائب أسقفي وأمين سر وإكسرخوس للمصروف. 📍 تنظيم الأبرشية وإدارتها جعل لكهنة الرعايا سكنًا ومائدة عمومية للعبادة والقراءة الروحية، وقسّم الأبرشية إلى مناطق راعوية ووزّعها على الكهنة مع صندوق دخل مشترك. نظم الديوان الكنسي للنظر في قضايا الزواج، وشكّل محكمة روحانية مشتركة للطوائف الكاثوليكية عام 1951. أنشأ مجلسًا طائفيًا استشاريًا ولجانًا متخصصة: الأوقاف، المقابر، الجمعية الخيرية، الكنائس، المدارس، الميتم، مشاريع الأبرشية، والشؤون القضائية. أعاد تقسيم الأبرشية إلى رعايا محددة في 13 شباط 1961. 📰 الإعلام الطائفي أصدر المطران فّتّال أول نشرة طائفية في تشرين الأول 1943، وتلتها مناشير أسبوعية بعنوان: “النور يُضيء في الظلمة”، وما زالت تصدر حتى اليوم. 🕊️ رعّيّة جبل السّيّدة رعّيّة جبل السيّدة، الواقعة جنوب المدينة على ربوة خلف المقابر المسيحية، نشأت على أرض كانت تعرف سابقًا باسم “الشيخ مقصود” بعد أن ابتاعها بعض سكان المدينة سنة 1936، لتشييد بيوت للسكن وتخفيف ضيق المساكن القديمة. توسعت بسرعة، فبلغ عدد العائلات المسيحية فيها نحو 345 عائلة عام 1944، أغلبهم من الأرمن. عمل فيها الخوري يوسف جمل على بناء معبد وفتح مدرسة وتأسيس نادي للشبيبة، ثم شاد الأب مكسيموس فحمه معبدًا جديدًا دشنه المطران فّتّال في 16 نيسان 1961، وطوّر جميع نشاطات الرعية، لا سيما المدرسة الابتدائية التي تولت إدارتها الراهبات الباسيليّات الحلبية في السنة الدراسية 1959-1960. 🏛️ مؤّسّسة جورج ومتيلد سالم الخيرّيّة في 27 تشرين الأول 1944 توفي جورج الياس سالم في بيروت، تاركًا إرادة لإنشاء مؤسسة كبيرة للأيتام تضم نحو 600 طفلًا مع مدرسة زراعية ودور للصنايع، لتصبح بمثابة مدينة متكاملة للعاملين. أوصى بثلث أمواله للمطران فّتّال لتحقيق المشروع، وتبنّته أرملته متيلد شلحت، لتشرف على تنفيذه. في أواخر 1947 اشترى المطران فّتّال معهد الأخوة المريميين في حي السبيل ليكون مدرسة للصنايع، وأوكل الإدارة للآباء السالزيان، فافتتحت المدرسة في خريف 1948. وفي نهاية 1948 تأسست رسميًا مؤسّسة جورج ومتيلد سالم الخيرية بحلب، تتمتّع بالشخصية المعنوية المستقلة، ويرأسها متروبوليت الروم الكاثوليك بحلب، بمساعدة متيلد سالم ولجنة مختصّة، لتستمر في تقديم خدماتها الإنسانية حتى اليوم، بإشراف لاحق للسيد رولان دي صعب. 🏛️ الوطنّيّ الكبير والمناضل عن الكنيسة تميز المطران إيسيذورس فّتّال بحنكته وجرأته في حماية حلب من الدمار، وبرز كزعيم وطني مخلص أثناء مرحلة الاستقلال السوري، جامعًا بين أبناء الوطن على اختلاف معتقداتهم. لعب دورًا محوريًا في تهدئة التوترات بعد أحداث العنف في 1945، واستقبل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، مؤكدًا على استقلالية الوطن وحقوق أبنائه. نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى تقديرًا لوطنه، وأحرص على الدفاع عن الحقوق المدنية وضمان عدم التمييز الديني أو المذهبي في الدستور، كما اهتم بالقضية الفلسطينية وإغاثة اللاجئين، مع تعزيز الثقة بوطنية المسيحيين. لم يتدخل مباشرة بالسياسة، بل تعامل بحكمة مع السلطات، مؤكدًا دائمًا أن حماية البلاد تقوم على الجيش السوري وحده، مما أكسبه احترام الجميع ووضعه في مصاف القادة الوطنيين المخلصين. 🏫 تأسيس مدرسة القّدّيسة كاترينا في ربيع 1946، بادر المطران إيسيذورس فّتّال إلى تأسيس مدرسة جديدة للبنات في حلب، مسهماً مع راهبات المعونة الدائمة في اقتناء دار الراهبات الإيطاليات في حي العزيزية، والتي عُرفت لاحقًا باسم مدرسة القّدّيسة كاترينا. افتتحت المدرسة أبوابها في 15 تشرين الأول 1946، بدعم المتبرعين من رجال ونساء حلب، وعلى رأسهم المتروبوليت مكسيموس الصائغ وعائلة المرحوم جرجي يتيم والمرحوم كامل قندلا. وقد صُممت لتكون من مدارس المطرانية، وحرص المطران فّتّال على تأسيسها بكل تضحيات مالية وأدبية، لضمان مستوى تعليمي راقٍ للبنات، مع إدارة راهبات المعونة الدائمة. 🏫 مدرسة القّدّيس ديمتريوس للبنات أنشأ المطران إيسيذورس فّتّال سنة 1946 مدرسة للبنات في حي الجابريّة باسم “مدرسة القّدّيس ديمتريوس للبنات”، بتكلفة نحو 70 ألف ليرة سورية. لاحقًا اشترى المعمل المجاور للمدرسة من المرحوم عبود باتري في 13 كانون الأول 1954 بقيمة 87,500 ل.س. وأوكل إدارتها إلى راهبات سيّدة المعونة الدائمة، بمساندة الخوري ميشيل يتيم، مدير مدرسة القّدّيس ديمتريوس للذكور، والخوري فيلبس أورفلي، لتخريج أجيال متعلمة ومؤمنة. 🏫 مدرسة مار الياس تولى المطران فّتّال سنة 1952 مسؤولية مدرسة مار الياس في حي الرمضانّيّة، التي تم بناؤها بالتعاون مع المرحوم الياس سالم باسم جمعيّة التعليم المسيحي. كُلّفت إدارة المدرسة للأب بولس يتيم، كما تبرع الخوري بطرس جحا بأرض ملاصقة للمدرسة مساحتها 256 مترًا مربعًا لخدمة الطائفة. 🏫 مدرسة القّدّيس نيقولاوس الأسقفيّة اهتم المطران فّتّال بتوسيع مدرسة القّدّيس نيقولاوس الثانويّة، فاقتنى دارين مجاورتين، وهدمهما، وبنى جناحًا عصريًا مع صحن مركزي شامل رواق الصفوف. اكتمل المشروع في أيلول 1961، تحت إشراف الأرشمندريت جبرائيل سّمّان والخوري مكسيموس فحمه، بمساعدة الأرشمندريت ثاوفانوس زيتونه، ليصبح للمدرسة وحدة معمارية وجمالية واضحة. 🏫 الميتم الطائفي والجمعية الخيرية أولى المطران إيسيذورس فّتّال عناية خاصة بالميتم الطائفي الذي أسسه المطران مكاريوس سابا سنة 1919، حيث تعاقب على إدارته عدد من الكهنة، وأشرفت السيدة متيلد سالم ثلاث سنوات على رعاية الأطفال حتى افتتاح المدرسة الصناعية باسم زوجها المرحوم جورج سالم. في عهده بلغ عدد الأيتام نحو ستين، مع تخصيص مدرسة ابتدائية لهم، ومطبعة، ومصانع خياطة وأحذية، وفرقة موسيقية، إضافة إلى توسعة المبنى بمساهمة عائلة المرحوم ألبير حمصي. كما نظّم المطران فّتّال نشاطات الجمعية الخيرية، واحتفلت في 4 كانون الأول 1949 بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وشجّع النشاط الطائفي بشتى أشكاله من رياضات وكشافة وزيارات للسجناء وإدارة الأخويات وحفلات المناولة الأولى. كما دعم المطران تعليم الكهنة والتخصص في العلوم الكنسية، وأرسلهم إلى جامعات أوروبا، ومن بينهم الخوري عبدالمسيح عبجي والأرشمندريت أغناطيوس ديك. 🏫 أفراح الطائفة شهدت حلب في عهد المطران إيسيذورس فّتّال العديد من المناسبات المبهجة للطائفة الكاثوليكية. من 8 إلى 17 أيار 1952 زار المدينة البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ، فقام المطران فّتّال بإكرامه بشكل استثنائي، وأقام بجوار المطرانية بيت ضيافة عرف بـ”قصر الضيافة”. واستضاف المطران فّتّال بعد ذلك عدة شخصيات كاثوليكية مهمة، منها الأب كاستون كورتوا مدير اتحاد المشاريع الكاثوليكية في فرنسا سنة 1953، والمطران باولو بابالاردو سنة 1955، والمنسنيور كاردين مؤسس منظمة الشبيبة العاملة المسيحية في تشرين الأول 1955، ممن منحهم المطران ألقابًا شرفية مثل إيكونوموس وأرشمندريت. وفي 11 آذار 1956، احتفالًا بالذكرى الثمانين لميلاد البابا بيوس الثاني عشر، زُين بيت الضيافة بشعار البابوية على ارتفاع ستة أمتار مع مئات المصابيح الكهربائية، بينما أرسلت الحكومة السورية وفدًا إلى الفاتيكان برئاسة الدكتور منير العجلاني، نائب رئيس مجلس الوزراء. 🏫 كنيسة جديدة للقّدّيس جاورجيوس في خريف 1952 قرّر المطران فّتّال بناء كنيسة جديدة للقديس جاورجيوس لتعويض بُعد الكنيسة القديمة عن الأحياء المسيحية، فاقتنى أرضًا بحي العروبة مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ودفع ثمنها حوالي 2500 ليرة ذهب، واستعان بتبرعات أبناء الأبرشية ووضع الحجر الأساس يوم الأحد 1 أيار 1960. 🏫 مشاكل المدارس الخاصة لعب المطران فّتّال دورًا رئيسيًا في الحوار مع السلطات الحكومية، وخاصة وزارة التربية، بشأن المدارس الخاصة، حيث اجتمع مع وزير المعارف عبد الوهاب حومد في 13 تموز 1956 لمناقشة مشاكل المدارس وما تتعرض له من قيود المرسوم التشريعي رقم 175، وأسفرت المباحثات عن دعم مالي للمدارس المتضررة بمقدار 85 ألف ليرة سورية لكل مدرسة. 🏫 بناء دور للسكن استثمر المطران فّتّال أراضي المدافن القديمة للطائفة في بناء دور للسكن، ليوفر لها دخلًا ثابتًا لدعم مشاريع الطائفة وموظفيها، رغم تراجع هذا الدخل لاحقًا ليصبح رمزيًا في الوقت الحاضر. 🏫 تمثال البطريرك مكسيموس مظلوم في 13 كانون الأول 1956 وضع تمثال البطريرك مكسيموس مظلوم في ساحة الكنيسة الكاتدرائية، صنع في إيطاليا، يظهر البطريرك واقفًا، مع نقشين يرمزان إلى دفاعه عن حقوق الكنيسة، وقد تبرع بثمنه المغترب بنجمان مظلوم. 🏫 راهبات سّيّدة المعونة الدائمة في مستشفى الكلمة في شباط 1957 تسلمت راهبات سّيّدة المعونة الدائمة إدارة مستشفى الكلمة، بجهود المطران فّتّال الذي ذهب إلى دمشق لتنسيق الأمر مع البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ، مستبدلات الراهبات الفرنسيسيات اللواتي أدرن المستشفى سابقًا، واستقبلهن المطران مع القربان المقدس في أجواء روحانية. 🏫 إنشاء جامعة حلب منذ مطلع 1957 شارك المطران فّتّال في المباحثات الخاصة بإنشاء جامعة حلب، مع لجنة من أساتذة القانون والهندسة والطب والصيدلة والزراعة والتجارة، لتأسيس جامعة شاملة على غرار جامعة دمشق، مبتدئًا بآليات الزراعة والتجارة والهندسة، وبذل جهودًا كبيرة لتحقيق هذا المشروع الحيوي لمدينة حلب. 🏫 نادي الشبيبة العاملة في شباط 1957 بدأ المطران فّتّال إنشاء طابق ثانٍ فوق معمل سابق في حي الجابريّة، ليكون ناديًا للشبيبة العاملة على غرار نادي الشبيبة الكاثوليكية في حي العزيزية، بتمويل 10 آلاف ليرة من تبرعات الأستاذ فتح الله صقال، وصُممت صالة النادي الكبيرة “صالة المطران فّتّال” لتتّسع لألف شخص، إضافة إلى سبع غرف للاجتماعات. 🛡️ مع المقاومة الشعبية في نهاية 1957 وجه أساقفة الطوائف المسيحية نداءً إلى أبناء حلب للمشاركة في الدفاع عن الوطن، وساهم المطران فّتّال شخصيًا مع محافظ المدينة و المفتي في حفر الخنادق، مثّل هذا العمل نموذجًا للتضامن والتكاتف الوطني بين مختلف مكونات المجتمع. 🇸🇾 في عهد الوحدة مع مصر خلال الوحدة مع مصر، حافظ المطران فّتّال على دوره الوطني في جمع الكلمة وحماية حقوق الشعب، واستقبل الرئيس جمال عبد الناصر في حلب عامي 1959 و1960، وكان حاضرًا أيضًا في وضع الحجر الأساس لدير راهبات الكرمل “كرمل سيدة سوريا” في 18 شباط 1960. 🌹 نحو السماء توفيت متيلد شلحت، أرملة المرحوم جورج سالم، في 27 شباط 1961، وأقامت حلب جنازة مهيبة لها بقداسة المطران فّتّال، الذي ودّعها برفقة الطائفة، بينما توفي المطران فّتّال نفسه لاحقًا في 4 أيلول 1961، مخلفًا إرثًا من المحبة والعطاء للكنيسة والوطن، وكان مثالًا للرحمة، العطاء، والشجاعة، ومحبوبًا بين جميع أبناء رعّيته دون تمييز، تاركًا أثرًا طويل الأمد في أبرشية حلب. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| مكاريوس سابا | الولادة: 1873 الوفاة: 1943 👶 الميلاد والتعليم وُلد ديزيره بن فتح الله سابا وأّمّه كاتين ابنة تيدوري مكربنه في حلب بتاريخ 12 شباط 1873. تلقى علومه الابتدائية في المدرسة الطائفية، والثانوية عند الفرنسيسكان، ثم أرسله المطران كيرلس جحا عام 1886 إلى مدرسة عين تراز حيث درس الفلسفة واللاهوت حتى 1894. ✝️ البدايات الكهنوتية خدم أولًا ناظرًا للمدرسة الأسقفية بحلب، ثم رُسم شماسًا باسم مكاريوس (1896) وكاهنًا باسم بطرس (1898). رافق المطران جحا في أسفاره إلى القدس ورومة وباريس، وتسلّم رئاسة المدرسة الأسقفية وخدمة الرعية. ⛪ خدمته في مصر بعد انتخاب كيرلس جحا بطريركًا سنة 1902، عُيّن بطرس سابا أمين سرّه، ثم رُسم رئيس أساقفة بلميرا شرفًا ونائبًا بطريركيًا عامًا على مصر والسودان (1903). ساهم في بناء وتجديد كنائس عديدة (القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، هليوبوليس)، وإنشاء المدارس والجمعيات الخيرية، إضافةً إلى تأسيس النادي الكاثوليكي للشبيبة السورية (1917). 📜 أدوار إدارية وروحية عقب وفاة البطريرك جحا عام 1916 تولى سلطات واسعة في مصر بسبب انقطاعها عن دمشق، فطوّر النظام الداخلي للطائفة وأشرك العلمانيين في المسؤوليات. شارك في المجمع الطائفي العام بعين تراز (1909) وزار حلب، كما ساهم في لجنة إعانة منكوبي الحرب السوريين والفلسطينيين (1918). 📌 تعيينه مطرانًا على حلب سنة 1919 عُيّن المطران مكاريوس سابا مطرانًا على أبرشية حلب خلفًا لديمتريوس قاضي، وكُلّف أيضًا برعاية الطائفة في الإسكندرونة وطرسوس ومرسين وأنطاكية. ✨ أبرز مآثره الأسقفية في العبادة: عُرف بتقواه ومشاركته في المؤتمرات القربانية وزياراته لرومة ولورد وليزيو، كما جلب تجهيزات كنسية من فيينا. المقبرة الجديدة: استملك أراضي الشيخ مقصود، وخصص للطائفة مقبرة منظّمة مع كنيسة (1927–1935). الكنائس والمدارس: بنى كنيسة ومدرسة القديس ديمتريوس بالجابرية (1932)، وكنيسة الملاك ميخائيل بالعزيزية (1935)، ورمّم الدار الأسقفية وبنى مدخل الكاتدرائية الجديد (1934). الخدمات الاجتماعية: أسس ميتم الروم الكاثوليك (1919) مع مطبعة ومشغل للأيتام، أعاد تفعيل الجمعية الخيرية، ورعى جمعية عاملات الشفقة. الشباب: أنشأ نادي الشبيبة الكاثوليكية (1929) كصرح ثقافي واجتماعي. المدارس: طور التعليم الطائفي، أسس مدرسة الاتحاد الكاثوليكي (1927)، وسلم إدارة المدرسة الأسقفية لاحقًا للآباء البولسيين ثم للرهبانية الباسيلية. الوحدة والتعاون: عزز التضامن بين الطوائف الكاثوليكية، أسس مجلسًا أسقفيًا عامًا بحلب، ساهم في توحيد الجمعيات الخيرية وإنشاء مستوصف عام (1938)، ومجلس استشاري للطوائف الكاثوليكية (1943). ⚰️ وفاته أُصيب المطران مكاريوس سابا بالتهاب كلوي، وأُجريت له عمليتان جراحيتان في فيينا عامي 1921 و1929. عانى في سنواته الأخيرة من ضعف صحته ومن آلام الانتقادات والتمرد على السلطة الكنسية في حلب. وبعد أن فشلت محاولاته للاستشفاء في لبنان وفلسطين، توفي صباح الأربعاء 28 تموز 1943. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس قاضي | الولادة: 1861 الوفاة: 1925 👶 النشأة والتعليم وُلد يوسف بن نقولا قاضي في دمشق في 18 كانون الثاني 1861 بعد استشهاد والده في أحداث 1860. ربّته والدته سوسنّة غنّاجة ثم عمّه جرجي قاضي. تلقى علومه الأولى عند الآباء اللعازريين، ثم تابع دراسته في مدرسة عين تراز الإكليريكية، ومعاهد سان سلبيس في فرنسا (إيسي وباريس)، حيث درس الفلسفة واللاهوت (1883-1888)، بعد أن أتقن العلوم الأدبية واللغوية لدى الآباء اليسوعيين. ✝️ الرسامة والخدمة التعليمية رُسم شماسًا إنجيليًا على يد الكاردينال ريشار في باريس، ثم كاهنًا عام 1888 بوضع يد البطريرك بطرس الجريجيري. عُيّن مديرًا للمدرسة البطريركية في دمشق (1889-1892) ثم في بيروت (1892-1895)، حيث أحيا التعليم وأسس نهوضًا في المدارس الليلية. ⛪ المهام الكنسية شغل منصب النائب البطريركي في القدس (1895-1898)، ثم في باريس (1898-1903). شارك خلال إقامته هناك في اللجنة المكلّفة بالإعداد لمجمع ملكي عام، وأسهم في صياغة مشروعه بالعربية والفرنسية، مدافعًا عن استقلالية الكنيسة الملكية في مواجهة محاولات الهيمنة. 📜 المجمع الملكي 1909 عند انتخاب كيرلس جحا بطريركًا، حاول التهرب من عقد المجمع، لكنه اضطر لاحقًا إلى الدعوة إليه. انعقد في عين تراز بين 30 أيار و8 تموز 1909، ورفعت نصوصه إلى روما حيث بقيت دون تنفيذ، وطُوي الموضوع. 📜 انتخابه أسقفًا على حلب بعد انتقال المطران كيرلس جحا إلى البطريركية سنة 1902، بقي كرسي حلب شاغرًا 16 شهرًا، ثم انتُخب الخوري يوسف قاضي مطرانًا في 27 تشرين الأول 1903 بأغلبية 99 صوتًا من أصل 106. سيّمه البطريرك كيرلس الثامن جحا في الإسكندرية في 29 تشرين الثاني 1903 باسم ديمتريوس، ودخل حلب في كانون الأول رافعًا شعار: الوداعة والقوة. 🐑 الراعي الصالح أحصى المطران الجديد رعيته بدقة، فبلغ عدد الكاثوليك الروم في حلب سنة 1904 نحو عشرة آلاف، ضمن مجتمع متنوع سكانيًا. تميّز بخدمة رعوية نشيطة: سام كهنة، نظّم المدرسة الأسقفية، كتب رسائل دورية رعوية بمناسبة الفصح، أصلح العادات الاجتماعية خاصة في الحداد والزواج، وقلّص الأعياد والأصوام لتخفيف الأعباء. 🏫 النهضة التعليمية والرعوية طوّر مدرسة القديس نقولاوس الكبرى حتى بلغ طلابها 176 سنة 1906، إلى جانب مدارس للصبيان (321 طالبًا) والبنات (80 طالبة). أنشأ مدارس ليلية للتعليم المسيحي، واهتم بتربية الأحداث. كما قام برحلات إلى روما وفرنسا لخدمة أبرشيته. ✨ شخصيته كان سخي النكتة، سريع الخاطر، عميق الروحانية، ومرنًا في التأقلم بين أجواء باريس وحلب. جمع بين الصرامة الرعوية والانفتاح، فنال محبة الحلبّيين وإعجاب زواره من الداخل والخارج. ⚔️ في خضّمّ الحرب العالمّيّة الأولى في خضمّ الحرب العالمية الأولى أظهر المطران ديمتريوس قاضي حكمة وشجاعة استثنائية. فقد تجنّب أي صدام مع الأتراك، محافظًا على الصمت السياسي، لكنه فتح قلبه وبيته وصندوقه للمنفيين والبؤساء، يساعدهم بسخاء، ويستشفع لهم لدى جمال باشا والسلطات، حتى إنه أعطى أحيانًا كل ما يملك. احتضن الكهنة والأرمن الهاربين من الملاحقة، وفرّ لهم الحماية والكسوة. كما دعم جمعية الرحمة، رغم التضييق، وواجه استيلاء الأتراك على الكنائس بتحويل قاعة المطرانية إلى معبد يضج بالمصلّين. وبعد وفاة البطريرك كيرلس جحا عام 1916، عُيّن المطران قاضي نائبًا رسوليًا وقائمقامًا بطريركيًا، فانتقل إلى دمشق. عاش أربع سنوات من القلق الدائم، تحت رقابة جمال باشا وضغوط الحكومة العثمانية التي حاولت فرض انتخاب بطريرك جديد. غير أن سقوط الحكم العثماني ودخول الحلفاء دمشق أزال المخاوف، فاجتمع الأساقفة في دير المخلّص عام 1919 وانتخبوه بطريركًا باسم ديمتريوس، محافظًا على شعاره: الوداعة والقوة. ⛪ بطريرك الطائفة (١٩١٩- ١٩٢٥) بقي البطريرك ديمتريوس قاضي على رأس الطائفة بين عامي 1919 و1925، وركّز جهوده أولًا على إعادة تنظيم الأبرشيات بتنصيب أساقفة جدد بعد الفراغ الذي خلّفته الحرب العالمية الأولى. كما أسس سنة 1921 فرعًا شرقيًا لراهبات المحبة (بزنسون)، حافظ على الطقس الشرقي وخضع لإشراف البطريرك، فأنشأن مدارس في القاهرة والإسكندرية ودمشق. وفي 1924 شكّل لجنة لإعداد نظام عام للطائفة، وسعى إلى تثبيت عقارات الوقف بأسماء معنوية كنسية بدل الأفراد، مع إعفائها من رسوم الانتقال. لكن اندلاع الثورة السورية أرهقه نفسيًا، فأدركته الوفاة فجأة في دمشق صباح الأحد 25 تشرين الأول 1925. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس الثالث لحام | الولادة: 1933 الوفاة: – غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك سوري (مواليد 15 ديسمبر 1933 -) هو بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ومقرها سوريا،( بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم. هذا اللقب يشمل كليكيّة وسوريا ولبنان والجزيرة العربيّة والخليج العربي وما بين النهرين وليبيا والحبشة ومصر والأردن وفلسطين وكل المشرق العربي، وهو الرئيس الأعلى على كافة أبناء كنيسة الروم الكاثوليك الملكيين في المشرق وأوروبا وأفريقيا وآسيا والأمريكيتين وأستراليا). انتخب في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 2000م لمنصب البطريرك في دمشق خلفاً للبطريرك مكسيموس الخامس حكيم، الذي تنازل عن منصب البطريرك عن عمر ناهز 92 عاماً بسبب مشاكل صحية والذي توفي بعد ثمانية أشهر من تنازله عن البطركية. استقال في 6 مايو 2017 وخلفه يوسف الأول عبسي. 📜 حياته نشأته وتربيته الرهبانيّة: – ولد في داريا الشام سنة 1933، وهي حسب التقليد القديم مكان اهتداء القديس بولس الرسول وظهور السيد المسيح له. – دخل دير المخلص العامر (صيدا – لبنان) عام 1943، حيث تلقى دروسه الابتدائية الثانوية والفلسفية واللاهوتية. أبرز نذوره الرهبانية الأولى في 15 آب 1949 والمؤبّدة في 20 كانون الثاني 1952. – ارسل عام 1956 إلى روما لمتابعة دروسه الجامعية. وحاز على شهادة ليسانس في اللاهوت وليسانس في اللاهوت الشرقي ودكتوراه في العلوم الكنسيّة الشرقيّة من المعهد الحبري للدراسات الشرقيّة عام 1961. – سيم كاهنًا في غروتا فراتا (قرب روما) عام 1959. – في خريف عام 1974، عيّنه غبطة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم مدبراً بطريركيًا ثم نائبًا بطريركيًا أصيلاً في بطريركيّة الروم الكاثوليك بالقدس، في ظروف عسيرة جدًا، على اثر اعتقال سيادة المطران هيلاريون كابوتشي ، من قبل السلطات الإسرائيلية. – عام 1981 انتخب مطرانًا في سينودس 9 ايلول 1981. ورسم مطرانًا في 27/11/1981. – انتخبه السينودس المقدّس بطريركًا في 29 تشرين الأول 2000، بعد استقالة المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم لأسباب صحيّة. واختار اسم غريغوريوس أي الساهر. إضافة إلى اللغة العربية يتقن اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية واليونانية والإسبانية ويلمّ بالعبريّة. شعاره: «اسهروا وسيروا في المحبة». 🏥 إنجازاته الثقافية أسّس مجلة الوحدة في الإيمان عام 1962. أسّس المكتبة الشرقية في القدس. أسّس الندوة المقدسية في القدس عام 1980. أسّس مع جامعيين ومسيحيين وشيوخ مسلمين مركز اللقاء للتراث المسيحي الإسلامي في الأرض المقدسة. أسّس مركز لقاء لحوار الحضارات (2010) في الربوة في لبنان. ⛩️ إنجازاته في البناء والعمارة أسّس دار العناية في لبنان (الصالحية شرق صيدا) عام 1966 ةتشمل ميتمًا ومدرسة مهنية مع المطران سليم غزال وجورج كويتر. بناء 150 وحدة سكنية للشباب في فلسطين. إعادة بناء مقر بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في عين تراز – قضاء عاليه بعد هدمه خلال الحرب اللبنانية الأليمة. إنشاء مستشفى في خبب (حوران – سوريا) وآخر في الكشكول – دمشق، وما زال على العضم وهو مبرة من المرحوم السيد توفيق صعيبة. 📖 مؤلفاته للبطريرك لحام مؤلفات عديدة، تتوزع على الشكل التالي: كتب وكراريس باللغات العربية والأجنية عدد 48. رسائل بطريركية بالعربية والإنكليزية عدد 52. مجلة الوحدة في الإيمان عام 1962. مقالات وكتب باللغة الأجنبية عدد 21. تأسيس مركز الأبحاث الملكية عام 1992 وقد أصدر المركز 5 كتب على نفقته. 📚 الكتب الطقسية لكنيسة الروم الكاثوليك جُددت كلها وظهرت في 6 مجلدات وحوالي 50 نشرة وكرّاس وكتب مع العلامات الموسيقية. وتجدر الإشارة إلى أن مجموع صفحات الكتب الطقسية والكراريس التي طُبعت يصل إلى 23000 صفحة. 🎓 النشاط الثقافي مئات المحاضرات في القدس وفي أوروبا. مدرّس ومحاضر في جامعة بيت لحم ومعهد الآباء الساليزيان في بيت لحم. مدرّس في جامعة الروح القدس – الكسليك (لبنان). مدرّس في إكليريكية دير المخلص الكبرى والصغرى. أسّس عام 1982 مركز لقاء للتراث. تأسيس معهد المخلص الكهنوتي في الأرض المقدسة عام 1991. أسّس عدّة مدارس: 4 في فلسطين، 1 في سوريا، 1 في لبنان. إنشاء 6 مستوصفات في فلسطين (القدس – بيت ساحور – نابلس). إنشاء 6 كنائس: 2 في فلسطين، 1 في لبنان، 3 في سوريا. إقامة مؤتمرات ومشاركة في مؤتمرات محلية في الشرق والعالم وإلقاء محاضرات فيها (30 مؤتمرًا). 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| كيرلس جحا | الولادة: 1840 الوفاة: 1916 🏛️ النشأة والخلفية وُلد كيرلّس جحا باسم سمعان بن حنّا جحا وكاترين بيطار في حلب بتاريخ 16/28 تشرين الأول 1840. تعلّم في صباه العربية والفرنسية والتركية، ودرس العلوم الفلسفية واللاهوتية على يد المطران أثناسيوس توتونجي، مطران طرابلس المتقاعد، الذي فتح في بيته مدرسة شبه إكليريكية لتعليم الشباب، وخصوصًا المرشحين للكهنوت. لاحقًا أسند إليه المطران ديمتريوس أنطاكي بعض شؤون الطائفة الزمنية، ورسمه شمّاسًا إنجيليًا في 2 شباط 1861، وغيّر اسمه من سمعان إلى بطرس. ✝️ الكهنوت والخدمة المبكرة شارك بطرس جحا في أعمال ترميم الكنيسة الكاتدرائية التي دمرها الثوار في “قومة البلد” سنة 1850. رافق المطران بولس حاتم في مجمع الطائفة في 29 أيلول 1864، وكان كاتم أسراره ووكيلاً عن المطران توتونجي. في 30 نيسان 1865، رُقّي إلى درجة الكهنوت المقدس وتولّى التواصل مع الدوائر الحكومية، موثقًا علاقاته مع والي حلب كامل باشا. وفي 10 أيار 1874 رسمه المطران بولس حاتم “خوريا” وصرّفه على إحدى رعايا حلب. 🕊️ نائبا بطريركًا وأسقفًا بعد وفاة المطران بولس حاتم في 10 شباط 1885، عيّن الخوري بطرس جحا نائبا بطريركيا، ثم انتُخب مطرانًا على حلب في 25 آذار 1885 بإجماع الأصوات تقريبًا، وتمت رسامته الأسقفية في 3 أيار 1885 بدير القديس جاورجيوس بالشير، حيث تغيّر اسمه إلى كيرّلس. وقد أُحاط الاحتفال برعاية الباشا والموسيقى الرسمية، وشهد مراسم استقبال رسمية ومبهجة عند دخوله حلب في 22 حزيران 1885. 🏫 المدرسة الأسقفية لاحظ المطران كيرلّس جحا حاجة أبناء الطائفة إلى مدارس، فطور ووسع المدارس الابتدائية القائمة، لتصبح خمس مدارس في مختلف أحياء حلب، وافتتح مدرسة أسقفية كبرى باسم “مدرسة القديس نقولاوس الأسقفية بحلب” في آذار 1886، بفضل تبرعات آل الحمصي، وتجهيزات بلغت حوالي أربعة آلاف جنيه مصري. نظم المناولة الأولى والاحتفالات السنوية للطلاب، وكان متفانيًا في رعاية المدرسة، ويقوم شخصيًا بتوزيع الأوسمة على المتفوقين. 🎼 اهتمامه بالتعليم والموسيقى خلال زيارته فرنسا في أواخر 1886، اشترى آلات موسيقية مدرسية ووسائل تعليمية للمدرسة. في سنة 1895 بلغ عدد التلاميذ 144، مع 9 معلمين، منهم الأخوة الماريانيت الذين ساهموا في تطوير التعليم الفرنسي والديني، قبل أن يعودوا إلى فرنسا بعد عدة سنوات. ومن تلاميذهم المتميزين: جوستان شعراوي، جوردان عبجي، المطران إيزيدورس فتّال، والخوري بطرس سابا. 🏛️ المآثر الدبلوماسية والأسقفية في أواخر 1886، رافق المطران كيرّلس جحا البطريرك غريغوريوس يوسف إلى روما لتقديم التهاني للبابا لاون الثالث عشر بمناسبة اليوبيل الأسقفي الفضي، حاملًا هدية فاخرة باسم أبرشية حلب. بعد ذلك، زار فرنسا حيث استقبله رئيس الجمهورية ومُنح وسام “جوقة الشرف”، وأُقرت إعانة سنوية لمصلحة المدرسة الأسقفية الكبرى بحلب، كما اشترى مطبعة حديثة أرسلها إلى حلب. لاحقًا زار الأستانة، حيث حصل على وسام عثماني من الطبقة الثانية بعد مقابلة السلطان، وعاد إلى حلب في 1887 مع البطريرك، مُستقبَلاً بحرارة من أبناء الطائفة. 🕊️ الراعي الوقور تميّز المطران جحا بولائه للكرسي الروماني وحبه لرعيته، وكان يصدر سنويًا رسائل رعوية ابتداءً من 1885، يدعو فيها لتربية الأولاد وتعليمهم في المدارس المسيحية. كما حفظت سجلات المطرانية قصائد تهنئة له من قساوسة وشعراء محليين، تؤكد مكانته الراقية واحترامه لدى الطائفة. 🎗️ الجمعية الخيرية أسس سنة 1899 الجمعية الخيرية لطائفته بحلب، أولاً باسم “لجنة الرحمة”، وجعل القديس يوحنا الرحيم شفيعًا لها. وضعت الجمعية قانونًا مختصرًا ونظمت جمع التبرعات السنوي، حيث بلغ المجموع في البداية خمس ليرات عثمانية ونصف ذهب، لتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين. ✝️ نحو المنصب البطريركي بعد وفاة البطريرك غريغوريوس يوسف في 1897، عيّن المطران جحا قائمقامًا بطريركيًا في 27 تموز 1898، وصادقته الحكومة العثمانية. دعا إلى مجمع انعقد في دير المخّلص بصربا بين 10 و24 شباط 1898، انتُخب فيه بطرس الرابع جريجيري بطريركًا. ثم سافر إلى القدس ورومة لتقارير الطائفة، وعاد إلى حلب حتى أواخر 1901. في مارس 1902 بقي في دير المخّلص بصربا، وزار بطريركه العليل حتى وفاته في 24 نيسان 1902 في بيروت، حيث ألقى الصلاة على جنازته. 🏛️ تولي البطريركية عند وفاة البطريرك غريغوريوس يوسف، عيّنت رومة المطران كيرّلس جحا مدبّرًا رسولياً للكرسي البطريركي، وأثبتت الدولة العثمانية تعيينه فورًا. دعا جحا الأساقفة إلى عقد سينودس انتخابي في عين تراز في 26 حزيران 1902، وانتُخب بطريركًا في 27 حزيران باسم كيرّلس الثامن، وحصل على تثبيت البابا والوسام المجيدي من الدرجة الأولى. منذ بداية ولايته، تميز بحب الشورى والعمل الجماعي، وحصل على الاعتراف المدني الفريد من نوعه من الباب العالي كرئيس لملة الروم الكاثوليك. 🕊️ الإصلاحات الروحية والإدارية أصدر البطريرك جحا تعليماته لعقد المجمع الملي الذي كان مؤجلًا من عهد سلفه، وعين لجنة لصياغة قانون كامل للطائفة. في شباط 1908 رأس قداسًا احتفاليًا في روما بحضور البابا بيوس العاشر بمناسبة مرور 1500 سنة على وفاة القديس يوحنا الذهب. ⚔️ التحديات السياسية في 1911 نزح إلى مصر، وبقي هناك أثناء الحرب العالمية الأولى. بعد خلع الخديوي عباس، شارك في حفل المبايعة للسلطان الجديد، ممّا أغضب الدولة العثمانية وأدت إلى خلع سلطته المدنية. تمّ تعيين مطارنة الطائفة قائمقَمين بطريركيين مؤقتين، بينما احتفظ الأرشمندريت ديمتري سكّريه بالسلطة الروحية. ✝️ وفاته وخلافة الطائفة توفي البطريرك كيرّلس جحا في الإسكندرية في 9 كانون الثاني 1916، وأُعلن الخبر للأساقفة لاحقًا. بعد سلسلة من الإجراءات والموافقات البابوية، اجتمع الأساقفة في 29 آذار 1919 في دير المخّلص بصربا وانتخبوا المطران ديمتريوس قاضي مطرانًا على حلب، متوحّدًا بالسلطة الروحية والزمنية. 🕊️ الإكليروس الحلبّي في عهده خلال فترة رئاسته للأبرشية، ضمّ الإكليروس الرعوي عددًا من الكهنة المميزين، مع تغييرات لاحقة نتيجة التعيينات والنقل، لضمان إدارة فعالة للطائفة وتربية رجال الدين الجدد، بما في ذلك إدخال الخريجين الجدد من الإكليريكية. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| بولس حاتم | الولادة: 1811 الوفاة: 1885 🏛️ النشأة والخلفية وُلد بولس حاتم باسم بطرس بن نعمة الله بن بطرس حاتم، لأمّه سوسان بنت يوسف شبارخ، في حلب بتاريخ 15/27 كانون الثاني 1811. بعد إنهائه التعليم الابتدائي، تعلّم اللغة السريانية وشارك في ترتيل الفروض الكنسية مع الإكليروس الماروني. لاحظ المطران بولس أروتين موهبته، لكنه لم يسمح له بالالتحاق بالإكليروس الماروني، فتواصل في تحصيل معارفه، بما في ذلك مبادئ اللغة اللاتينية على يد الخوري جبرائيل جّوّان الملكّي. 🎓 التعليم والخدمة المبكرة في سنة 1828 استدعاه المطران أغناطيوس عجوري لإرساله إلى روما، لكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، فدرس في المدرسة الإكليريكية الأرمنية بدير بزمار مبادئ الفلسفة واللاهوت واللغة الإيطالية. لاحقًا، خدم في أبرشية زحلة ككاتم سر المطران أغناطيوس، وتولى الإشراف على الأخويات ومراكز التعليم المسيحي، ووسّع نطاق عملها في قرى البقاع. رُقّي إلى درجة الشماس الإنجليزي عام 1830، ومنحه المطران سلطة قيادة الرسالة العامة في المنطقة. ✝️ الكهنوت والدور الرعوي عاد إلى حلب عام 1833 مع المطران غريغوريوس شاهيات، وألقى أولى مواعظه في الكنيسة الكاتدرائية حول ثبات الكنيسة الكاثوليكية وعناية الله بها. في 26 أيار 1835، رُقّي إلى الكهنوت المقدس وأصبح كاتم أسراره، وأخذ يناهض بدعة “العابدات”، مدافعًا عن التقاليد والطقوس الصحيحة. ⚔️ مناهضة بدعة “العابدات” كان بولس حاتم داعمًا للمطران ديمتريوس أنطاكي في محاربة أخوّيّة “العابدات”، ورفض أن يصبح نائبًا عامًا لتجنب الادعاءات بأن الأبرشية تحت سلطة أسقفين. نشر سنة 1839 كتابه “دحض الأضاليل الباطشتاوية”, حيث فضح بدعة العابدات المستوردة من تعاليم هندية، وأوضح الحرم الاحتفالي الذي أقيم في 3 آب 1847 بحضور كبار المطارنة. كوفئ لاحقًا من المطران ديمتريوس بالصليب، ليصبح أول “أرشمندريت” في تاريخ الطائفة الملكية الكاثوليكية. 🌍 بعثة رومية ودراسة اللغات في 8 آب 1850 أُرسل إلى روما بمهمة رسمية من البطريرك مكسيموس مظلوم، وأقام هناك نحو سنتين، درس خلالها اللغة الفرنسية ودرس بعمق اللاتينية. بعد إتمام مهمته، جال في مدن إيطاليا وفرنسا، قبل العودة إلى حلب. 🕊️ دور الوحدة والإصلاح عاد إلى حلب ليُساهم في استتباب السلم بين أفراد الطائفة وإزالة الفوضى، مستعيدًا وحدة الجماعة وطاعة رئيسهم الشرعي في أواخر 1852. في سنة 1860، ابتُلي بحمى شديدة دامت أربعين يومًا، معبرًا عن صبره وإيمانه خلال محنته. 🏛️ انتخابه أسقفًا لحلب بعد وفاة المطران ديمتريوس أنطاكي في 9 تموز 1863، وجّه البطريرك إكليمنضوس بحوث بتاريخ 10 آب 1863 منشورًا إلى أبرشية حلب، يأمر فيه باجتماع اللجنة الانتخابية لاختيار خلف للمطران المتوفى، برئاسة الخوري يوسف حاتم، وبمشاركة كهنة الأبرشية وعشرين من أرخندس الطائفة. في 21 آب اجتمع الكهنة للانتخاب، وعددهم أحد عشر كاهنًا، وصوّتوا لصالح الخوري بولس حاتم سبع مرات من أصل أحد عشر صوتًا، فوّقّع الحاضرون وثيقة الانتخاب وأرسلوا نسخة إلى البطريرك إكليمنضوس، الذي صدّق على الانتخاب بتاريخ 31 آب 1863 واستدعى بولس حاتم للرسامة الأسقفية. ✝️ رسامته الأسقفية ودّع الأسقف المنتخب أبناء الطائفة في 13 أيلول 1863، ثم توجه إلى الإسكندرية، وركب البحر إلى بيروت ووصلها في 19 أيلول. في 27 أيلول 1863 رّقّاه البطريرك إكليمنضوس بحوث إلى الدرجة الأسقفية، بمشاركة مطارنة بيروت وعكا، وأبقى له اسمه بولس، في كاتدرائية بيروت. 🕊️ عودته إلى حلب واستقبال الطائفة بعد ثلاثة أيام، أي في 30 أيلول 1863، غادر بيروت وعاد إلى حلب، ودخلها في 5 تشرين الأول، حيث نظّمت الطائفة له استقبالًا حافلًا. وقد بعث له الشاعر الرومي الملكي فرنسيس فتح الله مراش من باريس قصيدة بعنوان “ثمرة البشرى ومرآة الذكرى”, يثني فيها على توليه رعاية الطائفة ويشير إلى فرح الجماعة بانتصاره الأسقفي. 🏛️ النشاط الطائفي بعد توليه السدّة الأسقفية في 18 أيلول 1864، حضر المطران بولس حاتم المجمع الطائفي في دير مار يوحّنّا الشوير ببيروت، حيث استقال البطريرك إكليمنضوس بحوث (24 أيلول)، وانتُخب البطريرك غريغوريوس يوسف (29 أيلول). خلال المجمع، أقام بولس قدّاسًا احتفاليًا وخطب في صفات البطريرك الجديد، موقعًا باسم “بولس متروبوليت سلوقية وحلب”, ما دل على تغير أسبقية الرسامة الأسقفية بين الأساقفة. ✝️ زياراته ورعايته للأبرشية في 17 أيار 1867، سافر إلى رومة بدعوة من البابا بيوس التاسع للاشتراك في احتفال تثبيت بعض القديسين، وعاد إلى حلب في 6 آب 1867. وفي سنة 1869، أضاف بفضل جهوده مدينة قورش الأثرية (قرب آّلز) إلى أبرشية حلب، معتمدة رسميًا من البطريرك غريغوريوس يوسف. 🕊️ الاشتراك في المجمع الفاتيكانّي الأوّل استعد المطران بولس حاتم للمشاركة في المجمع الفاتيكانّي الأوّل، فغادر حلب في أيلول 1869، وشارك مع ثمانية أساقفة آخرين في الاجتماعات التمهيدية في دمشق، ثم انتقلوا إلى إيطاليا، ووصلوا رومة في تشرين الثاني. اجتمع المجمع لأول مرة في 8 كانون الأول 1869، وشارك بولس حاتم في الجلسات الأساسية حتى نيسان 1870، قبل أن يعود إلى الشرق ويصل حلب في أيار 1870. موقفه في المجمع كان متوافقًا مع البطريرك غريغوريوس يوسف، معارضًا بعض المعارضة ليس في عصمة البابا نفسها، بل لمناسبة توقيت إعلانها احترامًا للكنائس الأرثوذكسية. 🏛️ الاعتراف الرسمي لمقام حلب في أوائل 1865، اعترف والي حلب ثريا باشا لطائفة الروم الكاثوليك بتقدّمها على باقي الطوائف المسيحية في المدينة، ووجه البطريرك غريغوريوس يوسف رسالة شكر له، مؤكدًا دور المطران بولس حاتم في تأكيد هذه المكانة وتنظيم شؤون الطائفة بحكمة وحسن إدارة. 🎼 اهتمامه بالتراتيل والطقوس الكنسية كان المطران بولس مولعًا بالموسيقى الكنسية، فألف جوقة بيزنطية أدارها جرجس فتح الله اليان، وألف كتابًا موسيقيًا باسم “آتاب اقتطاف لوازم البصلتيكا”, ضم مجموعة من التراتيل البيزنطية مضبوطة بعلامات الموسيقى اليونانية، بعضها مبتكر محليًا، بما فيها أول أنشودة عربية مسجلة بعلامات موسيقية يونانية “صلاة للعذراء مريم”. كما أنشأ فرقة موسيقية وعازفين، وأصدر “بوليخرونيون” لمطران حلب، متضمنًا ألقابه الثلاثة: حلب وسلوقية وقورش. 📚 مؤلفاته “دحض الأضاليل الباطشتاويّة الآتية عن ضلالات تعاليم هندية” (1839): يتناول تفنيد أضاليل أخوّيّة عابدات قلب يسوع في حلب. توجد نسخة في مكتبة مطرانية حلب والمكتبة المارونية هناك. الخطب: جمع نحو ثلاثة آلاف خطبة، بعضهم جمعت في مجلدين، لكنها لم تُنشر. 🌟 خصاله المطران بولس حاتم اتسمت مآثره وخصاله بالورع والاجتهاد في خدمة الطائفة. كان واعظًا بليغًا، يلقن العظة يوم الأحد والأعياد بعد القداس الكبير، ومسائيًا في الكنيسة الكاتدرائية وكنيسة القديس جاورجيوس، مخصّصًا اهتمامًا خاصًا لأعضاء أخوّيّة القربان، مستهلًا عظاته في السنوات الأخيرة بآية من نشيد الأناشيد. اهتم بتثقيف المرشحين للكهنوت في دار المطرانية بشدة، وأنشأ مكتبة معتبرة، متقنًا عدة لغات منها العربية واليونانية واللاتينية والإيطالية والفرنسية. كما أسس مدرسة لتعليم البصلتيكا، نظم الحفلات الموسيقية الأسبوعية، ومواظبًا على تلاوة الفرض الإلهي يوميًا. اتصف بالزهد في لباسه، محافظًا على بساطة ملبسه رغم إلحاح الوجهاء عليه، وغيورًا على مصالح المسيحيين والفقراء، إذ رفض تسليم سجلات الأبناء للحكومة لأغراض التجنيد العسكري، قائلاً: “أنا المطران وأنا الشعب”. كما حرص على المحافظة على مركزه، محافظًا على البروتوكول الكنسي حتى مع والي حلب، مؤكدًا على احترام الطائفة ومكانتها في المدينة. ⚰️ مرضه الأخير ووفاته عانى المطران بولس حاتم في سنواته الأخيرة من مرض طويل الأمد عُرف باسم “مرض الملوك”، استمر نحو عشر سنوات، وخلالها عانى بصمت، حتى ألزمه ألم شديد على الفراش لمدة نحو ثلاثة عشر شهرًا نتيجة قرحة في ظهره. انتقل إلى جوار ربه في 10 شباط 1885، وأقيمت جنازته في اليوم التالي، ودُفن إلى يسار الهيكل الكبير في الكنيسة الكاتدرائية. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. … | آباء وقديسون | |
| روبرت ساتون | الولادة: – الوفاة: 1588 📖 السيرة الطوباوي روبرت ساتون من بورتون أون ترينت، إنجلترا (متميز عن شهيد إنجليزي آخر بنفس الاسم من كيغورث)، كان وزيرًا أنجليكانيًا قبل أن يتحول إلى الإيمان الكاثوليكي بفضل أخيه الأصغر ويليام. بعد ذلك، درس روبرت الكهنوت في دوآي بفرنسا مع أخيه الآخر إبراهيم. رُسما معًا واحتفلا بأول قداس لهما في نفس اليوم، ثم عادا إلى إنجلترا معًا. أما الأخ الثالث، ويليام، فقد انضم إلى رهبنة اليسوعيين. خدم الأب روبرت ساتون في ستافوردشاير من عام 1578 حتى اعتقاله في 1585. بعد نفيه من البلاد، عاد سرًا. وعندما أُوقف للمرة الثانية، حكم عليه بالإعدام بسبب كهنوته، وتنفيذ الحكم عليه تم بشنقه، وسحبه، وقطعه إربًا، وذلك سنة 1588 م. أنقذ أخوه، الأب إبراهيم ساتون، جزءًا من جثة روبرت، بما في ذلك إبهام محفوظ اليوم كريليك في كلية ستونيهيرست. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بول نافارو | الولادة: – الوفاة: 1622 📖 السيرة الطوباوي بول نافارو شهيد من اليابان. من مواليد لاينو، كاسانو، إيطاليا، تلقى بول تعليمًا ممتازًا قبل أن ينضم إلى رهبنة اليسوعيين عام 1587. أُرسل إلى الهند حيث تمت رسامته كاهنًا، ثم انتقل إلى اليابان حيث ساهم في بناء الجماعة الكاثوليكية المتنامية بسرعة، وشغل منصب الرئيس الأعلى. اعتقلته السلطات اليابانية وأُحرق حيًا في شيبارا مع اثنين من اليسوعيين ومساعد وذلك سنة 1622 م. وكان الطوباوي بول شينسوكي معلمه في التعليم المسيحي. يُعيّد له في 1 نوفمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمتريوس أنطاكي | الولادة: 1818 الوفاة: 1863 🏛️ النشأة والخلفية وُلد ميخائيل بن حنّا أنطاكي في حلب، وكان من كهنة أبرشية المدينة. في ربيع عام 1818 نُفي مع عدد من كهنة حلب إلى لبنان بأمر المطران الأرثوذكسي اليوناني جراسيموس التركماني، وبقي هناك حتى أوائل عام 1825. وفي 19 أيلول 1830 شارك مع كهنة وأعيان حلب في المطالبة برفع يد المطران أغناطيوس عجوري عن إدارة أبرشية حلب. ⚖️ شغور الكرسي وحاجة الأبرشية بعد وفاة المطران غريغوريوس شاهيات في 21 آب 1843، احتفظ البطريرك مكسيموس مظلوم مباشرة بإدارة الأبرشية، وظهرت الحاجة إلى انتخاب أسقف أصيل بسبب خلاف حول إقامة القداس في أيام الصوم الأربعيني بين الكهنة والحظر البطريركي. ✝️ انتخابه أسقفًا لحلب أعلن البطريرك مكسيموس مظلوم في 4 نيسان 1844 عن إجراء انتخاب أسقف، وأُجريت الانتخابات برئاسة بطريرك السريان بطرس جَروِه يوم 7 أيار 1844، لكنها لم تُسفر عن نتيجة حاسمة. وبعد عدة جولات واستشارات، اختاره البطريرك رسميًا في 12 تموز 1844. ونال السيامة الأسقفية في 17 أيلول 1844 على يد المطران مكاريوس سمان، متخذًا اسم ديمتريوس، وأضيفت إليه مدينة سلوقية، فيما أقرّت شرعية رسامته لاحقًا من الكرسي الرسولّي في 20 كانون الثاني 1845 بعد طعون حزب العابدات. 🏛️ نشاطه الإداري شكّل المطران ديمتريوس في 16 نيسان 1846 مجلسًا استشاريًا من سبعة علمانيين من وجهاء الطائفة لمساعدته في شؤون الأبرشية، وشارك لاحقًا في المجامع الكنسية مثل مجمع أورشليم 1849 ومجمع دير المخّلص 20 آذار 1856، موقِّعًا باسم “متروبوليت حلب وسلوقية”. 🚫 القضاء على أخوّيّة “العابدات” ركّز المطران ديمتريوس على القضاء على أخويّة “العابدات”، التي كانت مستمرة سرًا في ممارساتها الباطلة، وأرسل قبل نيله الرسامة رسالة إلى البطريرك مكسيموس مظلوم بتاريخ 30 تموز 1844 معلنًا عزمه تنفيذ أوامر الكرسي الرسولّي بشأن هذه البدعة. اعتمد في مهمته على مساعده البارز الخوري بولس حاتم وأخيه يوسف، لتقصّي أسرار العابدات وجمع الأدلة واستدراج العضوات للاعتراف بتجاوزات الأخوّيّة، وأجبر الكهنة الداعمون للأخويّة على تقديم اعتراف رسمي بخطئهم، وصادرت السلطة الكنسية أوراق الأخويّة. وفي 3 آب 1847 أعلن في الكنيسة الكاتدرائية الحرم الكبير على بدعة العابدات. ورغم مواجهة مقاومة شديدة وحملات افتراء وتشويه شخصي، نجح المطران في تنفيذ الإجراءات، ومنع لاحقًا البدع البروتستانتية في 21 آانون 1850، لتعزيز سلطة الكهنة واستقلال الطائفة. 👑 زيارة البطريرك مكسيموس مظلوم لحلب 1849 بعد مجمع أورشليم 1849 شجّع المطران ديمتريوس البطريرك مكسيموس مظلوم على زيارة حلب لتأكيد مكانة الأبرشية. غادر البطريرك القدس في 22 حزيران 1849 برفقة المطران ومطارنة آخرين، واستُقبل استقبالًا شعبيًا ورسميًا في الإسكندرونة وحلب بتاريخ 6 آب 1849، حيث شهدت المدينة احتفالات واسعة بحضور القناصل ووجهاء الطائفة. وعزّزت هذه الزيارة العلاقات الطائفية مع السلطات المحليّة، كما شكّلت فترة راحة للبطريرك بعد جهاداته الطويلة. 🔥 أحداث “قومة البلد” 1850 دخل البطريرك حلب في 6 آب 1849 ضمن احتفالات مهيبة، ما أثار حقد بعض الفئات المحلية وأسهم لاحقًا في اندلاع أحداث “قومة البلد” سنة 1850. بدأت أعمال الشغب في ليلة 16 تشرين الأول بعد محاولات الجيش النظامي السيطرة على المشاغبين. قاد الثوار عمليات نهب وحرق المنازل والكنائس المسيحية، واستهدفوا بيوت المطرانيات وممتلكات البطريرك ومطارنة آخرين، مع قتل عدد من المسيحيين. اختبأ البطريرك مظلوم أحد عشر يومًا تحت حماية القناصل والتُجّار الأجانب، بينما ساعد بعض المسلمين المحليين المسيحيين. بعد وصول الباشا محمد باشا قبرصلي في 22 تشرين الأول، تمّ قمع الثوار وأعدم بعضهم ونُفي آخرون. بدأت بعدها عملية تعويض المسيحيين بمبالغ وصلت من البابا والكنائس الأوروبية، رغم مقاومة بعض وجهاء المدينة. 💰 التعويضات بعد “قومة البلد” في أواخر عام 1852 تراجع الأرمن والموارنة والسريان عن مطالبتهم بالتعويضات بسبب تهديدات الثوار، بينما ظلّ الروم الكاثوليك مصرّين عليها. منحت السلطات العثمانية مبالغ رمزية لإصلاح الكنائس، مثل الكاتدرائية وكنيسة القديس جاورجيوس، مع نقش يذكر إعادة البناء بأمر السلطان عبد المجيد خان سنة 1852. رغم هذه التعويضات الجزئية، بقي المسيحيون يأملون بالحصول على كامل حقوقهم حتى سنة 1870. ⚔️ صراعات المطران ديمتريوس بعد غياب البطريرك بعد مغادرة البطريرك، واجه المطران ديمتريوس مقاومة داخل الإكليروس والشعب، وصدرت ضدّه شكاوى تطالب بعزله. اضطر لمغادرة حلب مؤقتًا بين 1854-1856 بناءً على نصائح القاصد الرسولي، ثم عاد إليها بعد وفاة البطريرك مظلوم وانتخاب إكليمنضوس بحوث. خلال هذه الفترة، منع خصومه الشعب من الصلاة معه في الكنيستين الرئيسيتين، فأجرى القداسات في معبد المطرانية. 🎓 إصلاحات وتعليم افتتحت الطائفة الروم الكاثوليك سنة 1854 مدارس للصبيان والبنات، بما فيها مدرسة مهنية للبنات لتعليم القراءة والخياطة، وكانت من أولى المدارس المماثلة في الشرق العربي. وفي سنة 1857 اعتمدت الطائفة الحساب الغربي لتحديد عيد الفصح، رغم مقاومة بعض مطارنة الطائفة، إلا أن أغلب الطائفة في حلب دعم القرار. 📊 إحصاءات الطائفة بلغ عدد الروم الكاثوليك في حلب سنة 1850 نحو 6,704 نسمة، بينما بلغ مجموع الكاثوليك بحسب تقرير 1856 حوالي 16,200 شخص مقابل 2,300 أرثوذكس، مع تفاصيل عن الأرمن والموارنة والسريان. ⚰️ الوفاة توفي المطران ديمتريوس أنطاكي في 9 تموز 1863، ودفن بجانب المائدة الكبرى الشمالية بحضور رؤساء الطوائف الكاثوليكية والمرسلين، وخلال شُغور الكرسّي أقام الخوري يوسف حاتم نائبًا بطريركيًا، منهية بذلك رحلة المطران الطويلة من جهاد دؤوب ضد بدعة “العابدات” ومقاومة خصومه في الطائفة. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس شاهيات | الولادة: – الوفاة: 1843 غريغوريوس شاهيات (١ كانون الثاني ١٨٣٣ – ٢١ آب ١٨٤٣) 🏛️ نشأته ورهبانيّته هو القّسّ بطرس شاهيات، من إكليروس أبرشّيّة حلب، وُلِد في أسرة كهنوتية، وانضمّ إلى الرهبانيّة الشويرّيّة. رافق في رهبانيّته أخاه الخوري باسيليوس شاهيات، الذي كان مزمعًا أن يُنتخب رئيسًا عامًا للرهبانيّة في المجمع التاسع والثلاثين سنة، ثم أصبح مطرانًا على زحلة والفرزل. ✝️ خدمته في مصر وترشيحه للأسقفية مارس القّسّ بطرس شاهيات الخدمة الكهنوتية في مصر، ونال تقدير الجميع، ورشّحه البابا لاون الثاني عشر ليكون أسقفًا على بيروت، إلا أنّ المطران أغابيوس الرياشّي شغل المنصب بدلًا عنه. 🏗️ انتخابه مطرانًا على حلب وسيامته الأسقفية في أوائل سنة ١٨٣١، وبعد تنحية المطران أغناطيوس عجورّيّ من منصب المدبّر الرسولّي لأبرشّيّة حلب، دعا القاصد الرسولّي يوحّنّا لوسانا إلى انتخاب أسقف أصيل. انقسم الإكليروس والشعب بين مؤيد لبقاء عجورّيّ ومعارض له، ورفعت القضية إلى البابا غريغوريوس السادس عشر، الذي دعا البطريرك أغناطيوس قطّان لاختيار أسقف أصيل. ✨ الانتخاب والرسم الأسقفي اختار الإكليروس والشعب حلاً بانتخاب كاهن من الرهبان الشويرّيّين، فجرى الاجتماع في “محلّ أخويّة سيّدة البشارة” برئاسة القاصد الرسولّي، وأُجريت الصلاة والقرعة، فانتُخب القّسّ بطرس شاهيات مطرانًا على أبرشّيّة حلب بالاتفاق بين الجميع، وصُدّق على الانتخاب بتوقيع خمسة عشر كاهنًا وبتوقيعات نحو ألفي من أبناء الطائفة. 📜 الرسامة الأسقفية ارتسم غريغوريوس شاهيات من قبل البطريرك أغناطيوس قطّان في ١ كانون الثاني ١٨٣٣ في دير مار ميخائيل بالزوق، وأخذ اسم غريغوريوس نظرًا لاعتبارات البراءة الشاهانّية قبل الرسامة لتفادي أي التباس. ⚔️ خلافاته مع الإكليروس والعابدات الخلافات الأساسية: رسم كهنة جدد بحسب رؤيته دون موافقة الإكليروس، ما أثار احتجاج الكهنة. دفاعه عن جمعيّة العابدات ضد أوامر البطريرك، ورفض نشر المنشور البطريركي الذي حرّم الجمعية. أرسل شاهيات شكاوى إلى رومة ليحمي نفسه من تدخل البطريرك، وادعى أنه مضطهد من قبل السلطة البطريركية المحلية. تدخل القاصد الرسولّي يوسف أنجلو دي فايزو في ٢٩ أيار ١٨٣٨، فأجاز حل جمعيّة العابدات وأيد موقف المطران شاهيات تجاه البطريرك، ممهدًا للمصالحة. 🤝 المصالحة والاستقرار في ٢٦ تشرين الأول ١٨٣٨، أطاع الكهنة المطران، وتراجع عن العقوبات الكنسية التي فرضها، وتمّت المصالحة مع الكهنة. استمرّت الألفة بين المطران وكهنته حتى وفاته، وتراجع البطريرك مكسيموس عن التدخل المباشر في شؤون حلب إلا لتوطيد السلام. تدريجيًا انهارت “أخوّيّة العابدات”، وانسحبت العضوات واعترفن بأخطائهن خلال الفترة ١٨٣٧–١٨٤٠. 🕊️ بدعة العابدات ظهرت في حلب جماعة سرية تسمّى “أخوّيّة عابدات قلب يسوع”، تتبع تعاليم راهبة مارونية (مرغريتا باطشتا) مستمدة من مرشّد غربي، نيكولا أوديس. ادّعت هذه الجماعة حصولها على وحي مباشر، واعتمدت على إيحاءات داخلية تجاه عبادتها، متجاوزة سلطات الكنيسة، ورفضت الصلاة الطقسية والاعتراف مع الكهنة، واحتقرت الزواج والعمل اليدوي. اعتبرت نفسها مختارة للقداسة والعصمة، وانفصلت عن القانون والسلطات الكنسية. فضح أمرها الخوري بولس حاتم بالتعاون مع البطريرك مكسيموس مظلوم، وتم القضاء على هذه الجماعة نهائيًا. ⛪ بناء الكنائس في حلب بعد وصوله حلب في ٣١ آذار ١٨٣٣، بدأ المطران غريغوريوس شاهيات بناء: الكنيسة الكاتدرائية في حي الصليبة، بمشروع طويل دام من ١٨٣٤ حتى ١٨٤٣. شملت القلاّية المؤقتة للصلاة، المحراب، القبة، وتهيئة الهيكل الكبير. افتُتحت للصلاة في ١٩ آذار ١٨٤٢، وأقيمت فيها أولى الرسامات في العنصرة سنة ١٨٤٣. كنيسة القديس جاورجيوس في حي الشرعاسوس الشعبي، بدأت بين ١٨٣٣–١٨٣٥، وافتُتحت للعبادة سنة ١٨٣٥، ثم توسعت لاحقًا. 📜 الشمامسة والكهنة المرتسمون عن يده رسم غريغوريوس شاهيات عددًا من الشمامسة والكهنة بين ١٨٣٨–١٨٤٣، ومنهم: باسيليوس جحه، ديمتري شاهيات، فيلبس شاهيات، أنطون عبداﷲ فرخ، الياس جحه، أندراوس اليان، أثناسيوس تادفيه، برتلماوس قسّ حنانيا، رزق اﷲ لطّوف شوحه. ⚰️ وفاته توفي المطران غريغوريوس شاهيات في ٢١ آب ١٨٤٣ بعد حوالي عشر سنوات من خدمة أبرشية حلب. دفن في الكاتدرائية بجانب الهيكل الملوكي الأيمن، بحضور رؤساء الطوائف الكاثوليكية وكهنتهم والمرسلين اللاتين، في احتفال كبير. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغناطيوس عجوري | الولادة: 1785 الوفاة: 1834 أغناطيوس عجورّيّ – نائب رسولّيّ (١٨٢٦–١٨٣١) 🏛️ نشأته هو المقدسّي حّنّا أو يوحّنّا عجورّيّ، زعيم المعارضة ضدّ المطران مكسيموس مظلوم وممثّل النزعة “الغربّيّة” في الأبرشّيّة الحلبّيّة. وُلد في حلب حول سنة ١٧٨٥، ولعب دورًا كبيرًا في المنازعات العقائدّيّة التي بَلْبَلَت الطائفة في عهد المطرانين جرمانوس آدم ومكسيموس مظلوم، وكان دائمًا إلى جانب المرسلين والغُلاة من الكاثوليك “الغربّيّين”. ✝️ رسامته ودراسته سُمّي كاهنًا في تاريخ لم يُثبَت تحديده، ولم يُثبَت أيضًا أنّه درس العلوم الدينيّة في معهد انتشار الإيمان برومة كما ادّعى البعض. 🏗️ مسيرته البطريركية عُيّن معاوِنًا ومستشارًا للطريرك موسى قطّان منذ ١٨١٦، فَرُسِم كاهنًا ثم أسقفًا على ديار بكر، ونُقِل لاحقًا إلى كرسّيّ زحلة. بصفته مطرانًا لزحلة، بُلِّغ بتعيينه مدبّرًا لأبرشّيّة حلب بعد وفاة المطران باسيليوس عرقتنجّي في ٢٩ أيار ١٨٢٣. ✨ تعيينه مدبًّرًا رسولياً لأبرشّيّة حلب صدر للبابا لاون الثاني عشر براءة رسمية لتعيينه في ٩ حزيران سنة ١٨٢٦. وقد وثّق كهنة حلب، في ٢٢ تموز ١٨٢٥، بعض الضوابط الاجتماعية والأعراف المتعلقة بالأعراس، وأُثبِتت بتوقيعه في ١ آذار سنة ١٨٢٦. 📜 منشور الزواج وإدارة الأبرشّيّة عن بُعد في ٥ أيار ١٨٢٦ أصدر منشورًا للزواج منح فيه الكهنة سلطة التفسيح من القرابة الدمويّة، وأُثبت توقيعه: “أغناطيوس عجورّيّ مطران الفرزل والبقاع ونائب أبرشّيّة حلب”. وقد أدار الأبرشّيّة من زحلة، تمامًا كما فعل سلفه المطران باسيليوس عرقتنجّيّ. 📜 أهم حوادث نيابته ودور الطائفة الرومانية في ٢١ كانون الثاني ١٨٢٧، كتب إكليروس الروم الكاثوليك بحلب إلى مجمع انتشار الإيمان برومة بشأن اضطهاد الكاثوليك والصعوبات للتقديس في البيوت، مستندين إلى مساهمتهم في استرجاع كنيسة السريان سنة ١٧٧١ ومساعدتهم بعد زلزال ١٨٢٢، بينما خشيت الطائفة السريانية من المخاطر المحتملة. 📩 منشورات المطران وتنظيم الغفران أصدر منشورات رعويّة بين ١٨٢٧ و١٨٢٩ لتوزيع أموال التركات، وتعيين الكنائس المخصّصة للنساء والرجال، ولتنظيم ربح الغفران اليوبليّ لمدة خمسة عشر يومًا تشمل كنائس السيّدة للسريان، مار الياس للموارنة، والرهبان الفرنسيسكان. ⚖️ الخلاف مع إكليروس حلب نشأ خلاف بينه وبين كهنة حلب بسبب رسامة كهنة جدد وإرسالهم دون موافقة الإكليروس الأقدم، مستندين إلى العرف بعدم زيادة عدد الكهنة لتجنّب نقصان مدخول الكهنة القدامى. 📝 احتجاجات الكهنة والعريضة المعارضة في ١٩ أيلول ١٨٣٠ استغاث بعض كهنة حلب بالبطريرك والقاصد الرسولّي، مطالبين رفع نيابته، فيما وقعت فئة أخرى، بقيادة الخوري جرجس طحّان، عريضة مؤيدة للمطران في ٢٧ تشرين الثاني ١٨٣٠، ووقعها ٤٠٦ أشخاص، داعين لإبقائه نائبًا على حلب. ✍️ دفاعه عن نفسه وعزل النيابة دافع المطران عن نفسه مؤكدًا أنّ رسامة الكهنة تمت بالعلم والموافقة السابقة لإكليروس حلب، وأن إرسالهم كان لخدمة الفقراء والصنّاع. وأخيرًا، تنّحى عن نيابة أبرشّيّة حلب أواسط ١٨٣١، وظل الكرسّيّ شاغرًا حتى رسامة المطران غريغوريوس شاهيات في ١ كانون الثاني ١٨٣٣. ✨ المساواة والحرّيّة الدينيّة وعهد إبراهيم باشا دخل إبراهيم باشا حلب في ١٧ تموز ١٨٣١، وأتاح للمسيحيّين أول مرة منذ زمن طويل شيئًا من المساواة والحرّيّة الدينيّة، مع منع التعسّف على الرعايا وبناء مستشفى عسكري، وترقية النصارى والدروز عند استحقاقهم. 🕊️ وفاته تُوفي المطران أغناطيوس عجورّيّ يوم ٤ آب ١٨٣٤ في مدينة زحلة، بعد أن تنّحى سنة ١٨٣١ عن نيابة أبرشّيّة حلب، وترك وصّيّة مؤرّخة في شباط ١٨٣٤ محفوظة في مطرانيّة زحلة. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غريغوار حداد | الولادة: 1924 الوفاة: 2015 📜 حياتُه نخلة أمين حدّاد ويُعرَف باسم المطران غريغوار حدّاد (1924 – 23 كانون الأوّل 2015)، سُمّي بمطران الفقرآء والمطران الأحمر. وُلِد عام 1924 في لبنان (جبل لبنان – سوق الغرب) من أبٍ إنجيليٍّ مسيحيّ هو أمين نخلة حدّاد، وأمّ هي ماتيلد نوفل من طائفة الرّوم الكاثوليك. 📖 دراسته: 1934-1936: دروس ابتدائيّة في «مدرسة سوق الغرب العالية». 1936-1937: شهادة السِّرتيفيكا في «مدرسة النّهضة» – بمكين قرب سوق الغرب التّابعة لدير الشّير (الرّهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة للرّوم الكاثوليك). 1937-1943: دروس تكميليّة وثانويّة في الإكليريكيّة الشّرقيّة التي كانت تابعة للآباء اليسوعيّين في بيروت – شهادة البكالوريا، القسم الثّاني. 1943-1949: دروس الفلسفة واللاهوت في الإكليريكيّة ذاتها. آذار 1949: سيامة كهنوتيّة في دير الشّير بوضع يد المطران فِلبُس نَبعة، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما. 🏥 مناصبه: 1949-1951: أمين سرّ المطران فِلبُس في مطرانيّة بيروت للرّوم الكاثوليك – طريق الشّام. 1951-1965: النّائب الأسقفيّ العام لأبرشيّة بيروت للرّوم الكاثوليك. 1952-1957: مرشد عام لحركة الشّابّات المسيحيّات المستقلّات. 1965-1967: أسقف معاون للمطران فِلبُس نَبعة – اشتراك في آخر دورة من المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، حتّى وفاة المطران نَبعة (11 أيلول 1967). 1967-1968: المدير البطريركيّ على أبرشيّة بيروت. 1968-1975: انتُخِبَ السّينودس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الرّوم الملكيّين الكاثوليك – اتّخاذ قرارات عديدة لتطبيق المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، لا سيّما بإشراك العلمانيّين. 1978: طُلِبَ منه أن يكون مطرانًا بديلًا عن المطران إلياس زغبي في بعلبك، مدّة ستّة أشهر. 1986-1987: طُلِبَ من السّينودس أن يكون سنةً وثلاثة أشهر مهمّة مطرانٍ مدبِّر بطريركيّ لأبرشيّة صور بعد وفاة مطرانها. 1992-1997: اعتكاف في ديرٍ للمتوحّدين في فاريا، ثمّ اللقلوق – العاقورة. 1998-2002: اعتكاف في بطريركيّة الرّوم الكاثوليك – الرّبوة. 🌿 الحركات التي أسّسها مجلة آفاق 1974-1975: أسّس مجلّة آفاق مع المفكّر بولس الخوري والدكتور جيروم شاهين والدكتور ميشال السّبع، ونُشِرَت فيها مقالات لاهوتيّة وروحيّة. آب 1975: نشأت أزمة بينه وبين البطريرك والسّينودس بسبب مقالات آفاق. واحتُكِمَ السّينودس الفاتيكانيّ قرارَ نقله من أبرشيّة بيروت إلى أبرشيّة «أضنا» الفخريّة، وجاء التّقرير ببراءته من كلّ انحراف لاهوتيّ، وترك قرار إبقائه في الأبرشيّة إلى السّينودس. ✍️ وثيقة من أجل ممارسة الفقر وقّع، مع عددٍ من المطارنة، الوثيقة التي صدرت في الدّورة الأخيرة للمجمع الفاتيكانيّ الثّاني المُنعقِد في روما عام 1965، والتي تعهّدوا بموجبها بممارسة الفقر في حياتهم الشّخصيّة. 📚 كتبُه العَلمانيّة الشّاملة علم العَروض تحرير المسيح والإنسان المسيحيّة والمرأة تأمّلات روحيّة البابا ولبنان القواعد العربيّة Liberer le Christ et L’Homme Meditations Spirituelles أغاني الأولاد والأحداث موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب بشارة أبو مراد | الولادة: 1853 الوفاة: 1930 📜 نشأته هو سليم جبّور أبو مراد، أبصر النور في زحلة، عروس البقاع، سنة 1853، في بيت قديم من حارة مار إلياس المخلّصيّة، التي تسمّت باسم الآباء المخلّصيّين الذين تعاقبوا على خدمتها وما زالوا. أبوه جبّور أبو مراد، مزارع مكتفٍ، وأمّه أليصابات القشّ، سيّدة فاضلة وتقيّة، سعت إلى أن تُغرس في نفوس أبنائها بذور التقوى والفضيلة منذ نعومة أظافرهم. عن هذه المرحلة من حياة الفتى سليم، كتب الأب قسطنطين باشا، وهو مؤرّخ الرهبانيّة المخلّصيّة وكنيسة الروم الكاثوليك وكاتب سيرة الأب بشارة: “كان عمرُه حينئذٍ سبعَ سنوات، قضاها في البيت عند والدتِه حتّى شَبِعَ من حليبِ تقواها. وقد عَلَّمتْه الصلاةَ في البيت معها، وعوَّدتْه حضورَ الصلواتِ الطقسيّة في الكنيسة، إذ كانت تَصحبُه معها إليها حتّى إنّه كان (حسبَ روايةِ صهرِه ورفيقِه يوسف عبدالله) إذا حَلَّ وقتُ اللعب للأولاد، يُخاتِلُ رفاقَه في المدرسة ويدخلُ إلى الكنيسةِ ليُصلّيَ فيها، ولا يَدَع أحدًا يدري به، إلاّ إذا دخلَ أحدُهم إليها اتّفاقًا أو ليفتّشَ عنه، فيخرجُ منها إلى البيت أو إلى المدرسة” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ). 🙏 طريق الرهبنة شبّ سليم على الخصال الحميدة، وظهر فيه ميل قويّ إلى الصلاة والاختلاء والتضحية وروح الإماتة، ما زاده رغبةً في التكرّس الكامل للربّ في الحياة الرهبانيّة. ورأى في آباء دير المخلّص المثال الحيّ للفضيلة، فعزم على أن يدخل الدير ما أن ينال رضى والدَيه. كتب الأب باشا عن هذه المرحلة: “وشَرَعَ يُخاطبُ والدتَه بصراحة وشَجاعة طالبًا رضاها عليه ليترهَّبَ، وخاطَب والدَه بهذا الشأن. ولكنَّه لم يَفُزْ منهما بِطائل (…). وفي الوقت نفسه لم يَكُن يُهملُ التوسّلَ إلى والدتِه لتُساعدَه على نَيل رِضى والدِه ليأذنَ له بالسفرِ إلى ديرِ المخلِّص. ولَبِثَ مدّةً طويلةً في البيت على هذه الحال لا يُكلِّمُ أحدًا، حتّى كان يَظهرُ لأهلِه كأنَّه ضائعُ العقلِ لا هَمَّ له إلاّ دير المُخلِّص والرهبنة، كما روتْ لنا ذلك أختُه سعدى. فَرَقَّ له قلبُ والدتِه لِتقوَاها وإخلاصِ حبِّها له، وخاطَبتْ والدَه بشأنه لِيدعَه يَذهبُ إلى الدير. وأقنعَتْه بما أَلقاهُ اللهُ على قلبها ولِسانها بأنَّ الرهبانيّةَ دعوةٌ مِنَ الله، وحرامٌ عَلينا أن نمنعَ ولدَنا عن طاعتِه تعالى إنْ كانَ يَدعُوه إليها…” ⛪ إلى دير المخلّص وصل سليم إلى دير المخلّص في جون الشوف، مساء 7 أيلول 1874، وكان له من العمر 21 سنة، فلبس ثوب الابتداء على الحال في 19 أيلول من السنة نفسها، ودُعي باسم بشارة. بعد سنتَين، بُرِزَت نذوره الرهبانيّة الثلاثة، الفقر والعفّة والطاعة، في 4 تشرين الثاني سنة 1876. فكان له هذا اليوم فيضًا للفرح الداخليّ، إذ فيه تحقّقت أمانيه بأن يكون وقفًا للربّ ومكرَّسًا بكليّته لخدمته. 📚 الدراسة والتنشئة بعد النذور، أتت مرحلة الدراسة في المدرسة المخلّصيّة، قرب دير المخلّص. فتعلّم على آباء مشهود لهم بالتقوى والفضيلة، ودرس الفلسفة واللاّهوت واللغتَين العربيّة والفرنسيّة. على أبواب الكهنوت، لاقى رؤساؤه صعوبةً في إقناعه بأن يرتسم شمّاسًا ثمّ كاهنًا، لأنه كان يعتبر نفسه دون كرامة الكهنوت العظيمة: “وإذا ألحَّ عليه بعضُ الرؤساءِ بهذا الأمرِ، كان جوابُه في الغالِبِ السكوتَ أو كان يقولُ لهم: أنا ما جِئتُ إلى الرهبانيّةِ إلاّ لأُخلّصَ نفسي لا لكي أرتسِم” (الأب قسطنطين باشا). بعد محاولات عدّة، إقنعوه بالكهنوت، ليمكنه تقديم الذبيحة من أجل راحة نفس أخويه يوسف ومراد. ارتُسِم شمّاسًا في 26 كانون الأوّل 1883، واتّخذ شعارًا لكهنوته آية من النبي حزقيال: “إنّي أقمتك رقيبًا لهذا الشعب، فكلّ نفس تهلك بسببك، فمن يدك أطلبها” (حز 3:17). ⛰️ دير القمر وخدمة الرعايا أوّل عملٍ عُهد إليه القيام به هو رعاية الإكليريكيّين في مدرسة دير المخلّص. ظلّ ثماني سنوات يعمل على تقديس نفسه وتهذيب التلاميذ المؤتمن على تربيتهم ورعايتهم. في 8 تشرين الثاني 1891، صدر أمر انتقال الأب بشارة إلى دير القمر، فعمل معلّمًا، ثم كاهنًا للقرى وودايا الدير، وخدم مناطق واسعة امتدّت من المختارة حتى الدامور ساحلًا. تميزت خدمته الطويلة بوفائه لشعار كهنوته بخلاص النفوس والسهر على تقريبها إلى الله، وبعنايته بالفقراء ومساعدتهم، وكانت ساعات اعترافه وكرسيه مفتوحة باستمرار لكل المؤمنين، من الرجال والنساء والأطفال. 🏥 المرض والعناية مع تقدم العمر، بدأت صحته تتراجع، وعيناه تنطفئان، والنوبات القلبية تداهمه. في 4 كانون الأوّل 1922، نُقل إلى صيدا لتخفيف تعب السفر والعناية بصحته. 🕊️ العودة إلى دير المخلّص واستراحة المحارب في 26 شباط 1923، نُقِل نهائيًا إلى دير المخلّص، حيث أقام في غرفة قرب الكنيسة، ساهرًا على زيت القنديل أمام القربان المقدّس، ليكون قنديلاً حيًا لكل الزائرين والمؤمنين. في 22 شباط 1930، تُوُفّي الأب بشارة، فطارت روحه إلى السماء نقيّةً بارّة، ودُفِن في مدفن خاص في حائط كنيسة دير المخلّص الجنوبيّ، ووُرِي جسده الطاهر، وثُبّتت بلاطة كتب عليها: “هنا يرقد على رجاء القيامة الأخيرة خادم الله الأب بشارة أبو مراد المخلّصي (1853-1930)، مثال الحياة الرهبانيّة العالية والكمال الكهنوتيّ السامي”. منذ ذلك الحين، صار ضريحه محجّة للمؤمنين، وسُجّلت فيه أشفية عديدة، وجُمِعَت الشهادات لرفع دعوى قدّاسه إلى مجمع القدّيسين في روما، ليُعلَن مكرّمًا، طوباويًّا، وقدّيسًا. 🎬 “سراج الوادي” فيلم عن حياة الأب بشارة فيلم من إنتاج الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، يروي سيرة الأب بشارة منذ طفولته في زحلة، ورفض أبيه دخوله الدير، وتوسطت والدته لصالحه، إلى سنين خدمته الطويلة، ووفاته في 22 شباط 1930. التصوير بدأ كانون الثاني 2008، في دير المخلّص، ودير السيّدة، ودير القمر، (كنيسة سيدّة الفقيرة، كنيسة وأنطش مار الياس، وأزقّة البلدة)، قرية كفربعال قرب عنّايا – قضاء جبيل. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران أفتيميوس الصيفي | الولادة: 1643 الوفاة: 1723 المطران أفتيميوس الصيفي مؤسّس الرهبانيّة المخلّصيّة 🕊 النشأة والمسيرة الكهنوتية هو ميخائيل بن موسى الصيفي وكاترينا الدبّاس. وُلد في دمشق نحو عام 1643، لعائلة تعود جذورها إلى بعلبك. تلقى تعليمه في الدار البطريركية بدمشق، وتعمق في العلوم اللاهوتية والطقسية واللغة اليونانية. أصبح معروفًا بلقب “قفّة العلم” لشدة اطلاعه. كما أتقن الطب العربي، وكان له دور بارز في الدائرة البطريركية. أتقن الطبّ العربيّ، وعندما انتخب أسقفًا على أبرشيّة صيدا، سعى إلى فتح مستشفى في المدينة كي تهتمّ بالحجّاج الوافدين إلى الشرق وتعتني بالفقراء. رسمه المطران ناوفيطوس الصاقزي شمّاسًا إنجيليًّا سنة 1666، ثمّ كاهنًا نحو سنة 1668، فأخذ يعمل في الدائرة البطريركيّة. ولشهرة فضيلته وعلمه، طالب به أعيان مدينة صيدا أسقفًا عليهم، خلفًا للمطران إرميا، في عام 1682، انتخب أسقفًا على أبرشية صيدا، حيث عمل على تعزيز الوجود المسيحي في المنطقة، وأسكن عائلات ملكية من سوريا في صيدا وجوارها. كما سعى لتحقيق وحدة المسيحيين مع الكرسي الرسولي في روما، مما عرضه للاضطهاد والسجن لمدة 90 يومًا في قلعة صيدا. ⛪ المسيرة الكهنوتية رُسِم شمّاسًا إنجيليًا عام 1666، ثم كاهنًا عام 1668. في عام 1682، انتُخب أسقفًا على أبرشية صيدا، حيث اتخذ اسم “أفتيميوس”. خلال فترة خدمته، سعى إلى إنشاء مستشفى في صيدا لخدمة الحجاج والفقراء، غير أنه تعرض للسجن لمدة 90 يومًا في قلعة صيدا بسبب جهوده في تعزيز الوحدة المسيحية مع الكرسي الرسولي. 🏛 تأسيس الرهبانية المخلصية بعد خروجه من السجن، قام بزيارة راعوية في أنحاء أبرشيته، وزار دير المخلص في جون، الذي أسسه لاحقًا، حيث أصبح مركزًا روحيًا وتعليميًا هامًا. توفي في 27 نوفمبر 1723 في دمشق، متأثرًا بالآلام الناتجة عن السلاسل التي كان مقيدًا بها أثناء سجنه. أسّس الرهبانية عام 1683 في دار المطرانية في صيدا. وفي عام 1711، انتقل الرهبان إلى دير المخلص في جون، الذي بناه المطران الصيفي على تلة تحدّها أحراج الصنوبر، في نقطة تُشكّل همزة وصل بين مناطق إقليم الخروب والشوف وجزين والجنوب. وركّزت الرهبانية على التعليم، الرعاية الروحية، والاهتمام بالفقراء. 🕯 إحياء الذكرى في نوفمبر 2023، احتفلت الرهبانية الباسيلية المخلصية بمرور 300 عام على تأسيس دير المخلص في جون، وذلك بحضور بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك يوسف العبسي، ومطارنة وشخصيات دينية وثقافية. تم افتتاح متحف بالمناسبة، وأقيم قداس احتفالي في كنيسة الدير، حيث تم تجديد النذور الرهبانية المقدسة. وتم افتتاح متحف خاص بمقتنيات المطران الصيفي في دير المخلص. 📖 دراسات وكتب دراسة تاريخية: صدر كتاب بعنوان “أفتيموس الصيفي ونشأة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك”، الذي يسلط الضوء على شخصية المطران الصيفي ودوره في نشأة الكنيسة. 📚 مؤلفاته ترك المطران أفتيميوس الصيفي إرثًا علميًا ودينيًا، حيث كتب العديد من المؤلفات التي تسلط الضوء على تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في بلاد الشام، ودور الرهبانية المخلصية في نشر التعليم والثقافة المسيحية. من أهمّ مؤلّفاته، كتاب الدلالة اللاّمعة بين قطبَي الكنيسة الجامعة، وقد طُبع في روما سنة 1710، وأُعيد طبعه في مطبعة الفرنسيسكان في القدس سنة 1863، ومخطوط آخر بعنوان رسالة كشف أستار الشاغفين بالتدليس ورفع الحجاب عن الوامقين شريعة السيّد المسيح. هذا وتُعتبر الرهبانية الباسيلية المخلصية من أبرز الرهبانيات في لبنان، حيث أنجبت تسعة بطاركة وأكثر من 50 أسقفًا، بالإضافة إلى أكثر من ألف راهب وكاهن. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات”المطران أفتيميوس الصيفي ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس الرابع حداد | الولادة: 1859 الوفاة: 1928 غريغوريوس الرّابع حدّاد (1 تمّوز 1859 – 12 كانون الأوّل 1928)، بطرِيَرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس منذ عام 1906 حتّى عام 1928. هو ثاني بطريرك عربيّ يعتلي سدّة الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ بعد تعريبه عام 1899. اشتهر غريغوريوس بموقفه من المجاعة التي ضربت بلاد الشّام خلال الحرب العالميّة الأولى، حين فتح أبواب المقرّ البطريركيّ في دمشق أمام المحتاجين من كلّ الطوائف. ساند غريغوريوس الأمير فيصل بن الحُسين وبايعه مَلِكًا على سوريّا عام 1920، كما أيّد مطلب المؤتمر السّوريّ العام بالاستقلال ورفض الانتداب الفرنسيّ. 📜 نشأتُه وحياتُه وُلد غنطوس ابن جرجس الحدّاد في الأوّل من تمّوز عام 1859 في قرية عَبِيَّه قرب عاليه في متصرّفيّة جبل لبنان في زمن الحكم العثمانيّ. درس غنطوس في المدرسة البروتستانتيّة الأمريكيّة في عَبِيَّه ثمّ انتقل إلى بيروت عام 1872 وانتسب إلى المدرسة الإكليريكيّة التي أسّسها مطران بيروت للرّوم الأرثوذكس غفرائيل شاتيلا، حيث تخرّج منها عام 1875 متقنًا اللغتين العربيّة واليونانيّة، كما كان ملمًّا باللغتين الرّوسيّة والتّركيّة. توجّه غنطوس إلى الحياة الرهبانيّة عام 1877 في دير سيّدة النّوريّة بحامات متّخذًا اسم غريغوريوس، وتمّت سيامته شماسًا عام 1879. خلال وجوده في بيروت أسّس غريغوريوس جريدة الهديّة عام 1883 وعمل رئيسًا لتحريرها حتّى عام 1888. سِيم كاهنًا في عام 1890، وفي العام نفسه انتُدب غريغوريوس ليكون أسقفًا لطرابلس الشّام. شارك غريغوريوس في الجبهة العربيّة الأنطاكيّة التي نجحت عام 1899 في انتخاب وتنصيب بطريرك عربيّ، عوضًا عن يونانيّ، على سدّة الكرسيّ الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ لأوّل مرّة منذ عام 1724. ⛪ غريغوريوس البطريرك عقب وفاة البطريرك ملاتيوس الثّاني الدومانيّ، انتُخب غريغوريوس بطريركًا لأنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس في السّادس من آب عام 1906 وتمّ تنصيبه في الثّالث عشر من الشّهر نفسه في الكاتدرائيّة المريميّة بدمشق. اعترف كلّ من بطريركي القسطنطينيّة والقدس اليونانيّين بشرعيّة غريغوريوس عام 1909، وبذلك انتهت القطيعة بين هاتين الكنيستين والكنيسة الأنطاكيّة والتي أعقبت تعريب الكرسيّ الأنطاكيّ عام 1899. أسّس غريغوريوس العديد من المدارس، أهمّها مدرسة دير البلمند في شمال لبنان، كما أنشأ الكلّيّة الأرثوذكسيّة في حمص عام 1910، وأطلق مجلّة النِّعمة التي أصبحت النشرة الرّسميّة لبطريركيّة أنطاكية. كما تمّ في عهده انتخاب أسقف أرثوذكسيّ لأوّل مرّة في كلّ من ريو دي جانيرو، وهو ميخائيل شحادة عام 1921، ونيويورك، وهو فيكتور يعقوب عام 1923، وذلك لخدمة الجالية الأنطاكيّة في بلاد الاغتراب في الأمريكيتين. في عام 1913 زار غريغوريوس الرّابع سانت بطرسبرغ، عاصمة الإمبراطوريّة الرّوسيّة، بدعوة من القيصر نيقولا الثّاني لحضور احتفالات عائلة رومانوف بالمئويّة الثّالثة لتولّيها حكم روسيا، حيث تمّ تقليده وسام القدّيس ألكسندر نيفسكي من قبل القيصر. عُرِف عن غريغوريوس مساندته سكّان بلاد الشّام خلال المجاعة التي استفحلت في البلاد في سنوات الحرب العالميّة الأولى، حيث فتح باب المقرّ البطريركيّ في الكنيسة المريميّة أمام المحتاجين من كلّ الطوائف. خلال فترة الحرب استدان غريغوريوس أكثر من عشرين ألف ليرة ذهبيّة لمساعدة المتضرّرين من ويلات الحرب ولتأمين ثمن القمح اللازم لإطعام الجائعين. كما أنّه اضطرّ لبيع صليب ذهبيّ كان قد أهداه إيّاه القيصر نيقولا الثّاني خلال زيارته لروسيا لتغطية النفقات. 🤝 البطريرك حدّاد والأمير فيصل أعلن البطريرك غريغوريوس الرّابع تأييده للأمير فيصل بن الحُسين عقب تولّي الأخير زمام الحكم في دمشق مع خروج القوّات العثمانيّة من سوريّا في تشرين الأوّل عام 1918، كما أيّد غريغوريوس مطالب المؤتمر السّوريّ العام الأوّل بوحدة أراضي سوريا، ومن ضِمنها فلسطين، واستقلالها ورفض نظام الانتداب أمام لجنة كينغ كراين التي عيّنها الرّئيس الأمريكيّ وودرو ويلسون للوقوف على آراء أبناء سوريّا وفلسطين في مستقبل بلادهم. وعند انتخاب المؤتمر السّوريّ لفيصل ملكًا على سوريّا في الثّامن من آذار 1920 قام غريغوريوس بمبايعته. في أعقاب هزيمة الجيش العربيّ أمام القوّات الفرنسيّة في معركة ميسلون واضطرار فيصل لمغادرة دمشق قبل دخول الفرنسيّين إليها كان غريغوريوس من بين الذين خرجوا لوداع الملك. شاب التوتّر علاقات غريغوريوس الرّابع مع سلطات الانتداب الفرنسيّ في سوريّا ولبنان بسبب مواقفه المؤيّدة لفيصل والرّافضة للانتداب، وقام الفرنسيّون بالتّضييق عليه والتحريض ضدّه ممّا دفعه للإقامة في لبنان حتّى وافته المنيّة في الثّاني عشر من كانون الأوّل عام 1928. ⚰️ وفاتُه شُيِّع جثمان غريغوريوس الرّابع حدّاد خمسون ألفًا من أهالي دمشق المسلمين والمسيحيّين وأطلقت المدافع مئة طلقة تحيّةً للبطريرك الرّاحل، فيما رافق الموكب الجنائزيّ مئة فارس أرسلهم فيصل، بعد أن أصبح ملكًا على العراق. وُوري غريغوريوس الرّابع الثّرى في المدافن البطريركيّة في الكاتدرائيّة المريميّة بدمشق. ❤️🩹 مواقف «أب الفقراء» غريغوريوس حدّاد في عام 1869، وُلد البطريرك غريغوريوس حدّاد، الذي عرفه التّاريخ بمواقفه الإنسانيّة وأعماله الخيريّة، خاصّةً في أيّام المجاعة التي اجتاحت دمشق خلال الحرب العالميّة الأولى، حين فتح أبواب البطريركيّة في دمشق أمام المحتاجين من كلّ الطوائف. في الحرب العالميّة الأولى عام 1914-1918 وقعت مجاعة «سفر برلك» التي حصلت في لبنان، قام غريغوريوس بفتح البطريركيّة الأرثوذكسيّة في دمشق أبوابها لإطعام الجياع والوافدين من بيروت من دون أيّ تمييز بين دين أو لون أو مذهب. وعندما ارتفع سعر القمح اضطرّ البطريرك إلى رهن أوقاف البطريركيّة والأديرة السّوريّة بأكملها، وباع مقتنيات وأواني الكنائس الذّهبيّة والفضّيّة حتّى يشتري القمح لينقذ الناس من المجاعة، كما باع آثارًا ومقدّسات مسيحيّة حتّى ينقذ أرواح الناس من شبح المجاعة. وكان كلّ من يمرّ على الكنيسة المريميّة يأخذ رغيف خبز كلّ يوم دون سؤاله عن ديانته. وفي أحد الأيّام اشتكى المسؤول عن توزيع الخبز من كثرة عدد المسلمين الذين يحضرون لأخذ الخبز، فرفع البطريرك الرّغيف عاليًا بين يديه وسأل موزّع الخبز: هل كُتِب عليه للمسيحيّين فقط؟ فأجاب: لا. فقال له البطريرك: «عليك توزيع الخبز بمعدّل رغيف يوميّ لكلّ إنسان يريد». وفي يوم من الأيّام حضر فقير يطلب من البطريرك حسنة، فسأله واحد من الإكليريكيّين المرافقين للبطريرك عن ديانته، فثارت حفيظة البطريرك قائلًا: هل تمنع عنه الصّدقة إذا كان من ديانة غير ديانتك؟ ألا يكفيه ذُلًّا أنّه مدّ يده إليك لتذلّه بسؤالك عن عقيدته؟ وعندما تُوفّي البطريرك غريغوريوس حدّاد عام 1928، بكى عليه المسلمون قبل المسيحيّين وكان المسلمون يلقّبونه بـ«أب الفقرآء». وأرسل فيصل ملك العراق 100 فارس من الخيّالة الملكيّة إلى دمشق حتّى يشاركوا في مراسم التّشييع، وأطلقت الحكومة السّوريّة 100 طلقة مدفع. … | آباء وقديسون | |
| القديسة مارينا | الولادة: – الوفاة: – القديسة مارينا (باللغة الإنجليزية: Saint Margaret the Virgin/Saint Marina the Great Martyr – باللغة العبرية: מרגרטה הבתולה – باللغة اليونانية: Ἁγία Μαρίνα) معروفة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنائس الشرق الأرثوذكسية (اليونانية والسريانية والحبشية والهندية) باسم القديسة مارينا التي غلبت الشيطان ومعروفة في الكنائس الغربية (روما والفاتيكان والمارونية) باسم القديسة مارجريت العذراء من انطاكية بيسيدية. 🌱 نشأتها نشأت القديسة مارينا (مارجريت) بمدينة إنطاكية بيسيدية، آسيا الصغري، في وسط آسيا الصغرى بفريجية على حدود بيسيدية (إحدى مدن تركيا الحالية) وهي غير «إنطاكية العظمى» مقر الكرسي الإنطاكي التي تقع على نهر العاصي على مسافة خمسة عشرة ميلًا من البحر الأبيض المتوسط. في بداية عمرها كان دقلديانوس حاكمًا للبلاد وقد عُرِف بشراسته في اضطهاد المسيحيين. وقد أصدر أوامره على كل المملكة أن كل من يسجد لغير أوثانه يُعرَّض نفسه للعقاب الشديد والموت. وخرج المنادون يصرخون: «إن كل من لا يعبد الأوثان ويسجد لها يُطرَح للوحوش الجائعة ويُعذَّب وتُؤخذ رأسه بحد السيف»، ونَظَّم دقلديانوس عبادة الأوثان وأقام لها الهياكل وعَيَّن لها كهنة ورؤساء كهنة. وكان مقر رئيس هؤلاء الكهنة في إنطاكية بيسيدية ويدعى اسمه داسيوس، وهو والد القديسة مارينا. وكان داسيوس بحكم وظيفته مُثابِرًا على عبادة أوثانه، كثير الانشغال بقرابينه وبخوره بإخلاص تام. ولما بلغت مارينا عامها الخامس ماتت والدتها وهي على عبادة الأوثان، فرأى أبوها أن يُسند تربية ابنته إلى مربية تقوم برعايتها أحسن رعاية وأفضل تربية. 🏡 القديسة في بيت مربيتها كانت هذه المربية تقطن بلدة صغيرة مجاورة لمدينة إنطاكية بيسيدية تبعد عنها حوالي خمسة عشر ميلًا. هناك عاشت مارينا مع المربية القديسة بعيدًا عن أوثان أبيها وعن ممارساته. كانت هذه المربية على قدر كبير من الإيمان، والورع ومحبة الملك المسيح، كما كانت مولعة بسير القديسين وتعاليمهم. عاشت هذه الطفلة تتمتع ببركات المربية الفاضلة، لا تسمع إلا الصلوات والابتهالات، ولا ترى إلا الوداعة والإيمان والرجاء. استطاعت مربيتها أن تُلقّنها الإيمان الحقيقي، لا بالكلام فقط بل بالقدوة الصالحة، والمعاملة الرقيقة والعطف الحاني والنبل في الخدمة. شعرت مارينا في هذا البيت بالراحة والفرح الذي أنساها والديها بسبب ما رأته ولمسته من مربيتها المسيحية من رحمة وإنسانية، فأحَبَّت مربيتها حبًا جمًا وتعلقت بها نفسها، وشَبَت على الخلق الكريم من شجاعة وطهارة وصدق مع الناس ومع نفسها. ⏳ حياتها مع المربية عاشت مارينا مع مربيتها عشرة سنوات حتى بلغت الخامسة عشرة. ومات أبوها وهي في هذه السن، ففضَّلت القديسة البقاء في بيت مربيتها. كما كانت مربيتها تعتبر بقاء مارينا معها بعد وفاة والديها من نعم المسيح عليها. ⚔️ جهاد القديسة سمعت مارينا من مربيتها الكثير من سير الشهداء القديسين مثل القديستين يوأنا وادروسيس، عن ثباتهم في الإيمان واستبسالهم أمام الحكام والولاة. سمعت عن الشهداء الأطهار أنهم كانوا يتسابقون للشهادة ولسفك دمائهم من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح. فنهضت تصلي قائلة: «أيها السيد المتحنن؛ أنت تعرف ضعف البشرية. وأنا أسألك أن تقويني لكي أغلب المضادين لك وأقدم لك السبح إلى الأبد. آمين». وفي أحد الأيام قدم الوفارنوس الوالي الجديد لإنطاكية بيسيدية، وكان مكلفًا بالقبض على المسيحيين وتعذيبهم. وفيما كان مع جنوده يفتش عن المسيحيين، إذا بالقديسة مارينا خارجة مع مربيتها فأبصرها وهو جالس في مركبته ورأى جمالها فعزم على أن يتخذها زوجة له مهما كلّفه ذلك. أرسل جنوده للقبض عليها، فلما همّوا بذلك شرعت تصلي قائلة: «ارحمني يا الله مخلصي ولا تهلك نفسي مع الكفار ولا حياتي مع سافكي الدماء ولا تتخلى عني، لئلا يُهلك الآثمة نفسي، ويدنّسوا مسامعي ويغيّروا فهمي، بل أرسل من العلاء وامنحني نعمة لأتقوى بقوتك؛ وأثبت بغير جزع وأجاوب هذا النجس بحسب سؤاله، لأني أنظر نفسي المسكينة كالشاة بين الذئاب الخاطفة، أو كالعصفور بين المقتنصين، وكالسمكة في شباك الصيادين. فتعالَ إلىَّ يا سيدي يسوع المسيح وخلصني من يد هذا الكافر النجس، ولك ينبغي السبح والكرامة إلى الأبد. آمين». ولما فرغت المختارة مارينا من مناجاة الرب يسوع رجع الجنود إلى الوالي قائلين: «لم نتمكن من القبض على هذه الصبية لأنها تدعو باسم المسيح»، فاضطرب الوالي بمجرد سماعه أن الفتاة مسيحية. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). ⚖️ أمام الوالي غَضِبَ الوالي جدًا وحرّكه الشيطان ليُرهب هذه الفتاة الصغيرة بآلات التعذيب والتهديد بالموت. فأمر جنوده أن يُحضَروا (الجارية) أمامه، فلما أحضروها قال لها الوالي: “من أي جنس أنت؟” أجابته: “أنا نصرانية ولست بأمة”. فقال لها: “فمن أية قبيلة أنتِ؟ وما اسمكِ؟” أجابته القديسة مارينا قائلة: “أنا من قبيلة يسوع المسيح واسمي مارينا”. قال لها الوالي: “فأنتِ تدعين باسم يسوع الناصري الجليلي الذي صلبه اليهود؟” أجابت القديسة: “نعم؛ أنا أدعو باسمه وإن كنت لست أهلًا لكي ينعم على نفسي الضعيفة ويخلصني من كفرك ونجاسة قلبك”. عند ذلك أمر الوالي أن يتحفظ عليها حتى لا تدخل المدينة. فلما دخل الوالي إنطاكية ليقدم الذبائح والبخور لآلهته أمر بإحضار القديسة مارينا. ولما مثلت بين يديه قال لها: “اعلمي يا مارينا إني أشفق على شبابك وحسن بهائك، فارجعي واطيعي أوامري واسجدي واذبحي للآلهة فتنالي مني أعظم العطاء، ويكون لك بذلك فضل على غيرك”. فأجابته القديسة المختارة: “إني لا أتزعزع عن عبادة الله الحي؛ وإني أذبح ذبيحة الشكر لله العظيم مخلص الجميع، وإني أتمسك بعبادته وحده إلى الأبد”. حينئذ خاطبها الوالي قائلًا: «بهذا الإصرار يا مارينا ستعرضين نفسكِ للعذاب الشديد، وتُبتر أعضاؤك بالحديد والنار. وستجتازين نيران غضبي، وليس من يخلصك من يدي سوى طاعتك لأوامري، وتخليكِ عن عنادكِ هذا، فتسجدي لآلهتي وتربحين نفسكِ وتحفظين جمالكِ. وإن فعلت هذا أغدق عليك أثمن العطايا وأرفعك إلى أعلى المراتب، فتصيرين لي زوجة وتصبحين من الأميرات». أجابته القديسة قائلة: «أتظن أني أفزع من تهديداتك؟ أنا أؤمن أن إلهي الصالح سوف يقويني ويرسل لي عونًا من قدسه. أنا أعلم أنه ليس لك سلطان إلا على جسدي، أما روحي فليس لك سلطان عليها كما يقول إلهي في إنجيله المقدس. وأما أنا فإني على أتم استعداد لقبول أي عذاب لكي يؤهلني هذا للراحة مع العذارى الحكيمات اللواتي فُزن بالعريس الحقيقي يسوع المسيح، وصرن أهلًا للمضي معه إلى العرس. لأن سيدي يسوع المسيح الذي أعبده بذل نفسه للموت من أجلنا، وأنا لست مستحقة أن أبذل جسدي وأن أحتمل جميع العذابات من أجله». عند ذلك أمر الوالي أن تُرْبَط يداها بالحبال وأن تُقَيَّدَ رجلاها وتُضْرَب بالعصي والسياط. 🔥 مجد الألم / عذاباتها كان نظر القديسة متجهًا إلى السماء وهي تقول: «إليك يا رب رفعت نفسي. إلهي عليك توكلت، فلا تدعني أخزى ولا تشمت بي أعدائي، لأن كل منتظريك لا يخزون؛ ليخز الغادرون بلا سبب. لأنني احتمل هذه العذابات من أجل اعترافي باسمك القدوس. أرسل رحمتك وتحننك لكي يتحول حزني هذا إلى فرح.» وبينما كانت القديسة مارينا ترنم مسبحة، كان الجنود يضربونها ضربًا مبرحًا حتى تمزق جسدها وسال دمها غزيرًا، وعندئذ ظهر لها رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وقال لها: «عظيم إيمانك يا مارينا، تقوِ في الإيمان أكثر، لأن باعترافك الحسن تحيا نفسك وستنالين المعمودية المقدسة». وكان الشعب الواقف ينظر إليها ويبكي، وقال بعضهم: «يا مارينا إن جسدك الجميل المشرق أهلكه هذا الوالي القاسي، وهو مزمع أن يمحو اسمك عن وجه الأرض، فاخضعي لأوامره وآمني بآلهته حتى تخلصي من عذابه.» فأجابت القديسة قائلة: «إن الله قد أعانني وأرسل رئيس الملائكة ميخائيل لي وحمل عني هذه الآلام، وشفى أوجاعي وقواني وكشف عن عيني فرأيت عجائب الرب، فماذا تريدون أنتم يا قليلي الإيمان؟ فإن كان جسدي يهلك، فإن روحي تتجدد، وتكون مع أرواح العذارى الحكيمات. أما أنتم فاسمعوا وآمنوا بالرب فإنه يسمع لكل الطالبين إليه. أما أنا فلا أسجد لآلهة بكماء عمياء مصنوعة بأيدي الناس». ثم نظرت مارينا إلى الوالي وقالت له: «كلما أردت أن تصنع حسب تعاليم أبيك الشيطان فاصنعه بأقصى سرعة، لأن إلهي قد عزّاني وهو لي معين. وإن كان لك سلطان على جسدي فليس لك سلطان على روحي، لأن إلهي وحده له سلطان عليها، وهو يخلصني من يديك، لأن قوة الله بعيدة عنك وستحل بك العقوبة الأبدية». ⛓️ التعذيب والصبر أمر الوالي أن يمشطوها بأمشاطٍ من حديد، فرفعت القديسة المختارة مارينا نظرها إلى السماء وقالت: «لأنه قد أحاطت بي جماعة من الأشرار اكتنفتني وقبضوا عليّ، وأنت يا الله أسرع إلى معونتي من القوم الغرباء ونجِ وحيدتك وخلصني من فم الأسد.» (مز 22: 16)، وعند ذلك أمر الوالي أن تُطرح في السجن. عند دخولها رشمت نفسها بعلامة الصليب قائلة: «أيها القدوس مثبت كل الأمور الصالحة بيديك. ومن خوف مجدك ترتعد كل الخليقة. أنت رجاء التائبين ومحرر المأسورين. أنت أب اليتامى وقاضي الأرامل. انظر إلى ذلي ومسكنتي ونجني ولا تتخلى عني يا إلهي، لأني قد رفعت نفسي إليك يا إلهي، وليس لي رجاء غيرك». وكان ثاؤفيموس كاتب سيرتها يحضر لها الخبز والماء من عند مربيتها من طاقة السجن، وكانت تكتب له كل ما يحدث لها. فبينما كانت تصلي في الليل ظهر لها ميخائيل رئيس الملائكة ورشمها بعلامة الصليب المقدس، فتلاشت من جسدها كل جراحاتها وأوجاعها، وكانت تنظر إلى الضوء المحيط بالسجن وكان أبهى من ضوء الشمس. ثم قال لها رئيس الملائكة: «تقوِ يا عروس المسيح القديسة المختارة مارينا فستنالين ما سألتِ؛ ستقاتلين عدوكِ الشيطان وتنظرينه وجهًا لوجه وتغلبينه، وستنالين المعمودية المقدسة، وسترتفع روحك إلى النعيم الأبدي.» ثم أعطاها ميخائيل السلام وصعد إلى السماء بمجد عظيم. وبقيت القديسة مارينا تصلي إلى الصباح، حين أمر الوالي باستدعائها. لما حضرت ونظر إليها لم يرَ في جسمها شيئًا من أثر الألم فقال لها: «يا مارينا بحق قد ظهر سحرك اليوم!» فقالت له: «لست بساحرة، بل أنا عبدة ليسوع المسيح، والآن لتفضح أنت وأوثانك النجسة». حينئذ أمر الوالي أن تُنشر بمنشار حديد قائلًا: «حتى أبصر إن كان المصلوب يخلصك من يدي»، ثم أمر أن يُقطع لحمها بالسكاكين، وتُطرح في السجن حتى ينتن جسدها ظانًا أنها ماتت. فما أن دخلت السجن حتى أتى إليها رئيس الملائكة ميخائيل وقال لها: «تقوِ لتغلبي أعداءك وتظفري بإكليل الفرح.» ثم رَشَمها بعلامة الصليب المقدس فعُوفيت تمامًا. 🐉 صراعها مع الشيطان بينما هي قائمة تصلي خرج إليها من أحد أركان السجن تنّين عظيم مفزع، فعندما رأته القديسة فزعت وركعت تصلي قائلة: «أيها الإله غير المنظور الذي ربط الشيطان وحلّ من ربطهم الشيطان، محيي الموتى، وكاسر قوة التنّين العظيم، انظر إليّ وارحمني لأغلب هذا الوحش الرديء بقوتك». وتقدم التنّين من القديسة وفتح فاه وابتلعها، وكانت يدا القديسة مرفوعتين بعلامة الصليب وهي في جوف الوحش، فانشق جوفه وخرجت منه القديسة، ولم يمسها أذى، أما التنّين فمات لوقته. ظلت مارينا واقفة تصلي، ثم التفتت إلى ركن السجن الأيسر فرأت الشيطان بشبه إنسان جالسًا على الأرض وقد عقد يديه على ركبتيه. فصلت مارينا قائلة: «يا سيدي يسوع المسيح بدء الحكمة ملك الملوك صخر الدهور، أشكرك يا إلهي صخر الملتجئين إليه، مدبر السائرين، إكليل العذارى، مخلص العالم». فلما صلت أمسكت الشيطان بيدها فقال لها: «يا مارينا اطيعي الوالي فيما يأمرك به». فالتفتت مارينا حولها ووجدت مطرقة فأخذتها وشرعت تدق بها رأس العدو، ثم وضعت قدمها على عنقه، وقالت: «كف عني يا شرير فإن إلهي يخلصني من كل خطية لأني بالحق أعبده». فلما قالت هذا أشرق عليها نور باهر في السجن وظهر لها صليب المسيح وشبه حمامة فوقه، وقالت للقديسة: «أيتها العذراء القديسة مارينا قد أعد لك إكليل النور والفرح وها أبواب الفردوس مفتوحة في انتظارك». عادت وربطت الشيطان بعلامة الصليب و«صلّبت» على الأرض فانشقت وصارت هاوية وانطرح فيها هو يصرخ: «غلبتيني يا مارينا غلبتيني يا مارينا». 💧 عمادها في الغد أمر الوالي بإحضار القديسة وأعاد عليها أوامره بالسجود للأصنام، ولما رفضت أمر جنده أن يجروها ويعلقوها ثم يحرقوها. ففعل الجنود كما أمرهم الوالي، ثم إزاء إصرار القديسة على عدم الإذعان لأوامر الوالي بعبادة أصنامه، أمر الوالي أن تُربَط يدا مارينا ورجلاها وأن توضع في ماءٍ يغلي. فلما فعل الجنود وألقوا القديسة في الماء، نظرت نحو السماء قائلة: «أيها الساكن في السماء أسألك أن تحل ربطي، وأن تجعل لي هذا الماء معمودية؛ وألبسني ثوب الخلاص، وانزع عني الإنسان العتيق، وألبسني الجديد، واجعلني أهلا بهذا العماد لأرث الحياة الأبدية، وثبِّت فيَّ إيماني». عند ذلك حدثت زلزلة عظيمة وانحلت رباطات مارينا، وغطست في الماء ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس وخرجت من الماء وهي تسبح الله. ثم جاء صوت من السماء سمعه كل الحاضرين قائلًا: «أيتها المباركة مارينا ها أنت قد اصطبغت بالمعمودية المقدسة. طوباكِ لأنك استحققت إكليل البتولية». في تلك الساعة آمن كثيرون واعتمدوا في الماء ونالوا إكليل الشهادة. حينئذ أمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعًا بحد السيف. ✝️ الاستشهاد تحقق الوالي أن وجود مارينا يشكل خطرًا على أوثانه وعبادتها، فأمر بقطع رأسها. فأخذها الجندي المكلف بهذا وخرج بها خارج المدينة، وهناك قال لها إنه يؤمن بالمسيح وقال: «إني أنظر يسوع المسيح مع الملائكة». حينئذ قالت له القديسة: «أسألك أن تمهلني قليلًا لكي أصلي»، فأذن لها، فشرعت القديسة المختارة مارينا تصلي. وعند انتهاء صلاتها صارت للوقت زلزلة عظيمة، وإذا بالمخلص مع الملائكة القديسين يوافون القديسة المختارة، فارتعدت مارينا جدًا؛ وطرحت نفسها على الأرض أمام المخلص فقال لها: «لا تخافي يا مارينا، لقد أتيت إليكِ لأكمل لك جميع طلباتك». ومد السيد يده وأقامها وقال لها: «قومي يا مارينا، طوباك لأنك ذكرت في صلاتك جميع الخطاة، وسأعطيكِ كل ما طلبتِ وأكثر مما طلبت». هنا قالت القديسة للسياف: «أيها الأخ افعل ما أُمرت به». فأجابها: «لا أستطيع أن أقتل عبدة المسيح المباركة». فقالت الشهيدة المختارة: «إن أنت لم تتمم ما أُمرت به فليس لك معي نصيب في ملكوت السموات». عند ذلك تقدم السيّاف مرتعبًا وقطع رأس الشهيدة القديسة، وهو يقول: «يا رب لا تقم لي هذه الخطية»، ثم قطع رقبته على اسم إله الشهيدة ووقع عن يمينها. عندئذ تزلزلت الأرض وهرع كثيرون من المرضى وذوي العاهات إلى جسدها يتباركون به ويطلبون شفاعتها، فبرئوا من أمراضهم وعاهاتهم، ورأى كثيرون الملائكة يزفون جسد الشهيدة قائلين: «ليس لك شبيه يا رب». آمن جمع غفير واستشهد أكثرهم حين رأوا مجد شهادة القديسة المختارة مارينا ونالوا أكاليل المجد معها. 📅 تكريساتها تُعَيِّد لها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 23 أبيب، ويوم 23 هاتور تكريس كنيستها بمدينة إنطاكية بيسيدية، بينما تعيد لها الكنائس الغربية يوم 17 يوليو من كل عام. ⛪ القديسة مارينا في الكنيسة الكاثوليكية كما ذكر أعلاه أن القديسة مارينا في الكنيسة الكاثوليكية وتوابعها تعرفها باسم القديسة مارجريت، أو المعروفة أيضًا باسم مارغريت العذراء من أنطاكية بيسديا. يتم الاحتفال بها كقديسة في 20 يوليو في المسيحية الغربية. اشتهرت بكونها وعدت باستحقاق قوي كبير لأولئك الذين كتبوا أو قرأوا سيرة حياتها أو طلبوا شفاعاتها. هذه بلا شك ساعد في انتشار سيرتها في كل أنحاء العالم المسيحي. إلى جانب ذلك، تعد مارغريت واحدة من المساعدين القديسين الأربعة عشر، وهي واحدة من القديسين الذين ادعت جان دارك أنهم ظهروا لها وتحدثت معهم. 📖 السيرة وفقًا لاستشهاد رابانوس ماوروس، وهو راهب دومينكاني ومؤرخ من القرن التاسع الميلادي، والقصة التي ذكرها المؤرخ الذي ذكر سابقًا هي نفس الرواية التي تتبنها الكنائس الشرقية مع تغيير اسم مارينا إلى مارجريت، ويذكر رابانوس في روايته بأن ماجريت ولدت في أنطاكية بيسيديا (التي هي جزء الآن من تركيا الحالية) تقريبًا في عام 304 م، أثناء اضطهاد دقلديانوس. كانت ابنة كاهن وثني يدعى أيديسيوس، وتوفيت أمها بعد ولادتها بفترة قليلة، فربتها امرأة مسيحية على الإيمان المسيحي السليم، وكانت هذه المربية تقطن في قرية تبعد حوالي خمسة أو ستة فراسخ (15 إلى 18 ميلاً / 24 إلى 29 كم) من أنطاكية. بعد أن اعتنقت المسيحية وكرست عذريتها لله، ونتيجة ما حصل تبرأ والد مارغريت منها، وتبنتها مربيّتها، وعاشت في البلاد ترعى الأغنام مع والدتها بالتبني. ⚔️ صراعها مع الحاكم طلب أوليبريوس المعروف أيضًا باسم الأبروتس الوفارنوس، حاكم أبرشية المشرقية الرومانية التي تضم جنوب تركيا الحالية ومنطقة الشام والأردن وسيناء المصرية، الزواج منها عندما كان يقوم بجولته في مدينة أنطاكية بيسيديا، حيث فتن بجمالها، عرض عليها الزواج وطالبها بالارتداد عن المسيحية وعبادة الأوثان الرومانية. لكن مارجريت رفضت عرضه المغري، وعند علم الحاكم رفضها، قبض عليها جنود الحاكم، وتعرضت ماجريت لأبشع أنواع التعذيب، كالجلد بقسوة حتى اهترأ جسمها، العصر بالهنبازين، ورميها في إناء مملوء بالزيت المغلي. ووردت أنباء عن وقوع حوادث معجزات مختلفة لها، حيث مع كل هذا العذاب القاسي كانت تخرج معافاة سليمة كأنها لم يمس جسدها جرح واحد، وآمن على يديها الكثيرون من أهل المدينة. واحدة من هذه المعجزات أن عندما كانت تصلي في السجن، ظهر تنين ضخم ودخل زنزانتها وابتلعها، لكنها ظلت تصلي ورسمت عليه علامة الصليب، فمات الوحش العظيم. بعد ذلك ظهر لها الشيطان على هيئته الحقيقية، مخلوق كريه الشكل أسود اللون ذا رائحة كريهة، وتمكنت منه بعلامة الصليب وسألته عن هويته، فأجاب أنه إبليس الذي ضل كل البشر من أول آدم حتى آخر الدهور، وظل يؤنبها على رفضها لعرض الحاكم. ظل يقول لها إنها لازالت شابة فاتنة، لكن مارجريت لم تستمع له، ورسمت عليه علامة الصليب، فهرب الشيطان وهو يصرخ: «غلبتني يا مارجريت غلبتني». في النهاية، عندما لم يجد الحاكم أي فائدة في عذابها، أمر بإنهاء حياتها بقطع رأسها بحد السيف. 🙏 التبجيل كما هو معروف أن القديسة مارجريت هي من أنطاكية في بيسيديا (والتي تختلف عن مدينة أنطاكية السورية)، لكن هذا التمييز فقد في الغرب. من الشرق انتشر تبجيلها على هذا النحو في بلدان مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا، في القرن 11 خلال الحروب الصليبية، وقد سميت عدة إميرات وملكات من ملوك أوروبا في العصور التالية باسم مارجريت، وأشهرهن مارجريت ملكة الاتحاد الإسكندنافي، ومارجريت كونتيسة سنودون وشقيقة الملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا، ومارجريت الثانية ملكة الدنمارك. في عام 1222، أضافها مجلس مدينة أكسفورد إلى قائمة أيام الأعياد، وهكذا اكتسبت تبجيلها شعبية كبيرة. تم سرد العديد من إصدارات القصة في إنجلترا في القرن الثالث عشر، في الأنجلو نورمان (بما في ذلك واحدة منسوبة إلى نيكولاس بوزون)، والإنجليزية واللاتينية، ويوجد أكثر من 250 كنيسة تحت اسم القديسة مارجريت في إنجلترا، أشهرها كنيستها في وستمنستر، كنيسة الرعية لمجلسي البرلمان البريطاني في لندن. يوجد أيضًا ضريح للقديسة مارجريت في بريدجبورت، كونيتيكت. 📅 يوم العيد تم الاعتراف بها كقديسة من قبل الكنيسة الكاثوليكية، حيث تم إدراجها على هذا النحو في علم الشهداء الروماني في 20 يوليو. وتم تضمينها أيضًا من القرن 12 إلى القرن 20 بين القديسين الذين سيتم الاحتفال بهم أينما تم الاحتفال بالطقوس الرومانية، ولكن تمت إزالة اسمها بعد ذلك من التقويم العام للقديسين الأوروبيين الآخرين من خلال الرسالة الرسولية سر الفصح. يتم الاحتفال بتذكار استشهاد القديسة مارجريت في كنيسة إنجلترا في 20 يوليو من كل عام. وفي عام 2022، تمت إضافة القديسة مارجريت رسميًا إلى التقويم الليتورجي للكنيسة الأسقفية بيوم عيد تشاركه مع القديسة كاثرين السكندرية والقديسة باربرا من نيقوميديا في 24 نوفمبر من كل عام. 🕊️ الشفاعة تعد القديسة مارجريت الأنطاكية شفيعة النساء الحوامل والخادمات ومرضى الكِلى ومن يعانون من المس الشيطاني. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إليان الحمصي | الولادة: – الوفاة: 285 ✝️ النشأة والطفولة إليان الحمصي هو بحسب المعتقدات المسيحية قدِّيسٌ وشهيدٌ مسيحي، وُلِدَ في مدينة حمص خلال العهد الروماني لأسرةٍ ثريّة. والدهُ هو كنداكيوس أحد وجهاءِ المدينة، ووالدته أخثتسرا. تلقّى المبادئ المسيحية عن طريق مربيته الخاصة التي تُدعى مطرونة، والتي عَرَّفَتْهُ على الناسك إيباتيوس الذي كان يُقِيم في إحدى المغاور قرب الهرمل على نهر العاصي. ⚔️ الشباب والدراسة انخرط في السلك العسكري بناءً على طلب والده، ثم تَرَكَهُ لِدِرَاسَة الطبّ والصيدلة الذي كان شغوفًا بهما، فأتقنهما، وذاع صيتهُ كطبيبٍ في المدينة، فكان يُشْفِي الكثير من الناس. وإلى جانب ذلك كان يسعى إلى نشر المسيحية، ونقل الناس من الوثنية إليها. 🏛️ الاضطهاد والسجن خلال الاضطهاد الروماني لعام 284 أُلْقِيَ القبض على سلوانس أسقف المدينة، والشماس لوقا، والقارئ موكيوس، وبينما هم يُقَادُون ليكونوا طعامًا للوحوش – وفق القواعد الرومانية في الإعدام – تَقَدَّمَ إليان منهم وشَدَّدَهُم على عدم الخوف من الموت. وبعد هذه الواقعة، أخذ يُبَشِّر علانيةً بالدين المسيحي والدعوة لترك عبادة الأصنام، فَقُبِضَ عليه الجنود الرومان وسُجِنَ في مغارة على أطراف حمص، وقاموا بتعذيبه – كما تَنْصُّ الرواية المسيحية الرسمية – إذ غُرِسَتْ في يديه ورجليه المسامير ثم في رأسه، فمات عام 284، بعد أن رفض الارتداد عن المسيحية. ⛪ التكريم والكنيسة بعد أن هَدَأَ الاضطهاد، نُقِلَ مسيحيو المدينة جثمانَه إليها، وأُشِيدَتْ كنيسة صغيرة، وعندما أصبحت المسيحية دين الإمبراطورية تَمَّ تَوْسِيع الكنيسة وغطت جدرانها بالجداريات الضخمة. ولا يزال حتى اليوم، رفات جثمانه محفوظًا ضمن مذبحها الرئيسي، ويدير الكنيسة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. يُؤَمُّ الكنيسة والدير سنويًا عددٌ كبير من المؤمنين، خصوصًا يوم تذكاره في 6 فبراير، وهو بحسب العقائد المسيحية قد اجْتَرَحَ «عجائبَ عديدة»، وهو مُبَجَّلٌ في الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية. 🎬 الفيلم الوثائقي وقد تَمَّ إنتاج فيلم وثائقي يُؤَرِّخ لحياته، ويُطْلَق سنويًا في مسقط رأسه حمص، وبالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان «أسبوع مار إليان الثقافي في حمص». موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أوسطاثاوس | الولادة: – الوفاة: 337 في حدود سنة 330 دُبِّرَتْ مؤامرةٌ من الآريوسيّين، وفي مقدّمتهم أوسابيوس النِّيقوميديّ، فعُقِدَ اجتماعٌ أُسْقُفيٌّ مقصودٌ في أنطاكية، حُكِمَ فيه على أَوْسْطاثاوس ظُلْمًا، مُتَّهَمين إيّاه بالفجور، فَنَفَعَتْ وِشَاياتُ خُصومه أمام قُسْطَنْطِين الذي نَفَاهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ في مدينة فِيلِبِّي سنة 337، وهو بكرُ الضّحايا الآريوسيّة ومُعترِفي المُعْتَقَد النيقائيّ، ونُفِيَ أيضًا بعضُ الأُساقفة الأرثوذكسيِّين. 🙏 الإرث الكنسيّ والانقسام وكان لهذا القدّيس الجليل أنصارٌ كثيرون في أنطاكية مثلما كان له أعداءُ مُتَعَصِّبون. وقام مكانه بولينُس الأنطاكي، أُسْقُف صور، ثُمَّ سِتَّةُ آريوسيّين بين مُتَطَرِّفٍ ومُعْتَدِلٍ في البِدعة. وهذا أصلُ الشّقاق المُحْزِن في الكُرْسِيّ الأنطاكيِّ الذي دام 83 سنةً. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابولا أسقف أنطاكية | الولادة: 238 الوفاة: 251 ✝️ القديس مار بابولا (بابيلا) الشهيد (السريانية : ܒܐܒܘܠܐ) هو أسقف أنطاكية الثالث عشر، خلف القديس زبينا سنة 237 أو 238 وترأس ثلاث عشرة سنة وعاصر ثلاثة قياصرة رومان هم غورديان وفيلبس وداقيوس، وتعد ترجمة حياته من أهم حوادث تاريخ كنيسة أنطاكية في القرون الثلاثة الأولى بعد حادثة استشهاد القديس إغناطيوس النوراني. 💡صفاته أشتهر بتمسكه بالإيمان، وحرصه على تطبيق الشرائع الإلهية وشجاعته وغيرته الوقادة مما جعل الذهبي الفم يشبهه بالنبي إيليا ويوحنا المعمدان. واشتهر عنه بمنعه القائد فيليب العربي الحوراني المنتخب قيصراً من دخول الكنيسة في أنطاكية ليلة عيد الفصح المقدس سنة 244 وألزمه وزوجته بالانضمام إلى صف الموعوظين الذين اعتنقوا الدين المسيحي ولم يعتمدوا بعد أو الخطاة التائبين ولم يرض أن يقبلهما في الكنيسة في عداد المؤمنين الصالحين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بندكت السابع | الولادة: – الوفاة: 983 📜 البابا بندكت السابع كان بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة في القرن العاشرِ، وولايةُ بابويتهِ امتدت من 3 أكتوبر 974 إلى 10 يوليو 983. اسمه الأصليّ كان بيترون، Pietro Canepavan حسب بعض المصادرِ، وكان من أسرةٍ نبيلةٍ في روما. ⛪ لبابوية تولى البابويّةُ بعد وفاة البابا بونيفاسيوس التاسعُ خلال فترةٍ مضطربةٍ سياسيًّا للكنيسة بسبب التدخلاتِ السياسيةِ لعائلاتٍ نبيلةٍ في روما. خلال فترة حكمه، حاول تهدئةَ الصراعاتِ بين النبلاءِ الرومانُ والحدّ من التدخلاتِ السياسيةِ في شؤونِ الكنيسةِ، كما اهتمّ بشؤونِ إدارةِ الكنيسةِ والديونِ الماليةِ وحماية ممتلكاتها، واستمرّ في دعمِ المؤسساتِ الدينيةِ والتعليميةِ. ⚰️ وفاته توفّي البابا بندكت السابـعُ في 10 يوليو 983، وخلفه البابا جان التاسع، ليُختتم بذلك عصرٌ مهمٌّ من تاريخ الكنيسة في ظلّ الصراعات السياسية والاضطرابات الداخلية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إفوديوس | الولادة: – الوفاة: 69 ✝️ إفوديوس ثاني بطاركة أنطاكية إفوديوس (توفي حوالي 69 م) هو أحد قديسي الكنيسة المسيحية، كما أنه يعتبر ثاني بطاركة أنطاكية. عُرف القليل عن حياته، حيث كان وثنياً اهتدى إلى المسيحية بفضل العمل التبشيري لبطرس الرسول. وبحسب سفر أعمال الرسل في الكتاب المقدس، فإن اليهود والوثنيين في أنطاكية كانوا من بين الجماعات الأولى التي قبلت المسيحية. كانت مدينة أنطاكية مدينة ثرية وعالمية، وسكانها من الهيلينيين اليهود والوثنيين من يونانيين وآراميين. وكان هؤلاء الوثنيون متأثرين بالفكر التوحيدي، والمصطلح “مسيحيين” ابتُكر لأول مرة في أنطاكية ليطلق على هؤلاء الوثنيين المهتدين، وبشكل رئيسي اليونانيين منهم. ⛪ أسقفيته وذكراه الكنسية وبحسب التقليد الكنسي، فإن القديس بطرس أصبح أسقفاً لأنطاكية وقاد الكنيسة هناك حتى جاء الوقت الذي انطلق فيه من سوريا إلى روما. وقبل رحيله، أقام إفوديوس أسقفاً على أنطاكية بدلاً عنه، وذلك بحسب المؤرخ المسيحي من القرنين الثالث والرابع أوسابيوس القيصري. استمر إفوديوس على كرسي أسقفية أنطاكية حتى عام 69 م كما هو متوقع، وخلفه إغناطيوس الأنطاكي. ويميل أغلب المؤرخين إلى أن وفاته كانت طبيعية أكثر من الرأي القائل بأنه استشهد في سبيل إيمانه. وباعتباره من أوائل الوثنيين الداخلين في المسيحية، فإن جميع الكنائس الرسولية، الشرقية منها والغربية، تبجله وتكرم ذكراه كما أنها تعتبره أحد قديسيها. وتحتفل به: الكنيسة الكاثوليكية في روما: في 6 مايو. والكنيسة الشرقية الأرثوذكسية: في 7 سبتمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليطوس | الولادة: – الوفاة: 231 ✝️ القديس فيليطوس هو أسقف أنطاكية الحادي عشر في عداد أسلافه ويسمى فيلبس أو بيلاطس الأول، جلس على كرسي أنطاكية خلفاً لـ اسقلبياديس المعترف سنة 218 أو 220 وانتقل إلى الخدور العلوية بسلام سنة 231 وخدم الكرسي مدة اثنتي عشرة سنة. واشتهر في عهده العلامة أوريجانوس القبطي الذي كان فريد زمانه ووحيد قرنه في الوعظ وعرف بفضيلته ويعد من علماء اللاهوت البارزين في القرون الثلاثة الأولى، لولا بعض الآراء الباطلة التي صدرت منه وصارت سبباً لنبذ الكنيسة إياه، وتحمل عذاباً أليماً في سبيل المسيح ونزلت به المنية في السجن في مدينة صور سنة 254. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرافيون الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 212 ✝️ القديس مار سرافيون الأنطاكي (ܣܪܐܦܝܘܢ) بعد نياحة البطريرك القديس مكسيمينس حوالي سنة 189 أو 190 م، خلفه مار سرافيون، وهو التاسع في عداد الأحبار الأنطاكيين. وبعدما رئس الكرسي الرسولي مدة إحدى وعشرين سنة، مضى إلى ربه في حدود سنة 211 وقيل 212 م. 📜 حياته وخدمته كان مار سرافيون حبراً شديد الغيرة على جوهرة الأرثوذكسية، وكاتباً فصيحاً خلّف عدة مصنفات جليلة. عرف منها المؤرخ الكنسي أوسابيوس مجموعة رسائل تدل على علمه وفضله. من أبرز رسائله: رسالة إلى الإكليريكيين قاريقوس وبنطيوس، برهن فيها على أن الكنيسة بأجمعها شجبت هرطقة المنطانيين. مؤلفات أخرى تُظهر دفاعه عن الإيمان القويم ضد البدع المنتشرة في عصره. 📖 دفاعه عن الإيمان أشهر مؤلفاته كان كتاباً وضعه ضد ما يُسمى الإنجيل الموضوع، الذي نحله قوم زوراً إلى الرسول بطرس. 🔹 القصة كما وردت: عندما زار مار سرافيون مدينة روسس على خليج إيسوس، وجد المؤمنين مختلفين حول هذا الإنجيل. في البداية، إذ لم يكن قد طالعه، ظن أنهم جميعاً أرثوذكسيّو المعتقد، فأذن لهم بقراءته تهدئةً للخصام. لكنه بعد أن عرف سوء مقصد من استأذنوه، استعاد نسخة الكتاب من بعض الهراطقة وقرأه بتمعن. فتبيّن له أنه مع ما فيه من أسلوب حسن، إلا أنه يحتوي على تعاليم فاسدة توافق البدعة وتخالف الحق. فألّف على أثر ذلك كتاباً جليلاً شمل فيه ما ورد في هذا الإنجيل المزوّر من انحرافات، ثم فنّدها بدقة، كما نقض آراء مبتدع يُدعى مرقيانس. وأرسل كتابه إلى أهل روسس معلناً لهم بقرب زيارته لهم. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ثاوفيلوس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 183 ✝️ القدّيس مار ثاوفيلوس الأنطاكيّ مار ثاوفيلوس (بالسريانيّة: ܬܐܘܦܝܠܘܣ) هو الأسقف أو البطريرك السابع من قائمة البطاركة السريان في أنطاكية بين عامي 169 و181 م. 👶 وِلادَتُهُ ونَشْأَتُهُ وُلِد ثاوفيلوس وثنيًّا في إحدى مدن ما بين النهرين، كما يُستدلّ من كتابه الدفاعيّ الموجَّه إلى أوتوليكس. درس العلوم اليونانيّة، والتاريخ، وشعر هوميروس وهزيود، ومناقشات أفلاطون، وتعمّق في دراسة الفلسفة، وأَلِمّ باللغة العبريّة. ✝️ تَنَصُّرُهُ لم تَجْدِ العلوم الفلسفيّة نفعًا لثاوفيلوس، فقد كان معذَّب الضمير، مضطرب النفس، غير مقتنع بعبادة الأوثان، متعطّشًا إلى معرفة الإله الحقيقيّ. عندما درس أسفار الأنبياء في الكتاب المقدّس انكشفت له الحقائق الإلهيّة، وآمن بالوحي الإلهيّ، وبقيامة الأموات، ووجد في الدِّين المسيحيّ ضالته المنشودة، فتنصّر وامتلأ من الروح القدس والحكمة. ⛪ جُلُوسُهُ على الكُرْسِيّ الأَنْطاكيّ بعد انتقال الأسقف أودوس إلى الخدور العلويّة سنة 169 م، انتُخب مار ثاوفيلوس أسقفًا على الكرسيّ الرسوليّ الأنطاكيّ. ⚔️ الحَمَلات الفِكْريَّة ضدّ المَسيحيَّة في مطلع القرن الثاني الميلاديّ واجهت المسيحيّة خطرين: خارجيّ: من اليهود والوثنيّين الذين افتروا عليها، متَّهمين المسيحيّين بالإلحاد (لرفض الأصنام)، وبالدعارة (من التفسير الشهوانيّ للمحبّة وقبلة السلام)، وبأكل لحوم البشر (لسوء فهم عقيدة القربان المقدّس). وكان أبرز خصومها الفيلسوف اليوناني كِلْسوس. داخليّ: من خلال الهرطقات التي حاولت تشويه العقائد القويمة وزرع الشكوك فيها. 🛡️ الدِّفاع عن المَسيحيَّة لم يردّ المسيحيّون بالعنف، إذ أوصاهم المسيح بمحبّة الأعداء، بل دافعوا بالحجّة والبرهان. من أبرز المدافعين: أريستيد فيلسوف أثينا. القدّيس يوستينوس الشهيد. وقد أثمر دفاع آباء الكنيسة عن المسيحيّة، فاحترمتها الأوساط العلميّة والفلسفيّة، وجذبت العديد من المفكّرين إلى الإيمان بالمسيح. 📜 مَار ثاوفيلوس كاتِبًا ومُدافِعًا قال أوسابيوس القيصريّ: «وقد ناضل ثاوفيلوس مع غيره، وهذا ما يتّضح من بحث جليل الشأن كتبه ضدّ مرقيون». كان أديبًا بليغًا وكاتبًا، فدحض افتراءات اليهود والوثنيّين، وردّ على الهراطقة، وكتب في تفسير الأناجيل الأربعة، وهو أوّل من صرّح بأنّ الإنجيل الرابع هو لإنجيل يوحنّا الرسول. كما فنّد في رسائله اعتراضات أوتوليكس، موضّحًا سموّ التعاليم المسيحيّة وربطها بنبوءات العهد القديم. ومن أقواله: «إنّ اسم المسيح يدلّ على الممسوح، وهو اسم شريف يبعث في القلب سرورًا، وجدير بغاية الوقار، ولهذا السبب نحن ندعى مسيحيّين لأنّنا نُمسَح بزيت مقدّس». 🔺 لَفْظَة التَّثْلِيث يُعتقَد أنّ مار ثاوفيلوس هو أوّل من استعمل لفظة التَّثليث في وصف الثالوث الأقدس والجوهر الواحد، على الرغم من أنّ إعلان الثالوث جاء في الإنجيل المقدّس وسائر أسفار العهد الجديد. 🕊️ انتقالُهُ وتِذْكارُهُ خدم مار ثاوفيلوس الكرسيّ الأنطاكيّ نحو ثلاث عشرة سنة، ثمّ انتقل إلى الخدور العلويّة بين سنتي 181 و185 م. الكنيسة الشرقيّة تعيّد له في 22 تمّوز. والكنيسة الغربيّة تعيّد له في 18 تشرين الأوّل. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هيروديون | الولادة: – الوفاة: 136 ✝️ القديس هيروديان أو هيروديون (توفي عام 136)، هو شهيد مسيحي من القرن الثاني وأسقف أنطاكية، خلفاً لإغناطيوس في أنطاكية، وهو اللقب الذي حمله لمدة عقدين. وقد جاء بعد إغناطيوس الملقب بالنوراني أو الأنطاكي والذي يدعى أيضا ثيوفوروس (باليونانية: Θεοφόρος أي حامل الإله). موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اوريجانوس والبابا ديمتريوس | الولادة: 185 الوفاة: 254 🕊 أوريجانوس (أوريجانس) (Ὠριγένης Ōrigénēs,) كان من أبرز أوائل آباء الكنيسة المسيحية. توفي في كايساريا عام 254. كتاباته هامة بوصفها واحدة من أولى المحاولات الفكرية لوصف المسيحية. 🌱 أوائل حياته كان أبواه مسيحيين متدينين، وكان ذو عقلية فَذّة وصار نابغة في العلم رغم حداثة سنّه. وأشتهر أيضًا بمساندته وتشجيعه للمؤمنين الذين يتعرضون للاضطهاد، وكان يقويهم في الإيمان حتى يستشهدوا. ووصل إلى أن يكون مديرًا لمدرسة الإسكندرية المسيحية وهو في سن الثامنة عشرة، بعد أن عينه البابا ديميتريوس الأول، البطريرك الـ 12، رئيسًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية خلفًا لأكليمنضس الأسكندري. كان نَشِطًا في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسير للكتاب المقدس، بالإضافة إلى كتاب «هيكسابلا» الشهير. ⚖️ أوريجانوس والبابا ديمتريوس في سنة 228م، أرسله البابا ديميتريوس إلى إخائية ببلاد اليونان ليقاوم الهراطقة الذين أقلقوا راحة الكنيسة هناك. فزار في طريقه فلسطين، وكان في كل مدينة أو قرية ينزلها يدعى إلى الوعظ في الكنائس. ولما مر بفلسطين عند رجوعه خاطبه أسقفها «ثوسيستوس» بالاشتراك مع أسكندر، أسقف أورشليم، بأنه لا يجوز بأستاذ الكهنة والأساقفة أن يكون مجردًا من كل الكهنوت. وارتضى بعد إقناع شديد، حيث إنه خصى نفسه قبلاً في مصر حتى لا يرسمه البابا ديميتريوس كاهنًا، إذ لابد أن يكون الكاهن كاملاً، وقبل من أساقفة فلسطين درجة القسوسية وهو في السنة الثالثة والأربعين من العمر. غير أن ديميتريوس اعتبر هذه السيامة تعدّيًا على حقوقه. ومن ذلك الحين بدأ سوء التفاهم يجد مكانًا بين أوريجانوس والبطريرك، الذي قام بالحجة على ذينك الأسقفين لرسامتهما شخصًا خاضعًا له. فجاوباه بأن احترامهما لمركزه عظيم. قال أوريجانوس: «إن الحسد هو الذي حمل ديميتريوس على هذا كله»، غير أنه لم يأتِ ببرهان على صحة ذلك. والحقيقة كما يرويها المدققون أن البطريرك الإسكندري امتنع عن ترقية أوريجانوس لدرجة كهنوتية لسببين: السبب الأول: إنه خصى نفسه، الأمر الذي أخفاه أوريجانوس عن أسقفي فلسطين وأورشليم. السبب الثاني: نحول جسمه وضعفه. وقد قلنا إن أوريجانوس كان يسعى وراء انحطاط القوى ليكون حاجزًا بينه وبين الرتب الكهنوتية التي كان راغبًا عنها، كأغلب أتقياء العصور الأولى. ولما رجع أوريجانوس بعد رسامته، رأى البطريرك حاقدًا عليه ووجد مركزه قد سقط، فحصل بينه وبين البطريرك نزاع، عقد بسببه مجمعًا بالإسكندرية سنة 231م، حكم فيه بنفي أوريجانوس وبحرمه، لأنه رسم من أسقفين غير تابعين للكرازة المرقسية، ولأنه خصى نفسه، الأمر الذي بالغ أوريجانوس في كتمانه وساعده البطريرك على ذلك، ولكنه اضطر إلى إشهاره رغماً عنه، ثم أرسل خطابات إلى جميع الكنائس يعلمها بحكمه على أوريجانوس. أما أوريجانوس، فمع كونه عرف أن هذا الحكم في غاية القساوة، إلا أنه تدارك الأمر بحكمته، ولم يشأ أن يمكث في الإسكندرية ليوسع هذا الخلاف، بل تركها لا رجوع بعده. وكان قد أكمل القسم الخامس من كتابه في إنجيل القديس يوحنا، ففزع إلى قيصرية. وفي تلك الأثناء عقد مجمع آخر وفحص كتاب «المبادئ» وحكم بأنه هرطوقي وحرم مؤلفه. ولما وصل أوريجانوس إلى فلسطين استُقبل فيها استقبال القائد المنتصر، فأستاء البابا ديميتريوس من كثرة تعدي أساقفة تلك الجهة على حقوقه. ولحق بأوريجانوس إمبروسيوس وعائلته، وتبعه كثيرون من طلاب العلم. ولهذا عزم على فتح مدرسة في قيصرية فلسطين يعلم فيها تفسير الكتاب المقدس، وكمل في تلك المدينة تفسيره لإنجيل يوحنا. 🕯 وفاته فيما بين 249م – 251م، أثار الإمبراطور دقيوس الاضطهاد ضد المسيحيين، فألقوا القبض على أوريجانوس وعذبوه تعذيبًا شديدًا، فوضعوا طوقًا حديديًا في يده وربطت قدماه في المقطرة، وضربوه، واحتمل الآلام في شجاعة منقطعة النظير، ثم أطلق سراحه بعد ذلك. وفي عام 254م، مات بعد فترة قصيرة متأثرًا بآلامه وجراحاته، وكان قد بلغ من العمر 69 عامًا. وقد أرسل له البابا ديونسيوس، البطريرك الـ 14، رسالة عن الاستشهاد يشجعه فيها على احتمال المشقات وأظهر تعاطفه معه. ⚖️ حرمان أوريجانوس تم حرمان أوريجانوس بواسطة البابا ديمتريوس الكرام، البطريرك الثاني عشر، في أوائل القرن الثالث، وتأكد حرمانه أيضًا في عهد البابا ثاؤفيلس، البابا الثالث والعشرين، في أواخر القرن الرابع، وتحمس لذلك قديسون كثيرون في القرنين الرابع والخامس، منهم القديس إبيفانيوس، أسقف قبرص، ثم القديس جيروم الذي كان من محبيه في البدء. كانت هناك أعمال لجيروم، منها قاموس الأسماء الكتابية والأصول اللغوية، وتفسيرات كتابية اعتمد فيها بشكل كبير على أوريجانوس، رغم أنه وقف ضده في الأمور العقائدية. لم ترفع الحرومات عن أوريجانوس، والكنائس الأرثوذكسية البيزنطية تحرم كل تعاليمه في مجمعيها الخامس والسادس. في 2007، تطرق البابا بندكتوس الـ16 في تعليمه الأسبوعي، في مقابلة الأربعاء العامة، إلى شرح أوريجانوس عن الصلاة والكنيسة، وذلك أثناء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين والحجاج في قاعة بولس السادس بالفاتيكان. وكان الأب الأقدس قد تحدث الأربعاء الماضي عن الشخصية الفَذّة لهذا المفكر اللاهوتي المسيحي في الإسكندرية من القرن الثالث الميلادي. 📚 أوريجانوس العلامة تبقى شخصيته محيّرة، فإن كان بعض الدارسين مثل كواستين وغيره يشهدون لدوره الفعّال في الاهتمام بالكتاب المقدس، وقد تأثر به حتى مقاوموه، لكن الكنيسة القبطية، وقد شعرت بخطورة تعاليمه، حرمته في حياته، بينما الكنائس الخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م، وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجود النفس السابق للجسد، وأن جميع الخليقة العاقلة، حتى الشياطين، ستخلص الخ… لقب العلامة أوريجانوس بـ «أدمانتيوس»، أي «الرجل الفولاذي»، إشارة إلى قوة حجته التي لا تُقاوم، وإلى مثابرته. 👶 طفولته وبداياته يعتبر الكثيرون أوريجينوس ابن مصر الأصيل، رغم أن اسمه يوناني وليس قبطيًا، ويبدو أنه وُلِد في الإسكندرية حوالي عام 185م. اهتم به والده ليونيدس (Leonides) فهذّبه بمعرفة الكتاب المقدس، وقد أظهر الابن شغفًا عجيبًا في هذا الأمر. يُقال إن والده كثيرًا ما كان يَقِف بجوار الصبي وهو نائم، ويكشف صدره كأن روح الله قد استقر في داخله، ويقبّله بوقار معتبرًا نفسه أنه قد تبارك بذريته الصالحة. استشهاد ليونيدس عاصر الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس ساويرس عام 202م، والذي كان أكثر عنفًا على الكنيسة المصرية، حتى ظنّ كثيرون أن هذا الاضطهاد هو علامة على مجيء «المسيح الدجال». أُلقيّ القبض على ليونيدس ووُضِع في السجن، أما أوريجينوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشرة من عمره فكان يتوق بشغف إلى إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة، مَنَعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل ليرعى شؤون أخوته الستة. فأرسل إلى أبيه يحثّه على الاستشهاد، قائلًا له: «أحذر أن تغيّر قلبك بسببنا». 🏠 نشاطه التعليمي المبكر معلم الأدب إذ صودرت ممتلكات ليونيدس بعد استشهاده، صار أوريجينوس وعائلته في عوز، لهذا التجأ إلى سيدة غنية رحّبت به، لكنه لم يحتمل البقاء كثيرًا، لأن معلّمًا هرطوقيًا يدعى بولس الإنطاكي استطاع أن يؤثر عليها ببلاغته فضمّه إلى بيتها، وتبنّته، وأقامه فيلسوفًا خاصًا بها، وسمحت له أن ينشر هرطقته بإلقاء محاضرات في بيتها. لم يستطع أوريجينوس ـ وهو بعد صغير السن ـ أن يشترك في الصلاة مع هذا الهرطوقي متمسكًا بقوانين الكنيسة، فترك البيت وعكف على تدريس الأدب الدنيوي والنحو لينفق على نفسه وعلى عائلته. وجد أوريجينوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته للشهادة للإيمان المسيحي قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية، وبهذا اجتذب بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية، من بينهم بلوتارخس الذي نال إكليل الاستشهاد وأخوه هيراقليس (ياروكلاس) الذي صار بطريركًا على الإسكندرية. 🏫 أوريجينوس ومدرسة الإسكندرية إذ تُركت مدرسة الإسكندرية بلا معلم بسبب الاضطهاد ورحيل القديس أكليمنضس، عَيَّن البابا ديمتريوس أوريجينوس رئيسًا للمدرسة وهو بعد في الثامنة عشرة من عمره. أوقف أوريجينوس كل نشاط له وباع كل كتبه الثمينة المحبوبة لديه، ليكرّس حياته بالكامل للعمل الجديد الذي أوكل إليه كمعلم للموعوظين. تتلمذ على يديه كثيرون، نذكر على سبيل المثال القديس الكسندروس أسقف أورشليم الذي كان يتطلّع إلى أوريجينوس كمعلمه وصديقه. 📖 دوره في تطور المدرسة وتعليم اللاهوت ألقى العلامة أوريجينوس بنفسه بكل طاقاته، لا لدراسة الكتاب المقدس والتعليم به فحسب، بل وفي تقديم حياته مثلاً للحياة الإنجيلية. في هذا يقول القديس غريغوريوس العجائبي: «لقد جذبنا بأعماله التي فعلها أكثر من تعاليمه التي علمنا إياها». اتّسم أيضًا بالحياة النسكية مع ممارسة الصلاة، بكونها جزءًا لا يتجزأ من الحياة النسكية، تسندُه في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. يرى في الصلوات أمرًا ضروريًا لنوال نعمة خاصة من قبل الله لفهم كلمة الله. رأى أن الإنسان يطلب الاتحاد مع الله خلال حفظ البتولية، فينسحب عن العالم وهو بعد يعيش فيه، مقدّمًا تضحية في أمور الترف قدر ما يستطيع، محتقرًا المجد البشري. وبسبب حضور النسوة يستمعن محاضراته، ولكي لا تحدث عثرة رأى أن ينفذ حرفيًا ما ورد في الإنجيل: أن أناسًا خصّوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت12:19)، لكنه يبدو أنه قد قدّم توبة على هذا الفعل. وقد استخدمها البابا ديمتريوس ضده. ركّز أوريجينوس على إعداد الموعوظين وتهيئتهم للعماد، لا بتعليمهم الإيمان المسيحي فحسب، وإنما بتقديم التعاليم الخاصة بالحياة المسيحية العملية أيضًا. لم يقف عمل أوريجينوس عند تهيئة الأعداد الضخمة المتزايدة لنوال سر العماد، وإنما كان عليه بالحري أن يهيئهم لقبول إكليل الاستشهاد. فكل من يقترب إليه إنما بالحري يجري نحو خطر الاستشهاد. اهتم بتعميق الفكر الدراسي؛ إذ كان جمهور تلاميذه يلتفون حوله من الصباح حتى المساء، رأى أن يقسمهم إلى فصلين، واختار تلميذه هيراقليس ـ المتحدث اللبق ـ ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكَّرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة، معطياً اهتمامًا خاصًا بالكتاب المقدس. لعل أعظم أثر لأوريجينوس على مدرسة الإسكندرية هو إبرازه التفسير الرمزي (المجازي) للكتاب المقدس، فقد كرّس حياته كلها لهذا العمل، حتى نُسِب هذا المنهج التفسيري لمدرسة الإسكندرية ولأوريجينوس. 🌍 رحلات أوريجينوس ومناقشاته اللاهوتية حوالي عام 212م، زار أوريجينوس روما في أثناء أسقفية زفيرينوس (Zephyrinus)، وفي حضرته ألقى القديس هيبوليتس مقالًا عن كرامة المخلص، وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية. قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214م، حيث ذهب إليها بناءً على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دُعِيّ إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة. أشار المؤرخ يوسابيوس إلى اثنتين من هذه المناقشات، نذكر منهما أنه في عام 244م انعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس في شخص السيد المسيح. انعقد هذا المجمع على مستوى واسع، وأدان الأسقف بسبب قوله إن الله أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلًا إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم. أسرع أوريجينوس إلى العربية ونجح في إقناع الأسقف الذي يبدو أنه بعث إليه برسالة شكر، وصار من أكبر المدافعين عنه. حوالي عام 216م، إذ نهب الإمبراطور كاركلا (Caracalla) مدينة الإسكندرية وأغلق مدارسها واضطهد معلميها وذبحهم، قرر أوريجينوس أن يذهب إلى فلسطين. هناك رحّب به صديقه القديم الكسندر أسقف أورشليم، كما رحّب به ثيوكتستوس (Theoctistus) أسقف فلسطين، اللذان دعواه ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما. غضب البابا ديمتريوس الإسكندري جدًا، لأنه حسب عادة الكنيسة المصرية لا يستطيع غير الكاهن أن يعظ في حضرة الأسقف، فأمره بالعودة إلى الإسكندرية سريعًا، فأطاع وعاد، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلاً. مع بداية حكم إسكندر ساويرس (222-225م)، أرسلت مامسيا (Mammaca) والدة الإمبراطور حامية حربية تستدعي أوريجينوس إلى إنطاكيا ليشرح لها بعض الأسئلة، وقد استجاب للدعوة ثم عاد إلى مدرسته. أرسل أوريجينوس إلى اليونان لضرورة ملحة تتعلق ببعض الشؤون الكنسية، وبقي غائبًا عن الإسكندرية. ذهب إلى آخائية ليعمل صلحًا، وكان يحمل تفويضًا كتابيًا من بطريركه. وفي طريقه عبر بفلسطين، وفي قيصرية سُمّي قسًّا بواسطة أسقفها. فقد بدا للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحي مثل أوريجينوس بلغ أعلى المستويات الروحية والدراسية، ويبقى غير كاهن. أرادوا أن يتجنبوا المخاطر التي يثيرها البابا ديمتريوس بسماحهم له أن يعظ وهو «علماني» في حضرتهم. ✝️ السيامة والإدانة اعتُبِر البابا هذه السيامة أكثر خطأ من التصرف السابق، حاسبًا إياها سيامة باطلة لسببين: أن أوريجينوس قد قبل السيامة من أسقف آخر غير أسقفه، دون أخذ تصريح من الأسقف التابع له. إذ كان أوريجينوس قد خصّى نفسه، فهذا يحرمه من نوال درجة كهنوتية، فإنه حتى اليوم لا يجوز سيامة من يخصّي نفسه. لم يحتمل البابا ديمتريوس هذا الموقف، فدعا لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية. رفض المجمع القرار السابق مكتفين باستبعاده عن الإسكندرية. لم يرض البابا بهذا القرار فدعا مجمعًا من الأساقفة وحدهم عام 232م، قام بإعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح بعد للتعليم، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته. كتب البابا الإسكندري القرار إلى كل الإيبارشيات، فدعا Pontias أسقف روما مجمعًا أيّد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة، فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخائية وفينيقية وكبدوكيا الذين رفضوا القرار. اضطر أوريجينوس أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده. فقد أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione نبذة طويلة من خطاب كان قد وجّهه أوريجينوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتبًا مزورة. 📜 مدرسة جديدة واضطهاد لاحق حثّه أسقف قيصرية على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، رأسها قرابة عشرين عامًا، فيها تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبي لمدة خمسة أعوام. خلال الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان، التجأ أوريجينوس إلى كبادوكية قيصرية، وفي هذا الاضطهاد أُلقيّ القبض على صديقيه القديمين: إمبروسيوس وبروتوكتيتوس كاهن قيصرية، ووُضِعا في السجن. كتب أوريجينوس إليهما مقالًا: «الحث على الاستشهاد»، نظر فيه إلى الاستشهاد كأحد البراهين على صحة الحق المسيحي، وكاستمرار لعمل الخلاص. أُطلِق سراح صديقيه وعاد أوريجينوس إلى قيصرية فلسطين. سافر أوريجينوس إلى أثينا عن طريق بيلينية، حيث قضى عدة أيام في نيقوميديا، وهناك تسلّم رسالة من يوليوس أفريقانيوس، يسأله فيها عن قصة سوسنة إن كانت جزءًا أصيلا من سفر دانيال، وأجابه أوريجينوس برسالة مطوّلة بعثها إليه من نيقوديمية. 🔥 الاضطهاد الأخير واستشهاده في أيام داكيوس (ديسيوس) (249-251)، ثار الاضطهاد مرة أخرى، أُلقيّ القبض على أوريجينوس. تعذّب جسده، ووُضِع في طوق حديدي ثقيل وأُلقيّ في السجن الداخلي، وربطت قدماه في المقطرة أيامًا كثيرة، وهدد أن يُعَدَّم حرقًا. احتمل أوريجينوس هذه العذابات بشجاعة، وإن كان لم يمت أثناءها، لكنه مات بعد فترة قصيرة، ربما كان متأثرًا بالآلام التي لحقت به. قبل أن يموت، أرسل إليه البابا الإسكندري ديونسيوس، الذي خلف هيراقليس، رسالة «عن الاستشهاد»، لعله بذلك أراد أن يجدد العلاقة بين العلامة الإسكندري أوريجينوس وكنيسة الإسكندرية. وفي عام 254م، رقد أوريجينوس في مدينة صور في لبنان، وكان عمره في ذلك الحين 69 عامًا. وقد اهتم مسيحيو صور بجسده اهتمامًا عظيمًا، فدفنوه إزاء المذبح، وغطوا قبره بباب من الرخام نقشوا عليه: «هنا يرقد العظيم أوريجينوس»، تاركًا تراثًا ضخمًا من تفاسير الكتاب المقدس، مقدّمًا منهجه الرمزي في التفسير، وإن كان قد ترك أيضًا بلبلة شديدة في الكنيسة بسببه حتى بين الرهبان، سبّبت انقسامات ومتاعب لا حصر لها. 📚 أوريجينوس الإسكندريّ: الحياة والإنتاج الأدبي أوريجينوس الإسكندري هو بالفِعل إحدى الشخصيّات المؤثرة في تطوّر الفِكر المسيحي. إذ ورث تعليم كليمنضوس الإسكندري، وأطلقه نحو المستقبل بشكلٍ مُتجدّد لدرجة طبعت فيها تحوّلاً لا رجوع عنه في تطوّر الفكر المسيحي. لقد كان “مُعَلِّمًا” حقيقيًا، وهذه هي الصفة التي يتذكّرها به تلاميذه بِحنين وتأثّر: إنه ليس لاهوتيّا مُتَفَوِّقًا فحسب، بل أيضًا شاهدٌ مثاليّ للعقيدة التي كان ينقلها. يكتب أوزابيوس القيصريّ، كاتِب سيرة حياته المُتحمّس: «كان يُعَلِّم أنَّ طريقة التصرّف يجب أن تتطابق فعليًا مع الكلام، وكان هذا بالأخصّ، بمساندة نعمة الله، ما دفعَ الكثيرين للاقتداء به» (تاريخ الكنيسة 6/3/7). ✝️ توقه للشهادة ومعمودية الدم رافق أوريجينوس كُلَّ حياته توقٌ مُتواصل بالشهادة. كان في السابعة عشرة من عمره، حين اندلعت، في السنة العاشرة من حكم الإمبراطور سيبتيموس ساويروس، اضطهادات في الإسكندريّة ضدّ المسيحيّين. غادر أستاذُه كليمنضوس المدينةَ، بينما أُلقيَ بوالد أوريجينوس، ليونيديس، في السجن. كان ابنه يرغب الشهادة بتوقّد، لكنه لم يستطع تحقيق هذه الرغبة، لذا كتبَ إلى أبيه يحثّه ألاّ يتراجع عن شهادة الإيمان الأسمى. وعندما قُطِعَ رأس ليونيديس، شعر أوريجينوس الصغير بأنّه يتعيّن عليه قبول مِثال حياته. بعد أربعين سنة، وفيما كان يَعِظ في القيصريّة، اعترف قائلاً: «لا يُفيدُني بِشيء أن يكون لي أبٌ شهيد، إن لم أُحسن التصرّف ولم أُشَرِّف نُبل سلالتي، أي استشهاد أبي والشهادة التي جعلته مُتألِّقًا في المسيح» (العظة في سفر حزقيال 4/8). وفي عِظَة لاحقة، عندما بدا أنّ احتمال وقوع شهادته قد تلاشى، يهتف أوريجينوس قائلاً: «إن سمح لي الله أن أغتسلَ بِدَمي، فأتلقّى هكذا المعموديّة الثانية بِقبولي الموت من أجل المسيح، فإنّي سأبتعد بِثِقة عن هذا العالم… لكنهم طوباويّون أولئك الذين يستحقّون هذه الأشياء» (العظة في سفر يهوذا 7/2). في عام 250، وخلال اضطهادات الإمبراطور ديقيوس، أُلقي القبض على أوريجينوس وتعرّض لِلتعذيب بِوحشيّة، وأصابه الوهن فَتوفّي بعد بضعة سنوات قبل أن يتجاوز عامه السبعين. 📖 تحوّل أوريجينوس في الفكر اللاهوتي يكمن «التحوّل الذي لا رجوع عنه» الذي طبع أوريجينوس تاريخ اللاّهوت والفكر المسيحي في تأسيس اللاّهوت على تفسير الكتابات المُقدّسة. كان عمل اللاّهوت بالنسبة إليه في الأساس تفسير الكتابات وفهمها؛ ويُمكننا القول إنّ اللاّهوت عنده هو تعايش كامل بين اللاّهوت نفسه والتفسير الكتابيّ. العلامة الفارقة للعقيدة الأوريجينيّة كامنة في الدعوة المُتواصلة للانتقال من حرفيّة كلمات الكتابات إلى روحيّتها، لكي نَنمو في معرفة الله. كتب فون بالتازار أنّ هذه «المجازيّة» تتطابق «مع تطوّر العقيدة المسيحيّة الذي قاده تعليم آباء الكنيسة» الذين تقبّلوا درس أوريجينوس. 📝 النتاج الأدبي لِأوريجينوس النواة المركزيّة لأعمال أوريجينوس الأدبيّة تكمن في «قراءة ثُلاثيّة» للكتاب المُقدّس، وهي الطرق الثلاثة التي كَرّس بها نفسه لدراسة الكتابات المُقدّسة: القراءة النصّية الدقيقة: دراسة النصوص كما هي، مع فهم مقصدها الأصلي. كتب نسخة من الكتاب المقدّس تحتوي على ستّة أعمِدة متقابلة (العنوان «إكسابلا» أي «الأعمدة الست») تشمل النص العبري بالأحرف العبريّة، النص العبري بالأحرف اليونانيّة، وأربع ترجمات يونانيّة للمقارنة. القراءة التعليقيّة: قراءة منهجيّة مع التعليقات والشروحات التي قدّمها في المدرسة بالإسكندريّة والقيصريّة. التفسير آية بعد الأخرى، مع ملاحظات لغويّة وعقديّة دقيقة. القراءة التفسيرية المسيحيّة: التبشير بالكتاب المُقدّس متكيّفًا مع متلقّين متنوّعي التركيبة. تقسيم النص إلى آيات متتالية وشرح أبعاد المعنى: المعنى الحرفيّ: النص كما هو. المعنى الأخلاقيّ: كيف نعيش الكلمة في حياتنا اليومية. المعنى الروحيّ: وحدة الكتابات وتفسيرها في ضوء المسيح. ✝️ القراءة المسيحية للعهد القديم يَصل أوريجينوس في هذا الطريق إلى ترويج «القراءة المسيحيّة» للعهد القديم، متصدّيًا لتحدّي الهراطقة، خاصّةً الغنوصيّين وأتباع مرقيونس، الذين كانوا يضعون العهدين في تعارض. في العظة التاسعة في سفر العدد، يؤكّد أوريجينوس: «هكذا هي الشريعة والأنبياء في مدرسة المسيح؛ مُرّ هو الحرف، الذي يُشبِه القشرة؛ وفي التالي سوف تَصِل إلى المحارة، وهي العقيدة الأخلاقيّة؛ وفي النهاية سوف تجد معنى الأسرار، الذي تتغذّى به نفوس القدّيسين في الحياة الحاضرة والقادمة» (العظة في سِفر العدد 9/7). كما يؤكّد: «أنا لا أدعو الشريعة العهدَ القديم، إذا ما فهمتها بالروح. الشريعة تُصبِح عهدًا قديمًا لمن يُريدون فهمها بالجسد فقط… بالنسبة لنا، نحن الذين نفهمها ونطبّقها بالروح وحسب معنى الإنجيل، فإنّ الشريعة هي دومًا جديدة، والعهدان هما بالنسبة لنا عهدٌ جديد» (العظة في سِفر العدد 9/4). 🌟 خاتمة وتعليم روحي إنّ أوريجينوس يُذكّرنا بأنّ القراءة المبتهلة للكتابات والالتزام الأمين في الحياة، تُجدّد الكنيسة دومًا وتُجدّد شبابها. كلمة الله، التي لا تشيخ ولا تنضب، هي الوسيلة لبلوغ هذا الهدف. 📖 تعليم أوريجينوس حول الصلاة والكنيسة ✝️ الصلاة كطريق لفهم الكتابات المقدسة في الحقيقة فإنَّ أوريجينوس، وهو صاحب مؤلَّف هامّ دومًا “عن الصلاة”، يجمَع بشكلٍ مستمرّ بين إنتاجه التفسيريّ واللاهوتي وخبراته العملية المتعلقة بالصلاة. فبالرغم من غناها الفكريّ، فهي ليست معالجة أكاديميّة صرفة؛ بل ترتكز دومًا على خِبرة الصلاة والاتصال بالله. يرى أوريجينوس أن فهم الكتابات المقدسة يتطلب أكثر من الدراسة النظرية؛ فهو يعتمد على الحميمية مع المسيح والصلاة. ويؤكد أن المحبّة هي الطريق الأمثل للتعرّف إلى الله، إذ لا يمكن الوصول إلى “معرفة المسيح” حقيقةً دون الولع به. في رسالته إلى غريغوريوس يقول: «كرّس نفسك لِقراءة الكتابات الإلهيّة؛ وانكبّ على هذا بِثبات. والتَزِم بِالقراءة بِقصد الإيمان بالله وإرضائه. وإذا وجدت نفسك أثناء القراءة أمام باب مُغلق، فاقرع الباب وسيفتح لك ذاك الحارس الذي قال فيه يسوع: “الحارس سوف يفتحه له”… ولكن لكي تفهم أمور الله لا بدّ لك من الصلاة» (الرسالة إلى غريغوريوس 4). 💖 المحبة كأساس للمعرفة ينبع المستوى الأعلى في معرفة الله، حسب أوريجينوس، من المحبّة، تمامًا كما في العلاقات البشرية. فهو يشير إلى استخدام الفعل «عَرَفَ» في العبريّة للتعبير عن ممارسة الحب البشري، كما في سفر التكوين: «وعرَفَ آدمُ حوّاءَ امرأته فحملت» (تكوين 4/1). بهذه الوحدة في المحبّة يصبح المؤمن “اثنان في روح واحد” مع الله. ويصل أوريجينوس في هذا الطريق إلى أعلى مستويات التصوّف، كما يشهد له في عظاته على نشيد الأناشيد: «غالبًا – والله شاهد على ذلك – ما شعرتُ أنَّ العريس كان يقتربُ منّي إلى أعلى درجة؛ ثم يغيب عنّي فجأة، ولم أستطع إيجاد ما كنت أبحث عنه…» (العظة في نشيد الأناشيد 1/7). يوضح التقليد الرهباني لاحقًا، كما يذكر يوحنا بولس الثاني، أن الصلاة تتطور كحوار حب حقيقي حتى يتملك الحبيب الإلهي الإنسان بكليّته، ويصل إلى فرح روحي عميق. ⛪ تعليم أوريجينوس عن الكنيسة وكهنوت المؤمنين يركّز أوريجينوس في عظاته على كهنوت المؤمنين العام، ويؤكد على أهمية التحضير الروحي لممارسة الكهنوت: الطهارة واستقامة الحياة: ضرورة الالتزام بسلوك مستقيم ونقاء داخلي. الإيمان ومعرفة الكتابات المقدسة: شرط أساسي لتقديم الذبيحة على مذبح الله. الاستعداد والممارسة العملية: كما في العظة التاسعة عن سفر اللاويين، حيث يشير إلى ضرورة ارتداء الثياب الحبريّة والتحضير للتقدمة: «فإذا دخل أحد في أي وقت إلى الهيكل من دون الاستعداد اللازم، فسوف يموت… فهذا الأمر يهمنا جميعًا، فهو يعلمنا كيف نحضر أمام مذبح الله» (العظة في سفر اللاويين 9/1-2). ويؤكد أوريجينوس على أن الكهنوت العام يتطلب طهارة واستقامة وإيمان ومعرفة الكتابات، وأن الاستشهاد هو ذروة درب الكمال: «إذا أسلمت جسدي ليُحرَق، وكانت فيّ المحبّة، ونلت مجد الاستشهاد، فإنّي أقدّم ذبيحتي على مذبح الله» (العظة في سفر اللاويين 9/9). 🌟 النظر إلى يسوع بروح التأمل والمعرفة في عظته عن خطبة يسوع في الناصرة (لوقا 4/16-30)، يحث أوريجينوس المؤمنين على توجيه نظرة القلب نحو معرفة المسيح: «اليوم أيضًا، إذا شئتم، في هذه الجماعة يمكن لعيونكم أن تكون شاخصة إلى المُخلّص… طوبى لتلك الجماعة التي تشهد لها الكتابات بأن عيون الجميع كانت شاخصة إليه!» (العظة في إنجيل لوقا 32/6). وبهذا، يجمع أوريجينوس بين الصلاة، المحبة، معرفة الكتابات المقدسة، والاستعداد الروحي للكهنوت، ليؤسّس رؤية كاملة لممارسة الحياة المسيحية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس عرقتنجيّ | الولادة: – الوفاة: 1823 باسيليوس عرقتنجيّ (١٨١٦-١٨٢٣) هو جبرائيل بن نعمة اﷲ عرقتنجيّ الحلبّيّ الأصل. دخلَ الرهبانّيّة الشويرّيّة سنة ١٧٨٨ ودُعِيَ فيها باسيليوس. تقلَّبَ في مناصبها، فانتُخِبَ مدبّرًا رابعًا سنة ١٨٠٨، ثُمَّ مدبّرًا ثانيًا سنة ١٨١١، ثُمَّ رئيسًا عامًا سنة ١٨١٤. ✝️ تعيينه مطراًنًا على حلب بعد إبطال انتخاب مكسيموس مظلوم مطرانًا على حلب، اعتُبِرَ أنّ تعيين خلفه أصبح من اختصاص الكرسّيّ الرسولّيّ. لذلك عُيِّن الخوري باسيليوس عرقتنجيّ مطرانًا على حلب ببراءة البابا بيوس السابع في ٣ حزيران ١٨١٦. وأُعلِنَ فيها بطلان انتخاب مظلوم، واعتُبِرَت الأبرشّيّة في حالة شغور منذ وفاة المطران جرمانوس آدم. وكُلِّفَ المطران الجديد بتصحيح الأوضاع التي سبّبها عهد مظلوم، كالزواجات الباطلة وأحوال الكهنة الدخلاء. نال باسيليوس الرسامة الأسقفّيّة في ١٦ تشرين الأّوّل ١٨١٦ من يد البطريرك أغناطيوس الخامس قّطّان. وفي اليوم نفسه، كَتَبَ البطريرك إلى النائب الأسقفّيّ العام بحلب جبرائيل مراش، مبيّنًا موقفه من الضرائب. وفي ١٧ تشرين الأّوّل ١٨١٦ أرسل المطران الجديد أوّل رسائله إلى إكليروس حلب، داعيًا إلى مطالعة ِعِلم الذّمّة، وعقد اجتماع أسبوعّيّ، ونشر الأخوّيّات والتعليم المسيحّيّ، وخَتَمَ بختمه الرهبانّيّ القديم، كما عيَّن جبرائيل مراش نائبًا أسقفيا عنه لمّدّة سنة. 🗳️ تدبيره أمور أبرشّيّته الحلبّيّة انطلاًقًا من لبنان منذ أن عُيِّنَ باسيليوس عرقتنجيّ مطرانًا على حلب لم يطأ أرض أبرشيّته، بل أدارها من لبنان. وكانت إدارته رتيبة من غير مبادرات جديدة. ففي كانون الثّانّي ١٨١٧ حَدَّدَ أربع عشرة قضيّة أُحيلَت للنائب العام، منها السحر، وفتح رسائل المطران، والتجارة للكهنة. وفي الشهر نفسه أصدر منشورًا راعوِيًّا عُيِّنَت فيه تعرفة القداديس والاقتطاعات للفقراء ولمعلّم الاعتراف. وفي السنة نفسها قَدِمَ إلى حلب النائب الرسولّيّ لويس غندلفّيّ، فنُزِلَ ضيفًا مكرّمًا، واستقبله الوزير خورشيد باشا بحفاوة. ويُذكَرُ عهد باسيليوس خصوصًا باضطهاد سنة ١٨١٨، حيث استُشهِدَ أحد عشر مؤمنًا كاثوليكيًّا، وهو حدث أليم عمَّق الانقسام بين أبناء طائفة الروم، قبل أن تسود لاحقًا المحبّة الأخوِيّة والاحترام المتبادل. 🕊️ خلفّيّة الأحداث في مطلع القرن التاسع عشر كانت طائفة الروم في حلب منقسمة إلى كاثوليك (الأكثرية) وأرثوذكس (الأقلية). وكان راعي الكاثوليك متغيّبًا في لبنان، بينما الأسقف الأرثوذكسي جراسيموس التركماني، يونانيّ الجنسيّة، هو الوحيد المعترف به من الدولة العثمانيّة. فاستُخدِمَ نفوذه لفرض سلطته على الكاثوليك. في شباط ١٨١٨ صدر خَطّ شريف أُعلِنَ فيه أنّ جميع أبناء الروم، كاثوليكًا وأرثوذكس، يجب أن يتبعوا جراسيموس، وأن يُمنع الكهنة الكاثوليك والمرسلون الأجانب من الخدمة. فاحتجّ أعيان الكاثوليك لدى الوالي خورشيد باشا، وحصلوا على وعد بعدم تنفيذ هذه الأوامر. لكن الأسقف أقنع الوالي لاحقًا، فنُفِيَ أربعة عشر كاهنًا كاثوليكيًّا إلى لبنان. وفي نيسان ١٨١٨ دعا جراسيموس الكاثوليك إلى القلاّية، فاجتمع نحو أربعة آلاف منهم ورفضوا سلطته. فاستُدعِيَ الوالي وقاضي الشرع، واتُّهِمَ الكاثوليك بالعصيان. وحين رفض ممثّلوهم الاعتراف بالمطران، هجم الجند وأُعدِمَ ثمانية بقطع الرؤوس، ثم لحقوا بالهاربين فقُتِلَ ثلاثة آخرون. فبلغ عدد الشهداء أحد عشر: تسعة من الروم الكاثوليك، وواحد من السريان الكاثوليك، وواحد من الموارنة. كما سُجِنَ نحو خمسمئة، ووُضِعَت الأختام على بيوت الشهداء والمساجين. وبذلك غدا اضطهاد سنة ١٨١٨ محطة دامية في تاريخ كاثوليك حلب. ⚔️ التغّلّب على الأزمة في ١٧ نيسان ١٨١٨ أُطلِقَ سراح جميع المساجين ما عدا الكاثوليك (نحو ٥٠٠)، لكن بعد أن قدّم وجهاء الطائفة طاعتهم للأسقف جراسيموس أُفرِجَ عنهم. أمّا الشهداء فبَقِيَت جثثهم ثلاثة أيام قبل أن تُدفَنَ مقابل غرامة، ودُرِجَت أسماؤهم في السنكسار الكنسيّ كشهداء. ودفع الكاثوليك مبالغ كبيرة لفكّ الأختام عن بيوت الضحايا واستمالة الوالي، الذي اضطرّ لاحقًا للتراجع تدريجيًّا عن موقفه. صدر أمر بأن تُرفَعَ المنازعات الدينيّة إلى القاضي، ما سمح للكاثوليك بالامتناع عن الصلاة مع جراسيموس، لكنهم مُنِعوا من ارتياد كنائس الطوائف الكاثوليكيّة الأخرى، وفُرِضَت عقوبات صارمة على المخالفين. ومع ذلك، بدأت الدول الكاثوليكيّة، وخصوصًا النمسا وفرنسا، مساعيها للدفاع عن الكاثوليك، وأوكلت المهمّة إلى المطران مكسيموس مظلوم الذي قابل الإمبراطور النمساوي سنة ١٨١٨، فنال منه تعاطفًا ووعدًا بالدعم. وبفضل هذه الجهود، تحسَّن وضع الكاثوليك منذ مطلع ١٨١٩. فتعُيِّنَ نعّوم غضبان وكيًلا للطائفة، وبسعيه طُرِدَ جراسيموس من حضرة الوالي. وفي شباط ١٨١٩ سُمِحَ للكاثوليك بالصلاة في كنائس السريان والموارنة، وشاركوا في قدّاسات علنيّة حضرها أيضًا الوالي بنفسه. وفي آذار ١٨١٩ أُجبِرَ المطران جراسيموس على مغادرة حلب إلى القدس، ثم صدرت أوامر من الأستانة بنفيه نهائيًّا وإرجاع الكهنة الكاثوليك من منفاهم في لبنان. 📜 تقييم الأزمة ونتائجها في بداية عهده هادن المطران جراسيموس الكاثوليك، وسمح لهم باستعمال كنيسته، لكن بعض “الأروام” اشتكوه إلى البطريرك القسطنطينيّ، فوُبِّخَ وهدِّدَ بالعقوبات إن لم يضع حدًّا “لانشقاقهم”. وقد لعب أبناء “الأروام” في حلب والأستانة الدور الأكبر، إذ اعتبروا الكاثوليك فئة منشقّة متمرّدة متفرنجة، وسعوا بكلّ وسيلة لإرجاعها إلى الأرثوذكسيّة، حتى بالاستعانة بعنف السلطة العثمانيّة. تصاعد التوتّر: المطران يشتكي، الشعب يتمرّد، الوالي يردّ بوحشيّة، ثم تتراجع الأمور بتدخّل الدول الكاثوليكيّة والأموال، فيهادن الوالي الكاثوليك بل يدافع عنهم. لكنّ النتيجة كانت قاسية: نُفِيَ الكهنة إلى لبنان ولم يعودوا قبل ١٨٢٥، وتشتّت الكاثوليك مهاجرين إلى ليفورنو ومرسيليا، فيما استولى الأرثوذكس نهائيًّا على الكنيسة والمطرانيّة والأوقاف والمكتبة، ولم يتحرّر الكاثوليك إلاّ سنة ١٨٣١. في تلك المحنة أبدى الموارنة بحلب محبّة وتعاطفًا، واحتضنوا الكاثوليك وتحملوا الاضطهاد والغرامات عنهم. وزادت المآسي مع زلزلة ١٨٢٢ التي دمّرت ربع المدينة، وتعرّض الموارنة إثرها للظلم ومصادرة أموال كنيستهم رغم عدم تعميرهم شيئًا. 🕯️ سنواته الأخيرة ووفاته بقي المطران باسيليوس عرقتنجّيّ في لبنان طوال الأحداث، فلم يطأ حلب يومًا. فقد كتب رسائل إلى البابا والمجمع المقدّس بين ١٨١٨ و١٨٢١، يَسرد فيها اضطهاد الكاثوليك ويطلب المساعدة الماليّة وإدراج أسماء الشهداء الأحد عشر في عداد القدّيسين. وفي ٢٥ أيار ١٨٢٣ حرَّر وصيّته في دير الملاك ميخائيل بالزوق، طالبًا أن يُدفَن بجانب أسلافه، وتوفِّيَ بعد أيام في ٢٩ أيار ١٨٢٣ ودُفِنَ في كنيسة الدير. لم يَعُد الكهنة المنفيّون إلى حلب إلّا في أوائل ١٨٢٥، وظلّ الكرسيّ شاغرًا حتى تعيين مدبّر رسوليّ هو المطران أغناطيوس عجورّيّ في ٩ حزيران ١٨٢٦. وعند عودة الكهنة سنة ١٨٢٥ وُقِّعَت وثيقة تعهّدوا فيها بالاتحاد، والاقتصار على القدّاس في الكنائس، مع استثناء المرضى، ومنع الاعترافات في البيوت، وقد ثُبِّتَ الاتفاق من البطريرك أغناطيوس قّطّان. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكسيموس مظلوم | الولادة: 1779 الوفاة: 1815 📜 نشأته وُلِدَ ميخائيل مظلوم في حَلَب سنة ١٧٧٩، وتعلَّمَ مِهنةَ الحياكة وتثَقَّفَ في العلوم الكهنوتيّة في الدّار الأسقفيّة. رُسِمَ شَمّاسًا سنة ١٨٠٤، ثُمَّ كاهنًا سنة ١٨٠٦ على يد المطران جرمانوس آدم، الذي اتّخذه مُساعدًا له في أعمال المجمع. انحاز مظلوم إلى آراء المطران العقائديّة، ممّا أدّى إلى أنْ انقَسَمَ الإكليروس والعَلمانيّون في حَلَب إلى فريقَيْن مُتصارِعَيْن. وقد أُرسِلَتْ رسائلُ بطريركيّة تحُثُّهم على الاتّحاد، لكنَّ الخِلاف تفاقمَ حتّى وفاة المطران آدم سنة ١٨٠٩، فتأزَّمَ الوضعُ واشتدَّ التنافُس بين الحِزبَيْن على خِلافته. 📜 انتخابه أسقًفًا لحلب بعد وفاة المطران جرمانوس آدم، بقي كرسيّ حلب شاغرًا نحو عشرة أشهر. حاول البطريرك أغابيوس مطر تهدئة الخلافات بين الفريقين المتنازعين، لكنّ الانقسام ازداد، خصوصًا بين أنصار جرمانوس (الحزب الشرقي) ومعارضيه (الحزب الغربي). رغم محاولات المعارضة لتأجيل الانتخاب عبر الاستغاثة بروما، أصدر البطريرك أوامره بإجراء الانتخاب فورًا، ورشّح الخوري ميخائيل مظلوم مع ثلاثة رهبان آخرين. وفي ٢٦ تموز ١٨١٠ اجتمع أنصار الحزب الشرقي وانتخبوا مظلوم بالإجماع، بينما رفض المعارضون المشاركة. اعترف البطريرك بالانتخاب سريعًا، فرسم مظلوم أسقفًا على حلب في ٦ آب ١٨١٠، ومنحه اسم مكسيموس. وأرسل البطريرك والسينودس رسائل إلى روما لتأكيد رسامته، كما وجّه الأسقف الجديد رسائل راعوية إلى أبناء أبرشيته يدعوهم فيها إلى الوحدة والتسامح. ⚔️ ضحّيّة المعارضة بعد رسامة المطران مكسيموس مظلوم على حلب، واجه معارضة شديدة من بعض الكهنة والمؤمنين، وصلت شكاواهم إلى رومة. فصدر قرار بتعليق سلطته وتعيين مدبّر رسولـيّ بدلاً عنه. دافع البطريرك أغابيوس مطر عنه حتى وفاته، ثم تعاقب على الكرسي البطريركي رجال بعضهم ناصره وبعضهم خاصمه، ما زاد الأزمة تعقيدًا. وفي النهاية، أُجبر مكسيموس على التوجّه إلى رومة، حيث حُكم ضده سنة 1815، فسُلِب منه كرسي حلب ومنح لقبًا فخريًا مع راتب شهري. قَبِل القرار بروح منفتحة وتواضع كبير، وفضّل سلام الكنيسة على مصلحته الخاصة. وقد عُدّ هذا الموقف شاهدًا على أخلاقه الرفيعة واستعداده للتضحية، الأمر الذي مهد لاحقًا لارتقائه السدة البطريركية كأحد أبرز قادة الكنيسة الملكية الكاثوليكية. 🗳️ القّسّ موسى قّطّان المدّبّر الرسولّيّ عُيّن القسّ موسى قطّان الذي مدبّرًا رسولـيًّا على أبرشية حلب بعد إيقاف المطران مكسيموس مظلوم. واجه معارضة قوية من البطريرك، والسينودس، وأبناء حلب الموالين لحزب جرمانوس آدم، لكنه التزم بتنفيذ أوامر الكرسي الرسولي بلا تحزّب. ربطته رومة مباشرة بمجمع انتشار الإيمان، وأعفته من سلطة البطريرك. مارس صلاحياته في حلب وواجه تساؤلات من المجمع حول صرامة بعض المرسلين. وبعد تنازل مكسيموس مظلوم سنة 1815، برزت أسماء مرشحين لأسقفية حلب، لكن سرعان ما توفّي بعضهم. أما موسى قطّان نفسه، فقد انتُخب بطريركًا سنة 1816 باسم أغناطيوس الخامس قطّان، وأقام في دير الملاك ميخائيل بالزوق، وعيّن الخوري يوحنا عجوري معاونًا له ثم أسقفًا على ديار بكر وزحلة، كما جعله الكرسي الرسولي نائبًا على حلب بين 1826 و1831. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران جرمانوس آدم | الولادة: 1725 الوفاة: 1809 🌱 نشأته وُلِدَ في حَلَب في أجواءِ الاضطراباتِ والاضطهاداتِ الطائفيّة، وكان اسمُهُ في المَعْمَدِ “ميخائيل”. نشأ منذ صِغَرِهِ في دارِ المطرانيّة، وتربّى وتثقّف على يدِ المطران مكسيموس حكيم الذي لاحَظَ نُبوغَهُ، فأرسلهُ إلى رومة سنة ١٧٣٦ وهو في الثانيةَ عَشْرةَ من عُمرِهِ. هناكَ دَرَسَ في “معهد انتشار الإيمان” نحو خمسَ عشرةَ سنةً، حتّى ١٧٥١، وتعلّم الفلسفةَ واللاهوتَ والقانونَ الكنسيّ، كما أُتيحَ له إتقانُ اللاتينيّةِ واليونانيّةِ والفرنسيّةِ والإيطاليّة. أصبح فيما بعدُ مطرانًا على الأبرشيّةِ الحلبيّةِ مدّةً زادت على اثنتينِ وثلاثينَ سنةً، وكان يُنتَظَرُ أن يَحتلَّ المقامَ الأوّل بين أساقفةِ الرومِ الملكيّين بحلب، لولا ما شابَ إدارتَهُ من مشاكلَ محلّيّةٍ ألبَتْ عليه الأخصامَ، وما وُصِمَ به تعليمُهُ من تطرُّفٍ عقائديٍّ جعلهُ موضعَ شَكٍّ وارتيابٍ، وحَجَرَ عثرةٍ لكثيرين. ✝️ كاهن في حلب (١٧٥١ – ١٧٧٤) نالَ جُرمانوس آدَمُ الرِّسامةَ الكهنوتيّةَ سنةَ ١٧٥١ في رومة، ثُمَّ عادَ إلى حَلَب، فُكُلِّفَ بإدارةِ “أخوّيّةِ الدِّفاعِ عن الإيمانِ المُقَدَّس”. وقد شاركَ في مراحلِ الاضطهادِ ضدَّ الكاثوليك، ومارسَ خدمَتَهُ الكهنوتيّةَ بحماسٍ وإخلاصٍ. بعدَ وفاةِ البطريرك مكسيموس حكيم (١٧٦١) اندلعَ صراعٌ على البطريركيّة بين أثناسيوس دَهّان الذي ثُبِّتَ بطريركًا، وأثناسيوس جوهر الذي رَفَضَ عزلهُ. وتدخّلَت رومة، فبُطِلَ انتخابُ جوهر، وثُبِّتَ دَهّان رسميًّا. خلالَ هذا الصراع ألَّفَ القَسُّ جُرمانوس آدَمُ سنةَ ١٧٦٣ كُرّاسًا ضدَّ مَطامعِ جوهر. ورغمَ محاولاتِ جوهر وأنصارِه إعادةَ انتخابِه واحتلالَهُ ديرَ المُخَلِّص سنةَ ١٧٦٨، انتهى النزاعُ بالصلح بعدَ أن قدَّمَ الطاعةَ للبطريرك دَهّان، وحُلِّلَ من الحِرْم. في تلك الفترة ألَّفَ جُرمانوس آدَمُ رسالةً إلى الرهبانِ المُخَلِّصيّين (١٧٦٨) ضَمَّنَها “دَحضَ ادّعاءاتِ أنصارِ جوهر”، وأشارَ إلى أنَّهُ أنهى سنةَ ١٧٦٧ كتابَهُ الشهير “إيضاح اعتقاد الآباء القُدِّيسين ضدَّ إلحادِ المُشاقّين”، الذي دافعَ فيه بقوّةٍ عن المعتقدِ الكاثوليكيّ. ⛪ أسقُفُ عَكّا (١٧٧٤ – ١٧٧٦) بسببِ تآليفِ جُرمانوس آدَمَ ونشاطِهِ الرعَويِّ في حَلَب، طَلَبَهُ أبناءُ الطائفةِ في عَكّا مطرانًا لهم، فوافَقَ جميعُ الأساقفةِ على هذا الترشيحِ ما عدا أثناسيوس جَوهَر. فقَد أُقيمَ جُرمانوس آدَمُ مَطرانًا على عَكّا ليلةَ عيدِ الميلاد سنةَ ١٧٧٤ في كنيسةِ ديرِ مار أنطونيوس القَرْقَفَه. لكنَّهُ لم يستطِعِ الإقامةَ طويلًا في أبرشيّتِهِ، إذ هُرِّبَ من عَكّا سنةَ ١٧٧٥ مع أُسرةِ آلِ الصبّاغ بسببِ المخاوفِ والاضطراباتِ، فلجأ إلى أديِرة الرهبانيّةِ الشويريّةِ في لبنان. وتردَّدَ نحوَ سنةٍ بين هذه الأديِرة، إلى أن طَلَبَهُ أهلُ حَلَب مطرانًا لهم. 🏛 نَقلُهُ إلى مَطرانيّةِ حَلَب (١٧٧٧) بعدَ وفاةِ المطران أغناطيوس جَربوع في ١ كانون الأوّل ١٧٧٦، رُشِّحَ جُرمانوس آدَمُ بالإجماعِ من قِبَلِ الحلبّيّين، إكليروسًا وشعبًا، ليشغلَ كرسيَّ أبرشيّتِهم. وقد لَبَّى البطريرك ثاوضوسيوس دَهّان طلبَهم، فنُقِلَ جُرمانوس آدَمُ رسميًّا إلى أبرشيّةِ حلب بقرارٍ مُؤرَّخٍ في ١٧ نيسان ١٧٧٧. لكنَّهُ لم يتمكَّن من التوجّهِ إلى حلب والإقامةِ فيها منذُ تعيينِه، فقيل إنَّ السببَ اضطهادُ الكاثوليك، غير أنَّ الأرجح أنَّهُ آثَرَ البقاءَ في لبنان لانشغالِه بأمورٍ ثقافيّةٍ وقضائيّةٍ ودينيّةٍ هامّة. فأدارَ أبرشيّتَهُ من أديرةِ الرهبانيّةِ الشويريّة بواسطةِ نوّابٍ عامّين، أوَّلُهُم الخوري أنطون صبّاغ الذي مُنِحَ شارةَ “الحَجَر” الكنسيّ سنةَ ١٧٧٨، ثُمَّ خَلَفَهُ الخوري ميخائيل جَربوع. أمّا جُرمانوس آدَمُ فبقيَ مقيمًا إمّا في ديرِ القدّيس يوحنّا الصابغ في الشوير، وإمّا في ديرِ الملاك ميخائيل بالزوق. ⚖️ نشاطٌ إداريٌّ وقضائيٌّ هامٌّ في لبنان (١٧٧٧ – ١٧٩١) تميَّزَ المطران جُرمانوس آدَم بنشاطٍ دَفّاقٍ، مدعومٍ بعِلمٍ غزيرٍ ونباهةٍ فطريّةٍ، لكنَّهُ كان حادَّ الطبع، ميّالًا إلى التدخّل والمشاحنات. اصطدمَ أوّلًا بمطران بيروت أغناطيوس صَرّوف، ثُمّ دافعَ عن الرهبانِ الشويريّين بفتاوى قانونيّة (١٧٨٠)، وتدخَّلَ في قضايا عدّة. بعد وفاةِ البطريرك ثاوضوسيوس دَهّان (١٧٨٨)، عارضَ انتخاب أثناسيوس جوهر بطريركًا، لكنَّ رومة ثبَّتَت انتخابه (١٧٨٩). دُعِيَ إلى سينودس عام (١٧٩٠) لكنَّهُ انسحبَ بعد خلافٍ على الأسبقيّة، وتوجَّه إلى دير القمر بطلبٍ من الأمير بشير الشهابيّ للفصلِ في قضايا الموارنة. وقد سبَق أن عُيِّنَ من قِبَلِ البابا بيوس السادس (١٧٨٧) قاصدًا رسوليًّا على الطائفة المارونيّة، وأُوكلَ إليه عقدُ سينودس عامّ، كما ترأّسَ المجمع المارونيّ في بكركي (١٧٩٠). وهذا دلَّ على ثقةِ الكرسيّ الرسوليّ به، وعلى صداقاتٍ قويّةٍ مع الموارنة، لكن أيضًا على عداواتٍ شديدةٍ. وفي الوقت نفسه ظلّت أبرشيّتُهُ الحلبّيّة تُدار من بعيد بواسطة نوّابه العامّين. فأسَّسَ سنةَ ١٧٨٧ في ديرِ الآباء اللعازريّين بحلب أخوّيّةَ القربان المقدَّس، التي نشرت عادةَ التطواف في الأعياد، وانتقلت لاحقًا إلى زحلة. وفي سنةَ ١٧٩١ نُقِلَ إحصاءٌ عن حلب ذكر أنَّ سُكّانها ٢٢٨٠٠٠ نسمة، بينهم ٩٢٠٠ روم كاثوليك فقط، لكنَّ صِحّة هذه الأرقام مشكوكٌ فيها. 🧵قِصَّةُ الأَكمام (١٧٩٢) خلال أوّل زيارةٍ للمطران جُرمانوس آدَم إلى أبرشيّتِه الحلبّيّة، نشبَ خلافٌ بينه وبين القَسِّ إسطفان جَربوع (ابن أخ النائب العامّ الخوري ميخائيل جَربوع) حولَ زوجِ أكمام ثمينة من متروكات المطران الراحل أغناطيوس جَربوع. فقد ادَّعى القَسُّ إسطفان أنّها مُكافأة له، بينما أكّد المطران أنّها حقٌّ لمَن يخلفُ سلفَه على كرسيِّ حلب. الخلافُ كان في جوهرِه بسيطًا، لكنَّهُ تحوَّلَ إلى نزاعٍ كبير، إذ انضمَّ الخوري ميخائيل جَربوع وبعض وجهاءِ الطائفة إلى جانب إسطفان، بينما وقف الكهنة الآخرون مع مطرانهم. وتدخَّلَ البطريرك أثناسيوس جَوهَر مؤيِّدًا خصوم المطران، فزادَ الخلافُ اشتعالًا، حتى رفع جُرمانوس دعواه إلى الكرسيّ الرسوليّ في رومة. وقد سُجّلت إجراءات متبادَلة من حرمانٍ ورباطٍ كنسيّ، ومكاتيب بين الطرفَين، مع وساطاتٍ فاشلة، خصوصًا من مطران بيروت أغناطيوس صَرّوف الذي دعمَ المعارضين. وأمام هذه التطوّرات، قرّر المطران جُرمانوس السفرَ إلى رومة في آب ١٧٩٢ لعرضِ قضيّتِه، فوصلَ إلى تريستا سنة ١٧٩٣ بسلام. تكشف هذه الحادثةُ التافهة في أصلها، عن صراعاتٍ أعمقَ بين جُرمانوس آدَم والبطريرك جَوهَر، ومطران بيروت صَرّوف، كما تُظهِر حِدّة طبعِه واعتدادهُ بنفسه، مُقترنَين بعِلمٍ واسع وحِنكةٍ قانونيّة، جعلتهُ يُحوِّلُ أبسط القضايا إلى نزاعاتٍ كبرى. وقد أنهت رومة لاحقًا القضيّة بلُطفٍ، طالبةً إعادةَ الأكمام إلى صاحبِها، وإغلاقَ الملفّ نهائيًّا. 🌍 التّجوّل في إيطاليا (١٧٩٢-١٧٩٧) أبحر المطران جرمانوس آدم من اللاذقيّة في آب أو أيلول سنة ١٧٩٢ متّجهًا إلى رومة، لكنه توقّف طويلًا في مدينة تريستا حتى ربيع ١٧٩٣ حيث استُقبل بإكرام. وكانت غايته إبطال قرارات مجمع دير المخلّص (١٧٩٠) وانتزاع أبرشية حلب من سلطة البطريرك وإلحاقها مباشرة بالكرسي الرسولي. غير أنّ قرار المجمع المقدّس الصادر في ٢٦ نيسان ١٧٩٣، والمصدَّق من البابا بيوس السادس في ١٩ أيلول من العام نفسه، جاء مخيّبًا لآماله، إذ رفض إخضاع حلب مباشرة لرومة، وأوصى البطريرك أن يعامله بلطف، في حين أُلزم المطران باحترام بطريركه وزيارته عند العودة، بل وطُلب منه أن يردّ “الأكمام” أو يدفع ثمنها “حُبًّا بالسلام”. وقد ظهر من هذا القرار أنّ رومة آثرت إرضاء البطريرك أثناسيوس جوهر وتجنّب غضبه المعروف أكثر من مراعاة حقوق جرمانوس. وفي أثناء غيابه توفي جوهر (١٧٩٤)، وانتُخب بعده كيرلس الرابع سياج الذي لم يلبث أن توفي (١٧٩٦)، ثم خَلَفه أغابيوس مطر، لكن جرمانوس لم يحضر أيًّا من هذه المجامع، إذ ظلّ مقيمًا في إيطاليا. وهكذا امتدّ غيابه ستّ سنوات كاملة، ولم يعد إلى أبرشيته في حلب إلا في ٧ نيسان ١٧٩٨، ليُطرح السؤال: ماذا فعل في إيطاليا خلال هذه المدة الطويلة؟ 🤝اتصالات مشبوهة حاول جرمانوس آدم في إيطاليا استمالة بعض الأساقفة لنصرة قضيته، لكن تجواله هناك قاده إلى الاحتكاك بلاهوتيين متطرّفين يشككون بسلطة البابا ويؤمنون بأولوية المجامع. تنقّل بين عدّة مدن إيطالية، وأعلن من مسّينا مقاطعته لمجمع انتشار الإيمان بعد توبيخ شديد تلقّاه في رومة عام ١٧٩٦. وقد تأثر خاصةً بالمطران شيبيو ريتشي، المعروف بمناهضته لسلطة البابا، كما تواصل مع أساقفة فرنسيين لاجئين إلى إيطاليا يحملون أفكارًا “غليكانية”. ومع ذلك، ظل يتابع شؤون أبرشيته من بعيد، فكتب إلى إكليروس حلب عام ١٧٩٧ رسالة يدحض فيها ادعاءات حارس الأراضي المقدسة بشأن إعادة منح سرّ التثبيت. 🏠 في حلب من جديد (١٧٩٨) عاد المطران جرمانوس آدم إلى حلب في ٧ نيسان ١٧٩٨ بعد غياب ستّ سنوات في إيطاليا، لكنّه رجع متغيِّر الموقف من رومة، إذ بدأ ينشر بين أبناء طائفته أفكارًا غليكانية وفبرونية تشكّك في سلطة البابا، مما أثار اضطرابًا وتساؤلات بين المؤمنين. وكان عدد الروم الملكيين الكاثوليك في حلب آنذاك يقارب العشرين ألفًا. 🇱🇧 العودة إلى لبنان: خلافه مع المرسلين (١٧٩٩- ١٨٠٥) انتقل جرمانوس آدم إلى لبنان سنة ١٧٩٩ وأقام في دير الملاك ميخائيل بالزوق، حيث خاض جدلًا ضدّ المرسلين، مستغلًّا الخلاف القائم حول الرهبانية السمعانية. كتب ردَّه الشهير على “صوت الآباء المرسلين”، وأدخل فيه آراء غليكانية وفبرونية متطرّفة، ما سبَّب بلبلة بين الكاثوليك. واجه انتقادات حادّة من البطريرك الماروني يوسف تيان، لكنّه رفض التراجع مؤكِّدًا استناده إلى علماء غربيين. وتبادل الطرفان الرسائل حتى تدخّل البطريرك أغابيوس مطر دفاعًا عنه. استمر الخلاف مع المرسلين حتى ١٨٠٣ وبلغ رومة، غير أنّ الدوائر الرومانية لم تتابع القضية بجدية. وفي النهاية أصدر البطريرك تيان سنة ١٨٠٥ منشورًا يمنع قراءة مؤلفات جرمانوس آدم. 📜دوره الرئيسّيّ في مجمع القرقفه (سنة ١٨٠٦) كان للمطران جرمانوس آدم الدور الأبرز في المجمع الطائفي العام المنعقد في دير مار أنطونيوس القرقفه من ٢٣ تموز إلى ٣ آب ١٨٠٦، حيث حضره البطريرك أغابيوس مطر وتسعة أساقفة مع كبار الإكليروس، وكان الخوري ميخائيل مظلوم ممثلًا لإكليروس حلب وأمين سر المجمع. أعدّ جرمانوس آدم قرارات المجمع ووثّقها، ونقل بعض آراءه الغليكانية والفبرونية، ما جعل بعض المعاصرين يرونها متطرفة أو مخالفة للعقيدة، بينما لاحظ آخرون لاحقًا أنها غالبًا مجرد نقل لأفكار الغرب أو تقليد كنسي شرقي أرثوذكسي لا يتعارض مع جوهر العقيدة. وقد أثارت هذه القرارات جدلًا بين المؤمنين في حلب، وانتشرت في سورية قبل اعتمادها رسميًا. بعد وفاة جرمانوس آدم في ٦ آذار ١٨١٢، أصدر مجمع انتشار الإيمان تعليمات صارمة تشجب أفكار فبرونيوس وآباسيلاس التي روجها، وأمرت الطوائف بجمع كتبه وحرقها. ونهى البابا بيوس السابع سنة ١٨١٦ وجرى تجديد النهي في ٨ أيار ١٨٢٢، ثم حكم الكرسّي الرسولّي على مجمع القرقفه بتاريخ ٣ حزيران ١٨٣٥ بسبب دخول أفكار هرطوقية إليه. ⚔️ الجدالات اللاهوتّيّة في حلب سنة ١٨٠٣ أنهى المطران جرمانوس آدم كتابه الكبير “إيضاح البراهين الثابتة في حقيقة الأمانة الأرثوذكسية”، الذي تناول فيه آراء تحدّ من سلطة البابا وتمنح المجمع المسكونيّ تفوقًا عليه، وتنكر سلطته المباشرة على الأبرشّيّات، مع التأكيد على استدعاء الروح القدس لاستحالة القرابين إلى جسد المسيح ودمه. ولعلمه بأن هذه الآراء مخالفة للتعاليم الكاثوليكية التقليدية، حرص على إبقاء الكتاب سرّيًا، واطلع عليه عدد قليل من إكليروسه، منهم الخوري ميخائيل النحويّ والقّسّ ميخائيل مظلوم. لكن بعض المعارضين تمكنوا من الاطلاع على محتواه، فراحوا ينشرونه بين الشعب لتشويه سمعة المطران والانتقام من موقفه تجاه المرسلين، فتمزّقت الطائفة إلى حزب “الآدمّيّين” وحزب “المعارضين”، وتحولت المسائل الدينيّة الدقيقة إلى موضوع نقاشات حادة في الأسواق والسهرات. وعندما بلغت هذه الخلافات المطران في زوق مكايل، أصدر رسائل في تموز ١٨٠٩ تمنع المجادلة في تآليفه، وأعلن لكهنته أن رأيه مقبول مثل الرأي المعاكس ما دام الكرسي الرسولي لم يحسم القضية. أصدر البطريرك أغابيوس مطر منشورًا يؤكد اعتقاده وتعاليم الطائفة التقليدية دون تحريم الرأي المخالف، ثم أصدر منشورًا ثانٍ في ٣٠ أيلول ١٨٠٩ يطلب فيه رفض الرأي المخالف. فتمسّك فريق “الآدمّيّين” بفهمه بحسب المنشور الأول، بينما اعتبر الفريق المعارض الرأي مرذولًا بحد ذاته، واستمر الخلاف حتى وفاة المطران جرمانوس آدم في ١٠ تشرين الأوّل ١٨٠٩، وما زالت هذه النزاعات تؤثر لاحقًا على انتخاب خلفه المطران مكسيموس مظلوم. 🕊 وفاته توفي المطران جرمانوس آدم في ١٠ تشرين الأوّل سنة ١٨٠٩ بدير مار ميخائيل بالزوق، وحظي بجنازٍ حافل، ودفن في كنيسة الدير. عند وفاته، أعلن خضوع جميع مؤلفاته لحكم الكرسي الرسولي، مؤكّدًا أنه يموت كاثوليكيًا موحدًا بالحبر الأعظم وخاضعًا له. ورغم التحفّظات عليه، وثق الكرسي برسوليته وعلمه وتقواه وحنكته في إدارة الأمور، فكلّفه مجمع انتشار الإيمان بعد وفاته بإنهاء خلافات بين مطارنة الموارنة والسريان الكاثوليك. وقد رثاه المعلم نقولا الترك في ديوانه، مشيدًا بتقواه وفضله، وموثّقًا مكانته العلمية والروحية. 📚 إنتاجه الأدبيّ كتب كراريس وتقارير ضدّ البطريرك أثناسيوس جوهر وأنصاره من الرهبان المخلصّيين بين سنة ١٧٦٣ وسنة ١٧٦٨. ألّف “إيضاح اعتقاد الآباء القدّيسين ضد إلحاد المشاقّين” في حلب سنة ١٧٦٧. أنجز “الرّد على صوت المرسلين” في دير الملاك ميخائيل بالزوق في ٢٠ آذار سنة ١٧٩٩. صنّف “إيضاح البراهين اليقينيّة على حقيقة الأمانة الأرثوذكسية” في زوق مكايل سنة ١٨٠٣. كتب “منارة التعاليم النفيسة في شرح سلطة الكنيسة” في الزوق في ٢١ آذار سنة ١٨٠٤. أنجز “شرح التعليم المسيحيّ الصغير” في الزوق، وطُبع في مطبعة الشوير سنة ١٨٠٢، لكن البابا حرّمه في ٣ حزيران ١٨١٦، ثم نقّحه اليسوعيون لاحقًا. صنّف “شرح التعليم وقواعد الإيمان القويم” المعروف بالتعليم المسيحيّ الكبير، وطُبع في مطبعة الشوير سنة ١٨٠٢. جمع مجموعة مكاتبات وكراريس ومناشير رعويّة، محفوظة في المخطوطة رقم ٧٠ بمكتبة إكليريكية القديسة حنّة بالقدس الشريف. أعدّ سيرة السيّد المسيح من الأناجيل الأربعة في دير الشوير سنة ١٨٠٠، لتُقرأ في المنازل. ألّف “إرشاد إلى معلمي الاعتراف”. جمع أربعين خطبة دينيّة. ترجم بعض مجلّدات “تاريخ الكنيسة” للكردينال أورسي سنة ١٧٦٩ أثناء نيابته للبطريرك ثاوضوسيوس دّهّان في عكا. ترجم أيضًا “تاريخ مجامع الكنيسة المقدّسة” للراهب الفرنسي Jean Cabassut سنة ١٧٨٠ في دير الملاك ميخائيل بالزوق. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبو تفليسي | الولادة: 756 الوفاة: 786 📜 سيرته أبو تفليسي أو القدِّيس آبو (بالجورجيَّة: აბო თბილელი) وُلِد حوالي عام 756 في بغداد وتُوفِّي في 6 يناير 786 ويُعتَبر قدِّيسًا في المسيحيَّة وشهيدًا وشفيعًا لمدينة تبليسي عاصمة جورجيا ومنها اشتُقّت كُنيته. وُلِد آبو في العراق وكان مسلمًا ومقيمًا في بغداد ويعمل في صناعة العطور ومزاولًا لتركيبها مع المراهم الطبيَّة ما يدلّ على معرفةٍ واضحةٍ بالكيمياء، ونال تعليمًا دينيًا جيّدًا هو «الضروري لكلِّ مسلم»، وخلال إحدى زياراته إلى جورجيا دخل في نقاشات متعلِّقة بالدِّيانة مع كهنةٍ وأساقفةٍ من البلاد شملت أدقَّ المسائل الدينيَّة، وهذه النقاشات دفعته إلى الاقتناع بالمسيحيَّة. ومع ذلك، تردَّد في التحوُّل نحو المسيحيَّة علنًا إذ كانت جورجيا تحت حكم الخلافة العبَّاسيَّة، لكنَّه سرًّا أخذ يُصلِّي الصلوات المسيحيَّة. رافق آبو الأمير نرسيس وتوجَّها نحو أبخازيا التي لم تكن خاضعةً لسيطرة العباسيِّين، وهناك اعتنق آبو المسيحيَّة رسميًا وانخرط في حياةٍ من الصلاة والزهد. في عام 782 صالَح الأمير نرسيس العباسيِّين في تبليسي وعاد إليها، فأراد آبو التوجُّه معه إلى العاصمة رغم تحذيرات الأمير، وظلَّ هناك لنحو ثلاث سنوات مقيمًا ومبشِّرًا بين الشعب. بعد ثلاث سنوات، اعتقَلَته السلطات العباسيَّة في تبليسي وحاكَمتْه بتهمة الرِّدَّة عن الإسلام، لكنَّه رفض التخلِّي عن المسيحيَّة واعترف بإيمانه في قاعة المحكمة نفسها. نُفِّذ به الإعدام في 6 يناير 786 وقد نُقِل التقليد أنَّ آخر كلماته كان شُكرًا لله لأنَّه «حوَّل مهنته من تركيب العطور الدنيويَّة إلى الدعوة السماويَّة باتِّباع العطور الحلوة لوصايا المسيح». واعتُبِر شهيدًا وقدِّيسًا وشفعيًا لمدينة تبليسي وقام الكاتب الجورجي إيوني سابانيسدز حديثًا بإصدار روايةٍ تتناول قصَّة حياته بعنوان «استشهاد آبو القدِّيس». موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغناطيوس جربوع | الولادة: 1714 الوفاة: 1776 📜 نشأته وُلد أغناطيوس جربوع في حلب لعائلة رومّية ملكيّة كاثوليكية مرموقة. اسمه الأصلي عبد النور، والتحق بالرهبانية الحنّاويّة عام 1737، وارتقى تدريجيًا في الرهبانية ليصبح شمّاسًا ثم مرشدًا للمبتدئين، وكان موثوقًا من قبل الرؤساء. أُطلق عليه اسم أغناطيوس عند الرهبنة. خدم أغناطيوس في إصلاح العلاقات بين الرهبان والراهبات، وجمع التبرعات لمصلحة الرهبانية في مصر، ونسخ ودوّن تاريخ الرهبانية ومخطوطاتها. بعد وفاة الرئيس العام الخوري نقولا الصائغ عام 1756، انتخب أغناطيوس رئيسًا عامًا للرهبانية، حيث وسّع ودعم الأديرة وأنشأ كنيسة جديدة في بيروت. بقي في هذا المنصب حتى 1761، حين رُسم أسقفًا على حلب. ✝️ رسامته أسقفًا في 13 تموز 1761، نصّ البطريرك مكسيموس حكيم بطريرك أنطاكية للروم الملكّيّين الكاثوليك، بحضور الموفد البابوي دومينيك دي لانزيس، على أغناطيوس جربوع ليُرسم مطرانًا على حلب. تمّت الرسامة يوم 22 تموز 1761 في كنيسة دير القديس يوحّنّا الصابغ بالخنشارة. حافظ المطران على اسمه الرهباني “أغناطيوس” وأضاف إليه “كربس” وقد يُعزى الاسم أيضًا كتحريف للاسم العائلي “جربوع”. 🏞️ مكوثه بالديورة في لبنان قضى مطران حلب أغناطيوس جربوع معظم فترة أسقفّيّته (15 سنة و4 أشهر) في لبنان بسبب اضطهاد الروم الكاثوليك في حلب، ولم يقم فيها سوى ثلاث سنوات وسبعة أشهر. خلال هذه الفترة، شارك في المجامع الكنسية لمواجهة محاولات اغتصاب البطريركية، وتثبيت البطريرك ثاوضوسيوس السادس دّهّان، ولعب دور الوساطة بين البطريرك وبعض رجال الدين. كما أكمل تأليف خدمة القديس يوسف في دير الشير عام 1768، وحافظ على علاقة ودّية مع البطريرك الذي منحَه امتيازات رعوية وطقسية ذات قيمة وقتها. 🚶 تردُّدهُ على حلب أقام مطران حلب أغناطيوس جربوع في حلب فقط ثلاث سنوات وسبعة أشهر من أصل خمس عشرة سنة قضاها كأسقف، وزار المدينة عدة مرات قبل وفاته عام 1776. خلال تردّده على حلب، كلّف نُوابه (أنطون صباغ، زخريا، ميخائيل جربوع) بإدارة شؤون الأبرشية. من أبرز ما عالجه عن بعد مشكلة تردد النساء المسيحيات إلى كنائس المرسلين الإفرنج في الأسواق القديمة، حيث كان ذلك يشكل خطورة أخلاقية واجتماعية، فاحتجت الطوائف الشرقية ورفضت، لكن روما أيّدت المرسلين، وبقيت النساء يذهبن إلى هذه الآنيات. 🕊️ تجديد الطقوس البيعّيّة والآداب الكهنوتّيّة أدخل المطران أغناطيوس جربوع عام 1769 عيد القديس يوسف في الطقس البيزنطي للروم الملكّيّين الكاثوليك، وكتب له خدمة طقسية في دير الشير عام 1768، لكنها لم تستمر طويلًا. رغم عدم كونه لاهوتيًا بارعًا، اهتم بتنظيم سلوك كهنته، وألّف كتابًا لفحص المرشحين للكهنوت عام 1771، وراقب التزامهم بالأخلاق والتقاليد، كما حرص على التزام أعيان الطائفة بدفع العشر لضمان حقوق البطريرك ورئيس الكهنة تجاه الدولة. 🚫 منع بعض التجاوزات الأخلاقّيّة والمالّيّة أصدر المطران أغناطيوس جربوع أوامر صارمة لمنع التجاوزات الأخلاقية والمالية، خصوصًا خلال الأعراس، متابعًا وصايا أسلافه. من أبرز هذه الإجراءات: إقامة الأعراس بطريقة مسيحية وبخوف الله، منع النساء المشبوهات والرقص الصاخب، حظر المشروبات الكحولية، إلغاء بعض الملابس والزيجات غير اللائقة، منع نقوط المواليد واحتفالات حمّام العرائس، وتحريم لعب الورق مقابل المال، معتبرًا ذلك خطيئة وجعل الحلّ منها بسلطانه الخاص. 🤝 مع الطائفة السريانّيّة الشقيقة في سنة 1771، ساعد المطران أغناطيوس جربوع الروم الكاثوليك في حلب طائفة السريان الأرثوذكس المثقلة بالديون، فدفعوا لهم المبالغ المطلوبة مقابل اعتناقهم الكاثوليكية، مما أتاح لهم الاستفادة من الكنيسة للعبادة بحرية. أظهرت هذه الحادثة حرص الروم الكاثوليك على نشر الإيمان واستعدادهم للبذل في سبيله، كما عزّزت حقهم المعنوي في استخدام كنائس السريان لاحقًا. ويُعزى للمطران أغناطيوس دور في انضمام ميخائيل جروه، أول بطاركة السريان الكاثوليك، إلى المذهب الكاثوليكي. 📚 حوادث في عهد المطران أغناطيوس جربوع استمر النشاط العلمي في طائفة الروم، فتمّ نقل كتب لاهوتية وترجمة بعضها للعربية، وأُلغي الوجود اليسوعي في حلب عام 1773 وسُلِّم ديرهم للآباء اللعازريين. في المقابل، واجه المسيحيون في حلب ضغوطًا مالية شديدة، منها ضرائب وغرامات تفوق الجزية التقليدية، ما تسبّب في معاناة كبيرة وخوف من فقدان السكان لمجتمعاتهم. الرسائل تشير إلى أن المسيحيين لجأوا للبحث عن حماية، وأن عدم تجديد أوامر إعفاءهم من المظالم قد يؤدي إلى تهجيرهم أو انقراضهم المحلي، وهو تصوير جزئي لقسوة الحكم العثماني على الطائفة. ⚰️ وفاته توفي المطران أغناطيوس جربوع في 1 كانون الأول 1776 في أبرشية حلب، بعد أن أقام فيها ثلاث سنوات وسبعة أشهر، وجاءت مدة ارتسامه الأسقفية خمس عشرة سنة وأربعة أشهر. عُرف بعلمه ووعظه وحسن سيرته، وأثّر تأثيرًا كبيرًا في أهل حلب والرهبنة، وكان موضع حُزن واسع عند وفاته. 📝 مؤلفاته قدّاس فم الذهب وباسيليوس. رسالة راعوية موجّهة إلى الرجال والسيدات. خدمة عيد القديس يوسف. البتولية منذ ابتداء الكنيسة. البحث الراهن في فحص الكاهن. برهان هندسي على إيمان كنيسة المسيح الحقيقية. دحض ادعاء الذين يقولون أن الكنائس المتحدة برومة قد أعرضت عن تعاليم الآباء القديسين. رسالة في الطبيعتين والمشيئتين في يسوع المسيح – مقسمة إلى 7 فصول. سيرة القديس أنطونيوس المصري. مديح الحياة الرهبانية منسوب خطأً إلى القديس باسيليوس الكبير. الفرائض الإرشادية لبنات الروم الملكية ضمن مؤلفاته التربوية. مجموعة مواعظ بثمانية مجلدات ضمن مؤلفات الرعوية والتعليمية. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس السابع بن قطر | الولادة: – الوفاة: 1166 📜 السيرة في عام 1139، انتخب مجمع من اثني عشر أسقفًا ورسموا الشماس يشوع بن قطر بطريركًا في مدينة أمد، وواجه ضغوطًا من حاكم المدينة المسلم الذي أيّد أسقفًا آخر بسبب خوفه من تحالف البطريرك مع الصليبيين، مما دفعه إلى تبني اسم أثناسيوس. زعمت مجموعة داخل الكنيسة، بما في ذلك أسقف جيهان، أن الرسامة كانت ضد شرائع الكنيسة وقذفت أثناسيوس أمام جوسلين الثاني، كونت الرها (حامية صليبية فرنجية). واقترح أعضاء الكتلة أن يعقد جوسلين مجمعًا آخر لانتخاب بطريرك جديد وفقًا لقوانين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. استدعى الكونت تيموثاوس، أسقف جرجر، وهي مدينة ضمن نطاقه، إلى صمصاد لسماع مشورته، حيث قدم تيموثاوس دعمه لأثناسيوس. ومع ذلك، منع جوسلين إعلان أثناسيوس بطريركًا في جميع أنحاء مقاطعة الرها لأنه لم يقدم الاحترام للكونت. ثم سافر أثناسيوس بعد ذلك من مدينة مليتين إلى دير مار بن صوما المجاور. واستمر جوسلين الثاني في التدخل في شؤون الكنيسة حيث أعلن باسيليوس بار شومانا، أسقف كيسوم، أسقفًا على الرها. وقد ثبت البطريرك بار شومان أسقفًا على الرها، ورسم مكانه إيليا أسقفًا على كيسوم، الذي اتّخذ اسم يوحنا. وفي المقابل، تلقّى يوحنا الأدوات الطقسيّة اللازمة لتكريس بطريرك جديد كان جوسلين قد استولى عليها من دير مار برسوم في عام 1129. التقى أثناسيوس وتصالح مع جوسلين الثاني والأساقفة الذين عارضوه في تل باشر، عاصمة مقاطعة الرها، في أوائل عام 1144، بعد عودة جوسلين من تتويج بالدوين الثالث في القدس في ديسمبر 1143. التقى باسيليوس بار شومان وأثناسيوس لاحقًا في أمد ورُسِم أسقفًا على سيبابيرك، وهي أبرشية داخل أبرشية الرها، حيث حُرم من منصبه بعد سقوط الرها في ديسمبر 1144. في عهد أثناسيوس كبطريرك، تعرّض دير بن برسوم للنهب في 18 حزيران 1148 على يد الصليبي الفرنجي جوسلين الثاني، الذي كان يفتقر بشدة إلى الأموال، فسرق يد ابن برسوم، أغلى ممتلكات الدير، وأسر خمسين راهبًا. ولم يُسمح للرهبان فيما بعد بالعودة إلى الدير إلا بعد دفع فدية قدرها 10 آلاف دينار في أغسطس/آب 1148، وأُعيدت بعض الآثار بتكلفة إضافية قدرها 5 آلاف دينار في ديسمبر/كانون الأول 1150. في 9 كانون الأول 1157، حضر أثناسيوس، برفقة بلدوين الثالث ملك القدس، وإيمري من ليموج، بطريرك اللاتين في أنطاكية، وثوروس الثاني، سيد كيليكيا، وميخائيل رابو، رئيس دير مار برصوم والخليفة المستقبلي لأثناسيوس، وآخرين، تكريس كنيسة جديدة في أنطاكية. واستمر البطريرك في إدارة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حتى وفاته عام 1166. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ثاودوسيوس رومانوس | الولادة: – الوفاة:896 البطريرك ثاودوسيوس رومانوس (بالسريانية: ܦܛܪܝܪܟܐ ܬܐܘܕܘܣܝܘܣ) كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 887 حتى وفاته في عام 896. 📜 السيرة وُلِد رومانوس في تكريت في القرن التاسع وأصبح راهبًا في دير القرتمين في طور عابدين. تلقى تعليمه في الطب وأصبح معروفًا بأنّه طبيب ماهر. كان لقبه “الروماني” (رومانوس) مشتقًا من معرفته باللغة اليونانية، ولا يدل على أصله. في هذا الوقت، ظلّ المنصب البطريركي شاغرًا لمدة أربع سنوات بعد وفاة إغناطيوس الثاني في عام 883 بسبب الخلاف بين أساقفة الكنيسة. استجابة لمطالب أتباعهم، اجتمع الأساقفة في أميدا للمناقشة وإجراء انتخابات بالقرعة رُشّح فيها اثنا عشر اسمًا. وهكذا اُختير رومانوس ليخلف إغناطيوس الثاني بطريركًا لأنطاكية، وكرّسه رئيس أساقفة صمصاد تيموثاوس في أميدا في 5 شباط 887 (حسب التقويم السلوقي: 1198)، حيث اتخذ اسم ثاودوسيوس. لا توجد تفاصيل معروفة عن فترة ولاية ثيودوسيوس بطريركًا باستثناء أنّه قام ببناء بعض المباني في دير قرتمين مع حزقيال، أسقف طور عابدين. خدم بطريركًا لأنطاكية حتى وفاته في 1 حزيران 896 (1207 حسب التقويم السلوقي) في دير قرتمين، حيث دفن. وباعتباره بطريركًا، رسم ثيودوسيوس اثنين وثلاثين أسقفًا، وفقًا لسجلات القديس ميخائيل السرياني، في حين أنّ ابن العبري في تاريخه الكنسي ينسب إلى ثيودوسيوس رَسَامة ثلاثة وثلاثين أسقفًا. 📚 الأعمال قام ثاودوسيوس بترجمة كتاب هيروثيوس وعلَّق عليه بناءً على طلب لعازر أسقف قورش. تكوّنت تعليقاته من خمسة كتب في ثلاث رسائل، انتهى من أول رسالتين منها في أميدا، بينما انتهى من الثالثة في صمصاد. اُعتبر الكتاب هرطقة ورفضه البطريرك قرياقوس التغريتي باعتباره عمل ستيفن بار سودهيلي في بيان قانوني في مجمع، ولكن يبدو أن ثاودوسيوس قد قبل صحته ولم يذكر ستيفن. وقد لوحظ أن رأي ثاودوسيوس الإيجابي في الكتاب يعكس تقليد التصوف السائد في دير القرتمين، والذي تأثر بأفكار التصوف الإسلامية. وقد استخدم ابن العبري تعليق ثاودوسيوس في وقت لاحق في تعليقه على الكتاب، كما أعاد أبو نصر البرطلي نسخه في عام 1290 في مخطوطة بعنوان الأسرار الخفية لبيت الله، ولكنها احتوت فقط على نصف التعليق (مخطوطة زعفران 213). تشمل الأعمال الأخرى الباقية: المختصر التركيبي الطبي المنسوب إلى ثاودوسيوس، كما لاحظ ابن العبري، والذي لم يتبقَّ منه سوى جزء صغير (مخطوطة الفاتيكان 192). بالإضافة إلى ذلك، اُحتُفظ برسالة مجمعية إلى البابا ميخائيل الثالث بطريرك الإسكندرية وعظة للصوم الكبير، وكلاهما باللغة العربية (الموسوعة البريطانية رقم 7206). وكتب أيضًا رسالة للشماس جورج جمع فيها وشرح مائة واثنتي عشرة قاعدة (بالسريانية: melle remzonoyoto d-ḥakime، وتعني: أقوال رمزية للحكماء)، معظمها من مؤلفات فيثاغوري قام بترجمتها من اليونانية إلى السريانية؛ ولا تزال نسخة من هذه الرسالة بالسريانية والعربية موجودة (مخطوطة باريس 157). وقد نُسبت بعض الشرائع لاحقًا إلى ثاودوسيوس أيضًا. ⛪ الخلافة الأسقفية وباعتباره بطريركًا، قام ثيودوسيوس برسامة الأساقفة التاليين: أثناسيوس، رئيس أساقفة تكريت أيوب، رئيس أساقفة هرات ديونيسيوس، رئيس أساقفة أفامية سيريل، رئيس أساقفة أنزاربوس ديونيسيوس، أسقف تلا حزقيال، أسقف ميلتينه دانيال، رئيس أساقفة دمشق دينا، أسقف قلسورة جورج، أسقف سيركيسيم غابرييل، رئيس أساقفة طبريا ميخائيل، رئيس أساقفة مابوغ يعقوب، رئيس أساقفة ساموساطا إغناطيوس، رئيس أساقفة أفراح حزقيال، أسقف طور عبدين سيلفانوس، أسقف أرسين باسيل، أسقف أرمينيا يوحنا، أسقف إيرينوبوليس حبيب، رئيس أساقفة أنزاربوس سمعان، أسقف تل بسمة حبيب، رئيس أساقفة الرصافة يوحنا، أسقف ساروق لعازر، رئيس أساقفة طرسوس إلياس، أسقف جيسرا حبيب، أسقف كيشوم باسيل، أسقف زوغما متى، أسقف تلا توما، أسقف سيركيسيم توما، أسقف إيرينوبوليس سيفيروس، أسقف دارا يعقوب، أسقف نجرانيين حبيب، أسقف إيرينوبوليس سيرجيوس، أسقف رأس العين موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس بطرس الرابع | الولادة: 1798 الوفاة: 1894 مار إغناطيوس بطرس الرابع (1798 – 8 أكتوبر 1894)، كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 1872 حتى وفاته عام 1894. يُعتبره الكثيرون مهندس الكنيسة الحديثة. 📜 النشأة وُلِد بطرس في مدينة الموصل عام 1798 لعائلة مسيحية معروفة وقضّى طفولته في دير الزعفران، حيث أصبح لاحقًا راهبًا وسِيم كاهنًا أيضًا. في عام 1846، عُيِّن بطرس من قِبَل البطريرك إغناطيوس إلياس الثاني أسقفًا لدمشق واتّخذ اسم يوليوس. ⛪ الأسقفية بصفته أسقفًا، انخرط بطرس ونجح في نزاع مع الكنيسة السريانية الكاثوليكية حول ملكيّة العديد من الكنائس والأديرة القديمة داخل أبرشيّته، ونتيجة لذلك استعاد الكثير للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. في وقت وفاة إغناطيوس يعقوب الثاني، عام 1871، كان بطرس يُقيم في القسطنطينيّة ولم يتمكّن من السفر إلى ماردين للانتخابات البطريركيّة. لكن المجمع انتخبه بالإجماع بطريركًا. في البداية رفض المنصب، ولكن في ظلّ الإقناع المستمرّ، تمّ تكريس بطرس بطريركًا في 16 يونيو 1872 في دير الزعفران، حيث اتّخذ الاسم البطريركي إغناطيوس. بعد فترة وجيزة من تولّيه البطريرك، قام بطرس بتجديد دير الزعفران ورسم عبد الله صطوف مطرانًا للقدس تحت اسم غريغوريوس. في عام 1873، انتقل إلى القسطنطينية حيث اعترفت به الحكومة العثمانية بصفته بطريركًا رسميًا للسريان الأرثوذكس وحصل على الحقوق المناسبة. 🕍 الكنيسة في الهند أثناء إقامته في القسطنطينيّة، تلقّى البطريرك رسالة من بوليكوتيل مور ديونيسيوس وإدافازيكال فيليبوس كوريبيسكوبوس يطلبان المساعدة في حلّ المشاكل التي تسبّب بها المطران أثناسيوس، الذي كان قد تمّ إيقافه بالفعل من قِبَل كلّ من إغناطيوس إلياس الثاني وإغناطيوس يعقوب الثاني لإجراء إصلاح أنجليكاني لكنيسة مالانكارا الأرثوذكسية السريانية. بعد التشاور مع العديد من المطارنة، غادر البطريرك والأسقف غريغوريوس عبد الله صطوف القسطنطينيّة في 24 أغسطس 1874 إلى بريطانيا لمناقشة المسألة مع الحكومة البريطانية. عند وصولهم في سبتمبر، التقوا بمسؤولي الحكومة البريطانية وناشدوا روبرت سيسل، وزير الدولة لشؤون الهند في ذلك الوقت. استُقبِل بطرس في البداية بعدوانيّة من أرشيبالد كامبل تايت، رئيس أساقفة كانتربيري، الذي تلقّى كلمة من الأساقفة البروتستانت في الهند بأنّ أثناسيوس يستحقّ دعم كنيسة إنجلترا. ومع ذلك، أثار البطريرك إعجاب الجمهور البريطاني بمعرفته بالكتاب المقدّس، ونتيجة لذلك عقد لقاء مع الملكة فيكتوريا وطلبت الحكومة البريطانية من حاكم رئاسة مدراس النظر في قضيته. أيضًا، أثناء إقامته في بريطانيا، رتّب بطرس لإرسال مطبعة إلى دير مور الزعفران. في أبريل 1875، أبحر البطريرك والمطران إلى الهند عبر مصر ووصلوا إلى مومباي في مايو. التقوا بوليكوتيل مار ديونيسيوس في يونيو في مدينة بونه وسافروا من هناك إلى تشيناي لمقابلة الحاكم لإقناعه بقضيّتهم. بعد لقائه مع الحاكم، وافق على مساعدته وسرعان ما غادر البطريرك إلى مالابار مرّة أخرى. في مارس 1876، ألغت ترافنكور رعاية الدولة لـ CMS وصدر مرسوم يتنصّل من حقّ الدولة في التدخّل في شؤون الكنيسة. في تمّوز، عقد البطريرك أوّل سينودس مولانثوروثي الذي اتّخذ العديد من القرارات التنظيميّة والإداريّة. الترتيبات الرئيسيّة كانت: تشكيل لجنة جمعية مالانكارا المسيحية السريانية وهي هيئة تمثيليّة لكنيسة مالانكارا السريانية وتتألّف من 24 عضوًا مُنتخَبًا وبالتالي إدخال نظام ديمقراطي للإدارة. تقسيم كنيسة مالانكارا إلى ستّة أبرشيات ورُسِم مطران لكلّ أبرشية. ↩️ العودة إلى سوريا في مايو 1877، غادر البطريرك الهند وزار كنائس مصر قبل وصوله إلى القدس وسافر إلى القسطنطينية حيث أسّس كنيسة جديدة باسم السيّدة العذراء. عاد بعد ذلك إلى دير الزعفران حيث أقام لسنواته المتبقية. توفّي البطريرك في 8 أكتوبر 1894 في ماردين ودُفن في بيت قاديش. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم | الولادة: 1948 الوفاة: – 🕊️ النشأة والدراسة وُلِد نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܐܒܪܗܡ في 18 آب/أغسطس 1948 بمدينة القامشلي (نصيبين الجديدة) من والدَين فاضلَين مؤمنَين هما: إبراهيم إبراهيم وفهيمة قومي، وكان البكر بين خمسة إخوة وثلاث أخوات. بدأ دراسته في المدارس السريانية، ثم تابعها في ثانوية النهضة السريانية. سنة 1962 انتسب إلى معهد مار أفرام الكهنوتي بزحلة ـ لبنان، وتخرّج فيه عام 1967 حائزًا على دبلوم في اللاهوت والفلسفة بدرجة “جيد جدًا”. بعدها عُيّن سكرتيرًا في مطرانية الموصل (1967 – 1973)، حيث قام بتدريس مادة الديانة، وشارك في تأسيس مجلة بين النهرين. وفي 26 تموز 1973 ألبسه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث الإسكيم الرهباني. ثم حصل على منحة دراسية وانتقل إلى المعهد الشرقي في روما، حيث نال ماجستيرًا في التاريخ بدرجة ممتاز، وبكالوريوسًا في الحق القانوني الشرقي بدرجة جيد جدًا. ✝️ الكهنوت والمطرانية رُقّي إلى درجة الكهنوت في 15 شباط 1976 بدمشق، ثم عُيّن نائبًا بطريركيًّا في السويد وزائرًا بطريركيًّا في أوروبا (1976 – 1977)، حيث اهتم برعاية المهاجرين وأسس أول كنيسة سريانية أرثوذكسية في أوروبا (مدينة هنكلو – هولندا، 1977). كما تولّى إدارة إكليريكية مار أفرام بلبنان. في آذار 1979، انتُخب مطرانًا شرعيًّا على أبرشية حلب ورُسِم على يد البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في كاتدرائية مار أفرام السرياني، بحضور عدد من الأساقفة ورؤساء الطوائف. ومنذ ذلك الحين حمل لقب غريغوريوس بحسب التقليد السرياني. 📚 النشاط الفكري والثقافي تميّز المطران يوحنا إبراهيم بثقافته الواسعة وإتقانه لغات عديدة: العربية والسريانية والإنكليزية والإيطالية، مع إلمام بالفرنسية والعبرية واليونانية واللاتينية والروسية والسويدية. جمع مكتبة شخصية ضخمة ضمّت أكثر من عشرين ألف كتاب. أسس دار ماردين – الرها للنشر (1977) التي نشرت مئات الكتب في التراث المسيحي والتاريخي، وأصدر عدة مؤلفات أبرزها كتاب قبول الآخر (2006) الذي جسّد رؤيته المتسامحة للعيش المشترك. 🤝الدور المسكوني والحواري كان للمطران دور بارز في الحوار بين الأديان والعمل المسكوني، ومن أبرز مناصبه: عضو اللجنة المركزية في مجلس الكنائس العالمي (1980 – 1998). عضو اللجنة التنفيذية للجنة الإيمان والنظام في المجلس منذ 1990. مستشار لجنة الشعوب والأديان في روما (منذ 1987). عضو اللجنة العالمية للحوار الأرثوذكسي – الكاثوليكي (منذ 1983). عضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط (1999 – 2003). 🏥 الأعمال الاجتماعية والرعوية عزّز المطران أوقاف الأبرشية بعقارات مختلفة، وأسّس مستوصفَي دار شفاء مار أفرام في حي السليمانية ودار شفاء مار جرجس في حي السريان القديم، ودارًا للمسنين باسم بيت حسدا، ومدرسة الكلمة الخاصة، إضافة إلى مشاريع عمرانية وتعليمية وخيرية عديدة. كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالتربية الدينية، فأسّس مدارس ومراكز للشباب والعائلات والكشاف والموسيقى السريانية، وساهم في إعادة إعمار الكنائس والمزارات التاريخية. 🕊️ الموقف من الأزمة السورية مع بداية الحرب السورية (2011)، دعا المطران يوحنا إبراهيم المسيحيين إلى عدم الهجرة والصمود في أوطانهم، محمّلًا جميع الأطراف مسؤولية تفاقم الأوضاع. عمل على إطلاق عدد من المختطفين، وسعى لإطلاق حوارات وطنية واجتماعية. ⚠️ حادثة الاختطاف والتغييب في 22 نيسان/أبريل 2013، كان المطران يوحنا إبراهيم في مهمة إنسانية، بينما كان مطران الروم الأرثوذكس بحلب بولس يازجي عائدًا من الإسكندرون في تركيا، وقد عادا معًا فجرى اختطافهما قرب حلب من قبل جهة مجهولة. لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها، ولم يُكشف عن مصيرهما حتى اليوم. هذا وقد تطرّق الكاتب ريمون جرجي، عضو اللجنة البطريركية لمتابعة القضية، في كتاب «من هجرة إلى هجرة» إلى مجموعة من الموضوعات المتنوّعة التي تناولها عبر مقالات متعدّدة. وقد خصّص أحد هذه المقالات لقضية اختطاف المطران يوحنا إبراهيم، مقدّمًا قراءة معمّقة لأبعاد الحادثة وتداعياتها. يمكنكم الاطلاع على المقال كاملًا عبر الضغط هنا. 📢 ردود الفعل والمطالبات بالعدالة منذ لحظة تغييب المطرانين، أصدرت البطريركية السريانية الأرثوذكسية ومجلس كنائس الشرق الأوسط وكنائس عديدة في العالم بيانات استنكار متكررة، مطالبة بالكشف عن مصيرهما. كما عبّر الفاتيكان وقداسة البابا فرنسيس عن تضامنه مع العائلتين والكنائس المتضررة. ترى المراجع الكنسية أنّ تغييب المطرانين يمثّل اعتداءً على الوجود المسيحي في الشرق، ووصمة عار على جبين الإنسانية. لذلك لا تزال عائلته ولجنة متابعة الملف ترفضان طيّ القضية أو الاكتفاء بروايات غير مكتملة. 🌟 الإرث والرسالة غياب المطران يوحنا إبراهيم لم يُضع إرثه الفكري والروحي. فقد مثّل رمزًا للعيش المشترك والحوار، وصوتًا للاعتدال والإنسانية. إن استمرار تغييبه يُلقي بظلاله الثقيلة على مستقبل التنوع الديني والثقافي في سوريا والشرق الأوسط، ويُبقي ملف العدالة مفتوحًا حتى تُعرف الحقيقة كاملة. 📝 مؤلَفاته الرئيسية 1. نور وعطاء: كتاب توثيقي صادر عام 1981، يتناول سيرة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص. 2. Dolabani, the Ascetic of Mardin Dolabani The Ascetic Metropolitan of Mardin سيرة حياة مار فيلكسينوس يوحنا دولباني، أسقف مسكوني ورجل زهد، أعدّه المطران بنفسه. 3. رجل الله: سيرة حياة مار ديونيسيوس جرجس القس بهنام، جمعها وحرّرها المطران. صدرت بصيغتين: “رجل الله” و**”يوميات مطران”** (My Diary). 4. Der Stolz der Syrer باللغة الألمانية، بعنوان: The Pride of the Syrians: Mar Ignatios Ephrem Barsaum Patriarch of Antioch – سيرة بيومترية وثقافية عن مار أغناطيوس إفرام الأول برصوم (أوّل). 5. Syrer: Glaube und Zivilisation (5 أجزاء) سلسلة فكرية وأكاديمية عن السريان كحضارة وإيمان، أعدّها المطران. 6. الموسيقى السريانية بالألمانية (Syrische Musik) — إعداد المطران يوحنا إبراهيم ضمن سلسلة نشر التراث السرياني. 7. كتب ومقدّمات في سلسلة التراث السرياني. أشرف المطران أيضًا على إعداد وتقديم عدة إصدارات نُشرت ضمن سلسلة التراث السرياني، مثل: صوت نينوى وآرام. الأيام الستة. منارة أنطاكية السريانية. قصائد مار يعقوب السروجي. فهارس مخطوطات دير مار مرقس. 8. سبحوا الرب: ترانيم كنسية أعدّها المطران ضمن منشورات دار ماردين. 9. يا رب ارحمنا: مؤلَّف صدر عام 1997 من دار ماردين ـ الرها للنشر، من توقيعه أيضاً. 10. يوميات المطران جرجس القس بهنام (إصدار موسّع) إعداد مطران، يتضمن السيرة واليوميات، ويُعدُّ من أبرز مؤلفاته الفكريّة. أبحاث ومنشورات أكاديمية إضافية The Concept of Jurisdiction and Authority in the Syriac Orthodox Church on Antioch بحث منشور باللغة الإنجليزية يتناول المفهوم الكنسي والسلطة في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بدمشق وحلب. شارك في إعداد أو تقديم: رؤية مواطن: مجموعة مقالات ومقابلات متعلّقة بالمطران، صدرت عام 2023. مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم – التعددية والحوار والعيش المشترك: تحرير أكاديمي من إعداد ميخائيل أوز وعزيز عبد النور، يضم شهادات، صورًا، ومؤلفات المطران. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات”مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب الأول (بطريرك أنطاكية) | الولادة: – الوفاة: 1519 بطريرك أنطاكية يعقوب الأول (ت. 1517/1519 م)، والمعروف أيضًا باسم يعقوب الخوري أو يعقوب النبك أو إغناطيوس يعقوب، كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من 1510/1512 م حتى وفاته في 1517/1519 م. 📜 السيرة وُلِد يعقوب في الأحمدية، وهي قرية بالقرب من صور في طور عابدين، وكان ابن الراهب المقدسي حسن، ابن الراهب عبد الله من عائلة مزوِّق. يقترح أفرام برسوم أن والد يعقوب وجَدّهُ كانا على الأرجح رهبانًا مبتدئين بدون رسامة علمانية، لكنهما احتفظا بلقب الراهب، والذي عُرف به يعقوب باسم “الخوري”. أصبح راهبًا وكاهنًا في دير القديس موسى الحبشي، بالقرب من النبك في الشام، ودرس على يد الراهب الكاهن الملفونو (الدكتور اللاهوتي) موسى، ابن عبيد من صدد. هنا، أصبح بارعًا في اللغة السريانية والخط، وأصبح صديقًا لـ الراهب داود الحمصي. ولهذا السبب، اكتسب لقب “نبكي” أو “النبك”، مما دفع الكتاب اللاحقين إلى الادعاء خطأً بأنه كان من الشام، في حين أعطى آخرون دمشق كمكان ميلاده. ثم سافر يعقوب بعد ذلك إلى دير القديس حنانيا، ومن هناك إلى دير القديس أباي، بالقرب من قليث، في عام 1480. كما زار دير السريان في مصر سنة 1482م. يُذكر أنه انتقل إلى دير القديس بالاي في طور عابدين بحلول عام 1487 وأقام لاحقًا في دير القديس حنانيا في عام 1489. كان يوسف الجرجي، رئيس أساقفة القدس المستقبلي، قد درس على يد يعقوب في وقت ما. في عام 1496، عُين رئيسًا لأساقفة ديار بكر من البطريرك إغناطيوس نوح اللبناني، حيث اتخذ اسم فيلوكسينوس، إلى جانب ديونيسيوس ديفيد، الذي تم تعيينه رئيسًا لأساقفة مَعدن. وقد ألف الشماس نور الدين ابن شليلة قصيدة في مدح سلوك يعقوب في هذا المنصب، وقد عثر أفرام برصوم على نسخة منها فيما بعد. بعد وفاة البطريرك إغناطيوس نوح سنة 1509م، انعقد مجمع في دير القديس حنانيا في نفس العام، وانتخب سويروس يشوع، رئيس أساقفة دير القديس أباي، خلفًا له في منصب بطريرك أنطاكية. ومع ذلك، ولأسباب غير معروفة، تم تعيين يعقوب أيضًا بطريركًا لأنطاكية في عام 1510 أو 1512، متخذًا اسم إغناطيوس، بينما كان يشوع لا يزال بطريركًا. بالإضافة إلى ذلك، قام أساقفة سوريا بتكريس أثناسيوس بار سوباي من النبك بطريركًا في عام 1511 في معارضة ليسوع ويعقوب. وفقًا لديفيد ويلمشورست، حكم يعقوب ويشوع معًا حتى عام 1519، بينما لاحظ أفرام برسوم أن أثناسيوس بار سوباي ادّعى في نفس الوقت المنصب البطريركي حتى وفاته على الأرجح في وقت ما بين عامي 1514 و1518. في وثيقة اعتراف وُجدت في الرها، سُجّل أن يعقوب رسم الشماس عبد الله لكنيسة القديسة مريم في أميدا والشماس غزال لكنيستي القديس أحوديما والقديس توما في الموصل في 6 آب 1512 م. خدم بطريركًا لأنطاكية حتى وفاته في عام 1517 أو 1519 م. 📚 الأعمال وقد نجا عدد من الأعمال التي كتبها يعقوب حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك بيت كازو (مخطوطة زعفران رقم 124)، التي كُتبت في عام 1488 م. وقد تمّ توثيق العديد من أسطر شعره حول موضوع التوبة في كتاب قواعد اللغة في ميديات، فضلًا عن تعليقاته على بعض المهرجانات الواردة في مخطوطة (مكتبة باريس، مخطوطة 112). وكتب أيضًا رسالة تاريخية تتضمن سجلات داود الحمصي، التي تم العثور عليها لاحقًا في دير الصليب في تركيا. وينسب إلى يعقوب أيضًا مخطوطة حول قوانين المعمودية والزواج والتوبة، والتي تمّ العثور عليها في مكتبة الرها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| لوسيان الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 312 لوسيان الأنطاكي قديس سوري (240—7 كانون الثاني / يناير، 312) لوقيانوس كان في وقت مبكر اللاهوتي والمعلّم المؤثر من المسيحية، ولاسيما الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليك الشرقيين. اشتهر بالورع والتقشف. 📜 النشأة نشأ لوقيانوس في مدينة أنطاكية، ويُرجّح البعض أنه من مدينة سميساط السورية في الشمال الشرقي من سورية. تلقّى في شبابه العلوم الدنيوية. ولما مات والده وهو في سن الثانية عشرة وزّع ما لديه على الفقراء وارتحل إلى مدينة الرها في منطقة الجزيرة السورية حيث تتلّمذ لـ المعلم الكبير مكاريوس. وقد قال عنه القديس إنه كان «ناسكًا كبيرًا». يقول الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) أن القديس لوسيان تأثّر لفترة طويلة ببولس السميساطي الفيلسوف والأديب الخيالي الذي أُدين في إنطاكية عام 269م، فحُرِم من شركة الكنيسة لفترة، وهذا يتّضح من بقايا جواب كَتبه لـ الكنيسة في إنطاكية. 📖 مراجعة الـكتاب الـمقدس تعهّد لوقيانوس بمراجعة الكتاب المقدّس بعهديه حتى تتطابق ترجماته المختلفة. قام بمراجعة التوراة إما بمقارنتها بالطبعات القديمة أو عن طريق النسخة العبرية كونها اللغة التي كُتب بها الكتاب المقدس، ومن المؤكّد أن نسخة القديس لوسيان نالت تقديرًا عظيمًا، وكانت ذات فائدة عظيمة لـ القديس جيروم. ويقول القديس إيرونيموس: «إن ترجمة الكتاب المقدس من العبرية إلى اليونانية بيد لوقيانوس كانت عظيمة القيمة، دقيقة، سلسة وأنها انتشرت بين القسطنطينية وأنطاكية». ✝️ استشهاده مات الأسقف والقديس السوري لوسيان أو لوقيانوس الأنطاكي (الشهيد): شهيداً في نيقوميديا عاصمة الإمبراطورية الشرقية عام 312 م أيام الإمبراطور مكسيميانوس لكن يوسابيوس القيصري يُخبر أن القديس لوسيان قد استشهد بعد عام 311م. 👤 آريوس وُلد آريوس في قورينا (ليبيا الحالية) عام 270م، لأب اسمه أمونيوس من أصل بربري. تلقّى تعليمه اللاهوتي في أنطاكية في سوريا بـ مدرسة لوسيان الأنطاكي، وذهب إلى شمال أفريقيا ووعظ في الإسكندرية وكان شماسًا وواعظًا على حي بوكاليس عام 313. كان آريوس ذا موهبةٍ في الخطابة فصيحًا بليغًا قادرًا على توصيل أفكاره بسلاسة بين العامة والمفكّرين ونشر أفكاره عن المسيح. 🏛️ الآريوسيين يرى لوفس Loofs العلاّمة الألماني أن أتباع بولس السمساطي ظلّوا منتظمين في الكنيسة المستقلّة في أنطاكية حتى مجمع نيقية برعاية الأسقف كان يُدعى لوقيانوس وأن الأسقف هذا هو غير لوقيانوس المعلم السوري الشهير. ولكن النصوص التاريخية الباقية لا تُخوّل المؤرخ المدقّق هذا القدر من الاستنتاج. عدد من كبار الآريوسيين يقولون إنهم من أتباع لوقيانوس وأشهر هؤلاء يوسابيوس النيقوميدي ويُضاف إلى هذا دستور إيمان نُسب إلى لوقيانوس وبحث في مجمع أنطاكية في السنة 341. والقول في هذا الدستور بـ الهوموئيسية الآريوسية واضح. 🕊️ مجمع نيقية تتلّمذ فيه وتخرّج منه قديسون وواعظون ومرشدون في أنطاكيا وباقي المدن السورية ومن كافة بلاد المتوسط والجزيرة، وتأثّر بعلومه الكثير من المفكرين. أهم ما حقّقه مجمع نيقية هو أنه دان بدعة آريوس الذي تتلّمذ على يد لوقيانوس الأنطاكي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس الثاني البلدي | الولادة: – الوفاة: 687 أثناسيوس الثاني البلدي (بالسريانية: ܐܬܢܐܣܝܘܣ ܕܬܪܝܢ ܒܠܕܝܐ) والمعروف أيضًا باسم أثناسيوس النصيبيني، كان بطريرك أنطاكية ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 684 حتى وفاته في عام 687. 📜 السيرة وُلِد أثناسيوس في بلد، ودرس السريانية واليونانية والعلوم على يد سيفيروس سبخت في دير قنشري، حيث أصبح صديقًا ليعقوب الرهاوي. وبعد أن أصبح راهبًا في دير بيت مالكا بالقرب من أنطاكية، واصل دراسته، وتلقى تعليمه في الفلسفة. رُسِمَ أثناسيوس فيما بعد كاهنًا، وأقام في نصيبين. في عهد البطريرك ساويرا الثاني، عانت الكنيسة من انقسام بين البطاركة وعدد من الأساقفة حول قضية حق رؤساء الأساقفة في رسامة الأساقفة المساعدين. على فراش موته، سمح سيفيروس ليوحنا، رئيس أساقفة دير القديس متى، بالتصالح مع الأساقفة الضالين، وبعد وفاته في وقت سابق من ذلك العام، انعقد مجمع في دير أسفولوس بالقرب من ريشاينا في صيف عام 684. وفي المجمع انتهى الانشقاق، وكُرّس أثناسيوس خليفةً لساويرا بطريركًا لأنطاكية على يد حنانيا، أسقف ميردي وكفار توثو. كُرّس أثناسيوس في عام 684 (حسب التقويم السلوقي: 995) في سجلات ميخائيل السرياني والتاريخ الكنسي لابن العبري، بينما أعطت سجلات عام 846 ووقائع زوكنين خطأً عام 687 (حسب التقويم السلوقي: 999) بسبب الخلط بين تكريس أثناسيوس ووفاته. في نفس العام الذي صعد فيه إلى منصب البطريركية، أصدر الرسالة العمومية موجهة إلى الأساقفة الريفيين (أساقفة الأرياف) والكهنة (كهنة السريانية) حول العلاقة بين أتباع الكنيسة والمجموعات الدينية الأخرى. في الرسالة العمومية، منع أثناسيوس الكهنة من تعميد أو إعطاء القربان المقدس لليوليانيين والنساطرة والطوائف الأخرى. وقد عبّرت الرسالة العمومية أيضًا عن إدانة أثناسيوس للنساء المسيحيات اللاتي تزوجن من مسلمين، ولكنه سمح لهن بمواصلة تلقي القربان المقدس، وشجّع رجال الدين على ضمان تعميد أطفال هذه الزيجات، وعدم مشاركتهم في الأعياد الإسلامية، وعدم تناولهم لحوم الأضاحي. قبل وفاته، أصدر أثناسيوس تعليماته إلى الأسقف سرجيوس زخونويو لتكريس تلميذه أسقف العرب جورج أسقفًا على العرب. توفي أثناسيوس لاحقًا في أيلول 687. رُمز لعام 687 (حسب التقويم السلوقي: 998) باعتباره عام وفاة أثناسيوس من تاريخي ميخائيل السرياني وابن العبري، بينما يضعه سجل زوكنين في عامي 703/704 (حسب التقويم السلوقي: 1015). 📚 الأعمال كان أثناسيوس مترجمًا غزير الإنتاج للأعمال اليونانية إلى السريانية، بما في ذلك كتاب إيساغوجي لفرفوريوس في كانون الثاني 645، بالإضافة إلى نص يوناني مجهول المصدر عن المنطق. بناءً على طلب رئيس الأساقفة ماثيو من حلب ودانيال من الرها، قام أثناسيوس بترجمة تسع رسائل من كتاب هيكساميرون الذي كتبه باسيليوس القيصري في عام 666/667. في عام 669، أثناء وجوده في نصيبين، أكمل ترجمة عدد من رسائل سيفيروس الأنطاكي بناءً على تكليف من ماثيو الحلبي ودانيال الرهاوي. كما قام أثناسيوس بترجمة الخطاب الثاني لسويروس الأنطاكي ضد نفاليوس، والعديد من عظات غريغوريوس النزينزي، وكتاب ديونيسيوس الأريوباجي الزائف. ومن المعروف أيضًا أنه قام بترجمة العديد من أعمال أرسطو، مثل القياس، وكتاب المواضيع، والتفنيدات السفسطائية. بالإضافة إلى ترجماته، قام أثناسيوس بتأليف صلوات التضرع، ثلاثة منها تُستخدم في الاحتفال بـ القداس الإلهي، ولصلوات الموتى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القمص بيشوي كامل | الولادة: 1931 الوفاة: 1979 هو سامي كامل اسحق أسعد قبل سيامته كاهناً يوم 2 ديسمبر عام 1959 على مذبح كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس باسبورتنج بالأسكندرية – مصر. 📝 التعليم حصل على بكالوريوس علوم (قسم جيولوجيا) من جامعة الإسكندرية سنة 1951 بتقدير جيد. والتحق بمعهد التربية العالي للمعلمين وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس سنة 1952 بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الأول على دفعته. عمل كمدرس للكيمياء بمدرسة الرمل الثانوية للبنين بالإسكندرية. حصل على ليسانس آداب – فلسفة – سنة 1954، وفي نفس الوقت التحق بالكلية الاكليريكية بالإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية سنة 1956، وكان الأول على دفعته. عين معيداً بمعهد التربية العالي بالإسكندرية سنة 1957 وهو معهد تابع لوزارة التربية والتعليم. التحق بكلية التربية بالقاهرة سنة 1958 وحصل على دبلوم التخصص في علم النفس في أكتوبر سنة 1959. ⛪ خدمته بدأ خدمته سنة 1948 وهو في السابعة عشر من عمره وهو ما زال طالباً في الجامعة بخدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك، واستمر في خدمته مع دراسته بنجاح – وكانت خدمة مدارس الأحد في ذلك الوقت تقام في المدارس القبطية المحيطة بالكنيسة إلا أن الخادم سامي كامل نجح بنقل خدمة مدارس الأحد إلي داخل حضن الكنيسة. ويقول أحد تلاميذ أستاذ/ سامي والذي أصبح فيما بعد كاهناً «كنا بنشوف سامي موجود في الكنيسة كل يوم خميس وجمعة بصفة دائمة، وفي الصوم الكبير كان يذهب إلى فراش الكنيسة – عم بولس – ويأكل معه وجبة الغذاء، كان طاحونة لا تتوقف أبداً عن العمل، ينتظر الأطفال ويتابع كل شيء لدرجة أننا كنا نراه في أوقات من شدة الأرهاق جالساً على سلم الكنيسة الرخام وهو نائم، وكنّا نشفق عليه ولكن لا ندري ما يمكننا عمله لكي نريحه ولو قليلاً وهو استاذنا الكبير، فقد كان لا يعطي نفسه راحة ولا يشفق على نفسه أبداً كل هذا وهو علماني!!»….. كما خدم الاستاذ/ سامي الشباب الجامعي حتى أصبح أمينا عاما للخدمة رغم صغر سنه. قام بتأسيس الكنائس الآتية: كنيسة مار جرجس بالحضرة. كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمصطفى كامل. كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية. كنيسة القديس مار مرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء بسيدي بشر. كنيسة العذراء والقديس كيرلس عامود الدين بكيلوباترا. كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي بحي اللبان. تزوج من أنجيل باسيلي قبل سيامته مباشرة. لكنه ولرغبته في الرهبنة ورغبة زوجته في الرهبنة أيضا عاشا في بتولية. يعتبره الكثيرون من الاقباط في مصر قديساً. ولكن ليس لقدرته على صنع المعجزات بل بالاحرى على قدرتة غير العادية على العطاء والتواضع والعمل الدؤوب من اجل الاخرين. أصيب بورم خبيث توفى على اثره في 21 مارس سنة 1979. وكان يقول أثناء مرضه ان هذا المرض يجعله يشترك مع المسيح في ألامه، ولذلك اسماه مرض الفردوس. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” القمص بيشوي كامل ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب إيليا متري | الولادة: 1950 الوفاة: – 🕊️ سيرته الأب إيليا متري هو كاهن أرثوذكسي لبناني، عضو مرشد في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وُلد في الحازمية عام 1950. خدم في رعيّة كنيسة القديسين بطرس وبولس في الحازمية منذ عام 1988، حيث عمل على تعزيز الحياة الروحية والتعليمية في الكنيسة. يُعرف الأب إيليا بتأليفه لعدد من الكتب الروحية التي تُعنى بتفسير الكتاب المقدس وتقديم رؤى لاهوتية عميقة. من بين مؤلفاته البارزة: “أوراق خاصة”: كتاب يتناول مواضيع روحيّة شخصيّة، حيث يُخاطب الأب إيليا ابنه يوميًا في مواضيع “خاصة” تتعلّق بالحياة الروحية والتربية المسيحية. “أضواء إنجيلية – بطرس الرسول”: يُقدّم فيه تأملات في رسالة بطرس الرسول، مُسلّطًا الضوء على معانيها الروحية وكيفيّة تطبيقها في الحياة اليومية. “شهادة أمام الكنيسة – قراءة في رسالة يوحنا الثالثة”: يتناول فيه رسالة يوحنا الثالثة، مُقدّمًا تأملات حول محبة الكنيسة وتوجيهاتها الروحيّة. “وجوه من الكلمة”: يتضمّن تأملات روحيّة مستوحاة من الكتاب المقدس، تهدف إلى تعزيز الحياة الروحية للمؤمنين. بالإضافة إلى مؤلفاته، يُعرف الأب إيليا بكتاباته ومقالاته التي تُنشر في مجلة “النور” الصادرة عن حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، حيث يُساهم في نشر الفكر الأرثوذكسي وتعاليم الكنيسة. من خلال خدمته الراعوية وكتاباته، يُعتبر الأب إيليا متري شخصيّة مؤثّرة في الحياة الروحيّة والتعليميّة للكنيسة الأرثوذكسيّة في لبنان. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “الأب إيليا متري” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس إلياس الثالث | الولادة: 1917 الوفاة: 1932 🕊️ البدايات والنشأة إغناطيوس إلياس الثالث شاكر (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܠܝܐܣ ܬܠܝܬܝܐ) هو البطريرك الـ 119 للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، أُعْلِنَ قديسًا في منشور بطريركي أصدره البطريرك إغناطيوس زكا الأول بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987 وأُجِيزَ ذِكْرُ اسمه في تذكار الآباء القديسين للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. هو الابن الثاني لوالده الخوري إبراهيم وأمه اسمها مريم وله أربعة أشقاء وثلاث شقيقات، ولد في ماردين الواقعة شمال الجزيرة السورية -في تركيا اليوم- والتي كانت حينها مدينة عثمانية وعند معموديته سُمِّيَ نصري. بعد وفاة والدته تربى نصري برعاية أخته الكبيرة هيلينا. عمل في حداثته إسكافيا وقام بخدمة العلم لثلاثة أشهر وبإرشاد من البطريرك بطرس الرابع باشر نصري بدراساته اللاهوتية عام 1887 م حيث التحق بدير الزعفران ورُسِمَ شماسًا على يد البطريرك في ذات العام، ثم دخل السلك الرهباني كمبتدأ عام 1888 م وأصبح راهبًا في العام التالي ومُنِحَ اسم إلياس على العادة الجارية في الكنيسة السريانية بتغيير الرهبان لأسمائهم مع بدءهم حياتهم الجديدة في الدير. وفي عام 1892 م رَسَمَه البطريرك بطرس الرابع كاهنًا. عاصر الراهب إلياس المجازر التي شنها العثمانيون على الأرمن والسريان وباقي المجموعات المسيحية في سوريا وتركيا في نهاية القرن التاسع عشر وقام في دير الزعفران باستضافة وخدمة 7000 آلاف لاجئ من الهاربين من الأحداث الدامية لتلك الفترة. ⛪ خدمته الكنسية وبطريركيته لاحقًا كُلِّفَ برئاسة ديري مار قرياقس ودير الزعفران، وفي عام 1908 م رُسِمَ بيد البطريرك عبد الله الثاني مطرانًا على آمد (ديار بكر في جنوب شرق تركيا) وحمل اسم مار إيوانيس، وفي عام 1912 م نُقِلَ لرعاية أبرشية الموصل حيث خدم السريان هناك حتى تَسَلَّمَ منصب بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عام 1917 م. بعد أن كان الكرسي الرسولي شاغرًا منذ وفاة البطريرك عبد الله الثاني في 26 نوفمبر 1915 م. مَنَحَه السلطان محمد رشاد وسامًا أثناء زيارته له في إسطنبول عام 1919 م. عندما تَسَلَّمَ مصطفى كمال أتاتورك الحكم في الجمهورية التركية الناشئة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي انتقل البطريرك إلياس الثالث ليقيم في مدينة القدس حيث أصدر هناك جرائد باللغتين السريانية والعربية. وفي سنة 1930 م ترأس إلياس الثالث المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية المُقَام في دير مار متى الواقع في شمال العراق. 🕯️رحلته إلى الهند ورقدته في تاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر بَعَثَ اللورد اروين الحاكم البريطاني للهند برسالة إلى البطريرك إلياس الثالث يطلب منه التدخل الشخصي أو بواسطة مندوب لحل مشكلة الانقسام الذي نشب في كنيسة مالانكارا السريانية، فرد عليه البطريرك بأنه يقبل الدعوة وبأنه سوف يزور مالانكارا بنفسه رغم تحذيرات الأطباء له من ذلك فقد كان يعاني من مشاكل في القلب وكان يبلغ من العمر حينها 75 سنة. غادر البطريرك الموصل في 6 شباط / فبراير 1931 وأبحر إلى الهند في 28 شباط / فبراير 1931 ونزل في ميناء كراتشي في 5 آذار / مارس 1931 واستُقْبِلَ هناك رجال دين وعلمانيون من الكنيسة السريانية، وفي 6 آذار / مارس 1931 توجه البطريرك وصحبه إلى دلهي بالقطار وبعدها بيومين زار اللورد اروين في مقره الرسمي، وفي الشهر التالي زار مدراس وحلّ هناك ضيفًا على حاكمها البريطاني السير جورج ستالي. ترأّس البطريرك اجتماعات المصالحة التي جمعت أبناء الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في الهند، وفي 11 شباط / فبراير 1932، بدعوة من القسيس قرياقس، وصل البطريرك إلى مانجينيكارا، ولكنه كان يعاني من ضغط عدم القدرة على تحقيق المصالحة في الكنيسة، كما أنه كان منهكًا من مشاق السفر فقال لمرافقيه عند وصوله: “هذا المكان يوفر لنا الكثير من الراحة. أنا أرغب في البقاء هنا بصورة دائمة.” وفي 13 شباط/فبراير اشترك البطريرك بالقداس للمرة الأخيرة، بعد ذلك اشتكى إلياس الثالث من آلام في الرأس وأُغْمِيَ عليه وفي الساعة 2:30 من بعد الظهر فارق الحياة، ودُفِنَ في مالانكارا. اليوم يُذْكَرُ البطريرك إلياس الثالث في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية على أنه قديس خاصة بالنسبة لسريان مالانكارا، الذين يعتقدون بأنه ضحى بحياته من أجلهم ويزور قبره آلاف الحجاج كل عام في الـ 13 شباط/فبراير في ذكرى وفاته. ✍️ مؤلَّفات مار إغناطيوس إلياس الثالث الكتابات الروحية والإرشادية وصايا ومشورات روحية لزائري الأماكن الأورشليمية: كتاب توجيهي باللغتين العربية والسريانية، يضم نصائح وإرشادات للحجاج القادمين إلى القدس. طُبع في دير مار مرقس – القدس سنة 2006. رسائل رعوية: مجموعة من الرسائل التي وجّهها إلى الإكليروس والمؤمنين، تتناول التوجيه الروحي والحياة المسيحية العملية. المؤلفات الطقسية والليتورجية كتاب الألحان الكنسية السريانية: جمع فيه التراتيل المستعملة في الطقس السرياني الأرثوذكسي، مع شروح عن جذورها ومعانيها. شروح طقسية: دراسات في تفسير الصلوات والأسرار الكنسية، وشرح الرموز الطقسية في القداس والاحتفالات الكنسية. المواعظ والخطب خطب ومواعظ بطريركية: مجموعة من الخطب التي ألقاها في مناسبات كنسية ووطنية، عالجت قضايا روحية، أخلاقية، واجتماعية. المؤلفات التاريخية سجلات تاريخية عن الكنيسة السريانية: وثائق ومقالات دوَّن فيها أحداثًا معاصرة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، خاصة بعد مذابح سيفو 1915. ✨ ملاحظات كثير من كتاباته ما زالت محفوظة في المخطوطات، خاصة في دير مار متى (العراق) ودير الزعفران (تركيا)، ولم يُطبع أغلبها بعد. اشتهر بلقبه “الكاتب” لكثرة مؤلفاته ورسائله. كان يجيد السريانية والعربية، وأحيانًا كتب بالتركية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” مار إغناطيوس إلياس الثالث ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس عبد الله الثاني | الولادة: 1906 الوفاة: 1915 🕊️ النشأة والمسيرة الكنسية إغناطيوس عبد الله الثاني صطوف (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܥܒܕܠܠܗ ܬܪܝܢܐ) هو البطريرك الـ 118 للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. وُلِدَ في صدد في سوريا (التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية حينها) عام 1833 وانخرط في السلك الرهباني في سن مبكرة وارتسم كاهنًا في وقت لاحق. عام 1870 قام بجولة في منطقة طور عبدين سَجَّلَ خلالها أسماء القرى والأديرة والكنائس وأعضاء السلك الكهنوتي السرياني وكذلك العوائل التي تسكن هناك. وفي عام 1872 سَمَّاه البطريرك بطرس الرابع مطرانًا على القدس باسم غريغوريوس، ورافق البطريرك في زيارته إلى إنجلترا والهند من عام 1874 إلى عام 1877. بعد عودة البطريرك من الهند بقي المطران غريغوريوس سنتين إضافيتين قبل أن يعود إلى لندن حيث أُمِّنَ الحصول على مطبعة لدير الزعفران. تَسَلَّمَ بعدها مطرانية سوريا ومن ثم ديار بكر. قام عام 1888 بزيارة أخرى للندن قام خلالها بالمشاركة بدورات مؤتمر لامبيث المنعقد برعاية أسقف كانتربري، وهناك حَصَلَ على مطبعة ثانية. ⛪ البطريركية والإنجازات عُزِلَ البطريرك السرياني إغناطيوس عبد المسيح الثاني من منصبه عام 1903، وتم اختيار المطران غريغوريوس عبد الله ليخلفه وتم تَنصيبُه بطريركًا جديدًا عام 1906. وبعد فترة قصيرة قام بزيارة جديدة إلى لندن ومنها إلى الهند بين عامي 1908 و1912، وفي العاصمة الإمبراطورية قابَلَ الملك إدوارد السابع مرتين. في الهند قام بتأسيس أبرشية الكناعنة. مع عودته من الهند استقر البطريرك في دير مار مرقس في القدس حتى وفاته عام 1915 ودُفِنَ هناك. نال البطريرك عبد الله الثاني صطوف وسامًا من الملك إدوارد السابع ووسامين من السلطان العثماني. ✍️أعماله أعاد افتتاح المعهد اللاهوتي (الكلية اللاهوتية) في دير الزعفران عام 1910. أسس مجلة “الحكمة” (al-Ḥikma Magazine) عام 1913، كما أسس مجلسًا إداريًا مكوّنًا من ٦ رجال دين و٦ علمانيين، والذي انعقد لأول مرة من 20 فبراير إلى 17 مارس 1914، رغم أنه لم يستمر طويلاً بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى. يمكن القول إن نشاطه في إعادة افتتاح المعهد وإنشاء المجلة والمجلس الإداري يُعدّ من أشكال الإنتاج الفكري والنشر، رغم عدم توثيق مؤلفات مطبوعة أو مخطوطات باسمه في المصادر المتوفرة. 📖 مؤلفاته ترك البطريرك مار إغناطيوس عبد الله الثاني صطوف إرثًا أدبيًا غنيًا، ومن أبرز مؤلفاته: رسائل رعوية: تتضمن رسائل موجهة إلى أبناء الكنيسة، تعكس اهتمامه بالروحانيات والتعليم الديني. وثائق كنسية: احتفظت الكنيسة بعدد من الوثائق التي كتبها، مما يعكس دوره البارز في الحياة الكنسية. تُعتبر هذه المؤلفات مرجعًا هامًا لفهم تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ومواقفها الروحية والتعليمية في تلك الحقبة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس عبد المسيح الثاني | الولادة: 1895 الوفاة: 1903 📖 النشأة وُلد مار إغناطيوس عبد المسيح الثاني ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܥܒܕܐܠܡܫܝܚ ܬܪܝܢܐ في قريةِ قلعةِ مرّةَ شرقيَّ ماردين عامَ 1854، وفي سنِّ 12 عام 1866 التحقَ بديرِ الزعفرانِ حيثُ بدأ تعليمَه. بعد سبعِ سنواتٍ، في عام 1873، انضمَّ إلى الرهبنةِ وأصبحَ راهبًا. في عام 1875، رُسِمَ عبدُ المسيحِ كاهنًا، وفي عام 1886، كُرِّسَ أسقفًا. بعد وفاةِ البطريرك إغناطيوس بطرس الرابع عام 1894، بدأ التنافسُ بين عبدِ المسيحِ وإغناطيوس عبدِ الله الثاني، مطرانِ حمصَ وحماةَ، ليُنتخَبَ على العرشِ البطريركي. وفقًا للإرسالياتِ الأمريكيةِ العاملةِ في سوريا في ذلكَ الوقت، تدخَّلت الحكومةُ العثمانيةُ وأرعبت الأساقفةَ بناءً على من يدفعُ أعلى سعرٍ. ومع ذلك، في عام 1895، انتُخِبَ عبدُ المسيحِ وكُرِّسَ بطريركًا، الذي اتّخذَ على أساسهِ الاسمَ البطريركي إغناطيوس. ⛪ بطريرك أنطاكية اعتلى عبدُ المسيحِ العرشَ البطريركي في مستهلِّ فترةٍ صعبةٍ للغاية بالنسبةِ للكنيسةِ السريانية الأرثوذكسية، حيثُ أدّت المظاهراتُ التي نظمها الأرمنُ والسريانُ المسيحيون ضدّ الوالي العثماني في ديار بكر، في أكتوبر من نفس العام، إلى مجازرَ على يد السكان المسلمين في جميعِ أنحاء المحافظةِ ومقتلِ ثلثي السريان المسيحيين في الدولةِ العثمانية. وبحسبِ الأبِ أرمليت، استدعى الوالي عبدَ المسيح، حيثُ شاهدَ البطريركُ آثارَ المذبحةِ مباشرةً، ووفقًا للتقاليدِ الشفوية، فقد صدمتْه هذه التجربةُ، مما تسببَ في شربِه عندَ عودتهِ إلى المقعدِ الأبوي. يدّعي التقليدُ الشفوي أن شربَ عبدَ المسيحِ أدّى إلى ترسيبِه من قِبلِ مجموعةٍ من الأساقفةِ داخلَ الكنيسة. وأثناء المجازر هُجِرتْ قريةُ قلعةِ مرّةَ مسقطُ رأسِ عبدِ المسيحِ بسببِ الهجماتِ الكردية. بقي عبدُ المسيحِ بطريركًا حتى إقالتِه في 10 نوفمبر 1903، ولكن من ولماذا مثيرٌ للجدلِ داخلَ الكنيسة. جاء الإيداعُ نتيجةً لأمرِ حظرٍ من قِبلِ حكامِ المنطقةِ في 10 نوفمبر 1903 وسُحِبَ الفرمانُ الممنوحُ لعبدِ المسيحِ عندَ صعودِه. يدّعي أنصارُ خليفتِه، إغناطيوس عبد الله الثاني، أن عبدَ المسيحِ قد تحوَّلَ إلى الكاثوليكيةِ وتمَّ حرمانُه من قِبلِ المجمعِ المقدسِ نتيجةً لذلك. في حين ادّعى أنصارُ عبد المسيحِ أن إغناطيوس عبدَ الله الثاني رَشَا الحكومةَ العثمانيةَ لإصدارِ فرمانٍ بإقالةِ عبدِ المسيحِ من منصبِه، وأنَّ المجمعَ المقدسَ لم يُحرِمه. بغضِّ النظر، ادّعى عبدُ الله أنَّه البطريركُ من 5 أغسطس 1906 حتى وفاتِه في عام 1915، وكان مقرُّه في ديرِ مار مرقس في القدس، حيثُ كان أسقفًا. ومع ذلك، استمرَّ عبدُ المسيحِ في الإقامةِ في المقرِّ البطريركي في ديرِ الزعفران، مما أثارَ تساؤلاتٍ حولَ احتمالِ الطردِ الكنسي. ⛪ كنيسة مالانكارا تسبّب التنافسُ بين البطاركةِ في حدوثِ شقاقٍ داخلَ الكنيسة، تفاقمَ عندما رَسَمَ إغناطيوس عبدُ الله الثاني أساقفةً هنودًا في عام 1908، مما خلقَ الخوفَ في كنيسةِ مالانكارا من أنَّه سيحاولُ السيطرةَ على الكنيسة، وعكسَ قراراتِ مجلسِ مولانثوروثي في عام 1876. نتيجةً لذلك، بدأ أنصارُ عبد المسيحِ في الدعوةِ إلى تعيينِ مفريانٍ أو جاثليقٍ لمنعِ كنيسةِ مالانكارا من الخضوعِ لسيطرةِ عبدِ الله. في عام 1912، تمت دعوةُ عبدِ المسيحِ إلى الهند من قِبلِ أسقفِ مالانكارا جيفارجيس مار ديونيسيوس من فاتاسريل لمناقشةِ مع سينودس مالانكارا من سيتمُّ تعيينُه جاثليقًا، وهو الطلبُ الذي رفضَه سابقًا. صوّتَ المجمعُ بالإجماع لمار إيفانيوس ليصبحَ جاثليقًا، وفي 15 سبتمبر 1912 كَرَّسَ عبدُ المسيحِ إيفانيوس باسمِ باسيليوس بولوز الأول في كنيسةِ القديسةِ ماري ونيرانام وجيفارجيس مار غريغوريوس، نيرانام وكذلك جيفارجيس مار غريغوريوس وجيفارجيس مار فيلوكسينوس ويوياكيم مار إيفانيوس. كما منحَ المجمعُ، برئاسةِ أسقفِ مالانكارا، سلطةَ تكريسِ جاثليقٍ جديدٍ عندما أصبحَ الكرسيُّ شاغرًا. أدّى ذلك إلى الانقسامِ الدائم بين ما سيُصبحُ كنيسةَ مالانكارا الأرثوذكسية السريانية التي اعترضتْ على ترسيبِ عبدِ المسيحِ، وكنيسةِ مالانكارا المسيحية السريانية اليعقوبية التي دعمت عبدَ الله الثاني. 🕊️ السنوات اللاحقة في مارس 1913، عاد عبدُ المسيحِ إلى ماردين، حيثُ أمضى السنواتَ المتبقيةَ من حياتِه في الصلاةِ والسلام. توفي في 30 أغسطس 1915 ودُفِنَ في ديرِ الزعفران، مكانِ الراحةِ التقليدي لبطاركةِ أنطاكية. تحتفلُ كنيسةُ مالانكارا الأرثوذكسية السريانية بعيدِه التذكاري في 15 أغسطس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم | الولادة: 1887 الوفاة: 1957 مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم، (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܦܪܝܡ ܩܕܡܝܐ ܕܒܝܬ ܒܪܨܘܡ)، البطريرك الـ120 لأنطاكية وسائر المشرق على الكرسيّ السريانيّ الأرثوذكسيّ، كان أحد أبرز أعلام الكنيسة في القرن العشرين: رجلَ دينٍ، ومؤرِّخاً، ومُصلحاً، ودبلوماسياً، وأديباً لغويّاً. ترك إرثاً فكريّاً وروحيّاً أغنى الهويّة السريانيّة في الشرق الأوسط والمهجر. 👶 النشأة والتعليم وُلد البطريرك في 15 حزيران/يونيو 1887م في مدينة الموصل (العراق العثماني) باسم أيّوب برصوم. تلقّى تعليمه الأوّل في مدرسة الآباء الدومنيكان، حيث درس الفرنسيّة والتّركيّة والآداب الدينيّة والتاريخ. وأتقن مبكّراً السريانيّة والعربيّة والفرنسيّة والتركيّة. عام 1905م دخل دير الزعفران في ماردين ليتلقّى التكوين اللاهوتي، فبرع في علوم السريانيّة وآدابها، وبدأ التدريس هناك. وفي سنة 1911م تولّى إدارة مطبعة الدير، كما قام برحلات أكاديميّة إلى كنائس وأديرة الشرق، ثم إلى مكتبات أوروبا عام 1913م حيث درس المخطوطات السريانيّة القديمة. ⛪ الرسامة والخدمة الكنسية في عام 1908م رُسِم كاهناً، ثم في 20 أيار/مايو 1918م رسمه البطريرك إغناطيوس إلياس الثالث مطراناً على سوريا باسم مار سويريوس. شارك عام 1919م في مؤتمر الصلح في باريس ممثّلاً عن الكنيسة السريانيّة وعن الشعب السوريّ، ودافع عن حقوق السوريين والعرب جميعاً ضد الانتداب الفرنسيّ والإنكليزيّ. قام برحلات متعدّدة إلى جنيف ولوزان ممثلاً كنيسته في مؤتمرات عالميّة، ثم زار الولايات المتحدة حيث أسّس كنائس جديدة، ورسم كهنة، وألقى محاضرات عن اللغة السريانيّة في جامعة شيكاغو. 👑 البطريركية والإصلاح بعد وفاة البطريرك إلياس الثالث، انتخبه المجمع المقدّس بطريركاً في 30 كانون الثاني/يناير 1933م تحت اسم مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم. كان من أبرز إنجازاته: نقل مقرّ البطريركيّة من دير الزعفران في تركيا إلى مدينة حمص في سوريا بسبب الظروف السياسيّة القاسية. تأسيس معهد مار أفرام اللاهوتي سنة 1939م لتخريج الكهنة، والذي انتقل لاحقاً إلى الموصل ثم بيروت. تكريس العديد من المطارنة والكهنة، وتأسيس أبرشيّات جديدة للمهجر في أوروبا وأميركا. العمل على تثبيت الحضور السريانيّ الأرثوذكسيّ في العالم، وتطوير الحياة الطقسيّة والروحيّة. 📚 مؤلّفاته وأعماله الأدبيّة كان أفرام الأوّل برصوم عالِماً موسوعيّاً غزير الإنتاج، كتب بالسريانيّة والعربيّة والفرنسيّة. من أبرز مؤلّفاته: اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية (1943م) – عمل موسوعيّ هام، تُرجم لاحقاً إلى الإنجليزيّة. نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران (1912م). التحفة الروحيّة في الصلاة الفرديّة (1911م). الزهرة المقدّسة في التعليم المسيحي (1912م). الدرر النفيسة في مختصر تاريخ الكنيسة (1940م). الألفاظ السريانية في المعاجم العربية (1951م). قيثارة القلوب (مجموعة شعريّة – 1954م). كما وضع عدداً من الكتب التي لم تُنشر بعد، مثل: قاموس سرياني–عربي، تاريخ طور عبْدين، تاريخ بطاركة أنطاكية وأعلام الكنيسة، أدلّة للمخطوطات السريانية، إضافةً إلى مقالات متفرّقة جُمعت لاحقاً باللغتين العربية والإنجليزية. 🕯️ وفاته وإرثه تُوفّي البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم في 23 حزيران/يونيو 1957م، ودُفن في مدينة حمص. ترك وراءه إرثاً لاهوتيّاً وأدبيّاً عظيماً، وجمع بين القيادة الروحيّة والحضور الثقافيّ. ويُعَدّ اليوم واحداً من أبرز أعلام الكنيسة السريانيّة في العصر الحديث، ورمزاً للوحدة الروحيّة والهويّة السريانيّة الأصيلة. مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم كان أكثر من مجرّد بطريرك، إذ جمع بين العلم والروحانيّة والسياسة والدبلوماسيّة. فأحيا التراث السريانيّ كتابةً وبحثاً، وأسّس مؤسّسات باقية، وجعل الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة أكثر حضوراً في الشرق والغرب. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس يعقوب الثالث | الولادة: 1912 الوفاة: 1980 🕊️ سيرته مار إغناطيوس يعقوب الثالث (بالسريانية: ܩܕܝܫܘܬܗ ܕܡܪܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܡܪܝ ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܝܥܩܘܒ ܬܠܝܬܝܐ) بطريرك أنطاكية للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الـ 121، ولد في 12 تشرين الأول/أكتوبر عام 1912م في بلدة برطلة في العراق لعائلة توما ماري، رُسِم شماسّا على يد البطريرك إغناطيوس إلياس الثالث وكاهنًا على يد البطريرك إغناطيوس أفرام الأول برصوم باسم الربان عبد الأحد . زار الكنيسة السريانية في مانجينيكارا في الهند عام 1933م حيث خدم السريان الهنود هناك كمعلم للغة السريانية والديانة المسيحية في دير مار إغاطيوس، في عام 1946م عاد إلى العراق ليدرِّس في معهد مار أفرام اللاهوتي في الموصل ثم رُسم مطرانًا لدمشق وبيروت عام 1950م، ولاحقًا نُصِّبَ بطريركًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية سنة 1957م وذلك عقب وفاة سلفه البطريرك إغناطيوس أفرام الأول برصوم واختار اسم يعقوب ليكون لقبه الرسولي البطريرك يعقوب الثالث. نقل يعقوب الثالث مقر البطريركية السريانية الأرثوذكسية من مدينة حمص السورية إلى العاصمة دمشق عام 1959م، وتميزت فترة بطريركيته بنشاطه في سبيل التقريب بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وأيضا العمل على إعادة التوافق بين أبناء الكنيسة السريانية في الهند مع الكرسي الأنطاكي، ففي عام 1964م زار ولاية كيرلا الهندية مكان تجمع السريان الهنود وأقام لهم أوجين تيموثاوس مفريانا للهند. كتب يعقوب الثالث أكثر من ثلاثين كتابًا حول تاريخ المسيحية وعن مواضيع روحية وعن الليتوروجيا والطقوس الدينية ووضع أيضًا دراسات عدّة للمقارنة بين اللغات السريانية والعربية هذا فضلًا عن كتابة سير حياة العديد من قديسي وآباء الكنيسة كمار أفرام السرياني ومار فيلوكسينوس ومار يعقوب السروجي، كما تُعتبر محاضرته التي ألقاها في جامعة كويتينكن الألمانية University of Goettingen عام 1971م مرجعًا مهمًا لدارسي تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. كان البطريرك يعقوب الثالث يُوصف بأنه مكتبة للألحان السريانية حيث كان يحفظ ما يقارب سبعمائة لحن كنسي من كتاب البيث كازو. تُوفي البطريرك يعقوب الثالث في 26 حزيران/يونيو عام 1980م ودُفن في مدينة دمشق في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس. 📖 مؤلفاته العلمية والأدبية ألف أكثر من 30 كتابًا ومقالًا في مجالات متنوعة، منها: تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية. تاريخ الكنيسة السريانية الهندية. البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية. ديوان شعر بالسريانية. المجلة البطريركية (مؤسسًا وناشرًا). أبحاث في المقارنة اللغوية: السريانية والعربية، وسير الأباء مثل مار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي. محاضرته في جامعة غوتنغن (1971) أصبحت مرجعًا مهمًا لدراسة تاريخ الكنيسة السريانية. عُرف بأنه “موسوعة في التاريخ الكنسي”، وبراعته في الوعظ والخطابة جعلته فريدًا في الأوساط الكنسية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار اغناطيوس يعقوب الثالث” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران إغناطيوس مالويان | الولادة: 1869 الوفاة: 1915 📚 النشأة والبدايات وُلد المطران إغناطيوس مالويان في مدينة ماردين (التي تقع اليوم ضمن الأراضي التركية) بتاريخ 15 نيسان 1869. تلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة أبرشية ماردين بإشراف المطران ملكون ناظاريان، حيث ظهرت عليه منذ صغره علامات التديّن والذكاء. وفي عام 1883، أُرسل إلى دير سيدة بزمار في كسروان – لبنان، حيث تعمّق في التكوين الروحي والديني، الأمر الذي هيّأه لمسيرة كهنوتية طويلة ومميّزة. ⛪ الرسامة الكهنوتية والمناصب نال إغناطيوس مالويان سر الكهنوت في السادس من آب عام 1896، يوم عيد التجلي، على يد الكاثوليكوس – البطريرك إسطيفانوس بطرس العاشر أزاريان. تميّز بخدمته الرعوية وحكمته الروحية، مما أهّله لاحقًا لتولّي منصب أبرشي. وفي 22 تشرين الأول 1911، عُيّن رسميًا مطرانًا لماردين للأرمن الكاثوليك، فقاد شعبه بروح الراعي الأمين إلى أن ختم حياته بالشهادة في 11 تموز 1915. ✝️ زمن الاستشهاد مع اندلاع الإبادة الجماعية للأرمن والسريان وأقليات أخرى عام 1915، تعرّض المطران مالويان لضغوطات متكرّرة من السلطات العثمانية للتخلي عن إيمانه واعتناق الإسلام. رفض ذلك بإصرار، ما جعله عرضة للتعذيب الوحشي والمضايقات. أُلقي القبض عليه مع مجموعة من الكهنة والمؤمنين، وخضع لمحاكمة زائفة اتُّهم خلالها بالتحريض وحيازة السلاح، لكنه واجه القاضي بجرأة وثبات في الدفاع عن عقيدته المسيحية. 🕊️ مسيرة القافلة إلى الشهادة بعد استجوابات متواصلة، سيق المطران مالويان مع قافلة تضم 417 مسيحيًا من الأرمن والسريان والكلدان والبروتستانت في اتجاه ديار بكر. كان يسير في مؤخرة القافلة حافي الرأس والقدمين، مُكبَّلًا بالأغلال وتظهر على جسده آثار التعذيب. وعلى الطريق، قُتل جميع أفراد القافلة واحدًا تلو الآخر، وبقي المطران حتى اللحظة الأخيرة. عُرضت عليه الحرية والحياة مقابل إنكار إيمانه واعتناق الإسلام، لكنه رفض، فكان آخر من أُعدم، حيث أرداه قائد الشرطة رصاصًا. وكان عمره آنذاك 46 عامًا. 🙏 التبجيل وإعلان القداسة تحوّلت سيرة المطران إغناطيوس مالويان إلى رمز للشهادة والثبات على الإيمان. ففي 7 تشرين الأول 2001، أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًا، اعترافًا ببطولته الروحية وشهادته المسيحية. وفي عام 2025، أعلن البابا فرنسيس الموافقة على تقديسه، ومن المقرر أن تُقام مراسم إعلان قداسته في 19 تشرين الأول 2025، ليصبح المطران مالويان قديسًا في الكنيسة الجامعة، وشاهدًا خالدًا على الإيمان حتى الموت. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكسيموس حكيم | الولادة: 1689 الوفاة: 1761 🕊️نشأته هو ميخائيل بن بولس بن رزق الله تتنجّيّ الملقَّ بالحكيم، ِلِما اشتُهَرَت به أسرتُهُ من صناعة الطّبّ، ولاسّيّما أخوه منصور، الذي كان طبيب السلطان في القسطنطينّيّة. وُلد في حلب سنة 1689، ودرس فيها الصرفَ والنحوَ وعِلمَ البيان على أساتذةِ اللغةِ المشاهير إذ ذاك، مع رفقائه نقولا الصائغ وعبدالله زاخر وجبرائيل فرحات ومكرديج الكسيح. اشتهر بعلمه وتقواه، وانتمى إلى أسرة بارزة في صناعة الطبّ. التحق بدير البلمند سنة 1710 ثم بدير القدّيس يوحنا الصابغ، حيث أبرز النذور وسيم شمّاسًا ثم كاهنًا، قبل أن يتجوّل في مصر وسيناء وفلسطين لأغراض دينية وخيرية. 🕍سيامته الأسقفية انتُخب مرّات في مناصب إدارية في الرهبانية، ورغم ترشيحه للأسقفية رفض أولًا، مفضّلًا حياة التواضع، إلى أن سِيم أسقفًا على حلب سنة 1732. عمل على توحيد أبناء الطائفة الكاثوليكية، وأعاد تنظيم الكنيسة وسجّلاتها، وأسّس خدمة عيد الجسد الإلهي. واجه اضطهادات شديدة من البطريرك الأرثوذكسي سلفستروس، ما اضطرّه إلى الغياب عن حلب أربع مرات، أطولها تسع سنوات، حيث تعرّض للنفي والحبس، وصودرت الكنائس وأموال الطائفة. رغم ذلك، أدار شؤون أبرشيته بالمراسلة، وألّف كتبًا ورسائل لاهوتية مثل منهاج التوبة وإيضاحات يقينية في كيفية انشقاق الروم. شارك في حلّ نزاعات كنسية كبرى، وأسهم في بناء دير البشارة للراهبات في زوق مكايل. وفي خضم صراع على البطريركية الأنطاكية. ⛪ارتقاؤه البطريركية ووفاته عُيّن بقرار من الكرسي الرسولي بطريركًا سنة 1761، لكنه لم يمكث في المنصب سوى خمسة أشهر قبل وفاته في دير القدّيس يوحنا الصابغ، ودُفن فيه، وكان له من العمر اثنان وسبعون سنة. 📖 مؤّلّفاته خدمة لعيد الجسد الإلهي (1733-1736)، وضع نصّ يوم العيد وأيامه التابعة، ونُشرت لاحقًا في بيروت. رسالة في أخص التحديدات الكاثوليكية (1733). إيضاحات يقينية في كيفية انشقاق الروم عن الكنيسة الكاثوليكية (مخطوطة محفوظة بباريس). منهاج التوبة (1733-1736، مخطوطة بدير الشير). عظة طُبعت في حلب سنة 1878. قصيدة في أسرار الوردية الخمسة عشر (1734). اثنتا عشرة رسالة راعوية (1733-1738) منها روضة الآداب المسيحية. مراسلات مع الكرسي الرسولي الروماني بشأن قضايا أبرشيته. سبعة تأملات تختص بافتقاد قوى الإنسان الباطنة وانتقادها وتهذيبها. خمسة أبيات لزياح أيقونة سيدة الكرمل. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث” مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جراسيموس سَمّان | الولادة: – الوفاة: 1754 🕊️ نشأته وُلِد جرجس سَمّان في مدينة حلب، ونشأ منذ طفولته على الإيمان الكاثوليكيّ، وكان يبشّر به وهو في العالم. التحق بدير البَلَمنْد قرب طرابلس، حيث أمضى نحو عشرين عامًا مرشدًا وأبًا روحيًّا للرهبان، واشتهر بالوعظ في طرابلس ولبنان. شارك في مساعٍ لتجديد الحياة الرهبانيّة وتعزيز الوحدة مع الكنيسة الكاثوليكيّة. 🕍انتخابه للأسقفّيّة في سنة ١٧٢١ استدعاه البطريرك أَثناسيوس دَبّاس وعيّنه وكيلًا بطريركيًّا في دمشق، ثمّ رُسِم في ٢٦ كانون الأوّل من العام نفسه مطرانًا على حلب، لكنّه قُوبل بمعارضة من بعض أبناء المدينة. وفي ظلّ الانقسام بين الكاثوليك والأرثوذكس، تعرّض لضغوط ونُفي مرّات عدّة، فسُجن في طرابلس ودُفع غرامة كبيرة لإطلاقه، ثم نُفي إلى جبل آثوس حيث بقي خمس سنوات في عزلة مشدّدة. ⚔️الأسقف المُبعَد عن أبرشّيّته بعد وفاة البطريرك أَثناسيوس سنة ١٧٢٤، احتدم الصراع المذهبي مع تولّي البطريرك الأرثوذكسي سلفستروس الذي قاد حملة اضطهاد للكاثوليك، شملت اعتقال جَراسيموس ونفيه. وفي سنة ١٧٣١ عاد إلى حلب بعد جهود وساطة، لكنّ الخلافات الداخليّة في الطائفة الكاثوليكيّة أدّت إلى مطالبته بالاستقالة لصالح الكاهن مَكسيموس حَكيم. وبعد مفاوضات وشروط، قدّم استقالته رسميًّا في ٤ أيار ١٧٣٢، ورسم بنفسه خَلَفه الجديد. ظلّ جَراسيموس بعد استقالته متردّدًا وناقمًا على قراره، وحاول بعض أنصاره الدفع به لاستعادة منصبه. وفي سنة ١٧٣٥ غادر حلب نهائيًّا، واختار الاعتزال في دير الملاك ميخائيل بالزوق، حيث أقام نحو تسع عشرة سنة، عُرف خلالها بثباته وصبره رغم ما تعرّض له سابقًا من اضطهادات. 🕯️وفاته توفّي جَراسيموس مساء ١٧ كانون الأوّل ١٧٥٤، ودُفن في كنيسة دير الملاك ميخائيل، ليبقى ذكره مرتبطًا بمرحلة صاخبة من تاريخ الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة في حلب، وبمثاله في التحمّل والثبات على الإيمان. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك أثناسيوس الثالث دّبّاس | الولادة: 1685 الوفاة: 1724 احتل البطريرك أثناسيوس الثالث دّبّاس موقع الصدارة بين أساقفة الروم الملكّيّين بحلب لعقود، حيث قاد أبرشية حلب لمدة تسع وثلاثين سنة، وجعلها مقراً مؤقتاً للبطريركية الأنطاكية، معززًا النشاط الثقافي والحرّية الكاثوليكية بين أبناء الطائفة. ينقسم عهده إلى ثلاثة أقسام: من ١٦٨٥ إلى ١٦٩٤: بطريرك أنطاكي منافس للبطريرك كيرّلس الخامس الحلبّي. من ١٦٩٤ إلى ١٧٢١: بطريرك سابق لكنه راعٍ لأبرشية حلب بعد تنازله عن السلطة الفعلية. من ١٧٢١ إلى ١٧٢٤: أدَّر الأبرشية بالتعاون مع المطران جراسيموس سمان، لكنه أبعده واحتفظ بالإدارة. 🕊️ نشأته بولس بن الخوري فضل الله الدبّاس وُلد في دمشق عام ١٦٤٧ في أسرة كهنوتية. تلقى تعليمه على يد اليسوعيين واعتنق الإيمان الكاثوليكي. مارس مهنة الخياطة ثم اتجه إلى الحياة الرهبانية في دير القديس سابا في القدس، حيث درس اللاتينية وترقى ليصبح رئيس دير الروم في بيت لحم. تأثر برهبان القديس فرنسيس وتعزز ميوله للكاثوليكية. 👑اختياره لأبرشية حلب وسيامته بطريركًا بعد وفاة المطران ملاتيوس الباياسي، زار وجهاء حلب دير القديس سابا في القدس ووجدوا الراهب الدمشقي بائيسيوس (أثناسيوس) وطلبوا منه أن يصبح مطرانًا لهم. بالرغم من رفض البطريرك كيرّلس الخامس الحلبّي، تم تتويج أثناسيوس في دمشق في ٢٥ حزيران ١٦٨٥ كبطريرك أنطاكي. واشتدت المنافسة بينه وبين كيرّلس، حيث انقسمت الطائفة بين حزبَي “البرغشي” (أنصار أثناسيوس) و”الناموسي” (أنصار كيرّلس)، مع تدخل السلطات العثمانية ورومة في النزاع، وكان للحلبيين دور بارز في دعم أثناسيوس، الذي كان محبوبًا بينهم بسبب كاثوليكيته وانتمائه إلى الروم الملكيين. ✈️سفره إلى بلاد الفلاخ (١٧٠٠- ١٧٠٥) على أَنّ وضع أثناسيوس في حلب ساء كثيرًا بعد إبرامه هذا الصلح مع منافسه كيرّّلس وتخاذله أمامه. فقد تخّّلى عنه أصدقاؤه القدامى وأوجبوا عليه التنازل عن البطريركيّة. فتباعد عنه المرسلون والقناصل. وزاد الطين بّّلة ما انتاب الحلبّيّين في تلك الأيام من ضيق شديد وغلاء في المعيشة وانحباس الأمطار. تجاه هذا الواقع قرّر أثناسيوس في آذار سنة ١٧٠٠ أن يبتعد عن حلب في سفرة إلى القسطنطينّيّة، ومنها قصد بوخارست عاصمة بلاد الفلاخ، حيث نزل ضيفًا مكرّمًا على أميرها المسيحي الشهم يوحّنّا قسطنطين باصارابا ويوضّا. وقد اعتقد البعض أنّ أثناسيوس كان في الماضي أبًا روحيًا وواعظًا. ثم حصل من كرم الأمير الروماني على ما عجز أسلافه عن الحصول عليه من مجمع انتشار الإيمان في روما، فطُبع في بوخارست على نفقة الأمير عدد من الكتب الدينية والطقسية باللغة العربية. وهكذا صدرت عن المطبعة الأميرية في بوخارست الكتب التالية تباعًا: الكتاب المقدس بكامله سنة ١٧٠٠، حسب بعض المصادر. كتاب القداسات الثلاثة الإلهية، سنة ١٧٠١. كتاب الأورولوجيون المعروف بالسواعي، سنة ١٧٠٢. وقد ناظر أثناسيوس بنفسه طبع هذه الكتب بمعاونة الكاهن الراهب أنثيموس الكرجّيّ، الذي كان يجيد اليونانية والسلافية والتركية إضافة إلى لغته الكرجية. وفي حزيران سنة ١٧٠٢ أهدى الأمير مذکور تاريخًا للبطاركة الأنطاكيين، كتبه باليونانية الحديثة، نقلاً عن المؤرخين الروم الملكيين السابقين. وهذا التاريخ محفوظ إلى اليوم في نسخة وحيدة في المكتبة الوطنية في فيينا برقم “يوناني ٨٥”. وبتاريخ ١١ تموز سنة ١٧٠٣ كان أثناسيوس لا يزال في بوخارست، إذ حضر فيها تنصيب أولياء نعمته من الأمراء ملوًا على بلاد الفلاخ. وهناك من يعتقد أن البطريرك القسطنطيني جبرائيل الثالث عيّنه سنة ١٧٠٥ رئيسًا لأساقفة قبرص، خلفًا لرئيس أساقفتها جرمانوس المتوفى، والله أعلم. على كل حال، عاد أثناسيوس إلى حلب في غضون عام ١٧٠٥، مصطحبًا معه، فضلًا عن الكتب التي طبعها في بوخارست، مطبعة عربية كاملة، هي أول مطبعة عربية في الوطن العربي، وضعها في مطرانيته بحلب. رسم أيقونتين لدير البلمند للقديس جاورجيوس والأربعين شهيدًا. في ١٧٠٨ تعاون مع ابنه الشمّاس حنانيا في رسم نسخة من أيقونة “الدينونة العامة” المحفوظة حتى الآن. آخر أيقونة معروفة له تحمل تاريخ ١٧٢٢ وتمثل “العذراء الهادية”، محفوظة في دير يوحنا الصايغ بالخنشارة. ابنه الشمّاس حنانيا بدأ ممارسة فن أبيه، فكان يرسم معه في البداية ثم وحده من ١٧١٤ حتى ١٧٤٠. وفي عهد البطريرك أثناسيوس برز فنانون آخرون مثل موسى بن اصطفان في الرسم على الخزف الصيني، وجبرائيل بن ميخائيل لباد الحلبّي في فن النسخ وتزيين المخطوطات، حيث ترك “كتاب الليتورجيات الإلهية” نسخة نفيسة تعود إلى سنة ١٧١٥. كما برز فنانون آخرون في رسم الأيقونات مثل شكرا الله بن يواكيم بن زلعوم وآخرون، ما يدل على أن عهد البطريرك أثناسيوس كان عهد نهضة ذهبية في الأدب والفنون والصناعة بين المسيحيين الحلبيين. 🤝في خدمة الفقراء والكنيسة كان البطريرك أثناسيوس عالمًا ماهرًا وإداريًا محنكًا، وله محبة خاصة للفقراء. من آثار رعايته الخيرية التي وصلتنا، ما ورد في “كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب” للشيخ كامل الغزي، أن في سنة ١٧١٣ أوقف مسقفات لفقراء النصارى. وفي ٥ آذار ١٧١٩ كتب البطريرك وثيقة يوقف فيها خمس دور من ممتلكاته على أيتام فقراء طائفته في حلب، مع تخصيص جزء من الريع لأفراد من أسرته. وفي ٢٥ تموز ١٧٢٠ حرّر وثيقة تميز فيها خصوصيات أنيسة حلب عن مطرانها. كما أصدر أوامر مشددة لمنع بعض التجاوزات الأخلاقية والاقتصادية التي كانت تحدث في الأعراس، ونشرها الخوري بولس قرألي في المجلة السورية سنة ١٩٢٨. ⛪تأسيس الرهبانّيّة الشويرّيّة في عهد البطريرك أثناسيوس الثالث دّبّاس تأسست الرهبانية الشويرية (منذ 1697) في دير البلمند، بهدف إنعاش النظام الرهباني الشرقي ونشر الاتحاد الكاثوليكي في لبنان والشام. في 1710 انتقل الرهبان إلى دير القديس يوحّنّا الصابغ في الشوير، بعد موافقة البطريرك كيرّلس الخامس، مع تأسيس قانون رهباني مختصر. قاد الرهبانية الخوري سليمان آسري ثم الخوري جرجس سّمّان، وبعدهما نيكيفورس بن الخوري عازار كرمه الذي نظم أول مجمع عام للرهبانية في 1720. ⚖️ التأرجح بين الكثلكة والأرثوذكسّيّة في فترة تأسيس الرهبانية، ازدهرت الحراة الكاثوليكية في أبرشيات البطريركية الأنطاكية، وأكدت رومة شرعية أثناسيوس كبطريرك كاثوليكي. لكنه واجه ضغوطًا وعقبات، منها ملاحقات في حلب، وتوترات مع السلطات العثمانية. في 1716، أبدى البطريرك كيرّلس الخامس استعداده للاتحاد مع رومة، فكان صراع على الشرعية بينه وبين أثناسيوس. في 1717 طلب المجمع المقدس من أثناسيوس التنازل رسمياً لصالح كيرّلس، الذي اعتبر كاثوليكياً واعتُرف به من قبل البابا في 1718. أثناسيوس تنازل بشروط لكنه سرعان ما ابتعد عن الكثلكة، حتى بعد وفاة منافسه كيرّلس عام 1720، ومال نحو الأرثوذكسية ومناهضة الكاثوليكية. بعد وفاة كيرّلس، عاد أثناسيوس إلى سوريا وبدأ يتقرب من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية، معاديًا الكاثوليك والمرسلين. نشر مؤلفات معادية للكاثوليكية، منها ترجمة “عتاب صخرة الشك” التي تهاجم الكنيسة الغربية، وسببت له غضبًا وانشقاقًا في صفوف أنصاره. هرب الشماس عبد الله زاخر، أحد أنصاره، إلى لبنان ودير القديس يوحّنّا الصابغ. طلب أثناسيوس الدعم من بطريرك القسطنطينية وإصدار مجمع ضد المرسلين الكاثوليك في 1722، وحصل على فرمانات سلطانية ضدهم. توزع أثناسيوس هذه الأوامر في أبرشيته، وأكد تمسكه بالإيمان الأرثوذكسي، بينما رفض عبد الله زاخر هذه القرارات وكتب ضدها، وانتقل إلى لبنان خوفًا من الانتقام. 🕯️وفاته ظل المرسلون الأجانب في حلب منقسمين حول معتقد البطريرك أثناسيوس، فبعضهم كان يرى أنه كاثوليكي بالقلب وأرثوذكسي بالظاهر، وآخرون يعتبرونه زعيمًا أرثوذكسيًا وخصمًا للكاثوليكية. الحلبّيّون كانوا يقدّرون أثناسيوس ويحبونه، وفضلّوه على منافسه البطريرك كيرلس الخامس، وقبلوا ترشيح تلميذه سلفستروس القبرصي ليخلفه على الكرسي البطريركي. في آخر أيامه، طلب أثناسيوس من شعبه أن ينتخبوا سلفستروس بطريركًا، مع شرط ضمني بمسامحة جراسيموس، وبعدها أرسل رسائل إلى القسطنطينية تؤكد خلافة سلفستروس. سلفستروس، الذي كان في جبل آثوس، عاد إلى حلب وأثار جدلاً بين أهلها، لكن توفي في 24 تموز/ أغسطس 1724 بعد مرضه بداء المثانة. المطران جرمانوس فرحات يروي أن بطرس فروماج اليسوعي نصح أثناسيوس بالاعتراف في مرضه الأخير، لكنه رفض، واعترف عند كاهن قبرصي مشاكس، ما اعتبره اليسوعيون غير مقبول. جبرائيل حوا، مطران قبرص الماروني، يؤكد أنه زار أثناسيوس في آخر أيامه ومنحه الحلول من الحرم، بينما الأب الكبوشي Joseph de Reuilly يدعي أنه زاره قبل الوفاة وأن أثناسيوس أعلن تمسكه بالإيمان الكاثوليكي، لكنه حافظ على عادات الطقس. في النهاية، يبقى الأمر مجهولًا بشأن المذهب الذي توفي عليه أثناسيوس، وربما كان يعتقد بإمكانية التوفيق بين الانتماء الكاثوليكي والأرثوذكسي في الوقت نفسه. 📖مؤّلّفاته تاريخ البطاركة الأنطاكيين: مكتوب باليونانية الحديثة، مخطوط ولم ينشر بعد، معتمد بشكل كبير على مؤلفات البطريرك مكاريوس الحلبي. مواعظ يوحّنّا فم الذهب: 34 موعظة تُرجمت للعربية قبل 1700 وطُبعت في حلب 1707، وأعيد طبعها مرات عدة. أعمال المجامع المسكونية الأربعة الأولى (مع مجمع سرديقه): ترجمة عن اللاتينية واليونانية، قدّم له الخوري جبرائيل فرحات مراجعات. كتاب صلاح الحكيم وفساد العالم الذميم: ترجمة من اليونانية عام 1705، منسوبة خطأ للقديس باسيليوس الكبير، نُقّحت من قبل جبرائيل فرحات. رسالة وجيزة في التوبة والاعتراف: بعنوان “سلك الدّرّ النظيم في سر التوبة والاعتراف القويم”، طُبعت في حلب 1711. ترجمة جديدة لكتاب التريودي: بمعاونة جبرائيل فرحات، مع مراجعة نص الأناجيل الأربعة وكتاب كتاب الباراليتيكي، نُشرت في 1711. مواعظ آحاد وأعياد السنة. توجيهات رعوية حول الكهنوت والزواج والعماد والجنازات: منشور أسقفي صدر في تموز 1716، نُشر وعُمم لاحقًا. منهاج الكهنوت لخدّام اللاهوت: ترجمة عام 1716 عن المؤلف اليوناني نقولا بلغاريس. صنعة الفصاحة: ترجمة عام 1718 من أصل يوناني مجهول. كتاب صخرة الشك: ترجمة عن المطران الياس منياتس، طُبعت في لندن عام 1721. رسالة المجمع القسطنطيني 1722: موجهة ضد الدعاية اللاتينية، ووقّعها سلفستروس، أثناسيوس، وآريزنثوس. كتاب منهاج الصلاح لبغية النجاح: وضعه عام 1723. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران ملاتيوس الباياسي | الولادة: 1670 الوفاة: 1685 🕊️نشأته رُسم المطران ملاتيوس الباياسي مطرانًا على حلب في 12 حزيران 1670، بعد شغور دام حوالي 11 عامًا في أبرشية حلب التي كانت تحت إدارة مباشرة من البطريرك مكاريوس الحلبّي. كان ملاتيوس مرافِقًا للبطريرك مكاريوس في رحلته إلى بلاد المسيحيين (1652-1659)، وعُيّن رسميًا بعد عودته من تلك الرحلة. ⚔️حوادث عهده الأسقفّيّة دامت أسقفيته حوالي 15 عامًا، شهدت فترة صراعات داخلية في البطريركية الأنطاكية بين فرقاء متنافسين على العرش البطريركي، وهو الصراع الذي أثّر على أبرشية حلب أيضًا. رغم ذلك، لم تتوفر معلومات كثيرة عن دوره الفعلي في تلك الأحداث بسبب قلة الوثائق المعاصرة. تُظهر المصادر أنه في زمنه جرت مواعظ دينية، وإرسال اعترافات كاثوليكية إلى روما، لكن خلافات البطريركية ظلّت تهيمن على المشهد. ويُطرح التساؤل حول ما إذا كانت شخصيته ضعيفة أم أن نقص الوثائق التاريخية هو سبب غياب اسمه عن الأحداث الكبرى في تلك الحقبة. 🕯️تاريخ وفاة المطران ملاتيوس الباياسي لم تُعثر حتى الآن على وثيقة معاصرة تحدد بدقة تاريخ وفاة المطران ملاتيوس الباياسي، لكن استنادًا إلى ما أورده المؤرخ البيروتي المجهول في ملحق لتاريخ بطاركة أنطاكية، يتّضح أن وجهاء حلب زاروا دير القديس سابا بعد وفاة البطريرك ناوفيطوس في اللاذقية (عام 1685)، وهناك وجدوا راهبًا دمشقياً يُدعى أثناسيوس، الذي تمّ تنصيبه مطرانًا لحلب بعد وفاة المطران ملاتيوس بفترة قصيرة، ويُعتبر هذا مؤشراً قوياً على أن ملاتيوس توفي حوالي سنة 1685. 👑من خلف ملاتيوس في كرسّي حلب؟ يدعي المؤرخ كيرلس آرلفسكي في مقاله عن “حلب” أن خلف ملاتيوس كان أسقفًا ملكيًا يدعى غريغوريوس حوالي سنة 1698، استنادًا إلى محضر جلسة مجمع انتشار الإيمان في 28 تموز 1698 التي تشير إلى إرسال صورة اعتراف كاثوليكية موقعة من غريغوريوس، لكنه لم يكن أسقف حلب، بل أسقف هيرابوليس، والتي تمثل خطأً كتابة لمدينة بعلبك (هيرابوليس باللاتينية)، وهي قريبة من طرابلس، وليست حلب. ويعتقد الباحثون أن غريغوريوس كان مطران بعلبك، وأن الوثائق الأصلية لهذه الاعترافات محفوظة في مجمع التفتيش ولا تزال مغلقة أمام الباحثين. بناءً على ذلك، يرجح أن المطران ملاتيوس الباياسي توفي حوالي 1685، وأن خلفه المباشر على كرسّي حلب كان البطريرك أثناسيوس الثالث دباس نفسه. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك مار روفائيل بيداويد | الولادة: 1922 الوفاة: 2003 مار روفائيل الأول بيداويد (بالسريانية: ܪܘܦܐܝܠ ܩܕܡܝܐ ܒܝܬ ܕܘܝܕ، بالعربية: مار روفائيل الأول بيداويد) (17 أبريل 1922 – 7 يوليو 2003) كان بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من عام 1989 حتى عام 2003. وكان أيضاً عالماً سريانياً. 🕊️ حياته ولد في 17 أبريل 1922 في مدينة الموصل شمالي العراق، من عائلة آشورية، وتلقى تعليمه المدرسي والكنسي في الموصل. رُسم كاهناً في 22 أكتوبر 1944 في روما، وحصل في عام 1946 على الدرجات الأكاديمية في الفلسفة واللاهوت. عمل بين عامي 1948 و1956 أستاذاً للفلسفة واللاهوت في الموصل. في 6 أكتوبر 1957، وفي سن الخامسة والثلاثين، رُسم أسقفاً للعمادية من قبل البطريرك يوسف السابع غنيمة، ليصبح أصغر أسقف كاثوليكي في العالم. وكأسقف للعمادية، شهد النزوح الجماعي للمسيحيين من العراق. ثم عُيّن مار رفائيل بيداويد أسقفاً لبيروت، لبنان، عام 1966، وخدم في هذا المنصب لمدة 23 عامًا. في 21 مارس 1989، انتُخب مار رفائيل الأول بيداويد بطريرك بابل، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وأكد البابا يوحنا بولس الثاني انتخابه في يونيو 1989. خلال بطريركيته، وبموافقة المجمع الكلداني، أسس الكلية البابوية لبابل للفلسفة واللاهوت عام 1991 في بغداد – الدورا، الميكانيك – بجوار مدرسة القديس بطرس الكلدانية، والتي أصبحت مؤسسة تعليمية مهمة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. كان البطريرك بيداويد يتحدث 13 لغة. وتوفي في بيروت، لبنان، في 7 يوليو 2003، عن عمر يناهز 81 عامًا. 🌿 العمل الرعوي كان البطريرك بيداويد مدافعًا عن توحيد كنيسة المشرق الآشورية (التي كانت تُعرف سابقًا باسم كنيسة المشرق) والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، اللتين انفصلتا في عام 1552 ميلادي. في نوفمبر 1996، التقى مار دنخا الرابع من كنيسة المشرق الآشورية ورافائيل الأول بيداويد من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في ساوثفيلد – ميشيغان، ووقّعا بيانًا بطريركيًا مشتركًا التزم فيه كنيستاهما بالعمل نحو إعادة الاندماج، وتعهدا بالتعاون في القضايا الرعوية مثل صياغة عقيدة مشتركة، وإنشاء مدرسة دينية مشتركة في منطقة شيكاغو – ديترويت، وحفظ اللغة الآشورية، وغير ذلك من البرامج الرعوية المشتركة. في 15 أغسطس 1997، التقى البطريركان مرة أخرى في روزيل – إلينوي، وصادقا على “مرسوم سينودي مشترك لتعزيز الوحدة” الذي وقعه أعضاء المجمعين المقدسين. وأعاد البيان تأكيد التعاون الرعوي، واعترف بأن الآشوريين والكلدانيين الكاثوليك يجب أن يقبلوا الممارسات المتنوعة للآخر كشرعية، ونفذ رسميًا إنشاء “لجنة مشتركة آشورية كلدانية للوحدة”. كما أعلن أن كل طرف يعترف بالخلافة الرسولية والأسرار والشهادة المسيحية للآخر، وأوضح الشواغل المركزية لكلا الجانبين في الحوار، مع التأكيد على الحفاظ على اللغة والثقافة الآشورية، وتمسك الآشوريين من كنيسة المشرق الآشورية بحريتهم وحكمهم الذاتي، وإصرار الكلدان الكاثوليك على الشركة الكاملة مع روما. 📜 الخلاصة عاش مار روفائيل الأول بيداويد 81 سنة، قضى منها: 10 سنوات في دراسة علوم الفلسفة واللاهوت في روما. 53 سنة في خدمة الكهنوت والكنيسة. 23 سنة في خدمة أبرشية الكلدان في لبنان. 14 سنة بطريركًا للكنيسة الكلدانية في أصعب مرحلة من جراء الحصار الجائر على العراق. من أهم أعماله في السدة البطريركية: دعوة رؤساء الطوائف المسيحية في العراق لتأسيس مجلس لمراجعة شؤون المسيحيين. تأسيس مجلس مطارنة الكاثوليك في العراق. إقامة المؤتمر البطريركي العام للكنيسة الكلدانية لمراجعة مجالات الخدمة. تأسيس أخوية المحبة في زمن الحصار. تأسيس كلية بابل للفلسفة واللاهوت بتاريخ 18/8/1991. إصدار مجلة نجم المشرق. المساهمة في تأسيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وأول أمين سر له. تمثيل المجلس الكاثوليكي في الجمعية العامة الرابعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط. ✍ كتاباته كتابة مقالات في مجلتي الندم والنور في الأربعينيات بعد عودته من روما. ترجمة مذكرات الأب لانزا الدومنيكي من الإيطالية إلى العربية، ونشرها في النجم ثم كتاب مستقل. العمل في لجنة فهرسة مخطوطات البطريركية مع القس اسطيفان بابكا والسيد اسحق عيسكو. إعادة طبع القاموس الكلداني ليعقوب أوجين منا مع إضافة مقدمة تاريخية وأبواب جديدة. كتابة مقالات في اللاهوت والفلسفة والتاريخ بلغات متعددة، منها العربية، الكردية، التركية، الفرنسية، الإيطالية، اللاتينية، والإنجليزية، إضافة إلى لغة الأم السورث. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران أندراوس صنّا | الولادة: 1920 الوفاة: 2013 🌱 النشأة والبدايات ولد المطران اندراوس صنا بقرية آرادن في قضاء العمادية في محافظة دهوك عام 1920، وتلقى علومه الاولية في مسقط رأسه، ثم التحق بمعهد مار يوحنا الحبيب الديني في الموصل واكمل فيه دارسته الابتدائية والثانوية ودارسته الفلسفية واللاهوتية وسميّ قسيسًا عام 1945، وخدم في أبرشية العمادية حتى انتخب مطرانًا على أبرشية عقرة في محافظة الموصل عام 1957، ثم في الموصل وبغداد. وحينما تأسس مجمع اللغة السريانية ببغداد عام 1972. عُيّن عضوًا عاملًا فيه وانتخب رئيسًا له، ثم تخلى عن رئاسته ليتفرغ لأعماله الدينية. وفي عام 1979 أختير عضوًا عاملًا في المجمع العلمي العراقي، وانتُخب رئيسًا لهيئة اللغة السريانية عام 1989. في نطاق خدمته الدينية نُقل الى رئاسة اسقفية كركوك والتحق بوظيفته الجديدة عام 1978، وبقي فيها حتى سنة 2003 حيث تقاعد لبلوغه السن القانونية وقضى بقية حياته في مطرانية كركوك الكلدانية. شارك في عدة مؤتمرات دينية في أوروبا واسيا وامريكا، وله الكثير من البحوث المختصة في الفكر والديانة السريانيين، والمقارنات بين اللغة السريانية والعربية واللغة الآرامية وهي سلسلة بحوث لغوية نشرت في اربع حلقات. يتقن العربية والسريانية والفرنسية والإيطالية ويعرف اللاتينية والكردية وله إلمام بالإنكليزية. 📖من مؤلفاته: استشهاد البطريرك شمعون برصباعي في القرن الرابع الميلادي في عهد سبور الثاني الفارسي. استشهاد مار جرجس. اهتداء مار بولص الرسولي (بالعربية). ميلاد السيد المسيح. ترجمة جزء من حياة القديسة ترازيا الصغيرة من الفرنسية الى السريانية الدارجة، ما زالت مخطوطة. حلقة من سلسلة الفكر المسيحي في المجمع الفاتيكاني الثاني_ الموصل 1963م. دراسة في الأساليب الكتابية لمار أفرام السرياني_ بغداد 1974م. تناظر الحروف العربية والسريانية في الصورة والصوت _1982م. نشوء التنقيط والتحريك في السريانية 1984م. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو | الولادة: 1948 الوفاة: – البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو هو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، وقد تولى هذا المنصب منذ 1 شباط 2013. 🕊️ النشأة والمسيرة الكهنوتية وُلد في 4 تموز 1948 في مدينة زاخو، إقليم كردستان العراق. سيم كاهنًا في أبرشية الموصل الكلدانية عام 1974. حصل على شهادة الدكتوراه في علم آباء الكنيسة من الجامعة البابوية في روما عام 1983. نال ماجستيرًا في الفقه الإسلامي عام 1984. حصل على شهادة دكتوراه في تاريخ العراق القديم من جامعة السوربورن في باريس عام 1986. 👑 الأسقفية والبطريركية الأسقفية: انتُخب مطرانًا على أبرشية كركوك عام 2002، وسيم على هذا المنصب في العام التالي. البطريركية: انتُخب بطريركًا للكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفًا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي في 1 شباط 2013. 🏛️ المناصب والتكريمات المجلس الاقتصادي الفاتيكاني: تم تعيينه عضوًا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في 4 كانون الثاني 2022. الأوسمة والتكريمات: وسام الدفاع عن الإيمان من إيطاليا. وسام “باكس كريستي” الدولي. وسام “القديس إسطيفان” عن حقوق الإنسان من ألمانيا. 📚 الإنتاج العلمي ألف ونشر أكثر من 200 مقال و20 كتابًا في مجالات علم اللاهوت المسيحي والفقه. 🕯️ المواقف والأنشطة الحوار بين الأديان: يُعرف بدعمه للحوار بين الأديان والمجتمعات المختلفة، مؤكدًا على أهمية التعايش السلمي والاحترام المتبادل. الدفاع عن حقوق المسيحيين: يعمل على تعزيز حقوق المسيحيين في العراق والعالم، داعيًا إلى حماية حقوق الأقليات الدينية. العودة إلى العراق: في 12 تموز 2024، تسلم النسخة الرسمية للأمر الديواني من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتسميته بطريركًا للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، مما مهد لعودته إلى بغداد بعد فترة من الغياب. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الخوري بطرس نصري | الولادة: – الوفاة: – 🏞 النشأة والتعليم الخوري بطرس نصري هو شخصية كنسية وثقافية بارزة من بلدة القوش في شمال العراق، وُلد في أواخر القرن التاسع عشر. تلقى تعليمه في مدارس كنسية محلية، ثم أكمل دراسته في معاهد دينية في العراق وربما في الخارج، متقنًا اللغة السريانية واللاهوت. 📖 النشاط الكنسي والخدمة عمل خوريًا في عدة رعايا داخل العراق، وكان معروفًا بتفانيه في خدمة الرعية، خصوصًا في المناطق الريفية. ساهم في التعليم الكنسي، وشارك في تنظيم الحياة الروحية والاجتماعية للمجتمعات المسيحية في شمال العراق. كان من الكهنة الذين دافعوا عن التراث السرياني وحافظوا عليه من خلال التبشير والتعليم والتوثيق. 🖋️ الإنتاج العلمي لديه مؤلفات ومقالات تتناول اللغة السريانية، تاريخ الكنيسة، والتراث المسيحي في العراق. ساهم في ترجمة نصوص دينية وأدبية من وإلى السريانية، مما أثرى المكتبة الكنسية المحلية. ⚔ الاضطهاد والتحديات عاش في فترة صعبة من تاريخ العراق، خاصة خلال الحرب العالمية الأولى وسفر برلك، حيث تعرّض المسيحيون إلى اضطهاد ومجازر. قد يكون تعرض للاعتقال أو المضايقات بسبب نشاطه الديني ورعايته للرعية. 🕊️ الإرث يُذكر الخوري بطرس نصري كواحد من أعمدة الكنيسة الكلدانية في العراق في فترة التحولات الكبرى، وحافظًا على تراث اللغة والكنيسة في بيئته. ظل اسمه مرتبطًا بالخدمة الدينية والتعليمية والتوثيق الثقافي حتى اليوم. له إسهامات علمية وتاريخية بارزة، أبرزها كتابه: 📘 ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة السريان هذا الكتاب هو مؤلف تاريخي موسوعي، يُعد مرجعًا مهمًا في تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية. يُعتبر من الأعمال القيمة التي توثق تاريخ المشارقة السريان وتُسهم في حفظ التراث الثقافي والديني لهذه الطائفة. 📝 مقالاته ومؤلفاته الأخرى بالإضافة إلى “ذخيرة الأذهان”، يُذكر أن الخوري بطرس نصري قد شارك في تأليف مقالات بحثية، منها: مقالة في الطقس الكلداني: نُشرت في مجلة “المشرق” البيروتية عام 1901، بالاشتراك مع الأب ألبير أبونا. نبذ عن بعض الرجال المشهورين الكلدان: بحث نُشر في نفس المجلة عام 1901، بالاشتراك مع الأب ألبير أبونا. 📚 فهرس مخطوطات دير السيدة في القوش من بين أعماله الأخرى، قام الخوري بطرس نصري بإعداد فهرس مخطوطات دير السيدة في القوش، الذي نُشر بالفرنسية. يُعد هذا الفهرس مرجعًا مهمًا لدراسة المخطوطات السريانية والكلدانية في المنطقة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب ألبير أبونا | الولادة: 1928 الوفاة: 2021 🏞 الخلفية والنشأة وُلد الأب ألبير (يوسف) أبونا عام 1928 في بلدة فيشخابور التابعة لقضاء زاخو، في إبّان وجود العراق تحت الانتداب البريطاني. 🎓 الدراسة والمسيرة الكهنوتية التحق بـ معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي حيث تلقى العلوم النظامية، وسيُّم كاهنًا في 17 حزيران 1951. بدأ خدمته الكهنوتية في قرى زاخو والتقى ببيئة شعبية ريفية، تنقل فيها راكبًا على ظهر الحصان لتلبية حاجات الرعية. 📖 النشاط التعليمي والأكاديمي في عام 1955 عُيّن مدرسًا في معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل، حيث درّس اللغة السريانية وآدابها وتاريخ الكنيسة الشرقية لمدة نحو 18 عامًا. لاحقًا تدرّس أيضًا في جامعة الموصل (اللغات الآرامية والفرنسية)، وعاد للعمل في بغداد بعد انضمامه للرهبنة الكرملية. بعد تقاعده عام 2009، انتقل أولًا إلى كركوك ثم استقر في مطرانية أربيل عام 2010. 📚 الإنتاج العلمي وأبرز مؤلفاته ألّف وترجم أكثر من 150 كتابًا ومئات المقالات في التراث الشرقي والعلوم الكنسية، ما جعله يستحق لقب: “حنين بن إسحق العصر الحديث” من أبرز مؤلفاته: سير الشهداء والقديسين (6 أجزاء) تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية (3 أجزاء) أدب اللغة الآرامية الآراميون في التاريخ شهداء المشرق الآثار المسيحية في الموصل من بين ترجماته ومحققاته: ترجم كتاب “الكلدو-آشوريين، مسيحيو العراق وإيران وتركيا” من الألمانية إلى العربية. حقق كتاب مشاهير العراق وأعلامه بتكليف من مؤسسة أبجد عام 2024. ويُقدّر عدد مؤلفاته وترجماته بنحو 128–160 كتابًا، بالإضافة إلى مئات المقالات المنشورة في مجلات مثل نجم المشرق، بين النهرين، الفكر المسيحي. 💭 مواقفه الفكرية وأطروحاته القومية كان من المناصرين لوجهة النظر التي ترى أن المسمى الصحيح للهوية الدينية والثقافية هو “السريان/الآراميون”، لا الكلدان أو الآشوريين المجتزئين تاريخيًا. عبّر عن ذلك بوضوح في كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية وفي مقالاته المتنوعة. 🕊 الوداع والإرث وافته المنية ظهر يوم السبت 4 كانون الأول 2021، عن عمر ناهز 93 عامًا، في مستشفى مريمانه بمحافظة أربيل، بعد مسيرة علمية وروحية طويلة. نعت البطريركية الكلدانية رحيله، مؤكدة أنه كان “عنوان الكاهن الجدي والملتزم والمرشد والصديق”، وقالت إن المرض لم يمنعه من مواصلة عطائه الفكري والروحي حتى نهاية حياته. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات ” الأب ألبير أبونا ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران مار يعقوب أوجين منّا | الولادة: 1867 الوفاة: 1928 📜 النشأة والبدايات (1867–1885) وُلد مار يعقوب أوجين منّا عام 1867 في باقوفا، وهي قرية كلدانية قريبة من تلكيف في سهل نينوى شمال العراق. كانت المنطقة آنذاك جزءًا من ولاية الموصل العثمانية، وتضم خليطًا من العرب، الكرد، والآشوريين، إلى جانب المجتمع الكلداني المسيحي. ونشأ في عائلة متدينة، مما عزز ارتباطه المبكر بالكنيسة والتقاليد السريانية. حوالي سن 18 (عام 1885 تقريبًا)، التحق بـ المعهد البطريركي الكهنوتي في الموصل، وهو أهم مركز لتخريج الكهنة والأساقفة في الكنيسة الكلدانية حينها. هناك درس اللاهوت، الفلسفة، واللغات، مع اهتمام خاص باللغة السريانية التي كانت محور حياته العلمية لاحقًا. ✝ السيامة والنشاط التعليمي (1889–1902) رسم كاهنًا سنة 1889 بعد إكمال دراسته في المعهد. عُيّن مدرسًا للغة السريانية في معهد مار يوحنا الحبيب ومعهد شمعون الصفا في الموصل. خلال هذه الفترة كتب أول كتبه في النحو والمعاجم، مستفيدًا من خبرته الأكاديمية واطلاعه على التراث السرياني الكلاسيكي. تميز بأسلوب تعليمي مبسط، وكان هدفه إحياء اللغة السريانية بين الكهنة والطلاب بدل بقائها محصورة في النصوص الطقسية. ⛪ الأسقفية والنشاط الثقافي (1902–1914) عام 1902 رُسِم أسقفًا على إحدى الأبرشيات (المصادر تختلف حول ما إذا كانت أبرشية الموصل أو حدياب). في هذه المرحلة، بلغ نشاطه الثقافي ذروته: 1896: أصدر كتاب الأصول الجلية في نحو اللغة الآرامية، وهو من أوائل المراجع الحديثة في النحو السرياني. 1900: نشر معجمه الشهير دليل الراغبين في لغة الآراميين (سرياني–عربي)، الذي صار لاحقًا مرجعًا للباحثين والطلبة. المروج النزهية في آداب اللغة الآرامية: مجلدان يضمان تراجم نصوص أدبية سريانية مع شروح، بهدف تعريف القراء بالميراث الأدبي السرياني. كان أيضًا على اتصال بالمستشرقين والباحثين في أوروبا، حيث تبادل معهم المخطوطات والملاحظات حول اللغة والتراث. 🌍 الحرب العالمية الأولى والمنفى (1914–1918) مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وبدء سفر برلك وسياسة التهجير العثمانية ضد المسيحيين، واجهت الموصل والمنطقة أوضاعًا خطيرة. غادر إلى أوروبا، ربما إلى فرنسا أو روما، هربًا من الاضطرابات والاضطهادات. استمر في نشاطه الثقافي هناك، لكنه لم يتمكن من العودة إلا بعد الحرب. ⚓ مطران البصرة وما بعدها (1919–1928) بعد الحرب، عُيّن مطرانًا على أبرشية البصرة، التي كانت تضم آنذاك خليطًا من الكلدان، الأرمن، والسريان، بالإضافة إلى جاليات مسيحية مهاجرة من شمال العراق وإيران. عمل على تنظيم الحياة الرعوية وبناء العلاقات بين الطوائف المسيحية، لكن علاقته بالبطريركية في بغداد شابها بعض الخلافات الإدارية. مُنع لاحقًا من السفر مرة أخرى إلى أوروبا، فعاد إلى الموصل. ❓ الوفاة الغامضة (1928) في فبراير 1928، اختفى المطران يعقوب أوجين منّا فجأة. بعد 28 يومًا من البحث، عُثر على جثته طافية في نهر دجلة قرب الموصل. ظروف وفاته بقيت غامضة حتى اليوم: بعض الروايات تشير إلى حادث عرضي. أخرى تلمح إلى احتمال الاغتيال بسبب خلافات كنسية أو سياسية. دُفن في الموصل، وبقيت ذكراه مرتبطة بإنجازاته اللغوية أكثر من ملابسات وفاته. 📚 الإرث العلمي اللغة السريانية: يعتبر معجمه دليل الراغبين ونحوُه الأصول الجلية من المراجع الأساسية حتى اليوم. إحياء التراث: جمع نصوصًا أدبية ودينية سريانية، وحافظ على الكثير منها من الضياع. الأثر الأكاديمي: ترك بصمة قوية في المناهج التعليمية للمعاهد الكهنوتية في العراق وخارجه. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “المطران مار يعقوب أوجين منّا” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| المطران مار توما أودو | الولادة: 1855 الوفاة: 1918 🏞 النشأة والتعليم وُلد مار توما أودو عام 1855 في بلدة القوش شمال العراق، التي كانت مركزًا كنسيًّا وثقافيًّا للكلدان. ينحدر من عائلة “أودو” المعروفة بالعلم والكنيسة، وعمّه مار يوسف أودو كان بطريرك الكنيسة الكلدانية. التحق بمدارس البلدة الكنسية وأظهر نبوغًا لغويًّا منذ الطفولة. في عمر 14 سنة تقريبًّا، رافق عمّه إلى روما سنة 1869 والتحق بـ كلية انتشار الإيمان، حيث درس اللاهوت والفلسفة واللغات. أتقن السريانية والعربية واللاتينية والإيطالية والفرنسية والتركية والفارسية. مما أهّله للعمل كمترجم ومؤلف وناقل للثقافات. رُسم كاهنًا سنة 1880، حاملاً لقب “ملفان” (معلم) تقديرًا لتفوّقه الأكاديمي. 📖 النشاط الكنسي والثقافي خدم في الموصل مساعدًا للبطريرك إيليا عبّو يونان، ثم نائبًا بطريركيًا في حلب سنة 1882. أدار المعهد البطريركي الكهنوتي في الموصل (1886)، مركزًا على إعداد الكهنة علميًا وروحيًا. في 1892، أصبح أول مطران لأبرشية أورميا في إيران، وواجه تحديات سياسية واجتماعية كبيرة. ألّف قاموسًا سريانيًا ضخمًا بعنوان “كنز اللغة الآرامية” (1897–1901) الذي يعد مرجعًا أساسيًا. وضع قواعد اللغة السريانية بأسلوب منهجي (1905). ترجم “كليلة ودمنة” إلى السريانية (1895) ممّا أضاف للأدب السرياني لمسة من التراث الشرقي القديم، وأعدّ نصوصًا دينية مثل “التعليم المسيحي” وفق قرارات مجمع ترنت. كان معروفًا بالصرامة والدقة ومحبة المعرفة، يقضي ساعات طويلة في الكتابة والتحقيق. ⚔ ظروف الاستشهاد (1918) في سياق الحرب العالمية الأولى، ومع سياسة الاضطهاد العثمانية، تم القبض عليه في تموز 1918 مع عدد من الكهنة والمؤمنين في أورميا. تعرّض للتعذيب ثم أُعدم رافضًا ترك رعيّته أو التخلي عن إيمانه، وهو في الثالثة والستين من عمره. يُعتبر نموذجًا للراعي الذي يخدم شعبه حتى الموت، ومؤلفاته، خصوصًا القاموس، لا تزال مطبوعة ومُدرّسة. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات” المطران مار توما أودو ” وتحميلها من هنا. … | آباء وقديسون | |
| القديس فنسنت السرقسطي | الولادة: – الوفاة: 304 📖 السيرة القديس فنسنت، أول الشهداء في إسبانيا، كان شماسًا في القرن الثالث. قبض عليه مع أسقفه فاليريوس السرقسطي أثناء اضطهاد الوالي داسيان لإسبانيا. تم نفي فاليريوس، أما فنسنت فتعرض لتعذيب وحشي قبل أن يموت متأثرًا بجراحه. ووفقًا للروايات (التي يبدو أن بعضها أضيف لاحقًا)، فقد ثُقبت لحمه بخطاطيف حديدية، ووُضع على مشواة حامية حتى احترق، ثم أُلقي في السجن على أرضية مغطاة بقطع الفخار المكسور. رغم كل ذلك، بقي ثابت الإيمان مما أدى إلى اهتداء سجانه. نجا حتى سُمح لأصدقائه بزيارته وإعداد فراش له، وهناك أسلم الروح. انتشرت شهرته سريعًا في بلاد الغال وأفريقيا، وقد ألقى القديس أوغسطين عدة عظات في عيده. هو شفيع: سان فيسنتي – لشبونة، فيتشنزا – إيطاليا، صانعي الخل، صانعي النبيذ. توفي سنة 304 م. يُعيّد له في 22 يناير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي وليم أندلبي | الولادة: – الوفاة: 1597 📜 السيرة الطوباوي وليم أندلبي، شهيد إنجلترا. وُلِد في قرية إيتون قرب بيفرلي بإنجلترا. درس في كلية القديس يوحنا بجامعة كامبريدج، واعتنق الكاثوليكية أثناء توجهه للقتال ضد الإسبان. سافر إلى مدينة دواي في فرنسا، ورُسِم كاهنًا عام 1577. بعد عودته إلى وطنه، خدم في منطقتي يوركشير ولينكولنشير لمدة عشرين عامًا. أُلقي القبض عليه، وحُكم عليه بالإعدام، ونُفِّذ الحكم في مدينة يورك مع توماس ووركوب ورفيقين آخرين. توفي الطوباوي وليم أندلبي سنة 1597. تم إعلان تطويبه عام 1929. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيديليس من زيغمارينغن القديس | الولادة: 1577 الوفاة: 1622 ⛪ القديس فيديليس من زيغمارينغن (St. Fidelis of Sigmaringen) 👶 نشأته وُلد فيديليس في زيغمارينغن عام 1577 من أبوين نبيلين. في شبابه، كان كثير التردّد على الأسرار المقدسة، يزور المرضى والفقراء، ويقضي ساعات طويلة أمام المذبح. عمل لفترة في مهنة المحاماة، وكان مميّزًا بدفاعه عن الفقراء وباحترامه ولطفه في مخاطبة خصومه. لكنه وجد صعوبة في أن يكون محاميًا ثريًا ومسيحيًا صالحًا في آن واحد، فدخل رهبنة الكبوشيين، واعتنق حياة التقشف والصلاة. كانت قمصان الشعر، والأحزمة ذات الرؤوس الحديدية، ووسائل التأديب الجسدية تبدو له تقشفات خفيفة لا تُشبِع غيرته الروحية. ولما كان ممتلئًا برغبة الشهادة، ابتهج حين أُرسل إلى سويسرا من قِبل جماعة نشر الإيمان الجديدة (Congregatio de Propaganda Fide)، وهناك واجه كل خطر من أجل إنقاذ النفوس من هرطقة كالفن. 🕊️ استشهاده وأثناء وعظه في سيفيس (Sevis)، أُطلق عليه الرصاص من قِبل أحد أتباع كالفن، لكن خوف الموت لم يمنعه من إعلان الحقيقة الإلهية. وبعد العظة، ترصّدته مجموعة من البروتستانت بقيادة أحد القساوسة، وهاجموه وحاولوا إرغامه على قبول ما يسمونه بـ”الإصلاح”. لكنه أجابهم قائلاً: “جئت لأفنّد أخطاءكم، لا لأتبنّاها. لن أُنكِر العقيدة الكاثوليكية أبدًا، فهي الحقيقة الأزلية، وأنا لا أخشى الموت.” وعندها، انهالوا عليه بطعناتهم بالسكاكين، وهكذا نال أول شهيد لجماعة نشر الإيمان إكليل الشهادة. توفّي شهيدًا في 24 أبريل 1622 في مدينة سيفيس (Seewis) في سويسرا، أثناء قيامه بالخدمة التبشيرية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكاريوس الحلبي البطريرك | الولادة: – الوفاة: 1672 بعد وفاة المطران مطروفانس بشارة (13 أيلول 1659)، لم يعيّن البطريرك مكاريوس الحلبي ابن الزعيم خلفًا له، بل أدار أبرشية حلب بنفسه لسنوات، رغبةً في إعادة الوحدة بين أبنائها، والاستفادة من مواردها، ولتعلّقه بمسقط رأسه. كانت حلب حينها تضم نحو ثلث أبناء البطريركية الأنطاكية، وأصبحت مقرًا شبه دائم له لمدة 11 سنة، حيث التقى فيها بثلاثة بطاركة شرقيين (الرومي، السرياني، الأرمني)، مما مهّد لاحقًا لاتخاذ البطريرك أثناسيوس الثالث دباس حلب مقرًا دائمًا. في بداية عهده، كان والي حلب محمد باشا الخاصكي مشهورًا بالاستبداد والطمع، فشهدت المدينة في عهده كوارث طبيعية (فيضان نهر قويق) واضطرابات اقتصادية (تزوير العملة، غلاء شديد)، وانتهى الأمر بعزله وإعدامه سنة 1661. خلال هذه الفترة، وقع حادث استشهاد داود الرومي (28 تموز 1660)، وهو من وجهاء الروم الملكيين، رفض دفع “ضريبة العمامة” للمرة الثانية احتجاجًا على التمييز ضد المسيحيين، فاعتُقل وعُذّب وسُجن شهرين، ثم حُكم عليه بالإعدام وقطع رأسه، فشيّعه جميع المسيحيين. أحد أبنائه، وهبه داود (ثاوذورس)، أرسل إلى روما، وتعلّم هناك، ثم صار أسقفًا لاتينيًا في أزمير وتوفي عام 1715. كما شهدت حلب قبلها إعدام غلام مسيحي بولوني (12 شباط 1660) قَتل سيده دفاعًا عن نفسه من الانتهاك، وظلّت جثته مصونة من الحيوانات في مشهد اعتبره الناس معجزة. في 7 أيار 1661 وصل البطريرك مكاريوس الحلبي إلى حلب بعد وفاة الوالي الظالم محمد باشا الخاصكي، الذي عُزل وقُتل بأمر السلطان، فاستقبلته المدينة بفرح واطمئنان. جاء البطريرك لتعزية أبناء طائفته بعد استشهاد داود الرومي، ولإدارة الأبرشية الشاغرة، خاصة في ظل مجاعة عامّة عُرفت بـ”سنة الغلاء”. أقام في حلب خمس سنوات متواصلة (1661–1665)، وخلالها تقرّب من المرسلين الأجانب وقنصل فرنسا، متأثرًا بخدمتهم للفقراء والمرضى والسجناء. امتدح الكثلكة علنًا، ودعا القنصل والمرسلين لقدّاس في كنيسته، وأعلن أن الفرنج يسيرون على الطريق القويم. كما سلّم القنصل رسالة إلى البابا ألكسندرس السابع (30 أيلول 1661) يعترف فيها به رأسًا للكنيسة الأرثوذكسية، متعهّدًا بالسعي لضمّ أمته إلى الكنيسة الرومانية، وأرسل معه مخطوطين (الأفخولوجي والسواعي) لطباعتهما في روما. ناقش مجمع انتشار الإيمان الرسالة سنة 1662 وقرّر طباعة الكتابين بعد التنقيح، مع متابعة استعداد البطريرك عبر المرسلين الكرمليين. لكن المشروع تعطل، وبقي المخطوطان في الفاتيكان غير مطبوعين. في 22 تموز 1662 ردّ البابا برسالة شكر ومدح لاعترافه بالكنيسة الرومانية وسعيه للوحدة. ✝️ تواجد ثلاثة بطاركة في حلب (1662) في تشرين الأوّل 1662، غادر القنصل الفرنسي بيكه حلب وخلفه القنصل بارون، الذي تابع دعمه للكثلكة. في عهده اجتمع في حلب ثلاثة بطاركة: مكاريوس الحلبي بطريرك الروم، المعروف بتقاربه مع الكثلكة. ختشادور السيواسي بطريرك الأرمن الكاثوليك. ذيونوسيوس أخيجان بطريرك السريان الكاثوليك، الذي درس في روما ورُسم أسقفًا على السريان بحلب عام 1656. في 20 آب 1662، نُصّب أخيجان بطريركًا على السريان في احتفال مهيب بكنيسة السريان في حي الصليبة، حضره البطريركان الآخران بأمر من والي حلب، بدعم من القنصل بارون. بدأت المراسم برسامة شقيقه أندراوس أسقفًا، ثم جُلب البطريركان مكاريوس وختشادور من كنائسهما المجاورة، وحُمل الثلاثة على أكتاف الشعب وسط الهتافات الروحية. بعد ستة أيام، أقام القنصل مأدبة على شرف البطريرك الجديد، شرب فيها مكاريوس نخب البابا وأعلن رغبته في أن تكون هناك “رعية واحدة وراعٍ واحد”، فوافقه البطريركان الآخران. أثار ذلك حماس المرسلين، لكن مجمع انتشار الإيمان شجب طريقة الحصول على اعتراف الوالي (بالرشوة). لاحقًا، أوفد المرسلون الكرمليون ممثلهم إلى روما في أيلول 1662 لطلب تثبيت البطريرك السرياني الجديد، وطلب هدية كأس ذهبي لكل من مكاريوس وختشادور، مع وعد بإرسال أسقفين لتقديم الطاعة للبابا، لكن الفكرة لم تُنفّذ. كما أُرسلت رسائل إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، بينها رسالة من مكاريوس يشكو فيها أوضاع المسيحيين تحت الحكم العثماني. في حزيران 1663، دافع مكاريوس عن المرسلين الكاثوليك أمام البطريرك الماروني جرجس السبعلي، وشاركه في ذلك البطريركان السرياني والأرمني. كردّ للجميل، طلب المرسلون إعادة طبع كتاب “الأفخولوجي” الذي أرسله مكاريوس سابقًا إلى روما. وفي 14 كانون الأول 1663، كتب مكاريوس رسالة ثانية لمجمع انتشار الإيمان، عبّر فيها عن محبته للكرسي الرسولي ورغبته في الاتحاد الكنسي، وطلب المساعدة للمسيحيين الشرقيين، وشكر القنصل بارون والكأس الذهبية، وأعاد المطالبة بطباعة “الأفخولوجي” و”السواعي”. يبدو أنه وقّع سرًّا اعترافًا رسميًا بالإيمان الكاثوليكي، أُرسل نسخة منه إلى المجمع، فيما حُوّلت النسخة الأصلية إلى مجمع التفتيش في حزيران 1665. 🌍 السفرة الثانية للبطريرك مكاريوس إلى روسيا وبلاد الكرج (1665–1669) في عام 1665، غادر البطريرك مكاريوس حلب متوجهًا إلى بلاد الكرج ثم روسيا بدعوة من القيصر ألكسي للمشاركة في محاكمة البطريرك نيكون. رافقه في المهمة البطريرك الإسكندري بائيسيوس، ومثّل بطريرك القسطنطينية ذيونيسيوس الثالث الذي تعذر حضوره، إضافة إلى رئيس أساقفة جبل سيناء حنانيا. مرّ مكاريوس ببلاد الكرج، حيث نشر فكرة الاتحاد مع روما وعمّد كثيرين، كما سعى عبر ملك بولونيا لإعادة الوحدة بين الكنيسة الشرقية والرومانية. وفي موسكو (1667) شارك في الحكم بعزل نيكون. وخلال وجوده هناك نُشر في أمستردام كتاب “صورة الإيمان الأرثوذكسي” يحمل توقيعًا مزورًا باسمه. في طريق عودته (1669)، أقام في الكرج وكتب بحثًا عن تاريخ اهتداء البلاد للمسيحية، لكنه فقد ابنه الشماس بولس في تبيليسي إثر اغتيال على الأرجح بدافع السرقة، فعاد حزينًا إلى حلب، ثم سلّم أبرشية حلب لأسقف جديد (1670) وعاد إلى دمشق. خلال الرحلة، ألّف عشرة كتب في التاريخ الكنسي، والمجامع المسكونية، وسير القديسين، وتفسير القداس، وتاريخ البطاركة، وأبحاث لاهوتية وأدبية، أبرزها كتابه الكبير “التاريخ الرومي العجيب الجديد”. في سنواته الأخيرة، قلّ حماسه للوحدة مع روما لكنه حافظ على علاقات طيبة مع المرسلين، ويُقال إنه اعتنق الكثلكة سرًا. شهد جنازة المرسل الكبوشي صديقه (1671) بحضور ثلاثة بطاركة. كما أصدر شهادات ضد البروتستانتية الكلوفينية، لكنّه لم يشارك في مجمع القدس (1672) الذي أدان البروتستانتية. توفي في دمشق في 12/22 حزيران 1672 مسمومًا، ويُرجّح أن السبب إما ميوله الكاثوليكية أو طمع البعض في أمواله. نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مطروفانس بشارة المطران | الولادة: 1647 الوفاة: 1659 📜 سيرته المطران مطروفانس بشارة (٢١ تشرين الثاني ١٦٤٧ – ١٣ أيلول ١٦٥٩) كان متروبوليت حلب خلفًا للمطران ملاتيوس الذي صار بطريركًا باسم مكاريوس. أصله حلبيّ، ابن القسّ بشارة من أبرشية حلب، وكان أرملًا وله ولد، وشقيقته زوجة إبراهيم ابن عمّيش الذي صار لاحقًا مطرانًا على حمص باسم أثناسيوس. رسمه البطريرك مكاريوس في ٢١ تشرين الثاني ١٦٤٧، وأرسله إلى حلب. ✝️ خدمته خلال خدمته، نشبت خلافات حادّة بينه وبين أهل حلب والبطريرك، اتُّهم فيها بسوء التدبير وعدم الطاعة، فحُرم ومنع من المطرانية قبل أن يتوب عام ١٦٤٩ بوساطة مطراني حمص وحماة، فعفا عنه البطريرك. كان منفتحًا على المرسلين الغربيين، ومدحه مبشّرون يسوعيّون وكرمليّون لصداقته لهم واحترامه للبابا، رغم عدم إعلانه رسميًّا الانضمام إلى الكاثوليكية. في عهده، تردّد البطريرك مكاريوس على حلب ثلاث مرات: الأولى (١٦٥٠–١٦٥١) لتهدئة الأوضاع، والثانية (١٦٥٢) أثناء توجهه في جولة طويلة لجمع التبرعات، والثالثة (١٦٥٩) عند عودته، حيث استُقبل بحفاوة شعبية كبيرة، وعزل وكلاء كنيسة حلب بعد اكتشاف ديون بلغت ٧ آلاف غرش. حاول البطريرك اصطحاب مطروفانس معه إلى دمشق، لكنه رفض. بعد شهرين من هذه الزيارة، توفي مطروفانس في ١٣ أيلول ١٦٥٩ بعد مرض قصير. نقل الشمّاس بولس خبر وفاته بنبرة متحاملة، واعتبرها فرجًا لأهل حلب، ما يعكس حدّة الخلافات التي طبعت سيرته. وما وصلنا عنه اليوم صورة متأثرة بهذه الخصومة، تجمع بين الانفتاح على الغرب من جهة والصراعات الداخلية من جهة أخرى. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ملاتيوس الزعيم | الولادة: 1635 الوفاة: 1647 📜 سيرته باختصار القدّيس ملاتيوس الزعيم، واسمه قبل الرهبنة حنّا (يوحنّا) بن الخوري بولس، ابن الخوري عبد المسيح البرطس، وُلد في حلب في أواخر القرن السادس عشر، ونشأ في عائلة كهنوتية عريقة. 🧵 مارس مهنة الحياكة في شبابه، ثم سامه المطران ملاتيوس آرمه شماسًا، فخوريًا، فمعرّفًا. توفّيت زوجته بعد سنة 1627، وله منها ولد يُدعى بولس، الذي أصبح لاحقًا رفيق دربه ومؤرّخ سيرته. 👑 تنصيب يوحنا بن الزعيم مطرانًا على حلب (1635م) في 14 أيلول 1635، اجتمع أهل حلب من كهنة وأراخنة ومسيحيين، ووافقوا بالإجماع على اختيار الخوري يوحنا بن الزعيم ليكون مطرانًا عليهم. أُرسل إلى دمشق حيث شرطنه البطريرك كير أفتيميوس الصاقزي في 27 تشرين الأول من نفس العام. لم يكتف البطريرك بتنصيبه مطرانًا، بل منحه لقب كاثوليك، ووكّله على بلاد آمد وأنطاكيا ونواحيها، مع السماح له بالتقديس هناك. عاد إلى حلب فاستُقبل بحفاوة، وخدم مطرانًا لمدة 12 سنة، متمسكًا بسيرة الأساقفة الفاضلين قبله. 🕌 استقبال السلطان مراد الرابع في حلب (1639م) في السنة الرابعة من مطرانيته (1639)، زار السلطان مراد الرابع مدينة حلب في طريقه إلى بغداد لمحاربة الصفويين. استقبلته الطوائف المسيحية وأهل المدينة بحفاوة كبيرة، بمشاركة المطران والكهنة، ونُشرت الأقمشة الفاخرة على الطرقات. كانت المناسبة يوماً تاريخيًا يُذكر عبر الأجيال. أقام السلطان في المدينة ستة عشر يومًا. ⛪ زيارة البطريرك أفتيميوس الثالث إلى حلب (1640م) في السنة الخامسة لمطرانية يوحنا، زار البطريرك أفتيميوس الثالث الصاقزلي حلب في 9 آب 1640، وأقام فيها 100 يوم. خلال زيارته: شرطن الخوري يوسف الحلبّي مطرانًا على عكار ورحبة باسم “المطران أرميا”. أقام 33 قدّاسًا في المدينة. زار كنائس أخرى، منها كنيسة السريان حيث شارك في تنصيب مفريان على الموصل. غادر حلب في 23 تشرين الثاني، ورافقه المطران يوحنا في الرحلة حتى حماة، ثم عاد يوحنا إلى حلب في 6 كانون الأول 1640، عيد القديس نيقولاوس. 🚶♂️ زيارة المطران ملاتيوس الزعيم إلى أورشليم (1642م) في السنة السابعة من مطرانيته (1642م)، توجه المطران ملاتيوس برفقة ستين شخصًا من أهل حلب في رحلة حج إلى الأراضي المقدسة. زاروا يبرود، معقل القديس ماري قونن الذي حبس الشياطين في جرار، وتمرّسوا بجمال الطبيعة وبساتينها الغنية. انتقلوا إلى معلولا حيث زاروا رفات القديسة تقلا ودير القديس سرجيوس العجائبي، وتمتعوا بالمياه الغزيرة. ثم توجهوا إلى حصن صيدنايا لزيارة سيدة البشر مريم العذراء، مما جدد فيهم الروحانية وانحلت عنهم الأحزان. بعد ذلك وصلوا إلى دمشق حيث استقبلهم البطريرك بحرارة وأقاموا في قلاية البطريركية لمدة عشرة أيام. ثم اتجهوا إلى أورشليم، حيث كانوا مع البطريرك أير ثاوفاني الذي عاد من غياب دام سبع سنوات لإصلاح البطريركية. شاركوا في صلاة عيد الفصح في 10 نيسان وأقاموا زيارات كثيرة للأماكن المقدسة. أقاموا في دير القديس مار سابا يومين، ثم عادوا إلى دمشق، حيث حضروا القداس وجرى رسم شمّاس جديد. غادروا دمشق متجهين إلى حلب، حيث وصلوا يوم خميس الصعود. خلال هذه الرحلة، تعرف المطران ملاتيوس على جاثليق بلاد الكرج مكسيموس، ودعاه لمرافقته في العودة، مما ساهم في توطيد العلاقات الكنسية بين بطريركية أنطاكية وجاثليقّيّة الكرج. لاحقًا، وعندما صار ملاتيوس بطريركًا باسم مكاريوس، زار بلاد الكرج وجلب تبرعات مهمة لدعم البطريركية. 🚰 جلب ماء السمرمر إلى حلب (1642م) في نفس السنة، قرر والي حلب حسين باشا بن نصوح جلب ماء السمرمر من بلاد العجم بهدف مكافحة الجراد. تم استقباله بموكب احتفالي شارك فيه المسلمون والمسيحيون واليهود، مع ترتيل الأناشيد والتهليل، وأُقيم الماء قرب مقام الشيخ أبي بكر احترامًا له. 🔁 زيارة ثانية للبطريرك أفتيميوس الثالث إلى حلب (1644م) في السنة التاسعة من مطرانية المطران ملاتيوس (1644)، زار البطريرك أفتيميوس الثالث حلب مرة أخرى، ودخلها في 1 شباط. استُقبل بفرح عارم، وأقام حوالي 100 يوم، وعقد مناسبات دينية مهمة منها تزويج المطران ملاتيوس الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا آنذاك. في 17 أيار، توجه البطريرك إلى حماه وطرابلس ثم عاد إلى دمشق. رافق البطريرك في زيارته الأب اليسوعي جيروم آيروت، الذي عهد إليه بفتح مدرسة في دمشق مشابهة لمدرسة دار المطرانية بحلب لتعليم أبناء طائفة الروم. تولى الأب جيروم مهمة تربية ابن أخت البطريرك، ناوفيطوس الصاقزي، الذي أصبح بطريركًا لاحقًا في الفترة (1672-1682). 🤝 علاقته بالمرسلين الأجانب كل ما نعلمه عن علاقة المطران ملاتيوس الزعيم بالمرسلين الكاثوليك الأجانب في عهد أسقفيته بحلب يتلخّص في تلميح عابر جاء في رسالة بعث بها المرسل اليسوعي الأب أميو (Amieux) إلى رؤسائه سنة 1650، يصف فيها البطريرك مكاريوس، قائلاً: “وهو البطريرك الحالي، رجل صالح ويجيد الوعظ، مع أنه لم يتعلم الفلسفة أو اللاهوت. وهو يحبنا، لأنّه عندما كان مطرانًا على حلب، حصل هناك من آبائنا المرسلين، خلال مرض اعتراه، على العلاج اللازم، فشُفي على أيديهم.” لم يكن المطران ملاتيوس تلميذًا للمرسلين الأجانب، بل تتلمذ على يد سلفه المطران ملاتيوس آرمه ومعاونيه من الإرساليين المحليين (الإيلايروس). وقد تجنّب المرسلين الأجانب قدر الإمكان في عهد أسقفيته بحلب، ورفض إرسال أبناء طائفته إلى مدارس روما. فالمرسل الفرنسيسكاني أنطونيو دي لاكويلا (Antonio de l’Aquila) في تقريره إلى مجمع انتشار الإيمان في روما سنة 1639 يشير إلى أن المطران ملاتيوس الزعيم لم يكن ميالًا لمشروع إرسال شبان من أبناء طائفته إلى مدارس روما. مع ذلك، كان المرسلون الكاثوليك الأجانب في عهد أسقفيته يظهرون نشاطًا كبيرًا بين المسيحيين الشرقيين في حلب، دون معارضة واضحة من المطران ملاتيوس. وانتشرت الحرية الكاثوليكية الوحدوية بين أبناء طائفته حتى كتب أحد أبناء طائفة الروم الملكيين بحلب إلى روما سنة 1637 طالبًا تفسيحًا من أحد موانع الزواج التي كانت السلطة الكنسية المحلية آنذاك تمتنع عن إعطائه. 📚 عرض الأب اليسوعي جيروم آيروت على مجمع انتشار الإيمان افتتاح معهد إيلايريكي في حلب، وفي سنة 1645 عينت روما أسقفًا لاتينيًا على حلب، لكنه لم يستطع الإقامة فيها واستقال بعد خمس سنوات. 👑 ارتقاؤه السدّة البطريركية (1647) في بداية السنة الثالثة عشرة من مطرانيته (أي سنة 1647)، داهم البطريرك أفتيميوس الثالث الصاقزي مرض شديد، وأفقدهم الأمل في شفائه. اجتمع الكهنة والإيلايروس في قلاية البطريركية، وقرروا رسم بطريرك جديد بناءً على وصية أفتيميوس، التي قال فيها: “إن أردتم إصلاح الأمور وتوفيق الأحوال، فلا تجعلوا غير مطران حلب بطريركًا عليكم. وحسب التلميذ أن يكون مثل معلمه. فقد صنع هذا الذي سبقه، وأوصى بأن ينتخبوني أنا مطرانًا.” 🏃♂️ عند تلقي المطران ملاتيوس الزعيم لهذا الأمر، كان قد غادر حلب هاربًا من جور وظلم واليها قره حسن باشا، وذهب إلى بلاد المعرة وإلى آلّيّس. إلا أن الساعي بحث عنه حتى وجده وسلمه الكتاب الذي يحمل قرار تعيينه بطريركًا. ⚖️ في البداية تردد المطران ملاتيوس في قبول المنصب بسبب ثقل الأمر ومرض البطريرك، لكنه بعد إصرار ومتابعة صارح بأنه يوافق، فتوجه إلى الشام رغم ألمه، برفقة ابنه الشماس بولس. 📜 وعندما وصل إلى حماه وجد ساعيًا ثالثًا يحمل رسائل تؤكد وفاة البطريرك أفتيميوس الثالث ليلة الحادي عشر من تشرين الأول 1647، وتطلب منه الإسراع في تولي المنصب حتى لا تبقى البطريركية تحت وصاية، مما قد يسبب الفتن. ✝️ اتفق الجميع في دمشق على رسمه بطريركًا رسميًا في 12 تشرين الثاني 1647، وتوّج على النورية البطريركية باسم مكاريوس. وساد في البطريركية الأنطاكية لمدة خمسة وعشرين عامًا (1647-1672). خلال فترة بطريركيته قام برحلتين إلى بلاد الكرج وملدافيا وفلاخيا: الأولى من 9 تموز 1652 إلى أواسط 1659. الثانية من 1664 إلى 1669، حيث توفي ابنه الأرشيديكون بولس في تفليس يوم 22 حزيران 1669، فعاد وحده إلى دمشق. 🔄 لاحقًا زار حلب مرات عدة، وسنوضح ذلك في تدوين سيرة خلفائه على أبرشية حلب. توفي في دمشق مسمومًا بتاريخ 12 حزيران 1672. 📚 ملفات ملاتيوس الزعيم وحرّاة النهضة الثقافية بحلب في أواسط القرن السابع عشر لم يكن المطران ملاتيوس زعيم عالماً بالمعنى الحديث، بل كان بالأحرى محباً للعلم ومشجعاً للعلماء. ففي عهده وتحت إشرافه نشطت الحرّاة الثقافية بين المسيحيين الحلبيين ولاسيما بين أبناء طائفته. فكان يشجّع الشباب منهم على التعلم، ويتعاون مع نخبة من المثقفين في ترجمة الكتب العلمية من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، ويبحث هو نفسه عن الكتب التاريخية القديمة، ويعنى بنسخها وحفظها. ويتذوّق فنّ رسم الأيقونات، ويهوى الخط الجميل، وتزيين المخطوطات بالمنمنمات المشوقة. وكان يستهويه على الخصوص ما يتعلق بتاريخ البطريركية الأنطاكية، من تعداد الأبرشيات التابعة لها والبطاركة والأساقفة الذين ساقوها على مر العصور، وسيرة القديسين والكتاب الذين اشتهروا من أبنائها. أما أنه عني بتدوين ما بلغ إليه من حوادث العصر الذي عاش فيه، فذلك واضح جلي. لكنه عني أيضاً بتاريخ بلاده عموماً، وآثارها المسيحية والإسلامية. وامتد حب الاطلاع عنده إلى كل ما اعتقد أنه مفيد لأبناء قومه من معلومات تاريخية وطبيعية. 🖋️ وقد حرص على أن يخلّف للأجيال التالية معرفة ما جرى في زمانه أو على يديه، فحمل ابنه الأرشيديكون بولس الزعيم على كتابة يوميات أسفاره بتدقيق، وأهم حوادث أسقفّيته وبطريركيته، بحيث يكاد يستطيع المؤرخ أن يتتبع سيرة هذا الرجل العظيم يوماً بعد يوم، بفضل ما خلّفه لنا عنه ابنه ومؤرخّه الأرشيديكون بولس. إسهامات المطران ملاتيوس الزعيم الثقافية والأدبية (1635-1647) حجم الإنتاج الأدبي: لو أراد المرء أن يسرد عناوين جميع الكتب والمقالات التي ألفها أو ترجمها المطران ملاتيوس، أو تلك التي عني بنسخها أو تأليفها، لاحتاج إلى مجلد كامل. من أبرز هذه الأعمال: المجموع اللطيف كتاب النحلة كتاب تاريخ جداول الأربع بطريركيات مجموعات متنوعة محفوظة في المخطوط العربي المسيحي (رقم 28 في المتحف البريطاني). ومعظم هذا الإنتاج ضخم وأنتجه أثناء توليه الأسقفية والبطريركية. أولاً: الكتب المترجمة المطران ملاتيوس بدأ معرفته باليونانية أثناء سفره إلى بلاد الفلاخ، لكنه لم يكن يتقنها تماماً. في أسقفيته بحلب (1635-1647) أشرف على ترجمات قام بها تلاميذه ومعاونوه، وأحياناً نسب إلى نفسه هذه الترجمات بتشجيعه وإدارته. من الكتب التي عني بترجمتها: كتاب السنكسار (مجموعة سير القديسين): نُقل إلى العربية سنة 1638، ومقسم إلى 4 أجزاء. محفوظ في المكتبة البدلايّة بلندن (رقم 92-95). أثناء بطريركيته ألّف نسخة خاصة بقديسي البطريركية الأنطاكية، محفوظة في الفاتيكان (رقم 622). كتاب التاريخ الشامل للمتروبوليت ذوروثاوس (1630): بدأ بترجمة الجزء الثاني، بعنوان “كتاب الدر المنظوم في أخبار ملوك الروم” (يتناول الفترة بين قسطنطين ومراد الرابع). نُقل عام 1648، لكن الترجمة أُنجزت بمعاونة الخوري يوسف كاتبه وابنه بولس. الجزء الأول الذي تناول التاريخ العالمي حتى عهد قسطنطين الكبير، ترجم البطريرك ماريوس بعد وفاة الخوري يوسف، ويحمل اسم “التاريخ الرومي العجيب المجيد”. كتاب خلاص الخطأة: مؤلفه الراهب أغابيوس لندوس (نشرت 1641 باليونانية). ترجمته للعربية أشرف عليها المطران ملاتيوس عن طريق الخوري يوسف المصور. هناك نسخ عديدة لهذا الكتاب، وبعض فصوله اقتطفها الخوري يوسف وجمعها في كتاب منفصل بعنوان “كتاب الفرائد اللطاف في سر الاعتراف”. ثانياً: في مجال الفن كان المطران ملاتيوس صديقاً حميماً للخوري يوسف المصور، مؤسس المدرسة الأيقونغرافية الحلبيّة. المصور أهدى عدة أيقونات مهمة، منها أيقونة القيامة التي كتب عليها توقيعها وذكر فيها المطران ملاتيوس (1645). هذه الأيقونات محفوظة في مجموعات خاصة ومطرانية الروم الكاثوليك بحلب. ظهر فنانون آخرون في عهد المطران ملاتيوس، مثل ميخائيل بن جرجس بن الخوري يوحنا، الذي أنجز نسخ مزخرفة ومزينة بالرسوم الجميلة. ثالثاً: أبرز ممثلي النهضة الثقافية في عهده الأرشيديكون ميخائيل بجع: تلميذ المطران ملاتيوس ومساعده في الترجمة والكتب الطقسية. معلم اللغة العربية للرهبان الأجانب. أقام علاقات مع روما وحصل منها على كتب يونانية وقواميس، رغم أنه لم يعلن اتحاده مع روما جهراً. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مكاريوس بن خلف | الولادة: – الوفاة: 1597 📜 سيرته مكاريوس بن خلف هو ثاني أسقف ملكيّ على حلب في العصر الحديث. تولّى المنصب خلفًا للمطران غريغوريوس بن فضيل حوالي سنة 1582. معلوماتنا عنه نادرة وغامضة، لكن البطريرك مكاريوس الحلبي ابن الزعيم يؤكّد أنه مات ودُفن في القسطنطينية. 🕊️ علاقته بالبعثات البابويّة في عهده، وصل إلى حلب عام 1585 موفدان بابويّان هما: الأسقف ليوناردو أبِل الراهب اليسوعي إليانو أُرسلا من البابا غريغوريوس الثالث عشر للتفاوض حول إعادة الشركة مع الكرسي الرسولي. لا نعرف موقف المطران مكاريوس من هذه البعثة، لكن المقيم حينها في حلب، البطريرك المستقيل ميخائيل السابع الصبّاغ، تجاوب مع الموفدين، وأعلن إيمانه الكاثوليكي ووقّعه خطيًا. ⚖️ أزمة ونهاية مأساويّة في أواخر خدمته، أُرسل مكاريوس إلى القسطنطينيّة بناءً على طلب البطريرك الأنطاكي، بعد ظهور محتال من دمشق ادّعى أنه أسقف وأقام رسامات كاذبة. وبعد تسليم التقرير، مرض المطران مكاريوس من شدّة التأثّر وتوفّي هناك سنة 1597، حسب شهادة البطريرك ابن الزعيم. 🏛️ خلفاؤه خلفه على كرسيّ حلب الأسقف سيماون مرمنيثا (خدم 15 عامًا)، ثم المطران ملاتيوس بن آرمه في سنة 1612. هذا يؤكّد بدقّة وفاة مكاريوس سنة 1597، لا كما قال البعض سنة 1599. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كِلسوس القديس | الولادة: – الوفاة: – كان كِلسوس الأرماغي علمانيًا يُدعى كيلاخ بن أيدا. خَلَف في سنة 1105 على أسقفية أرماغ، والتي كانت كُرسيًا يُورّث داخل العائلة، وكان عمره حينها ستةً وعشرين عامًا. رُسّم أسقفًا، وطبّق العديد من الإصلاحات في أبرشيته، وحَكمَ بحكمة وفعالية. توسّط بين الفصائل الإيرلندية المتحاربة، وكان صديقًا للقدّيس مالاكي، وأنهى تقليد الوراثة في الأسقفية بتسمية مالاكي خليفةً له على فراش الموت. توفّي في شهر أبريل في أردباتريك، منطقة مانستر. يُحتفل بعيده في يوم 7 أبريل. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كارثاخ الأصغر القديس | الولادة: – الوفاة: 637 راهب ناسك وأسقف إيرلندي، يُعرَف أيضًا باسم كارثج أو كودا أو موخودا. بدأ حياته كراعٍ للخنازير، ثم رُسم كاهنًا، وتنسّك حوالي سنة 590 في كِلتولَغ، ثم في بانغور تحت إشراف القدّيس كومغال. سافر كارثاخ إلى أوفالي، حيث أسّس ديرًا ترأس فيه أكثر من ثمانمئة راهب. كتب قانونًا لهذا الدير على شكل نظم شعري، ولا يزال هذا النص محفوظًا حتى اليوم. يُعتَقد أنه خدم كأسقف على منطقة فِركال حتى تم طرده هو ورهبانه من قبل أحد الزعماء المحليين. بعد ذلك، أسّس ديرًا آخر في لِسمور على ضفاف نهر بلاك ووتر، وعاش في كهف قريب منه. توفّي في يوم 14 مايو من سنة 637 ميلادية. وهو شفيع مدينة لِسمور، إيرلندا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كانيك القديس | الولادة: – الوفاة: – كل ما نعرفه عن القدّيس كانيك مأخوذ من أسطورة غير موثوق بها، والتي تقول إنه وُلد في غلنغيفن، إيرلندا. أصبح راهبًا تحت إشراف القدّيس كادوك في لانكارفان، ويلز، ورُسم كاهنًا هناك. بعد رحلة إلى روما، درس تحت إشراف القدّيس فينيان في كلونارد، إيرلندا، برفقة القدّيسين كيريان، كولومبا، وكومغال، ثم توجّهوا جميعًا إلى القدّيس موبي في غلاسنيفن. كرّس جزءًا من حياته للتبشير في إيرلندا، ثم انتقل إلى اسكتلندا. كان صديقًا مقرّبًا من القدّيس كولومبا، ورافقه في زيارة إلى الملك برود ملك البيكتس. كان مبشّرًا ناجحًا بشكل كبير، حيث أسّس ديرًا في أغابو، إيرلندا، ومن المحتمل أنه أسّس ديرًا آخر في كيلكيني. يُعرف القدّيس كانيك أيضًا باسم كينيث أو كاينِّيخ. يُحتفل بعيده في 11 أكتوبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ملاتيوس كرمه المطران – البطريرك أفتيميوس الثاني | الولادة: 1572 الوفاة: 1635 👶 النشأة: ولد عبد الكريم كرمه في حماه عام 1572، وهو ابن الخوري حوران وأمه سعادات. قُتل والده في رحلة بين طرابلس وحماه، ونشأ في رعاية والدته. ترهب في دير مار سابا قرب القدس، وتعلم اللغة اليونانية، واتخذ اسم ملاتيوس لكنه استمر يستخدم اسمه الأصلي أحيانًا. 👨👦 الحياة العائلية: له أخ أكبر يُدعى الحاج تلجة (يوساف) الذي ترهّب أيضًا واهتم بنسخ المخطوطات، وتلقّى تعليمه على يديه تلاميذ بارزون. ⛪ العمل الكنسي: عُيّن شمامسًا إنجيليًا في حماه ثم رُقي إلى الكهنوت، وظل يخدم في حماه حتى عام 1608. استدعاه أهل حماه للاستفادة من وعظه وإرشاده. 🛐 تَنصيبُهُ أُسقُفًا على حلب: في عامِ 1608، جاءَ مَلاتيوس كرمه إلى حلب في مَهَمَّةٍ حُكوميَّةٍ لِتَخفيفِ الجِزيَةِ المفروضةِ على الرومِ الملكيِّين في حَماه، إِثْرَ زيارةِ الوزيرِ مُراد باشا القويجي إلى المدينة. خلالَ إقامَتِهِ، بدأَ يَعِظُ المؤمنين، وبِناءً على طَلَبِهِم، انتُخِبَ مِطرانًا على حلب في 12 شُباط 1612، بعدَ أَنْ كانَ ناظرًا عليها سيماون أُسقُفَ مَرمِنِيثا. انتهَت بذلك نَظارةُ سيماون، الَّتي استمرَّت 15 سنةً. 🤝 الرَّاعي الصالح: عَنى مَلاتيوس بالرِّعاية الاجتماعيَّة بترتيب أَسماء الفُقراء والأرامل والأيتام، ووَضَعَ لهم مُخصَّصاتٍ ماليَّةً وغذائيَّةً وكِسائيَّةً، وكانَ يزورُهُم بانتظامٍ. مَنَعَ المَظاهِر الفاسدة في الأَعراس، وحرصَ على السُّلوك الحسن للرّجال والنّساء، كما حرصَ على تَزويجِ الفتيات الفقيرات بشُبَّانٍ مناسبين. 📚 نَشاطُهُ العُمرانيُّ والثقافيُّ: إنشاءُ أُولى المدارسِ المسيحيَّةِ في حلب: اهتمَّ بترميم وتوسيع كنيسة الرومِ الملكيّين في حلب، وتزيينها بالإيقونات المُقدَّسة، كما أَدخل نهضةً فنيَّةً من خلال دَعمه لفنَّان الإيقوناتِ راهبِهِ مَلاتيوس الصاقزي. أَسَّسَ في 1629 أُولى المدارس المسيحيَّة في داره المطرانيَّة، وعهد فيها بالتعليمِ إلى الأَب اليسوعيّ جيروم آيروت، ما أَسهمَ في نهضةٍ ثقافيَّةٍ بين المسيحيّين. ✝️ تَقواهُ وزُهدُهُ وتَقَشُّفُهُ: كان مُلتزمًا بالتَّقشُّف، لا يقبلُ هدايا مادّيَّةً إِلَّا إذا كانت لِلفُقراء أو للكنائس. لم يكن يتوقَّف عن الصَّلاة ليلًا ونهارًا، وحرص على إِقامة القُدَّاس باستمرارٍ، حتَّى في أَيَّام الأَعياد للمتوفّين. كان يتناولُ طعامًا بسيطًا جدًّا، ما أظهر زُهدًا كبيرًا في حياته. ميلادُ دعمٍ وتَطوُّرِ التعليمِ المسيحيِّ وعلاقاتُهُ مع المُرسَلين الأجانب: بعدَ مجمعِ رأسِ بعلبك في 1628، قامَ المِطرانُ مَلاتيوس كرمه بجولةٍ في أَريافِ لبنانَ لِلبحثِ عن مَخطوطاتِ الكِتابِ المُقدَّسِ بالعربيَّة، في إطارِ جهودِهِ لترجمةِ ونشرِ الكُتبِ المُقدَّسةِ بينَ شَعبِهِ. واستمرَّ في التَّنسيقِ مع الرُّهبانِ اليسوعيِّين والكبوشيِّين في حلب، مستفيدًا من دَعمِهِم في إنشاءِ مدارسَ لتعليمِ اللُّغاتِ والعُلومِ الدينيَّةِ، ممَّا ساعَدَ على رَفعِ المستوى الثقافيِّ والدينيِّ لأَبناءِ أبرشيَّتِهِ. تَجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ مَلاتيوس كرمه كانَ يُظهِرُ ميولًا كاثوليكيَّةً واضحةً، ممَّا جَعَلَ علاقاتِهِ مع المُرسَلين الأجانبِ قويَّةً، خاصَّةً مع الرُّهبانِ الفرنسيسكان واليسوعيِّين، الَّذين كان وجودهم في حلب مؤشّرًا على تَعزيز النُّفوذ الكاثوليكيّ هناك. وكان هو نفسُهُ مُبادرًا لتَوطيد الرَّوابطِ مع الكُرسيّ الرَّسوليّ في روما، حيثُ كتبَ عدَّة رسائل وبعثاتٍ طلبًا للدَّعم الرُّوحيّ والمادّيّ، مُعبّرًا عن أَمله في إصلاح الأَوضاع الكنسيَّة وتطوير التعليم المسيحيّ في مناطقه. 👑 ارتقاؤُهُ السدَّةَ البطريركيَّة: بعدَ مَقتلِ البطريركِ أَغناطيوس الثَّالثِ عطيَّة في نيسان 1634، وقعَ الاختيارُ على المطرانِ مَلاتيوس كرمه ليَخلُفَهُ في الكرسيِّ الأَنطاكيِّ، رغمَ ميولِهِ الكاثوليكيَّةِ الواضحةِ. فقد تَميَّزَ بالعلمِ، والإصلاحِ، والتقوى، ممَّا أَكسبَهُ مَحبَّةَ الرَّعيَّةِ. تَمَّت رِسامَتُهُ بطريركًا باسمِ أَفْتيميوس الثَّاني في 1 أيار 1634، بعدَ وصولِهِ إلى دمشقَ يومَ عيدِ القدِّيسِ جاورجيوس (23 نيسان). وأصدرَ فورًا منشورًا بطريركيًّا يروي فيهِ قِصَّةَ انتخابِهِ وتَنصيبِهِ. بدأ بطريركيَّتَهُ بإرسالِ وفدٍ رسميٍّ إلى روما لتقويةِ العلاقاتِ مع الكرسيِّ الرَّسوليِّ. حَمَلَ الوفدُ رَسائلَ وكُتُبًا طقسيَّةً وخاتَمَ البطريركِ لتوقيعِ وثيقةِ الاتِّحاد. لكنَّ الوفدَ لم يَصِل إلى روما إِلَّا بعدَ وفاتِهِ في 1 كانون الثَّاني 1635، ما حالَ دون توقيعِ الوثيقةِ رسميًّا. 📚 إنتاجُهُ الأَدبيُّ: كانَ مَلاتيوس يُجيدُ العربيَّةَ، واليونانيَّةَ، والسُّريانيَّةَ. وكرَّسَ جهودَهُ لإعادة ترجمة الكُتب الطقسيَّة، وتأليف النُّصوص الدينيَّة. ومن أَبرزِ أعماله: “المُختصر في تاريخ مطارنة حلب” (مفقود) مجموعة مواعظ محفوظة في عدَّة مخطوطات ميمر على مريم الخاطئة، لصّ اليمين، عظة عن الطاعون بحلب “مرج الأزهار”: سِيَر قديسين وقصة انتقال العذراء “تفسير أناجيل الآحاد والأعياد” رسائل مختلفة إلى روما “أسطاتيكون”: رسالة رعوية لتنظيم الشؤون الكنسية ✍️ كما شاركَ في نَسخِ المخطوطاتِ بنفسِهِ، وأَقدمُ مخطوطةٍ معروفةٍ بخطِّهِ هي “كتاب الفردوس العقلي” (1604). 📖 إعادةُ ترجمةِ الكُتبِ الطقسيَّةِ: ابتداءً من سنة 1612، قامَ بإعادةِ ترجمةِ عددٍ من الكُتبِ الطقسيَّةِ الأَساسيَّةِ، منها: اللِّيتورجيكون: القداسات وصلاة الغروب والسحر كتاب الترتيل والتلحين سنكسارات الميناون كتاب تيبيكون الطقوس الكنسية كتاب الأورولوجيون (السواعي): أُرسل إلى البابا في 1634 كتاب الأفخولوجيون (صلوات الكهنة): أُرسل سنة 1643 لطباعة نسخته ⚰️ وفاتُهُ: لم يَـمكثْ على السدَّةِ البطريركيَّةِ سوى ثمانيةِ أَشهرٍ، وتُوفِّيَ في 1 كانون الثَّاني 1635. أَسبابُ الوفاةِ تَعَدَّدَت: البطريرك مكاريوس: “مرض ثقيل” ابنُه الشمّاس بولُس: “مرض مائي مشهور” (ربّما استسقاء) مُرسَلون معاصرون: ماتَ مسمومًا بسببِ ميولِهِ الكاثوليكيَّة لكنَّ الوثائقَ، لا سيما “وصيَّة” أَخيهِ تَلْجَة، تُظهِرُ أنَّهُ كانَ يَتوقَّعُ وفاتَهُ، وتركَ تعليماتِهِ بخصوصِ خَلَفِهِ، ما يُرجِّحُ أنَّهُ تُوفِّيَ بمرضٍ طبيعيٍّ. 🪦 دُفِنَ في دمشقَ، وذُكرَ أنَّ قبرَهُ بدأَ يُفيضُ بالعجائبِ وشفاءِ الأَمراضِ، ما جَعَلَهُ موضعَ تَبجيلٍ بينَ المؤمنين. 🌟 خاتمة كان المطران ملاتيوس كرمه / البطريرك أفتيميوس الثاني شخصية استثنائية جمعت بين التقوى، الثقافة، والإصلاح الكنسي. يُعد من أبرز رواد الحركة الثقافية في حلب في القرن السابع عشر، ومن أوائل دعاة الاتحاد بين الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. مصادِرُ السيرةِ: أَبرزُ مصدرٍ لِسيرتِهِ هو تلميذُهُ وخَلفُهُ على أبرشيَّةِ حلب، البطريرك مكاريوس الحلبّيّ ابنُ الزعيمِ، في “مَجموعِ اللطيفِ”، ونُشِرت سيرتُهُ أيضًا في مجلَّة “المَسَرَّةِ” عامَ 1913. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سيماون أسقف مرمنيثا | الولادة: 1597 الوفاة: 1612 🕰️ الفترة والنشاط: تولى سيماون مسؤولية إدارة أبرشية حلب في الفترة من حوالي سنة 1597 حتى سنة 1612، بعد وفاة المطران مكاريوس بن خلف. لم يكن واضحًا ما إذا كان سيماون أسقفًا أصيلًا لحلب أو أنه كان يدير الأبرشية بصفة مدبر بطريركي مؤقت، لكن الرأي الأرجح أنه كان مدبرًا بطريركيًا للأبرشية خلال تلك الفترة، لأنه في نهاية حياته عاد إلى أبرشيته الأصلية في مرمنيثا (مرمريتا) حيث توفي ودُفن. ⚙️ الخلفية والظروف: بعد وفاة المطران مكاريوس بن خلف، انقسم الحلبية إلى فريقين وانتخبوا اثنين لإدارة الأسقفية، مما أبطأ تعيين رئيس جديد. لذلك، قام البطريرك يوآئم بن زيادة بإحضار سيماون أسقف مرمنيثا لتدبير الأمور في حلب. ⛪ علاقته بأبرشية حلب: لم يكن على مدينة حلب رئيس مختص بها خلال تلك الفترة، بل كان سيماون يشرف عليها بناءً على تعيين البطريرك يوآئم السادس بن زيادة (البطريرك من 1593 إلى 1604). أدار سيماون شؤون الأبرشية لمدة خمس عشرة سنة تقريبًا. 🔚 نهاية فترة توليه: خلفه المطران ملاتيوس آرمه الذي عُيّن أسقفًا على حلب في 12 شباط 1612، وبذلك انتهت فترة إدارة سيماون عام 1612. ❓ الغموض حول شخصيته: هناك بعض الالتباس بشأن هوية سيماون، خاصة لأنه يوجد أسقفين آخرين باسم سيماون مرتبطين بأبرشية صيدنايا في الفترة نفسها. الباحثون لم يستطيعوا تأكيد إن كان سيماون أسقف مرمنيثا هو نفسه أي من هذين الأسقفين، خاصة وأن مرمنيثا ليست بالقرب من صيدنايا، ولا توجد دلائل كافية لربطهم. ويُعتبر سيماون أسقف مرمنيثا من أحد الأعلام المسيحيين. 🔍 الدراسات المستقبلية: لا زالت المعلومات عن سيماون أسقف مرمنيثا محدودة وتعتمد على فرضيات، ويُنتظر من الباحثين في تاريخ أساقفة مرمنيثا تقديم المزيد من المعلومات. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألفونس دي ليغوري | الولادة: 1696 الوفاة: 1787 👑 القديس ألفونس دي ليغوري أسقف، ومُعلّم الكنيسة، ومؤسّس الرهبنة الأكثر فاعليّة في التبشير 📌 حقائق سريعة الاسم الكامل: ألفونسوس ماريا دي ليغوري الميلاد: 27 سبتمبر 1696 – نابولي، مملكة نابولي (إيطاليا) الوفاة: 1 أغسطس 1787 – باغاني، إيطاليا العيد الليتورجي: 1 أغسطس 📜 التسلسل الرسمي لإعلانه قديسًا 📅 15 سبتمبر 1816 أُعلن طوباويًا (Beatus) بواسطة البابا بيوس السابع 📅 26 مايو 1839 أُعلن قديسًا (Sanctus) بواسطة البابا غريغوريوس السادس عشر 📅 1871 مُعلَّمًا للكنيسة (Doctor of the Church) بواسطة البابا بيوس التاسع 📅 1950 أعلنه البابا بيوس الثاني عشر شفيعًا لعلماء الأخلاق والمُعترفين. شفيع: علماء الأخلاق، والمُعترفين، ومدينة نابولي 📖 نشأته وحياته المبكرة وُلد القديس ألفونس لعائلة أرستقراطية في نابولي. كان ذكيًا للغاية، وتخرّج من دراسة القانون المدني والكنسي وهو في سنّ الـ16، وأصبح محاميًا ناجحًا. لكن بعد خسارته لقضيّة شعر أنه ظُلِم فيها، قرّر ترك القانون والتفرّغ للحياة الدينية. ✝️ دعوة الكهنوت وتأسيس الرهبنة رُسِم كاهنًا سنة 1726، وسرعان ما أظهر شغفًا كبيرًا بخدمة الفقراء والمُهمّشين، خاصة في الأرياف والمناطق المهملة روحيًا. في عام 1732، أسّس رهبنة الفادي الأقدس (Redemptorists) – جماعة تهدف إلى التبشير بالإنجيل للفقراء والبسطاء. 🪔 خدمته كأسقف وكتاباته عُيّن أسقفًا لأبرشية سانت أغاتا دي غوتي عام 1762، حيث خدم بتفانٍ، حتى أُعفي من مهامه بسبب اعتلال صحّته عام 1775. كان لاهوتيًا مرموقًا، وكتب أكثر من 111 كتابًا في اللاهوت، الروحانية، الأخلاق، والتقوى، منها: 📘 الواجب الكبير في الصلاة 📘 الممارسات التقويّة 📘 لاهوت الأخلاق (أحد أهم أعماله) وقد ساهمت كتاباته في تجديد التعليم الأخلاقي للكنيسة، بطريقة متوازنة تجمع بين العدل والرحمة. 🌟 روحانيته وتأثيره شدّد على الرحمة الإلهيّة والتوبة دعا إلى حياة الصلاة العميقة شجّع الاعتراف المتكرّر والتناول الكنسي ركّز على محبّة مريم العذراء والاتحاد بالمسيح الفادي 🕊️ نياحته وتكريمه توفّي عام 1787 عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد حياة مليئة بالجهاد الروحي والتبشير والتعليم. أُعلن قديسًا عام 1839، ومعلّمًا للكنيسة عام 1871، كما أعلنه البابا بيوس الثاني عشر شفيعًا لعلماء الأخلاق والمُعترفين سنة 1950. 📚 إرثه لا تزال رهبنة الفادي الأقدس (الردمبتوريست) ناشطة حول العالم في مجالات التعليم، الرعويّة، التبشير، وخدمة الفقراء، متّبعةً خطى مؤسّسها بروح الإنجيل والمحبّة العملية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدلايد القديسة | الولادة: – الوفاة: 1250 👑 القديسة أدلايد (أليديس) – راهبة متأملة وصانعة معجزات 🎉 عيدها: 15 يونيو 🕊️ تاريخ الوفاة: 11 يونيو 1250 📍 مكان الميلاد: شفربيك، بلجيكا 🏛️ ديرها: دير السيسترسيان في لا كامبر 👧 نشأتها وتكريسها الرهباني وُلدت القديسة أدلايد، المعروفة أيضًا باسم أليديس، في بلجيكا، وأُدخلت إلى دير السيسترسيان في لا كامبر وهي في السابعة من عمرها. نشأت في هذا المجتمع الديني، وتميّزت بتواضعها وطيبها، حتى أحبّتها جميع الراهبات. 🦠 مرضها ومعاناتها الصامتة في سن مبكرة، اكتُشف أنها مصابة بالجذام، مما اضطر الراهبات إلى عزلها صحيًا. ومع ذلك، قبلت أدلايد هذا المصير بشجاعة وصبر، وواجهت الآلام الجسدية والنفسية بصمتٍ وإيمان عميق. ✨ رؤى ومعجزات 🔹 رغم مرضها، نالت نِعَمًا روحية عظيمة، منها: رؤى سماوية نشوات صوفية شفاعات ومعجزات نُسبت إليها أثناء حياتها وبعد وفاتها 🕯️ وفاتها عانت في أواخر حياتها من فقدان البصر والشلل، وتوفيت بسلام في 11 يونيو 1250، بينما يُحتفل بعيدها في 15 يونيو من كل عام. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس بَرْثُولَماوُس الفارْني | الولادة: – الوفاة: 1193 🙏 القديس بَرْثُولَماوُس الناسك البندكتي كان بَرْثُولَماوُس ناسكًا بندكتيًا وصانعًا للمعجزات، ارتبط اسمه بمدينة درم (Durham) في إنجلترا. وُلِد في ويتبي بمنطقة نورثمبريا، وكان يُعرف باسم توستيغ قبل أن يتخذ اسم بَرْثُولَماوُس عند دخوله الحياة الرهبانية. ✝️ سيرته الكهنوتية والرهبانية 🔹 سافر إلى النرويج، وهناك نال سرّ الكهنوت. 🔹 بعد عودته إلى إنجلترا، التحق بالرهبنة البندكتية في مدينة درم. 🔹 لاحقًا، اختار طريق الحياة النسكية واعتزل في جزيرة “فارن” (Farne Island) قبالة ساحل نورثمبريا. 🕯️ حياته الناسكة قضى القديس بَرْثُولَماوُس اثنتين وأربعين سنة في عزلة وصلاة وتأمل على جزيرة فارن. كانت حياته مثالًا في الزهد والتفرغ الكامل للعبادة، حيث عاش متجردًا عن العالم، ملتزمًا بالصمت والصلاة. ✨ معجزاته ومكانته الروحية 📜 عُرِف القديس بَرْثُولَماوُس كـصانعٍ للمعجزات، واشتهر بين الناس بتقواه وحكمته. 🌟 أصبح من الشخصيات الروحية البارزة في التراث الرهباني الإنجليزي، ويُكرَّم في الذاكرة الكنسية كواحد من أعلام القداسة والنسك في العصور الوسطى. يُعيّد له بـ 24 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميخائيل الحجام | الولادة: – الوفاة: – 🧔♂️ مار ميخائيل الحجام (Michael the Barber) مار ميخائيل الحجام هو أحد الشخصيات النسكية البارزة في التراث السرياني، عاش في القرن السابع الميلادي، واشتهر بصفته ناسكًا ولاهوتيًا يتمتع بالحكمة والتقوى. لقّب بـ”الحجّام” نسبةً إلى مهنته المتواضعة التي مارسها قبل تفرغه للحياة النسكية، وقد أصبح رمزًا للتواضع والقداسة في التقاليد المسيحية الشرقية، لا سيما في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. 🛕 حياته النسكية والروحية 🔹 اشتهر مار ميخائيل بعزلته وتفانيه في العبادة، حيث اختار الزهد والصمت والانقطاع عن العالم. 🔹 كرّس حياته للصلاة والتأمل وطلب الحكمة الإلهية، وكان تأثيره الروحي عميقًا لدرجة أن اسمه نُقش في مصادر “قادشيه” (Qadishe)، وهي النصوص التي تخلّد سِيَر القديسين والشهداء في التراث السرياني. 🪡 رمز للعمل والتواضع رغم بساطة حياته وقلة التفاصيل التاريخية حولها، يحتفي التقليد الكنسي السرياني به كأحد النماذج الرهبانية الملهمة التي جمعت بين: التواضع العمل اليدوي الحياة الروحية العميقة ويُكرَّم في بعض الطقوس كأحد القديسين المكرّمين في سجل القداسة السريانية. 🕊️ وفاته وغموض التاريخ تاريخ وفاة مار ميخائيل الحجام غير محدد بدقة، لكن يُرجّح أنه توفي بين عامي 650 و700 ميلادية، أي في النصف الثاني من القرن السابع. ويرجع الغموض في التوثيق إلى أن سيرته وردت ضمن مصادر “Hagiographical” (القديسية)، التي تركز على البُعد الروحي أكثر من التفاصيل التاريخية الدقيقة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس بن فضيل | الولادة: 1540 الوفاة: 1582 المطران غريغوريوس بن فضيل (1540–1582م)، أول أسقف لطائفة الروم الملكيين في حلب في العصر العثماني. 📜 الاسم الكامل: المطران غريغوريوس بن فضيل (اسمه العلماني قبل الرسامة: عفيف بن فضيل بن توما بن موسى، من عائلة آل تُجّار في قرية كفربهم قرب حماة). 📅 الميلاد والسيامة: وُلد في قرية آفربهم نحو أوائل القرن السادس عشر. سُيِّم شمّاسًا إنجيليًا في صيدنايا في 8 أيلول 1539. تدرج بسرعة في الرتب الكنسية، وسيم أسقفًا على حلب بين عامي 1540–1541، واتخذ اسم “غريغوريوس”. ⛪️ المنصب الكنسي: أول أسقف معروف لطائفة الروم الملكيين على حلب في العصر العثماني (منذ فتح العثمانيين للمنطقة عام 1516). دامت أسقفيته 42 سنة، من حوالي 1540 حتى وفاته في 1582. ضم إلى ولايته لاحقًا أبرشية طرابلس وأبرشية القصر والسويدية وأوخايطا ووصل نفوذه الروحي إلى بامفيليا وأرمينيا. 🛡️ دوره الكنسي والروحي: مثّل حجر الزاوية في إحياء الطائفة الملكية في شمال سوريا بعد فترة انقطاع طويلة للأسقفية في حلب. رفض الترشح للبطريركية سنة 1576 رغم اختيار اسمه، مفضّلًا البقاء في حلب إلى جانب عائلته وشعبه. دافع بشجاعة عن البطريرك الشرعي ميخائيل السابع الصبّاغ في وجه الانقسام البطريركي، وسانده في أزمته، فنعته الأخير بـ”الأخ المكرّم والجوهر المكرّم”. 🏠 الحياة الشخصية: كان متزوجًا، وله أولاد معروفون، أبرزهم القس منصور بن غريغوريوس، وعبد المسيح بن فضيل. انتقل في وقت لاحق إلى حياة التبتل بعد وفاة زوجته. 🏛️ مساهماته الثقافية: كان ناسخًا غزير الإنتاج أكثر منه مؤلفًا. خطه بسيط وكتاباته أقرب إلى لغة الشعب. جمع خزانة كتب في دار أسقفيته في حلب (القلاّية)، منها: مجموعة أدعية وقصص روحية وأمثال. مخطوطات لليتورجيات (السواعي، القناديق، الإفخولوجي، قانون الإيمان). ترجمات وأعمال أدبية تضم صلوات، حكم، حسابات فلكية، وأدب نسكي. 📚 أبرز أعماله المحفوظة: المخطوطات الفاتيكانية العربية: رقم 47، 50، 54، 147، 174، وغيرها. نسخ قانون الإيمان (الأمانة المستقيمة) سنة 1570. ترك مجموعة صلوات وقصص وأمثال، منها ما استخدم في الطقوس الحلبية. ⚔️ التحديات والمعارضة: واجه معارضة شديدة من بعض أبناء الرعية سنة 1563، ما دفعه إلى مغادرة مركزه لبعض الوقت، ثم عاد لاحقًا بعد أن وجّه رسالة رعوية للسلام والوحدة. في انقسام البطريركية (1576–1582)، اعتُبر مطرانًا على حلب وطرابلس ضد المطران المناوئ المنصّب من الطرف الآخر. 🎖️ امتيازات وشرف: كان أول أسقف في البطريركية الأنطاكية يُمنح “الصاكو” (اللباس الحبري) من قبل بطريرك أنطاكية، وهو شرف كبير كان محصورًا بالبطاركة فقط بعد سقوط القسطنطينية. 🪦 وفاته: توفي في حماة على الأرجح بين شباط ونيسان 1582. دُفن هناك، حسب رواية البطريرك مكاريوس ابن الزعيم. 📍أهمية غريغوريوس بن فضيل: يُعتبر المؤسس الفعلي للوجود الأسقفي الملكي في حلب في العصر الحديث. جسد في شخصه الوحدة بين الجذور الحمويّة والطابع الحلبيّ للطائفة. لعب دورًا كبيرًا في الصمود الكنسي، وتثبيت الطائفة في وجه الانقسامات والصراعات. اعتُبر “عميد الأساقفة” في زمانه، وأبرز رموز الكنيسة الملكية في القرن السادس عشر. نقلاً عن كتاب أساقفة الروم الملكّيّين بحلب في العصر الحديث بتصرف. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إلياس النبي | الولادة: – الوفاة: – 🌿 مار إلياس النبي مار إلياس، المعروف أيضًا بـإيليا التشبي، هو أحد أعظم أنبياء العهد القديم وأكثرهم تبجيلًا في التراث السرياني والمسيحي الشرقي. عاش في القرن التاسع قبل الميلاد، في مملكة إسرائيل الشمالية، وجاء من بلدة تشِشبه الواقعة في منطقة جلعاد. يُحتَفل بتذكاره في 20 تمّوز من كل عام، ويُعرف بلقب “نبي النار والمطر” بسبب معجزاته الخارقة، مثل إنزال النار من السماء، وشقّ نهر الأردن، ورفعه إلى السماء في مركبةٍ ناريّة دون أن يذوق الموت. 📜 سيرته بحسب الكتاب المقدس ورد ذكره في سفر الملوك الأول والثاني، وكان نبيًّا قويًّا واجه الملك آخاب والملكة إيزابيل دفاعًا عن عبادة الإله الحقيقي، ضد عبادة البعل. من أبرز معجزاته: أنزل نارًا من السماء أمام الكهنة الوثنيّين. أقام ابن الأرملة في صرفت صيدا من الموت. شقّ نهر الأردن بردائه. اختُطِف إلى السماء في مركبة ناريّة، دون أن يموت موتًا جسديًّا. ويمثّل إيليا النبوّة النقيّة والغيرة الإلهيّة، وله مكانة مميّزة في كل من العهد القديم والعهد الجديد، إذ ظهر مع موسى في تجلي المسيح على جبل طابور. 📆 الاحتفال بمار إلياس – 20 تموز تُكرّمه الكنائس السريانية والبيزنطية والشرقية في 20 تموز، ومن أبرز الكنائس: السريانية الأرثوذكسية الكلدانية المارونية تُتلى في هذا اليوم قراءات من سفر الملوك، وتُنشد قومات وميمرات خاصة، يُطلب فيها شفاعته، خصوصًا ضد الجفاف والحرائق، باعتباره نبي المطر والنار. 🔥 رمزيته الروحية يُلقّب بـ”أبو الرهبان” لأنه عاش في البرية متنسّكًا. رمز للغيرة الروحيّة والتكريس الكامل لله. في العهد الجديد، ظهر مع موسى في حادثة التجلي (متى 17)، ما يدلّ على مكانته الفريدة. يُكرَّم في الليتورجيا السريانية بلقب: ܐܠܝܐ ܬܫܒܝܬܐ ܢܒܝܐ ܪܒܐ “إيليا التشبي، النبي العظيم” 🕯️ الطقوس الشعبية المرتبطة به في العديد من القرى المسيحية في سوريا، ولبنان، والعراق، وفلسطين، يُحتفل بعيد مار إلياس عبر: إشعال النيران على التلال (رمزًا لمركبته الناريّة). تحضير أطعمة تقليدية مثل الهريسة. زيارة الأديرة والكنائس المسماة على اسمه، مثل: دير مار إلياس الشوير – لبنان. دير مار إلياس الموصل (مُدمَّر حاليًا). كنائس عديدة في فلسطين، سوريا، الأردن، ولبنان موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار بطرس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: 565 📜 مار بطرس الرهاوي (ܡܪܝ ܦܛܪܘܣ ܕܐܘܪܗܝ) مار بطرس الرَهاوي هو أحد أعلام الكنيسة السريانية في القرن السادس الميلادي (حوالي 510–565م)، وعَلَمٌ بارز في تقليد مدرسة الرُها الشهيرة. عُرف بعمقه اللاهوتي والفكري، وكان من المدافعين الشرسين عن الإيمان الأرثوذكسي في وجه الانقسامات العقائدية. 🏛️ النشأة والخلفية وُلد مار بطرس في مدينة الرُها أو في محيطها، في منطقة أعالي بلاد ما بين النهرين (تركيا الحالية). تلقّى علومه في مدرسة الرُها اللاهوتية، التي كانت منارة علم ومعرفة في العالم السرياني. وبعد نبوغه، رُسم أسقفًا على الرُها، فكان صوتًا أرثوذكسيًا قويًا في زمن انقسامات الكنيسة. ✍️ دوره اللاهوتي والفكري يُعتبر من أهم لاهوتيي وكتّاب الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. تأثر بفكر مار أفرام السرياني، لكنه طوّره ليناسب الإشكالات اللاهوتية التي أعقبت مجمع خلقيدونية. تمسك بالتيار الميافيزي، مؤكّدًا على وحدة الطبيعة في شخص المسيح. 📚 كتاباته رغم ضياع الكثير من أعماله، إلا أن الباقي منها يُظهر مدى عمق فكره ورسالته: ✉️ رسائل عقائدية: ركّز فيها على وحدة المسيح، وردّ على التعاليم المنقسمة. 📖 تفاسير كتابية: اتبع فيها منهج الرمزية (ܦܫܩܬܐ ܘܪܘܙܐ)، مزاوجًا بين الحرف والروح. 🙏 مقالات نسكية: قدّم فيها تعليمًا روحيًا حول التوبة والصلاة والزهد. ✝️ أفكاره اللاهوتية طبيعة المسيح: آمن باتحاد حقيقي بين اللاهوت والناسوت في المسيح، دون انقسام أو اختلاط. الكنيسة والتعليم: رأى أن الكنيسة هي جسد المسيح الحي، والمكان الذي يتحقق فيه الخلاص. الحياة الروحية: شدد على التوبة والصلاة كمفاتيح للاتحاد بالله. 🕊️ مثال من تعبيراته (بالسريانية) “ܦܓܪܗ ܕܐܠܗܐ ܕܡܪܝܐ ܐܬܚܕ ܒܟܝܢܐ ܥܡ ܐܢܫܘܬܐ ܕܝܠܢ، ܕܢܗܘܐ ܚܝܐ ܠܟܠܗܘܢ.” 🔸 “جسد الله، الرب، اتّحد بالحقيقة مع إنسانيتنا، ليكون حياة للجميع.” 📖 تأثيره في الكنيسة السريانية مار بطرس الرُهاوي يُعدّ حلقة وصل بين الجيل الذهبي لمدرسة الرها (مثل مار أفرام ومار رابولا) وبين شخصيات لاحقة مثل: مار يعقوب الرهاوي مار فيلوكسين المنبجي مار سويريوس الأنطاكي وقد تم الاستشهاد بتعاليمه في مجامع الكنيسة السريانية، واستُحفظت أقواله في دير الزعفران ودير مار متى. 🕯️ رمزيته 📘 الكتاب: التعليم والشرح العقائدي 🕊️ الحمامة: الحكمة والروحانية 🏙️ المدينة (الرُها): الدفاع عن الإيمان السرياني ✒️ الريشة: الإنتاج اللاهوتي والكتابي ⛪ تذكاره الكنسي لا يوجد له عيد رسمي مستقل، لكن اسمه يُذكر خلال صلوات “الآباء المعلمين” في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، تقديرًا لإسهامه في العقيدة والدفاع عن الإيمان. 💡 تأثيره الروحي الممتد يرى بعض الباحثين أن أسلوبه أثّر لاحقًا في يشوع الدادسي بالقرن السابع، كما أنه ساهم في الربط بين التقليد التفسيري السرياني القديم والمدرسة الأنطاكية التي جاءت لاحقًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سمعان العمودي | الولادة: 390 الوفاة: 459 أيقونة القديس سمعان العمودي 1465 نشأته وُلِدَ هذا القدّيس سنة 390 ميلادي بقرية الصيص Sisan بالقرب من مدينة نيفربوليس على حدود سوريا الشمالية من أبٍ اسمه يوحنّا وأمٍّ اسمها مرثا. وقد حدثت بسببه أمورٌ كثيرةٌ عجيبة، منها أنّه قَبل الحبل به جاء القدّيس يوحنّا الصابغ إلى والدته في حلمٍ وبشّرها بمولده وأطلعها على ما سيكون منه، وكان والده راعي غنم. كان له إخوةٌ كثيرون ماتوا جميعًا ماعدا أخٌ واحدٌ يكبره يُدعى سمسن Semson. في أحدِ الأيّام لم يستطع سمعان أن يخرج ليرعى أغنام والده إلى المراعي بسبب كثرة الثلج، فمضى إلى الكنيسة ليحضر القدّاس الإلهي. كثيرًا ما كان يَحرِم نفسه من الأطعمة ليقدّمها لإخوته المحتاجين كما كان يُجهد نفسه في الصلاة، فيذهب إلى الكنيسة باكرًا ليبقى بها لمدّةٍ طويلة، حتّى أنّه أحيانًا كان يقضي الليالي بأكملها راكعًا أو ساجدًا ليُصلّي. مات والده ثمّ عمّته أيضًا فورث مع أخيه كلّ ثروتهما. فأعطى الأراضي لأخيه ووزّع بقيّة الميراث على الفقراء والأديرة، فيما عدا بعض القطعان قدّمها للدير فيما بعد الذي ترهّب فيه. إذ كان عمره ثلاث عشرة سنة سمع العبارة الإنجيليّة “طوبى للحزانى لأنّهم يتعزّون”، فسأل شيخًا عن معناها. فشرح له الشيخ سعادة الزهد عن مباهج العالم من أجل التمتّع بفرح المسيح، كما حدّثه عن شركة الآلام مع المصلوب من أجل التمتّع بالسماء. رهبنته إذ سمع عن الانطلاق نحو البريّة من أجل الله، للحال ترك كلّ شيء وذهب إلى البريّة وصام أسبوعًا كاملًا وهو يُصلّي بدموعٍ. ثمّ انطلق إلى الأب هليودوروس Heliodore رئيس دير في تلك النواحي يُدعى يوزيبونا، مكث تحت تدبيره عشر سنوات. وكان ابن عمّه راهبًا في نفس الدير لم يخرج منه منذ خمسٍ وثلاثين سنة منذ أن دخله، فأراد أن يحذو حذوه. كان يقدّم حصّته في الطعام إلى الفقراء ويقضي حوالي ستّة أيّام كلّ أسبوع صائمًا. كانت نعمة الله الغنيّة واضحةً في حياته حتّى قدّمه رئيس الدير للأسقف بعد ثلاثة أيّام. ناقشه الأسقف وأُعجِب به فسامه راهبًا. قيل إنّه رأى ملاكًا أثناء الصلاة عليه يقف بجوار القدّيس سمعان أخبره بأنّه سيكون إناءً مختارًا يضع فيه الله عطاياه الغنيّة. استرداد بصره بعد فقده، إذ كان في أحد الأيّام يُصلّي، ظهر له الشيطان في سحابةٍ قاتمةٍ مفزعةٍ وضربه على عينيه فأُفقِدَ بصره. حزن رئيس الدير عليه جدًّا وأراد أن يُحضِر له طبيبًا لمعالجته، أمّا القدّيس سمعان فاستأذن رئيس الدير وذهب إلى القبور وصار يُصلّي لمدّة أربعين يومًا. وإذا بنورٍ يشرق حوله ويستردّ القدّيس بصره، ويعود إلى الدير ليمارس عبادته. طرده من الدير إذ ازداد في التّقشّف كان يربط جسمه بحبلٍ حتّى كان يجرحه. وكان يرفض العلاج، فطلب الرهبان طرده من الدير حتّى لا يتشكّك الضعفاء. خرج من الدير ودخل بريّةً قريبةً من هناك وسكن في بئرٍ جافّة. وكان يقضي أغلب نهاره مرتّلًا ومسبّحًا الله. رأى رئيس الدير أناسًا لابسين ثيابًا بيضاء يطلبون منه عودة سمعان المطرود من الدير مُهانًا. أرسل الرئيس بعض الإخوة يبحثون عنه وبالكاد قبِل أن يرجع معهم، وكان قد قضى خمسة أيّامٍ هناك. أقام في الدير ثلاث سنوات، وكان يسلك بتقشّفٍ شديد، وإذ أكرمه الرهبان تألّم جدًّا وطلب من الرئيس أن يترك الدير. وبالفعل انطلق إلى مكانٍ خراب حيث عاش هناك ثلاث سنوات. صمّم أن يصوم كلّ سنة أربعين يومًا بدون طعامٍ ولا شراب. وحين كتب ثيؤدورت سيرته كان سمعان في صومه الأربعيني هذا للمرّة الثامنة والعشرين. كان سمعان يستخفّ بكلّ الأمور كلّما تطلّع إلى السيّد المسيح مصلوبًا. كان يصعد إلى قمّة الجبل ويبقى على الصخرة وعيناه تشخصان نحو السماء على الدوام، وقلبه يتنهّد عشقًا للسيّد المسيح. وضع قيودًا من حديدٍ في قدميه حتّى لا يتحرّك كثيرًا. ولمّا زاره ملاتيوس أسقف أنطاكية سأله عن السّبب، فأجاب أنّه يريد أن يقيّد نفسه. فقال له الأسقف: “إنّ هذه القيود تخصّ الحيوانات لا الإنسان، وأنّ ما يربطنا ليس رباطاتٍ حديديّة بل قيود الحبّ للمسيح”. فسمع كلام الأسقف وطلب من الحدّاد أن يقطع قيوده. صانع العجائب صنع آياتٍ كثيرةً وعجائب عظيمة، فجاءته جماهير من بلاد فارس وأثيوبيا وفرنسا وأسبانيا وإنجلترا وإيطاليا تطلب مشورته ونصائحه وشفاء أمراضهم، واستشاره ملوكٌ وأساقفة من أوربّا، وكان يُجيب على أسئلتهم حسبما يُرشده روح الربّ. وكان كثيرون يضعون صورته في بيوتهم للبركة. وإذ كانت الجماهير تُقبّل يديه وثيابه ملتمسين بركته، أراد التخلّص من ذلك، فصعد على عمودٍ علوّه ستّة أذرع، ثمّ زاده ستّةً أخرى، ثمّ زاده ثمانية أذرع، وهكذا حتّى صار طول العمود ثلاثين ذراعًا. وكانت دائرة قمّته حوالي ستّة أشبارٍ وحولها مسند، وقد شاهد المعلّم ثيؤدورت ذلك عيانًا. وقد جذب بذلك كثيرًا من المؤمنين إلى التوبة، بل وكان له أثره العجيب على حياة الوثنيّين، فقبلوا الإيمان بمخلّص العالم. كان سرّ تعزية الكثيرين. يقول واضع سيرته، الشاهد العيان، بأنّ عدد الجماهير كان مُدهشًا للغاية. كان الكلّ يُنصت إلى عظاته، وقد تاب كثيرون جدًّا، وردّ كثيرين عن الوثنيّة إلى الإيمان بالسيّد المسيح. توبة لصّ كان أنطيوخوس أجوناتوس رئيس عصابة يعتمد على قوّته البدنيّة، فكان الجند يخافونه. ازدادت جرائمه جدًّا، فتعقّبته مجموعة من الجند مسلّحين. وإذ وجدوه في ملهى أشهر سيفه فارتعبوا. أمّا هو فهرب وذهب إلى القدّيس سمعان يُقدّم التوبة بدموعٍ. جاء الجند للقبض عليه ودهشوا لما حدث وسألوا القدّيس كيف يحمي إنسانًا مجرمًا كهذا. أمّا هو فأجابهم بأنّه لم يُحضره ليحميه، لكنّه هو جاء لكي يرحمه الله، مقدّمًا له التوبة. انسحب الجنود، وطلب منه القدّيس ألّا يعود إلى جرائمه. أمّا اللصّ فصار يصرخ طالبًا مراحم ربّنا يسوع، ثمّ رفع يديه نحو السماء وقال: “يا ربّي يسوع المسيح ابن الله اقبل روحي”. وإذ صار يبكي لمدّة ساعتين تأثّر القدّيس جدًّا، وتسلّلت الدموع من عينيه، وأيضًا الذين كانوا حاضرين. مال اللصّ رأسه على العمود وأسلم الروح! رجل صلاة أراد تلميذه ثيؤدورت أن يحصي عدد المطانيّات التي يصنعها سمعان العمودي أثناء صلواته. ففي أحد الأيّام بدأ العدّ حتّى بلغ 1240 مطانيّة فتوقّف عن العدّ. قيل إنّ شريفًا ما زاره يومًا ما، إذ تأمّله صرخ قائلًا: “ناشدتك بالذي تجسّد من أجلنا أن تُخبرني هل أنت إنسانٌ حقًّا أم خليقةٌ أخرى تتراءى كإنسان؟” فطلب القدّيس أن يُحضِروا سلّمًا وأن يصعد الشريف عليه حتّى بلغ إليه وأذن له أن يلمس رجليه المجروحتين حتّى يتأكّد من شخصه. أبوّة فائقة مع حزمه وقسوته مع نفسه كان رقيقًا وبشوشًا مع الجميع، يحمل حبًّا نحو الجميع. كان يعظ مرّتين كلّ يوم فكان يرفع القلوب إلى السماء بعظاته. وكان يُعطي الفرصة للأسئلة ليُجيب عليها، كما كان يُصالح المتخاصمين. مع محبّته كان لا يُجامل إنسانًا على حساب خلاص نفسه، فكان ينصح الملوك والعظماء كما يهتمّ بالقيادات الكنسيّة. رسالة سماويّة إذ كان نائمًا شعر بمن يُربّت عليه ويدعوه باسمه، فاستيقظ للحال، ولمّا فتح عينيه رأى شخصًا ذا جمالٍ سماويٍ متسربلًا بحلّةٍ بهيّةٍ نورانيّة، ممسكًا بيده صولجانًا من ذهب. فتعجّب وخاف وسقط على الأرض. فطمأنه الملاك وقال له: “لا تخف، بل اتبعني وأصغِ لقولي. إنّ الربّ يريد أن يستخدمك لمجد اسمه ولبنيان كنيسته، وردّ الكثيرين من الضلال والخطيّة… واعلم أيضًا أنّه يلزمك أن تتألّم كثيرًا، وأن تُعِدّ قلبك في صبرٍ زائدٍ ومحبّةٍ كاملةٍ لكلّ الناس مهما كانت صفاتهم. وفوق كلّ شيء عليك أن تطرد عنك كلّ فكر الكبرياء والمجد الباطل، وتضع نفسك في منزلةٍ أقلّ من منزلة أيّ إنسانٍ في العالم.” انطلق به الملاك فوق الجبل وأمره أن يُقيم مذبحًا بأربعة حجارة، ثمّ اقتاده نحو كنيسة حيث رأى جمعًا من كلّ الأجناس يرتدون ملابس سماويّة وقد انطبع على وجوههم سِمة التواضع والتقوى. وأخبره الملاك أنّ هؤلاء هم الذين يرجعون إلى الله بسبب قدوته هو وخلال عظاته. دخل به الملاك إلى الكنيسة، فتقدّم إلى أمام الهيكل ليُصلّي، وإذا به يرى شخصًا أكثر بهاءً من الشمس. بعد أن حياه قال له السيّد المسيح: “تشجّع ولا تضعف أبدًا”. سند سماوي في رؤيا أُخرى، ظهر له إيليّا النبيّ على مركبةٍ ناريّةٍ وأمره ألا يرهب عظماء العالم، لأنّ الله حافظه، فلن يستطيع أحدٌ أن يؤذيه. تواضعه يشكّ بعض المتوحّدين بمنهجه الغريب باعتزاله على عمودٍ ووعظه المستمرّ للشعب مع صلواته الطويلة. فذهب اثنان منهم وقالا له: “جئنا إليك من قبل رؤساء المتوحّدين المكرّمين، وهم يقولون لك إنّهم متعجّبون أنّك حِدت عن طريق الفضيلة، واتّبعتَ منهجًا غريبًا غير منهج القدّيسين. لهذا نأمرك أن تنزل حالًا عن عمودك”. في الحال طلب سمعان سُلّمًا لينزل بروح التواضع. أمّا هما فقالا له: “لقد تحقّقنا من طاعتك، وأنّ الله معك، وروحه يهديك في هذا الطريق الفريد، فاستمرّ حيث أنت ولا تنزل، لأنّه هكذا أوصانا الذين أرسلونا إليك”. ترفّقه براغبي قتله تسلّل ثلاثة لصوصٍ مسلّحين ليلًا داخل السور الذي بناه القدّيس لنفسه فوق الجبل ليقتلوه، إذ ظنّوا أنّ لديه أموالًا كثيرة بسبب كثرة زائريه. وإذ صوّبوا السهام ضدّه ارتدّت عليهم، فسقطوا فاقدي الحركة والنطق. وفي غروب اليوم التالي عبر بهم القدّيس وسألهم عن أشخاصهم فاعترفوا بقصدهم الشرّير وما حلّ بهم. أمّا هو فصلّى من أجلهم ونالوا الشفاء وأطلقهم بعد أن حذّرهم: “احذروا أن تؤذوا إنسانًا ما، وإلاّ يُصيبكم أشرّ ممّا حلّ بكم”. صاحب سلطان كان القدّيس يشعر بأنّه صاحب سلطانٍ بالمسيح يسوع مخلّصه. ففي إحدى المرّات وهو يُصلّي أظهر له الشيطان حيّةً مفزعةً التفّت حول رجليه، أمّا هو فلم يرتبك، بل أكمل صلواته وهو مملوء سلامًا، فانشقّت الحيّة نصفين وماتت. مرّة أُخرى ظهر له الشيطان في شكل تنّينٍ ضخم أراد أن يفترسه، فرفع عينيه نحو السماء ثمّ قال للتنّين: “ليضربك الله”، فاختفى التنّين. تقديس يوم الربّ كان القدّيس سمعان مهتمًّا بتقديس يوم الربّ. وفي أحد الأيّام جاءت جماهير تشكو له بأنّ نبع ماءٍ قد جفّ ممّا عرّض حقولهم للجفاف، وإذ لم يتجاسروا أن يعترفوا له بالسّبب قال لهم: “إنّي أُدرك أنّ في الأمر ذنبًا تريدون إخفاءه عنّي. تكلّموا بصراحةٍ ولا تُقدّموا أعذارًا واهية. اعترفوا بأنّ مزارعًا صار يسقي الزرع يوم الأحد فجفّ الينبوع”. عندئذ أنَّبهم على ذلك، وحذّرهم من تكراره، وأمرهم أن يضعوا صليبًا على ثلاثة حجارةٍ ويلقوها في عين الماء، ثمّ يلقوا ترابًا على شكل صليب على العين، ويُصلّوا طول الليل. وفي الغد رأوا عمل الله العجيب إذ غمرت المياهُ حقولهم من العين. نياحته عاش قرابة سبعين عامًا، وسمح الله للقدّيس سمعان أن يتألّم كثيرًا، وأن تسوء صحّته البدنيّة، ويشعر بقرب ساعته. أمّا نياحة القدّيس سمعان العمودي فكانت في سنة 459م. إذ شعر بقرب انتقاله، ازدادت صلواته وركع، وكان تلميذه يتطلّع إليه، وبقي راكعًا ثلاثة أيّامٍ وهو منتقل، ولم يدرِ تلميذه بانتقاله. سمع بطريرك أنطاكية بانتقاله فحضر ومعه ستّة أساقفة وبعض قادة الجيش وستّة آلاف جنديًّا باحتفالٍ عظيم. وقد تمّت معجزات كثيرة أثناء الموكب. ملاحظة يوجد ثلاثة أشخاص باسم “سمعان العمودي”: الأوّل المذكور هنا ويُدعى سمعان العمودي الكبير. الثاني سمعان العمودي الصغير في أواخر الجيل الخامس، ذكره الأب يوحنّا الدمشقي في عظته الثالثة على الأيقونات. أمّا الثالث فعاش في بلاد كيليكية، مات بصاعقةٍ انقضّت عليه. وقد ذكره صفرونيوس في الفصل السابع والخمسين من كتاب المروج الروحيّة. الأب بطرس فرماج اليسوعي: مروج الأخبار في تراجم الأبرار، 1877، 5 كانون الثاني. من كلماته وضع هذا الأب مصنّفاتٍ وأقوالًا عظيّةً ونسكيّةً نافعة، وشرح من الكتب الكنسيّة فصولًا كثيرة. “من يتكلّم، فلينطق بكلام الربّ بتواضع قلبٍ، بأعماله قبل كلماته.” مصدر آخر قدّيسٌ وناسكٌ سوريّ (سريانيّ) وُلِدَ في قرية سيسان بين سوريّة وقيليقية في الربع الأخير من القرن الرابع. عاش في منطقة حلب في سوريّة، وهو أوّل من ابتكر طريقة التنسّك على عمودٍ حجريّ، وهي طريقةٌ انتشرت بعده في كافة مدن ومناطق الشمال السوريّ، ومنها إلى أوروبّا. يقع دير القدّيس سمعان وقلعة سمعان، وفيها العمود الذي تعبّد وتنسّك فوقه سمعان، في منطقة جبل سمعان شماليّ حلب في سوريّة، وبلغ طول العمود حوالي 15 مترًا. وصفه تيودوريطس أسقف قورش في كتابٍ يتحدّث فيه عن نُسّاك سوريّة، ونُسِبَت إليه الكثير من المعجزات، منها أنّه كان يقضي الصوم الأربعينيّ منتصبًا على قمّة العمود ليلًا ونهارًا دون طعامٍ أو شراب، ويُقال إنّه تُوفِّي بهذه الهيئة. بعد وفاة القدّيس سمعان، بنى الإمبراطور الرومانيّ في نفس المكان كنيسةً فخمةً حول العمود، لا تزال قائمةً اليوم ما عدا السقف، ضمن آثار ديرٍ كبير. أصرّ بطريرك أنطاكية على نقل جثمان سمعان إلى أنطاكية بأمرٍ من الإمبراطور ليون، ولكن الأهالي رفضوا، فأُرسِلَ الإمبراطور 600 جنديٍّ للقضاء على مقاومتهم، واستُطِيعَ نقل الجثمان إلى كنيسة القدّيس قسطنطين في أنطاكية. نُقِلَ الرفات لاحقًا إلى القسطنطينيّة ودُفِنَ في كنيسة آياصوفيا. أصبحت الكنيسة في جبل سمعان في سوريّة مقصدًا للحجّاج المسيحيّين من أوروبّا والشرق، فكان الناس يحجّون إليها طوال العام. حرّرها صلاح الدين من الصليبيّين، وحوّلها إلى قلعةٍ عسكريّة، لا زالت تُعرَف باسم «قلعة سمعان» و«دير سمعان»، وهي من الأماكن الأثريّة المسيحيّة الهامّة في سوريّة. ويكيبيديا لمزيد من المعلومات عن هذا القديس، يمكنكم الإطلاع على كتاب “القديس سمعان العمودي” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سمعان العمودي الأصغر | الولادة: 521 الوفاة: 592 مار سمعان أو مار شمعون العمودي الأصغر (Simeon Stylites the Younger) هو ناسكٌ سريانيٌّ بارز من القرن السادس الميلاديّ، وواصل نهج الحياة العموديّة الذي اشتهر به مار شمعون العمودي الأقدم. وُلِدَ حوالي سنة 521م، وبدأ حياة النسك في سنٍّ مبكرة، متأثّرًا بسيرة القدّيسين والنُسّاك الذين سبقوه، وخاصّةً سيرة مار شمعون العمودي الأقدم، الذي أصبح مثالَه الأعلى في الزهد والتفرّغ لله. اتّخذ مار شمعون الأصغر موقعه على عمودٍ حجريٍّ قرب جبل العُلم (جبل سمعان الأصغر)، شمال مدينة أنطاكية، وهناك عاش معظم حياته في صلاةٍ دائمةٍ وصومٍ وتأمّلٍ، مقدّمًا ذاته مثالًا على التقوى والاستقامة. ورغم عزلته الظاهرة، كان له تأثيرٌ واسعٌ على المؤمنين والزائرين، الذين كانوا يقصدونه طلبًا للبركة والنصيحة، تمامًا كما حدث مع سلفه. كان لمار شمعون الأصغر دورٌ روحيٌّ وثقافيٌّ مهمٌّ في استمرار تقليد النسك العموديّ، إذ مثّل الجيل الثاني من “العموديّين”، وأظهر كيف تحوّلت هذه الظاهرة من تجربةٍ فرديّةٍ إلى تيّارٍ نسكيٍّ مستمرٍّ في الكنيسة السريانيّة. كما نُسِبَت إليه بعض التعاليم والمواعظ، وتُسجَّل له أيضًا معجزاتٌ وشهاداتٌ عن حكمته وبصيرته الروحيّة. تُوفِّيَ مار شمعون العمودي الأصغر حوالي سنة 592م، ودُفِنَ قرب موقع عموده. ويُكرَّم في التقاليد السريانيّة والبيزنطيّة باعتباره وارثًا أمينًا لتقليد العموديّة، وشاهدًا على العمق الروحيّ والنسكيّ الذي بلغته المسيحيّة في المشرق خلال القرون الأولى. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أنسطاسيوس القوشي | الولادة: – الوفاة: – مار أنسطاسيوس القوشي (Anastasius of Qōsh) هو راهبٌ سريانيٌّ عاش في القرن السادس الميلاديّ، وينتمي إلى التقليد الرهبانيّ العميق في شمال بلاد ما بين النهرين، وتحديدًا في منطقة القوش، وهي بلدةٌ تاريخيّةٌ تقع شمال العراق، وكانت آنذاك مركزًا روحيًّا وثقافيًّا هامًّا للكنيسة السريانيّة الشرقيّة. يُذكَر مار أنسطاسيوس في دليل قادشيه (Qadishe)، وهو سجلّ سير القدّيسين في التراث السريانيّ، ويُحتفى به كأحد الرهبان الأتقياء الذين كرّسوا حياتهم للنسك والصلاة والتأمّل. عُرِفَ بتواضعه، وبحياة الزهد والانقطاع عن العالم، وكان من بين أولئك الذين ساهموا في ترسيخ الروح الرهبانيّة في القوش والمناطق المحيطة بها. يُعتقَد أن مار أنسطاسيوس لعب دورًا مهمًّا في نشر الحياة الروحيّة بين أوساط المؤمنين، في زمنٍ كانت فيه الأديرة تُشكِّل بؤرًا للعبادة والعِلم والتوجيه الكنسيّ. ورغم قلّة التفاصيل الدقيقة عن سيرته، فإنّ مجرّد ذِكره في قادشيه يُعَدّ دليلًا على مكانته الرفيعة بين قدّيسي القرن السادس، ويعكس أثره في حياة الكنيسة والمجتمع السريانيّ آنذاك. يُكرَّم مار أنسطاسيوس القوشي في الذاكرة الكنسيّة السريانيّة كرمزٍ للرهبنة الحيّة والتقوى العميقة، في واحدةٍ من أقدم البيئات المسيحيّة في الشرق. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار هيرونيموس الرَهّاوي | الولادة: – الوفاة: – مار هيرونيموس الرَهّاوي (Hieronymus of Reshaina) هو شخصيّةٌ بارزة من القرن الخامس إلى السادس الميلاديّ، ارتبط اسمه بالمجالين الطبيّ والعلميّ إلى جانب الحياة الرهبانيّة، في سياق الكنيسة السريانيّة. يُذكَر في دليل قادشيه (Qadishe)، ضمن قائمة القدّيسين والعلماء الذين خدموا الكنيسة بعقولهم وأيديهم، لا فقط بتقواهم. ينحدر من مدينة الرُهّا (إديسّا)، الواقعة في تركيا الحالية، والتي كانت آنذاك مركزًا هامًّا للثقافة السريانيّة والعِلم المسيحيّ، لا سيّما الطبّ والفلسفة واللاهوت. عُرِفَ مار هيرونيموس بكونه طبيبًا بارعًا، مارس مهنته في خدمة الرهبان والمؤمنين، كما كان ناسخًا ومترجمًا للعديد من الكتب من اليونانيّة إلى السريانيّة، خاصّةً في مجالات الطبّ واللاهوت. تميّز بإتقانه اللغتين اليونانيّة والسريانيّة، وأسهم في نقل المعارف الإغريقيّة إلى الثقافة السريانيّة، ممّا جعله حلقة وصلٍ هامّة في تاريخ الترجمة العلميّة في الشرق. وكانت أعماله تُؤدَّى بروح التقوى والتكريس، ما جعله يُكرَّم كقدّيسٍ وعالِمٍ في الذاكرة الرهبانيّة الشرقيّة. يُحتفى بمار هيرونيموس الرُهّاويّ بوصفه رمزًا للتلاقي بين العقل والإيمان، وواحدًا من أوائل الشخصيّات الذين مزجوا بين الطبّ كعِلمٍ، والرهبنة كطريقٍ روحيّ، في إطار تقليد الكنيسة السريانيّة في أواخر العصور القديمة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار بولس المشهور | الولادة: – الوفاة: – مار بولس المشهور (Paul the Great أو Pavalos) هو شخصيّةٌ كنسيّةٌ بارزة من القرن السادس الميلاديّ، ورد ذِكره في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe)، كأحد الأساقفة الموسوعيّين الذين جمعوا بين العِلم والتقوى والخدمة الكنسيّة في آنٍ واحد. عُرِفَ مار بولس بمكانته العلميّة الرفيعة، إذ وُصِفَ بـ”الموسوعيّ” نظرًا لاتّساع معرفته في مجالاتٍ متعدّدةٍ مثل اللاهوت، والفلسفة، واللغة، والتفسير الكتابيّ، والتنظيم الكنسيّ. خدم كأسقفٍ في إحدى مناطق الكنيسة السريانيّة الشرقيّة، حيث قام بدورٍ مهمٍّ في نقل التعليم المسيحيّ وتنظيم الحياة الرعويّة، وكان من المدافعين عن وحدة الكنيسة وتعزيز التعليم الصحيح في مواجهة الانقسامات العقائديّة التي كانت سائدةً آنذاك. تميّزت شخصيّته بعمقٍ روحيٍّ وحكمةٍ رعويّة، وقد ترك أثرًا واضحًا في المدارس اللاهوتيّة، خاصّةً في تفسيره للكتاب المقدّس وتعليمه للكليروس، ممّا جعل له مكانةً رفيعةً في الذاكرة السريانيّة. لا يُعرَف الكثير عن تفاصيل حياته اليوميّة أو كتاباته بالتحديد، لكنّ حضوره في قادشيه يُعدّ دليلًا على أنّه كان من أولئك الذين جمعوا بين الفكر والعقيدة والعمل الرعويّ، وأثّروا في تكوين الهويّة الروحيّة والعقليّة للكنيسة في القرن السادس. يُحتفى بـمار بولس المشهور كقدّيسٍ وأُسقُفٍ عالِم، شكّل جزءًا من العصر الذهبيّ للفكر السريانيّ، ويُذكَر اسمه بإجلالٍ في سياق كبار المعلّمين الذين خدموا الكنيسة بروحِ التفاني والمعرفة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أثناسيوس الزهلوني | الولادة: – الوفاة: – مار أثناسيوس الزهلوني (Athanasius of Hamath) هو لاهوتيٌّ سريانيٌّ بارز من القرن السادس الميلاديّ، يُذكَر اسمه في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe) كأحد العلماء والنُسّاخ الذين خدموا الكنيسة بالسعي العلميّ واللاهوتيّ. ينتمي إلى منطقة الزهلوني (حماة)، وهي إحدى المدن المهمّة في بلاد الشام، والتي كانت مركزًا ثقافيًّا ودينيًّا في تلك الفترة. عُرِفَ مار أثناسيوس بنشاطه في نَسخ المخطوطات الدينيّة واللاهوتيّة، ما ساهم في حفظ التراث المسيحيّ السريانيّ ونقله إلى الأجيال التالية، بالإضافة إلى كونه لاهوتيًّا ذا فكرٍ رصينٍ. كان له دورٌ في تثبيت العقيدة وتعزيز التعليم الكنسيّ، من خلال عمله كناسخٍ ومعلّمٍ، معتمدًا على فَهمه العميق للنصوص المقدّسة واللاهوتيّة. ويُحتفى به كأحد الشخصيّات التي ساهمت في الحفاظ على التراث اللاهوتيّ السريانيّ خلال حقبةٍ تميّزت بالتحدّيات الدينيّة والسياسيّة. مار أثناسيوس الزهلوني يُرمَز إليه كوجهٍ يجمع بين العِلم والدّين في التقليد السريانيّ، ويُذكَر باعتباره رمزًا للإخلاص والجهد الدؤوب في خدمة الكنيسة واللاهوت خلال القرن السادس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يهوذا الأفامي | الولادة: – الوفاة: – مار يهوذا الأفامي (Judah of Apamea) هو راهبٌ نُسكيٌّ بارز من القرن السادس الميلاديّ، عاش في منطقة أميا (Apamea) الواقعة في شمال غرب سوريّة، والتي كانت مركزًا روحيًّا وثقافيًّا هامًّا في التراث السريانيّ. يُذكَر اسمه في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe)، كواحدٍ من الرهبان الذين كرّسوا حياتهم للنسك والتقوى والصلاة. تميّز مار يهوذا بحياة الزهد والابتعاد عن ملذّات الدنيا، حيث اختار العزلة والتأمّل الروحيّ، مكرّسًا نفسه لخدمة الله من خلال الصلاة والصوم والتأمّل العميق. كان مثالًا على التفاني النُسكيّ في بيئةٍ دينيّةٍ صعبة، ساهم في تعزيز الحياة الرهبانيّة في منطقته، وكان يُستشار من قِبل المؤمنين لما عُرِفَ عنه من حكمةٍ وروحانيّةٍ عالية. يُحتفى بمار يهوذا الأفامي في الذاكرة السريانيّة كرمزٍ للنسك الحقيقيّ والتقوى، ويُعتبَر من أعمدة الرهبنة في شمال سوريّة خلال القرن السادس، حيث ترك أثرًا روحيًّا في الجماعة المسيحيّة آنذاك، من خلال حياته المكرّسة والتزامه الروحيّ العميق. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أثناسيوس القنسريني | الولادة: – الوفاة: – مار أثناسيوس القنسريني (Athanasius of Qenneshrin)هو ناسكٌ ولاهوتيٌّ بارز من القرن السابع الميلاديّ، يُذكَر في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe) كأحد الشخصيّات الروحيّة والعلميّة المهمّة في التراث السريانيّ. ينتمي مار أثناسيوس إلى منطقة القنسرين، الواقعة في شمال غرب سوريّة، والتي كانت مركزًا روحيًّا وثقافيًّا بارزًا خلال تلك الفترة. عُرِفَ بتفانيه في حياة النسك والعبادة، حيث اختار الانعزال عن العالم ليُكرّس نفسه للصلاة والتأمّل، وفي الوقت ذاته كان لاهوتيًّا ذا معرفةٍ واسعة، شارك في تفسير النصوص المقدّسة وتعليم العقيدة. جمع مار أثناسيوس القنسريني بين الحياة الروحيّة العميقة والدراسة اللاهوتيّة الدقيقة، ممّا جعله شخصيّةً محوريّةً في دعم الحركة النُسكيّة وتطوير الفكر اللاهوتيّ في الكنيسة السريانيّة خلال القرن السابع. ويُحتفى به كقدّيسٍ يحمل روح الزهد والتفاني في سبيل الله، ويُذكَر اسمه بفخرٍ في المصادر السريانيّة التقليديّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا المشهود | الولادة: – الوفاة: – مار يوحنا المشهود (John the Martyr) هو من القدّيسين الأوائل في التقليد المسيحيّ السريانيّ، ويُعتقَد أنّه عاش في الفترة ما بين القرن الرابع والخامس الميلاديّ. يُذكَر اسمه في دليل القدّيسين السريان المعروف بـقادشيه (Qadishe)، كواحدٍ من الشهداء الأوائل الذين قدّموا حياتهم في سبيل إيمانهم المسيحيّ. يُعتبَر مار يوحنا رمزًا للتضحية والتفاني في مواجهة الاضطهادات التي تعرّض لها المسيحيّون في العصور الأولى، خاصّةً في ظلّ التوتّرات التي شهدها العالم الرومانيّ والبيزنطيّ تجاه المسيحيّة قبل أن تصبح ديانةً رسميّة، وبعدها. عاش في زمنٍ اتّسم بصراعاتٍ دينيّةٍ وعقائديّة، حيث كان المؤمنون المسيحيّون كثيرًا ما يُلاحَقون ويُعذَّبون بسبب إيمانهم، وكان مار يوحنا من أولئك الذين رفضوا التَنَصُّل عن إيمانهم رغم التعذيب والتهديد بالموت. ورغم قلّة التفاصيل الدقيقة عن حياته، فإنّ ذِكر اسمه في قادشيه يُعَدّ دلالةً على مكانته الرفيعة في التراث السريانيّ، باعتباره شاهدًا على الإيمان ومَوئِلًا للثبات الروحيّ. يُحتفى به في الكنيسة كقدّيسٍ وشهيد، وتُقام له الذكريات السنويّة لإحياء تضحياته. مار يوحنا المشهود يُجسِّد في سيرته روح الشجاعة والثبات التي تميّزت بها الكنيسة السريانيّة في بداياتها، ويُعتبَر مثالًا حيًّا على قدرة الإيمان على الصمود أمام الصعوبات، كما يُمثّل رابطًا حيًّا بين الأجيال الأولى من المسيحيّين والكنيسة السريانيّة المتطوّرة في القرون التالية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب الملقب بالمترجم | الولادة: – الوفاة: – مار يعقوب المُلقَّب بالمترجم (Jacob the Translator) هو شخصيّةٌ دينيّةٌ بارزة من القرن السابع الميلاديّ، مشهورٌ بدوره في ترجمة نصوص اللاهوت المسيحيّ من اللغات الأصليّة إلى اللغة السريانيّة، ويُذكَر اسمه ضمن قائمة القدّيسين في دليل قادشيه (Qadishe). اشتهر مار يعقوب بجهوده الكبيرة في نقل التراث اللاهوتيّ والفكريّ إلى السريانيّة، ممّا ساهم في تعميق فهم العقيدة المسيحيّة بين المجتمعات السريانيّة، وتسهيل وصول العلوم الروحيّة إلى أوسع نطاقٍ من المؤمنين. كان المترجم الرئيسيّ لكتب اللاهوت والفلسفة المسيحيّة، حيث عمل على ترجمة نصوصٍ يونانيّةٍ وعبريّةٍ قديمة، ممّا جعله جسرًا حيويًّا بين الثقافات واللغات. ولم تقتصر مساهماته على الترجمة فقط، بل شملت أيضًا تفسير النصوص، وتصحيحها، والتعليق عليها، ما جعله واحدًا من أهمّ العلماء واللاهوتيّين في عصره. لعب مار يعقوب دورًا محوريًّا في حفظ التراث المسيحيّ وتطوير الفكر اللاهوتيّ في الكنيسة السريانيّة خلال فترةٍ حاسمةٍ من تاريخها. يُحتفى بمار يعقوب المترجم كقدّيسٍ ومُعلّمٍ، ويُذكَر تقديره في المجامع الدينيّة وفي التقاليد السريانيّة، باعتباره رمزًا للتلاقي بين العِلم والإيمان، وواحدًا من أعمدة الثقافة المسيحيّة في الشرق في القرن السابع. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميخائيل الغربي | الولادة: – الوفاة: – مار ميخائيل الغربي (Michael the Western) هو راهبٌ سريانيٌّ من القرن الثامن الميلاديّ، يُذكَر في دليل القدّيسين السريان قادشيه (Qadishe). جاء لقب “الغربيّ” أو “السردنقليّ من الغرب” ليشير إلى أصله أو ارتباطه بالمناطق الغربيّة بالنسبة لمراكز الرهبنة السريانيّة التقليديّة، وربّما يدلّ على تأثّره أو وجوده في بلاد الشام الغربيّة أو مناطق غرب المشرق السريانيّ. عُرِفَ مار ميخائيل بحياة الزهد والنُسك، مكرّسًا نفسه للصلاة والتأمّل والتقوى، داخل إطار الرهبنة السريانيّة التي كانت تشهد في ذلك الوقت تطوّراتٍ روحيّةً وعقائديّةً. ومثل كثيرٍ من الرهبان السريان، كان مثالًا على التفاني الروحيّ والابتعاد عن ملذّات العالم، من أجل تحقيق القرب من الله. ورغم قلّة التفاصيل الدقيقة حول سيرته الشخصيّة، فإنّ ذِكره في قادشيه يُبرِز مكانته كقدّيسٍ وعالِمٍ روحيّ في مجتمعه، ويُكرَّم كواحدٍ من أعمدة الرهبنة السريانيّة في القرن الثامن، الذين ساهموا في الحفاظ على تقاليد الزهد والعبادة في فترةٍ عصيبةٍ من تاريخ الكنيسة الشرقيّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار داود النينوي | الولادة: – الوفاة: – مار داود النينوي (David of Nineveh) هو ناسكٌ وراهبٌ سريانيٌّ بارز من القرن السابع الميلاديّ، ويُعتبَر واحدًا من أعظم آباء الزهد والتقوى في التراث السريانيّ. وُلِدَ في منطقة نينوى التاريخيّة (في شمال العراق الحاليّ)، التي كانت مركزًا دينيًّا وثقافيًّا هامًّا في ذلك الوقت، واشتهر بحياته النُسكيّة المكرَّسة للصلاة والتأمّل والزهد. عُرِفَ مار داود بكتاباته الروحيّة العميقة، حيث ترك أثرًا كبيرًا في الأدب النُسكيّ السريانيّ من خلال رسائله وتعاليمه التي تناولت مواضيع التوبة، والتواضع، والحياة الروحيّة، والانقطاع عن ملذّات الدنيا. كان له تأثيرٌ كبيرٌ على حركة الرهبنة في الشرق، حيث ساهم في تعزيز الحياة الرهبانيّة التي تركز على الزهد والابتعاد عن الدنيا. يُذكَر مار داود في دليل القدّيسين السريان (قادشيه) كأحد القدّيسين العِظام الذين جسّدوا مثال التوبة والتقوى، وكرّمته الكنيسة السريانيّة باعتباره نموذجًا للنسك والتقشّف الروحيّ. تستمرّ ذكراه كرمزٍ للإيمان العميق والتفاني في الحياة الروحيّة حتّى يومنا هذا في التراث السريانيّ والكنائس الشرقيّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي بربطولماوس لونغو | الولادة: 1841 الوفاة: 1926 📜 سيرته وُلِدَ بربطولماوس لونغو لأسرةٍ ثريّة، وكان ابنَ طبيبٍ في إيطاليا، وتلقّى تعليمًا راقيًا علميًّا ودينيًّا، التحق بمدرسةٍ تابعة لرهبنة البياريين حتّى سنّ السادسة عشرة. نشأ في بيتٍ تقيٍّ، حيث كانت العائلة تُصلّي المسبحة الورديّة معًا كلّ مساء. كان طالبًا بارعًا في الأدب والخطابة والمبارزة والرقص والموسيقى وسائر الفنون، يعزف على الفلوت والبيانو، ويقود فرقةً موسيقيّةً مدرسيّة، غير أنّه كان معروفًا بعدم الاستقرار وصعوبة التركيز في الصفوف. درس الحقوق في جامعة نابولي، وتخرّج منها سنة 1864، لكنّه انجرف في حياةٍ دنيويّةٍ منحرفة. بعد حضوره دروسًا فلسفيّة على يد كاهنٍ سابق، انتقل من اللامبالاة تجاه الكنيسة إلى السخريّة منها، ثمّ إلى معاداتها علانيةً. شارك في تظاهراتٍ ضدّ البابا، ثمّ انخرط في ممارساتٍ باطلة مثل التنويم المغناطيسي واستحضار الأرواح والتعامل مع الوسطاء الروحيّين. وبلغ به الأمر أن أصبح شيطانيًّا، بل كاهنًا شيطانيًّا بعد دراساتٍ إضافيّة. غير أنّ عائلتَه وأصدقاءَه لم ييأسوا منه، فظلّوا يُصلّون لأجل عودته إلى الإيمان، ويُقنعونه بترك طريق الضلال. وقد نَجَحَ أستاذٌ محترم يُدعى فينشينتِه بيبي من بلدته في إقناعه بالتخلّي عن هذه الضلالات، وساعده راهبٌ دومينيكانيّ يُدعى الأب ألبيرتو في العودة إلى الكنيسة، بما يُشبه ما نُسمّيه اليوم “إعادة التأهيل الروحيّ”. استعاد لونغو وعيه وإيمانه، وأصبح عضوًا في الرهبنة الدومينيكانيّة الثالثة في 25 مارس 1871، متّخذًا اسم “الأخ روزاريو”. ولتكفيره عن ارتداده، بدأ يَكرِز ضدّ الشعوذة في أماكن يتردّد عليها الطلّاب. وساعده الأب ألبيرتو في الانضمام إلى جماعةٍ من العلمانيّين المهتمّين بخدمة الفقراء. وهناك، تأثّر بشدّة بالفقر المدقع، وشعر بأنّ المسبحة الورديّة يمكن أن تكون طريق الخلاص. فأسّس مزارًا للعذراء سلطانة الورديّة في وادي بومبي، واستخدم لوحةً مهجورة تُمثّل العذراء بهذا اللقب. سرعان ما بدأ الحجّاج يتوافدون، وحدثت معجزات، وازداد الحضور، حتّى طُلِبَ منه من قِبَل الأسقف بناء كنيسةٍ جديدة. بدأ العمل فيها عام 1876، ودُشِّنَت سنة 1887، وسُلِّمَت للفاتيكان في 19 فبراير 1894، ثمّ منحها البابا لاون الثالث عشر لقب “بازيليك” سنة 1901. واليوم، تستقبل الكنيسة نحو 10,000 حاجٍّ يوميًّا. مع الأرملة الكونتيسة ماريانا دي فوسكو، أسّس لونغو مؤسّساتٍ خيريّةً حول الكنيسة، شكّلت ما عُرِفَ لاحقًا باسم “مدينة الرحمة” أو “مدينة مريم”. ولخدمة دار الأيتام في المدينة، أنشأ رهبنة “بنات الورديّة في بومبي”. كما أسّس مدرسةً مهنيّةً لأبناء السجناء، وأوكل إدارتها إلى “إخوة المدارس المسيحيّة”. ونجاح هذه المدرسة أثبت خطأ الفكرة السائدة بأنّ أبناء المجرمين محكومٌ عليهم بالسير في طريق آبائهم. وفي سنة 1922، أسّس مدرسةً مماثلةً لبنات السجناء. وبسبب عمله الكثيف مع الكونتيسة ماريانا، راجت شائعاتٌ حول علاقةٍ بينهما، فقرّرا الزواج مدنيًّا في أبريل 1885 لتجنّب الأقاويل، لكنّهما عاشا معًا بتبتُّلٍ وفق نذورهما الخاصّة. مع ذلك، لم تَخمد الشائعات، فاتهمه البعض بالزنى، والاحتيال، والجنون. وفي سنة 1906، طُلِبَ منه من قِبَل البابا القدّيس بيوس التاسع أن يتنحّى عن الإدارة حفاظًا على سمعة المدينة، فاستجاب لذلك، وواصل عمله في المدينة موظّفًا عاديًّا. وفي سنة 1925، نال لقب “فارس صليب القبر المقدّس”. أُعلِنَ طوباويًّا في 26 أكتوبر 1980 على يد البابا يوحنّا بولس الثاني. أسماء أُخرى له: بارتولو لونغو؛ بارتولوميا لونغو؛ بارتولوميو لونغو دي لاتِيانو؛ الأخ روزاريو؛ فْراتيل روزاريو؛ مُبشِّر مسبحة العذراء الطوباويّة؛ رجل مريم. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارباسيماس | الولادة: – الوفاة: 346 كان القدّيس بارباسيمَاس شهيدًا في بلاد فارس، مع ستّة عشر رفيقًا. شغل منصب أسقفٍ لمدينتَي سلوقية وقطسيفون عام 342م. وفي ذلك العام، تمّ اعتقاله وتعذيبه مع ستّة عشر من كهنته، خلال حملة الاضطهاد التي شنّها الملك الساساني شابور الثاني. عُرِضَ عليه كأسٌ مملوءٌ بقطع الذهب، مقابل أن يعبد الإله الفارسيّ، فرفض. وقد قُطِعَت رؤوسهم جميعًا، فنالوا إكليل الشهادة. يُحتفَل بعيده في 14 يناير من كلّ عام. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي بربطولماوس ماريّا دال مونته | الولادة: 1726 الوفاة: 1778 📜 سيرته وُلِدَ بربطولماوس ماريّا دال مونته في بولونيا يوم 3 نوفمبر سنة 1726، لأبوَين هما أوراتسيو دال مونته وآنا ماريّا باسّاني. وعندما بلغ السادسة والنصف، نال سرّ التثبيت من الكاردينال بروسپيرو لامبرتيني، رئيس أساقفة بولونيا آنذاك، والذي أصبح لاحقًا البابا بندكتوس الرابع عشر. وعلى الرغم من أنّ تاريخ مناولته الأولى غير معروف، فقد حُفِظَت نواياه الدينيّة المكتوبة في طفولته، والتي كشفت عن بُعدٍ إفخارستيٍّ عميقٍ في حياته كلّها. كان فتى ذكيًّا، مرحًا، ذا مزاجٍ حيويّ، تلقّى تعليمًا إنسانيًّا شاملًا في كلّيّة القدّيسة لوتشيا التابعة للآباء اليسوعيّين. غير أنّ دعوته الكهنوتيّة وُوجِهَت بمعارضةٍ شديدةٍ من والده، الذي كان يأمل أن يصبح ابنه مصرفيًّا. وقد ساعده لقاءٌ مع القدّيس ليوناردو من بورتو ماوريتسيو على تثبيت اختياره للكهنوت، فازداد عزمًا على تحقيق دعوته. ورُسِمَ كاهنًا في 20 ديسمبر سنة 1749. لكنّ مهامه الرعويّة تأجّلت سنتين، بطلبٍ من النائب العام، لكي يُكمِل دراسته. وقد أتمّها بتفوّق، حاصلًا على شهادةٍ في اللاهوت. وبعد أن قضى سنواته الأولى في تعلُّم فنّ الوعظ لدى أعظم الوعّاظ في عصره، بدأ الأب بربطولماوس ماريّا خدمةً رعويّةً متميّزةً في مجال البعثات الشعبيّة. ولم تقتصر نشاطاته على رعايا بولونيا فقط، بل رغم صحّته الضعيفة، قضى 26 سنةً من كهنوته في التجوال عبر 62 أبرشيّةً على الأقل، يُنظِّم مئات البعثات الشعبيّة، ورياضاتٍ روحيّةٍ في الصوم الكبير، وخلواتٍ للكهنة والرهبان والعلمانيّين. وكانت عظاته تُحدث تحوّلاتٍ معجزيّة، وتُعيد السلام بين المتخاصمين. تحوّلت بعثاته إلى ورشاتٍ مكثّفةٍ للتعليم المسيحيّ والتبشير المنهجيّ، في زمنٍ كانت فيه أفكار الينسينيّة والتنوير تُلقي بظلالها السلبيّة على الإيمان. وقد عُرِف بلقب “مرسَل التعقُّل”. وكانت حياته انعكاسًا لرسالة المسيح نفسه: صارمًا في إعلان الحقّ، لكنّه رحيمٌ ومُرحِّبٌ بالخطأة. كاهنٌ قد كرّس نفسه كلّيًّا لله ولخلاص النفوس، حتّى صار صورةً حيّةً للذي “هو غنيٌّ بالرّحمة” (أفسس 4:2)، وكان متعبّدًا جدًّا لمريم، أمّ الرحمة. وبسبب جهوده الرسوليّة المتواصلة، أنهكه التعب في بعثته الأخيرة قبل شهرين من وفاته، وهناك نطق نبوءةً قائلًا: “سوف أموت في بولونيا ليلة عيد الميلاد”. وفي 24 ديسمبر 1778، أسلم روحه بهدوء، منتقِلًا ليحتفل بالميلاد في السماء. وقد عمّ الحزن مدينة بولونيا كلّها. ومنذ عام 1808، استُودِع جسده الطاهر في مزار سيّدة السلام داخل كاتدرائيّة القدّيس پترونيوس في بولونيا. أُعلِن طوباويًّا على يد البابا يوحنّا بولس الثاني. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي برتولو (برثولماوس) مِن سان جيمينيانو | الولادة: 1228 الوفاة: 1300 بعد أن فرَّ من حياةِ الترف، خدم بَرْتُولُو بُونْبِدُونِي، من مدينة سان جيمينيانو الإيطاليّة، كإخائيٍّ علمانيٍّ مسؤولٍ عن رعاية المرضى في ديرٍ بندكتيٍّ بمدينة بيزا. وأثناء إقامته هناك، فكّر في أن يصبح راهبًا بندكتيًّا. ولكن ذات ليلة، رأى رؤيا للمسيح مغطًّى بالجراح، يقول له: “يا بَرْتُولُو، لن تنال الإكليل المُعَدّ لك من خلال الثوب الرهباني، بل من خلال الألم الذي سيُصيب جسدك طوال عشرين سنة.” لم يتّضح له المعنى الكامل لتلك الكلمات، إلّا بعد سنواتٍ طويلة، عندما كان قد خدم الله ككاهنٍ أبرشيٍّ وعضوٍ في الرهبنة الثالثة للفرنسيسكان. وعند بلوغه الثانية والخمسين، أُصيب بمرضٍ يُشبه البَرَص. فترك رعيّته، وانتقل إلى مستشفى للبرص، حيث أصبح كاهنًا ومرشدًا روحيًّا هناك، وكان يحتفل بالقدّاس الإلهيّ يوميًّا للمرضى. ومن العجيب أنّ لمسة يديه المُبرصتَين كانت تُجري المعجزات في الآخرين. وبعد وفاته، جلست الخادمة التي كانت تعتني به بجانب نعشه المفتوح وهي تبكي، فامتدّت يد الكاهن الميّت وأمسكت بيدها لمدّة خمس ساعات، كما لو كان يُعزّيها. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة باثيلديس | الولادة: 626 الوفاة: 680 📜 سيرتها وُلِدَت الملكة باثيلديس في إنجلترا، حيث أُسِرَت ونُقِلَت إلى نيستر، التي كانت جزءًا من مملكة الفرنجة. ومع مرور الوقت، أصبحت باثيلديس عضوًا موثوقًا في بلاط الملك كلوديوس الثاني، وتزوّجته في عام 649. أنجبت له ثلاثة أبناء، هم: كلوتير الثالث، وتشيلدريك الثاني، وثييري الثالث، وجميعهم أصبحوا ملوكًا. وبعد وفاة كلوديوس عام 657، تولّت باثيلديس وصاية الحكم نيابةً عن كلوتير الثالث، وأسّست ديرًا بندكتيًّا في شيل، وكذلك دير القدّيس دينيس ودير كوربي. وعندما اعتلى كلوتير الثالث العرش بنفسه، اعتزلت باثيلديس في شيل، حيث توفّيت في 30 يناير، وقد عُرِفَت بالتقوى والعمل الخيريّ، وتُكرَّم في الكنيسة كقدّيسة وملكة خادمة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بربطولماوس من تشيرڤيري | الولادة: 1420 الوفاة: 1466 الطيب بربطولماوس من تشيرڤيري (Bl. Bartholomew of Cervere) 🧒 النشأة والانضمام إلى الدومينيكان وُلِدَ بَرْبَطُولُماوُس في مدينة ﭘييمونت الإيطاليّة، وتربّى في بلدة ﭘافيليانو، ثمّ التحقَ برتبة الدومينيكان في سِنٍّ مُبكّرةٍ، حيث أظهر نُبوغًا لاهوتيًّا فائقًا. وقد نالَ لاحقًا شهادةَ الدكتوراه في اللّاهوت من جامعة تُورينو، وهو ما أهَّلَهُ لمهامٍّ أكثر صعوبةً في حياة الكنيسة. 🛡️ مهمّته كمُفتّشٍ ضدّ البدع بسبب كفاءته، تمّ اختيارهُ مُفتّشًا كنسيًّا على منطقة ﭘييمونت، والتي كانت معقلاً لطائفةِ ﭼِماعةِ الوالدنسيّين، وهم هراطقةٌ أنكَروا سُلطةَ البابا، ورفضوا التعليم الكاثوليكي حول المطهر. وقد كانت هذه المهمّة محفوفةً بالمخاطر، نظرًا لانتشار البدع فيها، وكرههم لرجال الكنيسة. 🕊️ نبوءته قبل الاستشهاد قبل أن يُغادِر إلى بلدةِ ﭼِيرڤيري، صرّحَ قائلاً: ❝ يُنادونني بَرْبَطُولُماوُس مِن ﭼِيرڤيري، مع أنّني لم أزرْها من قبل. ولكنّني ذاهبٌ اليومَ كمُفتّشٍ دينيّ، وهناك سَأَموتُ. ❞ 🗡️ الاستشهاد الدموي ما إن اقتربَ من المدينة، حتّى هاجَمَهُ خمسةٌ من أتباع الهرطقة، وطعنوهُ بِرُمْحين. لم يُدافِعْ عن نفسِهِ، بل قبِلَ الموتَ كحَمَلٍ وديعٍ. وماتَ على الفور، دون أن ينزفَ دمًا. 🕯️ أعجوبة الدم بعد موته وُضِعَ جثمانه في كنيسة ﭼِيرڤيري. وعندما وصَلَ إخوتُهُ الرهبانُ للصلاة عليه، بدأ الدمُ يتدفّقُ من جروحهِ بِكثافة، وكأنّ جسده انتظر حضورَ الكنيسة ليُكرَّسَ شهيدًا علنًا. 🌿 علامة سماويّة في موضع استشهاده ظهرَ في موقع استشهادهِ نباتٌ غريبٌ، بأوراقٍ وفروعٍ تأخذ شكلَ صليبٍ دقيقٍ. وقد اعتبرها المؤمنون علامةً إلهيّةً على قداستهِ وقبولِ استشهادهِ في السّماوات. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارباتوس البنڤنتي | الولادة: 610 الوفاة: 682 القديس بارباتوس البنڤنتي (St. Barbatus of Benevento) 👶 النشأة والخدمة الأولى وُلِدَ القدّيس باربَاتُوس في إيطاليا حوالي سنة ٦١٢م، ونشأ في بيئةٍ مسيحيّةٍ مُتديّنةٍ. رُسِمَ كاهنًا في مدينة ماركونا، حيث ابتدأ خدمته الراعويّة، وأظهرَ غيرةً رسوليّةً ملحوظةً في وعظهِ وتوجيههِ الروحيّ. 🛐 البشارة في بِنڤِنْتُو أُرسِلَ إلى مدينة بِنڤِنْتُو الإيطاليّة، وهناك بدأ يُبشِّرُ بالمسيحِ في وسطٍ لا يخلو من الوثنيّة والخرافات. وبفضلِ لُطفهِ وثباتِهِ في التعليم، استطاع أن يهديَ قلوبًا كثيرةً، ويُرجِعَ النفوسَ إلى الإيمانِ القويم. ⚔️ النبوءة أثناء الحِصار في سنة ٦٦٣م، حاصرَ الإمبراطور البيزنطيّ قُسطنطين الثاني المدينةَ. وعندها تكلّمَ القدّيس باربَاتُوس بروحِ النبوّة، وتنبّأ بأنَّ الحصارَ سَيَنتهي، والسلامَ سَيَعود. وقد تحقّقَ ما قالَهُ بدقّةٍ عجيبةٍ، فنالَ محبّةَ الشعبِ وتقديرَ السلطاتِ. ⛪ رسامته أُسقُفًا بعد ذلك، عُيِّنَ باربَاتُوس أُسقُفًا على مدينة بِنڤِنْتُو، فأصبح راعيًا صالحًا، يهتمُّ بالرعيّة، ويُطهِّرُ الطقوسَ من بقايا الوثنيّة، ويُنشّط الحياةَ الليتورجيّة والتعليم الدينيّ. 📜 المشاركة في مجمع القسطنطينيّة شاركَ القدّيس باربَاتُوس في المجمع المسكوني السادس المنعقد في القسطنطينيّة سنة ٦٨٠م، حيث ساهمَ في الدفاعِ عن العقيدةِ الأرثوذكسيّة ضدَّ هرطقةِ المونوتيليّة (الإرادة الواحدة في المسيح). 🕯️ رقادُه وتكريمُه رَقَدَ بالربِّ في ٢٩ شباط، ويُحتفلُ بعيدهِ في ١٩ شباط من كلِّ عام. يُعتَبرُ شفيعَ مدينة بِنڤِنْتُو، ويُكرَّمُ فيها إلى اليوم، حيث ما زالت ذكراهُ حيّةً في قلوبِ المؤمنين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس باردو | الولادة: – الوفاة: 1053 القديس باردو (St. Bardo) كان باردو رئيساً بندكتياً وأسقفاً كبيراً في الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وُلِد في أوبّرشافن بمنطقة فِتِراو في ألمانيا حوالي عام 982. تلقّى تعليمه في دير فولدا، وانضمّ إلى الرّهبنة البندكتية، ثم عُيِّن رئيساً لديرين، قبل أن يُصبح رئيساً للأساقفة في مدينة ماينتس عام 1031. خدم باردو كمستشار إمبراطورياً وكموزّعاً رئيسياً للصدقات في الإمبراطورية. وقد نصحه البابا القديس لاون التاسع بأن يُخفّف من أعبائه ويُقلّل من شدّة تقشّفه وزهده الشخصي. عيده بـ 10 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارهادبسكيا باس | الولادة: – الوفاة: 355 القديس بارهادبسكيا باس (St. Barhadbesciabas) كان بارهادبسكيا باس شهيداً فارسياً، وكان يعمل شماساً في أربيل، ويُعرف أحياناً باسم بارهادبسابا. وقع ضحيّة للاضطهاد الذي شنّه الملك الساساني شابور الثاني، وتعرّض للتعذيب على يد حاكم منطقة أديابان في إيران الحديثة. أُمر العاقّ آغاي (مسيحي مرتد) بقطع رأس بارهادبسكيا باس. استخدم الفأس بمهارة سيئّة لدرجة أنه اضطر إلى ضرب الشهيد مرتين ليتمكّن من قتله. عيده بـ 20 يوليو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارنارد | الولادة: – الوفاة: 841 القديس بارنارد (St. Barnard) كان بارنارد رئيس أساقفة بندكتياً، ومؤسساً وعضواً في بلاط شارلمان. وُلد في مقاطعة فريني بمنطقة ليونّيس عام 777، وتلقى تعليمه في البلاط الملكي. أصبح راهباً بندكتياً وأعاد بناء دير أمبروني (Ambronay Abbey) حيث أصبح رئيساً للرهبان. في عام 810، عُيّن بارنارد رئيس أساقفة في فيين (Vienne) في فرنسا، وهناك أسس دير رومانس (Romans Abbey) في عام 837. توفي هناك، وقد تم تطويبه في عام 1907. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بارفوين | الولادة: – الوفاة: – القديس بارفوين (St. Barrfoin) كان بارفوين مُرسلاً إيرلندياً، وربما كان أسقفاً، وصديقًا للقديسين كولومبا وبرندان. تولى بارفوين مسؤولية كنيسة أسسها القديس كولومبا في درم كولين بمقاطعة أوفالي. عاش في كيلبارون، وقام أيضاً برحلات لنشر الإيمان. كرر بارفوين مغامراته خلال رحلة إلى الأمريكتين للقديس برندان الملاح. عيده بـ 21 مايو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بربطولماوس القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس بربطولماوس (St. Bartholomew) من القرن الأول، واحد من الإثني عشر رسولاً. كل ما يُعرف عنه بثقة هو أنه ذُكر في الأناجيل الإزائية وسفر الأعمال كأحد الرسل الإثني عشر. اسمه، وهو اسم بنوي، يعني “ابن تولوماي”، ويعتقد العلماء أنه نفسه نثنائيل المذكور في إنجيل يوحنا، الذي يُقال إنه من قانا، وأن يسوع وصفه بأنه “إسرائيلي… لا غش فيه”. يقول الترتيب الروماني للشهداء إنه بشر في الهند وأرمينيا الكبرى، حيث تم سلخه وقطع رأسه بأمر من الملك أستياجس. تشير التقاليد إلى أن المكان كان أبانوبوليس على الساحل الغربي لبحر قزوين، وأنه بشّر أيضاً في بلاد ما بين النهرين وفارس ومصر. عيده بـ 24 أغسطس. إنجيل بربطولماوس يُعد إنجيلاً أبوكريفياً وقد تم إدانته في مرسوم بيسودو-جيلاسيوس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بنداريدوس القديس | الولادة: – الوفاة: 556 القديس بنداريدوس (St. Bandaridus) كان بنداريدوس أسقفاً على مدينة سواسون (Soissons)، ويُعرف أيضاً بالأسماء: باندريك، بندارينوس، وباندري. في عام 540، عُيّن بنداريدوس أسقفاً على سواسون في فرنسا. أسّس دير كريبان (Crépin) وخدم المنطقة حتى نفاه الملك كلوثار الأول بسبب خلافٍ بينهما. سافر بنداريدوس إلى إنجلترا حيث عاش في أحد الأديرة بستانياً مجهول الهوية. وبعد سبع سنوات، تم التعرّف عليه، فاستدعاه الملك وأعاده. وقد دُفن بنداريدوس في دير كريبان. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باجن القديس | الولادة: – الوفاة: 710 أسقف وتلميذ للقديس واندريل، يُعرف أيضاً باسم “باين” أو “باجنوس” في بعض القوائم. كان راهباً بندكتياً في دير فونتينيلي في فرنسا عام 689 عندما عُيّن أسقفاً. خدم باجن كمرسل في منطقة كاليه الحديثة في فرنسا. بعد اثني عشر عاماً، استقال من منصبه الأسقفي وعاد إلى دير فونتينيلي، حيث انتُخب رئيساً للدير عام 704. كما تولّى أيضاً إدارة دير فلوري. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرانشيسكا كابريني القديسة | الولادة: 1850 الوفاة: 1917 نشأتها ولدت القديسة فرانشيسكا كابريني باسم ماريا فرانشيسكا كابريني في 15 يوليو 1850 في مدينة سانت أنجيلو لوديجيانو بمنطقة لومبارديا، إيطاليا. وُلدت قبل أوانها بشهرين وكانت أصغر أبناء عائلتها البالغ عددهم 13 طفلاً، لكن لم ينجُ من إخوتها سوى ثلاثة فقط، وعاشت فرانشيسكا طوال حياتها بصحة هشة وضعيفة. منذ صغرها، كرست نفسها للحياة الدينية وتلقت تعليمها في دير تديره “بنات القلب الأقدس”. تخرجت بمرتبة الشرف وحصلت على شهادة تدريس. رهبنتها في سن الثامنة عشرة، تقدمت للانضمام إلى رهبنة “بنات القلب الأقدس” لكنها رُفضت بسبب ضعف صحتها. بدلاً من ذلك، طلب منها أحد الكهنة أن تُدرّس في ميتم “بيت العناية الإلهية” في كاداغونو بإيطاليا. درّست في مدرسة البنات هناك لمدة ست سنوات، وتمكنت من جذب مجموعة من النساء للحياة الدينية. في عام 1877، نذرت نذورها الدينية واتخذت اسم “الأم كابريني”، وأضافت اسم “زافيير” إلى اسمها تكريمًا للقديس فرنسيس زافيير. عندما أُغلق ميتم “بيت العناية الإلهية”، طلب منها أسقفها، مع ست نساء أخريات، تأسيس “راهبات الإرساليات من القلب الأقدس” للعناية بالأطفال الفقراء في المدارس والمستشفيات. قامت فرانشيسكا بكتابة القوانين والدستور الداخلي للرهبنة. خلال أول خمس سنوات، أنشأت الرهبنة سبعة بيوت ومدرسة وحضانة مجانية. كانت فرانشيسكا تطمح للذهاب إلى الصين، لكن البابا لاوون الثالث عشر نصحها بالتوجه إلى الولايات المتحدة لمساعدة المهاجرين الإيطاليين قائلاً لها: “ليس إلى الشرق، بل إلى الغرب”. في 31 مارس 1889، وصلت إلى مدينة نيويورك مع ست راهبات أخريات لبدء مهمتها الجديدة. لكنها واجهت صعوبات منذ البداية، إذ لم يعد المنزل المخصص للميتم متاحاً، وطُلب منها العودة إلى إيطاليا، لكنها رفضت. عندئذٍ، وفر لها المطران مايكل كوريغان سكناً مع راهبات المحبة، ثم سمح لها بتأسيس ميتم في منطقة تُعرف اليوم باسم “بيت القديسة كابريني” في ويست بارك، نيويورك. بإيمان عميق بالله وموهبة إدارية استثنائية، أسست فرانشيسكا 67 مؤسسة (دور أيتام، مدارس، مستشفيات) خلال 35 عاماً، كلها مكرسة لرعاية الفقراء والمرضى والمهاجرين والمهمّشين، خاصةً الإيطاليين، في عدة ولايات مثل نيويورك، كولورادو، وإلينوي. كانت معروفة بقدرتها على جمع التبرعات والموارد، وكانت تجمع الأشخاص لدعم مؤسساتها بسخاء. في عام 1909، أصبحت مواطنة أمريكية مجنّسة. الوفاة والتقديس توفيت في 22 ديسمبر 1917 عن عمر 67 عاماً في مستشفى كولومبوس، أحد المستشفيات التي أسستها في شيكاغو، بسبب مضاعفات من الزحار. تم دفن جسدها في البداية في “بيت القديسة كابريني”، ثم تم استخراج جثتها عام 1931 كجزء من عملية تقديسها. وتم حفظ رأسها في روما، وذراعها في مزار وطني في شيكاغو، بينما دُفن باقي جسدها في مزار في نيويورك. نُسب إليها معجزتان: استعادة طفل لبصره بعد أن فقده نتيجة التسمم بالنيترات، وشفاء راهبة مريضة بمرض عضال. تم تطويبها في 13 نوفمبر 1938 من قبل البابا بيوس الحادي عشر، وتم إعلان قداستها في 7 يوليو 1946 من قبل البابا بيوس الثاني عشر، لتصبح أول مواطن أمريكي يُعلن قديساً. يُحتفل بعيدها في 13 نوفمبر، وتُعتبر شفيعة المهاجرين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فولتون جون شين المكرّم | الولادة: 1895 الوفاة: 1979 وُلد فولتون جون شين، واسمه عند المعمودية بيتر جون شين، في 8 مايو 1895 في مدينة إل باسو بولاية إلينوي الأمريكية، لعائلة من أصول أيرلندية. كان الابن الأكبر بين أربعة أبناء لـ نيوتن و داليا شين. أُصيب بداء السل وهو لا يزال رضيعاً، لكنه تعافى ونشأ في أجواء إيمانية كاثوليكية عميقة. بعد انتقال العائلة إلى مدينة بيوريا، التحق شين بخدمة المذبح في كاتدرائية القديسة مريم للحبل بلا دنس، وكانت تلك بدايته في حياة الخدمة الكنسية. أنهى دراسته الثانوية بمرتبة الشرف الأولى في معهد سبولدينغ عام 1913، ثم درس في كلية سانت فياتور في بوربونيه، وبعدها في معهد القديس بولس الإكليريكي في مينيسوتا استعدادًا للكهنوت. رُسِم كاهناً في أبرشية بيوريا في 20 سبتمبر 1919 على يد الأسقف إدموند دن. واصل دراسته العليا في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، ثم نال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لوفين في بلجيكا عام 1923، حيث أصبح أول أمريكي يفوز بجائزة الكاردينال ميرسيه لأفضل بحث فلسفي. كما حصل لاحقاً على دكتوراه في اللاهوت المقدس من الكلية البابوية الدولية أنجيليكوم في روما. عند عودته إلى الولايات المتحدة، خدم لفترة قصيرة ككاهن مساعد في رعية فقيرة ببيوريا، ثم بدأ التدريس في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية عام 1928، وظل يدرّس فيها حتى عام 1950، حيث لمع نجمه كمفكر ولاهوتي بارز. دعا شين في خطاب شهير عام 1929 إلى “نهضة كاثوليكية في أمريكا” من خلال التعليم، مؤمناً بضرورة دمج الإيمان بالحياة اليومية. في عام 1950، تم تعيينه مديراً وطنياً لـ جمعية نشر الإيمان، وهي أكبر منظمة تبشيرية كاثوليكية أمريكية، وخلال 16 عاماً من قيادته، جمع ملايين الدولارات دعماً للإرساليات في أنحاء العالم، وتبرع بـ10 ملايين دولار من أرباحه من برامجه التلفزيونية لنفس الغرض. إلى جانب عمله الكنسي والأكاديمي، أصبح شين أحد أوائل الوجوه الإعلامية الكاثوليكية في الولايات المتحدة. بدأ برنامجه الإذاعي “الساعة الكاثوليكية” عام 1930 على شبكة NBC، والذي استمر حتى 1950. ثم انتقل إلى التلفاز مع برنامجه الشهير “الحياة تستحق أن تُعاش” (1952–1957)، حيث جذب الملايين بأسلوبه الواضح المؤثر، وحصل على جائزتي إيمي وظهر على غلاف مجلة تايم. لاحقًا، قاد برنامجًا تلفزيونياً آخر بعنوان “برنامج فولتون شين” (1961–1968)، الذي حافظ على نفس الطابع الروحي والتعليمي. وفي عام 1966، عُيّن أسقفاً لأبرشية روتشستر، لكنه استقال بعد ثلاث سنوات، ليُمنح لاحقًا لقب رئيس أساقفة على الكرسي الفخري لنيوپورت في ويلز. توفي المكرّم فولتون شين في 9 ديسمبر 1979 عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد حياة مليئة بالتعليم، الخدمة، والتبشير. وكان سبب وفاته نوبة قلبية (سكتة قلبية)، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء صلاته أمام القربان المقدّس، في منزله الواقع في مدينة نيويورك. هذه الوفاة التي حدثت وهو في حالة صلاة اعتبرها الكثيرون شهادة على تقواه وعمق إيمانه حتى لحظاته الأخيرة. وقد دُفن في البداية في كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك، ولكن لاحقاً – بعد نزاع قانوني طويل بين أبرشيتي نيويورك وبيوريا – تم نقل رفاته في عام 2019 إلى كاتدرائية سيدة الحبل بلا دنس في بيوريا، إلينوي، حيث نشأ وترعرع، وذلك تماشياً مع رغبته الشخصية ومع متطلبات تطويبه. الطريق إلى القداسة افتُتحت رسمياً قضيته للتطويب والقداسة في عام 2002. وفي يونيو 2012، أعلن البابا بندكتوس السادس عشر اعتراف الكنيسة بأن شين عاش حياة “فضائل بطولية”، وأُطلق عليه لقب “المكرّم”. وفي يوليو 2019، وافق البابا فرنسيس على معجزة نُسبت لتشفّعه، مما مهّد الطريق لتطويبه، لكنه أُجِّل لأسباب إدارية تتعلق بمراجعات قانونية. وفي مايو 2025، أعلن أسقف بيوريا عزمه على مطالبة البابا ليو الرابع عشر، وهو أيضاً من ولاية إلينوي مثل شين، بإتمام مسيرة قداسته. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خونيبيرو سيرا القديس | الولادة: 1713 الوفاة: 1784 السيرة الذاتية وُلد خونيبيرو سيرا (اسمه عند الولادة: ميغيل خوسيه) في 24 نوفمبر 1713 في بترا، جزيرة مايوركا، إسبانيا، لأسرة مزارعة بسيطة مكوّنة من والده أنطونيو نادال سيرا ووالدته مرغريتا روزا فيرير. عُمّد في كنيسة القديس بطرس في نفس يوم ولادته. في سن مبكرة، التحق بالمدرسة الابتدائية التي يديرها الفرنسيسكان، ثم أرسله والداه في عمر 15 عاماً إلى مدينة بالما، حيث بدأ دراسة الفلسفة في دير القديس فرنسيس. دخل الحياة الدينية رسمياً في 14 سبتمبر 1730 كراهب مبتدئ في دير “كونفينتو دي خيسوس”، وبعد عام أدّى نذوره واختار اسم “خونيبيرو” تكريماً لأحد رفقاء القديس فرنسيس الأوائل. تابع دراسته في الفلسفة واللاهوت ونال شهادة الدكتوراه في اللاهوت عام 1742 من جامعة لوليانا في بالما. عُيّن أستاذاً أول للاهوت في الجامعة عام 1749، ثم أُرسل كمبشّر إلى الأمريكيتين. رسالته في العالم الجديد أبحر سيرا إلى أمريكا اللاتينية في 13 أبريل 1749 مع رفيقه فرانسيسكو بالو، ووصل إلى فيرا كروز، المكسيك في ديسمبر من العام نفسه. رفض استخدام الأحصنة المقدَّمة له، وفضّل السير على الأقدام لمسافة 250 ميلاً حتى مكسيكو سيتي. في عام 1750، استجاب لدعوة طارئة للانضمام إلى بعثات سييرا غوردا، حيث بنى كنائس وعلّم السكان الأصليين لغة أوتومي لنشر الإيمان بينهم، واهتم بتطويرهم روحيًا واقتصاديًا. لاحقاً خدم في كلية سان فرناندو، حيث شغل مناصب منها: مرشد للرهبان الجدد، مدير الجوقة، وواعظ في العديد من مدن المكسيك. عام 1767 عُيّن رئيساً على الإرساليات السابقة التابعة للآباء اليسوعيين في باخا كاليفورنيا. العمل التبشيري في كاليفورنيا العليا في عام 1768، تطوّع خونيبيرو للقيام برحلة إلى كاليفورنيا العليا، وهناك أسّس 15 إرسالية من بينها: سان دييغو سان كارلوس بوروميو (حيث دفن) سان أنطونيو سان غابرييل سان لويس أوبيسبو سان فرانسيسكو سان خوان كابيسترانو سانتا كلارا سان بوينافينتورا ساهم أيضاً في تأسيس حصن سانتا باربرا. رغم معاناته من مشاكل في القدم والساق أجبرته أحياناً على التنقل محمولاً على نقالة، إلا أنه أمضى 15 عاماً من حياته في الكرازة والتعليم والتعميد. وفاته وإرثه توفي القديس خونيبيرو سيرا في 28 أغسطس 1784 في إرسالية سان كارلوس، ودُفن في الكنيسة التي شيّدها بنفسه. بحلول نهاية ذلك العام، بلغ عدد المعمَّدين في أول تسع إرساليات 6,736 شخصًا، وكان يعيش فيها 4,646 مؤمناً من السكان الأصليين. كان معروفاً بروحه المتحمسة، وتفاؤله، وإخلاصه للمهتدين، كما دافع عن حرية الكنيسة أمام التدخلات الملكية. بدأت دعوى تطويبه عام 1934، وتمت على يد البابا يوحنا بولس الثاني عام 1988، ثم قدّسه البابا فرنسيس عام 2015 في واشنطن. لقبه يُلقّب بـ “رسول كاليفورنيا”، وله تماثيل ونُصب تذكارية على طول طريق “كامينو ريال” احتفاءً بإرثه التبشيري الفريد. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوية أدلين | الولادة: – الوفاة: 1125 📜 سيرتها كانت أدلين أخت الطوباوي فيتال، رئيس دير سافيني، وقد عرّفها هو أو هي على الحياة الدينية. ارتقت لتصبح أول رئيسة لدير تأسّس في مورتيه عام 1105 أو 1115 على يد الكونت ويليام مورتيه. كان الدير يتبع نظام القديس بنديكت مع بعض الملاحظات المستمدة من التقليد السيسترسياني. وبسبب لون زيهن الديني، عُرفّ هؤلاء الراهبات بـ “السيدات البيض”. بعد حياة كرستها للصلاة والتقشف والأعمال الخيرية، دُعيت الطوباوية أدلين إلى مكافأتها السماوية عام 1125. وكان لها سمعة طيبة في القداسة حتى إنها بدأت تُكرم كواحدة من الطوباويين بعد فترة وجيزة، ونُقلت رفاتها باحتفال رسمي (مع رفات أخيها وبعض الرهبان الآخرين) إلى سافيني. عيد الطوباوية بـ 20 أكتوبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثا كوون تشين-آي القديسة | الولادة: 1819 الوفاة: 1840 كانت أغاثا كوون تشين-آي، كاثوليكية من كوريا، قد تزوجت في سن مبكرة جداً، لكن زوجها تأخر في أخذها إلى منزله بسبب فقره الشديد. لذلك، أوكلها إلى رعاية أقاربه. وعندما بلغت حوالي الحادية والعشرين من عمرها، تم اعتقال أغاثا مع والدتها القديسة ماغدالين هان يونغ-آي واثنتين من الشابات الكاثوليك الأخريات. تم فصل ماغدالين عن ابنتها والفتاتين الأخريين اللتين وضعن تحت الإقامة الجبرية في المنزل. جاء مسيحي مرتد إلى أغاثا، عرض عليها مكافأة إذا وافقت على الرحيل معه، وهددها إذا رفضت. رفضت أغاثا دعوته الشريرة بازدراء. تأثر الحراس الذين كانوا يراقبون النساء بشفقة تجاه أغاثا، ومن أجل حمايتها من محاولات المرتد، سمحوا للفتيات الثلاثة بالهرب من المنزل. لكن تم معاقبة الحراس لاحقاً من قبل رؤسائهم على هذا التصرف الرحيم، وأُعيد القبض على أغاثا قريبًا. في المحكمة، تعرضت للضرب الوحشي على ساقيها. في السجن، تمكنت من رؤية والدتها للمرة الأخيرة قبل أن تُعدم الأخيرة في ديسمبر 1839. وبعد شهر، تم قطع رأس أغاثا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدريان القديس | الولادة: – الوفاة: 306 وفقًا للأسطورة، كان أدريان ضابطًا وثنيًا في البلاط الإمبراطوري في نيقوميديا. تأثر بشجاعة مجموعة من المسيحيين الذين كانوا يتعرضون للتعذيب، فاعتنق المسيحية وأُسِر معهم وعانى من تعذيب شديد قبل أن يُعدم. زوجته الشابة، ناتاليا، التي كانت حاضرة عند وفاته، قامت بتعزيته في ألمه، واستعادت إحدى يديه المقطوعتين، ونقلتها إلى أرجيروبوليس قرب القسطنطينية، حيث هربت لتفادي إلحاح مسؤول إمبراطوري في نيقوميديا كان يريد الزواج منها. توفيت هناك بسلام في الأول من ديسمبر. عيد القديس بـ 8 سبتمبر وهو شفيع الجنود والجزارين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغنس من أسيزي القديسة | الولادة: 1198 الوفاة: 1253 وُلدت أغنس في أسيزي وكانت الأخت الصغرى للقديسة كلير. في سن الخامسة عشرة انضمت إلى كلير في دير بندكتيني سانت أنجيلو دي بانزو. كانت مصممة على اتباع حياة أختها من الفقر والتوبة، وقاومت محاولات أقاربها لإجبارها على العودة إلى المنزل. منحتها القديسة فرانسيس العِمَّة وأرسلتها إلى سان داميان مع كلير، لتؤسس بذلك راهبات الفقراء كلير. عيّنها القديس فرانسيس رئيسة لدير راهبات الفقراء في مونتيتشيلي قرب فلورنسا عام 1219. أسست أديرة في مانتوا والبندقية وبادوفا، ودعمت كفاح أختها من أجل الفقر في جماعتهم. كانت أغنس مع كلير عند وفاتها وتوفيت بعد ثلاثة أشهر في 16 نوفمبر، ويُقال إن وفاتها كانت متوقعة كما تنبأت بها كلير. وقد تم الإبلاغ عن العديد من المعجزات عند قبرها في كنيسة سانتا كيارا في أسيزي. عيد القديسة بـ 16 نوفمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغنس البوهيمية القديسة | الولادة: 1200 الوفاة: 1282 تُعرف أيضاً بأغنس براغ في بعض القوائم، كانت أميرة وراهبة وعاملة معجزات. وُلدت في عام 1200 في براغ، وهي ابنة الملك أوتوكار والملكة كونستانس من المجر، والتي كانت قريبة للقديسة إليزابيث. في طفولتها، تلقت تعليمها في دير سسترسيان في ترينيتز، وكانت مخطوبة للإمبراطور فريدريك الثاني من ألمانيا (حكم 1215-1250). رفضت هذا الزواج، مما أغضب فريدريك، لكنه تفهم قرارها لاحقاً قائلاً: “لو أنها تركتني من أجل رجل فانٍ، لكنت انتقمت بالسيف، لكن لا أستطيع أن أغضب لأنها فضلت ملك السماء عليّ”. أصبحت أغنس من راهبات القديسة كلير، وهي جماعة فرنسيسكانية ملتزمة، وانضمت إلى دير القديس المخلص في براغ الذي أسسته بنفسها. خلال حياتها الدينية، حُظيت أغنس بالعديد من المعجزات. وتنبأت بانتصار شقيقها وينسيسلاس على دوق النمسا. وقد تقدست في عام 1989 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. عيد القديسة بـ 2 مارس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغنس من بواتييه القديسة | الولادة: – الوفاة: 586 كانت راهبة وأماً نموذجية للحياة الديرية. كانت أغنس صديقة للشاعر فينانتيوس فورتوناتوس، الذي زارها في دير الصليب المقدس في بواتييه، فرنسا. وبفضل قدسيتها وذكائها، تم تعيينها رئيسة للدير من قبل القديسة راديغوند، وهي أميرة أسست الدير عام 557. كان دير الصليب المقدس ديراً مزدوجاً يضم رجالاً ونساءً يعيشون في مبانٍ منفصلة ومغلقة. وكان معروفاً أيضاً كمركز للتعلم. عندما تولت أغنس منصب رئيسة الدير، قدمت قاعدة حياة مُعطاة لها من قبل القديس كيساريوس، أسقف آرل ووكيل رسولي. حكمت أغنس دير الصليب المقدس حتى وفاتها عام 586. عيد القديسة بـ 13 مايو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغريبينا القديسة | الولادة: – الوفاة: 262 شهيدة، ويُحج إلى مزارها الذي يُعتبر موقعًا للمعجزات. يُعتقد أن أغريبينا جاءت من عائلة رومانية نبيلة. وقعت ضحية للاضطهادات التي فرضها الإمبراطور فاليريان أو دقلديانوس، وتم إعدامها بقطع الرأس أو الجلد بالسوط. نقلت ثلاث نساء مسيحيات متدينات جثمانها إلى مينيو في صقلية. أصبح موقع قبرها وجهة للحجاج، واشتهر بالمعجزات التي تحققت بفضل شفاعتها. عيد القديسة بـ 23 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألدجونيس القديسة | الولادة: 639 الوفاة: 684 عذراء وراهبة، تُعرف أيضاً باسم أديليغنديس، ألدجوندي، أو أرجون، شفيعة مرضى السرطان. كانت من أفراد العائلة الملكية لميروفينجيان، ونشأت على يد قديسين هما القديس والبرت والقديسة بيرتيلا، والديها. عاشت العائلة في منطقة هينوولت بفلاندرز، وهي منطقة من البلدان المنخفضة. رفضت ألدجوندي عروض الزواج من نبلاء آخرين، وتلقت الحجاب الديني من القديس أمانديوس، أسقف ماستريخت. بعد هذا الطقس، أسست ديراً بالقرب من نهر سامبر في موقع صحراوي يسمى مالبود. أختها القديسة والدتروديس كانت قد أسست ديراً في مونز. أصبح دير ألدجوندي فيما بعد دير ماوبرج، وهو دير بندكتي شهير، استولى عليه لاحقاً الكانونيات. يُقال إن ألدجوندي توفيت بسبب السرطان عن عمر يناهز الرابعة والأربعين. عيد القديسة بـ 30 يناير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليديس القديسة | الولادة: 1204 الوفاة: 1250 أليديس أو أديلايد، عذراء. شفيعة العميان والمشلولين. وُلدت في شاربيك، قرب بروكسل. في سن السابعة، دخلت ديرًا من دير السيسترس يدعى كاميرا سانكتا ماريا، وبقيت فيه طوال حياتها. ألهمت روحها المتواضعة جماعة السيسترس. لكنها في سن مبكرة أصيبت بالجذام واضطرت إلى العزل. تسبب المرض في معاناة شديدة لأليديس، وفي النهاية أصبحت مشلولة وأصيب بعمى. كانت أعظم مواساة لأليديس هي تلقي القربان المقدس، رغم أنه لم يُسمح لها بالشرب من الكأس بسبب خطر العدوى. ومع ذلك، ظهر لها الرب وأكد لها أن تلقي القربان تحت شكل واحد كان كافياً. عُرفت برؤى ونشوات روحانية، وتوفيت في عام 1250. تمت الموافقة على تكريمها من قبل البابا بيوس العاشر في عام 1907. عيد القديسة بـ 15 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليكس لو كليرك | الولادة: – الوفاة: – وُلدت أليكس لو كليرك في ريميرومو في دوقية لورين عام 1576. كانت عائلتها من العائلات المتينة وذات المكانة الجيدة، لكن لا يُعرف الكثير عن حياتها حتى بلغت حوالي السابعة عشرة من عمرها. كانت أليكس جذابة وذكية، ما يسميه الفرنسيون “روحانية”. في ذلك الوقت تقريبًا، أصبحت راهبة. عندما انتقلت عائلتها إلى هيمونت، التقت ببيتر فورييه، الذي أصبح مديرها الروحي، وفي عام 1597 شكلت مع ثلاث نساء أخريات مؤسسة جديدة تحت إشرافه. بناءً على إلحاح والدها، ذهبت إلى دير في أورميس، لكنها لم تعجبها الأجواء الدنيوية فيه. في عام 1598، منحتها الثرية جوديث دابرمون منزلًا في ممتلكاتها، استخدمته أليكس ومجموعتها كمقر رئيسي لتأسيس جماعة جديدة مكرسة لتعليم الأطفال. رغم معارضة والد أليكس وآخرين، وعدم وجود موافقة رسمية من الكنيسة، أسسوا عدة مؤسسات جديدة. في عام 1616، حصلوا على رسالتين بابويتين تُقران رسميًا الرهبانيات الأوغسطينية لجماعة سيدتنا من روما. أدت الخلافات حول ما تمنحه هذه الرسائل والصراعات الداخلية إلى أن استبدل الأب فورييه أليكس كرئيسة للجماعة، وكانت السنوات الأخيرة من حياتها صعبة ومريرة، حيث بدا أن الأب فورييه نفسه انقلب ضدها. توفيت في ديرها في نانسي في 9 يناير، وتم تطويبها عام 1947. عيد القديسة بـ 22 أكتوبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألميدا القديسة | الولادة: – الوفاة: – عذراء وشهيدة، تُدعى أيضًا أليد أو فيلونيد. تروي التقاليد الويلزية أن ألميدا كانت ابنة الملك بريشان. بعد أن نذرت العذرية وكرست حياتها للمسيح، هربت ألميدا من قصر والدها الملكي لتتفادى الزواج من أمير مملكة مجاورة. زارت ثلاث قرى ويلزية – لاندرو، لانفيلو، و ليشفاين – لكن أهلها رفضوها، رغم تحذيرها لهم من أن كوارث رهيبة ستصيب من يمنعها من اللجوء. وصلت ألميدا إلى بريكون، حيث أقامت في كوخ صغير، لكن الملك جاء وطلب إعادتها. عندما رفضت، قطع رأسها. تفيد التقاليد أن ينبوع ماء ظهر في مكان مقتلها، وأن الكوارث حلت بالقرى الثلاث التي رفضتها. عيد القديسة بـ 1 أغسطس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أميليبيرغا القديسة | الولادة: – الوفاة: 690 راهبة بندكتية وأرملة. كانت قريبة من المبارك بيبين من لاندن، وكانت أم القديسين كلودولا، إيمبيرت، ورينيلديس. أصبح زوجها، الكونت ويتجر، رجل دين، ودخلت هي أيضاً الدير. عيد القديسة بـ 10 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيا القديسة | الولادة: – الوفاة: – القديسة أناستاسيا، المعروفة أيضاً باسم أناستاسيا سيرميوم أو أناستاسيا الفارماكوليتريا أو “المنقذة من الجرعات السامة”، هي قديسة ومظلومة مسيحية عانت من أجل المسيح خلال اضطهادات دقلديانوس للمسيحيين. هي واحدة من سبع نساء يذكرن بالاسم في قانون القداس. تحكي قصة معاناة أناستاسيا أن والدها كان نبيلاً وثنياً يُدعى بريتيكستاتوس، ووالدتها القديسة فاوسا من سيرميوم. وبما أن والدتها كانت مسيحية، فقد تم تعميد أناستاسيا كرضيعة ونشأت سراً على القيم المسيحية. بعد وفاة والدتها، زوّجها والدها إلى وثني يُدعى بوبليوس، لكنها حافظت على عفتها. خلال اضطهادات دقلديانوس، كانت أناستاسيا تزور السجون وتعنى بالمعتقلين من شهداء الإيمان، تقدم لهم الطعام والدواء وتحررهم. وأخبر خادمها بوبليوس بذلك، فحبسها وضربها. بدأت أناستاسيا مراسلة سرية مع مستشارها القديس كريسوغونوس الذي كان في أكويليا، وأخبرها أن تكون شجاعة وصبورة وتتقبل مشيئة الرب. بعد وفاة زوجها أثناء سفره كسفير إلى بلاد فارس، وزعت أناستاسيا ممتلكاتها على المحتاجين والمعذبين. ثم انطلقت لتتبع كريسوغونوس إلى أكويليا. تم استجواب كريسوغونوس شخصياً من قبل دقلديانوس لكنه لم يتخلَّ عن إيمانه، فأُمر بقطع رأسه ورميه في البحر. بعد موته، ظهر كريسوغونوس لزويلوس، كاهن وجد رفاته وتنبأ باستشهاد القديسات أغابي، كيون، وإيريني، وطلب من زويلوس إرسال أناستاسيا إلى الأخوات لتشجيعهن. بعد تسعة أيام، زارت أناستاسيا الأخوات قبل تعذيبهن، وبعد استشهادهن دفنتهن. كانت أناستاسيا تتنقل بين المدن تعتني بالسجناء المسيحيين، تعالج جروحهم وتخفف آلامهم. أُطلقت عليها لقب “المنقذة من الجرعات السامة” لأنها كانت تشفي كثيرين من آثار السموم والجرعات. اعتقلت أناستاسيا في إيليريكم وأُحضرت إلى قائد المقاطعة لمحاكمتها بسبب إيمانها. حاول إقناعها بالتخلي عن إيمانها وهددها بالتعذيب لكنها لم تستسلم، فأُعطيت إلى الكاهن الوثني ألبان في روما. عرض عليها ألبان الاختيار بين الثراء أو المعاناة، والترف أو أدوات التعذيب. اختارت التعذيب. أعطاها ثلاثة أيام لتعيد النظر، لكنه بعدما حاول لمسها فقد بصره وعانى من ألم شديد في رأسه، ثم سقط ومات في طريقه إلى معبده الوثني. تحررت أناستاسيا وبدأت تعتني بالمسيحيين المسجونين مع ثيودوتا، أرملة متدينة ومساعدة وفية. وبعد استشهاد ثيودوتا، أُعيد اعتقال أناستاسيا. حُكم عليها بالموت جوعاً، لكنها صمدت لمدة 60 يوماً دون أن تمسها أذى، وقيل إن ثيودوتا الشهداء زارتها وأطعمتها خلال تلك الفترة. قرر القاضي إغراق السجناء، بمن فيهم أناستاسيا ويوتيكيانوس، في قارب به ثقوب في القاع. لكن القديسة ثيودوتا ظهرت لهم وقادت القارب إلى الشاطئ. وبعد الوصول، عمدت أناستاسيا ويوتيكيانوس 120 رجلاً. بعد محاولة هروب أخرى، نُقلت أناستاسيا إلى جزيرة بالمريا حيث صُلبت وأُحرقت حيّة. نُقلت رفاة القديسة أناستاسيا إلى القسطنطينية حيث بُنيت كنيسة باسمها. لاحقاً نُقلت يدها ورأسها إلى دير القديسة أناستاسيا قرب جبل آثوس. تُعتبر القصة الكاملة لحياة وأناستاسيا مأساةً أسطورية إلى حد كبير. المؤكد فقط أن شهداء باسم أناستاسيا ماتوا من أجل إيمانهم في سيرميوم وأن ذكراها مقدسة. القديسة أناستاسيا هي القديسة الراعية للشهداء والنساجين ومن يعانون من السموم. يُحتفل بعيدها في 25 ديسمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيا الثالثة القديسة | الولادة: – الوفاة: 304 شهيدة تُكرم بتكريم خاص في القداس الثاني الذي يُحتفل به في يوم عيد الميلاد. كما أنها مدرجة في قانون القداس الروماني، رغم أنها لم تكن مكرمة في روما حتى نهاية القرن الخامس. ربما كانت من مواليد سيرميوم في بانونيا، وقد استشهدت خلال الاضطهادات التي بدأها الإمبراطور دقلديانوس. تشير التقاليد إلى أنها كانت ابنة بريتيكستاتوس، نبيل روماني. تزوجت من وثني يُدعى بوبليوس، الذي توفي أثناء مهمة له إلى بلاد فارس. كأرملة، اعتنت أناستاسيا بالمسيحيين وتحملت الاضطهاد، وتم اعتقالها هي أيضاً. أثناء وجودها على سفينة مع سجناء آخرين، أنقذتها القديسة ثيودوتا من الغرق بمعجزة. وصل السجناء، بمن فيهم أناستاسيا، إلى جزيرة بالمريا حيث أُحرقوا حتى الموت. تم تكريمها كقديسة راعية لبازيليك في روما في القرن السادس. عيد القديسة بـ 25 ديسمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيا البطرسية القديسة | الولادة: – الوفاة: – راهبة عذراء ناسكة، موضوع أسطورة جميلة. كانت أناستاسيا البطرسية ابنة نبيل مصري وسيدة في بلاط الإمبراطور جستنيان في القسطنطينية، الآن إسطنبول. لاحقها جستنيان بحب، فهربت من البلاط لتتجه إلى حياة دينية في دير بالإسكندرية في مصر. عندما توفيت ثيودورا، زوجة جستنيان، اضطرت أناستاسيا إلى الفرار مرة أخرى لأنه كان يبحث عنها. ذهبت إلى صحراء مصر حيث سمح لها أن ترتدي زي راهب وأن تبقى هناك. قضت أناستاسيا ثمانية وعشرين عاماً في الوحدة في الصحراء، في صلاة دائمة. عيد القديسة بـ 10 مارس. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول أيبارا القديس | الولادة: – الوفاة: 1628 شهيد ياباني. كان من المتحولين إلى الكاثوليكية، وأصبح تابعًا للترتيب الدومينيكاني ومُعلّمًا للدين. تم إعدامه بقطع الرأس على يد السلطات اليابانية في ناغازاكي مع المبارك يوحنا توماتكي والقديس بول توماتكي. عيد القديس بـ 8 سبتمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول ميكي القديس | الولادة: – الوفاة: 1862 كان بول ميكي ابن قائد عسكري ياباني. وُلِد في تو نوكومادا، اليابان، وتلقى تعليمه في الكلية اليسوعية في أنزيكياما، وانضم إلى الرهبان اليسوعيين عام 1580، وأصبح معروفًا ببلاغته في الوعظ. صُلب في 5 فبراير مع خمسة وعشرين كاثوليكياً آخر خلال اضطهاد المسيحيين تحت حكم التائيكو تويوتومي هيديوشي، حاكم اليابان باسم الإمبراطور. من بين العلمانيين اليابانيين الذين نالوا المصير ذاته: فرنسيس، نجار تم اعتقاله أثناء مشاهدته لعمليات الإعدام ثم صُلب، غابرييل، ابن البواب التابع للفرنسيسكان، وعمره تسعة عشر عاماً، ليو كينُويا، نجار يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً من مياكو، دييغو كيساي (أو كيزييمون)، مساعد مؤقت للآباء اليسوعيين، يواكيم ساكاكيبارا، طباخ لدى الفرنسيسكان في أوساكا، بطرس سوكيجيرو، أُرسل من قبل كاهن يسوعي لمساعدة السجناء، فاعتُقل هو الآخر، كوزماس تاكِيا من أُواري، كان يكرز في أوساكا، فينتورا من مياكو، الذي عمّده اليسوعيون، ثم ارتدّ عن الإيمان بعد وفاة والده، وأصبح راهباً بوذياً، لكنه عاد إلى الكنيسة بفضل الفرنسيسكان. تم إعلان قداستهم جميعاً كشهداء اليابان عام 1862. ويُحتفل بعيدهم في 6 فبراير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول شينسوكي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1626 شهيد ياباني. وُلد في اليابان، واعتنق المسيحية، ثم انضم إلى الرهبنة اليسوعية. من بين تلاميذه البارزين كان الطوباوي بول نافارو. ألقت السلطات اليابانية القبض عليه، وتم إحراقه حيًا في ناغاساكي. تم إعلان تطويبه عام 1867. عيده: 20 يونيو. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بول توماكي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1628 شهيد ياباني شاب. كان بول ابن الطوباوي يوحنا توماكي. وقد أُعدم بقطع الرأس في ناغاساكي مع والده، وثلاثة من إخوته، والقديس بول أيبارا. تم تطويبه عام 1867. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس أراكي كوبوجوي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1626 شهيد ياباني. وُلد في اليابان، وقد أُحرق حيًا في ناغاساكي على يد السلطات الحكومية بسبب جريمة إيوائه للمسيحيين. تم تطويبه عام 1867. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس كوفيوجي الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1630 شهيد في اليابان. وُلد بطرس كوفيوجي في اليابان، وانضم إلى الرهبنة الأغسطينية كعضو ثالثي. وأثناء اضطهاد المسيحيين من قبل الحكومة اليابانية، تم اعتقاله وقطع رأسه في ناغاساكي بسبب مساعدته وإيوائه للمرسلين الأغسطينيين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس أونيزوكو الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1622 شهيد ياباني. وُلد بطرس أونيزوكو في أريما، اليابان، واعتنق المسيحية وأصبح طالبًا في الرهبنة اليسوعية. وبالاشتراك مع الطوباوي بول نافارو، الذي كان يساعده في خدمته، تم القبض عليهما من قبل السلطات اليابانية وأُحرِقا أحياء في شيمابارا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس سامبو الطوباوي | الولادة: – الوفاة: 1622 شهيد ياباني. وُلد في مقاطعة أوتشو، اليابان، وكان مسيحيًا مخلصًا دخل في الرهبنة اليسوعية أثناء وجوده في السجن بعد أن ألقت السلطات اليابانية القبض عليه. وقد انضم إلى الرهبنة بمساعدة الطوباوي شارل سبينولا. أُحرِق بطرس حيًّا في ناغاساكي في اليوم نفسه الذي أُعدم فيه العديد من المسيحيين الآخرين. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبان القديس | الولادة: – الوفاة: 520 ناسك إيرلندي لا يُعرف الكثير عن تفاصيل حياته. وُلد في أيرلندا، وأقام في أبينغدون، إنجلترا، قبل زمن القديس باتريك. يُعد أبان جزءًا من لوحة عظيمة للقديسين المسيحيين الأوائل في أيرلندا الذين شكلوا قدوة في الرهبنة والإيمان المسيحي في أوروبا. ويُكرَّم بشكل خاص في أبينغدون، إنجلترا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آبل القديس | الولادة: – الوفاة: 751 رئيس أساقفة ورئيس دير بندكتيني. من المرجح أن آبل وُلد في أيرلندا، وكان رجل كنيسة بارز، رافق القديس بونيفاس في بعثاته التبشيرية إلى القارة الأوروبية. اختاره البابا القديس زخارياس ليكون رئيس أساقفة ريمس، وتمت المصادقة على هذا التعيين من قِبل مجمع سواسون عام 744. لكن أحد المغتصبين ويدعى ميلو استولى على الكرسي الأسقفي ورفض التخلي عنه. تقاعد آبل إلى دير في لوبس، ونُصِّب هناك رئيسًا للدير. وتوفي في ذلك المكان بـ”رائحة القداسة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبران القديس | الولادة: – الوفاة: 515 ناسك يُعرف أيضًا باسم جيبريان. من أيرلندا، كان أبران الأكبر بين خمسة إخوة وثلاث أخوات، أبحر مع إخوته إلى بريتاني. هناك، استمر جميعهم في حياة العزلة والنسك، وكان لهم تأثير كبير على سكان المنطقة. تم إعلان أبران وإخوته وأخواته جميعًا قديسين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آدمنان القديس | الولادة: 628 الوفاة: 704 وُلد آدمنان في درومهوم، دونيجال، أيرلندا، وأصبح راهبًا في الدير هناك. لاحقًا، في إيونا، أصبح التاسع في منصب رئيس الدير في عام 679. منح ملاذًا لألدفريد عندما كان تاج نورثمبريا محل نزاع بعد وفاة والد ألدفريد، الملك أوسوي. في عام 686، عندما اعتلى ألدفريد العرش، زاره آدمنان ليضمن إطلاق سراح السجناء الأيرلنديين. بعد عامين، زار آدمنان عدة أديرة إنجليزية وأُقنع بواسطة القديس سيولفريد بتبني التقويم الروماني للاحتفال بعيد الفصح. عمل آدمنان بلا كلل وحقق نجاحًا كبيرًا في إقناع الرهبان والأديرة الأيرلندية باستبدال ممارساتهم السلتية بتلك الرومانية. نجح في إقناع مجلس بير بأن النساء يجب أن يُعفَين من الحروب وأن النساء والأطفال لا يجب أن يؤسروا أو يُقتلوا، أدى إلى تسمية هذا الاتفاق بـ”قانون آدمنان”. كان عالمًا معروفًا بتقواه، كتب سيرة القديس كولومبا، وهي من أهم السير الذاتية في العصور الوسطى المبكرة. كما كتب “دي لوكيس سانكتيس”، وهو وصف للشرق نقله له أسقف فرنك يُدعى أركولف، الذي جنحت سفينته قرب إيونا في طريق العودة من القدس. يعتقد البعض في أيرلندا أن آدمنان هو نفسه القديس أونان، رغم أن هذا غير مؤكد. توفي في إيونا في 23 سبتمبر، وهو يوم عيده. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أدولف القديس | الولادة: – الوفاة: 680 أسقف ومرسل، يُكرم مع أخيه بوتولف. كانا من النبلاء من أصول ساكسونية أو أيرلندية، وقد أصبحا رهبانًا. ذهب كلاهما كمرسلين إلى ألمانيا. هناك تم تعيين أدولف كأسقف لأوتريخت. أما بوتولف فقد عاد إلى إنجلترا وأسَّس دارًا دينية في عام 654، وأصبح معروفًا على نطاق واسع بتقواه. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آيدان القديس | الولادة: – الوفاة: 651 مؤسس رهباني، أسقف، وعامل معجزات معروف بلطفه تجاه الحيوانات. يُعرف أيضًا بأسماء إيدان، مودوك، ومايدوك في بعض السجلات. وُلد آيدان في كونوت، أيرلندا. تقول التقاليد إن مولده كان مصحوبًا بعلامات ونذائر، وأظهر تقوى منذ طفولته. تعلّم في لينستر، ثم انتقل إلى دير القديس ديفيد في ويلز. بقي هناك عدة سنوات يدرس الكتب المقدسة، وحسب الروايات أن وجوده أنقذ القديس ديفيد من كارثة. هاجمت مجموعات حربية ساكسونية الدير خلال إقامة آيدان، ويقال إنه صدّهم بمعجزة. مع مرور الوقت، عاد آيدان إلى أيرلندا وأسَّس ديرًا في فيرنز، في مقاطعة وكسفورد. أصبح أيضًا أسقفًا للمنطقة. جلبت معجزاته الكثيرين إلى الكنيسة. يُصوَّر آيدان في الفن الديني مع أيل، ويُقال إنه جعل أيلًا جميلاً غير مرئي ليحميه من الكلاب الصيادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| آيدان من فيرنز القديس | الولادة: – الوفاة: 632 أسقف ومبشر، وُلد في إنيسبريفني بمقاطعة كافان حوالي سنة 550، ومن المحتمل أن يكون هو نفسه القديس آيدان. عندما كان صغيرًا، أُخذ كرهينة من قبل آيدهاينمير، الملك الأعلى لأيرلندا، ربما لضمان ولاء عائلته. بعد إطلاق سراحه، درس آيدان في كيلموين في ويلز، وهو معهد مشهور للتعليم المسيحي يديره القديس ديفيد. في عام 580، عاد إلى أيرلندا وذهب إلى ساحل وكسفورد. خدم المنطقة ونال تكريم بران دوف في المجمع الذي عُقد للاحتفال بالنصر على الملك آيد. ارتقى مكان فيرنز، حيث مارس آيدان خدمته الكهنوتية، إلى رتبة أبرشية في ذلك الوقت. عُين آيدان أول أسقف لفيرنز وأصبح أرد-إسكوبس أو الأسقف الرئيسي للمنطقة. مع مرور الوقت، أُطلق عليه اسم موغ، أي “آيدان الحبيب”. لم يعد المقر الأسقفي في فيرنز بل في إينيسكارثي، حيث كُرست كاتدرائية لآيدان. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أيليران القديس | الولادة: – الوفاة: 664 راهب، كاتب سير ذاتية وعالم، ويُعرف أيضًا بلقب “سبيانس الحكيم”. كان أيليران واحدًا من أبرز الأساتذة في مدرسة كلونارد في أيرلندا. استقبله القديس فينيان في كلونارد. في عام 650، أصبح أيليران مدير مدرسة كلونارد، وعُرف كعالم كلاسيكي وماهر في اللاتينية واليونانية. كتب “الحياة الرابعة للقديس باتريك”، وترتيلة لاتينية-أيرلندية، وسير القديسة بريجيد والقديس فيشن من فور. كان آخر أعماله مقالة حول نسب المسيح حسب إنجيل القديس متى. كما نجا جزء من عمل آخر له بعنوان “تفسير أخلاقي قصير للأسماء المقدسة”. تقرأ المؤسسات العلمية في أنحاء أوروبا هذا العمل بصوت عالٍ سنويًا. توفي أيليران بسبب الطاعون الأصفر. وقد دُوّنت وفاته في 29 ديسمبر 664 في سجلات أولستر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبريها وأتزبيها القديسان (أيضان وسازانا) | الولادة: – الوفاة: – ملوك مسيحيون من الحبشة (الأولان بعد الملكة كانداكة). عيدهما في 1 أكتوبر. ساعدوا في حماية فرومنتيوس (أبا سلامة) من الإمبراطور قسطنطيوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| القديس أبونا (فرومنتيوس) | الولادة: – الوفاة: 380 من إثيوبيا. وُلد في صور (لبنان الحديث)، ويُعتبر أحد الرسل إلى إثيوبيا (بعد القديس متى)؛ يُعرف بلقب “أبونا إثيوبيا” و”أب إثيوبيا”. في الكنيسة الغربية الليتورجية، يُحتفل بعيده في 27 أكتوبر. إيديوس هو شقيقه. كان تلميذاً لميروبيوس. في إحدى الرحلات البحرية عبر البحر الأحمر، تحطمت السفينة على شاطئ الحبشة. نجا هو وشقيقه. أخذهما الجنود إلى ملك أكسوم. ولعدم قدرتهما على العودة إلى الوطن، انضما إلى البلاط الملكي، حيث حصل على منصب يشبه الكاتب أو الوزير. توفي الملك، وأصبحا عضوين في بلاط الملكة التي تولّت الحكم بعده، والتي سمحت لهما بوعظ المسيح، الذي سبق أن نُقلت معرفته إلى المنطقة من قبل الخصي والرسل فيلبس، ومتى، ونتنائيل. طلب من البطريرك أثناسيوس الإسكندري، وهو بطريرك أفريقي آخر، أن يرسل مبشرين من مركزه (الكرسي البطريركي)، وقد استجاب لهذا الطلب. ثم تم تنصيبه أسقفًا لإثيوبيا. بنعمة الله، اعتنق الأميران الإثيوبيان إيزانا وشيازانا المسيحية. وتوفي بسلام حوالي عام 380 ميلادية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت السادس | الولادة: – الوفاة: 974 بعد وفاة البابا يوحنا الثالث عشر في عام 972م، تولى الكرسي البابوي البابا بندكت السادس، وهو البابا رقم 133 في تسلسل الباباوات الكاثوليك. حكم بندكت السادس من عام 973م حتى وفاته في 974م، وكانت فترة حكمه قصيرة نسبياً ولكنها جاءت في سياق من الاضطرابات السياسية والاجتماعية في روما والدولة البابوية. خلفيته كان بندكت السادس كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين من روما. عُرف بتقواه واهتمامه بشؤون الكنيسة، وكان من رجال الدين الذين يحظون باحترام المجتمع الكنسي. حبريته (973–974م) تولى البابوية في فترة اضطرابات سياسية بين العائلات الأرستقراطية في روما التي كانت تنافس على النفوذ والسيطرة على الدولة البابوية. حاول تعزيز سلطة الكنيسة وفرض النظام في روما، لكنه واجه معارضة من بعض القوى السياسية. بسبب الصراعات المتزايدة، تعرض للاعتقال والسجن من قبل خصومه السياسيين. وفاته ودفنه توفي في السجن في عام 974م، وهو ما يعكس طبيعة الفترات المضطربة التي شهدها حكمه. دُفن في روما، لكن مكان قبره الدقيق غير معروف. مكانته في التاريخ يُعتبر بندكت السادس واحدًا من الباباوات الذين عانوا من التدخلات السياسية والاقتتال الداخلي في روما، مما أدى إلى تقصير فترة حكمه وحصر تأثيره في الكنيسة. تمثل فترة حكمه صورة عن الصراعات السياسية التي أثرت بشكل كبير على السلطة البابوية خلال القرن العاشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثالث عشر | الولادة: – الوفاة: 972 بعد وفاة البابا ليو الثامن في 965م، تولى البابوية البابا يوحنا الثالث عشر، وهو البابا رقم 133 في تسلسل الباباوات. حكم من 965م حتى وفاته في 972م، وجاء في فترة شهدت تحولات سياسية مهمة في الدولة البابوية. خلفيته وُلد يوحنا الثالث عشر في روما لعائلة نبيلة. كان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين ذا تعليم واسع، وله خبرة في الشؤون الدينية والسياسية. قبل انتخابه، شغل مناصب كنسية مهمة وأدار عددًا من الشؤون الداخلية للكنيسة. حبريته (965–972م) استلم البابوية في فترة هدوء نسبي بعد صراعات الباباوات السابقين مع الإمبراطور أوتو الأول. سعى للحفاظ على استقلالية الكنيسة في مواجهة النفوذ السياسي الكبير للإمبراطورية الرومانية المقدسة. عُرف بدعمه للإصلاحات الرهبانية واهتمامه بتنظيم الكنيسة. حافظ على علاقات جيدة مع الملوك والأمراء الأوروبيين، مما ساعد في تعزيز مكانة البابوية دوليًا. اهتم أيضًا بتطوير الفن والعمارة الدينية في روما. وفاته ودفنه توفي في عام 972م. دُفن في روما، وقد ترك إرثًا من الاستقرار النسبي بعد فترة اضطراب طويلة. مكانته في التاريخ البابا يوحنا الثالث عشر يعتبر أحد الباباوات الذين ساهموا في تمهيد الطريق نحو عصور الإصلاح والتجديد في الكنيسة. رغم التحديات السياسية، حافظ على دور روحي وسياسي متوازن في فترة حساسة من تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو الثامن | الولادة: 915 الوفاة: 965 البابا ليو الثامن هو البابا رقم 132 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، تولى البابوية من عام 963م حتى 965م في فترة قصيرة لكنها حافلة بالأحداث. قبل انتخابه، كان ليو الثامن كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين معروف بحرصه على الإصلاح وتنظيم شؤون الكنيسة. خلفيته وُلد ليو الثامن في روما لعائلة نبيلة، وكان متعلّمًا جيدًا، معروفًا بكتاباته واهتمامه بالشؤون الدينية والإدارية. شغل مناصب كهنوتية مهمة قبل البابوية، وكان له دور في الإدارة الكنسية. حبريته (963–965م) عُين ليو الثامن بابا بدعم من الإمبراطور الألماني أوتو الأول، بعد أن أُجبر البابا يوحنا الثاني عشر على التنازل عن الكرسي البابوي خلال صراعات السلطة في روما. حاول خلال حكمه القصير تنفيذ إصلاحات كنسية، خاصة في تنظيم حياة الرهبان ورجال الدين، ومحاربة الفساد داخل الكنيسة. كانت فترة حكمه متوترة بسبب الصراع مع أنصار يوحنا الثاني عشر وبندكت الخامس، حيث واجه معارضة من قبل أهل روما الذين رفضوا تعيينه. اضطر في النهاية إلى التنازل والتراجع عن الكرسي البابوي، لكنه استمر في ممارسة النفوذ في الكنيسة حتى وفاته. وفاته ودفنه توفي في عام 965م، ويعتقد أنه دُفن في روما. مكانته في التاريخ البابا ليو الثامن يُذكر كواحد من الباباوات الذين جاءوا في فترة عرفت بـ”العصور المظلمة للبابوية”، حيث تداخلت السياسة بشكل كبير مع الأمور الدينية. كان شخصية كنسية منظمة ومصلحة، لكن ولايته القصيرة وحالة الاضطراب السياسي قلّلت من فرص تحقيق إصلاحاته بشكل كامل. يُعتبر ليو الثامن أحد الأسماء التي تمهد الطريق لاحقًا لفترة الإصلاح البابوي التي ستبدأ في القرون التالية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت الخامس | الولادة: 900 الوفاة: 965 هو البابا رقم 131 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وُلد في روما وكان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه للبابوية في مايو عام 964م. عُرف بندكت الخامس بتقواه وحسن سلوكه، وكان محبوبًا لدى الشعب الروماني وكبار رجال الكنيسة، مما ساعده على نيل ثقة المجتمع الكنسي. تولى بندكت الخامس البابوية في فترة صعبة من تاريخ الكنيسة، إذ شهدت تلك الفترة صراعًا سياسيًا بين السلطة الدينية والإمبراطورية الرومانية المقدسة، خصوصًا بين البابا والإمبراطور أوتو الأول. بعد وفاة البابا أغابيتوس الثاني، انتخب أهل روما بندكت الخامس، لكن الإمبراطور أوتو الأول كان يدعم منافسه ليو الثامن، ما أدى إلى نشوب صراع بين الطرفين. خلال فترة حبريته القصيرة التي استمرت نحو شهرين فقط، سعى بندكت الخامس إلى الحفاظ على استقلالية الكنيسة وحقوقها، ولكنه اضطر في النهاية إلى التنازل عن الكرسي البابوي تحت ضغط الإمبراطور أوتو الأول. بعد تنازله، سُجن ونُفي بعيدًا عن روما، حيث قضى آخر أيامه في المنفى حتى وفاته عام 965م. يُعتبر بندكت الخامس رمزًا للكفاح من أجل استقلال الكنيسة عن التدخلات السياسية الخارجية، كما يُذكر كواحد من الباباوات الذين واجهوا تحديات كبيرة في الحفاظ على سلطة الكنيسة خلال فترات الاضطرابات السياسية. دُفن بندكت الخامس في روما، حيث لا تزال ذكراه محفوظة بين رجال الدين والمؤرخين الذين يروون قصة كفاحه وإيمانه الراسخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثاني عشر | الولادة: 937 الوفاة: 964 بعد وفاة أغابيتوس الثاني، جاء إلى السدة البابوية أحد أكثر الباباوات إثارة للجدل في التاريخ الكاثوليكي: البابا يوحنا الثاني عشر (John XII)، البابا رقم 130 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى الحكم من 16 ديسمبر 955م حتى وفاته في 14 مايو 964م. يُنظر إلى حبريته كمثال صارخ على الفساد والانحلال الأخلاقي في أعلى سلطة كنسية خلال ما يُعرف بـ “العصور المظلمة للبابوية”. خلفيته وُلد باسم أوكتافيانوس (Octavianus) حوالي سنة 937م في روما، وكان نجلًا غير شرعيًا للأمير الروماني القوي ألبرك الثاني، الذي حكم روما كحاكم مدني. في وصيته، أوصى ألبرك بأن يُنتخب أوكتافيانوس ليصبح بابا عند وفاة أغابيتوس الثاني. وقد تمّ ذلك بالفعل في ديسمبر 955م، وهو في عمر 18 سنة فقط، ليصبح واحدًا من أصغر من جلس على الكرسي الرسولي. بعد انتخابه، اتخذ اسم “يوحنا الثاني عشر” تكريمًا للقديس يوحنا، وهو الاسم البابوي الذي اشتهر به لاحقًا. بابويته (955–964م) فترة حبريته كانت صاخبة ومليئة بالصراعات السياسية والانحرافات الشخصية، سواء داخل الكنيسة أو في علاقتها مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة: أهم ملامح حكمه تحالف مع الإمبراطور أوتو الأول: في محاولة لصد تهديدات خارجية (خاصة من الملك برينغار من إيطاليا)، دعا يوحنا الثاني عشر الإمبراطور الألماني أوتو الأول إلى إيطاليا، وتوّجه إمبراطورًا للرومانيين في 962م في كاتدرائية القديس بطرس. بعد التتويج، وقّع الاثنان “الامتياز الأوتوني” (Ottonianum) الذي منح أوتو سلطة كبيرة على الكنيسة، مما أثار الخلاف لاحقًا. انقلابه على أوتو: سرعان ما بدأ يوحنا الثاني عشر يتآمر ضد أوتو، مما أدى إلى تدخل الأخير عسكريًا في روما. في عام 963م، دعا أوتو إلى مجمع كنسي أعلن أن يوحنا مذنب في الزنا، والسحر، وشرب الخمر، والقتل، وتدنيس قدسية البابوية، وتم عزله، وتعيين ليو الثامن مكانه. لكن يوحنا عاد إلى السلطة بعد انسحاب أوتو، لفترة وجيزة. وفاته توفي يوحنا الثاني عشر في 14 مايو 964م، في ظروف غامضة. وفقًا للمؤرخ ليؤنتيوس، قيل إنه توفي أثناء وجوده مع امرأة في فراشه، بعد إصابته بجلطة أو ضربة من زوج المرأة الغاضب. لكن هذه الرواية تبقى غير مؤكدة رسميًا، رغم شيوعها. دفنه دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني، وهي الكاتدرائية البابوية الرسمية في روما. مكانته في التاريخ البابا يوحنا الثاني عشر يُعد من أكثر الباباوات فضيحة وسوء سمعة في التاريخ الكنسي. جمع بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية بشكل سيّئ، وكانت حياته مليئة بالانحراف الأخلاقي، بحسب ما سجّله المؤرخون. وقد مثّلت وفاته ونهاية حكمه نقطة انعطاف في علاقة الكنيسة بالإمبراطورية، وأدت لاحقًا إلى صعود نبرة أكثر إصلاحية في اختيار الباباوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أغابيتوس الثاني | الولادة: – الوفاة: 955 بعد وفاة مارينوس الثاني، اعتلى الكرسي البابوي البابا أغابيتوس الثاني (Agapetus II)، الذي يُعد البابا رقم 129 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البابوية من 10 مايو 946م إلى وفاته في 8 نوفمبر 955م. وقد حكم خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا سياسيًا، حيث كانت روما لا تزال تحت النفوذ الحاسم للأمير الأرستقراطي ألبرك الثاني، لكن حبريته تميزت بنشاط كنسي ملحوظ وميل إلى الانضباط والتنظيم. خلفيته وُلد أغابيتوس الثاني في روما في الدولة البابوية، وكان من عائلة رومانية محترمة. قبل انتخابه، خدم كـ كاهن كاثوليكي ورجل دين نشط في الشؤون الإدارية والكنسية. تم انتخابه بموافقة وتزكية من ألبرك الثاني، الذي كان لا يزال القوة الحقيقية خلف الكرسي الرسولي. بابويته (946–955م) رغم كونه مقيّدًا سياسيًا، إلا أن أغابيتوس الثاني حاول أداء دوره البابوي بقدر كبير من المسؤولية: أبرز ملامح حبريته الإصلاح الكنسي: واصل تشجيع الانضباط الكنسي والإصلاح الرهباني، وخصوصًا عبر دعم حركة كلوني التي كانت تنمو في أوروبا، وسعى إلى فرض الرقابة الأخلاقية على رجال الدين. الشؤون السياسية: حافظ على علاقة معقدة مع ألبرك الثاني، إذ كان البابا يمثل السلطة الروحية، بينما بقي ألبرك يتحكم في شؤون الحكم الزمني بروما. التوسع في التأثير الكنسي: دعم الكنائس في فرنسا وألمانيا، وعيّن عددًا من الأساقفة الأكفاء، وكان حريصًا على الحفاظ على استقلال الكنيسة عن الإقطاع المحلي حيث أمكن. مراسلاته ونشاطه الفكري: تذكر بعض المصادر أنه كان كاتبًا جيدًا، وتبادل الرسائل مع قادة وأمراء في أنحاء أوروبا، ما يدل على نشاط فكري وسياسي مدروس. وفاته ودفنه توفي البابا أغابيتوس الثاني في 8 نوفمبر 955م. دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني في روما، وهي الكاتدرائية الرسمية للباباوات (وليست القديس بطرس كما يظن البعض)، ما يدل على مكانته واحترامه في الكنيسة. مكانته في التاريخ يُنظر إلى أغابيتوس الثاني باعتباره أحد الباباوات الإصلاحيين المعتدلين في مرحلة سيطر فيها النبلاء على روما. كان حريصًا على تطوير الكنيسة دون الدخول في صدامات مباشرة مع الطبقة الحاكمة. وقد حافظ على قدر من الاستقلال الروحي، وشكّل جسرًا بين البابوية الخاضعة لنفوذ النبلاء والمرحلة التالية التي ستشهد عودة الصراع بين البابوية والإمبراطورية الرومانية المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مارينوس الثاني | الولادة: – الوفاة: 946 بعد وفاة البابا ستيفان الثامن، اعتلى الكرسي الرسولي البابا مارينوس الثاني (Marinus II)، وهو البابا رقم 128 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى البابوية من أكتوبر 942م حتى وفاته في مايو 946م. تميّزت حبريته بقدر من الاستقرار، لكنها ظلت تجري تحت ظل السيطرة السياسية للأرستقراطي الروماني القوي ألبرك الثاني، الذي كان يفرض نفوذه على الدولة البابوية. خلفيته وُلد مارينوس الثاني في روما، في الدولة البابوية. قبل انتخابه، خدم كـ كاهن كاثوليكي ورجل دين بارز، ويُعتقد أنه كان أسقفًا أو مستشارًا ضمن البلاط البابوي. اختير للبابوية بدعم مباشر من ألبرك الثاني، مما يدل على أن تعيينه لم يكن ناتجًا عن اختيار مستقل من رجال الكنيسة، بل نتيجة تحكّم سياسي. بابويته (942–946م) رغم هيمنة ألبرك الثاني على الحكم، إلا أن مارينوس الثاني حاول أن يكون بابا إصلاحيًا قدر الإمكان ضمن الحدود المفروضة عليه. سعى إلى إصلاح الحياة الكنسية والإدارية، خصوصًا في ما يتعلق بسلوك رجال الدين وانضباط الأديرة. أيّد الإصلاحات الرهبانية التي بدأت في دير كلوني، والتي كانت تهدف إلى تطهير الكنيسة من الفساد الأخلاقي والانفصال عن النفوذ السياسي. لم يكن له دور يُذكر في السياسة الخارجية، إذ ركّز بشكل أساسي على القضايا الكنسية المحلية في روما والمناطق المجاورة. وفاته ودفنه توفي في مايو 946م بعد نحو أربع سنوات من الحكم. من المرجّح أنه دُفن في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، كما جرت العادة مع الباباوات، لكن لا توجد وثائق مؤكدة لمكان القبر بالتحديد. مكانته في التاريخ البابا مارينوس الثاني يُعتبر من بين الباباوات الذين حاولوا الحفاظ على صورة روحية ومعتدلة للكنيسة في فترة صعبة سياسيًا. ورغم خضوعه للنفوذ الأرستقراطي، إلا أنه عُرف بالاستقامة والنزاهة، وكان مهتمًا بإصلاح الكنيسة من الداخل. تُسجّل حبريته كواحدة من الفترات الهادئة نسبيًا وسط اضطرابات القرن العاشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الثامن | الولادة: – الوفاة: 942 بعد وفاة البابا ليو السابع، تولّى البابا ستيفان الثامن (Stephen VIII) كرسي البابوية، وهو البابا رقم 127 في التسلسل الرسمي لبابوات الكنيسة الكاثوليكية. حكم من يوليو 939م حتى وفاته في أكتوبر 942م، خلال استمرار الهيمنة السياسية لعائلة توسكولوم، وتحديدًا ألبرك الثاني، حاكم روما الفعلي. خلفيته وُلد ستيفان الثامن في روما، وكان من رجال الدين المحليين البارزين. خدم كـ كاهن كاثوليكي ثم أسقفًا قبل انتخابه. تشير بعض المصادر إلى أنه كان راهبًا سابقًا في دير سانت أليساندرو في روما، مما جعله يميل إلى التقوى الشخصية والزهد. مثل سلفه، اختير بموافقة ألبرك الثاني، الذي كان يختار الباباوات الذين لا يشكّلون تهديدًا لحكمه. بابويته (939–942م) لم يكن لستيفان الثامن نفوذ سياسي حقيقي، بل كان يُنظر إليه كـ بابا تحت وصاية ألبرك، الذي كان يتحكم فعليًا في الدولة البابوية. حافظ على علاقات طيبة مع الملك أوتو الأول في ألمانيا، وساند جهود الإصلاح في الأديرة والكنيسة. حاول، بقدر محدود، تشجيع الإصلاح الرهباني، لكنه لم يتمكن من القيام بمبادرات مستقلة بسبب القيود المفروضة عليه من النخبة الحاكمة في روما. نهاية حبريته ووفاته تشير بعض الروايات إلى أن ستيفان الثامن تعرّض للإيذاء الجسدي أو التعذيب خلال صراع سياسي داخلي في روما، ربما بتحريض من خصوم أو نتيجة صدام مع حاكم المدينة. توفي في أكتوبر 942م، وهناك إشارات غير مؤكدة إلى أن وفاته كانت نتيجة إصابات جسدية خطيرة، لكن ذلك يظل ضمن الروايات غير المثبتة بالكامل. دفنه دُفن على الأرجح في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان معتادًا في تلك الفترة، لكن لا توجد سجلات مؤكدة عن موقع قبره. مكانته في التاريخ البابا ستيفان الثامن يُعد من أضعف الباباوات سياسيًا في تاريخ الكنيسة، إذ لم يكن يملك سلطة حقيقية في روما أو في العالم الكاثوليكي الأوسع. ومع ذلك، حافظ على السلوك الكهنوتي والتقوى الشخصية، وساهم بجهد متواضع في تشجيع الحياة الرهبانية. فترته تعكس عمق سيطرة السلطة الزمنية على الكنيسة خلال “العصور المظلمة للبابوية”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو السابع | الولادة: – الوفاة: 939 بعد وفاة البابا يوحنا الحادي عشر، تولّى البابا ليو السابع (Leo VII) السدة البابوية، وهو البابا رقم 126 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. استمرت حبريته من يناير 936م حتى وفاته في يوليو 939م، وكانت فترة حكمه تُعتبر أكثر هدوءًا واستقرارًا نسبيًا مقارنة بمن سبقوه، رغم استمرار التأثير السياسي لعائلة توسكولوم، وخاصة ألبرك الثاني، الذي حكم روما بصفته الأمير المدني للدولة البابوية. خلفيته وُلد ليو السابع في روما، وكان من رجال الدين البارزين فيها، وشغل منصب كاهن كاثوليكي قبل انتخابه. لم يكن شخصية سياسية قوية، لكنه كان رجل دين مثقفًا ومعتدلًا، معروفًا بحكمته وحرصه على الحفاظ على توازن العلاقات بين القوى المتنازعة. يُعتقد أن انتخابه جاء بموافقة ألبرك الثاني، الذي أراد بابا معتدلًا يضمن له استمرار نفوذه دون تهديد من الكرسي الرسولي. بابويته (936–939م) خلال حبريته، ركز ليو السابع على الإصلاح الديني والأخلاقي داخل الكنيسة، خاصة في روما. دعى الراهب الألماني الشهير أودو من كليوني (Odo of Cluny) إلى روما، ودعمه في حركة الإصلاح الكلونية، وهي من أوائل الحركات التي سعت إلى تطهير الحياة الرهبانية من الفساد. حافظ على علاقات جيدة مع الملك أوتو الأول (Otto I) ملك ألمانيا، في محاولة لتقوية العلاقات بين الكنيسة والسلطة الإمبراطورية خارج إيطاليا. أصدر بعض التوجيهات التي تهدف إلى الحد من تدخل النبلاء في شؤون الكنيسة، لكن دون صدام مباشر معهم. وفاته ودفنه توفي ليو السابع في يوليو 939م. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان معتادًا للباباوات في تلك الفترة. مكانته في التاريخ البابا ليو السابع يُعتبر من الباباوات الإصلاحيين المعتدلين الذين حاولوا تعزيز الاستقرار الداخلي للكنيسة في ظل هيمنة الأرستقراطية. لم يكن سياسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه تعامل بذكاء مع القوى النافذة، وركّز على دعم الحياة الدينية وتنقية الكنيسة من الداخل، خاصة من خلال تشجيعه لحركة كلوني، التي ستؤثر لاحقًا على إصلاحات كبرى في الكنيسة الغربية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الحادي عشر | الولادة: 910 الوفاة: 936 بعد وفاة ستيفان السابع، جاء البابا يوحنا الحادي عشر (Johannes XI)، الذي يُعد البابا رقم 125 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البابوية من مارس 931م حتى وفاته في ديسمبر 935م، في ذروة ما يُعرف بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum). هذه الفترة كانت فيها الكنيسة خاضعة بشكل شبه كامل لسلطة عائلة توسكولوم، وتحديدًا المرأة الأكثر نفوذًا في تاريخ البابوية: ماروزيا. خلفيته وُلد في روما حوالي عام 910م، وكان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين شابًا عندما تم اختياره للبابوية. وفقًا لما ذكره عدد من المؤرخين، يُعتقد أن والدته كانت ماروزيا، سيدة روما النافذة، وأن والده هو البابا سرجيوس الثالث، ما يجعل يوحنا الحادي عشر في نظر بعض المصادر ابنًا غير شرعي لبابا سابق، وهو أمر أثار الكثير من الجدل الأخلاقي والديني في ذلك الوقت. عُيّن للبابوية وهو في سن صغيرة، ويُرجح أنه لم يكن يتجاوز 21 عامًا. بابويته (931–935م) عند تولّيه الكرسي البابوي، كانت السلطة الحقيقية في يد والدته ماروزيا، التي حكمت روما بقبضة حديدية. في البداية، كان يوحنا الحادي عشر دمية سياسية في يد والدته، ووقّع على قرارات تمليها عليه، دون استقلال فعلي. في عام 932م، وقع انقلاب قاده أخوه غير الشقيق ألبرك الثاني (Alberic II) – ابن ماروزيا من زوجها الثاني – ضد ماروزيا، أطاح بها من الحكم، وسيطر على روما. بعد هذا الانقلاب، سُجن يوحنا الحادي عشر فعليًا داخل الفاتيكان، وأصبح محصور الصلاحيات، لا يُسمح له إلا بالقيام بالأعمال الكنسية الشكلية، فيما تولّى ألبرك السيطرة الزمنية على الدولة البابوية. وفاته ودفنه توفي يوحنا الحادي عشر في ديسمبر 935م، وهناك غموض حول أسباب وفاته؛ بعض المصادر تقول إنه توفي مسمومًا أو قُتل في محبسه، فيما تفترض مصادر أخرى وفاته الطبيعية بعد سنوات من العزلة. لا يُعرف مكان دفنه بدقة، لكن يُعتقد أنه دُفن في روما، غالبًا في إحدى الكنائس البابوية التقليدية، مثل القديس يوحنا اللاتيراني. مكانته في التاريخ البابا يوحنا الحادي عشر يُجسّد بوضوح حالة التدهور في استقلالية البابوية خلال القرن العاشر. ورغم أنه لم يكن فاسدًا أو ضعيفًا من حيث الشخصية، إلا أنه لم يستطع مقاومة نفوذ أسرته، وخصوصًا أمه وأخيه، الذين حوّلوه إلى أسير للنفوذ العائلي والسياسي. وتبقى قصته من أبرز الأمثلة على كيف تحوّلت البابوية في ذلك العصر إلى أداة بيد الأرستقراطية الرومانية، بدلًا من كونها سلطة روحية مستقلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان السابع | الولادة: – الوفاة: 931 البابا ستيفان السابع (Stephen VII)، الذي يُعد البابا رقم 124 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البابوية من فبراير أو مارس 929م حتى وفاته في مارس 931م، خلال نفس الحقبة المعروفة بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum)، حيث كان النفوذ الحقيقي للكنيسة الكاثوليكية محصورًا في أيدي ماروزيا وعائلتها، وليس في أيدي البابا نفسه. خلفيته وُلد ستيفان السابع في روما ضمن الدولة البابوية، وكان من رجال الدين البارزين قبل انتخابه. خدم كـ كاهن كاثوليكي ورجل دين محترم، ويُعتقد أنه كان من أتباع يوحنا العاشر في وقت سابق، لكنه ظل بعيدًا عن الانخراط المباشر في الصراعات السياسية. اختير للبابوية بدعم واضح من ماروزيا، التي واصلت التحكم في الكرسي البابوي بعد وفاة ليو السادس. بابويته (929–931م) كانت بابويته هادئة نسبيًا مقارنة بسابقيه، ويبدو أنه حافظ على علاقات ودية مع القوى الحاكمة، وعلى رأسها ماروزيا. لم تُسجّل له إصلاحات كبرى أو صراعات دينية كبيرة، ويُعتقد أنه ركّز على الإدارة اليومية لشؤون الكنيسة، دون التدخل في السياسة العليا. ظل دوره محدودًا جدًا بسبب استمرار سيطرة الطبقة الأرستقراطية على قرارات الفاتيكان. وفاته ودفنه توفي في مارس 931م بعد حوالي سنتين من حكمه. من المرجّح أنه دُفن في روما، وربما في بازيليك القديس بطرس، كما كانت عادة الباباوات في ذلك الوقت، إلا أن المصادر لا تُحدد قبره بشكل دقيق. مكانته في التاريخ البابا ستيفان السابع يُعتبر أحد الباباوات الذين خدموا خلال فترة الهيمنة الدنيوية على الكنيسة، ويُنظر إليه كمجرد وسيط إداري، لا كقائد ديني قوي. ورغم أنه لم يشارك في الفضائح أو النزاعات، إلا أنه بقي تحت ظل السلطة الأرستقراطية الحاكمة، ولم يكن له تأثير كبير على مسار الكنيسة الكاثوليكية في تلك الفترة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو السادس | الولادة: – الوفاة: 928 البابا ليو السادس (Leo VI) هو البابا رقم 123 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة قصيرة نسبيًا، امتدت من يونيو 928م حتى وفاته في فبراير 929م. عُرفت هذه الفترة من تاريخ الكنيسة بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum)، وهي مرحلة اتسمت بالفساد السياسي، والتدخل الشديد من العائلات الأرستقراطية في شؤون الفاتيكان، وخاصة عائلة توسكولوم بزعامة النبيلة ماروزيا. خلفيته وُلد ليو السادس في روما، داخل الدولة البابوية، وكان من طبقة رجال الدين المحليين. قبل انتخابه، شغل منصب كاهن كاثوليكي ورجل دين معروف في الكنيسة، ويُحتمل أنه كان من العاملين في إدارة الكرسي الرسولي. لم يكن ذا نفوذ سياسي واسع، لكنه عُرف بولائه للدوائر الأرستقراطية الحاكمة، مما ساعد على ترشيحه للبابوية بعد الإطاحة بسلفه، البابا يوحنا العاشر، الذي قُتل في السجن نتيجة صراع سياسي مع ماروزيا. بابويته (928–929م) جاء انتخابه في يونيو 928م، مباشرة بعد اغتيال يوحنا العاشر، وكان في الغالب بابا توافقيًا وضعيف النفوذ. حكم لمدة تزيد قليلاً عن سبعة أشهر، وهي فترة قصيرة ولم تُسجل فيها إنجازات بارزة على الصعيد الكنسي أو السياسي. يُعتقد أنه خضع لنفوذ ماروزيا، التي كانت تدير شؤون البابوية من خلف الكواليس، ما جعل حبريته جزءًا من سلسلة الباباوات الذين تولّوا المنصب بتأثير من القوى الزمنية الرومانية، وليس بقرار كنسي حرّ. وفاته ودفنه توفي في فبراير 929م، في ظروف تبدو طبيعية، رغم غموض الأحداث السياسية في تلك الفترة. لا يُعرف مكان دفنه بدقة، لكنه على الأرجح دُفن في روما، وربما في بازيليك القديس بطرس، كما كان يجري مع معظم الباباوات آنذاك. مكانته في التاريخ البابا ليو السادس يُعد واحدًا من الباباوات المغمورين في التاريخ الكنسي، إذ لم يُعرف عنه الكثير، ولم يكن له تأثير ملموس في السياسات الكنسية أو الإصلاحات العقائدية. لكن حبريته تُصنّف ضمن فترة القرن المظلم للبابوية، حين كانت السلطة الدينية خاضعة لتحكّم العائلات النبيلة، خاصة عائلة ماروزيا، مما أدى إلى تراجع هيبة البابوية أمام النفوذ الأرستقراطي. ورغم قصر عهده، يُذكر اسمه ضمن سلسلة الباباوات الذين جلسوا على الكرسي الرسولي في واحدة من أكثر الحقب اضطرابًا في تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا العاشر | الولادة: 860 الوفاة: 929 البابا يوحنا العاشر (Johannes X) هو البابا رقم 122 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 914م إلى 928م، في واحدة من أكثر المراحل السياسية حساسية في تاريخ الكنيسة. وُلد في توسكانا (بعض المصادر تقول بولونيا) التابعة لـ الدولة البابوية، وكان من خلفية كنسية واضحة، حيث بدأ حياته كـ كاهن كاثوليكي وارتقى في السلك الكنسي حتى صار رجل دين مثقفًا وذا تأثير إداري واسع، ويُشار إليه أحيانًا بأنه كان كاتبًا كنسيًا بارعًا، بسبب درايته بالطقوس والنصوص والعلوم الكنسية. الخلفية والانتخاب قبل انتخابه بابا، كان يوحنا العاشر أسقفًا لرافينا، وهي من أهم المراكز الدينية في إيطاليا. ويُعتقد أن صعوده السريع نحو كرسي البابوية جاء بدعم من النبيلة النافذة ماروزيا – إحدى أبرز شخصيات عائلة توسكولوم – والتي كانت تهيمن على السياسة البابوية في تلك الفترة. بفضل هذا الدعم، انتُخب يوحنا العاشر في عام 914م، بعد وفاة البابا لاندو. بابويته (914–928م) شهدت حبريته أحداثًا بالغة الأهمية، إذ كان يوحنا العاشر شخصية سياسية قوية إضافة إلى كونه رجل دين. من أبرز إنجازاته: قاد تحالفًا عسكريًا واسعًا ضد المسلمين الذين أسسوا قاعدة في غاريليانو جنوب إيطاليا، ونجح في طردهم عام 915م، وهي من أهم الانتصارات التي ارتبطت باسمه. دعم الإمبراطور بيرنغار الأول، وساهم في تتويجه إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا عام 915م، في إطار تأكيد العلاقة بين الكنيسة والسلطة الزمنية. حاول إجراء إصلاحات كنسية وتنظيم العمل الكهنوتي في الأراضي البابوية، مستندًا إلى خلفيته الإدارية والكتابية. الصراع مع ماروزيا وسقوطه رغم أن ماروزيا ساعدت في صعوده، إلا أن النفوذ المتنامي للبابا يوحنا العاشر أثار قلقها. وبعد مقتل حليفها السابق ثيوفلاكتوس، تدهورت العلاقة بين يوحنا وماروزيا، خاصة بعد أن حاول تقليص نفوذها داخل الكنيسة. في عام 928م، قادت ماروزيا انقلابًا داخل روما ضد يوحنا العاشر. تم أسره وزُج به في السجن، حيث قُتل خنقًا على الأرجح – وهي رواية يدعمها عدد من المؤرخين، رغم قلة التفاصيل الموثقة. وفاته ودفنه توفي في عام 928م، مقتولًا في السجن بعد حوالي 14 عامًا من البابوية. مكان دفنه غير معروف بدقة، ويُعتقد أنه لم يُدفن وفق التقاليد البابوية بسبب الظروف السياسية التي رافقت نهايته المأساوية. مكانته في التاريخ يُعد يوحنا العاشر من أقوى الباباوات سياسيًا في القرن العاشر، إذ جمع بين شخصية الكاهن الكاثوليكي التقي والسياسي المحنّك. كان له دور بارز في الدفاع عن إيطاليا ضد الغزوات، وفي تأكيد العلاقة بين الكنيسة والإمبراطورية. لكن نهايته تعكس مدى هيمنة النبلاء على الكنيسة في تلك المرحلة، وعلى رأسهم ماروزيا التي أطاحت به كما أطاحت بغيره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| لاندو | الولادة: – الوفاة: 914 البابا لاندو (Lando) هو البابا رقم 121 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة قصيرة بين أواخر 913م وأوائل 914م. وُلد في مدينة سابينا (Sabina) الواقعة في أراضي الدولة البابوية، ويُعتقد أنه جاء من عائلة نبيلة أو محترمة. قبل انتخابه، كان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين نشطًا في الحياة الكنسية المحلية، واشتهر بتقواه وولائه للكنيسة، رغم أن تفاصيل سيرته الذاتية قبل البابوية قليلة جدًا. خلفيته الدينية لاندو لم يكن سياسيًا بارزًا، بل كان معروفًا بخدمته الدينية ومكانته بين رجال الإكليروس. وقد تم اختياره للبابوية بعد وفاة البابا أناستاسيوس الثالث، في وقت كانت فيه روما تحت الهيمنة القوية لعائلة توسكولوم، خصوصًا ثيوفلاكتوس وماروزيا، الذين كان لهم تأثير كبير على تعيين الباباوات في تلك المرحلة. بابويته (913–914م) لم تدم حبريته أكثر من بضعة أشهر، ويُعتقد أنها امتدت من أكتوبر أو نوفمبر 913م حتى فبراير أو مارس 914م. لا تُسجّل المصادر التاريخية إنجازات أو إصلاحات بارزة خلال فترة ولايته، ويُعتقد أنه كان بابا شكليًا تحت تأثير العائلات النبيلة المسيطرة على روما. رغم قصر حبريته، يُذكر بأنه حافظ على التقاليد الكنسية، ولم ينخرط في الفضائح السياسية مثل بعض من سبقوه. وفاته ودفنه تُوفي لاندو في بداية عام 914م. لا يُعرف مكان دفنه بدقة، وإن كان من المرجح أنه دُفن في روما، ربما في أحد الكنائس الكبيرة مثل القديس يوحنا اللاتيراني أو القديس بطرس، كما جرت العادة مع الباباوات. مكانته في التاريخ يُعد البابا لاندو من أقل الباباوات توثيقًا في التاريخ الكنسي، إذ لم تُسجّل له قرارات مهمة أو مشاركات كبرى، وذلك بسبب قصر فترة حكمه وهيمنة العائلات الأرستقراطية على البابوية آنذاك. ورغم ذلك، فإنه يُذكر كآخر بابا حمل اسم “لاندو”، إذ لم يتخذه أي بابا بعده، مما يجعله فريدًا في اسمه بين جميع الباباوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أناستاسيوس الثالث | الولادة: – الوفاة: 913 البابا أناستاسيوس الثالث (Anastasius III) هو البابا رقم 120 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولى السدة البابوية في فترة حرجة من تاريخ الكنيسة بين 911 و913م. وُلد في روما وكان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين ملتزم، لكن معلومات مفصلة عن حياته قبل البابوية محدودة جدًا بسبب اضطرابات تلك الحقبة وقلة المصادر التاريخية. خلفيته وحبريته قبل انتخابه، خدم أناستاسيوس الثالث في مناصب كهنوتية في روما، وكان معروفًا بالتقوى والتزامه الديني. تم اختياره ليكون بابا في وقت شهدت فيه الدولة البابوية صراعات سياسية شديدة بين العائلات النبيلة، الأمر الذي قيد من قدرته على ممارسة سلطاته بحرية. فترة حكمه تولى البابوية بعد وفاة البابا سرجيوس الثالث، في فترة اتسمت بالاضطراب السياسي والفساد. حاول الحفاظ على استقرار الكنيسة وسط نفوذ العائلات الرومانية، لكنه لم يتمكن من تحقيق إصلاحات كبيرة بسبب هذه الظروف. استمر في دعم الكنيسة الكاثوليكية كحارس للإيمان والطقوس. الوفاة والدفن توفي في عام 913م بعد فترة حبريّة قصيرة. دُفن في روما، لكن مكان قبره الدقيق غير معروف. مكانته يُعتبر أناستاسيوس الثالث من الباباوات الذين لم تبرز أدوارهم كثيرًا في المصادر التاريخية، ويرجع ذلك إلى قصر فترة حكمه وصعوبة الظروف السياسية التي أحاطت به. ومع ذلك، يظل رمزًا للاستمرارية في قيادة الكنيسة في فترة مضطربة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس الثالث | الولادة: 860 الوفاة: 911 البابا سرجيوس الثالث (Sergius III) هو البابا رقم 119 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 904م حتى 911م، في واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا وفسادًا في تاريخ الكنيسة، ضمن ما يُعرف تاريخيًا بـ “عصر الانحطاط البابوي” أو “القرن المظلم”. وُلد سرجيوس في روما، في قلب الدولة البابوية، وكان من عائلة رومانية أرستقراطية، مما منح مسيرته الكنسية بُعدًا سياسيًا بارزًا منذ بدايتها. خلفيته الدينية والسياسية كان كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، وقد شغل منصب أسقف تشيرفي (Bishop of Caere) في شبابه. دخل معترك السياسة الكنسية من باب الولاء للبابا فورموسوس، ثم انقلب عليه لاحقًا، مما يعكس تقلب مواقفه حسب المصالح السياسية. وقد لعب دورًا بارزًا خلال الاضطرابات التي تلت وفاة فورموسوس، وشارك في الأحداث التي مهدت لمحاكمته الجثوية الشهيرة. في عام 898م، حاول سرجيوس الوصول إلى الكرسي البابوي لكنه فشل أمام البابا يوحنا التاسع، فنُفي إلى خارج روما. لكنه عاد بعد سنوات، مدعومًا من أقوى عائلة أرستقراطية في روما آنذاك، وهي عائلة توسكولوم بقيادة النبيلة ماروزيا ووالدها ثيوفلاكتوس، ليصبح أداة في يدهم للسيطرة على الكرسي الرسولي. بابويته (904–911م) تولّى البابوية بالقوة بعد إقصاء البابا الشرعي كريستوفر (الذي يعتبره البعض منتحلًا). أعاد إدانة البابا فورموسوس، وأقرّ شرعية المجمع الجثوي، بل أمر بإحياء ذكراه، وأعاد دفن جثته في مكان غير مشرف. عُرف بعلاقته الوثيقة مع ماروزيا، التي يُعتقد أنها كانت عشيقته، ويُقال إنه أنجب منها ابنهما يوحنا الحادي عشر، الذي أصبح لاحقًا بابا، وهو ما اعتبره المؤرخون فضيحة كبرى أثرت في سمعة الكرسي البابوي. خلال فترة حكمه، سيطرت العائلات النبيلة الرومانية على الكنيسة بشكل شبه كامل، وحوّلت البابوية إلى أداة لتحقيق مصالحها. وفاته ودفنه توفي سرجيوس الثالث في عام 911م بعد حبريّة استمرت سبع سنوات. دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني في روما، التي كانت آنذاك الكاتدرائية الرسمية للباباوات. مكانته في التاريخ يُعد سرجيوس الثالث واحدًا من أكثر الباباوات إثارة للجدل، إذ اختلطت في حبريته السياسة بالدين، والمصالح الشخصية بالمكانة الكنسية. كان سياسيًا بارعًا استغل الأوضاع المضطربة لصالحه، لكنه أيضًا أضعف مكانة الكنيسة أمام نفوذ الأسر الأرستقراطية. تُعتبر حبريته بداية رسمية لفترة يُطلق عليها بعض المؤرخين “عصر البغايا” (Saeculum obscurum)، حيث سيطرت نساء من عائلة توسكولوم على قرارات الفاتيكان من وراء الستار. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليو الخامس | الولادة: – الوفاة: 905 البابا يوحنا التاسع (Johannes IX) هو البابا رقم 116 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 898 و900م. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان قبل انتخابه كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، كما عُرف بنشاطه الكنسي وميله إلى الإصلاح، ويُعتقد أنه كان يعمل في سكرتارية الكرسي الرسولي، ما يُفسر وصفه أحيانًا بـ “كاتب” أو إداري كنسي بارز في بلاط الفاتيكان. خلفيته الدينية قبل أن يصبح بابا، كان يوحنا التاسع واحدًا من أبرز الشخصيات الكنسية في روما، وقد دعم بقوة البابا فورموسوس، حتى بعد وفاته، ما جعله من أبرز المدافعين عن كرامة الكرسي البابوي خلال الصراعات التي تبعت ما يُعرف بـ “المجمع الجثوي” – وهو محاكمة جثة فورموسوس من قبل البابا ستيفان السادس. انتخابه تم انتخاب يوحنا التاسع في يناير 898م بدعم من الإمبراطور لامبرت من سبوليتو، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى الكنيسة بعد الفوضى التي سبّبها البابا ستيفان السادس وما تلاه من باباوات ذوي فترات حكم قصيرة. وقد جاء انتخابه كجزء من التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية لإصلاح المؤسسة البابوية ومواجهة الفساد والانقسام الداخلي. إنجازاته وأعماله عقد عدة مجامع كنسية في روما ورافينا، أصدر من خلالها قرارات تُلغي نتائج المجمع الجثوي وتُعيد الاحترام إلى ذكرى البابا فورموسوس. أقرّ عدم جواز محاكمة الباباوات المتوفين، منعًا لتكرار ما حدث سابقًا. عمل على إعادة الاستقرار الإداري للكنيسة، وأعاد التأكيد على شرعية رسامات رجال الدين الذين عُيّنوا من قِبل فورموسوس. دعم سلطة الإمبراطور لامبرت في محاولة لإيجاد توازن بين السلطة الدينية والزمنية، ما يدل على حنكته السياسية إلى جانب دوره الديني. وفاته ودفنه تُوفي البابا يوحنا التاسع في يناير 900م، بعد حبريّة استمرت نحو عامين. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو تقليد يُمنح للباباوات الذين حافظوا على استقرار الكنيسة وساهموا في إصلاحها. مكانته في التاريخ يُعتبر يوحنا التاسع من الباباوات الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع، وقد تميز بحكمته واتزانه، حيث سعى لتضميد جراح الكنيسة بعد صراعات داخلية حادة. كما يُذكر بأنه لعب دورًا بارزًا في إعادة سلطة وهيبة الفاتيكان من خلال قراراته الحكيمة، وترك أثرًا يُذكر رغم قِصر فترة بابويته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت الرابع | الولادة: – الوفاة: 903 البابا بندكت الرابع (Benedictus IV) هو البابا رقم 117 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مليئة بالتوترات السياسية والدينية، بين عامي 900 و903م. وُلد في روما، وينتمي إلى طبقة رومانية محترمة، وقد نشأ وتربّى في بيئة كنسية. كان رجل دين كاثوليكيًا ملتزمًا، وكاهنًا بارزًا في الكنيسة، كما عُرف بصفته كاتبًا ودارسًا ضمن دوائر الفاتيكان، مما جعله مؤهلاً لتولّي المناصب العليا في الكنيسة. حياته الكنسية قبل انتخابه بابا، خدم بندكت الرابع في الكنيسة الرومانية ككاهن، وكان معروفًا بعلمه وتقواه، وهو ما جعله يحظى بسمعة طيبة بين رجال الإكليروس. اختير للبابوية في العام 900م بعد وفاة البابا يوحنا التاسع، وسط جو من الفوضى والصراع بين القوى الزمنية والدينية في إيطاليا، خصوصًا بين ملوك الفرنجة ودوقات سبوليتو الذين كانوا يتنازعون النفوذ على روما. بابويته (900–903م) دعم بندكت الرابع الملك لويس الثالث الأعمى (Louis the Blind) وباركه كإمبراطور روماني مقدس، في محاولة لدعم السلطة الإمبراطورية الكاثوليكية ضد خصومها السياسيين. سعى إلى الحفاظ على استقلال الكنيسة عن الصراعات السياسية، لكن التدخلات الخارجية كانت قوية، وكان عليه أن يوازن بين دعم السلطة الروحية والسلطة الزمنية. حاول فرض الاستقرار في الكنيسة الرومانية، واستمر في نهج أسلافه الإصلاحيين مثل يوحنا التاسع وثيودور الثاني. وفاته ودفنه توفي البابا بندكت الرابع في يوليو من عام 903م، بعد ما يقارب ثلاث سنوات من توليه البابوية. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان تقليد الباباوات في تلك الفترة. مكانته في التاريخ رغم قِصر حبريته نسبيًا، يُذكر بندكت الرابع بأنه بابا متزن ومثقف، حاول أن يُبقي الكنيسة الكاثوليكية متماسكة في وقت بالغ الصعوبة سياسيًا. جمع بين دور الكاهن المتدين والسياسي المعتدل، وترك بصمته في دعم الوحدة الكنسية، وإن كان لم يُتح له الوقت لتحقيق إصلاحات عميقة بسبب الظروف السياسية المضطربة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا التاسع | الولادة: 840 الوفاة: 900 البابا يوحنا التاسع (Johannes IX) هو البابا رقم 116 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 898 و900م. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان قبل انتخابه كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، كما عُرف بنشاطه الكنسي وميله إلى الإصلاح، ويُعتقد أنه كان يعمل في سكرتارية الكرسي الرسولي، ما يُفسر وصفه أحيانًا بـ “كاتب” أو إداري كنسي بارز في بلاط الفاتيكان. خلفيته الدينية قبل أن يصبح بابا، كان يوحنا التاسع واحدًا من أبرز الشخصيات الكنسية في روما، وقد دعم بقوة البابا فورموسوس، حتى بعد وفاته، ما جعله من أبرز المدافعين عن كرامة الكرسي البابوي خلال الصراعات التي تبعت ما يُعرف بـ “المجمع الجثوي” – وهو محاكمة جثة فورموسوس من قبل البابا ستيفان السادس. انتخابه تم انتخاب يوحنا التاسع في يناير 898م بدعم من الإمبراطور لامبرت من سبوليتو، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى الكنيسة بعد الفوضى التي سبّبها البابا ستيفان السادس وما تلاه من باباوات ذوي فترات حكم قصيرة. وقد جاء انتخابه كجزء من التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية لإصلاح المؤسسة البابوية ومواجهة الفساد والانقسام الداخلي. إنجازاته وأعماله عقد عدة مجامع كنسية في روما ورافينا، أصدر من خلالها قرارات تُلغي نتائج المجمع الجثوي وتُعيد الاحترام إلى ذكرى البابا فورموسوس. أقرّ عدم جواز محاكمة الباباوات المتوفين، منعًا لتكرار ما حدث سابقًا. عمل على إعادة الاستقرار الإداري للكنيسة، وأعاد التأكيد على شرعية رسامات رجال الدين الذين عُيّنوا من قِبل فورموسوس. دعم سلطة الإمبراطور لامبرت في محاولة لإيجاد توازن بين السلطة الدينية والزمنية، ما يدل على حنكته السياسية إلى جانب دوره الديني. وفاته ودفنه تُوفي البابا يوحنا التاسع في يناير 900م، بعد حبريّة استمرت نحو عامين. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو تقليد يُمنح للباباوات الذين حافظوا على استقرار الكنيسة وساهموا في إصلاحها. مكانته في التاريخ يُعتبر يوحنا التاسع من الباباوات الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع، وقد تميز بحكمته واتزانه، حيث سعى لتضميد جراح الكنيسة بعد صراعات داخلية حادة. كما يُذكر بأنه لعب دورًا بارزًا في إعادة سلطة وهيبة الفاتيكان من خلال قراراته الحكيمة، وترك أثرًا يُذكر رغم قِصر فترة بابويته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ثيودور الثاني | الولادة: 840 الوفاة: 897 البابا ثيودور الثاني (Theodore II) هو البابا رقم 115 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة بالغة القِصر في أواخر عام 897م. وُلد في روما، وكان من أصول رومانية، وعُرف كـ رجل دين كاثوليكي وكاهن ملتزم، كما ارتبط اسمه ببعض الأنشطة ذات الطابع السياسي والديني، خاصة في ما يتعلق بإصلاح الأوضاع المضطربة التي أعقبت سلسلة من الباباوات المتنازعين. قبل انتخابه، كان ثيودور الثاني من رجال الكهنوت المعروفين في البلاط البابوي، وقد لعب دورًا في القضايا الكنسية المعاصرة، وبرز كصوت معتدل يدعو إلى إعادة النظام والاحترام إلى الكرسي الرسولي. كان أيضًا مقرّبًا من أنصار البابا فورموسوس، مما شكّل جزءًا من خلفيته السياسية داخل الكنيسة. سياق انتخابه انتُخب ثيودور الثاني في فترة حرجة جدًا بعد الإطاحة بالبابا رومانوس، وفي أعقاب الانقسامات الشديدة الناتجة عن محاكمة جثة البابا فورموسوس التي قادها البابا ستيفان السادس. وقد جاء انتخابه كمحاولة لتضميد الجراح التي لحقت بالكنيسة، وإعادة الشرعية إلى القرارات البابوية السابقة التي أُبطلت بشكل مثير للجدل. أهم إنجازاته رغم أن حبريته لم تدم أكثر من عشرين يومًا تقريبًا، إلا أن البابا ثيودور الثاني قام بعدة خطوات مهمة: أعاد الاعتبار إلى البابا فورموسوس، وألغى نتائج “المجمع الجثوي”. أمر بإعادة دفن جثة فورموسوس بطريقة لائقة في كنيسة القديس بطرس. أعاد تثبيت رجال الدين الذين رُسموا على يد فورموسوس وتمت معاقبتهم من قبل ستيفان السادس. الوفاة والدفن توفي ثيودور الثاني فجأة في نهاية عام 897م، ربما بسبب المرض أو نتيجة دسيسة سياسية، وهو أمر وارد في تلك الحقبة التي تميّزت بالصراع بين الفصائل الكنسية. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو شرف يُمنح للباباوات رغم قِصر فترة حكمهم، ما يعكس الاحترام الذي لاقاه بعد وفاته. مكانته في التاريخ يُذكر البابا ثيودور الثاني كبابا تصالحي، حاول إعادة الكرامة إلى الكنيسة وسط اضطرابات شديدة. وعلى الرغم من أن حبريته كانت قصيرة جدًا، إلا أن قراراته كان لها تأثير رمزي كبير في التراجع عن فترة مظلمة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| رومانوس | الولادة: – الوفاة: 897 البابا رومانوس (Romanus) هو البابا رقم 114 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدّة البابوية لفترة قصيرة في نهاية القرن التاسع الميلادي، تحديدًا بين أغسطس و نوفمبر 897م. وُلد في روما، وكان من رجال الدين المحليّين، واشتهر قبل انتخابه بمنصبه كـ كاهن كاثوليكي، حيث خدم الكنيسة في مناصب كنسية مختلفة، ويُعتقد أنّه كان يتمتّع بسمعة تقيّة وعقيدة مستقرة. 🗳️ انتخابه بعد الاضطرابات جاء انتخاب رومانوس بعد الاضطرابات الشديدة التي شهدتها روما خلال فترة البابا ستيفان السادس، خاصة بعد محاكمته الغريبة لجثة البابا فورموسوس في ما عُرف بـ المجمع الجثوي. وقد اعتبر البعض انتخاب رومانوس محاولة لإعادة قدر من النظام والهدوء إلى الكنيسة، بعد موجة الاستياء الشعبي والديني من سابقه. ⏳ فترة حبريته القصيرة رغم أنّ فترة حبريّته كانت قصيرة جدًا – لم تتجاوز ثلاثة أشهر – إلا أنّ البابا رومانوس اتخذ عدّة خطوات رمزية لإلغاء قرارات ستيفان السادس، ويُعتقد أنّه أعاد الاعتبار إلى البابا فورموسوس، أو على الأقل أوقف الحملة ضدّه، ممّا يشير إلى ميله نحو المصالحة وإعادة الاستقرار. ⚔️ خلعه من المنصب إلا أنّ رومانوس لم ينجُ من الاضطرابات السياسيّة التي كانت تمزّق روما في ذلك الوقت، إذ تمّ خلعه من منصبه، إمّا من قِبَل النبلاء أو بتدخّل من الفصائل المناوئة له داخل الكنيسة، ولم تُعرف الأسباب الدقيقة وراء خلعه. هناك من يعتقد أنّه أُجبر على الاستقالة، بينما تقول مصادر أخرى إنّه توفّي فجأة. ⚰️دفنه دُفن البابا رومانوس في روما، وعلى الأرجح في الكاتدرائية البابوية القديسة يوحنا اللاتيراني (San Giovanni in Laterano) أو في إحدى الكنائس القريبة، كما كانت عادة دفن الباباوات في ذلك العصر. إلا أنّ مكان قبره غير محدّد بدقّة، ولم تُخلّد ذكراه بشكل كبير بسبب قصر حبريّته وقلّة التأثير السياسي المباشر له. 🌟 إرثه وذكراه رغم قصر حبريّته، يُذكر رومانوس كبابا حاول تهدئة الانقسامات وإصلاح ما أمكن من أضرار أسلافه، خصوصًا في ظلّ أجواء مضطربة سياسيًا ودينيًا كانت تهزّ الكنيسة الكاثوليكية في تلك الحقبة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ستيفان السادس | الولادة: – الوفاة: 897 البابا ستيفان السادس (Stephen VI) هو البابا رقم 113 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى الكرسي البابوي في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 896 و897م. وُلد في روما لعائلة رومانية أرستقراطية، وكان قبل حبريته كاهنًا كاثوليكيًا وعضوًا في الإكليروس المحلي، وقد عُرف بارتباطه ببعض القوى السياسية القوية في روما، خصوصًا آل سبوليتو (Spoleto)، وهي عائلة نبيلة نافذة في ذلك الوقت. جاء انتخابه في أعقاب وفاة البابا بونيفاس السادس، وسط أجواء سياسية شديدة التوتر والانقسام، حيث كانت روما في حالة صراع بين القوى النبيلة والفصائل الشعبية، فضلًا عن تدخلات من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وقد استُخدم ستيفان السادس كأداة سياسية في يد دوقات سبوليتو، ما أثّر بشكل مباشر على قراراته البابوية. أبرز ما عُرف به ستيفان السادس هو محاكمته العجيبة للبابا السابق فورموسوس في الحدث المعروف بـ “المجمع الجثوي” (Synodus Horrenda) سنة 897م، حيث أمر بإخراج جثة فورموسوس من قبرها، وإلباسها اللباس البابوي، ومحاكمتها رسميًا بتهم خرق القوانين الكنسية. وقد أُدينت الجثة، وبُطلَت قرارات فورموسوس البابوية، ثم جُرّدت من الثياب البابوية وأُلقي بها في نهر التيبر. هذا التصرف أثار صدمة كبيرة في الأوساط الكنسية والشعبية، وسبب موجة سخط شديدة. نتيجة لهذه الأفعال الغريبة والمستفزة، فقد ستيفان السادس شعبيته بسرعة، وحدث انقلاب ضده بعد أقل من سنة من تولّيه المنصب. قبض عليه الغاضبون من سكان روما، وزُجّ به في السجن، حيث قُتل خنقًا في أغسطس 897م، لتكون نهايته مأساوية كما كانت حبريته. كانت فترة بابوية ستيفان السادس قصيرة ومضطربة، اتسمت باستخدام المنصب البابوي لأغراض سياسية وانتقامية، ما جعله واحدًا من أكثر الباباوات إثارة للجدل في التاريخ الكاثوليكي، خاصةً بسبب محاكمته الشهيرة لجثة سلفه، والتي تُعد من أغرب الأحداث في تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بونيفاس السادس | الولادة: – الوفاة: 896 بونيفاس السادس هو البابا رقم 112 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد شغل منصب البابوية لفترة قصيرة جدًا في أبريل من عام 896م. وُلد بونيفاس في روما، وكان ينتمي إلى طبقة رجال الدين المحليين، حيث خدم كـ كاهن ثم رئيس شمامسة (Archdeacon) قبل انتخابه للكرسي البابوي. جاء انتخابه بعد وفاة البابا فورموسوس في وقت كانت فيه روما تعاني من اضطرابات سياسية وصراعات على السلطة بين النبلاء والفصائل الشعبية، ما أتاح انتخابه بدعم شعبي ضد إرادة بعض طبقات النبلاء. كان جلوسه على العرش البابوي محاطًا بالكثير من الجدل؛ فقد أشارت مصادر تاريخية إلى أنه سبق وأن أُدين مرتين كنسياً في حياته الكهنوتية، إحداهما عندما كان قسيسًا والأخرى بعد أن أصبح رئيس شمامسة، مما يُلقي بظلال من الشك على شرعية انتخابه. وقد اعتُبر انتخابه فيما بعد غير قانوني، وتم إبطال حبريته رسميًا من قبل خلفه البابا ستيفان السادس خلال مجمع لاحق. لم تدم حبريته أكثر من 15 يومًا فقط، وتوفي فجأة في نفس الشهر الذي انتُخب فيه، ما زاد من الغموض حول مصيره. بعض الروايات التاريخية تزعم أنه قُتل أو أُجبر على الاستقالة نتيجة الصراع على السلطة، بينما تشير أخرى إلى وفاته طبيعية، إلا أن المؤرخين لم يجزموا بسبب واضح ومؤكد. وقد دُفِن في روما، المدينة التي وُلد وعاش فيها، ولم يترك أثرًا كبيرًا بسبب قصر فترة حبريته، إلا أن حالته تبقى مثالًا على التوترات السياسية الحادة التي كانت تحيط بالبابوية في القرن التاسع الميلادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| فورموسوس | الولادة: 816 الوفاة: 896 البابا فورموسوس هو البابا رقم 111 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 6 أكتوبر 891 حتى وفاته في 4 أبريل 896. وُلد في أوستيا (Ostia)، وكان دبلوماسيًا بارعًا، وكاهنًا كاثوليكيًا معروفًا بتقواه وثقافته، وقد خدم سابقًا كسفير بابوي (أسقف مبعوث) إلى بلغاريا وفرنسا، ما أكسبه مكانة كبيرة في الدوائر الدينية والسياسية داخل الدولة البابوية. تميّزت فترة حبريته بتقلبات سياسية حادة في إيطاليا، حيث كانت العلاقات متوترة بين الفصائل النبيلة، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، والدولة البابوية. وقد سعى فورموسوس جاهدًا للتوازن بين هذه القوى، وكان يؤيد وحدة الكنيسة واستقلالها، لكنه تورّط في صراعات سياسية معقدة، خصوصًا فيما يتعلق بخلافة العرش الإمبراطوري، حيث دعم الملك أرنولف من كارينثيا ضد خصومه في إيطاليا. أثارت قراراته السياسية والانقسامات التي رافقتها عداوات قوية ضده، وأدت بعد وفاته إلى واحدة من أغرب المحاكمات في تاريخ الكنيسة، المعروفة بـ**”المجمع الجثوي” (Synodus Horrenda)**، حيث تم استخراج جثمانه ومحاكمته بعد موته، في مشهد شديد الرمزية والصراع الكنسي. رغم هذا، كان فورموسوس أيضًا كاتبًا مثقفًا ومدافعًا عن استقلال الكنيسة وتعزيز سلطتها الروحية. وقد واصل دعم التعليم اللاهوتي وتنظيم شؤون الأسقفيات، كما حاول ضبط تعيين الأساقفة ومنع الفساد داخل الجهاز الكنسي. توفي في 4 أبريل 896، ودُفن أولًا في كنيسة القديس بطرس، قبل أن تُنقل رفاته لاحقًا بعد سلسلة من الأحداث الجدلية. ويُذكر في التاريخ البابوي كشخصية معقدة ومثيرة للجدل، جمعت بين الدبلوماسية، والعلم، والصرامة السياسية في واحدة من أكثر فترات الكنيسة اضطرابًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الخامس | الولادة: – الوفاة: 891 البابا ستيفان الخامس هو البابا رقم 110 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 885 حتى وفاته في 18 سبتمبر 891. وُلد في روما لعائلة أرستقراطية معروفة، وتربّى في بيئة دينية صارمة، وتلقى تعليمًا لاهوتيًا وفلسفيًا عميقًا أهّله ليكون كاهنًا كاثوليكيًا بارزًا وراهبًا ذا هيبة، قبل أن يُنتخب للكرسي البابوي. تميّزت حبريته بالتحديات السياسية الصعبة، خاصة التوترات بين الدولة البابوية والإمبراطورية الكارولنجية التي كانت تمر بمرحلة من التراجع والانقسام. ورغم الصراعات الداخلية في روما، أظهر ستيفان الخامس حكمة سياسية وميلًا واضحًا للحفاظ على استقلالية الكنيسة، فرفض أي محاولات لفرض التدخل الإمبراطوري في شؤون الكنيسة، وواجه ضغوطًا من القوى الزمنية دون أن يتنازل عن سلطته الروحية. كان أيضًا راعيًا للفقراء والمحتاجين، وبذل جهدًا كبيرًا في تقديم المساعدات خلال المجاعات التي ضربت مناطق متعددة من إيطاليا. كما دعم الأديرة والرهبان، وساهم في الحفاظ على التقاليد الليتورجية والتعليم الديني، في وقت كانت فيه أوروبا تمر باضطرابات سياسية كبيرة. توفي في 18 سبتمبر 891، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. ويُذكر في التاريخ الكنسي كبابا قوي الشخصية، دافع عن كرامة الكرسي الرسولي وحافظ على هيبة الكنيسة وسط تقلبات القرن التاسع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ادريان الثالث | الولادة: – الوفاة: 885 البابا أدريان الثالث هو البابا رقم 109 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 885 حتى وفاته في 885 (فترة حبريته كانت قصيرة جداً، حوالي عام واحد فقط). وُلد في روما، وكان كاهنًا كاثوليكيًا بارزًا ورجل دين ذا خلفية سياسية ودبلوماسية من الدولة البابوية. تميز أدريان الثالث بحكمته السياسية وحسه الديني العميق، حيث جاء في فترة عصيبة مليئة بالصراعات السياسية بين الفصائل النبيلة في روما والتهديدات الخارجية التي كانت تواجه الدولة البابوية. قبل انتخابه، خدم ككاهن ومشاور سياسي داخل الدولة البابوية، مما أكسبه خبرة كبيرة في إدارة الشؤون الكنسية والدولية. خلال حبريته القصيرة، عمل على تهدئة التوترات الداخلية وتعزيز سلطة البابوية، وحرص على الحفاظ على وحدة الكنيسة واستقلالها عن النفوذ السياسي الخارجي، كما سعى لمساندة الملوك المسيحيين في أوروبا، خاصة في مواجهة التهديدات اللومباردية والفايكنغ. توفي في نفس العام، ودُفن في دفن في دير نونانتولا (Nonantola Abbey)، ويُذكر كبابا مخلص جمع بين الحكمة السياسية والتقوى الروحية، رغم قصر فترة حكمه، وقد أسهم في تثبيت دعائم الدولة البابوية في فترة مضطربة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مارينوس الأول | الولادة: 830 الوفاة: 884 البابا مارينوس الأول هو البابا رقم 108 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 24 ديسمبر 882 حتى وفاته في 15 مايو 884. وُلد في روما وكان كاتبًا ودبلوماسيًا وكاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، عُرف بحنكته في التعامل مع القضايا الدينية والسياسية، وبراعته في الإدارة الكنسية. تميز مارينوس الأول بخبرته الدبلوماسية التي ساعدت الكنيسة على الحفاظ على علاقاتها مع القوى السياسية المتصارعة في إيطاليا وأوروبا في فترة مضطربة. اهتم بترسيخ سلطة البابوية وتنظيم شؤون الكنيسة، وعمل على تعزيز النظام داخل الدولة البابوية، خاصة في ظل التوترات الداخلية التي كانت تشهدها روما. كما كان مارينوس الأول كاتبًا لاهوتيًا وأصدر عدة مراسيم وتعاليم ساهمت في توحيد الممارسات الكنسية وتثبيت العقيدة الكاثوليكية، واهتم بتطوير التعليم الديني ودعم حياة الرهبنة. رغم أن حبريته كانت قصيرة، إلا أنه ترك أثرًا إيجابيًا في استقرار الكنيسة في تلك الفترة. توفي في 15 مايو 884، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا مخلص وذو خبرة دبلوماسية، ساهم في الحفاظ على وحدة الكنيسة وتقوية مكانتها وسط التحديات السياسية والدينية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثامن | الولادة: 820 الوفاة: 882 البابا يوحنا الثامن، المعروف أيضًا باسم يوحنا التامن، هو البابا رقم 107 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 14 ديسمبر 872 حتى وفاته في 16 ديسمبر 882. وُلد في روما ضمن الدولة البابوية، وكان كاهنًا وكاتبًا لاهوتيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، عُرف بحكمته واهتمامه بشؤون الكنيسة والدفاع عن العقيدة المسيحية. تميزت حبريته بفترة صعبة شهدت تحديات سياسية داخلية وخارجية، حيث واجه تهديدات من اللومبارديين والفايكنغ، كما تعامل مع نزاعات داخلية في روما، لكنه عمل على تعزيز سلطة البابوية والدفاع عن حقوق الكنيسة في مواجهة القوى السياسية المتصارعة. كما حرص على إصلاح شؤون الإدارة الكنسية وتعزيز الحياة الدينية والتعليم المسيحي. كان يوحنا الثامن داعمًا قويًا لوحدة الكنيسة المسيحية، وسعى للحفاظ على العلاقات مع ممالك أوروبا الغربية، خاصة مملكة الفرنجة، لتعزيز تحالفات سياسية ودينية تخدم مصالح الكنيسة والدولة البابوية. توفي في 16 ديسمبر 882، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا قوي وذو رؤية في مواجهة التحديات التي مرت بها الكنيسة خلال عهده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ادريان الثاني | الولادة: 792 الوفاة: 872 البابا أدريان الثاني هو البابا رقم 106 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 14 ديسمبر 867 حتى وفاته في 14 ديسمبر 872. وُلد في روما وعمل ككاهن كاثوليكي بارز ورجل دين قبل انتخابه، عُرف بتقواه وزهده واهتمامه بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته التي استمرت حوالي خمس سنوات، حرص أدريان الثاني على تعزيز الوحدة داخل الكنيسة الكاثوليكية، ودعم الإصلاحات الدينية والتعليم المسيحي، كما سعى للحفاظ على استقلالية الدولة البابوية وسط التوترات السياسية في إيطاليا وأوروبا. كان مهتمًا بشؤون الرهبنة وتشجيع الحياة التقوية بين رجال الدين، واهتم أيضًا بحماية ممتلكات الكنيسة ومكانتها. توفي في 14 ديسمبر 872، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا مخلص عمل على استقرار الكنيسة وتعزيز دورها الروحي والسياسي في فترة شهدت تحديات متعددة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| نيقولا الأول | الولادة: 820 الوفاة: 867 البابا نيقولا الأول، المعروف أيضًا باسم نيقولا الكبير، هو البابا رقم 105 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 24 أبريل 858 حتى وفاته في 13 نوفمبر 867. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا وكاتبًا لاهوتيًا بارزًا ورجل دين ذا نفوذ كبير قبل انتخابه، وقد عُرف بحزمه وصلابته في الدفاع عن سلطة البابوية وتوحيد الكنيسة. تميزت حبريته بقوة قيادته وحماسه لإصلاح الكنيسة وتعزيز سلطتها الروحية والسياسية في أوروبا، خاصة في ظل الانقسامات التي كانت تواجهها الكنيسة الشرقية والغربية آنذاك. كان نيقولا الأول رجل قانون بارع ومرجعًا في قضايا الفقه الكنسي، حيث أصدر العديد من المراسيم والقرارات التي ساعدت على تقوية سلطة البابا وتثبيت قواعد الإدارة الكنسية. خلال فترة حكمه، واجه نيقولا الأول تحديات سياسية ودينية كبيرة، منها الصراع مع الإمبراطورية البيزنطية والكنيسة الشرقية حول مسائل عقائدية وتنظيمية، بالإضافة إلى النزاعات مع بعض الحكام الأوروبيين الذين حاولوا تقليل تأثير الكنيسة في شؤونهم. كان له دور فعال في دعم الحركات الإصلاحية، ودافع عن استقلال الكنيسة ضد تدخل الحكومات الزمنية، خاصة في قضايا تعيين الأساقفة والكهنة. كما عزز نيقولا الأول نظام الليتورجيا الكاثوليكية، وشجع على وحدة العقيدة ومكافحة البدع والانشقاقات، ما جعله أحد أهمجين، وحرص على نشر التعليم المسيحي وتنظيم الحياة الرهبانية. توفي في 13 نوفمبر 867، ودُفن في كني البابوات في تعزيز الوحدة الكنسية خلال العصور الوسطى المبكرة. اهتم كذلك بشؤون الفقراء والمحتاسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُعتبر من أعظم البابوات الذين ساهموا في بناء الدولة البابوية وترسيخ سلطة الكرسي الرسولي، ولا يزال يُذكر بصفته «نيقولا الكبير» لما قدمه من إصلاحات وإسهامات مهمة في تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بندكت الثالث | الولادة: 810 الوفاة: 858 البابا بندكت الثالث هو البابا رقم 104 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 29 أبريل 855 حتى وفاته في 17 سبتمبر 858. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا وكاتبًا بارعًا ورجل دين ذا مكانة مرموقة قبل انتخابه، عُرف بحنكته السياسية وعمقه الروحي، مما أهّله لقيادة الكنيسة في فترة مليئة بالتحديات. تولى بندكت الثالث البابوية بعد فترة من الصراعات السياسية والكنسية التي شابت انتخاب سلفه البابا ليون الرابع، فعمل على توحيد صفوف الكنيسة واستعادة الاستقرار الداخلي في روما. كان زعيمًا دينيًا وسياسيًا ذكيًا، حيث عرف بقدرته على التوازن بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية التي بدأ الكرسي الرسولي يكتسبها في تلك الفترة. خلال حبريته، استمر في تعزيز علاقات الكنيسة مع الممالك الأوروبية، خاصة مملكة الفرنجة، مما ساعد في دعم الدولة البابوية ضد التهديدات الخارجية، كالغزوات اللومباردية والفايكنغ. كما كان مدافعًا قويًا عن التعليم الديني وأمر بتحسين تنظيم حياة الرهبان والكرادلة. كذلك اهتم بندكت الثالث بحماية الممتلكات الكنسية وميراث الكنيسة، وعمل على حفظ التقاليد الليتورجية، مع دعم نشر النصوص الدينية واللاهوتية، مما ساعد على استمرارية الثقافة المسيحية في أوروبا الغربية. توفي في 17 سبتمبر 858، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ البابوي كبابا جمع بين الحكمة السياسية والقيادة الروحية، وساهم في تعزيز قوة الكنيسة واستقرارها في فترة كانت تتسم بالتقلبات والصراعات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليون الرابع | الولادة: 790 الوفاة: 855 البابا القديس ليون الرابع هو البابا رقم 103 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 847 حتى وفاته في 17 يوليو 855. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا وكاتبًا لاهوتيًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، اشتهر بعلمه وحكمته وتقواه. تميزت حبريته بفترة صعبة تعرضت فيها روما لهجمات متكررة من الفايكنغ، فعمل ليون الرابع على تعزيز دفاعات المدينة وبنى أسوارًا لتحصين العاصمة البابوية، مما ساهم في حماية المدينة من الغزوات. كما اهتم بإصلاح الحياة الدينية وتنظيم الكنيسة، وشجع على نشر التعليم المسيحي وتقوية الرهبنة. كان ليون الرابع رجل سلام وحكمة، وعمل على توطيد العلاقات مع الملوك المسيحيين في أوروبا، خاصة مع مملكة الفرنجة، لدعم الدولة البابوية في وجه التحديات السياسية والدينية. توفي في 17 يوليو 855، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُكرم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية لفضائله ودوره في حماية وتعزيز الكنيسة خلال فترة حرجة من تاريخها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| سرجيوس التانى | الولادة: 790 الوفاة: 847 البابا سرجيوس الثاني هو البابا رقم 102 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 844 حتى وفاته في 27 يناير 847. وُلد في روما وكان كاهنًا ورجل دين بارز قبل انتخابه، معروف بتقواه وزهده واهتمامه الكبير بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته القصيرة التي استمرت حوالي ثلاث سنوات، واجه سرجيوس الثاني تحديات كبيرة، منها التوترات السياسية في روما والتهديدات الخارجية، لا سيما هجمات الفايكنغ واللومبارديين. عمل على تعزيز الدفاعات وحماية ممتلكات الكنيسة، كما سعى إلى دعم الرهبنة وإصلاح الحياة الدينية داخل الكرسي الرسولي. توفي في 27 يناير 847، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ الكنسي كبابا مخلص عمل على حفظ وحدة الكنيسة وتعزيز مكانتها في فترة مضطربة من تاريخ الدولة البابوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| جريجوري الرابع | الولادة: – الوفاة: – البابا جريجوري الرابع هو البابا رقم 101 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 827 حتى وفاته في 25 يناير 844. وُلد في روما، وكان كاهنًا ورجل دين مثقف قبل انتخابه، اشتهر بحكمته وإيمانه العميق، واهتمامه بشؤون الكنيسة والدفاع عن العقيدة الكاثوليكية. خلال حبريته، واجه جريجوري الرابع تحديات كبيرة، أبرزها التصدي للغزوات الخارجية، خاصة من الفايكنغ الذين هاجموا السواحل الإيطالية، فعمل على تنظيم الدفاعات وحث الملوك المسيحيين على حماية الأراضي المسيحية. كما دعم بشدة تكريم الأيقونات، ووقف ضد محاولات محطمي الأيقونات في الشرق. بالإضافة إلى ذلك، قام بإصلاحات دينية وتعليمية، وشجع على تطوير الموسيقى الكنسية والليتورجية. كما عزز جريجوري الرابع العلاقة مع ملوك الفرنجة، خاصة لويس الورع، وواصل بناء الدولة البابوية، واهتم بتنظيم شؤون الكنيسة الداخلية في ظل التوترات السياسية والدينية التي كانت تحيط بها. توفي في 25 يناير 844، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كبابا حازم وحامي للإيمان في زمن مليء بالتحديات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| فالنتين البابا | الولادة: – الوفاة: – البابا فالنتين هو شخصية غامضة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إذ يُعتقد أنه كان كاهنًا ورجل دين كاثوليكي في روما خلال أوائل القرون المسيحية، ولكن هناك قليل من المعلومات الموثقة عنه أو عن حبريته، وقد لا يكون قد تولّى السدة البابوية رسميًا كبابا معترف به في القائمة الرسمية للباباوات. يُذكر اسمه في بعض المصادر القديمة كواحد من رجال الدين الذين خدموا الكنيسة في فترات مضطربة أو غير موثقة جيدًا، وربما كان له دور روحي محلي مهم. لذلك، لا توجد تفاصيل دقيقة عن فترة خدمته، ولا عن مكان دفنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ايجين الثاني | الولادة: 780 الوفاة: 827 البابا إيجين الثاني هو البابا رقم 99 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 11 مايو 824 حتى وفاته في 27 أغسطس 827. وُلد في روما وعمل ككاهن ورجل دين بارز قبل انتخابه، حيث عُرف بتقواه وزهده واهتمامه بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته القصيرة، واصل إيجين الثاني تعزيز الاستقرار في الدولة البابوية، وحرص على الحفاظ على الممتلكات الكنسية وتنظيم الرهبنة، كما دعم إصلاحات دينية تهدف إلى تعزيز التقوى والالتزام في صفوف رجال الدين. واجه تحديات سياسية داخلية مرتبطة بالصراعات بين الفصائل النبيلة في روما، لكنه تعامل معها بحكمة وحزم. توفي في 27 أغسطس 827، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ البابوي كشخصية متواضعة ومخلصة، ساهمت في الحفاظ على وحدة الكنيسة واستقرارها في فترة صعبة من تاريخ الدولة البابوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| باسكال الأول | الولادة: 775 الوفاة: 824 البابا باسكال الأول هو البابا رقم 98 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 26 يناير 817 حتى وفاته في 11 فبراير 824. وُلد في روما لعائلة نبيلة، وكان كاهنًا متميزًا وكاتبًا لاهوتيًا قبل انتخابه، عُرف بعلمه وثقافته الواسعة، وباهتمامه العميق بشؤون الكنيسة وتنظيمها. خلال حبريته، واصل تعزيز استقلالية الدولة البابوية، وعمل على إصلاحات دينية وإدارية داخل الكنيسة، كما كان حريصًا على دعم الرهبنة وتشجيع حياة التقوى والزهد. اهتم أيضًا بحماية حقوق الكنيسة وأملاكها، وواجه تحديات سياسية داخلية وخارجية في روما وأوروبا، معتمداً على الحكمة والاعتدال في التعامل مع هذه القضايا. ساهم باسكال الأول في تطوير الحياة الليتورجية، وحرص على تعزيز الوحدة داخل الكنيسة الكاثوليكية. توفي في 11 فبراير 824، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر كواحد من البابوات الذين سعوا للحفاظ على استقرار الكنيسة وتعزيز دورها الروحي والسياسي في أوروبا خلال فترة حرجة من تاريخها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الرابع | الولادة: 770 الوفاة: 817 البابا ستيفان الرابع (باللاتينية: Stephanus V) هو البابا رقم 97 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من يونيو 816 حتى يناير 817، في واحدة من أقصر الحبريات البابوية، لكنها كانت مهمة من الناحية الرمزية والسياسية. وُلد في روما لعائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء ضمن الدولة البابوية، ونشأ في محيط كنسي، حيث خدم ككاهن معروف بالفضيلة والمعرفة، مما أهّله ليكون شخصية موثوقة في البلاط البابوي. بعد وفاة البابا ليون الثالث، انتُخب ستيفان الرابع بسرعة لتجنّب أي فراغ سياسي، وفي خطوة بارزة قام مباشرة بالسفر إلى مدينة ريمس في بلاد الفرنجة، حيث توّج الإمبراطور لويس الورع (ابن شارلمان) إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا، في تأكيد واضح لاستمرار دور البابا في شرعنة السلطة الإمبراطورية. هذه الخطوة رسّخت التحالف بين البابوية والإمبراطورية الكارولنجية، وشددت على أن سلطة الإمبراطور لا تكتمل إلا من خلال مباركة الكنيسة. رغم قصر حبريته، أظهر ستيفان الرابع اهتمامًا بالحياة الليتورجية والكنسية، وسعى إلى تهدئة التوترات الداخلية في روما وتعزيز الاستقرار ضمن أراضي الدولة البابوية. توفي في 24 يناير 817 بعد نحو سبعة أشهر من انتخابه، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُذكر في التاريخ البابوي كشخصية هادئة وحكيمة حافظت على توازن الكنيسة في مرحلة انتقالية دقيقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ليون الثالث | الولادة: 750 الوفاة: 816 البابا ليون الثالث هو البابا رقم 96 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 26 ديسمبر سنة 795 حتى وفاته في 12 يونيو 816. وُلد في روما لعائلة تنتمي إلى الدولة البابوية، ونشأ في بيئة كنسية عُرف فيها بورعه واهتمامه بالعلم واللاهوت، فخدم ككاهن وموظف إداري بارز في البلاط البابوي قبل انتخابه، واشتهر بكونه كاتبًا حاذقًا ورجل دين مثقف. برز ليون الثالث في التاريخ الكنسي والسياسي بوصفه البابا الذي توّج شارلمان إمبراطورًا للغرب في يوم الميلاد سنة 800 في كنيسة القديس بطرس، وهو الحدث الذي أسس لما سُمّي لاحقًا بـ”الإمبراطورية الرومانية المقدسة”. كان هذا التتويج خطوة حاسمة في انتقال مركز القوة المسيحية من بيزنطة إلى أوروبا الغربية، ومهد لتحالف وثيق بين البابوية والسلطة الكارولنجية. رغم ذلك، واجه ليون الثالث تحديات داخلية كبيرة، إذ تعرّض لمحاولة اغتيال ونُفي لفترة وجيزة من روما على يد خصومه السياسيين، لكنه عاد إليها بدعم من شارلمان، مما عزز مكانته كزعيم روحي وزمني. تميّزت حبريته أيضًا بدفاعه عن استقلال الكنيسة وتعزيز تنظيمها، وقد عمل على إصلاح الطقوس وتثبيت سلطة البابوية في مختلف المناطق الغربية. توفي ليون الثالث في 12 يونيو 816، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. ويُذكر في التاريخ كأحد البابوات الذين جمعوا بين الحنكة السياسية والرؤية الدينية، وأسهموا في تشكيل ملامح العصور الوسطى المسيحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أدريان الأول | الولادة: 700 الوفاة: 795 البابا أدريان الأول هو البابا رقم 95 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من 1 فبراير 772 حتى وفاته في 25 ديسمبر 795، ليكون من أطول البابوات حُكمًا في التاريخ. وُلد في روما لعائلة نبيلة تنتمي إلى الدولة البابوية، وتدرّج في الرتب الكنسية حتى صار كاهنًا بارزًا معروفًا بورعه وثقافته، وكان أيضًا مؤلفًا ومُفسرًا لاهوتيًا مهتمًا بإصلاح الحياة الكنسية وحماية العقيدة. خلال حبريته، أقام تحالفًا وثيقًا مع شارلمان، ملك الفرنجة، الذي أصبح لاحقًا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وكان لهذا التحالف دور كبير في تعزيز استقلالية الدولة البابوية عن النفوذ البيزنطي، وترسيخ سلطة البابا الزمنية والدينية في وسط إيطاليا. كما شارك البابا أدريان الأول بدور فعال في الدفاع عن تكريم الأيقونات، وراسل الكنائس الشرقية دعمًا لمقررات مجمع نيقية الثاني (787) ضد محطّمي الأيقونات. كذلك اهتم بالترميمات المعمارية في روما، خاصة في كنيسة القديس بطرس، وشجع على نسخ الكتب الدينية وتنظيم الحياة الرهبانية. توفي في 25 ديسمبر 795، بعد نحو 23 عامًا من الخدمة، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث لا يزال يُذكَر كواحد من أهم البابوات في القرن الثامن، إذ جمع بين الرؤية السياسية والبُعد الروحي، وأسهم في ترسيخ سلطة الكرسي الرسولي في قلب أوروبا المسيحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الثالث | الولادة: 720 الوفاة: 772 البابا ستيفان الثالث هو البابا رقم 94 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد انتُخب في 7 أغسطس سنة 768 في فترة مضطربة شهدت صراعات داخلية على السلطة في روما بعد وفاة البابا بولس الأول. وُلد في صقلية لعائلة شرقية الأصل، وترهب في دير القديس إيراسموس، حيث عُرف بتقواه ومعرفته اللاهوتية، فبرَز ككاهن مثقف ورجل دين محنّك. بعد سلسلة من الانقسامات والانتخابات المتنازع عليها، تم اختياره بالإجماع من قِبل رجال الكنيسة والشعب ليقود الكنيسة في واحدة من أكثر المراحل حساسية من تاريخ الدولة البابوية. خلال حبريته، واجه تحديات سياسية كبيرة، منها محاولة بعض القوى اللومباردية السيطرة على روما، كما اضطر إلى التعامل مع آثار الصراع بين الفئات النبيلة داخل المدينة. في الوقت نفسه، واصل تعزيز علاقات الكنيسة مع مملكة الفرنجة، تأكيدًا لاستقلال الكرسي الرسولي عن التأثيرات البيزنطية واللومباردية. دافع أيضًا عن العقيدة الكاثوليكية ضد التأثيرات العقائدية المنحرفة، وسعى إلى إصلاح الحياة الكنسية. توفي البابا ستيفان الثالث في 24 يناير سنة 772، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يُذكر في التاريخ الكنسي كبابا حكيم قاد الكنيسة بثبات في زمن من الفوضى والصراعات الداخلية، وأسهم في صون وحدة الكنيسة واستقلالها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| القديس بولس الأول | الولادة: 700 الوفاة: 767 القديس بولس الأول القديس بولس الأول هو البابا رقم 93 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 757 إلى 767، ويُعد من الشخصيات الروحية البارزة في بدايات الدولة البابوية، التي كانت قد بدأت تتشكل سياسيًا في أعقاب تحالف الكرسي الرسولي مع مملكة الفرنجة. وُلد بولس في روما لعائلة نبيلة، وكان شقيقًا للبابا ستيفان الثاني، ورافقه في العديد من المهام الكنسية والدبلوماسية، مما أكسبه خبرة واسعة في شؤون الكنيسة والسياسة. قبل انتخابه بابا، خدم ككاهن ومُفسّر ولاهوتي، وامتاز بعلمه وكتاباته ومشاركته في الدفاع عن الإيمان الكاثوليكي في وجه التيارات البيزنطية المعادية لتكريم الأيقونات. بوصفه بابا، عمل بولس الأول على تعزيز استقلال الكرسي الرسولي عن الإمبراطورية البيزنطية، ووطّد العلاقات مع بيبين القصير، ملك الفرنجة، مما عزّز سيادة البابوية السياسية والدينية في إيطاليا. كما دعم الرهبنة، واهتم بحفظ الآثار المقدسة، ونقل العديد من رفات القديسين من المناطق المهددة إلى روما، حفاظًا عليها. وقد كان رجل سلام، وسعى إلى التوفيق بين الفرقاء في ظل صراعات سياسية ودينية متعددة. توفي في 28 يونيو 767، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، ويُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية، إذ يُحتفل بذكراه في بعض الطقوس في يوم وفاته، لما عُرف عنه من قداسة السيرة وحكمة القيادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان الثاني | الولادة: 714 الوفاة: 757 البابا ستيفان الثاني هو البابا رقم 92 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد انتُخب في 26 مارس سنة 752 بعد وفاة البابا زكريا. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان كاهنًا ورجل دين بارزًا عُرف بورعه وحكمته، وقد خدم في الكنيسة لسنوات قبل اختياره بابا. جاء انتخابه في وقت حساس من تاريخ الكنيسة، حيث كانت الإمبراطورية البيزنطية تضعف في إيطاليا، وتهديد اللومبارديين يتزايد. خلال حبريته، سعى ستيفان الثاني إلى تأمين دعم سياسي وعسكري للكرسي الرسولي، فقام بتحالف تاريخي مع الفرنجة، وسافر بنفسه إلى بلاد الغال للقاء بيبين القصير، طالبًا المساعدة ضد اللومبارديين. هذا التحالف أدى لاحقًا إلى تأسيس ما عُرف بـ”الدولة البابوية”. ستيفان الثاني تُوِّج رسميًا كبابا بعد وفاة المنتخب السابق الذي لم يُتوّج، ولذلك يبدأ به بعض المؤرخين الترقيم الفعلي للبابوات بهذا الاسم. توفي في 26 أبريل 757 بعد حبريّة دامت خمس سنوات، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يظل يُذكر كأحد البابوات الذين ساهموا في التحول السياسي الكبير للكرسي الرسولي من التبعية البيزنطية إلى التحالف مع الغرب اللاتيني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ستيفان البابا المنتخب | الولادة: – الوفاة: 752 البابا ستيفان الثاني (Stephen II) كان البابا رقم 92 على الكرسي الرسولي، وقد انتُخب في مارس 752 وتوفي في أبريل من العام نفسه، قبل أن يُتوج رسميًا، لذلك يُشار إليه أحيانًا بالبابا “المنتخب” فقط، ولا يُدرج رسميًا في بعض قوائم البابوات. ومع ذلك، فإن البابا الذي خَلَفه يُعرف أيضًا باسم ستيفان الثاني في بعض التقاليد، مما يخلق التباسًا في الترقيم البابوي. وُلد ستيفان في روما لعائلة رومانية نبيلة، وكان كاهنًا مثقفًا ورجل دين بارزًا قبل انتخابه. بعد انتخابه بابا، توفي فجأة بعد أيام قليلة، في 25 أبريل 752، نتيجة سكتة دماغية على الأرجح، قبل أن يُقام له التتويج البابوي الكامل. وُوري الثرى في كنيسة القديس بطرس القديمة في الفاتيكان، قرب ضريح القديس بطرس، وفق التقاليد البابوية المتبعة حينها. وبسبب وفاته قبل التتويج، وقع خلاف تاريخي حول ما إذا كان يُعد بابا فعليًا، ما أدى إلى اختلاف في تسلسل أرقام البابوات اللاحقين الذين حملوا اسم “ستيفان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| زكريا البابا | الولادة: 679 الوفاة: 752 البابا زكريا كان بابا الكنيسة الكاثوليكية (رقم 91) من عام 741 حتى 752، وهو آخر بابا من أصول شرقية يونانية أو بيزنطية قبل عصور طويلة من السيطرة اللاتينية على الكرسي الرسولي. وُلد في كالابريا (جنوب إيطاليا) لعائلة من أصول يونانية بيزنطية، وتلقّى تعليماً لاهوتياً متقدماً، فبرز ككاهن وكاتب لامع ومترجم مثقف، أتقن اليونانية واللاتينية، وشارك في نقل نصوص لاهوتية مهمة من اليونانية إلى اللاتينية، مما ساهم في نقل التراث الشرقي إلى الغرب. كان رجل دين حكيمًا ودبلوماسيًا بارزًا، لعب دورًا مهمًا في تثبيت علاقة الكنيسة بالفرنجة، إذ كان أول بابا يبارك صعود بيبين القصير إلى العرش، ممهدًا بذلك الطريق لتحالف الكنيسة مع الدولة الكارولنجية. كما عمل على تنظيم الكنيسة في إيطاليا ومواجهة التحديات السياسية والدينية في زمنه، خاصة تلك القادمة من الإمبراطورية البيزنطية التي بدأ نفوذها يتراجع في الغرب. يُذكر البابا زكريا كواحد من الشخصيات اللامعة في فترة ما قبل التغيير الكبير في العلاقة بين روما وبيزنطة، وترك أثرًا ثقافيًا ولاهوتيًا يستمر حتى اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| غريغوريوس الثالث | الولادة: – الوفاة: 741 غريغوريوس الثالث (جريجوري الثالث) (رقم 90)كان بابا الكنيسة الكاثوليكية من عام 731 حتى وفاته عام 741، ويُعدّ أول وآخر بابا سوري الأصل في تاريخ الفاتيكان. وُلد في سوريا (على الأرجح في دمشق أو محيطها) في أواخر القرن السابع، وتلقّى تعليماً لاهوتياً وثقافياً عميقاً في البيئة السريانية-البيزنطية التي كانت غنية بالعلوم والفلسفة. عُرف بورعه وعلمه، وكان كاهناً وكاتبًا متمرسًا قبل انتخابه بابا. تولّى منصبه في فترة حرجة تزامنت مع ازدياد نفوذ الأيقونات في العبادة، فوقف بقوة ضد تحطيم الأيقونات الذي دعا إليه الإمبراطور البيزنطي لاون الثالث، ودعم تكريم الصور المقدسة، ما أدّى إلى توتر بين روما والقسطنطينية. إلى جانب ذلك، عزز الوجود الكاثوليكي في أوروبا من خلال دعمه للمبشرين في الأراضي الجرمانية، مثل القديس بونيفاس، وأسهم في تنظيم الكنيسة هناك. غريغوريوس الثالث كان شخصية بارزة في الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية، ويُذكر كواحد من المثقفين الشرقيين الذين أثّروا في مسيرة الكنيسة الغربية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أكسيميوس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – مار أكسيميوس الرهاوي (Euthymius of Reshaina) هو قديس ورهبان بارز من القرن السابع الميلادي، ينتمي إلى مدينة الرها (الآن أورفة في جنوب شرق تركيا)، وهي مدينة ذات أهمية روحية وثقافية في التاريخ السرياني. يُعرف مار أكسيميوس برهبانيته الصارمة وحياته الزهدية التي امتدت في قلب بيئة مليئة بالتحديات الدينية والسياسية، خاصة خلال فترة الفتح الإسلامي التي شهدتها المنطقة. حياته الروحية كرّس مار أكسيميوس نفسه منذ شبابه للنسك والرهبنة في أديرة الرها والمناطق المحيطة بها، متبعًا تقاليد الآباء النسّاك في الشرق، التي تركز على الصلاة المستمرة، الزهد، والتأمل العميق في أسرار الإيمان. عُرف بتواضعه العظيم وصدقه في التعبد، ما جعله مثالًا روحيًا يُحتذى به بين رهبان زمانه. كان أيضًا مرشدًا روحيًا ذا حكمة عالية، ساعد الكثيرين على اجتياز صراعات الحياة الروحية، مؤمنًا بأن التوبة والقلب المتواضع هما طريق النجاة والاتحاد بالله. كان يُمارس حياة العزلة أحيانًا، لكنه لم ينقطع عن خدمة الجماعة والتعليم الروحي. أثره وتعاليمه مار أكسيميوس الرهاوي ترك إرثًا روحيًا غنيًا، حيث تُنسب إليه عدة أقوال وتعاليم حول أهمية النعمة الإلهية، والصبر في المحن، والحياة الباطنية. كما يُقال إنه كان من المدافعين عن التقاليد السريانية في مواجهة التغيرات الثقافية والسياسية التي مرت بها المنطقة. تُذكر سيرته في السنكسارات السريانية، ويُحتفى به كأحد أعمدة النسكية السريانية في القرن السابع، ويُعتَبَر قدوة للرهبان والنسّاك في المنطقة. مار أكسيميوس الرهاوي هو نموذج للنسّاك الذين، رغم تقشفهم وعزلتهم، كان لهم صوت واضح في تشكيل الحياة الروحية والتعليم اللاهوتي في الكنيسة السريانية في فترة انتقالية حساسة من تاريخ الشرق المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار سليمان الملاكي | الولادة: – الوفاة: – مار سليمان الملاكي (Solomon the Kingly) هو قديس بارز في التراث السرياني من القرن العاشر الميلادي، عرف بلقب “الملاكي” الذي يشير إلى مكانته الرفيعة أو إلى روح الملكية الروحية التي تجسّدها حياته. عاش في فترة شهدت تغيرات دينية وسياسية كبيرة في الشرق المسيحي، مع استمرار تأثير الحضارة الإسلامية على المجتمعات السريانية، مما أضاف إلى حياته تحديات في الحفاظ على الإرث الروحي والتقليدي لكنيسة المشرق والكنائس السريانية. حياته الروحية ودوره مار سليمان الملاكي كان راهبًا وزاهدًا عميق التأمل، حيث كرس حياته للنسك والتقشف، ملتزمًا بالصلاة الدائمة والتأمل في كلمة الله. تميز بأسلوب حياة يجمع بين الحزم الروحي والرحمة، واعتبر مرشدًا روحيًا للعديد من التلاميذ والرهبان في الأديرة السريانية. عُرف أيضًا بحكمته في إدارة شؤون الجماعة الرهبانية، ما جعل منه شخصية محورية في الحياة الكنسية في عصره. أثره وتعاليمه ترك مار سليمان أثرًا ملموسًا في مجال التعليم الروحي، حيث كان يُعلي من شأن الحياة الداخلية والتوبة المستمرة، مؤكدًا على ضرورة تحقيق السلام الروحي والاتحاد بالله. كما شجع على العمل الاجتماعي في إطار الحب المسيحي، معتبرًا أن الزهد لا يعني الانعزال الكامل عن خدمة الآخرين. تم ذكره في بعض السنكسارات السريانية كقديس وراهب حكيم، وكان له تأثير في تطوير الحياة الرهبانية في الأديرة الشرقية خلال القرن العاشر. مار سليمان الملاكي يمثل نموذج الراهب الملكي الذي يجمع بين السلطة الروحية والوداعة، حاملاً شعلة الإيمان وسط تقلبات العصر، ومُشعلاً نورًا في التاريخ الروحي للكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ثيودور الموبسويتي | الولادة: 350 الوفاة: 428 مار ثيودور الموبسويتي (Theodore of Mopsuestia) هو أحد أعظم اللاهوتيين المسيحيين في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ويُعتبر مؤسسًا بارزًا للمدرسة الأنطاكية في اللاهوت. وُلد في مدينة موبسويتيا (المعروفة اليوم بمورسيا في تركيا) حوالي عام 350م، وتوفي نحو عام 428م، وقد ترك إرثًا عميقًا أثر في تطور الفكر المسيحي واللاهوت الشرقي. حياته وتعليمه درس ثيودور في أنطاكية، مركز اللاهوت الكبير في تلك الفترة، حيث تلقى تدريبًا دقيقًا في تفسير الكتاب المقدس وفلسفة اليونان القديمة. شغل منصب أسقف موبسويتيا، وكان معلمًا وأبًا روحيًا للعديد من التلاميذ الذين انتشروا في جميع أنحاء الشرق. كان ثيودور معروفًا بتفسيره الحرفي والمنطقي للكتاب المقدس، مع التركيز على التاريخ والسياق الثقافي للنصوص، ما جعله رائدًا في التفسير العلمي للنصوص المقدسة، بعيدًا عن التأويلات الرمزية أو الغنوصية. إسهاماته اللاهوتية أسس المدرسة الأنطاكية التي ركزت على دراسة الإنسان الكامل في المسيح، مبرزة الطبيعة الإنسانية الإلهية بشكل متوازن. عارض المذاهب الغنوصية والمونوفيزية، مؤكدًا على وحدة الشخص المسيحي وتمايز الطبيعتيْن (الإلهية والإنسانية) في المسيح. كتب العديد من التعليقات على أسفار العهدين القديم والجديد، والتي تُعد مصادر هامة لفهم اللاهوت المسيحي القديم. كان له تأثير كبير على اللاهوت السرياني، حيث استُخدمت كتاباته على نطاق واسع في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنائس المشرق. إرثه وأهميته مار ثيودور الموبسويتي يُعدّ أحد أعمدة الفكر المسيحي المبكر، وكان لجهاده في تأصيل العقيدة وتفسير الكتاب المقدس دور محوري في توجيه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. رغم تعرضه في بعض الأحيان للنقد والجدل، إلا أن تعاليمه ظلت محط احترام ودراسة حتى اليوم، ويُحتفى به كقديس ومعلّم روحي في العديد من التقاليد المسيحية الشرقية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إيولوغيوس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: 387 مار إيولوغيوس الرهاوي (Eulogius of Edessa) هو أسقف إديسا (الرها) في القرن الرابع الميلادي، وتوفي عام 387م، ويُعتبر من الشخصيات الكنسية الهامة في تاريخ الكنيسة السريانية. لعب دورًا بارزًا في تعزيز المسيحية في منطقة الرها خلال فترة كانت تشهد تحولات كبرى في الإمبراطورية الرومانية مع تبني المسيحية كديانة رسمية. 📜 حياته ودوره شغل مار إيولوغيوس منصب أسقف إديسا، حيث عمل على تقوية الإيمان المسيحي ونشر التعاليم الرسولية في المدينة ومحيطها. عُرف بحكمته وحرصه على تعليم الشعب والرهبان، كما كان من المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية ضد الهرطقات التي انتشرت في تلك الفترة، خاصة تلك المتعلقة بطبيعة المسيح. كانت فترة رئاسته للأسقفية مهمة، إذ رافق تحولات سياسية ودينية كبرى، ونجح في الحفاظ على وحدة الكنيسة وتعزيز دورها الروحي والاجتماعي في المجتمع. 🏥 إرثه وتعاليمه ترك مار إيولوغيوس أثرًا روحيًا كبيرًا من خلال خطبه وتعاليمه التي ركزت على التوبة، والمحبة، والإخلاص في الإيمان. كما كان له دور في دعم الأديرة والحياة الرهبانية في الرها، مما ساهم في ازدهار الحركة النسكية في المنطقة. يُحتفى به في الكنائس السريانية باعتباره نموذجًا للزعيم الكنسي الذي يجمع بين الحزم والرحمة، وهو قديس يُكرم في السنكسارات والتقاليد الشرقية. مار إيولوغيوس الرهاوي يبقى رمزًا للثبات في الإيمان والقيادة الروحية الحكيمة في زمن كانت الكنيسة بحاجة ماسة إلى مثل هذه الشخصيات لتثبيت أركانها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أبا نابوذصر | الولادة: – الوفاة: – مار أبّا نابوذصّر (Abā of Nineveh) هو أسقف نينوى في القرن السادس الميلادي، ويُعتبر من الشخصيات الروحية البارزة في تاريخ الكنيسة السريانية في العراق. عُرف بحياته الزهدية وتقواه العميقة، حيث قاد الكنيسة في نينوى خلال فترة اتسمت بالتحديات الدينية والاجتماعية. حياته ودوره شغل مار أبّا نابوذصّر منصب أسقف نينوى، وهي مدينة تاريخية ذات أهمية روحية كبيرة، وكان له دور بارز في تعزيز الحياة الكنسية وتنظيم شؤون الرعية. تميز بتفانيه في خدمة الكنيسة، واهتمامه الخاص بالرهبان والنسّاك، وكان معلمًا روحيًا يُلهم أتباعه على التوبة والعمل المسيحي الحقيقي. إرثه وتعاليمه كان مار أبّا نابوذصّر داعية للزهد والصلاة، وعرف بسيرته الطاهرة التي جسدت حياة القداسة والتقوى. دعّم الحياة الرهبانية في نينوى، وشجع على القراءة الروحية والتأمل في الكتاب المقدس. كما ركز في تعاليمه على التواضع، المحبة، والثبات في الإيمان وسط الظروف الصعبة. أثره وذكراه يُذكر مار أبّا نابوذصّر في السنكسارات السريانية كقديس ومعلّم روحي، ولهذا يحتفل به ضمن القديسين الذين ساهموا في بناء وتعزيز الكنيسة في العراق خلال العصور الأولى للمسيحية الشرقية. مار أبّا نابوذصّر يُعتبر نموذجًا للراعي الذي يعتني بجماعته بروح الأبوة والرعاية الروحية، ويعكس روح الكنيسة السريانية في فترة ازدهارها الأولى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوساب الرهباني | الولادة: 869 الوفاة: 979 مار يوساب الرهباني (Joseph Busnaya) هو ناسك ولاهوتي شرقي بارز من القرن العاشر الميلادي، عاش في الفترة بين 869 و979م. يُعتبر من أبرز الشخصيات الروحية والفكرية في التراث السرياني، حيث جمع بين حياة الزهد العميق والدراسة اللاهوتية الغنية التي أثرت بشكل كبير على الفكر المسيحي الشرقي. حياته الروحية والفكرية تعرّض مار يوساب للنسك والزهد منذ شبابه، حيث اتجه إلى حياة الانعزال والتأمل في الأديرة، مكرسًا نفسه للصلاة والتأمل في الأسرار الإلهية. لم يكتفِ بذلك فقط، بل طور أيضًا مساهمات فكرية قيمة في اللاهوت السرياني، مُقدمًا تفسيرات عميقة للنصوص المقدسة وتعاليم الكنيسة. عرف بنهج متوازن يجمع بين التجربة الروحية الحية والتفكير المنهجي، ما جعله مرشدًا روحيًا ومعلّمًا لعدد كبير من الرهبان والطلاب. إسهاماته وإرثه ترك مار يوساب آثارًا عديدة في الأدب اللاهوتي والتقليدي السرياني، حيث كتب مؤلفات تناولت موضوعات مثل الزهد، التوبة، الحياة الروحية، والعقيدة المسيحية. كما ساهم في نشر التقاليد الرهبانية وتطويرها، مما ساعد على ترسيخ النهج النسكي في الكنيسة الشرقية. يُعتبر من أهم المجددين الروحيين في عصره، حيث كانت كتاباته تشكل جسرًا بين التراث القديم والحاجات الروحية للعصور الوسطى في الشرق. مار يوساب الرهباني هو رمز للانسجام بين الفكر والتجربة الروحية، ويمثل أحد أعمدة اللاهوت النسكي السرياني في القرن العاشر، الذي ما زال يُستلهم منه حتى اليوم في الكنائس الشرقية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أغض | الولادة: – الوفاة: – مار أغض (Anahid) هي شخصية بارزة من القرن الخامس الميلادي، وتعتبر من الأمثلة المهمة على التحول الديني في التاريخ المسيحي المبكر، حيث كانت أميرة مجوسية (أي من الديانة الزرادشتية الفارسية القديمة) قبل أن تُقبل على المسيحية. يمثل مار أغض نموذجًا للتحول الروحي العميق والالتزام بالإيمان الجديد في ظل بيئة ثقافية ودينية معقدة. حياتها وقصتها نشأت مار أغض في بيئة ملكية مجوسية، وكانت جزءًا من الطبقة الحاكمة في بلاد فارس التي كانت تلتزم بالزرادشتية. لكنها اختارت طريقًا مختلفًا، فاعتنقت المسيحية بعد تجربة روحية عميقة، وتخلت عن معتقدات أسرتها ومجتمعها من أجل الإيمان بالمسيح. تحولت مار أغض إلى رمز للإيمان والثبات في مواجهة الضغوط الاجتماعية والسياسية التي كانت تحيط بها، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين في بلاد فارس وخارجها. أثرها وتأثيرها مار أغض لم تكن مجرد شخصية روحية بل أصبحت أيضًا رمزًا للمقاومة الروحية والتحرر من القيود الدينية التقليدية. يُحتفى بها في السنكسارات السريانية والشرقية كقديسة شهدت بالحق وكرّست حياتها للمسيح وسط بيئة معادية. قصتها تعكس صراع الإيمان والتقاليد في الشرق القديم، وتُبرز كيف يمكن للتحول الروحي أن يغير مجرى حياة الفرد والمجتمع. مار أغض تمثل صوت الأمل والتغيير في تاريخ المسيحية، خاصة في السياقات التي تتداخل فيها الديانات والثقافات، وهي تذكرة بقوة الإيمان وتأثيره العميق على حياة الإنسان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بلاطون | الولادة: – الوفاة: – مار بلاطون (Plato / Platon) هو قديس سرياني يُذكر ضمن تقاليد قديمة خاصة بكنيسة القديسين (Qadishe)، ويُعتقد أن سيرته تعود إلى فترة القرون الوسطى، رغم أن المعلومات عنه محدودة وغير موثقة بشكل واسع مقارنة بقديسين آخرين من التراث السرياني. خلفيته ودوره يُحتمل أن مار بلاطون كان راهبًا أو معلمًا روحيًا عاش في بيئة رهبانية سريانية، حيث برز بفضائل التقوى والتأمل والنسك. اسم “بلاطون” قد يكون تأثّرًا بالفلسفة اليونانية، وهو ما يعكس تأثير الفكر الهلنستي على بعض الشخصيات الروحية في الشرق المسيحي، لكنه مع ذلك تميز بالحياة الروحية البسيطة والالتزام الإيماني العميق. مكانته في التقليد السرياني على الرغم من ندرة التفاصيل الدقيقة، يُحتفى بمار بلاطون في السنكسارات والتقاليد السريانية كقديس ورمز للزهد والتقوى. يُذكر اسمه بين قائمة القديسين الذين ساهموا في الحفاظ على الروحانية المسيحية في فترات مضطربة، خصوصًا في الأديرة ومجتمعات الرهبان. مار بلاطون هو مثال على الشخصيات الروحية التي، رغم قلة المعلومات التفصيلية عنها، تظل حاضرة في الذاكرة الروحية للكنيسة السريانية كرمز للتقوى والالتزام بالمسيرة الرهبانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يشوع أو إشعيا | الولادة: – الوفاة: 969 مار يشوع أو إشعيا (Ignatius)، أسقف مليطينة في القرن العاشر الميلادي، هو شخصية كنسية بارزة اشتهر بزعامته الروحية وصلابته في الإيمان، حتى استُشهد حوالي عام 969م. يُعتبر من الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم دفاعًا عن الكنيسة وتعاليمها في فترة كانت تشهد صراعات دينية وسياسية عديدة في منطقة مليطينة (في جنوب شرق تركيا حالياً). حياته ودوره تولى مار يشوع أسقفية مليطينة، حيث عمل على تثبيت الإيمان بين المؤمنين وتوجيه الرعية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. عرف بحكمته وصبره، وكان مدافعًا قويًا عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية ضد كل أشكال الاضطهاد والهرطقات. استشهاده وإرثه توفي استشهادًا في حوالي عام 969م، وقد جسّد تضحياته روح التمسك بالإيمان حتى الموت، مما جعله قديسًا ومثلًا أعلى للمؤمنين في المنطقة وخارجها. يُحتفل بذكراه في الكنيسة السريانية وغيرها من الكنائس الشرقية التي تعترف بشهادة الشهداء. مار يشوع (إشعيا) أسقف مليطينة هو نموذج للثبات في الإيمان والوفاء في خدمة الكنيسة رغم الظروف الصعبة، ويُذكر بكل احترام وتقدير كأحد أعمدة الكنيسة في القرن العاشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ثابت الموصلي | الولادة: – الوفاة: – مار ثابت الموصلي المعروف أيضاً باسم ثيودوسيوس الموصلي (Theodosius of Mosul) هو قديس سرياني ذُكر اسمه في فهارس القديسين السريان، لكن تفاصيل حياته وفترته الزمنية غير محددة بدقة. ينتمي إلى التراث الروحي الغني لكنيسة المشرق والكنائس السريانية، ويُحتفى به ضمن قائمة القديسين الذين لهم مكانة روحية في الذاكرة المسيحية الشرقية. خلفيته ودوره على الرغم من ندرة المعلومات التفصيلية عنه، يُعتقد أن مار ثابت الموصلي كان شخصية روحية أو رهبانية من مدينة الموصل، التي كانت مركزاً دينياً وثقافياً هاماً في تاريخ المسيحية السريانية. من المحتمل أنه تميز بالزهد والتقوى، وربما كان له دور في الحياة الرهبانية أو الكهنوتية بالمنطقة. مكانته في التقليد السرياني يُذكر مار ثابت في فهرس القديسين السريان تقديراً لمكانته الروحية، حيث يحتفى به كقديس وراعي روحي. وهو رمز للحياة المسيحية الثابتة والمخلصة في زمن غير معروف لكنه بلا شك كان مؤثراً في مجتمعه. مار ثابت الموصلي يعكس أحد وجوه التراث المسيحي السرياني الذي يضم شخصيات عديدة عاشت حياة روحية مكرسة في مختلف مدن وقرى الشرق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار شمعونيه | الولادة: – الوفاة: – مار شمعونيه (Shmouni) هي شهيدة سريانية مبكرة تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الكنيسة السريانية، وتُذكر في النصوص التقليدية والسنكسارات باعتبارها رمزًا للثبات في الإيمان والتضحية من أجل المسيح. حياتها واستشهادها تعود قصة مار شمعونيه إلى فترة الاضطهادات المبكرة التي تعرض لها المسيحيون في الشرق، حيث عاشت مع أولادها في عهد الإمبراطور الروماني الذي كان يضطهد المسيحيين. رفضت مار شمعونيه التخلي عن إيمانها بالمسيح، وتحملت مع أبنائها ألوان التعذيب والاضطهاد بشجاعة وصبر. تعود أصول قصتها إلى العهد القديم – سفر المكابيين الثاني (167 ق.م). استشهدت شمعونيه مع أبنائها بعد أن رفضوا تقديم القرابين للأوثان، وأصبحت بذلك مثالاً للوفاء والثبات في مواجهة الإكراه والاضطهاد. إرثها وتأثيرها يُحتفى بمار شمعونيه كقديسة وشهيدة في الكنائس السريانية وغيرها من الكنائس الشرقية، حيث تُروى قصتها للتشجيع على الثبات في الإيمان رغم الصعوبات. تمثل رمزًا للأمومة الروحية التي تحمي الإيمان وتورّثه للأجيال القادمة عبر التضحية والمحبة. تُحتفل ذكراها في السنكسارات والتقاليد الطقسية، وتُعتبر شفيعة للأسر المسيحية التي تواجه التحديات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ميسابور | الولادة: – الوفاة: – مار ميسابور (Meharshabur) هو أحد القديسين الأوائل في التراث السرياني، يُذكر في قصص القديسين السريان كرمز للقداسة والتفاني في الإيمان المسيحي في العصور الأولى للكنيسة الشرقية. حياته ودوره الروحي على الرغم من قلة التفاصيل الدقيقة حول حياته، فإن مار ميسابور يُعرف بأنه من الأشخاص الذين عاشوا حياة تقوى وزهد، وكان مثالاً في الإيمان الثابت وسط ظروف الاضطهاد والمحن التي واجهها المسيحيون في الشرق. يروى عنه أنه كان ملتزمًا بالعيش وفق تعاليم المسيح، متحملاً الصعوبات من أجل الحفاظ على إيمانه. مكانته في التراث السرياني يُحتفى بمار ميسابور ضمن قائمة القديسين الذين ساهموا في ترسيخ الإيمان المسيحي في بيئات مليئة بالتحديات، ويُروى عنه في السنكسارات والقصص التقليدية التي تهدف إلى تشجيع المؤمنين على الثبات والتضحية من أجل الإيمان. مار ميسابور هو نموذج للقديس النسكي الذي سعى إلى القداسة من خلال الزهد والالتزام الروحي، ويظل اسمه جزءًا من الذاكرة الروحية للكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بطرس الرهينزي | الولادة: – الوفاة: – مار بطرس الرهينزي (Peter the Iberian) هو أحد أبرز الشخصيات اللاهوتية والدينية في القرن الخامس الميلادي ضمن التراث السرياني. وُلد في جورجيا (إيبيريا القديمة)، وعرف بتكريسه الرهباني وعلمه اللاهوتي العميق، ما جعله واحدًا من أعمدة الكنيسة السريانية وتأثيره امتد ليشمل الحياة الروحية والسياسية في المنطقة. حياته ومسيرته نشأ بطرس الرهينزي في أسرة نبيلة في إيبيريا، لكنه تخلى عن الحياة الدنيوية ليكرس نفسه للرهبنة واللاهوت. عاش حياة تقشفية وزهدًا عميقًا، وارتقى في المناصب الكنسية حتى أصبح رئيسًا دينيًا مؤثرًا في كنيسة المشرق والكنائس السريانية. كان معروفًا بحكمته وعلمه، وكتب العديد من النصوص اللاهوتية التي تركت أثرًا بارزًا في الفكر المسيحي الشرقي. إسهاماته وأثره كان مار بطرس الرهينزي واحدًا من أهم المعلمين الذين ساهموا في توضيح العقائد المسيحية ونشرها، كما كان له دور في دعم الحياة الرهبانية وتنظيمها. تعتبر كتاباته من المصادر الأساسية لفهم اللاهوت السرياني في تلك الحقبة، وقد أثرت على جيل واسع من الرهبان والأساقفة. مار بطرس الرهينزي يظل رمزًا للزهد والعلم اللاهوتي، وجسرًا بين الثقافات المسيحية في الشرق، وشخصية مركزية في تاريخ الكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار زعورا العمودي | الولادة: – الوفاة: – مار زعورا العمودي (Zoora the Stylite) هو ناسك سرياني عاش في القرن السادس، ويُعتبر من أبرز القديسين الذين اتبعوا طريقة العيش على الأعمدة، وهي ممارسة زهدية روحية اشتهرت في تقاليد الرهبنة الشرقية. حياته والزهد العمودي اختار مار زعورا العيش على عمود طويل، حيث قضى سنوات عديدة في حالة من العزلة والتأمل والصلاة، متجنبًا العالم الخارجي ومكرسًا نفسه بالكامل للتقوى والعبادة. هذا الأسلوب من الحياة، المعروف بـ”الزهد العمودي” أو “العمودية”، كان وسيلة للتطهير الروحي والتقرب إلى الله من خلال التضحية بالنفس والانقطاع عن ملذات الحياة الدنيوية. تأثيره الروحي حظي مار زعورا باحترام كبير من قبل المجتمعات المسيحية حوله، حيث اعتُبر نموذجًا للتقوى والثبات الروحي. كان الناس يأتون إليه طلبًا للنصح والبركة، ورُويت عنه قصص تظهر تأثيره الروحي العميق. مار زعورا العمودي يمثل صورة صوفية قوية في التراث السرياني، تجسد السعي نحو الكمال الروحي عبر الزهد والتأمل العميق، وهو من القديسين الذين ساهموا في تعزيز تقاليد الرهبنة الصارمة في الشرق المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار تيئودوتس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – مار تيئودوتس الرهاوي (Theodosius the Stylite) هو راهب ولاهوتي سرياني بارز من القرن السادس، اشتهر بحياته الزهدية كناسِك عمودي، حيث عاش على عمود لفترات طويلة كنوع من التعبد والتقرب إلى الله، وهو تقليد شائع في الرهبنة السريانية. حياته والزهد العمودي اختار مار تيئودوتس الرهاوي أسلوب العيش على عمود كدليل على تضحياته الروحية وعزلته عن ملذات الدنيا، حيث قضى سنوات عديدة في الصلاة والتأمل والتوبة، معززًا بذلك الروحانية والرغبة في الكمال الروحي. إسهاماته اللاهوتية إلى جانب حياته الزهدية، كان مار تيئودوتس راهبًا لاهوتيًا عميق التأمل، أسهم في تعليم اللاهوت السرياني ونشر مبادئه الروحية. عُرف بحكمته وتأملاته التي تركت أثرًا في الفكر الروحي والمسيحي في منطقة الرها (مدينة شهيرة في سوريا القديمة). مكانته في التراث السرياني يُحتفى بمار تيئودوتس كقديس يجمع بين الزهد العمودي والعمق اللاهوتي، وهو مثال حي على تلاقي التجربة الروحية مع الدراسة اللاهوتية في الكنيسة السريانية. يُذكر اسمه في السنكسارات والتقاليد الطقسية باعتباره واحدًا من أعمدة الرهبنة والزهد في القرن السادس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار جورجيوس بعلتان | الولادة: – الوفاة: – مار جورجيوس بعلتان (George of Bʿeltan) هو قديس سرياني من القرنين السابع والثامن، يُذكر ضمن الشخصيات الروحية واللاهوتية التي أثرت في الكنيسة السريانية في تلك الفترة. على الرغم من قلة المصادر التفصيلية حول حياته، إلا أن اسمه محفوظ في السنكسارات والتقاليد السريانية كشاهد على الزهد والتقوى. حياته ودوره كان مار جورجيوس بعلتان معروفًا بحياته الرهبانية المكرسة، حيث عاش حياة تقشف وتعبد في زمن اتسم بالاضطرابات السياسية والدينية في الشرق. تمجيده في التقاليد السريانية يعكس مكانته كرمز للإيمان الثابت والمثابرة الروحية في وجه التحديات. إرثه الروحي يُعتبر مار جورجيوس بعلتان مثالًا للقداسة التي تجمع بين الزهد والتقوى العميقة، وقد استُخدمت سيرته كمصدر إلهام للرهبان والمؤمنين في مجتمعه وامتد تأثيره عبر الأجيال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إبراهيم القشخري | الولادة: – الوفاة: – مار إبراهيم القشخري (Abraham of Kashkar) هو راهب ورائد إصلاح رهباني بارز عاش في بلاد ما بين النهرين في القرنين السادس والسابع. يُعتبر من الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في تجديد الحركة الرهبانية في المنطقة، حيث عمل على تنظيم الحياة الرهبانية وتعزيز الزهد والروحانية بين الرهبان. حياته ودوره في الإصلاح الرهباني برز مار إبراهيم كقائد روحي صاحب رؤية إصلاحية، حيث سعى إلى إصلاح النظام الرهباني من خلال التركيز على الانضباط الروحي والتقشف والتأمل العميق. عُرف عنه تشجيعه على العودة إلى المبادئ الأصلية للرهبنة، ومقاومته لأي انحرافات أو ترف قد يظهر في الحياة الرهبانية. تأثيره وإرثه كان لإصلاحات مار إبراهيم أثر كبير في توحيد الجماعات الرهبانية في بلاد ما بين النهرين، مما ساعد على تعزيز الحياة الروحية وتكريس الرهبان لخدمة الكنيسة بشكل أفضل. ترك أثرًا دائمًا في تقاليد الرهبنة الشرقية، حيث تُعتبر إصلاحاته نقطة محورية في تاريخ الرهبنة السريانية. مار إبراهيم القشخري يمثل مثالًا للزعيم الروحي الذي يجمع بين الحكمة والإصلاح، وساهم بشكل كبير في تحديث وتجديد الحياة الرهبانية في عصره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار مروذاس من مارتيروبوليس | الولادة: – الوفاة: – مار مروذاس من مارتيروبوليس (Maruthas of Martyropolis) هو أسقف ولاهوتي بارز عاش في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس، ويُعتبر من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكنيسة السريانية والكنيسة الشرقية بشكل عام. اشتهر بجهوده في الدفاع عن الإيمان المسيحي وتنظيم الكنيسة في مناطق الشرق. حياته ودوره تولى مار مروذاس أسقفية مدينة مارتيروبوليس (في المنطقة التي تعرف اليوم بجنوب تركيا وشمال العراق)، وكان معروفًا بحكمته وحنكته الدبلوماسية في التعامل مع السلطات المدنية والكنسية. لعب دورًا مهمًا في محاربة الهرطقات ودعم العقيدة النيقية، كما كان وسيطًا بارزًا بين الإمبراطورية البيزنطية والكنائس الشرقية. إسهاماته اللاهوتية والروحية كان مار مروذاس كاتبًا لاهوتيًا بارعًا، ترك عدة مؤلفات تناولت العقيدة المسيحية وقضايا الكنيسة، وركز على تعزيز الوحدة المسيحية والتصدي للانقسامات العقائدية. كما أسهم في تأسيس وتعزيز الرهبنة في منطقته، حيث شجع على حياة الزهد والعبادة. مار مروذاس من مارتيروبوليس يُعتبر شخصية محورية تجمع بين البعد الروحي والقيادة الدينية والسياسية، وله تأثير مستمر في التراث السرياني والكنيسة الشرقية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| إيليا الأول من بغداد | الولادة: – الوفاة: – مار إيليا الأول (أو إيليا الأول) هو شخصية كنسية بارزة في تاريخ الكنيسة الشرقية، خاصة في كنيسة المشرق، المعروفة أيضاً بـ “الكنيسة النسطورية”. شغل منصب جاثليق – بطريرك كنيسة المشرق، وغالبًا ما يُشار إليه بلقب “مار” (أي “القديس” أو “السيد” بالسريانية). معلومات أساسية عن مار إيليا الأول الاسم الكامل: مار إيليا الأول المنصب: جاثليق وبطريرك كنيسة المشرق الفترة التقريبية للخدمة: في القرن الحادي عشر الميلادي، وتحديدًا من سنة 1028 إلى 1049 م. الموقع الجغرافي: مقره كان في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية في ذلك الوقت، وكانت مركزًا مهمًا للثقافة المسيحية الشرقية. إنجازاته ومساهماته إصلاحات كنسية: يُنسب إليه دور في تنظيم الشؤون الكنسية والإدارية للكنيسة في وقتٍ كانت فيه تمر بتحديات داخلية وخارجية، منها العلاقات مع الدولة الإسلامية والاختلافات العقائدية داخل الكنيسة. الاهتمام بالتعليم: شجع على دراسة اللاهوت واللغة السريانية، وربما دعم المدارس الكنسية. علاقاته السياسية: كان يتعامل بحكمة مع الخلفاء العباسيين لضمان حماية الجماعة المسيحية تحت الحكم الإسلامي، وكان يُنظر إليه كرجل دبلوماسي حكيم. ملاحظات تاريخية يُعرف أحيانًا باسم إيليا الأول من بغداد. لا ينبغي الخلط بينه وبين بطاركة آخرين حملوا اسم “إيليا”، مثل إيليا الثالث أو إيليا السابع، الذين خدموا في عصور لاحقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إيليا الأول | الولادة: – الوفاة: 729 مار إيليا الأول هو شخصية روحية سريانية بارزة من القرن الثامن، توفي عام 729م. يُعرف عنه حياته الزهدية العميقة والتزامه الروحي الكبير، حيث لعب دورًا مهمًا في تعزيز الحياة الروحية والرهبانية ضمن الكنيسة السريانية في فترة مضطربة سياسيًا واجتماعيًا. حياته وروحه الزهدية عاش مار إيليا الأول حياة مكرسة للصلاة والتأمل، مبرزًا نموذجًا للتقوى والزهد الذي جذب إليه العديد من التلاميذ والمؤمنين. كانت حياته موجهة نحو تعزيز الروحانية الداخلية والارتباط بالله عبر الصلاة المستمرة والزهد في ملذات الدنيا. كان جاثليق وبطريرك كنيسة المشرق (التي تُعرف أحيانًا بالكنيسة النسطورية). شغل منصب الجاثليق (أي رئيس الأساقفة والبطريرك الأعلى) من سنة 726م حتى وفاته في 728 أو 729م. إسهاماته وتأثيره ساهم مار إيليا في تجديد الحياة الروحية للرهبان والمجتمعات المسيحية، وكان مصدر إلهام للكثيرين من خلال سيرته وتعاليمه. رغم قلة المصادر التفصيلية عنه، إلا أن اسمه محفوظ في التقاليد السريانية كقديس وراهب متفانٍ في خدمة الله. لم تُسجل تفاصيل كثيرة جدًا عن سيرته، لكن يُعرف أنه كان من الشخصيات المتعلمة وذوي الهيبة الروحية. عُرف بالحكمة والاستقامة، وكان له دور في تنظيم الأمور الكنسية والإدارية. يُحتمل أنه كان من خلفاء مار يشوعياب الثالث، وكان يعمل على متابعة إصلاحات كنسية وتعزيز العلاقات بين الأبرشيات. مار إيليا الأول يمثل مثالًا للقديس الزاهد الذي أثرى الحياة الروحية في الكنيسة السريانية خلال القرن الثامن، محاطًا بالاحترام والتقدير بين المؤمنين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار ديفيد الجرمانيقي | الولادة: – الوفاة: – مار ديفيد الجرمانيقي (David of Germanicea) هو راهب وناسك سرياني من القرن الثامن، معروف بتقواه وزهده العميق في منطقة جرمانيقيا (Germanicea)، الواقعة في جنوب شرق تركيا حالياً. تميز بحياة روحية مكرسة للصلاة والتأمل، وكان له تأثير كبير على الحركة الرهبانية في عصره. حياته الروحية والزهد عاش مار ديفيد حياة تقشف وانعزال، مكرسًا نفسه بالكامل للتوبة والتأمل، بعيدًا عن ملذات العالم، مما أكسبه احترامًا كبيرًا بين الرهبان والمؤمنين. كان يُعتبر نموذجًا للقداسة والتفاني في سبيل الله. تأثيره وإرثه ساهم ديفيد الجرمانيقي في تعميق الحياة الروحية في مجتمعه الرهباني، وكان مصدر إلهام للرهبان اللاحقين الذين تبنوا أسلوب حياته الزاهد. يُحتفى به في التقاليد السريانية كقديس وراهب نموذج. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار موسى الأنهلي | الولادة: – الوفاة: – مار موسى الأنهلي (Moses of Anhil) هو قديس سرياني عاش في القرن الثامن، ويُعرف عنه تقواه وزهده في منطقة الأنهيل، الواقعة في بلاد ما بين النهرين. تميز بحياة روحية عميقة مكرسة للصلاة والتأمل والعبادة، وكان نموذجًا للناسكي والزاهد في مجتمعه. حياته وزهده اختار مار موسى الأنهلي حياة الانعزال والابتعاد عن ملذات الدنيا، مركّزًا على التطهير الروحي والاتحاد بالله من خلال التأمل والصلاة المستمرة. عُرف بصبره وثباته في مواجهة التجارب، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في التراث الروحي السرياني. إرثه الروحي كان لمار موسى دور مهم في تعزيز الحياة الرهبانية والزهد في عصره، وأثرى الكنيسة بتعاليمه وحياته القدسية، التي شكلت مصدر إلهام للرهبان والمؤمنين عبر الأجيال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار فيلو القبرصي | الولادة: – الوفاة: – مار فيلو القبرصي (Philo of Carpasia) هو راهب وزاهد سرياني من القرن الثامن، اشتهر بحياته الروحية المكرسة للزهد والتأمل في منطقة قبرص، وتحديدًا في منطقة كاربازيا الواقعة في الطرف الشمالي الشرقي للجزيرة. يُعد من الشخصيات التي جسدت الروحانية العميقة للحركة الرهبانية في ذلك الوقت، والتي تميزت بالانسحاب الكامل من الحياة الدنيوية والانشغال بالصلاة والتقوى. الخلفية التاريخية والسياق في القرن الثامن، كانت منطقة قبرص تحت تأثير سياسي متغير بين الإمبراطورية البيزنطية والفتح الإسلامي، مما جعل الحياة الروحية والرهبانية تحديًا كبيرًا في مواجهة الظروف الاجتماعية والسياسية. في هذا الإطار، برز مار فيلو كراهب ملتزم بالزهد، مكرسًا جهوده للحفاظ على التقليد الروحي السرياني وسط هذه التحديات. حياته الروحية والزهد مار فيلو عاش حياة انعزال تام، بعيدًا عن ملذات الدنيا، متفرغًا للصلاة والتأمل والصوم، وهو أسلوب حياة كان معروفًا في الرهبنة السريانية. اعتمد على الصمت والعبادة المستمرة كوسيلة لتحقيق الاتحاد الروحي مع الله، معتبراً أن الانعزال هو طريق التوبة والتجديد الروحي. إسهاماته وتأثيره على الرغم من ندرة المعلومات التفصيلية عن أعماله، إلا أن سيرته كانت مصدر إلهام للعديد من الرهبان والتلاميذ في قبرص وخارجها. ساهم في تعزيز قيم الزهد والروحانية في مجتمعه، وترك أثرًا في الممارسة الرهبانية التي استمرت لقرون بعده في المنطقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار طومس العمودي | الولادة: – الوفاة: – مار طومس العمودي (Thomas the Stylite) هو قديس ورهبان سرياني بارز من القرن السابع، اشتهر بحياته الفريدة كناسِك عمودي، حيث اختار العيش فوق عمود مرتفع كجزء من زهد عميق وروحيته المتفردة. يُعتبر من أبرز أعمدة الرهبنة العمودية (Stylitism) التي انتشرت في العالم السرياني خلال العصور القديمة، والتي تجسد التفاني الكامل في الله عبر العزلة الجسدية والروحية. مار طومس عاش حياة مليئة بالصلاة المستمرة والتأمل العميق، متجنبًا العالم وملذاته، مجسدًا رمز التضحية والتفاني في سبيل التقرب من الله. الحياة على العمود لم تكن فقط وسيلة للزهد، بل كانت أيضًا شكلًا من أشكال النسك والتأديب الذاتي، وقد جذب إليه العديد من التلاميذ والمريدين الذين كانوا يستشيرونه ويطلبون بركته. إضافة إلى ذلك، لعب مار طومس دورًا روحيًا هامًا في مجتمعه، حيث كان مصدر إلهام ودعم روحي للسكان المحليين، موجهًا إياهم نحو حياة التقوى والابتعاد عن الخطايا. وقد ترك تأثيرًا عميقًا في التراث الروحي السرياني، حيث تم تخليده في العديد من النصوص والتقاليد التي تحكي عن حياته ومعجزاته. حياة مار طومس العمودي تعكس القمة في التعبير عن الزهد والتقوى، وهي شهادة حية على التنوع والغنى في أشكال التعبير الروحي داخل الكنيسة السريانية في القرن السابع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام … | آباء وقديسون | |
| مار مروثة التكريتي | الولادة: – الوفاة: – مار مروثة التكريتي (Marutha of Tikrit) هو أحد أبرز القديسين واللاهوتيين في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية خلال القرن السابع، حيث عاش في الفترة ما بين 628 و649م. يُعتبر مار مروثة أول المفريان الشرقيين (Patriarch) في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وهو منصب ديني مرموق يجمع بين القيادة الروحية والإدارية للكنيسة في منطقة المشرق. تولى مار مروثة هذا المنصب في فترة حرجة من تاريخ الكنيسة، حيث كان على رأس الكنيسة في وقت التغيرات السياسية والدينية العديدة التي شهدتها بلاد ما بين النهرين والمناطق المحيطة بها نتيجة الفتوحات الإسلامية وانتقال السلطة. تمكن من توحيد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الشرق، وتعزيز وحدتها العقائدية والتنظيمية في مواجهة الضغوط الخارجية. بالإضافة إلى دوره القيادي، كان مار مروثة عالمًا ولاهوتيًا بارعًا، حيث ساهم في تطوير الفكر اللاهوتي السرياني الأرثوذكسي ونشر تعاليم الكنيسة. كما كان له دور فعال في تعزيز الحياة الرهبانية وتنظيمها، مشجعًا الرهبان على الالتزام بالقيم الروحية والالتزام بالتقاليد القديمة مع استيعاب تحديات العصر. يرتبط اسم مار مروثة أيضًا بإرساله رسائل ومراسلات روحية مهمة، إضافة إلى جهوده في إصلاح الكنيسة وتنشيط الحياة الدينية بين المؤمنين في مجتمعه. ويُعتبر رمزًا للوحدة والقيادة الحكيمة في فترة تحولات كبيرة، ولا يزال يُحتفى به كقديس ومصلح رائد في التراث السرياني الأرثوذكسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أبيجوريوس الخوري | الولادة: – الوفاة: – مار أبيجوريوس الخوري (Apagius the Priest) هو شخصية روحية بارزة من القرن الخامس في التراث السرياني، عرف بتفانيه الكبير في خدمة الكنيسة ودوره كخوري (قس) مخلص وملتزم. عاش في فترة شهدت العديد من التحديات السياسية والدينية التي أثرت على المجتمعات المسيحية في الشرق، وكان من بين رجال الدين الذين حافظوا على الروحانية والتقاليد الكنسية وسط هذه الظروف. تميز مار أبيجوريوس بالخدمة الرعوية النشطة، حيث كان يهتم برعاية المؤمنين وتوجيههم روحيًا، مع التركيز على التعليم الكنسي والوعظ. كان نموذجًا للكاهن الزاهد الذي يعيش حياة بسيطة متواضعة، ملتزمًا بالصلاة والعمل من أجل خير مجتمعه. كان له دور في تعزيز الحياة الروحية بين الرهبان وأفراد الكنيسة، وساهم في نقل القيم المسيحية الأصيلة وتعزيز الإيمان وسط جماعته. رغم ندرة المصادر التفصيلية عنه، يُروى عنه كقديس وكاتب روحي له تأثير في مسيرة الكنيسة السريانية في ذلك العصر. تجسد حياة مار أبيجوريوس الخوري نموذج الخوري الذي يجمع بين التقوى العملية والقيادة الروحية، مع الالتزام بالخدمة المستمرة والعيش في محبة الله والناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بشاريوس بيت قطرية | الولادة: – الوفاة: – مار بشاريوس بيت قطرية (Bessarion of Beth Qatraye) هو قديس سرياني بارز عاش في القرنين السابع والثامن، وينتمي إلى منطقة بيت قطرية الواقعة في الجزيرة العربية، وهي منطقة معروفة بتقاليدها المسيحية السريانية العريقة. تميز مار بشاريوس بحياته الزهدية والروحانية العميقة، حيث عاش ناسكًا مكرسًا نفسه للصلاة والتأمل والعبادة، متجنبًا ملذات الدنيا ومعتكفًا على التقرب إلى الله. كان مار بشاريوس مثالًا للزهد والنسك في بيئة معقدة سياسيًا ودينيًا، حيث شهدت المنطقة تحولات كبيرة نتيجة الفتوحات الإسلامية وتغيرات الحكم، لكنه حافظ على تمسكه بالروحانية السريانية وتراثها الروحي. كان له دور في نقل وتعزيز التعاليم المسيحية بين المجتمعات المحلية، وخاصة في ظل التحديات التي واجهها المسيحيون في ذلك الوقت. سيرته تعكس التزامه العميق بالنسك والزهد، وكان مصدر إلهام للرهبان والمؤمنين الذين وجدوا فيه نموذجًا للتقوى والعيش الروحي المتكامل. وتُذكر ممارساته الروحية ونصائحه كجزء من التراث الروحي السرياني الذي ساهم في استمرار الحياة المسيحية في الجزيرة العربية والمناطق المجاورة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار سرغيوس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – مار سرغيوس الرهاوي (Sergius of Reshaina) هو شخصية بارزة من القرن الخامس، جمع بين مهنتين مميزتين؛ فقد كان طبيبًا وناسكًا روحيًا في الوقت ذاته، مما يجعله نموذجًا فريدًا في التراث السرياني. وُلد في منطقة رها (الراها)، وهي مدينة ذات أهمية دينية وثقافية في بلاد ما بين النهرين، واشتهر بمعرفته الواسعة في الطب والروحانية. في مجال الطب، كان مار سرغيوس من الأطباء المتميزين الذين أسهموا في تطوير العلوم الطبية في عصرهم، حيث امتلك معرفة متقدمة بالأعشاب والعلاجات الطبيعية، كما كان يهتم برعاية المرضى والجروح، مما جعله يحظى باحترام كبير بين الناس. وقد جمع بين الطب والرهبنة بطريقة نادرة، حيث اعتبر خدمة الجسد والروح أمرًا متكاملاً. أما من الناحية الروحية، فقد عاش حياة الزهد والنسك، مكرسًا نفسه للصلاة والتأمل والابتعاد عن ملذات الدنيا، وكان يهدف إلى تحقيق الكمال الروحي. حياته كنَسّاك طبيب جعلته مثالًا للتكامل بين العلم والدين، حيث كان يُنظر إليه كقديس ومُعلّم روحي إلى جانب كونه طبيبًا نافعًا لمجتمعه. يُذكر مار سرغيوس الرهاوي في العديد من المصادر السريانية كرمز للتفاني في خدمة الإنسان جسديًا وروحيًا، ويُحتفى به كقديس ملهم يجسد اتحاد المعرفة العلمية مع الحياة الروحية العميقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بولس المديني | الولادة: – الوفاة: – مار بولس المديني (Pelagius of Laodicea) كان أسقفًا على مدينة لاودكية (اللاذقية حاليًا) في القرن الرابع الميلادي، وبرز كأحد الوجوه الكنسية الأرثوذكسية في الشرق خلال فترة الاضطرابات اللاهوتية التي أعقبت مجمع نيقية (325م). خدم في وقت كانت فيه مدينة لاودكية مركزًا مهمًا في إقليم أنطاكية، المتأثر بالصراعات بين أتباع العقيدة النيقاوية والميل الآريوسي المنتشر في بعض الأوساط البيزنطية. رغم أن كتاباته لم تصل إلينا بشكل مباشر، إلا أن ذكره في بعض السجلات الكنسية يشير إلى مكانته كأسقف مستقيم التعليم ومدافع عن العقيدة الأرثوذكسية، في مواجهة التيارات اللاهوتية المنحرفة. وقد حافظ بولس المديني على دور رعوي وتعليمي مؤثر في منطقته، وأسهم في تثبيت الإيمان القويم بين مؤمني الكنيسة في سوريا الرومانية. اسمه ارتبط أحيانًا باسم “Pelagius” في المصادر الغربية، لكن تاريخه وسياقه يميزانه كشخصية شرقية مختلفة تمامًا، تعكس مرحلة باكرة من نضوج الكنيسة في المشرق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا بر أفتونيا | الولادة: – الوفاة: 538 مار يوحنا بر أفتونيا (John bar Aphtonia) هو أحد أعلام الكنيسة السريانية في القرن السادس، ويمثل جسراً حيّاً بين الفكر اليوناني والروحية السريانية. وُلد في مدينة إديسا (الرها) حوالي العام 480م، وتتلمذ على الفكر اللاهوتي السرياني واليوناني معًا. أبرز إنجازاته كان تأسيس دير قنسرى (Qenneshre) على ضفاف نهر الفرات في سوريا، والذي أصبح مركزًا رئيسيًا للفكر السرياني اليوناني، وخرّج أجيالًا من اللاهوتيين والمترجمين الذين لعبوا دورًا محوريًا في نقل التراث الفلسفي واللاهوتي من اليونانية إلى السريانية. دافع يوحنا عن العقيدة اللاخلقيدونية بعد مجمع خلقيدونية (451م)، فكان ديره ملجأً للعلماء والرهبان الذين رفضوا المذهب الخلقيدوني. امتاز أسلوبه بالدمج بين النسك العميق والثقافة الفلسفية، وكان لمدرسته تأثير بالغ على الكنيسة السريانية الأنطاكية. تُوفي حوالي عام 538م، لكن إرثه الفكري والروحي استمر في التأثير عبر القرون، خصوصًا من خلال دير قنسرى الذي عُرف بلقب “أثينا السريان”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار تومّا المبغوي | الولادة: – الوفاة: – مار تومّا المبغوي (Thomas of Mabbug) (بالسريانية: ܬܐܘܡܐ ܕܡܒܘܓ) هو أحد أبرز اللاهوتيين السريان في القرن السابع، ويُعتبر شخصية مهمة في التراث اللاهوتي الماروني، خاصة في الفترة التي شهدت تبلور الهوية العقائدية للكنيسة المارونية بعد مجمع خلقيدونية. عُرف بدوره المؤثر في الدفاع عن العقيدة الخلقيدونية، وترسيخ التعليم اللاهوتي باللغة السريانية في ظل تحوّلات سياسية ودينية كبرى في المشرق. الخلفية والسياق التاريخي نشأ مار تومّا في مبغوغ/منبج، وهي مدينة سريانية هامة في العهد البيزنطي، وكانت مركزًا للثقافة الهلينستية المسيحية. عاش في فترة تشتّت ديني بين عدة تيارات: السريان الأرثوذكس (اللاخلقيدونيين) البيزنطيين الخلقيدونيين النساطرة وفيها بدأت تظهر نواة الكنيسة المارونية التي تبنّت المجمع الخلقيدوني ومجمع القسطنطينية الثالث (681م). مؤلفاته ومساهماته اللاهوتية دفاع عن العقيدة الخلقيدونية: كتب مؤلفات دفاعية ضد الكنائس اللاخلقيدونية (وخاصة السريان الأرثوذكس). دافع عن مفهوم الطبيعتين في المسيح (اللاهوت والناسوت)، كما عبّر عنه مجمع خلقيدونية 451م. ساهم في توطيد الخط العقائدي للكنيسة المارونية الناشئة، التي كانت مرتبطة في تلك الفترة بالبطريركية الأنطاكية الخلقيدونية. التعليم بالعامية السريانية: استخدم اللغة السريانية الغربية، فساهم في تقريب المفاهيم اللاهوتية من المؤمنين العاديين، لا النخب فقط. تُنسب إليه شروحات لاهوتية لليتورجيا وتعاليم حول سرّ الفداء والتجسد. أبرز الأفكار اللاهوتية في تعليمه التأكيد على وحدة المسيح في شخصه، مع تمييز طبيعتيه (ضد المونوفيزية). الفداء كعمل محبة متبادل بين الله والإنسان. الكنيسة كمجتمع الإيمان الذي يحمل الاستمرارية الرسولية والتعليم الصحيح. الولاء للكرسي الأنطاكي مع استقلالية ليتورجية وتفسيرية عن الدولة البيزنطية. يُعدّ من الوجوه البارزة التي ساهمت في تشكيل اللاهوت الماروني في زمن ما قبل الانفصال الكامل عن السلطنة البيزنطية. تأثيره ظاهر في المدارس اللاهوتية المارونية اللاحقة في قنوبين وجبال لبنان. بعض أفكاره دُمجت في الصلوات الطقسية المارونية، خاصة حول سر التجسد والفداء. وفاته لا يُعرف تاريخ وفاته بدقة، لكن يُعتقد أنه توفي حوالي منتصف القرن السابع، على الأرجح في شمال سوريا. لا يوجد له مزار معروف، لكن يُذكر اسمه في تقليد بعض المدارس المارونية القديمة كمعلّم إيماني. ملاحظات إضافية منبج (Mabbug) التي سُمّي نسبةً إليها، المعروفة حاليًا باسم منبج شمال شرق حلب (سوريا حاليًا) كانت مركزًا للجدالات اللاهوتية في تلك الحقبة. لا تزال بعض كتاباته موجودة في المخطوطات السريانية، ولكن غير مطبوعة بشكل واسع حتى اليوم. يُحتمل أن يكون تلميذًا أو متأثرًا بـ مار مارون ومدرسته الروحية والعقائدية، وإن كان متأخرًا عنه بعدة قرون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا السدري | الولادة: – الوفاة: 648 مار يوحنا السدري (بالسريانية: ܝܘܚܢܢ ܕܣܝܕܪܐ) – المعروف أيضًا باسم يوحنا الثالث السدري (John of Sedre) هو أحد أبرز بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السابع، وقد تميّز بعمق لاهوته، وثراء صلواته الطقسية، ومساهماته في تنظيم الحياة الكنسية خلال فترة صعبة في تاريخ الكنيسة. 📜خلفيته وحياته وُلِدَ يوحنا في قرية بيت عليا، وأصبح راهبًا إما في دير جوبو بارويو، وفقًا لسجلات ميخائيل السرياني، أو في دير يوسيبونا، وفقًا لتاريخ الكنيسة لابن العبري، فدرس اليونانية والسريانية واللاهوت (علم الكلام). كُرِّسَ شماسًا، وأصبح فيما بعد سينسيلوس (سكرتيرًا) للبطريرك أثناسيوس الأول غيميلي. لقّب بـ”السدري” بسبب كثرة ما كتبه من صلوات السَدرو (ܣܕܪܐ) – وهي صلوات سريانية تُقرأ في الأوقات الطقسية الخاصة، مثل الصوم الكبير والجمعة العظيمة. تُعد صلواته من أجمل ما كُتب في الأدب الطقسي السرياني، وتتميز بجمال اللغة والتأملات اللاهوتية العميقة. في ختام الحرب الرومانية الساسانية 602-628، أُرسِلَ يوحنا للقاء الشاهنشاه أردشير الثالث شاه الإمبراطورية الساسانية، ثم بعد ذلك للسفر إلى دير القديس ماثيو بالقرب من نينوى في آشور لإعادة تأسيس الاتحاد بين السريان غير الخلقيدونيين في الإمبراطوريتين الرومانية والساسانية. وقد رحَّبَ به رئيس أساقفة الدير كريستوفر، والأرشمندريت أداي، والرهبان، وأقنعهم بالموافقة على استعادة الاتحاد. وبعد انعقاد مجمع في الدير واجتماع في تكريت انتهى إلى إعادة الاتحاد، عاد يوحنا إلى أثناسيوس مع كريستوفر والأساقفة جورج من سنجار، ودانيال من بني حضرة، وغريغوريوس من برمان، وياردفنة من شهرزول، والرهبان ماروثا التكريتي، وإيث علاء، وأها. وقد تَمَّ استعادة الاتحاد بين غير الخلقيدونيين في الإمبراطوريتين في وقت لاحق نتيجة لمهمة يوحنا. خَلَفَ يوحنا أثناسيوس بطريركًا لأنطاكية في عام 631 (حسب التقويم السلوقي: 942)، وكرَّسه رئيس الأساقفة إبراهيم النصيبيني. ذُكِرَ عام 630/631 م (حسب التقويم السلوقي: 942) باعتباره عام تكريس يوحنا من خلال تاريخي إيليا النصيبيني وميخائيل السرياني، بينما يذكر تاريختوما القسيس أن التاريخ هو عام 631/632 م (حسب التقويم السلوقي: 943)، ويضعه تاريخ زوكنين في عام 643/644 م (حسب التقويم السلوقي: 955). وبعد فترة وجيزة من صعوده إلى منصب البطريرك، شَهِدَ يوحنا هزيمة القوات الرومانية في سوريا والفتح الإسلامي لبلاد الشام. في بداية توليه منصب البطريرك، تبادَلَ يوحنا الرسائل مع رئيس أساقفة ماروثا التكريتي تزامنًا مع الفتح الإسلامي لبلاد فارس، مما سمح لماروثا بإبلاغ يوحنا عن اضطهاد السريان غير الخلقيدونيين في الإمبراطورية الساسانية من رئيس الأساقفة النسطوري برصوما في القرن الخامس. في السابق، كان السريان غير الخلقيدونيين في إيران ممنوعين من المراسلة مع إخوانهم في الدين في الإمبراطورية الرومانية، حيث كان النساطرة يُصنَّفُونهم على أنهم متعاطفون مع الرومان وجواسيس لهم. في مخطوطة واحدة بعنوان “مناظرة يوحنا والأمير” كُتِبَت في عام 874 م، ورد بالتفصيل أن أميرًا مسلمًا لم يُذكَر اسمه طلب مقابلة يوحنا للتعرف على المسيحية ومناقشة سلامة الكتاب المقدس، وألوهية المسيح، ومصادر القانون المسيحي. جَرَتْ المناظرة في 9 أيار 644، وحُدِّدَ الأمير على أنه عمير بن سعد الأنصاري. وفي المناظرة، طُلِبَ من يوحنا أن يتحدث نيابةً عن جميع المسيحيين، وأَشَادَ الخلقيدونيون الذين حضروا المناظرة بأدائه. كَتَبَ المخطوطة أحد سكرتيري يوحنا المسمى سيفيروس لطمأنة إخوانه في الدين على سلامته، وتكريم المسلمين له. وبناءً على طلب الأمير المسلم، تُرجِمَ يوحنا الإنجيل من السريانية إلى العربية بمساعدة مسيحيين عرب من قبائل بني عقيل وتنوخ وطيء. وكان الأمير قد طالب في البداية بإزالة الإشارة إلى اسم المسيح والمعمودية والصليب من الترجمة، لكنه تراجَعَ بعد رفض يوحنا احترامًا له. 🏥 مؤلفاته ومساهماته الصلوات الطقسية (السدروات): ألّف عددًا كبيرًا من صلوات الـ”سدرو”، والتي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في القدّاسات والأعياد والصوم. تتميز هذه الصلوات بطابع شعري روحي، وتعكس فهمًا لاهوتيًا عميقًا لأسرار الفداء، التجسد، التوبة، والنعمة. الرسائل الرعوية: كتب رسائل رعوية مهمة في تنظيم شؤون الكنيسة، خاصة في فترة التغيرات السياسية مع دخول الفتوحات الإسلامية بلاد الشام والعراق. لاهوت واضح ومستقيم: دافع عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية في وجه تيارات لاهوتية معارضة، خصوصًا ضد تأثيرات المذهب الخلقيدوني. ⛪ السياق التاريخي تولّى البطريركية في فترة شديدة الاضطراب، بالتزامن مع الاحتلال الفارسي المؤقت لسوريا، واندلاع الفتوحات الإسلامية وضعف الدولة البيزنطية، ومع ذلك، حافظ على استقلالية الكنيسة وتنظيمها الداخلي، ونجح في تهدئة الصراعات الطائفية، خاصة مع البيزنطيين. 📖 الإرث الروحي والكنسي تُعد كتاباته الطقسية من أعمدة الليتورجيا السريانية حتى يومنا هذا. ويُذكر اسمه باحترام كبير في الكنيسة السريانية كواحد من “بطاركة الإصلاح الروحي”. أثّر في أجيال من اللاهوتيين والرهبان بعده، من خلال ترسيخ أسلوب التأمل في الصلوات. 🕯️ وفاته تُوفي حوالي عام 648 م، بعد ما يقرب من 17 عامًا من الخدمة البطريركية. اسمه مذكور في بعض التذكارات السنوية في الأديرة السريانية. بعض من “السدروات” التي كتبها تُقرأ حتى اليوم في أسابيع الصوم، وتُلحَن بالألحان السريانية التقليدية. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا ماردين | الولادة: – الوفاة: – مار يوحنا ماردين (John of Mardin) (ܡܪܝ ܝܘܚܢܢ ܕܡܪܕܝܢ) هو شخصية روحية سريانية بارزة من القرن الثامن الميلادي، ويُعدّ من الرهبان والمعلّمين الروحيين المهمّين في التراث السرياني الشرقي، رغم أن المعلومات عنه ليست وفيرة ومفصّلة، بسبب قلة المصادر التاريخية الدقيقة التي وصلتنا من تلك الفترة. إليك ما يُعرف عنه بحسب الدراسات التاريخية والكنسية: المنشأ والبيئة وُلِد في مدينة ماردين، الواقعة في أعالي بلاد ما بين النهرين (الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا الحالية)، وهي منطقة كانت مركزًا هامًا للثقافة السريانية المسيحية. نشأ في بيئة سريانية ناطقة بالآرامية، تحت تأثير الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، التي كانت نشطة في الأديرة والتعليم اللاهوتي. الحياة الرهبانية انخرط في الحياة الرهبانية في سنّ مبكرة، ربما في أحد الأديرة الكبرى قرب ماردين، مثل دير مار حنانيا (دير الزعفران)، وهو أحد المراكز الروحية والتعليمية الرئيسية في الكنيسة السريانية. وكرّس نفسه للتأمل، الصلاة، الزهد، ودراسة الكتاب المقدس والكتابات الآبائية السريانية. اشتُهر كأبٍ روحي ومعلم في السلوك النسكي والتقوى المسيحية. التعليم والكتابة يُعتقد أن يوحنا ماردين ألّف نصوصًا روحية وتعليمية باللغتين السريانية واليونانية، ركز فيها على: نقاوة القلب، الصلاة المستمرة، التوبة، الصبر في التجارب، الاتحاد بالله من خلال النعمة. لم تصل إلينا أعماله كاملة، لكن اقتباسات من كتاباته وردت في مجموعات أقوال الآباء (الآباء النسّاك) السريان. تأثر بمدرسة مار أفرام السرياني، وكذلك بكتابات النسّاك في الصحراء المصرية والسريان في جبل قنداس. اعتُبر ضمن تقليد “الآباء الروحيين السريان” الذين دمجوا العقيدة الأرثوذكسية مع الخبرة الصوفية النسكية. ترك بصمة واضحة على الرهبنة في أعالي ميزوبوتاميا. الوفاة والإرث توفي على الأرجح في نهاية القرن الثامن. لا يُعرف قبره بالتحديد، لكن اسمه يُكرَّم في بعض التقاليد السريانية كواحد من “المعلمين الروحيين القديسين”. بقي أثره في التراث الروحي من خلال تلاميذه أو النصوص التي نُقلت عنه. في الذاكرة الكنسية تُشير بعض المصادر السريانية إلى أنه كان يُحيى ذكراه كـ أبٍ روحي قديس، لكن لا توجد طقوس رسمية معروفة باسمه في الليتورجيات المعاصرة. يُصنّف ضمن “النسّاك والزهّاد السريان” الذين حافظوا على الروحانية المسيحية في وجه التغيرات السياسية والثقافية الكبرى التي شهدتها المنطقة في ذلك العصر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا المدرس | الولادة: – الوفاة: – القديس مار يوحنا المُدرّس (Mor Yuḥanon M’darrsono)، المعروف أيضًا باسم يوحنا المرتّل أو John the Cantor، هو شخصية بارزة في الكنيسة السريانية خلال القرنين السادس والسابع، ترك أثرًا كبيرًا في الموسيقى الليتورجية والشعر الطقسي، ويُعتبر من مؤسسي التقليد الموسيقي السرياني في شكله المُنظَّم. ألقابه ووظيفته لقب “المُدرّس” (ܡܕܪܫܢܐ) يدل على دوره في التعليم، خاصة في مدارس الرُها أو نصيبين، التي كانت مراكز لاهوتية وفكرية كبيرة. لقب “المرتّل” أو “المرنّم” يشير إلى براعته في صياغة وتلحين التراتيل الطقسية. أبرز مساهماته تطوير الموسيقى السريانية الطقسية يُنسب إليه تنظيم التراتيل الكنسية بطريقة منهجية. ساعد في ترسيخ الأوزان الموسيقية (القوالب المترنّمة) المعروفة بـ”الـ maqamat” السريانية التي تُستخدم حتى اليوم في الطقوس. أسّس ما يُعرف بـ “التراتيل الكنسية المُقفّاة” (الميمر والمدراش)، التي تُرتَّل في القداديس والأعياد. تنظيم الطقس الليتورجي ساهم في ترتيب صلوات الساعات والأعياد، ودمج النصوص الكتابية مع الشعر المترنم. يُعتقد أنه كان له دور في تنسيق الصلوات اليومية ضمن تقويم كنسي دقيق، شمل التراتيل والتضرعات. التعليم والتكوين الكهنوتي كـ “مُدرّس”، يُفترض أنه درّس طلابًا أصبحوا لاحقًا كهنة وأساقفة، وكان له تأثير كبير على الجيل الليتورجي اللاحق. مكانته في الكنيسة السريانية يُكرّم كقديس ومعلم روحي. تُنسب له العديد من التراتيل التي ما زالت تُستخدم في القداديس السريانية حتى اليوم. يُحتفل بتذكاره في بعض السنكسارات، خصوصًا في التقليد السرياني الغربي. بعض أنواع التراتيل المنسوبة إليه مداريش (ܡܕܪ̈ܫܐ): تراتيل تعليمية تُرتَّل خلال الصلوات الطقسية. ميمري (ܡܝܡ̈ܪܐ): قصائد موزونة طويلة غالبًا ما تُستخدم في الأعياد. صلوات السوتورو (التي تُقال عند الغروب): ساهم في تطويرها وتنظيمها. يُعتبر واحدًا من أهم الشخصيات التي نقلت الشعر الليتورجي من الشكل العفوي إلى شكل منظم وموزون. مهّد الطريق لشخصيات مثل مار يعقوب الرهاوي وبار هبرايوس من حيث فهم الموسيقى الليتورجية كفن تعبّدي وفلسفي. هل هو نفسه “يوحنا الدمشقي”؟ لا. هناك تشابه في الألقاب، لكن مار يوحنا المدرّس (السرياني) يختلف عن القديس يوحنا الدمشقي (اليوناني) من القرن الثامن، رغم أن كليهما اشتهر بالشعر الكنسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بولس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – القديس مار بولس الرُهاوي (Paul of Edessa) بالسريانية: ܡܪܝ ܦܘܠܘܣ ܕܐܘܪܗܝ (Mor Paul d-Urhoy) هو أحد أبرز الأساقفة واللاهوتيين في الكنيسة السريانية في القرن الخامس الميلادي، وقد لعب دورًا مهمًا في تثبيت العقيدة الأرثوذكسية السريانية، وخاصة في مدينة الرُها (أورفا حاليًا في تركيا)، التي كانت مركزًا ثقافيًا ولاهوتيًا مهمًا للمسيحيين الناطقين بالسريانية. الخلفية التاريخية الرُها (Edessa) كانت مركزًا فكريًا ولاهوتيًا كبيرًا في العالم المسيحي الناطق بالسريانية، خاصة بعد إغلاق مدرسة أنطاكية، حيث نمت مدرسة الرُها الشهيرة. عاش مار بولس الرهاوي في زمنٍ حاسم تلت مجمع أفسس (431م) وقبل أو بعد مجمع خلقيدونية (451م)، وهي فترة اشتد فيها الجدل بين اللاهوت الأرثوذكسي والاتجاهات النسطورية والخلقيدونية. أبرز أعماله ومساهماته الترجمة يعتبر مار بولس الرُهاوي من أوائل الذين ترجموا نصوصًا ليتورجية وعقائدية من اليونانية إلى السريانية. ساهم في نقل التراث اللاهوتي المسيحي إلى جمهور واسع من المؤمنين السريان الذين لم يتقنوا اليونانية. الليتورجيا أسهم في تطوير الصلوات والطقوس الليتورجية السريانية، ويُنسب إليه مساهمات في تنظيم بعض أجزاء القداس، لا سيما صلوات التقديس والتضرعات. بعض التقاليد الكنسية تنسب له ليتورجية باسمه، أو تعديلات على ليتورجيات موجودة قبله. اللاهوت والعقيدة دافع عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية ضد النزعات النسطورية التي كانت تنتشر في تلك المرحلة، وخاصة في المناطق الشرقية من الإمبراطورية البيزنطية. يُعرف عنه التزامه بتعليم القديس كيرلس الإسكندري وتفسيراته اللاهوتية لشخص المسيح (طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد). المنفى والمحن بسبب دفاعه عن الإيمان الأرثوذكسي ضد التيارات النسطورية المدعومة أحيانًا من الإمبراطور، نُفي من أبرشيته لفترة. عاد لاحقًا إلى الرُها، أو مات في المنفى، وفقًا لاختلاف بعض المصادر السريانية. إرثه وأثره يُعد من روّاد اللاهوت السرياني الأرثوذكسي ومن أبرز الشخصيات في تقوية الهوية المسيحية السريانية في وجه التيارات العقائدية الأخرى. يُكرَّم كقديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ويُذكر في بعض السنكسارات الشرقية. ساعدت ترجماته وتعاليمه في نشر الفكر الأرثوذكسي في بلاد ما بين النهرين وأطراف الإمبراطورية البيزنطية. مصادر لدراسته يعتمد الباحثون في دراسة حياته على مصادر مثل: كتابات الربان يوحنا الأفسسي. تاريخ ميخائيل الكبير (البطريرك السرياني الشهير من القرن 12).السنكسار السرياني. دراسات حديثة في التراث السرياني مثل أعمال روبنسون، بروك، وسيباستيان بروك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس أبو الفرج بار هيبرَيُس | الولادة: 1226 الوفاة: 1286 القديس مار غريغوريوس أبو الفرج بار هيبرَيُس (Gregory Bar-Hebraeus) ( بالسريانية: ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܥܒܪܝܐ ) بار هيبرَيُس (أي “ابن العبراني”) هو من أعظم علماء ولاهوتيي ومؤرخي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العصور الوسطى، وُصف بأنه “موسوعة متنقلة” و”الذهبي العقل”، وترك أثراً عميقاً في الفلسفة، التاريخ، اللاهوت، الطب، والعلوم. وُلد في ملطية (في تركيا الحالية) ، وتوفي سنة 1286م في مراغة (في أذربيجان الحالية). أبرز أعماله ومساهماته في التاريخ “المختصر في تاريخ الدول” (Mukhtasar al-Duwal): أشهر أعماله، كُتب بالعربية، يضم تاريخ العالم من الخلق حتى أيامه، ويتناول اليهودية، المسيحية، الإسلام، والأنظمة السياسية، بأسلوب نقدي ومنصف. تاريخ الكنيسة (بالسريانية): سجل دقيق لتاريخ بطاركة أنطاكية وأساقفة المشرق، وهو مصدر مهم لتاريخ الكنيسة السريانية والكنائس الشرقية. في اللاهوت كتب تفسيراً واسعاً للكتاب المقدس باللغة السريانية، يوازن فيه بين التفسير الحرفي والرمزي. ألّف كتبًا لاهوتية عقائدية تقارن بين المذاهب المسيحية (بما فيها الأرثوذكسية، الكاثوليكية، والنسطورية)، مع نَفَس توفيقي أحياناً. في الفلسفة تأثر بالفلسفة اليونانية والإسلامية (خاصة ابن سينا والفارابي). كتب شروحات على أعمال أرسطو وأفلاطون. ألّف كتاب الحِكَم، وهو مرجع في المنطق والأخلاق والفكر. في الطب والعلوم ألّف موسوعات طبية تعتمد على جالينوس وأبقراط مع إضافات من الطب العربي (الرازي، ابن سينا). كتب في الفلك، الحساب، النحو، الشعر، وعلم الكلام. شخصيته وأسلوبه واسع الاطلاع، يتقن السريانية والعربية واليونانية وربما الفارسية. منفتح فكريًا: غالبًا ما يعرض آراء خصومه بدقة قبل مناقشتها، مما أكسبه احترامًا واسعًا، حتى من المسلمين والمسيحيين من طوائف أخرى. أسلوبه معتدل وراقي: يجمع بين البلاغة والوضوح، وغالبًا يستخدم لغة روحية وأخلاقية سامية. وفاته وإرثه توفي عام 1286م ودفن في مراغة. تُعتبر مؤلفاته من أهم المراجع في الدراسات الشرقية والمسيحية حتى اليوم. يُكرَّم كقديس ومعلّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. يُعرف في الغرب باسم Gregory Abulfaraj Bar Hebraeus أو Bar-Hebraeus فقط. اقتباس شهير له “ليس المجد في كثرة المال، بل في غزارة العلم، فالعلم لا يفسد، ولا يسرقه اللصوص.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار بمليكس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – مار بمليكس الأنطاكي (بالسريانية: ܦܡܠܝܟܣ أو ܐܦܪܝܡ)، المعروف في المصادر الغربية باسم أفرام الأنطاكي (Ephraim of Antioch)، هو بطريرك سرياني أرثوذكسي بارز عاش في أواخر القرن العاشر وبدايات القرن الحادي عشر الميلادي. عُرف بعلمه، وتقواه، وسفراته الكثيرة، ولذلك لُقِّب أحيانًا بـ”الرحّالة” أو “المتنقل”، لكثرة تنقله بين الأبرشيات والأقاليم الشرقية والغربية. خدم الكنيسة في فترة صعبة من تاريخها، تميّزت بالتحديات السياسية والدينية، خاصة في ظل ضعف الإمبراطورية البيزنطية وصعود النفوذ الإسلامي في بلاد الشام. سيرته وأعماله عُرف مار بمليكس بسفراته العديدة، حيث كان يزور الأبرشيات النائية لتفقد أوضاع المؤمنين، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من انقسامات أو ضعف إداري. كرّس جزءًا كبيرًا من خدمته لتعليم العقيدة الميافيزية والدفاع عنها، في زمن كانت فيه بعض المناطق تميل إلى الفكر الخلقيدوني أو تتأثر بمذاهب أخرى. عمل على تنظيم الرهبانيات والرعايا، وكرّس أساقفة جدد في المناطق التي كانت تفتقر إلى قيادة روحية فعالة. يُعتقد أنه أقام علاقات مع رؤساء كنائس الشرق، وربما كانت له اتصالات مع الكنائس الأرمنية أو القبطية، في إطار التعاون اللاخلقيدوني. الوضع السياسي والديني في زمانه كانت أنطاكية في هذه الحقبة تحت سيطرة الحكم الإسلامي، بينما كانت العلاقات مع الدولة البيزنطية متوترة. رغم هذا، استطاع البطريرك بمليكس أن يُمارس خدمته بحرية نسبية، وكان شخصية محترمة لدى السلطات الإسلامية في بعض الفترات. يُعد زمنه مرحلة انتقالية هامة قبل مجيء الصليبيين في القرن التالي، حيث بدأت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تتحرك لتعزيز كيانها في ظل الأوضاع المتغيرة. إرثه وأهميته لا توجد الكثير من الكتابات المنسوبة له، ولكن ذكراه محفوظة في التقليد السرياني كأحد البطاركة النشيطين الذين أعادوا الحيوية إلى الكنيسة. سُمِّي أحيانًا في بعض المخطوطات بـ”مار أفرام الثاني” (تمييزًا له عن القديس أفرام السرياني)، رغم أن اسمه الأصلي أو الشعبي هو “بمليكس”. يُذكر في قوائم البطاركة السريان كشخصية بارزة، وكان له دور كبير في المحافظة على وحدة الكنيسة وتثبيت حضورها في الشرق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أغابِس الدمشقي | الولادة: – الوفاة: – مار أغابِس الدمشقي (Agabus of Damascus) هو شخصية مسيحية مبكرة، مذكورة في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد، ويُعتبر من الأنبياء المسيحيين في الكنيسة الأولى، وليس بطريركًا أو أسقفًا بالمعنى المؤسسي، بل نبيًّا ومبشّرًا من الجيل الرسولي، عاش في القرن الأول الميلادي. يُنسب إليه لقب “الدمشقي” تقليديًا بسبب صلته بمدينة دمشق أو خدمته فيها، رغم أن الكتاب المقدس لا يذكر صراحة موطنه. من جماعة المؤمنين الأوائل في القدس، لكنه تنقّل في أنطاكية، دمشق، وفينيقيا. ذكره في الكتاب المقدس أعمال الرسل 11: 27–28: ورد ذكر أغابس في أنطاكية، حيث تنبّأ بمجاعة عظيمة ستحلّ على العالم، وقد حدث ذلك في عهد الإمبراطور كلوديوس. هذه النبوءة دفعت الكنيسة إلى إرسال مساعدات إلى الإخوة في اليهودية. أعمال الرسل 21: 10–11: عندما كان بولس الرسول متوجهًا إلى أورشليم، أخذ أغابس منطقة بولس وربط بها يديه ورجليه، وتنبأ بأن اليهود سيسلمون بولس إلى الأمم. وقد تحقق ذلك لاحقًا. التقاليد الكنسية تعتبره الكنيسة من الأنبياء المسيحيين، مثلما كان هناك أنبياء في العهد القديم. حسب بعض التقاليد الشرقية، يُعتقد أنه استُشهد بسبب إيمانه، رغم عدم وجود رواية موثقة عن ذلك في الكتاب المقدس. يُكرَّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والبيزنطية واللاتينية، وتُقام له تذكار في بعض الطقوس. يُلقب أحيانًا بـ”الدامسقي” لأن دمشق كانت إحدى المحطات المهمة في مسيرة الكنيسة الأولى، وقد يكون قد بشر فيها أو استُشهد فيها. إلا أن العهد الجديد لا يحدد بدقة إن كان أغابس من دمشق أو فقط خدم فيها، لذا فإن اللقب هو تقليدي أكثر منه موثق كتابيًا. خلاصة: مار أغابس الدمشقي هو نبي مسيحي بارز في القرن الأول الميلادي، ورد اسمه في سفر أعمال الرسل كواحد من رجال الله الذين تنبّأوا بأحداث مهمة أثّرت على الكنيسة الأولى. حمل رسالة الإنذار والحق، وكان له دور محوري في التوجيه الروحي في زمن الرسل. ويُكرَّم اليوم كقديس ونموذج للإيمان والجرأة النبوية، ويُعدّ من الشخصيات التي تربط بين زمن يسوع المسيح والكنيسة الناشئة في العالم الروماني. … | آباء وقديسون | |
| مار إيليا الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – مار إيليّا الأنطاكي (بالسريانية: ܐܠܝܐ) هو أحد بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرون المسيحية المبكرة، ويُعتقد أنه تولّى السدة البطريركية في القرن الخامس أو السادس الميلادي، خلال المرحلة التي تلت مجمع خلقيدونية (451م)، حينما رفض السريان العقيدة الخلقيدونية وأسسوا كنيستهم المستقلة على أساس الإيمان الميافيزي (الطبيعة الواحدة للمسيح). اللقب: الأنطاكي، لأنه تولّى سدة بطريركية أنطاكية، مركز الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. برز مار إيليّا كأحد البطاركة الأوائل الذين ثبّتوا الكيان العقائدي والتنظيمي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مواجهة الاضطهاد البيزنطي، إذ كان البطريرك اللاخلقيدوني يُجبر غالبًا على ممارسة خدمته من السرّ أو من الأديرة خارج أنطاكية الرسمية التي كانت تحت سيطرة البطاركة الخلقيدونيين. ساهم مار إيليّا في ترسيخ العقيدة السريانية الأرثوذكسية وتنظيم صفوف الكنيسة، ويُذكر اسمه ضمن سلاسل البطاركة الذين حافظوا على تقليد الإيمان المستقيم كما استلموه من مار بطرس، أول بطريرك لأنطاكية. ورغم ندرة التفاصيل المكتوبة عنه بسبب طبيعة تلك المرحلة المضطربة، إلا أن إرثه محفوظ في الذاكرة الكنسية كأحد القادة الروحيين الذين ثبتوا الكنيسة في أصعب ظروفها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار أثناسيوس الأول الغامولو | الولادة: 595 الوفاة: 631 مار أثناسيوس الأول الغامولو (Athanasius I Gammolo) (ܐܬܢܐܣܝܘܣ ܩܕܡܝܐ ܓܐܡܠܐ) هو أحد أبرز بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السابع الميلادي، وتولى البطريركية في فترة شديدة التعقيد سياسيًا ودينيًا. وُلِد في مدينة حلب (بيرويا في المصادر القديمة)، ولقبه “الغامولو” يُنسب إلى عائلته أو إلى مكان أصله. تولى السدة البطريركية بين عامي 595 و631 م، في زمن انتقال السلطة من الإمبراطورية البيزنطية إلى الحكم الإسلامي في بلاد الشام. عُرف مار أثناسيوس الأول بحكمته وحنكته الإدارية، إذ قام بإعادة تنظيم الكنيسة بعد عقود من الاضطهاد البيزنطي ضد السريان اللاخلقيدونيين، كما سعى إلى تهدئة التوترات الطائفية وحماية كنيسته من الانقسامات. كان له دور مهم في التواصل مع الكنائس الأخرى، وأرسل رسائل عقائدية موضحًا مواقف الكنيسة السريانية بشأن طبيعة المسيح. يُذكر له أيضًا نشاطه في دعم التعليم اللاهوتي والنسك الرهباني، وارتبط اسمه بترجمات ونقل نصوص لاهوتية إلى السريانية. يُعتبر مار أثناسيوس الغامولو شخصية محورية في استقرار الكنيسة السريانية في تلك المرحلة الحرجة من تاريخها، وهو من البطاركة الذين تركوا بصمة روحية وإدارية عميقة لا تزال الكنيسة تفتخر بها حتى اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار جرجس اللاذقي | الولادة: – الوفاة: – مار جرجس اللاذقي (George of Laodicea) هو شخصية لاهوتية مهمة من القرن الرابع الميلادي، عاش في زمن الاضطرابات العقائدية الكبرى التي تزامنت مع مجمع نيقية (325 م) وما تلاه من انقسامات في الكنيسة حول طبيعة المسيح. وعلى الرغم من كونه أسقفًا وذا شأن في عصره، إلا أن شخصيته مثيرة للجدل، لا سيما بسبب مواقفه اللاهوتية المرتبطة بالآريوسية. من الإسكندرية في مصر، لكن لُقّب بـ”اللاذقي” لأنه أصبح أسقف اللاذقية (Laodicea) في سوريا. أسقف، ولاهوتي، وكاتب. العقيدة: مرتبط بالفكر الآريوسي المعتدل، وكان في صراع مع التيار النيقي الأرثوذكسي. خلفيته وسيرته وُلد وتعلم في الإسكندرية، وكان معاصرًا للقديس أثناسيوس الكبير، لكنه لم يكن من أنصاره. رُسم كاهنًا في كنيسة الإسكندرية، لكن تم عزله على يد البابا ألكسندروس بسبب ميوله اللاهوتية المشبوهة والممارسات الأخلاقية التي اعتُبرت غير لائقة. بعد طرده من الإسكندرية، لجأ إلى سوريا، وهناك تبنّى الآريوسية (أو على الأقل شكلاً معتدلاً منها)، وصار له أتباع. أسقف اللاذقية في منتصف القرن الرابع، أصبح أسقف مدينة اللاذقية (Laodicea ad Mare). اللاذقية كانت مدينة بارزة في سوريا الرومانية ومركزًا فكريًا ولاهوتيًا، مما أعطى لجورج مكانة مؤثرة. استخدم منصبه لدعم التيارات المعارضة لمجمع نيقية، لكنه لم يكن متطرفًا في آرائه مثل آريوس نفسه. مواقفه اللاهوتية كان من أنصار فكرة أن الابن “مشابه في الجوهر” للآب (ὁμοιούσιος homoi-ousios)، لا “مساوٍ تمامًا في الجوهر” (ὁμοούσιος homo-ousios)، كما أقرّ مجمع نيقية. وقف ضد الأرثوذكسية النيقية التي دافع عنها القديس أثناسيوس الكبير. رغم ذلك، لم يكن من أنصار الانقسام الحاد، بل حاول إيجاد حلول وسط بين الفريقين. الكتابات كتب عددًا من الرسائل والردود اللاهوتية، لكن القليل منها وصلنا. بعضها يتضمن دفاعًا عن المواقف الوسطية في الجدل حول الثالوث. ذُكر من قبل عدد من المؤرخين الكنسيين مثل: القديس أثناسيوس (الذي هاجمه بشدة) سقراط المؤرخ القديس هيرونيموس (جيروم) وفاته وإرثه توفي في النصف الثاني من القرن الرابع. لم يُكرَّم كقديس في الكنيسة الأرثوذكسية أو الكاثوليكية بسبب مواقفه اللاهوتية الجدلية. لكنه يُعد شخصية محورية في تاريخ الصراع العقائدي المبكر للكنيسة، وواحدًا من رموز التيار الذي حاول التوفيق بين الأرثوذكس والآريوسيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب براديوس | الولادة: – الوفاة: 578 مار يعقوب برادَيوس (Jacob Baradaeus) هو من أهم الشخصيات الكنسية في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السادس الميلادي (توفي عام 578 م تقريبًا)، ويُعتبر المؤسس الفعلي والمنقذ لهذه الكنيسة في القرن السادس الميلادي، في زمن كانت فيه الكنيسة تمر باضطهادات شديدة على يد الإمبراطورية البيزنطية بسبب خلافات عقائدية حول طبيعة المسيح. الأصل: من بلدة تلا (Tella) في منطقة الرها (أورفا الحالية في تركيا) اللقب: “برادَيوس” جاء من كلمة “برادَة” (بالسريانية: ܒܪܕܥܐ) بمعنى “الرداء الخشن أو الثوب البالي”، لأنه كان يرتدي ثيابًا رثة تخفي هويته أثناء تنقله خوفًا من الملاحقة. السياق التاريخي بعد مجمع خلقيدونية (451 م)، حصل انقسام عقائدي كبير في الكنيسة بشأن طبيعة المسيح. السريان الأرثوذكس (وغيرهم من الكنائس اللاخلقيدونية مثل الأقباط والأرمن) رفضوا قرارات المجمع، وتم اضطهادهم من قبل الدولة البيزنطية. الكثير من أساقفة الكنيسة السريانية تم نفيهم أو سجنهم أو ماتوا، وأصبحت الكنيسة مهددة بالانقراض. الدور العظيم لمار يعقوب التكريس كأسقف: في حوالي سنة 543 م، تمت رسامته سرًا كأسقف على يد ثيودوسيوس بطريرك الإسكندرية المنفي، ليقود الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ويعيد بناء هيكليتها. العمل السري والشجاع: جال مار يعقوب سرًا على مدى 35 عامًا في سوريا، وبلاد ما بين النهرين، وبلاد فارس، وأرمينيا، وشرقي الروم، وهو يرتدي زي الفقراء لتجنب القبض عليه. رسامة الأساقفة: رسم مار يعقوب أكثر من 80 أسقفًا وميطرانًا، وعددًا كبيرًا من الكهنة، ما أعاد الحياة إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية التي كانت على وشك الزوال. إعادة تنظيم الكنيسة: أسس شبكة كنسية قوية في أنحاء سوريا والعراق وفارس، ما ضمن استمرارية الكنيسة واستقلالها العقائدي والإداري عن الدولة البيزنطية. إنجازاته مؤسس فعلي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية بصيغتها الحالية، لذلك يُطلق عليه أحيانًا “الرسول الثاني”. حافظ على الإيمان اللاخلقيدوني (الميافيزي) رغم الاضطهادات العنيفة. ساعد في ترسيخ اللغة والثقافة السريانية، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الكنيسة. عُرف بورعه، تواضعه، وتقشفه الشديد، وكان يعيش على الحد الأدنى من الطعام والملبس. وفاته وتكريمه توفي حوالي عام 578 م في مدينة أوسنونا (الرها أو ديار بكر حاليًا). تُكرّمه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كقديس، ويُحتفل بتذكاره سنويًا. يُعتبر رمزًا للبطولة الروحية، والحفاظ على الإيمان في وجه الاضطهاد. كل بطاركة وأساقفة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الحاليين يتبعون في سلسلتهم الرسولية خط مار يعقوب برادَيوس. الكنيسة تُدين له ببقائها، وتعتبره أحد أعظم قديسيها. يُعد شخصية محورية في التاريخ المسيحي الشرقي، ورمزًا للمقاومة السلمية والقيادة الروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار مارِّي بطرس | الولادة: – الوفاة: – مار مارِّي بطرس (Mar Mari) هو أحد أوائل المبشرين المسيحيين في المشرق (القرن الأول الميلادي)، ويُعتبر شخصية بارزة في تاريخ المسيحية في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. ينتمي إلى القرن الأول الميلادي، ويُلقب أحيانًا بـ “ابن السبعة”، وهو تعبير قد يُشير إلى انتمائه إلى تلاميذ الرسل أو إلى السبعين تلميذًا الذين أرسلهم المسيح بحسب التقليد المسيحي الشرقي. الأصل بحسب التقليد، يُعتقد أن مار ماري كان تلميذًا لمار أداي (أحد تلاميذ الرسول توما، أو بحسب بعض الروايات أحد السبعين تلميذًا)، وقد تبعه في حمل الرسالة الإنجيلية إلى بلاد المشرق. يعتبر أحد المبشرين الأوائل الذين حملوا المسيحية إلى: بلاد فارس (الإمبراطورية الساسانية)، حيث واجه البيئة الزرادشتية الحاكمة. المناذرة (مملكة الحيرة في جنوب العراق)، وهي مملكة عربية كانت تحت التأثير الساساني. المدن الكبرى مثل المدائن (سلوقية-طيسفون)، والتي كانت العاصمة الساسانية. أهم الأعمال التبشير: قام مار ماري بجولات تبشيرية واسعة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وأسّس العديد من الكنائس، وكان له دور كبير في تحويل السكان المحليين إلى المسيحية، خصوصًا الآراميين والكلدان. القداس المنسوب إليه: هناك قداس في الطقس الكنسي الشرقي يُعرف بـ”قداس مار أداي وماري”، وهو أحد أقدم الليتورجيات المسيحية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم في كنيسة المشرق والكنيسة الكلدانية. تقاليد الكنيسة الشرقية: يُعتبر مار ماري أحد أعمدة الكنيسة الشرقية (النسطورية لاحقًا)، ويُذكر اسمه مع مار أداي في كثير من الطقوس والصلوات. الوفاة والضريح لا توجد معلومات دقيقة عن مكان وفاته، لكن يُعتقد أنه مات في إحدى المدن التي بشّر فيها. بعض التقاليد تشير إلى وجود قبر رمزي له في منطقة المدائن أو مناطق قريبة من بغداد. الأثر الديني والثقافي الطقس الشرقي: يحظى بمكانة مقدسة في الكنيسة الشرقية، ويُكرَّم كأحد رسل المشرق. التراث الشفهي: العديد من الروايات الشعبية والكنسية تسرد معجزات ونشاطات تبشيرية قام بها مار ماري. الاحتفال به: تحتفل به بعض الكنائس الشرقية في أعياد خاصة، ويُعتبر شفيعًا للمبشرين. مار ماري شخصية تبشيرية محورية في بدايات المسيحية في المشرق، ومؤسس للعديد من المجتمعات المسيحية الأولى في العراق وإيران. رفقة معلمه مار أداي، يُشكلان الأساس الرسولي للكنيسة الآشورية وكنيسة المشرق، وقد ساهم في تحويل مناطق واسعة من العراق وفارس إلى المسيحية في وقت مبكر جدًا من تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| يوسف الكوبيرتيني القديس | الولادة: 1603 الوفاة: 1663 نبذة عن حياته وُلد القديس يوسف عام 1603 في كوبيرتينو، أبرشية ناردو، في مملكة نابولي. قضى طفولته ومراهقته ببساطة وببراءة، ثم انضم إلى رهبنة الإخوة الفرنسيسكان الأصاغر (الفرانسيسكان). بعد رسامته الكهنوتية، كرّس حياته بالكامل لعبادة الله وخدمة الكنيسة. تميز بتقوى عميقة ظهرت في تواضعه الشديد، وتقشفه الطوعي، وطاعته الكاملة. كرّس نفسه للسيدة العذراء وكان يدعو الجميع لتكريمها كطريق يقود إلى محبة أعمق للمسيح. صعوبات مبكرة ومعاناة شخصية لم تكن حياته سهلة: كانت أمه تعتبره مصدر إزعاج وتعامله بقسوة. اتُّهم بأنه بطيء التعلم وسرحان باستمرار، وكان فمه دائمًا مفتوحًا، سريع الغضب، وغير محبوب. فشل في تعلم صناعة الأحذية، ورفضه الرهبان الفرنسيسكان في البداية. تم قبوله لفترة قصيرة مع الرهبان الكبوشيين، ولكنهم طردوه بعد ثمانية أشهر لأنه لم يكن يجيد أي شيء تقريبًا. حتى عندما عاد إلى منزل والدته، لم تكن راضية عنه، فتمكّنت من إدخاله كخادم في دير فرنسيسكاني، حيث عُيّن للعمل الشاق مع الخيول.خلال هذه الفترة، بدأ يوسف يتغير تدريجيًا: أصبح متواضعًا ولطيفًا. تحسّن في أداء أعماله، وازداد التزامًا بالصلاة والتقشف. استطاع لاحقًا الانضمام رسميًا إلى رهبنة الفرنسيسكان ودراسة الكهنوت. رغم أنه كان راهبًا صالحًا ومقدسًا، إلا أنه عانى كثيرًا مع الدراسة. وعندما جاء وقت الامتحانات، صادف أن سأله الممتحن سؤالًا كان يعرفه جيدًا، فتمت رسامته شماسًا، ثم كاهنًا. المعجزات والدهشات الروحية بعد رسامته، بدأ الروح القدس يعمل من خلاله معجزات مدهشة: أكثر من 70 مرة شوهد وهو يرتفع عن الأرض أثناء القداس أو الصلاة. كان يدخل في نشوة روحية (ecstasy) ويتحدث مع الله. قال إن هموم العالم تشبه معارك الأطفال بلعب البنادق الوهمية. من شدة انتشاره، تم إخفاؤه عن العامة، لكنه كان سعيدًا لأنه أصبح أكثر قربًا من الله. ومن أشهر الظواهر في حياته: عند سماعه لاسم الله أو أي شيء روحي، كان يُفقد وعيه من شدة الفرح. في إحدى المرات، أثناء تراتيل عيد الميلاد، طار في الهواء حتى مذبح الكنيسة وركع في الهواء يصلي. رغم القداسة التي أحاطت به، تعرض لتجارب قاسية طوال حياته. توفي في 18 سبتمبر عام 1663. الشفاعة والقداسة في عام 1767، قام البابا كليمنت الثالث عشر بتقديسه. ويُعد شفيعًا للمسافرين جوًا، والطيارين، والطلاب، والأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية. صلاة للقديس يوسف الكوبيرتيني: يا قديس يوسف الكوبيرتيني العظيم، الذي نال من الله النعمة أن يُسأل في امتحانه فقط عن الأسئلة التي كان يعرفها، امنحني نعمة مماثلة في الامتحانات التي أستعد لها الآن. أعدك أن أجعلك معروفًا، وأن أدعوك باستمرار، وسأقتدي بحياتك المليئة بالصلاة والتقوى. بواسطة يسوع المسيح ربنا. آمين. يا قديس يوسف الكوبيرتيني، صلّ لأجلنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أبيغيل القديسة | الولادة: – الوفاة: – القديسة أبيغيل (المعروفة أيضًا باسم القديسة غوبنيت أو ديبورا) نبذة عن حياتها وُلدت القديسة أبيغيل في القرن السادس في مقاطعة كلير، أيرلندا، وهي معروفة أكثر في التقاليد الأيرلندية باسم القديسة غوبنيت (St. Gobnait) أو أحيانًا ديبورا. وفقًا للتقاليد، كانت عائلة أبيغيل تعاني من نزاعات مستمرة، مما دفعها إلى الهروب من منزلها لتستقر في جزيرة إينيس أور (Inis Oirr) ضمن جزر آران. وبعد فترة، ظهر لها ملاك وأخبرها أن هذه ليست المكان الذي ستُقام فيه من الموت، بل عليها أن تتابع طريقها إلى الداخل بحثًا عن المكان الذي ستقضي فيه بقية حياتها. وكان دليلها علامة غريبة: ستعرف المكان الصحيح عندما ترى تسعة أيائل بيضاء. رحلتها وبداية خدمتها انطلقت أبيغيل في رحلة بحث عن الأيائل، مارّة بالعديد من المناطق الساحلية الجنوبية. واليوم، تُشير الكنائس والآبار المقدسة على طول طريقها إلى محطات من هذه الرحلة. وفي نهاية المطاف، وجدت القطيع من الأيائل البيضاء في منطقة باليڤورني (Ballyvourney)، في مقاطعة كورك، وهي معروفة اليوم باسم غابة القديسة غوبنيت. استقرّت أبيغيل في باليڤورني، وقضت هناك بقية حياتها في الخدمة الرعوية والأعمال الخيرية المسيحية. يُعتقد أن شقيقها القديس أبّان (St. Abban) انضمّ إليها وساعدها في تأسيس دير نسائي، حيث تولّت هي منصب الرئيسة الروحية (رئيسة الدير). كما كرّست أبيغيل الكثير من وقتها للعناية بالمرضى. علاقتها بالنحل والمعجزات في الفولكلور السلتي القديم، كان يُعتقد أن الروح تغادر الجسد على هيئة نحلة أو فراشة. ولهذا، لم يكن مفاجئًا أن تُصبح أبيغيل مربّية نحل، نظرًا لإيمانها العميق بالقيامة وحياتها المسيحية. ويُقال إنها طوّرت علاقة مميّزة مع النحل، وكانت تستخدم العسل في علاج الأمراض والجروح. ومن معجزاتها المعروفة: قدرتها على إخراج النحل من خلاياه واستخدامه في طرد الشر والأرواح الشريرة. وتقول بعض الأساطير التقية إن النحل تحوّل إلى جنود، وخلاياه أصبحت خوذات حرب. كما يُنسب إليها أنها أنقذت مدينة باليڤورني من الطاعون. وفاتها وتكريمها ظلّت أبيغيل في باليڤورني حتى وفاتها، حيث دُفنت هناك بانتظار القيامة. يُحتفى بها على أنها: شفيعة النحل ومربّي النحل وغالبًا ما تُصوَّر في الأيقونات محاطة بالنحل أو حاملة لقرص عسل. ويُحتفل بعيدها في 11 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| جيرارد ماجيلا القديس | الولادة: – الوفاة: 1755 وُلِد القديس جيرارد ماجيلا عام 1726 في مدينة مورو بإيطاليا، ضمن عائلة تتكوّن من سبعة أفراد. نشأ في بيئة فقيرة، لكنه امتلك احترامًا عميقًا للفقراء منذ صغره. عندما كان في الثانية عشرة من عمره، توفي والده، فاضطُر لتحمّل المسؤولية باكرًا. أرسلته والدته ليعيش مع عمّه ويتعلم مهنة الخياطة التي كان يمتهنها والده. وبعد سنوات من التدرّب على الخياطة، عمل جيرارد خادمًا لأسقف مدينة لاشدونيا. في سن الحادية والعشرين، بدأ جيرارد يعمل كحرفي، وكان يُقسّم دخله بين والدته، والفقراء، وتقديم الصدقات لأرواح المطهر. مع مرور الوقت، أصبح نحيفًا وشاحبًا نتيجة كثرة صيامه وصلواته في الكاتدرائية المجاورة. تقدّم جيرارد مرتين للالتحاق بدير الكابوشيين في مورو، لكن تم رفضه بسبب ضعفه الصحي. ومع ذلك، لم يفقد الأمل. في عام 1749، التحق بـ رهبانية الفادي الأقدس، وبعد ثلاث سنوات أصبح أخًا علمانيًا ناذرًا. خدمته وتفانيه عاش القديس جيرارد حياة قائمة على الفقر، والطهارة، والطاعة. بقي قريبًا من الفقراء وعمل في وظائف متعددة مثل: الشمّاس، البستاني، الحارس، الممرّض، والخياط. بفضل ورعه العميق وحكمته الفائقة وقدرته على قراءة الضمائر، سُمح له بتقديم المشورة لرهبانيات النساء. وكان يُستدعى كثيرًا من قِبل الفقراء والمرضى، وكان دائمًا يُلبي النداء بفرح قائلًا: “أنا هنا لأتمم مشيئة الله.” وكان أيضًا يتمتّع بقدرات فائقة للطبيعة، منها: الارتفاع عن الأرض، التواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، وقراءة الأرواح. وتجلّى في حياته التضحية، الطاعة، والموت عن الذات لأجل المسيح، مما جعله نموذجًا مثاليًا للإخوة العلمانيين. معجزاته ارتبط اسم القديس جيرارد بعدّة معجزات موثّقة، منها: إحياء صبي بعد سقوطه من منحدر شاهق.مباركة محصول أحد الفلاحين الفقراء وطرد الفئران منه. مباركة مؤونة القمح لعائلة فقيرة حتى تكفيهم حتى موسم الحصاد التالي. مضاعفة الخبز لتوزيعه على الفقراء في عدّة مناسبات. لكن أكثر معجزاته شهرة كانت تلك التي جعلته شفيعًا للأمهات الحوامل: قبيل وفاته، أسقط منديله بينما كان يسير، فحاولت فتاة شابة أن تعيده إليه، لكنه قال لها: “احتفظي به، فقد تحتاجينه يومًا ما.” وبعد سنوات، تزوّجت هذه الفتاة وأصبحت حبلى، لكنها دخلت في ولادة خطيرة وكانت على وشك أن تفقد الجنين. طلبت من أسرتها أن يُحضِروا منديل جيرارد، وبمجرد وضعه عليها، هدأ الألم وأنجبت طفلًا سليمًا، وهو أمر نادر في ذلك الزمن. موته وتقديسه حتى وهو يُعاني من السل الرئوي، كان جيرارد يقول دائمًا إنه يريد فقط أن يحيا في مشيئة الله. وكانت وصيته الأخيرة أن تُعلق لافتة على باب غرفته مكتوب عليها: “هنا تتم مشيئة الله، كما يشاء الله، وللمدة التي يشاءها.” قيل له إن مشيئة الله هي أن يُشفى، وبالفعل تحسّن لفترة وجيزة، ثم سرعان ما تدهورت صحته وتوفي في 16 أكتوبر 1755، عن عمر 29 عامًا، بعد أن قضى 6 سنوات فقط في الحياة الرهبانية. بسبب المعجزات الكثيرة المنسوبة إليه، بدأت إجراءات تطويبه بعد وفاته بوقت قصير. وفي عام 1893 تم تطويبه، ثم قُدّس رسميًا في 11 ديسمبر 1904. تُطلَب شفاعة القديس جيرارد من أجل: الأطفال والمولودين حديثًا، النساء في المخاض، الأمهات الحوامل، الأمومة، التوبة والاعتراف، الأبرياء المتّهمين ظلمًا، الإخوة العلمانيين، مدينة مورو لوكانو، إيطاليا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أندراوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – حياته وخدمته القديس أندراوس، المعروف أيضًا باسم أندراوس الرسول، كان أحد رسل المسيح، وهو الأخ الأكبر للقديس بطرس. وفقًا للعهد الجديد، وُلِد أندراوس في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر الجليل في أوائل القرن الأول. وكأخيه الأصغر سمعان بطرس، كان أندراوس صيادًا. ويعني اسمه “القوي”، وقد عُرف بمهاراته الاجتماعية الجيدة. في إنجيل متى، يُقال إن يسوع كان يمشي على شاطئ بحر الجليل، فرأى أندراوس وسمعان بطرس يصطادان، فدعاهما ليكونا تلميذين له وقال: “اجعلكما صيادي بشر.” أما في إنجيل لوقا، فلا يُذكر أندراوس في البداية، بل يُقال إن يسوع استخدم قاربًا – يُعتقد أنه قارب سمعان وحده – ليُعلّم الناس ويصطاد كمية كبيرة من السمك بعد ليلة فاشلة. وفي لوقا 5:7، يُذكر أن سمعان لم يكن الصياد الوحيد في القارب، لكن لم يُذكر أندراوس بأنه أخوه إلا في لوقا 6:14. بينما يروي إنجيل يوحنا قصة مختلفة، حيث كان أندراوس تلميذًا ليوحنا المعمدان، وعندما مرّ يسوع أمامهم، قال يوحنا: “هوذا حمل الله.” فانطلق أندراوس مع تلميذ آخر ليتبع يسوع. أندراوس في حياة يسوع لا يُذكر الكثير عن أندراوس في الأناجيل، لكن يُعتقد أنه كان من أقرب التلاميذ إلى يسوع. فهو الذي أخبر يسوع عن الصبي الذي يحمل خمسة أرغفة وسمكتين، كما جاء في يوحنا 6:8. وحين أراد فيلبس أن يتحدث مع يسوع عن بعض اليونانيين الذين يرغبون في لقائه، تحدث أولًا مع أندراوس. كما كان أندراوس حاضرًا في العشاء الأخير. تبشيره واستشهاده وفقًا للتقليد المسيحي، انطلق أندراوس ليبشر بالإنجيل على سواحل البحر الأسود، وفي اليونان وتركيا الحالية. وقد استُشهد مصلوبًا في مدينة باتراس. لكن بدلًا من أن يُسمر، رُبط بالحبال إلى صليب على شكل X، كما ورد في كتاب “أعمال أندراوس”. ويُعتقد أن أندراوس طلب أن يُصلب بهذه الطريقة تواضعًا، لأنه لم يرَ نفسه مستحقًا أن يُصلب على نفس نوع الصليب الذي صُلب عليه المسيح. ويُعرف هذا الشكل من الصلبان اليوم باسم: “صليب القديس أندراوس” (St. Andrew’s Cross). رفاته وانتقالها في البداية، حُفظت رفات أندراوس في مدينة باتراس. لكن بعض الروايات تقول إن راهبًا يُدعى القديس ريغولوس، تلقى رؤية تطلب منه إخفاء بعض عظام أندراوس. وبعد ذلك بفترة وجيزة، أمر الإمبراطور الروماني كونستانتيوس الثاني (حوالي عام 357م) بنقل معظم رفات أندراوس إلى القسطنطينية. ثم، في رؤية ثانية، طُلب من ريغولوس أن ينقل العظام “إلى أقاصي الأرض” ويبني مزارًا في أي مكان تتحطم فيه سفينته. وبالفعل، تحطمت سفينته على سواحل فايف في اسكتلندا، وهناك بُني مزار القديس أندراوس. وفي سبتمبر 1964م، أعاد البابا بولس السادس كل رفات القديس أندراوس الموجودة في الفاتيكان إلى مدينة باتراس. واليوم، تُحفظ العديد من رفاته بالإضافة إلى الصليب الذي استُشهد عليه في كنيسة القديس أندراوس في باتراس. تكريم القديس أندراوس حول العالم في جورجيا، يُكرَّم كأول من بشّر بالمسيحية في البلاد. في قبرص، يُنسب له تفجير نبع مياه شافية بعد أن ضرب الصخور عند وصوله للشاطئ. يظهر صليبه المائل (صليب القديس أندراوس) على علم اسكتلندا، وهو جزء من أيقوناته التقليدية. وغالبًا ما يُصوَّر كـ رجل مسن ذو شعر أبيض ولحية، يحمل سِفر الأناجيل أو درجًا. القديس أندراوس هو شفيع: الصيادين، المغنين، اسكتلندا، رومانيا، روسيا، أوكرانيا، باتراس. ويُحتفل بعيده في 30 نوفمبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بريجيد الأيرلندية القديسة | الولادة: 451 الوفاة: 525 حياتها ونسبها وُلدت القديسة بريجيد باسم Brigit، وتحمل نفس اسم إلهة سلتيّة شهيرة ارتبطت بها العديد من الأساطير والعادات الشعبية. توجد روايات متباينة حول والديها، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن والدتها كانت بروكا، وهي امرأة مسيحية عمدها القديس باتريك، ووالدها كان الزعيم دوبثاخ من منطقة لينستر. بما أن والدتها كانت أمة، فقد وُلدت بريجيد في العبودية. عندما اكتشفت زوجة دوبثاخ أن بروكا حامل، باعتها إلى أحد الكهنة الوثنيين (درويد). وتقول الأسطورة إن بريجيد لم تستطع أن تهضم الطعام الذي قدمه لها الكاهن الوثني لأنه كان نجسًا، فكانت بقرة بيضاء بأذنين حمراوين هي من غذّتها. عطاؤها منذ الطفولة رافقت بريجيد قصص عديدة عن الطهارة والعطاء منذ طفولتها، فقد كانت لا تستطيع أن تمتنع عن إطعام الفقراء وشفاء المرضى. تروي إحدى القصص أنها أعطت كل مخزون الزبدة الخاص بوالدتها للفقراء، لكنه عاد مجددًا بعد أن صلّت. عندما بلغت حوالي العاشرة، أُعيدت إلى منزل والدها باعتباره مالكها الشرعي، لكنها استمرت في كرمها وبدأت تتبرع بممتلكاته لكل من يطلب شيئًا. ضاق دوبثاخ ذرعًا بسخائها، وأخذها إلى ملك لينستر ليبيعها. وأثناء حديثه مع الملك، أعطت بريجيد سيفًا مرصعًا بالمجوهرات لأحد المتسولين ليتمكن من مبادلته بالطعام لعائلته. وعندما رأى الملك ذلك وكان مسيحيًا، أدرك قلبها الطاهر وقال لدوبثاخ: “فضلها أمام الله أعظم من فضلنا.” فأقنعه أن يمنحها الحرية. تحررها وتكرسها لله بعد تحريرها، عادت بريجيد إلى والدتها التي كانت مسؤولة عن مصنع للألبان. تولت بريجيد العمل، ورغم عطائها للفقراء، ازدهر المصنع، مما دفع الكاهن الوثني لاحقًا إلى تحرير والدتها أيضًا. ثم أعادها والدها مرة أخرى، وخطط لتزويجها من شاعر، لكنها رفضت الزواج، ونذرت العفة الدائمة. وتقول الأسطورة أنها صلّت كي يُنتزع جمالها فلا يرغب أحد في الزواج منها، وقد استجيبت صلاتها، ثم عاد جمالها بعد أن نذرت نذورها النهائية. ويُقال إنه عند سماع القديس باتريك نذورها، استخدم صيغة الرسامة للكهنة عن طريق الخطأ، وعندما نُبّه إلى ذلك، قال ببساطة: “فليكن، يا ابني، إنها مقدّرة لها أمور عظيمة.” خدمتها في الكنيسة في عمر الأربعين تقريبًا، أسست بريجيد ديرًا في كيلدير يُعرف باسم كنيسة البلوط، والذي بُني فوق مزار وثني مخصص للإلهة بريجيد تحت شجرة بلوط ضخمة. أسست بريجيد مع سبع من صديقاتها حياة رهبانية جماعية للنساء، كما أسست ديرين: واحدًا للنساء وآخر للرجال. دعت ناسكًا يُدعى كونليث ليعاونها روحيًا في كيلدير، ويقال إنها اختارته “ليحكم الكنيسة معها”. كما أسست مدرسة للفنون اشتهرت بأعمالها في النقش المعدني والتذهيب، وقادها كونليث أيضًا. ويُعتقد أن كتاب كيلدير، الذي وصفه جيرالد من ويلز بأنه “عمل ملائكي، لا بشري”، نشأ من هذه المدرسة، لكنه فُقد قبل ثلاثة قرون. صداقتها مع القديس باتريك توجد أدلة على أن القديسة بريجيد كانت صديقة مقرّبة للقديس باتريك، وقد جاء في كتاب Trias Thaumaturga: “بين القديس باتريك وبريجيد، دعامة الشعب الأيرلندي، كانت صداقة محبة عظيمة، كأن لهما قلب واحد وعقل واحد، وبواسطتهما أتمّ المسيح أعمالًا عظيمة.” وفاتها ورفاتها توفيت القديسة بريجيد وفاة طبيعية في 1 فبراير عام 525م. وُضع جسدها في بادئ الأمر إلى يمين المذبح العالي في كاتدرائية كيلدير، وكان قبرها مزينًا بالجواهر والتيجان الذهبية والفضية. لكن في عام 878م، خلال الغارات الإسكندنافية، نُقلت رفاتها إلى قبر القديسين باتريك وكولومبا. وفي 1185م، نقل جون دي كورسي رفاتها إلى كاتدرائية داون. أما جمجمتها، فهي موجودة اليوم في كنيسة القديس يوحنا المعمدان في لوميار، البرتغال، ويُكتب على القبر: “هنا، في هذه القبور الثلاثة، يرقد الفرسان الأيرلنديون الثلاثة الذين جلبوا رأس القديسة بريجيد، العذراء، المولودة في أيرلندا، والتي تُحفظ رفاتها في هذه الكنيسة. وفي ذكرى ذلك، أمر مسؤولو المذبح بكتابة هذا في يناير عام 1283م.” ونُقلت أجزاء من الجمجمة إلى كنيسة القديسة بريجيد في كيلستر، وأُرسلت أخرى إلى أسقف لشبونة. صورها ورمزيتها تُصوَّر القديسة بريجيد عادة وهي تحمل: صليب من القصب، عصا أسقفية (صولجان)، مصباحًا مضيئًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مريم المجدلية القديسة | الولادة: – الوفاة: – تُعتبر القديسة مريم المجدلية واحدة من أعظم القديسات في الكتاب المقدس، ومثالاً أسطوريًا على رحمة الله ونعمه. لا نعرف تواريخ دقيقة لميلادها أو وفاتها، لكن المعروف أنها كانت حاضرة مع المسيح أثناء خدمته العلنية، وموته وقيامته. وقد ذُكرت في الأناجيل أكثر من 12 مرة. هل كانت خاطئة؟ لطالما اعتبرتها المسيحية الغربية بأنها زانية أو امرأة خاطئة جنسيًا، لكن هذا ليس مدعومًا من الكتاب المقدس. يُعتقد أنها كانت امرأة يهودية تعيش بين الأمم (الوثنيين)، وتتبنى عاداتهم. تتفق الأناجيل على أنها كانت خاطئة عظيمة في البداية، وقد أخرج منها يسوع سبعة شياطين عند لقائه بها. بعد ذلك، أصبحت مريم المجدلية من أتباع المسيح المخلصين، وشاركت هذا التحوّل مع نساء أخريات أصبحن بدورهن من أتباع المسيح. هل هي المرأة التي غسلت قدمي يسوع؟ هناك جدل قائم بين العلماء حول ما إذا كانت مريم المجدلية هي نفسها المرأة المجهولة التي وردت في إنجيل يوحنا والتي غسلت قدمي يسوع بدموعها ومسحتهما بشعرها. كثير من العلماء يشككون في أن تكون هي نفس الشخص. لكن بغض النظر عن خلفيتها، فإن ما قامت به بعد لقائها بالمسيح هو الأهم، إذ كانت خاطئة أنقذها يسوع، وأصبحت مثالاً حيًا على أن لا أحد خارج دائرة رحمة الله. دورها في خدمة يسوع وقيامته يُعتقد أنها تبعت يسوع خلال خدمته، وكانت جزءًا من مجموعة شبه دائمة من النساء اللواتي كنّ يخدمنه ويخدمن تلاميذه. شاهدت الصلب من بعيد، مع نساء أخريات كنّ يتبعن المسيح. وكانت مريم المجدلية حاضرة في صباح القيامة، عندما زارت القبر لتدهن جسده، فوجدت الحجر قد تدحرج والمسيح حيًا جالسًا عند الموضع الذي وُضع فيه. فكانت أول من شهد قيامته. ماذا حدث لها بعد ذلك وفقًا للأسطورة، بعد قيامة المسيح، بقيت مريم المجدلية مع المسيحيين الأوائل. وبعد أربعة عشر عامًا، يُقال إن بعض اليهود وضعوها على متن قارب مع بعض القديسين الآخرين دون أشرعة أو مجاديف، وتركوهم في البحر. وصل القارب إلى جنوب فرنسا، وهناك قضت مريم المجدلية بقية حياتها في العزلة داخل مغارة، متأملة في حياة التوبة والقداسة. يُحتفل بعيدها في 22 يوليو. وهي شفيعة المتحولين إلى الإيمان، الخطاة التائبين، مقاومي التجربة الجنسية، الصيادلة، الدباغين، النساء، العطارين، وكل من يُسخر منهم بسبب تدينهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| جبرائيل القديس رئيس الملائكة | الولادة: – الوفاة: – القديس جبرائيل هو ملاك يعمل كرسول من الله إلى أشخاص معيّنين. وهو أحد الثلاثة رؤساء الملائكة المعروفين في التقليد المسيحي إلى جانب ميخائيل ورافائيل. يُذكر جبرائيل في كل من العهد القديم والعهد الجديد من الكتاب المقدس. في العهد القديم يظهر جبرائيل للنبي دانيال ليشرح له رؤاه. وُصف بأنه “واحد يشبه الإنسان”، وكان يُفسر رؤى دانيال أثناء نومه. بعد الزيارة الأولى، شعر دانيال بالإرهاق والمرض لعدة أيام. ثم زاره جبرائيل مرة أخرى وأعطاه فهماً أعمق لرؤاه كاستجابة لصلاة. في العهد الجديد وُصف جبرائيل بأنه “ملاك من عند الرب”. وكانت أولى ظهوراته لـ زكريا، والد يوحنا المعمدان، وقال له: “لا تخف يا زكريا، فقد استُجيبت صلاتك، وستلد لك زوجتك أليصابات ابناً، وتدعوه يوحنا. وسيكون لك فرح وابتهاج، وكثيرون سيفرحون بولادته.” (لوقا 1:13) بعد أن حبلت أليصابات، ومر ستة أشهر، أُرسل جبرائيل إلى الناصرة ليزور العذراء مريم، المرتبطة برجل اسمه يوسف. وقال لها: “السلام عليكِ، أيتها الممتلئة نعمة، الرب معكِ، مباركة أنتِ بين النساء.” (لوقا 1:28) وأضاف: “لا تخافي يا مريم، لأنكِ نلتِ نعمة لدى الله. وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. سيكون عظيماً، وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولن يكون لملكه نهاية.” (لوقا 1:30-33) أخبرها جبرائيل أن الحَبَل سيكون بفعل الروح القدس، وأن المولود سيكون ابن الله. بعد بشارة الملاك لمريم، لا يُذكر جبرائيل مجددًا في الأناجيل. رموزه وتمثيله الفني يُصوَّر جبرائيل غالبًا في مشاهد البشارة للعذراء مريم. يُمثَّل وهو يرتدي اللون الأزرق أو الأبيض. يحمل رموزًا مثل: الزنبق، البوق، مصباح مضيء، غصن من الفردوس، درج، أو صولجان. في بعض الأحيان، يُقال إن جبرائيل هو من ينفخ في بوق الله ليعلن عن عودة الرب إلى الأرض، إلا أن من يقوم بهذه المهمة يختلف من نص لآخر. وأقدم تمثيل معروف لجبرائيل كبوقي يرجع إلى عام 1455 في الفن البيزنطي. جبرائيل هو شفيع: المرسلين، العاملين في مجال الاتصالات، موظفي البريد. يُحتفل بعيده في 29 سبتمبر، إلى جانب رئيسي الملائكة ميخائيل ورافائيل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| فوستينا كوفالسكا القديسة | الولادة: 1905 الوفاة: 1938 ولدت ماريا فوستينا كوفالسكا من القربان الأقدس باسم هيلينا كوفالسكا، في قرية غلوغوفيتس بمقاطعة ليتشيكا شمال غرب مدينة لودز في بولندا، في 25 أغسطس 1905، وكانت الثالثة من بين عشرة أطفال في عائلة فقيرة ومؤمنة. بدأت تشعر بدعوتها للحياة الرهبانية وهي في سن السابعة، عندما حضرت عرض القربان الأقدس. بعد إنهاء دراستها، رغبت في دخول الدير فورًا، لكن والديها رفضا. في سن السادسة عشرة، بدأت تعمل خادمة لمساعدة عائلتها. في عام 1924، رأت رؤيا للمسيح المتألم أثناء حضورها حفلة رقص مع أختها ناتاليا. فذهبت مباشرة إلى الكاتدرائية، وهناك سمعت صوت يسوع يطلب منها التوجه إلى وارسو والانضمام إلى دير. غادرت فورًا إلى وارسو، ودخلت أول كنيسة وجدتها (كنيسة القديس يعقوب) لحضور القداس، ثم بدأت تطلب الانضمام إلى الأديرة، لكنها قوبلت بالرفض بسبب فقرها ومظهرها. وأخيرًا، قبلتها رئيسة دير راهبات سيدة الرحمة بشرط أن تدفع ثمن ثوبها الرهباني. فبدأت فوستينا بالعمل والادخار من أجل ذلك. في 30 أبريل 1926، عندما بلغت العشرين من عمرها، استلمت الثوب الرهباني واتخذت اسم الأخت ماريا فوستينا من القربان الأقدس. وفي 1928، نذرت أول نذورها الرهبانية. في عام 1930، انتقلت إلى دير في مدينة بلوكتس، وهناك بدأت تظهر عليها علامات المرض. أُرسلت للراحة، ثم عادت إلى الدير. رؤيا الرحمة الإلهية في 22 فبراير 1931، ظهر لها يسوع مرتديًا ثوبًا أبيض، ومن صدره خرج شعاعان: أحدهما أحمر والآخر باهت اللون. قال لها: “ارسمِ صورة كما ترين، واكتبي تحتها: يسوع، أنا أثق بك.” كما طلب منها أن يُحتفل بعيد الرحمة الإلهية في الأحد الأول بعد الفصح. لم تكن فوستينا تعرف الرسم، وسعت لإيجاد فنان، لكن محاولاتها باءت بالفشل حتى عام 1934، حين رسم يوجين كازيميروفسكي أول صورة للرحمة الإلهية بإشراف الأب ميخائيل سوبوتشكو. نذورها الأخيرة وخدمتها في 1 مايو 1933، نذرت نذورها النهائية في لاجيفنيكي، وأصبحت راهبة دائمة. بعدها أُرسلت إلى فيلنيوس حيث التقت بالأب سوبوتشكو، واعترفت له برؤاها، فأحالها إلى طبيب نفسي للتحقق من صحتها النفسية، وثبت أنها سليمة، فبدأ بدعمها. طلب منها الأب سوبوتشكو أن تحتفظ بمذكرات تدون فيها محادثاتها مع يسوع، فأصبحت هذه المذكرات لاحقًا المرجع الرئيسي لعبادة الرحمة الإلهية. نشر عبادة الرحمة الإلهية في جمعة الآلام، 19 أبريل 1935، طلب يسوع منها أن تُعرض صورة الرحمة الإلهية للعبادة العلنية. وفي 26 أبريل، ألقى الأب سوبوتشكو أول عظة عن الرحمة الإلهية. في سبتمبر 1935، كتبت فوستينا عن رؤيا تاج الرحمة الإلهية، وهي صلاة تُتلى طلبًا لرحمة الله. رغبت فوستينا بتأسيس رهبنة جديدة مكرسة للرحمة الإلهية، لكنها ذُكرت بأنها نذرت حياة دائمة في جماعتها الحالية، فعادت إلى وارسو. قال لها يسوع: “ابنتي، افعلي ما بوسعك لنشر عبادة رحمتي الإلهية، وسأكمل ما ينقصك.” المرض والوفاة في عام 1936، تدهورت صحتها، وانتقلت إلى مستشفى في كراكوف، حيث قضت معظم وقتها في الصلاة. في يوليو 1937، طُبعت أول بطاقات صلاة بصورة الرحمة الإلهية، وكتبت فوستينا تساعية الرحمة الإلهية بإلهام من يسوع. في 5 أكتوبر 1938، توفيت فوستينا، ودُفنت في 7 أكتوبر. وهي ترقد الآن في بازيليكا الرحمة الإلهية في كراكوف، بولندا. رسالتها وحياتها عاشت فوستينا حياتها كمثال للاتحاد مع آلام المسيح، وقدمت معاناتها كذبيحة عن خطايا الآخرين. كانت تنشر الفرح والسلام، وتكتب عن رحمة الله لتقود الآخرين إلى الإيمان. كانت تتمتع بتقوى خاصة تجاه السيدة العذراء والأسرار المقدسة، خاصة الإفخارستيا وسر الاعتراف. تطويبها وقداستها في عام 1965، افتتح رئيس أساقفة كراكوف آنذاك، كارول فويتيلا (البابا يوحنا بولس الثاني لاحقًا)، تحقيقًا رسميًا في حياتها وقداستها. تمت الموافقة على معجزة شفاء الأمريكية مورين ديغان من مرض مستعصٍ بعد صلاتها عند قبر فوستينا. وفي 1992، اعتبرت هذه المعجزة سببًا كافيًا لتطويبها. التطويب: 18 أبريل 1993 القداسة: 30 أبريل 2000 شفيعة الرحمة الإلهية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| كاثرين الإسكندرانية القديسة | الولادة: 287 الوفاة: 305 القديسة كاثرين الإسكندرانية هي قديسة مُعترف بها في الكنيسة الكاثوليكية، ويُقال بحسب التقليد المسيحي أنها استشهدت حوالي سنة 305 في مدينة الإسكندرية بمصر. في ذلك الوقت، كانت الكنيسة لا تزال موحدة (قبل الانشقاق الكبير)، ولهذا فهي أيضًا مُعترف بها في الكنيسة الأرثوذكسية كـ”الشهيدة الكبرى”. لا توجد مصادر أولية موثقة تؤكد وجودها التاريخي، ولكن استمرار ذكرها وتناقل قصتها عبر الأجيال يعكس بوضوح تأثيرها وسيرتها البطولية في الإيمان والفضيلة. وُلدت كاثرين حوالي عام 287 في الإسكندرية، التي كانت آنذاك واحدة من أعظم مدن العالم، ومركزًا هامًا للثقافة والعلم والدين. وتقول التقاليد المسيحية إنها وُلدت في عائلة نبيلة وربما كانت أميرة. وكفتاة نبيلة، نالت تعليمًا راقيًا وكانت مثقفة وذكية منذ صغرها. في سن الرابعة عشرة تقريبًا، رأت رؤيا مؤثرة للسيدة العذراء ومولودها يسوع، ومنذ ذلك الحين قررت أن تصبح مسيحية. مواجهة الإمبراطور عندما بدأ الإمبراطور ماكسينتيوس اضطهاد المسيحيين، ذهبت كاثرين لمواجهته ووبخته على قسوته. بدلاً من إعدامها مباشرة، دعا الإمبراطور خمسين فيلسوفًا وخطيبًا لمجادلتها، لكن كاثرين – بقوة الروح القدس – تحدثت بحكمة وفصاحة شديدة، مما أدى إلى تحول عدد من الفلاسفة إلى المسيحية، فتم إعدامهم فورًا. تعذيبها وسجنها عجز الإمبراطور عن دحض حججها أو إخضاعها، فأمر بتعذيبها وسجنها. وعلى الرغم من ذلك، لم تتخلّ عن إيمانها. وسرعان ما انتشرت أخبار شجاعتها، فزارها أكثر من 200 شخص في السجن، ويُقال أن زوجة الإمبراطور، فاليريا ماكسيميلا، قد اهتدت على يديها وأعدِمت لاحقًا بسبب ذلك، إلا أن هذه الرواية غير موثّقة تاريخيًا. في محاولة أخيرة لإغرائها، عرض عليها الإمبراطور الزواج، وهو ما كان سيجعلها إمبراطورة قوية. لكنها رفضت وقالت إنها متزوجة من المسيح وكرّست عذريتها له. غضب الإمبراطور وأمر بإعدامها على عجلة تعذيب شائكة، وهي وسيلة وحشية لكسر عظام الضحية ببطء. لكن عندما لمست العجلة، تحطمت بمعجزة. وبعد فشل محاولة قتلها بهذه الطريقة، أمر الإمبراطور بقطع رأسها. ما بعد الاستشهاد تقول إحدى الروايات إن الملائكة نقلوا جسدها إلى جبل سيناء، حيث أسس الإمبراطور جستنيان ديرًا باسمها في القرن السادس، وهو دير “القديسة كاثرين” الشهير، ويُعد من أقدم الأديرة في العالم. في حوالي عام 800، انتشرت أسطورة تقول إن جسدها وُجد سليمًا، وشعرها ينمو، وتنساب منه زيوت عطرية، إلا أنه لا توجد أي بقايا مؤكدة لها اليوم، مما جعل بعض الباحثين يشككون في وجودها التاريخي. ومع ذلك، لا تزال تُكرّم في الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية على حد سواء، وتُعدّ من أبرز شهيدات العصور المسيحية المبكرة. تأثيرها الفني والديني: خلال العصور الوسطى، كانت كاثرين من أشهر القديسات في الكنيسة، وكانت موضوعًا مفضلاً في الفن، خاصة في أعمال عصر النهضة، حيث صُورت كثيرًا وهي بجانب العجلة. رموزها وشفاعتها: العجلة الشائكة تُعد رمزًا مشهورًا يُرتبط بها. عيدها في 25 نوفمبر، وهي شفيعة لعدة فئات، منها: الطلاب، الفتيات غير المتزوجات، المدافعون عن الإيمان، والخطباء، والمثقفون، كما تشفع للعديد من المناطق حول العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مارتن دي بوريس القديس | الولادة: – الوفاة: 1639 وُلد القديس مارتن دي بوريس في ليما، بيرو، في 9 ديسمبر 1579. كان ابنًا غير شرعي لرجل إسباني نبيل وأمٍّ محرَّرة من العبودية من بنما، من أصل إفريقي أو هندي أمريكي. تخلّى والده عنه وعن أمه وأخته عندما كان صغيرًا، مما جعل مارتن ينشأ في فقرٍ مدقع. وبعد عامين فقط من الدراسة الابتدائية، تم وضعه كمتدرّب لدى حلاق/جرّاح، حيث تعلّم الحلاقة وبعض المهارات الطبية. التمييز العنصري والطريق إلى الرهبنة بسبب أصله المختلط، تعرض مارتن للكثير من الإهانات، إذ كانت القوانين في بيرو تمنع المنحدرين من أصل إفريقي أو هندي أمريكي من الانضمام الكامل إلى الرهبانيات. لكنه كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة، وكان يتوق إلى الانضمام إلى الحياة الدينية. فطلب من رهبان الدومينيكان في دير الوردية المقدسة في ليما أن يقبلوه كمتطوّع للقيام بالأعمال المتواضعة مقابل السماح له بارتداء الثوب الرهباني والعيش بينهم. في سن 15، تم قبوله كخادم في الدير، ثم ترقّى ليصبح مسؤولًا عن توزيع المال على الفقراء المستحقين. خدمته وتكريسه خلال فترة وجوده في الدير، واصل مهنته كحلاق ومُعالج. عمل أيضًا في المطبخ، وغسل الملابس، ونظّف الدير. وبعد ثماني سنوات من الخدمة، تم السماح له بأخذ النذور كعضو في الدرجة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، بفضل رئيس الدير خوان دي لورنزانا الذي قرر تجاوز القوانين العنصرية. لكن لم يكن جميع الرهبان بنفس الانفتاح، فقد استمر البعض في السخرية منه ونعته بألفاظ قاسية بسبب أصله ونسبه. في عام 1603، أصبح مارتن راهبًا علمانيًا دومينيكيًا عن عمر 24 عامًا، وبعد عشر سنوات عُيّن مسؤولًا عن العناية بالمصابين في العيادة، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته. عُرف برحمته وصبره وحكمته في رعاية المرضى حتى في أصعب الحالات. محبة شاملة ومعجزات تميّز مارتن برعايته غير المشروطة لجميع الناس، سواء كانوا من النبلاء الإسبان أو من العبيد الأفارقة. لم يكن يمانع في استقبال المرضى أو الفقراء في منزله الخاص، مهما كانت حالتهم. أحب الله وجميع خليقته بصدق، وقيل إنه امتلك قدرات خارقة منها: الطيران، التواجد في أكثر من مكان، الشفاء الفوري، المعرفة المعجزية، والتواصل المميز مع الحيوانات. أسّس دارًا للأيتام وخدَم العبيد والمهمّشين، وكان يساعد الفتيات الفقيرات في تحصيل المهور للزواج. خلال وباء في ليما، مرض العديد من الرهبان وتم عزلهم في جناح بعيد داخل الدير. ومع ذلك، كان مارتن يخترق الأبواب المغلقة ويهتم بالمصابين. وعندما تم توبيخه لمخالفته قوانين الدير، أجاب بتواضع: “اغفروا لي خطئي، وعلّموني، فلم أكن أعلم أن طاعة القوانين تتقدّم على عمل الرحمة.” فأُعطي إذنًا مفتوحًا ليتبع قلبه الرحوم. وفاته والاعتراف بقداسته كان مارتن صديقًا حميمًا للقديس خوان ماسيياس والقديسة روزاليما، وهما أيضًا دومينيكان. في يناير 1639، وعمره 60 عامًا، أُصيب بحمى وقشعريرة وألم شديد، وظل مريضًا لمدة عام تقريبًا حتى توفي في 3 نوفمبر 1639. عند وفاته، كان معروفًا في أوساط كثيرة، وتناقلت الأحاديث معجزاته في الطب والرحمة. وعندما تم استخراج رفاته بعد 25 عامًا، كان جسده سليمًا ويفوح منه عطرٌ جميل. تكريمه: طُوّب: عام 1837 أُعلن قديسًا: عام 1962 شفيع: المختلطين عرقيًا، الحلاقين، العاملين في الصحة العامة، أصحاب النُزل. يُحتفل بعيده: في 3 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| إليزابيث آن سيتون القديسة | الولادة: 1774 الوفاة: 1821 إليزابيث آن بايلي سيتون كانت أول أمريكية مولودة على الأراضي الأمريكية تُعلَن قديسة من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وُلدت قبل الثورة الأمريكية بعامين، ونشأت في بيئة راقية في نيويورك. كانت قارئة نهمة، قرأت كل شيء من الكتاب المقدس إلى الروايات المعاصرة. رغم نشأتها الثرية، كانت حياتها المبكرة بسيطة وهادئة، وأحيانًا حزينة ووحيدة. ومع مرور الزمن، أصبح الكتاب المقدس مصدر تعليمها وسندها وعزاءها، وبقي حبها للكتاب المقدس راسخًا طوال حياتها. في عام 1794، تزوجت من التاجر الثري ويليام سيتون، وكانت بينهما علاقة حب عميقة. كتبت في مذكراتها عند بداية حياتها الزوجية: “بيتي الخاص وأنا في العشرين من عمري – العالم، والسماء أيضًا – أمر مستحيل التصديق.” لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً. توفي والد ويليام بعد أربع سنوات، فوجد الزوجان نفسيهما مسؤولَين عن سبعة إخوة غير أشقاء، إضافة إلى أعمال العائلة التجارية. سرعان ما انهار عمل ويليام وتدهورت صحته، فقررا السفر إلى إيطاليا على أمل أن تساعده البيئة هناك على الشفاء. للأسف، توفي ويليام في إيطاليا بسبب مرض السل، لكن عزاء إليزابيث الوحيد كان أنه استعاد إيمانه بالله قبل وفاته. اهتداؤها إلى الكاثوليكية خلال إقامتها في إيطاليا، أسرت إليزابيث قلوب الجميع بلطفها وذكائها وأخلاقها. وهناك بدأت تكتشف الإيمان الكاثوليكي، ووجدت فيه عزاءً وحقًا، خاصة في سر الإفخارستيا وحب العذراء مريم، التي اعتبرتها أمًّا لها بعد فقدان والدتها. طلبت إليزابيث من العذراء أن ترشدها إلى الإيمان الحقيقي، وفي عام 1805 دخلت رسميًا إلى الكنيسة الكاثوليكية. خدمتها التربوية وتأسيس الرهبنة باقتراح من رئيس كلية سانت ماري في بالتيمور، ماريلاند، بدأت إليزابيث مدرسة هناك. لكن بعد انتشار خبر اعتناقها للكاثوليكية، سحب بعض الأهل بناتهم من المدرسة. مع ذلك، تابعت إليزابيث رسالتها، وأطلقت مع فتاتين أخريين مشروع تأسيس رهبنة. وهكذا، أسست أول مدرسة كاثوليكية مجانية في أمريكا. في 25 مارس 1809، نذرت نذورها الأولى (الفقر، العفة، والطاعة)، وأصبحت تُعرف باسم “الأم سيتون”. رغم إصابتها بالسل، تابعت توجيه الأخوات وتربية أبنائها. وفي عام 1812، تم التصديق الرسمي على “قانون الحياة” للرهبنة الجديدة، المقتبس من قانون القديس فنسنت دي بول. بحلول عام 1818، كانت الرهبنة قد أنشأت مدرستين ودارَين للأيتام. واليوم، تعود ست رهبنات إلى جذورها التأسيسية مع الأم سيتون. وفاتها وإرثها الروحي خلال آخر ثلاث سنوات من حياتها، شعرت أن الله يستعد لاستدعائها، وكان هذا مصدر فرح داخلي لها. توفيت عن عمر 46 عامًا في 4 يناير 1821، بعد 16 عامًا فقط من دخولها الكنيسة الكاثوليكية. تم تطويبها عام 1963 وإعلان قداستها عام 1975. صلاتها المفضلة: من أحبّ الصلوات على قلبها كان مزمور 23، وكان لها تقوى خاصة تجاه الإفخارستيا والكتاب المقدس والعذراء مريم. صلاة على اسم القديسة إليزابيث آن سيتون: يا إلهنا، لقد باركتِ إليزابيث سيتون بنِعَمٍ كزوجة وأمّ، ومُربية ومؤسِّسة، لكي تقضي حياتها في خدمة شعبك. فلتساعدنا صلاتها ومثالها على أن نُظهر محبتنا لك من خلال محبتنا لإخوتنا البشر. نسألك هذا باسم ربنا يسوع المسيح، ابنك، الذي يحيا ويملك معك ومع الروح القدس، إلهٌ واحد إلى الأبد. آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بولس القديس | الولادة: 5 الوفاة: 67 القديس بولس هو واحد من أهم القديسين وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ الكنيسة. كثير من كتاباته موجودة في أسفار الكتاب المقدس وقد أثّرت بشكل كبير على نمو وتطور الكنيسة منذ القرن الأول الميلادي. كان يُعرف في البداية باسم شاول، وكان مواطنًا رومانيًا وفريسيًا متشددًا. وكان شاهدًا ومشاركًا في اضطهاد المسيحيين الأوائل، وكان حاضرًا عند استشهاد القديس إسطفانوس. ومع ذلك، فقد اختبر شاول رؤية سماوية قوية وهو في طريقه إلى دمشق، أدّت إلى تحوّله للمسيحية. تعمّد بعدها واتخذ الاسم بولس. مسيرته التبشيرية سافر بولس كثيرًا، أولاً إلى شبه الجزيرة العربية ثم عاد إلى دمشق، وبعدها زار أورشليم ليرى القديس بطرس (أول بابا) ويكرّمه. خلال أسفاره، كان يكرز بلا كلل، مما جعله يتعرض للنقد والهجوم، خصوصًا من اليهود الذين رأوا أنه يقنع كثيرين بترك اليهودية واعتناق المسيحية. عاد بولس إلى طرسوس، مدينته الأم، واستمر في التبشير هناك إلى أن دعاه برنابا للذهاب إلى أنطاكية، حيث بقيا عامًا. ثم، أثناء مجاعة أصابت أورشليم، أُرسلا إلى المدينة لتقديم العون. بعدها، قاما برحلة تبشيرية إلى قبرص وآسيا الصغرى، حيث أسسا العديد من الكنائس. وكان بولس يبقى على تواصل دائم مع هذه الكنائس من خلال الرسائل التي أرسلها، والتي صارت جزءًا من الكتاب المقدس. أهمية كتاباته رسائل بولس تقدم إرشادات عملية وروحية لكيفية عيش الحياة المسيحية. ويُعتقد أنه كتب رسائل أخرى ضاعت قبل أن يُجمّع الكتاب المقدس رسميًا. سجنه واستشهاده سافر بولس في أوروبا، خاصة إلى مقدونيا، اليونان، وإيطاليا. وبينما كان يستعد للذهاب إلى إسبانيا، سُجن في قيصرية من قبل اليهود لمدة عامين. ثم تعرّض للغرق في مالطا أثناء سفره، وسُجن مجددًا في روما لمدة عامين بسبب تبشيره. رغم السجن، استمر في الكرازة بلا توقف. وفي عام 67 ميلادي، تم القبض عليه مرة أخرى في روما، وأُعدم بقطع الرأس بأمر من الإمبراطور نيرون. ويقال بحسب القديس يوحنا الذهبي الفم إن نيرون كان يعرف بولس شخصيًا. مكانته وذكراه يُعد بولس من أذكى وأكثر الرسل تأثيرًا في التاريخ المسيحي. ويرى بعضهم أنه كان قائدًا للرسل، لكن الأدلة لا تدعم ذلك، إذ من الأرجح أنه كان يبشّر بناءً على طلب القديس بطرس. القديس بولس هو شفيع:المبشّرين، الكتّاب والصحفيين، العاملين في القطاع العام، صانعي الحبال، صانعي السروج والخيام. عيده الرئيسي في 29 يونيو، ويُكرّم فيه مع القديس بطرس. كما يُحتفل به أيضًا في: 25 يناير: تذكار تحوّله 16 فبراير: تذكار غرقه 18 نوفمبر: تدشين كنيسته (البازيليكا) موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بطرس القديس | الولادة: – الوفاة: 64 بطرس، المعروف أيضاً باسم سمعان بطرس أو كيفا، يُعتبر أول بابا في تاريخ الكنيسة. رغم عظمة مكانته، كانت بداياته متواضعة، فقد كان صيادًا على بحيرة طبرية مع أخيه أندراوس، الذي أصبح بدوره من تلاميذ المسيح. تم اختياره من قبل يسوع ليكون أساس الكنيسة، كما ورد في متى 16:17-18: “أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.” في إنجيل لوقا، عندما كان يسوع يعظ عند بحيرة جنيسارت، صعد إلى قارب بطرس، وطلب منه الإبحار قليلاً عن الشاطئ. بعد الانتهاء من التعليم، أمره بالصيد مجددًا، فامتلأت شباكهم بالأسماك، ما جعل بطرس يسقط أمام يسوع قائلاً: “ابتعد عني يا رب، فأنا رجل خاطئ”. فدعاه يسوع ليكون “صيادًا للناس”. ضعف الإيمان رغم حماسه، كان بطرس يُعرف بقلة إيمانه أحيانًا، مثل عندما حاول المشي على الماء نحو يسوع لكنه خاف وغرق، فقال له يسوع: “يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟” خلال محاكمة يسوع، أنكر بطرس معرفته به ثلاث مرات، كما تنبأ له المسيح، مما جعله يبكي بمرارة عندما صاح الديك. بعد القيامة كان بطرس أول من دخل القبر الفارغ بعد قيامة المسيح. ظهر له المسيح وأعطاه ثلاث فرص ليؤكد محبته، ليعوض بها عن الإنكار الثلاثي. قال له يسوع: “ارعَ خرافي”، معلنًا دوره القيادي في الكنيسة. بعد صعود المسيح، أصبح بطرس القائد الفعلي للتلاميذ. تحدث أولاً في العنصرة، وشفى المرضى، وأدان الكذب، وكان أول من بشر غير اليهود بعد تعميده للقائد الروماني كورنيليوس. سجنه هيرودس أغريبا، وقُيّد بسلاسل بين جنديين. لكن ملاكًا أتى وحرره بمعجزة، وخرج من السجن دون أن يشعر أحد. استشهاده ذهب إلى أنطاكية، ثم كورنثوس، وأخيرًا روما، حيث استشهد في عهد الإمبراطور نيرون حوالي سنة 64م. تقول التقاليد إنه صُلب مقلوبًا لأنه لم يرَ نفسه مستحقًا أن يموت مثل سيده. قبره وتكريمه دُفن على تل الفاتيكان، وبنى الإمبراطور قسطنطين كنيسة كبيرة على قبره. في القرن العشرين، تم اكتشاف عظام يُعتقد أنها لبطرس تحت مذبح كنيسة القديس بطرس. أعلن البابا بولس السادس سنة 1968 أن من المحتمل أنها تعود إليه. وفي 2013، عرض البابا فرنسيس هذه البقايا لأول مرة. في الأيقونات، يُصوَّر بطرس كرجل مسن يحمل مفتاحًا وكتابًا. ومن رموزه الأخرى: صليب مقلوب، قارب، والديك الذي صاح بعد إنكاره للمسيح. أيام تذكاره 29 يونيو (عيد القديسين بطرس وبولس) 22 فبراير (عيد الكرسي الرسولي للقديس بطرس) 18 نوفمبر (عيد تكريس كنيسة القديس بطرس) موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| إليصابات الهنغارية القديسة | الولادة: 1207 الوفاة: 1231 سيرتها القديسة إليصابات الهنغارية، المعروفة أيضًا باسم إليصابات التورينغية، وُلدت في هنغاريا في 7 يوليو 1207، وهي ابنة الملك أندرو الثاني والملكة غيرترود من ميرانيا. منذ طفولتها، بدأت تتحمل مسؤوليات كونها أميرة ملكية. في سن الرابعة، أُرسلت إلى بلاط لاندغريف تورينغيا لتنشأ هناك، إذ خُطبت باكرًا للأمير الألماني لودفيغ الرابع. قُتلت والدتها عام 1213، وكانت إليصابات آنذاك في السادسة من عمرها. يُقال إن نبلاء هنغاريين نفذوا القتل بسبب التوترات بين الألمان والنبلاء المحليين. منذ ذلك الحدث، تغيرت نظرتها للحياة والموت، وبدأت تلجأ إلى الصلاة طلبًا للسلام. في عام 1221، تزوّجت رسميًا من لودفيغ، الذي أحبته بعمق. أنجبا معًا ثلاثة أطفال: اثنان أصبحا من النبلاء، والثالث دخل الحياة الرهبانية وأصبح رئيسًا لأحد الأديرة في ألمانيا. رغم مكانتها الملكية، عاشت إليصابات حياة صلاة وخدمة للفقراء. دعمها زوجها في التزامها الديني، وبدأت تمارس الزهد والتوبة، مستخدمة نفوذها الملكي لأعمال الخير. تأثرها بالقديس فرنسيس الأسيزي في عام 1223، وصل الرهبان الفرنسيسكان إلى تورينغيا، وتعلّمت إليصابات، البالغة 16 عامًا، عن حياة القديس فرنسيس، فقررت أن تتبع مثاله. ارتدت ملابس بسيطة، وكانت توزّع الخبز يوميًا على مئات الفقراء، وبنت مستشفى كانت تعتني فيه بأكثر من ألف مريض يوميًا. وعندما ضرب المرض والفيضانات تورينغيا عام 1226، كرّست نفسها لخدمة المتضررين، حتى إنها منحت ممتلكات القصر للفقراء. الترمّل والانخراط في الحياة الدينية في عام 1227، توفي زوجها لودفيغ بسبب المرض، وانهارت إليصابات حزناً، قائلة: “لقد مات… وكأن العالم كله قد مات بالنسبة لي.” دفن لودفيغ في دير راينهاردسبورن، وتعهدت إليصابات بعدم الزواج مرة أخرى، رغم ضغوط أقاربها، وقررت أن تعيش كراهبة. نذرت العفة والطاعة الكاملة لمُرشدها الروحي القاسي “كونراد من ماربورغ”، الذي عُرف بتشدده القاسي، حتى إنه عذّبها جسديًا وأبعد أبناءها عنها. ومع ذلك، بقيت وفية لنذورها، وقالت إنها تقطع أنفها إن اضطرت لمنع أي رجل من رغبتها. في عام 1228، انضمت إليصابات إلى الرتبة الثالثة من القديس فرنسيس، وأسست مستشفى باسم القديس فرنسيس، حيث كانت تخدم المرضى بيديها وتواسي الفقراء. وفاتها ومعجزاتها توفيت إليصابات في 17 نوفمبر 1231 عن عمر ناهز 24 عامًا في مدينة ماربورغ، بعد حياة مليئة بالمحبة والتقوى. من أشهر معجزاتها الحيّة: معجزة الورود: أثناء توزيعها الخبز للفقراء سرًا، سألها زوجها عما تخفيه تحت عباءتها. وعندما فتحتها، لم يرَ خبزًا، بل ورودًا حمراء وبيضاء. فكانت علامة على حماية الله لها. المسيح في سريرها: وضعت ليصابات مريضًا أبرص في سريرها، وعندما اشتكت حماتها لزوجها، رفع الأخير الغطاء ليرى المسيح المصلوب عوضًا عن المريض. بعد وفاتها، شهد كثيرون شفاءات معجزية على قبرها. بين عامي 1232 و1235، أُجريت فحوصات وشهادات خدمها، مما أدى إلى إعلان قداستها. في 27 مايو 1235، أعلنها البابا غريغوريوس التاسع قديسة للكنيسة الكاثوليكية. تكريمها ضريحها وُضع في كنيسة إليصابات في ماربورغ، ولا يزال هناك حتى اليوم، رغم أن جثمانها قد تفرّق خلال الإصلاح الديني. تُصوَّر غالبًا وهي تحمل سلّة خبز، أو في مشهد “معجزة الورود”، أو “المسيح على السرير”، كتعبير عن خدمتها ومحبتها للفقراء. مدحها البابا بندكتوس السادس عشر قائلًا إنها: “نموذج مثالي لمن هم في موقع السلطة.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| رافائيل رئيس الملائكة | الولادة: – الوفاة: – سيرته القديس رافائيل هو واحد من السبعة رؤساء الملائكة الذين يقفون أمام عرش الله، وهو واحد من ثلاثة فقط تم ذكرهم بالاسم في الكتاب المقدس (مع ميخائيل وجبرائيل). يظهر اسمه بشكل صريح فقط في سفر طوبيا، واسمه يعني “الله يشفي”. وقد ارتبط اسمه بالشفاء من خلال الروايات التي تقول إنه “شفى” الأرض عندما دنسها سقوط الملائكة، كما ورد في سفر أخنوخ المنحول. ظهوره في الكتاب المقدس في سفر طوبيا، يظهر رافائيل متخفيًا في هيئة بشرية، ويُعرّف نفسه باسم “عزاريا بن حنانيا العظيم”. يرافق طوبيا، ابن طوبيت، في رحلته، ويقوده خطوة بخطوة دون أن يعلم الأخير من يكون. عند عودته من الرحلة، يكشف عن مهمته الإلهية، قائلًا لطوبيت إنه أُرسل من قبل الرب ليشفيه من العمى، ولينقذ سارة (الزوجة المستقبلية لطوبيا) من الشيطان أسموديوس. عندها فقط يُظهر حقيقته قائلاً: “أنا رافائيل، أحد السبعة الذين يقفون أمام الرب.” (طوبيا 12:15) قصته مع سارة والشيطان سارة كانت قد فقدت سبعة أزواج، إذ كان الشيطان أسموديوس يقتل كل رجل تتزوجه في ليلة الزفاف قبل أن يتم الزواج. علّم رافائيل طوبيا كيف يتعامل مع الموقف بأمان، وقاده إلى الزواج من سارة، بعد أن طرد الشيطان منها. كما شفى طوبيت من العمى، ومكّنه من رؤية نور السماء. في العهد الجديد رغم أن اسمي ميخائيل وجبرائيل فقط ذُكرا في العهد الجديد، إلا أن إنجيل يوحنا يذكر قصة بركة بيت حسدا، حيث كان المرضى ينتظرون تحرك الماء، لأن “ملاك الرب كان ينزل في أوقات معيّنة ويحرك الماء، وأول من ينزل فيه كان يُشفى من مرضه” (يوحنا 5: 1-4). غالبًا ما يُعتقد أن هذا الملاك هو القديس رافائيل بسبب صلته بالشفاء. يُصوّر القديس رافائيل غالبًا وهو يحمل عصا و/أو سمكة، في إشارة إلى دوره مع طوبيا والشفاء الذي تم باستخدام سمكة في القصة الكتابية. القديس رافائيل هو شفيع:المسافرين، العُمي، المرضى، اللقاءات السعيدة، الممرضين والأطباء العاملين في المجال الطبي. ويُحتفل بعيده في 29 سبتمبر، مع القديسين ميخائيل وجبرائيل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| ماكسيميليان كولبي القديس | الولادة: 1894 الوفاة: 1941 سيرته ولد القديس ماكسيميليان كولبي باسم رايموند كولبي في 8 يناير 1894 في مملكة بولندا، وكانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية. كان راهبًا فرنسيسكانيًا من رهبنة الإخوة الأصاغر التابعين لكنيسة الكابيتيولين، واستُشهد في معسكر الموت النازي أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية. عرف بحبه العميق للعذراء مريم الطاهرة، ويُلقب بـ “رسول التكريس لمريم”. وكانت حياته متأثرة بشدة برؤيا حصلت له عندما كان في الثانية عشرة من عمره. قال عنها: “في تلك الليلة، سألت العذراء: ماذا سيكون مصيري؟ فظهرت لي ممسكة بتاجين، أحدهما أبيض والآخر أحمر. سألتني إن كنت أقبل بأي منهما. الأبيض رمز للطهارة، والأحمر للشهادة. فقلت: أقبلهما كليهما.” بعد سنة من هذه الرؤيا، التحق كولبي وأخوه الأكبر بالرهبنة الفرنسيسكانية. وفي عام 1910، أُعطي الاسم الرهباني ماكسيميليان، ثم نذر أول نذوره في 1911. نال دكتوراه في الفلسفة من الجامعة الغريغورية البابوية في سن الـ21، ولاحقًا نال دكتوراه في اللاهوت في سن الـ28. نشاطه الرسولي أسّس ماكسيميليان منظمة “ميليشيا الطاهرة” (جيش مريم الطاهرة) بعد أن شهد احتجاجات ضد البابا القديس بيوس العاشر والبابا بنديكتوس الخامس عشر. كان هدفه الرئيسي هداية الخطأة وأعداء الكنيسة، خاصة الماسونيين، بواسطة شفاعة مريم. في عام 1918، سُيم كاهنًا، وكرّس نفسه لخدمة مريم في بولندا. أسس مجلة شهرية باسم “فارس مريم الطاهرة”، كما أنشأ مطبعة دينية ومقرًا رهبانيًا في نييبوكالانوف أصبح من أهم مراكز النشر الديني في أوروبا. أسس أيضًا أديرة في اليابان والهند، ولا يزال الدير الياباني فاعلًا حتى اليوم. في زمن الحرب في عام 1936، ساءت حالته الصحية فعاد إلى بولندا. وعندما اجتاحت القوات النازية البلاد، بقي في الدير بينما هرب الآخرون، وحوّل المكان إلى مستشفى ميداني. اعتُقل لاحقًا لفترة قصيرة، ثم أُفرج عنه. رفض كولبي توقيع وثيقة تعترف بأصله الألماني، واستمر في خدمة المحتاجين، وخبّأ أكثر من 2000 يهودي في ديره لحمايتهم من النازيين. استمر في النشر ضد النظام النازي حتى أُغلق الدير في 17 فبراير 1941، وتم اعتقاله ونقله إلى سجن بافياك، ثم إلى معسكر أوشفيتز بعد 3 أشهر. شهادته رغم العنف الوحشي الذي تعرض له، لم يتخلّ عن كهنوته. في إحدى المرات، اختير عدد من السجناء للموت جوعًا كعقاب على محاولة فرار، لكن كولبي تطوّع ليحلّ مكان أحد الآباء الذين لديهم عائلة. قضى أسبوعين في الزنزانة دون طعام أو ماء، وكان يقود السجناء في الصلاة للعذراء مريم ويزرع فيهم الرجاء. وكان آخر من بقي حيًا، فقتله الحراس بحقنة قاتلة من حمض الكاربوليك. تقول الروايات إنه رفع ذراعه اليسرى بهدوء منتظرًا الموت. توفي في 14 أغسطس 1941، وأُحرقت رفاته في اليوم التالي، عيد انتقال السيدة العذراء. تكريمه أُعلِن طوباويًا كـ “معترف بالإيمان” سنة 1971. أُعلِن قديسًا شهيدًا في 1982 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. رمزيته: يُصوَّر غالبًا بلباس السجناء المخطط، مع رقم السجين، وفي بعض الأيقونات يظهر مع إبرة في ذراعه. القديس ماكسيميليان كولبي هو شفيع: مدمني المخدرات، السجناء، العائلات، حركة الدفاع عن الحياة (Pro-Life). وعيده في 14 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أوغسطينوس أسقف هيبّو | الولادة: – الوفاة: 430 سيرته القديس أوغسطينوس أسقف هيبّو هو شفيع صانعي الجعة بسبب تحوّله الجذري من حياة منحلّة ومليئة باللهو، الحفلات، والملذات الدنيوية، إلى حياة توبة وقداسة. قصته ألهمت كثيرين ممن يكافحون ضد الرذائل أو العادات السيئة التي يرغبون في التحرر منها. وُلد أوغسطينوس في شمال إفريقيا، وكان ابنًا للقديسة مونيكا. أمضى سنوات عديدة من حياته غارقًا في الخطيئة والبدع. على الرغم من أنه كان من أذكى الرجال في زمانه، ورغم أنه نشأ في بيئة مسيحية، فإن خطاياه خاصة الشهوة والكبرياء أظلمت عقله وأعمت بصيرته الروحية، فلم يعد يرى أو يفهم الحقيقة الإلهية. لكن بفضل صلوات والدته التقية، وبفضل عِظات القديس أمبروسيوس الرائعة، اقتنع أوغسطينوس أخيرًا أن المسيحية هي الديانة الحقيقية. إلا أنه لم يُعمد مباشرة، لأنه كان يعتقد أنه غير قادر على عيش حياة الطهارة. لحظة التحوّل ذات يوم، سمع عن رجلين تحوّلا إلى المسيحية فجأة بعد قراءة سيرة القديس أنطونيوس الكبير، فشعر بالخجل العميق. صرخ لصديقه أليبيوس قائلاً: “ما الذي نفعله؟ البسطاء ينتزعون السماء، ونحن بعلمنا نتمرغ في طين خطايانا!” خرج إلى الحديقة، وانفجر بالبكاء متوسلاً لله قائلاً: “إلى متى يا رب؟ متى ستنتهي خطاياي؟” وفي تلك اللحظة سمع صوت طفل يردد: “خذ واقرأ!” (باللاتينية: Tolle lege!) اعتبر أوغسطينوس أن هذه دعوة إلهية، ففتح رسائل القديس بولس الرسول، وقرأ أول ما وقعت عليه عيناه: دعوة لترك الشهوات وعيش حياة طاهرة على مثال المسيح. كانت تلك اللحظة الحاسمة التي غيّرت حياته إلى الأبد. حياة جديدة تعمّد أوغسطينوس وأصبح فيما بعد كاهنًا ثم أسقفًا. كتب العديد من المؤلفات اللاهوتية والفلسفية التي لا تزال مرجعًا حتى اليوم. أسس رهبانية، وواجه الهرطقات بقوة، وعاش فقيرًا داعمًا للفقراء. كان واعظًا مميزًا ومصلّيًا بحرارة حتى لحظة وفاته. على حائط غرفته كتب عبارة بارزة: “هنا لا نتكلم بالسوء عن أحد.” من أشهر أقواله: “أحببتك متأخرًا، أيها الجمال الأزلي!” (تعبير عن ندمه على سنوات الضياع قبل توبته) القديس أوغسطينوس هو من أعظم آباء الكنيسة وأكثرهم تأثيرًا، ولا يزال يُحتفل بعيده في 28 أغسطس من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| بادري بيو القديس | الولادة: 1887 الوفاة: 1968 السيرة القديس بادري بيو، المعروف سابقًا باسم فرانشيسكو فورجيوني، كان كاهنًا إيطاليًا اشتهر بتقواه، كرمه، وعطية الوصمات المقدسة (جروح المسيح)، والتي بقيت لغزًا طبيًا لم يتم تفسيره. وُلد في بلدة بيتريلشينا الإيطالية لأسرة فقيرة من المزارعين. منذ طفولته، كان طفلًا متدينًا جدًا، وبحسب الروايات، قرر تكريس حياته لله في عمر خمس سنوات. رؤية الملائكة منذ صغره، كان يرى الملائكة الحارسة ويتحدث مع يسوع والعذراء مريم، وكان يعتقد أن الجميع يرونهم كما يفعل هو. خدم كخادم مذبح، وكان يفرض على نفسه تضحيات قاسية، حتى أن والدته وبّخته ذات مرة لأنه نام على أرض حجرية تقشفًا. رغم فقر عائلته، دعموه بشدة. ولتأمين تعليمه، سافر والده إلى أمريكا للعمل وأرسل المال للمنزل. دخوله الرهبنة والكهنوت في عمر 15 سنة، دخل دير الإخوة الكبوشيين وأخذ اسم “بيو” تيمّنًا بالبابا بيوس الأول. رغم مرضه الشديد، استمر في التحضير للكهنوت، ورُسم كاهنًا في عام 1910. خلال الحرب العالمية الأولى، تم استدعاؤه للخدمة العسكرية، لكنه أعفي بسبب سوء حالته الصحية المتكرر. الوصمات المقدسة في 20 سبتمبر 1918، بينما كان يعترف للمؤمنين، شعر بألم في يديه وقدميه، وظهرت وصمات المسيح عليه فجأة – جروح نازفة على اليدين والقدمين والجنب. رائحتها كانت كرائحة الورود، لكنها لم تُصب بعدوى أبدًا، وحيّرت الأطباء الذين فحصوها. بحلول عام 1919، بدأ الناس يتوافدون من كل مكان لزيارته، وظهرت حوله العديد من القصص التي تنسب له قدرات خارقة مثل الشفاء، معرفة الغيب، وحتى الارتفاع عن الأرض أثناء الصلاة. نظرة الكنيسة له بسبب شعبيته الواسعة، بدأت الكنيسة والفاتيكان في فرض قيود عليه، وشكك البعض في صحة وصماته. لكنه تحمّل كل هذا بصبر، وتحقيقات الكنيسة أثبتت صدقه. في عام 1934، خفّت القيود، وبدأ يباشر واجباته الكهنوتية من جديد. عام 1947، زاره الأب كارول فويتيلا (الذي أصبح لاحقًا البابا يوحنا بولس الثاني) وأخبره بادري بيو بنبوءة أنه سيصل لأعلى منصب في الكنيسة، وهو ما تحقق فعلًا عام 1978. استثمر شعبيته في إنشاء مستشفى “بيت التخفيف من الألم” في سان جيوفاني روتوندو، وافتُتح عام 1956، ولا يزال يعمل حتى اليوم. وفاته والقداسة توفي في 23 سبتمبر 1968. حضر جنازته أكثر من 100,000 شخص. أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسًا في 16 يونيو 2002. أقوال مشهورة له: “صلِّ، وارجُ، ولا تقلق.” القديس بادري بيو هو شفيع: متطوعي الدفاع المدني، المراهقين، بلدة بيتريلشينا، التخفيف من التوتر والقلق. عيده يُحتفل به في 23 سبتمبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| أغاثا القديسة | الولادة: 231 الوفاة: 251 السيرة القديسة أغاثا، المعروفة أيضًا باسم أغاثا الصقلية، تُعدّ من أكثر العذارى الشهيدات تبجيلاً في الكنيسة الكاثوليكية. يُعتقد أنها وُلِدت حوالي عام 231 في مدينة قطانية أو باليرمو في صقلية، لعائلة ثرية ونبيلة. منذ صغرها، كرّست أغاثا حياتها لله، وأصبحت عذراء مكرّسة، أي أنها اختارت العيش في الطهارة والتبتل مكرِّسة نفسها ليسوع والكنيسة في حياة صلاة وخدمة. ومع ذلك، لم يمنع هذا الرجال من مطاردتها ومحاولة التقرب منها. كان من بين هؤلاء رجل يُدعى كوينتيانوس، وكان ذا منصب سياسي مرموق. حاول أن يُجبرها على الزواج منه، رغم رفضها المتكرر له. وعندما اكتشف أنها مسيحية، خلال اضطهاد الإمبراطور ديسيوس للمسيحيين، أمر باعتقالها وقدَّمها للمحاكمة، وهو نفسه كان القاضي. كان يظن أن التهديد بالتعذيب والموت سيجعلها تتراجع عن إيمانها وتقبل الزواج، لكنها قالت وهي تبكي وتصلي: “يا يسوع المسيح، يا رب الجميع، أنت تعرف قلبي وترى رغباتي. املك عليَّ بكل كياني. أنا خروفك، اجعلني مستحقة أن أنتصر على الشيطان.” التعذيب والمعاناة لإجبارها على التراجع، أمر كوينتيانوس بسجنها في بيت دعارة، حيث تعرضت لمحاولات إذلال واعتداء لأكثر من شهر، لكنها بقيت ثابتة في إيمانها ونذورها. عندما رأى كوينتيانوس ثباتها، استدعاها مرة أخرى وقالت له أثناء الاستجواب: “أن أكون خادمة ليسوع المسيح هو حريتي الحقيقية.” فزاد غضبه وأمر بإعادتها إلى السجن، هذه المرة كسجينة لا كفتاة في بيت فاحشة. ثم أمر بتعذيبها: وُضِعت على الرف وتم تمزيق جسدها بخطاطيف حديدية، أُحرقت بالمشاعل وضُربت بالسياط ولما رأى صبرها، أمر بتعذيب أشد: قاموا بقطع ثدييها. ثم أُعيدت إلى السجن دون طعام أو علاج. لكن الرب اعتنى بها، فظهرت لها رؤية للقديس بطرس الرسول، الذي صلى لأجلها وشُفيت جراحها. وبعد أربعة أيام، أمر كوينتيانوس بتعذيبها مجددًا، فتم تجريدها من ملابسها ودحرجتها على فحم ساخن ممزوج بقطع حادة. وعند عودتها إلى السجن، صلّت أغاثا: “يا رب، يا خالقي، لقد حميتني منذ المهد، وانتزعتني من حب العالم، ومنحتني الصبر على الألم: فتقبّل الآن روحي.” ويُعتقد أنها انتقلت إلى السماء حوالي عام 251م. الرموز والصور تُصوَّر القديسة أغاثا في الفن المسيحي وهي تحمل: مقصات أو كماشات – ثديين على طبق (رمز للمعاناة التي تعرضت لها) القديسة أغاثا هي شفيعة: صقلية، مرضى سرطان الثدي، ضحايا الحرائق، النساء ضحايا العنف الجنسي، مدينة باليرمو، المرضعات، صانعي الأجراس. صلاة إلى القديسة أغاثا: “يا قديسة أغاثا، لقد عانيتِ من الاعتداء الجنسي والإهانة بسبب إيمانك ونقائك. ساعدي في شفاء جميع الناجين من الاعتداء الجنسي، واحمي النساء المهددات بالخطر. آمين.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| روزا من ليما القديسة | الولادة: 1586 الوفاة: 1617 وُلدت القديسة روزا في ليما، بيرو عام 1586 من والدين مستعمرين إسبان، وكان اسمها عند الولادة إيزابيل فلوريس دي أوليفيا. كانت مشهورة بجمالها الفائق، لدرجة أن الناس أطلقوا عليها لقب “روزا”، والذي بقي ملازمًا لها حتى بعد وفاتها. بحسب الأسطورة، رأى أحد الخدم في رؤيا أن وجهها قد تحوّل إلى وردة. وعند تثبيتها في الإيمان عام 1597، اختارت رسميًا اسم “روزا”. ✝️ الحياة الروحية والتكريس منذ صغرها، رغبت روزا في أن تصبح راهبة. اعتادت على الصلاة والصوم في الخفاء، وكانت تؤدي أعمال توبة صارمة، بعضها مؤلم. كانت تواظب على سجود القربان المقدس والتناول يوميًا. عندما كبرت، جذب جمالها العديد من الخطّاب، لكنها أرادت تكريس حياتها لله، فشوّهت وجهها بفركه بالفلفل حتى يتقرّح، وقصّت شعرها لتقلل من جاذبيتها. واجهت رفضًا من والديها لرفضها الزواج، لكن في النهاية وافق والدها وأعطاها غرفة منعزلة لتتعبد فيها. كانت تقضي ساعات طويلة في الصلاة، ولا تنام سوى ساعتين في اليوم حتى تتفرغ للعبادة. امتنعت تمامًا عن أكل اللحوم، وهو أمر نادر وصارم في ذلك الزمان. ⛪ الحياة الرهبانية والنسك في عمر 20 عامًا، انضمت إلى الرتبة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، وواصلت حياتها النُسكية بالتقشف والصلاة الشديدة. في إحدى المرات، أحرقت يديها طوعًا كتأديبٍ لنفسها. كانت ترتدي تاجًا من الفضة الثقيلة يحتوي على أشواك تخترق جلدها، كتذكير بإكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح. في إحدى المرات، انغرز شوك التاج في جمجمتها، واضطر الناس لإزالته بصعوبة شديدة. 🌟 الوفاة والقداسة توفيت القديسة روزا في 25 أغسطس 1617 عن عمر 31 عامًا، ويُقال إنها تنبأت بتاريخ وفاتها بدقة. كانت جنازتها حدثًا هامًا حضره كبار المسؤولين في المدينة. أُعلِنت طوباوية من قبل البابا كليمنت التاسع عام 1667، وأُعلنت قديسة في عام 1671 من قبل البابا كليمنت العاشر. يُحتفل بعيدها عالميًا في 23 أغسطس، لكن بعض البلدان مثل بيرو تحتفل بها في 30 أغسطس. تُعتبر القديسة روزا شفيعة: المطرّزين، البستانيين،بائعي الزهور، أولئك الذين يُستهزأ بهم بسبب تقواهم، العائلات التي تعاني من مشاكل. غالبًا ما تُصوَّر وهي تحمل وردة أو ترتدي إكليل الشوك، وتُعد أول قديسة من أمريكا اللاتينية. … | آباء وقديسون | |
| ماريا غوريتّي القديسة | الولادة: 1890 الوفاة: 1902 وُلدت ماريا غوريتّي في 16 أكتوبر 1890 في بلدة كورينالدو بمقاطعة أنكونا في إيطاليا. كان والدها مزارعًا فقيرًا، ونقل أسرته إلى بلدة “فيرييه دي كونكا” قرب أنزيو بحثًا عن عمل. لكنه توفي لاحقًا بسبب الملاريا، واضطرت والدتها إلى العمل بجهد لإطعام أطفالها. كانت ماريا تساعد والدتها برعاية المنزل وأصغر إخوتها، بينما عملت الأم والأشقاء في الحقول. ورغم فقرهم الشديد، كانت العائلة متماسكة ومؤمنة. في 5 يوليو 1902، كانت ماريا تجلس على درج منزلها تخيط قميصًا، ويُقال إن الشاب “أليساندرو” (كان عمره 18 عامًا، إما شقيقها أو جارها) كان يعمل في الحقل القريب. فاجأها أليساندرو وحاول اغتصابها. صرخت ماريا قائلة: “لا، هذا خطيئة مميتة، وستذهب إلى الجحيم!” حاول خنقها لكنها قاومته بقوة، وقالت إنها تفضل الموت على أن تخطئ. عندها استشاط غضبًا، وأخرج سكينًا وطعنها 11 مرة. عندما حاولت الهرب، طعنها مجددًا ثلاث مرات وفرّ. استيقظت شقيقتها تيريزا على صوت صراخها، وجاءت الأسرة لتجد ماريا غارقة في دمائها. تم نقلها إلى مستشفى نيتّونو، وخضعت لعملية جراحية بدون تخدير، لكنها كانت مصابة بجراح مميتة. خلال العملية، قال لها الجرّاح: “فكّري بي في الفردوس.” أجابته ماريا بابتسامة: “من يدري من سيصل إلى هناك أولاً؟” رد الطبيب: “أنت، يا ماريا.” قالت: “إذن سأفكر فيك بسرور.” كانت قلقة على والدتها، وفي اليوم التالي، غفرت لمغتصبها وقالت: “أريده أن يكون معي في السماء.” وماتت وهي تنظر إلى صورة العذراء وتحضن صليبًا على صدرها. تم القبض على أليساندرو واعترف بأنه لم ينجح في اغتصاب ماريا، وحُكم عليه بالسجن ثلاثين عامًا. وقد اعترف بأنه حاول استدراجها مرات عديدة من قبل. ظل أليساندرو غير نادم حتى رأى في المنام ماريا تقدم له زنابق، فاحترقت الزهور في يديه. عندها تغير قلبه وبدأ في التوبة. بعد 27 عامًا، خرج من السجن، وذهب مباشرة إلى والدة ماريا وطلب مغفرتها. فقالت له: “إن كانت ابنتي قد غفرت لك، فمن أكون أنا حتى لا أغفر؟” تم تطويب ماريا في 27 أبريل 1947، وأُعلنت قديسة في 24 يونيو 1950، بحضور أليساندرو في ساحة القديس بطرس. بعد ذلك، التحق برهبنة الكبوشيين، وخدم في الدير كموظف استقبال وبستاني حتى وفاته. تُعد ماريا شهيدة لأنها قاومت الخطيئة الجنسية بكل شجاعة، لكن الأهم في قصتها هو مغفرتها لمعتديها، وهو ما أحدث معجزة روحية في حياة أليساندرو. جُسدها محفوظ في سرداب بازيليك “سيدتنا النعم وسانتا ماريا غوريتّي” في نيتّونو. وهناك اعتقاد خاطئ بأنها غير متحللة، لكن جسدها موضوع داخل تمثال شمعي تحت المذبح. غالبًا ما تُصوَّر القديسة ماريا بشعر مموج، مرتدية ثيابًا بيضاء أو فلاحية، وتحمل زنابق – رمز النقاء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| كلارا الأسيزية القديسة | الولادة: 1194 الوفاة: 1253 ولدت القديسة كلارا الأسيزية في أسيزي بإيطاليا في 16 يوليو 1194، وكان اسمها عند الولادة “كيارا أوفريدوكيو”. كانت الابنة الكبرى للنبيل “فافورينو شيفي”، كونت ساسو روسّو، وزوجته “أورتولانا”، وهي امرأة متدينة من أسرة نبيلة تدعى “فيومي”. يُقال إن والدها كان من نسل روماني قديم. منذ صغرها، كرّست كلارا نفسها للصلاة. وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، سمعت الواعظ القديس فرنسيس الأسيزي يتحدث خلال عظة صوم في كنيسة سان جورجيو، فألهمها ذلك أن تعيش بحسب الإنجيل. في أحد الشعانين سنة 1212، غادرت كلارا بيت والدها سرًا، وذهبت إلى كنيسة بورزيونكولا لتلتقي بفرنسيس، وهناك قصّ شعرها وألبسها ثوبًا بسيطًا وحجابًا بدلًا من ثوبها الغني. انضمت كلارا إلى دير الراهبات البندكتيات في سان باولو، قرب باستيا، بتوجيه من فرنسيس. وعندما حاول والدها إعادتها بالقوة، رفضت قائلة إنها لا تريد زوجًا إلا يسوع المسيح. ولمنحها مزيدًا من العزلة، أرسلها فرنسيس إلى دير بندكتي آخر في سانت أنجيلو في بانزو. التحقت بها أختها “كاترينا”، التي أخذت اسم “أغنيس”، في الدير ذاته. وبمرور الوقت، انضمت إليهما نساء أخريات أرَدن أن يكرسن حياتهن كعرائس للمسيح، ويعشن حياة فقر وانعزال. وأُطلق عليهن لاحقًا اسم “السيدات الفقيرات في سان داميانو”. عشن حياة بسيطة قوامها التقشف، الصمت، والصلاة. لم يكنّ يرتدين أحذية، لم يأكلن اللحم، وعشن في بيت فقير. ومع ذلك، كنّ سعيدات، لأن الرب كان قريبًا منهن دومًا. أصبح دير سان داميانو مركزًا لرهبنتهن الجديدة، وعُرف لاحقًا بـ”رهبنة السيدات الفقيرات”، التي ترأستها كلارا رسميًا عام 1216. بعد وفاتها بعشر سنوات، سُمّيت الرهبنة بـ”رهبنة القديسة كلارا”. دافعت كلارا عن قوانين رهبنتها ضد محاولات تغييره ليشبه قانون القديس بندكتوس. كانت تُعرف بتفانيها الكبير للقديس فرنسيس، وكان يُشار إليها أحيانًا بـ”فرنسيس الثاني”. وكانت تراه كأبٍ روحي وساعدته في أواخر حياته. بعد وفاته، واصلت كلارا حماية قوانين رهبنتها من محاولات الباباوات فرض تعديلات عليها، مؤكدة التزامها التام بـ”فقر الشركة الكامل”. في عام 1224، هاجم جنود من جيش فريدريك الثاني أسيزي، فخرجت كلارا -رغم مرضها- حاملة القربان المقدس، وطلبت من الله أن يحمي الراهبات. فسمعت صوتًا يقول: “سأحميهن دائمًا”، وعلى الفور، أصاب الخوف المعتدين فهربوا دون أن يؤذوا أحدًا. عانت كلارا مرضًا طويلًا وآلامًا شديدة، لكنها قالت: “لا يمكن للقلب الذي يمتلك الله أن يكون فقيرًا أبدًا”. في 9 أغسطس 1253، صادق البابا إنوسنت الرابع على قانون رهبنتها. وتوفيت بعد ذلك بيومين، في سن التاسعة والخمسين. تم نقل رفاتها لاحقًا إلى كاتدرائية القديسة كلارا التي بُنيت لتكريمها. وقد أعيد دفنها عام 1260 تحت المذبح الرئيسي. وفي وقت لاحق، نُقلت إلى ضريح خاص تحت الكاتدرائية. تم تغيير اسم الرهبنة رسميًا إلى “رهبنة القديسة كلارا” عام 1263 بمرسوم من البابا أوربان الرابع. في عام 1958، أعلن البابا بيوس الثاني عشر القديسة كلارا شفيعة التلفاز، لأنه أثناء مرضها كانت ترى وتسمع القداس بطريقة عجائبية على جدار غرفتها. كما أنها شفيعة أمراض العيون، وصياغة الذهب، والغسيل. وغالبًا ما تُصوّر القديسة كلارا حاملة القربان المقدس (المونسترانس) تذكيرًا بلحظة دفاعها عن ديرها ضد الجنود. عيدها يُحتفل به في 11 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جان دارك القديسة | الولادة: 1412 الوفاة: 1431 ولدت جان دارك في 6 يناير 1412 لأسرة فلاحية متدينة في قرية دومري، بالقرب من مقاطعة لورين الفرنسية. منذ سن مبكرة، زعمت أنها سمعت أصوات القديس ميخائيل، والقديسة كاترين، والقديسة مارغريت، الذين طلبوا منها طرد الإنجليز من الأراضي الفرنسية، وإحضار دوفان (ولي العهد) إلى مدينة ريمس لتتويجه ملكًا. في سن 16، توجهت إلى الحاكم العسكري في فوكولور، مطالبة بلقاء الملك. في البداية سُخِر منها، لكنها نجحت في كسب ثقة البعض، ومن بينهم جنديان رافقاها في رحلتها إلى بلاط الملك شارل السابع، حيث أكدت له أنها مرسلة من الله لتحرير فرنسا. بعد فحص لاهوتي في بواتييه، أقرّ القضاة أنها فتاة ذات حياة لا تشوبها شائبة، ويُحتمل أن تكون ذات مهمة إلهية. وبدأت مسيرتها العسكرية، حيث ارتدت درعًا وخاضت عدة معارك، منها معركة أورليان، التي انتهت بنصر مدوٍّ ورفع الحصار الإنجليزي. كانت جان دارك تحمل راية بدلاً من السيف، واعتبرها الجنود مصدر إلهام وتوجيه روحي. أُصيبت بجروح في المعركة، لكنها عادت إلى ساحة القتال في اليوم نفسه، مما رفع معنويات الجنود. لاحقًا، ألقي القبض عليها في مدينة كومبيين على يد البورغنديين، الذين باعوها للإنجليز. خضعت لمحاكمة كنسية بتهم تتعلق بالهرطقة والسحر، أدارها قضاة منحازون دون أي أدلة حقيقية، كما حُرِمت من الحق في محامٍ. ورغم غياب الإثباتات، حُكم عليها بالإعدام حرقًا. في 30 مايو 1431، أُعدمت جان دارك حرقًا في مدينة روان. طلبت أن يُمسك صليب أمامها أثناء احتراقها، وبعد موتها، أحرق الإنجليز جثتها مرتين أخريين ورموا رمادها في نهر السين كي لا تبقى أي بقايا تُستخدم كذخائر. في عام 1456، أعيد فتح المحاكمة بأمر من البابا كاليكستوس الثالث، وبعد تحقيق طويل أُعلنت براءتها رسميًا. في عام 1909، تم تطويبها، وفي 16 مايو 1920، أعلن البابا بنديكتوس الخامس عشر قداستها. تُعتبر جان دارك رمزًا للشجاعة والإيمان، وقد ألهمت العديد من الكتاب مثل شكسبير ومارك توين. وغالبًا ما تُصوَّر في الدروع بشعر قصير، دلالة على مشاركتها في الحروب. صلاة إلى القديسة جان دارك: يا شفيعتي العزيزة، شكرًا لأنك ترافقينني خلال يومي، وفي عملي الذي قمت به. ساعديني لأسمع صوت الله وصوتك، يا قديسة، لكي أفعل ما دُعيت إليه. تشفعي من أجلي واطلبي من الله أن يحوّل عيوبي إلى فضائل. شكرًا لكل ما فعلته من أجلي، واستمري في الصلاة من أجلي ومن أجل جميع النفوس المحتاجة. القديسة جان دارك، صلّي لأجلنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاتيري تيكاكويثا القديسة | الولادة: 1656 الوفاة: 1680 من هي كاتيري تيكاكويثا؟ القديسة كاتيري تيكاكويثا هي أول أمريكية أصلية (من سكان أمريكا الأصليين) يتم إعلان قداستها في الكنيسة الكاثوليكية. وُلدت عام 1656 في قرية موهوك تُدعى أوسيرنينون. كانت والدتها من قبيلة الألجونكوين وقد أُسرت وتزوجت من زعيم موهوكي. وعندما كانت كاتيري في الرابعة من عمرها، أُصيبت بمرض الجدري، الذي شوّه وجهها وتركها بندوب بارزة، ما جعلها تشعر بالخجل في طفولتها، وكانت غالبًا ما تغطي وجهها ببطانية. الأسوأ من ذلك أن الوباء قضى على جميع أفراد أسرتها. ربّاها عمّها، الذي كان زعيم عشيرة موهوك. وقد عُرفت كاتيري بكونها عاملة ماهرة، صبورة ومجتهدة. ولكنها رفضت الزواج. وحين عرض عليها أهلها بالتبني أحد الخطّاب، رفضت بشدة. فعاقبوها بتكليفها بمهام إضافية، لكنها بقيت ثابتة في قرارها. إيمانها وتحولها في سن 19 عامًا، قررت كاتيري أن تعتنق المسيحية الكاثوليكية، وأخذت نذر العفة، ناذرة نفسها ليسوع المسيح وحده كعريس روحي. أغضب هذا القرار أقاربها وجيرانها، وانتشرت عنها شائعات تتهمها بالسحر. هربًا من الاضطهاد، سافرت إلى مجتمع مسيحي للسكان الأصليين جنوب مدينة مونتريال الكندية. حياتها الروحية كانت كاتيري معروفة بإيمانها العميق وتفانيها في الصلاة. تقول الأساطير المحلية أنها كانت تنام على فراش تضع فيه الشوك، وكانت تصوم كثيرًا، وتضع مواد مرّة على طعامها لتقلل من طعمه وتكبح شهوات الجسد. في مرة واحدة على الأقل، أحرقت نفسها، وكانت هذه الممارسات جزءًا من تقاليد الزهد والتكفير الذاتي لدى قبيلة الموهوك. رغم تقواها، كانت مريضة وضعيفة جسديًا. وقد أدت ممارساتها الزهدية إلى تفاقم حالتها الصحية. وبعد خمس سنوات فقط من اعتناقها الإيمان الكاثوليكي، توفيت عن عمر يناهز 24 عامًا، في 17 أبريل 1680. اسمها ومعناها: اسم “كاتيري” هو الصيغة الموهوكية لاسم كاترين، الذي اختارته تكريمًا للقديسة كاترينا السيانية (St. Catherine of Siena). تقديسها وشفاعتها: أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر قداستها رسميًا في 21 أكتوبر 2012. تُعتبر شفيعة للبيئة، الطبيعة، المنفيين، وأبناء الشعوب الأصلية في أمريكا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مريم العذراء المباركة | الولادة: – الوفاة: – مريم، المعروفة أيضًا باسم القديسة مريم العذراء أو مريم أم الله، تُعتبر أعظم القديسين في الإيمان المسيحي. فقد “رُفعت، بعد ابنها، بنعمة إلهية فوق كل الملائكة والبشر”. يُكرمها المؤمنون بتكريم خاص يُعرف في اللاهوت الكاثوليكي بـ**”الهايبر دوليا”**، وهو تكريم يفوق كل القديسين. وتُحتفل بالأحداث الرئيسية في حياتها كأعياد ليتورجية في الكنيسة الجامعة. نشأتها ودورها في الخلاص بحسب التقليد، وُلدت مريم في أورشليم، وهي ابنة القديسين يواكيم وحنة. قُدمت للهيكل في طفولتها، ونذرت العفة لله. وفي الناصرة، ظهر لها رئيس الملائكة جبرائيل وبشّرها بأنها ستصبح أم المخلص يسوع المسيح بواسطة الروح القدس. خطبت مريم للقديس يوسف، وزارت قريبتها أليصابات (أم يوحنا المعمدان)، وهناك قالت نشيد “التعظيم” (Magnificat)، وأقرت أليصابات بأنها “أم الرب”. عندما أمر الإمبراطور أوغسطس بإحصاء السكان، سافرت مع يوسف إلى بيت لحم، وهناك ولدت يسوع، واستقبلته الملوك المجوس الثلاثة. أحداث في حياتها تقديم يسوع في الهيكل: تنبأ سيميون الشيخ بمستقبل يسوع وبأن مريم ستتألم. الهروب إلى مصر: هربت العائلة المقدسة لتجنب بطش الملك هيرودس، وعادت إلى الناصرة بعد وفاته. حادثة الهيكل: حين كان يسوع في سن الثانية عشرة، وجدته مريم ويوسف في الهيكل بين المعلمين. عرس قانا: أول معجزة ليسوع – تحويل الماء إلى خمر – تمت بواسطة شفاعة مريم. على الجلجلة: كانت حاضرة عند صلب يسوع، وهناك أوصى بها يسوع للقديس يوحنا. أواخر حياتها وانتقالها لا تذكر الكتابات المقدسة تفاصيل عن السنوات الأخيرة من حياة مريم. بعض التقاليد تقول إنها عاشت في أفسس، والبعض الآخر في أورشليم. ويؤمن الكاثوليك بأنها نُقلت إلى السماء بالجسد والروح – وهي عقيدة أعلنت كـعقيدة إيمانية من البابا بيوس الثاني عشر عام 1950. العقائد الكاثوليكية المتعلقة بمريم: أم الله (Theotokos)، بتوليتها الدائمة، الحبل بها بلا دنس (أُعلنت في 1854 من البابا بيوس التاسع)، انتقالها إلى السماء (أُعلنت في 1950) ألقابها وشفاعتها تُلقب بـملكة السماء لأنها أم الملك المسيح، وتملك بنعمة فريدة من الآب والابن والروح القدس. هي أمنا الروحية، ترعى أرواح المؤمنين منذ المعمودية وحتى الوفاة. تُدعى وسيطة النِعَم، لأنها توصل النِعم الإلهية للناس. تُعتبر شفيعة جميع الناس وكل عمل صالح. في الفن المسيحي غالبًا ما تُصوَّر مريم بـرداء أزرق رموزها: تاج بـ12 نجمة، الورد، الطفل يسوع، والكتاب صورها موثقة منذ العصور الأولى في سراديب روما، وتظهر مع ابنها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ديمفنا القديسة | الولادة: – الوفاة: – وُلدت ديمفنا في أيرلندا في القرن السابع لأب وثني وأم مسيحية تقية. وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، كرّست حياتها للمسيح ونذرت العفة. ولكن، سرعان ما توفيت والدتها، وأصيب والدها دامون بانهيار نفسي شديد، إذ كان يحب زوجته حبًا شديدًا. ونصح المستشارون الملكيون دامون بالزواج مجددًا لتجاوز حزنه، ووافق بشرط أن تكون العروس بجمال زوجته الراحلة. أرسل دامون مبعوثين للبحث عن امرأة نبيلة تشبه زوجته، ولكن عندما لم يجدوا، بدأ بعض المستشارين السيئين يهمسون له بأفكار شريرة تدعوه للزواج من ابنته ديمفنا. وهكذا، عندما نظر دامون إلى ديمفنا، رأى فيها ملامح زوجته، وأخذ القرار المروع بالزواج منها. هربها واستشهادها عندما علمت ديمفنا بما ينويه والدها، هربت من القصر بصحبة كاهنها المعترف جيربران، وخادمين مخلصين، والمهرج الملكي. سافروا معًا إلى ما يُعرف اليوم ببلجيكا، واختبأوا في بلدة جيل (Geel). ويُقال إن ديمفنا بنت مستشفى في جيل للفقراء والمرضى. لكن من خلال نفقاتها وثرائها، تمكن والدها من تعقبها. وعندما وصل دامون إلى بلجيكا، قبض عليهم، وأمر بقطع رأس الكاهن جيربران، وحاول إقناع ديمفنا بالعودة والزواج به. لكن ديمفنا رفضت رفضًا قاطعًا. فاستشاط والدها غضبًا، وسحب سيفه، وقطع رأسها. كانت في الخامسة عشرة فقط عند استشهادها. بعد رحيله، جمع سكان جيل جثتي ديمفنا وجيربران، ودفنوهما في كهف. إرثها وتكريمها: نالت إكليل الشهادة دفاعًا عن طهارتها حوالي عام 620، ولقّبت بـ”زنبقة إيرلندا”. في عام 1349، بُنيت كنيسة لتكريمها في جيل. وبحلول عام 1480، توافد العديد من الحجاج ممن يعانون أمراضًا عقلية للكنيسة، فوسّع السكان الكنيسة وأصبحوا يستضيفون المرضى في بيوتهم – مما بدأ تقليدًا في رعاية المرضى النفسيين لا يزال قائمًا حتى اليوم. وللأسف، احترقت الكنيسة الأصلية في القرن الخامس عشر، وبُنيت كنيسة القديسة ديمفنا الكبرى في عام 1532 فوق قبرها الأصلي، وهي لا تزال قائمة حتى الآن. معجزات وتكريم عالمي حدثت معجزات عديدة في مزارها، ووُضعت رفاتها في تابوت فضي داخل الكنيسة، وبعض من رفاتها موجود أيضًا في مزار القديسة ديمفنا في الولايات المتحدة. وقد نال الكاهن جيربران شرف القداسة، ونُقلت رفاته إلى كسانتن، ألمانيا. في أمريكا، المزار الوطني للقديسة ديمفنا يقع في كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية في ماسيلون، أوهايو. كما يوجد مدرسة القديسة ديمفنا الخاصة في بالّينا، مقاطعة مايو، جمهورية أيرلندا. رموزها في الفن تُصوَّر القديسة ديمفنا عادة: بتاج على رأسها، ترتدي ثيابًا ملكية، وتمسك بسيف (رمز استشهادها) بشكل غير مريح أحيانًا، وأحيانًا تحمل مصباحًا، وتظهر في بعض الصور ترتدي الأخضر والأبيض، وتحمل كتابًا وزنابق بيضاء. صلاة للقديسة ديمفنا “اسمعنا يا الله، مخلصنا، إذ نكرم القديسة ديمفنا، شفيعة المصابين بالأمراض النفسية والعاطفية. ساعدنا على أن نستلهم مثالها، ونجد الراحة في معونتها الرحيمة. آمين.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلومينا القديسة | الولادة: 291 الوفاة: 304 لا يُعرف الكثير عن حياة القديسة فيلومينا، لكن يُعتقد أنها كانت أميرة يونانية أصبحت شهيدة عذراء وتوفيت عن عمر 13 عامًا. تم اكتشاف رفات فتاة شابة في مايو 1802 داخل سراديب الموتى في بريسيلا، على طريق سالاريا نوفا، وكانت هناك ثلاث بلاطات مكتوب عليها: “السلام لكِ يا فيلومينا.” كل ما نُعرف عن حياتها جاء من رؤى راهبة نابوليتانية تُدعى الأخت ماريا لويزا دي جيسو، التي قالت إن القديسة فيلومينا ظهرت لها وأخبرتها بأنها ابنة ملك يوناني اعتنق المسيحية. وعندما بلغت فيلومينا الثالثة عشرة، نذرت بتوليتها للمسيح. وفيما بعد، عندما اصطحب والدها العائلة إلى روما لعقد صلح، وقع الإمبراطور دقلديانوس في حب فيلومينا. وعندما رفضت الزواج منه، تعرضت للتعذيب. فقد جُلدت، وألقي بها في الماء مع مرساة مربوطة إليها، وأُطلقت عليها السهام. لكن، في كل مرة كانت تُعذّب، كانت الملائكة تظهر بجانبها وتُشفيها بالصلاة. وأخيرًا، أمر الإمبراطور بقطع رأسها. ووفقًا للرؤية، فقد ماتت يوم جمعة في الساعة الثالثة بعد الظهر، نفس توقيت موت المسيح. وُجد على البلاطات التي سُجّلت على قبرها رموز: مرساتان، ثلاث سهام، غصن نخيل (رمز الاستشهاد)، وزهرة – وكلها تُفسر كرموز لشهادتها. حياة ما بعد الموت وانتشار العبادة لها تقول رؤية الأخت أن فيلومينا وُلدت في 10 يناير، واستشهدت في 10 أغسطس. بدأت العبادة للقديسة فيلومينا تنتشر بعد استخراج عظامها وبدء ظهور المعجزات. فقد تسلم الأب فرانشيسكو دي لوتشيا من مدينة مونيانّو ديل كاردينالي رفاتها، ووضعها في كنيسة سيدة النعمة في نفس المدينة. وبعد وضع رفاتها في الكنيسة، شُفيت أمراض السرطان، والتأمت الجروح، ووقعت معجزة مونيانّو، حيث شُفيت الطوباوية بولين جاريكو من مرض قلب خطير بين ليلة وضحاها، وكل ذلك نُسب إلى شفاعة القديسة فيلومينا. قدّسها أيضًا قديسون آخرون مثل القديس يوحنا ماري فياني والقديس بطرس لوي ماري شانيل، ونسبوا لها معجزات في حياتهم. رغم الجدل القائم أحيانًا حول دقة قصة حياتها وقداستها، فإن كثيرين حول العالم ما زالوا يؤمنون بأن فيلومينا قديسة معجزية. وتم إعلان قداستها رسميًا في عام 1837. القديسة فيلومينا هي شفيعة الرضع، الأطفال، والشباب، وغالبًا ما تُصوّر وهي شابة صغيرة، بتاج من الزهور، مع رموز الاستشهاد مثل النخلة أو السهام أو المرساة. عيدها يُحتفل به في 11 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تريز الطفل يسوع | الولادة: 1873 الوفاة: 1897 القديسة تريز الطفل يسوع (تريز دو ليزيو) أجيال من الكاثوليك أعجبوا بهذه القديسة الشابة، ولقبوها بـ”الزهرة الصغيرة”، ووجدوا في حياتها القصيرة إلهامًا يفوق ما قرأوه في مجلدات اللاهوتيين. رغم أنها توفيت في عمر 24 سنة فقط، بعد أن قضت أقل من عشر سنوات كراهبة كرملية متقشفة، ولم تؤسس أي رهبنة، ولم تذهب في بعثات تبشيرية، فإن حياتها أثرت بشكل عميق. كتابها الوحيد “قصة نفس”، وهو نسخة مختصرة من مذكراتها نُشر بعد وفاتها، وقد ألهم الآلاف حول العالم. في عام 1925، تم إعلان قداستها بعد 28 عامًا فقط من وفاتها، بسبب الطلب الشعبي الهائل. ورغم أن البعض انتقدوا تصوير حياتها على أنها عاطفية بشكل مبالغ فيه، فإن رسالتها لا تزال بسيطة وعميقة: أن القداسة يمكن أن تُبنى من خلال الأعمال الصغيرة اليومية المملوءة بالمحبة. نشأتها وُلدت تريز في فرنسا عام 1873، لأب وأم كانا يطمحان لحياة دينية. لكن بعد الزواج، وتحت توجيه كاهن، بدأوا حياتهم الزوجية الطبيعية وأنجبوا تسعة أطفال، عاش منهم خمس فتيات فقط. في سن الرابعة والنصف، توفيت والدتها بسرطان الثدي، مما سبب لها جرحًا عميقًا. تولت أختها الكبرى بولين دور الأم، لكنها سرعان ما دخلت الدير، فزادت مشاعر الفقد لدى تريز. عانت تريز من مرض خطير في طفولتها، وظن من حولها أنها ستموت، لكنها شُفيت بطريقة معجزة بعد أن صلت أمام تمثال للعذراء مريم ورأت مريم تبتسم لها. منذ صغرها، بدأت تريز تمارس الصلاة الداخلية الصامتة، وتفكر في الله والحياة الأبدية. عندما قررت الانضمام إلى دير الكرمل، رُفض طلبها لصغر سنها. لكنها لم تستسلم، فذهبت إلى أسقف منطقتها، ولما لم تجد تجاوبًا، سافرت إلى روما وطلبت من البابا نفسه الإذن بالدخول إلى الدير. ورغم التعليمات بعدم الحديث، تحدثت إليه وأخذها الحراس، لكن شجاعتها أثارت إعجاب المسؤولين، وفي النهاية، تم قبولها. في الدير كان الواقع مختلفًا عن أحلامها. لم تكن الحياة الرهبانية سهلة، واضطرت إلى التضحية بصمت، والقيام بأعمال صغيرة بمحبة. كانت تبتسم في وجه من لا تحبهم، وتتحمل الإهانات بصبر، وتأكل ما يُقدَّم لها دون شكوى. أعظم تضحياتها كانت خفية وغير معترف بها من الآخرين. وعندما أصبحت أختها بولين رئيسة الدير، طلبت منها أن تبقى مبتدئة مدى الحياة لتجنب الاتهامات بالمحاباة، فقبلت ذلك كنوع من التضحية. في نهاية حياتها، أُصيبت بمرض السل، وكانت تتألم بشدة، لكنها احتفظت بابتسامتها رغم الألم. كتبت: “الحب يُبرهن عليه بالأفعال، والأفعال التي أستطيع القيام بها صغيرة، لكنها تملأ قلبي بمحبة الله.” وتقول أيضًا: “لطالما أردت أن أكون قديسة. ولكن حينما قارنت نفسي بالقديسين، وجدت أن الفرق بيني وبينهم كالفرق بين الجبل وحبة رمل. ومع ذلك، لم أيأس، لأن الله لا يضع في قلب إنسان رغبة مستحيلة. لذلك، سأبقى صغيرة، وسأصعد إلى السماء بالمصعد – ذراعا يسوع!” وفاتها توفيت في 30 سبتمبر 1897. قبل وفاتها، قالت: “بعد موتي، سأُسقط أمطارًا من الورود. أريد أن أقضي السماء في عمل الخير على الأرض.” بعد وفاتها، ظن البعض في الدير أنه لا يوجد شيء مميز يُقال عنها. لكن كتاباتها ألهمت الآلاف، وسرعان ما انتشر صيتها، وفي غضون سنوات، تم إعلان قداستها. إرثها رغم أنها لم تسافر أبدًا، أصبحت شفيعة الإرساليات بسبب صلواتها ودعمها للمبشرين. رسالتها البسيطة – أن القداسة تتحقق بالأعمال الصغيرة اليومية المملوءة بمحبة – لا تزال مصدر إلهام حتى اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مونيكا القديسة | الولادة: 331 الوفاة: 387 القديسة مونيكا، المعروفة أيضًا باسم مونيكا من هيبو، هي والدة القديس أوغسطينوس من هيبو. وُلدت عام 331 م في تاغاست (الجزائر حالياً). عندما كانت صغيرة، تزوجت من باتريشيوس، وهو وثني روماني يتمتع بطبع عنيف ورثه عن والدته التي كانت تعيش مع الزوجين، مما سبب تحديات كثيرة لمونيكا الشابة بسبب غضبهم المستمر. على الرغم من أن صلوات مونيكا وأفعالها المسيحية كانت تزعج باتريشيوس، إلا أنه يُقال إنه كان يحترم إيمانها. أنجبت مونيكا وباتريشيوس ثلاثة أطفال: أوغسطينوس، نافيجيوس، وبيربيتوا. للأسف، لم تستطع مونيكا تعميد أطفالها، وعندما مرض أوغسطينوس، توسلت إلى باتريشيوس ليوافق على تعميده. سمح باتريشيوس بذلك، لكن بعد تعافي أوغسطينوس، سحب موافقته. لسنوات، ظلت مونيكا تصلي من أجل زوجها ووالدته، حتى قبل عام من وفاة باتريشيوس، تمكنت من تحويلهما إلى المسيحية. مع مرور الوقت، دخل بيربيتوا ونافيجيوس الحياة الدينية، لكن أوغسطينوس أصبح كسولاً وغير مهذب، مما قلق مونيكا كثيرًا، فبعد وفاة باتريشيوس أرسلت أوغسطينوس، الذي كان عمره 17 عامًا، إلى قرطاج لتلقي التعليم. خلال وجوده في قرطاج، أصبح أوغسطينوس من أتباع المانوية، وهي ديانة تعتبر العالم عبارة عن صراع بين النور والظلام، وعندما يموت الإنسان، يُرفع من عالم المادة إلى عالم النور، وهو مصدر الحياة. بعد حصوله على تعليمه وعودته إلى المنزل، شارك أوغسطينوس وجهات نظره مع مونيكا، التي طردته من مائدتها. رغم أن الوقت الذي مر غير موثق، كان لدى مونيكا رؤية أقنعتها بالمصالحة مع ابنها الضال. ذهبت مونيكا إلى أسقف، الذي قال لها: “ابن تلك الدموع لن يهلك أبدًا.” متأثرة بذلك، تبعت مونيكا أوغسطينوس إلى روما، حيث علمت أنه قد غادر إلى ميلانو. استمرت في ملاحقته وفي النهاية التقت بالقديس أمبروسيوس، الذي ساعدها في تحويل أوغسطينوس إلى المسيحية بعد مقاومته لمدة سبعة عشر عامًا. لاحقًا كتب أوغسطينوس كتابًا بعنوان “الاعترافات” وصف فيه عادة مونيكا في إحضار “إلى بعض المصليات، التي أُنشئت في ذكرى القديسين، قراب من العصيدة والخبز والماء والنبيذ.” عندما انتقلت مونيكا إلى ميلانو، أخبرها أسقف يُدعى أمبروسيوس أن النبيذ “قد يكون سببًا للشراهة لأولئك الذين كانوا مولعين بالشرب”، فتوقفت عن تقديم النبيذ كقرابين للقديسين. كتب أوغسطينوس: “بدلًا من سلة مليئة بثمار الأرض، تعلمت أن تحضر إلى مصليات الشهداء قلبًا مليئًا بالطلبات النقية، وتعطي كل ما تستطيع للفقراء – حتى يتم الاحتفال بجسد الرب بشكل صحيح في تلك الأماكن التي، على مثال آلامه، ضحى فيها الشهداء وتوجوا بالمجد.” بعد ستة أشهر، تم تعميد أوغسطينوس في كنيسة يوحنا المعمدان في ميلانو. كان الاثنان يعتقدان أنهما يجب أن ينشرا كلمة الله في أفريقيا، لكن في المدينة الرومانية سيفيتافيكيا، توفيت مونيكا. سجل أوغسطينوس كلماتها له عندما أدركت قرب موتها: “يا ابني، لا شيء في هذا العالم يسرني الآن. لا أعلم ما بقي لي لأفعله أو لماذا ما زلت هنا، فكل آمالي في هذا العالم قد تحققت.” دُفنت في أوستيا، ونُقلت رفاتها في القرن السادس إلى سرداب مخفي في كنيسة سانتا أوريا في أوستا، بالقرب من قبر القديسة أوريا من أوستيا. في عام 1430، أمر البابا مارتن الخامس بنقل رفاتها إلى روما، ووردت العديد من التقارير عن المعجزات التي حدثت خلال الرحلة. في وقت لاحق، بنى الكاردينال ديستوتيفيل كنيسة لتكريم القديس أوغسطينوس تُدعى “بازيليكا دي سانت أغوستينو”، حيث وُضعت رفاتها في كنيسة صغيرة على يسار المذبح العالي. لقد نجى نقش جنازتها في مخطوطات قديمة، واكتُشف الحجر الأصلي الذي كتب عليه هذا النقش في كنيسة سانتا أوريا عام 1945. ترجم دوغلاس بوين اللوح اللاتيني ليقرأ: “هنا وضعت رماد أم الفاضلة لشاب، نور ثانٍ لإنجازاتك، يا أوغسطينوس. ككاهن يخدم قوانين السلام السماوية، علمت [أو تعلم] الشعب الموكول إليك بأخلاقك. تاج مجد أعظم من مدح إنجازاتك يكللكما – أم الفضائل، الأكثر حظًا بسبب نسلها.” معلومة ممتعة مدينة سانتا مونيكا في كاليفورنيا سُميت على اسم مونيكا، وكذلك الينابيع “الباكية” خارج المدينة. صلاة القديسة مونيكا قديسة مونيكا، أحتاج إلى صلواتك. أنت تعرفين بالضبط كيف أشعر لأنك شعرتِ بذلك من قبل. أنا أتألم، يائس، وفي حالة إحباط. أريد بشدة أن يعود طفلي إلى المسيح في كنيسته، لكن لا أستطيع فعل ذلك وحدي. أحتاج إلى مساعدة الله. رجاءً شاركيني في التضرع إلى نعمة الرب القوية لتنسكب في حياة طفلي. اطلبي من الرب يسوع أن يلين قلبه، ويهيء طريقًا لتوبته، ويفعل الروح القدس في حياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| لوسي القديسة | الولادة: – الوفاة: – تاريخ لوسي ضاع، وكل ما نعرفه على وجه اليقين هو أن هذه المرأة الشجاعة التي عاشت في سيراكيوز فقدت حياتها خلال اضطهاد المسيحيين في أوائل القرن الرابع. انتشر تكريمها إلى روما بحيث بحلول القرن السادس اعترفت الكنيسة كلها بشجاعتها في الدفاع عن الإيمان. نظرًا لرغبة الناس في تسليط الضوء على شجاعة لوسي، بدأت الأساطير تظهر. والأسطورة التي اجتازت اختبار الزمن تروي قصة فتاة مسيحية شابة تعهدت أن تعيش حياتها في خدمة المسيح. حاولت والدتها ترتيب زواج لها من وثني، وكانت لوسي تعلم أن والدتها لا يمكن إقناعها بعهد فتاة صغيرة، فابتكرت خطة لإقناع والدتها بأن المسيح هو الشريك الأفضل للحياة. بعد عدة صلوات عند قبر القديسة أغاثا، رأت لوسي القديسة في حلم. أخبرتها القديسة أغاثا أن مرض والدتها سيُشفى بالإيمان، فاستغلت لوسي هذا لإقناع والدتها بأن تعطي مهرها للفقراء وتسمح لها بأن تكرس حياتها لله. بينما كانت لوسي ووالدتها ممتنّتين لله، كان الخطيب المرفوض غاضبًا جدًا وخان إيمان لوسي لحاكم يُدعى باشاسيوس. حاول الحاكم إجبارها على الانحراف في بيت دعارة، لكن الحراس الذين أتوا لأخذها لم يستطيعوا تحريكها، حتى بعد ربطها بفريق من الثيران. جمع الحراس حزمًا من الحطب حولها لكن النار لم تشتعل، فاضطروا أخيرًا لاستخدام سيوفهم، وماتت لوسي. رغم أن تفاصيل حياتها لا تزال مجهولة، فمن المعروف على نطاق واسع أن المسيحيين تعرضوا للاضطهاد في حياتها بسبب إيمانهم. كان عليهم تحمل تعذيب مروع وغالبًا ما انتهى بهم الأمر موتًا مؤلمًا خلال حكم ديوكلتيانوس. ورغم أن تفاصيل موتها ما زالت مجرد أساطير، فإنها هي كل ما يعتمد عليه المسيحيون اليوم. لم تنته أسطورة لوسي بوفاتها. وفقًا لحكايات لاحقة، حذرت لوسي باشاسيوس من أنه سيُعاقب. وعندما سمع الحاكم ذلك، أمر الحراس بفقأ عينيها؛ ومع ذلك، في رواية أخرى، كانت لوسي نفسها من أخرج عينيها في محاولة لردع خاطب مُلح كان يعجب بهما بشدة. عندما تم إعداد جسدها للدفن، اكتشفوا أن عينيها قد تم استعادتهما. كتب سيجيبرت (1030-1112)، راهب من جيمبلو، خطابًا عن القديسة لوسي وصف فيه جسدها بأنه ظل غير مضطرب في صقلية لمدة 400 عام حتى استولى فاروالد الثاني، دوق سبوليتو، على الجزيرة ونقل رفات لوسي إلى أبروتسو في إيطاليا. نُقلت لاحقًا من قبل الإمبراطور أوتو الأول في عام 972 إلى ميتز ووُضعت في كنيسة القديس فنسنت. هناك الكثير من الالتباس حول ما حدث لجسدها بعد وجوده في كنيسة القديس فنسنت، لكن يُعتقد أن عدة قطع من جسدها موجودة في روما ونابولي وفيرونا ولشبونة وميلانو وألمانيا وفرنسا والسويد. في عام 1981، سرق اللصوص كل شيء ما عدا رأسها، لكن الشرطة تمكنت من استعادتها في عيدها. اسم لوسي يعني “نور” أو “واضح”، وهي شفيعة العميان. غالبًا ما تُرى مع رمز العيون على كوب أو صحن. في اللوحات، تُصوَّر غالبًا وهي تحمل صحنًا ذهبيًا يحتوي على عينيها، وغالبًا ما تحمل غصن نخيل، رمز النصر على الشر. صلاة القديسة لوسي القديسة لوسي، لم تخبئي نورك تحت السلة، بل جعلته يضيء للعالم كله، لكل القرون لكي تُرى. قد لا نعاني التعذيب في حياتنا كما فعلتِ، لكننا ما زلنا مدعوين لأن نترك نور مسيحيّتنا يضيء حياتنا اليومية. رجاءً ساعدينا لنمتلك الشجاعة لنُظهر إيماننا المسيحي في عملنا، وترفيهنا، وعلاقاتنا، وحديثنا – في كل زاوية من يومنا. آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيكتور وكورونا القديس | الولادة: – الوفاة: 176 لا يُعرف الكثير عن الشهيدين المسيحيين، القديس فيكتور والقديسة كورونا. يعتقد معظم المصادر أنهما قُتلا بالقرب من بعضهما في سوريا الرومانية خلال عهد ماركوس أوريليوس عام 170 ميلادي، وأن قاضيًا رومانيًا يُدعى سيباستيان أمر بقتلهما. كان يُعتقد أن فيكتور جندي روماني. بعد اكتشاف أنه مسيحي، أحضره الجنود الآخرون للمثول أمام سيباستيان. كان سيباستيان معروفًا بقسوته وازدرائه للمسيحيين. رغبًا في جعل فيكتور عبرة، أمر سيباستيان بربطه إلى عمود وجُلد حتى تقشرت جلده عن جسده. وبعد الجلد، أمر سيباستيان بفقأ عيني فيكتور. رغم كل الألم الذي تحمله فيكتور، لم ينكر الرب أبدًا. وصلت أخبار معاملة فيكتور القاسية إلى فتاة شابة تُدعى كورونا. يُعتقد أن كورونا كانت زوجة أحد الجنود وكانت مسيحية هي نفسها، لكنها أخفت إيمانها. عندما سمعت عن فيكتور، قررت كورونا أن تفعل شيئًا لمساعدة الرجل المحتضر. أعلنت عن إيمانها المسيحي علنًا وركضت إلى جانب فيكتور. جثت بجانبه وصليت، لتخبره أنه ليس وحده. لم يمض وقت طويل حتى أُحضرت كورونا أمام سيباستيان أيضًا لتواجه عقابها. لم يصدق سيباستيان أفعال كورونا. فأمر على الفور بسجنها وتعذيبها. رُبطت كورونا إلى قمتي شجرتي نخيل كانتا مثنيتين على الأرض. بأمر من سيباستيان، قُطعت الحبال التي تثبت الشجرتين، فارتدت الشجرتان إلى وضعهما العمودي بقوة شديدة حتى تمزق جسد كورونا إلى نصفين. وكأمر نهائي، أمر سيباستيان بقطع رأس فيكتور. تختلف القصص المحيطة بالقديس فيكتور وكورونا، حيث يعتقد بعضهم أن الشهيدين كانا في الواقع زوج وزوجة قُتلا معًا من أجل إيمانهما. يُعتقد أن رفات القديس فيكتور وكورونا موجودة في بازيليك في مدينة أنزو في إيطاليا منذ القرن التاسع. تُعتبر القديسة كورونا شفيعة الباحثين عن الكنوز، ويُحتفل بعيد القديسين فيكتور وكورونا في 14 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيليكس من سبوليتو القديس | الولادة: – الوفاة: 304 كان فيليكس أسقفًا وشهيدًا في سبوليتو، إيطاليا، أو في سبيلو، بمنطقة أومبريا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أنطونيوس البادواني القديس | الولادة: 1195 الوفاة: 1231 وُلد القديس أنطونيوس باسم فرناندو مارتينز في لشبونة، البرتغال، لعائلة ثرية. وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره، طلب أن يُرسل إلى دير سانتا كروز في مدينة كويمبرا، التي كانت حينها عاصمة البرتغال. وهناك درس اللاهوت واللغة اللاتينية. بعد سيامته كاهنًا، عُيِّن مشرفًا على استقبال الضيوف في الدير. وعندما استقر الإخوة الفرنسيسكان في صومعة صغيرة خارج كويمبرا، مكرسة للقديس أنطونيوس المصري، شعر فرناندو برغبة عميقة في الانضمام إليهم. وبعد حصوله على الإذن، غادر الدير وانضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، واختار لنفسه اسم أنطونيوس. حياته الرسولية سافر أنطونيوس إلى المغرب ليبشر بكلمة الله، لكنه أصيب بمرض شديد وأُعيد إلى البرتغال للتعافي. وأثناء رحلة العودة، عصفت العاصفة بسفينتهم، فوصلوا إلى صقلية، ومن هناك إلى توسكانا في إيطاليا، حيث أُرسل إلى صومعة سان باولو نظرًا لوضعه الصحي. خلال فترة نقاهته، قضى وقته في الصلاة والدراسة. في أحد الأيام، حضر بعض الرهبان الدومينيكان لزيارة الرهبان الفرنسيسكان، وحدث ارتباك بخصوص من سيُلقي العظة، حيث اعتقد كل فريق أن الآخر سيتولى المهمة. فطلب رئيس الصومعة من أنطونيوس أن يتحدث بما يلهمه به الروح القدس. ورغم تردده، ألقى أنطونيوس عظة مؤثرة أبهرت الجميع، وانتشرت أخبار بلاغته، حتى وصلت إلى القديس فرنسيس الأسيزي، الذي كان يشكك في التزام الرهبنة بالفقر، لكنه وجد في أنطونيوس صديقًا ورفيقًا حقيقيًا. في سنة 1224، أوكل إليه فرنسيس الإشراف على تعليم الرهبان. معجزاته وتأثيره كان لدى أنطونيوس كتاب مزامير دوّن فيه ملاحظات وشروح لمساعدة الطلبة، وكان هذا الكتاب ثمينًا جدًا في زمن لم تكن فيه الطباعة موجودة. وعندما سرقه أحد الرهبان المستجدين الذي كان ينوي ترك الدير، صلى أنطونيوس لاستعادته. وبالفعل، أعيد الكتاب، بل وعاد السارق إلى الرهبنة أيضًا. يُقال إن الكتاب محفوظ حتى اليوم في دير الفرنسيسكان في بولونيا. قام أنطونيوس بالتدريس في جامعتي مونبلييه وتولوز بفرنسا، لكنه برع بشكل خاص في الوعظ. كانت عظاته بسيطة وعميقة في آن واحد، لدرجة أن غير المتعلمين وحتى الأبرياء كانوا يفهمونها بسهولة. ولهذا السبب، أعلنه البابا بيوس الثاني عشر عام 1946 معلّمًا للكنيسة. من أشهر القصص حين كان يبشر بالإنجيل الصحيح للكنيسة الكاثوليكية لبعض الهراطقة الذين رفضوا الاستماع له، خرج ليعظ الأسماك. لم يكن هذا التعليم موجّهًا للأسماك بقدر ما كان تمجيدًا لله، وتسلية للملائكة، وتخفيفًا لألمه الداخلي. وعندما رأى المنتقدون الأسماك تقترب للاستماع، تأثروا وبدأوا يستمعون إليه هم أيضًا. وفاته ورفاته توفي القديس أنطونيوس عن عمر يناهز 35 عامًا، وتم إعلان قداسته بعد أقل من عام. وعند استخراج رفاته بعد 336 سنة من وفاته، وُجد جسده قد تحلل، لكن لسانه ظل سليمًا تمامًا، إشارة إلى طهارة تعليمه وقداسته. عادة ما يُصوَّر القديس أنطونيوس وهو يحمل الطفل يسوع وكتابًا، ويُعرف اليوم بلقب “مكتشف الأشياء الضائعة”. يُكرم في أنحاء العالم بوصفه شفيع المفقودات، وينسب إليه عدد كبير من المعجزات المرتبطة بالأشخاص والممتلكات والنعمة الروحية التي كانت مفقودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تريزا الأفيلاوية القديسة | الولادة: 1515 الوفاة: 1582 القديسة تريزا الأفيلاوية (القديسة تريزا من أفيلا) وُلدت تريزا في أفيلا، إسبانيا، تحت اسم تريزا علي فاطمة كوريا سانشيز دي كابيذا إي أهومادا. كانت نشأتها في وقت مليء بالتغيرات: بعد اكتشاف كولومبوس للعالم الجديد وبدء الإصلاح البروتستانتي بقيادة لوثر. وسط هذه التغيرات، ظهرت تريزا كمثال يُرشد إلى السلام الداخلي في وسط الاضطراب الخارجي. نشأت في بيت تميز بالتدين والصرامة، حيث كان والدها شديد الورع، بينما كانت والدتها تحب قراءة الروايات الرومانسية التي كانت تُخفيها عن والد تريزا. وهذا أدى إلى تناقض تربوي جعل تريزا تشعر منذ صغرها بأنها ستفشل مهما فعلت. عندما كانت في السابعة من عمرها، حاولت الهرب مع شقيقها إلى بلاد المسلمين على أمل الاستشهاد، لكن عمهما أرجعهما في الوقت المناسب. في سن المراهقة، كانت تهتم بالأزياء والشباب والتسلية، مما دفع والدها لإرسالها إلى دير للراهبات. كرهت المكان في البداية، ثم بدأت تكتشف حبها لله والراحة النسبية مقارنة بمنزلها الصارم. الدخول في الحياة الرهبانية رغم أنها لم تجد الحياة الرهبانية مغرية، قررت الدخول فيها باعتبارها “الخيار الأكثر أمانًا” لخطّاء مثلها، على حد تعبيرها. في الدير، بدأت بممارسة “الصلاة العقلية” لكنها لم تشعر بتقدم روحي يُذكر على مدى 18 عامًا. واجهت صعوبات بسبب تسيب الحياة في الدير، حيث كانت الراهبات يهتممن بالمظاهر والزيارات الاجتماعية، مما صرفها عن الله. وكانت علاقاتها الاجتماعية تحجبها عن الصلاة الحقيقية. أُصيبت بالملاريا، وأوشك الناس أن يدفنوها ظنًا أنها ماتت. أصيبت بالشلل لثلاث سنوات تقريبًا. بدلاً من أن تدفعها هذه المعاناة نحو الله، أصبحت عذرًا لترك الصلاة. التجديد الروحي في سن الـ41، أقنعها كاهن بالعودة إلى الصلاة. واجهت صعوبات كبيرة، لكنها واصلت. ووصفت الصلاة العقلية بأنها “علاقة صداقة حميمة بين الأصدقاء… مع من نعلم أنه يحبنا”. بدأت تحصل على اختبارات روحية عظيمة مثل الاندهاش الروحي، والاختطاف، والاتحاد بالله، بل وحتى الارتفاع الجسدي عن الأرض. مع ذلك، كانت متواضعة جدًا، وطلبت من الله ألّا يمنحها هذه النعم علنًا. كانت تعتبر النعم الروحية “تأديبًا إلهيًا” لا مكافآت. الإصلاح الكرملي قررت في عمر 43 عامًا تأسيس دير جديد يعود إلى جذور الحياة الرهبانية: فقر، صلاة، وبساطة. رغم مقاومة الكنيسة والمجتمع لها، أنشأت دير “القديس يوسف” وسط تهديدات ومحاكمات. لكنّها واصلت، وقالت عبارتها الشهيرة: “ليحميني الله من القديسين الكئيبين!” دعت إلى حياة روحية فيها حب لا قوانين جامدة، وأعمال لا شعور فقط. وكانت ترى أن أفضل صلاة هي التي تُترجم إلى أفعال. لاحقًا، سافرت لتأسيس أديرة إصلاحية جديدة وسط صعوبات كبيرة من رجال الدين وحتى النساء الأرستقراطيات. تعرضت لمعارضة من داخل الرهبنة وتم منعها من دخول بعض الأديرة. وفاتها وإرثها في 1582، ماتت تريزا بعد حياة حافلة بالتجديد والكتابة. تركت أثرًا هائلًا على الحياة الروحية في أوروبا كلها. أعلنت مُعلمة للكنيسة في عام 1970، كإحدى أول امرأتين تنالان هذا الشرف، بسبب كتاباتها وتعليمها العميق عن الصلاة. رموزها: قلب، سهم، وكتاب. شفيعة: المصابين بالصداع والكُتاب. مؤسسة: رهبنة الكرمليات الحافيات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يهوذا تدّاوس القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس يهوذا، المعروف باسم تدّاوس، كان أخًا للقديس يعقوب الصغير، وأحد أقارب مخلّصنا يسوع المسيح. وكان أحد الرسل الاثني عشر الذين اختارهم المسيح. وغالبًا ما يُصوَّر وهو يحمل هراوة، وإلى جانب رأسه لهب ناري يرمز إلى حضوره يوم العنصرة عندما حلّ عليه الروح القدس مع باقي الرسل. كما يُصوَّر أحيانًا حاملاً صورة للمسيح تُعرف بـ”صورة إديسّا”، أو يحمل مسطرة نجّار، أو لفافة أو كتابًا، في إشارة إلى رسالته المعروفة في العهد الجديد. يتفق العلماء على أن القديس يهوذا كان ابن كلوباس، وأن والدته كانت قريبة من العذراء مريم. وتذكر الكتابات القديمة أنه بشّر بالإنجيل في اليهودية، السامرة، إدومية، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وليبيا. ويقول المؤرخ الكنسي أوسابيوس إنه عاد إلى أورشليم عام 62 م، وساهم في انتخاب أخيه القديس سمعان أسقفًا على أورشليم. يجب التنويه إلى أن القديس يهوذا تدّاوس ليس هو يهوذا الإسخريوطي الذي خان المسيح، والذي يُعتبر رمزًا لليأس وفقدان الرجاء. كان يهوذا هو من سأل يسوع في العشاء الأخير: “يا سيد، ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر نفسك لنا وليس للعالم؟” (يوحنا 14:22) ويُعتقد أن القديس يهوذا زار بيروت وإديسا، وربما استشهد مع القديس سمعان في بلاد فارس. كتب رسالة يهوذا في العهد الجديد، موجّهة إلى الكنائس الشرقية وخاصةً اليهود الذين آمنوا بالمسيح، محذّرًا فيها من بدع السيمونيين، النيكولاويين، والغنوصيين. رغم أن القديس غريغوريوس المنوّر يُعرف بلقب “رسول الأرمن”، إلا أن كثيرين يعتقدون أن يهوذا وبرثولماوس هما من أدخلا المسيحية إلى أرمينيا، حيث يُعتقد أن يهوذا استُشهد هناك لاحقًا. هناك جدل حول مكان استشهاده، إلا أن معظم العلماء يتفقون على أنه استُشهد، إما في أرمينيا أو في بيروت. بعد وفاته، نُقل جسده إلى روما، ودُفن في سرداب داخل كاتدرائية القديس بطرس. اليوم، توجد رفاته في الجناح الأيسر من الكنيسة، تحت المذبح الرئيسي المكرّس للقديس يوسف، ويشاركه القبر القديس سمعان الغيور. اعتاد الحجاج زيارة قبره، وكُثر الذين أبلغوا عن استجابة صلواتهم بشفاعته، مما أكسبه لقب: “شفيع الحالات المستحيلة واليائسة”. وقد شهد القديستان بريجيت السويدية وبرنارد رؤى إلهية تدعوهما لقبول يهوذا كشفيع الحالات المستحيلة. الكاثوليك الرومان يلجأون إلى شفاعته خاصةً في الأزمات، لأن رسالته في العهد الجديد تدعو المؤمنين إلى الثبات في الظروف الصعبة، كما فعل الأوائل. من أبرز الهيئات التي اختارته شفيعًا: شرطة شيكاغو، نادي فلامينغو البرازيلي، مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في ممفيس، تينيسي، الذي يُعد من أشهر مستشفيات الأطفال في العالم. تنتشر الكنائس والمزارات المكرسة له حول العالم. تأسس المزار الوطني للقديس يهوذا في إنجلترا عام 1955. يُذكر مرتين في العهد الجديد: لوقا 6:16 أعمال الرسل 1:13 ويُشار إليه أحيانًا بـ”يهوذا أخو يعقوب” في بعض الترجمات (مثل ترجمة الملك جيمس)، بينما تذكره ترجمات أخرى كـ”يهوذا ابن يعقوب” (مثل NIV وNIRV). في يوحنا 14:22، يُشار إليه بـ”يهوذا لا الإسخريوطي”، ويُفترض أنه هو نفسه يهوذا الرسول. في إنجيلي متى ومرقس، لا يُذكر باسم “يهوذا” بل “تدّاوس”، مما دفع العديد من المؤمنين الأوائل للاعتقاد أنه كان يُعرف بكلا الاسمين. ربما أُطلق عليه اسم “تدّاوس” لتفادي الخلط بينه وبين يهوذا الإسخريوطي. صلاة شهيرة إلى القديس يهوذا “أيها الرسول الأقدس، القديس يهوذا، الخادم الأمين وصديق يسوع، تكرّمك الكنيسة وتدعوك شفيعًا للحالات المستعصية والأمور شبه الميؤوس منها. صلِّ من أجلي، أنا المغمور بالبؤس. استخدم، أرجوك، تلك الموهبة الخاصة المعطاة لك، لتجلب المعونة السريعة والمرئية حيث فقد الناس الأمل تقريبًا. تعالَ لمساعدتي في حاجتي العظيمة هذه، كي أنال عزاء السماء ومعونتها في جميع احتياجاتي، ومحنتي، وآلامي، وخاصةً (اذكر الطلبة)، ولكي أسبح الله معك ومع جميع القديسين إلى الأبد. أعدك أيها المبارك يهوذا، أن أكون دومًا ذا وفاء لك، وأن أكرّمك كشفيع خاص لي، وأن أنشر تكريمك دائمًا. آمين.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كريستوفر القديس | الولادة: – الوفاة: 251 حياة القديس الشهيد كريستوفر حامل المسيح و شفيع المسافرين ✨ النشأة والبداية قديس من رجال النصف الأول من القرن الثالث، نال شهرة عظيمة في بلاد وسط أوروبا بسبب كثرة معجزاته. ولد روبروبس Reprobos (اسمه قبل المعمودية) ومعناه عديم القيمة، أو أوفيرو ومعناه الحامل Offero، في بلاد سوريا حوالي سنة 250م. كان عملاقًا طويل القامة وضخم الجسم، وكان وجهه يحمل ملامح عنيفة ومخيفة، يدرب نفسه أن يكون مقاتلاً. تقول الروايات أنه إذ كان يخدم ملك كنعان فكر أنه يريد أن يصير خادمًا مطيعًا لأعظم ملك في العالم كله، فأخذ يبحث حتى وجد من ظن أنه أعظم ملك، فقبله الملك في خدمته وصار من خاصته. اختير ليكون ضمن رجال الحرس الإمبراطوري وذلك لضخامة جسمه وشهامته. ⚔️ الخدمة العسكرية واللقاء بالملك الحقيقي بسرعة فائقة تألق نجمه وصار رئيسًا للحرس الإمبراطوري. انكسر الإمبراطور في حرب، فانطلق أوفيرو يطلب خدمة الملك الغالب معتقدًا أنه أعظم ملك في العالم. في أحد الأيام كان المغني في حضرة الملك يغني أغنية فيها ذكر لاسم الشيطان. لاحظ أوفيرو على الملك الذي كان مسيحيًا أنه كثيرًا ما يرشم نفسه بعلامة الصليب كل مرة يُذكَر فيها اسم الشيطان. تعجب كريستوفر من ذلك، وسأل الملك عن معنى العلامة التي يكرر رشمها ملكه وسبب رشمه لها، فأجابه بعد تردد: كل مرة يُذكَر فيها الشيطان أخاف أن يتسلط عليَّ، فأرسم تلك العلامة حتى لا يزعجني. تعجب كريستوفر وسأله: هل تشك أن الشيطان يمكنه أن يؤذيك؟ إذن فهو أقوى وأعظم منك. شعر أوفيرو أن ملكه ضعيف أمام إبليس فقرر أن يخدم الملك العظيم. 🌌 مواجهة الشيطان والاكتشاف وفي الليل انطلق من القصر، وجال من مكان إلى آخر يسأل عن إبليس. وإذ دخل صحراء واسعة فجأة وجد فرقة من الفرسان تتجه نحوه، وكان منظرهم كئيبًا للغاية. في شجاعة وقف أوفيرو أمام قائد الفرقة يعترض طريقه، وكان منظره مرعبًا. عندئذ سأله القائد عن شخصه وسبب مجيئه إلى الغابة، فقال أنه يبحث عن الملك الذي يسود على العالم. أجابه القائد بكبرياء: أنا هو الملك الذي تبحث عنه! فرح أوفيرو وأقسم له أنه مستعد أن يخدمه حتى الموت، وأنه سيطيعه في كل شيء، وسيتخذه سيدًا له إلى الأبد. كان عدو الخير يثيره للهجوم على المدن في الظلام وقتل الكثيرين ليعود في الفجر إلى الصحراء مع جنود الظلمة. وكان أوفيرو معجبًا بهذا الملك العاتي وجنوده الأشرار الأقوياء. في ذات ليلة عاد أوفيرو إلى الصحراء، وفي الطريق وجد الفارس القائد ساقطًا، وكاد كل كيانه أن يتحطم. وكان جواده ساقطًا على ظهره متهشمًا. تطلع ليري ما وراء هذا كله فوجد صليبًا ضخمًا من الخشب على حافة الطريق، وقد أشرق نور منه. كان القائد مرتجفًا غير قادرٍ على الحركة نحو الصليب. تعجب أوفيرو مما حدث وسأل الشيطان عن ذلك فرفض الإجابة، فقال له أوفيرو: إذا لم تخبرني سوف أتركك ولن أكون خادمك أبدًا. اضطر الشيطان أن يخبره: كان هناك شخص اسمه المسيح عُلِّق على الصليب، وحين أرى علامته أخاف وأرتعد وأهرب من أمامها أينما وُجِدت. إذا بخيبة الأمل تحل على أوفيرو الذي قال له: بما أنك تخاف من علامته فهو إذن أعظم وأقدر منك. ✝️ ولادة القديس خريستوفر لقد كنت مخدوعًا حين ظننت أني وجدت أعظم سيد على الأرض. لن أخدمك فيما بعد وسأذهب لأبحث عن المسيح لأخدمه. هرب القائد وكل جنوده وبقي أوفيرو أمام الصليب. رفع عينه ليري تلك القوة العجيبة التي حطمت قوات الظلمة. هنا صرخ أوفيرو طالبًا أن يتبع سيده الجديد المصلوب. أخذ يبحث عن وسيلة ليجد السيد المسيح، وأخيرًا اهتدي إلى شيخ راهب قديس يعيش في كهفٍ مجهولٍ في حياة السكون، حدثه عن الإيمان المسيحي بعد أن عرف قصته. قال له الشيخ الراهب: إن الملك الذي تريد أن تخدمه يطلب منك الصوم المستمر. فأجاب أوفيرو: أطلب شئًا آخر، لأنني لا أستطيع تنفيذ ما تطلبه فأنا أملك هذا الجسد القوى الضخم الذي يحتاج للطعام الكثير ولا يقوى على الصوم. فقال المتوحد: إذن عليك بالتبكير كل يوم من أجل الصلوات الكثيرة، فأجاب أوفيرو: وهذا أيضًا لا أستطيعه. ثم قال المتوحد مرة أخرى: هل تعرف النهر الفلاني حيث يبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان، ولا تستطع القوارب أن تقاوم تياره؟ أجاب أوفيرو: أعرفه جيدًا، فقال المتوحد: بما أن بنيانك قوي فعليك بالسكنى إلى جوار النهر وعليك أن تحمل كل من يريد أن يعبر النهر، وهذا العمل سوف يسعد الرب يسوع المسيح الذي تريد أن تخدمه، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يظهر ذاته لك. كان رد القديس: بالتأكيد هذه خدمة يمكنني تنفيذها وأعِدَك بذلك. 🌊 خدمة المسافرين والمعجزات مضى أوفيرو إلى ذلك المكان بجوار النهر وبنى لنفسه كوخًا من الحجارة وغطاه بأغصان الشجر ليسكن فيه، وأحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء، وكان يجلس عند الشاطئ يساعد كل العابرين، وفي نفس الوقت كان يبعث فيهم السلام الداخلي بكلماته الروحية العذبة، واستمر يفعل ذلك مدة طويلة بدون توقف. عاد أوفيرو إلى الراهب ليتدرب على حياة العبادة الصادقة والخدمة لله. أخيرًا طلب منه أن يعود إلى النهر. امتلأت حياته بالفرح، ووجد لذته في التعب من أجل الآخرين، غير أنه أحيانًا كان يحزن لعدم إمكانية الصلاة المستمرة. كما كان يتسائل هل حقًا غفر له الله كل جرائمه البشعة التي ارتكبها عندما كان عبدًا للشيطان. في إحدى الليالي بينما كان الجو عاصفًا والأمطار شديدة سمع صوت طفلٍ يناديه من الخارج: “خريستوفر أخرج إليَّ، واحملني عبر النهر”. استيقظ القديس وفتح باب كوخه ليري ذاك الذي يتجاسر على طلب العبور في وسط هذا الجو العاصف في الليل وسط الظلام. لكنه لم يرَ أحدًا فظنّ أنه كان يحلم. إذ أغلق الباب وتمدد على الأرض لينام سمع الصوت يناديه مرة أخرى بوضوح باسمه طالبًا أن يحمله عبر النهر. وقف للمرة الثانية على باب كوخه فلم يرَ أحدًا. دخل كوخه وأغلق بابه وظل ينتظر فجاءه الصوت خافتًا في هذه المرة. قفز من مكانه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت فوجد طفلاً على الشاطئ يطلب منه أن يحمله ويعبر به. بشجاعة حمله ونزل في الماء البارد، وسط التيار الجارف الخطير، وعرّض حياته للخطر. سار به لكن بدأ ثقل الطفل يزداد عليه جدًا وسط هذا الجو الخطير. بالكاد عبر النهر بجهد جهيد وبلغ الضفة الأخرى، ففرح أنه خدم هذا الطفل وعبر به. وقال له: لقد عرضتني إلى خطر عظيم، وكنت ثقيلاً حتى تصورت أنني أحمل العالم كله فوقي، ولا أعتقد أنه بإمكاني أن أحمل أكثر مما حملت اليوم. قفز الطفل من على كتفيه، وأعلن عن شخصه أنه هو المسيح الرب، ثم قال له: سيكون اسمك من الآن خريستوفر لأنك حملت المسيح. لا تتعجب لأنك كنت تحمل من خلق العالم كله فوق كتفيك. أنا هو يسوع المسيح الملك الذي تخدمه بعملك هذا، وحتى تتأكد مما أقول اغرس عصاك بجانب الكوخ وسترى أنها غدًا تُخرِج لك زهورًا وثمارًا، ثم اختفى الطفل عنه. نفذ خريستوفر الأمر وفي الصباح وجد عصاه مثل النخلة وتحمل زهورًا وأوراقًا وبلحًا. عاد خريستوفر يخدم الجميع بوداعةٍ وحبٍ شديدٍ. 🙏 الإيمان والاستشهاد ذهب القديس إلى مدينة ليسيا Lycia ولكنه لم يفهم لغتهم، فصلّى إلى الله أن يفهمهم فأعطاه الله طلبه. وأثناء صلاته ظنه الناس مختلاً فتركوه ومضوا، فلما فهم لغتهم غطى وجهه ومضى إلى مكان استشهاد المسيحيين فعزّى الموجودين باسم الرب. لما رأى القاضي ذلك ضربه على وجهه، فرد قائلاً: لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وجنودك تحسبون شيئًا أمامي. غرس عصاه في الأرض وصلّى إلى الله أن تحمل زهورًا وثمارًا من أجل إيمان الموجودين، فتم له ذلك حتى آمن ثمانية آلاف رجل. أرسل القائد إلى ديسيوس الملك يروي له ما حدث، حينئذ أرسل الملك اثنين من فرسانه ليبحثا عنه، فوجداه يصلي ولم يجسرا على الطلب منه. أرسل إليه الملك عدة مرات وأخيرًا أرسل مائتين جنديًا. سألهم القديس بعد انتهائه من الصلاة: ماذا تريدون؟ فلما نظروا في وجهه أجابوه: أرسلنا الملك لنحضرك مقيدًا إليه. قال لهم: لن تأخذونني إليه مقيدًا أو غير مقيد، فأجابوه: اذهب إذن في طريقك وسوف نقول للملك أننا لم نجدك. أجابهم خريستوفر: لا يكون هكذا بل سأذهب معكم. وفي الطريق إذ فرغ الطعام ولم يبقَ سوى القليل جدًا من الخبز، صلى القديس على الخبز وبارك فصار كثيرًا جدًا، حتى دهش الجند وآمنوا بالسيد المسيح. وحين بلغوا إنطاكية اعتمد الجند على يديّ البطريرك بولا. حين رآه الملك ارتعب من منظره حتى سقط عن كرسيه، ثم سأل القديس عن اسمه ومدينته، فأجاب خريستوفر: قبل أن أتعمد كان اسمي ريبروبُس وبعد المعمودية خريستوفر. قبل المعمودية كنت من كنعان، وبعدها أنا إنسان مسيحي. قال الملك: إن لك اسم غبي إذ تتذكر المسيح المصلوب الذي لم يستطع أن يساعد نفسه وبالتالي لن يكون ذا منفعة لك. فلماذا إذن تلعن كنعان ولماذا لا تقدم قرابينك للآلهة؟ كان رد القديس حادًا: إنك بالحقيقة تدعى داجنَس Dagnus لأنك تحمل موت العالم وتابع للشيطان، وآلهتك ما هي إلا صنعة أيدي الناس. أجاب الملك: لقد تربيت وسط الحيوانات المتوحشة ولذلك لا يمكنك النطق إلا بلغة متوحشة وكلمات غير معروفة للناس، وإذا قَرّبت الآن للآلهة فسوف أمنحك عطايا وكرامة جزيلة، أما إذا رفضت فسوف أدمرك وأقضي عليك من فرط الألم والتعذيب. رفض القديس الوعود والتهديد فسجنه الملك، بينما أمر بقطع رؤوس كل فرسانه الذين آمنوا على يد خريستوفر. أرسل الملك امرأتين إلى السجن ووعدهما بعطايا جزيلة إذا استطاعا إسقاط خريستوفر معهما في الخطية، أما القديس فحين رأى ذلك أخذ يصلي طالبًا المعونة من الله. وقف أمامهما قائلاً: ماذا تطلبان؟ وما الذي أتى بكما إلى هنا؟ خافت المرأتان من منظره وتأثرتا بصفاء وجهه، فقالتا: أشفق علينا يا قديس الله حتى نؤمن بالإله الذي تبشر به. حين سمع الملك بذلك أمر بإحضارهما أمامه وهددهما بالتعذيب والقتل إن لم يقرِّبا للآلهة، فأجابتاه: إذا كانت رغبتك أن نقرِّب للأوثان فأمر بإعداد الهيكل وتنظيفه وأحضر كل رجالك إليه. وحين تم لهما ما طلباه دخلا الهيكل ولفّتا حزاميهما حول أعناق الآلهة وجذبوها بقوة فسقطتا إلى الأرض وتحطمتا، ثم قالتا للموجودين بسخرية: استدعوا الأطباء لعلاج آلهتكم. أمر الملك فعُلِّقت واحدة ورُبِط ثقل عظيم في قدميها حتى تمزقت أعضاؤها وأسلمت الروح، أما الأخرى فأُلقِيت في وسط النار فلم تؤذِها، فقطعوا رأسها واستشهدت. 🔥 المعجزات واكتمال الشهادة أُُحضِر خريستوفر أمام الملك فأراد أن يذيقه الآلام، فأمر بإلقائه في قدر وأن يُوقد نار تحته. فوقف في القدر يخاطب الحاضرين كمن هو في فردوسٍ مفرحٍ أو داخل كنيسة، يعلن لهم عن محبة الله ورعايته وخلاصه الأبدي. تأثر الحاضرون ودهشوا كيف يحول الله النار إلى بردٍ ويعطي شهداءه حبًا للآخرين وسلامًا، فآمنوا بالسيد المسيح، وعندئذ أمر الملك بتقطيع أجسادهم بالسيوف. أمر بضربه بقضبان حديدية ووضع صليب من حديد ملتهب فوق رأسه، ثم أعد له كرسيًا من حديد أجلسه عليه وأشعل تحته، فاحترق الكرسي مثل الشمع بينما لم يتأثر القديس وخرج سالمًا. إذ رأى الملك ذلك أمر بربطه وضربه بالسهام بواسطة أربعين من فرسانه الأشداء، فلم تصبه أيّ من السهام بل كانت تتعلق في الهواء دون أن تلمسه، وحدث أن ارتد أحد هذه السهام وأصاب عين الملك فأعماه. فقال له القديس: غدًا سوف أموت فاصنع طينة صغيرة من دمي واطلي بها عينيك وسوف تشفى. أمر الملك فقطعوا رأسه بحد السيف، وهكذا نال إكليل الاستشهاد. ثم أخذ الملك قليل من دمه ووضعه على عينيه وقال: باسم إله خريستوفر فبرئ في الحال. تعيد له الكنيسة في 25 تموز، ويعتبر شفيع المسافرين والسائقين وعابري الأنهار. … | آباء وقديسون | |
| فالنتين القديس | الولادة: – الوفاة: 269 القديس فالنتين، المعروف رسميًا باسم القديس فالنتين الروماني، هو قديس من القرن الثالث في روما، يُحتفل به في 14 فبراير، ويُرتبط اسمه بـ “الحب العذري” والرومانسي. رغم أن تفاصيل حياته غير مؤكدة، وهناك احتمال أن تكون القصص التي تُروى عنه تخص شخصين مختلفين يحملان نفس الاسم، إلا أن ما يُجمع عليه هو أنه استُشهد ودُفن على طريق فيا فلامينيا شمال روما. في عام 1969، أزالته الكنيسة الكاثوليكية من التقويم الليتورجي العام لندرة المعلومات الدقيقة عنه، لكنها لا تزال تعترف به كقديس، وتُدرجه في السنكسار الروماني في 14 فبراير. أسطورة القاضي أستريوس تروي إحدى القصص أنه كان في أحد الأوقات أسقفًا لمدن ترني، نارنيا وأميليا، ووُضع تحت الإقامة الجبرية لدى القاضي أستريوس. وأثناء مناقشاتهما حول الإيمان، تحدّى القاضي فالنتين أن يُبرهن على صحة معتقده. فقدّم له ابنته العمياء، وطلب منه أن يُعيد لها بصرها. فوضع فالنتين يديه على عينيها، وأعاد لها البصر. تأثّر القاضي بشدة، فكسر أصنامه، وصام لثلاثة أيام، ثم اعتمد هو وأسرته المؤلفة من 44 فردًا. كما أطلق سراح جميع المسيحيين المسجونين لديه. استشهاده اعتُقل فالنتين مرة أخرى، بسبب استمراره في التبشير بالمسيحية. وأُرسل إلى روما في عهد الإمبراطور كلوديوس الثاني القوطي. بحسب سجلات نيرمبرغ – أقدم صورة موثّقة للقديس – كان فالنتين كاهنًا رومانيًا، استُشهد خلال حكم كلوديوس لأنه: زوّج الأزواج المسيحيين سرًا وساعد المسيحيين المضطهدين هاتان الجريمتان كانتا كافيتين لإعدامه. وقد حاول الإمبراطور التقرب منه، لكن فالنتين حاول أن يهديه إلى المسيحية، ما أثار غضب كلوديوس، فأمر بإعدامه: ضُرب بالعصي ثم قُطع رأسه، يوم 14 فبراير 269. “من فالنتينك” رواية أخرى تقول إنه أثناء وجوده في السجن، شفى ابنة السجّان من العمى، وكتب لها رسالة في يوم إعدامه، ختمها بعبارة: “من فالنتينك” – وهي العبارة التي أصبحت لاحقًا شعار عيد الحب. يُقال إن البابا يوليوس الأول بنى كنيسة في ذكرى فالنتين قرب جسر بونتي مولي، والذي كان يُعرف سابقًا بـ بوابة فالنتيني (Porta Valentini). في عام 496 م، أعلن البابا جيلاسيوس يوم 14 فبراير عيدًا رسميًا لإحياء ذكرى استشهاده. آثاره موجودة في العديد من البلدان، منها: روما (جمجمة مزينة بالزهور في كنيسة سانتا ماريا في كوزمدين) دبلن، أيرلندا (بقايا مغموسة بدمه في كنيسة وايتفراير) براغ، بولندا، فرنسا، النمسا، مالطا، واسكتلندا شفيع المحبين القديس فالنتين هو شفيع: المخطوبين، النحّالين، المصابين بالصرع، الإغماء، الرسائل، المحبين، الأزواج السعداء، الطاعون، المسافرين، والشباب. يُصوَّر غالبًا مع طيور أو ورود ويُحتفل بعيده في 14 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاترينا السيانية القديسة | الولادة: 1347 الوفاة: 1380 النشأة والخلفية العائلية وُلِدت القديسة كاترينا في سيينا، إيطاليا، خلال فترة تفشّي الطاعون. كانت الطفلة الخامسة والعشرين لأمها، لكن نصف إخوتها لم ينجُ في الطفولة. كانت كاترينا توأمًا، إلا أن أختها التوأم توفيت رضيعًة. والدها كان صباغ أقمشة، وأمها بلغت سن الأربعين عند ولادتها. في سن السادسة عشرة، توفيت أختها المتزوجة بونافنتورا، فاقترح والدا كاترينا أن تتزوج أرملها، لكنها رفضت بشدة، وبدأت بالصوم وقصّت شعرها لتشوّه جمالها وتُبعد عنها الخطّاب. رغم معارضة والديها، رضخا في النهاية لإرادتها بعدما لمسوا صومها وخدمتها العائلية المتواضعة. كانت ترى في أبيها تمثيلاً للمسيح، وأمها كالعذراء مريم، وإخوتها كالرسل، مما ساعدها على خدمتهم بتواضع ومحبة. الحياة الروحية لم تنضم كاترينا إلى دير، بل التحقت بالرتبة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، مما سمح لها بالعيش حياة مكرسة وهي لا تزال في بيت عائلتها. علّمتها الراهبات القراءة، وعاشت حياة عزلة وتقوى. اعتادت كاترينا على التصدق سرا، فكانت تعطي طعام العائلة وملابسها للفقراء دون أن تطلب إذنًا، وتحمّلت الانتقادات بصمت. الزواج الصوفي بالمسيح عند بلوغها 21 سنة، خاضت تجربة روحية عميقة وصفَتها بـ”زواجها الصوفي بالمسيح”. تقول الروايات إنها تلقّت خاتمًا رمزيًا، بعضهم قال إنه مرصّع بالجواهر، وآخرون (نقلًا عنها) قالوا إنه مصنوع من جلد المسيح. وقد ذكرت كاترينا أن الخاتم غير مرئي. بعد هذه التجربة، شعرت بأنها مدعوة للعودة إلى الحياة العامة لخدمة الفقراء والمرضى. بدأت بزيارة المستشفيات وبيوت المحتاجين، وجذبت العديد من الأتباع لمساعدتها. الإصلاح والعمل العام انخرطت كاترينا في الشأن العام، وبدأت تنادي بإصلاح الكنيسة ودعوة الناس للاعتراف والتوبة. ساعدت في تهدئة النزاعات بين المدن الإيطالية، ودعمت البابا، وساهمت في بدء حملة صليبية. في إحدى المرات، زارت سجينًا سياسيًا محكومًا بالإعدام، وشهدت أنها رأت روحه تصعد إلى السماء بعد موته. الرسائل والتأثير في عام 1375، بدأت تملي رسائلها، وبلغ عددها أكثر من 400. كانت تدعو فيها للسلام والإصلاح، وساهمت في إقناع البابا في أفينيون بالعودة إلى روما. شاركت أيضًا في مفاوضات السلام المعقدة بين المدن الإيطالية. أسّست ديرًا للنساء عام 1377 قرب سيينا، وكتبت أيضًا كتابها الشهير “الحوار”، الذي يُعتبر من أعظم الأعمال الروحية في تاريخ الكنيسة. وتُعد من أبرز من حمل لقب “معلمة الكنيسة”، وهو لقب نادر يمنح لقديسين أثّروا في لاهوت الكنيسة وتعليمها. وفاتها بحلول عام 1380، كانت كاترينا تعاني من ضعف شديد بسبب صيامها المفرط. أمرها مُعرّفها الطوباوي ريموندو دي كابوا أن تأكل، لكنها قالت إنها لا تقوى على ذلك. في يناير من العام نفسه، ساءت حالتها بشكل حاد، وتوقفت عن الأكل والشرب، ثم فقدت القدرة على المشي. أصيبت بجلطة دماغية، وتوفيت في 29 أبريل 1380 عن عمر 33 عامًا. الإرث القديسة كاترينا السيانية تُعتبر من أعظم قديسات الكنيسة الكاثوليكية، وهي شفيعة لإيطاليا والولايات المتحدة، وواحدة من النساء القلائل اللواتي نلن لقب “معلمة الكنيسة”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مار فرنسيس الأسيزي | الولادة: 1181 الوفاة: 1226 🌟 حياة فرنسيس الأسيزي فرنسيس هو ابن أحد تجار الأقمشة الأغنياء في مدينة أسيزي الإيطالية، وُلِد عام 1180. في أول شبابه كان فرنسيس يعيش حياة الترف. وقد نال قسطه من التعليم، واشترك في الحرب بين مدينتهِ أسيزي ومدينة بيروجا، فأُخِذَ فيها أسيرًا، عانى خلالها من مرضٍ شديد، ربما كان أوّل سببٍ لبدء تغيير حياته. ✝️ دعوة الإنجيل والتحوّل الروحي مرّة سمع كلام الإنجيل في القداس: واحدة تنقصك بعد، بِع جميع ما تملك ووزعه على الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السموات، وتعال فاتبعني (لو: 18-22). فقرّر التخلّي عن كل ثروته وتوزيعها على الفقراء، وقرّر الاهتمام بالمرضى والبرص. كان لا يخاف من الاقتراب وتقبيل البرص والمرضى الذين كانوا يشفون فورًا عندما يلمسونه. لكن هذا الأمر لم يرق لوالده الذي كان يرى أمواله تُنفَق للصدقة، فثار على ابنه طالبًا من أسقف أسيزي أن يقفَ حَكَمًا بينهما. وهناك وفي ساحة أسيزي، خلع فرنسيس ثيابه، وأعطاها لوالده معلنًا تخلّيه عن حقوقه البنوية وتكريسه الكامل للآب السماوي. منذ ذلك الوقت اتّخذَ لباس النسّاك وانتقل إلى جبل ممضيًا وقته في خدمة الفقراء والبرص. 📜 التبشير وبداية الرهبنة الفرنسيسكانية في عام 1209، وخلال أحد القداديس، وبعد أن اصغى إلى إنجيل متى 10 / 5 ـ 14 (البشارة والتخلّي) هتف بفرح: “هذا ما كنتُ أريد، هذا ما كنتُ أبتغي بكل قلبي”، فتخلّى فرنسيس عن ثياب النسّاك وقرّر الرحيل دون أي ممتلكات كي يعلن بشارة الإنجيل للجميع. مرّةً كان يتأمّل المصلوب في خلوةٍ له في الكنيسة، سمع صوتًا يقول له: إذهب ورمّم كنيستي. قام وجمع التبرعات وأخذ من وقتها بناء الكنائس المهدّمة، ولكن بعد الصلاة والتأمل أدرك أنّ الرب قد قصد بـ”كنيستي”: البشر وليس الحجر. ففهم أنّ الناس هم الذين بحاجة إلى مساعدته. بعد أن عاد إلى أسيزي وبدأ التبشير بالإنجيل متجولًا، تجمّع حوله عدد من الشبّان الذين تأثّروا بنمط حياته وبقداسته، فتمثّلوا به تاركين كل شيء من أجل اتّباع المسيح. في عام 1210، ذهبت الجماعة الجديدة إلى روما لمقابلة البابا إنوشينسيوس الثالث الذي وافق على طلبهم في عيش نمط الحياة هذا، وهكذا وُلِدَت الرهبنة الفرنسيسكانية الأولى. وفي عام 1212 وبعد أن سمعت كلارا الأسيزية عظة فرنسيس قرّرت هي أيضًا أن تترك كل شيء لتعيش فضيلة الفقر لأجل ملكوت الله، وهكذا نشأت الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية، أو راهبات القديسة كلارا. 🕊️ معجزات وقداسة فرنسيس حصلت على يده الكثير من الأعاجيب والشفاءات، منها أنّه كان يتكلّم مع الطيور والحيوانات ويخبرها عن الله، ويدعوها إلى أن تمجّده وتشكره، ولم تكن تبتعد عنه إلا بعد أن تنال بركته. في عام 1212 سافر فرنسيس إلى الأراضي المقدسة. بعد سنتين عاد فرنسيس إلى إيطاليا لكنه وجد الجماعة منقسمة وقد ظهرت فيها خلافاتٍ حادة حول طبيعة الروحانية التي كان من المفترض عيشها؛ ففضّل أن يستقيل من مهمّته كخادم عام للرهبنة. ✨ صلوات وتأملات وأوجاع في أيلول (سبتمبر) عام 1224 اعتزل فرنسيس في جبل “فيرنا” ليُصلّي، وبعد صومٍ دام أربعين يومًا، نال من الله نعمة سمات المسيح المصلوب أي الجروح المقدسة في يديه ورجليه وجنبهِ، وقد بقيت حتى وفاته بعد سنتين. بعدها نُقِلَ فرنسيس إلى أسيزي حيث مكثَ هناك، قاضيًا آخر فترة من حياته بعناء المرض وقد فقد بصره. وقبل موته طلب من رهبانه أن يذهبوا به إلى كنيسة سيدة الملائكة هناك حيث اكتشف الدعوة الإنجيلية للمرة الأولى، وأن يضعوه عاريًا على الأرض العارية ليشابه المسيح الفقير والمصلوب في موته بعد أن كان شبيهًا له في حياته، وهناك في جوٍ من التقوى الممزوجة بالألم والعزاء انتقل الأب القديس إلى السماء في يوم 4 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1226. أعلن قداسته البابا غريغوريوس التاسع بعد عامين من وفاته. 🌿 إرثه الأدبي: نشيد الخلائق في عام 1214 كتب فرنسيس “نشيد الخلائق” الذي يُعتَبَر أحد الوثائق الأكثر أهمية في تاريخ الأدب الإيطالي، حيث يُرجِع المؤرخون إليه بوادر نشوء هذا الأدب. وهو عبارة عن نشيد نثريّ يدعو فيه القديس كل الخلائق لتسبيح الخالق. … | آباء وقديسون | |
| ميخائيل رئيس الملائكة | الولادة: – الوفاة: – القديس ميخائيل رئيس الملائكة، المعروف أيضًا باسم رئيس الملائكة ميخائيل أو ببساطة ميخائيل، يحتل مكانة بارزة في التقليد الكاثوليكي الروماني. يُعد من رؤساء الملائكة، ويُرتبط بالشجاعة والحماية والتدخل الإلهي. الجذور الكتابية والتاريخية يعود ذكر القديس ميخائيل إلى الكتابات اليهودية القديمة، خاصة في نصوص تعود إلى القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد. وتُصوّره هذه النصوص كأعظم الملائكة ورئيسهم، الموكّل بحماية إسرائيل والعناية بها. في التقليد اليهودي، يُعرف القديس ميخائيل بلقب الأمير الحارس لإسرائيل، وهو المدافع المستعد دائمًا لحماية شعب الله المختار. ويظهر في سفر أخنوخ كواحد من رؤساء الملائكة السبعة، إلى جانب أوريئيل، ورفائيل، وجبريئيل، وسريئيل، وراغوئيل، ورميئيل. وهؤلاء يقفون أمام مجد الرب. مدافع عن الإيمان يتجلى دور القديس ميخائيل كمدافع عن الإيمان ومحارب ضد الشر بأوضح صورة في العهد الجديد، خصوصًا في سفر الرؤيا (12: 7–12)، حيث يخوض معركة سماوية ضد الشيطان، ويطرده من السماء ويمنعه من اتهام البشر أمام الله. هذا الانتصار يُعتبر نقطة تحول مهمة بين العهدين. في رسالة يهوذا في رسالة يهوذا، يُقدَّم القديس ميخائيل كمثال للحكم العادل ومقاومة الشر، حيث واجه الشيطان في نزاع حول جسد موسى وقال له: “لينتهرك الرب!”، ما يُبرز التزامه الثابت بعدالة الله الإلهية. في التقليد الكاثوليكي يحتل القديس ميخائيل مكانة خاصة في التقليد الكاثوليكي. وغالبًا ما يُستدعى في الصلوات باسم “القديس ميخائيل رئيس الملائكة”. ورغم أنه لم يُطوَّب رسميًا كقديس (لأنه كائن سماوي)، إلا أنه يُبجَّل بعمق. الأدوار الأربعة الرئيسية في التعليم الكاثوليكي: قائد جيش الله: يُعد قائد القوات السماوية، يقود الملائكة في معركتهم ضد قوى الظلام، وهو نموذج للمجاهد الروحي ضد الشر. ملاك الموت: يُرافق أرواح الموتى المؤمنين إلى السماء، ويمنحهم فرصة للخلاص، ويمنع إبليس من امتلاكهم. وازن الأرواح: يُصوَّر غالبًا وهو يحمل ميزانًا، يُشير إلى دوره في الحكم الإلهي على النفوس يوم القيامة. حامي الكنيسة: هو حارس الكنيسة وشعب الله، ويحظى بتقدير خاص من فرسان الحروب الصليبية، ويُعد شفيعًا لمدن ودول كثيرة. الصلوات والتعبّد يلجأ الكاثوليك إلى القديس ميخائيل للطلب الحماية والهداية. وتُتلى “صلاة إلى القديس ميخائيل” طلبًا للدفاع ضد الشر. كما توجد تسبحة ميخائيل (Chaplet of Saint Michael) التي تتضمن تسع تحيات لكل طغمة من الملائكة، تكريمًا له وطلبًا لشفاعته. يلعب القديس ميخائيل رئيس الملائكة دورًا جوهريًا في الإيمان الكاثوليكي كمدافع عن الإيمان، حامٍ للأرواح، ورمز للعدالة الإلهية. لذلك تُطلب شفاعته باستمرار في أوقات الحرب الروحية والتجارب، ويُعتبر من أعظم الرموز في التعبد الكاثوليكي والليتورجيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فريدريك القديس | الولادة: – الوفاة: 838 القديس فريدريك، أسقف أوترخت، شهيد تلقى القديس فريدريك تعليمه في التقوى والعلوم المقدسة على يد إكليروس كنيسة أوترخت. وبعد سيامته كاهنًا، أوكله الأسقف ريكفريد بمهمة تعليم المهتدين الجدد إلى الإيمان، وحوالي عام 825، تم اختياره ليخلف ريكفريد كأسقف على أوترخت. بادر الأسقف الجديد على الفور إلى تنظيم الأمور في كل مكان، وأرسل القديس أودولف وآخرين من الكهنة الغيورين والأتقياء إلى المناطق الشمالية لإزالة ما تبقّى من الوثنية هناك. وبحسب التقليد، تورّط القديس فريدريك في الخلافات بين أبناء الإمبراطور لويس التقي (لويس الورع) من جهة، ووالدهم وزوجته الثانية الإمبراطورة يوديت من جهة أخرى. وخلال هذه الاضطرابات، اتهم أنصار الأمراء الشباب الإمبراطورة يوديت بالعديد من التصرفات اللاأخلاقية. ومهما تكن حقيقة تلك القصص، يُقال إن القديس فريدريك واجه الإمبراطورة بهذه الأمور، بنصح رقيق ومحبة، لكن ذلك جلب عليه غضبها وسخطها. كما لم يكن محبوبًا في أماكن أخرى. فقد كان سكان فالخرن (Walcheren) برابرة وعدائيين بشدة للإنجيل، ولهذا السبب، عندما أرسل كهنة إلى شمال أبرشيته، تولّى بنفسه مسؤولية هذه المنطقة الأصعب والأكثر خطورة. ولم يواجه مشقة أكبر من تلك التي واجهها بسبب الزيجات غير الشرعية، التي كانت تُعقد ضمن درجات القرابة المحرّمة، ومحاولاته لفصل الأزواج المخالفين (علماً أن اتهام زواج لويس ويوديت بأنه زواج سفاح هو على الأرجح من إضافات كتاب السير hagiographers لاحقًا). تمّ اعتبار القديس فريدريك شهيدًا، بسبب ما تعرّض له من اضطهاد ومكائد انتهت بقتله، غالبًا بتحريض من خصومه السياسيين أو الدينيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إليزابيث آن سيتون القديسة | الولادة: 1774 الوفاة: 1821 إليزابيث آن بيلي سيتون كانت أول شخص مولود في الولايات المتحدة يُعلَن قداسته رسميًا من قِبل الكنيسة الكاثوليكية. وُلدت قبل عامين من الثورة الأمريكية، ونشأت إليزابيث في أوساط الطبقة العليا لمجتمع نيويورك. كانت قارئة نهمة، وقرأت كل شيء من الكتاب المقدس إلى الروايات المعاصرة. رغم خلفيتها الراقية، كانت طفولتها هادئة وبسيطة وغالبًا ما اتسمت بالوحدة. ومع تقدمها في السن، أصبح الكتاب المقدس مصدرًا دائمًا للتعليم والدعم والعزاء لها، وظل حبها للكتاب المقدس ملازمًا لها طوال حياتها. في عام 1794، تزوجت إليزابيث من ويليام سيتون، الشاب الثري الذي كانت تكن له حبًا عميقًا. كانت السنوات الأولى من زواجهما مليئة بالسعادة والرخاء. وقد كتبت في مذكراتها في أول خريف لها كزوجة: “بيتي الخاص في سن العشرين – العالم – هذا والجنة معًا – أمر مستحيل تمامًا.” لكن هذه المرحلة من السعادة الأرضية لم تدم طويلاً، فقد تبعتها سلسلة من الوفيات والفراق. خلال أربع سنوات، توفي والد ويليام، مما جعل إليزابيث وزوجها مسؤولَين عن رعاية إخوته غير الأشقاء السبعة، بالإضافة إلى إدارة شركة الاستيراد العائلية. وتسارعت الأحداث بسرعة وبشكل مأساوي. انهارت صحة ويليام وأعماله التجارية، واضطر في النهاية إلى إعلان الإفلاس. وفي محاولة أخيرة لإنقاذ صحته، قرر الزوجان الإبحار إلى إيطاليا، حيث كان لدى ويليام بعض أصدقاء الأعمال. عند وصول إليزابيث وزوجها إلى إيطاليا، وُضع ويليام في الحجر الصحي بسبب مخاوف من مرض السل، حيث ازدادت حالته سوءًا، وتوفي هناك في ديسمبر 1803، بعد فترة قصيرة من وصولهم. وفاة ويليام كانت صدمة عميقة لإليزابيث، لكنها وجدت عزاءً غير متوقع في الإيمان الكاثوليكي لأصدقاء زوجها الإيطاليين، عائلة فيليتشي، الذين استقبلوها ورافقوها في حزنها. تأثرت إليزابيث بعمق بطقوس الكنيسة الكاثوليكية، خاصةً إيمانهم العميق بالحضور الحقيقي للمسيح في القربان المقدس. عند عودتها إلى الولايات المتحدة، بدأت إليزابيث رحلة طويلة من البحث الروحي قادتها إلى اعتناق الكاثوليكية. في 14 مارس 1805، دخلت الكنيسة الكاثوليكية رسميًا، وهو قرار تسبب في الكثير من الألم الاجتماعي والعائلي، حيث نبذها العديد من أصدقائها وأقاربها البروتستانت بسبب تحوّلها. لم يكن الطريق سهلاً لها كمتحولة إلى الكاثوليكية في أمريكا البروتستانتية في ذلك الوقت، لكنها واجهت المصاعب بإيمان عميق. بدعم من الكهنة الكاثوليك وبعض المؤمنين، أسست إليزابيث أول مدرسة كاثوليكية مجانية في أمريكا في بالتيمور عام 1808، واضعة بذلك الأساس للتعليم الكاثوليكي في البلاد. وفي عام 1809، أسست جماعة دينية جديدة، “أخوات المحبة” (Sisters of Charity of St. Joseph’s)، وهي أول جماعة نسائية دينية أمريكية الأصل. كرّست هذه الجماعة نفسها لتعليم الفقراء وخدمة المرضى والأيتام. توفيت إليزابيث آن سيتون في 4 يناير 1821، عن عمر 46 عامًا، بعد حياة مملوءة بالإيمان، التضحية، والألم، ولكن أيضًا بالثمار الروحية والتعليمية العظيمة. اليوم، يُنظَر إلى القديسة إليزابيث آن سيتون كأم للتعليم الكاثوليكي في الولايات المتحدة، وشفيعة قوية للأرامل والآباء والأمهات المفجوعين، ولمن يواجهون رفضًا أو معارضة بسبب إيمانهم. عيدها: 4 يناير شفيعة: الأرامل، من فقدوا أطفالهم أو والديهم، من يعانون من مشاكل عائلية، ومن يُعارَضون بسبب إيمانهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرنسيس كسافير سيلوس الطوباوي | الولادة: 1819 الوفاة: 1867 وُلد فرنسيس كسافير سيلوس في مدينة فوسن، ألمانيا، عام 1819. أبدى منذ صغره رغبة قوية في الكهنوت، فالتحق بالإكليريكية الأبرشية في أوغسبورغ بعد أن أنهى دراساته الفلسفية. وعندما تعرّف إلى روحانية ونشاطات التبشير الخاصة بـ رهبانية الفادي الأقدس (الردمبتوريست)، قرر الانضمام إليها والتوجّه إلى أمريكا الشمالية. وصل إلى الولايات المتحدة في 20 أبريل 1843، ودخل فترة الابتداء في الرهبانية، ثم أكمل دراسته اللاهوتية، وسيم كاهنًا في 22 ديسمبر 1844. بدأ خدمته الرعوية في بيتسبرغ، بنسلفانيا، حيث قضى تسع سنوات في العمل عن كثب كمعاون لكاهن رعيته القديس يوحنا نيومان، كما خدم في الوقت نفسه كمعلّم للمبتدئين، وانشغل أيضًا بالتبشير في الإرساليات. في عام 1854، عاد إلى بالتيمور، ثم نُقل إلى كمبرلاند ولاحقًا إلى أنابوليس، حيث واصل خدمته الرعوية وساهم في تكوين طلاب الإكليريكية الرهبانية. كان يُعتبر خبيرًا في سر الاعتراف، ومُرشِدًا روحيًا يقظًا وحكيمًا، وكاهنًا متواضعًا ومتوفرًا دومًا، منتبهًا لاحتياجات الفقراء والمتروكين. في عام 1860، تم ترشيحه ليكون أسقفًا لأبرشية بيتسبرغ، لكن البابا بيوس التاسع أعفاه من هذا المنصب. ومنذ عام 1863 وحتى 1866، كرس نفسه بالكامل للتبشير المتنقل، فزار ولايات عديدة مثل: كونيتيكت، إلينوي، ميشيغان، ميزوري، نيوجيرسي، نيويورك، أوهايو، بنسلفانيا، رود آيلاند، وويسكونسن، مبشرًا باللغتين الإنجليزية والألمانية. وفي نهاية خدمته، عُيّن كاهنًا لرعية كنيسة انتقال السيدة العذراء في نيو أورلينز، لويزيانا، حيث خدم الفقراء والمرضى بتفانٍ، إلى أن أصيب بالحمى الصفراء أثناء رعايته للمصابين بها، فتوفي في 4 أكتوبر 1867، عن عمر 48 عامًا وتسعة أشهر. بسبب ما تمتع به من سمعة قداسة دائمة، بدأت دعوى تطويبه وتقديسه عام 1900 من خلال فتح التحقيق المعلوماتي الكنسي (Processo Informativo). وفي 27 يناير، أعلنه البابا طوباويًا وأقرّ بطوليّة فضائله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباداس القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس أباداس (St. Abaidas)، المعروف أحيانًا أيضًا باسم أبيداس أو أبايداس، هو أحد القديسين المعترفين في تقليد الكنيسة، ويُعتبر من التلاميذ الإثيوبيين للقديس أسيريانوس (Acirianus). الصفة: معترف (أي قديس لم يُستشهد لكنه تحمّل الاضطهاد أو العذاب من أجل الإيمان المسيحي). الأصل من إثيوبيا، وكان أحد أتباع القديس أسيريانوس، الذي يُعتقد أنه من المبشرين أو الأساقفة العاملين في إفريقيا. عاش في زمن كانت فيه المسيحية تنتشر في القرن الإفريقي، خاصة في إثيوبيا التي عُرفت بإيمانها المسيحي المبكر. يُذكر أن أباداس كان مثالًا للثبات في الإيمان، وقد واجه اضطهادًا أو عذابات دفاعًا عن المسيح، ولذلك نال لقب “المعترف”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباكيرازوم القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس أباكيرازوم (St. Abakerazum) كان لصًا وقطاع طرق سابقًا تاب إلى الله. نال إكليل الشهادة في الإسكندرية، ودُفِن في الإسكندرية بوريام في بانُوار، كمت (مصر القديمة). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دييغو لويس دي سان فيتوريس | الولادة: 1627 الوفاة: 1672 القديس دييغو لويس دي سان فيتوريس (Bl. Diego Luis de San Vitores) دييغو لويس دي سان فيتوريس (1627–1672) كان راهب يسوعي إسباني ومرسلًا، أسس أول كنيسة كاثوليكية في جزيرة غوام. كان مسؤولًا عن ترسيخ الوجود الإسباني في جزر ماريانا. وُلد دييغو في 12 نوفمبر 1627 في بورغوس، إسبانيا لعائلة نبيلة، وكان اسمه عند المعمودية دييغو خيرونيمو دي سان فيتوريس وإلونسو دي مالويندو. حاول والده ووالدته دفعه إلى حياة عسكرية، لكنه اختار المسار الديني. التحق باليسوعيين في 1640 ورُسم كاهنًا عام 1651. طلب مهمة تبشيرية في الفلبين. في عام 1662 توقف في غوام في طريقه إلى الفلبين ووعد بالعودة. بفضل علاقاته القوية في البلاط الملكي، أقنع الملك فيليب الرابع والملكة ماريانا أوف أوستريا بإنشاء مهمة تبشيرية في غوام. وصل دييغو إلى غوام عام 1668، وأطلق على الأرخبيل اسم “جزر ماريانا” تكريمًا للملكة الحاكمة والعذراء مريم. أسس أول كنيسة كاثوليكية في قرية هاجاتنا في 2 فبراير 1669، وكرّسها لاسم مريم العذب. استقبل الشامورو (السكان الأصليون) دييغو والمبشرين الآخرين بحفاوة في البداية، وتحوّل العديد منهم إلى المسيحية، لكن الصدامات ظهرت بسبب اختلافاتهم الثقافية والدينية، خصوصًا بسبب رفض المبشرين لعادات تقديس الأسلاف، مما أدى إلى توتر العلاقات. بعد وفاة رئيس الشامورو كيبوه عام 1669، تصاعدت النزاعات واندلعت حرب الشامورو-الإسبان عام 1671. رغم سعي دييغو لمحاكاة القديس فرنسيس كسافير في التبشير بدون عنف، رأى أن وجودًا عسكريًا ضروري لحماية الكهنة. في 1672، أمر دييغو ببناء كنائس في أربع قرى، لكنه قُتل هو ومساعده بيد السكان الأصليين في نفس العام. التقدير والانتقادات فتحت الكنيسة رسمياً قضية تمجيد دييغو عام 1695، وحصل على لقب “خادم الله”. تم تمجيده رسميًا من قبل البابا يوحنا بولس الثاني عام 1985. يُعتبر في بعض الأوساط رمزًا سلبيًا بسبب دوره في الحروب الإسبانية وتأثيره على السكان الأصليين، حيث يُتهم بالمسؤولية عن الاستعمار والإبادة الثقافية. يُنتقد في الأدب والفنون الشامورية الحديثة، حيث يُرى كممثل للإمبريالية الدينية. أكاديميون مثل فينس دياز وسينثيا روس ويكو يشيرون إلى أن عمله كان جزءًا من عمليات تدمير ثقافي وبيئي للسكان الأصليين. الدراسات تشير إلى انخفاض كبير في عدد السكان الشامورو بسبب الأمراض والحروب، وكان الاستعمار الإسباني مسؤولًا عن تغييرات عميقة في المجتمع والبيئة المحلية. التماثيل التذكارية شارع بالي سان فيتوريس في تومون هو الشارع السياحي الرئيسي في الجزيرة. موقع استشهاد سان فيتوريس مدرج في السجل الوطني الأمريكي للأماكن التاريخية. طريق غوام السريع رقم 14 يُسمى شارع بالي سان فيتوريس ويمر عبر المناطق السياحية حول خليج تومون. كنيسة القديس دييغو لويس دي سان فيتوريس، التي تندرج تحت المنطقة الشمالية لأبرشية أغانا الكاثوليكية الرومانية، تقع في 884 شارع بالي سان فيتوريس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فرنسيس زافير كابريني القديسة | الولادة: 1850 الوفاة: 1917 وُلدت القديسة فرنسيس زافير كابريني باسم ماريا فرانسيسكا كابريني في 15 يوليو 1850 في سانت أنجيلو لوديجيانو، لومباردي، إيطاليا. وُلدت قبل موعدها بشهرين وكانت أصغر طفلة بين ثلاثة عشر طفلاً. للأسف، نجا ثلاثة فقط من إخوتها بعد سن المراهقة، وعاشت فرنسيس معظم حياتها في حالة صحية هشة ورقيقة. كرست فرنسيس نفسها لحياة الخدمة الدينية منذ صغرها، وتلقت تعليمها في دير تديره بنات القلب المقدس. تخرجت بامتياز وشهادة تدريس. عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، تقدمت للانضمام إلى جماعة بنات القلب المقدس الدينية، لكنها رُفضت بسبب ضعف صحتها. بدلاً من ذلك، طلب منها كاهن أن تدرس في دار الأيتام “بيت العناية” في كاداجونو، إيطاليا. درست في مدرسة البنات هناك لمدة ست سنوات وجذبت مجتمعاً من النساء ليعيشوا حياة دينية. في عام 1877، أصبحت الأم كابريني بعد أن نالت عهودها الدينية وارتدت الزي الديني، وأضافت اسم زافير تكريماً للقديس فرنسيس زافير. عندما أُغلق دار الأيتام “بيت العناية”، طلب منها الأسقف، مع ست نساء أخريات من دار الأيتام في كاداجونو، تأسيس راهبات القلب المقدس التبشيرية لرعاية الأطفال الفقراء في المدارس والمستشفيات. قامت فرنسيس بوضع قواعد ودستور هذه الجماعة الدينية. خلال أول خمس سنوات، أنشأت الجماعة سبع دور ومدرسة مجانية وحضانة. كانت فرنسيس ترغب في متابعة مهمتها في الصين، لكن البابا ليو الثالث عشر نصحها بالذهاب إلى الولايات المتحدة، حيث كان هناك تدفق كبير من المهاجرين الإيطاليين الذين يحتاجون مساعدتها. نصحه كان: “ليس إلى الشرق، بل إلى الغرب.” في 31 مارس 1889، وصلت فرنسيس إلى مدينة نيويورك مع ست راهبات أخريات لبدء رحلتها الجديدة. لكن واجهتها العديد من الصعوبات والإحباطات منذ البداية. لم يعد المنزل الذي كان من المفترض أن يُستخدم كدار للأيتام متاحاً، لكنها لم تستسلم، رغم إصرار رئيس الأساقفة على عودتها إلى إيطاليا. بعد رفضها، وجد رئيس الأساقفة مايكل كورريغان لهم مسكناً في دير راهبات المحبة. حصلت فرنسيس بعد ذلك على إذن لتأسيس دار أيتام في ما يُعرف الآن بـ “ويست بارك”، نيويورك، والمعروفة الآن باسم “منزل القديسة كابريني”. بثقة عميقة في الله وقدرات إدارية رائعة، أسست فرنسيس 67 مؤسسة خلال 35 عاماً، منها دور أيتام ومدارس ومستشفيات، مكرسة لرعاية الفقراء، وغير المتعلمين، والمرضى، والمتروكين، وخاصة للمهاجرين الإيطاليين. انتشرت مؤسساتها في أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك نيويورك وكولورادو وإلينوي. كانت فرنسيس معروفة بكونها بارعة كما كانت متدينة. كانت دائماً تجد من يتبرع بالمال والوقت والدعم لمؤسساتها. في عام 1909، أصبحت فرنسيس مواطنة أمريكية مُعترفة بها. ثماني سنوات بعد ذلك، في 22 ديسمبر 1917، توفيت فرنسيس عن عمر يناهز 67 عاماً بسبب مضاعفات داء الزحار في مستشفى كولومبوس، أحد مستشفياتها في شيكاغو، إلينوي. وُضع جسد فرنسيس في البداية في منزل القديسة كابريني، لكنه نُقل في عام 1931 كجزء من عملية تقديسها. رأسها محفوظ في روما في مصلى الدير الأم للجماعة الدولية، وذراعها في المزار الوطني في شيكاغو، وبقية جسدها في مزار في نيويورك. لها معجزتان تُنسبان إليها: استعادة بصر طفل يُعتقد أنه أصيب بالعمى بسبب النيترات الفضية الزائدة، وشفاء عضو مريض في جماعتها في حالة حرجة. تطُوبت القديسة فرنسيس زافير كابريني في 13 نوفمبر 1938 بواسطة البابا بيوس الحادي عشر، وقدست في 7 يوليو 1946 بواسطة البابا بيوس الثاني عشر، مما جعلها أول مواطنة أمريكية تُقدس. يُحتفل بعيدها في 13 نوفمبر، وهي القديسة الراعية للمهاجرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داميان دي فويستر القديس | الولادة: 1840 الوفاة: 1889 وُلد الرجل الذي سيُعرف لاحقًا بالقديس داميان دي مولوكاي في الريف البلجيكي بتاريخ 3 يناير 1840. كان اسمه الأصلي “جوزيف دي فويستر”، وكان أصغر إخوته السبعة. نشأ في مزرعة، وكان من المتوقع أن يتسلم مسؤولية العائلة، لكنه لم يكن راغبًا في ذلك، بل أراد أن يسير على خطى شقيقه الأكبر وشقيقتيه الذين دخلوا الحياة الدينية. توقف عن الدراسة في سن 13 ليعمل بدوام كامل في المزرعة العائلية. وفيما بعد، انضم إلى “رهبنة القلوب المقدسة ليسوع ومريم”، واتخذ اسم “داميان”، تيمنًا بقديس من القرن السادس. عام 1864، أُرسل شقيقه في الرهبنة إلى هاواي، لكنه مرض، فتطوع داميان ليأخذ مكانه. ورغم شكوك البعض في قدرته على الكهنوت بسبب تعليمه المحدود، أثبت جدارته بتعلمه السريع للاتينية، وبتقواه الكبيرة، إذ كان يصلي يوميًا أمام أيقونة القديس فرنسيس كسافير، طالبًا أن يُرسل إلى مهمة. وصل داميان إلى هاواي في مارس 1864، وسيم كاهنًا بعد شهرين. خدم في جزيرة هاواي لمدة تسع سنوات ككاهن بسيط يعيش حياة مكرسة ولكن غير مميزة. في عام 1866، أنشأت هاواي مستعمرة لمرضى الجذام في شبه جزيرة كالاوبابا، حيث كان يُعتقد أن الجذام مرض شديد العدوى. ونتيجة لذلك، تم عزل المرضى قسرًا، دون أي رعاية طبية أو روحية كافية. في عام 1873، شعر الأب داميان بدعوة لخدمتهم، وذهب طوعًا إلى المستعمرة. عند وصوله، وجدها في حالة من الفوضى، يعيش فيها الناس دون نظام، وسط الفقر، والإدمان، والانحراف. فبدأ بتنظيم الأمور، وشجع الناس على بناء المنازل والمدارس، وبنى كنيسة “القديس فيلومينا” التي لا تزال قائمة إلى اليوم. اعتنى بالمرضى بنفسه، ودفن الموتى، وأعاد النظام والكرامة للمجتمع المنسي. كان من المفترض أن يقضي وقتًا محدودًا هناك، لكنه قرر البقاء إلى الأبد بعد أن تعلق بالناس وخدمته، ووافق رؤساؤه على طلبه. رغم أن الجذام لم يكن معديًا كما كان يُعتقد، فإن الأب داميان كان من بين الـ5٪ من البشر المعرّضين للإصابة. وبعد سنوات من الخدمة، أُصيب بالجذام في عام 1885. اكتشف إصابته عندما وضع قدمه في ماء مغلي ولم يشعر بأي ألم. واصل عمله رغم مرضه الذي كان يتفاقم ببطء. استمد قوته من الصلاة، وكان يقضي أوقاتًا طويلة في المقبرة يصلي الوردية، أو أمام القربان المقدس، قائلًا: “إنه عند قدم المذبح نجد القوة التي نحتاجها في عزلتنا.” كان شجاعًا، صلبًا، ومتفائلًا. ألهم الآخرين بخدمته، وكان يُعرف بفرحه رغم الألم – وهي سمة شائعة بين من يخدمون الرب بإخلاص. بعد 16 عامًا من الخدمة، توفي الأب داميان بالجذام في 15 أبريل 1889. دُفن أولًا في هاواي، ثم نُقلت رفاته إلى بلجيكا عام 1936، لكن في عام 1995، أُعيدت يده اليمنى إلى مولوكاي لتُدفن هناك من جديد. تم تطويبه في بلجيكا على يد البابا يوحنا بولس الثاني في 4 يونيو 1995، ثم أُعلنت قداسته في 11 أكتوبر 2009 على يد البابا بنديكتوس السادس عشر. يوم عيده: 10 مايو يوم وفاته (15 أبريل) يُعتبر عطلة صغيرة في ولاية هاواي. القديس داميان دي مولوكاي هو شفيع مرضى الجذام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سولانوس كيسي | الولادة: 1875 الوفاة: 1957 وُلد برنارد (بارني) كيسي في كوخ خشبي صغير مكون من ثلاث غرف بالقرب من أوك جروف، ويسكونسن، في 25 نوفمبسولانوس كيسير 1875. رغم ضعفه الجسدي عندما كان فتى صغيرًا، إلا أنه كان قويًا روحيًا. في فترة المراهقة، أنقذ رجلاً من الغرق مؤمنًا أن عون سيدتنا مكنه من ذلك. كشاب، قادته عدة مواقف صعبة إلى التقرب أكثر من الله: انتهاء علاقة مع فتاة أحبها، وشهادة جريمة قتل. قرر بارني أن يكرس حياته لله ككاهن. مثلت السنوات الثماني التالية رحلة صعبة نحو الكهنوت. في عام 1892، قُبل برنارد في معهد ديني ألماني، لكن مسؤولي الأبرشية في المعهد اعتقدوا أنه لا يمتلك المؤهلات ليصبح كاهنًا. بسبب حاجز اللغة، لم يكن أداؤه جيدًا في دراسته. في عام 1896، التحق بمعهد الكابوشين واعتنق اسم سولانوس. في سن الثالثة والثلاثين، تمّ رسامة الأب سولانوس كاهنًا بسيطًا، مما يعني أنه لم يكن يستطيع سماع الاعترافات أو إلقاء المواعظ. كان الناس يصطفون في طوابير للتحدث مع الأب سولانوس. لاحظوا قوة صلواته، فهو رجل ذو إيمان عميق بالله. ساهم الكثيرون في دعم الأب سولانوس، وأُعزي إلى وجود العديد من المعجزات بسببه. أصبحت تقارير الشفاءات والتحولات الدينية أمورًا شائعة في بيت الكابوشين. رغم الألم والمعاناة التي عانى منها قبل وفاته، كان يشكر الله. كانت كلماته الأخيرة قبل الموت: “أعطي روحي ليسوع”. توفي الأب سولانوس في 31 يوليو 1957. كان رجلًا خضع إرادته لإرادة الله نتيجة إيمانه العميق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا نيبو موكين نيومان القديس | الولادة: 1811 الوفاة: 1860 كان أول أسقف أمريكي يُعلَن قداسته، والرابع في سلسلة أساقفة فيلادلفيا. وُلِد في بوهيميا، ودرس في جامعة براغ، وأصبح عالِمًا بارزًا، ثم انخرط في الحياة الدينية. وقد استلهم عميق الإلهام من رسائل الأب فريدريك باراغا إلى جمعية ليوبولد التبشيرية، فقرر أن يتطوع للخدمة في أمريكا، حيث وصل إلى نيويورك وسيم كاهنًا في 25 يونيو 1836. قضى السنوات الأربع التالية في العمل التبشيري بين أفراد الجالية الألمانية حول شلالات نياجارا. في عام 1840، انضم إلى رهبنة الفادي الأقدس (الردمبتوريين)، وكان أول عضو في الرهبنة يُعلن نذوره في أمريكا عام 1842. وبعد عشر سنوات، في 28 مارس 1852، تم تكريسه أسقفًا على فيلادلفيا بناءً على اقتراح المطران فرنسيس كينريك من بالتيمور. بصفته أسقفًا، أسس نيومان خمسين كنيسة في الأبرشية، وواصل العمل على بناء الكاتدرائية، واشتهر خصوصًا بإسهاماته في التعليم الكاثوليكي. فعندما وصل، لم يكن هناك سوى مدرستين رعويتين، لكنه أسس ما يقرب من مئة مدرسة قبل وفاته. كما اعتنى بالفقراء والأيتام، وأسّس جمعية “راهبات الرتبة الثالثة للقديس فرنسيس”. طوّبه البابا بولس السادس في عام 1963، وتم إعلان قداسته عام 1977. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بيدرو كالونغسود القديس | الولادة: 1654 الوفاة: 1672 القديس بيدرو كالونغسود (حوالي 1654 – 2 أبريل 1672) هو شهيد كاثوليكي فلبيني قُتل أثناء عمله التبشيري في غوام عام 1672. تم تطويبه في 5 مارس 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. كان كالونغسود خادم مذبح ماهر ومعلمًا للتعليم المسيحي، وكان رفيقًا للمهندس الديني دييغو لويس دي سان فيتوريس في جزر ماريانا. من خلال جهودهما، تلقى العديد من الأشخاص الأسرار المقدسة، وخاصة سر المعمودية. بدأ مؤامرة لقتل بيدرو وسان فيتوريس عندما نشر شخص يُدعى تشوكو، وهو صيني حصل على نفوذ بين سكان مكنس في جزيرة ماريانا، اتهامات كاذبة بأن المبشرين كانوا ينشرون السم عبر طقس صب الماء (أي المعمودية) ومن خلال طقوس القداس الكاثوليكي. تم قتل كالونغسود ودييغو سان فيتوريس بعد تعميد طفل وأمه التي اعتنقت الدين الكاثوليكي الروماني. يعتبر كالونغسود ثاني قديس فلبيني بعد القديس لورينزو رويز إذا تمت الموافقة عليه من قبل البابا والكرسي الرسولي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مريم تيريزا ديمجانوفيتش | الولادة: 1901 الوفاة: 1927 وُلدت مريم تيريزا ديمجانوفيتش في 26 مارس 1901 في بايون، نيوجيرسي. كانت أصغر سبعة أطفال وتلقت معموديتها وتثبيتها وتناولها القربان المقدس الأول بطقس البيزنطي الروثري الخاص بوالديها المهاجرين. عندما تخرجت من مدرسة بايون الثانوية في يناير 1917، شعرت بنداء لأن تصبح راهبة كارميلية، لكنها بقيت في المنزل للاعتناء بوالدتها المريضة. بعد وفاة والدتها في نوفمبر التالي، شجعتها عائلتها على الالتحاق بكلية القديسة إليزابيث في كونفينت ستيشن، نيوجيرسي. قررت الالتحاق بها وتخرجت بأعلى الدرجات في عام 1923 بدرجة في الأدب. استمرت مريم في شوقها للحياة الدينية، لكنها لم تكن متأكدة من الجماعة التي تنضم إليها. وبينما كانت تقرر، قبلت وظيفة تدريس في أكاديمية القديس ألويسيوس في جيرسي سيتي. لاحظ كثيرون تواضعها وتقواها الحقيقية، حيث كان يُكتشفها كثيرًا راكعة في كنيسة الكلية. كما لوحظ تفانيها في صلاة المسبحة الوردية. في عامها الأول في التدريس، انضمت مريم إلى جوقة رعية القديس فنسنت دي بول، وإلى جماعة العذراء المباركة، وكانت عضوًا في جماعة رعية مرتبطة بالمؤتمر الوطني للرعاية الكاثوليكية. طوال صيف وخريف 1924، صلت مريم طلبًا للتمييز وطلبت من الله الهداية. حاولت الانضمام إلى راهبات الكرمل الحافيات في برونكس، نيويورك، لكن قيل لها أن تنتظر بضع سنوات بسبب مشاكل صحية مختلفة كانت تعاني منها. عندما عادت إلى المنزل، اقترحت عائلتها أن تعيش من أجل الله من خلال الخدمة في جماعة تعليمية. خلال عيد الحبل بلا دنس ذلك العام، قامت بنوفينا. في 8 ديسمبر، شعرت أنها مدعوة للانضمام إلى أخوات الرحمة للقديسة إليزابيث وخططت لدخول الدير في 2 فبراير 1925. لسوء الحظ، توفي والدها بعد إصابته بنزلة برد. وحتى لو كان بصحة جيدة، تأخر دخول مريم للدير حوالي أسبوعين – في 11 فبراير 1925، عيد سيدة لورد. عندما كانت مريم مستعدة لدخول الدير، رافقها شقيقها، القس تشارلز ديمجانوفيتش، واثنتان من أخواتها. تم قبولها في فترة التمرين للجماعة الدينية وتلقت الزي الديني في 17 مايو 1925. وبما أنها لم تستلم تحويلًا رسميًا للطقس، بقيت كاثوليكية بالطقس البيزنطي خلال فترة وجودها راهبة في جماعة ذات طقس روماني. في العام التالي، طلب منها مرشدها الروحي، الأب بنديكت برادلي، كتابة المحاضرات للتمرين الديني. كتبت ست وعشرين محاضرة نُشرت بعد وفاتها في مجموعة بعنوان “الكمال الأكبر”. في عام 1926، مرضت مريم بشدة واضطرت للخضوع لاستئصال اللوزتين. كانت ضعيفة جدًا وكانت بحاجة للمساعدة للعودة إلى الدير. وبعد عدة أيام، تطوعت للمساعدة في المستشفى الدير، لكن قيل لها أن “تتماسك”. كان الأب برادلي قلقًا على صحتها واتصل بشقيقها، الذي اتصل بدوره بأختها الممرضة. نظرت أخت مريم إليها ونقلتها فورًا إلى المستشفى، حيث تم تشخيص حالتها بأنها “إرهاق جسدي وعصبي مع التهاب في عضلة القلب والتهاب زائدة دودية حاد”. كانت مريم ضعيفة جدًا وخاف الأطباء من أنها قد لا تنجو من العملية، فانتظروا. لكن للأسف، تدهورت حالتها. حتى 6 مايو 1927، خضعت مريم لعملية الزائدة الدودية، لكنها توفيت بعد يومين، في 8 مايو. أقيمت جنازة مريم في 11 مايو 1927 في كنيسة العائلة المقدسة في كونفينت ستيشن، نيوجيرسي، ودُفنت في مقبرة العائلة المقدسة في مقر أخوات الرحمة للقديسة إليزابيث. بعد سنوات، طُوببت مريم على يد البابا فرنسيس في 4 أكتوبر 2014. واحتُفل بتطويبها في كاتدرائية القلب المقدس في نيوآرك، نيوجيرسي، برئاسة الكاردينال أنجيلو أوماتو. تشمل المعجزات المنسوبة إلى مريم شفاء عيون ولد أعمى في عام 1963. وأقر الفاتيكان استعادة بصره كمعجزة تحققت بشفاعة مريم في عام 2013. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاثرين دروكسل القديسة | الولادة: 1858 الوفاة: 1955 قديسة كاثرين دروكسل هي ثاني قديسة أمريكية الأصل تُقدسها الكنيسة الكاثوليكية. كانت هذه المرأة الرائعة وريثة ثروة كبيرة، لكنها اختارت أن تصبح راهبة ومربية مبدعة. وُلدت كاثرين في فيلادلفيا في 26 نوفمبر 1858، وكانت الابنة الثانية لبنكري بارز وثري، فرانسيس أنتوني دروكسل، وزوجته هانا لانغستراث. توفيت والدتها بعد خمسة أسابيع فقط من ولادة كاثرين. وتزوج والدها مرة ثانية في 1860 من إيما بوفير، وأنجبا ابنة أخرى في 1863، لويسا دروكسل. تلقت الفتيات تعليماً ممتازاً من معلمين خاصين، وسافرن عبر الولايات المتحدة وأوروبا. كانت عائلة دروكسل تتمتع بثراء مادي وروحي، حيث كانوا متدينين ملتزمين، يقدمون قدوة حقيقية في الحياة المسيحية الحقة لبناتهم الثلاث. لم يكونوا فقط يصلون، بل مارسوا ما تسميه الكنيسة “الأعمال الروحية والجسدية للرحمة”. نشأت كاثرين وهي ترى والدها يصلي لمدة 30 دقيقة كل مساء، وكانت زوجة أبيها تفتح بيوتهم أسبوعياً لإيواء ورعاية الفقراء، حيث كانوا يوزعون الطعام والملابس ويساعدون في دفع الإيجار لمن يحتاج. كما كانوا يزورون النساء اللواتي يخجلن أو يخشين طلب المساعدة، ليقدموا لهن الرعاية والمحبة المسيحية. على الرغم من ظهورها في المجتمع عام 1879، لم تسمح كاثرين أبداً لأموال عائلتها أن تؤثر سلباً على حياتها أو إيمانها. كانت نموذجاً للمسيحي الذي يفهم أن خيرات الأرض تُعطى للخير العام. بعد أن شاهدت معاناة زوجة أبيها من مرض السرطان لمدة ثلاث سنوات، أدركت أن المال لا يمكنه حمايتهم من الألم أو المعاناة. ومن تلك اللحظة تغيرت حياتها، حيث امتلأت بحب عميق لله وللجار، واهتمت كثيراً بالرفاهية المادية والروحية للسود والسكان الأصليين. في عام 1884، وأثناء زيارة العائلة للولايات الغربية، رأت كاثرين بأم عينها الحالة المؤلمة للفقراء من السكان الأصليين، ورغبت بشدة في مساعدتهم. قضت كاثرين كثيراً من الوقت مع الأب جيمس أونور، كاهن من فيلادلفيا، الذي زودها بتوجيه روحي رائع. عندما توفي والدها بعد عام، تبرع بجزء من ممتلكاته التي تبلغ 15.5 مليون دولار لعدد من الجمعيات الخيرية، وترك الباقي ليُقسم بالتساوي بين بناته الثلاث. وصاغ وصيته لحماية بناته من الرجال الذين يسعون فقط إلى أموالهن. وإذا ما توفيت البنات، ينتقل المال لأحفاده، وإن لم يكن هناك أحفاد، يوزع المال على جمعيات دينية وخيرية مختلفة. وكان من أول أعمال الأخوات بعد وفاة والدهم أن قدمن تبرعات لمساعدة بعثة القديس فرنسيس في محمية روزبود في ساوث داكوتا. سرعان ما أدركت كاثرين أن المساعدة وحدها غير كافية للسكان الأصليين، وأن العنصر الناقص هو الناس الذين يعملون على خدمتهم. في عام 1887، وخلال جولة في أوروبا، حصلت الأخوات دروكسل على لقاء خاص مع البابا ليون الثالث عشر، حيث طلبوا منه إرسال مبشرين لمساعدة البعثات الهندية التي كانوا يمولونها. نظر البابا إلى كاثرين واقترح أن تصبح هي بنفسها مبشرة. بعد حديثها مع الأب أونور، قررت كاثرين أن تهب نفسها وميراثها لله في خدمة السكان الأصليين والأمريكيين من أصول أفريقية. وكتبت: “جلب لي عيد القديس يوسف النعمة لأهب بقية حياتي للهنود والسود”. بدأت كاثرين فترة ما قبل الدخول التي استمرت ستة أشهر في دير أخوات الرحمة في بيتسبرغ عام 1889. في 12 فبراير 1891، أدّت كاثرين نذورها الأولى كراهبة وكرّست نفسها للعمل من أجل الأمريكيين الأصليين والأمريكيين الأفارقة في غرب الولايات المتحدة. وتحت اسم الأم كاثرين، أسست جماعة دينية تُدعى أخوات السر المقدس للهنود والسود، حيث يعمل أعضاؤها من أجل تحسين حياة الذين كُلفوا بخدمتهم. منذ أن بلغت 33 عامًا وحتى وفاتها في 1955، كرّست حياتها وثروتها لهذا العمل. في عام 1894، شاركت الأم كاثرين في افتتاح أول مدرسة داخلية للبعثات تُسمى مدرسة القديسة كاثرين الهندية في سانتا فيه، نيومكسيكو. وسرعان ما تبعتها مدارس أخرى للسكان الأصليين غرب نهر المسيسيبي، وللسود في الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة. في عام 1897، طلبت كاثرين من الرهبان في إقليم القديس يوحنا المعمدان من رهبانية الأخوة الأصغر المساعدة في تشغيل بعثة للسكان نافاجو في أريزونا ونيومكسيكو، وكانت تساعد في تمويل عملهم مع السكان الأصليين من بويبلو. في عام 1910، مولّت كاثرين طباعة 500 نسخة من “الكتاب التعليمي النافاجو-الإنجليزي للعقيدة المسيحية لاستخدام أطفال نافاجو”. في عام 1915، أسست كاثرين جامعة زافير في نيو أورلينز، وهي أول جامعة كاثوليكية في الولايات المتحدة مخصصة للأمريكيين الأفارقة. وبحلول وقت وفاتها، كان لديها أكثر من 500 أخت يدرّسن في 63 مدرسة في جميع أنحاء البلاد، وأسست 50 بعثة للسكان الأصليين في 16 ولاية مختلفة. عانت كاثرين من نوبة قلبية عندما كانت في السابعة والسبعين من عمرها واضطرت إلى التقاعد. قضت بقية حياتها في صلاة هادئة وعميقة. وسجلت صلواتها وطموحاتها في دفاتر صغيرة. توفيت الأم كاثرين في 3 مارس 1955 عن عمر يناهز 96 عامًا، ودُفنت في مقر جماعتها الرئيسي. لم يكن لأي من أخوات كاثرين أطفال، ولذلك بعد وفاتها فقدت جماعة أخوات السر المقدس ثروة دروكسل التي كانت تدعم خدماتهم. ومع ذلك، تواصل الجماعة متابعة مهمة كاثرين مع الأمريكيين الأفارقة والسكان الأصليين في 21 ولاية وفي هايتي. تُذكر كاثرين بحبها للسر المقدس ورغبتها في وحدة جميع الشعوب. كانت شجاعة ومبادرة في مواجهة عدم المساواة الاجتماعية بين الأقليات. آمنت بضرورة حصول الجميع على تعليم جيد، وخدمتها النكراء، بما في ذلك تبرعها بميراثها، ساعدت الكثيرين على تحقيق هذا الهدف. تم تطويب القديسة كاثرين في 20 نوفمبر 1988 وقدّست في 1 أكتوبر 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. توجد رفات القديسة كاثرين في كنيسة القديس رافائيل رئيس الملائكة الكاثوليكية في رالي، نورث كارولينا، وفي مصلى النهار في رعية القديسة كاثرين دروكسل في شوغر غروف، إلينوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سيفيروس الرهاوي | الولادة: – الوفاة: 538 مار سيفيروس الرهاوي (Severus of Antioch)، أحد أعظم لاهوتيي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ورمز من رموز الدفاع عن العقيدة الميافيزية. يُلقّب أيضًا بـ: سيفيروس الرهاوي أو سيفيروس الكبير بالإنجليزية: Severus of Antioch وبالسريانية: ܡܪܝ ܣܘܝܪܘܣ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ (Mār Sūwērōs d-Anṭiōkīyā) وباليونانية: Σεβῆρος Ἀντιοχείας عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي وكان بطريرك أنطاكية من سنة 512م حتى 538. أحد أبرز الآباء اللاهوتيين الميافيزيين (أي القائلين بأن للمسيح طبيعة واحدة متجسدة). مولده ونشأته وُلد حوالي سنة 465م في سوزوبوليس (Sozopolis) في بيسيدية (آسيا الصغرى، تركيا اليوم) لعائلة رومانية ناطقة باليونانية، ونشأ نشأة أرستقراطية، ودرس في الإسكندرية وبيروت. درس الفلسفة، البلاغة، والقانون، وكان من ألمع طلبة عصره. تأثر بحياة النسك والزهد في مصر، خاصة في دير القديس رومانوس. تعمّق في اللاهوت، وتبنّى العقيدة اللاخلقيدونية (الميافيزية)، الرافضة لمقررات مجمع خلقيدونية (451م). أصبح راهبًا ثم كاهنًا، وبدأ بالدفاع اللاهوتي الناري عن العقيدة الميافيزية. البطريركية والمواجهة سنة 512م، عيّنه الإمبراطور أناستاسيوس بطريركًا على أنطاكية، في محاولة لمصالحة التيارات اللاهوتية داخل الإمبراطورية. فور تولّيه، بدأ إصلاحات ليتورجية ولاهوتية واسعة النطاق، مدافعًا عن وحدة الطبيعة الإلهية-الإنسانية في المسيح. لكن بعد وصول الإمبراطور جستنيان الأول إلى الحكم (527م)، تعرّض للملاحقة بسبب آرائه اللاخلقيدونية. النفي والإقامة في الرها نُفي من أنطاكية سنة 518م، بعد تنصيب بطريرك خلقيدوني بدلاً منه. أقام لفترة طويلة في مدينة الرها (Edessa)، ومنها جاء لقبه: “سيفيروس الرهاوي”. في الرها كتب أهم أعماله اللاهوتية، وردّ على الهراطقة، وراسل بطاركة وأساقفة الشرق. توفي في سخاريا (Zugharah) قرب الساحل المصري الفلسطيني سنة 538م دُفن بإكرام كبير، وقبره أصبح مزارًا، ثم نُقلت رفاته لاحقًا إلى أحد الأديرة. لاهوته سيفيروس دافع عن العقيدة الميافيزية: طبيعة واحدة من كلمـة الله المتجسد، إله كامل وإنسان كامل دون اختلاط أو انفصال. رفض العقيدة الخلقيدونية التي قالت بطبيعتين (إلهية وإنسانية) في شخص المسيح. كتب ردودًا على خلقيدونيين مثل: لاون الكبير، يوليانوس الهالكرناسي. من أهم موضوعاته: الاتحاد الأقنومي (الاتحاد الشخصي بين اللاهوت والناسوت)، فاعلية الأسرار، دفاعه عن المجامع الثلاثة الأولى: نيقية، القسطنطينية، أفسس. مؤلفاته رسائل لاهوتية ضخمة (بقي منها بالعربية والسريانية واليونانية)، عظات وميمرية، كتب دفاعية ضد الهراطقة. بعض أعماله نُقلت لاحقًا إلى العربية والقبطية. أثّرت كتاباته في آباء مثل: فيلوثاوس الأنطاكي، ساويرس ابن المقفع، ابن العبري. لقبه ومكانته يُلقّب بـ: “عمود الإيمان”، و**”الذهبي القلم”** في التراث السرياني. يُعتبر أهم شخصية لاهوتية في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعد مار يعقوب البرادعي. له نفس الأهمية التي للقديس كيرلس الكبير في الكنيسة القبطية تُحيي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تذكاره في 8 فبراير (شباط) من كل عام ويُكرّم كقديس ومعلم كنيسة. تُتلى صلوات باسمه في الطقوس السريانية . يُذكر في صلوات القداس كأحد آباء الكنيسة الأوائل. تُرجم الكثير من كتاباته إلى السريانية الكلاسيكية، وبعضها لا يزال مخطوطًا محفوظًا في دير الزعفران وطور عبدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يسرائيل الرباني | الولادة: – الوفاة: 680 مار يسرائيل الربّاني (Rabban Israel of Beth Qatraye)، أحد أعلام التصوف والفكر الروحي في الكنيسة السريانية الشرقية خلال القرن السابع. بالسريانية: ܪܒܢ ܐܝܣܪܐܝܠ (Rabban Israel) يُنسب إلى منطقة: بيت قطرايي (ܒܝܬ ܩܛܪܝܐ) بالإنجليزية: Rabban Israel of Beth Qatraye عاش في القرن السابع الميلادي، معاصر للقديس إسحاق النينوي (مار إسحاق السرياني)، وربما تَلمَذ له أو تأثّر به بشكل مباشر. يُرجّح أنه عاش بين نحو 620–680م الأصل والمنطقة من بيت قطرايي، وهي منطقة كانت تضم في العصر الساساني المتأخر شبه جزيرة قطر الحالية وجوارها (الأحساء، البحرين، وربما أجزاء من الإمارات) كانت هذه المنطقة مركزاً معروفاً للرهبنة والمدارس اللاهوتية النسطورية، رغم بعدها الجغرافي عن مراكز الفكر السرياني الكبرى. الرهبنة والحياة الروحية عاش راهباً متصوفاً، غالباً في أحد الأديرة في الجنوب الفارسي أو في دير في نينوى لاحقاً. تأثر بالفكر الروحي العميق لأمثال: مار إسحاق النينوي، مار يوحنان الدلياثي، أبّا يوحنان بار پنكايي. امتاز بنظرة باطنية (تصوفية) إلى الإيمان المسيحي، يركّز على: نقاء النفس، الصمت الروحي، وحدة العقل بالله، الدموع كوسيلة للتوبة والاتحاد الروحي. كتاباته للأسف، لم تُحفظ كتاباته بشكل كامل، لكن يُذكر اسمه في بعض مجموعات أقوال الآباء النسّاك. وردت له مقاطع وتعاليم في: مجموعات النُسّاك (مثل Paradisus Patrum) بعض المخطوطات الشرقية التي تضم أقوال مختارة من رهبان المشرق كتب تأملات نسكية روحية قريبة جدًا من أسلوب إسحاق النينوي، من حيث التركيز على: التواضع الداخلي العزلة التأملية الرؤية القلبية (theoria) لاهوته يميل إلى النسكية اللاهوتية الصوفية التي لا تدخل في جدالات عقائدية. يُظهر اهتماماً واضحاً بـ: تجربة النعمة الداخلية، صمت الله كحقيقة روحية لا كغياب، اتحاد الإرادة البشرية بالله عبر النسك والصلاة والدموع. رغم أن اسمه لا يرد كثيراً في كتب العقيدة الرسمية، إلا أنه معروف لدى المهتمين بـ التيار الروحي السرياني الشرقي. يُصنّف ضمن حلقات التصوف النسكي الشرقي التي ضمّت: مار إسحاق النينوي، يوحنان الدلياثي، شمعون التايبوثي، أبّا يوسف حزّايا. ورد اسمه في مخطوطات نُسّاك المشرق المحفوظة في: مكتبة الموصل القديمة، مكتبات طور عبدين وديار بكر، مخطوطات كنيسة المشرق المحفوظة في لندن وبرلين. يُلقب غالباً بـ “الربّاني”، أي “المعلّم” أو “المعلم الروحي” وهذا يشير إلى مكانته كأب ومعلم للتلاميذ الرهبان. يمثّل التيار الروحي العميق في كنيسة المشرق في فترة صعبة سياسياً ولاهوتياً. ويُظهر كيف أن المناطق الطرفية (مثل بيت قطرايي) كانت مزدهرة بالروحانية والفكر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أَخوديمّه القديس | الولادة: – الوفاة: 575 أحد أعظم شخصيات الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السادس الميلادي. أَخوديمّه (ܐܚܘܕܝܡܗ) بالإنجليزية: Ahudemmeh يُعرف أيضًا بـ مار أَخوديمّه الشهيد. لقبه التقليدي مطران المشرق في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. أحيانًا يُذكر بلقب: “أخو ديمه”، أي “أخو الدموع” (في تفسير رمزي تقوي) عاش في القرن السادس الميلادي وتوفي شهيدًا سنة 575م. خدم كأحد أبرز مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الشرق، خصوصًا في المناطق الخاضعة للإمبراطورية الفارسية (الساسانية) الخلفية والنشأة وُلد في بيت أرشميا أو بيت عربايه (شمال العراق اليوم) ونشأ في عائلة مسيحية تقية، وتتلمذ في أديرة منطقة نينوى أو قره قوش. التحق بالرهبنة منذ صغره، وكان معروفًا بنسكه، ومعرفته، وغيرته على الإيمان. رُسِم مطرانًا على المشرق (أي بلاد فارس – شرق دجلة)، من قِبل البطريرك يعقوب البرادعي أو أحد خلفائه. خدم كمطران أنطاكي سرياني أرثوذكسي في أراضٍ تخضع لحكم الفرس، حيث كانت الكنيسة السريانية الغربية تمارس رعيتها في مناطق واسعة، رغم الوجود النسطوري الرسمي. نشاطه الرعوي كان شخصية متميزة بالحكمة والشجاعة والبلاغة. بنى أديرة وكنائس في مناطق كثيرة من بلاد ما بين النهرين. ثبت المؤمنين الأرثوذكس في مواجهة الضغوط من السلطات الفارسية ومن الكنيسة الشرقية النسطورية، التي كانت الكنيسة الرسمية تحت حكم الساسانيين، ويُقال إنه بشّر بعض العرب المسيحيين وأدّى دورًا في خدمة بدو تلك المناطق. كان في البداية على علاقة طيبة مع بعض الولاة الساسانيين، لكن عندما بدأ يُبشّر المسيحيين علنًا ويعزز الولاء للبطريرك الأنطاكي، اتُّهم بـ: موالاة الرومان وتقويض سلطة الدين الزرادشتي والعمل على “نشر هرطقة يعقوب البرادعي” كما كانت تُسمّى في النصوص الفارسية الرسمية. استشهاده تم اعتقاله وسُجن بتهمة “نشر المسيحية الغربية (غير النسطورية)”. رُفضت وساطات من بعض المتنفذين لإطلاق سراحه. قُطعت رأسه في نينوى أو منطقة الموصل الحالية سنة 575م. يُعتبر شهيدًا رسميًا في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وتُروى قصته في مخطوطات كثيرة. تذكاره 15 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. يُذكر اسمه في السنكسار السرياني وتُتلى سيرته ضمن خدمة الشهداء. يُلقب بـ “شهيد المشرق” ويُقارن دوره بمار يعقوب البرادعي، ولكن في القسم الشرقي من الإمبراطورية الفارسية. يمثّل الشجاعة في الدفاع عن العقيدة السريانية الأرثوذكسية في وجه اضطهاد مزدوج: من السلطات الزرادشتية ومن التيار النسطوري الذي كان معتمدًا رسميًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إغريغوريوس الأرمني القديس | الولادة: – الوفاة: – يسمى “القديس غريغوريوس المستنير” Գրիգոր Լուսաւորիչ، ذلك لأنه قدم نور السيد المسيح لشعب الأرمن بطريقة فائقة، حتى دعي “رسول أرمينيا”. تدعوه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية “الشهيد بغير سفك دم”، وتذكره في مجمع القداس الإلهي، اختاره شعب نابولي بإيطاليا عام 1636 م. شفيعًا عن مدينتهم. إذ يرى بعض الدارسين أنه المؤسس الحقيقي لكنيسة أرمينيا، وإن كان البعض يرى أنه قد سبقه آخرون لكنه هو قام بدور رئيسي إذ استطاع أن يحول الملك إلى المسيحية، ليجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد، وهو بهذا جعل أرمينيا أول بلد في العالم يقبل ملكها المسيحية، لذا يلزمنا أن نقدم في سطور قليلة عن الكنيسة الأولى في أرمينيا، فيمكننا تتبع سيرة هذا القديس. الكنيسة الأولى بأرمينيا يرى البعض أن المسيحية قد انطلقت إلى أرمينيا على يدي القديسين برثلماوس وتداوس منذ القرن الأول، وآخرون يرون أن المسيحية قد بدأت خلال بعثات تبشيرية في القرن الثاني جاءت من أنطاكية وفارس، غير أن الكل لا يتجاهل الدور الرئيسي الذي قام به القديس غريغوريوس المستنير، الذي سيم أسقفًا على أرمينيا بواسطة رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك عام 294 م.، فجذب الملك تريداته الثالث (238 ? 314 م.) Tiridates III للإيمان، وحول كثير من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيحية، لذا حُسب مؤسس الإيبارشية الرئيسية في Etchmidzin بجوار جبل أراراط، وصار جاثليقًا على أرمينيا وقدم من نسله عددًا ممن نالوا هذا المركز، وكان رئيس أساقفة قيصرية يقوم بالسيامة حتى صارت كنيسة أرمينيا مستقلة عن قيصرية. في عام 390 م. انقسمت أرمينيا بين البيزنطيين والفارسيين، تتقاسمها الإمبراطوريتان، وفي أيام الجاثليق إسحق الكبير تم استقلالها تمامًا عن قيصرية الكبادوك، وانطلقت حركة أرمنية قومية خاصة بظهور حركة ترجمة ضخمة للكتاب المقدس والتراث المسجل باليونانية إلى اللغة الأرمنية. نشأته وُلد حوالي سنة 240 م. في مدينة فالارشياباط التي كانت أكبر مدن أرمينيا، عاصمة إقليم أراراط، من سلالة ملوكية. قام والده Parthian بتحريض البعض بقتل الملك خوسروف الأول Khosrov الأرمني، فقبض عليه الجند وقتلوه، أما غريغوريوس فكان مع أخيه طفلين استطاعت مربيتهما صوفيا أن تهرب بهما إلى قيصرية الكبادوك (بتركيا)، حيث قامت بتربيتهما في حياة تقوية مقدسة. كان غريغوريوس يتحلى بالحياة الفاضلة مع نبوغه أيضًا في العلم والفلسفة. تحت ضغط مربيته تزوج وأنجب طفلين ثم اتفق مع زوجته على الحياة البتولية لتكريس طاقتهما للعبادة لله، فانضمت زوجته إلى إحدى أديرة النساء، أما غريغوريوس فقد أراد التكفير عن خطأ والده فتقدم لخدمة ابن الملك القتيل، “تريداته الثالث” يخدمه بأمانة فائقة. دخل تريداته في حرب مع سلطان الغوط فانتصر عليه وقبض عليه وسلمه للإمبراطور الروماني فأنعم عليه بعرش والده وعينه واليًا على بلاد أرمينيا، فعاد إليها كملك عام 287 م. أراد تريداته أن يقدم ذبيحة شكر للآلهة التي حسبها أنها هي التي ردت له مُلك والده، طلب من غريغوريوس أن ينوب عنه في تقديم القرابين… أما الأخير ففي لطف أخبره أنه مسيحي ولا يعتقد بالأوثان… فقام الوالي (الملك) بتعذيب غريغوريوس بعذابات مرة خاصة وأن بعض رجاله أخبروه أن والد غريغوريوس هو قاتل والده. أعيت الوالي الحيل في تعذيب إغريغوريوس إذ كان الرب في كل مرة يخلصه ويشفيه حتى ألقى رصاصًا مغليًا في فمه، وأخيرًا أمر بإلقائه في جب عميق يموت فيه جوعًا وعطشًا. في طريقه إلى الجب، أمام مدينة فريزا تقدمت الجماهير ومعها المرضى يطلبون منه الصلاة، وكان الله يتمجد فيه، حتى آمنت زوجة الوالي وابنه فاستشهدا على يدي الوالي نفسه. في الجب تحول الجب إلى مقدس لله، فيه ينعم غريغوريوس بحياة تعبدية مفرحة وسط الضيق الخارجي، وقد أعد الله له سيدة عجوز أبصرت في رؤيا من يقول لها: “اصنعي خبزًا والقيه في ذلك الجب”، فكانت تفعل ذلك لمدة 14 عامًا. في هذه الفترة هام الإمبراطور دقلديانوس بحب فتاة تدعى “ريبسما”، وإذ كانت قد نذرت البتولية هربت إلى أرمينيا، طلب الإمبراطور من الوالي تريداته أن يبحث له عنها في أديرة النساء، وبالفعل وجدها وإذ رآها سقط في حبها أراد الزواج بها لكنها رفضت. قام بحبسها مع امرأتين لتحاولا إغراءها فلم تفلحا بل قاومتهما وقاومت الوالي نفسه وهربت، فأرسل وراءها جلادين قبضوا عليها وأحرقوها بالنار، وقتلوا 32 عذراء كن معها. تريداته الهائم في الأدغال اشتد الحزن بالوالي تريداته على ريبسما حتى دخل في حالة اكتئاب نفسي شديد، ولم يعد قادرًا على ممارسة عمله، فأخذه بعض رجاله إلى خارج المدينة في رحلة صيد لعله يستطيع أن ينسى، وإذ انتابه روح شرير صار كخنزير بري ينهش جسده ويصارع مع من حوله، وانطلق في الأدغال هائمًا. إذ علمت أخته بما أصابه، وكانت إنسانة نقية القلب، تولت أعمال الولاية وهي تبكي بمرارة من أجل أخيها، فظهر لها ملاك في ليل يعلمها أن أخاها لن يبرأ ما لم يخرجوا غريغوريوس من الجب. في الصباح أخبرت رجال الدولة بما رأت فحسبوا أن ما رأته إنما من قبيل الهواجس لشعورها بالذنب لما حدث مع غريغوريوس منذ 14 عامًا، لكن تكرر الحلم أربع مرات في الليلة التالية، وإذ أصرت على طلبها أرسلت بعضًا من رجال الدولة يلقون حبلًا في الجب ليرفعوا دانيال الجديد من الجب حيًا. استقبلت الجماهير هذا الأب باحتفال عظيم وانطلقت الأخت تطلب بدموع من القديس أن يصفح عنها وعن أخيها ويطلب من الله شفاءه. شفى القديس غريغوريوس الوالي تريداته باسم السيد المسيح مع ترك بعض علامات في جسده، لتذكره بالماضي إلى حين يتم شفاءه بالكامل، بعد قبول الإيمان المسيحي. تحولت حياته الباقية إلى عمل كرازي غير منقطع، وتحول الكثير من الوثنيين للإيمان المسيحي وبنيت الكنائس، ممارسًا أعمالًا فائقة باسم السيد المسيح. سامه رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك ليونتيوس أسقفًا على أرمينيا عام 294 م.، فسام كهنة للخدمة وتفرغ للكرازة بين الوثنيين في بلاد أرمينيا. وقد أطال الله عمره حتى بداية حكم قسطنطين الكبير حيث زاره القديس مع الملك يوحنا لتقديم التهنئة له. مال في نهاية أيامه إلى حياة الوحدة فاعتزل في جبل قريب Mount Manyea وقد دُعي لحضور مجمع نيقية عام 325 م فأرسل ابنه أريسطاشه Aristakes ، الذي كان قد قام بالعمل كنائب عنه بناء على إلحاح الشعب، وخلفه كجاثليق أرمينا. قضى ستة أعوام في خلوته يمارس حياة النسك والتأمل، وإذ قربت لحظة انتقاله (حوالي عام 330 م) دخل جوف شجرة ضخمة وركع يصلي لينتقل، فدفنه بعض الرعاة دون أن يعرفوا شخصه. فظهر في رؤيا لأحد الأتقياء يدعى كارنيكوس وأخبره عن جسده لينقله إلى طردانوس بعد حوالي 60 عامًا من انتقاله. الكنيسة الأرمنية تذكر له أربعة أعياد: طرحه في الجب، إخراجه من الجب، ظهور الرؤيا السماوية له، تذكار ظهور جسده؛ أما كنيستنا فتحتفل بإخراجه من الجب في 19 توت ونياحته في 15 كيهك. السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت القديس غريغوريوس الأرمينى (نسبة إلى ارمينا) هو قديس محبوب جدا فى روسيا وأرمينا. يلقب باغديقيوس أو النور لأنه هو الذي أنار أعييننا بنور الإنجيل ويعتبر الكارز الثاني بعد القديس برثلماوس، وقد تعب كثيرا فى الكرازة والتعليم وكان جهاده قد يفوق جهاد الرسل لأن الأرمن قد ارتدوا عن الإيمان إلى الوثنية بعد القديس برثلماوس. وأستطاع أن ينير بصائرهم بنور الإنجيل. ولد فى سنة 257 أو 240 فى مدينة فالارشابا عاصمة إقليم ارارث: وأبوة يدعى أينلك وقد قيل عنه انه هو الذي قتل خسر ملك ارمينا سنة 258 بايعاز من ملك الفرس وفيما كان ملك الفرس يلفظ أنفاسه الأخيرة أعطى تعليمات مقتله وتمكن اينلك من الهرب هو وابنه غريغوريوس إلى قيصرية عائلة ايناك وكبرغريغوريوس وكان قد تعمد وتربى تربية مسيحية. (الثلاثة المعلمون) (يوحنا ذهبي الفم: القيصر باسيليوس الكبير: القديس غريغوريوس النازنزى) ولكن بعد ذلك رجع غريغوريوس: إلى أرمينا وعمل مع خصمه تريدات إل أن مات والده الملك ولم يعرف تريدات أن غريغوريوس مسيحى والذى كشفته أنه كانت هناك عذراء ورفضت أن تفرط فى نفسها إلى دقلديانوس فأرسلها إلى تريدات ورفضت أيضا فأمر تريدات أن تقتل أريسينا وبعد قتلها ابتدأ يحارب المسيحية وفى وقت احتفال عام قال لغريغوريوس أن يستعد ليذبحوا ذبائح ذبائح ويقدوا بخور للآلهة الوثنية ولكن غريغوريوس اظهر فى ذلك الوقت مسيحيته فابتدأ يعذبه عذابات اليمة وشديدة أصعب عذاب كان له عندما وضعوه فى جب للثعابين. ومكث في هذا الجب 15 عاما وكانت هناك امرأة تخدمه وتعمل له الخبز دون أن تعرف مَنْ في الجب بحسب ما جاء لها في الحلم إلى أن أصيب تريدات بمرض العضال وظهرت العذراء لأخته وقالت لها انه لا يشفى إلا إذا اخرج وفعلا خرج وشفى تريدات وآمن بالمسيح على يد غريغوريوس وأعطى فرصة لغريغوريوس بالتبشير والإنارة بنور الإنجيل وقيل أن أولاد تريدات قد أصبحوا مسيحيين ورسموا أساقفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثون القديس | الولادة: – الوفاة: – هو أحد آباء البرية في القرن الرابع، عاش متغربًا لا يستقر في موضع، ولا يملك شيئًا قط، استطاع بحكمته الفائقة وتجرده مع محبته ولطفه أن يكون له أثره الفعّال في حياة الكثيرين من الرهبان. تتلمذ وهو حدث على يدي القديس بيمين، فكان الأخير يوقره، حتى إنه إذ كان يتحدث مع بعض المتوحدين وجاء ذكره دعاه “أبا أغاثون” فدهشوا لذلك، ولما سأله الأب يوسف أجاب أن فمه أكسبه هذا اللقب، إذ عُرف بالحكمة. ذهب إلى الإسقيط وعاش زمانًا مع تلميذيه إسكندر وزويل، اللذين صارا بعد نياحته تحت إرشاد القديس أرسانيوس. ترك الإسقيط ربما بعد هجوم البدو الأول وعاش مع تلميذه إبراهيم بجوار النيل بالقرب من طره. تعرف على الآباء القديسين أمون ومقاريوس ويوسف وبطرس في الأيام الأولى من الإسقيط. محبته مع ما اتسم به القديس من حياة نسكية قاسية كان همّه الأول منصبًا على حياته الداخلية، خاصة نقاوة قلبه من جهة علاقته مع الله والناس، يحرص ألا يشوب قلبه شيئًا، لذا قال: بدون حفظ الوصايا الإلهية لا يستطيع أحد أن يتقدم ولا في فضيلة واحدة! إني ما رقدت قط وأنا حاقد على أحد، وحسب طاقتي لم أترك أحدًا يرقد وهو حاقد عليّ. الغضوب وإن أقام ميتًا لن يكون مقبولًا لدى الله. لو كان ممكنًا أن ألتقي بأبرص أعطيه جسدي وآخذ جسده لكنت سعيدًا جدًا، لأن هذه هي المحبة الكاملة. يروى عنه أنه نزل يومًا إلى المدينة ليبيع عمل يديه فالتقى به مقعد على الطريق، فسأله أن يصنع به معروفًا ويحمله إلى المدينة، فحمله. وإذ باع بعض السلال سأله أن يشتري له كعكة بالثمن، وإذ باع أخرى طلب أطعمة أخرى، وهكذا حتى باع كل السلال. وعندئذ سأله المقعد أن يحمله إلى حيث وجده أولًا. جاء به إلى الموضع؛ اختفي الرجل وهو يقول له: “مبارك أنت في السماء وعلى الأرض” فأدرك أنه ملاك الرب أرسل لتزكيته. اهتمامه بالحياة الداخلية يقدم لنا الأب أغاثون فهمًا حقيقيًا للحياة الرهبانية بل وللحياة المسيحية، بكونها ليست نضالًا نسكيًا بحتًا، وإنما هي حياة داخلية مقدسة ترتبط بالحياة النسكية بلا انفصال، إذ قيل: [سأل أحدهم أبا أغاثون: أيهما أفضل: النسك الجسدي أم السهر الداخلي؟ فأجابه الشيخ: الإنسان يشبه شجرة، أوراقها النسك الجسدي والثمر هو السهر الداخلي. وإذ كُتب: “كل شجرة لا تأتي بثمر تقطع وتلقى في النار” (مت 3: 10)، فمن الواضح أنه يلزمنا الاهتمام بالثمار أي الاهتمام بالروح، ولكنها تحتاج إلى حماية الأوراق وزينته أي للنسك الجسدي]. تجرده عاش الأنبا أغاثون متجردًا من كل شيء، لا يملك شيئًا سوى سكينًا يشق بها الخوص أينما وُجد، لذا كان يغير مكانه دون تعب ولا حاجة أن يأخذ معه مؤونة. قيل أنه إذ كان يسير بين الحقول مع تلاميذه وجد أحدهم على الطريق حزمة من الحمص الأخضر (ملانه) فاستأذن أن يأخذها. نظر إليه الأب بتعجب، وقال: “هل أنت الذي وضعتها هنا؟ لماذا إذن تريد أن تأخذ ما لم تضعه في هذا المكان؟” “قدم له واحد من الشعب مالًا، فاعتذر عن قبوله، معلنًا له أن عمل يديه يكفي معيشته، فأصّر الرجل أن يقبل العطية ويقدمها للآخرين، فأجابه القديس: “إنه لأمر مخز أن أقبل ما لا حاجة لي، وأُعرض نفسي للتجربة بالمجد الباطل بإعطائي الآخرين مالًا ليس لي!” حكمته اتسم القديس أغاثون بالحكمة، فقد جاءه الأب بطرس تلميذ الأب لوط يسأله كلمة منفعة، إذ كان يريد أن يقيم مع الإخوة، فأجابه: “ضع في ذهنك أنك غريب كل أيام حياتك مثل أول يوم تدخل فيه معهم، ولا تكن لك دالة معهم، وتدخل معهم فيما لا يعنيك، فسوف تقضي زمان غربتك في راحة”. وإذ كان الأب مقاريوس حاضرًا سأله: “ماذا تصنع هذه الدالة؟” أجاب: “إنها تشبه ريحًا قوية محرقة، أينما حلّت يهرب كل شيء من أمامها، وتفسد ثمار الأشجار”. عندئذ قال الأب مقاريوس: “هل لهذه الحرية في الكلام مثل هذا التأثير السيء؟” أجاب: “ليس هناك هوى أشر من اللسان غير المضبوط، إذ هو والد كل الأهواء…” إذ سمع أحد الإخوة عن نعمة التمييز التي اتسم بها، أرادوا أن يجربوه ليروا إن كان يغضب، فقالوا له: “أأنت هو أغاثون الذي نسمع عنك أنك متعظم؟” فقال: “نعم الأمر هو كذلك كما تقولون”، قالوا له: “أأنت أغاثون المهذار المحتال؟” قال لهم: “نعم أنا هو”. قالوا له: “أأنت أغاثون الهرطوقي”. أجاب: حاشا وكلا، إني لست مهرطقًا”. ولما سُئل لماذا احتمل كل الإهانات ما عدا الاتهام بالهرطقة، أجاب: إنني أرى كل التهم الأولى في نفسي، وقبولها يعود عليّ بالنفع، أما أن يكون الإنسان هرطوقيًا، فهذا يعني أنه قد انفصل عن الله، وأنا لا أريد أن أنفصل عنه”. فلما سمعوا هذا تعجبوا من هذه النعمة. هذا وقد قيل عنه أنه في بدء حياته الرهبانية كان يضع في فمه حجرًا صغيرًا ليتدرب على السكون، وذلك لمدة ثلاث سنوات. لكن ما هو أعظم أنه لم يكن صامتًا بلسانه فحسب، وإنما بقلبه لا يسمح لنفسه أن يدين أحدًا، يعرف أن يبني نفسه كما غيره بصمته كما بكلماته. بقى حريصًا على خلاص نفسه إلى النفس الأخير، ففي رقاده الأخير سأله الإخوة ماذا ينظر فقال لهم إنه ينظر دينونة الله… ولما ألحوا عليه أن يتكلم قال: “اصنعوا محبة ولا تتكلموا الآن لأني مشغول”، ثم رقد بفرح، وكانوا يرونه يرحل عنهم كمن يودع أصدقاء أحباء له. من كلماته التعرف على إرادة الله: هكذا يجب أن يكون فهم القديسين أن يعرف الإنسان مشيئة الله، وأن يكون بكليته سامعًا للحق، خاضعًا له، لأنه في صورة الله ومثاله. فاعلية الصلاة: سأله الإخوة بخصوص قتال الزنا، فقال: امضوا اطرحوا ضعفكم أمام الله فتجدوا راحة. الطريق الضيق: الذي يجد طريق القديسين ويمشي فيها يُسر بالأحزان، لأن سبيل الخلاص مملوء أحزانًا. التواضع وحب الذات: إكليل الراهب الاتضاع. لا يمكنك أن تحيا حياة مرضية أمام الله ما دمت محبًا للذات. محبة الاقتناء: إن كنت مشتاقًا إلى ملك السماء فاترك غنى العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان جنديًا وثنيًا ملتحقًا بالجيش الروماني المرابط بالإسكندرية. عاصر فترة الاستشهاد في عهد ديسيوس (داكيوس 249-251 م.) وشاهد الشهداء يواجهون العذابات المرة بوجه باش وفرح حقيقي، مع ثبات في الإيمان وشجاعة، بغض النظر عن جنس الشهداء رجالًا ونساء، أو سنهم أو وظيفتهم أو مركزهم الاجتماعي. اجتذبته نعمة الله فأحب السيد المسيح والمسيحيين. لذلك عندما كُلف بحفظ النظام أثناء محاكمة الشهيدين يوليان وأونوس كان يهتم بحفظ الشهيدين من بطش الوثنيين، كما اهتم بحفظ جسدي الشهيدين وتسليمهما للمسيحيين. أُتهم بالتواطؤ مع أعداء الآلهة، ولما مثل أمام القاضي كان ينعته القاضي بأنه مسيحي كنوع من الاستخفاف، أما هو فكان في حديثه معه يعلن أن هذا مجد له وشرف لا يستحقه. نصحه القاضي أن يتعقل ويرجع عن ضلاله. أما هو فكان يعترف بالإيمان مسلمًا رأسه للقطع لينال إكليل الاستشهاد. العيد في الكنيسة الغربية يوم 7 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثون البابا التاسع والثلاثون | الولادة: – الوفاة: – حياته كلمة “أغاثو” أو “أغاثون” معناها “صالح”؛ وقد كان هذا الأب صالحًا كاسمه. نشأ أغاثو في منطقة مريوط محبًا لحياة التأمل بقلب منفتح نحو الخدمة، لهذا عندما اضطر البابا بنيامين (38) إلى الاختفاء بسبب الضيق الذي عاناه من الملكيين تخفى الكاهن أغاثو في زي نجار، يحمل أدوات النجارة جهرًا، ممارسًا أعمال الكهنوت الرعوية والسرائرية خفية، يشدّد الشعب على احتمال الضيق، ويقيم لهم الأسرار الإلهية. لهذا إذ عاد البابا بنيامين بعد دخول العرب مصر اتخذ الكاهن أغاثو سكرتيرًا خاصًا، فكان الإنسان التقي الأمين في خدمته لكنيسته ورعايته للشعب. مرض البابا بنيامين، وصار ملازمًا الفراش قرابة عامين فكان الكاهن أغاثو هو المتصرف في تدبير أمور الكنيسة، فتعلق به الشعب جدًا لأمانته ورقته ووداعته. سيامته بطريركًا إذ تنيح البابا بنيامين (38) أُنتخب بطريركًا، وإذ وجد عددًا كبيرًا أسرى من روم وصقليين وإيطاليين فكان يفتديهم بالمال، ويترك لهم حرية الاختيار أن يبقوا بمصر أو يعودوا إلى بلادهم. في عهده ذهب أحد التابعين لكنيسة الملكانيين (الأروام) بمصر يُدعى ثيؤدورس إلى دمشق والتقى بالخليفة زيد بن معاوية، وقدم له مبلغًا كبيرًا من المال لينعم عليه بسلطان على الإسكندرية ومريوط، وعاد إلى الإسكندرية يضايق البابا أغاثو، يطلب منه جزية سنوية ويرهقه بدفع كل ما ينفقه على النوتية في الأسطول. اضطر البابا أن يلتزم بالبقاء في قلايته ليلًا ونهارًا، إذ كان ثيؤدورس أوصى أتباعه أن من يراه يرجمه بالحجارة ويقتله، أما البابا فكان يصلي من أجله. لم يتوقف البابا عن العمل، فكان يرسم كهنة أتقياء خائفي الله يعملون، وكان يدبر أمور شعبه من قلايته. تنيح البابا سنة 677 م. بعد أن بقى على الكرسي 17 عامًا. أسرع ثيؤدورس يغلق أبواب البطريركية ويختمها بالشمع الأحمر، فاستاء الشعب من ذلك، والتجأ الأراخنة بسخا Cen’wout إلى والي سخا، الذي تدخل ورفع هذا الثقل عن الشعب. غير أن الله لم يهمل ثيؤدورس إذ ضربه بمرض الاستسقاء ومات وسط آلام مرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 16 من شهر بابه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثوس ابن الشهيدة رفقة | الولادة: – الوفاة: – الابن الأكبر للشهيدة رفقة التي من قوص. عيد استشهادهم 7 توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شهيد كبادوكي يدعى أغاثوس أو أكاكيوس، استشهد في عهد الإمبراطور دقلديانوس ما بين عامي 303، 305 م. كان قائد مائة في الجيش، احتمل مع سبعة وسبعين من زملائه عذابات كثيرة من أجل تمسكه بالإيمان. حوكم أمام محكمة فرميوس Firmus لدى بيرنثوس Perinthus بتراسيا Thrace، أمام قاض عنيف للغاية يدعى بيبينوس Bibienus. اقتيد مربوطًا بالسلاسل إلى بيزنطية حيث جُلد علانية وأخيرًا قُطعت رأسه. ضمت القسطنطينية كنيستين أو ثلاث باسمه “القديس أكاكيوس”، أحدهما أُنشأت في عهد قسطنطين الكبير، وقد دُعيت بالجوزة “شجرة جوز”، إذ قيل أنها ضمت شجرة الجوز التي عُلق عليها القديس وضُرب بالسياط. يُعيَّد له في الكنيسة الغربية في 8 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثوبس وثيؤديلوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قدم الشماس أغاثوبس شهادة صالحة للإيمان في مدينة تسالونيكي، في بدء القرن الرابع. قُدما أمام الوالي فوستينوس الذي بذل كل الجهد معهما باطلًا لكي يتعبدا للأوثان. لقد ألقيا في السجن فنظرا رؤيا أنهما مبحران في سفينة وسط البحر، يقاومان ريحًا عنيفة جدًا. عندئذ انكسرت السفينة، وغطسا في الماء، لكنهما هربا إلى صخرة، وصعدا على تل. لقد تحقق ذلك في استشهادهما إذ أُلقيّ في البحر كأمر الحاكم، وقد ربط في عنقيهما حجارة، لكنهما سبحا في الماء وصعدا إلى جبل صهيون السماوي في حضرة الملك الرب. العيد في الكنيسة الغربية يوم 4 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثانجيلوس الشماس | الولادة: – الوفاة: 308 استشهد هذا الشهيد الشماس مع أسقف أنقرة القديس اكليمنضس مشاركًا إياه في آلام سيده، وكان ذلك حوالي عام 308. يُعيد لهما في الغرب في 23 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثانجيلوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كلمة “أغاثانجيلوس” Agathangelus مكونة من كلمتين “أغاثو” معناها “صالح”، و”أنجيلوس” معناها “ملاك”، فيكون اسم الشهيد “الملاك الصالح”. يُدْعَى أيضا “أغاتيوس” وأيضًا “أكاكيوس” Acacius. قيل أنه كان أسقفًا لإنطاكية بيسيدية، وإن كان البعض يرى أنه كان أسقفًا لمدينة Melitene بأرمينيا الصغرى. إذ كان قلبه ملتهبًا غيرة، لم يكف عن العمل والرعاية فاستدعاه مارتيان الوالي، فأعلن الأسقف أن المسيحيين موالون وخاضعون للإمبراطور، يصلون من أجله بانتظام؛ وإذ طلب منه الوالي التعبد للإمبراطور رفض، ودخل معه في حوار ديني طويل. اتهمه مارتيان بالسحر وطلب منه أسماء السحرة المساعدين له، فأجاب الأسقف أنه ليس بساحر وأن المسيحيين يبغضون السحر. وإذ أخذ يهدده أظهر له الأسقف إيمانه بالله كأب صالح يخلصنا من الموت. ولما بدأ يُلح طالبًا أسماء المسيحيين، في قوة الروح أجابه الأسقف: “أنا تحت المحاكمة وأنت تطالبني بأسماء آخرين! إن كنت لا تقدر أن تغلبني فهل تظن أنك تقدر أن تغلب الآخرين؟! أنت تريد أسماء، حسنًا! أنا أدُعى أكاكيوس، وشهرتي أغاثانجيلوس! أفعل بي ما شئت!” ألقيّ أكاكيوس في السجن وأُرسل تقرير عنه للإمبراطور داكيوس (249-251) Decius الذي ثار عند قراءته. وقد قيل أنه نال عفوًا إمبراطوريًا في ظروف خاصة، لكنه عاد فاستشهد. ويعيد له يوم 31 مارس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاثا العفيفة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – إحدى شهيدات القرن الثالث، احتملت الكثير من أجل محبتها للسيد المسيح وشوقها للحياة البتولية من أجل الرب. وقد وُجد في روما كنيستان باسمها ترجعان للقرن السادس الميلادي. نشأتها نشأت في جزيرة سيسيليا Sicily ؛ غالبًا ما وُلدت في مدينة باليرما أو باليرمو Palermo، واستشهدت في مدينة كاتانيا Catania نفس الجزيرة. اتسمت هذه الفتاة بجمالها البارع مع شرف نسبها وتقواها، فسمع عنها حاكم الجزيرة الوثني كينسيانوس Quintian فأراد الزواج بها، وقد عُرف بشره. أما هي فإذ عرفت كانت تصرخ في صلاتها، قائلة: “يا يسوع المسيح، رب الجميع، أنت ترى قلبي وتعرف اشتياقي. أنت تملكني بكليتي كما أنا. أنا من غنمك، اجعلني أهلًا أن أغلب الشيطان!” اضطهادها إذ أصدر داكيوس (ديسيوس) قيصر أمره باضطهاد المسيحيين وجد الحاكم فرصته لتحطيم ما في قلب العذراء أغاثا، وإلزامها بجحد مسيحها. سلم الحاكم هذه البتول لامرأة شريرة تدعى أفردوسيا، فتحت بيتها ومعها بناتها الست للدعارة، فكانت أغاثا في هذا الموضع تبكي ليلًا ونهارًا، وحينما كانت المرأة تحاول إثارتها بكلمات شريرة كانت البتول تنتهرها قائلة لها: “إني أحسب لسانك هو لسان الشيطان الساكن في قلبك لا لسان امرأة”. حاولت المرأة أن تهددها بالعذابات التي يعدّها لها الحاكم إن لم تترك مسيحها وتتخلى عن بتوليتها، أما أغاثا فكانت ثابتة في إيمانها وعفتها. إذ بقيت شهرًا كاملًا في بيت الدعارة انطلقت أفردوسيا إلى الحاكم تخبره بثبات هذه البتول. فاستدعاها الوالي وصار يلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة فلم تبال بكلماته، وإذ هددها لم ترتجف. أمر الحاكم بقطع ثدييها، لذا اعتادت الكنيسة الغربية أن تصورها حاملة طبقًا عليه ثديان. أُلقيت في السجن بعد قطع ثدييها دون علاج أو طعام، وقيل أن الرب أرسل لها القديس بطرس في السجن فأضاء السجن بنور سماوي حتى هرب الحراس، أما هي فنالت الشفاء ولم تهرب. استدعاها الحاكم وأمر بإلقائها في النار لتُحرق، وإذ كانت تحتمل بصبر حدث زلزال فمات اثنان من الذين يعذبونها. وإذ طُرحت في السجن صلت واستودعت روحها في يدي ربنا يسوع. تُعيِّد لها الكنيسة اليونانية في 6 فبراير، واللاتينية في 5 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغاتودرس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – رسمه القديس هرمون بطريرك أورشليم، مع أوجانيوس وألبيدوس أساقفة بدون كراسي، قاموا بالكرازة في مدن كثيرة، فتعرضوا للرجم (15 برمهات). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغابيطوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في 18 أغسطس تحتفل الكنيسة اللاتينية (الغربية) بعيد استشهاد شاب يدعى أغابيطوس. نشأ في فاليسترينا Palestrina، قُدم أمام الوالي أنطيخوس في عهد الإمبراطور أورليان وتعرض لعذابات شديدة انتهت بقطع رأسه. ويرى الدارسون اللاتين -مع تأكيد حقيقة استشهاده- إلا أن العذابات التي وردت في سيرته حملت شيئًا من المبالغة، إذ جاء فيها أنه ألقي في السجن المظلم أربعة أيام بلا طعام أو شراب، فصار مريضًا وخائرًا، ولم يحتمل الشمس بعد فترة الظلام الدامس… وعندما سأله أنطيخوس أن يضحي للأوثان لم يستطع الإجابة وإنما اكتفي بتحريك رأسه يعلن الرفض. عندئذ أمر الوالي بإلقاء فحم ملتهب على رأسه وكتفيه، كما سُحب من قدميه وانهال عليه الضرب. وإذ فقد وعيه تمامًا، ألقي عليه ماء مغلي على صدره وبطنه، كما هُشم فكه بحجر… ومع ذلك بقى حيًا. قيل أنه إذ حدث هذا كله وأنطيخوس يمتع نظره بهذه العذابات سقط الأخير عن كرسيه ميتًا. سمع الإمبراطور أوريليوس بما حدث للوالي فأمر بتقديم الشاب للوحوش في المسرح العام لتأكله… وإذ كانت الجماهير تترقب هذا المنظر كعادتها لتجد متعة في افتراس الحيوانات للبشر… انطلقت الوحوش بسرعة هائلة لتأتي عند قدمي هذا المتألم تلحس قدميه، وكأنها تعلن خلال الطبيعة ما فقده البشر خلال الفكر والمنطق. تأثر جدًا المحامي أنسطاسيوس إذ رأى المنظر وقبل الإيمان في الحال… بينما قطعت رأس الشهيد أغابيطوس خارج باب المدينة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغابيطوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس الأسقف أغابيطوس أو أغابيتوس Agapitus في عهد الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، وقد ربياه والده تربية مسيحية تقوية، وإذ كبر صار شماسًا. أحب الحياة الرهبانية فكان يزور أحد الأديرة ويخدم الشيوخ؛ متدربًا على يديهم الحياة النسكية والسهر الروحي، فتقدم في الفضيلة، ووهبه الله عطية صنع الآيات. سمع عنه ليكينيوس (ليسينيوس) Licinius الوالي فاستحضره وضمه إلى الجندية، فمارس حياته النسكية في الجيش. ولما ملك قسطنطين البار وكان له غلام مريض عزيز لديه سمع عن هذا الجندي من بعض القادة فتعجب كيف يوجد بين الجنود إنسان يصنع عجائب ويسلك بالنسك، فاستدعاه. صلى الجندي للغلام فوهبه الله الشفاء، وإذ أراد أن يكافئه الإمبراطور، سأله أن يطلقه من الجندية ليمارس حياته النسكية في حرية. وبالفعل عاد إلى حيث مسكنه الأول وانفرد للعبادة. سامه الأسقف بعد قليل كاهنًا، وإذ تنيح الأسقف أُختير للأسقفية فمارس العمل الرعوي بأمانة وحب، وكان الله يجري على يديه عجائب كثيرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 24 من شهر أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أغابوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: “وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم” (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر(أع11: 27-28). ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلًا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلًا بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: “حقًا إن هذا الرجل بار”، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: “أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس”، فرجموها أيضًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسطفانوس الأول أسقف روما | الولادة: – الوفاة: 257 أسقفيته ولد مع بداية القرن الثالث، كان من أشراف روما، لا نعرف شيئًا عن صبوته، لكنه كان معتبرًا جدًا لدى القديسين كرنيليوس ولوسيوس أسقفيّ روما. ولما تنيح الأخير أُختير الكاهن إسطفانوس خلفًا له، في 12 مايو 254 م.، وقد عرف بتقواه وغزارة علمه. إذ تبوأ الكرسي الروماني ضغط عليه فوستينوس أسقف ليون أن يتدخل مع القديس كبريانوس في مقاومة ماركيان أسقف Arles لأنه اعتنق مبادئ نوفاتيان، الذي أغلق باب الرجاء في وجه مرتكبي بعض الخطايا بعد نوالهم سر المعمودية فلا يُقبلون مهما قدموا من توبة، خاصة إنكار الإيمان في وقت الاستشهاد (جاء هذا على أثر اضطهاد ديسيوس حوالي 250 م.)، كما حرّم أيضًا الزواج الثاني. التجأ البعض إلى الخداع في أيام اضطهاد ديسيوس (داكيوس)، فكانوا يدفعون مالًا للقضاة لينالوا شهادة منهم أنهم قدموا بخورًا للأوثان دون أن يمارسوا ذلك، حفظًا لحياتهم وأموالهم، فقام الأسقف بمحاربة هذا العمل الشيطاني وحسبه إنكارًا للإيمان، يسقط من ارتكبه تحت التأديب الكنسي. دخل الأسقف في جدال قاسٍ ومرّ لزمن طويل مع القديس كبريانوس بسبب إعادة معمودية الهراطقة، إذ نادى القديس كبريانوس بأن ما يمارسه الهراطقة ليس عمادًا بسبب الهراطقة، وأن الكنيسة يلزمها أن تعمد من عمدهم الهراطقة، ولا يحسب ذلك إعادة للعماد، وقد عقد ثلاثة مجامع أفريقية كما عضده في ذلك فرمليانوس أسقف قيصرية الكبادوك. وقد رفض الأسقف إسطفانوس مقابلة الوفد القادم من قرطاجنة سنة 256 م. في هذا الشأن وأيضًا وفد الأسقف فرماليانوس مهددًا بقطع من ينادي بذلك. تدخل القديس ديوناسيوس بابا الإسكندرية بحكمة بين الفريقين، وأعلن أن هذا الأمر يتطلب حبًا ووداعة في الجدال دون تهديدات بالحرمان حتى لا تنشق الكنيسة. أرسل إليه أحد عظماء رومية نيماسيوس رسولًا، سائلًا إياه أن يشفي ابنته العمياء، فصلى عنها وشفاها باسم السيد المسيح، فآمن الرجل وكل أهل بيته، بل وآمن عدد كبير من الوثنيين. سمع الوالي أولمبيوس فاستدعى نيماسيوس وابنته وسمبرونيوس وكيل بيته، وإذ تأكد أنهم صاروا مسيحيين، سأل الأخير أن يسلم كل ممتلكات سيده له، فأجابه بأن سيده قد وزع كل ممتلكاته على الفقراء بعد قبوله الإيمان بالسيد المسيح. أمره أن يسجد للأوثان، فنظر إليها باستخفاف وطلب من السيد المسيح أن يسحق الأصنام، فسقطت في الحال وصارت ترابًا، عندئذ أدرك الوالي تفاهتها، وعاد إلى بيته يروي لزوجته أوكسبيريا ما حدث، وكانت قد قبلت المسيحية سرًا، فشجعته لينال سرّ العماد على يدي الأسقف. استشهاده قيل أن فاليريان أثار الاضطهاد ضد المسيحيين، وقد نال هذا الأب إكليل الاستشهاد، وإن كان بعض المؤرخين يرون أنه قد رقد في الرب بدون تعرضه للاستشهاد يوم 2 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق الدفراوي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد القديس إسحق ببلدة دفرا، التابعة لطنطا، وعاش في حياة تقوية مقدسة. لما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد كان القديس قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره، وإذ كان نائمًا في الحقل مع الحصادين رأى ملاك الرب يقول له: “سلام لك يا إسحق رجل الله التقي؛ لماذا أنت نائم والجهاد قائم؟!”، ثم أراه إكليلًا فالتهب قلبه بنوال بركة الاستشهاد. إذ لاح النهار ودّع الشاب والديه لينطلق إلى مدينة طوه، تابعة لببا بصعيد مصر، فمنعاه من الخروج. وفي منتصف الليل أضاء البيت كله بنور فائق، ثم ظهر الملاك وشجع إسحق لينطلق ويتمم شوق قلبه، وفي الحال ترك مدينته وانطلق إلى طوه. استشهاده التقى القديس إسحق بوالي المدينة. حيث أعلن إيمانه بقوة وشجاعة، فهدده وأمر بحبسه حتى يعود من نقيوس. انطلق إسحق مع أحد الجنود من أمام الوالي إلى الحبس، وفي الطريق التقى برجل أعمى، صلى إلى الله من أجله فانفتحت عيناه، وللوقت آمن الجندي نفسه، وعند عودة الوالي اعترف الجندي بالإيمان وسلّم رقبته للسيف لينال إكليل الشهادة بفرح. اغتاظ الوالي وصمم أن يذيقه كل أنواع العذابات، فأرسله إلى ككليانوس والي البهنسا ليقوم بالتعذيب. وإذ كان بالسفينة مقيدًا طلب من أحد النوتية قليل ماء فأعطاه، وإذ شرب أخذ القليل من الماء المتبقي وصلى عليه وسكبه على عين الرجل النوتي التي كانت عمياء فانفتحت وأبصر بها كما بعينه الأخرى. التقى القديس بوالي البهنسا، الذي بدأ أولًا بملاطفته ليستميله لترك إيمانه فلم يفلح، وعندئذ صار يعذبه، وكان الرب يشفيه. حدث أن كان أريانا يجول في البلاد يتشفى بمضايقة المسيحيين وتعذيبهم، وإذ التقى بككليانوس أخبره الأخير عن أمر إسحق الدفراوي، وروى له ما حدث معه، فاستلمه منه ليقوم هو أيضًا بدوره في التعذيب، وأخذه معه إلى أنصنا وصار يعذبه، وإذ لم يفلح أرسله إلى مدينة طوه حيث قطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد، وقد ظهر من جسده عجائب كثيرة. جاء بعض المؤمنين وحملوا جسده، وأتوا به إلى بلده دفرا، ودفنوه هناك بإكرام عظيم، وبنوا كنيسة باسمه. تعيِّد الكنيسة القبطية بعيد استشهاده في 6 بشنس، وعيد تكريس كنيسته في 6 طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق البابا الحادي والأربعون | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد إسحق (إيساك) بضاحية رمل الإسكندرية، وإن كان البعض يرجح أنه يقصد بالرمل “رملة بنها” بجوار بنها. وكان والده غنيًا ذا جاه. في يوم نواله سرّ العماد شاهد الأب الأسقف عند تغطيسه صليبًا من نور فوق رأسه، فأدرك أنه ذو شأن عظيم، لذا قال لوالديه: “ابذلا كل عناية في تربية هذا الطفل فإنه إناء مختار لرب المجد”. إذ بلغ الطفل التاسعة من عمره أرسله والداه إلى المدرسة، فأظهر نبوغًا خاصة في الخط (النسخ) والكتابة. لذا استقر رأي والديه بعد ذلك على تسليمه في يدي قريب لهم يدعى مينيسون يعمل كاتبًا في دار الولاية. حدث أن الوالي طلب إليه دفعة أن يكتب له رسالة معينة فكتبها بسرعة وبأسلوب رائع وخط جميل فأعجب به جدًا، فتدرج به حتى صار رئيسًا لكتبة الديوان. وقد اتسم بجانب أمانته بحبه للغير واتضاعه فصار موضع حب للجميع. رهبنته إذ شعر والداه أنه يميل إلى الحياة الهادئة التأملية أدركا أنه لابد أن يسلك طريق الرهبنة، فحاولا الضغط عليه ليزوجاه فكان يرفض، مقدمًا كل اهتمامه بالعمل الموكل إليه، مؤكدًا لهم أنه يشتاق لحياة البتولية. فجأة اختفى الشاب إيساك عام 654 م. فأدرك والداه أنه قد هرب إلى أحد الأديرة، فصارا يبحثان عنه ولم يجداه، إذ كان قد انطلق إلى برية شيهيت، والتقى هناك بشيخ وقور يدعى زكريا قمص الدير، صار فيما بعد أسقفًا على سايس (جنوبي الإسكندرية حوالي 130 ك. على فرع رشيد)، الذي إذ سمع له أحبه ونصحه -أنه لكي يحقق أمنيته دون ضغط والديه- بأن يذهب إلى جبل “ياماهو” بالصعيد الأقصى، باعثًا إياه مع راهب شيخ تقي يدعى أبرآم، رافقه الطريق، وبقى معه 6 شهور. لم يستطع إيساك أن يستريح، وقد شعر أن والديه لابد وأن يكونا في حزن شديد ومرارة نفس لذا أقنع الراهب الشيخ أبرآم أن يرجع من الصعيد للتصرف بخصوص والديه. وبالفعل عاد الاثنان إلى منطقة قريبة من الرمل حيث قصدا راهبًا ناسكًا كان يعيش هناك يعرف والدي إيساك. استدعى الناسك شماسًا يدعى فيلوثيؤس، قابل الراهب إيساك بشوق شديد ومحبة، وتعرف على أخبار رهبنته. سأله إيساك أن يذهب إلى والديه ويخبرهما بأمره، وأن يأخذ منهما وعدًا أن يتركاه يسلك حسب الدعوة التي وُجهت إليه، فإن وافقا يحضرهما معه. وبالفعل قام الشماس بهذا الدور، فرح الوالدان جدًا، وجاءا معه يلتقيان بابنهما أيامًا قليلة يودعانه برضى. عاد إيساك إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يدي الأب الشيخ زكريا، وقد تدرب على المحبة الصادقة لله والناس، ولا يكف عن خدمة الرهبان بروح الاتضاع والتقوى فأحبه الجميع، كما كان بمحبته يجتذب الكثير من الزائرين للسيد المسيح. جاء عنه أنه إذ خرج مع بعض النساك يجمع حطبًا، إذ بثعبان وسط الحشائش ينقضّ عليه ويلدغ بذراعه، أما هو فبهدوء شديد نفضه، ورشم ذراعه بعلامة الصليب، وحمل ما جمعه ليسير إلى الدير، كأن لا شيء قد حدث، فمجّد الرهبان الله على تحقيق مواعيده لقديسيه (مز 91: 13؛ لو 10: 19). سكرتاريته للبابا يؤانس (يوحنا) الثالث إذ كان البابا يؤانس الثالث يطلب من الله أن يرشده إلى راهب تقي يسنده كسكرتير له يمكن أن يخلفه أرشده روح الرب إلى هذا الناسك التقي المتبحر في دراسة الكتاب المقدس والمحب للخدمة. وقد أحبه البابا جدًا، وإن كان قد تظاهر إيساك في البداية بالعجز لكي يعفيه البابا من هذا المنصب. أخيرًا قبل أن يبقى مع البابا بعد أن وعده البابا أن يكون بقاؤه بهذا العمل مؤقتًا، ويسمح له بالعودة إلى الدير. رجوعه إلى الدير إذ سيم القديس زكريا في تلك الفترة أسقفًا على سايس، فظل يخدم شعبه وهو شيخ متقدم في الأيام، لكنه بسبب المرض اضطر أن يعود إلى دير القديس مقاريوس فلحقه إيساك الذي كان يحب معلمه للغاية، وكان يخدمه، حتى إذ دنت اللحظات الأخيرة تطلع الأنبا زكريا إلى تلميذه إيساك، وقال له: “يا بني، إذا ما نلت الكرامة فاذكر إخوتك الرهبان”… وإذ رقد الأنبا زكريا، قرر الرهبان إقامة إيساك رئيسًا على الدير. لكنه لم يبق سوى بضعة شهور حيث استدعاه البابا إذ أحس أن أيام غربته قد أوشكت على الانتهاء. وقد استبقاه إلى جواره وعهد إليه بإدارة الشئون الكنسية. كان البابا في محبته لإيساك يأخذه معه كلما دعاه الأمير عبد العزيز بن مروان الذي كان يحب البابا يؤانس الثالث جدًا ويجله. سيامته بطريركيًا أوصى البابا يوحنا وهو على فراش الموت بإسحق تلميذه ليكون بابا وبطريركًا، وكان الأب إسحق يميل إلى الهروب من الأسقفية. استطاع قس يدعى “جرجس” متزوج وله أخطاء، أن يستميل قلوب بعض الأراخنة مع بعض الأساقفة لسيامته بطريركًا، وكان متعجلًا يود أن يتحقق ذلك قبل يوم الأحد، حتى لا يعارضه بقية الأساقفة. اجتمع الأساقفة في بابليون مع شعب كثير في كنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة (أبو سرجة)، ودخل القديس فجأة، فانكسر “قنديل” بالكنيسة وأغرقه زيتًا، فصرخ الشعب: “أكسيوس، أكسيوس، أكسيوس (مستحق)… مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك”… وانتخبوه بطريركًا، كانت هذه هي المرة الأولى لانتخاب بطريركًا في هذه الكنيسة، وبقى انتخاب البطاركة في بابليون حتى القرن الحادي عشر على أن تتم السيامة في كنيسة الإنجيليين بالإسكندرية. بابا الإسكندرية عُرف بدموعه التي لا تجف أثناء خدمة الإفخارستيا (القداس الإلهي)، كما ردّ كثير من الهراطقة إلى الإيمان. اهتم أيضًا بعمارة الكنائس والأديرة، وإذ كان بينه وبين الوالي عبد العزيز صداقة قوية أقيمت كنيسة في حلوان، التي أنشأها الوالي، وقد ساعده الوالي في إقامة الكنائس والأديرة. قيل أن علاقته بالوالي كانت قوية للغاية، وأن الوالي كان يسير مرة أمام باب الكنيسة فتطلع ليرى البابا في المذبح ونارًا تحيط به، مما زاد حب الوالي له. إذ أقام الوالي قصرًا حديثًا في حلوان استدعى البابا، فرأت زوجة الوالي جموعًا من الملائكة تحيط به، فأخبرت رجلها فامتلأ دهشة! حاول البعض أن يثير الفتنة فادعوا أن البابا كتب إلى ملك النوبة ليقيم صلحًا مع ملك أثيوبيا، وكان الجو ملبدًا بين مصر وأثيوبيا فغضب الوالي، لكن البابا بلطفه ووداعته أكدّ له كذب هذا الافتراء، فأكرمه الوالي جدًا. مرة أخرى حاول البعض خلق جو من الكراهية بين الوالي والبابا، فذهبوا إلى الوالي يسألونه أن يطلب من البابا أن يأكل معه دون رسم علامة الصليب، وقدموا له سلة مملوءة بلحًا ممتازًا مسمومًا، أما القديس فبحكمة أمسك بالسلة، وقال للوالي: “أتريدني أن آكل من هذه الناحية أو من تلك، من هنا أو من هناك؟!” وبهذا رسم علامة الصليب. وإذ عرف الوالي بعد ذلك ما قصده البابا تعجب لحكمته ووجد نعمة أكثر لديه. نياحته عرفت حياته بكثرة المعجزات التي وهبه الله إياها. بعد مرض قصير تنيح في التاسع من هاتور، ووضع جسده إلى جانب سلفه البابا يوحنا الثالث. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس من قيصرية القديس | الولادة: – الوفاة: – إذ عرض لنا يوسابيوس القيصري استشهاد مارينوس، القائد بالجيش في قيصرية فلسطين على يدي القاضي أخايوس، كان أستيروس حاضرًا المحاكمة، وقد أظهر غيرة عجيبة، إذ يقول: “أحتفظ بذكرى أستيريوس Asterius بسبب جرأته النادرة في هذه الناحية. وكان رومانيًا له كرسي في مجلس الأعيان، محبوبًا من الأباطرة، ومعروفًا لدى الجميع بسبب شرفه وغناه. إذ كان حاضرًا موت الشهيد المذكور حمل جسده على كتفه وكفنه بثوب بهي غالي الثمن ودفنه بطريقة لائقة. ويروي أصدقاء هذا الرجل، الذين لا يزالوا أحياء حقائق أخرى كثيرة عنه” تاريخ الكنيسة ليوسابيوس (7: 16). للأسف لم يسجل لنا يوسابيوس شيئًا عما سمعه عن هذا الرجل المؤمن الشهم الذي لم يبال بمركزه كعضو في مجلس السيناتورز ولا بصداقته للأباطرة، حاملًا على كتفيه جثة من استشهد بقانون روماني! يذكره اللاتين في 3 مارس مع الشهيد مارينوس Marinus، بينما يذكره اليونان في 7 أغسطس كشهيد، إذ قيل: “تقبل أستيروس مكافأة من تكريمه للشهيد إذ صار نفسه شهيدًا”. يرى البعض أنه لم يصر شهيدًا بسفك دمه، وإنما بالاعتراف والشهادة للسيد المسيح حين حمل جسد الشهيد وسط الساحة بإكرام جزيل وسط جو يعرضه للاستشهاد! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد الإخوة الثلاثة: أقلاديوس Claudius واستيريوس ونيون Neon على يدي والي سيليسيا Cilicia، يسمى ليسياس Lysias، عرف بعنفه الشديد وكراهيته للمسيحيين، على يديه استشهد مع هؤلاء الإخوة امرأتان هما دومنينا وثيؤنيلا وابن الأخيرة كان طفلًا. على يديه أيضًا استشهد القديسان قزمان ودميان. هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا من Aegea، سلمتهم امرأة أبيهم للسلطات بالإبلاغ عنهم كمسيحيين لكي ترث ممتلكاتهم. استدعى ليسياس الأخ أقلاديوس، ودخل معه في الحوار التالي: – حسنًا، ما اسمك ؟ – أقلاديوس. – لا تكن معتوهًا وتفقد حياتك في شبابك. ضحِ للآلهة واهرب من العذابات التي أُعدت لكم إن رفضت. – إلهي لا يطلب مثل هذه الذبائح. إنه بالأحرى يسرّ بالصدقة وقداسة الحياة. ألهتكم أرواح شريرة، تُسر بمثل هذه التقدمات بينما تُعد العقوبات الأبدية لمن يمارسها. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). – ليُربط ويُضرب، فإنه لا توجد وسيلة غير هذه لرده إلى صوابه. – وإن صببت أقسى العذابات العنيفة عليّ فلن تحركني أو تؤذيني. – بأمر الأباطرة أن يقدم المسيحيون ذبائح الآلهة، ومن يرفض يعاقب، ومن يطيع يكافأ. – مكافأتهم وقتية زائلة، أما الاعتراف بيسوع المسيح فيهب مجدًا أبديًا. عندئذ أمر الوالي بتعذيبه، فقال له الشهيد: “لا تستطيع نيرانك أو غيرها أن تجرح خائفي الله، إنما تهبهم الحياة الأبدية”. عندئذ أمر الوالي بتشديد العقوبة، أما أقلاديوس فقال: “إني أحسبه أمرًا نافعًا أن أتألم من أجل الله، وفرحًا عظيمًا أن أموت من أجل يسوع المسيح”. أمر ليسياس بإلقائه في الحبس وتقديم آخر، فجاءوا إليه بأوستريوس، تم الحوار التالي: – اقبل نصيحتي وضح للآلهة، ها أنت ترى أمام عينيك ما قد أُعد للعاصين. – يوجد إله واحد، يسكن في السماء، وبقوته العظيمة يتطلع إلى أصغر الأمور. لقد علمني والداي أن أحبه وأعبده، لكنني لست أعرف هذه التي تدعوها آلهة وتتعبد أنت لها. – مزقوا جنبيه بالخطافات الحديدية، ألزموه بالتضحية للآلهة. – أني أخ ذاك الذي كنت تستجوبه حالًا، وقد اتفقنا أن نقدم اعترافًا واحدًا. جسدي في سلطانك، أما نفسي فلن تبلغها. – احضروا الكلبتين والعجلات، اربطوا قدميه وعذبوه لكي يعرف أني أستطيع أن أعذبه… ضعوا فحمًا متقدًا تحت قدميه، واجلدوه على ظهره وبطنه… أخيرًا ألقاه في السجن وأحضر الأخ الأصغر نيون الذي دعاه “ابنًا” وكان يتحدث معه بلطف، وإذ أظهر ثباتًا، عذبه بالدولاب الحديدي ليمزق جسده، ووضع فحم متقد عليه، وجلده على ظهره. وإذ فشل الحاكم أمر بصلب الإخوة الثلاثة خارج المدينة، وترك أجسادهم مأكلًا لطيور الهواء. ويعيد له يوم 23 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس السوفسطائي | الولادة: – الوفاة: 341 دُعيّ بالسوفسطائي بسبب مهنته قبل قبول الإيمان المسيحي، إذ كان خطيبًا وفيلسوفًا. تتلمذ على يدي لوقيان الإنطاكي (لوسيان الأنطاكي)، وفي اضطهاد مكسيمانوس استشهد المعلم بينما أنكر أستيروس الإيمان، لذا دعاه البابا أثناسيوس “مقدم الذبيحة (الوثنية)”. حضر مجمع إنطاكية عام 341 م.، وكان مدافعًا عن أريوس. ولعله يعتبر أول كاتب أو لاهوتي أريوسي. كتاباته تكشف عن منهج المدرسة الأريوسية وفكرها واهتماماتها بطريقة مخادعة وحذرة. أشهر كتاباته، مقاله الصغير “Syntagmation” المفقود، ولم يبقى منه إلا ما اقتبسه البابا أثناسيوس ومارسيليوس أسقف أنقرا. له أيضًا عمل مفقود هو “تفنيد ما قاله مارسيليوس” كما له تعليقات وعظات على الرسالة إلى أهل رومية، وعلى الأناجيل، والمزامير”… مات بعد سنة 341 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيريوس أسقف أماسيا | الولادة: – الوفاة: – أحد الآباء الكبادوك هو أستيريوس أسقف أماسيا ببنطس. كان معاصرًا لأمفيليخوس أسقف أيقونية والثلاثة آباء العظام الكبادوك أي القديسين باسيليوس الكبير وإغريغوريوس النزينزي وإغريغوريوس أسقف نيصص. لا نعرف عن حياته الكثير، إنما كما يخبرنا هو أنه تعلم على يديّ رجل سكيثي أو غوصي قدير. عمل كخطيب ومحام في الفترة ما بين سنتي 380، 390 م. قبل نواله الأسقفية. من جهة كتاباته فإن بعض العظات التي لأستيروس السوفطائي الأريوسي نسبت له خطأ، أما هو فله 16 عظة. العظة 11 التي ألقاها في أول يناير سنة 400 “عن استشهاد القديسة أوفيمية ” لها أهميتها الخاصة في تاريخ الفن، فيها يصف تصوير استشهاد هذه القديسة ويقارنه بأعمال أوفرانور وتيموماخوس. في عظاته يحدثنا عن تكريم القديسين ورفاتهم والحذر من المبالغة والسقوط في العبادة، فمن كلماته: “نحن نحفظ أجسادهم في أكفان لائقة كعربون ثمين، كأوانِ للبركة، وكأعضاء لنفوسهم الطوباوية، وكتابوت لأذهانهم المقدسة. إننا نضع في أنفسنا تحت حمايتهم (في الرب). الشهداء يدافعون عن الكنيسة كجنود يحفظون القلعة”.، “إننا لا نعبد الشهداء بأية وسيلة إنما نكرمهم بكونهم عبدة الله الحقيقيين”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إستيروس الكاهن الشهيد | الولادة: – الوفاة: 222 قيل أنه كان كاهنًا بروما، استشهد على يد الكسندر الوالي، إذ قبض عليه وألقاه من الكوبري في مياه التيجر، حوالي 222 م. كرم هذا القديس في القرن الرابع أو الخامس، واكتشف جسده في أوستيا Ostia حيث دفن هناك. ويعيد له يوم 21 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سبيريديون الأسقف القبرصي | الولادة: – الوفاة: 348 راعي غنم عجيب! تُحكَى كثير من الروايات عن هذا الأسقف القبرصي، الذي كان راعيًا للغنم، متزوجًا وأسقفًا في نفس الوقت. ويروي سوزومين Sozomen الذي كتب في القرن الخامس أن في إحدى الليالي عَزَمت عصابة من اللصوص أن يسرقوا بعضًا من غنمه، فأوقفتهم يد خفية حتى أنهم لم يقدروا أن يسرقوا ولا أن يهربوا، وظلوا على هذه الحال حتى الصباح حيث وجدهم القديس سبيريديون (سبيريدون Spyridon) فحررهم بصلاته وأعطاهم حَمَلًا حتى لا يكونوا قد مكثوا طول الليل بدون فائدة. أسقف تريميثوس بالرغم من عدم تعلمه وبساطة سلوكه، إلا أنه بسبب فضائله اُختير القديس أسقفًا على تريميثوس Tremithus على شاطئ البحر بالقرب من سلاميس Salamis، فمزج رعاية الغنم برعاية النفوس. كانت إيبارشيته صغيرة جدًا وكان شعبها فقيرًا إلا أنهم كانوا جادين في حياتهم الروحية وعبادتهم، وكان مازال بينهم عدد من الوثنيين. الأسقف المعترف في اضطهاد جالريوس Galerius قدم شهادة حسنة للإيمان، ويقول التقليد الروماني أنه فقد عينه اليمنى وقُطِعت أوتار رجله اليسرى، وبهذه الحال أُرسِل للعمل في المناجم. كما يذكر نفس التقليد أنه أحد الأساقفة الذين حضروا مجمع نيقية سنة 325 م. القديس سبيريديون ومجمع نيقية تقول أحد التقاليد الشرقية أنه وهو في طريقه لحضور المجمع التقى بجماعة من الأساقفة الذاهبين أيضًا إلى المجمع، الذين انزعجوا من شدة بساطة القديس، وخافوا أن يُضعِف من موقف الأرثوذكس. فلكي يمنعوه من الحضور أمروا خدامهم بقطع رأسيّ بغليَّ القديس وشماسه. وفي اليوم التالي قبل الفجر استعد القديس للرحيل، وحين اكتشف ما حدث أمر شماسه بوضع الرأسين المقطوعين فوق الجسمين وفي الحال عاد الحيوانان للحياة. ولكن حين أشرقت الشمس اكتُشِف أن خطأ قد حدث في الظلام، فقد كان بغل القديس سبيريديون الأبيض وقد وُضع له الرأس البني، وبغل شماسه البني وقد وُضع له الرأس الأبيض! إيمان الفيلسوف الوثني أولوجيوس أثناء المجمع وقف أحد الفلاسفة الوثنيين اسمه أولوجيوس Eulogius يهاجم المسيحية، فقام للرد عليه هذا الأسقف الشيخ بعين واحدة والبسيط في مظهره وسلوكه، حتى أعلن الفيلسوف إيمانه بوحدانية الله وتجسد الله الكلمة من أجل خلاص جنس البشر. في الحال طلب إليه الأسقف أن يذهب معه إلى الكنيسة لكي ينال علامة الإيمان. يقول أولوجيوس أن الكلمات والمجادلات لا تستطيع أن تقاوم الفضيلة، قاصدًا قوة الروح القدس الظاهر في هذا الأسقف غير المتعلم. القديس سبيريديون وابنته أيريني Irene من المعجزات أيضًا التي تُروَى عنه أن أحدهم أودع لدى أيريني Irene ابنة القديس سبيريديون بعض الأشياء الثمينة، وحين أتى الرجل ليطلبها من القديس بعد وفاة ابنته لم يعثر عليها ولم يكن أحد آخر يعلم مكانها. قيل أن سبيريديون ذهب إلى حيث كانت ابنته مدفونة ونادى اسمها وسألها عن مكان التخبئة، فرَدَّت عليه ووجهته إلى المكان الأمين الني وضعتها فيه حيث وجدها هناك. تنيح سنة 348 م. ونُقِلت رفاته من قبرص إلى القسطنطينية ثم إلى جزيرة كورفو Corfu حيث مازال يُكرَم القديس سبيريديون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسبانيوس المتكبر الراهب بالرها | الولادة: – الوفاة: – كما عالجت سير الآباء “حياة الشركة مع الله في المسيح يسوع”، إذ تلهب القلب نحوها، وتطلق النفس بالروح القدس نحو الحياة السماوية الملائكية، هكذا سير الساقطين تحذرنا من حروب الشياطين وخداعاتهم، ومن السلوك بلا حكمة. جاء عن أسبانيوس هذا الذي من مدينة الرُها بسوريا أنه كان غيورًا وملتهبًا محبًا للتسابيح والترانيم، يضعها ويلحنها لكن بروح العجرفة والكبرياء. سلك بروح الافتخار فكان يعمل بلا توقف طالبًا مديح الناس، لذا تأهل لخداع العدو الذي أخرجه من قلايته وأوقفه على جبل الستوريون، وأراه مركبات روحية تبدو منطلقة نحو السماء، وسمع صوتًا يقول له: “الله يستدعيك كما استدعى إيليا”، فصدق الرؤيا وانطلق إلى المركبة لترتفع به ثم تتلاشى خيالاتها، فيسقط من علو شاهق ويتحطم تمامًا، فصار عبرة لكل من يسلك بغير مشورة، وبلا تمييز، طالبًا مجد ذاته الأرضي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إريانا والي أنصنا الشهيد | الولادة: – الوفاة: 305 التصق اسم إريانا بدقلديانوس، فكان الأخير قد عُرف بشراسته في اضطهاد المسيحيين، فإن والي أنصنا بصعيد مصر (بجوار ملوي) في عصر دقلديانوس، قد عُرف بتفننه في تعذيب المسيحيين لا على مستوى صعيد مصر وإنما امتدت شهرته إلى خارج مصر، فكان الولاة يرسلون إليه من يرغبون في تعذيبه. ذكر اسم إريانا كوالي قاسي في سير كثير من الشهداء، ولا نعرف ما كان يختلج نفسه أمام هؤلاء الجبابرة الذين كان أغلبهم يقابل الموت بتهليل وفرح. لكن ما لا نستطيع إنكاره أنه قد صغر جدًا في عيني نفسه وأدرك قوة الشهداء لذلك اجتذبته نعمة الله لا للإيمان فحسب وإنما للاستشهاد أيضًا. في إحدى المرات إذ كان يستعذب عمليات التعذيب صوب سهمه ضد فليمون زمار أنصنا الشهير الذي قبل الإيمان المسيحي وتحول عن وثنيته إلى الشهادة للحق. فارتد السهم على إريانا فأصاب عينه، فكان يصرخ مجدفًا على الله. في هدوء سأله فليمون أن يذهب إلى قبره بعد استشهاده ويضع من التراب على عينيه ويدلكها به باسم السيد المسيح. وبالفعل إذ قطع إريانا رأس فليمون اشتد به الألم جدًا، فتسلل في الفجر إلى المقبرة وتمم ما قاله له فليمون فانفتحت عينه. دخل إريانا مدينة أنصنا Antinopolis، وبجرأة فتح السجون لينطلق المعترفون منها وكان يشهد لمسيحهم… وكان الإمبراطور في ذلك الوقت يزور الإسكندرية، فسمع بما فعله إريانا ولم يصدق الخبر، فأرسل أربعة رجال من الحرس يتحققون الخبر ويأتون به إليه. دفع إريانا للحرس ذهبًا ليسمحوا له بزيارة مقبرة القديسين فليمون الزمار وأبولينوس، وهناك سمع صوتًا يصدر عن رفاتهما يشجعه على الاستشهاد، فانطلق مع الحرس مملوءًا بنشوة الفرح السماوي. التقى بالإمبراطور دقلديانوس، وأعلن أمامه رفضه للعبادة للإله أبولو، فما كان من دقلديانوس إلا أن أصدر أمره بحفر بئر يلقونه فيها ويردمون عليه، وكان الجند يرقصون حول البئر، قائلين: لنر إن كان مسيحه يأتي ويخلصه!. لم يصدق دقلديانوس ما يجري حوله، كيف يتحول إريانا إلى الإيمان المسيحي؛ وفيما هو مرتبك نفسانيًا إذا به يرى إريانا أمامه في حجرة نومه فخاف جدًا، إذ ظنه جاء ينتقم منه. وإذ وجده هادئًا سلمه للجند الذين لما رأوه وأمسكوا به وتحققوا من شخصه بعد الردم عليه آمنوا بمسيحه، خاصة أنهم رأوا إريانا يتعجل الإمبراطور أن يسرع ويقتله لكي ينطلق إلى السماء. طُرح إريانا والجند الحراس الأربعة في البحر عند طرف جزيرة لوقيوس، لكن أجسادهم طفت عند شاطئ إيلوزيس، حيث حملها بعض خدام إريانا واهتموا بدفنها، وكان ذلك حوالي عام 305 م.، وقد ظهرت منها آيات كثيرة. تحتفل الكنيسة بعيد استشهاده في الثامن من برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرنبيوس المدافع | الولادة: – الوفاة: 330 أرنوبيوس هو أحد المدافعين عن الإيمان المسيحي ضد الوثنية هو أرنوبيوس. وُلد من أبوين وثنيين وتربى بفكر وثني، اشتهر بتعليم البيان في مدينة سيكة Sicca بأفريقيا، وكان مناضلًا ضد المسيحية. لكنه إذ كان جادًا في معرفة الحق سحبه روح الله من المقاومة إلى عشق الإيمان المسيحي، ودفاعه عنه حتى تنيح عام 330 م. جاء في كتابات القديس جيروم أن الأسقف الذي قبل أرنوبيوس وعمده تشكك في أمر إيمانه عندما طلب الانضمام للكنيسة، فسأله كموعوظ أن يثبت صدق إيمانه، فكتب أرنوبيوس دفاعًا عن المسيحية في سبعة أجزاء هي “Adversus Nationes”، ترجمته الحرفية “ضد الأمميين”، وقد جاء في جوهره هجومًا ضد الوثنية أكثر منه دفاعًا عن المسيحية. من أهم تلاميذه لكتنتيوس Lucius Lactantius الذي عرف بفصاحته في اللاتينية حتى دعي شيشرون النصارى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إرميا الراهب بالمنوفية | الولادة: – الوفاة: – نُفي أناستاسيوس قبل توليه الملك إلى مصر، وكان مقيمًا في مركز منوف حيث كان له أصدقاء كثيرون. وحدث أن أحد الأعيان أشار إليه بزيارة راهب تقي يدعى إرميا يقيم في أحد البلاد بالقرب من منوف ليدعو له بالخير. فزاره ومعه صحبة من أصدقائه، وإذ طلب الكل من الراهب أن يباركهم بارك كل واحد ببركة خاصة ماعدا أناستاسيوس، فحزن الرجل جدًا وقال لأصدقائه لعل الرجل قد عرف خفاياي السيئة فلم يباركني، وعبثًا حاول أصدقائه إراحته، فذهبوا إلى الراهب إرميا يخبرونه بالأمر. استدعى الراهب إرميا أناستاسيوس، وقال له أمام ثلاثة من أصدقائه بأنه رأى يد الله مرفوعة فوق رأسه فلم ير ما يجعله يباركه بعد الله، ثم أوصاه قائلًا: “الله الذي عينك لمنصب الملك يطلب منك أن تعيش صالحًا بعيدًا عن الأفعال الرديئة، ولا توافق على أنصار مجمع خلقيدونية…” تمت نبوة الراهب وجلس أناستاسيوس إمبراطورًا عام 491 م.، وقد أحسن معاملة كنيسة مصر، وكانت أيامه سلامًا، إذ استراحت كل الكراسي بلا نزاع، غير أن بعض أتباع كرسي روما كانوا غير مستريحين لذلك، وقد قام رجل يدعى وبطاليانوس يدّعي الغيرة على قرارات مجمع خلقيدونية وجمع حوله كثيرين وحاول اغتصاب العرش من أناستاسيوس لكنه انهزم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرمانيوس الأب | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف عنه شيئًا إلا ما ورد عنه في بستان الرهبان بخصوص نصيحته للإخوة عن الحياة المملوءة سلامًا بينهم. لقد سألوه: كيف يليق بنا أن نتدبر حياتنا؟ أجابهم الشيخ: “لا أتذكر إني سألت إنسانًا في وقت من الأوقات أن يعمل شيئًا ما لم أسبق واضع في ذهني أنني لا أغضب إن خالفني الأمر ولم يعمل بما قلته له. وهكذا عشنا عمرنا كله بسكون وسلام”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أركاديوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – قصة استشهاده تمثل حياة المؤمن الذي يرى الضيق حالًا فيهرب، لا لكي يُحرم من حمل الصليب، وإنما كي لا يدخل بنفسه في التجربة، مادام لم يُدع للاستشهاد بإعلان واضح، وربما يخشى لئلا يضعف. لكن الله تمجد فيه بقوة فجعله مثالًا حيًا لاحتمال عذابات وحشية لا يمكن للطاقة البشرية أن تحتملها، معلنًا ما سبق فقيل للرسول بولس: “قوتي في الضعف تكمل”. استشهد هذا القديس في شمال أفريقيا حوالي عام 260 م. إذ اشتد الاضطهاد في حكم جالينوس، في شمال أفريقيا، اختفى أركاديوس الذي كان قد جاء هاربًا من قيصرية خشية عدم الثبات أمام العذابات. إذ لم ينظره الوالي يذبح للأوثان صار يبحث عنه فلم يجده، فأمسك الجند بأحد أقربائه كان بمفرده في بيت أركاديوس. سمع أركاديوس عن قريبه المقبوض عليه فخرج من المخبأ وسلم نفسه حتى لا يتعرض قريبه للعذابات بسببه. وإذ أمره الوالي أن يبخر للأوثان رفض، فأصدر الوالي أمره أن يقطع أعضاء جسمه جزءًا فجزءًا، فصاروا يبترون “عقلة” فعقلة لأصابعه، ثم بتروا كفيه ثم قدميه. وإذ كان يصلي ممجدًا الله قطعوا لسانه، فتحول إلى بدن بلا قدمين ولا ذراعين، غائص في بركة من الدماء حتى أسلم الروح، فجاء بعض المؤمنين وجمعوا الأعضاء المبعثرة مع البدن وحملوها بوقار، ممجدين الله الذي يهب شهداءه قوة واحتمالًا كهذا. ويعيد له يوم 12 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أركانيوس والي سمنود الشهيد | الولادة: – الوفاة: – مع الشهيد يوليوس الأقفهصي إذ أعطى الله نعمة ليوليوس الأقفهصي أحد أثرياء الإسكندرية في عينيّ أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يتمم رسالته ألا وهي الاهتمام بأجساد الشهداء وكتابة سيرهم، لم يحرمه الله من الدخول في طغمة هؤلاء الشهداء القديسين. فبعد موت دقلديانوس هدأت موجة الاضطهاد العام لكن لم يكن بعد قد صار قسطنطين مسيحيًا، فكان بعض الولاة يمارسون الاضطهاد بصفتهم الشخصية. ظهر السيد المسيح للقديس يوليوس وأمره بالذهاب إلى أركانيوس والي سمنود ويعترف بالسيد المسيح. انطلق في الحال إليه وأعلن إيمانه، فصار الوالي يعذبه والرب ينقذه. أخيرًا جاء به إلى هيكل ضخم للأوثان يخدمه أربعون كاهنًا وصار يلاطفه ويسأله أن يقدم بخورًا. صلى القديس إلى الله بحرارة، فانشقت الأرض وابتلعت الأوثان بكهنتها. ارتعب الوالي جدًا، وسأل القديس عن إلهه فآمن هو وبعض أفراد حاشيته. اشتهى والي سمنود أن يتمتع بإكليل الشهادة مع يوليوس، فذهب الاثنان إلى والي أتريب (خرائبها تسمى تل أتريب بجوار بنها)، واعترفا بالسيد المسيح، وتعرضا لعذابات كثيرة. إذ كان الوثنيون يستعدون للاحتفال بعيد لأحد آلهتهم بهيكل أتريب، زينوه وأشعلوا المصابيح، وصار الكل في فرح. وإذا في منتصف الليل إذ كان القديسان يوليوس وأركانيوس يصليان أرسل الرب ملاكه لينزع رؤوس التماثيل ويحطم زينتها ويلطخها بالسواد، وفي الصباح جاء الوثنيون بثيابهم المزركشة للعيد فرأوا هذا المنظر. إذ شاهد والي أتريب ذلك آمن بالسيد المسيح، وانطلق مع القديسين إلى طوة (بمركز ببا محافظة بني سويف) حيث التقوا بالوالي الكسندروس ليكرزوا له فرفض، وأراد إرسالهم إلى الإسكندرية لمحاكمتهم هناك حتى لا يحدث شغب وسط الشعب بسبب مكانتهم، لكنهم طلبوا منه أن يحاكمهم، وبالفعل استشهد الثلاثة وأيضا معهم كثيرون، وكان ذلك في 22 من توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرشليدس القديس | الولادة: – الوفاة: – في روما نشأ يوحنا وزوجته شندوانا أو أرسكلاديا Arsikladia في روما في حياة تقوية مقدسة، وقد طلبا من الله أن يهبهما طفلًا مباركًا، فأعطاهما أرشليدس الذي ربياه تربية مسيحية تقوية. إذ بلغ أرشليدس السادسة من عمره توفي والده فاهتمت والدته به، واستدعت له معلمًا من روما يسمى ثاوفيلس يهتم بدراسة الكتاب المقدس والحكمة المسيحية. فنشأ الصبي تقيًا، ناجحًا في حياته، وإذ كبر دخل الجندية وصار ضابطًا مرموقًا. أرادت الأم أن يستكمل الابن دراسته في أثينا ليعود فيتزوج، فوافق أرشليدس على السفر للدراسة وإن كان قد رفض فكرة الزواج. انطلق إلى أثينا ومعه شابان ليخدماه، لكن السفينة توقفت في إحدى المواني ونزل أرشليدس وزميلاه إلى الشاطئ ليجدوا أمامهم جثة إنسان غريق قد قذفته الأمواج إلى البر، عندئذ صار أرشليدس يفكر في زوال هذه الحياة مقررًا أن يترك كل شيء ويترهب. وبالفعل قدم لكل شاب خمسين قطعة ذهبية وطلب منهما ألا يخبرا والدته بشيء، أما هو فعوض ذهابه إلى أثينا انطلق إلى فلسطين. في فلسطين في فلسطين ذهب إلى أحد الأديرة كانت تحت رعاية راهب يدعى “رومانُس” التقى أرشليدس بالرئيس الراهب وتحدث معه، فشعر الرئيس بنعمة الله العاملة في أرشليدس، فقبله بعد أن أظهر له صعوبة طريق الرهبنة، وقدم له قلاية منفردة. إذ جاء وقت الطعام اعتذر أرشليدس إنه لم يعتد أن يأكل خبزًا قط، بل يكتفي بقليل من الحبوب والبقول، كما لاحظ عليه الرهبان نعمة الله حالة عليه، فأحبه الجميع، وكانوا يستشيرونه. الأم الحائرة انقطعت الأخبار عن الأم فقلقت واضطربت، وصارت تسأل عنه بدموع في أثينا فلم تستدل عليه. أشار عليها البعض أن تفتح بيتها لإضافة الغرباء، لعلها تستطيع أن تستدل عليه من أحدهم، ولكن مرت الأيام ولم تعرف عنه شيئًا، ولم تستطع أن تتعزى، حاسبة نفسها أنها قد دفعته للموت بيديها إذ حثته على ترك الجندية والسفر إلى أثينا للمزيد من العلم. في أحد الأيام إذ استضافت بعض التجار الغرباء من فلسطين، وقد رأوا إنسانًا يصرعه شيطانًا، صاروا يتحدثون فيما بينهم أنه يلزم إرساله إلى فلسطين في دير الأب رومانس ليصلي عليه الراهب أرشليدس فيشفى. وكانوا يتحدثون عن هذا الراهب وعمل الله معه، والأم تنصت حتى وإذ أدركت من حديثهم أنه ابنها سألتهم أن يخبروها عن طريقة لتذهب إليه فتشفى من علة في جسدها، أصابتها منذ اثنتي عشرة سنة، وقد فشل الأطباء في علاجها. أجابها أحدهم أن الطريق شاق والمسافة طويلة، لكنها أصرت أن تعرف مكانه لتراه، فأجابها أنه لا يرى وجه امرأة إنما يكتفي بالصلاة على زيت يرسله للمريضة فتدهن به نفسها فتبرأ. جمعت الأم كل أموالها وانطلقت بها إلى أسقف روما تقدمها له وهي تقول له أن الله سمع صلاتها وأرشدها إلى ابنها الذي صار راهبًا بفلسطين، وأنها قد عزمت على الذهاب إليه، وها هي تترك كل ممتلكاتها بين يدي الأسقف للتصرف فيها، والصلاة من أجلها. لقاء مع الابن سافرت الأم إلى فلسطين وعانت الكثير حتى بلغت دير الأب رومانُس، وقد نسيت كل تعب أمام بهجتها برؤية ابنها. قرعت باب الدير وإذ التقت بالراهب المسئول عن الباب طلبت مقابلة الراهب أرشليدس، فاعتذر لها أنه لا يقابل امرأة قط. توسلت إليه أن يذهب ويخبره هكذا: “هوذا أمك واقفة على الباب تريد أن تراك قبل موتها”. ذهب الراهب يخبر أرشليدس بالأمر فحارت نفسه فيه، ثم ركع يصلي طالبًا العون من الله إذ قد وعد الله ألا يرى وجه امرأة قط. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ثم سأل الراهب أن يذهب إليها ليقول لها أنه لا يستطيع رؤيتها، وإن أرادت فلتترهب هي بأحد أديرة النساء. أجابته الأم “قل له: لقد عانت أمك من مشاق الطريق وما لاقته من أهوال البحر؛ كما أنها هي التي أنجبتك وتعبت في تربيتك ليلًا ونهارًا. ليتك تستجيب لتضرعي وتسمح لي بدقائق أقضيها معك، فأنت عزائي وسلوتي وقلبي”. أخبر الراهب الأب أرشليدس بكلمات أمه، فسأله أن يخبرها بأن الرب سيعوضها عن تعبها لكنه لن يحيد عن عهده مع الرب، وإذ لم تسترح الأم، أجابته أنه إن رفض مقابلتها فستذهب إلى البرية وتترك نفسها للوحوش ويُطلب دمها منه. لم يحتمل الأب أرشليدس هذه الكلمات فطلب من الراهب أن يسمح لها بالدخول، وكانت عيناه تزرفان الدموع. ركع أرشليدس ليصلي طالبًا من الله ألا يتخلى عنه، وأن يأخذ نفسه في يديه ليلتقي معه، وإذ دخلت الأم على ابنها وجدته قد فارق الحياة، فبكت بمرارة نادمة على إلحاحها في مقابلته وسألت الرب أن يأخذ نفسها مع ابنها، وبالفعل ركعت الأم بجوار جسد ابنها لتُسلم الروح. اجتمع الرهبان حول الأب أرشليدس وأمه ليسمعوا من الراهب المسئول عن الباب ما قد جرى، وكانت دموعهم لا تتوقف من أجل هذا الأب العجيب في محبته لله. وإذ أرادوا دفن الجسدين اختلف الرهبان فيما بينهم إن كانوا يدفنونهما معًا أم لا. وإذ هم يتباحثون في الأمر سمعوا صوتًا يخرج من جسد القديس أرشليدس، يقول: “أسألكم يا أخوتي أن تجعلوا جسدي مع جسد أمي، لأني لم أسمح لها برؤيتي ونحن في الجسد، أما الآن وقد خرجت من هذا العالم فاتركوا الجسدين معًا”. تعيد الكنيسة بتذكار نياحتهما في 14 من شهر طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرشيلاوس البابا الثامن عشر | الولادة: – الوفاة: 311 وُلد أرشلاوس (أرشيلاوس أو أخيلاس) بالإسكندرية، وقد اتسم بالحياة التقوية المقدسة بجانب نبوغه وعلمه، فسامه البابا ثأونا قسًا وسلمه رئاسة مدرسة الإسكندرية. تتلمذ القديس بطرس خاتم الشهداء في المدرسة أثناء مدة رئاسته لها، ولما سيم بابا الإسكندرية (17) أخذ أرشلاوس والكسندروس تلميذين له. وعندما أُلقي في السجن استدعاهما وأخبرهما بأن أرشلاوس القس يكون خلفًا له ومن بعد ألكسندروس، وحذرهما من المبتدع آريوس، إذ قال لهما أنه يمتنع عن قبوله ليس عن قسوة من جانبه، ولكن لأن آريوس منكر لاهوت المسيح مخادع، فقد ظهر له السيد المسيح في السجن مشقوق الثوب، ولما سأله عن سبب ذلك أجابه أن آريوس قد مزق ثوبه فلا يقبله. لما جلس أرشلاوس على الكرسي بعد البابا بطرس توسل إليه آريوس ليعيده إلى شركة الكنيسة، وإذ تظاهر بالندامة على ما فرط منه نسى وصية سلفه وقبله في الشركة، بل وسامه قسًا، فكان آريوس نكبة على الكنيسة في العالم كله شرقًا وغربًا. لم تدم رئاسته غير ستة شهور، إذ تنبح في 19 بؤونة حوالي سنة 311 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرشلاوس القديس | الولادة: – الوفاة: – كتب لنا عنه القديس جيروم في كتابه “مشاهير الرجال”. أرشلاوس هو أسقف كاشكار Kashkar في بلاد ما بين النهرين، عُرف بقداسته وعلمه، له كتاب يحوي محاورة بينه وبين الهرطوقي ماني الذي من بلاد فارس، هذا الذي أقام بدعة “المانية”، سبق لنا الحديث عنها في مقدمة هذا الكتاب. وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اليونانية، وكان مشهورًا جدًا في أيام القديس جيروم. أما قصة هذا الكتاب فهو أن رجلًا سريانيًا مارس المسيحية عمليًا فعتق جميع العبيد المسيحيين، إذ شعر أن العبودية تتنافى مع الحياة الإيمانية، ولعل هذا التصرف كان شائعًا لدى كثير من السادة الذين يقبلون الإيمان المسيحي، إذ لا يحتملون مذلة أخ لهم في الإنسانية بعد تلامسهم مع محبة الله الفائقة التي ترفعهم إلى البنوة لله، فيقومون بتحرير عبيدهم، وإذ كان الكثيرون يريدون العمل لديهم يقبلونهم كعمال بروح الأخوة الإنسانية. هذا لم يحدث بأوامر وقوانين كنسية، وإنما كان يتم خلال عمل الروح القدس في حياة المؤمنين الحقيقيين. إذ سمع ماني عن هذا الرجل السرياني مارسيليوس أرسل إليه يهنئه على تصرفه المملوء حبًا، وكان يقصد بذلك أن يستميله إلى هرطقته. ولكن مارسيليوس أرسل إلى أسقفه أرشلاوس يخبره بالأمر، وهنا تدخل الأسقف ليكشف أخطاء ماني، وتم حوار مكتوب بين الأسقف وماني. يحتفل الغرب بعيد نياحة هذا الأسقف في 26 من شهر ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسطو المدافع المسيحي | الولادة: – الوفاة: – يبدو أنه أول مسيحي دافع عن المسيحية ضد اليهود كتابة، وقد جاء دفاعه (حوالي عام 140 م) في شكل حوار بين جاسون المسيحي من أصل يهودي وبابيسكوس Papiscus يهودي إسكندري، ولا نعرف إن كانت هاتان الشخصيتان حقيقيتين أو رمزيتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسفيوس وأركياس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – استشهدوا مع عدد كبير من الشهداء في مدينة أسيوط حينما أُقتيد القديس أبسخيرون إلى أنصنا ليعذبه إريانا الوالي، لكنه إذ لم يكن هناك اُقتيد إلى أسيوط حيث كانا إريانا يعذب المسيحيين هناك. كان مع إريانا والي أنصنا مكسيماس (والي أسيوط في الغالب)، وقد أمر الأخير بربط الأخين أرسيفيوس وأركياس إلى خلف وجلدهما بالسياط، ثم يمضوا بهما إلى الجهة البحرية من المدينة وتُدق لهما أوتاد في الأرض ويربطونهما فيها بقوة ويظلا معذبين حتى يطيعا ويبخرا للأوثان. قبِل الأخان العذابات بفرح وتهليل ولم يسمعا لرسل الوالي، بل رفضا تقديم البخور. أمر الوالي أن يُحملا إلى مستوقد حمام، وقد قام الجنود لإحضار القديسين فوجدوهما قد أسلما الروح وسط الآلام، ونالا إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسطوبولس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين رسولًا الذين انتخبهم السيد المسيح وأرسلهم للكرازة قبل آلامه، وقد نال مع التلاميذ مواهب الروح المعزي Pi`pneuma `mparaklhton وصحبهم وخدمهم ونادى معهم بالبشارة المحيية وردَّ كثيرين إلى طريق الخلاص، فآمنوا بالسيد المسيح فعمدهم وعلمهم الوصايا الإلهية. وأقامه التلاميذ أسقفًا على أبريطانياس، فمضى إليها وبشر أهلها ووعظهم وعمدهم وصنع آيات كثيرة. وقد نالته إهانات عظيمة من اليهود واليونانيين وطردوه مرارًا عديدة، ورجموه بالحجارة. وقد ذكره بولس الرسول في رسالته إلى رومية الإصحاح السادس عشر آية رقم 10. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرستيديس المدافع المسيحي | الولادة: – الوفاة: – ارستيديس (أرسطيدس، أرسطيدوس، أريستيديس، أريستيدس) من رجال القرن الثاني، فيلسوف مسيحي ومدافع من أثينا. قرر يوسابيوس أنه قدم دفاعه لهادريان، ولو أن البعض يرى أنه قدمه لأنطونيوس بيوس. في دفاعه أوضح أن المسيحيين لهم إدراك لطبيعة الله بطريقة أكمل مما للبرابرة واليونان واليهود، وأنهم وحدهم يحبونه حسب وصاياه. دافع عن وجود الله وأبديته، كما شمل التماس وجهه إلى جميع الذين ليس لهم معرفة الله أن يقتربوا إلى الإيمان المسيحي ليكونوا مستعدين للظهور أمام قضاء الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرستون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في أيام دقلديانوس صدر الأمر باضطهاد المسيحيين. يروي لنا الكاهن يوليانوس كشاهد عيان للعذابات التي ذاقها أرستون وآمون ومارسيل وغيرهم من الشهداء بمدينة البهنسا (اكسيرهنخوس Oxyrhynchos.. دعيت هكذا على اسم نوع من السمك النيلي الذي كان أهل هذه المدينة يتعبدون له). استدعاهم والي المدينة ويدعى كلكيانوس إلى ساحة المحكمة، وفي ابتسامة تهكمية قال: “هاهم تابعوا البدعة المضللة، الرافضون لقوانين الإمبراطورية، والناقضون للعدالة، جاحدوا الديانة المقدسة التي لآلهتنا التي لا تموت!”. قابل المؤمنون هذا التهكم بهدوء شديد، وأجابوه بكل لياقة وأدب أنهم ليسوا أصحاب بدعة ولا هم بجاحدي العدالة، لكنهم لن يتركوا إلههم الذي يحبهم. عندئذ سألهم الوالي أن يتخلوا عن الكلمات الفلسفية برضائهم ويضحوا لإلهة الإمبراطورية حتى ينالوا كرامات ويحسبون له أصدقاء، فرفضوا تمامًا. أمر الوالي بتكبيلهم بالقيود في أيديهم وأرجلهم، وأن يلقوا في السجن حتى يراجعوا أنفسهم قبل ممارسة العنف والوحشية ضدهم. إذ اُستدعوا في اليوم التالي، حُملوا إلى ساحة الاستشهاد التي اكتظت بالجماهير الوثنية التي جاءت تتشفى برؤية المسيحيين تحت العذابات. رفع الوالي يمينه ليُسكت الجماهير الصاخبة، ووجه حديثه إلى أحد المسيحيين المقدمين للاستشهاد، ليقول له: “انظر يا مارسيل كيف قادتك حماقتك لتنطلق عليك وعلى زملائك الوحوش المفترسة فتُطحنون بأنيابهم. اهتم بحياتك واترك خرافاتك وأطع أوامر الإمبراطور مضحيًا، وإلا فإني أُشهد الآلهة التي لا تموت عليكم أنه لن يبقى من أجسادكم شيء فسأحرق ما يتبقى منكم بعد إطلاق الوحوش عليكم”. لم يبال هذا الرجل وزملائه بشيء من هذه التهديدات، بل أعلنوا قبولهم كل ألم من أجل مسيحهم. عندئذ صار الوالي يستهزأ بهم كيف يعبدون المصلوب الذي حكم عليه بيلاطس وقضيته قائمة ومسجلة في القصر الروماني، وإذ بدأ الشهداء يتحدثون عن الفداء والصليب حاول أن يوقفهم عن الكلام. أخيرًا إذ شعر الوالي أن كلامه لا يجدي أعطى الإشارة بفتح أبواب أقفاص الوحوش الجائعة، وبالفعل فُتحت لتنطلق أربعة من الدببة بسرعة رهيبة وتجري نحوهم في الساحة لترتمي عند أقدامهم وتلحسها، وكأنها تحولت عن طبعها الوحشي لتصير حملان وديعة. دُهشت الجماهير للمنظر، واغتاظ الوالي وحسب ذلك سحرًا فائقًا. أمر بإعداد أتون ضخم، وإذ ارتفع اللهب جدًا ألقي الرجال في وسطه فكانوا فرحين متهللين يسبحون الله، وخرجوا منه أكثر تعزية. أما الوالي فلم ينظر إلى عناية الله ورعايته لهم إنما حسب ذلك سحرًا. أمر بقتلهم وإلقاء جثثهم في النار، وقد جمع بعض المؤمنين ذخائرهم، استلمتها شماسة تقية تدعى “Yssicia إيسيكيا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس وفيليمون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – آمن القديسون أرسانيوس وفليمون والعذراء ليكية بالسيد المسيح على يديّ الرسول بولس حين كان في فريجية. في عيد أطاميوس دخل هؤلاء إلى البربا ينظرون بمرارة إلى النفوس العابدة للوثن، فاستدعاهم الوالي ورجم أرسانيوس كما عذب فليمون حتى أسلما الروح. تعيد لهما الكنيسة في 25 من أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس وأولوجيوس السوريان | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهادهما في 16 من شهر كيهك. وقد جاء في السنكسار القبطي، طبعة رينيه باسيه أن أولوجيوس وأرسانيوس كانا سريانيّ الجنسية، تركا بلادهما وجاءا إلى مصر كي لا ينكرا إيمانهما بالمسيح. وقفا للمحاكمة أمام الوالي (غالبًا والي أخميم) وقالا له أن هذه المرة هي المرة الثالثة يقفان فيها للمحاكمة من أجل السيد المسيح، وأنهما لن ينكراه. أمر الوالي أن تعلق الحجارة في عنقيهما، ويعلقان منكسين، ثم ربطوا حجارة في أرجلهما وألقوهما في النهر، وإذ بالحجارة تعوم ليجلس عليها الشهيدان ويعودا إلى البر. عندئذ أمر الوالي بقطع رأسيهما وهما معلقين من أقدامهما لينالا إكليل الاستشهاد. يوجد ديرهما في أخميم يسمى “دير الحديد”. معجزاتهما قيل أن راعي غنم جلس فوق تل بحري الدير على شاطئ النيل، وكان بغير حياء يزمر ويرقص، وإذ به يشعر كأن يدًا قد سحبته إلى النيل ليجد نفسه في مواجهة تمساح يفتح فاه ليبتلعه، فصرخ إلى الله طالبًا النجدة بشفاعة الشهيدين، وبالفعل اختفى التمساح، وأدرك أن ما حلّ به كان لاستهتاره وعدم توقيره للدير المقدس. إذ كانت سيدة منطلقة إلى الدير اعترض طريقها رجل أراد اغتصابها، وللحال ظهر ذئبان وكادوا أن يفترساه. صرخ إلى الله طالبًا شفاعة القديسين، فأنقذه الرب، وانطلق الرجل إلى الكنيسة بالدير يعترف بخطاياه مقدمًا توبة صادقة لازمته كل حياته. وتُعَيِّد لهما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 16 كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس مملوك سوسنيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في عهد دقلديانوس إذ تعرض رجل غني “القديس سوسنيوس” للعذابات، قيل للإمبراطور أن لهذا الرجل غلام مملوك لا يعبد الآلهة بل المسيح، فاستدعاه الإمبراطور وظن أنه يستطيع أن يؤثر على نفسية سوسنيوس بإلزام الغلام المملوك بإنكار الإيمان، لكن الأخير قبل الآلام بفرح فكان سبب تعزية لسيده واضطر الإمبراطور وقد شعر بالخزي أن يأمر بضرب عنق أرسانيوس، وكان ذلك في 18 من شهر برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرسانيوس معلم أولاد الملوك | الولادة: 354 الوفاة: 440 تحتفل الكنيسة بعيد نياحة القديس أرسانيوس في 13 من شهر بشنس. وُلد في روما حوالي عام 354، نال ثقافة عالية كما كان من الأشراف، قيل أنه سيم شماسًا. سلمه ثيؤدوسيوس الأول بالقسطنطينية أبنيه ليتتلمذا على يديه، وهما هونوريوس الذي صار إمبراطورًا للغرب وأركاديوس الذي صار إمبراطورًا للشرق بعد موت أبيهما. كان الفيلسوف يسأل الله: “عرفني يارب كيف أخلص؟” فجاءه يومًا صوت يقول له: “يا أرساني اهرب من الناس وأنت تخلص”. وبالفعل سافر إلى الإسكندرية ومنها إلى الإسقيط بوادي النطرون، حوالي عام 400 م. رآه القديس مقاريوس محبًا للهدوء فأعطاه قلاية (حجرة لراهب) خارج الدير، ولم يبق القديس مقاريوس إلا أيام وتنيح. عاش كمتوحد يعشق الهدوء والسكون، يكرز بصمته ودموعه مع صلواته وتواضعه، وفي عام 434 إذ حدثت الغارة الثانية على الإسقيط انتقل إلى طرة ثم كانوبيس بجوار الإسكندرية وعاد إلى جبل طرة حيث تنيح حوالي عام 440 م. سار أرسانيوس في حياة القداسة واشتهر بتواضعه، فكان يجلس عند قدمي أحد الرهبان الأميين يتتلمذ له، وقال: “إني درست اللاتينية واليونانية، أما ألفا فيتا التي يعرفها هذا المصري الأمي فلم أتقنها بعد”. إذ جلس يضفر الخوص (السعف) تنساب دموعه من عينيه حتى تساقط شعر جفونه من كثرة البكاء، وكان في الصيف يبلل السعف بدموعه، وكان يضع منشفة على حجره تتساقط عليها الدموع أثناء عمله. يظهر مدى عشقه لحياة الوحدة في شيء من الحزم لما جاءه البابا ثاوفيلس ومعه حاكم، يسأله كلمة منفعة. إذ صمت قليلًا طلب منهما أن يعداه بممارسة ما يقوله لهما، ولما وعداه، قال لهما: “إن سمعتما عن أرساني في موضع ما فلا تذهبا إليه”. مرة أخرى أرسل إليه البابا يستأذنه بالحضور، فبعث إليه القديس أرسانيوس الرسالة التالية: “إن جئت فتحت لك، وإن لم أفتح للكل فلا أستطيع أن أعيش بعد هنا”. لهذا لم يذهب البابا إليه حتى لا يقطع خلوته، حيث قال: “إن مضينا إليه، فكأننا نطرده، فالأفضل ألا نمضي إليه”. سأله الأب مرقس: “لماذا تهرب منا؟” أجاب: “الله يعلم إني أحبكم، ولكنني لا أستطيع أن أكون مع الله والناس (كمتوحد). ألوف وربوات السمائيين لهم إرادة واحدة وأما الناس فلهم إرادات كثيرة. لهذا لا أقدر أن أترك الله وأصير مع الناس”. قال للأب دانيال إنه يقضي الليل كله ساهرًا، وفي الصباح المبكر إذ تلزمه الطبيعة بالنوم، يقول للنوم: “تعال أيها العبد الشرير”، ثم يجلس ليختطف قليلًا من النوم ويستيقظ. قيل أن أخًا غريبًا جاء إلى الكنيسة بالإسقيط وطلب أن يبصر القديس أرسانيوس، وقد رفض أن يأكل شيئًا حتى يراه. وإذ أرسل معه أب الرهبان أخًا التقيا مع القديس الذي بقى صامتًا حتى خجل الأخ الغريب واستأذن لينصرف، ثم عاد يطلب الالتقاء مع القديس أنبا موسى الذي كان قبلًا لصًا، فالتقى به بفرح وعزاه بكلمة الله ثم صرفه. قال له الأخ الذي رافقه: “ها قد أريتك الأجنبي والمصري، فمن من الاثنين أرضاك؟!” أجابه قائلًا: “المصري”. وإذ سمع أحد الإخوة ذلك صلى إلى الله، قائلًا: “اكشف لي هذا الأمر يا رب، فإن واحدًا هرب من الناس لأجل اسمك، والآخر يقبلهم بأذرع مفتوحة لأجل اسمك أيضًا.” وإذ ألح في الصلاة رأى سفينتين عظيمتين في نهر، ورأى الأنبا أرسانيوس مع روح الله يبحر بواحدة في هدوء كامل، وفي الأخرى الأنبا موسى مع ملائكة الله يأكلون كعك عسل. حقًا ما أحوجنا إلى أُناس كأرسانيوس يحملون الحياة الملتهبة المقدسة كسّر بركة للكنيسة، يخدمونها بصلواتهم المستمرة وفكرهم في الرب غير المنقطع. يتكلمون بالصمت ما هو أقوى من الكلام، كما نحتاج موسى العامل يبسط ذراعيه للنفوس المنهارة ليشددها بالرب ويضمها بالروح القدس لتأكل وتشبع من دسم بيت الرب! حقًا لقد اتسم القديس أرسانيوس بالحزم الشديد في وحدته، حتى وبخ إحدى الشريفات القادمة من روما لتزوره، قائلًا: لها أنه ما كان يليق بها أن تجول البحر والبر لتراه، وإنما كان يلزمها أن تقتدي به إن أرادت، فبحضورها تحول البحر طريقًا للنساء يأتين لزيارته. بل وحينما سألته أن يذكرها في صلواته، أجابها أن يصلي لكي يمحو الله من قلبه خيالها واسمها وذكرها وفكرها، هذا كله مع ما فيه من قسوة ظاهرة أتعبت المرأة إلى حين إنما فعله لا عن كراهية ولا عن ضيق قلب وإنما ليغلق باب الزيارات عليه إذ كان معروفًا في روما، وخشي وأن تقتدي شريفات روما بها فتتحول حياته إلى مجاملات ومقابلات كثيرة يفقد خلالها هدوءه. لكن كما قال لها البابا ثاوفيلس إنه بلا شك سيصلي لأجلها، فهو صاحب قلب كبير متسع. هذا يمكننا أن نلمسه مما قاله عنه تلميذه دانيال أنه كان دائم البشاشة وسط دموعه. وكأن صمته ووحدته ونسكه لا يحمل كبتًا بل فرحًا، ولا يخفي فراغًا بل شبعًا. كان صاحب القلب الكبير المتسع حبًا لله والناس. هذا ما قد انعكس على وجهه وملامحه، فصارت صورته شهادة حق لعمل النعمة الخفية فيه أكثر من الكلام والعظات. من كلماته المأثورة: تأمل يا أرساني فيما خرجت لأجله! إن طلبنا الله يظهر ذاته لنا، وإن أمسكنا به يبقى ملاصقًا لنا. كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرساكيوس المعترف | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا المؤرخ الكنسي سوزومين Sozomen، من رجال القرن الخامس (في بدايته) قصة المعترف أرساكيوس الذي يحتفل الغرب بعيده في 16 أغسطس، وقد تنيح عام 358 م. نشأ أرساكيوس في بلاد فارس، وقد صار جنديًا مناطًا بتدريب أسود الإمبراطور، وفي أيام حكم ليسينيوس Licinius احتمل الآلام بفرح من أجل إيمانه بالسيد المسيح، وترك الجندية. ذهب إلى نيقوميديا عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وعاش يمارس الحياة الرهبانية، بكل تقوى وحب. وهبه الله عمل المعجزات والأشفية وإخراج الشياطين، ذكر بعضها المؤرخ سوزومين نقلًا عن أناس موثوق بهم أخبروه بأنهم سمعوا ذلك عمن شاهد عيانًا القصص التالية: في إحدى المرات أصيب إنسان بروح شرير، وكان ثائرًا للغاية، أمسك سيفًا وانطلق إلى سوق المدينة، فأحدث شغبًا، وكان الكل يهرب من أمامه. فانطلق إليه القديس وقابله، وإذ صلى خرج الروح الشرير، وألقى عنه السيف وصار هادئًا. جاءه قوم كانوا مضطربين لأن بعض الزواحف القاتلة تهددهم، فذهب معهم إلى حيث توجد هذه الزواحف، وصلى فماتت وفرح الناس. ظهرت له رؤيا سماوية تعلن له أن خرابًا شديدًا يحل بالمدينة فأسرع إلى الكنيسة والتقى بالكهنة يطلب إليهم بغيرة أن يصرخوا لله كي يرفع غضبه فصاروا يسخرون بكلماته. أخذ ينادي بالخروج من المدينة، فتطلع الغالبية إليه بهزء. وإذ خرج هو إلى خارجها حيث كان يقطن، انبطح على الأرض بدموع يصلي، سائلًا الله أن يأخذ نفسه ولا يرى بعينيه الهلاك المدمر، في الحال حدث زلزال قوي دمر المدينة واشتعلت النيران التي كانت في أفران الحمامات العامة وأفران بعض الصناعات لتحول المدينة إلى كتلة لهيب متقد… وكان الناس في ذعر شديد… والذين خلصوا هربوا مسرعين إلى حيث يسكن هذا التقي، فدخلوا مسكنه ليجدوه ساجدًا يصلي وقد أسلم الروح. هذا التصرف الأخير… اشتياقه أن يموت ولا يرى ما يحل باخوته في المدينة بالرغم من شرهم واستهزائهم به وبتحذيراته إنما يكشف عن مشاعر المؤمن المرهفة وقلبه المحب الذي لا يحتمل أن يرى آلام الآخرين وضيقهم. هذا هو روح الرسول بولس، القائل: “من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا التهب”. (2كو 11: 29). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرداليو الشهيد | الولادة: – الوفاة: 300 استشهد أرداليو حوالي عام 300 م. وكان ممثلًا يستخدمه الوالي لتقليد المسيحيين كنوع من السخرية، وكان هذا الأمر شائعًا. إذ قام بدور شهيد وكان المشاهدون يصفقون لإتقانه الدور الذي مثله كمسيحي أمام القاضي، صرخ بصوت عالِ: “ليعلم جميعكم إني لست أتكلم هزلًا”، فدهش الحاضرون لعمل نعمة الله الخفية فيه. أُقتيد إلى القاضي حيث أمر بحرقه يوم 14 إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرتيميوس الأفغنسطي | الولادة: – الوفاة: 363 اختلفت الآراء في شخص أرتيميوس، فقد كان رجلًا تقيًا ومن الأشراف، خدم المملكة الرومانية بإخلاص ودراية في أيام قسطنطين وأولاده من بعده، وتقدم في الوظائف السامية حتى نال رتبة “أفغسطي” وهو لقب خاص بمن يتولى ولاية مصر. يبدو أنه قد تأثر جدًا بالأريوسيين لذلك عندما اغتصب جورج الكبادوكي البطريركية بالإسكندرية وهرب القديس البابا أثناسيوس كان من واجب أرتيميوس أن يسعى وراءه ويبحث عنه في الأديرة والبراري بمصر، كما اضطهد الكنيسة الأرثوذكسية بمصر بعنف شديد. يرى البعض أنه مما يغفر له ذلك هو أنه عندما تولى يوليانوس الجاحد العرش وأخذ يضطهد كنيسة الله، وأثار اليهود على المسيحيين، وأراد أن يبعث الوثنية من جديد، كان أرتيميوس قد اعتزل وظيفته وأضحى شيخًا طاعنًا في السن، فذهب إلى الإمبراطور الفتى وصار ينصحه أن يكف عن تصرفاته هذه، فغضب عليه الإمبراطور وسلمه للجند يسخرون به ويذلونه، ويجلدونه. وأخيرًا أمر بضرب عنقه، وكان ذلك في إنطاكية يوم 20 أكتوبر عام 363 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أرتيماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يعيد له الإيطاليون في نابولي Puteoli موطن الشهيد، يدعى أرتيماس Artemas وكان يُعرف خطأ بانتيماسيوس، ولا يُعرف تاريخ استشهاده. كان أرتيماس صبيًا تقيًا محبًا للسيد المسيح عاش في Puteoliجنوب إيطاليا. التحق بمدرسة رجل وثني يدعى كاثيجيتا Cathegeta. من فضلة القلب يتكلم اللسان، فقد ظهر سلوك الصبي مختلفًا عن بقية زملائه، فأحبوه وتعلقوا به، وإذ أعلن لزملائه عن إيمانه عرف أستاذه الذي صار يوبخه ويهدده بالعصا. في شجاعة قال الصبي: “إن كنت تضرب السياط فأنت لن تضرب إيماني العميق في داخلي”. اغتاظ المدرس وأمر التلاميذ أن يعاقبوه، هؤلاء الذين نشأوا على حب سفك الدم في الاستعراضات التي تقام في المسارح العامة. انهالوا عليه بأقلامهم الحديدية التي تستخدم للنحت على ألواح الشمع، وصاروا يطعنوه حتى مات. يُعيَد له في 25 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جايانا و رهيبسيمى والعذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 312 كانت رهيبسيمي عذراء من أصل شريف تعيش مع مجموعة من العذارى المكرسات تحت رئاسة جايانا في مدينة روما. وإذ عزم الإمبراطور دقلديانوس على الزواج، أرسل أحد رسّاميه إلى أنحاء روما ليرسم له البنات اللائي يتوسم أنهن مناسبات لهذا الشرف. استطاع هذا الرسام التسلل إلى منزل جايانا ورسم صور لبعض العذارى. وحين عاين الإمبراطور الصور وقع اختياره على رهيبسيمي لتكون له زوجة. وحين أُخبرت بأنها اختيرت لهذا الشرف رفضت هذا الاختيار. حين علم الملك برفضها طلبه أمر بإحضارها بالقوة، وحين مثلت أمامه اندهش من شدة جمالها وحاول ملاطفتها، فصدته بعنف حتى وقع على الأرض من شدة دفعتها، فللحال أمر بسجنها. في المساء استطاعت الهروب والرجوع إلى صديقاتها. أرسل الإمبراطور دقلديانوس إلى الملك تيريداتس Tiridates يطلب إليه أن يقتل جايانا، إذ شعر أنها تسند رهيبسيمي على الرفض، وأن يعيد إليه رهيبسيمي، إلا إذا كان يريد أن يستبقيها لنفسه. فأرسل الملك مندوبيه للبحث عنها وإحضارها بكرامة إلى قصره، ولكنها رفضت طلبهم وصلَّت إلى الله لكي يتركوها، وفى تلك اللحظة هبت عاصفة رعدية شديدة حتى فزعت الخيل وتشتت الجنود. عزمت جايانا على الهروب من روما مع بقية العذارى عالمة بما تتوقع أن تناله من أذى نتيجة لهذا الرفض. فهربن إلى الإسكندرية ومنها عبرن الأراضي المقدسة إلى أرمينيا، حيث استقروا في العاصمة وكن يدبرن معيشتهن بأعمال الخياطة. أرسل الملك جنوده للبحث عنهن وأمرهم بقتلهن، فعذبوا رهيبسيمى بتقطيع أطرافها وبتعذيبها بالنار حتى استشهدت، وبقية العذارى – وكان عددهن حوالي 35 – عذبوا حتى الموت، وكانت تلك المذبحة في يوم 5 أكتوبر من عام 312 م. بعدها بأسبوع نال الملك المتوحش عقابه، إذ أثناء صيده في الغابة تحول إلى صورة خنزير برى، ولم يشفه من حالته تلك سوى القديس غريغوريوس الأرمني الذي كان محبوسا في جب لمدة 15 سنة. وظهرت الشهيدات في رؤيا للقديس غريغوريوس بمدينة أشميازين Etshmiadzin ، وبُنيت حول الكنيسة الكبيرة هناك ثلاث كنائس في موضع استشهاد هؤلاء العذارى. العيد يوم 29 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إراسموس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أحد الشهداء المشهورين بسوريا والغرب القديس إراسموس Erasmus، وللأسف اختلف الدارسون في تاريخ حياته. إذ اندلع الاضطهاد انطلق هذا الأسقف إلى جبل لبنان ليعيش في مغارة، وكان الله يرسل له غرابًا يطعمه خبزة كل يوم. بأمر الإمبراطور دقلديانوس ألقي القبض عليه، حيث ضرب وألقي في قار يغلي، ولكن الرب حفظه من الأذى. ألقي في السجن وقيل أن ملاكًا حمله إلى إيطاليا بالقرب من بحيرة لوسرينو Lucrino. ألقي القبض عليه مرة أخرى، ووضع على كرسي حديد ملتهب نارًا، كما وضع في قزان زيت مغلي، وكان الرب يحفظه. رُبط القديس في فروع شجرة محنية وهو عارٍ، فتمزق، وخرجت أحشاؤه لينال إكليل الشهادة يوم 2 يونيو. حدث لبس بينه وبين بعض الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدوليوس الطرسوسي الراهب | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بَلاديوس أنه تعرف على الراهب أودوليوس أو أدلفيوس الطرسوسي في أورشليم، وهو غير الراهب أدلفيوس من أوائل رهبان نتريا الذي نفاه لوس الأريوسي مدّعي الأسقفية بتحريض الوالي فالنس إلى فلسطين مع الآباء إيسذورس وهيراكليدس وبموا وبيسمينوس وبفنوتيوس وآمونيوس ذي الأذن الواحدة. يقول بلاديوس أنه طرسوسي المولد جاء إلى أورشليم ليمارس حياة شاقة وغريبة، فكان يأكل مرة كل يومين، وفي الصوم الكبير مرة كل خمسة أيام. ينطلق مع الغروب إلى جبل الزيتون حيث صعد السيد، ويبقى وسط البرد الشديد والأمطار مصليًا في العراء كل يوم متى حلّ موعد الصلاة (نصف الليل) يوقظ النساك ليجمعهم للصلاة معًا بتسبيح المزامير في مجموعتين (كنظام التسبحة الحالي). كان النساك يشفقون عليه فيعصرون ملابسه المبتلة ويجففونها له. ينام قليلًا حتى الفجر ليقوم يصلي ثم يعمل طول النهار حتى الغروب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أدريان وناتاليا القديسان | الولادة: – الوفاة: – ليس عجيبًا أن يتأثر أدريان أو أدريانوس بالشهداء المسيحيين فيتحول من اضطهاده لهم إلى الاشتياق للاستشهاد معهم وإنما ما هو أعجب دور زوجته ناتاليا التي كانت بفرح تسنده حتى ينعم الاثنان بالإكليل. أدريانوس والشهداء جاء مكسيميانوس إلى نيقوميديا ليشرف بنفسه على تعذيب المسيحيين فيها، فكان يتوعد بالموت كل وثني لا يخبره بأسماء المتنصرين، فكانت المدينة في حالة مرة من الضيق. سلم الأصدقاء أصدقاءهم والأقرباء أقرباءهم للموت. وكان أدريانوس أقسى أعداء المسيحيين يُمتع نظره بعذاباتهم، لكن صبرهم وفرحهم أثناء الضيق هزّ أعماق نفسه الداخلية. صار يسأل المعترفين أثناء تعذيبهم عن سرّ الرجاء الذي فيهم حتى تأثر بهم، وخرج من المحفل ليكتب اسمه في سجل المسيحيين الذين يُقدَمون للاستشهاد. أدريانوس ومكسيميانوس إذ بلغ الخبر الملك مكسيميانوس شريك دقلديانوس لم يصدق ذلك، لذا استدعاه ليقول له: “أصحيح أنك جننت مثل المسيحيين حتى أنك تريد أن تموت تحت العذاب الأليم؟” أجاب أدريانوس: “لست بمجنون إنما كنت في جهل وغباوة حين كنت أعبد الأوثان، والآن انكشف عن عيني حجاب الجهل واستنرت بضياء الحكمة لأعبد السيد المسيح الإله الحق”. أمر مكسيميانوس بإلقاء أدريان في السجن مع بقية المسجونين، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي 28عامًا. أدريانوس وناتاليا Natalia سمعت زوجته ناتاليا أو أناطوليا بالخبر فانطلقت بفرح إلى السجن لتخر أمامه عند قدميه وتقّبل القيود، وهي تقول: “حقًا إنك لسعيد إذ ربحت سيدنا يسوع المسيح، وبه ربحت كل الخيرات… إياك أن يتغير عزمك المقدس، فتخسر المواعيد المقدسة الإلهية”، ثم التفتت إلى بقية المعترفين وسألتهم أن يسندوا رجلها بنصائحهم وصلواتهم. سألها أدريانوس أن ترجع بيتها، قائلًا لها أنه سيستدعيها عندما يأتي وقت رحيله. بعد أيام قليلة إذ أدرك أدريانوس أن وقت رحيله قد أزف، دفع للجند مالًا لكي يضمنه أحدهم، ويتحدث مع زوجته ويرجع سريعًا. وفي الطريق إذ رآه صديق أسرع ليخبر زوجته فحزنت جدًا، إذ ظنت أنه خار وأنكر مسيحه، لذا أغلقت الباب ووبخته وهي في الداخل. أما هو فقال لها: “افتحي الباب يا أختي ناتاليا، فلست هاربًا من الاستشهاد كما تظنين، لكنني أتيت لآخذك معي…” وإذ تأكدت من صدق كلامه فتحت له الباب وهنأته على ما سيناله من مجد. انطلق الاثنان إلى السجن، وفي الطريق سألها أدريانوس: “ماذا فعلتي يا أختي بأموالنا؟” أجابته القديسة ناتاليا: “أسألك ألا تدع ذهنك يفكر في أمر زمني، لئلا يصرفك هذا عن قصدك الحميد، إنما لتكن كل أفكارك في الخير الأبدي المعد لك في الملكوت”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). أُحضر أدريانوس أمام مكسيميانوس أكثر من مرة ليجلده بالسياط، وكانت زوجته تشجعه. أمر الملك بتقطيع أطراف جميع المسجونين وإذ خشيت ناتاليا لئلا ينهار رجلها حين يرى الآخرين وقد بُترت أعضائهم توسلت للجندي أن يبدأ برجلها، وأمسكت بقدميه ليبترهما، ثم سألت رجلها أن يمد ذراعيه بنفسه فبترهما… وأسلم الروح. أمر الملك بحرق كل الأجساد حتى لا يكرمهم المسيحيون، فحدثت زلزلة هرب على أثرها الجميع ماعدا ناتاليا وبعض النسوة الفاضلات اللواتي أخذن الأجساد، وقد نقلت إلى أرجيربوليسArgyropolis عند بوسفورسBosphorus بالقرب من بيزنطة حيث دفنت هناك. بعد شهور قليلة تعرضت ناتاليا لمتاعب كثيرة من أحد موظفي البلاط بنيقوميديا إذ كان يطلب الزواج منها، وقد رفضت بإصرار. أخيرًا رحلت إلى أرجيروبوليس حيث رقدت هناك بسلام ودفنت مع الشهداء. يحتفل اللاتين بعيد أدريان وناتاليا في 8 سبتمبر كعيد لنقل رفاتهما إلى روما، ويحددوا يوم 4 مارس كيوم استشهاد أدريان وأول ديسمبر عيد نياحة ناتاليا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخيوس وألكسندر الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – إذ اشتعل الاضطهاد في الإسكندرية أيام الإمبراطور ديسيوس (داكيوس) في منتصف القرن الثالث، كان القضاة يسعون وراء المسيحيين، فقبضوا على أبيماخيوس Epimachius وألكسندر اللذين اعترفا بالسيد المسيح، فقيدا بالسلاسل وفي السجن كانا يشجعان المؤمنين المسجونين من أجل المسيح ويثبتانهم على الإيمان. احتملا عذابات كثيرة من ضرب وتمزيق جسديهما بخطاف حديدي، وأخيرًا أُحرقا بالنار. حسب التقليد الروماني، نُقِلَت رفات القديس أبيماخيوس من الإسكندرية إلى روما. هذا ويروي لنا القديس ديونسيوس الإسكندري? كشاهد عيان- العذابات التي لاقاها هذان الشهيدان مع أربع شهيدات، توّج الكل معًا في يوم واحد، وهن: العذراء أموناريا Ammonaria التي عُذبت بوحشية شديدة بسبب رفضها ترديد كلمات التجديف وراء القاضي، وأخيرًا قطعت رأسها. الثانية ميركيوريا Mercuria وهي متقدمة في السن لم يترفق القاضي بجنسها كامرأة ولا بسنها المتقدم. والثالثة ديونسيا Dionysia التي قدمت أطفالها لله بفرح وشجعتهم على الاحتمال، والرابعة لم يذكر اسمها. ويُعيّد لهم يوم 12 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخوس وعزاريانوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – استشهد القديسان أبيماخوس وعزاريانوس في الرابع من هاتور. كانا من مدينة روما، سعى بهما البعض لدى الوالي المعين من قِبَل مكسيمانوس إنهما مسيحيان، ثم وبخاه على تركه عبادة الله الحيّ خالق السماء والأرض، وعبادته للأصنام التي لا تبصر ولا تنطق، هذه التي تخدع البشر بالشياطين السكان فيها. دهش الوالي لشجاعتهما، وأمر بضرب عنقيهما، فنالا إكليل الشهادة في 4 هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخيوس الفرمي القديس | الولادة: 650 الوفاة: 750 عرف الراهب أبيماخيوس أحد تلاميذ القديس يِوأنس قمص شيهيت المشهورين، بنعمة الشفاء وعمل المعجزات، فكان يأتيه المرضى لينالوا شفاءً لأجسادهم وسلامًا لنفوسهم في الرب. عاصر القديسان أبرآم وجاورجي، وقد شبهه إخوته الرهبان بموسى النبي لما كان يبدو على وجهه من نور سماوي شبيه بالنور الذي كان يسطع على وجه النبي موسى حين قضى أربعين يومًا يتحدث مع الله وجهًا لوجه ويتسلم الشريعة (خر 34: 29). ولد هذا الأب حوالي عام 650 م. في أرواط، وانطلق إلى الرهبنة بشيهيت في الثامنة عشر من عمره متتلمذًا على يدي القديس يوأنس قمص شيهيت مدة لا تقل عن خمس سنوات. سيم كاهنًا بدير القديس مقاريوس الكبير، ثم صار قمصًا بدير السيدة العذراء بتنيس سنة 744 م. (بجزيرة ببحيرة المنزلة، تبعد حوالي 9 أميال جنوب غربي بورسعيد). أُختير أسقفًا على الفرما (البلسم) في أيام باباوية الأنبا ميخائيل الأول البابا 46 (744-768 م). تنيح بعد أن عاش أكثر من مائة عام حوالي عام 750 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ستيڤان بار سودهيل | الولادة: – الوفاة: – مار ستيڤان بار سودهيل (Stephen Bar Sudhaile)، وهو أحد أعلام الفكر الصوفي المسيحي السرياني في القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܣܛܝܦܢ ܒܪ ܣܘܕܗܝܠ (Stephān bar Sudhayl) بالإنجليزية: Stephen Bar Sudhaile يُعرف أحياناً باسم: ستيفان السروجي، نسبةً إلى إقامته في سرّوج (Serugh) أو إلى جبل سروج. يُقدّر أنه وُلد في النصف الأول من القرن الخامس، وتوفي في نهايته أو بداية القرن السادس. عاصر أو جاء بعد مار يعقوب السروجي بقليل، وإن اختلفت التيارات اللاهوتية والفكرية بينهما. الأصل والموقع وُلد في قرية قريبة من الرها (Edessa)، وهي مركز مهم للفكر السرياني. عاش فترة طويلة في سرّوج أو في نواحي أورشليم، ويُعتقد أنه قضى آخر حياته في صحراء القدس (أو أحد أديرتها). الخلفية التعليمية واللاهوتية: درس في مدرسة الرها، وكان متمرساً في اللاهوت والفلسفة والكتابات الروحية. تأثر بالفكر الأفلاطوني المحدث (Neoplatonism)، وخصوصاً بأفكار أفلوطين (Plotinus) وبرديصان، ما جعله يُطوّر نظرة صوفية ميتافيزيقية مسيحية فريدة. فكره وتعاليمه: مار ستيڤان بار سودهيل يُعد أحد أوائل المتصوفة المسيحيين في العالم السرياني، وطرحه اللاهوتي كان جريئًا ومعقّداً، ويشمل: الوحدة الكونية مع الله (Universal Union): يرى أن كل الخليقة emanates (تنبثق) من الله، وستعود إليه في نهاية المطاف (نظرة أقرب إلى panentheism أو emanationism). يؤمن بـ”الرجوع الكوني” أو ما يُعرف بـ Apocatastasis – أي خلاص كل شيء وعودته إلى الله، حتى الشياطين. نفي التعدد والتمييز الزمني: يؤمن أن الزمان والمكان ليسا حقيقيين في ذاتهم، بل مظاهر للوجود الأدنى. هذه الفكرة متأثرة بالأفلاطونية المحدثة. تأليه الإنسان: كتب كثيراً عن اتحاد النفس بالله، من خلال النسك والتأمل، وهو طريق التأليه (theosis). أبرز أعماله أهم مؤلف محفوظ: “كتاب الهبوط والصعود” (The Book of Hierotheos) منسوب إلى “هيروثايوس”، لكن الأغلب أنه من تأليف بار سودهيل نفسه. هو عمل صوفي لاهوتي ضخم، يحتوي على تعاليم عن الله، والنفس، والكون، والخلاص أثار جدلاً واسعًا في زمانه، واعتبره البعض مخالفًا للإيمان القويم. موقف الكنيسة منه: لم يُطوّب كقديس رسمي في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. بعض آباء الكنيسة – مثل فيلكس الرهاوي (Philoxenus of Mabbug) – انتقدوه بشدة واتهموه بالبدعة والغنوصية. رغم ذلك، أثّر فكره في عدد من المتصوفة السريان والبيزنطيين لاحقًا. إرثه يُعد من أوائل منظّري الصوفية المسيحية المشرقية. أثّر في الفكر الروحي عند: بعض الأديرة في صحراء فلسطين. الكتّاب اللاحقين في الرهبنة السريانية مثل يوسف حزو وإسحق النينوي (ولو باختلاف الاتجاهات). أعماله نُسخت في أديرة كثيرة، لكن فُهمت باعتبارها رمزية لا حرفية. أُعيد الاهتمام به في العصر الحديث، خاصة في دراسات: الصوفية المسيحية، الفكر السرياني والتأثيرات الأفلاطونية في اللاهوت الشرقي. مار ستيڤان بار سودهيل هو شخصية روحانية وفكرية ثرية، على حدود الإيمان الأرثوذكسي والصوفية الجذرية، دمج بين المسيحية الشرقية والموروث الفلسفي الأفلاطوني. قد لا يكون “قديساً طقسياً”، لكنه حجر زاوية في فهم التصوف السرياني المبكر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سيرجيوس الرشعيني | الولادة: – الوفاة: 536 مار سيرجيوس الرشعيني (Sergius of Reshaina)، أحد أبرز الأعلام في الفكر السرياني والعلمي خلال القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܣܪܓܝܣ ܕܪܫܥܝܢܐ (Sargis d-Rēshʿaynā). عاش في القرن الخامس الميلادي وعاصر مار نرساي (Narsai) مار يعقوب السروجي (Jacob of Serugh) وكان في مرحلة لاحقة قليلاً من مار أفرام السرياني. “رشعينا” أو “رُشعينا” هي مدينة تقع بين الرها ونصيبين (تقع اليوم جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية) الخلفية وُلد في مدينة رشعينا التي كانت مركزًا مهمًا للثقافة السريانية. نشأ في بيئة مسيحية مثقفة، واتجه منذ شبابه إلى الطب والفلسفة والترجمة، إضافة إلى اللاهوت. أبرز أدواره مترجم فلسفي وطبي: يُعتبر أول من ترجم مؤلفات فلسفية وطبية يونانية إلى السريانية بصورة منتظمة. ترجم عددًا من مؤلفات: جالينوس (Galen) في الطب، أرسطو وبعض الشروح الفلسفية من اللغة اليونانية إلى السريانية. كان همزة وصل مهمة بين التراث اليوناني والعالم السرياني، ومهّد لاحقًا لحركة الترجمة إلى العربية في العصر العباسي. طبيب: كان طبيبًا مشهورًا، يُقال إنه مارس الطب في الرها ونصيبين، وربما عمل أيضًا في البلاط الفارسي لفترة.جمع بين العلم الروحي والعلمي، وكان يُنظر إليه باحترام في الحقلين. لاهوتي: رغم شهرته بالترجمة والطب، كان له إسهام لاهوتي معتدل. يُعتقد أنه كان مقربًا من التيار النسطوري المعتدل، أو على الأقل حاول أن يُبقي الجسر مفتوحًا بين التقليدين السرياني الشرقي والغربي. شارك في بعض المجادلات اللاهوتية في تلك الفترة، خاصة في نصيبين والرها، ولكن لم يكن مثيرًا للانقسام. الأهمية العلمية والثقافية يُعد جسرًا حضاريًا بين التراث اليوناني (الفلسفي والطبي)، العالم السرياني وبشكل غير مباشر، العالم العربي الإسلامي في القرون التالية. ترجماته أثّرت على المدرسة السريانية في الرها ونصيبين ولاحقًا على مدرسة جنديسابور وبيت الحكمة في بغداد. وفاته توفي على الأرجح في النصف الثاني من القرن الخامس (حوالي 536م في بعض التقديرات، بحسب مخطوطات متأخرة، لكن هذا يتجاوز القرن الخامس قليلاً). دُفن في رشعينا، وربما أصبح له تذكار محلي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار برصوما | الولادة: – الوفاة: 456 مار بَرصوما (Barsauma)، أحد أبرز شخصيات الكنيسة السريانية الشرقية في القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܡܪܝ ܒܪܨܘܡܐ (Mār Barṣaumā) يُعرف بلقبه: بَرصوما النُسّاك (Barsauma the Nestorian monk) أو بَرصوما الراهب. توفي عام 456م يُعتبر أحد أبرز المدافعين عن العقيدة النسطورية بعد مجمع أفسس (431م) الخلفية والنشأة وُلد في منطقة سورُماغ (Sarumag) قرب نصيبين في بلاد ما بين النهرين (اليوم جنوب شرق تركيا). التحق بمدرسة نصيبين اللاهوتية التي كانت في ذلك الوقت مركزًا هامًا للفكر السرياني، وتأثر باللاهوت النسطوري ومال إلى موقف لاهوتي يتعارض مع مواقف مجمع أفسس القاضي بإدانة نسطور. الحياة الرهبانية والنشاط الكنسي عاش حياة نسكية صارمة، مما جعله يحظى باحترام شعبي واسع، وانخرط في الصراعات اللاهوتية بعد مجمع أفسس سنة 431م، وكان من المدافعين الأقوياء عن نسطور. لعب دورًا كبيرًا في ترسيخ العقيدة النسطورية في الكنيسة الشرقية. أقام علاقات وثيقة مع البلاط الساساني الفارسي، خصوصًا مع الملك يزدجرد الثاني. أصبح لاحقًا رئيسًا للرهبان في الإمبراطورية الفارسية، وكان له نفوذ قوي داخل الكنيسة، كان منافسًا للبطريرك البرو-خلقدوني بابوي، ونجح في إزاحته تقريبًا عن المشهد بسبب خلافات لاهوتية. المجمع الفارسي سنة 484م (بعد وفاته) رغم أن مار بَرصوما توفي سنة 456م، فإن أثره الفكري والسياسي امتد، وبلغ ذروته بعد وفاته في مجمع بيث لافاط (484م)، حيث: أُعلنت الكنيسة الشرقية رسميًا كنيسة نسطورية، تبنّت صراحة تعاليم نسطور، بضغط من خلفاء بَرصوما، الذين ساروا على خطاه إرثه يُعتبر مؤسسًا فعليًا لـ التيار النسطوري في الكنيسة الشرقية، نُسبت إليه معجزات وزهد وتقوى رغم الجدل اللاهوتي. كان له تأثير هائل على بنية الرهبنة السريانية الشرقية وعلاقة الكنيسة بالدولة الساسانية وتطور التعليم اللاهوتي في مدرسة نصيبين. نظرة الكنائس إليه: في الكنيسة السريانية الشرقية (المعروفة لاحقًا بـ “الكنيسة الآشورية”): يُعتبر شخصية كبيرة وموقرة رغم الجدل. في الكنائس البيزنطية والمناهضة للنسطورية (مثل السريانية الأرثوذكسية والبيزنطية): يُنظر إليه كشخصية مثيرة للانقسام، ومسؤول عن شقاق لاهوتي. وفاته توفي سنة 456م ودُفن على الأرجح في بيت عابي أو إحدى المناطق القريبة من نصيبين. يُقال إن قبره أصبح مزارًا، ولكن اندثرت آثاره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أوچين القبطي | الولادة: – الوفاة: – مار أوچين القبطي (Mar Awgin)، المعروف أيضًا باسم: مار أوجين أو مار أوجينيوس وبالإنجليزية: Mar Awgin أو Eugene the Copt. يُلقّب غالبًا بـ: أبو الرهبنة السريانية. عاش بين القرن الرابع والخامس الميلادي. يقدّر البعض وفاته في حدود أواخر القرن الرابع أو أوائل الخامس الميلادي (نحو 370–400م) الأصل قبطي مصري الأصل، من صعيد مصر. كان راهبًا في أحد أديرة وادي النطرون أو في صحراء مصر، حيث نشأت حركة الرهبنة الأولى على يد القديس أنطونيوس الكبير والقديس باخوميوس. انتقاله إلى بلاد ما بين النهرين بحسب التقليد السرياني، مار أوچين غادر مصر مع سبعين تلميذًا أو أكثر، وانتقل إلى بلاد ما بين النهرين (في المنطقة الواقعة اليوم بين جنوب شرق تركيا وشمال العراق). واستقر في منطقة نصيبين ثم في جبل إزل (Izla) قرب مدينة نصيبين (Nisibis)، وهي اليوم ضمن محافظة ماردين، تركيا. إسهامه في الرهبنة السريانية أسس دير جبل إزل الشهير، الذي أصبح لاحقًا مركزًا مهمًا جدًا للرهبنة والتعليم الكنسي في العالم السرياني. يعتبره التقليد السرياني: مؤسس الرهبنة السريانية المنظمة الناقل للروح الرهبانية من مصر إلى الشرق السرياني ملهم عدد كبير من القديسين والرهبان السريان في القرون التالية تعليمه وتأثيره علّم تلاميذه حياة النسك والزهد والانضباط الروحي. دعا إلى الرهبنة المشتركة (شبه الباخومية) مع الحفاظ على عنصر التأمل والاختلاء. كان له تأثير كبير في تكوين شخصيات لامعة في الرهبنة السريانية مثل: مار يعقوب النصيبيني، مار أفراهاط، مار إسحق النينوي (في الجيل اللاحق). وفاته توفي وهو في جبل إزل، ويُعتقد أن وفاته كانت في أواخر القرن الرابع. ضريحه يقع في الجبل نفسه، وأصبح الدير المعروف باسمه مزارًا ومركزًا هامًا لعدة قرون. يُكرَّم كقديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وأحيانًا أيضًا في الكنيسة القبطية بتقدير خاص. تذكاره في بعض التقاليد السريانية يُحتفل به في 29 آب (أغسطس)، أو في تواريخ مختلفة بحسب التقويم المحلي. الألقاب التي أُعطيت له: أبو الرهبان السريان أبو الطقس الرهباني السرياني مار أوچين المصري في بعض المصادر: Eugenius the Egyptian أهميته التاريخية بفضله، أصبحت جبل إزل بمثابة أكاديمية لاهوتية ورهبانية خرّجت قادة فكريين وروحيين في الكنيسة السريانية. يُقارن دوره في الشرق السرياني بدور أنطونيوس الكبير في مصر، وباسيليوس الكبير في كابادوكيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| عبد المسيح الشهيد | الولادة: – الوفاة: 390 الشهيد عبد المسيح (Abd al-Masih)، أحد أبرز شهداء الكنيسة السريانية في القرن الرابع. يُعرف أيضًا في بعض المخطوطات بـ عبد يشوع في نسخ محلية، لكن اسمه الأشهر هو عبد المسيح. توفي سنة 390م. وُلد وعاش في الرُها (Edessa) أو في منطقة قريبة منها، ويُرجح أنه من نصيبين أو منطقة الجزيرة الفراتية (شمال بلاد ما بين النهرين – العراق وسوريا حاليًا). سيرته وُلد في عائلة وثنية من أصول عربية أو آرامية. اسمه قبل اعتناقه المسيحية كان أزاذ بن معنو أو ما يشبه ذلك، بحسب بعض الروايات. اعتنق المسيحية سرًا في شبابه، متأثرًا بالمبشّرين المسيحيين في المنطقة، ويُقال إن راهبًا سريانيًا قام بتعميده وسمّاه عبد المسيح. الاضطهاد والاستشهاد عند اكتشاف إيمانه من قبل عائلته، حاول والده (وكان ذا مكانة في المجتمع) إعادته إلى الديانة الوثنية. رفض التراجع عن إيمانه، فتم جلده وتعذيبه على يد والده نفسه، وأخيرًا تم قتله – بعض الروايات تشير إلى قطع رأسه، وأخرى إلى صلبه. كان عمره حين استُشهد لا يتجاوز 18 عامًا. استُشهد في الرها أو في منطقة قريبة من نصيبين. وقبره أصبح مزارًا مشهورًا، خاصة في طور عبدين وماردين. رمزيته وأهميته يُعد من أبرز الشهداء الشباب في التراث السرياني. يمثل نموذجًا للثبات على الإيمان أمام ضغوط العائلة والمجتمع. سُمي العديد من الأديرة والكنائس باسمه، خاصة في المناطق السريانية مثل: دير مار عبد المسيح في قرية كرقومو (طور عبدين) وكنيسة مار عبد المسيح في ماردين. تذكاره الكنسي يُحتفل بتذكاره في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يوم 15 تموز (يوليو) من كل عام (أو حسب تقويم الكنائس المحلية). تُقرأ سيرته في الصلوات الليتورجية في هذا اليوم، خصوصًا ضمن خدمة الشهداء. المصادر: “كتاب الشهداء” السرياني.السنكسار السرياني (سير القديسين). “حياة مار عبد المسيح الشهيد”، مخطوطة محفوظة في دير الزعفران ومكتبات طور عبدين. روايات شفهية مدونة في الأديرة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبّا أبي | الولادة: – الوفاة: 363 أبّا أبي (Abai)، أحد شهداء الكنيسة السريانية في القرن الرابع. استشهد عام 363م، خلال فترة اضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية الفارسية الساسانية، تحت حكم الملك شابور الثاني (Shapur II). خلفية تاريخية في عهد شابور الثاني، كانت الإمبراطورية الفارسية في صراع مع الإمبراطورية الرومانية، وكان المسيحيون في فارس يُعتبرون مشبوهين بسبب علاقتهم الدينية مع الرومان. أدى ذلك إلى موجة اضطهادات واسعة ضد المسيحيين، وخاصة رجال الدين والرهبان. قصة استشهاده أبّا أبي كان شابًا مسيحيًا من منطقة بيت عربايه، الواقعة شمال بلاد ما بين النهرين (منطقة تُعرف اليوم بين شمال العراق وجنوب شرق تركيا). استُشهد على يد السلطات الفارسية لرفضه عبادة النار والآلهة الزرادشتية. يُذكر أنه استُشهد مع والدته آستينا (Astina أو Astin) ومجموعة من المؤمنين، ويُقال أن عدد الشهداء الذين استُشهدوا في نفس الحادثة تجاوز 5000 شهيد، وفقًا للمصادر السريانية. مكانته في الكنيسة يُكرَّم كشهيد في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. يُذكر اسمه في السنكسار السرياني وكتب الشهود (Acta Martyrum). يُحتفل بذكراه في بعض الطقوس الكنسية، خاصة في الكنيسة السريانية الشرقية أيضًا. أبرز ما يميز سيرته: شجاعته رغم صغر سنه. تمسكه بإيمانه المسيحي أمام التهديد والاضطهاد. استشهاده مع والدته، مما يعطي شهادته طابعًا عائليًا مؤثرًا. مصادر ومراجع: “The Martyrology of Rabban Sliba” – مصدر سرياني هام يوثق أسماء الشهداء. كتابات المؤرخ توما المرجي (Thomas of Marga) في “كتاب الرؤساء”. التقاليد الشفوية والليتورجية للكنائس السريانية القديمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إبراهيم الجبلي | الولادة: – الوفاة: 399 مار إبراهيم الجبلي (بالإنجليزية: Abraham of the High Mountain) هو أحد قديسي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، عاش في القرن الرابع الميلادي وتوفي حوالي سنة 399م. يُعرف أيضًا بلقب إبراهيم الجبلي نسبةً إلى نسكه في الجبال، وكان من أبرز الرهبان والنسّاك في بلاد ما بين النهرين، وتحديدًا في منطقة طور عبدين وما حولها. مولده ونشأته وُلد في القرن الرابع الميلادي، في منطقة تقع ضمن الإمبراطورية الفارسية أو بالقرب من الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية. نشأ في بيئة مسيحية تقية، وانجذب منذ شبابه إلى حياة الزهد والتنسك. اختار العيش في الجبال (ومنها لقبه “الجبلي”) في منطقة طور عبدين (جنوب شرق تركيا الحالية)، حيث أسس ديرًا أصبح مركزًا للرهبنة والتعليم الروحي. اشتهر بفضائله مثل: الزهد والتقشف الشديد. الصلاة المتواصلة. الشفاء من الأمراض (بحسب بعض الروايات). التعليم الروحي للرهبان. إرثه كان له تأثير كبير على الرهبنة السريانية. يُقال إنه علّم ودرّب عددًا من التلاميذ الذين صاروا هم أيضًا قديسين أو معلمين مؤثرين في الكنيسة السريانية. حياته مدونة في سير القديسين السريان، وتُقرأ في بعض الكنائس في أيام تذكاره. وفاته تُوفي حوالي سنة 399م ميلادية. لا يُعرف موقع قبره بدقة، لكن يُعتقد أنه دُفن في الجبل الذي عاش فيه. تذكاره الكنسي يُكرَّم كقديس في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. له تذكار liturgical commemoration يُحتفل به في بعض التقاليد السريانية. مصادر المعلومات عنه: السنكسار السرياني (كتاب سير القديسين). مخطوطات سريانية محفوظة في الأديرة القديمة. مراجع مسيحية مثل “سير القديسين الشرقيين” أو “Eastern Christian Hagiography”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إغريغوريوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا القديس بصعيد مصر، وكان والداه غنيين وتقيّين، أدباه وثقفاه فتعلم الفصاحة والطب، كما درس العلوم الكنسية. سامه أسقف المدينة الأنبا إسحق شماسًا، وكان بطبعه يميل للحياة الرهبانية، فكان يتردد على القديس باخوميوس أب الشركة. وأخيرًا انضم إلى رهبان الدير وتتلمذ على يدي القديس ثلاثة عشر سنة. إذ زار القديس مقاريوس القديس باخوميوس، استأذن الراهب إغريغوريوس أبيه الروحي لينطلق إلى وادي النطرون، حيث أقام هناك عامين، ثم استأذن القديس مقاريوس ليعيش في مغارة يمارس حياة الوحدة، مكث بها سبع سنين، كان خلالها يزور القديس مقاريوس مرتين في العام، في عيدي الميلاد والقيامة. أخيرًا قبل نياحته بثلاثة أيام أعلمه ملاك بانتقاله فدعى شيوخ البرية وودعهم وطلب إليهم الصلاة عنه وتنيح بسلام. تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في الرابع والعشرين من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أغسطينوس | الولادة: – الوفاة: 430 🌍 من تاجست إلى قرطاجنة في 13 نوفمبر 354م بمدينة تاجست من أعمال نوميديا بأفريقيا الشمالية وُلد أغسطينوس، وكان والده باتريكبوس وثنيًّا فظّ الأخلاق، أمّا والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل شرور زوجها وحماتها بصبر عجيب، وبطول أناتها كسبت الاثنين حتى أن رجلها قبل الإيمان واعتمد قبيل نياحته. كان كل همّ والده أن يرى ابنه رجلًا غنيًّا ومثقّفًا، وكان معلّموه الوثنيّون لا يهتمّون بسلوك التلاميذ، فنشأ أغسطينوس مستهترًا في حياته ميّالًا للكسل. إذ بلغ السادسة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى قرطاجنة ليتمهّر في البيان، هناك التقى بأصدقاء أشرار، وصار قائدًا لهم يفتخر بالشر، فتحوّلت حياته إلى المسارح والفساد. أمّا عن دراسته فقد عكف على دراسة الفقه والقوانين مشتاقًا أن يرتقي إلى المحاماة والقضاء، وقد تضلع في اللاتينية حتى افتتح مدرسة لتعليم البيان وهو في التاسعة عشرة من عمره. أُعجب أغسطينوس بمذهب شيشرون، فقرأ كتابه هورطانسيوس الذي أثار فيه الشوق إلى العفة والبحث عن الحق. قرأ أيضًا الكتاب المقدّس لكن ليس بروح الإيمان والتواضع وإنّما في كبرياء، فأُغلق على نفسه وسقط في المانوية. إذ رأت مونيكا ابنها قد انحرف سلوكيًّا وعقيديًّا، وصار عثرةً لكثيرين طردته من بيتها، لكن بمحبتها ردّته ثانية، وكانت دموعها لا تجفّ طالبةً خلاص نفسه. رأت القدّيسة مونيكا في حلم أنّها واقفة على قطعة خشبية (ترمز للإيمان) والكآبة تشملها، وإذ بفتى يلمع بهاؤه أمامها ويشعّ الفرح من محيّاه ينظر إليها ويسألها عن سبب حزنها، وإذ أجابت، قال لها: “تعزّي ولا تخافي، فها ولدك هنا وهو معك”. التفتت مونيكا لتجد ابنها واقفًا معها على الخشبة، فتأكّدت أن الله استجاب طلبتها. 🏛️ في روما في عام 382م أوعز إليه أصدقاؤه بالسفر إلى روما لينال مجدًا وغنى أعظم، فحاولت والدته صدّه وإذ لم تفلح عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله إنّه ذاهب ليودّع صديقًا له على السفينة، فسافر تاركًا إيّاها غارقةً في دموعها. ⛪ في ميلانو أرسل حاكم ميلان إلى حاكم روما يطلب أستاذًا في البيان، فبُعث إليه أغسطينوس، وقد دُبِّرت له العناية الإلهية الالتقاء بالقدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان، الذي شمله بحبّه وحنانه فأحبّه أغسطينوس وأُعجب بعظاته، وكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان دون اهتمام بالغذاء الروحي الدسم. سمع من القدّيس أمبروسيوس تفاسيره الروحيّة للعهد القديم الذي كان المانويّون يتجاهلونه، كما سمعه في ردّه على أتباع ماني وغيرهم من الهراطقة، فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات أنها من الله: فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلّى الكمال الروحي، وتظهر المعجزات، وأخيرًا انتشارها بالرغم ممّا تعانيه من ضيق. أبحرت مونيكا إلى ميلان ليلتقي بها ابنها ويبشّرها بترك المانوية، لكن دون قبوله الإيمان الحق، إذ كان منهمكًا في الشهوات، حاسبًا حفظ العفة أمرًا مستحيلًا. بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين التي نُقلت عن اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي انتفع بها لكنها لم تقُده للإيمان. عاد يقرأ الكتاب المقدّس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول فأُعجب بها، خاصة في ربطها العهد القديم بالعهد الجديد… دُبِّرت العناية الإلهية أن يزور سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عُني بنشرها فيكتريانوس، فأظهر سمبليانس سروره بذلك، ثم عرف أغسطينوس منه عن اعتناق فيكتريانوس للإيمان المسيحي بروح تقوي، فشبّت فيه الغيرة للاقـتداء به، لكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة. 🙏 توبته زاره مؤمن حقيقي من كبار رجال الدولة يُدعى بنسيانس، فوجده مع صديقه أليبوس وبجوارهما بعض رسائل معلمنا بولس الرسول، فظنّها أحد الكتب الفلسفية، لكن أغسطينوس أخبره بأن له زمانًا لا يشغله سوى مطالعة هذه الأسفار. فدار الحديث بينهما حتى تطرّق بنسيانس لسيرة القدّيس أنبا أنطونيوس وكيف تأثّر بها اثنان من أشراف البلاط فتركا كل شيء ليسيرا على منواله. هنا التهب قلب أغسطينوس غيرةً: كيف يغتصب البسطاء الأميّون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرّغ في الرجاسات؟ وإذ مضى بنسيانس، قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثّلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ: “عاصفة شديدة… دافع عني… وأنت فحتى متى؟ إلى متى يا رب؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر علينا ذنوب الأوّلين. فإنني أشعر بأنني قد اُستُعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولِمَ لا يكون الآن؟! لِمَ لا تكن هذه الساعة حدًّا فاصلًا لنجاستي؟” وبكى بمرارة… كان ذلك في عام 386م، بالغًا من العمر 32 عامًا، حين تغيّرت حياته وتجددت بنعمة الله، فتحوّلت القوة المحترقة شرًّا إلى قوة ملتهبة حبًّا… عاد القدّيس أوغسطينوس إلى أليبوس ليذهبا معًا إلى مونيكا يبشّرانها أن صلواتها التي دامت قرابة 30 عامًا قد استُجيبت، ونبوّة القدّيس أمبروسيوس قد تحقّقت، هذا الذي سبق فرآها تبكي فقال لها: “ثقي يا امرأة إنّه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع”. عزم أغسطينوس بنعمة الله على ترك تدريس البيان وتكريس حياته للتأمل في كلمة الله والخدمة، فاعتزل ومعه والدته وصديقه أليبوس وابنه أدياتس (غير الشرعي) وبعض أبناء عمّه وأصدقائه في كاسيكاسيوم بجوار ميلان حيث أقام ستة شهور يتأهّب لنوال سرّ العماد. وفي ابتداء صوم الأربعين عام 387م ذهب إلى ميلان واعتمد على يدي الأسقف أمبروسيوس. ومن الجدير بالذكر أنّه في الأغلب الشجرة التي ارتمى تحتها هي زيتون، حيث يوجد الآن في الجزائر شجرة زيتون يُطلَق عليها في الحي “زيتونة القدّيس أوغسطين”. 🌿 نياحة مونيكا سافر القدّيس أوغسطينوس مع ابنه ووالدته وأخيه وأليبوس إلى أوستيا منتظرين السفينة للعودة إلى وطنهم، وكانت الأم تتحدّث مع أغسطينوس معلنة بأن رسالتها قد تحقّقت برؤيتها له كخادم أمين للرب. بعد خمسة أيام مرضت مونيكا بحمّى شديدة، وإذ أُغمي عليها وأفاقت قالت لابنيها: “أين كنت أنا؟… هنا تدفنان والدتكم”… قالت هذا ثم سلّمت روحها في يدي الله. 🕊️ في روما وأفريقيا بعد نياحة القدّيسة مونيكا قرّروا العودة إلى روما، حيث جاهد أغسطينوس هناك لدحض بدعة المانويّين. ومن هناك انطلق إلى أفريقيا حيث ذهب إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست، فوزّع كل ممتلكاته واختلى للعبادة والتأمّل في كلمة الله ثلاث سنوات، ووضع كتبًا كثيرة. ✝️ سيامته كاهنًا إذ كان أغسطينوس يزور رجلًا شريفًا بمدينة هيبو (تُدعى حاليًا إيبونا من أعمال نوميديا) سِيم كاهنًا بالرغم من محاولته رفض السيامة بدموع، بل وجُعل يعظ أكثر أيام الأسبوع. سكن في بستان ملك الكنيسة وجعله ديرًا حيث امتلأ بالرهبان الأتقياء، كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت تدبير أخته. ⛪ سيامته أسقفًا أُقيم أسقفًا مساعدًا لفاليروس عام 395م، الأمر الذي أفرح قلوب المؤمنين، وإن كان الهراطقة قد حزنوا وأثاروا شغبًا ضد الشعب وحاولوا قتله. امتاز هذا الأسقف القدّيس بحبّه الشديد للفقراء حتى كان يبيع أحيانًا ما للكنيسة ويوزّعه على الفقراء ويحرّر به المسجونين. واهتمّ بدحض أصحاب البدع. وحضر مجمعًا بأمر الملك أونريوس عام 421م ضمّ 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من الدوناتيين… فقام يجادلهم ويردّهم إلى الإيمان المستقيم. 🌅 نياحته إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقي أربعة أعوام يستعدّ للرحيل. وفي عام 430م تنيّح وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقّف. 📚 كتاباته بلغت حوالي 232 كتابًا، منها كتبه التاريخية مثل اعترافاته والاستدراكات، ومقالاته الفلسفية مثل الرد على الأكاديميين والحياة السعيدة، خلود النفس، في الموسيقى… وأيضًا أعماله الجدلية ضد اليهود والوثنيين، وضد أتباع ماني، وضد الدوناتيين، وضد البيلاجيين، وضد الأوريجانيين. كما قدّم كتبًا في تفسير التكوين والمزامير والرسالة الأولى إلى يوحنا، والموعظة على الجبل، وعن اتفاق الإنجيليين، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل رومية وإنجيل يوحنا. كما كتب كتبًا في النسكيات والأخلاقيات. ✦ السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت وُلِدَ القديس فى 13 نوفمبر سنة 354. 👤 العائلة والده: اسمه باتريكس وثنيًّا “فظ الأخلاق وشريرًا”، ولذلك لم يهتم بأولاده من الناحية الأخلاقية والتربوية، وكان كل ما يهمه أن يراه رجلًا “عظيمًا”. والدته: اسمها مونيكا مسيحية، احتملت زوجها الشرير ولم تَشْتَكِ لأحد، وكانت حماتها أيضًا شريرة. أخوته: كان لأغسطينوس أخ اسمه “تفجوس”، كان آبا مسيحيًا لأسرة تقية خرج منها راهبتان. وكان السبب في ذلك يرجع إلى عمتهما أخت القديس أغسطينوس، لم يُذكَر اسمها، التحقت بدير للراهبات وتقدمت في حياتها الروحية حتى أصبحت رئيسة للدير. 👶 طفولة أوغسطينوس أرضعته أمه مونيكا لبن الإيمان منذ طفولته، فكانت هذه التعاليم راسخة فى ذهنه حتى كبر، حتى وهو في أسوأ حالاته الأخلاقية. كان محبًّا للعب والكسل رغم أنه كان ذكيًا، والسبب فى ذلك أن المدرسين لم يهتموا بحياته وسلوكياته وأخلاقياته. وكان يكره اللغة اليونانية ويحب اللغة اللاتينية، ثم تدهورت حياته حتى وصل إلى درجة الخطأ في حق زملائه وأخوته وحتى أمه أيضًا. مرض أغسطينوس ولم يكن قد تعمّد، فأرادت والدته أن تُعَمِّدَه لأنه لم يكن قد تعمّد. لتشجيع والده له على الشر وإهماله الناحية، لكنه شُفِيَ ولم يُعَمَّد. 📖 الانحراف والدراسة عندما بلغ السادسة عشرة سافر إلى قلاطاجنة ليتعلم البيان، وفرح لأنه مسافر مع أصحاب الأشرار. وهناك صنعوا شرورًا كثيرة، فالتقى بالشريرات وعشق المسارح وصنع الشرور حتى بأماكن العبادة. حزنت أمه على الحالة السيئة التي وصل إليها من الشر، فكانت تنصحه لكنه لم يَعْتَنِ بكلامها. يقول فى “اعترافاته”: «إن أمي كانت تلحّ عليَّ بشدة التحريض لاعتزال الغواني وكل أسباب الفجور، وأما أنا فما كنت أُعِيرها أذنًا صاغية ولا أَكْتَرِثُ بأقوالها لأنها أقوال امرأة». عكف أغسطينوس على دراسة الفقه والقوانين لأنه كان يريد أن يكون قاضيًا أو محاميًا. أعجب بمذهب شيشرون لأنه قرأ كتاب “هور كانسيوس” لشيشرون (الذي ضاع فيما بعد)، فكاتبه يفرط فيه للفلسفة ببلاغة فيصورها مدرسة وفضيلة. تأثر بهذا المذهب مما جعله يشتاق إلى حياة العفة. أراد قراءة الكتاب المقدس، لكن قراءته له كانت كأي فيلسوف، وكأنه كتاب فلسفي، ولم يتأثر به رغم التعاليم السامية التي فيه، ولم تُعْجِبْه اللغة اللاتينية فيه. ✦ الضياع والعودة عندما رأت مونيكا انحراف ابنها الخلقي وبدعته في مذهب مانى، طردته من المنزل لأنه جذب أناسًا من الإيمان. لكن لمحبتها له وعطفها عليه أرجعته مرة أخرى. كانت تصلي بدموع حارة من أجل خلاص ابنها وحياته الأبدية. ورأت في حلم أنها واقفة وأمامها فتى فرحان يقول لها: «لماذا تبكين؟» فأجابت عن هلاك ولدها. فقال لها: «لا تخافي»، وإذ بها تراه معها على الخشبة. وكان الأسقف أبروسيوس يشجعها دائمًا بقوله: «ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع». انتقل أعز صديق لأغسطينوس، الذي كان ملازمًا له دائمًا، فقد مرض طويلًا، وخاف عليه أهله فعمدوه فشُفِيَ، لكن أغسطينوس هزأ بعماده. غضب صديقه، ثم سمحت العناية الإلهية بأن ينتقل. فحزن أغسطينوس جدًا، وكره كل شيء، ورأى الحياة سوداء في عينيه، فاتجه إلى بدعة مانى فازدادت مشاكله واضطرابه. ظل مدة تسع سنين مخدوعًا بالبدعة المانوية، لأنه كان يظن أنهم ينادون بالعفة التي كان يشتاق إليها. لكنه بالبحث عرف بطلان معتقداتهم، ولما التقى برئيس البدعة “يفوستوس” وناقشه، وجده فارغًا، فعرف خداع المانوية. لكنه لم يرجع عن شروره وشهواته. ✦ التوبة والتحول بعد دموع طالت 20 عامًا من أمه مونيكا، رجع أغسطينوس إلى إيمانه الصحيح. فاحتقر المانوية، وبعد موت أعز صديق له احتقر العالم وشهوته وتاب عن شروره وحياته الرذيلة، وأحب سيرة الأنبا أنطونيوس. بكى بكاءً مرًّا، وارتمى على جزع شجرة. وكان معه صديقه أليبوس، فتركه وانفرد بنفسه وأخذ يبكي. فسمع صوتًا يقول له: «خُذْ واقرأ… خُذْ واقرأ». ففتح رسائل بولس الرسول، فوجد الآية التي تقول: “لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، ولا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات” (رومية 13: 13–14). تحولت القوة الشريرة التي كانت فيه إلى قوة تلتهب حبًا. وكان ذلك سنة 386م، وهو يبلغ من العمر 32 سنة. ⛪ الكهنوت والأسقفية عزم على تكريس حياته للرب، وأقام مدة ستة أشهر بميلان ليعتمد ومعه ابنه أدياتس (الذي أنجبه من الشر) وذلك سنة 387م، في بداية الصوم الكبير على يد القديس أمبروسيوس. وبعد وفاة أمه مونيكا في ميلان، عاد إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست وطنه الأصلي، ووزع كل أمواله وممتلكاته. اعتكف في خلوة مع أصدقائه ثلاث سنوات للصلاة والصوم والتأمل. رسمه فاليريوس أسقف هيبو كاهنًا رغم رفضه، بإجماع الشعب. سكن في بستان الكنيسة فجعله ديرًا مليئًا بالرهبان الأتقياء، ووضع لهم قوانين. كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت رئاسة أخته. كان يعظ الناس بقوة وأُعطي نعمة إخراج الشياطين. ثم رُسِمَ أسقفًا على هيبو بعد مرض فاليريوس سنة 395م، لمساعدته، وذلك بمشورة أوريليوس أسقف قرطاجنة وبقية الأساقفة. فَرِحَ الشعب جدًا بهذا الاختيار. كان محبًا للفقراء، متضعًا، كتب كتبًا كثيرة للرد على الهراطقة، وحضر مجمعًا سنة 421م بأمر الملك أورنوريوس بسبب بدعة الدوناثيون. … | آباء وقديسون | |
| أغناطيوس الثيؤفورس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 108 وُلد إغناتيوس (إجناتيوس، إجناطيوس) حوالي عام 30 م.، قيل أنه نشأ في سوريا. يرى البعض أنه الطفل الذي حمله السيد المسيح مقدمًا إياه مِثلًا للتواضع (مت 18: 2-4). إذ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة رسموه أسقفًا على إنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بطرس سام أفوديوس على اليهود المتنصرين والرسول بولس سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين… وأنه لما تنيح الأول تسلم أغناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها. على أي الأحوال اتسم بغيرته على خلاص النفوس فكسب الكثير من الأمم للسيد المسيح. اتسم بحبه الشديد لشعبه كما يظهر من حديثه مع مستقبليه في أزمير أثناء رحلته إلى روما للاستشهاد، إذ كان يذكر أمام مستقبليه شعبه ويطلب إليهم الصلاة من أجلهم. وضعه نظام التسبحة قيل إنه رأي في رؤيا الملائكة تسبح ممجدة الثالوث القدوس، فنقل النظام الذي لاحظه إلى الكنيسة الإنطاكية، حيث انتشر بعد ذلك بين بقية الكنائس. لقاؤه مع تراجان إذ سمع عنه تراجان من جهة غيرته على انتشار المسيحية استدعاه، ودخل معه في حوار من جهة “يسوع المصلوب”، انتهى بإصداره الأمر بأن يقيد أغناطيوس القائل عن نفسه أنه حامل في قلبه المصلوب، ويُقاد إلى روما العظمى، ليقدم هناك طعامًا للوحوش الضارية، إرضاءً للشعب. إذ سمع الأسقف بذلك ابتهج جدًا، إذ جاءت الساعة التي طالما ترقبها، وحسب هذا الأمر الإمبراطوري أعظم هدية قدمت إليه، إذ جثا وصرخ مبتهجًا: “أشكرك أيها السيد الرب، لأنك وهبتني أن تشرفني بالحب الكامل نحوك، وسمحت لي أن أُقيد بسلاسل حديدية كرسولك بولس”. ولما صلى هكذا قبّل القيود، متضرعًا إلى الله أن يحفظ الكنيسة، هذه التي ائتمنه الرب عليها ليخدمها حوالي 40 عامًا. إلى روما خرج القديس في حراسة مشددة من عشرة جنود، وقد صاحبه اثنان من كنيسته هما فيلون وأغاتوبوس. إذ رأى الجند حب الشعب له والتفافهم حوله عند رحيله تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود بالرغم من لطفه معهم، وما دفعه الشعب لهم كي يترفقوا بأسقفهم. وصلوا إلى سميرنا حيث استقبله القديس بوليكربس أسقفها كما جاءت وفود كثيرة من كنائس أفسس وتراليا وماغنيزيا، فاستغل الفرصة وكتب رسائل لهذه الكنائس كما كتب رسالة بعثها إلى روما إذ سمع أن بعض المؤمنين يبذلون كل الجهد لينقذوه من الاستشهاد، جاء فيها: [أخشى من محبتكم أن تسببوا لي ضررًا… صلوا ألا يوهب لي إحسان أعظم من أن أقدم لله مادام المذبح لا يزال مُعدًا… أطلب إليكم ألا تظهروا لي عطفًا في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعامًا للوحوش الضارية، التي بواسطتها يوهب لي البلوغ إلى الله. إنني خبز الله. اتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لتصير قبرًا لي. ولا تترك شيئًا من جسدي، حتى إذا ما متّ لا أُتعب أحدًا، فعندما لا يعد العالم يرى جسدي أكون بالحق تلميذًا للمسيح]. في ترواس أبحر بالسفينة من سميرنا إلى ترواس، ليكتب القديس أيضًا ثلاث رسائل “إلى فيلادلفيا، وسميرنا، والقديس بوليكربس”. من ترواس أبحر إلى نيوبوليس، ثم فيلبي، ثم Epirus و Tyrhene… وأخيرًا إلى منطقة Portus حيث التقى بالإخوة الذين امتزج فرحهم برؤيته بحزنهم لانتقاله. قابلهم بكل محبة سائلًا إياهم أن يظهروا المحبة الحقيقية ويتشجعوا. جثا على ركبتيه وصلى لكي يوقف الله موجة الاضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبة الإخوة لبعضهم البعض. أخيرًا أسرع به الجند إلى الساحة، وأطلقت الوحوش ليستقبلها بوجه باش، فوثب عليه أسدان ولم يبقيا منه إلا القليل من العظام. جمع المؤمنون ذخائره وأرسلوها إلى كنيسته بإنطاكية. تعيِّد له الكنيسة في 7 شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفانتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 117 يحتفل اللاتين بعيد استشهاد الكاهنين إفانتيوس وثيؤدولس مع القديس ألكسندروس الأول، أسقف روما. تم ذلك حوالي سنة 117 م. في عهد الإمبراطور هادريان وبواسطة الوالي أوريليانوس. ألقى الثلاثة في أتون نار وإذ لم يمسهم أذى، قُتل الكاهنان بالسيف بينما طعن الأسقف في كل جسمه بأدوات حديدية مسننة حتى أسلم الروح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إفبربيوس الزاهد | الولادة: – الوفاة: – اتسم الأب افبربيوس أو إبربيوس بزهده الشديد في أمور هذه الحياة، حتى عندما سلبه بعض اللصوص كان يساعدهم على نقلها، ولما تركوا له العصا رآها فأخذها وسار وراءهم ليعطيهم إياها، وإذ خشوا منه سلمها لبعض المارة كي يسلمونها لهم. إذ تعرف أن الله أمين وقدير ليكن لك إيمان به فتشاركه ما له. كلنا نؤمن أنه القدير وأن كل شيء مستطاع لديه، فامسك بالإيمان به في أمورك الخاصة، إذ هو قادر أن يصنع معك معجزات أيضًا. الأمور الجسدية مادية؛ من يحب العالم يحب فرص السقوط. لهذا إن حدث وفقدنا شيئًا لنقبل هذا بفرح وامتنان متحققين أننا قد تحررنا من الاهتمام بما فقدناه. سأل أخ أبا إفبربيوس عن حياته، فأجاب الشيخ: “كلْ قشًا، البس قشًا، نمْ على قش، بمعنى احتقر كل شيء واطلب لنفسك قلبًا من حديد!” في أيامه الأولى زار أبا إفبربيوس شيخًا، وقال له: “أبا، قل كلمة لكي أخلص”. أجابه: “إن أردت أن تخلص فإنك إن ذهبت لترى إنسانًا لا تبدأ بالكلام قبل أن يوجه إليك الحديث”. فشعر أبا إفبربيوس بالندامة على ما نطق به، وصنع له مطانية metanoia، وهو يقول: “قرأت كتبًا كثيرة من قبل ولم أجد تعليمًا كهذا”، وخرج من عنده منتفعًا جدًا. إن اقتنى إنسان التواضع والفقر وعدم إدانة الآخرين، تحل مخافة الله فيه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفتيخوس القديس | الولادة: – الوفاة: – أفتيخوس هو تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي، وبعد أن مكث هذا القديس مع الرسول زمنًا طلب إليه أن يذهب إلى القديس بولس الرسول فأذن له بذلك، فسار إليه وكرز معه باسم المسيح وردَّ كثيرين من اليهود والوثنيين إلى الرب يسوع وعمدهم، وحوَّل برابي الأصنام إلى كنائس. وقد صبر على القيود والحبس زمانًا طويلًا، وطُرِح في النار فلم تؤذه وللسباع فلم تقربه بأذى بل استأنست إليه. وقد ذهب هذا القديس إلى سبسطية وبشَّر فيها، وكان ملاك الرب يسير معه ويؤيده، ولما أكمل سعيه بسلام تنيح في شيخوخة صالحة. وقيل عن هذا القديس أنه هو ذلك الشاب الذي كان جالسًا في الطاقة مثقلًا بنوم عميق في الوقت الذي كان يلقي فيه بولس الرسول خطابه، فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل وحُمِل ميتًا، فأقامه بولس الرسول بصلاته (أعمال 20: 9-12). ويُعيد له يوم 1 نسيء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفخارستوس ومريم الباران الزوجان | الولادة: – الوفاة: – سأل راهبان الله أن يعلن لهما مدى ما وصلا إليه من تقدم روحي فسمعا صوتًا يقول أنه في قرية ما بمصر يوجد إنسان يدعى إفخارستوس (أو ايوخارستوس Eucharistos) وزوجته تدعى مريم، لم تبلغا بعد إلى درجة فضيلتهما. نهض الشيخان وذهبا إلى القرية، وإذ سألا عن إفخارستوس وجدا بيته والتقيا بزوجته. سألاها: “أين زوجك؟”، فأجابت: “إنه راعٍ يطعم القطيع”. دخلا البيت، وفي المساء عاد إفخارستوس ومعه الغنم. وإذ رأى الشيخين أعد لهما المائدة، وجاء بماء يغسل أقدامهما، أما هما فقالا: “لن نأكل شيئًا حتى تخبرنا عن طريقة حياتك”. أجاب إفخارستوس في تواضع: “أنا راعٍ وهذه زوجتي” أصر الشيخان أن يعرفا حياته، لكنه لم يرد أن ينطق بشيء. عندئذ قالا له: “الله هو الذي أرسلنا”، فقال إفخارستوس بخوف: “هنا يوجد الغنم الذي ورثناه من والدينا، فإن صنعنا ربحًا قليلًا بعون الله نقسمه ثلاثة أجزاء: نصيب للفقراء والثاني للضيافة والثالث لاحتياجاتنا الشخصية. ومنذ تزوجت لم نقترن ببعضنا بل هي عذراء، كل منا يعيش بمفرده؛ بالليل نلبس المسوح وبالنهار نلبس ثيابنا العادية، ولا يعلم أحد عنا شيئًا حتى الآن”. إذ سمع الشيخان هذه الكلمات صارا في دهشة وخرجا يمجدان الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفدوكيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديسة أفدوكيا أو أودكسية (تعني “مسرة الله”) Eutychia في 27 من مسرى. نشأت مع أخيها بنيامين في شبشير طملاي Pjijbhr (مركز منوف، محافظة المنوفية)، تحت رعاية والدين مسيحيين محبين للغرباء، وسالكين بخوف الله وتقوى. اشتاق بنيامين أن يتمتع بإكليل الشهادة، فانطلق إلى شطانوف بمركز أشمون (بالمنوفية)، غالبًا بناء على دعوة إلهية حيث اعترف بالسيد المسيح أمام الوالي، محتملًا عذابات كثيرة، وأخيرًا أُودع في السجن. سمع بذلك والداه وأخته، فجاءوا إليه باكين، أما هو فكان يعزيهم، معلنًا لهم عن زوال هذا العالم وانتظار المجد الأبدي. وإذ سمعت أخته عن المجد الأبدي قالت له: “حيّ هو الرب إني لا أفارقك، والموت الذي تموت به أموت أنا به معك”. سمع الوالي بذلك فحبسها معه في مكان مظلم مدة عشرين يومًا، ثم أخرجهما وربط في عنقيهما حجارة ثقيلة وطرحهما في البحر. أرسل الرب ملاكًا حلّ الحجارة من عنقيهما فسبحا حتى بلغا قرب بلدة تدعى بسطرة؛ التقت بهما عذراء أعانتهما حتى استراحا من الماء. عادا إلى الوالي من جديد يعلنان إيمانهما، فأمر بقطع عنقيهما بالسيف، ونالا إكليل الاستشهاد. وبنى لهما المؤمنون كنيسة في بلدهما شبشير. بركة صلواتهما فلتكن معنا، آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفدوكيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 114 قصة فتاة وثنية منغمسة في الشر بكل طاقاتها، تأثرت بعبادة ناسك وصلاته الخفية فاهتزت أعماقها الداخلية لا لتقبل الإيمان المسيحي فحسب، وإنما وقد تذوقت عذوبة الشركة مع عريسها السماوي صارت سرّ بركة وبنيان لنفوس كثيرة. حداثتها ولدت أفدوكيا أو أوذكسية أو أوطاخيا Eutychia في بعلبك بالشام Baalbeck (عُرِفَت بعلبك أيضًا باسم هليوبوليس)، وكانت سامرية الجنس، والدها يُدعى يونان ووالدتها حكيمة. كانت أفدوكيا جميلة جدًا، جذبت بجمالها الكثيرين إلى الخطية، حتى سمحت عناية الله أن ينزل أحد النساك من القدس يسمى “جرمانوس” Germanos ضيفًا في بيت ملاصق لبيت أفدوكيا. وفي منتصف الليل قام الناسك كعادته يصلي بحرارة ثم بدأ يقرأ في الكتاب المقدس عن “الدينونة” بصوت عالٍ لكي ينزع عنه النوم، وإذ فرغ من ذلك بدأ يقرأ في كتاب روحي عن عذابات الأشرار، وكانت أفدوكيا تصغي باهتمام من وراء الحائط فاهتزت مشاعرها، وصارت تبكي حتى الصباح. التقت أفدوكيا بالناسك وصارت تسأله عما كان يقرأه فأخذ يحثها على التوبة، وكان يلتقي بها بصفة مستمرة حتى تهيأت للمعمودية، فقام الأنبا تيؤدورس أسقف بعلبك بتعميدها، حيث قدمت له كل أموالها ليوزعها على الفقراء. انطلقت أفدوكيا إلى بيت العذارى حيث عاشت بقلب ملتهب حبًا لله، فأحبتها العذارى وألزمنها أن تكون رئيسة عليهن بعد نياحة الرئيسة التي كانت في أيام دخولها البيت، فصارت خير قدوة لهن بالحياة العملية، خلال سهرها وأصوامها وسلوكها المملوء حبًا، مما جذب الكثيرات إلى بيت العذارى. خدعة شيطانية حرك عدو الخير شابًا شريرًا ليسقطها في النجاسة، فتظاهر بالنسك والتقشف مع التقوى، وذهب إلى الناسك جرمانوس يسأله أن يقبله من بيت المتبتلين ليحيا مكرسًا حياته للعبادة، وإذ قال له الناسك أنه لا زال شابًا يحتاج إلى التأني أجابه أن سيرة أفدوكيا قد جذبته لهذا الطريق. بعد فترة ليست بقليلة سأله الشاب أن يلتقي بالقديسة أفدوكيا لينال بركتها، وإذ اطمأن له جرمانوس سمح له، فالتقى بها، وأخذ يخاطبها بكلام دنس، أما هي ففي حزم شديد وبخته وأبكمته، فضربه الرب للحال، وسقط ميتًا. اضطهاد الوالي لها لما أشهر الملك تريانوس الاضطهاد ضد المسيحية أرسل والي المدينة أوريليانوس جنوده للقبض على تلك الشابة، فوثب عليهم وحش قتل بعضًا منهم وهرب الباقون. لم يصدق الوالي الخبر فأرسل ابنه ومعه عدد كبير من الجنود، لكن في الطريق رفسه فرس ومات، فالتجأ الوالي إليها، وبصلاتها أقام الرب ابن الوالي، فآمن الوالي وأهل بيته وجمع كثير من المدينة. احتمالها الآلام بصبر إذ مات الوالي أوريليانوس، أراد خلفه ديوجنيتس أن يتزوج جلاسيا أخت الوالي الأول، وكان يبغض المسيحيين، فهربت الفتاة إلى أفدوكيا، فأرسل الوالي جنودًا لإحضار أفدوكيا لينتقم منها، فجاءت إليه وتحدثت معه بشجاعة، محتملة عذابات كثيرة من أجل إيمانها بالسيد المسيح، وقد تمجد الله فيها، إذ أثار زوبعة شديدة، بينما كان الجنود يضربونها بالسياط في وحشية حتى آمن البعض بالسيد المسيح. أخيرًا أطلق الوالي سراحها لتعود إلى بيت العذارى. استشهادها إذ تولى والي جديد اسمه فيسيسيوس الولاية من قبل تراجان الملك، حاول استمالة القديسة لتنكر الإيمان، وإذ رأى إصرارها أمر بقطع رأسها، في الخامس من شهر برمهات حوالي عام 114 م. فانطلقت أفدوكيا عروسًا مقدسة تلتقي بعريسها الأبدي في الفردوس. يُطلَق عليها أيضًا: أودكسيا، أودكسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفرا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – حياتها تمثل النفس التي عاشت مدللة زمانًا في شهوات الجسد، وإذ تذوقت عذوبة الشركة مع الله في المسيح يسوع مخلصها تصطاد أهل بيتها للإيمان، وتقف بجرأة تواجه آلام الاضطهاد متهللة بالروح. كان الغرب يحتفل بعيد استشهادها في الخامس من أغسطس، ولا زالت تكرم في اكسبرج Augsburg موطنها، وفي بعض مناطق بألمانيا، قيل أن رفاتها أكتشفها S.Ulric سنة 955 م.، والآن توجد في كنيستي إلريك وأفرا في أقصى جنوب اكسبرج. أغلب الدارسين يؤكدون صدق استشهادها، وإن كان بعض النقاد يتشككون في أنها كانت زانية وتابت. نشأتها بحسب التقليد كانت أفراAfra امرأة زانية تعيش في اكسبرج في بداية القرن الرابع، تابت على يدي القديس ناركيسوس بجيرونا في أسبانيا St. Narcissus of Gerona، وقد تابت معها والدتها هيلارية، كما كسبت نفوس خادماتها الثلاث: ديجنا وإفنوميا وإفبريبيا اللواتي كن يسلكن معها في الفساد. استشهادها إذ التهبت نيران الاضطهاد في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس استدعاها غايس قاضي Rhaetia، ودخل معها في الحوار التالي: – اذبحي للآلهة، فإنه خير لك أن تعيشي من أن تموتي بالعذابات. – يكفي ما ارتكبته من خطايا خلال جهلي، فإنني لن أضيف عليها ما تأمرني به. – اذهبي إلى الهيكل وقدمي ذبيحة. – المسيح هو هيكلي، أراه دائمًا أمام عيني، وأعترف له كل يوم بخطاياي، وأقدم نفسي ذبيحة إرادية. – لقد سمعت عنك، إنك زانية. إذن ضحِ، فإنه لا نصيب لك مع إله المسيحيين. – لقد قال ربي يسوع المسيح أنه جاء من السماء لأجل الخطاة. – ضحِ فتكسبين محبة محبيك، ويسكبون أموالهم في جرابك. – إنني لن أقبل بعد أموالهم البغيضة، هذه الأموال التي ألقيتها عني كنفاية. – لن يمكنك أن تصيري مسيحية فإنك زانية. – إن كل ما لديّ أقدمه لأنال لقب مسيحية هو رحمة الله. – كيف تعلمين أن المسيح قبلك؟ – في أنه يسمح لي أن اعترف به أمام كرسي قضائك. – هذا كله وهن، مجرد تخيلات؛ قدمي ذبيحة! – المسيح هو خلاصي، الذي عُلق على الصليب، ووعد اللص الذي اعترف به بالفردوس. – لا تتركيني أحاورك كثيرًا، إنما قدمي ذبيحة، وإلا إن سلكتي بغباوة فسأعذبك وأحرقك حية. – ليت جسدي الذي أخطأ يتألم! إذ أصدر القاضي حكمه بحرقها حية، أمسك بها الجند وسحبوها إلى جزيرة في نهر Lech، وهناك جلدوها وربطوها في قائمة لحرقها، وإذا بها تبسط يديها وترفع نظرها إلى السماء والدموع تجري من عينها لتقدم صلاة لله قائلة: “أيها الرب يسوع المسيح، الله القدير، الذي جاء لا ليدعو أبرارًا بل خطاة للتوبة، اقبل في هذه الساعة آلام توبتي، وخلال هذه النار الزمنية التي أُعدت لإبادة جسدي أنقذني من النار الأبدية التي تحرق الجسد والنفس معًا”. وإذ بدأت تدخل النيران، سُمعت تقول: “أشكرك أيها الرب يسوع، إذ جعلتني أهلًا أن أتألم لأجل اسمك، يا من قدمت جسدك على الصليب فداء عن العالم كله، البار يفتدي الظالمين، الصالح يفتدي الأشرار، الطوباوي يفتدي من هم تحت اللعنة، الحلو يفتدي من هم مرارة… لك أقدم ذبيحتي، يا من لك الملك مع الآب والروح القدس، إلى دهر الدهور، آمين”. إذ قالت هذا صمتت لتنطلق نفسها إلى الفردوس متهللة بإكليل الشهادة. في المساء جاءت والدتها وخادماتها الثلاث يحملن جسدها ويدفن إياها… وإذ سمع غايس أرسل جنوده يحرقهن بالنار. يرى بعض الدارسين أن أفرا هذه جاءت مع الكتيبة الطيبية من مصر إلى ألمانيا، إذ كان من عادة الجند متى رحلوا يأخذون أحيانًا زوجاتهم وأولادهم. ورأي آخرون أنها فتاة زانية جاءت مرافقة لأحد الجند وبقيت هناك تمارس شرها. ويعيد لها يوم 5 أغسطس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراهات القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش القديس أفراحات (أفراحاط) ناسكًا حقيقيًا، بفكر إنجيلي، في نسكه يتسع قلبه بالحب للكل، ويقابل الآخرين ببشاشة، مجاهدًا أيضًا من أجل حفظ الإيمان. نشأته قيل أنه نشأ في القرن الرابع ببلاد فارس، وكان والداه من عبدة الأوثان، أما هو فمنذ صبوته لم يسترح لفكر آبائه وحياتهم المملوءة بالرجاسات. لذا إذ التقى وهو في سن الرشد ببعض المسيحيين وتلامس مع محبتهم ووداعتهم وعفتهم سألهم عن إيمانهم، فتحدثوا معه عن وحدانية الله وتثليث الأقانيم الإلهية وعمل الله الخلاصي، فقبل الإيمان بفرح شديد واعتمد. رأى افراحات أن يترك بلده كإبراهيم ويذهب إلى أديسا (الرُها) فيما بين النهرين ليتشدد بإيمان المسيحيين هناك، وإذ كان يميل لحياة الوحدة سكن في مكان قريب من المدينة، يمارس حياة العبادة النسكية بروح تقوى حقيقي، ففاحت فيه رائحة المسيح الذكية وجاء الكثيرون يسترشدون به ويطلبون صلواته. يبدو أنه ترك موضعه وذهب إلى منطقة أخرى بسوريا حيث ازداد في نسكه، فلم يكن يأكل إلا خبزًا ويشرب ماء، مرة في اليوم مع بعض الخضراوات غير المطبوخة عندما كبر في السن. افتقده تارة أحد ولاة الشرق، يدعى أنثيموس، وقدم له ثوبًا جديدًا جاء به من بلاد فارس كهدية من بلد هذا المتوحد، وإذ كان بطبعه لطيفًا وبشوشًا تقبل الهدية وشكره عليها. وبعد قليل سأله أفراحات: إني أستشيرك في قضية تحيرني وتبلبل فكري، وهي إنني منذ حوالي 16 عامًا عزمت أن يكون لي صديقًا واحدًا اخترته ليرافقني ويعيش معي، وكان هذا الصديق يعجبني جدًا ويعزيني ولم يحزنني قط لكن جاء آخر من بلد بعيد وأراد أن يحتل مكانه فأي الاثنين أقبل؟! أجاب الوالي: “الأول” أبتسم أفراحات وقال له: “إن الصديق القديم هو ثوبي يلازمني هذه السنوات الطوال فكيف استبدله بآخر؟!” حينئذ ابتسم الوالي وأدرك أن أفراحات يود الاعتذار عن قبول هديته بلطف، فاسترد الثوب وهو متعجب من حكمته ولطفه، إذ لم يرد أن يجرح احساساته حتى في رفضه للهدية. مع الملك فالنس بقي القديس ملازمًا قلايته لا يخرج منها، وقد تحولت إلى مركز روحي قوي، يتعزى كل القادمين إليه بكلمات النعمة الخارجية من فمه، ويتمتعون ببركات عمل الله معه. إذ نفى الإمبراطور فالنس ملاتيوس أسقف أنطاكية، وأثار الاضطهاد على الكنيسة بسبب فكره الأريوسي، دخل أفراحات مدينة أنطاكية، وكان يشجع المؤمنين، ويشددهم على الإيمان المستقيم، مبرهنًا لهم على لاهوت السيد المسيح. وكان الأريوسيون يعجزون عن مقاومته أو مجادلته من أجل النعمة التي وُهبت له خلال كلماته وحياته والعجائب التي كان الله يجريها على يديه، لذا كان الأريوسيون يهابونه ويريدون التخلص منه. رآه الإمبراطور مرة يجري مسرعًا في الطريق رغم شيخوخته، وإذ سأل عن شخصه قيل له أنه الناسك أفراحات، فاستدعاه، ثم سأله عن سبب مشيه بسرعة. فقال له أفراحات: “لكي أجتمع في الكنيسة وأصلي من أجل العالم، خاصة من أجل الإمبراطورية”. عندئذ قال له فالنس: “كان الأولى بك أن تلازم قلايتك وتصلي فيها”. أجاب القديس: “لو أن فتاة أبصرت نارًا تلتهب في بيت أبيها وهي متحجبة أتبقى في البيت مستسلمة حتى تحترق؟! لست أنا الذي أُلام بل بالأحرى أنت الذي أشعلت النيران في بيت أبي وأنا أطفئها. إنني لا أفعل شيئًا يخالف عملنا عندما نجتمع معًا لننعش الموالين للإيمان الحقيقي”. لم يستطع الإمبراطور أن يجيبه بكلمة، إنما شتمه أحد الحاضرين مهددًا إياه بالقتل، فسقط في الحال ميتًا، الأمر الذي أرعب الإمبراطور، فلم يمد يده على القديس أفراحات بالرغم من محاولات الأريوسيين وحثهم له على نفيه. لم يمض إلا وقت قليل ومات فالنس في حريق فاستراحت الكنيسة من مقاومته. عاد القديس إلى توحده واختلى بها مقدمًا صلواته عن العالم حتى تنيح حوالي عام 345 م. تعيِّد له الكنيسة اليونانية في 29 من يناير، واللاتينية في السابع من أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراسيا القديسة | الولادة: – الوفاة: 420 نشأتها ولدت أفراسيا أو أفراكسيا بالقسطنطينية في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير في أواخر القرن الثالث، وكانت تمت بصلة قرابة للإمبراطور. كان والدها أنتيخوس Antigonus واليًا على مدينة ليكيا، عُرف بتقواه مع شرف حسبه. أما والدتها فكانت إنسانة تقية بارعة الجمال، تدعى أيضًا أفراسيا. بعد إنجابها للطفلة اتفق الوالدان على الحياة البتولية وهما تحت سقف واحد، يمارسان الحياة النسكية الخفية. إذ بلغت الطفلة سنة واحدة من عمرها انتقل الوالد، وإذ بلغت الخامسة طلب الإمبراطور من الأم أن تخطب ابنتها الطفلة لأحد أبناء الشرفاء، فقبلت الأم. لكن إذ كانت الأم ابنة اثنين وعشرين عامًا وبسبب جمالها الفائق تقدم كثيرون من شباب الأشراف يودون الزواج من هذه الأرملة الشابة، وكان الإمبراطور يحثها على الزواج. سألت أفراسيا الإمبراطور أن يسمح لها بزيارة مصر لتدبير بعض أمورها المادية، وكان هدفها الرئيسي هو الهروب من القصر الإمبراطوري خشية ضغط الإمبراطور عليها، فتكسر العفة التي نذرت نفسها لها مع رجلها الراحل. في مصر إذ وصلت أفراسيا وطفلتها إلى مصر، قاما بزيارة بعض الأديرة، من بينها دير بالإسكندرية به مائة وثلاثون راهبة يسلكن بروح نسكي تقوي، فما كانت الراهبات يخرجن من ديرهن قط، ولا يأكلن إلا بعد الغروب خبزًا وبقولًا، يلبسن المسوح، ويعملن بأيديهن. قدمت أفراسيا مالًا للدير فرفضت الرئيسة نهائيًا معتذرة بأن عمل أيديهن يكفي لمعيشتهن. ترددت أفراسيا الكبرى وابنتها أفراسيا الصغرى على هذا الدير، فكانتا تجدان راحتهما فيه، كما أحبت الراهبات الصبية الصغيرة أفراسيا التي كانت في السابعة من عمرها. سألت رئيسة الدير الفتاة الصغيرة على سبيل الدعابة: “من الذي هو أحب إليك راهبات هذا الدير أم خطيبك؟”. أجابت الصبية: “إنني لم أعرف خطيبي ولا هو يعرفني، أما راهبات الدير فإني أعرفهن وأحبهن جميعًا”. ثم قالت الصبية: “وأنت أيهما أحب إليك أنا أم خطيبي؟”. ابتسمت الرئيسة ثم قالت: “نحن نحبك، وسيدنا يسوع المسيح أيضًا يحبك”. عندئذ قالت: “أنا أيضًا أحبكن وأحب سيدنا يسوع المسيح محبة عظيمة”. كانت الأم أفراسيا تنصت لكلمات ابنتها اللطيفة وتعبيرات وجهها، وإذ لم تتمالك نفسها من شدة الفرح انسابت الدموع من عينيها دون أن تنطق بكلمة. في المساء سألت الأم ابنتها أن يتركا الدير حتى لا تنشغل الرئيسة بهما، فقالت لها الصبية: “اذهبي أنتِ يا أمي إن أردتِ ودعيني أمكث ههنا”. أجابتها الوالدة: “يلزمنا أن نخرج من الدير فإنه مسكن للناسكات المنقطعات لعبادة الله”. جثت الصبية أمام أيقونة المصلوب وهي تقول: “يا يسوع الحلو، أنت هو ربي وإلهي. هأنذا أتعبد لك بكليتي، فلا أخرج من ههنا، لأني لست أريد عريسًا سواك”. تأثرت الأم الرئيسة بالمنظر وأيضًا والدة الصبية، ولم تعرفا ماذا تفعلان، إلا أن الرئيسة بلطف قالت للصبية: “لا يمكنك أن تقيمي عندنا الآن إذ لا توجد قلاية خالية” في بساطة قالت الصبية: “ولِمَ لا أسكن معك في قلايتك”. خجلت الرئيسة، ثم قالت للأم اتركيها سأعد لها مكانًا، وأوضحت لها أنها لن تحتمل السكنى لفترة طويلة، إنما ستشعر بضجر وتترك الدير. بقيت الصبية أيامًا ولم تُظِهر ضجرًا بل كانت بالأكثر تتعلق بالموضع المقدس بفرح وتهليل، وإذ سألتها الرئيسة ومعها والدتها أن تترك الدير رفضت. وإذ أرادت الرئيسة أن تثقل عليها لكي تترك الدير سألتها أن تحفظ المزامير عن ظهر قلب وتمارس بعض الممارسات التقشفية، فكانت الصبية تتقبل ذلك بفرح نامية في النعمة، الأمر الذي جعل الأم الرئيسة تقول لأفراسيا: “اتركي الفتاة الصغيرة بيننا، فإن نعمة الله تعمل في قلبها، تقواكِ وتقوى أنتيخوس قد فتحا لها الطريق الأكمل”. انسابت الدموع من عيني الوالدة وهي متهللة بابنتها، إذ أمسكت بالابنة وتقدمت بها إلى أيقونة الصليب المقدس، وهي تقول: “أيها الرب يسوع المسيح اقبل الصبية. إنها تحبك أنت وحدك، وإياك تطلب، وها هي تكرس حياتها لخدمتك”. ثم توجهت إلى ابنتها وهي تقول: “ليت الله الذي أسس الجبال يحفظك دائمًا في مخافته المقدسة”. لم يمض وقت طويل حتى ارتدت أفراسيا زي الرهبنة، فسألتها أمها إن كانت مسرورة أم لا، فأجابتها: “أماه، إنه ثوب عرسي، وُهب لي لأكرم يسوع حبيبي”، فكانت الأم تفرح وهي ترى ابنتها تنمو في النعمة. رأت أفراسيا زوجها في حلم متلألئًا بنور سماوي يدعوها للملكوت، فروت ذلك للأم الرئيسة، وبالفعل انتقلت أفراسيا لتدفن في مقابر الدير. دعوتها للقسطنطينية كانت أفراسيا تنمو كل يوم في معرفة الله بحياة طاهرة مقدسة، وإذ بلغت الثانية عشرة من عمرها كانت لا تأكل إلا في المساء. أرسل إليها الإمبراطور، غالبًا أركاديوس، يدعوها للحضور إلى القسطنطينية لتتزوج الشريف الذي سبق أن خُطبت له، فأرسلت إليه تقول له أنها قد قبلت عريسًا سماويًا، نذرت حياتها له، سألته أن يوزع كل ميراثها على الفقراء ويحرر جميع عبيدها، ففرح الملك برسالتها التي قرأها على القضاة وكل المحيطين به معتزًا بها. أما هي فكانت في تواضع تمارس أدنى الأعمال وتخدم ما استطاعت كل من بالدير، فتقوم بتنظيف قلاليهن، وتحمل المياه للمطبخ، وتقوم بتقطيع الحطب إلخ… فأحبها الجميع لتواضعها ومحبتها! جهادها ضد العدو إن كانت أفراسيا قد تركت الغنى بإرادتها لكن العدو الشرير لم يكف عن محاربتها، تارة يذكرها بقصور القسطنطينية وإمكانية الخدمة لو عاشت حياتها كشريفة متزوجة، وأخرى يثير أمامها قبائح جسدية إلخ… إذ رأت إحدى الراهبات ما بلغته هذه الراهبة من كرامة وحب في قلب جميع الراهبات بما فيهن الأم الرئيسة، بسبب طاعتها وبشاشتها مع تواضعها وحبها، مما وهبها جمالًا روحيًا بجانب جمالها الجسدي بالرغم من أصوامها الشديدة التي بلغت أحيانًا أن تأكل مرة واحدة في الأسبوع، فقد حقدت هذه الراهبة عليها، وكانت تسمى جرمينا من الإماء. أشاعت هذه الراهبة في الدير أن ما تفعله أفراسيا ليس من قبيل محبتها لله، وإنما طلبًا في المجد الزمني وحب الظهور، ومع هذا فكانت أفراسيا تترفق بها وتحنو عليها أكثر من بقية الراهبات. قيل أن عائلة أحضرت سيدة بها شيطان عنيف، إذ كانت تهيج وتضرب من بجوارها بعنف، جاءوا بها إلى الدير مقيدة لكي تصلي عليها الراهبات. قدمتها الأم الرئيسة لأفراسيا إذ كانت تعرف أن الله وهبها هذه العطية أن تشفي مرضى باسم السيد المسيح، وتخرج شياطين بروح متضع ومنسحق. بالفعل لاطفتها أفراسيا وصلّت من أجلها فاستراحت وهدأت جدًا بل وتعلقت بأفراسيا. هذا الأمر أثار حسد الراهبة جرمينا فذهبت إلى الأم الرئيسة متذمرة لماذا تعهد بالمرأة التي بها الشيطان للراهبة أفراسيا دون غيرها. وبالفعل إذ جاءت السيدة مرة أخرى سلمتها لجرمينا، فقامت السيدة بضربها بعنف وشدة حتى كادت أن تقتلها لولا تدخّل القديسة أفراسيا التي صلت عليها فهدأت واستراحت بعد أن خرج الشيطان منها، فتمجد الله بالأكثر في حياة أفراسيا وندمت جرمينا على ما فرط منها. إذ بلغت أفراسيا الثلاثين من عمرها مرضت وتألمت كثيرًا جدًا ثم رقدت في الرب. تأثرت الراهبة جوليا (لم يأتي ذكرها من قبل أنها تلميذتها) لرقاد تلميذتها أفراسيا فبقيت بجوار قبرها ثلاثة أيام تبكي وتصلي وفي اليوم الرابع قالت جوليا للأم الرئيسة أن السيد المسيح قد دعاها للراحة بصلوات أفراسيا، وبالفعل أُخذت نفسها في اليوم الرابع ودُفنت مع تلميذتها (حوالي عام 420 م). العيد: 13 مارس. ملاحظة: يرى البعض أنها عذراء من روما، وأنها تَمِتّ بصلة قرابة للإمبراطور هوفوريوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفراطس الأب | الولادة: – الوفاة: – أحد آباء البرية الذي قدم مثلًا حيًا لرفض الراهب للصدقة، متكلًا على الله وحده، إذ قال: “إن شاء الله لي أن أحيا فهو يعلم كيف يدبر أمري، وإن لم يشأ فمالي وللحياة”. وعندما صار مقعدًا مُلقى على فراش المرض رفض قبول أية تقدمة من أحد، قائلًا: إن أخذت من أحد شيئًا فليس لي ما أكافئه به. يرى أن المؤمن الحقيقي لا يبالي بشتيمة ما أو ظلم يلحق به، لأن عينيه لا تنحرفان عن الله، إذ يقول: “يليق بالمتقدمين إلى الله أن ينظروا إليه وحده، ويلتجئوا إليه بورع هكذا لا يعيروا الشتيمة التفاتًا، ولو كانوا مظلومون ربوات المرات”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفرام الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد باخميم في صعيد مصر، وترهب بأحد أديرة مصر مع قريب له يسمى مرقُريوس، عاشا كأخين بالروح، يسندان بعضهما البعض، يمارسان حياة الرهبنة مدة عشرين عامًا بروح الشركة والحب. إذ أثار الأريوسيون الاضطهاد على الكنيسة، دخلوا إلى الهيكل وأرادوا تقديم قرابين على المذبح، فتقدم القديسان ورفعا الخبز والخمر عن المذبح، قائلين: “من لم يعتمد باسم الثالوث القدوس لا يحق له أن يقدم قربانه إلا على مذبح الأوثان”. أمسكهما الأريوسيون وضربوهما ضربًا مبرحًا حتى أسلما الروح، وكان ذلك في الثلاثين من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفركيوس أسقف هيروبوليس القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أفركيوس أسقفًا على هيربوليس (منبج) بإقليم فريجيا الصغرى، عرف بحبه الشديد للصلاة وتقواه، حتى كان يقضي الليالي ساجدًا في كنيسته يناجي سيده في حب عميق من أجل رعيته، ومن أجل خلاص العالم كله. خلال هذه المحبة الشديدة التقوية وهبه الله صنع العجائب وإخراج الشياطين فذاع صيته حتى بلغ مسامع الإمبراطور مرقس أوريليوس (161-180). حبه لخلاص الوثنيين في إحدى الليالي إذ كانت نفسه مرة للغاية بسبب انتشار الوثنية، أخذ يبتهل إلى الله بدموع من أجل خلاص الكل، ولفرط حزنه وتعبه نام، فتراءى له ملاك الرب، وسلم إليه عصا، وقال له: قم إلى هيكل الأوثان وحطّم ما به من أصنام، فلما استيقظ أدرك أنه إنما رأي رؤيا، فقام لساعته ليلًا وذهب إلى معبد الأوثان وصار يحطم الأصنام حتى ألقى بالكل على الأرض مهشمًا. شعر الحراس بذلك فهرعوا إليه ليروه يحطم أصنامهم فذهلوا من جسارته، أما هو فتظاهر بالجدية، قائلا: “لقد تخاصم الآلهة وتقاتلوا، وحطم بعضهم البعض” فحدث اضطراب وجاءت الجموع ترى ما حدث، فتسلل وترك الموضع. في الغد جاءت الجموع إليه لتفتك به، وكان من بينهم ثلاثة رجال عراة يصيحون، فصلى عليهم الأب الأسقف وشفاهم، فخافه الشعب، وصاروا يهتفون: “عظيم هو إله المسيحيين!” وآمن كثيرون بالسيد المسيح واعتمدوا، فذاع صيته وجاء الكثيرون يطلبون إرشاده وصلواته، ويقدمون له مرضاهم ليشفيهم باسم ربنا يسوع. في قصر الإمبراطور قيل أن ابنة مرقس أوريليوس (Lucilla) أصيبت بروح شرير قبيل زفافها، فحار الكل في علاجها، وإذ ذُكر اسم هذا الأب لدى الإمبراطور أرسل إليه يطلبه. فقام بالرغم من شيخوخته وانطلق إلى روما حيث استقبلته الإمبراطورة فوستينا، لأن الإمبراطور كان في حرب، وهناك صلى الأب الأسقف على الفتاة فخرج الروح الشرير. ولما عرضت عليه الإمبراطورة هدايا رفض وتحت الإلحاح قبل إرسال قمح لفقراء الإيبارشية، وإنشاء مستشفى عند مياه “أغرا” المعدنية بفريجيا. وقد بقيت هذه المعونة ترسل سنويًا حتى منعها يوليانوس الجاحد. التقى الأب الأسقف بمؤمني روما وكان يثبتهم في الإيمان ويعظمهم، وإذ رأى الكرامة تحيط به لم يبق كثيرًا بل عاد إلى بلده مفتقدًا بعض البلاد بآسيا، تجول في سوريا وما بين النهرين ونصيبين، وكان الله يعمل به أينما حلّ. أعد القديس لنفسه قبرًا، نقش عليه السمكة رمزًا للإيمان المسيحي، وكتب باختصار عمل الله معه في زيارته للقصر. تنيح حوالي عام 167 م. ويُعيد له يوم 22 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفروسينا القديسة | الولادة: – الوفاة: 1024 📜 سيرتها عاشت في أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر. فَقَدَت والديها وهي صغيرة، فتولَّت إحدى العائلات التقيَّة تربيتها، فنشأت في حياةٍ تقويَّة، محبَّةٍ للنُّسك. إذ شعرت بأنَّ شابًا يتقدَّم لزواجها “حلَّقت شعر رأسها” الأمر الذي أثَّر في نفس الشاب الذي كان قد تعلَّق بها، فأحبَّ البتوليَّة وكرَّس حياته للرب لما رآه في هذه الفتاة. أمام إصرار الفتاة على الحياة البتوليَّة، وتجلِّي الرب في حياتها، قدَّمها الذي قام بتربيتها للدير، فازدادت نُسكًا وسهرًا وكانت تشتاق أن ترتدي الزِّي الملائكي الرهباني، وقد وهبها الله عطيَّة عمل المعجزات. إذ تنحَّت رئيسة الدير، اتَّفقت الراهبات على إقامتها رئيسةً أو أمًّا عليهن، خاصَّةً أنَّها اتَّسمت – بجانب نُسكها وسهرها وحبها للعطاء – بالتمتُّع بروح الحكمة في اتِّضاع، فكان الكلُّ يشتقن لمجالستها وطلب مشورتها. تميَّزت في رئاستها بالحبِّ الشديد والبشاشة، فكانت كل راهبة تجد راحتها الحقيقيَّة في المسيح خلال هذه الأم. مرَّت الكنيسة بضيقةٍ شديدةٍ في أيَّامها إذ طُرِد المسيحيُّون من الدواوين، فكانت سندًا لهذه العائلات المتألِّمة، واستطاعت بقلبها المحب وبشاشتها أن تسند هؤلاء المضطهَدين وتُعينهم، كما رُدَّت نفوس كثيرة إلى الإيمان. أخيرًا، عانت من الأمراض زمنًا طويلًا، ورقدت في الرب في التاسع من أمشير عام 1024 ش، بالغةً من العمر ثمانين عامًا، وقد حضر البابا يوحنَّا الثامن انتقالها. ✨ من كلماتها المأثورة يليق بمن يودُّ خلاص نفسه أن يُعطي فضَّةً لمن يَشتمه ويُهينه ويُحزنه، حتَّى يكسب فضيلة الاتِّضاع.ملكوت الله لا يُقتنَى بذهبٍ أو فضَّةٍ إنَّما بالاتِّضاع ونقاوة القلب والمحبَّة الصادقة لكلِّ أحد. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفروسيني القديسة | الولادة: – الوفاة: – 📜 سيرتها اتَّسم القرن الرابع بهجرة القلوب المؤمنة إلى البراري لتمارس حياة العشق الإلهي في أبدع صُوَره، حيث يرفض المؤمنون لا حياة الترف فحسب بل وكلَّ ما يمكن أن يشغلهم عن التأمُّل الإلهي. وإذ انطلق الآلاف يُمارسون هذه الحياة نجحت بعض الفتيات المشتاقات للحياة النُّسكيَّة الجادَّة أن يختفين في زيِّ رجالٍ ويَفقدن بالنُّسك نعومتهنَّ وأنوثتهنَّ ليَعيشن الحياة القاسية بقلبٍ ملتهبٍ حُبًّا وعاطفةً مقدَّسةً منطلقةً في السماويَّات. من بين هؤلاء القدِّيسات مارينا، وإيلاريَّة، وأثناسيا وأبوليفارس إلخ… وأيضًا أفروسيني، التي يُلقِّبها اليونان: “أمَّنا”. جاءت أفروسيني ثمرة صلوات أحد الآباء الرهبان القدِّيسين، إذ التجأ إليه أبوها بفنوتيوس أحد أثرياء الإسكندريَّة يطلب منه الصلاة ليَهَبَه الله ثمرة مباركة، وقد استُجيب له، فدعاها والدها “أفروسيني” أي “بهجة”، إذ جاءت بعد شوقٍ طويلٍ لسنوات. نشأت هذه الفتاة الجميلة بين والدين تقيَّين وغنيَّين في نهاية القرن الرابع، سخيَّيْن جدًّا في العطاء، فالتقطت منهما محبَّة الله الفائقة حتى اشتهت تكريس حياتها للعبادة. إذ بلغت أفروسيني الثامنة عشرة من عمرها، أراد والدَاها أن يزوِّجاها لشابٍّ تقيٍّ وغنيٍّ، وعبثًا تضرَّعت إليهما ليتركاها وشأنها، وراحا يُعِدَّان لها العُرس. فجأةً اختفت الفتاة، فصار الأب يبحث عنها في كلِّ مدينةٍ وقريةٍ فلم يجِدها. انطلقت الفتاة إلى أحد الأديرة بعد أن اختفت في زيِّ الرجال، والتقت بالرئيس الذي رفض في البداية قبولها لمَّا رأى عليها من علامات النعومة والغِنى مع الجمال، لكن تحت إصرارها قبِلها تحت التجربة، حاسبًا إيَّاها شابًّا مدلَّلًا لن يحتمل الحياة الرهبانيَّة. طارَت الفتاة من الفرح وأخذت تسلك بحياةٍ نُسكيَّة جادَّة مع عبادةٍ تقويَّة وسلوكٍ أدهش الجميع. بعد فترةٍ زار والدها الدير، فعرَفَته أفروسيني ولكنَّها كتمت مشاعرها، وكانت تلتقي به وترشده في احتمال الآلام بفرح. فوجَد فيها تعزيته، لذا صار يُكثِر التردُّد على الدير بسببها وهو لا يعلم أنَّها ابنتُه. عاشت أفروسيني ثماني عشرة سنةً كراهبٍ ناسك، وإذ مُرِضَت وأدركت أنَّ يوم رحيلها حان كشفت أمرها لوالدها الذي انطرح على عنقها وصار يُقبِّلها، فعزَّته وشجَّعته وأنعشت إيمانه، ثم رقدت بين يديه. تُطوِّبها كنيسة الروم بهذا النشيد العذب: “لمَّا صبوتِ إلى نيل الحياة العلويَّة أهملتِ النعيم الأدنى بنشاطٍ ونظَّمتِ ذاتكِ في سلك الرجال، يا دائمة الذِّكر، فإنَّكِ قد ازدرَيْتِ خطيبكِ الزمني من أجل المسيح ختنِكِ”. نعود إلى والدها الذي تأثَّر بابنته جدًّا، واشتاق أن يُلحِقها في الحياة المقدَّسة في الرب مرتفعًا بروح الله القدوس على جبال الفضيلة… إذ باع كلَّ ما يملكه ووزَّعه على الفقراء والتحق بالدير ليقضي عشر سنواتٍ في قلايَة ابنته يُجاهِد بفرحٍ في حياةٍ نُسكيَّة جادَّة. ويُعيَّد لها يوم 25 سبتمبر في الكنيسة اليونانيَّة / وفي كنيسة روما يوم 16 يناير، والآباء الكرمليِّين يوم 11 فبراير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفرونيا العذراء القديسة | الولادة: – الوفاة: – افرونيا أو أبرونيا هي أخت الأسقف أنير Aner لمدينة Toul ببلاد الغال، ولدت في ترانكيل Tranquille، قرية تابعة لإيبارشية تروى Troyes؛ في محبتها للسيد المسيح اشتاقت للحياة البتولية الملائكية ممتثلة بأخيها، فعاشت محبة للطهارة والنقاوة والحياة المقدسة حتى تنيحت في نهاية القرن الخامس. ويعيد لها يوم 15 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفستراتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في بدء القرن الرابع، إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد، ألقى ليسيا (ليسياس Lysias) الوالي ببلاد أرمينيا القبض على رجل مسيحي من عائلة غنية يُدْعَى افستراتيوس وقام بتعذيبه بعنف لكي يثنيه عن الإيمان، وإذ شاهد أحد الجنود ثباته في الإيمان ومحبته وسط الضيقات قبل أيضا الإيمان المسيحي، وكان يدعى أورسطوس Orestes. اقتيد الاثنان إلى أغريكولاوس وإلى سبسطية وعبثًا حاول نزعهما عن الإيمان، فألقى الأول في أتون نار والثاني على ألواح حديدية أوقد تحتها النيران، حتى أسلما روحيهما في يديّ مخلصهما. ألقى ليسيا القبض على مجموعة من المسيحيين من بينهم افكسنتيوس وأفجانيوس ومرضاريوس، وأسلمهم للتعذيب حتى أسلموا أرواحهم. وقد نقلت أجسادهم إلى روما ودفنت في كنيسة القديسة أبوليناريا. ويُعيد له يوم 13 ديسمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أفلمبيوس وأفلمبية القديسان | الولادة: – الوفاة: – القديسان الشهيدان أفلمبيوس وأفلمبية – يولامبيوس ويولامبيا كلمة “افلمبيوس” Eulampius معناها “ساطع”. في بدء القرن الرابع إذ اشتعلت نيران الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس وشريكة مكسميانوس تحولت نيقوميديا إلى مذابح جماعية حيث قُدم المسيحيون للاستشهاد جماعات. ويقال أن أفلمبيوس من عائلة ثرية كان حدثًا صغيرًا هرب مع أخته إلى كهف خارج المدينة. اقتضى الأمر أن ينزل إلى المدينة، فرأى المنشور الإمبراطوري معلقًا فأخذ يقرأه، وإذ قُبض عليه اُقتيد إلى غاليروس الوالي ومن حوله. حاولوا إغراءه عن الإيمان فرفض، وصار يسخر بالأوثان فسقط تحت عذابات شديدة. وإذ سمعت أخته انطلقت إليه وسط جماهير الوثنيين المحيطين به، وانطرحت على عنقه وصارت تبكي وتشجعه، فقُبض عليها وأُهينت، لكنها كانت في إيمانها كالصخرة لا تتزعزع. ألقي الأخ وأخته في خلقين مملوء قارًا يغلي، أما هما فكانا يسبحان الله الذي حفظهما من الأذى، عندئذ آمن حوالي مائتين من جموع الوثنيين المشاهدين لهما واعترفا بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للوالي فأمر بقطع رؤوسهم. انطلقوا كموكب يتقدم القديسين أفلمبيوس وأخته أفلمبية Eulanpia اللذين لحقا بهؤلاء الشهداء، وكان ذلك حوالي عام 303 م. العيد يوم 10 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إفوذس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – استشهد القديس إفوذس (أي المعطّر بعطر ذكي) ومعه كالستي (بهية) وهرموجانس (سليل عطارد) في أيام الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسميانوس. وقد فقدت أعمالهم ولم يُعرف عنهم سوى أسماؤهم، وأنهم من مدينة سيراكوزا بجزيرة صقلية. ويعيد له يوم 1 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أقلاديوس الأمير الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأة أقلاديوس أحد أمراء الرومان وهو ابن أبطلماوس، كان محبوبًا من جميع أهل إنطاكية لصفاته الحميدة وشجاعته وبهاء طلعته، فدعوه “أقلاديوس الفارس” وعلقوا صورته على باب المدينة. شوقه للاستشهاد لما أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين اتفق هذا القديس مع ابن عمه بقطر بن رومانوس أن يقدما حياتهما للسيد المسيح. في الطريق إلى الملك ظهر لهما عدو الخير على شكل شيخ، صار ينصحهما، قائلًا: “يا ولديّ أنتما في سن الشباب ومن أولاد الأكابر، وأخاف عليكما من هذا الملك الكافر، فإن قال لكما اسجدا للأوثان وافقاه، وفي المنزل يمكنكما أن تتعبدا للمسيح خفية”. فطن الاثنان لأمره، فقالا له: “أيها الممتلئ من كل غش اذهب عنا”، وللحال تغير شكله، وقال: هوذا أنا أسبقكما إلى الملك وأحرضه على سفك دمكما. إرساله إلى صعيد مصر التقى أقلاديوس بالملك الذي صار يلاطفه واعدًا إياه أن يهبه مركز أبيه إن بخر للأوثان، وإذ لم يهتم أشار عليه الوزير رومانوس أن يرسله إلى مصر بعيدًا عن أنطاكية حتى لا يثير استشهاده الشعب. فأرسله الملك مع ستة من جنوده طالبًا من إريانا والي أنصنا أن يلاطفه ثم يؤدبه. أنطلق أقلاديوس الأمير بحراسة الجند إلى مصر، وقبل خروجه من المدينة اجتمع عدد كبير من الشعب يبكيه إذ كان الكل يحبه، وكان عند باب المدينة رجل أعمى طلب إليه أن يصلي من أجله، وبالفعل رشمه بعلامة الصليب وطلب من السيد المسيح ففتح عينيه… ثم بارك الجمع وودعهم، سائلًا إياهم أن يهتموا بخلاص نفوسهم، معلنًا فرحه بانطلاقه إلى سيده يسوع المسيح. هذا وقد سلم أمواله لزوج أخته “صدريخس” لتوزيعها على الفقراء. وصل أقلاديوس إلى أنصنا، فعلم الجند أن أريانا انطلق إلى تخوم بلاد قسقام والأشمونين وأسيوط يطلب النصارى ليعذبهم، فاقلعوا نحو أسيوط، وإذ وصلوا إلى قرية ميسارة جلسوا ليستريحوا. في ميسارة التقى أقلاديوس بالشابين “أبامون” و “سرنا”، كانا يطلبان الوالي ليعترفا باسم السيد المسيح ويستشهدوا على اسمه، فظنا أن أقلاديوس هو الوالي… وإذ عرفا شخصه فرحا به جدًا وصار الثلاثة يتحدثون بعظائم الله. في مدينة أسيوط إذ قرأ الوالي رسالة الملك قام يقبّل يدي الأمير أقلاديوس وكان يمدحه لكرامته وسموه، طالبًا منه أن يبخر للأوثان، وإذ رفض أمر باعتقاله مع الشابين أبامون وسربا. في الصباح صار الوالي يحاكم أبامون، وإذ كان يشهد للسيد المسيح أمر بطرحه على سرير من حديد وإشعال النار تحته. أما ما أدهش الوالي فإن الجنود الستة الذين جاءوا مع أقلاديوس الأمير فقد تقدموا يعلنون إيمانهم بالسيد المسيح، قائلين: “إن سيدنا أقلاديوس قد سلمنا للملك الحقيقي يسوع المسيح، وكانت هذه تقدمة حب قدمها أقلاديوس للسيد المسيح بشهادته له أمام الجند. فاغتاظ الوالي وأمر بقطع رؤوسهم، أما أقلاديوس فكان يشجعهم ويعزيهم، وأما هم فقالوا له: “أننا بسببك نلنا هذه الكرامة”. أجابهم: “أمضوا بسلام وكونوا قربانًا وبكورًا للرب”، ثم سلموا حياتهم في يدي الرب في 20 بشنس. تسبيح في السجن انطلق الوالي نحو الحبس ليسمع بنفسه أقلاديوس وأبامون مع جميع المسجونين من المسيحيين يسبحون الله بنغم جميل كفريقين كل منهما يردّ على الآخر. استشهاد 142 فتى إذ كان بالقرب من مكان تعذيب أبامون كتّاب شجع المعلم تلاميذه أن ينطلقوا إلى حيث الوالي يشهدون للسيد المسيح ويغتصبون الملكوت. وبالفعل إذ رآهم الوالي، دُهش، وسألهم: أين آباؤكم؟ أجابوا: “أبونا في السماء وأمنا هي الكنيسة”. شاهد أقلاديوس هذا المنظر فسّر قلبه جدًا وصار يشجع الصبية، أما معلمهم فكان يرتل المزمور: “سبحوا الله في قديسيه”، والصبية يجاوبونه بنغم روحي جميل. أثار هذا المشهد الجموع وانطلق الكل يعلن في المدينة ما حدث، فجاءت 28سيدة من أمهات هؤلاء الصبيان، وصرن يقلن لأولادهن: “ماذا أصابكم؟ أتريدون أن تمضوا إلى المسيح وتتركوننا وحدنا في هذا العالم؟”… أغتاظ الوالي للمنظر وألقى بالجميع في أتون النار في 22 بشنس. استشهاد القديسة تكلا بينما كان القديس أبامون على السرير المحمى بالنار، وقد استشهد الجنود الستة والفتيان المائة واثنان وأربعون مع 28 من أمهاتهم، انطلقت تكلا ابنة كاراس المحتسب بمدينة أسيوط بثياب مكرمة إلى حيث ساحة العذاب وصارت تتحدث مع الأمير أقلاديوس وأبامون كأخين لها… فاغتاظ الوالي وأمر أن تُقطع رأسها في باكر النهار، وقد تحقق ذلك في شرقي أسيوط. بعد قطع رأسها تقدم مقدم القصر إلى الجند المرافقين له في إتمام هذه المهمة وسألهم أن يصفحوا عنه إن كان قد أخطأ إليهم في شيء لأنه ذاهب ليسلم نفسه للاستشهاد، فرافقه بعض الجند واستشهدوا في 23 بشنس. استشهاد أقلاديوس أشار أحد جلساء الوالي أن يعجل بالخروج من أسيوط لأن أقلاديوس يضل عقول الكثيرين، وبالفعل انطلق ومعه أقلاديوس وأبامون وسرنا وكثيرين. رفع الوالي أقلاديوس على خشبه ثم ضربه بحربة فمات، وقد حزن كثيرًا لموته! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس بطريرك القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: – عرف بتقواه وعلمه في الكتب المقدسة، لذا سيم قسًا على القسطنطينية. ولما انعقد مجمع خلقيدونية أدرك هذا الأب ما وراء هذا المجمع من دوافع نفسية في الغرب تجاه الإسكندرية تحت ستار العقيدة، فامتنع عن الحضور محتجًا بالمرض، وكان يعلن لأصدقائه أنه يشكر الله لأنه لم يشترك في أعمال هذا المجمع. إذ مات البطريرك أناطوليوس سيم هذا الأب بطريركًا على القسطنطينية، وقد بذل كل الجهد لإزالة ما قد سببه مجمع خلقيدونية من انشقاقات ومتاعب في الشرق، خاصة في مصر حيث كان الملوك يبعثون أسقفا على الإسكندرية معينًا من قبلهم لا عمل له إلا تحطيم الكنيسة المصرية. أرسل البطريرك أكاكيوس رسالة إلى القديس بطرس بابا الإسكندرية يعلن شركة إيمانهما، تبعها عدة رسائل مملوءة محبة، وكان يعمل في الخفاء بعد أن أدرك فشله في إصلاح الموقف. أرسل البابا بطرس رسالة إليه مع ثلاثة من الأساقفة دخلوا القسطنطينية متنكرين، فأكرمهم البطريرك، وقرأ الرسالة على خاصته من متقدمي المدينة المستقيمي الإيمان، فصادقوا عليها، وكتب أمامهم رسالة للبابا بطرس. صحب الأساقفة الثلاثة إلى بعض الأديرة واشترك معهم في خدمة القداس الإلهي، وتبارك الفريقان من بعضهما البعض. قبل البابا بطرس الرسالة بفرح، وأمر بذكر اسم البطريرك أكاكيوس في الليتورجيات العامة، وإذ عرف أساقفة الروم نفوا القديس أكاكيوس، وبقى في منفاه حتى تنيح في الثلاثين من هاتور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس أسقف أورشليم القديس | الولادة: – الوفاة: – تعيد الكنيسة بنياحة هذا القديس في 29 من برمودة. نشأ في حياة تقوية وعرف ببره في الرب، وقد احتمل آلامًا كثيرة واضطهادات. وأجرى الله على يديه آيات وعجائب حتى تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس أسقف بيروا بسوريا | الولادة: – الوفاة: – كان صديقا حميمًا للقديس يوحنا الذهبي الفم لفترة، لكنه صار فيما بعد من ألد مقاوميه. وُلد حوالي عام 322 م.، وترهب وهو صغير السن وتمتع بسمعة طيبة خلال حياته النقية ونسكه. في هذه الفترة صار يكتب للقديسين باسيليوس الكبير وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص. في سنة 378 م. سيم أسقفًا بواسطة ميليتس أسقف إنطاكيا. اشترك في مجمع القسطنطينية عام 381، لكنه لم يستطع الاشتراك في مجمع أفسس المسكوني بسبب شيخوخته، ولكن قد كان له أثره في أعمال المجمع بطريقة غير مباشرة. اشترك مع الأساقفة ثاوفيلس الإسكندري، وأنطوخيوس أسقف بتوليمايس وسرفيان أسقف جبالة كأربعة أساقفة رئيسيين في مجمع أوك “السنديان” الذي نفى القديس يوحنا الذهبي الفم. وبالرغم من هذا الخطأ الذي ارتكبه لكن معاصريه لا ينكرون تقواه ولطفه، وقد مدح الخوري أبسكوبوس بالايس Balaeus فضائله في خمسة ألحان سريانية. لم يبق من رسائله سوى ست رسائل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس أسقف قيصرية الآريوسي | الولادة: – الوفاة: 366 يعتبر لاهوتي آريوسي، خلف يوسابيوس القيصري بقيصرية فلسطين عام 340 م. كان له دوره الخطير في النزاعات الأريوسية؛ إذ كان ممثلًا رئيسيًا للقائلين “بالشبه Homoeans” أي أن السيد المسيح يشبه الآب في كل شيء، لكن ليس واحدًا معه في اللاهوت. استبعد من كرسيه بواسطة مجمع سارديكا عام 343 م.، وفي عام 363 م. وقع على القانون النيقاوي في إنطاكية، ثم عاد إلى أريوسيته من جديد. وفي عام 365 م. استبعده مجمع Lampsacus. أشار القديس جيروم إلى عملين من وضعه لم يبق منهما إلا مقتطفات، هذان العملان هما: عن الكنسيات في 17 مجلد. أسئلة متفرقة، غالبًا أسئلة في الكتاب المقدس. مات في حوالي عام 366 م. أتباعه “Acacians” كانوا يمثلون جماعة هامة لم تدم كثيرًا، إنما بدأت حوالي عام 357 حتى عام 361 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكاكيوس البار | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن السادس، لا نعرف عنه إلا ما ورد في كتاب “سلم السماء ودرجات الفضائل” للقديس يوحنا كليماكوس، جاء فيه: روى القديس يوحنا سابا أن شيخًا كان في أحد الأديرة بآسيا الصغرى يعرفه معرفة شخصية، اتسم بسرعة الغضب، فكان فظًا في أخلاقه، كان يخدمه شاب لطيف يدعى أكاكيوس Acace، كان تقيًا وورعًا محبًا للخدمة، محتملًا للآلام بصبر، فكان الشيخ يهينه ويسيء إليه بل ويضربه، والأخ يحتمله بصبر، بل يقبّل يديه ويسأله المغفرة. كان الأب يوحنا يلتقي بالأخ أكاكيوس ويعزيه ويسنده على الاحتمال، وبقى على هذا الحال حتى تنيح بعد خدمة تسع سنوات للشيخ الفظ. وبعد نياحته بخمسة أيام ذهب الشيخ إلى أحد الرهبان -غالبًا القديس يوحنا سابا نفسه- وقال له: يا أبانا لقد مات الأخ أكاكيوس فأجاب الراهب: “في الحقيقة أيها الشيخ لا أصدق”. فقال له: “تعال وأنظر”، فنهض مسرعًا حتى بلغ القبر. هناك وقف الراهب أمام القبر يحدث الأخ كأنه حّي، قائلًا: “يا أخانا أكاكي هل مت؟” فإذا بهما يسمعان الصوت: “يا أبتِ كيف يمكن أن يموت إنسان حفظ الطاعة؟!” فانهار معلمه الشيخ الفظ، وصار يبكي بمرارة، وقرر أن يعيش في قلاية بجوار القبر لا يفارق تلميذه. وكان كلما سأله أحد عن حاله يقول: “اغفر لي يا أخي من أجل المسيح، لأني أنا قتلت الأخ أكاكيوس بشراسة طبعي”. تعيد الكنيسة اليونانية لهذا البار أكاكيوس في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر. ويعيد له يوم 4 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكبسيما الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تعرض مسيحيو بلاد فارس لموجة مرة من الاضطهاد في عهد سابور الثاني، في منتصف القرن الرابع. وكان سّر كراهية الوثنيين ببلاد فارس للمسيحيين هو: عدم سجود المسيحيين للشمس والنار وسائر الآلهة الوثنية. حب بعض المسيحيين لحياة البتولية، مما يقلل الشعب الفارسي. اتهامهم أنهم خائنون للملك إذ يرفضون القتل في المعارك. ذبحهم الحيوانات بكل نوع (إذ يوجد حيوانات كان الفارسيون يمنعون ذبحها)، ودفنهم لأجساد الموتى. إنكارهم أن العقارب والحيات والحيوانات المفترسة من صنع الشيطان كخالق لها. هذه الاتهامات أثارت اضطهاد سابور ضد المسيحيين الذي وضع في قلبه إبادتهم تمامًا. إذ صدر منشوره قبض الجند على أكبسيما Acepsima أسقف مدينة أونيتي ببلاد أشور وكان قد بلغ الثمانين من عمره، وكان مملوء بشاشة وعذوبة، اجتذب الكثيرين خلال غيرته المتقدة وأبوته الحانية وصلواته التي تطول أحيانًا ليقضي الليل كله يبلل الأرض بدموعه. قيل أن أحد مؤمنيه زاره قبل القبض عليه، وقبّل هامته، وهو يقول: “ياله من رأس مطّوب مُعد للشهادة من أجل صدق الإيمان بالمسيح”. فعانقه الأسقف، وصرخ: “ليت الله يقبل يا بني أن يتحقق ما قد سبق فأعلنه لك، ويتنازل فيهبني هذا الحظ السعيد الذي بشرتني به”. هكذا كان يشتاق الأسقف للاستشهاد كعطية إلهية لا يستحقها! سيق القديس أكبسيما إلى مدينة أربيلا، وكان معه يوسف الكاهن الشيخ وإيتالا Aitala الشماس ابن ستين عامًا، وإذ وقف الثلاثة في حضرة الحاكم، صار يجادل الأسقف ظانًا أنه يقدر أن يقنعه بالعدول عن الإيمان. وأخيرًا هددهم بالموت إن لم يسجدوا للشمس، فلما رفضوا صار يعذبهم ويمزق أجسادهم، وأخيرًا تركهم في السجن مجروحين في جوع وعري يفترشون التراب حتى تنيح الواحد يلي الآخر خلال ثلاث سنوات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكساني الرومية القديسة | الولادة: – الوفاة: – ابنة وحيدة لأحد أشراف روما، نشأت محبة للعبادة وافتقاد المسجونين والعطاء بسخاء للمحتاجين، تسمى أكساني Xene. كانت تزور بيوت العذارى وتمتثل بهن، كما كانت محبة لقراءة سير القديسين. خطبها أحد وزراء روما لابنه، فاهتم والدها بالأمر وأعد كل ما هو نفيس ليوم العُرْس. أما هي فسألت والدتها أن تسمح لها بزيارة بعض الراهبات تودعهن قبل زواجها، وإذ سمحت لها أخذت اثنتين من جواريها وكل حليها، وأبحرت إلى قبرص حيث التقت بالقديس أبيفانيوس أسقف سلاميس، وأعلمته باشتياقها لممارسة الحياة الرهبانية. أشار عليها القديس أن تذهب إلى الإسكندرية، فأطاعت والتقت بالبابا ثاوفيلس (23) الذي ضمها إلى بيت للعذارى، وقد سلمته حليّها التي باعها وبنى بها كنيسة باسم القديس إسطفانوس أول الشمامسة. استمرت تمارس الحياة النسكية أكثر من عشرين عامًا. عند نياحتها ظهر في السماء صليب من نور حوله دائرة من النجوم مضيئة على شكل إكليل، وكان ذلك في منتصف النهار، وقد بقى حتى دفن جسدها، فشعر أهل الإسكندرية أنها علامة سماوية تدل على سمو حياتها الروحية. كشفت الجاريتان عن حقيقة شخصية أكساني للبابا البطريرك وأعلماه أنهما جاريتان لها وليس كما كانت تدعوهما أختين لها، فمجّد البابا البطريرك الله، وكتب سيرة القديسة. تحتفل الكنيسة بعيد نياحتها في 29 طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكسوا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – كان سابور Shapur ملك الفرس يعبد النار والشمس، لا يطيق أن يسمع اسم السيد المسيح، مضطهدًا كل من يحمل اسمه. سمع أن صديق ابنه، طاطس Tatas رئيس كورة المبدسيين قد صار مسيحيا فأرسل إليه الوالي طوماخر Tumansar ليتحقق الأمر. وإذ سمع ابن سابور “كوتيلاس” Cotylas انطلق هو أيضًا إلى صديقه طاطس. اعترف طاطس بالسيد المسيح أمام طوماخر، فأعد الأخير له أتونًا من النار ليلقيه فيه، وإذا بطاطس يرشم علامة الصليب فتنطفئ النيران. حسب كوتيلاس بن سابور أن ذلك بفعل السحر، لكن صديقه طاطس بدأ يحدثه عن قوة الإيمان بالسيد المسيح وفاعليته حتى قبل كوتيلاس الإيمان. استدعاهما الملك، وأمر بقطع رأس طاطس ليرهب ابنه كوتيلاس، لكن الأخير كان يزداد ثباتًا في الإيمان. ألقاه والده في السجن وأرسل إليه أخته أكسوا Axooua لعلها تستميل قلب أخيها وترده إلى عقيدة والده، فصار يحدثها عن السيد المسيح وأمال قلبها له، ثم أرسلها إلى كاهن عمدها سرًا. عادت الابنة اكسوا لا لتعلن رجوع أخيها عن المسيحية، إنما لتكرز لوالدها بالمسيحية، الأمر الذي أثار سابور، وأمر بتعذيبهما، فأسلمت ابنته الروح، أما ابنه فقد رُبط في أذيال الخيول وانطلقوا بها في الجبال حتى تحطمت عظامه، وإذ أسلم الروح طرح جسمه لتأكله الطيور لكن الرب أرسل بعض الكهنة وشماسًا ليحملوه في الليل خفيه. وقد استشهد في 22 من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكسيوبرانتيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 418 الأسقف أكسيوبرانتيوس أو سيوبرانتوس هو خليفة القديس Ursus كمطران لرافينا. عاش حياة مقدسة واهتم باحتياجات شعب الله الروحية والزمنية أيضًا. عاش في أيام الإمبراطور هونوريوس، وعندما دخل ستيلخو مدينة رافينا بجيشه، أقنعه ألا يدخل الجند الكاتدرائية ويعبثوا بها. عاش قرابة عشرين عامًا في أسقفيته في فترة هادئة حتى تنيح عام 418 م.، ودفن بكنيسة القديسة أجنس، ولا تزال رفاته بكاتدرائية رافينا. ويعيد له يوم 30 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكسيوبريوس أسقف تولوز | الولادة: – الوفاة: – أشار إليه القديس بولينوس أسقف نولا كأحد أساقفة بلاد الغال المشهورين. غالبا ولد في Arreau، وسيم أسقفًا على تولوز Toulouse حوالي سنة 405 م. بعد نياحة القديس سيلفيوس. قام بتكملة بناء كنيسة القديس ساتيورنينوس (سيرنين) التي بدأ فيها سلفه. عُرف بكرمه الشديد كأبرز سمة في حياته. قدم عطايا لرهبان مصر وفلسطين، فبعث إليه القديس جيروم يشكره، هذا الذي قدم له تفسيره لسفر زكريا، جاء في حديثه عنه: [لكي يطعم الجائع احتمل هو الجوع! وجهه الشاحب يظهر غيرته في الصوم، لكنه يحزن لجوع الآخرين. أعطى كل ماله لفقراء المسيح، لكنه بقى غنيًا إذ يحمل جسد الرب في سلة قديمة ودمه في كأس زجاجي. محبته لا تعرف الحدود، تبحث عن أشخاص في أماكن بعيدة، ومتوحدو مصر تأثروا بها]. في أيامه غلب الوندال (قبائل همجية) بلاد الغال. ويُعيد له يوم 28 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زوي وإكسوبيريوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – عبدان لدى كاتالوس كان إكسوبيريوس (أو بالأحرى هِسبيروس Hesperus) وزوِّي زوجته عبدان لرجل غني اسمه كاتالُوس Catalus، كان يعيش في زمن الإمبراطور هادريان Hadrian بمدينة أتّاليا Attalia إحدى مدن بامفيلية Pamphylia بآسيا الصغرى. وقد وُلِدا مسيحيان، ومع أنهما كانا غير مدققين في حياتهما الشخصية إلا أنهما ربّيا ولداهما قرياقوس Cyriacus وثيؤدولُس Theodulus على الحياة والسلوك المسيحي. إذ رأى إكسوبيريوس وزوِّي سلوك ولديهما المسيحي خجلا من نفسيهما لعدم تميزهما عن بقية الوثنيين. وشى البعض لدى ابن سيدهما بأن أفراد هذه الأسرة العاملة في بيته مسيحيون، وأنهم يستخفون بالآلهة. قيل له لكي يتأكد من هذا يُقدم لهم طعامًا مما ذبح للإله ليرى إن كانوا يأكلون منه أم لا. بالفعل أعد ابن كاتالوس وليمة حين احتفل بعيد ميلاد ابنه وأرسل لهما من الطعام المقدم للآلهة فرفضوا أكله، واعترفوا بأنهم مسيحيون لا يأكلون مما ذبح للأوثان، إذ يُحسب هذا الطعام نجسًا ودنسًا. أبلغ كاتالوس قاضي المدينة عن هذه الأسرة التي تخدمه، وطلب بسرعة محاكمتها. عند ذلك قُبِض عليهما وقُدِّما للمحاكمة حيث قدّما اعترافًا حسنًا بمسيحيتهما. محاكمتهم إذ قُدم الأربعة للمحاكمة اعترفوا بكل شجاعة بإيمانهم المسيحي. فأصدر القاضي أمره بتعذيب الابنين أمام والديهما. ظن القاضي أنه بهذا يستطيع أن يؤثر على الأم زوئي ورجلها. ما حدث أنهما كانا بالأكثر يحثان ابنيهما على احتمال العذابات بشكر باعتبارها شركة مع السيد المسيح في آلامه وصلبه. أخيرًا أصدر القاضي أمره بحرق الأربعة في أتون أُعد خصيصًا لهم. وكان الوالي والقاضي يسخران ويستهزئان بهم حين أُلقي الأربعة داخل الأتون قبل إشعال النار، وكان ذلك في سنة 135 م. مع احتراق جسدهم صعد بخور حُبهم إلى العرش الإلهي ذبيحة حب فائق. بنى جوستنيان Justinian كنيسة في القسطنطينية تكريمًا للشهيدة زوِّي، ويبدو أن بعضًا من رفات هؤلاء الشهداء قد نُقِل إلى كليرمونت Clermont حيث مازالوا يكرمونهم. العيد: 2 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إكليمنضس أسقف أنقرة | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد في نهاية القرن الثاني أو بداية الثالث، بمدينة أنقرة بغلاطية، ومات أبوه الوثني وهو رضيع، فربته أمه المسيحية صوفيا، وأرضعته لبن الإيمان والحياة التقوية. إذ بلغ من العمر 12 سنة مرضت والدته، فاستدعت ابنها وصارت تخاطبه والدموع تنهمر من عينيها، إذ قالت أنها ترى موجة عنيفة من الاضطهاد ستحل بالكنيسة، سائلة إياه ألا يخاف الموت من أجل من صُلب لأجله ولا يرهب الألم، ثم روت له كيف قدمت امرأة عبرانية أولادها السبعة شهداء؛ وأخيرًا قبلته وهي تقول: “يا لمزيد غبطتي أنا التي أقبّل من هو مزمع أن يموت شهيدًا”. إذ رقدت الأم صوفيا قامت سيدة تقية تدعى أيضا “صوفيا” بالاهتمام به. سيامته حدث غلاء في غلاطية، فكان الشاب اكليمنضس يجمع الفقراء والمساكين ويعولهم ماديًا كما يهتم بهم روحيًا، وقد صار منهم شهداء كثيرون فيما بعد. إذ لمس الشعب محبة هذا الشاب للفقراء وتقواه ونسكه سيم كاهنًا، وبعد عامين سيم أسقفًا على أنقرة وهو في سن الثانية والعشرين. استشهاده أرسل دقلديانوس دومسيانوس لاضطهاد المسيحيين بغلاطية، فحاول أن يستميله لعبادة الأوثان، وإذ رفض صار يعذبه بعذابات كثيرة بتمزيق جسده بمخالب حديدية ورشقه بالحجارة وإلقائه في السجن. أُرسل إلى روما حيث حاول الإمبراطور نفسه أن يغريه فلم يستطع، عندئذ أمر بتمزيق جسده في دولاب حديدي به أسنان كالسكاكين، وكان الرب ينقذه حتى آمن كثير من الوثنيين، عمدهم بنفسه وسط آلامه في السجن. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). قيل إنه إذ التفت الجموع حوله في السجن، وفجأة ظهر له شخص بهي بثياب لامعة وكان باشًا قدم له خبزًا وكأسًا فناول منهما الشعب. ومنذ تلك اللحظة تحول السجن إلى كنيسة، الأمر الذي أثار غضب الإمبراطور فقتل كثيرين منهم. صار الإمبراطور يعذبه كثيرًا، وأخيرًا أرسله إلى شريكه مكسيميانوس الذي اصطحبه معه ليعذبه في نيقوميديا فركب معه أغاثانجلوس السفينة الذي كان يود الاستشهاد مع الأسقف. أقلعت المركب حتى بلغت جزيرة رودس، وهناك جاءه المؤمنون يتمتعون ببركته، وإذ كان يصلي معهم أبصروا نارًا ملتهبة على المذبح، فشاع الخبر في الجزيرة، وجاء الوثنيون أيضًا يحملون مرضاهم ليصلي عليهم، واعتمد كثيرون. في نيقوميديا سلمه مكسيميانوس للوالي أغريبينوس الذي عذبه هو وصديقه أغاثانجلوس Agathangelus of Rome، وألقاهما للوحوش المفترسة الجائعة فأنست لهما، فتأثر كثير من الوثنيين بذلك وآمنوا بالسيد المسيح. أُرسلا إلى أنقرة حيث حقق الله عجائبه فيهما ليكونا بركة لكثيرين، واحتملا آلامات كثيرة حتى استشهدا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكندينوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – اهتم أكندينوس وبيفاسيوس والبيدفورس بالكرازة بالإنجيل في بلاد فارس في أواسط القرن الرابع، وقد آمن علي أيديهم جمع كبير. قبض عليهم سابور الملك وعذبهم كثيرًا، منها أنه طرحهم في خلقين كبير مملوء بالرصاص المذاب بالنار فلم يصبهم آذى. ولمل رأي أحد الجند ذلك، وكان يدعي أفطونيوس، آمن بالسيد المسيح، وضُرب عنقه ونال إكليل الاستشهاد. وضع الثلاثة في أكياس من جلد البقر وطُرحوا في البحر، وإِذ كان البيديغورس المستشار الأول في المملكة واقفًا علي الشاطئ ومعه آلاف من الوثنيين يتطلعون إلي الشهداء الثلاثة وقد غرقوا في وسط البحر، رأوا الجندي الشهيد أفطونيوس ظهر ومعه جوقة من الملائكة، رفعوا الأجساد من العمق، فآمن الكل بالسيد المسيح، وذهب البيديغورس إلي الملك يروي له ما حدث، وأخذ ينصحه أن يكف عن قتل المسيحيين، لكن الملك في غلاطة قلبه أمر الجند فقتلوه مع عدد كبير من المشاهدين للمنظر الذين آمنوا به، وأيضًا والدة الملك نفسه استشهدت. ويعيد له يوم 2 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أكويلينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قصة فتاة في الثانية عشرة من عمرها نشأت في بيبليس Byblus بفلسطين، تقدمت في عهد الإمبراطور دقلديانوس للاستشهاد بشجاعة فائقة، وكان السيد المسيح يسندها وسط العذابات، وقد نالت شهرة فائقة في العصور الأولي خاصة في الشرق. تقدمت أمام القاضي Volusian ثابتة في إيمانها، فأمر بتسخين مثاقب حديدية توضع في أذنيها. كانت صلاتها أثناء تسخين المثاقب: “أيها الرب يسوع المسيح الذي أهتم بي منذ طفولتي، وأنار أفكاري الداخلية ببهاء عدلك، يا من تقويني بعونك القوي فأحارب العدو المقاوم إبليس، يا من تهب كل مؤمنيك الحكمة الحقيقة العالية، كمّل جهادي واحفظ سراج بتوليتي لكي أدخل الحجال مع الخمس عذارى الحكيمات وأسبحك يا من تسمع كل طلباتي”. إذ وُضعت المثاقب في أذنيها تألمت جدًا حتى صارت أشبه بميتة، فأُلقيت خارج ساحة القضاء، لكن ملاك الرب شفاها لتظهر ثانية أمام القاضي في اليوم التالي الذي دُهش لرؤيتها فأمر بإلقائها في السجن وضرب رقبتها بالسيف. ويُعيد لها يوم 13 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آمون الريثي الأب | الولادة: – الوفاة: – دُعي بالريثي لأنه عاش في منطقة ريثيو، مدينة الطور بسيناء. راهب مصري توجد في منطقة كانوب (أبو قير) في أوائل القرن الرابع. وعندما أُثير اضطهاد فالنس نفى إلى فلسطين، ومنها عاد إلى برية سيناء، وشاهد بنفسه غارة العرب الوثنيين على أديرة سيناء حيث خرَّبوا جميع الأديرة وشتتوا الرهبان، فأنطلق آمون إلى ريثيو، وكانت مركزًا لرهبان سيناء. عاش هناك فترة طويلة، حتى حدثت غارة على ريثيو، فتركها وانطلق إلى منف ومنها إلى شيهيت ليعيش بين نساكها متتلمذًا على يدَي الأنبا بيمين. قيل إنه سأل أباه الأنبا بيمين عن الأفكار الشريرة، فأجابه بأن العدو في سلطانه أن يسوقها علينا ونحن في سلطاننا ألا نقبلها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آمون الكبير القديس | الولادة: 275 الوفاة: – مؤسس الحركة الرهبانية بنتريا أو “برنوج”، وهنا يلزمنا أن نميز بين ثلاث مناطق رهبانية بوادي النطرون، كثيرًا ما يحدث لَبْس بينهما: 1. منطقة نتريا أو برنوج، قبلت الشرارة الأولى للحركة الرهبانية في المنطقة بواسطة الأب أمون. 2. منطقة سيليا أو القلالي جنوب المنطقة السابقة بحوالي عشرة أميال. 3. منطقة شيهيت أو الإسقيط جنوب المنطقتين السابقتين. رهبنته ولد حوالي عام 275 م.، بجوار مريوط ونشأ يتيمًا، وإذ بلغ الثانية والعشرين من عمره ألزمه عمه أن يتزوج بالرغم من رفضه، وإذ تم الزواج اتفقا أن يعيشا بتوليين. وبعد ثمانية عشر عامًا ذهب القديس إلى صحراء نتريا (مدينة نتريا أو البرنوج تبعد حوالي 14 كيلو مترًا جنوب غربي دمنهور)، كأول راهب يطرق هذه المنطقة. هناك بنى لنفسه قلاية مكث فيها 22 عامًا، وقد تعود أن يتفقد زوجته مرتين في العام، التي سكن معها عذارى تقيات. كانت منطقة نتريا تصلح كبداية للحركة الرهبانية لقربها من الريف ومن الصحراء في نفس الوقت، فكان الرهبان في البداية يعملون في حصاد القمح، كما يسهل عليهم اقتناء الكتان لنسجه بدل الخوص، ويمكنهم استخراج النطرون من البحيرة ونقله إلى القرى المجاورة وبيعه. غير أن المنطقة كانت مليئة بالبعوض بسبب المستنقعات. بدأت جماعات النساك تلتف حوله، ليعيش الكل في حياة وسطى بين نظام الوحدة والشركة، وكان الأب أمون أبًا لأول جماعة ديرية في نتريا تتلمذ على يديه آباء عظام. كان القديس أمون يزور القديس أنبا أنطونيوس يطلب بركته وإرشاده، وإذ زاره الأخير سأله إرشادًا من جهة بعض الإخوة الرهبان، إذ كانوا يطلبون أن يبنوا لأنفسهم قلالي منفردة لممارسة حياة الوحدة بحكمة، بعدما تناولا الطعام في الساعة التاسعة سارا معًا في الصحراء نحو الجنوب حتى بلغا الغروب، وهنا توقف القديس أنبا أنطونيوس وطلب أن يصليا ويرفعا صليبًا ليكون علامة لبناء القلالي. وكانت الحكمة من ذلك أنه أراد أحد الرهبان زيارة متوحد يمكنه أن يحقق ذلك بعد أن يتناول طعامه في التاسعة ليسير إلى المنطقة ويبلغها قبل الليل. وبالفعل بدأ المتوحدون يبنون القلالي وسميت “منطقة القلالي”. شخصيته ودور نتريا لم ينل القديس أنبا أمون شهرة فائقة كالقديس أنبا أنطونيوس أو القديس مقاريوس الذي جاء بعده. بل وكان ينطلق إلى نتريا ليصلي في الكنيسة هناك، وذلك ربما بسبب ما اتسم به من الخجل والحياء الشديد، هذا بجانب هروبه من الجماهير ورفضه عمل المعجزات، بدعوى أنه لم ينل هذه الموهبة. لكن هذا لا يقلل من دوره الحيّ في الحركة الرهبانية، كأول مؤسس لها في هذه المنطقة، بل وتتلمذ على يديه آباء عظماء، وإن كان قرب منطقة نتريا من العمران مع شهرة آبائها سبب الكثير من المشاكل الكنسية، فكانت مطمع الأريوسيين والخلقيدونيين لمحاولة فرض سلطانهم على الكنيسة بإخضاع هؤلاء الآباء لهم، لهذا بعدما ازدهرت منطقتا نتريا والقلالي حتى بعد نياحة الأنبا أمون بدأت حركة هجرة للرهبان منهما. زار القديس بالاديوس نتريا بعد نياحة أمون بنصف قرن، حيث قدر عدد رهبان جبل نتريا بخمسة آلاف من بينهم 600 متوحدًا، ويوجد كنيسة ضخمة بجوارها بيت خلوة للضيوف، وكان الكل يمارس العمل اليدوي. كان من بينهم ثمانية كهنة يخدمون الكنيسة. معجزاته قيل أن بعض الفلاحين أحضروا له طفلًا عقره كلب وكان يعاني آلامًا مبرحة، فلما رآهم القديس أمون، قال لهم: “لماذا حضرتم لتطلبوا مني عملًا فوق استحقاقي، وفي أيديكم الدواء الشافي لهذا الطفل؟! أعيدوا البقرة المسروقة سرًا إلى صاحباتها الأرملة فيشفى الطفل”. وإذ أدركوا أنه كشف عن خطيتهم قدموا توبة وردوا البقرة لصاحبتها، فصلى القديس وشفى الرب الطفل. يروى لنا القديس أثناسيوس أن القديس أمون كان مع تلميذه تادرس يريدان عبور نهر، وإذ عُرف القديس بخجله الشديد طلب أن يبتعد كل منهما لكي يخلع ثيابه ويسبح، وإذ ابتعدا خجل الأنبا أمون أن يخلع ثيابه حتى في غير وجود تلميذه، وإذ هو متألم في نفسه وجد نفسه على الشاطئ الآخر. جاء تلميذه فوجده واقفًا على البر وثيابه جافة، فأخذ يسأله بإلحاح كيف عبر، فأخبره بما حدث طالبًا منه ألا يروي ذلك لأحد قبل نياحته. نياحته يذكر لنا القديس أثناسيوس أن أنبا أنطونيوس كان جالسًا ذات يوم فرأى شخصًا صاعدًا إلى السماء، ترحب به جموع القديسين، وعندما أراد أن يعرف من هو، قيل له أنه آمون، وبعد ثلاثين يومًا أقبل بعض النساك من جبل نتريا وأخبروا القديس أنبا أنطونيوس عن نياحة أبيهم. تُعيِّد له الكنيسة في 20 بشنس، أما الكنيسة اليونانية ففي 4 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أنانيه الأنبا | الولادة: – الوفاة: – جاء في بستان الرهبان عن هذا الأب أن بعض الرهبان سألوه أن يقول كلمة منفعة، فقال لهم: “عليكم بالمسكنة (أن تكونوا مساكين) والإمساك (عدم الاقتناء)، لأني كنت في برية مصر في شبابي وحدث أن اشتكى أحد الآباء بطحاله، فطلب جرعة خل، فلم يجد في البرية كلها، وكان فيها ثلاثة آلاف راهب، فشكا حاله لأحد الشيوخ الذي أمر بإحضار قليل من الماء، ثم قام وصلى عليه ورشم باسم الأب والابن والروح القدس، ودهن به الطحال، فزال الوجع لوقته برحمة السيد المسيح”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألبان القديس | الولادة: – الوفاة: – يُكرم الشهيد ألبان كأول شهيد في جزيرة بريطانيا، يحتفل بعيده في إنجلترا وويلز يوم 22 من شهر يونيو، ماعدا في إيبارشية Brentwood فتحتفل به في اليوم التالي. نشأته كان وثنيًا، نشأ في مدينة Verulamium، حاليًا مدينة سان ألبان، في هيرتفوردشير. مع أنه كان وثنيًا لكن إذ اشتعلت نيران الاضطهاد في عهد الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، فتح بيته لكاهن مسيحي يأويه فيه. وإن كان بعض الدراسيين يري أن ذلك تم في وقت سابق لدقلديانوس. التقي ألبان بالكاهن وتأثر به جدًا، وتقبل منه التعليم واعتمد. استشهاده سمع الوالي أن الكارز بالديانة المسيحية المطلوب القبض عليه مختبئ في بيت ألبان، فأرسل بعضًا من الجنود. إذ رآهم ألبان من بعيد تبادل الملابس مع الكاهن ليهرب الأخير ويفلت من أيديهم. أما هو فسلم نفسه للجند الذين أتوا به أمام الوالي ليجده واقفًا أمام مذبح وثني يقدم ذبيحة. نزع ألبان ثياب الكهنوت فظهرت حقيقته، الأمر الذي أثار الوالي جدًا، فطلب منه أن يقدم ذبيحة للأوثان أو يُقتل، قائلًا له: “إذ اخترت أن تخفي إنسانا يدنس المقدسات ومجدفًا، هذا الذي كان يجب أن تسلمه للحارس الذي بعثته، فإنك ستنال العقوبة ما لم تشترك معنا في عبادتنا”. وإذ رفض الرجل الاشتراك سأله عن اسمه، فأجاب: “لماذا تسأل عن عائلتي، إن أردت أن تعرف ديانتي فأنا مسيحي”. وإذ سأله مرة أخري عن اسمه، “لقد دعاني والدي ألبان”. طلب منه القاضي ألا يضيع وقته ويقدم للأوثان، فرفض، ودخلا معًا في حوار. أمر الحاكم بجلده لعله يرتدع، وإذ رآه يواجه الجلدات بفرح أمر بقتله. سمعت الجماهير يذلك فانطلق الكل، من الجنسين، ومن جميع الأعمار ليعبروا علي جسر إلي الجانب الآخر حيث يستشهد هناك. وإذ كانت الأعداد ضخمة لم يجد الشهيد فرصة للعبور مع الجند. كان القديس مشتاقًا أن يتم ذلك سريعًا فطلب من الجند أن ينطلقوا تجاه النهر (مجري مائي يسمي Ver لا يزال يجري بين كنيسته الحالية ومنطقة Verulam)، وجاء في سيرته أنه رفع نظره إلي السماء ليجفف لهم طريقًا حتى يعبر ومعه آلاف من الجماهير ينطلقون نحو تل مواجه للمدينة، وهناك ألقى السياف بسيفه علي الأرض معلنًا أنه مسيحي، فقام أحد الجند بضرب الاثنين بالسيف لينالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألبان الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جاء في أعمال الشهداء (21 يونيو) الألمان عن القديس ألبان الذي استشهد في Mainz في القرن الخامس. يري البعض أنه من أصل Mauritanian والآخرون أنه مغربي، طرده هنريك Huneric / Hunneric / Honeric ملك قبائل الواندال الهمجمية Vandals عام 483 من أفريقيا فاستقر في قرية Hunum بسبب مقاومته الشديدة للأريوسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إلبيدوس القديس | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بالاديوس عن كاهن ناسك يدعي إلبيدوس. كان كبادوكيًا، تأهل للكهنوت، ثم صار خوري أبسكوبوس بدير تيموثاوس الكبادوكي، وإذ أحب حياة الوحدة جاء ليسكن في إحدى المغائر القريبة من أريحا. وعاش هناك خمسة وعشرين عامًا، فاق خلالها كل النساك في التهاب قلبه بحب الله، وعدم انشغاله بشيء غير الله نفسه. وقد عاش القديس بالاديوس هناك بين الأخوة، وقد وصف لنا في إيجاز ما بلغه هذا الناسك الذي في شوقه الداخلي لله كان يقف الليل كله يسبح بالمزامير بفرح وبهجة. ارتفع فوق احتياجات الجسد إلي درجة كبيرة فكان لا يأكل قط إلا في السبوت والأحاد. في ليلة كان متهللًا وهو يسبح بالمزامير لدغته عقرب، وكان بعض الأخوة معه يسبحون، فلم يشغل نفسه ولا حرك حتى قدمه غير مبالٍ بلدغة العقرب. قال عنه تلاميذه إنه لم يكن يشغل نفسه بشيء إذ امُتّص بكل مشاعره وأحاسيسه في الرب؛ دخل مغارته وبقي فيها مدي خمسة وعشرين عامًا لم يخرج منها إلا إلي القبر. لم ينظر قط غروب الشمس لأن الجبل الذي يقابل باب مغارته يحجب عنه هذا المنظر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألبينوس الطوباوي | الولادة: – الوفاة: – روي لنا القديس بالاديوس سيرة ألبينوس الطوباوي الذي بسبب عدم الإفراز والحكمة سقط من علو شامخ وكاد أن يهلك لولا عناية الله التي ترفقت به وأنقذته ليرجع إلي السيرة المقدسة خلال الضيق، إذ قال: [الآن أنا نفسي تقبلت خبرة عن الطوباوي ألبينوس Albinus عندما مضينا إلي الإسقيط، وكان بيننا وبين الإسقيط أربعون ميلًا، أكلنا فيها دفعتين وشربنا ماءً ثلاث مرات (في الطريق)، أما هو فلم يذق شيئًا طوال الرحلة معنا. كان يسير علي قدميه وهو يردد عبارات من الكتاب المقدس عن ظهر قلبه، ويرنم 15 مزمورًا مع التطوبيات والرسالة إلي العبرانيين وسفر إشعياء النبي، وجزءًا من سفر إرميا ثم إنجيل لوقا والأمثال، ومع هذا لم نكن نقدر أن نلحق به. هذا الرجل جُرب بالشهوة كما بنار، ولم يعد قادرًا علي السكني في قلايته، بل ذهب إلي الإِسكندرية، وقد حدث له ذلك بسبب كبريائه، وبتدبير إلهي كما قيل: “دُفع مسمار بمسمار”، لأنه أسلم ذاته باختياره لعدم الإِفراز، فوجد فيما بعد خلاصًا غير طوعي، فصار يحضر المسارح والألعاب، ولم يكف عن الشرب في الحانات، وإذ صار في حياة الضلال والسكر سقط في محبة النساء. أخيرًا ذهب إلي إحدى الزانيات المشهورات ودخل معها في حوار، لكنه (بعناية إلهية) أُصيب في أعضائه بمرض دام ستة شهور… وفيما بعد بريء، فانتبه وذكر السيرة الإِلهية، واعترف بكل هذه الأمور للآباء، ومع أنه لم يدم طويلًا لكنه عاد إلي السيرة النسكية دون أن يكف عن البكاء علي ما حدث له مقدمًا توبة. ولم يبق سوي أيامًا ورحل من العالم]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهداء الحميريون | الولادة: – الوفاة: – الشهداء الحميريون – الشهداء اليمنيون المسيحية في بلاد حمير بلاد حمير هي بلاد اليمن. وصلتها المسيحية منذ القرن الأول المسيحي على يد برثلماوس الرسول الذي حمل إليها وإلى بلاد الحجاز الإيمان المسيحي، وترك لهم نسخة من إنجيل متى، وجدها عندهم العلامة بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية حينما زار تلك البلاد في القرن الثاني. انتشرت المسيحية في تلك البلاد لاسيما في مدن نجران وظفار ومأرب وحضرموت. وأصبحت مركز إيبارشية أرثوذكسية في أوائل القرن السادس. اضطهاد الملك نواس اليهودي في ظفار أثار الملك ذونواس اليهودي سنة 523 م. الاضطهاد ضد المسيحيين، وفتك بعدة آلاف منهم. وذكر المؤرخ المسلم الطبري في تاريخه هذه المذابح باختصار شديد، وذُكرت مفصّلة في المخطوطات السريانية. اضطهاد الملك نواس اليهودي لمدينة نجران أرسل الملك حملتين لمحاربة أهل نجران المسيحيين، فبارزوهم النجرانيون وطردوهم بقوة السيد المسيح. ثم قاد الملك بنفسه جيشًا قوامه 120.000 من الجند وحاصر مدينة نجران أيامًا كثيرة. ولما عجز عن فتحها بالحرب أوفد إليهم كهنة اليهود الذين من طبرية، حاملين توراة موسى وكتابًا مختومًا بخاتم الملك اليهودي، فحلفوا لهم بالتوراة ولوحي موسى وتابوت العهد وإله إبراهيم واسحق وإسرائيل، بأنه لن ينالهم أذى إذا سلموا المدينة طوعًا وخرجوا إليه. فوثق النجرانيون بهذه الوعود وخرج إليه ثلاثمائة شخص من الأشراف فرحّب بهم في بشاشة وتودّد وأكد أنه سينفذ وعده ولن يضطهد أحدًا بسبب مسيحيته، وتناول الطعام أمامه وأمرهم أن يخرجوا إليه في اليوم التالي ألف شخص، فلما فعلوا فرّقهم على قواده خمسين خمسين وأمر كل منهم بأن يحتفظ بالأشخاص الذين يصلون إليه حتى إذا انتهوا من طعامهم أوثقهم من أيديهم وأرجلهم وجرّدهم من سلاحهم. وإذ اطمأن لتنفيذ خطته أرسل الجنود اليهود للمدينة للقبض على جميع المسيحيين الذين في المدينة ليريهم عظام الشهداء الـ1300 الذين نكّل بهم، ومن بينهم عظام مار بولس أول أسقف لمدينة نجران الذي استشهد على أيدي يهود طبرية رجمًا بالحجارة في ظفار عاصمة بلاد اليمن. أدخل اليهود عظام الشهداء للكنيسة وكوّموها في الوسط، ثم أدخلوا القسوس والشمامسة والنذراء والنذيرات والشبان والشابات وملأوا الكنيسة عن آخرها حتى بلغ عددهم ألفين، ثم جاءوا بالحطب ووضعوه حول الكنيسة وأضرموا فيه النار فأحرقت الكنيسة ومن فيها. اضطهاد الملك نواس اليهودي لمدن اليمن بعد أن تمّ له ذلك أعلن الاضطهاد العام على مسيحيِّ اليمن. أوفد رسلًا مع كهنة اليهود إلى جميع البلاد الخاضعة لسلطانه لقتل المسيحيين أينما وجدوا إلا إذا أنكروا المسيح وتهودوا، كما أمر أن يحرق مع بيته كل من يُخفي مسيحيًا فضلًا عن مصادرة أمواله. وكان باكورة من استشهدوا في حضرموت القس إيليا وأمه وأخوها، والقس توما الذي كان قد بُتر ذراعه الأيسر بسبب اعترافه بالمسيح. استشهاد نساء نجران أما نساء نجران مع الإماء فلما علمن بالخبر وشاهدن الكنيسة تحترق بمن فيها، فقد سارعن إلى الكنيسة وكن يلقين بأنفسهن وسط النيران. ومن بينهن شماسة تدعى اليشبّع وكانت شقيقة مار بولس أول أسقف لنجران الذي استشهد على أيدي اليهود أيضًا قبل هذه الأحداث، هذه مثّلوا بها شر تمثيل وبعد أن قيدوها سكبوا زيتًا مغليًا على رأسها، وعذبوها بعذابات كثيرة حتى استشهدت. استشهاد الحارث بن كعب وأحد الأطفال من بين الذين استشهدوا في هذه المذابح الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران Najran بعد محاولات عديدة لكي ينكر إيمانه بالمسيح، واستشهد معه أعداد غفيرة أخرى. ومن بين الذين استشهدوا أيضًا في نجران طفل في الثالثة من عمره مع أمه بعد حوار مثير بين الطفل والملك اليهودي نفسه حتى اندهش اليهود الحاضرون وقالوا: “تأملوا هذا الأصل الرديء (يقصدون الطفل)، كيف يتكلم منذ طفولته، تبصروا كيف استطاع ذلك الساحر المضل (يقصدون المسيح) أن يُضل حتى الأطفال”. بعد احتراق الكنيسة أحضر الملك الأعيان والأشراف الذين وقفوا أمامه مكبلين فسألهم: “لماذا تمرّدتم ولم تسلّموا المدينة واتكلّتم على ذلك الساحر المضل ابن الفجور (المسيح له المجد)، وعلى هذا الشيخ الحارث ابن كعب الذي صار لكم رئيسًا؟” ثم قام الملك فنزع ثياب الحارث وأوقفه عريانًا أمام شعبه، وطلب منه أن يكفر بالسيد المسيح وإلا أماته أشر ميتة. ولما رفض الحارث وكل الشعب المجتمعين، ورأى الملك أنه لا سبيل لكفرهم بالمسيح أمر أن يُساقوا إلى الوادي حيث تُقطع رؤوسهم وتلقى أشلاؤهم، وجثا الشيخ على ركبتيه، وقد أمسك به رفاقه يسندون يديه كموسى في قمة الجبل، فضربه القاتل وجز رأسه، وهكذا استشهدوا جميعًا. أما عن تعداد هذا الاضطهاد يذكر الطبري المؤرخ نقلًا عن ابن اسحق، أن ذا نواس قتل من أهل حمير وقبائل اليمن المسيحيين ما يقرب من عشرين ألفًا، ولكن الوثائق السريانية التي سجلت هذا الاضطهاد، تقول أن عدد الشهداء بلغ 4000 نفس من الإكليروس والعلمانيون والشبان والشابات والرجال والنساء والأطفال. وهؤلاء الشهداء هم الذين عناهم القرآن بأنهم أصحاب الأخدود وجاء ذكرهم في سورة البروج وقد سمّاهم مؤمنين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألفان الأسقف وميديون معاونه | الولادة: – الوفاة: – بحسب تقلَيد الكنيسة الغربية فإن “ألفان” الذي من أفالون أو جلاستنبري Elvan of Avalon نشأ في المدرسة التي قيل خطأ أن مؤسسها القديس يوسف الرامي، وكان يكرز بالحق بقلب ملتهب يعاونه ميدوين الذي من ويلز Mydwyn of Wales وكان رجلًا عالمًا ذا ثقافة عالية. يبدو أن ليسيوس الملك البريطاني تأثر بهما جدًا وأحبهما، فأرسلهما إلي أليثروس أسقف روما عام 179 م.، فسيم الأول أسقفًا، وبعث معهما للملك رجلين علي ما يظن أنهما من أصل بريطاني كانا مقيمين في روما هما فيجاتيوس أو فيجانيوس ودميانوس أو ديروفيانوس ربما نالا القسوسية، فسُر الملك بهذه الإرسالية، وقبل سّر العماد مع عدد كبير من رجال قصره. وكان للأسقف ألفان ومعاونه ميدوين عمل كرازى كبير حتى رقدا في الرب ودفنا في أفالون. ويري البعض أن الملك ليسيوس، كان اسمه Lleurwg أو Lleufer Mawr، وتعني “المستنير العظيم” وأنها ترجمت باللاتينية “ليسيوس” مشتقة من كلمة لوكس Lux التي تعني “النور”. وجدت في منطقة لاندورف أربع كنائس تحمل اسم الملك والأسقف ومعاونه وأحد المبعوثين أي ليسيوس (Lleurwg) وديفان وإيفجان وميدوي، هذا ما جعل بعض الدراسين يؤكدون حقيقة هذه الإرسالية. ويُعيد له يوم 1 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الفتاريوس وأمه الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – نشأ في روما، توفي والده وقامت والدته بتربيته، هذه التي قبلت الإيمان علي يدي الرسول بولس. أخيرًا سلَّمته للقديس أناكلتيوس أسقف روما الذي اهتم به روحيًا لما رأي فيه من تقوي وغيرة مقدسة وسامه كاهنًا، بل وأصبح بعد ذلك أسقفًا علي الليريكيين، فقام بعمله الرعوي في أبوّة حانية وحب للجميع. إذ ثار الاضطهاد في عهد أدريان قُبض عليه هو ووالدته، وأُلقي الأسقف علي ألواح حديدية عريضة مُحمَّاة بالنار، كما أُلقي في خلقين مملوء زيتًا وقارًا يغليان، وفي هذا كله كان الرب يُخلِّصه للشهادة أمام جماهير المشاهدين. وعندما أُلقي للوحوش المفترسة الجائعة انحنت أمامه وصارت تلاطفه مما أذهل الوالي. قيل إنه اُقتيد مع والدته إلي جزيرة صقلية Sicily في مدينة مسينا Messina حيث استشهدا هناك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الفحّام الأسقف | الولادة: – الوفاة: – في عرضنا لسيرة القديس إغريغوريوس العجائبي أسقف قيصرية الجديدة، رأينا شعب كومانا ببنطس وقد أحبوا هذا القديس ووثقوا فيه، جاءوا إليه يطلبون منه أن يختار لهم أسقفًا. وقد تقدم الكهنة والشعب ببعض الأسماء كمرشحين لهذا العمل فرفضهم القديس إذ كانوا يعتمدون علي نسبهم أو مراكزهم الاجتماعية أو غناهم. وإذ اقترح أحدهم رجلًا فحامًا استدعاه، فجاء وكل ثيابه ووجهه ويداه ملوثة بسواد الفحم حتى ضحك الحاضرون، أما هو فبحكمة روحية جلس معه واختاره لهم. اكتشف الشعب بعد ذلك أن هذا الرجل الغريب عن بلدهم إنما هو من عائلة غنية، متعلم، وقد تغرب متخفيًا وراء هذا العمل هربًا من المجد الباطل. تحدث القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن هذا القديس كأسقف ومعلم روحي حيّ، ختم حياته بنواله إكليل الاستشهاد حوالي عام 275 م. يحسبه الفحامون في أوروبا شفيعًا لهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر تلميذ أنبا أغاثون | الولادة: – الوفاة: – كان الكسندروس تلميذًا للقديس أنبا أغاثون، ثم صار تلميذًا للقديس أنبا أرسانيوس. جاء من فاران، مدينة تابعة لشبه جزيرة سيناء، علي الشاطئ الشرقي لخليج السويس، تبعد حوالي 50 كيلومترًا شمال الطور. وكانت هذه المدينة أسقفية، بجوارها بعض الأديرة ما بين القرنين الخامس والسابع، كما وُجد مجموعة من النساك يعيشون في قلالي منفردة. وقد حفظ لنا “أقوال آباء البرية” بعض التداريب التي قدمها القديس أرسانيوس لتلميذه تكشف لنا عن جوانب حية لمفهومه الرهباني. لقد أراد أن يدرب تلميذيه الكسندروس وزويل علي حياة السهر بلطف، فلم يأمرهما بذلك وإنما في وداعة سألهما إن كانا يسهران معه الليلة لأن الشياطين تقاتله، ويخشى أن تحمله خارجًا إن نعس، فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، من غروب الشمس حتى شروقها، وقد قالا إنهما ناما واستيقظا ولم يلاحظا عليه أنه غفي، ولكن لما بدأ النهار يلوح نفخ ثلاث نفخات كأنه نائم، لعله بهذا قدم لهما بطريقة هادئة نفسه مثلًا لحياة السهر والحذر من حروب العدو، وكيف يقضي الراهب ليلته أثناء سهره. في أحد الأيام إذ طلب الأب أرسانيوس من تلميذه أنه يأتي إليه ليأكل معه بعد الانتهاء من قطع السعف، تأخر الكسندر حتى المساء، فظن أرسانيوس أن تلميذه انشغل ببعض الضيوف فقام وأكل. وإذ جاء تلميذه سأله عن سبب تأخيره، فقال له: “لأنك قلت لي أن آتي إليك حال انتهائي من عمل السعف، ها قد آتيت إليك الآن بعد إتمام عملي”. فرح القديس أرسانيوس من أجل طاعة تلميذه وتدقيقه، لكنه بحكمة خشي لئلا يبالغ في الصوم كل يوم فيتأخر عن الطعام حتى المساء، لذا قال: “حلّ صومك اليومي في وقت أبكر لكي تتلو صلاتك، وتشرب ماءك، وإلا فإن المرض سيدب إلي جسدك سريعًا”. مرة أخري أعطي لتلميذه درسًا عمليًا في التدقيق في العمل النافع، إذ قال أنبا دانيال إن بعض الأخوة كانوا منطلقين إلي الإسكندرية ثم طيبة لشراء كتان، فاشتاقوا أن يروا الأب أرسانيوس، وأذ التقوا بالأب اسكندر وأخبروه بأمرهم، قال لمعلمه، فأجابه: ” إنه لمن الطبيعي أن لا يروا وجه أرساني، لأنهم لم يأتوا من أجلي إنما من أجل أعمالهم؛ أرحهم قليلًا ثم أطلقهم بسلام، قائلًا لهم أن الشيخ لا يستطيع أن يقابلكم”. هكذا لا يريد القديس أرسانيوس أن يلتقي إلا بمن جاء في جدية للانتفاع روحيًا! لعل في تصرف القديس أرسانيوس هنا ما يكشف لنا عن فهم اللقاء مع الآباء الرهبان أو زيارة الأديرة، فإن لهذا العمل- في عيني القديس أرسانيوس- قدسيته. نحن نلتقي بهم لنمتثل بهم ونقبل كلمة منفعة نعيشها، وليس كما لقوم عادة، أو مجرد نوال بركة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جندي وثني استشهد علي اسم السيد المسيح متأثرًا باستشهاد الناسكين باتيرموث Patermuth وتلميذه كوبريه Copres، حوالي عام 363 م. الشهيدان باتيرموث وكوبريه في أيام يوليانوس الجاحد اُتهم الناسكان باتيرموث وتلميذه كوبريه أنهما جليليان، يفسدان عقول الناس عن عبادة الآلهة وتقديم الذبائح. التقي الناسكان بالإِمبراطور بعد أن أوصي باتيرموث تلميذه بالمثابرة علي احتمال الآلام من أجل الأيمان، وكان الأب قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره، وتلميذه الخامسة والأربعون، ثم انفرد الإمبراطور بالتلميذ مستبعدًا معلمه لكي لا يؤثر عليه. تظاهر يوليانوس باللطف والوداعة مع كوبريه، وتحدث معه كصديق له بلا كلفه، قائلًا له: “أنظر يا صديقي العزيز، فإنك وإن كنت تكبرني في السن لكن لي خبرة أكثر منك. فقد كنت في شبابي تلميذًا لذاك الجليلي مثلك. هل كنت تعلم ماذا كان حالي؟ كنت أعيش في حال وضيع، بلا مكسب، بغير كرامات؛ لكنني إذ تعلقت بعبادة الآلهة التي لا تموت، لا توجد خيرات لم أنلها. كانت الخيرات تجري إليّ كما من تلقاء نفسها من غني ومجد وكرامة فائقة. لذا أقدم لك نصيحة كصديق مخلص أن تذبح للآلهة الإمبراطورية، فأهبك مركزًا ساميًا، وتعيش معي في قصري الخاص”. بهذا الأسلوب المخادع انجذب قلب كوبريه لإِغراءات العالم وسقط في خزي عدم الإيمان، معلنًا قبوله هذه النصيحة، وطلبه أن يكون الإمبراطور مرشدًا له، حاسبًا هذا اليوم هو أسعد أيامه. وبالفعل انطلق إلي معبد أبولون ليختم خيانته لسيده بتقديم ذبائح للأوثان. أراد الإمبراطور أن يحطم نفسية باتيرموث فبعث إليه بخبر خضوع تلميذه لنصيحة الإمبراطور كعمل انتصاري عظيم؛ فاستقبل الشيخ الخبر بمرارة لم يذق مثلها قط، وانحني علي ركبتيه ليصرخ لإلهه بدموع ونحيب: “إلهي، إلهي لا تترك هذا المسكين يهلك! أذكر أتعابه في شبابه، ولا تترك ذاك الذي لعبت به كلمات الإمبراطور اللينة. عملك يا سيدي أن تغفر، متحننًا علي صنعة يديك”. في اليوم التالي إذ جلس الإمبراطور علي عرشه متهللًا بالغنيمة التي كسبها أُدخل الناسك الشيخ، يسير في حركات هادئة وبروح متضع. وإذ رآه كوبريه مال نحو الإمبراطور ليهمس متهكمًا: “إنه معلمي القديم الذي أضلنّي”؛ ثم نظر إلي باتيرموث ليقول: “أنظر فإنني أسبح في بحر من الخيرات، وأنت تذرف الدموع. إنني أمارس ديانة عظيمنا يوليانوس. إنني لست مسيحيًا!”. – سعادتك هذه يا كوبريه هي التي تجعلني أبكي. – أترك البكاء أيها الشيخ وافعل مثلي. هنا تدخل الإِمبراطور يعلن للشيخ أنه إن امتثل بتلميذه يجعله شريكًا معه في خيراته، أما باتيرموث فقاطع الإمبراطور بشجاعة وأدب ليعلن له أن الخيرات الزمنية إنما هي لأيام قليلة علي الأرض، أما هو فيبكي هنا لينال خيرات أبدية. عاد الشيخ يوجه حديثه لتلميذه، قائلًا له: “يا كوبريه، ملابسك الثمينة ستتحول إلي خرق مخزية، أما جسدي الذي يستره ثوبي الممزق فسيمتلئ بهاءً إلي الأبد. أنت الآن تشبع لكنك ستموت جوعًا، أما أنا فأعاني من العوز اليوم ليصبح الشبع شريكي الدائم. كوبريه صار مجالسًا لسلطان سيحاكمه الملك الرب. إنه سيكون مع جماعة نصيبها صرير الأسنان في النار الأبدية. من أجل بعض التملقات من مخلوق يجلب علي نفسه عقابات الخالق! يا لتعاستك يا كوبريه، يا من تفرح إبليس في هذه الساعة! هوذا الملائكة القديسون قد تركوك، ولم تعد إلا إنسانًا مربوطًا بالجحيم. لقد رذلت الحق لتلتصق بالكذب. أيها البائس، أذكر أعمالك المقدسة في حياتك الماضية من فرح وسط الزهد ونقاوة يديك، وممارسة الفضائل، وتمتعك بالسلام الذي لا يضمحل… ارجع يا كوبريه يا ابني، وتعال معي! لا تتشكك لحظة واحدة في مراحم الله الذي جحدته تحت وطأة الوصايا المسممة. كن لطيفًا مع المسيح الذي أحببته كثيرًا، الذي يخلصك علي الدوام!” بهذا الحديث الروحي الذي فيه كشف الشيخ جراحات ابنه بصراحة ووضوح دون أن يفقده الرجاء تحرك قلب كوبريه، ولم يحتمل مرارة الخيانة والجحود لسيده. وكأنه قد شعر بقيود قد ربطت أعماقه خلال هذا اليوم الكئيب الذي فيه أنكر المخلص… وللحال سحب يده من يد الإمبراطور ليصرخ: “آه يا أبي… ها أنا أنقض عهدي مع سحر يوليانوس. أنا هو كما كنت، أنا تلميذ المسيح! لقد أخطأت وأذنبت كثيرًا! لِتنسَ يا سيدي قسمي الكاذب، وإني أعترف لك أمام السماء والأرض أني أمجدك يا ملكي وإلهي!” لا يستطيع أحد أن يعبر عن بهجة قلب الشيخ الذي يري نفسًا جحدت مخلصها قد عادت بالتوبة إليه، تشهد له في حضرة الإمبراطور. وقد شارك المسيحيون الحاضرون فرحة الشيخ وأحسوا بعمل روح الله العجيب. أما الإمبراطور فحاول أن يتصنع الهدوء، لكي يعاتب كوبريه ويسحبه إلي إنكار مسيحه، لكن كوبريه كان يزداد قوة وشجاعة، شاهدًا للحق. أدرك يوليانوس أن حيلته قد فشلت تمامًا فعوض استمالة الشيخ بما ناله تلميذه من أمجاد زمنية، سحب روح الله قلب التلميذ لينعم مع معلمه بالإِيمان الحق… وعندئذ لم يجد الإمبراطور وسيلة أمامه إلا استخدام العنف بكل وحشيته. أدرك كوبريه أن الأوامر قد صدرت بتعذبيه، وفي شجاعة تحدث مع الإِمبراطور موضحًا له أنه لا يخاف الآلام، إنما يحسبها قليلة للغاية مقابل ما ارتكبه من جحود، وأنه ليحسب نفسه سعيدًا أن يؤدب علي هذا الجحود. أمر يوليانوس بقطع لسان كوبريه بعنف، حتى سقط كوبريه مغشيًا عليه من الآلام، وكان معلمه يسنده ويعزيه. أُعد الأتون، فصار المعلم يسند تلميذه، طالبًا منه أن يصرخ في أعماقه لذاك الذي أنقذ الثلاثة فتية من أتون النار. وبالفعل إذ أُلقي الاثنان معًا، وكانا يصليان لم تمسهما النار، الأمر الذي أذهل يوليانوس، لكنه لم يتراجع عن شره… بل طلب مضاعفة النيران. إيمان الكسندر أمام هذا المنظر تأثر أحد الحراس، يدعي الكسندر، فبدافع الشفقة البشرية اقترب من كوبريه، وصار يطلب إليه أن يذبح للآلهة الوثنية ويخلص نفسه من هذه العذابات. إذ شعر كوبريه أن الكسندر يتحدث معه بدافع المحبة الصادقة شكره علي مشاعره الطيبة وأوضح له أنه سيتقبل كل عذاب برضي من أجل الجحود الذي ارتكبه، وإذ دخل الاثنان معًا في حوار قصير قبل الكسندر الإيمان بالسيد المسيح، وانضم إليه. اغتاظ الإمبراطور، وأمر أن يُلقي الثلاثة معًا في الأتون بعد أن اشتد اللهيب جدًا، وكان الكسندر يطلب معونة الله ليحتمل العذاب، وبالفعل إذ أُلقي الكسندر في النار نام كمن هو راقد، وقد بقي جسده سليمًا، الأمر الذي أثار الإمبراطور فطلب تأجيل تعذيب الناسكين. بعد بضعة أيام التقي الإمبراطور بالناسكين، وإذ حاول إغراءهما للذبح للأوثان رفضا بقوة، بل وأعلن باتيرموث للإمبراطور أنه سيخوض حربًا في بلاد فارس ولن يعود منها. تضايق الإمبراطور لهذه النبوة البائسة، وحكم علي الناسكين بقطع رأسيهما، لينالا إكليل الاستشهاد. ويُعيد له يوم 9 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الطيبي الشهيد | الولادة: – الوفاة: 297 كان الكسندر جنديًا يتبع كتيبة من منطقة طيبة (بصعيد مصر). سمع عنه الإمبراطور مكسيميانوس أنه صار مسيحيًا فاستدعاه، وإذ أمره بتقديم بخور وذبائح وثنية، رفض الكسندر. ولما أصّر الإمبراطور مستخدمًا سلطانه، أجابه الجندي بشجاعة مملوءة أدبًا: “إنك صاحب سلطان أيها الإمبراطور، لك أن تفرضه عليّ وأنا سعيد. إني أهابك كإمبراطور لكنني أحب إلهي أكثر منك”. هكذا في أدب أعلن طاعته وخضوعه للإمبراطور، لكن ليس علي حساب إيمانه وأبديته… إنه يخضع له في كل أمر زمني في الرب، أما الإيمان فحياته الخاصة التي ليس للإمبراطور أن يمسها. هدده الإمبراطور بالموت ما لم يذبح للأوثان، فأجابه: “الموت الذي تظن أنك تهددني به هو في نظر المسيحيين الحياة!” وإذ أصر الإمبراطور علي ذلك، تشدد الكسندر ليضرب المائدة التي أمامه بكل قوته ويلقي بكل أدوات العبادة الوثنية… فاغتاظ مكسيميانوس وأمر السياف أن يضرب عنقه فورًا، وإذ رفع الرجل يده بقوة يبست في الحال، وامتلأ رعبًا. أُلقي الكسندر في السجن، لكنه هرب إلي مزرعة بجانب برغم Bergame تسمي Pretoire حيث اختبأ هناك عدة أيام. وإذ بحثوا عنه ووجدوه، حاولوا إلزامه بتقديم ذبائح للأوثان فرفض مسلمًا عنقه للاستشهاد، وكان ذلك في عام 297 م. وقد قامت سيدة تقية تدعي Grata بتكفينه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندر الكبادوكي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من بين غرباء كثيرين جاءوا إلي ميلان في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير ثلاثة من كبادوكية هم سيسينيوس ومارتيروس وأخوه الكسندر. وكان القديس أمبروسيوس يقدرهم حتى رشحهم لدي القديس فيجيليوس أسقف ترنت لممارسة أعمال إرسالية، وقد قام الثلاثة بعمل كرازي في Tyrolese Alps. وقد واجهوا متاعب كثيرة في الخدمة لكنهم ربحوا نفوسًا كثيرة للسيد المسيح. إذ شعر الوثنيون بنجاح خدمة هؤلاء الرجال، هاجموهم في الكنيسة وأخذوا يضربونهم فتنيح الأول -وكان شماسًا- في ساعات قليلة، أما الثاني وكان قارئًا فتسلل إلي حديقة فعثر عليه الوثنيون في اليوم التالي وصاروا يسحبونه من قدميه علي الأحجار حتى ترضض جسمه كله وتنيح. سقط الكسندر بين أيديهم فصاروا يضغطون عليه ليجحد الإيمان، فحرقوا جسدي زميليه أمامه، وإذ لم يُجِد ذلك نفعًا ألقوه حيًا في النار. جمع المؤمنون رفاتهم بعد حرقها ونقلوها إلي ترنت. وقد بني القديس فيجيلوس كنيسة في الموضع الذي احتملوا فيه العذابات، كما كتب عنهم القديسين أمبروسيوس وذهبي الفم. كما تحدث عنهم القديس أغسطينوس. ويُعيد له يوم 29 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندرا العذراء السكندرية الناسكة | الولادة: – الوفاة: – 🕊️ حياة النساك والناسكات تبقى حياة الكثير من النساك والناسكات سرًّا، كل ما نعرفه عنهم هو تصرّفاتهم الظاهرة، أما أعماقهم فيندر جدًا أن يكشفوا عنها لكونها علاقة سرّية بين النفس وعريسها السماوي. وقد سمحت العناية الإلهية أن تلتقي القديسة ميلانية بعذراء الإسكندرية — كما يسميها القديس بالاديوس في كتابه عن تاريخ الرهبان — من وراء الشباك لتكشف بعض جوانب حياتها، فتعلن بهجتها وشبعها الداخلي. ✝️ لقاء مع القديس ديديموس الضرير إذ التقى القديس بالاديوس بالقديس ديديموس الضرير، مدير مدرسة الإسكندرية، روي له عن هذه العذراء المعاصرة له، التي تركت الإسكندرية وعاشت في قبر (نحن نعلم أن القبور قديمًا كانت متسعة جدًا كما في كثير من بلاد الصعيد إلى يومنا هذا، مثل قبور المسيحيين بدير الشهداء خارج مدينة إسنا). أغلقت هذه العذراء الكسندرا باب القبر عليها، ولم تسمح لنفسها أن ترى وجه إنسان عشر سنوات، إنما كانت تتعامل مع أخت تخدمها خلال نافذة. وقد بقيت هكذا حتى جاءتها الخادمة يومًا ما تتحدث معها فلم تجد إجابة، ولما أخبرت الكنيسة بذلك كسروا الباب ليجدواها راقدة في الرب. 👩🦳 لقاء القديسة ميلانية بالعذراء التقت بها القديسة ميلانية من خلف النافذة، وإذ سألتها عن السبب، لماذا دفنت نفسها هكذا، أجابتها بأن شابًا تعثّر بسببها، وإذ رأت أنها ستكون علة هلاك نفس على صورة الله ومثاله، فضّلت أن تأتي إلى القبر طوعًا عوض أن تعثره. سألتها القديسة ميلانية كيف تحتمل هذه الحياة دون أن ترى وجه إنسان ولا تتحطم باليأس، فأجابتها بكل وضوح أنها لا تعيش في قنوط أو حزن أو حرمان، بل هي متهلّلة فرحة تعمل بلا خمول، إذ قالت: “أشغل نفسي بصلواتي وعمل يديّ، ولا أجد لحظات بلا عمل. منذ الصباح حتى التاسعة (3 بعد الظهر) أنسج كتانًا وأنا أتلو المزامير وأصلي. وفي بقية اليوم أذكر في قلبي الآباء القديسين، وأتأمل بأفكاري في سير كل الأنبياء والرسل والشهداء. في بقية الساعات أعمل بيدي وآكل خبزي، بهذا أنا مستريحة أنتظر برجاء صالح نهاية حياتي”. هذا ما سمعه القديس بالاديوس من القديسة ميلانية نفسها! مصدر آخر 👑 ألكسندرا القديسة ألكسندرا، هي قديسة قبطية قديمة، عاشت بمساعدة صديقتها ميلانيا في إحدى القبور خارج الإسكندرية. وهي من سكان الإسكندرية، مسيحية من الأقباط. 🚶♀️ تعرضها للخطر في أحد الأيام، كانت ألكسندرا تسير في الطريق، فأراد أحد الشبان الرومانيين ممارسة الجنس معها، وكاد أن يوقع بها. فلما شعرت هذه القديسة بمخططاته، تنبأت أنه سيهلك بسببها، وأيضًا أحسّ ذلك الشاب أن هذه الفتاة متديّنة وأنها استحكمت لما يدبر، فخشى أن تفضحه بين الناس. 🌄 اختيارها التواري عن العالم فكرت هذه الشابة في زوال العالم وشهواته، من منظره ومتعته التي لا تدوم، فاختارت أن تتوارى عن العالم وما به من عثرات لها أو لغيرها. فذهبت إلى أحد الأماكن المهجورة خارج مدينة الإسكندرية، وأقامت في مكان يشبه القبر، وأغلقت على نفسها تاركة فتحة صغيرة لتأخذ احتياجاتها منها. وقد ساعدتها في ذلك صديقتها التي اسمها ميلانيا، وكانت امرأة مؤمنة تهتم بمعيشتها وتحضر لها طعامها البسيط من الخبز والملح لمدة اثنتي عشرة عامًا. 🍞 وفاتها واكتشاف الأمر وفي يوم، ذهبت كعادتها تحضر لها طعامها وطرقت على الباب، ولم تجب، فعلمت أنها قد ماتت. فذهبت ميلانيا إلى الأصدقاء المسيحيين وأخبرتهم بأمر هذه القديسة وقصتها (لأنه لم يعرف أحد قصتها وهي على قيد الحياة بناءً على رغبتها). فكسروا باب القبر ووجدوها قد توفّت، فأخذوها إلى الكنيسة وصلّوا عليها. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الملكة ألكسندرا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 303 👑 الملك دقلديانوس ومار جرجس ظنّ الملك دقلديانوس أن مار جرجس قد وافق على السجود للأصنام، قبلّ الملك رأسه وأدخله قصره، فالتقى بالملكة ألكسندرة وصار يحدّثها عن خلاصها، فآمنت بالسيد المسيح سرًّا. 🪔 معجزة تحطّم الأصنام إذ وقف جاورجيوس أمام الأصنام، نادي باسم السيد المسيح، فسقطت الأصنام وتحطمت، وتحطّم معها قلب دقلديانوس، الذي انطلق إلى قصره في ثورة عارمة، شاعرًا بأن الخزي قد ملأ وجهه. ⚖️ إيمان الملكة ألكسندرة واستشهادها أخبر الملك زوجته بما حدث، فقالت له: “أما قلت لك لا تعاند الجليليين، فإن إلههم قوي”. فغضب الملك جدًا وعذّبها كثيرًا، ثم ألقاها في السجن، حيث تنحّيت بسلام في 15 برموده. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الجندي الوثني | الولادة: – الوفاة: – كان من مدينة رومية في أيام الملك الوثني مكسيميانوس. ولما امتنع هذا القديس عن التضحية للأصنام عاقبه الملك بأن علقه من يديه، وربط في رجليه حجرًا ثقيلًا وأمر بضربه وحرق جنبيه وجعل مشاعل نار على وجهه. وإذ لم تثنه هذه العذابات أمر الملك بضرب رقبته فنال إكليل الشهادة. ويُعيد له يوم 1 برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس أسقف أورشليم | الولادة: – الوفاة: – سيامته أسقفًا كان القديس الكسندروس رفيقًا للعلامة أوريجينوس في التلمذة في مدرسة الإسكندرية درس غالبًا علي يدي القديس بنتينوس ثم خلفه القديس إكليمنضس الإسكندري. أُختبر أسقفًا علي كبادوكية، جاء إلي أورشليم بعد ذلك لنوال بركة الأماكن المقدسة، وكان القديس نركيسوس St. Narcissus أسقف أورشليم قد جاوز المائة وعشر سنوات وقد عرض علي شعبه إعفاءه من العمل الرعوي بسبب شيخوخته وعجزه عن العمل لكن الشعب رفض لتعلقهم بأبيهم الأسقف. إذ كان القديس الكسندروس منطلقًا من أورشليم ليعود إلي كرسيه سمع الشعب صوتًا من السماء أن يمسكوه ويقيموه أسقفًا، وإذ رفض بشدة لارتباطه الأبوي بشعب كبادوكية اضطر أن يقبل من أجل الصوت الذي سُمع من السماء، وبقي يساعد الأسقف نركيسوس خمس سنوات. وقد جاء في إحدى رسائل القديس الكسندروس: “اسلم عليكم باسم نركيسوس هنا في عامة المائة والسادس عشر، يطلب إليكم معي أن تعيشوا في سلام ووحدة ثابتين”. وبعد نياحة الأسقف نركيسوس صار أسقفًا علي أورشليم. علاقته بأوريجينوس حوالي عام 216 م. إذ نهب الإمبراطور كاركلا مدينة الإسكندرية، وأغلق مدارسها، واضطهد معلميها وذبحهم، قرر العلامة أوريجينوس أن يذهب إلي فلسطين، وهناك رحب به صديقه القديم الكسندروس أسقف أورشليم وثيؤكتستوس أسقف فلسطين، ودعاه ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما. غضب البابا ديمتريوس الكرام الإسكندري، إذ حسب ذلك مخالفًا لقوانين الكنيسة أن يعظ شخص علماني (غير كاهن) في حضرة الأسقف، فاضطر أوريجينوس أن يعود إلي الإسكندرية، والأسقف الكسندروس يعتذر بأن هذا القانون لا يعرف عنه شيئًا. مرة أخري إذ كان أوريجينوس عائدًا من اليونان في مهمة كنسية عبر بفلسطين فقام الأسقفان الكسندروس وثيؤكتستوس بسيامته كاهنًا، حتى يتحاشيا ما حدث قبلًا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). حاسبين أن هذا يرضي بابا الإسكندرية. لكن هذا العمل أثار البابا لأسباب كثيرة نعرضها عند حديثنا عن هذا العلامة. علي أي الأحوال هذا أدي في النهاية إلي ترك العلامة أوريجينوس الإسكندرية لينشئ مدرسة بفلسطين دامت قرابة 20 عامًا، فيها تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبي وأخوه. ولعل أوريجينوس ساعده في إقامة مكتبة لاهوتية ضخمة كانت قائمة حتى أيام المؤرخ يوسابيوس القيصري الذي كتب لنا أنه انتفع بها كثيرًا. آلامه قبل رحيله إلي أورشليم، إذ كان أسقفًا علي الكبادوك، أُلقي القبض عليه في اضطهاد الإمبراطور سويرس للمسيحيين، وقدم شهادة حق أدت به إلي السجن عدة سنوات حتى بداية ملك كاركالا. وقد كتب معلمه السابق القديس إكليمنضس الإسكندري الذي اضطر إلي ترك الإسكندرية رسالة إلي كنيسة إنطاكية. في اضطهاد ديسيوس قُبِضَ علي الأسقف ثانية وأُلقي للوحوش التي عوض مهاجمتها أنست به بالرغم من محاولة البعض إثارتها، فاقتيد إلي السجن في قيصرية ليتنيح هناك في قيوده داخل السجن. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس أسقف القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: – سيم القديس الكسندروس بطريركًا علي القسطنطينية وهو شيخ يبلغ الثالثة والسبعين من عمره، وبقي يمارس هذا العمل الأبوي 23 عامًا كلها متاعب وآلام بسبب الأريوسية (تُعَيِّد له الكنيسة الغربية في 28 أغسطس، والقبطية في 18 مسري). رأينا أن البابا الكسندروس الإسكندري إذ رأي خطر أريوس بدا يتسرب إلي العالم المسيحي خارج مصر بعث برسالة إلي سميه البطريرك الكسندروس أسقف القسطنطينية يوضح له تفاصيل بدعة أريوس منكر لاهوت السيد المسيح. طُرد أريوس من الإسكندرية بعد حرمانه هو ومن يتمسك بتعاليمه، وإذ عاد إلي الإسكندرية وجد أبوابها مغلقة في وجهه، فألزمه الوالي بالعودة إلي القسطنطينية خشية حدوث ثورة عارمة. وفي سنة 336 م. عقد الأريوسيون مجمعًا بالقسطنطينية حكم بأرثوذكسية أريوس وعزل الأساقفة الذين يخالفون هذا الحكم. ولما رأي الكسندروس، تحت ضغط الإمبراطور، مضطرًا أن يشترك في الصلاة معه، اجتمع مع القديس يعقوب أسقف نصيبين في كنيسة القديسة أيريني، وأخذا يصليان أن يخرج كنيسته من هذا المأزق. وكان أتباع أريوس قد انطلقوا في شوارع القسطنطينية بموكب وتهليل يعلنون صلاة أريوس مع البطريرك في اليوم التالي، وجاء الأحد وانطلق أريوس كغالب ومنتصر إلي الكنيسة ليشترك في الصلاة لكنه شعر بألم في أحشائه فدخل مرحاضًا عامًا وهناك مات، وهكذا صار الأريوسيون في خزي شديد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الأكيميتي القديس | الولادة: – الوفاة: 430 ولد القديس ألكسندروس الأكيميتي في آسيا، وفي صباه تثقف في القسطنطينية حيث قبل الإيمان خلال شغفه في قراءة الأناجيل، ثم عاد إلي سوريا يمارس الحياة النسكية. مارس حياة الشركة ثم التوحد وبعد 11 سنة من رهبنته كرس نفسه للعمل الكرازي في بلاد ما بين النهرين (الميصة)، وقيل إنه هو الذي جذب رابيولاس Rabulas الذي صار فيما بعد أسقفا للرها. أنشأ ديرًا ضخمًا بجوار الفرات، لكنه لم يدم كثيرًا فيه إذ أخذ جماعة كبيرة من رهبانه وأقام في إنطاكية إلي حين، حيث أثارت زيارته هذه متاعب كبيرة، فأنشأ في النهاية ديرًا جديدًا بالقسطنطينية. مرة أخري قام ضده جماعة من الحاقدين وُطرد، فأنشأ ديرًا آخر في Gommon علي الشاطئ الأسيوي للبسفور حيث تنيح فيه عام 430. حمل شهرته بسبب إنشائه خورس يقسمون أنفسهم ليلًا ونهارًا للخدمة دون توقف. لهذا دعي باليونانية “اكوميتي” أو “اكيميتي” أي “الذين بلا نوم”. ويُعيد له يوم 23 فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الأول | الولادة: – الوفاة: – سيامته القديس البابا ألكسندروس الأول البابا التاسع عشر وُلد بالإسكندرية، وسيم بها قسًا، ثم سيم بابا للإسكندرية كما تنبأ البابا بطرس خاتم الشهداء (17)، وكان قد بلغ سن الشيخوخة، ومع هذا فكان يخدم الله بنشاط تقوي. قال عنه المؤرخ الأنبا ساويرس بأن القديس أثناسيوس (البابا 20) روي بأن البابا ألكسندروس ما كان يقرأ الكتاب المقدس جالسًا قط، وإنما كان يقف والضوء أمامه. في تقواه دعاه الشعب بالقديس، وفي حبه للفقراء والمساكين كانوا يلقبونه “أب المساكين”. مقاومته للميلانية والأريوسية حاول أتباعا ميليتس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) بكل طاقتهم عرقلة سيامة الكسندروس مرشحين أريوس ليكون هو البابا البطريرك. ميليتس هذا كان قد أنكر الإيمان في اضطهاد دقلديانوس بالرغم من النصيحة التي قدمها له أربعة أساقفة بالسجن، ولم يكتفِ بهذا وإنما استغل سجن البابا ليجلس علي كرسيه ويرسم كهنة بالإسكندرية ويسلم أساقفة إيبارشيات غير إيبارشياتهم، وبهذا كوّن لنفسه حزبًا يتكون من ثلاثين أسقفًا يعلنون استقلالهم عن البابا، ويدخلون بعض الأنظمة اليهودية في عبادتهم. عقد البابا بطرس خاتم الشهداء مجمعًا حكم فيه بتجريد ميليتس من درجته فلم يعبأ بذلك. وقد أصدر مجمع نيقية حكمه بشأن انشقاق ميليتس، فخضع لحكم المجمع وخضع للبابا الكسندروس حتى مات عام 330 م. أما أريوس فكان في البداية منتميًا لأتباع ميليتس، يشجع ملاتيوس علي الانشقاق ضد البابا بطرس. وعندما سيم البابا الكسندروس حاول أن يجتمع به فرفض، معلنًا لرسله أن البابا بطرس قد منعه في السجن من قبوله في شركة الكنيسة كأمر السيد المسيح نفسه الذي ظهر له بثوب ممزق قائلًا بأن أريوس هو والذي مزقه. وقد طلب منهم أن يقدم توبة للسيد المسيح، فإن قبلها يعلن له الرب ذلك فيقبله. ثار أريوس وصار يهاجم ألوهية المسيح علانية، مستخدمًا مواهبه من فصاحة وخداع مع وضع ترانيم لها نغمات عذبة تجذب البسطاء، كما تظاهر بروح النسك والعبادة، وقد اجتذب كثيرًا من الراهبات والعذارى والنساء، استخدمهن في نشر بدعته. عقد البابا مجمعًا محليًا عام 319 م. يطالبه بترك بدعته، وإذ رفض عقد مجمعًا آخر بالإسكندرية يضم 100 أسقف من مصر وليبيا حرم أريوس وبدعته، مصدقًا علي قرار المجمع السابق. كتب أريوس إلى أوسابيوس أسقف نيقوميديا يستعطفه في خبث كمن هو مُضطهد من أجل الحقن وبقي في عناده يعظ ويبث سمومه، فطرده البابا. حاول أريوس استمالة بعض الأساقفة في إيبارشيات خارج مصر، فكتب البابا الكسندروس إلي سمية الكسندروس بطريرك القسطنطينية، كما إلي بقية الكنائس يشرح لهم بدعة أريوس ومعتقداته الخاطئة. عقد أتباع أريوس مجمعين الأول في بيثينية عام 322 م.، والثاني في فلسطين عام 323 م. قررا بأن الحكم الصادر ضد أريوس من بطريرك الإسكندرية باطل، وطالبا بعودة أريوس إلي الإسكندرية، وعاد أريوس إلي الإسكندرية ليقاوم الحق. اضطر البابا أن يشهر حرمان أريوس ويطرده للمرة الثانية، وقام الشماس أثناسيوس بكتابة منشور ضد بدعة أريوس وقعه 36 كاهنًا و44 شماسًا. استطاع أوسابيوس أسقف نيقوميديا بدالته أن يستميل قسطنطين الإمبراطور إلي أريوس، إذ كانت أخت الامبراطور أي كونسطاسيا تكرم الأسقف أوسابيوس. أرسل الإمبراطور قسطنطين أوسيوس أسقف قرطبة من أسبانيا وهو من المعترفين الذين احتملوا العذابات في عهد مكسيميانوس، إلي الإسكندرية ليتوسط لدي البابا فيقبل أريوس، وبعث معه خطابًا رقيقًا متطلعًا إلي أريوس ككاهن تقي غيور. وبوصول الأسقف إلي الإسكندرية لمس بنفسه ما يفعله أتباع أريوس، فانضم إلي البابا وطلب من الإمبراطور أن يأمر بعقد مجمع مسكوني لينظر في أمر الأريوسيين. عُقد مجمع نيقية عام 325 م، وكان للقديس أثناسيوس الرسولي دوره الكبير في كشف أباطيل الأريوسيين، فقطع أريوس وأتباعه، ونُفي إلي الليريكون. تنيح البابا الكسندروس حوالي عام 328. تعيد له الكنيسة الغربية في 26 فبراير، واليونانية في 29 مايو، والقبطية في 22 برمودة. لاهويتاته وكتاباته كان يبذل كل الجهد لمقاومة فكر أريوس منكر لاهوت السيد المسيح، والذي كان ينظر إليه باعتباره صنيعة بولس السومسطائي ولوقيانوس الإنطاكي، مقدمًا تعليمه الذي هو “التعليم الرسولي الذي من أجله نموت”، مؤكدًا أزلية الابن ووحدته مع الأب في الجوهر، موضحًا أن بنوته للآب طبيعية وفريدة وليست بالتبني، لذا دعي القديسة مريم “والدة الإله”. من كلماته [إن كان الابن هو كلمة الله وحكمته وعقله، فكيف وُجد زمن لم يوجد فيه؟! هذا كمن يقول بأنه وُجد زمن كان فيه الله بلا عقل وحكمة]. أهم كتاباته هي: يعلن القديس أبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقات (69: 4) عن وجود سبعين رسالة له، فُقدت جميعها ما عدا رسالتين في غاية الأهمية بخصوص الصراع الأريوسي. له عظات من بينها وجدت عظة بالقبطية والسريانية عن النفس والجسد وعلاقتهما ببعضهما البعض. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس الثاني | الولادة: – الوفاة: 726 البابا ألكسندروس الثاني البابا الثالث والأربعون بعد نياحة البابا سيمون لم يتمكن الأساقفة من إقامة خلف له، فخلا الكرسي ثلاث سنوات، بعد ذلك طلب أثناسيوس رئيس ديوان الأمير عبد العزيز من الأمير أن يسمح للأنبا غريغوريوس أسقف القيس أن يتولى شئون الكنيسة، فكتب له أمرًا بذلك. وكان الأنبا غريغوريوس إنسانًا تقيًا محبوبًا حتى لم يفكر الكل في سيامة بطريرك لمدة أربع سنوات، وأخيرًا أجمع الرأي علي سيامة ألكسندروس بطريركًا، وكان راهبًا بدير الزجاج وديعًا حكيمًا عالمًا بالكتب المقدسة، ما أن رآه الأمير حتى أحبه. سيامته بعد استئذان الوالي أُقيم الكسندروس بطريركًا في 30 برمودة من عام 695 م.، في عيد القديس مارمرقس، وكانت أيامه الأولي كلها صفاء وشمل الجميع سرور عظيم، وساد الكنيسة السلام. متاعبه مات الأمير عبد العزيز فحزن عليه جميع المصريين من مسلمين ومسيحيين، إذ عرف بعدالته وحكمته، وجاء من بعده عدة ولاة هم عبد الله وقرة وأسامة وعبيد الله كانت أسماؤهم رمزًا للعنف والقسوة علي الجميع، حيث ضاعفوا الضرائب بصورة صارخة، فلم يسمحوا بدفن ميت دون دفع ضريبة عنه، وكان الكل ساخطًا عليهم، وبلا شك كانت الضرائب أضعافًا مضاعفة علي المسيحيين. إذ تولي عبد الله الولاية وجاء إلي الفسطاط جاء البابا يحييه، فسأل عنه فقيل إنه أبو الأقباط، فقبض عليه وسلمه لأحد حجابه وطلب منه أن يهينه حتى يدفع ثلاثة آلاف دينار. تقدم شماس يدعي جرجس إلي الأمير يسأله: “أيهدف مولاي إلي اعتقال البابا أم إلي الحصول علي المال؟”، وإذ أظهر الأمير رغبته في المال طلب منه أن يخلي سبيل البابا حتى يقدر أن يطوف معه وسط الشعب ويجمع له المال، وبالفعل طاف معه في الوجه البحري حتى جمع المبلغ وسلمه للوالي. هذا وقد بذل عبد الله كل طاقاته للإبطال اللغة القبطية في الدواوين والمدارس ومحاكمة من يستخدمها. بعد عبد الله تولي الأمير قرة الولاية عام 701، وتكررت نفس المأساة وقام البابا بزيارة الوجه القبلي، ففرح به الشعب جدًا إذ لم يكن قد زراهم البطريرك قط منذ أيام الأنبا بنيامين (البابا 38) حين كان مختفيًا بينهم، وأخيرًا قام بسداد المبلغ. ارتفعت الضرائب جدًا خاصة علي الأقباط، حتى اضطروا إلي بيع أواني المذبح الفضية، واستبدالها بأوانٍ خشبية أو زجاجية لتسديد الجزية، وكان هناك سخط من المسلمين أيضًا علي الأمير. مرة سعي بعض الأشرار لدي الوالي متهمين البابا بأن قومًا لديه يضربون الدنانير، فأرسل جماعة من الجند أهانوا البابا وصاروا يضربون أصحابه حتى قاربوا الموت، وإذ ظهر بطلان هذه الوشاية تركوا الدار البطريركية. بجانب هذه المتاعب الخارجية سقط البابا تحت متاعب من كنائس الإسكندرية وكهنتها إذ اعتادت منذ عهد قسطنطين أن تقدم لها البطريركية معونات، لكن بسبب الغرامات التي حلت بالبابا والضيق الخارجي لم يستطع البابا أن يقدم شيئًا فثار بعض الكهنة والأراخنة ضده، وكان يتوسل إليهم موضحًا لهم كيف صارت الكاسات التي تقدم فيها الأسرار المقدسة من زجاج بسبب ما حلّ بالكنيسة من ضيق، وإذ يقبلوا كلماته اضطر إلي انتهارهم وطردهم فخرجوا يشنعون عليه. بجانب هذه المتاعب حلّ بالبلاد قحط شديد ووباء، فمات كثيرون بسبب الجوع والمرض، وكان البابا مع الأساقفة يجولون في البلاد ليسندوا الشعب بسبب ما حلّ بهم من كوارث. ومن متاعبه أيضًا ما أثاره طبيب بيزنطي اسمه أنوبيس نجح في استمالة والي الإسكندرية بسبب مهنته، مقنعًا إياه أن يقيمه أسقفًا علي الإسكندرية، وإذ تحقق له لك صار يقاوم البابا بكل طاقاته مستغلًا صداقته مع الوالي، فثار الشعب عليه جدًا، واضطر من الخوف أن يلجأ إلي البابا الذي استقبله بمحبة، فخجل جدًا وأعلن ولاءه للبابا، وبقي هكذا علي ولائه مدي حياته. لما صار حنظله بن صفوان واليًا عام 713 أراد أن يرسم علي يدي كل مسيحي صورة الأسد (الوحش)، ثم قبض علي البابا البطريرك وأمره بذلك، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام، فدخل إلي مخدعه واشتهي الانطلاق من هذا العالم ولا يري ما يحل بشعب الله. وإذ تزايد المرض به جدًا سأل قوم الوالي أن يسمح له بالانطلاق إلي كرسيه بالإسكندرية فحسبه يتمارض، لكنه أخذ مركبًا وانطلق سرًا إلي الإسكندرية، وإذ علم الوالي أرسل وراءه قومًا ليقبضوا عليه فوجدوه قد تنيح، فقاموا بتعذيب تلاميذه. كانت مدة إقامته علي الكرسي 34 سنة ونصف، وقد تنيح في 7 أمشير (سنة726 م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسندروس من ليكوبوليس | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الثالث، كان في الغالب وثنيًا، بهرته المانية فاعتنقها لكنه اكتشف رذائلها وأخطاءها فاعتنق المسيحية. وقد نال شهرة خاصة بسبب مقالة ضد المانيين، حيث امتدح بساطة الفلسفة المسيحية وفاعليتها، وقارن بينها وبين تعاليم المانية المتناقضة غير المنطقية. ويعتبر عمله مصدرًا هامًا في دراسة المانية. يري المؤرخ فوتس Photivs أن الكسندروس كان أسقفًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألكسيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – نال القديس ألكسيوس شهرة عظيمة في منطقة الرها (أديسا) بمنطقة ما بين النهرين، وقد دعي برجل الله، كما عرفه الغرب، ففي القرن الرابع عشر اختير ليكون شفيعًا لجماعة تهتم بالتمريض دعيت “إخوة الكسيوس”. وهو يمثل حياة الإنسان الذي يختار حياة الفقر بإرادته فيكون بركة لكثيرين خلال فقره وتقواه. نشأته ولد في النصف الثاني من القرن الرابع من أبوين تقيين محبين للفقراء، كان والده أفيميانوس Euphemian سيناتور بروما، ووالدته اغلايس Aglae عاقرًا، رزقا بهذا الطفل بعد زواجهما بفترة طويلة فربياه بروح التقوى والعبادة. كان مشتاقًا لتكريس حياته للعبادة في بتوليه الروح والجسد، لكن والديه اختارا له فتاه جميلة غنية وتقية، وبسبب حيائه لم يستطيع مقاومة والديه، لكن في أول يوم لعرسه قدم لعروسه خاتمًا ثمينًا وزنارًا قيّمًا (ربما قبل إتمام سر الزواج، في الليلة السابقة)، ثم تخفي في زي بسيط وهرب إلي اللاذيقية. فحزن عليه والداه وزوجته وصاروا في مرارة شديدة يبحثون عنه. خشي لئلا يتعرف عليه أحد فانطلق من اللاذيقية إلي أورفا بسوريا، وكان هناك يبكر كل يوم إلي الكنيسة يقضي نهاره متعبدًا لله، ثم يخرج ليجد كسرة خبز كأحد الفقراء ويعود إلي الكنيسة يقضي غالبية الليل في العبادة. إن كان قد عاش كفقير وحقير، لكن لم يكن ممكنًا له أن يخفي غناه الداخلي، فكان سبب تعزية للفقراء الذين خالطهم وشاركهم فقرهم. أما الأغنياء ومتوسطو الحال فأدركوا من رقته ووداعته وبشاشته أنه ليس بفقير عادي، إنما هو رجل الله المتخفي! قيل إن كاهن الكنيسة إذ كان واقفًا أمام أيقونة العذراء سمع صوتًا يؤكد له أن هذا الفقير الذي ينام كل ليلة عند الباب هو رجل بار، وتكرر الأمر مرة أخري، فطلب الكاهن من الكسيوس أن يذهب معه لبيته، وإذ شاع الأمر في المدينة لم يحتمل كلمة كرامة، فانطلق إلي اللاذيقية وقصد سفينة ليذهب إلي طرسوس، لكن شدة الريح غيرت اتجاه السفينة فاتجه إلي إيطاليا، وعاد إلي بلده وقد اختفت عنه ملامحه. انطلق إلي قصر والده الذي عرف بحبه للفقراء، فطلب من الخدم أن يقبلوه عندهم، فقدموا له أحقر موضع، وللأسف كان يعامل منهم بقسوة واحتقار واشمئزاز بسبب ثيابه الرثة وفقره الشديد. كان كل ما يملكه هو أيقونة للصلبوت، يقضي كل وقته في العبادة والصلاة، لا يخرج إلا إلي الكنيسة مرة في الأسبوع لتناول الأسرار المقدسة. بقيّ علي هذا الحال 17عامًا، يرى والديه دون أن يعرفاه. وإذ عرف أن ساعة انتقاله قد جاءت كتب كل ما حدث له في قرطاس وأمسك به ليصلي، وينتقل وهو ممسك بالقرطاس. قيل إن والده كان يصلي في ذلك الوقت، وكان الأسقف أينوشنسيوس الأول هو الذي يرأس الصلاة، وقد سمع كل الحاضرين صوتًا من السماء يقول إن بارًا قد انتقل الآن في بيت أوفيمانوس. بعد القداس انتقل الأسقف مع السيناتور إلي البيت ليجدا الكسيوس منتقلًا وممسكًا بالقرطاس. عرف السيناتور وزوجته ابنهما فبكيا بمرارة وصارا يقبلانه ثم دفناه وكان ذلك عام 436 م.، وقد أظهر الله عجائب كثيرة. جاء في بعض المخطوطات اليونانية أنه انتقل في مستشفي بالرها وأنه بعد دفنه في المقابر العامة عرف أسقف الرها قصته فأخرج جثمانه ودفنه في مقبرة خاصة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أللاديوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أسقف أحد بلاد المشرق، كان يوبخ الوالي يوليكوس علي عبادته للأوثان، فأجابه: “إن كنت في نظرك كافرًا لأني لا أعبد المصلوب، فإنني أجعلك تترك عبادته”. ثم سلمه لأحد نوابه الذي قام بتعذيبه سنة كاملة، وإذ لم ينثن عن إيمانه أوقد نارًا وطرحه فيها فلم يمسه آذى، فآمن جمع كبير من المشاهدين. قطعت رؤوس هؤلاء المؤمنين مع رأس هذا الشهيد لينالوا إكليل الاستشهاد، وكان ذلك في الثالث من بؤونة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألماخوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – يقدم لنا الشهيد ألماخوس أو تلماخوس Telemachus صورة حيَّة للنفس الباذلة التي لا تطيق الشر ولا تقبل القسوة، تقدم حياتها لتفتدي بالرب المتألمين. عاش هذا القديس حياته الديرية في الشرق، وإذ جاء إلي روما وكان وقت عرض ألعاب المجالدين، حيث تحتشد الآلاف في المسرح لتنظر الأسري أو العبيد ينزلون الساحة ويمسكون بعض الأسلحة يتقاتلون بلا هدف إلا لبهجة النفوس المتعطشة لسفك الدماء، فتتحول الساحة إلي مجزرة بشرية. تسمي هذه الألعاب باستعراضات المجالدين The gladiatorial shows. تحولت هذه الاستعراضات إلي نوع من الفن، فصار ينزلها أحيانًا بعض الأحرار مقابل مبلغ من المال ليعرضوا حياتهم للموت، بل وأحيانًا يشعر بعض النسوة بالبهجة أن ينزلن الساحة يتقاتلن، وكان البعض يُقاتل وهو معصوب العينين، وأحيانًا كان يُقتل الآلاف في يوم واحد لمجرد الابتهاج بالاحتفال بعيد روماني. رأي الراهب الشرقي هذا المنظر البشع ولم يعرف ماذا يفعل سوي أنه في محبة نزل إلي الميدان، وعبثًا حاول التفاهم، فدخل وسط المصارعين معرضًا حياته للخطر، فاغتاظ المصارعون إذ أفقدهم بهجة القتال فقام الكل عليه يرجموه. في الحال أحس الإمبراطور هونريوس بهذا القلب المحب، واعتبره شهيدًا للحب، وأعلن إلغاء هذا النوع من الرياضة حوالي سنة 400 م. (يعيد له الغرب في أول يناير). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألوتاريوس الشهيد وأمه الشهيدة أنثيا | الولادة: – الوفاة: – أسقفيته ولد حوالي عام 98 م.، وكان والده أوغانيوس قاضيًا يحتمل أن يكون مسيحيًا، ووالدته أنثيا Anthia/Antia إنسانة مسيحية تقية قامت بتربية ابنها خاصة بعد وفاة والده. قدمته للأب أناكليتوس أسقف روما الذي اهتم به روحيًا ثم عهد به في يدي أسقف بمدينة إيكانية يدعي ديناميوس. وقد ظهرت مواهب إلوتاريوس Eleutherius وعلمه مع حياته الفاضلة وشجاعته أثناء الاضطهادات خاصة بعد سيامته كاهنًا في سن الثامنة عشرة. إذ بلغ العشرين من عمره سيم أسقفًا علي بلاد إيليريا (إسكلافونيا) Illyrium فآمن علي يديه كثيرون الأمر الذي أثار بعض الأشراف الوثنين فبعثوا إلي الإمبراطور يخبرونه بخطورة هذا الأسقف علي العبادة الرسمية للإمبراطور. القبض عليه أرسل الإمبراطور هادريان Hadrian أحد الولاة يدعي فيلكس للقبض عليه وإحضاره إلي روما، وإذ التقي فيلكس به دخلا في حديث مشترك فيه انجذب فيلكس نفسه للإيمان المسيحي، وصار الأسقف أبًا روحيًا له. صار موقف فيلكس محرجًا مع الأسقف، غير أن الأسقف طلب منه أن يذهبا مع الجنود إلي روما، وهناك تقدم الأسقف بنفسه للإمبراطور الذي قام بتعذيبه، تارة في أتون نار أخري بربطه في أقدام الخيل لتجري به علي الجبال وبإلقائه للوحوش الجائعة وكان الرب يخلصه، وأخيرًا أمر بقطع رأسه. أسرعت أمه أنثيا إليه، وانطرحت علي جسده الطاهر وهي تشكر الله من أجل عطية الاستشهاد التي نالها ابنها مع أحد عشر شهيدًا، فجاء الجند وقطعوا رأسها هي أيضًا (يحتفل الغرب بعيدها في 18 أبريل). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ألونيس الأب | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف شيئًا عن أبا ألينوس أو ألونيس Abba Alonis سوي بعض أحاديث قليلة وردت بين أقوال آباء البرية، منها: من لم يقل: “لا يوجد في الكون كله إلا الله وأنا” لن يجد راحة (بمعني أنه لا يصنع أمرًا مراضاة لإنسان علي حساب الحق). قيل عن الأب ألونيس إنه كان مرة يخدم والأخوة جالسون عنده يمدحونه، وهو لا يجيبهم البتة، فقال له إنسان منهم: “لماذا لا تجيب الآباء وهم يسألونك؟” فقال: “لو أجبتهم لصرت مثل من يقبل المديح”. قال أيضًا: “لو لم أهدم نفسي تمامًا لما قدرت أن أعيد بنائي من جديد”. إن أراد الإنسان يقدر في يوم واحد من الصباح إلي المساء يبلغ القامة الإلهية (يحمل السمات الإلهية). سأل أخ أبا ألونيس: “ما معني أن الإنسان يحتقر ذاته؟” فقال له الشيخ: “هذا يعني أنه يري نفسه أقل من الوحوش متذكرًا أنها لا تُدان”. لو لم أخف نفسي تمامًا لما كنت أبنيها. أخيرًا فقد ورد حديث بينه وبين الأنبا أغاثون، إذ سأله الأخير كيف يمكنه أن يمتنع عن النطق بأي كذب، فأجابه لو امتنع تمامًا قد يتعرض لخطايا كثيرة معطيًا مثالًا أنه لو شاهد اثنين ذاهبين ليرتكبا جريمة، لكن أحدهما اختفي عنده، فإن سُئل عنه وأظهره يعرضه للقتل. [لعله يقصد بذلك أنه لا يليق بنا في غير حكمة أن نخبر ما يأتمننا الآخرون عليه من أسرارهم بحجة أننا لا نكذب، مثال ذلك لو سئُل كاهن عن اعتراف معين، ليس له الحق في إفشائه]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليبوس الطاجستي القديس | الولادة: – الوفاة: – تعرفنا على حياة هذا القديس خلال ثلاث رسائل لصديقه الحميم القديس أغسطينوس واعترافاته، وخلال رسالة وجهها القديس أليبوس للقديس يولينوس أسقف نولا. نشأته ولد في تاجست Tagaste بنوميديا شمال أفريقيا، ذات موطن صديقه القديس أغسطينوس الذي كان يكبر أليبوس بسنوات قليلة. درس مع أغسطينوس النحو في تاجست وعندما رحل أغسطينوس إلى قرطاجنة وفتح مدرسة للنحو تبعه أليبوس، غير أن خلافًا دب بين أغسطينوس ووالد أليبوس، أدى إلى منع أليبوس من الحضور في مدرسة أغسطينوس، وإن كان أليبوس بقى يحمل حبًا عظيمًا وتقديرًا له، الأخير كان يبادله ذات الحب. على أي الأحوال استغرق أليبوس في قرطاجنة في مشاهدة الملاعب والمسارح كعادة سكان هذه المدينة، وكان يشتاق أغسطينوس أن يحذره لكنه لم يجد الفرصة المناسبة. وإذ حضر أليبوس إحدى محاضرات أغسطينوس خلسة من وراء والده كان أغسطينوس مستغرقًا في شرح الموضوع الذي أمامه مقدمًا تشبيهًا في عروض المسارح، موبخًا بطريقة لطيفة المنهمكين فيها، ولم يكن يقصد أليبوس في ذلك الحين، لكن الأخير حسب الكلمات موجهة إليه فغضب على نفسه كيف يعيش تحت هذا الضعف، وقرر أن يتغلب على هذه العادة. وإذ بدأ بالتنفيذ فرح به والده، وسمح له بالانضمام إلى مدرسة أغسطينوس لما عرف أنه هو السبب في تغير سلوك ابنه. لقد انجذب الشابان في ذلك الوقت إلى المانية (بدعة أتباع ماني) التي تقوم على إيجاد ثنائية بين الروح من جانب والمادة من جانب آخر، وحسبما أنهما يجدان العفة والطهارة فيها، وإن كانت المانية لم تشبعهما في الداخل! في روما إذ أراد أليبوس كنصيحة والديه أن يبلغ مركزًا مرموقًا في العالم ذهب إلى روما ليدرس القانون. وكان قد بدأ خطوات جادة نحو التحول إلى المسيحية، لكنه وجد ما قد عاقه عن ذلك. لقد قابله أصدقاؤه يومًا وصاروا يضغطون عليه لكي يذهب معهم المسرح فاعتذر لهم، رافضًا تمامًا الذهاب، وإذ كان قد امتنع عنها وهو في قرطاجنة كما رأينا. وإذ ألحوا عليه قال لهم إنه وإن ذهب بجسده فسيبقى غائبًا بفكره، لكنهم لم يتوقفوا حتى حملوه معهم. إذ أخذ الكل أماكنهم أغلق أليبوس عينيه كي لا يرى ولا يفكر فيما هو أمامه. فجأة سمع صرخة دوت بين كل المشاهدين ففتح عينيه بدافع حب الاستطلاع ليرى أحد المصارعين قد جُرح والدماء تنزف منه. لم يستطع أن يغلق عينيه بل صار يتابع ذلك الصراع العنيف بكل مشاعره، وعاد أليبوس إلى حياته الأولى منغمسًا في حضور المسارح والصراعات العنيفة الرومانية، جاذبًا الآخرين معه. هذا الدرس لم ينسه أليبوس حتى بعد قبوله الإيمان المسيحي ونواله سرّ العماد، إذ كان يشعر دائمًا بالخوف من ضعفه الذاتي، ولا يثق إلا في الله وحده الذي يخلص بذراعه القوية الرحيمة. بالرغم من انغماسه في حضور المشاهد الوحشية التي فيها يصارع البشر مع وحوش مفترسة أو مع بعضهم البعض بعنف شديد وقسوة، فكثيرًا ما تترمل النساء ويصير الأولاد أيتامًا لمتعة وقتية ينعم بها المشاهدون محبو سفك الدماء وعذابات الآخرين، بقى أليبوس محبًا لحياة الطهارة، سالكًا بوقار واتزان حتى أكمل دراسته، ونال مركزًا قضائيًا. إذ جاء أغسطينوس إلى روما صار أليبوس ملاصقًا له، وذهب معه إلى ميلان عام 384 م.، وشاركه تحوله إلى المسيحية، وسُجل اسماهما معًا في سجلات الموعوظين في الصوم الكبير لعام 387 م.، ونالا سر المعمودية. في أفريقيا بعد فترة قصيرة سافرا إلى أفريقيا، ليعيشا معًا في تاجست موطنهما مع جماعة قليلة مكرسة للرب تمارس حياة التوبة والعبادة بغيرة متقدة. عاشا هكذا ثلاث سنوات حتى سيم أغسطينوس كاهنًا على مدينة هيبو، وانتقلت هذه الجماعة معه، ثم سيم أليبوس كاهنًا، وقام برحلة تقوية إلى فلسطين التقى فيها بالقديس جيروم. وعند عودته إلى أفريقيا سيم أسقفًا على تاجست حوالي عام 393 م. كان يعاون القديس أغسطينوس في أعماله العامة، وكان مملوءًا غيرة في حبه وخدمته لله وكنيسته. في سنة 429 تحدث عنه أغسطينوس كشيخ، وربما تنيح بعد ذلك بقليل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أليدورس أسقف ألتينو | الولادة: – الوفاة: 400 التقى الجندي أليدورس أو هيليدورس أو أليدور بالقديس جيروم في أكويليا بإيطاليا حوالي عام 372 م. حيث تتلمذ على يديه. كان محبًا للصلاة ودراسة الكتاب المقدس، يقضي أيامًا بلياليها في الصلاة والدراسة، وإن كان لم يدخل ديرًا ولا التزم بالسكنى في البرية. إذ عزم القديس جيروم على السفر إلى الشرق مع الأبوين أوغريس وإينوشنسيوس ارتبط بهم أليدور وزاروا بلادًا كثيرة بسوريا. وفي إنطاكيا تعرفوا على أبوليناريوس الذي لم يكن بعد قد كشف عن بدعته، فكان أليدور يستمع لتفاسيره للكتاب المقدس، وبعد فترة قصيرة استطاع أن يتحسس ما في كلمات أبوليناريوس من سموم الهرطقة. اعتكف القديس جيروم في برية بإقليم كلشيدا نحو تخوم سوريا والعربية وتبعه اليدور إلى حين، لكنه اشتاق إلى وطنه فعاد إلى دلماسيا، واعدًا صديقه ومعلمه أن يعود إليه في القريب العاجل، غير أنه بقى زمانًا بجانب والديه فأرسل إليه القديس جيروم يحثه على التمتع بحياة البرية، محدثًا إياه عن الدموع التي ودعه بها والتي لم تنقطع بعد، طالبًا منه ألا يستكين هناك بسبب دموع أمه أو توسلات أبيه، كاشفًا له عن أهمية حياة الوحدة في البرية. تأثر أليدور بالرسالة جدًا، وإن كنا لا نعرف ما هي العوامل التي عاقته عن الانطلاق إلى معلمه جيروم ليحيا معه في البرية، لكنه كان يمارس الحياة النسكية التقوية بقوة منطلقًا إلى أكويليا، وهناك سيم أسقفًا على مدينة الثينو بالرغم من رفضه الشديد لقبول هذه الوظيفة. بجانب حياته النسكية التي عاشها خلال عمله الأسقفي اهتم بخلاص شعب الله ومقاومة البدع مثل الأبولينارية Apollinarism والأريوسية Arianism، كما حضر مجمع أكويليا عام 381 م. عندما سيم ابن اخته نيبوتيان كاهنًا كتب إليه القديس جيروم الذي لم يفقد قط حبه لصديقه أليدور سائلًا إياه أن يقتدي بخاله كمثل حيّ للراعي المسيحي. كان أليدور يسند القديس جيروم ماليًا في الإنفاق على ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية. غالبًا تنيح حوالي عام 400 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أماتاس القديس | الولادة: – الوفاة: – يذكر القديس جيروم في عرضه لسيرة القديس أنبا بولا أن أماتاس (أماتوس) Amatus كان تلميذًا للقديس أنبا أنطونيوس. ويروي لنا القديس بالاديوس أنه مع القديس مكاريوس (الصعيدي) كانا يدبران الدير الذي كان عبارة عن كينوبيون يضم جماعة المتوحدين المتتلمذين للقديس أنبا أنطونيوس، وأنهما هما التلميذان اللذان دفنا القديس أنطونيوس بعد نياحته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أماتور الأسقف | الولادة: – الوفاة: 418 حدثنا عنه إسطفانوس الكاهن الإفريقي بعد نياحة القديس أماتور بحوالي 160 عامًا. كان أماتور ابنًا وحيدًا لأحد أشراف مدينة Auxerre، اختار له فتاة غنية وجميلة تدعى مرثا زوجة له، بالرغم من صراحة الابن مع أبيه عن شوقه للحياة البتولية. جاء الأسقف يتمم له سرّ الزواج في البيت، وكان شيخًا مسنًا يدعى فاليريان، يصعب فهم كلماته بسبب شيخوخته المتأخرة جدًا، وإذ أمسك بكتاب الخدمات يصلي بدأ يصلي بصلوات سيامة الشماس، ولم يدرك أحد من الحاضرين شيئًا سوى العريس وحده. التقى العريس بعروسه، وإذ سألها إن كانت قد لاحظت شيئًا فأجابت “لا”، عندئذ أخبرها بما فعله الأسقف، إنه لم يصل صلاة سرّ الزيجة بل صلاة سيامة شماس فدهشت جدًا، وعندئذ سألته عن تفسيره الأمر. أجابها أماتور إن هذه علامة من الله عن رغبته في تكريسهما لحسابه، فارتمت الفتاة بين ذراعي أماتور لتلعن بفرح وشوق أنها عن طيب خاطر تقدم حياتها لله معه. ركع الاثنان ليصليا معًا، وإذ برائحة عجيبة تملأ غرفتهما، ولما سألت العروس عريسها إن كان يشم شيئًا، أجابها: “إنها رائحة الفردوس”. قضيا فترة طويلة في الصلاة والحديث معًا في الرب، وإذ اطفي السراج ليناما، أشرق عليهم نور بهي، ثم ظهر لهما ملاك يحمل اكليلين وضعهما على رأسيهما. كانت عادة الأفراح تمتد لمدة أيام، وقبل أن تنقضي أيام فرحهما تنيح الأسقف الشيخ وسيم القديس هيلاديوس خلفًا له، وانطلق العروسان إليه يطلبان بركته ويخبرانه بما حدث معهما، ففرح بهما جدًا، وسمح لمرثا أن تدخل أحد أديرة الراهبات، وسام أماتور شماسًا ثم كاهنًا يساعده. إذ تنيح الأسقف أختير أماتور أسقفًا، وفي فترة أسقفيته الطويلة كسب كل بقية الوثنيين في المنطقة للإيمان المسيحي، وبنى كنائس، وصنع عجائب باسم الرب. مع الوالي جرمانيوس في السنوات الأخيرة لأسقفيته كان والي المدينة شابًا يدعى جرمانيوس، بالرغم من كونه مسيحيًا لكنه كان يمارس هواية صيد الحيوانات ويأتي برؤوسها ويعلقها على شجرة كمثرى كبيرة في وسط المدينة كتقدمة للإله Woden، الأمر الذي أعثر كثيرين. تحدث معه الأسقف وأخذ يحذره مرات وإذ لم يرتدع قام إلى الشجرة في غياب الوالي وألقى برؤوس الحيوانات على الأرض وحطم الشجرة تمامًا. وإذ جاء الوالي ثار وقرر أن يقتل الأسقف. وبمشورة بعض المؤمنين ترك الأسقف المدينة حتى يُصرف غضب الوالي، فجاء إلى مدينة Autun، وهناك كان يصلي من أجل الوالي كما كان يصلي إلى الله أن يرشده إلى من يصلح للأسقفية بعده بسبب شيخوخته، فأُعلن له أنه لا يصلح أحد إلا جرمانيوس الوالي. وبالفعل عاد إلى مدينته لينطلق الكل إليه في الكنيسة يعلن فرحه بأبيه الأسقف، وكان من بينهم الوالي الذي أظهر مودة وتوبة، عندئذ أمر الأسقف بإغلاق الأبواب وأعلن اختياره جرمانيوس أسقفًا. وقد فرح به الشعب وكان سبب بركة لكثيرين. تنيح الأب أماتور غالبًا في أول مايو 418 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمانديوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 431 تعرفنا على شخصية القديس أمانديوس من رسائل القديس بولينوس أسقف نولا، الذي لم يخبرنا عن والديه أو نشأته، إنما قال إنه تربى منذ طفولته المبكرة ينتعش بمعرفة الكتب الإلهية. عاش عفيفًا في جسده، ضابطًا لسانه فلا ينطق بكلمة باطلة. سامه الأسقف ديلفينوس St. Delphinus of Bordeaux كاهنًا، يعمل معه في الكنيسة، فأظهر غيرة شديدة على مجد الله. هو الذي كان يعلم بولينوس أسقف نولا في فترة ما قبل العماد، حين كان من الموعوظين، لذا ارتبطا معًا بصداقة دامت مدى الحياة. وقد كتب له بولينوس عدة رسائل يظهر منها مدى ما بلغه أمانديوس من تقوى وورع وحكمة. في سنة 400 م. تنيح القديس ديلفينوس وأُختير أمانديوس خلفًا له. نقل الأب غريغوريوس أسقف تورز Tours عن الأنبا بولينوس هذه الكلمات: [ إن أردت أن تشاهد أساقفة يستحقون الله، تطلع فقط إلى اكسيبيروس أسقف تولوز، وسمبليكوس أسقف رافينا، وأمانديوس أسقف بوردو]. تنيح هذا الأسقف غالبًا في 18 يونيو عام 431 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبروسياستر الأب | الولادة: – الوفاة: – اسم أمبروسياستير هو اسم أُعطي لكاتِب بعض التفاسير لأسفار بولس الرسول commentary on St Paul’s epistles، وقد تمت كتابة تلك التفاسير خلال حبرية القديس البابا داماسوس الأول الروماني ، في الفترة ما بين عاميّ 366-384 م. وهي وثيقة هامة للنص اللاتيني لأسفار بولس الرسول قبل فولجاتا جيروم، وهامة كتفسير قبل تفسير أغسطينوس أسقف هيبو. وكانت تلك التفاسير تُنْسَب خطأ للقديس أمبروسيوس أسقف ميلان، إلا أن الباحِث الألماني إراسموس (1466-1536) Erasmus شكَّك في نسبتها للقديس أمبروسيوس. وفي حين أن اسم “أمبروسياتير” اشتهر من خلاله، إلا أن تلك التسمية -والتي تعني “مَنْ اقترب من كونه أمبروسيوس would-be Ambrose (أو “أمبروسيوسي”) كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- أتى بها الباحث موريستوس Maurists. فاسم كاتب التفاسير الأصلي مجهول، ولم يتم الوصول له بعد أبحاث متكررة. وفي حين ذكره القديس أغسطينوس في تفسيره لـ(رومية 5: 12) باسم “هيلاري” Hilary، إلا أنه لم يتم معرفة أي هيلاري هو من كُتَّاب كثيرين يحملون الاسم في تلك الفترة. وقد تم نسب بعض الكِتابات الأخرى له، مثل: أسئلة حول العهدين القديم والجديد Quaestiones Veteris et Novi Testamenti (وكان يتم نسبة تلك المخطوطات لأغسطينوس). بعض القًصاصات من تفسير متى 24. مناقشة مَثَل مكاييل الدقيق الثلاثة التي وضعت بها المرأة خميرًا. مُعالجة لإنكار بطرس والقبض على السيد المسيح في بستان جثسيماني. وبعض القًصاصات الأخرى المُحتمل نسبتها لنفس الكاتِب. وفي الوقت الذي تظل فيه شخصية الكاتِب مجهولة، هناك بعض الحقائق عنه: من القرن الرابع الميلادي. كان نَشِطًا في روما خلال حبرية البابا داماسوس. وبالتأكيد كان حد أعضاء الإكليروس الروماني. هناك مؤشرات قوية بأنه كان له اعتراضات على مساعي جيروم لمراجعة الأناجيل باللغة اللاتينية القديمة، وكان ينتقد نشاط جيروم مع النسوة الناسِكات في روما. وكان يبدي اهتمام خاص باليهودية Judaism، وكان يلقي الضوء على اشتقاق بعض المُمارَسات المسيحية من التقليد اليهودي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبروسيوس الإسكندري الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ثري إسكندري، استشهد بعد اعتناقه المسيحية على يدي أوريجينوس. كان متعلقًا بمعلمه أوريجينوس ومحبًا لكتاباته ومقالاته، فكان يمده بالمال لنسخ كتبه ونشرها، وحثَّه على ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبيرة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – الشهيدة أمبيرة من كفر الشيخ، وابنيها أباهور ويبسوري استشهدت أمبيرة مع ابنيها القديسين أبا هور ويبسوري في أيام الحاكم الروماني، ووضعت رفاتهم في كنيسة بلدهم شباس مركز دسوق (محافظة كفر الشيخ). إذ هاجم بعض الأجانب مصر، واستولوا على دمياط وبعض البلاد المحيطة بها، خرج الملك الكامل بجيوشه يحاربهم، وكان الجند في أثناء مرورهم على البلاد يخربون بعض الكنائس ويهدمونها ويستولون على ما بها. تعرضت الكنيسة التي في شباس للهدم، وإذ رأى أحد الجند التابوت الذي به رفات هؤلاء القديسين ظن أن به مالًا أو أشياء ينتفع بها، فأخذه، وإذ فتحه ولم يجد به سوى الرفات ألقى بالرفات المقدسة على الأرض وأخذ التابوت. رأته زوجة كاهن وكانت تنظره من بعيد، فلما غادر الجند المكان أخذت الرفات المقدسة ولفتها في طرف إزارها، وأخفتها في الأرض، وغطت عليها بالحجارة. انشغل المؤمنون بإصلاح ما تهدم، ونسيت المرأة أن تخبرهم بما فعلته، وبعد عشرين سنة أخبرتهم، فجاء الكل بفرح يحملون الرفات، وقد أظهر الله عجائب عظيمة في ذلك اليوم بصلوات هؤلاء الشهداء، منها أن فتاة مؤمنة كانت قد فقدت بصرها تمامًا وانقطع الرجاء في شفائها، طلبت صلوات هؤلاء الشهداء وتباركت بالرفات، فعاد إليها بصرها في الحال، فمجدت السيد المسيح. تحتفل الكنيسة بوجود هذه الرفات في التاسع من طوبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمبيكوس الأب | الولادة: – الوفاة: – حياة أبا أمبيكوس مع أبا بترا تمثل الصداقة الحقة والشركة التي لا تنفصل، فإننا كثيرًا ما نجد في وسط نظام الجماعات بعضًا أحب الشركة على مستوى ثنائي أو في حدود عدد صغير مثل القديسين أنبا أبرام وأنبا جورجي، والأخوين القديسين مكسيموس ودوماديوس، وأنبا أيوب وأخوته إلخ… عاش هذان القديسان كصديقين حميمين، وكان الرهبان يحثونهما على الذهاب إلى مائدة الآباء، وبالكاد وافق أبا بترا أن يذهب إلى هذه المائدة بمفرده. وبعد أن أكل قال له أمبيكوس: “كيف تجاسرت وذهبت إلى مائدة الشيوخ؟” أجاب أمبيكوس: “لو إنني جلست بينكم لكان الإخوة يكرمونني كشيخ مسن ويطلبون مني أن أكون الأول في إعطاء البركة، فأظن في نفسي أنني أفضل منكم جميعًا، لكنني إذ ذهبت مع الآباء فإنني أقل الجميع، إنني أنسحق وأحسب نفسي كلا شيء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إمساح القفطي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في قفط إذ أصدر الإمبراطور دقلديانوس أوامره باضطهاد المسيحيين، صار إريانا والي أنصنا يجول في كل صعيد مصر لا عمل له سوى تعذيب المؤمنين. ولما بلغ بالسفينة إلى ساحل مدينة قفط (على النيل) في رياء خرج إليه كهنة الأصنام لمقابلته يفتخرون أمامه قائلين: “عش يا مولانا إلى الأبد، فإنه لا يوجد في مدينتنا من يذكر اسم المسيح”، ففرح أريانا جدًا وأجزل لهم الهدايا، وقدم ذبائح للآلهة وانطلق بسفينته. سمع بذلك صبي مسيحي اسمه “إمساك” أو “بويمساح”، يسكن في شمال المدينة مع أخته ثيؤدورا “تاوضورا” في بستان يُعرف بحقل النسوة، يعملان معًا فيه ليعيشا على القوت الضروري، ويقدمان ما تبقى للمساكين. حزن الصبي لما علم بما فعله هؤلاء الكهنة، ولعل حزنه يرجع إلى ما حمله هؤلاء الوثنيون من رياء وكذب لجلب هدايا كثيرة من أريانا، أو لعله شعر أنه بهذا حُرم هو من نوال إكليل الاستشهاد، وربما حسب صمته على ما قاله هؤلاء الكهنة الوثنيون فيه إنكار ضمني لإيمانه ولم يعرف ماذا يفعل، وإنما صلى طالبًا إرشاد الله ومعونته. في ذات ليلة ظهر له ملاك الرب يسأله أن ينطلق إلى قاو ليجد هناك الوالي ويعترف باسم السيد المسيح، وأخبره مقدمًا بكل ما يحدث له لكي يسنده ويعزيه. إلى قاو في الصباح إذ استيقظ من نومه رفع صلاة حارة لله، وخرج إلى ساحل المدينة وركب السفينة منطلقًا إلى قاو كوصية الملاك، دون أن يخبر أخته بشيء. وهناك وجد أريانا يعذب المسيحيين، فصرخ إنه مسيحي، فأمر الوالي بجلده بقسوة حتى امتلأ جسمه بالجراحات وكان ينزف دمًان فأرسل الله ملاكه وشفاه داخل السجن الذي أُلقي فيه. في اليوم التالي عاود الجند جلده ثم لفوه في حصير وألقوه في النيل، فأسلم الروح بيد الله ونال إكليل الشهادة في 16 من شهر كيهك (حسب السنكسار القبطي لرينيه باسيه 15 كيهك). أعد الله تمساحًا في النيل جذب الحصير وبه جسد القديس وانطلق به حتى بلغ مدينة قفط فألقاه على الساحل. ظهر ملاك الرب لأخته في الليل وأعلمها بما ناله أخوها من مجد، وفي الصباح أخبرت الكهنة فانطلقوا ومعهم المؤمنين إلى الساحل وحملوا جسده بإكرام عظيم، ودفنوه في بستانه. وبعد انقضاء فترة الاضطهاد بنى المؤمنون كنيسة باسمه، وقد أظهر الله عجائب كثيرة في الكنيسة بصلواته. قيل إنه في أيام أنسطاسيوس إمبراطور الشرق أرسل قائدًا إلى ديار مصر ليجمع الخراج، وإذ بلغ إلى مدينة قفط سمع المؤمنون عنه أنه ظالم وعنيف وقاسي القلب، فاجتمعوا في الكنيسة يطلبون رحمة الله بصلوات الشهيد إمساح. وإذ عرف القائد ذلك انطلق إلى الكنيسة ووجد أبوابها مغلقة، فمدّ يده ليشعل النار في الباب، وإذ بيده تيبس، ويُصاب بشلل، فيحمله رجاله إلى السفينة، وفي الطريق مات. ولما سمع أنسطاسيوس بذلك مجد الله وأمر أن يترفق جامعو الخراج بالناس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمفيلوشيوس أسقف أيقونية | الولادة: – الوفاة: – القديس أمفيلوشيوس من رجال القرن الرابع، كان صديقًا حميمًا للقديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس الناطق بالإلهيات وغريغوريوس أسقف نيصص. ولد في قيصرية الكبادوك ما بين سنة 340-350 م.، وقد نشأ محبًا للعلم والثقافة كما اتسم بالعدل والحكمة مع شرف نسبه، لذلك نجح في عمله كمحام حين بدأه بالقسطنطينية عام 364، وتدرج حتى صار قاضيًا. وقد عُرف بنزاهته ونظافة يده. وكان القديس غريغوريوس يحثه على تكريس وقت أكبر لدراسة الكتاب المقدس والعبادة والخدمة، لكنه كان يشعر أنه يخدم الله خلال تقواه في عمله كقاضٍ. مرّت به تجربة قاسية على نفسه، إذ اتُّهم ظلمًا بأنه قد برّأ رجلًا مذنبًا بنواله رشوة، وبلغ ذلك القصر الإمبراطوري بالقسطنطينية، فأسرع القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس يكتب إلى القصر ليعلن براءة صديقه، وبالفعل خرج من التجربة أكثر كرامة. أما ما انتفع به فهو إدراك أهمية نصيحة صديقه القديم الذي طالما كان يحثه على التفرغ للخدمة، فقرر ترك عمله عام 367 والانفراد في بيته يثابر على دراسة الكتاب المقدس والحياة التأملية مع عبادات روحية ونسك، كما كان يعين والده في شيخوخته المتأخرة وأمراضه الكثيرة. اتخذ أمفيلوشيوس القديس باسيليوس الكبير صديقًا له وأبًا روحيًا ومدبرًا لحياته، وقد وجدت بينهما رسائل متبادلة كثيرة، وإن كان قد اتبع (أمفيلوشيوس) أسلوب الحذر لئلا يُرشح لعمل كهنوتي. غير أن الله دعاه للعمل الأسقفي عام 374 لمدينة أيقونية بليكاؤنية والتي كانت تُدعى بيسيدية الثانية، ويبدو أنه قبل الأسقفية خلال ضغط القديس باسيليوس، كما يظهر من رسالة الأخير له، إذ جاء فيها: “الطوباوي في الله الذي يختار في كل جيل من يسره، مظهرًا آنية اختياره، مستخدمًا إياهم في خدمة القديسين، هذا الذي يصطادك في شباك نعمته التي لا يمكنك الانفلات منها، بالرغم من محاولتك للهروب لا منا وإنما من الدعوة التي وجهها الله خلالنا، فجاء بك إلى منتصف بيسيدية، حتى تأسروا للرب الذين سبق فأسرهم الشيطان، وتخرجوهم من الأعماق إلى النور حسب مشيئته” رسالة 161. التقى أمفيلوشيوس بعد سيامته بالقديس باسيليوس في قيصرية الكبادوك يسأله الإرشاد في بدء عمله الأسقفي شفاهة، ثم رجع إلى كرسيه، ولم يخجل من استشارته بعد ذلك بالرسائل، بل سجل القديس باسيليوس لنا كتابه عن الروح القدس بناء على طلب هذا الأب. يصعب الحديث عن هذا الأب فقد مدحه كثيرون من الآباء المعاصرين له. دعاه القديس غريغوريوس الثيؤلوغس ملاكًا سمائيًا وعمود الحق والاستقامة والحبر البريء من العيب. هذا وقد اتسم الأب بغيرته المتقدة على الإيمان المستقيم، مناضلًا ضد الهراطقة بعظاته وكتاباته ضد الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، والميساليون Messalians (كلمة سريانية تعني رجال الصلاة) الذين نادوا بأن الشيطان أتحد بنفس كل إنسان نتيجة خطية آدم، لا يخرج في المعمودية وإنما بالصلاة الدائمة غير المشتتة، مركزين على الحياة النسكية بطريقة مبالغ فيها من جهة فاعليتها في خلاص الإنسان. اشترك في مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 كأحد الأعضاء البارزين، ومُدح على أرثوذكسيته في قانون الإمبراطور ثيؤدوسيوس في 30 يوليو 381. رأس مجمع Side على خليج أداليا عاك 390 الذي أدان الميساليين (باليونانية ايوخيت Euchites) كهراطقة. وفي سنة 394 حضر مجمعًا بالقسطنطينية الذي أقر الخلافة الأسقفية لإبيارشية Bostra. كتاباته أغلب كتاباته مفقودة، منها كتابه “عن الروح القدس” الذي أشار إليه القديس جيروم، كما لدينا بعض مقتطفات من كتابات أخرى له مفقودة. أما الكتابات التي وصلت إلينا كاملة فهي رسالته المجمعية التي كتبها كطلب مجمع أيقونية المنعقد عام 376، فيها يدافع عن لاهوت الروح القدس ضد Pneumatomachoi، ومقال بالقبطية ضد The Apotacties, Gemellites، ثمان عظات على نصوص من الكتاب المقدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أموناس الأب | الولادة: – الوفاة: – الأب أموناس أو بيامون من ديوكلاس، أي منطقة البرلس. قدم لنا القديس يوحنا كاسيان حديثًا شيقًا معه في كتابه “المناظرات” (مناظرة 18)، عن أنواع الرهبنة الثلاثة، موضحًا غاية الرهبنة كحياة شركة مع الله وحب للأخوة مع موت عن محبة الاقتناء. وقد تحدث في صراحة أن من يطلب الوحدة هربًا من متاعب الشركة واحتمال الإخوة يخدع نفسه، الوحدة ليست هروبًا بل هي حب. كما تحدث عن ميدان الخطية الحقيقي ألا وهو النفس، فلا نلوم الظروف أو الآخرين بل أنفسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمونيوس القديس المتوحد | الولادة: – الوفاة: 357 القديس أمونيوس المتوحد – الأنبا آمون السائح ولد هذا القديس في سنة 294 م. بجوار مريوط، وهو كزميله أنطونيوس كان من أسرة مسيحية تقية موسرة وفقد أبويه وهو في سن الحداثة فبات تحت وصاية عمه، وكانت كل آملاه متجهة إلى عيشة التبتل والقداسة، غير أن عمه خطب له فتاة غنية رغمًا عنه وعلى غير إرادته. ولما لم يكن في قدرته مخالفة أمر عمه أخذ في مخاطبة الفتاة التي خطبت له بالأقوال الروحية، وقد استطاع بسيرته المقدسة أن يؤثر عليها تأثيرًا حسنًا فحبب إليها عيشة الطهارة وغرس في قلبها الميل إلى تكريس النفس لتكون عروسًا محفوظة للعريس الحقيقي يسوع المسيح. ومن ثَمَّ اتفق الإثنان على أن يقبلا عقد زواجهما وهما مصممان على أن يعيشا معًا كأخ وأخت لا كزوج وزوجة. وقد لبثا على هذه الحال مدة طويلة وهما يحافظان كل المحافظة على شروط العفة والأمانة حتى مرت سبع عشرة سنة على زواجهما وبعدها انتقلت الزوجة إلى الدار الأبدية. فرأى هذا القديس في حلم أن القديس أنطونيوس يدعوه إلى لبس إسكيم الرهبنة `cxhma، ولما استيقظ من النوم نهض وذهب إلى حيث يقيم القديس إيسيذوروس وهذا ألبسه الإسكيم المقدس فأقام عنده مدة من الزمن ثم قصد بعد ذلك جبل تونة حيث يقيم القديس أنطونيوس. وقد أقام القديس امونيوس عند القديس أنطونيوس مدة وتتلمذ له ودرس منه قوانين الرهبنة المقدسة ثم بنى له مغارة في تونة الجبل، وهناك أجهد نفسه بعبادات كثيرة فحسده الشيطان وأتاه في شكل امرأة راهبة وقرع بابه، فلما فتح له وطلب منه أن يصليا تحول الشيطان إلى لهيب نار. ثم مضى وسكن في امرأة وأغراها على إيقاع القديس في الخطية، فلبست أفخر ثيابها وأتت إليه نحو الغروب وبدأت تقرع باب مغارته قائلة: “إنني امرأة غريبة وقد ضللت الطريق وأمسى عليَّ الوقت، فلا تدعني خارجًا لئلا يأكلني وحش وتكون أنت المطالب بدمي”. فلما فتح لها وعرف مكيدة الشيطان الذي أرسلها أخذ يعظها من الكتب الإلهية ويخوفها من عذاب الجحيم المعد للخطاة ويذكر لها الغبطة المعدة للصديقين، فتح الرب قلبها وفهمت قوله وخرَّت عند قدميه باكية وسألته أن يقبلها ويساعدها على خلاص نفسها ونزعت عنها ثيابها هذه. فحلق لها رأسها وألبسها ثوبًا من شعر وسماها “الساذج”، ثم علمها طريق الفضيلة فسارت فيها سيرًا حميدًا حتى فاقت فضائل القديسين بصومها الكثير وصلاتها المتواترة. ولما خاب الشيطان من هذا الأمر أيضًا عاد فدبر حيلة أخرى، وذلك انه تزيا بزي راهب وصار يتردد على الديارات ويقول لهم وهو باكٍ: “إن الأنبا أمونيوس الناسك قد تزوج بامرأة وها هي عنده في المغارة، فجلب بعمله هذا الفضيحة للرهبان والإهانة للإسكيم المقدس. فلما سمع بذلك الأنبا أبوللو المتشبه بالملائكة أخذ معه الأنبا يوساب والأنبا نوهي وأتوا إلى جبل تونة وقصدوا مغارة الأنبا أمونيوس، فلما قرعوا باب المغارة وفتحت لهم تحققوا الأمر. فلما دخلوا صلوا كالعادة ثم جلسوا يتحدثون في عظائم الله إلى آخر النهار، فقال لهم الأنبا أمونيوس: “هلموا لنرى الساذج لأنها تخبز لنا قليلًا من الخبز”. فلما خرجوا إليها وجدوها واقفة تصلي وسط التنور وهو محمى وناره مضطرمة ويداها مبسوطتان، فتعجبوا من ذلك ومجدوا الله. وبعد أن أكلوا من الخبز وشربوا انفرد كل واحد إلى محل نومه، فعرف ملاك الرب الأنبا أبللو بقضية الساذج مع الأنبا أمونيوس، وأن الرب إنما أرسلهم إلى هنا لكي يحضروا نياح الساذج. وقد تم قول الملاك، إذ أنها نحو الساعة الثالثة ليلًا اعترتها حمى شديدة فسجدت للرب وأسلمت روحها بيده، فكفنوها وبعد الصلاة دفنوها، ثم عرفهم الأنبا أمونيوس بفضائلها وأنها أقامت عنده 18 سنة لم ترفع وجهها إلى فوق لترى وجهه وكان طعامها خبزًا وملحًا. بعد ذلك أوفده الأنبا أنطونيوس إلى وادي النطرون ليؤسس أديرة هناك، فتبعه جمهور عظيم من نادري العفة فنظم لهم الأحوال ورتب لهم معيشتهم واستمر يسوسهم بالفضائل. وبعد قليل تنيح بسلام وكانت نياحته سنة 73 للشهداء الموافقة لسنة 357 م. ويُعيد له يوم 20 بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمونيوس أسقف إسنا | الولادة: – الوفاة: – تبقى سيرة هذا القديس أنشودة حب تتغنى بها الكنيسة على قيثارة الروح، أوتارها متنوعة ومتكاملة، وقد اتسم قديسنا بحبه الشديد للنسك مع التسبيح الدائم بفرح، وأمانة في الرعاية، قدم حياته وحياة كل شعبه ذبيحة حب فائق يشتمها الله الأب في المسيح يسوع رائحة ذكية. الأنبا أمونيوس الأسقف سيم أمونيوس أسقفًا على مدينة إسنا في أيام القديس بطرس خاتم الشهداء، فعاش بروح الحب الإنجيلي يمتزج نسكه برعايته الروحية، يقضي أيام السبت حتى الاثنين مع شعبه يشاركهم العبادة ويعظهم ويرشدهم، ويهتم بكل احتياجاتهم، ثم يعود إلى مغارة خارج المدينة على حافة الجبل جنوب غربي المدينة، يقضي بقية الأسبوع يمارس حياة الوحدة بقلب متسع بالحب لله والناس، مؤمنًا برعاية الله لشعبه. هكذا كان الأنبا أمونيوس وسط شعبه ناسكًا محبًا، وفي مغارته يصلي لأولاده بأبوة روحية صادقة. الأنبا أمونيوس والاستشهاد كان القديس الأنبا أمونيوس يهيئ للفردوس طغمة من الشهداء قوامها شعب إسنا كله، إذ كان بعظاته كما بحياة الإماتة التي عاشها وبلهيب قلبه نحو السماء يهيئ كل قلب لقبول الاستشهاد بفرح. زار إريانا والي أنصنا بصعيد مصر مدينة إسنا أكثر من مرة فقتل القديسة الأم دولاجي التي شجعت أولادها الأربعة على الاستشهاد، كما قتل أربعة من أراخنة الشعب (6 بؤونة). والآن يعود مصممًا ألا يترك مسيحيًا في المدينة. دخل إسنا من الباب البحري وجال مع جنوده في شوارعها حتى بلغ الباب الجنوبي الغربي، فوجد سيدة عجوزا مريضة غير قادرة على الحركة، فسألها عن شعب المدينة، أجابته إنهم سمعوا بأن إريانا الوالي قادم إلى أبيهم الأسقف ليستعدوا لملاقاته، وإذ سألها عن ديانتها أجابته بشجاعة، فأمر بقتلها، وتُركت في بيتها، ولا زال شعب المدينة يدعونها الرشيدة حتى يومنا هذا، إذ أرشدت عن اخوتها لينعموا الإكليل السماوي. انطلق إريانا مع جنده نحو الأسقف وشعبه فوجد جماعة عند ساقية “كريم” فقتلوهم، ثم انطلقوا إلى دير القديس الأنبا اسحق. الأسقف يسند شعبه قيل إنه إذ كان الأنبا أمونيوس في مغارته يصلي من أجل شعبه كي يسندهم الرب في وسط الضيق، ظهر له ملاك الرب، قائلًا له: “أنت مقيم هنا والجهاد معدَ لأولادك”. في الحال ترك الأب مغارته وانطلق إلى دير القديس اسحق السائح بجبل أغاثون، حيث كان الشعب يحتفل بالعيد. هناك استقبله الشعب بفرح شديد وتسابيح يمجدون بها الله، فوقف في وسطهم وصار يحدثهم عن المجد الأبدي واحتمال الآلام بفرح من أجل الأبدية. بعد العظة انطلق إلى مغارته، فلم يتركه الشعب بل سار وراءه، فلأجل راحتهم رجع معهم إلى دير القديس اسحق السائح، وقضى معهم الليل كله في تسابيح لا تنقطع، مع عظات روحية عن الأمجاد السماوية. وفي الصباح المبكر جدًا أقام القداس الإلهي وتناول الشعب، ليجدوا بعد ذلك إريانا وجنوده قادمين. استقبلهم الشعب بفرح شديد كمن هم ينتظرون رحيلهم من هذا العالم، ولقاءهم مع عريسهم السماوي. ألقى الوالي القبض على الأسقف، وصار جنده يقتلون الشعب بلا توقف. منذ سنوات قليلة إذ كانوا يحفرون بدير “الشهداء” بإسنا، وُجدت الأجساد متراصة بلا عدد فوق بعضها البعض تحت الأرض. في أنصنا أخذه إريانا أسيرًا إلى مدينة أسوان، ليعود به ثانية، فيجد ثلاثة فلاحين أُميين عند الباب البحري من مدينة إسنا عادوا من الحقل، حزانى لأنه لم يكن لهم نصيب مع كل شعب المدينة الذي استشهد. طلب الفلاحون من الجند أن يقتلوهم كاخوتهم، فرفض الجند لأن سيوفهم لم تعد تصلح بسبب كثرة الذين قتلوهم، وإذ أصرَ الرجال الفلاحون أن يلحقوا باخوتهم أمر الوالي بقتلهم على حجر بفؤوسهم. ولا زالت مقبرتهم إلى يومنا هذا، يشتم الكثيرون رائحة بخور تفوح منها ليلة الأحد، تُسمى بالثلاثة فلاحين (سورس – أنطوكيون – مشهوري). سافر الوالي إلى أنصنا يقتاد معه الأسقف الأسير، وهناك حاول استمالته تارة بالوعود وأخرى بالوعيد. دُهش الوالي إذ شعر بمهابة الأسقف وشجاعته، وأخيرًا أعدّ له أتون نار يلقيه فيه. طلب الأسقف أن يمهله قليلًا ليقف يصلي كي يبارك الله البشرية ويذكر شعب إسنا الشهداء، كما طلب خلاص الوالي… وأخيرًا سلم نفسه ليلقوه في النار فتخرج روحه إلى عريسها في الرابع عشر من كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمونيوس الأب | الولادة: – الوفاة: 355 أحد تلاميذ القديس آمون الكبير، رفيق الآباء تادرس (ثيؤدور) واليريون وبامو وبيؤر. يرى البعض أنه هو الذي رافق البابا أثناسيوس الرسولي إلى روما سنة 340 م.، وليس أمونيوس الطويل كما ظن سقراط. تنيح بعد عام 355 م. بفترة وجيزة، أي بعد اضطهاد الأريوسيين مباشرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أمويس القديس | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس أمويس أو أموي أو بامويه بالصعيد، وهو الأب الروحي للقديس الأنبا يوأنس القصير والأنبا بيشوي. عرف بحزمه الشديد مع نفسه واهتمامه ألا ينشغل بأحد أو بشيء عن التأمل في السماويات، فلم يكن يسمح لتلميذه أن يقترب منه عند ذهابهما إلى الكنيسة، وإن حدث أن سأله تلميذ بخصوص فكر عبّر به يجيبه وللحال يسأله أن يتركه، قائلًا له: “إني أخشى لئلا بعدما أنطق بكلمات بنّاءة ننزلق معًا في حديث غريب، لذلك لا أتركك بجواري”. قيل عنه أنه ألقي على الفراش سنوات طويلة بسبب المرض، ومع هذا لم يسمح لنفسه أن يفكر في قلايته ولا أن يتطلع إلى محتوياتها، إذ جاء الناس إليه بعطايا كثيرة بسبب مرضه. وعندما كان تلميذه يوحنا يدخل القلاية أو يخرج منها كان يغلق عينيه كي لا يراه، ربما لأنه لم يكن يرغب أن ينشغل ذهنه في أي أمر حوله (بل كان دائم التأمل في السماويات). قيل عنه أيضًا إنه وضع في الشمس خمسين كيلة قمح، ولكن قبل أن تجف إذ رأى أمرًا يبدو له ضارًا قال لتلاميذه: “لنرحل من هنا”. وإذ حزنوا على ذلك قال لهم: “أحزنتم بسبب الخبر؟ بالحق أرى رهبانًا يتركون قلاليهم ومخطوطاتهم دون أن يغلقوا الأبواب بل يتركونها مفتوحة!” هكذا أراد أن يهرب من العثرة مهما كانت التكلفة! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إميجديوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: 304 يُنظر إلى الشهيد أميجديوس (أميديوس)، كشفيع ضد الزلازل، لذلك يحمل كرامة في إيطاليا، كما في سان فرانسيسكو ولوس أنجيلوس بكاليفورنيا (أمريكا الشمالية) في الفترة الأخيرة. قيل أنه ألماني الجنسية، قبل المسيحية وترك مدينته Trier ليذهب إلى روما في أيام الأسقف مارسيلينوس. وبسبب غيرته على الإيمان دخل معبدًا وثنيًا هناك وحطّم وثن أسكولابيوس حتى الأرض، فثار الوثنيون بروما وأرادوا قتله. سيم أسقف على منطقة Ascoli Piceno ليترك روما من وجه الوثنيين الثائرين، وأعطاه الله نجاحًا في الكرازة إذ ربح كثيرًا من الوثنيين للإيمان. إذ ثار الاضطهاد في عهد دقلديانوس استشهد مع ثلاثة من رفقائه هم إيبولس وجرمانيوس وفالنتينوس، حوالي 9 أغسطس عام 304 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آجنس الشهيدة | الولادة: 291 الوفاة: 304 آجنس (291-304 م.) هي من أشهر شهيدات روما Rome، قدَّمت حياتها ذبيحة حُب وهي في الثانية عشرة من عمرها كما يقول القديسان أغسطينوس وأمبروسيوس، ذبيحة لله طاهرة وعفيفة لذا يرمز لها الغرب في أيقونتها بحَمَل، خاصة وأن اسم “أجنس” agnus يعني “حملًا” lamb (باللغة اللاتينية). نشأت في روما وقد اتسمت بالجمال البارع مع الغنى فتشاحن أبناء الأشراف عليها، وتقدم لها بروكبيوس Procop ابن حاكم مدينة روما يطلب يدها مقدمًا هدايا ثمينة للغاية، فصارحته أنها مخطوبة لعريسها السماوي، وإذ ظن أنها تحب آخر غيره مرض، فقلق عليه والده وعرف سرّ مرضه. فاستدعى الفتاة وصار يلاطفها وإذ رفضت الملاطفة كبلها بالقيود بعد تعذيبها وسحبها إلى هيكل للأوثان لتسجد هناك فرفضت. يقول القديس أمبروسيوس أنهم حاولوا أن يلزموها بالعنف أن تبخر أمام الأوثان، فكانت ترسم ذاتها بعلامة الصليب مجاهرة. إذ فشلت كل وسائل الحاكم من ملاطفة وتعذيب أمر بسحبها إلى أحد بيوت الدعارة لتسقط مع شباب روما الماجن، أما هي فأجابت بأن يسوع المسيح غيور على نقاوة مختاريه، لن يسمح لهم بالدنس بهذه الصورة، وأنه هو المحامي عنهم والمدافع. كما قالت للحاكم: “تستطيع أن تلطخ جسدي بسيفك لكنك لن تقدر أن تدنسه إذ هو مقدس للمسيح”. جاء بعض الشباب لاغتصابها فأعطاها الرب مهابة في أعينهم، وإذ تجاسر أحدهم بوقاحة أصيب بعمى وسقط على الأرض مرتعدًا. فتوسل رفقاؤه لديها أن تصلي عنه، وإذ صلت انفتحت عيناه وسبّح الكل لله. إذ شعر الوالي بالفشل أمر بقطع رأسها، وكما يقول القديس أمبروسيوس أنها “انطلقت إلى مكان الاستشهاد فرحة أكثر من فرح كثيرات عند ذهابهن للعرس”. حاول السياف ملاطفتها فلم تذعن له، بل قدمت صلاة قصيرة لتحني رقبتها وتتقبل بفرح ضربة الموت، انذرفت دموع المشاهدين إذ رأوا صبية جميلة للغاية تقدم حياتها للسيف بلا خوف بينما كانت يد السياف ترتعش، كان الكل يبكون وبقيت وحدها متهللة! دُفن جثمانها بجوار طريق نومنتان (ڤيا نومنتانا) Via Nomentana قريبًا من روما، حيث بنيت هناك كنيسة على اسمها في السنة التالية لاستشهادها. كتب القديس أمبروسيوس إلى العذارى يصف استشهاد العفيفة أجنس، هكذا: “الفتيات في سنها لا يحتملن مجرد نظرة غاضبة من الوالدين، ويحسبن وخزات إبرة جراحات فيصرخن، أما هي فلم ترتعب أمام ثقل الأغلال الحديدية، بل قدمت جسدها كله لسيف الجندي الثائر، كأنها مستعدة للموت مع أنها تجهله. حُملت إلى المذابح الوثنية قسرًا، وها هي تبسط يديها للمسيح على نيران الذبيحة. إنه نوع جديد من الاستشهاد! عمرها غير متكافئ مع العقوبة، لكنها كانت ناضجة في نوال النصرة. بصعوبة تصارع وبسهولة تكلل!مارست وظيفة تعليم الشجاعة مع صغر سنها. لم تكن عروسًا تجري نحو المخدع إنما بتولًا تذهب بفرح نحو موضع العقوبة بخطوات سريعة، لا تُزين رأسها بضفائر شعرها وإنما بالمسيح. كان الكل يبكي، وبقيت وحدها لا تذرف دمعة واحدة…! كان لها ما هو فائق للطبيعة من خالق الطبيعة نفسه…! يمكنكن أن تشاهدن المضطهد مرتعبًا كمن هو تحت الحكم، يمينه ترتجف، ووجهه شاحب كمن يخاف من مخاطر تحل بالغير، أما الفتاة فلم تخف مما يحل بها… إنكن تجدن استشهادًا مزدوجًا في فدية واحدة… إذ بقيت عذراء ونالت الاستشهاد”. تتميز أيقونتها في الكنيسة الغربية برسم صورة حمل بجوارها إشارة إلى طهارتها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأحيانًا يُرسم لهيب نار تحت قدميها إشارة إلى قبولها الاستشهاد بحب كذبيحة حية للرب، كما ترسم بشعر طويل ورداء للرجلين تذكارًا لعمل الله معها في بيت الخطية حيث ستر عليها وحفظ جسدها من الدنس. ويُعيد لها يوم 21 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أجريكولا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في عام 393 م. أعلن ليوسابيوس أسقف بولونا Bologna عن جسدي شهيدين مسيحيين، فيتاليس Vitalis وأجريكولا Agricola مدفونين في مقابر اليهود بالمدينة. نقلت رفاتهما من ذلك الموضع، وكان القديس أمبروسيوس أسقف ميلان حاضرًا هذه المناسبة، وقد أشار إليهما في مقاله عن البتولية. قيل أن أجريكولا كان إنسانًا غنيًا يقطن في بولونا، وكان محبوبًا جدًا بسبب رقته ووداعته. استطاع هذا الثري بحبه أن يقتني عبده فيتاليس للإيمان وصار شريكًا معه في إكليل الاستشهاد. قُدم الاثنان للمحاكمة، وكانا يسندان بعضهما البعض لا كسيد مع عبده، وإنما كأخ مع أخيه في الحب، وإذ أراد الوالي أن يحطم نفسية أجريكولا لعلمه بحبه للعبد، جاء بالعبد إلى ساحة الاستشهاد أمام سيده وأذاقه عذابات كثيرة حتى لم يبق في جسده موضع بلا جراحات، وكان السيد يسنده ويشجعه وحسبه مثالًا حيًا له، حتى أسلم الروح. قُدم أجريكولا للاستشهاد، فعُلق على الصليب، وقد مزقوا جسده بمسامير كثيرة في مواضع مختلفة من جسده؛ فلحق بأخيه “العبد” في الفردوس ينعمان بأخوية أبدية في مجد لا ينطق به، منتظرين يوم الرب العظيم. إنها صورة حية للحياة المسيحية التي حطمت نظام الرق والعبودية، لا بثورات أو قوانين، وإنما بروح الحب العميق، فيه يشعر كل إنسان أنه عضو لأخيه! لقد سند السيد عبده بحبه وإيمانه فاجتذبه للخلاص، وسند العبد سيده باحتماله الآلام بصبر بل وبفرح. ويُعيد له يوم 4 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثينوجينيس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُلِدَ هذا القديس ببنطس، ويرى البعض أنه ولد بسبسطية بأرمينيا، وقد سيم أسقفًا. استشهد حوالي عام 305 م. مع عشرة من تلاميذ له في أيام الإمبراطور دقلديانوس. وقد استشهد بإلقائه في النار، فصار يسبح تسبحة خاصة بالروح القدس من وضعه، علامة فرحه بالروح القدس الذي وهبه عطية الاستشهاد. أشار القديس باسيليوس الكبير في مقاله عن الروح القدس (ف 73) عن هذه التسبحة، قائلًا: “إن كان أحد يعرف تسبحة أثينوجينيس التي كان يسرع فيها لنواله الكمال بالنار، إذ تركها كنوع من العطية الوداعية لأصدقائه، يمكنه أن يعرف فكر الشهداء من جهة الروح”. تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد ميلاد هذا اللاهوتي الشهيد أثينوجينيس في 18 من يناير، وعيد استشهاده في 16 يوليو، كما ثبّت القديس غريغوريوس المستنير عيدًا له بأرمينيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أندرونيقوس وأثناسيا القديسان | الولادة: – الوفاة: – وُجد في أنطاكية شاب إسكندري الجنس اتسم بمخافة الله وحبه الشديد للفقراء، يدعى أندرونيكُس، تزوج بفتاة تقية شاركته ورعه وتقواه، فأنجح الرب حياتهما. قسما أموالهما ثلاثة أقسام: القسم الأول وزعاه على الفقراء، والثلث الثاني تركاه ليقرضاه لمن هو في ضيق بدون ربا، والثلث الأخير استخدمه الرجل في عمله كصائغ فضة. وهبهما الله طفلين هما يوحنا ومريم، وعاش الكل كما في كنيسة مفرحة، يؤمها كل فقير أو متألم ليجد راحته ماديًا ونفسيًا وروحيًا. فجأة مات الولدان في يوم واحد على أثر حمى شديدة وكان سن يوحنا 12 عامًا ومريم 10 سنوات، فكانت تسبحة الرجل ليلًا ونهارًا كلمة أيوب: “الرب أعطى، الرب أخذ، ليكن اسم الرب مباركًا”. أما الأم فلم تجد تعزية قط، وكادت تفقد صوابها من شدة الحزن… لا عمل لها سوى الانطلاق إلى مقبرة طفليها بجوار كنيسة يوليانوس، تبكيهما بغير انقطاع. تأخرت المرأة في أحد الأيام حتى الليل، وبينما هي تبكي إذ بها ترى رجلًا أشبه برئيس دير يسألها عن سرّ بكائها، فارتعدت منه، ولكنها تمالكت نفسها وقالت له إنها قد دفنت ولديها اللذين هما أحشائها في هذه الأرض. أجابها أن ابنيها عند السيد المسيح. فشعرت براحة وتعزية، حتى إذ فكرت أن تشكره اختفى من أمامها، وعلمت أنها إنما رأت رؤيا. رجعت السيدة إلى رجلها لأول مرة بقلب مبتهج ووجه باش وأخبرته بما رأت، وكيف استراحت نفسها في داخلها، فشكر الله على ذلك. وزع الزوجان أموالهما على الكنائس والفقراء، وذهبا معًا إلى فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة، مقررين أن يذهب كل منهما إلى الدير الذي يناسبه. وبالفعل بعد زيارتهما بيت المقدس سافرا إلى الإسكندرية وتبركا من كنيسة أنبا مينا في الإسكندرية، ومن هناك انطلق أندرونيكوس وحده إلى شيهيت ليتبارك من أديرتها، وقابل أنبا دانيال قمص شيهيت، وروى له قصته مع زوجته، فسأله أن يودعها في أحد أديرة النساء ويعود إليه. وبالفعل تتلمذ أندرونيكوس على يديّ الأنبا دانيال لمدة 12 سنة، لكنه عاد يسأله أن يزور الأماكن المقدسة بأورشليم فسمح له. في الطريق إذ كان يستظل تحت شجرة التقى به راهب يود الذهاب أيضًا إلى أورشليم، فتحدثا معًا قليلًا، وانطلاقا معًا يسبحان الله ويصليان. ثم عادا إلى الإسكندرية معًا، وقد ارتبطا بمحبة روحية وانسجام خلال الصلاة والعبادة، فدخلا معًا دير “أوكتوكا يديكاثون” أي دير العاشر، وكان يزورهما القديس دانيال قمص شيهيت من حين إلى آخر، وكان يفرح بنموهما روحيًا، إذ كانا يشجعان بعضهما البعض مع صمت في قلاية واحدة. مرض الراهب الآخر “أثناسيوس” واشتد به المرض جدًا، فانطلق أندرونيكوس يستدعي الأب دانيال، فجاء ليجد أثناسيوس يبكي… فظنه يخاف الموت، وإذ سمع أثناسيوس ذلك قال: “إنني أبكي يا أبتي لأني أترك أندرونيكوس وحيدًا في هذه الحياة”. ثم قال له سرًا: “يا أبتِ متى توفيت تجد تحت وسادتي كتابًا فخذه وادفعه إلى أندرونيكوس” فوعده بذلك، وإذ صلى أودع حياته في يديّ الرب. بينما كانوا يدفنون الراهب أثناسيوس تسلم أندرونيكوس الكتاب الذي تحت الوسادة، فعرف أن الراهب هو زوجته أثناسيا، بقيت معه تجاهد في الحياة النسكية وتسنده وتحبس مشاعرها حتى النفس الأخير. شاع الخبر سريعًا بين الرهبان وانتقل الخبر إلى بلاد الشرق والغرب. لم يحتمل أندرونيكوس الغربة وحده طويلًا، لكنه أصر أن يبقى في ذات القلاية، ولم تمض إلا فترة قصيرة لينطلق هو أيضًا ويلحق بزوجته. تعيد لهما الكنيسة اليونانية واللاتينية في 9 أكتوبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد أثناسيوس | الولادة: – الوفاة: 305 تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديس أثناسيوس وأخته إيريني في الثالث من هاتور. احتملا عذابات كثيرة على يد مكسيمانوس، وإذ لم يتركا الإيمان أمر بإلقائهما في جُب والإغلاق عليهما حتى تنيحا فيه حوالي عام 305 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس الثاني البابا | الولادة: – الوفاة: 496 كان كاهنًا بالإسكندرية، اشتهر بالصلاح واستقامة الإيمان فسيم بطريركًا بعد نياحة البابا بطرس الثالث، وقد دعي بأثناسيوس الصغير تمييزًا له عن أثناسيوس الكبير (الرسولي). اشترك مع القيصر أنستاسيوس في إعادة السلام في الشرق بوجه عام وفي مصر على وجه الخصوص بعد أن مزق مجمع خلقيدونية الكنيسة، الذي نفي فيه القديس ديسقورس بابا الإسكندرية (25) القائل بأن السيد المسيح له طبيعة واحدة وأنه أقنوم واحد، وأن الاتحاد بين اللاهوت والناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. [إلى وقت قريب كان العالم المسيحي يظن أننا نعتقد بالطبيعة الواحدة، بمعنى تلاشي الطبيعة الناسوتية في اللاهوتية كقول المبتدع أوطيخا، لذا كانوا يدعوننا بالأوطاخيين خطأ]. عاش البابا أثناسيوس فترة هدوء وسلام حتى تنيح في 20 توت سنة 229 ش، 497 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس الرسولي البابا القديس | الولادة: – الوفاة: 373 قداسة البابا القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرون نشأته كان الله يهيئ هذا الإناء المختار ليقف بقوة الروح والحق أمام أريوس والأريوسيين، محافظًا على إيمان الكنيسة الجامعة بخصوص لاهوت السيد المسيح. فقد وُلد أثناسيوس غالبًا في صعيد مصر من عائلة وثنية، هذا وقد نزحت الأسرة إلى الإسكندرية (غالبًا بعد نياحة والده) ليراه البابا ألكسندروس (19) وهو مُطِل من شرفة البطريركية يقوم بدور عِماد أصدقاء له على شاطئ البحر، فاستدعاه وحاوَره فأحبه وقبله تلميذًا له وسكرتيرًا خاصًا، بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل. لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم أستشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعّمة في نفسه بالجهاد حتى الموت. أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس ألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت. يظهر نضوجه المبكر من كتابيه “ضد الوثنيين”، كتاب “تجسد الكلمة” اللذين وضعهما قبل عام 319 م.، الأول دعا فيه الوثنيين إلى ترك الوثنية، والثاني عرض فيه فكرًا لاهوتيًا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي. في مجمع نقية (سنة 325 م.): قيل أن البابا ألكسندروس سام أثناسيوس قسًا أثناء المجمع ليعطيه حق الكلمة، فقد كان النجم اللامع، خذل الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، مؤكدًا أنه “واحد مع الآب في الجوهر”. بابا الإسكندرية حاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية بعد أن تنيح البابا ألكسندروس (عام 328)، ما عدا قلة من الأريوسيين والميليتيين (أتباع ميليتس أسقف أسيوط الذي أنكر الأيمان أثناء الاضطهاد ثم عاد فحرض الأساقفة على الانشقاق، وحاول اغتصاب الكرسي الباباوي حينما كان القديس بطرس خاتم الشهداء مسجونًا). سيم أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب (حوالي الثلاثين من عمره) وقد بقى سبع سنوات في جو من الهدوء، فيها سام فرمنتيوس أسقفًا على أكسوم بأثيوبيا (الأنبا سلامة)، وكان ذلك بداية تأسيس كنيسة أثيوبيا، حوالي سنة 330 م.، وإن كان بعض الدارسين يرى أنها تحققت حوالي عام 357 م. وفى هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر، فيها التقى بالقديس باخوميوس الذي هرب من لقائه حتى اطمأن أنه لن يرسمه كاهنًا. مقاومة الأريوسيين له كان الأريوسيون مع الميليتيين على اتصال بيوسابيوس أسقف نيقوميديا يدبرون الخطط لتحطيم البابا أثناسيوس، فقد بقى حوالي أربعين عامًا لا يعرف طعم الراحة، نلحظها في النقاط التالية: 1. بتحريض يوسابيوس أصدر الإمبراطور قسطنطين أمره لأثناسيوس بقبول أريوس في الشركة، بعد أن ادعى الأخير توبته وكتب قانون إيمانه بصيغة ملتوية، وقد رفضه البابا، وكان ذلك حوالي سنة 330 م. 2. أبحر ثلاثة أساقفة ميليتيون إلى نيقوميديا يقدمون عريظة اتهام ضد البابا، وكان لدى الإمبراطور كاهنان كشفا كذبهم للإمبراطور، فأدانهم واستدعى البابا، فجاء وكشف بطلان حججهم ضده (إنه حطم كأس الأفخارستيا الذي يستخدمه أسخيراس الكاهن، وقتل الأسقف أرسانيوس… الأول أتى للبابا نادمًا ومعترفًا أنهم أغروه برشوة ليدعي كذبًا، والثاني كان مختفيًا في صور). 3. في سنة 335 عقد مجمع في صور يرأسه يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي، فيه قامت امرأة زانية تتهمه باغتصابه لها، فقام تلميذه الشماس تيموثاوس يحدثها كأنه أثناسيوس فقالت له بوقاحة أنه هو الذي سلبها عفتها وبتوليتها…. عندئذ خزي الكل! عرضوا أيضًا قضية الكاهن أسخيراس والأسقف أرسانيوس وجاءوا بشهود من اليهود يدعون أنهم موعوظون جدد. ومع ظهور براءته هاج المجمع وماج، فترك البابا المجمع وانطلق إلى القسطنطينية. وإذ شعر يوسابيوس وأعوانه بالخطر يلاحقهم أسرعوا ليدعوا بأن البابا هدد بمنع إرسال القمح من الإسكندرية إلى القسطنطينية، فهاج الملك ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: ” الرب يحكم بيني وبينك”…. بعد مجمع صور عُقد مجمع في أورشليم -بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- من الأريوسيين أصدروا قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور. بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة. بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه، وبالفعل عاد ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء! 4. لم يهدأ يوسابيوس النيقوميدي عن مقاومة البابا، فقد نجح في إقناع الإمبراطور أن يستدعي الوالي ثيوذوروس لأنه كان صديقًا للبابا ويرسل فيلاجيوس الكبادوكي عوضًا عنه، الذي كان قد حكم الإسكندرية قبلًا (335-337 م.) وهو عدو عنيف للبابا. قام الأريوسيون بأعمال شغب وتخريب وقتل لإثارة الإمبراطور بأن وجود البابا ينزع السلام عن الإسكندرية، كما وجهوا ضده اتهامات كاستيلائه على القمح الخاص بالفقراء، وإعلانهم أن عودته غير كنسية لأنها بدون قرار مجمعي، وقد نزل القديس أنبا أنطونيوس يساند البابا المتألم. 5. خلال عام 338 أنهمك يوسابيوس النيقوميدي في الانتقال من نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية، لأن العاصمة كانت قد انتقلت رسميًا من نيقوميديا إلى القسطنطينية، وإذ نجح في ذلك تفرغ لمقاومة البابا أثناسيوس ففي نهاية 338 أقنع الإمبراطور قنسطانطيوس بعقد مجمع في إنطاكية، فيه يصدر قرارًا بعزل البابا، صدر الأمر وانطلق الرعاع إلى كنيسة ثيؤناس لقتله، فهرب البابا. تعرض الكهنة والرهبان مع الشعب حتى النساء إلى موجة مرة من العذابات بل وذُبح البعض وسُجن آخرون، وبعد أربعة أيام دخل غريغوريوس الكبادوكي كأسقف للمدينة يضطهد المؤمنين. لم يقف الرهبان مكتوفي الأيدي، فقد أرسل القديس أنبا أنطونيوس عدة رسائل منها إلى الأسقف الدخيل وبعض الضباط يؤنبهم عن تصرفاتهم، كما بعث القديس باخوميوس أفضل راهبين عنده هما زكاوس وتادرس ليسندا المؤمنين بالإسكندرية في غيبة البابا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). سافر البابا أثناسيوس إلى روما ليلتقي بصديقه البابا يوليوس حيث كتب الأخير رسالة إلى يوسابيوس النيقوميدي وجماعته كطلب مجمع روما، في هذه الزيارة دخلت الرهبنة إلى الغرب، وتشبع الفكر اللاتيني بلاهوتيات أثناسيوس. اعتبر اتباع يوسابيوس رسالة يوليوس التي برأت البابا أثناسيوس إهانة لكرامتهم، فعقدوا مجمعًا بإنطاكية، وكتبوا له يتهكمون ويهددون لكن في شيء من الحذاقة. في سنة 342 التقى البابا أثناسيوس بإمبراطور الغرب قسطانس في ميلان وقد حاول اليوسابيون أن يصوروا لأخيه إمبراطور الشرق قسطنطيوس أنه تلاقى معه ليطلب عقد مجمع عام لأساقفة الشرق والغرب، وقد أكدّ البابا أنه لم يفعل ذلك، إنما كانت الفكرة لدى قسطانس قبل لقائه بالبابا. 6. رأى الإمبراطوران الشرقي والغربي أن يُعقد مجمع في سرديكا أي صوفيا (عاصمة بلغاريا) على حدود المملكتين وكان ذلك في عام 343، وقد جاء الأساقفة الأريوسيون من الشرق (كان يوسابيوس قد مات)، ورفضوا حضور المجمع لدخول البابا أثناسيوس وجماعته فيه، وإنما اجتمعوا في مدينة فيلوبوليس مقابل سرديكا وتقع في حدود مملكة الشرق، وقد تركوا خطابًا بيد يوستاثيوس كاهن كنيسة سرديكا يعتذرون أنهم اضطروا للرجوع لدعوة الإمبراطور لهم بعد عودته منتصرًا على الفرس، فيه حرموا هوسيوس ويوليوس وأثناسيوس وغيرهم. أما آباء مجمع سرديكا فوقعوا حرمانًا على أحد عشر أسقفًا أريوسيًا. استخدم الأريوسيون إجراءات حازمة لمنع دخول أثناسيوس ورجاله إلى الإسكندرية لكن الرب بدد مشورتهم بأيدٍ أريوسية، فقد أتى بعض الأريوسيين بامرأة شريرة ودخلوا بها إلى أسقفين كانا مندوبي الإمبراطور قسطانس موفدين إلى أخيه إمبراطور الشرق. وإذ دخلت المرأة إلى حجرة أحدهما ووجدته شيخًا وقورًا يغط في النوم صرخت، وتجمعت المدينة وأعلنت ما قد حدث، وبسببها عُزل الأريوسي إسطفانوس أسقف إنطاكية. هنا تيقظ ضمير إمبراطور الشرق ليدرك شر الأريوسيين وألاعيبهم فأمر بعودة جميع المنفيين بسببهم، بل وأرسل ثلاثة خطابات للبابا أثناسيوس يعلن فيها شوقه لرؤياه، مترجيًا عودته إلى كرسيه. قبل أن يذهب إلى الإمبراطور التقى أثناسيوس بصديقه الحميم يوليوس أسقف روما التي اهتزت نفسه بالفرح فكتب رسالة إلى كهنة الإسكندرية وشعبها يهنئهم على عودة أبيهم المناضل. التقى رجل الآلام بالإمبراطور، ثم انتقل إلى بلاده، ليستقبله شعبه بفرح عجيب عام 346 م.، بعد غياب طال أكثر من سبع سنوات، فيه ذاق الشعب مرارة الحرمان من رعاية البابا مع سقوطهم تحت اضطهاد الأريوسيين والميليتيين لهم، فكان رجوعه سبب بركة إذ رسم الأساقفة للإيبارشيات الخالية وازداد عدد المكرسين للخدمة والمتبتلين والرهبان بصورة ضخمة، وانطلق الكل يود تعويض السنوات العجاف. 7. انتهز الأريوسيين قتل قسطانس صديق البابا أثناسيوس حيث قامت حرب أهلية بين قاتل قسطانس ماجننتيوس والإمبراطور قسطنطيوس الذي صار إمبراطورًا للشرق والغرب شغلت الإمبراطورية أكثر من ثلاث سنوات، واتهموا البابا أن له علاقة سرية بالقاتل. وإذ تخلص الإمبراطور من ماجننتيوس تفرغ لمقاومة البابا الذي كان يكن له كراهية بغيضة في داخله. وبغضب شديد ألزم أساقفة الشرق والغرب بعقد مجمعين في آرل بفرنسا وميلان لعزل البابا ونفيه، وقد احتمل بعض الأساقفة النفي مثل باولينيوس أسقف تريف، ولوسيفر مطران سردينيا، ويوسابيوس أسقف فرشيلي بإيطاليا، وديوناسيوس أسقف ميلان، وهوسيوس أسقف قرطبة الذي كان قد بلغ المائة من عمره، أما ليبريوس أسقف روما فقد ثابر إلى حين وأخيرًا زلّ صاغرًا ووقّع على وثيقة الأريوسيين بعد أن أمضى في النفي سنتين. هاجم الجند كنيسة القديس ثيوناس بينما كان البابا يصلي مع الكهنة والشعب، وإذ ماجت الجموع وسط بريق السيوف أراد البابا أن يبقى حتى يخرج أخر شخص، لكن الكهنة والرهبان ألزموه بالانسحاب خاصة وأن الظلام حلّ بالموقع حين انطفأت الشموع والمصابيح. بقى أثناسيوس هاربًا ست سنوات يطلب الإمبراطور رأسه دون جدوى! قدم الإمبراطور جورج الكبادوكي أسقفًا يغتصب الشعب ويتسلم الكنائس عنوة ويجمع الأموال، لكنه لم يستطع أن يحتمل البقاء في الإسكندرية، فهرب ليعود بعد موت الإمبراطور (سنة 361) فيقتله الوثنيون الذين كانوا يبغضونه (ربما للاستيلاء على أمواله). كان أثناسيوس في منفاه الاختياري يتنقل من دير إلى دير ومن موضع إلى أخر، بقلبه الملتهب بحب الله وشعبه، يرعى أولاده خلال كتاباته العميقة، فكان خصبًا في إنتاجه الروحي. كتب سيرة الأنبا أنطونيوس، ودفاعه عن هروبه، وأرسل خطابات إلى أساقفة مصر وليبيا ولوسيفر أسقف كالاريس (كاجلياري بجزيرة سردينيا غرب إيطاليا) وإلى الرهبان المصريين، وأربع مقالات ضد الأريوسيين، وخمس رسائل عقائدية لسيرابيون أسقف تمي، وخطابات عن الروح القدس، وكتاب المجامع. بموت قسطانطيوس وتولي يوليانوس الحكم ظهر البابا أثناسيوس عام 362 ومعه لوسيفر أسقف كلاديوس وأوسابيوس أسقف فرشيلي اللذان كانا منفيين بالصعيد. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية عام 362 دعي “مجمع القديسين والمعترفين”، إذ كان جميعهم قد حضروا من النفي أو نالوا عذابات، لكن لم يدم الحال، فقد شعر يوليانوس بخطورة البابا أثناسيوس على الوثنية فبعث لوالي الإسكندرية يقول بأن الأمر بعودة المنفيين إلى بلادهم لا إلى كراسيهم، آمرًا إياه بطرد أثناسيوس خارج مصر، فاضطر البابا إلى الاختفاء في مقبرة أبيه 6 شهور. وإذ شدد الإمبراطور على الوالي اضطر البابا إلى ترك الإسكندرية متجهًا إلى الصعيد في مركب لحقتها مركب الوالي، فسأله الجند عن أثناسيوس، أما هو فقال لهم: “إنه ليس بعيد عنكم” فأسرعوا نحو الصعيد، وعاد هو إلى مدينة كايرو بجوار ممفيس، وبعد فترة صار يتنقل بين الأديرة في الصعيد. قُتل يوليانوس وتولى جوفيان الحكم فأرسل خطابًا ودّيًا للبابا يدعوه للعودة، كما أمر بعودة كل المنفيين. رجع البابا إلى الإسكندرية حيث عقد مجمعًا فيه كتب خطابًا يحوي قانون الإيمان النيقوي، ثم انطلق لمقابلة الإمبراطور الذي قابله بالترحاب ليعود إلى الإسكندرية في فبراير 364، حاملًا معه خطابات الإمبراطور. مات جوفنيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق. 8. بعث فالنس منشورًا بعودة جميع الأساقفة الذين سبق نفيهم في حكم يوليانوس إلى أماكن نفيهم، اضطر البابا أن يغادر الإسكندرية إلى بيت ريفي. وتحت ضغط الشعب رجع أثناسيوس إلى كرسيه بعد حوالي تسعة شهور (مايو 635 – فبراير 366) فامتلأت الإسكندرية فرحًا. عاد البابا من نفيه الخامس وقد بلغ حوالي السبعين من عمره ليمارس رعايته لشعبه بروح متقدة بالغيرة، خاصة في تطهير البلد من كل فكر أريوسي. في عام 369 عقد مجمعًا بالإسكندرية من 90 أسقفًا للاهتمام بالفكر الإيماني المستقيم، وبقى عاملًا حتى بلغ الخامسة والسبعين من عمره ليسلم للأجيال وديعة الإيمان المستقيم بلا انحراف. السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت نشأة أثناسيوس ولد هذا القديس في مدينة الإسكندرية سنة 256 م. وكان أبواه وثنيين وقد توفى والده وهو صغير فأرسلته أمه مدرسة المسيحيين وكان يميل للعبادة التي يمارسها المسيحيين وذات يوم كان يمثل مع بعض زملائه الصغار على شاطئ البحر شعائر المعمودية وكان البابا الكسندروس ينتظر بعض الأساقفة لينالوا الغذاء معه ورأى هؤلاء الأطفال يعمدون بعضهم ويؤدون الشعائر بكل دقة فعندما وصل ضيوفه طلب منهم مراقبة الأطفال معه واندهشوا من دقة الأطفال وعند ذلك نادى البابا الكسندروس الأطفال وسألهم عما كانوا يفعلون وتلعثم الأطفال قليلا ولكن نظرة العطف والحنان البادية على وجه البابا الإسكندري شجعتهم فاعترفوا أنهم كانوا يؤدون شعائر التعميد ناء على اقتراح زميلهم أثناسيوس الذي كان يقوم بدور الأسقف وقام بتعميد الأطفال الوثنيين ودار حديث بين البابا الإسكندري والأساقفة اجمعوا على صحة ما قام به أثناسيوس من غطاس وأسرعوا بإعطاء الأولاد سر الميرون ورشح أثناسيوس وبعض الأولاد الذين اشتركوا معه أجراء هذه الشعائر إلى رتبة الكهنوت ولم يكن حين إذ عمر أثناسيوس تجاوز الثانية عشر. ولما بلغ أثناسيوس الخامسة عشر من عمره أرادت أمة أن تزوجه ولكنه أصر على الرفض فلجأت أمه إلى فيلسوف عرافه فطلب منها أن تهيئ الفرصة لتناول العذراء معه وبعد الغذاء قال لها العراف “لا تتعبي نفسك لأنك لم تصلى إلى غايتك فابنك لابد تابع الجليلي وستكون حياته رائحة ذاكية تعطر الشعوب جميعها” فتوجهه به إلى البابا الكسندروس ليكون تحت رعايته. وأخذ أثناسيوس ينمو في الحكمة والنعمة عند الله والناس وتتلمذ على أيدي معلمي الإسكندرية العظام وتعلم منهم القواعد النحوية والمنطق والخطابة والبلاغة والفلسفة اليونانية والقانون الروماني وغاص في بحار الأسفار الإلهية ثم ذهب إلى الصحراء حيث قضى ثلاث سنوات مع الأنبا انطونيوس وفى هذه الفترة كتب كتابين أحدهما عن: بطلان الأوثان والثاني عن وحدانية الله. موقف أثناسيوس من بدعة آريوس عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وكان يؤدى خدمته الشماسية على خير وجه حيث انه كان يتوجه يوميًا إلى الفقراء ليطعم الجياع ويكسوا العراة ويتفقد المسجونين ويضيف الغرباء وكان يثبت من تزعزع إيمانه فأحبه الناس وفى ذلك الحين ظهرت بدعة آريوس فتجمع ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفًا في نيقية ليضيعوا أسس للإيمان الأرثوذكسي. فاصطحبه البابا ألكسندروس معه إلى المجمع وتحدث أثناسيوس في المجمع وأفحم آريوس وسمى بطل كنيسة المسيح واختاره الشعب والإكليروس للبطريركية في (8 بشنس سنة 44 ش.، 5 مايو 328 م.، رسموه بابا سنة 327 م.) في عهد قسطنطين قيصر وكان عمره 28 سنة ووضع عليه الأيدي لأول مرة خمسون أسقفًا. وبعد مضى ثلاث سنوات من السلام لبابوية الأنبا أثناسيوس رسم فرومنتيوس أسقفات على الحبشة سنة 318 م. وقام برحلة رعوية بدأت من الإسكندرية فبعث البابا إلى معلمه الأنبا انطونيوس رسالة يطلب منه أن يغادر عزلته ويتجه مع رهبانه إلى الإسكندرية ليقف في وجه آريوس وأعوانه ولبى الأنبا انطونيوس نداء تلميذه فبادر بالذهاب إلى الإسكندرية في جماعه من أبنائه الرهبان واخذوا يقاومن البدعة ومبتدعيها. وظل آريوس يحارب أثناسيوس بشتى الصور فمثلًا ادعى أن أثناسيوس قتل أرسانيوس وانتهك حرمه الأسرار المقدسة واقترف إثم الفسق مع بتول والسحر ومع كل هذه الافتراءات استطاع أثناسيوس أن يقدم الدليل والشهود على براءته من هذه الادعاءات فحاول اتباع آريوس قتله فهرب من مجمع صور فانتهز المجمع الفرصة وحكموا عليه بالعزل من كرسيه وكتبوا قرار بذلك وأرسلوه إلى سائر الكراسي ونفى إلى مدينة تريفير أو تريف بعد أن اتهمه الآريوسيين انه كان يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى القسطنطينية وأرسل قسطنطين إلى ألكسندروس أسقف القسطنطينية يطلب منه قبول آريوس في كنيسته، فرفض في أول الأمر لأن الذي جرده من رتبته الكهنوتية مجمع مسكوني ويجب أن يعيده إلى رتبته مجمع مسكوني ثم سمح له بعد ذلك أن يقيم الصلاة في كنيسته أول يوم من أيام الآحاد ولحرص القديس الكسندروس والكهنة وخاصة القديس يعقوب أسقف نصيبين على الإيمان الأرثوذكسي صاموا جميعًا سبعة أيام وفى نهاية هذه المدة كان اليوم المحدد لاشتراك آريوس في الصلاة والخدمة الكنسية عموما فزحف بموكب حافل تتقدمه العساكر إلى الكنيسة وفى نفس اللحظة كان البطريرك منحنيا أما المذبح يذرف العبرات طالبا من الرب أن ينقله من هذه الحياة قبل أن يرى آريوس مشتركًا مع القويمي الإيمان فبينما كان آريوس سائرًا في هذا الموكب في أعظم شوارع المدينة مع أصحابه أصابه إسهال شديد فقذف من جوفه مواد كثيرة حتى أمعاءه كلها ومعها خرجا نفسه الشريرة وكان هذا جزاءًا لكفره وآمن بعد ذلك الإمبراطور قسطنطين أن آريوس كان شريرًا وتوسط الأنبا انطونيوس لدى الملك في ترجيع أثناسيوس إلى كرسيه فبعث له برسالة ولكنها لم تأت بجدوى وبعد وفاة آريوس ومعرفة الملك بما حدث أراد إعادة أثناسيوس ولكن المنية وأتته فاقتسم ولداه الملكة بينهما فاستولى قسطنس الأزيوس على الشرق وأما قسطنطين القويم الإيمان فملك على الغرب واستدعى أثناسيوس وطيب خاطره وزوده برسالة وبعثه إلى شعبه في الإسكندرية مكرما وحاول اتباع آريوس أن يطردوه من مركزه فبعثوا بشكاوى إلى بيوليوس أسقف روميه تتضمن أنه رجع إلى كرسيه بلا قرار مجمع. فبعث الأسقف الروماني بصورة هذه الشكاوى إلى أساقفة مصر ليروا فيها فاجتمع في الإسكندرية ثمانون أسقنا وكتبوا منشورًا إلى أساقفة المملكة يحتجون عن رئيسهم ويكذبون ما وصل إليه من أكاذيب وأرسلوا نسخه منه إلى الأسقف الروماني وأما الآريوسيين فعقدوا مجمعًا في إنطاكية تحت رئاسة أوسابيوس نصير آريوس الذي كان أسقف القسطنطينية وقتئذ فحكموا فيه بخلع أثناسيوس وأقاموا بدلًا منه رجلًا يدعى غريغوريوس الكبادوكي فجاء الكبادوكي وبرفقته فيلاغورس معتمد الملك بجند إلى ألإسكندرية وحاول الجنود أن يفتكوا بالشعب وبرفقته الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا فانتهز الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا الأماكن المقدسة بالقتل والفتك ودنسوا العذارى المكرسات وهجم البطريرك الدخيل على الكنيسة يوم جمعه الآلام وقبض على أربعة وأربعين عذراء عراهن وضربهن بالسياط وقتل عددًا من الشعب وكان يقصد من ذلك قتل أثناسيوس وكان أثناسيوس قد هرب قبل الفصح إلى روميه ليؤيدا احتجاجات مجمع أساقفته ويبرر نفسه مما نسبه إليه الآريوسيين وعندما وصل إلى روميه عقد أسقفها مجمعا مكون من 70 أسقف وطلب أن يحضر في مجمع إنطاكية فلم يجيب المجمع على هذه الدعوة واعتبرها تعديًا عليه ولم يعقد هذا المجمع ثم عقد الآريوسيين مجمعًا مكونًا من تسع وسبعين أسقفا في إنطاكية الذي شجب بدعة آريوس ولكنهم أبدوا حرمان البابا أثناسيوس وأرسلوا قرار المجمع لأسقف روميه كما أرسلوا إليه رسالة يعنفونه فيها بسبب قبوله آريوس وقد عرفوه بأنهم يرفضون الحضور لعقد مجمع في روميه لأن الدعوة إليه دعوة فردية وغير قانونيه ولكن أسقف روميه عقد مجمعًا من مائة وخمسون أسقفًا وفى هذا المجمع قرأت رسالة أساقفة مصر التي برءوا فيها البابا أثناسيوس وظل أثناسيوس سنة ونصف في روميه وضع فيها أسس نظام الرهبنة للرومانيين وكان دائمًا يذهب إلى قبريّ القديس بطرس وبولس ثم عقد مجمع سرديكا سنة 345 م. واصدر قرارًا ببراءة البابا أثناسيوس وتثبيت قانون الإيمان الذي تم بجمع نيقية وحكموا بعزل غريغوريوس الكبادوكي. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). ثم دعى الملك قسطنس الأرثوذكس الغيور البابا أثناسيوس برسالة رقيقة إلى مدينة أكويلا فقصد البطريرك مدينة روميه وودع أسقفها يوليوس وقابل البابا الملك قسطنطين فأعطاه رسالة إلى أخيه قسطنس الآريوسي شديدة اللهجة وطلب فيها قبول البابا أثناسيوس وإرجاعه إلى كرسيه رجوع البابا أثناسيوس فرح به وأيد رجوعه إلى كرسيه حيث قابل القديس مكسيموس أسقفها حيث انه في ذلك الوقت تم قتل غريغوريوس الدخيل واستقبل الشعب البابا باحتفال عظيم وفرحة لا توصف وما كاد البطريرك يستريح من السفر حتى استأنف نشاطه لمحاربة بدعة أريوس وخلع الأساقفة الأريوسيين ثم نشر رسالة في عيد القيامة سنة 347 م. وبدأها بشكر للرب على رجوعه إلى مقامه وختمها بينات عن الأساقفة الذين رسمهم حديثا والأماكن التي عينوا بها ودام السلام لمدة ثلاث سنوات وفى سنة 350 م. قتل الملك قسطنطين الأرثوذكسي على يد رجل جرماني يدعى ماثياس وقد أراد هذا الرجل الاستيلاء على الشرق فأرسل منشورا إلى مصر يدعوها فيه للتمرد على القيصر وكان يريد الاستيلاء عليها ولكن البابا أثناسيوس بحكمته في الحال دون ذلك إذا أوصى الشعب بالخضوع للإمبراطور وبعد أن استقل قسطنس بالملك وجه حربة إلى الأرثوذكسيين وعلى رأسهم البابا أثناسيوس واحتال في بادئ الأمر علية ليعيده إلى رتبته كي يسهل عليه الانتقام منه ولكن منه ولكن علم القديس أن أعدائه احذوا يدسون له الدسائس من جديد فأرسل سنه 353 م. خمسة أساقفة وثلاث قسوس إلى قسطنس لإثبات براءته وكان مع هؤلاء ولكن قسطنس جمع مجمعًا في فرنسا في ايريلاني وكانت رغبة الإمبراطور هي محاكمة أثناسيوس فنفاه وأثار قسطنس اضطهادًا مريرًا على الأرثوذكسية. وقام الإمبراطور بتكليف سريانوس الأمر للبابا ولكن البابا رفضه لأنة لا يوجد لديه أمر كتابي يثبت ذلك وبعد أسابيع كان القديس يصلى بالكنيسة صلاة الغروب وشعر بالحصار للكنيسة حيث حاصرها خمسة ألف من الجنود سنة 356 م. وأخذه المؤمنين بالقوة إلى خارج الكنيسة وأخفوه وكتب الشعب شكوى للإمبراطور عن قسوة الوالي ولكن الإمبراطور امتدحه بدلًا من أن يعاقبه ولذلك كره الشعب الوالي والإمبراطور وقد اختفى البابا في المدينة فترة ثم ذهب إلى الصحراء انفرد في مغارة للعبادة مع رهبانه ببرية طيبة وكان يرسل إلى المؤمنين برسائل ليثبت أيمانهم وفى ذلك الحين كان الأريوسيون قد أقاموا بطريرك دخيلا يدعى جورجيوس من كبادوكية وأشاروا على قسطنس أن يكتب رسالتين لملكي الحبشة أزاناس وسازاناز يخبرهما فيها أن البابا أثناسيوس هو طوقي وسيامته لفرومينتيوس أسقف الحبشة باطلة وينبغي أن يرسلا أسقفهما لينال الرسامة الصحيحة من جورجيوس، ولم يعبأ أي من ملكا الحبشة برسالة قسطنس لثقتهما بأثناسيوس. وأثناء وجود القديس أثناسيوس في الصحراء بعث إلية الأنبا سرابيون أسقف أتمي ينبئه فيها بظهور بدعة جديدة ابتدعها مقدونيوس أسقف القسطنطينية مؤداها أن الروح القدس مخلوق فحزن أثناسيوس حزنًا شديدًا، فأسرع بالكتابة للدفاع عن الأيمان مثبتًا لاهوت الروح القدس الذي هو أحد الأقانيم الثلاثة معتمدًا على آيات الكتاب المقدس والتسلسل المنطقي وكانت لهذه الكتابات أثرها البالغ في النفوس مما أدى إلى إخماد هذه البدعة طلبة حياة الأنبا أثناسيوس. رجوع الأنبا أثناسيوس من الصحراء بعد اغتيال الأسقف الدخيل وصل أثناسيوس أذن الإمبراطور يوليانوس بالعودة إلى عاصمته فقرر أن يعود فأستقبله الشعب على ضفتيّ النيل بالترانيم المتصاعدة حيث انه كان على ظهر سفينة في النيل عائدًا “من الصحراء”. وبدا الاضطهاد من جديد حيث أن الإمبراطور يوليانوس أعلن جحوده اله المسيحيين واخذ يطارد أثناسيوس رجع إلى الإسكندرية واختباء في قبر أبية وبعد مضى ستة أشهر عرف خصوص أثناسيوس انه لم يغادر المدينة مطلقًا وكان يوليانوس مشغولًا بالاستعداد لمحاربة الفرس فاكتفى بإصدار بتتبع أثناسيوس ومطاردته فغادر أثناسيوس المدينة ولجا إلى الصحراء حيث عاش متنقلا بين أديرتها وعجز جنود يوليانوس على العثور علية. وبعد قتل يوليانوس الجاحد وتولى يوبيانوس شئون المملكة وأصدر أمر برجوع أثناسيوس وجميع الأساقفة الآخرين وبعث الإمبراطور برسالتين إلى الأنبا أثناسيوس الأولى يوضح فيها إعجابه به والثانية يسأله أن يوضح له الإيمان القويم فرد عليه البابا برسالة يوضح فيها الإيمان القويم. وقام الأنبا أثناسيوس برحلة رعوية وبعد عودته وجد أن الإمبراطور فالنس أشعل نار الاضطهاد على المسيحيين وأمر بنفي جميع الأساقفة فثارت ثائرة الشعب وعندما عاد البابا من رحلته علم بما حدث من الإمبراطور وكلما كان الوالي يفكر في مجرد محاول للإمساك بالبابا كان الشعب يثور أكثر وأكثر رغم ما يعانيه من مصادرة الأموال والإرهاب والحريق فخاف الوالي وذات يوم أثناء الليل اتجه الجنود إلى الكنيسة التي كان يقيم فيها الأنبا أثناسيوس للإيقاع به ولكنهم وجدوا الكنيسة خيالية ولا يوجد بها أحد لأن أنصار البابا في البلاط اخبره بما اعتزما الوالي فاخذ يسير في الشوارع ثم توجها للعيش في قبر أبيه وثارت ثائرة الشعب وأثاروا الشغب وأدرك الإمبراطور إنه لم يعم السلام إلا إذا عاد الأنبا أثناسيوس إلى منصبه وبالفعل عاد الأنبا أثناسيوس بعد أربعة شهور من اختفاءه وما لبث أن عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وجد أن صديقه أبولنيارويوس أسقف اللاذقية قد وقع في بدعة مؤادها أن المسيح مجرد من النفس العاقلة لأن ناسوته كان من جوهر لاهوته ووضع ثلاث مجلدات لمحاربة هذه البدعة بنفس المنطق والوضوح الذي حارب به البدعة الآريوسية ولم يذكر اسم صديقه ابولنياريوس لحبه الشديد له أو يشير إليه من قريب أو بعيد وحفظ القديس أثناسيوس على السلام لمدة خمسة أعوام وفى نهاية السنين الخمسة انتقل إلى بيعه الأبكار في 7 بشنس سنة 373 م. و 89 ش. وانتهت حياة هذا البطريرك العظيم وهى حياة طويلة حيث قضى في رئاسة الكهنوت خمسًا وأربعين سنة عاصر خلالها “ست عشر إمبراطورًا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اثناسيوس الثالث البابا | الولادة: – الوفاة: 1261 أثناسيوس الثالث البابا السادس والسبعون بعد نياحة البابا كيرلس الثالث (75) خلا الكرسي لمدة سبع سنوات ونصف لم يفكر أحد قط من عظماء الشعب أو العامة في سيامة البابا بسبب ما كان يلتزم به القبط من دفع رسم قدره 3000 دينارًا. وإذ تولَّى الملك عز الدين أيبك الجلسنلير التركماني بعد زواجه بالملكة شجرة الدر، قدم الأقباط هدية في حدود 500 دينارًا، وانقطع ذكر الرسم المفروض من ذلك الحين. عُملت القرعة فأسفرت عن القس بولس الراهب الأنطوني المعروف بابن كليل المصري، وكان قد حضر القس غبريال الراهب قريب بطرس أسقف طنبدي طامعًا في سيامته يعضده في ذلك أولاد العسال، لكن الشعب كان يرفضه. وقد قام الأنبا يوساب بدور هام في تثبيت سيامة القس بولس الراهب، واتفق أخيرًا الكل على سيامته. تمت سيامته في كنيسة السوتير (المخلص) حضرها أول وزير قبطي يُدعى شرف الدين أبي سعيد هبة الله بن صاعد النايزي. قبل مبارحته الإسكندرية قام بتكريس عدة هياكل وسيامة عدد من الكهنة، ثم سافر إلى أديرة وادي النطرون كعادة البطاركة. اهتم بإصلاح حال الكهنة روحيًا، وألغى السيمونية (اقتناء الكهنوت بمال). وقد تعرض لتجارب قاسية إذ قُتل عدد كبير من الأقباط في دمشق بعد موقعة عين جالوت وهزيمة المغول سنة 1259 م. تنيح في نوفمبر 1261 م. (أول كيهك 978 ش). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأنبا أثناسيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – جاء في السنكسار القبطي (29 مسرى) cuna[arion أن قومًا أبلغوا إريانا والي أنصنا أن الأسقف قد عمّد ابنة الوزير أنطونيوس، فاستدعاه هو وغلاميه جراسيموس وثاوتيطس وطلب منهم التبخير للأوثان، وإذ رفضوا عذبهم وأخيرًا قطع رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أثناسيوس أسقف قوص | الولادة: – الوفاة: – أسقف في القرن الثالث عشر، اهتم بالحفاظ على اللغة القبطية، فوضع مقدمة باللهجتين البحيرية والصعيدية، عنوانها: “قلادة التحرير في علم التفسير”. وضع أيضًا كتابًا عن الأحوال الشخصية، وآخر عن تكريس الميرون، وقد ضمن كتابه الأخير وصفًا تفصيليًا للرحلة من القاهرة إلى وادي النطرون، حيث اشترك مع البابا في تكريس الميرون بدير القديس مقاريوس الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأب أثريه | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا الأب بيستوس أنه ذهب مع ستة من المتوحدين إلى الأب شيشوي في منطقة كليزما Clysma يطلبون كلمة منفعة، فأجابهم إنه إنسان عامي، لكنه يكتفي بأن يروي لهم ما حدث أمام عينيه عند زيارته للأبوين أور (هور) وأثريه: قضى الأب شيشوي عدة أيام في صحبة هذين المتوحدين أور وأثريه، اللذين عاشا معًا، وعُرف الأول بتواضعه والثاني بطاعته. كان الأب أور مريضًا لمدة 18 عامًا، وإذ أحضر له سمكة صغيرة أراد الأب أثريه أن يعدها له، وما أن ضرب بالسكين في السمكة حتى ناداه الأب أور، فتركها في طاعة دون أن يقول له: “انتظر قليلًا حتى أقطع السمكة”. سأله الأب شيشوي من أين له هذه الطاعة، فأجاب بأنه تعلمها من الأب أور، ثم قال له انتظر لتنظر بنفسك. طهى أثريه جزءًا من السمكة ثم أتلفها، وقدمها للأب أور، فأكلها الشيخ ولم ينطق بكلمة، ولما قال له الأب أثريه: “أجيدة أيها الشيخ؟” أجاب: “إنها شهية جدًا”. ثم طهى الجزء الآخر ولم يتلفه، ثم قدمه للأب أور، ولما أكلها، قال له: “لقد أتلفتها” فأجابه الشيخ: “نعم لقد أتلفتها قليلًا”. هكذا قال الأب أثريه للأب شيشوي: “أترى كيف أن طاعتي هي من طاعة الشيخ أور”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأنبا أتونومسي الأسقف | الولادة: – الوفاة: – يُقال إنه من رجال القرن الرابع الميلادي، كان أسقفًا على إحدى مدن إيطاليا، وإذ ثارت زوبعة الاضطهاد على المسيحيين في أوائل القرن الرابع، اضطر أن يترك بلاده، وصار يتنقل من مدينة إلى أخرى، حتى استقر في إقليم بيثينية بآسيا في بيت رجل فاضل يدعى كرنيليوس. أظهر الأب حبًا لمن حوله، وضم الكثير من الوثنيين إلى الإيمان بالسيد المسيح وبنى لهم كنيسة باسم رئيس الملائكة ميخائيل، ترك رعايتها بين يدي كرنيليوس الذي سيم في الغالب كاهنًا، وانطلق الأسقف الروماني يكرز ثم عاد يفتقد كرنيليوس، ففرح جدًا بسبب نمو الكنيسة وتعزى قلبه. في أحد الأيام اقتحم بعض الوثنيين الأشرار الكنيسة وقتلوه بالسيف وهو يقدس! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أتوربيوس الخصي | الولادة: – الوفاة: – كان عبدًا قد تحرر، استطاع بخداعاته ومكره أن يعمل بالقصر حتى صار الرجل التالي بعد الإمبراطور. سببّ متاعب كثيرة للقديس يوحنا الذهبي الفم لأنه لم يمالقه، وقد ألغى حق اللجوء الكنسي حيث يلتجىء الإنسان إلى قرون المذبح. انتهت حياته بخيانته لسيده الإمبراطور، فلجأ إلى الكنيسة التي قاومها. وقد ألقى القديس يوحنا ذهبي الفم مقالين عنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أتروبيوس القارئ بالقسطنطينيَّة | الولادة: – الوفاة: – ما احتمله أتروبيوس من آلام حتى الموت لم يكن صادرًا عن وثنيين وإنما هو ثمرة خلط السياسة بالدين، فقد نُفي القديس يوحنا ذهبي الفم ظلمًا بسبب الإمبراطورة أفدوكسيا، تاركًا كنيسة القسطنطينية إلى جبال القوقاز بأرمينيا، محرومًا من شعبه، محتملًا كل المتاعب بقلب فرح ونفس متهللة. التهب جو القسطنطينية بنفي القديس، وفجأة شب نار في كاتدرائية القسطنطينية، قيل أن نارًا خرجت من تحت المذبح تعلن غضب الله على ما حدث تجاه البطريرك المظلوم. وقال البعض أن مقاومي القديس ذهبي الفم فعلوا ذلك ليقتلوا أتباعه الذين في الكاتدرائية، غير أن مقاومي القديس اتهموا أتباعه أنهم فعلوا ذلك لإثارة السلطات. وقد سمعت السلطات لهم فاستدعت القارئ أتروبيوس وشددت عليه ليعترف بأسماء الذين أشعلوا النيران، وإذ لم يذكر اسمًا واحدًا بالرغم من شدة العذابات التي سقط تحتها، إذ جلدوه بعنف كما مشطوا جنبيه ووجهه بأمشاط حديدية، ووضعت مشاعل بجوار أعضاء جسمه الحساسة، أخيرًا ألقوه في جب حيث انتقلت نفسه بعد قليل وهو في الجب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبيماخوس الفرمي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد هذا القديس بالفرما أو البلسم Mount Pelusium شمال شرقي القطر المصري. كان حائكًا مع رفيقيه تادرس وكلليتيلس Theodore and Callinicos، وقد اتسم برقة الطبع والهدوء، محبًا لحياة التأمل. كثيرًا ما كان ينطلق إلى البرية في الفرما، مشتاقًا للحياة الرهبانية، لكنه نال إكليل الاستشهاد عوض الحياة الرهبانية. انطلاقه إلى الإسكندرية سمع عن قدوم والي جديد بالإسكندرية يدعى أبيللينوس Apellien أو بولامبيس Polemius، جاء بقصد اضطهاد المسيحيين. عرف القديس أن سجون الإسكندرية قد اكتظت بالمسيحيين وأن الوالي يتفنن في تعذيبهم، خاصة ما فعله بعذراء تدعى أتروبي، فقرر أن يذهب بنفسه إلى الإسكندرية ويلتقي بالوالي ليوبخه على تصرفاته الوحشية، وكان ذلك بدافع داخلي إلهي. في الإسكندرية انطلق مباشرة إلى ساحة القضاء، وكان منظره يثير فضول الحاضرين، إذ رأوا شابًا قرويًا بملابسه البسيطة قد ظهرت عليه علامات الإعياء بسبب السفر الطويل. أما الوالي فلم يعطه اهتمامًا بل استهان به، لكن سرعان ما تحول إلى الثورة ضده لما رآه فيه من شجاعة وقوة إقناع، إذ صار يتحدث مدافعًا عن الإيمان والمؤمنين فلفت أنظار الكل إليه. أمر الوالي مساعديه أن يضربوه ليسكتوه، وأن يلقى في السجن بتهمة إهانة الوالي أثناء ممارسته عمله. في السجن التقى القديس أبيماخوس بالمسيحيين المسجونين، فصار يشجعهم ويعزيهم، مذكرًا إياهم بالسعادة الأبدية، الأمر الذي أدركه الوالي في مقابلاته معهم، وإذ عرف الوالي دور هذا القديس بين المسجونين وضع في قلبه أن يذيقه أمّر أنواع العذابات. لقاءه مع الوالي استدعاه الوالي ودخل معه في حوار، فصار القديس يطلب منه أن يترك عبادة الأوثان ويقبل عمل السيد المسيح الخلاصي، أما الوالي فكان يهزأ بالصليب حاسبًا الإيمان به غباوة. أمر الوالي بتعليقه عاريًا لكي يُجلد حتى يتقطع لحمه ويتناثر في الأرض، وتظهر عظامه، أما هو فكان يقول: “طوباكِ يا نفسي إن عُلقت كسيدك”، كما كان يقول بصوت عالٍ: “تشجع يا أبيماخوس”، فما هذه العذابات بجوار آلام المسيح، فإنك بها تدخل الملكوت”! أمر الوالي بعصره بالهنبازين، فخرج من جسده دم سقطت منه نقطة على عيني طفلة عمياء فأبصرت في الحال. عندئذ آمن أهلها بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للاستشهاد، الأمر الذي أثار الوالي جدًا وأمر بقطع رأسه. قُدم القديس للسياف، وكان أبيماخوس متهللًا فرحًا من أجل انتظاره للقاء مع السيد المسيح وجهًا لوجه أما السياف فكان يرتجف، ولم يجسر أن يضرب رأسه، بل طلب من زميله أن يقوم بهذه المهمة، وتكرر الأمر لرابع عشر رجل قام بضرب عنقه. حمل أحد الجنود الجسد ليطرحه بعيدًا، وإذ كان أصم انفتحت أذناه وصار يسمع… وأتى قوم من إدكو Edku وأخذوا جسده. أُقيمت كنيسة باسمه في البرمون El-Barmoun: ⲡⲁⲣⲁⲙⲟⲛⲓ حيث نُقِلَ جسده إليها، وإن كان اللاتين يرون أن جسده نُقل إلى روما. العيد: 14 بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباخوم الفارسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة الغربية بعيد استشهاد أباخوم Abachum وبقية أفراد عائلته في 19 من شهر يناير. كان والده ماريوس Marius من أشراف بلاد فارس (إيران)، قبل الإيمان بالسيد المسيح هو ومرثا Martha زوجته وابناه أوديفاكس Audifax وأباخوم. التهبت قلوبهم جميعًا بحب الفقراء، فقاموا بتوزيع أموالهم على المحتاجين، كوصية السيد المسيح: “وإن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاكك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني” (مت 19: 21)، ثم رحلوا إلى روما لزيارة مقابر الرسل. وإذ كان الإمبراطور كلوديوس يضطهد الكنيسة، يحشد أعدادًا ضخمة من المؤمنين في ساحات الاستشهاد ليضربهم بالرماح ويحرق أجسادهم أمام جماهير الوثنيين، كان هؤلاء الفارسيون يجمعون رفات الشهداء في وقار ويقومون بدفنها. سمع الإمبراطورٍ بأمرهم فأمر بقطع أعناق الرجل وابنيه بالسيف، وإغراق مرثا على بعد 13 ميلًا من روما في موضع يدعي Santa Ninfa. العيد: 19 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أباكراجون البتانوني شفيع التائبين الشهيد | الولادة: – الوفاة: – الشهيد أباكراجون البتانوني شفيع التائبين – الراهب آبا إكراجون البتنوني – أبكراجون أبو حبال كان من أهل البتانون Paqanon وكان أولًا لصًا فاتفق معه شابان في اللصوصية، ومضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهرًا في الصلاة. انتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد، ولكنه ظل واقفًا يصلى حتى انحلّت قلوبهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخرّوا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلّمهم ثم ترهَّبوا عنده. أما القديس أبا كراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح، وقد تم قوله إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة فودع القديس أبيه وأخذ بركته ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قِبَل مكسيميانوس قيصر، فعذبه كثيرًا ثم أخذه معه إلى الإسكندرية وهناك عذّبوه إذ علّقوه في صاري مركب خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في زِق من جلد وطرحوه في البحر فأخرجه ملاك الرب من الماء وأمره أن يمضى إلى سمنود، فمرّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها وكان كل من به مرض يحضر إليه فيُشفى بصلاته. ولما وصل إلى سمنود أجرى الله على يديه جملة عجائب منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلًا. أما القديس فقد أرسلوه إلى الإسكندرية وبعد أن ساموه العذاب بمختلف الأنواع قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقسٍ من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البتنون ووضعوا جسده بها. وقد قام نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين أسقف المنوفية وابن قرية البتانون بإحياء سيرة القديس أباكراجون البتانوني “شفيع التائبين” بتدشين أول أيقونتين له في 5 يوليو 2004 م. بكنيسة القديس الأنبا صرابامون الأسقف والشهيد الأثرية بحصة البتانون بالمنوفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آبا أبان الطوباوي – بينوس | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس إيرونيموس: رأينا إنسانًا طوباويًا آخر، فضائله فاقت الكل، يدعى أبان Abban أو بينوس Benus. يروي عنه الإخوة الذين معه أنه لم يقسم قط، ولا نطق بكذب، ولا غضب على إنسان، ولا انتهر أحدًا بكلمة قضى كل حياته في تأمل صامت واتضاع، وكانت حياته كأحد الملائكة، ألتحف باتضاع عميق. إذ توسلنا إليه أن يقول لنا كلمة منفعة، بصعوبة شديدة ارتضى أن ينطق كلمات قليلة. في إحدى المناسبات إذ سأله العاملون في الحقول التي بجوار النهر أن يطرد عنهم “بهيموت” Hippopotamus كان يؤذيهم بعنفه، بصوت رقيق أمر الحيوان: “أناشدك باسم يسوع المسيح أن ترحل”، وإذ بالحيوان ينسحب كما بواسطة ملاك، ولم يعد يظهر بعد في هذه المنطقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبا آري الشطانوفي الشهيد القديس | الولادة: – الوفاة: – كان أبا آري (أو آباآري الشاطانوفي، أنبا أباري، الشهيد أوري الشطنوفي) كاهنًا بقرية شطانوف التابعة لبشاتي Pchati، بشاتي بالقبطية هي “نيقيوس” مكانها حاليًا زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جدًا. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا (القداس الإلهي). مواجهته الاضطهاد في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالسًا في منصة القضاء يحاور المسيحيين. دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلنًا إيمانه بالسيد المسيح. تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلًا له: “تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثًا عظيمًا محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي”، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه. رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه. في الإسكندرية بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة. إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه. صغر الوالي في عيني نفسه جدًا، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح. تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إشعياء وهور وبولس الآباء الرهبان | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم في كتابه عن تاريخ الرهبان، أن ثلاثة من الرهبان النساك الكاملين التقوا معًا عند شاطئ النهر الكبير، وكان الثلاثة يريدون زيارة معترف يدعى نوبي Nopi، وكان مقيمًا في مدينة بعيدة. يبدو أنه في شيء من الدعابة قالوا لنرى من يغلب ويكرمه الله فيبلغ بنا سريعًا إلى الموضع، عندئذ قال أباهور أو أبا أور: “إنني أسأل الله هذه العطية أن ننطلق إلى المدينة بقوة الروح بلا تعب”، في الحال صلى فوجدوا قاربًا معدًا للرحلة، وفي وقت قصير جدًا بلغوا المدينة مع أن الريح كانت مضادة. إذ صعدوا من النهر قال إشعياء: “أكثير على الله يا أحبائي إن كان الرجل الذي نحن قادمون إليه يأتي إلينا ويقابلنا ويحدثنا عن حياته وأعماله؟! “أما بولس فقال: “لقد أعلن الله لي إنه سيأخذه بعد ثلاثة أيام… “لم يسيروا إلا قليلًا جدًا وإذا بالرجل يلتقي بهم ويحيهم. قال له بولس: “أخبرنا أيها الأخ عن حياتك وأعمالك فإنك سترحل إلى الله بعد غد”. قال أبا نوبي: “مبارك هو الله الذي أعلن لي هذه الأمور، وأظهر لي مجيئكم، وكشف لي عن حياتكم وأعمالكم”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). إذ وصف لهم استقامة سلوكهم مع بعضهم البعض، وأظهر لهم حياتهم وكيف يجاهدون، بدأ الحديث معهم عن حياته وأعماله، قائلًا: “منذ اليوم الذي فيه اعترفت باسم ربنا يسوع المسيح، مخلصنا وإلهنا، لم تخرج كلمة بطالة من فمي على الأرض، ولم آخذ شيئًا أرضيًا، فإن ملاكًا يطعمني بغذاء سماوي. ليس في قلبي شهوة أكثر من الله. الله لم يخفِ عني شيئًا مجيدًا ومكرمًا. لم أكن محتاجا لنور لعينيّ. لم أنم في النهار، وبالليل لا أكف عن التوسلات لله. ملاك الرب يصاحبني على الدوام، ويظهر لي قدرة العالم العتيد؛ نوره لا يفارق عقلي. ما أطلبه من الله يهبني إياه حالًا. في كل الأوقات أرى ربوات الملائكة واقفين أمام الله. وأرى جماعات القديسين، كما أنظر جموع الشهداء. أتطلع إلى نصرات الرهبان المتألمين. أشاهد أعمال الإخوة المتوحدين، وجموع الأبرار. أرى كل الخليقة تمجد الله. أرى الشيطان وقد أُسلم للنار المحرقة، كما أنظر ملائكته يعانون العذابات، أما الأبرار فينالون غبطة بلا توقف”. إذ نطق المعترف نوبي بذلك، كما تحدث معهم في أمور روحية كثيرة، في اليوم الثالث أسلم الروح، وجاءت ملائكة وجيوش من الشهداء تستقبل نفسه وتحملها وهي تسبح… وقد سمع الإخوة الثلاثة أصواتهم كما رأوهم عيانًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الآباء إشعياء وبسويس الأسبانيان | الولادة: – الوفاة: – يحدثنا المؤرخ الرهباني بلاديوس عن أخين من أب أسباني يدعيان بسويس Poesius (أو بشوي) وإشعياء لا نعرف عنهما أكثر مما ورد في كتابه، إذ يقول: [كذلك كان هناك (في جبل نتريا) بسويس وإشعياء، وهما ابنان لتاجر أسباني. مات والدهما فقسّما ميراثهما البالغ خمسة آلاف قطعة من العملة وثيابًا وعبيدًا. تشاورا معًا ودبرا أمرهما هكذا: “يا أخي، ما هي الحياة التي سنعيشها؟ إن اشتغلنا بالتجارة كأبينا فإننا سنترك تعبنا لآخرين؟ وسنتعرض لمخاطر القراصنة في أعالي البحار. هلم بنا نمارس الحياة الرهبانية فننتفع بخيرات أبينا ولا نخسر نفوسنا”. استهوتهما فكرة الحياة الرهبانية لكنهما اختلفا في وجهة النظر، فإنهما إذ قسّما ميراثهما كان كل منهما يود أن يرضي الله بأسلوب حياة مختلف. فقام واحد بتوزيع كل ما عنده على الأديرة والكنائس والسجون، وتعلم صنعة كي يكسب قوته بالتعب، مكرسًا وقته في التداريب النسكية والصلاة. أما الآخر فلم يوزع ماله بل بنى به ديرًا لنفسه وقبل قليلًا من الإخوة، وكان في كل سبت وأحد يقيم ثلاث أو أربع موائد يستضيف إليها كل غريب ومريض وشيخ وفقير، هكذا صرف أمواله. ولما مات كلاهما كثرت الأقاويل عنهما مع أن كليهما سلك بالكمال. فضّل البعض الواحد والبعض الثاني. وإذ حدثت منافسة بين الإخوة في مديح واحد عن الآخر، ذهبوا إلى الطوباوي بامبو ووضعوا الحكم بين يديه، طالبين أن يعرفوا أي الطريقتين أفضل. فقال لهم: “كلاهما كامل، أحدهما أظهر عمل إبراهيم (كرم الضيافة) والآخر عمل إيليا (إنكار الذات)”. سأل فريق: “نتوسل إليك عند قدميك كيف يمكن أن يتساوى الاثنان؟” وكان هذا الفريق يظن أن الناسك هو الأعظم، مصرّين أنه نفذ ما أمر به الإنجيل إذ باع كل ماله معطيًا إياه للمساكين وحمل صليبه وتبع المخلص في صلواته (لو 18: 22؛ 9: 23؛ 14: 27). (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). أما الآخرون فأكدوا أن إشعياء قد شارك الفقراء في كل شيء إذ كان يجلس في مفارق الطرق ويضم المتضايقين، فلم يكن يخفف عن نفسه فقط، بل كان يخفف عن الآخرين مهتمًا بالمرضى ومعينًا لهم. أخبرهم بامبو: “مرة أخرى أقول أنهما متساويان، وأؤكد لكل واحد منكم أنه لو كان الأول لم يعش ناسكًا لما كان مستحقًا أن يقارن بصلاح الآخر. أما الآخر فإن كان قد أنعش الغرباء لكنه قد أنعش نفسه (روحيًا)، فإنه وإن بدى حاملًا أثقال التعب (الضيافة للغرباء) لكنه كان يشعر بالراحة (الروحية) بعد ذلك. انتظروا إلى أن أنال إعلانًا من الله، ثم تعالوا إليّ وأعلمكم”. جاءوا إليه بعد أيام، فأخبرهم: “رأيت كليهما واقفين في الفردوس في حضرة الله”. هذه القصة تكشف عن مفهوم الكلمات الرسولية: “فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح، واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد، وأنواع أعمال موجودة لكن الله واحد الذي يعمل للكل” (1كو 12: 4-6). يلزمنا لا أن ننشغل بنوع موهبتنا فنفتخر بها على غيرنا، أو تصغر نفوسنا أمام مواهب الغير… إنما نهتم كيف نضرم مواهبنا بالروح القدس، فنُحسب أمناء لننال الكنز الأبدي! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسماعيل ورفيقاه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – أرسل ملك الفرس إرسالية تتكون من ثلاثة شبان مسيحيين يدعون مانوئيل وسابيل Sabiel وإسماعيل وكانوا أبناء ساحر مشهور، بعثهم برسالة إلى الإمبراطور يوليانوس الجاحد، قبيل الحرب التي اشتعلت بينهما وقُتل فيها يوليانوس. استقبلهم يوليانوس بحفاوة عظيمة وسألهم أن ينتظروه في بيثينية. وإذ جاء الإمبراطور رأى السفراء الثلاثة حشودًا ضخمة من الجماهير تتدفق على المعبد تكريمًا للإمبراطور، يقدمون تقدمات وعبادات للوثن. حزن الشبان، وصاروا يقرعون صدورهم. دعاهم حاجب الملك -وكان هنديًا- أن يدخلوا المعبد ويقدموا ذبائح فرفضوا بإصرار. ثار يوليانوس على هذا الموقف عندما سمع بتصرفاتهم وأمر بقتلهم وحرق أجسادهم، مع أنهم غرباء غير تابعين لمملكته… الأمر الذي لا يحمل أية لياقة إنسانية. إذ سمع ملك الفرس ما فعله يوليانوس بسفرائه غضب جدًا وحسبها إهانة موجه له شخصيًا بل ولكل بلده، لذا دخل معه في حرب أدت إلى هلاك يوليانوس مُضْطَهِد الكنيسة. يُعيَّد لهم الغرب في 17 يونيو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسطفانوس الليبي الناسك | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس بلاديوس سيرة الطوباوي إسطفانوس الذي من أصل ليبي، وقد عاش ناسكًا في البرية على حدود مارماريكا Marmarica ومريوط في الصحراء الغربية (يبدو بالقرب من ليبيا)، وتشعر من حديثه عنه مدى اشتياقه أن يلتقي معه لولا بعد المسافة، وقد سمع عنه من القديسين أمونيوس وأُغريس اللذين زاراه في مرضه. قال عنه القديس بلاديوس: [سكن في البرية ستين عامًا، وقد بلغ مرتفعات تدبير الحياة الكاملة، وحُسب (بنعمة الله) أهلًا أن يهب تعزية للغير، حتى أن كل متألم -أيا كان- إذ يقترب منه يخرج فرحًا. وقد تعرف عليه الطوباوي أنطونيوس. إسطفانوس هذا استمر في هذه الحياة حتى أيامنا، لكنني لم أعش معه قط، ولا التقيت به، لأن الجبل الذي يقطنه بعيد عني جدًا. القديسان أمونيوس وأغريس اللذان ذهبا لافتقاده رويا لي قصصًا عنه، فقد قالا: إذ ذهبنا إليه وجدناه في مرض خطير جدًا، فقد أصيب بأورام في الأجزاء السفلية من جسده، أصيب “بغرغرينة”، وقد وجدنا طبيبًا يبتر أجزاءً من جسمه (غالبًا إحدى رجليه). (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ومع هذا كان القديس يعمل بيديه، يجدل سعفًا، وكان يتحدث معنا بينما كان الطبيب يبتر في جسده. كان محتملًا ذلك بصبرٍ، كما لو كان البتر في جسم غير جسمه، وإذ بُترت هذه الأجزاء كأن شعرًا قد قُص، استمر القديس بنعمة الله دون أن يعطي الأمر اهتمامًا. صار الطبيب يربط الجراحات بينما جلس هو ليجدل السلال بيديه، وتحدث معنا فرحًا شاكرًا لله… لقد وقفنا ونحن مندهشين لهذه المأساة، إذ لم نكن قادرين على احتمال رؤية الإنسان الذي سلك حياة نسكية روحية سامية أن تُبتر أعضاؤه تحت الضرورة. أدرك الطوباوي أفكارنا، وإذ شعر بحزننا، أجاب قائلًا لنا: “لا تحزنا يا بني لهذا الأمر، ولا يضعف إيمانكما بسبب هذا الأمر فإن الله لن يصنع شرًا قط، بل بالعكس يتطلع إلى نهاية سعيدة (لأعماله). كم من مرة استحقت هذه الأعضاء الحكم بالعقوبة! لقد استحقت الأعضاء البتر، فلتجازى هنا أفضل من أن تجازى بعد الرحيل من هذا العالم”. هذا ما نطق به معنا، فأراحنا، وأرسلنا، قائلًا لنا: [لا تتعثروا عندما تجدًان تجارب من هذا النوع تحل بالقديسين، فبها يبنينا الله، ويهبنا الراحة ويثبتنا في النواميس التي هي ضد التجارب. لقد رويت هذه الأمور لكي لا تتعجبوا عندما ترون قديسين يسقطون في ضيقات]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسطفانا الساقط | الولادة: – الوفاة: – في مرارة يسجل لنا القديس جيروم سيرة هذا الراهب العملاق الذي انهار بسبب الكبرياء، وانحل عن حياته الروحية ليعيش في الفساد والدنس، وقد صار عبرة لكل نفس متشامخة. قال القديس جيروم: “كان في الإسقيطرجل يدعى إسطفانا Stephana ، سكن في البرية تسعة وعشرين عامًا، كان ثوبه من سعف النخيل، يسلك حياة صارمة مدققة في إنكار الذات، ويمارس النسك حتى أنه لم يمل لأكل الوجبات العادية ذات المذاق الحسن، وكان ينتقد بشدة الذين يأكلون بسبب المرض طعامًا مطبوخًا أو يشربون حلوًا. لقد وُهب عطية الشفاء، فكان يخرج الشياطين بكلمة. حدث مرة أن إنسانًا به روح نجس جاء إلى الإسقيطليُشفى، وإذ رأى الراهب أن الرجل يتعذب بشدة من الشيطان صلى فشفي. أخيرًا رفضته نعمة الله بسبب تشامخه وتعاليه المتزايد جدًا، فقد ظن في نفسه أن حياته وأعماله أعظم مما للآباء الآخرين، ففي البداية عزل نفسه عن الإخوة، ثم ذهب إلى أحد الأديرة بالإسكندرية كرئيس للمتوحدين. في كبريائه قال: “أأخضع أنا لمقاريوس؟ أليست حياتي وأعمالي أفضل من حياته وأعماله؟”. وقد بلغ به الجنون (العظمة) أنه ذهب إلى الإسكندرية وسلم نفسه للنهم والسكر، وكان يأكل اللحوم بنهم أكثر من العاديين، وأخيرًا سقط في حفرة اشتهاء النساء. صار يذهب إلى بيوت الزانيات وإلى الأماكن البطالة، يرتبط بالزناة ويمارس شهواته بطريقة مخجلة، وكان يقول: “لست أفعل هذا بسبب الأهواء والزنا، إنني لا أفعل أمرًا مشينًا، فإن الالتصاق بالنساء ليس خطية إذ خلق الله الرجل والمرأة”. حدث في الأيام أنني نزلت مع الطوباوي أوغريس إلى الإسكندرية لقضاء عمل هناك، وكان معنا أربعة إخوة. وإذ كنا عابرين في سوق المدينة التقينا براهب في غير قصد، وكان يتحدث مع زانية في أمور شهوانية. وإذ رآه الطوباوي أوغريس بكى وسقط عند قدميه وصار يتوسل إليه، أما الرجل فلم يهز له رأسه بأقل انحناءة، بل في تشامخ معيب وتعالٍ أجابه، قائلًا: “ماذا تطلبون أيها المراؤون والمخادعون هنا؟” صار الطوباوي أوغريس يتوسل إليه أن يذهب معنا إلى حيث نقيم لكنه لم يقبل بأية وسيلة، وبصعوبة شديدة جاء معنا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وإذ دخلنا وصلينا وقع الطوباوي أوغريس على عنقه وقبّله، والدموع تنهمر منه، وهو يقول: “حقًا يا حبيبي لقد هبطت من الخدمة الإلهية التي للملائكة إلى أعماق الشر! لقد تحولت عن الحديث عن الله لتتحدث مع الزانيات! عوض الحياة وخدمة الملائكة اخترت حياة الشياطين! أسألك، وأتوسل إليك ألا تقطع الرجاء في خلاصك؛ قم وتعال معنا إلى البرية، فإن الله الرحيم قادر أن يردك إلى درجتك الأولى”. كان فهمه قد أصيب بالعمى بواسطة الشيطان فلم يعرف كيف ينصت لما قيل له، ولا ما يجيب به. وإنما قال لأوغريس: “كنت حتى الآن تائهًا، لكني عرفت طريق الحق”. ثم بدأ يسخر بالآباء، قائلًا: “إنكم تائهون، تقطنون البرية بسمة باطلة، من أجل الناس لا الله، وها أنتم أمام الذين يشاهدونكم كأصنام زيّنها البشر ليتعبدوا لها”. وهكذا في كبرياء إبليس وعجرفته صار يستهزئ بالآباء، ثم تركهم ومضى. وقد بكى الطوباوي أوغريس والإخوة وتنهدوا من أجله كثيرًا. هذا الرجل أخذ عذراء يتيمة تعيش بمفردها كراهبة بخطة دنيئة، تحت ستار أنه يتصدق عليها فيما تحتاج إليه، وكان في حقيقة الأمر يود أن يشبع شهوته. وإذ عاش معها بطريقة منحطة لمدة عامين، أخيرًا جاء بعض اللصوص ليلًا، وربطوه بحبال حتى قدم لهم كل ما في مسكنه، ثم رفعوه مع المرأة التي يصنع معها الشر إلى منزل يوجد به قش ورُبط الاثنان وأشعلوا في البيت نار فماتا أشر ميتة. فيهما. وقد تحقق ما قاله معلم الأمم: “وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق” (رو 1: 28). بمعنى آخر أن حرق النار هنا هو عربون للنار التي يتعذب بها الأشرار. الآن فإن ما حدث لإسطفانا إنما لأنه عزل نفسه عن الإخوة، وانتفخ في ذهنه، وظن في نفسه أنه كامل”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسخيون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في أيام الإمبراطور داكيوس (ديسيوس)، كان والي الإسكندرية عنيفًا في اضطهاده للمسيحيين، وكما يقول المؤرخ يوسابيوس أنه بدأ الاضطهاد قبل إصدار الإمبراطور للمرسوم بذلك الأمر بحوالي سنة كاملة (أي سنة 249 م). كان المسيحيون في الإسكندرية يُساقون إلى المحاكمة ليسقطوا تحت أنواع كثيرة من العذابات، وإذ كان أحد المسيحيين يومًا ما يُحاكم، ورأى أدوات التعذيب يبدو أنه بدأ يضعف، وكاد أن ينهار، وينكر مسيحه، لكن ربنا يسوع المسيح لم يتركه هكذا، إذ فجأة رأى خمسة من الجند من بينهم جندي يدعى إسخيون Ischyion قد اقتحموا ساحة المحاكمة، الأمر الذي شدَّ أنظار الكل ليروا ما وراءهم، وإذ بهم ينطلقون ليقفوا بجوار المتهمين، معترفين أنهم تلاميذ المسيح. دُهش القاضي وكل الجماهير لهذا المنظر، خاصة وقد حمل هؤلاء الرجال بشاشة على وجوههم، وكأنهم قادمون لا لاحتمال العذابات وإنما لنوال فرح وأكاليل. هنا تشدد الرجل الخائر، وأدرك بقوة تملأ نفسه، وتعزيات الله في قلبه، بعد أن كان القاضي قد بدأ يتهلل بانهيار الرجل انقلبت كل الموازين، إذ أعلن الرجل شوقه لاحتمال كل عذاب من أجل إيمانه الحق. بدأ إسخيون يشهد للسيد ويكرز به وسط المحكمة، فأمر القاضي رجلًا يدعى أرمينيوس أن يعذب هذا الجندي، فصار يبتر أعضاء جسده، بل وفتح بطنه بعصا، ثم استشهد، وتبعه زملاؤه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق من شما الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان يعمل في حراسة بستان، يسلك في حياة تقوية نسكية، يأكل مرة كل يومين من البقول، وكان محبًا للفقراء. ظهر له ملاك في رؤيا وسأله أن يمضي إلى الوالي ويعترف باسم السيد المسيح، وبالفعل تمم ذلك، ونال إكليل الشهادة في 25 من شهر أبيب، وقد دفن في بلده شما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق قس شيهيت | الولادة: – الوفاة: – انطلق إلى الصحراء وهو ابن سبع سنوات، وبالرغم من صغر سنه كان يحفظ بعض إصحاحات كاملة من الكتاب المقدس عن ظهر قلب، وقد اهتم كل حياته بالكتاب المقدس. يقول عنه المؤرخ القديس بلاديوس أنه حفظ الكتاب كله. منذ صغره تمتع بمواهب فائقة حيث كان يمسك الأفعى المقرنة القاتلة ولا تؤذيه. عاش 50 عامًا في حياة الوحدة وتتلمذ له 150 متوحدًا. وكان القديس الأنبا أثناسيوس يحبه وكان كثير الحديث عنه. نفي مع سميّه أنبا إسحق قس القلالي لميوله للعلامة أوريجينوس. يروي لنا الآباء عن قصة هروبه من الكهنوت ثم قبوله، وقد نُسبت خطأ للأب إسحق قس القلالي كما يرى بعض الدارسين، تتلخص في أن الأب إسحق سمع أنهم يريدون سيامته كاهنًا فانطلق إلى مصر، وذهب إلى حقل واختفى في وسط البيدر. انطلق الكهنة وراءه يبحثون عنه، وإذ بلغوا ذات الحقل توقفوا ليستريحوا إذ كان الليل قد حلّ. تركوا الدابة (الحمار) قليلًا وإذ به ينطلق وهم وراءه يريدون الإمساك به، حتى بلغ إلى الموضع الذي فيه القديس إسحق مختفيًا، فامتلأوا دهشة، وإذ أرادوا أن يربطوه ليحملوه عنوة منعهم قائلًا لهم: “إنني لن أهرب بعد، فإن هذه هي إرادة الله، وأينما هربت وجدت ذلك بعينه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق قس القلالي | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس إسحق قس القلالي أو قس نتريا من أبوين فقيرين تقيين بصعيد مصر. كان يلتقي بالرهبان القادمين إلي الريف ويسمع لهم فأحب الحياة الرهبانية، وتتلمذ علي يدي القديس مقاريوس رئيس دير بسبير. كما رأى القديس أنبا أنطونيوس وتعلّم منه الصلاة، كما يظهر من مناظرته مع القديس يوحنا كاسيان (مناظرة عن الصلاة 9: 31). رحل إلى جبل نتريا، وتتلمذ على يد الأنبا كرونيوس الذي خلفه كقس ومدبر لنتريا والقلالي. عندما كبر المعلم في السن جدًا، إذ كان قد بلغ حوالي 110 سنة هذا وقد تتلمذ أيضًا على يدي القديس ثيؤدور الفرمي. التقى بالقديس الأنبا بامو (بيمين)، وتتدرب على يديه في الزهد خاصة في الملبس. طرد من نتريا على يد البابا ثاوفيلس (23) مع سميّه إسحق قس شيهيت وعدد من المتوحدين والرهبان بسبب ميولهم للعلامة أوريجينوس. بعد النفي عاد من فلسطين إلى نتريا ليمارس دوره الفعال. وقد أصيب في آخر أيامه بمرض شديد أنهكه، فلازم الفراش زمانًا طويلًا. تلمذته لأنبا كرونيوس يكشف لنا الأنبا إسحق قس القلالي كيف يدربه معلماه أنبا كرونيوس وأنبا تيؤدور بالعمل لا الكلام، مقدمين مفهومًا آبائيًا للتلمذة الحقة، إذ يقول: “عندما كنت شابًا صغيرًا اعتدت السكنى مع أنبا كرونيوس، ولم يكن يكلفني مطلقًا بعمل شيء ما. والآن، وقد صار شيخًا لا يستطيع التحكم في أطرافه، إلا أنه لا يزال يقف ويقدم لي الماء بيديه وكذلك الأمر مع الجميع. هذا هو ما كان يحدث أيضًا بالنسبة لأنبا تيؤدور الفرمي، إذ لم يكن يكلفني بعمل أيا كان نوعه. وكان يعد هو المائدة، وكنت أقول له: “لقد جئت يا أبي لكي أساعدك، فلماذا لا تطلب مني أن أؤدي لك عملًا؟” لكن الشيخ لم يكن يخاطبني بشيء بل كان يحفظ السكون. فصعدت أنا وأعلمت الشيوخ بالأمر، فجاءوا إليه قائلين: “يا أبانا لقد جاء إلى قداستك هذا الأخ لكي ما يعينك، فلماذا لا تأمره بعمل ما؟” أجابهم الشيخ: “وهل أنا رئيس دير حتى آمره؟ إنني لن أقول له شيئًا إلا عن رغبتي في أن يفعل هو مثلما يراني أعمل”. “ومنذ ذلك الوقت كنت أسبقه في عمل الشيء قبل أن يقوم هو به، ولازال يعمل هو في صمت وهدوء، وبهذه الطريقة جعلني أتعلم أن أعمل في سكون وهدوء. مع أنبا بيمين يذكر لنا البستان أحاديث كثيرة نافعة وبدالة قوية تمت بين القديس إسحق قس القلالي والقديس الأنبا بيمين، نذكر منها: كنت جالسًا في إحدى المناسبات مع أنبا بيمين، فلاحظت أنه كان في دهش عظيم، وبما كان لي من تأثير عليه طلبت منه بإلحاح، قائلًا: “فيم تفكر يا أبي؟” وبعد إلحاح شديد أجاب، قائلًا: “كنت أتأمل في موضوع الصلب، حيث كانت القديسة مريم والدة الإله واقفة تبكي بجوار صليب مخلصنا، كنت أتمنى أن أشعر بمثل هذا كل الأوقات”. في إحدى المناسبات رأى أحد الآباء الأنبا بيمين يصب ماء على قدميه (يغسلهما)، فقال أنبا إسحق لأنبا بيمين بدالة: “كيف يكون هذا؟ فبينما يدرب الآباء أنفسهم على أتعاب شاقة، وأعمال نسك عظيمة حتى أنهم قمعوا أجسادهم نراك تغسل قدميك؟” أجاب أنبا بيمين: “إننا لم نتعلم أن نكون قاتلين لأجسادنا، بل قاتلين لشهواتنا”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). مرة سمع أنبا إسحق صياح ديك، فقال لأنبا بيمين: هل يوجد دواجن هنا يا أبي؟ أجابه قائلًا: “لماذا تجبرني أن أتحدث إليك يا إسحق؟ الذين يشبهونك فقط هم الذين يسمعون مثل هذه الأصوات، أما المجاهد فلا يشغل نفسه بمثل هذه الأمور”. اعتاد أبا إسحق قس القلالي أن يقول بأن أبا بامو (بيمين) كان يقول: يليق بلبس الراهب الذي يرتديه أن يكون هكذا: لو أُلقي خارج القلاية لمدة ثلاثة أيام لا يريد أحد أن يلتقطه. اعتاد أبا إسحق أن يقول للإخوة: إن آباءنا وأنبا بامو (بيمين) كانوا يلبسون خرقًا موصولة قديمة، أما الآن فتلبسون ثيابًا غالية الثمن. امضوا من هنا فقد أفسدتم الموضع. إنني لا أقدم لكم وصايا لأنكم لا تحفظونها. بكاؤه كان أبا إسحق وأبا إبراهيم يعيشان معًا. حدث أن دخل مرة أبا إبراهيم ليجد أبا إسحق يبكي، فقال له: “لماذا تبكي يا أبت؟” أجاب الشيخ: “ولماذا لا نبكي؟ لقد مات آباؤنا، وها عمل أيدينا (جهادنا الروحي) لا يكفي لأجرة المركب لكي نذهب ونفتقدهم، لهذا نحن أيتام (لا نجاهد كآبائنا)، من أجل هذا أبكي”. عند الحصاد اعتاد الرهبان أن يقوموا ببعض الأعمال كالحصاد في الحقول القريبة حتى يأكلوا من تعب أيديهم. وقد روى لنا أنبا إسحق ما رآه بعينيه أن أحد الإخوة (الرهبان) إذ كان يقوم بالحصاد ذهب يستأذن صاحب الحقل ليأخذ سنبلة يفركها بيديه ويأكلها، فدُهش صاحب الحقل، قائلًا: “يا ابني الحقل هو لك، أتستأذني لكي تأكل؟!” وقد تأثر صاحب الحقل منتفعًا لما رأى ما بلغه الإخوة من حذر على أنفسهم. حبه للنسك حدثنا أحد الآباء كيف أنه في أيام أبا إسحق جاء أخ إلى كنيسة القلالي، وكان يرتدي قبعة صغيرة، فطرده الشيخ، قائلًا: “هذا الموضع هو للرهبان، إنك علماني ولا يليق بك أن تعيش هنا”. نقاوة القلب لم أسمح قط لفكر ضد أخي يحزنني أن يدخل قلايتي، وكان همّي ألا أترك أحدًا يدخل قلايته وفي قلبه فكر ضدي. لعل هذا الحديث جاء ثمرة خبرة عاشها بعد أن سقط في إدانة أخ، فوبخه الملاك على ذلك، إذ جاء عنه: حدث أن أتى أبا إسحق إلى دير، فرأى أخًا يخطئ فأدانه، وإذ عاد إلى البرية وجد ملاكًا من عند الرب قد جاء ووقف أمام قلايته، وصار يقول له: “لن أسمح لك بالدخول”. وإذ قاومه قائلًا: “ما هو الأمر؟” أجابه الملاك: “الرب بعثني إليك أسألك أين تشاء أن تطرح الأخ المخطئ الذي أنت أدنته؟” فتاب لوقته، وقال: “أخطأت، اغفر لي”. عندئذ قال الملاك: “اصعد، فإن الرب قد غفر لك، ولكن عليك من الآن أن تحفظ نفسك من أن تدين أحدًا قبل أن يدينه الله”. في كتاب “Bendicta” نسبت هذه القصة لإسحق التبايسي كإسحق آخر غير قس القلالي. هذا ويروي لنا عن نفسه أن الشيطان قد تجاسر وظهر له مطلًا من الطاقة قائلًا له أنه قد صار من أتباعه، وإذ فحص الأمر تذكر أنه تجاسر وتناول من الأسرار المقدسة ثلاثة أسابيع متتالية دون أن يصفح عن أحد. هكذا شعر أنه بهذا العمل عوض نوال بركة الاتحاد مع الله حُسب من أتباع عدو الخير، إذ عمل في قلبه عدم الصفح عن الآخرين. لهذا أسرع إلى الأخ، وبدموعه سأله أن يصفح عنه. الكبرياء يتقدم الآلام (الشهوات) جميعها الكبرياء ومحبة الذات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق تلميذ أبا أنطونيوس الكبير | الولادة: – الوفاة: – هذا الأب من تلاميذ القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، وقد أشار إليه القديس بلاديوس. وله أقوال عدة في القسمين 9-10 من مناظرات يوحنا كاسيان مع مشاهير آباء البرية، ويتحدث فيها بإسهاب عن الصلاة وأنواعها، وشرح الصلاة الربانية، والدموع في الصلاة، والصلاة الدائمة.. إلخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق الهوريني القديس | الولادة: – الوفاة: – نشأته ولد هذا القديس بمدينة هورين من أعمال شباس من أبوين تقيين، وقد تنحيت والدته سوسنه وهو صغير، فتزوج والده إبراهيم مرة أخرى، فكانت امرأة أبيه تبغضه بالرغم من صغر سنه، فلم تكن تعطيه طعامًا سوى القليل من الخبز، وكان ينطلق مع رعاة أبيه وهو في الخامسة من عمره يحمل الخبز معه، يوزعه على الرعاة ويبقى صائمًا حتى يعود إلى بيته. إذ شكاه أحد الرعاة لوالده أنه لا يأكل طوال النهار، أراد الوالد أن يتحقق الأمر بنفسه. رآه الصبي الصغير قادمًا من بعيد، وعرف أنه جاء خصيصًا ليراه إن كان يأكل الخبز أم يوزعه، وكان قد قام بتوزيعه، وإذ خاف من والده، جاء بثلاث قطع من طينوربطهم في طرف العباءة ليظن والده أنه محتفظ بالخبز، وكان ذلك على مشهد بعض الرعاة. جاء الوالد واتجه إلى العباءة وفك الرباطات ففوجئ الرعاة بوجود خبز حقيقي، فدهشوا للغاية، وإذا سألهم الوالد عن سرّ دهشتهم قصوا له ما فعله أبنه، فتعجب الوالد ومجّد الله. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). رهبنته إذ كبر الصبي كان يزداد قلبه شوقًا للحياة الرهبانية، فذهب إلى راهب قديس يدعى الأنبا إيليا، وأقام عنده مدة. وبعد نياحة الأنبا إيليا، مضى إسحق إلى جبل البرنوج، وأقام عند شيخ يدعى الأنبا زخرياس يتتلمذ على يديه (جبل البرنوج بنتريا، بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة). إذ كان والده يجّد في البحث عنه، عثر عليه عند القديس، وسأله أن يرجع معه، وقد أشار عليه معلمه أن يطيع فعاد، ومكث مع والده حتى تنيح الأخير فوزع الابن كل ما ورثه، وأقام في مكان منفرد بناه خارج المدينة يمارس حياته النسكية، وبقى في هذا الموضع سرّ بركة لكثيرين حتى تنيح ودفن هناك، في 22 برمودة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق المعترف | الولادة: – الوفاة: – حياة هذا المتوحد تكشف عن قلب المسيحي الملتهب حبًا وغيرة، العامل بقوة في الكنيسة، أيا كان مركزه أو دوره. أحب هذا الأب حياة الوحدة وأراد أن يقضي كل حياته متعبدًا لله بلا انقطاع بعيدًا عن ارتباكات العالم ومشغولياته. لكنه إذ سمع عن الإمبراطور فالنس الأريوسي إنه يضطهد الكنيسة لم يستطع أن يقف مكتوف اليدين، وإنما بعد أن قدم صلوات مستمرة وعميقة انطلق إلى القسطنطينية، وصار يحذر الإمبراطور بوضوح وصراحة أكثر من مرة، معلنًا له أنه إن لم يكف عن اضطهاد مستقيمي الرأي (الأرثوذكس) ويرد لهم الكنائس التي اغتصبها منهم وسلمها للأريوسيين ستحل به مآسي صعبة، لكن الإمبراطور استخف به. التقى به مرة وهو خارج من المدينة، فأمسك بلجام حصانه وصار يوبخه، فأمر الإمبراطور بإلقائه في أقرب مستنقع، لكن الرب خلصه بطريقة معجزية. وإذ كرر نبوته أمامه ألقاه في السجن، فتحققت نبوته، وقُتل فالنس في معركة Adrinople ولما ملك ثيؤدوسيوس أفرج عنه وكرّمه. أراد أن يمارس وحدته من جديد لكن تلاميذه أصروا ألا يفارقهم فبنى لهم ديرًا يدعى “الدالماتي” نسبة إلى أحد تلاميذه دالماتيوس، وهو أقدم دير بالقسطنطينية. اشترك في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية. وقد تنيح في شيخوخة صالحة يوم 30 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق التبايسي القديس | الولادة: – الوفاة: – كثيرًا ما يحدث خلط بين الآباء الذين حملوا اسم “إسحق” في الرهبانية المصرية في مركز قيادي، فيرى بعض الدارسين أن إسحق التبايسي هو بعينه الأب إسحق قس القلالي، كاهن كنيسة نتريا، قد تتلمذ أولًا على يدي القديس مقاريوس أب دير بسبير، وقد رأى القديس أنبا أنطونيوس، ثم انطلق إلى نتريا يتتلمذ على يدي القديس كرونيوس والقديس ثيؤدور الفرمي Theodore of Parme، ويحاول البعض الفصل بين الشخصيتين، وإن كان الرأي السائد أنهما شخص واحد. هذا وكثيرًا ما يخلط البعض أيضًا بين الأب إسحق قس القلالي، والأب إسحق قس شيهيت، وينسبون ما للواحد للآخر. إسحق التبايسي إن كان إسحق قس القلالي هو بعينه إسحق التبايسي، إذ نشأ بالصعيد وترهب أولًا هناك متتلمذًا على يدي القديس مقاريوس رئيس دير بسبير، لكنه وجد أكثر من أب حمل ذات الاسم “إسحق” في الأديرة الكثيرة المنتشرة بمنطقة طيبة التي تكاد تتسع لتحوي غالبية صعيد مصر. لذلك ما ورد في بعض الكتابات النسكية عن “إسحق التبايسي” أحيانًا يقصد به غير الأب إسحق قس القلالي، نذكر هنا ما ورد تحت عنوان “إسحق التبايسي” في كتاب “Bendicta Word” طبعة 1975 م.، ص 93-94، إنه كان تلميذًا للأنبا أبوللو، الذي قال عنه تلميذه إسحق أنه “قد تدرب بكمال في كل الأعمال الصالحة وكان له موهبة الصلاة الدائمة”. فمع محبته لإخوته لم يكن يسمح لأحد أن يرافقه في الطريق إلى الكنيسة حتى لا يشغل ذهنه بشيء، وكان يعلق على ذلك بقوله: “كل شيء صالح في وقته المناسب، فلكل عمل زمنه”. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). لعله بهذا يقصد أنه لا يليق أن نمارس حتى أحاديث المحبة أو خدمة ما قبيل الحضور للقداس الإلهي حتى لا يرتبك ذهننا بشيء حتى وإن كان صالحًا، فللخدمة وقت معين فلا تكون على حساب تركيز ذهننا في الصلاة. بعد نهاية القداس الإلهي لم يكن يقبل أن يشترك في الطعام بل ينطلق سريعًا إلى قلايته، وكما يقول معلمه أبوللو: “لم يفعل ذلك رفضًا لمحبة الإخوة وإنما حفظًا للصلاة الدائمة”. إذ مرض الأب إسحق جاء الإخوة يفتقدونه، فسألوه: “لماذا تهرب يا أبا إسحق من الإخوة في نهاية الخدمة؟” أجاب: “لست أهرب من الإخوة إنما من حيل إبليس، الشياطين الشريرة. متى أشعل إنسان سراجًا، فإن عرَّضه للهواء الطلق ينطفئ بسبب الريح، هكذا نحن إذ نستنير بالإفخارستيا المقدسة فإن روحنا تظلم إن سرنا خارج قلالينا”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إسحق الكبير أو الأول | الولادة: – الوفاة: – ✝️ اسمه ومكانته هكذا تَدْعوه الكنيسة الأرمنية: “القدِّيس إسحق الكبير أو الأول”. 👰 الزواج والرهبنة يبدو أن الأساقفة في الفترة الأولى في الكنيسة الأرمنية كان يمكن أن يكونوا متزوجين، على أن يكون بعلَ امرأةٍ واحدة، حتى ظهرت حركة البتولية ثم الرهبنة هناك، فَسَلَكُوا حسب التقليد الكنسي العام أن يكون بتولًا أو راهبًا. هو ابنُ الجاثليق (كاثوليكوث) نيرسيس الأول، يُحْتَمَل أن يكون قد سُمِّي وهو أرمل، ومن سلالة القدِّيس غريغوريوس المستنير، لذا يُدعى “الإغريغوري”. 🏛️ التعليم والحياة المبكرة وُلِدَ حوالي عام 350 م.، وبعد أن أَتَمَّ دراستَه في القسطنطينية تزوج. تَنَحَّت زوجتُه في وقتٍ مبكّر فصار راهبًا. ✨ جاثليق أرمينيا سُمِّيَ جاثليقًا على أرمينيا سنة 390 م. في وقت عصيب وحرج بالنسبة للكنيسة وأيضًا بالنسبة للدولة. فمن جهة الدولة كانت أرمينيا بقسميها يُحْكَمُها ولاة خاضعون اسمياً لسادتهم البيزنطيين والفارسيين. أما من جهة الكنيسة فقد سبق فأعلن سلفه نيرسيس الأول استقلال الكنيسة الأرمنية عن قيصرية، وكان ذلك في أيام القدِّيس باسيليوس أسقف قيصرية، لذا كان يُنْظَر إلى هذه الكنيسة بطريقة أو أخرى ككنيسة منشقة. لما سُمِّيَ إسحق وجد قِلّةً تميل للتبعية لكرسي قيصرية فتجاهلها، معلنًا نفسه في القسطنطينية كرئيسٍ أعلى للكنيسة الأرمنية، مُطالِبًا بقوّة لدى القصر الإمبراطوري باستقلال كنيسته عن قيصرية، كشعب أرمني له بطريركه وثقافته الخاصة. ويبدو أن هذا الاتجاه قد وُجِدَ قَبولًا لدى القسطنطينية خاصة في الوسط الكنسي، حيث بدأ الأرمن يتفاعلون مع الفكر البيزنطي ويرتبطون بشيء من ثقافتِه. من جانبٍ آخر يرى بعض الدارسين أن الضغط الفارسي (الوثني) كان له أثرٌ في ميل الأرمن للاستقلال عن قيصرية للارتباط بالأكثر بالقسطنطينية. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). 🌟 الإصلاح والنمو على أي الأحوال كان هذا العمل تحركًا طبيعيًا للكنيسة الأرمنية يُمثِّل انطلاقةً جديدة حسبت كبدء عصر ذهبي للفكر الأرمني الكنسي الأصيل. في عهده ظهرت حركةُ نمو وإصلاح شامل، فازدهرت الحركة الرهبانية بسرعة، وأنُشِئَت المدارس والمستشفيات، وأُعيد بناء الكنائس التي هُدِمَتْ على يد الفُرس. هذا التحرك احتاج إلى صراع الأب إسحق ضد الأفكار الفارسية الوثنية من جانب، وضد بعض الاتجاهات الكنسية التي مالَتْ لقيصرية. 📖 الترجمات والكتب قام بحركة ترجمة قوية، يُساعِده في ذلك القدِّيس ميسروب Mesrop، ويُعْتَبَر ترجمة العهد القديم الأرمنية ذات قيمة عالية لدى دارسي الكتاب المقدس، كما أن بعض الكتابات اليونانية التي تُرجِمَتْ إلى الأرمنية فُقِد الأصل وبَقِيَت الترجمة تمثل تراثًا كنسيًا أصيلًا. هذا وينسب له التقليد الكثير من التسابيح والألحان الأرمنية. ⚔️ الصراع مع الفرس حوالي عام 425 م. طُرِدَ الفارسيون الوالي، كما عُزِلَ إسحق عن كرسيه في أقصى غرب الدولة لمعرفتهم بميوله للكنيسة البيزنطية القسطنطينية، لكن تحت الضغط الشعبي القوي التزم الفارسيون بإعادته إلى كرسيه، وقد تَنَيَّح وهو في الثانية والتسعين من عمره تقريبًا. 🏛️ مجمع أفسس لم يستطع أن يُحْضِر مجمع أفسس سنة 431 م. بسبب شيخوخته. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبفيّة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قبلت الإيمان على يدّي الرسول بولس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي كارلو أكوتيس | الولادة: 1991 الوفاة: 2006 وُلد كارلو أكوتيس في 3 مايو 1991 في لندن، المملكة المتحدة، لوالديه أندريا أكوتيس وأنتونيا سالزانو. كانت عائلته ميسورة الحال، وقد عمل والداه في ألمانيا والمملكة المتحدة قبل أن يستقروا في ميلانو، إيطاليا في سبتمبر 1991. منذ سن الثالثة تقريباً، أظهر اهتماماً غير عادي بالكنائس الكاثوليكية، وكان كثيراً ما يطلب زيارة الكنائس. وفي سن السابعة، نال مناولته الأولى في دير القديس أمبروسيوس ونيموس. وكان يُرى غالباً وهو يصلي أمام بيت القربان قبل القداس وبعده، وكان يذهب إلى الاعتراف مرة كل أسبوع. كما كان يحب زيارة أسيزي حيث يُدفن القديس فرنسيس الأسيزي. إلى جانب حبه العميق للكنيسة، كان لدى كارلو شغف كبير بالحواسيب، فتعلم البرمجة وتصميم المواقع الإلكترونية بنفسه وهو لا يزال في المدرسة الابتدائية. أمضى فترة دراسته الثانوية القصيرة مع اليسوعيين في معهد ليون الثالث عشر في ميلانو. كان معروفاً بعطائه للفقراء، إذ كان يتبرع بمصروفه الخاص للمحتاجين، وكان يدافع عن ذوي الاحتياجات الخاصة. كما كان يدعو الأطفال من أسر مفككة إلى منزله ليواسيهم ويدعمهم نفسياً. استغل كارلو موهبته في التكنولوجيا لبناء مواقع إلكترونية للمنظمات الكاثوليكية. ومن أشهر مشاريعه موقع إلكتروني جمع فيه معجزات الإفخارستيا من حول العالم، كان قد بدأه وهو في الحادية عشرة، وأتمّه قبل وفاته بفترة قصيرة. مرضه وموته في سن 15، أُصيب بشكل مفاجئ بـ نوع نادر وخطير من سرطان الدم (لوكيميا حادة). قدّم آلامه “من أجل البابا والكنيسة”. قبل وفاته قال: “أنا سعيد لأنني عشت حياتي دون أن أضيع لحظة واحدة في ما لا يُرضي الله.” توفي في 12 أكتوبر 2006، وتُعد وفاته شهادة بطولية على الإيمان والثقة في الله حتى النهاية. التطويب أُعلنت بطولية فضائله في عام 2018. أُعلِن طوباويًا في 10 أكتوبر 2020 في أسيزي، المدينة التي أحبها وطلب أن يُدفن فيها. وُضع جسده في مزار خاص في كنيسة سانتا ماريا ماجوري – أسيزي، ويمكن للزائرين رؤيته اليوم. يُحتفل بعيده في 12 أكتوبر من كل عام (ذكرى وفاته ودخوله إلى السماء). إرثه ورسالة حياته يُلقّب بـ “شفيع الإنترنت” نظرًا لطريقة استخدامه التكنولوجيا لنشر الإيمان. يُلهم آلاف الشباب في العالم اليوم على عيش القداسة اليومية، وعلى محبة القربان الأقدس والصلاة والرحمة. أقوال مشهورة له “كل الناس يُولدون كأصل أصيل، لكن الكثيرين يموتون كنسخة. لا تكن نسخة عن أحد.” “القداس هو أقصر طريق إلى السماء.” “إذا أردت أن تفوز بجائزة نوبل، لا بأس. لكن لا تنسَ أن هدفنا هو السماء.” أعماله الرقمية أنشأ معرضاً إلكترونياً عن المعجزات الإفخارستية، تُرجم إلى أكثر من 17 لغة، ويُعرض اليوم في كنائس ومعارض دينية حول العالم. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي كارلو إيرانا غوروسيتا | الولادة: 1908 الوفاة: 1936 الاسم الكامل: كارلو دي إيرانا غوروسيتا (Carlos de Irala Gorosábel) مكان الميلاد: ماركينا (Markina), إقليم بيسكاي، إسبانيا الوفاة (الاستشهاد): 3 سبتمبر 1936 مكان الوفاة: كازورلا (Cazorla), إسبانيا العمر عند الوفاة: 27 عامًا اللقب الكنسي: شهيد الحالة: علماني وعضو ملتزم في العمل الكاثوليكي سياق استشهاده قُتل خلال الاضطهاد الديني في الحرب الأهلية الإسبانية (1936–1939)، وهي فترة عُرف فيها عدد كبير من الشهداء المسيحيين الذين قُتلوا بسبب إيمانهم. كان من العلمانيين الكاثوليك النشطين في جماعة العمل الكاثوليكي (Acción Católica). تم القبض عليه وإعدامه من قبل الميليشيات المعادية للكنيسة لمجرد كونه كاثوليكياً ملتزماً ومؤمناً معروفاً. التطويب أُعلِن طوباوياً ضمن مجموعة من الشهـداء الإسبان الذين قُتلوا خلال الحرب الأهلية. تمت مراسم التطويب في 28 أكتوبر 2007 في روما على يد الكاردينال José Saraiva Martins ممثلًا عن البابا بندكتوس السادس عشر. شملت المراسم تطويب 498 شهيداً من مختلف أنحاء إسبانيا، وهي واحدة من أضخم تطويبات جماعية في التاريخ الحديث. شهادته لم يكن كاهناً أو راهباً، بل شاباً علمانياً كرّس حياته للشهادة للمسيح في الحياة العامة. عاش فضائل الإيمان والشجاعة والثبات حتى لحظة استشهاده. كان موته شهادة على القداسة الممكنة في الحياة العلمانية. نال إكليل الشهادة مع زميلين له من الرهبنة المريمية: الطوباوي فيديل فويديو رودريغيز (Fidel Fuidio Rodríguez) كاهن مريمي ومؤرخ بارز في التاريخ الكنسي. الطوباوي خيسوس هيتا ميراندا (Jesús Hita Miranda) أخ مريمي شاب، شهيد مثل كارلو، قتل في نفس الحادث. ذكراه الطقسية تُحيي الكنيسة الكاثوليكية ذكراه في 6 نوفمبر، ضمن تذكار جميع شهداء القرن العشرين في إسبانيا. كما يُحتفل به في بعض الأبرشيات الإسبانية يوم 3 سبتمبر (تاريخ استشهاده). رسالة حياته كارلو إيرانا غوروسيتا يُعدّ قدوة حقيقية لكل المؤمنين العلمانيين، خصوصاً الشباب، في كيفية عيش الإيمان بشجاعة وسط الاضطهاد والاضطرابات السياسية. لقد أثبت أن القداسة لا تحتاج إلى منصب ديني، بل إلى قلبٍ مؤمن وثابت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباوي كارلوس مانويل رودريغيز سانتياغو | الولادة: 1918 الوفاة: 1963 الطوباوي كارلوس مانويل رودريغيز سانتياغو، أول علماني من بورتو ريكو يُعلَن طوباوياً في الكنيسة الكاثوليكية. وهو الشقيق الأكبر للأب خوسيه م. رودريغيز سانتياغو (بيبي)، أول رئيس دير آبادية القديس أنطونيوس الناسك في هوماكاو، بورتو ريكو. وُلِد كارلوس مانويل سيسيليو رودريغيز سانتياغو في كاغواس يوم 22 نوفمبر 1918. كان كارلوس مانويل (المعروف بـ”تشارلي”) علمانياً خدم كنيسته بكل تفانٍ كمعلم للتعليم المسيحي ومنسق لجوقة الكنيسة، لكنه كان قبل كل شيء رائدًا لا يكل وراعياً لحركة التجديد الليتورجي في بورتو ريكو. عاش خادم الله كارلوس حياة مسيحية عميقة كعلماني، ومات وهو يشارك الرب في آلامه وقيامته في حياته الخاصة. فقد مُنِح نعمة “الليل المظلم” الروحي، لكنه وجد في النهاية ربه وتنوّر بنوره، ثم نقل نور ليلة الفصح لكثيرين غيره. تم فتح دعوى تطويبه في بورتو ريكو بين عامي 1993 و1994، وتم إعلان بطولته في الفضائل عام 1996. وفي ديسمبر 1999، وافق البابا يوحنا بولس الثاني على معجزة نُسبت لشفاعته، وحدد موعد تطويبه في 29 أبريل، وهو الأحد الثالث من زمن الفصح الذي كان الأحب إلى قلبه. توفي في عيد القديسة سيسيليا، في مستشفى سان خورخي في 13 يوليو 1963 (عن عمر ناهز 44 عاماً). شهادة حياة كان معروفًا بابتسامته الدائمة رغم مرضه. عاش روحانية الفرح وسط الألم، وكان يقول: “القداس هو مركز حياتي. إنني أعيش من أجله، ولأجله أستعد للموت.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونافنتورا | الولادة: 1221 الوفاة: 1274 الاسم عند الولادة: جيوفاني دي فيدنزا (Giovanni di Fidanza) القديس بونافنتورا، أسقف ومعلم الكنيسة (عيده: 15 يوليو) المعروف بلقب “المعلم السِّرافيمي”، وُلد في مدينة بانيوريدجو في منطقة لاتسيو بوسط إيطاليا عام 1221. نال اسم بونافنتورا (وتعني: “الطالع الحسن” أو “الحظ الطيب”) نتيجة لصيحة أطلقها القديس فرنسيس الأسيزي. فعندما توسلت والدة الطفل إلى القديس فرنسيس ليصلي من أجل شفاء ابنها يوحنا من مرض خطير، استجاب القديس لصلاتها. وعند شفائه، تنبأ فرنسيس بعظمة الطفل في المستقبل، وصرخ قائلاً: “يا للبشارة الطيبة! (O Buona Ventura)” — ومن هنا جاء اسمه “بونافنتورا”. في سن الثانية والعشرين، دخل القديس بونافنتورا الرهبنة الفرنسيسكانية. وبعد أن نذر نذوره الرهبانية، أُرسل إلى باريس لإكمال دراسته على يد العالِم الشهير ألكسندر الهاليّ، وهو إنجليزي وفرنسيسكاني. وبعد وفاة ألكسندر، تابع بونافنتورا دراسته تحت إشراف خلفه، يوحنا من روشيل. وفي باريس، أصبح صديقاً مقرباً من القديس العظيم توما الأكويني. وقد نال درجة الدكتوراه في نفس الوقت مع القديس توما الأكويني، لكنه، بتواضعه، ترك شرف نيلها أولاً لصديقه، رغم اعتراض توما على ذلك. وكما هو حال توما الأكويني، فقد تمتع بونافنتورا أيضاً بصداقته مع الملك القديس لويس التاسع، ملك فرنسا. في سن الخامسة والثلاثين، تم اختياره رئيساً عاماً لرهبنته، فأعاد الهدوء الكامل إلى الجماعة بعد أن كانت قد اضطربت بسبب الخلافات الداخلية. قدّم خدمات جليلة لرهبنته، ومن أبرز أعماله أنه ألّف كتاب “سيرة حياة القديس فرنسيس”. كما شارك في نقل ذخائر القديس أنطونيوس البادوي. وقد عيّنه البابا كليمنضس الرابع رئيس أساقفة يورك، لكنه توسل ألا يُجبر على قبول هذه الكرامة. غير أن البابا غريغوريوس العاشر ألزمه بقبول منصب أعلى، وهو كردينال وأسقف ألبانو، وهي إحدى الأبرشيات الست الخاضعة مباشرة لروما. وقبل وفاته، تنازل عن منصبه كرئيس عام للرهبنة الفرنسيسكانية. وتوفي أثناء حضوره المجمع المسكوني الثاني في ليون، وذلك في 15 يوليو عام 1274. أهم مؤلفاته “رحلة العقل إلى الله” (Itinerarium mentis in Deum): تحفة روحية ولاهوتية تتناول الصعود الروحي إلى الله. “حياة القديس فرنسيس الأسيزي” (Legenda Maior): السيرة الرسمية المعتمدة للقديس فرنسيس. تعليقات على كتابات بيتر لومبارد، وأسفار من الكتاب المقدس. أقوال مشهورة له “إذا لم تستطع أن تفهم، فآمن. فالإيمان هو المدخل إلى النور الإلهي.” “ليس المهم أن تعرف الكثير، بل أن تحب كثيرًا.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس آرون | الولادة: – الوفاة: 552 كان آرون من مواليد بريطانيا، وذهب إلى بريتاني (شمال غرب فرنسا حالياً)، حيث عاش ناسكاً في جزيرة سيزامبر (المعروفة اليوم باسم سان مالو). جذب العديد من التلاميذ، وكان من بينهم القديس مالو من ويلز، وأصبح رئيس دير لهم. آرون من أليث (توفي بعد عام 552)، ويُعرف أيضاً باسم “القديس أيرهان” أو “إيران” في اللغة البريتونية، كان ناسكاً، وراهباً، ورئيس دير في جزيرة سيزامبر الصغيرة القريبة من أليث، قبالة سان مالو في منطقة بريتاني، فرنسا. تشير بعض المصادر إلى أنه ربما هاجر من بريطانيا الكلتية ليقيم في دومنونيا الأرموريكية. عاش أولاً وحيداً قرب لامبال وبلومور-غوتييه، قبل أن يستقر نهائياً في جزيرة قريبة من بلدة أليث. وخلال إقامته هناك، جذبت شخصيته الكثيرين، ومن بينهم القديس مالو، ويُقال إنه التقاه في عام 544، وأصبح آرون رئيس دير لهم. توفي بعد ذلك بفترة قصيرة. تولى مالو بعده القيادة الروحية للمنطقة، التي أصبحت تعرف لاحقاً باسم “سان مالو”، ورُسّم كأول أسقف لأليث. يُحتفل بعيده في 21 يونيو (في سان مالو)، أو 22 يونيو (في أماكن أخرى). وقد ورد ذكره في كتاب “حيوات قديسي بريتاني” (Les Vies des Saints de Bretagne). سُمّيت بلدة سانت-آرون الواقعة في لامبال، فرنسا، باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا جريجوري التاني | الولادة: 669 الوفاة: 731 البابا غريغوريوس الثاني (Pope Gregory II) هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ البابوية، وقد لعب دوراً محورياً في فترة شهدت بدايات الانقسام الفعلي بين روما وبيزنطة. كان مثقفاً، إدارياً بارعاً، وكاهناً ذا خلفية بيزنطية، وارتبط اسمه بقضايا كبرى مثل الأيقونات وسلطة البابا مقابل الإمبراطور. السيرة الموسوعية للبابا غريغوريوس الثاني الاسم الكامل: غريغوريوس الثاني (باللاتينية: Gregorius II) المنصب: البابا رقم 89 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. جلس على الكرسي الرسولي من 19 مايو 715 م إلى 11 فبراير 731 م. النشأة والخلفية وُلِد في روما سنة تقريبية حوالي 669 م، لكنه كان من أصول شرقية/بيزنطية (غالباً من أسر مهاجرة من الشرق). نشأ في بيئة ثقافية مزدوجة: رومانية من جهة، وبيزنطية شرقية من جهة أخرى. درس في مكتبة الكنيسة الرومانية، وأظهر نبوغاً في العلوم الدينية واللغوية. الوظائف قبل البابوية أمين مكتبة في الكنيسة الرومانية. عمل كاتباً في الديوان البابوي. رسمه البابا سيرجيوس الأول كاهناً، ثم تولّى مهمات دبلوماسية ولاهوتية مهمة. شارك في بعثات كنسية إلى بيزنطة ومناطق أخرى كممثل عن البابوية. أهم أحداث حبريته الخلاف مع الإمبراطور ليو الثالث الإيساوري (ليو السوري): الإمبراطور أصدر مرسوماً يُحرّم استخدام الأيقونات في العبادة (718–726 م)، فعارضه البابا بشدة. البابا غريغوريوس دافع عن شرعية استخدام الأيقونات واعتبر المرسوم تدخلاً سياسياً في الشؤون العقائدية. أدّى هذا الخلاف إلى تدهور العلاقات بين روما والقسطنطينية، ومهّد تدريجياً لانفصال الكنيسة الغربية عن الشرقية. إعادة تنظيم الكنيسة الرومانية: أعاد تنظيم الأبرشيات والإدارات الكنسية في وسط وغرب أوروبا. دعم البعثات التبشيرية في ألمانيا، وخاصةً رعاية المبشّر بونيفاتيوس، الذي يُعرف بـ”رسول الألمان”. رعاية التعليم والكتابة: كان عالماً مثقفاً؛ شجّع تدوين المعرفة، واهتم بتوسيع مكتبة الكنيسة. وُصف بأنه بابا كاتب ومُعلّم، وله مساهمات أدبية وإدارية في الوثائق البابوية. الدفاع عن روما: في مواجهة تهديد اللومبارديين، نظّم دفاعات روما ووطّد علاقات مع زعماء محليين. بدأ بميل الكنيسة نحو التحالف مع الفرنجة، وهي خطوة ستتطور لاحقاً في عهد خلفائه. وفاته في 11 فبراير 731 م في روما. ودُفن في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان. الأهمية التاريخية كان غريغوريوس الثاني صوتاً قوياً للكنيسة الغربية ضد الهيمنة الإمبراطورية الشرقية. عهده شهد بداية ملامح الاستقلال الكنسي والسياسي للبابوية عن بيزنطة. ويُعد من البابوات الذين وضعوا الأسس الفعلية لتحالف لاحق بين البابوية والإمبراطورية الكارولنجية (شارلمان). صفاته الشخصية مثقف، إداري صارم، ولاهوتي متمكّن. رجل حوار، لكنه لم يتهاون في العقيدة أو استقلال الكنيسة. يُذكر بأنه من البابوات الذين جَمَعوا بين العلم والإدارة والقداسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا قسطنطين الأول | الولادة: – الوفاة: 715 هو أحد أبرز البابوات الشرقيين الذين جلسوا على كرسي البابوية في روما، ويُعدّ من بين البابوات القلائل من الأصول السورية، وواحداً من آخر البابوات الذين جاؤوا من الشرق قبل الانقسام الكبير بين الشرق والغرب عام 1054. الاسم: البابا قسطنطين. المنصب: البابا رقم 88 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. مدة حبريته: من سنة 708 حتى 715 م. الأصل: سوري – من الكنيسة السريانية. اللغات: كان يتقن السريانية واليونانية واللاتينية، وهو ما مكّنه من التواصل الفعّال مع الكنائس الشرقية والغربية. أبرز ما ميّز حبريته الحوار مع الشرق: قام بزيارة القسطنطينية (بيزنطة) بدعوة من الإمبراطور يوستنيانوس الثاني، ليصبح بذلك أول بابا يزور العاصمة الشرقية وهو على رأس عمله. مثّل البابوية في المفاوضات بين روما وبيزنطة حول قضايا عقائدية وتنظيمية. الوضع الكنسي والسياسي: عاصر فترة مضطربة من الناحية السياسية، حيث كانت العلاقات بين الإمبراطورية البيزنطية والبابوية متوترة. شهدت فترته بداية بوادر الاختلاف بين الكنيسة الشرقية والغربية، خاصة في فهم دور البابا وسلطته. دوره العقائدي واللاهوتي: دافع عن العقيدة الأرثوذكسية الكاثوليكية ضد التيارات الهرطوقية (مثل المونوثيليتية – أي القول بأن للمسيح مشيئة واحدة لا اثنتين). كان له اطلاع واسع على الجدل اللاهوتي، وساعدت خلفيته الشرقية في مد جسور الحوار بين الطرفين. أهميته التاريخية يُعتبر قسطنطين من أواخر البابوات الشرقيين الذين ترأسوا الكنيسة الرومانية. شخصيته تمثل مرحلة الربط بين الشرق والغرب، قبل أن تتعمق الخلافات وتصل إلى الانشقاق الكبير. حضوره في بيزنطة وقيادته لمفاوضات حساسة جعله رمزاً للتواصل الكنسي والدبلوماسي. دُفِن البابا قسطنطين الأول في كنيسة القديس بطرس (St. Peter’s Basilica) في الفاتيكان، كما كان تقليد دفن معظم الباباوات في تلك الفترة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سيسينيوس | الولادة: 650 الوفاة: 708 البابا سيسينيوس (Sisinnius)، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ومن رجال الدين في الإمبراطورية البيزنطية. البطاقة التعريفية الرتبة الكنسية: بابا الكنيسة الكاثوليكية. الترتيب الرسولي: البابا رقم 87 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. الأصل: من سوريا (التي كانت حينها جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية). اللغة المحتملة: اليونانية أو السريانية، إضافةً إلى اللاتينية الكنسية. تاريخ الوفاة: 4 فبراير 708 م خلفيته ونشأته وُلد في سوريا، ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية، في زمن كانت فيه الأراضي السورية مركزاً فكرياً ولاهوتياً مهماً. لا يُعرف الكثير عن حياته المبكرة، لكن من المؤكد أنه كان كاهناً كاثوليكياً قبل انتخابه بابا. عُرف بالتقوى والفضيلة والتمسك بالتقاليد الكنسية. انتُخب بابا في 15 يناير 708 م وتوفي بعد 20 يوماً فقط، في 4 فبراير 708 م. مدة حبريته كانت قصيرة جداً (أقل من شهر). أبرز ما يُذكر عنه رغم قِصر حبريته، إلا أن بعض المصادر الكنسية تذكر: أنه كان يعاني من مرض شديد (النقرس) وقت انتخابه، لدرجة أنه لم يكن قادراً على الحركة بسهولة. بسبب حالته الصحية، لم يتمكن من ممارسة مهامه البابوية فعلياً أو الدعوة إلى مجامع كنسية أو اتخاذ قرارات هامة. مع ذلك، تشير بعض المصادر إلى أنه كان يتمتع بـسمعة طيبة بين الشعب وذوي الشأن في الكنيسة، ولهذا تم انتخابه رغم حالته الصحية. علاقته بالإمبراطورية البيزنطية باعتباره سورياً من بيزنطة، فإن انتخابه يعكس استمرار هيمنة النفوذ البيزنطي الشرقي على الكنيسة الغربية في تلك الفترة. لم يُسجل له نشاط سياسي مباشر، نظراً لقصر فترة بابويته. توفي سريعاً بعد انتخابه، في روما. ودُفن، على الأرجح، في كنيسة القديس بطرس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا السابع | الولادة: 650 الوفاة: 707 البابا يوحنا السابع (باللاتينية: Ioannes VII) بابا الكنيسة الكاثوليكية. ترتيبه الرسولي رقم 86 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. أصله بيزنطي (من الإمبراطورية البيزنطية). يُعتقد أنه وُلد في روما، لكن أصله من اليونان – والده كان مسؤولاً بيزنطياً تحدث اليونانية واللاتينية. من مواليد يوم 1 يناير سنة 650 فى روسانو. الخلفية والنشأة كان والده يُدعى بلاتون، وهو مسؤول بيزنطي ذو نفوذ كبير (يشغل منصباً في قصر لاتيران). نشأ يوحنا السابع في كنف بيئة تجمع بين الثقافة اليونانية واللاتينية، مما أتاح له موقعاً مميزاً بين الشرق والغرب. كان مثقفاً، ويُعرف عنه اهتمامه بالفنون والعمارة، ولهذا يوصف أحياناً بأنه كاتب وفنان ومهتم بالتزيين الكنسي. تُوّج في 1 مارس 705 م. ودامت فترة البابوية من مارس 705 حتى وفاته في 18 أكتوبر 707 (حوالي عامين وسبعة أشهر). أبرز إنجازاته وأعماله الاهتمام بالعمارة والفنون: كان البابا يوحنا السابع راعياً كبيراً للفنون، خاصة الفسيفساء (الموزاييك)، وقد زيّن كنيسة سانتا ماريا أنتيكوا (Santa Maria Antiqua) في المنتدى الروماني بفسيفساء جميلة على الطراز البيزنطي. أعاد بناء أجزاء من كنيسة القديس بطرس، وأضاف إليها فسيفساء ومصليات خاصة. دوره ككاتب ومثقف: لم يكن كاتباً أدبياً بالمعنى التقليدي، لكنه كان راعياً للمخطوطات والفن المسيحي. اعتُبر مثقفاً له ذوق رفيع في الأيقونات والزخرفة. العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: رغم أصوله البيزنطية، واجه تحديات في علاقته مع الإمبراطور جستنيان الثاني، خاصةً عندما أرسل الإمبراطور قرارات مجمع “ترويللو” (مجمع كنسي شرقي) ليصادق عليها البابا، لكن يوحنا السابع رفض المصادقة. يوحنا السابع هو من الباباوات القلائل الذين جمعوا بين الأصل البيزنطي والقيادة في قلب الكنيسة الغربية (روما)، ما جعله جسراً ثقافياً ودينياً بين الشرق والغرب في وقت دقيق من التاريخ الكنسي. لم يدخل في مواجهة مباشرة مع الإمبراطور، لكنه لم يخضع لضغوطاته، ما يدل على موقف مستقل معتدل. الاهتمام بالحياة الكنسية: ركّز على ترميم الكنائس والمباني الدينية. وعمل على إصلاح الشؤون الكنسية والإدارية في الكرسي الرسولي. وفاته ودفنه تُوفي في 18 أكتوبر 707 م. ودُفن في كنيسة القديس بطرس القديمة في روما. لم تُسجل في فترته أزمات عقائدية كبرى، لكن فترته كانت انتقالية من حيث العلاقة بين البابوية والإمبراطورية البيزنطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا السادس | الولادة: 655 الوفاة: 705 يوحنا السادس (John VI) (باللاتينية: Ioannes VI) كان بابا روما (وليس فقط كاهناً كاثوليكياً) من الإمبراطورية البيزنطية، وهو يُعد البابا رقم 85 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. هو من مواليد إفسس (في آسيا الصغرى – تقع اليوم في تركيا)، وكانت وقتها ضمن الإمبراطورية البيزنطية. تاريخ التتويج البابوي: 30 أكتوبر 701 م. دامت بابويته قرابة 3 سنوات و3 أشهر. توفي في 11 يناير 705 م الخلفية والحقبة التاريخية جاء انتخابه في وقت كانت فيه روما تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، وكانت العلاقة بين البابوية والإمبراطور البيزنطي حساسة ودقيقة. تولّى البابوية بعد البابا سرجيوس الأول، وخلفه البابا يوحنا السابع. كان في عهده توتر سياسي بين الإمبراطورية البيزنطية والحكام المحليين في إيطاليا، وخاصة مع الدوقات اللومبارديين. أرسل الإمبراطور البيزنطي تيودوروس باتريكيوس إلى إيطاليا لضبط الأوضاع، وكان البابا يوحنا السادس يحاول تهدئة النزاعات. تدخل البابا يوحنا السادس لمنع المواجهة المسلحة بين الجنود البيزنطيين والسكان المحليين. استخدم نفوذه الديني والسياسي لحماية الضعفاء، بما في ذلك بعض رجال الدين الذين تعرضوا للتهديد. ركز على إصلاحات كنسية ومساعدة الفقراء. لم يُعرف عنه أن عقد مجامع كنسية كبرى، لكنه عُرف بالعدالة والاعتدال. وفاته تُوفي في 11 يناير 705 م ودفن في كنيسة القديس بطرس في روما. يُعد من الباباوات البيزنطيين الذين حافظوا على الوحدة الكنسية بين الشرق والغرب رغم التحديات. لعب دوراً دبلوماسياً في فترة حساسة شهدت صراعات بين القوى العلمانية والكنيسة . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أوماتا القديسة | الولادة: – الوفاة: 1250 راهبة من راهبات الفقيرات وربة القديسة كلير من أسيزي. شُفيت أوماتا بمعجزة من مرض على يد القديسة كلير، ودخلت بعدها دير راهبات الفقيرات. عيد القديسة بـ 20 فبراير. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار شمعون الزيتوني | الولادة: – الوفاة: – مار شمعون الزيتوني (ܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܙܝܬܘܢܝ) من القرن الخامس الميلادي، أحد الآباء النسكيين والمقدسين في التراث السرياني. عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو عصر ازدهار الرهبنة والنسكية في مناطق المشرق السرياني. يُحتمل أنه كان مرتبطاً بمناطق مثل بلاد ما بين النهرين أو سوريا، حيث انتشرت حركة النسك بشكل كبير. حياته ودوره كان ناسكاً بارزاً عرف بتقواه والتزامه بحياة الزهد والعبادة الشديدة. لقب بـ”الزيتوني” نسبة إلى منطقة أو دير كان مرتبطاً به، أو ربما نسبة إلى الزيتون كرمز للسلام والنسك. ترك أثراً روحياً مهماً بين المجتمعات المسيحية، وكان قدوة للرهبان والنسّاك. شدد على أهمية الصلاة المستمرة، والتأمل في كلام الله. دعا إلى ترك الملذات الدنيوية والانصراف الكامل إلى الله. اعتبر أن الزهد هو السبيل نحو السمو الروحي والقرب من الله. أثره وتأثيره ذكر في السنكسارات السريانية ضمن قائمة القديسين النسّاك الذين تميزوا بحياتهم الروحية العالية. أثر في تطوير الحياة الرهبانية في منطقته، وساهم في ترسيخ القيم النسكية في الكنيسة السريانية. قصة من حياة مار شمعون الزيتوني روى التلاميذ أن مار شمعون كان يعيش في دير صغير محاط ببساتين الزيتون. كان يقول دائماً: “كما تثمر شجرة الزيتون زيتاً طيباً، هكذا يجب أن تثمر حياة الإنسان طيبة الروح والزهد.” وذات مرة، جاء إليه شاب طامح للحياة الروحية، لكنه كان متعلقاً بشهواته ومتع الدنيا. قال له مار شمعون: “إذا أردت أن تصل إلى الله، فعليك أن تكون كالزيتون، لا تستسلم للريح أو الغبار، بل تثمر زيتاً نقياً مهما كانت الظروف.” شجع الشاب على ترك كل ما يلهيه، والالتزام بالصلاة والزهد، وفعلاً تغيّرت حياته وأصبح من التلاميذ المخلصين. حكمة من تعاليم مار شمعون الزيتوني “النسك الحقيقي هو أن تثمر روحك طيباً، لا أن تترك الدنيا فقط.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة تقلا | الولادة: – الوفاة: – القديسة تقلا (تلميذة بولس الرسول، تحظى بتقدير كبير في التقاليد السريانية والمشرقية)، واحدة من الشخصيات المهمة في التاريخ المسيحي المبكر، خاصة في التقاليد السريانية والمشرقية. عاشت في القرن الأول الميلادي، وهي الفترة التي شهدت تأسيس الكنيسة المسيحية وانتشارها في العالم القديم. حياتها ودورها كانت من تلميذات بولس الرسول، ورافقته في رحلاته التبشيرية، وكان لها دور فعال في خدمة الكنيسة المبكرة. تظهر في الرسائل الرسولية (خصوصاً رسالة بولس إلى تيموثاوس) كمساعدة مخلصة ومميزة في العمل الكنسي. تعد رمزاً للمرأة المكرسة في الخدمة المسيحية، وقدوة في الإيمان والالتزام الروحي. مكانتها في التقاليد السريانية والمشرقية تُكرّم في الكنائس السريانية والمشرقية باعتبارها قديسة وواحدة من أوائل النساء في التاريخ المسيحي اللاتي خدمن الإنجيل. يُحتفى بها في السنكسارات والتقويمات الكنسية بتواريخ خاصة تذكارية. في التقاليد السريانية، تُعتبر نموذجاً للتقوى، والوفاء، والتواضع، والإخلاص في خدمة الله. أثرها الروحي كانت مثالاً حياً على الخدمة الروحية والتزام الإيمان في زمن كانت الكنيسة فيه تُؤسس على يد الرسل. تشجيعها للعمل في المجتمع المسيحي ساهم في تعزيز دور المرأة في الكنيسة الأولى، خصوصاً في الرهبنة والخدمة النسكية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ساويرا الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – مار ساويرا الأنطاكي (مار ساويرس) (ܡܪܝ ܣܘܝܪܐ ܐܢܛܘܟܝ)، واحد من كبار آباء الكنيسة السريانية في القرن السادس الميلادي. عاش في القرن السادس الميلادي، وهو عصر شهد تطوراً كبيراً في اللاهوت المسيحي السرياني. ينتمي إلى مدينة أنطاكية، إحدى أبرز المراكز المسيحية والثقافية في العالم القديم، وتقع في جنوب شرق تركيا الحديثة. كان راهباً ولاهوتياً بارزاً، عُرف بتفانيه في العبادة والتعليم الروحي. يُعتبر من أبرز مدرّسي اللاهوت النسكي السرياني، حيث دمج بين الفكر اللاهوتي والنسكي بشكل متميز. وقاد حركة روحية في أنطاكية وما حولها تهدف إلى تجديد الحياة الروحية والرهبانية. تعاليمه وأفكاره ركّز على أهمية الزهد والتقشف كأساس للوصول إلى القداسة. شدّد على الصلاة المستمرة والامتناع عن اللهو الدنيوي. اعتبر أن النسك هو الطريق لتحقيق الاتحاد الكامل مع الله، وهو ما ينبغي أن يكون هدف كل مؤمن. علّم أن المحبة الإلهية هي القوة التي تحرر الروح من القيود الأرضية. ترك أثراً كبيراً على الرهبنة السريانية في أنطاكية وبلاد الشام، حيث كان من الرواد في تأسيس أديرة وتعزيز الحياة الرهبانية. تعتبر كتاباته وتعاليمه من المصادر المهمة لفهم تطور الفكر النسكي واللاهوتي في الكنيسة السريانية خلال القرن السادس. ذُكر في السنكسارات والكتب الروحية كقديس ومعلّم روحي. التذكار يُحتفى به في التقاليد السريانية الأرثوذكسية، وعيد تذكاره يُحدد بحسب الطقس المحلي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس زكا الأول عيواص | الولادة: 1931 الوفاة: 2014 مار إغناطيوس زكا الأول عيواص (21 أبريل 1931 – 21 مارس 2014)، هو البطريرك رقم 122 للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في أنطاكية وسائر المشرق. وُلِد باسم سنحاريب عيواص. نُصّب بطريركًا في 14 سبتمبر 1980 في كاتدرائية القديس جاورجيوس البطريركية في دمشق، خلفًا للبطريرك إغناطيوس يعقوب الثالث. وكما جرت العادة لرئيس الكنيسة، اتخذ الاسم البطريركي “إغناطيوس”، واحتفظ باسمه الأسقفي التقليدي “سيفريوس”. عُرف البطريرك زكا الأول بانخراطه في الحوار المسكوني، حيث كان رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي ومُراقبًا في المجمع الفاتيكاني الثاني قبل أن يصبح أسقفًا للموصل. كما ألّف العديد من الكتب الدينية. شغل منصب رئيس أساقفة بغداد والبصرة أثناء انتخابه بطريركًا. خلال فترة بطريركيته، أنشأ مدرسة دينية رهبانية، وقام بتعيين العديد من المطارنة، من بينهم باسيليوس توماس الأول ككاثوليك في الهند. التقى بالبابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارة الأخير إلى سوريا عام 2001، واحتفل بيوبيله الفضي كبطريرك. في 20 فبراير 2014، أُدخل إلى أحد مستشفيات ألمانيا لإجراء عملية رأب الأوعية الدموية، وتوفي في 21 مارس 2014. 👤 حياته وُلِد مار إغناطيوس زكا الأول عيواص في مدينة الموصل العراقية لأسرة سريانية أرثوذكسية. التحق بمعهد مار أفرام السرياني اللاهوتي التابع للكنيسة عام 1946، ونذر حياته للرهبنة في 6 يونيو 1954، حيث مُنح اسم “زكا” وفقًا للتقاليد الكنسية التي تُطلق على الرهبان أسماء جديدة كرمز لبداية حياة جديدة تختلف عن حياتهم المدنية السابقة. عمل بالتدريس في المعهد اللاهوتي الذي تخرج منه لمدة عام واحد فقط، ثم انتقل إلى مدينة حمص في سوريا ليُعيّن سكرتيرًا خاصًا للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم. استمر في شغل هذا المنصب حتى بعد وفاة البطريرك أفرام الأول وتنصيب مار إغناطيوس يعقوب الثالث خلفًا له. ارتقى إلى درجة الكهنوت عام 1959. رافق الربان زكا البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في جميع زياراته الرعوية لأبناء الكنيسة السريانية حول العالم. وثّق هذه الزيارات في كتابين بعنوان: “المرقاة في أعمال راعي الرعاة” و**”المشكاة”**. خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، حصل على منحة دراسية من كلية اللاهوت العامة التابعة للكنيسة الأسقفية. بقي في الولايات المتحدة بعد موافقة البطريرك وتابع دراسته اللاهوتية في جامعة نيويورك لمدة عامين بين عامي 1960 و1962، حيث أتقن اللغة الإنجليزية وركّز على دراسة اللغة العبرية القديمة. لاحقًا في عام 1983، منحته الكلية شهادة دكتوراه فخرية. بعد عودته من نيويورك عام 1962، أرسله البطريرك إلى روما للمشاركة كمراقب في أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني الشهير. وفي العام التالي 1963، رفعه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث إلى منصب مطران أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس، ومنحه اسم “سويريوس”، وذلك وفق تقاليد الكنيسة التي تُطلق على الرهبان المرتقين إلى درجة الأسقفية أسماء مستوحاة من رجال الدين المسيحييّن الأوائل. باشر مهامه في رعاية السريان الأرثوذكس في الموصل بحماس وتفانٍ، حيث أنشأ مركزًا للتربية الدينية لأبناء الطائفة، ورمّم العديد من أبنية وأوقاف الكنيسة. وخلال خدمته، تم اكتشاف صندوق صغير يحتوي على عظام القديس توما في كنيسة تحمل اسمه، وهو اكتشاف ذو أهمية روحية وتاريخية كبيرة لأبرشية الموصل. في عام 1966، عُيّن بالوكالة راعيًا لأبرشية دير مار متى، ثم انتقل عام 1969 إلى أبرشية بغداد والبصرة. ونظرًا لنشاطه وتفانيه، عُيّن أيضًا مطرانًا بالوكالة لأوروبا عام 1976. بعد وفاة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث، اختير بطريركًا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، حيث جلس على كرسي رئاسة الكنيسة في 14 سبتمبر 1980، ليصبح البطريرك الـ122 في تاريخها. تميّز البطريرك زكا بسجل حافل في العمل الكنسي المسكوني منذ بداية مشواره الكهنوتي، حيث شارك في مؤتمرات دولية مثل مؤتمر أورس في الدنمارك عام 1964 ومؤتمر لامبث في لندن عام 1968، إلى جانب العديد من اللقاءات والحوارات مع الكنائس المسيحية الأخرى ومع علماء الدين الإسلامي. كما كان له دور كبير في خدمة أبناء رعيته في مختلف أنحاء العالم، وله مواقف وطنية مشهودة تجاه القضايا المصيريّة في المنطقة، وعلى رأسها القضيّة الفلسطينية. ارتبط البطريرك بعلاقات صداقة قوية مع العديد من كبار رجال الدين المسيحي والإسلامي، وكان شخصية تحظى باحترام وتقدير في الأوساط الدينية والوطنية. 🎓 دراساته العلمية مدرسة مار إفرام للسريان الأرثوذكس للدراسات اللاهوتية بالموصل بالعراق. الدراسات اللاهوتية العامة بجامعة نيويورك بنيويورك. عضو بأكادمية العلوم بالعراق. عضو فخري بالأكاديمية العربية بالأردن. عضو بكلية الدراسات السريانية، كلية لوثرن للدراسات اللاهوتية بشيكاغو 1981. الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، الدراسات اللاهوتية العامة بنيويورك. يجيد السريانية والعربية والإنجليزية بطلاقة وهو معروف بمقدرته العالية على الوعظ المسيحي في الأمور الدينية وله مؤلفات روحية ولغوية وتاريخية عديدة. يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار إغناطيوس زكا الأول عيواص” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إغناطيوس أفرام الثاني | الولادة: 1965 الوفاة: – ✝️ النشأة والتعليم مار إغناطيوس أفرام الثاني (بالسريانية: ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܦܪܝܡ ܬܪܝܢܐ). قداسته من مواليد مدينة القامشلي في الثالث من أيار عام 1965. تلقّى تعليمه الابتدائي في مدارس القامشلي، ثم التحق عام 1977 بإكليريكية مار أفرام السرياني في العطشانة – لبنان. بعد تخرّجه من الإكليريكية الأفرامية عام 1982، انتقل إلى حلب حيث عُيّن سكرتيرًا خاصًا للمطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، كما خدم في سكرتارية مطرانية حلب. 📜 البدايات الكنسية في عام 1984 التحق بكلية اللاهوت للأقباط الأرثوذكس في القاهرة. وفي تشرين الثاني 1985 ارتسم شماسًا إنجيليًا واتشح بالثوب الرهباني، ثم رُسم كاهنًا في 29 كانون الأول من العام نفسه في كنيسة مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي. ما بين عامي 1986 و1988 خدم رعية كنيسة السيدة العذراء في القاهرة، وتخرج عام 1988 حاصلًا على بكالوريوس في اللاهوت. خلال الفترة بين 1988 و1989، عمل في سكرتارية البطريركية، وتولى مهمة المرشد الروحي والمدرّس في إكليريكية مار أفرام السرياني بدمشق. وفي عام 1989 التحق بجامعة القديس باتريك الحبرية في إيرلندا، حيث نال عام 1994 شهادة الماجستير في اللاهوت العقائدي، ودكتوراه في اللاهوت عن أطروحته بعنوان: “رموز الصليب المقدس في كتابات الآباء السريان”. ما بين عامي 1991 و1993 خدم رعية الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في لندن، وفي عام 1992 قلده البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الصليب المقدس. خلال عامي 1994 و1995 عمل مدرسًا لمادتي لاهوت الأسرار واللاهوت الرعوي في كلية مار أفرام، وأشرف على إعادة إعمار دير تلعدا الكبير في ريف حلب. وفي 28 كانون الثاني 1996 رُسم مطرانًا ونائبًا بطريركيًا على أبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية باسم مار كيرلس أفرام، على يد البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص في كنيسة السيدة العذراء بالقامشلي. في عام 2013 التحق بجامعة فوردهام اليسوعية في نيويورك لنيل شهادة الدكتوراه في التربية الدينية. وفي 31 آذار 2014 انتخبه المجمع السرياني الأنطاكي الأرثوذكسي المقدس بطريركًا للسريان الأرثوذكس، ليكون البطريرك الـ123 خلفًا للبطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص. يتقن قداسته اللغات السريانية والعربية والإنكليزية والفرنسية، وله مؤلفات في التعليم المسيحي، وكتب طقسية، وقصص دينية للأطفال. ويُعد من رواد الحركة المسكونية منذ سنوات دراسته الإكليريكية، حيث شارك في عدة مؤتمرات مسكونية، منها الجمعيات العمومية لمجلس الكنائس العالمي في كامبرا – أستراليا، وهراري – زيمبابوي، وبورتو ألليجري – البرازيل، كما شغل عضوية اللجنتين المركزية والتنفيذية للمجلس، وعضوية اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني لكنائس أمريكا. ⛪ الأسقفية والعمل الرعوي ساهم في تأسيس جمعية مسكونية جديدة في الولايات المتحدة باسم “الكنائس المسيحية معًا في الولايات المتحدة الأمريكية” (Christian Churches Together in the USA)، وعُيّن رئيسًا مشاركًا لمجلس الكنائس الشرقية في أمريكا، وعضوًا في لجنة الحوار الأرثوذكسي الشرقي/الكاثوليكي في أمريكا. وشارك في العديد من الحوارات المسكونية بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. خلال خدمته في أبرشية شرق الولايات المتحدة الأمريكية، أسس عددًا من الرعايا الجديدة في ولايات واشنطن، فلوريدا، فيرجينيا، إنديانا، وتكساس. كما اهتم مؤخرًا بشراء مركز جديد للأبرشية يضم كاتدرائية، ومركزًا للشباب السريان، ومبنى إداريًا من خمسة طوابق. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أميليبيرغا القديسة | الولادة: – الوفاة: 900 رئيسة راهبات بندكتية في سوستيرن، هولندا. تم تعليم ابنتين من بنات ملك لورين في فرنسا في ديرها. عيد القديسة بـ 21 نوفمبر. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين … | آباء وقديسون | |
| مار إسحاق النينوي | الولادة: – الوفاة: – مار إسحاق النينوي (ܡܪܝ ܐܣܚܩ ܢܝܢܘܝ)، واحد من كبار الآباء الروحيين في القرن السابع الميلادي ضمن التراث السرياني. عاش في القرن السابع الميلادي (حوالي 600-700م)، وهو زمن شهد تحولات كبرى في العالم السرياني، بما في ذلك الفتوحات الإسلامية وتأثيراتها على الكنيسة. يُلقب بـ”النينوي” نسبة إلى مدينته الأصلية نينوى (مدينة تقع بالقرب من الموصل في العراق الحديث). عاش وترهب في منطقة نينوى وما حولها، التي كانت مركزاً دينياً وثقافياً مهماً. حياته ودوره كان راهباً ومعلّماً روحياً بارزاً، اشتهر بالحكمة والنسك والتأمل. يُعتبر من أهم الآباء الروحيين الذين أثروا في اللاهوت النسكي السرياني. كان له دور كبير في توجيه الرهبان والمجتمعات المسيحية خلال فترة صعبة من التغيرات السياسية والدينية. تعاليمه وأفكاره ركّز على الزهد والنسك كطريق للوصول إلى الاتحاد مع الله. واعتبر أن الصلاة والاعتراف بالخطايا هما من أهم وسائل تطهير النفس. علّم أهمية التواضع والرحمة والمحبة كأساس للحياة المسيحية الحقيقية. كان يقدّم نصائح عملية للرهبان في كيفية مقاومة الشهوات والتقرب من الله. أثره وتأثيره ترك تراثاً غنياً من الخطب والرسائل الروحية التي انتشرت بين الأديرة في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام. تعاليمه أثرت في الكثير من الرهبان واللاهوتيين السريان اللاحقين، وخصوصاً في المدارس الرهبانية في نينوى والرها. يُحتفى به في التقاليد السريانية باعتباره قديسًا ومعلّماً روحياً. التذكار يُذكر مار إسحاق النينوي في كتب السنكسارات السريانية في مواعيد متفرقة بحسب الطقس المحلي، عادة ضمن تذكار الآباء العظام. اقتباسات من تعاليم مار إسحاق النينوي عن الصلاة والاتحاد بالله: “الصلاة هي المفتاح الذي يفتح لنا أبواب السماء، وبها يقترب القلب من النور الإلهي، فلا نبقى أسرى ظلمات النفس.” عن التواضع: “التواضع هو تاج الروح، ومن تواضع رفعه الله، ومن تعظم سقط في غروره.” عن محبة القريب: “لا يمكن للإنسان أن يحب الله الذي لا يراه، وهو يكره أخاه الذي يراه كل يوم.” عن مقاومة الشهوات: “من ترك الشهوات، وجد سلامًا داخليًا، ومن استعبد نفسه لها، وجد نفسه عبداً لكل شيء إلا الله.” قصة من حياة مار إسحاق النينوي روى الرهبان أن مار إسحاق كان يعيش في عزلة شبه كاملة في دير قريب من نينوى، وكان يقضي ساعات طويلة في الصلاة والصوم. جاء إليه شاب يسأل عن كيفية الاقتراب من الله. فقال له مار إسحاق: “لكي تعيش الاتحاد مع الله، عليك أن تبدأ بحب نفسك حقاً، فلا تكون قاسياً عليها، ثم تحب القريب، وتغفر للعدو.” الشاب استغرب وقال: “كيف أبدأ بحب نفسي وأنا أجد نفسي مليئة بالخطايا؟” ابتسم مار إسحاق وقال: “الخطايا ليست نهاية الطريق، بل بداية التوبة. لا تهرب من ذاتك، بل اقف أمامها بخشوع، وقل لها: يا نفسي، أنت مخلوقة بمحبة، وستجدين الرحمة حين تطلبينها.” ثم دعا الشاب ليصلي معه، وعلمه كيف يجعل الصلاة حواراً صادقاً مع الله، لا مجرد كلمات تقال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سلوانس الناسك | الولادة: – الوفاة: – مار سلوانس الناسك (ܡܪܝ ܣܠܘܢܣ ܢܣܟܐ)، أحد الشخصيات النسكية الهامة في القرن الرابع الميلادي، وواحد من تلاميذ مار أوجين. عاش في القرن الرابع الميلادي، وهو عصر ازدهار الحركة النسكية في مناطق ما بين النهرين وبلاد ما حولها. أقام وعاش كنسك في جبل إزل، وهو جبل معروف قرب مدينة ماردين الواقعة حالياً في جنوب شرق تركيا. كان أحد تلاميذ مار أوجين (مار أوغين)، الذي يُعتبر من مؤسسي الرهبنة النسكية السريانية في ذلك العصر. تأثر كثيراً بتعاليم وأسلوب مار أوجين في الزهد، الصلاة، والتأمل الروحي. حياته النسكية اتّبع حياة الانعزال الكامل عن العالم، مكرّساً وقته للصلاة والصوم والتأمل. عاش في الكهوف والأماكن الوعرة على جبل إزل، متنقلاً بين الخلوات، معتمداً على البساطة والابتعاد عن زخارف الحياة الدنيوية. كان مثالاً للورع والتقشف، ما أكسبه احتراماً واسعاً بين الرهبان والناس. تعاليمه الروحية ركّز على تطهير النفس والاقتراب من الله بالزهد والعبادة المستمرة. واعتبر أن النسك الحقيقي يبدأ بخدمة الفقراء والبساطة في الحياة. علم أن الإنسان عليه أن يصارع الشهوات والضلالات الداخلية ليصل إلى السلام الروحي. ترك تأثيراً واضحاً في الحركات النسكية في منطقة ماردين وما حولها. وساهم في تأسيس أسلوب حياة رهبانية متجذرة في الأرضية السريانية الشرقية. أُعطي مكانة القديس والراهب الكبير في التراث السرياني، ويُذكر في السنكسارات مع غيره من الآباء النسكيين. التذكارات والطقوس: يحتفل بعيد مار سلوانس الناسك في بعض الكنائس السريانية في تاريخ متغير بحسب التقاليد المحلية. يُذكر في صلوات الرهبان وفي كتب السنكسارات كأحد نماذج القداسة والنسك. قصص وحكايات عن مار سلوانس الناسك النسك في الكهف الصامت يروى أن مار سلوانس كان يعيش في كهف صغير على جبل إزل، وكان يلتزم الصمت التام لأيام طويلة، لا يتحدث إلا للصلاة والتسبيح. كان يقول: “الصمت هو لغة الله التي تسمعها النفس النقية.” ويُقال إنّ أصوات الريح في الكهف كانت تبدو وكأنها ترانيم سماوية، مما جذب الرهبان والناس لزيارته والتعلم منه. اختبار الإيمان في العزلة ذات مرة، جاء تلميذ جديد يريد أن يصبح ناسكاً تحت إشراف مار سلوانس، لكن كان ضعيفاً أمام تجارب العزلة والصوم. فطلب منه سلوانس أن يصوم ثلاثة أيام كاملة في الكهف دون طعام ولا كلام. في اليوم الثالث، ظهر له حلم فيه ملاك قال: “إن كنت تريد أن تحيا لله، فعليك أن تصبر على التجارب، فكل شدة هي سلم إلى السماء.” استيقظ التلميذ بقوة روحية جديدة وأكمل دربه بنجاح. اللقاء مع مار أوجين يحكى أن مار أوجين، معلمه، زاره مرة على جبل إزل، وجده جالساً في صلاة عميقة، وكان وجهه متوهجاً نوراً روحانياً. قال له مار أوجين: “أنت لم تنس الطريق، يا سلوانس. الزهد ليس فقط في ترك العالم، بل في أن تكون الله معك حيثما كنت.” وهذه العبارة أصبحت من أقوال مار سلوانس المفضلة في تعاليمه لاحقاً. معجزة الماء في الجبل في إحدى السنوات الجافة، كانت المياه قليلة جداً على جبل إزل، وكان الرهبان يعانون من العطش. فصلى مار سلوانس صلاة طويلة طالباً شفاعة الرب. بعد الصلاة، تدفق نبع ماء صغير من صخرة قرب كهفه. كانت هذه المعجزة سبباً في زيادة احترامه بين الناس، وكانوا يأتون ليشربوا من ذلك النبع ويشكروا الله على كرمه. الزهد في مواجهة الغنى روى الناس أن رجلاً غنياً عرض على مار سلوانس ثروة هائلة مقابل أن يترك النسك ويعود إلى الحياة المدنية. لكن مار سلوانس رد عليه بهدوء: “كل ثروة في العالم لا تساوي لحظة من السلام في القلب.” ثم أعطى الرجل تعاليم عن السعادة الحقيقية التي تأتي من البساطة والقرب من الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس النزينزي | الولادة: – الوفاة: 390 مار غريغوريوس النزينزي، كما يُعرَف في التقاليد السريانية باسم مار گريگوريوس (ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ)، هو أحد أعلام الكنيسة الجامعة في القرن الرابع، ويحتل مكانة مرموقة في الفكر واللاهوت المسيحي، وقد وجد صدى كبيراً في الأدب السرياني، خاصة في ارتباطه الفكري والروحي بمار أفرام السرياني. وهو معروف أيضاً باسم غريغوريوس اللاهوتي وعاش في الفترة (329–390 م تقريبًا). عاش في نفس الحقبة التي نشط فيها مار أفرام السرياني. كان معاصراً لآباء كبار مثل باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيسي. اشتهر في التقليد السرياني كرجل تأمل، وشعر، ولاهوت عميق. أصله ومسيرته وُلد في مدينة نزينزوس (في كبادوكيا، تركيا الحالية) عام 329 م. درس في قيصرية، ثم الإسكندرية، وأكمل دراسته الفلسفية واللاهوتية في أثينا حيث تعرّف على القديس باسيليوس الكبير. أصبح أسقفاً لنزينزوس، ولاحقاً تولّى رئاسة أسقفية القسطنطينية لفترة قصيرة. توفي عام 390 م في عزلة وتأمل بعد أن انسحب من العمل الكنسي بسبب الصراعات اللاهوتية. مكانته في التراث السرياني في الأدب السرياني، يُعرف باسم “مار گريگوريوس الكبير” أو “اللاهوتي”. كان تأثيره واضحاً في المدارس اللاهوتية السريانية، خاصة مدرسة الرها ونصيبين. وغالباً ما يُقارن بـ مار أفرام السرياني من حيث: الشعر الروحي، العمق اللاهوتي، التركيز على سر الثالوث والتجسد، المديح الصوفي لله. مار أفرام السرياني ومار غريغوريوس النزينزي يُعتبران توأمين في الشعر اللاهوتي، رغم اختلاف لغتيهما (السريانية واليونانية)، فقد وحّدهما فكر التقوى المتأملة. أعماله وأفكاره الخُطب أشهرها “الخمسة اللاهوتية”، دافَع فيها عن الثالوث ضد الآريوسيين. الشعر اللاهوتي كتب مئات القصائد الروحية ذات طابع تأملي – لاحقًا تُرجمت إلى السريانية. رسائل مملوءة بالحكمة الروحية واللاهوتية. أهم أفكاره الثالوث القدوس: الوحدة في الجوهر، والتمييز في الأقانيم. سر التجسد: اتحاد اللاهوت والناسوت بلا اختلاط ولا انفصال. الحياة النسكية: فضّل العزلة والهدوء على الصراعات الكنسية. النعمة والحرية: أكّد أهمية النعمة الإلهية مع حرية الإنسان. مثال من أقواله (ترجمة بتصرف من اليونانية إلى السريانية) “ܗܘ ܕܠܐ ܐܬܬܢܦܫ ܠܐ ܡܫܟܚ ܠܡܦܢܫ ܐܚܪܢܐ. ܕܘܟܬܐ ܫܠܝܐ ܬܐܘܒܐ ܠܐܠܗܐ ܕܝܠܟ.” “من لم يُطهّر نفسه لا يستطيع أن يُطهّر غيره. اجعل من سكوتك هيكلًا لله.” صفاته الروحية لُقّب بـ”اللاهوتي” في الكنيسة الجامعة – وهو أحد ثلاثة فقط حملوا هذا اللقب (مع يوحنا اللاهوتي وسيمون اللاهوتي الجديد).🕯️ زهد وتواضع انسحب من العمل الأسقفي رغم شهرته، مفضّلاً التأمل والصلاة. شاعر صوفي حول اللاهوت إلى قصائد تمتلئ بالمحبة الإلهية والدهشة. محارب للبدع خاصم الآريوسيين ببلاغة نادرة ودقة فلسفية. تكريمه في الكنيسة السريانية يُكرَّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ضمن أعياد الآباء الكبار. وُجدت ترجمات سريانية لأقواله منذ القرن السادس، وذُكر اسمه في بعض المخطوطات إلى جانب مار أفرام وديونيسيوس الأريوباغي. دُرِّست تعاليمه في مدرسة الرها اللاهوتية كمصدر متين للفهم الأرثوذكسي. تحتفل به الكنيسة السريانية في تذكارات الآباء البيزنطيين. يُكرّم في 25 كانون الثاني. أما في التقليد السرياني، فلا يُخصص له عيد منفصل، لكنه مذكور في صلوات “الآباء القديسين”. التراث السرياني الذي تأثر به: كتبه وأشعاره أثّرت في أدب: مار يعقوب السروجي، مار نرساي، مار فيلوكسين المنبجي ولاحقًا في كتابات يشوع الدادسي وأبا الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أبراهام القاطع | الولادة: – الوفاة: 370 مار أبراهام القاطع (ܐܒܪܗܡ ܩܛܝܥܐ)، أحد أعظم قديسي الكنيسة السريانية الشرقية، وأبرز المبشّرين في القرن الرابع الميلادي. (السنوات التقريبية: 300 – 370م) عاش في القرن الرابع الميلادي، وهي فترة حاسمة في تاريخ الكنيسة، تميّزت بالانتشار السريع للمسيحية شرقاً وغرباً بعد مرسوم ميلانو. يُعتبر من أوائل المبشّرين السريان الذين حملوا الإنجيل إلى مناطق وثنية أو غير مسيحية بالكامل في شمال بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. الأصل والنشأة وُلد في منطقة بيت نهرين العليا (ربما في محيط نصيبين أو بيت زبداي) لعائلة مسيحية تقيّة. تلقى تعليماً كتابياً وروحياً في أحد الأديرة السريانية، وهناك تدرّب على الحياة النسكية والمطالعة اللاهوتية. لُقّب بـ**”القاطع” (ܩܛܝܥܐ)** ليس بمعنى العنف، بل إشارة إلى أنه: “قطع نفسه عن العالم” (أي ترك كل شيء وتفرّغ للمسيح). وربما أيضًا لأنه كان يقطع الخطايا بالزهد والكرازة الجريئة. بعض المؤرخين يقترحون أن الاسم قد يدل على شدّة حسمه في الإيمان والحق. نسكه وبشارته عاش في البداية كراهب وناسك، ثم شعر بدعوة لحمل الإنجيل إلى الشعوب البعيدة عن المسيح. سافر إلى قرى جبلية نائية، معظمها وثنية، ونادى بالمسيح بلغتهم. تعرّض للاضطهاد، الضرب، والطرد مراراً، لكنه لم ييأس. استطاع أن يبشّر قرى بأكملها ويؤسس فيها جماعات مسيحية صغيرة، منها ما تطور لاحقاً إلى مراكز مسيحية معروفة. كان واعظاً بسيطاً وفعّالاً، يُركّز على: المحبة والتوبة. قوة الصليب والقيامة. بساطة الإنجيل وسلطته. استخدم أسلوب الحياة الصالحة كمثال قبل التعليم بالكلام. أثره التاريخي يُذكر في كتابات القديس أفرام السرياني كمثال على “الغيرة التبشيرية”. ساهم في تحويل مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا إلى المسيحية. أثّر في نشوء أجيال من الرهبان المبشّرين في مدارس نصيبين وأربيل وساليق. أقوال منسوبة إليه “ܠܐ ܐܣܢܐ ܐܢܫܐ ܐܢܐ – ܐܠܐ ܒܟܠܢܫ ܚܙܐ ܐܢܐ ܕܡܘܬܐ ܕܡܪܝ.” “لا أكره أحداً – بل في كل إنسان أرى صورة ربي.” “ܐܢܐ ܕܐܥܡܠ ܠܡܪܝ ܠܐ ܐܬܦܠܓ ܡܢ ܬܥܝܒܐ.” “أنا الذي أعمل للرب، لا أتهرّب من التعب.” تذكاره وطقسه يُكرَّم في بعض الكنائس الشرقية يوم 15 تشرين الأول (أكتوبر). يُذكر في الصلوات الخاصة بالتبشير والرهبنة، ويُستشهد بحياته كمثال على التقوى النشطة (الرهبنة المرسلة). يُشار إليه في بعض السنكسارات باسم “مار أبراهام القاطع المبشّر”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار دانيال الناسك | الولادة: 400 الوفاة: 493 مار دانيال الناسك (ܡܪܝ ܕܢܝܐܝܠ ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ)، أحد كبار النساك السريان في القرن الخامس الميلادي، والذي ترك أثراً نسكياً وروحياً عميقاً في التراث السرياني الشرقي. عاش مار دانيال خلال القرن الخامس (400–493م تقريباً)، في فترة ازدهار الحياة الرهبانية في المشرق السرياني، خاصة بعد انتشار النموذج النسكي المصري والسرياني في سوريا العليا وبلاد ما بين النهرين. وُلد على الأرجح في محيط الرها (أورفا) أو نواحي أنطاكية، وتأثر بحياة القديس مار سمعان العمودي. حياته النسكية بدأ حياته الرهبانية في أحد الأديرة السورية وهو في سن الشباب. ترك الدير لينتقل إلى حياة العزلة التامة في البرية، باحثاً عن اتحاد أعمق بالله. اقتدى بالقديس سمعان العمودي، لكنه مارس نمطاً مختلفاً: السكينة والتأمل دون عمود، بل في كوخ بسيط أو كهف. كان يلبس جلداً خشناً، ينام على الأرض، ويتغذى بالقليل من البقوليات أو الأعشاب. تعاليمه وأقواله لم تُحفظ لنا كتابات أصلية لمار دانيال، لكن أقواله نُقلت ضمن مجموعات الآباء السريان النسّاك. تتركز تعاليمه على: نقاوة القلب والاتكال على الله فقط. ونبذ الرغبات الأرضية وأهمية البكاء على الخطايا. مقتطف منسوب إليه (بالسريانية): “ܒܠܒܐ ܕܕܝܐܢܐ ܕܒܥܐ ܐܠܗܐ ܢܚܬܐ ܬܡܢ.” “في قلب التائب الذي يطلب الله، تحلّ الراحة الإلهية.” علاقاته زاره عدد من التلاميذ والمريدين الذين كانوا يقصدونه للتعلّم والاسترشاد. ورغم عزلته، كان يُعرف عنه تمييز الأرواح، وكان يقدّم نصائح دقيقة للرهبان القادمين إليه. موته وتكريمه تنيّح في نهاية القرن الخامس بعد أكثر من خمسين سنة في النسك. يُعتقد أن قبره كان موضع تكريم محلي، وربما بُنيت عليه قلاية أو دير صغير. تُكرمه الكنيسة السريانية كأحد أعمدة النسك الروحي. تأثيره في التراث السرياني يُذكر ضمن قائمة النساك العظام في طور عبدين ونصيبين. نُقلت أخباره إلى أديرة جبل إيزلا حيث أثر في قوانين النسك فيها. لُقّب في المخطوطات بـ: “ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ” (المتّحد بالله) “ܕܝܠܐ ܕܐܪܥܐ” (غريب الأرض) عيده وتذكاره لا عيد رسمي له في الطقس السرياني العام، لكن يُحتفل بذكراه في بعض الأديرة يوم أحد النساك قبل الصوم الكبير. يُذكر في “سنكسار النسّاك” السرياني مع مار يوحنا الديلامي ومار أبراهام القصير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا الديلامي | الولادة: – الوفاة: – مار يوحنا الديلامي (بالسريانية: ܡܪܝ ܝܘܚܢܢ ܕܕܝܠܡܝ)، أحد أعلام الرهبنة واللاهوت النسكي في الكنيسة السريانية خلال القرن السابع الميلادي. عاش في القرن السابع الميلادي. زمنه كان مليئاً بالتحوّلات السياسية والدينية في الشرق، خاصةً مع بدايات الفتح الإسلامي. الأصل والجذور “الديلامي” نسبة إلى منطقة دَيلم أو دِيالم، وهي تقع في شمال بلاد فارس (قرب جبال بحر قزوين، إيران حالياً). اسمه يشير إلى أصول فارسية مسيحية، وكانت بلاد فارس آنذاك تضم جماعات كبيرة من المسيحيين السريان والنساطرة. حياته الرهبانية اتجه إلى حياة الرهبنة والنسك في وقت مبكر من حياته. تأثر بشدة بتقليد النسك السرياني الشرقي، والذي كان يتميز بالصمت، العزلة، الصوم، والصلاة الدائمة. انضم إلى أحد الأديرة القريبة من حدود بلاد فارس والعراق (يُعتقد أنه تتلمذ أو أقام مدة في أديرة بيث عربايه أو نينوى). يُقال إنه اعتزل في الجبال والكهوف، مكرّساً نفسه للصلاة والصمت والتأمل، مقتدياً بالأنبياء والآباء القدامى. دوره كمعلم ولاهوتي لم يكن مجرد ناسك، بل كان معلّماً روحياً، يقصده التلاميذ والمريدون ليتعلّموا منه. له تأثير عميق في اللاهوت النسكي السرياني، خاصة في ما يتعلّق بفكرة الاتحاد بالله (ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ) من خلال النسك والتجرد. تُنسب إليه أقوال وتعاليم روحية تُحفظ في الأديرة، شبيهة بأقوال النسّاك المصريين في البريّة. يظهر من أقواله تأثره العميق بالكتاب المقدس، وخصوصاً رسائل بولس الرسول وسفر المزامير. بعض من أقواله الروحية “ܠܐ ܡܢ ܣܓܝܐ ܦܠܬܐ ܢܬܕܥ ܐܢܫܐ ܩܕܝܫܐ، ܐܠܐ ܡܢ ܗܘ ܕܠܒܗ ܫܠܡ ܠܐܠܗܐ.” “ليس من كثرة الكلمات يُعرف الإنسان المقدس، بل من الذي سلّم قلبه لله بالسلام الكامل.” “ܐܢܬ ܕܒܥܐ ܬܚܙܐ ܐܠܗܐ – ܩܕܫ ܪܥܝܢܟ!” “أنتَ الذي تطلب أن ترى الله – نقِّ ذهنك!” أثره في الأدب الروحي السرياني لم تصل إلينا مؤلفات كاملة باسمه، لكن تُذكر أقواله في مجموعات أقوال الآباء النسّاك السريان، وخاصة في: سِيَر نساك المشرق والكتب الروحية في أديرة نينوى وطور عبدين. يُذكر ضمن النساك الذين تأثر بهم يوحنا بن كسرين ويشوعياب الحديابي. تكريمه يُكرَّم كقديس محلي في بعض الأديرة السريانية الشرقية. يرد اسمه أحياناً في التذكارات النسكية ضمن صلاة الليل في الأديرة. ولا يوجد له عيد رسمي في التقويم الطقسي العام، لكنه مذكور في المخطوطات كـ”مار يوحنا الديلامي البار”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار زينا الراهب | الولادة: – الوفاة: – مار زينا الراهب (ܡܪܝ ܙܝܢܐ ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ – مار زينا آحيد بآلها)، أحد النساك البارزين في طور عبدين في القرن السادس الميلادي. عاش مار زينا في القرن السادس الميلادي في منطقة طور عبدين، جنوب شرق تركيا اليوم، وهي من أشهر مراكز الرهبنة السريانية. يُعد من أبرز نُسّاك الطور المعروفين بـ شدة النسك والتقوى والابتعاد عن العالم. البيئة الروحية طور عبدين كان ولا يزال مركزاً رهبانياً كبيراً في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. في القرن السادس، امتلأت كهوف الجبال والأديرة بالنساك الذين عاشوا حياة الزهد والصمت والصلاة. اتخذ مار زينا الكهوف العالية والصخور النائية مقراً لسكناه. وعاش في وحدة تامة، يمارس الصلاة الدائمة، الصوم الطويل، والسجود الليلي. قيل إنه لم يتناول الطعام سوى مرة كل عدة أيام، مكتفياً بالقليل من الحشائش أو الخبز اليابس. بعض الكهوف التي عاش فيها ما زالت تُزار كأماكن تبرّك. عيده لا يوجد تاريخ موحد لعيده في الطقس السرياني الشعبي، لكنه يُذكَر في الصلوات الخاصة بأديرة طور عبدين. يُكرَّم ضمن مجموعة نسّاك الطور الذين يُحتفل بذكراهم في بعض الأديرة يوم أحد النساك الذي يقع قبل الصوم الكبير. أقوال منسوبة إليه (بحسب المخطوطات) “ܐܝܢܐ ܕܒܥܐ ܡܠܟܘܬܐ ܠܥܠܡܝܢ، ܠܐ ܢܗܒ ܪܓܝܓܘܬܐ ܠܦܓܪܐ.” “من يطلب ملكوت السماوات، لا يُرضي شهوات الجسد.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار اسطفان (رئيس الشمامسة) | الولادة: – الوفاة: – مار إسطفان (أو استيفانوس) (بالسريانية: ܡܪܝ ܐܣܛܦܢܘܣ)، باليونانية: Στέφανος (Stephanos) – ويعني “تاج” أو “إكليل”. بالعربية: استفانوس أو إسطفان. لقبه رئيس الشمامسة: أول من سُمِّي شمّاسًا في الكنيسة المسيحية. أول الشهداء: هو أول من استُشهد من المؤمنين بالمسيح بعد القيامة. المصدر الرئيسي لسيرته بحسب الكتاب المقدس هو سفر أعمال الرسل (الأصحاحات 6 و7) أبرز محطات حياته الاختيار كشمّاس: تم اختياره من بين سبعة رجال “مملوئين من الروح القدس والحكمة” (أعمال 6: 1–6). خُصّص لخدمة الأرامل وتوزيع الصدقات حتى يتفرغ الرسل للتعليم والصلاة. كان يتمتع بـ نعمة وقوة عظيمة، وكان يصنع عجائب وآيات. الكرازة والدفاع عن الإيمان دافع عن الإيمان المسيحي بجرأة أمام مجمع السنهدريم اليهودي. ألقى خطاباً قوياً يروي فيه تاريخ الخلاص من إبراهيم حتى المسيح، ويتهم فيه القادة برفضهم للمسيح كما رفضوا الأنبياء من قبل (أعمال 7). الاستشهاد بعد خطابه، رجموه بالحجارة خارج المدينة. أثناء رجمه، قال: “يا رب يسوع اقبل روحي”، ثم صلى من أجل قاتليه قائلًا: “يا رب لا تقم لهم هذه الخطيئة” (أعمال 7: 59–60). كان شاول الطرسوسي (الذي صار لاحقاً بولس الرسول) حاضراً عند استشهاده (القرن الأول). عيده الكنسي يُحتفل بعيده في عدة تواريخ، حسب الطقس: في الكنيسة السريانية: 26 ديسمبر. في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: 1 طوبه (تقريباً 9 يناير). في الكنيسة الكاثوليكية: 26 ديسمبر، مباشرة بعد عيد الميلاد. مكان استشهاده ورفاته استُشهد خارج مدينة أورشليم، على الأرجح قرب باب دمشق. يُعتقد أن رُفاته نُقلت لاحقاً إلى أماكن مختلفة، منها القسطنطينية وروما. توجد كنائس وأديرة كثيرة على اسمه في الشرق والغرب. مار إسطفان في الأيقونات يُرسم غالباً بثوب شمّاسي ويحمل إنجيلاً أو مبخرة. أحياناً يُصوَّر ومعه حجارة (رمزاً لرجمه). يظهر وجهه مشرقاً، تلميحاً لما ورد في أعمال الرسل: “وكان وجهه كوجه ملاك” (أعمال 6: 15). أماكن تكريمه كنيسة القديس إسطفان في القدس – تقليدياً يُقال إنها بُنيت على مكان استشهاده. أديرة باسم مار إسطفان في العراق، لبنان، سوريا، ومصر. اسمه شائع جداً في الطقس السرياني كأحد القديسين الشفعاء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار ميليطون السرياني | الولادة: – الوفاة: – مار ميليطون السرياني هو أحد الآباء القديسين في الكنيسة السريانية، وله مكانة متميزة في التراث الروحي والليتورجي السرياني، خاصة من حيث الكتابة الشعرية والتعليمية. من هو مار ميليطون السرياني؟ هو ميليطون (Melito)، ويُلقَّب في التقاليد السريانية بـ مار ميليطون. عاش في القرن الثاني الميلادي، وكان أسقف ساردس في آسيا الصغرى (مدينة ساردس تقع اليوم في تركيا الحديثة). ورغم أن اسمه انتشر بين الكنيسة السريانية، إلا أن أصله يعود إلى الكنيسة المسيحية الجامعة في بداياتها. أعماله وأثره الكتابة الدفاعية – “Apology”: كتب دفاعاً عن المسيحيين إلى الإمبراطور مرقس أوريليوس. دافع عن براءة المسيحيين من الاتهامات الشائعة حينها مثل الإلحاد والخرافة. كتاب “الفصح” أو “عن الفصح” (Peri Pascha): هذا من أشهر مؤلفاته. قصيدة شعرية ولاهوتية عميقة جداً حول آلام المسيح وموته وقيامته. يبرز فيها أسلوباً شعرياً سامياً، اعتبره الباحثون نموذجاً مبكراً لـ”التراتيل السريانية”. هذا الكتاب تم الحفاظ عليه في التقاليد السريانية، ويُعتقد أن أفرام السرياني تأثر به. العقيدة المسيحية: ميليطون كان من أوائل من قالوا بوضوح إن: المسيح هو الله المتجسد. والعهد القديم كان نبوءة عن المسيح. التفسير الرمزي للكتاب المقدس، وهذا الاتجاه أحبّته الكنيسة السريانية. في التراث السرياني تُرجم العديد من أعماله إلى السريانية في القرون الأولى. يُذكر اسمه بين آباء الكنيسة المبكرين في مخطوطات سريانية قديمة. تأثيره الأدبي واللاهوتي حاضر في المدارس السريانية خاصة في الرها ونصيبين. يُكرَّم في بعض الكنائس السريانية والأرثوذكسية كأبٍ من آباء الكنيسة الأوائل. أيضاً يُكرّم في الكنيسة البيزنطية والكاثوليكية في 1 أبريل. يميّزه استخدامه للشعر الديني في الدفاع عن الإيمان. ومزجه بين الرمزية اليهودية واللاهوت المسيحي. وتأثيره الكبير على الكتابات السريانية التي أتت بعده، خاصة عند القديس أفرام السرياني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار شموني وأبناؤها السبعة | الولادة: – الوفاة: – قصة مار شموني وأبنائها السبعة هي من أشهر قصص الشهادة في التراث المسيحي، خاصة في الكنيسة السريانية والكنائس الشرقية الأخرى. تمثل هذه القصة مثالاً عظيماً على الثبات في الإيمان والتضحية. من هي مار شموني؟ مار شموني (ܡܪܬ ܫܡܘܢܝ بالسريانية) هي امرأة يهودية تقية عُرفت بثباتها في الإيمان. تُعرف أيضاً باسم القديسة شموني أو المرأة الأم البطلة. كانت أماً لسبعة أبناء استُشهدوا جميعاً في يوم واحد بسبب تمسكهم بالإيمان بالله وعدم خضوعهم لعبادة الأصنام. القصة مذكورة في سفر المكابيين الثاني (الإصحاح 7)، وهو من الأسفار القانونية الثانية في بعض الطوائف المسيحية (مثل الأرثوذكس والكاثوليك). تُذكر أيضاً في التقاليد السريانية وبعض كتابات الآباء الشرقيين. ملخص القصة حدثت القصة في زمن الملك السلوقي أنتيوخوس أبيفانوس الرابع (حوالي 167 ق.م)، الذي اضطهد اليهود وأجبرهم على ترك شريعتهم. رفض أبناء شموني السبعة أكل لحم الخنزير أو عبادة الأوثان، فتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب. تمّ قتلهم واحداً تلو الآخر أمام أعين والدتهم، لكنها لم تنهار بل شجّعتهم على الثبات والإيمان بالله. في النهاية، استُشهدت مار شموني أيضاً، بعد أن شاهدت موت جميع أبنائها. يُعتبر هذا المشهد أحد أروع مشاهد الاستشهاد والإيمان الأمومي في التراث الديني. عيد مار شموني وأبنائها السبعة يُحتفل بعيدهم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر). في بعض الكنائس الأخرى، يُحتفل بهم في تواريخ مختلفة (مثل 1 أغسطس أو 17 أغسطس في التقليد الغربي). رمزية القصة تمثل مار شموني وأبناؤها صورة الإيمان الذي لا يتزعزع، حتى في وجه الموت. تُعطى كقدوة للعائلات المسيحية في غرس الإيمان في قلوب الأبناء. تُكرَّم كـ أم الشهداء، ومثال للمرأة القوية روحياً. هناك أديرة وكنائس في العراق وسوريا ولبنان وتركيا باسم “مار شموني”. أشهرها: دير مار شموني في برطلة قرب الموصل، العراق. وغالباً ما تُصوَّر مار شموني في الأيقونات وهي تقف بثبات خلف أولادها السبعة أثناء الاستشهاد. يُظهر المشهد تعبيرها الصامد والإيمان العميق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار متى الناسك | الولادة: – الوفاة: – مار متى الناسك (بالسريانية: ܡܪܝ ܡܬܝ) هو أحد أبرز القديسين في التراث المسيحي السرياني والشرقي، ويُعتبر من أعمدة الحياة النسكية في المشرق. ولد في منطقة العمادية أو نواحي شمال ما يُعرف اليوم بـ العراق. ونشأ في بيئة مسيحية مؤمنة وكان متأثراً بحياة النسك والتقوى منذ صغره. وذلك في القرن الرابع الميلادي. الحياة النسكية سلك طريق الرهبنة والنسك مبكراً. غادر الحياة العامة وانعزل في جبل مقلوب شمال مدينة نينوى (الموصل حالياً)، حيث عاش حياة تأمل وصلاة وحرمان. سُمِّي بـ “الناسك” نظراً لحياته المتقشفة والزهدية. دير مار متى أسس دير مار متى في القرن الرابع الميلادي على جبل مقلوب (ويسمى أيضاً جبل الألفاف). يقع الدير على بعد حوالي 20 كم شمال شرقي الموصل، العراق. يُعد من أقدم الأديرة المسيحية القائمة حتى اليوم. أصبح مركزاً روحياً وثقافياً هاماً، حيث خرج منه العديد من الآباء والعلماء المسيحيين السريان. أهميته الدينية والتاريخية يُعتبر مار متى من كبار القديسين عند الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. له مكانة مقدسة عند المسيحيين في العراق وسوريا وتركيا. نسب إليه العديد من المعجزات، خاصة شفاء الأمراض وطرد الأرواح الشريرة. وفاته توفي في نفس المكان الذي عاش فيه ناسكاً (جبل مقلوب). يُعتقد أن وفاته كانت في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي. وقبره موجود في دير مار متى، ويُزار من قبل الحجاج حتى اليوم. يُحتفل بعيده في 18 أيلول (سبتمبر) من كل عام في التقليد السرياني. أثره اليوم لا يزال دير مار متى قائمًا ويُعد وجهة للحج والصلاة. يضم مكتبة قديمة ومخطوطات نادرة. رغم التحديات التي واجهتها المنطقة، ظل الدير مركزاً روحياً بارزاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار برصوم النصيبيني | الولادة: – الوفاة: – مار برصوم النصيبيني (ܡܪܝ ܒܪܨܘܡ ܢܨܝܒܝܢܝ)، أحد أبرز الشخصيات الروحية في القرن الخامس الميلادي ضمن التراث السرياني. عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو عصر ازدهار الحركة الرهبانية والنسكية في الشرق السرياني. ينتمي إلى مدينة نصيبين، وهي مدينة قديمة مهمة في شمال شرق سوريا الحالية، كانت مركزاً دينياً وثقافياً كبيراً. حياته ودوره كان راهباً ناسكاً معروفاً بتقواه وزهده. اتبع حياة الانعزال والعبادة الصارمة، وكرّس حياته للصلاة والتأمل والتقشف. يُعتبر من أبرز نماذج النسك والقداسة في منطقة نصيبين، وقدوة للرهبان والناس في تلك الحقبة. ركّز على الزهد وترك الماديات، معتبراً أن الانقطاع عن متاع الدنيا هو الطريق إلى السلام الداخلي. شدد على أهمية الصلاة المستمرة والامتناع عن الشهوات كوسيلة للنمو الروحي. عُرف بتواضعه وابتعاده عن المجد الشخصي، مع تركيزه على الخدمة الروحية. أثره وتأثيره ترك أثراً بارزاً في الحركة الرهبانية في نصيبين والمناطق المجاورة. تمجيده في السنكسارات السريانية، حيث يُذكر كقديس وعلامة من علامات القداسة والنسك. يُحتفل بذكراه في الكنائس السريانية في مواعيد محددة. قصة من حياة مار برصوم النصيبيني روى الرهبان أن مار برصوم النصيبيني كان يعيش حياة بسيطة جداً في عزلة قريبة من نصيبين، وكان يملك شيئاً قليلاً جداً من المال، لكنه كان دائماً يساعد الفقراء والمحتاجين. ذات يوم، جاء إليه رجل غنيّ وعرض عليه ثروة كبيرة مقابل أن يترك النسك ويعود إلى حياة الترف والراحة. لكن مار برصوم أجابه بهدوء: “إنني قد وجدت كنزي الحقيقي في البساطة والقرب من الله، أما الدنيا فزائلة، فلا أريدها حتى لو عرضت عليّ ملكاً.” الرجل تأثر بشدة بكلامه وترك الحياة الدنيوية ليقتدي به في طريق الزهد والتقشف. حكمة من تعاليم مار برصوم النصيبيني “لا ينال الإنسان السلام الحقيقي إلا إذا ترك حب المال وأقبل بمحبة الله، فإن القلب الذي يملكه الله لا يعرف الفقر.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار باسيليوس برصوم | الولادة: – الوفاة: 1454 مار باسيليوس برصوم (ܡܪܝ ܒܐܣܝܠܝܘܣ ܒܪܨܘܡ)، من أعلام الكنيسة السريانية في القرن الخامس عشر الميلادي. عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، وهي فترة مهمة شهدت استمرار الحفاظ على التراث المسيحي السرياني في مناطق مثل بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، رغم الأوضاع السياسية المضطربة. يعود أصله إلى منطقة برصوم، وهي منطقة معروفة في التراث السرياني، يُحتمل أنها تقع ضمن أراضي المشرق السرياني (من المحتمل في شمال العراق أو شرق تركيا). حياته ودوره كان راهباً ومعلّماً روحياً، اشتهر بالنسك والعبادة، وبتعليم الآخرين علوم اللاهوت والروحانية. عمل على الحفاظ على اللغة السريانية وتراث الكنيسة وسط ظروف صعبة شهدتها الكنائس الشرقية آنذاك. أسهم في نقل التقليد الرهباني إلى الأجيال اللاحقة، ومثّل حلقة وصل بين الآباء الروحيين القدامى وروحانيات القرن الخامس عشر. مساهماته لم يبقَ لدينا عدد كبير من كتاباته، لكن المعروف عنه أنه كان كاتباً ورسّاماً للكتب اليدوية (المخطوطات)، مما ساعد في حفظ التراث المسيحي السرياني. ترك تعاليم روحية في النسكية والزهد، كما ساهم في تطوير الصلوات والتأملات الخاصة بالتقاليد السريانية. اعتُبر مثالًا للرهبنة النقية في عصره، وذاع صيته بين الأديرة الرهبانية في بلاد ما بين النهرين. أُدرج ضمن قائمة القديسين في بعض التقاليد السريانية، وخاصةً في المناطق التي نشط فيها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة رفقة | الولادة: 1832 الوفاة: 1914 عن القديسة رفقة (رفقة الريّس)، راهبة لبنانية مارونية بارزة في القرن التاسع عشر. وُلدت في 29 يونيو 1832 في حملايا (لبنان). وتوفيت في 23 مارس 1914 في دير مار يوسف – جربتا (لبنان). راهبة لبنانية مارونية، معروفة بتقواها وصبرها على الألم. عاشت في القرن التاسع عشر الميلادي في لبنان، في بيئة مارونية عريقة تعتز بالتقاليد المسيحية الشرقية. كانت جزءاً من الحركة الرهبانية التي انتشرت في لبنان خلال تلك الفترة لتعزيز الحياة الروحية والخدمة الاجتماعية. حياتها ودورها عاشت حياة زهد وتقوى، مكرسة نفسها للصلاة، والتأمل، وخدمة الفقراء والمرضى. عُرفت بصبرها على الألم والمعاناة، حيث تحملت الكثير من التجارب الجسدية والروحية بصبر وإيمان عميق. شكلت نموذجاً للمرأة الرهبانية التي تجمع بين الحياة الروحية والعمل الخدمي. فضائلها وتعاليمها تشددت في الالتزام بالصلاة اليومية والامتناع عن الملذات الدنيوية. كانت مثالاً حياً في التواضع، والصبر، والمحبة المسيحية، خاصة تجاه المرضى والمحتاجين. تركت أثراً روحياً عميقاً في ديرها وبين من عرفها، حيث ألهمت الكثيرين بحياتها. مكانتها وتكريمها تحظى بتقدير كبير في الكنيسة المارونية، وتعتبر قديسة محلية تُحتفل بذكراها. سُجلت سيرتها في وثائق الكنيسة المارونية كمثال للقداسة النسائية في لبنان. تُذكر في الزيارات الروحية والاحتفالات التي تعزز التراث الروحي في لبنان. قصة من حياة القديسة رفقة الريّس روت الروايات أن القديسة رفقة عانت من مرض شديد ألمّ بها لفترة طويلة، لكنها لم تفقد إيمانها أبداً. في أيام الألم والضعف، كانت تقول بحزن وصبر: “أيها الألم، أنت مرّ لكنك لا تغلبني، إيماني بالله هو قوتي، وبالصلاة أنجو.” كانت تقضي لياليها في الصلاة، ترفع قلبها إلى الله وتطلب منه القوة لتتحمل ما مرّت به. أثرت هذه القوة الروحية في كل من حولها، فكان المرضى والراهبات يستمدون من صبرها مثالاً للتفاني والإيمان. ذات يوم، قال لها راهب زائر: “كيف تجدين هذه القوة وسط هذا الألم؟” أجابته رفقة بابتسامة رقيقة: “الصليب ثقيل، لكن فرح القيامة أعظم.” تأمل مستوحى من سيرتها “في ضعف الجسد، تشرق قوة الروح. إن حمل الألم بصبر هو أقرب الطرق إلى الله.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة مارينا | الولادة: – الوفاة: – القديسة مارينا، المعروفة بلقب “الراهب المتخفي” – وهي من أروع وأعمق قصص القداسة في التقليد المسيحي الشرقي، خاصة في البيئات السريانية والبيزنطية. عاشت في القرن الخامس أو السادس الميلادي، خلال عصر ازدهار الحياة الرهبانية في الشرق المسيحي. تُروى قصتها في تقاليد بيزنطية وسريانية ولبنانية، وتُعتقد أصولها من شمال لبنان أو من محيط أنطاكية. قصتها كانت مارينا ابنة وحيدة لرجل تقيّ أرمل، أراد أن يكرّس حياته في أحد الأديرة. عندما قرر والدها أن يترهب، رفض اصطحابها بسبب أنها فتاة. لكنها توسلت إليه أن يأخذها معه، فقصّت شعرها وتنكّرت في زي راهب شاب، واتخذت اسماً ذكورياً: “مارينوس”. دخلت الدير وعاشت حياة تقشف وصلاة مع والدها، دون أن يعرف أحد بحقيقتها. اتهامها وامتحانها بعد وفاة والدها، استمرّت مارينا في الدير. وفي إحدى المرات، اتُهمت ظلماً بأنها أوقعت فتاة في الخطيئة وأنجبت منها، دون أن تكشف عن حقيقتها. رغم هذا الظلم، لم تدافع عن نفسها، بل قبلت العقاب في صمت، قائلة: “الله يعرف الحقيقة، وسأصبر على حكم الناس.” طُردت من الدير مؤقتاً، وقامت بتربية الطفل خارج أسوار الدير في فقر شديد، حتى أعيدت لاحقاً إلى الدير بعد انكشاف الحقيقة. وفاتها واكتشاف الحقيقة بعد وفاتها، اكتشف الرهبان أثناء تجهيز جسدها للدفن أنها امرأة، فذهلوا من الأمر وبكوا لما عرفوا مقدار الظلم الذي احتملته وصبرها القديس. تحوّلت قصتها إلى شهادة عظيمة عن الاتضاع، الصبر، والنقاوة، وانتشرت في الكنائس الشرقية والبيزنطية. تكريمها ومكانتها تُكرَّم في العديد من الكنائس الشرقية، خصوصًا في لبنان وسوريا، وفي الأديرة القبطية والبيزنطية أيضاً. قصتها تُتلى في السنكسارات كرمز للبطولة الروحية والصبر النسكي. كثير من الأديرة تحمل اسمها في لبنان ومصر، مثل دير مار مارينا في القلمون (لبنان). رمزية سيرتها تُعدّ رمزاً للقوة الروحية في وجه الظلم والتمييز، وقدوة في الاتضاع والصبر والتضحية. تدعو قصتها للتأمل العميق في فكرة التخلي عن الذات لأجل الله، واحتمال التجربة بصمت وإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أدي ومار ماري | الولادة: – الوفاة: – مار أدي ومار ماري، هما من أبرز الشخصيات الرسولية في تاريخ الكنيسة السريانية والكنيسة في بلاد ما بين النهرين (الرافدين). تلميذا القديس توما الرسول، مبشرا بلاد الرافدين. عاشا في القرن الأول الميلادي، أي في المرحلة المبكرة جداً من انتشار المسيحية. تركّز نشاطهما التبشيري في بلاد ما بين النهرين، خاصة في منطقة الفرات، نينوى، والموصل، وصولاً إلى المدائن (ساليق وقطيسفون) قرب بغداد الحالية. كانا تلميذين مباشرين أو قريبين من القديس توما الرسول الذي بشّر في الهند والمشرق. دورهما في التبشير يعتبرهما التقليد السرياني والكنيسة الشرقية (آشورية وكلدانية) من مؤسسي الكنيسة في المشرق. قام مار أدي أولاً بالتبشير في الرها (أورفا) ثم انتقل إلى بلاد الرافدين. لحقه مار ماري وواصل العمل التبشيري، فبشّرا الوثنيين واليهود، وعمّدا الآلاف. الكتابات المنسوبة إليهما “الليتورجيا المار أدي وماري”: تُعتبر من أقدم الطقوس الإفخارستية المعروفة في العالم المسيحي، وهي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في الكنائس الشرقية. هذا الطقس يتميّز بلغة سريانية قديمة وروح نسكية عميقة تعبّر عن الإيمان المبكر والبساطة الرسولية. الأثر والمكانة يُكرّمان بعمق في تقليد كنيسة المشرق والكنائس السريانية، ويُعتبران بمثابة رسولين للمشرق. تُحتفل بذكراهما في 15 يوليو بحسب تقويم كنيسة المشرق، وفي تواريخ أخرى ضمن الطقوس الشرقية. توجد كنائس وأديرة كثيرة تحمل اسمهما، خصوصاً في العراق، إيران، وسوريا. رمزية سيرتهما يمثلان الروح التبشيرية الأصيلة للكنيسة الأولى، حيث انتشرت المسيحية على أيديهم من دون سيف أو سلطة، بل بالكلمة والصلاة والشهادة. حياتهما تعكس البساطة الإنجيلية، الشجاعة، والإيمان العميق، رغم ظروف الاضطهاد الوثني في الإمبراطورية الفارسية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سرجيوس الأول | الولادة: 650 الوفاة: 701 البابا سرجيوس الأول (Sergius I) (باللاتينية: Sergius I)، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، وأحد أبرز باباوات القرن السابع. البابا رقم 84 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. تولّى البابوية من 15 ديسمبر 687 حتى وفاته في 8 سبتمبر 701. خلف البابا كونون، وسبقه البابا يوحنا السادس. الولادة والنشأة وُلِد في أنطاكية (التي كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية) نحو سنة 640 م، من أصول سورية – بيزنطية. نشأ وتعلّم في صقلية، مثل عدد من رجال الدين البيزنطيين الذين خدموا في الغرب. استقر لاحقاً في روما، وأصبح كاهناً موقراً في الكنيسة الرومانية. توفي في 8 سبتمبر 701 في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. الصفات والشخصية عُرف بالتقوى والعلم والحزم. يتميز بقدرته على إدارة الصراع، وخصوصاً في مواجهة الإمبراطورية. كان محباً لليتورجيا والموسيقى الكنسية. يُعد من الباباوات الشرقيين ذوي التأثير اللاهوتي والسياسي العميق في الغرب. أبرز الإنجازات والأعمال الرفض الحاسم للمجمع التروبتيكتسي (Quinisext Council): في سنة 692، عقد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني مجمعًا في القسطنطينية يُعرف بـ “المجمع الخامس-السادس” أو Quinisext Council، أصدر قوانين (قوانين دون عقائد) لم تكن متوافقة مع تقاليد الكنيسة الغربية. البابا سرجيوس الأول رفض التوقيع على قرارات المجمع، لأنها: تضمنت انتقادات للطقوس الغربية. لم تكن ناتجة عن إجماع بين الكنائس الشرقية والغربية. الإمبراطور أرسل قوات لاختطاف البابا إلى القسطنطينية، لكن الشعب الروماني والحرس البابوي منعوا تنفيذ الأمر. هذا الحدث يُعد واحدًا من أوائل مظاهر المقاومة البابوية للسلطة الإمبراطورية البيزنطية. دعم الأرثوذكسية ضد البدع: واصل مقاومة البدع المسيحية مثل المونوتيلية. أكّد على عقيدة أن المسيح له إرادتان وطبيعتان (إلهية وبشرية)، وفق قرارات المجامع المسكونية. تطوير الطقوس الليتورجية: أضاف إلى القداس الروماني التراتيل المعروفة بـ “أغنوس داي” (Agnus Dei – يا حمل الله). شجّع الموسيقى الكنسية والاحتفالات الليتورجية، وتأثرت كثيراً بالتقاليد الشرقية. إصلاحات كنسية ورعوية: دعا إلى حياة أكثر تقوى وانضباطًا في صفوف رجال الدين. حافظ على السلام في روما رغم الانقسامات والتدخلات السياسية. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بذكراه في 8 سبتمبر.رغم أنه وُلِد بيزنطياً، إلا أن سرجيوس الأول شكّل منعطفًا في مقاومة السيطرة البيزنطية على الكنيسة الرومانية. موقفه الشجاع من مجمع القسطنطينية أكسبه مكانة قوية لدى الكنيسة الغربية. البابا سرجيوس الأول كان من أصول بيزنطية سورية، لكنه لعب دورًا حاسمًا في استقلالية الكنيسة الرومانية عن الإمبراطورية الشرقية. امتاز بعقله اللاهوتي، وشجاعته في مواجهة تدخل الدولة، وأثره الليتورجي لا يزال حاضرًا حتى اليوم. يُعد من أبرز الباباوات في القرن السابع، الذين مهدوا الطريق لسلطة روما المستقلة دينيًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا كونون | الولادة: 630 الوفاة: 687 البابا كونون، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين ضمن الإمبراطورية البيزنطية، وتقلد منصب بابا الفاتيكان في القرن السابع. نشأته وسيرته كونون (باللاتينية: Conon) البابا رقم 83 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، تولّى البابوية من أكتوبر 686 إلى وفاته في سبتمبر 687. خلف يوحنا الخامس، وسبقه سيرجيوس الأول. وُلِد في تراقيا (Thrace)، وهي منطقة تقع اليوم بين اليونان وتركيا وبلغاريا، وكانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. من أب جندي سوري، وهو ما يُظهر أصوله الشرقية المختلطة. تلقى تعليمه في صقلية، والتي كانت خاضعة للحكم البيزنطي أيضاً. يتحدث اليونانية واللاتينية، مما جعله مناسباً للتواصل بين الشرق والغرب الكنسي. توفي في أواخر سبتمبر 687، بعد أقل من سنة في الحكم ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. كان معروفاً بالتقوى والتواضع وُصف بأنه شيخ ذو مظهر وقور وسيرة طاهرة يتمتع بحنكة سياسية، وكان شخصية توافقية في وقت من الانقسامات. خلفيته السياسية والدينية لم يكن سياسياً بالمعنى الحرفي الحديث، لكنه لعب دوراً دينياً وسط نزاع سياسي داخلي في روما. تم اختياره كحل وسط بين الفصائل الكنسية المتصارعة: الكهنة الرومانيين التقليديين من جهة، والضباط البيزنطيين والإكليروس الشرقي من جهة أخرى. يُمكن اعتباره رجل دين “بمواصفات دبلوماسية” أكثر منه رجل سياسة تقليدي. أعماله وإنجازاته انتخاب توافقي: جاء انتخابه بعد صراع بين مجموعات كنسية وسياسية في روما كونه “غريباً” (ليس من روما، بل من الشرق)، جعله مرشحًا توافقياً بين الفرقاء. كانت تلك مرحلة انتقالية في البابوية، وكان وجوده بمثابة تهدئة للجو المحتقن. علاقته بالإمبراطورية البيزنطية: حافظ على علاقات طيبة مع الإمبراطور يوستين الثاني (Justinian II). وافق الإمبراطور بسرعة على تنصيبه، وهذا يدل على القبول السياسي لشخصه. الاهتمام بالإصلاح الكنسي: لم يُعرف عنه أنه أدخل إصلاحات كبيرة، ربما بسبب قصر مدة حبريته لكنه استمر في الخط اللاهوتي الأرثوذكسي المناهض للهرطقات، مثل المونوتيلية. يُذكر اسمه في قوائم الباباوات التقيين، لكن لا يُحتفل به كـ”قديس” رسمي في الكنيسة الكاثوليكية، لا توجد له طقوس خاصة أو عيد ديني معروف البابا كونون كان رجل دين شرقياً بيزنطياً، وُلد في منطقة حدودية بين الثقافات، وتقلد المنصب البابوي في لحظة حساسة، حيث شكّل جسراً توافقياً بين الكنيسة الغربية والإمبراطورية الشرقية. لم يكن بابا إصلاحياً كبيراً، لكن أهميته تأتي من دوره التوفيقي وقدرته على نزع فتيل الصراع الداخلي في الكنيسة الرومانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا الخامس | الولادة: – الوفاة: 686 يوحنا الخامس (باللاتينية: Ioannes V) بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 82. تولّى البابوية من 23 يوليو 685 إلى وفاته في 2 أغسطس 686. الولادة والنشأة وُلِد في أنطاكية (الواقعة اليوم في تركيا)، وكانت حينها تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، يُعتبر من الشرقيين الذين تولّوا البابوية، حيث جاء من منطقة ناطقة باليونانية. عُرف بإجادته اليونانية واللاتينية، مما جعله حلقة وصل ثقافية بين الشرق والغرب. توفي في 2 أغسطس 686 في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس (القديمة). الصفات والشخصية عُرف بالعلم اللاهوتي والتقوى والاعتدال. خدم لفترة طويلة ككاهن في الإدارة البابوية قبل أن يُنتخب بابا، عمل كمساعد في الأمور العقائدية والإدارية خلال فترة البابوات الذين سبقوه. الإنجازات والأعمال تعزيز الوحدة بين الكنيسة الغربية والشرقية: استخدم معرفته باللغتين واللاهوت الشرقي لدعم التقارب بين الكنيسة الرومانية والكنائس الشرقية. أكّد تمسّكه بقرارات المجمع المسكوني الثالث في القسطنطينية (680–681) ضد بدعة المونوتيلية. حافظ على علاقات جيدة مع الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع. العدالة الاجتماعية والرعاية: استخدم الموارد البابوية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في روما. خفّف من الضرائب التي كانت مفروضة على بعض الكنائس والمناطق الكنسية. الإدارة الهادئة والفعالة: فترة بابويته كانت قصيرة (حوالي سنة واحدة)، لكنها اتسمت بالهدوء والاستقرار. ساعد في الحفاظ على الاستقرار الإداري للكنيسة بعد سلسلة باباوات من خلفيات متنوعة. يُكرَّم كـ بابا تقي في تاريخ الكنيسة، لكن لا يُحتفل به كقديس رسمي في الطقوس العامة. ليس له عيد كنسي معروف. كانت البابوية في عصره لا تزال تحت النفوذ السياسي للإمبراطورية البيزنطية. يوحنا الخامس تعامل بذكاء مع هذا الوضع، محافظاً على الولاء الإمبراطوري دون التفريط في خصوصية الكنيسة الرومانية كونه مولوداً في الشرق سهّل عليه التفاهم مع السلطات البيزنطية لا تُنسب إليه مؤلفات كبرى لكن هناك عدد من الرسائل والمراسلات الكنسية التي تدل على اهتمامه بالعقيدة والليتورجيا (العبادة) وتنظيم الكنيسة يوحنا الخامس كان شخصية هادئة ومتصالحة، مثقفاً ولاهوتياً بارعاً، وواحداً من الباباوات القلائل الذين جاءوا من الشرق البيزنطي. بالرغم من قصر فترة حكمه، إلا أنه ساهم في تقوية الجسر بين الكنيسة الغربية والشرقية، ودعم الاستقرار العقائدي بعد فترة من الجدل اللاهوتي والانقسامات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بندكت الثاني | الولادة: – الوفاة: 685 البابا بندكت الثاني (Benedictus II) كان أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية في القرن السابع، وتميز بتقواه وعلاقته المتوازنة مع الإمبراطورية البيزنطية. نشأته وسيرته بندكت الثاني (باللاتينية: Benedictus II) البابا رقم 81 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى الكرسي الرسولي بعد البابا ليون الثاني وذلك من 26 يونيو 684 إلى 8 مايو 685. وُلِد في روما، الإمبراطورية البيزنطية (كانت روما آنذاك تحت الحكم البيزنطي)وتاريخ الميلاد غير معروف بدقة بالرغم من أنه مولود في روما، إلا أنه يُعتبر من رعايا الإمبراطورية البيزنطية، لأن إيطاليا في ذلك الوقت كانت خاضعة لها سياسياً. توفي في 8 مايو 685 في روما ودُفن في كنيسة القديس بطرس (القديمة). اشتهر بالتقوى، والوداعة، والعلم. تلقى تعليمه في الكنيسة، وأظهر براعة في الكتابات الكنسية والتراتيل. كان كاهناً بارزاً في طقوس الكنيسة قبل انتخابه. أهم الأعمال والإنجازات حلّ مشكلة تأخير المصادقة على انتخاب البابا: بعد انتخابه، انتظر شهوراً حتى صادق الإمبراطور البيزنطي على تنصيبه، وهو أمر كان يسبب تأخيرات كبيرة. نجح في إقناع الإمبراطور قسطنطين الرابع بمنح الإذن للمسؤولين المحليين (إكسرخس رافينا) بالموافقة على انتخاب البابا دون انتظار التأكيد الإمبراطوري من القسطنطينية. هذا الإنجاز ساعد في تقوية استقلالية الكنيسة الرومانية نسبياً. حماية العقيدة الأرثوذكسية: تابع التمسك بقرارات المجمع المسكوني الثالث في القسطنطينية (الذي أدان المونوتيلية). أعاد تثبيت وحدة العقيدة بين الكنيسة الغربية والإمبراطورية الشرقية. أعمال خيرية وإصلاحات: دعم الفقراء والمحتاجين، رمّم عدداً من الكنائس في روما وشجّع على التعليم الديني. يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بذكراه في 8 مايو (تاريخ وفاته). كانت البابوية خلال عهده ضمن النفوذ البيزنطي، لكنه نجح في الحفاظ على توازن دقيق بين الولاء السياسي للبيزنطيين والاستقلال الديني وتميّز عهده بالهدوء النسبي والتعاون مع الإمبراطور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا ليون الثاني | الولادة: – الوفاة: 683 ليون الثاني (Leo II) كان بابا الفاتيكان رقم 80، وتولى السدة البابوية لفترة قصيرة جداً في القرن السابع. نشأته وصفاته ليون الثاني (باللاتينية: Leo II) بابا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. دامت فترته البابوية من 17 آب/أغسطس 682 حتى وفاته في 3 تموز/يوليو 683. خلف أغاثو (Agatho) وسبقه بنديكتوس الثاني (Benedict II). وُلِد في صقلية، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية، وتاريخ ميلاده غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه كان في أوائل القرن السابع. توفي في 3 يوليو 683 في روما ودُفن في كنيسة القديس بطرس (القديمة). كان مثقفاً ولغوياً بارعاً، يجيد اليونانية واللاتينية، وهو أمر مهم في تلك الفترة التي كان فيها التوتر بين الشرق والغرب المسيحيين. اشتهر بالتقوى والبلاغة. عمل سابقاً كـ كاهن ومغنٍّ في الطقس الليتورجي (الترانيم الكنسية). أعماله وإنجازاته اعتمد المجمع المسكوني الثالث القسطنطيني (680–681): الذي أدان الهرطقة المونوتيلية (Monothelitism)، وهي عقيدة تقول إن للمسيح إرادة واحدة فقط (إلهية فقط)، بينما أقر المجمع أن له إرادتين (إلهية وبشرية). دعم بشدة قرارات المجمع بعد انتخابه، وأرسل رسائل تفسيرية لشعوب الغرب حول هذا الأمر. دوره في توضيح موقف سلفه البابا هونوريوس الأول: أدان ليون الثاني الهرطقة، لكنه وضح أن هونوريوس لم يخترعها بل أهمل محاربتها بفعالية، وهو موقف دقيق لتبرئة البابوية من البدعة بشكل مباشر. ساهم في تطوير التراتيل الكنسية، وكان محبًا للفن الموسيقي الليتورجي. الأهمية التاريخية: يُعد من الرجال الكنسيين القلائل الذين جاؤوا من الأراضي البيزنطية إلى روما وتولوا البابوية. فترته القصيرة لم تُمكنه من إنجازات كبيرة، لكنها كانت حاسمة في تثبيت قرارات لاهوتية مهمة بعد المجمع المسكوني. يُكرم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بعيده في 3 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا أغاثو | الولادة: 577 الوفاة: 681 البابا أغاثو (Agatho)، الذي كان بابا الفاتيكان، وكاهناً كاثوليكياً، وراهباً، وكاتباً من أصول تنتمي إلى الإمبراطورية البيزنطية. ترتيبه البابا رقم 79 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. نشأته وسيرته الاسم باللاتينية: Agatho. وُلد حوالي سنة 577م في صقلية (Sicilia)، التي كانت جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية آنذاك وتوفي في 10 يناير 681م، في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. وُلِد لعائلة يونانية من أصل نبيل في صقلية. كان راهباً في أحد الأديرة البندكتية، ويُعتقد أنه خدم في دير القديس هرمانوس في روما. اشتهر بصفته رجل دين مثقفاً وكاتباً بارعاً، ومحباً للهدوء والتقوى. يُوصف أحياناً بأنه كان مُحاوراً حكيماً بفضل علمه وخبرته في المسائل اللاهوتية. دامت مدة بابويته من 27 يونيو 678م إلى 10 يناير 681م أي حوالي سنتين ونصف. أبرز إنجازاته ومواقفه المشاركة في المجمع المسكوني الثالث في القسطنطينية (681م): هو من دعا وأرسل وفداً رسمياً لتمثيل الكنيسة الرومانية في المجمع المسكوني السادس (المعروف أيضاً بـ مجمع القسطنطينية الثالث). الهدف من المجمع كان حل النزاع اللاهوتي حول بدعة المونوثيلية، التي قالت إن للمسيح إرادة واحدة. وفده البابوي برئاسة الأسقف جوانس دافع عن العقيدة الكاثوليكية ببلاغة. المجمع أدان المونوثيلية، واعتُرف بموقف البابا أغاثو كإعلان لصحة العقيدة. هذا المجمع أعاد التوافق اللاهوتي بين روما والقسطنطينية. الرسالة العقائدية الشهيرة: كتب رسالة لاهوتية شهيرة للإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع، فسر فيها العقيدة الكاثوليكية بشكل واضح فيما يخص طبيعتَي وإرادتَي المسيح. هذه الرسالة أثرت كثيراً في قرارات المجمع لاحقاً. تحسين العلاقات مع بيزنطة: أعاد تأسيس علاقات قوية مع الإمبراطور البيزنطي بعد فترات من التوتر العقائدي والسياسي. تم ذكر اسمه في القداس (الليتورجيا) في القسطنطينية، مما كان علامة على اعتراف متبادل بالسلطة الدينية. إصلاحات داخلية: واصل تنظيم الشؤون الكنسية في الغرب. شجع الالتزام الصارم بالقوانين الليتورجية والانضباط الرهباني. وفاته ومكانته توفي في 10 يناير 681م أثناء التحضير لإتمام نتائج المجمع. خلفه البابا ليون الثاني، الذي أكد قرارات المجمع وأعلن قبول الكنيسة الرومانية لها رسمياً. يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 10 يناير. يُعتبر واحداً من الباباوات اللاهوتيين العظام في تاريخ الكنيسة. يُذكر بأنه بابا الوحدة العقائدية بين الشرق والغرب، وأنه أعاد التوازن بعد عقود من الانقسام. لعب دوراً رئيسياً في إدانة بدعة المونوثيلية وتوحيد الكنيسة في المجمع المسكوني الثالث بالقسطنطينية. يُكرّم كقديس ويُعرف ببلاغته وتقواه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا دوناس | الولادة: – الوفاة: 678 البابا دوناس (Donus) كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، تولّى الكرسي الرسولي في القرن السابع خلال فترة من التوترات العقائدية والسياسية بين روما والقسطنطينية. نشأته وسيرته البابا دوناس (Donus) الترتيب هو البابا رقم 78 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. الاسم باللاتينية: Donus وُلد في روما، ضمن أراضي الإمبراطورية البيزنطية (تاريخ الميلاد غير معروف بدقة). تُوفي في 11 أبريل 678م ودُفن في بازيليكا القديس بطرس، روما. وُلِد في روما لعائلة مسيحية من الطراز الأول، وكان والده يُدعى Mauricius. خدم ككاهن في روما قبل انتخابه. يُعتقد أنه كان من أصول إيطالية داخل بيئة بيزنطية سياسية. انتُخب في 2 نوفمبر 676م وانتهت خدمتة (الوفاة) في 11 أبريل 678م. استمرت حبريته حوالي سنة وخمسة أشهر فقط. ودُفن كما جرت العادة في بازيليكا القديس بطرس. أبرز أعماله ومواقفه إصلاح الكنائس: بدأ إصلاح كنيسة القديس أوغسطينوس في روما، وعدة كنائس أخرى. اهتم بالبنية التحتية الكنسية في المدينة، مما يعكس اهتمامه بالحياة الدينية المحلية. التعامل مع الرهبان النسطوريين: اكتُشِف أثناء بابويته دير في روما يضم مجموعة من الرهبان النسطوريين (أتباع بدعة نسطور التي أنكرَت اتحاد الطبيعتين في المسيح). أمر بإغلاق الدير ودمج هؤلاء الرهبان في الكنائس الرومانية الرسمية بعد إعلان توبتهم والعودة إلى الإيمان الكاثوليكي. هذا يُظهر حرصه على وحدة العقيدة ومواجهة الهرطقة. العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: استمر في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع. في فترته بدأت تباشير انفراج النزاع العقائدي بين روما والقسطنطينية، خاصة حول مسألة المونوثيلية، لكنه توفي قبل أن يرى نتائجها. السياق التاريخي عاش في فترة مضطربة تتعلق بالخلاف العقائدي حول إرادة المسيح (الجدل بين المونوثيليين والكنيسة الكاثوليكية). عمل بهدوء على الاستعداد لمجمع القسطنطينية الثالث (680م)، لكنه توفي قبل انعقاده. خلفه البابا أغاثو الذي شارك في المجمع وأدان بدعة المونوثيلية رسمياً. إرثه لم تطل مدة حبريته، لكنه ترك أثراً إدارياً مهماً في: مواجهة الهرطقة. تقوية البنية الكنسية. التمهيد لحل الخلافات اللاهوتية مع الشرق. في سطور دوناس هو البابا رقم 78، خدم الكنيسة الكاثوليكية مدة قصيرة (676–678م)، واجه النسطورية بحزم، واهتم بإصلاح الكنائس، وساهم في تمهيد الطريق لوحدة العقيدة مع القسطنطينية، في ظل الإمبراطورية البيزنطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا أديوداتوس الأول | الولادة: 570 الوفاة: 618 البابا أديوذاتوس الأول (Adeodatus I)، المعروف أيضاً باسم ديوسقورس (Deusdedit باللاتينية)، كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، وتولى الكرسي البابوي في أوائل القرن السابع خلال فترة صعبة من تاريخ الكنيسة والدولة. حياته وسيرته أديوذاتوس الأول (Adeodatus I) يُعرف أيضًا باسم Deusdedit، وكلا الاسمين يعنيان “عطية من الله”. وُلد حوالي سنة 570م في روما، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. وكان ابناً لكاهن، وهو أمر كان مقبولاً في ذلك الوقت، إذ لم يكن هناك منع قاطع لتولي الكهنة المتزوجين أو أبنائهم مناصب كنسية. رُسم كاهناً في وقت مبكر، وخدم الكنيسة لأكثر من 40 عاماً قبل أن يُنتخب بابا. امتدت فترة بابويته من 19 أكتوبر 615م حتى وفاته في 8 نوفمبر 618م. وكان البابا رقم 77 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. السياق التاريخي تولى البابوية بعد البابا بونيفاسيوس الرابع، في فترة كانت فيها روما تعاني من الاضطرابات، بما في ذلك الأوبئة والزلازل، إضافة إلى الصراعات السياسية مع السلطة البيزنطية. تميزت الفترة أيضاً بنزاع غير مباشر بين روما وبيزنطة حول سلطة الكنيسة واستقلاليتها، خاصة في تعيين الأساقفة. أبرز أعماله وإنجازاته إعادة سلطة الكهنة المحليين: عيَّن عدداً من الكهنة المحليين، بعدما كان البابا السابق يميل إلى الاعتماد على الرهبان، وخاصة من دير مونتي كاسينو. يُعتبر بذلك أول بابا يُظهر دعماً واضحاً للكهنة الأبرشيين على حساب الرهبان في شؤون الكنيسة المحلية. المساعدات أثناء الأوبئة والكوارث: خلال وباء أصاب روما، قدم مساعدات إنسانية ورعوية كبيرة، وزار المرضى والمتضررين. أول من استخدم ختماً بابوياً (Bulla): يُقال إنه أول بابا استخدم ختماً من الرصاص على الوثائق الرسمية (ما يُعرف بـ البولا Papal Bull)، وهي ممارسة أصبحت فيما بعد رمزاً تقليدياً للسلطة البابوية. الوفاة والتقديس توفي في 8 نوفمبر 618م في روما. ودُفن في كنيسة القديس بطرس. يُكرّم أحياناً ضمن قائمة القديسين البابويين، ولكن لم تُعلَن قداسته رسمياً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في بعض التقاليد في 8 نوفمبر. رجل كنسي بسيط وتقوي، خدم الكنيسة بإخلاص. لم تكن له نزعة سياسية واضحة، بل ركّز على إدارة الكنيسة المحلية، وتقديم المساعدة للمتضررين، والحفاظ على الاستقرار الديني في وقت صعب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا فيتاليان | الولادة: – الوفاة: 672 البابا فيتاليان (Vitalian) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية البارزين في القرن السابع، وكان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية. عُرف بقدرته على التوفيق بين الكنيسة في روما والإمبراطورية البيزنطية، في وقت كانت فيه الانقسامات العقائدية والسياسية حادة. نشأته وسيرته فيتاليان (باللاتينية: Vitalianus) وُلد حوالي سنة 580م في مدينة سيغني (Segni) في منطقة لاتيوم وسط إيطاليا، ضمن أراضي الإمبراطورية البيزنطية آنذاك. كان من عائلة رومانية نبيلة. رُسم كاهناً في سن مبكرة. وكان يتمتع بسمعة جيدة من حيث الاستقامة العقائدية والاعتدال السياسي. انتخب في 30 يوليو 657م، وبدأت خدمته في 2 أغسطس 657م حتى وفاته في 27 يناير 672م. كان البابا رقم 76 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. السياق التاريخي جاء بعد فترة مضطربة في تاريخ الكنيسة، تميزت بالصراع مع الإمبراطورية البيزنطية حول بدعة المونوثيلية (التي قالت بأن للمسيح إرادة واحدة فقط). خلف البابا إيجين الأول الذي حافظ على الخط العقائدي الرافض للبدعة. مواقفه وإنجازاته المصالحة مع الإمبراطورية البيزنطية:حاول إصلاح العلاقات مع الإمبراطور قسطنطين الثاني، التي كانت قد توترت بشدة خلال بابوية مارتين الأول. أرسل رسالة طقسية (synodical letter) إلى الإمبراطور وإلى بطريرك القسطنطينية بطرس، اعترف فيها بوحدة الكنيسة وأبدى استعداداً للحوار. رد الإمبراطور إيجابياً، وذُكر اسم البابا في الليتورجيا (القداس) في القسطنطينية، مما اعتُبر اعترافاً بالسلطة البابوية — وهو أمر مهم جداً آنذاك. زيارة مبعوثيه إلى القسطنطينية: أرسل مبعوثين رسميين، وتم استقبالهم استقبالاً مهيباً. هذه العلاقة الجيدة ساعدت على تهدئة الانقسامات مؤقتاً، رغم أن المسائل العقائدية لم تُحل بالكامل. إصلاحات كنسية وتنظيمية: عزز الانضباط الكنسي في الغرب. دعم نشر التقاليد الليتورجية الرومانية في أماكن مختلفة. علاقته مع الكنيسة الإنجليزية: أرسل توصية إلى الملك أوسوي ملك نورثمبريا لدعم الأسقف ثيودور من تارصوس، الذي أصبح لاحقاً رئيس أساقفة كانتربري، مما ساعد على تنظيم الكنيسة في بريطانيا. وفاته وقداسته توفي في 27 يناير 672م في روما. ودُفن في بازيليكا القديس بطرس.يُكرم كـ قديس في بعض التقاليد الغربية. يُحتفل بعيده في 27 يناير (تاريخ وفاته). أهم ما يُميز بابويته الجمع بين الصلابة العقائدية والمرونة السياسية. إعادة العلاقة مع القسطنطينية بعد قطيعة امتدت لسنوات. تميز بالحكمة والدبلوماسية، مما جعله شخصية محورية في استقرار الكنيسة الغربية خلال حقبة حساسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا إيجين الأول | الولادة: – الوفاة: 657 البابا إيجين الأول (Eugene I) كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين بارزاً من الإمبراطورية البيزنطية، وتولى الكرسي البابوي في فترة حرجة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، في منتصف القرن السابع، بعد نفي البابا مارتين الأول. حياته وسيرته إيجين الأول (باللاتينية: Eugenius I) ولد في روما، تقريباً أوائل القرن السابع (تاريخ الميلاد غير معروف بدقة)، وكانت آنذاك تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية. كان كاهناً معروفاً بتقواه وعقيدته المستقيمة. يُعتقد أنه كان شخصية مقبولة لدى كل من الكنسية الرومانية والسلطة البيزنطية. انتُخب في 10 أغسطس 654م، أثناء نفي البابا مارتين الأول. امتدت فترة بابويتة من 654م حتى وفاته في 2 يونيو 657م. وكان البابا رقم 75 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. سياق انتخابه تم انتخابه في ظروف سياسية ودينية صعبة: البابا مارتين الأول كان لا يزال حياً لكنه نُفي بأمر من الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الثاني بسبب خلاف حول بدعة المونوثيلية. الإمبراطور ضغط على رجال الدين في روما لانتخاب بابا أكثر “مرونة” تجاه السياسة الدينية البيزنطية. وبالرغم من انتخابه بدعم بيزنطي، لم يكن إيجين أداة في يد الإمبراطور كما كان يُأمل. مواقفه العقائدية: رغم انتخابه في ظل ضغط بيزنطي، لم يُظهر تساهلاً مع الهرطقة المونوثيلية. عندما أرسل الإمبراطور قسطنطين الثاني رسالة معهودة (المعروفة باسم Typos) لترويج التسوية العقائدية، رفض إيجين قبولها أو إعلانها في الكنائس. بذلك حافظ على استقلال الكنيسة الرومانية في الشأن العقائدي. البابا إيجين الأول كان شخصية معتدلة حافظت على توازن دقيق بين السلطة الدينية والضغوط السياسية من الإمبراطورية البيزنطية، دون أن يفرّط بالعقيدة الكاثوليكية الأرثوذكسية. وكان امتداداً للاستمرارية العقائدية بعد مقاومة البابا مارتين الأول للبدع. توفي في روما في 2 يونيو 657م. ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. يُذكر بأنه كان رجل سلام، لكنه حازم في العقيدة. قاد الكنيسة خلال فترة انتقالية وحافظ على التقاليد الأرثوذكسية رغم الضغوط السياسية. لم يُعلن قداسته رسمياً من الكنيسة الكاثوليكية، لكنه يُبجل في بعض التقاليد بسبب استقامته وإخلاصه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا مارتين الاول | الولادة: – الوفاة: 655 البابا مارتين الأول (St. Martin I) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية الذين عاشوا في القرن السابع، ويُعتبر قديساً وشهيداً في كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. نشأته وسيرته وُلد حوالي سنة 598م ويعتقد أنه وُلد في تودي أو أومبريا في إيطاليا، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. كان كاهناً ذا مكانة بارزة في روما قبل أن يصبح بابا، وخدم في مهام دبلوماسية للكنيسة، بما في ذلك إرساليات إلى القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. أصبح البابا رقم 74 للكنيسة الكاثوليكية. وامتدت فترة بابويته من 21 يوليو 649م. حتى 16 سبتمبر 655م. نُفي البابا مارتين إلى شerson (حالياً في أوكرانيا)، وهناك مات من سوء المعاملة والحرمان في 16 سبتمبر 655م. أبرز الأحداث في بابويته مواجهة الهرطقة المونوثيلية (Monothelitism): وهي عقيدة هرطقية تزعم أن للمسيح إرادة واحدة فقط (إلهية)، لا إرادتين (إلهية وإنسانية). عقد البابا مارتين الأول مجمعاً في روما عام 649م يُعرف بـ مجمع لاتيران، دان فيه هذه الهرطقة وأصدر قرارات ضدها وضد مرسوم الإمبراطور قسطنطين الثاني الذي كان يحظر النقاش حول هذه المسألة العقائدية. نزاعه مع الإمبراطور البيزنطي: الإمبراطور قسطنطين الثاني غضب من قرارات البابا، خاصة لأنه لم يستشره قبل أن يُصبح بابا، وهو ما كان مخالفاً للتقليد آنذاك. قام الإمبراطور بإرسال قوة عسكرية لاعتقال البابا ونقله إلى القسطنطينية، حيث تعرض للمحاكمة والإهانة والتعذيب. القداسة يُعتبر آخر بابا يُعترف به كشهيد. أُعلنت قداسته، ويُحتفل بعيده في: الكنيسة الكاثوليكية: 13 أبريل. والكنيسة الأرثوذكسية: 14 أبريل. الإرث والتأثير يُذكر البابا مارتين الأول كرمز للمقاومة الكنسية ضد تدخل الدولة في العقيدة. دفاعه عن العقيدة الصحيحة كلّفه حياته، لكنه رسّخ مبدأ استقلال الكنيسة في الأمور الإيمانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا ثيودور الأول | الولادة: 598 الوفاة: 649 البابا ثيودور الأول (Pope Theodore I)، البابا رقم 73 الذي جمع بين الدور الروحي والسياسي والدبلوماسي، وجاء من قلب الإمبراطورية البيزنطية. النشأة والخلفية الثقافية وُلد ثيودور في القدس ضمن الإمبراطورية البيزنطية، وينتمي إلى أصول يونانية/فلسطينية. والده، الذي كان يُدعى ثيودور أيضاً، شغل منصب أسقفي في القدس. انتقل إلى روما هرباً من الفتوحات الإسلامية، حيث تدرّج في المناصب الكنسية حتى صار كاردينال ديّاكُن تقريباً عام 640، ثم ارتقى إلى رتبة كاردينال كاملة ببركة البابا يوحنا الرابع. توليه منصب البابوية تم انتخابه والخلافة على البابا يوحنا الرابع في 24 نوفمبر 642 بإشراف ومصادقة إكسارخ راڤينا نيابةً عن الإمبراطور . استمر في منصب البابا حتى وفاته في 14 مايو 649، وتُعد فترة بابويته (التي دامت نحو 6 سنوات ونصف) مليئة بالتحديات العقائدية والسياسية. مواجهة المنوتيليتية – دور دبلوماسي ولاهوتي انصب تركيزه الأساسي على محاربة المنوتيليتية، وهي العقيدة التي تقول إن المسيح له إرادة واحدة فقط. أُثيرت هذه العقيدة بواسطة مهندسي وحدة دينية في الشرق. فور توليه، رفض الاعتراف ببطريرك القسطنطينية بولس الثاني، واعتبر تعيينه غير قانوني، كما طالب الإمبراطور قسطنس الثاني بسحب الـ Ecthesis التي كانت داعمة لهذه العقيدة. رُغم أن جهوده لم تُقم بمعظم تأثيرها في القسطنطينية، إلا أنها عزّزت التضامن الكنسي في الغرب، فحتى بطريرك قسطنطينية السابق بيروس تراجع للبطرس عام 645 لكنه عاد إلى موقفه، ما أدى إلى طرده من الكنيسة بسنته اللاحقة، وتبعه بولس الذي نال أيضًا الطرد بحلول 649. أرسل رسالة قوية إلى الإمبراطور لإنهاء النقاش في المسألة، إلا أن القسطنطينية أصدرت Type of Constans، وهو مرسوم قمع للنقاش، ما أثار سخط الغرب. إنجازاته الكنيسة والإدارية حاز ثيودور على شهرة بفضل كرمه الكبير تجاه الفقراء في روما، وأظهر دعماً وقفة ودية لعدد من الرموز الكنسية فيها . كان أول بابا في العصور الوسطى ينقل رفاة الشهداء من المقابر إلى داخل حمى المدينة، مثل نقل رفات القديسين بريميه وفليسيان إلى كنيسة سانت ستيفانو روطوندو، مما شجع الحجاج على زيارة الكنائس بدل المقابر. تُوفي 14 مايو 649، ودفن في بازيليك القديس بطرس في روما. يُحتفل بذكراه في 14 مايو (أو 18 مايو في الكنائس الشرقية القديمة). ثيودور الأول كان شخصية محورية في تعزيز استقلال الكنيسة الغربية، ومواجهة التحديات الشرقية، مستخدماً كلمته الدبلوماسية واللاهوتية بحرفية. كما لعب دوراً حضارياً برمزيته في نقل رفاة الشهداء إلى قلب المدينة الرومانية والتأكيد على دور الكنيسة كمركز روحي واجتماعي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا يوحنا الرابع | الولادة: 600 الوفاة: 642 البابا يوحنا الرابع (Pope John IV)، الذي كان رجل دين ومؤلفاً كاثوليكياً من الإمبراطورية البيزنطية. النبذة التاريخية وُلد في إياديرا (اليوم زادار) في دالماشيا (جزء من الإمبراطورية البيزنطية)، وهو ابن Venantius، مستشار قانوني (scholasticus) في بلاط راڤينا. أصبح شماساً (archdeacon) في الرومانية قبل انتخابه مودعاً للكرسي البابوي. انتُخب في 24 ديسمبر 640 بعد فراغ دام 4 أشهر عقب وفاة البابا سيفيرينيوس. واستمر في منصبه حتى 12 أكتوبر 642 (تقريباً سنة و10 أشهر). أهم الإنجازات والمسؤوليات مكافحة المنوتيليتية والهرطقات الأخرى: أدان المنوتيليتية عبر صياغة مجمع في عام 641 وإبلاغ الإمبراطور قسطنطينوس الثالث بذلك. دافع عن العقيدة الأرثوذكسية القائلة بوجود إرادتين في المسيح، وانفصل بذلك عن أي مصادمة مع خلفية البابا هونوريوس الأول. تصحيح ممارسات التقويم الغربي: وجّه رسائل إلى أساقفة أيرلندا واسكتلندا، طالبًا منهم تعديل طريقة حساب عيد الفصح وتحذيرهم من التوجه البلاجياني. الدعم لبلاده دالماشيا: أرسل راهب مارتن إلى دالماشيا وإسترية بفعل اجتياحات السلاڤ؛ لتخليص الأسرى وتشجيع النشر المسيحي. قام بجلب رفات القديسين إلى روما وأنشأ لهم أوراتوريوم مزخرفاً بالفسيفساء يظهر صورته وهو يحمل النموذج. دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية (عيده في 12 أكتوبر). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سيفيرنيوس | الولادة: – الوفاة: 640 البابا سيفيرينيوس (Severinus)، البابا رقم 71 للكنيسة الكاثوليكية، والروماني الأصل، والذي انتُخب بعد فترة شغر شملت سنة وسبعة أشهر. إذ رفض الإمبراطور البيزنطي توقيعه على “Ecthesis” الذي يروج للعقيدة المنوتيليتية. انتُخب في منتصف أكتوبر 638، بعد وفاة البابا هونوريوس الأول. الأصل والولادة: كان رومانياً من روما، والده يُدعى “أبيانوس” (Avienus) وربما يعود نسبه إلى مجلس الشيوخ الروماني. التحدي مع السلطة البيزنطية رفض المنوتيليتية: الإمبراطور هيراكليوس سعى لإلزامه بالاعتراف بوثيقة “Ecthesis” المنوتيليتية (أن المسيح له إرادة واحدة). سيفيرينيوس رفض التوقيع، ما أدى إلى تأجيل الاعتراف وتوليه البابوية لمدة طويلة . نهب القصر البابوي: أرسل “إيزارخ” إسكندر من راڤينا جيشًا للاستيلاء على الكرسي وكنوزه بزعم تأخير رواتب الجنود. تم نهب كنوز البازيليك بواسطة مجموعة من الجنود بعد تحريضهم، لكن سيفيرينيوس ظل مصمماً على موقفه. الحل والحصول على الاعتراف: بإصرار الممثلين البابويين في القسطنطينية ورفضهم الانصياع كاملاً، تم توصل إلى حل وسط معتدل. حصل سيفيرينيوس على الاعتراف الإمبراطوري في 28 مايو 640، بعد حوالي 19 شهراً من الانتظار. فترة البابوية والوفاة تولّى المنصب رسمياً في 28 أيار/مايو 640. استمر في المنصب حتى 2 أب/أغسطس 640، أي أياماً نحو شهرين فقط . الإنجازات والتراث أعلن على الفور أن المسيح له طبيعتان وإرادتان؛ إعلان هام في مواجهة المنوتيليتية . يُنسب إليه بناء نهاية القبة (apse) في بازيليك القديس بطرس القديم، حيث دُفن. يُوصف في المصادر، مثل Liber Pontificalis، بأنه “الرجل الأقدس والألطف والأمرأ، محب للفقراء وكريم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا هونريوس الاول | الولادة: 585 الوفاة: 638 البابا هونوريوس الأول (Pope Honorius I)، المعروف أيضاً باسم أونوريو، والبابا رقم 70. حياته وبابويته تولّى الكرسي البابوي في 27 أكتوبر 625 بعد وفاة البابا Boniface V، واستمر في منصبه حتى وفاته في 12 أكتوبر 638. وُلد في كامبانيا بإيطاليا (في إحدى الطبقات الأرستقراطية)، ابناً لقنصل روماني. إنجازات دينية ومدنية استمر في سياسة غريغوريوس الكبير بدعم نشر المسيحية في إنجلترا، منح باليوم لرئيس أساقفة كانتربيري وساهم في تنظيم التقويم الإنجليزي التقليدي لعيد الفصح. نفّذ مشاريع إصلاح وإعمار في روما، منها ترميم قنوات مياه تراجان وترميم كنائس مثل سانت أغنيس خارج الأسوار وبازيليك سانت پطرس . الجدل اللاهوتي: المنوتيليتية (Monothelitism) الجدل دار حول طبيعة المسيح: هل له إرادتان (إلهية وبشرية) أم إرادة واحدة فقط؟ عام 634، كتب الرسالة إلى البطريرك سيرجيوس القسطنطيني مقرباً من عقيدة الإرادة الواحدة، ومنه دعم المنوتيليتية. بعد وفاته، عقد مجمع القسطنطينية الثالث (الكونبسيكون السادس) عام 680، وأدان أراؤه وذكره بالاسم بأنه تبنى هذا الرأي، وشارك فيه وفد عن روما ووافق البابا ليون الثاني . الأثر والتداعيات على العقيدة استخدم معارضو العقيدة البابوية قضية هونوريوس لتفنيد مطلقية العصمة البابوية؛ إذ يُظهر حالته أن البابا يمكن أن يُدان بعد وفاته. من جهتها، أوضحت الكنيسة الكاثوليكية أن رسائله لم تكن إعراباً عن قرار رسمي كنسي تصريحي (ex cathedra)، بل كانت ردوداً شخصية، مما يجعل العصمة غير داعمة لها . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بونيفاس الخامس | الولادة: – الوفاة: 625 هويتة وموقعه في سلسلة الباباوات وُلد في نابولي، والده يُدعى يوحنا (John/Iohannes). هو البابا الـ69 رسمياً، وقد أُنتخب خلفاً لـِ Adeodatus I عقب شغر الكرسي لأكثر من عام. تولى المنصب رسمياً في 23 ديسمبر 619 (بعد موافقة الإمبراطورية البيزنطية). توفي في 25 أكتوبر 625، ليختتم فترة بابويته التي استغرقت نحو 5 سنوات و10 أشهر. استلم البابوية وسط فوضى سياسية، بعد محاولة انقلاب من Eleutherius، الإكسارخ البيزنطي في رافينا، الذي قُتل من قِبَل قواته قبل أن يصل إلى روما. دُفن في باسيليكا سانت پيتر في روما. إنجازاته البارزة تأكيد حق اللجوء (Sanctuary): أصدر تعاليم رسمية تُقرّ بأن كنائس الطقوس والشعائر تُعتبر ملاذاً آمناً لكل من يطلب حماية فيها . تنظيم الحياة الكنسية والأديرة: حظر على خدم الكنيسة الصغار (أكولايتس) نقل رفاة القديسين أو استبدال الشمامسة في عمليات المعمودية ضمن بازيليك اللاتيران. أمر بامتثال كُتّاب الوثائق الكنسية لقوانين الإمبراطورية ذات الصلة بالوصايا والميراث. إكمال تبشّر مقبرة القديس نيكوميدس: افتتح وكرّس مقبرة سانت نيكوميدس على طريق نومنتانا قرب روما. نصائحه للكنيسة في إنجلترا: سلّط الضوء على دعم إرسال البلّيوم (بمثابة شارة سلطانية) لرئيس كانتربري “جاستوس” بعد عام 624، وأعطاه صلاحية تعيين الأساقفة حسب الحاجة . وجّه رسائل إلى الملك إدوندّ في نورثمبريا لتشجيعه على اعتناق المسيحية، وإلى زوجته الملكة إثلبيرغا لدعم مهمته التحويلية. شخصية متواضعة ومحبة للكهنة: وُصف في “Liber Pontificalis” بأنه “ألين الناس”، معروف بحبه وحنانه تجاه رجال الكنيسة والكهنوت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا أديوداتوس الأول | الولادة: 570 الوفاة: 618 البابا أديوداتوس الأول (Adeodatus I)، المعروف أيضاً بـ Deusdedit I. البابا رقم 68. النشأة والمسيرة قبل البابوية وُلِد حوالي عام 570 في روما، وكان يُعرف باسم Deusdedit (لاحقاً Adeodatus)، وهو ابن ستيفانوس، الذي كان شماساً بسيطاً. خدم ككاهن لمدة تقارب 40 سنة قبل انتخابه، وعُيّن قسيساً أسقفياً (كاردينال) عام 590 على يد غريغوريوس الكبير. امتدت فترة البابوية من (615–618). انتُخب في 19 أكتوبر 615، بعد نحو شهر من وفاة سلفه بونيفاس الرابع. كان أول كاهن يتم انتخابه للكرسي البابوي منذ بابا يوحنا الثاني عام 533. توفي في 8 نوفمبر 618، بعد انهيار فيروسات وأمراض (زلزال وطاعون جرثومي)، ودفن في كنيسة القديس بطرس في روما. أبرز الإنجازات والصفحات البارزة دعمه للكهنة العلمانيين: خفف من تفضيل الرهبان في المناصب الكنيسية، واستدعى الكهنة العلمانيين وعيّن منهم 14 كاهنًا جديدًا — أول تعيين منذ زمن غريغوريوس الكبير . الظهور المبكر للـ “البوليس البابوية”: أول من استخدم ختمًا رصاصيًا على الوثائق البابوية (البوللاء)، ما وضع الأساس لمستندات البابوية الرسمية المستقبلية . خدمة المحتاجين في أوقات الأزمات: خلال الزلزال عام 618 وانتشار المرض، انخرط بخدمة الفقراء والمرضى (بما فيهم مرضى الجذام)، ووفر الغذاء والدفء والدفن للعديد. التوازن السياسي والديني: حافظ على ولائه للإمبراطورية البيزنطية في صراعاتها ضد اللومبارد، وشهد انقلابات ومعارك داخلية طالت الكنيسة. القيمة الروحية والتراث يُحتفل بعيد قداسته في 8 نوفمبر (يوم الوفاة) . يُعد من القديسين قبل المجمع، لذا قُدّم كقديس عبر التقليد الشعبي، وينتسب أيضاً إلى القديسين في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية . يرمز اسمه (Deusdedit) إلى “الله أعطى”، وهو دليل رمزي على عمله الراعي والحامي للمحتاجين والمجتمع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بونيفاس الرابع | الولادة: 550 الوفاة: 615 الاسم الأصلي: بونيفاتيوس، وُلد حوالي سنة 550 في وادي مارسيا بمنطقة أبرّوتسو الإيطالية، حيث كان والده طبيباً يُدعى يوحنا. خدم كنائب قديس غريغوريوس الكبير كموزّع لخزينة الكنيسة خلال سنواته كأسقف روما . امتدت فترة البابوية (25 سبتمبر 608 – 8 مايو 615). كرّسه البابا في 25 سبتمبر 608 (وفقاً للقائمة الفاتيكانية). ملاحظة: بعد وفاة البابا بونيفاس الثالث، استغرقت المقر البابوي نحو 9 أشهر حتى جاءت الموافقة الإمبراطورية للتتويج. إنجازاته البارزة تحويل البانثيون إلى كنيسة مسيحية: بالحصول على إذن من الإمبراطور فوكا، حول البانثيون الروماوي إلى كنيسة “سانتا ماريا آد مارتيريس” في 13 مايو 609. جُلبت 28 عربة من رفات القديسين من المقابر تحت الهيكل الجديد. دعم الحياة الرهبانية: أدّى مؤتمر في روما عام 610 لإحياء انضباط الأديرة، بوجود الأسقف ميلّوتس داعماً لتطوير كنيسة إنجلترا. اهتمامه بالكنيسة الإنجليزيّة: أرسل رسائل إلى رئيس أساقفة كانتربري ولكينيث كينت، دعماً لرهبان إنجلترا بناءً على توجيهات المؤتمر. المواجهة مع القضايا العقائدية: واجه انشقاقات دينية (الإيغيروسونيت، وثلاثة فصول) واتُّهِم بالتقاعس، لكنّه حافظ على روابط وثيقة مع مركز روما، رغم توبيخ القديس كولومبان عليه. القداسة والتراث تُوفّي في 8 مايو 615، ودفن أولاً في دير خاص ومن ثمّ في بازيليك سانت بترو (نُقِلت رفاته ثلاث مرات، آخرها في 1603) . يُحتفل بقداسته في 8 مايو. أُقرّ تقديسه قبل تأسيس المجمع البابوي للقديسين، وأقرّه البابا بونيفاس الثامن لاحقاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا بونيفاس الثالث | الولادة: 540 الوفاة: 607 المولد والنشأة وُلد في روما، إيطاليا، لأب يُدعى يوحنا كاتايديوس (John Cataadioce). كان من أصل روماني، وعاش في وقتٍ كانت فيه الإمبراطورية البيزنطية لا تزال تملك تأثيراً قوياً على شؤون الكنيسة في روما. تولى البابوية في 19 فبراير 607م، حتى وفاته في 12 نوفمبر 607م. أي أن فترة حبريته لم تتجاوز أشهراً معدودة. أدواره قبل البابوية شغل منصب قاصد رسولي (مبعوث دبلوماسي للكرسي الرسولي) إلى القسطنطينية خلال حبريّة البابا غريغوريوس الأول. كان له تأثير دبلوماسي مهم، وحظي باحترام كبير من قبل الإمبراطور البيزنطي فوكاس. أبرز إنجازاته تأكيد أولوية كرسي روما: يُعتبر من أبرز ما قام به بونيفاس الثالث هو الحصول على مرسوم إمبراطوري من الإمبراطور فوكاس ينصّ على أن: “أسقف روما هو رأس جميع الكنائس المسيحية”. هذا القرار جاء رداً على ادّعاءات بطريرك القسطنطينية بلقب “البطريرك المسكوني”، وهو ما عارضه الكرسي الرسولي بشدة. هذا المرسوم ساهم في ترسيخ مكانة البابا كأسقف أعلى في الكنيسة الجامعة. إصلاحات كنسية تنظيمية: خلال فترة حبريته القصيرة، أصدر قوانين ضد الطمع بالمناصب الكنسية. حظر المفاوضات أو الاتفاقات بشأن انتخاب البابا الجديد قبل دفن سلفه، وهو قرار ساهم في تقنين وتعزيز شرعية العملية الانتخابية البابوية لاحقاً. الوفاة والدفن توفي في 12 نوفمبر 607م. ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. رغم قصر مدة بابويته، إلا أن البابا بونيفاس الثالث لعب دوراً محورياً في تثبيت سلطة البابا الروحية على باقي الكراسي. يُذكر باحترام في التاريخ الكنسي نظير حكمته وتوجهه الإصلاحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا سابينيان | الولادة: 530 الوفاة: 606 البابا سابينيان (Sabinian) (Sabinianus) هو البابا رقم 65 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولى الكرسي البابوي بعد وفاة البابا القديس غريغوريوس الأول (غريغوريوس الكبير). دامت فترة حبريته من 13 سبتمبر 604 حتى 22 فبراير 606 ميلادية. ولد في مدينة بولونيا، في إيطاليا، خلال القرن السادس الميلادي. من المحتمل أنه كان من أسرة نبيلة. نشاطه الكنسي قبل أن يصبح بابا، عُيِّن مبعوثاً (nuncio) إلى البلاط البيزنطي في القسطنطينية من قبل البابا غريغوريوس الأول، لكنه لم يُحرز نجاحاً كبيراً في تلك المهمة. تولّى الكرسي الرسولي في وقتٍ عصيب تميز بالمجاعة والتوترات السياسية والدينية، خصوصًا بين الكرسي البابوي والإمبراطورية البيزنطية. أبرز ما عُرف به أنه حاول أن يتبع نهجاً إدارياً أكثر تحفظاً من سلفه البابا غريغوريوس الأول، خصوصاً في الأمور المالية. يُنتقد أحياناً بسبب قراراته المتعلقة بتوزيع الحبوب في زمن المجاعة، حيث يُقال إنه فضّل بيعها بدلاً من توزيعها مجاناً، مما أدى إلى تراجع شعبيته بين الناس. وفاته ودفنه توفي في 22 فبراير 606. ودُفن في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان. حبريته كانت قصيرة (أقل من عامين)، ولم تكن ذات تأثير كبير مقارنةً بسلفه العظيم غريغوريوس الأول. يُنظر إليه كإداري أكثر من كونه مصلحاً روحياً أو لاهوتياً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس غريغوريوس الأول | الولادة: 540 الوفاة: 604 القديس غريغوريوس الأول (Gregorius I)، الذي يُعتبر من أعظم الباباوات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهو البابا الرابع والستون. لقبه الرسمي الكامل: Servus Servorum Dei – “خادم خُدّام الله” وهو لقب استخدمه لأول مرة ولا يزال يُستخدم حتى اليوم من قبل الباباوات. دامت فترة حبريته من 3 سبتمبر 590م إلى 12 مارس 604م. وُلد حوالي سنة 540م في روما، الإمبراطورية البيزنطية. تُوفي في 12 مارس 604م. دُفن في بازيليك القديس بطرس، روما. لقبه الشهير: غريغوريوس الكبير (Gregory the Great) أهميته في التاريخ الكنسي أحد أربعة آباء الكنيسة اللاتينية العظام (إلى جانب أوغسطينوس، جيروم، وأمبروسيوس). أول بابا يُلقب بـ “العظيم” (Magnus). أعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديساً ومعلّماً للكنيسة (Doctor of the Church). أثره عميق على اللاهوت، والإدارة الكنسية، والليتورجيا (العبادة). حياته قبل البابوية نشأ في عائلة رومانية أرستقراطية مسيحية. درس الفلسفة والقانون وأصبح والياً لروما. ترك الحياة العامة وأصبح راهباً، مؤسساً دير القديس أندراوس في روما. أُرسل كسفير بابوي إلى القسطنطينية قبل أن يُستدعى إلى روما ويُنتخب بابا. إنجازاته الكبرى الإصلاح الليتورجي: أصلح نظام القداديس والصلوات. نسب إليه تطوير “اللحن الغريغوري” (Gregorian Chant)، رغم أن النظام الموسيقي اكتمل بعده، لكنه وضع الأساس له. دور سياسي قوي: لعب دوراً سياسياً حيوياً في إدارة روما والدفاع عنها ضد اللومبارديين. تفاوض معهم شخصياً عندما تقاعست الإمبراطورية البيزنطية عن الدفاع عن المدينة. نشاط تبشيري واسع: أرسل بعثات تبشيرية إلى بريطانيا بقيادة أوغسطينوس من كانتربري. يُنسب إليه نشر المسيحية في الجزر البريطانية بشكل منظم. الكتابات اللاهوتية: كتب عدداً كبيراً من المؤلفات اللاهوتية والأخلاقية، أهمها: “القواعد الرعوية” (Regula Pastoralis) – دليل للأساقفة والكهنة. “مواعظ على حزقيال”. “الحوارات” – كتاب روحي يتحدث فيه عن حياة القديسين والمعجزات. رسائل بابوية عديدة تشهد على عمله الإداري العميق. مكانته بعد الوفاة أعلنت الكنيسة قداسته سريعاً بعد وفاته. يُحتفل بعيده في 12 مارس (تاريخ وفاته)، أو 3 سبتمبر في التقويم الجديد. يُعتبر نموذجاً للبابا الراعي والمصلح والمعلّم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بيلاجيوس الثاني | الولادة: 520 الوفاة: 590 القديس بيلاجيوس الثاني (باللاتينية: Pelagius II)، البابا الثالث والستين للكنيسة الكاثوليكية. دامت فترة حبريتة من 26 نوفمبر 579 حتى وفاته في 7 فبراير 590. يُعتقد أنه من أصل غالي أو إيطالي من لومبارديا، لكن يُرجح أنه وُلِد في روما. تُوفي في 7 فبراير 590 ودُفن في بازيليك القديس بطرس، روما. السياق التاريخي والسياسي حكم خلال فترة صعبة جداً بسبب الغزو اللومباردي المستمر لشمال ووسط إيطاليا. لم يتمكن من الحصول على دعم عسكري من الإمبراطور البيزنطي موريسيوس، لذا لجأ إلى مفاوضة اللومبارديين بنفسه. اضطر إلى الاعتماد على الأساقفة المحليين والكنيسة للمساعدة في الدفاع عن الأراضي الرومانية. أعماله وأثره الكنسي دعم ترميم وتحصين الكنائس في وجه الخراب والغزوات. نشّط العمل الكنسي والإداري، وواصل تقوية البنية الرهبانية. كلف الشماس غريغوريوس (الذي أصبح لاحقاً البابا غريغوريوس الأول) بمهمات هامة دبلوماسية وإدارية. اتخذ موقفاً حازماً ضد بعض الممارسات اللاهوتية التي رآها منحرفة، خاصة من قبل الأساقفة في الشرق. الوفاة والوباء تُوفي خلال انتشار وباء الطاعون في روما عام 590، وهو نفس الوباء الذي استمر خلال بداية حبريّة خليفته. القداسة والتكريم يُكرم كـ قديس في بعض التقاليد المسيحية، رغم عدم شيوع قداسته على نطاق واسع مثل خلفه غريغوريوس الكبير. يُعرف بأنه كان بابا مخلصاً ومجتهداً في ظروف شديدة القسوة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بنديكت الأول | الولادة: 525 الوفاة: 579 القديس بنديكت الأول (باللاتينية: Benedictus I) كان البابا رقم 62 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت فترة حبريته من 2 يونيو 575 حتى وفاته في 30 يوليو 579. وُلد في روما، الإمبراطورية البيزنطية (آنذاك). تُوفي في 30 يوليو 579م. ودُفن في بازيليك القديس بطرس، روما. الظروف التاريخية أثناء حبريته تولى البابوية خلال فترة صعبة سياسياً ودينياً، تزامنت مع تدهور الإمبراطورية الرومانية الغربية وهيمنة اللومبارديين على أجزاء من إيطاليا. استغرق تأكيد اختياره من قبل الإمبراطور تيبيريوس الثاني وقتاً طويلاً بسبب الظروف السياسية المضطربة، وحدث تأخير في تنصيبه. أعماله البابوية والدينية دعم الكنائس في مناطق نائية، واهتم ببناء وتعمير بعض الكنائس الرومانية. ساهم في تنظيم العمل الكنسي وتعزيز الحياة الرهبانية في روما، رغم الظروف الاقتصادية والسياسية القاسية. ورد في المصادر أنه منح ممتلكات وأراضٍ لكنائس متعددة لمساعدتها على الصمود في وجه التحديات. القداسة يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. لا توجد تفاصيل كثيرة عن معجزات أو مآثر خاصة به، لكن تكريمه يعود إلى استقامته ومثابرته في ظروف صعبة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الثالث | الولادة: – الوفاة: 574 القديس يوحنا الثالث (St. John III) هو البابا رقم 61 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. شغل الكرسي الرسولي من 17 يوليو 561 م حتى وفاته في 13 يوليو 574 م. خلف البابا بيلاجيوس الأول. وُلد في روما، وكان اسمه عند الولادة كاتيلينوس (Catelinus). ينتمي إلى عائلة رومانية نبيلة. السياق التاريخي والإنجازات عاش خلال فترة مضطربة سياسياً في الإمبراطورية البيزنطية الغربية. كانت البابوية في زمانه تحت تأثير الإمبراطورية البيزنطية، خاصة أن روما كانت تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جوستين الثاني. واجه تحديات كبيرة من وجود اللومبارديين (Lombards)، الذين غزوا إيطاليا في بداية عهده، مما سبّب الفوضى في شبه الجزيرة الإيطالية. عمل البابا يوحنا الثالث على حماية الكنيسة من الفوضى والاضطرابات، وشارك في الجهود الكنسية والدبلوماسية للتخفيف من آثار الغزو. السياق السياسي والديني في عهد يوحنا الثالث الغزو اللومباردي لإيطاليا: خلال بداية حبريته، عام 568 م، اجتاح اللومبارديون شمال إيطاليا بقيادة الملك ألبوين (Alboin). هذا الغزو أحدث انهياراً في النظام الإداري الروماني في الغرب، وانقطعت الاتصالات بين روما وبقية أنحاء إيطاليا. أدى ذلك إلى نزوح جماعي نحو روما والمدن الأخرى، مما زاد من الضغط على المدينة والبابا. العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: روما كانت في ذلك الوقت لا تزال اسمياً تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وكان الإمبراطور في القسطنطينية (جوستين الثاني) يرسل حكاماً إداريين يُعرفون بـالإكسارخ (Exarch) لحكم إيطاليا. إلا أن استجابة الإمبراطورية لم تكن فعالة في صد اللومبارديين، ما وضع البابا في موقف صعب بين شعبه والسلطة الإمبراطورية. البابا والتدخل السياسي: لم يكن البابا يوحنا الثالث يمتلك جيشًا، لكنه تصرف كزعيم مدني وسياسي: لجأ إلى استدعاء الجنرال البيزنطي نارسيس (Narses)، الذي كان قد تم عزله من قبل الإمبراطور جوستين. استعان به لإعادة النظام ومواجهة الفوضى، رغم أن وجود نارسيس لم يكن محبوباً من الشعب، بسبب الضرائب الثقيلة وسوء الإدارة. التوتر الشعبي: بسبب استدعائه نارسيس، تعرّض يوحنا الثالث للنقد والعداء من بعض أهل روما، مما اضطره إلى مغادرة الكرسي الرسولي مؤقتاً والسكن في كنيسة القديس بطرس خارج الأسوار (San Pietro in Vincoli) حتى هدوء الأوضاع. الوثائق والمساهمات الكنسية لم تُسجَّل وثائق لاهوتية كبيرة أو مجامع مسكونية كبرى في فترة حبريته. لكنّ عهده تميّز بالحفاظ على استقلالية الكنيسة، والعمل على حماية الرعاة والممتلكات الكنسية من الفوضى. استمر في تأكيد العقيدة النيقية والتمسك بتعاليم المجامع المسكونية السابقة، خصوصًا مجمع خلقيدونية (451 م). وفاته وإرثه توفي يوحنا الثالث في 13 يوليو 574 م. دُفن في بازيليك القديس بطرس القديمة، والتي كانت قبل بناء الكاتدرائية الحالية. يُذكر بإجلال كقديس، رغم أن حبريته لم تكن مشهورة بالإنجازات اللاهوتية، بل بشجاعته في وقت اضطراب سياسي كبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بيلاجيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 561 القديس بيلاجيوس الأول، البابا السادس والستين (60) للكنيسة الكاثوليكية دامت حبريته من 556 حتى 4 مارس 561 النشأة والخلفية وُلد في روما. كاهناً قبل انتخابه بابا. عُرف عنه حسن السير والسلوك والتقوى. تم انتخابه بعد وفاة البابا فيجيليوس في ظروف كانت فيها الكنيسة تحاول استعادة الاستقرار بعد فترة اضطرابات مع الإمبراطورية البيزنطية. كان دوره أساساً في تهدئة النزاعات اللاهوتية والسياسية التي أثرت على الكنيسة في تلك الفترة. أهم الأحداث خلال حبريته التعامل مع النزاعات اللاهوتية: استمر في سياسة التقريب بين الكنيسة والسلطات الإمبراطورية البيزنطية. دعم المجمع المسكوني الثاني القسطنطيني (553م) الذي كان قد تم خلال حبريّة سلفه، رغم بعض المعارضة في الغرب. إعادة بناء واستقرار الكنيسة: عمل على إعادة تأهيل الكنيسة في روما بعد فترة الصراعات السياسية واللاهوتية. اهتم بالشؤون الداخلية للكنيسة وترسيخ النظام الكنسي. الوفاة والتقديس توفي في 4 مارس 561. دُفن في كنيسة القديس بطرس في روما. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في 30 أبريل. رغم أن حبريته لم تخل من التحديات، كان بيلاجيوس الأول شخصية محورية في استقرار الكنيسة بعد فترة من الاضطراب. ساهم في تعزيز العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية وحفظ وحدة الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيجيليوس | الولادة: – الوفاة: 555 البابا فيجيليوس (Vigilius)، البابا رقم 59 في الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 29 مارس 537 إلى 7 يونيو 555 أي حوالي 18 سنة، لكنها كانت مليئة بالاضطرابات اللاهوتية والسياسية. نشأته وخلفيته وُلد في روما بتاريخ غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه وُلد أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس. يتحدّر من عائلة رومانية نبيلة. كان شمّاساً وقت حبريّة البابا أغابيتوس الأول، وتم إرساله إلى القسطنطينية كمندوب بابوي. خلفية حبريته الصعود إلى البابوية: بعد وفاة البابا سيلفروس (الذي نُفي بأمر من الإمبراطورة ثيودورا بسبب خلافات عقائدية)، تم فرض فيجيليوس على الكرسي البابوي من قبل الإمبراطورة البيزنطية ثيودورا. كان يُعتقد في البداية أنه متواطئ مع القسطنطينية، لكنه سرعان ما دخل في صراعات معها. أهم القضايا في حبريته قضية الثلاثة فصول (Three Chapters Controversy): هذه كانت إحدى القضايا اللاهوتية الكبرى، حيث طلب الإمبراطور جستنيان الأول من البابا إدانة ثلاثة أعمال ولاهوتيين ارتبطوا بمذهب النسطورية. في البداية، رفض فيجيليوس الإدانة لأنها أثارت جدلًا كبيراً في الغرب، لكنها كانت مطلوبة من الشرق. ثم عاد لاحقًا وقَبِل بإدانتها، مما أضعف موقفه أمام الأساقفة الغربيين الذين رأوا فيه نوعًا من التنازل. الصراع مع الإمبراطور: رفض فيجيليوس في البداية المشاركة في المجمع المسكوني الثاني القسطنطيني (553م)، ثم عاد ووافق على قراراته. أدى هذا الموقف المتذبذب إلى عزله مؤقتًا واحتجازه في القسطنطينية عدة سنوات. نهايته بعد الإفراج عنه، قرر العودة إلى روما، لكنه توفي أثناء الرحلة، في صقلية يوم 7 يونيو 555. دُفن لاحقاً في كاتدرائية القديس مرقس في روما. التقديس على الرغم من تعقيد فترة حكمه، لم يُطوّب رسميًا كقديس من قبل الكنيسة الكاثوليكية. يُشار إليه أحيانًا باحترام ضمن التقليد الكنسي، لكن لا يُعتبر قديسًا رسميًا مثل سلفه سيلفروس. يمثل البابا فيجيليوس نقطة تحول في علاقة البابوية بالإمبراطورية البيزنطية. تجسد حبريته التوتر بين الغرب والشرق الكنسيين، وأظهرت مدى تدخل الإمبراطورية في شؤون الكنيسة. رغم بعض الانتقادات، يُحسب له محاولته الحفاظ على وحدة الكنيسة في فترة شديدة التعقيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيلفروس | الولادة: – الوفاة: 537 القديس سيلفروس (Silvérus) (باللاتينية: Silverius) هو البابا رقم 58 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولى البابوية في القرن السادس الميلادي، وتحديداً خلال فترة مضطربة من الصراع بين السلطة الدينية والسلطة الإمبراطورية. دامت فترته البابوية من 8 يونيو 536 حتى مارس 537 م تقريباً. أصله العائلي ولد في إيطاليا، ويُعتقد أنه من جزيرة بونزا (Ponza) وهو ابن البابا هرمزداس (Hormisdas)، الذي شغل كرسي البابوية من 514 إلى 523. يُقال إنه كان إبناً شرعياً قبل دخول والده الحياة الكنسية، إذ كان بعض رجال الدين في ذلك الوقت متزوجين قبل الرسامة. أحداث مهمة في حبريته الخلفية السياسية والدينية: في فترة بابوية سيلفروس، كان هناك صراع بين الكنيسة الكاثوليكية في روما والسلطة البيزنطية في القسطنطينية. الإمبراطورة ثيودورا (زوجة الإمبراطور جستنيان الأول) كانت تسعى لإعادة أنثيموس (أسقف القسطنطينية السابق) إلى الشراكة الكنسية، رغم أنه كان متمسكاً بمذهب المونوفيزية (الذي اعتبرته الكنيسة الكاثوليكية هرطقة). الصدام مع الإمبراطورة ثيودورا: رفض البابا سيلفروس إعادة أنثيموس إلى الشراكة مع الكنيسة، مما أثار غضب الإمبراطورة ثيودورا. فقامت الأخيرة بالتعاون مع القائد العسكري البيزنطي في إيطاليا، بليزاريوس، من أجل خلع سيلفروس من الكرسي الرسولي. النفي ووفاته: تم نفي البابا سيلفروس إلى جزيرة بالمارولا (Palmarola)، وهي جزيرة صخرية قرب بونزا، حيث عاش في عزلة ومات هناك على الأرجح في 20 يونيو 537. تطويبه وقداسته تم الاعتراف به كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 20 يونيو، وهو يوم وفاته. رغم قصر مدة حبريته، يُذكر البابا سيلفروس كمثال على الثبات في العقيدة ورفض المساومة مع السلطات الزمنية على حساب الإيمان. وفاته في المنفى أكسبته صفة الشهيد المعترف (confessor martyr)، وهي فئة من القديسين عانوا الاضطهاد دون أن يُقتلوا مباشرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت … | آباء وقديسون | |
| القديس أغابيتوس الأول | الولادة: – الوفاة: 536 القديس أغابيتوس الأول (Saint Agapetus I)، الذي شغل منصب البابا رقم 57 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 13 مايو 535 م حتى وفاته في 22 أبريل 536 م. نبذة شخصية وُلد في روما، في نهاية القرن الخامس الميلادي. يُعتقد أن والده كان يُدعى غوردانوس (Gordianus)، وكان مسؤولاً كنسياً مهماً (أحد الشمامسة في روما). تربى في بيئة مسيحية خالصة وتدرج في المراتب الكنسية حتى صار شماساً كبيراً. السياق السياسي والديني تسلّم الكرسي البابوي في وقت حرج حيث كانت إيطاليا تحت سيطرة القوط الشرقيين (بقيادة الملك الآريوسي ثيوداهات). في المقابل، كان الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول يسعى لإعادة السيطرة الرومانية على الغرب. حدثت توترات دينية وعقائدية بين الكاثوليك والآريوسيين، وكذلك بين روما والقسطنطينية بسبب خلافات عقائدية دقيقة. أبرز إنجازاته بعثته إلى القسطنطينية: ذهب إلى القسطنطينية عام 536 م بتكليف من ملك القوط الشرقيين ثيوداهات في محاولة لوقف زحف الإمبراطور يوستينيانوس نحو إيطاليا، لكن خلال وجوده في العاصمة البيزنطية، لم يكن مجرد مبعوث سياسي، بل لعب دورًا عقائديًا بارزًا عزل البطريرك الأنطاكي المناوئ للعقيدة الكاثوليكية: عارض البطريرك أنثيموس الأول (Anthimus I) الذي كان يؤيد المونوفيزية (أي أن للمسيح طبيعة واحدة فقط). أغابيتوس أعلن خلع أنثيموس من منصبه، وعيّن مكانه بطريركًا أرثوذكسيًا يُدعى ميناس (Menas). هذا التصرف أكد سلطة البابا الروحية حتى في الشرق إعلان الإيمان الكاثوليكي في القسطنطينية: أعلن العقيدة الكاثوليكية بوضوح أمام الإمبراطور ورفض أي تهاون مع الهراطقة، مما أكسبه احتراماً كبيراً وفاته تُوفي في القسطنطينية بتاريخ 22 أبريل 536 م، أثناء وجوده في البعثة الدبلوماسية. نُقلت رفاته إلى روما ودُفنت في بازيليكا القديس بطرس. يُعتبر قديساً وشهيداً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل.بعيده في 22 أبريل. يُذكر كرجل شجاع ومحب للحق، واجه التحديات السياسية والعقائدية بقوة ووضوح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الثاني | الولادة: – الوفاة: 535 القديس يوحنا الثاني (Saint John II)، البابا رقم 56 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 2 يناير 533 م حتى وفاته في 8 مايو 535 م. نبذة شخصية كان يُدعى ميركوريوس (Mercurius)، وهو اسم وثني مشتق من اسم الإله الروماني “ميركوري”. وُلِد في روما لعائلة مسيحية في أواخر القرن الخامس الميلادي. كان كاهناً معروفاً بالتقوى والعلم. أول بابا يغير اسمه عند انتخابه للبابوية، رأى أنه لا يليق أن يحمل اسماً وثنياً وهو رأس الكنيسة، فاختار لنفسه اسماً مسيحياً هو “يوحنا الثاني” وبذلك أصبح أول بابا في التاريخ يغير اسمه عند اعتلائه الكرسي الرسولي، وهو تقليد استمر حتى يومنا هذا. السياق السياسي والديني كانت الإمبراطورية الرومانية الغربية قد انهارت، وإيطاليا تحت حكم القوط الشرقيين. وفي ذات الوقت، بدأت العلاقة بين الكنيسة والدولة تتحسن قليلاً مع تدخل الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (Justinian I)، أحد أكبر المدافعين عن الأرثوذكسية في التاريخ أبرز إنجازاته مكافحة بيع المناصب الكنسية (السيمونية): أصدر مرسومًا صارمًا ضد “السيمونية” – أي شراء المناصب الكنسية أو التدخل بالرشوة في تعيين الأساقفة وكان هذا بالتعاون مع الإمبراطور يوستينيانوس، الذي أرسل رسالة تأييد للبابا تدعم إصلاحاته تعزيز سلطة البابا الروحية: أكد على دور البابا كمرجع أعلى في شؤون العقيدة والانضباط الكنسي. دعم المدارس اللاهوتية، وواجه الانحرافات العقائدية المنتشرة استقبال وفود من القسطنطينية: في فترة تقارب متجدد بين الشرق والغرب، استقبل مبعوثين من بيزنطة لدعم وحدة العقيدة وفاته تُوفي في 8 مايو 535 م في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في بعض التقاويم الغربية. ترك أثراً مهماً بسبب تغييره لاسمه وإصلاحاته الإدارية والدينية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونيفاس التاني | الولادة: – الوفاة: 532 القديس بونيفاس الثاني (Saint Boniface II)، الذي شغل منصب البابا رقم 55 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 22 سبتمبر 530 م حتى وفاته في 17 أكتوبر 532 م. نبذة شخصية أصله من جرمانيا (ألمانيا) – أول بابا غير روماني الأصل، وهذا أمر غير مسبوق حتى ذلك الوقت. وُلِد تقريباً في أواخر القرن الخامس الميلادي. نشأ في روما، وكان تلميذاً وأمين سر للبابا فيلكس الرابع الذي اختاره خلفاً له. الظروف المحيطة بانتخابه صراع على الخلافة البابوية: البابا فيلكس الرابع، قبيل وفاته، أوصى بتعيين بونيفاس خلفاً له. لكن هذا التعيين المسبق لم يكن مقبولًا لدى الكثيرين، لأنه خالف العرف في أن يُنتخب البابا من قِبل الإكليروس وشعب روما. بعد وفاة فيلكس، حصل انقسام: البعض دعم بونيفاس الثاني وآخرون اختاروا قساً يُدعى ديوسقوروس (Dioscorus) كبابا منافس. لكن ديوسقوروس توفي فجأة بعد 22 يوماً فقط من انتخابه، مما أدى إلى تثبيت بونيفاس رسمياً كبابا وحيد. أبرز إنجازاته البابوية إرساء تقليد اختيار البابا داخل الكنيسة: رغم أنه اختير بتوصية سابقة، إلا أنه بعد خلاف الانقسام، دعم فكرة اختيار البابا من قبل الإكليروس بحرية دون تدخل سياسي. تعزيزاقة مع الكنيسة الشرقية: العل سعى إلى تقوية الروابط مع القسطنطينية واستمرار الحوار اللاهوتي رغم التوترات السابقة. العمل على الإصلاح الكنسي: أصدر مراسيم لضبط سلوك الكهنة وتنظيم الحياة الكنسية، خاصة في ظل انقسام السلطة بعد وفاة سلفه وفاته تُوفي في 17 أكتوبر 532 م ودُفن في بازيليكا القديس بطرس في الفاتيكان. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في بعض التقاويم الغربية، رغم أن شعبيته لم تكن مثل أسلافه. تاريخه مميز لكونه أول بابا ألماني الأصل، وساهم في نقل البابوية من طابعها الروماني الخالص إلى طابع أكثر كونية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيلكس الرابع | الولادة: – الوفاة: 530 القديس فيلكس الرابع (Saint Felix IV) البابا رقم 54 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 12 يوليو 526 م حتى وفاته في 22 سبتمبر 530 م. وُلد في سامنيوم – إيطاليا، تاريخ ميلاده غير محدد بدقة. اختير للبابوية بضغط من الملك القوطي الآريوسي أثالاريك (Athalaric)، حفيد الملك ثيودوريك الكبير. السياق السياسي والديني خلف البابا يوحنا الأول الذي مات في السجن بسبب الصراع مع القوط الشرقيين. تسلّم الكرسي الرسولي في وقت حساس للغاية، حيث كانت العلاقات بين الكنيسة والدولة في توتر بعد اضطهادات خفيفة وتدخلات ملوك القوط. أبرز إنجازاته تحويل المعابد الوثنية إلى كنائس: أشهر أعماله كان تحويل معبد روماني وثني إلى كنيسة حيث قام بتحويل معبد الإلهة فورتونا (Temple of Fortuna Virilis) إلى كنيسة باسم: كنيسة القديس كوزماس وداميان (Santi Cosma e Damiano) في المنتدى الروماني وهي لا تزال قائمة حتى اليوم كموقع تاريخي مهم في روما. تشجيع التعليم الكنسي: دعم المدارس اللاهوتية والكتابة الدينية، للحفاظ على العقيدة في ظل التأثيرات الآريوسية والقوطية محاولة تنظيم الخلافة البابوية: في أواخر حياته، حاول تعيين خلفه مسبقاً، وهو القس بونيفاسيوس (Boniface)، لتجنب الفوضى لكن هذه المحاولة قوبلت بالرفض من بعض رجال الدين الذين اعتبروا ذلك تعدياً على حرية انتخاب البابا. وفاته توفي في 22 سبتمبر 530 م ودُفن في بازيليكا القديس بطرس في الفاتيكان. يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بذكراه في بعض التقاويم في 22 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الاول | الولادة: 470 الوفاة: 526 القديس يوحنا الأول (Saint John I)، البابا رقم 53 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. دامت حبريته من 13 أغسطس 523 م إلى 18 مايو 526 م. وُلد في توسكانا – إيطاليا، حوالي 470 م. يُعتقد أنه كان كاهنًا بارزًا في روما قبل أن يُنتخب بابا، عُرف بالحكمة والورع والاتزان، وقد واجه تحديات كبيرة خلال فترة قصيرة من خدمته البابوية. الظروف السياسية والدينية في عهده في تلك الفترة، كانت إيطاليا تحت حكم القوط الشرقيين، بقيادة الملك الآريوسي ثيودوريك الكبير (Theodoric the Great)، الذي كان يعتنق عقيدة آريوس (أي لا يعتقد بألوهية المسيح الكاملة كما تعلّم الكنيسة الكاثوليكية). بالمقابل، كان الإمبراطور في القسطنطينية (البيزنطية) يوستينوس الأول (Justinus I) كاثوليكياً أرثوذكسياً، وبدأ يضطهد الآريوسيين في الشرق. أبرز حدث في حبريته البعثة إلى القسطنطينية (525 م): أرسل الملك ثيودوريك البابا يوحنا الأول في بعثة دبلوماسية إلى الإمبراطور يوستينوس لمحاولة إقناعه بالتوقف عن اضطهاد الآريوسيين في الشرق. البابا لم يكن راضيًا عن موقف ثيودوريك، لكنه ذهب مضطرًا تجنبًا للصدام المباشر. استُقبل البابا في القسطنطينية استقبالاً مهيبًا ومشرّفًا، وأقام قداديس في كاتدرائيات القسطنطينية، مما زاد من مكانته الروحية. لكن رغم نجاح البعثة جزئيًا، عاد ثيودوريك غاضبًا، معتقدًا أن البابا تواطأ مع الإمبراطور البيزنطي ضده. استشهاده عند عودته إلى رافينا (عاصمة المملكة القوطية في إيطاليا)، أمر ثيودوريك بسجنه. بسبب سوء المعاملة والجوع، مات البابا يوحنا الأول في السجن يوم 18 مايو 526 م، ويُعتبر شهيدًا. تكريمه وتقديسه: أُعلنت قداسته بسبب وفاته كشاهد حق وتمسكه بالإيمان رغم الضغوط السياسية. يُحتفل بعيده في الكنيسة الكاثوليكية يوم 18 مايو من كل عام. دُفن في بازيليكا القديس بطرس بروما. أهم ما يُذكر عنه أول بابا يذهب إلى القسطنطينية كمبعوث رسمي، وهو حدث استثنائي في تاريخ البابوية. مثّل نقطة توازن بين الغرب والشرق في ظل الانقسام العقائدي والسياسي. موته في السجن جعله رمزاً للثبات والشهادة من أجل الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هرمزيدا | الولادة: – الوفاة: 523 البابا الثاني والخمسون للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، دامت حبريته من 20 يوليو 514 إلى 19 يوليو 523. أصله من روما، ويُعتقد أنه كان من خلفية دينية متواضعة، لكنه وصل إلى أعلى منصب في الكنيسة الكاثوليكية. المولد والنشأة وُلِد في مدينة فروزينوني (Frosinone) وسط إيطاليا، حوالي عام 450 م. كان أرملاً قبل أن يصبح كاهناً، وله ابن: ابنه هو البابا سيلفريوس (Silverius)، الذي أصبح لاحقاً البابا رقم 58 للكنيسة الكاثوليكية — في سابقة فريدة من نوعها. أبرز الأحداث في عهده: تميزت فترة حكمه بالسلام النسبي بعد فترة من الاضطرابات في الكنيسة. اهتم بإصلاح بعض القضايا الداخلية في الكنيسة والرهبنة. تواصل مع القادة المدنيين لتثبيت مكانة الكنيسة في المجتمع الروماني. كان البابا هرمزيدا الثاني بابا في فترة انتقالية شهدت تعقيدات سياسية ودينية في الإمبراطورية الرومانية الشرقية والغربية، وسعى للحفاظ على وحدة الكنيسة والانتظام في شؤونها. أهم إنجازاته حلّ الانشقاق الأكاتي (Acacian Schism): انشقاق استمر أكثر من 35 سنة (من 484 حتى 519 م) بين كنيسة روما وكنيسة القسطنطينية. السبب كان الصراع العقائدي حول الطبيعة في المسيح، بين الكاثوليك والمؤيدين للمونوفيزية (الطبيعة الواحدة للمسيح). لعب هرمزيدا دوراً رئيسياً في استعادة الوحدة بين الكنيستين عبر ما يُعرف بـصيغة هرمزيدا (Formula of Hormisdas) وهي وثيقة طالب فيها الكنيسة الشرقية بالاعتراف الكامل بعقيدة روما وسلطة الكرسي الرسولي. الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية: أصرّ على أن خليفة بطرس الرسول (البابا) هو المرجعية النهائية في الخلافات العقائدية. واجه مقاومة سياسية ودينية لكنه أظهر مهارة دبلوماسية كبيرة. التواصل مع الإمبراطور البيزنطي: نجح في كسب تأييد الإمبراطور يوستينوس الأول، مما ساهم في إنهاء الانشقاق. علاقته الجيدة مع البلاط البيزنطي ساعدت في تقوية نفوذ روما. وفاته وتقديسه تُوفي في 6 أغسطس 523 م، ودُفن في بازيليكا القديس بطرس بروما. أُعلنت قداسته لاحقاً بسبب دوره في إصلاح الكنيسة وتوحيدها. يُحتفل بعيده في الكنيسة الكاثوليكية يوم 6 أغسطس. هرمزيدا يُعتَبَر أحد البطاركة الدبلوماسيين البارزين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وُصِف بأنه لطيف، حازم، ومخلص للإيمان الرسولي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيماشوس | الولادة: – الوفاة: 514 القديس سيماشوس (Pope Simachus)، البابا الذي ترأس الكنيسة في بداية القرن السادس. البابا سيماشوس (باللاتينية: Symmachus) هو أحد البابوات في الكنيسة الكاثوليكية،ولد في سردينيا (كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية الرومانية). ترتيب البابوي رقم 51، ودامت حبريته من 498 م إلى 514 م، حتى وفاته ودُفن في كنيسة القديس بطرس، الفاتيكان. سيرته ودوره تم انتخابه في فترة كانت الكنيسة تمر بأزمة بسبب صراعات انتخاب البابا بينه وبين منافسه لاونتيوس. سعى إلى توحيد الكنيسة في فترة كانت تشهد فسادًا داخليًا واضطرابات سياسية. أبرز أعماله ومساهماته إنهاء الانقسامات في الكنيسة: نجح في فرض سيطرته على الكرسي البابوي بعد صراع مرير مع لاونتيوس، الذي كان يدعمه بعض القادة السياسيين. عمل على إعادة النظام والهدوء داخل الكنيسة بعد الفوضى التي تلت انتخابات البابوية. محاربة الفساد الكنسي: حارب الفساد الإداري والمالي داخل الكنيسة. طرد القساوسة والرهبان الذين ثبت تورطهم في أفعال غير أخلاقية. رعاية الكنائس والبناء: قام بترميم العديد من الكنائس في روما. دعم المؤسسات الخيرية التي تهتم بالفقراء والمرضى. تعزيز العلاقات مع الكنيسة الشرقية: حافظ على علاقة جيدة مع بطاركة الشرق، خصوصاً في مواجهة التحديات اللاهوتية. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُعتبر أحد الباباوات الذين ساعدوا في استقرار الكنيسة في فترة انتقالية مهمة. يُحتفل بعيده في 19 يوليو يوم وفاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أناستاسيوس الثاني | الولادة: – الوفاة: 498 القديس أناستاسيوس الثاني (Pope Anastasius II), البابا الذي حكم الكنيسة في أواخر القرن الخامس.وُلد في روما (حسب التقاليد). ترتيبه البابوي رقم 50. دامت حبريته من 496 م إلى 498 م (حوالي سنتين). تُوفي في روما سنة 498 م. ودُفن في كنيسة القديس بطرس، الفاتيكان. سيرته ودوره خلف البابا جاليسيوس الأول.تولى البابوية في فترة كانت فيها الكنيسة تعاني من انقسامات بسبب الخلافات بين روما والقسطنطينية. سعى لإصلاح العلاقات مع الكنيسة الشرقية، خصوصاً مع بطريرك القسطنطينية. أبرز أعماله ومواقف محاولة المصالحة مع الكنيسة الشرقية: بذل جهوداً لإصلاح الخلافات الناتجة عن الأزمة بين روما والقسطنطينية بسبب هرطقات مثل المونوفيزية. حاول التوسط لتحقيق وفاق بين الطرفين، لكنه لم ينجح بشكل كامل. تحديات وصراعات داخلية: واجه مقاومة داخلية من بعض رجال الدين الذين كانوا ضد سياساته التوفيقية. أُشير إليه أحياناً في بعض المصادر على أنه ضعف موقفه أمام التحديات، لكن هذا تفسير غير مؤكد. اهتمامه بالكنيسة والمجتمع: استمر في دعم بناء وترميم الكنائس. عمل على رعاية الفقراء والمحتاجين في روما. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 19 نوفمبر. يُذكر كبابا حاول تحقيق الوحدة في فترة صعبة من تاريخ الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس جاليسيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 496 القديس جاليسيوس الأول (Pope Gelasius I)، البابا الذي كان له دور كبير في تثبيت سلطة الكنيسة والبابوية خلال أواخر القرن الخامس. ويأتي ترتيبه البابوي رقم 49. دامت حبريته من 1 مارس 492 م إلى 21 نوفمبر 496 م. سيرته ودوره الكنسي خلف البابا فيلكس الثالث في فترة كانت فيها الكنيسة تعاني من تحديات داخلية وخارجية، خاصة مع السلطة المدنية. معروف بنظريته عن “سلطة القلم (الكنيسة)” مقابل “سلطة السيف (الدولة)”، حيث أكد أن السلطة الروحية للكنيسة تتفوق على السلطة السياسية. أبرز أعماله ومساهماته نظريته في فصل السلطتين: كتب خطاباً مهماً إلى الإمبراطور أنستاسيوس الثاني، يوضح فيه أن الكنيسة تمتلك سلطة عليا في الأمور الروحية التي تفوق السلطة السياسية. هذا الخطاب يُعتبر أساساً لنظرية فصل سلطات الكنيسة والدولة، التي أثرت على الفكر الغربي لاحقاً. تعزيز العقيدة ودحض الهرطقات: عمل على محاربة المونوفيزية التي كانت منتشرة في الشرق. أكد أهمية تطبيق قرارات المجامع المسكونية، خصوصاً مجمع خلقيدونية. تأليف الكتب والوثائق: ألّف عدة رسائل ووثائق لاهوتية وإدارية تشرح وتعزز دور البابا في الكنيسة. جمع وأصدر أول قائمة رسمية للكتب المقدسة (الأسفار القانونية) التي اعتُمدت رسمياً في الكنيسة. تعزيز دور الكنيسة في المجتمع: رعى بناء وترميم الكنائس في روما. اهتم بالقضايا الاجتماعية ودعم الفقراء والمحتاجين. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر كأحد أهم البابوات الذين أسسوا سلطة البابوية في العصور الوسطى. تُوفي في روما، 21 نوفمبر 496 م دُفن في كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار (San Lorenzo fuori le Mura).عيده يُحتفل به في 21 نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيلكس الثالث | الولادة: 440 الوفاة: 492 سيرته القديس فيلكس الثالث (Pope Felix III), البابا الرسولي الذي حكم الكنيسة في أواخر القرن الخامس، يُعرف أيضاً بفيلكس الثاني حسب الترقيم الشرقي ويأتي ترتيبه البابوي رقم 48، دامت حبريته من 13 مارس 483 م إلى 1 مارس 492 م. وُلد في روما، الإمبراطورية الرومانية الغربية. تُوفي في روما، 1 مارس 492 م. دُفن في كنيسة القديس بطرس، الفاتيكان. يُعيّد له في 1 مارس. يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر كبابا قوي ومصلح في فترة عصيبة جداً من تاريخ الكنيسة. خلف البابا سيمبليكوس في فترة كانت فيها الإمبراطورية الرومانية الغربية قد سقطت رسمياً (476 م). وحكم الكنيسة في وقت الاضطرابات السياسية التي تلت سقوط الإمبراطورية. عُرف بدوره الحاسم في مواجهة الهرطقات، خصوصاً بدعة العقيدة النسطورية. أبرز أعماله وإنجازاته مواجهة هرطقة بدعة إيوترخس (Monophysitism): أدان بصرامة هرطقة المونوفيزية، التي تدعي أن المسيح له طبيعة واحدة فقط (إلهية)، وتنكر الطبيعة الإنسانية. قطع العلاقات مع بطريرك القسطنطينية آكاسياس بسبب دعمه للمونوفيزية، مما أدى إلى أزمة شديدة بين روما والقسطنطينية (الانشقاق الآكاسياني). تعزيز سلطة البابوية: أكد على حق البابا في إدانة وتعديل قرارات بطاركة الشرق. عمل على تعزيز دور البابا كزعيم روحي فوق كل الكنائس المسيحية. رعاية الكنيسة في روما: استمر في دعم بناء وترميم الكنائس. اهتم برعاية الفقراء والمحتاجين في روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيمبليكوس | الولادة: – الوفاة: 483 القديس سيمبليكوس (Pope Simplicius), البابا الذي ترأس الكنيسة في منتصف القرن الخامس في فترة مضطربة تاريخياً. جاء ترتيبه البابوي رقم 47. دامت حبريته: من 468 م إلى 483 م (تقريباً 15 سنة). وُلد في روما (حسب التقاليد) وتُوفي في سنة 483 م، ودُفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. يعيّد له في الكنيسة الكاثوليكية بـ 10 مارس. سيرته ودوره خلف البابا هيليروس في وقت كانت فيه الإمبراطورية الرومانية الغربية على وشك السقوط. عاصر سقوط روما في يد القوط الشرقيين (الأوستروغوث) عام 476 م، وهو الحدث الذي يُعتبر نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية. تميز بحكمته وصبره في الحفاظ على وحدة الكنيسة في فترة الفوضى السياسية. يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر باعتباره بابا استمر في قيادة الكنيسة في فترة تاريخية حرجة، مع الحفاظ على الإيمان والسكينة الروحية. أبرز أعماله ومساهماته الحفاظ على وحدة الكنيسة وسط الفوضى السياسية: بالرغم من الأوضاع السياسية المضطربة، حافظ على سلطة الكنيسة في روما. عمل على توطيد علاقة الكنيسة مع الحكام الجدد في إيطاليا بعد سقوط روما. الدفاع عن العقيدة المسيحية: تابع جهود الباباوات السابقين في التصدي للهرطقات، وخصوصًا المونوفيزية. أكد في مراسلاته على أهمية الحفاظ على التعاليم الأرثوذكسية. الاهتمام بالشؤون الكنسية الداخلية: حافظ على الانضباط داخل الكنيسة في روما. عُرف ببرّه وعنايته بالفقراء والمحتاجين. مكانته في الكنيسة موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هيليروس | الولادة: – الوفاة: 468 سيرته ودوره الكنسي يُعتقد أن القديس هيليروس (Hilarius) وُلد في شمال إيطاليا. دامت حبريته: من 19 نوفمبر 461 م حتى 29 فبراير 468 م وجاء ترتيبه رقم 46، حيث خلف البابا ليون الأول (ليون العظيم) بعد وفاته. عُرف بصلابته في الدفاع عن العقيدة والتزامه بسلطة البابوية. جاء في فترة استمرت فيها التحديات اللاهوتية والسياسية. أبرز أعماله ومواقف بارزة مواصلة الدفاع عن العقيدة الأرثوذكسية: تابع السير على خطى البابا ليون العظيم في الدفاع عن العقيدة ضد الهرطقات مثل المونوفيزية. أرسل رسائل إلى الأساقفة في الشرق لمساندة جهودهم ضد الهرطقات. تثبيت سلطة البابوية: أكد في رسائله على سلطة بابا روما، خاصة فيما يتعلق بتعيين الأساقفة والقرارات الكنسية في الغرب. وقف بحزم ضد تدخل السلطات المدنية في شؤون الكنيسة. بناء وترميم الكنائس: اهتم برعاية الكنائس في روما، وعمل على ترميم بعض المباني الدينية التي تضررت في تلك الفترة. مكانته في الكنيسة يُحتفل به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يعتبر من الباباوات الذين ساهموا في تثبيت وتعزيز دور البابوية في مرحلة انتقالية مهمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ليون الاول | الولادة: – الوفاة: 461 خلفية ونشأته ولد ليون (البابا الخامس والأربعون للكنيسة الكاثوليكية) في منطقة توسكانا في إيطاليا، في نهاية القرن الرابع أو بداية القرن الخامس الميلادي، في فترة مضطربة من تاريخ الإمبراطورية الرومانية. لا تُعرف تفاصيل دقيقة عن طفولته، لكن يُعتقد أنه تلقى تعليماً لاهوتياً وفلسفياً جيداً مهد له ليكون أحد أبرز رجال الدين في زمانه. قبل أن يصبح بابا، خدم ليون كشمّاس (دياكون) في روما، وكان معروفًا بحكمته وبلاغته، وقد أوكلت إليه مهام دبلوماسية حساسة من قبل البابا سيكستوس الثالث والإمبراطور الروماني. حبريته (440–461 م) تولى البابا ليون الأول الكرسي الرسولي في عام 440 م بعد وفاة البابا سيكستوس الثالث. وقد تميزت فترة حبريته بقيادته القوية والدفاع الصارم عن العقيدة الكاثوليكية الأرثوذكسية ضد البدع والانقسامات، وبنشاطه اللاهوتي والراعوي. الدفاع عن الإيمان من أعظم إنجازات البابا ليون الأول كانت مواجهته للهرطقات المنتشرة آنذاك، مثل: النسطورية: التي أنكرت الوحدة الكاملة بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح. الأوطاخية (المونوفيسية): التي أنكرت الطبيعتين (الإلهية والإنسانية) في المسيح، وادعت أن له طبيعة واحدة فقط بعد الاتحاد. في عام 449 م، كتب البابا ليون رسالة عقائدية شهيرة إلى البطريرك فلافيانوس القسطنطيني تُعرف بـ**”الطومار إلى فلافيانوس”** (Tome to Flavian). شرح فيها العقيدة الأرثوذكسية عن طبيعتَي المسيح الإلهية والبشرية بطريقة واضحة ومقنعة، وأكد أن المسيح “كامل في لاهوته وكامل في ناسوته”. هذه الرسالة أصبحت حجر الأساس في مجمع خلقيدونية (451 م)، أحد أهم المجامع المسكونية في تاريخ المسيحية، والذي أكد العقيدة التي دافع عنها البابا ليون. الدور السياسي والدبلوماسي في عام 452 م، عندما غزا القائد الهمجي أتيلا الهوني شمال إيطاليا وتوجه نحو روما، خرج البابا ليون شخصياً لمقابلته والتفاوض معه. وبفضل شخصيته وهيبته ودبلوماسيته، نجح في إقناع أتيلا بالتراجع وعدم غزو روما، وهو حدث تاريخي نادر يُعد دليلاً على قوته الروحية والزمنية. وفي عام 455 م، عندما تعرضت روما للغزو من قبل الوندال بقيادة جنسريك، تدخل البابا ليون ليتفاوض ويقلل من حجم العنف والتخريب، على الرغم من أن المدينة نُهبت. الإرث اللاهوتي والكتابي كتب البابا ليون عظات ورسائل عديدة، تُعد من أهم الوثائق اللاهوتية في تاريخ الكنيسة. أبرز هذه الأعمال: الطومار إلى فلافيانوس كما ذُكر، والذي أصبح مرجعاً عقائدياً هاماً. عظات وعظات رعوية حول الميلاد، الفصح، الصوم، والحياة المسيحية. تميز أسلوبه بالوضوح، والقوة البلاغية، والمنهجية في شرح الإيمان والدفاع عنه. الوفاة والتقديس توفي البابا ليون الأول في 10 نوفمبر 461 م، بعد أن خدم الكنيسة لأكثر من 21 عاماً في واحدة من أكثر الفترات تحدياً في التاريخ المسيحي. تمّ دفنه في كنيسة القديس بطرس في روما، وقام البابا سرجيوس الأول لاحقاً بنقل رفاته إلى ضريح داخل بازيليك القديس بطرس. أعلنت الكنيسة الكاثوليكية قداسته، ويُعتبر أول بابا يُمنح لقب “العظيم”، وهو واحد من أربعة باباوات فقط حازوا هذا اللقب (إلى جانب غريغوريوس الأول ونيقولاوس الأول ويوحنا بولس الثاني لدى البعض). في عام 1754، أعلن البابا بنديكتوس الرابع عشر البابا ليون الأول معلّماً للكنيسة (Doctor of the Church)، وهو لقب يُمنح لأعظم معلمي العقيدة. أهمية البابا ليون العظيم قائد روحي ولاهوتي: دافع عن الإيمان القويم ضد الانقسامات والبدع. زعيم سياسي: نجح في الدفاع عن روما من الغزاة وفرض هيبة الكنيسة حتى على القبائل الهمجية. لاهوتي مؤثر: أسهم في تشكيل عقيدة الكنيسة حول طبيعة المسيح. رمز للكرسي الرسولي: جسّد دور البابا كراعٍ ومعلّم ومدافع عن شعب الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أوسطاثيوس متّى روهم | الولادة: – الوفاة: – 🕊️ النشأة والدراسة والمسيرة الكنسية مور أوسطاثيوس متّى روهم ܡܘܪ ܐܘܣܛܬܐܬܝܘܣ ܡܬܝ ܪܘܗܡ هو مطرانُ أبرشيّةِ الجزيرةِ والفُراتِ في الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، خَدَمَ كراعٍ وأُسْنِدَتْ إليه مهامٌّ كنسيّةٌ وتعليميّةٌ واسعةٌ داخل الأبرشيّة وخارجها. تَلَقّى تكوينًا لاهوتيًّا مُتقدِّمًا، فحَصَلَ على ماجستير اللاهوت (M.Div.) من «الكلِّيّةِ اللاهوتيّةِ العامّة» في نيويورك، وعلى ماجستيرٍ آخر من «الجامعةِ الكاثوليكيّةِ الأميركيّة»، كما مُنِحَ دكتوراهَ لاهوتٍ فخريّة، ثم انتُخِبَ عضوًا في اللجنةِ المركزيّةِ لمجلسِ الكنائسِ العالميّ بين 2006 و2013، ما أَتَاحَ له تمثيلَ الكنيسةِ في حواراتٍ ومساعي تقارُبٍ مسكونيّة. ✨ الخدمة الرعوية والأنشطة العامة رُسِمَ أسقفًا (مطرانًا) على أبرشيّةِ الجزيرةِ والفُراتِ، وتولّى منذ مطلع التسعينيات تنشيطَ الرعايةِ الراعويّةِ والتربويّةِ والكشفيّةِ والخِدميّةِ في مدنِ الحسكة والقامشلي والمالكيّة وغيرها؛ فشهدت الأبرشيّةُ افتتاحَ مراكزِ تربيةٍ دينيّةٍ ومشاغلَ مهنيّةٍ وفِرَقًا كشفيّة، كما أُقِيمَتْ رساماتٌ كهنوتيّةٌ وخدماتٌ رعويّةٌ في الأديرةِ والكنائسِ التابعة. شارك في مناسباتٍ ولقاءاتٍ كنسيّةٍ وإعلاميّةٍ داخلَ سوريا وخارجَها؛ من ذلك زيارةٌ رعويّة للمملكةِ المتّحدة عام 2014 ألقى خلالها عِظةً وقدّاسًا وأدّى «الأبانا» بالسريانيّة/الآراميّة، وكذلك رسالةٌ رعويّة وجَّهها إلى قداسةِ البابا شنودة الثالث، إضافةً إلى مداخلةٍ مكتوبة في مبادرة «كلمةٌ سواء» للحوار الإسلامي–المسيحي عام 2008. وعُرِفَ بسياسة الانفتاحِ والحوار، وبخطابٍ راعويٍّ يدعو إلى السَّلامِ الأهليّ وحمايةِ المدنيّين، وهو ما عَكَسَتْه مشاركاتُه وتعقيباتُه في وسائلِ الإعلام واللقاءاتِ المسكونيّة. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيكستوس الثالث | الولادة: – الوفاة: 440 القديس سيكستوس الثالث (Sixtus III)، ترتيبه البابوي رقم 44 ودامت حبريته: من 31 يوليو 432 م إلى 18 أغسطس 440 م. وُلد في روما، الإمبراطورية الرومانية الغربية. وتوفي في روما، 18 أغسطس 440 م. دُفن كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار (San Lorenzo fuori le Mura). يُعيّد له في 28 أغسطس (في بعض التقاليد). سيرته ودوره الكنسي خلف البابا سلستين الأول بعد وفاة الأخير عام 432 م. عاش في فترة كانت فيها الكنيسة تخوض صراعات عقائدية وسياسية كبيرة، خاصة بعد مجمع أفسس (431 م) الذي أدان بدعة نسطور. عمل على تعزيز الوحدة بين الكنائس الشرقية والغربية. أبرز أعماله وإنجازاته بناء وترميم الكنائس في روما: اشتهر بجهوده في بناء وترميم عدة كنائس مهمة في روما، منها: بازيليك القديس بطرس. كنيسة سانتا ماريا ماجوري (التي يُعتقد أنه ساهم في تطويرها). كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار، حيث دُفن لاحقاً. هذه المشاريع كانت رموزاً لتعزيز حضور الكنيسة وتعزيز العبادة العامة. تعزيز الوحدة المسيحية: عمل على تخفيف التوترات بين الكنائس الشرقية والغربية عقب مجمع أفسس. أرسل رسائل دعم إلى الكنائس الشرقية وشجع على تطبيق قرارات المجمع. التصدي للهرطقات: استمر في محاربة بدعة النسطورية والهرطقات الأخرى التي كانت تهدد وحدة الكنيسة. دعم القديس كيرلس الإسكندري الذي كان من أبرز المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية. رسائله وتعاليمه: كتب عدة رسائل حول الانضباط الكنسي والعقيدة، حيث أكد على سلطة البابوية ودورها في توحيد المسيحيين. ركز على أهمية التوبة والرحمة ضمن ممارسة الكنيسة. مكانته في الكنيسة يُكرم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيد القديس سيكستوس الثالث في 28 أغسطس. يُذكر كراعٍ محب للسلام وباني للكنيسة ومصلح للوحدة الكنسية. حقائق سريعة: كان من أنصار توحيد الكنيسة بعد مجمع أفسس. ساعد على استقرار الكنيسة في فترة كانت فيها الإمبراطورية الرومانية الغربية تعاني من الضغوط السياسية والعسكرية. دُفن في كنيسة القديس لورينس خارج الأسوار، وهي إحدى الكنائس الأربع الكبرى القديمة في روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سلستين الاول | الولادة: – الوفاة: 432 البابا القديس سلستين الأول (St. Celestine I)، البابا رقم 43 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلِد في روما، نحو نهاية القرن الرابع، في عهد الإمبراطورية الرومانية. أبرز إنجازاته وأعماله: مواجهة البدع والهرطقات: فقد اشتهر بجهوده الحازمة في مكافحة البدع، وخاصة: النسطورية (نسبة إلى نسطور، بطريرك القسطنطينية): التي أنكرت وحدة شخص المسيح الإلهي والبشري. البيلاجيانية: التي أنكرت تأثير الخطيئة الأصلية وقللت من الحاجة إلى النعمة الإلهية. أرسل مندوبين ليمثّلوه في مجمع أفسس الأول (431 م)، حيث أُدين نسطور واعتُرف بـ مريم العذراء “والدة الإله” (Theotokos) – وهو حدث مفصلي في تاريخ العقيدة المسيحية. الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية: أصر على سلطة أسقف روما باعتباره خليفة بطرس، وكان له تأثير مهم في توجيه المجامع الشرقية. راسل الكنائس الشرقية، ودافع عن العقيدة الأرثوذكسية في وجه التأويلات اللاهوتية المنحرفة. دعم التبشير في الغرب: أرسل القديس بالاديوس (Palladius) إلى أيرلندا كأول أسقف لها، ممهداً الطريق لاحقاً للقديس باتريك. هذا يُظهر اهتمام البابا سلستين بالتوسّع الكرازي في العالم “الوثني” خارج حدود الإمبراطورية الرومانية. الإصلاح الكنسي: أصدر تعليمات ضد استخدام الممارسات الوثنية في الاحتفالات المسيحية. شجّع على الاحتشام في الطقوس والابتعاد عن مظاهر الترف والبذخ. تقديسه: أُعلِن قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في بعض التقاليد يوم 6 أبريل أو 8 أبريل، لكن يوم وفاته المسجل هو 27 يوليو. توفي في روما سنة 432 م. ودُفن في كاتاكومب القديس كالّيستوس في روما، وهو من أشهر مواقع دفن الباباوات الأوائل. تأثيره التاريخي: يُعتبر سلستين الأول من الباباوات اللاهوتيين والمصلحين، وترك بصمة قوية على تطور العقيدة المسيحية، خصوصًا في ما يتعلق بطبيعة المسيح وأمومة مريم. ساهم في وضع أسس دور البابا كقائد للعقيدة والإيمان على مستوى العالم، وليس فقط كأسقف لروما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونيفاس الأول | الولادة: – الوفاة: 422 وُلد القديس بونيفاس الأول (Bonifacius I) في روما وكان ترتيبه البابوي رقم 42، ودامت مدة حبريته من 28 ديسمبر 418 م حتى 4 سبتمبر 422 م. كان كاهناً في روما قبل أن يُنتخب بابا، ويُقال إنه خدم كمسؤول كنسي رفيع في عهد الباباوات أنستاسيوس الأول وإينوسنت الأول. يُعتقد أنه كان شخصية محترمة وصاحب نزاهة دينية، لذلك نال دعماً واسعاً عند انتخابه. انتخابه البابوي والصراع مع إيلاليوس عند وفاة البابا زوسيموس عام 418، حصل انقسام انتخابي خطير: تم انتخاب بونيفاس الأول بدعم من غالبية الإكليروس الروماني. في نفس الوقت، انتُخب كاهن آخر يُدعى إيلاليوس (Eulalius) بدعم فئة أخرى من الإكليروس والسلطات المدنية. نتج عن ذلك أول انشقاق بابوي موثق منذ القرون الأولى. تدخل الإمبراطور هونوريوس في البداية لصالح إيلاليوس، لكن لاحقاً، بعد أعمال شغب ورفض إيلاليوس الانسحاب من روما، أيد الإمبراطور بونيفاس رسمياً كبابا شرعي. هذا الحدث رسّخ أهمية استقلالية الكنيسة في اختيار البابا، بعيداً عن التأثير المدني. أعماله ومواقفه البارزة دعم اللاهوت الأرثوذكسي ومكافحة الهرطقات واستمر في خط آبائه في محاربة البيلاجيانية، التي كانت لا تزال تنتشر، مؤكداً على الحاجة للنعمة الإلهية والخلاص من خلال المسيح. أرسل رسائل إلى أساقفة قرطاج والقديس أوغسطينوس، مؤكداً وحدانية الإيمان وسلطة روما البابوية. دعم مجامع إفريقيا التي أصدرت قرارات ضد تعاليم بيلاجيوس. ساهم في ترميم الكنائس في روما. دعم الأرامل والفقراء، وكان له دور رعوي قوي في المدينة. مكانته في الكنيسة يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. ويُحتفل بعيده في 4 سبتمبر من كل عام. يُذكر بكونه رجلاً صالحاً، مدافعًا عن الاستقلال الكنسي، وعن وحدة الإيمان، وصاحب حكمة في معالجة الأزمات. حقائق سريعة: أول بابا يواجه تنازعاً قانونياً علنياً على كرسي بطرس بعد انتخاب متنازع عليه. حافظ على سلام الكنيسة الرومانية بعد صراع داخلي هدد بانقسام دائم. أُعجب به القديس أوغسطينوس وتواصل معه، مما يعزز مكانته اللاهوتية والروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس زوسيموس | الولادة: – الوفاة: 418 القديس زوسيموس (Zosimus), البابا الرسولي رقم 41 والذي خدم في أوائل القرن الخامس، في فترة حساسة من تاريخ الكنيسة، وواجه فيها جدالات عقائدية وتنظيمية مهمة. يُعتقد أنه من أصل يوناني. مدة حبريته كانت من 18 مارس 417 م حتى وفاته في 26 ديسمبر 418 م. دُفن في بازيليك القديس لورينس خارج الأسوار (San Lorenzo fuori le Mura). لا يُحتفل به رسمياً كقديس عام، ولكن يُذكر باحترام ضمن التاريخ البابوي. سيرته ودوره الكنسي زوسيموس خَلَف البابا إينوسنت الأول في وقتٍ كانت فيه الكنيسة منشغلة بقضايا عقائدية خطيرة أبرزها: الخلاف مع أتباع بيلاجيوس (البيلاجيانية): البيلاجيانية هي بدعة تنكر الخطيئة الأصلية وتقلل من أهمية النعمة الإلهية. في بداية حبريته، زوسيموس بدا متساهلًا مع بيلاجيوس وصديقه اللاهوتي سيليستيوس، إذ قبِل دفاعهم عن أنفسهم وظن أنهم أرثوذكسيون. هذا القرار أثار غضب أساقفة إفريقيا، خاصة القديس أوغسطينوس. بعد مراجعة إضافية واطلاعه على التفاصيل الدقيقة، غيّر موقفه لاحقًا وأدان تعاليم بيلاجيوس رسميًا عام 418 م في مرسوم يُعرف بـ “Epistola Tractoria”. هذا القرار كان حاسمًا في دحض البدعة في الغرب. الخلاف حول أسقفية آرل (جنوب فرنسا): حصل نزاع بين أسقفين حول من له الأحقية في كرسي آرل. البابا زوسيموس منح الشرعية للأسقف باتروسينوس، مما أثار خلافاً بينه وبين أساقفة غاليا. هذا أبرز التحديات التي كانت تواجه سلطة روما البابوية في المناطق الغربية من الإمبراطورية. تعزيز سلطة روما البابوية: تمسّك زوسيموس بسلطة أسقف روما كرأس للكنيسة الجامعة، وأكد أنه المرجع الأعلى في الشؤون العقائدية والانضباطية. رسائله، خاصة إلى إفريقيا وغاليا، تتضمن لغة قوية حول أولوية الكرسي الرسولي المستند إلى بطرس الرسول. مكانته وتأثيره على الرغم من قصر مدة حبريته (حوالي 1 سنة و9 أشهر)، إلا أنه لعب دوراً كبيراً في دحض البيلاجيانية، وهي واحدة من أخطر البدع في تاريخ الكنيسة الغربية. يُحترم بسبب تصحيحه لموقفه الأول، مما يدل على تواضعه ورغبته في حفظ الإيمان السليم. ورد اسمه في رسائل القديس أوغسطينوس ضمن السياقات الجدالية حول بيلاجيوس. لم يُعلَن قديساً رسمياً في معظم التقاليد الغربية، لكن يُذكر تاريخيًا باحترام كراعٍ صالح قاوم الهرطقة بعد التدقيق. البابا زوسيموس يُعتبر شخصية انتقالية مهمة في تاريخ الكرسي الرسولي، حيث واجه واحدة من أهم أزمات اللاهوت الغربي، وأثبت أهمية الحكمة والتدرّج في اتخاذ القرار اللاهوتي السليم. قراره النهائي بإدانة البيلاجيانية أسهم في بلورة العقيدة حول الخطيئة والنعمة، والتي تبنّاها لاحقاً مجمع ترينت في القرن السادس عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس إينوسنت الأول | الولادة: – الوفاة: 417 القديس إينوسنت الأول (Innocent I)، أحد أعظم الباباوات في أوائل القرن الخامس، والذي كان له تأثير بالغ في تثبيت سلطة الكرسي الرسولي والدفاع عن العقيدة الكاثوليكية خلال الأوقات الصعبة. ترتيبه البابوي رقم 40. وُلد على الأرجح في ألبانو (قرب روما – إيطاليا). وتُوفي في روما بـ 12 مارس سنة 417 م. دُفن في مقبرة القديس بطرس، في بازيليك القديس بطرس – الفاتيكان. عيده في 12 مارس في التقويم الكاثوليكي. أصله العائلي يُعتقد أنه ابن البابا أناستاسيوس الأول، مما يجعله أحد الحالات النادرة التي يتولى فيها ابن خلافة والده في البابوية (رغم أن هذه القرابة لم تُثبت تاريخياً بشكل قاطع، لكن عدة مصادر قديمة تشير إليها). أعماله ومساهماته البارزة تعزيز سلطة كرسي روما: رسّخ مبدأ سلطة أسقف روما (البابا) فوق باقي الأساقفة في المسائل العقائدية والانضباطية. كان يُخاطب الأساقفة والكنائس الأخرى من موقع الحَكم الأعلى، وقد طلبت منه كنائس في إفريقيا، إسبانيا، وغاليا توضيحات قانونية ولاهوتية. علاقته بالقديس أوغسطينوس: دعَم القديس أوغسطينوس في صراعه ضد بدعة بيلاجيوس، التي أنكرت الخطيئة الأصلية وضرورة النعمة للخلاص. أرسل عدة رسائل تؤيد تعليم أوغسطينوس وتُدين تعليم بيلاجيوس. هذا الموقف رسّخ تعليم النعمة في الكنيسة الغربية. التدخل في شؤون الكنائس الإقليمية: تلقى العديد من الرسائل من أساقفة إفريقيا، غاليا، وشرق أوروبا تطلب رأيه في المسائل العقائدية والانضباطية. أصدر قرارات مؤثرة حول الأسرار، التوبة، والكهنوت، منها: أن التوبة يجب أن تُمنح مرة واحدة للمؤمن بعد المعمودية. تأكيد قدسية الزواج وسرية الاعتراف. دوره خلال غزو القوط لروما (410 م): كان بابا أثناء غزو روما بقيادة الملك القوطي ألاريك. قام بدور الوسيط بين القوط وشعب روما. طلب من الإمبراطور هونوريوس في رافينا دعم المدينة، لكن دون نتيجة فعالة. مع ذلك، يُقال إن الكنائس المسيحية لم تُنهب في روما، بفضل نفوذ البابا وتدخلات انً (وفقًا لما نقله القديس جيروم). مكانته في الكنيسة يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. عُرف بالحكمة، والإدارة القوية، والغيرة على الإيمان. يُحتفل بعيده في 12 مارس. كتب عنه القديس جيروم مشيراً إلى غيرته الإيمانية ودوره خلال كارثة سقوط روما. وصفه المؤرخ بروسوسيوس بأنه “راعي الكنيسة الجامعة في زمن المحن”. استخدم سلطته لتأكيد توجيهات مجمع قرطاج بخصوص قانونية الكتاب المقدس (أي لائحة الأسفار القانونية). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس أناستاسيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 401 القديس أناستاسيوس الأول (Anastasius I)، أحد الباباوات الرسوليين في الكنيسة الكاثوليكية. ترتيبه البابا التاسع والثلاثين. وُلد في روما وتُوفي فيها سنة 401 م. سيرته: خلف البابا سيريسيوس (Siricius)، وكان معروفاً بورعه وحزمه في مواجهة الانحرافات العقائدية. يُذكر في تاريخ الكنيسة كراعٍ أمين ومدافع قوي عن العقيدة الأرثوذكسية في وجه التعليم الخاطئ. أبرز أعماله ومواقفه من أبرز إنجازاته الروحية أنه: أدان تعاليم أوريجانوس (اللاهوتي الإسكندري الشهير في القرن الثالث) التي بدأت تُتداول مجدداً. اعتبر أن بعض أفكار أوريجانوس لا تتفق مع الإيمان الكاثوليكي، خاصة تلك المتعلقة بطبيعة المسيح وقيامة الأجساد. هذا الموقف كان مؤثراً جداً، والقديس جيروم (Hieronymus) والعديد من اللاهوتيين تبنّوا موقفه في نقد أوريجانوس لاحقاً. حرص على التواصل مع الكنائس في الشرق، وخاصة مع اللاهوتيين الأرثوذكسيين الذين حاربوا البدع. دعم القديس يوحنا ذهبي الفم رغم الجدل الذي كان يحيط به في القسطنطينية. شجّع على وقوف الشعب في الكنيسة أثناء قراءة الأناجيل، تعبيرًا عن الاحترام لكلمة الله. حافظ على نقاوة الطقوس الليتورجية الرومانية. وُصف بأنه حريص على نقاء الإيمان والانضباط الأخلاقي في الكنيسة. مكانته في الكنيسة يُكرَّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 19 ديسمبر، وهو يوم وفاته. دُفن في مقبرة الباباوات في كاتاكومب القديس كالّيستوس (San Callisto) على طريق أبيا. أُعجب به القديس أوغسطينوس والقديس جيروم، ووصفوه بأنه رجل تقوى وتمييز روحي. هو والد البابا إنّوسنت الأول، الذي خلفه على الكرسي الرسولي بعد وفاته — واحدة من الحالات القليلة التي خلف فيها الابن والده في منصب البابا. رسائل القديس جيروم تُشير إلى احترامه الكبير للبابا أناستاسيوس وتأييده لقراراته العقائدية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس سيريسيوس | الولادة: 334 الوفاة: 399 البابا القديس سيريسيوس (St. Siricius)، الذي يُعد البابا رقم 38 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلِد في روما، في الإمبراطورية الرومانية الغربية، حوالي عام 334 م. انتُخب في 384 م (بعد وفاة البابا داماسوس الأول) وتوفي في 26 نوفمبر 399 م، أي أنه شغل المنصب لمدة نحو 15 عاماً. أبرز إنجازاته وأعماله: أول بابا يصدر “مرسوماً بابوياً” مكتوباً: البابا سيريسيوس هو أول من أصدر وثائق بابوية رسمية مكتوبة تُعرف بـ”القرارات البابوية” أو Decretalia. في رده على أسقف هسباليا (Himerius of Tarragona) في إسبانيا، أصدر عام 385 م رسالة تحتوي على قرارات تنظيمية وعقائدية تُعتبر من أولى الإشارات إلى السلطة القانونية للبابا. قضايا الانضباط الكنسي: تناول في رسائله قضايا مثل: شروط التوبة بعد ارتكاب خطايا كبيرة، أهلية الكهنة والشمامسة، رفض المعمودية من الهراطقة، تطبيق الحشمة والامتناع الجنسي للكهنة بعد الرسامة. دعم البنية الكنسية المركزية: ساهم في تعزيز سلطة أسقف روما كرأس للكنيسة، من خلال التأكيد على طاعة الأساقفة في المسائل العقائدية والانضباطية. موقفه العقائدي: واصل الخط الأرثوذكسي ضد البدع المنتشرة، خاصة الآريوسية والبرسيليانية، وهي بدعة نشأت في إسبانيا وشددت على التنسك المتشدد واعتبرت أن الخطايا الكبيرة لا تُغفر إلا بمعمودية ثانية. تقديسه: مُعترف به كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 26 نوفمبر، يوم وفاته. دُفن في كاتاكومب بريسيلا (Priscilla Catacombs)، حيث دُفن أيضًا البابا داماسوس. خلفه البابا أناستاسيوس الأول (St. Anastasius I)، وهو البابا رقم 39. سُجّل في التاريخ كأول بابا استخدم السلطة الكتابية والإدارية بأسلوب قانوني واضح. مثّل انتقال البابوية من مجرد دور رعوي إلى مؤسسة ذات سلطة تنظيمية على نطاق واسع في العالم المسيحي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس داماسوس الأول | الولادة: – الوفاة: 384 م البابا القديس داماسوس الأول (St. Damasus I)، الذي كان البابا رقم 37 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلِد في إسبانيا (احتمالاً في مدينة إيدانا – Idanha-a-Velha حالياً في البرتغال)، ثم نشأ في روما. بدأت حبريته في 1 أكتوبر 366 م وانتهت في 11 ديسمبر 384 م. أي خدم نحو 18 عاماً. أبرز أحداث حبريّته: صراع على البابوية: بعد وفاة البابا ليبيريوس، تم انتخاب داماسوس، لكن خصومه دعموا كاهنًا يُدعى أورسيوس (Ursinus). وقع نزاع دموي في روما بين أتباع الطرفين، استدعى تدخل السلطات المدنية. في النهاية، اعترف الإمبراطور جراسيان بشرعية داماسوس كبابا. الدفاع عن الإيمان النيقاوي: كان مدافعًا قويًا عن قرارات مجمع نيقية (325 م) ضد الأريوسية. دعم اللاهوت الأرثوذكسي حول ألوهية المسيح والروح القدس. تكليفه القديس جيروم بترجمة الكتاب المقدس: أهم إنجاز تاريخي له: كلف القديس جيروم بترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية من اليونانية والعبرية، وهي الترجمة المعروفة باسم الفولغاتا (Vulgata)، التي أصبحت النص الرسمي للكنيسة الكاثوليكية لقرون. إحياء تقليد تكريم الشهداء: كان شديد الاهتمام بقبور الشهداء والكتاكومبات في روما. كتب نقوشًا شعرية (Epigrams) على قبورهم، بعضها ما زال موجودًا حتى اليوم. يُنسب إليه تشجيع الطقوس الليتورجية باللغة اللاتينية بدلاً من اليونانية. قرارات ومجامع: دعا إلى مجمع روما (382 م)، الذي يُعد من أوائل المجامع التي حددت قانون الكتاب المقدس. شدد على سلطة أسقف روما كخليفة بطرس، في مواجهة الأساقفة الشرقيين. تقديسه: أُعلِن قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 11 ديسمبر، يوم وفاته. وفاته: توفي في 11 ديسمبر 384 م. دُفن في كنيسة القديسة لورينتينا في كاتاكومب بريسيلا في روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البابا القديس ليبيريوس | الولادة: – الوفاة: 366 البابا رقم 36 في عداد باباوات الكنيسة الكاثوليكية. وُلد في روما، في الإمبراطورية الرومانية الغربية. بدأ حبريته: في 17 مايو 352 م. وانتهت: في 24 سبتمبر 366 م. أي أنه شغل منصبه 14 عاماً و4 أشهر تقريباً. الأحداث البارزة في حبريته: نزاعه مع الأريوسيين والإمبراطور قسطنطيوس الثاني: واجه ضغطاً شديداً من الإمبراطور قسطنطيوس الثاني، الذي كان يؤيد العقيدة الأريوسية (التي تنكر ألوهية المسيح). رفض إدانة القديس أثناسيوس، المدافع الشهير عن العقيدة النيقية، مما جعله يتعرض لغضب الإمبراطور. نفيه إلى تراقيا (اليونان حالياً): بسبب موقفه الصلب، نُفي ليبيريوس إلى مدينة بيريا (Berea) عام 355 م. خلال فترة النفي، نُصّب أورسيوس (Felix II) بديلاً عنه، وهو بابا غير شرعي (مناهض للبابا). بعد سنتين من المنفى، عاد إلى روما وسط ترحيب شعبي كبير. الجدل حول توقيعه على صيغة غير نيقية: هناك جدل بين المؤرخين حول ما إذا كان قد وقّع تحت الضغط على صيغة نصف أريوسية أثناء نفيه، لكن هذا غير مؤكد بشكل قاطع. رغم ذلك، ظل يُعتبر أرثوذكسياً في إيمانه ومدافعاً عن المجمع النيقاوي. تقديسه: لا يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الرسمية اليوم. لكن في التقاليد الشرقية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية، يُعتبر قديساً ويُحتفل بذكراه. وفاته: توفي في 24 سبتمبر 366 م في روما. دُفن في مقبرة بريسيلا (Priscilla) على طريق سالاريا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس دومينيك سافيو | الولادة: 1842 الوفاة: 1857 الاسم الكامل: دومينيكو سافيو (Domenico Savio) شفيع الأطفال والشباب نشأته وُلد في 2 أبريل 1842 في سان جيوفاني دي ريفا، إيطاليا وفي أسرة مسيحية فقيرة، وكان والده حداداً ووالدته خياطة. تربّى في جوّ مليء بالإيمان والتقوى. منذ سنٍّ مبكرة أظهر دومينيك علامات القداسة. كان يحضر القداس يومياً رغم المسافة الطويلة. تعلم القراءة والكتابة مبكراً، وكان شغوفاً بالدين. من أقواله عندما تناول القربان الأول (عمره 7 سنوات): “أُفضّل الموت على أن أُخطئ خطيئة واحدة.” لقاؤه بالقديس يوحنا بوسكو في عمر 12 سنة، التقى بالأب يوحنا بوسكو (Don Bosco) مؤسس رهبنة السالزيان. انضم إلى مدرسة دون بوسكو في تورينو، حيث برز بتقواه، طاعته، وفرحه الدائم. وكان دومينيك نموذجاً في التقوى، وأسس مجموعة سماها “جمعية الحبل بلا دنس” هدفها تشجيع أصدقائه على حياة النعمة والصداقة مع الله. ملامح شخصيته كان دومينيك محبوبًا من أصدقائه، ودائم البشاشة. ومحب للسلام حيث كان يتدخل لفضّ النزاعات بلطف. كان يكرّس كل لحظة من يومه ليسوع ومريم كما كان صديق المرضى والضعفاء وكان يخدمهم بمحبة وصمت. وفاته تاريخ الوفاة: 9 مارس 1857. العمر: 14 عامًا فقط السبب: مرض صدري (غالبًا السل)، مات بسلام وقال لأهله: “أوه، يا له من شيء جميل أراه!” تطويبه وتقديسه أُعلن طوباوياً: عام 1950 أُعلن قديساً: في 12 يونيو 1954 على يد البابا بيوس الثاني عشر هو أصغر قديس غير شهيد في الكنيسة الكاثوليكية يُعلَن قداسته رسميًا. شفيع: الأطفال، الشباب، والطلاب. أقوال مشهورة له “نولد للحياة، لا من أجل الموت.” “أنا لست سوى قماشة، لكن الرب يستطيع أن يرسم عليها صورة قديس.” “الله يريدني قديساً، وسأصبح قديساً.” إرثه كتب عنه القديس يوحنا بوسكو سيرة بعنوان “حياة دومينيك سافيو”، ولا تزال تُلهم أجيال الشباب إلى اليوم. دومينيك سافيو هو قدوة حيّة في القداسة اليومية والبساطة العميقة في محبة الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس جان بيركمانس | الولادة: 1599 الوفاة: 1621 القديس جان بيركمانس (St. John Berchmans) هو من أبرز القديسين اليسوعيين الذين لمعت حياتهم رغم قِصرها، بسبب مثاله في الطهارة والطاعة والتقوى اليومية. نشأته وُلد في عائلة مسيحية متدينة، والده كان صانع أحذية، ووالدته سيدة فاضلة كرّست أولادها لتقوى الله في ديست، بلجيكا، وذلك في 13 مارس 1599. شعر بدعوة للحياة الدينية منذ صغره، وكان معروفًا بحبه الكبير لله وللعذراء مريم. دخل الرهبنة اليسوعية عام 1616 في معهد اليسوعيين في ميشيلين، حيث عاش حياة انضباط شديد وفق القواعد الرهبانية. ثم انتقل لاحقًا إلى روما لإتمام دراسته في الفلسفة. مواقفه وسيرته الروحية رغم صغر سنه، برز في مواقف عديدة تدل على نضوج روحي فائق: محبته للعذراء: كان يتلو الوردية يوميًا، ويحمل مسبحته معه دائمًا، وكان يتمنى أن يموت وهو ممسك بها، وقد تم له ذلك. الطاعة: كان مثالًا في الطاعة، حتى في أدق التفاصيل. كان يقول: “أرغب في فعل الأشياء العادية بطريقة غير عادية من المحبة.” الاجتهاد: لم يكن يضيّع دقيقة من وقته؛ كان يستثمر كل لحظة في الدراسة أو الصلاة أو خدمة الآخرين. الفرح والبشاشة: كان دائم الابتسامة، مما جذب زملاءه ومحبيه إليه. الاهتمام بالمرضى: كان يخدم زملاءه المرضى في الدير بمحبة وصبر. وفاته توفي في 13 أغسطس 1621، عن عمر 22 عاماً فقط بعد مرض مفاجئ، يُعتقد أنه الزحار أو التهاب الأمعاء، نتيجة لجهوده المفرطة وطقس روما الحار. توفي وهو ممسك بالصليب، كتاب القوانين الرهبانية، والمسبحة. كان يردد اسم يسوع ومريم. معجزاته بعد وفاته، نُسبت إليه العديد من المعجزات، ومنها: شفاء راهبة أمريكية: في عام 1866، حصلت معجزة في لويزيانا، الولايات المتحدة، حيث شُفيت راهبة من داء عضال بعد أن طلبت شفاعته. هذه المعجزة كانت سبباً في إعلانه قديساً عام 1888 من قبل البابا لاوون الثالث عشر. شفاءات أخرى: تقارير عن شفاءات عديدة تمت بشفاعته، وخاصة بين الشباب والطلاب. تطويبه وتقديسه أُعلن طوباوياً: عام 1865 أُعلن قديساً: 15 يناير 1888 شفيعه: شفيع الطلاب، وبالأخص محبي الدراسة والالتزام الرهباني. إرثه الروحي الرسالة التي تركها: أن القداسة ليست بالمعجزات الكبرى، بل بالعيش اليومي للفضائل الصغيرة – بإخلاص، بمحبة، وبفرح. مقولته المشهورة: “إذا كنت لا أستطيع أن أفعل أشياء عظيمة، فبإمكاني أن أفعل أشياء صغيرة بمحبة عظيمة.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس جوليوس الاول | الولادة: – الوفاة: 352 البابا القديس يوليوس الأول (St. Julius I)، الذي كان البابا رقم 35 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. حبريته: تاريخ الانتخاب: 6 فبراير 337 م تاريخ الوفاة: 12 أبريل 352 م، أي أنه شغل منصب البابا لمدة 15 سنة. مكان الولادة: غالباً وُلِد في روما، لكنه من أصل إيطالي. أحداث هامة وأعمال خلال حبريته: دوره في الجدل الأريوسي: كان أحد أبرز المدافعين عن العقيدة الأرثوذكسية ضد بدعة الأريوسية التي أنكرت ألوهية المسيح. دعم القديس أثناسيوس الكبير، بطريرك الإسكندرية، الذي نُفي من كرسيه من قبل الأريوسيين والإمبراطور. دعا إلى مجمع في روما عام 340 م دعم فيه أثناسيوس ورفض قرارات المجامع الأريوسية. كتب رسالة شهيرة إلى الأساقفة الشرقيين دافع فيها عن سلطة الكرسي الرسولي في حل النزاعات الكنسية. دفاعه عن سلطة روما: أكد في كتاباته على أن أسقف روما (البابا) يملك سلطة قضائية في مسائل العقيدة والانضباط الكنسي، وهي من أوائل الإشارات التاريخية الواضحة لدور البابا كـ”حَكَم” في خلافات الكنيسة. بناء الكنائس: يُنسب إليه بناء عدد من الكنائس في روما، بما في ذلك كنيسة القديس فاليريوس وكنيسة أخرى يُعتقد أنها كانت مكرسة للقديسة ماريا. وفاته: توفي في 12 أبريل 352 م. ودُفن في مقبرة كاليستوس على طريق أبيان (Via Appia) في روما. قداسته: يُكرّم كـ قديس في الكنيسة الكاثوليكية. يوم عيده: يُحتفل بذكراه في 12 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس مكسيموس المعترف | الولادة: 580 الوفاة: 662 نشأته في كنف عائلةٍ نبيلةٍ ولد القدّيس مكسيموس المعترف في القسطنطينيَّة عام 580 م. تميَّز بذكائه وبحبِّه للفلسفة. وبعد تحصيله العلميّ، دخل معترك السِّياسة ونال إعجاب الإمبراطور هيراكليوس الّذي مع تولّيه العرش جعله أمين سرّه الأوَّل. لكنَّ عيني القدّيس كانتا شاخصتين على ملكوتٍ من نوعٍ آخر. فنزع عنه حلَّة المجد الأرضيّ مُتخلِّياً عن وظيفته وأضحى جنديّاً للمسيح، مترهِّباً في دير والدة الإله في خريسوبوليس القريبة من القسطنطينيَّة. إلى جانب المعرفة سعى القدّيس أيضاً لاعتلاء سُلَّم الفضائل من خلال الاجتهاد في قراءة الكتب والصَّلاة القلبيَّة. وببلوغه مراحل متقدِّمة تمكَّن من شرح سرِّ الخلاص وإتِّحاد الله فينا لشفاء طبيعتنا. وبحثاً عن حياةٍ نسكيَّةٍ وهدوئيَّةٍ، انتقل القدّيس من دير والدة الإله إلى دير القدّيس جاورجيوس في كيزيكوس برفقة تلميذه انستاسيوس. هناك تفرَّغ للكتابة حول الصِّراع ضدَّ الأهواء والصَّلاة، واللّاهوى، والمحبَّة المقدَّسة. إلّا أنَّه ما لبث أن انتقل منه إلى جزيرة كريت هرباً من هجمات الفرس والآفار، فواجه فيها حرباً إيمانيَّةً ضدَّ القائلين بالطَّبيعة الواحدة للسَّيِّد المسيح، لا الطَّبيعتين البشريَّة والإلهيَّة. ومن كريت توجَّه إلى قبرص ومنها إلى قرطاجة عام 632، حيث التقى بالقدّيس صفرونيوس الأورشليميّ الّذي كان أحد كبار اللّاهوتيّينَ فانضمَّ إليه. وقد تسنّى له هناك الغور في أعماق اللّاهوت والكتاب المقدَّس، الأمر الذي مكَّنه من تقديم ملخَّصٍ عن تألُّه الخليقة. فيما بعد، وفي سياق الإصلاحات العسكريَّة والإداريَّة الّتي قام بها الإمبراطور هيراكليوس، تحضيراً لهجوم ضدّ الفرس، سعى في نفس الوقت إلى استرضاء القائلين بهرطقة الطَّبيعة الواحدة، تجنُّباً لتحوُّلهم نحو الفرس والعرب. فدخل القدّيسان صفرونيوس ومكسيموس معهم في حرب لاهوتيَّةٍ دامت سنوات، كان هدف الإمبراطور هيراكليوس وخلفه قسطنديوس منها، الحفاظ على مصالحهما السّياسيَّة والجغرافيَّة، في حين أنَّ القدّيسين انشغلا في قول الحقِّ والحفاظ على تعاليم الرَّبّ والآباء القدّيسين الأوائل والمجامع المقدَّسة، رافضين أيَّ صياغةٍ توافقيَّةٍ تضرب جوهر الإيمان. وتذكر المراجع أنَّ حربهما لم تقتصر على مقاومة الأباطرة ومراسيمهم العقابيَّة وحسب، إنَّما كانت أيضًا مع بطاركةٍ أرادوا بدورهم استرضاء سلاطين العالم. والجدير ذكره أنَّ الإمبراطور هيراكليوس وقبل موته اعترف بسياسته الدّينيَّة الفاشلة أمام استقامة الرّأي. أمّا قسطنديوس في عهده، فقد أصدر مرسوماً حرَّم فيه على كلِّ مسيحيٍّ مناقشة موضوع الطَّبيعتين والمشيئتين. وبعد موت القدّيس صفرونيوس، لجأ القدّيس مكسيموس إلى القدّيس مرتينوس أسقف رومية، الّذي عقد المجمع اللّاترانيّ عام 649 م والذي أدان فيه القول بالمشيئة الواحدة ونبذ المرسوم الإمبراطوريّ. فإغتاظ الإمبراطور من الأمر واعتبره تمرُّداً ، فأمر أوّلًا باستياق القدّيس مرتينوس الّذي أهين واستشهد عام 655. ثمَّ أوقف القدّيس مكسيموس وتلميذه ومندوب أسقف رومية، وأودعهم السِّجن. وقد وُجِّهت للقدّيس مكسيموس حينها اتّهامات سياسيَّة وحمّلوه مسؤوليَّة الانشقاق الحاصل في الكنيسة بسبب تمسُّكه بعقيدته. وقد حكم عليه بالنَّفي واستيق إلى بيزيا. في المنفى عانى القدّيس الأمرّين، وعلى الرَّغم من المحاولات الّتي قام بها الإمبراطور ليستميله بغية استمالة بقيَّة المؤمنين، بقي القدّيس مكسيموس على موقفه. بعد ذلك جرى نقله إلى بربريس حيث احتجز. وفي سنة 662 م مَثُلَ أمام بطريرك القسطنطينيَّة ومجمعه. فسألوه : “من أيَّة كنيسةٍ أنت؟ من القسطنطينيَّة؟ من رومية؟ من أنطاكية؟ من الإسكندريَّة؟ من أورشليم؟ فها هم جميعاً متَّحدون فيما بينهم” . فأجاب القدّيس مكسيموس: “إنَّ الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بالإيمان الصَّحيح والخلاصيّ بإله الكون”. فهدَّدوه بالموت إلّا أنَّه بقي ثابتاً على إيمانه بقوله: “ليتحقَّق فيّ ما رسمه الله من قبل الدُّهور، لأعطي لله المجد الّذي له من قبل الدُّهور”. فلعنوه وأهانوه وحكموا عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى اللّذين بهما اعترف بإيمانٍ. ثمَّ ساروا به في شوارع المدينة والدَّم يقطر منه، وأودعوه قلعةً في أقاصي القوقاز في لازيكوس حيث استشهد في 13 آب عام 662 م عن عمر يناهز الثَّانية والثَّمانين. وقد نقل أنَّ ثلاثة قناديل زيت كانت تشتعل على قبره من ذاتها كلَّ ليلة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس ثيوذوروس التّيرونيّ | الولادة: – الوفاة: القدّيس ثيوذوروس التّيرونيّ ومعنى اسمه في اليونانيّة هديَّة الله أو عطيّة الله. أمّا التّيرونيّ فهو لقبٌ ومعناه المجنَّد حديثاً، وبحسب بعض المراجع، إنَّ مردَّه يعود لانتماء القدّيس إلى الفيلق التّريانيّ الّذي كان فرقةً عسكريَّة تضمُّ النُّخبة من الجنود. المعلوماتُ عن مسيرة حياته قد استمدَّت بأغلبها من عظةٍ للقدّيس غريغوريوس النّيصصيّ الّتي ألقاها عند زيارةِ ضريحه. موطنه الأصليّ وزمانه غير معروفين، لكنَّ بعض الدّارسين يشيرون إلى أنَّه قد يكون من سوريا أو من أرمينيا، وأنَّه عاش بين أواخر القرن الثّالث وأوائل القرن الرّابع م. وفي تفاصيل مسيرة القدّيس الاستشهاديَّة، فقد تزامن وصول الفرقة الّتي كان جنديّاً فيها إلى أماسيا لقضاء فصل الشِّتاء. هناك كانت حربٌ دمويَّةٌ قائمةٌ على المسيحيّين، بحيثُ كان عليهم حينها اختيار الوثنيَّة أو الموت. هنا برز القدّيس كمثالٍ للاستقامة والإيمان الحقيقيّين بيسوع المسيح، إذ كان قدر تربّى على التَّقوى والفضيلة. فلم تُخِفه التَّهديدات ولم تمنعه من المجاهرة بالحقّ. وإذ استيق للمحاكمة سُئل عن مصدر جرأته في معارضة قرار الإمبراطور وتكريم آلهته، فأجابهم بأنّ إلهه واحدٌ، وأنَّ من يطلقون عليهم إسم آلهةٍ إنَّما هم شياطين، وأنَّه مستعدٌّ للموت بفرحٍ من أجل إيمانه. فطرح عليه أحد الضُّباط سؤالًا بهدف السُّخرية بقوله: “ماذا يا ثيوذوروس الله وَلَدَ؟ كيف ذلك؟ أَلَهُ أولادٌ كالنّاس؟ أَلَهُ شهواتٌ كشهواتِ النَّاسِ ويَعرِفُ مثلَهُم توتُّراتِ الجَسَد؟” فأجابه بحزمٍ وثقَةٍ وأخرسه بقوله: “ليس الإله الّذي أعبد عرضةً للضُّعفات ولا لتوتُّرات البشر النّابية. صحيحٌ أنَّهُ أَولَدَ إبنًا لكنَّه أَولَدَهُ على نحوٍ إلهيٍّ، وإيلادُهُ العجيب لإبنه هو إلهيٌّ بالكلِّيَّة. أمّا أنت أيُّها المتهكِّم الخبيث، فكيف تجعل من إمرأةٍ إلهةً أما تخجل من عبادة إلهةٍ تعاني آلام الطَّلق وتنجب آلهةً أطفالاً كما الأرنبة خرانقها والخنزيرة البريَّة خنانيصها؟” أمام موقفه الحازم، وبنيَّةٍ خبيثةٍ تراجع الحكّام عن إعدامه وقرَّروا أن يعطوه وقتًا ليفكِّر ويعود عن ضلاله. فما كان من القدّيس إلّا أن أحرق هيكلًا لأُمِّ الآلهة في أماسيا ورمَّده بِرُمَّته. فقبضوا عليه ثانيةً، فخاطبهم بكلِّ جرأةٍ وإيمانٍ وأفحمهم، فحاولوا استرضاءَه بالوعود والمراكز فأبى وسخر منهم وأبدى شفقةً على الأباطرة والكهنة وعبّاد الأصنام، فأثارت كلماته سخطهم وأحالوه للتَّعذيب. تحت سطوة التَّعذيب أيضاً لم يبدِ القدّيس أيَّ نوعٍ من أنواع الاضطراب أو التَّراجع بل كان يُردِّد: “أبارك الرّبّ في كلِّ حينٍ. تسبحته في فمي في كلِّ آنٍ.” بعد التَّعذيب اُلقي القدّيس في السِّجن، حيث لحَظَ الحرَّاس انبعاثاً للأناشيد طول اللّيل، وأضيء المكانُ بالمشاعل. ولمّا دخل الحرّاس ليعرفوا السَّبب لم يجدوا شيئاً، فقد كان القدّيس مرتاحاً وبقيَّة المساجين في سباتٍ عميقٍ. ولمّا رأى القضاة والحكّام أنّ لا جدوى من ارتداده إلى الوثنيَّة حكموا عليه بالموت حرقاً. وقد ورد في بعض المصادر أنَّ سيِّدةً أخذت رفاته وأقامت له ضريحاً، يُرجَّح أنَّه في أوخاييطا. يرتبط إسم القدّيس بأعاجيبَ كثيرةٍ، فقد كان ضريحه محجَّةً للمتوافدين إليه بايمانٍ ولكنَّ أبرزها القمح المسلوق. ففي العام 361 أمر الإمبراطور يوليانوس الجاحد، أن يُدنَّسَ طعام المسيحيّين في الأسواق بدمِ الذَّبائِحِ المُقدَّمَة للأوثان، إلّا أنَّ اللهَ أرسل القدّيس ثيوذوروس الّذي تراءى لأسقفِ القسطنطينيَّة أفدوكسيوس، كاشفاً له نوايا الطَّاغية وأمره بمنع المسيحيّين من شراء المأكولات من السُّوق وأن يستعاض عنها بالقمح المسلوق، وهكذا حصل. ومنذ ذلك الوقت والكنيسة تحفظ ذكرى هذه الأعجوبة في السَّبت الأوَّل من الصَّوم الكبير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس لاوون بابا رومية | الولادة: – الوفاة: 461 إثنان أُعطي لهما لقب “الكبير” في كنيسة الغرب، وكلّاهما قدّيسٌ في الكنيسة الجامعة وهما غريغوريوس الأوَّل ولاوون الأوَّل. أمّا البابا لاوون الّذي دخل غمار الحياة الإكليريكيَّة منذ مطلع شبابه، فمولودٌ في أواخر القرن الرّابع الميلاديّ، في رومية من عائلةٍ توسكانيَّة الأصل. ولمّا صار رئيس شمامسةِ رومية، عالج قضايا زمانه على اختلافها، خاصَّةً تلك الّتي كانت تُعنى بالعقائد وصونها. لاحقاً، وكخلفٍ للأسقف سيليستين، سيم غيابيّاً أسقفاً على رومية، إذ كان في مهمَّةٍ دبلوماسيَّةٍ في ما عرف سابقاً ببلاد الغال، أيّ في فرنسا. وقد تميَّزت مسيرته الأسقفيَّة بحسناتٍ عديدةٍ، كان أبرزها الحفاظ على العقائد ضدَّ الهرطقات والمهرطقين. كما سعى دوماً إلى بثِّ السَّلام في الكنيسة وقمع الجدليّات الخلافيَّة. كما اعتُمدَ عليه في كثيرٍ من المواقف بين الدُّول والشُّعوب، كوسيطٍ لتقريب وجهات النَّظر والإحالة دون وقوع الحروب. لقد عاش البابا لاوون في زمن كثُرت فيه التَّحديات العسكريَّة والسّياسيَّة والدّينيَّة والفكريَّة، وعلى مستوى النِّظام الكنسيّ والحياة الرّهبانيَّة والرَّعويَّة والعلاقة مع كنيسة الشَّرق. وكان غالباً ما ينجح في تخطّيها بفضل حكمته وطباعه، الّتي كانت تتميَّز بالصَّرامة والرَّأفة في آنٍ. له إنجازاتٌ عديدةٌ، أبرزها السَّعي للتَّجديد الإكليريكيّ وتوطيد النِّظام في كنائس أفريقيا وصقلية بعد هجمات قبائل الفندال (هي قبائل جرمانيَّة شرقيَّة تتَّبع المذهب الآريوسيّ، وكانوا مُضطَهَدين من قبل الكنيسة المؤمنة بعقيدة الثّالوث، فاجتمعوا ضدَّ حكم الرُّوم، وقاموا بحروبٍ عدَّةٍ معهم). كما دعم أسقف سالونيك، ومنع انفصال كنيسة الغال وتصدّى للهرطقات وأبرزها المانويَّة والبيلاجيَّة. والجدير ذكره هنا، أنَّه هو من أطلق على مجمع أفسس المنعقد سنة 449 م. صفة اللّصوصيَّة، بسبب كثرة الهرطقات الّتي حواها. هذا واهتمَّ بالطُّقوس الكنسيَّة ووطَّد قوامها، كما اهتمَّ برعاية الشَّعب والكهنة، من خلال أدائه وطريقة عيشه وعظاته وتعاليمه. إضافة إلى انشغاله ببناء الكنائس وترتيبها. وكما ذكرنا فقد عُرف البابا لاوون بالوساطة بين الشُّعوب، فمثلاً عندما اجتاحت قبائل الهانس (هم شعب غير مسيحيّ بقيادة أتيلا عاش في السَّهل المجريّ العظيم واستولى في النِّهاية على مساحةٍ كبيرةٍ من أوروبّا الوسطى)، كلّا من ألمانيا وبلاد الغال وعبرت الالب ونهبت ميلانو وهدَّدت رومية، كُلِّفَ من الإمبراطور الرُّوميّ ومجلس الشُّيوخ والشَّعب، بأن يحلّ الأزمة فيكفّ الغزاة يدهم عن المدينة. وهذا ما حصل بالفعل، فقد خرج مواجهًا إيّاهم بلباسه الحبريّ، وخَلفَهُ موكبٌ من الكهنة والشَّمامسة وهم يردّدون الأناشيد الكنسيَّة، فما كان من القائد الغازي الذي كان يتوقَّع جيشاً في مواجهته، إلّا التَّراجع عن نيَّته في القتال أمام هذا المنظر، مكتفياً بفرض الجزية على المدينة. أيضاً بعد سنواتٍ وفي مواجهة الفاندال، قام لاوون بنفس الوساطة مقنعاً الغزاة بالاكتفاء بالنَّهب وترك السّكان من دون الفتك بهم. هكذا قضى البابا لاوون حياته، بفرض السَّلام، وببناء الحجر والبشر، وبالتَّعليم والوعظ والحفاظ على العقائد، لحين رقاده بالرّبّ عام 461 م. وقد ترك خلفه 143 رسالةً و97 عظةً ونصوصاً ليتورجيَّة عديدةً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيسون هيروديون وأغابّوس وروفُس وهرماس وافلاغون وأسينكريتوس | الولادة: – الوفاة: – هيروديون، على ما ورد، هو تلميذ القديس بطرس الرسول ومرافقه في أسفاره. وقيل هو إياه نسيب القديس بولس المذكور في رومية 11:16. الباقون، ما خلا أغابوس، 8 واردون في الفصل ذاته. تسقف هيروديون على مدينة هيباتيا. لما كان ينادي بالإنجيل بكل جسارة، وبعدما هدى العديدين، قبض عليه الوثنيون بتحريض من اليهود وجلدوه بعنف، كما حطموا عظام يديه ورجليه بالحجارة. وقد أكمل شهادته ونال إكليل الظفر ذبحاً. أما أغابوس فكان، بين السبعين، من الذين حظوا بموهبة النبوءة. ذُكر في سفر أعمال الرسل (28:11) حين انحدر من أورشليم إلى أنطاكية لزيارة القديسين الرسولين بولس وبرنابا وأشار بالروح إلى “أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير على جميع المسكونة، الذي صار أيضاً في أيام كلوديوس قيصر”. ولأغابوس أيضاً ذكر في أعمال 21 حيث قيل إنه انحدر من اليهودية إلى قيصرية، إلى بولس الرسول ومن معه. فلما رآه أخذ منطقته وربط يدي نفسه ورجليه وقال “هذا يقوله الروح القدس. الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم” (الآيتان 10-11). وقد ورد أن أغابوس استمر في كرازته بالإنجيل إلى آخر حياته. وأما روفوس فلعله ابن سمعان القيرواني المذكور في الآية 21 من الفصل 15 من إنجيل مرقص. وقد كتب الرسول بولس في رومية 13:16 طالباً أن يُسلم له عليه وعلى أمه التي يعتبرها كأمه واصفاً إياه بـ “المختار في الرب”. وقد ورد في التراث أنه تسقف على ثيبة اليونانية. وأما أسينكريتوس وفيليغون فكرزا بالإنجيل في أكثر من موضع وهديا جماً من الوثنيين. وقد تعرضا للتعذيب واستشهدا في اليوم عينه. أما هرماس فورد في هذا اليوم أيضاً رغم وروده في 5 تشرين الثاني و 8 نيسان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارك | الولادة: – الوفاة: 336 القديس مارك هو البابا الاربعة والثلاتين للكنيسة الكاثوليكية الاسم: البابا مارك (Pope St. Mark) الترتيب: البابا رقم 34 في عداد باباوات الكنيسة الكاثوليكية. مدة حبريته: من 18 يناير 336 م إلى 7 أكتوبر 336 م أي أن حبريته كانت قصيرة جداً، أقل من سنة واحدة. مكان الميلاد: ربما في روما – يُعتقد أنه كان رومانيًا الأصل. إسهاماته وأعماله خلال حبريته القصيرة: التنظيم الكنسي: يُنسب إليه تنظيم شؤون الخلافة الأسقفية، ويُقال إنه وضع قواعد تتعلق بانتخاب الباباوات، لتكون أكثر وضوحاً واستقراراً. أسّس كنيسة في روما تُعرف بـ”كنيسة سانتا بالين”، وقد بُنيت على نفقته الخاصة. العلاقة مع الإمبراطور قسطنطين: على الأرجح، كانت علاقته جيدة بالإمبراطور قسطنطين الكبير الذي كان قد أعلن التسامح مع المسيحيين، مما ساعد على تعزيز مكانة الكنيسة. الإصلاحات الليتورجية (المزعومة): بعض المصادر اللاحقة نسبت له إدخال عناصر ليتورجية معينة، ولكن هذه الروايات ليست مؤكدة تماماً من الناحية التاريخية بسبب قِصر فترة حبريته. وفاته: توفي في 7 أكتوبر 336 م. دُفن في مقبرة بالين (Cemetery of Balbina) على طريق أبيان (Via Appia) في روما. وُضعت رفاته لاحقاً في كنيسة القديس مرقس في روما، التي حملت اسمه. القداسة: يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 7 أكتوبر من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارك البابا الرسولي | الولادة: – الوفاة: 68 القديس مار مرقس الرسول (St. Mark the Evangelist)، والمعروف أيضاً باسم البابا مرقس الأول، هو شخصية مسيحية بارزة جداً، ويُعد أحد الرسل السبعين الذين أرسلهم المسيح للتبشير، وهو كاتب إنجيل مرقس، وأول من بشر بالمسيحية في مصر، ويُعتبر أول بابا وبطريرك للإسكندرية، ولذلك يُلقب بـ “البابا الرسولي”. الاسم والهوية الاسم الكامل: مرقس (ويُعرف أيضاً بيوحنا مرقس) اللقب: القديس مار مرقس، البابا الرسولي، كاروز الديار المصرية الأصل: يهودي من سبط لاوي، وُلِد في قيروان (ليبيا حالياً) العائلة: يُعتقد أن والدته هي “مريم” صاحبة العلية التي اجتمع فيها التلاميذ بعد صعود المسيح، ويُظن أنه قريب للرسول بطرس. الكتابة والإنجيل كتب إنجيل مرقس، وهو ثاني أسفار العهد الجديد، ويُعتقد أنه كُتب استناداً إلى تعاليم الرسول بطرس. يتميّز هذا الإنجيل بالتركيز على أعمال المسيح ومعجزاته أكثر من أقواله، ويخاطب بشكل خاص المسيحيين من أصل روماني. الخدمة والتبشير رافق بولس وبرنابا في أول رحلة تبشيرية، ثم عاد إلى أورشليم. لاحقاً أصبح شريكاً للقديس بطرس وخادمه، ثم ذهب إلى عدة بلدان للتبشير. جاء إلى الإسكندرية حوالي عام 60 ميلادية. بدأ التبشير في منطقة بوكاليا (بالقرب من وسط الإسكندرية حالياً). أسس أول كنيسة في مصر – الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – والتي أصبحت لاحقاً واحدة من أقدم الكنائس في العالم. استشهاده استُشهد في الإسكندرية في يوم عيد القيامة، سنة 68 ميلادية، عندما قام الوثنيون بسحله في الشوارع بسبب تبشيره بالمسيحية. يحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيده في يوم 8 مايو (30 برموده قبطي). آثاره وإرثه جسده نُقل لاحقاً إلى فينيسيا (البندقية) في إيطاليا، وبُنيت كنيسة كبيرة تحمل اسمه هناك (كنيسة مار مرقس). في عام 1968، أُعيد جزء من رفاته إلى مصر في عهد البابا كيرلس السادس. يُعتبر شفيع كنيسة الإسكندرية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ما تزال تُلقّب البابا بـ”بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية” نسبة إليه. رموزه الأيقونية: يُصوَّر غالباً مع أسد مجنح، وهو رمزه الإنجيلي. يرمز الأسد إلى القوة والجرأة، وارتبط به لأنه بدأ إنجيله بكلام عن “صوت صارخ في البرية” كزئير الأسد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد برلام | الولادة: – الوفاة: 213 ولد برلام قرب انطاكية من ابوين مسيحيين فقيرين، ربيّاه على حب الفضائل والاداب السليمة. ولما ثار الاضطهاد العاشر على المسيحيين، قبض على برلام. فجاهر بانه مسيحي. فجيء به الى مدينة انطاكية حيث ذاق مر العذاب وهو ثابت في ايمانه. ولما كلّوا من تعذيبه، أجبروه على تقديم البخور للصنم. فوضعوا ناراً متقدة على مذبح الصنم. ووضعوا البخور في يده، ومدوها فوق النار لتحترق. على أنه لم يشعر بالحريق والالم. ثبتت يده غير متحركة حتى أحرقت النار جلدها وعروقها. فسقط مغشياً عليه ظافراً باكليل الشهادة سنة 213. صلاته معنا. آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مريم المصريّة… قدّيسة التّوبة! | الولادة: – الوفاة: 421 👶 النشأة والطفولة وُلِدَت القدّيسة مريم المصرية في مدينة الإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي، ونشأت في أسرة مسيحيّة بسيطة. ولكنّها منذ صباها انجرفت وراء شهوات الجسد، فتركت بيت والديّها وهي في الثانية عشرة من عمرها، وسارت في طريق الخطيّة والانحراف. 🛶 الرحلة إلى أورشليم بعد سبعة عشر عاماً قضتها في حياة الخطيّة، قصدت أورشليم مع جماعة من الحجاج الذين كانوا متّجهين للاحتفال بعيد الصليب الكريم المحيي. لم يكن قصدها الحجّ ولا العبادة، بل كانت تبحث عن المغامرة وإشباع الأهواء. ⛪ التوبة والعودة إلى الله حين وصلت إلى كنيسة القيامة، حاولت الدخول مع الحجاج، لكن قوّة غير منظورة كانت تمنعها عن العبور من الباب. عندئذٍ فُتِحَت عيناها الروحيتان، فأدركت أنّ خطاياها الكثيرة قد حالت بينها وبين الدخول إلى بيت الرب. فرفعت نظرها إلى أيقونة والدة الإله العذراء مريم وصرخت باكية: “يا سيدتي العذراء، إن سمحتِ لي بالدخول لرؤية الصليب الكريم، أعاهدك أن أترك طريق الشر وأتوب توبة صادقة.” فما إن أنهت صلاتها حتى فُتِحَ لها الطريق، ودخلت الكنيسة وسجدت بخشوع أمام عود الصليب الكريم. ومن تلك اللحظة تغيّرت حياتها تغييراً جذريّاً. 🌿 الحياة النسكية في البرية خرجت من الكنيسة بإرشادٍ إلهي، وعبرت نهر الأردن، حيث سكنت في البراري القاحلة. هناك قضت سبع عشرة سنة في صراع شديد مع شهوات الجسد وصور الماضي، تعرّضت للجوع والعطش والحرارة والبرد، ولكنها احتمَلتْ كل ذلك بالصلاة والصوم والدموع. ثم منحها الرب سلاماً داخليّاً ونعمةً خاصّة، فعاشت في البرية ما يقارب سبعاً وأربعين سنة في جهادٍ نسكي عجيب. 🤝 لقاؤها بالقدّيس زوسيما في إحدى أصوام الأربعين المقدّسة، التقاها القدّيس زوسيما الراهب عندما كان يجاهد في برية الأردن. تعرّف منها على سيرتها، فذهل من عظمة توبتها وجهادها. طلبت منه أن يمنحها سرّ الإفخارستيا في المرة المقبلة. وفي العام التالي جاء إليها حاملاً الأسرار المقدّسة، فتناولت بدموع التوبة والفرح. وعندما عاد في السنة التي تلتها، وجدها قد رقدت بسلام، فوارى جسدها الطاهر في التراب بعدما ساعده أسدٌ أرسله الله، ثم عاد إلى ديره وأخبر الرهبان بقصّتها العجيبة. 🌟 رقادها وتذكارها تنيّحت القدّيسة مريم المصرية بسلام نحو سنة 421م بعد أن قضت ما يقارب 47 سنة في البرية. وقد صارت سيرتها مثالاً حيّاً لقوة التوبة، وذُكرَت قصتها في السنكسار الكنسي ليُحتفل بتذكراها في اليوم الأول من شهر برمودة (9 نيسان/أبريل) من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس زينوبيوس | الولادة: – الوفاة: 390 القديس زينوبيوس أسقف فلورنسا (+390م) صديق للقدّيس أمبروسيوس الميلاني وداماسوس الرومي. تلقّى قسطاً وافراً من العلم وبرع في الفلسفة. كان وثنينا، لكنه في بحثه عن الحكمة اكتشف بطلان الأصنام وفتح أذنيه للمسيحيّين يبشرون بالإنجيل. ردّ فعل ذويه كان عنيفاً لما دروا بأنه اعتمد بيد أسقف فلورنسا. أجاب بالوداعة وثبات القلب وتمكّن من كسبهم للمسيح. سيم شماسّاً وكرز بالكلمة الإلهية. وصل خبره إلى أذني القدّيس أمبروسيوس وداماسوس. استُدعي إلى رومية ومنها أوفد إلى القسطنطينية رسولاً بابوياً في شأن المسألة الآريوسية. إثر وفاة داماسوس عاد إلى فلورنسا واختير أسقفاً لها. نُقل عنه أنه كان على تواضع ونسك ومحبّة ووداعة كبيرة. صار صانع عجائب. كثيرون اهتدوا إلى المسيح بنعمة الله وبفضل كرازته. رقد في زمن هونوريوس وأُودعت رفاته في الكنيسة الكبرى في فلورنسا. وهو شفيع فلورنسا الأول وأبرز رُسُلها ويطلبون شفاعته لآلام الرأس. تحتفل به الكنيسة في: 25 أيار. طروبارية القدّيس زينوبيوس أسقف فلورنسا باللحن الرابع لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ زينوبيوس، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أوريانوس الأول الشهيد | الولادة: – الوفاة: 230 اختير أسقفاً لرومية خلفاً لكاليستوس الأول. زمانه، بعامة، كان سلامياً. رغم ذلك يبدو أنه قضى للمسيح بقطع الهامة. يُستشفع به للزوابع والبرق. تحتفل به الكنيسة في: 25 أيار. طروبارية القديس أوريانوس الأول الشهيد، أسقف رومية باللحن الرابع صِرْتَ مُشابهاً لِلرُّسُلِ في أَحوالِهِم، وخَليفَةً لَهُم في كَراسيهِم، فَوَجَدْتَ بِالعَمَلِ المِرْقاةَ إلى الثَّاوُرِيَّا، أَيُّها اللاهِجُ بِالله. لأَجْلِ ذَلِكَ تَتَبَّعْتَ كَلِمَةِ الحَقِّ بِاستِقامَةٍ وجاهَدْتَ عَنِ الإِيمانِ حَتَّى الدَّم. أَيُّها الشَّهِيدُ في الكَهَنَة أوريانوس، فَتَشَفَّعْ إِلى المَسيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ألديم شيربورن الإنكليزي | الولادة: – الوفاة: 709 خلال القرن السابع الميلادي، قدم راهب أيرلندي اسمه ميلدوب إلى غابة في الناحية الشمالية الشرقية من ويلتشاير الإنكليزية. هناك نسك. وبمرور الوقت أخذ يجمع أولاداً من الجوار ويعلّمهم حتى تحوّل منسكه إلى مدرسة استمرّت بعد وفاته واشتهرت كمدرسة للعلماء باسم مالمسبوري. إلى هذا المركز التعليمي أتى ولد مميّز اسمه ألديم، نسيب لملك ويّكس. هذا قُيّد له أن يصير أول عالم إنكليزي مبرّز. بعدما درس على الراهب الأيرلندي ميلدوب ثم على القدّيسَين أدريانوس وثيودوروس كانتربري. ويُظن أنه صار راهباً بندكتياً. حوّل المدرسة في مالمسبوري إلى دير وصار رئيساً له عام 675 م. كان يعرف اليونانية واللاتينية والعبرية. وقد اجتذب العلماء من بقاع شتّى. كذلك كان شاعراً وموسيقياً. وقد أسّس عدداً من الشركات الرهبانية الصغيرة في الجوار. هذه كلّها اهتمّت بالعلم والتعليم. أخبروا عنه أنه كان يتألّم من لامبالاة الناس حيال القدّاس الإلهي. فإنهم كانوا إما يتغيّبون أو يسترسلون في الثرثرة أثناء الخدمة. لذلك وقف عند جسر البلدة ومثّل بعض الخدمة الإلهية منشداً أغاني شعبية، تارة يتلو آيات وتارة ينشد الأناشيد. كان يأمل أن يجتذب أسماع الناس ومن ثمّ قلوبهم والنتيجة كانت أنه جمع، في وقت قصير، حشداً من السامعين وتمكّن من تلقينهم بعض التعليم الديني. لعب ألديلم دوراً، بناء لطلب البابا سرجيوس الأول، في الحوارات بين الكنائس المحلية وبينهم وبين بعض الملوك. شرح في رسالة بعث بها إلى جيرانت، ملك دومنونيا، تاريخ الفصح الواجب حفظه واشترك في مجمع محلي. صار أول أسقف على شيربورن. أسقفيّته لم تدم طويلاً، لكنه أبدى خلالها حيوية ونشاطاً بارزَين. وهو يُذكر بصفته الواعظ الشاعر الذي كان أوّل مَن نقل سفر المزامير إلى اللسان الأنكلوسكسوني وأنشد الكلمات الإنجيلية بلغة الناس. كتاباته الإنكليزية وأناشيده وأغانيه وموسيقاه كلّها زالت ولم يبق منها شيء، غير أن بعض أعماله باللاتينية موفور. كان لألديلم تأثير واسع في جنوبي إنكلترة، في زمانه. دُفن في دير مالمسبوري. يصوّرونه، في الفن الكنسي، أسقفاً في مكتبه. تحتفل به الكنيسة في: 25 أيار طروبارية القدّيس ألديم شيربورن الإنكليزي باللحن الثامن لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ ألديم فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سرجيوس | الولادة: 1314 الوفاة: 1392 القديس البار سرجيوس الذي من رادونيج، الصانع العجائب والمحامي عن روسيا (1314 -1392)، 25 أيلول شرقي ( 8 تشرين الأول غربي). هو أحب القدّيسين إلى قلب الشعب الروسي بلا منازع. وقد كتب سيرته أحد تلاميذه، ابيفانيوس، الذي أكرمته الكنيسة الروسية، فيما بعد، قديساً. نشأته: ولد القديس سرجيوس في ولاية روستوف التي تشكل، حالياً، جزءاً من مقاطعة ايفانوفو، على بعد حوالي مئتي ميل، شمالي شرقي موسكو. وهو الصبي الثاني لكريللس ومريم اللذين أنجبا ثلاثة ذكور، وكانا بارين، سالكين في مخافة الله. ويبدو أن العائلة عاشت في بحبوحة، ردحاً من الزمان، إلى أن اضطرتها ظروف محلية إلى التخلي عن ملكيتها ومغادرة روستوف إلى قرية رادونيج التي دعي سرجيوس باسمها، وهي على بعد تسعة أميال من دير الثالوث القدوس الذي أسسه، والقائم حالياً في زاكورسك، في مقاطعة موسكو. اسم سرجيوس في المعمودية كان برثولماوس. وقد اتخذ اسم سرجيوس يوم اقتبل الإسكيم الرهباني في عيد القديسين سرجيوس وباخوس، الموافق السابع من شهر تشرين الأول، وهو في الثالثة والعشرين من العمر. كان روح الرب على سرجيوس، وهو بعد في الرحم. مذ ذاك أبدى علائم على كونه إناء مختاراً للثالوث القدوس. يحكى، في هذا السياق، أن أمه حضرت يوماً من أيام الآحاد، خدمة القداس الإلهي، وفي أثنائها خرجت من أحشائها أصوات غريبة وكأنها هتاف، مرة عندما كان الكاهن يقرأ الإنجيل، وأخرى قبل الشاروبيكون، وثالثة عندما هتف الكاهن: “لنصغ! القدسات للقديسين”. وقد أثرت حوادث كهذه ونبوءات نطق بها بعض الأتقياء بشأنه في موقف والديه منه فاعتبرا نفسيهما مؤتمنين على إناء مختار لله، وصارت أمه تلحظ نفسها بدقة، لجهة السيرة والأصوام، حتى لا يتلوث الجنين في أحشائها بخطيئة ترتكبها أو تقصير في محبة الله يبدر عنها. ومن الدلائل الأخرى على عناية الله الخاصة بعبده سرجيوس ما حدث له وهو في السابعة من عمره. يومها عانى الصبي من صعوبات في التعلم، إذ بدا أنه غليظ الذهن، بطيء الفهم، قليل التركيز. وقد سبب له ذلك متاعب جمة لأن معلمه كان يعاقبه ورفاقه يسخرون منه ووالديه يوبخانه ظناً منهما أنه كسول. ومع أن الصبي كان يبذل كل ما في وسعه فإنه لم يكن ليحقق تقدماً يذكر، لا في القراءة ولا في الكتابة. خرج مرة إلى الحقل حزيناً يبحث عن جياد أبيه، فإذا به يلقى في الطريق، تحت سنديانة، راهباً قائماً في الصلاة يبكي. فاقترب منه وسجد أمامه، إلى الأرض، كما جرت العادة، وانتظر. وانتهى الراهب من الصلاة وتطلع إلى الصبي بعين الروح فعرف أنه إناء مختار لله فقال له: “تعال يا بني!” فتقدم الصبي فباركه الراهب وقبله وسأله: “ماذا تريد يا بني؟ هل تبحث عن شيء؟”.فأجاب: “يا أبانا، إن ذهني غليظ ولا احفظ مما أتعلمه شيئاً، ولا أعرف الكتابة. اشتاق إلى قراءة الكتاب المقدس ولا أعرف القراءة. فصل من أجلي إلى الله”. قال هذا وبكى. فرفع الشيخ عينيه ويديه إلى السماء وصلى متنهداً، في روحه، ثم قال: “آمين!”. ومد يده وأخرج من كيسه قطعة من القربان وأعطاها للصبي قائلاً: “كل هذه، يا بني! فهذه علامة نعمة الله وعطيته لك لتفهم الكتاب المقدس…”. ثم أضاف: “إن كنت تؤمن يا بني فسترى أعظم من هذا. أما بشأن القراءة والكتابة فلا تكن حزيناً لأن الله قد أعطاك، منذ الآن، أن تفهم الكتب أكثر من أخويك ورفاقك”. قال هذا وهمّ بالانصراف فخرّ الصبي عند رجليه يرجوه أن يأتي معه إلى البيت قائلاً: “إن أبي وأمي يحبان كثيراً من هم مثلك يا أبانا!”. فجاء الاثنان إلى المنزل واستقبل والدا الصبي الراهب الضيف استقبالاً طيباً ودعياه إلى تناول الطعام فقبل. ولكن، دخل الجميع أولاًَ إلى الكنيسة لأداء فريضة الساعات. افتتح الراهب الخدمة ثم طلب من الصبي أن يقرأ المزامير، فارتبك سرجيوس وقال أن هلا يعرف القراءة. فأصر الراهب فتناول الصبي الكتاب وراح يقرأ منه بوضوح وبلا خطأ أو تلعثم، فيما وقف الحاضرون مندهشين لا يصدقون أسماعهم. وانتهت الصلاة وتناول الراهب طعام الغداء. وقبل أن يغادر قال عن الصبي أنه سيكون خادماً للثالوث القدوس وسيأتي بكثيرين إلى معرفة الوصايا الإلهية. منذ ذلك الحين صار بمقدور الصبي أن يقرأ الكتب. وقد سلك في الطاعة لوالديه، وانصرف، على غير عادة أترابه، إلى شؤون العبادة بغيرة وبهجة قلب، صلوات وأصواماً وأسهاراً وقراءات. سرجيوس راهباً: ونما سرجيوس في النعمة والقامة أمام الله والناس. ولما أبدى رغبة في الترهب أجابه والده: “اصطبر علينا قليلاً، يا بني، فأنا وأمك قد شخنا ونحن مريضان وليس لنا من معين سواك…”. قال كيرللس ذلك لأن ولديه الآخرين كانا قد تزوجا، فقعد سرجيوس صابراً إلى أن افتقد الرب الإله والديه وأخذاهما إليه. فقام، إذ ذاك، إلى أخيه الأكبر استفانوس الذي كان قد ترمل واقنعه بالسلوك سوية في طريق الحياة الملائكية. ثم عمد الأخوان إلى شق طريقهما عبر الغابات الكثيفة العذراء. بحثاً عن مكان يلائم ما ينشدانه. وأخيراً حطا رحالهما في بقعة منعزلة وشرعا، للحال، ببناء كنيسة وبضع قلال. وقد كرسا الكنيسة للثالوث القدوس. ولكن لم يشأ استفانوس البقاء بجانب أخيه لأن وطأة العزلة والعوز في ذلك الموضع كانت ثقيلة عليه فغادر، بعد فترة وجيزة، إلى دير الظهور الإلهي في موسكو، وبقي سرجيوس لنسكه وحيداً.ثم أن سرجيوس أعد نفسه لاقتبال الإسكيم الرهباني. ولما آن الأوان هداه ملاك الرب إلى راهب كاهن له رتبة رئيس دير شرطنه وزوده بالبركة والتوجيهات وانصرف عنه. صعوبات ومتاعب: لا أحد يعرف تماماً كيف أمضى سرجيوس سنوات انفراده ولا كم كان عددها، ولعلها سنتان أو ثلاث، عرف خلالها منتهى الفقر. كما كانت تحتف حوله وتتهدده حيوانات البرية، ذئاباً تزأر ودبباً تأتيه جائعة تبحث عن فريسة. وبقوة الصلاة ونعمة الله صمد وثبت حتى إن قصصاً تحكى عن مؤانسات كانت له وبعض هذه الحيوانات نظير آدم في الجنة قبل السقوط. إلى ذلك، لم تترك الأبالسة حيلة إلا استعملتها لتخرجه من منسكه فلم تفلح. جاءته، مرة، عبر جدران الكنيسة وهو يصلي. اندفعت صوبه وادة لو تدك الكنيسة والمكان كله إلى أساساته، وهي تصر على رجل الله بأسنانها وتقول: “اترك هذا المكان لأنك لا تستطيع أن تبقى فيه بعد اليوم! فها قد وجدناك، فأين تهرب من وجهنا؟! وأنت أنت من يهاجمنا! إذا لم تفر من هنا فسوف نمزقك إرباً إرباً وستموتن بإيدينا..”, ولما كان سلاح سرجيوس صلاته فقد هتف: “اللهم من ذا الذي يشابهك؟ لا تسكت يا الله ولا تصمت! لأنه ها إن أعداءك يضجون…” (مز1:82-2). ثم أردف: “ليقم الله وليتبدد أعداؤه وليهرب مبغضوه من قدام وجهه. كما يبيد الدخان يبيدون. كما يذوب الشمع قدام وجه النار كذلك تهلك الأشرار من قدام وجه الله. أما الصديقون فيفرحون…” (مز1:67-3). وحالما استجار سرجيوس بالسيد الإله تبددت الأبالسة كأنها لم تكن فشكر الله على رحمته الغنية العظمى. هكذا أمضى سرجيوس سنواته الخصيبة الأولى ناسكاً يقاوم الخوف والضيق والتجارب بخوف الله، وبنعم، من خلال الهدوء الجميل والانصراف الكامل إلى وجهه ربه، بحلاوات العشرة الإلهية. هكذا تروض على تخطي نفسه إلى التسليم الكامل لله وإلى الصلاة المستمرة والنظر في الإلهيات. اثنا عشر تلميذاً: بعد ذلك بدأ العلي يجتذب إلى سرجيوس الراغبين في الحياة الملائكية، فاجتمع حوله، خلال فترة قصيرة، اثنا عشر تلميذاً، استدعى لأجلهم، أول الأمر، ذاك الكاهن الراهب الذي أعطاه الإسكيم ليكون لهم مرشداً لأنه قال إن ابتغاء الرئاسة أصل لكل الشرور. ولكن ما أن انقضى عام على هذا الترتيب حتى رقد الراهب واضطر سرجيوس إلى الرضوخ لإلحاح الجماعة فصار عليها رئيساً وكاهناً. كان نمط الحياة في الجماعة، أول الأمر، إيديوريتمياً، أي فردياً مترابطاً، يتمتع فيه كل من الرهبان بقدر وافر من الاستقلال، ويكون هناك تناسق بينهم. لا يجتمعون إلا مساء كل سبت في الكنيسة ليستمعوا إلى تعليم أبيهم، ثم يسبحون ويحضرون القداس الإلهي ويتناولون الطعام سوياً صباح الأحد ثم ينصرفون. ومن البدء، اعتمد سرجيوس مسرى محدداً في تعاطيه مع الإخوة. فكان يقوم، بعد صلاة المساء، بجولة سرية عليهم لاستطلاع أحوالهم. فإن رأى أحد الإخوة مصلياً أو ساجداً أو منشغلاً بعمل يدوي اغتبط وشكر الله لأجله. وإن سمع اثنين أو ثلاثة يتسامرون أو يتضاحكون حزن ونقر على الباب أو على النافذة وانصرف. ثم في الصباح أرسل في طلبهم أشار إلى ما فعلوه، تلميحاً لا تصريحاً، ووعظهم باللطف والأمثال. فإن تحركت نفوسهم واعترفوا واستغفروا باركهم وصرفهم وأن تقسوا وعاندوا وتمردوا وبخهم وعاقبهم. وهكذا اعتاد الإخوة أن يخصصوا ساعات الليل لله وحده. أما في النهار فكانوا يحافظون على الصمت ويعملون. بركة محبة الفقير: كان سرجيوس محباً للفقر لدرجة أنه فرض على الجماعة نظاماً صارماً حرّم بموجبه على أي منهم الاستعطاء، توخياً لاعتياد الراهب على إلقاء اعتماده على الرب وانتظار خلاص إلهه بصمت. لهذا السبب كان الفقر في الجماعة يشتد، أحياناً، إلى أبعد الحدود. لا خبز ولا طحين ولا قمح ولا أي نوع من أنواع الحبوب، ولا حتى خمر للقداس الإلهي ولا بخور ولا شمع. وحدث، ذات مرة، أن الإخوة تذمروا على سرجيوس لأنه لم يعد لديهم ما يأكلون فجاؤوا إليه قائلين: “ها نحن نموت جوعاً ولا تسمح لنا بأن نستعطي، فما حيلتنا؟! بما نقتات؟! لقد مضت علينا أيام لم نذق خلالها طعام. لذلك قررنا أن يذهب كل منا في سبيله، غداً، ولا يعود!”. فرجاهم القديس أن لا ييأسوا من رحمة الله قائلاً: “لا تعطى نعمة الله إلا بامتحان، ولقد قيل: البكاء يحل في المساء أما السرور فيوافي في الصباح (مز5:29). فأنتم أيضاً تعانون الآن من الجوع ولكن غداً تفرحون بعطايا كثيرة”. في هذه اللحظة بالذات سمع الإخوة طرقاً على الباب فقام أحدهم وفتح، وإذا به يسرع إليهم، بعد هنيهة، مشرق الأسارير، متهللاً ليعلن أن في الباب من يحمل خبزاً كثيراً، فاندهش الإخوة ومجدوا الله. ثم قاموا فأخذوا بركة أبيهم وأكلوا وتعزوا تعزية ليست بقليلة. تقشفه: كان سرجيوس، في تلك الحقبة، قوي البنية يعمل عمل رجلين أو ثلاثة ولا تعرف همته الكلل. يقضي لياليه بطولها في الصلاة، لا يعرف النوم إلا لماماً، ويقضي نهاريه في العمل الصامت الدؤوب. لا يقتات سوى بالخبز وبالقدر اليسير. لم يلبس مرة ثوباً جديداً. وما كان يستتر به ويستدفئ لم يتعد كونه أطماراً وسخة مرقعة مشبعة بأعراقه. كان بسيطاً متواضعاً رزيناً رفيقاً. طيور عجيبة: ونمت الجماعة بالروح لا بالعدد، على هذا النحو، ردحاً، إلى أن أخذت أعدادهم تتكاثر. يحكى في هذا السياق أنه فيما كان القديس سرجيوس يصلي لرهبانه إلى ساعة متأخرة من الليل، مرة، سمع فجأة صوتاً يناديه: “سرجيوس، سرجيوس!”. فتطلع حواليه، ثم قام إلى النافذة ففتحها، وإذا به أمام نور غير عادي نازل من السماء والصوت يقول له: “سرجيوس، سرجيوس! لقد قبل الرب صلاتك من أجل أولادك! انظر أي جمع اجتمع حولك باسم الثالوث القدوس!.” فتلطع سرجيوس فرأى أسراباً من الطير عجيبة تحوم فوق الدير. وتابع الصوت قائلاً: “على قدر هذه الطيور سيكون تلاميذك!”. الشركة وأربعون ديراً: ثم أن خبر سرجيوس بلغ فيلوثاوس، بطريرك القسطنطينية في ذلك الزمان، فبعث إليه برسالة حضه فيها على تنظيم الحياة الرهبانية عنده على أساس الكينوبيون أو الشركة، وفيها يصلي الرهبان الصلوات الكنسية مجتمعين، وينامون في قلالي مشتركة وينقسمون إلى فرق عمل ويشتركون في أمور الحياة ولا تكون لأي منهم ملكية خاصة. وقد أطاع سرجيوس لتوه وباشر تغير النظام في الجماعة من إيديورينمي إلى شركوي. كان ذلك ابتداء من العام 1354م.s2 ومع أن الأمور أخذت تنتظم في هذا الاتجاه شيئاً فشيئاً، إلا أن بعض الإخوة بدأوا يتململون إلى أن كاد تململهم يتحول إلى عصيان، فأضحت الجماعة على شفير الانقسام والانفراط لولا تجرد القديس سرجيوس الذي آثر الانصراف عن الجماعة، ولو إلى حين، على فرض النظام الجديد فرضاً. شوقه، في كل حال، كان إلى حياة الخلوة. وقد بينت المستجدات بعد ذلك أن يد الرب كانت وراء ما حدث لأن سرجيوس بدأ بتأسيس دير في غير مكان. وكان هذا خطوة في اتجاه تأسيس عدد من الأديرة هنا وهناك، يظن الدارسون أنها قد بلغت، يومها، الأربعين عدداً. يذكر أن سعي القديس سرجيوس إلى الحياة الرهباينة المشتركة كان بمثابة بعث لها بعدما زالت إثر الغزو التتري للبلاد الروسية. سرجيوس أباً للشعب الروسي: وذاع صيت القديس سرجيوس في كل مكان حتى أن الكسي متروبوليت موسكو عرض عليه خلافته عام 1378م فامتنع. غير أنه لعب دوراً في حفظ السلام بين الأمراء المتخاصمين الذين كانوا يأتونه مسترشدين من كل صوب. ويذكر التاريخ أنه لما أراد الدوق ديمتري أيانوفيتش الخروج لمحاربة قبائل التتر، عام 1380، جاء إلى سرجيوس سائلاً البركة فباركه قائلاً: “سوف تنتصر بعون الله وسترجع معافى كريماً”. وبالفعل، تمكن الدوق من دحر أعدائه ورفع عن الشعب الروسي نير مستعبديه. من نعم الله عليه: وينقل كاتب سيرته عدداً من الرؤى التي شاهدها وعجائب أجراها الله بواسطته. ومن الرؤى مثلاً أنه كثيراً ما كان ملاك من عند الرب يشترك معه في الخدمة الإلهية، وأنه فيما كان، مرة، يرتل المديح لوالدة الإله رافعاً الصلوات الحارة من أجل ديره، جاءته برفقة الرسولين بطرس ويوحنا وقالت له أن صلواته قد قبلت وأنها لن تترك ديره بعد اليوم. ومن العجائب المنسوبة إليه شفاؤه المرضى وطرده الأرواح الشريرة وإقامته الموتى. ونورد في هذا المقام إحدى هذه العجائب وهي إخراج ماء من الأرض قريباً من ديره. ذلك أنه لم يكن بقرب الدير أي ماء وكان على الإخوة أن يذهبوا بعيداً لقضاء حاجتهم. وقد أضحى الأمر شاقاً بعدما زاد عددهم. فكان أن تذمر بعضهم على القديس قائلاً: لماذا استقر في هذا الموضع ولا ماء فيه؟! فأجابهم القديس: “لأن رغبتي كانت أن أكون في هذا المكان وحيداً. ولكن، شاء الله غير ذلك. لذلك أقول لكم صلوا بحرارة ولا تيأسوا، لأن من أفاض المياه من الصخرة للعبرانين العصاة، كيف يتخلى عنكم أنتم اللذين تتعبون من أجله ليل نهار”. ثم أنه صرفهم وسار برفقة واحد من تلاميذه قليلاً إلى أن بلغ حفرة اجتمع فيها بعض مياه الأمطار. هناك جثا على ركبتيه وأخذ يصلي قائلاً: “يا الله، إلهنا، وأب ربنا يسوع المسيح، يا من خلقت السماء والأرض وكل خليقة منظورة وغير منظورة، يا من خلقت الإنسان من العدم ولم تشأ موت الخاطئ إلى أن يرجع فيحيا، إننا، نحن الخطأة غير المستحقين، نطلب إليك فاستجب لنا في هذه الساعة الحاضرة ليتمجد اسمك. وكما أجريت بيدك القوية عجيبة لموسى في البرية لما أفضت المياه من الصخرة بأمرك، فأنت الآن هنا اظهر قوتك لأنك أنت خالق السماء والأرض، وامنحنا في هذا الموضع ماء ليعرف الجميع أنك مستجيب لصلوات خائفيك ويمجدوا اسمك، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين”. وإذا بالمياه تخرج من باطن الأرض بغزارة وتملأ المكان. من هذه المياه، وإلى اليوم، صار الدير يقضي حاجته. عاش القديس سرجيوس ثمان وسبعين سنة، وقد كشف له الرب الإله ساعة موته قبل ذلك بستة أشهر فأعد نفسه وتلاميذه وزودهم بتوجيهاته وأقام عليهم تلميذه المتفاني نيقون وأسلم الروح. كان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من شهر أيلول من العام 1392م أو ربما من العام 1397م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سلفستر الاول | الولادة: – الوفاة: 335 القديس سلفستر الأول (Saint Sylvester I)، أحد أوائل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وشخصية محورية في تاريخ المسيحية. القديس سلفستر الأول – Saint Sylvester I الاسم: سلفستر الأول (باللاتينية: Silvester I وبالإيطالية: San Silvestro) اللقب: بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 33 بعد القديس بطرس. فترة حبريته: تولّى البابوية من 31 يناير 314 م إلى وفاته في 31 ديسمبر 335 م. أي ما يُقارب 21 سنة، وهي من أطول فترات الحبريات البابوية في العصور الأولى. أصله: وُلد في روما، في تاريخ غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه من أواخر القرن الثالث الميلادي. كان والده يُدعى روفينوس (Rufinus). السياق التاريخي في عهده: تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية: بدأ حبريته بعد مرسوم ميلانو (313 م)، الذي أعطى حرية العبادة للمسيحيين. كان أول بابا يحكم في ظل الإمبراطور قسطنطين الكبير، أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية. عهد السلام للكنيسة: في عهده، لم تعد الكنيسة مضطهدة، بل بدأت تبني الهياكل والكنائس وتنظم شؤونها علنًا، بمساعدة الدولة. أهم إنجازاته ومشاركاته: بناء كنائس عظيمة: بُنيت في عهده بعض من أهم الكنائس في روما بفضل دعم الإمبراطور قسطنطين، ومنها: كنيسة القديس يوحنا اللاتيراني (San Giovanni in Laterano): أول كاتدرائية في روما والمقر الرسمي للبابا. كنيسة القديس بطرس الأصلية في الفاتيكان. كنيسة القديس بولس خارج الأسوار. علاقته بمرسوم قسطنطين (المزيف): يُربط اسمه أحياناً بـ”مرسوم قسطنطين” (Donation of Constantine)، وهي وثيقة مزيفة ظهرت في العصور الوسطى تزعم أن قسطنطين منح للبابا سلطة مدنية على الغرب. هذه الوثيقة لم تكن موجودة في زمن سلفستر، وهي من القرون الوسطى، لكن تم استعمال اسمه لاحقاً في سياقاتها. عدم حضوره مجمع نيقية الأول: عقد الإمبراطور قسطنطين مجمع نيقية الأول عام 325 م لحل النزاع حول بدعة آريوس (الآريوسية). سلفستر لم يحضر بنفسه لكنه أرسل مُمثلَين عنه، ما يُظهر مكانة أسقف روما حتى في المجامع المسكونية. الإيمان والتقوى: لم يكن سلفستر رجل جدل لاهوتي كالآباء الكبار، بل كان رجل إدارة وتنظيم كنسي. ركّز على دعم البنية التحتية الكنسية، وتنظيم العلاقة بين الكنيسة والدولة. عُرف بحكمته وسلوكه المستقيم في عهد مليء بالتحوّلات الكبرى. وفاته ودفنه: توفي في 31 ديسمبر 335 م. يُعتقد أنه دُفن في مقبرة بريسيلا (Catacomb of Priscilla) في روما، أحد أقدم وأقدس المدافن المسيحية. تذكار عيده: تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكراه في: 31 ديسمبر من كل عام (نهاية السنة). لذلك يُذكر دائماً في صلوات رأس السنة في الطقوس الغربية. في التقليد الشعبي والأسطوري: هناك أساطير شاعت في العصور الوسطى حول أن البابا سلفستر هو من عمّد الإمبراطور قسطنطين، لكن المؤرخين يرون أن هذا غير مؤكد تاريخياً. الأسطورة ارتبطت بفكرة إعطاء قسطنطين “السلطة الزمنية” للبابا في روما. أهميته التاريخية: كان أول بابا يحكم في زمن “السلام الإمبراطوري” للمسيحيين. أسس دعائم الكنيسة الرسمية في علاقتها مع الدولة. شارك (بشكل غير مباشر) في أول مجمع مسكوني. شهد ولادة الكنيسة كمؤسسة علنية ومرتبطة بالإمبراطورية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ملتيادس | الولادة: – الوفاة: 314 القديس ملتيادس (Miltiades)، المعروف أيضاً باسم ميلكيادس في بعض الترجمات. القديس ملتيادس هو أحد البطاركة الأوائل لمدينة روما في الكنيسة المسيحية، وقد شغل منصب البابا من عام 311 ميلادي حتى وفاته في عام 314 ميلادي. يُعتبر ملتيادس أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الكنيسة المبكرة. في عهده، كانت الكنيسة تمر بفترة انتقالية هامة بعد فترة الاضطهادات العنيفة التي تعرض لها المسيحيون خلال حكم الإمبراطور ديقلديانوس. خلال فترة بابويته، كانت الكنيسة المسيحية قد حصلت على الحماية القانونية بعد إصدار مرسوم ميلانو في عام 313 ميلادي من قبل الإمبراطور قسطنطين الكبير، والذي سمح بحرية العبادة للمسيحيين في الإمبراطورية الرومانية. يُنسب إلى القديس ملتيادس دوره في تدعيم الوحدة بين المسيحيين في مدينة روما وفي التواصل مع الكنائس الأخرى. على الرغم من فترة حكمه القصيرة نسبياً، إلا أن دور القديس ملتيادس كان مؤثراً في الحفاظ على استقرار الكنيسة في تلك الفترة الحرجة بعد الاضطهادات. يتم تذكاره بشكل رئيسي باعتباره أحد قادة الكنيسة الذين ساهموا في تعزيز العلاقات بين الكنيسة الرومانية وبقية الكنائس المسيحية في الإمبراطورية. توفي القديس ملتيادس في 314 ميلادي، ومن ثم خلفه في منصب البابا القديس سيلاس. يُحتفل به في 10 من الشهر نفسه (مايو) في تقويم الكنيسة الكاثوليكية. أعماله ومواقفه: عقد مجمعاً كنسياً في روما عام 313 م بناءً على أمر قسطنطين، للنظر في قضايا انقسام الكنيسة في شمال إفريقيا، وخاصة في ما يخص قضية الدوناتيين (فرقة اعتبرت أن من أنكر الإيمان أثناء الاضطهاد لا يمكن أن يعود للكهنوت). قرر المجمع رفض موقف الدوناتيين. هذا يُعتبر أحد أوائل التدخلات البابوية في النزاعات العقائدية خارج روما. ساهم في إعادة تنظيم الكنيسة بعد الاضطهاد، وتنظيم استخدام الكنائس المعادة للمسيحيين. وفاته وذكراه: توفي في 10 يناير 314 م. يُعتقد أنه دُفن في مقبرة القديس كاليستوس (San Callisto) في روما. يتم إحياء ذكراه في الكنيسة الكاثوليكية في 10 ديسمبر من كل عام (رغم أنه توفي في يناير، تغيّر تاريخ التذكار لاحقاً). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أوسابيوس | الولادة: – الوفاة: 309 القديس أوسابيوس (Pope Saint Eusebius)، أحد باباوات الكنيسة الأوائل الذين خدموا في مرحلة حرجة بعد الاضطهاد الكبير: القديس أوسابيوس – Pope Saint Eusebius الاسم اللاتيني: Eusebius المنصب: أسقف روما (البابا رقم 31 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 18 أبريل 309 م إلى 17 أغسطس 309 م تاريخ الوفاة: 17 أغسطس 309 م مكان الوفاة: صقلية (منفى) عيد تذكاره: 17 أغسطس السياق التاريخي: خلف البابا مارسلوس الأول، وتولّى الكنيسة في مرحلة إعادة الترميم الروحي والتنظيمي بعد انتهاء اضطهاد ديوكليتيان العنيف (303–305 م). حيث كانت الكنيسة لا تزال تعاني من انقسامات داخلية حول مسألة “المرتدين” أو من أنكَروا الإيمان أثناء الاضطهاد. أهم أعماله ومواقفه: مسألة “الساقطين” (lapsi): أكّد مثل سلفه مارسلوس على أن من أنكروا الإيمان خلال الاضطهاد لا يمكن إعادتهم مباشرة إلى الكنيسة، بل يجب عليهم أن يقوموا بتوبة علنية وصادقة. رفض التساهل في المسألة، مما أغضب بعض الفصائل التي كانت تطالب بالغفران السريع. الاضطرابات والنفي: أدت مواقفه إلى انقسامات شديدة بين المؤمنين، وتحولت الخلافات إلى اضطرابات في مدينة روما. الإمبراطور الوثني ماكسينتيوس، الذي كان يحكم آنذاك، رأى في هذه الاضطرابات خطراً على النظام العام، فقرر نفي البابا أوسابيوس إلى صقلية. نهايته ودفنه: توفي في المنفى في صقلية بعد أشهر قليلة فقط من توليه البابوية. لكن جسده أُعيد لاحقاً إلى روما، ودُفن في مقبرة كاليستوس (Catacombs of St. Callixtus) تحت نقش يخلّد مواقفه الثابتة. كتب النقش على قبره يقول: “منفيٌ من أجل الدفاع عن النظام الكنسي.” صفاته الروحية: اتسم بالحزم، الثبات، والولاء للتعليم الرسولي. فضّل الحق والانضباط الكنسي على المهادنة، حتى ولو كلّفه ذلك حياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارسلوس الأول | الولادة: – الوفاة: 309 هو القديس مارسلوس الأول (Pope Saint Marcellus I)، الذي خلف البابا مارسيلينوس، وتولّى قيادة الكنيسة في مرحلة ما بعد الاضطهاد الكبير: القديس مارسلوس الأول – Pope Saint Marcellus I الاسم اللاتيني: Marcellus I المنصب: أسقف روما (البابا رقم 30 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من مايو أو يونيو 308 م إلى وفاته في 16 يناير 309 م تاريخ الوفاة: 16 يناير 309 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 16 يناير السياق التاريخي: جاء بعد فترة فراغ في الكرسي البابوي دامت قرابة 3 أو 4 سنوات بعد وفاة البابا مارسيلينوس، بسبب الأوضاع السياسية والاضطهادات المستمرة. تسلّم الكنيسة بعد ذروة اضطهاد الإمبراطور ديوكليتيان، في وقت كانت الكنيسة تحاول فيه إعادة تنظيم صفوفها وترميم ما تهدّم من الهياكل والمؤمنين. أعماله وإنجازاته: إعادة تنظيم الكنيسة: عمل على إعادة بناء الهياكل الكنسية التي تضررت خلال الاضطهاد. وأسّس تقسيمات إدارية داخل الكنيسة الرومانية، وعيّن كهنة للإشراف على مختلف المناطق الرعوية. كما شجّع المؤمنين على العودة إلى حياة الشركة والعبادة المنظمة. موقفه من “الساقطين”: واجه قضية حساسة: كيفية التعامل مع من أنكروا الإيمان أثناء الاضطهاد (ما يُعرف بـ”lapsi”). أصرّ على أن يتوبوا توبة علنية وقاسية قبل قبولهم من جديد في الكنيسة، مما أثار جدلاً وغضباً لدى البعض، خصوصاً من العائلات الثرية. نفيه ووفاته: بسبب الصراع الداخلي بين من دعموا مواقفه الصارمة ومن عارضوه، اندلعت اضطرابات داخل روما. اعتبر الإمبراطور ماكسينتيوس (Maxentius) تلك الفوضى مقلقة، فنفاه من المدينة. توفي بعد وقت قصير من نفيه، غالبًا في أوائل عام 309 م. مكان دفنه: دُفن في مقبرة بريشيلا (Catacomb of Priscilla) على طريق سالاريا في روما. شخصيته وأثره: رجل إصلاحي، ذو حزم في المبادئ، سعى لترميم الكنيسة أخلاقياً وروحياً. مثّل مرحلة ما بعد الصدمة في حياة الكنيسة، حيث حاول إعادة النظام والانضباط بعد الفوضى. أقوال عنه: “كان راعياً قوياً، لا يخاف من الجرح المؤلم إذا كان هو طريق الشفاء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مارسيلينوس | الولادة: – الوفاة: 304 القديس مارسيلينوس (Pope Saint Marcellinus)، أحد الباباوات في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع، والذي خدم الكنيسة في أحلك فترات الاضطهاد. القديس مارسيلينوس – Pope Saint Marcellinus الاسم اللاتيني: Marcellinus المنصب: أسقف روما (البابا رقم 29 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 30 يونيو 296 م إلى وفاته في 25 أكتوبر 304 م تاريخ الوفاة: 25 أكتوبر 304 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 26 أبريل (في الكنيسة اللاتينية)، ويُذكر أحيانًا في 2 يونيو أيضاً مع خلفه مارسلوس الأول. السياق التاريخي: تولّى البابوية في نهاية فترة من الهدوء النسبي، لكنه كان البابا أثناء أشد اضطهاد عرفته الكنيسة الأولى: اضطهاد ديوكليتيان الذي بدأ عام 303 م. كانت هذه الحقبة تُعرف بـ”الاضطهاد الكبير”، حيث تم هدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، وقتل آلاف المسيحيين. أعماله وخدمته: مارسيلينوس قاد الكنيسة في وقت صعب للغاية، وكانت أولويته الحفاظ على وحدة المؤمنين وتشجيعهم في وجه الخطر. لكن المعلومات التاريخية عن أفعاله محدودة، وقد شاب سيرته بعض الجدل بسبب الظروف المعقدة التي واجهها. الجدل حول “إنكاره”: تُوجد روايات قديمة (خاصة في “سجل الباباوات” – Liber Pontificalis) تشير إلى أن مارسيلينوس قد ضعف للحظات أمام ضغط الاضطهاد، وقيل إنه أحرق البخور للأوثان خوفاً من القتل. لكنه في روايات أخرى تاب عن ذلك ومات شهيداً. الكنيسة الكاثوليكية لم تؤكد رسمياً مسألة “الإنكار” أو “الشهادة”، لكن لا تزال تكرّمه كقديس. قال القديس أغسطينوس: “لا يجب أن نُدين مارسيلينوس، لأنه تاب بدموع، والله غفر له.” موته ودفنه: توفي سنة 304 م، على الأرجح بسبب ظروف الاضطهاد، وقد يكون مات شهيداً، رغم عدم توثيق ذلك بدقة. دُفن في مقبرة القديس كالّيستوس، بجانب عدد من أسلافه من الباباوات والشهداء. أهميته في تاريخ الكنيسة: يُعتبر آخر بابا في العصر الرسولي المبكر قبل “عصر المجامع”. مثّل صورة القائد الذي واجه الضغوط القاسية، والإنسان الضعيف الذي يُحتمل أنه أخطأ، لكنه تاب واستُعيدت قداسته. أقوال عنه: “في زمن كاد يُطفئ الإيمان، حافظ مارسيلينوس على جذوته، حتى في ضعفه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كايوس | الولادة: – الوفاة: 296 القديس كايوس، أحد الباباوات الأوائل في الكنيسة الكاثوليكية، والمصنف ضمن الباباوات الرسوليين، (ويُكتب أيضاً: غايوس – Gaius). القديس كايوس – Pope Saint Caius الاسم اللاتيني: Caius أو Gaius المنصب: أسقف روما (البابا رقم 28 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 17 ديسمبر 283 م إلى 22 أبريل 296 م تاريخ الوفاة: 22 أبريل 296 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 22 أبريل السياق التاريخي: خلف البابا إيوتشيانوس، وتولّى السدة البطرسية في فترة كانت الكنيسة فيها تنمو بهدوء نسبي قبل موجة الاضطهاد العنيفة الأخيرة التي شنّها الإمبراطور ديوكليتيان لاحقاً. أصوله ونسبه: بحسب بعض التقاليد، كان من نبلاء دالماتيا (منطقة في البلقان – اليوم جزء من كرواتيا). وتذكر بعض المصادر أنه قريب الإمبراطور ديوكليتيان نفسه، أو خاله، لكن هذا ليس مؤكداً تاريخياً. أهم أعماله وإنجازاته: تنظيم التراتب الكنسي: يُقال إنه أصدر توجيهات بوجوب ترقّي الكاهن في الرتب الكنسية بشكل منظم، من القارئ، إلى الشماس، ثم الكاهن، ثم الأسقف. هذا التنظيم شكّل أساسًا للتدرج في الرتب الكنسية لاحقًا. بناء أماكن عبادة: خدم الكنيسة في فترة سمحت ببعض الحرية، لذا يُعتقد أنه ساهم في تطوير أو تنظيم “التيتولاي” (منازل أو أماكن عبادة صغيرة للمسيحيين في روما). استشهاده: يُكرَّم كشهيد في التقليد الكاثوليكي، رغم أن الاضطهاد الكبير لم يكن قد بدأ بعد خلال حياته. على الأرجح أنه توفي موتاً طبيعياً قبل أن يبدأ ديوكليتيان اضطهاده الدموي سنة 303 م. لكن بعض التقاليد تضيفه إلى قائمة الشهداء تكريماً لخدمته في زمن خطر، وقد يكون قد مات في ظروف اضطهاد محلية. مكان دفنه: دُفن في سراديب القديس كاليستوس على طريق أبيان، وهي المقبرة البابوية التقليدية في ذلك الزمان. أهمية قداسته: حافظ على وحدة الكنيسة في زمن حساس. ساعد في ترسيخ التراتبية الكنسية والتنظيم الداخلي للكنيسة. تميّز بالتقوى والوداعة، ويُعتبر مثالًا للرعاة الأمناء. أقوال عنه: “قاد الكنيسة بحكمة في زمن بين الهدوء والعاصفة، وكان نوراً وديعاً قبل اشتداد نار الاضطهاد.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس إيوتشيان | الولادة: – الوفاة: 283 القديس إيوتشيان (Saint Eutychian)، أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية الأوائل والمصنّف ضمن الباباوات الرسوليين: (ويُكتب أحياناً: يوتشيانوس أو يوتكيانوس) القديس إيوتشيان – Pope Saint Eutychian الاسم اللاتيني: Eutychianus المنصب: أسقف روما (البابا رقم 27 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) فترة حبريته: من 4 يناير 275 م حتى وفاته في 7 ديسمبر 283 م تاريخ الوفاة: 7 ديسمبر 283 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 8 ديسمبر (في الكنيسة الكاثوليكية) سياق توليه البابوية: خلف البابا القديس فليكس الأول، في وقت كانت فيه الكنيسة تمر بحالة من الاستقرار النسبي، خصوصاً بعد توقف موجات الاضطهاد الكبيرة. أهم إنجازاته وأعماله: تكريم الشهداء: يُنسب إليه أنه قام بدفن 324 شهيداً بيديه، وفق ما جاء في “سجل الباباوات” (Liber Pontificalis). يُظهر هذا التقدير الرمزي ارتباطه الوثيق بتكريم الشهداء. قوانين الدفن: يُقال إنه أصدر مرسوماً ينظم دفن الشهداء وتكريمهم بلباس طقسي خاص، لكن هذه الرواية موضع جدل بين المؤرخين، وبعضهم يعتبرها لاحقة وغير مؤكدة بالكامل. الليتورجيا والتقوى: شجّع على مواصلة إقامة القداسات على قبور الشهداء، استمراراً لما بدأه سلفه فليكس الأول، مما ساعد على ترسيخ مكانة الشهداء في الوعي الكنسي. استشهاد أم موت طبيعي؟ رغم أن لقبه في التقليد هو “شهيد”، إلا أن السجلات التاريخية لا تؤكد أنه مات شهيداً، خصوصاً أن فترة خدمته كانت في عهد الإمبراطور أورليان (Aurelian)، الذي لم يُعرف باضطهاد المسيحيين بشكل مكثف. يرجّح معظم المؤرخين أنه توفي وفاة طبيعية، ودُفن في سراديب القديس كاليستوس في روما. مكان دفنه: في Catacombs of Callixtus (مقبرة كاليستوس)، إلى جانب عدد من الباباوات والشهداء. شخصيته وأثره: شخصية هادئة ورعوية، ركّز خدمته على الجانب الرعوي والليتورجي. حافظ على وحدة الكنيسة في زمن غير مضطرب نسبياً، لكنه مهّد لتقوية تقليد تبجيل الشهداء الذي نما لاحقاً في المسيحية اللاتينية. أبرز ما يُقال عنه: “كان خادماً أميناً للشهداء، في زمن هدأت فيه نار الاضطهاد، لكنه لم يهدأ عن رفع صوت الكنيسة في تكريم من سبقوه بالإيمان.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فليكس الأول | الولادة: – الوفاة: 274 هو أحد أوائل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، والذي عاش في القرن الثالث الميلادي: القديس فليكس الأول – Pope Saint Felix I الاسم: فليكس الأول المنصب: أسقف روما (البابا رقم 26 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية) الفترة البابوية: من 5 يناير 269 م إلى 30 ديسمبر 274 م تاريخ الوفاة: 30 ديسمبر 274 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 30 مايو (في الكنيسة الكاثوليكية) السياق التاريخي: تولى فليكس الأول السدة البطرسية بعد وفاة البابا ديونيسيوس الأول. كانت الكنيسة آنذاك تخرج من فترة اضطهادات، وبدأت تُواجه تحديات لاهوتية جديدة، خصوصاً الخلافات حول طبيعة المسيح. أعماله وإنجازاته: مساهماته اللاهوتية: يُنسب إليه دعم التعليم الأرثوذكسي في مواجهة تعاليم بولس السميساطي (Paul of Samosata)، الذي أنكر الألوهية الكاملة للمسيح، وهي بدعة تبنَّاها بعض الأساقفة في الشرق. دعم قرارات المجمع الذي عقد في أنطاكية لعزل بولس السميساطي، مما ساعد على حفظ وحدة الإيمان في الكنيسة الجامعة. تنظيم الدفن والليتورجيا: بحسب التقليد، يُقال إنه كان أول من أمر بأن تُقام القداسات على قبور الشهداء، وهي عادة استمرّت لاحقًا وأصبحت من تقاليد الكنيسة في تبجيل الشهداء. يُعزى له إدخال بعض الترتيبات الليتورجية المرتبطة بتكريم الشهداء. الاستشهاد أم الوفاة الطبيعية؟ بعض المصادر القديمة تعتبره شهيداً، لكنه غالباً ما توفي موتاً طبيعياً، ويُعتقد أن إدراجه ضمن الشهداء قد يكون لاحقاً، بسبب خدمته خلال فترات صعبة للكنيسة. دفنه ومكان القبر: دُفن في مقبرة القديس كالّيستوس (Catacombs of St. Callixtus) على طريق أبيان الشهير في روما – وهو موقع يضم قبور العديد من الباباوات والشهداء الأوائل. أقوال وتقديرات: يقول التقليد الكنسي عنه: “خدم الكنيسة في زمنٍ حساس، وكان صوته ثابتاً في الدفاع عن الإيمان المستقيم وسط تيارات الفكر المنحرف.” أهم ما يُذكر عنه: دافع عن لاهوت المسيح ضد الهرطقة. دعم سلطة المجامع المحلية في حسم القضايا العقائدية. رسخ الممارسات الليتورجية المرتبطة بتكريم الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ديونيسيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 268 القديس ديونيسيوس الأول (Dionysius) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث، ويُعتبر من الباباوات الرسوليين، أي الذين خلفوا الرسل مباشرة في قيادة الكنيسة، رغم أنه لم يكن من الرسل أنفسهم. الاسم: القديس ديونيسيوسال المنصب: البابا الأسقف لروما (بابا الكنيسة الكاثوليكية) الفترة البابوية: من 22 يوليو 259 م إلى وفاته في 26 ديسمبر 268 م تاريخ الوفاة: 26 ديسمبر 268 م مكان الوفاة: روما، الإمبراطورية الرومانية عيد تذكاره: 26 ديسمبر في الكنيسة الكاثوليكية. سياق توليه البابوية: تولى ديونيسيوس الكرسي الرسولي بعد استشهاد البابا سيكستوس الثاني خلال الاضطهاد الذي شنه الإمبراطور فاليريان على المسيحيين. بعد فترة من الفراغ في المنصب (دامت قرابة عام)، تم انتخابه بابا في عام 259 م. أعماله وخدمته: كان رجلاً ذا حكمة ورزانة، وعُرف عنه الإصلاح والتنظيم في الكنيسة. بعد توقف الاضطهاد في عهد الإمبراطور غالينوس، بدأ ديونيسيوس بترميم الكنيسة وإعادة بناء ما تهدم. عمل على إرسال المساعدات إلى الكنائس في كبادوكيا (في تركيا اليوم) التي دمرها الغزاة. تدخل في قضايا لاهوتية، منها دفاعه عن العقيدة الأرثوذكسية ضد بعض المفاهيم الغنوصية والمضللة المنتشرة في زمانه. إسهاماته العقائدية: كان أول بابا يُسجل له إصدار بيانات عقائدية رسمية ضد بعض التعاليم التي ظهرت آنذاك. دافع عن العقيدة الصحيحة بشأن الثالوث الأقدس، خاصة في مواجهة تعاليم ظهرت في الإسكندرية وشكّكت في علاقة الآب بالابن. صفاته: وُصف بأنه كان محباً للسلام والوحدة، وعمل على تهدئة الخلافات اللاهوتية بين الكنائس الشرقية والغربية. كان معروفاً بالعدل، والانفتاح على الحوار، مع تمسكه بالعقيدة. أهم ما يُذكر عنه: “أعاد تنظيم الكنيسة الرومانية بعد الاضطهاد العنيف، وعُرف بالحكمة اللاهوتية والغيرة الرعوية.” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيكتوس الثاني | الولادة: 215 الوفاة: 258 البابا القديس سيكتوس الثاني (Sanctus Sixtus II) هو البابا رقم 24 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، ويُعتبر من أوائل الشهداء البابويين في تاريخ الكنيسة. الاسم: سيكتوس الثاني (Sixtus II) المنصب: أسقف روما (البابا) مدة البابوية: من 30 أغسطس 257 م حتى 6 أغسطس 258 م الخلف: البابا القديس استيفان الأول خلفه: البابا ديونيسيوس مكان الميلاد: يُعتقد أنه من أصل يوناني مكان الوفاة: روما – استشهد خلال اضطهاد الإمبراطور فاليريانوس مكان الدفن: مقبرة كالّيستوس، على طريق أبيا الشهير في روما عيده الليتورجي: 6 أغسطس السياق التاريخي: جاء إلى الكرسي الرسولي في وقت كانت الكنيسة تمر فيه بمرحلة اضطهاد جديدة من الإمبراطور فاليريانوس، الذي أصدر مرسوماً يأمر بإعدام القادة المسيحيين وتجريد الكنيسة من ممتلكاتها. خَلَف البابا استيفان الأول الذي توفي أيضاً خلال هذه الأزمة. أعماله وخدمته: كان رجل سلام وحوار: بعكس سلفه الذي كان حازماً في الخلاف مع كنائس أفريقيا وآسيا الصغرى، سعى سيكتوس الثاني إلى تهدئة الخلافات اللاهوتية، خصوصاً مع القديس كبريانوس أسقف قرطاج. عُرف بتواضعه ووداعته، وقد استعاد وحدة الكنيسة في وجه الخلافات العقائدية حول معمودية الهراطقة. استشهاده: في 6 أغسطس 258 م، بينما كان يحتفل بالقداس في مدافن كالّيستوس (Catacombs of St. Callixtus)، ألقت السلطات الرومانية القبض عليه مع أربعة من شمامسته. قُطع رأسه في الحال، ويُقال إن اثنين من شمامسته استُشهدا معه في الموقع، والآخرون لاحقاً. من بين من استُشهدوا في نفس الاضطهاد كان الشمّاس القديس لورنس (لورينسيوس)، أحد أعظم شهداء الكنيسة في روما. أهميته في تاريخ الكنيسة: يُعتبر واحداً من أبرز شهداء الكنيسة الأولى. يُحتفل به كقديس وشهيد، ويرتبط اسمه غالباً بالقديس لورنس نظراً لاستشهادهما المتقارب. يُمثل مثالاً للقيادة الرعوية المتواضعة والمُحِبة في زمن العنف والاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس استيفان الأول | الولادة: – الوفاة: 257 البابا القديس استيفان الأول (Sanctus Stephanus I) هو البابا رقم 23 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. عُرف بثباته في العقيدة وحكمته في إدارة الخلافات اللاهوتية في زمن صعب. الاسم: القديس استيفانوس الأول (Stephen I) المنصب: البابا، أسقف روما الفترة: من ما بين 12 مايو و3 أغسطس 254 م حتى 2 أغسطس 257 م الخلف: القديس لوكيوس الأول الخلف: القديس سيكستوس الثاني مكان الميلاد: روما مكان الوفاة: روما الدفن: مقبرة كالّيستوس، على طريق أبيا في روما اللقب الكنسي: الشهيد (حسب التقليد) – رغم أن وفاته لم تكن خلال اضطهاد مباشر. السياق التاريخي والكنسي: كان زمن استيفان الأول مضطرباً، إذ واجه: الخلاف حول “المرتدين” (اللاپسي – Lapsi): حدث انقسام في الكنيسة بشأن ما إذا كان ينبغي إعادة قبول المسيحيين الذين أنكروا إيمانهم أثناء الاضطهاد الروماني. البابا استيفان كان أكثر ميلًا للتسامح، وأصرّ على قبول التائبين بعد توبة مناسبة، مثل سلفه كورنيليوس. قضية معمودية الهراطقة: واحدة من أبرز قضاياه، وقد دخل في خلاف شهير مع القديس كبريانوس القرطاجي، أسقف قرطاج. كبريانوس كان يرى أن المعمودية التي يمنحها الهراطقة باطلة ويجب إعادتها. استيفان رفض ذلك وأصرّ على صحة المعمودية إذا أُجريت باسم الثالوث الأقدس، حتى لو قام بها هراطقة، ما أصبح لاحقًا قاعدة عقائدية في الكنيسة الكاثوليكية. العلاقة مع الكنائس الأخرى: دافع استيفان عن سلطة روما الرسولية، معززًا فهم البابا كأسقف له سلطة فريدة في الأمور العقائدية. وفاته وتقديسه: تُوفي عام 257، وقيل إنه استشهد أثناء الصلاة، لكن هذا محل جدل تاريخي؛ فبعض المصادر تشير إلى أنه مات موتاً طبيعياً. أُعلن قديساً وشهيداً، ويُحتفل بعيده في 2 أغسطس (أو في بعض التقاليد في 3 أغسطس). أهميته في تاريخ الكنيسة: رسّخ مبدأ وحدة المعمودية، وهو حجر زاوية في اللاهوت الكاثوليكي. مثّل مثالاً على القيادة الرعوية الرصينة وسط الانقسامات والاضطهادات. عُرف عنه الحزم في العقيدة، والرحمة في الرعاية الرعوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس لوكيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 254 البابا القديس لوكيوس الأول (Sanctus Lucius I) هو البابا رقم 22 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى السدة البطرسية لفترة قصيرة في القرن الثالث الميلادي. الاسم قبل البابوية: لوكيوس تاريخ البابوية: من 25 يونيو 253 حتى وفاته في 5 مارس 254 خلف: البابا كورنيليوس خلفه: البابا ستيفانوس الأول مكان الميلاد: يُعتقد أنه وُلِد في روما الكنيسة: الكنيسة الكاثوليكية مدة حبريته: أقل من عام (حوالي 8 أشهر) لقبه الكنسي: البابا القديس لوكيوس الأول سياق تاريخي: جاء انتخابه خلال فترة اضطهادات للمسيحيين في عهد الإمبراطور الروماني فاليريانوس، لكنه نُفي لفترة قصيرة قبل أن يُسمح له بالعودة إلى روما، ما اعتُبر “معجزة” وعُدّ علامة على النعمة الإلهية. كان خلفاً للبابا كورنيليوس الذي واجه الانشقاقات في الكنيسة بسبب الانقسام حول كيفية التعامل مع المسيحيين الذين أنكروا الإيمان تحت الاضطهاد (lapsi). مواقفه اللاهوتية: تابع موقف سلفه كورنيليوس في السماح بعودة المرتدين التائبين إلى الكنيسة بعد فترة من التوبة، معارضاً جماعة “النوفاتيين” المتشددين الذين رفضوا ذلك تمامًا. لم يُسجل له الكثير من الوثائق اللاهوتية أو الرسائل بسبب قِصر مدة خدمته البابوية. وفاته وتكريمه: توفي في 5 مارس 254، ودفن في مقبرة كالّيستوس في روما. أُعلن قديساً في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في بعض الطقوس الكنسية في 4 مارس أو 5 مارس. من إرثه: يُذكر باعتباره راعٍ ثابت للإيمان خلال زمن المحن والاضطهاد. تُحفظ بعض رفاته في كاتدرائية روزكيلد في الدنمارك، وقد اعتُبر شفيعاً لها في العصور الوسطى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كورنيلوس | الولادة: 180 الوفاة: 253 القديس كورنيلوس (Cornelius) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية الأوائل، ويُعرف أيضاً باسم البابا كورنيليوس، وكان بابا روما في منتصف القرن الثالث الميلادي. الاسم الكامل: القديس كورنيلوس (San Cornelio / Pope Cornelius) فترة البابوية: بين عامي 251 م – 253 م (تقريبًا). أصله: من روما، وينتمي إلى عائلة رومانية نبيلة على الأغلب. خلفية تاريخية: تولى البابوية بعد فراغ طويل (أكثر من عام) عقب وفاة البابا فابيانوس، بسبب الاضطهادات الرومانية ضد المسيحيين في عهد الإمبراطور ديقيوس. كان زمن خدمته مضطرباً بسبب الانقسامات داخل الكنيسة، خصوصاً حول كيفية التعامل مع المسيحيين الذين أنكروا الإيمان أثناء الاضطهاد (يطلق عليهم “اللّابسين”، أي الذين قدموا البخور للأوثان ثم عادوا للكنيسة لاحقاً). الخلاف مع نوفاتيانوس: واجه كورنيلوس انشقاقاً داخل الكنيسة عندما عارضه نوفاتيانوس (Novatian)، الذي رفض قبول التائبين، وادعى البابوية لنفسه، فكان أول بابا مضاد (Antipope). دافع كورنيلوس عن الرحمة وقبول التوبة، بمساندة من القديس سيبريانوس أسقف قرطاج. الاضطهاد والنفي: في عهد الإمبراطور غالوس (Gallus)، تم نفيه إلى سينتشيلي (Civita Vecchia، قرب روما). توفي في المنفى سنة 253 م، ويُعتقد أنه مات شهيدًا بسبب سوء المعاملة. يوم تذكاره الكنسي: تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيده في 16 سبتمبر، مع القديس سيبريانوس. آثاره وتكريمه: دُفن في مقابر كالّيستوس في روما. يُكرّم كـ شهيد وقديس. غالباً ما يُصوَّر في الفن المسيحي مع الأساقفة الأوائل، وأحياناً مع رموز الشهادة مثل النخيل أو العصا الأسقفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فابيان | الولادة: – الوفاة: 250 القديس فابيان (St. Fabian) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية وقديس شهير في المسيحية، خاصة في التقليد الكاثوليكي. أهم التفاصيل عنه: الاسم:القديس فابيان (Sanctus Fabianus) الفترة الزمنية: بابا الكنيسة من عام 236 م حتى استشهاده عام 250 م. الأصل والخلفية: كان رومانيًا من عامة الشعب، ولا يُعرف الكثير عن حياته قبل أن يصبح بابا. اختياره للبابوية: وفقاً للتقليد الكنسي، تم اختيار فابيان للبابوية بطريقة غير عادية. تقول الرواية إن حمامة نزلت على رأسه أثناء اجتماع لاختيار البابا، مما اعتُبر علامة إلهية، فتم انتخابه على الفور رغم أنه لم يكن من المرشحين المعروفين. إنجازاته: نظم تقسيم الكنيسة إلى أبرشيات في روما. قام بتعيين سبعة شمامسة (شمامسة دائمين) للإشراف على الكنائس في المدينة. اهتم بتوثيق سِيَر الشهداء وتعزيز سلطة الكنيسة. الاضطهاد والاستشهاد: استشهد في عهد الإمبراطور ديسيوس، الذي شن حملة اضطهاد عنيفة على المسيحيين. من أوائل الباباوات الذين ماتوا شهيداً. تم دفنه في مدافن القديس كاليكستوس في روما، في قسم “بابوات الكنيسة”. عيده: يُحتفل بذكراه في الكنيسة الكاثوليكية يوم 20 يناير من كل عام. رمزيته: غالبًا ما يُصوّر القديس فابيان مع حمامة، في إشارة إلى الحادثة المعجزة التي حدثت أثناء انتخابه، وترمز أيضاً إلى الروح القدس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس انتروس | الولادة: – الوفاة: 236 القديس أنثيروس (باللاتينية: Anterus) هو البابا رقم 19 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد خدم لفترة قصيرة جداً. يُعتبر من باباوات القرون الأولى الذين ساهموا في ترسيخ البنية التنظيمية للكنيسة رغم قصر مدة حبريته. فترة حبريته تولى البابوية في 21 نوفمبر 235 م. توفي في 3 يناير 236 م، أي أن حبريته لم تستمر سوى حوالي 43 يوماً فقط. الظروف التاريخية جاء بعد وفاة البابا بونتيان في فترة كانت مضطربة جداً بسبب الاضطهاد الروماني بقيادة الإمبراطور ماكسيمينوس ثراكس، الذي كان معادياً للمسيحيين. رغم الاضطهاد، تم انتخابه واستطاع تولي المنصب، ما يدل على أن الكنيسة كانت مستمرة حتى في ظل هذه الظروف القاسية. الإنجازات والنشاط الكنسي لا توجد تفاصيل كثيرة عن أعماله نظراً لقصر مدة حبريته. وفقاً لبعض المصادر الكنسية التقليدية، يُنسب إليه أنه أمر بتسجيل أعمال الشهداء المسيحيين الذين قُتلوا بسبب إيمانهم — وهي من أوائل الخطوات نحو توثيق سير الشهداء (Acta Martyrum). هذا العمل له أهمية تاريخية كبيرة، إذ أصبح لاحقاً حجر أساس في تكوين الذاكرة الجماعية للكنيسة. الوفاة توفي بعد فترة قصيرة جداً من انتخابه، ويُعتقد أنه استُشهد أثناء الاضطهاد، لكن بعض المصادر تقول إنه ربما مات ميتة طبيعية. دُفن في مدافن القديس كالّيستوس، في روما، وهي مقبرة مخصّصة لعدد من الباباوات في تلك الفترة. يوم الاحتفال به تُحيي الكنيسة ذكراه في 3 يناير من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بونتيان | الولادة: – الوفاة: 235 القديس بونتيان (باللاتينية: Pontianus) هو البابا رقم 18 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولى منصب البابوية من عام 230 م حتى 235 م. يُعرف بشكل خاص لأنه أول بابا يتنحى رسمياً عن منصبه، ويُعتبر أيضًا شهيداً للكنيسة. أهم التفاصيل: الفترة الزمنية والظروف السياسية مدة البابوية: من يوليو 230 حتى 28 سبتمبر 235 م. الإمبراطور الروماني: بدأ عهده في ظل الإسكندر سيفيروس، الذي كان متسامحًا مع المسيحيين، لكن الأمور تغيرت بشكل جذري عندما تولى الحكم ماكسيمينوس ثراكس عام 235، وبدأ اضطهاد المسيحيين. أهم أعماله خلال بابويته استمرت الجهود اللاهوتية والتنظيم الكنسي، لكن لا توجد تفاصيل كثيرة عن مبادرات محددة. إحدى أهم لحظات عهده كانت الصراع اللاهوتي مع بعض الجماعات المنشقة في الكنيسة، مثل أتباع القس هيبوليتوس (Hippolytus)، الذي كان يعارض بعض قرارات الكنيسة الرسمية. النفي والاستشهاد في عام 235، ومع بدء اضطهاد ماكسيمينوس، تم نفي بونتيان وهيبوليتوس معاً إلى مناجم الكبريت القاسية في جزيرة سردينيا – التي كانت تُعتبر مكاناً قاسياً يُرسل إليه المحكومون بالأعمال الشاقة. قبل مغادرته، قام بونتيان بالتنازل الطوعي عن البابوية، ليتيح انتخاب خلف له – ويُعتبر هذا أول تنازل رسمي موثّق لبابا عن منصبه. توفي في المنافي على الأغلب جراء التعذيب أو ظروف العمل القاسية في المناجم، عام 235 أو 236. الدفن بعد وفاته، نُقلت رفاته لاحقاً إلى روما ودفنت في مقبرة كالّيستوس، إلى جانب عدد من باباوات القرون الأولى. تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكراه في 13 أغسطس، جنباً إلى جنب مع القديس هيبوليتوس، حيث يُعتبر الاثنان شهيدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اوربانوس الأول | الولادة: – الوفاة: 230 القديس أوربانوس الأول (باللاتينية: Urbanus I) هو بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 17، وقد شغل منصب البابوية من عام 222 م إلى 230 م تقريباً، في فترة سلام نسبي للمسيحيين في ظل حكم الإمبراطور الروماني إسكندر سيفيروس. أهم التفاصيل عنه: الفترة الزمنية والظروف السياسية المدة البابوية: من عام 222 حتى 230 ميلاديًا. الإمبراطور الروماني: إسكندر سيفيروس، الذي كان متسامحًا نسبيًا مع المسيحيين، مما وفر مناخًا أكثر أمنًا خلال فترة بابوية أوربانوس. الإنجازات والنشاط الكنسي لا توجد سجلات موثوقة كثيرة عن أنشطته بسبب ندرة الوثائق في تلك الفترة. تقليدياً يُنسب إليه تنظيم بعض الشؤون الكنسية، كتنظيم استخدام أملاك الكنيسة وتوجيهها لمساعدة الفقراء. كما يُقال إنه شجع على تبجيل القديسين والشهداء، وبدأت في عهده تظهر ملامح أوّلية لممارسات تتعلق بتكريم القديسين. الاستشهاد والموت لا يُعرف على وجه اليقين إن كان قد مات ميتة طبيعية أم استُشهد. في بعض التقاليد الكنسية يُعتبر شهيداً، لكن هذا غير مؤكد تاريخياً. يُعتقد أنه دُفن في مقبرة القديس كالّيستوس على طريق أبيان في روما، وهي واحدة من أشهر مقابر المسيحيين في العصور الأولى. يوم الاحتفال به تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكراه في 25 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كاليستوس الأول | الولادة: – الوفاة: 222 البابا القديس كاليستوس الأول (باللاتينية: Callixtus I أو Callistus I) هو أحد بابوات الكنيسة الكاثوليكية الأوائل، ويُعتبر من القديسين والشهداء. شغل منصب البابوية في القرن الثالث الميلادي، خلال فترة صعبة من تاريخ الكنيسة المبكرة. إليك أبرز المعلومات والتفاصيل عن حياته وخدمته: السيرة الذاتية الاسم: كاليستوس الأول (Callixtus I) المنصب: البابا السادس عشر للكنيسة الكاثوليكية الفترة: حوالي 217 – 222 م مكان الميلاد: يُعتقد أنه وُلد في روما تاريخ الوفاة: يُعتقد أنه مات شهيدًا حوالي عام 222 م العيد الليتورجي: 14 أكتوبر (تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية في هذا اليوم) خلفيته وسيرته قبل البابوية كان عبداً في بدايته، يقال إنه وُضع في إدارة مالية تعود إلى مسيحيين. تعرّض لمشاكل مالية، أدّت إلى سجنه بسبب اتهامه بالتلاعب في الأموال. بعد الإفراج عنه، دخل في خدمة الكنيسة وأصبح مقرّباً من البابا زيفيرينوس (Zephyrinus). تولّى إدارة المقبرة المسيحية الكبرى على طريق أبيا في روما، والتي تُعرف الآن باسم مدافن كاليستوس (Catacombs of Callixtus)، وتعد من أهم المدافن المسيحية القديمة. خدمته كبابا خلف البابا زيفيرينوس حوالي عام 217 م. واجه معارضة من هيبوليتوس الروماني، الذي اعتبره متساهلاً لاهوتياً، خاصة في مسألة مغفرة الخطايا. دافع عن سلطة الكنيسة في غفران الخطايا الكبرى (كالزنا والقتل والارتداد)، ما أثار جدلاً كبيراً في عصره. اعتبر من أوائل البابوات الذين واجهوا انقسامات كنسية داخلية، وظهور أول “مضاد بابا” (هيبوليتوس). استشهاده لا توجد معلومات مؤكدة حول طريقة استشهاده، لكن التقليد المسيحي يروي أنه قُتل خلال اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور ألكسندر ساويروس أو سلفه هيليوغابالوس. يُعتقد أنه أُلقي في بئر في روما (مكان يُشار إليه اليوم باسم سان كاليستو في تراستيفيري). دُفن في كنيسه سانتا ماريا فى تراستيفيرى. إرثه وأهميته يُعتبر مدافعاً مبكراً عن رحمة الكنيسة وسلطتها في المصالحة. اسمه مرتبط بأشهر سراديب الموتى في روما، والتي تحتوي على قبور العديد من البابوات والشهداء. الكنيسة تُكرمه كشهيد وقديس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس زيفرينوس | الولادة: – الوفاة: 217 القديس زيفرينوس (Saint Zephyrinus) هو البابا رقم 15 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولى البابوية في فترة صعبة من تاريخ الكنيسة، اتسمت باضطهادات خارجية وصراعات لاهوتية داخلية. أهم التفاصيل عنه: البابا القديس زيفرينوس (Pope Saint Zephyrinus) الترتيب: البابا الخامس عشر الفترة: من حوالي 199م إلى 217م المكان: روما الأصل: من روما أو محيطها، وكان والده يُدعى Habundius (أو Habundinus في بعض المصادر). أبرز ملامح فترة بابويته: 1. الاضطهادات الرومانية: عاصر اضطهادات خفيفة نسبياً مقارنة بما سبقها، لكنها لم تكن خالية من التهديدات. كانت هذه الفترة بين اضطهاد الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس وهدوء نسبي قبل موجات اضطهاد لاحقة. 2. الصراعات اللاهوتية: واجه تحديات كبيرة من الهرطقات، خصوصاً الموناركيانية (Monarchianism) – عقيدة تنفي التمايز بين أقانيم الثالوث، وتؤكد على وحدة الله بطريقة تُنكر ألوهية المسيح أو تميّزه عن الآب. أبرز خصومه كان سابيليوس، الذي أسس عقيدة تُعرف بـ”السابيليانية” أو “المودالية”، والتي أنكر فيها التمايز الحقيقي بين الآب والابن والروح القدس. كما انتقده لاهوتيون محافظون، مثل القديس هيبوليتوس، لأنه كان معتدلاً جداً في محاسبة الهراطقة بحسب رأيهم. 3. اللاهوتي كالِّستوس (لاحقًا البابا كالِّستوس الأول): كان كالِّستوس مستشاراً قوياً له، ولاحقاً أصبح البابا بعده. يُعتقد أن كالِّستوس كان مسؤولاً عن تنظيم الكاتاكومب الشهير على طريق أبيان: كاتاكومب القديس كالِّستوس، والذي دفن فيه كثير من الباباوات الأوائل. الوفاة والتقديس: الوفاة: حوالي 217م. دفن: يُعتقد أنه دُفن في روما في كاتاكومب على طريق أبيان. يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده: يُحتفل به في 26 أغسطس. أهمية زيفرينوس: كان راعياً للكنيسة في فترة انتقالية حساسة من ناحية فكرية وتنظيمية. واجه انتقادات من بعض المفكرين المعاصرين له بسبب ضعف جسمه، لكنه ظل ثابتاً في الإيمان الكلي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيكتور الاول | الولادة: – الوفاة: 199 القديس فيكتور الأول (Saint Victor I) هو أحد الباباوات الأوائل في الكنيسة الكاثوليكية، وكان له دور بارز في ترسيخ سلطة كرسي روما. أهم التفاصيل عنه: البابا القديس فيكتور الأول (Pope Saint Victor I) الترتيب: البابا رقم 14 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. الفترة: خدم كبابا من حوالي 189م إلى 199م أو ربما حتى 198م. الأصل: يُعتقد أنه كان من شمال أفريقيا (يُحتمل أنه من ليبيا أو تونس الحالية)، ويُعتبر أول بابا من أصل إفريقي. أبرز إنجازاته وأحداث فترة بابويته: 1. خلاف عيد الفصح (قضية “الكوارتوديسيمانيين”): نشأ خلاف كبير بين كنائس الشرق والغرب حول موعد الاحتفال بعيد الفصح. كنائس آسيا الصغرى كانت تحتفل به دائماً في اليوم الرابع عشر من نيسان العبري (14 نيسان)، بغض النظر عن اليوم الذي يقع فيه. كنائس روما والغرب كانت تحتفل به يوم الأحد بعد الفصح اليهودي. البابا فيكتور طالب بتوحيد الاحتفال على يوم الأحد، وهدد بحرمان كنائس آسيا الصغرى من الشركة الكنسية، لكنه تراجع لاحقاً بناءً على نصائح من أساقفة آخرين مثل القديس إيريناوس. 2. دعم استخدام اللغة اللاتينية: يُنسب إليه أنه كان أول بابا يستخدم اللاتينية بدلاً من اليونانية بشكل رسمي في بعض الشؤون الكنسية، مما ساهم في بدء تحول الكنيسة اللاتينية. 3. مواقف لاهوتية وتنظيمية: استمر في مقاومة بعض البدع المنتشرة آنذاك مثل الغنوصية والمونتانية. عمل على تقوية مركزية سلطة روما في المسائل العقائدية والكنسية. وفاته وتقديسه: الوفاة: حوالي عام 199م. يُكرَّم كقديس وشهيد. عيده: يُحتفل به في 28 يوليو في التقويم الروماني القديم، مع اختلافات في بعض التقاويم المحلية. أهميته التاريخية: يعتبره البعض أول من تصرّف كـ”بابا” بمفهوم السلطة الشاملة، لا مجرد أسقف لروما. أحد أوائل الباباوات الذين ساهموا في تحديد طابع الكنيسة الرومانية والغرب اللاتيني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ايليتروس | الولادة: – الوفاة: 189 البابا القديس إلوثريوس (Pope Saint Eleutherius) الترتيب: البابا رقم 13 في القائمة التقليدية للباباوات (أحيانًا يُشار إليه بالحادي عشر حسب بعض التقاليد القديمة). الفترة: تولّى البابوية من حوالي 174 أو 175م حتى 189م. أصله: يُعتقد أنه وُلد في نيكوبوليس في إبيروس (اليونان الحالية). الكنيسة: الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. أهم الأحداث والإنجازات: 1. التبشير في بريطانيا: هناك تقليد قديم يفيد بأن ملك بريطانيا الوثني “لوسيوس” كتب إلى البابا إلوثريوس طالبًا أن يصبح مسيحيًا، وأن يُرسل له مبشّرين. هذه القصة مشكوك فيها تاريخيًا، لكنها لعبت دورًا رمزيًا في ارتباط المسيحية المبكر ببريطانيا. 2. تعليمات بشأن الطعام: أصدر تعاليم تفيد بأن المسيحيين يمكنهم أكل جميع أنواع الطعام، ما يُفهم منه قطع بعض الروابط مع الشريعة اليهودية. مقولته الشهيرة المنقولة: “لا ترفض أي طعام مما خلقه الله، فكل شيء يُقبل بالشكر.” 3. دعم الاستقرار الكنسي: ساعد على تنظيم بعض ممارسات الكنيسة الناشئة. ساهم في تثبيت الإيمان الكاثوليكي ضد بعض التيارات الهرطوقية في تلك المرحلة، مثل الغنوصية. وفاته وتقديسه: توفي: حوالي عام 189م في روما. الدفن: في كاتاكومب القديس كاليستوس على طريق أبيان في روما. يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده: يُحتفل به في 26 مايو في التقويم الروماني القديم، لكن أُزيل من التقويم العام بعد مراجعات حديثة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سوتير | الولادة: – الوفاة: 175 الترتيب البابوي: الثاني عشر في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. مدة البابوية: حوالي عام 166 م حتى عام 175 م. الأصل: ولد في كامبانيا، إيطاليا. الوفاة: حوالي عام 175 م. الاعتراف به قديسًا: يُكرم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية، ويُحتفل بعيده في 22 أبريل. أبرز أعماله مساعدة الكنائس المحتاجة: عُرف البابا سوتير بسخائه، حيث كان يرسل مساعدات مالية ورسائل تعزية إلى الكنائس المحتاجة، خاصة في كورنثوس. تعزيز الحياة المسيحية: شجع على الحياة المسيحية النقية، وحث النساء على ارتداء الحجاب أثناء الصلاة، مما يدل على اهتمامه بالآداب الليتورجية. مواجهة البدع: واجه بعض البدع التي ظهرت في زمانه، مثل المونتانية، وسعى للحفاظ على وحدة العقيدة. استشهاده يُعتقد أن البابا سوتير (ستور St. Soter) استشهد في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس، ولكن لا توجد تفاصيل دقيقة حول طريقة استشهاده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس انكيتوس | الولادة: – الوفاة: 166 البابا الحادي عشر في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية هو البابا أنتيكريتوس الأول (Pope Eleutherius)، وليس “أبيقوطس” كما يُظن أحياناً في بعض المصادر. أبرز التفاصيل: البابا إلوثريوس (Eleutherius) الترتيب: البابا رقم 13 بحسب التقاليد الحديثة، لكن في بعض المصادر القديمة يُحسب الحادي عشر بسبب اختلاف الترتيب في احتساب القديس بطرس والباباوات المؤقتين. مدة البابوية: من حوالي 174 أو 175 ميلادية إلى حوالي 189 ميلادية. الأصل: يُعتقد أنه كان من اليونان أو من نيكوبوليس في إبيروس (منطقة في البلقان اليوم). الفترة: تولّى البابوية خلال عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس، وهي فترة شهدت اضطهادات للمسيحيين، لكنها كانت أخف من الفترات السابقة واللاحقة. أهم ما يُنسب له: التبشير في بريطانيا: بعض التقاليد القديمة، وإن كانت غير مؤكدة تاريخياً، تقول إنه تلقى رسالة من ملك بريطاني اسمه لوسيوس يطلب فيها التبشير بالمسيحية في بريطانيا، وهي قصة مثيرة للجدل بين المؤرخين. تنظيم قوانين الطعام: يُقال إنه أصدر تعليمات بشأن الطعام، بأن المسيحيين لا يجب أن يرفضوا أنواعاً معينة من الطعام على أساس ديني، مما يعكس انتقال الكنيسة من الطقوس اليهودية إلى شريعة النعمة. نشر المسيحية في الغرب: عمل على دعم وتثبيت المسيحية في روما وغرب أوروبا، وشجع على إرسال المبشرين. الوفاة: توفي في روما حوالي سنة 189م، ودُفن في كاتاكومب القديس كاليستوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بيوس الأول | الولادة: – الوفاة: 150 البابا العاشر على الكرسي الرسولي هو القديس بيوس الأول (St. Pius I). التفاصيل الأهم عنه: الاسم الكامل: القديس بيوس الأول (Pius I) فترة البابوية: حوالي 140 م إلى 154 م (بعض المصادر تقول حتى 155 أو 157 م) خلف البابا هيجينوس وخدم خلال عهد الإمبراطور أنطونينوس بيوس. الأصل: يُعتقد أنه كان من أكيليا في شمال إيطاليا. بعض المصادر تقول إنه كان عبدًا محررًا، وأخًا للكاتب المسيحي الشهير هرماس، مؤلف كتاب الراعي (The Shepherd of Hermas). السياق التاريخي: كانت فترة حبريته زمناً حساساً، حيث بدأت الكنيسة تنظم عقائدها في مواجهة البدع الغنوصية المنتشرة. من أبرز المعارضين الذين ظهروا في عهده: ماركيون، الذي أنكر العهد القديم ورفض إلهه، فحرمه بيوس من الشركة الكنسية. أعماله ومساهماته: دعم الجهود لتثبيت قانون الإيمان وتقوية سلطة أسقف روما. شجع على تنظيم الكتابات المسيحية والتمييز بين الكتب القانونية والهرطوقية. نُسبت إليه مساهمات في تطوير الليتورجيا، لكن كغيره من الباباوات الأوائل، يصعب التأكد من تفاصيلها بدقة. الاستشهاد: هناك خلاف حول ما إذا كان استُشهد؛ البعض يقول إنه مات ميتة طبيعية، والبعض الآخر يعتبره شهيداً بالإيمان. القداسة: يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده: 11 يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس هايجينوس | الولادة: – الوفاة: 142 البابا التاسع على الكرسي الرسولي هو القديس هيجينوس (St. Hyginus). أبرز المعلومات عنه: الاسم الكامل: القديس هيجينوس (Hyginus) فترة البابوية: حوالي 136 م إلى 140 م (أو حتى 142 م في بعض التقديرات) خلف البابا تيليوسفوروس، وخدم في عهد الإمبراطور أنطونينوس بيوس. الأصل: يُعتقد أنه كان أثينياً من أصل يوناني، ومثقفاً، ربما درس الفلسفة. السياق التاريخي: خدم في فترة شهدت نمو الحركات الغنوصية، ومنها تعاليم فالنتينوس وكيرينثوس، وهما من أبرز الهراطقة في تلك المرحلة. تشير بعض المصادر إلى أن هيجينوس واجه هذه البدع، ووضع أساسًا للرد الكنسي عليها. أعماله ومساهماته: نُسبت إليه بعض التنظيمات الكنسية المبكرة، منها: تمييز الرتب الكنسية (الشمامسة، الكهنة، الأساقفة) بشكل أكثر وضوحاً. تنظيم بعض شؤون الرعايا والمسؤوليات بين رجال الدين. لكن كغيره من الباباوات الأوائل، كثير من هذه الأدوار منسوبة إليه لاحقًا دون توثيق معاصر. الاستشهاد: بحسب التقليد، استُشهد، لكن لا يوجد دليل تاريخي مباشر. يُكرَّم كشَهيد في الكنيسة الكاثوليكية. القداسة: يُحتفل بعيده في 11 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس تيلسفوروس | الولادة: 130 الوفاة: – البابا الثامن على الكرسي الرسولي هو القديس تيليوسفوروس (St. Telesphorus). أبرز التفاصيل عنه: الاسم الكامل: القديس تيليوسفوروس (Telesphorus) فترة البابوية: حوالي 125 م إلى 136 م (أو حتى 138 م في بعض المصادر) خلف البابا سيكستوس الأول، وخدم خلال جزء من عهد الإمبراطور هادريان وبداية عهد أنطونينوس بيوس. الأصل: يُعتقد أنه من أصل يوناني وربما جاء من إيطاليا أو اليونان. أعماله ومساهماته: وفقًا للتقاليد الكنسية، نُسبت إليه عدة تنظيمات في الحياة الليتورجية، منها: إقامة قداس منتصف الليل في عيد الميلاد. الصوم الكبير (Lent)، إذ يُعتقد أنه نظّم شكله أو أقر ممارسته. ترتيل ترنيمة “المجد لله في العلى” (Gloria in excelsis Deo) في القداس. ملاحظة: هذه الأعمال قد تكون نُسبت إليه لاحقاً من قبل كتّاب القرون الوسطى، وليست موثقة بشكل مؤكد من مصادر معاصرة له. الاستشهاد: يُعتبر أول بابا بعد بطرس يُذكر استشهاده بشكل مؤكد. يقول إيرينيئوس من ليون (في القرن الثاني) إنه استُشهد من أجل الإيمان، مما يعطي هذه المعلومة بعض المصداقية. القداسة: يُكرَّم كقديس وشهيد. عيده يُحتفل به في 2 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سيكتوس الأول | الولادة: 42 الوفاة: 120 البابا السابع على الكرسي الرسولي هو القديس سيكستوس الأول (St. Sixtus I). أهم التفاصيل عنه: الاسم الكامل: القديس سيكستوس الأول (Sixtus I). أحيانًا يُكتب اسمه أيضًا Xystus في بعض المخطوطات اللاتينية القديمة. فترة البابوية: حوالي 115 م إلى 125 م (تقديرات تقريبية). خلف البابا ألكسندروس الأول، وتولى الكرسي الرسولي خلال عهد الإمبراطور هادريان. الأصل: بحسب التقليد، وُلِد في روما، وكان من أصل روماني. أعماله ومساهماته: رغم ندرة التفاصيل الموثقة، تُنسب إليه بعض التنظيمات الطقسية المبكرة، منها: فرض تقليد أن الناس يجب أن يقفوا عند تلاوة الكاهن لصلوات البركة في القداس. التأكيد على حفظ الأواني المقدسة فقط داخل المذبح. معظم هذه القوانين قد تكون نُسبت إليه لاحقاً، لكن تعكس تطوراً مبكراً في الليتورجيا الكنسية. الاستشهاد: يُقال إنه استُشهد أثناء الاضطهادات، رغم أن بعض المؤرخين يشككون في ذلك بسبب قلة الأدلة. دُفن – حسب التقليد – قرب طريق نوفا في روما. القداسة: يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده يُحتفل به في 6 أبريل أو 3 أبريل حسب التقويمات المختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الكسندر الأول | الولادة: – الوفاة: 116 الاسم الكامل: القديس ألكسندروس الأول (Alexander I) فترة البابوية: حوالي 107 م إلى 115 م (تقديرات تقريبية) الترتيب: سادس بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وخلف البابا إيفاريستوس. الأصل والخلفية: يُعتقد أنه كان روماني الأصل. خدم خلال فترة الإمبراطور تراجان أو بداية عهد هادريان، في وقت كانت فيه المسيحية لا تزال مضطهدة رسمياً. أعماله المزعومة: لا توجد مصادر مؤكدة كثيرة عن فترة حبريته، لكن وفقاً للتقاليد الكنسية: نُسب إليه إدخال بعض الطقوس الليتورجية، مثل: إضافة الماء المقدس وطقس التقديس بمزج الماء بالملح (رغم أن هذا قد يعود إلى فترات لاحقة). إضفاء طابع رسمي على كلمات التقديس في القداس (مثل عبارة “هذا هو جسدي…”). لكن معظم المؤرخين المعاصرين يعتبرون هذه الإضافات نسباً لاحقة غير مؤكدة. الاستشهاد: يُعتقد أنه استُشهد في روما، لكن لا يوجد توثيق تاريخي واضح. التقاليد الكنسية تضعه ضمن الشهداء. القداسة: يُكرَّم كقديس وشهيد في الكنيسة الكاثوليكية. يُحتفل بعيده في 3 مايو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس افاريستوس | الولادة: – الوفاة: 107 القديس إيفاريستوس (Evaristus) فترة البابوية: حوالي 99 م إلى 107 م (تقديرات تقريبية، إذ أن التواريخ الدقيقة في تلك الفترة غير مؤكدة) الترتيب: هو البابا الخامس بعد القديس بطرس، وخلف البابا كليمنضس الأول. الأصل: بحسب بعض المصادر، كان يونانياً من أصل يهودي، وُلد في بيت لحم أو في أنطاكية، وتعلّم في روما. أعماله ومساهماته: لا يُعرف الكثير من التفاصيل المؤكدة عن حياته، لكن بعض المصادر الكنسية تنسب له تنظيم بعض الشؤون الكنسية مثل: توزيع الكهنة على الرعايا في روما. ترسيخ نظام الشمامسة كمساعدين للأساقفة. قيل إنه أصدر تعليمات بوجوب تبريم الزواج بحضور كاهن وداخل الكنيسة. الاستشهاد: التقليد المسيحي يذكر أنه استُشهد في عهد الإمبراطور تراجان، ويُعتبر شهيداً في الكنيسة الكاثوليكية. لكن بعض الباحثين يشككون في استشهاده، إذ لا يوجد دليل قاطع من تلك الحقبة. القداسة: يُكرَّم كقديس في الكنيسة الكاثوليكية. عيده يُحتفل به في 26 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس كليمنت الأول | الولادة: 1 الوفاة: 99 البابا الرابع على الكرسي الرسولي في الفاتيكان هو البابا كليمنضس الأول (باللاتينية: Clemens I). أبرز التفاصيل عنه: الاسم الكامل: كليمنضس الروماني (Clemens Romanus) فترة البابوية: حوالي سنة 88 م إلى 99 م (تقديرات تقريبية، لأن التواريخ القديمة وغير دقيقة). الترتيب: هو البابا الرابع بعد القديس بطرس الرسول، ويُعتبر ثالث خليفة له حسب التقليد الكاثوليكي. السياق التاريخي: خدم خلال عهد الإمبراطور الروماني دوميتيان، الذي اضطهد المسيحيين. ويُعتقد أنه كان تلميذاً مباشراً للرسل، لا سيما بطرس أو بولس. أعماله المهمة: رسالة كليمنضس الأولى إلى أهل كورنثوس: واحدة من أقدم الوثائق المسيحية خارج العهد الجديد، كتبها للتوسط في خلاف داخل كنيسة كورنثوس. تُعد هذه الرسالة دليلاً مهماً على السلطة المبكرة لأسقف روما. تعكس الرسالة فكرة الطاعة للسلطة الكنسية والنظام الكنسي، مما يُبرز بداية تطور دور البابا. الاستشهاد والوفاة: تقول بعض التقاليد أنه استُشهد، ونُفي إلى شبه جزيرة القرم حيث أُلقي في البحر مربوطاً بمرساة. يُكرَّم كشهيد في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. القداسة: يُعد من الآباء الرسوليين، أي الجيل الذي تلا مباشرة رسل المسيح. يُحتفل بعيده في 23 نوفمبر (الكاثوليك) أو 25 نوفمبر (الأرثوذكس). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اناكليتوس | الولادة: 25 الوفاة: 90 البابا أنكلِتُس (أو كليتس أو كليتوس) هو ثالث بابا للكنيسة الكاثوليكية بعد القديس بطرس والبابا لينوس، ويُعتبر من أوائل خلفاء بطرس في الكرسي الرسولي. أبرز المعلومات عنه: الاسم: يُعرف بعدة صيغ: كليتس (Cletus) أو أنكلتس (Anacletus أو Anencletus). هناك اختلاف تاريخي حول ما إذا كان هذين الاسمين يشيران إلى شخص واحد أم شخصين مختلفين، لكن الرأي الكاثوليكي الرسمي يعتبرهما شخصاً واحداً. فترة حبريته: تولّى البابوية نحو السنة 76 حتى 88 م، في عهد الإمبراطور الروماني تيطس ثم دوميتيان. خلفيته وسيرته: يُعتقد أنه كان من اليونانيين، ومن سكان روما. يُقال إنه عُيّن من قِبل القديس بطرس أو خلفائه في بداية حياته الكنسية. قام بتنظيم الكهنة في روما إلى مجموعات أصغر، وهو ما يُعتبر بداية تأسيس التنظيم الكنسي للرعية. استشهاده: تُشير بعض المصادر إلى أنه استُشهد في عهد الإمبراطور دوميتيان، وبالتالي يُعتبر من الشهداء الأوائل. دُفن، حسب التقليد، في مقبرة القديس بطرس بالفاتيكان. تذكاره: يُحتفل به في الكنيسة الكاثوليكية يوم 26 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس لينوس | الولادة: 10 الوفاة: 79 القديس لينوس هو البابا التاني للكنيسة الكاثوليكية من سنة 67 حتى سنة 76. (فترة البابوية 12 سنين) ولد فى توسكانا ايطاليا ويُحتفل بذكراه فى 23 يونيه من كل سنه. لينوس هو بابا الكنيسة الكاثوليكية وقديس حسب المعتقدات المسيحية. كان ثاني شخص يتولى أسقفية روما حسب لائحة باباوات الكنيسة الكاثوليكية الرسمية بعد بطرس مباشرة. وهو من الشخصيات المذكورة فى العهد الجديد ضمن قائمة الاشخاص الذين اختارهم بطرس. دُفن في كاتدرائية القديس بطرس. وفي مصادر أخرى: ذُكر لينوس مرة واحدة فقط في العهد الجديد، وذلك في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس: “بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُسَلِّمُ عليكَ أُفُوبُلُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُوسُ وَكِلَودِيَا وَالإِخْوَةُ جَمِيعًا.” (2 تيموثاوس 4:21) لينوس في التقليد الكاثوليكي وفقًا للتقليد الكاثوليكي، يُعتبر لينوس أول من خلف بطرس الرسول كأسقف على روما، وبالتالي يُعدّ البابا الثاني في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية. يُشير القديس إيريناوس في كتابه ضد الهرطقات (حوالي عام 180 ميلادية) إلى أن بطرس وبولس أسّسا الكنيسة في روما وعيّنا لينوس ليتولى الأسقفية بعدهما: “بعد أن أسّس الرسل المباركون (بطرس وبولس) الكنيسة وبنوا هيكلها، سلّموا إلى لينوس وظيفة الأسقفية.” تُشير المصادر الكاثوليكية إلى أن لينوس تولّى الأسقفية حوالي عام 67 ميلادية واستمر حتى وفاته حوالي عام 76 أو 79 ميلادية. يُحتفل بعيده في 23 سبتمبر. ومع ذلك، هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان قد استشهد، إذ لا توجد أدلة قاطعة على ذلك، رغم أن بعض المصادر المتأخرة تشير إلى استشهاده . لينوس في التقليد الأرثوذكسي في التقليد الأرثوذكسي، يُعترف بلينوس كأحد تلاميذ الرسل وأول أسقف على روما بعد استشهاد بطرس وبولس. يُعتبر من ضمن السبعين تلميذاً الذين أرسلهم يسوع، ويُحتفل بعيده في 23 سبتمبر أيضاً. ومع ذلك، لا يُمنح لقب “بابا” بنفس المعنى المستخدم في الكنيسة الكاثوليكية، إذ لا تُعترف الأرثوذكسية بسلطة بابوية مركزية. ملاحظات ختامية •يُجمع التقليدان الكاثوليكي والأرثوذكسي على أن لينوس خلف بطرس في قيادة الكنيسة في روما. •يُعتبر لينوس شخصية محورية في تأريخ الكنيسة الأولى، رغم قلة المعلومات المتوفرة عنه. •يُحتفل بذكراه في 23 سبتمبر في كلا التقليدين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة و المستعصية | الولادة: 1381 الوفاة: 1457 حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة و المستعصية ولدت القديسة ريتا في روكا بيرينا من مقاطعة أومبيريا (ايطاليا). والداها تقيّان فاضلان تسامت فيهما قداسة الأخلاق السخيّة وحرارة التقوى و المحبة الكريمة: هما انطوان لوتـي وإيـميه فيـري. مضى زمن طويل على زواجهما وطعنا في السن دون أن يرزقهما الله ولداً. وفيما كانت أمّها يوماً غارقة في تأملاتها رأت ملاكاً أكّد لها وصول صلاتها إلى عرش العليّ فسوف يرزقها إبنة تكون عظيمة أمام الرب. وظهر لها الملاك ثانية وطلب منها أن تدعو الإبنة مرغريتا اختصرت بإسم ريتا. أبصرت ريتا النور في 22 أيار 1381، وقبلت سرّ العماد في النهار ذاته. ولم تمض أيام قلائل على عمادها حتى أخذ والدها يحملانها في قفة من الغزّار وينقلانها معهما إلى الحقل ويضعانها في ظل الأشجار. وفي ذات يوم انحدر خشرم نحل كبير وأحاط بها، وكانت نحلات كثيرة تدخل فمها وتقطر فيه العسل دون أن تنخزها أبداً كأنه لم يكن لها (إبر) أشواك، ولم تصعد الطفلة صراخاً بل كانت تصدر أصوات التهليل. وفي تلك البرهة جرح أحد الحصادين يده اليمني جرحاً بليغاً بمنجله فأسرع يطلب طبيباً، وإذ مرّ بجانب الطفلة رأى جماعة النحل تدندن حول رأسها، توقّف و حاول أن يطردها بيديه حتى يخلّص الطفلة، و للحال انقطع نزيف الدم من يده واندمل جرحه فصاح مندهشاً، وأسرع إليه والدا الطفلة و عاينا ما كان واعتبرا إنّ النحل الأبيض هذا كان أعجوبة نظير ميلادها، ولأنهما قدّراها موهبة سماوية منحها الله لإيمانهما و صلواتهما. فقد جدّا في تربيتها على مبادئ الديانة فانطبعت في نفسها كما في قرص الشمع، وما كادت تبلغ سن التميّز حتى بانت عليها أشعة الفضيلة وقد امتازت بخضوعها وطاعتها السريعة وبعاطفة حشمة رقيقة وبعطش لا يُروى إلى معرفة الله وسيّدنا يسوع المسيح. وما كان يُطبَع في مخيّلتها منذ نعومة أظفارها صارت تحاول أن تعرفه و تحبه وقد درجت على معرفة الأشياء الإلهية حسب إمكانيات حداثتها، ومن المؤكد أنها كانت مثل القديسة كاترينا السيانية، تجهل الكتابة و القراءة وكما ان القديسة كاترينا لما التزمت أنّ تباحث البابا عن شؤون الكنيسة وعلّمتها العذراء الحنونة أن تكتب بلغة بلدتها اللطيفة هكذا ريتا فضّلت أن تقرأ في كتاب واحد وهو المصلوب. سمعت ريتا ما حدث للقديس فرنسيس الأسيزي الذي عاش في تلك الأرض التي تعيش هي فيها، وتمنت لو صُلِبَت مع يسوع أو على الأقل لو شاطرته أوجاعه. سوف نرى كيف استجابها يسوع أمّا الآن فدرسها للمصلوب كان يولّد فيها الرغبة بالتوبة قد اضطرمت نفسها بمحبة الله الى الحياة الرهبانية بكل قواها لكنه تعالى أراد أن ترتقي درجات الجلجة أولاً. فبينما كانت ريتا لا تفكّر إلا بالله وبأبويها الشيخين اللذين ما كانا يفهمان أسرار نفسها البتول، كان أبواها يفتكران بزواجها وقد أجبراها على الزواج من شاب لم يكن على شيء من أخلاقها النبيلة ولا من رزانتها وحشمتها وطلاوتها وتجرّدها عن العالم. لم تكن تريد أن تسلّم لرجل قلبها الذي كرّسته لله منذ حداثتها و كانت في الثانية عشرة من عمرها ومن جهة أخرى لم تتعود أن تخالف أمر أبويها الشيخين ولو بأصغر الأشياء. كانت منذ الصغر تتوق إلى الحياة الكمال وإذا لم تتمكن من ترك والديها جعلت تنفرد في البيت الوالدي في غرفة منعزلة حيث كان العروس الالهي ينظر ويتكلم إلى قلبها، ظنت أنها تبقى تناجي الرب إلى أن يأخذ والديها فيتسنى لها أن تقدم له بحرية ذبيحة حياتها. فكم اضربت أذنها عندما فاتحها أبواها بالزواج لم ترفض طلبهما بعنف لأنها تعودت إطاعتهما إطاعة عمياء ولم تكن تريد أن تحزنهما بشيء، إنما توسلت إليهما بدموعها أكثر من بكلامها ليتركاها تتبع دعوتها الرهبانية. لربما كانا سمحا بالرهبانية لو كان الشاب الذي وعداه بها غير ما هو بالحقيقة في ذلك العصر ما كانوا يحسبون لمحيط العائلة حساباً عند الفقراء وكانت القوة تغتصب حق الضعيف. بول فرديناندوس طالب يد ريتا لم يكن شاباً دمث الأخلاق أو محب السلام بل كان فاسقاً قاسياً اشترك أحيانا بالمبارزة إذاً كان بإمكانه أن يسبّب شكاً جسيماً إذا لم ترضى ريتا وأهلها بهذا الزواج. عندما رأت ذاتها في خطر لا مفرّ منه شرعت المسكينة تكثر الصلوات والأماتات والحسنات لعلّ الله ينجيّها من هذا الوغد لكنه تعالى أعلم بطرقه منا فلم يُصغِ لصلواتها أو بالأحرى لم يشأ أن يرفع هذا الصليب عنها لأنّ تدابيره في شأنها كان وحده يعرفها. لكنه تعالى مقابل هذا العذاب منحها نعماً أخرى خاصة نعمة اهتداء زوجها وخلاص نفسه وقد حذت بذلك حذو القديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس فاقتدت بمثالها لكي يجعلها مثال الصبر البطولي عند دخولها بيت زوجها وتحملت بصبر جميل وسكوت حدّة طبعه وإهانته وشراسة أخلاقه واعتنت بتدبير وأناقة بيتها ليرى فيه زوجها كل ما يرضيه. كان لزوج ريتا أعداء كثيرون بسبب ميوله للمقاتلة وعندما كان يهان كان يترقب فرص الإنتقام، وإذا لم يتمكن من شفاء غليله كانت صاعقة غضبه تنقضّ على زوجته المسكينة بالتجاديف المخجلة والكلام الفظ والضرب القاسي، وقد كادت يوماً لا تفلت من الموت لو لم تدبّر العناية الألهية و يحضر أبوها قبل حلول الكارثة. وفي هذه كلها كانت كالحمل الوديع تتحمل بصبر ودون أن تفتح فاها إلى أن أتى اليوم الذي انتصر فيه الحمل على الذئب وأعادت نفس زوجها إلى الله. ومن هذا الزواج رزقها الله توأمين جان جاك و بول فقبلتهما ككنز ثمين يجب أن تحافظ عليهما بكل اعتناء فكانت تنظر فيهما النفس قبل الجسد ولا ريب أنها كرّستهما لله و صلّت لأجلهما كثيراً وخوفاً من أن يرث طفلاها ميول والدهما كانت تزيد في الأصوام والتقشفات وتعمل على زرع بزور الفضائل في قلبهما وبينما كانت ريتا تعتني بتربية طفليها مات أبواها الفاضلان حزنت ولا شك ولكنها ضاعفت مساعدتهما بصلواتها الحارّة وهكذا متمِّمة واجباتها كإبنة وزوجة وأمّ كانت ريتا تزداد استحقاقاً للسماء و الذي كان يعزّيها على فقد أبويها هو أنها لم تكرههما في الحياة ثم لأنّ حياتهما الطويلة كانت حياة مسيحية صرفة. منذ رجع زوجها الى الله وأصبح يعيش عيشة مسيحية أصبحت عائلة ريتا كاملة السعادة لكنّ الورود لا تنمو ولا تتفتح هنا إلاّ بين أشواك عديدة فقديستنا التي تمنت الاقتداء بالمسيح المصلوب، لم يطل الوقت عليها حتى طعنت برمح الألم الحاد، فإذا كان زوجها راجعاً ذات مساء من كاسيا هاجمه أعداؤه السابقون وقتلوه دون عناء، فانفطر قلب ريتا لدى سماعها هذا الخبر المفجع وكان يهولها مفعول هذه الفاجعة على قلب ولديها من كل قلبها. واهتمت بدفن زوجها دفنة مسيحية و شرعت تضاعف الصلوات والاماتات لراحة نفسه. بعد هدوء انفعالها الأول على فقد زوجها، حصرت اهتمامها بتربية ولديها اللذين كان لمَثَلِها الطيّب وأقوالها الصالحة التأثير الكبير على قلبيهما، لكنّ قوة الشرّ تخنق أحياناً قوة الخير فكانا يسمعان غير أمثالها وقد دفعهما البعض الى الأخذ بثأر أبيهما، فاصبحا يخالفان إرادتها و لا يصغيان إلى كلامها كما من ذي قبل، وأنّ غريزة الدم سوف تقودهما إلى الشرّ على أنها كانت تفضّل خلاصهما الأبدي على حياتهما الزمنية. اتخذت جانب البطولة وطلبت من يسوع المصلوب أن يأخذ ولديها بريئين من أن ينقادا يوماً إلى الشرّ. مرض ولداها الواحد بعد الأخر و حاولت أن تعتني بهما أكبر أعتناء فسهرت عليهما كل السهر حتى لا ينقصهما شيء من العلاجات الضرورية لحفظ حياتهما ولو كلّفها ذلك أكبر التضحيات وللرب قائل يقول ( ألم تطلب من يسوع ليأخذ ولديها) نعم و لكنها لم تكن ملتزمة بتركهما يموتان فقامت بواجبها نحوهما على أكمل وجه وبكرامة لا مثيل لها وبما أنهما لم يكونا صالحين بقدر ما كانت ترغب. فضّلت أن تقدمهما ليسوع إذا لزم الأمر لكن مطهَّرَين بالتوبة وهكذا صار فإنّ طوال المرض سكّن فيهما رغبة الإنتقام فندِمَا على خطيئتهما وتصالحا مع الله و مات الشابان الواحد تلو الآخر بعد سنة واحدة من موت أبيهما وهكذا انقطعت الرباطات التي كانت تعلقها في الأرض فبقيت وحدها في العالم متحدة بربّها أجل بقيت وحيدة لكنها أصبحت حرّة. حينئذ ودّعت ريتا هذا العالم التاعس متكلة على معونة الله، وذهبت تقرع باب راهبات القديسة مريم المجدلية الاوغسطينيات وبينت رغبتها الحارة في الدخول في رهبنيّتهنّ فرُفِض طلبها لأنها كانت متزوجة فعادت دون أن تيأس من رحمة الله بل داومت صلواتها وإماتاتها وأعمالها الخيرية. وذهبت مرتين من جديد تقرع باب الدير المذكور وفي المرتين لم تنل قبولاً. فاستسلمت إلى إرادة الله القدوسة ووكلت أمرها الى القديسين شفعائها وكانت قد ناهزت الأربعين، ورغم وجودها في العالم كانت تحيا حياة رهبانية محضة، ممارسة بأمانة المشورات الأنجيلية وإذا رأى الله خضوعها التام لإرادته القدوسة وثقتها الكبيرة برحمته الأزلية تحنن عليها وبينما كانت في احدى الليالي غارقة في التأمل سمعت صوتاً يردد:ريتا،ريتا. فاقتربت من النافذة لترى مَن يناديها وماذا يريد منها لكنها لم تشاهد أحداً، ففكرت أنها خُدِعَت وعادت حالاً الى التأمل لكن لم يمضِ وقت طويل حتى عاد الصوت ينادي ريتا ريتا. فنهضت وفتحت الباب وسارت في الشارع فرأت شيخاً مع شخصين أخرين فعرفت بالهام أنهم شفعاؤها القديسين. يوحنا المعمدان و اغوسطينوس و نيقولا. فطلبوا منها أنّ تتبعهم فتبعتهم متحفظة كأنها في حلم. و بقليل من الوقت وصلوا الى كنيسة دير القديسة مريم المجدلية ورغم أن الأبواب مغلقة و مقفلة والراهبات غارقات في نومهنّ فقد أدخلها الدير القديسون الذين أرسلهم الله ليرافقوها وتواروا. لمّا نزلت الراهبات صباحاً إلى تلاوة الفرض دهشن لوجود هذه المرأة القديسة التي كانت طردت مرات عديدة من بينهن وكيف تمكنت من الدخول إلى الدير ليلاً فأخبرتهن ريتا ببساطة أعجوبة السماء وهن خضعن لصحة قولها وقبولها في الرهبانية بين المبتدئات. ولم يطل الأمر حتى زهت فضائلها وتألق بدر كمالها الرهباني، وقد كانت المواهب الخاصة التي أنعم الله عليها بها هدفاً لسوء الفهم والإهانات والآلام التي تكمل النفوس، ولأنّ قديستنا كانت قد تهذبت في مدرسة المصلوب، فقد قاومت أشد الصعوبات و تمرنت على الفضائل الصعبة وخنقت حبّ الذات فيها وتعاطت أحقر الأشغال في الدير وأتعبها. لكنّ هذه المرأة القوية كانت تجيبه أنا تكرّست لله مدى الأبدية وستبقي أمينة في عهودها مهما كلفها الأمر. كانت تجلد نفسها ثلاث مرات في النهار، وكانت دائماً تلبس مسحاً من شعر الخنزير فيها أشواك تمزق جسدها، قصدت الرئيسة أن تمتحن طاعتها فأمرتها أن تسقي عوداً يابساً كل صباح و مساءً وكان غصن كرمة معداً للنار فامتثلت لأمر الرئيسة، وجعلت تسقيه صباحاً و مساءً ببساطة مدهشة. وظلت على هذه الحالة سنة كاملة والراهبات ينظرن إليها مبتسمات وقد يكون ذلك تخشعاً أو تهكماً. وفي أحد الأيام نظرت الراهبات باندهاش و حيرة عندما رأين الحياة تدب في العود اليابس، الذي نما كرمة عجيبة أعطت في حينها عناقيد يانعة لذيذة، ولاتزال إلى الأن في بستان دير كاسيا شاهداً على طاعة الأخت ريتا فيبارك الكهنة أوراقها وعيدانها المطحونة ويستعملها المؤمنون مع الصلاة إكراماً للقديسة فينالون نعماً كبيرة و خصوصاً شفاءات عجيبة. إنّ ريتا كانت منذ نعومة أظفارها تشعر بميل قوي إلى الآلام المخلص بل كانت الآلام دائماً موضوع تأملاتها وكاسيا ليست بعيدة عن أسيز وكانت ريتا تعلم أنّ القديس فرنسيس الاسيزي قد قبل في جسمه سمات يسوع المصلوب ورُسِمَت جراحات يسوع في يديه ورجليه و جبينه وهكذا شاركه آلامه الفدائية. فأصبحت هي أيضاً تحب أن تختم بصليب المخلص لكنها لم تعتبر ذاتها أهلاً لهذه النعمة الفريدة فاكتفت أن تتأمّلها تأملا كان يفقدها الشعور وكانت الراهبات يحسبن أنها ماتت وكانت مرة جاثية أمام صورة المصلوب توسلت بحرارة الى المعلم الإلهي لكي يشركها في أوجاعه و للحال طارت شوكة من أكليل المصلوب وانغرست في جبينها، اذاقتها ألمًا شديداً حتى أغمي عليها وكادت تموت. تحوّل جرح ريتا إلى قائح منتن فلكي لا تزعج الراهبات برائحتها الكريهة التزمت أن تنزوي في غرفة بعيدة حيث كانت راهبة تأتيها بالقوت الضروري وحملت الجرح الشديد مدة خمس عشرة سنة ولم تشعر بخفة الوجع حتى في نومها فقاست كل ذلك ليس بصبر فقط بل بالشكر الجزيل للذي أهّلها لأن تشاركه في آلامه الفدائية. بعد أن نذرت ريتا نذورها الاحتفالية شاهدت وهي غارقة في التأمل سُلَّماً يصعد من الأرض إلى السماء وفي أعلاه سيدنا يسوع المسيح وهو يدعوها لتصعد السلم بكرامة. إنتشرت أخبار وساطتها لدى الله و مقدرتها على قلبه تعالى فأسرع إليها القاصي و الداني وكانت بصلواتها تنال عجائب الأهتداءات و الشفاءات العجيبة. كانت تعزيتها الكبرى لمّا سمحت لها الرئيسة بالذهاب الى روما لحضور يوبيل السنة المقدسة 1450وربح غفراناتها ولتزيد نفسها تطهيراً وتنال البركة البابوية وخصوصاً لتُكرّم ذخائر الآم المسيح الموجودة في جبينها، وقد طلبت منه أن يشفي الجرح إلى أن تعود من روما دون أن يزيل ألمه، فاختفى الجرح وبقي الوجع . و لمّا عادت إلى كاسيا سمح يسوع بأنّ ينفتح جرح جبينها من جديد على أن ثقل السنين وكثرة الأوجاع و التقشفات أنهكت قوة الراهبة القديسة وأرغمتها على أن تسمّر على سريرها الفقير القاسي ولم تعد معدتها قادرة على احتمال الطعام حتى القليل منه فأصبح قوتها الوحيد القربان المقدّس. واستمرّت على هذه الحال أربع سنوات قاست أثناءها آلاماً لا توصف وقبل وفاتها بثلاثة أيام ظهر لها السيد المسيح تصحبه أمه القديسة مريم العذراء وقال لها أنها بعد ثلاثة أيام تكون معه في السماء و قبلت الزاد الأخير والمسحة المقدسة وفي 22 ايار سنة 1457 فاضت روحها الزكية الجميلة و تركت هذا العالم الغرور و حلّقت نحو السماء. وما كادت القديسة تلفظ نفسها الأخير حتى مجّدها الله بكثير من العجائب وقد قرعت الملائكة جرس الدير فأسرعت الراهبات إلى غرفتها وهن يفكرن برائحة الجرح المنتن لكن ماكان أشد اندهاشهن لما أقتربن من الجثة فوجدن الجرح مندملاً تفوح منه رائحة زكية ووجه ريتا جميلاً يطفح بُشراً وابتساماً وقد تقدمت إحدى الراهبات المشلولة اليد لتعانق القديسة وما أن عانقتها حتى شعرت بشفاء يدها الكامل. نُقِلَ جثمانها الى كنيسة المعبد حيث عرض أياماً عديدة نزولاً عند طلب الجماهير . وشعّ نور برّاق في غرفتها وأنتشرت في أرجاء الدير رائحة عطر سماوي وتحوّل جرح جبينها الى ياقوتة وهّاجة كالماس ونظراً للحشد الكبير الذي تجمع في يوم دفنها التزمت الراهبات بنقل جسدها إلى الكنيسة الخارجة بحفلة انتصار إشتركت فيها السلطات الدينية و المدنيّة. ونظراً لكثرة العجائب التي أفاضها الله على طالبي شفاعتها، نادى بها الشعب قديسة قبل أن تثبّت الكنيسة قداستها. ولمّا تكاثرت الخوارق التي جرت بعد موتها، قررت السلطة الكنسية و المدنية معاً وضع جثمانها في محل لائق معروضاً في تابوت من السرو مكشوفاً. وكان الله قد حفظه من كل فساد وينضح رائحة لذيذة وهكذا وُضِع في المُصَلّى داخل الدير تحت مذبح العذراء و بقي مكرّماً على هذه الحالة حتى سنة 1595حيث نقلوه إلى الكنيسة وبعد سنوات احترق هذا التابوت بسبب شمعة مضاءة وقعت عليه ولكنّ جسم القديسة لم تمسّه النار بأي أذى. والأعجب في هذا الجسم هو انه من حين إلى آخر يتحرك الجسم بأنواع مختلفة أنّ دعوى التطويب وتثبيت القداسة تبرهن عن هذا بإثباتات راهنة و شواهد مثبتة من 1626إلى 1900. ففي سنة 1628 منح قداسة البابا أوربانوس الثامن ريتا شرف الطوباوية وفي عام 1900. منحها قداسة البابا لاون الثالث عشر لقب قديسة وبعد أن فحصت العجائب فحصاً غاية في التدقيق نُظِّم لها قداس خاص و صلوات عديدة إكراماً لها وعيّن الثاني والعشرون من شهر أيار في كل سنة عيداً لها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة برناديت سوبيرو | الولادة: 1844 الوفاة: 1879 نشأتها رُزق فرانسوا سوبيروس ولويس سوبيرو كاستيروت بطفلتهما الأولى برناديت يوم الأحد الموافق السابع من كانون الثاني عام 1844 في مدينة لورد. وسُجّلت باسم برناديت ماري سوبيرو. لم تتمتّع برناديت بصحّة جيّدة، وعانت من الربو وكانت قريبةً جداً من والديها وأخواتها واخوتها. عاشت في مطحنة لكن بسبب الظروف الصعبة التي واجهت العائلة في هذه المطحنة والتي أدّت الى انخفاض كميّة وجودة الطحين وبالتالي عدد الزبائن، أُجبرت عائلة سوبيرو على ترك المطحنة والانتقال للعيش في منزل أكثر تواضعاً. قام فرانسوا كلّ يوم بالبحث عن عمل وكانت أجرته ضئيلة جداً ما أدى الى عدم اعتنائه الصحيح بعائلته. وبسبب ذلك اضطرّت لويس سوبيروس إلى مساعدة زوجها فذهبت الى العمل في حين قامت الابنة الكبرى برناديت بالاعتناء بالأطفال. حاول الناس اعطاء برناديت دروسًا في الانجيل لكن كان من الصعب حدوث ذلك نظراً لعدم توفّر الوقت الكافي لها. تمتّعت هذه الفتاة بالإيمان العميق وصلاتها الدائمة للورديّة التي كانت بحوزتها باستمرار كما لم تكن تعرف أية صلاة أخرى غيرها. وفي يوم الخميس 11 شباط 1858 ذهبت برناديت مع أختها وصديقتها إلى منطقة ماسابيل ببلدة لورد حتى تجلب بعض الحطب، وهناك خلعت نعليها حتى تجتاز النهر وحينها سمعت صوتا كأنه ريح، أدارت نظرها فإذا بمشهد غريب: رأت امرأة لباسها أبيض يتدلى منها منديل حتى رجليها، وترتدي على وسطها زناراً أزرق، وعلى قدميها وردة صفراء. فمسكت الطفلة مسبحتها ورسمت إشارة الصليب وصلت المسبحة مع السيدة الجميلة واختفت تلك السيدة في نهاية الصلاة. في تلك الفترة شعرت برناديت برغبة شديدة لزيارة تلك المغارة، وبالرغم من منع والديها لذلك، اشتد توسلها فأذنا لها بالذهاب… وهناك ابتدأت بصلاة المسبحة وفي السر الأول ظهرت السيدة واختفت في نهاية الصلاة. وفي إحدى الظهورات الأولى سمعت برناديت صوت السيدة وهي تقول لها: لا أعدك بالسعادة في هذا العالم، ولكن في أخر المطاف ستسعدين. وطلبت منها السيدة الحضور إلى هذا المكان لخمسة عشر يومًا. وتكررت ظهورات العذراء مريم لبرناديت ما يقارب 17 مرة، وفي إحدى المرات طلبت العذراء من برناديت أن تصلي من أجل الخطأة، وأن تبني كنيسة باسم السيدة العذراء في هذا المكان، ولكن لم يصدق الشعب ظهور العذراء لها، وعانت كثيرًا من ذلك. وفي مرة أخرى ظهرت لها العذراء وأمرتها بأن تقوم بالحفر في موقع معين في الأرض حتى تفجر ينبوع مياه، وأصبح هذا النبع سبب بركة لكثيرين وتمت بواسطته العديد من المعجزات، كما أعطتها سرا وهذا السر يعنيها وحدها وقد بلغتها رسالة أخرى تحث على التوبة والصلاة لأجل الخطأة وفي عيد البشارة بالتحديد أعلنت السيدة اسمها. قالت برناديت: “جمعت يديها إلى صدرها كمن يصلي بعدما كانت تبسطهما نحو الأرض ورفعت عينيها نحو السماء وقالت لي: “أنا الطاهرة التكوين”، أي “أنا التي حبل بها بلا دنس”. فما كان من برناديت إلا أن أسرعت نحو الكاهن تردد الكلمات التي سمعتها من السيدة السماوية لكي لا تنساها إذ لم تكن تعرف معناها. ارتبك الكاهن عند سماع اسم السيدة. إنها كلمات العقيدة الإيمانية التي أعلنها البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات أي سنة 1854 كعقيدة إيمانية وهو أن العذراء أم الله منذ لحظة تكوينها في أحشاء أمها بريئة من دنس الخطيئة. كبرت برناديت واختارت الدير مكانا لتصل به إلى قمة التواضع، وسلماً يقودها إلى حياة القداسة فكانت تهرب من المجد الباطل، وفي أحد الأيام سألتها إحدى الراهبات عن ظهورات السيدة العذراء لتتمكن من معرفة أفكار برناديت حول تلك الظهورات لها، فأجابتها بدون تفكير قائلة كيف يكون لي هذا وقد اختارت السيدة العذراء حقارتي لتظهر لي. توفيت برناديت في 16 نيسان 1879 باسم (الراهبة ماري برنارد). وكان عمرها 35 سنة. وبعد 122 سنة على وفاتها وجد جثمانها الطاهر كما هو. فلتكن شفاعة القديسة مريم العذراء سيدة لورد معنا دائماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خوسيه غريغوريو هرنانديز سيسنيروس | الولادة: 1864 الوفاة: 1919 خوسيه غريغوريو هرنانديز (بالإسبانية: José Gregorio Hernández) هو طبيب فنزويلي، ولد في 26 أكتوبر 1864 في تروخيو في فنزويلا، وتوفي في 29 يونيو 1919 في كاراكاس في فنزويلا. علمانيّ يصبح أوّل قديس في تاريخ فنزويلا أثار إعلان تقديس خوسيه غريغوريو هرنانديز سيسنيروس المرتقب، بموجب مرسوم وقّعه البابا فرنسيس في 25 شباط 2025، موجة من الفرح والامتنان في فنزويلا . ويُعرف هرنانديز بلقب “طبيب الفقراء”، وقد توفي بعدما صدمته سيارة في كاراكاس عام 1919، وهو شخصية تحظى بتقدير كبير في البلاد، متجاوزاً كلّ الانقسامات. وسيصبح هذا العلماني أول قديس في تاريخ فنزويلا. حدث تاريخي طال انتظاره في بيان صدر بعد ساعات من الإعلان عن المرسوم في روما، عبّر المطران راؤول بيورد كاستيو، رئيس أساقفة كاراكاس، عن سعادته قائلاً: “هذا الحدث التاريخي، الذي لطالما انتظره الشعب الفنزويلّي، هو اعتراف بالحياة النموذجية والفضائل البطولية لرجل كرّس حياته لتخفيف معاناة البشر، ونقل رسالة حب وأمل”. شخصية وطنية بارزة يؤكد الأب جورج إنجل، وهو مبشر فرنسي خدم طويلاً في رعية كاراكاس، أنّ الدكتور هرنانديز يُعدّ شخصية لا غنى عنها بالنسبة إلى الشعب الفنزويلي، سواء للمؤمنين أو غير المؤمنين. قبل أن يترك بصمته الروحية في البلاد، كان معترفًا به علميًا كواحد من أبرز المتخصصين في علم البكتيريا عالمياً، وهو من أدخل استخدام المجهر في فنزويلا وأسّس أكاديمية الطب في كاراكاس. ويضيف الأب إنجل: “لم يكن الشعب الفنزويلي بحاجة إلى حكم الكنيسة ليُظهر تقديره لهرنانديز، فقد احتشدت أعداد هائلة لحضور جنازته، وكان الجميع يشيد بقربه من الفقراء والمهمشين، تماماً كما يدعو البابا فرنسيس”. نموذج للتفاني الشخصي والخدمة تم تطويب خوسيه غريغوريو هرنانديز في 30 نيسان 2021 في كاراكاس، وقبل هذا الحدث بأيام، أرسل البابا فرنسيس رسالة فيديو مطولة إلى الشعب الفنزويلي يشيد فيها بهذه الشخصية التي خدمت المسيح من خلال رعاية الفقراء. وأوضح البابا حينها: “إحدى أبرز السمات وأكثرها إلهاماً في شخصية خوسيه غريغوريو هرنانديز كانت شهادته على التفاني الشخصي وخدمة المواطنين استوحاها من المثال الذي قدّمه المسيح خلال العشاء الأخير، عندما بدأ بغسل أرجل التلاميذ. كما دعا البابا المؤمنين إلى الاقتداء بالمطوَّب لتحقيق المصالحة في البلاد. إجماع وطني حول شخصيته يذكر الأب جورج إنجل أن هرنانديز يحظى بتقدير حتى في التقاليد الدينية الشعبية، موضحاً: “في فنزويلا، هناك العديد من الطقوس الروحية التي تُعرف بـ”السانتيروس”، وفي هذه الطقوس يتم استدعاء خوسيه غريغوريو هرنانديز. لقد كان رجلاً بسيطاً وطيباً، استطاع من خلال تميزه العلمي وقربه من الفقراء أن يحقق إجماع الجميع حول شخصه، سواء كانوا مؤمنين أم لا”. إرث خالد في خدمة الفقراء كان هرنانديز عضواً في رهبنة مار فرنسيس الثالثة، وتوفي بالقرب من صيدلية بعد أن اشترى أدوية لامرأة فقيرة. وفي العام 2023، خصّص البابا فرنسيس إحدى لقاءاته العامة للحديث عن الغيرة الرسولية، مسلطاً الضوء على حياة هذا العلماني الفنزويلي، وداعياً المؤمنين إلى اتباع نهجه في العطاء. كان طبيباً، رجلًا من عامة الناس، مدفوعاً بروح الغيرة الرسولية ليعيش حياته في القيام بأعمال الخير والرحمة. إن تقديس خوسيه غريغوريو هرنانديز يمثل لحظة تاريخية لفنزويلا، ويقدّم مثالًا للإيمان والتفاني في خدمة الآخرين، ليبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشي | الولادة: 1875 الوفاة: 1954 إن اشتغلت للسّماء، ووضعتَ اتّكالك على الله… كلّ ما بقي يُزادُ لك… أبونا يعقوب من بيتٍ عائليّ، فاحت فيه طيوبُ الإيمان، تعلّم أبونا يعقوب أسرارَ القداسة… من والدةٍ عكست عيناها أنوارَ الحبّ، والفرح، بين زوايا بيتِها، وفي حدقاتِ أولادِها …. والبدايةُ كانت مع “شمس”، مع أمٍّ قدّيسة… وأكمل أبونا يعقوب الطّريق… لأنّه أصغى إلى صوتِ الرّبّ. نشأته في 1 شباط 1875 ولد خليل الحدّاد… الطّوباويّ أبونا يعقوب… تعلّم خليل في صغرِه، في مدرسة “مار فرنسيس الابتدائيّة للآباء الكبّوشيين” في “غزير”، وبعدها انتقل إلى مدرسة “المزار” وأظهرَ تفوّقاً كبيراً، وأكمل تحصيلَ علمه، في مدرسة الحكمة، لا يعرف سوى السّهر الفعليّ لتحقيق ذاك المتعلّمِ – الإنسان، المتعلّم المثاليّ… وسافر إلى مصر ليعلّم اللّغة العربيّة… وهناك تحقّقت أمنيةُ الرّبّ هامسةً في حنايا روحه: ” يا خليل قد اخترتُك…” دخل خليل كنيسة القدّيسة “كاترين” ليصلّي، فإذا به أمامَ جنازةِ كاهن فرنسيسكانيّ… رآه حافيَ القدمين، مسبحته، وصليبه في يده، وتحت رأسِه عيدانٌ من الحطب… وكان القرار…”أنا أيضاً سأكون كاهناً مثل هذا” مات كاهنٌ ، ووُلد آخر… والتقى خليل بكاهن مسكين، كثُرت حوله ثرثراتٌ، وأخبارٌ مشكّكة …. وكانت الصّرخة في قلب خليل: ” سأصير كاهناً لأعوّضَ عن هذا” مات كاهن، وولد آخر… حياته هكذا ولد الرّاهب، والمعلّم، والواعظ، ومدير المدارس، ومرشد الأخويّات، ومؤسّس جمعيّة راهبات الصّليب… هكذا ولد اللّبنانيّ المؤمن بكرامة الإنسان، والوطن… وانضمّ خليل إلى الرّهبان الكبّوشيين… هكذا سار خليل ليخطَّ قداسةَ يعقوب… على خطى القدّيس فرنسيس عاش الفقر، والتّواضع، فبات ” يعقوب” الرّاهب الكبّوشي الّذي دقّ جرسَ بابِ الدّير. دخل، ووعد الرّبَّ أن لا يغادرَه إلّا ساعة موتِه… على العناية الإلهيّة اتّكل، بنى مشاريعَ كثيرة، مستشفيات، وأديرة، ومدارس…وسار يبحث عن فرح القريب… بلسم جراحَ الكثيرين، مسح دموعَ الألم عن وجنة الفقراء، والمُهمَلين، والمرضى، والمنسيّين… فبات رسولَ الرّحمة. علّم الصّغار، وأحبّهم، واهتمّ باحتفالات القربانة الأولى. أمضى العمرَ يسيرُ من قرية إلى أخرى، يصلّي في أثناء سيره، ويؤلّف التّرانيم. لكثرة ما كان يصلّي برى صليب مسبحته. أحبّ الصّليب، ووعد الرّبّ أن يرفعَه على قمّة عالية من قمم جبال لبنان… وكان صليب “تلّة الجنّ” الّتي تحوّلت إلى تلّة الصّليب… وكان دير الصّليب الّذي بناه على نيّة من مات في أثناء الحرب العالميّة الأولى، ولم يُصلَّ على جثمانه. أحبّ مريم العذراء، وطلب أن نصلّي المسبحة، واعتبر أنّ الله قديرٌ أن يصنع سماء أجمل، وأرضاً أجمل، أمّا أجمل من مريم فلا. أحبّ لبنان، وردّد دوماً “طائفتي لبنان، والمتألّمون.” وفاته توفّي برائحة القداسة في 26 حزيران 1954. أراد أبونا يعقوب عيشَ الفقر، ولكنّه كان غنيّاً بالعطاء، وبالحبّ… كان ثريّاً من أثرياء الرّحمة… ربّي… على خطى أبونا يعقوب نودّ أن نسير… لنتشبّه به، ونكون من بُناةِ الإنسانيّة الجديدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مار مارون | الولادة: 350 الوفاة: 410 من هو مار مارون ؟ القديس مارون هو راهب ناسك، آرامي العرق وسرياني اللغة، نشأ في مدينة قورش شمال شرقي انطاكيا (تركيا حالياً) وقد إختار القديس مارون قمّة في ضواحي قورش على علو نحو 800 متر، كان قد أقيم عليها قديماً هيكل وثني لتكريم الشياطين، وكانت هذه المنطقة قد خلت من سكانها، فقصدها مارون في النصف الثاني من القرن الرابع وكرّس هذا المعبد لله وعبادته. كان القديس مارون يقضي ايامه ولياليه في العراء غير آبه بغضب الطبيعة ولكنّه كان متى اشتدّت العواصف يلجأ الى خيمة نصبها بالقرب من ذاك المعبد، مع العلم بأن تلك الخيمة كان قد صنعها القديس من جلود الماعز التي كانت منتشرة بكثافة في تلك الأرجاء. لقد هجر مارون الدنيا ليتنسّك في تلك الجبال، يقضي ايامه بالصوم والصلاة والتقشّف. ولد القديس مارون حوالي سنة 350م وقد أرّخ حياته اسقف قورش المؤرخ الشهير تيودوريطس القورشي، صديق القديس مارون ومعاصره. انصرف مارون إذاً لأعمال الصلاة والتقوى بالإضافة الى الأعمال اليدوية الشاقة لقهر الجسد، لابساً اللباس الخشن. شاعت أخبار هذا القديس فقصدته الجموع من كل حدب وصوب ملتمسة شفاعته…فمنهم من لجأ اليه لمرض جسدي مزمن وآخرون لمرض نفسي، فانصرف الى وعظ تلك الجماهير ومواساتها، ولعلّ القديس مارون هو الوحيد الذي أنعم عليه الرب بنعمة الشفاء وهو لا يزال على قيد الحياة، فكان يشفي امراض الجسد والنفس، كما ينهي الجموع عن المحرّمات زارعاً فيها بذور التقوى والإيمان، حيث أثرّت هذه الأعمال بالآلاف ورسّخت ايمانها وقوّة عزيمتها… هرب القديس مارون من الناس، فلحقته اينما حلّ… اعتزل الشهرة على قمة جبل منفرد فشهرته أعماله وذاع صيته في الأمبراطورية البيزنطية التي كانت تسيطر على الشرق بأكمله، فذكره القديس يوحنا فم الذهب (مؤرخ معاصر لمار مارون) من بكوكوزا في ارمينيا وكان القديس المذكور قد عرف مارون شخصياً. يعتبر الدكتور فؤاد افرام البستاني أن اقرب الأشخاص الى مارون كان الراهب زابينا الذي أولاه القديس الكثير من الإحترام وأوقر شيخوخته واقتدى ببعض طرقه في الزهد والتقشّف، حتى أن بعض المؤرخين اعتبر أن الراهب زابينا قد يكون معلّم مارون، بينما اعتبر البعض الآخر أن زابينا ما هو إلاّ التلميذ المفضل للقديس المذكور، ولكن من الثابت أن هذا الراهب قد وافته المنية قبل مارون، مما دفعه الى الإيحاء للمقربين اليه في رغبته بأن يدفن على مقربة من مرقد زابينا. مات القديس مارون حوالي سنة 410م (ليس هناك من تاريخ مؤكد فمنهم من يعتبر سنة 422م) ولم تنفّذ وصيته، فتنازعت الجموع على جسمانه الطاهر مما أدّى الى نشوب صراعات. مصدر آخر يحفظ لنا ثيودوريطُس الرَّاهب وأُسقف قورش (393-459)، في كتابه تاريخ أصفياء الله، أي تاريخ الرُّهبان الأنطاكيِّين، الَّذي كتبه باللُّغة اليونانيَّة سنة 444، ذاكرة كبار المتوحِّدين والرُّهبان، الَّذين عاشوا في فترة زمنيَّة محدَّدة تمتدُّ من زمن حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير (306-337)، مع يعقوب النَّصيبينيّ († 338)، ولغاية زمن حكم الإمبراطور تيودوسيوس الثَّاني (402-450)؛ يُطلعنا فيه على الحياة الرُّهبانيَّة الأنطاكيَّة في فئاتها الثَّلاث: المتوحِّدون، ومن بينهم القدِّيس مارون “المظفَّر العظيم” (16/4)، الرُّهبان (الحياة الدَّيريَّة)، والعموديُّون مع القدِّيس سمعان العموديّ الكبير († 459)، ضمن المنطقة الأنطاكيَّة في الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة الشَّرقيَّة. يُعتبر كتاب تاريخ أصفياء الله، من بين المؤلَّفات الأخيرة عن تاريخ الرُّهبان في القرون الأولى، وهو من بين الوثائق الأساسيَّة عن الحياة الرُّهبانيَّة، في الأصقاع الأنطاكيَّة من تلك الحقبة. نستند في مقالنا على الترجمة العربيَّة عن الأصل اليوناني للأرشمندريت أدريانوس شكور (ثيودوريطُس، أسقف قورش، تاريخ أصفياء الله، ترجمة أدريانوس شكور، المكتبة البولسيَّة، جونية، 1987). يوجز ثيودوريطُس القورشيّ، في الفصل السَّادس عشر، من كتاب تاريخ أصفياء الله، سيرة مارون النَّاسك، وهي خالية من التَّواريخ الدَّقيقة، والمعطيات الجغرافيَّة الأكيدة، وما كتبه ثيودوريطُس هو المصدر الوحيد الَّذي نستند إليه للتَّعرُّف إلى مارون، الَّتي تتَّخذه الكنيسة المارونيَّة أبًا وحامياً وشفيعاً. بعد قرار الإمبراطور تيودوسيوس الأوَّل (379-395) عام 382، بمنع الوثنيَّة وعباداتها في الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة، والقاضي بتحويل المعابد والهياكل الوثنيَّة إلى مرافق عامّة، أو إلى كنائس، أو العمل على هدمها. يُطلعنا ثيودوريطُس أنَّ “مارون الشَّهير” (21/3)، قصد رابية (مكان مرتفع)، بُنِيَ عليها هيكلٌ وثنيٌّ (16/1)، كان مهجورًا من أي عبادة وثنيَّة، حيث أقام متنسِّكًا منقطعًا إلى الله. حوَّل “مارون الْمُلهَم” (6/3) ذاك الهيكل إلى عبادة الله، وعلى الأرجح هو “هيكل كالوطه”، الواقع في جوار القورشيَّة، ضمن نطاق حدود أبرشيَّة أنطاكيا، من منطقة جبل سمعان، بحسب خلاصة الأبحاث الأثريَّة الَّتي توصّل إليها الآباء الفرنسيسكان: إنياس بينيا، باسكال كستلَّانا، وروموالدو فرنَنْدِس. كرَّس مارون النَّاسك لله سور معبد هيكل كالوطه، وعاش في إطاره، يعود هذا السُّور إلى الفترة السّلوقيَّة، إلى ما قبل الوجود الرُّومانيّ في سوريا، أمَّا زمان الإمبراطور الرُّومانيّ أنطونينو بيو (138-161) عرف باسم “هيكل الآلهة الأقدمين”، ليتوافق مع قرار إعلان “السّلام الرُّومانيّ”. حُوِّلَ الهيكل في القرن الخامس إلى كنيسة، وسعت إلى بنائه المحسنة “مريامني”، الواقع مدفنها على خطوات من الكنيسة. أمَّا في القرن العاشر فتَحَوَّل الموقع إلى قلعة دفاع عسكريَّة، إثر المواجهات ما بين البيزنطيِّين والحمدانيِّين، وعلى أثر ذلك هجر المسيحيُّون المنطقة. بحسب شهادة ثيودوريطُس: “كان حبًّا للحياة تحت قبَّة السَّماء (إبيثروس)، قد اتَّخذ له (مارون) رابية كانت في الماضي كريمة لدى قوم من الكافرين (الوثنيِّين)، حيث كان هيكلًا للشَّياطين. حوَّل ما فيه إلى عبادة الله، ثمَّ ابتنى لنفسه صومعة حقيرة يلجأ إليها في ظروف نادرة” (16/1). على تلك الرَّابية، عاش القدِّيس مارون حياته في أعمال النُّسك، مولعًا بالجمال الإلهيّ، من خلال الصَّوم والصَّلاة والأعمال النُّسكيَّة المتعبة، ولم يكتفِ بممارسة الأتعاب الشَّاقة، بل كان يزيد من التَّقشُّفات والسَّهر، والتَّأمُّل بكمالات الله، “وكان الَّذي يكافىءُ على الأتعاب يغمره بالنِّعمة” (16/1). إختار مار “مارون العظيم” (22/2) النُّسك والتَّوحُّد “في الهواء الطَّلق”، “تحت قبَّة السَّماء”، مفترشًا الأرض وملتحفًا السَّماء. الكلمة في الأصل اليونانيّ “إبيثريوس” = تحت الهواء الطَّلق)، وهذه الكلمة تعني مكانًا قفرًا بدون سقف، مفتوحًا على السَّماء بلا مأوى؛ وممّا تعنيه أيضًا العيش في ظروف صعبه، أو في مكان محدّد، مغلق بحجارة مجمّعة كسياج (سور) بدون سقف، مفتوح على السَّماء، وتكون وضعيَّة المتوحِّد في حالة من الجموديَّة، ما بين الجلوس والوقوف معظم الوقت، مع فتح الأيدي للصَّلاة والتَّضرُّع. وهذا ما عبّر عنه ثيودوريطُس في عرضه لأنواع الحياة النُّسكيَّة بقوله: “هناك الكثير ممّن ذكرت بعضهم قرّروا أن لا يكون لهم مغارة أو كهف أو خيمة أو صومعة، فعرّضوا أجسادهم للأنواء الجوِّيَّة المختلفة، فتارةً هم مسمّرون تحت وطأة الصَّقيع الَّذي لا يطاق، وتارةً هم يلتهبون بأشعَّة الشَّمس” (27/1). في الحديث عن يعقوب القورشيّ، تلميذ القدِّيس مارون، الَّذي استقى منه ثيودوريطُس مصادره حول مارون النَّاسك، يأتي الحديث عنه فيقول أسقف قورش: “إنَّ مارون قد ﭐنزوى في جوار هيكل مهيَّأ في الماضي لخدمة الضَّلال القديم ونصب لذاته خيمة من الجلود المكسوَّة بالوبر، ليلجأ إليها في أوقات الأمطار والثُّلوج” (21/3). جاهد القدِّيس مارون، الجهاد الحسن في حياة بطوليَّة، جذبت الكثيرين إليه من تلاميذ وتلميذات للاقتداء بمثاله، ويدعوهم ثيودوريطُس القورشيّ “غروس الفلسفة” (16/3) الَّتي زرعها مارون، اختار هؤلاء العيش وفق نمطه ونهجه النُّسكيّ الشَّظف والقاسي، نذكر منهم: أوسابيوس القورشيّ (18/1)، يعقوب القورشيّ (21/3) وليمنايوس (22/2)، ويوحنّا وأنطيوخس وأنطونينوس (23/1-2)، ومارانا = مَرَنَا (سيّدتنا)، وكيرا = Κυρία (السَّيِّدة)، ودومنينا= Domine (السَّيِّدة) (29-30)؛ المعنى واحد للأسماء الثَّلاثة، بالسُّريانيَّة، واليونانيَّة، واللَّاتينيَّة. يقول ثيودوريطُس إنَّ مارون النَّاسك “هو نفسه الزَّارع لله في جوار قورش ذلك الفردوس المزهر حتَّى الآن”. منح مار مارون مَنْ تتلمذ عليه التَّعليم المؤدِّي إلى الحكمة، والإرشادات اللَّازمة إلى الفضيلة، ومشجِّعًا مَن كان متكاسلًا، ومروِّضًا مَن كان مايعًا (16/3). كُثرٌ هم النُّسَّاك الَّذين جاهدوا وفق نمط مارون النُّسكيّ بالعيش في العراء؛ يصعب تعدادهم وتدوين حياتهم بالتَّفاصيل، بحسب ما أفادنا ثيودوريطُس (23/2). منح الله مار مارون موهبة الشِّفاء، حتَّى ذاع صيته في كلِّ الأنحاء، فأتى إليه النَّاس من كلِّ حدب وصوب، طلبًا للصَّلاة ونعمة الشِّفاء، فأضحى طبيبًا ماهرًا، شافيًا النَّاس من كلِّ مرض وعلَّة، في النَّفس والجسد، وبذلك يقول ثيودوريطُس: “كان يرى الأوبئة تزول بندى بركته، والشَّياطين يهربون، وكلّ أنواع الأمراض المختلفة تُعالج بدواء واحد، فإنّ الَّذين يتعاطون الطّبّ يُعالجون كلَّ داء بدواء خاصّ، أمَّا صلاة القدّيسين فهي علاج عامّ للأسقام كلِّها” (16/2). “بعد أن تعاطى (مارون) الفلاحة الإلهيَّة بشفائه النُّفوس والأجساد معًا”، وبعد أن جاهد وأتمّ شوطه وحفظ إيمانه، “انتابه مرضٌ بسيط أودى بحياته” (16/4). توفِّي مار مارون حوالى سنة 410، ودُفن على الأرجح، في بازيليك بلدة براد، المعروفة بكنيسة يوليانوس (مهندس معماريّ من القرن الخامس). حصلت مشادَّاة عنيفة لأخذ جثمانه كذخيرة وبركة، وكانت الغلبة للبلدة الكثيرة السُّكَّان، فهذا جرى في الشَّمال السُّوريّ (المنطقة الأنطاكيّة) للحصول على جثامين النُّسَّاك كذخائر. فبراد هي عاصمة جبل سمعان، فيها حامية جند رومانيَّة، وتبعد عن هيكل كالوطه في خط مستقيم 3 كلم، لذا هي متاخمة لها. وفيها كنيسة من أكبر كنائس سوريا آنذاك (من سنة 399- 402)، وقد أضيف إليها معبد – مدفن ما بين العام 407- 427، وذلك يتوافق مع تاريخ موت مارون. كما أنَّ المكان بُنِيَ ليحتوي جثمان راهب مشهور ضمن ناووس حجريّ، من الأرجح أنَّه مارون النَّاسك. بعد وفاة مارون النَّاسك، ووضعه بإكرام في براد، احتُفِلَ هناك بتذكاره في “مهرجان شعبيّ” على ما يصف ثيودوريطس (16/4)، وهذا الاحتفال بإكرام مار مارون يُتابع إلى يومنا في الكنيسة، بالاحتفال بتذكاره وفق كلندار الأعياد المارونيَّة في 9 شباط من كلّ عام، وطقس الكنيسة الملكيّة، أرثوذكس وكاثوليك، يحتفلون بعيده في 14 شباط، ولساننا يردِّد مع ثيودوريطُس القورشيّ: “نحن أيضًا، على الرَّغم من ابتعاده عنَّا، لا نزال ننال بركته، لأنَّنا نحن نحتفظ بذكراه عوضًا عن قبره” (16/4). مار مارون هو قدِّيس الكنيسة الجامعة، خاصَّة الأنطاكيَّة منها، إذ عاش ومات قبل الانشقاق في كنيسة الشَّرق، إثر مجمع خلقيدونيا سنة 451، وهو من بين أوائل القدِّيسين المعترفين في الكنيسة بعد الشُّهداء مع مار سمعان العموديّ، فهؤلاء عاشوا شهادة الدّمّ، أمّا هو وغيره من قوافل الرّهبان والنُّسَّاك فعاشوا الحياة بشهادة إنجيليَّة صافية. لقد دُفِنَ مارون في براد، وبعد موته بفترة وجيزة، بُنِيَ على اسمه ديرٌ كبيرٌ في منطقة أفاميا، كان بداية ونواة كنيسة تحمل اسم “المارونيَّة”. فالقدِّيسون، كما مارون، ليسوا حِكرًا على أحد، فهم يتمتَّعون بالشُّموليَّة، أي ملك البشريَّة بأسرها، وجميع الكنائس تجد في مار مارون أبًا وشفيعًا وحاميًا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأخ دانيال – مجاهد من جبل آثوس | الولادة: – الوفاة: – كان الأخ دانيال واحدا من مجاهدي جبل آثوس، يتابع جهاده النّسكي في كوخ القدّيس يوحنّا الذّهبي الفم في اسقيط القدّيس بندليمون. وقد أكّد لنا هو بنفسه ما سبق أن سمعناه من آباء كثيرين وذلك أنّ له عشرين سنة ونيِّف مطروحاً على سرير الأمراض، يعاني من ألم شديد في الرّأس والوسط، في الكليتين والقلب والرّجلين، ولم يكن من النّادر أن يجتاح الألم جسده كلّه عضواً فعضواً. لجأ إلى أطبّاء كثيرين وأجرى تحاليل عديدة، كما خضع لوفرة من الصّور الشّعاعيّة. غير أنّ النّتيجة كانت أبداً واحدة لا تتغيّر: لم يستطع الأطبّاء تحديد أي مرض عضوي يفسّر تلك الأمراض التي استمرّ يعاني منها، لقد وقف الطبّ والعلم عاجزين أمام أدوائه الغامضة. منذ سنوات قليلة وتحديداً في السّابع والعشرين من شهر تمّوز وخلال سهرانة القدّيس بندليمون، انتصب الأخ دانيال أمام أيقونة القدّيس والدّموع تملأ مقلتيه متضرّعاً: “يا قدّيس الله وشفيع إسقيطنا، إنّك طبيب شهيد وقد أرقت دمك حبّا بالرّبّ يسوع، لذا أسألك أن تصنع محبّة وتتوسّل إلى السّيّد المسيح أن يهبني الصّحّة، لكي وأنا أيضاً إذا ما تمتّعت بالعافية أستطيع أن أمجّد الله وأرتّل خلال السّهرانات.” ما إن انتهى من صلاته حتى أُخذ في إغفاءة بسبب تعبه وألمه الجزيلين. فإذا به يشاهد خلال رؤيا القدّيس بندليمون ساجداً أمام العرش الإلهي يتضرّع إلى الله ليمنّ على الأخ دانيال بالصّحّة. وسمع صوت السّيّد يقول للقدّيس: “يا أخي العظيم في الشّهداء بندليمون، أتراك أوفر رأفة منّي؟ أم أنّك أكثر محبّة للبشر. أعرف تماماً كيف أنّك سفكت دمك لأجل محبّتي. ولكن ألم أرق أنا أيضاً دمي وقتاً ما لأجل خلاص النّفوس؟ إعلم أنّي أرتضي مرّات عديدة أن يمرض الجسد لتخلُص النّفس. بهذه الطّريقة أبغي أن يخلص جمعٌ كبير من النّاس.” عند سماع هذه الكلمات استيقظ الأخ دانيال ممجدّا اسم الله وشاكراً للقدّيس وساطته. وكما أخبرنا هو بنفسه، شعر حينئذ أنّ حملاً ثقيلاً قد أُزيح من فوق منكبيه وتعلّم كيف يحتمل بصبر وشكر وفرح صليب مرضه ووهنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس باتريك | الولادة: – الوفاة: 461 يوم القديس باتريك هو يوم تذكار القديس الراعي في أيرلندا. القديس باتريك هو مبشر وقديس مسيحي ولد في بريطانيا الرومانية وتم أسره وإستعباده في جزيرة أيرلندا حيث بقي فيها ستة سنوات تقريباً قبل أن يفر، ودخل إحدى الكنائس المسيحية وعاد لجزيرة أيرلندا مرة أخرى كمبشر للدين المسيحي في غرب وشمال أيرلندا بالخصوص وفي القرن الثامن الميلادي تم اعتباره القديس الراعي لإيرلندا. يُنسب إليه الفضل في نشر المسيحية في أيرلندا وتاريخ ميلاده ووفاته غير معلوم على وجه التحديد إلا أن بعض المصادر تشير انه عاش بين سنتي 385–461 بعد ميلاد المسيح. تقول الأساطير ان الفضل يرجع لباتريك في إخراج الأفاعي من أيرلندا، كما ينسب إليه تدريس مفهوم الثالوث المسيحي للإيرلنديين بإستخدام نبتة النفل الخضراء (بالإنجليزيّة :shamrock) ذات الوريقات الثلاثة والتي لا تزال الشعار القومي للشعب الإيرلندي. يُعرف اليوم السابع عشر من شهر مارس بيوم القديس باتريك حيث يعتقد طبقاً لموسوعة بريتانيكا يوم وفاة سانت باتريك. وإضافة إلى الكنيسة الكاثوليكية فإن الكنيسة الأرثوذكسية تبجل باتريك خاصًة الأرثوذكس الناطقين باللغة الإنجليزية. يوم القديس باتريك في بوينس آيرس. يعتبر يوم القديس باتريك عطلة رسمية في جمهورية أيرلندا، ويرافق الإحتفال بالإستعراضات والمسيرات المختلفة في أكثر من دولة ويُقام في العديد من المدن أكبرها في دبلن والتي حضر الإستعراض عام 2006 حوالي نصف مليون شخص. و تقام أيضًا الإستعراضات في كل المدن الأيرلندية ولكن المفارقة أن أول استعراض لم يقم في أيرلندا وانما اقيم في مدينة بوسطن الأمريكية سنة 1737 بواسطة الجالية الأيرلندية المقيمة هناك. وتقيم الجاليات الأيرلنديّة الكبيرة في المهجر في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا العديد من المسيرات في جمهورية أيرلندا كان هناك قانون يقضي بأن تغلق الحانات والبارات في ذلك اليوم ولم يتم الغاء هذا القانون الاّ في السبعينيات. في سنة 1996 بدأ اهتمام حكومة أيرلندا بفعاليات يوم السابع عشر من مارس عبر مهرجان سانت باتريك وفي سنة 2006 أصبحت الأنشطة والفعاليات تقام على مدى خمسة أيام ولكن يبقى استعراض يوم 17 مارس هو الحدث الأبرز. مصدر آخر القديس باتريك هو أحد أشهر القديسين في العالم. وُلد في بريطانيا الرومانية، وفي سن الرابعة عشرة تقريبًا، أسره قراصنة أيرلنديون خلال غارة، وأُخذ إلى أيرلندا كعبد ليرعى الأغنام ويهتم بها. في ذلك الوقت، كانت أيرلندا أرضاً للوثنيين والدروئيد (الكهنة الوثنيين)، لكن باتريك لجأ إلى الله، وكتب مذكراته المعروفة باسم “الاعترافات (The Confession)”، حيث قال: “محبة الله وخشيته نمت في داخلي أكثر فأكثر، وكذلك إيماني، حتى أنني في يوم واحد كنت أردد مئة صلاة، وفي الليل نفس العدد تقريباً. كنت أصلي في الغابات وعلى الجبال، حتى قبل الفجر، ولم أكن أشعر بالألم من الثلج أو الجليد أو المطر.” استمرت أَسْر باتريك حتى بلغ العشرين من عمره، عندما هرب بعد أن رأى في حلم أن الله أمره بمغادرة أيرلندا والذهاب إلى الساحل. وهناك، وجد بعض البحارة الذين أعادوه إلى بريطانيا حيث اجتمع مجددًا بعائلته. بعد عودته إلى الوطن بعدة سنوات، رأى باتريك رؤيا وصفها في مذكراته: “رأيت رجلاً قادمًا من أيرلندا، اسمه فيكتوريكوس، وكان يحمل رسائل كثيرة، وأعطاني واحدة منها. عندما قرأتها كان العنوان: ‘صوت الأيرلنديين’. وعندما بدأت القراءة، بدا لي أنني أسمع صوت أولئك الأشخاص القريبين من غابة فوكليت، قرب البحر الغربي، وهم يصرخون: ‘نناشدك أيها الصبي المقدس، أن تأتي وتعيش بيننا.’” دفعت هذه الرؤية باتريك إلى دراسة الكهنوت، وسيم كاهنًا على يد القديس جيرمانوس، أسقف أوكسير، الذي تعلم على يديه لسنوات، ثم رُسِم أسقفًا وأُرسل إلى أيرلندا ليبشر بالإنجيل. وصل باتريك إلى سليْن، أيرلندا، في 25 مارس عام 433. وتقول الأساطير إنه التقى أحد زعماء القبائل الوثنية الذي حاول قتله، لكن الله تدخّل، وتمكّن باتريك من تحويله إلى المسيحية. بدأ باتريك في التبشير بالإنجيل في أيرلندا، فاعتنق العديد من الناس – بل الآلاف – الإيمان المسيحي، وبدأ في بناء الكنائس في جميع أنحاء البلاد. غالبًا ما استخدم نبتة النفل (shamrock) لشرح عقيدة الثالوث الأقدس، ومع الوقت، اعتنقت ممالك بأكملها المسيحية بعد سماع رسالته. بشر القديس باتريك أيرلندا لمدة 40 سنة، وأجرى العديد من المعجزات، وكتب عن محبته لله في مذكراته. وبعد سنوات من الفقر، والسفر، والمعاناة، توفي في 17 مارس عام 461. توفي في بلدة سول، حيث كان قد بنى أول كنيسة في أيرلندا، ويُعتقد أنه دُفن في كاتدرائية داون في داونباتريك. وقد وُضع حجر غرانيت على قبره عام 1990. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة كاتيري تيكاكويثا | الولادة: 1656 الوفاة: 1680 هي أول قديسة هندية في قارة أمريكا الشمالية. ولدت عام ١٦٥٦ في أوسيرنينون (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكانت ابنة زعيم موهاوه وألجونكوين كاثوليكي، وعمدها وعلمها المبشرون الفرنسيون. حرمها مرض الجدري في سن الرابعة من عائلتها، وبقيت هي نفسها مشوهة ومعوقة من عواقب الإصابة. وبعد أن تم تبنيها من قبل رئيس إحدى القبائل المجاورة، عزّزت إيمانها واعتمدت من قبل مبشر في سن العشرين. بعد أن تعرضت للتهميش والتهديد من قبل عائلتها، الذين لم يفهموا تحولها، نجت من اضطهادهم وأسست جماعة من الهنود المسيحيين في كاهناواكي، تعيش في الصلاة والتكفير عن الذنب ورعاية المرضى. ماتت عام ١٦٨٠، متضرعةً إلى يسوع، بعد أن نَذرتَ نذر العفة في العام السابق. تقول التقاليد أن ندوبها اختفت لإفساح المجال لوجه جميل، وأنه عند دفنها، شُفي العديد من المرضى. افتُتح ملف تقديسها في عام ١٨٨٤، وأعلنها البابا بيوس الثاني عشر مكرمة عام ١٩٤٣ واعلنها طوباوية البابا يوحنا بولس الثاني عام ١٩٨٠ . تحتل مكانة خاصةعند الكاثوليك الأمريكيين الأصليين في كندا والولايات المتحدة. تم تحديد عيد كاتيري تيكاكويتا في التقويم الكنسي الكندي في ١٧ نيسان، يوم وفاتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأم تريزا | الولادة: 1910 الوفاة: 1997 سيرة الأم تريزا الأم تريزا هي الراهبة ذات الأصول الألبانية والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979 م. توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر1997 م بعد مرض عضال. اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو ولدت في 26 أغسطس1910 م في قرية سوكجية من عائلة متدينة للغاية مهاجرة إلى يوغسلافيا أصلها من ألبانيا كانت تعمل في الفلاحة، تعلمت في بداية حياتها في مدرسة لليسوعيين في الرهبانية اليسوعية اليوغسلافية. وعندما كانت في سن العاشرة توفى أبوها فإزدادت تعلقا بالإيمان. في نوفمبر1928 م أرسلت إلى دبلن في إيرلندا للدراسة والتأهيل الديني وفي عام 1929 م أرسلت للبنغال لتعمل في دير لوريتو. في عام 1931 م دخلت آغنيس في سلك الرهبنة اتخذت اسم الأخت تريزا لها، وفي عام 1937 م نذرت نفسها وأصبحت الأم تريزا. في عام 1948 م اهتمت الأم تريزا بالعناية بالأطفال المهملين وعلى أثر ذلك خلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق على كمية الذي عرفت به فيما بعد حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يعنى بالعناية الطبية والتمريض، وكذلك لم ترض توجهاتها مسئولي الدير فاعتمدت على نفسها في البداية، ثم جاءتها المعونة من متبرعات أخريات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950 م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة. في عام 1957 م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963 م خاصة بالرهبان، وهي في الخامسة والسبعين من العمر ذهبت للحبشة لمساعدة المنكوبين هناك وأغاثتهم من الجوع والتشرد. إلا أن عمل الأم تيرزا العظيم لم يخلو من أن يجابه بانتقادات عديدة منها أن فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب، وأيضا أن الأساليب المتبعة في العناية الطبية لم تراع المعايير الطبية مثل استخدام الحقن عدة مرات وبدون تعقيم، كما أن عدد الذين تمت العناية بهم قد تم التشكيك به كثيرا. وكان رد الأم تيريزا على بعض تلك الانتقادات هو أن النجاح ليس المقياس بل الصدق والأمانة والإخلاص في العمل هي المقياس. لم تهتم الأم تريزا بالمال يوماً ما فقد عرفت برفضها للمال والتبرعات المالية حيث كانت تصر على المساعدة والمشاركة الشخصية. وفي سنة 2016 قام البابا فرنسيس برفع الأم تيريزا إلى مرتبة القديسين في احتفال أقيم بالفاتيكان تقديراً لمساعداتها الإنسانية وتضحياتها. وكانت مهمة الرهبنة، كما حدّدتها الأم تريزا لدى تلقيها جائزة نوبل للسلام عام 1979(العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم أو محرومون من العناية والمحبة. أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئا عليهم فيتجنبونهم). وفى عام 1965 م منحها البابا بولس الثاني الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروبا ونزاعات. فعملت في أثيوبيا المهددة بالجوع إلى جيتوات السود المقفلة في جنوب أفريقيا، إلى ألبانيا مسقط رأسها بعد سقوط الشيوعية، ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات. ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون أن تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس شربل | الولادة: 1828 الوفاة: 1898 سيرة حياة القديس شربل ومراحل تقديسه ولادة القدّيس شربل ولد يوسف أنطون مخلوف في ٨ أيّار سنة ١٨٢٨ في بقاعكفرا (لبنان الشمالي) من والدَين مارونيَّين هما أنطون زعرور مخلوف وبريجيتا الشدياق. له شقيقان، حنّا وبشاره، وشقيقتان كَون وورده. تربّى يوسف تربية مسيحيّة جعلته مولعاً بالصّلاة منذ طفولته. مال إلى الحياة الرهبانيّة والنسكيّة، مقتدياً بخالَيه الحبيسَين في صومعة دير مار أنطونيوس قزحيّا، حيث تسلّم منهما مشعل بطولة الفضائل. توفّي والده في ٨ آب ١٨٣١في غِرفِين، وهي قرية قرب عمشيت، أثناء عودته إلى منْزله، بعد أن كان يعمل بالسخرة لدى الجيش التركيّ، فربّته والدتُهُ يتيماً. ثمَّ تزوّجَت بلحّود إبراهيم الّذي أصبح كاهناً للرعيّة، مُتَّخِذاً إسم عبد الأحد. درس يوسف أصول اللّغتَين العربيّة والسريانيّة في مدرسة القرية. كان تقيّاً جدّاً، إلى حدّ أنّ أبناء قريته كانوا يدعونه “القدّيس” كان يوميّاً يقود قطيعه الصغير إلى المرعى، ثمّ يتوجّه إلى مغارةٍ حيث يركع أمام صورة العذراء مريم ويصلّي. وهكذا أصبحت المغارة مَصلاه ومحبسته الأولى التي أصبحت بعدئذٍ مزاراً للصلاة ومحجّاً للمؤمنين. دخوله إلى الرهبانية اللبنانيّة المارونيّة صباح أحد أيّام سنة ١٨٥۱، غادر يوسف أهلَه وقريتَه وتوجّه إلى دير سيّدة ميفوق بقصد الترهّب، حيث أمضى سنته الأولى من فترة الابتداء، ثمّ إلى دير مار مارون – عنّايا، حيث انخرط في سلك الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، متّخذًا اسم شربل، أحد شهداء الكنيسة الأنطاكيّة من القرن الثّاني. وفي أوّل تشرين الثّاني سنة ۱٨٥٣، أبرز نذوره الرهبانيّة في الدير نفسه وكان مطّلعاً إطّلاعاً دقيقاً على موجبات هذه النذور: الطاعة، العفّة والفقر. أكمل دروسه اللاّهوتيّة في دير مار قبريانوس ويوستينا، كفيفان البترون، على يد معلّمه القدّيس نعمة الله كسّاب الحرديني، الذي كان قدوةَ الرهبان وصورةً حيّةً عن كبار الرهبان القدّيسين في حياته الخاصّة والعامّة. في ٢٣ تمّوز سنة ١٨٥٩سيمَ الأخ شربل مخلوف كاهناً في بكركي، بوضع يد المثلّث الرحمة المطران يوسف المريض النائب البطريركي الماروني. حياته في دير مار مارون – عنّايا وفي محبسة مار بطرس بولس عاش الأب شربل في دير مار مارون – عنّايا مدّة ستّ عشرة سنة، كان فيها مُطيعاً لرؤسائه، حافظاً قانونه الرهبانيّ بدقّة، كما أنّه كان قاسياً على نفسه بالتقشّف والإماتات. وقد تجرّد عن كلّ شيء عالميّ في الحياة الدنيا، لينصرف إلى خدمة ربّه وخلاص نفسه. في مطلع العام ١٨٧٥، ألهم اللهُ الأبَ شربل بالاستحباس في محبسة مار بطرس وبولس التابعة لدير مار مارون – عنّايا، رغم عدم سماح الرؤساء بسهولة، عادةً، بالاعتزال في المحبسة. وبينما كان الأب الرئيس متردّداً، أتَتْه علامةٌ من السماء تَمَثَّلَت بآية السراج. فذات ليلةٍ، طلب الأب شربل من الخادم أن يملأ له السراج زيتاً، فملأه ماءً بدلاً من الزيت. وكان أنّ السراج أضاء بشكل عاديّ. هذه الآية افتتحت سفر العجائب الشربليّة، وقرّبت يوم صعود الحبيس إلى منسكه المشتهى. وفي ١٥شباط سنة ١٨٧٥، إنتقل الأب شربل نهائيّاً إلى المحبسة، حيث كان مثال القدّيس والنّاسك، يمضي وقته في الصمت والصّلاة والعبادة والشغل اليدويّ في الحقل، وما كان يغادر المحبسة، إلاّ بأمرٍ من رئيسه وقد نهج فيها منهج الآباء الحبساء القدّيسين، راكعاً على طبقٍ من قصب أمام القربان، يناجيه ويسكر فيه طوال اللّيالي. أمضى في المحبسة ثلاثَةً وعشرين عاماً، منصرفاً إلى خدمة ربّه، متمّماً قانون الحبساء بدقّة ووعي كامل. أثناء احتفاله بالذبيحة الإلهيّة في ١٦كانون الأوّل سنة ١٨٩٨ أصيب بداء الفالج، ودخل في نزاع استمرّ ثمانية أيّام، قاسى خلالها آلام الاحتضار هادئاً، ساكناً على الرغم من الأوجاع المبرّحة. في نزاعه لم يبرح الأب شربل يردّد الصلاة التي لم يستطع أن يكملها في القدّاس: “يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك!…” وكذلك إسم يسوع ومريم ومار يوسف، وبطرس وبولس شفيعَي المحبسة. طارت روح شربل، حرّة، طليقة عائدة إلى ديار الآب، كعودة قطرة الندى إلى الخضمّ الأوسع، في ٢٤كانون الأوّل ١٨٩٨عشيّة عيد الميلاد. ودفن في مدافن دير مار مارون – عنّايا. النور العجيب الّذي سطع من قبره بعد وفاته، تصاعدت من القبر أنوار روحانيّة كانت سبباً بنقل جثمانه الذي كان يرشح عرقاً ودماً إلى تابوت خاصّ، بعد إذن البطريركيّة المارونيّة، ووُضِع في قبرٍ جديد، داخل الدير. عند ذلك، بدأت جموع الحجّاج تتقاطر لتلتمس شفاعته، وكان الله يُنْعم على الكثيرين بالشفاء والنعم الرّوحية. في العام ۱۹٢٥، رُفِعَت دعوى تطويبه وإعلان قداسته إلى البابا بيّوس الحادي عشر، على يد الأباتي اغناطيوس داغر التنّوري، ووكيله العامّ الأب مرتينوس طربَيه، حيث قُبِلَت دعواه مع الأب نعمة الله كسّاب الحرديني والأخت رفقا الريّس سنة ١٩٢٧وفي العام ۱٩٥۰ فُتِحَ قبرُ الأب شربل، بحضور اللّجنة الرّسميّة مع الأطبّاء، فتحقّقوا من سلامة الجثمان، وكتبوا تقريراً طبّيّاً ووضعوه في عُلبةٍ داخل التابوت. فتزايدت حوادث الشّفاءات المختلفة بصورة مفاجئة ومذهلة. وتقاطرت عشرات الآلاف من الحجّاج على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم إلى دير عنّايا يلتمسون شفاعة القدّيس. إنتشار فضائل ومعجزات القدّيس شربل في كافّة أنحاء العالم تخطّت معجزات مار شربل حدود لبنان، وما مجموعة الرسائل والتقارير المحفوظة في سجلاّت دير مار مارون – عنّايا إلاّ دليل واضح على انتشار قداسته في العالم كلّه. ولقد أحدثت هذه الظاهرة الفريدة عودةً إلى الأخلاق الكريمة ورجوعاً إلى الإيمان وإحياءً للفضائل في النّفوس، وأصبح ضريح مار شربل القطبَ الذي يجذب الناس إليه على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم، وقد تساوى الجميع أمامه بالخشوع والابتهال، من دون تفريق في الدين أو المذهب أو الطائفة. فكلّهم عنده أبناءَ الله يُدعَون. أمّا الأشفية المسجّلَة في سجلاّت دير مار مارون – عنّايا التي اجترحها الربّ بشفاعة القدّيس شربل، فهي تتعدّى عشرات الآلاف، ما عدا الأشفية المنتشرة في كلّ العالم ومع كلّ الألوان والأديان والطوائف، وهي غير مسجلّة في سجلاّت الدير. عشرة بالمئة من الأشفية تمّت مع غير المعمَّدين، وقد تمّ كلّ شفاء بطريقة خاصّة، إمّا بالصلاة وطلب الشفاعة، إمّا بالزيت والبخور، إمّا بورق سنديانات المحبسة، إمّا من التراب المأخوذ عن قبره، إمّا بزيارة ضريحه ولمس باب قبره، وإمّا بواسطة صورته وتمثاله. بعض هذه الشفاءات كان على الصعيد الجسديّ، لكنّ أهمّها هو شفاء الروح. فكم من تائب عاد إلى ربّه بشفاعة مار شربل، وذلك عند دخوله عتبة دير مار مارون عنّايا أو محبسة مار بطرس وبولس. تطويبه وتقديسه في العام ۱۹٥٤، وقّع البابا بيوس الثّاني عشر قرار قبول دعوى تطويب الحبيس شربل مخلوف. وفي ٥ كانون الأوّل سنة ۱۹٦٥، رأَسَ البابا بولس السادس حفلة تطويب الأب شربل في اختتام المجمع الفاتيكاني الثّاني. وفي العام ۱٩٧٥ وقّع البابا بولس السادس قرار قبول الأعجوبة لإعلان الطّوباوي شربل قدّيساً، وهذا ما تمّ في احتفال عالميّ بتاريخ ۹ تشرين الأوّل سنة ۱٩٧٧. ومن بين العجائب العديدة المنسوبة إلى شفاعة رجل الله، انتقت الكنيسة أعجوبتَين لإعلان تطويبه وثالثة لإعلان قداسته: شفاء الأخت ماري آبِل قَمَري من راهبات القلبَين الأقدَسَين. شفاء اسكندر نعّوم عبيد من بعبدات. شفاء مريم عوّاد من حمّانا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أفرام الملفان السرياني | الولادة: – الوفاة: 373 م مار أفرام السرياني إمام اللغة غيرَ مدافع وشاعر السريان المُفلق غير منازع، وصفوة الشعراء المطبوعين أصحاب الإبداع المفتنين في الشعر، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، والكاتب الجيد السبك الحسن الصياغة، أوتي لساناً فصيحاً وبياناً ساحراً وسلك طريقاً لم يكد يُسلك، أحسن فيه متميزاً بغزارة مادته وخصب مخيّلته وفيض قريحته وسعة تصرفه، في طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه فكان الفائز المُعلى وقدحه الأعلى. والغرر والروائع لا تكاد تعدّ في قصائده وأناشيده التي سبق بها وأبدع فيها وحلّق إلى اسمى الذُّرى. ضمن أشعاره من الأفكار السامية والمعاني النبيلة، ما يحمل به قراءة على الإرتقاء إلى أجواء الصلاح والإستمساك بأهداب الخشوع والعبادة. ذلك أنه كان آية في صدق الشعور والتحمس للدين، وفوق ذلك من علّية الورعين القديسين وقد تمكن حب الله في قلبه حتى بلغ منه كل مبلغ. فنُعت بنبي السريان وشمسهم وكنارة الروح الإلهي وصاحب الحِكم، وأقرّت له النصرانية بالإمامة وهوفي قيد الحياة فتناشدت شعره، واقبلت على تسبيح العزة الإلهية بنشائده العذبة الشجية. طلع كوكب وجوده في فجر المئة الرابعة في نصيبيبن، من أسرة مسيحية خلافاً لرواية بعض القصص أنه ولد وثنياً ثم اهتدى في زهرة عمره إلى النصرانية. ونشأ خير منشأ ديناً وأدباً فكان على خُلق كريم. وصرم حبل الدنيا في روَق شبابه ولزم مار يعقوب أسقف نصيبين الذائع صيته طهراً وقدساً، فأفاد منه ورعاً وأدباً وعلماً، ورشف من سلافه الأدب السرياني ما جعله فرد زمانه إذ صادف منه قريحة وقّادة وولعاً بالعلم شديداً. وترهب ورُسم شماساً وعلم في مدرسة نصيبين التي أنشأها أستاذه سنين طوالاً مدة ثمان وثلاثين. وخدم خلفاءه الأساقفة بابويه وولغش وابرهيم ونظم ثم طرفاً من أناشيده المعروفة بالنصيبينية وعلا صيته. سنة 359 إلى أن جلا عن وطنه لاستيلاء الفرس عليه 363 فخرج في اشراف أهله إلى آمد ثم صار إلى الرها فحل بجبلها المقدس نازلاً من نساكه أجمل منزلة. ووسع مدرستها وحسن أثره فيها فبعُد صوتها بفضله وفتح فيها كنوز علمه. فشرح كتاب الله أي أسفار العهدين، وجادت قريحته بجياد القصائد وغُرر النشائد بل نفائس القلائد، التي طوق بها جيد السريان طابعاً إياها بوسمه وطابعه فكانت آية البلاغة، وتخرج به خلق كثير أخذوا عنه. وكان قدَّس الله ثراه زاهداً متنسكاً له وقار وحلم وسكينة وأصالة، وسجايا جميلة وشيم رضية. ممتازاً في فضائل العفاف والتواضع والرحمة، معتصماً بدينه اشد اعتصام مغالياً في حب الكنسية والإيمان القويم، ناراً ملتهبة تحرق زؤان الهراطقة المضللين، استاذاً حاذقاً وجندياً أميناً على حراسة معقل الأرثدكسية وصفوة القول أن الفضائل بعقدها وسِمطها كانت مجموعة له. وفي 9 حزيران سنة 373 سار إلى جوار ربه وقد ناهز السبعين وبني فوف ضريحه دير بجوار الرها عُرف بالدير السفلي، وتُعيد له البيعة في السبت الأول من الصوم الكبير. تصانيفه وصل إلينا من تصانيفه المنثورة شرح سفر التكوين وجزء من سفر الخروج وشذرات من بقية الاسفار متفرقة في مجموعة الراهب سويريوس (سنة 861 +) وكان اعتماده فيها على النقل البسيط. وترجمة أرمنية من تفسيره للإنجيل المعروف بالدياطسّرون، وتفسير الرسائل البولسية ما خلا بعض آيات يسيرة تجدها في تفسير يشوع داد المروزي للإنجيل. وبعض خطب تتضمن شروحاً لفصول من الكتاب الكريم، وقرأنا له فصولاً مختارة من كتاب وسم بكتاب الآراء نوّه به بعض الأئمة وخطابين نقضاً للهراطقة أنفذهما إلى هيباتيوس ودومنس، ومقالين في محبة العلي ورسالة إلى الرهبان ساكني الجبال وأدعية وأّلف قصصاً للرسل بقيت منها قصة بطرس الرسول نشرناها. ولكن أبرز مصنفاته التي رفعت له اسماً بلغ السُهى، هي ميامره أي قصائده المنظومة على البحر السباعي المنسوب إليه، ومداريشه اعني أناشيده وكلها تدور حول مواضيع دينية، كلاهوت السيد المسيح وناسوته وخوارقه وتعاليمه وأوامره ونواهيه، وبيعته ورسله والشهداء وتفسير بعض فصول الكتاب الإلهي وآياته، والحث على الصلاة والصيام والصدقة والعبادة والورع وصنوف الفضائل. ومنها يتعلق بالرهبان وشكر الله على المائدة والبعث والصلاة على الموتى واحتباس الغيوث وغير ذلك. وحبّر أناشيده في وصف البتولية وأسرار البيعة وميلاد الرب، وابدعها نشيد على الأبجدية يسترق الأفهام ويملك القلوب رقة وعذوبة، ويسحر العقول لما انطوى عليه من حقائق لاهوتية سامية وفي عيد الدنح (الظهور الإلهي) والفصح والقيامة، ودعوة الرسل إلى النصرانية وصفة البيعة الجامعة والإيمان والعذراء والقديسين، وتقريظ بعض افاضل الأساقفة والنساك المعاصرين له كابراهيم القيدوني ويوليان الشيخ، والتوبة وتزييف برديصان والهراطقة ويوليان الجاحد. ولا نعرف عدد قصائده التي ضاع جانب منها، وذكر له ابن العبري في كتاب الهدايات مئتين وأربع عشرة مشتركاً مع مار اسحق، ولكن هذا العدد لا يشمل الأنخبة من ميامره فرضت قرائتها على خدمة الدين. والمعروف منها 15 قصيدة في الدنح و1 في السعانين و15 في الفطير و5 في آلام ربنا و2 في القيامة وتناول الأسرار في أحد القيامة و1 في أحد الجديد وقصيدة أولها: عظيمة هي قوة المسيح، و2 في حبل العذراء الطاهرة ومار اندراوس الرسول وتبشير بلاد الكلّخ أوالقلتيين و3 في أيوب و2 في مار سرجيس ومار باخوس ومار ديميط و20 في الشهداء، و5 في وفاة الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان الكاملين والأطفال وكل احد و7 في تركيب الإنسان والخلوة للعبادة والغربة والأخرة والنهاية والتواضع ومحبة اللفضة و 11 في التعازي والآخرة و7 في الطلبات، وغيرها في الحِكم والنصائح والإيمان والعلم والتوبة. و1 في قول أشعيا النبي: فليزل المنافق لئلا يعاين مجد الله، و10 في الشكر على المائدة، و4 في يوليان الجاحد و20 في مواضيع شتى. ونشر له السيد رحماني جزئين حوى أولهما 31 ميمراً وشذرات من ميامر أخرى، في الشكر على المائدة وسقوط نيقوميدية ونقاوة القلب والندامة، وفي أن الله ليس هوعلة للآفات، وعناية الله بنا، والسهر والتوبة والظلم والنساك وأيوب الصديق ومجاهدة الشيطان، ونقض برديصان وحصار نصيبين والتوبيخ وكيفية أغراء ابليس للناس على ركوب المعاصي. واشتمل الجزء الثاني على عدة ميامر انشدها في احتباس الأمطار. وله قصيدة خماسية نفيسة يخاطب فيها ذاته أولها: كم من مرة جُعت، وصية مشهورة منظومة وإنما حشيت بزيادات ليست من الأصل بشيء ودعاء منظوم. ودونك المعروف من أناشيده: 87 في الإيمان ورداً على المرتابين، و85 في الجنائز، و76 تحريض على التوبة، و15 في الفردوس الأرضي، و51 في البتولية وفي أسرار ربنا، ومن أحفلها بالفوائد 77 نشيداً تعرف بالنصيبية نظمها بين سنة 350 – 370 بقي منها 70 نشرها بيكل، صاغ عشرين منها في نصيبين مضمناّ إياها ما قاسته هذه المدينة في الحصار سنة 350 وفي اثناء حرب الفرس عام 359 – 363 وقرظ في بعض منها اساقفتها المذكورين آنفاً، وحبك البواقي في الرها، خمسة منها في احداث كنيستها وأربعة في عبادة الاوثان بمدينة حران وفي اسقفها بيطس وخص بعضاّ منها بمدينة هنزيط، والأخيرة بآلام ربنا وقيامته بالبعث والنشور، ومنها أيضاً 15 في ميلاد ربنا، و15 في الظهور الإلهي، و15 في الفطير و52 في البيعة، و56 في نقض الأضاليل و17 في ابراهيم القيدوني، و24 في يوليان الشيخ، و20 في الشهداء، و15 في الوعظ، و18 في مواضيع شتى. وورد في أقدم كتب الألحان أن مراقي أوسلالم المداريش التي حبكها مار أفرام هي خمسمائة، غير أن أوسعها ما اشتملت إلاّ على 156 وأكثرها لا يزيد على 45 وقد اختلطت بما صُب على قوالبها ومعانيها – ودبّج هذا الملفان أيضاً جانباً من الأناشيد المعروفة بالقالات السهرية والعنيانات بل نُسب إليه تخشفتات وقائسمات على ما تقدم آنفاً واستشهد فيلكسينس المنبجي بكتابين له اسماها فنقيث نقض اليهود والأضاليل وذكره صاحب تاريخ سعرت وفنقيث الشهداء النصيبين وهو مجموعة من مداريشه كفناقيث الإيمان والبيعة والفطير والنصيبيين التي استشهد بها انطون التكريتي ومما صنع عليه كتاب منحول موسوم ” بغار الكنوز ” وهوقصة آدم وحواء بعد أن طُردا من الجنة وتسلسل القبائل الإسرائيلية، من وضع القرن السادس. ونُسب إليه قصيدة من أجود الأشعار في يوسف ابن يعقوب ذات اثني عشر لحناً، وهي في رأي ابن شوشان أما من نسج اسحق أومما حبكه بالاي أسقف بالش، وليست من نظم بعض أساتذة مدرسة الرها في زعم بعضهم. وتجد في المجلدات الثلاثة التي نشرها له الراهب بطرس مبارك والسيد اسطيفان عواد منقولة إلى اللاتينية سنة 1737 – 1743 وحوت من الميامر زهاء ثلثمائة، كثيراً مما وضع عليه، وهو من صوغ بعض تلاميذه أو نظم اسحق أو السروجي أو نرسي أوغيرهم. ونشر له أيضاً توما لامي في مالين، أربعة مجلدات من الميامر والأناشيد سنة 1882 – 1902 وطُبع بعض منها في اكسفرد ولبسيك، والعلماء المعاصرون يتوقون إلى طبعة أضبط وأجود المصنفات هذا العلاّمة. ووصل إلينا بالعربية احدى وخمسون مقالة نقلت من اليونانية إليها نقلاً فيه الجيد وفيه الملحون حوالي القرن الحادي عشر وأصلها السرياني مفقود. ذلك أن تفسير الكتاب العزيز وغيره من تأليف هذا القديس نقلت في حياته أوفي العشر الأول بعد وفاته إلى اليونانية فطالعها غريغوريوس النوسي الذي قرظه بخطبة نفيسة، وبعضها إلى الأرمنية فالقبطية فالحبشية ثم اللاتينية. ذهب بعض النقاد المعاصرين أن مار أفرام كان كاتباً في الأخلاق وواعظاً أكثر منه لاهوتياً – وهذا صحيح – وذلك لقلة مؤونة البحث العقائدي في ميامره ونشائده حتى التي زيّف فيها الهراطقة، وإنما على أجنحة قداسته طار لها صيت كان لذيوعها كافلاً. قالوا ويبهرك منه توقد ذهنه وما حفلت به أشعاره من الإستعارات والصور الجريئة البارعة والرسوم الرائعة والرموز، وأدوار المخيلة التي تفنن فيها شأن سائر الشعراء الشرقيين – وهوأسلوب لا عهد لليونان واللاتين به – ولكن حظها من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة يسير اهـم. وقال أخر وهو أكثر إنصافاً ما معناه: “أنه ألّف ما ألّف للشعب والرهبان فلم يتعمق في النظريات اللاهوتية، غير أنه ألقى في عظاته الأدبية من شُعلة الحمية ونار الحماسة ما بلغ بها كنه القلوب، وكل ما دبجه حتى الذي بلغ فيه منتهى الإسهاب، كان في نظر قرائه الأقربين عنوان البيان وآية البراعة، وهل كان الكاتب إلا ابن بيئته ؟” أما القول بقلة حظه من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة فهو اعتساف وشطط، ويجرحه إجماع ذوي الأذواق السليمة على دفعه، وأما الإسهاب في المقال فهو طريقة قلما تعداها، قدماء الكتّاب السريانيين وغيرهم، ولا شك أنه ينافي ذوقنا العصري. وأصح ما يقال فيه ان إدراك بعض أناشيده يستدعي كدّ الذهن وجهد الفكر، وقد استوضح يوحنا الأثاربي 735 + العلاّمة يعقوب الرهاوي عن بعض معانيها، وحبذا لو كان بعض حذاق العلماء القريبين من زمانه عمدوا إلى التعليق عليها وكشف مُبهمها. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس يوحنّا الخوزيبي | الولادة: – الوفاة: 1960 سيرته روماني الأصل. لم يُذكر شيء عن مكان أو تاريخ مولده. جلّ ما نعرف أنّه أُعطي اسم إيليّا في المعموديّة. تيتّم باكراً. ربّته جدّته وساهمت في تأمين متابعة علومه. بعد وفاة جدّته، احتضنه عمّه الذي كان أباً لعائلة كبيرة. في وسط هذه العائلة عاش يوحنّا. عانى من البؤس والمعاملة السيّئة مما جعله يبدو حزيناً ووحيداً. كانت زيارة مدافن الأموات في عيد الفصح المجيد عادة قديمة درج عليها العديدون من أقارب إيليّا. فذهب هو بدوره ليزور قبر جدّته التي لم يكن قد مضى على وفاتها وقت طويل. وبينما كان يبكي فراقها سمع فجأة صوتاً مصحوباً برنين أجراس يقول له: ” لا تبكِ. أنا معك، المسيح قام “. نهض الصّبيّ خائفاً، مفتّشاً عن مصدر الصّوت، فرأى المسيح القائم يبتسم له وهو خارج من هيكل الكنيسة. أتمّ القدّيس يوحنّا علومه الثّانويّة، وما عليه الآن إلاّ أن يختار المهنة التي تناسبه. وفيما كان يصلّي ذات يوم سمع صوتاً يهمس له: ” إلى الدّير، إلى الدّير “. وهكذا ما أن أنهى خدمته العسكريّة سنة 1936 حتّى لبّى الدّعوة ودخل دير نيامتس Neants الشّهير (وهو دير روماني يقع في منطقة مولدافيا. عاش فيه لفترة من الزمن القدّيس الروسي باييسي فيلتشوفسكي مؤسس الحياة الرّهبانية في روسيا.) وكان حينها في سنّ العشرين من عمره. خدم في الدّير كمساعد للأخ المسؤول عن الصّيدليّة وبعدها عمل كأمين للمكتبة ثم سيم بعد ذلك مبتدئاً لابساً الجبّة. ضاعف يوحنّا أصوامه وصلواته وذهب ببركة الرّئيس حاجّاً إلى الأراضي المقدّسة برفقة راهبين آخرين، وأقام في دير القدّيس سابا حيث كان يعيش رهبان يونانيّون ورومانيّون معاً. أتقن هناك اللغة اليونانيّة واستطاع أن يترجم عدّة كتب روحيّة من اليونانيّة إلى اللغة الرّومانيّة خاصة كتابات القدّيس نيقوديموس الآثوسي (وهو قدّيس نسك في الجبل المقدس في القرن التاسع عشر.) حظي باحترام كلّ الآباء لصمته واندفاعه في تطبيق الحياة النّسكيّة وخاصّة الصّلاة القلبيّة. في تلك الآونة تعرضت المنطقة لبعض الاضطّرابات السّياسيّة وخاصّة عندما كان يشنّ العرب بعض الهجمات على الإنكليز المحتلّين، فكان الدّير عندئذ يتحوّل إلى مستشفى لإسعاف الجرحى مقدّماً لهم الاسعافات اللازمة. فصرف يوحنّا بدوره وقته وذاته في سبيل الاعتناء بالمصابين حتّى وقع هو نفسه أسير مرض الديزنطاريا بسبب قلّة المياه وفقدان الوسائل اللازمة والضّروريّة للعيش السّليم. في بداية الحرب العالميّة الثّانية، وبما أنّ رومانيا كانت حليفةً للألمان ومعادية للإنكليز، فقد اعتقل هؤلاء الأخيرون الرّهبان الرّومانيّين، وكان يوحنّا من بين الأسرى، فاختير كمترجم للإنكليز آنذاك. أخيراً أُطلق سراحه وعاد إلى سابق أعماله في الدّير. ثم ما لبث أن توشّح بالإسكيم الكبير (اللباس الذي يحصل عليه الراهب إشارة إلى نّذوره عندما يُعلنها) وعُيّن رئيس على دير روماني في وادي الأردن. أدّى يوحنّا واجبه على أكمل وجه وبكلّ دراية وحكمة وتواضع (1947-1953). كان يمضي يومه بالعمل اليدوي وتدبير شؤون الإخوة، وأمّا لياليه فكان يلجأ إلى الصّحراء بعيداً مصليّاً. كان الشّوق إلى حياة الهدوء والنّسك يلهب قلبه وعقله إلى أن شعر ذات يوم بأنّ الوقت قد حان لكي يتنحّى عن رئاسة الدّير ويحيا حياة التّوحّد والعزلة. فأخبر تلاميذه بمنية قلبه، وأشعل فيهم الحميّة من أجل مواجهة الحروب الرّوحيّة محبّةً بالسّيّد. وفي عام 1953 انكفأ كليّاً في الصّحراء القريبة من دير خوزيبا (دير لوالدة الإله) وأقام في مغارة ترتفع 50 متراً فوق واد جبلي. واظب خلال سبع سنوات متوالية على الصّلاة المستمرّة وقراءة كتب الآباء وتأليف الأناشيد الرّوحيّة. تحمّل بجلادة حرارة المناخ وبرودته وكلّ أنواع التّقشّفات وهجوم الشّياطين واعتداء العرب عليه الذين حاولوا صرفه عن المكان. كان يقصد الدّير في الأعياد الكبيرة فقط. لم يكن يستقبل في مغارته سوى تلميذه إيوانيكيوس، تلك المغارة التي كان يتعذّر الوصول إليها خاصّة بعد نزع السّلّم عنها. وبعد أن عاين القدّيس رؤيا إلهيّة تنبؤه بقرب أجله أسلم الرّوح بين يدي خالقه وهو يبارك الجهات الأربع وكان ذلك في 5 آب من عام 1960. أثناء خدمة الدّفن، اجتاحت المغارة فجأة أسراب كبيرة من الطّيور الكاسرة، وحطّت على جسد القدّيس لكي تشارك الرّهبان بأصواتها أثناء ترتيل خدمة الجنّاز. بعد عشرين سنة من رقاده، أبصر تلميذه إيوانيكيوس في حلمه القدّيس يوحنّا يأمره بإخراج جسده المدفون من الموضع الذي فيه، إلاّ أنّ رئيس الدّير آنذاك أجّل طلبه لأنّ الظّروف لم تكن مؤاتية. زار بعد فترة المغارةَ بعض من أبنائه الرّوحيّين لنيل بركة القدّيس. ويا للعجب!! فما أن فتح التّلميذ القبر، حتى اكتشف بأن جسد القدّيس لم يبلَ وكانت تفوح منه رائحة عطرة. نُقلت الرّفات بعدها باحتراز إلى دير خوزيبا حيث أصبح مصدر بركة وشفاء للكثيرين من الحجّاج الذين كانوا يؤمّون الدّير. فبشفاعاته أيّها الرّبّ يسوع المسيح ارحمنا وخلّصنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا المعمدان | الولادة: – الوفاة: – ولم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ” مت 11:11 ….هذه ليست مجرد مقارنة عادية ولكن من العجب أن يفوز المعمدان بالمركز الأول إذ هو أفضل من نبي، فإن الله لم يشرف واحداً من الأنبياء السابقين بشرف الخدمة التي أعطيها المعمدان !! …كانت حياته قصيرة وكانت خدمته أقصر، فهو لم يتخط الثانية والثلاثين من عمره، ومع ذلك كان المشعل الذي أضاء الليل البهيم قبل بزوغ الفجر، .. كان الشهاب الذي لمع في السماء قبل طلوع كوكب الصبح المنير، وقد طلب من الناس ألا يلتفتوا إليه، بل بالأحرى أن يلتفتوا إلى الأعظم، إذ ينبغي أن ذلك يزيد وأنه هو ينقص. وكان منسياً متلاشياً بحضرة المسيح فهو (النبي المهمل) كما قيل عنه. يوحنا وحياته: ولد يوحنا المعمدان من أبوين متدينين فامتاز بيتهما بالصلاة والصوم وربياه على الحق الإلهي، فمبارك الحياة الزوجية الممتلئة بدفء الحنان والحب والرقة، اثنين سارا من مطلع الحياة حتى الشيخوخة كأجمل ما تكون العلاقة بين الزوجين دون تأفف أو تذمر أو شكوى فهما زوجين بارين مواظبين على الصلاة فرزقهما الله في شيخوختهما ولداً. فالأب كاهن والأم تقية فهو مؤهل إذن ليكون كاهناً، لكن الله اختاره ليكون النبي الذي يعد لمجيء المسيح. عاش المعمدان في عزلة وزهد فأهلته العزلة لحياة البساطة الكاملة التي لم تر في الثياب سوى سترة من عري، وهو ليس في حاجة سوى لثوب من شعر الإبل، ومنطقة من الجلد يشد بها حقوية، فإذا جاع فإن الجبال تمده بالجراد الذي يأكله والعسل الذي يشتار منه ما يشاء !! …ولقد تخلص من أكبر شركين يسقط فيهما الجنس البشري، شرك الكسوة وشرك القوت ( فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ( 1 تي 6 : 8 ). فحياة الزهد هي دائماً حياة شجاعة، فكان يوحنا من أشجع الناس وأقواهم على الأرض. لم يكن قصبة تهزها الريح، بل كان البلوطة التي تتكسر الأنواء عند أقدامها، دون أن تتراجع أو تهتز، كان صلباً في الحق، ولعله واجه الكثير من الوحوش في البرية دون أن يفزع أو يخاف، وقد فعل الشيء ذاته مع الأمة بأكملها، وهو يصيح في قادتها \” يا أولاد الأفاعي \” … وهو يزمجر كالأسد في مواجهة الملك : \” لا يحل لك \” وقد يستطيع السيف أن يكسر جسده، ولكن روحه لم تكسر قط، وسجل التاريخ شجاعته على أروع ما يكون التسجيل. خرج يوحنا إلى الحياة بعد أن امتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه فقوة الله رافقته. والفرق بينه وبين سيده، أنه ولد من زرع بشر، وبالإثم صور وبالخطية حبلت به أمه، فهو الإنسان التقي المتعمق في تقواه، الذي يتحرك بروح الله المسيطر عليه إلى حد الامتلاء !!… ولكنه عندما سئل : من أنت : \” فاعترف ولم ينكر، وأقر، أني لست أنا المسيح. فسألوه إذاً ماذا ؟ إيليا أنت ؟ فقال : لست أنا. أنبي أنت ؟ فأجاب : لا ، فقالوا له من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك ؟ فقال : \” أنا صوت صارخ في البرية\”(يو19:1-23) يوحنا ووعظه : كان يوحنا الواعظ المتأكد من دعوته فهو يعلم تمام العلم : \” كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا، هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته \” ( يو 1: 6-7) كان قلبه وعينيه وأذنه مفتوحة لمعرفة الرسالة الإلهية ورؤيتها والتأكد منها، ومن ثم قيل عنه : \” وشهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله \” ( يو 1: 32-34) ونحن نرى إنساناً يرى بعينه، ويسمع بأذنيه، ويدرك بكل يقين أن هناك من أرسله. كان يوحنا الواعظ الذي أدرك أن رسالته الحقيقية أن يظهر مجد المسيح أما هو فيختفي ويدفع الشعب إلى المسيح \” وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه فنظر إلى يسوع ماشياً فقال هوذا حمل الله فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع \” (يو1: 35-37) . كما كان يوحنا واعظاً للتوبة، بزئير الأسد، والزئير يهز الأسماع ويحرك الجميع، فيكشف عن غضب الله على الخطية وينادي بالتوبة لأنه قد اقترب ملكوت السموات \” فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة \” (لو3:8) وتحدث عن التوبة العملية : \”وسأله الجموع قائلين فماذا نفعل فأجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا. وجاءه عشارون أيضاً ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل. فقال لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم. وسأله جنديون أيضاً قائلين وماذا نفعل نحن. فقال لهم لا تظلموا أحداً ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائقكم \”( لو 10:3-14) وقد بلغ الذروة عندما نراه واعظ الصليب :\” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \” (يو29:1) سيبقى هذا الواعظ مدى الأجيال والعصور الواعظ العظيم الذي تسلق من الإنجيل الاجتماعي أعلى قمة وهناك رأى هضبة الجلجثة، فوعظ بإنجيل الخلاص !! لكن التوبة هي الجانب السلبي من الحياة المسيحية، فقمة المسيحية هي في الإيمان بالمسيح مخلص العالم الوحيد !! يوحنا وشكه : كان يوحنا سجيناً بسبب زجره للملك هيرودس على زواجه بهيروديا امرأة أخيه، وكان هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير من زوجته الثالثة، والذي أصبح ملكاً على ربع مملكة أبيه، وهذا الربع كان الجليل وبيرية شرق الأردن، وقد تزوج هذا الملك ابنة أريتاس وكان ملكاً عربياً، غير أنه هجرها، فشن أريتاس حرباً ضارية انتقاماً منه لابنته. لكن فزع الرجل الأكبر كان من يوحنا المعمدان الذي قال له :\” لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك \” (مر6: 18) وبتحريض هيروديا قبض عليه وسجن في قلعة مكاروس، وبقي فيها شهوراً عديدة، وفي أعماق السجن، كان منتظراً أن المسيح سيظهر سلطانه، وينقذه من سجنه ولكن الزمن طال، فأرسل إلى السيد اثنين من تلاميذه :\” وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر \”( مت11: 3) ….فهناك تفسيرات مختلفة للتلميذين المرسلين، إما لينضما إلى تلاميذ المسيح، أو ليجنبهما العثرة، أو ليسارع السيد لإنقاذه !!.. فكلمة المسيح التي تقول :\” طوبى لمن لا يعثر فيَ \”. هل كان هذا شك يوحنا في شخص يسوع المسيح وهو الذي عرفه، ورأى روح الله نازلاً مثل حمامة عليه، وسمع صوت الله القائل : \” هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت \” ( مت3: 17) وهو الذي شجع تلميذيه على أن يذهبا وراءه، وقال : \”هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \” فهل يمكن بعد هذا أن يشك في السيد !!؟ في الواقع إن يوحنا تسرب الشك إلى نفسه، وهو صورة لنا نحن الذين رغم ما يصنع الله معنا من معجزات متعددة ملموسة، فإن الفرق عندنا بين زمن الشك واليقين، هو الفرق الذي رآه بطرس وهو ينظر إلى المسيح ويسير مثله فوق الموج، الأمر الذي لم يفعله بشري آخر خلاف السيد وتلميذه. ولكنه في اللحظة التالية يتعرض للغرق ويسمع : \” يا قليل الإيمان لماذا شككت \” ( مت14: 31) . ويوحنا هنا أشبه بإيليا فوق جبل الكرمل، وهو يسمو إلى أعلى ذرى الإيمان، ..ثم يتحول بعدها في اليوم التالي إلى الرجل اليائس الذي يطلب الموت لنفسه تحت الرمة !!..إنها النفس البشرية. لم يكن شك يوحنا بسبب الخطية، كان على الأغلب ينتظر المسيح بالمفهوم اليهودي الشائع الذي ينظر إليه كملك أرضي يمسك فأسه ليستأصل الشجرة، ويستأصل هيرودس وشره وفساده بالقوة الجبارة، ويسيطر على الفساد والأشرار، ولا شك أن يوحنا كان يتملكه العجب كيف يتركه المسيح مظلوماً إلى هذا الحد، دون أن يهتم به. وهو سينتظر وينتظر : \” أنت هو الآتي أم ننتظر آخر \”… و يرسل تلميذيه إلى المسيح، ولا يرسلهما إلى هيرودس للمساومة على الحق !!.. لم يضق المسيح بشك يوحنا، لأن المسيح يحب الإخلاص، ويقبله أكثر من كل تصنع للإيمان، وقد أرسل إلى المعمدان يحدثه برسالته الروحية العميقة : \” العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. وطوبى لمن لا يعثر في \” ( مت 11: 5-6) .. أدرك يوحنا المغزى البعيد من هذا الجواب، وأن القوة الصحيحة هي قوة الروح لا ثورة العاصفة، وهدوء النور لا صوت الرعد !!.. وسكنت نفسه وهدأت كيفما يأتي المصير شاهداً أو شهيداً. يوحنا وعظمته : يتحدث المسيح عن عظمة المعمدان، وأنه لم يقم بين المولودين من الناس أعظم منه، فهو يشير إلى عظمته الروحية والأخلاقية، فالعظمة التي تفرد بها يوحنا والتي جعلته أعظم من نبي، هو الرسالة التي كلف بها والتي لم ينل نبي آخر مثلها !!… فقد رآه، ونادى قدامه، وتحدث عن الملك العظيم القائم في وسط شعبه …. انفرد يوحنا بهذا المركز العظيم الذي لم يتح لأحد من المولودين من النساء، والذي سما به على أعظم نبي في العهد القديم. فما كان تصور المعمدان وهو يقول لتلميذيه : \” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم \” وذهبا للسيد ولم يذهب هو معهما وإذ يطلبان منه أن يأتي معهما، يجيب اندراوس وبطرس ويعقوب ويوحنا قائلاً : \” لا اذهبوا أنتم فأنا لست مستحقاً أن أدخل معه تحت سقف واحد وسأبقى حيث أنا، وسأؤدي عملي عند الأردن، وسأنادي بالتوبة، أما هو فسينادي بالغفران، وملكوت الله سيأتي قريباً، ولكنني لن أعيش لكي أراه، لن أعيش لأرى تابور، والجلجثة، وجبل الزيتون، ويوم الخمسين مثلكم، هو وأنتم تلاميذ ينبغي أن تزيدوا، وأنا أنقص، !! هذا الخيال العظيم يكشف عن امتياز المؤمنين في العهد الجديد، عن أولئك الذين سبقوا في العهد القديم !!.. ذهب يوحنا شهيد الحق آمناً هادئاً مطمئناً، إلى مجده الأبدي !!.. ومع أن هيرودس قطع رأسه وهيروديا قطعت لسانه كما يقول التقليد لكن صوته سيبقى مجلجلاً على مدى العصور كلها حتى يأتي المسيح ثانية ويعطي كل واحد حساباً عن نفسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا أبيللين | الولادة: – الوفاة: – نسكه يحدثنا القديس جيروم عن راهب التقى به يدعى أبيللين Abba Apellen عُرف بنسكه الشديد، وأيضاً وُهب عمل المعجزات بطريقة خارقة من أجل بساطة قلبه. قال عنه أنه في مرات كثيرة إذ كان يتحدث مع الإخوة في بساطة عن صنع المعجزات بكونها أمراً سهلاً بالنسبة لهم، كثيراً ما كان يضع النار في حضنه ولا يحترق. وكان يقول لهم: “إن كنتم بالحق خدام الله اظهروا ذلك بالمعجزات العجيبة”. عُرف بنسكه الشديد منذ صباه، أحياناً متى كان في البرية وحده، تثور فيه شهوة أكل العسل فيجد عسل النحل على صخرة، لكنه كان يمتنع، قائلاً في نفسه: “ابتعدي عني أيتها الشهوة الشريرة، فقد كُتب: اسلكوا في الروح ولا تكملوا شهوة الجسد (غلا 5: 16)”، ويترك عسل النحل على الصخرة ويرحل. حدث مرة أن صام ثلاثة أسابيع في البرية، فوجد الفاكهة تحته، عندئذ قال: “لن أذقها ولا ألمسها لئلا أسيء إلى أخي أي إلى نفسي (أي يعثر جسده)، إذ هو مكتوب: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” (مت 4: 4)، وصام أسبوعاً آخر، ونام قليلاً ليرى في حلم ملاكاً يقول له: “قم وكلّ ما استطعت”. عندئذ قام فوجد ينبوع ماء وخضراوات حوله أكثر مما كان يطلب، عندئذ شرب ماء وأكل أعشاباً خضر، وهو يقول: “لا أجد ما هو أحلى وأبهج من ذلك في أي مكان!”. عندئذ وجد في ذلك الموضع كهفاً صغيراً سكن فيه أياماً قليلة بلا طعام، وإذ بدأ يشعر بالجوع ركع وصلى فوجد طعامه بجانبه: خبزاً ساخناً وزيتوناً وفاكهة متنوعة. استخدامه لتيس قال أيضاً القديس جيروم أنه كان يفتقد الإخوة الذين كانوا يعيشون بالقرب منه في البرية من حين إلى آخر. في إحدى المرات كان مشتاقاً أن ينطلق إلى بريته، وأن يحمل بعض البركات الضرورية التي قدمها له الإخوة، وإذ كان سائراً في الطريق وجد بعض التيوس تأكل فقال لهم: “باسم يسوع المسيح ليأتِ أحدكم ويحمل هذا الحمل”، وللحال جاءه تيس منهم، فوضع يديه على ظهره وجلس عليه، وسار به إلى مغارته في يوم واحد. في دفعة أخرى نشر الطوباوي خبزه في الشمس، وإذ جاءت الحيوانات المفترسة كالعادة تشرب من ينبوع الماء، فإن كل حيوان اقترب من الخبز مات. عبوره النيل على ظهر تمساح في مناسبة أخرى ذهب إلى جماعة رهبان في أول الأسبوع فوجدهم لا يتممون الأسرار المقدسة، فانتهرهم قائلاً: “لماذا لا تتممون الخدمة؟” أجابوا: “لأنه لم يأت إلينا كاهن من عبر النهر”، عندئذ قال لهم: “إني أذهب واستدعيه” أجابوه: “يستحيل أن يعبر شخص النهر من أجل عمقه ومن أجل التماسيح التي تقتل البشر”. أما هو فذهب قليلاً إلى حيث المكان الذي منه يتم العبور عادة، وقد جلس على ظهر تمساح وعبر. وإذ وجد الكاهن أن أبيللين يرتدي ثياباً قديمة ومهلهلة تعجب لاتضاعه وفقر مظهره، ثم تبعه. جاء إلى النهر ولم يجد الكاهن قارباً يعبر به، وإذ بأبيللين ينادي التمساح بصوته فأطاع وجاء إليه، وكان مستعداً ليحمل على ظهره الرجل القديس. توسل الطوباوي لدى الكاهن أن يأتي ويجلس معه على ظهر التمساح لكنه خاف وتراجع. أما الإخوة الساكنون في الجانب الآخر فإنهم إذ رأوا الطوباوي يجلس على ظهر التمساح في الماء، وقد عبر به إلى البر وخرج خافوا. قال الطوباوي للتمساح: “إنك قتلت كثيرين لذلك فالموت هو أفضل شيء لك”، وللحال مات الحيوان (دون أن يمسه أحد). معرفته الأسرار الداخلية يذكر القديس جيروم أن هذا الأب جلس مع الإخوة ثلاثة أيام، وكان يحدثهم عن الوصايا، وقد كشف لكل إنسان خطيته الداخلية في صراحة مملوءة محبة، فدهش الكل من أجل صدق معرفته لأسرارهم الداخلية. كما روى لنا بعض قصص لنبوات نطق بها تحققت . ثقته العجيبة في أبوة الله في قامته الروحية العالية عاش بلا همّ، يثق في أبوة الله ورعايته له. ففي إحدى المناسبات إذ كان الإخوة في المغارة لم يكن يوجد طعام، وإذ بملاك الرب يظهر في شكل أخ يحضر طعاماً في الحال… وقد تكرر ذلك بصورة مختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا أبان | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس إيرونيموس: رأينا إنساناً طوباوياً آخر، فضائله فاقت الكل، يدعى أبان Abban أو بينوس Benus. يروي عنه الاخوة الذين معه أنه لم يقسم قط، ولا نطق بكذب، ولا غضب على إنسان، ولا انتهر أحداً بكلمة قضى كل حياته في تأمل صامت وأتضاع، وكانت حياته كأحد الملائكة، ألتحف باتضاع عميق. إذ توسلنا إليه أن يقول لنا كلمة منفعة، بصعوبة شديدة ارتضى أن ينطق كلمات قليلة. في إحدى المناسبات إذ سأله العاملون في الحقول التي بجوار النهر أن يطرد عنهم “بهيموت ” Hippopotamus كان يؤذيهم بعنفه، بصوت رقيق أمر الحيوان: “أناشدك باسم يسوع المسيح أن ترحل”، وإذ بالحيوان ينسحب كما بواسطة ملاك، ولم يعد يظهر بعد في هذه المنطقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباخوم الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة الغربية بعيد استشهاد أباخوم Abachum وبقية أفراد عائلته في 19 من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباديون الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – صورة مشرقة لنفسية الشهيد المتهللة وسط الآلام، التي تتمتع بتعزيات نابعة من السماء عينها تسندها حتى تتم جهادها. سامه القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أسقفاً على أنصنا بصعيد مصر (بجوار ملوي). في أيام دقلديانوس إذ اشتد الاضطهاد وكان أريانا واليا على أنصنا عنيفاً في مقاومته للمسيحيين ألقى القبض على الأسقف أباديون، لم يرد أن يقتله في الحال، مدركاً انه لو حطم نفسيته وأثناه عن إيمانه يحطم الكثيرين من ورائه، لهذا قيده وأخذه معه أسيوط ثم أخميم ليشاهد عذابات المؤمنين بنفسه، ويرى الأعداد الغفيرة تُقتل فيخضع له. وإذ حان عيد الميلاد المجيد تركه في أخميم حراً إلى حين ليختبر حلاوة الحرية فإذا به يجتمع مع شعب أخميم في الكنيسة. سمع الوالي فجاء بجنده ليقتل في الدفعة الأولى حوالي 7200 نسمة من الكنيسة ومن جاء من الكنائس التي حولها، حتى سال الدم في الشوارع في صباح العيد وكأنهم ينضمون إلى موكب أطفال بيت لحم! أمر بتقييد الأسقف وأخذه إلى أنصنا مرة أخرى حيث قام بتعذيبه ثم إلقائه في خزانة مظلمة ليجده بعد خمسة أيام فرحاً متهللاً كمن كان في وليمة متشبهاً بالرسل، إذ قيل: “وأما هم فذهبوا من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” ( أع 5 :41). أمر الوالي بصلبه فظهرت حمامتان وقفتا على الصليب، بل وأظهر السيد المسيح نفسه وانحلت المسامير لينزل الأسقف بلا آلام….. هكذا تتجلى قوة ربنا وسط الضعف! أخيراً قُطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد في أول أمشير، بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابالي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من نسل ملوكي اشتهى إكليل الاستشهاد أكثر من إكليل المُلك الزمني، فتقدم مع والديه للاستشهاد بفرح، غالباً بناء على دعوة إلهية. اشتياقه للاستشهاد هو ابن يسطس ابن الملك نوماريوس. تغيب أبالي في الحرب، وإذ عاد وجد دقلديانوس قد تزوج عمته (أخت يسطس) وصار ملكاً، وإنه أنكر الإيمان. ومع أن أبالي كان في قدرته أن يأخذ الملك من دقلديانوس لكنه اشتهى إكليل الاستشهاد فانطلق مع والديه يسطس وثاوكليا إلى دقلديانوس، غالباً بناء على دعوة إلهية، ليعترفوا بالسيد المسيح. التقى بهم دقلديانوس وحاول ملاطفتهم وتكريمهم، وإذ وجدهم مصّرين على الإيمان بالسيد المسيح خشي من مركزهم الاجتماعي لئلا بسببهم تحدث ثورة ضده، لهذا أرسلهم إلى رومانيوس والي الإسكندرية، بعيدًا عنه. في مصر التقى أبالي ووالده برومانيوس الذي لاطفهم كثيراً، وإذ لم يفلح أرسل مع كل منهم غلاماً يخدمه، أرسل يسطس إلى أريانا والي أنصنا، وثاوكليا إلى “صا الحجر” بمركز كفر الزيات بالوجه البحري، وأبالي إلى بسطه قرب مدينة الزقازيق بالشرقية. استخدم والي بسطه كل وسيلة للملاطفة لكن أبالي كان متمسكاً بإيمانه محتملاً الجلد والحرق وتقطيع الأعضاء بشجاعة وفرح حتى آمن كثير من الوثنيين المشاهدين لعذاباته بالسيد المسيح…. وأخيراً أمر بقطع رأسه. تعيد الكنيسة في أول مسرى بعيد استشهاده، وفي 10 أمشير بعيد استشهاد والده، 11 بشنس عيد استشهاد والدته. جاء عن ثاؤكليا أن والي مدينة صا الحجر دهش لما رآها من نسل ملوكي، وكان يمكنها أن تكون ملكة، تأتي بكمال حريتها لتحتمل العذابات، فصار يلاطفها، أما هي ففي شجاعة قالت له: “ماذا يمكنك أن تعطيني، وأنا قد تركت المملكة، ورضيت بمفارقة زوجي وابني من أجل السيد المسيح؟!” تحول لطف الوالي إلى عنف وأمر بتقطيع جسدها، وقد أرسل ملاكاً يشفيها ويقويها، وبسببها آمن كثير من المشاهدين الوثنيين الذين جاءوا يرون الملكة التي تتألم!. استخدمها الله رسالة لإنجيله حتى قُطعت رأسها ونالت الإكليل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابانوب المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس راهباً فاضلاً بأحد أديرة الصعيد في زمان دقدليانوس، الذي عذب الشهداء كثيراً وسفك دماءهم حتى أنه سفك دماء ثمانين شهيداً في يوم واحد. وحدث في أحد الأيام أن ذكر أحدهم اسم القديس أبانوب، فاستحضره أريانا والي أنصنا وعرض عليه السجود للأوثان، فأجابه القديس قائلا: “كيف أترك سيدي يسوع المسيح وأعبد الأوثان المصنوعة من الحجارة؟” فعذبه كثيراً ثم نفاه إلى الخمس مدن الغربية، فأقام هناك محبوساً سبع سنين حتى أهلك الرب دقلديانوس، ومَلَك قسطنطين البار وصدر أمره بإطلاق جميع من في السجون وإحضارهم إليه ليتبارك منهم، وإن لم يمكن إحضارهم كلفهم فليحضروا الفضلاء منهم لاسيما زخارياس الأهناسي ومكسيميانوس الفيومي وأغابي الذي من دهنى وأبانوب الذي من بالاؤس. فانطلق رسول الملك يُخرِج القديسين من السجون، فكانوا يخرجون وهم يرتلون ويسبحون الله، وكان القديس أبانوب قد عاد من الخمس مدن وأقام بجبل بشلا بجوار بلده، والتقى به رسول الملك فأخذه معه في مركب إلى أنصنا فالتقوا بالمسيحيين وبالأساقفة ورسموا القديس أبانوب قساً. وحدث أنه بينما كان يقدس وعند قوله: “هذا قدس القديسين، فمن كان طاهراً فليتقدم” أن رأى السيد المسيح يتجلى في الهيكل بمجده الأسنى. وسافر الرسول إلى الملك ومعه القديسون وكان عددهم إثنين وسبعين، وركب كل إثنين منهم عربة. ولما مرّوا على إحدى البلاد وكان بها ديارات للعذارى، فخرج للقائهم سبعمائة عذراء وهن ينشدن ويرتلن أمامهم حتى غابوا عن الأعين. ولما وصلوا ودخلوا عند الملك طلب إليهم أن يخلعوا ثيابهم ليُلبِسهم ثياباً جديدة ثمينة فلم يقبلوا. فتبارك منهم وقبَّل جراحاتهم وأكرمهم، وقدم لهم أموالاً كثيرة فلم يرضوا إلا بأخذ ستور وأوانٍ للكنائس. ثم ودعهم الملك وعادوا إلى بلادهم، وعاد القديس أبانوب إلى ديره. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابانوب النهيسي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كلمة “أبانوب” مشتقة من “بي نوب” التي تعني “الذهب”. ولد بقرية نهيسة (مركز طلخا) في القرن الرابع، من أبوين تقيين محبين لله، هما مقارة ومريم، فقدهما وهو في الثانية عشرة من عمره، فصار حزيناً لأيام كثيرة. دخل الصبي الكنيسة في أحد الأعياد ليجد الكاهن يحث الشعب على احتمال الضيق والاضطهاد بفرح، إذ كان دقلديانوس قد أثار الاضطهاد على المسيحيين. بعد التناول عاد الصبي الصغير إلى بيته وكلمات الأب الكاهن تدوي في أذنيه…. عندئذ ركع الصبي أمام الله يطلب عونه، ثم قام ليسير إلى سمنود وهو متهلل بالروح ينتظر الإكليل السماوي. في سمنود أخذ الصبي الصغير يطوف المدينة التي وجد فيها الكنائس مهدمة والناس يشتمون في المسيحية…. فكان يطلب من الله مساندته له، عندئذ أرسل له رئيس الملائكة ميخائيل الذي عزاه وأرشده أن ينطلق في الصباح إلى الوالي ليشهد لمسيحه، مؤكداً له أنه سيقويه ويشفيه وسط العذابات التي يحتملها. أمام الوالي بكَّر جداً أبانوب الصبي، وانطلق إلى الوالي وصار يكلمه بجرأة وشجاعة، الذي دهش لتصرفات هذا الصبي الصغير، فصار يلاطفه بوعود كثيرة، أما الصبي فكان يشهد للإيمان الحق. أغتاظ الوالي وأمر بضربه على بطنه حتى ظهرت أحشاؤه…. وجاء رئيس الملائكة يشفيه. أُلقى الصبي في السجن ففرح به المسيحيون المسجونون، وتعرفوا عليه، وتعزوا بسببه. في اليوم التالي قتل الوالي من المسجونين حوالي ألفاً، ونالوا إكليل الشهادة في التاسع من برمهات. استدعى الوالي الصبي أبانوب وأمر بربطه من قدميه على صاري المراكب التي أستقلها الوالي متجها إلى أتريب، وفي تهكم قال: “لينظر هل يأتي يسوع ليخلصه؟!”. أقلعوا بالمركب مبحرين حتى المساء، ثم أرخوا القلع ليجلس الوالي ويأكل ويشرب، وإذ بالكأس تتحجر في يده ويصاب الوالي بنوع من الفالج، وأصبح الجند أشبه بعميان?. فنظر الوالي إلى الطفل المعلق ليجد رئيس الملائكة يقترب منه ليمسح الدم النازل من أنفه وفمه، ثم ينزله ويتركه في مقدمة المركب ويختفي. طلب الوالي من الصبي أن يصلي لإلهه ليشفيه فيؤمن هو وجنده…. لكن أبانوب أجابه أن الله سيشفيه في أتريب…. وبالفعل صلى عنه وشفاه باسم الرب أمام والي أتريب، وقد آمن عدد كبير من الوثنيين بأتريب واستشهد بعضهم. في أتريب (بنها) قام والي أتريب بتعذيب الصبي بالجلد وبإلقائه في زيت مغلي وحرقه بنار وكبريت…. فظهر له السيد المسيح ومعه رئيسا الملائكة ميخائيل وجبرائيل…. وشفُى. عاد فوضع سيخين محميين بالنار في عينيه والرب شفاه…. فأمر ببتر يديه ورجليه، لكن الرب لم يتركه. كان أبانوب في كل عذاباته سّر بركة لنفوس كثيرة قبلت الإيمان بالسيد المسيح، وتقدم كثيرون للاستشهاد بفرح…. وكان الرب يرسل ملائكته لتعزية الصبي! إلى الإسكندرية إذ رأى الوالي الجموع التي تقبل الإيمان بسبب الصبي، أوفده إلى الإسكندرية مقيداً بالسلاسل. التقى بامرأة بها روح نجس أخرجه منها وهو مقيد اليدين، فآمنت بالسيد المسيح، فاغتاظ أحد الجنود وقتلها. أمام أرمانيوس والي الإسكندرية اعترف الصبي بالسيد المسيح محتملاً عذابات أخرى، منها إلقاؤه في جب به ثعابين وحيّات جائعة، والرب حفظه بملاكه ميخائيل. خرج الصبي من الجب وقد تبعته بعض الثعابين…. فالتف أحدهما حول رقبة أرمانيوس والصبي أنقذه، الأمر الذي أدهش الكثيرين فقبلوا الإيمان واستشهدوا. تعرض لعذابات أخرى، وأخيراً قُطعت رأسه خارج المدينة على صخرة عالية بعد أن وقف بفرح يصلي طالباً أن يغفر الله له خطاياه، ويتقبل روحه. تقدم القديس يوليوس الأقفهصي وحمل جسده وكفنه وأرسله إلى نهيسة موطن ميلاده حيث دفن هناك…. وقد كتب سيرته. نقل جسده نقل جسده من نهيسة إلى سمنود…. ويحتفل بعيد استشهاده في 24 من شهر أبيب. القديس أبانوب صاحب المروحة الذهبية ( تذكاره في 5 أمشير). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اباهور الراهب | الولادة: – الوفاة: – كان هذا الأب من أبرهت من أعمال الأشمونين، وكان راهباً مختاراً فاق كثيرين من القديسين في عبادته، أحب العزلة وانفرد في البرية فحسده الشيطان وظهر له قائلاً: “في البرية تستطيع أن تغلبني لأنك ستكون هناك وحيداً، ولكن إن كنت شجاعاً فاذهب إلى الإسكندرية”. فقام لوقته وأتى غليها وبقى زماناً يسقي الماء للمسجونين والمنقطعين. وحدث أن خيولاً كانت تركض وسط المدينة، فصدم أحدها طفلاً ومات لوقته. وكان القديس أباهور واقفاً في المكان الذي مات في الطفل، فدخل الشيطان في أناس كانوا حاضرين وجعلهم يصرخون قائلين إن القاتل لهذا الطفل هو الشيخ الراهب. فتجمهر عليه عدد كبير من المارة ومَن سمع بهذا الخبر وكانوا يهزئون به، ولكن القديس أباهور لم يضطرب بل تقدم وأخذ الطفل واحتضنه وهو يصلي إلى السيد المسيح في قلبه، ثم رسم عليه علامة الصليب فرجعت إليه الحياة وأعطاه لأبويه. فتعجب الحاضرون ومجدوا الله ومالت قلوبهم وعقولهم إلى القديس أباهور، فخاف من المجد الباطل وهرب إلى البرية وأقام في أحد الأديرة أياماً. ولما قرب وقت انتقاله من هذا العالم رأى جماعة من القديسين يدعونه إليهم، ففرح جداً وابتهجت نفسه وأرسل إلى أولاده وأوصاهم وأعلمهم بقرب انتقاله إلى السيد المسيح، فحزنوا على مفارقته إياهم وعلى أنهم سيصبحون بعده يتامى. ثم مرض قليلا وأسلم نفسه بيد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباهور وأبا بيشاي وديودوره أمهما الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان أباهور من جند إنطاكية فأتى إلى الإسكندرية واعترف أمام واليها بالسيد المسيح فأمر بقطع يديه وأن يربط في مؤخرة ثور ويجره في المدينة، ثم ألقاه في حفرة ملآى بالأفاعي فلم تؤذه، وكان في كل ذلك يستغيث بالسيد المسيح وهو يشفيه ويقويه. وفيما هو على هذه الحال أتت أمه ورأته ففرحت بجهاده وأعلموا الوالي بها فاستحضرها وهددها فلم تَخَف، فأمر أن يضعوا خطاطيف من الحديد محمية في جنبيها، وكانت في أثناء ذلك ترتل للرب وتقدسه لأنها استحقت أن تتألم من أجل اسمه إلى إلى أن أسلمت روحها ونالت إكليل الشهادة. ثم وضعوا القديس في قزان زيت وقطران يغلي، فكان يسبح الله حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة. أما أخوه فقد استشهد في اليوم الأول من نسيء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرا البتول | الولادة: – الوفاة: – كانت أبرا Abra الابنة الوحيدة لأبيها القديس إيلاري أسقف بواتييه، التي ولدت قبل سيامته أسقفاً، وقد عاشت بعد ذلك مع والدتها التي وافقت على سيامة رجلها أسقفاً ويعيش كل منهما في مسكن خاص. إذ نفي القديس إيلاري، وكانت ابنته صبية صغيرة السن تقدم لها ابن والي المدينة ليتزوجها فكتب لوالدها في منفاه. أرسل إليها الوالد يكشف لها عن سمو الحياة البتولية وغنى مكافأتها…. إذ قرأت أبرا رسالة والدها تأثرت جدًا، إذ كانت تحبه، وتشعر أن ما ينطق به هو من الله، وبفرح رفضت الزواج. أرسل لها أيضاً مع الرسالة تسبحتين من وضعه وهو في المنفى، لكي تسبح بإحداها صباحاً والأخرى مساءً…. وقد حُفظت الأولى تسبح بها الكنيسة التي في بواتييه في عيد القديس إيلاري، أما الثانية فمفقودة. إذ عاد من المنفى وجد ابنته التهبت بالأكثر حباً للحياة البتولية، متهللة بقرار والدها الحكيم ففرح لنموها الروحي. ولم يمض كثيراً حتى أصيبت على ما يظن بسكتة قلبية تنيحت على أثرها في الحال دون الشعور بألم أو تعب. وبعد قليل أيضاً تنيحت والدتها، وكان ذلك حوالي عام 400 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابراكيوس | الولادة: – الوفاة: – تقدم لنا سيرته صورة حية للحياة في المسيح يسوع ربنا التي لا تعرف الشيخوخة ولا العجز أو الملل، كقول المرتل: “يتجدد مثل النسر شبابك” (مز 103: 5) والرسول بولس: “لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3: 10). عاش بصعيد مصر، في أحد الأديرة، يمارس الحياة النسكية الحازمة قرابة عام، يجاهد بلا ملل في نسكه وتقشفه، متمتعاً بحياة الشركة في المسيح واهبة القوة. أراد عدو الخير أن يستغل شيخوخة جسده، إذ كان قد بلغ حوالي التسعين من عمره، فجاء متخفياً يقول له بأنه لا يزال يبقى له خمسون عاماً أخرى في العالم، قاصداً بهذا أن يضربه بروح الملل والضجر فيتراجع عن جهاده. أما هو فبحكمة قال: “لقد أحزنتني بهذا، لقد كنت أظن أنني سأعيش مائة عامٍ أخرى لهذا قد توانيت. فإن كان الأمر هكذا يجب عليّ أن أجاهد أكثر قبل أن أموت”. بهذا صار يضاعف جهاده أكثر فأكثر، وقد انتقل في ذات العام في الثالث عشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم بن زرعة البابا الثاني والستون | الولادة: – الوفاة: – سيامته بطريركيا كان ابرآم بن زرعة السرياني الجنس تاجراً ذا أموال كثيرة، يتردد على مصر مراراً، وأخيراً استقر فيها. عرف هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبي سرجة للتشاور في أمر سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، اعجبوا به واجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الآخر لعمارة الكنائس. محبته للفقراء عرف هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي أبو اليمن والياً على فلسطين، أودع عند البابا مائة ألف دينار إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك. فلما بلغ البطريرك خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله بوديعته، فسّر بذلك وفرح فرحاً عظيماً. أعماله الرعوية من مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة. حرم أيضاً اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيراً وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم، وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر، وكان البابا ينصحه كثيراً ويطيل أناته عليه، وأخيراً إذ رأى أن هذا الرجل قد صار مثلاً شريراً أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع الرجل بذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ رأى إصرار الغني على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة، قال: “إن دمه على رأسه”، ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفي الحال انشقت عتبة الباب أمام الحاضرين وكانت من حجر الصوان…. ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلاً وعبرة للخطاة. في مجلس المعز عرف المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال الدين للمناقشة أمامه. كان لديه وزير يهودي يُدعي ابن كِلّس، طلب منه أن يسمح لرجل من بني جنسه يُدعى موسى أن يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم، فقال: “ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة”. احتد موسى جداً وحسبها إهانة واتهاماً له بالجهل. وفي هدوء أجابه الأسقف: “يقول اشعياء النبي عنكم “أن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف” (إش 1 : 2). أُعجب الخليفة بهذه الدُعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة، فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: “من كان له إيمان مثل حبة خردل يقول لهذا الجبل انتقل فيكون” (مر 11: 23، مت 21: 21) فأطلعا الخليفة عليها، وسألاه أن يطالب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان ولو كحبة خردل. استدعى الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال إنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم والصلاة طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلي بنفس واحدة في مرارة قلب، وفي فجر اليوم الثالث غفا البابا آبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ أجابها: أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث، فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي المؤدي إلى السوق فيجد رجلاً بعين واحدة حاملاً جرة ماء، فإنه هو الذي ينقل الجبل. قام البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفي لكنه إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلاً إليه ألا يخبر أحداً بأمره حتى يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى “سمعان” يعمل كخراز، جاءته امرأة ليصلح لها حذاءها وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماءً للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله ليبقى صائمًا حتى الغروب. ذهب البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد آثار الكثيرين ضد الأقباط …. وإذ اختفى سمعان وراء البابا …. صلى الجميع ولما صرخوا “كيرياليسون”، وسجدوا، ارتفع الجبل فصرخ الخليفة طالباً الآمان …. وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا …. وصارا صديقين حميمين. طلب منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلحّ عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيراً سأله عمارة الكنائس خاصة كنيسة القديس مرقوريوس بمصر، فكتب له منشوراً بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغاً كبيراً، فشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني المعز من أجل تقواه وزهده. ذهب المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين. نياحته جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم وجاورجي القديسان | الولادة: 608 الوفاة: 693 كتب لنا القديس أنبا زخارياس أسقف كرسي صا (صا الحجر بكفر الزيات)، في القرن السابع، سيرة هذين القديسين، وكانا معاصرين له. نشأة أبرآم وُلد القديس أبرآم سنة 608 م، ونشأ في أسرة تقية محبة لله، كان والده محباً للفقراء حتى إنه إذ حدث جوع بمصر قبل دخول الفرس عام 616 وزع كل أمواله ومحاصيله على الفقراء والمساكين، وباع منزله الكبير وسكن في منزل آخر صغير ليتصدق على المحتاجين. وإذ كان الغلاء شديداً اضطر إلى توزيع ما لديه من أموال ومحاصيل زراعية مودعة لديه كأمانة واثقاً أن أصحابها ينتظرون عليه من أجل ما وصل إليه اخوتهم الفقراء، وأن الله لابد أن يتدخل. لكن أصحاب الودائع أرادوا استغلال المجاعة يطلبون ودائعهم، فقام وصلى للسيد المسيح الذي أرسل إليه قوماً آخرين قدموا له الكثير كأمانة لديه على أن يتصرف فيها إن لم يرجعوا خلال ثلاثة أيام …. فأعطى الأولين مالهم وبقى لديه فائض وزعه أيضاً، وكان يشكر الله ويسبحه من أجل رعايته لهؤلاء المساكين، حتى انتقل إلى السماء. إذ نزح الملك الفارسي خسرو الثاني إلى مصر عام 616 وبلغ الإسكندرية سبا الكثيرين، من بينهم والدة أبرام التي ظلت في سبي فارس حتى تمكن الملك هرقل عام 627 من هزيمة الفرس في موقعة وستكرد الإيراينة …. وفي عام 629 انسحب الفرس من مصر وعادت الأم القديسة إلى ابنها أبرآم، ويقال إنها رأت نجاتها في رؤيا قبل إعادة المسبيين. شيهيت التقت الأم بابنها التي حرمت منه قرابة 13 سنة ولم يكن لديها غيره …. وفرح الاثنان معاً، وكانا يشجعان بعضهما البعض في الحياة التعبدية التقوية …. وإذ بلغ الخامسة والثلاثين من عمره فاتح الابن أمه أنه مشتاق للحياة الرهبانية ليتدرب على يدّي آباء شيهيت، وكان يظن أن في هذا صدمة على أمه الأرملة …. لكنه فوجئ أن تكشف له إنها وإن كانت فكرت في تزويجه بفتاة تقية ليعيشوا معاً، خاصة بعد هذا الفراق الطويل الذي احتملته لكن أبديته أهم وأفضل …. وأخذت تشجعه ألا يتراخى في الطريق، وأنها تسنده بالصلاة ليتمم جهاده. لم يصدق أبرآم نفسه، لكن الأم أكدت له أن ما تفعله إنما هو من واقع الأمومة والمحبة لسعادة ابنها وبنيانه الروحي …. وإنها تقدمه قربان حب لله. انطلق القديس أبرآم إلى الأنبا يوأنس قمص شيهيت يطلب قبوله تلميذاً له، فأعطاه “قلاية” وكان يدربه على حياة الطاعة والنسك الإنجيلي مع دراسة الكتاب المقدس وحفظ المزامير. عكف أبرام على العبادة في قلايته وانسحب قلبه بالحب لله والتأمل، حتى كان يقضي أحيانا الأسبوع كله لا يرى أحداً إلا في القداس الإلهي. امتاز أبرآم بقلب نقي وحياة بسيطة فتمتع برؤية السيد المسيح نفسه، وكان كثيراً ما يرى ملاكاً حارساً يحرسه ويعزيه وأحياناً يوبخه على فكر خاطئ يبثه عدو الخير فيه، كما نال موهبة إخراج الشياطين. لقاؤه مع القديس جاورجي كان جاورجي راعياً للغنم مع أبيه أحب حياة التأمل، لذا ترك والديه التقيين وهو في الرابعة عشرة من عمره ليذهب إلى البرية …. في الطريق رأى الشاب الصغير عمود نور يرشده ففرح وتعزى. لكنه فجأة اختفى العمود ليظهر له إنسان عجوز يقول له: “لقد عبرت إحدى المدن فوجدت رجلاً مشقوق الثياب ينوح ويبكي بشدة، ويصرخ بصوت عظيم قائلا: أن الأسد قد افترس ابني وهو يرعى الغنم في الحقل، وأغلب الظن يا ولدي أنه أبوك. فعليك أن ترجع إليه وتطيّب قلبه، لأنه مكتوب: “أكرم أباك وأمك (خر 20: 12)، ثم تعود إلى البرية”. فأجابه الشاب بحزم أنه مكتوب “من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني” (مت 10: 37). للحال صار الشيخ دخاناً واختفى، فعرف جاورجي أنها خدعة شيطانية، أنقذه الرب منها، فقدم الشكر لله. عندئذ ظهر له الملاك غبريال على شكل صبي صغير حسن الصورة وبهي الملبس رافقه في الطريق حتى بلغ به إلى جبل أوريون بقرب شيهيت. عاش جاورجي يتدرب على يدي راهب قديس على حياة الصلاة وحفظ الكتاب المقدس مع النسك، وكان يود التوحد في البرية الداخلية لكن الله لم يسمح له. بتدبير إلهي إذ كان القديس أبرام يتجول في الجبل التقى بالقديس جاورجي في جبل القديس أوريون، فتحدثا معاً بعجائب الله، وشعرا باتفاق روحي في حياتهما واشتياقهما، فرأيا أن يعيشا معاً يسند أحدهما الآخر …. ذهبا إلى الكنيسة للصلاة وبقيا طوال الليل يطلبان مشورة الله من جهة قرارهما، وقد قيل أن القديس يوحنا المعمدان ظهر لهما وطلبا منهما أن يعيشا معا في إسقيط القديس مقاريوس . ترك الأنبا جاورجي جبل أوريون بعد نواله بركة الآباء وانطلق إلى الإسقيط وكان قد سبقه الأنبا أبرام ليعد له مكاناً …. وهناك عرفه الأنبا أبرام بمعلمه القديس الأنبا يؤانس…. وسكنا معاً في قلاية تسمى بيجيج بجوار قلاية الأنبا يؤانس، وقد ظلت هذه القلاية من معالم الدير حتى القرن الرابع عشر حيث زارها بنيامين الثاني (1327 ? 1339 م). نياحته عاشا معا بروح الصداقة القائمة على الحب الروحي يشجعان بعضهما البعض، حتى مرض الأنبا أبرآم وبقى مدة 18 سنة يعاني من قسوة الألم، وكان أخوة القديس جاورجي يخدمه ويصلي من أجله ويقرأ له في الكتب المقدسة. إذ دنت الساعة بعد تناوله جاءه بعض الآباء الراقدين منهم القديس مقاريوس والأنبا يؤانس وجماعة من الملائكة يستقبلون نفسه الطاهرة، وقد بلغ من العمر 85 عاماً، وكان ذلك في عام 693 م. لم يمض سوى حوالي خمسة أشهر حتى رقد أخوه القديس جاورجي بعد أن بلغ 72 عاماً ليدفن مع صديقه الحميم. تعيد الكنيسة القبطية بتذكار نياحة الأنبا أبرآم في التاسع من طوبة، والأنبا جاورجي في الثامن عشر من بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم المتوحد القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد الرهبان الباخوميين، تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 30 بابه. ولد بمنوف من أسرة متدينة تقية وغنية، فنشأ زاهداً في كل شيء…. وإذ كبر انطلق إلى اخميم بصعيد مصر ومنها إلى حيث القديس باخوميوس الذي كاشفه باشتياقات قلبه، فاختبره وألبسه زي الرهبنة. عاش هذا القديس 23 سنة في الدير يمارس حياة الشركة بتقوى ومحبة شديدة لاخوته الرهبان، وإذ كان يتوق لحياة الوحدة سمح له القديس باخوميوس أن ينفرد في مغارة خارج الدير. عاش زاهداً للغاية، يعمل بيديه شباكاً لصيد الأسماك يبيعها أحد المؤمنين ليشتري له فولاً، ويتصدق بالباقي، فكان طعامه اليومي قليلا من الفول المبلول كل مساء، أما ثوبه فتهرأ ولم يقتن آخر بل كان يلبس قطعة من الخيش إذ لم يكن يلتقي بأحد، ولا يخرج من قلايته إلا للتناول مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات. إذ شعر أن أيامه قد أوشكت على النهاية أرسل للقديس تادرس تلميذ القديس باخوميوس الذي كان يحبه جداً، وصليا معاً ليرشم نفسه بعلامة الصليب وتنطلق نفسه.! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم القيدوني | الولادة: – الوفاة: – روى لنا القديس أفرام السرياني قصة ناسك يدعى إبراهيم أو أبرام أو إبراميوس القيدوني Abraham of Kidunaia ، وكان معاصراً له من وطنه، أحبه جداً لنسكه مع اتساع قلبه بالحب وشوقه لخلاص كل نفس، كثيراً ما كان يزوره ويتحدث معه. وقد جاءت القصة مشابهة لقصة تاييس لأناتول فرانس التي كتبها بعد أحداث هذه القصة بقرون طويلة. تحتفل الكنيسة الغربية بعيده في 16 مارس. حداثته ولد إبراهيم في مدينة الرها أو أحد ضواحيها، وقد دعي “القيدوني” نسبة إلى قرية قيدون بجوار الرها، من بيت كريم كثير الغنى، هذّبه والداه بالثقافة والفلسفة مع التقوى والورع. عافت نفس الفتى كل غنى هذا العالم ومباهجه، وإذ أدرك والداه تقشفه الزائد وميله للعزلة إذ كان يقضي أوقاته في العبادة مع الدراسة والتأمل خشي أن يتركهما ابنهما المحبوب لديهما إلى الحياة النسكية فألزماه بالزواج. ومن أجل حيائه وتقواه لم يستطع مقاومة والديه، فوجد نفسه قد ارتبط بعروس في الكنيسة. بقى الوالدان يقيمان الحفلات لمدة أسبوع كأهل زمانهم من أجل زواج ابنهما…. وقبل أن يتعرف الشاب على عروسه تسلل ليلاً واختفى. صار الكل يبحث عنه حتى وجدوه بعد 17 يوماً مختفياً في مغارة خارج المدينة. حياته النسكية عبثاً حاول السعاة أن يردوه إلى البيت إذ وضع في قلبه أن يعيش بتولاً، يمارس الحياة النسكية والتعبدية….. (لا نعرف ما موقف عروسه إذ لا يليق به أن يتركها دون موافقتها). قيل أنه بنى المغارة بالطوب ولم يترك إلا طاقة صغيرة يتناول منها طعامه، وعاش في المغارة يمارس العبادة الملائكية مع جهاد ضد قوات الظلمة. إن كان إبراهيم قد هرب من العالم وملذاته واهتماماته لكنه بقلب متسع بالحب لله والناس، لهذا تحولت مغارته إلى سّر بركة لكثيرين، فصارت ملجأ لكل حزين ومتألم ومريض، يجد الكل فيه قلباً محباً ونفساً ملتهبة بالروح، يسند كل القادمين إليه. أفرام الكاهن فرح أسقف الرها بهذا الناسك الذي صار بركة للمدينة وتعزية للكثيرين، وسّر بناء روحي لنفوس كثيرة…. وإذ كان الأسقف متألماً بسبب أهل “بيت قيدون Beth – Keduna ” في ضواحي الرها، إذ كانوا وثنيين قساة القلب لا يستجيبون لأي عمل كرازي، ألّح على إبراهيم أن يقبل السيامة كاهناً ليخدم بين هذه النفوس. أمام محبته لخلاص كل نفس قَبِل السيامة وانطلق إلى المدينة وسط الوثنيين الذين عاملوه بقسوة، حتى ضرب أكثر من مرة وألُقى بين القاذورات حاسبين أنه مات…. وكان إذ يسترد أنفاسه يعود إليهم ثانية ويتحدث معهم عن إنجيل المسيح…. وبعد ثلاثة أعوام إذ رأوا صبره ووداعته وقداسة سلوكه آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا. التف الكل حوله وتحولت المدينة إلى مقدس للرب…. وفرح الأسقف جداً، لكن فجأة إذ اطمأن الكاهن عليهم اختفى راجعاً إلى مسكنه، فبكاه الكل…. وسام لهم الأسقف كاهناً يرعاهم. مع مريم ابنة أخيه قيل أنه بعد عودته إلى مغارته مات أخوه وترك ابنة يتيمة الأب والأم تدعى مريم، كانت في السابعة من عمرها…. فاستأجر لها موضعاً بجواره وكان يهتم برعايتها ويدربها على تلاوة المزامير والحياة المقدسة في الرب، فتقدمت في الفضيلة وأحبت الحياة النسكية ممتثلة بعمها الأب أفرام. استطاع أحد الشبان أن يخدعها حتى سقطت معه في الخطية، وإذ خشيت الالتقاء مع عمها هربت بعيداً وتحولت إلى حياة الدنس والنجاسة بعنف. بكاها القديس إبراهيم كثيرا، وكرّس صلوات ومطانيات وأصوام من أجل خلاصها…. وأخيراً إذ عرف مكانها تخَفى في زي آخر والتقى بها حتى لا تهرب منه…. وبروح الوداعة مع دموع غزيرة ردها إلى التوبة، فرجعت معه مملوءة رجاءً مع انسحاق قلب، وقضت بقية حياتها تمارس التوبة مع نسك شديد. أما هو فإذ ردّ ابنة أخيه لم يبق كثيراً بل أسلم روحه الطاهرة في يدي الرب. قال عنه كاتب سيرته: “لم يُر قط ضاحكًا، بل كان يتطلع إلى كل يوم أنه يومه الأخير. مع هذا فكان محياة نشيطاً، كامل الصحة وقوي البنية كما لو كان لا يمارس حياة التوبة”. حياته صورة حيّة لتكامل الفكر النسكي مع التهاب القلب بالحب الإنجيلي، والتحام الحياة التأملية بالكرازة، واهتمام النفس بخلاصها خلال حبها لخلاص الكل. كتب مار إبراهيم صلوات وأدعية ضُم بعضها إلى كتاب “الأجبية” السرياني، أي صلوات الرهبان السبع. وقد نظُمت أناشيد سريانية كثيرة مستوحاة من توبة ابنة أخي مار إبراهيم، منها مرقاة أو سيبلتو (منظومة سريانية ملحّنة) لمار أفرام السرياني، قام بترجمتها إلى العربية غبطة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عواص، جاء فيها: “مبارك هو المسيح الذي يفتح باب رحمته للخطاة التائبين، ألا فلأتنهد باكية على حياتي! الويل لي، ماذا أصابني؟ وكيف سقطت؟ يارب ارحمني …. لقد اختارني ابن الملك (السماوي) ودعاني لأفرح بوليمته، إلا أنني فضّلت فرح البشر. فيارب ارحمني. ويلاه! فإن الدير الذي اتشحت فيه بالاسكيم الرهباني يندبني الآن، وإن الشيخ الذي ألبسني الاسكيم ينتحب عليّ بحزن عميق، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟! لقد نزعت عني الاسكيم المقدس، وارتديت حلة زانية…. الويل لي…. يارب ارحمني…. لقد نسيت مطالعة الكتب المقدسة، فالويل لي. وأبدلتها بصوت مزمار منكر. فيارب ارحمني. ويلاه! فقد كنت حمامة طاهرة ووديعة، وسقطت بين شدقي إبليس، وصرت له لقمة سائغة، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟ ….! أيها العليّ الذي طأطأ سماء مجده ونزل إلى الأرض لينقذ الغرقى أمثالي، انتشلني من هوة الظلام التي سقطت فيها، آه ارحمني يارب. السماء والأرض ترجوانك من أجلي يارب” …. مار أغناطيوس زكا الأول: رائحة المسيح الذكية، 1984، ص 61-73. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرونيانوس Apronianus | الولادة: – الوفاة: – كان وثنياً، ذا رتبة عظيمة بروما، تحول هو وزوجته أفيتا Avita إلى الإيمان بالسيد المسيح على يدي القديسة ميلانيا الكبرى، وصارا يمارسان الحياة النسكية وإنكار الذات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| أبسخيرون القليني الشهيد | الولادة: – الوفاة: – 🏞 نشأته كلمة “أباسخيرون” أو “أبسخيرون” مشتقة من كلمتين: “أباّ” معناها “أب”، و “سخيرون” “أسشيروس” أو “إسكاروس”، معناها “القوي”. وُلد بقلين من محافظة كفر الشيخ، وكان جندياً شجاعاً محبوباً، له شهرة واسعة ومكانة بين رفقائه ورؤسائه، من جنود الفرقة التي كانت بأتريب (بنها). 📜 موقفه من منشور دقلديانوس إذ أصدر دقلديانوس منشوراً بالذبح للأوثان في كل إنحاء الإمبراطورية، وإذ أعُلن المنشور بين الجند رفض أبسخيرون التعبد للأوثان، فقام الوالي ولطمه وصار يوبخه، أما هو فألقى بمنطقة الجندية أمامه، للحال أمر الوالي بسجنه. كان للقديس أبسخيرون أخان جاءا إليه يبكيان ويستعطفانه ليبخر للأوثان، وإذ لم يستجب لدموعهما صار يتبرأن منه، أما هو فكان يحدثهما عن الإيمان بالسيد المسيح…. ثم صار يصلي فظهر له ملاك يسنده ويشجعه. قدم في صباح اليوم التالي للمحاكمة، وصار الوالي تارة يهدده وأخرى يلاطف، وإذ وجده ثابتاً على إيمانه قرر ترحيله إلى أريانا والي أنصنا (قرية الشيخ عبادة تجاه ملوي شرق النيل). قيد أبسخيرون ورحل مع أربعة من الجنود على مركب متجهاً نحو الصعيد. فظهر له السيد المسيح وهو في السفينة وحلّ قيوده، وإذ توسل إليه الجنود سمح لهم أن يقيدوه حتى لا يتعرضوا للموت. 🚆 في أسيوط لم يجدوا الوالي في أنصنا إذ عرفوا أنه قد ذهب إلى أسيوط، فانطلقوا إليه وهناك تعرف أبسخيرون على جماعة المؤمنين من أسوان وإسنا كانوا قد حُملوا إلى أريانا ليعذبهم، فتعزى الكل معاً. أخرج القديس روحاً شريراً كان يعذب مشير الوالي مكسيماس (غالباً والي أسيوط الذي كان برفقة أريانا والي أنصنا)، فاغتاظ الوالي وأمر بربط القديس في خيل والطواف به في شوارع المدينة، ويصيح البعض أمامه، قائلين: “هذا جزاء من لا يخضع لأوامر الملوك ويقدم البخور للآلهة”. قُدّم لعذابات كثيرة وكان الرب يسنده ويقويه. اتهمه أريانوس بالسحر، فاستدعى ساحراً يدعى الكسندروس قدم له كأساً به سم، رشم عليه القديس علامة الصليب فلم يصبه أذى، فآمن الساحر بالسيد المسيح وقطع أريانا رأسه. تشدد أريانا في تعذيبه للقديس وأخيرًا قطع رأسه في 7 بؤونه مع خمسة من الجنود هم ألفيوس وأرمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون. ⛪ كنيسة القديس أبسخيرون بالبيهو هي كنيسة القديس أبسخيرون التي كانت بقلين (بمحافظة كفر الشيخ)، نقلها القديس إلى البيهو بمحافظة المنيا بالصعيد، ولا زالت قائمة إلى اليوم. قيل أن أهل قلين اعتادوا أن يعينوا ليلة محددة لإقامة عدداً من الزيجات معاً، ربما بسبب صعوبة المواصلات في ذلك الوقت، ولتوافقها بوقت جمع المحاصيل. وفي أحد هذه الاحتفالات إذ كان حوالي مائة شخص مجتمعين في الكنيسة، كان عدو الخير قد أثار المضطهدين عليهم، وكان المؤمنون في هذه المدينة يتشفعون دائما بالقديس أبسخيرون الذي من بلدتهم. وفي أثناء الليل قبل أن ينفذ المضطهدون ما في نيتهم نقلت الكنيسة بمن هم فيها إلى البيهو بصعيد مصر. وفي الصباح خرج الناس من الكنيسة ليجدوا أنفسهم في بلد غير بلدهم. ظهر لهم القديس دون أن يعرفوه، وسار معهم حتى شاطئ النيل، وإذ ركبوا سفينة وصلوا إلى قلين في يوم واحد عوض ثلاثة أيام، فتعجب صاحب السفينة وآمن بالمسيحية، وفي قلين لم يجدوا الكنيسة، لا يزال مكانها بركة ماء تسمى بحيرة القليني. … | آباء وقديسون | |
| ابصادى أسقف أبصاي | الولادة: – الوفاة: – كلمة (إبصادي) أو (بسادة) تعني (الذليل). كان القديس بسادة أسقفاً على أبصاي أي المنشاة شرق بجوار أخميم. في عهد دقلديانوس أرسل إليه إريانا والي أنصنا يستدعيه لما عرفه عنه من يقظته في رعايته لشعبه وتثبيتهم على الإيمان المسيحي. دعى الأب الأسقف شعبه وحثهم على الجهاد، وأقام لهم قداساً إلهياً اشترك فيه الكل وتناولوا الأسرار الإلهية، ثم ودعهم مسلّماً نفسه بين يدي رسل إريانا. وإذ التقى بالوالي رقّ له، لما للأسقف من هيبة ووقار وسأله في احتشام أن يسمع لأمر الإمبراطور ويخلص نفسه من المتاعب، لكن الأب الأسقف رفض بشجاعة أن يبخر للأوثان. احتمل عذابات كثيرة بالهنبازين وبإلقائه في مستوقد حمام، وكان الرب يحفظه. وأخيراً نال إكليل الاستشهاد في 27 من شهر كيهك. ما زال يوجد ديره باسم القديس الشهيد بسادة بشرق المنشاة بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابطلماوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أبطلماوس هذا غير أبطلماوس القس الذي استشهد مع القديسين (أباكير ويوحنا وفيلبس) بجوار دمنهور في 15 من شهر بؤونة. لقاؤه مع ببنودة السائح أبطلماوس بن نسطوريوس من مدينة دندرة، على الشاطئ الغربي من النيل مقابل مدينة قنا بالصعيد الأقصى. كان أبطلماوس قد أخذ بعض الجند وانطلق إلى الجبل في رحلة صيد، فالتقى هناك بالقديس ببنودة الراهب السائح (بفنوتيوس). اقترب الراهب منه بناء على صوت سمعه من السماء، لكن الجند استخفوا به من أجل رداءة ثيابه وحاولوا طرده، أما أبطلماوس فنزل عن حصانه وضرب للأب مطانية أمام الجند وطلب منه أن يرافقه… ثم أخذه إلى بستان له مملوء بالأشجار المثمرة. رأى القديس ببنودة هذا المجد الذي يعيش فيه الشاب أبطلماوس فصار يبكي. – أعلمني ما الذي يبكيك يا أبي؟ – يا ولدي ليس بكائي من أجل هذا المجد ولا تلك الكرامة التي أشاهدها، وإنما تذكرت الأمجاد التي أُعدت لنا في ملكوت السموات إن حفظنا وصايا الرب. – يا أبي لن أتركك، وكل ما تشير به عليّ أفعله. إنما أريد منك ألا تفارقني بل تمكث معي في هذا الموضع. – لا يمكنني أن امكث عندك. – إذن خذني معك إلى البرية. – إني أخاف سطوة أبيك، لكن إن كنت تريد الوصول إلى ملكوت السموات بطريق مختصر فها أنا أرسلك إلى مدينة أنصنا، عند رجل تقي عابد الله اسمه دوروثيؤس، يدعى (اللآبس النور) من أجل حسن عبادته. عندئذ كتب القديس ببنودة رسالة للقديس دورثيؤس يوصيه فيها بأبطلماوس. ثم نصح أبطلماوس قائلاً له أن يحذر لنفسه من عدو الخير الذي يثير عليه تجارب كثيرة من جهة امرأة شريرة تلتقي به في الطريق، طالباً منه ألا يكف عن ذكر اسم المسيح لكي يخلصه من التجارب والبلايا. كما أنبأه بأنه إذ يمضي إلى مدينة أنصنا يثير عدو الخير عليه رياحاً شديدة لتحطم السفينة، وطلب منه أن يسأل الرب الخلاص فينال عوناً سريعاً. مع الأب دوروثيؤس أطاع أبطلماوس وصية الأب ببنودة، وفي الحال تخفى وانطلق في الطريق ليجد ما قد أعلنه له الأب ببنودة يتحقق حرفياً، وإذ التقى الأب دورثيؤس (ضورتاوس) أعطاه الرسالة، فجلس معه الأب وأرشده أن يذهب إلى إريانا والي أنصنا ويعترف بالسيد المسيح، فينال الإكليل سريعاً عوض الطريق الطويل خلال الحياة الرهبانية. استشهاده انطلق إلى إريانا حيث اعترف بالسيد المسيح فأذاقه عذابات كثيرة، وأخيراً أمر الوالي أن يعبروا به النيل إلى الغرب إلى قرية طوخ الخيل، حالياً منطقة خربة شمال غرب طحا، وهناك عُلق على صارية عالية وبقي هكذا تسعة أيام حتى طعنه أحد الجنود في رقبته فأكمل شهادته في 11 من شهر كيهك. قيل أن عسل نحل كان يسيل من الصارية كل من أكل منه وهو مريض يشفى. دُفن جسده وأقيمت عليه كنيسة بعد انقضاء فترة الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابفيّة الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – قبلت الإيمان على يدّي الرسول بولس، وقد تركنا الحديث عن شخصيات الكتاب المقدس لقاموس مستقل إن أذن الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا آري الشطانوفي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أبا آري Ariكاهناً بقرية شطانوف التابعة لبشاتيPchati ، بشاتي بالقبطية هي “نيقيوس” مكانها حالياً زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جداً. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا (القداس الإلهي). مواجهته الأضطهاد في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالساً في منصة القضاء يحاور المسيحيين. دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلناً إيمانه بالسيد المسيح. تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلاً له: “تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثاً عظيماً محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي”، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه. رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه. في الإسكندرية بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة. إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن. سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه. صغر الوالي في عيني نفسه جداً، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح. تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا كراجون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل البنوان وكان أولاً لصاً فاتفق معه شابان في اللصوصية، ومضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهراً في الصلاة. انتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد، ولكنه ظل واقفاً يصلى حتى انحلّت قلوبهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخرّوا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلّمهم ثم ترهَّبوا عنده. أما القديس أبا كراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح، وقد تم قوله إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة فودع القديس أبيه وأخذ بركته ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قِبَل مكسيميانوس قيصر، فعذبه كثيرًا ثم أخذه معه إلى الإسكندرية وهناك عذّبوه إذ علّقوه في صاري مركب خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في زِق من جلد وطرحوه في البحر فأخرجه ملاك الرب من الماء وأمره أن يمضى إلى سمنود، فمرّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها وكان كل من به مرض يحضر إليه فيُشفى بصلاته. ولما وصل إلى سمنود أجرى الله على يديه جملة عجائب منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلاً. أما القديس فقد أرسلوه إلى الإسكندرية وبعد أن ساموه العذاب بمختلف الأنواع قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقسٍ من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البنوان ووضعوا جسده بها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن الدهيري | الولادة: – الوفاة: – هو خريسطوذولوس الملقب بابن الدهيري، كان مطراناً في أيام البابا كيرلس بن لقلق (75)، في القرن الثالث عشر، على دمياط. كان ثقة في اللغة القبطية، وضع مقدمة لقواعدها النحوية معروفة باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابو فانا القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش القديس أبو فانا أو أبيفانيوس في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير، حيث مارس حياة الوحدة في الصحراء الغربية غرب قرية (أبو صيرة) في مقاطعة الأشمونين، وسكن في كهف، وأغلق على نفسه يختلي… ومع تداريبه النسكية العنيفة لم يكن يكف عن ممارسته العمل اليدوي ليعطي الفقراء، كما اهتم بتعليم الإخوة، وقد وهبه الله عطية عمل المعجزات… بمعنى آخر امتزجت وحدته باتساع قلبه بالحب لله والناس. سجل لنا تلميذه أفرام عرضاً مختصراً لحياته. حياته الرهبانية وُلد هذا القديس من أبوين مسيحيين، ربياه بمخافة الله … فنشأ محباً لحياة الخلوة والتأمل مع حنان ومحبة للمحتاجين. أقام وهو شاب بين الرهبان، وتدرب على الحياة النسكية مع العمل اليدوي لتقديم صدقة للمحتاجين… وإذ كان حبه للوحدة يتزايد انفرد في مغارة مظلمة، فوهبه الله، ينبوع ماء ليشرب منه… كان يتدرب على الصوم ليأكل مرة واحدة في كل يوم صيفاً، ومرة كل يومين شتاءً، مع اهتمام بحياة الصلاة الدائمة، وضرب 300 مطانية في النهار ومثلها بالليل… حتى لصق جلده بعظمه، وصار كخشبة محروقة… مركز روحي مع محبته الشديدة للعزلة من أجل الصلاة لم يغلق قلبه ولا مغارته عن اخوته، فتحول مسكنه إلى مركز إشعاع روحي. كان الشيوخ المقيمون في الجبل يأتون إليه، يسترشدون به، فيلهب قلوبهم بالشوق نحو الكمال المسيحي في الرب. نبوته بوفاة الملك رآه تلميذه أفرام حزيناً، وإذ سأله عن سبب حزنه أجابه بأنه اليوم طُلبت نفس الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير، وبهذا قد انحل رباط نظام الدولة… فسجل التلميذ التاريخ، وبعد زمن قصير نزل إلى العالم فعرف أنه ذات اليوم الذي توفي فيه الإمبراطور. أمثلة من معجزاته : 1. أتى إليه كاهن قد أُصيب بمرض في رأسه، خلاله تقرحت هامته وظهر عظم رأسه، وإذ كان التلميذ أفرام يلح عليه ليخرج له ويصلي من أجله لم يلتفت إليه. وأخيراً إذ صار التلميذ يلح أكثر أفهمه أنه قد دنس بيت الله بالزنا وأخذ النذور وأنفقها على شهواته، فليس له دالة أن يطلب له الشفاء من الله. وأخيراً تحنن عليه، فأمر تلميذه أن يخرج إليه ويخبره بأنه إن أراد أن يبرأ من مرضه يعاهد الله ألا يعود إلى خدمة الكهنوت كل بقية أيام حياته، ويرجع عن سلوكه فيبرأ… وإذ تعهد الكاهن بذلك التقى به القديس وصار يصلي إليه فتماثل للشفاء حتى عاد سليماً وبتوبة صادقة. 2. جاء رجل ومعه ابنه لينالا بركته، فسقط الابن من الجبل ومات، حمله الأب إلى مغارة القديس، ووضعه أمامه دون أن يخبره، وسأله أن يباركه، فرشم عليه علامة الصليب وقال له: “قم وامضِ إلى أبيك وامسك بيده”، فقام الولد حياً وفرح والده وانطرح أمام القديس يشكره ممجداً الله صانع العجائب بقديسيه. 3. علم القديس بيوم نياحته، فطلب من الكاهن الذي اعتاد أن يحضر ليقيم الأسرار المقدسة ليتناول أن يقيم القداس الإلهي… ثم تناول وهو واقف على قدميه اللتين تورمتا من كثرة الوقوف… وودع الإخوة وباركهم طالباً بركتهم له، ثم رفع صلاة لله وأسلم الروح في يدي الرب في 25 من شهر أمشير. ديره بدلجا بُنيّ له دير على اسمه بجوار بني خالد من كفور دلجا في إقليم الأشمونين. تقع قرية بني خالد على بعد عشرين كيلومتراً جنوب قصر هور، أما دلجا قرية كبيرة على بعد عشرين كيلو متر جنوباً… موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابو نفر السائح | الولادة: – الوفاة: – دير الأشمونين التهب قلب الشاب أبو نفر بمحبة الله واشتاق للحياة التعبدية الهادئة فالتحق بدير بهرموبوليس (الأشمونين التابعة لمحافظة المنيا)، حيث كان بالدير حوالي مائة راهب يمارسون حياة الشركة، يتعبدون في صمت مع اهتمام بممارسة العمل اليدوي كجزء لا يتجزأ من العبادة. أحب أبو نفر الآباء الرهبان، وسلك معهم بروح التقوى والطاعة، لكن نفسه كانت تتوق إلى حياة الوحدة في البرية ممتثلاً بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا النبي. انطلاقه في البرية لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى شعر بالتهاب قلبه نحو حياة الوحدة، وفي إحدى الليالي تسلل في سكون دون أن يشعر به أحد، إذ عرف مدى حب الرهبان له ورغبتهم في ألا يفارقهم. حمل رغيف خبز واحد وقليلاً من الخضروات تكفيه لمدة أربعة أيام، وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات… وكان يصلي في الطريق طالباً مشورة الله. إذ توغل في الصحراء رأى فجأة نوراً ساطعاً، لكنه رأى ملاكاً يقول له: “أنا ملاكك الحارس، لم أتركك منذ كنت في المهد، فلا تقلق بل تقدم إلى الأمام دائماً فستبلغ الموضع الذي أعده الله لك”. رافقه الملاك حتى بلغا مغارة واختفى، فقرع أبو نفر الباب قائلاً: “باركني؟؟” فظهر له رجل طويل القامة مهوب، فركع أمامه الشاب أبو نفر وقبّل قدميه، لكن الشيخ المتوحد أقامه من يده وقال: “يا أبا نوفر، أنت أخي في الرب. ادخل استرح بضعة أيام، ثم تتبع المسيرة التي أوحى لك بها الله”. بعد أيام قليلة سار الشيخ معه لمدة أربعة أيام حتى بلغا مغارة بجانبها نخلة، وسكن الشيخ معه فيها لمدة شهر يدربه على حياة الوحدة ليتركه ويعود إليه مرة كل عام، حتى تنيح الشيخ في إحدى زياراته له. مع القديس بفنوتي قيل أن المتوحد بفنوتي اشتاق أن يدخل أعماق الصحراء، لعله يلتقي بأحد المتوحدين أو السواح، فأخذ قليلاً من المؤونة وانطلق في الصحراء لمدة سبعة عشر يوماً، وفجأة رأى القديس أبا نوفر السائح الذي كان له في البرية ما بين ستين وسبعين عاماً، كان شعره طويلاً غير مرتب ولحيته طويلة جداً تتدلى على جسده، يتمنطق بحزام من الأوراق العريضة. رآه القديس بفنوتيوس فارتعب جداً، وتسلق قمة تل قريب، وكانت عيناه شاخصتين نحو هذا الغريب، لكن الشيخ وكان منهك القوى صرخ، قائلاً: “انزل أيها الراهب القديس، إني أسكن هذا القفر من أجل محبة الله”… فالتقى الاثنان وقبّلا بعضهما قبلة السلام. جاء حديثهما معاً روحياً وشيقاً، فيه أوضح أبونفر أنه أقام في الصحراء ستين عاماً يتجول في القفر ويتغذى على حشائش البرية وبلح النخلة دون أن يرى إنساناً، وأنه قد احتمل في البداية الكثير من جوع وعطش وحر وبرد لكن الله نظر إلى ضعفه وسنده، كما أخبره أن كثيرين ممن يسكنون القفار يتمتعون بعطايا جليلة، حتى أن منهم من يُحملون إلى السماء لينظروا القديسين في مجدهم ويتهللون بفرح لا تعرفه الأرض… نسي القديس بفنوتي كل تعب خلال استماعه لحديث القديس السائح، وسار الاثنان إلى المغارة حيث بلغاها عند الغروب فوجدا على الصخر رغيف خبز وقليلاً من الماء.. نياحته يبدو أن القديس بفنوتي المتوحد لم يبق كثيراً مع القديس السائح، إذ مرض أبو نفر فارتبك بفنوتي لكن القديس صار يطمئنه، موصياً إياه أن يعود إلى مصر بعد تكفينه… وبالفعل أسلم قديسنا روحه الطاهرة. وقد شهد القديس بفنوتي أنه رأى ملائكة وسمع تسابيحهم عند رقاده. وقد قام بتكفينه، مشتهياً أن يكمل بقية أيام غربته في المغارة، لكنه رأى النخلة قد يبست والينبوع قد جف، فبكى بمرارة وعاد ليمارس حياة الوحدة في ديره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابو ياسر بن القسطال | الولادة: – الوفاة: – راهب عالم فاضل بدير في نواحي طرة، في القرن العاشر. كان مهتماً بدراسة الكتاب المقدس والإصلاح الروحي للأقباط، فقد كتب كتاباً عالج فيه بعض الأخطاء الروحية والاجتماعية التي كانت سائدة في عصره، منها: 1. نادى بضرورة تعرف الخطيبين على بعضهما قبل الزواج حتى يقبل الواحد الآخر عن رضى ومحبة، وليس خلال الإلزام العائلي… فإن هذا يخفف الكثير من المشاكل العائلية. 2. أوضح أن الختان ليس فرضاً روحياً، إنما هي عادة اجتماعية، ويمكن للمسيحي أن ينال المعمودية دون أن يختتن… وأن المعمودية هي الباب الوحيد الملزم لكل مؤمن. بسبب هذا الكتاب ثار الإكليروس والشعب عليه، وطرد من الدير إلى بستان بجوار الدير، قام بزراعته والاهتمام به. ولكن في أوائل العصر الأيوبي إذ صدر أمر بالاستيلاء على أوقاف الأديرة والكنائس اُستولى على هذا البستان. كان لأبي ياسر صديق يهودي مولع بالبحث الديني، فكانا يتناقشان معاً، وقد نجح أبي ياسر في كسب هذا اليهودي الذي نال المعمودية، وتعلم القبطية، وسيم شماساً على كنيسة العذراء بحارة زويلة، حيث قضى بقية حياته باذلاً كل الجهد في خدمة الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللو وآمون القديسان | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم لقاءه مع القديس أبوللو، قائلاً: [ رأينا أيضاً كاهناً آخر يدعى أبوللو، عاش في طيبة على حدود هرموبوليس (الأشمونين)، الموضع الذي جاء إليه مخلصنا مع مريم ويوسف حيث تحققت كلمة إشعياء القائل: “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه وتسقط من أرضا” (إش 19: 1). وقد رأينا بيت الأوثان الذي فيه انكفأت الأوثان على وجوهها على الأرض عندما جاء مخلصنا إلى المدينة. علاوة على ذلك رأينا ذلك الرجل الذي سكن البرية كأب لخمسمائة راهب يعيشون في الأديرة القائمة عند سفح الجبل، وكان معروفاً جداً في كل منطقة طيبة، يمتاز بفضائل الحياة النسكية السامية، وقد وهبه الله صنع آيات وعجائب عظيمة ]. حياته الديرية كان أبوللو في شبابه المبكر يزور الرهبان المقيمين عند طرق الصحراء المجاورة، فالتهب قلبه بالحنين نحو هذه الحياة الملائكية على مستوى سماوي، فهجر العالم ورحل إلى الدير ليقضي أربعين عاماً يمارس حياة ديرية هادئة. يروي لنا القديس جيروم كيف سمع أبوللو صوتاً سماوياً يدعوه لتأسيس دير، قائلاً له: “أبوللو، إني سأبيد حكمة حكماء مصر بيديك، وأنزع الفهم الذي هو ليس فهماً عن أغبياء الأمم، فإنك لحسابي تقدم حكماء بابل وتنزع خدمة الشياطين. اخرج سريعاً إلى البرية، في المنطقة القريبة من سكنى البشر، فستلد لي شعباً مقدساً يتمجد بالأعمال الصالحة”. وإذ خشى أبوللو من الكبرياء أجاب الصوت في صراحة: “أنزع عني يا سيدي الكبرياء، لئلا أتشامخ على الإخوة، وأفقد كل بركة”. فتحدث معه الصوت ثانيةً، طالباً منه أن يضع يده على عنقه ليمسك بشيء قبيح ويدفنه في الرمل، وإذ فعل ذلك سمع صوتاً يخرج من هذا الكائن المدفون، يقول “أنا هو روح الكبرياء”… وللمرة الثالثة سمع الصوت السماوي يقول: “اذهب وما تسأله من إلهك يُعطى لك”. هذه الرؤيا أو هذا الحدث إنما يكشف عن اهتمام آبائنا بخلاص نفوسهم، فيخشون السقوط في الكبرياء إن تسلموا عملاً قيادياً حتى وإن كان بدعوة سماوية… لكن هذا الخوف لا يقف عقبة عن العمل، ولا يقلل من غيرتهم في الخدمة وجهادهم الرعوي. إذ سمع الطوباوي ذلك للحال ذهب إلىShaina حيث أقام في مغارة، وكان يقضي يومه في الصلاة، قل كان يصلي مائة مرة في اليوم مع مطانيات كثيرة كما قال القديس جيروم. من جهة الطعام فلم يكن يهتم بذلك، إذ كان الله يرسله له بواسطة ملاك في البرية. وكان يغطي جسده بثوب قصير الأكمام ورأسه بمنديل صغير لم يغيرهما ولا بليا قط. وهبه الله عمل عجائب وأشفية يصعب الحديث عنها، سمع عنها القديس جيروم من الشيوخ الساكنين معه والكاملين ومن الرؤساء ومدبري الإخوة. كان كنبي جديد أو رسول في جيله. وإذ ذاع صيته في كل موضع جاء إليه الرهبان كما إلى أب حقيقي وقدموا أنفسهم له، فكان يحثهم على الحياة النسكية السامية، حتى صار بعضهم يتمتع برؤى إلهية وآخرون بأعمال روحية مجيدة. أكل معهم في الآحاد، لكنه لم يأكل قط خبزاً ولا قطاني ولا فاكهة أو شيئاً معداً على النار إنما أكل أعشاباً من الأرض. في سجن بابليون بمصر القديمة بدعوة إلهية انطلق أبوللو من الصعيد إلى بابل ليقف مع بعض الإخوة عند راهب سجين أُلقي القبض عليه – في عهد يوليان الجاحد ليُضم للخدمة العسكرية، وكان القديس يعزيه على احتمال التجارب وألا يفقد سلامه أو رجاءه… وإذ سمع السجان ذلك انطلق إلى رئيس السجن ليقول له بأن الزائرين يريدون إخراج الراهب السجين، فثار رئيس السجن جداً، وأمر بغلق الأبواب وختمها وتشديد الحراسة، قائلاً: “هؤلاء أيضاً يصلحون في الخدمة العسكرية”، وانطلق إلى بيته لينام غير مبال بتوسلات الإخوة له، وفي منتصف الليل ظهر ملاك الرب حاملاً سراجاً مضيئاً أضاء السجن كله بلمعان شديد أدهش الحراس، فتوسلوا إليهم أن يخرجوا من السجن سريعاً، وانفتحت الأبواب أمامهم، قائلين في أنفسهم: “خير لنا أن نموت نحن عنهم عن أن نتجاهل الحرية التي وهبها الله لأناس سجنوا هكذا ظلماً”. ولما جاء رئيس السجن والأشراف الذين معه في الصباح إلى السجن ألّح على الإخوة أن يرحلوا عن المدينة لأن زلزالاً حدث حطم بيته ودفن أسرته، وإذ سمع الإخوة ذلك مجدوا الله بصوت عال، وعادوا إلى البرية متهللين. اهتمامه بخلاص الإخوة يصف القديس جيروم حياة الإخوة الذين تحت رعاية هذا الأب كما شاهدها: [عاش هؤلاء الإخوة معًا على مثال الرسل، بفكر واحد ونفس واحدة، وكان الطوباوي ينصحهم يوميًا أن ينموا في الأعمال المجيدة، وأن يطردوا بسرعة وفي الحال دون انتظار حيل المفتري التي يثيرها في الأفكار، إذ يقول: “إذ يُسحق الشيطان رأس الحية يموت كل جسمها، لذا ينصحنا ربنا أن نحذر رأس الحية. التي هي هذه: “إننا ليس فقط نحذر الأفكار الدنسة الفاسدة ألا تتسلل إلى أفكارنا، وإنما نحذر أيضاً التخيلات البغيضة التي يبعثها في آذهاننا (أي نحذر الأفكار الخارجية التي تتسلل إلينا والأفكار النابعة من داخلنا). جاهدوا بغيرة وحماس فيمتثل كل واحد منكم بغيرة في ممارسة الأعمال النسكية، ولا يكون بينكم من هو أقل من أخيه في السمو (إذ يكون الكل دائم النمو). هذه هي العلامة أنكم تبلغون مجد الأتعاب النسكية إن كنتم تحفظون أجسادكم من أهواء الشهوات. بداية عطية الله هي أن يطلب الإنسان من الله أن يعلن سماته فيه، فلا يفتخر أو تتعال أفكاره كأنما هو أسمى من غيره، لئلا يصير أشبه بمن يحسب نفسه أهلاً لهذه النعمة من عندياته فيفقد النعمة الإلهية…” لدى هذا الرجل كنز ثمين للتعاليم العظيمة في عقله، سمعناها منه في مناسبة أخرى، ولكن أعماله أسمى من تعليمه. كل ما يسأله من الله يُوهب له، وقد تمتع برؤى… رأى في حلم أنه قد صار متشبهاً بالرسل، وقد منحه الله ميراث المجد، فصار يسأل الله أن يهبه الرحيل من العالم سريعاً ليسترح معه في السماء، فقال له مخلصنا: “يلزم لأبوللو أن يعيش على الأرض مدة أطول قليلاً، حتى يصير كثيرون كاملين خلال غيرتهم من أعماله، فقد أُعد ليدير أمة عظيمة من الرهبان والسالكين بالبر، فينال مجداً يليق بتعبه…” خلال تعليمه الغزير وممارساته النسكية العديدة صار غريباً عن العالم، وقد نمى رهبان الدير الذي في الجبل وبلغوا خمسمائة شخصاً جاءوا يعيشون معاً، في حياة الشركة، يأكلون على مائدة واحدة، وبالحق كانوا يظهرون كملائكة، وكانوا أشبه بعمال مزينين بحليّ ملوكي يرتدون زياً أبيض. بهذا تحققت كلمات الكتاب المقدس “تفرح البرية والأرض اليابسة ويبتهج القفر” (إش 35: 1)، وأيضاً “ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، لأن بني المستوحشة أكثر من بني البعل” (إش 54: 1). وتحققت كلمة النبي عن كنيسة الأمم. وكملت خلال برية مصر، لأن أبناء الله صاروا أكثر عدداً من الذين يستقرون في الأرض وينشغلون بالناس. فإنه في كثير من مدن مصر كانت مجامع الرهبان تزداد أكثر حتى من الذين اقتربوا إلى الله في الصحراء]. غيرته على خلاص الكل يروي لنا القديس جيروم عن هذا القديس أنه إذ كان سائراً مع بعض الإخوة في إحدى القرى المصرية شاهد من بعيد جموع الوثنيين قد اجتمعت حول معبد وثن وكانوا يرقصون على ضفة النيل ويمارسون الألعاب الشيطانية… للحال ركع على الأرض وصلى لمخلص الكل، وإذ بالجماهير قد توقفت كما لو رُبطت بحبال، وصاروا هكذا بلا حراك تحت حرارة الشمس الحارقة… وإذ تساءلوا عن سبب ما حلّ بهم عرفوا أن ذلك بفعل صلاة القديس. سألوه أن يصلي لأجلهم، فانحلت رباطاتهم وتركوا العبادة الوثنية، وآمنوا بالمخلص رب الكل صانع العجائب، وانضموا إلى الكنيسة، بل وترهب عدد كبير منهم في ديره، خلال ابتسامته الجذابة ونعمة الله الحالّه عليه وعمل كلمات النعمة الخارجة من فيه. انتشر هذا الخبر خارج القرية، وجاء كثير من الوثنيين من قرى أخرى يطلبون اللقاء معه، فكان يحدثهم عن محبة الله الفائقة والتجسد الإلهي، مجتذباً كثيرين منهم للإيمان. بشاشته قيل عنه أن وجهه كان دائم البشاشة، مجتذباً بذلك كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة مفرحة في الداخل، ومشبعة للقلب بالرب نفسه. كثيراً ما كان يردد القول: “لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية؟ اتركوا العبوس والوجوم للوثنيين والعويل للخطاة، أما الأبرار والقديسون فبالأحرى أن يمرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيّات”. ربحه نفس رئيس عصابة إذ تشاجرت قريتان معاً حول بعض الحقول أسرع الطوباوي ليلقي بذار السلام بينهما، وكان رجال أحد القريتين لا يريدون الإنصات لكلماته، إذ كانوا يحتمون في رئيس عصابة لصوص. التقى بهذا الرجل الذي جاء إليه محتداً، أما القديس فلاقاه بجرأة مع بشاشة عذبة وحلاوة حديث، قائلاً له: “إن قبلت كلماتي يا حبيبي أطلب عنك من ربنا ليغفر لك خطاياك”. وإذ سمع الرجل ذلك ألقى سلاحه بغير تردد، وركع أمام القديس، وسأل تابعيه أن يرجعوا إلى منازلهم. وإذ حلّ السلام بين القريتين ورجع كل إنسان إلى موقعه، صار هذا الرجل ملاصقاً له يتوسل إليه أن يحقق ما وعد به، فأخذه معه في البرية وكان يصلي لأجله ويطلب منه الصبر، قائلاً له: “الله قادر أن يهبك هذا الأمر”. بالليل رأى القديس وقاطع الطريق حلماً واحداً، إنهما واقفان أمام عرش الله في السماء، والملائكة والأبرار يعبدون الله، وإذ سجدا أمام السيد المسيح سمعا صوتاً يقول: “أية شركة للنور والظلمة؟، وأي اتفاق للمؤمن مع غير المؤمن؟” (2كو 6: 14-15). فلماذا إذن يقف هذا القاتل مع البار، إذ هو غير مؤهل لهذه الرؤيا؟ ولكن اذهب يا إنسان (أبوللو)، فإن هذا الصغير بين أبنائك إذ التجأ إليك يخلص أيضاً بسببك”، وقد رأيا وسمعا أموراً لا ينطق بها. إذ استيقظا قص الأثنان حلمهما لمن حولهما، والذين سمعوا دهشوا كيف يروي اثنان حلماً واحداً بعينه… وقد بقى رئيس العصابة في الدير يمارس الحياة النسكية السامية حتى لحظات رحيله من العالم… يعلق القديس جيروم على هذه القصة المعاصرة له، قائلاً: [تحول الذئب إلى حمل بسيط، فيه تحققت النبوة “يسكن الذئب مع الخروف… والبقرة والدبة ترعيان” (إش 11: 6-7]. انضمام أثيوبيين إلى ديره يقول القديس جيروم: [رأينا أيضاً أثيوبيين كانوا يعيشون مع الرهبان، وقد سمت حياتهم النسكية وتحقق فيها ما جاء في الكتاب: “كوش (أثيوبيا والنوبة) تسرع بيديها إلى الله” (مز 68: 31)]. بعض عجائبه روى لنا القديس جيروم أيضاً عنه القصص التالية: 1. حدث نزاع بين جماعة من الوثنيين والمسيحيين على حدود أراضِ زراعية، فجاء الطوباوي أبوللو يصنع سلاماً، لكن رئيس الوثنيين كان متعجرفاً وعنيداً، إذ قال: “لن يكون هناك سلام بيننا حتى الموت”. قال له الطوباوي: “ليكن الأمر ككلمتك، فإنه لن يموت أحد من الفريقين غيرك، ولا تكون الأرض قبراً لك، بل بطون الوحوش المفترسة”. وبالفعل وُجد الرجل في الصباح ميتاً وقد مزقت الضباع والنسور جثته، وإذ عرف الوثنيون ذلك شكروا الله وآمنوا بالسيد المسيح، قائلين عن الطوباوي: “إنه بالحقيقة لنبي”!. 2. إذ اعتاد كثير من الرهبان أن ينطلقوا إلى البرية الداخلية ليمارسوا حياة الخلوة والتأمل بعيدًا عن الحياة الديرية، كل يقضي وقته في العبادة مع النسك الشديد ودراسة الكتاب المقدس والتأمل فيه، ويعود البعض إلى الدير ليحتفلوا بالبصخة المقدسة والآخر يبقى حتى عيد العنصرة. ففي إحدى المرات إذ عاد القديس إلى مغارته ومعه مجموعة من الرهبان وأقاموا القداس الإلهي، حان وقت الإفطار، فقال لهم: “يا أولادي إن كنا مؤمنين وخداماً حقيقيين للمسيح يطلب كل منا من الله فيعطينا ما نأكله”. ثم انحنى على ركبته وأخذ يصلي بإيمان، وإذ كان الوقت لا يزال ليلاً رأوا رجالاً غرباء لا يعرفهم أحد واقفين بباب المغارة، أحضروا عنبًا وتينًا وكمثرى وجوزاً ولوزاً وعسل نحل بأقراصه وصندوق لبن (زبدة)، وبلحاً كثيراً مع خبز كان لا يزال ساخناً؟؟؟. وقالوا بأن غنياً بعثهم بهذه الأمور، ثم تركوهم ليرجعوا سريعاً. وقد بقي هذا الطعام يأكلون منه حتى عيد العنصرة، وهم متعجبين، قائلين: “حقاً هؤلاء قد أرسلهم الله إلينا”. 3. بعد فترة قصيرة من المعجزة السابقة حدثت مجاعة في منطقة طيبة، فذهب عدد من المسيحيين بنسائهم وأطفالهم إلى الدير، وكان الطوباوي أبوللو يقدم الطعام بسخاء حتى لم يبق سوى ثلاث سلال تكفي يومًا واحدًا، والمجاعة لا تزال على أشدها. أخذ الطوباوي الخبز المتبقي ووضعه في وسط الإخوة والجماهير، وقال بصوت عالٍ: “أليست يد الله قادرة أن تزيد؟ لأنه هكذا قال الروح القدس: “لن ينفذ الخبز من هذه السلال حتى نأكل خبزًا جديدًا”، وبالفعل بقي الكل يأكل منه أربعة شهور تكرر الأمر بالنسبة للزيت والقمح وغيرهما، حتى ضجر منه الشيطان، فظهر له وقال: “أتظن أنك إيليا أم واحد من الأنبياء أو الرسل حتى تتجاسر وتفعل ذلك؟” أجاب الطوباوي: “لماذا لا أفعل هذا؟! ألم يكن الأنبياء القديسون والرسل الطوباويون بشرًا؟ ألم يسلم لنا الآباء هذا التقليد لعمل ذلك؟ أو لعل ربنا يكون قريبًا في وقت وبعيداً في وقت آخر؟! الله قادر في كل الأزمنة أن يصنع مثل هذه الأمور، وليس شيء غير مستطاع لديه. إن كان الله صالحًا فلماذا أيها الفاسد أنت شرير؟”. 4. “الآن أما أروي ما رأته أعيننا” يقول القديس جيروم، “فإن الخمسمائة أخ كانوا يأكلون من السلال، وبعدما يشبعون يجدونها ببركة الطوباوي لا تزال مملوءة. 5. أيضاً يروي القديس جيروم أنه إذ حضر ومعه إثنان من الإخوة، جاء إليهم الرهبان وقد عرفوهم من بعيد حسب الأوصاف التي سبق فأعلنها الطوباوي أبوللو لهم عن رحلة هؤلاء الرجال الثلاثة، وقد استقبلوهم بالفرح وتسابيح الحمد كعادة كل الإخوة. وإذ انحنوا بوجوههم حتى الأرض قاموا وأعطوا تحية السلام، وقال بعضهم لبعض: “انظروا فقد جاء الإخوة الذين كلمنا أبّا عنهم منذ ثلاثة أيام أنهم قادمون”. أما الأب أبوللو فقد انحنى للضيوف حتى الأرض، وقام يقبّلهم وهو يصلي، وغسل أقدامهم بيديه وألزمهم أن يتناولوا طعاماً، فقد كانت هذه هي عادته مع كل من يزوره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسان ابوللو وأبيب | الولادة: – الوفاة: – حياتهما تمثل قصة الصداقة الروحية الحقة، حيثُ يلتقي الاثنان معاً في حبهما للرب، وميلهما للتأمل، وعشقهما للملكوت. يمارسان الصداقة في أعمق صورها لبنيان النفس. نشأة أبوللو عاش والدا أبوللو إمان وزوجته إيتي في مدينة بانوبوليس الكبرى (حالياً أخمين)، وكانا يسيران بخوف الله محبين لزيارة الأديرة، ولم يكن لهما ابن. رأت إيتي كما في حلم إنساناً بهياً يحمل نبتاً صغيراً في يده غرسه في منزلها، أزهر ثم قدم فاكهة. قطفت إيتي من الثمر وأكلت فوجدته حلواً للغاية، عندئذ قالت في الحلم: “ربما أُرزق بطفل تكون له لذة مشابهة لمذاق هذه الفاكهة”. روت إيتي الرؤيا لرجلها ومّجد الاثنان الله. وازداد في تقواهما ومحبتهما لله، خاصة الصلاة، فكثيراً ما كانت تقوم إيتي في منتصف الليل تسبح الله، كما تقضي أوقاتاً طويلة في النهار تصلي. وأخيراً وهبها الله الطفل (أبوللون)، الذي تربى بفكر إنجيلي في حياة تقوية، وقد نشأ محباً لحياة البتولية مشتاقاً للرهبنة… وكان له صديق حميم يدعى أبيب، ارتبطا معاً في الفكر، وتلاقت اشتياقاتهما الرهبانية معاً. نشأة أبيب كان مثل أبوللون تقياً من حداثته، يمارس الحياة النسكية، محباً لافتراش الأرض، ميّالاً لحياة الوحدة يقضي وقته في دراسة الكتاب المقدس والتأمل مع الصلاة. كان والده يوبخه، سائلاً إياه إلا يكرس كل وقته للعبادة حتى يقدر أن ينال مركزاً مرموقاً في المجتمع كإخوته، فكان يتقبل التوبيخ في هدوء داخلي وصمت. كان والده وإخوته يتعجبون فيما بينهم على رقة أحاسيسه وهدوئه العجيب بالرغم من تظاهرهم بتوبيخه. اشتد المرض جداً بالوالد وكان قد غضب من ابنه بسبب ميله للوحدة والعبادة، فأصر الأبناء أن يلتقي الوالد بأخيهم، وإن كانوا قد خشوا من ثورة أبيهم على أبيب وسط مرضه الشديد. بالفعل جاء أبيب وكله حياء وهدوء، وإذ ناداه والده، قال للابن: “صلِ يا بني إلى الرب لكي لا يحاسبني على ما سببته لك من أحزان وضيقات، لقد كنت أنت تطلب الله وحده، أما أنا فكنت أسلك بأحاسيس بشرية”، وكان الأب ممسكاً بيدي ابنه مجهشاً بالبكاء. جمع الأب أولاده ليشير إلى أخيهم أبيب، وهو يقول: “من الآن هذا هو أبوكم ومعلمكم، اسلكوا بضمير حيّ حسبما يقول لكم، وها أنتم ترثون أملاكي كما أوصيت لكل واحد منكم”. تأثر الأبناء جداً وتجلت الأبدية أمام أعينهم بينما كان والدهم يسلم الروح، عندئذ استلم أبيب الميراث ووزعه عليهم أما نصيبه فقدمه للفقراء. إذ صار أبيب حراً انطلق مع صديقه أبوللون إلى أحد الأديرة، حيث سكن كل منهما في قلاية منفردة يمارسان حياة الاتحاد مع الله (الواحدة) والنسك بفكر روحي إنجيلي. حياتهما الديرية عاش كل منهما في قلاية، يلتقيان من وقت إلى آخر ليسندا بعضهما بعضاً في الرب، وإذ مرض أبيب واشتد به المرض، أسرع إليه أبوللون ليساعده في مرضه، في بشاشة وسط الآلام القاسية اعتذر أبيب لأبوللون قائلاً له: “اتركني يا أخي بمفردي مع الرب، وعندما تحين ساعتي أناديك”. امتلأت عينا أبوللون بالدموع وهو ينسحب من قلاية أخيه مدركاً أنه يفقد سنداً له في جهاده وأخاً معزياً له، لكن إدراكه للملكوت وثقته في صلوات أخيه عنه في الفردوس ملأته تعزية. أرسل إليه أبيب يستدعيه، وإذ دخل قلايته سمعه يقول بصوت خافت: “آه، أسرع، تعال سريعاً، إلى اللقاء في الفردوس!” ولم يجد أبوللون فرصة إلا ليقبله فيجد نفس أخيه منطلقة، وكان ذلك في 25 أبيب. هنا يليق بنا أن نقف قليلاً أمام هذا الحدث الأخير، فكلنا يدرك مدى حاجة الإنسان إلى محبيه في وقت المرض، خاصة إذا اشتد وشعر أنه مرض الموت… لكن القديس أبيب وقد أُمتصت كل مشاعره في الرب، وارتفع قلبه الملتهب حباً نحو عريسه السماوي لم يعد يشعر بحاجة إلى شيء وسط المرض الشديد. لقد أحب أخاه أبوللون جداً، واشتاق أن يراه قبل أن يعبر هذه الحياة، لكنه لا يريد أن يشغل أخاه في لحظاته الأخيرة عن تأملاته في الرب وسط مرضه. في تل الشمس المشرقة صار أبوللون وحيداً، فترك قلايته وانطلق إلى تل أبلوتزا Eblutz (الشمس المشرقة)، حيث اشتم الناس رائحة المسيح الذكية فيه، فكانوا يقبلون إليه يطلبون بركته وإرشاده. وكان كثيراً ما يحدثهم عن أخيه المحبوب أبيب. قيل أنه في ذكرى نياحة القديس أبيب، قال أخوه أبوللون: “إن من يصلي للسيد المسيح اليوم طالباً صلوات القديس أبيب يُستجاب له”، فتشكك البعض بسبب كثرة حديثه عنه… ولكن إذ رقد أحد الرهبان في ذات اليوم ذهب الكل إلى جثمانه لينالوا بركته، فجأة قام الراهب ووبخ المتشككين في كلمات القديس أبوللون بلطف ثم عاد فرقد، فامتلأ الكل من مخافة الله. عاش القديس أبوللون في عصر القديس مقاريوس المصري الذي كان يشعر دائماً برغبة في الاستماع إليه… وقد كتب القديس مقاريوس رسالة له وللرهبان، فعلم أبوللون بالروح وأخبرهم بذلك، وبالفعل وصلت رسالته بعد ذلك. تنيح القديس أبوللون في شيخوخة صالحة، بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسان ابوللو ويوحنا | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا القديس جيروم أنه التقى بقديس يدعى أبوللو الذي من أور (Or, Akur or Acre). قال عنه أنه كان في الأصل يعمل كحداد، وإذ تحول إلى طريق الرهبنة بقى يستخدم ذات المهنة لخدمة الإخوة الرهبان. ظهر له الشيطان وهو يمارس عمله في شكل امرأة تطلب أن تخدم الإخوة، فألقاها بقطعة حديد محماة بالنار، وللحال أحدث الشيطان صرخة عالية سمعها الإخوة ثم تلاشى. ويقول القديس جيروم أنه منذ هذه اللحظة صار يمسك الحديد المحمى بالنار ولا تحترق يداه. هذا الراهب استقبل القديس جيروم استضافه، وقد روى له بعض سير لأناس عاشوا معه في ذات المنطقة، من بينهم راهب عجيب يدعى يوحنا. يوحنا هذا عاش في نفس البرية، وكان شيخاً متقدماً في الأيام جداً، وقد فاقت أعماله النسكية كل بقية أعمال الرهبان. لا يمكن لأحد أن يجده بسهولة، إذ كان يتجول كثيراً من منطقة إلى أخرى في البرية. في بداية حياته وقف يصلي ثلاثة أعوام يختطف بعض النوم وهو واقف، لا يأكل شيئاً سوى التمتع بالتناول من الأسرار المقدسة من الأحد إلى الأحد. ظهر له الشيطان في شكل كاهن يدفع إليه امرأة (ربما ليصلي لها)، فعرفه، وقال له: “ابتعد أيها المملوءة من كل غش، أب كل البهتان، وعدو كل بر! أما تكف عن العمل لخداع نفوس المسيحيين؟ كيف تتجاسر وتطأ الأسرار المقدسة؟” عندئذ قال له الشيطان: “بقى القليل جداً وأَسود عليك في سقوطك، فإنني كثيراً ما أغويت إنساناً حتى أخرجته من عقله فصار مجنوناً، ولكن إذ طلب عنه قديسون من الله في صلواتهم عاد إلى عقله”، وإذا قال الشيطان هذا رحل. أصيبت قدمي الطوباوي بسبب كثرة وقوفه….. فاقترب منه ملاك، وقال له: “سيكون الرب هو طعامك، والروح القدس شرابك، يكفيك هذا الغذاء الروحي”. وإذ شفى جراحاته أمره أن يرحل من هذا الموضع إلى البرية يقتات على الأعشاب، ويأتي كل يوم أحد ليشترك في القداسات. أراد إنسان مصاب بالفالج أن يذهب إليه ليشفيه، وإذ لمست قدماه ظهر الحمار قبل أن يغادر المكان ولا حتى يصلي له الطوباوي يوحنا شُفي بالإيمان. روى لنا أيضًا، أن الطوباوي يوحنا أرسل بركة (طعاماً) للمرضى، وإذا أكلوا الطعام للحال شفوا من أمراضهم. مرة أخرى إذ أُعلن له عن بعض الإخوة الذين من ديره أنهم غير مستقيمين في حياتهم وأعمالهم كتب رسالة للجميع، فشكا فيها الشيوخ لإهمالهم والإخوة لتملقهم، وقد كان ذلك حقاً. كتب للآباء المهملين الذين استخفوا بخلاص الإخوة الذين معهم، وأيضاً للأخوة كي يصلحوا حياتهم وأن تكون أعمالهم فاضلة. لقد أعلم لهم أيضاً كيف تكون المكافأة أو الجزاء للفريقين… يقول القديس جيروم أن القديس أبوللو روى له ذلك عن هذا الطوباوي يوحنا وأيضاً، روى له أموراً أخرى لم يسجلها، ليست لأنها غير حقيقية، وإنما لأن الكثيرين ينقصهم الإيمان لقبولها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللونيا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – روى لنا القديس ديونسيوس الإسكندري فى رسالة وجهها إلى فابيوس أسقف أنطاكية الآلام التي تكبدها الشهداء في الإسكندرية في عهد داكيوس (ديسوس)، جاء فيها: “لم يبدأ اضطهادنا بصدور الأمر الملكي (سنة 250 م)، بل سبقه بسنة كاملة. إن مخترع الشرور ومصدرها في هذه المدينة، أيا كان شخصه، سبق فحرّض جماعات الأممين وهيجها ضدنا، ونفث فيهم من جديد سموم خرافات بلادهم، وإذ هيجهم بهذه الكيفية، ووجدوا الفرصة كاملة لارتكاب أي نوع من الشر، اعتبروا أن أقدس خدمة يقدمونها لشياطينهم هي أن يقتلونا” (يوسابيوس 6: 41). عرض القديس ديوناسيوس أمثلة لبكور هذا الاضطهاد الذي تحقق عام 249، فتحدث عن استشهاد متراس Metras أو متريوس Metrius، وكوينتا Quinta المؤمنة وسرابيون وأيضاً العذراء المسنة أبوللوينا Apollonia … حياتها التقوية عند مدخل باب الإسكندرية عاشت عذراء تقية متقدمة في السن من عائلة شريفة غنية، في محبتها لله عاشت منذ صبوتها في حياة تقوية محبة للعبادة والنسك والعطاء. إذ رقد والداها نذرت حياتها للبتولية، لتقضي كل أوقاتها للعبادة مع العطاء بسخاء للفقراء، وقد فضلت أن تقطن بمنزل بسيط خارج أسوار المدينة…. ففاحت رائحة المسيح الذكية في حياتها. وقوفها أمام الوالي إذ بدأ الضيق يحل بالمؤمنين في الإسكندرية، صار الوثنيون يقتحمون بيوتهم ويسحبونهم منها دون مراعاة للسن أو الجنس أو المركز، رأت أن تلتقي مع الوالي في فجر أحد الأيام تتحدث معه في صراحة عن هذه الجرائم البشعة! قضت ليلتها تصلي، وفي الفجر انطلقت إليه لا لإثارته ضدها، وإنما لترده عن شره ويراجع نفسه فيما يفعل. وإذ التقت بشجاعة قالت له بحزم وصراحة وأدب: “يا سيدي، كيف عملت هذه المظالم، وأتيت بهذا الدمار على من أنت مؤتمن عليهم لرعايتهم، دون أن تخاف إله الآلهة وملك الملوك، مشجعاً هذه الجرائم بغير فهم، قاتلاً عبيد الله؟!” عاتبها الوالي كيف تتحدث معه هكذا بهذه الجسارة محاولاً أن يهدئ من ثورتها، وإذ لم يستطع هددها بالموت إن لم تبخر للأوثان… فلم تبال بتهديداته. حملها الوالي إلى معبد وثن وسألها أن تسجد، فشعرت بقوة روحية تملأها، ثم رشمت علامة الصليب لتسقط الأصنام وتتحطم… صارت في هدوء عجيب تحدث جماهير المشاهدين عن السيد المسيح وعمله الخلاصي، فانجذب الكثيرون إلى حديثها الهادئ بينما قام البعض بضربها وإهانتها. إستشهادها بدأ الوالي يعذب هذه العذراء التقية وهو يعيرها، قائلاً: “أين هو إلهك الذي يقدر أن يعينك؟” محاولاً معها أن تتراجع عن رأيها وتخضع له. كان الوالي يمارس كل عنف، تارة يأمر ببتر بعض أعضائها، وأخرى بتكسير أسنانها وضربها بعنف على فمها حتى يسيل الدم. في وسط آلامها نسيت كل ما هو حولها لتركع تطلب عون عريسها السماوي، وقد سمع الحاضرون صوتاً سماوياً يقول: “لقد قبلت صلاتك يا عروس المسيح”. أعدوا لها ناراً متقدة ثم أمروها بالعبادة للأوثان وإلا ألقوها في الأتون… أما هي فوقفت قليلاً حتى حسب الحاضرون أنها بدأت تتراجع وتعيد التفكير. لم يمض وقت طويل وكل الأنظار مسلطة عليها ماذا تفعل أمام النار، وإذا بها في هدوء وشجاعة تسير بنفسها نحو النار بأيد مبسوطة للصلاة، وتدخل وسط النار بإرادتها لتسلم روحها في يدّ مخلصها. يقول القديس أغسطينوس أنه لا يليق بأحد أن يسرع بنفسه إلى الموت لكن ما فعلته هذه القديسة كان بدعوة الروح القدس لها. أُقيمت كنائس ومذابح كثيرة باسم هذه القديسة التي استشهدت بالإسكندرية، ويحتفل الغرب بعيدها فى التاسع من فبراير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللونيوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا الراهب القديس بالاديوس عن راهب كان يعمل كرجل أعمال، غالباً كصيدلي أو كطبيب، في سن متقدم، فكان يحب ممارسة موهبته بافتقاده الرهبان متنقلاً من قلاية إلى أخرى، بالرغم من بعد المسافات، يدخل كل قلاية ما استطاع ليطمئن على صحة الرهبان, مقدماً لهم الدواء اللازم مع بعض الأغذية اللازمة للمرضى، التي يشتريها على نفقته الخاصة. ومع وجود أكثر من راهب يحمل ذات الاسم “أبوللونيوسApollonius ” لكن يبدو أن ما جاء عن هذا الراهب هو ما أورده بالاديوس وحده، الذي قال: [كان هناك رجل أعمال اسمه أبوللونيوس هجر العالم وذهب ليعيش في جبل نتريا. ولما كان متقدماً في السن لم يقدر أن يتعلم مهنة أو يمارس الكتابة (النساخة)، عاش على الجبل عشرين عاماً يعمل هكذا: يشتري بنفسه ومن ماله الخاص كل أنواع الأدوية والعقاقير من الإسكندرية ويقدمها لجميع المرضى من الإخوة. كثيراً ما كانوا ينظرونه يتجول حول الأديرة من الصباح المبكر حتى التاسعة (3 بعد الظهر)، متنقلاً من باب إلى باب، يسأل إن كان هناك أخ مريض. وكان يحمل معه البيض والعنب والرمان والكعك التي تناسب المرضى، بهذا كان يعيش في شيخوخته. مات بعد أن ترك منقولاته لشخص آخر مثله، وقد شجعته على الاستمرار في هذا الخدمة، إذ كان بالجبل خمسة آلاف راهب يحتاجون لمثل هذه الزيارات والمكان قفر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوللونيوس المدافع | الولادة: – الوفاة: – عرف التاريخ عدداً كبيراً من المدافعين Apologists في القرن الثاني الميلادي، الذين وقفوا في حزم وشجاعة مع أدب ولطف يدافعون عن الإيمان المسيحي والمسيحيين أمام الأباطرة أو القضاة أو أصحاب الفكر للرد على افتراءات الوثنيين أو اليهود، من بين هؤلاء ابوللونيوس Apollonius الذي استشهد حوالي عام 185 م. نشأته في عام 180 م إذ مات الإمبراطور مرقص أوريليوس الذي كان يضطهد المسيحيين تسلم الملك ابنه وشريكه كومودس الذي كان أكثر لطفًا وترفقاً، فانتشرت المسيحية وزاد عدد المؤمنين، وكان من بين هؤلاء المتنصرين في روما رجل شريف وقاض درس الفلسفة وأحب المعرفة، يدعى أبوللونيوس. أحب هذا الرجل الإيمان المسيحي وعشق الكتاب المقدس، فكان يزداد في المعرفة، بل واستطاع أن يربح الكثيرين للرب. وسط سلام الكنيسة وهدوئها تقدم أحد عبيد أبوللونيوس يدعى ساويرس بشكوى ضد سيده أمام قاضي مدينة روما برينيس Perennis يتهم فيها سيده أنه مسيحي، وكانت الأوامر الخاصة بقتل المسيحيين لم تُرفع بعد بالرغم من الهدوء الذي ساد البلاد، إذ لم يكن يوجد اضطهاد أو معاملة سيئة لمسيحي إلا إذا أشتكى عليه أحد. كان هذا العبد شريراً للغاية، وقد أدت تصرفاته في النهاية إلى إعدامه، لكنه في شره أسرع بالإبلاغ عن سيده الذي وقف أمام القاضي يشهد لمسيحه، رافضاً ترك إيمانه وقبول إيمان الأباطرة والتبخير للأوثان. وجد أبوللونيوس الفرصة مناسبة للتحدّث مع القضاة والأشراف عن سمو الإيمان المسيحي، فعوض الدفاع عن نفسه صار يحثهم على قبول الإيمان في دفاع منطقي روحي، مجتذباً إياهم بحديثه المقنع ووداعته، حتى بهر الكل به. اشتاق القاضي نفسه أن يتنصر، لكنه قال لابوللونيوس متأسفاً إن الأوامر الإمبراطورية تحتم بقتلك. وإذ خشي القاضي من ثورة الجماهير بسبب حبهم للرجل أمر بسرعة بقتله بالسيف، وكان ذلك في 18من شهر أبريل. جاء في حديثه مع القاضي بيرينيس العبارات التالية: الموت محتم على الجميع، أما المسيحيون فيمارسونه كل يوم. الموت من أجل الله الحقيقي ليس أشر من الموت بسبب حمى أو أي مرض أو كارثة ما. سأله القاضي: أتنحني للموت؟ أجاب: لا بل أتمتع بالحياة. حب الحياة يجعلني لا أرهب الموت. ليس شىء أفضل من الحياة، الحياة الأبدية التي تهب للنفس خلوداً لتعيش هناك حسناً! تعيد له الكنيسة اليونانية فى17 أبريل واللاتينية في 18 أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابولليناريوس أسقف هيرابوليس | الولادة: – الوفاة: 179 كلوديوس أبولليناريوس Claudius Apollinaris، كان أسقفاً على هيرابوليس بفريجية، مدينة بابياس، في عهد مرقس أوريليوس (161 ? 180 م)، قدم لنا المؤرخ يوسابيوس القيصري فصلاً عن كتاباته، قال فيه: “لقد احتفظ الكثيرون بعدد وفير من كتب أبوليناريوس . وهاك ما وصل إلينا منها: الحديث الموجه إلى الإمبراطور السالف الذكر، خمسة كتب ضد اليونانيين، كتاب أول وكتاب ثانٍ عن الحق، وكتابان ضد اليهود، وتلك الكتب التي كتبها فيما بعد ضد هرطقة أهل فريجية التي ظهرت حالاً فيما بعد بما يتبعها من بدع، ولكنها كانت وقتئذ لا تزال في بدايتها لأن مونتانوس مع نبياته الكاذبات، كان وقتئذ يضع أساس هرطقته (تاريخ الكنيسة 4: 27). للأسف كل هذه الأعمال لا تزال مفقودة لا نعرف عنها شيئاً، كما توجد له أعمال أخرى لم يذكرها يوسابيوس. مقاومته لمونتانيوس Montanus قاوم مونتانيوس المبتدع الذي ظهر فى منطقته بفريجيا في القرن الثاني مدعياً النبوة، والتف حوله بعض الخواص دعاهم أنبياء ونبيات، خاصة بريسكلا وماكسملا إذ كانتا ملاصقتين له. وكان أتباعه يحسبون أنفسهم روحيين (مملوءين بالروح) بينما ينعتون المؤمنين بالجسدانيين. بدأ مونتانيوس نبوته المزعومة عام 172 وتطورت بعد ذلك. كان ينادي بأن أورشليم السماوية ستنزل حالاً بالقرب من ببيوزا Pepuza بفريجية، ثم أخذت البدعة تحمل إتجاهات نسكية منحرفة…. فيلق الرعد قيل أن القيصر مرقس أوريليوس، أخ أنطونيوس، كان على وشك الاشتباك في حرب مع الألمان عام 174، وقد تعرضت الفرقة الثانية عشر من الجيش لمأزق شديد إذ حّل بهم العطش مع الإنهاك الشديد وصاروا يتقهقرون أمام العدو، وإذ كان كثيرون منهم مسيحيين جثوا على الأرض، وكما يقول يوسابيوس، كما هي عادتنا في الصلاة، وقضوا وقتًا في التضرع إلى الله، وذلك بدافع إيمانهم الذي أعطاهم قوة… فجأة حدثت بروق شديدة أربكت العدو بسبب الظلام مع بريق البروق وشدة العواصف فتراجعوا وهربوا بينما أمسك الجنود المسيحيون خوذاتهم لتمتلئ بمياه المطر ويشربوا، وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصرة لحسابهم. يقول يوسابيوس (تاريخ الكنيسة 5: 5) أن هذا الحدث رواه مؤرخون غير مسيحيين ونسبوا ذلك إلى فاعلية السحر، كما رواه مؤرخون مسيحيون، وصفوا ما حدث ببساطة وصدق بلا مبالغة، يكشفون عن قوة الصلاة وفاعليتها. أشار أبولليناريوس لهذا الحدث في دفاعه الذي وجهة للإمبراطور مرقس أوريليوس حوالي عام 175 م وقد دعى الإمبراطور هذه الفرقة الثانية عشرة “فيلق الرعد” أو “فرقة الرعد”، لأن بصلواتها تمت المعجزة. هذا وقد أصدر الإمبراطور منشوراً جاء فيه أن جيشه كان على وشك الهلاك عطشاً في ألمانيا وقد أُنقذ بصلوات المسيحيين، مهدداً بالموت كل من يقدم اتهاماً ضدهم. تنيح هذا القديس غالباً عام 179 م. وتعيد له الكنيسة الغربية في 8 من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابولليناريا القديسة | الولادة: – الوفاة: – كانت أبو لليناريا هي الابنة الكبرى لأنثيموس الوصي على إمبراطورية الشرق أيام ثيؤدوسيوس وجدّ الإمبراطور أنثيميوس ( Anthemius (467 – 472 وكانت محبّة لله، تتعلم الألحان الكنسية ودراسة الكتاب بشوق شديد، وتضم حولها في القصر جماعة من العذارى القديسات. إذ حان سن الزواج أصرت أن تعيش متبتلة، تكرس كل وقتها للرب، مما أحزن قلب والديها. اشتاقت أن تتمتع ببركة الأماكن المقدسة بأورشليم فاستأذنت والديها اللذين أرسلا معها حرساً إمبراطوريا وحاشية من السيدات الفاضلات وخدام القصر… وبالفعل انطلقت إلى أورشليم وصارت تتبارك من المواضع المقدسة وهي تمارس حياة التوبة بنسك شديد، رافضة كل الدعوات التي وجهتها لها السلطات الرسمية والأساقفة، فقد أصرت أن تسلك في هذه الأراضي بما يليق بحاملي الصليب. انطلقت الفتاه متجهة إلى الإسكندرية فوصلت إلى ميناء لما Lemma بالقرب من أبى صير على بعد حوالي 30 كيلو من الإسكندرية، ومن هناك قامت بزيارة دير مارمينا بمريوط، وقفت في خشوع أمام رفاته تطلب صلواته. طلبت الذهاب إلى الإسقيط لزيارة الآباء المتوحدين، وقد انطلقت بالعربة ليلاً ودارت حول بحيرة مريوط وتوغلت في الصحراء، وبقيت تصلي ساعات طويلة أثناء الرحلة، وعند منتصف الليل وصلت المركبة إلى شاطىء مستنقع بالقرب من عين ماء عذب عُرف حتى القرن الحادي عشر باسم القديسة أبوليناريا. وإذ استراح الكل في تلك المحطة اطمأنت الأميرة أن الكل نائم فسحبت ستائر المركب ونزلت بحرص بعد أن خلعت ملابسها ارتدت ملابس راهب كانت قد أحضرتها معها، ورفعت عينيها نحو السماء تطلب العون الإلهي، ثم رشمت نفسها بعلامة الصليب واختفت وسط قصب المستنقع. وفي الصباح انتظر الكل أن تستيقظ الأميرة وتسألهم أن يسيروا… لكن إذ اشتدت حرارة الشمس فتحوا الستائر ليجدوا الملابس وحدها، وأدركوا أنها قد هربت…. ارتبك الكل، واضطر الوالي أن يكتب لأبيها كل ما حدث بالتفصيل، فأخذ أبوها ثيابها وصار يذرف الدموع الغزيرة كما فعل يعقوب عندما تسلم قميص يوسف ابنه… وساد القصر علامات الحزن والكآبة. اختفت ملامحها تماماً بسبب نسكها الشديد وتعرضها للدغات البعوض… وعند خروجها من هذه الوحدة سمعت صوتاً يقول لها: “إذا سُئلتِ عن اسمك فأجيبي بثبات دورثيؤس”. أرشد روح الرب القديس مقاريوس إلى طريقها وأخفي عنه حقيقتها فظنها شاباً يطلب الرهبنة، فوهبها مغارة مهجورة، تقضي فيها سنوات مختلية مع الله تمارس عبادتها بقلب ملتهب. بعد سنوات إذ تعرضت أخت أبوليناريا الصغرى لآلام شديدة حار فيها الأطباء، اضطر إنثيموس أن يرسلها مع حرس كبير وسيدات إلى الإسقيط يطلب من الآباء الصلاة من أجلها… فأرسلها القديس مقاريوس إلى الراهب دورثيئوس دون أن يعلم أنها أختها. عرفت أبوليناريا أختها البائسة فلم تستطع أن تضبط تأثرها، فكانت تزرف الدموع الغزيرة….. ثم أدخلتها قلايتها وارتمت على عنقها وقبلتها بحرارة وعرّفتها بنفسها وسألتها ألا تكشف أمرها، ولكن الصغرى كانت في غير وعيها. وإذ صلت أبوليناريا خلصها الرب من الروح النجس. قاد الأب دورثيؤس الأميرة إلى الكنيسة، ففرح الكل بها، وانطلق الموكب إلى القسطنطينية حيث كانت كل المدينة في انتظارها. ألح والدها طالباً الراهب دورثيؤس أن يأتي إلى القصر ليباركه ، فاضطر الراهب إلى قبول الدعوة بعد إلحاح الكل عليه، وهناك التقى بوالديه ولم يعرفاه. سقطت أبولليناريا على الأرض وقبّلت والديها واستحلفتهما أن يتركاها تعود إلى وحدتها، وبالكاد حبس الأب والأم صراخهما، وأخذها الأب بين ذراعيه وضمها إلى قلبه وقبّل وجهها المبارك وبلله بالدموع…. بعد إلحاح أصرت أبولليناريا أن تعود رافضة كل عطايا أرضية من والديها، وانطلقت إلى الإسقيط… وهناك بعد فترة استدعت القديس مقاريوس وأعلمته بقرب رحيلها، وسألته ألا يكشف أحد عن جسدها بل يدفنوها كما هي…. وأسلمت روحها في يدي الله فودعها الآباء المتوحدون بالترانيم والتسابيح…. ودفنوها في مغارتها شرقي الكنيسة، وكانت يد الله تتمجد عند قبرها، وقد أُقيمت كنيسة باسمها فوق مغارتها دعيت “كنيسة أبولليناريوس” بقيت حتى القرن الثامن عشر. تعيد لها الكنيسة الغربية في 5 يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأسقف ابولليناريوس | الولادة: – الوفاة: 75 تروي الكنيسة الكاثوليكية أنه أول أسقف على مدينة رافينا Ravenna بإيطاليا، وأن القديس بطرس هو الذي أرسله إلى هناك. وُلد في إنطاكية ثم ذهب إلى رافينا، وعند دخوله في المدينة سأله غلام أعمى صدقة. فصلى علية وباسم يسوع المسيح شفاه، عندئذ اجتمع حوله كثيرون فكان يحدثهم عن المخلص، وآمن الغلام وأبوه إيريناؤس وكل أهل بيته. انتشر هذا الخبر، فالتجأ إليه أحد قادة الجيش الذي طلب منه أن يشفي امرأته التي كانت على شارفة الموت، فصلى من أجلها ورسمها بعلامة الصليب فبرأت في الحال. وتحول بيت القائد إلى كنيسة يجتمع فيها المؤمنون. ثورة الوثنيين عليه شعر الكهنة الأوثان أن مركزهم قد تزعزع بتحول شعبهم إلى الإيمان بالسيد المسيح، فاشتكوا لدي الحاكم الذي استدعى القديس وسأله: لماذا تقاوم الإله جوبتر؟ أجابه بأنه لا يعرف هذا الإله… فأخذه إلى الهيكل وأراه عظمة ما به، فبكى، قائلاً: “أهكذا تسجدون لعمل أيديكم وتقدمون للذهب والفضة العبادة اللائقة بالله وحده خالق السماء والأرض؟”. وإذ سمع الوثنيون ذلك ثاروا عليه، وضربوه بالعصي، وألقوه بالحجارة حتى حسبوه مات، فسحبوه خارج المدينة وتركوه. جاء إليه المؤمنون ووجدوه حيًا، فحملوه إلى بيت في المدينة حتى شُفي وقام يكرز كعادته. في بيت بونيفاسيوس الشريف سمع شريف بالمدينة يدعى بونيفاسيوس Boniface فأرسل إليه زوجته تطلب منه أن يأتي ليشفي رجلها الأخرس الذي عجز الأطباء فيه، فذهب معها. هناك وجد جارية بها روح شرير أخرجه باسم يسوع الناصري، حينئذ خرّ أمامه بونيفاسيوس وأنفكَّ لسانه وتكلم، وبسببه آمن قرابة خمسمائة نسمة. قبض عليه الوثنيون وضربوه وأخرجوه خارج المدينة، فسكن في مغارة هناك، وكان المؤمنون يأتون إليه، بل وعمّد كثيرين أيضاً. انطلاقه إلى مدن أخرى إذ رأى أن الكنيسة في رافينا تأسست انطلق إلى مناطق أخرى كثيرة مثل اميليا و Bologna . إذ كان شعب رافينا قد تعلق جداً براعيه أرسلوا يطلبون زيارته، فجاء وكان بالمدينة قاضٍ يدعى روفينيوس من روما، وطلب منه أن يشفي ابنته التي كانت في خطر، وإذ ذهب إليه ماتت ابنته وهو على الباب فحسب القاضي أن الآلهة الوثنية غضبت عليه، فأخذ يشتم الأسقف ويهينه. لكن أبولليناريوس قابل هذا بوداعة وصبر، بل وصلى على الفتاة فأقامها الله، وآمن كثيرون بالسيد المسيح، وصارت البنت بتولاً. نفيه سمع الإمبراطور فاسبسيان Vespasian بما حدث فأرسل إلى حاكم المدينة يأمره باضطهاد الأسقف، وبالفعل مارس الحاكم كل أنواع العذابات، وأخيراً نفاه إلى الشرق، وكان معه ثلاثة من الكهنة. ذهب إلى ميسيا وتراسيا حيث كرز بالسيد المسيح. عاد مرة أخرى إلى مدينة رافينا بعد ثلاثة سنوات حيث أستقبله الشعب بفرح عظيم. وتعرض أيضاً لمتاعب كثيرة من الوثنيين، وحملوه إلى الوالي توروس الذي كان يشتاق إلى رؤيته. باسم السيد المسيح فتح عيني الوالي فأحبه جداً وأسكنه في بيت بجواره، وصار يمارس عمله الكرازي أربع سنوات، بعدها أرسل الإمبراطور إلى الوالي يطلب نفيه. فقام الوثنيون بضربه بشدة، وأُلقي خارج المدينة…وقد تنيح كشهيد على أثر الآلام بعد سبعة أيام، وكان ذلك نحو سنة 74 أو 75 م. تعيد له الكنيسة اللاتينية نحو 23 من شهر يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابوليدس البطريرك الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان هذا القديس رجلاً فاضلاً وكاملاً في جيله فاختاروه لكرسي رومية بعد الأب أوجيوس، وكان هذا في أول سنة من جلوس القديس الأنبا كلاديانوس البابا التاسع على كرسي الإسكندرية. كان مداوماً على تعليم شعبه وحراسته من الآراء الوثنية مثبتاً إياهم على الإيمان بالسيد المسيح، فبلغ خبره مسامع الملك الكافر قلوديوس قيصر فقبض عليه وضربه ضرباً مؤلماً، وأخيراً ربط في رجله حجراً ثقيلاً وطرحه في البحر في اليوم الخامس من أمشير. ولما كان الغد أي السادس من أمشير وجد أحد المؤمنين جسد هذا القديس عائماً على وجه الماء والحجر مربوطاً في رجله، فأخذه إلى منزله وكفنه بأكفان غالية وشاع هذا الخبر في مدينة رومية وسائر البلاد التابعة لها حتى وصل إلى القيصر، فطلب الجسد ولكن الرجل أخفاه ولم يظهره. ولهذا الأب تعاليم كثيرة، بعضها عن الاعتقاد وعن التجسد وبعضها عظات لتقويم السيرة، ووضع مع ذلك ثمانية وثلاثين قانوناً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيبوديوس وإسكندر الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 178 أثناء حكم الإمبراطور مرقس أورليوس تعرضت ليون بفرنسا (بلاد الغال) لموجة شديدة من الاضطهاد، وكان من بين شهدائها القديسان أبيبوديوس Epipodius وإسكندر اللذان نشأ منذ صباهما كصديقين حميمين يسندان بعضهما البعض في الحياة التقوية. يُقال أن الأول من ليون نفسها والثاني من بلاد الشرق، وكانا من عائلتين شريفتين. سكنا معًا في بيت واحد خارج مدينة ليون، وقد اشتكاهما أحد العبيد لدى والي المدينة فاستدعاهما، وإذ اعترفا أمامه بأنهما مسيحيان ثارت الجموع الوثنية لقتلهما، لكن الوالي طلب التريث. جاء الوالي بابيوديوس بكونه الأصغر لعله يقدر أن يستميله إلى العبادة الوثنية، فصار يسأله عن السبب لماذا يقبل الإيمان بديانة يعتنقها أحقر الناس وهو شاب حديث السن من أصل شريف، خاصة وأن المصلوب لا يعد بشيء من خيرات الدنيا، بل يحث على الفقر واحتمال الإهانة والعفة، فيُحرَم الإنسان من كل متعة زمنية، ويرفض الديانة التي للأباطرة والعظماء والفلاسفة، هذه التي تتيح له التمتع بكل شهوة ولذة. عندئذ بدأ أبيبوديوس يحدث الوالي بشجاعة عن الحياة الأبدية وضبط الجسد، كي لا يعيش الإنسان حياة شهوانية حيوانية، بل حياة روحية سامية. اغتاظ الوالي وأمر بضربه على فمه، فكان يعترف باسم السيد المسيح والدم يتصبب من فمه، معلناً تمسكه بالصليب وعمل الله الخلاصي… عندئذ أمر الوالي بضرب رأسه بالسيف وكان ذلك حوالي عام 178 م. ولما اُحضر إسكندر وعرف بما حدث لصديقه كان مشتاقًا أن يلحق به. قال له الوالي أنه لم يعد في ليون كلها مسيحي غيره، سائلاً إياه أن يترك مسيحيته، أما هو فأجاب “لا تظن أنك تستأصل ديانتنا التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم”، ثم أعلن عن شهوته نحو الاستشهاد، فصاروا يضربونه بوحشية، وأعدوا له صليباً وعندما علقوه عليه كان قد استشهد. تعيد لهما الكنيستان اليونانية واللاتينية في 22 من إبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيبوس الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 305 رجل تقي هرب من الضيق لكن بقلب متسع ومحب، وحين واجه الاستشهاد كان باشاً متهللاً! كان أبيبوس (حبيب) Abibus أو سابين Sabin يقطن في مدينة هرموبوليس (الأشمونين). عاش هذا المؤمن بحياة تقوية متعبدا لله، وإذ حلّ الاضطهاد على المسيحيين في عهد دقلديانوس، انطلق من المدينة سراً إلى كوخ بسيط يسكنه بعض المسيحيين على حدود الصحراء، هارباً من وجه إريانا والي أنصنا. إذ كان هذا التقي معروفاً في المدينة صار بعض الوثنين في شرهم لا يشعرون بطعم الراحة لهروبه، فكانوا باجتهاد يبحثون عنه. أما هو ففي مسكنه الجديد كان قلبه مملوء سلاماً ومحبة، يمارس أعمال الرحمة للجميع بغير انقطاع. تعرف عليه أحد الشحاذين، فكان يأتيه كل يوم يطلب منه صدقة، وكان أبيبوس يعطيه بمحبة وفرح… ولم يمض وقت طويل حتى بدأت محبة المال تشغل فكر هذا الشحاذ، فانطلق خفية إلى بعض رجال إريانا والي أنصنا وسألهم ماذا يعطونه إن أخبرهم عن مسكن أبيبوس الجديد، وإذ اتفق معهم انطلق بهم يهوذا الجديد إلى حيث يسكن هذا التقي ليمسكوا به. هجم رجال إريانا على الرجل، أما هو فبقلب هادئ ووجه باش سلّم نفسه لهم… وكانوا يسبّونه ويضربونه بالعصي حاسبين في ذلك أنهم يدافعون عن آلهتهم التي يحتقرها هذا الشقي… احتمل أبيبوس عذابات كثيرة بصبر، إذ كان ربنا يسوع يعزيه ويسنده. أخيراً مزقوا أعضاء جسمه حتى سالت الدماء في كل موضع، وألقوه في نار، وجعلوا من النيل مقبرة له، وكان ذلك في سنة 305 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيبوس الشهيد 2 | الولادة: – الوفاة: – أحد الأماكن المقدسة الرئيسية بالرها في سوريا هو ذاك المقدس الذي يضم : رفات الشهداء غورياس Gurias وشمعون أو صاموناس Samonas وأبيبوس أو حبيب Abibus . تحتفل لتذكارهم الكنيسة اللاتينية واليونانية 15 من شهر نوفمبر. جاءت قصة استشهادهم تروي أن الشهيدين الأولين قد فازا بإكليل الاستشهاد في عهد دقلديانوس في أواخر القرن الثالث أو أول الرابع، أما الشهيد الثالث فنال إكليل الاستشهاد بعدهما بحوالي 20 عاماً أثناء اضطهاد الملك ليكنيوس Lucinius عدو قسطنطين الكبير وصهره من أخته قسطنسيا. كان الشهيدان الأولان غيورين على نشر الإيمان المسيحي بين الوثنيين بالرها، فقُبض عليهما وسُجنا، وإذ رفضا التبخير للأوثان تعرضا لعذابات شديدة، منها أن عُلق كل منهما من يد واحدة، ووضعت أثقال في أقدامهما، كما أُلقيا في جب كريه مظلم بلا طعام ثلاثة أيام. بقيا الشهيدان أربعة أشهر يحتملان العذابات وكان الجلادون لا يكفون عن استخدام كل وسيلة لتعذيبهما واثقين أنه بانحراف هذان البرجان الشامخان عن الإيمان ينهار الشعب كله وراءهما، لكن إذ رأى الجلادون أن احتمالهما للآلام يسبب تعزية كثيرة للمؤمنين أمروا بضرب عنقيهما. أما الشهيد حبيب أو أبيبوس فكان شماساً بالرها يسكن مع والدته التقية، اشتاق أن يتمتع بإكليل الشهادة بعد أن اختفى عن المضطهدين فترة قصيرة، ولعله ذهب إليهم من تلقاء نفسه بناء على دعوة إلهية، وقد اعترف بالإيمان بغير تردد. اتسم بفرحه وبهجته طوال فترة الآلام، حتى حسب الوالي ذلك حماقة أن يجد لذة بالحياة الأبدية وسط الألم، فأمر بحرقه بالنار. إذ سيق لحرقه قبّل والدته وأقاربه قبلة السلام، وكان يعزيهم ويشجعهم ثم ألقى بنفسه في النار وسط الجنود، وحُمل جسده إلى حيث دُفن الشهيدان السابقان دون أن تصيبه النار. بركة صلواتهم تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيدة ورفقاؤها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – طوال الاضطهاد الروماني للمسيحيين لم يكن هناك أسوأ أو أكثر وحشية ودموية من اضطهاد الملك سابور الثاني Sapor II ملك الفرس للمسيحيين في بلاد فارس، وذلك في الفترة من سنة 314 إلى 379م. فبالمقارنة بمدة الاضطهاد وأعداد المُضطَهَدين قدم هذا الاضطهاد أكبر عدد من الشهداء، الذين كان من بينهم القديسة “يا” ومن استشهدوا معها. شهيدة يونانية في بلاد فارس كانت فتاة يونانية الأصل واستطاعت أن تحوِّل الكثير من السيدات الفارسيات إلى المسيحية، فقُبِض عليها وبدأت سلسلة من العذابات، شُدَّت أطرافها بالحبال بقوة ثم ضُرِبت بدون شفقة فكانت تصلي قائلة: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي قوي عبدتك وأنقذني من الذئاب المحيطة بي”. أُعيدت إلى السجن حتى استعادت قوتها، ثم عرضوا عليها أن يطلقوا سراحها إن تركت إيمانها، فلما رفضت ضُرِبت مرة أخرى بمنتهى القسوة حتى لم تعد تستطيع أن تتكلم أو تتحرك. بعد ستة شهور، إمعاناً في تعذيبها، لصقوا شرائح من البامبو (خشب) بكل جسمها وربطوها بالحبال، قاصدين بذلك ضغط الشرائح إلى داخل جسمها ثم ينزعونها واحدة تلو الأخرى حتى كادت تموت من كثرة ما فقدت من الدماء. أعادوها إلى السجن مرة أخرى وبعد عشرة أيام علقوها من يديها وجلدوها حتى برزت عظامها من لحمها، وأخيراً قطعوا رأسها وألقوا بجسدها، وكان ذلك سنة 360م. جاء في التقليد الغربي أن جملة من عانوا التعذيب معها بلغوا تسعة آلاف شهيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يارد الإثيوبي | الولادة: – الوفاة: – شاعر ومرتل عاش حوالي سنة 1350م، ويصفه السنكسار الإثيوبي بأنه شاعر وكاتب مزامير ومرتل شبيه بالسيرافيم. كان من عائلة كهنوتية، إذ كان أبوه كاهناً لكنيسة السيدة العذراء بأكسيوم، وهي أول كنيسة بنيت في البلاد الإثيوبية. وذات يوم ضربه معلمه لكسله، فهرب من المدينة وجلس تحت شجرة، ورأى دودة تحاول تسلق الشجرة، وكلما سقطت عاودت التسلق، فاعتبر بها يارد وعاد إلى معلمه واستسمحه، ولما كان معلمه رجلاً روحانياً فرح به وطلب إلى الآب السماوي أن يفتح بصيرته. رؤيا سماوية لم يكن الأثيوبيون حتى ذلك الوقت يُصلّون بألحان مسموعة موزونة بل كانوا يهمسون بها همساً، ولكن الله هيأ ليارد سبيل المعرفة كمن اختطفه إلى أورشليم السمائية حيث تعلم الألحان من سماعه الأربعة وعشرين قسيساً المحيطين بالعرش، فلما عاد إلى نفسه ذهب إلى كنيسة السيدة العذراء بأكسيوم وبدأ يترنم بصوتٍ عالٍ. وقد منحه الله صوتاً ملائكياً عذباً، فتجمهر الناس حوله فرحين بتسابيحه. رهبنته قيل أنه ذات يوم جلس الملك مقابله يصغي إليه فاهتزت نفسه لعذوبة الأنغام، وفي شروده غرس سيفه في قدم يارد دون أن يدري، وكان يارد بدوره مأخوذاً بالألحان التي ينشدها حتى أنه لم يشعر بالسيف المغروس في قدمه. فلما انتهى من ترنمه التفت الملك مذعوراً مما فعله به، وقال له: “أطلب ما شئت مني”. فقال له يارد: “عدني بأنك تقضي لي طلبي مهما يكن”. فوعده وعندها طلب إليه السماح له بالرهبنة، حزن الملك والشعب ولكنهم تركوه لرغبته، ووجدوا في الألحان التي علمهم إياها تعزية لهم عند غيابه. ذهب يارد أولاً إلى كنيسة السيدة العذراء بأكسيوم وصلى بحرارة ثم نزل جنوباً إلى الصحراء حيث قضى بقية عمره في الزهد والتعبد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياسر بن القسطال القس | الولادة: – الوفاة: – الاهتمام بالحياة الأسرية عاش في العصر الفاطمي، وكان قساً عالماً راهباً أخذ يتأمل في أحوال الأقباط، وأدرك أنهم في حاجة إلى إبطال بعض عادات دخيلة عليهم، منها مطالبته بحق الخطيب في مشاهدة خطيبته قبل العقد عليها، وألا يكره أحد على الزواج بمن لا يريد. وكان دافعه إلى ذلك علاج كثرة المنازعات الأسرية التي كانت تحدث بين المتزوجين الأمر الذي ربما قاد إلى التسري وظهور مشاكل في مسألة توريث الأبناء من التسري. هذه العادة الخاطئة جداً التي شاعت بين الأقباط تشبهاً بغيرهم ممن يتزوجون بأكثر من زوجة واحدة. الختان من العادات التي أخذ يقاومها وكانت دخيلة عليهم منذ مجيء العرب إلى مصر مسألة الختان الذي كانوا يحرصون عليه أشد الحرص حتى أنه ما كان يُسمَح للطفل الذكر بالعماد إلا بعد ختانه، وأبان لهم أن الختان ليس فريضة دينية بل مجرد عادة (طبية). موقف الإكليروس منه ما فعله لا غبار عليه، لكن رجال الإكليروس تصدوا له وأخذوا يذيعون أن ما يقول به ابن القسطال بدعة، وقد ألّف في ذلك عدة رسائل مثبتاً صحة رأيه. لكنهم أصرّوا على موقفهم منه وقطعوه وطردوه من بينهم وأخرجوه من ديره الذي كان موجوداً بالعدوية بين مصر القديمة وطره. وكان من أفخر الأديرة وكان يقصده كبار الأقباط. وكان بجانبه بستان فسيح جميل أنشأه القس من ماله الخاص، فأخرجوه منه بالقوة ووضع البطريرك يده عليه، فعاش بعد ذلك فقيراً ذليلاً ومات حزيناً كئيباً. أما البستان فلم يهنأ به البطريرك، فقد استولى عليه الأمير جبريل بن الخليفة الحافظ ووسّعه وجعله متنزهاً خاصاً به وبالخلفاء الفاطميين بعد أن كانوا يأتون إليه لمجرد الزيارة وينصرفون. وبعد سقوط الفاطميين آل هذا البستان إلى أخي صلاح الدين الأيوبي ويدعى طفتكين، وضم إليه بساتين أخرى مجاورة وكذلك كل الجهة المعروفة بالعدوية وساحل البحر وكانت كلها ملكاً للأقباط وكانت بها كنيسة تسمى كنيسة السودان استولى عليها أيضاً وهدمها. إيمان يهودي من مآثر هذا القس أنه بعلمه استطاع أن يقنع أحد كبار اليهود ويدعى الفخر بن زاهر بالديانة المسيحية وذلك بعد مباحثات ومناقشات. وكان هذا اليهودي متفقهاً في أمور دينه. ولما آمن هذا اليهودي بالمسيح انضم إلى الكنيسة القبطية، وتعلم اللغة القبطية وأتقنها، ورُسِم شماساً على كنيسة حارة زويلة وظل بها حتى مات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياكوبوس أسقف بابيلون | الولادة: – الوفاة: – الآباء الذين ساندوا الأنبا كيرلس الثاني البابا السابع والستين (من سنة 1070 إلى سنة 1084م) في جهاده الروحي. ولقد شبّ هذا الأب على محبة السيد المسيح فقصد إلى برية شيهيت وسكن في مغارة منفرداً. ثم رُسِم شماساً على كنيسة دير الأنبا يوأنس كامي واشتهر بين اخوته بالفضائل والتقوى والمداومة على العبادة والخدمة. رأى البابا أن يرسمه أسقفاً على بابيلون (مصر القديمة)، فلما تسلّم مهام الرعاية ضاعف أصوامه وصلواته وتقشفه ودأب على تعليم شعبه وإرشاده، كما جاهد في سبيل رد الخطاة إلى طريق البر. فلما أحس بقرب ساعته دعا كهنته وشعبه وأوصاهم بالمحبة والوداعة والترابط، محذراً إياهم من التهاون بالوصايا الإلهية. وما أن انتهى من وصاياه وتحذيراته حتى رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس وأسلم روحه الطاهرة في يد الرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياكوبوس البابا الخمسون | الولادة: – الوفاة: 836 هروبه إلى الصعيد كان راهباً ناسكاً بدير الأنبا مقاريوس ببرية شيهيت، وحين هجم البربر على أديرة وادي النطرون في آخر عهد البابا مرقس الثاني قتلوا معظم الرهبان ماعدا عدد ضئيل أبقتهم العناية الإلهية ليكونوا خميرة مرة أخرى، وهذا العدد الضئيل نجا بفراره من وادي النطرون والتجائه إلى الصحراء جنوباً في منطقة الصعيد، وكان بينهم الراهب الشاب ياكوبوس. العودة إلى ديره عاش ياكوبوس في دير مهجور بأعلى الصعيد، وكان يتحيّن الفرصة للعودة إلى ديره، وذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء في حلم وأمرته أن يعود إلى دير القديس مقاريوس، فأطاع ياكوبوس وقام لفوره عائداً إلى ديره، وهناك ظهرت له السيدة العذراء مرة أخرى وشجعته وقوته، ولم يلبث أن أتى إليه العديد من طالبي الرهبنة ليعيشوا تحت رعايته. ترشيحه للبابوية حينما كان البابا مرقس الثاني في سكرات الموت سأله المؤمنون عمن سيخلفه، فذكر لهم اسم الراهب ياكوبوس أب رهبان دير الأنبا مقار. وبعد نياحة البابا نودي بالصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام أعلن بعدها الأساقفة اسم الراهب ياكوبوس حسب مشورة البابا الراحل، فأطاع الجميع واستحضروا الراهب ياكوبوس وساروا به إلى الإسكندرية، وهناك رسموه بطريركاً سنة 819م. اتساع الفجوة بين الكنيسة في الشرق والغرب في بداية عهده اتسعت الفجوة بين الكنيسة في الشرق والغرب إلى أن انفصل الشطران بعضهما عن بعض في النهاية. وقد عمل البابا ياكوبوس على بناء الكنائس والقلالي التي كان البربر هدموها في دير الأنبا مقاريوس، ثم قام بزيارة رعوية في الصعيد وقضى بين أبنائه أياماً ثم عاد إلى عاصمته. كما قام ببناء كنيسة في القدس يصلي فيها القبط حينما يذهبون إلى الأراضي المقدسة. علاقته بالبطريرك الإنطاكي أرسل البابا رسالة الشركة إلى البطريرك الإنطاكي وكان وقتذاك هو مار ديونيسيوس التَلمَحري الملقب بحكيم القرن التاسع. وقد جاء بطريرك إنطاكية لزيارة مصر مرتين، كانت المرة الأولى ليقابل الوالي عبد الله بن طاهر ويطلعه على ما اقترفه أخوه من ظلم في معاملة أهالي الرُها. أما الزيارة الثانية فكانت لزيارة الأنبا ياكوبوس وقضى في مصر مدة، زار فيها الكنائس والأديرة الأثرية، وتبادل مع أساقفة الكرازة المرقسية الحديث عن الإيمان الأرثوذكسي المجيد. وبعد انتهاء زيارة البطريرك الإنطاكي بقليل شعر الأنبا ياكوبوس بوعكة، ولم تنقضِ غير أيام قليلة حتى انطلق من أسر الجسد، وكانت نياحته في 14 أمشير سنة 444ش الموافقة سنة 836م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ياسون الرسول | الولادة: – الوفاة: – أحد السبعين رسولاً هو أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم الرب، وقد كرز مع التلاميذ قبل آلام المخلص وصنع آيات وعجائب ثم تذرع بالنعمة والقوة يوم حلول الروح المعزى. وُلد بطرسوس وهو من أول من آمن بها. وفي الرحلة التبشيرية الثانية للقديس بولس الرسول نزل الرسول في بيت ياسون في تسالونيكي. ولنجاح الرسول في كرازته أثار اليهود الحقد والحسد في قلوب بعض الأشرار، فقاموا بفتنةٍ كبيرةٍ وهاجموا بيت ياسون طالبين القبض على بولس ورفيقه سيلا. ولما لم يجدوهما سحبوا ياسون وأناساً من الاخوة إلى حكام المدينة واشتكوا عليهم قائلين: “إن هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا إلى هاهنا أيضاً وقد قبلهم ياسون. وهؤلاء كلهم يعملون ضد أحكام قيصر قائلين أنه يوجد ملك آخر يسوع. فأزعجوا الجمع وحكام المدينة إذ سمعوا هذا. فأخذوا كفالة من ياسون ومن الباقين ثم أطلقوهم” (أع 17: 5-9). أسقف طرسوس من المحتمل أيضاً أن يكون القديس ياسون هذا، هو الذي أشار إليه بولس الرسول في توصياته إلى أهل رومية مع أقربائه لوكيوس وسوسيباترُس (أع 16: 21). وقد رسمه بولس أسقفاً على طرسوس في كيليكية وذهب مع القديس سوسيباترُس أسقف أيقونية إلى جزيرة كورفو Corfu ليبشرا بالإنجيل هناك. بعد التبشير بنجاح لبعض الوقت أُلقيا في السجن، وهناك استطاعا تحويل سبعة لصوص إلى المسيحية، ثم استشهد هؤلاء السبعة بعد ذلك، ثم أخرجهما الوالي من السجن وعذب ياسون عذابًا شديدًا فلم ينله ضرر. وكانت ابنة الملك تشاهد ذلك فآمنت بالسيد المسيح، ثم خلعت عنها حُلّيها وزينتها ووزعتها على المساكين واعترفت أنها مسيحية مؤمنة بإله ياسون، فغضب أبوها وطرحها في السجن، ثم أمر برميها بالنشاب، فأسلمت روحها الطاهرة بيد السيد المسيح. أرسل الملك ياسون الرسول إلى إحدى الجزر ليُعَذَب هناك، فركب مركباً ومعه بعض الجند، وحدث أن غرقت السفينة بمن فيها بينما نجا القديس ياسون. قبول المدينة الإيمان واستمر يعلم عدة سنين إلى أن تولى آخر فاستحضره ومن معه من المسيحيين وعذبهم كثيراً، ولما رأى الوالي أن أجسادهم لم تتأثر من العذابات آمن هو وكل مدينته بالسيد المسيح الذي له وحده القوة على حفظ أصفيائه، فعمدهم القديس وعلمهم وصايا الإنجيل وبنى لهم الكنائس وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وتنيّح في شيخوخة حسنة. يُجِلّ السوريون القديس ياسون كرسول للمقاطعة التي حول أباميا Apamea وأيضاً كشهيد أُلقي للوحوش من أجل الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ياماتا | الولادة: – الوفاة: – يرى بعض المؤرخين مثل ديلمان Dillmann في سنة 1880م أن هذا القديس يسمى أيضاً متى. وربما كان هذا فيه التباس مع قديس آخر هو أنبا متى الذي ظهر في هاوزن، والذي جاء قبل القديسين التسعة القادمين من صعيد مصر إلى أثيوبيا بسنوات كثيرة، ويُقال أنه أسس ديراً في جومالتا. تحتفل الكنيسة الأثيوبية بعيده في 28 بابه، بحسب التقويم القبطي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يامبس المعترف | الولادة: – الوفاة: 257 أسقف من أفريقيا، تنيّح ما بين السنوات 252 و257م ويُلَقَّب بالمعترف. المدينة التي تولى مسئولية أسقفيتها هي جيرمانيسيانا Germaniciana في مقاطعة بيزاسينا Byzacena، وكان يخضع لكرسي إيبارشيته مجموعة من المحاربين القدماء الجرمان، وبالتالي كانت بعض المزارع فيها مرتبطة بكرسي روما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد يحنس السنهوتي | الولادة: – الوفاة: – وُلد هذا القديس بسنهوت من أب اسمه مقار وأم اسمها حنة. وحدث وهو يرعى غنم أبيه أن ظهر له ملاك الرب وأراه إكليلاً من نورٍ، وقال له: “لماذا أنت جالس هنا والجهاد قائم؟ قم امضِ إلي أتريب وجاهد على اسم السيد المسيح”. ثم أعطاه السلام ومضى عنه، فودّع والديه ومضى إلى الوالي واعترف أمامه بالسيد المسيح، فسلمه الوالي إلى أحد الجنود ليلاطفه عساه يذعن إلى قوله. لما تسلمه الجندي أجرى القديس أمامه جملة آيات جعلت الجندي يؤمن أيضاً بالسيد المسيح، وينال إكليل الشهادة على يد الوالي. فغضب الوالي وعذب القديس بكل أنواع العذاب، ولكن الرب كان يقويه ويصبره. ثم أرسله إلى أنصنا فعُذب هناك أيضاً، وفي النهاية أخذ رأسه بالسيف. فأخذ يوليوس الاقفهصي جسده وكفَّنه وأرسله إلى بلده سنهوت، فتلقاه أهلها بالتسبيح والتراتيل ووضعوه في الكنيسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يسطس أو جوستوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 390 تقدير القديس أمبروسيوس له وُلد في فيفاري Vivarais، وبينما كان يخدم في كنيسة فيينا كشماس اختير أسقفًا لإيبارشية ليو Lyons. غيرته للحق جعلته صارماً في كل شيء، وحين عُقِد مجمع في أكويليا Aquileia سنة 381م لمقاومة الأريوسية اشترك فيه القديس يسطس مع أسقفين آخرين من بلاد الغال Gaul، وكان القديس أمبروسيوس أيضاً حاضراً، وقد أظهر احتراماً خاصاً بالقديس يسطس. ويظهر هذا أيضاً في رسالتين له يسأله فيهما عن رأيه في بعض الأسئلة المتعلقة بالكتاب المقدس. حبه للوحدة وهروبه إلى دير بمصر حدث أن كان في ليو رجل شرير طعن بعض المارة في الطريق وقتلهم، ثم احتمى في الكنيسة كملجأ له. أرسله القديس يسطس للحاكم بعد وعد منه بالإبقاء على حياته، وبالرغم من ذلك فقد قتلته الجماهير. حزن يسطس جداً، شاعراً بمسئوليته عما حدث، ورأى أنه غير مستحق لخدمة المذبح. وإذ كان يشتاق من مدة طويلة في خدمة الله بعيداً عن الناس والمناصب اتخذ من هذا الموقف حجة لكي يترك منصبه ولكن معارضة شعبه لذلك كانت عائقاً ضخماً له. رحلته إلى أكويليا أتاحت له الفرصة لتحقيق ذلك، فبعد رجوعه بقليل انسحب من بين أصدقائه آخذاً سفينة من مارسيليا Mars?illes مع قارئ من الكنيسة اسمه فياتور Viator وسافر إلى الإسكندرية حيث ذهب إلى أحد الأديرة في مصر وعاش فيها مجهولاً، حتى اكتشفه أحد الزوار من بلاد الغال. أرسلت الكنيسة في ليو كاهناً اسمه أنتيوخوس Antiochus لإقناعه بالرجوع ولكنه رفض، فتولى أنتيوخوس رعايته حتى تنيّح سنة 390م. بعد فترة قصيرة نُقِلت رفاته إلى ليو ودفن في كنيسة الماكابيين Macchabees التي حملت اسمه بعد ذلك. وقد تنيّح بَعدَهُ بِعِدَة أسابيع تلميذه فياتور، ونُقِل جسده هو أيضاً مع معلمه إلى ليو في نفس اليوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد يسطس أو جوستوس الفتى | الولادة: – الوفاة: – لم يكن سوى فتى صغير، استشهد بقطع رأسه على يد الوالي ريكتيوفارس Rictiovarus عند سينوموفيكُس Sinomovicus بمقاطعة بوفيه Beauvais، وذلك أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. كان هذا الشهيد الصغير معروفاً ومشهوراً عبر أوروبا الشمالية الغربية، وكانت الكنيسة في بوفيه تذكر اسمه في القداس. إنقاذ عمه من الأسر كان يسطس يعيش في أوكزير Auxerre مع والده، ولما بلغ التاسعة من عمره ذهب مع والده جوستين Justin إلى أميان Amiens لتخليص عمه جوستنيان Justinian من أَسره هناك. حين وصلوا طلبوا من سيده لوبوس Lupus أن يتركه لهم، وكان الرجل على استعداد لبيعه لهم شريطة أن يتعرفوا عليه، ولكن لم يتعرف الشقيقان على بعض. ولكن يسطس الذي لم يكن قد رأى عمه من قبل أشار إلى رجل كان يحمل مصباحاً وصرخ قائلاً: “هذا هو”، وكان هو بالفعل، فتركه لوبوس لهم. استشهاده شاهد أحد الجنود ما حدث وأبلغ الحاكم ريكتيوفارس مدعياً وجود سحرة مسيحيين في المدينة، فأرسل الحاكم أربعة من جنوده لإحضارهم إليه وإذا رفضوا الحضور يقتلوهم في الحال. كان المسيحيون الثلاثة قد وصلوا إلى سينوموفيكُس (تسمى الآن Saint-Just-en-Chaussee) وجلسوا ليأكلوا، فرأى يسطس الجنود الأربعة قادمين على خيولهم، فاختبأ والده جوستين وعمه جوستنيان في كهف قريب وطلبوا من الصغير أن يبعدهم عن المكان. اقترب الجنود منه وسألوه عن مكان الرجلين اللذين كانا معه وعن الإله الذي يقدمون له الذبائح. تجاهل الصبي السؤال الأول بينما أجاب على الثاني قائلاً أنه مسيحي، وفي الحال قطع أحد الجنود رأسه واقترب منها لكي يأخذها للحاكم ريكتيوفارس. وقد وردت قصة مشابهة عن الشهيد يسطس الذي يكرَّم في باريس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب يسطس الأنطوني | الولادة: 1910 الوفاة: 1976 رهبنته وُلد سنة 1910م بقرية زرابي بجوار دير المحرق بمحافظة أسيوط وتسمى باسم نجيب. عمل ترزيًا مع والده وتعلم اللغة القبطية وأجادها، ثم رُسِم شماساً. اشتاق إلى حياة الرهبنة فذهب إلى دير الأنبا بولا بالصحراء الشرقية وقضى فيه نحو عامين تحت الاختبار ثم انتقل إلى دير الأنبا أنطونيوس وسيم راهباً في نوفمبر سنة 1941م. كمن ينتظر مجيء سيده في جهاده الروحي كان نادراً ما تغفل عيناه إذ يبقى الليل ساهراً يتجول داخل الدير كأنه ينتظر مجيء سيده، وإذا أراد أن يستريح كان يجلس تحت شجرة، وفي مراحل جهاده الأولى كان ينام على جزع شجرة ملقى على الأرض لكيلا ينعم بنوم وليظل طول الليل مصلياً. كان كلما التقى بأحدٍ يسأله: “الساعة كام”، كمن ينتظر ساعة رحيله. جهاده في بدء حياته الرهبانية عندما كانت تحاربه الأفكار الشريرة كان يظل ساهراً مصلياً الصلاة الربانية مرات عديدة بصوتٍ عالٍ ولا يكف عن ذلك حتى تهرب الأفكار. أما عن الكتاب المقدس فكان يحفظ المزامير عن ظهر قلب، وكان ملازماً للكتاب المقدس حتى حفظ رسائل بولس الرسول عن ظهر قلبٍ، وكان يحب قراءة الإنجيل بالقبطية. في مأكله كان يكتفي بالقليل ويقدم غذاءه للعمال أو القطط، وأكلته المفضلة هي الخبز المتساقط من المائدة فيبالله بالماء ويأكله. عاش فقيراً متجرداً لا يحتفظ معه بأي نقود وكانت قلايته تنطق بمدى تجرد الرجل وزهده، فهي مبنية من الطين وسقفها من الجريد ويمكن، لأي إنسان أن يطرقها لأنها بلا نوافذ أو أبواب، ولا تجد فيها مرتبة أو وسادة بل حصيرة قديمة ودلو للماء، وكل شيء موضوع على الأرض حتى تظن أنك في مكان مهجور، وليس في القلاية شيء هام سوى الإبصلموديتين: السنوية والكيهكية. وبالرغم من نسكه الشديد إلا أنه كان يتمتع بصحة جيدة، فعاش يخدم نفسه ويجلب الماء من العين كما كان يجلبه لبعض الرهبان. كان حبه للكنيسة قوياً، ففي الليل يركع مصلياً أمامها وعندما يدق جرس التسبحة يكون أول الداخلين، ووقفته أثناء الصلاة مثل وقفة جندي في حضرة الملك، لا يتحرك ولا يتلفت، بل كان دائم التطلع إلى أيقونة السيد المسيح الموضوعة على حجاب الهيكل. وفي وقت التناول كان ينبه المتناولين بقوله: “المناولة نور ونار”. منحه الله شفافية فكان يعلم بأمور قبل حدوثها ويرد على استفسارات قبل أن يسأله أحد، ومع هذا فكان شديد التواضع قليل الكلام فكان صمته أبلغ عظة. حاربته الشياطين حرباً قاسية ولما لم يمكنهم قهره أخذوا يضربونه ويلقونه أرضاً ويجرونه، ولشدة غيظهم وضعوا رملاً في عينيه أصاب بصره حتى احتاج إلى من يقوده، وبقي على هذا الحال خمسة عشر يوماً بعدها أعاد الله له نور عينيه. نياحته لما أكمل جهاده مرض بضع ساعات قبل نياحته، ووُجِد نائماً على الأرض كأفقر الناس. حملوه إلى حجرة من حجرات الدير حيث أسلم الروح، وكانت نياحته في 8 كيهك 1693ش الموافق 17 ديسمبر 1976م. وقد رأى أحد الرهبان نوراً ينبعث من المكان الذي دُفن فيه، كما أن الجنود الذين كانوا يعسكرون في منطقة قريبة من الدير شاهدوا نوراً ينبعث من الدير عدة ليالِ متوالية حتى ظنوا أن هناك احتفالاً غير عادي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد يسطس | الولادة: – الوفاة: – هو ابن الملك نوماريوس، استشهد مع زوجته ثاؤكليا وابنهما الفتى أبالي في عهد دقلديانوس بعد أن تقدموا طواعية واختياراً وسعوا نحو الشهادة بأنفسهم. أرسلهم دقلديانوس إلى أرمانيوس والي الإسكندرية الذي أرسل يسطس إلى أريانوس والي أنصنا، وثاؤكليا إلى مدينة صا الحجر بالغربية، وأبالي إلى مدينة بسطه بالشرقية. وبعد أن عُذِبوا قُطِعت رؤوسهم جميعاً فنالوا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يسطس | الولادة: – الوفاة: – كاهن وتلميذ للقديس هيلاري أسقف بواتييه Hilary of Poiti?rs. وبحسب قول Du Saussay فإن يسطس أتى إلى القديس هيلاري الذي قَبِله كتلميذٍ ومساعدٍ له. بعد نياحة القديس هيلاري كتب يسطس وصفًا لكل ما شاهده وعاينه مع معلمه، وقد حُفِظت هذه الوثيقة لمدة طويلة في كنيسة بواتييه، وأشار إليها هيلدبرت Hildebert، الذي كان من أشهر علماء عصره، أثناء مجمع تور Tours. تعيّد له الكنيسة الغربية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة بائيسة | الولادة: – الوفاة: – وُلدت في منوف في القرن الرابع الميلادي من أبوين غنيين، ونشأت في حياة مقدسة وكانت منذ صباها تحب العبادة لله وخدمة الفقراء. إذ تنيح والداها اشتاقت أن تنطلق إلى إحدى بيوت العذارى، فقامت توزع أموالها على المحتاجين، وتأوي في بيتها الغرباء، لكن عدو الخير لم يتركها إذ استطاع بعض الأشرار أن يميلوا قلبها شيئاً فشيئاً حتى انهارت تماماً، واستسلمت للخطية، فصار بيتها مكاناً للفساد. سمع آباء شيهيت بما حدث فحزنوا جداً، وقضوا فترة في الصوم والصلاة من أجلها ثم طلبوا من القديس يحنس القصير أن يمضي إليها، وبالفعل أطاع، وإذ تهيأت لاستقباله، دخل وهو يرتل: “إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معي”، ثم صار يوبخها على استهتارها وهو يبكي بمرارة. سألته عن سرّ بكائه، فأجاب أنه يعاين الشياطين تلهو على وجهها. سألته إن كان لها توبة، ففتح أمامها باب الرجاء وسألها أن تترك هذا الموضع وتنطلق معه إلى البرية. إذ مال النهار سألها أن ترقد في موضع بعيد، وإذ قام في نصف الليل رأى عموداً من نورٍ نازلاً من السماء والملائكة تحمل نفسها. اقترب إليها ليجدها قد رقدت، فسجد إلى الأرض يشكر الله على صنيعه معها، وسمع صوتاً يقول: “لقد قُبلت توبتها في الساعة التى تابت فيها، لأنها قدمت توبة خالصة من قلبها”. دفن القديس جسدها وانطلق إلى البرية يخبر الآباء بما حدث، فمجدوا الله. تعيد لها الكنيسة في الثاني من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بائيسوس | الولادة: – الوفاة: – بائيسوس” او “بئيسوس” Paesius أو بائيس من الأسماء التي كانت شائعة بين الرهبان والشهداء الأولين، نذكر منهم: 1. الشهيد بائيسوس: شهيد مصري قدم حياته مع آخرين ذبيحة حب لله في السنة الثانية للاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. قام بتعذيبهم والي فلسطين أوربانوس Urbanus، في قيصرية (يوسابيوس: شهداء فلسطين 3). 2. الشهيد بائيسي Paesi أو بائيسوس أو إيسي Isi: أخ الشهيدة تكله، وهما مصريان (8 كيهك)، من أبي صير غرب الأشمونين (راجع إيسي). 3. القديس بائيسوس أخ أنبا إشعياء الاسقيطي: (راجع إشعياء). 4. القديس بائيسوس أخ أنبا بيمن المتوحد: ويسمي أيضًا “بولا” أحد سبعة إخوة. 5. القديس بائيسوس أخ الأنبا بولا والأنبا بيشوي: أحيانًا يُذكر اسم “بائيسوس” عن “بيشوي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الأسقف بابياس | الولادة: 80 الوفاة: 160 القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرىSt. Papias of Hierapolis (حوالى سنة 80 – 160م)، كما يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس. كان رجلاً ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتمامًا خاصًا بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: “تفسير أقوال الرب” Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، للأسف لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس. قدم في هذا العمل ملاحظاته على الإنجيلين بحسب مرقس ولوقا، كما أبرز الاهتمام بالتقليد الشفوي خلال شهود العيان للسيد المسيح. أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض، وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابياس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كورنثوس نُفيّ جماعة من الشبان من كورنثوس باليونان إلى منطقة طيبة بصعيد مصر بسبب إعلانهم عن إيمانهم بالسيد المسيح، وذلك في عهد الإمبراطور مرقس أوريليوس نوميريان، سنة 284م. أما أسماء هؤلاء الشبان فهي: بابياسPapias ، فيكتوريانوس، فيكتور (بقطر)، أنيسيفورس، كلوديانوس، ديسقورس، سيرابيون. إذ التقى هؤلاء الشبان بالوالي سابينوس، وقد ظهرت عليهم علامات الوقار والاتزان مع الغِنى والشرف رقّ لحالهم، وصار يحثهم بلطفٍ سائلاً إيَّاهم أن يترفَّقوا بشبابهم وينكروا مسيحهم ويخضعوا لإله الإمبراطور حتى لا يتعرضوا للعذابات المريرة وإلى فقدان حياتهم. أجابه الشباب بلطف وحزم مُعلنين إيمانهم بمسيحهم، أما عن الآلام التي هدَّدهم بها فقالوا له: “هذه هي طلبتنا التي لن نكف عن أن نسألها من ربنا خلال صلواتنا البسيطة، وإننا نشعر بسعادة عظيمة إن استجيب لنا”. عندئذ عرَّضهم لبعض المتاعب البسيطة ليرى إن كانوا ينهارون أمامها، وإذ أظهروا كل ثبات عذبهم بعنف. مع الشهيد فيكتوريانوس كما اعتاد الولاة الرومان، سأل الوالي سابينوس فيكتوريانوس عن اسمه، وكانت الإجابة أنه مسيحي. هدَّده الوالي بالعذابات القاسية التي يعدَّها له إن لم يذبح للآلهة، فأجابه: “إنني أخشى الآلام الفائقة الوصف التي تنتظرني إن ارتدِّيت عن إيماني، أما عن العذابات التى تعدّها لي فإني أتقبلها حتى أنجو من العذابات التي ما بعد الحياة، هذه التي أُعدَّت لكم وللشيطان أبيكم”. ابتكر سابينوس طريقة للتعذيب، إذ جاء بساق شجرة طويلة من البلوط وجوَّفها وملأها فتحات، ثم قال لفيكتوريانوس في سخرية: “أدخل إلى مخدعك الجديد”. أجابه القديس: “يالك من مسكين! إنك تريد أن تسخر بي بهذه الوسيلة مع إنني أينما وُجدت أكون أنا نفسي منزلاً يسكن فيه إلهي يسوع المسيح، الذي بفضله أحتمل كل عذاباتكم”. دخل فيكتوريانوس في ساق الشجرة بنفسه، ثم أُعطيت الإشارة للجلادين أن يُدخلوا أدوات حديدية مسننة من الفتحات حتى امتلأ جسد القديس من الجراحات، وكان الدم ينزف من كل جانب، وكان الوالي في سخرية يقول لعسكره: “قولوا لفيكتوريانوس الذكي أن يحمى إيمانه الذي يبشر به”. أُخرِج الشهيد لكي يسحق الجند يديه ورجليه بالمطارق، ثم قطعوا رأسه بالسيف، ونال إكليل الاستشهاد. مع الشهيد سابينوس ورفقائه أمر الحاكم ببتر يديّ سابينوس ورجليه وإلقاء جسده في الاسطوانة الخشبية، وكان الشهيد يصرخ: “هذا كله يزيد من مجدي الأبدي”. وإذ خرج كجثة هامدة ضربوه بالسيف، لتنطلق نفسه متهللة إلى الفردوس. أما أنيسيفورس فإذ رأى رفيقيه اللذين استشهدا انطلق بنفسه نحو الاسطوانة طالبًا من الوالي أن يُسرع بالحكم عليه، فأمر الوالي بإخراجه من الاسطوانة ليُشوى بالنار؛ لكن قبل مفارقة نفسه لجسده قطَّعوا جسمه إلى أجزاءٍ صغيرة، أما نفس القديس فكانت ممتصَّة في المجد الأبدي. جاء دور كلوديانوس فقُطع جسمه إربًا وألقيَّ بها عند أقدام زملائه الباقين لعلَّهم يرتعبون. أما سيرابيون فقُطعت رأسه، وبابياس ألقيّ في النهر، وهكذا نال الكل إكليل الشهادة، حاملين بفرح سمات ربنا يسوع المصلوب! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بابيلاس | الولادة: – الوفاة: – يُعتبر القديس بابيلاس Babylas أو بابيلوس من أعظم أساقفة أنطاكيا الأولين بعد القديس أغناطيوس النوراني. سيم بطريركًا على أنطاكية حوالي سنة 237م خلفًا لزبينوس Zebinus، وبقيَّ الراعي الساهر على شعب الله، السالك بروح التقوى والحب مع الحزم لمدة 13 سنة. عاصر ثلاثة ملوك، هم غرديانوس Gordian وفيلبس وداكيوس. حزم مع الإمبراطور يروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن فيلبس كان من أصل عربي من بلاد حوران، وكان هو وزوجته سفيرا مسيحيين. عمل كجنديٍ صغيرٍ وتدرج في الرتب حتى استطاع أن يتولى الحكم خلفًا لغرديانوس بناء على طلب الجيش بينما كان غرديانوس على سرير الموت سنة 244م، وكانت الحرب دائرة بين الرومان والفرس. أخيرًا إذ استتب الأمر بعقد مصالحة مع سابور الأول ملك الفرس، قتل فيلبس ابن الملك غرديانس الذي كان قد أوصاه به ووكَّل إليه عنايته، حتى يخلو له الجو منطلقًا إلى روما بمساندة الجيش. في الطريق مرّ بأنطاكية وكان عيد القيامة قد حلّ، فذهب فيلبس إلى الكنيسة يقدم قرابينه كعادة المؤمنين. وإذ بلغ باب الكنيسة ومعه أحد كبار رجال الجيش خرج إليه البطريرك بابيلاس ومنعه من الدخول إلى بيت الله ما لم يقدم توبة صادقة عن قتله للطفل البريء، وبالفعل لم يدخل فيلبس الكنيسة وبقيّ في الخارج مع جماعة الباكين يطلب بدموع مراحم الله. بقيّ هذا الحدث في ذهن الكنيسة عبر الأجيال درسًا حيًّا وعمليًّا للرعاية الصادقة بلا محاباة، حيث يهتم الراعي بخلاص المؤمنين دون النظر إلى كرامتهم الزمنية. هنا أود أن أؤكد أن الإمبراطور ما كان يمكنه أن يقف هكذا في صفوف التائبين الباكين لو لم يشعر مع حزم البطريرك حبه له وشوقه الحقيقي لخلاص نفسه، وأدرك أنه لم يفعل ذلك عن تشامخٍ بل في اتضاعٍ. بقيّ فيلبس خمس سنوات ملكًا (244 – 249م) لم يخدم فيها الكنيسة بشيء، لا بقليل ولا بكثير، إنما يمكن أن يُقال أن الكنيسة استراحت في أيامه من الاضطهاد للعمل الرعوي والكرازي لتُجابه حلقات من الضيق الشديد بعد ذلك. كما فعلت يُفعل بك في عام 249م ثار الجند على الإمبراطور كما على سلفه وقتلوه ليخلفه داكيوس أحد أعضاء مجلس الشيوخ، وكان قد وثق فيلبس فيه وطلب منه أن يخمد ثورة الجيوش عليه لكنه خانه واحتلَّ مركزه؛ وكأن ما قد سبق فصنعه في سلفه غرديانوس ارتدَّ عليه. وكما يقول الكتاب: “كما فعلت يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك” (عو 15). وأيضًا: “لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون” (مت 52:26). عذاباته تولى داكيوس الحكم لمدة سنتين تقريبًا ولم يكن له عمل سوى اضطهاد الكنيسة. في أيامه أُلقيّ القبض على البطريرك بابيلاس ومعه ثلاثة أولاد أيتام أعمارهم 12، 9، 7 سنوات كان يهتم بهم البطريرك، وصار الوالي يعذب الأربعة حتى مات الأولاد الثلاثة من العذابات أمام عيني البطريرك، وأخيرًا أُلقيّ بابيلاس في السجن ليرقد في الرب من شدة الآلام، وإن كان القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أنه قُطعت رأسه. بنى القيصر غاليوس Gallus أخ يوليانوس الجاحد كنيسة فخمة باسم الشهيد بابيلاس في ضواحي مدينة أنطاكية وذلك في منتصف القرن الرابع، وجاء أخوه يوليانوس فهدمها، فحمل المؤمنون رفاته إلى المدينة بالتسابيح. شيَّد الغربيون كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا باسم الشهيد، لإعجابهم بغيرته وشجاعته. ويحتفلون بعيده في 24 يناير بينما يحتفل اليونانيون به في 4 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد باخوس | الولادة: – الوفاة: 303 تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما، أما هما فبقوة الروح قالا له: “يا من تحارب الله، أتظن أنك تثبط أرواحنا بجعلنا في شكل أنثى؟ إنك تستطيع بالقوة أن تلبس الأجساد ملابس النساء، لكنك لن تلبس أرواحنا المتوثبة رداء الجبن!…” أدرك الرجلان أن هذه الثياب لن تسيء إليهما، فقد حمل السيد على رأسه إكليل الشوك وسخر به اليهود، فكان ذلك سرّ فداء للبشرية وعلامة حب إلهي للإنسان. حقًا جاءت الوصية: “لا يكن متاع رجلٍ على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يفعل ذلك مكروه لدى الرب” (تث22: 5)، هذه الوصية يلتزم بها كل مسيحي روحيًا بمعنى أن يمارس الإنسان العمل حسب العطية والموهبة التي أُعطيت له برضى، فلا يشتهي الرجل أن يقوم بدور المرأة، ولا المرأة بدور الرجل. عاد مكسيميانوس يلتقي بهما فدخلا معه في حوار روحي بأدب وهدوء مع شجاعةٍ وحزمٍ، وإذ شعر بالخجل أرسلهما إلى أنطيوخوس والي سوريا لكي يلاطفهما ويقنعهما بالعدول عن إيمانهما لينالا كرامات عظيمة، فسافرا إلى نواحي الفرات حيث كان الوالي مقيمًا. أمام أنطيوخوس والى سوريا التقيا بالوالي الذي تفرغ لهما محاولاً إغرائهما، أما هما فكانا ثابتين على الإيمان. أمر الوالي بتعرية واخس، وتناوب الجند على جلده بأعصاب البقر على ظهره وبطنه حتى اسلم الروح تحت قسوة الجلدات، وطُرح جسمه في الصحراء فجاءت بعض الوحوش الضارية تحرس جسده بطريقة معجزية حتى جاء بعض المؤمنين وحملوا الجسد. في الليل ظهر القديس باخوس لرفيقه سرجيوس يدعوه إلى المساكن العلوية ويبثّ فيه روح الشجاعة فامتلأ سرجيوس فرحًا وتهليلاً. في الغد استدعى انطيوخوس الوالي القديس سرجيوس أمامه في مدينة روصافا Rosafa التي تبعد حوالي 20 ميلاً من مدينة بربالسا التي استشهد فيها القديس باخوس. هناك صدر الأمر بأن يسير القديس بأحذية بها مسامير مدبَّبة لمسافة طويلة، فكان يذكر القديس جراحات السيد المسيح، كما كان يردِّد كلمات الرسول: “حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام”. في الليل شُفيّ القديس من جراحاته فاغتاظ القاضي وأمر بتكرار الأمر في اليوم التالي. وقد حسب القديس ذلك مجدًا له، محتملاً صليب سيده، فأمر القاضي بعد فترة قصيرة بقطع رأسه (حوالي عام 303م). تُعيد له الكنيسة اليونانية واللاتينية في 8 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيرؤوه وأثوم الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – نشأتهما وُلد الأخوان أبيرؤوه وأثوم من أب تقي كاهن يُدعى يوحنا وأم تقية تدعى مريم، في قرية تاسمبوتي Tasempoti، حاليًا سنباط، بإقليم أبو صير (مركز زفتى). كانت هذه العائلة غنية، وقد مارس الشابان أعمال التجارة فكانا ناجحين. بعد نياحة والديهما سافرا إلى الفرما شمال شرقي القطر المصري، لأعمال تجارية. كان الأول قد بلغ الثلاثين من عمره وأخوه الثامنة والعشرين. وجد الشابان جنود بومبيوس والي الفرما يحملون جسد الشهيد أُنوا Onoua كاهن كيوس kois ليلقوه في البحر، فتقدما إليهم يسألونهم إن كانوا يعطونهم الجسد مقابل قطعتين من الذهب، فوافقوا بعد تردد إذ خشوا أن يسمع الوالي فيقتلهم. كفن القديسان جسد الشهيد وحملاه سرًا إلى قريتهما سنباط حيث دفناه في بيتهما، وكان الله يتمجد في جسد هذا الشهيد بالآيات والعجائب. تحول بيتهم إلى مركز روحي حيّ، يأتي الشعب ليتبارك برفات الشهيد ليجدوا أيضًا في الشابين صورة حية للسيد المسيح، إذ كانا تقيين محبين للعطاء والبذل بلا حدود. اتفاقهما للشهادة بعد ثمانية أشهر اتفق الأخان أن يوزعا كل مالهما ويذهبا إلى الإسكندرية ليعترفا جهرًا بمسيحيتهما… وإذ التقيا بالوالي في وقت متأخر أمر بسجنهما حتى الصباح ليُقدما للمحاكمة. في السجن صارا يصليان مع اخوتهما المسجونين من أجل الإيمان، وقد أرسل الله لهما صوتًا سماويًا يعلن لهما معيته لهما ومساندته إياهما. وفي الصباح استدعاهما الوالي وصار يلاطفهما واعدًا إياهما بالعمل في البلاط الملكي، وإذ لم يستجيبا لوعوده أمر بجلدهما، وكان الرب معهما. صدر الأمر بتعذيبهما بالدولاب الحديدي الذي كان يمزق جسديهما… صرخ أثوم طالبًا من السيد المسيح أن يرسل ملاكه ليخلصهما، فنزل رئيس الملائكة غبريال وأنقذهما وشفاهما من جراحاتهما. لكن الوالي وقد اغتاظ أمر بإلقائهما على سرير حديدي وإشعال النار تحتهما، فأرسل الله مطرًا وخلصهما، حتى آمن كثير من الوثنيين الذين جاءوا يشاهدون العذابات. أُلقي الشهيدان في السجن فظهر لهما السيد المسيح نفسه وشجعهما. إخراجهما روحاً نجساً إذ كانا منطلقين من السجن مقيدين، شاهدا شابًا به روح نجس، ففي محبة صليا لأجله فخرج الروح النجس ودهشت الجموع السائرة في الطريق، وإذ سمع الوالي أرمانيوس بذلك اتهمهما بالسحر… وأمر بتعليقهما على شجرة مرتفعة من أقدامهما ليبقيا هكذا يومين ينزفان دمًا من فميهما وأنفيهما… وجاء الوالي ومعه أعوانه ليسخر بهما، قائلاً: “يا أبيرؤوه، يا أثوم، هل أنتما عائشان أم مائتان؟” ولم ينته من عبارته حتى أرسل الله ملاكه ميخائيل وخلصهما، فهاج الشعب كله، وخاف الوالي من الثورة، فأمر بسجنهما. ذهابهما إلى الفرما إذ زار بومبيوس والي الفرما الإسكندرية تحدث والي الإسكندرية معه عن هذين الساحرين العجيبين، فطلب بومبيوس ترحيلهما إلى الفرما وسجنهما حتى يصل هو إليها. في سجن الفرما التقى رجل تقي يدعى أتروبيوس Eutropuis بحراس السجن ودفع لهم مالاً ليسمحوا للشابين بزيارة بيته… وبالفعل أخذهما إلى حين، وهناك صليا لابنته العمياء فشُفيت، واجتمع كثير من المرضى فشُفوا باسم السيد المسيح. ظهر لهما رئيس الملائكة جبرائيل وعزاهما وشجعهما على متابعة جهادهما من أجل الرب، وإذ حضر الوالي بومبيوس من الإسكندرية استدعاهما وصار يعذبهما، وكان الرب يشفيهما. رأى ذلك ثلاثة ضباط يدعون بانيجير وكرماني والحبشي ومعهم أربعون جنديًا، فأعلن الكل إيمانهم بالسيد المسيح وسلموا أنفسهم للاستشهاد… فاغتاظ الوالي وازداد عنفًا وقسوة طالبًا تخليع أظافرهم وضرب فميهما بكتل حديدية لتكسير أسنانهما. وبقدر ما كان الوالي يزداد عنفًا كان الله يتمجد فيهما مرسلاً ملاكه ميخائيل يبسط جناحيه علانية ويشفيهما… وأحس الوالي بالهزيمة أمام الجماهير فطلب إلقاءهما في السجن. إقامة مورفياني كانت مورفياني زوجة الوالي في حالة وضع متعسرة انتهت بموتها، وإذ بلغ الوالي الخبر صار في مرارة واجتمعت المدينة تعزيه فيها… لكن البعض همس في أذنيه أن يستدعي الشابين المسيحيين يصليان من أجلها. أما هو فقال “لو أني أرسلت استدعيهما فلن يطيعاني، فإنهما لابد غاضبان عليّ بسبب العذابات الكثيرة التي لقياها”… لكن بعض العظماء ذهبوا إلى السجن ليجدوهما يصليان وهما في بهاء عجيب، وإذ سألوهما الأمر جاءا معهم، وانطلق الكل إلى بيت الوالي حيث صليا للسيد المسيح واهب الحياة، فأقامها السيد المسيح. عندئذ وهبهما الوالي الحرية، وعادا إلى قريتهما “سنباط”. في سنباط اجتمع أهل سنباط يطلبون صلوات هذين القديسين عنهم، وكان الرب يتمجد فيهما… وأخيرًا سلما ما تبقى من ممتلكاتهما لرجل تقي يدعى صربامون ليوزعها على المحتاجين، ويهتم ببيتهما الذي وُضع فيه جسد الشهيد (أبا أنوا). ثم خرج الاثنان بقوة إلى بساريوم بجوار الفرما حيث التقيا بالحاكم بوبليان، اللذين وجداه يحاكم أحد الشهداء يُدعى (أبا هيسي)… وإذ اعترفا بالسيد المسيح أمامه أصدر أمره بقطع رأسيهما. أُقتيد الشهيدان إلى شرقي المدينة، وفي موضع الاستشهاد سُمح لهما أن يصليا، فظهر لهما السيد المسيح جالسًا على مركبة نورانية ورئيس الملائكة ميخائيل عن يمينه ورئيس الملائكة جبرائيل على يساره وألوف من الملائكة حوله تسبحه وتمجده… فتهللت نفسيهما… ثم نظرا إلى الجند، قائلين “كملوا ما أُمرتم به، فاستل أحد الجنود سيفه وقطع رأسيهما، وكان ذلك في الثامن من شهر أبيب. بركة صلواتهما تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابيستيمي وغلاكتيون الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 253 نعرف عن هذين الشهيدين غلاكتيون Galation وزوجته أبيستيمي Epestem إلا أنهما كانا تقيين محبين الله. كانا زوجين مثاليين في حياتهما القائمة على الحب المتبادل في الرب والحياة التقوية والوفاء الزوجي، بكونهما واحدًا في المسيح، كاتحاد الرب بكنيسته (أف 5). استشهدا في أيام داكيوس (ديسيوس) حوالي عام 253 م، إذ قبض عليهما والي حمص، وحاول أن يخضعهما لأساليب القمع الوحشي المعهودة إن لم يسجدا للأوثان ويجحدا ربهما. صار يجلدهما، ثم قطع لسانيهما وبتر أرجلهما، فصار الدم ينزف منهما… ثم قطع عنقيهما لينطلقا إلى الخدر السماوي . تعيد لهما الكنيسة اليونانية واللاتينية في الخامس من تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد ابيفان | الولادة: – الوفاة: 306 يروي لنا المؤرخ يوسابيوس قصة استشهاد القديس أبيفان أو أبيبان أو أبفانيوس، كتبها وهو متأثر جدًا، ربما بسبب صغر سنه أو لأنه قد تعرف عليه شخصيًا، إذ يبدأ حديثه هكذا: “أي كلمات تكفي لوصف المحبة الإلهية والجرأة اللتين أظهرهما ? في الاعتراف بالله ? الحمل الوديع الهادىء، أعني الشهيد أبيفان، الذي أظهر أمام أعين الجميع في أبواب قيصرية مثالاً عجيبًا لتقوى الله”. نشأته نشأ في باجي، وكما يقول يوسابيوس القيصري أنها مدينة هامة في ليسيا Lycia، وسط عائلة شريفة وغنية جدًا، أرسلته إلى بريتوس Berytius (بيروت) للتزود من العلوم اليونانية العالمية. هناك قبل الإيمان المسيحي، وعاش بروح التقوى يمارس حياة العفة والفضيلة مقتديا بمعلمين ورعين. عاد أبيفان إلى بلده، وبالرغم مما كان لأبيه من مركز اجتماعي هام لم يستطع هذا الشاب أن يعيش مع عائلته وسط لهو هذا العالم وفساده… لهذا سرعان ما ترك المدينة وانطلق سرًا إلى قيصرية حيث كان الله قد أعدّ له إكليل الشهادة من أجل تقواه. استشهاده يقول يوسابيوس أسقف قيصرية، الذي تعرف عليه ودخل معه في صداقة إلى حين حول الإنجيل: “وإذ لبث معنا هناك، متناقشًا معنا في الأسفار الإلهية بكل اجتهاد فترة قصيرة، ومدربًا نفسه بكل غيرة، ختم حياته خاتمة تدهش كل من يراها لو أنها رؤيت مرة أخرى . ومن ذا الذي إذ سمع عنها لا يعجب بحق شجاعته، وجرأته، وثباته، بل بالعمل الجريء نفسه الذي برهن على غيرة متأججة نحو المسيحية وروح تفوق الطبيعة البشرية. لأنه في الهجوم الثاني ضدنا في عهد مكسيمانوس، في السنة الثالثة من الاضطهاد صدرت أوامر الطاغية للمرة الأولى، تأمر حكام المدن ببذل كل مجهود بأسرع ما يمكن ليدفعوا جميع الشعب على الذبح للأوثان. وفي كل أرجاء مدينة قيصرية كان السعاة يستدعون الرجال والنساء والأطفال، بأمر الوالي إلى هياكل الأوثان. وعلاوة على هذا فقد كان رؤساء الألوف ينادون كل واحد باسمه من قوائم بأيديهم، كان عدد وافر جدًا من الأشرار يندفعون معًا من كل الأحياء. عندئذ تقدم هذا الشاب بلا خوف، ودون أن يعلم أحد بنواياه، وغافلنا نحن الذين نعيش معه في البيت، كما غافل كل جماعة الجنود الذين كانوا يحيطون بالوالي، واندفع إلى أوربانيوس وهو يقدم السكائب، وأمسكه بيمينه دون أقل خوف، ومنعه في الحال من تقديم ذبيحته، وبمهارة وقوة إقناع وإرشاد إلهي قدم إليه النصح للعدول عن ضلالته، لأنه ليس من اللائق أن يُهجر الإله الوحيد ويُذبح للأوثان وللشياطين. والمرجح أن الشاب فعل هذا بقوة إلهية دفعته إلى الأمام، وجعلت الجميع يصيحون عقب عمله، بأن المسيحيين الذين كهذا الشاب لن يتركوا عبادة إله الكون التي سبق أن اختاروها لأنفسهم، وأنهم ليسوا أرفع من التهديدات وما يتبعها من أهوال فحسب، بل هم فوق ذلك في غاية الجرأة يتكلمون بلسان لا يتلعثم، بل إن أمكن ليدعوا حتى مضطهديهم ليتحولوا عن جهالتهم ويعترفوا بالإله الواحد الحقيقي” (شهداء فلسطين، ف 4). هكذا يرى يوسابيوس أن ما فعله هذا الشاب، لم يكن انفعالاً عاطفيًا ولا جرأة بشرية، لكن قوة إلهية دعته أن ينطلق إلى الوالي بقوة ليمسكه بيمينه ويسأله ألا يقدم بيده ذبائح شيطانية… وقد كان لذلك فعله الكرازي في قلوب ناظريه… إنه عمل إلهي فائق! إذ رأى الوالي أثر هذا الشاب الذي كان قد بلغ حوالي العشرين من عمره على الجماهير، اغتاظ وصار كوحش، أمر بتمزيق جسده، حتى ظهرت عظامه… وكان القديس يتقبل الآلام بصبر وفرح، فألقاه الوالي في السجن حيث قُيدت قدماه هناك واحتمل آلامًا كثيرة. أُستدعى مرة أخرى لتمزيق جسده… وكان المعذبون يضربونه على وجهه حتى انتفخ جدًا وتغيرت ملامحه. غطى المعذِبون قدميه بأقمشة كتانية مبللة بالزيت، وأوقدوا فيها نارًا أحرقتهما حتى ظهرت عظامه… وفي هذا كله كان مملوءًا قوة. طُرح في السجن ثم اُستدعى للمرة الثالثة، وإذ لوحظ أنه على وشك الانتقال ألقوه في البحر بعد أن ربطوا قدميه بحجارة ثقيلة. يروي يوسابيوس أسقف المدينة المعاصرة أن البحر لم يستطع أن يحتمل ذلك فثار وهاج، وأُلقي بالجسد أمام أحد أبواب المدينة، كما حدث زلزال شعر به كل من في المدينة، وكان حوالي 306 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشهيد ابيما | الولادة: – الوفاة: – نشأته ربما كلمة (أبيما) جاءت عن اليونانية (أبيماخوس) وتعني (الغالب). كان أبيما فلاحًا من أهل بنكلاوس التابعة للبهنسا بصعيد مصر الأوسط، تبعد 125 ميلاً جنوب مصر، وكانت البهنسا تعرف في العصر الروماني باسم Oxyrhynchus وصفها القديس جيروم بأنها كانت تضم حوالي 10 آلاف راهبًا داخلها وحولها، وأن أصوات التسبيح كانت لا تنقطع منها . تربى أبيما في جو روحي تقوي، تشرب من والديه إيليا وصوفيا الحياة الورعة، فنشأ محبًا لحفظ الكتاب المقدس وممارسة العبادة الدائمة والعطاء، حتى إذ رأى أهل عشيرته تقواه حسبوه أبًا لهم أو رئيسًا يلجأون إليه يطلبون مشورته. شوقه للاستشهاد اذ كان دقلديانوس قد أصدر أمره بتعذيب المسيحيين وقتلهم إن لم يبخروا للأوثان، تحولت البلاد إلى محاكم علنية تمارس كل الضغوط على المؤمنين… وكان الله يعلن لبعض أحباءه المختارين أن ينطلقوا بأنفسهم للاستشهاد ليكونوا سبب تعزية للآخرين. من بين هؤلاء المختارين هذا التقي أبيما الذي رأى في الليل كأن شخصًا نورانيًا يبادله نظرات المحبة، ليقول له: “أتحبني؟? فلماذا أنت نائم والجهاد قائم والأكاليل معدة؟” وإذ عرف أنه السيد المسيح قام في الصباح المبكر جدًا يحمل قوة روحية فائقة ليودع رجاله بعد صلاة طويلة وعميقة رفعها لله، متظاهرًا أنه يخرج لقضاء مصلحة ما، أما زوجته فقد سبق فاتفق معها أن يعيشا بتوليين حوالي سبع سنوات. أمام لوكيوس والي البهنسا انطلق إلى الوالي حيث وجد بعض المسيحيين يحاكمون منهم أباهور الذي من أبطوحة مركز بني مزار والقس مكسيموس من شنارو مركز الفشن، والشماس تكناش من البهنسا والشماس بيجوش من طرفة مركز سمالوط. رآه أحد رجال الوالي يدعى أبيانوس فأخبر الوالي بأن أبيما شيخ قرية بنكلاوس المسيحي خارجًا، فأمر بإحضاره. سأله الوالي إن كان قد أحضر معه أواني الكنيسة فأجابه بأنهم أناس فقراء وأواني كنيستهم من الزجاج، وأنه ليس لديهم كاهن خاص بهم، بل يطلبون كل أسبوع من البلاد المجاورة من يصلي لهم القداس الإلهي، عندئذ سأله أن يبخر للآلهة فدخل معه في حوار معلنًا إيمانه بالسيد المسيح، وإذ كان مصرًا على ذلك تعرض للجلد، ثم ألقي على كرسي حديدي وأُوقد تحته النار، ووضعت خوذة محماة على رأسه… وكان في شجاعة يحتمل، إذ كان الرب يسنده ويحميه حتى دهشت الجموع وصرخت تعلن إيمانها بإله أبيما، وخشي الحاكم من ثورة البلد عليه فأمر بترحيله إلى الإسكندرية. أمام الوالي أرمانيوس أرسله لوكيوس إلى أرمانيوس والي الإسكندرية ومعه رسالة يعلن فيها اتهامه بعدم الخضوع لأوامر الإمبراطور واستخدامه السحر، وفي الطريق ظهر له السيد المسيح في حلم وطمأنه أنه سيشهد أمام كثيرين وبسببه يؤمن كثيرون. أُلقي أبيما في السجن حتى يُستدعى في اليوم التالي إذ كان أرمانيوس منهمكًا في الاحتفال بعيده، وهناك أخرج روحًا شريرًا من سجين فتأثر السجّان وسأله أن يصلي من أجل ابنته الوحيدة التي كانت متعثرة في أوجاع الولادة، فصلى وأنجبت الابنة الطفل أبيما. اُستدعى في الغد ودخل معه الوالي في حوار، وإذ رأى إصراره ربطه في معصرة فانشقت وحُلت رباطاته، وإذ أعد أتونًا أرسل الله أمطارًا غزيرة أفسدت خطته. أُعيد السجين حيث زاره القديس يوليوس الأقفهصي كاتب سير الشهداء، وقد روى لنا ما شاهده بنفسه، في الطريق التقى به أعمى يطلب صدقة، وكان مقيدًا يحرسه الجند ولا يملك شيئًا فتوقف، وإذ به يصلي ويضع يديه على عينيه سائلاً السيد المسيح أن يشفيه، فانفتحت عيناه، وكما يقول يوليوس أنه لم يتمالك نفسه حتى جرى إليه وركع أمامه طالبًا الصلاة عنه وعن أخته أفخارستيا المعذبة بروح نجس منذ حوالي 14 عامًا، وبالفعل شُفيت وجاءت تلتقي معه في السجن تمجد الله. استدعاه أرمانيوس وصار يعذبه، وإذ كان يجدف على اسم السيد المسيح صارت غشاوة على عينيه فلم يبصر ولصق لسانه بفمه… عندئذ تدخل يوليوس الأقفهصي فصلى أبيما لله وشفي الوالي، فطلب أن يمضوا بأبيما من أمامه. في الطريق التقى بأناس يولولون لأن أخاهم يوساب قد سقط من دور علوي ومات، فصلى إلى الله وأقامه باسم الرب، حتى دُهش الحاضرون وآمن كثيرون وتقدموا للاستشهاد. في اليوم التالي سلمه الوالي إلى رجل يدعى سيماخوس لينهي حياة أبيما… فوضع القديس ومعه رجل آخر مسيحي في مركب بها أربعة وحوش جائعة حتى تفترسهم وسط البحر، وإذ بملاك الرب يظهر ويشفيه من جراحاته ويحل قيوده ويسد أفواه الوحوش. عادت السفينة إلى الشاطئ واستقبلته الجموع متهللة، فاضطر أرمانيوس أن يستبعده عن الإسكندرية فأرسله إلى بهنمون التابعة لبني سويف حيث قُطعت رأسه، بعد أن صلى وركع ليقدم رقبته للسياف وهو يناجي ربه يسوع المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ابيفانيوس أسقف سلاميس | الولادة: 315 الوفاة: – نشأته ولد حوالي عام 315 م بقرية Besanduk بجوار مدينة اليوتروبوليس Eleutheropolis بفلسطين من والدين يهوديين. توفي والده وترك معه أخت فقامت بتربيته في حياة تقوية. حدث وهو سائر في الطريق أنه أبصر فقيرًا يطلب صدقة من أحد الرهبان، وإذ لم يكن مع هذا الراهب مالاً خلع ثوبه وقدمه للفقير. رأى أبيفانيوس كأن حلة بيضاء نزلت من السماء على ذلك الراهب عوض الثوب، فتعجب من ذلك، وانطلق إلى الراهب يسأله عن إيمانه وحياته. التقى به أكثر من مرة وقبل الإيمان المسيحي واعتمد، كما اشتاق إلى الحياة الرهبانية. أرسله الأسقف إلى دير القديس لوقيانوس وتتلمذ على يدي القديس إيلاريون (هيلاريون)، وقد تنبأ عنه معلمه أنه سيكون أسقفًا . حياته الديرية في مصر لكي يتهيأ لدراسة الكتاب المقدس تعلم العبرية والقبطية والسريانية واليونانية واللاتينية، لذا دعاه القديس جيروم: “صاحب الخمسة ألسنة”. وإذ كان محبًا لحياة النسك والتأمل ترك فلسطين إلى مصر حوالي عام 335 م، ليلتقي بمجموعة من النُساك والرهبان قبل اعتزاله في دير بالإسكندرية. إذ شعر بعض الغنوسيين بقدراته ومواهبه واشتياقاته أرادوا كسبه فأرسلوا إليه بعض النساء الزانيات ينصبن له فخاخًا، لكنه بنعمة الله لم يسقط فيها، من هنا ندرك السبب الذي لأجله كرّس طاقاته للرد على الهراطقة، أيا كانوا ومقاومتهم أينما وجدوا . سيامته كاهنًا التقى بالقديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه فترة من الوقت، ليعود من مصر إلى فلسطين وينشئ ديرًا في اليوتروبوليس تحت إرشاده لمدة حوالي 30 عامًا، وكان حازمًا جدًا مع نفسه، حتى إذ سأله أحد تلاميذه كيف يحتمل هذا النسك الذي يفوق قوته، أجابه: “الله لا يهب ملكوت السموات ما لم نجاهد، وكل ما نحتمله لا يتناسب مع الإكليل الذي نجاهد من أجله”. بجانب نسكياته الشديدة القاسية وعبادته التي لا تنقطع كرس وقتًا لدراسة كتب العلامة أوريجينوس، وإذ لاحظ أخطاءه انقلب ضده بعنف شديد حتى حسبه رأس كل بدعة في الكنيسة، وصار له دوره الفعّال في إثارة الكثيرين ضد أوريجينوس، بل استطاع فيما بعد أن يغير اتجاه القديس جيروم من عاشق لأوريجينوس بكونه عطية الله للكنيسة إلى مقاوم عنيف له بكونه شيطانًا ضد الحق. إذ شعر أسقف المدينة بدور القديس أبيفانيوس لا بين الرهبان فحسب وإنما وسط الشعب الذي التفّ حوله يطلب إرشاداته وبركته، سامه كاهنًا لكي تزداد المنفعة به على مستوى كل الكنيسة في المدينة. التقى أيضًا بالقديس إيلاريون (هيلاريون) الذي تنسك في مايوما بفلسطين، وتكونت صداقة عظيمة حتى ترك إيلاريون المنطقة بسبب تجمهر الناس حوله. سيامته أسقفًا يبدو أن القديس هيلاريون الناسك عندما هرب إلى قبرص من جمهرة الناس حوله، جاء إليه الأساقفة والكهنة مع الشعب بقبرص يطلبون بركته فتحدث معهم عن القديس أبيفانيوس وحياته النسكية وفضائله مع عمله وغيرته على الإيمان المستقيم . وإذ تنيح أسقف سلاميس بجزيرة قبرص، أكبر كرسي في الجزيرة في ذلك الحين، اُنتخب أبيفانيوس أسقفًا وسيم بغير إرادته عام 367 م، وقد بقى أمينًا في خدمته لمدينته الأولى يفتقدها من وقت إلى آخر. حبه الشديد للفقراء اتسم القديس أبيفانيوس بغيرته الشديدة وحزمه بخصوص الإيمان المستقيم مع حب شديد فائق للفقراء، حتى لم يكن يترك في الأسقفية أحيانًا شيئا قط… ومع ذلك فقد كان الله يرسل له الكثير جدًا ليوزعه. منحته الأرملة القديسة أولمبياس أراضٍ ومالاً لهذا الغرض… ولعل محبته للفقراء قد نبعت عن أنها هي علة قبوله الإيمان المسيحي كما رأينا. قيل أن تلميذه طلب منه مرة أن يضع حدًا لهذا العطاء، إذ لم يعد معهما شيء، وإذ انتهى التلميذ من حديثه تقدم إنسان غريب وقدم كيسًا به ذهب سلمه للأسقف واختفى في الحال. جاء في سيرته أن أحد المخادعين جاء يسأله صدقة لتكفين صديقه الذي مات، فأعطاه المال، وهو يقول له: “اعتن به يا ابني بدفن هذا المسكين ولا تضيع الوقت في البكاء عليه، فإن رفيقك لا يقيمه بكاؤك، وليس له دواء إلا الصبر. أخذ الطمّاع المال وذهب لصديقه ليقيمه فوجده قد مات حقا!! تحركاته الكثيرة كان كثير الحركة، يحمل روح التقوى والنسك والغيرة على الإيمان أينما وُجد. قام برحله عام 376 م إلى إنطاكية ليسعى لتوبة الأسقف فيتاليس الذي تبع أبوليناريوس، وبعد 6 أعوام اصطحب القديس بولينوس أسقف إنطاكية إلى روما ليحضرا مجمعًا عقده الأسقف داماسيوس. لقد أقاما في بيت الأرملة باولا صديقة القديس جيروم والتى استضافها القديس أبيفانيوس بعد ثلاثة أعوام وهي في الطريق إلى فلسطين لتلحق بأبيها الروحي القديس جيروم. في عام 392 م نزل أيضًا ضيفًا على القديس يوحنا أسقف أورشليم، وفيما هو في استضافته إذ وقف يتكلم في الكنيسة التي للقبر المقدس، هاجم مستضيفه لأنه متعاطف مع أتباع أوريجينوس. انضم إليه جيروم في بيت لحم الذي رده عن حبه لأوريجينوس إلى مضاداته، وصارا يهاجمان الأسقف يوحنا بعنف… غير أنه يبدو أنه قد تصالح أخيرًا مع القديس يوحنا. دخل أيضًا في صراع شديد مع القديس يوحنا الذهبي الفم بالقسطنطينية لأنه قبل الإخوة الطوال الذين جاءوا من مصر وهم أتباع أوريجينوس، الهاربين من اضطهاد البابا ثاوفيلس الإسكندري بسبب تعلقهم بأوريجينوس. تنيح القديس أبيفانيوس في طريق عودته من القسطنطينية إلى قبرص حوالي عام 403 م. صارت له شهرته بسبب كتاباته. تذكره الكنيسة في يوم نياحته 17 بشنس، وفي نقل جسده 28 بشنس. كتاباته وأفكاره كان القديس أبيفانيوس مقاومًا للتفسير الرمزي للكتاب المقدس، حاسبًا أن المبالغة في الرمزية هي أساس كل هرطقة، وقد قاوم الرمزية بكل طاقاته في شخص العلامة أوريجينوس، (سنتحدث عن الرمزية بمشيئة الله أثناء عرضنا لسيرة العلامة أوريجينوس). كان أيضًا من مقاومي الأيقونات، وقد كتب ثلاثة مقالات ضد الأيقونات. أما أهم كتاباته فهي: 1. Ancoratus (الإنسان ذو المرساة الثابتة) يحوي تعليم الكنيسة عن الثالوث القدوس مقاومًا الأريوسيين، وعن حقيقة التجسد مقاومًا أبوليناريوس الذي أنكر وجود نفس بشرية للسيد المسيح، وعن قيامة الجسد، وعن إله العهد القديم مقاومًا أتباع ماني ومرقيون رافضي العهد القديم، كما حث على بذل كل الطاقة ليقبل الوثنيون الإيمان خلال عمل الله معهم. 2. أهم كتاب له هو “ضد الهرطقات Panarion (Adv. Hear.)” فإذ قرأ الأرشمندريتان أكاكيوس وبولس كتابه الأول طلبا منه تحليلاً مفصلاً عن الهرطقات الثمانين والرد عليها. ضم بين الهرطقات 20 هرطقة قبل المسيحية مثل المدارس الفلسفية الهيلينية. 3. كتب “الأوزان والمقاييس” لكاهن فارسي، هو أشبه بقاموس بدائي للكتاب المقدس، فيه يعالج قانون العهد القديم وترجماته، وأوزان الكتاب ومكاييله، وجغرافية فلسطين. 4. “الاثنا عشر حجرًا كريمًا” التي على صدرية رئيس الكهنة في العهد القديم. كتبه عام 394 م كطلب ديؤور الطرسوسي. يقدم فيه تفسيرًا رمزيًا للحجارة الكريمة، ويصف عملها الطبي. ويعنى بها الاثنى عشر سبطًا لإسرائيل. 5. رسائله، من بينهما رسالة للقديس يوحنا أسقف أورشليم، وأخرى للقديس جيروم، كلاهما ضد الأوريجانية. من كلماته : روى لنا الأسقف القديس أبيفانيوس أن بعض الغربان كانت تطير حول معبد سيرابيس في حضرة الطوباوي أثناسيوس، وكانت تنعق بلا انقطاع (كراك، كراك Cow). وإذ كان بعض الوثنيين واقفين أمام الطوباوي أثناسيوس، قالوا له: “أيها الشيخ الشرير أخبرنا بماذا تنعق هذه الغربان؟”. أجابهم “إنها تقول كراك Cow التي تعني باللاتينية غدًا” ثم أضاف: “غدًا ترون مجد الله” وفي اليوم التالي وصل نبأ موت الإمبراطور يوليان… الكنعانية تصرخ فيُسمع لها (مت 15)، ونازفة الدم تصمت فتُطوب (لو 8)، بينما الفريسي يتكلم فيُدان (مت 9)، والعشار لا يفتح فاه فيُسمع له (لو 18). قراءة الكتاب المقدس أمان عظيم ضد الخطية. الجهل بالكتب المقدسة هاوية عميقة وهوة عظيمة. الله يبيع البر بثمن بخس للغاية للذين يريدون أن يشتروه: بقطعة خبز صغيرة، بثوب وضيع، بكأس ماء بارد، بفلس واحد! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجيوس الكبادوكي الشهيد | الولادة: 280 الوفاة: 303 ولد القديس جاورجيوس (ومعنى اسمه الحارث) في مدينة اللد في فلسطين سنة (280م ) من أبوين مسيحيين (أب كبادوكي الوطن وأم فلسطينية ) كانا من أصحاب الغنى و الشهرة الاجتماعية، دخل في سلك الجندية و هو في السابعة عشرة من عمره , فشاهده الإمبراطور ديوكليسيانوس يوماً ممتطياً صهوة جواده عالي القامة بهي الطلعة فاستدعاه وكلمه فأحبه وادخله في فرقة الحرس الملكي ورقاه وجعله قائد ألف . اشتهر في الحروب بانتصاراته حتى لقب “باللابس الظفر”. و لما بدأ الإمبراطور يضطهد المسيحيين و يعذبهم و أصدر أوامره بإجبار المسيحيين على عبادة الأوثان و من رفض منهم يقتل على الفور. غضب جاورجيوس و دخل على الإمبراطور، و جاهر بمسيحيته و دافع بحماسة عن المسيحيين و معتقداتهم , لأنه ليس لهؤلاء المسيحيين أي ذنب سوى أنهم يعبدون الإله الحق.. حاول الإمبراطور أن يثنيه عن عقيدته المسيحية، بالوعود الخلابة و الترقية إلي أعلى الرتب و بإغداق الأموال عليه، لكنه رفض كل هذا في إلحاح و حزم. غضب الإمبراطور و أمر الجند بتعذيبه فاقتادوه إلي سجن مظلم و أخذوا ينكلون به فأوثقوا رجليه بالحبال ووضعوا على صدره حجراً ضخماً و ظلوا يضربونه بالسياط و الحراب حتى أفقدوه وعيه و تركوه مطروحاً، أما هو فكان يصلي و في اليوم التالي اقتادوه إلي الإمبراطور آملين أن تكون تلك العذابات قد كبحت جماح حماسته فظهر أكثر شدة و صلابة و أكثر جرأة فأمر الملك بإعادة تعذيبه فوضع على دولاب كله مسامير ثم أدير الدولاب بعنف فتمزق جسده و تشوه وجهه و خرجت الدماء كالينابيع من كل أعضائه، و لكنه احتمل ذلك بصبر عجيب و سمع صوتاً سماوياً يقول له: ” يا جاورجيوس، لا تخف لأني معك” فتشددت عزيمته و خرج من تلك الآله الجهنمية و كأن لم يحدث شيء و قد شفيت جراحه و إنقطع سيل الدم منه فأخذوه إلي الإمبراطور، فما إن رآه حتى تولاه الذهول إذ وجده سليم الجسم كامل القوة، فحنق عليه الإمبراطور و أمر جنوده بإعادته إلي السجن و أن يذيقوه ألواناً أخرى من التعذيب فأعادوه و ضربوه بالسياط حتى تناثر لحمه، و صبوا على جسده جيراً حياً و سكبوا عليه مزيجاً من القطران و محلول الكبريت على جراحه كي يتآكل جسمه و يذوب، فراح يعاني معاناة فوق طاقة البشر، و لكن السيد المسيح أعانه على احتمال أهوال تلك العذابات و ظل حياً، و في صباح اليوم التالي دخل الجنود عليه و لما فتحوا باب السجن، رأوا القديس قائماً يصلي ووجهه يضئ كالشمس دون أي أثر للتعذيب، فأخذوه إلي الإمبراطور الذي لما رآه أتهمه بالسحر و أحضر له ساحراً ماهراً اشتهر بقدرته على أعمال السحر، وضع له في كأس ماء عقاقير مهلكة تقتل من يشربها على الفور، و قرأ عليها بعض التعاويذ الشيطانية و طلب من القديس أن يشربه، فأخذها القديس و رسم عليها إشارة الصليب و شربها، فلم ينله أي مركوه و ظل منتصباً باسماً، ثم أخذ الساحر كأساً ثانية و ملأها بسموم شديدة المفعول وقرأ عليها تعاويذ شيطانية أشد شراً من السابقة و طلب تقييد القديس لكي لا يرسم علامة الصليب على الكأس كما فعل في المرة السابقة. و لكن القديس بسبب إيمانه بقوة الصليب، راح يحرك رأسه إلي أعلى، ثم إلي أسفل، ثم إلي اليسار، ثم إلي اليمين قائلاً في كل مرة”هل أِرب الكأس من هنا، أم من هن، أم من هنا، أم من هنا” و بذلك رسم علامة الصليب بأن أحنى رأسه في الجهات الأربع، ثم شرب الكأس فلم ينله أي ضرر على الإطلاق، و كان ذلك مصداقاً لقول السيد المسيح له المجد”هذه الآيات تتبع المؤمنين…… يحملون حيات و إن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم ” (مر16: 17، 18) وحين يئس الإمبراطور من إجبار جاورجيوس على إنكار السيد المسيح أمر بصنع عجلة كبيرة فيها مناجل و أطواق و سيوف حادة و أمر جنوده بأن يضعوا جاورجيوس بداخلها و يديرونها فتحطمه و لما رأي القديس هذه العجلة الرهيبة صلي إلي الرب أن ينقذه من هذه التجربة القاسية، وضعوه في الجهاز الرهيب فانسحقت عظامه و تناثر لحمه و انفصلت كل أعضاء جسمه حتى أصبح كتلة متداخلة، عندها صاح الإمبراطور مخاطباً رجال مجلسه قائلاً : أين الآن إله جاورجيوس؟ لماذا لم يأت و يخلصه من يدي؟ ثم أمر جنوده بإلقاء أشلاء جاورجيوس في جب عميق بحيث لا يمكن أن يصل إليه أنصاره، و في الليل نزل السيد المسيح مع ملائكته إلي الجب و أقام القديس من الموت و أعاده إلي الحياة سليم الجسم. و في الصباح دخل إلي الإمبراطور و أعوانه فذهلوا جميعاً و قال الإمبراطور: هل هذا هو جاورجيوس أم شخص آخر يشبهه؟ فأنبه الأمير أناطوليس على جحوده و ظلام قلبه و أعلن إيمانه هو و جميع جنوده بالرب يسوع المسيح، فغضب الإمبراطور و أمر بقتلهم جميعاً فماتوا شهداء. بعد أن فشلت كل محاولات الإمبراطور مع القديس لينكر عقيدته دعاه و أخذ يلاطفه و يتملقه بالوعود الأخاذة لكي يثنيه عن عزمه و يحمله على الرجوع عن إيمانه، فتظاهر القديس جاورجيوس هذه المرة بأنه سيعود إلي عبادة الأوثان و طلب إلي الإمبراطور أن يسمح له بالذهاب إلي معبد الأوثان و يرى الآلهة ففرح الإمبراطور و أراد أن يكو ن هذا باحتفال علني فجمع قواده و عظماء بلاطه و جمهور الشعب ليحضروا تقديم القربان للآله “أبولون” من يد جاورجيوس، و عندما حضر جاورجيوس تقدم إلي تمثال “أبولون” و رسم على نفسه إشارة الصليب و خاطب الصنم قائلاً له:” أتريد أن أقدم لك الذبائح كانك إله السماء و الأرض”؟ فخرج صوت من أحشاء الصنم يقول:”إنني لست إلهاً، بل الإله الذي تعبده أنت يا جاورجيوس هو الإله الحق” و في الحال سقط ذلك الصنم على الأرض و سقطت معه سائر الأصنام فتحطمت جميعها، فأمر الإمبراطور بقطع رأسه وكان ذلك في سنة ( 303م ) , بعد أن تم تعذيبه لمدة سبعة سنوات!!! تحوَّل خلالها الكثيرين إلى المسيحية بسبب المعجزات التي شاهدوها , فطار صيت استشهاده الرائع و جرأته النادرة في كل أرجاء الإمبراطورية و لذلك يدعى “العظيم في الشهداء” و منذ ذلك اليوم أخذ اسمه يتعاظم في كل البلاد شرقاً و غرباً و كثرت عجائبه حتى قامت الشعوب و الأفراد تتسابق في إكرامه و طلب شفاعته و تشييد الكنائس على اسمه و تسمية أبنائهم باسمه و هو من أقرب القديسين إلي عواطف المؤمنين. و صوره الرسامون بصورة فارس مغوار، جميل الطلعة، عالي القامة، يطعن برمحه تنيناً هائلاً و يدوسه بسنابك حصانه و يخلص ابنه الملك من براثن التنين، و ترى تلك الأميرة واقفة مرتعدة من التنين و أبواها يشرفان عليها من فوق الأسوار و يمجدان بطولة جاورجيوس. هذه الصورة رمزية و معناها أن جاورجيوس الفارس البطل و الشهيد العظيم قد انتصر على الشيطان الممثل بالتنين و هدأ روع الكنيسة الممثلة بابنة الملك. نقل جسده الطاهر من مكان استشهاده إلي مدينة اللد في فلسطين، ووضع في الكنيسة التي بنيت على إسمه هناك. وقد شيدت على اسمه كنائس ومذابح في جميع الأقطار. واتخذته بريطانيا شفيعا لها. ودعي كثير من ملوكها باسمه. ويكرمه الإنكليز إكراماً عظيماً. وامتازت فرنسا أيضا بتكريمه. واتخذته جمهورية جنوا في ايطاليا شفيعها الأول والأكبر. وجمهورية البندقية أنشأت فرقة رهبانية عسكرية على اسمه . من أبرز قدّيسي كنيسة المسيح وأكثرهم شيوعاً في إكرام العامّة من المؤمنين. في الأودية السابعة من قانون السّحر نرتّل له: “أيها الشّهيد إنّ اسمك العجيب يُشاد به في كلّ الأرض، لأنّه لا يوجد بَرّ ولا بحر ولا مدينة ولا قفر إلاّ وتتدفّق فيه، بالحقيقة، مجاري عجائبك الغزيرة”. يتخذ المؤمنون اسمه أكثر، فيما يبدو، من اسم آخر. وقد اعتادت الكنيسة، هنا وثمّة، على تسمية العديد من الكنائس باسمه، منذ القرن الرّابع الميلادي. كنيسة القدّيس جاورجيوس، في تسالونيكية مثلاً، تعود، في نظر الدارسين إلى تلك الفترة. إلى ذلك يُستفاد من النقوش القديمة اقتران اسمه بالعديد من الكنائس الخربة في سوريا وبلاد ما بين النهرين ومصر. ويبدو أن مركز إكرامه، منذ القديم، كان اللدّ (ديوسبوليس). فهناك عدد من الرحّالة المبكّرين، من الذين حجّوا إلى الأرض المقدّسة، بين القرنين السادس والثامن للميلاد، يذكرون اللدّ باعتبارها مقام القدّيس وموضع استراحة رفاته. الراهب دانيال الكييفي، في مطلع القرن الثاني عشر، أشار إلى كنيسة كبيرة في اللدّ حملت اسم القدّيس جاورجيوس. ويوحنا فوقا الكريتي وصف تلك الكنيسة، في حدود العام 1185م بأنها “عظيمة جداً” وأنها مستطيلة الشكل وبإمكان المرء أن يرى فوهة ضريح القدّيس، تحت المائدة المقدّسة فيها، مغطّاة بالمرمر الأبيض. وإلى اللدّ كانت للقدّيس جاورجيوس مكانة مرموقة في حوران حيث أكثر الكنائس يحمل اسمه إلى اليوم. أبرز الموجود وأقدمه، هناك، كنيسة القدّيس جاورجيوس في إذرع العائدة إلى العام 512م والتي لا تزال قائمة. في هذه الكنيسة، وراء الهيكل، ينتصب ضريح لا يعرف المؤمنون عنه سوى أنه للقدّيس جاورجيوس. المخطوط السينائي 402، من القرن الثالث عشر، ينقل تقليداً كان متداولاً، أقلّه في القرن العاشر، يفيد بأن القدّيس جاورجيوس استُشهد في حوران. هناك، في مكان لا يحدّده المخطوط تماماً، اكتُشف جسده بصورة عجائبية. وقيل إن عمامته ومنطقته استُودعتا حوران فيما نُقل جسده إلى اللدّ. وكاتب المخطوط يقول عن العمامة والمنطقة إنه “ما أحد يقصدها وبه وجع إلاّ شُفي”. فهل يكون ما ضمّه الضريح في كنيسة إذرع هو العمامة والمنطقة؟ ليس هذا بمستبعد! من جهة أخرى، كانت للقدّيس، في القسطنطينية، قديماً خمس أو ست كنائس ورد أن أقدمها بناه الأمبراطور قسطنطين الكبير. وإلى قسطنطين، أيضاً، ينسبون بناء كنيسة اللدّ، في تلك الفترة عينها. كذلك شيّد الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (483- 565م) كنيسة لشهيد المسيح في مكان ما من أرمينيا الصغرى. الأمبراطور موريق، أيضاً، بنى واحدة في القسطنطينية في أواخر القرن السادس الميلادي. وفي سيرة القدّيس ثيودوروس السيقي (22 نيسان) ذكر لكنيسة صغيرة باسم القدّيس جاورجيوس كانت مركزاً لحياته النسكية. القدّيس جاورجيوس، في هذه السيرة, يلعب دور المحتضن للقدّيس ثيودوروس. يذكر أن هذا الأخير رقد في حدود العام 613م. في الغرب يفيد القدّيس غريغوريوس التوري بأن إكرام القدّيس جاورجيوس كان ذائعاً في فرنسا في القرن السادس الميلادي. كما أن البابا غريغوريوس الكبير (540- 604م) أمر بترميم كنيسة قديمة حملت اسم القدّيس، وعملت القدّيسة كلوتيدس، زوجة كلوفيس، أول ملوك فرنسا المسيحيّين، على تشييد هياكل عدّة حملت اسم شهيد المسيح. هذا وقد اتّخذت بلدان أو مدن كثيرة، في الشرق والغرب، القدّيس جاورجيوس شفيعاً لها. مثال ذلك بلاد الإنكليز والبرتغال وألمانيا وجنوا والبندقية وجيورجيا والروسيا. فرق الكشّافة، بعامة، اعتادت أن تستجير به وكذلك العسكر، والخيّالة بخاصة، والمزارعون والمبتلون بالطاعون والبرص والأمراض الزهرية والجلدية وسواها. في الروسيا عزّز القديس فلاديمير إكرام جاورجيوس في كل البلاد وبنى مدينة يوري، والاسم تصغير جاورجيوس، وكذلك ديراً في نوفغورد وكنيسة في كييف. يوري دولغوروكي (+1157م)، مؤسّس مدينة موسكو، تابع بناء الأديرة والكنائس على اسم القدّيس. وأضحى رسم جاورجيوس وهو يقتل التّنين، شعاراً للقوّات المسلّحة، منذ القرن الرابع عشر. والإيبيريون أي سكان “غروزيا” غيّروا اسم بلادهم وجعلوه “جيورجيا” أي “أرض القدّيس جاورجيوس”. رغم كل ذلك، رغم الحيويّة التي تمتّع بها ذكر القدّيس في كل مكان وزمان، في كنيسة المسيح، فإن أكثر ما نُقل عنه، في سيرته، ينتمي إلى أزمنة متأخرة. في وثيقة تعرف بـ “De Libris recipiendis” تنسب إلى أسقف رومية جيلاسيوس، وتُردّ إلى حوالي العام 495م، يُشار إلى أخبار عن القدّيس جاورجيوس غير مثبتة ويُحصى فيها القدّيس في عداد “الذين أسماؤهم مكرّمة، عن حق، بين الناس، لكن أعمالهم لا يعرفها أحد غير الله”. بالنسبة لأقدم النتف التاريخية عنه ثمّة من يدّعي أن الشهيد الذي ذكره أفسافيوس القيصري في مؤلَّّفه عن تاريخ الكنيسة، الكتاب الثامن، الفصل الخامس، والذي لم يُسمِّه هو إيّاه القدّيس جاورجيوس. لاكسانيتوس أيضاً يذكر الخبر إيّاه الذي ذكره أفسافيوس في كتاب عنوانه “موت المضطهِدين”. لاكسانتيوس رقد في العام 320م. ماذا جاء في تاريخ أفسافيوس؟ “حالما أُذيع الأمر الملكي ضدّ الكنائس في نيقوميذية، تقدّم شخص معيّن، لم يكن خامل الذكر، بل ذا مركز رفيع، حرّكته الغيرة الإلهية واشتعلت فيه نيران الإيمان، وأمسك بالأمر الملكي إذ كان معلَّّقاً علانية، ومزّقه إرباً كشيء دنس وقح. وقد تم هذا إذ كان اثنان من الملوك في نفس المدينة. كان الأول أكبر الجميع سناً واحتلّ الثاني رابع مكان في الحكم بعده. على أن هذا الشخص، وقد كان أوّل شهداء ذلك المكان، بعد أن أبرز نفسه بهذه الكيفية، تحمّل تلك الآلام التي كان محتّماً أن تنتج عن جرأة كهذه، وظلّ محتفظاً بالثبات وبهجة الروح حتى الموت”. ملاحظة لا بدّ منها : من المهم أن ندرك أن النقص في المعلومات المبكّرة عن القدّيس جاورجيوس لا يؤثّر في مكانته في كنيسة المسيح وتقوى العامة. وجدان الكنيسة هو الضمانة، والقدّيس كان، أبداً، حيّاً بين المؤمنين وفاعلاً. على هذا ليس ما يبرّر، بحال، محاولات مَن يدّعون أنه كائن خرافي. كذلك ليس مقبولاً أن يحطّ أحد من قدره بين القدّيسين، كما فعلت الكنيسة اللاتينية، لما جعلت ذكره السنوي اختيارياً بين الناس، بدءاً من العام 1970م. أما الأخبار المتداولة عنه، والمستفيضة أحياناً، فليس سهلاً التميز فيها بين ما جرى للقدّيس في الواقع وما ساهمت فيه الأجيال المتعاقبة من قصص وأخبار كان القصد منها أولاً وأخيراً إعلاء شأن القدّيس من ناحية، وتقديمه للمؤمنين كنموذج يُحتذى، من ناحية أخرى. هذا لم يكن ليُحسب، بالنسبة للأقدمين، تزويراً ولا تضليلاً بل مساهمة في عرض سيرة القدّيس بطريقة قصصية حيّة تحرّك الأكباد توخّياً لبناء المؤمنين. ولاشك أيضاً أن بعض ما ورد يعكس واقع الزمن الذي برز فيه، وكذلك الصورة التي كانت في وجدان الناس عن الشهيد بعامة أنه من يكون قد كابد جمّاً من الآلام أو اجترح جمّاً من العجائب أو نحو ذلك. صورته في الخدمة الإلهية في الخدمة الإلهية التي تقيمها الكنيسة في مناسبة ذكرى القدّيس جاورجيوس جملة من سمات القداسة والشهادة لديه. هو إنسان عرف المسيح فتجنّد له وازدرى ما عداه. وزّع ماله على المساكين وألهب عقله بالغيرة الإلهية. غرس كرمة الإيمان وصار حرّاثاً صالحاً للثالوث القدوس. أعرض عن الجسد بما أنه زائل واهتمّ بحكمة النفس العادمة الفساد. لما قبض عليه مضطهدوه اعترف بالمسيح وتجلّد رافضاً الاشتراك في تقديم أضحية الضلالة لأنها دنسة. تقدّم نحو الجهاد بعزم ثابت. تسلّح بالصليب الطاهر كترس. أقام الشوق بالإيمان وأقصى الخوف بالرجاء. أتمّ السعي وحفظ الإيمان. تألّم مع المخلّص وماثله في الموت بموته الاختياري. وقد حصل مشتركاً مع الفاقد التألّم في آلامه وقيامته. تمنّع بدرع الإيمان وخوذة النعمة ورمح الصليب. سلك بحسب اسمه فحرث الأرض المجدبة بالضلالة الشيطانية واستأصل أشواك مذهب الأوثان. تقدّم نحو الجهاد بعزم ثابت. تمحّص بأنواع التعذيبات المختلفة كالذهب المنقّى. لسان حاله كان ” إني متجنِّد للمسيح ملكي. فلا وحوش ولا بكرات ولا نار ولا سيف يقدر أن يفصلني عن محبّة المسيح”. كابد الجلدات والتجريدات والضرب بأعصاب البقر والسجن والطرح في الكلس وباقي التعذيبات والدولاب. التعذيبات الأليمة احتسبها بمنزلة نعيم. أُحرق بالنار لأجل المسيح. قُطع جسمه بجملته عضواً عضواً. وقد صلّبت المخاطر ومرّنت التعذيبات جسده الفاني بحسب الطبيعة والذي أذابته العقوبات المتنوِّعة. حربه لم تكن مع لحم ودم بل مع ضلالات عدوّ الخير. وقد عرقل العدوّ المغتصب وحطمه وانتصر على ضلالته. حصل بطلاً إلهياً وجندياً للملك العظيم. صار شهيداًَ وصديقاً خاصاً للمسيح. المحبة لديه غلبت الطبيعة وأقنعت العاشق بأن يصل إلى المعشوق بواسطة الموت. نال السماويات بالمحبّة وتقبّل من الله إكليل الغلبة ولبس النور فأضحى انتصاره دافعاً “لتمجيد قيامة المخلّص الرهيبة”. في ضوء ما تقدّم أية علاقة تعكس لنا الخدمة الإلهية للشهيد العظيم بالمؤمنين؟ تقول لنا الخدمة إن المؤمنين بتجديد تذكار جراحاته يستقون ينابيع الأشفية وإنه يتشفّع بهم لدى المسيح الإله في كل المسكونة. وهو يحرس المؤمنين ويخلِّصهم إذا دعوه ويقدِّس حياتهم. كما يطرد جسده من البشر كل سقم لأن المسيح يفيض به الأشفية للمؤمنين. وهو يمطر عليهم سيول العجائب الباهرة، وله من المكرّمين إيّاه منزلة الحافظ الساهر. في إحدى قطع صلاة العشاء للعيد، على يا رب إليك صرخت، يتوجّه إليه المؤمن بهذه الطلبة: “أيها المغبوط جاورجيوس، أسألك أن تحفظني متى سافرت في البحر أو البرّ أو كنت هاجعاً في الليل. هبني ذهناً صاحياً. أرشدني إلى إتمام مشيئة الربّ الإله، فأجد في يوم الدينونة الصفح عمّا اجترمته في حياتي، أنا الملتجئ إلى كنف وقايتك”. هذه طبيعة علاقته بالمؤمنين. أما ما تسأله الكنيسة، بعامة، منه فيؤكّد العلاقة الحيّة التي لها به في كل آن ومكان. فهي تسأله الابتهال إلى الله أن ينقذ من الفساد والشدائد مَن يقيمون بإيمان تذكاره الدائم الوقار وأن يقصي عن المؤمنين الغمّ المفسد وأن ينير ويخلّص النفوس وأن يملأ الأفواه تسبيحاً وأن يمنح السلام للمسكونة ويستمدد لهم غفران الخطايا والرحمة العظمى. في إحدى الأناشيد نخاطبه على هذا النحو “بادر وتداركنا، نحن أفراخك، كالنسر المجنح بريش ذهبي، وأبسط جناحيك وتقبلنا متعهِّداً إيّانا على الدوام لأنه حسن أن نستريح تحت ظلِّك”. وقد يتساءل المرء بعد الذي ورد، في الخدمة الإلهية، عن القدّيس عمّا إذا كان يختلف، في هذه الطلبات التي ترفعها إليه الكنيسة عن غيره من القدّيسين. صحيح أن أكثر ما ورد عنه ينطبق على سواه أيضاً، لكن هذا لا يُضير ولا يُعثر. فطبيعة علاقة الكنيسة بقدّيسيها واحدة وطلباتها واحدة تُضاف إليها خصوصية هنا أو خصوصية هناك، باعتبار الفئة التي ينتمي إليها القدّيس (شهيد، أسقف، صانع عجائب…) وكذلك مزاياه الخاصة به. وهذا طبيعي طالما القدّيس شخص لا فكرة. أخباره في التراث ورد عند القدّيس سمعان المترجم (+960م) عن القدّيس جاورجيوس أنه وُلد في بلاد الكبّادوك من أبوَين مسيحيّين شريفين. بعد وفاة والده ارتحل هو وأمّه إلى فلسطين باعتبار أن أمّه كانت، في الأساس، من هناك وكانت لها أملاك وافرة. كان جاورجيوس قويّ البنية وتجنّد ثم ترقّى وصار ضابطاً كبيراً. وبفضل جرأته وسيرته الحميدة نال حظوة لدى الأمبراطور ذيوكلسيانوس وتبوّأ مراكز مرموقة. فلما حمل الأمبراطور على المسيحيّين طرح جاورجيوس عن نفسه علامات الرفعة واعترض لدى الأمبراطور. فكان أن ألقوه، للحال، في السجن. وبعدما استجوبوه حاولوا استمالته وفشلوا فعذّبوه تعذيباً شديداً. لا شيء زعزع إيمانه وتمسّكه بالمسيح. أخيراً استاقوه عبر المدينة وقطعوا رأسه. ومن الروايات التي تنوقلت عن القدّيس جاورجيوس واشتهرت واعتُمدت موضوعاً لأعداد من إيقوناته رواية قتله التنين. هذه وردت، بين المسيحيّين، في صيغ شتّى. خلاصة الرواية أن ابنة الملك تهدّدها تنين فظهر له القدّيس جاورجيوس وقتله وخلّصها. وفيما تعيد إحدى الصيغ الرواية الحادثة إلى سيلين الليبية، على ضفّة البحيرة هناك، تعيدها صيغة أخرى عندنا، إلى بيروت، وإلى مصبّ نهر بيروت بالذات. ولعلّه من المفيد، في هذا المقام، أن نورد ما نقله أحد مؤرّخي القرن الخامس عشر الميلادي، المدعو صالح بن يحي. هذا كتب في مؤلَّفه “تاريخ بيروت”، من النصف الأول من القرن الخامس عشر، عن النصارى فيها زعمهم أنه “خرج، في القدم، في بيروت، تنّين عظيم فقرّر أهل بيروت له، في كل عام، بنتاً يخرجونها إليه اكتفاء لشرّه فوقعت القرعة في سنة من السنين على صاحب بيروت. فأخرج بنته ليلاً إلى مكان موعد التنّين فتوسّلت بالدعاء إلى الله فتصوّر لها مار جرجس القدّيس. فلما جاء التنّين خرج عليه مار جرجس فقتله، فعمّر صاحب بيروت في ذلك المكان كنيسة بالقرب من النهر. والنصارى تصوّر هذه الكائنة في سائر كنائس بلادهم، وقلَّ ما تخلو منها كنيسة. ويزعم النصارى أن مار جرجس من لدّ قتله ملك عبد الأصنام بحوران (راجع مطلع الحديث عن القديس) وله عيد مشهور عندهم في سائر البلاد. وأهل بيروت المسلمين والنصارى يخرجون في ذلك العيد إلى نهر بيروت ويُسمّى عيد النهر، وهو من البدع (وجاء في حاشية الكتاب: عيد النهر المذكور دائماً يكون ثالث وعشرين نيسان)”. هذا في شأن التنّين، أما موضوع التنّين في المسيحية وغير المسيحية فقديم وليس هو بقصر، بين القدّيسين، على القدّيس جاورجيوس. في أشعياء وإرمياء ذكر له. وذكره بارز في سفر الرؤيا. في رؤيا 20: 2 يُسمّى “التنّين الحيّة القديمة” ويُعَرَّف عنه بأنه إبليس والشيطان. والتنّين بعدما فشل في ابتلاع ولد المرأة التي وضعت ذَكراً “عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد”، على حد تعبير سفر الرؤيا(12: 5)، أقول اضطهد التنّين المرأة، وغضب عليها “وذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح (12: 17)”. القدّيس جاورجيوس هو أحد الذين حفظوا وصايا الله وكانت عندهم شهادة يسوع. فليس بغريب، لاسيما، في الأزمنة التي عانى المسيحيون خلالها الاضطهاد، عبر التاريخ، أن تروج عندهم صورة القدّيس جاورجيوس وسواه من القدّيسين المسمّين “العسكريين”، وهو يفتك بالتنّين إبليس. المسيحيون دائماً ما كانوا يدركون أن حربهم ليست مع لحم ودم بل، كما قال بولس الرسول، “مع أجناد الشرّ الروحيّة في السماويات” (أفسس6: 12). ومن القدّيسين الذين لهم إيقونات وهم يطعنون الحيّة أو التنّين عندنا القدّيس ثيودوروس التيروني. في الثمانينات من القرن العشرين كشفت الحفريات في تيراكوثا في مقدونية النقاب عن إيقونات تصوّر القدّيس ثيودروروس على حصان والتنّين بين رجليه وهو يقتله، والقدّيس جاورجيوس وخريستوفوروس، جنباً إلى جنب، وهما يطعنان بالرمح حيّة ذات رأس بشري. هذه تعود في رأي الدارسين إلى ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي. إيقونات مشابهة لهذه وُجدت أيضاً في تونس. أما أخبار عجائب القدّيس فعديدة عديدة نورد منها هذه العجيبة التي أشار إليها عدد من إيقونات القدّيس جاورجيوس. هذه استعرناها من سنكسار محلّي مخطوط من القرن التاسع عشر. فلقد ذكر إنه كان في جزيرة ميتيليني هيكل مجيد للقدّيس جاورجيوس كان الناس يتقاطرون إليه، كل سنة، في عيد القدّيس، ليعبدوا ويتبرّكوا. فسمع بذلك العرب المسلمون، الذين في جزيرة كريت، فأغاروا على المكان، عند المساء، وقت السهرانية. وقد تمكّنوا من أسر عدد من المؤمنين المجتمعين هناك. هؤلاء استاقوهم إلى كريت غنيمة. بين الأسرى كان شاب حَدَث. هذا وهبه قائد المغيرين أمير الجزيرة فأقام عنده خادماً. فلما كان عيد القدّيس جاورجيوس، بعد حين، صنع والدا الشاب، في ميتيليني، كعادتهما في العيد. فلما انتهت الصلاة ألقت أمّ الشاب بنفسها على الأرض، في هيكل قدّيس الله، ورجته بدموع أن يعيد لها ابنها الأسير. وبعدما سكبت حسرة نفسها لديه عادت إلى بيتها وأصلحت مائدة العيد. فلما جلس الجميع إلى الطعام وهمّ الخدم بتقديم الخمر حدث أمر عجيب. فجأة ظهر الشاب الأمير وهو يقدّم كأس خمر لأمّه. يا لهول المفاجأة! ماذا حدث؟! كيف تمّ له ذلك؟! بعدما هدأت المشاعر واستعاد الجميع شيئاً من روعهم علموا من الشاب أن القدّيس جاورجيوس جاء إليه وهو يقدّم الخمر لمخدومه الأمير، فأخذه وأركبه وراءه على حصانه، على الحال التي كان فيها، حاملاً الإبريق والكأس. وإذا به فجأة، بنعمة الله، في دار ذويه. هذه اللمحة عن الشاب راكباً وراء القدّيس جاورجيوس تبدو في العديد من الإيقونات التي تصوّره راكباً على حصانه. رفات القدّيس ثمّة دراسات تبين أن رفات القدّيس جاورجيوس تتوزّع، في الوقت الحاضر، على أديرة وكنائس في أماكن شتّى في الشرق والغرب. في الغرب، قيل أن هامة القدّيس، أو بالأكثر جزءاً منها، جعلها البابا زخريا الرومي، في القرن الثامن الميلادي، في كنيسة القدّيس جاورجيوس فيلابرو، في رومية. أما الأماكن الأخرى التي قيل إن فيها أجزاء مختلفة من رفاته فهي اليونان وفلسطين وقبرص وكريت ومصر والعراق وكوريا وسواها. أكثر الموجود، فيما يبدو، في اليونان والجزر. حتى بعض دمه محتفظ به في دير ديونيسيو ودير زوغرافو في جبل آثوس. وقد قيل إن عظم كتفه قاعد في دير القدّيس جاورجيوس في ليماسول. إيقوناته إيقونات القدّيس جاورجيوس متنوّعة. فبالإضافة إلى ما ذكرناه أعلاه بشأن حفريات مقدونيا، هناك إيقونة جيورجية من القرن الحادي عشر تصوّره يقتل رجلاً متوّجاً، ربما يشير إلى الأمبراطور ذيوكلسيانوس أو سواه. ومن أنماط الإيقونات التي نجدها له منذ القرن الثاني عشر، إيقونات تصوّره في لباسه العسكري، إما بقامته الكاملة وإما نصفياً وأخرى تصوّره على الجواد وهو يقتل التنّين. وقد تُضاف إليه في هذه الوضعية مجموعة من الإيقونات التفصيلية من حول الإيقونة الأساس تصوّر عذاباته. وقد يصوِّرونه واقفاً يصلّي بقامته كاملة أو بمعيّة قدّيسين أو قدّيسات آخرين كالقدّيس ديمتريوس أو مركوروس أو بروكوبيوس أو ثيودوروس أو براسكيفي أو سواهم. وقد يجعلونه واقفاً دائساً التنّين وهو يقتله، أو يجعلونه واقفاً يصلّي ومن حوله إيقونات تفصيلية لعذاباته واستشهاده. أقدم الموجود جيورجي وبيزنطي وروسي. ورسمه مصكوك أيضاً على قطع نقدية معدنية وميداليات. من أقدم الموجود ما لنا عنه من القرن الثاني عشر، زمن الأمبراطور مانويل الأول (1143- 1180م). هذه تصوّره نصفياً في لباس عسكري. وهناك من القرن عينه ميدالية تصوّره مع الأمبراطور يوحنا كومنينوس (1118- 1143) يمسكان، كل من ناحيته، الصليب المكرّم. وهناك صلبان برونزية من القرن التاسع للميلاد تجعله في أعلاها وهو رافع يديه يصلّي. وثمّة علب صغيرة لحفظ رفات القدّيس، منذ الثالث عشر، عليها رسمه جندياً. بركته تشملنا أجمعين. طروبارية باللحن الرابع بِما أنَّكَ للمأسورينَ مُحرِّرٌ ومُعتِقٌ. وللفُقَراءِ والمَساكينِ وعاضدٌ وناصِرٌ. وللمَرضى طبيبٌ وشافٍ. وعنِ المؤمنينَ مُكافِحٌ ومُحارِبٌ. أيُّها العظيمُ في الشُّهداءِ جاورجيوسُ اللابِسُ الظَفَّر. تَشَفَّعْ إلى المَسيحِ الإله. في خلاصِ نفوسِنا. قنداق باللحن الرابع لقد فُلحتَ من الله، فظهرتَ فلاَّحاً مكرَّماً لحسن العبادة، وجمعت لنفسك أغمار الفضائل يا جاورجيوس، لأنكَ زرعتَ بالدموع، فحصدتَّ بالفرح، وجاهدتَ بالدم فأحرزتَ المسيح. فأنتَ أيها القديس تمنح الكل بشفاعاتك غفران الزلات. وقد سمح الله أن يصل جزء من رفاة القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر إلى سوريا وبالتحديد إلى مطرانية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس , أسقفية طرطوس وصافيتا لتوضع في كاتدرائية رقاد السيدة بطرطوس يوم الخميس 12 / تموز / 2007 في عهد صاحبي السيادة المطران بولس بندلي ( متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس ) والمطران باسليوس منصور ( أسقف طرطوس وصافيتا للروم الأرثوذكس ) وهي بركة حملها صاحب السيادة المطران يوئيل مطران أبرشية إيديسا من الجبل المقدس ( آثوس ) في اليونان إلينا . و تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيده في الثالث و العشرين من شهر نيسان كما تعيد له في السادس من أيار ( يوم عيد الشهداء ) من كل عام. مصدر آخر : زمن استشهاده غالبًا ما يُنظر إلى القديس مار جرجس كأمير للشهداء في عصر دقلديانوس، فقد تزعّم في منطقة الكبادوك حركة الثورة على منشور الاضطهاد ضد المسيحيين، لكن المخطوطات القبطية في غالبيتها تنظر إليه أنه في عصر سابق لهذا الإمبراطور، في عهد ملك غير شرعي يُدعى داديانوس Dadianus الفارسي، وهو رجل وثني وليس مسيحي جحد مسيحه، وكان له سلطان على منطقة الكبادوك. لذلك جاءت سيرة الشهيد جاورجيوس السكندري تعلن أن الأخير استشهد في عهد دقلديانوس مع أنه ولد بناء على شفاعة الأول حين حضر والده تكريس كنيسته باللدّ. وفي بعض المخطوطات القبطية لم يذكر عصره إنما قيل “في أيام القدم” ربما قاصدا ما قبل عصر دقلديانوس. نشأته وُلد هذا القديس في الكبادوك بآسيا الصغرى، من أبوين تقيين غنيين ينتسبان إلى عائلة شريفة. كان والده أناسطاسيوس واليًا على Melitene بكبادوكية ، وكانت والدته ثاؤبستى أو ثاؤغنسطا من فلسطين ابنة والي اللدّ. قيل أن والده كان إنسانًا تقيًا ومخلصًا لله وللملك، فأحبه الملك جدًا، وجعله من حاشيته التي ترافقه في رحلاته وغدواته. لكنه إذ اكتشف إيمانه بالسيد المسيح أمر بقطع رأسه. كان القديس جاورجيوس في الرابعة عشرة من عمره. على أي الأحوال جاء القديس جاورجيوس ثمرة لبذرة مقدسة دُفنت في أرض مقدسة، فقدمت للكنيسةٍ كما للسمائيين ما يفرح قلوبهم. لم يسبب استشهاد الوالي أناسطاسيوس إحباطًا للعائلة، بل ألهب قلب الابن المبارك جاورجيوس بنار الحب الإلهي، ليصير هو أيضًا شهيدًا للرب. إذ استشهد أناسطاسيوس أخذت ثاؤبستى أولادها: جاورجيوس وكاسيه ومادرونة وانطلقت إلى مسقط رأسها ديوسبوليس بفلسطين. الأمير جاورجيوس الروماني بعد استشهاد الأمير أناسطاسيوس احتل مكانه الأمير يسطس، وكان يخاف الله ويحب السيد المسيح، لذلك أحسن إلى عائلة الشهيد أناسطاسيوس. وقام بتعليم الشاب جاورجيوس الفروسية لينخرط في سلك الجندية. تفوّق جاورجيوس على الجميع في ركوب الخيل وممارسة الفروسية، وأظهر شجاعة نادرة، وبسرعة صار بطلاً له صيته في كل فلسطين، وأصبح قائدًا لفرقة كبيرة تعدادها ألفًا من الجند. أرسله الأمير إلى الملك ومعه رسالة توصية تكشف عما حققه القائد جاورجيوس من البطولات، ويطلب من الملك أن يهبه رتبة “أمير”. أحبه الملك جداً ووافق على تذكية الأمير يسطس، وصار اسمه “جاورجيوس الروماني”، وعيّنه أميراً يقود خمسة آلاف جندياً، كما قدم له فرسًا أشهبًا من الأنواع النادرة تعبيرًا عن رضاه. صار جاورجيوس محبوبًا من الجميع بسبب هيئته التي كانت تدل على شجاعته خاصة في الحروب، مع حسن قيادته وتدبيره للأمور، فضلاً عن خصاله الحميدة، فأصبح قائدًا ومدبرًا للجيش، وكان سنه 20 عامًا. وكان جاورجيوس يزداد كل يوم اعتبارًا وشرفًا. وفي سن العشرين تنيحت والدته. محبة الوالي له اشتاق يسطس أن يجعل من جاورجيوس ابنًا له بأن يزوجه ابنته الوحيدة الصغيرة التقية التي كانت تخاف الله، فأفصح عن ذلك للأميرة تأوبستي والدة الأمير جاورجيوس التي فرحت جدًا. أقام يسطس جاورجيوس خطيب ابنته وكيلاً على ممتلكاته، وقد أرجئوا الخطبة لصغر سن الفتاة. ولم يكن الكل يعلم أن الله كان يعد له طريقًا أعظم. غيرة الأمير جاورجيوس سمع جاورجيوس أن الملك قد اجتمع بسبعين واليًا، وأصدر أوامره بإبادة المسيحية تمامًا وهدم الكنائس. استعد جاورجيوس لمواجهة الاضطهاد، إذ كان لابد أن يصرّح بدِينه أمام الملك. باع كل ما ورثه من والديه حتى أثاثات بيته وثيابه وقدم ثمنها للفقراء. وإذ صدر منشور بذلك أمسك القديس بالمنشور ومزقه علانية وسط الجماهير في مكان عام، بعد أن وزع كل ممتلكاته على الفقراء وحرر العبيد وتهيأ للاستشهاد بفرح. أمام الملك اقتيد أمام الملك الذي لاطفه كثيرًا ووعده بعطايا جزيلة فلم يبالِ. وإذ فشل الملك في إغرائه صار يعذبه لمدة سبع سنوات، وكانت يد الله تسنده ليقتنص نفوسًا كثيرة للإيمان خلال عذاباته، فقد مات ثلاث مرات وكان الرب يقيمه ليتمجد فيه، حتى استشهد في المرة الرابعة، كما كان ينعم برؤى سماوية وسط الآلام تسنده وتعينه. أقوى من السحر والسم من بين العذابات التي تعرض لها القديس جاورجيوس أن الملك أحضر له ساحرًا مشهورًا يُدعى أثناسيوس أعد له سمًا قاتلاً، وقدمه للقديس لكي يشربه، أما القديس فبالإيمان شربه ولم ينله أذى، عندئذ آمن الساحر بالسيد المسيح. اغتاظ الملك وأمر بعصر القديس في معصرة بها أسنان حديدية حتى أسلم الروح، ولكن السيد المسيح أقامه ورأته الجماهير وآمن بسببه كثيرون قبلوا الاستشهاد باسم الرب. إذ رأى الولاة ذلك طلبوا منه في حضرة الملك أن يجعل كراسيهم تورق وتثمر فصلى إلى الله وتحقق طلبهم. وإذ دُهشوا حملوه إلى المقابر وطلبوا أن يقيم لهم أمواتًا، فصلى إلى الرب وقام بعض الأموات شهدوا بخلاص السيد المسيح ثم رقدوا. في هيكل الأوثان استخدم الملك معه اللطف قائلاً له إن قلبه مجروح بسبب ما أصابه، وأنه عزيز لديه جدًا، وسيقدم له أسمى مناصب الدولة. وأخيرًا سأله أن يذهب معه إلى هيكل الأوثان. انطلق جاورجيوس مع الملك إلى معبد الوثن حيث ظن الأخير أنه سيبخر للأوثان فيعطيه ابنته زوجة، وإذ بلغ الاثنان إلى الهيكل ومعهما حاشية الملك، وجمع غفير من الشعب. وقف أمام تمثال أبولو وصرخ نحوه: “هل أنت إله لأقدم لك ذبيحة؟” فأجاب الصنم بصوت مريع: “إني لست إلهًا”. رشم القديس علامة الصليب فسقطت الأصنام وتهشمت. فصرخ الشعب طالبين الفتك بعدو آلهتهم. شعر الملك بالخزي الشديد وانطلق إلى قصره مرّ النفس. أقوى من كل إغراء! سرّ قوة الشهيد مار جرجس الروماني ممارسته اليومية لحياة الاستشهاد، إذ غلب شهوات الجسد في معارك أرضها أعماقه الداخلية، وكما يقول الحكيم: “مالك روحه خير من مالك مدينة” (أم32:16). إذ أُودع جاورجيوس في السجن استشار الإمبراطور رجاله عما يفعله مع هذا القائد الشجاع. فتقدم أحد الأمراء باقتراح أن هذا الشاب الوسيم لن يضعف أمام أية تهديدات، ويُسر حتى بالموت. لكن أمراً واحداً يمكن أن يحطمه وهو الإغراء بفتاة لعوب، تقتنصه بفتنتها وأُنوثتها الطاغية وخبراتها، بهذا يفقد جاورجيوس عفته، وينهار إيمانه. استدعى الإمبراطور المشرفة على محظيات الإمبراطور وجواريه، منها أن تختار فتاة لها خبرتها في هذا الأمر. أُرسلت الفتاة إلى السجن لتقضي ليلة مع الشاب حتى تغريه ويسقط معها. لكن مارجرجس الذي عرف أن يُقدم كل يوم ذبيحة حب على مذبح الطهارة في المسيح يسوع حوّل السجن إلى هيكل طاهر تُقام فيه الصلوات لأجل خلاص نفسه وخلاص هذه الفتاة وكل من حوله. لم يأتِ الصباح حتى تقدمت الفتاة إلى مارجرجس بدموع تطلب منه أن يتحدث معها عن سرّ طهارته وعفته وارتفاع قلبه إلى السموات، فأخذ يبشرها بالخلاص ويقدم لها الحياة الإنجيلية الفائقة. جاء رجال الإمبراطور في الصباح الباكر لأخذ الفتاة إلى الإمبراطور فوجدوها قد اكتست بالحشمة وتوشحت بالعفة والوداعة، تعلن إيمانها بالسيد المسيح ملكها وخلصها. صُعق الإمبراطور ورجاله لما حدث، وصدر الأمر بقطع رقبتها بحد السيف. اُقتيدت إلى ساحة الاستشهاد حيث ركعت متهللة تصلي إلى مخلصها ربنا يسوع ليقبل روحها، وتنال إكليل الشهادة. صمم الإمبراطور على أن يُذيقه أقسى ألوان العذابات انتقامًا مما فعله مع الفتاة. في القصر الملكي لما كثرت المعجزات التي صنعها الرب على يديه وشعر الملك بالفشل، أخذه معه إلى القصر ليغريه أنه سيزوجه ابنته. هناك في القصر سمعته الملكة يصلي فطلبت منه أن يشرح لها إيمانه، ففتح الرب قلبها وجذبها روح الله إلى الإيمان. أخذت الملكة ألكسندرة تعاتب الملك: “ألم أقل لك لا تعاند الجليليين لأن إلههم قوي”، وإذ أدرك أن القديس أمال قلبها للرب أمر بتمشيط جسمها وقطع رأسها لتنال إكليل الشهادة. إذ رأت الملكة جاورجيوس يُقاد إلى السجن نادته لتسأله عن عمادها. أجابها القديس إلا تضطرب فإنه إن لم توجد فرصة لعمادها فسفك دمها لحساب الإيمان بالسيد المسيح هو معمودية مقدسة تفتح لها أبواب الفردوس. تهلّلت نفسها وتقدمت الملكة للاستشهاد وهي تقول: “يا رب لقد تركت باب قصري مفتوحًا على مصراعيه، فلا تغلق باب فردوسك في وجهي، يا من قبلتَ توبة اللص اليمين”. قُطعت رأس الملكة لتنطلق روحها إلى الفردوس تتمتع برؤية مخلصها. استشهاده خشي الملك من حدوث ثورة ضده إذ ذاعت أعمال الله التي تمت على يديّ القديس لذا أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في 23 من برمهات بحسب الأشهر القبطية . أيقونة الشهيد مار جرجس الروماني تحمل معنى رمزياً : فالعروس التي تظهر في الأيقونة تُشير إلى الكنيسة التي تتطلع إلى أبنائها الشهداء بفرحٍ واعتزازٍ . والتنين يُشير إلى الشيطان الذي يحرك العالم الشرير ضد الإيمان. والحربة تشير إلى صليب رب المجد يسوع الذي يهب النصرة. وهزيمة التنين تُشير إلى هزيمة الشر ومصدره (إبليس) بقوة الإيمان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون داوود الشيخ البار وقزما وداميان | الولادة: – الوفاة: 303 لقد جعل القدّيسان رجاءهما كلّه في السماوات، فكنزا لهما كنزاً لا يسلب، فنهما أخذا مجاناً فيمنحان الأشفية للمرضى مجاناً، واتّبعا قول الإنجيل فلم يقتنيا فضّة ولا ذهباً، بل كانا يمنحان إحساناتهما للناس والبهائم حتى يكونا خاضعين للمسيح في كل الأحوال، وهما الآن يتشفّعان بدالة في نفوسنا”. هذا ما تنشده الكنيسة يوم عيد القدّيسين قزما ودميان، في صلاة المساء، موجزة سيرتهما في المسيح ومبيّنة الركائز التي على أساسهما نسألهما الشفاعة لدى الرب الإله. لا نعرف الكثير عن هذين القدّيسين رغم الإكرام الواسع الذي لقياه في الشرق والغرب معاً ورغم كثرة الكنائس التي شيّدت على اسميهما على مدى العصور. كان موطنهما ناحية من نواحي أفسس في آسيا الصغرى. وثمّ من يقول أنهما ولدا في بلاد العرب. وكان أبوهما وثنياً وأمهما مسيحية اسمها ثيودوتي. وقد توفي الأب وولداه بعد صغيرين فرّبتهما والدتهما على المسيحية وأحسنت حتى التصق اسمها باسمي ولديها كأم بارة في الكنيسة. تلقن قزما ودميان جملة من معارف ذلك الزمان وعلومهما فبرعا فيها. لكن تنشئة أمهما لهما على حياة الفضيلة ما لبثت أن جعلتهما يفطنان إلى بطلان الفلسفة وحكمة هذا الدهر إزاء حكمة المسيح فاستصغرا المعارف العالمية النظرية ورغبا في التملؤ من محبة المسيح ولسان حالهما ما قاله الرسول بولس إلى أهل فيليبي: “…كل ما كان لي من ربح اعتبرته خسارة من أجل المسيح، بل إني أعتبر كل شيء خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربّي، فمن أجله تحمّلت خسارة كل شيء وأعتبر كل شيء نفاية لكي أربح المسيح ويكون لي فيه مقام” (8:3-9). وقد أفضى بهما هذا اليقين إلى الإقبال على الطب بنية تسخير العلم للمسيح وخدمة الكلمة والعناية بالمريض. فانكبا على الدرس والتحصيل حتى برعا، بنعمة الله، أي براعة. وبالإيمان ومحبة المسيح والطب انفتح لهذين المجاهدين باب عريض على الخدمة وتمجيد الله. فكان دأبهما رعاية المرضى بالمجّان عملاً بالقول الإلهي: “مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا” (متى 8:10). وقد سلكا في ذلك في حرص شديد حتى ليقال أن قزما خاصم أخاه دميان مرة خصاماً شديداً لأنه تلقى ثلاث بيضات من امرأة مريضة فأبرأها. إلى ذلك سلك الأخوان في العفة والفقر خاضعين للمسيح في كل حال. وقد امتدّت عنايتهما بالمرضى إلى البهائم لأنها هي أيضاً من إبداع الله وتحت الألم. واستمر قزما ودميان على هذا المنوال زماناً سخرا خلاله الأعشاب والأدوية وكل فكر وجهد محبة بالقريب فرضي الله عنهما ومنّ عليهما بنعمة الشفاء بكلمة الإيمان واللمس على منوال الرسل. من ذلك الوقت أضحت الصلاة واسم الرب يسوع وحده الدواء الشافي لكل مرض أو عاهة تعرض لهذين القدّيسين. فتقاطر عليهما الناس من كل صوب يسألون السلامة. وكان كل قاصد لهما يحظى بالتعزية والبركة والشهادة لاسم الرب يسوع. ثابر هذان الخادمان على عمل الله، دونما كلل، طويلاً، وكانا يتجدّدان أبداً في الصلاة والصبر والاتضاع والتماس رضى العليّ إلى أن رقدا في الرب ودفنا في موضع يعرف بالفرمان. وقد شيّدت فوق ضريحهما كنيسة لم ينقطع سيل المتدفقين عليها جيلاً بعد جيل، السائلين شفاعة القدّيسين، النائلين برفاتهما بركة الشفاء من عاهات النفس والجسد. أما كيف رقدا فغير معروف تماماً. ففيما يؤكد بعض المصادر أنهما استشهدا في زمن الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس عام 303 للميلاد، تميل مصادر أخرى إلى القول بأنهما رقدا بسلام دون أن تعطي لذلك تاريخاً محدداً. طروبارية باللحن الثالث أيها القديسانِ الماقتا الفضة، والصانعا العجائب، افتقدا أمراضنا، مجاناً أخذتُما، مجاناً أعطيانا. قنداق باللحن الثاني أيها الطبيبانِ المجيدانِ، الصانعا العجائب، يا مَن نلتُما نعمةَ الأشفية، امنحا القوةَ للذِينَ في الشدائد، وبافتقادكما أحطما بأسَ المحارِبين. شافيَيْنِ العالمَ بالعجائب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون الشهداء الخمسة | الولادة: – الوفاة: – القديسون الشهداء أكندينوس وأفطونيوس وأنمبوذيستس وإلبيذيفورس وبيغاسيوس عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة في بلاد الفرس في أيام الملك شابور الثاني (339-379 م). كان أكندينوس وبيغاسيوس وأنمبوذيستس موظفين كباراً في القصر الملكي وكانوا، في سرّهم، مسيحيين غيارى. وحدث في ذلك الزمان أن حمل الملك على المسيحيين. وإذ أسرّ إليه بعض الوشاة خبر هؤلاء القدّيسين الثلاثة ألقى جنوده القبض عليهم. وبعد أن أذلوهم وجلدوهم ساقوهم إلى حضرة الملك للمحاكمة. كان الملك يتطاير حنقاً وغضباً على الثلاثة فيما وقفوا هم ثابتين هادئين واثقين بالمسيح الساكن فيهم. فتح الملك فاه وأمطر المتهمين شتماً وتقريعاً متوعداً إياهم بأشد العقوبات إن لم يرعووا ويعودوا إلى عبادة الشمس نظير آبائهم من قبلهم. وإذ أبى القدّيسون الانصياع وقالوا أنهم يعبدون لا الشمس المنظورة بل الشمس العقلية التي هي المسيح الملك، أطلق شابور العنان للسانه تجديفاً على اسم الرب يسوع. فما كان من الثلاثة سوى أن أخرسوه بصلاتهم القلبية فاختنق صوته فيه وأمسى في حالة يرثى لها. وإذ رآه أكندينوس ورفيقاه في ضيق شديد رقّوا له وأعادوا إليه بالصلاة صوته آملين منه الاتعاظ والعودة عن غيّه. لكن غمامة الشر كانت كثيفة على قلبه، فأمر للحال بسوق الثلاثة إلى غرفة التعذيب وإذاقتهم أقسى صنوفه حتى كسر عنادهم وحملهم على الكفر بالمسيح. مدّد الثلاثة على أسرّة من حديد محمّى ثم ألقوا في خلقين من الرصاص المذاب بالنار فلم يصبهم، بنعمة الله، أي أذى فاستغرب الحاضرون. وقد حرّك المشهد قلب أحد الحراس المدعو أفطونيوس فصرخ شاهداً: “عظيم هو إله المسيحيين!”، فقطع رأسه للحال وانضم إلى مصاف الشهداء المعتمدين بدمائهم. وعاد الملك فأمر بتعذيب أكندينوس ورفيقيه على مرأى من الجمع الغفير. وإذ عاين الجميع العجب وعجز الجلاّدين، رغم فظاعة أفعالهم، عن ثني الثلاثة عن عزمهم المبارك، آمن بالمسيح جمهور كبير قيل أنه بلغ سبعة آلاف نفس، كما آمن عضو بارز في المشيخة اسمه ألبيذيفورس بالإضافة إلى والدة الملك شابور نفسه وثمانية وعشرين من رفاق القدّيسين الثلاثة. هؤلاء جميعاً، ساقهم الملك إلى الموت فقضوا، بعضهم حرقاً وبعضهم بحد السيف فحققوا إيمانهم وأنجزوا سعيهم وحازوا أكاليل المجد من لدن العليّ. معاني أسماء هؤلاء الشهداء: أكندينوس: لا خطر فيه. بيغاسيوس: حصان فارس المجنّح. أفطونيوس: بلا جسد. ألبيذيفورس: حامل الرجاء. أنمبويستس: بلا قيد. طروبارية باللحن الثاني مغبوطةٌ الأرضُ المخصبة بدمائكم يا مجاهدي الرب، ومقدَّسةٌ المظالّ المتقبْلة أرواحَكم، لأنكم في الميدان قَهرتُم العدوَّ، وكرزتم بالمسيح بدالَّةٍ، فنتضرَّع إليكم أن تبتهلوا إليهِ، بما أنهُ صالحٌ ليخلص نفوسنا. قنداق باللحن الأول إن جنودَ المسيح قد تلألأُ في الأرض، بمثابة كواكب غير ضالة لشمس العدل، مبدِّدين قتامَ الأهواء، ومفيضينَ للكل النعمة الغزيرة بسخاءٍ، ويمنحون الخلاص بدون خطر، وبرجاءِ الإيمان. تعيد لهم الكنيسة الأرثوذكسية في 2 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوسف وآيثالا وغريغوريوس وأكبسيماس | الولادة: – الوفاة: – نقل جسد القديس جاورجيوس – القديسون يوسف وآيثالا وغريغوريوس وأكبسيماس في أواخر العقد الرابع من القرن الرابع الميلادي(338-340) اجتاحت المسيحيين في بلاد فارس موجة اضطهاد واسع النطاق كان أول شهدائنا الشهيد في رؤساء الكهنة سمعان الفارسي الذي تعيّد له الكنيسة في اليوم السابع عشر من شهر نيسان من كل عام. هذه الحملة امتدّت أربعين سنة وكان خاتمتها الشهداء الثلاثة الذين نعيّد لهم اليوم : أبسيماس ويوسف وأيثالا. ففي زمن الملك الفارسي شابور الثاني، وبالتحديد في أواخر العقد الثامن من القرن الرابع (376-379) منح شيوخ المجوس سلطات واسعة خوّلتهم ملاحقة المسيحيين في كل مكان واستعمال كافة الأساليب والوسائل اللازمة لمحو المسيحية من البلاد. الحجة في ذلك كانت ثلاثية: أولاً: لأن المسيحيين يشكلون خطراً حقيقياً على التراث، لاسيما عبادة الشمس والنار. ثانياً: لأن المسيحيين يهدّدون الجنس الفارسي بالانقراض حيث يشيّعون أن العذرية أسمى من الزواج. ثالثاً: لأن المسيحيين يأبون الرضوخ للملك وسلطانه الشامل على رعاياه، فهم، بهذا المعنى، ثوّار متمرّدون يتهدّدون المملكة من الداخل. لهذه الأسباب مجتمعة صدرت الأوامر، باسم الملك، بإلقاء القبض على أكبسيماس أسقف مدينة باكا، في مقاطعة أونيتي واستيق للاستجواب. كان أكبسيماس شيخاً في الثمانين من العمر وقوراً، ممتلئاً حسنات حيال الفقراء والغرباء، كثير الأصوام والصلوات والسجود، يذرف الدموع، على الدوام، مدراراً. فحالما ألقى الجنود عليه الأيدي بادره بعض أصدقائه مطمئنين بالقول: “لا تخف يا أبانا، سنحافظ لك على دارك!” فتطلع إليهم وقال: “ليس هذا البيت بعد اليوم بيتي. فانا لا أملك غير المسيح. هو وحده ربحي. أما الباقي فلم يعد له وجود عندي”. وأخذ أكبسيماس إلى مدينة أربيل حيث اعترف أمام المجوس ولم ينكر أنه يكرز بالإله الواحد ويدعو الناس على التوبة وعبادة الخالق دون المخلوق، فأشبعوه لطماً وجلداً وألقوه في سجن مظلم. ثم إنه حدث في ذلك الوقت أن ألقي القبض، وللأسباب عينها، على يوسف الكاهن من بيت كاتوبا. هذا أيضاً كان شيخاً ناهز السبعين من العمر. كما أمسك العسكر الشماس أيثالا من بيت نوهورا وكان في الستين من العمر. هذان استيقا إلى مدينة أربيل أيضاً حيث مثلا أمام شيوخ المجوس هما أيضاً. هدّد الحاكم يوسف الكاهن بالموت بتهمة إفساد الناس بالسحر الذي كان يمارسه، وكان يقصد بذلك إقامة الأسرار المقدّسة، فأجاب يوسف: “نحن لا نمارس السحر بل نعلّم الناس الحقيقة لكي ينبذوا الصور التي لا حياة فيها ويعرفوا الإله الحي الحقيقي وحده”. فأردف الحاكم قائلاً: “ولكن الملك وحده على حق…”، فأجابه يوسف “إن الله يحتقر الكبرياء والعظمة والغنى في هذا العالم. أجل نحن فقراء مساكين، ولكننا ارتضينا ذلك لأنفسنا طوعاً. نحن نعطي الفقراء من عرق جبيننا، أما أنتم فتسرقونهم. ليس الغنى سوى وهم وخيال يزول بزوال الحياة على الأرض. وهذا هو السبب في أننا لا نتعلق به لكي نحسب أهلاً للمجد الآتي”. أثار هذا الكلام حفيظة الحاكم فأوعز إلى رجاله بمعاقبة يوسف، فأشبعوه ضرباً بقضبان الرّمان الشائكة حتى جرّحوا جسمه كله. ثم جيء بأثيالا فأمر بعبادة الشمس وشرب الدم واتخاذ امرأة لنفسه والانصياع لأوامر الملك وإلا واجه التعذيب والموت فأبى قائلاً:”خير لي أن أموت لأحيا من أن أحيا لأموت إلى الأبد”. فأخضعوه، للحال، للتعذيب. وبعدما جلدوه وحطّموا يديه ورجليه وألقوه في السجن المظلم الذي ألقي فيه أكبسيماس ويوسف. بقي الثلاثة في السجن ثلاثة أشهر غيّر الحرمان والبرد والرطوبة والمعاناة خلالها هيأتهم حتى قيل إنه ما كان بإمكان إنسان مهما قسى قلبه أن يرى منظرهم المريع ولا ينفطر أسى عليهم. ثم بعد استجوابات إضافية حاول المجوس خلالها تحطيم مقاومة هؤلاء المعترفين الثلاثة دون جدوى، سقط أكبسيماس صريعاً تحت الضرب، فيما ألزم بعض المسيحيين برجم يوسف وأيثالا حتى الموت. وهكذا قضى هؤلاء الشهداء الثلاثة واضعين بدمائهم حداً لتلك الحملة الشرسة التي طالت المسيحيين أربعين سنة في ذلك الزمان. طروبارية باللحن الرابع شهداؤُك يا رب بجهادهم، نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. قنداق باللحن الثاني لقد خدمتَ الأسرار الإلهية أيها الحكيم خدمةً شريفة، فصرتَ يا كلّي الغبطة ذبيحة مقبولةً، فإنك شربتَ كأس المسيح بمجدٍ أيها القديس أكبسيماس مع المجاهدين معك، فتشفَّعْ بغير فتورٍ من أجلِ جميعنا. تعيد لهم الكنيسة في 3 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوانيكيوس الكبير البار | الولادة: 754 الوفاة: 846 راعياً : ولد القدّيس يوانيكيوس في قرية اسمها ميرقاتا في مقاطعة بيثينيا في العام 754 للميلاد. كان والده ميرتريك وأنسطاسيا من العامة وقد جعلاه ناظراً للخنازير وهو في السابعة من عمره. نشأ على التقوى لكنه أخذ عن والديه عداوتهما للأيقونات في زمن احتد فيه النزاع بين مدافع عنها ومحارب لها. وقد بقي كذلك إلى سن السادسة والثلاثين حين التقى شيخاً راهباً أبان له التعليم القويم بشأنها وردّه عن ضلاله. ويبدو أن حبّه للعزلة في تلك المرحلة من حياته تفتّق كبيراً حتى قيل أنه كان يرسم إشارة الصليب على قطيعه ليحفظها من الضياع ويستغرق في صلاة عميقة لساعات في هدأة التلال والوهاد. جندياً: انخرط يوانيكيوس في الجندية وهو في سن التاسعة عشرة فأبدى بسالة منقطعة النظير وأبلى البلاء الحسن في الحرب البلغارية (795 م). وقد لاحظه الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السادس وأراده في عداد قوّاته الخاصة، لكن نفس يوانيكيوس كانت قد مجّت مناظر الحرب والمذابح وبان لهما بطلان الحياة الدنيا، فقام إلى الإمبراطور مستأذناً، ثم اعتزل الجيش ووجّه طرفه ناحية الجندية الملائكية ورغب في الحرب اللامنظورة. راهباً: كانت وجهة سير يوانيكيوس جبل الأوليمبوس في بيثينيا، موئل الرهبان الأول في ذلك الزمان. وقد رغب في الحياة النسكية منذ بداية الطريق، لكنه اقتنع، لدى استشارة الآباء، أن يكون أول دخوله الحياة المشتركة. من أجل ذلك التحق بأحد الديورة وخضع لطاعة رؤسائه. وكما اعتاد خوض المعارك في الجيش، خاض في الدير معركة لا هوادة فيها ضد حب الذات والأهواء والتجارب على اختلافها. ثم بعد سنتين عاد شوقه إلى الحياة النسكية يتقد من جديد. وقد بقي أسبوعاً كاملاً غارقاً في صلاة حارة إلى ربه أن يهديه إلى أب روحي يقوده على طريق الكمال. لم يذق خلال ذلك ولا كسرة خبز. وفي اليوم السابع حضره ناسكان أنبآه بالآتي وأعطياه رداء من شعر وصليباً ليكونا له عوناً في معاركه ضد أرواح الظلمة. مذ ذاك انطلق يوانيكيوس إلى حياة التوحد والنسك التي طالما اشتهى. مجاهداً كبيراً: سلك يوانيكيوس في التوحد أربعة عشر عاماً أقام خلالها في المغاور الجبلية النائية. وكان يضطر بين الحين والحين إلى هجر منسكه إلى غيره لذيوع خبره. ويبدو أن جهاده ضد قوى الظلمة كان ضارياً حتى بات يتحدّى الشياطين. يروى عنه، بهذا المعنى، أنه التقى مرة عذراء كان شيطان الزنى يعذّبها. فتحنّن عليها وسألها أن تضع يدها على عاتقه، ثم قال: “لتنتقل إليّ، بقوة الرب يسوع المسيح، التجربة التي عليك!”، فانتقلت. وعادت العذراء إلى ديرها في سلام ويوانيكيوس إلى مغارته وهجمات شيطان الزنى عليه ولا أشد. إلى ذلك يذكر أن طعام يوانيكيوس خلال هذه الفترة اقتصر على الخبز والماء وكان بكميات قليلة جداً. كما أمضى سنة كاملة مربوطاً إلى سلسلة حديدية ثقيلة. يوانيكيوس وخلاص النفوس: أخيراً، عرّفه الله في رؤيا أنه قد آن له الأوان ليعمل لخلاص النفوس. فقام إلى أحد الديورة القريبة من الناس واتخذ لنفسه فيها مقراً. وقد ظهرت لديه مواهب جمّة كالتبصر والنبوءة ومعرفة مكنونات القلوب والتعاطي مع الحيوانات على منوال آدم في الفردوس، يروّض المفترس منها، وله سلطان على الأفاعي. يمشي على المياه، ويظهر ويختفي ساعة يشاء. في كل ذلك كان يوانيكيوس في منتهى التواضع والوداعة. وكان في القامة عملاقاً. أخذ يوانيكيوس يستقبل زائريه فيعزّي النفوس القلقة ويصلح الخطأة ويقوّم الهراطقة ويبرئ المرضى. كان الكل للكل دون أن يفقد هدوء النفس وحالة اللاهوى التي منّ بها الله عليه مجازاة له على أعماله. أسس يوانيكيوس في حياته ثلاثة أديار استقطبت العشرات، لا بل المئات من الرهبان. دخل أحد تلاميذه مرة قلايته خلسة فألفاه معلقاً في الهواء، على علو ذراعين عن الأرض وكانت نفسه في الغبطة. جاءه مرة بعض الزوّار المشككين بما سمعوه عن عجائب الله فيه فاستقبلهم وقدّم لهم طعاماً. وأثناء المائدة ظهر دب فجأة فأثار الرعب في نفوس الحاضرين فدعاه القدّيس بصوت لطيف فجاء وسجد أمامه. فأمره أن يسجد أمام المدعوين، ثم التفت إليهم قائلاً: “لما خلق الله الحيوانات كانت توقّر الإنسان لأنه على صورة خالقه. ولكن لمّا تعدّى الشريعة صار يخافها. فإن نحن أحببنا الرب يسوع وحفظنا وصاياه فلا يقدر حيوان أن يؤذينا”. مدافعاً عن إكرام أيقونات: إلى ذلك لعب القدّيس يوانيكوس دوراً مهماً في الدفاع عن الإيمان القويم لاسيما ما يختص بإكرام الأيقونات، وكانت تربطه بالبطريرك مثوديوس القسطنطيني صداقة عميقة. قيل أن الإمبراطور ثيوفيلوس، وهو أكثر الأباطرة المضطهدين للإيقونات تشدداً، بدا يشك في سنواته الأخيرة في صلاح قناعاته. فقام وأوفد إلى يوانيكيوس بعثة يستشيره فكان جواب القدّيس واضحاً صريحاً لا مساومة فيه: “ومن لا يكرم أيقونات الرب يسوع المسيح ووالدة الإله والقدّيسين لا يدخل ملكوت السموات حتى ولو كانت حياته على الأرض منزّهة عن كل شائبة. فكما يعاقب من يحتقرون صورتك، أيها الإمبراطور، بقسوة، كذلك يلقى من يسخرون من أيقونة المسيح في النار الأبدّية”. ومرت سنة على مشورة القدّيس يوانيكيوس للإمبراطور(842) وإذا بهذا الأخير ينطرح على سرير المرض وتأتي ساعته، فيؤتى له بناء لطلبه بأيقونة السيد فيقبلها ويضمها دامعاً نادماً ويلفظ أنفاسه. وبوفاة الإمبراطور ثيوفلوس انتهت حرب الأيقونات. وقد كانت نصيحة القدّيس يوانيكيوس لما استشير أن يُعامَل محاربو الأيقونات بروية واعتدال ويُبتَعد عن القسوة. رقاده: رقد القدّيس يوانيكيوس بسلام في الرب في الرابع من تشرين الثاني من العام 846 للميلاد بعدما أسرّ إليه الله بيوم وفاته. وقد عاين رهبان جبل الأوليمبوس عاموداً يرتفع من الأرض إلى السماء يوم وفاته. وإلى رفاته تنسب عجائب كثيرة وإليه تعزى الصلاة المعروفة: “الآب رجائي والابن ملجأي والروح القدس وقائي أيها الثالوث القدوس المجد لك”. طروبارية باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار يوانيكيوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع لقد اجتمعنا اليوم نحن المؤمنين جميعاً في تذكارك الشريف، متوسلين إليك يا يوانيكيوس، بأن ننالَ مِنْ لدن الرب رحمةً. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 4 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسان الشهيدان غلقتيون وزوجته أبيستيم | الولادة: – الوفاة: 253 عاش هذان القديسان في مدينة حمص في أيام الإمبراطور الروماني داكيوس وفيها استشهدا. كان غلقتيون من عائلة وثنية ثرية حرمت ثمرة البطن زماناً إلى أن مرّ بها راهب يستعطي اسمه أونوفريوس. هذا لما رأى امارات الحزن مرتسمة على محيا المرأة، أم غلقتيون العتيدة، سألها ما بها فأجابته أنه لا ولد لها. فقال لها إن هذا بتدبير من الله حتى لا تقدّم مولودها للشياطين وأنها ستبقى كذلك إلى أن تؤمن بالإله الحقيقي، يسوع المسيح، الذي ينادي به هو. فتحرك قلب المرأة فبشّرها وعمّدها. وإن هي سوى فترة قصيرة حتى حبلت. وفي زمان الولادة أنجبت صبياً سمته غلقتيون وأقنعت بعلها فآمن واعتمد هو أيضاً. وكبر الصبي وبلغ العشرين فشاء أبوه بعد وفاة أمه أن يزفّه إلى صبية تليق به. ولما لم يكن متمسكاً بمسيحيته كمثل زوجته اختارها وثنية اسمها أبيستيمي. وإذ لم تكن عادة ذلك الزمان أن يقاوم الأبناء آباءهم في مسائل الزواج، رضخ غلقتيون للأمر الواقع. لكنه أبى أن يقرب عروسه ما لم تصر مسيحية أولاً. ولما أبدت هي استعداداً علّمها فآمنت واعتمدت. وما أن مضت على معمودية أبيستيمي ثمانية أيام حتى رأت في الحلم السماء مفتوحة ومجد الذين ارتضوا أن يحفظوا أنفسهم بتلاً من أجل الله. فلما أفاقت من النوم أخبرت غلقتيون بما شاهدت، فقرّر الاثنان السلوك في البتولية. ثم أن موجة جديدة عنيفة ضد المسيحيين ثارت في ذلك الزمان فجرى القبض على الزوجين كليهما وقدّما إلى المحاكمة. ولما ثبت للحاكم أرسوز أنهما مسيحيان متمسكان ولا سبيل لاستعادتهما إلى الوثنية أسلمهما لعذابات مروّعة. فأشبع الاثنان ضرباً وجلداً ثم عرّى الجند أبيستيمي وعرّضوها للهزء. كما قطعوا لسانيهما وعمدوا إلى بتر أيدهما وأرجلهما، وأخيراً ضربوا عنقيهما. فجاء أحد خدّام أبيستيمي المتنصرّين، المدعو افتوليوس، ورفع بقاياهما ودفنهما. وهو الذي كتب سيرتهما. طروبارية باللحن الرابع شهيداكَ يا رب بجهادهِما، نالا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلص نفوسنا. قنداق باللحن الثاني يا غلقتيون المجيد مع زوجتك الموقرة والمجاهدة معك أبيستيمي، لقد أُحصيتما مع جماهير شهداءِ المسيح بجهاداتكما الثابتة، إذ جاهدتما ببهجة، تعيد لهم الكنيسة الأرثوذكسية في 5 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بولس المعترف بطريرك القسطنطينية | الولادة: – الوفاة: 351 “أيها الأب البار، لما توشّحت بحلّة رئاسة الكهنوت، طفقت تقتدي بسميّك بولس محتملاً الاضطهادات والشدائد. وبأتعابك الذاتية نقضت عقائد آريوس ذات التجديف. وبما أنك تألمت من اجل الثالوث الأزلي المتساوي الجوهر، حطمت مكدونيوس الملحد، محارب الروح. وإذ أوضحت للجميع الإيمان المستقيم الرأي، فأنت تسكن مع الملائكة العادمي الهيولى. فمعهم ابتهل الآن في خلاص نفوسنا”. هذا ما تصدح به الكنيسة في عيد القديس بولس المعترف، رئيس أساقفة القسطنطينية، الذي يعتبر بحق احد أبرز المدافعين العمالقة عن الإيمان القويم في وجه الهرطقات عموماً، ولاسيما الهرطقة الآريوسية، مثله مثل نظيره الاسكندري القدّيس اثناسيوس الكبير واوسطاتيوس الأنطاكي ومركلس، أسقف أنقرة. ولد في تسالونيكي في أواخر القرن الثالث، أو أوائل القرن الرابع للميلاد. جاء القسطنطينية يافعاً، ولم يلبث أن انضم إلى خدّام الكنيسة فيها. أبدى منذ أول عهده بالخدمة تمسّكاً بالإيمان القويم اقترن بالصلابة والتقوى والطهارة في المسرى والوداعة. وقد سامه البطريرك الكسندروس، في وقت قصير نسبياً، شماساً ثم كاهناً وكانت عينه عليه. ولما شعر البطريرك بدنو أجله في العام 336 م، سئل بمن يشير خلفاً فكان جوابه: إذا رغبتم في راع فاضل وصاحب إيمان قويم وعلم جزيل فعليكم ببولس الكاهن. وإذا ما آثرتم رجلاً وسيم الطلعة، فصيح اللسان، يتقن مراسم العظمة ويتبع مظاهر الجلال فعليكم بمكدونيوس الشمّاس. فما أن فارق البطريرك حتى جرى اختيار بولس. ولكن كان هذا إليه إيذاناً بعهد لم يعرف خلاله طعم الراحة لأن ما لحقه من الافتراء والتنكيل والاضطهاد من الآريوسيين، لم يتوقف، وكان هو ثابتاً راسخاً شامخاً كالطود، رمزاً للإيمان القويم، حتى الموت. خمس مرات أبعد عن كرسيه وشعبه وأربع مرات عاد. ثلاث مرات لجأ إلى رومية. مرّتان أخذ بالحيلة وقيّد بالسلاسل واقتيد إلى المنفى. والشعب وقف بجانبه في مواجهة الدولة التي آزرت إتباع آريوس، لاسيما الإمبراطور قسطانس. وكم من صدام دموي حصل بسببه بين المؤمنين والعسكر حتى أن الدولة لم تعد تجرؤ على اتخاذ أي تدبير علني ضد بولس مخافة رد الفعل الشعبي. وقد كانت المواجهة ضارية أحياناً إلى درجة أن قائداً أوفده قسطانس لوأد ما اعتبره فتنة، اسمه هرمجان، انقضت عليه الجموع وقتلته وجرّت جثته في الشوارع وأحرقت منزله. كل ذلك زاد من حقد الآريوسين على بولس، كما زاد من سعي الإمبراطور إلى التخلص منه بكل الطرق الممكنة. وما كان ليحتمله، أحياناً، إلا مرغماً لأن الإمبراطور قسطان، سيّد الإمبراطورية في الغرب وأخ الإمبراطور البيزنطي قسطانس، كان أرثوذكسياً وكان يستعمل نفوذه، لدى أخيه، لإعادة بولس إلى كرسيّه. و لاشك أنه كان للبابا الرومي يوليوس دوره في ذلك. ومما عمله أنه دعا على مجمع في سرديكا (347م) أدان فيه الأساقفة الآريوسيين وطلب إعادة الأساقفة الأرثوذكسيين إلى كراسيهم. ولكن، بقيت الأمور تتقلب إلى أن جرى نفي بولس إلى كوكوزا، في أقاصي أرمينية، إلى حيث سينفى أيضاً القديس يوحنا الذهبي الفم، بعد نصف قرن تقريباً. وفي كوكوزا تحمل بولس الجوع والعطش والتعب ولهب الشمس. أخيراً، فيما كان، مرة، يقيم الذبيحة الإلهية، دخل عليه الآريوسيين وخنقوه. وقد كان ذلك في العام 351 للميلاد. ثم أنه جرى نقل رفات القديس بولس إلى القسطنطينية في أيام الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (381م). بعد ذلك سطا عليها الصليبيون ونقلوها إلى البندقية في العام 1236م، حيث ما تزال إلى اليوم. طروبارية باللحن الثالث أيها الأب البار، إنَّ اعترافك بالإيمان الإلهي، جعلك بولساً آخر للكنيسة، وغيوراً في الكهنة، ودمك يهتف إلى الرب مع دم هابيل ودم زخريا الزكي، فابتهل إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى. قنداق باللحن الثاني بما أنك أشرقتَ في الأرض مثل كوكبٍ ذي نورٍ سماوي، فأنتَ تنير الآن الكنيسة الجامعة، التي من أجلها جاهدتَ يا بولس باذلاً نفسك، وكدم زخريا ودم هابيل يصرخ دمك إلى الرب علانيةً. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 6 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس لعازر البار العجائبي | الولادة: 968 الوفاة: 1054 ولد لعازر في قرية مجاورة لمغنيزيا في العام 968 م. وقد نقلت عن ولادته روايات شتى إن دلّت على شيء فعلى أنه كان إناء مختاراً لله منذ الطفولية. فثم حديث عن عمود نور انتصب فوق منزله الوالدي ساعة ولادته، وثم حديث آخر عن نور ملأ البيت وأرعب النسوة اللواتي كن حاضرات وقت الولادة ففرن من المنزل مذعورات. أنى يكن الأمر فسيرة لعازر كانت فريدة إذ أن والديه نهجا في تربيته نهج العارفين بأن الولد كان مختار من الله، لذلك اعتنيا بتربيته على التقوى والكتب المقدسة. وكان لعم له، راهب، دور بارز في تنشئته في هذا الاتجاه. خلال ذلك امتاز لعازر بالتواضع وحلاوة المعشر والرصانة والإقبال على الصلوات بشغف وهمّة. كما كانت له محبة فائقة للفقراء جعلته يبدّد كل ما كانت تصل إليه يده، قليلاً كان أو كثيراً. تنقّل لعازر بين عدة أديرة، وقيل أنه كان شرهاً في الأصوام كما النهمون في المأكول. سلوكه في الطاعة وقطع المشيئة كان مثالياً. وقد عاش متوحداً في مغارة سبع سنوات واجه فيها ببسالة صنوف التجارب وكثافتها. بعد ذلك انتقل إلى أورشليم وأقام زمناً في دير القديس سابا. وتشاء العناية الإلهية أن يتعاطى النسك على عمود نظير سمعان العمودي. وقد ذاع صيته في كل أفسس والمنطقة حتى كان الناس يقصدونه من أماكن بعيدة لينالوا بركته ويتزودوا بإرشاداته. الفقراء أيضاً كانوا يأتونه من كل صوب وكان يعطيهم كل ما لديه ولا يبقى لنفسه شيئاً. ويقال أن تلميذيه تركاه في وقت من الأوقات لأنهما قالا أنه يبدّد كل شيء فبماذا نقتات نحن. سبع سنوات قضاها على العامود لم يعرف خلالها طعاماً غير الماء والقليل من خبز الشعير، ولا نوماً غير دقائق كل يوم. إلى ذلك كان يشد نفسه إلى سلاسل من حديد. بعد ذلك عاش في مغارة من جديد وعاد إلى العمود ثانية وثالثة. وقد اجتمع حوله التلاميذ بالعشرات. وكان هو في ارتقائه في مراقي النور الإلهي يتابع تلاميذه في أتفه تفاصيل حياتهم الروحية. منّ الله عليه بموهبة البصيرة والنبوءة. وقد عرف التاريخ رقاده سلفاً، ولكنه، نزولاً عند رغبة تلاميذه المتوسلين إليه، سأل والدة الإله أن تطيل عمره على الأرض قليلاً فأعطته خمسة عشر عاماً إضافية. وفي الثامن من شهر تشرين الثاني من العام 1054 للميلاد ودّع ورقد بسلام في الرب. طروبارية باللحن الثامن بمجاري العبارات في صلوات الأسهار أغرقتَ الغمودَ. وبالتنهدات التي من الأعماق أثمرَتْ أتعابُك إلى مئة ضعفٍ، فصرت راعياً موزّع الغفران للمتقدمين إليك، فيا أبانا البار لعازر، تشفعْ إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع إن كنيسة المسيح تمجدك بالترنيمات بسرورٍ، بما أنك كوكبٌ عظيم، فلذلك لا تزالْ متشفعاً إلى المسيح، أن يمنح للجميع غفرانَ الزلاَّت. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 7 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رئيسا الملائكة ميخائيل وجبرائيل | الولادة: – الوفاة: – جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوي العادمة الأجساد منذ أقدم الأزمنة وللملائكة في العبادة ذكر ولها في حياة العابدين دور وأدوار حتى يكاد لا يخلو أكثر أسفار العهد العتيق من وقفة عندها أو إشارة أليها. غير أنه كان دائماً ثمة خطر أن يُغفل القوم طبيعة الملائكة الشفافة التي يفترض أن تشير إلى السيد الرب دون أن تشهد لنفسها. فإذا ما وقف الناس عندها وشغفوا بها دون الإله الحي الحقيقي، سقطوا في الهرطقة. مثل ذلك ما سقط فيه العبرانيون قبل الملك حلقيّا، على ما ورد في كتاب الملوك الثاني (23: 5)، حيث نقرأ أن كهنة الأصنام الذين أقامهم ملوك يهوذا كان يحرقون البخور “للبعل والشمس والقمر والأبراج ولجميع قوات السماء”. ومثل ذلك ما نبّه إليه الرسول بولس بقوله: “لا يخيُبكُم أحد من جعالتكم مبدعاً مذهبَ تواضعٍ وعبادةً للملائكة”، ومثل ذلك أيضاً ما أشار إليه القانون الخامس والثلاثون من مجمع اللاذقية في فريجية (343- 381م) بشأن عبادةٍ للملائكة شاعت في ذلك الزمان فأعلن أنه: “لا يجوز للمسيحيين أن يتركوا كنيسة الله ويذهبوا ويبتهلوا للملائكة ويجمعوا جماعات. فكل هذا ممنوع. وكل من يمارس عبادة الأصنام في الخفية فليكن مُبْسَلاً (مقطوعاً) لأنه ترك ربنا يسوع المسيح وتبع عبادة الأوثان”. ثيودوريطس المؤرخ (393- 466م) قال إن عبادة الملائكة شاعت في فريجية وبيسيدية وطال أمدها وأنه كان فيها معابد لميخائيل رئيس الملائكة. والقديس ابيفانوس القبرصي قال إنه كان يوجد شيعة قديمة تدعى شيعة الملائكيين كانت تعلِّم أنه يجب ألا نطلب المعونة من المسيح أو نقدّم أنفسنا لله بواسطته لأن هذا فوق ما تستحقه الطبيعة البشرية لأن يسوع المسيح نفسه هو فوق البشر. وعوض ذلك، يجب أن نطلب معونة الملائكة. كل ذلك يدعو إلى تقصي الحقائق بشأن الملائكة: من هم؟ ما هي ميزاتهم؟ ما هو دورهم؟ ما هي مراتبهم؟ وما هي أسماءهم؟ بكلمة، ما تعلِّمه الكنيسة بشأنهم. يُذكر أن من استفاض في الحديث عن الملائكة كان، بصورة أخص، كاتبُ مؤلَّف “المراتب السماوية” المعروف بديونيسيوس الأريوباغي المنحول. طبيعة الملائكة: الملائكة مخلوقات إلهية نعرّف عنها بـ”الأنوار الثانية” حيث إن الإله البارئ هو النور الأول غير المخلوق. وهي ثانية لأنها تقتبل بنعمة الروح القدس إشعاعات النور الأول وتشترك في سرمديته. أبدعها الله قبل العالم المنظور الذي نعرف، وكمَّلها بالقداسة، جاعلاً إياها أرواحاً وخدّاماً كلهيب النار (انظر المزمور 103). واسمها معناه في الأصل اليوناني “رسلٌ”. وهي حرة من ثقل الجسد، عاقلة وفي حركة دائمة لا تتوقف. تعاين الله على قدر طاقتها ولها من المشاهدة قوتٌ لذاتها وثبات وعلة وجود. وهي وإن كانت حرة من انفعالات الجسد لكنها ليست بلا هوى كمثل الله لأنها كائنات مخلوقة. من هنا إن الملائكة وإن لم تكن لِتَجْنحَ إلى البشر إلا بصعوبة، لكنها ليست بمنأى عنه إمكاناً. ومن هنا، أيضاً، أن عليها أن تحسن استعمال الحرية التي يسبغها الله عليها لتحفظ ذواتها في الصلاح وتنمو في مشاهدة الأسرار الإلهية لئلا تجنح إلى الشر وتبعد عن الله. وحيث لا جسد لا توبة ترتجى. على أن الملائكة وإن كانت بلا أجساد فهي ليست غير هيولية تماماً. وحده الله كذلك، والملائكة محدودة في الزمان والمكان، ليس بإمكانها أن تكون في أكثر من مكان واحد في وقت واحد. لكن طبيعتها اللطيفة تتيح لها اجتياز العوائق كمثل الجدران والأبواب وما إليها، متى أوكل إليها السيد الرب بمهمة لدى الناس وهي لذلك تتخذ شكلاً جسدانياً يتيح لنا رؤيتها، كما أن خفتها وسرعتها الخارقة تؤهلها لاجتياز المسافات لتوّها. ولها من الله، متى أوفدها، علم كامل دقيق نفّاذ بكل ما تخرج من أجله. وإن تنبأتْ فبنعمة من عنده وأمرٍ، وهذا ليس من فضلها. رقباء على الأرض: والملائكة جعلها الله رقيباً على الأرض، تسود على الشعوب والأمم والكنائس وتضمن نفاذ المقاصد الإلهية وتمامها من نحو البشر، جماعاتٍ وأفراداً. ولكل منا بصورة غير منظورة ملاك حارس من عند الله، عينه علينا دونما انقطاع، وهو واقف لدى الله في آن، كمثل ما ورد على لسان الرب يسوع المسيح: “إياكم أن تحتقروا أحداً من هؤلاء الصغار، أقول لكم إن ملائكتهم في السماوات يشاهدون أبداً وجه أبي الذي في السماوات” (متى 18: 10-11). وهذا الملاك الحارس يوحي لنا بالصلاح عبر الضمير فيعيننا على اجتناب فخاخ الشيطان ويؤجّج فينا نار التوبة الخلاصية إن أثمنا. مراتبها: والله وحده العارف بصنف الطبيعة الملائكية وحدودِها. وهي واحدة من نحو الله، أما من نحونا فلا تعدّ ولا تحصى. والكلمة الإلهية بشأنها في سفر دانيال هي هذه: “….وتخدمه ألوف ألوف وتقف بين يديه رَبوات رَبوات” (دانيال7: 10). وهي وإن تعذر على الآدميين إحصاؤها فالتراث يجعلها في تسع مراتب موزعة على ثلاث مثلثات: أولاها تلك الواقفة أبداً في حضرة الله والمتحدة به بصورة فورية، قبل سواها ودونما وسيط. وهذه هي السارافيم والشاروبيم والعروش. فأما السارافيم فاسمها في العبرانية معناه “المشتعلة”، ولها حركة سرمدية ثابتة حول الحقائق الإلهية تؤهلها للإرتقاء بمن هم دونها في الرتبة إلى الله من خلال إزكاء الحرارة المطهّرة النورانية التي للفضيلة. وأما الشاروبيم فلها غير وظيفة، واسمها يشير إلى تمام معرفة الله. لذا نصوّرها ممتلئة عيوناً من كل صوب دلالة على أهليتها لمشاهدة النور الإلهي. وأما العروش فهي التي يستريح الله فوقها في سكون بلا هوى. وأما المثلث التالي فهو السيادات والقوات والسلاطين، وهو الحلقة الوسطى التي تبث مراسم السيد الإله على نحو منظوم وترقى بالأرواح الدنيا إلى الاقتداء بالله. وأما المثلث الأخير فينجز المراتب السماوية، وقوامه الرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة، التي بها نُبَلَّغُ المراسم الإلهية. ولما كان هذا المثلث هو الأدنى إلينا فإن الملائكة فيه هي التي تنزل علينا بهيئة جسمانية متى شاء ربها. ثم بعد المراتب الملائكية التسع يأتي آدم في المرتبة العاشرة وبه اكتملت الخليقة. ولكن آدم سقط وأضحى تحت العبودية للموت. لذلك بادر الكلمة من العلى لانتشاله من اللجّة. والقول انه اجتاز المراتب الملائكية إلى آدم وتجسّد وصلب وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات. وبالكلمة المتجسد، بالرب يسوع المسيح، اجتازت بشريتنا لا إلى حيث كانت أولاً وحسب، بل تخطت حتى المراتب الملائكية بأسرها، وسَمَت عليها لتستقر، في شخص السيد الإله الابن المتجسد، إلى يمين الله الآب. شيمتها: هذا وإن شيمة الملائكة قاطبة أن تصدح أبداً بالتسبيح بالنشيد المثلث التقديس (التريصاجيون) مشيرة به إلى العزة الإلهية وإلى دهشها المتواصل والمتعاظم إزاءه. ولنا في الإصحاح السادس من نبوءة اشعياء صورة عن ذلك: “رأيت السيّد جالساً على عرش عال رفيع، وأذياله تملأ الهيكل. من فوقه سرافيم قائمون، ستة أجنحة لكل واحد، باثنين يستر وجهه، وباثنين يستر رجليه، وباثنين يطير، وكان هذا ينادي ذاك ويقول: “قدّوس قدّوس قدّوس، رب الصباؤوت، الأرض كلها مملوءة من مجده…” (أشعياء 6: 1-3). لوسيفوروس وزبانيته: على أن القربى من النور الإلهي والقيام فيه لم يكن ليحفظ الملائكة، في شتى مراتبها، من السقوط، بل كان لبعضها سبباً. وهذا ما حدث للوسيفوروس الذي اغترَّ بنفسه بعدما وعى سمو رتبته وقربه من ربه فهوى من العلاء إلى أسافل دركات الأرض. ولنا في سفر أشعياء النبي، الإصحاح الرابع عشر، تحليل لكيفية السقوط هذه: “كيف سقط لوسيفوروس، القائم في الصباح من السماء! ذاك الذي أنفذ الأوامر لكل الشعوب تهشّم إلى الحضيض. لكنك قلت في قلبك، أصعد إلى السماء وأنصبُ عرشي فوق نجوم السماء: أجلس على قمة شامخة… ارتفع فوق السحاب. لكنك الآن تنحدر إلى الهاوية، حتى إلى أساسات الأرض…” (أشعياء 14: 12-15 الترجمة السبعينية). لم يكن لوسيفوروس سيئاً بطبعه بل بعجرفته، لذلك تمرّد على خالقه وأضحى أول من رذل الخير واختار الشر. تحوّل عن النور ليستغرق في ظلمات التواري بعيداً عن الله. على هذا ما أن تلفّظ لوسيفوروس بفكر قلبه المستكبر حتى هبط من رتبته وهوى إلى دركة الجحيم. وقد اجتذب في انحداره جماً من الملائكة من كل المراتب. وفي التراث أن رئيس الملائكة ميخائيل لما عاين ما حدث وضخامة عدد الساقطين هتف بالملائكة الباقين: “لنقف حسناً! لنقف بخوف! لنصغ!…”، وهو ما تردّده الكنيسة في خدمة القداس الإلهي. والإشارة، كما فهمها آباؤنا، هي إلى ضرورة” أن ننتبه ونستيقظ وقد مُتِّعْنَا بالوقوف في حضرة الله. لِنَعِ كونَنَا خداماً. لنحرصْ على معرفة ذواتنا وأيَّ مهوى هبط إليه الذين رغبوا في أن يكونوا مساوين لله”. هذا الحدث بالذات، هذا الدعاء، هذا الاجتماع هو ما حدا بآبائنا إلى تعيين هذا العيد، اليوم. زمن الذكرى الراهنة: هذا والذكرى اليوم مَعَادها القرن الرابع للميلاد، في زمن سلفستروس، البابا الرومي، والكسندروس، البطريرك الاسكندري. تُرى لما جعله القدامى في تشرين الثاني؟ ثمة تفسير يردّه إلى أن شهر آذار، قديماً، حسبه الأسلاف الشهر الذي كان فيه ابداع العالم. ولما أرادوا أن يشيروا إلى تسع مراتب الملائكة، أَحصوا تسعة أشهر فجعلوا العيد في تشرين الثاني. رؤساء الأجناد السماويين: ثم إنه وردت في الكتاب المقدس والتراث أسماءُ سبعةٍ أو ربما ثمانية من رؤساء الأجناد السماويين، وهؤلاء هم: ميخائيل وجبرائيل وروفائيل وأورئيال وصلاتئيال وجاغديال وبرخيال وأرميال. ميخائيل: فأما ميخائيل فمعنى اسمه “من مثل الله؟” أو “من يعادل الله؟” والكنيسة، منذ أقدم الأزمنة، تصوره رئيساً يحمل في يمينه رمحاً يهاجم به لوسيفوروس الشيطان، وفي يساره غصناً من النخيل، وفوق الرمح ضفيرة وصليب أحمر. وهو من يرسله الله لبني البشر ليعلن لهم مراسم عدله. ظهر لإبراهيم الخليل قديماً (تكوين 12)، وكذا لأَمَتِه هَاجَر في الصحراء ليعلن ولادة إسماعيل (تكوين 16). أرسله لدى لوط ليخرجه من سدوم (تكوين 19). وعندما أمر الله إبراهيم أن يقدم له ابنه إسحاق ذبيحة، ليجرّبه، كان ميخائيل من تدخّل في اللحظة الأخيرة الحاسمة ليمنعه من أن يمسّ ولده بسوء (تكوين 22). وقد ظهر ميخائيل أيضاً ليعقوب لينقذه من أخيه عيسو (تكوين27). وهو الذي سار أمام شعب إسرائيل في خروجه من مصر “في عمود من غمام نهاراً ليهديهم الطريق، وفي عمود من نار ليلاً ليضئ لهم، وذلك ليسيروا نهاراً وليلاً” (خروج 13). وهو من اعترض طريق بلعام الذي شاء أن يلعن إسرائيل بناء لطلب ملوك موآب. “وقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على أتانه ومعه خادماه” (عدد22). وهو الذي تراءى ليشوع بن نون عند أسوار أريحاً. رفع يشوع عينيه فإذا رجل واقف أمامه وسيفه في يده مسلولاً. فأقبل عليه يشوع وقال له: “أَمِنَّا أنت أم من أعدائنا؟” فقال: “كلا، بل أنا رئيس جند الرب…” فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: “ماذا يقول سيّدي لعبده؟” فقال رئيس جند الرب ليشوع: “اخلع نعليك من رجليك، فان المكان الذي أنت قائم فيه مقدّس”. فصنع يشوع كذلك. (يشوع 5). وإلى جانب ذلك ثمة مواضع أخرى ظهر فيها ميخائيل لجدعون (قضاة 6) ولإيليا النبي مرات عديدة ووقف في وسط الأتون مع الفتية الثلاثة القديسين في بابل ورنّم وإياهم لله تماجيد (دانيال3) كما سدّ أفواه الأسد في الجب حيث أُلقي دانيال (دانيال6). والحق أن أعمال ميخائيل في العهدين العتيق والجديد لا تحصى. وهو في العهد الجديد من نجّى الرسل من السجن (أعمال5: 19) وظهر لكورنيليوس، قائد المئة، وقال له أن يرسل في طلب بطرس ليعمده (أعمال 10). وهو من حرّر بطرس الرسول من السجن وضرب هيرودوس الملك بالدود لأنه لم يعط المجد لله، وظهر لبولس الرسول معزياً. وهو من فسّر ليوحنا الإنجيلي أسرار الله بشأن نهاية الأزمنة في كتاب الرؤيا. وهو أيضاً من يقود الملائكة في الحرب الأخيرة على ضد المسيح والتنين وملائكته ليلقيه في الجحيم إلى الأبد (رؤيا 12). ثم في يوم الدينونة ينتصب والميزان في يده ليزن أعمال العالمين. إلى ذلك حفظت لنا الكنيسة ظهوراتٍ وأعمالاً لميخائيل كمثل ما عَمِله في خونة في كولوسي. وهو ما نحتفل به كل عام، في السادس من شهر أيلول. جبرائيل: وأما جبرائيل فهو صنو ميخائيل، عادةً ما يُذكران في الكنيسة سوية، ومعنى اسمه “رجل الله” أو “جبروت الله”. وإذا ما كان ميخائيل عنوان عدالة الله فجبرائيل عنوان رأفته. وهذان يتكاملات كمثل قول المرنم في المزامير: “الرحمة والحق تلاقيا، العدل والسلام تلاثما” (مزمور 84: 11). فالله يرسل رئيس ملائكته جبرائيل ليذيع على الناس عجائب محبته وحرصه على خلاصهم. وفي التراث أنه ظهر لدانيال وأنبأه بمجيء بعد سنوات كذا عددها (دانيال 9). كما ظهر لَمِنُوح وامرأته والدي شمشون في سفر القضاة. فقال مَنُوح لملاك الرب: “دعنا نستبقيك ونعدّ لك جدياً من المعز”، فقال ملاك الرب لمنوح: “إن أنت استبقيتني، لم آكلْ من خبزك. أما إن صنعتَ محرقةً فللرب أَصْعِدْها”. فقال منوح لملاك الرب: “ما اسمك، حتى إذا ما تمّ قولك نكرمك؟” فقال له ملاك الرب: “لِمَ سؤالك عن اسمي، واسمي عجيب؟ “(قضاة 13). هذا ويصوره التراث حاملاً بيمينه فانوساً له شمعة مضاءة وفي يسراه مرآة من اليشب [حجر كريم] الأخضر. والمرآة تشير إلى حكمة الله، سراً مخفياً. إلى ذلك كان جبرائيل رسول الله يذيع الخبر السار بشأن الولادات من أحشاء عقيمة، كمثل حال جدّي المسيح، يواكيم وحنّة، وأبوي السابق، زخريا وأليصابات. وهو الذي بشّر والدةَ الإله بولادة المخلّص بالروح القدس. وهو من قاد الرعاة إلى مغارة بيت لحم ونبّه يوسف النجار إلى مقاصد هيرودوس الأثيمة بشأن المولود الإلهي وأوصاه بالمغادرة إلى مصر. وهو أيضاً من نزل من السموات يوم القيامة ورفع حجر القبر وجلس فوقه. وهو كذلك من طَمْأنَ حاملتي الطيب مريم المجدلية ومريم الأخرى قائلاً لهما: “لا تخافا أنتما. أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. إنه ليس ههنا. قد قام كما قال…” (متى 2. روفائيل: وأما روفائيل فمعناه “شفاءُ الله” أو”الله الشافي”. وقد ورد ذكره في سفر طوبيا في الإصحاح الثالث هكذا: “فأُرسل روفائيل ليشفي كلا الاثنين، ليُزيل البقع البيضاء عن عيني طوبيت فيرى بعينيه نور الله، وليعطي سارة ابنه رعوئيل زوجةً لوطبيا بن طوبيت ويطرد عنها أزموداوس الشيطان الخبيث…”. وقد قال لهما بعد تمام العرس: “أنا روفائيل، أحدَ الملائكة السبعة الواقفين والداخلين في حضرة مجد الرب… لا تخافا! عليكما السلام. بارِكا الله للأبد. لما كنت معكما، لم أكن بفضلي أنا، بل بمشيئة الله. فباركاه هو طوال الأيام وسبّحاه. كنتما ترياني آكلُ، ولم يكن ذلك إلا رؤية تريانها. والآن بارِكا الرب على الأرض واحمدا الله. ها إني صاعد إلى الذي أرسلني، فدوِّنا جميع ما جرى لكما” (سفر طوبيا 12). ويصور التراث روفائيل يقود طوبيا بيمينه وطوبيا حاملاً سمكةً التقطها من نهر دجلة وفي يساره إناء طبّي. رؤساء الأجناد الباقون: وأما أورئيال فمعنى اسمه “نار” أو “نور الله”. وقد ورد ذكره في واحد من الكتب المنحولة، عزرا الثاني (4: 1و 5: 20). وصورته ممسكاً بيمناه سيفاً على الفَرَس وبيسراه حديدةَ وَسْمٍ محماة. وأما صلاتئيال فيعني اسمه “من يصلي إلى الله” وله أيضاً ذكر في سفر عزرا الثاني (5: 16). وردت صورته في التراث هكذا: مطأطئ الرأس وعيناه إلى الأرض ويداه ملتصقتان في وضع صلاتي. وأما جاغديال فمعنى اسمه “من يمجّد الله”. ويصورونه حاملاً إكليلاً مذهباً بيمناه وسوطاً في ثلاثة سيور بيسراه. وأما برخيال فيعني”بركة الله” . وصورته لابسا وردة بيضاء على صدره. وأما أرميال فمعنى اسمه “سموُّ الله”. ويكرَّم من حيث هو مُلْهِمٌ وموقظٌ للأفكار السامية التي ترقى بالإنسان إلى الله. طروبارية باللحن الرابع أيٌّها المتَقَدِّمونَ على الجُندِ السماويِّين. نَتوسَّلُ إليكم نحنُ غيرَ الُمستحقِّين. حتى إنَّكم بطَلِباتِكم تكتَنِفونا. بِظلِّ أجنحَةِ مَجدِكُمُ اللاَّهيولي. حافظينَ إيَّانا نحنُ الجاثينَ والصارخينَ بغيرِ فتورٍ. أنقِذونا مِنَ الشدائِد. بما أنَّكم رُؤساءُ مَراتِبِ القُوَّاتِ العُلويَّة. قنداق باللحن الثاني يا رؤساءَ أجناد الله وخدام المجد الإلهي، ومرشدي البشر وزعماءَ غير المتجسدين، اطلبوا لنا ما يوفقنا والرحمة العظمى، بما أنكم رؤساءُ الأجناد العادمي الأجساد. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 8 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس | الولادة: 1846 الوفاة: 1920 ابينا البار نكتاريوس، أسقف المدن الخمس، الصانع العجائب ومؤسس دير الثالوث القدّوس في جزيرة آيينا اليونانية وُلد أنسطاسيوس (القدّيس نكتاريوس) سنة 1846 م في “سيليفْريا – SILIVRIA” في منطقة “ثْراكي – “THRAKI في بلاد اليونان، من أبويين تقيَّين: “ذيموس” و “فاسيليكي” . تلقَّى انسطاسيوس دروسه الأولى في بلدة سيليفْريا إلاّ أنَّه لم يستطع متابعة علومه بسبب فقر عائلته. أبدى أنسطاسيوس منذ طفولته ميلاً شديداً كي يصبح لاهوتيّاً يكرِزُ بالإنجيل. فكان عندما يردّد مع جدَّته المزمور الخمسين” ارحمني يا الله بعظيم رحمتك…” وعندما يصلان إلى “فأُعلِّم الأثمة طرُقَك، والكفرةُ إليك يرجعون” كان يضع يده على فم جدَّته قائلاً لها: “جدتي دعيني أقوله أنا، أنا سوف أُعلّم الناس”. وفي إحدى المرات عندما ناهز السابعة من عمره، اشترى مجموعةً من الأوراق وأخذ يجمعها ككتاب، فسألته أمُّه: “ماذا تفعل يا بنيّ؟!” فأجابها: “سأصنع من هذه الأوراق كتاباً أكتبُ عليه كلام الّله”. وكم من المرات بعد عودته من الكنيسة كان يجمع الأولاد الذين من عمره ويتلو عليهم العِظة التي سمعها. أمَّا أهله وأقرباؤه فعندما كانوا يرون حماسه هذا كانوا يقولون: “تُرى ماذا سيصبح هذا الصبي؟!”. عندما أصبح في الرابعة عشرة من عمره ذهب إلى القسطنطينية بهدف العمل. وهناك بعد جهدٍ جهيدٍ تمكّن من الحصول على عمل عند أحد أقربائه في معمل للدخّان. إلاّ أن أجره كان قليلاً جدا ممّا اضطره لأن يمضي أيامه جائعاً مَعُوزاً. كان يزورُ الكنيسة بشكلٍ متواصل مستمداً تعزيته من الصلاة الدائمة. في أحد الأيام كتب رسالةً على المسيح طالباً منه المعونة جاء فيها ما يلي: “يا ربّي يسوع، تسألني لماذا أبكي. ثيابي اهترأت وحذائي تخرَّق، وأنا حافي القدمين، موجوعٌ متضايق. نحن في فصل الشتاء وأنا بردان. البارحة مساءً أعلمت صاحب المحل بحالي فسبَّني وطردني. قال لي أن اكتب رسالةً إلى القرية حتى يبعثوا لي بما أحتاج إليه. ولكني، يا ربّي يسوع، منذ أن بدأتُ بالعمل لم أُرسٍلْ لوالدتي قرشاً واحداً…ماذا تريدني أن أعمل الآن؟… كيف أعيش بلا ثياب؟… ثيابي أَرتيها فتعود وتتمزَّق من جديد. سامحني على إزعاجي. أسجد لكَ وأمجِّدُك. خادمُك أنسطاسيوس” ثم طوى الرسالة ووضعها في ظرفٍ وكتب العنوان التالي: “إلى ربّنا يسوع المسيح في السماوات”. لكن موظف البريد عندما رأى هذا العنوان الغريب فتح الرسالة وقرأها وكان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسه، فأعطى أنسطاسيوس مبلغاً لا بأس به من المال، فأخذه أنسطاسيوس شاكراً واشترى له ثياباً وحذاءً وبعض الحاجيّات الأخرى، إلاّ أنّ صاحب العمل عندما رأى ثيابه جديدة طرده متّهماً إيّاه بالسرقة، فذهب وعمل في أحد المحال. كان أنسطاسيوس يتوقُ دوماً لزيارة الأماكن المقدّسة، وهكذا في أحد الأيام عزم على السفر بحراً إلى المدينة المقدّسة، لكن المركب في مسيرته الطويلة واجه عاصفةً هائلةً وأشرف على الغرق، فصرخ القبطان بالمسافرين كي يلجأوا إلى قوارب النجاة. إلاّ أن أنسطاسيوس صرخ إلى ربّه قائلاً: “كيف تسمح بهذا؟! لا أريد أن أموت، أريد أن أحيا كي أكرز بك”. وأخرج صليبه، الذي قد أعطته إيّاه جدّته، من عنقه وربطه بزناره ودلاّه إلى البحر ثلاث مرات، ويا للعجب! إذا بالعاصفة تهدا وأخذ الجميع يمجّدون الله وعمّ الفرح. لكن أنسطاسيوس أضاع صليبه إذ أفلت من يده في مياه البحر… وأثناء مسيرتهم أخذوا يسمعون ضرباتٍ في أسفل المركب. فأرسل القبطان بحّارة كي يروا الأمر، لكنهم لم يجدوا شيئاً. وعند وصولهم إلى الميناء عادوا فسمعوا هذه الضربات. فأرسل القبطان قارباً كي يبحث خارج المركب عن السبب. وعندما توجّهوا إلى مكان الصوت فإذا بهم يجدون صليباً صغيرا، وكان صليب أنسطاسيوس! ومنذ ذلك الحين لبس أنسطاسيوس صليبه الصغير هذا طوال حياته. إنّه الصليب الذي يظهر في إحدى صوره مع اسكوفّتِهِ الرهبانية. هناك في مدينة القدس توظّف في مدرسة القبر المقدّس حيث اخذ يعلّم في الصفوف الابتدائية بينما يتلقّى الدروس في الصفوف العليا في الوقت ذاته، وكان يعكف على مطالعة كتب الآباء وخاصة حياة القدّيسين. هذه الفترة من حياته كانت ذهبية لأنه عمل في حقل الكنيسة. لم يفتٍنْه العالم في شيء، بل المصلوب والكنيسة الأرثوذكسية المصلوبة التي أغنت وتُغني الكثيرين. في العشرين من عمره ذهب إلى جزيرة “خيوس”، في بلاد اليونان، وسكن في قرية “ليثي” حيث عمل فيها كمدرس لمدة سبع سنوات. ترسّخت في نفسه خلال هذه السنوات بديهيّتان: أولاهما: أن كلّ إنسان مولودٌ خاطئاً، شاءَ أم أبى، وأنّ هذا العالم موضع السقطات الذي علينا فيه أن نصارع الخطيئة. وثانيهما: أنّ الربّ يسوع المسيح، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث القدُّوس، المصلوب والناهض من بين الأموات، الذي لمسه توما، هو إيّاه المخلّص الأوحد. هاتان البديهيّتان كانتا بالنسبة إليه بداية الطريق إلى السماء ونهايته. كان همّه الأول والأكبر أن يضيء شعلة الأرثوذكسية في النفوس من جديد. كان معروفاً ببساطته وصدقه وأمانته. ففي المدرسة كان يسهر على تلامذته معتنياً بهم. وعندما يعود إلى بيته كان يغلق على نفسه عاكفاً على الصلاة والصوم. لكن شوقه للحياة الملائكية وغلى تقديم ذاته كليّاً للرب كان يزداد يوماً بعد يوم، فذهب إلى دير جزيرة “خيوس” وترهّب فيه. وبقي في الدير ثلاث سنوات مُجاهداً وعاكفاً على الصلاة ومطالعة الكتب المقدّسة والآباء، فأحبّه جميع الرهبان وقدّسوا جهاده. وفي عام 1877م سامه ميتروبوليت الجزيرة شمّاساً باسم “نكتاريوس” في كنيسة القدّيس مينا العجائبي. أراد أحد سكان الجزيرة ويدعى “خورميس” أن يقوم بمساعدةٍ لبلده، وذلك بأن يدرّس أحد شبّانها على نفقته. وعندما سمع بالشمّاس الجديد أرسله بإذن الميتروبوليت إلى أثينا حيث أنهى دراسته الثانوية هناك، وبعد ذلك أرسله خورميس إلى بطريرك الإسكندرية “صوفروينوس” مع رسالةٍ يطلب فيها من البطريرك مساعدة الشمّاس نكتاريوس. فقبله البطريرك بفرح، وعندما تحقّق من فضيلته أرسله من جديد إلى أثينا كي يدرس اللاهوت. فنال إجازة اللاهوت عام 1885 م. وبعد عودته إلى الإسكندرية سامه البطريرك كاهناً عام 1886 م، وعيّنه واعظاً وأميناً لسرّ البطريركية، فضلاً عن كونه الوكيل البطريركي في القاهرة، فأخذ القدّيس نكتاريوس يقوم بعمله بكل جدّ ونشاط. مضت على هذه الحالة خمس سنوات، حيث سيِمَ بعدها ميتروبوليتاً على “المدن الخمس – PENDAPOLEOS”، وقد أحبّه الجميع وتعلّقوا به لتواضعه وبساطته وسعة قلبه. فقد فهم الكهنوت لا تسلّطاً وزعامة بل خدمة وتواضعاً وبذلاً للذات. وكان يصلّي إلى الربّ قائلاً: “ربّي، لماذا رفعتني إلى هذه المرتبة العالية؟ لقد طلبت منك أن أصبح لاهوتياً فقط وليس أسقفاً. منذ صباي كنت أطلب إليك أن تؤهلّني لأصير واحداً من عمالك البسطاء، أمّا أنت يا ربّ فإنك تختبرني الآن بأمور كثيرة، لكني أخضع لمشيئتك وأطلب إليك أن تجعل فيّ التواضع دائماً، وأن تغرس فيّ بذور الفضائل الأخرى، وأن تؤهّلني لأن أعيش بقية زمان حياتي حسب قول الرسول بولس الإلهي: لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ”. ولكن للأسف، وشى به بعض الغيورين إلى البطريرك على أنّه يسعى لأن يصير بطريركاً، فصدّق البطريرك الوشاية الكاذبة وغضب على نكتاريوس وطرده خارج مصر. أما القدّيس فقد قبل ما قد حلّ به بشكرٍ ودون أيّ تذمّر واعتبره امتحاناً إلهياً. وهكذا وجد نكتاريوس نفسه مقطوعاً، مُبعَداً، مشوّه السمعة. ومنذ تلك اللحظة أضحت حياته سلسلة من المحن كأنها لا تنتهي، فلا يكاد يمرّ نهارٌ من دون شقاء ومرارة وهموم وفخاخ تُنصَب له هنا وهناك، ومؤامرات صغيرة وكبيرة تُحاك ضدّه كما لو كان إنساناً خطيراً. والحقّ أنه هكذا كان خطيراً ولكن، بوداعته وصبره. لقد لاحقه عدّوه في كل مكانٍ لاسيّما من خلال ذوي النفوس الصغيرة، وعدوّه كان إبليس، ولإبليس في العالم ألف عميل وعميل. أتى نكتاريوس إلى أثينا عام 1889م ولم يكن يملك شيئاً، لا مال ولا ممتلكات. ولحقت به الوشاية الكاذبة إلى أثينا، ووصِم اسم نكتاريوس بالعار والزنى واللاأخلاقية، فبقي سنة كاملة دون أي عمل عابرا أيامه باتكاله على الله ومعونته الإلهية. وأخيراً تمّ تعيينه في “خلكيذة” – منطقة قرب أثينا – فشكر الرب واستلم مهمّته وأخذ يعمل كعادته بكل جدّ ونشاط بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها من خصومه والواشين به. بقي في مركزه هذا مدة سنتين ونصف، إلى أن انكشف الأمر على حقيقته عندما أرسل سكان الإسكندرية رسالة إلى أثينا يوضحون فيها محبّتهم وتعلّقهم بالقدّيس وأنّ ما لحق به لم يكن سوى وشايات كاذبة. وهكذا تغيّرت الأمور وانقلبت لصالح القدّيس، فنقلوه إلى “لاكونية” ومن ثمّ إلى “افثيوتيذة”، ومن هناك تمّ تعيينه مديراً للمدرسة الإكليريكيّة، مدرسة “روزاريو”، في أثينا، وذلك في عام 1894م. أمّا هو فكان كعادته يبذل كلّ طاقاته وجهوده كي يخدم بالطريقة الأفضل، فكان يعطي نفسه دون حسبان في سبيل الآخرين وخلاص نفوسهم. كان مديراً وأباً في الوقت ذاته ممّا جعل الطلاب يتعلقون به ويرجعون إليه في أمورهم. لقد بلغت مدرسة “روزاريو” أوجّها في أيام القدّيس نكتاريوس. بقي القدّيس مديراً للمدرسة 14 سنة، وإنّ نشاطه خلال هذه المدّة لم ينحصر في المدرسة فقط، بل كان يعِظ في كنائس عديدة في أثينا، كما كان يلجأ إليه العديد من الشبان والشابات للاسترشاد والاعتراف. وأعطى من وقته أيضاً للكتابة، فترك لنا مؤلفات مفيدة جداً. كان القدّيس نكتاريوس مثالاً لمشاركة الآخرين في آلامهم وأفراحهم. فعندما كان مديراً للمدرسة مرض الموظف المسؤول عن مهام التنظيفات، وأوصاه الأطبّاء ألاّ يعمل لفترة شهرين. لكن هذا المسكين كيف سيعيش؟ إذ لم تكن موجودة بعد التأمينات الاجتماعية لمساعدة الموظفين، فكان من الطبيعي أن يعيّنوا شخصاً آخر مكانه. لكن القدّيس قال له: “انتبه أنت إلى صحتك وكلّ الأمور سوف تتدبر”. وهكذا ففي كل صباح، وقبل أن يستيقظ التلاميذ، كان ينهض القدّيس وينظف الساحات والممرات والمراحيض، دون أن يعيّن شخصاً آخر مكان ذاك، وكان يدفع الأجر المعتاد للموظف المريض. وحدث في أحد الأيام أن أتى هذا الموظف إلى المدرسة بدافع الفضول، وإذ به يشاهد القدّيس ماسكاً بالمكنسة ينظف الساحات، فبُهت ووقف متأملاً وقال له: “أأنت يا سيّدنا تنظّف عني؟ لن أقبل هذا أبداً” فقال له القدّيس: “أنت يا ولدي اذهب إلى بيتك وانتبه إلى صحتك ولا تهتم الآن بنظافة المدرسة، لأننا إن عينّا آخر سواك فسوف نخسرك، وهكذا عليّ أن أساعدك في شدّتك هذه، لكن انتبه ألاّ تقول لأحد عمّا شاهدت”. أحبّ القدّيس نكتاريوس حياة الرهبنة كثيراً، فكان يؤمن أنّها العظة الأكبر للناس، وهكذا كان مسعاه أن يؤسّس ديراً ما، وقد تحقّق حلمه، إذ أنّ ثمانية بنات من أولاده الروحيّين أردن الترهّب، فأتى بهنّ إلى دير الثالوث الأقدس، الكائن في جزيرة صغيرة بالقرب من أثينا تدعى “آيينا- AIGINA”. حيث أرسل في البداية ثلاثة منهن، ومن ثمّ رويداً رويداً التحقت الأُخريات بالدير. كان يتردّد عليهن من المدرسة التي يديرها من أثينا كي يرعاهن ويدبّر أمورهن الروحيّة والماديّة. ويروى أنّه عندما أتى القدّيس نكتاريوس إلى “آيينا” للمرة الأولى حدث ما يلي: كان يوجد في الجزيرة شابٌّ يدعى اسبيرو وفيه شيطان، هذا كثيراً ما كان يتنبأ بأمور، أحياناً صحيحة وأحياناً كاذبة. وفي ذلك اليوم الذي أتى به القدّيس إلى الجزيرة، أغلق اسبيرو عينيه وأخذ يصرخ ويقول: “إنّ نكتاريوس آتٍ، هذا سوف يخلّص الجزيرة. القدّيس يأتي، هذا سوف يخلّصنا، فاستعدّوا لاستقباله”. وكان الناس يسمعونه دون أن يفهموا شيئاً، فنادوا الكاهن ميخائيل من الكنيسة، الذي أتى وسمع بنفسه ما يقوله اسبيرو، فاحتار في الأمر وما كان منه إلاّ أن ذهب مباشرةً إلى الميناء، وإذا بسفينة تصل في ذلك الوقت وكان عليها القدّيس نكتاريوس، فاستقبله الأب ميخائيل وقال له: “سيّدنا، هناك شابٌ قريبٌ من ههنا قال إنّك سوف تأتي وهو يتنبأ عنك دون أن نفهم شيئاً” فقال القدّيس: “أين هو هذا الشاب؟” فأخذه إلى الموضع الذي كان فيه اسبيرو، فلمّا رآه القدّيس رسم بعصاه إشارة الصليب على فمه، وإذا بالشاب يقوم ويقبّل يد القدّيس. ومنذ ذلك الحين أصبح صحيحاً ودخل المدرسة وأنهى دروسه ومن ثمّ تزوج وأنجب أولاداً. وهذه الحادثة جعلت أهل الجزيرة جميعاً يحترمون القدّيس. وحدث أيضاً أنّه انحبس المطر وجفّت المياه وعطشت الأرض في الجزيرة، فأتى محافظ الجزيرة مع بعض المسؤولين إلى القدّيس متوسّلين إليه أن يتضرّع إلى الله كي يهطل المطر. فقال لهم القدّيس: “سيتم هذا،لكن ليس الآن، بل في الأحد المقبل، أمّا أنتم فصوموا وكونوا مستعدّين للقدّاس الإلهي والمناولة”. وبالفعل، فقد أتى القدّيس في الأحد المقبل وأقام الذبيحة الإلهية وتضرّع إلى الرب، ومنذ الظهيرة ملأت الغيوم السماء وأخذ المطر بالنزول، واستمرّ مدّة شهرين حتى فاضت الينابيع، فأخذ أهل الجزيرة يتوسّلون إلى القدّيس كي يصلّي إلى الله ليتوقّف المطر، فقال لهم القدّيس: “يا أولادي، إن الله يعرف أكثر منّا ماذا يفعل” وبعد وقت قليل توقّف المطر!… في بداية مجيئه إلى الجزيرة وتأسيس الدير ساعده كثيراً الأب ثيودوسيوس بابا كونسطنطينو رئيس دير رقاد السيدة – في آيينا – حيث كان يساعد الأخوات مادياً وكان يؤمن لهم كاهناً للقيام بالخدمة الإلهيّة، إلى الوقت الذي أتى فيه القدّيس وسكن نهائياً في الدير. استقال القدّيس من عمله في المدرسة لأسباب صحيّة، وأقام في الدير الذي أسّسه حيث أمضى بقية عمره فيه. عاش القدّيس نكتاريوس في الدير راهباً حقيقياً، وكان شديداً ودقيقاً في كلّ الأمور، وديعاً متواضعاً، يشعر مع الآخرين ويتعاطف معهم فلم يسمعه أحدٌ في الدير يصرخ أو يشتم، بل كان يبارك دوماً. كان هو كاهن الدير أيضاً وكان يقوم بجميع الخدمات من الاهتمام بالحقل وجلب المياه إلى الدير…الخ. وكثيراً ما كان يساعد العمال. وإنّ الأب فيلوثيوس زورفاكوس يذكر أنّه ذهب مرة إلى الدير كي يرى القدّيس، وقبل أن يصل إلى البوابة شاهد راهباً يعمل خارج الدير، وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ظهراً في شهر آب، فصرخ إليه قائلاً: “أيّها الأب أريد أن أرى سيّدنا المطران” فقال له الراهب: “ادخل إلى الدير وهناك سوف تراه”، ويقول الأب فيلوثيوس: “لقد دخلت الدير وانتظرت، وإذا بي أرى الراهب الذي كان يعمل في الحقل آتياً. لقد دخل إلى الغرفة وغيّر ملابسه وأتى لعندي. كان هو المطران”. أحبّ القدّيس نكتاريوس كثيراً القدّيس مينا، ولا ننسى أنّه شُرطِن شماسّاً في كنيسة القدّيس مينا في جزيرة “خيوس”, وكان يظهر له القديس مينا بشكل متواصل. ففي مساء أحد الأيام ذهبت الراهبات إلى غرفته لتُعلمه أنّ المائدة جاهزة، لكنها رأته جالساً مع جنديّ، فعادت أدراجها دون أن تقول له شيئا، لأنه كان قد أوصى بألاّ يزعجه أحدٌ عندما يكون جالساً مع شخص ما. إلاّ أنّ الراهبات أرسلْنها من جديد لتعلًمه أنّ المائدة جاهزة، فذهبت ورأت الغريب يغادر الدير فسألت القدّيس: “آه يا سيّدنا من كان هذا الجندي؟” فقال لها: “أشاهدته؟” ووضع يده على فمها مشيراً ألاّ تقول لأحد عمّا رأت. وقال لها: “إنّه القدّيس مينا”. وحدث أنّه عندما باشروا ببناء الدير، كانوا يأخذون المياه من نبعٍ لأحد جيرانهم، ولكن بما أن الماء كان قليلاً امتنع صاحب النبع عن إعطائهم مياه من نبعه. فلجأ القدّيس إلى الصلاة، وكانت النتيجة أن فاض النبع بشكل ملحوظ ممّا جعل صاحب النبع لا يكتفي بإعطاء الدير ماءً منه بل وهب نبعه للدير. وهكذا كان القدّيس باتكاله على الربّ يعبر كلّ الصعوبات التي تواجهه. اهتم القدّيس نكتاريوس بالكتابة أيضاً، فكان يُمضي الليالي ساهراً، مصلّياً مواظباً على المطالعة والكتابة. وترك لنا العديد من المؤلّفات المفيدة جداً، منها: (حول الانشقاق – الخريستولوجية – الإعلان الإلهي في العالم – أهمية المجامع المسكونيّة السبعة – المعرفة الحقّة والمعرفة الكاذبة – الأخلاق المسيحيّة – خلود النفس – الاعتراف – سر الشكر الإلهي – دراسة حول التوبة – كنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة – حول الأسرار الإلهيّة – تاريخ الصوم المحدّد من قبل الكنيسة….الخ) وهناك العديد من كتبه لم تنشر بعد. كان يملك موهبة معرفة المستقبل، فكان يحذر الكثيرين من أمور ستحدث معهم ويساعدهم على خلاص نفوسهم: عندما أنهى الأب فيلوثيوس زورفاكس الخدمة العسكرية أراد الذهاب إلى جبل آثوس كي يترهّب هناك، لكن القدّيس نصحه بأن يذهب إلى دير “لونغوفارذة” في “باروس – PAROS “، إلاّ أنّ! الأب فيلوثيوس أبدى تحفظاً تجاه كلام القدّيس الذي قال له: “إن شئت اذهب إلى الجبل، لكنك في هذا الدير ستنتهي، وفيه ستقضي حياتك”. وبالفعل قرّر الأب الذهاب إلى الجبل مع أحد أصدقائه للترهّب هناك، وعندما وصلا إلى تسالونيك – وكان الأتراك ما زالوا فيها – أراد السجود للقدّيس ديمتريوس في كنيسته، لكن الأتراك قبضوا عليهما وقادوهما إلى المحاكمة، حيث حكم عليهما نائب الباشا بالسجن، فقيّدوهما وساقوهما إلى السجن. وفي طرقهم إليه صادفوا الباشا الذي أطلق سراحهما، فتذكّر آنئذٍ الأب فيلوثيوس قول القدّيس له: “اذهب، لكنك في أحد الأيام سوف تعود” فعاد أدراجه وذهب إلى دير”لونغوفارذة” وأمضى بقية حياته فيه. وحدث أيضاً أنّ ابنة عم إحدى الراهبات حضرت لزيارة الدير لعدة أيام ثمّ عادت إلى بيتها، وبعد فترة تزوّجت. فأخبرت الراهبات القدّيس بأن (فلانة) قد تزوّجت. فقال لهنّ: “هذه سوف تصبح راهبة” فقلن له: ” كيف ستصبح راهبة وها نحن نقول لك إنّها تزوجّت؟” فأجابهن: “ستصبح راهبة، إنّي أراها أمامي لابسة الجبّة” وفعلاً، بعد عدّة سنواتٍ توفي زوجها، فترهّبت وأصبحت رئيسة دير القدّيس مينا في الجزيرة نفسها. عرف الجميع القديس نكتاريوس رجل صلاة. فكان يشفي بصلاته المرضى ويُخرج الشياطين من نفوس الكثيرين. وبالرغم من هذا كلّه فقد واجه صعوبات كثيرة ووشايات كاذبة، هكذا شاء له الله أن تكون حياته جهاداً مستمراً مع شدائد وضيقات. اتّهمه البعض بالكبرياء والفريسيّة، وأن كلّ ما يقوم به ليس إلاّ تكبّراً، وأنّه إنسان كاذب مرائي. كما اتّهمه البعض الآخر باللاأخلاقية حتى توصّل البعض لأن يتّهموه بالزنى وأنّه ينجب أولاداً ويرميهم في البئر. وحدث مرة أن امرأة تدعى ” كيرو” كان لها ابنة في السادسة عشر من عمرها، وهذه الأمّ لم تكن طبيعيّة، وقد حاولت عدة مرات أن تُميت ابنتها. فهربت الابنة المسكينة أخيراً ولجأت إلى الدير، فقبلها القدّيس وحماها. لكن الأم حنقت على تصرّف القدّيس وأخذت تشيع عنه أنّه رجل زانٍ، وذهبت إلى المحكمة في “بيرية – PIREA” (ميناء أثينا) وقالت أنّ نكتاريوس الذي يدّعي نفسه أنّه راهب أخذ ابنتي إلى ديره، مع العلم أنه رجل لا أخلاقي… وأخذت تبكي طالبة أن يعيد لها ابنتها. فأخذ النائب العام جنديّين وتوجّه إلى جزيرة “آيينا” وقصد الدير، وعندما وصله دخل دون استئذان، وتوجّه نحو الشيخ القدّيس الذي بلغ آنذاك من العمر السبعين سنة، قائلاً له: “أيّها الراهب المرائي، أين تضع الأولاد الذين تُنجبهم؟ أهذا ما تفعله هنا؟” ثم أمسك به من جبّته وقال له ساخراً: “سوف أنتف لك لحيتك شعرةً شعرة” أمّا القدّيس فبقي صامتاً ولم يجبه بشيء سوى أنّه رفع عينيه إلى السماء وقال: “الله يرى ويعرف كلّ شيء”. وبعد مضي أسبوع أصابت النائب العام آلام قاسية جدّاً، أمّا يده التي شدّ بها القدّيس فقد أُصيبت بغرغرينا قوية جداً أخذت تتفشّى بسرعة كبيرة في جسمه، ممّا أذهل الأطباء الذين عجزوا عن علاجه ومعرفة سبب ذلك. وبعد شهرين أتت زوجته إلى الدير طالبة مقابلة القدّيس، وعندما دخلت إليه ركعت أمامه متوسلة إليه أن يغفر لزوجها المهدّد بالموت، فأجابها القدّيس: “لم يكن في قلبي أيّ حقد تجاه زوجك لا بل وقد سامحته من اللحظة الأولى، كما أنّي سوف أتضرّع الآن إلى الربّ من أجله”. لكن إرادة الرب كانت أن توفي ذاك الرجل بعد أيام قليلة جزاء عمّا فعله. عاش القدّيس نكتاريوس في ديره مدة /12/ سنة، وفي عام 1920م أُصيب بآلام وأوجاع شديدة فذهب إلى دير للسيدة العذراء- في الجزيرة ذاتها – كي يتضرّع إلى أيقونة والدة الإله من أجله. وقضى ساعات طويلة أمام الأيقونة راكعاً يصلّي، ومن ثمّ عاد إلى ديره، وأثناء عودته قال للراهبة نكتاريّة التي كانت ترافقه: “هذه آخر مرة أبارك فيها الدير، لأنّي أرحل” فسألته الراهبة: “إلى أين ستذهب يا أبي؟” “إلى السماوات” “ونحن ماذا سيحلّ بنا بدونك؟” ” أنتم سوف يأتون كثيرون ليهتمّوا بكم، لا تقلقي”. ومنذ ذلك الوقت أصبحت آلامه قويّة جداً، فنقلته الراهبات إلى المستشفى في أثينا. وهناك سأل الممرض الراهبة: “أراهب هو؟” أجابته: “إنه مطران!” قال لها: “دَعي المزاح الآن، ما اسمه ومن هو؟” أجابته: “إنه مطران المدن الخمس. إنّه نكتاريوس!” فقال منذهلاً: “مطران هو، ولا يحمل ذهباً على صدره! ولا يملك دراهماً!” . فحقاً لم يملك القدّيس نكتاريوس دراهماً البتّة، بل عاش كأحد الفقراء المتواضعين!”. وبقي في المستشفى مدة شهرين تقريباً معانياً الآلام والأوجاع القاسية، ومن ثمّ غادر هذه الدنيا في التاسع من تشرين الثاني عام 1920م بعد أن تناول الأسرار الإلهية. وبينما يلفظ القدّيس أنفاسه الأخيرة ألبسته الراهبات ثياباً جديدة. وعندما ألبسوه القميص، وضعوا قميصه القديم على السرير المجاور، الذي صدف أن كان عليه شخصٌ أعرج، فإذا به يصحّ ويقوم ماشياً ممجّداً الله. أمّا الغرفة فقد امتلأت برائحة زكيّة فاضت من جسد القدّيس. وفي اليوم التالي نقلوه إلى ديره في “آيينا” حيث رافقه جمع غفير من الكهنة والناس، واستقبله أهل الجزيرة بالبكاء بينما كانت الأجراس تدق، ووضعوه في كنيسة الدير. وعند المساء أُقيمت صلاة الجناز، وأثناءها عرق كتف القدّيس وكثيرون أخذوا من عرقه بواسطة مناديلهم بركة منه. ثمّ دفنوه في قبره في الدير. أما قصة هذا القبر فهي كالتالية: قبل أن يذهب القدّيس إلى دير الثالوث الأقدس كانت تقيم فيه راهبة بسيطة. أرادت هذه الراهبة في إحدى المرات أن تزرع شجرة حور، فأخذت الشتلة وذهبت إلى المكان الذي تريد زرعها فيه، فسمعت صوتاً يقول لها: “لا تزرعيها هنا، ابتعدي قليلاً اتركي مكاناً لقبرٍ في هذا المكان” فلم تردّ على الصوت. فعادت وسمعت الصوت ثانيةً، إلاّ أنها لم تصغ أيضاً. عندئذٍ شعرت بيد خفيّة تدفعها إلى الوراء…وهكذا زرعتها في المكان الذي حدّده لها الصوت، وهذا كان قبر القدّيس. الراهبات كنّ قد وضعن القدّيس في قبر آخر، إذ لم يكن قد أُعدّ قبره بعد. وبعد خمسة أشهر إذ أردن نقله إلى قبره المعدّ له فكّرت الرئيسة قائلة في نفسها، كيف سيفتحن القبر إذ لا بدّ وأن جسده قد أنتن. ففي تلك الليلة ظهر القدّيس لإحدى الراهبات وقال لها: “كيف حالك؟ فأجابت الراهبة: “حسنةٌ بصلواتك” “اقتربي منّي كي أباركك” وباركها كعادته، ثمّ قال لها: “هل تخرج منّي رائحة؟” ” لا !” “هل أنت متأكدة أنّه لا تخرج مني رائحة كريهة؟” “نعم يا أبتِ، من يقول عنك أنك لست نظيفاً؟” “الرئيسة، هي تقول هكذا، انظري إليّ حسناً، ألستُ كاملاً؟” “نعم يا أبتِ”. وبالفعل عندما أخرجوه لم يكن جسده قد اعتراه أيّ فسادٍ بل كان يشحّ برائحة زكيّة. فأزالت الراهبات عنه التراب ووضعنه في قبره. وقد أتى رئيس أساقفة أثينا وتحقّق من الأمر وأعلن أنّ هذا دليل قداسة الأب نكتاريوس. ومن ثمّ أعلنته البطريركية قدّيساً بشكل رسميّ عام 1961م. وأُقيم زياح ٌ كبيرٌ في “آيينا” حضره جمع من المؤمنين، الذين طافوا شوارع المدينة احتفالاً وطلباً لشفاعة القدّيس. وفي عام 1963م وضعوا بقاياه في آنية فضيّة ووضعوها في كنيسة الدير كي يسجد لها المؤمنون ويتباركون منها. لقد صنع القدّيس نكتاريوس آلاف العجائب بعد رقاده وحتى الآن، وبدون توقّف وبلا حدود، فلم يعجز أمامه مرضٌ أو شدّةٌ من الذين طلبوا منه بإيمان: إنّ السيد ديمتريوس باناغوبوس – من أثينا – كان رجلاً متزوجاً من /16/ سنة ولم ينجب أولاداً. وإذ سمع بعجائب القدّيس أخذ يصلي ويطلب إليه أن يرحمه. فظهر له القدّيس وقال له: “زوجتك ستحبل وتلد ابناً” وأثناء الولادة قال الطبيب أنّه لا يوجد أمل فالولد سيموت حتماً. أمّا حياة الأم فهي 80 % مهدّدة بالخطر. عندئذٍ ذهب ديمتريوس إلى الكنيسة فوجدها مغلقة، فصلّى من الخارج وقبّل الباب، وعاد مؤمناً بأن القدّيس لن يتركه.وفعلاً أنجبت الأم الولد وسمّوه نكتاريوس وعمّدوه في دير القدّيس في آيينا. عندما كان القدّيس في آيينا، كان يوجد فيها حارس غير مؤمن ولا مبالٍ. وكان القدّيس يعظه دوماً محاولاً تشجيعه على التوبة والاعتراف والمناولة، إلاّ أن الحارس تجاوزه وأكمل طريقه إلى القهوة، وهناك أثناء الحديث قال للجالسين معه: “التقيت الآن الرئيس، وقد دُهشتُ كيف أنّه ما زال حيّاً حتى هذه الأيام” فسألوه: “أيّ رئيس؟” فقال: “نكتاريوس، رئيس دير الثالوث الأقدس” فقالوا: “ماذا تقول؟ لقد توفّي منذ ثلاث سنوات!” فتعجّب الحارس وأخذ يقصّ عليهم كيف كلّمه. وعلم أنّ القدّيس قد ظهر له من أجل خلاصه، فذهب إلى الدير وتضرّع إلى الرب و إلى القدّيس كي تُرحم نفسه. في عام 1952م كان الطفل هرقل مفاكيس وعمره /6/ سنوات يعرُج، وبعد الفحوصات في المشفى تأكّد الطبيب من وجود سرطان قويّ جداً في رجله، وبأنّ ساعات حياته أصبحت معدودة. لكن إحدى قريبات هرقل طلبت من الطبيب أن يكتب له وصفة طبيّة كي تتعزّى أمّه قليلاً، وأخذت الوصفة. ولكن عوضاً أن تذهب إلى الصيدلية لشرائها ذهبت إلى بيت أحد معارفها كي تجلب من عندهم أيقونة القدّيس نكتاريوس. وأثناءها صرخ الولد لأهله: “لا تبكوا، فأنا سوف أُشفى” “كيف تعرف هذا؟!” “لقد قال لي القدّيس نكتاريوس إنّي سوف أشفى” “متى؟ كيف؟!” “لقد أتى وظهر لي بلحيته البيضاء الكبيرة ودغدغ وجهي قائلاً: “قل لجدّتك ووالدتك بألاّ يبكين، فأنا سوف أجعلك معافى” وقبل أن تصل عمّته إلى الباب قال لهم ثانية: “عمّتي قد جلبت لي معها القدّيس نكتاريوس” “كيف تعرف هذا يا بنيّ؟!” “لقد قال لي القدّيس ذلك”. وبالفعل دخلت عمّته ومعها أيقونة القدّيس نكتاريوس، ورسمت بالأيقونة شكل صليب على الصبي ووضعتها على صدره، فإذا به يقوم ويمشي معافى! وعندما حضر الطبيب ليتفقّد حالة الصبي، سألهم عنه ظانّاً أنّه قد مات. فأجابه الصبيّ: “أنا هنا، لقد تعافيت”. وقام الطبيب بفحوصاته وانذهل من الأمر إذ لم يعد يشكو الصبي من أيّ شيء. فتعجّب الجميع ومجّدوا الله وشكروا القدّيس. عُرف القدّيس نكتاريوس العجائبي لكثرة ما قام به من معجزات في حياته وبعد رقاده، فقد أعطاه الربّ هذه الموهبة والقوّة على الشفاء. لقد ظلّلت النعمة الإلهيّة حياة القداسة والطهارة التي عاشها من جهادٍ، واحتمال للشدائد والصبر عليها، وطول الأناة، والسهر، والصلوات، وبذل الذات من أجل الآخرين. وها إنّ بقاياهُ ما زالت محفوظة في دير الثالوث الأقدس في آيينا تعزيةً وبركةً لنا. طروبارية باللحن الأول هَلُمْوا أيُّها المُؤمِنُونَ نُكَرِمُ نِكتارِيوس المَولودَ في سيليفريا ورايةَ آيينا, مَنْ ظَهَرَ في الأزْمِنَةِ الأخيرَةْ, ومٌحٍبَّ الفَضِيلَةِ الأصيل. بِما أنَّهُ خَادِمُ المَسيحِ الإلهِي, إذْ يَنْبِعُ الأشْفِيةَ في كُلْ الأحْوال لِلصارِخِينَ إلِيهِ بِإيمانٍ: المَجْدُ لِلمَسِيحِ مَنْ مَجْدِكَ، المَجْدُ لِمَنْ جَعَلَكَ عَجَائِبياً, المَجْدُ لِلفاعِلِ بِكَ الأشْفِيَةَ لِلجَمِيعِ. قنداق باللحن الثامن بالتسابيح، وبفرح قلب, لنمدح نجم استقامة الرأي الجديد وحصن الكنيسة المشاد حديثاً, إذ قد تمجد بقدرة الروح, فهو يسكب مواهب الأشفية بغزارة على الذين يصرخون: أفرح أيها الأب نكتاريوس. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 5 / تشرين الثاني من كل عام وقد سمح الله أن يصل جزء من رفات القديس نكتاريوس العجائبي إلى سوريا وبالتحديد إلى مطرانية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس في عهد صاحب السيادة المطران يوحنا منصور ( متروبوليت اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس ) لتوضع في كنيسة البشارة في بانياس يوم الجمعة 9 / تشرين الثاني / 2007 في يوم عيد القديس نكتاريوس وهي بركة حملها صاحب السيادة المطران فينيدكتوس متروبوليت فيلادلفيا وسائر الأردن للروم الأرثوذكس من العاصمة الأردنية عمان إلى سوريا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قديسون أوليمباس وثيوكتيريكتوس وروديون | الولادة: – الوفاة: 56 القدّيسين أولمباس وروديون واراستس وسوسيباتروس وترتيوس وكوارتس وهم من الرسل السبعين فأما أولمباس وروديون فقد ذكرهما الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية (16) وقال عن الثاني أنه نسيبه (11:16). هذان تبعا الرسول بولس إلى روما واستشهدا بقطع الهامة حوالي العام 56 للميلاد. وأما اراستس (رومية 23:16) فقال عنه الرسول بولس أنه كان “خازن المدينة”، ربما مدينة كورنثوس التي كتب منها الرسول رسالته إلى أهل رومية، أو مدينة أورشليم كما تفيد مصادر أخرى. وهو صار، فيما بعد، أسقفاً على بانياس، ولعلها الفلسطينية التي هي قيصرية فيليبس. وأما سوسيباتروس فهو إياه الذي ذكره الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية (21:16) ودعاه نسيبه هو أيضاً. وقد جعل أسقفاً على أيقونية ورقد بسلام في الرب. أما ترتيوس فتبعه أسقفاً على المدينة عينها ورقد بسلام. ولعله إياه المذكور في الرسالة إلى أهل رومية (22:16) والمعتبر كاتب الرسالة. وأما كوارتس فتيّن أول أسقف على بيروت. وقد قيل أنه قاسى بلايا كثيرة لأجل العبادة الحسنة وتمكّن من هداية وثنيين كثيرين إلى الرب، ثم انتقل بسلام. طروبارية للرسل القديسين باللحن الثالث وللقديس أريستس باللحن الرابع أيها الرسل القديسون، تشفعوا إلى الإله الرحيم، أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا. قنداق باللحن الرابع لقد ظهر اليوم عيد الرسل الموقَّر، مانحاً علانيةً غفران الزلات لجميع المقيمين تذكارهم. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 10 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس الشهيد ميناس المصري | الولادة: – الوفاة: 296 ولد القدّيس ميناس المصري في أواسط القرن الثالث للميلاد، واستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (296-304 م). شغف بالعسكرية منذ حداثته، فلما اشتد عوده انخرط فيها. وقد كان قوي البنية، مغواراً، رجل انضباط. عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيماً زاهداً. وفي ذلك الزمان جمع القائد الروماني فرميليانوس فرقاً شتى من العسكر تمهيداً لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زوّدها بتوجيهات من ضمنها أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام القيصر. وكان ميناس نازلاً، يومذاك، فرقة في فيرجيا، في آسيا الصغرى. فما أن طرقت أذنيه أوامر القيادة العسكرية العليا حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع سيره وألقاه أرضاً وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر مسكنة الضواري خيراً من مساكنة عبدة الأوثان وهؤلاء أكثر بهيمية من أولئك. أقام ميناس في الجبال ردحاً من الزمان ناسكاً عابداً. وقد ساعدته تنشئته العسكرية على ضبط أمياله ومحاربة أهوائه إلى أن بات قوياً في الروح، ثابتاً، راسخاً مستعداً للمهمات الصعبة. ساعتئذ جاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد. فقام ونزل على المدينة، قيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف: “ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حسّ فيها!”. فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة. وحالما استعادوا رشدهم انقضّوا عليه وأشبعوه ضرباً ولكماً، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة يسلي فيها الجوع بتعاذيب شاهد آخر للمسيح. عمد الحاكم، بادئ ذي بدء، إلى الاستعلام: “من هذا الوقح وما مكانته؟!” فأجاب ميناس بكل جرأة وقال: “أنا من مصر واسمي ميناس. كنت ضابطاً في الجيش. ولكن لما رأيت عبادتكم للأصنام رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحي الحقيقي وحده…”. فأمسك الحاكم نفسه بعضاً وحاول، بالتهديد والوعيد، ثم بالاستمالة والوعود، أن يزحزحه عن موقفه فأخفق. إذ ذاك أسلمه للمعذّبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة. ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره. ولكن، تمكّن مؤمنون من استخراج بعض عظامه. وقد جرى نقلها، فيما بعد، إلى الاسكندرية. وفي التراث أن ظهورات القدّيس ميناس وعجائبه لا تعد ولا تحصى، وقد عرفه المؤمنون معيناً لهم في الشدائد والضيقات ومؤدباً للكفرة والمنافقين. والصورة التي اعتاد الناس رؤيته عليها هي صورة فارس على جواد. طروبارية باللحن الرابع شهيدك يا رب بجهاده، نال منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنه أحرز قوَّتكَ فحطم المغتصبين، وسحق بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. قنداق باللحن الثامن اليوم الكنيسة تكرم الجهادات الإلهية، جهادات ميناس اللابس الجهاد، بما أنه شهيد للعبادة الحسنة، ومجاهد متأله العزم، وتصرخ بشوقٍ ممجدةً المحبَّ البشر. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 11 / تشرين الثاني من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نيلس السينائي البار | الولادة: – الوفاة: 450 ولد القديس نيلس في مدينة أنقرة في غلاطية وقد كان تلميذاً للقديس يوحنا الذهبي الفم لما كان واعظاً في أنطاكية. عائلته مرموقة وثرية. وقد منّ عليه الله بمواهب طبيعية جمة مما أتاح له أن يتبوأ مركز المفتش العام لمدينة القسطنطينية أيام الإمبراطور ثيودوسيوس (379 -395م). ولم يطل به المقام حتى أدرك خواء الحياة في العالم لاسيما بعدما وضعه منصبه وجهاً لوجه أمام صور لا يألفها العامة من حياة الإثم والرذيلة في العاصمة، فاتفق وزوجته على الخروج من العالم والانصراف إلى الحياة الرهبانية. وقد كان له ولدان، صبي وبنت، فأما البنت فأخذتها أمها وانضمت إلى أحد الأديرة المصرية وأما الصبي الذي كان يدعى ثيوذولوس فرافق أباه إلى بريّة سيناء. كانت حياة نيلس في سيناء قاسية جداً. فقد حفر بيديه وبالتعاون مع ابنه مغارة استقرا فيها واكتفيا من الطعام بالأعشاب البرية المرّة دون الخبز. كل وقتهما اعتادا قضاءه في الصلاة ودراسة الكتب المقدسة والتأمل والعمل. ومع أن نيلس كان قد خرج من العالم إلا أنه بقي على اتصال بعدد كبير من المؤمنين ممن كانوا يسألونه الصلاة ويوجهّون إليه الأسئلة في أصول الحياة الروحية. وكان هو يجيب بأعداد كبيرة من الرسائل حتى لتنسب إليه ألف رسالة وجّهها إلى أساقفة وكهنة ونساّك وأمراء وحكّام وعاميين. ويبدو أنه أجاد أكثر ما أجاد في كشف حيل الأبالسة وتعزية المضنوكين واستنهاض ذوي الهمم الخائرة في الطريق إلى الله. وكان إلى ذلك يخوض في ما غمض من أقوال الكتاب المقدس ويعرض للإيمان الأرثوذكسي داحضاً الآريوسية وسواها من الهرطقات التي كانت شائعة في ذلك الزمان. ولما كتب إليه الإمبراطور البيزنطي طالباً بركته وأن يصلّي من أجله لم يتورّع عن اتهامه بالظلم للمعاملة السيئة التي عامل بها القديس يوحنا الذهبي الفم. وكانت للقديس نيلس أيضاً كتابات نسكية قيمة أبانت سعة معرفته الروحية وعمقها. وشاء الرب الإله أن يفتقده بابنه فوقع في أسر قبائل عربية أغارت على المكان. وقد كان عبء الحادث ثقيلاً جداً عليه حتى لم تعرف نفسه طعم الراحة لاسيما بعدما ورد خبر أن الغزاة مزمعون على تقديمه ذبيحة للإلهة فينوس. لكن الله لم يشأ لعبده أن يتثقّل أكثر من ذلك فجاءه من أخبره أن ثيوذولوس قد بيع عبداً. فخرج نيلس يبحث عن ابنه إلى أن وجده في بلدة اسمها ألوز كان أسقفها قد ابتاع ثيوذولوس وأخذ في إعداده لخدمة الكنيسة. فلما حضر قديسنا لدى الأسقف فرح هذا الأخير به وحاول إقناعه بالبقاء في البلدة واقتبال الكهنوت. لكن نيلس وثيوذولوس كانا مشدودين إلى برية سيناء، فرضخ الأسقف للأمر الواقع وتركهما يعودان إلى هناك بعدما وضع يده عليهما وصيّرهما كاهنين. وقضى نيلس بقية أيامه في سيناء إلى أن رقد في الرب عام 450 للميلاد عن عمر ناهز الثمانين، وكان، وقد أمضى ستين عاما ً في النسك. ولعله من المفيد لنا أن نطلع على بعض ما علّمه القديس نيلس، لاسيما في موضوع حياة الصلاة. فمن أقواله: “إن الأهواء الجسدية أساسها في الرغبات الجسدية، وللجمها لا بد من الإمساك، أما الأهواء الروحية فأساسها في الرغبات الروحية وضد هذه لا بد من الصلاة”. وفي الدموع قال: “قبل كل شيء صلِّ لتعطى الدموع فيرقق البكاء القساوة التي في نفسك وتعترف بخطاياك أمام الرب. إذ ذاك تنال منه غفران الزلات”. وقال في الصلاة: “إذا كنت ترغب في الصلاة الحق فتنحلّ عن الكل لترث الكل”. وتساءل: “لماذا ترغب الأبالسة في أن تحرّك فينا الشراهة والزنى والجشع والغضب والحقد وسائر الأهواء؟” فأجاب: “لكي ينوء الذهن تحت ثقلها جميعاً فيعجز عن الصلاة كما ينبغي. كل الحرب بيننا وبين الأرواح النجسة تستهدف الصلاة الروحية. فالصلاة الروحية هي أكثر ما يؤذي الشياطين فلا يطيقونها، أما لنا فهي خلاصية وموافقة”. وقال أيضاً: “إذا كنت لاهوتياً صلّيت صلاة حقيقية وإذا صلّيت صلاة حقيقية كنت لاهوتياً”. وعن الراهب قال: “الراهب هو ذاك الذي يترك الناس ليتحد بهم جميعاً. هو ذاك الذي يرى نفسه في كل إنسان”. وعن حاجات الجسد والاتكال على الله: “توكّل على الله في حاجات الجسد، إذ ذاك يتضح أنك توكّلت عليه في حاجاتك الروحية أيضاً”. وعن أصول الصلاة قال: “تستدعي الصلاة أن يكون الذهن خالياً من كل فكر ولا يقبل ما ليس من الصلاة حتى ولو كان في ذاته فكراً صالحاً.فعلى الذهن أن يترك كل شيء في الصلاة ليناجي الله وحده”. يذكر أن بعض المصادر يميّز بين القديس نيلس الذي من أنقرة في غلاطية والقديس نيلس السنائي. ففيما يظن أن الأول كان تلميذاً للقديس يوحنا الذهبي الفم ثم عاد إلى موطنه أنقرة وأسس ديراً قريباً من هناك، وإليه تعود الكتابات الكنسية والرسائل الكثيرة إلى المؤمنين من مختلف المشارب، يظن أن نيلس الآخر عاش في الفترة عينها في برية سيناء وهو الذي كان متزوجاً ثم ترهب مع ابنه الذي خطفه البدو، فتبعه بحثاً عنه إلى أن تمكّن من استرداده بالقرب من بئر السبع الفلسطينية. طروبارية باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار نيُلس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا قنداق باللحن الثامن إن وثبات أهواء الجسد الشائكة، قد استأصلتَها بابتهالكَ في الأٍسرار يا نيُلس المغبوط فبما أن لكَ دالَّة عند الرب، أعتقني من الشدائد المتنوعة، لكي أهتف نحوك: السلام عليك يا أبا العالم كلهِ. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 12 / تشرين الثاني من كل عام كما تعيد في هذا اليوم بعيد القديس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة قسطنطينية | الولادة: 345 الوفاة: 407 إن من يطالع بالتفصيل الخدمة الإلهية التي خصت بها الكنيسة المقدّسة هذا الكوكب الساطع فيها، واعظ أنطاكية والمسكونة ورئيس أساقفة القسطنطينية، يلاحظ أنها لم تترك صفة من صفات القداسة والرعاية الصالحة والواعظ المثالي إلا أسبغتها عليه. فهو الذي “صان عقله نقياً من الهواء” و”صار مماثلاً لله” بعدما امتحن “بالتجارب كالذهب في النار”. وهو “الآلة الملهمة من الله” و”العقل السماوي” و”عمق الحكمة” و”الكارز بالتوبة” و”نموذج المؤمنين” “والملاك الأرضي والإنسان السماوي”. وهو كذلك “خزانة أسرار الكتب” و”اللسان الذي بمحبة بشرية رسم لنا طرق التوبة المتنوعة”. وهو أيضاً “أبو الأيتام والعون الكلي الحماسة للمظلومين ومعطي البائسين ومطعم الجياع وإصلاح الخطأة وطبيب النفوس الكلي المهارة”. نشأته وتتلمذه: أبصر قدّيسنا النور في مدينة أنطاكية العظمى في تاريخ لا نعرفه بالتحديد، يتراوح بين العامين 344 و354 للميلاد ولعله 347. كان أبواه من عليّة القوم. والده سكوندوس كان قائداً للجيش الشرقي في الإمبراطورية وكان وثنياً، وقد رقد بعد ولادة يوحنا بقليل. والدته أنتوزا هي التي حضنته وربّته للمسيح. كانت، في تقدير المؤرخين، زينة الأمهات المسيحيات الأنطاكيات، وفي مصاف الكبيرات كنونا أم القدّيس غريغوريوس اللاهوتي ومونيكا أم أوغسطينوس المغبوط. حتى الفيلسوف الوثني ليبانيوس اعترف بقدرها وعظمة الأمهات المسيحيات مثيلاتها. ترملت وهي في سن العشرين، وأبت أن تتزوج من جديد مؤثرة الانصراف إلى حياة الفضيلة ومكتفية بتربية ابنها. وإلى جانب يوحنا يبدو أنه كانت لأنتوزا ابنة تكبر الصبي ببضع سنوات. تتلمذ يوحنا في أنطاكية، وهو في الرابعة عشرة من عمره، للفيلسوف الأفلاطوني الجديد ليبانيوس، إلى سن الثامنة عشرة. أخذ عنه فنون الخطابة والآداب الإغريقية. ويبدو أن معلمه كان معجباً به لدرجة أنه قبل وفاته بقليل، سئل بمن يوصي معلماً بعد موته فأجاب: “بيوحنا لو لم يكن المسيحيون قد سرقوه مني!”. معموديته ورهبنته: اقتبل يوحنا المعمودية في سن متقدمة قد تكون الثامنة عشرة أو الثالثة والعشرين. ولم يكن سبب ذلك والدته ولا لأنه كان غير مؤمن بل لأن النظرة إلى المعمودية اختلفت يومها عما هي عندنا. والحق أن ممارسة المعمودية في سن الرشد كانت أكثر شيوعاً من معمودية الأطفال. السبب كان التوقير الشديد الذي أحاط به المؤمنون السر من حيث هو سر إعادة الولادة. وثمّ اعتقاد شعبي شاع يومها أن المعمودية المبكرة يمكن أن تكون سبباً في خسران صاحبها النعمة في الكبر. وهذا ما يفسّر أن كثيرين كانوا يرجئون معموديتهم إلى وقت متأخر من حياتهم، وبعضهم، كقسطنطين الكبير، لم يعتمد إلا على فراش الموت. على أن يوحنا نفسه انتقد، فيما بعد، عادة المعمودية المتأخرة هذه وحث على معمودية الأطفال. ويفيد بالاديوس، صديق الذهبي الفم، عن يوحنا أنه بعد معموديته “لم يعرف القسم ولا افترى على أحد ولا تكلم زوراً ولا لعن ولا حتى سمح لنفسه بالمزاح”. معمّده كان ملاتيوس الأنطاكي القدّيس، أسقف أنطاكية العظمى، الذي رأى فيه نجماً ساطعاً للكنيسة فاتخذه قندلفتاً ثم قارئاً بضع سنوات. أما يوحنا فكانت رغبة قلبه أن يترهّب، لاسيما بعدما التقى ديودوروس الراهب وتأثّر به. ولكن، حالت أنتوزا من ناحيتها والقدّيس ملاتيوس من ناحيته دون تحقيق يوحنا رغبة قلبه، ولو مؤقتاً، فأقام راهباً في بيته إلى أن توفيت والدته. أما العلم الدنيوي الذي كان قد تعاطاه بلهفة ونهم كما لو كان أرقى ما تتشوّف إليه النفس فقد تخلّى عنه وتحوّل ضده متبعاً قول الرسول بولس القائل: “ما كان لي من ربح اعتبرته خسارة من أجل المسيح.. وأني أعتبر كل شيء نفاية لكي أربح المسيح ويكون لي فيه مقام” (فيليبي 8:3-9). نظرة القدّيس يوحنا إلى الإقبال بشغف على مثل هذا العلم أضحت أنه كالإقبال على الفجور حتى أنه تحدث عما أسماه “فجور التعلم”. وحوّل يوحنا بيته إلى دير. انقطع عن العالم والعالميات وصار ناسكاً صارماً، لا يأكل إلا قليلاً. يستغرق في الأسهار والصلوات وحفظ الصمت. كان حريصاً على قمع شهوة البطن والغضب. ويبدو أنه اقتنى الصلاة النقيّة وهدوء الذهن ووداعة لا تتزعزع. معارفه اعتبروه انطوائياً كئيباً. فقط اثنان من التلامذة أقرانه شاركاه نزعته النسكية: مكسيموس، أسقف سلفكيا العتيد وثيودوروس مصيصة، بالإضافة إلى باسيليوس الذي صار، فيما بعد أسقف رفانية القريبة من أنطاكية. وهذا كان صنو نفسه. أربع سنوات راهباً: وبعدما توفيت أنتوزا، والدة يوحنا، انصرف إلى الجبال، جنوبي أنطاكية، حيث أمضى ست سنوات، راهباً ثم ناسكاً، في عهدة شيخ اسمه هزيخيوس. وقد وصف هو طريقة عيش الرهبان هناك، فقال أنهم يسكنون في قلالي أو أكواخ ويسلكون بحسب قانون مشترك، ولهم شيخهم، وأن ثيابهم خشنة من شعر الإبل أو الماعز يلبسونها فوق أقمصتهم الكتانية، وأنهم ينهضون صباحاً قبل الفجر. ويبدأون يومهم بالتسابيح والصلوات المشتركة، ثم يتفرقون كل إلى عمله، بعضهم ليقرأ وبعضهم ليكتب وبعضهم ليعمل عملاً يدوياً يساعد به الفقراء أربع ساعات في اليوم كانت للصلاة والترتيل. كان طعامهم الخبز والماء إلا في حالات المرض وكانوا ينامون على بسط من القش. كل شيء كان بينهم مشتركاً، وعبارات كهذه: “هذه لي وهذا لك” لم يكن لها موضع في حياتهم ومتى رقد أحدهم في الرب فلا نحيب عليه بل شكر لله. كان الأخوة يحملونه إلى القبر وهم يرتلون ويسبحون لأنه لم يمت بل كمّل طريقه وأهّل لمعاينة وجه السيد. كيف لا والحياة بالنسبة إليهم هي المسيح والموت ربح؟! ومرت أربع سنوات على يوحنا في الحياة الرهبانية المشتركة توحّد بعدها في احدى المغاور. هناك تسنّى له أن يخوض غمار حرب ضروس لروحنة جسده. الشهادات التاريخية تفيد انه لم يكن يستلقي أبداَ.وكان متى شاء أن يرياح قليلاَ يعلّق نفسه من الكتفين بحبل ثبّته في سقف المغارة. وقته كان يقضيه في الصلاة و التأمل في الكتاب المقدس.وقد كان مفرطاَ في نسكه لدرجة أنه بثأثير البرد والأصوام والأسهار أصيب في كليتيه ومعدته واضطر إلى مغادرة مغارته و النزول إلى انطاكية للعلاج, على أمل العودة إلى نسكه بعد حين.لكنه بتدبير من الله بقي في المدينة, لأن العطل في صحته كان دائماَ. شماساً فكاهناً واعظاً: سامه البطريرك ملاتيوس شماساً في العام 380 أو 381 للميلاد. فتسنى له على امتداد خمس سنوات قضاها في الشموسية أن يطلع بصورة عملية تفصيلية على حاجات الناس، كما خاض في خدمة الفقراء والمرضى. وفي العام 386 م وضع فلافيانوس، أسقف أنطاكية الجديد، يده على يوحنا وجعله كاهناً. يومها ألقى الذهبي الفم أولى مواعظه في حضور الأسقف. وكان هذا حدثاً فريداً لأنه لم يكن شائعاً في الكنيسة أن يتعاطى الكهنة الوعظ، فالواعظ كان الأسقف. وتجلى يوحنا، تجلّى كواعظ، كأهم وأبلغ وأخصب واعظ عرفته الكنيسة الجامعة المقدّسة على مدى الأيام. وفي أنطاكية، بصورة خاصة، أغنى القدّيس يوحنا المسكونة بمواعظه على امتداد اثني عشر عاماً. ولكن، أي مدينة كانت أنطاكية؟ كلمة عنها تنفعنا. أنطاكية؟ أنطاكية هي إحدى المدن الأربع العظمى في الإمبراطورية الرومانية غير روما والقسطنطينية والإسكندرية. فيها التحم الفن بالطبيعة فجعلاها مقاماً ولا أبدع رغم كونها عرضة للفيضانات والزلازل. سخي عليها نهر العاصي بمياه نقيّة دفاقة ومنّت عليها الطبيعة ببحيرة واسعة. أحاطت بها التلال من كل صوب وامتدت سهولها غنيّة خصبة. كانت لها تجارة البحر، وقامت فيها أبنية جلل، هذه آسيوية الطراز وتلك إغريقية ورومانية. والحدائق غنّاء والحمامات فخمة تنتشر في كل مكان. الشوارع تزدان بالأعمدة. ومن الشرق إلى الغرب شارع طوله أربعة أميال أعمدته ضخمة من هنا ومن هنا، من الصوّان الأحمر. ثم التماثيل والقناديل كانت من الكثرة بحيث جعلت ليل المدينة نهاراً. هنا أيضاً في ضاحية أنطاكية على نهر العاصي كانت غيضة دفني، وكانت غابة الغار والأس والسرو والشجيرات العطرة. وكثرت في أنطاكية المدارس الجيدة والكنائس. الكنيسة التي اعتاد الذهبي الفم أن يعظ فيها كانت أعظمهن. أما السكان فكانوا من السوريين والإغريق واليهود والرومانيين. العنصر الآسيوي غلب، والسكان ناهزوا المئتي الألف عدداً، نصفهم من المسيحيين. الوثنية كانت بعد قوية ورموزها تملأ المكان وتطغى على النفوس. وفي عظات الذهبي الفم صورة عن أحوال أهل أنطاكية وخصالهم وواقع الكنيسة فيهم. أبرز العيوب والرذائل كانت البخل والترف والفجور والتعلق الشديد بالمسرح والمباريات. كان القدّيس يشكو من أن الفساد بلغ في أيامه حداً أنه “لو أراد إنسان غريب أن يقارن بين أحكام الإنجيل وما يمارسه المجتمع لانتهى إلى أن الناس ليسوا هنا تلامذة المسيح بل أعداؤه”. كيف لا وإتباع الموضة كان القاعدة، والمتعة ما يسعى الناس إليه. يكرمون فنون الترف فيما الفضائل والرصانة موضع استهزاء، وكذا خفر النسوة والوقار. قسم كبير من دخل المدينة كان يذهب لتمويل المباريات العامة والمسارح. هذه كانت شهوة أنطاكية ومجدها. بلى، كانت المدينة فردوساً مزدهراً، ولكن، فردوساً للخطيئة والفساد والانحلال أولاً. وكانت الكنيسة في أنطاكية، يومها، قد خرجت حديثاً من صراعات وانقسامات دامت أكثر من ستين سنة. الهرطقات، ولاسيما الآريوسية، كانت ما تزال بعد تلوث الأجواء وإن همد أكثرها. الواعظ: هذه هي المدينة التي ألقى فيها الذهبي الفم أهم عظاته مصلحاً ومؤدباً، مشدداً ومعزياً. ميزته الأولى أنه ركّز على كيفية السلوك بحسب الإنجيل في الحياة اليومية: كيف نترجم الإنجيل إلى واقع شخصي واجتماعي في مدينة صاخبة مضروبة بالشهوات والفساد وتعاني من التفاوت بين طبقات الناس كأنطاكية. وهو إلى جانب كونه سيداً في الفصاحة والبلاغة وله معرفة بالكتاب المقدس لا تدانى، كان سيداً في نقل الإنجيل إلى الناس بلغة يفهمونها. كلماته كانت تتدفق كمياه النهر تدفقاً، تلج القلوب عميقاً وترفع النفوس عالياً وتحرك في الأفئدة حب الفضيلة. كان يسبر غور الأسرار الإلهية ويفسّر الإيمان ويربط الكل بحياة الفضيلة، إحساناً وبراً واتضاعاً وتوبة ونخس قلب وثقة بالله ورحمته التي لا تحد. تسمية “الذهبي الفم” أطلقها عليه المتأخرون في القرن السادس للميلاد. كان يجتذب المدينة بأسرها إلى عظاته. وكان الحماس يدب في النفوس إلى درجة أنهم كثيراً ما كانوا، عن وعي أو عن غير وعي، يستسلمون لعواصف من التصفيق. حتى عندما كان يأبى عليهم ذلك يصفقون. كان يعظ كل يوم أحد وفي الصوم الكبير وخلال الأسبوع مرتين أو أكثر، وأحياناً خمس مرات متتالية. وما كان ليأسر القلوب بمواهبه الخطابية وحسب بل، أولاً، بسيرة لا عيب فيها وقلب كبير وجرأة لا تخبو وعزم لا يلين. ولكن، غريباً كان أمر أهل أنطاكية يومها! كان يعزّ عليهم أن يفوّتوا واحدة من عظاته ويتهللون. يقرّعهم ويقسو بشأن تعلقهم بالمسارح والمباريات وسباق العربات فيسكرون بكلماته ويصفقون. وما أن تنتهي العظة حتى يهرول الكثيرون منهم إلى المسارح والمدارج كأنما الكلام لا يعنيهم. ملامحه وخصاله: ولعل المرء يظن أن الذهبي الفم كان عملاقاً في القامة، جهوري الصوت، ذا مظهر مهيب، وما كان كذلك. كان قصير القامة، أصلع الرأس، نحيلاً، غائر الخدّين والعينين، عريض الجبين، أجعده، رمادي اللحية. صوته كان عذباً لكنه ضئيل. لذلك كثيراً ما كان يدعو الناس إلى أخذ الأماكن الأمامية القريبة من المنبر. حركاته كانت تنقصها الرشاقة وكان يقول عن نفسه أنه “عنكبوتي”. كما كانت له هزالة الناسك وخفة مشيته. كان يكره الضجيج وخشخشة السلاح وتجميل الوجوه عند النساء والابتسامات المتكلفة عند الكهنة. أما صوته، ذاك الصوت الرفيع، فكان ينفجر رعداً أحياناً. الوعظ أيضا وأيضاً: الوعظ بالنسبة للقديس يوحنا كان حاجة لذلك كان يتحدث عن “الجوع إلى الوعظ”، وأنه لا طاقة له على ترك المؤمنين يوماً واحداً دون تعزية من كنوز الكتاب المقدس، وأن للوعظ عليه أثراً علاجياً. “الوعظ شفاء لي. حالما أفتح فمي يزول تعبي”. لم يكن يسجل مواعظه سلفاً. الكتّاب كانوا يلتقطونها. ويبدو أنه كان يراجعها أحياناً قبل نشرها. كانت تطول أحياناً مدة ساعتين. تناول كافة موضوعات الوعظ: الوعظ التفسيري (تفسير أسفار الكتاب المقدس) والوعظ العقائدي والوعظ الجدلي والتعليم المسيحي لمن يستعدون للمعمودية والعظات الرعائية والأخلاقية والعظات الليتورجية والعظات الرثائية وعظات المناسبات. أبرز مواعظه الأحدى والعشرون الموعظة بشأن التماثيل وهي التي ألقاها في أنطاكية خلال الصوم الكبير من العام 387 للميلاد على أثر المحنة التي عصفت بالمدينة يومها. تلك حقبة خطيرة في تاريخ عاصمة المشرق. وقد لعب القدّيس يوحنا دوراً في تخطيها. ماذا جرى يومها؟. محنة أنطاكية: صدر عن الإرادة الإمبراطورية مرسوم يقضي بفرض ضريبة جديدة لصالح الجيش وكان الشعب مثقلاً بالضرائب والنفوس مهيأة للتظاهر والاحتجاج. فدخل بين الناس بعض مثيري الشغب وهيّجوهم فاندفعوا يحطمون كل ما يجدونه في طريقهم، إلى أن حطموا، في قاعة اللقاءات الكبرى، تماثيل كل من الإمبراطور ثيودوسيوس وزوجته فلاسيلا ووالده وولديه أركاديوس وهونوريوس، وجرّوها عبر الشوارع الموحلة. وكانت هذه جريمة يعاقب عليها القياصرة بالموت. وتسارعت الأحداث. ففي غضون ساعات انتشر العسكر وتفرّق المتظاهرون وساد في المدينة صمت جنائزي. ألقى الجنود القبض على عدد من المشتبه بهم وبدأت الاستجوابات والمحاكمات، وأودع الكثيرون السجون. وبعث الحاكم برسول إلى القسطنطينية، على جناح السرعة، لتقديم تقرير عن الجريمة والعودة بقرار إمبراطوري في حق المدينة. ولحسن التدبير أن الثلوج أخّرت وصول الرسول بعضاً من الوقت. في هذه الأثناء قام فلافيانوس، أسقف المدينة، وكان قد شاخ وبلغ الثمانين، إلى القسطنطينية مسترحماً. وتمكن من الوصول إليها في الوقت المناسب، فيما نفّذ في أنطاكية حكم الإعدام بعدد ممن اعتبروا محرّضين على الفتنة واعتقل آخرون. وسيق عدد من وجهاء المدينة إلى غرف التعذيب بعدما صودرت ممتلكاتهم وشردت عائلاتهم وبات الناس في خوف ورعدة على أنفسهم وعلى أولادهم وممتلكاتهم، لا يعرفون من يشي بهم ولا متى تداهم منازلهم، فيما لجأ بعضهم إلى التلال المجاورة التي كثرت فيها قلالي الرهبان والمغاور، ونزل الرهبان بصورة عفوية إلى المدينة للدفاع عنها وعن الأبرياء فيها استعطافاً. وجثمت خيمة الموت ثقيلة فوق أنطاكية أسابيع طويلة وكان الوقت وقت الصوم الكبير. الكل بانتظار خبر من القسطنطينية والقلوب بين مهابة ورجاء. قلة ظنّوا أن شفاعة أسقف المدينة ستثمر، فالرجل مسنّ والمسافة إلى القسطنطينية ثمانمئة كيلومتر، كيف يقطعها؟!. ولزم يوحنا الصمت سبعة أيام فيما استمرت المداهمات والاعتقالات والاعدامات، ثم خرج إلى الناس بعظاته الإحدى والعشرين حول التماثيل. آخرها كان يوم الفصح بعدما وصل فلافيانوس إلى المدينة وقد نجح في مهمته. لم يكن موضوع هذه العظات التماثيل بل رحمة الله وكيف أن هناك أموراً أصعب من الموت أو العبودية. شدّد يوحنا المؤمنين وثبتهم ونفخ فيهم روح القوة وعلّمهم كيف يقتبلون الموت، إذا كان لا بد منه، كما يقتبلون الحياة، وبالجرأة عينها. قال لهم أن الخوف علامة الخطيئة وأنهم لو لم يطلقوا العنان لرذائلهم لما حلّت بهم المصيبة. لو لم يتكالبوا على الغنى والترف ويتهالكوا على الشهوات ويستسلموا لكل عادة أثيمة لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه ولما استبد بهم الخوف من الإمبراطور. أوليس الإمبراطور إنساناً فلماذا نرتعد منه؟! ونزل النسّاك، كما ذكرنا، إلى شوارع المدينة وتدفقوا على الحاكمية يسالون الرأفة بالمدينة. وثمّ قصة عن ناسك مسن اسمه مقدونيوس لقب بآكل الشعير لأنه كان يكتفي من الطعام ببعض حبات الشعير كل يوم. هذا كان يسير في الشارع حافي القدمين، لا تغطي بدنه غير أثمال. فلما صادف المبعوثين الإمبراطوريين استوقفهما وقال لهما:” يا صديقيّ اذهبا إلى الإمبراطور وقولا له: “أنت قيصر لكنك إنسان أيضاً وتسود على كائنات من ذات طبيعتك! الإنسان خلقه الله على صورته ومثاله فلا تأمر أنت بلا شفقة بتحطيم صورة الله لئلا تجلب غضب الله على نفسك. قولا له إنه سهل عليه أن يصنع تماثيل، لكنه كيف يصنع شعرة واحدة من إنسان حكم عليه بالموت؟!”. وكان عبء هذه الأيام ثقيل جداً على يوحنا حتى بدا يومها وكأنه في الستين فيما لم يكن قد تجاوز الإحدى والأربعين. وما أن انتهت الأزمة حتى مرض مرضاً شديداً ولازم الفراش طويلاً. وبقي الذهبي الفم في أنطاكية بعد ذلك عشر سنوات مبشراً إلى أن انتقل أو نقلوه سراً إلى القسطنطينية. إلى القسطنطينية: ففي أواخر العام 397 للميلاد توفي القدّيس نكتاريوس (11 تشرين الأول) رئيس أساقفة القسطنطينية مخلفاً وراءه كرسياً يشتهي الكثيرون ملأه. أول هؤلاء كان رئيس أساقفة الاسكندرية، ثيوفيلوس، الذي طالما كان في صراع خفي وأسقف المدينة المتملكة. هذا سارع إلى التحرك في كل اتجاه علّه ينجح في تنصيب أحد أعوانه، ايسيدوروس، فيتمكن من خلاله من وضع اليد على الكرسي القسطنطيني. ولكن حسابات اوتروبيوس الخصي، رئيس الوزراء القوي، كانت غير ذلك فأقنع الإمبراطور أركاديوس بإصدار مرسوم يقضي بتعيين يوحنا، كاهن أنطاكية، رئيس أساقفة على القسطنطينية. طبعاً، صيت يوحنا قبل ذلك كان قد انتشر في كل أرجاء الإمبراطورية. ولكن، كانت هناك مشكلة صعبة: كيف يؤتى بيوحنا من أنطاكية؟ الأنطاكيون لن يرضوا بأن ينتزع منهم واعظهم الأول، وهو نفسه، يوحنا، راهب راهب، لا يحب السلطة فكيف يقنعونه بقبول المنصب الأول في الكنيسة في الشرق؟ لا بد من الحيلة! فبعث أوتربيوس برسالة إلى أستاريوس، حاكم سورية، أمره فيها باستدراج يوحنا سراً إلى خارج المدينة ثم نقله بمواكبة مشدّدة إلى القسطنطينية. وهكذا كان. وارتسم سؤال: من يسم يوحنا؟ وأجاب أوتربيوس: ثيوفيلوس! فأحضر إليه فامتنع. فأخذ رئيس الوزراء ورقة وخط عليها بضعة أسطر ودفعها إلى أسقف الإسكندرية قائلاً: أما أن تسم يوحنا أو توجّه إليك الاتهامات المذكورة في هذه الورقة وتحال إلى المحاكمة. فشحب وجه ثيوفيلوس وسلّم بالأمر الواقع. وفي السادس والعشرين من شهر شباط من العام 398 للميلاد جلس يوحنا على عرش الكنيسة في القسطنطينية. ذاك الذي كان يكره أن يكون في موقع السلطة بات الآن في سدة السلطة الأولى. ذاك الذي كان يكره الترف وجد نفسه محاطاً بمظاهر الفخامة وسكن في قصر بالقرب من القصر الملكي. ذاك الذي كان نصير الفقراء وراعيهم وجد نفسه محاطاً بالأغنياء وعلية القوم. فماذا كان يمكن أن تكون النتيجة؟ صراع مرير وسيرة استشهاد. هذا ما كابده القدّيس يوحنا الذهبي الفم خلال السنوات العشر الأخيرة من حياته كرئيس لأساقفة القسطنطينية. بعض من أسقفيته: طبعاً، الكل في المدينة كان، حال وصول الأسقف الجديد، في ترقّب، لاسيما المتنفذون من رجال الدولة والموظفين والأغنياء: أي نوع من الأساقفة يكون؟ أما هو فحالما تسلّم عصا الرعاية انطلق في مواعظه النارية فاستقطب جموعاً غفيرة أخذت تتقاطر عليه لتسمعه بغيرة وحماس. ولم يطل به المقام حتى أخذ نهجه يتكّشف وبدأ الناس يتبيّنون أنه راهب جاء يلقي بظله الرهباني على القصر الأسقفي والمؤمنين أجمعين. المتنفذون والأغنياء، لاسيما جماعة القصر الملكي، كان عادياً في التعاطي معهم ولم يبد أية علامة من علامات التذلل والإكرام الزائد لهم. ثم أنه ما لبث أن حمل على حياة البذخ والترف وتقوى الأغنياء المصطنعة المرائية. من جهته هو، التزم خط الفقر الإنجيلي وأخذ يزيل معالم الترف من المقر الأسقفي. يقال في هذا الشأن أنه أفرغ داره من الأثاث الثمين والأواني الفضية وباع الأعمدة المرمرية التي كان سلفه، نكتاريوس، قد اشتراها ليزيّن بها إحدى الكنائس المهمة في المدينة وحوّل الأموال المجتمعة لبناء المستشفيات ومضافات الغرباء والتوزيع على الفقراء. شخصياً، لم يكن عنده شيء. أزال عادة إقامة المآدب الرسمية في مقره ولم يعد يقبل أية دعوة بهذا المعنى، كائناً من كان الداعي، للأجواء الموبوءة التي كانت تسود مثل هذه الموائد لجهة المسايرات واللياقات والأحاديث الدنيوية ومظاهر البذخ مما لم تكن مقاييسه للأمور لتسمح له به. كان يتناول وجباته منفرداً ويكتفي من الطعام والشراب بالقليل يسند به جسده الضعيف المريض. في مقابل ذلك كان كريماً جوّاداً حيال الفقراء والمحتاجين، يهتم بالمرضى والمساجين ويعزّي قلوب المضنوكين والمسحوقين. ولكي يحوّل أنظار الشعب عن الألعاب والمباريات والمسارح وما إليها من تسليات مفسدة للنفس، اعتاد أن ينظم من وقت إلى آخر مسيرات صلوات وترتيل تجوب المدينة من الصباح إلى المساء، ويقيم السهرانات ويدعو الناس إلى حلاوات الصلاة في هدأة الليل. إلى ذلك بدأ حملة لإصلاح ما اعوّج من أوضاع الكهنة. ويشير التاريخ بصورة خاصة، في هذا الشأن، إلى عادة يبدو أنها كانت مستشرية في أيام الذهبي الفم وكانت عثرة للكثيرين: مساكنة الكهنة العازيين للأرامل والعذارى المكرسات. هذه الممارسة أزالها القديس يوحنا تماماً. كما أشار على الأغنياء أن يكّفوا عن الإغداق على الكهنة لأنه رأى البذخ الذي كانوا يعيشون فيه. ولم يوفر الأساقفة، خوفاً منهم، بل ألزمهم بتقديم تقارير مالية بنفقاتهم. وكان طبيعياً أن تؤدي عظاته وإجراءاته إلى تباين المواقف بشأنه. والحق أن الناس انقسموا فريقين: واحداً تحمّس له وآخر تحمّس ضده. المتضرّرون من التدابير الجديدة والذين لم ترق لهم مواعظه المتشدّدة كانوا كثيرين: أساقفة وكهنة وكثيراً من أبناء المجتمع المخملي، والمتنفذين وسيدات القصر المتأنقات المتحذلقات. كل هؤلاء أخذوا يلفقون ويشيعون أخباراً ضده، أنه غير سوي وشاذ ومتكبر وأن انكفاءه وعزلته، يوماً بعد يوم، إن هي سوى للعربدة والمجون وإشباع النهم إلى المآكل الفاخرة المميّزة. القصر: علاقة صعبة ويبدو أن علاقة قديسنا بالقصر الملكي، لاسيما بالإمبراطورة أفدوكسيا، كانت حسنة في أول الأمر، كما كان له بعض التأثير على الإمبراطور أركاديوس نفسه. ولكن، ما لبثت العلاقة أن فترت وساءت لأن أفدوكسيا كانت إنسان طموحات وشهوات، وقد تبيّن بعد حين أنها ترمي إلى أبعد من الحكم، إلى نوع من التأليه على طريقة الأباطرة الرومان، وطلب العبادة. وقد عبّر الذهبي الفم عن عدم ثبات علاقتها به بقوله: “تارة تعتبرني ثالث عشر الرسل وتارة تنعتني بيهوذا”. ويبدو كذلك أنها كانت تخشى من تأثيره على زوجها وكانت حانقة عليه لتشدده في الكلام على الترف والفسق والرذيلة. كل ذلك ما لبث أن جعلها في صف أعداء يوحنا، وجعل المتضرّرين من تدابيره يسعون إلى إيغار صدرها عليه. ولكن، لم تكن الفرصة قد حانت للإيقاع به والتخلص منه. حسّاد وأعداء: وكان يتربص بيوحنا عدو لدود آخر هو أسقف الإسكندرية، ثيوفيلوس. هذا كان رجلاً من أبناء هذا الدهر، ذكياً لبقاً متآمراً خبيراً في شؤون التعاطي مع الكبار والمتنفذين. ومع ذلك استمر يوحنا قوياً واستمر صوت الكلمة يرتفع عالياً وتدابيره الإصلاحية طالما لم يرتكب زلة يأخذها أعداؤه عليه. غير أن أموراً حدثت بين العامين 401 403 للميلاد رفعت درجة التوتر ضدّه. فخلال شهر كانون الثاني من العام 401 للميلاد وبعد دعوات متكّررة وجهها إليه اكليروس مدينة أفسس وأساقفة الجوار، خرج الذهبي الفم من كرسيه في جولة دامت ثلاثة أشهر إلى آسيا الصغرى. وقد كلّف صديقاً له، سويريانوس، أسقف جبلة السورية، بتصريف الأعمال في غيابه. فأما جولته فتمخضت عن مجمع عقده في آسيا الصغرى اتخذ قراراً بعزل ستة أساقفة اتهموا بالسيمونية، أي بالوصول إلى سدّة الأسقفية بالرشوة. وثمة من يلقي بظلال الشك على حق يوحنا في عقد مجمع كهذا خارج حدود أبرشيته. هذه كانت ذريعة جعلت أعداءه يتحركون ضدّه بقوة أكبر. من جهة أخرى تبيّن أن سويريانوس، الأسقف وكيل يوحنا، استغل الفرصة وانقلب على صاحبه واتصل بأعدائه. ولما عاد الذهبي الفم إلى كرسيّه كانت الأجواء مشحونة ضده. الحملة ضده: ثم إن قديسنا، في العام نفسه، 401 للميلاد، واجه مشكلة جديدة هي مشكلة “الأخوة الأربعة الطوال” الذين كانوا رهباناً مصريين على مذهب أوريجنوس طردهم ثيوفيلوس الإسكندري مع ثلاثمئة من أتباعهم. هؤلاء لجأوا إلى القسطنطينية واستجاروا بأسقفها. وقد أحسّ القديس يوحنا بأن المسألة ظلماً فبعث برسالة إلى أسقف الإسكندرية يلتمس منه فيها، وبلهجة تكاد تقرب من التوسل، أن يحلًّ القضية بالحسنى قبل أن تصل إلى القصر. فاعتبر ثيوفيلوس أن هذا تدخل سافر من قبل يوحنا في شؤون لا تعنيه وأنه يأخذ جانب الهراطقة. وحضر ثيوفيلوس إلى القسطنطينية خلال شهر آب من العام 403 للميلاد وتحرك بسرعة لدى الملكة أفدوكسيا والجماعات الموتورة من أعداء يوحنا. وقد تمكن من عقد مجمع في ضاحية من ضواحي مدينة خلقيدونيا، في قصر السنديانة، هو وستة وثلاثون أسقفاً، تسعة وعشرون منهم حملهم معه من مصر. وقرار المجمع كان عزل يوحنا عن منصبه، كأسقف على القسطنطينية، بناء للائحة اتهامية تضمنت تسعة وعشرين تهمة، تراوحت بين التعرض للملكة بالقدح والذم والتدخل في شؤون أبرشيات أخرى والعادات الصحية المشبوهة التي كانت له كالأكل على انفراد واستعمال الملبّس المحشو بالعسل مباشرة بعد تناول القدسات الإلهية! موقف يوحنا حيال هذا المجمع كان هادئاً. رفض قراراته وطالب بمجمع عام. ولكن لما رأى أن أركاديوس وقّع عليه وأمر بنفي يوحنا لزم الصمت وسلّم بالأمر الواقع. يوم لك ويوم عليك: ولكن، حدث ما لم يكن في الحسبان فإن زلزالاً هزّ المدينة في اليوم التالي جعل الإمبراطورة أفدوكسيا تشعر بأن الله غاضب عليها فأقنعت زوجها الإمبراطور، للحال، باستعادة يوحنا والتمست منه المغفرة. وعاد يوحنا إلى كرسيه ولكن لفترة شهرين وحسب لأن الإمبراطورة أقامت لنفسها تمثالاً فضياً على عمود الرخام السمّاقي في مقابل كنيسة الحكمة المقدسة (آجيا صوفيا). وقد أثار الحدث حفيظة يوحنا لاسيما للاحتفالات والصخب الذي رافقه. ففي عيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان، رفع صوته وقال:”ها هي هيروديا ترقص من جديد وتسخط من جديد، ومن جديد تطلب رأس يوحنا”. وطبعاً حمل جواسيس أقواله إلى الملكة فساءها الأمر جداً وعزمت على التخلص منه نهائياً. ومن جديد، صدر مرسوم ملكي يقضي بتجريد الذهبي الفم من سلطاته، فرفض الانصياع. قال: “تلقيت سلطتي في الكنيسة من الله ولا أتركها…”. وفي يوم الفصح، السادس عشر من نيسان عام 404 للميلاد، هاجم أربعمئة من النشّابة جموع المؤمنين الملتفين حول القديس يوحنا فلّوثوا الكنائس ونهبوها وضربوا الكهنة وطردوا الموعوظين الذين كانوا ينتظرون دورهم في المعمودية، وفرّقوهم نصف عراة في الشوارع، رجالاً ونساء. في تلك الفترة تعرّض الذهبي الفم لمحاولتي اغتيال نجا منهما بأعجوبة. ولما لم يرد قديسنا أن يعرّض الشعب المؤمن للمهانة وخطر الموت أكثر من ذلك قرّر تسليم نفسه. فودّع خاصته وخرج من الباب الشرقي للكاتدرائية فيما كانت الجموع تنتظره عند الباب الغربي وأسلم نفسه للعسكر. هذه المرة ودّعهم بلا رجعة. ودّعهم وارتحل إلى الشهادة فالموت. وقد عبّر الذهبي الفم، فيما بعد، في رسالة وجهها إلى أسقف اسمه كيرياكوس، عن موقفه الداخلي العميق حيال نفيه الأول والثاني فقال: “عندما أخرجوني من المدينة لم أكن قلقاً بل قلت لنفسي: إذا كانت الإمبراطورة ترغب في نفيي فلتفعل، للرب الأرض بكمالها. إذا كنت ترغب في تقطيعي إرباً فحسبي أشعياء مثلاً. إذا كانت ترغب في رميي في المحيط فلي يونان. إذا ألقيت في النار فالفتية الثلاثة لاقوا المصير عينه. ولو ألقيت للوحوش ذكرت دانيال في جب الأسد. إذا كانت ترغب في رجمي بالحجارة فاستفانوس، اول الشهداء ماثل أمام عيني. عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أترك هذا العالم. وبولس الرسول يذكرني: لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبداً للمسيح”. وخرج إلى المنفى: بهذا الشعور خرج القديس يوحنا إلى المنفى. جرّوه جلادوه حتى الموت ثلاث سنوات وثلاثة أشهر باتجاه الحدود بين كيليكيا وأرمينيا، على قرية منعزلة اسمها كوكوزا ومن ثم نحو كومانا في بلاد البنطس. عانى من الحر وعانى من البرد. عانى من المرض وعانى من الإرهاق. في خوف من اللصوص وخوف من الأعداء. كم من مرة بلغ حدّ القبر ثم عاد. مرات ومرات استبدت به آلام الرأس وكابد الحمى. وهذا كله حمله في جسد ضعيف معطوب. وما كان أطيب على قلوب الجنود، مواكبيه، من أن يسقط صريعاً على الطريق هنا أو هناك. هذا كان عجّل في إتمامهم المهمة الموكولة إليهم وحصولهم على المكافآت والترقيات. ومع ذلك، ومن وسط المعاناة، ازداد قديسنا ثباتاً وتسليماً ورقة وإحساسا. أكثر الرسائل المئتين والاثنتين والأربعين المنسوبة إليه كتبها في تلك الفترة من حياته. وهذه وجهها إلى أساقفة في الشرق والغرب وإلى كهنة وشمامسة وشماسات ورهبان ومرسلين. وقد ضمنها وصفاً لأتعابه، ونصحاً لأصحابها في موضوعات شتى، كما شدّد وعزّى خراف الحظيرة وأوعز بضرورة دكّ المعابد الوثنية في فينيقيا واستئصال الهرطقة من قبرص، وحث على إيفاد المبشرين إلى بلاد الفرس وسكيثيا. رسالتان وجههما إلى أسقف رومية، وسبع عشرة إلى أوليمبيا الشماسة التي كان يكنّ لها محبة وتقديراً كبيرين. المجد لله على كل شيء: وقد بدا لبعض الوقت أنه كان للذهبي الفم في المنفى دور وتأثير في أمور الكنيسة أكبر مما كان له وهو في كرسيه في القسطنطينية. فتنبّه المسؤلون في العاصمة المتملكة إلى خطورة الأمر، والحال هذه، فبعثوا بتوجيهاتهم إلى الجنود المرافقين ليوحنا أن يمنعوا عنه الرسائل ويزيدوا تضييقهم عليه. تلك كانت المرحلة الأخيرة من رحلة استشهاده. فقد أرهقه معذّبوه إلى درجة لم يعد بإمكانه تحملها. وفي موضع قريب من كومانا في بلاد البنطس ظهر له في الحلم قديس شهيد اسمه باسيليكوس كان موارى هناك وقال له: “تشدّد يا أخي فغداً نلتقي!”. وفي صباح اليوم التالي طلب ثياباً بيضاء واشترك في سر الشكر ثم أسلم الروح. كلماته الأخيرة كانت: “المجد لله على كل شيء!”. كان ذلك في الرابع عشر من شهر أيلول من العام 407 للميلاد، وكان قد أتم الستين من عمره والعاشرة من أسقفيته. إكرام المؤمنين للذهبي الفم كقديس بدأ حتى في حياته. وقد جرى نقل رفاته إلى القسطنطينية بعد إحدى وثلاثين سنة من رقاده، في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 438 للميلاد. طروبارية باللحن الثامن لقد أشرقَتِ النعمةُ من فمك مثلَ النار، فأنارت المسكونة، ووضعتَ للعالم كنوزَ عدم محبة الفضة، وأظهرتَ لنا سموَّ الاتضاع، فيا أيها الأبُ المؤدِّب بأقوالهِ، يوحنا الذهبي الفم، تشفع إلى الكلمة المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن السادس لقد تقبَّلتَ النعمةَ الإلهية من السماء، وعلمتَنا بشفتَيْكَ أن نسجد جميعنا لإلهٍ واحد بثلاثة أقانيم، يا يوحنا الذهبي الفم، البار الكلي الغبطة، لذلك نَمدحك بحسب الواجب، بما أنك لا تزال معلماً موضحاً الإلهيات. تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 13 / تشرين الثاني من كل عام احتفلت الكنيسة الأنطاكية في عام 2007 بالذكرى الـ 1600 على رقاد القديس يوحنا الذهبي الفم وفي هذه المناسبة تم تقليد غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وسام ” القديس يوحنا الذهبي الفم” من قبل اتحاد كتاب روسيا والمجمع الأرثوذكسي الكنسي العالمي والجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية الفلسطينية، وذلك في القداس الاحتفالي الذي أقيم في كنيسة الصليب المقدس بدمشق يوم الثلاثاء في 13 تشرين الثاني بعيد القديس يوحنا الذهبي الفم . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اغناطيوس الأنطاكي | الولادة: – الوفاة: – سام القديس بطرس خلفاً له على كرسي أنطاكية القديس افوذيوس ولكن للأسف ليس لدينا ما يجعلنا نخوض في البحث بتاريخ أول خليفة للرسول بطرس ولكن هناك تقليد يقول أنه قد نال إكليل الشهادة في عهد نيرون. القديس اغناطيوس الأنطاكي: (اغناطيوس ثيوفوروس”حامل الإله”)، لقد عاصر اغناطيوس افوذيوس وقد يكونا اشتركا في رئاسة كنيسة أنطاكية (المسيحيين من أصل يهودي، المسيحيين من أصل أممي) في وقت واحد، ومن ثم بعد استشهاد افوذيوس تابع رئاسة الكنيستين لوحده. وهناك تقليد يقول أن الطفل الذي جاء في بشارة متى 18 هو القديس اغناطيوس، إلا أن الذهبي الفم لا يؤيد هذا التقليد ويؤكد أن اغناطيوس لم يرَ الرب. وعلماء الكنيسة يجعلون مولده في سنة 35 وأنه آمن في أنطاكية على أيدي الرسل والتلاميذ، وهو الذي اتخذ لنفسه لقب ثيوفوروس-حامل الإله-. كنيسة أنطاكية والقديس اغناطيوس: في عهد اغناطيوس بدأت الإمبراطورية الرومانية تلاحق المسيحيين و تضطهدهم، إذ أخذ الإيمان المسيحي ينتشر في رومة نفسها وهذا كان للرومان بمثابة خيانة الدولة، فدين الآباء بالنسبة لهم، ميثاق لا يجب فسخه. وهناك عامل أخر حرض الرومان على اضطهاد المسيحيين وهو الشكاوي اليهودية، إذ جعلتهم ينتبهوا إلى سرعة انتشار البشارة المسيحية في الإمبراطورية. وبالنسبة للظروف الداخلية في عهد اغناطيوس لم تكن أفضل حالاً إذ كان الاختلاف بين المؤمنين من اليهود والأممين ما يزال قائماً. سياسته الرعائية: لم يهتم القديس بشرح العقائد المسيحية (الثالوث الأقداس واتحاد الطبيعتين في المسيح)، بل جلّ اهتمامه كان في تعليم الإيمان المسيحي والحفاظ عليه نقي، وتوحيد صفوف أبناء كنيسته -أنطاكية-، وهو أول من استخدم لفظ الجامعة (الكاثوليكية) على الكنيسة واعتبرها مجمعية وليست رئاسية. وأيضاً قد نظّم الكنيسة، ففي رسالته إلى أفسس، يبين الدرجات الكهنوتية، ويجعل الأسقف رأس الكنيسة المحلية إذ يقول عنه أنه المسيح وحيث يكون المسيح تكون الكنيسة، ومن ثم الشيوخ ويجعلهم قدوة للمؤمنين، كما الرسل قدوة للمؤمنين، من ثم الشمامسة واحترامهم كاحترام وصايا الله، ويجعل أي عمل مقدم للكنيسة بدون موافقة الأسقف هو عمل غير محبب فلا يجب التصرف بانفراد، ويجعل الذبيحة الإلهية سرّ يمارسه الأسقف فقط و من خوّله الأسقف. الحكم على القديس: كان نيرون قد وضع قانون يعتبر كل من يدين بالمسيحية خارجاً على القانون. وقد ماشاه في ذلك كل من فيزبازيانوس وتيطس ودوميتيانوس. وفي سنة 99 وافق الأمبراطور تريانوس على قانون نيرون وأمر بتنفيذه، وأوضح القانون لبلينيوس حاكم بيثينية بأن كل من يُعلن عنه أنه مسيحي يعدم إلا في حال تراجع عن إيمانه. وكان من الذين استشهدوا اثر هذا القانون القديس اقليمس أسقف رومية الثالث بعد الرسول بطرس في سنة 100. وسمعان أسقف أروشليم في سنة 107. وقد يكون هذا القانون هو الذي أدى إلى استشهاد اغناطيوس ثيوفوروس. جاء في التقليد لقد وجه الحاكم الروماني تهمة لاغناطيوس بأنه يخالف أوامره كشيطان، ويغر الناس على إهلاك نفوسهم (التبشير بالمسيح). فأجابه القديس أن ألهة الرومان هم الأبالسة ويخافون من أبناء الله وأنه لا يوجد إلا إله واحد. فقال له الحاكم ألعلك تقصد المسيح الذي علقه بيلاطس على الصليب؟ فأجابه القديس: يجب أن يُقال أن يسوع الذي علق الخطيئة وصانعها على الصليب فأعطى الذين يحملونه بقلوبهم سلطاناً لسحق الجحيم وقوته. فقال له الحاكم: أنت إذاً حامل يسوع في أحشائك؟ فقال اغناطيوس: لا ريب في ذلك لأنه قيل أحل بينهم وأسير معهم. فما كان من الحاكم إلا أن يصدر أمره في السادس من كانون الثاني سنة 107 بتكبيل اغناطيوس وإرساله إلى رومة ليطرح للوحوش أمام الشعب. وهنا هتف القديس قائلاً: أشكرك يارب لأنك منحتني حباً كاملاً لك وشرفتني بالقيود التي شرفت بولس بها. ثم صلى لأجل الكنيسة واستودعها وسلم نفسه للشرطة. رسائله: فانطلق مقيداً بالأغلال ومعه الشهيديّن روفوس وزورسيموس اللذين شملهما الحكم. وفي أثناء سفره من أنطاكية إلى رومة كتب سبعة رسائل إلى الكنائس التي مرَّ بها. التي كانت تشجع على تحمل المحن ومصائب الدهر. ووصلت لنا في ثلاث مجموعات: القصيرة والطويلة والمختصرة. والقصيرة هي الأصلية، وقد حفظت لنا مخطوطة يونانية (القرن الثاني) هذه الرسائل ولا تشمتمل على الرسالة إلى الرومانيين، وأقدم نص يحفظ لنا هذه الرسالة يعود للقرن العاشر. وفي القرن الرابع قام من عُني بها وحرفها فأضاف إليها وجعلها مجموعات تشمل ثلاثة عشر رسالة بدلاً من سبع. فجاء بها علاوةً على الرسائل إلى كنائس: أفسس ومغنيسية وترّلة ورومية وفيلدلفية وأزمير وبوليكاربوس رسائل إلى أنطاكية وطرسوس وفيلبي وهيرون ومريم الكبسولة ورسالة هذه الأخيرة إلى أغناطيوس. وظلت هذه الرسائل موضوع جدل بين علماء الكتاب المقدس والإنجيليين. فقال البعض أنها مزورة، والبعض الآخر صحيحة. ثم جاء Lightfool و Haranck وZahn وFunk ووفّقوا باثبات صحتها بالأدلة الداخلية والخارجية وسكت جميع القائلين بتزويرها. وأصبحت هذه الرسائل من أفضل ما تبقى من آثار الآباء الأولين. استشهداه: وصل القديس إلى عاصمة الإمبراطورية. وكان موعد أعياد الختام الرومانية. ونزل الرومانيون إلى مدرج فلافيانوس ليحتفلوا بانتصارات تريانوس ليشاهدوا المصارعة الدموية بين الأسر والمجرمين والوحوش الضارية. واستشهد رفيقا القديس في هذا المدرج في الثامن عشر من كانون الأول. وفي العشرين عُرّيَ القديس الحامل الإله من ثيابه وطرح إلى الوحوش فمزقت جسده الطاهر، والتهمته. وما تبقى من جسمه إلا العظام فجمعها المؤمنون وأرسلوها إلى أنطاكية. فدفنت خارج السور. وثم نقلت في أيام ثيودوسيوس الصغير إلى رفات الكنيسة التي كانت هيكل فورتونة في قلب أنطاكية وأطلق على الكنيسة اسمه تخليداً لذكره. عيده: نُقل عن مؤمني رومة بعد أن شاهدوا الميتة المجيدة، أقاموا الليل كله يصلون للرب أن يشدد ضعفهم، فظهر لهم الشهيد بهيئة مجاهد خرج من القتال ظافراً فامتلأت قلوبهم فرح، وقام الأخوة في أنطاكية بتعيين يوم استشهاده عيداً تعيد له الكنيسة. ولا تزال الكنيسة الأرثوذكسية تعيد له بهذا اليوم. أما الكنيسة الكاثوليكية فقد نقلت العيد إلى الأول من شهر شباط. ربما لجمع يوم استشهاده مع يوم نقل رفاته. من أقوال القديس إغناطيوس: التدبير الخلاصي بيسوع المسيح يركز القديس اغناطيوس على الخلاص بيسوع المسيح الاله التام والانسان التام. “.. اله متجسد وفي الموت حياة حقيقية ولد من العذراء ومن الله..” (افسس7: 2). و يقول في مطلع رسالته الى اهل ازمير: “أمجد يسوع المسيح الذي جعلكم حكماء. لقد أدركت انكم قد بُنيتم بايمان لا يتزعزع كأنكم مسمَّرون على صليب يسوع المسيح بالجسد والروح وثابتون بقوة في المحبة بدم المسيح الذي هو حقيقة “من نسل داود بالجسد”، وولد حقيقة من العذراء واعتمد من يوحنا “لتتم به كل عدالة”، وسُمِّر من اجلنا على عهد بيلاطس البنطي وهيرودس رئيس الربع، وبثمرة صليبه وآلامه المقدسة وجدنا الحياة، وبقيامته “رفع رايته” فوق العصور ليجمع قديسيه ومؤمنيه في اليهودية وفي الامم في جسد واحد في كنيسته”. وقال ايضا “تحمَّلَ كل هذا من اجلنا ومن اجل خلاصنا. تألم حقا وقام حقا بقدرته. انه لم يتألم ظاهريا كما يقول بعض الجاحدين” (ازمير 2). ويؤكد في رسالته عينها: “اني أؤمن واعتقد أن المسيح بعد القيامة كان بالجسد. ألم يخاطب بطرس ومن معه قائلا “جسُّوني والمسوني وانظروا اني لستُ روحا بدون جسد”؟ لقد لمسوه فآمنوا فورا واتحدوا بجسده وروحه، لذلك احتقروا الموت وانتصروا عليه” (ازمير 3: 1-2). سر الشكر والكنيسة “اياكم والاشتراك بغير سر الشكر الواحد لأنه لا يوجد غير جسد واحد لربنا يسوع المسيح وكأس واحدة توحِّدنا بدمه ومذبح واحد، كما يوجد اسقف واحد مع متقدمين والشمامسة رفقتي في الخدمة، وهكذا كل ما تفلونه تفعلونه حسب الله” (فيلادلفيا 4). “فإذا كنتم جميعكم تجتمعون كواحد… تكسرون الخبزة الواحدة التي هي دواء للخلود، تقدمة مُعدّة لتحفظنا من الموت وتؤمن لنا الحياة الدائمة في المسيح” ( أفسس 20: 2). “من كان بعيداً عن المذبح يُحرَم من خبز الله” (أفسس 5: 2). “من امتنع عن الحضور الى الكنيسة فهو يتكبر ويقطع ذاته من الشركة، لقد كُتب “ان الله يقاوم المتكبرين” (متى 18: 20)، فلنحترس اذاً من مقاومة الأسقف اذا كنا نريد أن نحافظ على طاعتنا لله” (افسس 5: 3). “حاولوا ان تكثفوا اجتماعاتكم لتقدموا شكركم وتمجيدكم لله لأن قوى الشيطان تضمحل وقدرته تنحلّ امام اتفاق ايمانكم” (افسس 13). الأسقف . “حيث يكون الاسقف هناك يجب ان تكون الرعية كما انه حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة” (ازمير 8: 2). في مطلع كل رسالة يتكلم عن اسقف المدينة والشعب، يقول عن اسقف فيلادلفيا: “انا أعرف ان هذا الاسقف “لم يتسلم خدمة الرعية لا من ذاته ولا من البشر” (غلاطية 1:1) ولا حبا بمجد باطل بل محبة بالله الآب وبيسوع المسيح. أَسَرتْنا وداعته، بصمته يستطيع ان يفعل اكثر بكثير مما تفعله الخطب الطنانة… ان طبعه الهادئ الذي لا يعرف الغضب يعرّفني ان فضيلة فكره كاملة وانه يعيش كل وداعة الاله الحي” (فيلادلفيا 1:1). الاسقف يمثّل المسيح في الكنيسة وله طاعة المؤمنين ولو كان شاباً لأن من لا يخالف رأي الاسقف يحمي نفسه من الوقوع في الهرطقة. يقول: “لا يفعلن احدا منكم شيئا يتعلق بالكنيسة بدون ارادة الاسقف” (ازمير 8 :1). “عليكم ان تكونوا برأي واحد مع اسقفكم” (افسس 4 :1). “أغبطكم وقد ارتبطتم بأسقفكم ارتباطا دائما كارتباط الكنيسة بالمسيح، والمسيح يسوع بالآب، وكل ذلك بائتلاف وحدة كاملة” (افسس 6: 1). يشرف الاسقف على اقامة كل الاسرار الكنسية “بدون الاسقف لا يجوز العماد ولا ولائم المحبة” (ازمير 8: 2). “على الرجال والنساء الذين تزوجوا ان يكون اتحادهم على يد الاسقف حتى يكون الزواج حسب الرب لا حسب الرغبة” (بوليكاربوس 5: 2). يوصي القديس اغناطيوس كل اسقف “بَرِّرْ سموّك بنشاطك الجمّ جسديا وروحيا، واهتم بالوحدة التي تسمو على كل الخيرات. احتمل الجميع كاحتمال الرب لك، واحملهم بمحبة كما تفعل. اشغل وقتك في الصلوات الدائمة. زد حكمتك حكمة، واسهر بروح لا تعرف الرقاد. خاطب كل واحد على حدةٍ ليتخلّق بأخلاق الله” (بوليكاربوس 1 : 2و3). وعن المسيحي في حياته وعمله “المسيحي لا يملك نفسه وليس بسيدها. ان وقته لله ولا يعمل الا من اجله” (بوليكاربوس 7: 3). “الافضل ان نصمت ونكون من ان نتكلم ولا نكون. جميل ان يعلم الانسان، الأجمل ان يفعل ما يعلمه” (أفسس 15: 1). “اذا حافظتم على الصمت فانكم لن تسهموا بعمل افضل من هذا العمل” (رومية 2: 1). “كونوا مسيحيين لا بالاسم بل في الواقع” (مغنيسية 4). “لا أسألكم ان تطلبوا رضى الناس بل رضى الله” (رومية 2: 1). “لا تجعلوا المسيح على شفاهكم والعالم في قلوبكم” (رومية 7 :1). “اذا كنتم ترغبون أن تفعلوا الخير، فإن الله مستعدّ لمساعدتكم” (إزمير 11 :3). “كونوا طويلي الأناة وودعاء بعضكم مع بعض بوداعة الله معكم” (بوليكاربوس 6: 2). “اعتبروا من يحمل فكرة مخالفة لنعمة يسوع المسيح التي حَلّت علينا مضاداً لفكر الله. مثل هذا لا يهتم لا بالمحبة ولا بالارملة، لا بالفقير ولا بالمضطهَدين، لا بالاسرى ولا بالمعتقين، لا بالجائع ولا بالعطشان. يبتعد عن الصلاة وسر الشكر حتى لا يقرّ بأن سر الشكر هو جسد مخلصنا يسوع المسيح، الجسد الذي تألم من اجل خطايانا والذي اقامه الله الآب بصلاحه. أولئك الذين يرفضون عطية الله يموتون في مجادلاتهم. الافضل لهم ان يطبّقوا ناموس المحبة ليكون لهم مجال في القيامة. احترزوا من هؤلاء البشر ولا تتكلموا عنهم لا في مجالسكم الخاصّة ولا في المجالس العامّة. تعلقوا بالانبياء وعلى الاخص بالانجيل الذي أرانا الآلام كاملة والقيامة محقَّقة. اهربوا من الشقاقات لانها رأس الشرور” ( إزمير 6: 2 و7: 1-2). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ديمتريوس | الولادة: – الوفاة: – 📜 نشأته عاش القديس ديمتريوس في مدينة تسالونيكي ايام الامبراطور مكسيميانوس في اواخر القرن الثالث. كان والده قائداً عسكرياً انشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، كما على التقى من العلم قدراً وافراً ثم انخرط في الجندية كأبيه وأضحى قائداً عسكرياً. وكان مكسيميانس قد عيّنه، رغم صغر سنه، قائد جيش تساليا وقنصل (حاكم) اليونان، كان ديمتريوس مؤمنا بيسوع المسيح يعلّم كلمة الله علنا ويعمل بها، وقد آمن كثيرون بواسطته رغم الاضطهاد. ⚔️ موقفه من الإمبراطور ومقاومته للوثنية لما انتصر الامبراطور مكسيميانوس امبراطور الغرب على الإسكيثيين سنة 290، مرّ على تسالونيكي في طريقه الى ميلان، أمر بتقديم الذبائح لآلهة الوثنيين وبأقامة مهرجانات النصر، استغنم الوثنيون الذين كانوا يحسدون ديمتريوس فرصة وجود الامبراطور فوشوا بالقائد الشاب انه مسيحي، غضب الامبراطور غضبا شديدا لان ديمتريوس لم يكتف باعتناق المسيحية بل كان يبشّر بالإنجيل ويستغلّ مركزه الرسمي للبشارة. فجرده الامبراطور من ألقابه وشاراته وأمر بسجنه ريثما يقرر ما سيفعله به. 💪 معجزة نسطر وبطولة الإيمان جرت العادة ان تنظّم حفلات مصارعة اثناء مهرجانات النصر وكان هناك بطل اسمه لهاوش يقتل كل منافسيه ويربح كل المباريات. تحداه شاب مسيحي اسمه نسطر وكان ضعيف البنية مؤمنا. طلب أدعية ديمتريوس في السجن ودخل الحلبة صارخا: يا اله ديمتريوس اعنّي، فنازل لهاوش وصرعه. فغضب الامبراطور وأمر بقتل نسطر وديمتريوس وخادمه الذي صنع العجائب بلباس القديس وخاتمه. أما رفات القديس فأخذها رجال اتقياء سرا ودفنوها. وقد اعطى الله علامة لقداسة شهيده أن طيباًً، اخذ يفيض من بقاياه ويشفي الكثيرين من امراضهم، مما جعل الكنيسة تسميه بـ “المفيض الطيب”. وضريحه مودع في كنيسة تحمل اسمه في قلب مدينة تسالونيكي. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 تشرين الاول . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس فيلبس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو احد الرسل الإثني عشر. كل الإنجيليين ذكروه ولكن يوحنا الحبيب ذكره أكثر من غيره، ربما لأنه كانت تربطه به روابط صداقة. يبدو من النصوص الكتابية أن فيليبس كانت له صلة بيوحنا المعمدان قبل أن يعترف بالرب يسوع. وقد يكون واحداً من تلميذي السابق اللذين سمعا معلمهما يقول عن الرب يسوع: “هوذا حمل الله” فتبعاه (يوحنا 35:1). والتلميذ الآخر كان أندراوس المعرّف عنه في التراث بأنه المدعو أولاً. في كل حال، كان فيليبس من نفس مدينة اندراوس وبطرس التي هي بيت صيدا (يوحنا44:1). والاثنان، فيليبس واندراوس، يظهران، أحياناً، متلازمين كما في الإصحاحين السادس والثاني عشر من إنجيل يوحنا. لذا يغلب أنهما كانا صديقين وأنهما كانا يشكلان مع آخرين شبه حلقة تدرس الشريعة والأنبياء وتتناظر في مزايا المسيح الموعود وتنتظر تمام الوعد لإسرائيل. كما يبدو نثنائيل ذا صلة بالحلقة، فإن فيليبس، بعدما اهتدى إلى الرب يسوع، أخذ يبحث عن نثنائيل، ولما وجده قال له: “قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة”، ثم جاء به إلى يسوع. فيليبس هو أول من دعاه الرب يسوع: “اتبعني” (يوحنا43:1). والدارسون يقولون أن التعبير أن يسوع “وجد فيليبس فقال له اتبعني” يشير إلى أنه كانت له به معرفة سابقة. ثم إن شخصية فيليبس في إنجيل يوحنا تبدو كشخصية توما: شخصية حارّة عفوية واقعية وعملية تؤكد الخبرة الذاتية وإعمال الحسّ أكثر مما تؤكد التصديق بالكلمة. من هنا قوله لنثنائيل لما أبدى اعتراضاً على أنه لا يمكن أن يكون من الناصرة شيء صالح، “تعال وانظر”. ومن هنا أيضاً امتحان الرب يسوع له قبل تكثير الخبز وإطعام الجموع: “من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء. وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل. أجابه فيليبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً” (يوحنا5:6-7). ومن هنا أيضاً انتهار الرب يسوع له بعد اعتراضه على قول السيّد عن الآب “من الآن تعرفونه وقد رأيتموه”. فقال له فيليبس “يا سيد أرنا الآب وكفانا”، فانتهره الرب يسوع قائلاً: “أنا معكم زماناً هذه مدّته ولم تعرفني يا فيليبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ” (يوحنا 14). لقد كان ذهن فيليبس لصيق الحسيات وكان توجه الرب يسوع أن يحرّره منها ويرفعه إلى مستوى الروحيات، مثله مثل توما الرسول وسواه من الرسل عموماً، في كل حال، على طريقة: “هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً… لأنك رأيتني آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يوحنا 27:20-29). هذا أبرز ما توافينا به الأناجيل عن القديس فيليبس الرسول. أما بعد الصعود والعنصرة، فالتراث يقول عنه أن نصيبه في البشارة وقع له في آسيا الصغرى وأنه توجّه إليها برفقة برثلماوس الرسول وأخته في الجسد، مريمني. ويبدو أنه أصاب هناك نجاحاً كبيراً حتى أنه هدى للمسيح امرأة حاكم آسيا المدعو نيكانور. ولكن ألقى عليه الوثنيون القبض في هيرابوليس في فيرجيا فجرّوه وصلبوه رأساً على عقب. وإذ أسلم الروح اهتزت الأرض كما من غضب الله فتخشّع الوثنيون الحاضرون وأعلنوا إيمانهم بالمسيح. وقد رقد فيلبس، فيما يظن، في الثمانينات من القرن الأول، ونقلت رفاته، فيما بعد، إلى رومية. طروبارية باللحن الثالث أيها الرسول القديس فيلبُّس، تشفع إلى الإله الرحيم أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا. قنداق باللحن الثامن أيها الجزيل الرحمة، إن فيلبُّس اللاهج بالله، تلميذكَ وصفيَّك ومماثلك بالآلام، قد كرز بك في المسكونة أنك إلهٌ، فبتوسلاتهِ لأجل والدة الإله احفظ كنيستكَ من الأعداء الملحدين. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 14 تشرين الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسين الشهداء غوريا وصامونا وحبيب | الولادة: – الوفاة: – كان غوريا وصامونا وحبيب من ناحية الرها. ولعلهم، كما ذكر البطريرك مكاريوس الزعيم في “قديسون من بلادنا”، من قرى تابعة لمدينة حلب: غوريا من قرية قطما غربي عزاز، وصامونا من قرية عندان وحبيب من قرية تل عدا. وقد قضوا شهداء للمسيح بين العامين 289و322 للميلاد. فأما غوريا وصامونا فكانا مواطنين ذا شأن، وقيل كاهنين، في زمن الإمبراطور ذوكليسيانوس (284-305م). فلما شنّت السلطات حملة على المسيحيين، كان لهذين المجاهدين دور فاعل في تشديد المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان لئلا يخور أحد منهم تحت وطأة التهديد فيكفر بالمسيح. وقد أمّنا الاتصال بالموقوفين وعزيّاهم وحملا إليهم بعض ما يحتاجون إليه. وبقيا كذلك إلى أن انتهى خبرهما إلى الوالي أنطونينوس فألقى جنوده القبض عليهما وأوقفوهما أمامه. فلما مثلا لديه هدّدهما أو يكفرا بالمسيح. فقاوماه قائلين: “إذا رضخنا لمرسوم قيصر متنا ولو أبقيت علينا”. “لا نخونن الإله الأوحد الذي في السماء ولا نستبدلنّه بصورة من صنع أيدي الناس. المسيح إلهنا وإياه نعبد لأنه، بصلاحه، أنقذنا من الضلالة، فهو ضياؤنا وطبيبنا وحياتنا”. وإذا توعّدهما الوالي بأنه سيذيقهما أمرّ العذاب وسيسلمهما إلى الموت لو عاندا، أجاباه: “لن نموت، كما تظن، بل سنحيا. أجل، نحن نؤمن أننا إن عملنا مشيئة ذاك الذي خلقنا حيينا. لذلك تهديداتك لا تخيفنا. والتعذيبات تكون إلى حين ثم تعبر كأنها لم تكن ولا تؤثر فينا. لكننا نخشى العذاب الأبدي المدّخر للأشرار والساقطين. أما إلهنا فيهبنا أن نحتمل عذاباتكم التي لا تلبث أن تزول متى خرجت النفس من الجسد”. استشاط الحاكم غيظاً، لكنه أمر بسجنهما ريثما يفكّر في لون التعذيب الموافق لهما. وانقضت بضعة أيام ثم أمر بتعليقهما، كلاً بيد واحدة في الهواء خمس ساعات متواصلة، فثبتا ولم يتزعزعا. فأمر بإلقائهما في حفرة مظلمة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، ومنع عنهما الطعام والشراب إلا الأقلّ من القليل. ولما أعادهما إليه من جديد وجدهما راسخين ولو أوهنهما الضيق والعذاب. “لا نعودن عن إيماننا ولا عن كلامنا. افعل ما أمر به قيصر، فلئن كان لك سلطان على أبداننا فليس على أرواحنا”. فأمر الوالي بإخراجهما من حضرته وتعليقهما في الهواء من الرجلين. أخيراً، عيل صبر الحاكم فقضى بإنزال عقوبة الإعدام بهما. كان ذلك في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام 289م. فلما بلغ المجاهدين الحكم تهلّلا. “نحن أشقى الناس ولا نستأهل أن نحصى في عداد الأبرار ولا أن نقارن بهم. لكن عزاؤنا قول المعلم: “من أضاع حياته من أجلي يجدها” (متى 39:10). “فالمجد لمن أهلنا لاحتمال العذابات لأجل اسم الرب يسوع المسيح”. وإذ سيق غوريا وصامونا إلى مكان الإعدام وارتفع السيف فوق عنقيهما صلّيا هكذا: “يا أبا ربنا يسوع المسيح، تقبّل روحينا واحفظ جسدينا ليوم القيامة”. ثم قطعت هامتاهما. وذاع خبر شهادة الاثنين بين الناس فتراكضوا غير عابئين بخطر يداهمهم وجمعوا بقاياهما، حتى الدماء التي أرويا بها التراب، وواروهما الثرى بالبخور والمزامير والتسابيح لمجد الله. أما حبيب فقد استشهد في المدينة عينها، الرها، بعد ذلك بحوالي ثلاثة وثلاثين عاماً. وخبره أنه كان شماساً يقيم مع والدته في زمن ليسينيوس. فلما حمل الإمبراطور على المسيحيين في العام 309 للميلاد، أخذ حبيب يطوف بهمة في القرى المحيطة بالرها يجمع المؤمنين ويشدّدهم ويقرأ عليهم الكتب المقدّسة. فلما بلغ خبره حاكم الرها، المدعو ليسانيوس، اغتاظ وأعطى الأمر بالبحث عن الشمّاس الجسور الوقح هذا وإلقاء القبض عليه. وإذا لم يقع الجنود له على أثر أوقفوا والدته وبعض أهل قريته. وما أن علم حبيب بما جرى حتى أيقن أن أوان الاستشهاد قد حان فجاء وأسلم نفسه. سيق الشمّاس الغيور أمام الحاكم للاستجواب فأبدى شجاعة وثباتاً فائقين، فأمر ليسانيوس بجلده دون هوادة. ثم بعد أيام علقوه وفسخوه ومزّقوا لحمه بأمشاط من حديد. فلم يخر بل قال: “كما تثمر الشجرة متى رويت كذلك تقوّي هذه التعذيبات عزيمتي” فتعجب الوالي وسأله بلهجة الحانق العاجز: “أهذا ما يعلمك إياه دينك أن تكره جسدك وتسرّ بالآلام؟!”. فأجاب حبيب بشق النفس: “نحن لا نكره أجسادنا، لكننا نفرح إذا ما تأملنا في الحقائق غير المنظورة، ولنا ثقة بالوعد أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن للذين أحبوا المسيح”. احتار الحاكم ماذا يعمل بهذا المعاند. السيف قليل عليه. فأمر بإحراقه على نار خفيفة. ولما أخذه الجند لتنفيذ الحكم اجتمع بعض المؤمنين، وكانت أم الشمّاس من بينهم مجللة بالبياض وكأنها في عيد. وإذ ألقاه جلاّدوه في النار لفظ، للحال، أنفاسه الأخيرة وأسلم الروح. وقد تمكن المسيحيون من إخراجه من دائرة النار، ثم حملوه وواروه التراب في نفس الموضع الذي كانت في بقايا غوريا وصامونا. ومرّت أعوام قليلة وانتهى عهد الاضطهاد فبنى المسيحيون كنيسة في المكان ونقلوا رفات الشهداء الثلاثة إليها. ومنذ ذلك الوقت صارت تقام لهم ذكرى واحدة كل عام في مثل هذا اليوم. هذا ويذكر التاريخ أن الله أجرى برفات القديسين الثلاثة عجائب جمّة. وإحدى هذه العجائب أنه كانت لأرملة رهّاوية ابنة صغيرة السن شاءها أحد المجنّدين من الأصل الغوطي أو ربما الكردي زوجة. وإذ وجدت الأرملة نفسها مغلوبة على أمرها أعطت الرجل ابنتها بعد أن قسم لها عند قبر الشهداء الثلاثة، غوريا وصامونا وحبيب، أن يصونها ويتخذها لنفسه زوجة شرعية. وسافر الجندي إلى بلاده. لكنه لم يف بوعده بل عامل الفتاة كأمة وجعلها لخدمة زوجته الأصيل. فلما ماتت الزوجة، دفنت الفتاة الرهاوية معها، ربما كانت العادة في تلك المحلة. فأخذت الفتاة في القبر تنوح وتستنجد بالشهداء الثلاثة، فظهروا لها وحملوها في لحظة، في طرفة عين، وأعادوها إلى موطنها الأول، في الرها. وهكذا وجدت الفتاة في اليوم الثاني في كنيسة الشهداء. طروبارية باللحن الخامس عجائبُ قديسيك الشهداء، إذ قد منحتَنا إياها سوراً لا يحارَب، أيها المسيح الإله، فبتوسُّلاتهم شتّت مشورات الأمم، وأيّد صوالجة المملكة، بما أنك صالحٌ وحدك ومحبٌّ للبشر. قنداق باللحن الثاني أيها القديسون الحكماءُ الكليّو المديح، بما أنكم نلتم النعمة من العلي أَنجدتُم الذين في التجارب، فلذلكَ أنقذتم الفتاة من الموت المرّ، لأنكم أنتم بالحقيقة شرف الرها وفرح العالم. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 15 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الرسول متى الإنجيلي | الولادة: – الوفاة: – هو أحد الرسل الاثني عشر (متى 3:10، مرقص 18:3، لوقا 15:6). له في إنجيل لوقا اسم ثان: “لاوي” (27:5) وفي إنجيل مرقص “لاوي بن حلفى” (14:2). كان عشّاراً، جابياً للضرائب في كفرناحوم، المدينة التي كان الرب يسوع المسيح مقيماً فيها في بلاد الجليل. وفي كفرناحوم دعاه الرب يسوع وهو في مكان عمله بقوله “اتبعني” “فترك كل شيء وقام وتبعه” (لوقا 27:5-2 . متّى يتحدث عن دعوة يسوع له كما لو كان يتحدث عن إنسان غريب لا يعرفه. هكذا عرض للأمر: “فيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني، فقام وتبعه” (9:9). متّى يذكر أصله جيداً. يعرف من أي جب أخرجه يسوع. وهو الوحيد بين الإنجيليين الثلاثة الذي يقدّم نفسه في لائحة الرسل الاثني عشر لا كمتى وحسب بل كمتى العشّار (10:3). ثم أن لاوي احتفى بالرب يسوع فصنع له في بيته ضيافة كبيرة. في هذه الضيافة التي حضرها جمع من العشّارين والخطأة تفوّه الرب يسوع بقوله المأثور: “لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعو أبراراً بل خطأة إلى التوبة” (مرقص 17:2، لوقا 31:5). قال ذلك في معرض ردّه على الكتبة والفريسيين الذين تذمرّوا: “ما باله يأكل ويشرب مع العشّارين والخطأة” (مرقص 16:2). أمران يلفتانا في رواية متى: الأول إحجامه عن إضفاء طابع العظمة على الضيافة وعدم نسبتها إلى نفسه بشكل صريح كما نسبها مرقص ولوقا إلى لاوي مباشرة. وفي ذلك خفر. والأمر الثاني إيراده القول السيّدي، دون الإنجيليين الآخرين، بتوسع. “لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة. لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطأة إلى التوبة” (متى 12:9-13) فالقول الزائد “اذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة”، إلى جانب كونه يدين الكتبة والفرّيسيين – لاسيما وأن الشق الثاني منه مأخوذ من نبوءة هوشع (6:6) – فإن متى حساس له وضنين به لأنه يعرف جيداً ما فعلته به رحمة الله وأنه بالنعمة مخلّص بالإيمان وهذا ليس منه، “هو عطية الله” كما يقول الرسول بولس في أفسس (8:2). وهذا ما يبرّر أيضاً دعوة متى العشّارين والخطأة، أصحابه، إلى العشاء، فرحمة الله مسكوبة على الجميع. أولم يكن متى الوحيد الذي أورد قول يسوع: “إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله” (متى 31:21)؟ ورافق متى الرسول الرب يسوع في تنقلاته وبشارته وعاين عجائبه قبل الصلب وبعد القيامة. كما كان في عداد الرسل الذين كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم، أم يسوع، وإخوته بعد الصعود (أعمال الرسل 13:1-14). أما بعد العنصرة فثمة من يقول انه توجّه إلى بلاد مصر والحبشة وبشّر هناك، وهناك استشهد. وثمة من يقول أنه بشّر في بلاد الفرس وأنه هدى عدداً كبيراً من الوثنيين إلى الإيمان ورقد بسلام في الرب. أما البطريرك مكاريوس الزعيم، عندنا، فيقول عنه أنه اقتبل الشهادة بحريق النار في مدينة منبج الشام وتوفي رسولاً وشهيداً. وهذه المعلومة مأخوذة، فيما يبدو، من السنكسارات القديمة. أما إنجيل متى فلعله كتب في الثمانينات من القرن الأول. وجّهه صاحبه لمنفعة المؤمنين من أصل يهودي في فلسطين أو سورية أو فينيقية أو غير مكان. الشهادات القديمة تفيد أنه كتب بالآرامية ثم نقل إلى اليونانية. ولكن، لا أثر موجود للنسخة الآرامية. يمتاز بكون كاتبه طويل الباع في علم الكتاب المقدّس والتقاليد اليهودية كما يتبنّى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية: “الصدقة والصلاة والصيام”. وهو بارع في فن التعليم وتقريب يسوع من سامعيه. ولعل مسكه للسجلات في مهنته كعشّار ساعده على جمع مواد إنجيله وتنسيقها بما يتلاءم والغرض التعليمي والعملي الذي من أجله جمعها. والكنيسة المقدّسة تنشد له اليوم هذه البروصومية في صلاة الغروب، وفيها تختصر سيرته الروحية: “أيها الرسول إن الفاحص قلوب البشر، لما رأى بسابق معرفته الإلهية عزمك الإلهي، أنقذك من عالم الظلم وجعلك، حينئذ، نوراً لكل العالم، آمراً إياك أن تضيء وتنير أقطار المسكونة. وهو الذي استأهلت أن تكتب إنجيله الإلهي علانية فإليه ابتهل أن ينير ويخلص نفوسنا”. طروبارية باللحن الثالث : أيها الرسول القديس متى، تشفع إلى الإله الرحيم أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا. قنداق باللحن الرابع لما طرحتَ ميزانَ التعشير، انحزتَ إلى ميزان العدل وظهرتَ تاجراً كلي الفضل، وأحرزتَ غنى الحكمة التي من العُلى. لذلك كرزتَ بقول الحق، وأنهضتَ نفوس الكسالى، بما كتبتَ عن ساعة الدينونة. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 16 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القدّيس غريغوريوس العجائبي | الولادة: 213 الوفاة: 270 القدّيس غريغوريوس العجائبي رئيس أساقفة قيصرية الجديدة أبصر غريغوريوس – وكان اسمه في الأساس ثيودوروس – النور في مدينة قيصرية الجديدة في بلاد البنطس حوالي العام 213 للميلاد. كان والداه وثنيين وكان له أخ وأخت. وقد سمح له وضع عائلته بتلقي نصيب لا باس به من العلم، فدرس الآداب والفقه والخطابة. تمتع بمواهب جمة وامتاز بالحكمة والوداعة ومال إلى الهدوء والتأمل. كان في صباه غير ما كان عليه أترابه. وكثيراً ما حاولوا اجتذابه إليهم أو حتى إرباكه فلم ينجحوا في تحويله عن خط سيره. مرة دفعوا بواحدة من الغواني فدنت منه أمام الملأ وطالبته بما لها عليه لقاء متعة مزعومة قضتها معه، فلم يجبها ولا دافع عن نفسه بل أعطاها ما تريد و تركها تذهب. توفي والده وهو صغير السن وشاءت والدته لما رأته فيه من ذكاء حاد وميل إلى العلم أن ترسله إلى مدرسة بيروت التشريعية الشهيرة في ذلك الزمان. ولمّا كانت أخته على أهبة الزواج من وكيل حاكم فلسطين فقد رافقها هو وأخوه، اثينودوروس، على قيصرية على أمل الانتقال منها إلى بيروت بعد ذلك. ولكنه تعرّف في قيصرية إلى المعلم المشهور أوريجنوس فأخذ بعلمه ومنطقه وتقواه وآثر البقاء في قيصرية. لازم غريغوريوس وأخوه أوريجنوس خمس سنوات واعتمدا منه. وقيل أنهما لحقا به إلى الإسكندرية لبعض الوقت بعدما جدّ حاكم فلسطين في طلبه إثر موجة جديدة من الاضطهاد على المسيحيين. وأخيراً عاد غريغوريوس إلى موطنه فلقيه قومه بالترحاب وانهالت عليه عروض التوظيف. ولكن، كانت عين غريغوريوس في غير مكان فترك الحياة العامة واهتمامات الدنيا وانصرف إلى البرية ينشد النسك والصلاة والتأمل في الكتاب المقدّس. ويقال أنه لازم القفر بضع سنوات. وان هو سوى زمان حتى ذاع صيت فضائله وبلغ أذني فيديموس، أسقف أماسيا التي تقع قيصرية الجديدة في إطارها، فأراد أن يجعله أسقفاً على مسقط رأسه رغم انه كان بعد في الثلاثين. قيصرية الجديدة كانت يومها وثنية إلا سبعة عشر شخصاً اقتبلوا المسيحية. فلما علم غريغوريوس بعزم الأسقف ترك مكانه وتوغل في البريّة هرباً. إلا أن ذلك لم يثن فيديموس عن قصده ولا منعه من تنفيذ رغبته. فقد لجأ إلى طريقة قلّما ألفها تاريخ الكنيسة أو أقرّتها الأعراف، إذ عمد إلى سيامته غيابياً وأنفذ له علماً وخبراً بذلك. في هذه الأثناء جاء غريغوريوس صوت من السماء يقول له: “أذعن لإرادة رئيسك وأسقفك فيديموس. أنها هي اياها إرادة الله”. فترك منسكه للحال وتوجه إلى أماسيا حيث وضع نفسه في تصرف أسقف المدينة. كأسقف على قيصرية الجديدة أبدى غريغوريوس غيرة وهمّة كبيرين. وقد منّ عليه الله بمواهب جمّة، فتمكّن بالمحبة والصلاة والكلمة وصنع العجائب من هداية أهل المدينة والجوار. ويقال أن عدد الوثنيين في المدينة كان مساوياً، عند وفاته، لعدد المسيحيين وقت دخوله إليها أسقفاً: سبعة عشر. هذا علماً بأن زمن ولايته كان زمن حرب وطاعون واضطهاد. أما عجائبه التي أورد قسماً كبيراً منها كل من القدّيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصصي فكانت غزيرة، واسعة النطاق، مدهشة. قيل أنه كان له سلطان على الأرواح النجسة والجبال والمياه وكان يشفي المرضى وكانت له موهبة النبوة ويعرف مكنونات القلوب. كما كان، بنعمة الله، قادراً على الاختفاء عن أعين مضطهديه. يروى في هذا الشأن أنه بعدما أطلق داكيوس قيصر شرارة الاضطهاد على المسيحيين حوالي العام 250 للميلاد انصرف غريغوريوس وجمع غفير من أبناء رعيته إلى الجبال المتاخمة لقيصرية الجديدة. وحدث ذات مرة، أن جنوداً رصدوه، هو وشماسه على إحدى القمم فصعدوا إليه وكادوا أن يدركوه بعدما كانوا على بعد خطوات معدودة منه. ولكن ماذا جرى؟ تقدّم الجنود قليلاً إلى الأمام فعاينوا شجرتين باسقتين ولم يروا أثراً فعادوا خائبين. وبعدما همدت حملة الاضطهادات هذه، عمد غريغوريوس إلى جمع رفات الشهداء وجعل لهم أعياداً سنوية ثابتة. ولعل بعض مواطن الإبداع في ما فعله غريغوريوس كان تعيننه أعياد الشهداء في نفس الأيام التي اعتاد الوثنيون إقامة احتفالاتهم وسمح ببعض مظاهر الفرح والتعييد الوثنية. بكلام آخر عمّد غريغوريوس الأعياد الوثنية، تمثّلها، وبالتالي ساعد على إلغائها من وجدان الناس. من جهة أخرى يذكر القدّيس غرغوريوس النيصصي الذي كتب سيرة سميّه العجائبي أنه أول من شهد التاريخ القديم لمعاينته لوالدة الإله. ففي إحدى الليالي ظهرت له والدة الإله برفقة القدّيس يوحنا اللاهوتي وكشفت له سر وحدة الجوهر الإلهي والتمايز بين الاقانيم الثلاثة، الآب والابن والروح القدس. وقد شكل هذا الكشف ما عرف ردحاً من الزمن بدستور القدّيس غريغوريوس العجائبي الذي اعتادت تلاوته كنائس قيصرية الجديدة والجوار. وهذا الدستور عينه استعان به الآباء في المجمع المسكوني الثاني (381 م) لإخراج دستور الإيمان المعروف إلى يومنا إلى النور. هذا الكشف جعل الآباء ينظرون إلى غريغوريوس وكأنه موسى ثان يتلقى الإعلانات الإلهية مباشرة من لدن العلي. أما رقاد القدّيس غريغوريوس فكان بسلام في الرب بين العامين 270 و275 للميلاد. وقد قيل أنه أوصى بأن يدفن في قبر الغرباء لا في قبر خاص لأنه لم يختص نفسه بشبر أرض في حياته ولم يشأ أن يختص جسده بشبر واحد في مماته. طروبارية باللحن الثامن أيها الأب غريغوريوس، لقد نلتَ لقبكَ بتقويماتك، لتيقُّظِك في الصلوات ومواعيظكَ على صنع العجائب، فتشفع إلى المسيح الإله أن ينير نفوسنا، لئلا ننام في الخطايا إلى الموت. قنداق باللحن الثاني لما تقبَّلتَ صنعَ العجائب الكثيرة، أرهبتَ الشياطينَ بالمعجزات المدهشة، يا غريغوريوس الكلي الحكمة، وشفيتَ أمراض البشر، لذلك دُعيتَ صانع العجائب، حائزاً هذه الدعوة من أعمالك. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 17 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسين رومانوس وبارولا الإنطاكيين | الولادة: – الوفاة: 303 رومانوس من أصل أنطاكي أو ربما فلسطيني. كان شماساً وطارداً للأرواح الشريرة في الكنيسة. كان في أنطاكية عندما اندلعت موجة جديدة من الاضطهاد على المسيحيين في زمن الإمبراطور ذيوكليسيانوس (303م). لم يطق رومانوس، اثر ذلك، أن يرى عدداً كبيراً من المسيحيين يتهافتون على حاكمية أنطاكية ليكفروا بالمسيح ويقدّموا العبادة للأوثان خوفاً على أنفسهم. وإذ دبت فيه الغيرة الإلهية شرع يطوف عليهم في بيوتهم وحوانيتهم يقوّيهم ويشدّد عزائمهم. فوصل خبره إلى الحاكم، اسكلبياذوس فأمر بإلقاء القبض عليه. وفيما كان الجنود يبحثون عنه، إذ به يعترض الحاكم في طريقه على هيكل الأوثان لتقديم ذبائحه: “تخطئ أيها الحاكم، إذ تذهب إلى الأصنام. فالأصنام ليست آلهة. وحده المسيح هو الإله الحقيقي”. فبهت الحاكم من جسارة هذا الوقح. وإذ عاد إلى نفسه وهمس أحد الجنود في أذنه بأنه هو المطلوب بتهمة تحريض المسيحيين على عصيان الأوامر الملكية، أمر للحال بإلقاء القبض عليه وسوقه إلى الديوان. في الديوان، أخذ الحاكم يقرّع رومانوس على عمله الشائن فكان جوابه أنه يفتخر بان يعصى الأوامر الجائرة للملوك وبأن يحضّ المسيحيين على عصيانها لأن الله أولى من الناس بالطاعة. فأشار الحاكم إلى الجنود بأن يجلدوه فجلدوه بعنف بمجالد مزوّدة في أطرافها بقطع من الرصاص، كما مزّقوا جسده بأمشاط من حديد. بعد ذلك دنا منه ليرى إن كان بعد على قحته أم رضخ، فقال له رومانوس: “كم تشتهي نفسي أن تستنير أنت وملكك بنور المسيح وتسلكا بحسب إنجيله، إذن لأضحى ذيوكليسيانوس ملكاً حقيقياً ووكيلاً أميناً لملك السموات على الأرض !” ثم أضاف: “ليس الصنم شيئاً، والوثنية حماقة. المسيح هو رب المجد. واضطهاد ذيوكليسيانوس للمسيحيين ظلم واستبداد”. وعدّ الحاكم كلام رومانوس تجديفاً على الملك فأمر به جنده من جديد فسلخوا جلد خاصرتيه. فالتفت شهيد المسيح إلى اسكلبياذوس وقال له: “أترى هذا الولد هناك؟” فأدار الحاكم وجهه فأبصر ولداً ممسكاً بيد أمه وسط جمع من الناس. فقال له رومانوس: “هذا الولد يفهم أكثر منك لأنه يعرف من هو الإله الحقيقي وأنت لا تعرف. سله فيجبك!” فاختلط الأمر على الحاكم إزاء الجمع وارتبك وصرخ بالولد فجيء للحال به فسأله: “قل لي يا ولد هل هناك إله واحد أم آلهة متعددة؟” فأجاب الولد وكان اسمه بارولا: “بل هناك إله واحد خالق السماء والأرض”. فسأله الحاكم: “وهل أنت مسيحي؟” فأجاب: “نعم، أنا مسيحي وأؤمن بالرب يسوع المسيح”. فتطلع الحاكم بغضب إلى أم الولد ووبّخها على إفسادها إياه وسوء تربيتها له. ثم اقترب جندي من الولد وانهال عليه ضرباً قصاصاً له. فخرجت الأم عن صمتها وأثنت على ولدها وأخذت تشجعه، فاشتد غيظ الحاكم وأمر بقطع رأس الولد أمام أمه، فقطع، فأحصي في عداد شهداء الكنيسة. أما رومانوس فأمر الحاكم بنزع لسانه وألقاه في السجن وأثقل وثقه وأيضاً كسر الجنود ساقيه، وأخيراً خنقوه. طروبارية باللحن الرابع شهيداكَ يا رب بجهادهِما، نالا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلص نفوسنا. قنداق يا رومانس الكلي المديح, إن الكنيسة إذ قد اتخذتك مثل كوكب عظيم بالحقيقة, فهي تستنير بجهاداتك, ممجدةً تذكارك المتوشح بالضياء. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 18 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس عوبديا النبي | الولادة: – الوفاة: – هو كاتب أقصر أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار. ليست عندنا معلومات ثابتة في شأنه. ثمة من يقول أنه إياه عوبديا المذكور في سفر الملوك(1 والذي كان مدبّراً لبيت آخاب الملك. ذاك كان يخشى الرب جداً منذ صباه. “وحينما قطعت إيزابيل (الملكة) أنبياء الرب، أخذ عوبديا مئة نبي وخبأهم خمسين رجلاً في مغارة وعالهم بخبز وماء”. أرسله الملك إلى العيون والأودية ليبحث عن عشب للخيل والبغال لأن الجفاف في الأرض كان عظيماً والبهائم مهددة بالموت. وفي الطريق التقى إيليا النبي. وإكراماً لعوبديا ارتضى إيليا أن يتراءى لآخاب الملك. في كل حال، يقع سفر عوبديا في إصحاح واحد يتضمن إحدى وعشرين آية. وإذا ما أخذنا بان النص نشأ بعد سقوط أورشليم بقليل فإن زمن نشأته يكون قريباً من السنة 587 قبل الميلاد. ورغم قصره فرسالته جزيلة القيمة. إذ بعدما سقطت أورشليم وخرب الهيكل وجلا الشعب، بكلام آخر بعدما اشتدت ظلمة الليل على أكثر ما تكون الظلمة بين الناس، إذاً بسفر عوبديا ينبئنا بفيض النور: “يوم الرب قريب” (15). “ويكون الملك الرب” (21). “أما جبل صهيون فيكون له خلاص” (17). “ويكون المكان قدساً”. ولا يبرئ السيد الرب الأخ المستكبر الذي تآمر على أخيه – آدوم عيسو على يعقوب – واستغل ضعفه وشمت به في مصيبته وسلبه. لذا هكذا قال السيد الرب: “… إنك حقير جداً، لقد أغواك الاعتداد بنفسك أيها الساكن في نخاريب الصخر والذي مسكنه المرتفعات والقائل في قلبه: “من ينزلني إلى الأرض؟” “إنك ولو ارتفعت كالعقاب وجعلت عشك بين الكواكب من هناك أنزلك، يقول الرب” (2- 4). وليس الأخ المستكبر وحده من “يرتد عناؤه على رأسه ويسقط شره على هامته” (مزمور) بل كل الأمم الذين اجتمعوا على الرب وعلى مسيحه وشعبه. “لأن يوم الرب قريب على جميع الأمم. وكما فعلت يفعل بك ويعود انتقامك على رأسك” (15). “ويكونون كأنهم لم يكونوا” (16). أما شعب الله فيرث الذين ورثوه (17) ويكونا ناراً وأعداؤه قشاً “فيضرمونهم ويأكلونهم” ولا يبقون حياً منهم لأن الرب تكلّم (1. فلو قرأنا السفر لا كحدث تاريخي وحسب، بل بالأحرى كحدث روحي تجري فصوله فينا، على منوال آبائنا أن آدوم – الذي يعني تراب الأرض – هو كل واحد منا، هو ترابيتنا، هو إنساننا العتيق بكل استكباره وملذاته ومفاسده ومحاسده، إذن لبانت للسفر في حياتنا معانيه العميقة. طروبارية باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك عوبَدْيا، وبه نبتهل إليك يا رب فخلص نفوسنا تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 19 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس غريغوريوس اسقف اكراغندينون | الولادة: – الوفاة: 395 نشأ من اكرغنثية إحدى مدن جزيرة صقلية (سيسيليا) على عهد الملك يوستنيانوس رينوتميتس (أي الأجذع) نحو 685 وكان أبواه خاريطن وثاودوتي تقيين حسني العبادة * وأما امفيلوشيوس فكان من كبادوكية وقد اشتهر منذ صبائه بالنسك والمعارف الالهية. وفي سنة 344 ارتقى إلى درجة الاسقفية. وجاهد ببسالة ضد تجديف افنوميوس ، ومكدونيوس المحارب الروح ، واتباع آريوس ، وحضر في المجمع الثاني المسكوني المنعقد في القسطنطينية على عهد ثاودوسيوس الكبير سنة 381 الذي اجتمع فيه مئة وخمسون أباً ، ثم توفي بسلام سنة 395 وقد بلغ إلى شيخوخة متناهية. طروبارية باللحن الرابع يا إله آبائنا الصانع معنا دائماً بحسب وداعتك ، لا تُبعد عنا رحمتك ، بل بتوسلاتهم دبّر بالسلامة حياتنا. بعد الأودية الثالثة قنداق باللحن الرابع إن الكنيسة باشراقات الروح القدس الباعثة النور ، تُنير المقيمين تذكار رقادك البهج ، أيها الآب البار غريغوريوس الكلّي الغبطة. وبعد السادسة قنداق باللحن الأول بما أنك معروفٌ ومختارٌ من الله جداً، حصلت بالانتخاف الالهي حقيقةً راعياً للاعتناء بالكثيرين مستحق التعجب ، فلذلك لما ظهرت يا امفيلوشيوس رئيس كهنة فاضلاً، دحضْتَ كل بدعة بعزم العبادة الحسنة، مناضلاً عن المؤمنين. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 23 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسين فيليُمن وارشبس وأنسيمس | الولادة: – الوفاة: 288 إن فيليمن نبغ من مدينة كولوصايس من أعمال فريجية، وكان رجلاً غنياً شريف النسب ، وابفيا كانت امرأته ، وارشبس كان اسقف كنيسة كولوصايس ، وكان الثلاثة من تلاميذ بولس الرسول ، وأما أنسيمس فكان عبداً لفيليمن غير مؤمن فسرق بعض أوان لسيده وهرب إلى رومية ، فصادفه هناك الرسول فهداه إلى منهاج الفضيلة ومعرفة الحق ورده إلى سيده فيليمن باعثاً اليه برسالة يوصي اليه فيها بانيسيمس المذكور وهي إحدى رسالات بولس الرسول الأرع عشر وكان ذلك سنة 61. ثم توفوا جميعاً بموت الاستشهاد مرجومين لفليريانوس فقادته إلى الإيمان بالمسيح وهو قاد أخاه تفورتيوس. وقد جاهدوا جميعاً على عهد ديوكليتيانوس 288. طروبارية باللحن الثالث أيها الرسل القديسون تشفعا إلى الإله الرحيم ، أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا . تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 22 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس بطرس أسقف الإسكندرية | الولادة: – الوفاة: 311 يبدو من المعلومات المتوفرة عن القديس بطرس أنه كان رجل علم، حكيماً، تسلّم مدرسة الإسكندرية لبعض الوقت قبل اختياره أسقفاً على الإسكندرية خلفاً للقدبيس ثيوناس في العام 300 للميلاد. أفسافيوس القيصري، في تاريخه، تحدث عنه بإكبار، قال: “بعدما أدى ثيوناس أجلّ خدمة على امتداد تسعة عشر عاماً، خلفه بطرس على أسقفية أهل الإسكندرية. وقد كان هو أيضاً بارزاً على مدى اثني عشر عاماً. ساس الكنيسة لأقل من ثلاث سنوات قبل الاضطهاد، وبقية أيامه قضاها في قسوة على نفسه، واهتم علناً بالصالح العام للكنائس. لهذا السبب، قطع رأسه في السنة التاسعة من الاضطهاد وتزّين بإكليل الاستشهاد”. وأفسافيوس أيضاً اعتبر القديس بطرس: “معلماً مسيحياً موهوباً… ومثالاً للأسقف يحتذى، لصلاح سيرته ومعرفته للكتب السماوية”. ولما انطلقت موجة الاضطهاد جديدة على المسيحيين في زمن الإمبراطور ذيوكليسيانوس (245-313م) في العام 303 للميلاد، فضّل القديس بطرس الاختباء على تعريض نفسه للموت لأنه لم يشأ أن يترك قطيعه دون رعاية والظرف عصيب. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فإن أسقفاً اسمه ملاتيوس، كان على ليكوبوليس في الطيبة، وضع يده على كرسي الإسكندرية وكراسي أسقفيات أخرى متذرعاً بأن أساقفة هذه الكراسي خانوا الأمانة وفرّوا تاركين الشعب لمصيره، وقام، للحال، بسيامة أتباع له كهنة وشمامسة ووزعهم هنا وهناك. غير أنه في غضون شهر جرى القبض عليه وخيّر بين الموت والتضحية للأوثان فضحّى. ومع هذا استمر ملاتيوس في حركته إلى أن انعقد مجمع محلي برئاسة القديس بطرس في الاسكندرية في العام 305 أو 306 للميلاد جرّده من الأسقفية بعدما أدانه بتهمة ارتكاب “جرائم متعددة والتضحية للأوثان”. لم يمتثل ملاتيوس لقرار المجمع بل أعلن ما أسماه “كنيسة الشهداء” شاقاً بذلك كنيسة الاسكندرية إلى اثنين في ما عرف بـ “الانشقاق الملاتي” الذي استمر ما يقرب القرن. يذكر أن آريوس الهرطوقي هو من هذه الكنيسة المنشقة وفيها وجد أشدّ أتباعه حماساً له. واستمر القديس بطرس في رعاية شعبه بغيرة وأمانة إلى أن جرى القبض عليه وقطع الولاة رأسه. يذكر أن أعداداًُ كبيرة من المؤمنين قضت في اضطهاد ذلك الزمان. بعض المصادر يقول إن بضع مئات لا قوا حتفهم وإن عائلات بأكملها أبيدت. وقد تركت تلك الفترة بصمتها في وجدان المصريين حتى إن الكنيسة القبطية اعتمدتها بداية لتقويمها الكنسي. من جهة أخرى، سرى القول، مذ ذاك، أنه “كما كان بطرس أول الرسل كان بطرس آخر الشهداء”. وبالفعل فإنه باستشهاد القديس بطرس الاسكندري انتهى زمن الاضطهاد. وقد كان ذلك في الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 311 للميلاد. هذا ويحكى عن القديس بطرس أنه لما كان في السجن رأى رؤيا، الرب يسوع المسيح في هيئة صبي في الثانية عشرة بهي الطلعة يلبس ثوباً ممزّقاً من فوق إلى أسفل وكان الصبي ممسكاً بشقي الثوب يحاول بهما، وبدموع، إخفاء عريه، فسأله بطرس: ” يا سيد، من الذي مزّق ثوبك؟” فأجاب: “آريوس! لذلك أقول لك إياك أن تقبله في الشركة وقل لأخيلاس والاسكندر الكاهنين عندك، وهما سيخلفانك، أن يحفظا الإيمان الارثوذكسي المقدس من هجماته”. من جهة أخرى يحكى عن القديس بطرس أنه كان يرفض باستمرار الجلوس في سدة الأسقفية وكان يكتفي بالجلوس على الدرج تحت الكرسي. ولما ألح عليه أهل بيته معترضين أجابهم: “لا تجبروني الجلوس على هذا العرش الأسقفي لأن الخوف والرعدة يعترياني كلما دنوت منه، فأنا أنظر سلطان العلي وضياءه مستقراً عليه، سلطان ربنا يسوع المسيح الذي هو وحده الكاهن الأكبر”. هذا ويبدو أن القديس بطرس ترك كتابات قيّمة لم يبق منها غير أصداء وشواهد في كتابات الآباء اللاحقين. مجمع أفسس (431) استشهد به لتأكيد ألوهية السيد وإنسانيته وكذلك ليونتيوس البيزنطي في القرن السادس. ولعل أبرز ما بقي لنا منه مجموعة قوانينه بشأن الساقطين وجاحدي الإيمان أثناء الاضطهاد. هذه القوانين ذكرها القانون الأول للمجمع المسكوني الرابع (خلقيدونيا 451)، والقانون الثاني للمجمع المسكوني السادس المسمى ترولو (692). ولعل ميزة هذه القوانين أنها أقل تشدداً وأكثر رحمة من غيرها في الموضوع عينه. طروبارية باللحن الرابع يا إله آبائنا الصانع معنا دائماً بحسب وداعتك، لا تُبعد عنا رحمتك، بل بتوسلاتهم دبّر بالسلامة حياتَنا. قنداق باللحن الرابع يا بطرس الكلّي المديح، بما أنك برج إلهيَّ للكنيسة، غير متزعزِعَ، وعموداً شريفاً عزيزاً لحسن العبادة، أحرس الجميع بشفاعاتك . تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 24 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس ستيليانوس البار | الولادة: – الوفاة: – اختاره الله من بطن أمه. فلما كبر ورأى أن كل شيء حوله وهم وخيال وزع ما كان لديه على الفقراء واقتبل الحياة الرهبانية عاش في دير بضع سنوات ولما صار موافقاً له غادر إلى مغارة ناسكاً. كان ملاك يأتيه بطعامه. وقد استبان شفيعاً للمرضى لدى الله، شافياً بصورة خاصة أمراض الأطفال والعقم. طروبارية باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار ستليانوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يعقوب الفارسي المقطع | الولادة: – الوفاة: – كانت ولادة القدّيس يعقوب ونشأته، فيما يبدو، في مدينة اسمها لابات، في ناحية سوز الفارسية، على بعد ثلاثمئة كيلومتر تقريباً شمالي الخليج الفارسي. وكان من عائلة ثرية من فئة النبلاء، قيل امتازت بالكرم وإضافة الغرباء، وكانت على المسيحية. رجل الدنيا: تلقى يعقوب قسطاً وافراً من علوم عصره وكان دمثاً، غيوراً على خدمة الناس، وديعاً. ارتبط بصداقة حميمة بالشاه الفارسي، يزدجرد الأول (399 – 425). وقد أسبغ عليه هذا الأخير امتيازات شتى فبات أكثر معشر يعقوب أهل القصر وأكثر أجوائه مجالس كبار القوم. كل ذلك أثّر في وجدانه وجعله سكير المقامات والأمجاد العالمية. يومذاك كانت المسيحية في بلاد فارس مرذولة ومضطهدة، لاسيما بعدما عمد أسقف المدائن، عبدا الشهيد، إلى إحراق معبد الشمس حيث اعتاد يزدجرد الأول تقديم ذبائحه (411 م). وإذ كان على يعقوب أن يختار بين إيمانه بالرب يسوع المسيح والحظوى لدى الشاه، اختار امتيازات هذا الدهر وأمجاده وبات شريك الشاه في عبادة الأوثان. ثاب إلى رشده: وبلغ المسيحيين خبر سقوط يعقوب فكان له فيهم وقع الصاعقة لاسيما وأن يعقوب أحد أعمدتهم. ثم إن والدة يعقوب وزوجته بلّغاه أنهما يقطعان به كل علاقة لأنه آثر مجداً عابراً على محبة المسيح ووعد الحياة الأبدية. وثمة رسالة قيل أنهما وجّهتاها إليه، بهذا المعنى، وقيل أيضاً إنها من رعية المسيح. جاء في الرسالة: “عار على من هو مثلك، رفيع في الحسب والنسب والإيمان أيضاً، أن يسقط في جبّ الضلال العالمي طمعاً في أمجاد تافهة مزيفة. من المؤسف كل الأسف أن تؤثر الملك الأرضي على الملك السماوي، ملك الملوك ورب الأرباب. ماذا نقول فيك يا مستحق النوح والبكاء والشفقة؟ أية عطية سيجزل لك يا عديم العقل؟ إننا ننوح من القلب ودموعنا تتساقط مدرارة حزناً على صنيعك الممقوت. لكننا نضرع إلى الرب أن يفتح عينيك المغمضتين وأن يلقي بنوره الإلهي في صدرك كي تعود عن غيّك وضلالك. حاول أن تفهم ما آلت إليه حالك. جرّب أن تدرك الخطيئة العظيمة التي وقعت فيها. فكّر في أنك كنت ابناً للنور فأصبحت ابناً لجهنم. لا تفوّت فرصة خلاصك، ولا تؤّجل عمل التوبة. مدّ إلى العلّي يد التضرع والانسحاق. عد إلى رشدك وصوابك فيعود فرحنا بك. ولا تنس أن إصرارك على ما أنت فيه سيجعل بينك وبيننا قطيعة”. وأفاق يعقوب من سكره وبكى بكاء مرّا. كل همّه بات أن يمحو خيانته لرب السماوات والأرض، وبالدم إن لزم الأمر. لذلك جاهر بإيمانه بالرب يسوع ونبذ الأوثان. لم يترك مناسبة إلا فعل كذلك إلى أن بلغ خبره الشاه نفسه، فاستدعاه وسأله عن حقيقة الأمر، فاعترف ولم ينكر. بدا الشاه لبعض الوقت غير مصدّق، لكن يعقوب أصرّ. حاول يزدجرد إغراءه بالمناصب والمال والأمجاد فلم يبال. قال أنه مستعد أن يهبه حتى نصف مملكته فلم يصغ. ذكّره بالشباب وحلاوات الحياة فلم يتزحزح. هدّده فلم يكترث. إذ ذاك خرج الشاه عن طوره وأسلمه، في غضب شديد، إلى التعذيب. تحت التعذيب: كانت المرحلة الأولى من التعذيب عادية، لكن حمية يعقوب واستخفافه بها جعلا يزدجرد في هياج، فأمر إذ ذاك بإنزال أقسى وأصعب أنواع التعذيب بيعقوب: تقطيعه قطعة قطعة حتى يلفظ نفسه الأخير. وشاء الشاه أن يدعو المدينة كلها إلى هذا المشهد المريع. ولما حضرت الساعة، بدا بعض الناس حزانى باكين فقال فيهم يعقوب: “لا تبكوا علي أيها البائسون، ابكوا أنفسكم وشهواتكم وملذاتكم. سأتوجع قليلاً، ثم ينتهي كل شيء. أما أنتم فمصيركم هنا غير مضمون”. ثم إن الجلاّدين بداوا بتنفيذ الحكم فقطعوا أصابع يديه ورجليه ثم ذراعيه وساقيه. وإذ كان يعقوب في آلام فظيعة صرخ إلى الرب يسوع: “أغثني يا رب” فجاءت قوة من عند الله جعلته غريباً عن الألم، وكأن ما يجري كان على جسد شخص آخر. أخيراً قطع الجلاّد رأسه فتوقف مجرى الأوجاع وأكمل يعقوب الشهادة أمانة وتكفيراً. وقد جاء في التراث أنه عندما قطع الجلاّد إبهامه قال: “هكذا تقلّم الكرمة لكي تنمو جديداً في أوانها”. وعندما قطع إصبعه الثاني قال: “تقبّل، يا رب الغصن الثاني من زرعك”. ولما قطع الثالث قال: “أبارك الآب والابن والروح القدس”. وعندما قطع الرابع قال: “يا من قبلت مديحاً من الحيوانات الأربع، اقبل ألم هذه الأصابع الأربع”. وعند الخامس قال: “ليت فرحي يكون عظيماً كفرح العذارى الخمس العاقلات”. وعند السادس قال: “المجد لك يا رب، يا من مددت يديك الطاهرتين على الصليب، في الساعة السادسة وجعلتني مستحقاً أن أقدّم لك أصابعي الستة”. وعند السابع قال: “كمثل داود الذي سبّحك سبع مرّات في اليوم، هكذا أنا أسبحك بأصابعي السبعة المبتورة من أجلك”. وعند الثامن: “أنت يا رب استرحت في اليوم الثامن”. وعند التاسع: “في الساعة التاسعة، يا رب، استودعت روحك يدي أبيك، يا مسيحي، وأنا أقدم لك الشكر لألم الإصبع التاسع هذا”. وأخيراً لما قطع الجلاّد آخر إصبع من أصابعه قال: “أرتل لك، يا رب، على عود ذي عشرة أوتار وأباركك لأنك أهّلتني لاحتمال قطع أصابع يديّ الاثنتين من أجل وصاياك العشر المكتوبة على ألواح الحجر”. كان استشهاد يعقوب في مدينة بابل على نهر الفرات وقيل أنه كان يوم جمعة. وقد تمكن بعض الأتقياء من سرقة الجثمان ولملمة الأطراف ونقل الهامة لتوارى الثرى بإكرام وخشوع. هذا، ورفات القدّيس اليوم في أكثر من موضع في العالم؛ فالهامة في روما وبعض من عظامه في بلاد البرتغال حيث يحتفل بعيده في اليوم الثاني والعشرين من شهر أيار. تجدر الإشارة إلى العديد من الكنائس والأديرة عندنا، لاسيما في شمالي لبنان، يتخذ القدّيس يعقوب الفارسي شفيعاً. والكنيسة المقدّسة تنشد له في صلاة السحر، في عيده، النشيد التالي: “يا محبي المشاهد، إذ تجتمعون اليوم بالإيمان، تأملوا العجب والجهاد الغريب ليعقوب الشهيد الذي تألق إلينا من فارس كمثل النجم الذي سبق أن ظهر للمجوس، مرشداً إياهم إلى المعرفة الحقيقية. لأن هذا الشجاع بسقوطه أسقط الأعداء، وبتقطيع أوصاله أضنى المغتصبين لأن العناية الإلهية قوّته من السماء ومكنته من الهتاف: حتى ولو قطّعتم أعضائي، هنا، أسفل، فإني أحتفظ بذاتي كاملة، أي بالمسيح. وأيضا، إذ سبق فعاين الحياة العتيدة عبر الموت الموعود للجميع، أسرع إلى هناك. وإذ وجد تلك الحياة التمس لنا من الإله المانح الأكاليل الصفح والنور ونعمة الخلاص، نحن المقيمين تذكاره المقدّس”. طروبارية باللحن الثالث أيها الشهيد يعقوب ,لما نلت النعمة بالإيمان الإلهي, انتصبت مسروراً بشجاعة عند تقطيع جسدك, وإذ أتممت جهاد الشهادة قبلت إكليل عدم الفساد,فيا أيها الشهيد المجيد تشفع إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى. قنداق باللحن الثاني أيها الثابت العزم، لقد أذعنتَ لزوجتِكَ الحسنة الرأي، خائفاً من الدينونة الهائلة، فنبذتَ يا يعقوبُ الخوفَ من الفُرس، وظهرتَ شهيداً عجيباً حين قُطّع مثلَ الجفنة جسدُك. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 27 تشرين الثاني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس استيفانوس الجديد | الولادة: 713 الوفاة: 766 أولادكم أمانة لكم: أبصر القديس استيفانوس الجديد النور في مدينة القسطنطينية في العام 713 للميلاد. كان أبواه تقيين، من العامة. أنجبته أمه، حنّة، بعد عقر. ويبدو أنها فعلت نظير حنّة، أم صموئيل النبي، التي نذرته لله قبل ولادته إذا منّ عليها بابن، وقد استجاب الله دعاءها. فلما وضعته أحاطته بعناية خاصة لأنها حسبت نفسها مؤتمنة عليه وأنه لله. وقد عمّده القديس جرمانوس، بطريرك القسطنطينية (12 أيار) وأعطاه اسم الشهيد استيفانوس. كبر الولد ونما في الفضيلة بنعمة الله وعناية والديه. وقد برع في العلوم وشغف بقراءة الكتب الروحية والأسفار المقدسة. راهباً: في ذلك الزمان باشر الإمبراطور لاون الثالث الأيصوري (717-741 م) حملة إزالة الأيقونات وإبطال إكرامها. وقد رأى والدا استيفانوس أنه من الحرص الابتعاد عن المدينة، فأخذا ابنهما وأودعاه رهبان جبل القديس افكسنديوس (14شباط) القريب من مدينة نيقوميذية، المعروفة اليوم بأزميت، في الجزء الشمالي الغربي من تركيا الحالية. عمره كان قد ناهز السادسة عشرة. وقد قبله الرهبان على الفور، واهتم بأمره أب روحي مختبر، حسن البصيرة اسمه يوحنا. والحق أن الرهبان في تلك البقعة كانوا مجموعة من النسّاك بأب روحي واحد. وقد ألبسوه الثوب الملائكي المقدس منذ اليوم الأول لقدومه إليهم. أبدى استيفانوس كراهب طاعة كاملة وغيرة إزاء كل ما يطلبونه منه. كان قدوة في الجهاد والفضيلة. ثم أن والده في الجسد رقد فذهب هو إلى القسطنطينية لتصفية تركة أبيه. وبعدما وزّع ما جمعه على الفقراء عاد إلى جبله برفقة أمه وأخته اللتين انضمتا إلى دير نسائي في جوار ديره، وترك أختاً ثانية في دير من ديورة القسطنطينية. ولم يمض وقت طويل على ذلك حتى رقد أبوه الروحي، رئيس المناسك، فاختاره الجميع رئيساً عليهم رغم صغر سنه. يومها كان قد بلغ الحادية والثلاثين. قسوته على نفسه: اهتم استيفانوس بتحويل القلالي إلى دير مشترك. وبعدما نجح في تنظيم شؤونه غادره طالباً العزلة والهدوء. وقد استقر في قلاّية ضيقة بلا سقف، عرضة لقسوة الطقس، حراً وبرداً. لم يكن يغطي بدنه غير ثوب رقيق لكل الأوقات. وقد أحاط نفسه بسلاسل حديدية واكتفى من الطعام والشراب بأقله. هكذا انصرف استيفانوس إلى الهذيذ بالله ليل نهار، يقاوم تجارب إبليس وعناصر الطبيعة. وشيئاً فشيئاً بدأت رائحة قداسته تفوح في الرجاء فاخذ التلاميذ والزائرون يتدفقون عليه. المدافع عن الأيقونات: ثم أن الإمبراطور لاون الثالث مات في العام 741 للميلاد فخلفه ابنه قسطنطين الخامس المكنى بالزبلي الاسم. هذا استهل عهده كما لو كانت مسألة الأيقونات لا تعنيه. ولكن ما أن استتب له الأمر في الداخل وعلى الحدود، بعد صعوبات سياسية وعسكرية، لاسيما حيال التهديد العربي في المشرق، حتى فتح ملف الأيقونات من جديد، فالتزم خط أبيه على أشرس ما يكون. وقد عمد على إتلاف كنائس وتدنيس الأواني المقدسة المزينة بالرسوم، كما طلى بالكلس جدران الكنائس لطمس معالم الأيقونات الحائطية وأحرق الكثير من الأيقونات الخشبية. وكل الذين وقفوا في وجهه عاقبهم بقسوة. أكثر الأساقفة، فيما يبدو، روّعهم أو استمالهم إليه بالهدايا والامتيازات والخدمات حتى جعل ثلاثمئة منهم يوقّعون في مجمع قصر هياريا المزعوم (754 م) على قرار بإبطال إكرام الأيقونات. أكثر من قاومه كانوا الرهبان، لذلك اضطهدهم بعنف، فأقفل أديرة وأحرق أخرى وحوّل بعضاً إلى ثكنات عسكرية أو إدارات عامة. أما الرهبان فسعى إلى فرض لباس العامة عليهم وإجبارهم على الزواج تحت طائلة المسؤولية، ووضع على تحركّاتهم قيوداً خانقة حتى تفرق شملهم. أما الذين صمدوا وقاوموا فكان نصيبهم قطع الأنف أو اللسان ثم السجن أو النفي. في هذا الجو القاتم بدا استيفانوس أبرز وجوه المقاومة والصمود، فأوفد الإمبراطور إليه أحد كبار رجال بلاطه مزوداً بهدايا نفيسة وسأله أن يوقّع على الوثيقة الصادرة عن المجمع المزعوم، فكان جواب استيفانوس أن ردّ الرسول والهدايا قائلاً: “ليس الإيمان سلعة تباع وتشرى! لقد علّمت الكنيسة في كل العصور أن إكرام الأيقونات شيء حسن مقدس وهو ما ينبغي أن نتبعه ونقدسه”. وفي قولة غيورة أعلن بعدما مدّ يده صوب الرسول: “حتى ولو بقي فيّ قبضة واحدة من الدم لبذلتها من أجل أيقونة المسيح!”. وسائل ضغط: وثار سخط الإمبراطور على استيفانوس فعمد إلى وسائل ضغط مختلفة. حاول أن يشيع بشأنه فضيحة مؤداها أنه على علاقة مشينة براهبة اسمها حنّة كان قديسنا قد أثر في نفسها، وهي الفتاة الغنية، بنت القسطنطينية، فعافت الدنيا ووزعت غناها على الفقراء ثم ذهبت فانضمت إلى دير للعذارى. وعندما جيء بحنّة لاستجوابها تبيّن أن التهمة اختلاق محض. وعبثاً حاولت السلطة إرغامها على تبني قولة الكذب فأبت بشدة، فجلدوها بعنف حتى سالت دماؤها فلم يُجدهم ضربها نفعاً. وقد أحصتها الكنيسة في عداد قديسيها. ولما باءت محاولة الإمبراطور بالفشل، عمد إلى اتهام القديس بالفعل الشنيع مع بعض الأحداث، ولكن هنا أيضاً بان بطلان التهمة سريعاً. أخيراً أرسل فأحرق الدير وبدّد رهبانه ونفى استيفانوس إلى إحدى الجزر في بحر مرمرة فتهافت الرهبان والزوار عليه وجرت على يده عجائب كثيرة. ثم بعد ثلاث سنوات نقله الإمبراطور إلى القسطنطينية وأوقفه أمامه. وخلال استجوابه له، أخذ استيفانوس قطعة نقدية وسأل لمن هذه الصورة والكتابة فقيل للإمبراطور، فأخذها وداسها بقدمه فاغتاظ الإمبراطور، فقال له استيفانوس: إذا كنت أنت تشعر بالمهانة وتغضب إذا ما داس أحد صورتك، أفما تظن أنك تهين الله والله غاضب عليك لأنك تدوس أيقوناته وتحقرها؟! فسكت الإمبراطور لكنه لم يرعو. بعد ذلك ألقوا استيفانوس في سجن من سجون القسطنطينية. وفي السجن اكتشف وجود عدد كبير من الرهبان المعترفين، ثلاثمئة واثنين وأربعين، كان قسطنطين الملك قد نكّل بهم وقطع لبعضهم أذنه ولبعضهم أنفه ولبعضهم لسانه. ولم يمض وقت طويل حتى تحوّل السجن إلى دير كان استيفانوس فيه أباً للجميع ومرشداً ومعزياً. استشهاده: أخيراً، بعد أحد عشر شهراً من ذلك، عيل صبر السلطة فأخرجته من سجنه وعرّضته للهزء والسخرية في الساحات العامة. ولما أهاجت الرعاع رجموه كما فعلوا بسميّه استيفانوس، أول الشهداء. ثم عمد أحدهم إلى ضربه بعصى غليظة على رأسه حطّمت جمجمته وأدّّت إلى استشهاده. كان ذلك في اليوم الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 766 للميلاد. وكان القديس قد بلغ من العمر الثالثة والخمسين. طروبارية باللحن الرابع لما سبقتَ فروَّضت ذاتكَ في الجبل، بالرياضات النسكية، هزمتَ مواكب الأعداء العقليين، بالسلاح الكامل سلاحُ الصليب، ثم برزتَ أيضاً بشجاعة إلى الجهاد، وقتلت الزبلي الاسم بسيف الإيمان، وفي كلا الأمرين كُللت من الله، أيها الشهيد البار استيفانس الدائم الذكر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس الشهيد فيلومانوس | الولادة: 270 الوفاة: – ولد هذا القديس في مقاطعة ليكاؤنيا الواقعة شمال كيليكيا، قي القسم الأوسط من آسيا الصغرى، في أيام الإمبراطور الروماني أوريليانوس (270-275م). ثمة من يقول أنه كان خبازاً وثمة من يقول أنه كان أحد تجار القمح في مدينة أنقرة، ومن أصحاب الثروات الطائلة. أنّى يكن الأمر فقد نهي إلى حاكم أنقرة، المدعو فيليكس، أن فيلومانوس مسيحي فألقى عليه القبض وأوقفه للاستجواب، فاعترف بكل جرأة ولم يتردّد في أن يقول أنه مسيحي. ولما لم تنفع معه محاولات إقناعه بالعودة عن إيمانه، أمر به الحاكم جنده فأوثقوا يديه ورجليه بسلاسل حديدية وعلقوه ثم انهالوا عليه ضرباً بالسيوف. وهناك شهادة تفيد أن الجلادين سمّروه بمسامير غليظة ثم علّقوه فوق نار تتلظى ليشوى شيّاً إلى أن أسلم الروح. غير أن شهادة أخرى تبيّن أنهم بعدما ألقوه في أتون محمّى وخرج منه سالماً بنعمة الله أوثقوا رأسه إلى يديه ورجليه وجرّروه إلى أن تهشم ولفظ أنفاسه الأخيرة. طروبارية باللحن الرابع شهيدك يا رب بجهاده، نال منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنه أحرزا قوَّتك فحطم المغتصبين وسحق بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلص نفوسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أندراوس الرسول | الولادة: – الوفاة: – القديس الرسول المجيد الكلي المديح اندراوس المدعو أولاً “لنمدح المكنّى بالشجاع والمتكلّم بالإلهيات والمدعو أولاً في تلاميذ المخلّص، أخا بطرس، لأنه كما هتف نحو أخيه قديماً يهتف نحونا الآن: هلمّوا فقد وجدنا الذي تشتاق أنفسنا إليه”. قنداق خدمة الرسول اندراوس القديس اندراوس، في التراث، هو الرسول الذي دعاه الرب يسوع أولاً، واسمه معناه الشجاع أو الصنديد أو الرجل الرجل. كان تلميذاً ليوحنا المعمدان أول أمره (يوحنا 35:1). فلما كان يوم نظر فيه معلّمُه الرب يسوع ماشياً بادر اثنين من تلاميذه كانا واقفين معه بالقول: “هوذا حمل الله!” (يوحنا 36:1)، فتبع التلميذان يسوع. “فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟ فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم أين تمكث؟ فقال لهما تعاليا وانظرا. فأتيا ونظرا أين يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة” (يوحنا1: 38 – 39). اندراوس كان واحداً من الاثنين. ومن تلك الساعة صار للرب يسوع تلميذاً. إثر ذلك، أقبل اندراوس على أخيه بطرس وأعلن له: “وقد وجدنا مسيّاً الذي تفسيره المسيح” (يوحنا 41:1)، ثم أتى به إلى يسوع. موطن اندراوس وبطرس كان الجليل الأعلى، وعلى وجه التحديد بيت صيدا فيها، ومنها فيليبس الرسول أيضاً (يوحنا 44:1). كانت مهنة اندراوس، كأخيه بطرس، صيد السمك (مرقص 16:1)، وكان له بيت في كفرناحوم (مرقص 29:1). ورد اسمه ثانياً في لائحة الرسل، في كل من إنجيلي متى (2:10) ولوقا (14:6) بعد بطرس، فيما ورد رابعاً في كل من إنجيل مرقص (16:3) وأعمال الرسل (13:1) بعد بطرس ويعقوب ويوحنا. أكثر ما ورد ذكر اندراوس الرسول في إنجيل يوحنا ؛ فإلى ما سبق ذكره نلقاه في الإصحاح السادس (8) يبلغ الرب يسوع، قبل تكثير الخبز والسمك، بأن “هنا غلاماً معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء”. ونلقى اندراوس مرة أخرى في الإصحاح الثاني عشر حين تقدّم يونانيون إلى فيليبس وسألوه قائلين نريد أن نرى يسوع. “فأتى فيليبس وقال لأندراوس ثم قال اندراوس وفيليبس ليسوع. وأما يسوع فأجابهما قائلاً قد أتت الساعة ليتمجّد ابن الإنسان” (20-23). هذا جلّ ما نستمدّه عن اندراوس الرسول من الأناجيل وأعمال الرسل. أما في التراث، فقد أورد أفسافيوس في تاريخه انه كرز بالأناجيل في سكيثيا، أي إلى الشمال والشمالي الشرقي من البحر الأسود، وفي آسيا الوسطى، بين كازخستان وأوزبكستان. كما ذكر كل من ايرونيموس وثيودوريتوس أنه بشّر في إقليم أخائية في جنوبي اليونان، فيما أشار نيقيفوروس إلى آسيا الصغرى وتراقيا، في البلقان، شمالي البحر الإيجي. وفي بيزنطية، التي كانت آنئذ مدينة متواضعة، يقولون إن القديس اندراوس أقام عليها استاخيس، أول أسقف. ويقولون أيضاً إنه رفع الصليب في كييف وتنبأ بمستقبل المسيحية بين الشعب الروسي. والقديس اندراوس شفيع اسكتلندا حيث يبدو أن سفينة غرقت بالقرب من المكان المعروف باسمه هناك وكانت تحمل بعض بقايا القديس. أما رقاد الرسول فكان استشهاداً على صليب ما فتئ معروفاً منذ القديم باسم صليب القديس اندراوس، وهو على شكل X. جرى ذلك في باتريا في أخائية اليونانية حيث نجح الرسول في هداية الوثنيين إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لاسيما بعدما اكتشف أن زوجته ماكسيمللا قد وقعت في المسيحية هي أيضاً. وكان صلب اندراوس مقلوباً. لكن عدالة الله شاءت أن يقضي الحاكم بعد ذلك بقليل عقاباً. أما رفات القديس فتوزعت في أكثر من مكان، إلا أن جمجمته عادت أخيراً إلى باتريا في 26 أيلول 1974، فيما بقيت له يد في موسكو والبقية هنا وهناك. طروبارية باللحن الرابع بما أنكَ في الرسل مدعوٌ أولاً، وللهامة أخاً، ابتهل يا اندراوس إلى سيد الكل، أن يهب السلامة للمسكونة، ولنفوسنا الرحمة العظمى. قنداق باللحن الثاني لنمدح الملقب بالشجاعة، اللاهج بالإلهيات، والمدعو أولاً في تلاميذ المخلص، أخا بطرس، لأنه كما هتف نحوه قديماً، هكذا الآن يهتف نحونا قائلاً: هلمّوا فقد وجدنا المشوق إليه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| النبيّ ناحوم | الولادة: – الوفاة: – في القرن السابع ق.م ، وبوحيٍ من الله، تنبأ النبيّ ناحوم، صاحب سفر ناحوم، بدمار نينوى عاصمة مملكة أشور. كان الأشوريونَ قد قضوا على السامرة في سنة 722 ق.م. ولكنّهم لاقوا نفس هذا المصير من جراء كبريائهم ووحشيّتهم في سنة 612 ق.م. يصف ناحوم بقسوة أسباب دمار نينوى، فيُشير إلى عبادتها للأصنام، وفظاظتها، وجرائمها، وأكاذيبها، وخيانتها، وخرافاتها، ومظالمها. كانت مدينة مليئة بالدم (3: 1)، ومثل هذه المدينة لا يحق لها البقاء. تنم رسالة هذا الكتاب عن قداسة الله وعدله وقوته. يتحكّم الله بالأرض قاطبةً حتى بأُولئك الذين لا يعترفون به. هو يعيِّن تخوم الأُمم، وكلّ أُمّة تتعدّى على شريعته مآلها الدمار. ومع ذلك، وعلى الرغم من قضاء الدينونة فهناك أيضا رسالة رجاء تُومض في ظلمات هذا الليل المخيف: إن الله بطيء الغضب (1: 3)، وصالح (1: 7)؛ ويقدِّم البشائر السارَّة لكلِّ من يطلب البركة بدلاً من دينونة الله (1: 15). “هوذا على الجبال قدما مبشّر منادٍ بالسلام عيّدي يا يهوذا اعيادَك، اوفي نذورِك فإنّه لا يعود يعبر فيك ايضًا المُهلك. قد انقرض كلّه” الطروباريّة إنّنا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا ربّ، فخلّص نفوسَنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس حبقوق النبي | الولادة: – الوفاة: – هو صاحب السفر الثامن من أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار. نكاد لا نعرف عنه شيئاً محققاً. اسمه مشتق من النبات المعروف بـ “الحبق”، أو لعله يعني “أبا القيامة” إذا ما أخذنا برأي من يقلب الحاء ألفاَ والقاف الأخيرة ميماً. اسم حبقوق ورد في بداية الإصحاح الأول على هذا النحو: “الحمل الثقيل الذي كان لحبقوق النبي في رؤيا”. لاحظ عبارة “الحمل الثقيل” التي يشير بها الكاتب إلى النبوءة. خارج السفر، هناك ذكر لحبقوق عند دانيال النبي (النص اليوناني المعروف بالسبعيني33:14-39). يقول سفر دانيال إن حبقوق النبي كان في أرض يهوذا يعدّ طبيخاً. وإذ أزمع أن يخرج به إلى الحصّادين، في الحقل، جاءه ملاك الرب قائلاً: “احمل الغداء الذي معك إلى بابل، إلى دانيال في جب الأسود”. فقال حبقوق: “إنني لم أر بابل ولا أعرف الجب”. فأخذه ملاك الرب بشعره ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه. فنادى حبقوق قائلاً: “يا دانيال، يا دانيال، خذ الغذاء الذي أرسله لك الله”. فقال دانيال: “اللهمّ، لقد ذكرتني ولم تترك الذين يحبّونك”. وردّ ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى مكانه. في نبوءة حبقوق ما يشير إلى أنه نُطق بها على مراحل. الدارسون يقولون أنها امتدت من السنة 610 إلى ما بعد السنة 587 ق.م، زمن سقوط أورشليم في يد الكلدانيين وسبي العديد من السكّان إلى بابل. يندّد السفر بعدو خارجي هو ملك الكلدانيين لما يبديه من عنف وقتل ودمار، وكذلك بعدو داخلي لعله يوياقيم، ملك يهوذا (609- 598 ق.م) لظلمه. يقع السفر في ثلاثة إصحاحات وست وخمسين آية، وهو في صيغة قصائد يظن الدارسون أنها كانت تُنشد في احتفالات طقوسية. من حيث الموضوعات، “تتضمّن النبوءة ثلاثة عناوين عريضة، أولها حوار بين النبي والله يبدو فيه حبقوق معاتباً لربّه متألماً متحيراً. يسأل، وقد اتخذ مأساة شعبه: “إلى متى يا رب أستغيث ولا تستجيب، أصرخ إليك من الظلم ولا تخلّص؟” (1:1). “لِمَ تنظر إلى الغادرين ولِمَ تصمت عندما يبتلع الشرّير من هو أبرّ منه، وتعامل البشر كسمك البحر، كزحّافات لا قائد لها؟” (13:1- 14). وإذ يطرح حبقوق مشكلته يقف على محرسه، ينتصب على مرصد قلبه ويراقب (1:2). ويأتيه الجواب: الله حرك الكلدانيين (6:1)، والشعب لا ضمان له غير أمانته. بكلمات النبي نفسه: “النفس غير المستقيمة غير أمينة. أما البار فبأمانته (أو بإيمانه) يحيا” (4:2). هذا بشأن العنوان العريض الأول، أما العنوان الثاني فجملة لعنات يسكبها النبي على الظالمين. هؤلاء كالموت لا يشبعون، لكن أفعالهم ترتدّ عليهم، وكما فعلوا يفعلون بهم (7:2- 8) وعوض المجد يشبعون هواناً (16:2). وأنى بلغ شأو الممالك والشعوب فإنما يتعبون للنار ويجهدون للباطل (13:2) ، لأن رب القوات هكذا رسم. أما العنوان العريض الثالث للنبوّة فمزمور يعلن فيه حبقوق أن الله آت وسيهشم رأس بيت الشرير(13:3). لذا يتهلّل حبقوق ويفرح ويعلن كما في القديم: “الرب الإله قوّتي وهو يجعل قدمي كالأيائل ويمشّيني على مشارفي”(19:3). كنسياً، احتل حبقوق مكاناً مرموقاً بين الأنبياء من حيث إنباؤه بتدبير الله الخلاصي بالرب يسوع المسيح. فالفصل الثالث من سفره جعلته الكنيسة تسبحة من تسابيح صلاة السحر، الرابعة ترتيباً، وعنونته هكذا: “صلاة حبقوق النبي. يا حبقوق قل عن تنازل الكلمة: المجد لقدرتك يا رب”. وهي تنشد له في قنداق هذا اليوم (2 كانون الأول): “أيها النبي الملهم من الله، لقد أذعت في كل المسكونة أن الله يأتي من الظهيرة، أعني من العذراء مريم ومن نصف الليل حين سهرت أمامه. وقد أعلنت للعالم قيامة المسيح كما تلقتنها من ملاك نوراني. لذلك نشدو إليك بغبطة وسرور: افرح يا كنز النبوءة البهي” من المفيد أن نعرف أنه إلى حبقوق، كما إلى أشعيا (9:11). يُعرى القول أن الأرض ستمتلئ من معرفة مجد الرب كما تغمر المياه البحر (14:2) وأن أصل التقليد عن الثور والبقرة في مزود بيت لحم يعود إليه (2:3) كما يعود إلى أشعياء (3:1). طروبارية باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع يا حبقوق اللاهج بالله لقد عاينت التلاميذ الأطهار كخيولٍ تثير بحار الغباوة علانيةً.وتغرق الضلالة بعقائد حسن العبادة فلذلك نمدحك كنبيٍّ حقيقي. مستمدين أن تتشفع بنا لننال الرحمة. إننا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلص نفوسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس صفنيا النبي | الولادة: – الوفاة: – هو صفنيا بن كوشي. صاحب النبوءة التاسعة من النبوءات الصغيرة الاثنتي عشرة. عاش في أورشليم، في زمن الملك يوشيا (640-609ق.م) المعروف بإصلاحاته الدينية. عاصر إرميا النبي. ويظن أن رسالته النبوية امتدت من العام 630 ق.م إلى ما بعد الاستيلاء على أورشليم والجلاء إلى بابل (587 ق.م).خدمتنا الليتورجية، هذا اليوم، تكرمه لأنه تكلم على الفرح الآتي: هللي يا بنت صهيون… افرحي وتهللي من كل قلبك (14:3). تكرمه لأنه عاين يوم مجيء المخلص وأعلن عنه. تكرمه لأنه سبق فأذاع بأن إسرائيل والأمم تجتمع إلى واحد وتعبد الإله الواحد، والله يطهر الشعوب من الدنس “فيدعوا جميعاً باسم الرب ويعبدوه والكتف إلى الكتف” (9:3). في ذلك اليوم يبرّر السيّد الإله شعبه بعد سبي. يلغي الحكم عليهم (15:3) ويقيم في وسطهم فلا يرون الشر من بعد (15:3). في ذلك اليوم ينزع الرب المتباهين المتكبّرين ولا يبقي غير شعب وديع متواضع مسكين. “لا يرتكبون الظلم ولا ينطقون بالكذب ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم” (11:3-12). هذا وإن الزمن الذي عاش فيه صفنيا كان مضطرباً إلى الغاية في المستويين السياسي والعسكري. الخراب والفوضى الحاصلة يومذاك كانا أشبه بالفيضان الذي غرّق العالمين في أيام نوح بعدما استشرى الفساد وزاغ الإنسان على غير رجعة. بكلمات صفنيا، الأمة أضحت متمردة دنسة ظالمة، لا تسمع الصوت ولا تقبل التأديب ولا تتكل على الرب. رؤساؤها أُسود زائرة وقضاتها ذئاب وأنبياؤها خونة وكهنتها يدنّسون القدس ويتعدون الشريعة (1:3-4). الظالم لم يعد يعرف الخجل (5:3). لأجل ذلك يُستأصلون والأرض كلها تلتهم بنار غيرتي. يقول الرب (8:3). طروبارية باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك ناحوم، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلص نفوسنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس يوحنا الدمشقي | الولادة: 655 الوفاة: 749 خدمتنا الليتورجية، في هذا اليوم المبارك, تكرمه راهباً افتقر كمعلمه، وهو رجل الغنى والمجد العالميين, وانصرف عن الدنيا تاركاً اضطراب هذه الحياة وشواشها وجاداً في طلب سكون المسيح. أخضع جسده بأعراق النسك الكثيرة وطهّر مشاعره بمخافة الله فأضحى مواطن الصحراء وقاهر الشرّير وارتقى إلى المعالي السماوية مستغنياً بالعمل والثاوريا (المعاينة الإلهية). وقد جارى بأناشيده الأجواق السماوية, ووضع نظام أنغام الموسيقى, فاستحق اسم داود, صاحب المزامير. كما نقض البدع ودافع عن الإيمان وسلّم الكنيسة المعتقد القويم, وبسط التعليم الصحيح بشأن الأيقونات المقدّسة فاستحق, كلاهوتي, أن يدعى رسولاً حبيباً. ولقوة مؤلفاته فاق كل الحكماء الذين سبقوه. وهو كموسى ولج غيمة الروح القدس واخترق الأسرار الإلهية ومدّها لنا بلغة متناغمة. لذا أضحى مستحق التعجّب لأنّنا به عرفنا أن نمجّد الإله الكلي الصلاح. أعرق الشهادات بشأن القديّس البار يوحنا الدمشقي تفيد أن أول جامع لسيرته هو الراهب الكاهن ميخائيل السمعاني الأنطاكي. وقد أخرجها بالعربية سنة 1085م. فيما تنسب النسخة اليونانية إلى بطريرك اسمه يوحنا, لعله السابع الأنطاكي (1088- 1106م). أصله: لا نعرف بالتأكيد أصل عائلة القديس يوحنا. بعض المصادر يقول إنه بيزنطي وبعضها سرياني فيما تُدوّن مصادر اخرى بأنه عربي. دُعي في الأساس منصور بن سرجون. ولعله أصلاً من بني تغلب. استوطنت عائلته دمشق قبل القرن السادس للميلاد وكانت على رفعة في المقام والمنصب. شغل جدّه منصور مركز مدير المالية العام وتبوأ حاكمية دمشق في زمن الإمبراطور البيزنطي موريس (موريق) (582-602م) وحتى هرقل (610-641م). ويبدو أنه هو الذي فاوض العرب على تسليم دمشق بعدما هجرت الحامية البيزنطية مواقعها وتركت الدمشقيين لمصيرهم. أما والده سرجون فولاّه معاوية بن أبي سفيان ديوان المالية, في سورية أولاً ثم في سائر أرجاء الدولة الأموية. وقد استمر في وظيفته إلى خلافة عبد الملك بن مروان (685-705م)، أي ما يزيد على الثلاثين عاماً كان خلالها زعيم المسيحيين في دمشق. إلى ذلك يبدو أن اثنين من عائلة منصور شغلا الكرسي الأورشليمي في القرن التاسع للميلاد بشهادة سعيد بن البطريق (877-941م). نشأته وأيام صباه: كان مولد يوحنا في مدينة دمشق ما بين العامين 655 و660للميلاد. دعي منذ القرن التاسع “دفّاق الذهب” أو “مجرى الذهب”- وهو اسم نهر بردى في الأساس – بسبب النعمة المتألقة في كلامه وحياته. تتلمذ هو وأخ له بالتبني, اسمه قزما، لراهب صقلّي كان واسع الاطلاع, محيطاً بعلوم عصره. وكان اسم الراهب قزما, أيضاً، فك سرجون, والد يوحنا, أسره من قراصنة أتوا به إلى دمشق. ملك يوحنا الفلسفة اليونانية فطوّعها, فيما بعد, لإيضاح الإيمان الأرثوذكسي. عاش، أول أمره, عيشة الدمشقيين الأثرياء السهلة وكان من رواد البلاط الأموي بالنظر إلى مكانة والده عند الخلفاء. ربطته بيزيد بن معاوية صداقة حميمة وكان يتحسّس الشعر ويتذوقه وتهتز مشاعره لدى احتكاكه بشعراء الصحراء. ويرى عدد من الدارسين أن بعض تآليفه تأثرت بهذا الاحتكاك, لاسيّما أناشيده وقوانينه. كما اكتسب من رفقته بيزيد معرفة القرآن والديانة الإسلامية. هذا ويظهر أن يوحنا شغل منصباً إدارياً رفيعاً في زمن الأمويين, وإن كنا لا نعرف تماماً ما هو. قد يكون أميناً للأسرار أو مستشاراً أولاً. وقد أقام على هذا النحو زماناً إلى أن نفخت رياح التغيير فأخذ الحكّام يضيّقون على النصارى. ولما أصدر الخليفة عمر الثاني (717-720م) قانوناً حظّر فيه على المسيحيين أن يتسلّموا وظائف رفيعة في الدولة ما لم يُسلموا, تمسك يوحنا بإيمانه وتخلى عن مكانته. ولعل هذا هو السبب الأول في زهده في الدنيا وانصرافه عنها إلى الحياة الرهبانية في دير القديس سابا القريب من أورشليم. اليد المقطوعة: هذا ويحكى أنه لما اندلعت حرب الصور الكنسية في الإمبراطورية البيزنطية, واتخذت الدولة منها، بشخص الإمبراطور لاون الإيصوري (717-741م) موقفاً معادياً, باشرت حملة واسعة لتحطيمها وإزالة معالمها وإشاعة موقف لاهوتي رافض لها. وقد سعى الإمبراطور جهده لحمل الأساقفة, بالترغيب والترهيب, على الإذعان لرغبته. وكانت النتيجة أِن خفتت أكثر الأصوات المعارضة, المتمسكة بالأيقونات. يومذاك هبّ القدّيس يوحنا الدمشقي- وكان, حسبما نقل مترجمه, ما يزال بعد في العالم- مدافعاً عن الأيقونات وإكرامها فكتب وبعث برسائل عديدة في كل اتجاه, حتى قيل أنه اشترك في أعمال المجمع الأورشليمي المنعقد لهذه الغاية, وحضّ على المجاهرة بهرطقة الإمبراطور وقطعه. ولما كانت سوريا وفلسطين خارج الفلك البيزنطي فقد حاول لاون الملك أن يخنق صوت الدمشقي عن بعد وبالحيلة. لهذا استدعى أمهر الخطّاطين لديه وطلب منهم أن ينسخوا له رسالة كتبها زوراً كما من القدّيس إليه وأن يجعلوا الخط في الرسالة مطابقاً, قدر الإمكان، لخط الدمشقي. مضمون الرسالة كان الاستعانة بالإمبراطور على الخليفة. وأرفق لاون الرسالة المزوّرة بأخرى شخصية عبّر فيها للخليفة عما أسماه “صفاء المحبة بينهما وشرف قدر منزلته عنده”. وأردف بالقول إنه إذ يرغب في تأكيد المحبة والصلح بينه وبين الخليفة يرسل إليه صورة الرسالة التي أنفذها إليه عامل الخليفة يوحنا. فلما اطّلع الخليفة عمر بن عبد العزيز على الرسالتين استبدّ به الغضب الشديد وأرسل في طلب يوحنا وواجهه بهما, فدافع قديسنا عن نفسه, ولكن دون جدوى, فأمر الخليفة السيّاف بقطع يد القديس اليمنى وتعليقها في ساحة المدينة العامة.وبالحيلة استردّ يوحنا يده المقطوعة متذرعاً بضرورة دفنها لتهدأ آلامه التي لا تطاق. فأخذها ودخل بها إلى بيته وارتمى عند إيقونة لوالدة الإله جاعلاً اليد المقطوعة على مفصلها, وصلّى بدموع غزيرة لتردّها له والدة الإله سالمة. وفيما هو مستغرق في صلاته غفا, وإذا بوالدة الإله تتراءى له في الحلم قائلة: “ها إن يدك قد عوفيت الآن, فاجتهد أن تحقّق ما وعدت به بدون تأخير”. فاستيقظ يوحنا من النوم ليكتشف أن يده قد عادت بالفعل صحيحة وموضع القطع ظاهر عليها كخط أحمر. يذكر أن سائحاً مرّ بدمشق في القرن السابع عشر ونقل ما يبدو أنه كان متداولاً في ذلك الزمان أن المعجزة قد تمّت بواسطة أيقونة سيدة صيدنايا العجائبية. إثر الأعجوبة, كما ورد في التراث, حاول الخليفة استعادة يوحنا ووعده بإكرامات جزيلة, لكن قديسنا كان قد زهد في الدنيا وتشوّف إلى الحياة الملائكية. وقد ترك هو وأخوه بالتبني, قزما, دمشق ووجّها طرفهما ناحية دير البار سابا المتقدس, بعدما وزّع أمواله على الفقراء والمحتاجين وصرّف سائر شؤونه الدنيا. يوحنا راهباً: كان يوحنا, في ذلك الزمان, رجلاً ذائع الصيت, لهذا استقبله رهبان دير القديس سابا بفرح، لكنهم خشوا أن يكون إقباله على الحياة الرهبانية مجرّد نزوة. ولما كانوا عارفين بعمق ثقافته العالمية فقد تردّدوا الواحد تلو الآخر في تحمل مسؤولية رعايته على السيرة النسكية. أخيراً قبله شيخ جليل متقدم في السن. فلما أقبل يوحنا إليه بادره الشيخ بالقول: “يا ابني الروحي, أرغب إليك أن تقصي عنك كل فكر دنيوي وكل تصرّف أرضي. اعمل ما تراني أعمله، ولا تتباه بعلومك. إن العلوم الرهبانية والنسكية لا تقلّ أهمية عنها, لا بل تعلوها مقاماً وفلسفة. أمت ميولك المنحرفة وتصرّف بخلاف ما يرضيك, ولا تقدم على عمل دون موافقتي وطلب نصيحتي. لا تراسل أحداً.إنسَ العلوم البشرية التي تعلمتها كلها ولا تتحدّث عنها مطلقاً”. فسجد له يوحنا وطلب صلاته وبركته ليكون له الله على ما ذكر معيناً. سلك قديسنا في ما وعد به بكل غيرة وأمانة إلى أن رغب معلمه في امتحانه يوماً ليرى مقدار تمسكه بنذر الطاعة, فقال له: “يا ولدي الروحاني، قد بلغني أن عمل أيدينا الذي هو الزنابيل مطلوب بدمشق. وقد اجتمع عندنا منها شيء كثير. فقم اذهب إلى مدينتك وخذها معك لتبيعها وتحضر لنا ثمنها لاحتياجنا إليه في النفقة”. فحمّله إياها ورسم له ضعفي ثمنها لئلا يتيّسر له بيعها بسرعة. فلما خرج أرسل له الرب راهبين آخرين منطلقين إلى دمشق فساعداه على حمل الزنابيل. ولما وصل إلى السوق لم يصادف من يشتريها منه لغلاء ثمنها. وفيما هو جائل حائر في أمره, رآه بعض خدمه ممن كانوا له في العالم, فعرفوه ولم يعرفهم, فرقّوا له وأخذوا منه زنابيله بالثمن الذي طلبه. فعاد يوحنا إلى معلمه وقد ظفر بإكليل الغلبة على شيطان الكبر والعظمة. وحدث مرة أن رقد بالرب أحد الشيوخ الرهبان وكان جاراً ليوحنا, فحزن أخوه في الجسد عليه حزناً شديداً, وكان هو أيضاً راهباً. فجاء إلى يوحنا وسأله أن ينظم له طروبارية تسليه عن غمّه, فاعتذر يوحنا لأنه لم يشأ أن يخالف الشيخ معلمه في ما وضعه عليه. لكن الراهب أصرّ بالقول: “ثق أني لن أبوح بها ولن أرتلها إلا وأنا وحدي”. وظلّ عليه حتى أخرج له طروبارية. وفيما كان يلحّنها، أدركه معلمه الشيخ فقال له: “أبهذا أوصيتك؟! هل أمرتك أن تزمّر أم أن تنوح وتبكي؟! فأخبره يوحنا بما جرى له وسأله الصفح فامتنع قائلاً: “أنك منذ الآن لا تصلح للسكنى معي, فانصرف عني بسرعة”. فخرج قديسنا من عند الشيخ حزيناً وجال على الرهبان يتوسّط لديهم. فلما أتوا إلى الشيخ سألوه أن يسامحه فأبى، فقالوا له: أما عندك قانون تؤدبه به لتصفح عنه” فقال: “أجل, إذا ما حرّر مستخدمات (مراحيض) مشايخ الرهبان ونظفها”, فانصرف الآباء من عنده مغمومين لأنه لم يسبق لهم أن سمعوا بقصاص كهذا. فلما أتوا إلى يوحنا, استوضحهم الأمر فأجابوه، بعد لأي, بما قاله لهم الشيخ. فقام لتوه قائلاً: “هذا الأمر سهل فعله عندي, متيسر عليّ”. ثم أخذ قفة ومجرفة وبدأ بالقلاّية الملاصقة لقلاّيته. فلما بلغ الشيخ ما صنعه تلميذه بادر إليه على عجل وأمسكه بكلتا يديه وقبّل رأسه وعينيه وقال له: “ثق يا بني لقد أكملت الطاعة وزدت عليها وليست بك حاجة بعد إلى أكثر من ذلك, فهيّا إلى قلايتك على الرحب والسعة”. ومرّت أيام ظهرت بعدها والدة الإله القدّيسة لمعلم يوحنا في الحلم وقالت له:”لماذا, أيها الشيخ, تمنع الينبوع عن أن يفيض ويجري؟! فإن تلميذك يوحنا عتيد أن يجعل كنيسة المسيح بأقواله ويزين أعياد الشهداء وكافة القديسين بترنيماته الإلهية فأطلقه…لأن الروح القدس المعزي يجري على لسانه”. فلما أطل الصباح قال الشيخ لتلميذه:”يا ابني الحبيب الروحاني, إذا ما حضرك منذ الآن قول تتكلم به فلا مانع يمنعك لأن الله سبحانه يرضاه ويهواه. فافتح فمك وقل ما تلقنك إياه النعمة الإلهية”. من ذلك اليوم صار القديس يضع القوانين الليتورجية والاستيشيرات والطروباريات وسواها. ربيبه في عمله هذا كان أخاه بالتبني قزما. ويبدو, كما يؤكد كاتب سيرته، أن المحبة الإلهية كانت وافرة بين الاثنين وأنه لم يعرض لهما أن غلبهما الحسد مدة حياتهما. يوحنا كاهناً وواعظاً ومعلماً: يستفاد من أخبار القدّيس يوحنا أن بطريرك أورشليم استدعاه بعد سنوات من حياته الديرية ثبت خلالها في الاتضاع والطاعة وسامه كاهناً رغم تمنّعه. فلما عاد إلى الدير زاد على نسكه نسكاً. يذكر أن يوحنا تلقى العلوم المقدّسة لا في دمشق بل في الدير ولدى بطريرك أورشليم أيضاً. هو نفسه ذكر أن معلميه كانوا من رعاة الكنيسة. منذاك أصبح يوحنا واعظ المدينة المقدسة, يقيم في ديره ثم يخرج إلى القدس وهي قريبة، ليتمّم خدمته في كنيسة القيامة. وقد بقي لنا من مواعظه تسع امتاز فيها بالبلاغة والإبداع وقوة المنطق واقتدار الحجة وغنى العقيدة. وإلى جانب الكهانة والوعظ اهتم قديسنا بالتدريس. وثمة ما يشير, في تآليفه العقائدية والجدلية, إلى أن بعضها على الأقل دروس شفهية التقطها الكتّاب ودوّنوها. إسهامه الكنسي: هناك أربعة مجالات كنسية أساسية كانت للقديس يوحنا الدمشقي فيها إسهامات جليلة جزيلة القيمة: الأول عقائدي. للقديس فيه بضع مؤلفات أهمها كتاب “ينبوع المعرفة” الذي يشتمل على ثلاثة أبواب, أحدها فصول فلسفية هي بمثابة توطئة للعرض اللاهوتي وتحديدات لبعض الفلاسفة الأقدمين وآباء الكنيسة. يلي ذلك باب الهرطقات الذي هو عبارة عن توطئة لاهوتية تاريخية يتناول فيها مئة وثلاثة تعاليم دينية زائفة وانتشارها. وأخيراً بيان الإيمان الأرثوذكسي الذي قسمه إلى مئة فصل أو مقال. الثاني جدلي دفاعي. هنا كتب قديسنا ضد هرطقات زمانه كلها: “النسطورية والطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة والمانوية وبدعة محطمي الأيقونات. كما وضع الخطوط العريضة لطريقة الجدل مع المسلمين وترك نبذة ضد الخرافات الشعبية”. أهم هذه الكتابات مباحثه الثلاثة الدفاعية ضد الذين يرذلون الأيقونات المقدّسة. الثالث ليتورجي هنا يُعزى إليه إرساء أسس كتاب المعزي وتأليف العديد من الستيشيرات والبروصوميات والإذيوميلات والكاثسماتات والطروباريات والقناديق والقوانين الكنسية بالإضافة إلى دور أكيد في تحرير تيبيكون دير القديس سابا. الرابع موسيقي. فيه نظّم ووضع قسماً كبيراً من موسيقى كتاب المعزي ولحّن العديد من القوانين والطروباريات وساهم في وضع نظام العلامات الموسيقية. لاهوت الأيقونة عنده : ولا بد من كلمة بشأن دفاع القديس يوحنا عن الأيقونات لاهوتاً. فالحق أن قديسنا هو الذي وضع الأسس اللاهوتية للدفاع عن إكرام الأيقونات, وهو ما تبنّته الكنيسة وبنت عليه عبر العصور. يستند لاهوت الأيقونة عنده إلى ثلاث قواعد أساسية: - لا نقدر أن نمثّل الله حسياً لأنه روح محض لكننا نقدر أن نمثّل الرب يسوع المسيح ووالدة الإله والقدّيسين وحتى الملائكة الذين ظهروا على الأرض بأجساد. فالكتاب المقدس لا يمنع تكريم الصور بل عبادة الأوثان. - إن الإكرام الذي نقدمه للأيقونات إنما نقدمه لأصحابها المرسومين عليها، لا إلى الخشب والألوان, وهو يرجع في كل حال إلى الله الذي هو مصدر كل خير في القدّيسين. ونؤكد كلمة “إكرام” لأننا نميّز بين الإكرام والعبادة التي لا تليق إلا بالله وحده. - ثم إن لإكرام الأيقونات منافع جزيلة. فالصور ظاهرة إنسانية نذكر من خلالها نعم الله علينا, وهي بمنزلة كتاب للعامة تمدّ إليهم أسرار الله وإحساناته وحضوره, وتحرض على اقتفاء سير القدّيسين. رقاده: أمضى القديس يوحنا ثلاثين سنة من عمره في الدير. ولعله لم يعد إلى دمشق خلال ذلك إلا مرة واحدة. كان رقاده بسلام في الرب, في شيخوخة مخصبة بالصالحات, أغلب الظن, بين العامين 749, 750 للميلاد. جمع في نفسه, على نحو متناغم, قداسة الراهب وعمق اللاهوتي وغيرة الرسول وإلهام المنشد وموهبة الموسيقي, فاستحق إكرام الكنيسة له جيلاً بعد جيل, أباً ومعلماً. بقيت رفاته في الدير إلى القرن الثاني عشر حين جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أودعت كنيسة جميع القدّيسين القديمة بجانب القديسين يوحنا الذهبي الفم وغريغوريوس اللاهوتي. يذكر أن اللاتين نهبوا هذه الكنيسة عندما دخلوا القسطنطينية سنة 1204. كما هدمها الأتراك سنة 1463. وقد أعلن المجمع المقدس السابع (787م) قداسة يوحنا واعتبره “بطل الحقيقة” طروبارية باللحن الثامن هلموا نمتدح البلبلّ الغرّيد الشجي النغم، الذي أطرب كنيسةَ المسيح وأبهجها بأناشيده الحسنةِ الإيقاع الطلية أعني به يوحنا الدمشقي الكلي الحكمة، زعيم ناظمي التسابيح الذي كان مملوءاً حكمةً إلهية وعالمية. قنداق باللحن الثامن لنسبّح أيها المؤمنون كاتب التسابيح معلّم الكنيسة ومصباحها، يوحنا الموقَّر، المقاوم الأعداءَ، لأنهُ حمل سلاح صليب الرب، فصادم بهِ ضلالة المبتدعين كلها، وبما أنه شفيعٌ حارّ عند الله، فهو يمنح الكل غفران الزلاَّت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس نيقولاوس العجائبي | الولادة: – الوفاة: – هو أكثر القدّيسين شهرة في كنيسة المسيح، شرقاً وغرباً. فصورته، كما ارتسمت في وجدان الناس عبر العصور، هي صورة الراعي الصالح، على مثال معلّمه. لا يترك إنساناً يستنجد به إلاّ هبّ إلى نجدته كائنة ما كانت حاله أو ضيقته أو حاجته. أكثر القدّيسين، كما نعرف، ارتبط ذكرهم، بين الناس، بحاجة محدّدة. هذه ليست حال القديس نيقولاوس. القديس نيقولاوس، على مرّ العصور، بدا وكأنه قدّيس لكل ظرف وحاجة. بهذا المعنى كان، في هذا البلد أو ذاك، شفيعاً للتلامذة والأولاد العاقلين والفتيات اللواتي لا مهر لهن والبحّارة والصيّادين والعتّالين وباعة النبيذ وصنّاع البراميل وعمّال البيرة والتجّار والبقّالين والقصّابين والمسافرين والحجّاج والمظلومين والمحكومين والمحامين والأسرى والصرّافين وغيرهم. لذلك لا عجب إذا كانت الكنيسة، عندنا، قد خصّته بيوم الخميس إكراماً واستشفاعاً، كما أدخلت الكنيسة اسمه في عداد النخبة من القدّيسين الذين يستعين بهم المؤمنين، على الدوام، عبر الإفشين الذي يُتلى في صلاة السحر وغيرها من الصلوات والذي أوله: “خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك…”. كل هذا ولا نعرف من أخبار القدّيس نيقولاوس قبل القرن التاسع للميلاد إلا القليل القليل، مع أنه من المفترض أن يكون قد عاش وصار أسقفاً ورقد بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين. فأول من كتب سيرته بتوسّع كان القدّيس سمعان المترجم حوالي العام 912م. وكان مثوديوس، بطريرك القسطنطينية، قد دوّن عنه، قبل ذلك، سيرة مختصرة حوالي العام 840م. رغم ذلك، رغم افتقادنا إلى شهادات تاريخية مبكّرة في شأنه لا نشعر بالحرج ولا نعتبر النقص في المعلومات التاريخية المبكرة بشأنه حائلاً دون إكرامه. السبب بسيط أننا لم نعتد، في الكنيسة، إكرام القدّيسين استناداً إلى ثوابت تاريخية تؤكد أخبارهم- وهذه مفيدة إذا توفرت ولكن غالباً ما يتعذّر توفرها- بل لأن السابقين أكرموهم قبلنا. ولنا في الكنيسة، في شأن القدّيس نيقولاوس، شهادات تؤكد إكرامها له منذ القرن السادس للميلاد. شهادات عنه: بين ما نعرفه أن الإمبراطور البيزنطي يوستنيانوس بنى على اسمه، في القسطنطينية، سنة 530م كنيسة هي الكنيسة المعروفة باسم القدّيسين بريسكوس ونيقولاوس في حي بلاشيرن الشهير بكنيسة السيدة فيه. وعلى مقربة من المكان كان أحد الأسوار يحمل اسمه. وعندنا للقدّيس نيقولاوس إيقونات أو رسوم حائطية منذ ذلك القرن أيضاً، نشاهد بعضها في دير القديسة كاترينا في سيناء. ذكره كان معروفاً تماماً. من أقدم أخباره، من القرن الميلادي السادس، ظهوره لقسطنطين الملك في الحلم. يومذاك طلب منه قديسنا أن يوقف تنفيذ حكم الإعدام بثلاثة ضبّاط أدينوا ظلماً. ما شاع عنه: شاع عن القدّيس نيقولاوس أنه ولد في باتارا من أعمال ليسيّة الواقعة في القسم الجنوبي الغربي من آسيا الصغرى، وأن ولادته كانت في النصف الثاني من القرن الثالث للميلاد. ارتبط اسمه باسم ميرا القريبة من باتارا، على بعد ثلاثة أميال منها. وقد ذُكر أنه تسقّف عليها. ميرا، في آسيا الصغرى أو كما تعرف اليوم بر الأناضول، هي “دمري” الحالية. هناك يبدو أن ذكر القدّيس لم تمحُه السنون بدليل أن المسلمين جعلوا له عند الكنيسة التي قيل أن القدّيس كان يقيم الذبيحة الإلهية فيها، أقول جعلوا له تمثالاً لما أسموه BABA NOEL””. يذكر أنه كانت لميرا، في وقت من الأوقات، ست وثلاثون أسقفية تابعة لها. إلى ذلك قيل أن القديس نيقولاوس عانى الاضطهاد في أيام الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس وأنه اشترك في المجمع المسكوني الأول في نيقية سنة 325م. هذا ويبدو أن قدسنا رقد في ميرا حوالي منتصف القرن الرابع الميلادي واستراحت رفاته في الكنيسة الأسقفية هناك إلى أن دهم الموضع قراصنة من باري الإيطالية عام 1087م فسرقوه وسط احتجاج رهبان كان يقومون بخدمة المحجّة، وعادوا به إلى بلادهم حيث ما يزال إلى اليوم. وقد ذكرت مصادر عريقة أنه في كلا الموضعين، ميرا وباري، كان سائل طيب الرائحة يفيض من رفاته. نشير إلى أن بعض المصادر يخلط ما بين القديس نيقولاوس أسقف ميرا ونيقولاوس آخر يبدو أنه تسقّف في القرن السادس أو ربما السابع على بينارا من مقاطعة ليسيّة عينها. هذا الأخير كان رئيساً لدير صهيون المقدّسة ثم صار أسقفاً على بينارا ودفن في ديره على مقربة من ميرا. أخباره: من الواضح، في ما يُروى عن القدّيس نيقولاوس، أن أخباره عجائبية في أكثر تفاصيلها. حتى الأخبار التي يمكن أن تكون عادية عنه سكبتها الأجيال المتعاقبة بقالب عجائبي تأكيداً لطابع سيرته العجائبي. فلقد جاء عنه أنه كان يصوم عن الرضاعة في طفوليته يومي الأربعاء والجمعة إلا مرة واحدة بعد غروب الشمس. وأن عماً له، اسمه نيقولاوس أيضاً، كان أسقفاً على باتارا، لما سامه كاهناً تنبأ بالروح أن القدّيس سيصبح أسقفاً يوماً ما وسيكون تعزية وخلاصاً لكثيرين. ولما اختير أسقفاً على ميرا كان ذلك بتوجيه من ملاك. وقد كتب عنه مثوديوس القسطنطيني أنه عاين في رؤية مرة، الرب، يسوع المسيح مجللاً بالمجد، واقفاً به وهو يسلمه الإنجيل الشريف ووالدة الإله، من الجهة المقابلة، تضع الصاكوس على كتفيه. بعد ذلك بفترة قصيرة رقد يوحنا، أسقف ميرا، واختير نيقولاوس خلفاً له. إلى ذلك هناك عدد من الأحداث المروية عن القديس نيقولاوس تبيّنه رؤوفاً محباً للإحسان والعدالة. بعض هذه الأحداث جرى له في حياته وبعضها بعد موته. مرتان أنقذ سفينة أشرفت على الغرق وكان مسافراً فيها. مرة استجار به البحّارة وهم في عرض البحر وهو في كنيسته فأتى إليهم وأجارهم. مرة أوحى في الصلاة إلى سفينة محملة بالقمح كانت في عرض البحر فاتجهت صوب مقاطعة ليسيّة التي كانت قد حلّت بها مجاعة عظيمة. مرتان أنقذ غريقاً من الهلاك. مرة أقام ثلاثة أولاد من الموت. ومرة أنقذ ثلاثة مظلومين قبل لحظات من تنفيذ حكم الإعدام بهم. على أن هناك ثلاثة أخبار عنه هي أكثر أخباره شيوعاً بين العامة. دونك إيّاها مفصّلة. إنقاذه ضباطاَ مظلومين: اندلعت في أيام قسطنطين الملك ثورة في فرنجيا الكبرى قامت بها جماعة تعرف ب “الترافيليون” ولما تناهى الخبر إلى السلطة المركزية في القسطنطينية، بادر الملك إلى إرسال ثلاثة من القادة العسكريين لديه على رأس جيش كبير لمعالجة الوضع. فتوجه العسكر إلى فريجيا. وبعدما تمكّنوا من وضع حد للاضطرابات الحاصلة، عادوا إلى المدينة المتملكة مظفّرين، فأحسن قسطنطين وفادتهم وأكرمهم. ولكن تحرّك الحسد في نفوس بعض الحاقدين فشيّعوا لدى أفلافيون الوزير أن القادة الثلاثة لم يخمدوا ثورة “الترافيليون” بل عقدوا وإياهم اتفاقاً سرياً للإطاحة بالملك. ودعم الحاسدون دعواهم بشهود زور وتقديم هدايا ثمينة للوزير. كان الاقتراح أن يسعى الوزير إلى عرض الأمر على الملك لإثارة مخاوفه ومن ثم انتزاع موافقته على إعدام الثلاثة في أسرع وقت ممكن. فقبض الوزير على القادة المعنيين وزجّهم في السجن ثم بادر إلى الملك وهوّله بأخبار المكيدة التي يحيكها الثلاثة ضدّه، ثم سأله أن يصدر أمراً بإعدامهم للحال وأداً للفتنة. فارتاع الملك ووافق على إنزال عقوبة الإعدام بالثلاثة في البوم التالي. في تلك الليلة قبع الثلاثة في سجنهم ينوحون ويبكون، وهم يضربون أخماساً بأسداس. لم تكن أمامهم حيلة يردّون بها عن أنفسهم هذا الخطر المداهم. وحدها الصلاة بقيت نصيباً لهم فصلوا وسألوا القديس نيقولاوس أن يعينهم: “يا إله أبينا نيقولاوس نجّنا….”. فظهر القديس في الحلم لكلا الرجلين، الملك ووزيره. قبل شروق الشمس، وطلب إليهما بتهديد أن يبادرا للحال إلى إطلاق سراح القادة الثلاثة لأنهم مظلومون. ولما كان الصباح أرسل الملك في طلب الوزير. وبعد الأخذ والرد أدرك الاثنان أنهما عاينا حلماً واحداً في شأن المحكومين فتوجسا خيفة. على الأثر أمر الملك بإحضار الثلاثة إليه. فلما حضروا دافعوا عن أنفسهم فتبيّن أنهم أبرياء فأطلق سراحهم. البنات والمهر: وكان هناك شخص غني عنده ثلاثة بنات جميلات. فقسى عليه الدهر فافتقر. ولما عضّه العوز وأبت عليه كرامته أن يمدّ يده ويطلب لنفسه وبناته حسنة، عرض عليه إبليس أن يدفع بناته إلى تعاطي تجارة الزنى، فقاوم التجربة إلى أن قويت عليه. ولكن قبل أن يبادر إلى تنفيذ ما علق في نفسه عرف القديس نيقولاوس بأمره فأتاه تحت جنح الظلام وألقى إليه من الطاقة بكيس من النقود وذهب. وفي الصباح اكتشف الرجل النقود ففرح بها فرحاً عظيماً، وتساءل من فعل ذلك. وإذ شغلته الفرحة والنقود اكتفى بشكر الله, وقام فجهّز ابنته الكبرى وزوّجها. وعندما رأى القديس أن الرجل استعمل النقود للخير عاد وأتاه من جديد ورمى إليه بنفس الطريقة، في الليل، مبلغاً من المال وذهب. واستفاق الرجل على كيس آخر من النقود فتعجّب وتساءل، ثم اكتفى بشكر الله وجهّز ابنته الثانية كما فعل بالأولى وزفّها إلى أحد الشبّان الطيّبين. أخيراً جاء إليه القديس ثالثة وأعاد الكرّة من جديد، لكن الرجل تنبّه، هذه المرة، للأمر فأسرع وفتح الباب وركض في إثر صانع الخير إلى أن أدركه. فلما رأى القديس نيقولاوس أن سرّه استبان ركع عند قدمي الرجل ورجاه ألا يعلم به أحداً. وبعد أخذ ورد، عاد القديس من حيث أتى، وعاد الغني المفتقر إلى بيته يسبّح ويمجّد. ثم ذهب فأدّى لابنته الصغرى ما أداه لأختيها من قبلها. عودة الغريق إلى بيته: يحكى عن رجل اسمه يوحنا عاش في القرن التاسع الميلادي في القسطنطينية، تقي ورع يحب الله ويكرم قدّيسه نيقولاوس، أنه سافر مرة في البحر لعمل. وبعد ساعات معدودة من مغادرته اهتاج البحر وضربت عاصفة السفينة التي كان مسافراً فيها. فأسرع البحّارة إلى ربط الأشرعة، وكان الوقت ليلاً. في تلك الساعة خرج الرجل إلى ظهر السفينة لقضاء حاجة. وما أن خطا خطوات قليلة إلى الأمام حتى اضطربت السفينة يميناً ويساراً فاختل توازن الرجل وسقط في البحر على مرأى من البحّارة وصراخهم. وغار الرجل في المياه وبكى البحّارة لفقده. ولكن لن تكن هذه نهاية القصة. فما أن بدأ الرجل بالغرق حتى صرخ في قلبه على غير وعي منه: “يا قدّيس الله نيقولاوس أعنّي!” وما أن فعل حتى وجد نفسه في غير مكان. وجد نفسه في بيته والماء يسيل من ثيابه. ولما استمر في الصلاة صارخاً، نهض أهل بيته من نومهم مذعورين فوجدوه على هذه الحالة فاندهشوا وتحيّروا وخانتهم لغة الكلام إلى أن استردوا وعيهم وسألوه لماذا هو بهذه الحالة وكيف عاد إلى بيته. وسادت في المكان جلبة ليست بقليلة ما أن هدأت حتى فهم الجميع من الرجل أنه سقط غريقاً في البحر وأن القديس نيقولاوس هو الذي أدركه وأعاده إلى بيته سالماً معافى. فتُحُدث بهذا العجب في كل القسطنطينية وشكر الجميع الله وازدادوا إكراماً لقدّيسه نيقولاوس وتعلّقاً به واعتماداً عليه. أما يوحنا فقيل إنه والد بطريرك القسطنطينية مثوديوس الأول الذي اعتلى سدّة البطريركية بين العامين 843 و847م. طروبارية باللحن الرابع لقد أظهرتكَ أفعالُ الحق لرعيتك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلماً للإمساك، أيها الأب رئيسُ الكهنة نيقولاوس، فلذلكَ أحرزتَ بالتواضع الرفعة وبالمسكنةِ الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الثالث لقد ظهرتَ كاهناً في ميرا أيها القديس، لأنك لما أتممتَ إنجيل المسيح أيها البار، وضعتَ نفسك عن شعبك، وخلصتَ الأبرياءَ من الموت. فلذلك تقدَّست بما أنك مسارٌّ عظيمٌ لنعمة الله. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس أمبروسيوس أسقف ميلان | الولادة: 334 الوفاة: 367 ولد القدّيس أمبروسيوس في عاصمة بلاد الغال، أي فرنسا اليوم، سنة 334م أو ربما340م. كان أبوه، واسمه أمبروسيوس أيضاً، ضابطاً أعلى لشؤون فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وموريتانيا. له أخوان مرسيلينا البتول وساتيروس، وكلاهما في الكنيسة قديس. وثمة قرابة تربطه بقديسة أخرى هي سوتيرا الشهيدة. رقد والده وهو صغير السن فعادت به أمه وبأخويه إلى روما، من حيث خرجت العائلة أصلاً. تلقى أمبروسيوس قسطاً وافراً من العلوم فدرس اليونانية ونبغ في البيان والفلسفة وبرز كخطيب مفوّه وشاعر أريحي. كل هذا ولم يكن بعد قد اعتمد، مع أنه من عائلة مسيحية، لأنه كان هناك اعتقاد شائع في أيامه أن من يسقط في الخطيئة بعد أن يكون قد اقتبل المعمودية يعرّض نفسه للهلاك. لهذا السبب جرى بعض الناس على عادة تأجيل معموديتهم إلى سن متقدمة. القديس أمبروسيوس كان من هذه الفئة من الناس، وكان ما يزال بعد في مصاف الموعوظين عندما تمّ اختياره أسقفاً لميلان في سن الرابعة والثلاثين. خرج أمبروسيوس إلى ميلان حيث كان مقر المحكمة العليا، فدرس القانون وبرع وشاع ذكره حتى بلغ أذني أنيسيوس بروبس، المولّى على إيطاليا فقرّبه إليه وجعله مستشاراً لديه ثم حاكماً لمقاطعتي ليغوريا وأميليّا اللتين ضمتا كلاً من ميلانو وتورينو والبندقية ورافينا وبولونيا. يذكر أن بروبس كان رجلاً مناقبياً فاضلاً نزيهاً حليماً. فلما أراد أن يزوّد أمبروسيوس بتوجيهاته لم يجد من النصح خيراً من حثّه على أن يحكم لا كقاض بل كأسقف. وبالفعل، سلك أمبروسيوس في حاكميته كأسقف، يقظاً، مستقيماً، رؤوفاً. ولما حانت الساعة لا حظ أهل ميلان أنه بالحقيقة أدنى إلى الأسقف منه إلى الحاكم فاختاروه أسقفاً عليهم. أسقفيته: مفاد ذلك أنه لما رقد أوكسنتيوس، أسقف ميلان، وكان آريوسياً، سنة 347م، اجتمع المؤمنون، صغاراً وكباراً، في الكنيسة الكبرى في المدينة ليختاروا له خلفاً. اختيار الأسقف، فيما يبدو، كان يتم يومذاك بالإعلان الشعبي. وإذ كان الشعب منقسماً على نفسه فقد تعذّرت تسمية أسقف يوافق عليه الجميع. وكادت تقع أعمال شغب فاستدعي الحاكم لضبط الوضع. فلما حضر وقف بالناس خطيباً فأعطاه الحاضرون سكوتاً عميقاً لأن الجميع كانوا يجلّونه. ففتح فاه ودعاهم إلى جعل اختيارهم بروح السلام ليكون لهم أن يختاروا الأفضل عليهم. اتسم كلامه بالحكمة والوداعة والعذوبة فلامس قلوب سامعيه وحوّل أنظارهم إليه، فهتفوا بصوت واحد: “أمبروسيوس أسقف!”. لم يصدق أمبروسيوس، أول الأمر، لا عينيه ولا أذنيه. فلما استمر المحفل في الهتاف “أمبروسيوس أسقف!”، اضطرب وترك المكان للحال. ولما لحق به الناس حاول أن يظهر بمظهر الرجل العنيف ليردّهم عنه فلم يرتدّوا. فأقفل على نفسه إلى حلول الظلام. ولما خفتت الأصوات طلب الخروج من المدينة فهام على وجهه إلى الصباح، ولما عاد إلى نفسه وجد نفسه عند باب المدينة. واستمرت ملاحقة الناس له أياماً حاول خلالها التواري فباءت جميع محاولاته بالفشل إلى أن بلغ الخبر أذني الإمبراطور والنتنيانوس الأول فأنفذ أمراً بإلزامه بقبول الأسقفية. ولما لم يجد أمبروسيوس مفراً من الرضوخ أسلم نفسه لله وأذعن، فتمّت معموديته وارتقى الدرجات الكهنوتية حتى الأسقفية في غضون ثمانية أيام. وما أن ارتقى أمبروسيوس سدّة الأسقفية حتى عمد إلى توزيع ما اجتمع لديه من ذهب وفضة ومقتنيات على الفقراء، فيما وهب الكنيسة ما كان يملكه من أراض وعقارات. لم يترك من ثروته الطائلة غير نصيب متواضع اقتطعه لحاجات أخته مرسلينا المعيشية. وقد ذكر مترجمه أن تخلّيه عن غنى العالم وكراماته كان كلياً وبلا ندامة لدرجة أنه، مذ ذاك، لم تعد للمال والمجد الباطل وطأة عليه. بعد ذلك انصرف إلى دراسة الكتاب المقدّس وكتب الآباء ومعلمي الكنيسة، لاسيما القدّيس باسيليوس الكبير وأريجنيس المعلم. وقد اتخذ لنفسه مرشداً الكاهن سمبليسيانوس الذي خلفه أسقفاً وأحصي، لسيرته الفاضلة، بين القدّيسين. وقد جرى أمبروسيوس، منذ أول أسقفيته، على حفظ الإمساك بصرامة. أصوامه كانت يومية ما خلا في الآحاد والسبوت وأعياد بعض الشهداء. ولكي يجتنب الإسراف كان يمتنع عن قبول الدعوات إلى المآدب، لكنه كان يدعو الآخرين، أحياناً، إلى مائدة بسيطة متواضعة لديه. كان يقضي قسماً مهماًَ من ليله ونهاره في الصلاة، ويقيم الذبيحة الإلهية كل يوم ويعظ كل أحد. انصرافه إلى رعاية شعبه كان كاملاً. الفقراء في عينه كانوا الوكلاء والخازنين الذين يستودعهم مداخيله. اعتاد أن يستقبل الناس الوافدين إليه كل يوم طلباً لمشورة أو نصيحة. فإذا ما نفذ ما في يده كان مستعداً حتى لأن يبيع الأواني الكنسية ليسعف بها المحتاجين. وكان يقول: “إن إطعام الجياع حلالاً. وما كان ليتوسّط لإنسان في وظيفة لها علاقة بالقصر الملكي، ولا حاول البتة أن يقنع أحداً بالانخراط في العسكرية، لكنه كان يسعى أبداً إلى إنقاذ حياة المحكومين بالموت. اعتاد أن يبكي مع الباكين وأن يفرح مع الفرحين. كان على رقة ورأفة فائقين. الخطأة التائبون كان يرأف بهم رأفة عظيمة ويدعوهم إلى الإعتراف بخطاياهم ويبكي عليهم ومعهم. وكان يحث المؤمنين على المناولة بتواتر. ولا يختار أحداً إلى الكهنوت إلاّ بحرص عظيم. كان شديد العناية بكهنته، يحبّهم ويسهر على نفوسهم، يعلّمهم بالمثال ويرشدهم بالكلمة. الكاهن الصالح كان عنده كنزاً ثميناً عظيم القيمة، يفوق كل ما نتصّوره قدراً. كان يحب التبسّط في الكلام على بركات البتولية. أخته مرسيلينا كانت بتولاً. من نسميهم نحن اليوم راهبات كانوا يسمَّون في أيامه عذارى أو بتولات. بعض البتولات كان يبقى في دورهن وبعضهن كان يقتبل حياة الشركة. أخته كانت من الفئة الأولى. وقد سألته أن يكتب عن البتولية فوضع ثلاث مقالات في العذارى، عرض في الثالثة منها طريقة حياتهن فدعاهن إلى الاعتدال والامتناع عن زيارة الناس والانصراف إلى الصلاة والتأمل والبكاء والعمل بأيديهن لا ليؤمنّ لأنفسهن حاجات الجسد وحسب بل ليكون لهن ما يعطينه للمحتاجين. ويبدو من كلامه أن كثيرات كن يقبلن على الحياة البتولية بدليل سعيه إلى الإجابة على اعتراض قوم قالوا إن تزايد البتولات المكرّسات يشكل خطراً على البشرية لأن الراغبات في الزواج في تناقص مطّرد. أمبروسيوس والآريوسية: هذا وقد اهتمّ القدّيس أمبروسيوس بتنظيف أبرشيته من خمير الهرطقة الآريوسية حتى أنه في غضون اثني عشر عاماً من بدء أسقفيته، لم يبق على أرض ميلان مواطن واحد على الآريوسية ما خلا بعض الغوط وأفراد قلائل من العائلة المالكة. صلابته حيال الهراطقة والهراطقات كانت لا تلين. الإمبراطورة يوستينة الآريوسية حاربت بضراوة، لكنه تمكن بعون الله والتفاف المؤمنين حوله والصمود من رد خطرها عن نفسه وعن شعبه. مثل ذلك أنها أوفدت قرابة عيد الفصح من السنة 385م عدداً من خدامها تطلب منه أن يسلم إحدى كنائسه لأتباع آريوس لتكون لها ولعائلتها ولهم مكان صلاة، فامنتع. فأوفدت موظفين كباراً فردّهم. فبعثت بضباط يضعون اليد على الكنيسة فاهتاج الشعب وخطف أحد الكهنة الآريوسيين. فلما بلغ الخبر أذني الأسقف القديس أرسل للحال كهنة وشمامسة استعادوه سالماً لأنه لم يشأ أن تهرق نقطة دم واحدة. ولما جاء إليه قضاة يطلبون منه أن يسلم الكنيسة لأنها حق للإمبراطور، أجاب: “لو سألني ما هو لي، أرضي أو مالي، لما منعته عنه مع أن ما أملك هو للفقراء، ولكن ليس للإمبراطور الحق فيما هو لله….. إذا كان في نيتكم أن تكبلوني بالأصفاد أو أن تسلموني للموت، فأنا لا أستعفي. لن أحتمي بالناس ولا بالهيكل….”. في المساء خرج أمبروسيوس من الكنيسة إلى بيته حتى إذا ما أراد الجند التعرض له لا يتأذّى أحد من المؤمنين. ثم في صباح اليوم التالي توجّه إلى الكنيسة العتيقة فألفى الجند يحيطون بالمكان فسأل بعض كهنته أن يذهبوا إلى الكنيسة الجديدة موضع النزاع ويقيموا الذبيحة الإلهية فيها، وإن تعرض لهم العسكر فليهددوهم بالحرم ففعلوا. وإذ كان الجند من حسني العبادة لم يتعرّضوا للكهنة بسوء فدخل هؤلاء الكنيسة وتمّموا الخدمة الإلهية وكان الجند بين الحاضرين. استمر الوضع مشدوداً لبعض الوقت وأمبروسيوس والشعب لا يلينون إلى أن اضطر الإمبراطور إلى التراجع عن موقفه. هذا كان فصلاً من فصول اضطهاد يوستينة للقديس أمبروسيوس والأرثوذكسيين. مرّات حاولت يوستينة ترحيله ففشلت ومرة أرسلت إليه من يضربه بالسيف فيبست يده، ومرة لازم الكنيسة أياماً والشعب من حوله, والكنيسة يحاصرها الجند ويمنع الخارجين منها. وفي عظة تفوّه بها قدّيسنا في تلك الحقبة السوداء خاطب الشعب المؤمن بمثل هذه الكلمات: “أخائفون أنتم أن أتخلى عنكم لأنجو لنفسي؟! لا! لا يمكنني أن أتخلى عن الكنيسة لأني أخاف سيد الخليقة أكثر مما أخاف سيد القصر. ربما أمكنهم أن يجرّروا جسدي خارجاً لكنهم لا يقدرون أن يفصلوني عن الكنيسة بالفكر….. لا تضطرب قلوبكم! لن أتخلى عنكم أبداً، ولكن لن أرد العنف بالعنف. بإمكاني أن أتنهد وأبكي. الدموع هي سلاحي الأوحد في مواجهة السيوف والجنود. ليس للأساقفة غير الدموع يدافعون بها عن شعبهم وعن أنفسهم. لا أستطيع, لا بل ليس لي الحق أن أقاوم بطريقة أخرى….. وإن راموا تصفيتي فليس لكم إلا أن تكونوا متفرجين لأنه إذا كانت هذه مشيئة الله فكل احتياطاتكم باطلة. من يحبّني يعطني أن أصير ضحيّة للمسيح…. لن أعطي لقيصر ما هو لله….. أيطالبوننا بالجزية؟ الكنيسة تدفعها! أيرغبون في عقاراتنا؟ بإمكانهم أن يأخذونها! ما يقرّبه الشعب المؤمن كاف لسد حاجة فقرائه. يأخذون علينا أننا ننفق بوفرة على الفقراء. هذا لا أنكره أبداً لأنه لي فخر. صلوات الفقراء هي حصني. أولئك العمي والمخلعون والمسنّون أشدّ بأساً من خيرة المحاربين… القيصر في الكنيسة هو لكنه ليس فوق الكنيسة….” أخيراً رقدت يوستينة واضطربت الظروف السياسية والعسكرية الإمبراطور والنتينيانوس الثاني، ابنها، أن يغيّر موقفه حتى إنه صار يعتبر القديس أمبروسيوس بمثابة أب له. وبقي كذلك حتى وفاته. يذكر، في مجال تحصين المؤمنين ضد الهرطقة الآريوسية، إن القديس أمبروسيوس عمد إلى وضع أناشيد تتضمّن حقائق الإيمان القويم أخذ الشعب في إنشادها. بالمناسبة، إلى القديس أمبروسيوس يعود الفضل في إدخال الترتيل المزموري على الأسلوب التناوبي المعروف في الشرق. هذا الأسلوب ازدهر في ميلان أولاً ثم انتقل إلى كل كنائس الغرب. مؤدب الملوك: وفي العام 390م جرت في تسالونيكي حوادث مؤسفة. أحد الضبّاط هناك احتجز سائقاً للعربات ممن يشتركون عادة في مباريات ميدان السباق في المدينة. السبب كان ارتكابه شائنة. وإذ بلغ الخبر الإمبراطور ثيودوسيوس وأن حالة من الفوضى تسود المدينة أمر العسكر بأن يحصدوا سبعة آلاف من سكانها في ثلاث ساعات. وهذا ما فعلوه بوحشية منقطعة النظير دونما تمييز بين مذنب وبريء، بين شيخ وفتى. وانتهى الخبر إلى القدّيس أمبروسيوس فكان حزنه على ما جرى عميقاً. لاسيما وثيودسيوس صديق حميم له.ثيودسيوس في تلك الفترة كان في ميلان والجوار. ميلان كانت المركز الإداري للشق الغربي من الإمبراطورية آنذاك. وإذ كان ثيودوسيوس، وقت حدوث الفاجعة، بعيداً يومين أو ثلاثة عن ميلان، وشاء أمبروسيوس أن يعطيه فرصة للعودة إلى نفسه قام فخرج من المدينة بعدما بعث إليه برسالة رقيقة صارمة حثّه فيها على التوبة وأعلمه أنه إلى أن يتمّم فروض التوبة كاملة فإنه لن يقبل تقدماته ولن يقيم الذبيحة الإلهية في حضرته. فمهما كان احترامه له فالله أولى، وليست محبته لجلالته للمحاباة بل لخلاص نفسه. وعاد الأسقف بعد حين إلى المدينة وجاء ثيودوسيوس على عادته إلى الكنيسة غير مبال بما سبق لأمبروسيوس أن وضعه عليه. فخرج إليه قديسنا خارج الكنيسة ومنعه من دخولها قائلاً له: يبدو، يا سيدي، أنك لا تدرك تمام الإدراك فظاعة المذبحة التي ارتكبت مؤخراً. لا يحولنّ بهاء أثوابك القرمزية دون اضطلاعك بأوهان ذلك الجسد الذي تغطيه. فأنت من طينة واحدة ومن تسود عليهم، وثمة سيد واحد لكلّ المسكونة. بأية عينين تعاين بيته؟ بأية قدمين تتقدّم إلى هيكله؟ كيف ترفع إليه في الصلاة تلك اليدين الملطختين بالدم المهراق ظلماً؟ أخرج من هنا ولا تزد على إثمك إثماً فتجعل جريمتك أفظع مما كانت. خذ عليك بهدوء النير الذي عيّنه لك الرب الإله. إنه نير صعب ولكنه دواء لصحة نفسك”. فحاول ثيودوسيوس أن يخفّف من حدّة جريمته فقال: داود أيضاً أخطأ؛ فأجابه الأسقف: “إن من أخطأت نظيره عليك أن تتوب نظيره!”. ورضخ ثيودوسيوس. إنكفأ عائداً إلى قصره وأقفل على نفسه في بكاء وتضرع إلى الرب الإله ثمانية أشهر. وجاءه أحد مستشاريه ممن نصحوه بضرب أهل تسالونيكي على نحو ما حدث، أقول جاءه مخففاً عنه عذاب الضمير وحزنه على نفسه من حيث أنه لم يفعل إلا ما تقتضيه الضرورة وتستلزمه المسؤولية فأجابه بدموع: “أنت لا تعرف ما في نفسي من القلق والاضطراب فأنا أبكي وأنوح على شقاوتي. كنيسة المسيح مشرّعة للشحّاذين والعبيد فيما أبواب الكنيسة، وبالتالي أبواب السماء، موصدة دوني، لأن الرب الإله قال: “كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء!”. وخرج ثيودوسيوس إلى الأسقف قبل تمام توبته وسأله الحلّ من الخطايا فلم يشأ بل جعله في مصاف التائبين بعدما اعترف بجريمته علناً. وكان يركع عند باب الكنيسة ويردّد مع داود النبي: “نفسي لصقت بالتراب فأحيني حسب كلمتك” (مزمور25:118). وبقي على هذه الحال مدة من الزمان يضرب أحياناً صدره وأحياناً ينتف شعره فيما كانت الدموع تنهمر على خديه متوسلاً رحمة ربه، نائحاً. على خطيئته على مرأى من الناس الذين كان التأثر يبلغ بهم حدّ البكاء معه والتضرع إلى الرب من أجله. وقبل أن يمنحه القديس أمبروسيوس الحلّ من خطيئته ألزمه بإصدار مرسوم بإعطاء مهلة ثلاثين يومأ قبل تنفيذ أي قرار بمصادرة أملاك أحد من الناس أو الحكم عليه بالموت لئلا يكون القرار المتخذ بحقه قد اتخذ بتسرع أو عن هوى. إلى ذلك قيل أن ثيودوسيوس جاء إلى الكنيسة مرة وكان الوقت أحد الأعياد الكبرى. فبعدما قدّم قربانه على حسب العادة المتبعة بقي في حدود الهيكل حيث كان الإكليروس فسأله أمبروسيوس إذا كان يريد شيئاً، فقال: الاشتراك في القدسات! فبعث إليه برئيس شمامسته يقول له: “لا يحق، يا سيدي، إلا للإكليروس أن يقفوا في الهيكل. لذلك أسألك أن تخرج وتقف في مصاف الشعب. الرداء القرمزي يؤهلك للإدارة ولا يؤهلك للكهنوت”. فخرج ثيودوسيوس عن طيبة خاطر ووقف بين العامة. ولما عاد إلى القسطنطينية بعد إقامة في الغرب استمرت قرابة الثلاث سنوات أبى أن يقف في الهيكل حيث كانت العادة هناك واكتفى بموضع خاص بين الناس وكان يقول بتنهد: “كم هو صعب عليّ أن أتعلم الفرق بين الكهنوت والإمبراطورية! ها أنا محاط بالمتملقين من كل صوب ولم أجد غير إنسان واحد قوّمني وقال لي الحق كله. أنا لا أعرف سوى أسقف أصيل واحد في المسكونة، وهذا الأسقف هو أمبروسيوس!”. إشعاعه: هذا ويذكر مترجم القديس أمبروسيوس أنه أقام ميتاً في فلورنسا وطرد الأرواح الشرّيرة من بعض الناس وشفى عدداً من المرضى. كما جرى الكشف بهمته عن رفات عدد من القدّيسين أمثال بروتاسيوس وجرفاسيرس ونازاريوس وكلسيرس. هؤلاء تعيّد لهم الكنيسة المقدّسة مجتمعين يوم الرابع عشر من شهر تشرين الأول. وقد سطع بهاء قداسة القديس أمبروسيوس في كل مكان حتى إن بعض الفرس من ذوي الرفعة أتوه مستبركين مسترشدين، كما أن شعباً بربرياً يعرف بـ “المركوماني” اهتدى إلى المسيحية بتأثير منه. خلّف أمبروسيوس جيلاً من القدّيسين أمثال أوغسطينوس الذي عمّده سنة 387م وبولينوس النولي مترجمه وهو نوراتس وفيليكس. وقد كان رقاده يوم الرابع من نيسان سنة 397م، ليلة سبت النور، عن عمر ناهز السابعة والخمسين. أما عيده في السابع من كانون الأول فلسيامته يحصى القديس أمبروسيوس في عداد آباء الكنيسة الغربية الأربعة الكبار بجانب كل من إيرونيموس وأوغسطينوس وغريغوريوس الكبير. طروبارية باللحن الرابع بِمَا أنَّكَ مُعَلِّمٌ إِلهيّ ورَئِيسُ كَهَنَةٍ حَكيم تَقودُ المُؤمِنينَ إِلى حَقائِقِ العَقائِدِ أيُّها البَارُّ أُمبروسيوسْ مُبَدِّداً ضَلالةَ المُهَرْطِقينَّ بِأقْوالِكْ ومُظْهِراً نِعْمَةَ حُسْنِ العِبادَةِ المُعْطاةِ مِنَ اللهْ فَأحْفَظْ بِها مُكَرِميكَ سَالِمينَ مِنَ الأذىْ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس البار باطابيوس | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف تماماً متى عاش القدّيس باطابيوس. بعض الدارسين يجعل رقاده في القرن السابع الميلادي. ولد في صعيد مصر لعائلة تقية. أحسّ ببطلان العالم بقوة منذ نعومة أظفاره فمال عن الحياة الدنيا إلى الحياة الرهبانية الملائكية. خرج إلى الصحراء لا يدري كيف يتدبر ولا ماذا يعمل ولا إلى أين يتجه. شوقه أخرجه إليها كما أخرج الكثيرين من قبله. وهج النور الإلهي الساكن في مقتحمي البرّية الأبرار، في تلك الأيّام، جذب الكثيرين إليها. وإذ ألقى باطابيوس بنفسه في أحضان الصحراء ظنّ، بكل بساطة، أنه إنما يلقي بنفسه، بالإيمان، في أحضان الله الحي. ولم يخيبه ربه، لأن من قال: “كل من يأتي إليّ لا أطرحه خارجاً”، و “لا أهملك ولا أتركك”، تلقّف عبده برحمته ورعاه بحنانه، فنما باطابيوس في النعمة والقامة وتكمّل في الهدوء وكل فضيلة وماثل المعلم في الوداعة وتواضع القلب، فمّن عليه المعلم بمواهب جمّة حتى صار منارة لكثيرين ومشفى لأدواء العديدين. وسطع نور الرب في عبده فاهتدى إليه الناس وصاروا يتدفّقون عليه. وخشي باطابيوس، من كثرة المقبلين إليه، أن يخسر سيرة الهدوء والصلاة المستمرة ففكر بالانتقال إلى مكان آخر لا يدري بأمره فيه أحد. ولكن، إلى أين؟ إلى عمق الصحراء؟ كلا، بل إلى عمق المدينة وصحراء الغربة فيها، إلى المدينة المتملكة، القسطنطينية! هذا ما أوحت به إليه عناية ربّه فانتقل إلى موضع قريب من كنيسة السيدة في ناحية بلاشيرن المعروفة في قلب القسطنطينية. نعِم قدّيسنا بالهدوء في “برّية القسطنطينية” ردحاً من الزمان. قسى على نفسه فيها أكثر من ذي قبل. عاد لا يبالي بالكلية لا بطعام ولا بلباس. صار كملاك في الجسد. وقد تقدّم في صلاة القلب إلى حد أنه تمكّن، بنعمة الله، من الارتقاء إلى السموات ومعاينة القوّات العلوية تمجّد الله على الدوام. شفاء الأعمى: يحكى أن شاباً تقياً فاضلاً كان أعمى منذ مولده. هذا سمع بفضائل القدّيس ونعمة الله عليه. فقدم إليه وفعل ما فعله أعمى أريحا (مرقس64:10…) لما درى بمرور السيد بقربه. أخذ الشاب يصرخ إلى القديس: “ارحمني يا ابن النور والنعمة، ارحمني باسم الرب! أنر عينيّ لأتمكن، أنا غير المستحق، من رؤية خليقة الله وشكره عليها!”. فتحنّن عليه القديس ورثى لحاله. وإذ عرف بروحه أن له إيماناً ليشفى، سأله، عن تواضع، مريداً أن يعطي المجد لله: “ما الذي تراه فيّ، يا بني، لتسألني أن أشفيك مع أن الله وحده الشافي؟”. فأجابه الشاب بدموع: أنا واثق يا أبي أنك قادر أن تفتح عينيّ لأنك خادم لله! إذ ذاك رفع القدّيس صوته قائلاً له: باسم الرب يسوع المسيح الذي يرّد البصر للعميان ويقيم الموتى ليَعدْ إليك نور عينيك! فلما قال هذا انفتحت للحال عينا الأعمى وأبصر كل شيء من حوله بوضوح. فمجّد الله بفرح عظيم، وكذا فعل الحاضرون، وتعجبوا بالأكثر لأنهم كانوا يعلمون أن الإنسان الذي جرت له الآية أعمى منذ مولده. رجل ممعود: كان رجل يعاني من انتفاخ مؤلم في معدته فعرض نفسه على أطباء كثيرين فلم ينتفع شيئاً. أنفق كل ما كان له ولم يجد أحد علاجاً لحاله، لا بل ساء وضعه وانحبست المياه في بدنه وانتفخ كله. فلما يئس من عون الناس ذهب إلى قديس الله فألفاه القديس في أسوأ حال لأن جلده كان قد أضحى كجلد الماعز وكان يعاني آلاماً فظيعة. فصلّى القديس بدموع ورسم عليه إشارة الصليب ودهنه بالزيت المقدس قائلاً له: الرب الإله يشفيك اليوم برحمته، يا بني! وللحال انفتحت مسام جلده وخرجت منها مياه قذرة كريهة الرائحة واستمرت كذلك إلى أن شفي تماماً. ففرح وشكر ومجّد الله كثيراً. الشاب والروح الخبيث: كان في شاب روح خبيث تسلّط عليه بالكلية، فكان يمزّق ثيابه ويركض عرياناً. وكان الروح الخبيث يدفعه إلى النار والماء ليميته فصار في خطر مبين. وحدث أن سار الروح الخبيث بالشاب مرة إلى البحر ليلقيه فيه. وفي الطريق،مرّ بالقديس. فلما عاين الروح الخبيث رجل الله صرع الشاب للحال واهتاج فيه حتى صارت عينا الشاب تتحركان بتوتر في كل اتجاه وتنقلبان وأخذ يتمرّغ ويُزبد ويصرّ بأسنانه. فدنا منه قديس الله، فاضطرب الروح الخبيث بالأكثر، وسُمع يقول: ما هذه المصيبة التي حلّت بي؟! أإلى هنا أتى باطابيوس أيضاً؟! إلى أين أذهب بعد اليوم؟! إلى أين أهرب منك أيها الناصري؟! أذهب إلى الصحراء فتطردني! أذهب إلى المدينة فتخرجني! وأنا بعلامة الصليب أُضرب وأتحطّم! ولما تلفّظ الروح الخبيث بهذه الكلمات رفع الشاب في الهواء وأخذ يخبطه. إذ ذاك رفع القديس يمينه ورسم إشارة الصليب في الهواء قائلاً: اخرج أيها الروح الخبيث من هذا الشاب إلى البرّية ولا تعد إليه! الرب يسوع المسيح يأمرك بي، يا من تعترف بقوته مرغماً! ولما قال قديس الله هذا سقط الشاب أرضاً وخرج منه الروح الخبيث كغيمة دخان. فبكى الشاب من الفرح ومجّد الله وشكر قديسه. سرطان الثدي: امرأة كانت تعاني من سرطان الثدي ساءت حالها جداً وأخذ الدود يخرج من صدرها. كانت قد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تستفد شيئاً. لم تعد لها طاقة على الحياة فطلبت الموت. هذه سمعت بالقديس باطابيوس فذهبت إليه وسجدت عند قدميه وتوسلت إليه: اشفني يا خادم الله أنا البائسة! ارأف بي أنا الشقية! حتى قبل أن أسكن القبر يأكلني الدود! وأنا في أوجاع لا تطاق! فقال لها القديس: إذا كان لك إيمان بالرب يسوع ولا تشكّين فهو يشفيك! فتنهدت المرأة بدموع وقالت له: أؤمن بالرب يسوع القادر على كل شيء وأومن بأنه رحيم وهو يشفيني! فسألها القديس أن تريه موضع المرض، فأرته إياه فتعجّب وقال لها: مرضك صعب يا امرأة، ولكن بالإيمان كل صعوبة تهون. لذلك أقول لك اذهبي بسلام. أنت منذ الآن معافاة من دائك. فشفيت المرأة من ساعتها وذهبت تمجّد الله بفرح عظيم. ولم تترك أحداً مرّت به إلاّ أخبرته بما فعل لها رجل الله حتى شهرته بين الناس. رقاده: كان رقاد القديس، كما يبدو من سيرته، في أحد الديورة لأن الذين اجتمعوا إليه ليودعوه كانوا من النسّاك. كانوا شديدي الحزن على قرب مغادرته لهم. فما كان منه سوى أن عزّاهم وكلّمهم عن الحياة الأبدية وسألهم الصلاة عنه وعن أنفسهم. ولما استكمل كلامه استودع روحه بين يدي الله بسلام وفرح. وقد دفن في كنيسة القديس يوحنا المعمدان. طروبارية باللحن الثامن بكَ حفظت الصورة باحتراس وثيق، أيها الأب بطابيوس. لأنكَ قد حملتَ الصليب فتبعتَ المسيح، وعملتَ وعلَّمتَ أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويهتَّم بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيها البارَّ تبتهج روحُكَ مع الملائكة. قنداق باللحن الرابع إن الشعوب إذ قد وجدوا هيكلك أيها القديس مستشفى روحيّاً، فهم يتقدمون إليه برغبةٍ، مستمدين أن ينالوا شفاء الأسقام، وغفران ذنوب الحياة، لأنكَ قد ظهرتَ منجداً لجميع الذين في الشدائد أيها البار بطابيوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون ميناس وهرموجانيس وإفغرافوس | الولادة: – الوفاة: – ليس واضحاً متى تمّت شهادة هؤلاء القدّيسين الثلاثة. قيل في زمن الإمبراطور الروماني يوليوس مكسيمينوس الذي تولّى الحكم لفترة قصيرة بين العامين 235 و238 للميلاد. وقيل أيضاً في زمن الإمبراطور مكسيميانوس هرقل الذي تبوّأ العرش الروماني وزميله ذيوقليسيانوس بين العامين 285 و305م. أنّى يكن الأمر فإن ميناس. كما ورد في التراث. رجل أثينائي وصف بـ الرخيم الصوت أو الحسن النغمة لفصاحة لسانه وحسن منطقه. حصلت في أيامه انقسامات سياسية بمدينة الإسكندرية وحقّق المسيحيون نجاحات ملحوظة في نشر الإنجيل بين السكان فيها. ولما كان ميناس أحد مستشاري الإمبراطور فقد أوفده هذا الأخير لمعالجة الخلافات السياسية الحاصلة وضرب المسيحيين في المدينة وملاحقها. ميناس، من ناحيته، كان مسيحياً متخفياً. لم يجاهر بمسيحيته، إلى ذلك الزمان، لأنه لم يكن قد أدرك بعد أن ساعته قد جاءت ليتمجّد ابن الله فيه. توجّه ميناس إلى الإسكندرية وعالج صعوباتها بالحسنى، فتمكن، بما أوتي من حكمة ودراية، من تهدئة الحال وإصلاح الأمور. هذا على الصعيد السياسي. أما وضع المسيحيين فلم يشأ ميناس أن يعالجه وفق رغبة الإمبراطور. فقد أيقن أن ساعة الاعتراف بالمسيح قد حانت. وهكذا بدل أن يقمع المسيحيين أطلق يدهم وشجّع على نشر كلمة الإنجيل. وقد ذكر أن الرب الإله أجرى على يديه آيات جمّة علامة للرضى الإلهي عن هذا العمل المبارك وتأكيداً لصدقية البشارة وقوتها. ويبدو أن الوثنيين في المدينة أخذت كلمة الخلاص بمجامع قلوبهم وأدهشتهم أعمال الله بحيث أن كثيرين منهم نقضوا هياكلهم وانضموا إلى الكنيسة. ولم تلبث أخبار الإسكندرية والجوار أن بلغت أسماع الإمبراطور الروماني فخشي على مصر أن تتحوّل بأكملها إلى المسيحية. وإذ رأى في ما كان يجري فيها تهديداً لحكمه وتآمراً عليه. أوفد، على جناح السرعة، رجلاً اسمه هرموجانيس، موثوقاً لديه، ليرد ميناس إلى صوابه، لو أمكن، أو يعمد إلى تصفيته وتصفية المسيحيين ويعيد الأمور، من ثم، إلى نصابها. هرموجانيس كان أيضاً من أثينا. لم يعرف المسيح لكن الوثنية لم تفسده. كان مستقيماً عادلاً طيباً وموظفاً أميناً، لكنه، في جهله، ظنّ أن من حق الإمبراطور عليه أن يكون مطيعاً له. تصرّف،أوّل أمره، كأي عامل ملكي ينفّذ الأوامر ويفرض أحكام قيصر. وما أن انكشفت الحقيقية لعينيه، على غير ما كان يتصوّر، حتى اهتدى، فكان له موقف آخر. دخل هرموجانيس مدينة الإسكندرية بمواكبة عسكرية مهمة. وأول ما فعله أن ألقى القبض على ميناس وأودعه السجن. ثم أوقفه أمامه للمحاكمة بعد أيام بحضور جمهور من الناس. أجاب ميناس على اتهام هرموجانيس له بأنه تمرّد على قيصر فأكد ولاءه له في كل شأن من شؤون الحكم والإدارة المدنية والعسكرية إلا ما له علاقة بعبادة الله، خالق السماء والأرض. ميّز بين ما هو لله وما هو لقيصر، الأمر الذي لم يكن مألوفاً يومذاك، لا بل كان يُعتبر خطراً على تماسك الدولة ووحدتها. الفكرة كانت أن من يخضع لقيصر يخضع لآلهة قيصر. الموضوع كان جديداً على هرموجانيس. المطلوب، بالنسبة إليه، كان الطاعة لقيصر. قضية الأوثان، بحد ذاتها، كانت ثانوية لديه. واستطرد ميناس فسرد بثقة وهدوء كيف أن الله لم يكف عن إظهار عجائبه به، أي ميناس، منذ أن التزم البشارة بكلمة الخلاص. وفيما كان ميناس يعرض تفاصيل بعض ما جرى له، أخذت أصوات من بين الحضور ترتفع مؤكدة صحة ما يقول. وإذ احتدّت المشاعر في المكان وبان كأن الاجتماع على وشك أن يتحوّل إلى تظاهرة مسيحية انفضّت الجلسة إلى اليوم التالي. في اليوم التالي، أتي بالقديس في محضر الناس وجعل هرموجانيس أمامه آلات التعذيب راغباً في استعمال لغة غير اللغة التي استعملها في اليوم الفائت عسى ميناس، بالتخويف، أن يعود إلى طاعة قيصر كاملة غير منقوصة. وما أن اتصل الكلام الذي كان قد انقطع البارحة حتى بدا لهرموجانيس أن منظر آلات التعذيب لم يغيّر شيئاً من موقف ميناس. إذ ذاك أيقن أن لغة الكلام وحدها لا تنفع، فأشار إلى الجلاّدين أن يعذّبوه، فحطموا كعبيه وفقأوا عينيه وقطعوا لسانه وأعادوه إلى سجنه على أمل إلقائه للوحوش في اليوم التالي. موقف ميناس أثناء التعذيب كان لافتاً. فرغم آلامه التي من المفترض أن تكون مبرّحة بدت نفسه في سلام. لم يتلوّ بمرارة ويأس كما اعتاد هرموجانيس أن يعاين السفلة والمجرمين يفعلون وهم تحت التعذيب. كأنما كانت في نفس ميناس قوة لم ينجح التعذيب، على قسوته، في النيل منها, وذاك الوجه الذي فاض نوراً على ما ارتسم عليه من ألم انطبع في وجدان هرموجانيس، فحسب موقف ميناس بطولة تستحق الثناء. وبات هرموجانيس على انطباعات من هذا النوع. أما ميناس الملقى في السجن فجاء إليه الرب يسوع شخصياً أثناء الليل وعزّاه ومسّ جراحه فعاد صحيحاً. وأطل الصباح ودبّت الحركة، فأرسل هرموجانيس في طلب ميناس. كان يظنّ أنه قد مات، لكنه رغب، لإحساسه بالرجولة، أن يجمع الناس ويثني على بطولة ميناس في مواجهة التعذيب والمعذّبين. وكم كانت دهشته فائقة حين وقف ميناس لديه سليماً معافى وكأن جسده لم ينل ما ناله البارحة. إذ ذاك أدرك هرموجانيس أنه عظيم الإيمان بالمسيح وعظيم إله المسيحيين فآمن وجاهر بإيمانه أمام الشعب. ثم اعتمد، وقيل تسقّف على الإسكندرية بعد معموديته بوقت قصير. في تلك الأثناء كان الإمبراطور ينتظر أخباراً طيبة من عامله في الإسكندرية، فإذ به يتلقى خبر ما حدث فيها فطار صوابه وقرّر أن يتوجه إلى هناك بنفسه لمعالجة الأمر بطريقة مضمونة. وكان أن خاب القيصر، في الإسكندرية، أشدّ الخيبة إثر وقوف ميناس وهرموجانيس لديه. دفاعهما أفحمه وزاده غيظاً فعذّبهما إلى أن قطع هامتيهما. أما إفغرافوس الذي قيل إنه كان كاتباً لقيصر، أو ربما للقدّيس ميناس نفسه، فاجترأ، بعد كل ما عاين وسمع، أن يقف أمام الإمبراطور الهائج ويرسم على نفسه إشارة الصليب ويجاهر بإيمانه بالمسيح. فما كان من قيصر سوى أن استّل سيف أحد حرّاسه وضربه به فقتله. هكذا أكمل الثلاثة شهادتهم للمسيح فأحصتهم الكنيسة المقدّسة معاً في هذا اليوم المبارك، ولكن بقي في الذاكرة أم ميناس كان أبرزهم. هذا وقد جرى نقل رفات الثلاثة إلى مدينة القسطنطينية، في القرن الخامس للميلاد. ولكن يبدو، على الأقل، أن رفات القديس ميناس فقدت ردحاً من الزمان إلى أن تمّ الكشف عنها من جديد في أيام الإمبراطور البيزنطي باسيليوس الأول (867-886م). مذ ذاك صار يقام عيد لاكتشاف رفات القديس ميناس في اليوم السابع عشر من شهر شباط. طروبارية باللحن الثامن إن شهداء المسيح، إذ أنهم أماتوا بالإمساك وثبات الأهواء المحرقة وحركاتها، نالوا نعمةً ليطردوا أسقام المرضى، ويصنعوا العجائب أحياءً وبعد الموت، فبالحقيقة أنهُ لعجب مستغربٌ، أنَّ عظاماً مجرَّدة تفيض الأشفية، فالمجد لإلهنا وحده. قنداق باللحن الأول لنكرّمنَّ جميعاً بالترنيمات الشريفة، مينا العجيب وأرموجانيس الإلهي مع إفغرافوس، لأنهم إذ قد كرَّموا الرب وجاهدوا من أجلهِ، وبلغوا إلى مصفّ العادمي الأجساد في السماوات، فهم يفيضون العجائب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس دانيال العمودي العجائبي | الولادة: 409 الوفاة: 493 تاريخ سيرته: ولد القديس دانيال العمودي سنة409م. ترهّب في سن الثانية عشرة. أمضى خمسة وعشرين عاماً في الحياة الديرية. تنقّل بين أبرز نسّاك زمانه على مدى خمس سنوات. في سن الثانية والأربعين استقر في مدينة القسطنطينية. أقام حبيساً في هيكل سابق للأوثان تسع سنوات. في سن الحادية والخمسين صعد على العمود. عاش عمودياً بقية حياته. رقد في الرابعة والثمانين وثلاثة أشهر، سنة493م. ولادته ونشأته: اسم أبيه إيليا واسم أمّه مرتا. هذان كانا من قرية صغيرة تدعى ميراثا في أرض سميساط من بلاد ما بين النهرين. كان أبواه سريانيين وكانت أمه عاقراًً. زوجها والعشيرة كانوا يعيّرونها ومرتا كانت في مرارة النفس كل يوم من أيام عقرها. مرة، في نصف الليل، خرجت من الدار وزوجها نائم، فبسطت ذراعيها إلى السماء وصلّت بحرارة ومرارة قلب ودموع: “أيها الرب يسوع المسيح. يا طويل الأناة على خطايا الناس. يا من خلق المرأة، في البدء، لتكاثر جنس البشر. أنت ارفع عنّي العار وامنحني ثمرة البطن لأقدّمه إليك، أنت سيد الخليقة”. ولم تنقضِ أيام كثيرة حتى حبلت مرتا وأنجبت، في زمن الولادة، صبياً هو قديسنا، صاحب هذه السيرة. لا نعرف بأي، اسم كان أبواه يدعوانه إلى سن الخامسة. في الخامسة أخذاه إلى دير في جوار القرية وقرّبا عنه تقدمات من ثمار الحقل. سأل رئيس الدير والديه: “ما اسم الصبي؟” فذكرا اسماً لم يحفظه التاريخ، فلم يرق له بل قال:”لا، بل يسمى بالاسم الذي سوف يكشفه الله لنا”. على الأثر وجّه الرئيس كلامه إلى الصبي قائلاً: “اذهب، يا بني، إلى الطاولة، هناك، وأتني بكتاب!” الطاولة كانت مقابل الهيكل وكانت عليها كتب مختلفة لاستعمال الرهبان. فركض الصبي وأمسك بأحد الكتب وعاد فإذا به نبوءة دانيال فدعي الصبي باسم نبي الله. ورغب والدا دانيال إلى الرئيس أن يقيم الصبي عنده لأنه نذير للرب فلم يشأ. ولعّل والديه أحبّا أن يفعلا بابنهما ما فعلته أم صموئيل بولدها (1صموئيل1-2)، ولكن لم تكن ساعته قد حانت بعد. عاش الصبي في كنف والديه إلى سن الثانية عشرة. فلما سمع أمّه تقول له، مرة: “يا بني، أنت نذير للرب. أنا نذرتك إليه”، قام فخرج من القرية دون أن يعلم أحد بأمره، وتوجّه إلى دير يبعد عن القرية مسافة ستة عشر كيلومتراً. فلما فتحوا له ووقف أمام رئيس الدير ارتمى عند قدميه ورجاه أن يقبله في عداد رهبانه. كان في الدير خمسون راهباً. فتحفّظ الرئيس لأن دانيال كان صغير السن ولا طاقة له على احتمال قسوة الحياة الرهبانية. وإذ حاول صرفه واعداً إياه بأن يقبله فيا المستقبل متى اشتدّ عوده، أجاب دانيال بإصرار: “خير لي أن أموت، يا أبتي، وأنا أكابد أتعاب الرهبنة من أن أفارق الدير”. ولما لم يجد رئيس الدير سبيلاً إلى إقناع الصبي بالعودة إلى بيته ولمس فيه رغبة جامحة لاقتبال الحياة الملائكية رضخ وقبله. ولم يطل الزمان حتى اكتشف أبواه أنه في الدير، فماذا كان رد فعلهما؟ فرحا جداً وشكرا الله على تحننه على الصبي وعليهما ورجيا رئيس الدير أن يلبسه ثوب الرهبنة بسرعة لأنه لم يكن قد فعل إلى ذلك الوقت. فما كان من الرئيس سوى أن أرسل في طلب دانيال وسأله إذا كان يرغب في لبس الثوب الرهباني أم يفضّل تأجيل ذلك إلى ما بعد، فأجاب الصبي: “اليوم قبل الغد يا أبتي!”. “لكني أخاف عليك يا بني لأن نظام حياتنا قاس!”. “أنا أعلم أني صغير السن وضعيف لكني أثق بالله وبصلواتك أن من يقبل نيّاتنا هو يقوينا!”. ولبس دانيال ثوب الرهبنة وانصرف والداه بعدما أوصاهما رئيس الدير بألا يزوراه إلا قليلاً لئلا يعثراه ويجرحا سعيه الرهباني من حيث لا يدريان لأن الشيطان يستغل زيارات الأهل ليشوّق الراهب، وهو في التعب والجهاد، للعودة إلى العالم. دانيال راهباً: أحرز دانيال تقدماً كبيراً في أتعاب النسك والصلاة. وكان رئيس الدير شغوفاً به لا يكفّ عن مدحه. والرهبان أيضاً كانوا يتعجّبون ويتحيّرون وربما يغارون. كل هذا سبّب لدانيال ضيقاً كبيراً ففكرّ بمغادرة الدير وزيارة المدينة المقدّسة، أورشليم، وكذلك القديس سمعان العمودي الذي كان خبره على كل شفة ولسان. دانيال، من ناحيته، كان يشعر برغبة جامحة في نفسه إلى السير في خطى هذا القديس العظيم. ولكن لم يشأ رئيس الدير أن يعطي دانيال البركة لإتمام قصده، فسكت وأسلم نفسه لله قائلاً إذا شاء الرب أن أخرج إلى هناك فهو يجد الطريقة لتحقيق ذلك. ولم يمض وقت طويل حتى استدعى رئيس أساقفة إنطاكية كافة رؤساء الأديرة في الكرسي الإنطاكي إليه للبحث في أمر يهمّهم. خرج رؤساء أديار بلاد ما بين النهرين إلى إنطاكية، لهذا الغرض، وكان بينهم رئيس الدير الذي كان دانيال المغبوط نازلاً فيه. ولحسن التدبير الإلهي أن رئيس الدير اصطحب دانيال مرافقاً له في سفره. اجتمع رؤساء الأديرة إلى رئيس أساقفة إنطاكية وحقّقوا الغاية التي دعوا من أجلها في وقت قصير. على الأثر قفل الجميع عائدين كل إلى ديره. أما رؤساء أديرة ما بين النهرين فعادوا معاً. وفي الطريق نزلوا في قرية اسمها تلانيسي كان فيها دير كبير جداً. الرهبان المسافرون ينزلون عادة في الأديرة التي يصادفونها. وكان القديس سمعان العمودي قد استقر في تلانيسي بعضاً من الوقت، وفيها تدرّب على النسك. وكان موضع عموده غير بعيد عن المكان. في تلك الليلة التي نزل فيها القرية رؤساءُ أديرة ما بين النهرين، عرض الرهبان المحليّون لأخبار القديس سمعان، فما كان من الرؤساء الزائرين سوى أن استغربوا واستهجنوا طريقة القديس سمعان وتكلّموا عليه بالسوء معتبرين نسكه ضرباً من ضروب الإدّعاء والمجد الباطل. ولكن، أقنع رهبان الدير زوّارهم بأن يذهبوا غداً إلى القديس سمعان وينظروا وبعد ذلك يحكمون. خرج رؤساء الأديرة ومرافقوهم، في اليوم التالي، لزيارة القديس سمعان على عموده. فما إن وصلوا حتى لاحظهم القديس فأشار إلى بعض تلاميذه أن يدنوا السلّم من العمود لكي يصعد إليه الشيوخ الزائرون لأنه أراد أن يقبّلهم قبلة المحبة. كان الوقت صيفاً والحر شديداً والمكان قفراً فتعجّب الشيوخ لاسيما وقد رأوا صبر القديس وترحيبه بالغرباء. لكنهم لم يشاؤوا أن يصعدوا إليه لأن قلوبهم نخستهم وشعروا بأنهم أساؤوا لأنهم ظنّوا في القديس سوءاً، فقالوا: “كيف نصعد إلى رجل الله لنقبّله بشفاهنا التي تكلّمت عليه بالسوء؟!”. لذلك تذرّع بعضهم بالشيخوخة وبعضهم بالمرض وبعضهم بالضعف ولم يصعد إليه أحد منهم. أما دانيال فتوسّل إلى رئيسه أن يسمح له بالتبرّك من القديس فسمح له. فلما صعد إليه باركه سمعان وسأله: “ما اسمك؟” فأجاب: “دانيال!” فقال له: “كن رجلاً يا دانيال! تقوّ واحتمل فإن مشقّات كثيرة بانتظارك. لكني أثق بالله الذي أنا خادمه أنه سوف يقوّيك ويكون رفيق دربك!” ثم وضع يده على رأسه وصلّى وباركه وصرفه. إلى أرض جديدة: بعد ذلك بزمن رقد رئيس الدير واختير دانيال ليأخذ مكانه. لا نعلم كم بقي رئيساً. جلّ ما نعرفه أنه أخذ يعدّ العدة، منذ وقت مبكّر، لمغادرة الدير لأن رغبة قلبه كانت أن يتحوّل إلى حياة النسك. لهذا السبب عيّن الثاني بعده في الدير رئيساً وارتحل. توقف دانيال عند القديس سمعان أسبوعين وتبرّك منه. ثم إذ كان في نيّته أن يزور كنيسة القيامة في أورشليم لينصرف بعد ذلك إلى الصحراء الداخلية سلك الطريق إلى فلسطين. ولكنه فيما كان جاداً في التوجّه إلى هناك سمع أن الطريق خطرة لأنها تمر بالنواحي التي يقيم فيها السامريون، وهؤلاء كانوا في ثورة ضدّ المسيحيين. ففكر دانيال في نفسه ما عساه يفعل. لم يشأ أن يزغزغ نيتّه، لذا قال حتى ولو متّ لا أتراجع لأنه شيء عظيم أن يموت الإنسان من أجل إيمانه بالرب يسوع. وانتصف النهار ودانيال غارق في أفكاره. وإذا براهب وقور كثيف الشعر يقترب منه. فتطلع دانيال إليه فرآه على هيئة القديس سمعان نفسه. فسأله الشيخ: “إلى أين أنت ذاهب يا بني؟” أجاب: “إلى الأرض المقدسة، إن شاء الله!” قال: “حسناً قلت إن شاء الله! ألم تسمع بأخبار المتاعب في فلسطين؟” أجاب: “بلى، لكنْ الرب معيني، لذا أرجو أن أعبر بسلام. حتى ولو كان عليّ أن أكابد الآلام فلا بأس لأنّا لله، وإن متنا فإليه راجعون”. فحاول الشيخ أن يثنيه عن عزمه فلم يقتنع. فغضب وأشاح بوجهه عنه قائلاً:”لست أطيق مجادلتك. ليست هذه عادتنا!” فسأله دانيال: “بمَ تنصحني أنت يا أبتي؟” فأجاب: “بأن تذهب إلى القسطنطينية. هناك تجد مبتغاك، والرب الإله يرعاك!”. عند هذا الحدّ من الكلام بلغ الراهبان ديراً وكان النهار قد أمسى، فسأل دانيال الشيخ: “أنبيت في هذا الموضع؟” أجاب: “أجل! أدخل أنت أولاً وأنا أتبعك!” فدخل دانيال وانتظر فلم يوافه الشيخ. فخرج وبحث عنه فلم يجده. سأل عنه فلم يقل له أحد إنه رآه. فتحيّر دانيال وأخذ يضرب أخماساً بأسداس. بات دانيال ليلته في الدير. وفي نصف الليل إذ كان الجميع نياماً جاء”الشيخ في رؤيا وقال لدانيال: “اعمل ما أوصيتك به!” ثم فارقه. وفي اليوم التالي تساءل دانيال: “من يكون هذا الشيخ؟ أملاكاً أم “إنساناً؟!” ولما لم يجد جواباً وجّه طرفه ناحية القسطنطينية وارتحل. في ناحية أنابلوس: وصل دانيال إلى القسطنطينية فنزل في ناحية أنابلوس في كنيسة صغيرة تحمل اسم رئيس الملائكة ميخائيل. أقام هناك إلى أن سمع ذات يوم قوماً يتجاذبون أطراف الحديث باللغة السريانية، ففهم أن في الجوار هيكلاً تسكنه الشياطين وهي تتسبب في ترويع الناس وقد غرقت سفن بسببها، وبسببها تأذّى الكثيرون حتى لم يعد إنسان يجرؤ على المرور من هناك. فاستفسر دانيال عن الموضع فدلّوه عليه، فلما بلغا دخل وهو يردّد المزمور القائل: “الرب نوري ومخلّصي ممن أخاف. الرب عاضد حياتي ممن أجزع؟”. وإذ أمسك بصليب كان في حوزته جال بالمكان وأخذ يسجد عند كل زاوية من زواياه مصليا. وأسدل الليل ستاره. واشتدّت العتمة ودانيال داخل الهيكل يصلّي، فإذا بحجارة تتساقط في المكان من حوله، وصخب كأنه لجمهور، يطرقون ويضجّون، ولكن لم يعترض أحد دانيال بأذى. وانقضت الليلة الأولى وكذلك الثانية على هذه الحال دون أن يذوق القادم الجديد طعم النوم. وفي الليلة الثالثة غفا. للحال تراءت له أشباح كثيرة لها أشكال عمالقة، وأخذ بعضها يقول له: ”من غرّك أن تأتي إلى هذا الموضع يا حقير؟! أتريد أن تهلك يا شقي؟! هيّا بنا نجرّره خارجاً ونلقيه في الماء!”. آخرون حملوا حجارة كبيرة ووقفوا عند رأسه يرومون تهشيمه. واستفاق رجل الله من دون أن يستبد به اضطراب وأخذ يطوف بزوايا الموضع من جديد يصلّي ويرتّل ويقول للأرواح الخبيثة:”أخرجي من ههنا وإلا التهمتك ألسنة اللهب بقوة الصليب المحيي وأجبرت على الفرار!” لكن اشتد هياج الأرواح الشرّيرة وعلا صياحها. فلم يعرها القديس انتباهاً، بل ذهب وأقفل على نفسه في المكان وترك نافذة صغيرة في الباب يستطيع من خلالها أن يكلّم الناس، ثم انصرف إلى النسك والصلاة والسهر. ولم يطل بدانيال الوقت في ذلك الموضع حتى عمّ صيته بين الناس، فأخذوا يتدفقون عليه، رجالاً ونساء وأطفالاً. وكان الجميع يتعجّبون ويقولون: انظروا كم أضحى هذا المكان هادئاً! بعد أن كان مرقصاً للأبالسة صار، بفضل صبر رجل الله هذا، مكاناً يتمجّد فيه اسم الله ليل نهار. عملاء الحسد: وكان على كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل عدد من الكهنة السذّج. هؤلاء حرّك الأبالسة فيهم روح الحسد فجاءهم فكر يقول لهم: “ليس حسناً أن تتركوا الرجل يقيم ههنا. ها قد ذهب إليه العالم كله وأنتم متروكون ولا ما تعملون!” فاهتاج الكهنة وذهبوا إلى المدينة واشتكوا قائلين: “ها قد أتى إلينا رجل لا نعرف أصله، أقفل على نفسه بالقرب من كنيستنا، وجذب الكثيرين إليه، رغم كونه رجلاً هرطوقياً، وهو سرياني اللسان ولا نعرف كيف نكلّمه!” فأجابهم الأسقف، وهو أناطوليوس البطريرك (449-458م)، قائلاً: “إذا كنتم لا تعرفون لغته ولا كلمتموه فكيف عرفتم أنه هرطوقي! اتركوه بسلام، لأنه إذا كان من الله فسيثبت، وإذا لم يكن من الله فسينصرف عنكم من ذاته قبل أن تطردوه! لا تكونوا عثرة لأحد ولا تتسبّبوا بفضيحة!”. فعلى كلمة البطريرك عاد الكهنة إلى كنيستهم بسلام ولو إلى حين. ولكن، لم تهدأ الأبالسة. اجتمعت الأشباح على القديس من جديد بسيوف وهي تصرخ: “من أين جئت يا رجل؟ أعط مكاناً لنا لأننا نقيم في هذا الموضع من زمان، أم تريد أن نقطّع أطرافك تقطيعاً؟!” ثم إذ دنت الأشباح من القديس كلّم بعضها بعضاً قائلاً: “لا نقتلنّه بل نجرّرنّه خارجاً ونغرقنّه في المياه كما أغرقنا السفينة!”. ثم أخذت تتحرك من حوله كما لو كانت تريد الإمساك به وجرّه إلى الخارج بالفعل. فانتصب رجل الله وصلّى ثم قال للأبالسة: “الرب يسوع المسيح، مخلّصي، الذي وثقت وأثق به، هو يغرّقكم في أعماق الهاوية!”. ولما قال لهم هذا ولولوا بصوت عظيم وأخذوا يطيرون حول وجهه كأسراب الخفافيش، ثم أزت أجنحتهم وخرجوا من النافذة الصغيرة خاسئين. ولم يستسلم الشيطان. عاد إلى الكهنة، ضعاف النفوس، كهنة كنيسة رئيس الملائكة وأهاجهم من جديد فذهبوا إلى البطريرك وقالوا له: “يا سيد، إن لك سلطاناً علينا! هذا الرجل المقيم في جوارنا لسنا نطيق بقاءه، فمره أن يخرج من هنا لأنه دجّال!” فما كان من أناطوليوس البطريرك سوى أن أوفد ضابط الكنيسة العظمى برفقة شمامسة إلى القديس، فخلعوا الباب واقتادوه إلى البطريرك. فلما وقف القديس أمام البطريرك سأله هذا الأخير عن نفسه وعن إيمانه، ولما أجاب حسناً بوساطة مترجم، وقف أناطوليوس وعانقه وطلب منه أن يلازم الدار البطريركية إذ رأى فيه نعمة عظيمة. ومرض البطريرك فطلب صلاة القديس، فصلّى القديس من أجله، وبنعمة الله شفاه. وإذ رغب البطريرك إلى رجل الله أن يقيم بجواره في أي دير يختاره لم يشأ بل قال: “إذا كنت تريد أن تسدي إليّ بخدمة فإني أسأل قداستك أن تعيدني إلى المكان الذي قادني الرب إليه أولاً”. فأمر البطريرك بإعادته إلى مكانه مكرّماً. أما الكهنة المفترون فشاء أن يلقي عليهم الحرم ولكن توسّط لديه القديس ورجاه أن يسامحهم. دامت إقامة دانيال في هيكل الأوثان تسع سنوات. نحو السيرة العمودية: وحدث لخادم الله أن دخل مرة في غيبوبة وعاين عموداً شاهقاً من سحاب السماء وعليه سمعان المغبوط محاطاً بشبه ملاكين مجلّلين بالبياض. وإذ بصوت سمعان يناديه قائلاً له: “تعال إليّ يا دانيال!”. فأجاب: “يا أبي، يا أبي، كيف أقدر أن أرتقي إلى علوّك الشاهق؟” فأرسل سمعان الشابين قائلاً لهما: “انحدرا إليه وأتياني به!” فنزلا وأخذا دانيال ورفعاه إلى سمعان. فضمّه سمعان إلى صدره وقبّله قبلة مقدّسة. في تلك اللحظة بالذات، دعا آخرون سمعان للذهاب معهم فتبعهم فساروا به إلى السماء ودانيال وراءه على العمود مع الرجلين. وإذ بصوت سمعان يصدح في أذني دانيال: “اثبت وكن رجلاً!” فكان الصوت في أذنيه كالرعد. ولم تمض على تلك الرؤية أيام قليلة حتى وصل إلى القسطنطينية سرجيوس، أحد تلاميذ سمعان، وأخبر عن رقاد معلمه. كان في حوزته معطف القديس الجلدي حمله بركة إلى لاون الإمبراطور. ولكن، حدث، بتدبير الله، أن الإمبراطور كان منهمكاً بشؤون الحكم فلم يتسنّ لسرجيوس مقابلته. وإذ انتظر طويلاً على غير طائل قرّر الخروج إلى دير الذين لا ينامون. ولكن إذ كان على المسافرين إلى هناك أن يركبوا المياه، كان لا بد لهم أن يمروا بالقرب من أنابلوس. فلما بلغوا الموضع، سمع سرجيوس عن دانيال وكيف طرد الأبالسة التي اعتادت أن تروّع الناس وتغرق السفن العابرة في القناة، فتحرّك قلبه وسأل إذا كان بإمكانه أن ينزل إلى القديس ليتبرّك منه، فأجابه الجميع بالإيجاب لأنهم هم أيضاً رغبوا في أخذ بركته. ولما جاء سرجيوس إلى القديس استقبله هذا الأخير بالعناق، لاسيما بعدما عرف منه أنه تلميذ سمعان المغبوط. أخبره سرجيرس أن سمعان رقد، فردّ عليه دانيال بأن أطلعه على الرؤية التي كانت له. فتفرس سرجيوس فيه متعجباً ثم قال له: “إذن إليك أرسلني الله لا إلى الإمبراطور!” ثم أخرج المعطف الجلدي وأعطاه إياه. فأخذه دانيال وضمّه إليه بدموع قائلاً: “مبارك أنت يا الله، يا من تصنع كل شيء بحسب مشيئتك، يا من حسبتني في حقارتي أهلاً للبركة التي حملها إليّ خادمك هذا!” في تلك الأثناء، تضجّر ركاب السفينة من تأخر سرجيوس وناداه أحد البحّارة أن ينزل سريعاً وإلا. يتركونه وراءهم فأجابهم:”امضوا في سبيلكم، الله معكم! أما أنا فباق هنا لأن الله شاء فاقتادني من أب إلى أب!”. ولازم سرجيوس دانيال إلى أن عاين في رؤية، ذات مرة، ثلاثة رجال قالوا له: “قل للأب دانيال أن زمانك، في هذه الكنيسة، قد اكتمل، فهيّا انصرف من ههنا وباشر ما أعدّه لك الله!”. فلما عاد سرجيوس إلى نفسه أخبر معلّمه بما رأى فأيقن دانيال أن ساعة دخوله الجهاد الأكبر قد دنت. مذ ذاك أرسل سرجيوس ليبحث له عن مكان مناسب لنصب العمود على إحدى الهضاب في الجوار، فيما أخذ مرقص، أحد أبناء القديس دانيال الروحيين، على عاتقه تأمين حجارة العمود. صاحب الأرض يحتجّ: وجهز كل شيء، فخرج المغبوط من منسكه أثناء الليل. ولما صعد على العمود صلّى هكذا: “أيها الرب يسوع المسيح، إني، باسمك القدّوسّ، أدخل في هذا الجهاد، فبارك قصدي وساعدني على إتمام سعي”. ولم يطل بقديسنا المقام حتى بلغ خبره جيلانيوس، صاحب الأرض، وكان مقتدراً، فغضب غضباً شديداً وصعد إليه برفقة عدد من عمّاله وفي نيته أن يلقيه خارجاً. أكثر تلك البقعة كان مزروعاً كرمة. كان الجو صاحياً وموسم القطاف على الأبواب. فجأة تحركت الغيوم بسرعة وعصفت الأهوية ونزل البرّد وضرب عناقيد العنب وأوراق الكرمة فأتلفها. انذهل الرجال لهذا المنظر وبالجهد بلغوا العمود. كلّم جيلانيوس المغبوط بقسوة. كان وقحاً ولم يعتبر. ولكن أمام صمت القديس ووداعته شعر العمّال بنخس القلب فقالوا لجيلانيوس: “دعه وشأنه ولا تزعجه!العمود، في كل حال، في طرف أرضك، ولا يعيق مزروعاتك في شيء!”. فأصرّ جيلانيوس على القديس أن ينزل ولو بضع درجات. وكالحمل الوديع أخذ المغبوط في النزول. فلما رآه جيلانيوس قد فعل ووقع نظره على رجليه المنتفختين المتقرّحتين انعصر قلبه وركض ورجا المغبوط أن يعود إلى مكانه ويصلّي له. فباركه القديس وصحبه وعاد إلى عموده، فيما انحدر جيلانيوس وعمّاله من هناك بسلام. ولم تمضِ أيام معدودة على ما حدث حتى صعد صاحب الأرض إلى دانيال من جديد، ولكن، هذه المرة، لأنه رغب إليه بإصرار أن يسمح له بإقامة عمود أكبر وأوسع من الذي كان القديس واقفاً عليه. فقبل رجل الله العطية وشكر وبارك. ولما زار أحد الغيارى دانيال بعد أيام احتج لديه أنه قبل عموداً من رجل وقح عامله بفظاظة، فأجابه القديس: “قبلته منه لأني لم أشأ أن أجرحه!”. شاب فيه روح نجس: وقدم إلى القديس رجل اسمه سرجيوس من بعيد، من نواحي تراقيا. هذا كان له ابن شاب يدعى يوحنا فيه روح شرّير. فلما بلغ سرجيوس العمود ألقى بنفسه أمام القدس باكياً منتحباً صارخاً: “يا خادم الله، ارأف بابني، فإن فيه روحاً نجساً يعذّبه. ومنذ ثلاثين يوماً والروح الخبيث يتلفّظ باسمك، وقد مضى علينا ثمانية أيام ونحن نبحث عنك. وها قد أتينا إليك فأعنا!”. وكان جيلانيوس وآخرون واقفين، فلما رأوا منظر الصبي وأبيه انفجروا باكين. فقال القديس لسرجيوس، وكان هذا الأخير شيخاً: “كل من يسأل بإيمان يعطيه الله ما أراد. فإذا كنت تؤمن أن الله، بوساطتي أنا الخاطئ، سوف يشفي الصبي، فبحسب إيمانك يكون لك!”. ثم أشار إلى تلميذه أن يعطي الصبي بعضاً من الزيت المقدّس ففعل. فاهتاج الروح الخبيث فيه وخبطه أرضاً فأخذ يتدحرج. ثم صار يلعن ويسب واعداً بالخروج منه ولكن بعد أسبوع!. يذكر أن القديس كان قد أخرج روحاً خبيثاً، قبل حين، من ابنة رجل اسمه كيروس، قنصلاً سابقاً. ومنها أيضاً لم يخرج الروح إلا بعد أسبوع. وحدث لما كان القديس على وشك الانتقال إلى عموده الجديد، أن الروح الخبيث اهتاج في يوحنا لأنه شعر بقوة تدفعه خارجاً، فصرخ بصوت عظيم قائلاً: “يا لعنف هذا الساحر الكاذب! عندما كان بعد في منسكه أخرجني من ابنة كيروس فمضيت إلى تراقيا ونزلت في هذا الشاب، وها قد عاد بي من تراقيا ليضطهدني! ماذا تريد مني يا دانيال؟ يا للمصيبة! عليّ أن أخرج من هذا الإنسان أيضاً!” وبعد أن تهجّم على القديس وعذّب الشاب خرج منه بقوة الرب الإله. فلما خرج فاحت منه رائحة كريهة كانت قوية لدرجة أن الحاضرين اضطروا أن يغطوا أنوفهم، فيما انطرح الشاب على الأرض بلا حراك وهو فاغر فمه حتى قال الجميع إنه قد مات. فأمر القديس أباه أن يجلسه ويسقيه من الزيت المقدّس. فما أن فعل حتى تقيّأ دماً أسود متخثراً. إذ ذاك صرخ رجل الله من فوق العمود: “يا يوحنا، ما الذي يوجعك؟! قم على قدميك!” للحال نهض الصبي كما من رقاد النوم وركض إلى العمود وقبّله شاكراً الله وقدّيسه. فأخذ الجميع خوف ورفعوا أيديهم إلى السماء وهم يبكون ويهتفون: “يا رب ارحم. يا رب ارحم…”. بعد ذلك ترهّب الشاب ولازم المغبوط. المتهكّمون والمفترون: وسلّط الشيطان على قديس الله عدداً من المتهتّكين للطعن فيه وتشويه سمعته بين الناس. امرأة زانية استأجرها قوم فصعدت إلى حيث كان قديس الله وادّعت أنها أغوته، ولفّقت بشأنه رواية مشينة قام أصحابها بترويجها، فاضطربت المدينة بين مصدِّق ومكذِّب. ولم يشأ الله للمفترين أن ينجحوا فاستبدّ بالمرأة روح خبيث عذَّبها فاعترفت أمام الجميع بأنها افترت على رجل الله وأن فلاناً وفلاناً من الناس وعدوها بمال لقاء ما فعلت. ولم يخرج الروح الخبيث من الزانية حتى صعد بها قوم إلى القديس، فتوسّل إلى الرب الإله ساعات من أجلها بدموع. ورجل غنيّ ضعيف النفس متعجرف حرّكه إبليس فصعد وأفراد عائلته إلى موضع القدّيس وأخذ يتكلم عنه بمزاح وتجريح مدّعياً أنه جاء ليتبرّك منه فإذا به يتعثر من تصرفاته. ثم أخرج من عبّه سمكة قال إنه وجدها عند أسفل السلّم واتهم القدّيس بالإدّعاء وحب البطن. فتشوّش الناس من كلامه. ولكن لم يلبث الرجل وجميع أفراد عائلته أن أخذتهم الرعدة وقبض عليهم الروح النجس، فأخذ الرجل يطوف بالمكان كالمجنون معترفاً، رغماً عنه، بما شيّعه عن المغبوط زوراً. أما قديس الله فتحنّن عليه وعلى عائلته وشفاهم، بنعمة الله، بعد ثلاثة أيام. ورجل غوطي من العسكر سخر من القديس وتهكّم عليه فسقط من علو، حيث كان، وقضى. القديس ولاون الإمبراطور: سمع الإمبراطور الكثير عن القديس وكان، أوّل أمره، يسأل صلاته وبركته عن بعد، عبر آخرين، ثم صار يأتي إليه ويستشيره في شؤون الحكم، إذ كانت للقديس موهبة التبصّر والنبوءة. كما اعتاد أن يصطحب بعض ضيوفه من الملوك والسفراء إلى رجل الله. وقد ورد أنه كلما كان الإمبراطور يأتي لزيارة القديس كان ينزل عن حصانه أول ما يظهر له القديس على عموده من بعيد، ولا يمتطيه ثانية، في رحيله عنه، إلا بعد أن يغيب عن عينيه. وقد أقام للقديس عموداً ثالثاً أكبر من سابقيه، كما استقدم من إنطاكية بعضاً من رفات القديس سمعان، بناء لطلب المغبوط، وبنى كنيسة بقرب العمود، جعل الرفات فيها، وكذلك ديراً للإخوة ومضافة للغرباء. نبوءة تتحقق: وكُشف لدانيال أن غضب الله على وشك أن يحلّ بالمدينة المتملكة إلا أن. يتوبوا، فأعلم الإمبراطور والبطريرك بالأمر ورجاهما أن يدعرا الناس إلى التوبة وأن تقام الصلوات والتضرعات لرفع الغضب الآتي. ولكن كان عيد الآلام الخلاصية لربنا يسوع المسيح على الأبواب ولم يشأ الإمبراطور والبطريرك أن يبلبلا الشعب ويحزناه قائلين متى عبر العيد نفعل ذلك. ولكن مرّ العيد وما بعد العيد وانتسي الأمر. وكان بعد بضعة أشهر أن شب في المدينة حريق هائل، في اليوم الثاني من شهر أيلول سنة465م، قضى على قسم كبير من المدينة وامتد من البحر إلى البحر، حتى اضطر الإمبراطور أن يترك المدينة لمدة ستة أشهر. كان الأسى عارماً وأكثر الناس اضطروا إلى مغادرة منازلهم. وقد صعد الكثير منهم إلى القديس يبكون ويولولون ويصفون هول المأساة ويستشفعون. فبكى المغبوط وقال لهم: “لقد شاء الإله الرحيم أن يقيكم، بصلاحه، مما كان مزمعاً أن يأتي عليكم، فلم يبق صامتاً بل أعلمكم بالأمر قبل حدوثه علّكم تتّقون. ولو تضرعتم إليه بدموع واصطلحتم لصرف غضبه عنكم ووفرّتم على أنفسكم آلاماً هذا مقدارها. فأهل نينوى قديماً أنذرهم النبي بالخراب المزمع أن يحلّ بهم فانتصحوا وتابوا فسومحوا… والآن أتوسّل إليكم أن تحملوا هذا النير الملقى على عواتقكم لأن الخادم الأمين يقبل التأديب من يد معلمه بممنونية. فإن فعل حسبه سيّده أهلاً لا لكرامته السابقة وحسب بل لكرامة أعظم”. على هذا النحو، وبأقوال كهذه الأقوال، نجح القديس في تحويل يأس العديدين إلى رجاء فانصرفوا متعزّين. القديس كاهناً: ورغب الإمبراطور إلى البطريرك جنّاديوس أن يسيم القديس كاهناً فخرج إليه بعد تردّد. ولما طلب السلّم متذرّعاً بأنه من زمان وهو يشتهي أن يصعد إليه ليحظى ببركة صلواته، صمت القديس. كان يعرف قصد البطريرك جيداً، ولم يشأ أن يوعز بتقديم السلّم لتواضعه وشعوره بعدم الاستحقاق. أخيراً سامه البطريرك عن بعد. وبعدما فعل قال له: باركنا يا كاهن العلي فأنت قد صرت كاهناً! أنا صلّيت من هنا والرب الإله جعل يده عليك من هناك! فهتفت الجموع: “مستحق. مستحق!”. إذ ذاك أذعن القديس للأمر وأشار بتقديم السلّم فصعد البطريرك إليه. وبعدما تبادل وإياه القبلة المقدسة تناول كل منهما الجسد والدم الكريمين من يد الآخر. القديس والعاصفة الثلجية: وهبّت عاصفة ثلجية على الناحية التي كان فيها العمود. لم يعتد القديس، إلى ذلك الحين، أن يتظلّل بشيء البتة. ولكن كان عليه معطف من جلد. ومن شدة الأهوية تمزّق وقذفته العاصفة بعيداً. ثم إن الجليد والثلج غطيا رجل الله دون أن يتمكن تلاميذه من الاقتراب إليه الليل بطوله. ولما هدأت العاصفة في اليوم التالي بدا القديس كأنه جثة أو عمود ملح. لقد غدا شعره قطعة جليد ووجهه مغطى كما بزجاج. لا حركة ولا كلمة! فأسرع تلاميذه ببعض الماء الدافئ وأخذوا إسفنجا وصاروا يفركونه قليلاً قليلاً. وبالجهد استعاد قدرته على الكلام. ولما قالوا له مذعورين: “لقد كنت في خطر عظيم يا أبانا!” أجاب وكأنه صحا لتوه من رقاد النوم: “صدقوني، يا أولادي، إني كنت، إلى هذه الساعة، في راحة كاملة! فعندما اشتدت العاصفة وتمزّق معطفي شعرت بأسى عميق دام قرابة الساعة. وبعد أن أغمي عليّ قليلاً صحوت وطلبت من الإله الرحيم أن يعينني! فإذا بي أغفو. وبدا لي إني استلقيت على سرير وكانت عليّ أغطية وشعرت بالدفء، ورأيت رجلاً جالساً عند رأسي كان، بحسب ظني، الرجل الذي التقيته في طريقي إلى الأرض المقدسة واختفى عني. كان يكلّمني بحب كبير حتى أنه أخذني بين ذراعيه وأدفأني وقال لي: أحبّك حباً كبيراً وأحببت أن أكون بقربك! إن أغصاناً مثمرة عديدة سوف تزهر من جذرك! وإذ كنت أنعم بصحبة الرجل أيقظتموني. قال القديس ذلك بحزن وكأنه لام تلاميذه على ما فعلوا. من تلك الحادثة أصرّ لاون الإمبراطور على القديس أن يقبل بأن يقام له على العمود ملجأ يلتجئ، إليه في العواصف والأعاصير، وبالجهد رضخ. ضابط اسمه تيطس: وأحب لاون الإمبراطور أن يكسب ودّ رجل مغوار كان مقيماً في بلاد الغال، له تحت إمرته رجال عديدون مدرّبون تدريباً جيداً على القتال. اسم الرجل كان تيطس. هذا استقدمه الإمبراطور إلى القسطنطينية وأرسله لزيارة قديس الله. فلما وقع نظر تيطس على المغبوط وسمع كلامه تعلّق قلبه به وقال: “كل تعب الإنسان يذهب على الغنى وجمع المقتنيات وإرضاء الناس. ولكنْ ساعة موته تذهب بكل ما يكون قد جمعه. لذلك خير لنا أن نكون خداماً لله لا للناس!”. تفوّه تيطس بهذا وألقى بنفسه أمام رجل الله متوسلاً إليه أن يقبله في عداد رهبانه. فلما بارك القديس عليه وأثنى على عزمه، استدعى تيطس جنوده وقال لهم: “من الآن فصاعداً أنا جندي للملك السماوي. لقد كنت إلى الآن ضابطاً عليكم. لا نفعت نفسي ولا نفعتكم بل كنت أحثّكم على القتل وإراقة الدماء. أما الآن فإني أتخلى عن كل ذلك. فمن أراد منكم أن يبقى معي فليبق. لا ألزمكم بشيء. وها أمامكم أموال فخذوا منها وعودوا إلى بيوتكم”. ثم وزّع عليهم المال، وانصرفوا كلهم إلا اثنان لازماه واقتبلا دعوته إلى الحياة الرهبانية. أما تيطس فأخذ يراقب القديس في سرّه ليرى ما يأكل وما يشرب وكيف يقضي حاجة نفسه. وقد بقي كذلك أسبوعاً كاملاً دون أن يتمكن من معرفة شيء عنه. فصعد إليه ورجاه أن يفسِّر له الأمر، فتطلع القديس إليه بحنان وقال له: “صدّقني يا أخي إني آكل وأشرب ما يكفيني لحاجتي. أنا لست روحاً ولا من دون جسد. أنا إنسان مثلك من لحم ودم… وأجاهد لأحفظ عفّة بطني. وإذا جرِّبت بأخذ ما يزيد عن حاجتي قاصصت نفسي…!”فسأله تيطس: “إذا كنت أنت الذي تقف في وجه الرياح ولك مثل هذا الجسد تجاهد لتحفظ عفّة البطن لخير نفسك فما الذي عليّ أنا أن أفعله، أنا الشاب القوي بالجسد؟ “فأجابه القديس: “افعل ما يقدر جسدك عليه! لا تحمِّل جسدك أكثر من طاقته ولا أقل من استطاعته. لو كنت لتشحن السفينة فوق حمولتها لتسببت في غرقها، ولو كنت لتتركها دون حمولة كافية لكانت الرياح تقلبها. إني بنعمة الله، يا أخي، أعرف طاقتي وأقيس طعامي على قدر حاجتي. فذهب تيطس منتفعاً من كلام الشيخ ومارس نسكاً على قدر طاقته إلى أن رقد مرضياً لله. القديس وباسيليوس: بعد الإمبراطور لاون اعتلى العرش زينون ثم حلّ محله باسيليسكوس المغتصب (475-476م). هذا احتضن أفكاراً هرطوقية ودخل في صراع مكشوف مع البطريرك أكاكيوس (471-489م) وقد بعث باسيليسكوس إلى المغبوط برسول يستميله إليه سائلاً بركته فردّ عليه القديس بالجواب التالي: “أنت لا تستحق البركة لأنك قبلت أفكاراً يهودية وألغيت تجسّد الرب يسوع وأقلقت الكنيسة المقدّسة واحتقرت خدّامها. ومكتوب: لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير. لذلك اعلم أن الله سوف ينزع ملكك وطغيانك”. أما أكاكيوس فبعث إلى القديس برهبان قائلاً له: “اقتدِ بالمسيح معلمك الذي أحنى السموات ونزل وتجسّد من عذراء قديسة وعاشر الخطأة وبذل دمه ليقتني العروس التي هي الكنيسة. والآن والكنيسة يهينها الأشرار وشعبها تبعثره ذئاب شرسة وراعيها تضربه العاصفة، أقول لك لا تتجاهل شيبتي بل أمل أذنك وتعال افتدِ أمّك الكنيسة!” فلما أتوا إليه سجدوا أمامه ونقلوا له ما آلت إليه حال الكنيسة والبطريرك والكهنة والشعب المؤمن فاستمهلهم ليصلي. وفي نصف الليل، جاءه صوت يقول له: “قم انزل مع الآباء ولا تتردّد، ثم عد واستكمل خط سيرك بسلام!”. للحال أيقظ القديس تلاميذه، ونزل عن عموده بصعوبة كبيرة لآلام قدميه، وذهب مع الآباء إلى المدينة فبلغوا الكنيسة العظمى قبل الفجر. ولما أطلّ الصباح وبدأ الناس بالتوافد إلى الكنيسة، رأوا المغبوط فاندهشوا وأذاعوا أن القديس حضر فاجتمعت المدينة كلها إليه. وأحس باسيليسكوس بأن نزول القديس إلى المدينة استقطب الناس فخشي على حكمه وتراجع. توجه إلى الكنيسة العظمى صاغراً وتقدّم هو والبطريرك إلى رجل الله وسجدا عند قدميه، فحيّاهما ودعاهما إلى السلام فيما بينهما، وألزم باسيليسكوس بتحرير دستور يعلن فيه التزامه الإيمان القويم لتهدئة ثائرة الشعب. وبعدما تمّم كل شيء وانصرف الشعب كل إلى بيته عاد رجل الله إلى عموده. ولكن قبل أن يصعد إليه من جديد أسرّ لمن كانوا حوله أن نيّة باسيليسكوس غير صافية وإن الله سيقصيه عن الحكم في وقت قصير. وهكذا كان، إذ لم تمرّ أشهر قليلة على نزول القديس إلى المدينة حتى أطيح بباسيليسكوس وعاد زينون ليحكم حتى العام 491م. أشفية أيضاً وأيضاً: لم ينقطع سيل القادمين إلى القديس طلباً للاستشفاء. ولوداعته لم يكن يردّ أحداً، والله أجرى على يديه عجائب جمّة. من هذه العجائب أن رجلاً اسمه هيباسيوس لم يحسب نفسه مستحقاً للمجيء إلى رجل الله. وكان شبيهاً بقائد المئة في الإنجيل. فقد اعتاد كلما مرض أحد من أهل بيته مرضاً صعباً أن يبعث إلى القديس برسالة يسأله فيها الصلاة من أجله. وما أن يصل جواب القديس إليه مكتوباً حتى يأخذه ويجعله على المريض كما لو كان يد الرب يسوع المسيح بالذات فيشفى المريض للحال. تنبؤه بموت زينون الملك: عرف القديس بروحه، قبل حين، أن زينون الملك على وشك المغادرة إلى ربّه فبعث إليه بعدد من الرسائل الغامضة. أخيراً كلمه بصراحة قائلاً له أن بإمكانه أن يكون واثقاً من رحمة ربه عليه إن هو اهتمّ، في ما بقي له من عمر على الأرض، بالامتناع عن اشتهاء ما للغير وأن يتخلّص من المخبرين ويعامل برأفة وكرم كل الذين أساؤوا إليه لأن الله لا يُسرّ بأمر كما يُسرّ بالصفح واللطف. مرض القديس ووصيته: ومرض القديس ورغب الكثيرون في إعداد مقبرة حجرية فخمة له. فعلّق على ذلك بالقول: “كل هذا الذي ينوون فعله عظيم وفي مستوى إيمانهم بالله وكاف ليستنزل عليهم رضى ربهم، ولكن لا يناسبني أن يكون لي مكان راحة من حجر وعلى هذا القدر من الغنى، بل أشتهي أن أدفن في التراب لأن أمر الله هو هذا: “أنت من التراب وإلى التراب تعود…” رغبتي هي أن أدفن عميقاً في الأرض وأن تكون بقايا القديسين الشهداء موضوعة فوقي، حتى إذا ما رغب أحد في زيارة مكان راحتي ليتقوى إيمانه يحيّي القدّيسين ويأخذ منهم جائزة أعماله الصالحة وينجّي نفسه من الدينونة”. وبالفعل، لما رقد القديس تمّم تلاميذه وصيته وجعلوا فوق قبره رفات الفتية الثلاثة القدّيسين حنانيا وعازاريا وميصائيل. دعاؤه لتلاميذه: قبل رقاد القديس بسبعة أيام وهو عارف بكل شيء، جمع تلاميذه وقال لهم: “أخوتي وأبنائي، ها أنا ذاهب إلى الرب يسوع المسيح. الله الذي خلق كل الأشياء بكلمته وحكمته، السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، وأخرج جنس البشر من العدم إلى الوجود، الذي هو رهيب لملائكته رئيف بالناس، الذي أحنى السموات ونزل إلى الأرض، كالمطر الهاطل على الحضيض، على العذراء القديسة مريم، والدة الإله، الذي سرّ وارتضى أن يتجسّد منها بطريقة لا يعرفها أحد غيره، وأن يُرى من الناس على الأرض، الرافع خطايا العالم، الذي تألم من أجلنا، وبجراحه على الصليب شفى جراحنا الروحية وسمّر الصك الذي كان ضداً لنا، هو يشدّدكم ويحفظكم سالمين من كل شر ويسدّد إيمانكم به ثابتاً راسخاً لا يتزعزع إن كنتم تحفظون الوحدة والمحبة الكاملة فيما بينكم إلى آخر نفس لكم! ليسبغ الله عليكم النعمة لتخدموه بلا عيب وتكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً، ثابتين في التواضع والطاعة. لا تهملوا الضيافة. احذروا أن تفصلوا أنفسكم عن أمكم المقدسة التي هي الكنيسة. تحوّلوا عن كل أسباب الإساءة وطحالب الهراطقة الذين هم أعداء، للمسيح، لتكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل. والآن أستودعكم الله، يا أولادي الأحبة، وأضمّكم جميعاً إلى صدري بمحبة الأب. الرب معكم!”. رقاده: رقد القديس دانيال عند الساعة الثالثة من نهار السبت الحادي عشر من شهر كانون الأول سنة 493 م. وقد ذكر أن إنساناً ممسوساً قال الروح النجس فيه أنه سوف يخرج من الرجل في الساعة التي يأتي الملائكة والأنبياء والرسل والشهداء والقدّيسون لنقل القديس إلى السماء. وهذا ما حدث. كان القديس قد بلغ الرابعة والثمانين من العمر. طروبارية باللحن الأول لقد صرتَ للصبر عموداً، وللآباء القدماءِ ضارعتَ، مبارياً لأيوب بالآلام وليوسف بالتجارب، ولسيرة عادمي الأجساد وأنت بالجسد، فيا أبانا البارّ دانيال توسل إلى المسيح الإله، أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الثاني لما صبوْتَ إلى العلويات، انتزحتَ عن السفليات، وجعلتَ العمود سماء ثانية، وبهِ تلألاتَ بشعاع العجائب أيها البار، فتشفع إلى المسيح الإله على الدوام،أن يخلص نفوسنا. مصدر آخر كثيرون يبرزون في سيرة القديس دانيال العمودي (409 – 493) وغيره مثل القديس سمعان العمودي تحدى المؤمن الحيّ حتى للطبيعة. فقد عاش هذا القديس عيشة غريبة، على عمود إلى سنوات، وتعرض أن يتجمد ، ولمحبة الإمبراطور له وخوفه عليه بنى له موضعاً على عمود، وتعرض للعواصف! كتابة سيرة أمثال هذا العظيم في القديسين تكشف عن أعماق الحب الإلهي الفائق الذي ابتلع قلبه وشغل فكره وكرّس كل طاقته لحساب ملكوت الله. ليس من العجيب وأنه وهو يعشق الوحدة يحب الناس ويطلب خلاصهم ويهتم بالحديث معهم لأجل بنيانهم. ومع رفضه الهدايا حتى من العظماء كان محباً للعطاء، ويبعث هذه الروح في كل المستمعين إليه. رهبنته يُعتَبَر القديس دانيال العمودي أشهر القديسين “العموديين” بعد القديس سمعان العمودي. وُلد بمدينة ماراثا Maratha بالقرب من ساموساطا Samosata بمنطقة الميصة Mespotamia )ما بين النهرين). وكان أبواه قد نذراه لله قبل ميلاده، وفي سن الثانية عشر ذهب إلى دير قريب من بلدته وصار راهباً بعد عدة سنوات. كان رئيس الدير ذاهباً إلى إنطاكية فأخذه معه، وفي طريقهم مرّوا على تيلانيس Telanissae، فذهبا لزيارة القديس سمعان العمودي، الذي سمح لدانيال بالصعود إليه على عموده وباركه وتنبأ له أنه سيحتمل الكثير من أجل السيد المسيح. توحده بعد فترة تنيح رئيس الدير فأراد الرهبان إقامة دانيال مكانه، لكنه رفض وعاد مرة أخرى لزيارة القديس سمعان، ومكث في دير قريب منه 14 يوماً. ثم توجه لزيارة الأراضي المقدسة، ولكن منعته الحرب من ذلك، فذهب إلى القسطنطينية حيث أمضى سبعة أيام بكنيسة خارج أسوارها، ثم أعد لنفسه مكاناً للتوحد مكث فيه تسع سنوات تحت رعاية البطريرك أناطوليوس. سكناه على عمود أراد أن يتمثل بالقديس سمعان الذي كان قد حصل على ثوبه من تلميذه بعد نياحته سنة 459م، فاختار موضع على بحر الباسفور وعلى بعد عدة أميال من المدينة، وصعد أعلى عمود قمته متسعة. وفي إحدى الليالي كاد يتجمد على عموده من شدة البرد. بنى له الإمبراطور مسكناً مُغَطَى مبني على عمودين، عاش فيه إلى أن بلغ من العمر الرابعة والثمانين لم يترك فيه عموده بالرغم من شدة الريح والبرد الذي كانت تتعرض له البلاد من حين إلى آخر. وحتى حين رسمه القديس جيناديوس Gennadius بطريرك القسطنطينية كاهناً بالرغم من رفضه للكهنوت، وقف البطريرك أسفل العمود يتلو صلواته ثم صعد ليضع يده على رأس القديس ويناوله من الأسرار. حريق هائل في القسطنطينية يُحكى أن حريقاً هائلاً شب في مدينة القسطنطينية سنة 465م كان قد تنبأ به القديس دانيال، حتى أنه طلب من البطريرك والإمبراطور أن يأمرا الشعب بإقامة صلوات خاصة مرتين في الأسبوع لهذا الغرض، ولكن أحداً لم يستمع إليه. وحين شب الحريق وتذكر الناس نبوءته، أسرعوا إليه طالبين صلواته، فكان يمد يديه نحو السماء طالباً الرحمة والمعونة لهم. عجائبه كان الإمبراطور لاون يحترمه جداً ويزوره كثيراً، كما كان الناس يُحضرون إليه المرضى، فكان كثير ممن يُسمح لهم بالصعود إلى عموده ينالون الشفاء حين يضع القديس يده عليهم أو يدهنهم بالزيت المقدس. كما تنبأ القديس عن هزيمة باسيليسكس Basiliscus الذي حاول اغتصاب المُلك. ومن محبة القديس نزل من على عموده للمرة الأولى والأخيرة بإلحاح من البطريرك حتى يحاول إقناع باسيليسكس بترك طموحه في الحُكم حقناً للدماء. ولما رفض مقابلته نفض القديس قدميه على باب قصره شهادة عليه. وفي هذه الرحلة كانت الجموع تحمله على كرسي فوق أكتافهم بسبب آلام قدميه وبسبب عدم قدرته على المشي وعدم ممارسته لمدة طويلة. نياحته أخيراً حين بلغ الرابعة والثمانين من عمره ودَّع أصدقاءه وتلاميذه واستودعهم وصاياه. وبعد صلوات قداسه الأخير فوق العمود تنيح بسلام سنة 493م، وبحضور الإمبراطور دُفن القديس أسفل العمود الذي عاش فوقه ثلاث وثلاثين سنة. صلاته قبل بدء حياته على العمود أمجدك يا يسوع المسيح إلهي من أجل كل البركات التي غمرتني بها، والنعمة التي وهبتني لكن أحتضن هذا الطريق من الحياة. أنت تعلم أنه بصعودي على هذا العمود أتكئ عليك وحدك، ولك وحدك أترقب لنوال السعادة. اقبل أمري هذا: وقوني لكي أتمم هذا التدريب المؤلم، وهب لي نعمتك لكي أتممه في القداسة. وصيته الوداعية تمسكوا بالتواضع، اسلكوا بالطاعة، مارسوا إضافة الغرباء، احفظوا الأصوام، اسهروا، أحبوا الفقراء، وفوق الكل تمسكوا بالحب الذي هو الوصية العظيمة والأولى. احذروا حبائل الهراطقة، لا تنفصلوا عن الكنيسة أمكم. إن فعلتم هذه الأمور يصير بركم كاملا. مصدر آخر في هيكل الأصنام سمع مرّة القدّيس دانيال العامودي (409-493) البعض يتحدّثون عن معبد للأصنام تقطنه الشّياطين في منطقة قريبة منه، وإنّ هؤلاء الأبالسة ألحقت بالمنطقة أضراراً بالغة، فلم يكن يجسر أحد من السّكّان أن يمرّ بالمعبد لا نهاراً ولا ليلاً حتى قنط هؤلاء من طردهم واستكانوا لوجودهم. عرف القدّيس بتوجّعهم وآلامهم ومخاوفهم، فراح يفكّر كيف يستطيع أن ينجدهم. تذكّر القدّيس أنطونيوس الكبير وكم تحمّل من هجومات الشّياطين وكيف انتصر عليهم في النّهاية. فدعا أحدهم وأخذ يستخبر منه عن المعبد وما بداخله ثم طلب منه أن يدلّه على مدخله. وعندما وصل البار إلى المكان الخطر تظاهر بأنّه أحد المحارِبين، فدخل المعبد دون خوف متسلّحاً بكلمات صاحب المزامير: ” الرّبّ نوري ومخلّصي فممن أخاف. الرّبّ عاضد حياتي فممن أخشى.. “. (مز1:26) ثم راح يتجوّل داخل المعبد وهو يرسم إشارة الصّليب ويسجد مصلّياً في كلّ زاوية منه. ولمّا حلّ الليل إذا به يسمع ضربات قويّة وضجة أناس كثيري العدد، فبقي لابثاً دون حراك يصلّي. وفي الليلة الثّانية عادت الضّربات أيضاً وبقي هو على نفس الوضع مصلّياً. وفي الليلة الثّالثة أراد أن ينام قليلاً، فإذا به يشاهد أثناء غفوته جماعة سوداء تقترب منه وتصيح: ” من أرسلك إلى هذا المكان أيّها البائس الشّقي لتستحلّه. أتريد أن تلقى موتاً شنيعاً كما صادف غيرك؟ سوف نجرّك لنلقيك في النهر فتموت غرقاً “. بينما راحت جماعة أخرى ترجمه بالحجارة بغية سحقه بها. استيقظ جندي المسيح وراح يتجوّل من جديد في أطراف المعبد مرتّلاً ومسبّحاً الرّبّ ومستهزئاً بالشّياطين بلهجة متوعّدة: “هيّا ارحلوا بسرعة قبل أن يفوتكم الوقت. ستنزل نار من صليب المسيح لتحرقكم، فارحلوا قبل فوات الأوان “. راحت الشّياطين تزيد من هجماتها، بينما بقي القدّيس هائداً بدون حراك داخل المعبد رافعاً يديه مصلّياً. سمع أهل المنطقة وتعجّبوا مما يحدث، فاتّجهوا بأجمعهم كباراً وصغاراً ليروا بأمّ العين كيف أن هذا المكان الشّديد الخطورة قد أصبح مكاناً هادئاً، وكيف في هذا المكان بالذّات صار يتمجّد اسم الرّبّ، بينما كان لوقت قصير مسرحاً ترقص عليه الشّياطين ومرتعاً للأرواح الخبيثة. سمعوا جماعة الشّياطين تهدد رجل الله صارخة: ” إنّ هذا المكان هو لنا منذ أعوام طويلة، فاهرب أنت منه قبل أن نقطّعك إرباً “. وآخرون منهم كانوا يتوعّدون: “لا بل سنلقيك في النهر… “. وفعلاً أحسّ البار بأنّ الشّياطين تجرّه بقدميه، فلم يضطّرب، بل أخذ يصلّي بقوّة صارخاً في وجههم: “إنّ المسيح هو مخلّصي وسوف يغرّقكم الآن بقوّة يمينه في الهاوية السّفلى المريعة “. وللحال سُمعت صرخات مدوّية مخيفة، واختفى فجأة بعدها الأعداء المظلمون. نعم، إنّ صلاة وتهديد القدّيس طردهم بعيداً عن مكانهم. وهكذا تخلّصت المنطقة من شرهم وجورهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس اسبيريدون العجائبي | الولادة: – الوفاة: 348 نشأته: ولد القديس اسبيريدون وعاش في جزيرة قبرص. احترف رعاية الأغنام وكان على جانب كبير من البساطة ونقاوة القلب. وإذ كان محبّاً لله، نما في حياة الفضيلة، محبةً للقريب ووداعةً وخفراً وإحساناً واستضافةً للغرباء. كل من أتى إليه زائراً كان يستقبله، على غرار إبراهيم خليل الله، وكأنه المسيح نفسه. الإنجيل، بالنسبة إليه، كان سيرة حياته لا كلاماً إلهياً وحسب. كان لا يردّ محتاجاً. كل محتاج كان يجد عنده تعزية ولو يسيرة. قيل إنه اعتاد أن يستودع نقوده صندوقاً مفتوحاً كان لكل محتاج وصول إليه. لم يهتمّ أبداً بما إذا كان صندوقه فارغاً أو ممتلئاً. هذا في نظره كان شأن ربّه. هو المعطي في كل حال ونعم الوكيل! كما لم يكن ليسمح لنفسه بالحكم على المقبلين إليه إذا كانوا محتاجين بالفعل أم لا، مستحقّين أو غير مستحقّين. ذكر عنه المؤرّخ سوزومينوس، في مطلع القرن الخامس الميلادي، أن زمرة من اللصوص حاولت سرقة بعض من أغنامه ليلاً فمنعتها يد خفيّة وسمّرتها في مكانها. ولمّا أطلّ الصباح واكتشف القديس اسبيريدون اللصوص وعظهم وصلّى عليهم وحلّهم من رباطهم وأطلقهم بعد أن زوّدهم بأحد كباشه. قال لهم أنهم تكبّدوا من المشاق ما لم تكن له ضرورة لأنه كان بإمكانهم أن يحصلوا على ما يريدون دون ارتكاب خطيئة قاسية كالتي ارتكبوها ودون تعريض أنفسهم للهلاك؛ فقط بمجرد السؤال. لو طلبوا منه لأعطاهم! هذا وتفيد الشهادات أن القديس اسبيريدون تزوّج ورزق ابنة وحيدة اسمها سلام (ايريني). فأما زوجته فرقدت بعد سنوات قليلة من زواجه وأما ابنته فتبتّلت إلى أن رقدت في الرب وأبوها حي يرزق. يذكر، وفق ما أورد سوزومينوس، أنه كانت للقديس عادة أن يمسك وعائلته عن الطعام أياماً في الصوم الفصحي ولا يتناول منه شيئاً. وقد كان يحدث أن يمرّ به غريب أضنته أتعاب السفر، فكان رجل الله يستضيفه برأفة وفرح ويعّد له طعاماً يتقوى به. وإذا لفته الضيف إلى أنه مسيحي وأن عليه أن يحفظ الصيام كان القديس يخفّف عنه مؤكداً أنه ليس في الطعام ما ينجّس وأن للصوم استثناء. ذاع اسم القديس اسبيريدون في قبرص ذيوعاً كبيراً. فلما رقد أسقف تريميثوس، المدينة الصغيرة القريبة من السلامية، عند شاطئ البحر، وقع اختيار المؤمنين بالإجماع عليه رغم أن ثقافته بالكتب كانت متواضعة. ولم تغيّر الأسقفية من طريقة عيش القديس شيئاً لأنه استمرّ راعياً للأغنام، فقير اللباس، لا يمتطي دابة بل يسير على قدميه، ويعمل في الفلاحة. لكنه، منذ أن تسقّف، التزم مهامه الرعائية بجد كبير ومواظبة وإخلاص. كانت أبرشيته صغيرة جداً والمؤمنون فيها فقراء، لكنهم غيارى على الإيمان. لم يكن في المدينة الصغيرة من الوثنيين غير قلة قليلة. وقد جرى القديس على قسمة مداخيله إلى قسمين: قسم درج على إعطائه للفقراء، وقسم تركه لكنيسته وأهل بيته وإقراض الناس. لم يعتد أن يحمل همّ الغد. يكفي اليوم شرّه ويرسل الله غداً ما لا تعلمون! هذا كان عنوانه في تعاطيه والمحتاجين. لما أثار الإمبراطور الروماني مكسيميانوس غاليريوس اضطهاداً على المسيحيين لحق القديس اسبيريدون نصيب منه. فقد ذكر أنه نتيجة اعترافه بالمسيح فقد عينه اليمنى وقطع المضطهدون أوصال يده اليسرى وحكموا عليه بالأشغال الشاقة في المناجم. لم تكن العلوم الإنسانية مألوفة لقدّيس الله لكنه كان يعرف الكتاب المقدّس جيّداً. وإذ حدث، مرة، أن التقى أساقفة قبرص معاً قام فيهم تريفيلوس، أسقف “لادري”، واعظاً. تريفيلوس، حسبما أورد القديس إيرونيموس، كان أبلغ خطباء زمانه. فلما عبر بالقولة الكتابية “قم احمل سريرك وامش” استعمل عوض لفظة “سرير” الكتابية باليونانية لفظة أخرى متأنقة لعله حسبها أفصح من الأولى وأدق وأوفق. فاستهجن قديس الله فعلته وأن يُظن أنه يضيف بذلك نعمة إلى بساطة الكلام الإنجيلي فوقف سائلاً معترضاً إذا كان الواعظ يعرف اللفظة الموافقة أكثر من الرسول نفسه، صاحب الإنجيل؟ ثم إنه قيل إن القديس اسبيريدون اشترك في المجمع المسكوني الأول الذي انعقد في مدينة نيقية، سنة325 م، بناء لدعوة قسطنطين الملك. فلما حضر كان بهيئة راعي غنم وله صوف الخروف على كتفه، بعين واحدة ويده اليسرى ملتوية ولحيته بيضاء ووجهه مضيء وقوامه قوام رجل صلب على بساطة أخّاذة، فلم يكن من الإمبراطور والموجودين إلاّ أن وقفوا له إجلالاً بصورة عفوية. وقد جاء في التراث أن القديس اسبيريدون أفحم أحد الفلاسفة الآريوسيين في المجمع. لم يفحمه بقوة الكلام بل بالبساطة وبرهان الروح القدس فيه. وكان من نتيجة ذلك أن عاد الآريوسي عن ضلاله. قرابة ذلك الوقت رقدت ابنته سلام (إيريني). وكان أحد العامة قد استودعها غرضاً جزيل القيمة، ربما كان ذهباً، فخبّأته في مكان آمن لا يدري به أحد غيرها. فلما كاشف الرجل قديس الله بالأمر فتّش له عنه فلم يجده. وإذ كان العامي حزيناً وبدا في حال التأثر العميق، تحرّك قلب القديس شفقة عليه فذهب، وفق شهادة المؤرّخين الكنسيّين سقراط وسوزومينوس، إلى قبر ابنته ودعاها بالاسم وسألها عن المكان الذي خبّأت فيه الأمانة. فأجابته ودلّته على المكان بدقّة. فذهبوا وفتّشوا فوجدوه حيث قالت لهم. هذا وتنسب للقديس اسبيريدون عجائب كثيرة قيل إنه اجترحها واستأهل بسببها لقب “العجائبي”. من ذلك أن امرأة فقيرة، غريبة اللسان، جاءته بابنها ميتاً وألقته عند قدميه، فصلّى عليه، فأقامه الرب الإله بصلاته من الموت. ومن ذلك أنه أبرأ قسطنديوس قيصر، ابن قسطنطين الكبير، إثر مرض عضال ألمّ به وهو في أنطاكية. وبعدما تمّ شفاؤه نصحه القدّيس بأن يحذر على صحة نفسه بالأولى، لأنه كان آريوسي النزعة، وأن يرأف بعباد الله. ومن ذلك أنه استنزل المطر بعد قحط، مرة، وأوقفه بعد وفرة مرة أخرى. ومن ذلك أنه حوّل حيّة إلى ذهب محبة بفقير، ثم بعد قضاء الحاجة أعاد الذهب حيّة. ومن ذلك أنه كان علاماً بالقلوب يحرّك النفوس برأفته إلى التوبة. مثل ذلك أن امرأة زانية دنت منه تروم لمسه فلم يأنف منها ولا صدّها، بل رمقها بنظرة حنان حزيناً عليها فنفذت نظرته إلى أعماقها، فألقت بنفسها، بصورة عفوية، عند قدميه وغسلتهما بدموعها معترفة بخطاياها، فأقامها وهو يقول لها، على مثال المعلم: “مغفورة لك خطاياك! اذهبي بسلام ولا تخطئي بعد!”. ومن ذلك أنه خرج مرة إلى كنيسة منعزلة أهملها المؤمنون، وشاء أن يقيم فيها الذبيحة الإلهية. لم يشعل الخدّام في المناسبة إلا مصابيح قليلة لأنهم قالوا لم يحضر من الناس غير أفراد قلائل. ولكن ما إن انطلقت الخدمة حتى بدا أن الحاضرين أكثر بكثير مما كان منظوراً، وجلّهم كان لا من البشر بل من الملائكة. فما أن استدار الأسقف باتجاه الشعب وأعطى السلام: “السلام لجميعكم!” حتى صدحت في الكنيسة أصوات الملائكة مجيبة: “ولروحك أيضاً!”. على هذا النحو استمر القداس الإلهي: القديس يؤمّ الخدمة والملائكة تجيب. أمّا قناديل الزيت فامتلأت زيتاً وأضاءت بالأكثر. ومن ذلك أن شمّاساً أخرس اشتهى أن يصلّي صلاة وجيزة عند الظهر في أوان الحر فرأف به القديس وتضرّع إلى الرب الإله من أجله، فانحلت عقدة لسانه وفتح فاه وصلّى. لكنْ أخذه العُجب فأطنب في الصلاة لأجل السبح الباطل فأعاده القديس أخرس أصماً لا ينطق بشيءٍ البتة. ومن ذلك أنه خفّف مرة فيض نهر كان يتهدّد السكان. ومن ذلك أن تاجراً رغب في شراء مائة من العنز من قطيع الراعي القدّيس. فلما حضر لاستلامها دفع ثمن تسع وتسعين منها لأنه قال ليس من عادة القديس أن يعدّ المال. وإذ أخذ مائة بهيمة وهم بمغادرة المكان أبت إحداها إلا أن تعود إلى الصيرة. فأمسكها وأخذها بالقوة، فأفلتت منه وعادت إلى الصيرة.ففعل ذلك ثانية وثالثة فلم ينجح. فالتفت إليه رجل الله وخاطبه بوداعة: لعلك لم تدفع ثمنها يا بني! فاعترف التاجر واستسمح ودفع ثمن الباقية. إذ ذاك فقط خرجت البهيمة بهدوء وانضمت إلى القطيع المباع. رقد القديس في الرب في اليوم الثاني عشر من شهر كانون الأول من السنة الميلادية 348. كان قد بلغ من العمر ثمانية وسبعين عاماً. آخر ما يذكر التاريخ عنه أنه اشترك، سنة347م، في مجمع سرديكا دفاعاً عن القدّيس أثناسيوس الكبير. هذا وتستقر رفات القديس اليوم في جزيرة كورفو اليونانية. جسده لم ينحل إلى اليوم. بقي في قبرص حتى القرن السابع الميلادي، ثم إثر الفتح العربي جرى نقله إلى مدينة القسطنطينية حيث أودع كنيسة قريبة من الكنيسة الكبرى. وفي العام 1456م تمّ نقله خفية إلى جزيرة كورفو بعدما سقطت القسطنطينية في أيدي الأتراك. لقد كان جسد القديس وما زال إلى اليوم ينبوعاً لأشفية كثيرة وهو شفيع كورفو حيث سجّل أنه أنقذ الجزيرة من وباء الكوليرا مرة، ومن الغزو الأجنبي مرة أخرى. وهناك اعتقاد سار بين العامة اليوم أن القديس ما زال يجول، بصورة عجيبة، في الأرض يشفي المرضى ويغيث المبتلين. وهم يستدلّون على ذلك من الجوارب التي جرى أهل الدير الذي يستكين فيه جسده على إلباسه إياها. هذه تغيّر له مرة في السنة، وكلما آن أوان استبدالها لاحظ المقامون على خدمته أنها تكون قد بليت أو تكاد من الجهة التي يطأ المرء بها في العادة. أما الجوارب المستعملة فتُوزّع بركة على المؤمنين. ليتورجياً، تغبط الكنيسة القديس اسبيريدون باعتباره قانوناً لرؤساء الكهنة وتورد اسمه بين القدّيسين النماذج في إفشين “خلّص يا رب شعبك…”. كما تصفه بـ “مجرى المحبة الذي لا يفرغ” وتعتبره “العقل الإلهي الوديع الكامل المزيّن بالبساطة الحقيقية” وتشبّهه بموسى لبساطته وداود لوداعته وأيوب لسيرته التي لا عيب فيها. وترتل له الطروبارية التالية: ”لقد ظهرت عن المجمع الأوّل مناضلاً. وللعجائب صانعاًُ. يا أبانا سبيريدونوس المتوشح بالله. فلذلك خاطبت الميتة في اللحد. وحوّلت حيّة إلى ذهب. وعند ترتيلك الصلوات المقدّسة. كانت لك الملائكة شركاء في الخدمة. أيها الكلي الطهر. فالمجد للذي مجّدك. المجد للذي كلّلك. المجد للصانع بك الأشفية للجميع”. هذا وقد درج، في بعض الأحيان، أن تصوّر الكنيسة القديس اسبيريدون، في إيقوناتها، وعلى رأسه ما يشبه السلّ، إشارة إلى كونه راعي غنم، وفي يده اليسرى حجر فخّاري يظهر عمودياً وقد خرجت من طرفه الأعلى نار ومن طرفه الأسفل مياه. وبالعودة إلى سيرة القديس الموسّعة يتبيّن أن لهذا الحجر قصّة مفادها أنه خلال المجمع المسكوني الأوّل (نيقية325م) الذي قيل أن اسبيريدون اشترك فيه، أفحم القديس أحد الآريوسيين البارزين لما أثبت له، بالبرهان الحسي، كيف يمكن لله أن يكون واحداً في ثلاثة أقانيم، آباً وابناً وروحاً قدساً. فلقد ذُكر أن القديس أخذ قطعة فخار بيساره وعمل إشارة الصليب بيمينه قائلاً: v ”باسم الآب” ، فخرجت للحال من الفخار، من فوق، نار. v ”والابن”، فخرجت من الفخار، من تحت، مياه. v “والروح القدس”، فاتحاً يده، فبان الفخار بعد فخاراً من تراب. إثر ذلك، على ما قيل، أكبر الآباء القدّيسون رجل الله اسبيريدون على ما فعل، ولم يسع الآريوسي إلا التسليم بالأمر الواقع والإقرار بصحّة إيمان رجل الله بالثالوث القدّوس. طروبارية باللحن الأول لقد ظهرتَ عن المجمع الأول مناضلاً، وللعجائب صانعاً يا أبانا اسبيريدونس المتوشح بالله، فلذلك خاطبتَ الميتَة في اللحد، وحوَّلتَ حيةً إلى ذهب، وعند ترتيلك الصلوات المقدسة، كانت لك الملائكة شركاء في الخدمة أيها الكلي الطهر، فالمجد للذي مجَّدك، المجد للذي كلَّلك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع. قنداق باللحن الثاني أيها الكلي الطهر، لما جُرحتَ بمحبة المسيح، مرقياً عقلك نحو شعاع الروح، وجدت العمل أيها المُلهَم من الله بالنظر الفعلي، صائراً مذبحاً إلهيّاً، مستمداً للجميع الإشراق الإلهي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسون الشهداء الخمس في 13 كانون الأول | الولادة: – الوفاة: 305 القديسون الشهداء أفستراتيوس وافكسنديوس وأفجانيوس ومرداريوس وأوريستوس عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة واستشهدوا في أرمينيا. وقد بذلوا دماءهم تمسكاً بالإيمان بالرب يسوع المسيح في زمن الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس حوالي العام 305 للميلاد. أما أفستراتيوس فكان من مدينة تدعى أروراكا، لكنه سكن في مدينة ساتالا. كان ينتمي إلى الأرستقراطية وكان لامعاً. شغل مناصب هامة في المدينة وكان مسيحياً، لكنه لم يكن قد جاهر بمسيحيته إلى ذلك الوقت. أسبابه تبقى ملكاً له. ربما لم تكن ساعته قد جاءت بعد. فلما حمل الحكام بضراوة على المسيحيين وجرى القبض على عدد منهم في ساتالا حيث ضُربوا وعُذِّبوا وسجنوا، صدمت أفستراتيوس جهادات المعترفين المباركة فاشتهى، هو أيضاً، أن يكون له نصيب في الشهادة لاسم الرب يسوع. لكن كانت الشجاعة تنقصه وخشي أن تخور عزيمته تحت وطأة التعذيب متى حلّت الساعة. كان بحاجة لعلامة، لتثبيت، لعون القائل: “بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً”. وإذ راودته شتى الأفكار خطر بباله أن يستطلع مشيئة الله على النحو التالي: أوفد أحد خدّامه حاملاً السير خاصته، وهو علامة رفعته، إلى الكنيسة وأوصاه أن يضعه على المذبح ثم يتنحى جانباً ويلاحظ من يأتي أولاً ويأخذه. وقد جعل أفستراتيوس في قلبه أنه إذا كان هذا الإنسان أفكسنديوس الكاهن تكون هذه علامة من الله أنه يدعوه إلى الشهادة. وبالفعل تمّم الخادم ما طلبه منه سيِّده وعاد إليه قائلاً: “هو أفكسنديوس الكاهن!” فتشدّد أفستراتيوس وزال من أفق نفسه كل أثر للخوف والتردّد. لم يفكّر للحظة أن ما حدث حدث بالصدفة. والرب الإله ثبّت عزمه. من تلك الساعة أخذ يعدّ العدّة للدخول في ساحة الجهاد. ماذا فعل؟ أعدّ مأدبة فاخرة دعا إليها أقرباءه وأصدقاءه، وفي أثنائها أعلن لهم بفرح كبير أنه على وشك أن يتلقى كنزاً لا يبلى. لا هو أفصح، كما يبدو، ولا المدعوون فهموا ولو تظاهروا، من باب اللياقة، بمشاركته الفرح. وحلّ اليوم التالي. كان ليسياس، آمر المدينة، مزمعاً أن يوقف السجناء المسيحيّين أمامه ليحاكمهم. فما أن فُتحت الجلسة حتى تقدّم أفستراتيوس وأعلن أنه مسيحي، ثم طلب الانضمام إلى مصف الموقوفين. فبدا ليسياس للحظات كأنه أُخذ على غفلة وارتبك، لاسيما وأفستراتيوس معروف جداً في قومه، لكنه سرعان ما تمّلك نفسه واستعاد المبادرة ليأمر الجند بتجريد المعترف من إشارات مهامه الرسمية وتعريته وجلده قبل استجوابه. وبعدما فعلوا علّقوه بالحبال فوق جمر النار وأشبعوه ضرباً وحشياً. كل هذا وأفستراتيوس غير مبال بما أنزلوه به، كأننا بالتعذيب كان يطال آخراً سواه ولا يطاله. وعلى غير ما كان متوقعاً، وجّه القدّيس كلامه إلى الحاكم شاكراً معلناً أنه “الآن علمت أني هيكل الله والروح القدس ساكن فيّ!” فاغتاظ ليسياس وأمر بفرك جراحه بالملح والخل ففعلوا فلم يُجدِهم الإمعان في التعذيب نفعاً، لا بل قيل إنه ما أن حلّ المساء حتى التأمت جراح رجل الله التئاماً عجيباً. وفيما كان أفستراتيوس في خضم الجهاد بجانب سائر المعترفين اهتزت نفس أفجانيوس الضابط فيه لعذاباتهم فطفر نحو الحاكم طلب الانضمام إلى الموقوفين لأنه هو أيضاً مسيحي. وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً. في صبيحة اليوم التالي، أخرج الجنود الموقوفين من السجن واقتادوهم سيراً على الأقدام إلى مدينة نيقوبوليس. وإذ رغب ليسياس في أن يسخر من أفستراتيوس، “أكرمه” بأن جعل في رجليه حذاء مزروعاً بالمسامير. يومان مضنيان قضاهما المجاهدون في سيرهما إلى نيقوبوليس. وفي الطريق إلى هناك. كان لا بدّ للمشاة وآسريهم أن يمّروا بأروراكا، مسقط رأس أفستراتيوس، فتعرّف على هذا الأخير مواطن له اسمه مرداريوس فاعتراه الذهول لمنظره واهتزّت نفسه فيه لأنه أكبر فعلة هذا الرجل وتخلّيه عن مجد العالم ومتعته. وإذ تحرّكت الغيرة على الإيمان في نفسه وزكّتها زوجته قرّر، لتوّه، الالتحاق بتلامذة المسيح هؤلاء المساقين إلى الموت. الفرصة الآن لاحت، كيف يفوّتها؟! فقام للحال وودّع امرأته وقبّل ابنتيه الصغيرتين ووكل عائلته إلى واحد من معارفه الطيّبين، ثم أسرع فانضم إلى قافلة الشهداء. وأُوقف المجاهدون أمام الحاكم من جديد. كان أول الماثلين أفكسنديوس الكاهن. سؤل سؤالاً أو اثنين، ثم اقتيد إلى غابة منعزلة. هناك عمد جلاّدوه إلى قطع رأسه، ثم أخفوا الرأس بين الشجر الكثيف وطرحوا الجسد طعمة للحيوانات المفترسة. لكن بعض المسيحيّين الأتقياء تسلّلوا إلى هناك فأخذوا الجسد وبحثوا عن الرأس فدلّهم عليه أحد الغربان فالتقطوه وانصرفوا. بعد أفكسنديوس كان دور مرداريوس. لم يكن لمرداريوس غير جواب واحد على كل الأسئلة الموجّهة إليه: “أنا مسيحي!” فأمر الحاكم بتثبيت يديه ورجليه بأوتاد إلى خشبة وقلبت الخشبة فصار رأسه متجهاً إلى أسفل ورجلاه إلى أعلى، وأشار بضربه حتى الموت بقضبان معدنية محمّاة. وقبل أن يلفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة، خرجت من فمه، على ما قيل، صلاة ما زالت كنيستنا تردّدها إلى اليوم في خدمة نصف الليل والساعة الثالثة وصلاة النوم الكبرى. والصلاة هي التالية: ”أيها السيد الإله الآب الضابط الكل، والرب الابن الوحيد يسوع المسيح والروح القدس، اللاهوت الواحد والقوة الواحدة، ارحمني أنا الخاطئ، وبأحكام تعلم بها خلّصني أنا عبدك غير المستحق، فإنك مبارك إلى دهر الداهرين، آمين”. ثم بعد مرداريوس أوقف أفجانيوس. تكلم أفجانيوس بلهجة ثابتة واثقة فازداد الحاكم حقداً واشتد حماقة وغيظاً. فأوعز إلى جنده بقطع لسانه وبتر يديه ففعلوا. أما بقية جسده فأوسعوها ضرباًَ وحطموا عظامه بقضبان من حديد، واستمروا كذلك إلى أن أسلم الشهيد نفسه قرباناً بين يدي الله الحيّ. عند هذا الحد من الوحشية والتفظيع خرج ليسياس الحاكم إلى العسكر ليقف على سير تدريباته. فحدث أن مجنّداً حديثاً اسمه أوريستوس، صلباً، حسن المنظر وقوراً، استرعى انتباهه. وإذ أخذ المجنّد رمحه بان في صدره صليب خرج من تحت قميصه فلاحظه ليسياس وسأله عنه فاعترف بجرأة ولم ينكر أنه تلميذ للمسيح، فأُوقف للحال. ولما لم يشأ الحاكم الاستمرار في عمليات تعذيب الموقوفين خشية إثارة حفيظة المسيحيين بعدما شعر بأنهم كثر في المدينة أمر بسوق أفستراتيوس وأوريستوس إلى سباسطيا المعروفة بشهدائها الأربعين ليمثلا أمام حاكمها أغريقولاوس. استغرق الوصول إلى سباسطيا خمسة أيّام. دخل أفستراتيوس في نقاش مع الحاكم بعدما أتاح له فرصة الكلام، فعبّر له عن عقم الأوثان وبطلان الفلسفة، وكلّمه عن الله، خالق السماء؟ والأرض، وعنايته بالناس منذ البدء، وعن الرب يسوع المسيح. فارتبك الحاكم لأنه لم يكن لديه ما يجيب به. وإذ فشل في فرض هيبته بالإقناع شاء أن يفرضها بما أوتي من سلطان فقال للموقوف أن عليه أن يمتثل لأمر قيصر ويقدّم العبادة لآلهة قيصر وإلا استأهل الموت، فلم يذعن أفستراتيوس له. فاغتاظ الحاكم لكنه لم يشأ للحال إنزال عقوبة الموت به، ربما لأنه عرف أنه من الأرستقراطية ورغب في استعادته بالتخويف. لهذا السبب أمر بتمديد أوريستوس على سرير حديدي محرق. إزاء تسارع الأحداث، اضطربت نفس المجنّد فشجّعه أفستراتيوس وثبّته، فأسلم أوريستوس الله أمره واستودعه روحه. أما أفستراتيوس فألقي في السجن إلى اليوم التالي علّه يتراجع. وقد ذكر أن القديس بلاسيوس، أسقف سبسطيا، المعيّد له في11 شباط، تمكّن من التسلل إلى داخل السجن حيث قابل أفستراتيوس وعزّاه وشجّعه وأقام الخدمة الإلهية وناوله. كما ذكر أن نوراً ساطعاً ملأ المكان وصوتاً نادى أفستراتيوس قائلاً له: “لقد جاهدت الجهاد الحسن فتعال الآن خذ الإكليل!”. وثمة صلاة قيل إن أفستراتيوس نطق بها تلك الليلة في سجنه وما زالت تتردّد عندنا إلى اليوم في صلاة نصف الليل في السبوت. وقد جاء فيها: “أيها الرب إني أعظّمك تعظيماً لأنك نظرت إلى تواضعي ولم تحبسني في أيدي الأعداء بل خلّصت من الشدائد نفسي. والآن أيها السيّد، لتسترني يدك ولتأتِ عليّ رحمتك، فإن نفسي قد انزعجت، وهي حزينة عند خروجها من هذا الجسد الدنس الشقي، لئلا تلتقيها وتعيقها مشيئة المعاند الرديئة من أجل الخطايا التي اجترمتها في هذا العمر بمعرفة وغباوة. فكن لي غافراً أيها السيّد ولا تسمح أن تبصر نفسي منظر الشياطين الأشرار المدلهّم المظلم، بل فليتسلّمها ملائكتك البهجون المنيرون. أعطِ مجداً لاسمك القدّوس وأصعدني بقوّتك إلى عرشك الإلهي. وفي وقت مداينتي لا تدركني يد أركون هذا العالم وتجتذبني أنا الخاطئ إلى عمق الجحيم، بل اعضدني وكن لي مخلصاً ونصيراً، فإن هذه العقوبات الجسدية إنما هي مسرّات لعبيدك. ارحم يا رب نفسي التي قد تدنّست بأهواء هذا العمر، وتقبّلها نقيّة بالتوبة والاعتراف، فإنك مبارك إلى دهر الداهرين، آمين”. هذا وقد قضى القديس أفستراتيوس في آتون محمّى. باركه ودخل إليه على غرار الفتية الثلاثة القدّيسين. بعد ذلك تمّ جمع رفات القديسين الخمسة معاً. وقيل إن القديس فلاسيوس هو الذي فعل ذلك وجعلها في أروراكا. ثم جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أودعت كنيسة على اسم الرفقاء الخمسة. وذُكر أنه كثيراً ما شوهد الخمسة أحياء في تلك الكنيسة. كما ذُُكر أن الرفات أُخذت، فيما بعد، إلى روما ووضعت في كنيسة القديس أبوليناريوس. وقد حفظت الذاكرة أنه كانت للخمسة، في وقت من الأوقات، كنيسة على اسمهم في جزيرة خيوس. فحدث في فصل من فصول الشتاء القاسية، في يوم عيدهم، أن أهل الجزيرة أخفقوا في الوصول إلى الكنيسة بسبب وجودها في مكان معزول. وحده كاهن تقي توجّه إلى هناك وأصرّ على إقامة الخدمة الإلهية ولو منفرداً. فجأة ظهر له خمسة رجال على شبه القدّيسين الخمسة، أصحاب العيد، كما بدوا في الإيقونة خاصتهم. هؤلاء أخذوا أمكنتهم حيث يقف المرتّلون في الكنيسة، عادة، وبدأوا ينشدون ترنيمات العيد بصوت جميل واضح. فلما بلغوا قراءة سيرة الشهداء، أخذ أحدهم، أوريستوس، الكتاب ووقف في وسط الكنيسة وبدأ يقرأ. فلما بلغ الموضع الذي يعرض لاضطرابه هو أمام السرير المعدني المحمّى بالنار الذي كان الجلادون على وشك تمديده عليه غيّر في النص قليلاً. فبدل أن يقول عن نفسه”… خاف واضطرب “قرأ”… ابتسم”. للحال قاطعه أفستراتيوس بلهجة قاسية وسأله أن يقرأ النص كما هو. فاحمّر خجلاً وأردف قائلاً “… خاف واضطرب”. وبعد أن تمّم الخمسة الخدمة أقفلوا الكتب وأطفئوا الشموع وتواروا بنفس الطريقة التي ظهروا فيها. طروبارية باللحن الرابع شهداؤُك يا رب بجهادهم، نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. قنداق باللحن الثاني لقد ظهرتَ يا لابسَ الجهاد، كوكباً ساطعاً جداً، للجالسين في ظلمة الغباوة، ولما تحصنتَ بالإيمان مثل الدرع، لم ترهبْ من جسارة المعاندين، بما أنك يا أفستراتيوس أَفصح الخطباء. تعيد لهم الكنيسة الأرثوذكسية في 13 كانون الأول من كل عام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| إبراهيم النثفري | الولادة: – الوفاة: – إبراهيم هو أحد تلامذة إبراهيم الكشكري ،مؤسس الحياة الديرية عند المشرقيين .ولد في قرية نثفر (نفتر ؟)في مقاطعة حدياب (اربيل)وقد تكون ((كوير))الحالية .فالكلمتان تعنيان قاراً أو نفطاً يقول عنه كتاب العفّة : ((أصله من بلد حدياب ،من قرية بيث نثفر ،وأبواه المؤمنان من عشيرة الشهداء ، الذين قتلهم شابور الملك ،وخلط دماءهم بمياه النهر الذي يجري بجانب بيت نثفرا (هو الزاب الكبير) (العفة رقم43 ).ويعطينا التاريخ السعردي تفاصيل أخرى عنه: ((هو من أهل حزّة من قرية يقال لها بيت نثفر ،من قرابات الذين استشهدوا في أيام شابور ،بأرض حزّة ،على يد اردشير أخيه ،وكان شيخاً بهياً وفيلسوفاً عالماً ومتعبداً متقشفاً ،ومنه ومن مار إبراهيم عُرفت قوانين الرهبنة ورسومها في بلد الفرس ،وخالف بين زيّ الرهبان …لأن في أيام مار أوجين وطبقته ،كان الرهبان يتزينون بزّي أهل مصر ،فلما جاء هذان (الأبوان)عملا ما يخالف ذلك ،وطكّسا (نظما)الأعمار والقلالي .وكانت قبل ذلك ديارات مثل مار عبدا وما شاكله ،فأقام هذا القديس في مغارة بجبل حزّة مدة ،ثم قصد بيت المقدس ولقي القديسين في برية مصر ،وعاد إلى موضعه ،فأقام فيه ثلاثين سنة ،يتقوّت الخبز وعقاقير الجبل ،لا تلحقه علّة ولا يعرض له مرض)).عاش في نهاية القرن السادس ومطلع السابع .حياته النسكية لم تكن من دون صعوبات ،جهاد في الداخل وفي الخارج ،وكانت العادة منذ زمن آبا الكبير أن يحج أقطاب الرهبنة المشرقية إلى مصر للوقوف على أنماط الرهبنة هناك والتدّرب عليها وقد اقتبسوا الشيء الكثير منهم .بعدها عاد إلى صومعته التي لا تبعد عن قريته (نثفر)سوى ميلين وهناك ألّفّ بعض ميامر في حياة الزهد .وذهب إلى قرى وجبال حدياب للتبشير ووصل إلى أذربيجان .وبعدما تُوفي ،شيّد تلميذه ،الراهب أيوب ،مزاراً _هيكلاً فوق صومعته سكنه بعض الرهبان . تآليفه : تذكر مصادر حياة إبراهيم أنه كتب ميامر حول الحياة الرهبانية ،وتفسيراً للأناجيل ،ورداً على البدع،… عبد يشوع الصوباوي يقول ((له مصنفات مختلفة)) ولكن من دون تفصيل .كتاب ((الرؤساء))لتوما المرجي يقول إن الأنبا عنانيشوع : ((استقى من إبراهيم النثفري أسئلة وبراهين )) .ويشير كتاب المجدل لماري أن تلميذه أيوب : ((ترجم ميامره من السريانية إلى الفارسية ).يذكر له السمعاني ثمانية عناوين لميامر قصيرة . قام الأب ريمون تونو بترجمة مقتطفات من كتاباته عن الحياة الرهبانية إلى الفرنسية ،ونشرها في مجلة ((الشرق السرياني))(عدد 2 لسنة1957 ص 337 _351 )،وترجمها إلى الإيطالية (بينا)ونشرها في A . PENNA , INRSO 32 (1957) PP. 415 _431. كما ترجم (مكلين)تسبحة له ((المجد للصالح سرياني ))،وقد نسبتها بعض المخطوطات إلى يوحنا بيث ربان .كما أن (غراف )يشير إلى وجود مقتطفات من ميامره بالعربية . ونشر الأب بولس بيجان مقالة واحدة له،وليس مقالتين كما تذكر خلاصات تاريخ الأدب السرياني وهي في روحانية حضور القداس ،وذلك في ملحق كتاب اسحق النينوي،ليبسيك 1909 ،ضمنّها روحانيته ولاهوته حول حضور المسيح الكامل في القربان ،كما نشر له ميمراً في فردوس الآباء .كما أن الأب شابو نقل بعض أقواله إلى الفرنسية في الجريدة الآسيوية رقم 8 سنة 1898 ص273 .وثمة ميمر محفوظ في مخطوطة سعرد رقم76 . أطروحاته وروحانيّته : إبراهيم راهب متمرّس وذو روحانية واقعية ،عميقة ،بعيدة عن النظريات ،منفتحة وواثقة ،يتكلم عمّا اختبره هو وجماعته ،ويدعو تلامذته وقرّاءه إلى عيش مثالية الإنجيل في تفاصيل الحياة اليومية المنوّعة ، وهو إيجابي يشدّ القارىء ،ويشوقّه إلى متابعته ،ويُركّز كثيراً على العلاقات الأخوية كنموذج تعكس العلاقة مع الرب .وإليكم بعض نصوصٍ متنوعة يعكس لاهوته وروحانيته ،وهي موجّهة أساساً إلى المتوّحدين . نصوص مختارة أساس الحياة الرهبانية ((أحفر عميقاً ،في أرض قلبك ،أساس بناء حياة الرهبانية ،حتى يكون البناء كما أوصى السيّد ،مشيداً على الصخرة ،وفي هذه الحال لا نخاف ..خُذ بنظر الاعتبار العسكر المصطف أمامك ،وأنظر مع من أنت تحارب ،وفكر كم أن طبيعتك (البشرية)ضعيفة ،وكم عظيمة الحياة(الروحية)التي تسلك ،وما أبهى التاج الذي سوف يُضفر على رأسك ،وكن (واقعياً)وانظر العدو الواقف أمامك للهجوم عليك)) .(BULLETIN P.17 _18 ) ((أولاً من يخضع لنير المسيح ،عليه أن يملك إيماناً ثابتاً ،وأن يمارس الصوم والصلاة ،وأن يكون حبّه للمسيح ،قبل كل شيء ،حاراً ،وأن يكون متواضعاً ،وديعاً وفطناً .يجب أن يكون كلامه حقاً ولطيفاً مع كل الناس ونفسه طاهرة ..وأن يتكلم في حدود المعقول ،ويضع سياجاً على لسانه حتى لا يتفوه بأشياء غير صحيحة ولا يبالغ في الضحك .كما أنه لا ينبغي أن يُبحث بإفراط عن الملبس ،ويهتم بشعره ويدهنه بالعطور .ولا يتناول الخمور ولا يلبس ثياباً مزركشة ولا يستعمل الشراب إلا باعتدال يتجنب الكلام المنمق ولا يستعمل لغة الحيل ،هكذا ينجو من الغيرة والخصام .ولا يسخر من أحد ، فالسخرية أكثر كرهاً من الموت ،ويسعى ألا تجد لها موطناً في قلبه .يقبل الأذى لنفسه ،ولكن لا يؤذي أحداً أبداً ،هكذا يعيش بعيداً عن القلق .لا ينكّت ولا يستهزيء بأحد من إخوته التائبين عن خطاياهم ،ولا يضحك على أحد أخوته الذين يصومون ،ولا يُخجل من لا يقدر على الصيام)).لا يترك العنان لشهوات المعدة والتقي يكشف له السيد سرّه . ويعوذ من الشرير ولا يقول شيئاً سيئاً على أحد حتى إذا كان عدّوه .. يعطي للمحتاجين بفرح ،ولا يحزن إذا لم يملك شيئاً . لا يتكلم مع الأشرار ولا مع الذين يسبّون ..ولا يتجادل مع الذين يحلفون … لنهرب من الإفتراء ولا نحبنّ الإنسان ذا الكلام المعسول .هذا ما يجب أن يعيشه المتوحّدون الذين يحملون نير المسيح على كتفهم ،عليهم أن يقتدوا بالمعلم الذي كان غنيا وجعل نفسه فقيراً . إنهض يا حبيبي ،وأحبب حظك السماوي هذا ،فالبتولية تشركك في حياة الملائكة وليس لها نظير . هكذا أشخاص يسكن فيهم المسيح .(L’Orient Syrien P.342 –343) . الأهواء ((لا ترتبك إذا هاجمتك الشهوات الطبيعية ،فهي ضيوف الجسد تأتي إليه .وإن حصل إن سقطت لحظة ما ،فلا تيأس ،إذ ستجد العلاج في التوبة .إن النعمة تغطي كل فشل شرط ألا تستسلم للخصم..إنه من دون شك حصل على ضربة ،إلا أنه لم يغلب ما دفنا لم نفتح له الباب بأنفسنا . لا تترك مثالك حتى لو فرضت الطبيعة عليك قوانينها المحتّمة ،إنها تضايقك لحين ،ولكن لا تخذلك النعمة حين تحوطك الشدة . _انسَ نفسك أمام الله ،ففيه تجد الراحة . _لا تنفك من قراءة الكتب المقدسة ،ومن دراسة العقائد المقدسة . _صبّر نفسك في انتظار تحقيق الوعود ؛فالرجاء يجعلك أقوى . تذكّر :أنك ابن الله ،وأخ لابن الآب الحبيب ،وشريك في مجد الرسل ،ورفيق الشهداء ،ومؤآكل للمقدمين ،ووريث القديسين ،ومدعو إلى وليمة الأنبياء وسعادة الصدّيقين ،ومرتل مع أجواق الملائكة ورفيق السرافيم وعضو في جماعة الكروبيم..(L’Orient Syrien P . 342 –343) إذا تأملت في كل هذه الاعتبارات بتواتر ،فلن ترتكب أعمال الظلام . _إن مقياس الحب هو الامتحان ،ومصداقية الإيمان هي الأفعال .. قلب من دون حب ..هو بذر سقط على الصخر . كتبت لك هذه النظم ،بتنوعها ،حتى لا تقع في الكسل ،ولا تجرّ الآخرين إلى الخطيئة ،فقد يقتدون بك )).(L’Orient Syrien P . 345 ) ((هذه نصيحتي لك :بما أنك ،منذ نعومة أظفارك ،اخترت طريق الصبر ،فأفضل لك أن تعيش في الوحدانية والخلوة ..وتتجنب الحديث مع الناس وكل العوائق التي تفرزها ..اعتبر نفسك كأرض أمام الجميع ،فاعلم أن هناك أملاً .اذرف الدموع ،من دون انقطاع ،فلدموعك جزاء ..حوّل صومعتك إلى محكمة وأدِنْ نفسك بنفسك .. _تجنب المغالاة في نمط حياتك ،وإلا يحصل لك أحد أمرين :في حال محافظتك عليها ،ستعاني ؛وفي حال إهمالك ،ستحاربها بمزيد من ضراوة وعنف .انتبه !قد يقودك الشرير بحجة عمل الرحمة تجاه الآخرين ،إلى حرب .كل متعة تأتيك عن شهوة العين ،أبعدها !كفاك ما تعانيه من اهوائك الخاصة .. منذ الآن يبدأ حاضر حياتك المقبلة فتحقق مشيئة الله كاملة على الأرض كما في السماء . وبحسب نمط حياتك وفطنتك ،يزداد فرحك ،ويتضاعف حتى تحصل في النهاية على الرؤية الملائكية . .(L’Orient Syrien P . 346 ). الصمت هناك صمت اللسان ،وصمت الجسد ،وصمت الحواس ،وصمت العقل ،وصمت الروح . صمت اللسان هو في عدم التلفظ بكلام شرّير أو قاسٍ ولا يجعلك تلفظ كلمة غضب ،ولا كلاماً مثيراً للجدل ،ولا تمل إلى النميمة والافتراء . صمت الجسد هو في عدم الرغبة في القيام بأعمال شرّيرة ،ويكون الجسد كميتٍ غير قادر على القيام بأفعال . صمت الحواس هو عندما لا تثير أفكاراً ضيقة تهدم كل خير . صمت العقل هو عندما يكون خاليا من الدهاء المضر ،أي من الحيل والشيطنة .إنها تهيمن على اولئك الذين يهدفون إلى الفعالية ويخدعون رفاقهم ).(L’Orient Syrien P .347 ) صمت الروح هو عندما لا تستقبل إغراءات الأرواح المخلوقة ،بل تبقى مطبوعة بالكائن الأزلي نفسه وتستجيب لنداءآته . بالنسبة إليك ،إذا لم تكن قد أدركت هذه المعرفة ،فاستمر في الصمت الأدنى ،أي أتلُ المزامير ،ورتّل تسابيح هادئة ،بها تمجدّ الله ..(L’Orient Syrien P . 348). الصلاة ليس على الأرض ما هو أعزّ على الله ،… من راهب جاثٍ على الأرض ،يصلي دائماً ،فالصلاة مرساة التوبة ،حيث تهدأ كل أنواع الأفكار مهما كانت كثيرة .والندامة التي ترافقها الدموع هي كنز الرحمة ،وغسل القلب ،وسبيل التطهير ،وطريق التجلّيات ،وسلم العقل . الصلاة الدائمة تجعل من العقل صورة الله ،وتؤمن له موهبة إدراك الأمور الصغيرة .وبوقت قليل تكفّر عن ديون الإهمال الطويل ،هذه الصلاة تحوي كل أنواع الزهد وأنماطه ..(L’Orient Syrien P .348). المطالعة إن قراءة كتاب ،ألفه من قبل روح مطهّر ،قد تحيي أو تميت بشكل خفي الأخ الذي يقرأ من دون تمييز ،لكن توفر الحياة لمن يقرأ باعتناء وحس ثابت . وأنت إذن ،أيها الأخ ،هل تريد اقتناء الحياة عن طريق القراءة ؟ إجمع أولاً أفكارك ،وطهر قلبك من كل اعتبار غريب ..وعندما تكون مستعداً تماماً ،أدخل إلى أعماق قلبك و اشعل بزيت الإيمان سراج عقلك فيضيء في هيكل ((إنسانك الباطن)).وأشدد حقوي ضميرك بنار المحبة ..واقرأ الكتاب المقدس واحذر قراءة كتب البلاغة . _لا تقرأ لمجرد القراءة وإنما اقرأ حتى تفهم . _لا تقرأ وفكرك قلق . _لا تقرأ للمتعة . _لا تقرأ في جمع كثير ،إنما مع واحد أو اثنين . _لا تقرأ من باب الشهوة . _لا تقرأ من دون الرغبة ،لئلا تفقد حكمك الصائب . _لا تقرأ جُملاً عديدة ،وتناقشها بسرعة ،بل اقرأ جملة بعد جملة ،وحللها واكتشف معناها . _لا تقرأ في سبيل أن يمجّدك الآخرون . _إذا صادفت جملاً بسيطة لا ترذلها،وإذا رأيت جملا أصيلة لا تتعجب ،فهناك حقيقة واحدة تقود إلى الرب … وإذا صادفت جملا متناقصة ،لا تخجل من ايجاد حلول لها .(L’Orient Syrien P . 348 –349) _ليكن لك حس للكتب المقدسة ،وشاهد الآراء المتضاربة ،ولكن إبق هادئاً ،فلكل فضيلة مقياسها الخاص والعقلاء ينصحون الذي يود الصعود إلى الأعلى بالنزول ،والذي يود النزول إلى العمق بالصعود . على كل حال ،بالنسبة إليك خُذ هذه النصيحة وتسلّح بها :إن لم تعرف السباحة ،فلا تُلقِ نفسك في البحر .(L’Orient Syrien P .350) روحانية حضور القداس عندما تذهب إلى الكنيسة ،ضع أمامك هذه الحقيقة :إنك إلى السماء مدعو ،وكلّ عملنا هو من أجل السماء ..والكنيسة التي تذهب إليها ،ستجد فيها السيد كما هو في السماء وتجد الملائكة يحتفلون بالأسرار ،ويخدمون القديسين الملتئمين (للصلاة)واحداً واحداً ،فرحين بتوبة الخطأة ،وبتقدم الصدّيقين ويحزنون بسبب أناس من أمثالي .هناك أنفس الأبرار قد بلغت الكمال ،وتُذكر أسماؤهم لما يُقرأ سفر الحياة .المسيح موجود في الوسط في ((العهد الجديد))بجسده ونفسه وكلمته وألمه وألوهيته وبشريته وبصورته ..كما يوجد الثالوث ..وعندما ترى القربان يتقدس ،كن واثقاً من أن المسيح ،من أجلك شخصياً ،يموت ويُذبح سرياً.(ملحق اسحق النينوي ص629 _630 ).((وعندما تحمل القربان لتتناوله قل :أيها الرب يسوع ،إني أحملك من دون استحقاق مني ،فأظهر في سخاء رحمتك وقدرة سرك الرهيب الذي أتناوله من جودك ومن دون استحقاق مني ))(ملحق اسحق النينوي ص632 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار شمعون برصباعي | الولادة: – الوفاة: 341 إن المعطيات السيروية عن مار شمعون برصباعي شحيحة .فكل ما نعرفه عنه هو إنه من مواليد مدينة (سوس )في إقليم عيلام .نلقاه في مستهل القرن الرابع مع فافا الجاثليق ،اركذياقونا له ثم خلفا .أسهم في جمع أساقفة المملكة الساسانية تحت ولاية كرسي المدائن ،أي ساليق وقطيسفون. وفي ربيع عام 341 أصدر شابور الثاني مرسوما يقضي بأن يدفع المسيحيون جزية إستثنائية مضاعفة حتى تتيسر له مواصلة الحرب ضد الرومان . ولما لم يتمكن المسيحيون من دفعها لأنها تفوق طاقتهم،أمر بأن يقبض على زعمائهم وينكل بهم .وكان الجاثليق شمعون في مقدمة المعتقلين البالغ عددهم 103 وبعد استجوابات متتالية اتهموا بالخيانة والموالاة للرومان .وسيق مع مجموعة المعتقلين إلى مدينة كرخ ليدان في إقليم الأهواز حيث كان الملك يقيم ،ولما حضروا أمامه ،طلب منهم أن يجحدوا إيمانهم ،ويسجدوا للنار المقدسة أو الشمس عين الإله ،وله نفسه كجزء الإله اهورمزد،و الإ ضرب أعناقهم بالسيف ،فما كان منهم إلا أن أصروا بثبات على إيمانهم ،وامتنعوا عن السجود للنار وللملك . وأمام هذا الإصرار أمر شابور بقطع رؤوسهم ،فاستشهد شمعون ورفاقه في يوم الجمعة العظيمة 14 نيسان 341 ،وكانت هذه بداية الاضطهاد العنيف الذي يعرف بالأربعيني لأنه دام نحو أربعين عاما (339 ـ 379 )والذي أودى بحياة آلاف المسيحيين. قام المؤمنون خفية بنقل جثمان الجاثليق إلى مدينة سوس ،ودفنوه فيها ،وكنيسة المشرق (الآثوريون والكلدان)تحتفل بتذكاره في مناسبتين:الأولى مع رفاقه في جمعة المعترفين بالإيمان ،التي تلي عيد القيامة والتي هي بمثابة تذكار جميع القديسين في الكنائس الغربية ،والثانية في التذكار المخصص له في الجمعة السادسة من موسم الصيف. لقد جاء في التاريخ السعردي الذي عنه اقتبست الخلاصات التاريخية ،إن شمعون أوفد مع شهدوست خليفته أو مع يعقوب النصيبيني لحضور مجمع نيقية المنعقد عام325 .إن هذا القول مجرد مفارقة تاريخية ،لأن المجمع عقد في المملكة الرومانية المعادية للفرس ،وكنيسة المشرق لم تسمع بنيقية وتقبله إلا في مجمع اسحق عام410 ،الذي إلتئم بمساعي الاسقف ماروثا الميافرقيني المبعوث الرسمي للامبراطور الروماني لدى البلاط الساساني ،وأي علاقة مع الرومان كانت تفسر عمالة ،ويدفع المسيحيون ثمنها! تآليفه : يذكر عبد يشوع الصوباوي ،في فهرس المؤلفين المشرقيين ،إن لشمعون رسائل (8)ولكنها لم تصلنا و لا نعرف طبيعتها ،وما جاء على لسانه في سيرة حياته هو من وضع الكتَّاب ،ويتسم بطابع دفاعي ، ويشجع المعتقلين المسيحيين على الدخول في حومة الجهاد ،متسلحين بإيمانهم على أمل الخروج منه ظافرين .أما ما وصلنا من كتاباته ،فيقتصر على بعض تراتيل طقسية .وهو نفسه قام بأول ترتيب للصلوات ،موزعا أداءها على جوقتين ومقسما المزامير إلى هولالاي ومرمياثا ،لتسهيل استعمالها والتراتيل التي وصلتنا هي: 1-((بك يا رب الكل ـ لاخومارا ))ترتل في الرتب الطقسية كافة ،وهي بمثابة قانون إيمان مسيحاني ليتورجي ،خال من المصطلحات المجمعية التقنية. 2-يا عالم أفكار البشر ،ترتل في زمن الصوم (الفرض الكلداني جزء 2ص77 )وتناجي قدرة الله الآب لسند ضعف الإنسان في خضم الشدائد. 3-وإن نزعتم عنكم لباس الخارج ؛ترتل في تطواف القرابين في قداس الأحد الجديد (الفرض الكلداني جزء2ص450 )،ترتيلة بديعة تحّث المسيحيين على التمسك بالرجاء .وإن هم ثبتوا على معموديتهم وتناولهم القربان وسط أمواج الظلام القاتم ،فازوا بالحياة الخالدة. 4-بعين الفكر والحب ؛ترتل في تطواف القرابين في قداس خميس الفصح (الفرض الكلداني جزء2/ص356).وهي ترتيلة لاهوتية عميقة ،يدعو فيها المضطهدين إلى التشبه بالمسيح الصاعد إلى الألم والموت من أجلهم .فالتضحية هي السبيل الأقصر للانضمام إليه. 5-سبحانك ربي لأنك خلقتنا ،ترتل في زمن الصوم ،الأيام الاعتيادية (طالع قذام ودباثر،طبعة الآباء الدومنيكان 19.3 ص35)وهي ترتيلة تبرز تدبير الله الخلاصي ،وتدعو الناس إلى التجاوب معه ورفع الحمد له. أطروحاته الفكرية : هذه التراتيل تتسم عموما بطابع الصلاة والمناجاة :من حمد وثقة واستسلام،وتهدف إلى شد عزم المسيحيين ،وسط الضيق ،لئلا يتزعزع ثباتهم .ويشجع ضعاف القلوب لحمل الصليب على مثال المسيح الذي احتمل الآلام من أجلنا .يعزيهم بالمستقبل المجيد ،إن هم التزموا بقيم الإنجيل: ((إن نزعتم عنكم لباس الخارج ،لا تنزعوا عنكم حلة الباطن ،أيها المعمدون ))(افين شلحيتون1).لكن لا تخلو هذه التراتيل من تعليم لاهوتي عميق واصيل ،فهو ينطلق بالضبط من التدبير: فالله الواحد الأحد هو الذي خلقنا مجانا على صورته الحية ،ومنحنا العقل والحرية(سبحانك ربي2 )وهو آب وابن وروح قدس ـ جوهر واحد وثالوث في آن معا .والمسيح خلصنا بفضل التجسد(سبحانك5)وعرفنا بالله ،وأشركنا في وليمة السماء (سبحانك9و10 )وهو ربنا ومخلصنا وباعث حياتنا (لاخومارا). تعبر هذه التراتيل عن روحانية شخص سائر إلى الاستشهاد بهدوء وسلام وثقة بالنفس ،وإيمان عميق بالرب .ويعرف أن موته ليس النهاية المحتومة ،بل تتويج للقائه بالمسيح.ويعرف أنه على مثاله،يبذل حياته من أجل الرعية .إننا نلمس فيها نفس دفء روحانية اغناطيوس الأنطاكي ،ونفس السلام والشوق المستقرين في قلبه ،كما تعبر الرسائل التي بعث بها إلى الكنائس السبع. نصوص مختارة : 1- بك يا رب الكل نعترف ،وإياك يا يسوع المسيح نحمد ،أنت باعث أجسادنا ومخلص نفوسنا . 2-يا عالم أفكار البشر جميعا ،وفاحص خفايا قلوبهم ؛إنك تعرف ضعفنا ،فارحمنا . 3-وإن نزعتم عنكم لباس الخارج ،لا تنزعوا عنكم حلة الباطن ،أيها المعمدون .لئن لبستم السلاح الخفي لا تستطيع أمواج التجارب أن ترخي عزيمتكم .إنكم تعرفون أي كلمات ـ أي الإنجيل ـ سمعتم،وتعرفون من أي ذبيحة حية تناولتم فحذار أن يغويكم الابليس كما فعل بآدم ،ويبعدكم عن الملكوت المجيد .إنه يسعى لأبعادنا عن الفردوس ،كما فعل بآدم ،لذلك لنناد معا المسيح ،ليأت ويشدد بروحه القدوس نفوسنا جميعا. 4-بعين الفكر والحب لنتفرس كلنا في المسيح الذي ،من خلال الأسرار والرموز،يساق إلى عذاب الصليب ،وها هو موضوع على المذبح المقدس ذبيحا حيا،يحتفل الكهنة بذكرى موته ويحمدونه ويشكرونه على نعماه التي لا توصف. 5-سبحانك ربي لأنك منذ البدء من دون طلب خلقتنا ـ سبحانك ربي لأنك سميتنا صورتك الحية ومثالك . ـ سبحانك ربي لأنك بالعقل والحرية عظمتنا . ـ سبحانك أيها الآب البار لأنك بمحبتك أبدعتنا . ـ سبحانك أيها الابن القدوس لأنك باتخاذ جسدنا خلصتنا ـ سبحانك أيها الروح القدس لأنك بمواهبك أثريتنا . ـ سبحانك أيها الجوهر الخفي لأنك كشفت أقانيمك ببشريتنا . ـ سبحانك ربي لأنك من ظلام الأوثان أعتقتنا . ـ سبحانك ربي لأنك من معرفة الوهيتك قربتنا . ـ سبحانك ربي لأنك إلى دار السماء البهي اولمتنا . ـ سبحانك ربي لأنك عن رتب السماويين أخبرتنا . ـ سبحانك ربي لأنك إلى أدوات ناطقة لخدمتك حولتنا . ـ سبحانك يا ربي لأنك لحمدك مع الملائكة أهلتنا الحمد لك من كل الافواه أيها الآب والابن والروح القدس الحمد لثالوثك من الكائنات العلوية والأرضية الحمد لك في العالمين من الجسديين والروحيين الآن وإلى الأبد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| البطريرك ايشوعياب الجدالي | الولادة: 628 الوفاة: 646 إن الوثائق التاريخية لا تقدّم عن أيشوعياب الجدالي سوى معلومات قليلة مبعثرة هنا وهناك .كنا نتمنى أن نعرف تفاصيل أكثر عن نشأته ودراسته ونشاطه ولكن للأسف !نستدل من المصادر التي وصلتنا ،أن أيشوعياب ولد في قرية جدالا القريبة من قضاء سنجار في محافظة نينوى ،في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ،ونشأ وترعرع فيها ،ولما شّب قصد مدرسة نصيبين الشهيرة لمتابعة دراسته الأكاديمية .ويظهر لأول مرة على مسرح التاريخ ،حينما غادر المدرسة عام 596 ،على رأس فريق من الطلبة إحتجاجاً على تعليم رئيسها حنانا الحديابي .ويصف لنا التاريخ السعردي مغادرة هؤلاء المعارضين : ((وخرجوا من المدرسة وفرقوا قماشهم (البستهم)وأخذوا معهم أناجيل وصلبانا في مقبلان (منديل )أسود وفيارم (مباخر)وخرجوا من المدينة بالصلاة وينشدون تراتيل باعوثا وكانوا نحو ثلثمائة نفس )).ولما وصلوا مدينة بلد وكانت المحطة العادية للقوافل بين نصيبين ونينوى ،استقبلهم مرقس ،أسقف المدينة وأحتضنهم في مدرسة أنشأها لهم في الضاحية وعيّن ايشوعياب مديراً لها . أسقف بلد : لا نعرف ، على وجه الدقة ،متى أصبحت بلد كرسياً أسقفياً تابعاً لرئاسة أسقفية بيث عرباي والتي كانت نصيبين مقراً لها .لا نجد توقيع أسقفها بين تواقيع الأساقفة الذين حضروا مجمع باباي سنة497 . أما قائمة أحبارها الرسمية فتبدأ في منتصف القرن السادس .لذلك على الأرجح جعلت بلد أسقفية في نهاية القرن الخامس .ووفقا للمعطيات العلمية الأكيدة ،خلف ايشوعياب مرقس على كرسي المدينة . وهنا أيضاً نفتقر إلى تاريخ رسامته .وبالتأكيد تمت قبيل سنة612 ،إذ نجده يحضر المؤتمر اللاهوتي الذي عقد هذا العام عينه في البلاط الملكي وبحضور كسرى أبرويز .وقد أدار أبرشيته بحكمة وتفان .أما الحادثة التي انفرد بروايتها التاريخ السعردي والتي مفادها أن كسرى نفاه من بلد بسبب منعه بعض الأريوسية من الدخول إلى الكنيسة ومنعه الوالي من الاستيلاء على كرم عائد للوقف ،فهي خالية من الصحة .أولاً لم أقف على أي ذكر للآريوسين في بين النهرين ،لاسيما عصر ذاك .ثانياً لا تذكر أية مصادر أخرى أن ايشوعياب نفي من كرسيه .على الأكثر ،ينسب إليه التاريخ السعردي هذه الحادثة لاظهار صموده وقد استقاها من سفر الملوك الأول ،الفصل الحادي والعشرين ،وكان هذا الأسلوب مألوفاً لدى المؤرخين القدامى . بطريرك كنيسة المشرق : بعد وفاة غريغوريوس الأول ،أمسى الكرسي البطريركي شاغراً حوالي عشرين سنة .والسبب هو أن كسرى أبرويز(590 _628 )منع انتخاب شخص جديد لهذا المنصب لعوامل إدارية ونزاعات مذهبية بين المسيحيين ،وكانت لجبرائيل السنجاري طبيب الملك الخاص وزوجته شيرين المسيحية اليد الطولى في إصدار قرار البلاط .وقد حاول الأساقفة عبثاً ،مرات عديدة ،الحصول على إذن من كسرى لانتخاب خلف لغريغوريوس .وعندما باءت جميع مساعيهم بالفشل ،اتفقوا أن يدير كل مطران شؤون أبرشيته .أما الأبرشية البطريركية ،فقد عُهدت إدارتها إلى آبا الاركذياقون وكلّف باباي الكبير رئيس دير ازلا بتدبير أمور الأبرشيات الشمالية الشاغرة .وظلت الأوضاع على هذه الحال إلى أن مات كسرى أبرويز وجاء ابنه شيرويه إلى الحكم سنة628 .وكان العاهل الجديد يود إصلاح ما خلّفه والده من نزاعات وبلبلة وخراب على الصعيدين الداخلي والخارجي ،فأذن للأساقفة أن ينتخبوا رئيساً أعلى للكنيسة .وقد التأم الآباء في مجمع قانوني في 11 أيار 628 في العاصمة وانتحبوا بالأجماع ايشوعياب الجدالي أسقف بلد .وتمتّ مراسيم تنصيبه فيها ،وكان البطريرك الجديد يرتدي بيرونا (تاجا)أحمر ،((لما مات أبرويز ملك الفرس وملك ابنه شيرويه (قباذ الثاني)اختير هذا الأب الفاضل وسيم فطركاّ بالمدائن وعليه بيرون أحمر سنة تسع وثلاثين وتسعمائة للاسكندر )). وراح ايشوعياب يسعى جهده في إعادة تنظيم كنيسته وتلبية حاجاتها . ومن بين أولى اهتماماته تثقيف إكليروسه وجماعته حيثما كانوا .وللبلوغ إلى هذه الغاية ،فتح المدارس التي كانت مغلقة وأسس غيرها .وكان متيقناً أن الوسيلة الوحيدة للصمود أمام النظام والمدّ المجوسي والمسيحيين المنشقين هو أن يكون للمرشحين للاسقفية ثقافة عالية وأخلاق رفيعة وروحية عميقة . من هذا المنطلق رسم أشخاصاً فاضلين للكراسي الشاغرة وسهر على كسب ثقة المسؤولين والشخصيات البارزة في البلد من خلال المسيحيين العاملين في الدوائر الحكومية الرسمية . رئيس بعثة دبلوماسية : إن انتصارات هرقل امبراطور الروم على الفرس عام628 ونهاية كسرى أبرويز المأساوية هزّت كيان الدولة الساسانية وأضعفتها وأذلتها .ولما جاء شيرويه إلى العرش راح يفتش عن حلّ سلمي لهذه الحرب التي استمرت سبع سنين (622 _ 628 ).ولكن وفاته المفاجئة حالت دون تحقيق ذلك .كما أن خلفاءه لم يتوقفوا في توقيع معاهدة صلح دائمة مع الروم بسبب فترة حكمهم القصيرة .ففي ظرف ثلاث سنوات توالى على العرش الساساني خمسة ملوك .وظل الوضع على هذه الحال إلى أن جاءت بوران إلى سدة الحكم عام 630 فسعت منذ بداية عهدها إلى إنهاء الخلاف القائم مع الروم وتوقيع معاهدة سلام عادل ،والسعي إلى تطبيع العلاقات بين الدولتين .لهذه الغاية أوفدت بعثة رسمية رفيعة المستوى ،يترأسها البطريرك ايشوعياب ،إلى سلطات الروم .وقد غادر الوفد العاصمة ساليق وقطيسفون في خريف سنة 630 وكان يتألف من رؤساء الأساقفة :قرياقوس (نصيبين)،جبرائيل (كركوك)،بولس(اربيل)،ماروثا(غسطرة)والأساقفة :ايشوعياب (نينوى)،سهدونا (ماحوزا أريون), وأنضم إليهم يوحنان أسقف دمشق . أما أسباب اختيار رجال الدين هؤلاء فهي : أ_ يقين الفرس بأن الروم سوف يستقبلون بحفاوة بالغة رؤساء المسيحيين ويلبون مطالبهم .نلمس ذلك واضحاً في العتاب الذي وجهه كسرى أبرويز إلى البطريرك ايشوعياب الأول ((إنك لم تخرج معي إلى بلاد الروم ولم توفُد أحداً من الأساقفة في صحبتي حتى يزيد الملك موريقي في اكرامي )). ب_ كسب ثقة المسيحيين في الداخل والحصول على دعم الروم وهم مسيحيون أيضاً من الخارج . جـ معرفة رؤساء الدين للغات اليونانية والفارسية وسعة علمهم ودرايتهم بطبيعة البلدين كانت تسهّل مهمتهم . د_ كانت تكلف الدولة أقل من إرسال موظفين مدنّيين يستغلون منصبهم لمنافعهم الشخصية . وقد التقى الوفد بالامبراطور وهو في حلب يشرف على تغيير الجهاز الإداري في الولايات السورية والمصرية ويُهّدىء الاضطرابات الدينية ويراقب عن كثب تحركات العرب المسلمين في شبه الجزيرة العربية ،وقد وصف لنا التاريخ السعردي مقابلة الوفد المشرقي له . ((فخافت بوران أن يقصدها ملك الروم .فسألت ايشوعياب الجاثليق أن يخرج برسالتها إلى ملك الروم لتجديد الصلح ،كما جرت العادة ممن تقدمها .فأجابها إلى ذلك وخرج مكرّماً ومعه المطارنة والأساقفة .فقصد ملك الروم فوجده مقيما في حلب .فدخل عليه وأدى الرسالة وأدخل الهدايا التي كانت معه .فعجب الملك هرقليس من تقلّد امرأة .وابتهج بما رأى من فضيلة (البطريرك)وعقله وفهمه وعلمه (..).وزوّده الملك وخلع عليه وعلى من كان معه وأحسن جائزتهم .وكتب إلى بوران جواب كتابها ،وضمن لها أن يمدّها بالجيوش متى أحتاجت وعرفها أنّ ذلك بسبب ايشوعياب الحامل لرسالتها .وانصرف من بلد الروم مكرّما )). وفعلا وقّع البطريرك والامبراطور على نص المعاهدة وتدور حول ثلاث نقاط رئيسة : أ_ إعتراف الطرفين المتخاصمين بالحدود الدولية المتفق عليها عام591 . ب_ إخلاء كل المقاطعات المحتلة من قبل أحد الجيشين وبأقرب وقت . ج _ إعادة أسرى الحرب إلى ذويهم فوراً . وأخذ الطرفان على ذاتهما تنفيذ بنود المعاهدة .بعدها عاد ايشوعياب إلى ساليق وقطيسفون مسروراً بما حققه للبلد من أمان واستقرار . بعثة تبشيرية إلى الصين : كان لبلاد ما بين النهرين علاقات تجارية ممتازة مع بلدان واقعة على خط الحرير والتوابل ،أي مع أفغانستان والهند والصين .وكثير من المسيحيين كانوا يشتغلون بالتجارة .فانتهز البطريرك ايشوعياب هذه الفرصة ليرسل مع قافلة التجار قسساً ورهباناً ليبشّروا بلاد الصين .وإن النُصب الأثري الذي تم اكتشافه عام1625 في سيان فو خير برهان على المد الإرسالي لكنيسة المشرق وحيويتها .أقيم هذا النصب في 4 شباط سنة781 ،وتخليداً لذكرى وصول أول وجبة من المبشّرين المسيحيين .وقد جاء في القسم التاريخي لهذا الأثر ما يلي : ((أتى من بلاد المشرق شخص تقي يحمل معه كتباً مقدسة يدعى الابن (اوراهام)؟إلى بلاد الصين في عهد الامبراطور ثايوتسونغ عام635 ،وقد أرسل الامبراطور وزيره الأول الدوق فانغ هسوانلينسغ ليستقبل الزائر ويقوده بحفاوة إلى القصر الملكي .أما الكتب التي كانت بمعيته ،وقد ترجمها (إلى الصينية)موظفو المكتبة الملكية ،لأن جلالته أحبّ أن يطلّع شخصياً علي هذا الدين )).ثم يواصل الأثر الكلام عن تعمير الكنائس وفتح المدارس للتعليم الديني وازدهار المسيحية في عهد خلفاء الامبراطور ثايو تسونغ .وقد رفع ايشوعياب كرسي هراة (أفغانستان)وسمرقند (الاتحاد السوفياتي)وبكين إلى رئاسة أسقفية .وقد أعطت مسيحية الصين لكنيسة المشرق بطريركاً هو يابالاها الثالث(1283 _1318 )وزائراً عاماً هو الراهب صوما .وهكذا كان لكنيسة المشرق قصب السبق في مجالات شتى على الغرب المسيحي . علاقات مع الفاتحين المسلمين : استقبل مسيحيو بين النهرين العرب المسلمين الفاتحين بحماس وتفاؤل ،ورأوا في ظهورهم يد الله ،واعتبروهم محررين لاغازين ((في ذلك الزمان ،أخرج الله على الفرس بني اسماعيل وكانوا أشبه بالرمل الذي على ساحل البحر عدداً ،وكان يدبّر أمورهم محمد (الرسول)ولم تصدهم أسوار ولا أبواب ولا سلاح ولا تروس )).وقد جاء في رسائل ايشوعياب الثالث أن ((العرب الذين مكنّهم الله من السيطرة على العالم يُعاملوننا جيداً كما تعرفون .فهم لا فقط لا يعادون المسيحيين ،بل يمتدحون ملّتنا ويحترمون قُسسنا وقديسينا ،ويمدّون يد المساعدة إلى كنائسنا وأديرتنا )). من هذه القناعة انطلقت القبائل العربية المسيحية في الحيرة وجوارها ،تجارب الفرس جنباً إلى جنب مع الفاتحين المسلمين .وهذا التعاون هو الذي أثر في الفاتحين من حيث اتخاذ موقف إيجابي من المسيحيين وتركوا لهم حرية الاحتفاظ بدينهم والقيام بشعائرهم حسبما تقتضيه عقائدهم .وقد نقل لنا الطبري توصية الخليفة عمر بن الخطاب بشأنهم ((أعطاهم الآمان لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم … وإنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُكرهون على دينهم )). إستولى العرب في تموز عام637 على العاصمة الفارسية ،ودخلوها بانتصار كبير ،وكان موجوداً فيها البطريرك ايشوعياب الجدالي .يقول التاريخ السعردي : ((فعندما رأى ايشوعياب الجاثليق أن العرب دمّروا (العاصمة)المدائن ونقلوا أبوابها إلى عاقولا (الكوفة)وأخذ الجوع يفتك بالسكان الباقين ،ذهب فحلّ في بيت كرماي في قرية كرخا )). إن الأدب المسيحي حفظ لنا مجموعة من مراسلات وعهود تمّت بين ايشوعياب ومحمد والخليفة الراشدي عمر بن الخطاب ،غير أنه لا قيمة تاريخية لكل هذه المراسلات .ولكن مما لا شك فيه أنه كان للبطريرك ،وهو الرئيس الأعلى للمسيحيين في طول البلاد وعرضها ،علاقات وثيقة مع الفاتحين، فقد توصل معهم إلى صيغة ثابتة عملية للتعاون والتعامل بين الطرفين . وترتكز هذه الصيغة على نقطتين أساسيتين : أ_ أن يدفع المسيحيون الجزية التي تقوم مقام الزكاة بالنسبة إلى المسلمين مقابل حماية الدولة لهم ، وكانت في غالب الأحيان أقل بهظاً من الجزية التي كانوا يدفعونها للنظام الفارسي . ب_ تترك لهم الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية ،شرط ألا يقوموا بأي نشاط تبشيري في صفوف المسلمين . وفعلاً نال المسيحيون حظوة لدى الملوك والولاة المسلمين بولائهم وتعاونهم واخلاصهم ،وكان لتوجيه رؤسائهم الروحيين الأثر الفاعل على سلوكهم .هذا ما حاولت كل هذه المراسلات ،التي تعود إلى عهود متأخرة ،إن تعكسه ،لأن نجدها لدى كل الطوائف وبصيغ مختلفة ومتناقصة ! وفاته سنة 646 : لمّا أتى العرب المسلمون على العاصمة الفارسية سنة637 ،انتقل ايشوعياب إلى قرية كرخا في مقاطعة بيت كرماي واستقر فيها .ويروي التاريخ الصغير والتاريخ السعردي أن البطريرك الشيخ قصد نصيبين قبيل وفاته لمعالجة الخلاف الحاصل بين مؤمني المدينة ورئيس أساقفتها قرياقوس . ((ولمّا وقع الخلاف بين أهل نصيبين ومطرانهم اسحق (قرياقوس )،قصد ايشوعياب نصيبين من المدائن ليصلح الحال بينهم .فلما وصل كرخ جدان ،اعتلّ بها ومات ،قدسّ الله وروحه ،ودفن هناك)) . ويظهر أن قرياقوس قد توفي أثناء سفر البطريرك وإن أمير المدينة المجوسي حجز أموال الكنيسة ،وقبض على مناصري رئيس الأساقفة ووضعهم في السجن .وحالما وصل ايشوعياب نصيبين ،وأخبروه بالتطورات المفاجئة دعا برصوما رئيس مدرسة الحيرة ورسمه أسقفاً في دير مار سرجيوس القريب من نصيبين ،إلا أن النصيبينين رفضوه .إزاء هذا التعّنت ،عاد البطريرك إدراجه إلى بيت كرماي وقد أنهكه التعب وأثّر فيه تصرف أهل نصيبين ،فتوفي بعد زمن قصير ودُفن في مقبرة الشهداء (بيت سهدي)في كنيسة كرخا .وكان ذلك في 30 آب سنة646 حسبما نستدل من المعطيات التاريخية التي وردت في المصادر المطبوعة . توفي ايشوعياب الجدالي بعد أن ساس كنيسة المشرق ما يقارب 18 عاماً ،وزار مؤمنيها في ابرشياتهم وقوىّ إيمانهم ،وثبّت سلطة الأساقفة وشدّ عزائمهم في ظروف صعبة . تآليفه : حفظ لنا عبد يشوع الصوباوي وعمر بن متى قائمة بعناوين الكتب التي ألّفها ايشوعياب الجدالي : أ_ حسب عبد يشوع . 1-شرح للمزامير . 2-رسائل . 3-قصص . 4-مقالات في أمور شتى . ب_ حسب عمرو . 1-كتاب الرؤوس في توبيخ المخالفين على المذهب (المسيحي المشرقي) 2-كتاب في الكلمات المترادفة 3-كتاب في أسرار الكنيسة ،ويتضمّن 22 سؤالاً وجواباً .ولكن مع الأسف الشديد لم يسلم من تآليف الجدالي سوى : 1-رسالة طويلة في شخص السيّد المسيح . 2-صورة إيمان نقلها عمرو وهي بالعربية . 3-ترتيلة دينية تتلى في زمن الصوم الكبير ((اوون دوشميّا ))نحاول الآن تحليل مؤلفاته هذه . 1-رسالة في شخص السيد المسيح . إنها رسالة أو بالأحرى بحث مستفيض في طريقة الاعتراف بشخص يسوع الواحد الأحد .هذه الرسالة وجهها ايشوعياب حوالي سنة620 ،أيام كان بعد أسقفاً لمدينة (بلد)إلى إبراهيم المادي رئيس دير بقرب قرية باطنايا في محافظة نينوى .وتكشف لنا هذه الرسالة عن عمق معرفة مؤلفها الفلسفية واللاهوتية والكتابية .يكفي إنها أدرجت في مجموعة (المجامع)الرسمية لكنيسة المشرق والتي هي دستور عقيدتها .إننا إزاء وثيقة بالغة الأهمية بالنسبة إلى لاهوت السيد المسيح لاسيّما في هذه الحقبة بعينها ،والجدالات المذهبية المسيحية لا تزال قائمة وعنيفة . وتبرز خصوصيتها في ثلاث نقاط : 1- تحديد المصطلحات اللاهوتية المستعملة بخصوص السيد المسيح ((كريستولوجيا))قبل أن تأخذ قالبها النهائي بالنسبة إلى الفكر المشرقي .فمثلاً الطبيعة ((كيانا))تشير إلى الطبيعة المجردة العامة وهي غير موجودة إلا في العقل .أما((قنوما))فيدل على الطبيعة الخاصة ،الفردية والشخص هو ((الانا))الظاهر ،المتميز ،المستقل . 2-تبادل الخواص .أي يُنسب إلى شخص المسيح ما هو خاص ببشريّته أو بلاهوته . 3-استقلاليته عن التيار اللاهوتي الانطاكي وبخاصة عن تيودورس المصيصي المعدود حجّة وإمام لاهوتيي المشرق . أما نهجه ،فبعد مقدّمة مقتضبة يبدأ ايشوعياب بطرح قضيته ((كيف ينبغي أن يُعترف بشخص المسيح الواحد الأحد))؟ثم يستعرض كل الجدالات اللاهوتية حول الموضوع بتسلسل زمني .بعدئذ يقوم بتحليله فلسفياً وكتابياً (كتاب مقدس)ولاهوتياً ويختم بحثه بتخليص ما توصل إليه من استنتاجات . 2-صورة إيمان : إنها صورة إيمان قدّمها ايشوعياب إلى هرقل امبراطور الروم أثناء سفره إلى سوريا عام630 ،ولم يسلم النص اليوناني _ السرياني ،بل وصلتنا الترجمة العربية وحدها .هذه الصورة قريبة ،إلى حد كبير ،من قانون إيمان مجمع قسطنطينية عام 381 ،وهي أمينة في آن معا إلى تراث الآباء الأولين برفض البدع ، وإلى الفكر اللاهوتي المشرقي .وتقع في عشرة مقاطع . 3-ترتيلة ((آوون دوشميا)). إنها ترتيلة قصيرة تقال في آحاد الصوم الكبير .يُدرج الكاتب بين عبارات صلاة ((أبانا))أبياتاً شعرية تضم مَدْحاً أو طلباً أو شرحاً يتفق والنص الأصلي للصلاة ولا تضم أية تعابير عقائدية .وهي موجهة إلى الله ((الآب))على شكل صلاة جماعية .لقد نسبتها بعض المخطوطات إلى باباي الكبير ،وقد فعل الشيء نفسه بعض المختصيّن بالأدب السرياني ،لكنها في الواقع لايشوعياب الجدالي .لأن أقدم المخطوطات تنسبها إليه ((المتحف البريطاني رقم14675 من القرن13 ))،كما أن هناك تشابهاً كبيراً في الأفكار بين الرسالة وهذه الترتيلة ،كالإلحاح على ضعف الإنسان ولآمة إبليس ،وحاجة الإنسان إلى رحمة الله وعونه ،والدعوة إلى البحث عن إرادة الله وعيشها . نصوص مختارة اتحاد الطبيعتين في شخص واحد : مفهوم الشخص : 131 إن الشخص ((فرصوفا))شكل ثبتته الحكمة الالهية بهدف كشف اللاهوت من خلال الناسوت وخلاص البشرية بواسطة الألوهية .هكذا يجمع الشخص ويربط ويوحد الصورتين :صورة الرب وصورة العبد بوحدة غير قابلة للانفصال أبدا . 132 فالرب الذي اتخذ شخص العبد وطبيعته تحمل الألم والإهانات ليعبر له ((للإنسان))عن محبته .والعبد الذي لبس شخص السيدّ وطبيعته قبل المجد والسجود ليعبر له ((للسيد))عن محبته . 133 نقول بإيجاز ،أن هاتين الصورتين المتميزتين في طبيعتيهما والمحتفظتين بخصوصيتهما تظهران وتعملان في شخص واحد من دون انقسام ولا انفصال . 134 إن هذا الدواء أهدّته المراحم الإلهية لمعالجة شر الابليس الذي بحيله كان قد أغوى الإنسان فعصا وصية الله وابتعد عنه . 135 وظن إنه يقدر بذلك أن يثير غضب الله عليه ،إلا أن الله أخذ ،بنظر الاعتبار ، ضعف الطبيعة البشرية وعدم بلوغ الإنسان النضوج وجهله وهيمنة الشيطان عليه ،فلم يتركه يهلك بأيدي خصومه بل خرج باحثا عنه كخروف ضال ،فوجده وحمله على منكبيه وأعاده إليه (لوقا15/4_5 ). 136 قام الله بكل هذا في سبيل أن يُظهر لخصوم الإنسان إنه (أي المسيح)من نفس جوهره ،واتخذه وجعله شخصاً واحداً معه حتى لا يقدر الأعداء على الإضرار به . 137 والآن يعبده أصدقاؤه بفرح ويخضع له أعداؤه برهبة . شكل الاتحاد : 138 لقد رتب الله كل هذا بشكل كامل .وبنسق تام ،ذلك بجعل الإنسان ،من خلال سكناه فيه ، قوياً ثم أظهره متواضعاً ،صبوراً ومطيعاً في كل شيء (فيليبي2/8 ). 139 وإنه لم يسلك بقداسة وبغير لوم فحسب ،بل كفّر عن ذنوب الجنس البشري بتحمله الموت برضاه . 140 وقد أحبه الله للغاية _ وبشهادة الجميع _ ورفعه ممجّدا وأخزى الشيطان المجرب الذي حاول تضليله ،فاضحاً حيله كلها . 141 مما دفع الرسول الطوباوي إلى القول : ((فوضع نفسه وأطاع حتى الموت ،الموت على الصليب لذلك رفعه الله ووهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء ،كيما تجثو له كل ركبة في السماء وفي الأرض وفي الجحيم ويشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب تمجيداً لله الآب))(فيلبي2/8_11). 142 وبالرغم من أن الشخص الذي تُنسب إليه هذه الأقوال هو واحد إلا إنه يظهر في حقيقتين مختلفتين :السيد الذي تنازل والعبد الذي ارتفع . 143 ومعلوم أن العبد لا يقدر أن يرتفع فوق مستواه ولا السيد أكثر مما هو عليه .فالسيد اتضع من دون أن يفقد طبيعته ،ولو كان قد فقدها فعلا لما تكلمنا عن التواضع كونه قد حصل خراب . 144 ولما قدر أن يخلص العبد وأن يشركه في مجده لو لم يتجردّ من ذاته ويلبس صوره العبد ويظهر بمظهره (فيلبي 2/7 ). 145 تنازل السيد بمحض إرادته نحو العبد لذلك تُنسب إليه شخصيا كل الآلام والإهانات التي تحملها طبيعيا . 146 ومثلما أن السيد تنازل إلى العبد ومات مصلوبا ،هكذا رفع العبد وأكرمه بجلوسه عن يمينه .ولم يفقد العبد طبيعته بارتفاعه ولو فقدها لغدا صعوده خرابا لا مجدا ولما استطعنا أن نتكلم عن التدبير . 147 نزع العبد صورته الحقيرة ولبس مجد الله وسجد له الجميع في شخص الرب وهو سيدين العالم بطبيعة الله الكلمة الحال فيه . 148 وقد اكتسب بفضل اتحاده ،غير قابل الانفصال ،القدرة والسلطان والمعرفة كما قال هو نفسه : ((إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض ))(متى 82/18 )و((إن الآب لا يدين أحداً ،بل جعل القضاء كله للابن))(يوحنا 5/22 ). 149 ولنسمع الرسول الطوباوي يعلن بوضوح في رسالته إلى العبرانيين شخص المسيح الواحد بطبيعتيه : ((إن الله ،بعدما كلم اباءنا قديما مرات كثيرة بلسان الأنبياء بأشكال شتى ،كلمنا في هذه الأيام وهي الأخيرة بلسان ابنه))(عبر1/1_2 ).150 إن لفظة((الابن))المستعملة هنا تشير حقيقة إلى الطبيعتين معا ،إما العبارة التالية فإنها تعلن وجوده البشري مثلما نحن الآن : ((لقد جعله وارثا لكل شيء ))(عبر 1/ 2 ). 151 ومع هذا حتى لا يظن البعض أن الابن كائن مخلوق وإن من ((جُعل وارثا))ليس هو الابن الحقيقي أو مختلف عن المولود من الآب منذ الأزل ،استدرك قائلاً : ((به أنشأ العالمين ،هو شعاع مجده وصورة جوهره ))(عبر 1/3 ).بهذه العبارة أكد الرسول أنه مساو للآب في الجوهر والخلق . 152 ثم يذكر آلامه البشرية قائلاً : ((وبعدما طهّر بنفسه خطايانا جلس عن يمين ذي الجلال في العلى))(عبر1/3 ). 153 تُميز هذه الايات بوضوح بين خالق العالم وابن الآب الأزلي من جهة وبين الوارث والجالس عن يمين ذي الجلال من جهة ثانية ،إلا أن الرسول يتوجه في الحالتين إلى شخص واحد معلناً بأن المسيح واحد وهو ابن الله ولا ينقسم إلى مسيحين أو ابنين. 154 هو نفسه شعاع مجد الآب وصورة جوهره والوارث المذبوح من أجل الخطاة والجالس باقنومه البشري عن اليمين . 155 ويشهد له المقطع التالي: ((فكان أعظم من الملائكة بمقدار ما للاسم الذي ورثه من فضل على أسمائهم ))(عبر1/4 ).إذن صار خالق الملائكة من جديد أعظم منهم وفاق اسمه أسماءهم . 156 حتى آريوس الذي فقد صوابه لم يتجرأ على القول علناً إن المسيح ابن من دون لاهوته العظيم ولا إننا نقدر أن نعرفه من دون بشريته ولا أن نتكلم عن ضعفه البشري من دون لاهوته . 157 المسيح إذن ،ظاهر لنا بشكليه في آن واحد ونسجد له سجوداً متميزاً ونؤمن به بصيغة إيمانية واحدة .إنه ((إله كامل وإنسان كامل))إله تأنس من أجلنا وإنسان تألم لتمجيدنا . 158 والكلمة إله بطبيعته وإنسان بواسطة اتحاده ببشريتنا .كذلك الإنسان بطبيعته وإله بواسطة اتحاده بالكلمة ومثلما أن الله الكلمة لم يصبح بتجسده إنسانين كذلك الإنسان لا يصير بتألهّه إلهين أو ابنين 159 إن المسيح واحد ،إله واحد ،واحد باعتباره مع الاب وواحد باعتباره منّا ،هكذا تظهر وحدة الشخص كاملة . 160 مع هذا نبقى عاجزين عن سبرغور سرّ تدبيره ومهما اعترفنا به لا يمكن أن يدركه عقلنا ؛فقط تمكث حقيقته في فكرنا حتى يسند نفوسنا ،كون المعرفة التامة لا تمنح لنا إلا في العالم الجديد غير البالي ! تعليم مجمع نيقية : 161 إن هذا الصراط المستقيم ،الذي رسمه الأنبياء والرسل بنقاوة ،عليه سار الآباء القديسون المجتمعون بمدينة نيقية .فقد قضوا على الأفكار المضللة وثبتوا عبادة الله وسلموا ما نصّه : ((نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله )). 162 وبعدما وضعوا أولا هذا الاسم المحبوب والمسجود له كأساس لحديثهم عن اللاهوت والناسوت على حد سواء ،راحوا يقولون عن الابن ((الوحيد،بكر البشرية كلها)). بهذا علّموا المؤمنين الإقرار بشخص المسيح الواحد،واحد بولادته الإلهية وبكر لأخوة كثيرين بعماده وقيامته . 163 إن هذين اللقبين يضمّان مجمل تاريخ اللاهوت والناسوت . 164 وللتوضيح أضافوا : ((مولود من الآب قبل كل الدهور ،مولود غير مخلوق ،إله حق من إله حق ،من نفس جوهر الاب .وبه خلق العالمين وكل شيء به كان))بهذا يؤكدون بأن المسيح مساوٍ للآب في الجوهر والقدرة والخلق . 165 ورسموا شكل التدبير بقولهم : ((من أجلنا نحن البشر ،ومن أجل خلاصنا ،نزل من السماء ،وتجسد من الروح القدس وصار إنسانا )). 166 أي قلب صخري هذا الذي لا يميزّ بداية وعلة تجسده وصيرورته إنسانا ؟هل بتغير طبيعته؟لم أسمع أن أحدا قال ذلك ولا حتى من بين الهراطقة القدامى يوجد من تجاسر فقال أن ظهوره كان خياليا ومن دون طبيعته . 167 إننا نقرّ بأن الذي هو إله من إله صار بتجسده إنسانا أي باتخاذه جسدا مثل جسدنا .وهذه بداية تاريخ بشريته . 168 لقد صار إنسانا ذلك الذي هو فوق كل شيء وخالق كل شيء وإن كل ما تحمله الجسد طبيعياً عُزي إلى مالك الجسد شخصياً لأنه متحد به منذ وجوده . 169 بهذه الثقة يقول الرسول : ((لقد أرسل الله ابنه فولد من امرأة ))(غلا 4/4 ).وهذا بالذات ما أراد الآباء القديسون التعبير عنه لما قالوا : ((نزل من السماء وتجسد وصار إنساناً )). (من الرسالة إلى إبراهيم المادي حول المسيح مجلة ((بين النهرين ))العدد89 _ 90 سنة1995 ص120 _123 ). ترتيلة ((أيها الآب السماوي)) أيها الآب السماوي ،القدوس في كيانه ،إجعل الساجدين لك أهلا ليقدسوا اسمك ليأت ملكوتك كما هو سره قبل الزمن ،فها قد دَخلنا منذ زمن في دائرته خبزنا كفاف يومنا أعطنا ،لأن طبيعتنا المائته بحاجة إليه في كل وقت كنت عالما بضعفنا قبل خلقنا ،ولكنك خلقتنا بمحبتك ،فامحُ الخطا عنّا برحمتك . لقد أخطأنا تجاه ألوهيتك وتجاه بعضنا البعض ،فليصفحْ أحدنا للثاني وأنت يا رب ،اغفر لجميعنا . في تجارب الشيطان وشهواتنا لا توقفنا لأنها عاتية ونحن ضعفاء . بعطفك يا حنّان ،خلّصنا من الشرير ،فأنت وحدك تقدر على سحق طغيانه لك الملك والقدرة والمجد ،وامنحنا (النعمة)لنكن ورثة ابنك الحبيب ،ومع القديسين نرفع إليك ،يا سيدنا ،المجد الواجب ،أبد الدهور ،آمين . (الحوذرا جزء 2 ص116 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق النينوي | الولادة: – الوفاة: – يُعدّ اسحق مصدراً مهماً للروحانية الرهبانية في الكنائس الشرقية والغربية معاً ،فهو يأتي في المرتبة الأولى بين الآباء السريان من حيث شهرته العالمية التي تخطّت حواجز كنيسته وبلده .فكتاباته ترجمت منذ البداية إلى اللغات القديمة ولا تزال تُترجم اليوم إلى اللغات الحديثة ويتداولها الرهبان .قرأه السريان الغربيون اليعاقبة _وعدّوه معلماً عظيماً ،ربما لأنهم لم يكتشفوا حالاً هويته النسطورية ،ولما عرفوا ذلك أجروا بعض الرتوشات الطفيفة على كتاباته !ومن خلالهم عرفه الأقباط والأحباش والأرمن،كما شغف به الأرثوذكس على اختلاف كنائسهم.فاعتمده رهبان جبل ((آثوس))دليلاً لهم وسمّوه القديس وكذلك الكاثوليك الغربيون .حياة اسحق الخفيّة وروحانيته العميقة ((من القلب والوجدان)) إستطاعتا أن تذيبا الجليد ،وتزيلا السياجات بين الكنائس المختلفة وتوحّدها حول الروح الواحد ،روح الله الذي يهّب حيث يشاء (يوحنا 3 _8 ). ما نعرفه عن حياة اسحق قليل ،كله مقتبس من كتاب العفّة لا يشوعدناح البصري (القرن التاسع) ومن الوثيقة التي نشرها البطريرك اغناطيوس أفرام الثاني رحماني في مجلته ((دراسات سريانية )).وفقا لهاتين الوثيقتين ،يكون اسحق قد أبصر النور في قطر على الخليج ودرس هناك الكتب المقدسة والعلوم الدينية .ولما شبّ ،إعتنق الحياة الرهبانية وتبحرّ فيها وصار معلماً ((ربن _سرياني )). وفي زيارته الرعّوية لكنيسة قَطر التقى به الجاثليق كوركيس الأول (660 _680 )فأعجب به واصطحبه معه إلى بلاد ما بين النهرين إلى دير بيت عابي ،بالقرب من مدينة عقرة ،حيث رسمه أسقفاً لمدينة نينوى (الموصل الحالية ).إلا أن الأسقف الجديد قدّم استقالته إلى الجاثليق بعد خمسة أشهر من تنصيبه . تُرى ما هي أسباب هذه الاستقالة المفاجئة ؟ تجيب وثيقة الرحماني إن الله وحده عالم بالأسباب التي دفعته إلى الاستقالة .ولكنّ قراءة دقيقة لكتابه تجعلنا نستشف أنه شعر بأنه لم يُدع للقيام بشؤون إدارية ،تهيمن عليها عقلية الامتيازات والكرامات : يقول في الصفحة الأولى من كتابه: ((قلما نجد أو لا نجد إنساناً يستطيع أن يحمل هذه الكرامات … ) (مقالة 1ص2 ).وفي مكان آخر يقول صراحة : ((ضع نفسك في سبيل الله فتزداد كرامة ..اهرب من المجد فتتمجد ،وابتعد عن الكبرياء فترتفع ))(مقالة 5ص68 ).أمام هذا الواقع قرر الاستقالة بدلا من الاستمرار في وظيفة قد تفقده ذاته … واستقالته من أبرشيته لم تمنعه من الاهتمام بالناس ،بل ما أنفك يكون أباً وراعياً ومعلماً ليس لجماعة محدودة ،بل لكثيرين حتى خارج حدود كنيسته وبلده ولغته . يقول كتاب ((العفة)): ((حالما ترك اسحق كرسي نينوى صعد إلى جبل ماتوث الذي يحيط ببلد بيث هوزايي وانفرد مع النساك هناك .ثم أقبل إلى دير ربان شابور..)). هناك ملاحظة وردت في كتاب ((الرؤساء))في ملحق سيرة الراهب قبريانس تقول : ((إن الطوباوي مار اسحق الناسك أسس مقامه في حدود قرية ((حربي ))ليعكف هناك على عيشة بعيدة عن المنظورات )). ويصف لنا كتاب ((العفة))موقع حربي الجغرافي : ((برسهدي الذي شيد ديرا بجانب مدينة حربي على دجلة وأصله من بلاد فارس )).إني أميل شخصياً إلى دمج اسحق النينوي في اسحق الناسك بسبب ما وصفه كتاب((الرؤساء))عن نسكه ،وقد يكون في المرحلة الأولى أقام في ((حربي))ثم انتقل إلى دير مار شابور ،خصوصاً وأن في ذلك الزمان كان يصعب السفر وتحيط به مخاطر كثيرة !ويواصل كتاب ((العفة))كلامه عن اسحق إنه ((كان بصيراً جداً في الكتب الإلهية ، حتى حرم نور عينه بسبب القراءة والنسك.وبعد أن فقد بصره ،أخذ يملي تعاليمه الروحية على تلاميذه الذين أحبوه لرهافة عقله وسمو تعليمه ودماثة خلفه .يقول الأب بيجان في مقدمة طبعته السريانية إن اسحق : ((كان يتناول ثلاث قطع خبز في الأسبوع مع بعض الخضراوات .أما الأطعمة المطهيّة فلم يكن يذقها)).إن طعام المتوحّدين ،أي الذين لا يعيشون حياة مشتركة في الدير ،كان يقوم على وجبة واحدة عادة ،قوامها الخبز والماء وأحيانا قليلا من الطبيخ ،إلا أن المتقدمين منهم في الروحانية ،كانوا يتناولونه مرّة أو مرتين في الأسبوع .وفي دير الربان شابور هذا توفي اسحق ودُفن جثمانه نحو سنة(700 ). كتاباته : يقول كتاب ((العفة))إن اسحق ألفَ كُتباً في الحياة الرهبانية ،ولكن من دون تحديد نوعيتها وعددها ((تضلع كثيرا في الأسفار الإلهية وألف كتباً عن سيرة النساك )).وعبديشوع الصوباوي (+1318 )يورد نصاً : ((وضع اسحق النينوي سبعة مجلدات في تدبير الروح)).ثم يقول في مكان آخر إن ((لدانيال طوبانيثا حلاً لمسائل المجلّد الخامس لإسحق النينوي .أما النص الذي نشره الرحماني فيذكر إن اسحق ألفّ خمسة كتب . إنه لمن الصعب التوفيق بين هذه المعطيات وبين ما وصل إلينا من مؤلفات اسحق .إنّ معظم المخطوطات تحتوي على ما تسميه حديث اسحق النافع في السيرة الرهبانية الذي يضم نحو 82 حديثا وتحت هذا العنوان نشره الأب بولس بيجان Perfectione religiosa De عام1909 في باريس ويقع في 580 صحيفة من القطع الوسط .وقامA.J.WENSINCK بترجمته إلى الإنكليزية سنة1923 تحت عنوان : Mystic Treatises .هناك مخطوطات أخرى تحتوي على الجزء الثاني من الكتاب ،نشر منه البروفيسورسيبستيان بروك سبع مقالات من كتاب ((النعمة))في CSCO مجلد 554 والترجمة الإنكليزية في المجلد 555 سنة1995 .كما وهناك ترجمات يونانية قديمة قام بها رهبان دير مار سابا بقرب القدس في القرن التاسع ،وترجمة حبشية وروسية ولاتينية ،وترجمات حديثة إلى الفرنسية والإيطالية .أما بالنسبة إلى العربية فتوجد عدة مخطوطات تضم نصوصاً عربية ،فقد قام الشماس عبد الله ابن الفضل ،في القرن الحادي عشر ،بترجمة نحو 35 حديثا (مخطوطة رقم350 لدير القديسة كاترينا في سينا )وفي مخطوطة في نفس الدير تحت رقم364 ترجمة لما أهمله ابن الفضل .وقد نشر بعضاً من هذه الأحاديث الأب بولس سباط في القاهرة سنة1934 .وهناك ترجمة عربية حديثة بعنوان : ((اسحاق السرياني ))نسكيات ،ترجمة الأب اسحاق عطا الله بالتعاون مع معهد اللاهوت في البلمند بلبنان ،في سلسلة منشورات النور 1983 ،وقد ألحقها بخدمة مار اسحق (ص362 _384 ).وهذه الترجمة منقولة عن النص اليوناني المطبوع عام 1770 ثم عام1895 ،وهناك فروقات كبيرة بينها وبين النص السرياني الذي نشره الأب بيجان .كما أن كتاب ((الفيلوكاليا ))يضم مقاطع لاسحق ،وكذلك كتاب سائح روسي ((على دروب الرب ))،منشورات النور 1992 . لمن يكتب اسحق ؟ واضح أنّ اسحق يكتب للرهبان بشكل عام وللمتوحدين بشكل خاص ،ويستعمل الأسلوب للمخاطب المفرد المباشر ،وكأنه يخاطبك أنتَ بالذات ويريد إرشادك إلى ما تبحث عنه: ((لقد وجدت يا أخي عظاما ..هذه هي يا أخي نصيحتي لك ..يا عبد الله… لقد أصبحتُ مجنوناً يا أحبائي))وأحياناً يستعمل أسلوب السؤال والجواب كما في المقالة 35 .والأسلوب نفسه نجده عند الروحانيين السريان أمثال أفراهاط وسهدونا وشمعون ده طيبوثية .يهدف اسحق إلى مساعدة قارئه على اكتشاف دعوته ((قصة حياته ))وتحقيقها في تفاصيل الحياة اليومية ويسمي هذا الشريط من القناعات والممارسات ب((طريق الحياة)).والحياة التي يقود إليها شبيهة بالحياة من بعد القيامة ، يبلغها المتوحد من خلال مصاحبته الكتاب المقدس والصلاة والدموع ونسيان العالم ونسيان الذات والتأمل بعظمة الله ومجده وتسبيحه فيرفعه الروح القدس شيئاً فشيئاً إلى نعيم غير محدود ..إنها استباق لحياة الدهر الآتي (طالع المقالة35 ).أسلوبه صعب وسبر أغوار روحانيته عمليّة شاقّة .فهو نفسه لم يقم بالكتابة إنما قام بها أحد تلامذته … وخبراته الروحية تفاجئك دوماً بالجديد والعميق .. روحانيته : إن تعليم اسحق وخبرته الصوفية لهما طابع الشمولية .فهو في كلامه ،يتناول الإنسان كلّه:الطبيعة ،القوى ،التاريخ ،النعمة ،العهد ،القطيعة ..إنه ينير مكننة قلب الإنسان العميقة لينهض به من الأهواء بعون النعمة الإلهية ،ويرتقي به (مقالة 3ص41 ).يرتكز تعليمه على الكتاب المقدس وهو نقطه ارتكاز وانطلاق : ((ركّز نظرك بانتظام على الكتاب المقدس وثابر على قراءته وتفسيره ،فهو يجنّبك مشاهدة أشياء أخرى غريبة ))(مقالة2ص14 ).وكلمة الله في نظر اسحق تعتنق كل المسيرة الروحية ((بها يؤمن (المتوحد)وبها يتحرك ويتغذى ،وإليها يعود وبها يتكلم ويعبّر (المقالة2 ص17 ).إن مكانة الكتاب المقدس في حياة اسحق ليست استثناءً إنما الكتاب المقدس هو الكتاب الأول والأوحد في الكنيسة السريانية .إنه ((صورة الكتاب))_وإن الأدب السرياني ،لو استثنينا الترجمات الفلسفية والطبية من اليونانية في عهد العباسيين ،لهو أدب ديني محض يُهيمن عليه الكتاب المقدس .واسحق يستشهد بأقوال الآباء الشيوخ ويذكرهم صراحة :باسيليوس ،أفغريوس البنطي ،أنبا أرسانيوس ،ديونيسيوس الأريوباجي ،ثيودورس أسقف مصيصة ((المفسر الطوباوي))،أفرام ،يوحنا المتوحد ،ديودورس الطرسوسي ،ومتأثر بمكاريوس وبآخرين . على غرار هؤلاء الآباء يرمي اسحق إلى إرشاد الراهب إلى حياة الاتحاد بالله من خلال التأمل المتواصل والتجرّد الكامل والتقشف الصارم والسهر والصلاة والصوم ومحاربة الشيطان والعالم والجسد .ويتخذ المسيح نموذجاً مطلقاً لهذه المسيرة ،ويركز على الألوهة ،وقد تكون رمزاً للثالوث .ويعرض نهجه بكثير من التقنية مقسماً إياه إلى ثلاث مراحل .ويوصي بعدم إحراق المراحل أو القفز ،فالتدرج الروحي يتم على مراحل : ((من يدعي أنه قادر أن يحصل على الفضائل العظمى من دون ممارسة الفضائل الصغرى ،فهو سائر إلى الهلاك لا محالة ،لأن الله صممّ أن تصدر الفضائل الكبرى من الصغرى ))(مقالة 39 ص300 ) وهذه المراحل هي : 1-المرحلة الجسدانية _أو المسلك 2-المرحلة النفسانية 3-المرحلة الروحانية من خلال هذه المراحل الثلاث يتمكن الراهب من بلوغ ذروة الاتحاد بالله ،والتحرر الكامل من العالم الحسّي . المرحلة الجسدانية : على الراهب ،في بدء حياته النسكية ،محاربة الشيطان والعالم والجسد وأهوائهم بواسطة قيامه بممارسة خارجية كالصوم والسهر في الليل والصلاة وتلاوة المزامير .((من الغروب إلى الفجر يقفون _الرهبان في الصلاة ممجدين الله بالمزامير والتسابيح والمداريش والتراتيل الروحية ))(مقالة 35 ص242 ).يشدد اسحق على التوبة .((أعطيت التوبة للبشر نعمة فوق نعمة … إنها ولادة جديدة ..هي باب الرحمة)) (مقالة43 ص315 ).وتحتل الدموع مكانة كبيرة في تعليمه ،كما في تعليم سابقيه ،وحتى نجد إشارة إلى ذلك في القرآن ((ترى أعينهم تفيض من الدمع ))(المائدة 83 ).((الدموع تقود إلى الحب الكامل لله)) (مقالة35 ص245 )و((إذا بلغت أرض الدموع ،فأعلم أنك قد تخلّصت من سجن هذا العالم ،وإنك قد وضعت رجلك على الطريق المؤدية إلى العالم الجديد وتبدأ تستنشق الهواء المذهل الموجود فيه… )) (مقالة14 ،ص125 _126 ).ويوصي بمخافة الله كأساس الفضيلة .((إن مخافة الله رأس الفضيلة وابنة الإيمان كما قيل .تُغرس في القلب وتمنحه الفرصة للتخلّص من إغراء العالم ،وتصقل حواسه الشاردة ) (مقالة 1ص1 ).ثم ((إن مخافة الله تنفع الطبيعة البشرية ،وتصدها عن مخالفة الوصايا .أما الحب فيحرك فيه _أي الراهب _الشوق إلى الخيرات التي من أجلها يعمل الصالحات ))(مقالة3 ص30 ). تمتاز هذه المرحلة بنكران الذات والتجرّد ،يقول اسحق .((أترك الأمور الحقيرة لتحصل على الكريمة . كن ميتاً في الحياة وحياً في الممات .اجعل نفسك تموت بنشاط ولا تعش في الخطيئة _الدَين )) (مقالة3ص31 ).و((ليكن لديك واضحا أن كل صلاح يتحقق فيك ،ظاهرياً أو خفياً ،هو ثمرة المعمودية والإيمان ،بهما دعاك يسوع إلى كل الأعمال الصالحة ))(مقالة1ص10 ). إن أجمل ما وصل إليه اسحق هو عدّه حياة الراهب شهادة تقابل شهادة الدم .((ليس الذين يموتون لأجل ايمانهم بالمسيح هم الشهداء فحسب ، إنما الذين يموتون لأجل حفظ وصاياه أيضاً ))(مقالة3ص31 ). المرحلة النفسانية : بعد أن يتنقّى الراهب من ((دنس الجسد))يبلغ المرحلة الثانية من مسيرته إلى الله :المرحلة النفسانية .فيها يجدّ لكي يطهر نفسه من الأفكار الغريبة والأهواء الشريرة ليحصل على ((الصفاء)).((نحن نؤمن بما يلي .إن الله لم يخلق صورته قابلة للأهواء وأقول أن صورته لم تكن الجسد ،إنما النفس ،لأنها غير مرئية .كما نؤمن بأن هذه الأهواء غير طبيعية بالنسبة إلى النفس …لأن الألم والأوجاع هي للجسد..))(مقالة 3ص21 _22 ).في هذه المرحلة يسعى الراهب إلى جعل عقله خالياً من كلّ فكر طائش ،وميل منحرف ،وأن يكون قلبه متجهاً نحو الله .((ما هو نقاء الفكر ؟إنه ليس في عدم معرفة الشرور ،وإلا أصبح (الإنسان)بهيمة… إنما نقاء الفكر هو في رفقة الإلهيات التي نحصل عليها بعد ممارسة فضائل كثيرة ))(مقالة 2ص 27 ). يلحّ كاتبنا على أهمية القلب ودوره في ضبط الحواس وفي إعطاء السلام والأمان للراهب .((القلب مركز الحواس الباطنية وهو المطلق والأصل .فإذا كان الأصل مقدساً ،كذلك تكون جميع الأغصان .وإلا لن يكون هناك أيّ غصن مقدسّ … يتنقىّ الفكر ويُصفّى بمعاشرة الكتب _المقدّسة _وبالصوم والخلوة .أما القلب فيتطهر من كل شيء باحتمال صعوبات جمّة وبعدم مخالطة العالم وبالأمانة الكاملة ولما يتحرّر من ملاقاة الأمور الحقيرة لا تتُسخ نقاوته .والحواس العفيفة تجلب الأمان للنفس )) (مقالة 3ص29 ).يذكر اسحق أن على الراهب أن يعيش في هذه المرحلة في اليقظة والرجاء والانتظار المرحلة الروحانية : عندما تحصل النفس على صفائها الأول يكون الراهب قد بلغ عتبة المرحلة الروحيّة التي هي ذروة الحياة الصوفيّة .ويعدّها هبة مجانية من الله .((إذا غذّى _الراهب _شوقه الطبيعي بالحقائق الإلهية التي ذكرتها ،ويبحث بدون كلل عنها ويتعمق فيها ،بعد أن يتغلب على أهوائه ويضبطها ،ويصون نفسه ، ويتضرع إلى الله في صلاة حارة مستمرة ،أذاك _إذا شاء الله ،أن يمنحه هذه الهبة ،يفتح له الباب ،بسبب تواضعه ،لأن أسرار الله تُكشف للمتواضعين ))(مقالة 12ص122 ).طبيعي إن الذين يحصلون على هذه النعمة هم قلة (مقالة22 ص166 ). ها هي هذه المرحلة ؟((إن جميع القديّسين الذين عُدّوا أهلاً لها ،السيرة الروحية ،أي الانخطاف في الله اقتيدوا بقوة الإيمان في فرح هذه السيرة الفائقة الطبيعة .إني لا أتكلم عن الإيمان بالتمييز بين أشخاص اللاهوت المسجود له وخواص كل طبيعة … إنما أتكلم عن الإيمان الذي هو نور روحي ،يشرق في النفس بواسطة النعمة))(مقالة52 ص376 ).((المرحلة الروحية هي الممارسة بدون الحواس ..أذاك تكون كثافة الجسد قد تلاشت ،والرؤية روحية … والعقل موجهاً بكامله إلى الله في مشاهدة مجده الخالد)) (مقالة40 ص304 ).ويذكر اسحق ((إن هذا يتّم بتدخل الروح القدس .ويشبه حلول الروح على النفس كحلول الروح القدس على القربان في سر الأفخارستيا .ويكفي لحصول ذلك لحظة واحدة )) (مقالة22 ص172 ).ويوجز المراحل الثلاثة بقوله: ((لا يُمنح الطفل خبزاً قبل أن يُفطم من الحليب ،هكذا الإنسان الراغب في الاغتناء من الله ،عليه الانقطاع عن العالم … إن أعمال الجسد تسبق أعمال النفس ،مثلما في الخلق يسبق الجسد النفس .ومن ليس له أعمال جسدانية لا يمكن أن يكون له أعمال نفسانية .فالأخيرة نتيجة الأولى ،كما السنبلة نتيجة حبّة القمح المجردّة ومن ليس له أعمال نفسانية فهو خال من مواهب الروح))(مقالة4 ص40 _41 ).هذا هو تعليم اسحق النينوي ،الذي غذّى المئات من الرهبان في بحثهم عن الله ،ودعمهم وساندهم خلال حياتهم في انتظار الرجاء السعيد والرؤية الكاملة … نصوص مختارة ضرورة الانتقال من الحياة المشتركة إلى الوحدانية : ((من يشتاق إلى الله على مستوى ،بعد مغادرته العالم ،لا ينبغي أن يمكث زمناً طويلاً في الحياة المشتركة .فبعد أن تدّرب على الحياة مع الاخوة ،وتعلم نظام وهدف السيرة ونوع التواضع ،عليه أن يترك ويعيش وحده في كوخ ،حتى لا يعتاد على العيش مع الكثيرين ،فتتحول بساطة البداية إلى التكبّر بسبب فتور الاخوة .لقد عرفت العديد من الاخوة ،كانوا في بداية مغادرتهم العالم أنقياء وودعاء ،لكن بعد زمن قصير ،بسبب العيش مع الكثيرين ،صاروا متكّبرين ومزعجين ،وفقدوا الوداعة الأولى .لذلك على الأخ(الذي يشتاق إلى الله)أن ينعزل عن الجماعة ،ويعيش في ألفة مع شيخ واحد مشهود له بحسن السيرة ومعرفة الخلوة ،يعاشره هو وحده ،وعليه يتتلمذ ويتعلم سلوك إخلاء الذات ،ولا يحتك مع أحد غيره ،وسوف يرتقي في زمن قصير إلى تذّوق طعم المعرفة ))(طبعة بيجان ص582 ). ((بالنسبة إلى المبتدئين ،ترتكز أسس السيرة الرهبانية على إخلاء الذات ،وحفظ السكوت ،وعدم التعلّق بشخصٍ ما أوامرٍ ما .عمل السيرة :تحمل الظروف الطارئة ،وممارسة التواضع والقيام بالصلاة . أما ثمارها :الولوج في رجاء نعيم الاتحاد بالله ،والسبيل الصحيح إلى ذلك هو الحصول على مفاتيح أسرار الروح المجيدة .ونهاية المطاف :تذوّق الحب والدالّة مع من نحب .فإذا كان أحد المبتدئين في هذا السلك لا يعرف إخلاء الذات والخلوة ،فهذا هو بالتأكيد من يعيش ذلك يكون متواضعاً وممارساً الصلاة .وإذا كان أحد فارغاً من هذا ،فهو واقع بالضرورة في اضطراب الخطيئة .لا فقط ليس للخاطئ مكان في الملكوت ،بل له مكان معروف في جهنم ))(ص583 ). الخوف والمحبة في السيرة الروحية : ((الإنسان العائش في الإهمال يخاف من دنّو ساعة الموت .ويرتعد عندما يقترب من الله ساعة الدينونة وإذ يصل تماماً أمامه ،تبتلع المحبة الاثنين (الخوفين)..كيف يكون ذلك؟عندما يعيش الإنسان في المعرفة والسيرة الجسدية ،يهاب الموت ،وعندما يسلك في المعرفة والسيرة النفسية ،يرتجف فكرهُ كلّما تذكّر الدينونة ،لأنه يعيش مستقيماً على صعيد الطبيعة ،ويتحركّ وفق نظام النفس ومعرفته وسيرته .إنه يتحسن باقترابه من الله ،ولكن حين يدرك معرفة الحق ،يحس باندفاع إلى أسرار الله ،ويثبت على الرجاء العتيد ،حينئذ يبتلع (الخوف)بالمحبة . إن الإنسان الجسدي يشبه ،في خوفه ،الحيوان أمام الذبح ،أما الإنسان الناطق (العقلي)،فخوفه هو من قضاء الله ،ولكن من كان ابناً يتصرف بدافع الحب وليس خوفاً من القصاص : ((إني وبيت أبي نخدم الرب ))(يشوع 24 _15 ).المحبة تزيل الخوف .إنه (الابن)لا فقط يكون بلا خشية ،بل يتمنى أن يغادر حياة هذه الدنيا .المحبة تحلّ الحياة الزمنية ،ومن أدرك محبة الله لا يعود راغباً في البقاء على الأرض . أيها الأحّباء :لقد أصبحتُ أحمق ،ولا أتحمّل حفظ السرّ في السكوت .إني ارتضي بأن أكون جاهلاً لفائدة اخوتي ،لأن الحبّ الحق لا يستطيع أن يحبس لنفسه شأنا من شؤون الحب ،ويحرم منه أحبّاءه .مرات كثيرة حينما كنت أكتب هذه الأمور ،كانت أصابعي تتوقف على الكراس ،لأني عجزت عن مقاومة السعادة التي كانت تغمر قلبي وتُسكت حواسيّ .لذلك ،طوبى لمن يعيش على الدوام في مصاحبة الله ،مُبعداً نفسهُ عن كل أمور الدنيا ،وماكثاً بقربه هو وحده ،عائشاً في معرفته .وحتى لو طال صبره ،فلن يتأخر كثيراً عن جني الثمار .الفرح بالله أقوى من حياة الدنيا ،من اكتشفه ،لا يبقى على مستوى الأهواء فحسب ،بل لا يبالي بحياته ،وليس له شعور آخر غير هذا الفرح ،إذا استعدّ له)) (ص429 _430 ). أقوال مأثورة : _ بداية الحياة تقوم على تصويب الذهن على كلمة الله وممارسة الصبر … إنهما أساس الحياة المسيحية (مقالة1 ص2 ). _ تحرّر أولاً من الروابط الخارجية ،وأسع أن يأسر الله قلبك .فالتحرر من المادة يسبق التوحد (التنسك)بالله (مقالة4 ص40 ). _ النفس التي تحب الله تجد راحتها في الله وحده (مقالة4 ص40 ). _ أحبب الصمت أكثر من أي شيء آخر .فالصمت يقربّك من الثمر الذي يعجز اللسان عن وصفه ولا تدري أي مقدار من النور سوف يشرق فيك .(مقالة65 ص443 ). _ الحب يزيل الخوف (مقالة65 ص431 ). _ إن الحب أعذب من الحياة ،وفهم الله النابع منه أعذب من العسل (مقالة 65 ص )_ لتتأرجح كفّة الرحمة في كل حياتك حتى تحس بالرحمة التي يحملها الله للعالم (مقالة65 ص455 ). _ التوبة أمّ الحياة ،بها تفتح لنا الحياة بابها وتعيد إلينا النعمة التي فقدناها بعد المعمودية (مقالة65 ص443 ). المراجع : 1 _ كتاب اسحق نفسه في ((الحياة الرهبانية))(بالسريانية ). 2 _ ألبير أبونا ،أدب اللغة الآرامية ،بيروت 1970 ،وخلاصات الأدب السرياني الأخرى . 3 _ Elic Khalife _Hachem ,Isaac de Ninive _Dictionnaire de Spiritulite t. VII Paris 1971 pp.2040 _2054 ). ودراسة الأب ألياس خليفة تُعد أفضل دراسة لروحانية اسحق حتى اليوم .أضف إليها المراجع المذكورة في الهوامش . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| افراهاط الحكيم | الولادة: 270 الوفاة: 346 يعدّ يعقوب افراهاط أحد أقدم شهود لاهوت كنيسة ما بين النهرين ،وممارساتها الطقسية ،وصلت كتاباته إلينا ،من هنا أهميته. ليس في حوزتنا معلومات دقيقة عن حياته ونشاطه ،إنما نستدل ،من كتاباته ،إنه من أصل يهودي ، وليس وثنيا مرتدا كما كان يعتقد .إنه أحد المنتمين النشطين إلى جماعة أبناء العهد .عاش في أيام الشاه الفارسي شابور الثاني (309-379 ) ومات في أغلب الظن عام346 .ويبدو أنه اسقف بسبب لهجته في الكتابة وتسميته ب سرياني وهو لقب الاسقف .سماه المؤرخون السريان بالحكيم لجودة أدبه ،وحصانة فكره ،وأمانته على نقاوة الإيمان ،ولكن في اعتقادي لهذه التسمية علاقة مع ((معلم البر ))في تنظيم الاسينيين ،أي حاملي الشفاء . فقد جاء في نظام هذه الجماعة ((للرجل الحكيم ،أن يعلم القديسين ليعيشوا بحسب نظام الجماعة ،ليطلبوا الله من كل قلبهم)). تآليفه : وصلنا من افراهاط 23 موعظة( سرياني ـ بينة)،لخص فيها للموعوظين ولجماعة العهد ،العقيدة والآداب المسيحية .وقد أورد تاريخ كتابته إياها في الموعظة 22 : ((كتبت هذه المواعظ الإثنتين والعشرين ،مرتبة على الأحرف الأبجدية الاثنين والعشرين .وقد ألفت العشر الأولى سنة648 (336 ـ 337 م)لملك اسكندر بن فيليبس المقدوني ،كما هو محرر في آخرها .أما الاثنتي عشرة الأخرى ،فقد كتبتها في سنة 655 (343 ـ 344 م)لملك اليونان والرومان في سنة 35 لحكم شابور الملك الفارسي )).والموعظة 23 ((العنقود ))فقد جاء في خاتمتها إنه كتبها في شهر آب عام 345 . إكتشف هذه المواعظ العالم البريطاني كيورتن في دير السريان بمصر في ثلاث مخطوطات تعود إلى القرنين الخامس والسادس ،ونشرها لأول مرة وليم رايت ثم باريزو مع الترجمة اللاتينية .كما توجد ترجمات حديثة بالإنكليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية وهناك مختارات قديمة من مواعظه بالعربية وهذه عناوينها: 1-الإيمان 2-المحبة 3-الصوم 4-الصلاة 5-الحروب 6-جماعة العهد 7-التائبون 8-قيامة الموتى 9-التواضع 10-الرعاة 11-الختان 12-الفصح 13-السبت 14-رسالة رعوية ـ مجمعية 15-الحلال والحرام من الأطعمة 16-تنصر الوثنيين 17-معنى ((المسيح ابن الله)) 18-البتولية والقداسة 19-ضد اليهود 20-مساعدة الفقراء 21-الاضطهاد 22-الموت والأزمنة المقبلة 23-العنقود صحة الإسناد يذكر أفراهاط إنه كتب 22 موعظة على عدد الحروف الأبجدية ،ويؤكد ذلك ابن العبري وعبد يشوع الصوباوي.أما الإشكالية فتعود إلى أن المخطوطتين ،اللتين اكتشفهما كيورتن تنسبان إليه23 موعظة .واحتار العلماء في تحديد صحة إسنادها.منهم من أنكر صحة نسبة رقم14 إلى افراهاط وآخرون قالوا إنها له وآخرون أنكروا صحة إسناد الأخيرة23 .بيد أني أرى أن الأخيرة 23 هي من تأليفه،وأن الرابعة عشر ليست له وللأسباب التالية: الموعظة 23 1-أسلوبها ،وأفكارها مطابقة للسابقات .فافراهاط يستعمل الأسلوب المباشر ((أيها الحبيب)). 2-إنها بمثابة مدخل: ((تسلمت رسالتك ،أيها الأخ الحبيب ،وسررت كثيرا بمطالعتها وبرغبتك في ايجاد اجوبة (لاسئلتك).. إستمع إلى ما سأقوله لك .افتح لي عيني قلبك الداخليتين ،وحواس ذهنك الروحية ..أكتب لك أيها الأخ الحبيب إستجابة لطلبك حول المسائل التي طرحتها ))ويذكره بذلك في الموعظة 6 ((إقرأ ما قد كتبته لك وللأخوة ،ابناء العهد ،الذين يحبون البتولية)). 3-لربما قد حصل خطأ في نقل التاريخ 345 عوض335 ،والحرفان د و ج متشابهان في السريانية ،وهذا أمر مألوف لدى النساخ .فالأضبط إنه كتبها في 335 . 4-يستعرض فيها تصميم الخلاص ليتناوله بالتفصيل في المواعظ اللاحقة. 5-الصلاة الطويلة (المقاطع 53 ـ 60 )دخيلة ولا صلة لها بالموضوع ،وتشبه إلى حد كبير الصلوات التي تقال بعد(( سرياني ))في صلاة الصبح عند الكلدان . الموعظة 14 1-إنها رسالة مجمعية بالمعنى الحصري .فالكاتب يتكلم بصيغة الجمع وكمن له سلطان: ((إلى اخوتنا الأحباء ،الأعزاء الأساقفة والكهنة مع لفيف ابناء الكنيسة القاطنين في ساليق وقطيسفون))في حين أن المواعظ الأخرى موجهة إلى شخص يدعوه ((الأخ الحبيب)). 2-وتشير الموعظة ،بصراحة ،إلى الخلاف القائم بين رؤساء الكنيسة ،لأجل ذلك يكتب إليهم ،داعياًإياهم إلى الخضوع والوحدة : ((أيها الاخوة :كتبنا لكم بسبب البلبلة التي حدثت ،لكي يحصل بيننا الوفاق والسلام ..تعلمون ،يا أحباءنا ،أن أرباب الشريعة والسلطان المتولين أمر شعبنا ،قد تغيروا علينا بغضاً وحسداً بسبب مطامعهم الخسيسة ،مع أن سلوكنا يوافق تعليمنا.إننا قد سرنا علانية وأدبنا علانية ،بيد أن الدرجة المقدسة التي قبلها منا أشخاص بوضع اليد ،هي السبب في النزاع . قلما يوجد من يسأل عمن يتقي الله ،بل يسأل عمن هو أقدم في الرسامة .فإن قيل :فلان أقدم ،قال: يحق له التقدم في المجلس)). 3-وردت فيها كلمات يونانية في حين لا أثر لها في المواعظ الأخرى . 4-إنها موعظة طويلة مملة عكس المواعظ الأخرى المقتضبة . في اعتقادي أن المواصفات التي وردت فيها هي أقرب إلى زمن الجاثليق يوسف الأول (توفي 567 )منها إلى زمن افراهاط. أسلوبه : يكتب افراهاط نثرا إلا أنه سرعان ما ينتقل إلى السجع ويجعلك تشعر بأنك تقرأ لصديق حميم ،يخاطبك بقلبه وعاطفته .لغته بسيطة وصافية من الألفاظ الدخيلة .ويستعمل أحياناً بعض الصور والمقارنات ،ويستمد معظمها من الكتاب المقدس . أطروحاته اللاهوتيه : تعد مواعظ افراهاط الحكيم مواعظ تعليمية روحية وهي أقدم وثائق مكتوبة وصلتنا عن كنيسة ما بين النهرين ،فهي تعكس صفاء فكره ،قبل أن يتأثر بالفكر اليوناني عن طريق مدرستي الرها ونصيبين . إنها مشبعة بآيات من الكتاب المقدس الذي يعرفه معرفة واسعة ،ويسمي نفسه ((تلميذ الكتب المقدسة )) وقيل :لو ضاع الكتاب المقدس لوجد لدى افراهاط .كما ويعرف عادات وتقاليد اليهود ويفنّد اعتراضاتهم إلى المسيحية . هذه أهم أطروحاته : 1-الإيمان في الموعظة الاولى من مجموعته ،يشبه أفراهاط الإيمان ببناء شامخ مشيد من مواد عديدة وألوان مختلفة أساسه ((صخرته المتينة))هو المسيح .هذا التشبيه يستمده من الرسالة إلى افسس (2/20 ـ 22 )، فراح يبني مواعظه على هيئة هرم كبير:بدايته الإيمان وقمته الموت والثواب .وهذا يتم في شريط طويل من العيش المتطلب: ((يؤمن الإنسان أولا ثم يرجو ويتبرر ويتدرج في الكمال حتى يصبح هيكلا لائقا بالمسيح ..لما يؤمن الإنسان ،يشرع في الدرس باستمرار ،ليثري ذاته وليغدو مسكنا لروح المسيح لذلك ينبغي عليه أن يمارس الصوم والصلاة والمحبة والصدقة والتواضع والقداسة والعفة والحكمة البساطة والصبر والضيافة واللطف والزهد.الإيمان يتطلب كل هذه الزينة))(1/1 ـ 4).إذن ،الإيمان ليس في نظر افراهاط مسألة نظرية فحسب ،وإنما هو انتماء يومي ،يترجم في تفاصيل الحياة . لقد ورد في هذه الموعظة قانون إيمان جاء بصيغة بسيطة وبعيدة عن الجدالات اللاهوتية المعقدة التي اشتها المسيحية في القرنين الرابع ـ الخامس ،قد يكون صدى للصيغة التي كانت تطلب من طلاب العماد قبيل تغطيسهم في الماء ،أو هو جواب على أسئلة مخاطبه ،ولا علاقة له بقانون إيمان نيقية 325 الذي يجهله تماما . الإيمان هو : 1-أن يؤمن الإنسان بالله رب الكل ،خالق السموات والأرض والبحار وكل ما فيها. 2-خالق آدم (الإنسان)على صورته. 3-والمعطي موسى التوراة . 4-والذي أرسل روحه إلى الأنبياء . 5-والذي في الأخير :أرسل مسيحه إلى العالم . 6-والإيمان هو أيضا ،أن يؤمن الإنسان بقيامة الموتى . 7-وبسر المعمودية . هذا هو إيمان ((كنيسة الله)). بعده ،يسرد افراهاط بعض أمور عملية على المؤمن تجنبها كي يكون انتماؤه كاملاً: ((على المؤمن أن يكف عن حفظ الساعات والسبوت والأشهر والفصول ،والسحر والتكهين والتنجيم ،والشعوذة والفجور ،والمعتقدات الباطلة والأقوال المنمقة المعسولة والتجديف والزنى والشهادة بالزور والكلام بلسانين .هذه الأعمال ،إذا تجنبها ،يكون قد سلك في الطريق المؤدية إلى الصخرة الحقيقية ،أي المسيح،المشيد عليه البناء كله )).هذه التعليمات الخاصة بالآداب المسيحية ،تشبه إلى حد كبير مذهب الطريقين الذي يذكره كتاب الديداكية والراعي لهرماس . 2-وحدانية الله والثالوث مفهوم الثالوث غير متبلور بصيغته اللاهوتية ، بعد ،عند افراهاط بالرغم من استعماله مصطلح الثالوث نجد لديه الألفاظ :الآب والابن والروح القدس ،ولكن من دون أن يشرح مدلول كل منها : ((هذا ما أقوله وأقره:إن الله واحد ومسيحه واحد والروح واحد والإيمان واحد والمعمودية واحدة)). ((أُؤمن بثبات وحق أن الله واحد وثالوث في آن .وأعترف بصدق بالبشرية التي اتخذها الابن)).لا يشك افراهاط ،طرفة عين ، في احدية الله ،ولا يفهم الثالوث ثلاثة آلهة على غرار الأساطير الوثنية : ((نحن نعرف أن الله واحد .ونشكر ونسجد ونهلل ونبجل ونمجد عظمته بواسطة ابنه يسوع ،مخلصنا الذي اختارنا وقربنا إليه ،وعرفنا به )). كما توجد الصيغة العمادية : الآب والابن والروح القدس . 3-يسوع المسيح عقيدة افراهاط ،بخصوص المسيح ،وردت بشكل رئيس في الموعظة 17 ،وهي صدى لما جاء في الإنجيل يسوع شخص تاريخي كامل ،فيه حاضر الله ويتجلى: ((نسجد ليسوع لأننا نعترف إن الله حاضر فيه )). وأفراهاط بعيد عن التعابير اللاهوتية التقنية :طبيعة ،أقنوم،جوهر ،شخص ،بل يسلك خط العهد الجديد نفسه: ((إننا نؤكد بثبات أن يسوع ربنا ،إله وإبن الله ،ملك وإبن ملك ،نور من نور ،إبن،مشير ،دليل ،طريق ،مخلص ،راع،جامع ،باب ،جوهرة ،سراج ،وله أسماء أخرى نتركها الآن لنبين أنه ،إله وإبن الله ومن الله أتى ،إن إسم الألوهة حمله أناس أبرار ،دعاهم الله أبناءه .ندعوه إلها مثل موسى (خروج6/21)وابنا وحيدا مثل إسرائيل،ويسوع مثل يشوع بن نون،وكاهنا مثل هارون ،وملكا مثل داود،ونبيا عظيما مثل كل الأنبياء ،وراعيا مثل جميع الرعاة الذين قادوا إسرائيل ودبروه .إما نحن فقد دعانا أبناء ،لأنه جعلنا إخوته وإصدقاءه)). التجسد في نظر افراهاط ،حضور ملموس ومؤنسن لكلمة الله : ((ولد مثلنا وعاش بيننا ووضّع نفسه أكثر منا وتحمل الإهانات في سبيلنا)) ، ((وليس له خطيئة)) ، ((إنه آدم الثاني أعاد آدم الأول إلى مكانه في الفردوس )). ولشرح إتحاد الكلمة الالهي بالإنسان يسوع ،يستخدم مثل الشمس التي تبقى واحدة بالرغم من إنتشارها في كل مكان .ويستعمل العبارات اللاهوتية المتداولة عند الآباء : لبس جسدا ،هو هيكل الروح القدس .المهم أفراهاط ينطلق من كل حدث وشخص حتى يصل إلى المسيح وبواسطته إلى الآب . 4-الروح القدس يصعب تحديد هوية واضحة للروح القدس في مواعظ افراهاط .إنه يدعوه تارة ((روح يسوع )) وطوراً ((روح الله))وكأنه مجرد مرادف لكلمة ((الله)).في اللغة السريانية جاءت لفظة (( سرياني )) مؤنثة ،خلاف الكلمة اليونانيةpneuma ،التي هي لا مؤنثة ولا مذكرة .لذلك نجد ((الروح))في نسخ قديمة من (العهد الجديد)بصيغة المؤنث ،مثلا في قول يسوع لتلاميذه : ((إن الروح القدس،الفارقليط..سوف تعلمكم كل شيء ))(يوحنا 14/26). عند افراهاط ليست المسألة صرفية ،إنما الروح القدس هو بمثابة أم : ((لقد سمعنا من التوراة إن على الرجل أن يترك أباه وأمه ويتبع زوجته وإن الإثنين هما جسد واحد..أي أب وأية أم على الرجل أن يترك ،حتى يتبع زوجته ؟هوذا المقصود :عندما يكون الرجل أعزب يحب ويكرم الله أباه والروح القدس أمه،وليس له حب سواه)).لربما يرمي افراهاط ،من خلال هذا التشبيه ،الحث على البتولية ،وجعل الله يحمل مشاعر الإنسان من ابوّة وبنوّة وأمومة لأننا نجد أفرام وباباي يشبهان الثالوث بالعائلة:آدم ،وحواء وهابيل على كل حال .إنها صورة تعبيرية عن ((إنسانية))الله. 5-مريم مريميات أفراهاط بسيطة لا مغالاة فيها ،يستند فيها إلى معطيات الكتاب المقدس: ((ولد يسوع المسيح من مريم ـ التي هي من نسل داود ـ ومن الروح القدس)).((ويسوع هو ابنها البكر)).أما يوسف ،فدعي أباه بدون أن يكون من زرعه..إختارها الله بسبب تواضعها وبساطتها: ((إن المتواضعين هم أبناء العلي وأخوة يسوع..ومريم في تواضعها أستقبلت يسوع لما بشرها به جبرائيل بقوله لها:السلام عليك يا مباركة في النساء .حمل جبرائيل السلام ومعه الثمرة المباركة وغرز فيها الطفل الحبيب ..فسبحت وعظمت الرب الذي ارتضى بتواضع امته )). يلقب افراهاط مريم بالبتول والطوباوية .أما عبارة ((والدة الله))لم ترد عنده لأنها كانت محدودة الإنتشار في اوساط المسيحيين . 6-جماعة العهد في الموعظة السادسة يقدم افراهاط لجماعة العهد برنامجا شبه كامل ،مستوحى من التطويبات .في اعتقادي إنه أحد اعضائها البارزين: ((هذه الأمور التي اكتبها لك هي لي أيضا،لتنبيه كلينا)) هذه الجماعة مؤلفة من مؤمنين معمدين من كلا الجنسين ،لم يكن لهم دير ولا حصن ،إذ لم تكن الرهبنة ،بمفهومها القانوني الحصري ،قد دخلت إلى هذه الأطراف بعد ،يسكنون غالباً مع ذويهم ،أو في جماعات صغيرة متجانسة ،أو في الكنيسة الخورنية ،مكرسين حياتهم للخدمة وأعمال المحبة والرحمة والتعليم.وكانوا غير متزوجين لذا يسميهم بالوحيدين ،أي العازبين ، ويوصي أن تسكن البنات منفصلات عن البنين: ((ينبغي أن تسكن السيدات مع بعضهن والرجال مع بعضهم أيضا..أيها المتوحدون الأحباء هذه نصيحتي إليكم:ألا ناخذ لنا نساء وألا تأخذ العذارى ازواجاً ،لكي نتمكن من حمل نير المسيح )).ولكن بإمكانهم أن يتزوجوا متى ارادوا : ((كل رجل ابن العهد..يود أن تسكن معه امرأة ،من بنات العهد ،ينبغي أن يتزوجها علانية ،كذلك المرأة التي لا تود أن تنفصل عن الرجل المتوحد يجب أن تأخذه زوجا لها علانية)). وعلاوة على العزوبية ،التي هي اقتداء بالمسيح وحيد الله ،يكرس ابناء العهد أنفسهم للتأمل والصلاة والجهاد الروحي(7/15 ).أما تسميتهم بجماعة العهد ،فلأن كلمة ((قياما))تعني العهد أو القسم الذي أدّاه المؤمن في العماد ،وتشير أيضا إلى اليقظة التي كانت الجماعة المسيحية تتحلى بها في سهرها لاستقبال الرب وسميت ((الكنيسة))الأولى ب((قياما))بدلا من ((عيدتا))أو ((كنوشتا))للدلالة على شعب ((العهد الجديد))الساهر والملتئم حول الرب القائم. 7-العماد يسمي افراهاط العماد سرا ((سرياني))مقدسا كما جاء في صيغة الإيمان ويصفه ب ((وسم الحياة)) ،((لنحملن وسمه في أجسادنا ،لننجو من الغضب الآتي)). يعد العماد ولادة ثانية بالروح والماء: ((في العماد نقتبل روح المسيح.ففي الساعة التي يدعو فيها الكهنة الروح ،تنفتح السموات وينحدر الروح،ويرفرف على المياه ،ويلبسه الذين يعتمدون .إنه بعيد من المولودين بحسب الجسد ،لكنهم يقتبلون الروح القدس حينما يولدون من الماء .في الميلاد الأول يولدون بنفس روحية خالدة تخلق فيهم مثل آدم،وفي الميلاد الثاني ،المعمودية ،يقتبلون الروح القدس،جزء الألوهة غير المائت)). في مقارنته عبور اليهود البحر الأحمر بالعماد المسيحي ،يشير افراهاط إلى أن المسيح أسس العماد في عشائه الأخير عندما قام بغسل أرجل تلاميذه ومناولتهم: ((لقد اعتمد اليهود في البحر ليلة الفصح،يوم الخلاص ،والمخلص غسل أرجل تلاميذه ليلة الفصح،فأسس سر المعمودية ،فاعلم،أيها الحبيب ،إذ ذاك أعطاهم المعمودية الحقة)).ويدعم برهانه بقول يسوع لبطرس: ((أن لم أغسلك فلا نصيب لك معي))(يوحنا13/8)وبالمناولة،لأن المعمدين كانوا يشتركون مباشرة في القداس ويتناولون القربان المقدس ،غذاءهم الجديد .لذلك يضع افراهاط الاحتفال بالعماد في الزمن الفصحى14/15 نيسان حسب التقويم القمري كي يتمكن المعمدون من المناولة. مفاعيله : – الانتماء إلى جماعة المؤمنين: ((في العماد ينتمي (المرء)إلى شعب الله ويشترك في تناول جسد ودم المسيح)). – غسل الخطايا ((أن اغتسلوا في ماء المعمودية وتناولوا جسد المسيح ودمه ،فدمه يغفر خطاياهم وجسده ينقي جسدهم ،وخطاياهم تغسل في الماء)). – عربون الخلود ،أي الموت والقيامة مع المسيح،((نحن أيضا أيها الحبيب ،قد اقتبلنا روح المسيح الساكن فينا ..لذا لنعد ذاتنا هياكل ـ لائقة ـ لروح المسيح)). في أغلب الظن توجد مسحة واحدة على الجبين: ((حالما فتح الباب لطلب المصالحة ،انقشع الظلام من عقول كثيرين ،وبإشراق نور الفهم وبحمل ثمار الزيتون الذي فيه وسم سر الحياة الذي به يكمل المسيحيون والكهنة والملوك والأنبياء ،يضيء الظلام ،ويدهن الخطاة ،ويقرب التائبين إلى سره الخفي)). 8-التوبة ظن البعض أن الموعظة السابعة تشرح التوبة، واستنتجوا أنها موجودة في كنيسة بين النهرين منذ أيام أفراهاط ،غير أن الموعظة ليست سوى نصائح وتحريضات عملية ،نابعة من الكتاب المقدس ،يقدمها الكاتب للذين سقطوا من جماعة العهد في سعيهم الروحي ،وهي لا تتعدى الإصلاح الأخوي الدقيق والعملي الذي يقوم به المرشد الروحي للجماعة،الذي يدعوه ((الطبيب الحكيم))،كما الحال لدى الأسينيين اليهود .يقول أفراهاط بأن جميع الناس معرضون للسقوط بشكل أو بآخر ،المسيح وحده لم يسقط ،لذا لا ينبغي أن يستسلموا لليأس ،بل عليهم أن يتوبوا ويهتدوا: ((لكل داء دواء يشخصه الطبيب الحكيم ويعالجه.إن الذين يصابون بجروح خلال جهادهم لهم دواء التوبة الذي يوضع جروحهم فيشفيها )). هذا الشفاء لا يتم إلا إذا أقرّ الخاطئ بذنبه،وطلب التوبة : ((يجب أن يقرّ بأنه قد أخطأ وأن يطلب التوبة ،لأن من يخجل ،لا يشفى،لأنه لا يريد إظهار جروحاته للطبيب)). للخطيئة أو الخطايا ،في نظر أفراهاط،ولو لا يشير البتة إلى طبيعتها ،تأثير كبير في مسيرة الجماعة لهذا السبب يحرّض الأطباء على التحلي بالرحمة والصبر وحفظ السرّ في ممارستهم دواء التوبة(7/4 ).ومما تجدر الإشارة إليه أنه يحذر الخاطي من السقوط ثانية ،لأنه يصعب جدا معالجته كما يؤكد بأن لا مجال للتوبة بعد الموت . نصوص مختارة موعظة الإيمان 1-إني تلقيت رسالتك يا صديقي ،وسررت جدا لدى قراءتها بأنك عاكف على مثل هذه الأبحاث . أما السؤال الذي طرحته علي ،فإنه يعطى مجاناً ويؤخذ مجانا (متى10/8 ).ومن له ويرفض عطاءه على السائل ،فإن ما يمنعه عن الآخر يؤخذ منه(متى25/29 ).لأن ،من يأخذ مجانا ،عليه أن يعطي مجانا أيضا. وإذ سألتني ، يا صديقي .فإني أكتب لك ما أدركه ضعفي ،وحتى ما لم تلتمسه مني ،اسأل الله أن يتيح لي شرحه لك ، فأسمعني يا صديقي .وافتح لي عيني قلبك الداخليتين وحواس عقلك الروحية أمام ما أقوله لك. 2-إن الإيمان يتكون من أمور عديدة ،ويكتمل بألوان شتى ، فهو يشبه بنيانا مشيداً بمواد كثيرة ،فيرتفع بناؤه إلى فوق .ولكن أعلم،يا صديقي ،أن في أسس البنيان توضع حجارة ،وبعد ذلك يرتفع البنيان فوق الحجارة إلى اكتماله. كذا الشأن مع إيماننا كله :فأساسه هو الصخر الحقيقي ،ربنا يسوع المسيح .وعلى هذا الصخر يوضع الإيمان .وعلى الإيمان يرتفع البنيان كله إلى النهاية . فالأساس هو بدء البنيان كله .وحينما يبلغ الإنسان إلى الإيمان ،فهو يكون قد وضع على الصخر الذي هو ربنا يسوع المسيح ،فلا تزعزعه الأمواج ،ولا تضره الرياح،ولا يسقط بالعواصف ،لأن بنيانه موضوع على صخر الحجرة الحقيقية.وإذا دعوت المسيح حجرا ،فذلك لم أقله من فكري ،بل قد سبق الأنبياء ودعوه حجرا .وسأبين لك ذلك. 3-إسمعني الآن اكلمك عن الإيمان الموضوع على الحجر ،وعن البنيان الذي يرتفع فوق الحجر. في بادىء الأمر ،يؤمن الإنسان .وحينما يؤمن يحب .وحينما يحب يرجو.وحينما يرجو يتبرر.وحينما يتبرر يكمل ،وحينما يكمل يبلغ القمة (رومية8/20). وحينما يرتفع بنيانه كله ويكتمل وينتهي ،يصبح منزلا وهيكلا لسكنى المسيح،كما يقول أرميا النبي: ((هذا هيكل الرب .أنتم هيكل الرب ،إن أصلحتم طرقكم وأعمالكم ))(ارميا7/4 ـ 5 )وقيل أيضا في النبي : ((إني أسكن فيهم وأسير في وسطهم))(أحبار26/12 ،2 قورنثية6/16).والرسول الطوباوي قال أيضا: ((أنتم هيكل الله ،وروح المسيح حال فيكم))(1 قورنثية3/16 ،6/19 ـ 20 ).وهكذا قال الرب أيضا لتلاميذه: ((إنكم فيّ واني فيكم))(يوحنا 14/20 ). 4-وحينما يصبح البيت منزلا للسكنى ،يشرع الإنسان إذ ذاك في الاهتمام بما يلزم للساكن في البنيان. فإنه مثل منزل يحل فيه الملك أو إنسان كريم يتمتع بلقب ملوكي .فتقتضى للملك جميع المستلزمات الملوكية ،وكل الخدمة اللازمة للكرامة الملكية .فالملك لا يحل ولا يسكن في بيت خال من كل الخيرات ،بل يتطلب الملك أن يكون البيت مزينا لا ينقصه شيء .وإذا نقص شيء في البيت الذي يحل الملك فيه ،فحارس (وكيل)البيت يسلم إلى الموت ،لأنه لم يهيئ الخدمة اللازمة للملك .كذا الشأن مع الإنسان الذي أصبح منزلا ومسكنا للمسيح .فعليه أن يتدبر الأمور التي تليق بخدمة المسيح الذي يحل فيه ،وبالوسائل التي تحضى برضاه. قبل كل شيء يشيد بنيانه على الحجر الذي هو المسيح ،وعلى الحجر يوضع الإيمان ،وعلى الإيمان يرتفع البنيان كله : ويقتضي لسكنى البيت الصوم الطاهر الذي يقوم على الإيمان . وتلزمه الصلاة النقية التي تقبل بالإيمان. وينفعه الحب الذي يتركب من الإيمان . ويطلب التواضع وهو يتزين بالإيمان . ويختار له البتولية التي تحب بالإيمان. ويدني منه القداسة التي تزرع بالإيمان . ويفكر في الحكمة التي توجد في الإيمان . ويبتغي الغربة التي تتفاضل بالإيمان . ويتوخى الصبر أيضا الذي يكمل بالإيمان . ويتأمل بالرصانة التي تكتسب بالإيمان . ويحب الزهد الذي يرى في الإيمان . ويرغب في الطهارة التي تحفظ بالإيمان . هذه الأمور كلها يقتضيها الإيمان المؤسس على صخر الحجر الحقيقي الذي هو المسيح .وهذه هي الأعمال التي يطلبها الملك المسيح .الذي يسكن في الناس الذين شيدوا في هذه الأعمال . 5-وإن قلت:إذا كان المسيح قد وضع في الأساس ،فكيف يسكن المسيح أيضا في البنيان بعد اكتماله؟ ها إن الرسول الطوباوي ينطق بهذين القولين .فهو يقول: ((إني وضعت الأساس شأن الباني الحاذق)) (1قورنثية 3/10 )،ويشرح ماهية الأساس بوضوح ويقول : ((ليس بوسع أحد أن يضع أساسا غير هذا الأساس ،أي يسوع المسيح))(1قورنثية 3/11 ).وأن يسكن المسيح أيضا في هذا البنيان ،فذلك ما تؤكده الكلمة التي أوردناها سابقا مع ارميا الذي يدعو الناس ((هياكل))يسكن الله فينا .ويقول الرسول: ((إن روح المسيح حال فيكم ))(1قورنثية3/16 )وقال الرب: ((أنا والآب واحد )) (يوحنا10/30 ).من ثم تتحقق الكلمة أن المسيح يسكن في البشر الذين يؤمنون به ،وأنه هو الأساس الذي فوقه يرتفع البنيان كله. (ترجمة ألبير ابونا ،مجلة بين النهرين،عدد83 لسنة1993 ص36 ـ 40 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باباي الكبير | الولادة: 551 الوفاة: 628 يُعد باباي أحد لاهوتيي كنيسة المشرق العظام في القرن السادس ـ السابع، لأسهامه الكبير في بلورة لاهوتها وبخاصة مسيحانيتها Christology وتطورها. فقد ثبت مصطلحاتها اللاهوتية بطريقة منهجية، وعرض عقيدتها بأسلوب مفهوم ومقبول. كما له إسهامات جادّة في الأدب النسكي والنُظُم الديرية. وُلد باباي عام551 في قرية بيث عيناثا من إقليم بيث زبدي. وتلقى علومه العالية في الطب ثم في الفلسفة واللاهوت في جامعة نصيبين وعلى ملفانها ورئيسها إبراهيم الربان (رئيسها527 ـ 569 ). ثم استهوته الحياة الديرية فقصد جبل ايزلا ((اثوس المشرقيين)) وترهب في الدير الذي أسسه إبراهيم الكشكري عام571. وبعد فترة غادره إلى موطنه حيث أسس ديراً وألحق به مدرسة. غير أنه سرعان ما استُدعي إلى الدير الأم ليرئسه ويكون بالتالي الثالث في تسلسل رؤسائه. وراح يعزّز الحياة الديرية ويطبق النظام الرهباني بصرامة، يصفه توما المرجي بأنه: ((كان ذا طبع حاد، وكلام عنيف، وأمر صارم شيئاً ما )). وعندما شغر الكرسي البطريركي بوفاة غريغوريوس الأول عام609 عيّنه مجلس الأساقفة نائبا عاما على الأديار بينما أدار الشؤون الكنسية الأخرى الاركذياقون آبا. وظل باباي في هذا المنصب إلى وفاته عام628، وانتخاب بطريرك جديد في شخص ايشوعيات الثاني الجدالي (628 ـ 646 ). لقد شهدت هذه الفترة حركة نشطة لتأسيس أديار عديدة في الأقاليم الشمالية وانخرط فيها عددٌ كبير من الشبّان ومن المتبقّين من جماعة العهد أي المكرسين العاملين في العالم وفي العمل الراعوي، وكان لباباي دور كبير في توجيه وتنظيم هذه الأديار وملاحقة الفوضويين لاسيما المصلّين ((الغلاة)) وتلاميذه حنانا ((اللاهوت التوفيقي)). وفي حوزتنا شهادة تقييم لشخصه وعمله في كتاب التعزية الذي أرسله ايشوعيات (الثالث ) الحديابي، الذي كان آنذاك أسقفاً لنينوى، إلى رئيس دير ايزلا ورهبانه، يذكرهم فيه بمثال رئيسهم الراحل وصفاته وقداسته وعمله الدؤوب، ويحثّهم على الاقتداء به كأولاد صادقين. أمّا ما ينسبه إليه التاريخ السعردي من أعمال ومعجزات، فهو أقرب إلى الأسطورة منه إلى الحقيقة. تآليفه : إلى جانب مسؤولياته المتعددة، استطاع باباي أن يجد الوقت الكافي لكتابات متنوعة وكثيرة وبكفاءة علمية عالية. يقول عنه المرجي: ((لقد ترك في الكنيسة المقدسة أربعة وثمانين مجلداً قي شتى المواضي، ولا تزال تحافظ عليها باجلال)). أما عبد يشوع الصوباوي، فيذكر ثلاثة وثمانين عنواناً، والتاريخ السعردي يعدد ستة عشر عنواناً منها. ولقد ضاع معظم هذه التآليف، وما وصل إلينا هو : أ – اللاهوت : 1-كتاب ((الاتحاد)) وعنوانه الكامل : ((ميامر مار باباي في الألوهية والبشرية والشخص الواحد))، إنه كتاب منهجي حول ((لاهوت المسيح)) مقسّم إلى سبعة ميامر وكل ميمر إلى فصول: الأول يتناول الثالوث وسمّوه، والثاني تجسدّ الكلمة، والثالث طبيعة الإتحاد، والرابع والخامس الطبيعتين في المسيح، والسادس القاب المسيح، ويشرح المصطلحات المسيحانية مثل اتخذ، لبس …، والسابع يردّ فيه على ناكري تجسّد الله الكلمة … بعض أوراقه قد تلفت وقام بنشره وترجمته إلى اللاتينية VASCHALDE , CSCO 79 . 2- النص الفاتيكاني Tractatus Vaticanus هو ميمر أقرب منه إلى كتاب، يرد فيه على القائلين إن كلمة الله والإنسان أقنوم واحد، مثلما الجسد والنفس أقنوم واحد. ويتكلم عن استحالة الأقنوم الواحد في المسيح، والاتحاد الطبيعي عكس إمكانية الشخص الواحد، نشره فشالدي كملحق لكتاب ((الأتحاد)) النص 293 _307 والترجمة235 _247 . 3-النص الصغير A Small Extract، يبحث استحالة وجود كيانين أي طبيعتين من دون وجود أقنومين. نشرته لويزيه ابراموفيسكي والن غولدمان ضمن المجموعة المسيحانية النسطورية A Nestorian Collection of Christological هذه المؤلفات الثلاثة تعالج موضوع لاهوت المسيح بأسلوب تقني بسيط من أجل أن يفهمه القارئ أو السامع في القرن السابع، ويصونه من الضياع في مذاهب منتشرة هنا وهناك . ب _ النسكيات : 1-تفسير أقوال ((مئويات)) افاغريوس البنطي. يقوم باباي في هذا الكتاب بإيراد النص المترجم إلى السريانية وشرحه. إنه كتاب غنوصي عرف رواجاً كبيراً، ينسب إلى أفاغريوس البنطي المتوفى عام 399 نشره في باريس GUILAUMONT , in PO , 28 , 1 2-تفسير النظام الروحي لمرقس الناسك، درسه المستشرق KRUGER ولم يتمكن من نشره بسبب صعوبة قراءة النص وتلف عدة أوراق المخطوط . 3-قوانين للرهبان، وصلت إلينا هذه القوانين في ترجمة عربية ونشرت في مجموعة ابن الطيب ((فقه النصرانية )) كما نشرها ارثر فوبس . 4-نصائح مفيدة للحياة النسكية. فيه يقيم باباي مقارنة بين الشيطان الذي اتخذ شكل الحية وأغوى الإنسان، وكلمة الله الذي اتخذ شكل إنسان (يسوع)، وخلص الإنسان، ترجم هذه النصائح إلى الإنكليزية الأب P . PODIPARA جـ التراجم : 1-حياة الشهيد كوركيس. كتب باباي حياة تلميذه كوركيس الراهب الذي اشترك في مناظرة لاهوتية في بلاط كسرى الثاني عام612، واسمه الأصلي مهركوشناسب، ولد عام 576 في حضن الأسرة المالكة، وتنصر عام596 وعمره عشرون عاماً وترهب في جبل ايزلا في حين ترهبت أخته مريم في دير بقرب نصيبين. قبض عليه الشاهنشاه وقتله عام615 بسبب تركه دينه المجوسي، وعدّته الكنيسة أحد شهدائها الكبار، وفي تقديري أن معظم الكنائس التي تحمل اسم كوركيس في بلادنا هي إنما على إسم هذا الراهب الشهيد وليس جاورجيوس الفارس من القرن الرابع . 2-إستشهاد كريستينا :هذه الفتاة كانت وثنية واعتنقت المسيحية، واستشهدت في سبيل إيمانها. بعض الأوراق ضاعت، نشر الأب بولس بيجان سيرتها ضمن سير الشهداء والقديسين مجلد 4 ،باريس 1894 ص 207 _210 . د _لباباي بعض تآليف طقسية، وصل إلينا منها على شكل ترانيم، ومواضيعها عقائدية : 1-بريخ حنانا ((تبارك الحنان))، تسبحة تُرتل في صلاة الصبح في البشارة والميلاد(حوذرا جزء أول 57 _58 ). 2-تسبحة تُقال في عيد الدنح، تمتدح الملافنة اليونان :ديودورس، ثيودورس ونسطوريوس . 3-تسبحة شوحا لأخ آلاها ((سبحانك يا الله))، تُرتل في أيام الصوم الكبير (حوذرا جزء ثان75 _76) 4-أما تسبحة ((أوون دوشمياً _أبانا السماوي )) التي تُرتل في أيام الصوم (حوذرا2 ص116 ) فنُسبت إليه خطأ، إذ هي من تآليف ايشوعيات الجدالي . لاهوته : يعكس لاهوت باباي الكبير، لاهوت كنيسة المشرق الذي هو امتداد اللاهوت الكتابي والتقليد المتداول فيها والمثبت من قبل مجامعها. ودور باباي يرتكز حقيقة مع معاصريه ايشوعياب الجدالي والحديابي بطريركان فيما بعد) في بلورة المسيحانية بنهج فلسفي منطقي. نهج متأثّر بالآباء القبدوقيين لاسيّما غريغوريوس النازينزي وبلاهوتّيي مدرسة انطاكية: ثيودورس أسقف مصيصة ونسطوريوس بخاصة ((كتاب هيرقليدس)). براهينه مستمدة من الوحي الكتابي وآباء الكنيسة وطقوسها . 1-التدبير دبّر تدبيراً يعني الإقتصاد، أي تدبير البيت وفق نظام معيّن يكفل الرفاه والسعادة للأسرة. ولفظةEconomy، يونانية الأصل، تتألف من Oikos أي البيت وNomos أي نظام، قواعد. وفي اللاهوت للتدبير مذبرانوثا)) معنى خاص، إنه يرادف تجسّد كلمة الله في المسيح الذي بواسطته يدبّر الله خلاص أبنائه البشر منذ الخليقة وإلى آخر الزمن، فالمسيح يخلق صلة بيننا وبين الله، وبين بعضنا البعض ((اخوة وأخوات)) وتغيرنا وتغيير العالم، ويقيم بالتالي شركة وشراكة عمودياً مع الثالوث، وافقيا مع بعضنا البعض. ويسميّه باباي ((التدبير العجيب))كما يسمّي شخص المسيح نفسه ((شخص التدبير)):ولربما بتأثير كلمة (دبر)العبرية التي تعني الكلمة، يقول باباي: ((إن التدبير الإلهي هذا تمّ بفضل ربّنا يسوع المسيح رأس حياتنا ))(الاتحاد 27/20 ). و((في شخص الابن تم كل تدبير حياتنا وخلاصنا ))(الاتحاد 40/29 ). وفي الفصل الخامس يشرح بالتفصيل تجلّيات الله في ((العهد القديم))، ويأتي في ((العهد الجديد)) تجلّيه كاملاً في المسيح من أجل خلاص البشر . 2-الله واحد وثالوث أ _الله واحد أحد لما يتكلّم باباي عن الله، ينطلق من علاقته بالإنسان _التدبير _وكشفه له ذاته من خلال الكتاب المقدس. وله هاجس مثل بقية الآباء المشرقيين أمام سر الله الذي لا يُدرك، فيحذر من البحث والغوص في أعماق وجوده، ويحّث على قبول سرّه بإيمان واستسلام الأبناء : ((من يتجّرأ ويتكلم خارج الإيمان ..من يتجرأ أن يُلقي بنفسه إلى الأعماق التي لا تُدرك حتى يفحص ويبحث )) (الاتحاد3/2 ((إني لا أبشّر بإيمان آخر غير الإيمان الذي أعلنه الرب والرسل ))(الاتحاد4/3 )، ((إن سر الله يتعدّى إدراك الإنسان، ويجب قبوله عن طريق الإيمان ))(الاتحاد7/6 )، ((نكتشف الله ونلج إلى سرّه من خلال الصلاة والتضرّع ونقاوة القلب ))(الاتحاد7/6 )وكل الفصل الأول يدور حول أهمية الإيمان ودوره في اللاهوت . أمّا في شرحه الأونطولوجي، فيستعمل باباي لفظتين فلسفيتين ((ايثيا وايثوثا ))، الأولى تحمل فكرة الوجود والثانية تشير إلى طبيعة هذا الوجود، ويسمّي الله الكائن ((ايثيا)) وهو واجب الوجود ((ايثوثا)). كذلك يستعمل عبارة ((اثيا دايثاو))، ((إنه الكائن الأزلي والحقيقي الذي لا يموت )) (الاتحاد 10/8 )، و((هو خالق كل الأشياء، وعلّة وجودها ومحركّها والمعتني بها، وإن شاء يعيدها إلى العدم ))(الاتحاد12/10 ). يعتبر لفظة ((آلاها _إي الله )) اسمه الخاص الدال على جوهره وأحادّيته (الاتحاد16/13 ). إلى جانب هذا الاسم السامي، يعطيه ألقاباً أخرى: النور والروح والحياة والجوهر الكامل والرب والملك والديّان والقادر والحكيم (الاتحاد18/14 ). وفي نظره بإمكان الإنسان الإعتيادي العاقل معرفة الله من خلال أعماله وخلائقه التي تُظهر عظمته وقدرته وحكمته (الاتحاد25/19 ). ويُعرف هذا الأسلوب في الفلسفة بالسببية.وإليك، أيها القارئ اللبيب، تعريفه الفلسفي لله: ((إن الله هو خالق وعلّة كل الخيرات، وهو وحده الكائن الأزلي، وهو منذ الأزل وهو سبب وجود كل الخلائق، وهو فوق الزمن ولا يتغير ويفوق الكائنات المنظورات وغير المنظورات، وغير مركّب ولا يقسم إلى أجزاء ولا يموت ..))(الاتحاد11/8 ). ب _الله ثالوث : بخصوص الثالوث، يذكر باباي رموزاً له في ((العهد القديم)) على سبيل المثال نون الجمع في ((لنخلق الإنسان على شبهنا ومثالنا ))(تكوين1/26 ). إلا أن الكشف الحقيقي تم في ((العهد الجديد))(الاتحاد 42/34 )حيث تجلّى في البشارة إلى مريم، وفي عماد يسوع وكرازته وقيامته وحلول الروح القدس على التلاميذ، وذهابهم إلى التبشير وتعميد الراغبين باسم الآب والابن والروح القدس (الاتحاد28/23 ). ويشرح طبيعة الثالوث : ((ثلاثة أقانيم بجوهر واحد. إن الأقنوم يميّز الآب والابن والروح عن بعضهم أي الأبّوة والبنوة الروحانية. وعندما نقول الثالوث، لا نعدّ واحدا، اثنين، ثلاثة، إنه واحد، واحد، واحد، ثالوث واحد، إله واحد، خالق كل شيء ))(الاتحاد34/28 ). ((والأقانيم الثلاثة متّحدة أبدا، الأبّوة هي غير البنوة والروح هو في الآب والابن وينبثق منهما ))(الاتحاد34/28 ). ولكنه يرجع فيؤكد التقليد الشرقي السائد بأن الروح ((ينبثق من الآب… ولا يوجد روح آخر ينبثق إلا من الآب)) (الاتحاد30/22 ). وهنا تجدر الإشارة إلى أن معنى الأقنوم في الثالوث غير معناه في المسيحانية. ولشرح الوحدة والتعددية في الثالوث، يستعمل أسلوب الجناس، أي يستخلص من أمثلة ملموسة شبهاً لحقيقة فائقة كمثل الشمس: الشعاع والحرارة والقرص، الثلاثة هم شمس واحدة ولكن متميزة، القرص ليس النور والنور ليس الحرارة (الاتحاد30/25 ). ومثل العائلة: آدم وحواء وهابيل، ((إن آدم لم يولد، ولم يكن إبناً، وأنجب هابيل الذي ليس أباً، وحواء جاءت عن طريق الأنبثاق، فهي لم تولد ولم تكن ابنة أو أختاً لأحد ))(الاتحاد32/26 )، ومثل السُرُج الثلاثة التي تنير الغرفة الواحدة ويبقى النور نفسه من ثلاثة مصادر، ولكن نور واحد متساوٍ (الاتحاد 56/40 ). أخيراً يُشدّد على وحدانية الله وثالوثيته قائلا ((ألوهة واحدة في الثالوث، وثالوث واحد في ألوهية واحدة ))(الاتحاد32/26 ). ((إن الآب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم أزلية في جوهر واحد غير متناه … بإرادة واحدة وقدرة واحدة وسلطان واحد وسيادة واحدة ))(الاتحاد28/20 ). 2-مسيحانيته : أ _ التجسد :التمييز والوحدة بعدما تكلم باباي عن الله الواحد والثالوث، ينتقل إلى فعل الله الخلاصي في التجسد الذي هو ثمرة الثالوث الأقدس وقد أعدّ له الشعب في ((العهد القديم)) من خلال الوعود التي تمت، في ملء الزمن، في الابن (الاتحاد39/32 ). فالآب أرسل الابن، فتأنس أي صار إنساناً. ويستعمل ثلاثة ألفاظ للإشارة إلى فعل التجسد: سرياني، أي صار إنساناً، صار بشرا، صار جسدا. وصورة المسيح عنده صورة كتابية، تتفق مع ما تسلمه من الآباء :ابن واحد هو إنسان كامل، وإله تام وهو بالتالي نموذج لحياتنا الذي نرجو تحقيقه: ((إن يسوع المسيح هو رأس حياتنا ورجاؤنا وإلهنا ))(الاتحاد2/15 )((وربنا وهو معلمنا وسبب حياتنا ))(139/112 ). إن كل هّم باباي ينصّب على كيفية إمكان أن نفهم ونشرح، بشكل سليم، سر المسيح؟ وكيف نميّز بين الألوهة والبشرية في الشخص الواحد، أي بين كلمة الله (الجانب الانطولوجي) وبين ابن الإنسان (الجانب التاريخي)، كيف نحافظ عليهما سالمتين في الاتحاد ؟ جوابه : ((إن كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث، إتحد بالبشرية وأصبح معها شخصاً واحداً : شخص الابن المتميز عن الآب والروح ))(الاتحاد 39 _40/32 _33 ). إنه يميز بلباقة بين الكلمة الذي يدل على الطبيعة الإلهية (الجانب الانطولوجي) وبين الابن يشير إلى خواص البنوة البشرية (الجانب الواقعي )(النص الفاتيكاني ص300/242 )، إنهما وجهان لحقيقة واحدة. أي شخص المسيح الواحد. يعلم باباي مراراً وتكراراً أن: ((المسيح واحد، والابن واحد. واحد لا يتغير هو نفسه ابن الله العلي، وفي رحم العذراء مريم: ابن الله وابن الإنسان معاً )) (النص الفاتيكاني 300/242 ). إن وجود الأقنوميين لا ينقص حميمية الاتحاد ووحدة الشخص، ولا يكونان مسيحين أو ابنين مختلفين ((المسيح والابن ليسا واحداً وآخر. المسيح هو الابن والابن هو المسيح (الاتحاد162/131 ) وهذا الشخص الواحد يطلق عليه لقب ((الشخص المشترك بين الطبيعتين )): ((سرياني )) (الاتحاد162/131 ). وليس نتيجة ذوبان شخصين طبيعيين (الاتحاد162/131 ). ويسميه أيضاً شخص التدبير ((سرياني )) إذ بواسطته تحقق تدبير خلاص وتجديد كلنا (40/33 ). ويقارن اتحاد الأقنومين في المسيح باتحاد أقانيم الثالوث في جوهر إلهي واحد. ((إن الأقانيم الإلهية الثلاثة في الثالوث هي متحدة تماما وبشكل لا متناهٍ ((سرياني )) (الاتحاد9/10 ) وبنفس الطريقة تُشكل الطبيعتان في المسيح وحدة مطلقة (الاتحاد245/199 ). من دون خلط ولا مزج ولا فصل ولا فساد (الاتحاد14/11 ). ويستخدم مثل الحديد والنار : فالحرارة هي في كل الحديد ولا يمكن فصلها (الاتحاد62/44 ) في حين يرفض مثل الخمر والماء. ويخلص بالنتيجة إلى القول: ((إن الله والإنسان ليسا واحدا ونفس الشيء. والبشرية والألوهية ليستا مرادفين، والآخذ ليس المأخوذ، وهيئة الله ليست هيئة العبد. بينهما فرق وفرق عظيم. لا يوجد خلط بين خواص الطبيعتين المتحدتين. إنهما محفوظتان بخواصهما كاملة في شخص الابن: الكلمة والمولود، الآخذ والمأخوذ، ابن واحد مولود (من الآب) قبل الدهر ومن مريم كابن بكر. هو الرب يسوع المسيح الممجد (الاتحاد70/56 ). إن الأقنوم البشري لا يقوم وحده. إنما قائم في شخص الكلمة أي شخص الابن (الاتحاد159/129 ). لذلك تُنسب كل الأسماء والأفعال إلى الشخص الواحد (الاتحاد172/139 ). وفي الحقيقة يقبل باباي، كما يقبل المشرقيون، ما يسمى في اللاهوت بتبادل الخواص Communicatio Idiomatum بشيء من التمييز. أما لقب مريم ((أم الله ))فيرفضه كما يرفض أم الإنسان لأن فيهما التباس ويفضل لقب ((أم المسيح))الذي هو إله وإنسان (الاتحاد99/70 )، والأكثر قبولاً وتماشياً مع الكتاب المقدس . ب _المصطلحات : يستعمل المشرقيون، في كلامهم عن لاهوت المسيح، ثلاثة ألفاظ تختلف في فحواها عن الخلقيدونيين وعن السريان الأرثوذكس. وهذه الألفاظ _ المفاتيح أسلوب تقني Technical Systemاستخدموه لشرح الثنائية والوحدة. وهي :كيانا، قنوما، فرصوفا . لقد استعمل باباي هذه المصطلحات ووضّحها (طالع الفصل17 من الاتحاد) ليشرح بها السرّ المسيحاني بطريقة مفهومة ومقبولة، يحافظ بها على الألوهية والبشرية مميزة في وحدة الشخص . 1-سرياني :أي كيان، وهو الطبيعة المجردة التي تحدد العناصر المشتركة بين أفراد النوع الواحد، ويسميها المشرقيون الطبيعة أو الجوهر العام . فعلى سبيل المثال نعّمم كل ما هو مشترك بين أفراد الجنس البشري فنقول الطبيعة البشرية التي لا توجد في الواقع إلا في الفكر . باباي لا يتوقف عند كيانا لأنه واضح . 2-سرياني: أي أقنوم، ما كان مجرّداً يصبح ملموساً في قنوما بحيث يصير طبيعة عينية مفردة ويسميها المشرقيون جوهراً واحداً، أي يجسّد واقعياً جميع الصفات الطبيعية المشتركة. والأقنوم يختلف عن Hyostasis الخلقيدوني الذي يساوي الشخص. يقول باباي معّرفاً الأقنوم: ((الأقنوم هو جوهر فردي قائم بذاته غير قابل للانقسام، وهو واحد عددياً … ويتميز عن الباقي بالخواص التي يمتلكها من فضائل أو رذائل، معرفة أو جهل … الأقنوم ثابت في طبيعته وهو شبيه من حيث الطبيعة ببقية أفراد النوع ومتميّز بالخواص التي يمتلكها وبالشخص … الأقنوم هو جوهر فردي (عيني) بينما كيانا هو جوهر عام (الاتحاد159/129 ). 3-سرياني _ الشخص: هو مجموعة الخواص والواقعات المتعلقة بالأقنوم الفرد، وهو الفاعل وإليه تُنسب الأعمال. يقول باباي : ((الشخص هو حقيقة الخواص المتميزة لأقنوم ما والتي بها ينفرد عن الأقانيم الأخرى. فمثلاً أقنوم بولس ليس نفسه أقنوم بطرس، وبالرغم من أن للاثنين كيانا واحدا _طبيعة واحدة _ويعيشان جسديا وروحيا، لكن شخصهما مختلف، الشخص ثابت لا ينقسم، وفرادته تقوم على صفات خاصة: الشكل، العمر، المزاج، الحكمة، السلطة، الأبوة، البنوة، الجنس: ذكراً أو أنثى، وأشياء أخرى تميزه وتظهره كفرد فهذا ليس ذاك وذاك ليس هذا بالرغم من أنهما متساويان في الطبيعة البشرية الواحدة. وإن الشخص هو الخواص التي تفرده وتظهره (الاتحاد160/129 ). والشخص هو مجموعة الخواص التي يمتلكها الأقنوم وهو ثابت في حين الأقنوم متحرك (أي يمكن أن يكون لشخص واحد أقنومان (النص الفاتيكاني 298/241 ). يستند باباي في شرحه اللاهوتي للتمييز والوحدة على حياة المسيح يسوع، حيث يجد فيها مبررات لطروحاته . إننا نجد قانون إيمانه المسيحاني واضحاً في تسبحة ((تبارك الحنان :سرياني ))التي ألفها والتي تقال في أيام البشارة والميلاد : ((تبارك الحنان الذي بنعمته دبّر حياتنا … من دون زواج أنجبت مريم عمانوئيل ابن الله، وجبل له الروح القدس منها جسداً نسجد له كما جاء في الكتب . ليكون واحداً تماماً مع شعاع الآب … واحد هو المسيح ابن الله الذي له يسجد الجميع في طبيعتين محفوظتين بأقنوميهما (أي فرادتيهما ) في شخص الابن الواحد. بلاهوته مولود من الآب منذ الأزل وفوق الزمن، وببشريته مولود من مريم في ملء الزمن… فلا لاهوته من جوهر أمه، ولا بشريته من جوهر أبيه، وكما أن الأقانيم الثالوث واحدة في الوجود (الجوهر)كذلك بنّوة المسيح واحدة بطبيعتين متحدتين في شخص واحد)). (حوذرا ،طبعة الهند جزء 1ص59 ). نصوص مختارة تعريف المصطلحات اللاهوتية : كلّ طبيعة تحدّد أقنومها وتتجلّى وتعرف، وكل أقنوم يظهر بالطبيعة التي تقوم به، وكل شخص مطبوع بأقنومه ومتميز به. لذلك لا يمكن معرفة الطبيعة بلا أقنوم ولا الأقنوم يقدر أن يقوم من دون الطبيعة، ولا الشخص يمكن أن يتميز بدون الأقنوم. إرفعوا الأقنوم وبينوا لنا الشخص وأزيلوا الطبيعة وهاتوا بالأقنوم. الطبيعة (فكرة)عامة غير مرئية، لا تعرف إلا بأقنومها … إنها تثبت وتتميز بالأقنوم… في حين الأقنوم يُدعى جوهراً فردياً، قائماً بذاته، غير قابل للانقسام، عددياً هو واحد، ويتميز عن الكثيرين ..الأقنوم ثابت بملامحه الطبيعية وخاضع للأشكال، والطبيعة التي تتضمّن أقنوماً تتميز عن سائر الأقانيم بفضل الخصوصيّات المتميزة التي تملكها في شخصها. لذلك (أقنوم)جبرائيل ليس أقنوم ميخائيل ولا أقنوم بولس هو نفس أقنوم بطرس. في الحقيقة في كل أقنوم، تُعرف الطبيعة العامة وتتميز بالعقل، وتصير فردية فالأقنوم لا يتضمن صفاتٍ مشتركة . الشخص، هو حقاً الخصائص التي يملكها الأقنوم ويميزها عن البقية، لذلك أقنوم بولس ليس أقنوم بطرس ولو هما متساويان في الطبيعة والأقنوم ولهم جسد ونفس ويعيشان عقلياً وجسدياً. إنهما يتميزان الواحد عن الآخر بواسطة الشخص الذي فرادته غير قابلة للانقسام . (الاتحاد159 _160/129). وحدة شخص المسيح : الله الكلمة، الواحد من الثالوث، إتخذ شخصه صورة الخادم وشوهد كإنسان، لم يصبح إنساناً بالأقنوم، بل بصورة الخادم: والآخذ والمأخوذ يتميزان. هو الواحد في الآخر، وهو نفسه واحد في شخص الابن، ولو ليس بنفس الطريقة: هو واحد بالطبيعة والآخر بالإتخاذ، لكنه هو نفسه شخص واحد في الألوهية والبشرية ولو ليس بالطريقة نفسها. هذا لا يعني أننا نفهم وجود شخصين للابن ولا أقنومين للكلمة، مثلما لا يوجد لأي إنسان منا شخصان. ليس ليسوع (الإنسان) أقنومان، بل شخص واحد للابن الواحد في الألوهية والبشرية. هكذا للمسيح شخص واحد ثابت ،وليس هناك مسيحان ،كما أن الابن واحد وليس هناك ابنان .إننا (نؤمن)أنّ في المسيح أقنومين ،لا أقنوماً مركباً ، كما يتصوّر الأشرار)). (المخطوطة الفاتيكانية السريانية رقم178 ص243 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برديصان الرهاوي | الولادة: 154 الوفاة: 222 برديصان، فيلسوف ومنجم وشاعر ومؤسس مدرسة في الرها. إنه صورة أخاذة وفاتنة بسبب فكره وأسلوبه مما جعل التلاميذ يترددون إليه. نَهجُهُ سقراطي وتأثره بالثقافة الهيلينية واضح. نال شهرة واسعة ليس في الشرق فحسب، بل في العالم الروماني أيضا، لربما لأن الرها كانت في زمانه مستعمرة رومانية. ولد برديصان في الرها، في 11 تموز عام154، في حضن عائلة نبيلة. والده يدعى نوحاما (بعث) وأمه نحشيرام (صيد). درس في الرها، وأخذ علومه العالية من فلاسفة زمانه. من المرجح إنه تعرف على ططيانس! ربما ولد وثنيا ثم اهتدى إلى المسيحية، وهو شاب يافع. قضى برديصان القسم الأول من نشاطه في بلاط أبجر التاسع (197 ـ 216 ) الذي عنى بالفنون والآداب والعلوم. وساهم برديصان في مساعي الملك الثقافية ويعد عملاق الأدب الرهاوي في عصر الملكية. على أثر احتلال الرومان الرها واغتيال ملكها، واقتياد ولديه اسيرين إلى روما. غادر برديصان المدينة إلى أرمينية حيث استقر وانصرف إلى البحث والكتابة لنشر المسيحية والدفاع عنها. توفي عام222، تاركاً ثلاثة أولاد، أشهرهم هرمونيوس. يقول تايكسيدور(Teixidor ): ((في كتاب اكتشف في بلاط ملك الرها، بعد قرن ونصف، يذكر أنه عرف برديصان في بلاط أبجر، وأنه كان رساما ومهندسا علاوة على كونه مفكراً)). تآليفه يُعزى إلى برديصان كتاب في الفلك، وثان في النور والظلام ، وثالث في المتحرك والثابت، ورابع في روحانية الحق، والّف مئة وخمسين ترنيمةً، على عدد مزامير داود، في الكتاب المقدس وأسلوبها، ضمنها آراءه الفلسفية واللاهوتية. وقد انتشرت بسرعة، تعلمها الناس وأخذوا ينشدونها كما يقول مار أفرام. هذه المزامير ضاعت وأُتلفت من قبل معاصريه مع بقية مؤلفاته، ولم يسلم منها سوى ما ينسبه إليه مار أفرام في أناشيده، وكتيب تحت عنوان ((شرائع البلدان)) وقد عنى بإنشائه وتقديمه على شكل حوار تلميذه فيليب. في هذا الكتيب يقدم الكاتب نماذج من شرائع شعوب وبلدان لإظهار مدى تأثيرها على حرية الفرد، متسلسلة من السرديس والهنود في الشرق، إلى اليونان والبريطان في الغرب ويتكلم أيضا عن الشريعة المسيحية وممارساتها. يصف اوسابيوسَ القيصري برديصان وصفا متميزا قائلاً: ((ظهر شخص يدعى برديصان، وهو شخص مقتدر جدا، وباحث ماهر باللغة السريانية. وقد كتب أبحاثاً ضد أتباع مركيون، وغيره ممن ابتدعوا آراء مختلفة. كتبها بلغته مع مؤلفات أخرى كثيرة.. ومن بينها بحث قوي عن القضاء والقدر: ومؤلفات أخرى يقال إنه كتبها بمناسبة الإضطهاد الذي حدث وقتئذٍ )) . لاهوته : كان برديصان فيلسوفاً ومنجماً أكثر منه لاهوتياً محترفاً، حاول التوفيق بين المسيحية والأفكار الفلسفية السائدة آنئذ، مثله مثل معاصريه: يوستينس وططيانس واقليمس الاسكندري. صحيح إن مار أفرام الذي جاء بعده بقرن، رفض آراءه ووصفها بأبشع العبارات وعدّها هرطقة ((البرديصانية)). لزم مقاومتها: ((من الذي سمّى برديصان باسم ديصان (النهر)، وخنق فيه برديصان أكثر من ديصان)). إلا أن الرجل لا يستحق كل هذه القسوة، يجب فهمه بحسب زمانه والإطار الذي فيه وردت آراءه، فاللاهوت كان لا يزال في بداياته. 1-الإيمان بالله الإيمان بالله، هو في غاية الأهمية، بالنسبة إلى برديصان الذي يرسم صورة قاتمة لمن لا إيمان لهم: ((كثيرون هم الذين لا إيمان لهم، ولم يتلقوا المعرفة من الحكمة الحقة، لذا لا يسعهم أن يتكلموا ويستنتجوا، وليس لهم أن يشتاقوا بسهولة إلى الإصغاء. فليس لديهم أساس الايمان ليبنوا عليه، ولا ثقة تدعم رجاءهم، فإنهم يشكون في الله، وليس فيهم مخافته لكي تنجيهم من جميع الخرافات، فالذين ليس لهم مخافة الله، يتعرضون لجميع الخرافات … إنهم يتيهون في أفكارهم ولا يستطيعون الاستقرار، ومذاق أفكارهم تافه في فمهم، وهم في كل حين خائفون، فزعون وثائرون)). أحدية الله ثابتة في نظر برديصان، لربما ضد أفكار مرقيون الذي يسميه ابن البحر والغنوصيين ، ولا نجد أي تلميحات إلى الثالوث المسيحي، وبخصوص المسيح والمسيحيين يقول: ((ماذا نقول عن ملتنا الجديدة نحن المسيحيين، وقد أقامها المسيح بمجيئه في كل بلد وكل الجهات. فنحن جميعا، حيثما كنا، ندعى مسيحيين باسم المسيح الواحد، ونجتمع في يوم واحد هو الأحد، ونمتنع عن الطعام في أيام معلومة)). 2-مفهومه للإنسان أنتروبولوجيا برديصان متأثرة بالكتاب المقدس. فالله هو الذي خلق الإنسان، وخلقه عاقلا وحرا وسيد المخلوقات، وساواه بالملائكة. وثلاثيته مقتبسة من الفلاسفة اليونان وبخاصة أفلاطون فالإنسان مركّب من جسد ونفس وعقل، ومركز حريته هو في عقله وليس في قوة بدنه، وهذا ما يميزه عن الحيوان. واهتم برديصان بموضوع الخير والشر والإرادة الحرة والقدر، ويؤكد أن طبيعة الإنسان أساسا صالحة، غير إن الظروف الخارجية، التي ليست بيده، تؤثر فيه، ومع هذا يبقى تصميمه الأخلاقي حرا: ((ولكونه ـ الإنسان ـ مخلوقا على صورة الله، فقد أُعطيت له هذه الأمور لخدمته في الحياة الزمنية، وأُعطي له أن يتصرف حسب إرادته الشخصية، وأن يعمل كل ما يستطيع عمله إن شاء وألا يعمله إن لم يشأ… من ثمة يظهر له أن جودة الله عظمت تجاه الإنسان، وأعطي حرية أكثر من جميع العناصر التي ذكرناها، لكي يتبرر بهذه الحرية، ويتصرف بنوع إلهي، ويمتزج بالملائكة الذين يحظون هم أيضا بحريتهم الشخصية)). وأمام اعتراض عويذا على ثقل الوصايا على طبيعة الإنسان. يجيب برديصان إن الخير هو من جوهر الطبيعة البشرية وإن عاش الإنسان بموجبه حصل على التناغم :((إن الخير يعود إلى الإنسان، لذا فهو يفرح إذ يعمل الصلاح أما الشر، فهو بتأثير من الشرير، لذا فإن الإنسان يفعل الشرور حينما يكون مضطربا وغير سليم في طبيعته)). برديصان من جانب آخر ثنائي النهج والفكر، فينسب الشر إلى العدو ـ ضد الخير، كما أن الظلام هو ضد النور. مع هذا لا ينسب أصل الشر إلى الله، أو يجعله قوة إلهية، كما لا ينسبه إلى جوهر الطبيعة البشرية. ينكر برديصان قيامة الجسد، لربما لأنه مثل الفلاسفة اليونانيين الذين يرون في الجسد مزيجاً من النجاسة، قد يكون بسبب ما يحمله الجسد من السوائل، لكنه يؤمن بقيامة الروح بحسب النظرة الثنائية التي تقول إن المادة فاسدة والروح طاهرة، المادة زائلة والروح خالدة، لذا يقتضي تحييد الجسد وتشفيفه لتتحرر الروح وتعود إلى سابق وجودها. إنه يؤمن بوجود سابق للنفس البشرية (قارن بعالم المثل لأفلاطون). إن نظرية المعرفة عنده تدخل في الخط الرواقي بحسب زمانه. 3-القضاء والقدر: يرى برديصان ثلاثة أسباب في أصل ما يحصل للإنسان من فقر وثروة وصحة ومرض، وهي خارج إرادته: أما بفعل القدر المتجسد في الأبراج السبعة، أو بسبب الطالع أو عقاباً من الله. خاصة لما يتصور وجود قدرته وحكمته بنسب غير محدودة في الكون. إن مفهوم برديصان للقدر يختلف تماما عن المفهوم الديني الذي يؤمن به البعض، والمتعلق بالله مسير كل شيء. يرى برديصان، كأهل زمانه، إن للأجرام السماوية تأثيرات على طبيعة الأرض والإنسان، فللمواسم نفوذ كبير على الغلات ـ الإقتصاد، وبالتالي على حياة الأنسان الجسدية والإجتماعية والروحية، فالحر والبرد وجودة الغلات ورداءتها كلها تطبع حياة الإنسان، تعرقلها أو تدفعها إلى الأمام، وفي ما عدا ذلك يؤكد برديصان أن الإنسان حر. وهذه النظرة تتماشى مع التعريف الذي يعطيه للقدر: ((لنتكلم الآن عن القدر ونبين إنه ليس مسلطاً على كل شيء، لأن ما يسمى بالقدر هو نفسه، نظام سير الأجرام السماوية والعناصر الممنوح لها من قبل الله. وحسب هذه السيرة وهذا انظام تتبدل العقول عندما تنحدر في النفس، وتتبدل الأنفس عندما تنزل في الجسد. وهذا التغيير نسميه قدرا وطالعا، وبميلاد هذا الخليط المركب، والذي يتنقى لاستعمال ما ينفع ويحصل بحنان الله ونعمته إلى نهاية العالم )). يستعمل برديصان لفظتين تقنيتين هما القضاء سرياني والقدر ـ أو الحظ سرياني وكثيرا ما يستعملهما كمرادفين لنفس المعنى. يقول برديصان ((يستطيع القدر كما رأينا. أن يخل بنظام الطبيعة، مثلما يستطيع الإنسان بحريته أن يربك نظام القدر، وأن يعيده إلى الوراء. طبعا ليس في كل شيء. كذلك لا يبلبل القدر الطبيعة في كل شيء. إن هذه العناصر الثلاثة: الطبيعة والقدر والحرية، كل واحد منها يحافظ على شكل وجوده إلى أن تكتمل الدائرة والمقياس والعدد كما قد جعلها ذاك الذي ـ الله ـ حدد وجود وكمال وجوهر ومقياس العناصر والطبائع. نصوص مختارة : قبل أيام، ذهبنا إلى زيارة أخينا ((شمشكرام)). وجاء برديصان والتقانا هناك. وحينما جسه ورأى بانه بحال حسنة، سألنا عما كنا نتحدث به قائلاً: ((إني سمعت صوتكم من الخارج لدى دخولي)) فإنه كان معتادا، حينما يسمعنا نتكلم عن شيء أمامه، أن يسألنا عن موضوع حديثنا، لكي يكلمنا عنه. فقلنا له : ((كان عويذا هذا يقول لنا :إن كان الله واحدا، كما تقولون، وهو الذي خلق البشر، ويرضى بما تؤمرون بالقيام به، فلماذا لم يخلق البشر بحيث لا يستطيعون أن يخطئوا، بل أن يفعلوا الخير كل حين، وبهذا كانت إرادته تكمل؟ قال له برديصان: ((قل لي ما هو قصدك، يا ابني عويذا: فاما إن الله ليس واحدا، وأما إنه واحد ولا يشاء أن يتصرف البشر بعدالة واستقامة؟)). قال عويذا: ((يا سيدي، إنما أنا سألت زملائي هؤلاء ليعطوني الجواب)). قال له برديصان: ((إن أردت التعلم، فخير لك أن تتعلم ممن هو أكبر منهم. وإن أردت أن تعلم، فلا داعي إلى طرح السؤال عليهم، بل أن تسمح لهم بأن يسألوك ما شاؤوا. فالمعلمون يسألون ولا يُسألون، وحينما يسألون، فإنما ذلك ليصلحوا رأي السائل، لكي يتسنى له أن يحسن طرح السؤال، فيعرف الآخرون ما هو رأيه. فإنه لأمر حسن أن يعرف المرء كيف يسأل)). قال عويذا: ((إنما أريد أن أتعلم. وإذا سألت أولا أخوتي هؤلاء، ذلك لأني أخجل منك)). قال برديصان: ((إنك تتكلم برياء. لكن أعلم أن من يسأل حسناً وهو يريد أن يعرف ويدنو من طريق الحق دون مواربة، لا يخزى ولا يخجل، لأنه بذلك يسبب فرحا لذاك الذي يسأل. فإذا كان لك شيء في فكرك عما سألت، فأفصح عنه لجميعنا، يا بني. وإذا نال استحساننا، فإننا سنشترك معك، وإلا فإن الضرورة تدفعنا إلى أن نصرّح لك لماذا لا يطيب لنا. فإذا أردت أن تسمع هذه الكلمة فقط، دون أن تقصد شيئا من ورائها، مثل إنسان دنا حديثا من التلاميذ وهو يسألهم عن أمور جديدة، فإني ساجيبك، لئلا تغادرنا دون فائدة. وإذا طاب لك كلامي في هذا الشأن، فلك عندنا أمور أخرى. وإن لم يطب لك، فإننا نقول ما لدينا دون تحفظ)). قال عويذا : ((أنا أيضا اشتاق جدا إلى الإصغاء والاقتناع، إذ لم أسمع هذا الكلام من إنسان آخر، بل قلته من ذاتي لأخوتي هؤلاء، ولم يريدوا أن يقنعوني، بل قالوا: ((آمن إيمانا، فيتسنى لك أن تعلم كل شيء. ((لكني لا يسعني أن أومن ما لم أقتنع )). قال برديصان: ((ليس عويذا وحده لا يريد أن يؤمن، بل كثيرون آخرون مثله. وإذ لا إيمان فيهم، فلا يستطيعون الاقتناع أيضا، بل يهدمون ويبنون دوما، ويوجدون خالين من معرفة الحقيقة كلها. ولأن عويذا لا يريد أن يؤمن، فإني أحدثكم أنتم الذين تؤمنون عما سأله، وسيتسنى له أن يسمع المزيد)). وشرع يقول لنا : كثيرون هم الذين لا إيمان لهم، ولم يتلقوا المعرفة من الحكمة الحقة. لذا لا يسعهم أن يقولوا ويستنتجوا، ولا هم يشتاقون بسهولة إلى الإصغاء. فليس لديهم أساس الإيمان ليبنوا عليه، ولا ثقة تدعم رجاءهم. فإنهم يشكون في الله، وليس فيهم مخافته لكي تُنجيهم من جميع الخرافات. فالذين لا مخافة الله فيهم، يتعرضون لجميع الخرافات. وليسوا متأكدين حتى من كونهم لا يؤمنون حسنا بالأمور المختلفة التي لا يؤمنون بها. إنما يتيهون في أفكارهم ولا يستطيعون الاستقرار، ومذاق أفكارهم تافه في فمهم، وهم في كل حين خائفون فزعون وثائرون. أما قول عويذا: لماذا لم يجعلنا الله لا نخطىء ونذنب، فلو كان الإنسان مصنوعا هكذا، لما كان سيد نفسه، بل لكان أداة بيد من يحركه. ومن المعلوم أن المحرك يحركه كما يشاء، للخير أو للشر. فماذا كان يميز الإنسان عن الكنارة التي يعزف بها آخر، أو عن العجلة التي يقودها آخر ؟ لأن الفخر والمذمة يعودان إلى الفاعل. إنما هي آلات موضوعة لاستعمال من له المعرفة. أما الله بجودته فلم يشأ أن يصنع الإنسان هكذا، بل سما به بالحرية فوق أمور عديدة، وساواه مع الملائكة. انظروا إلى الشمس والقمر والفلك وإلى سائر الأمور التي تفوقنا عظمة : فلم تمنح لها حرية ذاتية، بل كلها مثبتة بأمر بحيث تفعل حسبما أمرت به، دون شيء آخر . فلا تقول الشمس قط إني لا ارتفع في أواني، ولا القمر إني لا أتغير ولا انقص ولا أزيد، ولا أحد من الكواكب إني لا أشرق ولا أغرب، ولا البحر إني لا أحمل السفن ولا أقف عند حدودي، ولا الجبال إننا لا نقف في البلدان التي وضعنا فيها. ولا تقول الرياح إننا لا نهب. ولا الأرض إني لا احتوي واحتمل كل ما يوجد فوق سطحي. بل جميع هذه الأمور تعمل وتطيع أمرا واحدا. إنها آلات حكمة الله التي لا تخطأ. فلو كان كل شيء يخدم خدمة، فمن كان الذي يستخدمه ؟ ولو كان كل شيء يستخدم استخداماً. فمن كان الذي يستخدمه ؟ إذن لما كان شيء يتميز عن آخر. لأن ما هو واحد ولا تمييز فيه، فهو كائن لم يخلق بعد. لكن الأمور الضرورية للاستعمال وضعت تحت سلطة الإنسان. ولكونه مخلوقا على صورة الله. فقد أُعطيت له هذه الأمور لخدمته في الحياة الزمنية، وأُعطي له أن يتصرف حسب إرادته الشخصية، وأن يعمل كل ما يستطيع عمله إن شاء وألا يعمله إن لم يشأ، وهو يبرر ذاته أو يشجبها. فلو خلق بحيث لا يستطيع اقتراف الشر لئلا يكون مذنبا به، لكان الخير الذي يفعله أيضا ليس له ولا يتسنى له أن يتبرر به. فمن لا يفعل الخير أو الشر بإرادته، يعود تبريره وشجبه إلى ذاك الذي يؤثر فيه. من ثمة يظهر له أن جودة الله عظمت تجاه الإنسان، وأُعطي حرية أكثر من جميع هذه العناصر التي ذكرناها، لكي يتبرر بهذه الحرية ويتصرف بنوع إلهي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت مصدر آخر ولد برديصان بالرها وثنياً في 1 تموز سنة 154 م ونشأ في قصر ملكها معنو الثامن، ونال مع ابنه أبجر القسط الأوفى من العلم والأدب. وتنصّر وسُيّم شماساً وقيل قساً، لكنه تورّط في معتقدات فاسدة، ذلك أنه لم يكن قد انتهى من خبائث وثنيته القديمة فنبذته الكنيسة ومات سنة 222 + وكان من صدور الكتّاب البلغاء عبقرياً وفيلسوفاً جليلاً، وصنّف بالسريانية كتباً شتى لم يبق منها غير كتيب موسوم بشرائع البلدان، أملاه على تلميذه فيلبس، وناقش فيه قضية القضاء والقدر. ومن تصانيفه الضائعة كتاب في الفلك ذكره جرجس أسقف العرب، ومئة وخمسون نشيداً على طريقة مزامير داود. قال مار أفرام الذي ذكرها، انه ضمنها مذهبه الذي خرج به على الأرثوذكسية ولقنها الشبيبة الرهاوية بعد أن وقّعها على لحون شتى مطربة تخلب القلوب. فأنشأ شيعة عُرفت “بالديصانية” وضمت طبقة من أصحاب الثقافة والثراء. وحينما حلّ القديس أفرام بالرها 363 صرف همّه إلى معارضتها وقهرها بأناشيد على أوزانها وألحانها. كما هدى مار رابولا مطران الرها 435 + أكثر أشياعه إلى محجة الأرثوذكسية، فبقي منهم بقية انتثرت في بعض البلاد خصوصاً بلاد الفرس، وظل أعقابها حتى القرن العاشر. ولم يكن برديصان أبا الشعر السرياني وصانع أوزانه كما ارتأى المعاصرون لنا، فإن السريان قرضوا الشعر قبل زمانه بعهد بعيد غير أنه توسع في أوزانه وتفنن فيها. وقيل أنه نشأ له ابن اسمه هرمونيوس جوّد النظم وشاء أباه، وعلى هذه الرواية أجمع مؤرخو العصور القديمة والوسطى، بل أن سوزمين وثاودريط ذهبا أن الذي نظم النشائد ولقنها فتية الرها فطربت لها، إنما هو هرمونيوس وإياه ناهض امر أفرام، على أن ما وصل إلينا من أناشيد هذا الملفان، يفصح باسم برديصان لا باسم ابنه، ولم يبق من نشائد المبتدع سوى خمسة أبيات في كتاب لثاودورس ابن كوني من كتبة القرن السابع. وكان لبرديصان عدة أصحاب وتلاميذ نقلوا مصنّفاته إلى اليونانية. فوقعت كلها أو بعضها إلى أوسابيوس القيسراني الذي أثنى عليه في تاريخه الكنسي لاجتهاده في بادئة أمره بالوعظ، وذكر له محاورة ناهض بها مرقيون المبتدع. وكتاباً في الحظّ ذكره أيضاً ابيفانيوس وهيرونيمس ولم تتفق كلمة مؤرخي الأدب المعاصرين إذا كان هو غير كتيب “شرائع البلدان”. مزامير سليمان وتسابيحه المزامير والتسابيح الواحد والستون التي نُحلت سليمان الحكيم، وهي على وتر مزامير داود، عالية الإنشاء شائقة الأسلوب جميلة المعاني تحيطها النفحة الشعرية من سائر نواحيها، يشتمل أكثرها على مناجاة عذبة وتسابيح الله سبحانه والاعتصام بحبله وتعليق الرجاء الوطيد به والإجهار بقدرته وإرادته التي لا تردّ في تسيير الكائنات قاطبةً، وتفصح بالثالوث الأقدس وتجسد كلمة الله المسيح ومولده من العذراء وسلطانه وملكه. كشفت من زمن يسير عام 1909 إذ وقع المستشرق رندل هاريس الإنكليزي في بعض البلاد الواقعة على ضفاف دجلة، على كتاب سرياني صغير الحجم مخروم قليلاً من أوله وأخره مكتوب في أوائل القرن الخامس عشر بخط جلي حسن، يتضمن 42 ترتيلاً أومزموراً يغلب عليها الإختصار في 112 صفحة. ولدن معارضتها بنسخة قديمة في المتحف البريطاني رقم 14538 مخطوطة بقلم اسطرنجيلي يخالطه طرف من القلم الغربي، حوالي القرن العاشر أو الحادي عشر، وأصلها من خزانة دير السريان، وجد فيها زهاء تسعة عشر من التسابيح نُحلت سليمان وهي مطولة وينطوي أحدها على 52 آية. ورجع إلى مجموعة مستغربة يُقال لها (بيستيس سوفيا Pistis Sophia). تحتوي على بعض مزامير لسليمان باللغة القبطية الطيبية منقولاً إلى اللاتينية، نسخ منها ما خلت منه النسخة السريانية، ونشر هو والفُنس مِنغانَه المجموع كله بنصّه وفصّه ونقلاه إلى الإنكليزية عام 1916 معتمدين على النسخة المذكورة، ويريان أنه لا يعوزها سوى ست صفحات من الأول والأخر. وعمد العلماء إلى دراستها فرأى الرأي الغالب فيهم، اما أنها تأليف برديصان أو أحد أتباعه وأشياعه وجعلوا زمان وضعها أواخر المئة الثانية أو صدر المئة الثالثة، أو إنها من نسج بعض اللاادريين قبل عهد برديصان الذي طالعها، بل أن شابو يحسبها موضوعة أواخر القرن الأول أو صدر الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت نقلاً عن كتاب اللؤلؤ … | آباء وقديسون | |
| سهدونا | الولادة: – الوفاة: – إن اسم سهدونا أو مار طوريس (تصغير للفظة الشهيد)، معروف في تاريخ كنيسة المشرق، بسبب ما تركه من مؤلفات في الأدب الروحي. وبخصوص حياته، قلما نجد في مؤلفاته معلومات سيرَويّه واضحة له. إنما يذكر في كتاب ((السيرة الكاملة)) إنه ابن أرملة مسيحية مؤمنة وتقيّة، إستطاعت أن تغرس الإيمان في قلبه، وأن تقوده إلى الحياة الديرية منذ فجر شبابه، حيث لبس الثوب الرهباني، وإنه استمر في التردد إليها حتى بعد ذلك: ((أمي التي كانت تكرم الله ومن أجله رذلت العالم وعدّته نفاية … كانت تقول لي دوماً: يا بنيّ خير لي أن أموت من أن أحيا، إذا رأيتك، لا سمح الله، أسيرّ محبّة العالم كبقية الناس)). طبعة بيجان 11 _12 ). ثم عرف ناسكة اسمها ((شيرين)) يمتدحها كثيراً (ص7) ويقول إنه كان يتردد إليها للاسترشاد وكان عمرها ثمانين سنة ((إني كنت أذهب إليها مراراً لأنال منها البركات ))(ص8 _10 ). ولُد سهدونا في قرية هلمون أو حلمون على بعد 40 كم غربي مدينة العمادية أيام الشاه كسرى الثاني أبرويز (590 _628 )، وتلقى تعليمه الأول في دير مار ايثالاها، في ضاحية مدينة دهوك، وواصل تحصيله العلمي العالي في مدرسة نصيبين الشهيرة؛ ولربما كان راهباًناذراً، إذ نراه في دير ((بيث عابي)) بين سنة615 _620 يلبس الثوب الرهباني، من يد المؤسس يعقوب نفسه. وفي سنة629 _630 اختير أسقفاً لأبرشية (ماحوزي داريون) التابعة لمترابوليتية بيث كرماي، ونشاهده في عداد الوفد فوق العادة الذي أرسله الفرس عام630، برئاسة البطريرك ايشوعياب الثاني، لعقد معاهدة السلام مع الرومان. ولكن ما إن عاد الأسقف الجديد إلى كرسيه حتى راح يعلن جهاراً اتجاهه اللاهوتي المسيحاني، مما أثار سخط السلطة الكنسية الرسمية التي عدّته خارجاً عن تعليمها المألوف. فعقد البطريرك (مار إمه) مجمعاً في دير شمعون بقرب السن. وقرّر خلعه ونفيه إلى الرّها، حيث عاش زاهداً وحدانياً، إلا أنه لم يبقَ طويلا هناك، بل عاد إلى المنطقة، ملبياً دعوة مؤيديه؛ وعادت الأزمة من جديد إلى الكنيسة. وحالما تبوأ ايشوعياب الثالث السدة البطريركية، قام بحرم سهدونا، عاداً إيّاه ((هرطوقياً))، ونفاه إلى الرها حيث قضى سني حياته في النسك والكتابة . يذكر توما المرجي، نقلا عن جبرائيل تورتا، الرئيس الخامس لدير بيث عابي، إن جبرائيل سافر بنفسه إلى الرها لأقناع سهدونا بالتراجع والعودة ولكن سدّى: ((لما طرد سهدونا الشقي من الكنيسة، اضطُررت أنا جبرائيل، بغيرة نفسي المتقدة، إلى المضي إليه إلى الرها ))(الرؤساء ص68 ). ومات نحو649 ! تآليفه : لقد وصل إلينا، من مؤلفات سهدونا، كتاب واحد وخمس رسائل. أما المؤلفات الأخرى _التي يذكرها المرجي _فقد ضاعت . 1- كتاب السيرة الكاملة على الأرجح يعود تأليف هذا الكتاب إلى الفترة التي كان فيها سهدونا راهباً في دير ((بيث عابي)) وتلمح ((السيرة الكاملة )) إلى أن عمره كان ثمانٍ وعشرين سنة لما كتبه، بناءً على طلب رهبان (ديره أو آخرين ) لإرشادهم وتوجيههم في حياة الزهد والجهاد: ((أطلب منك يا يسوع، طبيب نفوسنا الصالح، أن تنظر إليّ من علياء مقدسك وأن تعضدني وتخلّصني برحمتك … فها إن الشرير يأسرني بضراوة، ولا أستطيع الدنو منك بدموعي … فأسند عجز توبتي، وانظر من مسكنك إلى تواضع نفسي، فها لي ثمان وعشرون سنة ملقى في مرض جسد الخطيئة الذي شفيته بجسدك)) (بيجان ص468 ). ويعكس الكتاب خبرة شخصية مستنيرة عارفة بدقائق الحياة الرهبانية من جميع أوجهها. وطروحاته تدل على تأصل الروحانية الرهبانية فيه. يقول عنه توما المرجي: ((وقد هام بالسيرة الفضلى وعكف على الحياة النسكية ..وشعر بالعذوبة التي تدرّها السيرة الفاضلة على النفس في قراراتها، وذلك واضح للعيان من المعاني الرفيعة المتضمنة في التآليف التي وضعها في السيرة النسكية ))(الرؤساء ص61 ). ينقسم الكتاب إلى جزئين: الأول كان يضم22 فصلاً، والثاني 14 فصلاً (حاليا المتبقي بحسب طبعة بيجان وده هاليه:الأول5 والثاني 14 ). يتناول الفصلان الأول والثاني السلوك المسيحي الذي ترتّبه المعمودية أو الولادة الجديدة، لذا يُحرض على عيش الفضيلة. ويُدعم تعليمه بأمثلة مقتبسة من حياة أباء الكتاب المقدس والقديسين الأولين. جاء الفصل الثالث والرابع بمثابة مدخل إلى السيرة الكاملة بحسب نظام الديريين المتوحدّين. أما الفصول الباقية فكّل منها يتناول فضيلة معينة أو ممارسة متميزّة، مثل: الإيمان، الرجاء المحبة، نبذ العالم، العفة، الصوم، الصلاة، التوبة، التواضع، الطاعة، الثبات، الفطنة … وكل فصل من هذه الفصول يؤلف محاضرة روحية، يعرضها بأسلوب مشوق حميمي، مشبع بصور كتابية وبنفس صوفي آسر. يضم الكتاب إلى جانب المواضيع الرهبانية طروحات مسيحانية. فسهدونا يقول ب: ((أقنوم واحد وطبيعتين في المسيح )) وفُهم أنه خلقيدوني (!)وهذه المصطلحات تتعارض بالطبع مع القانون الرسمي المألوف في كنيسة المشرق القائل ب:طبيعتين وأقنومين في شخص واحد )). 2-الرسائل . إلى جانب هذا الكتاب، لسهدونا خمس رسائل، وجهّها إلى رهبان أصدقاء؛ يتناول فيها مواضيع روحية متنوعة. عموماً يحذّر فيها الرهبان من التجوال لربما بسبب حركة المصلّين أي الغلاّة النشطين في هذه الفترة (الأولى ). ويدعوهم إلى التحفّظ في علاقاتهم مع العلمانيين (الثالثة ) ويذكّرهم بأركان الحياة التصوفية (الخامسة ). ويأسف لسقوط بعضهم، كما ويُلحق الخامسة بأقوال حكمية . لاهوته : 1-الحياة المكرسة : تقدّم لنا كتابات سهدونا معطيات قيّمة حول التنظيم الرهباني في كنيسة المشرق، كما اختبره هو بنفسه في بدايات القرن السابع. ويميز نوعين من الرهبان: الديريين والمتوحدين أحد ألقاب المسيح، (راجع بينّات أفراهاط الحكيم ). يعارض المؤلف مثال الدير أو الحياة المشتركة بمثال حياة التوحد في عيش الفضيلة والكمال، ويرى إنه من الضروري أن يمر الراهب أولا بحياة الدير،قبل أن ينتقل إلى التوّحد، لاختيار التناغم الخصب بين النظري والعملي Theoria /Praxis. آنذاك يقدر أن يحقق معنى التوّحد: ((أي معنى لهذا النمط، أي التوحد الكامل، غير الاتحاد الكامل بالله ؟ أن نكون وحدانيين يعني أن نتشبه بالله الواحد ونتبعه في كل شيء ونبقى في رفقته وحدّه ))(بيجان ص47 ). اتجاه سهدونا ومعظم الرهبان المشارقة اتجاه ثنائي: الجسد بؤرة شر وفساد، والروح هو العنصر الخالد الذي يجب تنقيته، من خلال تحييد الجسد بالإماتات وتشفيفه، في سبيل إطلاق الروح، والحصول على روحانية عميقة (من الروح القدس)، يقول: ((إن الهواء الذي نستنشقه يتنقى لما نرذل الجسد، ونحتقر روائحه الطيبة، التي تجرّنا إلى الأعمال القبيحة. وعندما يتطلع (المتوحد) إلى فوق إنما ينتزع عن الجسد، ويرتفع سرياً إلى روح الله ويمتلىء رائحة روحية … وهكذا يغدو الإنسان روحياً كلاً في الكل. ويسكن في العلى مع الله ويسكن الله في عمق قلبه المتواضع ))(بيجان ص37 )، على أي حال، يقدّم لنا سهدونا تفاصيل دقيقة عن تنظيم الحياة الرهبانية، كما كانت قائمة في زمانه، وبالإمكان مقارنتها مع معطيات كتاب الرؤساء لتوما المرجي وكتاب يوسف بوسنايا. فالراهب مثلاً يطيل صوم المؤمنين إلى صوم دائم ولا يتناول إلا وجبة واحدة عند الغروب، تقوم على الخبز والماء الزلال (الرسالة الرابعة). والصلوات _الفرضية _تشمل أوقات: الفجر والغروب والليل (الرسالة الرابعة)، ويذكر ليتورجيا الأحد والتدرّج الرهباني: المبتدئون والمرشدون والتأمليون والخدم . أما الأنماط الرهبانية فهي : 1- الديريون، يعيشون حياة مشتركة، أي في دير وبحسب قانون معّين . 2- المتوحدون: إنهم على مثال المسيح الوحيد والتسمية مقتبسة من لفظة (سرياني )) أي واحد أحد وبمعنى التوحيد في كل شيء (طبعة بيجان ص47 )، يسكنون في أكواخ أو مغاور محفورة في الصخور. يأتون إلى الدير في فترات متفاوتة ((السبت والأحد)). ولا يزال جبل القوش ومنطقة دهوك وزاخو في العراق، مملوءة بمئات القلاّيات ((الصوامع)) المنحوتة بتفنن في الصخر. ويذكر بين صنف الوحدانيين: 1-العناويم _ أي الفقراء، يصفهم سهدونا بكونهم يقتدون بالملائكة ويسكنون أدياراً مبنية على أسمائهم (بيجان ص5 ). 2-البكّاؤون _إن الآباء المشارقة يؤكدون على الدموع كممارسة توبوية متميزة. يقول سهدونا : ((على الراهب أن يعتمد معمودية ثانية بدموع التوبة على خطاياه، وينزع عنه العالم الذي فيه، ويميت الإنسان العتيق مع كل شهواته، ويغدو غريباً عن كل المنظورات، وإلا فهو لا يستحق أن يسلك في هذا المضمار ))(بيجان ص15 ). 3-الغرباء، ويصفهم سهدونا بأنهم ((غرباء عن العالم ومتحدون بالله ))_(بيجان ص13 ). 2-روحانيته : مفهوم الإنسان: في نظر سهدونا، يقوم على كونه مخلوقاً على صورة الله، وهي صورة ثابتة غير قابلة للتغيير. وينبغي أن تحاط بالاحترام والتقدير في حين المثال سرياني )) يقوم على التشبه الخلقي أي التخلّق بأخلاق الله، يقول: ((لتكن محبتنا للجميع فيّاضة للأخيار والأشرار على مثال الله الذي يُنزل مطره على الأبرار والأثمة (متى5/45 )، فلا نحبنّ الأقرباء ونكره الأعداء كسنّة ضيقة، ولا نحبنّ الذين يحبوننا ونهمل الباقين ..بل لنبرهن عن محبتنا للجميع، ونكرم صورة الله فيهم )). ويدعو إلى الثقة الكاملة بالله المهتم بالخليقة وبالإنسان الذي هو صورته ومثاله ((كم بالاحرى (يهتم بكم) أنتم المخلوقون على صورته الحية ومثاله الناطق )). في نظر سهدونا، كما هي الحال عند يعقوب السروجي، تكون الصورة ثابتة لا يمكن محوها، إما المثال فهو متحرك، ينمو أو يذبل بقدر ما يعيش الخير أو الشر . هذا الطباق لم يقتبسه المؤلف من ثنائية أفلاطون عالم المثل وعالم الحواس، بل نابع من ثنائية بولس الرسول: الجسد والروح. في نظره، إن ما يرثه البشر عن الأجداد، هو بالضبط جرح التقلّبات الذي يجعل كلّ جيل يجدد بدوره خطيئة آدم؛ ويكون بالتالي قد استحق حكم الموت، أي الطرد من الفردوس. يقول: ((ليحب كل إنسان التوبة، هذا الدواء الذي يحتاجه كل أبناء آدم، لأنه سرى إلى الجميع جرح الخطيئة ومعه حكم الموت الذي استحقه؛ لأن الجميع في كل الأجيال يخطأون ولو أن خطيئتهم لا تشبه معصية الشريعة)). لا يتكلم سهدونا عن الأهواء إلا عابراً، ولكنه يميّز بين أهواء الجسد وشهوات النفس: ((أي هوى جسدي شرير يمكن أن يسري في التائب الصادق ؟ إن هوى الجنس مع كل ما يرافقه قد انطفأ في جسده المعذّب والمنّهك بجهاد التوبة. كما إنه لا يمكن أن يشوشه الهوى من خلال النظر، فهو لا يقدر أن يشبعه من مشاهدة الناس بسبب خجله العفيف … كذلك لا يتشوش من الداخل فالشهوة قد ماتت فيه بسبب التعب، وأحلامه زالت بسبب الخوف النابع من التفكير بالدينونة )). إن العنصر الأساسي الذي يُغذي هذه الشهوات هو الخيرات المادية. واغراءات المائدة واغراءات الجسد التي تلج إلى الفرد من خلال الذاكرة والخيال: ((كثيرون هم الذين يهتمّون بجمع مواد لحياتهم وتكديس الأشياء فوق بعضها البعض وخزنها، معتقدين أن ذلك أمر اعتيادي؛ إلا أن جمع المواد الصغيرة أكثر من الحاجة، هو _كما أظن _دليل على الجشع والمحبة المفرطة للأمور الزائلة … )) ليس للشهوة قيمة خلقية، إلا حينما ترتبط بالإرادة، آنذاك تصبح رذيلة أو فضيلة، أما إذا كانت عفوية أي غير واعية فلا قيمة لها: ((فلنجتهدّنّ إذن في الثبات على الصوم، كما علّمنا محيينا، بدون أن نترك الشهوة تستعبدنا. ولما نكون متألمين جداً من الجوع يهون علينا التغلّب على الشهوة ونتحمل جوع الجسد لما نغذّيه حسب حاجته من دون هوى شهواني. أسمي الشهوة عندما يرخي الإنسان العنان للأفكار الشريرة، أو يتيه في تمنيات المتعة )). من كل ما سبق نستنتج أنّ روحانية سهدونا تقوم على طباق بولس، أي الإنسانين ((الخارجي والداخلي ))، وإن الممارسات التي يقوم بها الراهب من صلاة وزهد وتضحية وتوبة ومحاربة الشهوات ليس لها إلا قيمة نسبية، فهي تعدّ الإنسان الداخلي لتنفتح فيه ((ثمار الروح ))أي الفضائل الكاملة : الإيمان والرجاء والمحبة (طالع الفصل الثاني من الجزء الثاني من السيرة الكاملة والرسالة الخامسة ). والمحبة تؤمن حضور الثالوث الأقدس في النفس، آنذاك يكون قد وصل حقيقة إلى ذروة الكمال. لذلك يتكلم سهدونا عن ارتقاء الراهب إلى الاتحاد الصوفي (بالسريانية رازانايا، أي التوغّل في معرفة سر _حقيقة _الله ) ويبتعد بالتالي عن مفهوم أفغريوس البنطي (Theoria). ويعطي للقلب الأولوية على العقل أو أقله بينهما تعارض. ولما يكون القلب مستنيراً بالمعرفة يتكثف الحب بدوره. إن هذا الارتقاء غير المنقطع يرفع النفس إلى الله، ويحصل الراهب بالتالي، على السكينة (شليا )، ويصل الحبّ إلى هدفه، ويستحيل التعبير عنه، وتبدأ الرؤية تنجلي وتتنقى حالما تنسكب في النور الآلهي وينكشف وجهه البهي: ((لا يسلّم الله ذاته إلا إلى القلب الطاهر، والقلب الطاهر هو وحده قادر على مشاهدة الله من خلال الإيمان ))؛ و((إن حكمة الكاملين الصوفية (السرية _رازانيتا) تقوم على سر الله، ولا يستطيع غريبٌ ما أن يقترب منه: ((إن سرّي لي)) يقول الرب، ((إن السر لي، إن السر لي ولبني بيتي ))(اشعيا 24 _16 ). إن الذي يدخل إلي بيت الله (بيتايوثا _حميمية ) وليس نقيا بما يكفي، ليغسل ذاته بالنقاء، حتى يغدو نيراً برؤية الله وسماع كلماته الإيمانية. وليقف على سفح الجبل لأنه غير قادر على استيعاب كل الكلام على الله، وليحافظ على الرؤية ولو من بعيد. فإنه يقدر أن يستقبل قبساً من نور مجده، وأن يسمع صوته من بعيد، وليتهذب تماماً بقرب من تسلق جبل الإيمان ووصل إلى الله بفضل نقاوته العظيمة، وأن يستتر معه في العالم من خلال الغمامة إلى أن يشرق عليه النور. وعندما يتهذب يقدر أن يقود الآخرين إلى هذا الاختبار)). ((ويكون قلبهم قد حصل على السلام الدائم في عمق الخلوة في الصحراء حيث يصعب أن يقبلوا أقلّ شويش، وحتى صوت العصفور الطائر لا يقدر أن يسرقهم سكينتهم. إنهم يتأملّون من دون انقطاع في الأمور الآلهية … لذا يليق أن يفيض عليهم الرب السكينة )). آراؤه اللاهوتية : إن الفصل المخصص للإيمان، من كتاب السيرة الكاملة، بحث منهجي منّسق، نادراً ما نجده عند آبائنا المشرقيين. ويتمتع الكاتب بشفافية وروحية عميقتين. فهو لا يتهم أحداً ولا يتهجم على أحد، ولا يذكر اسم أحد بأنه هرطوقي، بل ما يعرضه، كما يقول، هو إيمان الكنيسة المقدسة المسلم إليها من الرب، أو الذي نقله الكتاب المقدس والرسل والآباء . أ_ثالوثه : شروحاته مفيدة لمعرفة تاريخ اللاهوت المشرقي. تعليمه حول الثالوث ثابت، هو نفسه المتناقل في الكنائس كافة. وجود الله أمر ثابت وكذلك أقانيمه وصفاته وأفعاله. ومعرفته فطرية في الإنسان. إنها في ضميره ((ترعيثا)). فكل الناس يؤمنون بوجوده وهذا من الناموس الطبيعي ((ناموساً كيانايا)). ولكن المعرفة الحقّ تأتينا من الوحي، الكتاب المقدس. يعتقد سهدونا أنّ وجود الله حقيقة مسلم بها ولا يمكن إلا قبولها من دون نقاش أو فحص، شأنه في ذلك شأن المشارقة في حسّهم العميق لسر الله وسموه. فيؤكد أنه: ((ليس في وسعنا سوى أن نؤمن بوجوده، وبوجوده الجوهري وباسمه الذي هو منذ الأزل)). أقانيم الثالوث متساوية وغير منقسمة وهي: الآب والابن والروح القدس ((يبقون متحّدين من دون فصل، ولكن ليس من دون تمييز ولا يحصرهم شيء … ياللعجب العجاب، إننا نؤمن بالله الواحد الأحد، ونعترف في الوقت نفسه بأنه ثالوث، من دون أن نزيل الوحدانية، كما أننا باعترافنا بالوحدانية لا نلاشي الثالوث. إن وجود آلة واحد لا يعني وجود أقنوم واحد، كما أن وجود ثلاثة أقانيم لا يؤدي إلى وجود ثلاثة آلهة. إن الطبيعة الآلهية واحدة ومتميزة … وليس من حقنا أن نفحص لماذا هي هكذا، لأن موضوع الله لا يُدَرك …).وفي الصفحة نفسها يستشهد بمثل الشمس المألوف: القرص والحرارة والنور، ثلاث حقائق متميزة لكنها شمس واحدة. وكبقية الشرقيين، يرى سهدونا أن الله الآب هو مصدر الابن والروح، وإن الروح القدس ينبثق من الآب وليس كما نجده لدى الآباء الغربيين ((ينبثق من الآب والابن )). يقول: ((إن الآب موجود من دون بداية وعلّة. إنه الوالد _المصدر _منذ الأزل؛ والابن مولود منه بالجوهر، وكذلك الروح القدس منبثق منه منذ الأبد. أنّ الآب غير مولود وغير منبثق لأنه المصدر. وإن الابن لا يلد ولا ينبثق لأنه مولود، وإن الروح القدس ينبثق فقط وليس والداً ولا مولوداً وهذا لا يعني وجود فاصل زمني بين هذه العمليات الآلهية، كونها عملية أزلية . ب_مسيحانيته : تختلف مسيحانية سهدونا عن التعليم الرسمي المألوف في كنيسته، ولكنه يبقى في الخط الكتابي والانطاكي، أي الخط التاريخي التصاعدي فالمسيح هو ((كلمة الله وصورته وابنه الوحيد، وهو كامل في كل شيء مثل الآب والروح القدس. لاشى نفسَه حباً بأبيه ومحبةً بنا، آخذاً من جنسنا صورة العبد، أي طبيعة كاملة، (كيانا مشملانا ))، مثل طبيعتنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. وجُبلت من الروح القدس، بشكل عجيب، ومن مريم البتول ومن دون زرع رجل. وسكن فيها بالاتحاد منذ البشارة؛ كما في هيكل ممجد لسيادته، وتربّى بحسب نظام الطبيعة _ما عدا الزواج _في الرحم كما في خارجه، وكان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أمام الله وأمام البشر. والطبيعة البشرية هذه اتحد بها الله الكلمة منذ تكوينها وإلى الأبد وبشكل سام. ومعها صار أقنوماً واحداً في الاتحاد العجيب الذي لا يوصف)). يستعمل هنا سهدونا لفظة ((كيانا)) بمعنى الطبيعة الفردية العينية، عكس ما هو معتاد في كنيسة المشرق حيث ((كيانا)) تعني طبيعة مجرّدة. ولديه يصبح الأقنوم مرادفاً للشخص. إن شخص ((فرصوفا)) الابن واحد وليس اثنين، إنه اثنان من حيث الطبيعة: الآلهية والبشرية، لكنه ابن واحد. هناك طبيعتان متميزتان من حيث الخواص ولكن الشخص هو واحد ومتساو في البنّوة ولو أنه متميز بالطبيعة. إنه موجود في كل منهما بواسطة الاتحاد من دون أن ينقسم إلى اثنين )). سهدونا يتكلم عن الاتحاد الأقنومي وعن المشاركة في الخواص من دون أيّ حرج ،ولو ليس بنفس المستوى : ((إن اتحاد الله والإنسان، اتحاد عظيم وعجيب، ولهذا يقال إن كل طبيعة تشترك في خواص الأخرى من دون أن تفقد هي خواصها الذاتية أو تتغير. فالآلهي يُنسب إلى البشري وبالعكس، بفضل الاتحاد … إن ابن الله وكلمة الله يدعى ابن البشر بسبب الطبيعة البشرية المأخوذة من جنسنا … وشخص المسيح الواحد هو نفسه ابن الله وابن الإنسان، والطبيعتان الالهية والبشرية كاملتان ومتحدتان في شخص الابن الواحد وتحافظان على خواصهما، من دون فصل ولا ذوبان، منذ البشارة وإلى الأبد. هكذا يُنسب إلى الشخص الواحد _في الاتحاد _يسوع المسيح ابن الله _الألم والضعف اللذين يخصان الطبيعة الجسدية المولودة من مريم، مثلما تُنسب إليه المعجزات والأفعال السامية التي تخصّ كلمة الله المولود من الآب . وينهي شرحه قائلاً: ((إن شخص المسيح هذا يُعرف بأنه واحد في الاتحاد وليس جوهراً مركباً من طبيعتين … إنه شخص أقنومي للطبيعتين وليس شخصاً أدبياً ..مثل الصورة والسفير. وبالنسبة إلى ربنا يسوع المسيح ليس هكذا، إنما هو حقيقة بطبيعتين، بهما يظهر ويتجلّى، وهما قريبتان ومتحدتان في الشخص الأقنومي للابن. ويدعم براهينه باستشهادات من الكتاب المقدس ويختم بأن هذا هو إيمان الكنيسة المقدسة . نصوص مختارة المحبّة المطلقة تجعل الإنسان هيكلاً للثالوث محبّة الله يَجمُل بالمؤمنين الصادقين المعتمدين على رجائهم بالله، الذين ينتظرون خيراته، وتتوق قلوبهم إليه، ويغموهم الروح، أن يتمنطقوا بمحبة الله كثيراً. بها يرتفع ويتدرّج بناءُ قداستهم المجيد، وكمرجانة متعددة الجمال يتلألأ منظُرها. بها يُشرق ويُشّع إكليل إيمانهم الذهبي الخالص. إنها كمالُ جمال مخافة الله وطريق البلوغ إلى ذروة الكمال العظيم في القداسة. فيها يجد كلُ الناموس كماله وتمامه. وكلُ مسيرة القداسة بها تَبلغ كمالها. كذلك الإيمان والرجاء بها يُحفظان ويثبتان. إنها أعظم منهما. (المحبة) مزيّنة بمواهب الله المتعددة وهي أولها وإليها تصبو، وبها تجتمع، وبواسطتها يتحول الإنسان مسكناً للثالوث. بها يتّحد الإنسان بالله ويندمج فيه، ولا يكون له إرادة سوى إرادة الله. المحبة تفوق كلّ أعمال الخير وكلّ مواهب الله. وبدونها يُعد كل شيء باطلاً. على هذه المحبة يشهد الطوباوي بولس قائلاً: ((تشوقوا إلى المواهب العظمى، وإني أدلّكم على أفضل الطرق ))(1 قور 12 _13 ). تُرى ما هو هذا السبيل الأفضل ؟ إنه المحبة المطلقة. من دونها يعدّ التكلم بلغات الناس والملائكة وكل الحكمة خَرساً، ولا تنفع موهبة النبوءة ومعرفة كل أسرار الله الخفيّة، ولا الإيمان العظيم ناقل الجبال، ولا أعمال الرحمة، وتفريق الأموال على الفقراء تجدي نفعاً (1 قور1 :8 _13 ). وماذا أقول بعد ؟ حتى ولا درجة الاستشهاد العظيم والمجيد، ولا إحراق الجسد بالنار ينفع شيئاً من دون المحبة. المحبة حليمة مترفّقة، لا تحزنُ في الشدّة، ولا تخاصمُ الذين يجابهونها، إنما تصبر على كل شيء، وتتحمل كل شيء بطول اناة، ولا تحسد ولا تفكر سوءاً بالخيرات التي يملكها الآخرون، ولا ترتبك أو تخاف ممّا يحدث لها مصادفة ولا تتعجرف جهلاً أو تتكبر من دون إدراك بما تملكه، ولا تسعى إلى فعل ما هو مخز ولا تبحث عمّا هو لها. (المحبة ) لا تعرفُ الحسد ولا الغضب باطلاً، ولا تفكر سوءاً، وتتجنّبُ كل فرح بالأثم، وغريبةٌ عن كل أفعال الخطيئة، بل تفرح بالحق، وتتنعم وتبتهج بالبرّ الصادق وتُسّر ومن أجله تتحمّل كلّ شيء، وترجو كلّ شيء. المحبة تصدق كل شيء، وتصبر على كل شيء، ولا تزول أبداً، ولا تسقط من درجتها الحقيقية أبداً (1 قور13 :4 _9 ). هذا كلّه تفعله محبة الله في الذين يقتنونه. ويتمّ فيهم كل ما هو جميل وينال كماله كما قال الرسول . بإيجاز إنه (الله) يفيض عليهم كلّ خيراته، فهو على كل شيء قدير، وهو الكائن الذي يملك كلّ كمال الوصايا من دون حد وحيثما توجد محبة الله فكل الوصايا ترافقها مجتمعة، لأنّ من يحب الله لا يمكنه مخالفة إحدى الوصايا أو نسخها. لأنّ مصداقية محبته تظهر في تطبيق وصاياه كما قال: ((من يحبّني يحفظ وصاياي ((وأيضاً)) إن كنتم تحبونني، حفظتم وصاياي )).(يوحنا 14/15 )، وأيضاً من تلقّى وصاياي وحفظها، فذاك يحبّني والذي يحبني يُحبّه أبي وأنا أحبه أيضاً، وأظهر له ذاتي))(يوحنا 14/21) ((ونأتي إليه ونجعل عنده مقامنا))(يوحنا14/23 ). آرأيت كيف أنّ كل القداسة، التي تأتي من حفظ الوصايا، تكتمل بالمحبة ؟ وكيف أن من له المحبة، يصبح هيكلاً للثالوث الأقدس، ويتمتع بالمشاهدة الإلهية بشكل خفي ؟ فطوبى لمن هو جديرٌ بهذه المشاهدة، وجدير بأن تقيم فيه المحبة ! طوبى لمن إرتاحت الألوهة داخله! إنه حقاً يسكن منذ الآن في ملكوت السموات! وما الملكوت، إن لم يكن السعادة مع الله ؟ وما السعادة مع الله، إن لم تكن الإبتهاج والفرح بحبه، والنظر المنصبّ دوماً عليه، وارتكاض النفس إليه؟ كم هو صحيح كلام الرب: ((إن ملكوت الله هو في داخلكم))؟ (لوقا17/21 ). لأنّ من يملك محبة الله في ذاته، يملك الله عينه. فكيف لا يملك الملكوت في داخله ؟ ما أعظم الإنسان الذي له المحبة، والذي أسكن الله _الذي هو المحبة _في قلبه !(راجع1 يوحنا164 )، وكم هو عجيب هذا القلب الصغير المحدود الذي أوى روحياً ذاك الذي لا تستطيع السماء والأرض احتواءه ! يا عين القلب المستنيرة (أفسس 1/18 )التي بنقاوتها ترى بوضوح من يستر السيرافيم وجههم أمام رؤيته (اشعيا6/2). ((من يُحبني يحبه أبي، وأنا أيضاً أحبه وأظُهر له نفسي، ونأتي إليه ونجعل عنده مقامنا ))(يوحنا14/23 ) أين إذن يحب الله إن لم يَكُن في القلب ؟ وأين سيظهر نفسه إن لم يكن هناك؟ فقد قيل ((طوبى لأنقياء القلوب فإنهم سيُعاينون الله ))(متى5/8 )، أين إذا يسكن الله إن لم يكن داخل القلب؟ فقد كُتب أيضاً : ((سأسكن فيهم وأسير بهم))(راجع2 قورنثيه 6/16 ؛تثنية الاشتراع27 :11 _12 ؛الأخبار1413 ). أرايت كم هو واسع القلب النقي والمفعم بالمحبة، بما أنّ الله يستطيع السير فيه حقا !(السيرة الكاملة ص 188 _192 ). محبّة الأخوة : لنبتعدنّ أذن عن الإقتداء بالشيطان، ولنتشبّه بالله كأبناء محبّين، ولنحب بعضنا بعضاً بنيّةٍ صافية، وليس كحُبّنا لأنفسنا، بل كما يوصي ((العهد الجديد)) أن نحب مثلما أحب المسيح، وكما أوصى عهده الجديد: ((وصية جديدة أعطيكم )) وما هي وصيتك هذه يا سيد؟)) وصيّتي هي أن تحبوا بعضكم بعضا ))(يوحنا13/34 ). يا سيد كيف يظهر كمال هذه المحبة التي لا شبيه لها؟ ((عندما يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه))(يوحنا15/13 ). تُرى ما أعظم وصية المحبة الجديدة التي تتطلب الإقتداء به (المسيح) هو الذي أحبنا كأصدقاء، وبذل نفسه من أجلنا، في حين نحن بسبب أعمالنا الشريرة لا نسلك طريقه! هكذا علينا أن نحبّ الآخرين، وأن يبذل كلُ إنسان نفسه في سبيل رفيقه، بهذا نُظهر صداقتنا الحقيقية له ويعرفنا الجميع أننا تلاميذه، أي عندما نُطبّق جميع ما يوصينا به ونحب بعضنا البعض وفق وصيّته : ((أنتم أحبائي إن فعلتم جميع ما أوصيتكم به))(يوحنا 1415 )، ((وبهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذي إن أحببتم الواحد الآخر))(يوحنا 13/35). إن من يقول إني أحب الله ولا يحب أخاه، كاذب لا حقَ فيه ((لأنّ الذي لا يحب أخاه وهو يراه، كيف يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه ؟))(1 يوحنا4 :20 _21) لنحبّن إذن الإخوة حتى يشرق فينا نور محبة الله الكاملة، فينقشع عنّا الظلام والبغض الداكن، ونثبت في محبة وصداقة بعضنا البعض. في الحقيقة إن الحسد والبغض هما ظلام كما كُتب: ((من زَعَم إنه في النور وهو لا يحب أخاه، لم يخرج من الظلام. من أحب أخاه، كان مقيماً في النور، ولا خوف عليه من العثار. أما من لا يحب أخاه فهو في الظلام، يخبط في الظلام، لا يدري إلى أين يسير، لأن الظلام أعمى عينيه (1يوحنا 2 :9 _11 ). (السيرة الكاملة ص 208 _209 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمعون دطيبوثه | الولادة: – الوفاة: – قلما نجد اسم شمعون في خلاصات الأدب السرياني، إنه شخص غير مشهور بسبب عدم نشر مؤلفاته التي كانت طيّ المخطوطات في المكتبات العالمية، إلى أن قام الفونس منكنا بنشر بعض مقالاته في الثلاثينيات من هذا القرن. وكذلك الإيطالي باولو بيتيولو الذي ترجم إلى الإيطالية عام1992 معظم المقالات التي وصلت إلينا. لكن شمعون معروف لدى أدباء القرون الوسطى، وهم يذكرونه بإعجاب، بسبب علمه وروحانيته. فقد ذكره ابن العبري (+1286 )في تاريخه الكنسي في سياق حديثه عن الجاثليق حنانيشوع الأعرج (685 _700 )، إذ يقول: ((إن شخصاًًًً يدعى شمعون دطيبوثه عاش في أيامه (أي في أيام حنانيشوع) وإنه كان طبيبا ماهرا وكان يحب حياة الزهد وألفّ كتاباً عن الحياة المكرسة دعاه ((النعمة)) ولُقب باسم كتابه، أي شمعون صاحب كتاب النعمة ((طيبوثا)). وفي كتابه الآخر تاريخ الأزمنة Chronography. يورد اسم الراهب شمعون دطيبوثه ضمن قائمة أسماء الأطباء السريان. ويقول عبد يشوع الصوباوي في فهرس المؤلفين المشارقة : ((لشمعون من طيبوثا (كذا) كتاب واحد في السيرة وآخر في الطب وآخر في تفسير أسرار القلاية. وهناك ملاحظة أخرى وردت عنه في كتاب الديورة ليشوعدناح مطران البصرة: ((مار كني الذي نصب ديرا في بلد كشكر، انطلق إلى جبل ايزلا عند مار إبراهيم واقتبل الاسكيم من القديس…وإن القديس مار شمعون طيبوثا الذي دعي لوقا، شهد وأعلن فضائل مار كني)). من كل ما تقدم نستنتج أن شمعون عاش في القرن السابع، في أوج الحركة الروحانية السريانية، ودخل دير الراهب شابور بقرب (الأهواز) حيث كان اسحق النينوي قد لجأ إليه سنة 659 بعد استقالته من منصب أسقف نينوى، على الأرجح تعرف إليه. وقد يكون قصد دير ايزلا، محجّة الرهبان المشارقة! إن شمعون اكتسب ثقافة إنسانية وطبيّة إلى جانب ثقافته اللاهوتية والروحانية. وعموماً كان القدامى يدمجون الدراستين الروحية والعلمية، لأن الدراسة العلمية تساعدهم على فهم الأمور الروحية، ولأن معرفتهم الدقيقة لوظائف أعضاء الجسد تسهل عليهم أمر ترويضها في سبيل إطلاق الروح. وهو كسائر الروحانيين المشرقيين متأثر بافغريوس البنطي وديونيسيوس المنحول وبآباء الصحراء وبالروحانيين المشرقيين السابقين أمثال مكاريوس (السرياني) ويوحنا المتوحد والأنبا اشعيا واسحق النينوي… تآليفه : 1-كتاب النعمة 2- ميمر في القامات المتميزة (المخطوط الفاتيكاني السرياني رقم562ص34 _52 ). 3- غذاء المعرفة وتقدم السيرة (المخطوط السينائي السرياني رقم14 (88 _89_99 _100 ،101 _102 ). 4- الطرق العديدة للصلاة (مجموعة منكنا السريانية رقم 186 ص156 _162 ). 5- وقد قام منكنا بنشر خطابين لشمعون في تكريس الصومعة، في مجموعته دراسات وودبروك مجلد7 (سنة1934 )ص282 _320 ) وقد اعتمد المخطوطة السريانية المرقمة 1289 العائدة إلى مكتبة بطريركية الكلدان _الموصل. أما كتابه عن الطب فقد ضاع أما الإيطالي بيتيولو، فهذه عناوين المقالات التي ترجمها والتي يتفاوت طولها من صفحة إلى35 صفحة: – التناغم بين الأعمال الجسدية والنفسية – تغذية المعرفة بالحقيقة – تأويل كتاب القديس ديونيسيوس المنحول – غذاء النفس – المشاهدة الروحية (التأمل) – معنى النفس – القامات المتميزة للحياة الروحية – معنى المشاهدة (التأمل) – تدرّج السيرة – ما هو العقل – تطويبات تدرّج السيرة – الصلاة – الإهمال الحاصل سهواً – نمو السيرة – تذوق الملك والعذاب – مسالك الجهل – دواء التوبة – الأعمال الطوعية – العادات والأهواء – صعود السيرة وسقوطها – دواء العقل المظلم – الطرق العديدة للصلاة – ثمار التوحّد – أسئلة طرحها على الراهب شابور – المعرفة الروحية وكيفية اكتسابها – ما معنى أن الإنسان مخلوق على صورة الله ،ويتناول فيه الجوانب العديدة من نشاط الإنسان . – ممارسة المذابح الثلاثة – قوى الإنسان الداخلية والخارجية – أنواع المعرفة الثلاثة – خطاب ليوم تكريس الصومعة روحانيته : إن الكلمات روحي، روحية، روحاني، روحانية، كلمات ترتبط بالروح، روح الله الذي نسميه الروح القدس، والروحانية هي عملية روحنة العالم الذي نعيش فيه على مثال المسيح…ترتكز هذه العملية على فعل الروح القدس الذي يملأ حياة المؤمن حتى أنه يخترق كل شيء ليحييه ((الروح يحيي ))(2 قور 3/6 ). فالروح القدس يساعد على تقديس حياة الإنسان بكل أبعادها وتأليهها. والروحانية في الأدب المسيحي هي دراسة السبل والأنماط المتعددة التي مارسها الآباء لتقديس ذاتهم بالروح القدس من خلال عيش الإيمان عيشاً وجدانياً (القلب – الحب ) على مثال المسيح وفي الواقع اليومي. ينضم شمعون إلى التقليد المشرقي الواسع و ((المجمّع)) من عناصر عديدة ومختلفة، فهو يقتبس من اسحق النينوي الذي على الأرجح تعرف إليه لأنه عاش في الدير نفسه ((مار شابور في جبل ماتوت ))، ومن آخرين كما ذكرنا أعلاه. وهو متأثر بالغنوصية. يلجأ شمعون مرارا إلى الرمز للتعبير عما يريد قوله، مستخدما بخاصة رمز الورق والثمر لتبيان نمو الشجرة، ولتوضيح العلاقة القائمة بين المشاهدة الروحية (التأمل) وثمارها. وهو يستند إلى نص الرسالة إلى غلاطية : ((أما ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام وطول الاناة واللطف ودماثة الأخلاق والأمانة والوداعة والعفاف ))(غلاطية 5 _22 ). التأمل أو المشاهدة : إن معرفة التأمل في نظر شمعون هي في طبيعة الإنسان، ويستند إلى كتابات ديونيسيوس المنحول. ويرى ثلاثة أنواع من المعرفة : 1-المعرفة الطبيعية وهي المتعلقة بالأمور الحسيّة المنظورة وتسبق حركة الحرية . 2- المعرفة العلمية وتنطلق من القوى الخاصة بالطبائع المنظورة وتنقسم إلى الرياضيات والفلكيات . 3-المعرفة الإلهية أو المشاهدة الروحية وتتعلق بالله الكائن الواجب الوجود وتتم من خلال العقل والنعمة، وهذا ما يسميه لاهوتاً. يدمج شمعون سير هذه المراحل الثلاث للتأمل بالتدبير، أي بتجلي نعمة الله لنا بيسوع المسيح، يقول: ((يعرف الآباء هذه المراحل الثلاث للتأمل بالتدبير أي ظهور نعمة الله لنا، والتي نقلتنا من ظلام الكلام وكثافة الجسد إلى المعرفة العقلية الخفية والعاملة في كل شيء. وهكذا نتجاوز الحواس ونتمتع بمشاهدة (تأمل) الأمور الروحية)). ويسمى هذه المشاهدة الملكوت إن هذه الخبرة الصوفية هي مع الثالوث الأقدس من جهة ،والمسيح من جهة أخرى: ((هذا هو التعليم الذي يسميه الرب ملكوت الله أي التأمل الكامل في الثالوث الأقدس وفي معرفة تدبير محيينا الذي هو جزء منه، فقد قال(المسيح) إن ملكوت الله هو فيكم، فلا يأتي على وجه يراقب ولن يقال هو هنا أو هناك ))(لوقا 17 :20 _21 ). إذاً ملكوت الله هو المعرفة الخاصة بالسماويات. والفقراء بالروح (متى5 _3 ) هم الذين بلغوا درجة الكمال، إنهم بتواضعهم كالأطفال وبفقرهم إلى المعرفة أدركوا المعرفة الحقيقية. إن هذه الحياة الواعية والسلوك الروحي في الله ((يرتكزان على تأوين تطبيق الوصايا وعلى التأمل في كل شيء)) . والسلوك الروحي يمر بثلاث مراحل: ((إن السلوك الذي على الإنسان أن يتمرس فيه ليتدرج حتى يصل إلى الروحانية يمر بثلاث مراحل: الألم وعدم الشعور بالألم والنقاء والقداسة. تقوم المرحلة الأولى على معرفة الإنسان لذاته واستئصال أعمال الخطيئة والتوبة والبكاء بمرارة على الحياة الماضية. والثانية تبدأ بتمييز أعمال العقل وبتطبيق الوصايا بدقة وقوة. أما المرحلة الثالثة فيصلها المتوحد مسنوداً من النعمة وبحسب قدرته على الجهاد وتطبيق الوصايا والتغلب على الأهواء، فيجتاز إلى حيازة البر والقداسة ويكون بالتالي قد أدرك المشاهدة الروحية)). أكيدا نجد هنا تأثير اسحق النينوي ومراحله الثلاث :المرحلة الجسدية والمرحلة النفسية والمرحلة الروحية. وسائل البلوغ إلى الحالة الكاملة : يذكر شمعون بعض السبل العملية للبلوغ إلى المشاهدة الروحية، منها تثقيف الذات، وقراءة الكتب المقدسة، والقيام بممارسات تقوية والتمرين اليومي والاستنارة، إلى درجة أن المتوحد لا يمكن أن يرى شيئا ما من دون أن يتأمل فيه ويكشف فيه عناية الله. هكذا يسمو ويرتقي سريا إلى السماويات. يقول: ((إذا الألوهية فينا وبها يقوم كل شيء ويتأله كل شيء ويتكامل ويضيء، وإن الله بفضل صلاحه المطلق يعمل كل شيء ويوحد كل شيء …وتسميه الكتب المقدسة: صالحاً، محباً، عليماً، باراً، نوراً، ساطعاً، مشرقاً، كلمة، حياة. وإذا احترقنا حباً بالذي أحبنا وواضع نفسه إلى درجة مسكنتنا، رفعنا من التراب إلى الروح بفضل اندماجنا في الألوهية ….لقد أعطانا بتواضعه الدالة رحمة منه حتى نعرف وندرك بأن كياننا إلهي وأننا مخلوقون على صورة الله ومثاله)). وصايا ونصائح عملية للنمو الروحي: يقدم شمعون في مقالته عن القامات المتميزة للحياة الروحية سبع وصايا : 1-إن الجهاد الأول الذي يشكل نقطة الانطلاق هو بكل بساطة الطاعة لكل ما يطلب منا . 2-والثاني هو تغيير عاداتنا وطباعنا وأساليبنا وأحكامنا، والخروج من اللاطبيعي إلى الطبيعي . 3-والثالث يكمن في المواعظة على التغلب على الأهواء، من خلال ممارسة الوصايا حتى يبقى القلب مكسورا، متواضعا ومطهرا. 4-والرابع يقوم على ترك كل تشويش، والبدء بعمل التمييز، من خلال الأعمال الخارجية فيتواصل العقل إلى درس وفهم القوى الخفية العاملة في الكائنات السماوية، وفحص معنى الكتب المقدسة حتى تنفتح أعين العقل على كمال معرفة عناية الله واهتمامه بكل شيء . 5-والخامس هو تأمل العقل في الأمور الروحية والارتقاء فيها . 6-والسادس يقوم على دراسة الأسرار الإلهية وفهمها . 7-والسابع يهيء العقل لعمل سر النعمة فيتخطى دائرة الكلام شيئا فشيئا لتستنفده المحبة الإلهية . ((هكذا أعلم إننا بقدر ما تلهينا محبة السيرة _ويسميها السيرة الملائكية _التي نلتزمها، بقدر ذلك ننضج في المحبة، ونتذوق الطعم الخفي الذي فيها )). وفي حديثه عن محبة السيرة يستشهد بقول غريغوريوس ((إن الأفكار تنبع من الأحشاء، ومنها يصعد الشوق إلى القلب ثم إلى العقل على شكل غاز)). لقد قاس القدامى قوى النفس بتركيبة الجسد: العقل، الكبد، القلب، المعدة، الكلى، ويعدونها مصادر قوى النفس يقول احودامه : ((الحس هو في العقل والتمييز في القلب والرغبة في المعدة والشهوة في الكلى والغضب في الكبد )). كما يقدم عدة نصائح عملية للارتقاء الروحي: – من يهمل الصلاة ويفكر بوجود باب آخر للتوبة هو عش للشيطان . – من لا يواظب على قراءة الكتب(المقدسة)يسير من دون دليل ولا يعي أنه يخطأ. – من ينقطع عن الطعام والشراب ويخفي حقداً وأفكاراً شريرة ضد أخيه هو أداة للشيطان. والقلب المتواضع منفتح تلقائياً للرحمة)). – من يكون منذ البداية غير حار وغير صبور لن يصل إلى كمال المعرفة . – من لا يصير طفلا في مسيرته، لن يبلغ إلى ملء كمال الرجل البالغ في المسيح (أفسس 4 _13 ). إن الروح القدس يرتب ويعرض القامات المختلفة (أفسس4 _13 ب) لنمو الإنسان الباطني كما هي الحال بالنسبة إلى نمو الإنسان الخارجي: الأول ثمرة الإرادة والثاني ثمرة الطبيعة، من له الفضائل ينمو ومن لا يحفظ قلبه ولسانه فصومه وسهره وزهده عبث. المذابح الثلاثة : رمز المذابح الثلاثة للمعرفة مقتبس من أفغريوس (KG4,88) ونجده أيضا في شرح باباي الكبير لمئويات أفغريوس. تضم هذه المذابح في شرح شمعون سر أيام الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد القيامة. الأول يمثل المتوحد الطاهر الذي يعيش في الفضيلة والثاني النفس التي تصلي المزامير وتثابر على قراءة الكتب المقدسة، والثالث العمل في سبيل الله كالصدقة وزيارة المرضى واستضافة الغرباء وإكساء العراة. الأول يرمز إلى معرفة الأعمال ومنبعه تطبيق الوصايا. والثاني معرفة الأفكار ويعبر عنه بالتسابيح والتمجيدات. والثالث معرفة الرجاء: ((فبالرجاء الكامل نقترب إلى المذبح الحي أي المسيح رجاتنا وربنا)). يقول شمعون: ((إن التأمل فيها يغمر القلب فرحا وتعزية خفية. وعذوبتها تبتلعنا بحيث لا ينفك الفكر يتأمل فيها حتى حينما نصلي. إذ ذاك ليس انطلاقا من خيرات الآخرين ننادي: قدوس (اشعيا6 _3 )، بل بفضل الخيرات التي يفيضها الروح القدس في ذهننا العاري. وعلى هذا المذبح البسيط وحده، الذي هو يسوع المسيح ربنا وإلهنا (يوحنا20 _28 ) وبواسطته نقدم للآب الذي أرسله ثمار صلواتنا عطرا يفوح من لدننا )). ويقارن بين فاعلية نور الشمس ونور الإيمان في موضوع المشاهدة: ((على ضوء الشمس نشاهد حقيقة الأشياء، وعلى ضوء الإيمان نرى حقيقة الأمور الروحية الحاضرة والمقبلة والحقائق الممجدة للعالم الجديد وسر الثالوث الأقدس، وكما هي حال ضوء الشمس للعيون الجسدية، هكذا حال نور الإيمان للمعرفة الروحية)). طرق الصلاة : يدعو شمعون المتوحّد إلى العيش في الصلاة الدائمة، صلاة الروح التي تحول قلبه إلى سكنى الله: ((إن الصلاة ليست علماً يُدرّس ولا مجرد معرفة أو كلمات، إنما الصلاة إخلاء العقل وتسكيت الفكر بعيدا عن الحواس والعوائق. إنها تكون في الهدوء والسكون فإذا رغبت في الصلاة إعمد إلى الرفع عن هامتك كل هموم العالم وأمجاده وأباطيله وأمسك بيديك بشدة أبناءك الأعزاء_أعني ذكرياتك الجيدة والخبيثة _وارخ كل ما كان وما يكون، واصعد بفكرك العاري إلى الصليب وأعبر إلى الألم الجديد الخالي من كل هذا وقف للصلاة بسلام إن صلاة المحبة نبع لا يمكن أن ينضب، يروي النفس بالسلام والفرح)). ويوجه نصيحة رائعة في شأن الصلاة ليس إلى الراهب المتوحّد فحسب بل إلى المؤمن الاعتيادي أيضا: ((عندما ترد الصلاة بسرعة كالمعتاد أبعد عنك أولا كل فكر (دنيوي ) وكل عائق واعتبار وكأنك لست في الحياة الدنيا وانزع عن نفسك كل هم وأدخل إلى صومعتك أي إلى ذاتك وسر بمعونة الله على درب الصلاة. خذ الكتاب المقدس واقرأ حتى لا يشرد فكرك، واقترب صامتاً من الصليب وسبّح وتضرع كما تعلمت ثم اعكف من جديد على القراءة وصلّ واقفا تعلم هذه الأمور بانتظام من كتب الآباء (الروحيين) الذين ألفوها بشأن العيش في الصومعة. وعندما يحين وقت الصلاة، صلّ من دون طيش وبالطريقة نفسها إقرأ وتضرع. إن القراءة تضع فيك الحمية. وعندما تعمل هذا يوماً بعد يوم، يضيء ذهنك في الصلاة وتستذوق طعم الكتب وتنتقل إلى المحبة التي تفرح بكل شيء)). تكريس الصومعة : يكتب شمعون خطابا في تكريس الصومعة، موًٍَِجها إلى راهب قرر مغادرة الدير للعيش وحده في الصومعة . يقول في المقدمة: (( إننا اليوم مدعوون، أيها الاخوة المغبوطون، أحّباء المسيح، إلى عرس أخينا الروحي الذي غادرنا ليعيش في الصومعة. لقد تضرعنا إلى الرب من أجله من السماء وحتى الصباح في السهر وتلاوة الصلوات الفرضية والأدعية والتراتيل الروحية … ولنعرض على أخينا هذا بعض إرشادات عملية مفيدة لحياة الصومعة، حتى بموجبها يتقدم في المسيرة الروحية )) . في القسم الأول يتكلم الكاتب عن التقلبات الداخلية التي سوف تواجه المتوحّد الذي ينبغي أن يكون في حالة استنفار لطوارئ الحالة الجديدة. ويستشهد بقول لمكاريوس: (( إن المتوحّد سوف يواجه في خلوته في الصومعة تقلبات داخلية تشبه تقلبات الجو ( الطقس). فسيصادف أحياناً سحباً وغيوماً داكنة تتكاثف داخل قلبه، فتظلم النفس كما تلبد الغيوم الداكنة الجو. ثم يتغير الجو ويعود القلب إلى صفائه وفرحه كما يعود الجو إلى صفائه بشروق الشمس )). وهذا التغلب يتم بذكر مستمر لله في القلب ومن خلال طهارة النفس وصفائها والممارسات الجسدية التقشفية . ويعدد بعض هذه الممارسات : ((الصوم والسهر في الليل للصلاة والسجود والرقاد على الأرض وكبح الشهوات والابتعاد عن المعارف )). ويقدم برنامجا يوميا منسقا بين أوقات الصلاة السبعة، والاسترشاد لدى الأب الروحي. هدفه هو تقديم ذاته ((ذبيحة حية لله ))، ليتقدس بالروح القدس، كما تتقدس الأواني الاعتيادية لتستعمل في الطقوس. يقول: ((عليك أن تعمل من أجل تقديس الجسد والنفس في السيرة الإلهية، وتقترب يوما بعد يوم إلى الله، وتضع لحياتك وسيرتك أساساً مختلفاً (عن السابق )، عليه يتجدد جسدك ونفسك ويتقدسان بالروح القدس من خلال الصلوات والتسابيح … وتقترب من المسيح الذي اختارك وفرزك من العالم، وجعلك تعيش هذه السيرة الملائكية )). أما الجزء الثاني فيتكلم عن حسنات عيش الإنسان الباطني المستمر وذلك من خلال الصلاة والتغلب على الأهواء، والتمسك بالرجاء الوطيد، والثقة بالنعمة الإلهية. ويؤكد مرارا على الإنسان الباطني، مستشهدا بالرسالة إلى رومية (7 _ 22 ) وافسس (3_16 ). هذا مجمل روحانية شمعون دطيبوثه، وهي تعكس روحانية اسلافه، وقد ساعدتهم على العيش في الروح وبخبرة صوفية عميقة … واليوم وسط عالمنا المضطرب والمنهك فب الماديات، يحتاج كا منا إلى العودة إلى ذاته، لاكتشاف معنى وجوده ومستقبله، وليعيش خبرة صوفية منفردة ! نصوص مختارة مقالة في تكريس الصومعة : اليوم، نحن مدعوون أيها الاخوة المغبوطون، محبّو المسيح، إلى عرس أخينا الروحي، هذا الذي غادرنا إلى الصومعة للعيش في الخلوة. وقد أمضينا الوقت من المساء حتى الصباح في الصلاة إلى الله من أجله، من خلال رتبة السهرة وصلاة الطقس والتضرعات وتراتيل روحية، لنتضرع الآن إلى المسيح الرب كي يقوّيه ويحفظه ويجدده ويقدسه كاملاً بإرادته، على مثال أولئك الآباء الذين اشتهروا بسلوكهم الهاديء في الصومعة، بصلاة قديسيه إلى أبد الدهور. آمين . كما تعلّمنا واستلمنا من آبائنا الرائعين الذين عاشوا حياة الصومعة، وقاوموا الهجمات العنيفة، وتحملوا العذابات والتجارب. إن كانت من الطبيعة أومن الشياطين، واشتهروا بمحاربتهم الأهواء والرغبات، وبمعونة الله خلصوا حياتهم بنقاء وصفاء حتى النهاية ونالوا إكليلاً مضاعفاً (2 تيموثاوس 4/7 _8 )، نقترح عليك يا أخانا بعض نصائح مفيدة لحياة الصومعة كي تستطيع أن تسلك على ضوئها سلوكا روحيا (رقم1 ،2 ). أيها الأخ الحبيب، في بداية حياتك في الصومعة، اسع في اكتساب طيبة الروح التي هي التشبه بالله (لوقا6/36 )فقد جاء في الكتاب: ((إن عينيك أطهر من أن تطيقا النظر إلى الشر )) (حبقوق 1/13 )، فإذا كانت لك عين طاهرة، فلن تحسد، ولا ترى ضعف الآخرين، ولا تدين القريب. ثم اسع في الحصول على الهدوء والتواضع والتفاضل، فبها تطبق تحمل العنف وتحصل على الإيمان البسيط ومحبة من دون إيذاء أحد، وتحصل على رجاء في الله وطرق جميلة وعادات ثابتة ومواقف مسالمة، بعيدا عن الخصومات، والطاعة والعمل الدائم والحرص في كل فعل تقوم به . ومنذ أن تبدأ حياتك في الصومعة، اسعَ في تغيير العادات الطبيعية التي نشأت عليها بحياة جديدة، أي تُبدل العمل بالعمل، والمعرفة بالمعرفة، والرجاء بالرجاء، ومحبة الدنيا بمحبة العالم الآتي، والفرح بالأشياء المنظورة بالفرح بالأشياء الروحية، والعزاء بالعزاء، والرحمة بالرحمة بحسب روح الوصايا الجديدة: ((أحبوا أعداءكم (متى5/24 )، وباركوا لاعنيكم (لوقا6/28 ) إلخ…فالطبيعة الضعيفة الميالة إلى الضلال لا تتمكن من اكتساب هذه الأمور والحفاظ عليها بتناغم حين تكون مع الكثيرين، في حين أن السبل غير الطبيعة تتحرك بسهولة في السير الطبيعية السابقة، بعيدا عن الجميع في الهدوء والألفة مع إنساننا الباطني (رومية7/22 ؛ أفسس 3/16 )ولفترة طويلة، لأننا نبحث عن شيء غير موجود في طبيعتنا، فقدناه بمخالفتنا الوصية مع أبينا آدم وقد وجدناه في المسيح أبينا الثاني . ثم أيها الأخ الحبيب في الرب، عندما تكون جالساً في صومعتك، إفحص تحركات النعمة القائمة فيك، ولدى تأملك في القراءة (الكتاب المقدس ) إنفصل عن الأعمال اليدوية، وتفرغ لتمجيد الله لأن النعمة بدأت تجذبك إليه، وعندما تُسر بأعمال الإهتداء من صلاة الطقس والإبتهال والقراءة والتأمل الروحي، إنتبه إلى ذاتك. فالنعمة بدأت تعمل فيك بأسرارها الخفية. وفي وسط الصلاة أو الفرض أو القراءة، عندما يلهب قلبك حب المسيح، تكون عطية الله، هكذا قد منعت حتى التذكير بالأفكار، وإذ ذاك كن يقظاً تجاه أذى الشرير. (مترجمة عن طبعة بيتيولو ص134 _135 _139 _163 ،164 ،166 . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ططيانس | الولادة: 120 الوفاة: 189 يُعد ططيانس، مع معلّمه يوستينس وأيريناوس، أحد الآباء الأولين المدافعين عن الأيمان الذين كتبوا باليونانية، واعتماده اللغة اليونانية لا يعني أنه يوناني، كما توهّم البعض. فأننا عندما نكتب بالإنكليزية لا نصبح بريطانيين أو أمريكيين. ولقبه السرياني أو الآشوري ظلّ يرافقه طوال حياته. نشأته ولد ططيانس في بلاد آشور، ولا نعرف على وجه التحديد في أية مدينة أو منطقة من هذه البلاد مترامية الأطراف. ولد في عائلة وثنية حوالي سنة120 للميلاد. وقد جاءت في خطابه إلى اليونانيين معلومات قيّمة عن حياته ،ومنه أقتبس المؤرخون. يقول: ((أيها اليونانيون، لقد كتبت إليكم هذه الأمور، أنا ططيانس الفيلسوف بحسب طريقة البرابرة ـ هل يقصد الكلدانيين أو الآشوريين؟ ـ ولدت في بلاد آشور وتربيت أولاً حسب معتقداتهم ))(ألخطاب42). لقد اهتم ططيانس، منذ البداية، بتثقيف ذاته، وكانت العلوم موسوعية آنئذٍ. اختص بالفكر الفلسفي، ومن أجله تنقل في مدن عديدة للتعرف على مشاهير الفلاسفة والمفكرين، والإطلاع على أطروحاتهم والحوار معهم بغية الوصول إلى الحقيقة. وفي روما إلتقى يوستينس ((الرجل العجيب جداً)) (الخطاب18)والذي كان يدير مدرسة دينية متقدمة. فتردد إليها وتتلمذ على يده وتعلّق به وتعمد. والتزم بايمانه الجديد بصراحة ودافع عنه . ويصف أهتداءه: ((وبنور إلهي اكتشفتُ أن الطقوس الوثنية تفضي إلى الهلاك، بينما كتب الأناجيل تضع حداً للعبودية السائدة في العالم، وتنقذنا من إستعباد الظالمين الذين أوقعونا في الخطأ، نظراً إلى أن التعاليم الألهية لم تصلنا إلاّ مشوهة على أيديهم… إني لم أرفض هذه الأمور لمجّرد أني تعلمتها من أحد آخر، بل لأني زرت بلداناً عديدة، وعلمت معتقداتكم أيها اليونانيون. وجدت نفسي أمام طرق كثيرة للتفكير. ومكثت ردحاً من الزمن في عاصمة الرومانيين. وأخيراً ودّعت بطر الرومانيين وحماقة الأثينيين ومن ثم أنتقلت الي المعتقد الذي أبشركم به الآن)) (الخطاب 29و35 ) وبعد إستشهاد معلمه يوستينس عام165 ترأس هو المدرسة ودرّس فيها الآداب العامة والشؤون الدينية، لاسيما الأسفار المقدسة وشرحها (أوسابيوس القيصري،ألتاريخ الكنسي 4/29و5/13 ). وفيها كتب خطابه إلى اليونانيين. لقد ذهب ططيانس بعيداً في أطروحاته اللاهوتية. متأثراً بالغنوصية. تبنّى مبدأ المتقشفين المتشددين والتزم به بصرامة فعدّ الزواج زنى، وتناول اللحوم خطيئة (على الأرجح إنه نباتي) وتناول الخمر حراماً ودعا إلى استبداله بالماء في القداس (أبيفانوس،البدع46 ـ 47؛هيرونيمس، الرجال المشاهير29 ). كما أنه رفع من الانجيل عبارات تخص الزواج والجسد والخمر عاداً أياها غير لائقة. يقول عنه ايريناوس إن نوعاً من الغرور والكبرياء أصابه (ضد البدع 3/23 ،8 ) ولما عاداه بعض الفلاسفة الرومانيين، ترك روما وعاد إلى الشرق نحو سنة172، وزار مناطق عديدة. يذكر ابيفانيوس إنه علّم في سوريا وكيليكية وبزيديا (البدع46/1 ). وقد يكون بعد عودته إلى الشرق، ألف كتابه ((دياطسرون)). أما وفاته فلا نعرف على وجه الدقة تاريخها، غير أن المؤرخين يشيرون إلى سنة189 . تآليفه من مؤلفات ططيانس العديدة وصلنا كتابان فقط: ((الخطاب إلى اليونانيين ))و ((دياطسرون))، أي الأناجيل الأربعة في واحد. 1-الخطاب إلى اليونانيين كتبه على الأرجح في روما. يصف فيه بحثه الشخصي عن الحقيقة واهتداءه إلى المسيحية،داحضاً فيه بالتالي الفلسفة الوثنية، ومظهراً سموَّ المسيحية عليها. اطروحاته موسوعية، لذا يمتزج اللاهوت بالفلسفة والانتروبولوجيا والكوسمولوجيا الشيطانولوجيا. وهناك تشابه بين اطروحاته واطروحات إقليمس الإسكندري التي جاءت في خطابه إلى اليونانيين. ـ ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام: أ ـ يحددّ المفهوم المسيحي لله والعلاقة القائمة والكلمة logos وخلق الإنسان. ب ـ يدرس تأثير الشيطان والقوى الشريرة على الإنسان وحريتهُ، ويرى في التقشف الصارم والترفع عن الأرضيات، السبيل الوحيد إلى الخلاص. يظهر بوضوح تأثير الرواقية فيه. ج ـ يتناول الحضارة اليونانية ويقارنها بالمسيحية. د ـ يتناول تاريخ المسيحية وقيمها الأخلاقية، ويردّ على بعض الأعتراضات. 2-دياطسرون أو الانجيل الموحد ولعل أعظم مآثر ططيانس هو كتابه ((دياطسرون)) أي الانجيل الموحد. فيه جمع قصة حياة يسوع: أقواله وأعماله، مأخوذة من الأناجيل الأربعة، مكتوبة بالسريانية أو اليونانية. وقد صار هذا الكتاب الوثيقة الإساسية في التعليم والليتورجيا في الكنيسة السريانية حتى القرن الخامس الميلادي. يقول الأب لاكرانج، أحد ألمع علماء الكتاب المقدس في مطلع القرن العشرين: ((ليس في تاريخ نص العهد الجديد، وفي ما يخص الأناجيل نفسها اسم أعظم من أسم ططيانس)) لأن ططيانس هو أول من قام بتركيب حياة المسيح وأقواله بنصوص الأناجيل الأربعة القانونية كاملةً، متبعاً سرد متى دامجاً فيه نصوص مرقس ولوقا ويوحنا حسب تسلسل زمني للأحداث. وأنتشر الكتاب بسرعة، وصار له نفوذ كبير امتد إلى القرن السادس. وكان يُقرأ في الكنائس خلال المراسيم، ويستعمل في تعليم الموعوظين. يقول تعليم أدّي (القرن الخامس): ((كان المؤمنون يتوافدون إلى الكنيسة للصلاة ولسماع قراءة العهد القديم، والعهد الجديد بحسب دياطسرون)) وقد قام مار أفرام بتفسير نصوصه ومنه استقى افراهاط الحكيم استشهاداته في كتابه ((البينات)) أمّا النصّ الأصلي فمفقود ولا نعلم حتى الآن بايّ لغّة كتبه أولاً: هل الفّه بعد عودته إلى الشرق، بلغته الأم أم باليونانية، خاصة وله شبيه في pepys. إن الدراسات الحديثة تميل إلى كونه قد كتب انطلاقاً من السريانية. لقد وجدت نتف منه باليونانية في دورا اوربُس (الصالحية بسوريا) تعود إلى سنة254 . وهناك ترجمة عربية ترجع إلى سنة850، قام بها شخص يدعى عيسى بن علي، وفي القرن الحادي عشر أعاد النظر فيها وأكملها، بحسب الترجمة البسيطة، ابو الفرج ابن الطيّب، وقد ترجم ((دياطسرون)) إلى لغات غربية عديدة. لاهوته لاهوت ططيانس، كما وصلنا من خلال خطابه إلى اليونانيين، لاهوت دفاعي (Apologetic ). إنصبّ كل اهتمامه على حثّ القراء الوثنيين على نبذ ضلالتهم واعتناق المسيحية التي وجد فيها ضالتّه المنشودة. لذا نراه يعتمد العقل والمنطق أكثر من الحماسة الإيمانية الوجدانية. 1-الله الله في منظور ططيانس واحد أحد، كله صلاح، ولا يمكن أن يصدر عنه شرَ (الخطاب11 )، ولبيان صفاته وسموه يستخدم أسلوب النفي المألوف (Apophatic )فهو أزلي غير منظور وغير مُدرك(الخطاب14 ). وينفي وجود الله الجوهري في كل مكان، كما ينادي الحلوليون: ((بالنسبة إلينا ليس لله مكان جغرافي في الزمن. إنه وحده لا مبدأ له، لكونه في ذاته مبدأ كل شيء (الخطاب5 ) 2-الكلمة يستند ططيانس، في تقديمه موضوع الكلمةlogos، إلى معلمه يوستينس، كما نجد التأثير نفسه عند إقليمس الإسكندري. الكلمة هو العقل الإلهي الذي يجمع في جوهره كل مقاييس منطقنا. فهو تماما عكس ما يتصوره الفلاسفة الرواقيون، روح من روح وعقل من قوة عقلانية (الخطاب7 ). الكلمة ينبثق من الله وهو بكر أعماله ومبدأ الكون كله: ((في البدء كان الله وفي البدء كانت قدرة الكلمة.. فيه كانت كل القوى المنظورة وغير المنظورة. أوجدها الله بواسطة كلمته. وبفعل إرادته خرج منه الكلمة، ومعه كان منذ الأزل حتى غدا مبدأ الوجود والعالم )) (الخطاب5). ويشبه إنبثاق الكلمة بامتداد لهيب النار التي لا تنقص في لهيبها وجوهرها عندما تشعل بها نيران أخرى (الخطاب5). ونستدل من كلامه هذا، وجود نوع من التبعية في علاقة الكلمة مع الله. فهو يعدّه وسيطا بين الله والعالم، ويكاد يكون على طريقة ديمورج عند الأفلاطونيين! 3-الإنسان أنتروبولوجيا ططيانس متطورة. فالإنسان مكون من نفس وروح وجسد (الخطاب10 )إنها ثلاثية أفلاطون. النفس تموت لوقت ما، وتبعث، وهي روح من نوع أدنى، أما الروح الأعلى فهو إلهي: ((ليست النفس هي التي تخلص الروح، بل الروح هو الذي يخلصها … مقر الروح الأعلى هو فوق، ومسكن الروح الأدنى هو تحت))(الخطاب13 ). الإنسان كائن مخلوق على صورة الله ومثاله من خلال حريته وإرادته (الخطاب7 ) وبإمكانه قبول روح الله أو رفضه، وهو مدعو ألا يتصرف كالحيوانات، بل أن يتقدم في طريق إنسانيته إلى الله: ((على صورة الخلود خلقه، ولأن الخلود هو إحدى صفات الله الجوهرية، فالإنسان مدعو إلى الإشتراك في حياة الله والتقدم في الخلود )) (الخطاب15 ). ويؤمن بقيامة الأجساد في نهاية العالم (الخطاب6 ). انطلاقا من هذا الايمان، يدعو ططيانس إلى التقشف الصارم: ((مت عن العالم بإقصائك الشر الذي فيه، وعش لله بنزعك الطبيعة العتيقة، وذلك من خلال الوحي))(الخطاب11 ). ويرى أن الخير والشر هما من عمل الإنسان وليس من الله: ((الله لم يصنع شيئا شريراً البتة … نحن نجلب الفساد، وكان بمقدور الذين ارتكبوه أن يتجنبوه))(الخطاب11 ). 4-العالم يرى ططيانس أن الكلمة في منبع العالم وهو مصدره، وقد نتج العالم عن طريق الاتصال، وأن كل مخلوق مكون من عنصرين: مادة وروح، المخلوق المادي يعطيه الله روحا ماديا يختلف عن الروح الموجود في الإنسان والحيوان والنبات والكواكب (الخطاب12 ) وفي الواقع، الروح التي يشير إليها الكاتب ليست سوى الصورة (Morphe )، يقول: ((إن الروح والمادة يعيشان باتحاد وثيق، لكون الواحد لا يستطيع أن يعيش من دون الآخر، ووزعت المادة بتناغم تام. كثيرة هي المخلوقات وفي تنوعها واختلافها يقوم جمال الكون وتناسقه))(الخطاب12 ). يعتقد ططيانس بوجود نوعين من الأرواح: الروح الأدنى والروح الأعلى: الأول مبثوث في المادة ويستقبل الأوامر من الله مباشرة ومشابه للنفس ويضمحل باضمحلال المادة (الخطاب4). والثاني هو من أصل إلهي شبيه بالكلمة (الخطاب10) 5-الملائكة والشياطين يعدّ ططيانس، مع يوستينس، من الأولين الذين اعتقدوا بوجود الملائكة والشياطين، ونظروا إلى الملائكة نظرة إعتبار وتقدير وإلى الشياطين نظرة إزدراء وتحقير. الملائكة مخلوقون من الروح مثل الهواء (الخطاب10) خلقهم الكلمة قبل البشر، وترك لهم حرية إختيار الخير والشر. الذين اختاروا الخير، نالوا المجد، والذين أتبعوا الشر، نالوا العقاب وسموا شياطين وهم : ((لا يموتون بسهولة، لأن ليس لهم جسد ولكنهم يقومون دائماً بأعمال الموت))(الخطاب14). ولأن لا شركة لهم مع الكلمة فيتعاطون المنكر))(الخطاب12) والفرق بين الشياطين والناس الأشرار هو أن لهؤلاء الأخيرين إمكانية التوبة والاصلاح، أما الشياطين فحالتهم ثابتة(الخطاب14). نصوص مختارة اله المسيحيين ((أيها اليونانيون، لأي سبب تضغطون علينا بقوانينكم، وتصارعوننا كما في حلبة الملاكمة؟ إن لم أكن قد تهجمت على عادات أحد فلأي سبب تكرهونني، كأني أكثر الناس شراً ؟ إن الإمبراطور أمر بدفع الجزية، وأنا مستعد لدفعها، السيد أمر بأن أكون عبداً وأن أخدمه، وأنا عارف ما هي العبودية، ولكن الإنسان ينبغي أن يحترم بطريقة تليق بالبشر . أما الإكرام فهو خاص بالله الذي لا تراه أعين البشر ولا يدركه عقل. في هذا الموضوع بالذات لو أجبرت على النكران لرفضت الإذعان وفضلت الموت على أن أكون كاذباً أو ناكراً للجميل. بالنسبة إلى إيماننا بالله، إننا نعتقد أن الله لا يرتبط بالزمن وليس له بداية، لأنه هو بداية كل الأشياء، وهو روح لا ينحل في المادة ولا في أشكالها. إنه الآمر لأرواح المادة و أشكالها غير المنظورة، وغير الزائلة، وهو في الوقت عينه، أب الأشياء المنظورة والملموسة كلها. وبفضل خليقته، التي هي من صنعه، نعرف أنه موجود، وبواسطتها نعرف يقينا قدرته غير المنظورة. إني لا أريد أن أعبد الخليقة التي هو أوجدها في سبيلنا: من أجلنا خلق الشمس والقمر، فهل يمكنني يا ترى أن أسجد لمن جعل لخدمتي ؟ كيف يمكنني أن اسمي إلها ما هو مصنوع من الخشب أو الحجر؟ إن الروح المنبث في المادة، والذي هو أدنى من الروح الإلهي، والذي هو شبيه بالنفس، لا يمكن أن يقدم له نفس الإكرام الواجب لله مطلقا. إن الله الذي لا إسم له، لا يمكن أن يكون موضوع تقادم فهو لا يحتاج إلى شيء البتة، فكيف يمكن أن نتعاطى معه كمعتاز؟ إني سأعرض عليكم عقائدنا بوضوح أكبر)). الكلمة في البدء كان الله، وقد تعلمنا أن البدء هو من قدرة الله، وسيد كل الأشياء هو جوهرياً في حد ذاته بدء كل شيء. كان وحده، طالما لم تكن الخليقة قد خرجت بعد إلى النور. فيه كانت القدرة على خلق الأشياء المنظورة وغير المنظورة. وهو البدء الجوهري المالك كل الأشياء، بفضل قدرة الكلمة، والكلمة كانت فيه وجاء إلى الوجود. ولأن طبيعة الله بسيطة (غير مركبة) فهو أصل الكلمة الذي لم يأت بالمصادفة، بل جاء كفعل بكر للآب. إننا نعرفه بدءا للكون القائم، وفق تناغم وليس عن طريق إنشقاق ما لأن المنشق ينفصل عن الأصل، أما الموزع بالترتيب والتدبير فلا يسبب أي نقص في الكائن المولود منه. فكما أننا نوقد من مشعل واحد نيران عديدة من دون أن ينطفيء المشعل ولا أن تنقص ناره باشتعال نيران كثيرة، كذلك الكلمة المولود من قدرة الآب، لا ينقض وجوده في الآب بخروجه منه. مثلما أنا لا أبقى من دون كلمات، عندما تصغون أنتم إلى كلامي، واقترح عليكم، إزالة إضطراب المادة فيكم لتعودوا إلى التناغم. هكذا الكلمة المولود منذ البدء هو خالق الكائنات المحيطة بنا والمادة أيضا. وأنا أيضا، مقتديا بالكلمة، ولدت من جديد، وأدركت الحقيقة فأزلت اضطراب المادة في طبيعتي نفسها . إن المادة ليست من دون بداية مثلما هو الله، ولا نستطيع القول إنها كانت بالقوة منذ البدء مثلما الله: المادة لم يخلقها أحد غير الله الواحد، خالق كل الأشياء (الخطاب4و5). الكتاب المقدس ((لقد وضعت ثقتي في الكتاب المقدس، لأن أسلوبه غير خيالي ولا متكلف، ولأن مؤلفيه صادقون، وجمله سهلة ومفهومة. إنه يعبر عن حوادث في المستقبل ويحمل بلاغات أكثر مما يتوقع لإنسان، فالكون كله يسير على مبدأ واحد. لقد علمني الله، فأدركت أن هذه الديانة تحررنا من عبودية العالم وتخلصنا من نير طغاة كثيرين، أكثر من عشرة آلاف طاغية)) (الخطاب29). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فيلوكسينُس المنبجي | الولادة: – الوفاة: 523 إنه أحد الآباء الأكثر تأثراً بالإتجاه الإسكندري (الإتجاه التنازلي )، وكان له دور كبير في تثبيت بطريركية أنطاكية والإتجاه اللاهوتي اللاخلقيدوني، أي إتجاه الطبيعة الواحدة في المسيح. وهو الذي سند البطريرك سويريوس الإنطاكي. دعاه الأنطاكيون الناطقون باليونانية ((فيلوكسينس))، أي محبّ الغربة، والسريان ((أكسنايا))، أي غريب وتشير اللفظة إلى نمط من المتوحدين المتجولين ((الغرباء)) أي غرباء عن هذا العالم في سبيل عالم الله. يذكر إيليا القرتمي إنّ أساس تسميته فيلوكسينس، يعود إلى البطريرك بطرس القصار الذي اسامه أسقفا لمدينة ((منبج)) (حالياً في منطقة الجزيرة بسوريا) تخليداً لأحد أساقفة هذه المدينة، الذي كان يحمل هذا الإسم، والذي حضر مجمع نيقية عام325 . ولد فيلوكسينس في مدينة ((تحل)) الواقعة تحت السيطرة الفارسية، وهذا ما يفسّر دراسته في مدرسة الرها وملاقاته بأوساط رهبانية في آمد وأرزون وأديار طور عبدين، وبالأسقف المونوفيزي سمعان الأرشمي. في هذه الفترة، خصوصاً، كان وضع المسيحيين المونوفيزي رديئاً، إذ كانوا يُعدّون موالين للروم . لا نعرف،على وجه الدقة، تاريخ ولادته، فقد تكون في الثلث الثاني من القرن الخامس. جاء إلى مدرسة الرها بصحبة أخيه (أدي) لدراسة العلوم الدينية، ولكن المدرسة في هذه الفترة كانت تعاني من الفوضى بسبب الجدالات والصراعات اللاهوتية: فهناك من يقبل أو يرفض أفسس وخلقيدونية والإثنين معاً وأخذوا يوجهون الإتهامات إلى بعضهم البعض. خُلع هيبا عام448 وأتى أسقف مونوفيزي يدعى نونا. يقول فيلوكسينس إنه طالع كتب ديودورس وثيودورس أكثر من تلامذتهما. بسبب هذه النزعات المتفاقمة قام الملك زينون بغلقها عام 489 . على الأرجح زامنت دراسته يعقوب السروجي، ولقد ذاق المرارة في المدرسة بسبب تبنيّه المسيحاني الإسكندري ووقوفه مع الأسقف الجديد نونا خلف هيبا، فضايقه أنصار الإتجاه المسيحاني الإنطاكي واضطرّ إلى ترك المدرسة والتوجه إلى منطقة سوريا، فوصل إلى انطاكية، حيث إحتضنه بطريركها بطرس القصّار، وكان ذلك نحو سنة 470 _471، وارتبط مصيره به. ولما أبعد بطرس القصّار، وحلّ محلّه قلنديون Calendion عام 482، ذهب فيلوكسينس إلى العاصمة البيزنطية سعياً لإعادة بطرس إلى أنطاكية وحصل على ما أراده وعاد الاثنان معاً إلى انطاكية عام484، وعُزل قلنديون، فما كان من البطريرك إلا أن يكافئه على صنيعه برسامته أسقفاً لمنبج. تمّت رسامته على الأرجح في آب عام485 . كانت منبج، الواقعة على بعد 160 كم شمال شرق انطاكية مدينة صناعية وتجارية ومدينة حدودية، وبسبب موقعها الحدودي غدت قلعة عسكرية لصد هجمات الفرس الساسانيين. تمتّع الأسقف الجديد بامتيازات كثيرة في بطريركية القصّار وأدّى دوراً بارزاً، وراح يصدّ زحف النساطرة وتأثيرهم، وبشكل خاص إثر انعقاد مجمع بيث لافاط 484، والذي فرض برصوما أسقف نصيبين قراراته بقوة، فجابهه فيلكوسينس بالوعظ والرسائل وبمساندة سمعان الأرشمي. وقد تبنىّ برنامج الإتحاد Henoticon وعمل جهده على فرضه، وقاوم المدّ النسطوري ! ويظهر إنه بدأ منذ عام 514 يشكو من مرض في جسده، كما يذكر ذلك في رسالة إلى الراهب حبيب: ((أنت تشتمني بقولك إن صحتي الجسدية متردية، وإن الآلام والأوجاع التي أعاني منها، استحقها )). وحالما تسلّم رئاسة الأبرشية عمد إلى رفع أسماء بعض أساقفتها من سفر الأحياء Dyptics إن كان في أنطاكية أو في منبج وبتأثيره أدخلت على ترتيلة: ((قدوس الله))عبارة ((يا من صُلبت من أجلنا )). تُوفي زينون عام491 وجاء انسطاس، كما أن بطرس القصّار توفي وجاء محلّه بطريرك جديد اسمه فلافيانس وتأزمت العلاقات بينه وبين أسقف منبج . في رسالة له إلى رهبان فلسطين عام 509، يذكر أربع نقاط أساسية للخلاف: طالبه بحرم نسطوريس ومعلميه وتلامذته، وبمصادقة الفصول الاثني عشر لقورلّس الإسكندري ضد نسطوريس، قبول مرسوم الإتحاد، تعميم الصيغة المسيحانية المونوفيزية وتحريم الصيغة النسطورية الخلقيدونية . على إثر هذا النزاع يسافر فيلوكسينس إلى القسطنطينية لمقابلة الامبراطور انسطاس، فعُزل فلافيانس وانتُخب سويريوس لكرسي انطاكية، وذلك عام512. واحترم البطريرك الشاب أسقف منبج الشيخ، واعتبره أباً وقوراً وكان يستشيره في أمور كثيرة بالرغم من تباين ثقافة الاثنين . مات انسطاس 518 وخلفه يوستينوس الأول. بمجيئه أعيدت الشركة الكنسية بين روما والقسطنطينية بعدما كانت مقطوعة بسبب مرسوم الإتحاد، وأرسل البابا هرمزد وفداً يحمل شروطاً عسيرة للوحدة، عممّها الامبراطور الجديد بمرسوم Libellus الصادر في22 نيسان عام518، ولاحق رافضيه. على إثر ذلك ،هرب سويريوس في نهاية أيلول عام 518 إلى مصر. أمّا أسقف منبج، فخُلع ونُفي واحتُجز في مدينة غنفرة، وتوفي في 10 كانون أول عام 523 في ظروف قاسية وتعذيب شديد. ثم نُقلت رفاته أولا إلى منبج، بعده إلى مديات إحدى مدن طورعبدين ووضعت في كنيسة تحمل إسمه . تآليفه : الإرث الأدبي، الذي خلفه فيلوكسينُس، غزير وهذا دليل أن انشغالاته الرعوية وسفراته لم تُلهه عن الكتابة، فهو لاهوتي ومفسّر ومرشد روحاني. يقول إيليا القرتمي (القرن13 )إن له 170 مجلّدا ((فنقيث)) في تفسير الكتب المقدسة، وفي العقيدة و150 مجلداً في تراجم الأعياد السيّدية والدورة الطقسية، و10 مجلّدات تخص الرهبان والمتوحدين و22 مجلداً تضمّ رسائل معنونة إلى أشخاص عديدين و6 كتب ضد نسطوريوس وبرصوما النصيبيني و13 ضد مجمع خلقيدونية (الميمر ص7 _8 ). أمام هذا الكم الهائل من التآليف، يحتار المرء ويتساءل. ما طبيعة ونوعية هذه المجلدات، هل هي مقالات بسيطة أم كتب منهجيّة ؟ لا يذكر إيليا أي تفاصيل. أمّا ماروثا التكريتي (+649 ) فلا يعرف من مؤلفات فيلوكسينس سوى كتابين ضد برصوما (رسالة إلى يوحنا ص 427/400 )، في حين ميخائيل الكبير وابن العبري يذكران أن له كتباً في الزهد والطقوس وضد النساطرة، ولكن من دون ذكر نوعيتها وعددها (التاريخ ص157/258؛ التاريخ الكنسي، عامود183 _184 ). فلا يزال قسم مهم من تآليف فيلوكسينُس في رفوف المكتبات العالمية من دون نشر : المتحف البريطاني والمكتبة الفاتيكانية. وما نُشر بإمكاننا تقسيمه إلى 3 أقسام : أ _البيبلية : 1-ترجمة العهد الجديد إلى السريانية المعروفة بـ ((الفيلوكسينية)). قام بهذا العمل بمساعدة الخوراسقف بوليكربس. إنه لم يعتمد على الترجمات السابقة، بل قام بعمل أصيل، ولا تضم الرسائل الأربع الصغرى ولا سفر الرؤيا . وهدف المترجم هو ضبط المعاني اللاهوتية العقائدية بحسب اتجاهه وليس ضبط اللغة. 2-الأيام الستة (هيكساميرون)حفظت مقاطع منه في كتاب موسى بركيفا ((الفردوس )). ضمنّه نظرياته في الكون والإنسان واللاهوت والمسيحانية. 3-تفسير الأناجيل. لا يتبع الكاتب تفسيراً متسلسلاً لكل إنجيل، بل يفسّر مقاطع مختارة يوظّفها في تبيان ((العقيدة المستقيمة)) ودحض الآراء المنحرفة. إنه ركّز على متّى ولوقا ويوحنا وقلّما على مرقس. DE HALLEUX , Commentaire du prologue johannique CSCO 380-1(syr 165-6(1977) FOX , D. J .The Matthew – Luke Commen- tary(SBL Dissertation Series, Missoula 1979)’WATT , J .W. Fragme- (1978)2 nts of the Commentary on Matthew and Luke CSCO 392 –3 (Syr 171- 4-تفسير سفر الأعمال 2/22 والرسالة إلى أفسس 1/11 وتفسيره عقائدي أيضاً . ب ـ الرسائل كتب فيلوكسينُس عدة رسائل إلى أشخاص عديدين، متناولاً فيها مواضيع شتى،أهمها : ـ الرسالة العقائدية إلى الرهبان، والرسالة الأولى إلى الرهبان بيث كوكل والرسالة إلى الامبراطور زينون، نشرها فشالدي Vaschalde , Three letters of philoxe- nus bishop of Mabbogh . Tipografia della R . Accademia dei Lincei , Roma 1902 ـ الرسالة إلى أحد تلامذته والرسالة إلى يهودي مهتدٍ صار راهبا مترجمة إلى الفرنسية: ALBERT M in OS 6 (1961) 243 243 6 (1961)41 –50 ـ الرسالة إلى رهبان فلسطين وإلى مجمع أفسس وإلى الرهبان الشرقيين، ترجمها DE HALLEUX , A., Textes I , le Museon , 75 (1962)31-62 Textes:II ,76 (1963)5-26 ـ الرسالة إلى رهبان سنون، نشرها مع ترجمة فرنسية : ده هاليه في جمهرة الكتبة المسيحيين الشرقيين رقم 231، سرياني 98، لوفان 1963 . ـ الرسالة الثانية إلى رهبان بيث كوكل، ترجمها ده هاليه إلى الفرنسية في : Le Museon 96 (1983)5-79 ـ الرسالة إلى محام صار راهبا، يجربّه الشيطان، والرسالة إلى رئيس دير في موضوع الرهبانية، ترجمهما ونشرهما :GRAFFIN, F ,OS 5(1960)183-196 6(1961)317 –352&455-486,7(1962)77-102 ـ الرسالة إلى أبي نفير، نشرها :TIXERONT , J. in OC8 (1903) 623-630 ـ الرسالة إلى رهبان تلعدا، نشرها كويدي في :GUIDI, I, (Atti del Accad dei lincei, III, 12 )Roma 1884 ـ الرسالة إلى راهب مبتدىء والرسالة إلى صديق، نشرهما :OLINDER , G , (Goterugs Hogskols arsskrift , 47 , 21 )Gothenbourg 1941 56 (1950) ـ الرسالة إلى رهبان آمد، نشرها فوبوس :VOOBUS ,A , Syriac and Arabic Document regarding Legislation Relative to Syrian Asceticism (Papers of the Estonian Theological Society in Exile , II Stockholm , 1960. ـ الرسالة إلى القارىء مارون، الرسالة إلى الرهبان بخصوص ديوسقورس، الرسالة إلى سمعان التلعدي والرسالة إلى الرهبان الأرثوذكس الشرقيين، قام بنشرها وترجمتها إلى اللاتينية :LEBON, J , Textes inedits de Philoxene de Mab-boug , Le Museon 43 (1930)17 84 , 149 –220 ـ الرسالة إلى باتريسيوس :LAVENANT, R , PO 30 (1963) وكان السمعاني وكومسكو قد نشرا نتفاً منها . ـ الرسالة إلى الكاهنين الرهاويين: إبراهيم واورينوس، نشرها :FROTHI- NGHAM , Bar Sudayli , Leyde 1886 , PP. 28-48 L 47 –62 ـ هناك عدد كبير من الرسائل طيّ المخطوطات، لم ينشر بعد، وقد قام ده هاليه بتقديم قائمة بأهمها. ج ـ العقيدة : VASCHALDE ,De Trinitate et Incarnatione , CSCO , 9 , (syri2)Paris 1907. ـ مقالة في ترتيلة ((قدوس الله ))، نشرها مع ترجمة لاتينية:BRIERE , M . in PO 15 (1927) 439 –542. ـ ميمر في حلول الروح القدس :TANGHE A , LE MUSEON 73 (1960) 39-71. ـ ميمر في البشارة :KRUGER , P , OCP , 20 (1954) 153-165 ـ المجلّد ضد حبيب النسطوري، نشره مع ترجمة لاتينية :BRIERE , Dissera- tiones ,PO 15 (1927)439-542 هناك ميامر لاهوتيّة غير منشورة د ـ الروحانيات ـ طريق الكمال: نشره في مجلّدين مع ترجمة إنكليزية بدج :BUDGE , W ,The Discourses of Philoxenus ,London 1894 –1893 ،وهناك ترجمة فرنسية قام بها :LEMOINE , E , SC 44 , Paris 1956 وقام المطران (البطريرك)زكا عيواص بطبع النص السرياني مع مقدّمة، ونشره مجمع اللغة السريانية، بغداد 1978 . هـ الطقسيات كتب فيلوكسينُس صلوات كثيرة وتراتيل ورتبة عماد، نشرها السمعاني مع ترجمة لاتينية : Codex Liturgicum 2 , 307 –309 ,DENZINGER , Ritus Orientalibus , I , 318 وله ثلاث انافورات (طالع الطقس السرياني الأنطاكي الكاثوليكي المنشور في روما سنة 1843 ص 155 ـ 161 وقد ترجم الانافورا الأولى والثانية إلى اللاتينية رونودوت: Cattedre , 2 , 301- 309 et 310 –320 لاهوته : أسلوب فيلوكسينس أنيق، لبق، ولغته صافية وبليغة، وقد عُدّ من كبار أدباء اللغة السريانية الكلاسيكية بعامّة والأدب الديني بخاصّة. كتب بالسريانية لغته الأم، وكان يعرف اللغة اليونانية أيضاً لاهوته متأثّر بلاهوت الخلاص لاثناسيوس الاسكندري وبأنآسة (انتروبولوجيا) أفغاريس. ومن المؤكد عرف كتابات أفرام وكُتب أئمة الطبيعتين (النساطرة). عقيدته المسيحانية نابغة من قناعته ومن تنشئته اللاهوتية. لاهوته دفاعي ـ هجومي، وقد قاوم النسطورية بضراوة، عادّاً إياها خطراً يهدد الإيمان المستقيم، وهذا ما أفقده شفافيته. إنه مجاهد من الدرجة الأولى، ومتمكّن في جميع المجالات . مسيحانيته : 1-الصيرورة تتجه مسيحانية فيلوكسينس: في طريق النظريات المدرسية المبنية على أن اونطولوجيا الكلمة المتجسد، وكل أطروحاته تسبح في فضاء صيرورة مزدوجة: الله يصير إنساناً حتى الإنسان يصير إبناً لله. ويعترض على الصيرورة المبنية على مبدأ الإتخاذ أو الإنتقال Assumption النسطورية والتغيير الاوطاخية. المنبجي لا يستعمل لغة لاهوتية ثابتة ولا منهجية متدرّجة، وعباراته غير محددّة، لذلك يجب فهمها في سياقها وإطارها. نظرته شاملة ثرية بالحدس . ويُعد مع سويريوس الانطاكي أول مؤسسي ومبلوري اللاهوت المونوفيزي المرتكز أساسا على المسيحانية . لا يمكن حصر المسيحانية المونوفيزيّة في العبارة الكلاسيكية: الطبيعة الواحدة المتجسدة Mia Phusis Sesargomene . لقد أوجد فيلوكسينس في المسيحانية مبدأ الصيرورة من دون تغيير أمام أيّ احتمال ثنائي في المسيح . وهو لا يرى الوحدة في المسيح إلا كنتيجة حتمية لهذه الصيرورة التي تشكّل في نظره، جوهر السر المسيحاني. وكأن الصيرورة والتدبير مترادفان لأنهما يتضمنان كل حياة السّيد بالتدبير يحدد في الجسد: إن سبب التدبير في الجسد هو اكتمال السر الخفي في سابق علم الله الآب، والمولود قبل الأزمنة، يتأنس في ملء الزمن(تفسير متى3/1 ـ 16 ). أما الصيرورة فتعني عموماً أتى إلى الوجود، إلى الكينونة، وبشأن ((الكلمة)) فهو يمثّل صيرورة دائمة من دون انقطاع ومتجددة. يستند في ذلك إلى قانون إيمان نيقية ـ القسطنطينية الأول. يقول: ((إن آباءنا ال318 وال150 كتبوا بدقة وحكمة العبارة التالية في قانون إيمانهم: ((إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، من نفس طبيعة الآب، نزل وتجسّد وصار إنساناً، هكذا علّمنا آباؤنا شيئين في واحد: إن إلهاً من إله نزل وتجسد وصار إنساناً (ضد حبيب فصل4/ص35). ويؤكد هذا في تفسير يوحنا: ((هوذا تقليد الآباء في قانون إيمانهم: أولاً إن الكلمة تجسّد، أي صار جسداً، وهذا يتطلب نفساً وعلّموا أنه صار إنساناً . إقتبسوا كلمة ((تجسد)) من يوحنا1/14 ، ثم راق لهم أن يضيفوا ((صار إنساناً)) بسبب غلاطية 4/4 ، إنه واضح أن ليس جسد من دون النفس صار تحت الناموس))(تفسير يوحنا ص187). ويرى أنّ عبارتي ((أم الله)) و((الواحد من الثالوث)) ليستا سوى صدى لقانون نيقية. يتجلّى هذا في ميامره ضد حبيب، والتي يوجزها الأب ده هاليه في النقاط الخمس التالية : 1-إن أقنوم الابن، الواحد من الثالوث، الله الكلمة، نزل وحلّ في حشا العذراء . 2-تجسّد فيها وصار إنساناً من دون أن يتغيّر . 3-ولد منها وهي بالتالي والدة الإله 4-ليس واحداً وآخر ،بل هو الله الكلمة وهو واحد . 5-الله تألم ومات وصُلب. وما يراه يحصل للمسيح، أي الصيرورة، يحصل للمسيحي في اقتباله الأسرار (ضد حبيب فصل5 و8 وتفسير يوحنا ص13 ـ 14، كتاب الأحكام 2ص41 ) ويرفض أن يرى المسيحيين من دون روحيّة وثقافة عميقتين. ((إن الإنسان الجديد، المولود بالمعمودية، يقدر أن يسمع الكلمات المرتبطة بسّر الإيمان، ولكن حتى يكون كاملاً.. ينبغي أن يدرك الفضيلة والحكمة التي تتضمنها الكلمات التي كان فقط سمعها (تفسير يوحنا ص127 ). 2-الصيرورة والإتخاذ أو السكنى معاً : فيلوكسينس لا يخرج في مسيحانيته عن إطار الصيرورة . إنه يفهم الديوفيسيين، أي القائلين بطبيعتيين وأقنومين في المسيح على النحو التالي: إنسان يصير، أي مخلوق، مختار، مدعو إلى أن يصير إبناً لله (نوعا من التبنّي)وإلها بالنعمة، إن كان في الرحم أو بعد الولادة أو في المعمودية أو القيامة. هذه البنوة ترتكز على سكنى الله في الإنسان المختار على غرار سكناه في الهيكل أو في آباء وأنبياء العهد القديم. أو يلبسه مثلما نلبس الثوب ويصير معه شخصاً واحداً شرفياً (طالع الرسالة الأولى إلى رهبان تلعدة ص464 ـ 465، والرسالة إلى رهبان بيث كوكل 148 ـ 149، والرسالة إلى رهبان سنون3 ـ 15 ). بالتأكيد هذا سوء فهم أو فهم حرفي من دون الدخول في المدلول العميق للعبارات المستخدمة، إذ كل طرف يستعمل نفس الكلمات، ولكن يعطيها معنى مختلفاً . فيلوكسينس يعرف جيداً كتابات الآباء الانطاكيين، وكان باحتكاك دائم مع المد النسطوري الحدودي، فيعتقد أن النساطرة قلبوا مفاهيم الكتاب المقدس فعوض أن يقولوا : ((الكلمة صار جسدا وحلّ فينا)) قالوا: ((صار جسداً والكلمة سكنَ فيه))(تفسير يوحنا ص184 ـ 185 ). ويتصور أن كلمة ((اتخذ))تعني إنساناً كاملاً وكأنه سابق للتجسد . ومع هذا يقر بأن الكتاب المقدس عندما يتكلم عن صيرورة الكلمة يصف التجسّد كاتخاذ، يقول : ((الإثنان يذكرهما الكتاب المقدس ، وإذا اعتبرنا ((صار))خطأ ،فيجب أن نعتبر في الوقت نفسه ((اتخذ)) خطأ أيضاً. فالكتاب المقدس هو الذي يقول ((صار)) وهو الذي يقول أيضاً ((اتخذ))(ضد حبيب 8/ص73)((إنه وفقاً للكتاب المقدس قال الآباء مع يوحنا الإنجيلي ))الكلمة صار جسداً ))(يوحنا 1 ـ 14 )ومع بولس اتخذ من نسل إبراهيم (عبر2 ـ 16 )وباعترافهم إنه اتخذ صار، وضعوا إنه لم يتغيير قط ))(تفسير يوحنا ص42 ) ويؤكد: ((إن الكلمة لم يتحول إلى جسد ولم يتخذ إنسانا موجوداً مع أقنومه الخاص ولكن أقنومه، أي شخصه صار إنسانا، كما هو مكتوب، وظل من دون أن يطرأ عليه تغيير ))(ضد حبيب 8/73 ) إنه يعتبر العبارتين غير منفصلتين لفعل واحد، الكلمة يتخذ بالصيرورة ويصير بالاتخاذ (ضد حبيب فصل 4/34 ). مع هذا يبقى تعبير ((الصيرورة ))أدق وأضبط . 3-الصيرورة من دون تغيير : في فكر فيلوكسينس إن الإنجيل وكل التقليد المسيحي يتطلبان الإيمان بسر التجسد كصيرورة الله، ولكن يجب فهمها بشكل يليق بمستوى الله، أي من دون ألم ولا تحول، هذا مرتبط بطبيعة المخلوق الخاضع للتغيير وليس الخالق. يقول فيلوكسينس: ((حتى لو قلت إن((صار)) تشير إلى ((اتخذ))، فإنك لا تقدّم تفسيراً للواقع، بل تضاعف العقدة وتضيف صعوبة إلى صعوبة، وتغطي السّر بحجاب، ولو اعترفت أن ((صار)) هي مثل ((اتخذ))، فليس هذا تفسيراً، بل وضعت كلمة محل أخرى. فـ((اتخذ)) تبقى من دون تفسير مثل((صار))(الرسالة الثانية إلى بيث كوكل ص51 ). يرى المنبجي أن استعمال كلمة ((اتخذ))يتضمّن التباساً وخلطاً قد يقود إلى أخطاء في المسيحانية مثل الظهرانية والاوطيخانية .. ولكنه يدرك الصعوبات التي يصادفها في تفسيره التجسّد والصيرورة، ويسعى جهده أن يذلّلها في ميامره ضد حبيب وفي الرسالة إلى رهبان سنون. إن عدم التبدّل Immutability، مثل الصيرورة، ليس مسألة فلسفية فحسب، بل هي عقيدة إيمانية مفروغ منها كما جاء في قانون نيقية ((الإيمان هو الثقة بالله من دون فحص، وقبول كلماته الحق من دون البحث في طبيعته ..الله أعظم من أن يخضع لمجال فحص أفكارنا وتدبيره يتجاوز مجال بحث علومنا . أعماله تسير بتناغم مع طبيعته، كذلك طبيعته لا تخضع للفحص ولا أعماله للبحث ..يجب الإيمان بوجود الله، ومن يؤمن بأنه موجود لا يبحث عن: منذ ومتى وكيف أو بأي شكل، وبسبب ماذا. هذه جسارة تقوم بها نفس لم تختبر الله. ومن يختبر الله، عليه أن يكتسب روحية طفل تجاه الله وعنايته، كما الحال بالنسبة إلى الطفل ووالديه)) (الموعظة 2 SC ص51 و52 و53 ). وهذه الصيرورة ليست طبيعية وجودية كحاجة إلى الكمال في ذات الباري، بل هي مبادرة إلهية حرّة: ((إن الله يكمل تصميمه بإرادته من دون أن تُصاب طبيعته بأذى ..الابن يشبه الآب في كل شيء بالطبيعة والإرادة. ولأن الآب يريد أن يصير الابن إنساناً، يقبل الابن إرادته وصار ما سُرّ به الآب، ولأن طبيعة الآب ثابتة لا تتغير ،فالابن أيضاً يبقى ثابتاً في وجوده (تفسير يوحناص17 ). إن مفهوم الطبيعة عند فيلوكسينس يختلف عموماً عن المفهوم الذي نستعمله في الفلسفة، والذي له معنى محدّد، فهو يستعمله مرات عديدة كفكرة عامّة تدخل في تعريف تركيبة الكائن ونشاطه، في حين الأقنوم هو القاعدة التي تجعل الطبيعة المشتركة بين الجنس الواحد ،خاصّة وفردية (الرسالة إلى رهبان سنون 41 ـ 42 ). فالأقانيم الإلهية الثلاثة تشترك بالطبيعة نفسها والقدرة والخلق والإرادة والسلطة، ولكنها تتميّز بأن الابن مولود لا يلد، والروح منبثق (تفسير يوحنا ص153 ). ويرفض أن يعدّ الأقانيم بطريقة حسابية1+1+1، فالطبيعة الإلهية واحدة ولكن في ثلاثة أقانيم، وهناك وحدة الأصل والعدد (ضد حبيب 11/493 ـ 495 ). والطبيعة والأقنوم في الثالوث لا يختلف استعمالهما أحياناً في مسيحانية فيلوكسينس، فالطبيعة المتجسّدة هي أقنوم الابن ولا يمكن أن تدخل على طبيعته الواحدة طبيعة ثانية، ولا أن يدخل الثالوث أقنوم رابع (الرسالة إلى زينون ص172 وكذلك ضد حبيب10/101 ). الابن هو سرياني، الله يعني الطبيعة، والكلمة يعني الأقنوم وهو متميزّ عن الآب والروح (ضد حبيب 4/35 ،9/92 ).ولهذا السبب لا يوجد في المسيح سوى طبيعة واحدة وأقنوم واحد هو أقنوم الكلمة المتجّسد من دون مزج ولا خلط ولا تحوّل ولا ذويان. نتيجة هذا الواحد تكون مريم منطقياً ووجدانياً ((أم الله))(ضد حبيب 4/36 ). 4-الخلاص : إن المسيح، في نظر المنبجي، بصيرورته إنساناً لم يتحد بإنسان واحد فرد، إنما اتحد بالطبيعة البشرية ولهذا السبب لم يخلص إنساناً فرداً، بل الجنس البشري كلّه. إن ((الكلمة)) يجمع في شخصه كل تصاميم الله الخلاصية، لذلك التدبير والتجسد قريبان جداً من بعضهما البعض: ((فهو يجمع ويجدد ويدمج كل الخليقة بالآب ))(تفسير متى3/ص202 ). وهذا يتماشى مع مفهومه للصيرورة. يمكن إيجاز عقيدته للخلاص البشري في هذا القول الذي نجده عند معظم آباء الكنيسة: ((إن ابن الله يصير ابن الإنسان حتى نصير نحن أبناء الله ))(الحكم 3/ص203 ) فصيرورة الله تهدف إلى صيرورة الخلائق من جديد ((يصير من أجلنا وبسببنا حتى يجعلنا أبناء أبيه السماوي ..لقد صار إنساناً حتى نصير نحن ما هو عليه، أي أبناء الله …بالحقيقة إنه تبادل عجيب يحصل للبشر في المعمودية حتى يصيروا أبناء الله))(الحكم 3/ص229 ). ويشرح تدبير هذا الخلاص: ((من العذراء إلى العماد، ومن العماد إلى الصليب، يشكّل موته قمة الخلاص. فبموته على الصليب هدم قوى الشيطان والموت والفساد، بإعطائه الروح ))(الرسالة إلى رهبان سنون ص59 ). هذه هي ركيزة مسيحانية فيلوكسينس وهي ركيزة لاهوته الخلاصي . روحانيته : إن روحانية المنبجي، التي تظهر من خلال كتاباته لاسيما مواعظه، مبنية على جدلية الإيمان والأعمال. فهو، كما جاء في الموعظة الأولى، لا يعترف بشيء من أيّ مستوى كان من دون أن ينطلق من الإيمان، ((فالصوم ليس صوماً إذا لم يرافقه الإيمان ويبقى ظلاً بل جسداً ))(الموعظة 2/49 ـ 50 ) والإيمان هو يحقق فينا سّرياً العمل المنجز في المعمودية. بالإيمان نبني ونحقق حياتنا الروحية والأدبية، ونبنيها على الصخرة التي هي ((المسيح)). هذا هو الإنسان الجديد المولود بالمعمودية ومن دونه نكون قد شّيدنا حياتنا على أساس هش ((الرمل)). ـ رمز الإنسان العتيق المولود في العالم (الموعظة الأولى 4 ـ 5، طالع النص المختار أدناه). ولو ألقينا نظرة على المواضيع التي تناولها في مواعظه، لتبيّن لنا أنه لا يكتب إلى الرهبان فقط، بل إلى أبناء الكنيسة وهو واحد منهم. فهو يحكي عن الإيمان، بر الشريعة وبر المسيح والبساطة ومخافة الله ونكران الذات والشهوة والانقطاع والدعارة، لكنه يقر بأن تحقيق هذا الإنسان الباطني صعب جداً ونحن باقون في العالم. ويحذر تلاميذ المسيح بأن العيش مادياً خارج العالم، غير كاف لعيش الإيمان والسلوك بحسب الروح أو ((الإنسان الداخلي)). بالتأكيد فيلوكسنس متأثر بخبرة العالم الصاخب والمتقلب الذي عاش فيه . نصوص مختارة من التلميذ الحقيقي ؟ ((إن ربنّا ومخلصنا يسوع المسيح دعانا في إنجيله الحي إلى الدنو بحكمة من أعمال حفظ وصاياه، وإلى وضع كما يجب في نفوسنا أسس تعليمه حتى ينمو بنيان سلوكنا بشكل مستقيم . إن من لا يعرف كيف يبدأ بحكمة بناء هذا البرج الذي يرتفع إلى السماء، لا يقدر أن يكمل البناء ويتممّه بحكمة . فالمعرفة والحكمة تقودان وتكملان بداية ونهاية وأسس كل هذه الأشياء . من يبدأ هكذا دعاه إنجيل مخلّصنا حكيماً: ((مثل من يسمع كلامي هذا ويعمل به كمثل رجل حكيم بنى بيته على الصخر . فنزل المطر وسالت الأودية وعصفت الرياح، فثارت على ذلك البيت فلم يسقط، لأن أساسه على الصخر . ومثل من يسمع كلامي هذا فلم يعمل به كمثل رجل جاهل بنى بيته على الرمل، فحالما عصفت به بعض الرياح قلبته (متى 7/24 ـ 27 ).. إذن نحن ملزمون كما يقول معلمنا ألا نكون مستمعين دائميين لكلمة الله فحسب، بل مطبّقين إياها . ومن يعمل بها من دون أن يسمعها لهو أفضل ممن يسمع ولا يعمل، كما قال بولس الرسول: ((فليس الذين يصغون إلى كلام الشريعة هم الأبرار عند الله، بل العاملون بالشريعة هم الذين ينالون البر . فالوثنيون الذين بلا شريعة، إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة، كانوا شريعة لأنفسهم، مع أنهم بلا شريعة، فيدلّون على أن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم وتشهد لهم ضمائرهم ))(روميه 2/13 ـ 15 ). جميل سماع الشريعة لأنه يقود إلى الأعمال، وجميلة قراءة الكتب المقدّسة والتأمل بها لأنها تنقي عقلنا الخفي من الأفكار الشريّرة ولكن إذا قرأنا وسمعنا وتأملنا باستمرار بكلمة الله، ولا نترجمها إلى عمل، فقد سبق الروح بفم الطوباوي داود أن لام ووبّخ على هذا الشر وحرم حمل الكتاب المقدس بيدينا الدنستين: ((يقول الله للشّرير : ما لك أن تحمل كتاب عهدي ؟ وأنت أبغضت مشورتي وطرحت كلامي وراءك )) (مزمور50(49 ):16 ـ 17 ). من يواظب على القراءة، وهو بعيد عن العمل، يجد دينونته في قراءته، ويستحق حكماً عظيماً لأنه احتقر ما يسمعه كل يوم . إنه مثل ميّت وجثّة من دون روح، حتى لو دقّت آلاف الأبواق والقرون في إذن الميت لا يسمع، هكذا النفس المائته في الخطيئة والعقل الذي نسى ذكر الله، لا يسمع نداء كلماته، ولا يحركه بوق الكلمات الروحية. إنه غاطس في سبات الموت وهذا يسعدهم. وبما أنهم موتى، فلا يحسّون بالحاجة إلى الإهتداء وطلب الحياة تماماً، مثلما أنّ الميت الطبيعي لا يشعر بموته، هذا هو حال من يموت من معرفة الله، لا يتألم ولا يفكّر في طلب العودة إلى الحياة . هكذا اليهود لما رأى الله أنهم ماتوا وسدّوا آذانهم وعيونهم وقسّوا قلوبهم حيال معرفة الله، أرسل إليهم أشعيا ليوقظهم وينادي في آذانهم: ((أصرخ عاليا ولا تتردد وارفع صوتك كالبوق، أخبر شعبي بمعصيتهم وبيت يعقوب بخطاياهم ))(أشعيا 58 ـ 1 ). وفي مكان آخر يقول له الرب: ((إقرأ فقلت: ماذا أقرأ . كل بشر عشب وكزهر حقل بقاؤه))(40 ـ 6 )، أي إنهم مثل العشب والزهر ييبسان في الشمس ولا يستطيع المطر ولا ماء الينابيع أن يرطّبهم لأنهم فقدوا رطوبتهم الطبيعية هكذا هي حال الشعب الذي فقد الحياة الروحية، يصير مثل عشب وورد يذبل وييبس من حرّ الشر ووسط النسيان . تموت النفس لما تنسى ذكر الله ويموت معها رشدها والتفكير بالأمور السماوية، إنها تعيش طبيعيا ولكن مائدته إراديا، إنها موجودة في تركيبها ولكنها مائدته في حريتها. ضروري إذن لتلميذ الرب أن يتعمق في ذكر معلمه يسوع في نفسه، وأن يتهجى به ليل نهار. يجب أن يتعلم من أين يبدأ، وكيف ومن أي جهة يرفع منازل بيته وكيف ينهيه حتى لا يسخر به كل عابري السبيل، كما ذكر الرب بشأن الرجل الذي شرع في بناء برجه ولم يكمله، فغدا موضوع استهزاء واحتقار المشاهدين. ومن هو هذا الرجل الذي تكلم عنه مخلصنا وقد بدأ ببناء برجه؟ إنه التلميذ الذي سار في طريق الإنجيل! وبقابلة المسيرة هي وعده وعهده مع الله: وعد بأن يخرج من العالم ويحفظ وصاياه ويبدأ ويسير وينتهي بجمع وجلب الحجارة الجيدة من كل مكان والنظم الجميلة لبناء البرج الذي يصعد إلى السماء. إن الأساس ثابت ووطيد كما يذكر بولس الرسول: إنه يسوع المسيح إلهنا… وكل واحد يبني على هذا الأساس كما يشاء لأن الأساس يجمع في محبته كل ما يبنى فوقه إلى يوم ظهوره، حيث أعمال كل واحد تفحص وتمتحن، وإن (المسيح) الذي هو أساس وقاعدة البناء سوف يقام ديانا ورأسا وقمة البناء كما يقول بولس الرسول: (فكل من بنى على هذا الأساس بناء من ذهب أو فضة أو حجارة أو خشب أو قش أو تبن، فسيظهر عمله ويوم المسيح يعلنه لأن النار في ذلك اليوم تكشفه وتمتحن قيمة كل واحد) (1 كورنثية 3/12 13) إنها نظم وجمال البر هي التي قارنها بولس بالذهب والفضة والحجارة الكريمة: الإيمان هو الذهب والتعفف والصوم والانقطاع وسائر أعمال البر هي الفضة، والمحبة والسلام والرجاء والأفكار النقية والمقدسة والعقل الروحي الذي يتأمل في عظمة الله وكيانه ويحفظ الصمت مرتعدا أمام أسراره غير المدركة والثابتة: هي الأحجار الكريمة. أما الظلام والشر وأعمال الشهوات، فهي الخشب والقش والتبن… (الترجمة الفرنسيةSC ص27 ـ 31 والنص السرياني، طريق الكمال ص3 ـ 8 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قورش _ قيورا الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – قورش Cyrus ,Kyrus أو قيورا، أو قيورى أو قيواي، بحسب ما تدعوه المصادر السريانية، هو شخص واحد، كاتب لم يُعرف في الأوساط السريانية والاستشراقية بشكل واسع إلا في الستينيات لما قام الأمريكي ويليم مكمبر W.F.MACOMBER بتقديم أطروحته عنه. عن حياته لا نعرف غير القليل. على الأرجح وُلد ونشأ في الرها في مطلع القرن السادس، ثم توجّه إلى مدينة نصيبين المجاورة للدراسة والتخصص على يد مديرها مار آبا الكبير وعلى توما الرهاوي (طالع الفصح1 _6 ). ولما صار آبا بطريركاً عام 540، رافقه هو وتوما إلى ساليق وقطيسفون للتعليم في المدرسة التي أسسها البطريرك الجديد هناك. وبعد موت (آبا) عام552 إنتقل إلى الحيرة وأسس فيها مدرسة. يقول التاريخ السعردي : ((وكانت وفاته (آبا) في ليلة الجمعة الثانية للصوم الماراني (السيّدي ) وحمله قيورى إلى الحيرة ودفنه بها وبنى على قبره ديرا … ونصب الاسكول (المدرسة ) بالحيرة )) (جزء 2ص78 _79 ). وكذلك كتاب ((المجدل)) الذي يسميه (قيواي) يشير إلى تأسيسه مدرسة في الحيرة (عمرو ص40 ) ومن المحتمل أن قورش حصل على لقب الأستاذ بعدما غادره توما الرهاوي إلى القسطنطينية حيث مات عام 543. أما وفاته، فلا نعرف تاريخها، وقد تكون في مطلع القرن السابع . تآليفه : يذكر عبد يشوع الصوباوي إن لقورش : ((علل وتفاسير وتراجم))(الفهرس ص 87 رقم100 ). تفاسيره ما هي إلا شروحات للأسفار المقدسة، والتراجم قد تكون من اليونانية إلى السريانية وليست التراجم التي تقال في القداس الكلداني _الآثوري قبل قراءة الرسالة والإنجيل والتي تعود إلى القرن الثالث عشر. ويعتقد مكمبر إنه هو الذي نقل من اليونانية إلى السريانية كتاب هيراقليدس لنسطوريوس بناء على طلب بطريركه آبا الذي جمع أثناء وجوده في القسطنطينية نصوصا يونانية عديدة وخصوصاً تأليف ثيودورس ونسطوريوس. لم يصلنا من كل تآليفه سوى ستة خطابات في علل أعياد التدبير : الصوم، خميس الفصح، الآلام، القيامة، الصعود وأحد حلول الروح القدس. ويظهر أن هذه الخطابات كانت مشروعاً مشتركاً بينه وبين توما الرهاوي الذي كتب الميلاد والدنح ولكن موت الأخير دفع قورش الى إتمام المشروع، فهو يذكر في خطابه عن خميس الفصح ما يلي : ((إننا في البداية وضعنا فصول هذا الخطاب بحسب ما تذكرناه من أقوال أساتذتنا القديسين، أي معلّمي مجمع مدرسة نصيبين ))(2 _6 ). وفي استهلال خطابه عن الصوم يذكر سبب كتابة هذه العلل التي ألقيت شفهياً : (( لأنكم طلبتم منّي (يذكر أسماء الشمامسة الذين طلبوا منه ) لأكتب لكم حسبما يسمح به ضعفي، عِلل هذه الأعياد التي لم تسنح الفرصة لرجل الله، أستاذنا القديس مار توما الملفان، في كتابة علل الصوم، الفصح، الصلب، القيامة، صعود الرب إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ، فحالما وصل طلبكم إلى سمعي ..)). إن أسلوب العلل أسلوب أدبي مألوف في مدرسة نصيبين لدى أساتذة القرن السادس _الثامن، إذ كان يرتجل أحد الأساتذة خطابا أمام الأساتذة والطلاب حول عيدٍ أو حدث ما، يتناول فيه، بنهج جدلي، الأوجه المتعددة للمناسبة أو السر المراد إحياء ذكراه مع طرح بعض أسئلة وأجوبة لشد المستمعين في عملية تأويل وتأوين. يقول في مستهل خطابه عن الصعود: ((إن ذكرى هذا العيد، الذي تحتفل به الكنيسة المقدسة اليوم، هو صعود الرب إلى السماء ولكن في الوقت نفسه يتضمن صعودنا معه))؛ وفي خطابه عن القيامة يطرح عدة أسئلة : ((ما القيامة ؟ولماذا تحتفل الكنيسة اليوم بالقيامة )). ولما دونّت هذه الخُطَب أخذت بعض الأديرة تقرأها كلا في مناسبتها كما الحال في دير ايزلا الكبير ودير بيث عابي. ومع الزمن كونت هذه الخطب مجموعة متجانسة ضمّت ثلاثين خطاباً حول مناسبات عديدة وحملت عنوان : ((عِلل أعياد التدبير ))نجد نسخة منها في مخطوطة دير الرهبان رقم155 فوستي. وبالنسبة إلى قورش، لقد قام مكمبر بنشر هذه العلل الست تحت عنوان Six Explanations of the Liturgical Feasts CSCO 355_6,SS155_6 (1974). أطروحاته اللاهوتية : يعرض قورش في هذه الخطابات خلاصة لاهوتية متناسقة للتدبير من الوجه البيبلي والعقائدي والليتورجي والتاريخي والتطبيقي بحسب تقليد كنيسة المشرق المتّبع في مدرسة نصيبين، ويعرضه بحسب واقع معاصريه للتأثير فيهم وشدّهم لعيشه. إن هذه الخطابات أقرب إلى طبيعة المواعظ منها إلى أبحاث لاهوتية منهجية وافية الجوانب. قورش لا يذكر من المصادر التي استند إليها سوى الكتاب المقدس، ولكن واضح تأثير ثيودورس المصيصي المعتمد في مدرسة نصيبين كمفّسر أعظم. تعليم قورش مبني على أرضية مفهوم زمانه للإنسان والكون والطبيعة والخلقية والخطيئة والخلاص، ونظرته الفلسفية _الكوسمولوجية _اللاهوتية كأنها ثابتة ومسلّم بها هذه نماذج من أطروحاته : 1- الإنسان والكون : يرى قورش أن لحياة الإنسان وجهين: الأول زمني خاضع للتقلبات :فساد، ألم، موت، والثاني مستقبلي ثابت لا يخضع للفساد والألم والموت (الفصح7 _3 ). هذا التقسيم مرتبط بالمفهوم الكوسمولوجي لعصره، فالكون منقسم إلى قسمين يفصلهما الرقيع : العالم الأدنى حيث يعيش البشر والعالم الأسمى حيث القيامة (الصعود 2 _4 ) ويربط هذين القسمين بالتقسيم البيبلي، وكأن الواحد مكمل للآخر بتناغم. فخيمة العهد تُجسّد هذا التقسيم (الخروج فصل20 و30 ) فالستار يفصلها إلى جزئين : الأول يرمز إلى سكنى البشر، إليه يدخل الكهنة كل يوم لتقديم القرابين والثاني هو قدس الأقداس رمز السماء، لا يدخل إليه سوى عظيم الأحبار ولمرة واحدة في السنة، ثم يربط الكل بالعهد الجديد وبالمسيح الحبر الأعظم وبالموت _القيامة (الفصح3/2 _3 ). ومن الجدير بالملاحظة أن قورش يضع الملائكة في الجزء الأول، أقلّه نظرياً. يقول : ((إن المسيح بعد أن قام بمجد عظيم من بين الأموات، متحررا من أي ضعف، أظهر تجديد كل الأشياء في ذاته، جاعلاً من جهة، الكائنات الروحية وغير المنظورة من حيث شفافية نفسهم غير خاضعين للتغيير؛ ومن جهة الطبائع المنظورة والمحسوسة، قد جعلها بفضل اندماجها في جسده غير خاضعة للتقلبات _ ))،(القيامة2 _4). ((هذا التحول يحصل بالرجاء في المسيح، بكر البشرية، يوم القيامة العامة. ويدفع (هذا الرجاء) البشر والملائكة إلى ممارسة الفضيلة والابتعاد عن اليأس بما أن المسيح قد فداهم ))، في صعود المسيح فادينا نالت النبوءة كمالها. فهو لم يصعد وحده، إنما جعل كل الجنس البشري يصعد معه وفقا لشهادة الكتاب (أفسس 2 _6 )(الصعود 5 _6 )، إذن الخليقة كلها تتطلع، بنعمة الله، إلى تحوّل أفضل (القيامة 2 _5 ؛الآلام 6 _5 ). أمام سؤال :لماذا لم يخلقنا الله منذ البداية غير مائتين ؟ يرد قورش بجواب كلاسيكي : ((إن العالم في البدء خلق متناغماً ولكن آدم بعصيانه أدخل الفوضى إليه، ولما جاء المسيح أعاد إليه التناغم بطاعته )) (الآلام6 _5 ). هذه المقارنة بين آدمين نجدها عند معظم الآباء، وهي مقتبسة من الرسالة إلى رومية فصل 5. وبما أن الكون منقسم إلى قسمين، فهو بحاجة إلى جسر يربط الاثنين ببعضهما وهذا الامتياز (الربط) منحه الله للإنسان لكونه صورته، ((لقد سمى الله الإنسان صورته، وأعطاه السلطان على الخليقة جمعاء ))(تك 1/26 –28 ) وجمع في جبلته الخليقة كلها من جهة، ففي نفسه (الروحية ) جمع الملائكة غير الماديين وغير المنظورين، ومن جهة ثابتة جمع في جسده الكائنات الجسدية والمنظورة، من هذا المنطلق دُعي الإنسان إلهاً وابناً لله : ((لقد قلتُ إنكم آلهة وأبناء العلي تُدعون))(مزمور81_6) وإذا اعترف الإنسان بالله ولي نعمته، واقر بالسيادة التي منحه إياها نعمةً منه، لن يحول شيء أبدا دون تحقيق وعوده تجاه الخليقة (الآلام 3 _3 ). قورش يحافظ على التقليد المتواصل بأن آدم بعصيانه عوقب مع الخلود في نهاية الأزمنة عندما يدخل العالم إلى ملء كماله ))(الصعود 7 _7 )، وهذا يتم بفضل الروح القدس (الصعود4 _7 ). هذه المقارنة نجدها في مواعظ ثيودورس العمادية (9 _11 ). أخيراً يشبه قورش الله بأبٍ يعامل أولاده بما يناسب نموهَّم وعمرهم : ((في حكمته الفائقة يقسم نعمه بشكل يناسب معرفة طبيعتنا ))(الفصح 5 _3 )، وبحسب مقدرتنا على القبول والاستيعاب (الحلول 4_3 ). 2-الخلاص : ينطلق قورش في مفهومه للخلاص من لاهوت التدبير. يقول : (( إذن كما جاء في الكتاب المقدس، إنه في ملكوت الله لا يأكلون ولا يشربون ( رومية 14 _ 17 ) وإنهم (البشر) يسكنون كملائكة الله (متى 22 _27 )، هذا ما رسمه المسيح في الكنيسة بشأن الأعياد التي تشير إلى تدبيره الذي سوف ينجلي على حقيقته، بأمر الله في أورشليم العليا. ومن بين هذه الأعياد، عيد الصوم (الكبير) الذي تحتفل به الكنيسة المقدسة اليوم . هذا الصوم يقودنا ويقّربنا إلى الصوم الإلهي الحقيقي الذي يشترك به كل البشر في القيامة المزمعة. إنه ينقّي النفس من ادران الخطيئة، ويطّهر الجسد من دنس الرذائل ))(الصوم 2 _6). وهذا المفهوم للتاريخ البشري يقوده بالتالي إلى مفهوم متعدد الأوجه للخلاص. فمن جهة إن المسيح قد أصلح الوضع البشري المتردّي بموته وقيامته وحررّ الإنسان من الموت والفساد. ومن جهة ثانية تتوّج قيامته الكشف الإلهي ضمن شريط طويل لتدبير الخلاص إلى أن يبلغ العالم الكمال في القيامة العامة (الصوم2 _6). وتتم هذه المسيرة بمراحل ورموز وصور. إن المسيح ((يرينا في صورةٍ ما زوال الموت ))(الفصح 4 _5 )((إنه أظهر لنا قيامتنا كما في صورة ورمز ))(القيامة7/1 _2). ويشرح بإسهاب هذه الرمزية : ((إن الله نفسه في العهد القديم، كما في الجديد، رضي أن يرسم صورة العهد القديم بواسطة أمثال ورموز تم تحقيقها بمجيء السّيد، لأنه قبل أن يخلق العالم كان في فكره أن يُظهر العالم الجديد الذي بدأ بظهور مخلصنا … إنه دبّر بصدق في حياة الدنيا هذه أولاً والتي بها تمتلك (أنت) السبيل الملائم الذي يقود إلى الكمال .. وفي الختام تدخّل إلى الحياة العتيدة عندما تقوم من بين الأموات. هكذا بالمقارنة نستطيع أن نتأكد من الحياة المقبلة التي سوف تكشف لنا ..إذن كما قلت إن الله خالق الكل كان قد رسم في فكره التدبير المملوء حياة والذي حصل تحقيقه بالمسيح مخلّصنا. فكان ملائما أن ترسم هذه الصور والرموز في العهد القديم حتى تنجلي في العهد الجديد في المسيح النموذج الحقيقي ))(القيامة 4 _3 ). في الحقيقة ((يشكل موت المسيح وقيامته المرحلة الأساسية التي عليها يقوم التدبير ومن دونها لا نفع للمراحل الأخرى .وهو نفسه رسم حقيقة ذلك خطوة فخطوة حتى نبلغ الكمال))(الصعود 3 _6 )وبعدما صعد إلى السماء بعشرة أيام أرسل الروح القدس ليحل على التلاميذ ،ويغمرهم بنعمه ويقودهم إلى المعرفة الكاملة (الصعود3 _4،4_10). فالقيامة وحلول الروح القدس هما ذروة التدبير. يقول قورش : ((إن اقتبال الأسرار : المعمودية والقربان رمز موت المسيح وقيامته، يجدّد فينا، يوماً بعد يوم، ذكرى ما عمله من أجلنا ويحيي فينا الرجاء بأننا نقوم معه بعدما نموت ))(القيامة2 _6 ) و((إن نعمة الروح القدس هي التي تعطي الخلود وعدم الفساد )) (الصعود 2 _2 ). من الملاحظ أن قورش يرى الخلاص شاملا لكل الخليقة وليس للإنسان فحسب : ((المسيح حطّم بموته وقيامته طغيان الموت ليس بالنسبة إليه، إنما بالنسبة إلى الخليقة جمعاء ))(القيامة2 _4 ). ويبرر سياسة الله في مسيرة التاريخ بأنها كانت لتدريب الإنسان من خلال الخبرات التي عاشها ليكون قادرا ً على التمتع بنعم العالم الآخر الذي سوف يدخله (القيامة4 _3 ). نصوص مختارة تحريض على السيرة الفاضلة هذه الأمور، التي تكلمنا عنها بإيجاز، إنما كي لا نُثقل خطابنا ونتُعب سمعكم، لذا آن الأوان لنختم تعليمنا بكلمات تحريض على السماع والعمل وإعطاء الثمار من خلال الأفعال، فنقبل بالتالي المواهب الروحية التي نالها آباؤنا القديسون بفضل إرادتهم الصالحة. إذا أحببنا السماع من دون ترجمته إلى العمل، نكون غرباء عن إرث آبائنا الروحيين، كما يقول بولس الإلهي ((ليس الذين يصغون إلى كلام الشريعة هم الأبرار، عند الله، بل العاملون بالشريعة هم الذين ينالون البر))(رومية2/13 )، لذلك، إن نحن أردنا أن نكون تلاميذ الرسل القديسين وورثاء إيمانهم، وجَب أن نقتدي بمثالهم في السيرة والتواضع حتى تصّح فينا التسمية وتضمن لنا التطويبات السماوية . لننظر إليهم كيف كان العالم مصلوباً لهم وهم مصلوبين للعالم (غلاطية 6/41 )وكيف قبلوا العوز والضيق في سبيل إنماء إيمانهم. كانوا مثالاً حقيقياً مزيناً بكل أنواع الفضيلة فيحتذي بهم كل أبناء الكنيسة الكاثوليكية، متممين في جسدهم ما نقص من آلام المسيح حتى يكتمل تعليمه (كولوسي1/24 ). إنهم تحملّوا العذابات والموت القاسي بسبب حبهم للمسيح . لنقتدي إذن بهم ونشترك في رجائهم ونعتبر بسيرتهم الكاملة وبإيمانهم (عبر13/7 ). إن الثمار التي اجتنوها من أعمالهم الشاقة، ساوت إرادتهم الصالحة. أيّ أبرص دنا منهم وعاد فارغ اليدين ؟ وأيّ كفيف لم ينل البصر بسهولة ؟ وأي مُقعد لم يمش بمجرد كلمة منهم ؟ وأي شيطان لم يطرد بسلطانهم وبمجرد كلمة أمر منهم ؟ وأي مريض لم يُشفَ تماما حالما لمس ثوبهم ووقع ظلهم عليه ؟ وأي مذهب لم يفرغ من افتخاره بتعليمهم المستقيم ؟ وأي مجمع لم يعظوا فيه حقاً كأبواق مرتفعة الصوت؟ فنحن إن قبلنا إيمانهم وسرنا على خطى فضائلهم كما تجلّت لنا، وأخذنا من سيرتهم مثالاً لنا، واعتبرنا إيمانهم وصُلبنا للعالم، والعالم صلب لنا، واحتملنا على غرارهم ما يحصل لنا بسبب ضعف طبيعتنا أو بسبب ضروريات الحياة، فسنتوّج مثلهم ((إذا تألمنا معه فسوف نتمجد معه ))(رومية8/17 )، ((وإذا تحملّنا فسوف نملك معه أيضاً))(2 تيمو2/12 ). ((هو سيدنا ورجاؤنا ومحيينا يسوع المسيح له المجد إلى الأبد )). (الحلول 7/1 _4، النص السرياني ص185 187 والترجمة الإنكليزية 164 _165 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| نرساي الملفان | الولادة: 412 الوفاة: 503 لا يزال الغموض يلفّ حياة نرساي الملفان، فالتواريخ غير دقيقة، والأرقام مبالغ فيها، والكثير من كتاباته مدفون في مخطوطات خزائن المكتبات العالمية أو في طبعات غير نقدية. ولا تُتيح مصادر حياته متابعة سيرته بشكل علمي، لأن القدامى لم يهتموا بحياة شخص ما، إلا عندما اشتهر، إذ ذاك ينصب اهتمامهم على إبراز مناقبه، ومكانته وعلمه وقداسته، ويعودون إلى رواية أحداث طفولته بشيء من السحر، فيختلط الحقيقي بالأسطوري، ويصعب التمييز بينهما. تُشير معظم المصادر، التي تحكي عن نرساي الملفان، إلى أنه أبصر النور في قرية ((عين دلبي))، على مسافة بضعة كيلومترات من مدخل مدينة دهوك، في شمال العراق، وعلى الأرجح بين عام412 ـ 413 ولما كبر الطفل، انضم إلى ربان((معلم))القرية ليتعلم القراءة السريانية والكتابة. والكتاب المنهجي انذاك كان كتاب المزامير ((داويذا)). ويذكر المؤرخ برحذبشبا عربايا أن نرساي تعلمه (أي حفظه) ولما يبلغ عامه السابع. وعندما أمر الشاهنشاه بهرام الخامس، الملقب ببهرام كور عام 421 ـ 422 ، بملاحقة المسيحيين لا سيما المهتدين منهم من المجوسية، وركّز على كبار رجال الدين، راح والدا نرساي ضحية هذا الاضطهاد، الأمر الذي اضطره على الفرار إلى المنطقة الحدودية الفارسية الرومانية مع معلمه وأقرانه. ولم يعودوا إلى بلدتهم إلا بعدما هدأت الحالة بفضل مساعي الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الثاني. وبعد تسع سنين من الدرس والمتابعة، قصد ملفاننا عمّه عمانوئيل، رئيس دير كفر ماري في مقاطعة بازبدى. وإذ توسم فيه العم توقّد الذهن والرغبة في المعرفة، أرسله إلى مدرسة الرها الشهيرة لاستكمال تحصيله العلمي. ومكث نرساي فيها عشر سنوات، بعدها استدعاه عمه للتدريس في دير كفر ماري. لبّى نرساي دعوة عمه وغادر الرها إلى الدير، ولكن لم يبقَ فيه طويلاً، إذ عاد سراً إلى مدرسته التي استهوته. ويبدو أنه أمضى فيها هذه المرة أيضا عشر سنوات أخرى، قضاها بين البحث والتدريس. وفي النهاية استدعاه عمه عمانوئيل، الذي كان قد طعن في السن، إلى تسلّم رئاسة الدير، فترك نرساي الرها على مضض. ولكن حالما توفي عمه، سلّم إدارة الدير إلى راهب يدعى جبرائيل، وعاد فاستقر هو في الرها. وكان ذلك على الأرجح سنة457 أي سنة وفاة هيبا أسقف الرها الذائع الصيت. وفيها التقى ببرصوما أسقف نصيبين. أما ما أورده التاريخ السعردي من أن نرساي وآقاق الجاثليق وبرصوما، قد قاموا بزيارة مدينة مصيصة لنيل بركة ثيودولس، خلف ثيودورس اللاهوتي الشهير (توفي عام 428 )، والذي لاندهاشه بعلمه وقداسته، سماه ((لسان المشرق وشاعر المسيحية ))، اعتقد أن هذا ليس سوى أسلوب من الأساليب الأدبية الشائعة عند القدامى لتعظيم بطلهم. متى تبوأ نرساي رئاسة مدرسة الرها ومتى غادرها ؟ يوجد إختلاف بين المصادر بشأن تحديد تاريخ رئاسة نرساي لمدرسة الرها. تذكر بعض المصادر إنه أدارها مدة عشرين سنة، وتكاد تتفق المصادر نفسها على مدير واحد للمدرسة بين أفرام ونرساي تُسميه تارة ربولا وتارة قيورا. ويذكر أسقف حلوان أن قيورا خلف أفرام وساس المدرسة مدة 64 سنة أي إلى وفاته سنة 437. في هذه الحال يكون نرساي قد خلفه في السنة ذاتها. ويؤكد عربايا بأن عقب وفاة قيورا إتْجهت أنظار أساتذة وطلاب مدرسة الرها إلى نرساي القسيس، ونادوا جميعا بصوت واحد إنه الأكثر جدارة ومقدرةً بمنصب رئاسة المدرسة، ليس بسبب سنّه ونقاوة حديثه فحسب، بل بسبب سيرته. ترى هل هذا معقول؟ إذا قبلنا إنه خلف قيورا عام437 يكون عمره في هذه الحال نحو 24 سنة ،ولو سلمنا بأنه مكث عشرين سنة في ادارتها فتكون مغادرته سنة 457، الأمر الذي يتعارض مع بقية المعطيات. لنحلل بدقة المعلومات التي في حوزتنا: 1- إن مدرسة الرها أغلقت تماماً بأمر زينون الامبراطور الروماني عام489 وهُدمت، وقد يرتبط بهذا التاريخ تأسيس مدرسة نصيبين كبديل لها. يقول سمعان الارشمي في رسالة كتبها عام 510 أي بعد وفاة نرساي بقليل : ((بعد موت هيبا طرد الفرس ((أي المؤيدين لآراء نسطوريوس) من الرها مع جميع الكتبة الرهاويين المؤيدين لهم. وإذ ذاك بمساعي الطوباوي مار قورا، أسقف الرها، وبأمر اصدره الامبراطور الروماني زينون، دُمّرت المدرسة نهائيا، حيث كان الفرس يدرسون، وشُّيد محلها معبد إكراماً للعذراء مريم والدة الإله :ثيوتوكس)) كذلك ابن العبري يؤكد أن الفرس غادروها عام 489، والتجأوا إلى مدينة نصيبين المجاورة حيث انشأوا مدرسة مماثلة. هناك سؤال يطرح نفسه، إذا كان الفرس قد غادروها فعلاً بعد موت هيبا سنة 457، فما الفائدة من تدميرها بعد 32 سنة؟ 2- يذكر ماري بن سليمان في ((المجدل ص44 )) أن نرساي كان موجودا في الرها في بداية أسقفية قورا عليها (471 ـ 498 ) وبعده فرّ إلى نصيبين حيث استقبله برصوما أسقفها. في اعتقادي أن نرساي المولود ما بين 412 ـ 413، تسلّم رئاسة مدرسة الرها عام470 ـ 471 وله من العمر 58 سنة، ومكث فيها عشرين سنة، في أصعب فترة عرفتها المدرسة بسبب النزاعات المذهبية والسياسية، وغادرها عام 489، الأمر الذي يتماشى مع المصادر. أما مسألة قورا الأسقف، فنعرف أن الانتماء المذهبي في تلك الظروف لم يكن ثابتا، إذ ينقلب الشخص من مؤيد لمدرسة لاهوتية ما إلى معارض بسبب التطورات السياسية واللاهوتية. فيمكن أن يكون قورا نفسه مؤيدا في البداية للاتجاه الثنائي في الكريستولوجيا، ثم غيرّ رأيه إلى الطبيعة الواحدة. يبقى العائق الأكبر أمام قبول رئاسة نرساي لمدرسة الرها في فترة 471 ـ 489 هو أن المصادر تذكر شخصاً واحدا بين مار أفرام وبينه، غير أنها لا تتفق على اسمه. وفي حال كونه شخصا واحدا، يكون قد بقي في الرئاسة مدة 98 سنة (أي من وفاة مار أفرام373 ـ 471 ورئاسة نرساي المقترحة) وهذا أمر غير مقبول. أما إذا استطعنا أن نستنتج من اختلاف الاسم بين ربولا وقيورا، وجود شخصين إثنين تواليا على إدارة المدرسة، فتغدو رئاسة نرساي في هذه الحالة أمراً اعتياديا. على كل حال، في نصيبين احتضن برصوما الأسقف مدير مدرسة الرها الفار مع بقية الأساتذة، وعهد اليهم تأسيس مدرسة جديدة تسلّم رئاستها نرساي نفسه، ووضع لها نظاماً مشابهاً لنظام مدرسة الرها والذي بقي تحت الاختبار إلى أن تّم تثبيته في زمن هوشع خليفة برصوما سنة 496. وقد ورد في مقدمة النظام أن الأساتذة والطلبة ذهبوا إلى هوشع، وطلبوا منه تثبيت نظامهم بشكل نهائي، فأجابهم: ((لا يحق لأحد غيركم أن يثبت هذا النظام ويفرضه. اذهبوا ومعكم الطوباوي نرساي، الكاهن والملفان، ويونان، الكاهن والملفان واعملوا ما ترتأونه كنظام )). وركّز النظام الجديد على التفسير الكتابي الحرفي ـ التاريخي المتأثّر باتجاه مدرسة أنطاكية، لا سيما ثيودورس المصيصي، أحد كبار مؤسسي هذه المدرسة، ونرساي نفسه كان متحمساً له، ثم في الوقت عينه حافظ النظام على تقليد كنيسة المشرق المتمثل بخط أفرام، القريب من الخط الرّباني. يبدو أن نرساي كان كاهناً ولم يبق، كما يعتقد راهباً أو أحد اعضاء جماعة العهد (بناي قياما)، ورد ذلك في شهادة عربايا وفي مقدمة نظام مدرسة نصيبين، وعند أسقف حلوان. كما نستشف ذلك من عمق أطروحاته ومعالجته لاسرار الكنيسة وطقوسها. ساس نرساي مدرسة نصيبين، التي أعطت كنيسة المشرق أبرز شخصياتها الفكرية والادارية حوالي 12 ـ 13 سنة، أي إلى أن وافته المنية عام 502 أو مطلع عام 503 عن عمر ناهز التسعين. أما الخبر الذي أورده ماري بن سليمان واقتبسه منه التاريخ السعردي حول هروب نرساي من نصيبين إلى جبل قردو ، بسبب مضايقة ماموي زوجة برصوما، لأنه كان يوبّخ الأسقف على زواجه منها، فليس لنا دلائل لإثباته، خصوصاً وإن زواج الإكليروس، بكافة درجاتهم، كان أمراً مألوفاً عهد ذاك . تآليفه : كتب نرساي الكثير بحكم وظيفته، كتب شعراً ونثراً، وإليه ينسب البحر الإثنا عشري من أوزان الشعر السرياني المؤلف من12 مقطعاً صوتياً، يذكر له برحذبشبا عربايا وبرحذبشبا أسقف حلوان 360 ميمراً وأعمالا أخرى، من دون تقديم أي تفاصيل حول نوعية هذه الكتابات. أما قائمة التاريخ السعردي، فهي أوضح، إذ تذكر إنه كتب 360 ميمراً على عدد أيام السنة، وكتابا في السيرة القبيحة، وفسّر التوارة ويشوع بن نون والقضاة وسفر الجامعة واشعيا وارميا وحزقيال ودانيال والاثني عشر نبياً وكتب تعازٍ، ويضيف عبد يشوع الصوباوي في كتابه ((فهرس المؤلفين))، إلى هذه القائمة، رتبة للقداس وتفسيراً له وتفسيراً للمعمودية وتراجم ومواعظ وارشادات وتراتيل وطلبات. لا نعرف، على وجه الدقة، هل هذه التفاسير هي نفسها التي وردت في الميامر، أم هي كتابات مستقلة؟ على الأرجح هي نفسها، ومع الأسف لم يصلنا من نتاجه سوى عدد من الميامر ومن التراتيل. ولا نزال في كنائسنا السريانية نتغنى بأناشيده الكثيرة، ونردد الكلمات التي قالها منذ 15 قرناً. ميامرة : يسرد ألفونس منكنا، في مقدمة طبعته لميامر نرساي، 81 ميمراً، يذكر إنه رآها مبعثرة هنا وهناك في المخطوطات وتكاد تكون قائمته هي المعتمدة حتى الآن. فوبس يكتفي بذكر 81 وكينيو ذكر 82، مكلاويد يشير إلى أنه وصلنا منه 80 ميمرا وسوغيثا واحدة. أما إبراهيم إبراهيم، فيذكر له 85 ميمرا، غير أن الميمرين 82 و83 لا يذكر منهما سوى العنوان من دون الاشارة إلى أي مخطوطات ولا مراجع بل وجد ذكرها في بعض الكتب. وقد أعطى في أطروحته موجزا تحليليا بسيطا لكل ميمر. وزّع بومشتارك هذه الميامر، حسب المواضيع التي تعالجها، وقسّمها إلى مجموعتين مهمتين: الكتاب المقدس والطقوس لكون غالبية هذه الميامر تدور حول الدورة الطقسية، وقد استخدمت في الليتورجيا، غير أن فوبس قام بتفصيلها تحت عناوين عدة: الكتاب المقدس، التقوى، التفاسير، الطقوس، الحياة المسيحية، الكنيسة، اللاهوت، التاريخ، مما جعله يكرر نفس الميمر تحت عناوين مختلفة. وكينيو وزّعها على ثلاثة محاور: الطقس واللاهوت والأخلاق. قام منكما بنشر 47 ميمراً فقط في مجلّدين عام1905 مع10 سوغيثات، ومن دون أيّ دراسة نقدية، وبعض منها مشكوك في صحتها، أقلّه في جزء منه، وعلى سبيل المثال الميمر15 في الاصلاح، وبعض العناوين لا تتماشى مع الفحوى. وقد نشر قرداحي نتفاً في ((الكنز الثمين))عام1875، كما نجد مقاطع في كتاب الفتات، طبع في اورمية1898، وفي المروج النزهية الجزء الأول 1901 وكتاب ((توركامي)) ليوسف قليتا الموصل 1928. الميمر عن الملافنة الثلاثة: ديودورس وثيودورس وثيودوريتس، نشره مارتن مع ترجمة فرنسية في الجريدة الآسيوية على مرحلتين عام 1899 و1900. وترجم كونللي إلى الإنكليزية الميامر حول الأسرار في سلسلة نصوص ودراسات &Texts Studies كما نشر كينيو ميامر نرساي في الخلق، في الباترولوجيا الشرقية 34 عام 1968 مع ترجمة فرنسية، وكان قد ترجم أيضا الميمر 21 عن العماد والميمر17 عن الأسرار في Paris 7 .No ,Chretiennes Letters ,Chertienne Initiation .247 ـ 195 .p ,1963 وقد قام الأب د.جاك اسحق بترجمة القصيدتين21 ،22 إلى العربية (قالاسوريايا العدد 32 ـ 33 لسنة 1984 ص16 ـ 60 . كما نشر مكلاويد الميامر عن الميلاد والدنح والآلام والقيامة والصعود في الباترولوجيا الشرقية عدد 40 لسنة 1979، وعمانوئيل بتق ترجم خمسة أمثال من الإنجيل إلى الفرنسية، نشرها مقابل النص السرياني، باريس 1984. وتوجد ترجمة لبعض ميامره في الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وقد اعتمد مترجموها طبعة منكنا. أما سوغيثا، وهي محاورة شعرية منظومة على البحر السباعي، فينسبها البعض إلى أفرام والبعض الآخر إلى نرساي ولم تحصل أية دراسة جادة لمعرفة صحة نسبتها. وكان منكنا قد نشر عشراً منها في الجزء الثاني من ميامر نرساي، وبعضها نجده منشوراً في كتب أخرى تحت اسم أفرام مثل محاورة العذراء والمجوس، وكان مكلاويد قد بيّن أن واحدة منها فقط هي لنرساي. أسلوبه : يستعمل نرساي في ميامره أسلوب الصور والمقارنات، يقتبس معظمها من الكتاب المقدس ومن الطبيعة، كما يميل إلى أسلوب التوازي: وعادة يبدأ العجز بتكرار أول لفظة أو عبارة من الصدر أو أقلّه بتكرار الفكرة. إنشاؤه محبوك، وشعره سلس ومشوّق ولا يسبب الملل للقارئ، فمن حين لآخر يدعوه إلى المتابعة بجمل مثل: تعال، لنذهب، لنكن، أو يستعمل صيغة المنادى أو الأمر ويبدأ بالمدراش ثم بالميمر. هناك بعض التكرار في قسم من ميامره وقدر من التكلف، إلا أن لغته تكاد تكون خالية من الألفاظ اليونانية. ومما يجدر ذكره أن هذه الميامر كانت في غالب الأحيان، ترتل ولا يزال بعضها يحمل في بدايته ردة تكرر بعد كل بيت أو أكثر. أطروحاته اللاهوتية: من مميزات فكر نرساي إنه مباشر وواضح، ومنفرد في سموه ووقاره، وهذا ليس بغريب على شخص مثله قضى معظم حياته في البحث والتعليم. لذا، دراسة كتاباته ضرورية لمعرفة سير اللاهوت في خطه المشرقي خصوصاً. هذا اللاهوت الذي يعرضه نرساي كتعليم مسلّم به، بأسلوب يميل إلى التأمل والوصف الرمزي أكثر منه إلى العرض البرهاني المنهجي. كما أن قسماً منه جاء في إطار دفاعي وهجومي أمام الآراء اللاهوتية المتعددة السابقة أو المعاصرة له، والتي يعدّها منافية للإيمان، مثل آراء برديصان وابو ليناريوس وفالنتينوس وآريوس وأوطيخا… وقد واجهها بعنف وبألفاظ لا تليق بالروحانية المسيحية!!. إن إشكالية اللاهوت في ميامر نرساي هي أن الألفاظ المستعملة كانت لا تزال ضبابية، غير واضحة. كل طرف أعطاها معنى معينا وبكثير من تصلّب. وقد تأثرّ نرساي بالفلسفة اليونانية، بأرسطو وأفلاطون وبآباء اليونان، لا سيما ديودوس وثيودورس وثيودوريتس الذين اعتُمدت كتاباتهم في التدريس في مدرسة الرها ثم في نصيبين. كما أن قراءة نرساي للكتاب المقدس كانت قراءة تاريخية بمعنى أنه يعتبر رواياته حوادث حصلت. يستعمل التفسير النمطي، أي يجد صورا للعهد الجديد في العهد القديم، ويستخلص منها عِبَرا للأخلاق المسيحية. نظرته إلى الإنسان: يراقب نرساي، عن كثب، حياة الإنسان ويتأمل بعمق في تقلباتها، فيصوّر بشعره فرحه وحزنه، راحته وتعبه، نجاحه وفشله، خيره وشرّه، تركيبه وكيانه، مازجاً الفلسفة بالواقع، والكتاب المقدس بالأخلاق، والروحانية بالتصوف. يتبع انتروبولوجيا زمانه وخصوصاً التي يعكسها الكتاب المقدس. الإنسان ليس وليد المصادفة، إنما خلقه الله بقصد محدّد على صورته ومثاله: ((لم يستهو ـ الله ـ خاطرة جديدة في خلق البرايا، فإنها كانت منذ الأزل في فكره وكيانه… وفي كل ما جاء إلى الوجود، لم يسمع الله سوى صوته، ولكن في خلق آدم ، ها نحن أمام شورى وخاطر جديد.. هلموا نصنع الإنسان شبيهاً بنا، به نشد كل شيء لما لنفسه وجسده من قرابة مع الكائنات فيكون شبيها بالسماويين في حياة النفس، وقريبا من الجسديين في تركيب الجسد. نرى أن نرساي مرتبط بانتروبولوجيا الكتاب المقدس، مع بعض إضافات فلسفية اقتبسها من اليونان وخصوصاً أفلاطون وأرسطو، مثل فكرة أن الإنسان عالم مصغر وإنه مركب من عنصرين: من جسد فانٍ ونفس خالدة: ((صنع الله الجسد أولاً بخلقه الإنسان ثم أوجد النفس وأحلها فيه)). ((غرس الله الحياة في الطبيعة المائتة. فاقتنى الناس الحياة الخالدة في ضمائرهم)). وتبقى النفس بعد الموت في حالة سبات إلى يوم القيامة حيث ترجّع جسدها. ويرى نرساي أن الإنسان في خلقه وكيانه صورة مصغّرة للثالوث، وهنا يكون قد تعدى مدلول الكتاب المقدس في لفظة ((لنصنع))، كما فعل بقيّة آباء الكنيسة الذين رأوا في صيغة الجمع إشارة إلى الثالوث الأقدس. يقول: ((في نفسنا صاغ الله مثالا … يشير إلى أقانيم القيّوم الثلاثة: الابن والروح اللذين من الآب، كما أن الكلمة والحياة تنبثقان من النفس)). يكمل الإنسان مجرى حياته بفضل الناس الآخرين وبدونهم لا يمكن أن يكون إنساناً حقاً، ويشّدد نرساي على العلاقات وعلى المشاركة: ((كم هو سيء ألا يشرك الإنسان في سعادته الناس الآخرين، وحتى لو كان سعيدا في نفسه، يبقى خاليا من السعادة. كم يبقى المرء جاهلاً إذا عمل لمنفعة نفسه فقط! إن الذي يملك لنفسه فقط، لا يملك البتة… ولا يمكن للإنسان أن يكون إنساناً حقاً من دون الناس، وحتى برّه من دون الآخرين ليس ببرّ )). الإنسان في نظر نرساي حرّ يمكنه تحقيق ذاته وصورته. لذلك هو في صراع مستمر من الداخل (الأهواء) ومن الخارج (مع الأرض والكائنات الأخرى) في محاولة لترويضها وتوظيفها : ((إن الباري إذ كوّن الإنسان وضع فيه ذروة الحكمة، لقد صنعه سيّد إرادته لكي يقرر مصيره كما يشاء. في حرب مع الأهواء ليل نهار، ولا حدّ لساحة شهواته. حرب ضارية معلنة دوما ضد نزعاته، وإن غفي انسلت الشهوات، وسبت حريته. أما نظرته إلى المرأة والزواج، فمرتبطة بمعطيات الكتاب المقدس. فالمرأة التي يتكلم عنها أساساً في ميمرين 12 و47 هي أمّ الحياة وأمّ الموت، مرعى الفضيلة، ومنبت الرذيلة، بؤرة غيرة وشهوة وأحقاد، إنها سبب كل الشرور التي حصلت للبشر منذ بداية الخليقة. ويستشهد بما حصل ليعقوب ويوسف وشمشون وداود. ويدعو المرأة إلى الاقتداء ببعض نسوة العهد القديم كسارة ورفقة وحنة وبخاصّة إلى اتباع مثال حواء الثانية مريم؛ ويقيم مقارنة بين حواء ومريم على غرار ما فعل ايريناوس وأفرام . ويحذّر القارئ من الوقوع في فخاخ المرأة: ((انهن يجعلن العفيفين دنسين، ويشوشّن على المتزنين، ويضعفن الأبرار. ويل لمن يقع في شباك حيلهن..إذا كانت حواء قد كسرت داؤد كنارة الروح، فمن ترى يقدر أن يصمد أمام حرابها. إلا إنه يرفض أن يرى الشرّ في طبيعة المرأة، إنما الشر هو في سوء استعمالها لحريتها: ((ليس ميلك إلى الشر مرتبطا بطبيعتك، بل إرادتك هي التي تخطأ… وإرادتك هي التي تقودك إلى حيث تريدين. الخير والشر يعملان فيك وأنت مسلّطة عليهما كحرّة، وحريتك هي التي تفعل الجميل والقبيح)). ((في البدء خلقها باري الكل مسكناً بهياً. إلا إنها وسّخت جمال نفسها بأعمال قبيحة)). ويستعمل نرساي في وصفه هذا كلمات خشنة. وبخصوص الزواج، يسير نرساي في خط مار بولس: الرجل رأس المرأة، والزواج سريره نقي، ويلّح على وحدة الزواج الذي هو بصورة الثالوث (الشركة) ويقدّم بعض نصائح عملية: ((نقية هي المرأة التي تبتعد من الدنس، ومقدس وطاهر زواجها وكذلك الطفل المولود منها ..إنها وزوجها متساويان في التعب والأجر، إنهما يرثان الأرض هنا وملكوت السماء هناك)). لذلك يدعوها إلى الحشمة في جسدها وفكرها. يرى نرساي أن تجديد الخليقة سوف يكون أجمل من بدايتها. الخلقة الأولى زمنية والثانية سرمدية. وهذا التجديد يقوم به الله من خلال يسوع المسيح: ((قلت أن الخليقة كلها تصعد معه في صعوده، لأن كل الخلائق الناطقة والصامتة مرتبطة بجسده ونفسه. هلمّوا نستعد… )). ففي المسيح تحققت صورة الإنسان الكامل: ((لقد دعا الله آدم الأول صورته نظرياً ولكن في المسيح، آدم الثاني صار الإنسان صورته واقعياً. في المسيح تحققت الوعود التي قطعت لآدم الذي دعاه صورته وفسدت، ولكن ها هي ذي عادت جديدة في المسيح )). وقيامة المسيح هي النهاية السعيدة للإنسان، والتي إليها يصبو ويسير طوال حياته: ((المسيح قام من بين الأموات ولن يموت بعد، لذلك قام كل كياننا مع ابن جنسنا الواحد، كيان آدم بكل ما له، وإذا قام عضو منه، فقد قام الكل، أصعدنا معه حيث صعد، كما يذكر بولس، وإن كان ذلك حقيقة، فكل الكيان يصعد معه..إنه معه في الموت، ومعه في الحياة ومعه في المجد)) إذاً يؤكد نرساي: ((على مثال قيامة المسيح، مبدأ حياتنا، سيبعث الجسد الظاهر والنفس الخفية )). وفي ميامره عن الخلقة، يتصور نهاية العالم في سنة الألف، فهو مثل أفراهاط وأفرام يتبع مبدأ الألفية: 6 آلاف قبل المسيح وألف سنة بعده حيث تحصل النهاية الحتمية. نجد الفكرة عند معاصره يعقوب السروج . الخطيئة الأصلية : يتكلم نرساي عن أحداث الفصول الثلاثة الأولى من سفر التكوين في ميمر 29 ، حيث يسير بمحاذاتها. يتبع خلق آدم وحواء والفردوس والسقطة والقتل الأول. كما نجد إشارات في الميامر34 و36. يذكر نرساي إن الله خلق الإنسان على صورته، وخلقه سيداً على الكون كله: ((في العالم، المدينة الملكية، وضع الله صورته المنظورة، وعرف قدرته الخفية)). إلا أن آدم بتمرده لم يمكث في الفردوس سوى نهار واحد: ((نهارا واحدا مكثت الكائنات المخلوقة ـ الإنسان ـ من التراب في الفردوس، إذ عند غروب الشمس غادرتها كغرباء إلى بلد آخر )). ويعدّ خطيئة آدم تجاوز على وصية الله. وكان حراً بقبولها إلا أنه فضل التجاوز لاختبار حقيقة حريته واستقلاله. وبسبب آدم فقدت الخليقة تناغمها: ((كل الخليقة راحت تبكي على صورة آدم الجميلة التي بها كانت متحدة بالمحبة، وجاءت الخطيئة فحلت رباطها)). والجديد عند نرساي هو عدّه العمل والتعب والألم والموت ضمن تركيب الطبيعة المخلوقة وليس بسبب الخطيئة الأولى: ((إن تركيب جسد آدم يعلن إنه كان مائتا، وكذلك زواجه مع حواء كان مليئاً بالألم )). ((إنه ـ أي ـ الله كان يعرف بخلقه ايانا إنه صنعنا مائتين، خليقته كلها تشهد إنه كان يعرف ذلك، لأنه هو الذي خلقها خاضعة للموت)). ويتسآل لماذا يوجد ذكور وإناث إن لم يكن بهدف ضمان ديمومة الجنس البشري. وإن العصيان لم يكن سوى فرصة لبرهان الحرية. ويرفض نرساي نقل الخطيئة الأصلية بالوراثة، ذلك بتأثير ثيودورس في حين يقبله أفرام. ونلمس لديه تفاؤلاً كبيراً بخبرة آدم. من خلال هذه الخبرة الفاشلة،يدعو الإنسان إلى معرفة حدوده والإقرار بخطاياه والحاجة إلى التوبة. لأنه لا يوجد شر من موت الآثم . فكرته عن الله : يتكلم نرساي عن الله في ميامره المتعددة، وينطلق من علاقة الله بالخليقة (التدبير ) وليس عن كينونته… فأمام تعدد الخلائق يؤكد أن الله واحد أحد ووحدانيته مطلقة، وربّما هذا هو السبب في استعماله لفظة الكائن للدلالة على الله، ولفظة الكينونة أو الوجود للدلالة على الألوهية: ((إن الكائن واحد، وهو كما هو… وهو الذي أوجد الخليقة في البدء من العدم. والكائن لا يحتاج إلى أن يسأل العون من أحد في خلقه، كما أن الخليقة لا تقدر أن ترتفع إلى وجوده ـ ألوهيته)) ـ فالله هو الواجب الوجود، في نظر نرساي، ولا يمكن أن يُشركه كائن آخر في جوهر وجوده. وقد يرمي كاتبنا بذلك إلى إزالة الإلتباس عند مستمعيه بوجود قدرتين إلهيتين كما يدّعي المانويون: إله الخير وإله الشر. ((أنت هو كما أنت، وتبقى كما أنت من دون تغيير ورمزك يسير مع كل الخلائق من دون ما تعب)). ويعطي نرساي في ميمر 34 عن الله والخلقة، بعض صفات الله، بأسلوب النفي (apophatic ): ((لا بداية للكائن الذي أوجد الخليقة ولا نهاية له في نظام خلوده، إنه الكائن الواجب الوجود. هذا ما يستطيع العقل أن يقوله، لا غير. أما كيف هو، فالباب موصد أمام سؤاله.. إنه غير مركّب وغير محدود وغير منظور ولا يتغير عمّا هو أمام الضّد)). المهم في نظر نرساي هو تدبيره تجاه البشر: حنانه ورحمته، أمانته وحرصه، ويستشهد بآباء العهد القديم إبراهيم واسحق ويعقوب وداود وشمشون (طالع الميامر1،2،3،43 ).كما إنه يصف غضبه على الذين يخونون عهده .ويقوده حديثه عن الله إلى التكلم عن الثالوث :آب وابن وروح قدسٍ، من دون الدخول في تفاصيل لاهوتية نظرية. ويظل نرساي في نطاق التدبير فيعد حقيقة الثالوث أمراً مسلماً به. يميّز في جوهر الله الواحد ثلاثة أسماء أو عمليات: الأبوة والبنوّة والانبثاق، ويستعمل للإشارة إليها لفظة أقنوم، بدلا من لفظة شخص، لكون الأقنوم يدلّ على جانب الكائن الخفي وشفافيته، في حين كلمة الشخص تشير إلى الجانب الظاهري الملموس .يقول نرساي : ((إبحث، إن أردت، بحثاً يليق بالكائن غير المحدود، كيف هي طبيعته المتساوية في الأقانيم الثلاثة. إبحث عن الطبيعة التي ليس لها بداية حيث يوجد: أبوّة وبنوّة وانبثاق.. وعندما أقول ((ثالوث)) لا أقصد ثلاثة كائنات، إنما أقانيم ثلاثة في وجود واحد..هم ثلاثة بحسب الأسم، وواحد ومتساوون بحسب الطبيعة )) ((الآب لا يدعى ابناً ولا الابن اباً، وتمييز اسميهما يُعلن حقيقة اقنوميهما. كما أن الروح أقنوم ينبثق من الآب ومساو له في كل شيء… واختلاف الأسماء لا يؤذي المساواة، إذ الأسماء تُشير إلى المرتبة، في حين تدل الأقانيم على المساواة في الوجود. ويستخدم نرساي مثَل الشمس وهو مثل مألوف عند كافة آباء الكنيسة، ليؤكد على الوحدانية من جهة والتعددية من جهة ثانية، وعلى عدم وجود تعارض بينهما، فالشمس واحدة في قرصها وضوئها وسخونتها، وبالرغم من أن القرص شيء والضوء شيء والحرارة شيء آخر، فإنها تسمى شمساً واحدة. كما يستشهد بمثَل الإنسان للدلالة على الوحدانية والتعددية، فالإنسان: جسد ونفس وقوى متعددة كالنطق والإرادة والحياة لكنه كائن واحد أحد، وكل الأفعال تنسب إليه. ويرجع نرساي في النهاية،فيؤكد بصراحة بأن الله والثالوث ليسا موضوع برهان، إنما هو موضوع إيمان: ((في الإيمان وحده ينبغي أن نبحث ـ فنزداد ـ إيماناً وحتى ذلك لا نقوم به كبحث مجرد، إنما بمحبة)). تعليمه حول المسيح : حتى نفهم تعليم نرساي بخصوص المسيح، علينا أن نضعه في إطار مفهومه للخلاص، الذي يتناوله في معظم ميامره، كما علينا أن نأخذ، بنظر الاعتبار، موقفه الدفاعي عمّا يتصوره اللاهوت المستقيم إزاء مفاهيم أخرى يعتقدها مضللة، مثل آراء ابوليناريوس ومفهوم الطبيعة الواحدة ونظرية الابنين: ابن الله وابن مريم. في نظر نرساي، المسيح صورة الله الممجدة، وهو الرباط الذي يوحّد العالم المادي والروحي، هذا الرباط كان الإنسان الأول قد حلّه بعصيانه. ويكمن الخلاص في قبول دعوة المسيح إلى معرفة الله ومحبته. وربما هذا هو السبب في تسميته المفضلة للمسيح بالرأس أو البكر: ((خليقة جديدة، خلق الباري على قمة الجلجلة، وأظهر قدرته الفنية في الإنسان المصلوب..ومثلما كان البدء قد أنجز خلقه في الإنسان، ها هو ذا ينجز خلقه في الإنسان في كمال الأزمنة)). ((كان آدم الأول قد دعي مجازا صورة الله ولكن المسيح، آدم الثاني،قد حقق في الواقع هذه الصورة . أخذ صورة الباري وجعلها مسكنا لمجده. وفي المسيح تمّت بالواقع المواعيد التي كان قد قطعها مع آدم الذي أفسد صورته، فعادت وتجددت فيه)). ((كما كنا قد صرنا مائتين في آدم، هكذا أصبحنا خالدين في آدم الثاني، إذ شقّ لنا الطريق إلى الحياة الجديدة، وهو أول من فتح لنا باب السماء بالمسيح يتجدد كل شيء ويكتمل كل شيء ويخضع كل شيء تحت سلطان رئاسته)). ((وانظر أيها الإنسان، كم رفعك خالق الكل، إذ أخذ ما هو لك، وأعطاك ما هو له بالمحبة)). وهذا هو سبب عظمة درجة ذلك الإنسان _آدم الثاني _ الذي في عظمته، يرفع الخليقة إلى الخالق، شيء عجيب صنع الباري إزاء خلائقه، بإشراكه إياهم في أمجاد الوحي. أما عن اتحاد الإله والإنسان في شخص المسيح الواحد، فلا يكتفي نرساي مثل بقية آباء هذه الفترة بلغة الكتاب المقدس، إنما يستعمل بعض مصطلحات فلسفية غير محددة المعنى بعد، للرد على الذين يقولون بطبيعة واحدة في المسيح، ويركّز على الجانب الإنساني لأهميته في تدبير الخلاص. لغته ومصطلحاته مختلفة، لا فقط عن الاسكندريين، بل أحيانا عن الانطاكيين، ويستخدمها في أطر مختلفة. ومن بين هذه المفردات: الطبيعة، الأقنوم والشخص وهي الكلمات الأساسية التي استُخدمت في الكريستولوجيا . تختلف الطبيعة عند الآباء السريان المشارقة عنPhusis اليونانية. إنها طبيعة مجّردة وليس طبيعة عينية، كما يقدمها المطران إبراهيم إبراهيم. إنها إشارة إلى العناصر المشتركة بين الجنس الواحد، مثلا يتكلم نرساي عن الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية وطبيعة الخبز والماء والخشب والطين. فيقول عن طبيعة البشر: ((إنه _ المسيح ـ تكلم معهم بالجسد والروح بحسب طبيعتهم الجسدية والروحية)) في حين تعني لفظة اقنوم الطبيعة العينية الخاصة بالفرد. يقول نرساي : ((لم اقنومك)) أي لمُ ذاتك. ويستعملها في حديثه عن الثالوث الأقدس لكونها تعبّر عن الجانب الجوهري، فيقول ثلاثة اقانيم وليس ثلاثة أشخاص، لكون لفظة الشخص تشير إلى الجانب الظاهري الملموس للأنا. وقد استعمل بعض الآباء المشارقة لفظة الوجه. وليس كما يقدّمها إبراهيم إبراهيم بمفهوم الشخص الحالي أي الجانب الجوهري العميق للأنا. والطبيعة والشخص والاقنوم ليست مترادفة، كما الحال بالنسبة إلى الآباء الاسكندريين. في ميمره عن الملافنة الثلاثة، يناقش نرساي مفهوم الطبيعتين في المسيح: ((ميّز الملافنة _ الثلاثة _ الطبائع لئلا يتعكر التناغم بينها، جمعوها في الشخص الواحد.. شخصاً واحدا سمّوا الكلمة والجسد)) (عن مارتن 499 وقد ترجم لفظة برصوفا بالشكل Figure ) ويشير بالكلمة إلى الإلهي وبالجسد إلى الإنساني. ويشدّد على وحدة الشخص والابن الواحد، متبعاً نهج ثيودورس: يقول: ((إن الطبيعتين اللتين تكلمت عنهما والمتميزتين الواحدة عن الأخرى، ليستا شخصين ادخلهما فيه كما يفعل الظلمة _ الهراطقة _ إنما أقرّ بوجود شخص واحد: كلمة الآب والجسد منّا، واسجد للروحي من خلال الجسدي)). ((مع الخالق يُكرّم اسماً وسلطاناً، إذ يُدعى ابناً لله فهو الله. ابناً له ندعو الابن منّا. ومع اللاهوت نعدّه من دون فصل. ونعدّه شخصاً واحدا مع ما هو وكما هو منذ البدء)) . وهذا الاتحاد في الشخص الواحد، وليس اتحاداً ادبياً مثل اتحاد الرجل والمرأة. ويقول نرساي كما أن الإنسان واحد بالجسد والروح وملزم بمعرفة سبب اسمه ودرجته كذلك المسيح واحد أحد وليس اثنين: ((إننا ندعو المخلوق هيكلا صنعه الكلمة لسكناه والمخلوق هو ـ الابن ـ الوحيد الذي ارتضى أن يسكن فيه، مثلما نسمي النفس والجسد، الشريكين المتساويين، شخصاً واحداً. النفس هي الطبيعة الحية، والجسد هو الطبيعة المائتة، وندعوها شخصاً واحداً إثنان متميّزان الواحد عن الآخر. فالكلمة هي الطبيعة الإلهية والجسد هو الطبيعة البشرية. الأول هو الخالق، والثاني هو المخلوق، إلا أنهما واحد في الاتحاد. النفس لا تتعذب عندما تتعرض أعضاء الجسد إلى الألم، ولا اللاهوت يتألم بألم الجسد الساكن فيه. وإذا كانت لا تتألم النفس المخلوقة مثل الجسد، فكيف يمكن أن يتألم اللاهوت المتسامي على الألم ؟ تتألم النفس مع الجسد من باب المحبة وليس بالطبيعة وتنسب إليها الآم الجسد مجازاً)). وفي قانون الإيمان الذي ينقله في الميمر 17 عندما يشرح رتبة القداس، يقول نرساي: ((ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله، شخص واحد بطبيعتين واقنوميهما. إنه الوحيد المولود بلاهوته، والبكر بجسده)). ويلح على الجانب الإنساني التاريخي من خلال كلامه عن صوم يسوع وصلاته وتجاربه. إذا لم يكن قد صلى، فهذا يعني إنه لم يكن إنساناً حقاً، فإيماننا باطل. وبخصوص تبادل الخواص، أي نسب ما هو إلهي إلى الإنساني، وما هو إنساني إلى الإلهي، يقبل نرساي ذلك مع التمييز :يقول: ((ابن الله يسوع ملكنا، غلب بالصليب، وبصلبه أخزى الشيطان وأزال الموت. وفي صلب ابن الله وجدت النبوات كمالها)). ((ابن الله نزل بصلبه إلى عمق القبر، وأصعد الموتى من هوة الموت)). ((بموته نال البشر الرجاء السعيد بحياة خالدة)). ((الجسد والكلمة ادعوهما إبناً واحداً لله، واحد مع اللاهوت ولا يمكن أن ينفصل. إني أميّز طبيعتين، ولكن لا أقول ((إبنين)). أقرّ بابن واحد ابن لله في ذاته وفي الجسد الماخوذ منا)). ((لم يدخل بولس انفصالا بين ابن وابن، فلا تعثر أيها الهرطوقي في تمييز كلماته. إنه ميّز الطبيعتين الواحدة عن الأخرى، وجمعهما في وحدة الشخص. ميزهما بسبب الألم والمجد ووحدهما بسبب المحبة غير المنقسمة)). ويستخدم نرساي للتعبير عن التجسد والاتحاد لفظتين اثنتين حل و سكن مرفقتين أو متفرقتين، عادة حل فسكن للديمومة. كما يستعمل لفظة . إن الاختلاف هو في المفردات المستعملة والتي يصعب تحديد معناها في تلك الفترة، لكونها تستعمل في أطر مختلفة، ولا تعبّر عن تباين في عقيدة الإيمان. كما إن الإتجاه الذي يتبناه نرساي إتجاه تصاعدي، أي من الإنسان إلى الله، وهو الإتجاه الذي سار عليه الآباء الانطاكيون. من هنا نفهم إلحاحه على الجانب الإنساني لاهميته في تدبير الخلاص. يقول نرساي: ((بالنفس والجسد غلب آدم الثاني _ المسيح ولم يكن يعرف الجسديون أن يسيروا إلى العلى، فأعدّ الطريق أمام أعينهم ابن الأرض _ المسيح _ )). مريم العذراء : يقدّم نرساي صورة للعذراء مريم واقعية بأسلوب بسيط، خالٍ من المغالاة. والألقاب التي نجدها في ميامره هي: الأم، البتول، الأمة، السماء الثانية، ابنة داود، حواء الثانية والقديسة الطوباويّة. إنها بتول أي حبلت بيسوع وولدته من دون علاقة زوجية: ((حبلت البتول من دون زواج ولا علاقة زوجية، إنما بقدرة الروح أبعد الظن من فكرها، فعليه تسهل الأمور التي تعسر على الطبيعة )). حبلت البتول بخلاف الطبيعة وولدت من دون زواج. وإذا لم يرد في ميامره لقب ((أم الله). فذلك بسبب الإلتباس الذي يخاف نرساي أن يخلقه هذا اللقب لاهوتياً، كون الولادة والنمو هما من خواص الإنسان. ((ينسب إلى الإنسان كل ما كتب بخصوص ابن الإنسان: الحبل، الولادة والنمو))(نقلا عن مارتن ص508 ). ويكنّ مؤلفنا احتراماً عميقا للعذراء: ((يجب أن يعطى للقديسة اسم لائق: أم الصورة التي بواسطتها انجلت صورة اللاهوت المنظور. أما ابنها، فندعوه مسيحاً وابناً وملكاً ورباً))..(بورجيا83ص34 وجه). ويجري نرساي مقارنة بين حواء الأولى وحواء الثانية، على غرار ما فعل ايريناوس وافرام وغيرهما من الآباء . يقول نرساي: بابنـــة البشر بـــــدأ المـــوت يفسد وبابنة البشر بدأت الحياة تتجدد حيث ازدادت الخطيئة من دون حد هناك نما البـر من دونما قياس حيث زرع الإبليس مرارة خبثــــه هناك نبتت سنبلة الحياة محيية الإنسان بحواء أفسد عدو الإنسان البــشر وبابنة البشر صادتنا المراحم روحيا هي ألبسَتْنا ثوباً مصنوعاً من أوراق وهذه ألبستنا حُلّة المجد غير الفاسدة بابنة جنسنا نبعث لنا الحياة بلا قياس فلا تميتنا بعد ما حيينا بحياة منك . أسرار التنشئة :العماد والافخارستيا بالنسبة إلى نرساي، كما إلى بقية آباء الكنيسة الأولين، أسرار الكنيسة هي أسرار التنشئة المسيحية: العماد والافخارستيا، لذا أعطوها أهمية كبيرة. ففترة الإعداد كانت تمتد إلى سنة وكانوا يشرحون للموعوظين (المقدمين على العماد) معاني السر ورموزه ومراحل الاحتفال به. كل ذلك بغية توعية الشخص بما هو مقبل عليه، وتمكينه من فهم دعوته المسيحية، ومتطلبات حالته الجديدة. وقد وصلنا من نرساي ثلاثة ميامر، يتناول فيها الحديث عن المعمودية والافخارستيا، ويسميهما الأسرار17 عن شرح الأسرار ،ويدور عموماً حول القداس و21 عن المعمودية و22 عن المعمودية والقداس . كما نجد إشارات عنهما في ميمر 30 ((اكتشاف الصليب ومكانته)) و33 ((عن الكنيسة والكهنوت)) و35 عن الكنيسة. المعمودية : يصف نرساي بإسهاب مراحل رتبة منح المعمودية وهي: 1-الكفر بالشيطان وأعماله،والإقرار بالإيمان المستقيم ،والإعلان الرسمي بنبذ التعاليم المنافية له. 2-تسجيل اسم الموعوظ في سجل الكنيسة ،كعلامة انتمائه إلى جسد المسيح،(جماعة الإيمان)،عائلته الجديدة 3-مسح كل الجسم بالزيت دلالة على المناعة . 4-التغطيس ثلاث مرات علامة الولادة الجديدة:الموت والقيامة. 5-الثوب الأبيض رمز الحالة الجديدة ،والانتماء إلى الزمن الأواخري زمن الملكوت وعلامة رجاء. يستعمل نرساي أسلوب الرمز والصور للكشف عن غنى السر،وتقريب معانيه إلى أذهان مستمعيه في جدلية واضحة:ولادة/نمو،تطهير/تقديس ،موت/قيامة،الخلقة الأولى /الخلقة الثانية،الإنسان العتيق/الإنسان الجديد،الإنساني/الإلهي. 1-المعمودية خلق جديد وولادة جديدة : يعتبر نرساي المعمودية خلقاً جديداً أي بعد أن خلق الله الإنسان إنساناً اعتيادياً، عاد فخلقه في المعمودية إنساناً روحياً أي ابناً له،ويقيم مقارنة بين الخلق الأول والثاني : ((ويرفع الكاهن أنظاره إلى ذلك الرمز الذي به كان الخلق، ومنه يتعلم كيف يقوم بالخلق الجديد. ويتبع الأسلوب نفسه الذي به خلق العالم .ويسمع صوته كما سمع صوت الباري على وجه الأرض في البدء. ومثلما أمر الخالق، يأمر هو أيضا المياه البسيطة لتظهر فيها قوة الحياة.. ولنسمع الكاهن، يدعو الروح ويطلب منه أن يحل على المياه ويمنحها القدرة)). ((وفي المعمودية سبك _ الخالق _ صورتنا مثلما في كور، وعوض الطين الذي كنّا، جعلنا ذهباً روحياً ..خلقاً جديداً. خلق الخليقة التي كان قد خلقها في البدء، ونفض عنها عتق الموت)). يرى نرساي أن ما وراء الخليقة المادية توجد خليقة روحية، ومثلما ينمو المرء إنسانيا، كذلك ينبغي أن ينمو روحياً. ((ولادته رمز الولادة التي ستتم في ملء الزمن، وسلوكه على الأرض رمز لما سيعيشه في ملكوت السماء. إنه ينشأ ويتقدم في درب الحياة الروحية. ومثل الروحيين يتناول طعاما روحيا. ولادته روحية والغذاء المعد له مكيّف _ لحالته الجديدة _ ولادته روحية غريبة في نظر الأرضيين، وليس هناك ثمن للغذاء الذي يتناوله. أمّ روحية تُعدّ له حليباً روحياً. وعوض الثديين تضع في فمه جسد المسيح ودمه)). كان المعمد عموماً شخصاً بالغاً، وبعد العماد كان يتقدم إلى المناولة _ حتى الأطفال _ والمناولة تعني الاشتراك في حياة الابناء. 2-المعمودية موت وقيامة: قيامة المسيح في منظور نرساي هي قيام عالم جديد، إنسانية جديدة، عالم لا يقوى عليه الفساد والموت. وهذا التحول يبدأ في العماد حيث يموت الإنسان عن الخطيئة ليحيا في الله ويمتلكه الله على مثال المسيح : ((ينقي الكاهن بواسطة المياه الأشخاص الملوثين، وبالأحرى بقدرة اسم الله وليس بقدرة المياه ويسحق قوة الشرير والموت. الشرير والموت يبطلان في العماد وينادي بقيامة الجسد وخلاص النفس. الجسد والنفس يُدفنان في المعمودية كما في القبر، ويموتان في سّر القيامة الأخيرة، يقول _ الكاهن _ هكذا: يعمّد فلان باسم الاب والابن والروح القدس.. ويغطس في الماء كما في القبر وينهض… ويبقى في جرن العماد في سّر مخلصنا وبنفس الصورة ينزل ثلاث مرات إلى الجرن، مثلما بقي الرب ثلاث ليال في القبر ..إنه يموت حقيقة كما مات محيي الكل، ويحيا حقيقة في صورة الحياة الأبدية. بالمعمودية ينزع عنه الموت مثلما ترك الرب كفنه في القبر وخرج منه)). وهذا الانتقال إلى الحالة الجديدة لا يمكن أن يتم من دون ثمن، من دون جهاد وتمرّس وتضحية: ((مثل الرياضيين ينزل المعمدون إلى الحلبة ويجاهدون..أن المقدم على المعمودية يدخل في صراع مع الشيطان وأعوانه وأعماله)). أما الثوب الأبيض فيرى فيه نرساي تجسيداً رمزياً للحالة الجديدة: فقد تعرّى عن الحياة القديمة، وبدأ يعيش حياة جديدة، ويتطلع إلى مستقبل متكامل، إلى عرس دائم، إلى الملكوت. يقول نرساي: ((مثلما يخرج الطفل من الرحم ويلبسونه الأقماط ، هكذا عندما يخرج المعمَّد من الماء، يتقبله الكاهن معانقاً اياه، كما يعانقه الحاضرون. وعوض الاقماط يلبسونه ثوباً أبيض، ويزّينونه كالختن في يوم عرسه. ومعموديته ترمز إلى العرس، وثوبه يشير إلى المجد المعدّ له. وجمال حلّته يرمز إلى جمال العالم الآخر. وما هو رمز الآن يصبح واقعاً انذاك ولا يمكن تكذيبه)). هذا التشبيه نفسه نجده عند أفرام (الترانيم النصيبيية27/28 والميلاد16/11 ). الأفخارستيا: يستعمل نرساي لفظة الأسرار للدلالة على الأفخارستيا، أو لفظة القربان أو الذبيحة أو ببساطة جسد ودم. وفي الميمر17 يكاد يشرح بالتفصيل رتبة قداس الرسل (اداي وماري بالنسبة للكلدان والآثوريين) في صيغتها الحالية التي تعود إلى القرن السابع. وهذا أمر يدعو إلى الشك في صحة إسناد الميمر إلى نرساي. ومن بين العناصر الغريبة قوله: ((إذ ذاك يتلو الذين هم في المذبح والجماعة التي في الخارج، الصلاة التي علمها الفم المحيي (أي أبانا الذي). بها نبدأ صلاة الصبح والغروب وبها نختم كل أسرار الكنيسة. هذا الترتيب لصلاة الأبانا، قام به البطريرك طيمثاوس الأول في القرن التاسع. كما يستخدم مصطلح الخواص لما يتحدث عن الثالوث الأقدس في حين، في بقية ميامره، يستعمل للتمييز بين الأقانيم لفظة الاسم . يبدأ نرساي بإعطاء بعض تعليمات حول المشاركة في قسم الذبيحة: ((من لم ينل المعمودية يخرج الآن اذهبوا أيها الذين لم يتعمدوا، ولا تشتركوا في أسرار الكنيسة، لأنه لا يحق الاشتراك إلا لمن هم من أهل البيت..كل من لم يقتبل رسم الحياة _ التوبة _ يذهب الآن. كل من تاب ورجع عن الهرطقة، أي الإيمان المنحرف، لا يشترك في أسرار الكنيسة قبل أن ينال التوبة (الرسم)، وكل من جحد إيمانه ثم عاد إلى أصله، لا يشترك إلى أن يغفر له بالرسم. ثم كل من لا يتناول الجسد والدم يخرج. كذلك المحرمون.. يخرجون من الهيكل بألم، وينتظرون في فناء الكنيسة بحزن بالغ)). بعد هذه الشروط المألوفة في الكنيسة الأولى، يشرح نرساي مراحل القداس جزءاً جزءاً، كاشفاً لمستمعيه معانيه ورموزه. الإستحالة: في الميمر 17 يذكر نرساي الإستحالة من دون أن يستعمل العبارة، ويسرد كلام يسوع في العشاء الأخير إلى جانب ذكره لدعوة الروح القدس، كما الحال في القداس الكلداني الحالي . وأعتقد أن ذلك إضافة، يقول : ((إنكم تقربون الخبز والخمر كما أوصيتكم، وأنا أكملهما وأجعلهما جسداً ودماً. جسداً ودماً أجعل الخبز والخمر بواسطة حلول الروح القدس وزيارته. هكذا قال محيي العالم لتلاميذه، وسمّى الخبز والخمر جسده ودمه وليس بالصورة أو الشبه سماها، إنما الجسد بثبات والدم بالحقيقة، ولو طبيعتهما تبتعد عنه من دون حد. إنه بالقوة والاتحاد جسد واحد ..واحد مع الجسد الجالس في المجد عن اليمين … يتحد المسيح بالخبز والخمر فوق المذبح))، ويذكر كلام يسوع . أما في الميمر 21، فيشدّد على أن الاستحالة تتم بفعل الروح القدس، ولا يذكر كلام يسوع على العشاء، يقول: ((انظروا باستقامة إلى الخبز والخمر على المائدة اللذين تحولهما قدرة الروح إلى الجسد والدم )). ((قدرة الروح تنزل بواسطة ابن المائتين _الكاهن _وتحلّ على الخبز وتقدسّه بعظمة قدرته. ((قدرته_الروح _تحلّ على المائدة المنظورة، وتمنح القوة للخبز والخمر حتى يعطيا الحياة )). الكسر والرسم: رمز الموت والقيامة يذكر نرساي رتبة كسر الخبز وغمسه في الخمر، كرمز إلى موت وقيامة المسيح. وفي الحقيقة هذا شيء رائع. فحّبذا لو هتف الشعب:المسيح قام من بين الأموات. يقول نرساي: ((يكسر _الكاهن _الخبز ويغمسه في الخمر ويرسم قائلاً: باسم الآب والابن والروح القدس … وكالميت يقيمه سرّيا _ أسراريا _ ولكن بنوع حقيقي. حقيقة، قام ربٌ السرّ من القبر، ولا ريب يقتني السرّ قوة الحياة. الحياة الجديدة يقتني الخبز والخمر، ومغفرة الخطايا، ويعطيهما مباشرة إلى المتناولين)). المناولة : في الميمر 21 يذكر نرساي صراحة إن المناولة تتم تحت الرمزين: ((الخبز والخمر، كالملك يزيح _المتناولون _الخبز المقدس على راحة يدهم)). ((يعطي الكاهن الخبز ويقول:جسد المسيح الملك، ثم يروي(المتناول) الخمر بالشكل عينه قائلاً:دم المسيح)). ويشرح الميمر 17 طريقة تناول الخبز يجعل _المتناول _يديه على شكل صليب ويستقبل جسد الرب فوق الصليب ..ويعانقه ويقبّله بمحبة ورحمة)). المراجع : بالإضافة إلى المراجع الوارد ذكرها في المقال، هذه أهم المراجع المعتمدة: أدي شير : تاريخ كلدو واثور، الجزء 2، بيروت1912 _1913. ألبير ابونا: أدب اللغة الآرامية، بيروت1970، وخلاصات الأدب السرياني لبومشتارك وشابو ودوفال ورايت. سليمان الصائغ:نرساي الفيلسوف وشاعر الأدب الآرامي الكبير، النجم13، حزيران1953ص268 _270 in ,33 Homelie ,Narsai de Pensee la sur Etude ,.A .T ,JANSMAN .430 _393 ,290 _265 ,168 _147 .PP ,1966 xi .Vol ,OS of Homilies Metrical the ,.F .w,MACOMBER .ff 283 .P (1973),93 ,OCP in ,Narsai .P (1973 )93 ,OCP ,Narsai of Soteriology The ,MCLEOD significance and meaning Its ,God of image the as Man ,MCLEOD .468 _458 .P (1981)24 ,Studies theological in ,in Narsai .1965 ,Roma ,Patrologia Syriaca ,ORTIZDE URBINA rilevata dalla sua omelia sui ,Ortodossia di Narsai ,L ,.P ,SFAIR 313 – 327 .P ,33 1917 ,in Bessarione ,Dottori Greci .cd 26 – 30 ,Paris 1931 ,XI .t ,in DTC ,Narsai ,.E , TISSERANT – Mar Narsai and his Liturgical Ho ,.J .Th , THUMPEPARAMPIL 2 ,No ,XIII ,Vol ,in Christian Orient ,milies on Christian Initiation .123-134 .P (1992 ). نصوص مختارة شكل الأتحاد الإلهي والبشري في المسيح ندعو الخليقة هيكلاً لأن الكلمة أبدعها لسكناه، فقد سرّ الإبن الوحيد أن يسكن في ما صنعته يداه. إنهما مثل الجسد والنفس تماماً يُسميان شخصاً واحداً. إن النفس في طبيعتها (منبع) الحياة والجسد (منبع) الموت، يُدعيان شخصاً واحداً بالرغم من اختلافهما الواحد عن الآخر. هكذا الكلمة هو في طبيعة الألوهة والجسد في طبيعة الناسوت، الأول هو الخالق، والثاني هو المخلوق، لكنهما واحد في الإتحاد. إن النفس في الجسد لا تتألم حين ترى اعضاءه تتعذب، كذلك الألوهة لا تتألم حين يتعذّب الجسد الذي تسكن فيه، وإنْ كانت النفس المخلوقة مثل الجسد لا تتألم كحالة طبيعية، ويعزى ألم الجسد إليها مجازاً . (نص مقتبس من المقالة 81 فاتيكان سرياني594 ص 69 وجه ) التدبير الإلهي في خلق الإنسان: 1-رسم الخالق صورته في ضمير البشر، فراحوا يرسمون صوراً روحية . 2-غرس الحياة في الطبيعة المائتة، فاقتنى الناس الحياة الخالدة في ضمائرهم. 3-ومن خلال ضمائرهم كلّهم وعلّمهم أن يتأملوا في غوامضه. 4-ثم كشف لهم بطريقة روحية، ليروا من خلال المرئيات ما لا يُرى. 5-منذ البدء كشف لهم الأمور الخفيّة وفقّههم ليدركوا قوّة عظمته. 6-أظهر قوّة عظمته في جَبْلِه آدم من التراب، وعلّمه أن يعبّر عن كيفية تركيب جبلته. 7-من التراب كان تركيب ابن التراب، وحالما جَبَله نَفَخ فيه نفساً روحية (ناطقة). 8-بنفسه اكتشف تكوين الضلع المستلّة منه، فطفق يقول إن حواء هي جزء منه. 9-بالوحي عَلم، إذ لم يكن باستطاعته أن يشرح العلّة الخفية عليه. 10-كما أن خلاصه الجسدي والروحي كان خفياً عليه، إلا أنه حالما خُلق اقتنى العقل لرؤية ذاته . 11-فتأمل بعين الروح كم طبيعته جميلة، وحمد وعظّمَ خالقه ومبدع الكل . 12-هذه هي بداية عمل الوحي فيه: كشف الله عن حبّه للارضيين، ليعلّمهم كم هم أعزاء عليه. 13-هذه المحبة أظهرها للبشر بواسطة الوحي الخفي، كشف لهم عن سرّه. 14-فأهابت قوة منه بالعقل المستتر فيهم، وراحوا ينطقون بطريقة روحية على مثاله. 15-كلمهم بصورتين، بالجسد والروح، وبحسب الطبيعة الجسدية والروحية. 16-فظهر لآل إبراهيم بالجسد، ونظروا إليه نظرهم إلى إنسان يكلمهم. 17-بالجسد وبخّ آدم على خطيئته، وسمع وقْعَ أقدامه في الجنّة مثل إنسان . 18-بلغتهم نفسها خاطبهم وأفهمهم ،وعلّمهم أن يقدموا قرابين المحبة . 19-علمهم أن يقدموا له قرابين المحبة، وبواسطة القرابين عرفّهم إنه عليم بكل شيء . 20-بواسطة القرابين اختبر هوى نفوسهم الخفي، وعنف قاين لعدم نقاوة سريرته. 21-فخاطبه بصوت جهوري، وقد رأى سماحة نفسه قائلاً : ((لا أرضى عن ذبيحة لا تكون خالية من الدنس . 22-حمل قاين الشرير توبيخ الله على محمل السوء، فأقدم على القتل عوضَ أن يندم وينكسر قلبه. 23-بعد أن اقترف السفاح جريمته، أخفى دم أخيه الذي سفكه حسداً، فناداه بصوت بشري: أين هابيل ؟ 24-وبطريقة بشرية (حسّية) طالبه بدم أخيه، وأبان أن له مجالاً للعودة الحياة . 25-وبهذا الشرط أكسب الصوت من لا صوت له، ليعلن للجميع أن للطبيعة البشرية رجاء في الحياة. 26-لقد فقه الصالح (الله) الطبيعة البشرية عِبرَ الأجيال، وفي سبيل ذلك كان الكشف بأنواع شتى . مثل العذارى الردّة: لنسبّح العريس الذي رفع أصدقاءه، وأدخلهم إلى عرس ملكوته، يا إخوة . -جيد التأمل في كلمات الروح التي تتضمّنها الكتب المقدسة، فمعانيها مفيدة لمن يتأمل فيها . -جميل تعليم إنجيل ملكوت السموات، محبّته تدر عطايا مفيدة لمن يحب . -كنزٌ عظيم تخفيه حروف كلماته، ومن يقرأها بشغف يغتني أبداً . -إن أسطر هذه الكتب تشبه أشعّة النور، من ينظر إليها ولا يراوده الشك، يبصر كل شيء . -إنه (الكتاب المقدس )دليل، خبره يسبق الروح، ومن يود مصاحبته بشوق يبلغ السماء . -إنه ينادي البشر بمحبة كي يدنوا منه، ومن يدنو يغمره بحنانه وحبّه . -كمعلم يدعو البشر إلى سماع تعليمه، ومن يقبل أن يصير له تلميذاً سوف يغدو معلماً . -ملكوت السموات يشبه عشر عذارى، كنّ ينتظرون بسراجهنّ قدوم العريس . -الآن وبعد أن أكمل فمهُ الحيّ هذا المثل، لنَدنُ ونبحث عن المعنى الخفي الذي يتضمنه. -كثيرة هي المعاني التي يحملها هذا المثل في صورة هؤلاء النسوة :لماذا ترك الرجال واختار صورة النسوة ؟ -إذا كان مقصد كلامه الطبيعة البشرية لأنها واحدة، فلماذا ليست متساوية تماما بما أن العذارى يحملن كلهن علامة البتولية ؟ -لماذا يساوي بينهن لما يسميّهنّ عذارى ثم يعود فيقسمهن إلى مجموعتين ؟ -لماذا يحرمهنّ من رؤية عظمة محبته، وهن طاهرات من أدران الخطيئة ؟ -لماذا استولى عليهنّ الكرى ونمن ؟ ولماذا نهضن كلّهن؟ -كلهن أخذن سُرُجهنّ ولماذا لم يبق الزيت الاّ للحكيمات ؟ -يشبه ملكوت السموات (عشر ) عذارى، ياللعجب، كيف يمكن أن يُشبّهَ بشيء أدنى منه ؟ -جميلٌ هذا التشبيه، فهو بمجده يشبه به الذين يمجدونه، أي هم يشبهونه وليس العكس . -إن الكائنات الدنيا لا يمكن تشبيهها بملكوت السماء، ولكن الملكوت يُشبّه بهم لأنهم مدعوون إلى نعيمه . -بهذا المعنى يشبّه بنا نحن الأرضيين حتى نحصل على شبه أمجاده. -جميلة الصورة التي رسمها معلم الحق، وليس بمقدور أي فنّان أن يرسم شبيهها بدقة . -دقيقة الصورة التي رسمها رمزه وعرضها في بشارته، وما علينا إلا أن ننظر إلى رونقها بإمعان . -أيها المشاهدون، هلموا نتأمل في كلمة ربنا الذي جمع البشر والملكوت في لوحة واحدة . -إن صديق البشر، رسم أفعال البشر في لوحة، وعرضها في إنجيله للمشاهدين . -سمى إنجيله ((الملكوت شبيه بالعذارى)) كونه بشّر به البشر . -بقرب (مجيئه) تعلم الناس البحث عن الأمور السماوية، وبظهوره يشاهدون جمال الأمور الخفية . -لقد قبل أن يشبه بالعذارى، لأنهن يرمزون إلى حياة من دون زواج . -دعا جماعة الخدمة باسم العذارى لأن عليهم أن يسيروا بعفاف في الزواج . -لقد رسم لوحة حبّه في شكل النسوة لأنهنّ رمز العفاف . -حصر الرجال والنساء في نطاق محبته، معلناً إنه في مقدورهم العيش بعفاف . -لو كان قد رسم لوحة تعليمه في شكل رجال، لكّنا تصوّرنا أنه رذل النساء . -إنه بحكمةٍ رسم صورة النساء في لوحة تعليمه، لئلا تنقسم الطبيعة الواحدة إلى أجزاء . -إنه رسم الطبيعة كلّها، وأرانا طبيعتنا حتى يسهل علينا اعتبار حقيقة ما نحن عليه . -أظهر بالرموز فضائلنا ورذائلنا ورسم لنا الأفراح والآلام التي تنتظرنا . -لقد قسم أسلوب حياتنا إلى مذهبين : الأول سماه حكيماً والثاني جاهلاً . -شبه سعيَ المذهب الأول إلى الكمال بالحكيم، وعمل المذهب الثاني الخالي من المحبة بالجاهل . -إنه شبه الأعمال بالسراج المعدّ، من منطلق أن الجميع عملوا، ولو ليس معا . -وعدم التساوي في العمل هو سبب نقص الزيت، ولو تساووا لما نقص . -بالزيت الناقص أشار إلى ما ينقص أعمالنا : إنها تفتقر إلى المحبة والرحمة . -المسيح تحنن علينا فأشار إلى الرحمة بالزيت حتى نرحم رفاقنا كما رحمنا هو . -شبه من يرحم رفيقه بالزيت، والزيت يهدّي الأفكار والحواس معاً . -رسم من دون زيت لوحة العذارى الصفيقات لأنهن لم يليّننّ قروح الخطيئة . -بالزيت شبه حياة الحكيمات لأنهن كنّ رحومات وحنونات ومسحن أنفسهن وأجسادهن بالزيت . -سلوكهن دهن بزيت الرحمة، لذلك صمدن ولم تضعف عزيمتهن بطول الإنتظار . -إعتاد الرسامون استعمال الزيت لصيانة لوحاتهم من التلف . -فيخلطون الزيت بالألوان، ثم يرسمون الصور حتى تبقى بفعل الزيت نقيّة . -إذا كان الرسامون يعرفون صيانة لوحاتهم المقتبسة من الطبيعة، فكم بالأحرى على البشر أن يصونوا صورتهم . -لقد شبّه مخلصنا هذا الإهمال بصورة العذارى الجاهلات اللواتي لم يكن في سلوكهن زيت . -في حين امتدح إرادة الحكيمات الصالحة اللواتي مزجن أعمالهنّ بالزيت . -وبالرقم عشر جمع كل الجنس البشري حتى يكونوا مستعدين لاستقباله يوم ظهوره، هو الذي اشتاقوا إليه . -شبّه يوم ظهوره بقدوم العريس، والكاملين (القدّيسين) بالعذارى الذاهبات لاستقباله . – والنعاس الذي استولى على الجميع هو الموت الذي يساوي بين الصالحين والطالحين بنفس الانحلال. -والصوت الذي ينادي في منتصف الليل، موقظاً الجميع، هو صوت ملء الزمن الذي يبعث الكل . -يقول:إن العريس الذي خطبنا يأتي في منتصف الليل، لأن في الليل يستقبل العرسان عروساتهم . -وبفعل الصوت نهض جميع الذين وصفت أعمالهم، مظهراً بذلك القيامة العامة ،فالبشر كلهم يقومون . -لام القساة من خلال السُرُج الخمسة المطفأة ،لأنهم لم يرحموا، فلن يُرحَموا ويُحبوّا . -إن الحكيمات اللواتي لم يبعن الزيت للجاهلات إشارة إلى عدم إمكانية طلب الرحمة هناك . -وقولهن: ((إنه لا يكفي لنا ولكن)) إشارة إلى أن الأعمال على الأرض ليست بمستوى الأجر(السماوي) . -ولما ذهبن ليبتعن زيتاً، عنى به وجود مجال للرحمة إن كنّا رحماء . -وقدوم العريس أثناء غيابّهن، عنى به جهلنا ساعة مجيئه . -ودخول الحكيمات مع العريس (إلى الملكوت) وغلق الباب، إشارة إلى دخول الأبرار إلى ميناء السلام العلوي للراحة . -أما بقاء الجاهلات خارج باب الملكوت، فعلامة بقاء الأشرار على الأرض للعذاب . -وصياح الجاهلات: ((يارب يارب افتح لنا )) هو صياح الرجاء، تصوّرن أن هناك رحمة للخطاة . -واعتقدن أن المعلم الصالح لن يرذل سيرتهم بسبب أعمالهن الجاهلة . -وجوابه: ((إني لا أعرفكن)) قرار بأن المحبة التي لا تمتزج بمحبة القريب هي فارغة . -إن رؤية المحبّين، الذين يغمرهم الحب، أجمل ما في الوجود، ولون الضالين هو أقبح ما موجود . -ليس لمجد ابناء النور شبيه، وليس ثّمة أقبح من أبناء الظلمة . -النور والظلام يظهران للناس كيف يجب أن يسلكوا خلال حياتهم الأرضية . (مترجم من طبعة الأب بثق النص السرياني 6-14 والفرنسي 6-14 ). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس مار افرام السرياني | الولادة: 306 الوفاة: 373 ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܝܐ القديس مار افرام وجه حضاري كبير ومشرق للكنائس الناطقة بالسريانية، وللكنيسة الجامعة. فالتراث الديني الوافر، الذي خلفه في مجالات الطقوس واللاهوت والتصوف والروحانيات، يؤلف كنزاً فريداً نعود إليه، لما يحتويه من روح عميقة وأصالة ناصعة، لا سيما في عصرنا، حيث الكل يبحث عن هويته وخصوصيته القومية والفكرية. حياته : كانت نصيبين أيام أفرام، مدينة حدودية من الدرجة الأولى، تخضع لسيطرة الفرس الساسانيين تارة والرومان تارة. ومنذ أن أبرمت بينهما معاهدة الصلح سنة 297، جعلت نصيبين مركزا للتبادل التجاري. وهذا الوضع المتميز شجع الحركة الثقافية، فالتقت حضارة ما بين النهرين بالتيارات الفكرية اليونانية، كما كانت ملتقى للأديان. فكان فيها، فرق وثنية متأصلة، وجالية يهودية. هناك العديد من تراجم حياة افرام ،منها القديم ومنها الحديث ،ومعظمها مشحون بالتناقضات والأساطير ،إلا أن النقد العلمي الدقيق توصل إلى معلومات أكيدة مقتبسة من كتابات افرام ، ومن تمحيص وغربلة النصوص التاريخية القديمة. بموجبها يكون قد أبصر افرام النور في مدينة نصيبين نحو سنة 306 من والدين مسيحيين ((إني ولدت في طريق الحق، ولو إن صباي لم يحس بذلك))(ضد البدع 26/10 )، وليس من أم مسيحية ديار بكرية وأب كاهن للصنم ابيزال كما يقال عادة(1). تتلمذ ليعقوب أسقف نصيبين، ونال منه العماد وعمره ثمانية عشر عاما، حسبما كانت تقتضيه التقاليد الكنسية آنذاك. لم يكن افرام راهبا ناسكا بالمعنى الحصري المألوف، إنما كان منتميا إلى جماعة العهد المنتشرين في ما بين النهرين، المندمجين في النشاطات الراعوية. وإذ توسم فيه يعقوب، أسقف المدينة، توقد الذهن والتقوى والغيرة، رسمه شماسا إنجيليا دائميا (ضد البدع56/10 ). وعهد إليه التعليم الديني في مدرسة نصيبين، ومن هنا أتاه اللقب الشارح والمرب. راح افرام في المدرسة وخارجها يعّد البالغين ((الموعوظين)) لاقتبال العماد، شارحا لهم بأسلوب مشوق ومباشر حقائق الإيمان وقواعد الأخلاق المسيحية. وظل في مهمته حتى بعد وفاة يعقوب أي في زمن خلفائه بابو (338 ـ 343)، وولغاش (343 ـ 361 )، وابراهيم (361 ). وعندما غزا شابور الثاني مدينة نصيبين عام 363 وسقطت في يده، غادرها افرام مع جمع غفير إلى الرها القريبة، والتي كانت تحت سيطرة الرومان، وكانت مركزا مسيحياً وثقافيا مهما. في الرها اتبع مع المعلمين اللاجئين أسسا جديدة للتدريس بسبب الظروف التي صادفوها هناك. ففي هذه الفترة كان اتباع آريوس ومرقيون وماني والغنوصية وتلاميذ برديصان يُعيثون فساداً، وتستغل الجالية اليهودية الوضع لصالحه. فأخذ افرام ومعاونوه على أنفسهم مهمة الذود عن الإيمان القويم. وهذا الطابع الدفاعي، الهجومي نستشفه من قراءتنا لميامره. في الرها ألف، ربما لأول مرة في تاريخ المسيحية، جوقة ترتيل مؤلفة من الفتيات ((العذارى)) علمهن خدمة الطقوس وتأدية التراتيل الشجية التي كان يكتبها ويضمنها حقائق الإيمان والآداب، وكثير من هذه التراتيل لا يزال مستعملا في الكنائس الناطقة بالسريانية اثناء صلواتها الرسمية. يقول افرام: ((لقد لبستن المجد في الماء مثل إخوتكن، ومعهم، من نفس الكأس قد نلتن الحياة الجديدة، ونفس الخلاص حصل لكن ولهم، فلماذا لا تتعلمن أن تمجدن بصوت عال؟)) عندما حلت المجاعة بأهالي الرها عام372 ـ 373 إنبرى أفرام الشماس يدير عملية جمع المعونات لإسعاف المعوزين. فراح هو وتلاميذه يوزعون الطعام والثياب على الفقراء، ويجدون مأوى للمشردين وبسبب المجاعة الشديدة والبرد القارص انتشر مرض الطاعون في المنطقة. فأودى بحياة العديدين من ابناء المدينة، واهتم افرام بأمر دفنهم في مقبرة الغرباء، الكائنة في ظاهرها. وعلى أثر التعب والسهر تمرض افرام ومات في 9 حزيران373. وقد أعلنه البابا بندكتس الخامس عشر في 5/10/1920 ملفان الكنيسة الجامعة. لقد حيكت ،حول حياة افرام ،قصص وأمور نادرة ،بغية ابراز مكانته وشهرته،ينبغي تصنيفها أجناسا أدبية “Literary Genre “. فلكي يعبر كاتب قديم عن قداسة بطله، يجعله يجتاز تجربة أخلاقية عنيفة، ولإظهار شهرته وسعة علمه، يجعله يسافر ويلتقي بمشاهير رجال العلم والتقوى في زمانه. هذا الأسلوب كان مألوفا عند المؤرخين القدامى، وحول هاتين النقطتين الرئيسيتين: القداسة والشهرة تدور معظم هذه القصص التي تعود في اعتقادي إلى القرنين الخامس والسادس. تروي هذه القصص إن قيم الكنيسة المدعو أفرام، اقترف منكرا مع إحدى الفتيات ،وانجبت منه طفلا، فنسبت الأمر إلى افرام الشماس. ولكن القديس أخذ الطفل إلى الكنيسة، اثناء الصلاة واستحلفه أمام الجميع بأن يعلن من هو أبوه، فما كان من الصبي سوى أن يصرخ: أبي هو افرام قيم الكنيسة. وهكذا ظهرت الحقيقة وعلا شأن مار افرام. وهناك قصص أخرى تدور حول نفس المحور. ولإبراز شهرته وبيان مكانته الدينية، تجعله هذه القصص يحضر مجمع نيقية المنعقد سنة 325 برفقة يعقوب أسقف نصيبين. ويلتقي بالقديس باسيليوس أسقف قيصرية كبدوكيا (330 ـ379). كذلك قضية سفره إلى مصر، وزيارته لبيشوي أحد اقطاب الرهبنة المصرية، ترمي هي الأخرى إلى تثبيته راهباً، ناسكاً ومتصوفاً، في حين نعلم أن الحركة الرهبانية، بشكلها الحصري والنظامي الموحد في كنيسة المشرق ،تعود إلى القرن السادس ـ السابع. مهما كان الأمر، فإن افرام، طوال خمسين سنة، خدم الكنيسة السريانية واعظاً ومعلماً ومنشّطاً للطقوس وأدبياً غزير المادة، وشاهداً صادقاً لكنيسته القريبة من أصولها السامية الصافية. تآليفه : ترك لنا افرام مؤلفات عديدة، شُبّهت ببحر كبير يعسر البلوغ إلى حافاته. يقول القديس هيرونيمس (+430 ): ((أفرام شماس كنيسة الرها، ألّف كتباً مثيرة في اللغة السريانية، وقد بلغ من الشهرة والتوقير أن بعض الكنائس تتلو ما كتبه على الشعب، في الكنائس بعد تلاوة منتخبات من الأسفار المقدسة، وقد طالعت في اليونانية كتابه في الروح القدس مترجماً عن السريانية، ووجدت فيه قمة الذكاء السامي في الترجمة أيضا (كتاب الرجال المشاهير115 ). إن عادة اسناد نصوص مكتوبة إلى كتاب مشاهير كانت عادة جارية في العصور القديمة، لذا نسبت إلى افرام نصوص دينية كثيرة، ولا نذكر من مصنّفاته إلا ما أثبته النقد العلمي، ونُشر بطريقة رصينة دقيقة. تُقسم مؤلفات أفرام إلى منثورة ومنظومة. المنثورة عبارة عن تفاسير لمختلف أسفار الكتاب المقدس: فله تفسير لسفر التكوين والخروج والأناجيل الموحدة ((دياطسرون)) وأعمال الرسل ورسائل بولس، وقد قام بنشرها ريمون تونوولويس للوار واكينيان. أما المنظومة فهي: 1-الميامر: وهي مواعظ شعرية على بحر واحد، تتناول العقيدة والأخلاق المسيحية. وقد نشر قسماً كبيراً منها المستشرق ادموند بيك في ((مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيينCSCO )) في لوفان، بنصها السرياني مع ترجمة المانية أو لاتينية: الجزء الأول رقم305/306 سنة 1970، والجزء الثاني رقم311/312 سنة 1970، الجزء الثالث رقم 320/321 سنة1972، الجزء الرابع رقم 334/335 سنة 1973، وميامر في أسبوع الآلام رقم412/413 سنة 1979 وكان قد نشر ميامر عن الإيمان رقم 212/213 سنة 1961، وميامر في ربنا رقم 270/271 سنة1966 ،ونشر كرافن ميامر في المائدة في الشرق السرياني عدد 4 سنة 1959 . وميامر في نيقوديمس نشره ش. رينو في الباترولوجيا الشرقية مجلد 37 جزء 2 سنة1975. 2-المداريش : وهي ترانيم منظومة على أوزان الشعر المختلفة، وملحّنة. فهي أشبه بموشّحات روحية من أناشيد عادية، وتدور حول مواضيع كتابية وإيمانية وأخلاقية، وكانت جوقته الكنسية تنشد معظمها خلال الرتب الدينية والاحتفالات. درس هذه الترانيم أدموند بيك في سلسلة ((مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيين))وهي على الترتيب التالي: الإيمان رقم154/155 سنة1955، ضد البدع رقم 169/170 سنة1957، والفردوس وضد جوليان رقم 174/175 سنة 1957. ترجم هذه الأناشيد إلى العربية الاب روفائيل مطر بعنوان: ((منظومة الفردوس ))، الكسليك1980 ضمن سلسلة أقدم النصوص المسيحية، كما هناك ترجمة للمطران كوركيس كرمو ((أناشيد الفردوس)) بغداد 1989، الميلاد والدنح رقم 186/187 سنة 1959، الكنيسة198/199 سنة1960، ترانيم نصيبينية رقم 218/219 سنة1961 ورقم240/241 سنة1963، البتولية223/224 سنة 1962. وكان كرافن قد نشر قسماً منها في الشرق السرياني عدد 6 سنة 1961، الصوم رقم246/247 سنة 1964 و الفصح 248/249 سنة 1964. وقد ترجم الأب يشوع الخوري أناشيد الميلاد، ونشرها مع نصّها السرياني، الكسليك 1994، وكان قد نشر ((مختارات من أناشيد افرام))بيروت 1973. نشر السمعاني وبيكل وموريس ولامي والرحماني واخرون جانباً كبيراً من كتابات افرام، إلا إنها طبعات غير علمية. لأفرام مؤلفات أخرى غير مثبتة في مخطوطات مكتبات لندن وبرلين وباريس والفاتيكان وغيرها. أسلوبه : أسلوب أفرام بسيط ومباشر، ولغته صافية من الألفاظ اليونانية، تفسيره لأسفار الكتاب المقدس قريب من الاتجاه الرابيني، أي يأخذ بالمعنى الحرفي لينطلق إلى التطبيقات في الحياة اليومية. لذا يستخدم كثيراً أسلوب الرموز والصور والمقارنات. لاهوته بعيد عن المناظرات اللاهوتية، وتستولي على القارئ الدهشة أمام غنى حساسية أفرام، مثل سائر آباء الكنيسة، بمدى حاجة المسيحيين، بكافة مستوياتهم، إلى تعليم رصين ومتين، وإن مستقبلهم يتوقف أساساً على نوعية ثقافتهم، وجدّية عيشهم إيمانهم، وقد قام بهذه المهمة بثلاث طرق واضعاً مواهبه في خدمتهم : 1-الموعظة :وكانت أنجح وسيلة للتعليم والتأثير، إذ كان المؤمنون يفدون إلى الكنيسة، لا فقط ليصلّوا وإنما ليتعلّموا بعض الشيء عن إيمانهم وسبل عيشه، فراح أفرام يعطيهم دروساً في الصلاة وفي تأويل نصوص الكتاب المقدس، والغالبية لا تملك نسخة منه، ويشرح لهم عقيدة إيمانية أو عيداً دينياً أو يدحض تعليماً يراه غير سليم، ويحذّرهم بشدة من المشاركة في احتفالات الوثنيين وسماع أساطيرهم. 2-تعليم الموعوظين: ما عدا الموعظة، كانت وظيفته كشماس: تعليم الكبار المهتدين إلى المسيحية، واعدادهم لنيل العماد. وكان هذا النوع من التعليم يتطلّب مقدرة فريدة وسرعة بديهة، إذ أن هؤلاء المهتدين كانوا يحملون خلفيات دينية وفكرية مختلفة، وكان عليه أن يجيب على جميع أسئلتهم. 3-مدرسة الرها : انصب اهتمام افرام على إعطاء طلاب المدرسة التي أسسها أولا في نصيبين ثم في الرها، ثقافة عميقة. وقد أعطت المدرستان كنيسة ما بين النهرين كبار قادتها ومفكريها. أطروحاته اللاهوتية : هذا الاهتمام المتنوع بالتعليم الديني جعل لاهوت افرام عقائدياً ـ راعوياً . أما المواضيع الرئيسة التي تناولها، فهي:وحدانية الله، الثالوث الأقدس، المسيح، مريم، الكنيسة وأسرارها، قيامة الأموات، الخطيئة، الآداب المسيحية. وبالإمكان تأليف كتاب كامل عن كل موضوع من هذه المواضيع التي عالجها افرام ولضيق المجال نعرض بإيجاز أهمها : 1-وحدانية الله والثالوث يدافع افرام عن وحدانية الله، ويرفض بشدة وجود إلهين أو أكثر على طريقة المانويين والوثنيين. ((لم يكرز المسيح ولم يعلم إلا بوجود إله واحد ،ولا يوجد كما يزعم مرقيون،إله عادل وآخر رحوم لا يوجد سوى إله واحد أحد هو في آن معاً عادل ورحوم))(دياطسرون11،13؛11،23؛14،9؛15،6). ولتحديد وحدانية الله يستعمل افرام لفظة الكائن الواجب الوجود ضد نظرية الكائنات الإلهية والعناصر عند الغنوصيين: الكائن واحد هو قد خلق كل شيء: ((داود لم يسّمِ الكائنات لأن الكائن واحد هو، ولأن اسم الكائن يبطل اسماءها ((ضد البدع53/7 )، ((الكائن واحد إسما وطبيعة))(ضد البدع53/9 ) وهو الذي أوجد الكائنات (ضد البدع 53/10 ) ولكن ((إن الجوهر الواحد الذي لا يتغير، بمحبته يقبل التغيير))(البتولية27/11 ). نعرفه من خلال خليقته ((فالسماء والأرض وكل ما فيهما دلائل على وجود الخالق ونعمته، كذلك الفردوس ينادي بأنه وهبه مجاناً(الكنيسة 48/10)، ((الطبيعة والكتاب..شاهدان ممتدان… إلى كل مكان، حاضران في آن، يؤنبان الكافر الذي ينكر الخالق))(الفردوس 5/2 ). إن افرام، عندما يتكلم عن الله، لا ينطلق من البراهين الفلسفية، بل من خبرته الإيمانية وخبرة كنيسته لذا يؤكد بأن سر الله لا يمكن كشفه كشفا تاما إلا بواسطة الوحي. أما عن الثالوث الأقدس، فيذكر صراحة التعبير الانجيلي ((الآب والابن والروح القدس )). والذي يقصده بالثالوث ليست ثلاثة آلهة مستقلة بل ((تعلمت وآمنت إنك واحد في وجودك، سمعت وتحققت أنك الآب بوحيدك، ونلت المعمودية بالثالوث باسم الروح القدس ))(ضد البدع 3/12 )،((ها هي ذي اسماء الآب والابن والروح القدس،إ نها علامة المسيحي ))(ضد البدع 27/3 ). ويستخدم أفرام مثل الشمس، المألوف لدى الآباء لإيضاح ذلك: القرص والحرارة والضوء هي ثلاث حقائق متميزة، ولكن غير منفصلة من ذات الشمس (ضد البدع نشيد 4 والبتولية 52/3 ـ 4 ). ولو صح القول وسمينا الأقاليم ثلاث طرق وجود، أو ثلاثة اسماء لله الواحد، لما خنا فكرة افرام (طالع ضد البدع3/4 ،51/7 ). يؤكد بأن الابن ((الكلمة))مساو للآب وليس أصغر منه، وكذلك الروح القدس يسميه أحياناً ((روح يسوع ))، لربما لأنه يواصل حضوره بين الجماعة (الكنيسة). 2-مسيحانيته لم يلجأ افرام إلى استعمال الألفاظ الفلسفية لشرح مسيحانيته لمستمعيه، بل ظل في نفس الخط المعتدل الذي سلكه كتاب ((العهد الجديد)). فهو يؤكد بأن نصوص الإنجيل تظهر جليا المسيح التاريخي الكامل وليس مسيحا مجزءاً :إله من جهة وإنسان من جهة أخرى. ((هكذا في قانا (يوحنا2/1 ـ 12 ) المسيح مدعو إلى حفلة الزفاف مع الآخرين وبنفس العنوان، لأنه ظاهريا مثلهم، إلا أن المعجزة التي اجترحها ..برهنت على قوة الله (الحاضرة ) فيه (دياطسرون ارمني4/10 ). المسيح في قناعة أفرام إنسان وإله في الوقت ذاته: ((لقد تاه العقل في أمرك أيها الغني ففي لاهوتك غوامض كثيرة، وفي ناسوتك ظواهر فقيرة. فمن يسبر غورك أيها البحر الكبير الذي صغّر ذاته . إن جئنا نراك إلها، فها أنت إنسان، وإن جئنا نراك إنسانا فها قد شعت علامة لاهوتك. فمن يقف على تغييراتك أيها الثابت ))(الميلاد 13/8 ـ9 ). يؤكد أفرام على إنسانية المسيح الملموسة أمام المظهريين الذين كانوا ينكرون حقيقة جسد المسيح، وكانوا يزعمون إنه مجرد خيال (شبه لهم). فبالنسبة إليه، يسوع إنسان حقيقي مرتبط بوطن معين وقبيلة معروفة وأمه مريم وأبوه يوسف، وكلاهما منتميان إلى قبيلة يهوذا (دياطسرون ارمني1/25 ). ولم يخف المسيح إنسانيته ولم ينكرها، فقد ولد وله جسد، واعتمد وجاع وعطش وتعب وبكى وتألم ومات (دياطسرون20/4 )، ((لقد انحدر ولبس جسداً ضعيفاً)) (الإيمان 29/2 ). ((لقد مكث على الأرض ثلاثين سنة، بالفقر، لننشد له ، يا إخوتي أناشيد التسبيح على أنواعها لأنه ربنا (الميلاد18/4 )، ((لقد أسلم ـ الله ـ إبنه عنا حتى نؤمن به، لأن جسده بيننا وحقيقته عندنا، جاء يهبنا مقاليد الفردوس))(الفردوس7/1 ). بما أن المسيح هو كلمة الله، فهو صورة الآب الحقة ومسار له ومولود منه، وليس له من مشيئة أخرى سوى مشيئة الآب (الكنيسة27/9 ) وهو وحده قادر على كشفه: ((بما أن المسيح هو ابن الله فهو وحده قادر أن يظهر لنا الآب))(دياطسرون ارمني8/1 ). وعن عمله يقول ((ادخل الكل في المسيح الداخل كما كان قد خرج الكل بآدم الخارج))(الفصح 17/10 ). ومن بين الألقاب الكثيرة التي يطلقها مار أفرام على المسيح، والتي تعكس حياته وتعليمه، نذكر: الرب الطبيب، المعلم، الراعي، النبي، الكاهن، والملك. ويتوقف بارتياح على لقب الملك، مظهراً نوعية ملكه الروحي، وشموليته .(دياطسرون ارمني3 ،9 /4 ،14/16 ). 3-مريم أم المسيح وأمنا ركز أفرام على دور مريم، والدة المخلص، حواء الجديدة، البتول، تابوت العهد، العروس… فجاءت الأناشيد التي خصها بها كثيرة، يعبر فيها عن تعلقه واحترامه العميق لها، لذلك عدّ بحق شاعرها. خط افرام معتدل وبسيط وقلما نجد مغالاة، فدور مريم لا يتخطى الدور الذي يذكره الإنجيل. فهو مثل سابقيه، لا يعرف مصطلح ((والدة الله))الذي استعمله الاسكندريون، منذ القرن الرابع، وتبناه مجمع افسس عام431، إنما يسميها مباشرة((أم المسيح)) وهذه التسمية لا تنقص من قيمتها ولا تنفي أن مولودها هو ابن الله. ((كوني عذراء ـ تقول مريم للمجوس ـ أنجبت إبنا هو ابن الله، فاذهبوا وبشروا به )) (بيك، سوغيثا 4/46). في نظره، الحبل بيسوع عجائبي، ومريم بقيت عذراء بعد الولادة أيضاً: ((كانت مخطوبة حسب الطبيعة، قبل مجيئك، وحملت بخلاف الطبيعة بمجيئك، أيها القدوس، ومكثت عذراء إذ ولدتك بالقداسة (الميلاد 11/3 ). وهذه اشارة واضحة إلى أصل المسيح الإلهي وإلى بقاء مريم بتولا: ((أمك يارب، لا يعرف المرء كيف يدعوها بتولاً؟ ها هوذا ابنها حاضر. متزوجة؟ لم يمسها رجل. وإن كانت أمك لا تدرك، فأنت من يقدر أن يدركك؟ (الميلاد11/1 )((الحشا حملك من دون زواج ،ومن دون زرع البطن ولدك ))(الميلاد 15/6 ). ينفرد أفرام بجعل الحبل بيسوع قد حصل عن طريق السماع ،لربما لعلاقة البشري بالسمع: ((بأذنها شعرت مريم بالخفي الذي جاءها مع صوت الملاك ،وحلت في أحشاءها القوة التي أتت إلى البشر ،فتسأل الموت والشيطان ما عسى أن يكون شأنه؟))(الكنيسة35/18 )،((مريم في الناصرة، الأرض العطشى، حبلت بالسيد عن طريق السمع))(البتولية23/5 ). في كل الأحوال يؤكد الكاتب أن المسيح في الرحم حبل به ومنه ولد (الميلاد1/15؛2/7 ) وإنه الولد الوحيد الذي أنجبته ولم يكن لها أن تنجب آخرين، كونها هيكل الروح القدس (دباطسرون ارمني2/6 ،5/7 ). مريم أم يسوع، بكر البشرية الجديدة، هي أمنا، نحن إخوته الكثيرين ((من أعطى المعوزة أن تحبل وتلد واحدا كُثُراً))(الميلاد 5/9 ). ومريم ممتلئة نعمة، وخالية من أي دنس ((أنت ووالدتك فقط تفوقان الجميع جمالا، فلا عيب فيك، يا رب، ولا دنس في والدتك)). ترانيم نصيبينية(27/8 ). وهذه الصورة يشرحها أفرام من خلال عقده مقارنة متوازية بين حواء ومريم، عصيان، خطيئة، قصاص، موت، طاعة، مكافأة، نعمة، حياة، إنه أسلوب تعليمي يظهر تناقض الحالتين، ويدعو المؤمن إلى نبذ النموذج الأول، واتباع النموذج الثاني لكي يحصل على الفرح والسعادة: ((ساذجتان بسيطتان حواء ومريم وضعتا بالمقارنة ….الواحدة علة موتنا والأخرى سبب حياتنا ))(الكنيسة35/1 كذلك البتولية23/9 ) ((حواء أذنبت، ومريم أوفت. فأدت الإبنة دين أمها وبها مزق الصك الذي صار في وجه كل الأجيال))(بيك، سوغيثا1/26 ) ((بعينيها رأت حواء جمال الشجرة، فأرتسمت في مخيلتها مشورة الغدار، فبالتالي كانت الندامة )) (الكنيسة35/17 ). ((لبست حواء ببتوليتها أوراق العار، ولبست أمك ببتوليتها ثوب المجد الذي يكفي الجميع)) (الميلاد17/4 ). ((واضح أن مريم هي أرض النور، بها استنار العالم وسكانه الذين كانوا قد اظلموا بحواء مصدر كل الشرور ))(الكنيسة37/3 )، ((إليه تطلعت حواء، لأن عري النساء قد عظم، وهو وحده قادر أن يلبسهن بدلة المجد الذي خسرنه ))(الميلاد1/43 )، والنساء ((يشكرن مريم أمهن على المجد المعطى لهن بواسطتها ))(الميلاد22/23 ). 4-الكنيسة في الترانيم النصيبينية (13 ـ 21 ) التي قرظ فيها أفرام أساقفة نصيبين الذين عاصرهم، يصف الكنيسة بجسد المسيح الكبير وبعروسه المحبوبة(17/3 ). وهذه الصورة تدل على مدى الألفة والمحبة القائمتين بين المسيح والمؤمنين به. كنيسة تتسم بالشمولية: ((كنيسة الحقيقي ـ أي المسيح ـ العظيمة، حضنها كبير يكفي لأحتواء العهدين)) (ضد البدع2/18 ) ويسميها كنيسة الأمم (ضد البدع24/21) كما يذكر أفرام صفات الكنيسة الأساسية : واحدة، مقدسة، رسولية، ويشير بوضوح إلى الخدم الكهنوتية الثلاث الأسقفية والكهنوت ـ لا يميز أحيانا بينهما ـ والشماسية، كما يثني على خدمة العذارى المكرسات، ربما لأنهن كن شماسات(21/5) الأسقف هو السلطة العليا في الجماعة (الكنيسة) المحلية، وهو قائدها ورأسها، فهو مثل يسوع ((الحبر الأعظم))(ترانيم33/6 ). وهو صورة حية لرعيته: ((حسبما يكون الأسقف، هكذا تكون رعيته))(19/2 )، ((على الأسقف أن يكون أخا للكهنة، مربيا للشمامسة، معلما للأطفال، عكازا للشيوخ، وحصنا للعذارى المكرسات لله))(21/5 ). ومهمته تقوم في التعليم وحفظ النظام وتوجيه وإدارة شؤون جماعته (13/1 ). إلا أنه لا ينبغي أن ينفرد بالقرارات، بل عليه أن يختار مستشارين له (18/9 ). على الأرجح كان الأسقف محاطا بفريق من الشمامسة والكهنة من أجل تأمين حاجات الجميع من وعظ وتبشير وخدمة الأسرار. أما العلمانيون فيسميهم أفرام، أي غير مكرسين لخدمة معينة (الفصح2/9)، واللفظة((علماني)) لا ترد عنده البتة، ولا يوجد فصل فئوي بين الجماعة الواحدة، كلهم مؤمنون. قضية وحدة كنيسة المسيح كانت همّه الكبير .فقد كتب مداريش عديدة لاستنارة الذين يسميهم بـ ((الضالين)) وليعود بهم إلى الحظيرة الواحدة: ((يا رب إجعل الوفاق بين الكنائس يتم في زماننا لتكون كنيسة واحدة حقا، تجمع أبناءها في حضنها، لترفع الشكر لصلاحك))(الإيمان52/15 )، ((لو كان جميع ابناء النور متحدين في الكنيسة، لا زال إشعاعهم الموحد، الظلام بقوة وحدتهم )) (الإيمان39/2 ). 5-المعمودية يرى أفرام، في عماد يسوع، أساس عماد المؤمنين وصورته (دياطسرون4/1 ـ 3 ): ((هوذا النار والروح في نهر الأردن، وها هما في عمادنا أيضاً)) (الإيمان10/17 ). الإيمان شرط أساسي للمعمودية، وفي بعض الحالات يعوض عن الماء كما في حالة اللص اليمين (لوقا 23/41 ـ 43 ) (الإيمان48/1 )، لذا تمنح المعمودية بعد المعرفة التامة بالعقائد الإيمانية وممارستها عند أفرام، كما في كتاب الديداكي، يعود العماد إلى الاحتفال الفصحي، فالصوم الكبير ينهي مرحلة الموعوظين بمنحهم نعمة العماد في سبت النور (البتولية7/2 )، ويترأس الاحتفال عادة الأسقف، ويتم بالتغطيس ثلاثا باسم الآب والابن والروح القدس ((ها اسماء الآب والابن والروح القدس تتلى على المسحة والعماد))(ضد البدع27/3 ). وكان الكاهن أو الشماس يعمد الذكور البالغين في بيت المعمودية الملاصق للكنيسة، والشماسة أو إحدى بنات العهد تعمد الاناث، وكان الجسم كله يغطس في الماء المكرس. توجد مسحة واحدة (البتولية7/8 ) ويسميها علامة المسحة والمعمودية (ضد البدع27/3 )،وختم الروح : ((كذلك ختم الروح الخفي بالزيت يطبع على الأجساد، يمسحون بالمعمودية ويوسمون)) (البتولية7/6 ) ((المعمودية السامية، الجميلة، الآب وسمها، والابن خطبها، والروح ختمها بوسمه الثلاثي)) (الدنح2/6) وهذه المسحة كانت تسبق الغطس (البتولية2/2؛8/2 ). -يعتبر أفرام العماد ولادة ثانية بعد الولادة الإنسانية، ومياه المعمودية بمثابة الرحم، وهذا التشبيه نجده عند غالبية الآباء المشارقة: ((تبارك من كثر محاسنكم من مياه المعمودية. صارت المعمودية أما تلد كل يوم روحانيين، وتقيم اولادا جددا لله بقداسة. تبارك من ولدنا ثانية في حضن العماد ))(الدنح 3/1). ((إن مياه المعمودية هي بمثابة رحم يلد بقوة الروح القدس إنسانا جديدا مقدسا )) (ترانيم نصيبينية 27/78، الميلاد 16/11 )، ((ترسم فيهم صورة جديدة ،وتلدهم بأسماء مجددة))(البتولية7/5 ). ومثلما الطفل المولود يرضع حليب أمه غذاء ينميه ويبقيه، كذلك المعمد يتناول القربان المقدس ((طوبى للمولودين الجدد الذين يتناولون حالا الخبز الكامل بدل الحليب))(البتولية7/8 ) ((طوبى لكم أيها الحملان الموسومون بعلامة المسيح لأنكم أصبحتم أهلا لتناول خبزه ودمه، الراعي أصبح لكم بذاته مرعى))(الدنح3/21 ). أما عن مفاعيل المعمودية، فيذكر أفرام :الغفران، الخلاص، التطهير (البتولية6/2 ): ((إن الموت ـ الأدبي ـ يزول بالعماد الحقيقي لأن الشخص المعمد في المسيح، يلبس الحي الذي يحيي كل شيء ))(ترانيم نصيبينية 72/14 )، ((المسيح شفى الإنسان بشكل شامل لما عمده بالروح القدس ))(ترانيم نصيبينية 46/84 )، ((الذي من جسد فاسد ومائت، يصير بدم المسيح وموته وقيامته، جسدا حيا، يحمل عربون الخلود))(ضد البدع17/5). 6-الافخارستيا لم ترد لفظة ((الافخارستيا))في كتابات أفرام، إنما نجد عنده ألفاظاً أخرى تحمل ذات المدلول مثل:دم المسيح، الخبز، السر، القربان، الذبيحة. وكل هذه التعابير تشمل الذبيحة والتقدمة والاحتفال (الكنيسة25/14 ). أسسه يسوع نفسه بصفته الحبر الأعظم، أما الذي يضمن استمراريته في الجماعة (الكنيسة) فهو الروح القدس والكاهن (الإيمان8/8 ، 40/10 ). والغاية من تأسيسه، خلاص الإنسان في وجوده الكامل: ((إن جسده، بطريقة جديدة، قد اختلط بجسدنا، ودمه النقي قد امتزج بدمنا، وصوته ولج آذاننا، وبهاؤه في عيوننا، هو كله صار بحنانه في وجودنا))(البتولية37/2 ). ((خبزه بدون جدل يؤكد قيامتنا. فإذا كان قد بارك الطعام، فكم بالأحرى يبارك الذين يتناولونه))؟(دياطسرون5/16 ). ويعتبر أفرام القربان المقدس مرتكز تدبير الخلاص، لذلك يجد صورا ورموزا له في الكتاب المقدس، في قرابين الاباء الأولين :هابيل وابراهيم واسحق ويعقوب والفصح اليهودي والخروج وأقوال الأنبياء، وكذلك في عرس قانا والصيد العجائبي وتكثير الخبزات، بالنسبة إلى العهد الجديد ((ترانيم نصيبينية 46/11، الإيمان10/10، البتولية 33/7 ). وحين يتكلم أفرام عن القربان المقدس، يمزج النصوص الكتابية بالتقليد الليترجي لكنيسته، فنجد عنده مثلا المصطلحات الطقسية التي لا نزال نستعملها اليوم في القداس مثل كسر ومزج ورسم: الكسر هو الفعل الذي يتم على الخبز والمزج على الكأس والوسم يدل على الاتحاد والقيامة والحياة. لأن القربان هو حقا رمز موت المسيح ودفنه وقيامته (الفصح 7/2، دياطسرون48/2 ). كما يستعمل لفظة ((مزج))في معنى لاهوتي عميق لاظهار نشاط الله في الخليقة. ((إن البكر لبس طبيعتنا وامتزج بالبشرية. أعطى ما كان له وأخذ ما كان لنا لكي يقدر بامتزاجه أن يعطينا نحن المائتين))(ضد البدع32/9 ). لا يوجد عند أفرام المفهوم الغربي للاستحالة. أما المناولة ـ الشركة فتتم في الخبز والخمر: ((إن الجسد المكسور ها هوذا يقسم بيننا، والكأس التي ناولها تلاميذه ها هي ذي شفاهنا تشرب منها))(دياطسرون48/2 ). وكان المؤمنون يتناولون في راحة اليد اليمنى ويشربون من الكأس ((إقبلوا القدس على راحة يدكم وتناولوا الحَياة في لسانكم)) (ملحق القداس الكلداني، الموصل1901)) ترتيلة2 لأفرام ص303 . ((نملك الله في يدنا، فلا يكن غضن في جسدنا))(ضد البدع47/12 )((إن السنبلة الحقيقية أعطت خبزاً سماويا غير متناه. الخبز الذي كسره البكر في البرية، نفد وانتهى ولو كان قد كثره. وعاد فكسر خبزا جديدا لم يكن بمقدور الأجيال أن تستهلكه. الخبزات السبع التي كسرها انتهت، كذلك الخبزات الخمس التي كان قد كثرها. خبز واحد كسره غلب الخليقة، لأنه بقدر ما يوزع ـ على المدعوين ـ بقدر ذلك يتضاعف.ملأ، كذلك جرات كثيرة خمرا، استقوا منها فنفذت الخمر ولو كان ملأها. أما الكأس التي ناولها تلاميذه، ولو كانت بسيطة فقد كانت قدرتها بدون حد. كأس تحتوي على كل الخمور، لكن السر الذي فيها هو نفسه، وحيد الخبز الذي كسره بدون حد، ووحيدة الكأس التي مزجها بدون نهاية. من يتناوله بطريقة جسدية، بدون تمييز، يتناوله عبثا، وخبز الرحمان الذي يأخذه بوعي يكون دواء الحياة… الذي يأكل من قرابين قربت بأسم الشياطين، يصبح شيطانيا بدون ريب، والذي يتناول الخبز السماوي، يغدو سماويا، بدون شك ))(الميلاد 4/87 ـ 103 ). 7-حرية الإنسان والشر يؤكد أفرام بأن الإنسان مركز الخليقة، هو حر، وحتى يعيش حريته ينبغي عليه أن يحارب الجهل والضلال (الفردوس15/5 ). والإنسان مسؤول في نهاية الأمر، عن الشر في العالم: ((إن سبب الشر هو بكل وضوح، سوء استعمال الحرية . فآدم والشيطان بحريتهما ادخلا الشر من خلال الإرادة )) (ضد البدع 22/7 ). ويرفض القدر لأنه ينفي حكم الضمير والاجتهاد الخلقي وبالتالي قيمة أعمالنا وحريتنا (ضد البدع6/22 ـ23 ،11/3 ). الإنسان قادر أن يتغلب على الشر إن شاء (الفردوس15/11 ،12/18 ) وهو متفائل في قابلية الإنسان، ((إذا كانت نيتنا صافية، فالشر لا يوجد… والإنسان لا يستثمر سوى الخير الذي استلمه)) (البتولية34/15 ). وينفرد أفرام بنظرته السليمة بخصوص الجسد البشري : ((لا يوجد أي شيء مضطرب ولا دنس بحد ذاته في جسد الإنسان ))(ضد البدع 19/1 ). إننا نجد صدى لهذا المفهوم في مجمع الجاثليق سبر يشوع سنة 596، إذ يقول صراحة((إننا نرفض ونقصي عن أي شركة معنا، كل من يعتقد ويقول أن الخطيئة موجودة في الطبيعة، وإن الإنسان يخطأ لا إرادياً، وكل من يقول أن الطبيعة آدم خلقت منذ البدء، غير مائتة))(كتاب المجامع ص199 ). وبعيد أفرام عن الثنائية اليونانية التي ترى في الجسد شرا، ((الجسد جبل بحكمة، والنفس نفخت فيه بلطف، من جر من إلى الخطيئة؟ إنها مشتركة لأن الحرية مشتركة، لذا ينبغي أن يكلل الكل معا (أي الإنسان الشامل) (ترانيم نصيبينية 69/4 ـ 5 ،44/3 ـ 4). بإمكاننا مواصلة عرض المواضيع الأخرى التي تناولها أفرام ، ونؤلف خلاصة لاهوتية في العقائد والأخلاق المسيحية، وبأصالتها المشرقية القريبة من الإنجيل والبعيدة عن التأثيرات الخارجية، لكن ضيق المكان والزمان يحول دون القيام بذلك. المراجع : علاوة على كتابات أفرام المنشورة في مجموعة ((الكتبة المسيحيين الشرقيين ))وفي ((الباترولوجيا)) أعيد القارئ إلى المراجع التالية : – ((مهرجان أفرام وحنين))، ويضم عدة مقالات، مطبعة المعارف ـ بغداد1974 ـ مطبوعات مجمع اللغة السريانية . – مجلة ((ملتو))التي تصدرها جامعة الكسليك ـ لبنان، المجلد الرابع لسنة1973، عدد خاص بمار أفرام. – مار أفرام، نظرات في شخصيته وآثاره، بيروت 1973، يضم 6 محاضرات ألقيت في قصر الاونيسكو ببيروت بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاته. – كميل أفرام البستاني، ((مار أفرام، سيرته، آثاره، قيمته)) ـ بيروت1973 . – زكا عيواص (البطريك)، سيرة مار أفرام السرياني، ط2 ،دمشق 1984 . – الأب يوحنا يشوع الخوري، والأستاذ عبد المسيح قره باشي، مختارات من أناشيد مار أفرام، بيروت 1973 . – ألبير أبونا، أدب اللغة الآرامية، بيروت 1971 . – ألبير أبونا، مار أفرام الملفان، مجلة بين النهرين 2 (1973 )ص201 ـ 220 . – لويس ساكو، القديس أفرام ، لاهوت هو صدى للإنجيل، مجلة ((الفكر المسيحي)) نيسان 1987 ص129 ـ 135 . – القديس مار أفرام السرياني، سيرته، أقواله، أعداد القس اغسطينوس البرموسي، القاهرة1988 . – القديس العظيم مار أفرام السرياني، قيثارة الروح، الراهب القمص سمعان السرياني، القاهرة 1988 . – 1981 Roma ,Marietti,Patrologia,.B,Altaner – 1922 Bon,Lileratur Syrichen der Geschichte ,.A, BAUMSTARK – of Vision World Spiritual The ,Eye Luminous The ,.S ,BROCK .1985 Kerala Ephrem .St -.1983 Brescia ,Chiesa della Padri dei dizionario Breve ,.A ,HAMMAN de docteur Ephrem .S de Biographie Petite ,.E .B .HIKARY .1952 Beyrouth ,Universelle I’Eglise -.1965 Roma ,Syriaca Patrologia ,I ,ORTIZDE URBINA – Ephrem in Sudies historical and critical Literary ,.A ,VOOBUS .1958 Stockholm ,Syrian the -,Ephrem saint de Symbolique .pensee’ la ,Mansour Bou Tanios .1988 ,Kaslik نصوص مختارة مريم وحواء -انر بتعليمك صوت القارئ وأذن السامع، بأسرار حدقات العين، فتستنير الأذان التي أضاءها الصوتُ. الردة: لك تسابيح النور. -بفضل العين يكون الجسم وتركيباته نيرا في شراينه وجميلا في سلوكه، ومزينا في حواسه ومظفرا في أعضائه. -جلي هو أن مريم هي الأرض المضيئة التي بها استنار العالم وسكانه، ذاك الذي كان قد أظلم بحواء علة كل الشرور. -إنهما تشبهان في أسرارهما الجسم الذي احدى عينيه عمياء ومظلمة والأخرى سليمة تنير الجميع. -هوذا العالم قد ثبت فيه عينان: حواء هي عينه اليسرى العمياء ومريم هي عينه اليمنى المنيرة. -بالعين المظلمة أظلم العالم كله، ولما يتلمس الناس، وجدوا كل العثرات، وظنوا أنه الله، فدعوا الباطل حقاً. -ولما استنار (العالم) بواسطة العين والنور السماوي الذي حلّ في حضنها ((مريم))عاد الناس فاتقنوا أن يستنبطوا بدعة تهلك حياتهم. أناشيد الكنيسة37 -لنسمع يا أخوتي، ابناء حواء، قصة أمنا القديمة التي طوتها مريم . ((حواء))فتحت فم الموت المسدود وباب الهاوية الموصد ومهدت طريقا جديدا إلى القبر. -واضح إنها اشتهت جمال الشجرة مثلما اشتهت سيدة يوسف حسنه. الواحدة سرقت سبيل زوجها والثانية سرقت ثمرة الشجرة. فالسارق مضطرب وفعله شنيع. -حواء ثملت بمشورة الكبرياء، ومثل الزانية أقدمت واضطرمت من دون أن تسأل هل أنت عبد أم ابن الأحرار، أانت من فوق أم من الحيوانات أم أحد الملائكة. -لم ينزل العلويون ليكشفوا هذا، لا السرافيم ولا الكروبيم، فمن أعطاك هذه المعرفة التي تفوق الكل، فلا العلويون والوسطيون شعروا بذلك. -وإن وجد إله آخر غير الله الأحد وإن أنت رسوله وهو يشبهك، ومن خلالك نراه يبغض الكل، كيف يحبك، وماذا أعطاك، هل جعلك كاتم أسراره؟ -والذي أرسلك إلينا فهو يشهد جسديا إنه هو إلهنا وهو إله الحق وقد أعطانا كل شيء من دون أن نسأله فكم يعطي للذي يحفظ الوصية الخاصة بالشجرة؟ (الكنيسة47/1 ـ 6 ) الميلاد 1- في ميلاد الابن، صارت ضجةٌ عظيمةٌ، في بيتَ لحم . فقد نزل الملائكة…. وسبحوا هناك فكانت أصواتُهم…. رعدا عظيماً وعلى صوتِ ذلك التسبيح ….أتى الصامتون وسبحوا الابن . اللازمة تباركَ الطفلُ الذي به تَجَدَّدَ شبابُ آدمَ وحواء . 2- أتى الرعاة حاملينَ خيراتِ الغَنَم : حليباً لذيذاً…لحماً نقياً تسبيحاً بهياً… ميّزوا فأعطوا ليوسف لحماً..لمريمَ حليباً وللابنِ تسبيحا. 3- حَمَلوا فقرّبوا…حَمَلاً رضيعاًلحَمَلِ الفصح بكراً للبكر … ذبيحةً للذبيحة حَمَلَ الزمان …لحمل الحقّ. يا لجمالِ المشهد… حَمَلٌ يُقربُ لحَمَل 4- ثغا الحَمَلُ …. وهو يُقرّبُ أمام البِكر شَكَرَ الحَملَ … الذي أتى وحَرَّرَ الخرافَ والثيران… من الذبائح. (وحرر)حمل الفصحِ… الذي أتى وسَلسَلَ فصحَ الابن . 9- على صوتِ ذلك التسبيح…قامت العرائسُ فتقدّسْنَ ، والبتولات… فتعفّفْنَ والفتياتُ … فتنقّيْنَ بادَرْنَ وأتينَ جماعاتٍ جماعاتٍ وسَجَدْنَ للابن . 10- أتت عجائزُ قرية داود صوبَ بنتِ داود. باركْنَ وقُلْنَ: ((طوبى لبلدتنا التي استنارت أسواقها بشعاعِ يسى . اليومَ يُرَسخُ بكَ عرشُ داودَ ، يا ابنَ داود )) 11- صَرَخَ الشيوخ: ((تباركَ الطفلُ الذي جدَّدَ شباب آدمّ . حزِنَ لمّا رآه … عتَقَ وبَلي ، والحيةُ التي قتلته انسلخت وتجدّدت . تبارك الطفلُ الذي به تجدّد شبابُ آدمّ وحواّء )). 12- قالت العفيفات : ((أيها الثمرةُ المباركة بارِكْ ثمارنَا،لكَ تُعطى مثلَ البواكير)). تحمَّسْنَ وتنبآنَ .. على أولادهنّ الذين وهم يُقتَلون له يُقطَفون قطفَ باكورة . 13- حَضَنَتْه وحَمَلَتْه العواقرُ وأحببَنُه قائلات : ((يا ثمرةٌ مباركةٌ من دونِ زواج ،باركْ أحشاءنا ، بالزواج .تحنّنْ على عُقمِنا يا وَلَدَ البتولية العجيب)). عمق كلمة الله غير المتناهي يا إلهنا، من يستطيع استيعاب كل الغنى الموجود في كلماتك؟ ما نفهمه أقل بكثير ممّا لا نفهمه. إننا نشبه أناسا عطاشَ يشربون من الينبوع دون أن يستنفدوه، هكذا أبعاد كلمتك عديدة وعديدة أبعاد الذين يدرسونها. لقد لوّن الرب كلامه بجمال مختلف الجوانب حتى يجد فيه كل باحث ما يحب. وأخفى في كلمته كل الكنوز حتى يستطيع كل واحد منا أن يجد غذاءً يتأمل فيه. كلمته مثل شجرة الحياة تمد لك من كل الجهات ثمارا يانعة، كلمته تشبه تلك الصخرة التي تفجرت ماءً في البرية فغدت شرابا روحيا لكل إنسان، كما قال القديس بولس: ((لقد أكل جميعهم طعاما روحيا واحدا، وشرب كلهم من ينبوع روحي واحد)) (1 قور10/4 ). فلا يتصور من حاز على أحد هذه الكنوز إنه استفرغ كل الغنى الموجود في كلمة الله، بل يجب أن يعلم أنه لم يكن قادراً على الاكتشاف إلا شيئاً واحداً من بين أشياء كثيرة. ولا يظن أن الكلمة صارت فقيرة بما أعطته له، بل عليه أن يفهم أنه غير قادر على استنفاد غناها أبدا فليشكر الله على عظمتها . ابتهج إذن، لأنك ارويت غليلك ولا تحزن لأن غنى الكلمة يفوقك . العطشان يفرح عندما يشرب ولا يحزن أمام عجزه في استنفاد الينبوع . من الأفضل أن يهدئ الينبوع عطشك من أن يستنفده، فإذا روى الينبوع عطشك دون أن ينصب، فسوف تستطيع أن تشرب منه كلما تعطش، وعلى العكس، إذا استنفد الينبوع بشربك، فسوف ينقلب ما حصلت عليه شقاء . اشكر الله على ما شربته ولا تتذمر مما لم تشربه، لأن ما تناولته هو نصيبك وما بقي هو أرثك، وما لم تستطع تناوله الآن بسبب ضعفك ستحصل عليه فيما بعد بمثابرتك. (شرح الدياتسرون، الارمني18/9). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| وفا الآرامي | الولادة: – الوفاة: – وفا أو وافا الآرامي كان فيلسوفاً وشاعراً من قدماء المؤلفين، موجوداً قبل المسيح بدهر طويل في ما نرى كما مرَّ بك [412] انفرد بذكره انطون التكريتي قال: “والبحر الخامس (في الشعر) هوالمؤلف من أوزان سداسية وسباعية وتزيد أحياناً وتنقص، وهو لرجل يقال له “وفا” من فلاسفة الآراميين ونظم الشعر الذي عالجه هذا المغمور اسمه من أجيال عديدة، دليل على قدم هذه الصناعة عندنا، وأورد له بيتاً تجوّز في وزنه مراعاةً للحن وهذه ترجمته: “أنا وفا الكريم المناسب الذي سرى عن نفسه الهم واطّرح كروبه، إنه يسند قلبه مسرّحاً عنه الحزن والكآبة، ونزوات الغيظ والغموم التي تكسر قلوب الناس. لأن من كثر غيظه تضيّفته البلايا أبداً” قال وهذا الشعر معمول على نمط الأغاني الحبية، التي تعوّد صاغة اللحون الحربية وناظموا النشائد الغزلية للأعراس مزاولتها [413] وهوكل ما يُعرف من خبره. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس ابن عرقا الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – بولس ابن عرقا أوعنقا الرهاوي من الأدباء الذين أجادوا صناعة الخط، وهو مُستنبط القلم المعروف بالاسطرنجيلي كما تقدم ذكره[414] وأحسبه كان موجوداً في حدود سنة 200 قال الحسن ابن بهلول في معجمه تعليقاً على لفظة اسطرنجيلي نقلاً عن يشوع بن سروشوبه أسقف الحيرة في القرن التاسع “إن الله خوّل بولس إحكام هذا القلم إجلالاً للإنجيل، لكي ينبسط الفكر فيجد في قرائته بهذه الخطوط الفسيحة الجميلة ” ا هـ [415] نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ميلس أسقف السوس | الولادة: – الوفاة: 341 ميلس أسقف السوس أومدينة شوشان سنة 317 من أفاضل الدعاة إلى النصرانية في السوس وعيلام، وخيرة أساقفة المشرق صلاحاً. تكلل بالشهادة في سبيل الدين عام 341 وذكر الصوباوي أنه ألّف رسائل ومصنفات شتى، ولكن لم يصل إلينا شي منها. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للأعلام المسيحيين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آسونا | الولادة: – الوفاة: – جاء في بعض النسخ أنه كان أستاذ مار أفرام وفي غيرها أنه تلميذه وهو الصواب. كان أذكى تلاميذه وأكثرهم تصرفاً وفنون شعر، فقد نظم أشعاراً فصيحة رقيقة بالبحرين الرباعي والسداسي. وصل إلينا منها قصيدتان بليغتان لجنائز الموتى. وقرأنا في مخطوط بلندن عدد 14520 مداريش في الموتى خماسية الوزن من محكم الشعر صاغها شاعر لبيب، ولا نظنها إلا مما قرضه أحد تلاميذ مار أفرام أو آسونا – وقد نوّه به انطون التكريتي في القانون العاشر من المقالة الخامسة من كتابه “معرفة الفصاحة” ومع بلوغ آسونا من الفضائل النسكية مبلغاً عالياً، عثر به الحظ فآل امره إلى الوقوع في شبكة الخيالات فمات شقياً. فقد كتب فيلكسينوس المنبجي إلى بطريق الناسك في جبل الرها ما يأتي: “وأخالك انتهى إليك خبر آسونا الذي كان ثم بالرها، وقد صاغ مداريش يترنمون بها إلى وقتنا هذا”. بما أنه كان يتوق إلى مثل هذه (التخيلات) أضله الشيطان وأخرجه من قلايته وأوقفه على طور اسطاذيون وأراه شكل مركبة وخيل وقال له: “إن الله استدعاك ليرفعك بالمركبة كما رفع إيليا، فلما غوي لغباوته وارتفع ليعتلي المركبة تلاشت الخيالات وهوى من علو شاهق فمات ميتة يُضحك منها ” وذكر هذا الخبر نفسه نيقن الملكي رئيس دير مار سمعان 1072 + في المقالة الثالثة والأربعين من كتابه “الحاوي الكبير”. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس عبسميا | الولادة: – الوفاة: – القس عبسميا (عبد السماء) هوابن أخت مار أفرام والأرجح أنه قرأ عليه. ذاع أمره بتحبيره أناشيد وميامر في غزو الهون لبلاد ما بين النهرين والشام سنة 395 وفي رواية ثانية عام 404 ولعل التاريخين صحيحان فإن اولئك الغزاة أغاروا على البلاد مرتين[440]. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق الآمدي | الولادة: 363 الوفاة: 418 ولد اسحق في آمد وأخذ عن مار أفرام حين إقامته فيها مدة يسيرة عام 363 في ما روى يعقوب الرهاوي ثم أتم قراءته على تلميذه زينوبيوس وقال الشعر ونظم على البحر السباعي قصائد حساناً وترهب في دير للمغاربة وكان أرثدكسياً. قال المؤرخ زكريا أسقف مدللي أنه في أيام أرقاديوس وثاودوسيوس (395 – 450) كان اسحق الملفان السرياني وذاع أمره بعد أفرام وتلاميذه. ورحل إلى رومية وغيرها من البلاد، وكانت رحلته إلى رومية على عدّ أن أرقايوس لمشاهدة افتتاح قلعة الكابيتول. وحبّر قصيدتين في الألعاب القرنية عام 404 وفي استيلاء الأريق على رومية سنة 410 وحين عوده أقام مديدة في مدينة بيزنطية وحُبس في السجن ولما انكفأ إلى آمد سيم قساً، وله تصانيف حافلة بالفوائد في مواضيع شتى منن كتاب الله [441] وستقف بعد هذا على القصائد التي تُنسب إليه وإلى سمييه، والبيعة تعيّد له. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تلاميذ مار أفرام | الولادة: – الوفاة: – قرأ على مار أفرام خلق من بحره اغترفوا وفي ميدانه جروا، أشهرهم :آبا والشماس زينوبيوس وآسونا وشمعون السميساطي ويوليان، ولكنهم ليسوا من أشباه أستاذهم العبقري. أما آبا ففسّر الأناجيل وله مواعظ منظومة على البحر الخماسي وخطبة في أيوب الصدّيق وقصيدة سباعية واستشهد به أنطون التكريتي مرتّين في مقالته في الميرون. وكان زينوبيوس شماساً في بيعة الرها ويُعرف بالجَزري أما نسبة إلى الجزيرة العُليا أي ديار بني ربيعة، أو لأنه كان في بداءة أمره جندياً، لا نسبة إلى جزيرة ابن عمرو ولم تكن يومئذ عامرة، دوّن سيرة أستاذه وألف رسائل ومقالات نقضاً لمرقيون وبمفيل واستشهد به ابن كيفا مرتين في كتابه الأيام الستة. وكتب شمعون أيضاً سيرة معلمه، وألف يوليان أناشيد وردوداً على مرقيون والنقَّاد المرتابين وسمي بولونا خطأً، وقنّعته وصية أستاذه بالهرطقة. وتآليفهم كلها مفقودة إلاَّ نبذاً يسيرة . نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دادا الراهب الآمدي | الولادة: – الوفاة: – قال الأسقف زكريا نفسه في المجلد الأول من تاريخه الكنسي ص 103 بعد ذكر اسحق الآمدي ” وكان الراهب دادا جهبذاً وهو من قرية سمقا (أوسمقي) من معاملة آمد. أوفده الأعيان إلى القيصر في ما انتاب البلاد من السبي والمجوعة في أيامه. فنزل منه أجمل منزلة. ورأينا له زهاء ثلاثمائة مقال أوميمر في مواضيع شتى من الأسفار الإلهية وأحوال القديسين ومداريش ” وكل هذا مفقود لم يوقف له على أثر. نقلاً عن كتاب اللؤلؤ المنثور. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاتب سيرة أوسابيوس السميساطي | الولادة: – الوفاة: 379 القديس أوسابيوس السميساطي حبر شهم. شرّفه الله سبحانه بفعل الخوارق لورعه وحسن سيرته وحمايته الحق الأرثدكسي رسُم أسقفاً لسميساط قبيل سنة 359 وأبلى بلاء حسناً في بيعة الله المضطهَدة ونفي في سبيل معتقدها القويم. وقضى معترفاً شهيد غيرته عام 379 فكتب أديب معاصر له سيرته بعد مدة يسيرة بانشاء أنيق، ونشرها بيجان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قورّلونا | الولادة: – الوفاة: – شاعر له مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف. يجري في أسلوب المجيدين، ولا يقصُر عن مدى السابقين. ولم نجد له ذكراً في كتب أهل العلم. وإنما ورد اسمه في مصحف عتيق فريد بلندن انطوى على اشعار فصيحة ومداريش وقصيدة رباعية الوزن حبكها في كوارث زمانه كالجراد الذي جرد أرض الرها، وقصائد في غزو الهونيين في حدود سنة 396، والعشاء السرّي والصلبوت وتوما الرسول، وقصيدة سباعية في حبة الحنطة، والبواقي ست أوسبع بالبحر الخماسي وطَرف من (سوغيث) نشيد في زكى العشَّار، نشرها بيكل سنة 1870 وزعم بعض المعاصرين لنا أن ((قورلّونا)) هو ((قيورا)) رئيس مدرسة الرها. وذلك بعيد لا يمكن القطع به. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| آحى جاثليق المدائن | الولادة: – الوفاة: 415 كان آحى جاثليق المدائن متنسكاً صوَّاماً قوَّاماً محبّاً للغرباء وملفاناً رُسم أواخر سنة 410 وتوفي أوائل عام 415، وعمل كتاباً ضمنه أخبار شهداء المشرق، ودوّن قصة مار عبدا الذي عنه أخذ طريقة النسك. وأثبت دانيال ابن مريم أيضاً هذه الأخبار في تاريخه الكنسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| معنا الجاثليق | الولادة: – الوفاة: – درس معنا بالرها واضطلع باللغتين السريانية والفارسية، ونقل من تلك إلى هذه كتباً كثيرة ولكنها مجهولة ومفقودة وبعد أن أقيم مطراناً لفارس تولى كرسي جثلقة المدائن بضعة شهور وعُزل عام 420. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ماروثا الفارقي | الولادة: – الوفاة: 421 كان هذا الحبر عالي الكعب في الأدب محصّلاً اليونانية والسريانية، وطبيباً حاذقاً آخذاً نفسه بصحبة التقى. وحكيماً لبيباً سياسياً لبِقاً كثرت محاسنه وحُمدت مآثره. وفي العقد الثامن من المئة الرابعة رسم أسقفاً لميارفارقين، وروى فوتيوس أنه شهد مجمع سيدا لدحض المصلّين وهم بعض أصحاب البدع عام 383. ورحل إلى أنطاكية وبعض بلاد آسيا الصغرى والقسطنطينية، واشترك في قضية الذهبي الفم وثاوفيل الاسكندري. ولمكان فضله أوفده القيصران أرقاديوس ثم ثاودوسيوس الثاني سفيراً إلى يزدجرد الأولى ملك الفرس، مرتين أو ثلاثاً سنة 399 و403 و408 وأقام ثم حتى سنة 410 وعلى يده فاز مسيحيو بلاد الفرس بالأمن، وزال عنهم كابوس الشدّة. وعام 410 رئس مع اسحق الأول جاثليق المدائن مجمعاً عقداه في سليق وردت أعماله في مجموعة القوانين الشرقية. وصنف ماروثاسير أشهر الشهداء الشرقيين الذين نكّل بهم الطاغية سابور الثاني الملقب بذي الاكتاف في الاضطهاد الأربعيني (339 _379 ) وطبعها أولاً السمعاني منقولة إلى اللاتينية، ثم الراهب بولس بيجان وهي من طرائف السير قد خلعت الفصاحة عليها زخرفُها. وارتاب المستشرقون من صحة نسبتها بنصّها وفصّها إلى المترجم، وإلا ظهر أن مؤلفها غير واحد وكذلك مواطن تأليفها. ولعل بعضها كتب بطلبه وبعضها تقدم زمانه فجمعها لينقلها إلى اليونانية. ونسب الصوباوي إليه أيضاً ترجمة قوانين مجمع نيقية من اليونانية إلى السريانية، وتاريخه ونشائد صاغها للشهداء الذين حمل كثيراً من رممهم الشريفة إلى ميافارقين فسميت ((مرتيروبوليس )) أي مدينة الشهداء وتظن وفاته حوالي سنة 421. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار رابولا مطران الرها | الولادة: – الوفاة: 435 ولد رابولا وثنياً في مدينة قنشرين، نماه إلى المجد آباء كرام سراة. وكانت أمه مسيحية تنصّر شاباً ففرق أمواله على أهل الفاقه وهجر زوجته وتنسك في دير مار ابرهيم وازدان بالفضائل. فسيم مطراناً للرها خلفاً للمطران ديوجينس سنة 411 فرعاها أربعاً وعشرين سنة وتوفي في سابع شهر آب عام 435 وكان متقشفاً في معيشته حازماً شديد الوطأة مهيباً على رعيته. ولما انعقد مجمع افسس سنة 431 حازبَ البطريرك يوحنا الانطاكي، ولكن لم يطل به الأمر حتى مال إلى قورلس بطريرك الاسكندرية وحرم ثاودور المصيصي فأبسله يوحنا. وحينئذٍ نقل من اليونانية إلى السريانية بعض تصانيف قورلس ككتاب الإيمان الحق الذي صنفه وأنفذه إلى القيصر ثاودوسيوس وفي سنة 433 تصالح يوحنا وحزبه وقورلس ورابولا. وكان المترجم قد نال من آداب اليونانية والسريانية القسم الأكمل والسهم الأربح. ودبج بالسريانية التخشفتات المشهورة باسمه للأعياد السيدية والعذراء والقديسين وبعضها للتوبة والموتى، ولعلها بلغت السبعمائة بيت وشرع تسعة وثمانين قانوناً للرهبان والقسوس والنساء العوابد وهي محفوظة في مصاحف الشرع الكنسي، وكتب ستاً وأربعين رسالة إلى أساقفة وكهنة وامراء وأعيان ورهبان، منها رسالة إلى أندراوس أسقف سميساط النسطوري يعنفه فيها لمناقضته حروم قورلس، وكتاب إلى جملينوس أسقف البيرة تقريعاً لرهبانٍ أساءوا تناول القربان الالهي، وخطبتين لفظ احداهما في القسطنطينية نقضاً لمذهب نسطور والثانية في الموتى، ونعته قورلس في بعض رسائله بعمود الحق. وهو في عِداد القديسين . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاي أسقف بالش | الولادة: – الوفاة: 432 من شعراء الطبقة الأولى المجيدين والكتاب البلغاء لم يحظ بمن يترجم له قديماً؛ وكان يعقوب البرطلي وابن العبري لا يعلمان صحة أمره، ويظنه بعض المعاصرين لنا من تلامذة مار أفرام، وإلا صوب أنه ممن قرأ أحد تلاميذه. والذي صحّ عندنا من أمره إنه كان خورياً لكنيسة حلب معاشراً ومصاحباً مطرانها آفاق، وشهد وفاته سنة 432 وأبَّنه بخمسة مداريش خماسية الوزن بليغة تقع في عشر صفحات ثم سقّف على مدينة بالس وهي برباليسوس التي يقال لها اليوم مسكنة شرقي حلب إلى جهة الجنوب في ما حكاه البطريرك يوحنا ابن شوشان 1072 +وذكر بهذه الدرجة والنسبة في بيث كاز خط سنة 1716 وسمي أسقفاً في جدول انطوى على ثبت علمائنا بخط اسحق مطران قبرس حوالي سنة 1550 وإلا شبه أنه توفي في العقد الخامس من المئة الخامسة فلم يرد اسمه في مجمعي سنة 449 و451، وقد وهم دوفال بعدّه في علماء المئة الرابعة. ونظم بالاي قصائد شتى خماسية الوزن على البحر المنسوب إليه دخل كثير منها فرضنا البيعي في التوبة والموتى وغيرها. ومن دواعي الأسف أن اشعاره لم تحظَ بمن يعنى بجمعها. ونشر زيتر ستين في لبسيك عام 1902 مئة وأربعاً وثلاثين قصيدة منسوبة إليه منها 65 معنونة باسمه و69 تظن أنها له. وإنما يتعذر تعيين اشعاره لاختلاطها بميامر غيره، فمن نسجه ميمر في تقديس بيعة قنسرين نشره أو فربك مع المداريش المذكورة أعلاه. ومما يرجح نسبته إليه مرثية أوريَّا التي نوَّه بها أنطون التكريتي في القانون العاشر من مقالته الخامسة، ومدائح القديس جرجس وقصيدة لوفاة هارون ورواية فوستينس ومترو دورة في قصة اقليميس الروماني وتقدَّم ذكر القصيدة المختارة في مدح يوسف الصدّيق المنسوبة إليه أو إلى اسحق الملفان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشماس يعقوب | الولادة: – الوفاة: – كان يعقوب شماساً أديباً في الرها صحب نونس مطرانها إلى انطاكية، وكتب سيرة بلاجية التي عدلت عن خلاعتها وأرعوت وتابت على يد المطران الشهم المومأ إليه حوالي سنة 451. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب صموئيل | الولادة: – الوفاة: – تضلع صموئيل من علوم الأدب، وترهب ولازم مار برصوم السميساطي رأس الابيلين فعدَّ من أجلّ تلاميذه. وحوالي سنة 458 دوَّن قصته التي تقدّم ذكرها، وقد أضيف إليها زوائد. ومدحه بميامر ومداريش بديعة وقفنا على أحدها بلحن ((قوم فولوس)) وجاء في آخر القصة المذكورة أنه أنشأ خطباً في الإيمان ومواضيع شتى وتفاسير حسنة ونقض البدع وحبّر قصائد ونشائد، وكل هذا مفقود. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس صموئيل | الولادة: – الوفاة: – كان القس صموئيل الرهاوي من الكتَّاب الأدباء، خصماً لدوداً لهيباً مطران الرها النسطوري، وفي مقدمة الاكليروس الذين شكوه إلى مجمع أفسس الثاني عام 449 كما نقرأ بيانه في اعمال هذا المجمع، ونقض بمقالات سريانية زيْفَه وبدعة أوطاخي. والأرجح أنه زجّى عمره في القسطنطينية حيث كان موجوداً سنة 467 وقد ذكره جناَّديوس المرسيلي الكاتب اللاتيني في النبذة 82 من سلسلته الموسوعة ((الرجال المشاهير)) التي تابع بها كتاب الانبا هيرونيمس المعروف بهذا العنوان ،حوالي سنة 496. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس قزما | الولادة: – الوفاة: – ولد القس قزما في قرية ((فانير )) من عمل (قليسوريا). وكتب رسالة إلى مار سمعان الناسك العمودي. وفي7 نيسان عام 472 دوّن بانشاء حسن سيرته المسهبة إجابة إلى طلب شمعون ابن أفولون وبرحطار ابن هداورُن . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القسيسان بطرس ومقيم | الولادة: – الوفاة: – ذكر جنَّاديوس المرسيلي، إن بطرس قسيس الرها كان خطيباً بسيط اللسان طليقه، أنشأ ميامر وصاغ أناشيد على البحر السباعي مدح فيها مار أفرام، وكان موجوداً حوالي سنة 490. وقال أيضاً في النبذة 171 من سلسلته، إن القس مقيم في ما بين النهرين دحض بدعة أوطاخي في حدود سنة 494 وهذا كل ما يعرف عنهما . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق الرهاوي المعروف بالأنطاكي | الولادة: – الوفاة: 491 لم يترجم لاسحق الرهاوي المولد الانطاكي المنزل أحد المؤرخين القدماء . وأول من كتب عنه أخذاً عن شيوخ زمانه الثقات هو يعقوب الرهاوي . قال في جوابه إلى يوحنا الاثاربي العمودي : ((إن اسحق هذا كان قساً رهاوياً شاعراً ملفاناً أرثدكسياً . وهبّت ريحه في أيام القيصر زينون . ورحل إلى انطاكية على عهد البطريرك بطرس الثاني المعروف بالقصَّار (470 _488 )وذلك حين مقاومة النساطرة ومناقضتهم عبارة ((يا من صلبت من أجلنا ))وشاهد رجلاً شرقياً يحمل ببغاء تردد العبارة المذكورة كما كان قد لقّنها ردعاً لعَنَت الخصوم ، فراق له المشهد فعمل فيه قصيدة سريانية )) ووردت باسمه منسوباً إلى أنطاكية لاقامته فيها وذُكر أيضاً بهذه النسبة في مصحف موسوم بنخب الآباء مخطوط في القرن السابع وقال أغابيوس المنبجي أسقف منبج للروم الملكيين الذي كان موجوداً حول سنة 940 م في تاريخه المترجم بالعنوان ((وكان من العلماء في هذا الوقت (حوالي سنة 422 ) مار اسحق تلميذ مار أفرام (كذا) وكان مقامه بأنطاكية . وله ميامر كثيرة على الأعياد والشهداء والحروب والغارات التي عرضت في ذلك الزمان وكان جنسه من أهل الرها )) وسنة431 شهد مجمع أفسس المسكوني كما ورد في سلسلة المجامع فاسحق المسمى الانطاكي هو هذا وليس هو الآمدي كما وهم المستشرقون . وهو ناظم قصيدة الزلزلة التي دمرت أنطاكية عام 459 والقصيدتين في غزو بلدة ((بيت حور))سنة 491 ولم يتوفَّ سنة 460 في ما زعموا . وظاهر أن الآمدي لم يعش حتى هذا الزمان ، لأنه من الثابت أنه صحب مدة مار أفرام سنة 363 وقد ناهز العشرين في أقلّ تعديل فتكون ولادته في حدود سنة 343 ولو بلغ المئة والسابعة عشرة من العمر لا شار هو أو غيره إلى ذلك ، وهذا العلامة يعقوب الرهاوي أولى المؤرخين بمعرفة أحواله . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسحق الرهاوي (الثاني ) | الولادة: – الوفاة: – حكى مار يعقوب نفسه أن اسحق هذا أيضاً كان أرثدكسياً من إكليروس بيعة الرها . وقال ميخائيل الكبير وابن العبري أنه كان رأساً لبعض الأديار ؛وكان في أوائل القرن السادس على عدَّ أن بولس مطران الرها وهو ينظم إشعاره مطابقة للمعتقد الأرثدكسي فحين عُزل بولس عام 522 وقام مكانه الأسقف أسقليفيوس الملكي وطفق ينشر مذهبه ، مالئه عليه اسحق متقلباً مع الزمان ؛ ومضى منذئذٍ يقرض الشعر بما يؤيد مذهبه الجديد, وكان السميون الثلاثة اسحق الآمدي ولارهاويان شعراء وكلهم عمل قصائده على البحر السباعي وكلهم قال القصائد الروائع الجياد ، وقد اختلطت أشعارهم في أيدي النساخ وبات تمييزها عسيراً لتقارب زمانهم وتشابه مَلَكَتهم إلا ما ندر . ووصل إلينا زهاء مئتي قصيدة منسوبة إليهم نشر منها بيجان سبعاً وستين تقع في 837 صفحة أكثرها من صوغ الآمدي وأقلّها من قرض الرهاوي الانطاكي . والديوان المطبوع يتطلب بحثاً ضافياً ونقداً دقيقاً لتمييز قلائده التي نُحلت في نسخة أورمية اسحق النينوي النسطوري ! وإليك ثبت القصائد المطبوعة :في محبة العلم ، في تواضع الأخوة الرهبان ، ثماني قصائد في التوبيخ منها قصيدة في توبيخ المجدفين ،وميمر في توبيخ الضمير ،في الموتى ،في النساك الابيلين ، في الآخرة ، أربع في التوبة ، في الرهبان ، الغني ولعازر ، في الزهد في الدنيا والحرية الحقيقية ، في من يشكو بعضهم بعضاً في عدان الصلاة ، في الصيام الأربعيني ، في قسطنطين الملك . ثلاث في البواعيث . في كمال الاخوة الرهبان، الحثّ على الصدقة ، في العلامة التي ظهرت في الفلك وتقريع لاصحاب الفال ، في الصوم والصدقات والكمال الرهباني ، تقريع الكذب ، التمييز الطبيعي للفكر الطبيعي ، في آية أشعيا :كل جسد عشب ، في أنه باية قوة يتسلط ابليس على الإنسان في أثناء المحنة . ثماني قصائد في أصحاب الصوامع ، في الكمال الرهباني وتجردهم من الدنيا ، قصيدتان في غزو بلدة أو قرية بيتُ حور من عمل الرها في تخوم مملكة الرومانيين غزاها الاعراب ودمروها سنة 457 وذكر أن الفرس لقنوا أهلها عبادة الشمس والإعراب عبادة الأوثان وحينما غزاها هؤلاء لقنوها عبادة الزُهرة وعُوزي ، وكان لهم صنم يسمى (جِذلَث) وعبدوا الشمس والقمر . وكان فيهم مسيحيون ولكنهم أفسدوا طريقة النصرانية . وقال أن الإعراب البدو الغزاة كانوا حفاةً عراة فاسدي السيرة فلا مثيل لخلاعتهم ، وفوق ذلك يذبحون أولادهم وبناتهم قرباناً للزُهرة ، على أنهم بعد الغزو التهمتهم سيوف الفرس وأفنى الوباء بقيتهم ثم أقبل الهون فغزوا الفرس . وبنى هاتين القصيدتين عام 491 قصيدة في الكفرة ، في تقلبات الخليقة والفكر ، في الصدقة ، قصيدتان في الإيمان ، في أن كل ما يفعله الله هو للمنفعة سبياً كان أو حرباً أو مجاعة أو موتانا ، في قول الشاعر مَن لي بمن يهدمني ثم يبنيني ويُعيدني بتولاً جديداً في خلقتي . في الإيمان ونقض فيها نسطور وأوطاخي . في تألم كلمة الله الذي تجسد وعدم تألمه ، في الطائر الذي كان يهتف بقدوس الله ، في الإيمان وجسد ربنا ، في الإيمان تزييفاً لبدعتي نسطور وأوطاخي . في ربنا والإيمان ؛ في تجسد ربنا ، في المركبة ، في السهر العالمي الذي صار في أنطاكية ، وعارضه بتلاوة آية المزامير :حسن هو الشكر للرب . قصيدتان في تقريع روَّاد العرَّافين . وفي خزانة دير مار مرقس بالقدس سبعة ميامر في الميلاد والعذراء ، والعماد والقداس وفي الخزانة الزعفرانية عدة ميامر وكان البطريرك يوحنا ابن شوشان قد باشر جمع قصائد مار أفرام ومار اسحق فحالت المنية دون إنجاز عمله . وفي الخزانة الواتكانية مصحف منقول من نسخته يشتمل على ستين ميمراً ونسخة ثانية حوت أربعين قصيدة وعندنا أيضاً من نسج اسحق الأول أو الثاني سوغيثات منها أنشودة في حقيقة لاهوت المسيح وناسوته رداً على المماحكين من أصحاب البدع أولّها : ((لقد وقع في أذني صوت البيعة ))نشرنا نصها ونقلناه إلى العربية وتسابيح يومية و16 مدراشاً للأوخرستيا وثلاثة في مجيء ربنا أما الانسجام والسهولة والرقة التي في هذه القصائد فقد بلغت الغاية ، وهي حافلة بفوائد لاهوتية وأدبية ولغوية وطقسية واجتماعية . وكلها دليل ناصع على أن ناظميها شعراء فحول مطبوعون من الطبقة الأولى . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الخوري بوليقربوس | الولادة: – الوفاة: – بوليقربوس خوراسقف أبرشية منبج من مهرة النقلة المضطلعين بآداب اللغتين السريانية واليونانية. ذاع صيته سنة 500 _508 بمباشرته ترجمة الكتاب الإلهي من اليونانية إلى السريانية بطلب فيلكسينس مطران منبج ، وأطلق اسمه عليها فعرفت بالترجمة الفيلكسينية ، وأول ما نقله الرسائل البولسية ثم العهد الجديد أي الإنجيل فالمزامير . وإذا وثقنا بتعليق فريد ورد في بعض المصاحف ، يظن أنه نقل أيضاً بعض أسفار من العهد العتيق ، فقد وُجدت آيات من سفر أشعيا مترجمة على طريقة لوقيانس الشهيد ولعله أول من نقل رسائل مار بولس إلى السريانية ، إذا اعتبرنا ما ذكره موسى ابن كيفا أنها نقلت بعد استشهاد الرسول بأربعمائة وست وثلاثين سنة أي سنة 503 وارتأى بومشترك أن أقدم ترجمتي سفر الرؤيا السريانيتين أيضاً ترتقي إلى حوالي هذا الزمان ، وقد يصدق هذا الرأي في مصحف باريس (البوليكلوتي) والرسائل الأربع الصغرى بيد أن المستشرقين. لم تجتمع كلمتهم على نسبة إحدى الترجمتين إلى بوليقربوس . وندر وجود هذا النقل بتغلب النقل الحرقلي عليه . وتظن منه مصاحف الإنجيل الموجودة في خزائن فلورنسا ورومية ونيورك وتجد في خزانة كمبرج نسخة من الابركسيس . وكان نقل رسائل مار بولس بهمة فيلكسينس وعنايته عام 508 ثم صحح الحرقلي الترجمة سنة 616 أما المستشرق (لبون) فيحسب أن الترجمة البوليقربية أو الفيلكسينية لم توجد بعد نسختها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اسطيفان ابن صُودَيلي | الولادة: – الوفاة: – ولد اسطيفان في الرها في النصف الثاني من المئة الخامسة ، وترهب وحسنت سيرته في جدّة أمره . ورحل في روق شبابه إلى مصر فلازم رجلاً اسمه يوحنا لقنَّه مذهب (البانشيئست) ومضمونه أن الآله الواحد هو كل الكائنات ! فأذاعه في الرها فطُرد منها بسببه . فتوجه إلى أورشليم وأصاب ثم رهباناً أوريجينين من أهل مذهبه ، وشرع يراسل تلاميذه في الرها . وفي تلك الأيام حوالي سنة 510 كتب مار فيلكسينس المنبجي في حقه إلى إبراهيم وأورستس قسيسي الرها . وذكر عنه أنه علق شروحاً سرية المغزى على التوراة والمزامير ، وبعد أن بدأ يكذّب بأبدية أعذبة جهنم خرج من ذلك إلى الاعتقاد بالبانثيئيسية المحضة ، معلناً أن كل طبيعة مساوية في الجوهر للذات الإلهية والجوهر الإلهي ! ولا يظهر أن أضاليل هذا الملحد وسفاسفه أصابت عند أحد محلاً ، وحرمته البيعة . وكتب البطريرك قرياقس في مجاوبته على المسئلة الخامسة للشماس يشوع الترمنازي قائلاً : ((إن الكتاب المنحول ايرثاوس)) (أستاذ ديونيسيوس الاريوفاغي) ليس له ويحسبه بعضهم من وضع ابن صُودَيلي المبتدع ))؛ أما شابو وغيره من المستشرقين فلا يرون هذا الرأي . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الشماس شمعون الفخاري | الولادة: – الوفاة: 510 شاعر كنسي مجيد فصيح . ولد في قرية كيشير في كورة أنطاكية واحترف عمل الخزف فاشتهر بالخزَّاف أو الفخَّاري وبالسريانية (قوقاي). كان وهو يشتغل بحرفته ينظم اشعاراً دينية بديعة بليغة موقعة على لحن حسن أطلق عليه اسم (القوقاي) وهي في ميلاد الرب بالجسد وقيامته وصعوده ومعجزاته ، وفي الصليب والأنبياء والعذراء مريم والقديسين والموتى والتوبة . وحوالي سنة 510 انتهى خبره إلى مار يعقوب الملفان وهو في بعض رحلاته ، فشخص إليه وسمعه ينشد في حانوته هذه النشائد الرقيقة ، فحسن عنده وقعها وأثنى عليه جميلاً وحثّه على متابعة النظم وأخذ نسخاً منها . وقيل أنه في سنة 514 أطلع البطريرك مار سويريوس عليها بعد أن نقل شيئاً منها إلى اليونانية ، فزاد البطريرك الشاعر تحريضاً على الاكثار منها . وحبَّر شمعون نشائد في ميلاد الرب على ألحان أخرى وصل إلينا منها 28 بيتاً وكان له أصحاب من طبقته ورعاً وعلماً وأدباً فشاركوه في النظم وأطلق عليهم اسم (القوقيين) ودخلت اشعارهم الفرض الكنسي وكتب الألحان، وقال يعقوب الرهاوي الذي عنه نقلنا معظم هذه الترجمة ((ولا يزال حانوت شمعون ودولاب حرفته معروفين في قرية كيشير إلى وقتنا هذا)) أي حوالي سنة 700 _708. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا روفس الانطاكي أسقف مايوما | الولادة: – الوفاة: – ولد يوحنا روفس آل روفينا في عسقلان ودرس الفقه في مدرسة بيروت . وكتب للبطريرك بطرس القصَّار الذي رسمه قساً ، وعُرف بالانطاكي . ثم لازم بطرس الكرجي ونسك ، وخلفه في أسقفية مايوما بفلسطين . وفي حدود سنة 515 ألّف باليونانية أخباراً وأحاديث أسماها فيلروفورياس) وعددها 87 تخطئةً ومناقضة للمجمع الخلقيدوني وفيها الكثير المضعّف الذي لا يثبت على النقد . ونقلت إلى السريانية بانشاء متين وأجملها ميخائيل الكبير في تاريخه ، ثم نشرها نو منقولة إلى الفرنسية سنة1911 ويظنّ المترجم أيضاً كاتب سيرة سلفه بطرس الكرجي الشائق أسلوبها والحافلة بالفوائد التاريخية والجغرافية ، وقد نشرها رآاب وترجمها إلى الألمانية . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس يشوع العمودي | الولادة: – الوفاة: – حوالي سنة 515 عمل كاتب سرياني رهاوي من صاغة الكلام ، بليغ مطرد السياق سهل الأسلوب ، يظن من أساتذة بعض مدارس الرها تاريخاً يتناول 83 صفحة في النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين . افتتحه برسالة جاوب فيها سرجيس رئيس الدير الذي اقترح عليه تأليفه وهي 7 صفحات ، ثم قدّم عليه فصلاً ضافياً 10 صفحات ونصف ذكر فيه أسباب الحروب بين دولتي الفرس والرومانيين من سنة 363 حتى 498 ثم ساق الأحداث من سنة 495 حتى آخر سنة 506 وأهمها الحرب الشديدة التي سعرها قباذ ملك الفرس على الرومانيين على عهد القيصر انسطاس سنة 502 _506 باسطاً القول في ما كان في زمانه من الكوائن والحوادث وهو أكمل وأوثق سند تاريخي لتلك الأحداث . وذكر المؤلف أنه وجد بعض ما دونَّه في كتب قديمة ،ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس _ولهذا التاريخ نسخة فريدة في الخزانة الواتكانية رقم 162 سنة 932 ولما كان غفلاً من اسم المؤلف نسبه السمعاني الذي نشر خلاصته ،وأكثر المستشرقين إلى القس يشوع العمودي من رهبان دير زوقنين في آمد استناداً إلى اسم هذا الكاتب الذي أورده في آخر الرسالة اليشع الراهب من الدير المذكور واختلف رأي البحثة فمن ناحلٍ إياه إلى العمودي ، ولا دليل راهنٍ عليه ، ومن ناسب إياه إلى أستاذ أو راهب رهاوي مغمور الاسم وهو الأصح . واختلفوا أيضاً في مذهب المؤلف والراجح إنه كان أرثدكسياً معتدلاً وإذا كان قد أثنى على فلبيانس الثاني الانطاكي ، فإنه ذكر بالجميل أيضاً القيصر أنسطاس ومار فيلكسينس ومار يعقوب السروجي وغيرهم . ونشر أولاً بولان مارتان متن هذا التاريخ منقولاً إلى الفرنسية سنة 1876 ثم وليم رايت مترجماً إلى الإنكليزية عام 1882 ثم شابو في المجلد الأول من التاريخ المنحول خطأً ديونيسيوس (ص 235 _317 )سنة 1927 ونقله إلى اللاتينية . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب السروجي الملفان | الولادة: – الوفاة: 521 سيرته ولد مار يعقوب في قرية (كورتم) الواقعة على ضفة الفرات، وقيل في بلدة (حَورا) من عمل مدينة (سروج) عام 451[1] وتخرج في مدرسة الرها. وقد كان ينظم وهو في سن الـ15 في هذه المدرسة، القصائد البديعة بموهبة شعرية فريدة نظراً لما آتاه الروح القدس كما أشار هو بنفسه إلى ذلك ببيت من الشعر حيث قال: “لَمّا منحتني إياها لم أفقه آنذاك ماذا نِلتُ، أمّا الآن فبعد أن ضاعفتها، زدني منها أضعافاً كثيرة”. وترهّب وتنسّك. وحين بلوغه من العمر الثانية والعشرين[2]، ارتجل قصيدته المشهورة في مركبة حزقيال[3]، في محضر خمسة أساقفة اقترحوها عليه لاختبار موهبته، إذ رأوها على جدار المذبح. كان ذلك في بيعة بطنان سروج، أو في رواية ضعيفة في بيعة نصيبين، فأقرّوا له بالشاعرية وطلبوا إليه أن يكتب كلّ ما يقول[4]. سيم قساً ثم قُلِّد رتبة الزائر (بريودوط) لبلدة حورا. فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات وسورية حتى نزل من نفوس آلاف من الرهبان أجملَ منزلةٍ، ثقةً وأمانةً وتُقىً وعلماً. وفي أواخر عمره سُقّف على أبرشية بطنان سروج في كانون الأول عام 518[5]، فأحسن القيام بأمر رعيّته سنة وأحد عشر شهراً ومضى إلى جوار ربه في 29 تشرين الثاني عام 520 عن عمر السبعين. وبعد دهر طويل نُقل بعض رفاته إلى هيكل خاص به في مدينة ديار بكر. نعتته البيعة السريانية بالملفان على سبيل الإطلاق وكنارة الروح الإلهي وقيثارة البيعة الأرثوذكسية وإكليل الملافنة وزينتهم وفخرهم. مار يعقوب ورهبان دير مار باسوس نحو سنة 510، طاف مار يعقوب أديار بلاد الفرات وسورية ومنها دير مار باسوس في أفامية (حمص)، حيث شافه الرهبان في أمر المبتدعين ديودوروس الطرسوسي، ثاودوروس المصيصي، نسطور، ثاودوريطوس القورشي، هيبا الرهاوي، أوطيخا، لاون الروماني … وشرح لهم إيمانه كتابةً بأنّه نفس إيمان الكنيسة الجامعة الذي يُعلَن في العماد وهو إيمان المجمعين الأوّلين، فضلاً عن مجمع أفسس. فالملفان، علاوةً على طبعه الهادئ والمسالم، لم يكن يريد أن يستفيض في الكلام في مثل هذه المواضيع اللاهوتية العويصة لئلاّ يزلّ ويستكبر إذا حاول أن يفحص أو يفتّش أو يبحث في “الأعجوبة ܕܘܡܪܐ” الابن. فإنّ الثرثرة اللاهوتية لا تنفع على غرار التكرار العبراني في الكتاب المقدّس دون إضافة موضوع جديد. كان موقفه هذا الهادئ والفطن موقفَ كلّ مسيحي ناضج ومُسالِم يريد أن يبقى بعيداً عن الجدال. غير أنّ هذا الموقف لم يُناسب هؤلاء الرهبان المتشدّدين الذين طالبوه بأن يحرم بخطّه جميع الهراطقة مثلما فعل قبله مار يوحنا الإسكندري ومار فيلكسينوس المنبجي، وقالوا له في رسالة: “أيّها السيد سيّدنا نعلن لأبوّتك، أنّنا احترنا جدًّا، بعدما فكّرنا مليًّا بالرسائل التي أرسلتها لنا عندما كنت عندنا. إنّنا وجدناها مريضة غير متعافية. ميتة وغير حيّة. لمّا وجدناها مضرّة وغير نافعة، أسرعنا فأرسلناها لك”. فأجابهم مار يعقوب بألفاظ معسولة: “لم تحمل إليّ رسالتُكَ المحبّةَ وروحَ التواضع، بل عصاً، ولم تكن تخاطبني مثلما يُخاطَب المؤمن، ولكن كمثل من يُخاطِب رجلاً هرطوقيًّا، تلاحقه ظنون الشكوك. وهكذا كانت تُرتِّبُ عليّ واجبات كمثل رجل مخالف. وكنتَ تُخاطبني في رسالة حضرتِكَ مثل غاضب. أمّا أنا فلَبِسْتُ حالاً أمانَ المصلوب وقابلتُ غضبَكَ بالمحبّة الإلهية التي تقدر ولا يصعبُ عليها أن تقبل من أحبّائها حتّى الضربات دون ذنوب. الحقّ أقول لك يا سيّدي، لو كانت حضرتُكَ قريبةً منّي بالجسد، وصارتْ لكَ رغبةٌ أن تصفعني كفًّا، لكنت أقبل، ولأدرتُ لك الآخر، ولما كنتُ أفسدُ المحبّةَ بالغضبِ، والأمانَ بالعداوة … فلماذا حزنتْ حضرتُك أيّها الرجل؟ لقد كُتِبَ لك أن تفرحَ بربّنا في كلّ حين … إذا كانت هذه الرسالة مضرّة مثلما تقول رسالتُكَ، كان من الواجب أن تُحرَقَ بالنار، وأنت لا تحزن …!” وبعد ذلك قام مار يعقوب بحرم كلّ من حرمه رهبان دير مار باسوس، متعجّباً منهم في الوقت عينه لكونهم يتّهمونه بمرضٍ في إيمانه. لقاء مار مار يعقوب بالبطريرك مار سويريوس الأنطاكي في سنة 514، وبعد أن شرح مار سويريوس هنوطيقون زينون في مجمع صور، مَثُلَ بين يديه الملفان مار يعقوب السروجي، يرافقه رَهطٌ كبير من أساقفة الشرق. فرحّب به مار سويريوس أجلّ ترحيب. وبعد أن تبرّك الملفان من أبي الآباء، انبرى مار سويريوس يفحص ملفنته، وكان يستمع إليه بانبساط. وإذ كان بعضهم قد ثلبوه لديه بخلاء مؤلفاته من عبارة والدة الإله، أخذ هو يؤكّد له أنّ هذه العبارة واردة فيها على قدر ما يسمح به البحر الذي يستعمله في ميامره. ومن ذلك قوله: ܠܗ ܠܐܠܗܐ ܝܶܠܕܰܬ ܡܪܝܡ ܫܪܝܪܐܝܬ܆ ܡܠܬܗ ܕܐܒܐ ܕܢܰܚ ܡܢ ܥܘܒܗ̇ ܦܓܪܢܐܝܬ أي “إنّ مريم وَلدَتْ حقًّا الإلهَ نفسه، وإنّ كلمةَ الآب أشرق من حضنها في الجسد” وكان السؤال التالي من جملة الأسئلة التي وجهها إليه مار سويريوس: “كيف يكون الله فوق الكلّ وتحت الكلّ وداخل الكلّ وفي الكلّ وخارج الكلّ[6]؟ أجبني ببرهان طبيعي ملموس ومنظور ومعقول”. فأجاب مار يعقوب: “إن الله كائن فوق الكل، كالرأس الذي هو فوق جميع الأعضاء، وبه ترتبط وتحيا. وهو تحت الكل، كالرجلين اللتين تحملان ثقل الجسم كلّه، وبدونهما لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة. وهو داخل الكل، كروحانية النفس المستترة وغير المنظورة (ماديًّا). وهو خارج الكل، كالعقل الذي يُحلِّق ولا يُحَدّ. وهو في الكلّ، كالنفس الكائنة في جميع أعضاء الإنسان، ولا يمكنه أن يحيا بدونها. هكذا هو الله، فوق وتحت وداخل وخارج وفي الكل”. فقال مار سويريوس “حقًّا إن الحكمة التي فيك هي من روح الله”. وجاء في سيرته المطولة، إنّ مار سويريوس سأله عمّا إذا كانت له معرفة بفلسفة أرسطو وأترابه الإغريقيين، فنظم للحال ميمراً في 22 بيتاً على الأبجدية السريانية، وعلى وزن “ܐܰܫܩܳܢܝ ܡܳܪܝ ܡܶܢ ܡܰܒܽܘܥܳܟ اسقني يا رب من ينبوعك”، فذُهل مار سويريوس وأكبر ملفنته وأقرّها[7]. مار يعقوب ويوحنا التلي في سنة 519 توفّي أسقف تلاّ، فالتأم مجمع أساقفة ولاية الرها في دار مطرانيتها، بينهم مار يعقوب السروجي، وانتخب بالإجماع الراهب يوحنا ابن قوروسوس، ليخلفه في أسقفية هذه المدينة. ولما استقدمه الأساقفة إلى الرها، تأبّى اقتبال هذه الرتبة السامية تهيّباً. أمّا هم فأصرّوا على ذلك، وضربوا يوم الأحد موعداً لرسامته. وأقاموا ثلاثة منهم لحراسته. فلمّا تأكّد يوحنا من رغبتهم الملحّة، صمّم على الفرار. واتّفق في ذلك مع شيخ قديس رفيق له اسمه دوميان، وفرّ في فجر الأحد من دار مطرانية الرها، رغم الحراسة المشدّدة التي أحاطه بها الأساقفة الثلاثة. ولما طلبه الأساقفة وعلموا بفراره، استحوذ عليهم حزن عميق. فطمأن بالهم مار يعقوب السروجي، وقال لهم إنّه سيخرج في طلبه، وله وطيد الأمل بالله بأنه سيجده إذا كان تعالى راضياً بصيرورته أسقفاً. ثمّ صلّى وانطلق في الدرب الذي سار عليه يوحنا ورفيقه، فوجده مستخفياً بين صخرتين، على بُعد ميل من المدينة. فالتمس منه يوحنا ببكاء ليرقّ له ويتركه وشأنه. فقال له مار يعقوب: “أفي هذا الزمان الذي تُضطهد فيه الكنيسة المقدسة، والذي يُطلب فيه رجال يصلحون لمحاربة أعدائها، ينكّص خدّامها على أعقابهم ويولّون مُدْبِرين؟ فإذا كانت الأسقفية أمراً صالحاً، فلمَ تفرّ منها؟ وإذا كانت شرًّا، فأخبرنا لنفرّ نحن أيضاً مثلك”. فأجابه يوحنا بمنتهى التواضع وهو يبكي قائلاً: “دعني يا سيدي الملفان كما التمستُ منك، فإنّ هذه الرتبة إنما هي للأقوياء نظيركم”. وفيما هما كذلك، إذا بعدد من الأساقفة يفدون إلى ذلك المكان، ويخطفون يوحنا، ويُدخلونه الكنيسة عنوة. وبعد أن طلبوا إليه بإلحاح أن يُذعن للدعوة السماوية، ناصحين ومشجعين، وضعوا عليه الأيدي ورسموه أسقفاً، ثمّ أخذوه إلى مدينة تلاّ حيث أجلسوه على كرسي أسقفيّتها[8]. ثقافة مار يعقوب ومؤلفاته مار يعقوب واللغة اليونانية: لا يخبرنا محرّرو سيرته إن كان يلمّ باليونانية أم لا. ولكن في عهد مار يعقوب، كانت المؤلّفات اليونانية تُتَرجَم في مدرسة الفرس الرهاوية، وذلك لإنعاش اللغة السريانية التي لا تقلّ أهمّيّتها عن اليونانية. هذا ما نفهمه من مواقف السروجي “المناهضة فكريًّا لكبرياء اليونان”. وفي رسالته إلى مارون، يقول مار يعقوب إنّه قرأ الآباء اليونان بلغتهم دون الرجوع إلى الترجمة التي تنقّص من قيمة النصوص. طبعاً، لم يكن يُتقن اليونانية مثل السريانية، ولكن يجيدها بما فيه الكفاية لفهم النصوص الكتابية وملاحظة الفروقات بين نصَّيْ الكتاب المقدّس السرياني واليوناني، أو الاطّلاع على قصص اليونان ونقدها. مار يعقوب الشاعر: للسروجي قابلية شعرية وموهبة كلامية يُحسَد عليها. فاق مار يعقوب بشعره جميع الذين سبقوه سرياناً كانوا أم يونانيّين. إنّه الشاعر الذي استنبط الوزن الشعري الاثني عشري المقاطع، والذي يرمز إلى عدد الرسل الاثني عشر، الذين عليهم أسّس تعليمه، وقد نظم الشعر وعمره لم يتجاوز الثانية عشر سنةً! هذا الوزن الطويل سمح للسروجي أن يعبّر عن أفكاره بسهولة أكثر ممّا لو نظم على الأوزان الأخرى القصيرة التي استعملها مار أفرام ومار بالاي. قصّد الملفان السروجي القصائد الطوال وقد بلغ أبيات بعضها الألفين أو الثلاثة أو تزيد. قرأ عليه خَلقٌ انتفعوا به عُرف منهم كاتبه حبيب الرهاوي وناسك يُقال له دانيال. وقال ابن العبري إنّ سبعين ناسخاً كانوا يكتبون قصائده التي جُمعت فبلغت سبعمائة وثلاث وستين أوّلها في مركبة حزقيال، وآخرها في الجلجلة، وحالت المنيّة دون إنجازها وكلها على البحر الاثني عشري الذي استنبطه وعُرف بالسروجي نسبة إليه. وهذه الميامر تتناول شرح أهمّ أحداث العهدين، والبحث في الإيمان والفضائل والتوبة والبعث وحمد الله على المائدة، والموتى وتقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء والقديسين. وإذا علمتَ أن الراهب اللعازري بولس بيجان نشر 200 ميمراً في خمسة مجلّدات ضخمة قدّرتَ أنّ مجموعها يجيء في 19 مجلّداً. وتردّد البيعة السريانية صباحاً ومساء طائفة من ميامره المختارة في تسبيح رب الكون فتخلّد ذكراه مثلما شاء هو نفسه: “لا أهدأ من مدحكَ يا ربّي، حتّى بعد وفاتي. من يحيا بكَ وفيكَ ولأجلكَ لا يموت. كلمتُكَ لا تموت، وسكوت القبر لا يقدر أن يُسكِتَها. فلتتكلَّمْ إذاً بفمي لتُرَدَّدَ بعدي في المستقبل ..”[9] أمّا مصنّفاته المنثورة فهي رسائل بديعة، بإنشاء متين عذب المشرب. 43 رسالة نُشرت عام 1937 في 316 صفحة عن ثلاثة مصاحف في لندن أقدمها وأعظمها أُنجِز سنة 603، أي بعد وفاته بِـ 82 سنة فقط بخط يوسف الداري. وجد البطريرك أفرام برصوم إحدى عشرة خطبة للملفان لأعياد الميلاد والغطاس والدخول إلى الهيكل، والصيام الأربعيني والخميس السابق الشعانين، وأحد الشعانين، وجمعة الآلام وأحد الفطير والقيامة والأحد الجديد، وفي التوبة، وخطباً للعزاء، وليترجيتين للقداس وألّف صلاة السلام التي تُتلى في قداس عبيد الميلاد، وبعض ترانيم منثورة للتناول (شوباحات)، وطقساً للعماد، وسيرتي الناسكين حنينا ودانيال[10]. عام 1095، حبّر سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه قصيدة عصماء أبدع فيها في وصف مناقب الملفان المترجم وروائع مصنفاته. مار يعقوب المفسّر تعترف الكنيسة السريانية بأنّ مار يعقوب يستحقّ بجدارة لقب المفسّر (ܡܦܰܫܩܳܢܐ). إنّ تفسير مار يعقوب متأثّر بالتفسير الروحي مثل القورلسيّين الذين يجدون في كلّ إشارة ورمز في العهد القديم صورةً للابن المتجسّد، على نقيض التيودوريين الذين يميلون إلى التفسير الحرفي. يعترف الملفان بأنّ تفسيره هو ثمرة وحي النعمة الإلهية، فعلى المُستمع الذي يودّ أن يستفيد ويتعلّم أن يسأل بتمييز وفهم، وليس بدافع الفضولية الشخصية أو لتجربة المفسّر واختبار علومه وثقافته. ويعترف مار يعقوب أيضاً بوجود الصعوبات في التفسير ومهما حاول المفسّر وأجهد نفسه لتذليلها، ستظلّ قائمةً لأنّ كلام الربّ سرٌّ يفوق الإدراك. من أجل فهمٍ أفضل للكتاب المقدّس وتفسيره، كان يطلب مار يعقوب استعداد المؤمن الجسدي والنفسي، فالأصوام تساعد على الفهم، لأنّها تنير الإنسان وتخفّف من وزنه وثقله ليحلّق عالياً في أجواء المعرفة مثل النسر الذي كلّما قلّ أكله، كلّما ارتفع طيرانه. ويذكّر مار يعقوب القارئ بأنّ جناح النسر بالرغم من قوّته وبأسه، يحدّ الفلك من طاقته، لئلاّ يتجاوز حدوده المرسومة. المعنى الحرفي: عندما يفسّر الكتاب المقدّس تفسيراً حرفيًّا، يحترم التفاصيل اللغوية والفروقات بين النصوص وبين الترجمة السريانية مثلاً واليونانية والعبرانية. يحترم اختلاف الكلمات بين نصوص الترجمات (اش 7/14)، وينقد العبارات العبرانية المتكرّرة التي لا تُضيف معنًى جديداً (طوب طوب، يوث يوث …). يعتمد مار يعقوب النهج المسيحاني فيرى المسيح في طيّ التوراة، وإلاّ لما كان لها معنى في المسيحية. ينقد اليهود وجميع المفسّرين الجسديّين (ܦܰܓܖ̈ܳܢܳܝܶܐ܆ ܒܶܣܖ̈ܳܢܳܝܶܐ) الخارجين عن الخطّ المسيحي القويم. طبّق مار يعقوب المعنى الحرفي المباشر في تفسيره للعهد الجديد لأنّ البشارة شمسٌ لا تحتاج إلى رموز لفهمها على غرار التوراة التي اتّبع النهج الروحي والرمزي في تفسيرها. المعنى الروحي: لا يعترف مار يعقوب بحرفية النصّ للعهد القديم ما لم يكن مفيداً لبناء ورسمِ أطرِ العهد الجديد ورموزِه وأمثاله. فعلى سبيل المثال، يسخر من اليهودي الذي يفهم رؤيا حزقيال فهماً حرفيًّا أي أنّ الله أخذ شبه الإنسان وجلس على المركبة! هذا مستحيل لأنّ الله روح لا تحدّه ولا تحمله مركبة! نقضه آراء برصوديلي اسطيفان برصوديلي كاتب سرياني وُلد في الرّها في النصف الثاني من المئة الخامسة. ترهّب وتنسّك وتضلّع من آداب السريانية واليونانية. اعتنق مذهب “وحدانية الوجود” أي أن الإله الواحد هو كلّ الكائنات، وأنّ كلّ طبيعة مساوية في الجوهر للذات الإلهية وللجوهر الإلهي. ثمّ عاد إلى الرها حيث أخذ يكذّب أوّلاً بأبدية عذابات جهنّم على رأي العلامة أوريجانوس قائلاً: “إن الخاطئ يتعذب بالنظر إلى المدة التي ارتكب فيها الخطيئة، سواء أكانت سنة أم أقلّ أم أكثر، ينضمّ بعدها الأشرار إلى الأبرار”. ووفقاً لهذه النظرية فسّر قول الرسول سيكون الله الكلّ في الكلّ. فلمّا انتهى أمره إلى الملفان مار يعقوب، كتب إليه رسالتين، مرشداً وداعياً إلى الطريقة المثلى. وفي هذه الرسالة يقول مار يعقوب “إنّ لا مساء لنهار النور المتلألئ في الجانب الأيمن، ولا صباح لليل الظلمة البرانية البهيم. فبعد أن يلج العريس خدره، يُغلق الباب ولا يُفتح للقارعين، كما أغلق نوح باب الفلك ولم يفتحه للفجّار ليستتروا فيه معه من الأنواء الشديدة. لأنّه متى صدر القضاء لا ينفع الدعاء”. ثمّ فنّد وساوسه قائلاً: “ولئن ارتُكبت الخطايا في عدد يسير من الأيام، فإنّ عقابها لا يُبرم بعدد أيام أو سنين، إذ ليس ثمّة سنون ولا أيّام ولا ليال. أجل، إنّ الديان لعادل حين يقضي بالعذاب الأبدي على من ارتكب خطايا في عشر أو عشرين سنة أو أقل أو أكثر، وإلاّ لكان حكمه الآخر القاضي بالملكوت الأبدي للّذي يعمل الصلاح مدة يسيرة، غير عادل أيضاً. فإن كنتَ تحسبُ أنّه من العدل أن يُدان الخاطئ بقدر المدّة التي ارتكب فيها الخطيئة، فعليك أن تسلم أيضاً بأن البار يجب أن يتنعم هو الآخر بقدر المدة التي مارس فيها البِرّ. وهكذا فمن أخطأ مدّة عشر سنوات، تعذّب في النار عشر سنوات فقط. ومن مارس الصلاح مدة عشر سنوات، تمتّع كذلك في الملكوت مدّة عشر سنوات فقط ثمّ يغادره وجوباً. وعلى هذا المنوال يكون نصيب لصّ اليمين في الجنة ساعة واحدة فقط، لأنه ساعو واحدة فقط اضطرم في الإيمان راجياً من المسيح أن يذكره في الملكوت”. وقد بيّن له سبب عدل الله في قضائه بالنار الأبدية وبالحياة الأبدية: “إنّه تعالى، يتبيّن امتداد نية الخاطئ المطلق مع الخطيئة. أي لو تسنّى له أن يعيش إلى الأبد، لأخطأ إلى الأبد، كالغني الذي ملأ أهراءه غلات كثيرة، وقال لنفسه كلي واشربي وتنعمي فإنّ لك خيرات كثيرة محفوظة لأعوام كثيرة. أي أنّه مدّ نيّته ليتنعّم إلى الأبد، فانقطعت حياته دون أن تنقطع خطيته، إذ كان يعيش في نيته وجشاعته إلى الأبد. أليس إذاً من العدل أن يُدان هذا بالعذاب الأبدي؟ وهكذا قُل عن امتداد نية البار المطلق مع خشية الله. أي لو قُيِّض له أن يعيش إلى الأبد، لمارس البرّ وحده. فهذا ولئن صرم الموت حياته وأوقفها عن السعي وراء الصلاح، فقد كان هذيذه عمل الصلاح إلى الأبد كقول أيوب الصدّيق في غمرة آلامه: لن تتخلى عني وداعتي، وسأصبر ببرّي ولن أرتخي. فمن هو يا تُرى الديّان العادل الذي لا يوجب له الملكوت الأبدي؟”. المصادر – اغناطيوس أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية (حمص 1943)، دار ماردين – حلب (الناشر)، مطبعة ألف باء الأديب، دمشق، الطبعة السادسة 1996، ص219-225 – اغناطيوس يعقوب الثالث، هبة الإيمان أو الملفان مار يعقوب السروجي أسقف بطنان، 1971. – بولس بهنام، خمائل الريحان أو أرثوذكسية مار يعقوب السروجي الملفان، مطبعة الاتحاد، 1949. – بولس الفغالي، يعقوب السروجي كنارة الروح وقيثارة البيعة حياته ومؤلفاته وفكره، مجموعة التراث السرياني، دار المشرق، بيروت، طبعة ثانية 1996. – بهنام سوني، تكوين البرايا، ج1، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة، المركز الرعوي للأبحاث والدراسات (الناشر)، الدكوانة، الطبعة الأولى، 1995. الإنسان، ج2، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة، المركز الرعوي للأبحاث والدراسات (الناشر)، الدكوانة، الطبعة الأولى، 1995. [1] كان أبوه كاهناً وكانت أمه عاقراً. فصلّيا في كنيسة مار بارحدث ونذرا فاستجاب لهما الله ورزقهما طفلاً أسمياه يعقوب. ولما بلغ الثالثة من عمره، أخذته أمّه إلى الكنيسة للصلاة في عيد مار مقيم شبرا. وفي أثناء حلول الروح القدس على الأسرار، نزل الطفل من حضن أمّه، وأخذ يشقّ صفوف المصلّين نحو المذبح، حتى بلغ مائدة الحياة، فجثا أمامها وكأنّه شرب ثلاث حفنات من جدول ظهر أمامه في تلك اللحظات الرهيبة كما فعل حزقيال بأكله الدرج كما أمره الله (حز 2: 8 – 3: 1- 3)، وعاد إلى أمه تحيطه هالة من نور، والكلّ ينظرون إليه باندهاش وانبساط (راجع قصيدة مار يوحنا سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه). [2] بحسب البطريرك أفرام برصوم في اللؤلؤ المنثور. أما بحسب البطريرك يعقوب الثالث، فإنّ خراب آمد حدث سنة 503، بعد تنبّؤ يعقوب بمدة وجيزة. لذا يميل البطريرك يعقوب إلى تحديد تاريخ الاختبار في سنة 502/503. [3]مطلعها: “أيها الرفيع الجالس على المركبة المتعالية”، وفي خلالها تطرق إلى حصار آمد متنبّئاً، ثم عاد إلى موضوعه فأوفاه حقه (قصيدة تلميذه جورجي أو حبيب). نشرها بيجان في المجلد الرابع خالية من نبوءته عن دمار آمد. جاءت القصيدة بسبعمئة بيت ونيف، وأورد فيها يعقوب 396 آية من الكتاب المقدس. [4] قصيدة ابن الصابوني [5] حيث كان الاضطهاد الذي شنه يوسطنيان على بيعة الله الأرثوذكسية سنة 518 لا يزال مخيماً على بيعة الله الأرثوذكسية في أنحاء سوريا كلها. [6] أفسس 4: 6 [7] راجع أيضاً قصيدة ابن الصابوني في مار يعقوب والتاريخ الكنسي لابن العبري مج 1 ص 189-191. [8] راجع سيرة التلي بقلم تلميذه إيليا. [9] سوني، بهنام. تكوين البرايا، ج1، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة، المركز الرعوي للأبحاث والدراسات (الناشر)، الدكوانة، الطبعة الأولى، 1995، ص 108. [10] دانيال الحبشي (اللؤلؤ المنثور)، دانيال الآمدي ناسك جبل “جلش” (هبة الإيمان)، وفيها يسمّي مار برصوم الشهير بِـ “رئيس الأبيلين” (النساك) ورجل الله الشهير. إعداد مار سويريوس روجيه أخرس مصدر آخر عالم نحرير أوحد زمانه وواحد قُطره ، وشاعر مفلق مطبوع لا يلحق غُباره ولا تُدرك آثاره ، ومترسّل من امرآء الكلام يتأنق ويبدع تحفزه الفطرة وتمدّه السجية . غلب عليه الشعر فسارت قصائده سير الرياح . وطارت في الآفاق بغير جناح . وشعره يهجم على القلب بلا حجاب يلَذّه من سمِعه ، لا تقرأ له ميمراً حتى تألفه وتعشقه إلى حد الشغف ، فمن روائع وبدائع تَبهر العقول ، ومحاسن تأخذ بمجامع القلوب ، إلى جزالة في الكلام وحسن في اللفظ وحلاوة في المذهب ، ودقة وعذوبة في المعنى وبراعة في التعبير وإحكام في السبك على صفاء في الرونق . هو بلبل المعاني لا يملّ تغريده والشاعر الموهوب المديد النفَس الذي ابتكر البراعات المأثورة فما بلغ شأوه بالغ . يقصّد القصائد الطوال وقد تبلغ أبيات بعضها الألفين والثلاثة أو تزيد ، وهو مع بواهر فواتحه ونفائس خواتمه يجول في كل قصيدة جولة الفارس المغوار فيكل قارءه وهو لا يعتريه كلل . وكلما تعمق في الموضوع الذي يعالجه كلما زاده بياناً عذباً ، وطلع عليك بألفاظ مستحدثة وتعابير رقيقة وأفانين مستملحة تذهب بالسأم والملل ، وتنبّه القارئ إنه حيال يمّ عُباب ملؤه درر وطرائف الآداب . اقرأ ميامره في المواعظ والتزهيد في الدنيا والتوبة وأنت تبغي منها رَشَداً ، فلا تخرج مما أنت فيه إلا وقد سرت إلى قلبك الزهادة في الدنيا الغَرور وتمكن فيه حب التقى والعبادة ، ومهما تجافى جنبك عن الصلاح فإنه يعطفك إلى قرع باب الله والتمسك بأهدابه _فلله دره ما أخبره بأمراض النفوس وحسن علاجها ، وما أسلس أسلوبه في أَسر القلوب الجافية ، فكيف به إذا صادف قلوباً واعية ونفوساً وادعة. ذلك أن الله أعانه بالهامه فكان لسانه ينبوع حكمة وإصابة ، وهو من أصفياء الله وأشهر قديسي زمانه عصر الإيمان والبطولة والمبادئ الدينية القويمة التي كبتت المضلّلين . سقى الله عهداً أنجب جهابذة تُثنى بهم الأصابع وتُعقد عليهم الجناصر ، كالمنبجي وبولس الرقي والتلي والمدلْلي وابن أفتونيا وسويريوس الانطاكي ، وإضرابهم من الثقات الإثبات وأن الدهر بأمثالهم لضنين . فلذلك أحسنت البيعة السريانية بنعته بالملفان على سبيل الإطلاق وكنارة الروح الإلهي وقيثارة البيعة الأرثدكسية وإكليل الملافنة وزينتهم وفخرهم . ولد مار يعقوب في قرية (كورتم )الواقعة على ضفة الفرات . وقيل في بلدة (حَوْرا) من عمل مدينة (سروج)عام451 وتخرج في مدرسة الرها فأصاب من علومها اللغوية والفلسفية واللاهوتية السهم الأوفى . وترهب وتنسك . وحين بلوغه من العمر الثانية والعشرين ارتجل قصيدته المشهورة في مركبة حزقيال ، في محضر خمسة أساقفة اقترحوها عليه وهو مائل في بيعة بطنان سروج أو في رواية ضعيفة ، في بيعة نصيبين فأقروا له بالشاعرية الممتازة وأجازوه واثقين أن الله سبحانه مازه بفضله وهو الوهّاب الكريم . واستمسك من السيرة الفاضلة بحبل متين حتى تميز بالورع ، وسيم قسّاً ثم قُلد رتبة الزائر (البريودوط) لبلدة حورا . فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات وسورية المجوفة ناهضاً بعب ،مهمته ،حتى نزل من نفوس مئات بل آلاف من الرهبان أجمل منزلة ثقة وأمانةً وتقىً وعلماً . وفي أواخر عمره سُقّف على أبرشية بطنان سروج عام 519 فأحسن القيام بأمر رعيته سنة واحد عشر شهراً ومضى إلى جوار ربه في 29 من تشرين الثاني عام 521 وهو أخو سبعين فعيدت له البيعة . وبعد دهر طويل نُقل بعض رفاته إلى هيكل خاص به في مدينة ديار بكر . قرأ على الملفان السروجي خلق انتفعوا به عُرف منهم كاتبه حبيب الرهاوي وناسك يقال له دانيال . وقال ابن العبري أن سبعين ناسخاً كانوا يكتبون قصائده التي جُمعت فبلغت سبعمائة وستين أولها في مركبة حزقيال ، وآخرها في الجلجلة ، وحالت المنبة دون انجازها وكلها على البحر الاثني عشري الذي استنبطه وعرف بالسروجي نسبة إليه . وهذه الميامر تتناول شرح أهمّ أحداث العهدين العتيق والجديد والبحث في الإيمان والفضائل والتوبة والبعث وحمد الله على المائدة ، والموتى . وتقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء . وخصّ بالذكر القديسين بطرس وبولس وتوما وأدّى ويوحنا المعمدان وكوريا وشامونا وحبيب ، وسرجيس وباخوس وأهل الكهف وجرجس وشهداء سبسطية وأفرام وسمعان العمودي ، والبيعة السريانية تردد في الأصباح والأمساء طائفة من ميامره المختارة في تسبيح ربّ الكون فتخلّد ذكراه . وفي خزائن كتبنا الزعفرانية والقدسية وماردين وغيرها وفي الواتكانية ولندن ما يزيد على أربعمائة ميمر منها أكثرها على رقوق وإذا علمت أن الراهب بولس بيجان نشر مئتي ميمر في خمس مجلدات ضخمة قدّرت أن مجموعها يجيء في تسعة عشر مجلداً . وكان قد اختير منها زهاء سبعة وسبعين قصيدة ضمت إلى مجموعة الخطب السنوية في مصحف وجدته في باسبرينة مخالفاً المجاميع المألوفة . وقرأنا له مداريش بوزن ((اللهم يا من نزل على طورسينا ))أولها في القديسين وسوغيثين في الندامة ونسبت إليه بعض النسخ سوغيثاً فلسفياً على الأبجدية 22 بيتاً بلحن ((أسقني يا ربي من ينبوعك)) وهو للرهاوي كما ارتأى منغانة ونظم أناشيد في آفات الجراد التي نكبت بها البلاد في ربيع سنة 500 أما مصنفاته المنثورة فهي رسائل غاية في الحسن بديعة كلها ، بانشاء متين الحبك مُحكَم النسج متدامج الفِقَر عذب المشرب . وصل إلينا ديوان يشتمل على المختار منها وعددها ثلاث وأربعون نُشرت عام 1937 في 316 صفحة عن ثلاثة مصاحف بلندن أقدمها وأعظمها أنجزت سنة 603 وهذا ثبتها : 1-إلى اسطيفان ابن صوديلي المبتدع ،ينصح له ليحسن السلوك بالتقى ناقضاً وساوسه ،وذلك قبيل خروجه إلى البدعة .وهي تالية لرسالة أولها أنفذها إليه مرشداً وداعياً إلى الطريقة المثلى .ثم حرمه في مجمع ضمَّ بعض الأساقفة .2 :رسالة في الإيمان 3:إلى القس توما في الإيمان 4 :إلى أنطونينس أسقف حلب 5 :إلى القس يوحنا 6 :إلى رهبان أرزون قلعة الفرس 7 :إلى رهبان طورسينا 8 :إلى مار حبيب رسالة السلام في القيامة 9:إلى يوليان رئيس الشمامسة 10 :إلى اسطيفان المسجّل الشرعي في أعمال المسيح الخلاصية ،11 :إلى بولس الناسك (12 مخرومة)13 :إلى لعازر رئيس دير مار باسوس ورهبانه في أعمال المسيح 14 :إلى رهبان مار باسوس رسالة توسّل 15:كتاب من رهبان مار باسوس إليه 16 :جواب إليهم 17 :رسالة ثالثة إليهم وهي درة يتيمة وحجة قاطعة على اعتصامه بالمعتقد الأرثدكسي 18 :إلى المعترفين الحميريين في نجران 19 :إلى صموئيل رئيس دير مار اسحق في جَبَلة ،في الإيمان 20 :إلى أهل الرها وفيها يذكّرهم بوعد المسيح لابجر 21 :إلى رؤساء الأديار انطيوخس وشمعون وصموئيل ويوحنا وسرجيس وأغناطيوس في ميلاد الرب وصلبه 22 :إلى يعقوب رئيس دير النواويس 23 :إلى مارون ،جواب عن ست مسائل في مشكلات الكتاب العزيز كان عرضها عليه بلغة غير السريانية وهي ست وثلاثون صفحة 24 :في قول ربنا :من قال كلمة في ابن البشر يُغفر له ومن يجدف على روح القدس لا يُغفر له 25:إلى بعض أصدقائه 26 :إلى مارا أسقف آمد رسالة تعزية 27 :إلى دانيال الناسك في تخوفه من خدمة الكهنوت 28 :في ندامة النفس 29 و30 :إلى بعض أصحابه 31 :إلى صديق له في السبت الكبير 32 :إلى بولس مطران الرها في الآية :أحبوا أعداءَكم 33 :إلى أوطخيان أسقف دارا في الإيمان 34 :إلى سيمي يعزيه بابنه 35 :إلى السيد بسا كونت (أمير)الرها في الإيمان 36 :إلى القومس (الأمير)قورا رأس الأطباء في تفسير الإيمان الحق 37 إلى لأنطيا ومارية الزانيتين اللتين تابتا وعكفتا على النسك 38 :إلى متوحد كان يعاين خيالات شيطانية جهراً 39 :إلى دانيال المتوحد 40 إلى بعض النساك 41 إلى صديقه شمعون 42 إلى رجل فقير يطلب خلاص نفسه في السيرة الفاضلة 43 :إلى أحد أصدقائه . وقرأنا له أيضاً رسالة إلى بعض أصدقائه أولها :لو لم تقلقك عوارض هذا العالم الشرير ،ولم ترد في ديوانه ،وبعض مواعظ وذكر صاحب التاريخ المنسوب إلى يشوع العمودي (ص280 )إنه في أثناء الرعب الذي استحوذ على الناس من حرب الفرس والروم سنة 503 اندفع أهل البلاد الواقعة في شرقي الفرات إلى المهاجرة ، فطفق المترجم يكتب لهم الرسائل ناصحاً لهم بالملكوت في أوطانهم ، ومشجعاً إياهم على أمل النجاة بعناية الله سبحانه ، ولم يصل إلينا منها سوى الرسالة العشرين التي أنفذها إلى أهل الرها . ووجدنا له إحدى عشرة خطبة لأعياد الميلاد والغطاس والدخول إلى الهيكل ، والصيام الأربعيني والخميس السابق السعانين وأحد السعانين وجمعة الآلام واحد الفطير والقيامة والأحد الجديد وبدؤها :إن فرحاً شديداً ملؤه الفطنة يستفزني اليوم إلى … وفي التوبة أولها :يجب علينا أن نحزن لأن نسيج حياتنا قد قصر وهو يؤذن بالانقطاع من يوم إلى آخر وخطباً للعزاء ، وليتورجيتين للقداس ألَّف الأولى سنة 519 ومطلعها :اللهم يا خالق الجميع وفاطر كل ما يرى وما لا يرى وهي 24 صفحة والثانية :أيها الآله المبارك اللطيف يا من اسمه منذ الأزل وفي خزانتنا نسخة بدؤها :أيها الاله الآب يا من أنت السلام الذي لا حدّ له ، وهي 21 صفحة _وألَّف أيضاً صلاة السلام التي تتلى في قداس عيد الميلاد ، وبعض ترانيم منثورة للتناول (شوباحات)وطقساً للعماد وسيرتي الناسكين دانيال الجلشي وحنينا قال ابن العبري أن ((له تفاسير ورسائل ومداريش وسوغيثات وإنه فسر (مئات أوغريس الستمائة )إجابةً إلى طلب تلميذه جرجس أسقف العرب )) وبما أن هذا توفي عام 725 فأما أن يكون التفسير ليعقوب الرهاوي ؛ أو أن العبارة من زيادة بعض النساخ وهذا الكتاب مفقود، وعام 1095 حبّر عالم عصره سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه ، قصيدة عصماء أبدع فيها في وصف مناقب الملفان المترجم وروائع مصنفاته فوفاه حقّه . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب الرهاوي | الولادة: – الوفاة: – الشماس حبيب الرهاوي لازم السروجي وأخذ عنه وكتب له ومنه تعلم صناعة القريض ولكن لم يرد باسمه قصيدة ثابتة . نسبت إليه قصيدة في مديحه بدؤها : ((يا يسوع أيها النور الذي يشرق ضياؤه في كل الأقطار )) ونسبها المتأخرون خطأً إلى جرجس تلميذه ولم يرد في نسخة موثوق بها وقرأنا منها نصّاً اضبط : ((يا يسوع أيها النور الذي أبهج ظهوره الأقطار بأسرها )) وهي أما غُفل من اسم الناظم أو أنها من انشاء بعض الغرباء وعلق سرجيس الراهب الحاحي على هامش نسخة القدس عام 1483 إنها من عمل يوحنا ابن شوشان ولعل رأيه مصيباً فإن في بعض أبياتها ما ينفي نسبتها إلى حبيب وهو قوله : ((ارفع عقلك يا هذا نحو الأولين والمتوسطين )) واختلف النقَّاد في أمر جرجيس ويحسبه بعضهم جرجس أسقف سروج وحورا الذي رُسم سنة 698 وإليه أنفذ يعقوب الرهاوي رسالته المشهورة في الخط السرياني . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برلاها الناسك | الولادة: – الوفاة: – كان برلاها القس الناسك حبيساً في صومعة اليشع الناسك المسماة دير المركبة ، وعُرف باشتغاله بالترجمة السبعينية للتوراة التي وُضعت في غضون القرن السادس واتصل بنا منها قطع كبيرة . ومن خبره أنه سأل رئيس الدير شمعون الآتي ذكره فنقل المزامير من اليونانية إلى السريانية . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمعون رئيس دير ليقين | الولادة: – الوفاة: – هو شمعون رئيس دير العذراء المعروف ببيت ليقينوس في الجبل الأسود وكان من المضطلعين باليونانية والسريانية . ويتضح من جوابه إلى برلاها أنه بعناء وافر باشر ترجمة المزامير ، فجاءت تخالف النقل الذي أَلِفه السريان مما يطابق شرح باسيليوس الكبير للمزمور الأول . وذكر مصنَّف أوسابيوس في مضمون كل مزمور ،ونقل أيضاً في مقالته فصولاً في المزامير من إنشاء ديديمس وأوريجانس وأثناسيوس، وهذه المجموعة هي التي تشتمل عليها الترجمة السبعينية السريانية . وتجد رسالة برلاها والجواب عليها في المصحف الواتكاني رقم 135 ، وقيل أنه فسَّر أيضاً بعض المزامير تفسيراً مختصراً . وكان برلاها وشمعون موجودين في الربع الأول من القرن السادس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس أسقف الرقّة | الولادة: – الوفاة: – من أعيان العلماء الضاربين بسهم وافر من الأدبين السرياني واليوناني . سُقف على مدينة الرقة في العقد الأول من القرن السادس . وعام 519 تناولته يد الاضطهاد القيصري في سبيل المعتقد فخرج إلى الرها وأقام فيها . وعني بنقل مصنفات مار سويريوس الانطاكي إلى السريانية وهي مراسلته ليوليان أسقف هاليكرناس الخيالي في عدم فساد جسد المسيح . وخطابه رداً على يوليان وكتابه في نقض الزيادات وتفنيد احتجاج يوليان ، وسبقه بمقدمة ذكر فيها أنه نقله بعناء شديد . وكتابه في نقض المانويين ، وكتابه الموسوم بفيلالتس (محبّ الحق )ويظهر أنه نقل أيضاً خطبه المئة والخمس والعشرين التي ألقاها وهو على المنبر ، ومراسلته لسرجيس النحوي وكتابه في نقض يوحنا النحوي وهو مجلدان انتهى منهما في نيسان سنة 528 ويُعد مار بولس هذا من خيرة العلماء أصحاب الأيادي البيض على الكنيسة السريانية وأدبها بنقله هذه المصنفات الجليلة فنعت بمترجم الكتب، ونظم معنيثاً للميرون ونجهل سنة وفاته . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مارا مطران آمد | الولادة: – الوفاة: 529 من أهل الحسَب الأثيل ابن الحاكم قوسطنت . ولد في آمد ونشأ فيها خير منشأ في أحضان النعمة ، وأحرز من الثقافة أوفى نصيب مضطلعاً باليونانية فضلاً عن لغته . وترهب في دير مار توما في سلوقية وفاح أرَج سيرته الفاضلة فكان عفيفاً صوَّاماً وصار وكيلاً للبيعة. وفي أبّان الاضطهاد والبطريرك الانطاكي في المنفى ، سُقّف مارا على آمد بوضع أيدي أساقفة ميافارقين وأكل (أجل) وشِمشاط حوالي سنة 520 وهنأه مار يعقوب السروجي بالأسقفية . وبعد مدة يسيرة نفاه يسطينس في سبيل الإيمان القويم ومعه أيسوذورس أسقف قنسرين إلى باطرا عاصمة بلاد النبطيين القديمة . ورافقته اختاه الفاضلتان شموني ومرتا اللتان ربيتاه في طريق الفضيلة ، وكانتا تشجعانه على احتمال المكروه . وصحبه أيضاً كتَّابه الأربعة الشماس اسطيفان وكان من أرباب الفصاحة وتوما الناسك والشماس زوطا وسرجيس، ثم نقل إلى الإسكندرية بفضل الأميرة ثاودورة حول سنة524 فأقام فيها صابراً صبراً جميلاً وانتفع بالمطالعة والدرس . وجمع خزانة كتب نفيسة عديدة حوت فوائد جمة لمحبي العلم المجتهدين، وبعد أن قضى في المنفى ثماني سنين نقله الله إلى دار كرامته في حدود سنة 529 فحملت أختاه وتلاميذه رمّته إلى وطنه وأدعوها هيكل مار شيلا الذي كان المترجم بناه، وحملوا خزانة كتبه إلى بيعة، آمد، ودوَّن سيرته يوحنا الأفسسي وصنَّف مارا عدة كتب باليونانية ونقل عنه زكريا أسقف مدللي طرفاً من الفصل الثامن من انجيل يوحنا لم يكن قد نقل إلى السريانية، وفصلاً في الإنجيل وأعمال المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيس الراسعني | الولادة: – الوفاة: – سرجيس الراسعني فيلسوف من ذوي العلم الواسع ، وكاتب متصرف باعنّة الكلام من أجرى الكتَّاب قريحة . كان قساً سرياني الجنس ورأس الأطباء في مدينة رأس عين وهي ثاودوسيو بليس في الجزيرة وتظن ولادته فيها. وذاع صيته ببلاغة منطقه . قرأ العلوم في مدينة الإسكندرية فكان حظه من العلوم اليونانية موفوراً فضلاً عن اضطلاعه بالسريانية. وتبسّط في العلوم الفلسفية والطبية تشهد بهذا تآليفه الجليلة. وكان أرثدكسياً ولكنه تحاشى عن الجدل في القضايا اللاهوتية بل تقلّب في المذهب الديني . وخصّ ثاودور أسقف مرو النسطوري بكتابين من وضعه وسنة 553 شخص إلى أنطاكية ليشكو آسول أسقف رأس العين إلى البطريرك أفريم الآمدي، فأوفده هذا إلى رومية لدعوة أغابيطس الروماني إلى القسطنطينية . فرحل وقدم به، وتواطأ أغابيط وأفريم على مناهضة انتيمس القسطنطيني وسويريوس الانطاكي. وفي تلك الأثناء مات سرجيس في العاصمة في ربيع 536 وتوفي أغابيط بعد أيام يسيرة . وأكثر مؤرخينا يطعنون في سيرة سرجيس وأخلاقه . أما تآليفه المعروفة فهي خطاب في الإيمان أنشأه حوالي سنة 385 _488 لم يصل إلينا .ومقالات أصلية في المنطق سبعة أجزاء ،في السلب والإيجاب ،وفي أسباب المعمورة بحسب مبادئ أريسطو في الجنس والنوع والشخص وهي مخرومة . وكتاب في الأدوية البسيطة ، ومصنف في غاية تآليف أرسطاطاليس بأسرها وخصّ هذين الكتابين بثاودور . وهذا الأخير 294 صفحة بخط الشماس زينون ابن القس سليمان آل القس أبي سالم نسخة عام 1187 للشماس أبي الحسن رأس الأطباء ولكن أبرزها ما نقله من اليونانية إلى السريانية وأشهر نقوله أيساغوجي برفيريوس الصُوري ومقولات أريسطو وكون العالم ؛ومقالته في النفس خمسة فصول وشيء من تآليف جالينس منها ثلاثة كتب من مقالة البسائط ويُرتاب من ترجمة المقالات الزراعية المنسوبة إليه . وهذه المصنفات حافلة بالفوائد اللغوية والجغرافية حاوية كثيراً من الألفاظ والأسماء النباتية، والكتاب الفلسفي اللاهوتي المشهور المنسوب إلى ديونيسيوس لاأريوفاغي في الأسماء الإلهية والرتب الملائكية والكهنوت، وسبقه بمقدمة بليغة تدل على ما كان لتعاليمه السرّية من بعد الأثر في نفسه . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوحنا التلي | الولادة: 483 الوفاة: 538 من خيار الأحبار زهداً وعبادة وكبار المجاهدين في سبيل المعتقد القويم، وثقات علم الفقه وأسناده، ولد في مدينة الرقة من أسرة ثرية عام 483 ونشأ منشأ صدق أدباً وورعاً . وأصاب من العلم حظّاً وفياً وحازادبي اللغتين السريانية واليونانية واتسعت معرفته بهما . وانضم إلى سلك الجنود مُديدة، ثم ولع بالزهد في الدنيا فترهب في دير مار زكى بظاهرة الرقة سنة 506 حيث اضطلع بالعلوم اللاهوتية والفقهية ورُسم قساً وسنة 519 رقي إلى أسقفية تلاَّ . وبعد سنتين نفاه القيصر يسطينس لاعتصامه بالأرثدكسية، فأوى إلى بعض بلاد الجزيرة وانتهى إلى مدينة سنجار . فرحل إليه المؤمنون من أطراف البلدان يجدون عنده مقْطع الحق ومفصِلَ الصواب وهو يجتهد لهم في المشورة ويُبصّرهم مواقع رشُدْهم، وبداعي الاضطهاد ونفي الأساقفة سام لهم جماهير من الاكليريكيين بلغ عددهم وزار بلاد الفرس ثلاثاً ورحل إلى العاصمة عام 532 _533 دفاعاً عن المعتقد ثم عاد إلى خلوته، إلى أن تمكن الخصوم من القبض عليه بوساطة حاكم نصيبين الفارسي المجوسي . وعقد له أفريم الآمدي البطريرك الملكي مجلساً في رأس عين أوائل سنة 537 وحاول إمالته إلى مذهبه فلم يفلح. فاعتقله بسلطة الدولة الغاشمة في دير على باب أنطاكية وأساء معاملته فصبر على مكروه عظيم حتى سار إلى جوار به في سادس شهر شباط عام 538 وعمره خمس وخمسون سنة . وعدَّ من المعترفين الصادقين وجعلت الكنيسة له عيداً . وكتب سيرته الضافية تلميذه ورفيقه الراهب إيليا، وأجملها الآسيوي وكلتاهما مطبوعتان . ومن تأليف مار يوحنا التلي ثمانية وأربعون قانوناً سنّها لرهبان ديره، أُدخلَ بعضها كتاب الشرع الكنسي، وحفظت نسخها في مجموعة القوانين القديمة وهي خمس صفحات، وسبعة وعشرون قانوناً تشتمل على وصايا وثنبيهات للاكليروس وعُنونت في بعض النسخ ((قوانين ليوحنا التلي ليحفظها الكهنة وخصوصاً الذين في القرى )) عشر صفحات وثماني وأربعون مسئلة اقترحها عليه تلميذه القس سرجيس فحظي بجوابه، سبع صفحات ورسالة ضمنها دستور الإيمان وأنفذها إلى أديار أبرشيته وكورتها باسم رؤساء الأديار، والقسوس والشمامسة والرهبان، أولها :لقد وضع لنا بولس الرسول أساساً روحياً لا تقوى أمواج الهراطقة على تحريكه، خمس عشرة صفحة وتفسير التقاديس الثلاثة صفحتان ورسائل شتى نوَّه بها الراهب ايليا في سيرته . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديس سويريوس الانطاكي | الولادة: 459 الوفاة: 538 حبر خطير شمس الأئمة وحجة البلغاء وسيد العلماء البعيد الهمة. أوحد عصره وعين وقته ونضار زمانه، تاج السريان وفجر البطاركة الانطاكيين، من جهابذة اللاهوتيين وفحول الكتاب المتبحرين. الخطيب المصقع الصحيح اللسان الفصيح البيان. إذا اعتلى المنابر وأخذ في الكلام، أمطر اللالىء المنثورة بلسان عضب وقلب شديد. وطوية مأمونة وصدر منشرح وبديهة نَضوح. أو قبض على اليراع فاض كالبحر العجَّاج تدفقاً، وأضاء كالسراج الوهاج تألقاً. يفزع إليه أئمة الاشتراع وأصحاب الضمائر الحيّة في حل المشكلات وشرح المعضلات فينثر عليهم من الحقائق والأحكام آيات بينّات، رجل وهمّك من رجل دعم الدين وشيّد بنيانه ورفع أركانه، ونصر المعتقد القويم وأوضح حجته. وكان نقيّ الأديم زكيّ النفس طاهر الأخلاق حائزاً لمفاتيح الحكمة وفصل الخطاب، وفوق ذلك التقوى شعاره والزهد دثاره والصبر على المكاره مناره، وكان في صبره من الفائزين. ولد في سوزوبليس من ولاية بيسيدية في حدود سنة 459 وكان جدّه لابيه أحد أساقفة مجمع أفسس المسكوني (431) وقرأ النحو والبيان في الإسكندرية باليونانية واللاتينية. ثم درس علمي الفِقه والفلسفة في مدرسة الفِقه الروماني ببيروت فبرز في الفلسفة ونبغ في علم الشرائع، واعتمد في بيعة طرابلس سنة 488 ثم اختار لنفسه طريقة الزهد فترهب في دير مار رومانس في بلدة مايوما بفلسطين ورسمه الأسقف أبيفانيوس قساً. ثم أنشأ ديراً وأقام أربعاً وعشرين سنة متعبداً لله متروضاً في فضائل النسك، منصباً على حرث كتاب الله ودرس تآليف اللاهوتيين. واشتغل بالتصنيف نُصرةً للمعتقد القويم فذاعت شهرته وبعُد صوته وعام 508 رحل مع مئتي راهب إلى القسطنطينية في سبيل الدفاع عن المعتقد، ومكث فيها زهاء ثلاث سنوات حتى سنة 511 وبعد سنة وبعض شهور عُزل فلبيانس الثاني بطريرك انطاكية فانتخب المترجم بالصوت الحي ليخلفه في الكرسي الرسولي، وسيم بطريركاً في انطاكية في سادس تشرين الثاني عام 512 ففتح ثم كنوز علمه، وأنبرى يلقي الخطب الرنانة بياناً لحقائق الإيمان وتقويماً للأخلاق. ولم يحد أبّان رئاسته عن سنن نسكه وزهادته. فأزال من القيصر البطريركي أسباب الترف في المعيشة، وانصرف إلى إصلاح الأمور وتدبير الكنيسة متفقداً الأبرشيات والأديار المجاورة بنفسه وبرسائله الجليلة. وفي سنة 518 تولى يسطينس الأول الخلقيدوني المذهب خلفاً لانسطاس، فنفى جمهرة من أساقفتنا الأرثوذكسيين متنمّراً لسويريوس فخرج في 25 أيلول إلى مصر حيث أقام زهاء عشرين سنة وهو يدبر البيعة بنوَّابه ومراسلته، ويحبّر الكتاب أثر الكتاب نقضاً للبدع ودحضاً للمضللين بهمة لا تعرف الملل ولا تتعثر باذيال الكلل، مجيباً على مسائل السائلين ومعطياً الفتاوي السديدة في المشاكل الشرعية وكان إذا غُمَّ عليه في المشكلات استضاء بمصابيح الكتاب واستعان بما اشترعته المجامع. وعام 535 رحل إلى العاصمة ملبياً طلب يسطنيان الأول سعياً إلى الاتحاد فجذب انتيمس بطريرك القسطنطينية إلى حظيرته وظلت الشقة بعيدة بين الفريقين. فعاد إلى مصر ووافاه الأجل في بلدة سخا في ثامن شهر شباط عام 538 في أصح الروايات وعمره نحو من تسع وسبعين سنة، وأوقفت المنون في يمينه يراعة كانت تدبّج الروائع وتصور البدائع . فكلّل باسم ملفان البيعة الجامعة الكبير، وجعل عيده يوم وفاته، وأفاض أربعة كتَّاب بلغاء في تدوين سيرته بصفحات مطولة خالده، وهم :زكريا المنطيق ويوحنا رئيس دير ابن أفتونيا وأثناسيوس الأول بطريرك انطاكية وكاتب مغمور. أما مصنفات سويريوس فهي جدلية وطقسية وتفسير وخطب ورسائل وهي في غاية التحوير وذروة الاعتبار وكلها باللغة اليونانية وقد نقلها العلماء السريانيون إلى السريانية . فمن الأولى 1 و2 :كتابان نقض بهما نيفاليوس الراهب الإسكندري 3 :كتاب فيلاليتس ألّفه دفاعاً عن تأليف قورلس الإسكندري وغيره أظهر فيه 330 موطناً من تصنيف الأئمة زورّها الخصوم 4 :دفاع عن صحة كتابه (فيلاليتس) 5 :كتاب ضخم ثلاثة مجلدات نقضاً ليوحنا النحوي القيسراني الأسقف الملكي بدأ به بانطاكية وأنجزه بمصر 6 _7 :كتابان نقض بهما مذهب يوليان الخيالي أسقف هاليكرناس 8 :كتاب خصم به سرجيس النحوي الأوطاخي 9 :تفنيد لتأليف القس يوحنا البيساني الملكي. 10 :تزييف فيليقيسموس جزآءن 11 :كتاب تزييف المانويين 12 :نقض عهد لمفيطيوس الحاوي بدعة المصلين. 13 :ردّ على الكسندر، نشر منه بروكس نبذة في آخر المجلد الرابع من الرسائل وخطاب إلى البطريقين بولس وأفيون نقضاً لبدعة أوطاخي ومحاورة لأجل انسطاس. ومن الثانية كتاب نفيس يشتمل على المعانيث المستبدعة التي استنبطها، وهي أناشيد في غاية الفخامة والعذوبة، تستهل بآية من الكتاب العزيز ثم تسير بانشاء طلي على أسلوب بديع، توحي الورع وتعلّق القلوب بمحبة الله ،وعددها 295 وهذا ثبتها : 20 :عظات ،14 :لكل من ميلاد المسيح وللشهداء ؛13 :لصلاة الصبح 11 :لكل من الدنح ومعجزات ربنا والأحد المقدس ،9 :للصيام الأربعيني ،وللمعتمدين ،8 :للموتى ،7 :لكل من الشعانين والعنصرة والآفات والمساء 6 :لوالدة الإله وللزلازل ،5 :لكل من آلام ربنا ،والصعود والشهداء الأربعين 4 :لجناز الإكليروس والرهبان، وتجنيز الصبيان، 3 :لكل من يهوذا وآلام ربنا ،والصليب المقدس، ويوحنا المعمدان، والترتيل بعد الإنجيل، واحتباس الغيث، وحرب الفرس، 2 :للتلاوة قبل قراءة الإنجيل ليلة الأحد، وبعده، وحين الدخول إلى بيت المعمودية، وأطفال بيت لحم، وللشهداء اسطيفانس، ورومانس، وبابولا، وسيرجيس وباخوس، والمقابيين، ودروسيس والقديسين باسيليوس وغريغوريوس وأغناطيوس، والذهبي الفم، وللبيعة، وحروب الهونيين وتسفيه الملاعب والرقص، وتأبين كاتبه بطرس، وجناز الأطفال ،و1 لكل من الميرون وامرأة بيلاطس واللص الأيمن، ونصف العنصرة والرسل وبولس الرسول، ويوحنا الإنجيلي ومرقس الإنجيلي ،ويوحنا الإنجيلي وتوما الرسول، وتوما الرسول والأنبياء وزكريا النبي وأيوب الصديق. والشهداء لاونطيوس وسرجيس ومينا ،وسمعان العمودي والأنبا انطونيوس، وشهداء الأقباط وشهداء الفرس، ويوبنطينس ولونجينس ومكسيموس الذين استشهدوا على عهد يوليانس الجاحد والشهداء الحميريين. وتقلا وأوفيمية وبلاجية، وعامة الأساقفة وأغناطيوس وبطرس الإسكندري وغريغوريوس العجائبي، وأثناسيوس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس وبرفيريوس الانطاكي، وقورلس الإسكندري والملك ثاودوسبيوس الصغير، والقياصرة قسطنطين، وهنوريوس، وغراطيانس، وثاودوسيوس الكبير والآباء المئة والخمسين، وقبور الغرباء، وللقيامة قبل تناول القربان، والصعود والعنصرة، وللشهداء وحين تناول القربان، للميلاد . والمعتمدين ،والصعود والعذراء والشهداء .وفي تذكار الأساقفة وأيام الآحاد وبعد القربان حين صعود الأسقف إلى الدار الأسقفية .وبعد الدنح .وللشكر بعد نزول المطر وإرشاد في البرومليين ؟وللرهبان عند عودة من زيارة الأديار ،وفي المزمور التسعين ،وجناز الكهنة والراهبات ،والأرامل العفيفات والموتى . وفي امرأة أريوسية اهتدت وترهبت _نشر بروكس هذا الكتاب معتمداً على مصحفين في لندن ونقله إلى الإنكليزية عام 1909 وله ليتورجية بدؤها :اللهم يا خالق الكل وخصوصاً الإنسان، وطقس رسم الكأس أي القداس السابق تقديسه، وطقس للعماد، وصلاة تبريك الماء في عيد الغطاس وأدعية . ومن الثالثة :تفسير إنجيل لوقا وتفسير رؤيا حزقيال ومواضيع وآيات كتابية تجدها في بعض خطبه ورسائله وغير ذلك مما نوَّه به ابن الصليبي في تفسير الإنجيل وابن العبري في كنز الأسرار . ومن الرابعة مئة وخمس وعشرون خطبة تسمى خطب المنابر محفوظة في ثلاثة مجلدات ضخمة في خزانتي الواتكانية ولندن وبعض منها في خزانة دير الزعفران وخزانتنا . وقد نشر منها إحدى وخمسون خطبة منقولة منقولة إلى الفرنسية في ثلاثة مجلدات ومجموعها يقع في سبعة وإليك أشهرها . ست خطب في ميلاد الرب؛ وخمس في الدنح، وأربع في الصيام الأربعيني ومثلها في باسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي، وثلاث في سياسة المسيح بالجسد، تلاها في مدينة (قورس) وخطبتان في الاستعداد للدخول إلى بيت المعمودية وأحداهما 22 صفحة، وفي الصعود؛ والعنصرة والتوبة ورأس السنة. ووالدة الإله، ومجاوبة مسائل عُرضت عليه، وفي أثناء الرسالة المجمعية التي أنفذها إلى طيمثاوس الثالث الإسكندري؛ وفي الشهيدة دروسيس. وخطبة واحدة في المواضيع الآتية : يوحنا المعمدان، السعانين، السبت التابع العنصرة، جمعة الذهب، عرس قانا الجليل، في المولود أعمى، أطفال بيت لحم؛ أربعاء الآلام عيد تجديد الصليب، تذكار الموتى المساكين والغرباء، عدم اختلاف الإنجليين في قيامة المسيح، أثناسيوس الإسكندري المعترف انطونيوس مؤسس الرهبانية بمصر مقابيين. القديسة تقلا؛ الشهداء لاونطيوس ودوميطيوس وسرجيس وباخوس ويوليان (في اضطهاد ديوقلطيانس) وطراخس وفروبس وأندرونيقس ،وبروقوبيوس وفوقا ،وبرلاها وتاللوس . وتذكار (عيد)القديسين بعد أسبوع أحد القيامة ،وذكرى رسامته ،وفي قدومه إلى قنسرين واستقبال أهلها له ؛وخطبة وداع حين عزمه على زيارة الأرياف والأديار ،في الذين انطلقوا إلى المرسح بعد الباعوث ،في الآفة التي نزلت بالإسكندرية ،عدد الخطاة .عدة خطب في تفسير آيات من الأسفار المقدسة ،منها في قول الرب للكتبة والفريسيين ((من قال لأبيه وأمه قربان))في قول متى الإنجيلي ((ولما قدم إلى كفرناحوم كانت حماة بطرس ملقاة في حمّى ))؛ في الآية ((من ترى هو العظيم في ملكوت السماء)) في المثل الذي أورده لوقا : ((رجل نزل من أريحا إلى أورشليم )) في مدة بقاء الرب في القبر، في قول الرب : (كل الخطايا والتجديف الذي يجدفه الناس )، في آية :طوبى لكم أيها المساكين، في قول متى: ماذا يقول الناس في ابن البشر في قول الرسول لطيمثاوس : روّض نفسك في التقوى. في قول الرب للمجدلية : ((لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي)).في شرح عقائد أرثدكسية منها في التقاديس الثلاثة . ومن الخامسة رسائله التي يعسر احصاؤها وتقدر بنحو من ثلاثة آلاف وثمانمائة رسالة وهو عدد لم يسمع به لحبر مراسل ،جمعت قديماً في ثلاثة وعشرين مجلداً أربعة منها كتبت قبل البطريركية وعشرة في أثنائها سنة 512 _518 وتسعة بعد المنفى من سنة 518 إلى 538 وقد حفظ لنا الزمان منها مجلدين ضخمين عنوان أحدهما ((الكتاب السادس من المختار من رسائل مار سويريوس الانطاكي )) نقل القس أثناسيوس النصيبيني سنة 669 وعني بروكس فنشر سنة 1904 _1915 أربعة مجلدات منقولة إلى الإنكليزية وبعضها مجمل من الأصل وكلها جليلة زاخرة بالفوائد اللاهوتية والشرعية والتاريخية والإدارية تعكس فيها أنوار تلك النفس الكبيرة الشريفة. مجموعها 230 رسالة أكثرها متوسطة الحجم وتجد فيها رسالة 61 صفحة وثانية 30 وثالثة 29 و26 و14 و10 _وتضمن المجلدان الأول والثاني 123 رسالة . والثالث والرابع 107 جُمعت من26 نسخة قديمة 20 في لندن والبواقي في خزائن باريس ورومة وبرلين يتراوح زمانها بين القرون السادس والثالث عشر وبعضها لم يحفظ منها سوى سطور يسيرة وهذا ثبتها : الأولى و205 و206 إلى قسطنطين أسقف اللاذقية و2 ؛3 و4 و19 و23 و26 و41 و211 إلى سولون أسقف سلوقية أيسورية 5 إلى بطرس أسقف أفامية 6 و82 إلى الأسقف نيقيا، 7 إلى قسطور أسقف برجة 8 إلى تيموستراتس رئيس المجلس العام 9 إلى اسطيفان أسقف طرابلس 10 إلى الأسقف أوخاريوس 11 إلى رئيس دير مار باسوس 12 إلى القسوس قزما وبوليوقطس وزينون 13 و18 و136 إلى أوتروخيوس أسقف عين زربة 14 و15 و16 و151 إلى أنطونينس أسقف حلب 17 و123 إلى ميصائيل خازن الملك 20 إلى أساقفة ولاية عين زربة باسم مجمع 21 إلى رئيس البلاط 22 و42 و112 إلى الآباء 24 و84 إلى القس ثاوطقنوس رأس الأطباء 25 و33 و74 85 و87 إلى ديونيسيوس مطران طرسوس 27 إلى موسونيوس والكسندر المدافعين عن العدل في عين زربة 28 إلى فيلكسين أسقف دلوك 29 و199 إلى رهبان دير مار اسحق في الجبّول 30 و39 إلى اكليروس أفامية واشرافها 31 إلى أساقفة فينيقية 32 إلى يوحنا أسقف الإسكندرية الصغرى 34 إلى أساقفة أبرشية أفامية 35 إلى القس أوسطاثيوس 36 إلى أوسابيوس شماس أفامية 37 و38 إلى شمعون أسقف قنسرين 40 إلى هيباتيوس قائد الجنود 43 إلى رئيس دير القديس سمعان 44 إلى أوطخيان حاكم أفامية 45 إلى قونون طارد اللصوص 46 إلى اكليروس أنطارادوس 47 و108 إلى قسيان أسقف بُصرى 48 إلى فيلكسينوس أسقف منبج 49 و50 و52 و65 و91 و92 و149 و150 إلى القسيسين يوحنا ويوحنا رئيسي الدير، وكتبت الرسالتان الأخيرتان إليهما وإلى ثاودور رئيس الدير 51 و171 إلى القس فيلبس 53 إلى الأساقفة السوريين الذين في الإسكندرية 55 إلى ثاودور رئيس دير رومانس 56 إلى الأسقف بروقلس 57 و58 إلى الأسقف ديديمس 59 إلى يوليان رئيس دير مار باسوس 60 إلى فوتيوس وأندراوس رئيسي أديار قاريا 63 و69 إلى الشماس ميصائيل 64 إلى البطارقة 66 إلى أهل حمص الأرثوذكسيين و148 إلى اكليروس حمص وإشرافها 67 إلى الكونت انسطاسيوس بن سرجيوس 68 إلى أميان وهيباغاثس 70 و80 و121 و172 و175 و2/2 و3/2 و4/2 و5/2 و6/2 و7/2 و8/2 و9/2 و230 إلى البطريقة قيسارية 71 إلى زكريا البيلوزي 72 و195 إلى أمونيوس قسيس الإسكندرية 73 و169 إلىديوسقورس بطريرك الإسكندرية 75 إلى قزما رئيس ديرقوروس 76 إلى الكونت يوحنا من أنطارادوس 77 إلى الأب يوحنا قنوفطيس 78 و88 إلى أهل أنطاكية الأرثدكسيين 79 و111 إلى أندراوس القارئ والمسجل 81 إلى يوحنا الحاكم 83 إلى الدير الذي في طاكايس 86 رسالة جليلة 30 صفحة كتبها رداً على القائلين بوجوب إعادة عماد أومسح الراجعين من مذهب ذوي الطبيعتين 89 و100 إلى شمعون رئيس دير تلعدا 90 إلى دير اسحق 93 إلى الأسقفين بروقلس وأوسابيوس 94 إلى الأساقفة يوحنا وفيلكسينس وتوما في جبل ماردين 95 و203 إلى سرجيس أسقف قورس وماريون أسقف شورا 96 و133 و135 إلى الأسقف أيلوسينيوس 97 و208 و209 إلى أرخلاوس القاري الصُّوري 98 إلى الشماسة والرياني رئيسة الدير 99 إلى الشماسة يانينا رئيسة الدير 101 إلى نَونس أسقف سلوقية 102 إلى بيقطر أسقف فيلادلفيا 103 إلى اسطيفان أسقف أفامية 104 إلى زوجة البطريق قاليوبس 105 إلى أوسطاثيوس الراهب الشاب 106 إلى ايسيدورا 107 إلى اسطيفان القارئ 109 و197 إلى أوراليوس الخطيب 110 و196 إلى يوحنا خطيب بُصرى ،مجاوبة مسئلتين شرعيتين 113 إلى ثاودور أسقف أولبا 114 إلى الكونتة تقلا 5/1 إلى اليبيوس 6/1 إلى امرأة وكتبت الرسالة باسم رئيس الدير حلاّ لمسئلة شرعية 7/1 إلى ثاودور الحاكم 8/1 إلى قونون المستشار الخاص 9/1 إلى ثاودور الراهب البيزنطي 120 و161 إلى رهبان دير مار باسوس 122و/9/ إلى جورجيا ابنة الحاكمة انسطاسيا 24 /و25/و26/و/8/إلى الكونت أيقومونيوس 27 /و224 إلى سيموس حافظ المكتبة 128 إلى أوسيب الخطيب 29 /و30 /و31 /و32 /إلى مارون قارئ عين زربة، و37/و139 احتجاج أنفذه إلى كتاتبه توما 140 إلى القس توما 141 إلى الرهبان الطوَّافين 142 و144 و180 و210 إلى الكونت ايسيدور 146 إلى القسوس ورؤساء الأديار يوناثان وصموئيل ويوحنا العموديين وسائر الأرثدكسيين في بيعتي الأنبار وحيرة النعمان 147 إلى يوحنا الرومي في معنى التغطيس في العماد ثلاثاً وفي الميرون 152 و189 و190 إلى القس بيقطر 153 إلى سرجيس الطبيب والخطيب 154 إلى الأخوة الأرثدكسيين في صور 155 إلى القس ناون رئيس الدير 165 إلى القس اليشع رئيس الدير 157 رسالة عامة إلى الرهبان الشرقيين 158 إلى اسحق الخطيب 159 إلى الراهب كاريسيوس 159 إلى القسوس بطرس وأمونيوس وأولمبيدورس في تسمية بطرس أسقف الإسكندرية و160 إلى قسوس الإسكندرية 162 إلى موسينيوس أسقف ميلوا في أيسورية 163 إلى ثاوفان الخطيب 164 إلى أوربانس النحوي 165 إلى سيطوريخس أسقف قيسارية قبادوقية 166 و167 و168 إلى أبو قراطيس الخطيب 170 إلى أمنطيوس خازن الملك 171 إلى القس الراهب فيلبس 176 إلى زينوب 177 إلى القس أندراوس 178 إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا 179 إلى أديار البتولات 182 و183 و184 إلى أوفر كسيوس خازن الملك 185 إلى فوقا وأوفر كسيوس خازن الملك 186 و187 و188 إلى الشماسة أنسطاسية في قضية الإيمان الصحيح 188 إلى الكونت دورثاوس /9/ إلى البطريقة جورجيا وابنتها 192 إلى الأسقف فيلكسينس 194 إلى القائد فروبا 198 إلى يوحنا 200 و201 إلى الكونت سرجيس رئيس الأطباء 202 إلى القس لاونطيس 204 إلى أمونيوس البُصري الخطيب 207 إلى فروقلا 220 و221 إلى توما أسقف مرعش 222 إلى ثاوغنطس 223 إلى الشماسة أوجينية رئيسة الدير 225 إلى أرانيوس 226 إلى زكريا 227 إلى ميطراوس 228 إلى أيراقليني . أضف إلى هذه رسالة كتبها إلى بعض أهل أنطاكية حين خروجه إلى مصر بسبب الاضطهاد في 25 أيلول سنة 518 ورسالتين مجميتين أنفذهما إلى يوحنا الثاني الإسكندري سنة 513 وثاودوسيوس الإسكندري ورسالتين إلى أنتيمس القسطنطيني وثاودوسيوس وثلاثاً إلى يوليان أسقف هاليكرناس الخيالي وثلاثاً إلى سرجيس النحوي ورسالة إلى الملك يوسطنيان ورسالة إلى الكهنة والرهبان حين خروجه من العاصمة ورسالة في أحوال النفوس والأرواح قبل القيامة وبعدها وفي الدينونة بدؤها : أعلم يا حبيبنا بالرب إن النفوس والأرواح ورسالة إلى بطرس الراهب الذي كان يقول بفساد النفس وأربع رسائل ذكرها الراهب سرجيس الناسك في دير نيقية، إلى ثيوفانيس الخطيب وأهل صور الأرثدكسيين في حق أسقفهم أبيفانيوس، وحاكم صور، ومارينا أسقف بيروت فبعد الوقوف على أعمال هذا الحبر العظيم وإحاطته بأصول العلوم وفروعها التي تشهد له بأنه لم يكن أوحد عصره وحسب، بل منقطع القرين بعلمه في البطاركة الانطاكيين من سبقه ومن لحقه على الإطلاق، ليحكم القارئ الحصيف منصفاً على خصومه المغرضين الذين هان عندهم فضله، لتحكيمهم الهوى في نفوسهم، حتى اضطروا يسطينان فأمر بإحراق مؤلفاته وتشديد العقاب على من ينسخها أو يحرزها. فضاعت باليونانية إلا نتفاً لا بال لها، وحفظت بترجمتها السريانية بفضل علمائنا. وها هي كلما عاينت نور الطباعة جاءت بدليل جديد فاصل على فضل مؤلفها ومتانة حججه القواطع، وحولت أنظار العلماء من الإمتهان التقليدي له إلى التعجب والاعتبار وبعض الأنصاف. قال غوستاف باردي ما خلاصته : إن سويريوس يماثل في نشاطه وبعد همته أثناسيوس (الرسولي) من وجوه عدة لقد قاومه كتَّاب أصحاب قرائح متوقدة من سائر الأحزاب فردّ عليهم ونقضهم . وقد اتضح لنا مما نشر بالطبع حتى اليوم (سنة 1928 )من مصنفاته أنه أحد الرجال المتجملين بأسمى المواهب ومن أصدقهم عزماً، في عصر كدّر صفاءه كثير من المعرّات والمهانات ))! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا ابن أفتونيا | الولادة: – الوفاة: 538 أحد فضلاء الرهبان الرهاويين ورؤسائهم وبلغائهم، مسلَّم ذلك له غير منازع فيه، جمّ الفضل كثير النبّل. ديّن خَيّر شهم ذكي الفؤاد من نبعة كريمة . ولد خامس أخوته بعد وفاة أبيه بمُديدة فأحسنت تربيته أمه الفاضلة أفتونيا وكانت تُنمى لأمجاد . فشدا طرفاً من العلم. ثم أدخلته دير مار توما الرسول في سلوقية (السويدية) وهو فتى يافع مدفوعة بسائق التقى وصدق اليقين. فتروّض في السيرة الرهبانية وتخرج بالعلوم الدينية والمنطقية. وبدأ من سماحة أخلاقه ومحمود شمائله وجميل فضائله، بعد لبسه الثوب الرهباني وسيامته كاهناً، ما لفت الأنظار إليه فاصطفقت عليه الآراء فقلد رئاسة أخوته . وقد حفّت بالدير مكاره القيصر يسطينس الأول وتعسّفه (سنة 521 )فأدار دفته بمنتهى الصبر والحكمة، ثم خرج برهبانه إلى الجزيرة إلى شاطئ نهر الفرات الأيسر فأنشأ في حدود سنة 530 مقابل جرابلس ديراً في موضع يعرف بقنسرين فسمي به ((أو بدير ابن أفتونيا )) وأصبح معهداً بعيد الصيت للتعبد ولعلوم اللغة والفلسفة واللاهوت، وفيه تخرَّج أشهر علماء السريان وعام 533 _534 رحل إلى القسطنطينية وكان كاتباً في مؤتمر ديني عُقد ثم. وحلت وفاته في ديره في الثامن من تشرين الثاني سنة 538 بعد أن فاح أريج قداسته وعمره خمس وخمسون سنة وعيدت له البيعة. وكان الأنبا يوحنا متضلعاً من السريانية واليونانية، وبهذه اللغة فسّر سفر نشيد النشائد وألّف رسالة المعتقد التي قدمها الأرثدكسيون إلى القيصر يوسطنيان ونظم معانيث بليغة وهي خمسة في معجزات السيد المسيح، ونشيد في غسل الأقدام السري والشهداء الحميريين وتسعة للميلاد والقيامة وغيرها، وثلاثة لتقريظ مار سويريوس الانطاكي ونشيد لدفن الموتى، ويظن أنه عمل ثلاث أنتيفونات لتناول الأسرار المقدسة ونقلت تآليفه إلى السريانية. ونسبت إليه سيرة سويريوس المسهبة وليست له. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمعون الأرشمي | الولادة: 540 الوفاة: – من جلة الأحبار المجاهدين العاملين في سبيل المعتقد القويم . ذاع صيته في صدر المئة السادسة وترجم له مار يوحنا الأفسسي الذي حادثه ملياً وقال في حقه كان كاهناً متبحراً في العلم الديني دئباً على المطالعة غيوراً جدِلاً حاذقاً درِباً، أقام حياته كلها نصيراً للحقيقة الأرثوذكسية. فقاوم النساطرة وأفحمهم بججاجه كما ماتن المانوية والمرقيونية والديصانية في بلاد فارس والأوطاخيين فسمي المجادل الفارسي . ودعا إلى النصرانية في مدينة حيرة النعمان فاستجاب له خلق كثير من العرب وبنى إشرافهم بيعة. ونصّر ثلاثة من زعماء المجوس وعمدهم فاستشهدوا. ورحل إلى ما وراء بلاد الفرس فهدى فيها قوماً من الوثنيين والمجوس، وكافأه أساقفة المشرق فقلدوه الأسقفية على بلدة بيت أرشم الواقعة على نهر دجلة بالقرب من سليق قبيل سنة 503 وأبلى بلاء حسناً في سبيل الدين ونصرة الأرثدكسيين فاعتقل سبع سنين في نصيبين فصبر على مكروه عظيم. وطوَّف في شتى البلاد سبعاً أخرى وتوجه إلى القسطنطينية ثلاثاً. ونال من القيصر انسطاس أن يوفد إلى ملك الفرس سفيراً أزال الشدة عن المؤمنين وكانت رحلته ثالثة لمواجهة القيصرة ثاودورة فتوفي في القسطنطينية شيخاً كبيراً في حدود سنة 540 وألف مار شمعون كتباً ومقالات نقضاً للهراطقة. وكتب رسائل شتى في الإيمان كان ينفذها إلى المؤمنين في سائر البلاد، وصل إلينا منها رسالتان جليلتان ضافيتان، ضمن أولاهما شرح أحوال برصوما النصيبيني ونشوء بدعة نسطور، وانتشارها في بلاد الفرس وغلق مدرسة الرها كتبها سنة 511 وهي أقدم مستند لهذين الحدثين. وحكى في الثانية التي أنفذها إلى شمعون رئيس دير الجبّول عام 524 إنه صحب رسول القيصر يسطينس الأول إلى المنذر ملك العرب اللخميين، من مدينة الحيرة فصادفاه في الرملة، فدخلا عليه وعلما منه أنه تناول حينئذٍ كتاباً من مسروق اليهودي ملك الحميريين أفاض فيه، في بيان الشدة التي أنزلها بمسيحي نجران عاصمة اليمن وذبحه إياهم _ولدن عودة شمعون إلى الحيرة وقف على تفصيل استشهاد إشراف نجران، وفي مقدمتهم أنبلهم الحارث بن كعب الذي استعذب الموت بشجاعة حبّاً لدينه، وحث الكاتب الأساقفة ليسعوا لدى القيصر لإزالة الشدة عن المسيحيين في اليمن وفي طبرية، ونقل هذه الرسالة المؤرخون زكريا وديونيسيوس وميخائيل الكبير ولشمعون أيضاً ليتورجية نسبها بعض النساخ إلى مار فيلكسينس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| نقلة مراسيم الملوك ونواميسهم | الولادة: – الوفاة: – إن لقسطنطين وثاودوسيوس الكبيرين ولاون الأول قياصرة الروم مراسيم ونواميس، نقلها بعض علماء السريان إلى لغتهم واستنبطوا منها أحكاماً عُمل بها في الشرع المدني. ولا نعلم بتدقيق في أي عصر تمَّ هذا النقل، ويراه (رايت)في النصف الأول من القرن السادس، وذهب المستشرق برونس Bruns أن راهباً منبجياً ترجمها حوالي سنة 475 _477 ولهذه النواميس نسختان وقد نشرتا. ووجدنا في كتاب القوانين في ياسيرينة النواميس التي وضعها الملوك المسيحيون لشراء الأراضي والعبيد ومهر النساء والقسمة بين الأخوة ووصايا الموتى، وهي ثلاث عشرة صفحة كبيرة ونرجح أنها نقلت في هذا القرن أيضاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| صموئيل الراسعني | الولادة: – الوفاة: – كان صموئيل رجلاً عالمياً عائشاً في مدينة القسطنطينية في النصف الأول من القرن السادس، وحصّل العلوم اليونانية بأسرها في ما حكى ابن العبري. وصنف مقالة أربعاً وستين صفحة رداً على (الديوفيزيت)أهل الطبيعتين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الكونت أيقومونيوس | الولادة: – الوفاة: – كان هذا النبيل رجلاً هماماً شديد التمسك بالأرثذوكسية، بشهادة مار سويريوس له في رسائله الأربع التي كتبها إليه. وألّف تفسيراً لسفر رؤيا يوحنا الإنجيلي ست مقالات وكان موجوداً في النصف الأول من القرن السادس . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| توما أسقف جرمانيقي | الولادة: – الوفاة: 542 رُسم توما أسقفاً لجرمانيقي أي مرعش في أوائل القرن السادس وسنة 519 نفي من كرسيه في سبيل المعتقد . وبعد سنة 520 كتب بأمر البطريرك سويريوس رسالة إلى القسيسين بولس وإيليا رئيسي نساك جبل ماردين، ورسالة ثانية إلى القس يوحنا رئيس دير مار أوسيب في كفر بيرتا من كورة أفامية وبعد أن أقام في المنفى ثلاثاً وعشرين سنة. توفي في سميساط ودفن في دير قنسرين عام 542. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكريا الفصيح | الولادة: – الوفاة: 536 زكريا المشهور بالفصيح أو المنطبق هو حميم القديس سويريوس ورفيقه في المدرسة وعشيره. نشأته ولد في غزة ودرس معه علمي النحو والبيان في المدرسة الإسكندرية سنة 485 _487 ، ثم علمي الفقه والفلسفة في مدرسة بيروت الفقهية الطائرة الصيت. وأنبرى حوالي سنة 516 لكتابة سيرته اليونانية منذ ولادته حتى جلوسه على السدة الأنطاكية، وذلك بأسلوب هو عنوان البيان وآية البراعة واستقصاء دقيق. وجعل مقدمتها محاورة وسفّه فيها تهم خصومه، ثم نُقلت إلى السريانية، وقد نقلها ((كوجنر)) إلى الفرنسية وطبعها وهي حافلة بالفوائد. ثم اشتغل بالمحاماة في القسطنطينية زماناً. وبعد سنة 527 سقّف على جزيرة مدللي التي يقال لها أيضاً لسبوس (ميدلين)فصحفها بعض النساخ من (ميتلين إلى ميليتين) وترجموها بملطية، وذاع هذا الوهم مدة مديدة فنسب زكريا إلى ملطية خطأ . ومن أجلّ ثمار يراعته تاريخ ديني مدني مفصل من سنة 450 حتى سنة 491 ألّفه باليونانية إجابةً إلى طلب أوفر كوس من رجال البلاط، في أربعة أبواب أو كتب تشتمل على الأحداث الكنسية ومنشور الإتفاق للقيصر زينون، الباب الأول 13 فصلاً والثاني 12 وكذلك الثالث، والرابع سبعة فصول وهو 110 صفحات تناوله المترجم السرياني بطرف من التلخيص، وأنشاؤه سهل مستعذب، ثم نقله أحد المؤرخين إلى مجموعته التي سوف تقف عليها وفقد أصله اليوناني، وكتب زكريا أيضاً سير اشعيا الناسك وبطرس أسقف مايوما وثاودورس أسقف أنصنا، وهذه الأخيرة مفقودة، وتوفي بعد سنة 536 وارتأى دوفال وكوجنر أن صاحب التاريخ هو زكريا الفصيح. وأسقف مدللي هو زكريا المحامي كاتب سيرة سويريوس، فهما اثنان خلط المؤلفون اليونانيون القدماء بينهما. ولكن المستشرقين لم يتفقوا على هذا . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دانيال الصلحي | الولادة: – الوفاة: – عُرف مار دانيال الصلحي في النصف الأول من المئة السادسة وظن بعض المعاصرين لنا خطأً إنه ولد في صلح قرية طور عبدين، فقد كان غير بلد باسم الصالحية منها مدينة الصالحية في جنوبي الجزيرة العليا، التي يرجع عهدها إلى زمان الرومانيين وتشاهد إطلالها بالقرب من قرية أبو كمال، وكشفت فيها اليوم آثار تاريخية، وكان في أول أمره رئيس دير الصالحيين وإليه يُنسب على الأصحّ، وفي تلك المدة كتب رسالة إلى رهبان دير مار باسوس ذكر فيها اثني عشر نوعاً مما يطلق عليه اسم ((الفساد)) وذلك على أثر الجدال الذي احتدم يومئذ ثم سيم أسقفاً ((لتل موزل)) بعيد سنة 542 كما صرّح البطريرك بهنام الحدلي وداود الراهب الحمصي وغيرهما، بل ورد في كتابه تفسير المزامير أنه من مدينة تلاَّ. وكان من خيرة أحبار زمانه علماً ضليعاً في علم الكتاب الإلهي وسنة 542 قبل أسقفيته فسّر سفر المزامير تفسيراً مسهباً في ثلاث مجلدات ضخمة، كل مجلدة تشتمل على خمسين مزموراً؛ إجابةً إلى طلبة الراهب القس يوحنا رئيس دير ماراوسيب في كفر ألبيرة. وتفسيره لاهوتي روحاني محض حافل بالفوائد والعظات، وأنشاؤه سهل متين لا يستشهد فيه بأحد الآباء إلا نادراً. كان منه نسخة كاملة في حباب فقدت، وبقي نسختان في خزانتنا والقسطنطينية وثلاث نسخ في لندن تنطوي على المجلدين الأول والثاني، ونسخة مخرومة في بيروت تشتمل على المجلد الأول الا يسيراً، واختصره داود الحمصي عام 1461 لا في القرن العاشر كما وهم شابو. ومنه نسخ في برطلي وخزائن ديري الزعفران ومار متى وبوسطن وبرمنكهام ونقل المطول إلى العربية بلغة ملحونة في أواسط القرن الثامن عشر وفسّر دانيال أيضاً سفر الجامعة ومنه اقتبس الراهب ساويرا في مجموعته، وقرأنا منه آية واحدة في كتاب الديدسقالية . وله مقالة في الآفات التي ضرب الله بها المصريين، وغير معلوم سنة وفاته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة رفقا | الولادة: 1832 الوفاة: 1914 نشأتها مساء 29 حزيران من سنة 1832 وفي بلدة حملايا ولدت بطرسية الريّس من والدين تقيين هما مراد ورفقة واقتبلت سر العماد بعد ثمانية ايام، ودعيت بإسم بطرسية لأنها ولدت يوم عيد القديسين بطرس وبولس، تربت بطرسية بحنان والديها وكانت ترافق امها رفقا الى الكنيسة وتحفظ اغلب التراتيل، لكن سعادة هذا البيت المؤمن لم تدم إذ ماتت الأم والطفلة في السابعة من عمرها ودق الفقر منزل الأسرة، في العاشرة من عمرها ارسلها والدها لتعمل خادمة في دمشق عند أسرة لبنانية كانت تسكن هناك، عوملت بطرسية معاملة الإبنة عند هذه العائلة المارونية التقية ثم عادت بعد أربع سنوات لتجد أن والدها قد اقترن بإمرأة اسمها كفى، شقّ الأمر على الصبية واستصعبت وجود امرأة غير امها في المنزل لكنها لم تقل شيئاً كي لا تزعج والدها مراد واستمرت تعيش في منزلها تساعد امرأة ابيها. ذات يوم وفيما كانت عائدة من العين سمعت شجاراً حاداً بين خالتها زوجة أبيها وخالتها اخت أمها وكل واحدة منهما تريد تزويجها على ذوقها، فتركت الجرة وتوجهت إلى دير سيدة النجاة في بكفيا حيث اخبرت الخوري يوسف الجميل برغبتها الرهبانية، شجعها الأب المذكور والذي كان يدعوها “زنبقة حملايا” امضت رفقا سنة في دير بكفيا تعمل بصمت ثم انتقلت الى دير غزير حيث قضت سبع سنين وكانت في اوقات فراغها تتعلم اللغة العربية والخط والحساب، سنة 1862 أرسلت بطرسية الى مدرسة جمعيتها في جبيل لتقوم بتدريس البنات التعليم الديني والحساب والجغرافي فعرف أهالي جبيل مواهبها وأحبوها. وإذ سمع بها انطون عيسى من بلدة معاد طلبها من الرؤساء بواسطة البطرك بولس مسعد فوافقت السلطة وأرسلتها مع الأخت مريم فرح، حيث استلمت مدرسة معاد وكانت تضم 60 بنتاً. عاشت رفقا في معاد سبع سنين وفيما كانت تواصل رسالتها التعليمية، جاء قرار بحل جمعية المريمات التي تنتمي إليها وحل جمعية قلب يسوع الأقدس وضمهّما بجمعية واحدة اسمها جمعية القلبين الأقدسين، وتركت الحرية للراهبات إما بالرجوع الى العالم مع التفسيح في نذورهن أو بالانضمام الى جمعية أخرى أو بالانتساب إلى الجمعية الموحّدة. دخلت بطرسية الى كنيسة معاد تصلي وتبكي إلى أن غلبها النعاس فغفت وسمعت صوتاً يقول لها: بتترهبي وفي المساء رأت في حلمها ثلاثة رجال: راهباً ذا لحية بيضاء وبيده عكّاز وجندياً بأثواب الجندية وشيخاً مسنّاً تقدم منها الراهب ونكزها بعصاه قائلاً: ترهبي بالرهبنة البلدية، في الصباح أخبرت أنطون عيسى بحلمها فعرض عليها انطون عيسى البقاء في معاد وهو يؤمّن لها ملكاً وراتباً ثابتاً لكنها رفضت فحاول إقناعها بالبقاء إلى السنة القادمة ولمّا لم يستطع سلمّها رسالة إلى المطران يوسف فريفر واعطاها راتب الترهب وهو 50 ليرة ذهبية، والمطران فريفر أرسل بدوره رسالة إلى الأب افرام جعجع البشراوي جاء فيها: “واصلة إليك هذه النعجة فاقبلها مع المبتدئات” في الطريق راحت بطرسية تفكر من هو الرجل الثالث الذي رأته في الحلم ؟ فانطوان عيسى فسّر لها أن الراهب الذي يحمل العّكاز هو مار انطونيوس الكبير والجندي هو مار جريس أمّا الثالث فهو لا يعرفه، وصلت رفقة إلى دير مار سمعان القرن وبعد أن دخلت الكنيسة ورأت صورة مار سمعان العامودي عرفت أنّه ذلك الشيخ المسّن الذي رأته في الحلم. لبست بطرسية ثوب الابتداء في12 تموز 1871 ثم لبست الإسكيم الملائكي في 25 اب من سنة 1872 واتخذت إسم رفقا على إسم امّها، عاشت في هذا الدير تحب الجميع والجميع يحبها وكانت تعمل دائماً مرددة: العمل عبادة والبطالة من الشيطان. وكانت صحتها قوية وبنيتها متينة. تعمل بصمت وصبر وتواضع وصلاة حتى صارت بين أخواتها قدوة صالحة في الكمال الرهباني. احد الوردية سنة 1885 يوم تاريخي في حياة رفقا إذ طلبت رفقا الألم من ربّها بعد أن رأت أن كل أخواتها بصحة سيئة فيما هي لم يفتقدها الله بألم. في الليل بدأ مشوارها مع الألم الذي لن يفارقها حتى الموت، امتد وجع رأسها حتى عينها اليمنى وبعد أن فحصها عدة أطباء واجمعوا جميعهم أن الألم الذي تحتمله هو فوق الطبيعة، قلع لها أحد الأطباء الأميركان عينها سهواً بالمخرز، فصارت العين تضمر حتى اختفت وزمّت في محجرها وراح الألم ينتقل شيئاً فشيئاً إلى عينهااليسرى، توجعت رفقا كثيراً من عينيها وكانت تردد دائماً :مع الامك يا يسوع. سنة 1897 في 3 تشرين الثاني إستقدمت السلطة الرهبانية ست راهبات من دير مار سمعان القرن إلى دير مار يوسف الضهر من أجل تأسيسه وعينّت الأم أورسولا ضومط رئيسة على أخواتها وهذه أسماء الراهبات المؤسسات، أو رسولا ضومط من معاد، مسيحية علوان من المتين “من أصل درزي وكان اسمها حسن علوان قبل عمادها وقد ماتت برائحة القداسة”، أنجيليكا من حلتا – تقلا ضومط من معاد عمة الام اورسولا- مارينا من كفيفان، ورفقا من حملايا. وصلت رفقا إلى ديرها الجديد وعينها اليمنى مقلوعة واليسرى في أخر عهدها بالنور. وبعد سنتين من وصولها نزل عليها نزل قوي وأنطفأ نور عينيها نهائياً وبالرغم من عماها ووجعها لم تتوقف رفقا عن العمل والصلاة والترنيم بصوتها الرخيم، كانت صامتة مطيعة صبورة لا يرتفع صوتها إلا بمقدار ما يسمح القانون الرهباني. شيئاً فشيئاً لم تعد رفقا تستطيع القيام من السرير وبدأت تتفكك دون سبب خارجي وهي على فراشها. تفكك جسمها وتفككت رجلاها حتى صارت هيكلاً معّرى من اللحم وصارت فقرات ظهرها معدودة ومنظورة خرزة خرزة وأصبح رأسها شبيهاً بجمجمة الأموات. وكانت تنزف نحو أربع مرّات في الأسبوع وفي كل مرّة يجري منها نحو ليتر دم أو قدر ثلاث ليترات وكانت قبل أن تنزف من أنفها تشعر بنخز في رأسها وتقول: إجا إبن عمي يزورني ومع كل هذا الألم الغير المحمول ظلت رفقا كثيرة الإماتات ولم تكن تطلب أكلاً خصوصياً أو تأكل بين الوجبة والأخرى أو تتذمر من أكلة معينة. وصلت رفقا إلى قمة الجلجلة وصلبت مع المسيح لتقوم معه وقبل وفاتها بثلاثة أيّام خانها النطق ولمّا رأت الأم أورسولا أن أحوالها قد تغيرت وضَعف نبضها وخفت صوتها أتت بالمرشد ليمشحها المشحة الأخيرة. مساء 23 اذار من سنة 1914أسلمت رفقا الروح لباريها وهي تردد يا يسوع يا عدرا يا مار يوسف تسلمو روحي. في اليوم التالي نهار الثلاثاء 24 اذار أقيم لها جنّاز حافل ثم حمل التابوت إلى المقبرة الأخ أرسانيوس الصّغاري مع أخيه لأن التابوت كان خفيفاً لا يحوي سوى عظام رفقا وجلدها وحين حاول شقيق الأخ ارسانيوس أن يضع في فمها حفنة تراب حسب العادة. خرج من فمها شهب نار فخاف وخرج مرتعباً مع أخيه. مختصر حياتها 20سنة علمانية- 18 سنة بجمعية المريمات- 26 ونصف بدير مار سمعان القرن بأيطو- 17 سنة بدير مار يوسف جربتا- 81 قضتها رفقا بالوجع حتى سميّت “بشفيعة الألم” وهبنا الله بركة صلواتها وشفاعتها خاصة أنا الحقيرة التي ألوذ بها دائماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مؤرخ شهادة الحميريين | الولادة: – الوفاة: – في أواسط المئة السادسة على الأرجح صنف مؤرخ لم يتصل بنا اسمه بإنشاء سرياني متين، أخبار الشهداء العرب الحميريين الأرثوذكسيين في مدينة نجران سنة 520 _524 في كتاب عميم الفائدة حوى أسماء 472 من الشهداء والشهيدات البواسل الذين طوَّح بهم في مهاوي الشدة، مسروق الملك اليهودي الغاشم. ويعد هذا الكتاب فريداً طريفاً لإشتماله على تاريخ نصرانية العرب، ويظهر أنه كان نادراً فلم ينوَّه به مؤرخ بعده ؛حتى أسعد الحظ موكسل موبرغ السويدي فوقع صدفة على نسخة منه أُلصقت أوراقها فصارت جلداً لكتاب آخر. ففطن لها بذكائه وعالجها حتى خلص زهاء ستين صفحة يقدّر أنها نصف الكتاب؛ وفيها ثبت فصوله التسعة والأربعين، وهي بخط القس أسطيفان ابن متى السرياني أنجزها في بيعة مار توما بالقريتين في 10 نيسان سنة 932 فنشرها ونقلها إلى الإنكليزية سنة 1924 فأسدى إلى أدبنا السرياني يداً تُشكر . موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الثاني رئيس دير قنشرين | الولادة: – الوفاة: – الأنبا يوحنا الثاني خلف الأب الكسندروس في رئاسة دير قنشرين، وكان من رجال الأدب البارعين في اليونانية فضلاً عن السريانية. فألّف سنة 544 باللسان اليوناني سيرة ضافية لمار سويريوس الانطاكي 57 صفحة شهر فيها مآثره باستقصاء بلغ فيه الغاية فخلد بها اسمه، ونقلت بعد فترة مديدة إلى السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الكاتب المغمور الاسم في دير قنشرين | الولادة: – الوفاة: – من بواكير ثمار دير قنشرين الأدبية، خطبة سريانية تقريظية فصيحة مستبدعة تعد من طُرَف البيان، لفظها أحد رهبانه البلغاء في العقد الخامس من المئة السادسة على الأرجح، في حق مار يوحنا ابن أفتونيا رئيس الدير ومؤسسه، ضمنها سيرته وإذاعة محاسنه بإنشاء موشى ومنمنم هو كزهرة الرياض ونضرة الغياض، وقد نشرها نو سنة 2 :19 ونقلناها نحن إلى العربية ونشرناها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب إيليا | الولادة: – الوفاة: – رافق الراهب القس إيليا مار يوحنا ابن قورسوس أسقف ((تل موزلت))(519 _538 )وبعد وفاة هذا المعترف، سأله الشريفان سرجيس وبولس فكتب سيرته بتفصيل استوفى سائر أدوار حياته بإنشاء حسن وأسلوب مليح ونشرها بروكس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| موسى الأجلي | الولادة: – الوفاة: 550 عُرف الراهب موسى الأجَلي نسبة إلى بلدة (أجل) شمالي ديار بكر في حدود سنة 525 وكان من العلماء المتميزين بمعرفة السريانية واليونانية . فنقل إلى السريانية كتاب مار قورلس الإسكندري الموسوم (بكلافيرا) أي الغوامض إجابة إلى طلب الراهب بفنوطيوس. ووصلت إلينا رسالة هذا إلى موسى ومجاوبته وشذور الموضوعة، فبرزت من يراعته ناصعة البيان كما مرّ بك آنفاً ويظن أنه عاش حتى سنة 550 ولا نعلم من حاله غير هذا. موسوعة قنشرين للأعلام المسيحيين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب السرياني صاحب الكتاب المنحول | الولادة: – الوفاة: – كان هذا كاتباً أرثذوكسياً موجوداً سنة 569 وفيها ألّف بالسريانية مجموعة تاريخية معتبرة كسرها على اثني عشر باباً أو كتاباً تقع في مجلدين و462 صفحة اشتملت على قصص يوسف الصديق وزوجته، وأهل الكهف وسلبسترس بابا رومية وتنصيره للقيصر قسطنطين. وتاريخ زكريا الفصيح برمته المذكور آنفاً؛ وكشف رمم بكر الشهداء أسطيفانس ونيقوديمس وغملائيل وابنه حبيب، وأخبار الشهداء الحميريين ونص مرسوم الاتحاد للقيصر زينون، والحروب التي نشبت بين الفرس والروم، وتمرد السمرة. وبدعة يوليان الخيالي والرسائل التي تبادلها ومار سويريوس. وثورة أهل القسطنطينية ودعوة الأساقفة الأرثدكسيين إلى العاصمة أملاً للاتحاد ورسالة سويريوس إلى القيصر، وفتح افريقيا ثم رومية وقدوم أغابيطس إلى القسطنطينية، ورسالة سويريوس إلى كهنة المشرق ورهبانه، ورحلة أفريم الآمدي إلى بلاد المشرق واضطهاده لأهلها واضطهاد إبراهيم مطران آمد لهم. والكنيسة التي بناها أفريم في أنطاكية ورحلته إلى فلسطين ومصر. ورسالة رابولا الرهاوي إلى جملينس أسقف ألبيرة، وخراب رومية على أيدي البرابرة ووصف ابنيتها وصفة العالم لبطولمائس. وانتشار النصرانية وراء أبواب بحر قزبين وادخال الكتابة في لغة الهونيين وغير ذلك، ونصوص الرسائل التي تبادلها البطاركة سويريوس وثاودوسيوس وأنتيموس. ولعل هذا المؤلف هو الذي ترجم تاريخ زكريا إلى السريانية، وقد نشر هذا الكتاب لاند ، ثم بروكس في مجلدين منقولاً إلى اللاتينية سنة 1919 _1921. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار أحودامه | الولادة: – الوفاة: 575 من مفاخر بيعة المشرق وأشهم أحبارها ذكاءً وعلماً وطهراً ودعوة إلى النصرانية وأنصار الأرثذوكسية. نشأته ولد في مدينة (بلَد) وسيم أولاً أسقفاً لأبرشية باعرباية الواقعة بين نصيبين وسنجار، وسنة 559 قلده مار يعقوب البرادعي مطرانية بلاد المشرق، فشمر عن ساعد الجد في دعوة العرب الرحّل إلى النصرانية وكانت منازلهم في تلك الديار وديار ربيعة. فهدى جماهير منهم الدين المبين، وأنشأ لهم ديرين وبعض الكنائس. وشرفه الله بعمل الخوارق تأييداً لدعوته، وحمل مصباح الإنجيل أيضاً إلى بعض المجوس، ومنهم أمير من البيت المالك، فثار ثائر الملك كسرى أنوشروان، فاعتقل القديس وأودعه السجن وتمَّ استشهاده في ثاني آب عام 575 فحمل جثمانه إلى بلدة قرونتا المحاذية لتكريت، وعدّ أول مطارنة المشرق بعد أن اغتصب النساطرة هذا الكرسي. وكان مار أحودامه فيلسوفاً ولاهوتياً فصنف كتاب الحدود في مواضيع منطقية، ومقالات في الحرية الدينية والنفس والإنسان باعتباره عالماً صغيراً وفي التركيب البشري. وهذه المقالة الأخيرة نشرت مع ترجمة المؤلف المسهبة ويظن أنه ألّف كتاباً في النحو على طريقة النحو اليوناني، على ما يستدل من بعض الشواهد المنقولة عنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| الراهب سرجيس الناسك | الولادة: – الوفاة: – كان الراهب سرجيس حبيساً متنسكاً في بعض أديار نيقية، قد تتلمذ لناسك شيخ فاضل اسمه القس يوحنا الراسعني. ونال قسماً كافياً من علمي اللاهوت والتاريخ الكنسي. وفي حدود سنة 577 انتصر لقضية بولس الثاني بطريرك أنطاكية بتأليف سرياني محكم السبك عقده في تسعة فصول وجاء في 74 صفحة. نقض فيه حجة القس يوحنا الأعرج الذي كان برح دير مار باسوس؛ وأورد مقال خصمه الذي كان يناهض البطريرك المذكور بعد أن أقالته الكنيسة السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقس التلي | الولادة: – الوفاة: 1591 كان قرياقس مطران تلاَّ كاتباً مصقول العبارة عذب المشرب، وأنشأَ لنا بكلام متناسب محكم الأداء، أدعية لطيفة وجيزة لا يتجاوز كل منها السطرين والثلاثة والأربعة، تبدأ على أحرف الأبجدية. وكانت تتلى بين المراميث أي عند تلاوة عدد معروف من المزامير التي يقسمها السريانيون خمسة عشر مرميثاً، وهي ثلاث صفحات تجدها بلندن في مصحف مخطوط في القرن العاشر ودبّج أيضاً على الطريقة نفسها أدعية أخرى تتلى بين المراميث في ميلاد ربنا والدنح والصيام والسعانين والقيامة وفي كل وقت. ورد منها في مصحف ثانٍ مخروم ثلاث صفحات يتخللها لِقدمها نقصان غير يسير وأحدها يتلوه الكاهن في بدء طقس القداس سراً وهو : ((اجعلنا أهلاً أيها الرب الاله لنمثل أمام مذبحك المقدس بمعرفة ومخافة وحسن نظام )) ووجدنا في بعض كتب الألحان دعائين للصبح وآخر للموتى وهي أشبه ما يكون بطابع قرياقس وبلاغته أما المؤلف وقد فاتنا أن نعدّه في موضعه مع مؤلفي الطقوس، فالغالب عندنا على ما يلوح لنا من طبع إنشائه إنه وجد في النصف الثاني من القرن السادس، ولعله خلف دانيال الصلحي في كرسي تلاَّ سلفاً للمطران يوحنا الثالث الذي توفي في الخامس من شهر أيار سنة 1591 أو خلفه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سرجيس ابن كريا (القيصر) | الولادة: – الوفاة: – يُعرف سرجيس ابن كريا أي القيصر بالأقرن درس العلوم في دير ابن أفتونيا وترهب فيه وسيم قساً ورأس الدير . ورسمه مار يعقوب أسقفاً لحرّأن سنة 544 أو545 وكان مضطلعاً باليونانية والعلوم المنطقية، كاتباً صحيح الديباجة بالسريانية معدوداً من كتَّاب زمانه البارعين. وفي أثناء رئاسته على الدير نقل من اليونانية إلى السريانية سيرة مار سويريوس تأليف سلفه يوحنا الثاني 57 صفحة، ونشرها كخبر منقولة إلى الفرنسية. وعمل رسالة في الميرون المقدس ووضع عشرة قوانين للاكليروس المحرومين وكان حيّاً عام 580 وتوفي بعدها بمديدة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بولس الثاني بطريرك أنطاكية | الولادة: – الوفاة: – كان بولس إسكندري الوطن قبطي الجنس من أُسرة أوكاما. ترهب في دير الجب الخارجي وتأدب بآداب اللسانين السرياني واليوناني وكان حكيماً علامة قرأ كثيراً. وتروض في طريقة العبادة وصار كاتباً للبطريرك ثاودوسيوس، ورئس ديراً في الإسكندرية. وفي حدود سنة 550 رسم بطريركاً لأنطاكية وحوالي سنة 575 عزل لمشاركته الملكيين على رجاء الاتحاد؛ فلما خاب أمله عاد إلى سيرته الأولى. وتظن وفاته حول سنة 581 وكتب رسالتين مجمعيتين إلى ثاودوسيوس وثاودور بطركي الإسكندرية ورسالة إلى المطرانين يعقوب وثاودورس ورسالة إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا في تشرين الثاني سنة 576 أوردها الناسك الراهب سرجيس ورسالة إلى مار يعقوب ومقالاً سرد فيه ما جرى بينه وبين يوحنا السرميني من الجدال في أثناء الشدة، كتبه إذ كان معتقلاً في دير إبراهيم ولعله الإحتجاج الذي ذكره سرجيس الراهب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القس قورا البطناني | الولادة: – الوفاة: – كان القس قورا من مدينة بطنان المجاورة لسروج من أهل العلم والفضل. وعمل في الرها تاريخاً دينياً مدنياً مفصلاً أربع عشرة مقالة، في الأحداث التي جرت في زمان القيصرين يوسطينس الثاني وطيباريوس حتى وفاته من سنة 565 إلى 582 نوَّه به ديونيسيوس التلمحري في مقدمة تاريخه التي أوردها ميخائيل الكبير بنصها، وقال أنه اقتبس منه بعض أحداث مما يوافق الحقيقة وذكره ميخائيل نفسه الذي نقل عنه . ثم فُقد ولمح إلى وفاته في حدود ذلك الزمان، ولا نعلم من حاله غير هذا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يوحنا الأفسسي | الولادة: – الوفاة: 587 أحد أحبار عصره الإعلام صاحب التصانيف الممتعة في التاريخ .كان من محاسن الزمان كثيراً جهاده جزيلاً فضله جمّاً علمه بعيداً همّه، وفوق ذلك من دعاة النصرانية ورسلها العاملين. ولد على الأرجح في بلدة (أكل)من ولاية آمد حوالي سنة 507 وشارف الموت وهو طفل ابن سنتين فدعا له وشفاه مارون الناسك العمودي في دير (أرعاربتا)الأرض الكبرى في (أجل). فلما بلغ الرابعة من عمره أرسله أهله إلى ديره عملاً بأمر الناسك فأقام فيه حتى بلغ الخامسة عشرة وتوفي الناسك .فانضم إلى رهبان دير مار يوحنا الأورطي في شمالي آمد الذي أنشئ أواخر القرن الرابع وكثر رهبانه وذاع أمره . فتروض في درس الكتب القدسية والسيرة الروحية وجوّد اللغتين الشائعتين وسنة 529 رسمه يوحنا مطران تلاَّ شماساً وترهب. وحين اضطهاد الرهبان وتشريدهم خرج معهم . وعام 530 أُذن لهم بالعود إلى ديرهم. فطاف يوحنا الديارات والصوامع يحادث أفضل النساك يقتبس منهم وينقل عنهم ويدوّن أخبارهم. ورحل إلى أنطاكية 532 وإلى مصر سنة 534 والقسطنطينية سنة 535 وفي السنوات التالية كان حظه حظ الرهبان الذين أمعن في تشريدهم والتنكيل بهم أفريم الآمدي وابراهيم بن كيلي العاتي . وفي 540 و541 رحل إلى القسطنطينية وما بين النهرين وعاد إلى العاصمة وفي سنة 542 اختاره القيصر يوسطنيانس وكان شديد الثقة بغيرته عارفاً فضل المعيّته؛ فأوفده لتبشير الوثنيين والدعوة إلى النصرانية وذلك في ولايات آسيا الصغرى وقاريا وفروجيا ولوديا وحوالي سنة 558 رسمه يعقوب البرادعي مطراناً لافسس على الأرثذوكسيين فنسب إليها وإلى آسيا الصغرى. فأقام زهاء تسع وعشرين سنة وأحرز نجاحاً عظيماً إذ هدى إلى النصرانية ثمانين ألفاً وأنشأ لهم في رواية اثنتين وتسعين بيعة وعشرة أديار ، وفي رواية ثانية تسعاً وتسعين بيعة واثني عشر ديراً وعاونه دوطريوس فرسمه أسقفاً في قاريا وتوفي شيخاً. وبعد وفاة ثاودوسيوس الإسكندري سنة 566 رئس المترجم أرثدكسيي القسطنطينية وسائر بلاد الروم وعام 571 أمعن يوسطينس الثاني وأساقفة العاصمة الملكيون في التنكيل بالأرثدكسيين، ومنهم الحبر المترجم الذي ذاق منهم المرائر ؛ فاعتُقل في سجن مضن ثم في جزيرة منفياً أربعين شهراً وتسعة أيام، ثم خُفر بحراس أكثر من ثلاث سنوات واعتقل ثانية وأخلي سبيله، وثالثةً في أوائل عهد طيباريوس وأُبعد من العاصمة هو وصحبه في أيام عيد الميلاد سنة 578 وتوفي في حدود سنة 586 أو587 ونُعت بمنصّر الوثنيين ومكسّر الأصنام ومؤلف تواريخ البيعة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة أفرونية الناسكة | الولادة: – الوفاة: – استشهدت القديسة الناسكة افرونية وكانت لها خالة تسمى أوريانة رئيسة علي دير كان موجودا بين النهرين فيه خمسون عذراء فربتها بخوف الله وعلمتها قراءة الكتب الإلهية، فنذرت نفسها للسيد المسيح، وجاهدت الجهاد الحسن بالنسك والصوم والصلاة بغير انقطاع. ولما أصدر دقلديانوس أمره بعبادة الأوثان، واستشهد كثيرون من المسيحيين علي يديه، سمعت العذارى بذلك فخفن وخرج من الدير واختبأن، ولم يبق فيه إلا أفرونية وأخت أخرى والرئيسة وأهانوها، فقالت لهم أفرونية: “خذوني أنا و اتركوا هذه العجوز”. فأخذوها هى أيضا مقيدة بالحبال إلى الوالي، وكان عمرها في ذلك الوقت عشرين سنة. وكانت جميلة المنظر، وكانت الأم تتبعها، فعرض عليها الوالي عبادة الأوثان ووعدها بوعود كثيرة فلم تقبل، فأمر بضربها بالعصى، ثم أمر بتمزيق ثوبها، فصرخت فيه الأم قائلة: “يشقك الرب أيها الوحش المفترس، لأنك تقصد التشهير بهذه الصبية اليتيمة”. فاغتاظ وأمر أن تعصر القديسة أفرونية بالمعصرة ويمشط جسدها بأمشاط من حديد، إلى أن تهرأ لحمها. فكانت تصلى إلى الرب طالبة منه المعونة. ثم قطع لسانها وقلع أسنانها. وكان الرب يقويها ويصبرها، وأخيرا أمر بذبحها، فنالت إكليل الشهادة، فأخذ أحد الأتقياء جسدها ولفه بلفائف غالية، ووضعه في صندوق مذهب. صلاتهما تكون معنا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باولا القديسة | الولادة: 347 الوفاة: 404 عائلتها تعتبر الأرملة الشهيرة القديسة باولا St. Paula من أشهر النساء الرومانيات من جهة التقوى والتكريس العائلي للرب مع غنى وكرامة واتزان فكر. ولدت في 15 مايو سنة 347م من عائلة غنية جداً، من أشراف روما. توفي رجلها وهي في الثانية والثلاثين من عمرها، وكانت قد أنجبت ابناً وأربع بنات هم: 1. الإبن هو توكسوتيوس Toxotius على اسم والده. 2. الإبنة الكبرى بليسيلا Blesilla على اسم جدتها (والدة والدتها)، هذه التي تنيحت بعد حوالي ثلاثة أشهر من توبتها وتغيير حياتها تماماً، وقد كتب القديس جيروم للقديسة باولا يعزيها في ابنتها (رسالة 39)، معلناً أنها في الفردوس. 3. بولينا Paulina زوجة باماخيوس، الذي وزع غالبية ممتلكاته بعد نياحة زوجته الشابة ليحيا لخدمة الفقراء، ممارساً الحياة النسكية بكل تقوى مع كونه من الأشراف. 4. أوستخيوم Eustochium، رافقت والدتها كل الطريق بحياةٍ نسكية شديدة أثارت أقرباءها، كادت أن تنهار بنياحة والدتها في بيت لحم لكن القديس جيروم وقف بجوارها يسندها لتكمل رسالة والدتها. 5. روفينا Rufina تنيحت في شبابها المبكر. ترملها عاشت باولا مع رجلها في حياة عائلية مثالية، فكانا مثلين لروما في الحياة الزوجية الفاضلة في الرب، حتى إذ مات رجلها وهي في الثانية والثلاثين من عمرها وكانت تحبه وتتعلق به جداً اُستغرقت في الحزن بشدة فانتشلتها صديقتها القديسة مارسيلا الأرملة التي علمت روما بتوبتها وزهدها لمحبة العالم. انفتحت بصيرة باولا الداخلية لتكرس حياتها لله في حياة نسكية صارمة. صار طعامها بسيطاً للغاية، لا تشرب خمراً، ولا تنام على سرير بل على مسوح، تركت الحفلات والمجاملات الزمنية وكل أنواع التسلية العامة، واتجهت بكل إمكانياتها للعطاء وخدمة المحتاجين. تركت أيضاً كل أعمالٍ زمنية من أجل ضبط فكرها في الرب وملكوته السماوي. قال عنها القديس جيروم في افتتاحية رسالته التي بعث بها إلى ابنتها أستوخيوم ليعزيها في والدتها: “لو تحولت كل أعضاء الجسد إلى ألسنة، ولو نطقت كل أطرافي بصوت بشري، لا أوفي الحق في الحديث عن فضائل القديسة المكرمة باولا. نبيلة من جهة عائلتها، لكنها أكثر نبلاً في القداسة. كانت غنية في خيرات العالم لكنها صارت متميزة بالفقر الذي احتضنته من أجل المسيح… لقد فضلت بيت لحم عن روما، فتركت قصرها البهي بالذهب لتسكن قلاية من الطين. إننا لا نحزن كأننا نفقد هذه السيدة الكاملة، بل بالحري نشكر الله أننا لم نفقدها، فإنها لا تزال معنا، وإذ الكل أحياء (لو 38:20) في الله، الذين يعودون إلى الرب لا يزالوا يحسبون أعضاء عائلته. حقاً لقد خسرناها، لكن المساكن السماوية قد اقتنتها…” صداقتها للقديس جيروم ارتبط اسمها بالقديس جيروم، بل وارتبط اسمه بها خلال الصداقة على مستوى أبوته الحانية الجادة. تعرف عليها عن طريق الأب أبيفانيوس أسقف سلاميس وبولينوس أسقف أنطاكية اللذين استضافتهما في بيتها، وإذ تعرفت خلالهما بالقديس جيروم اجتذبها لخدمة الله خلال وجوده في روما. وجدت مقاومة شديدة من عائلتها خاصة وأن ابنتها أوستخيوم خلعت كل رباطات العالم لتمارس الحياة النسكية بقوة مما أقلق الأسرة على مستقبلها كابنة أحد الأشراف. ومع هذا بقيت باولا مع ابنتها تسلكان هذه الحياة بلا تردد. مرت باولا بتجارب كثيرة فكانت تعتصر نفسها الرقيقة للغاية، وكان القديس جيروم يحوِّل التجارب في حياتها إلى طاقات للتكريس وانطلاقه نحو الحياة الأفضل، من بين هذه التجارب موت ابنتها الكبرى بليسيلا فجأة، ثم موت بولينا زوجة باماخيوس وهي شابة، وأيضاً روفينا، ولم يبقَ من بناتها الأربع سوى أوستخيوم. كان قلب باولا يلتهب كل يوم حنيناً نحو الحياة السماوية، وإذ كان جو روما خانقاً بالنسبة لها بكونها معروفة بعائلتها التي من الأشراف ولنقد العائلة لها، أرادت ترك روما لتحيا في سكون وهدوء تمارس عبادتها، بعيداً عن أسرتها وأصدقائها القدامى. في عام 385م انطلقت مع ابنتها مبحرة نحو قبرص حيث زارتا القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس، ومن هناك ذهبتا إلى أنطاكيا حيث التقتا بالقديس جيروم ومن معه. انضم الكل معا لينطلقوا إلى الأماكن المقدسة بفلسطين، ثم يرحلوا إلى مصر يلتقون ببعض رهبانها ومتوحديها. في مصر رافقت القديس جيروم رحلته في مصر. ولا بد أنها كانت معه حين التقى بالقديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية حيث تتلمذت على يديه لمدة شهر، ثم انطلقت معه إلى نتريا حيث بقيا هناك مدة طويلة. يحدثنا القديس جيروم عن أثر هذه الفترة في حياة هذه الأرملة، قائلاً بأنها كانت مملوءة غيرة وفرحاً برؤية القديسين مشتاقة أن تقتدي بهم. استقبلها الآباء بفرح، فكانت تمجد الله وتشعر أنها غير أهلٍ لهذه الكرامة. التقت بالمقارين وسرابيون وغيرهم، وزارت قلاليهم، وكانت تسجد عند أقدامهم، تشعر أنها ترى السيد المسيح في كل واحدٍ منهم. كان احتمالها التنقل بين القلالي والمبيت في البرية بفرح فوق احتمال أية إمرأة. لقد نسيت كل تعبٍ وكل احتياجٍ من أجل فرحها. في بيت لحم انطلقت في السنة التالية إلى أورشليم لتعيش في بيت لحم حيث بنت فندقاً لاستضافة الغرباء وديراً للرهبان وآخر للراهبات. عاشت مع ابنتها أستوخيوم في دير الراهبات في حياة نسكية جادة، وكان نظام الدير أن يشترك الكل في العمل اليدوي، خاصة الحياكة سواء للدير أو لمن هم خارج الدير. عاشت القديسة باولا بين الراهبات أماً تجتذبهن بحبها ورقتها وقدوتها، فكانت أول العاملات، تشترك وابنتها استوخيوم في الخدمة والعمل. ومع هذا فكانت حازمة، إن شاهدت إنسانة كثيرة الكلام أو غاضبة تسألها أن تعتزل الجماعة إلى حين، تصلي خارج الباب (خارج مكان الصلاة) وتأكل بمفردها. كانت تهتم بالفقراء كما ببناء الكنائس، وكان مبدأها بناء كنائس متضعة، فلا تميل إلى الكنائس الفخمة ولا المبالغة في أثاثاتها، إذ كانت تردد أنها تفضل إنفاق المال على الفقراء بكونهم أعضاء جسد المسيح الأحياء. كانت معينة للقديس جيروم في دراساته وترجماته، فقد تعلمت اليونانية عن والدها، واللاتينية في روما، والعبرية أيضًا حتى كانت تسبح المزامير بلغتها الأصلية. اشتركت مع معلمها جيروم في جداله الحاد مع يوحنا أسقف أورشليم بخصوص “الأوريجينية”. تربيتها لباولا الصغيرة عندما تركت روما كانت تئن في أعماقها لدموع ابنها توكسوتيوس الذي سألها ألا تغادر المدينة، لكن حياة الوحدة تتعدى حدود الدموع بالرغم من رقتها وحبها لابنها. تزوج هذا الابن فتاة مسيحية تدعى لائيتا Laeta ابنة كاهنٍ وثني، وقد عاشت مع رجلها مقتدين بباولا ورجلها في حياة إيمانية تقوية. إذ أنجبت لائيتا طفلة دعتها “باولا الصغيرة” لتعلقها بحماتها. وقد كتب إليها القديس جيروم رسالة رائعة عن تربية طفلتها، حملت مفاهيم مسيحية حية للفكر التربوي المتفتح، وقد سبق لي ترجمة جزء منها في كتاب “الحب الأخوي”. بعد فترة أرسلت لائيتا ابنتها باولا الصغيرة إلى بيت لحم للتلمذة على يديْ جدتها القديسة باولا ثم تسلمت قيادة جماعة رهبانية كجدتها. نياحتها إذ بلغت من العمر السادسة والخمسين دعاها السيد المسيح لتنطلق من الأتعاب إلى الفردوس بعد أن تعرضت للمرض. كانت في مرضها الأخير تردد المزامير بلا انقطاع، والتهب شوقها لملاقاة الله، والتمتع بالحياة السماوية، وإذ ضعف جسدها جداً جداً ولم تقدر على النطق صارت ترشم شفتيها بعلامة الصليب حتى رقدت في 26 يناير سنة 404م بين دموع ابنتها أستوخيوم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بامفيليوس الشهيد | الولادة: 240 الوفاة: – القديس بامفيليوس أو بمفيليوس Pamphilus، من مواطني بيروت، من أشرافها الأغنياء، ولد حوالي عام 240م، وتقبَّل تعليمه في مدينة الإسكندرية على يديْ العلامة أوريجينوس، وقد نبغ في المعرفة الروحية ودراسة الكتاب المقدس حتى دعاه يوسابيوس القيصري “أوريجينوس الصغير”. ذهب إلى قيصرية فلمع نجمه جداً، وعُرضت عليه مراتب عالية لكنه كان يزهد مراكز العالم وغناه. وزَّع أمواله على الفقراء وكرَّس حياته للدراسة والحياة المقدسة النسكية، فأُختير كاهناً بقيصرية فلسطين. وإذ شعر بحاجة الكهنة إلى الدراسة أنشأ مكتبة دينيه ضخمة، قيل أنها ضمت 3000 مجلداً انتفع بها الكثيرون خاصة يوسابيوس القيصري. حسب يوسابيوس نفسه تلميذاً للقديس بمفيليوس، فكان يكرمه جداً، وقد دعى نفسه: “يوسابيوس بن بمفيليوس”. استشهاده في أيام الإمبراطور دقلديانوس عزم والي بلاد فلسطين أوربانوس Urbanus القبض على بمفيليوس بكونه معلم المسيحيين، إذ كان قد افتتح مدرسة هناك واهتم بالتعليم جنباً إلى جنب مع عمله الكهنوتي وحياته النسكية. دخل في حوار مع الوالي، وإذ شعر الأخير بتمسك بمفيليوس بالإيمان أمر بتمزيق جسده بمخالب حديدية، وإلقائه في السجن. قُتل أوربانوس بأمر الملك وتولى الولاية على فلسطين فرميليانوس Firimilian، هذا ترك القديس بمفيليوس في السجن سنتين، وكان ذلك بتدبير إلهي لتثبيت كثير من المؤمنين خاصة الذين أُلقوا في السجن معه. سُجن أيضاً خمسة رجال مصريين هم إيليا وإرميا وإشعياء وصموئيل ودانيال، جاءوا إلى فلسطين فأُلقيّ القبض عليهم، وإذ التقوا بالقديس في السجن فرحوا جداً لرؤيته وامتلأوا تعزية. بعد أيام قُدم المصريون الخمسة للمحاكمة، وإذ سئلوا عن وطنهم، أجاب أصغرهم: “إننا مسيحيون من مدينة صهيون السماوية”. وإذ سمع الوالي ذلك غضب وأمر بقطع رؤوسهم. وكان شاب يدعى بروفوريوس في الثامنة عشرة من عمره واقفاً، كان عبداً للقديس بمفيليوس تتلمذ على يديه، ولم يكن قد نال المعمودية بعد، فطلب إذناً من الوالي بأن يدفن الشهداء الخمسة. سأل الوالي فرميليان العبد بروفوريوس Prophyrius الذي يعامله سيده كأخ أو كابن إن كان مسيحياً، فأجاب بالإيجاب، فسأل الوالي الجلادين أن يعذبوه بكل عنفٍ. صاروا يمزقون جسده بمخالب حديدية، وفتحوا بطنه محتملاً الآلام بصمت، وأخيراً أُعد له أتون نار فدخله ببطء ليسلم حياته وهو ينادي المسيح ابن الله. كان رجل كبادوكي يدعى سيليكوس Seleucus رأى ما حدث مع العبد فانطلق يبشر معلمه بمفيليوس باستشهاد برفوريوس ليعود هو نفسه يشهد للسيد المسيح فتقطع رأسه. قُطعت رأس القديس بمفيليوس ومعه 11 شهيداً من بينهم أحد العاملين لدى عائلة الوالي يُدعى ثيؤدولس Theodulus الذي عرف بأمانته للوالي واجتهاده، وأيضاً موعوظ يدعى يوليان لأنه أراد دفن أجساد الشهداء. على أي الأحوال قدم الوالي الأجساد للحيوانات المفترسة فلم تقترب إليها لمدة أربعة أيام فأمر بدفنها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار غريغوريوس ابن العبري | الولادة: 1226 الوفاة: 1286 غريغوريوس أبو الفرج بن هارون الملطي والمعروف بـ ابن العبري (بالسريانية: ܒܪ ܥܒܪܝܐ «بار عبريو»), ويُعرف في أوروبا باسمه اللاتيني “Bar-Hebraeus”. هو لاهوتي وفيلسوف وعالم سرياني وُلد 623 هـ الموافق 1226 م في مدينة ملطية، ولُقّبَ بابن العبري لأنّ جدّه أو والده قدم من قرية (عبرى) الواقعة قرب نهر الفرات، بينما يذهب البعض للاعتقاد بأنه عبراني (يهودي) الأصل، ولكن ابن العبري نفسه ينفي ذلك في بيت شعر يقول (بعد تعريبه): إذا كان ربنا (المسيح) سمى نفسه سامريًا فلا غضاضة عليك إذا دعوك بابن العبري لأن مصدر هذه التسمية نهر الفرات. 📜 حياته عام 1243 م انتقل مع أسرته إلى أنطاكية ومن ثم إلى طرابلس الشام، وهناك درس علم الطب والبيان والمنطق. كما أنه درس كذلك لغات عدة فكان ملمًا بالسريانية والعربية والأرمنية والفارسية. عام 1246 م نال رسامته الكهنوتية على يد بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية آنذاك إغناطيوس داود الثاني ثم أصبح أسقفًا لبلدة جوباس، وهو شاب يافع في العشرين من العمر. ثم أسقف لبلدة لاقبين، وبعد خمس سنوات نصب مطرانًا على حلب. عام 1264 عين مفريانًا (كاثوليكوس) للكنيسة السريانية في المشرق، وفي عهد مفريانيته اهتم بشؤون أتباعه متنقلًا بين مناطقهم في نينوى ودير مار متي وبغداد والموصل ومراغة وتبريز. كما أنه قام خلال حياته بسيامة إثني عشر أسقفًا وافتتح كنيستين وديرًا. كما أنه مرّ على غربي أرمينيا مرتين وعلى بغداد كذلك، وزار تكريت عام 1277 في الوقت الذي لم يزرها مفريان أو أسقف منذ ستين سنة. توفي في مراغة ببلاد فارس بتاريخ 7/ 6/ 685 هـ الموافق 30 يوليو/تموز 1286 وهو في الستين من عمره. ونقل ضريحه إلى دير مار متى للسريان الأرثوذكس بالموصل. 🏥 أعماله وضع ابن العبري الكثير من الكتب والمؤلفات معظمها باللغة السريانية ضاع بعض منها. وفيما يلي ذكر لكتبه الباقية حتى يومنا هذا: كتب لاهوتية: «مخزن الأسرار» و«منارة الأقداس» الذي اختصره في كتاب «الأشعة». كتب تاريخية: «تاريخ شامل» منذ بدء الخليقة حتى أيامه وقسم الكتاب إلى التاريخ السرياني والتاريخ الكنسي؛ ثمَّ ترجم التاريخ السرياني بنفسه إلى اللغة العربية بتصرف وذلك قبل وفاته بفترة قصيرة. كتب علمية: «كتاب الصعود العقلي في شكل الرقيع والأرض»، وشَرَحَ كتاب المجسطي لبطليموس القلوذي في علم النجوم وحركات الأفلاك، «كتاب الزيج الكبير» أي معرفة حركات الكواكب لاستخلاص التقويم السنوي وتعيين الأعياد المتنقلة، «كتاب المفردات الطبية»، «منتخب كتاب جامع المفردات أي الأدوية المفردة»، «كتاب منافع أعضاء الجسد». كتب فلسفية: «زبدة الحكمة»، وأوجزه في «تجارة الفوائد»، و«حديث الحكمة»، و«الأحداق» ورسالتان في النفس البشرية. كتب أخلاقية ونسكية: «الإيثيقون» و«الحمامة». كتب في القانون الكنسي: «الهدايات». كتب في الصرف والنحو: «الأضواء أو اللمع»، و«الغراماطيق»، و«الشّرار» (لم يتمه). كتب أدبية: «القصص المُضحكة» وهذا الكتاب كما هو مبين من عنوانه يتناول أخبار وقصص طريفة. كما كتب ابن العبري الكثير من الأبيات والقصائد الشعرية. 📖 كتب ومؤلفات يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “مار غريغوريوس ابن العبري ” وتحميلها من هنا. موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| يعقوب، أسقف نصيبين | الولادة: – الوفاة: – فضلاً عن روايات عديدة، عن مار يعقوب فإنه يُعرف بأول أسقف على نصيبين، خاصة من خلال: ” الأناشيد النصيبينية” للقديس أفرام .ويعقوب هو الذي بنى الكنيسة العظمى المندثرة حالياً في نصيبين بين /313و320/ ، استناداً إلى شهادة القديس أثناسيوس. قام يعقوب بدور فاعل سنة /325/ في مجمع نيقية، في إدانة آريوس، وقد يكون رافقه القديس أفرام الذي أقامه لدى عودته منها، مفسراً للكتب المقدسة. يُشير القديس أفرام إلى دور يعقوب المثالي في الحفاظ على نصيبين “بالعصا” ضد الفساد والرذيلة. يُنسب إلى صلواته إنقاذ المدينة من حصار شابور، مرة أولى سنة /338/، مات يعقوب بعد ذلك بمدة وجيزة، وبقي جثمانه حامياً لنصيبين، خاصة أثناء الحصار الثالث سنة /350/، ثم نُقلت ذخائره إلى آمد سنة /363/ عندما آلت نصيبين إلى يد الفرس. إن دور يعقوب في إعلان البشارة الإنجيلية في أرومينيا، وكذلك صداقته مع غريغوريوس المنوّر هما موضع شك. كان تذكاره يُقام قديماً عند السريان الشرقيين يوم الجمعة الأول من أسابيع الصيف، ثم نقل إلى 13/كانون الثاني/يناير، و17 /نيسان/أبريل. يحتفل السريان الأرثوذكس بعيده في 12/أيار/مايو، و1 /أيلول/سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب الرهاوي المفسِّر | الولادة: 633 الوفاة: 708 إنه أحد أبرز العلماء السريان الغربيين. ولد في قرية عين دابا، الواقعة قرب أنطاكية (بالقرب من عفرين في سورية)، نحو العام /633/. ربما كان أبوه يدعى اسحق، بدأ يتعلم على يد كاهن يدعى قرياقس، ثم دخل دير قنشرين حيث تتلمذ هو ورفيقه أثناسيوس البلدي على يد ساويرا سابوخت، ثم تابع دروسه الفلسفية في الرها والاسكندرية. رُسم أسقفاً على يد زميله الذي كان قد أصبح بطريركاً، ولكن بسبب طباعه الحادة، وعلى الرغم من النصائح التي قدمها إليه كل من البطريرك يوليانس الثالث ورفاقه الأساقفة، اضطر يعقوب إلى تقديم استقالته من الأسقفية بعد أربعة أعوام من رسامته. اعتزل واثنان من تلامذته هما دانيال وقسطنطين في دير القديس يعقوب الكيسومي، ثم درَّس اليونانية في دير أوسيبونا (قرب قرية تلعدا)، حيث أقام مدة إحدى عشرة سنة قضاها في كتابة تفسير الأسفار المقدسة، ونتيجة لسوء تفاهم وقع بينه وبين الرهبان اليونانيين عاد إلى دير تلعدا مع ستة من تلامذته، وهناك مكث مدة إحدى عشرة سنة أخرى، وترجم سفر الملوك سنة /705/. في العام /707/ توفي حبيب خليفة يعقوب على كرسي الرها، فطالب أبناء الأبرشية بعودته، وقد عاد بالفعل في آخر شهر كانون الثاني /يناير من العام /708/، ولكنه توفي بعد أربعة أشهر من ذلك في 5 /حزيران/يونيو ، في دير تلعدا حيث كان مضى لأخذ كتبه. انظر مؤلفاته في كتب الآداب السريانية. حول قوانينه راجع آرثر فوبس، يحيي السريان الغربيون تذكاره في 18/شباط/فبراير، وفي 29 /أيار/مايو و31 منه، وفي 4/حزيران/يونيو أو 5 منه، وفي 29/تموز/يوليو أو يوم الخميس الواقع بعد الأحد الجديد. يقام عيده عند الموارنة في 27/كانون الثاني/يناير، ولعل ذلك بسبب الالتباس بينه وبين راهب فلسطيني يحمل الاسم نفسه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب المقطَّع الشهيد | الولادة: – الوفاة: – معظم اللوائح السريانية الشرقية منها والغربية، تحيي تذكار هذا الشهيد في 27/تشرين الثاني/ نوفمبر، فضلاً عن تذكاره في أيام أخرى، دلالة على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، غير أن كثيراً من النقاد يشك في صحة هذه السيرة سواء لجهة التسلسل الاعتباطي للأحداث أم لجهة الاستفاضة في سرد التفاصيل، الأمر الذي يتعارض مع اعتدال أسلوب سيرة يعقوب الكاتب، وقد لوحظت فيها أيضاً تفاصيل مقتبسة من سيرة فيروز. إن هذا النص المنقول إلى كل من اليونانية والأرمنية والعربية والجورجية والقبطية واللاتينية، قد أثار المخيلات بحيوية وصفه “الميتات السبع”وردود بطلها، مما لم يمنع هذا الأخير من “العوم في الفضاء كالطيف” في الواقع لا يظهر هذا القديس لأول مرة إلا في قائمة سريانية تعود إلى القرن التاسع. إن النص بحد ذاته يصف يعقوب على أنه من مواليد بيت لافاط المقر الصيفي الملكي، كان في بادىء الأمر مسيحياً، ثم جحد إيمانه ليحظى بنعم الملك يزدحرد /299-421/، إلا أنه استجابة لالتماس والدته وزوجته اللتين كانتا تنحيان عليه باللائمة، عاد واعترف بإيمانه أما بهرام الخامس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار فيلكسينوس، أسقف منبج | الولادة: – الوفاة: 523 أحد أشهر القديسين السريان الغربيين، يُقام تذكاره في جميع اللوائح الخاصة بأسماء القديسين، في تواريخ مختلفة وهي 10 /كانون الأول /ديسمبر، و18/شباط/فبراير، والاول من نيسان /أبريل و2 منه، وفي 26/آب/أغسطس و18 منه. وُلد في تَحَل في منطقة باجرمي، نحو أواسط القرن الخامس، اسمه ترجمة يونانية لاسمه السرياني أخسنايا (الغريب)، لأنه كان قد هاجر مع عائلته إلى طورعبدين. التحق على التوالي بكل من مدرسة قرتمين، ومدرسة الرها ومدرسة تلعدا، في منطقة انطاكية، وأصبح راهباً وكاهناً. في العام /485/ أصبح أسقفاً على منبج، على الفرات، وبعد أن قاوم النساطرة عارض فلافيانوس سنة /449/في القسطنطينية، وناصر مار سويريوس الذي خلفه سنة/512/. بعد وفاة الامبراطور أنسطاس، قام خليفته يوستينيانوس سنة /518/ بإبعاد أتباع مذهب الطبيعة الواحدة، وبينهم فيلكسينوس إلى فيليبولي في تراقية، ثم إلى غنغرة في لاغونية، سجن في غرفة مسدودة النوافذ فوق المطبخ، وقد اشتكى من ذلك في رسالة وقد يكون توفي اختناقاً من كثرة الدخان في 10/كانون الأول /ديسمبر سنة /523/ عن ثمانين سنة، بعد/33/ عاماً من الخدمة الأسقفية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار قرياقس ووالدته يوليطي الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – يرد اسم الشهيدين في تقويم الأعياد السريانية الشرقية والغربية على حد سواء، في 15/تموز/يوليو أو 11 منه، في حين أ نعيدها في أيام البيروني أي نحو العام /1000/ كان يقع في يوم الجمعة العشرين بعد الصوم الكبير. ومع ذلك، فإن واضعي لوائح أسماء القديسين لايتفقون على مكان وقوع الاستشهاد هل هو في طرسوس أم قونية أم أنطاكية؟ كما لايتفقون على عدد الشهداء ،وهو يترواح بين/45و1504/. أما تاريخ الاستشهاد فإنه يحدد تحديداً عاماً في عهد ديوقليسيانس أي في مطلع القرن الرابع. تتلخص الوقائع المتفق عليها في جميع الروايات يما يلي: اعتقلت يوليطي بصفتها مسيحية، ولما بوشر بتعذيبها تقدم ابنها قرياقس (أو قيوره)، البالغ من العمر ثلاثة أعوام، وجهر بإيمانه المسيحي ليشارك أمه في آلامها، أمسكه الحاكم من رجله وقذف به بعنف نحو درجات منبر المحكمة فتحطمت جمجمته، فشكرت يوليطي الله على استشهاد ولدها ثم قطع رأسها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ماروثا التكريتي | الولادة: – الوفاة: 469 يختلط اسمه غالباً باسم ماروثا الميافرقيني، ولد في شورزق من قرى بانوهدرا (دهوك شمال العراق الحالي)، اعتنق الحياة الرهبانية في دير ناردوس في المنطقة عينها، ثم أكمل دراسته اللاهوتية في دير زكا – قرب الرقة وفي جبل الرها. لدى عودته إلى مسقط رأسه مارس التعليم في دير مارمتى إلى أن أصبح سنة /629/ الأسقف الأكبر (متوبوليت)، وتولى رئاسة أبرشيات المملكة الفارسية تحت سيطرة هيرقليوس والتي اتحدت بكرسي أنطاكية. في العام /637/اجتاح العرب للمرة الأولى مدينة تكريت، ثم ثبتوا هذا هذا الفتح سنة /641/ بمعاهدة يبدو أن ماروثا كان أحد المشاركين في وضعها. شيّد في المدينة الكنيسة الكبيرة داخل القلعة، حيث دُفن، وديرين أحدهما باسم القديس سرجيوس في الصحراء، والآخر باسم دير والدة الإله في بيت عبري. توفي في 2/أيار/مايو من العام /649/، يحي السريان الغربيون تذكاره في هذا التاريخ أو في اليوم السابق، أو أيضاً في 10/أيار/مايو ، تُطلب شفاعته حالات اختطاف الأطفال تُنسب إليه مؤلفات أدبية متنوعة، أما القوانين التي يُقال لها قوانين مارمتى المنسوبة إلى العام /629/، فأنها تعود في الواقع إلى عهد متأخر جداً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار دانيال، أسقف الرها | الولادة: 665 الوفاة: 684 في عهده سيطرت الأرواح الشريرة على الأخوة المقيمين في دير قنشرين، فاستدعى رئيس الدير الأسقف دانيال الذي اقترح أن يبحث عن جثمان سويريوس السيمساطي، في دير القديس يعقوب في كيسوم حيث كان مدفوناً، غير أن أصحابه امتنعوا عن تسليمهم إياه. وبعد مفاوضات شاقة حصلوا على قسم منه، وبطبيعة الحال طرد ” الأعرج” الأرواح الشريرة، كما كان يفعل في حياته عندما كان في سميساط. كتب دانيال أجزاء من تاريخ دير قنشرين، ولا سيما حول الألاعيب الشيطانية التي كانت تقع هناك. ونشر نُو (NAU) بعضاً من هذه الأجزاء في ملحق النبذة التاريخية عن دير قرتمين. كان تذكار دانيال يقام عند السريان الغربيين في11/كانون الثاني/يناير، وفي30 /حزيران/يونيو، أما فكان يقام بنوع خاص في 28/نيسان/أبريل. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة هيلانة والدة الملك قسطنطين | الولادة: – الوفاة: – 🌸 النشأة وُلِدَت هيلانة بمدينة الرها من أبوين مسيحيين نحو سنة 247م. ربياها تربية مسيحية، وكانت حسنة الصورة جميلة النفس. وحدث أن قسطنطينوس الأول، ملك البيزنطية، قد نزل بمدينة الرها وهناك تزوّجها، ورُزِقَت منه بقسطنطين، فربّته بالحكمة والآداب، وبعد وفاة والده صار إمبراطورًا على الشرق وجعل مقره القسطنطينية. ✨ رؤيا قسطنطين وذات يوم رأى في رؤيا في منتصف النهار صليبًا من نور ومكتوبًا تحته: “بهذا تغلب”. فجعل الصليب راية للجنود وانتصر في الحرب. ⛪ اكتشاف الصليب المقدس وبعد أن تجاوزت هيلانة السبعين من عمرها رأت في رؤيا من يقول لها: “امضي إلى أورشليم وابحثي عن صليب المخلِّص”. وإذ أعلمت ابنها، أرسلها ومعها حاشية من الجند إلى أورشليم حيث التقت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم، واستعلمت منه عن المكان المدفون فيه الصليب. وبعد سؤال أحد المسنّين من اليهود، أعلَمَها عن هضبة فوقها هيكل وثني للإله فينوس أقامه الإمبراطور الروماني هدريان سنة 135م إمعانًا منه في إخفاء الصليب. أمرت الملكة هيلانة بهدم الهيكل ورفع الأتربة، فَوُجِدَت ثلاثة صلبان، وتأكدوا من صليب الرب لما وضعوه على ميت فقام. كما أنهم وجدوا على الصليب الكتابة التي كتبها بيلاطس البنطي. 🕍 بناء الكنائس المقدسة ثم أعطت الملكة أموالًا للأنبا مكاريوس ليبني كنيسة القيامة فوق القبر المقدس، وكنيسة أخرى فوق مغارة بيت لحم، وكنيسة ثالثة فوق موضع الصعود على جبل الزيتون. وعند عودتها أخذت مسمارًا من الصليب لابنها حيث وضعه على الخوذة الملكية. كما أرسلت قطعة من خشبة الصليب إلى القصر الإمبراطوري في القسطنطينية، أمّا بقية الصليب فقد وُضِعَ في تابوت من الفضة داخل كنيسة القيامة. 🕊️ انتقالها سارت هذه القديسة سيرة حسنة، وأوقفت كثيرًا من الأموال على الكنائس، وبَنَت كنائس كثيرة وأديرة، ثم تنيَّحت بسلام ولها من العمر ثمانون عامًا. … | آباء وقديسون | |
| مار بهنام وشقيقته ساره | الولادة: – الوفاة: – الأساس التاريخي للسيرة هزيل جداً، هناك شهيد يُدعى بهنام أي بالفارسية الطيب الاسم، وهو اسم ينسب صاحبه إلى العهد الساساني، في القرن الرابع، كما تشمل قبراً أصبح بين القرن الثالث عشر والرابع عشر جوهرة النحت الاتابكي في الموصل، لإثبات حداثة عهد الرواية نسوق الدليل الذي يقدمه ماردين للسريان الغربيين، يوحنا /1125-1165/، الذي كان قد قام بترميم العديد من الأديرة والذي يقول أن أعمال القديسيين الذين بُنيت هذه المعابد تكريماً لهم قد فُقد معظمها مع الأسف، وهو يذكر على سبيل المثال :مار بهنام الشهيد الذي تجري العجائب والآيات على يده، كما في أيام الرسل، للذين يأتون إليه بإيمان، ومع ذلك ليس بين أيدينا قصة عن حياته، بل هناك فقط تقليد شفهي يطول أو يقصر على هوى الرواة. بعد هذا، ومن دون مناقشة التفاصيل (كما فعلت في كتاب آشور المسيحية، مجلد 2،ص566-573) إليكم خلاصة هذه القصة. كان بهنام ابناً لـ “سنحريب” ملك نمرود العاصمة الآشورية القديمة التي لاتزال آثارها ظاهرة للعيان على مسافة بضعة كيلومترات من المزار، كان هذا الأمير الوثني الشاب، قد التقى في إحدى رحلات الصيد، الراهب متى الذي كانت صومعته تقع في جبل مقلوب، ولما حث الراهب الأمير على اعتناق المسيحية طلب إليه هو بدوره برهاناً على صحة هذا الدين، أن يشفي شقيقته ساره المصابة بداء البرص، وهذا ماجرى بالفعل في مكان “عين البرص”حيث اقتبل بهنام وشقيقته العماد، ولما علم بذلك والدهما سنحريب غضب وقضى عليهما وعلى أربعين من رفاقهما، بعد ذلك مرض الملك واعتنق المسيحية هو وزوجته شيرين، وشَّد مقاماً لولديه الاثنين وديراً لمتى وآخر لتلميذه إبراهيم. يُحيي السريان الغربيون خاصة، تذكار بهنام وسارة ورفاقهما الأربعين في 10/كانون الأول/ديسمبر، كما يحييه منذ زمن قريب السريان الشرقيون، ولكن من دون ذكر ساره، وفي التاريخ عينه تذكر قائمة الربان صليبا الشهداء الأربعين لقرية برطلي المجاورة للدير المعد بناؤه لاستقبال الحجاج عند مقام الشهيد بهنام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار إبراهيم القيدوني السرياني | الولادة: – الوفاة: – إبراهيم أو أبرام أو إبراميوس القيدوني وُلد في مايُظن في الرها في سلخ القرن الثالث، وتزوج ثم زهد في الدنيا لسبعة أيام من عرسه، وبعد موت أبويه وزع أمواله على الفقراء، ورُسم كاهناً ونصّر قرية قيدنا. وتتلمذت له مريم ابنة أخيه، ولما هوت في وهدة الخطيئة نشلها منها بنصائحه وإرشاداته حتى عادت إلى رتبتها الأولى. وما أجمل الأنشودة السريانية التي حبكتها، فيها تندب حظها وتندم على ما فرط منها، مظهرة توبة صادقة، وسنة/366/ فاضت روحه النقية وقد وقف على عتبة السبعين، وقرظه مار أفرام، وقد كتبت قصته بالسريانية ونحلت مار أفرام خطأ تقع في /35/ صفحة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يوليان الشيخ السرياني | الولادة: – الوفاة: 367 سكن أولاً صحراء في إقليم الفرات، ثم أنشأ ديراً في جبل حسماي، بقرب نهر الفرات حيث تتلمذ له نحو مئة راهب، أشهرهم آفاق مطران حلب، واجترح المعجزات، ولما أشاع عنه الآريوسيون بأنه من رأيهم: استقدمه إلى أنطاكية القس فلابيانس وأفرهاط الناسك، وديودورس أستاذ المدرسة الأنطاكية، فأخزى الآريوسيين. وفي سنة /367/ توفي في جبل الرها، وقرّظه مار أفرام، وكتبت قصته بالسريانية رواية عن تلميذه آفاق المذكور. وفي القرن التالي أنشأ السريان باسمه ديراً بظاهر القريتين من ديار حمص حوى شيئاً من رفاته، ولايزال عامراً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| القديسة فبرونيا | الولادة: – الوفاة: – في أوائل الجيل الرابع كان في نصيبين دير للبنات فيه خمسون راهبة، وعليهن رئيسة اسمها فبرونيا من جملة هؤلاء الراهبات وهي التي ذات حسن وجمال فائق. ولأجل هذا كانت تحتفظ بها الرئيسة مخافة عليها من فخاخ الأشرار، فضلاً عن أنها كانت ابنة أخيها. فأتى سيلينوس بأمر ديوقلطيانوس إلى مابين النهرين وفتك بالمسحيين نحو سنة/304/، ولما بلغه خبر فبرونيا أمر بالقبض عليها وأذاقها أمر العذابات وأشنعها، فأنه مزّق ثيابها في وسط المشهد، ثم مدّدها على الأرض وشعلوا تحتها ناراً خفيفة وجلدوا ظهرها بقضبان، ثم علقوها على خشبة ومشطوا جنبيها بأمشاط حديدية وأحرقوها بالنار، ثم قلعوا أسنانها وقطعوا ثدييها، أخيراً قطعوا يديها ورجليها فرأسها، ودُفنت القديسة في ديرها، وتقول تومايس كاتبة قصتها أن أسقف نصيبين بنى كنيسة فاخرة أكملها في ست سنيين ونقل إليها جزءاً من ذخيرة القديسة فبرونيا . إن الآباء البولنديين قد أقروا بصحة أعمال فبرونيا، غير أن تيلمون والسمعاني قد شكا في حقيقتها، وذلك على أنه في ذلك الزمان لم يكن أديرة منتظمة، وقولهما مردود لأنه كما رأينا في الفصل الثالث من هذا الباب أنه كان أديرة كثيرة في بلاد فارس منذ مبادىء الجيل الرابع. وأن أعمال فبرونيا تُرجمت منذ قديم الزمان إلى اليونانية واللاتينية، وتذكارها عند اللاتين والكلدان النساطرة والأرمن والسريان في 25/حزيران، وعند الملكيين في 26 منه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار سركيس ومار باخوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قد يكون سركيس وباخوس أشهر شهداء المشرق، ومع ذلك فإن سيرتهما على قِدمها، ليست لها أي قيمة تاريخية، حتى أن تاريخ استشهادهما ليس ثابتاً (نهاية القرن الثالث أو مطلع القرن الرابع). ” الشهيدان العظيمان ” ضابطان رومانيان امتنعا عن تقديم الذبائح لآلهة الإمبراطورية، فمات باخوس أولاً في صور، تحت الجلد الشديد بالسياط، وقد يكون دفن لاحقاً في بربليسوس (باليس) على الفرات، على مسافة مائة كيلومتر شرقي حلب . أما سركيس فإنه أُذيق شتى أنواع التعذيب، قبل أن يُقطع رأسه في الرصافة على الفرات، حيث شيّدت على أسمه كنيسة فخمة أصبحت إحدى المقامات الأكثر شهرة في القرون اللاحقة، سواء من قبل الروم أم من قبل المسحيين العرب القاطنين على جانبي الحدود، حتى أن كسرى نفسه، عندما تلقى الدعم من الإمبراطور موريس لاسترداد مملكته، قدّم نذوراً إلى المقام المذكور نموذج مصغّر. انتشرت شهرة سركيس وباخوس في العالم المسيحي بأسره. أما في الشرق فيلاحظ بناء نموذج مصغّر عن كنيسة الرصافة وسط بادية العراق الحالي الشمالية الشرقية على يد أحودامه مطران تكريت (القرن السادس)، وذلك تجنباً لاستقرار رعيته من البدو العرب بعد زيارتهم للمعبد الرئيسي على الفرات. يُكرم القديس سركيس لدى السريان الغربيين في الأول من تشرين الأول / أكتوبر، وفي 3/ أيار /مايو، وفي 6 منه، وفي الأول من أيلول/سبتمبر، وفي 9 كانون الأول/ ديسمبر، وخصوصاً في 7/ تشرين الأول/ أكتوبر. ألقى البطريرك سويريوس عظة في عيد القديس سركيس في 7/ تشرين الأول / أكتوبر سنة/ 514/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار يعقوب البرادعي | الولادة: 500 الوفاة: 578 🕊️ القديس مار يعقوب البرادعي (ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܒܪܕܥܝܐ) هو أحد أبرز رجالات الكنيسة السريانية في التاريخ، وُلِد في أوائل القرن السادس الميلادي (حوالي سنة 500م)، وكان له دور بطولي في إعادة لمّ شمل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعد اضطهاد طويل. عُرف بثباته وإيمانه العميق، وبتنقله المتخفي في كل أرجاء الشرق لتثبيت المؤمنين وإقامة الكهنة والأساقفة. 🏛️ النشأة والخدمة المبكرة نشأ مار يعقوب في مدينة تُدعى تلا موزيبلنا. ومع اشتداد الاضطهادات ضد الكنيسة السريانية بين عامي 512–528م، سافر إلى القسطنطينية سنة 528م. هناك، نال دعم الإمبراطور ثيودوسيوس وزوجته تيروكيا التي كانت تنتمي إلى المذهب الأرثوذكسي (الميافيزي). بفضلها، سُمح له بأن يُرسم أسقفًا على يد البطريرك مار ساويرا الأنطاكي (الذي كان في المنفى)، ليكون رسولًا متنقلًا بين الكنائس. 🧥 حياته التبشيرية والنسكية ارتدى مار يعقوب ثياب الرهبان الفقراء، وجال على مدى خمسين عامًا في كل من سوريا، ما بين النهرين، مصر، أرمينيا، لبنان، وحتى بلاد فارس. كان يكرّس الكهنة ويُقيم الأساقفة، وكان يحمل رسائل المجامع السرية التي كانت تُعقد في المنفى. لم يكن عمله تنظيميًا فقط، بل كان روحيًا وعقائديًا، حافظ فيه على وحدة الكنيسة والإيمان الأرثوذكسي. 📊 أرقام مذهلة بحسب المصادر السريانية، رسم مار يعقوب خلال حياته: أكثر من 100,000 كاهن أكثر من 80,000 شماس أكثر من 200,000 أسقف في شتى أرجاء الشرق، ما جعله يُلقّب بـ”بطريرك كل المشرق”، وهو لقب سبق أن بدأ معه، وتكرّس رسميًا لاحقًا في مجمع دير قرتمين سنة 793م. 🕯️ وفاته ورفاته توفي في 30 تموز سنة 578م في دير كاسيس قرب منبج، ثم نُقلت رفاته إلى دير زافين في ماردين، وأخيرًا إلى دير مار مرقس في القدس. وما تزال ذكراه حيّة في الصلوات السريانية حتى يومنا هذا. 📜 إرثه التاريخي والعقائدي شهد القرن السادس انقسامًا بعد مجمع خلقيدونية (451م)، وانقسمت الكنائس بين مؤيد ورافض له. لعب مار يعقوب دورًا محوريًا في تثبيت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ما جعل الكنيسة تُنسب إليه في ما بعد باسم “اليعقوبية”، رغم أن هذا اللقب أُطلق من الخصوم، وقد رُفع اسمه لاحقًا من قائمة الهراطقة سنة 633م. 🖋️ كتاباته يُنسب إليه عدد قليل من المؤلفات، بينها رسائل وعظات، وبعضها كتبها بالتعاون مع الأسقف بطرس الرهاوي، وذُكر أيضًا في مصادر سريانية ومخطوطات حبشية في قوانين كنسية مختلفة. 🔖 رمزيته وأهميته 👣 الراهب المتجوّل: رمز للإيمان المتحرك في وجه الاضطهاد. 🕊️ صانع الوحدة: حافظ على وحدة الكنيسة في أصعب ظروفها. 📚 المدافع العقائدي: كان صوته صوت الرسل والآباء، لا مبتدعًا بل حاميًا للإيمان. 🕯️ المعترف والشهيد غير الدامي: عاش كل عمره في الخطر والنفي والتعب لأجل الإيمان دون أن يموت قتيلاً، لكنه شهيد روح. مصدر آخر نفتقر حتى أيامنا الحاضرة، إلى سيرة نقدية شاملة حول هذه الشخصية البارزة التي طرحت بشأنها أسئلة عديدة ولا سيما من قبل دافيد بوندي. استعرض في هذه المقالة المصادر العديدة لسيرة يعقوب البرادعي، وبعضها مشكوك بصحته. يلاحظ أن هناك مراحل دقيقة وعديدة تفتقر إلى معلومات أصلية أو غير أصلية، ولا سيما في ما يتعلق بالسنوات الأخيرة التي تلت موت يوستينيانس /565/. إن سيرته التقليدية التي جمعها، على سبيل المثال، البطريرك برصوم تجعل مولده في تل موزلت عام /500/، أصبح راهباً في دير فسيلتا الواقع قرب مسقط رأسه (والحالية)، في سنة /528/ انتقل إلى القسطنطينية، ثم بتأثير من الإمبراطورة تيودورة وبتوصية من الملك العربي الحارث بن جبلة، رسمه البطريرك تيودوسيوس الإسكندري سنة /542-543/، ولم يذكر إلا في النصوص المتأخرة أن يكون سويريوس الأنطاكي هو الذي رسمه، رُسم على كرسي الرها ولم يتمكن من الإقامة فيها، على الرغم من أن تيودوسيوس منح يعقوب أولية ما على سائر الأساقفة (يذكره الأول في مستهل رسائله)، لا يبدو أنه كان له لقب آخر، كلقب: “الأسقف المسكوني” الذي تنسبه إليه النصوص الحديثة العهد. أصبح يعقوب روح المقاومة في وجه سياسة يوستينياس الذي كان يحاول دفع الكنائس إلى القبول بقانون إيمان خلقيدونية، متمتعاً بـ ” سلطة ظرفية” كبيرة، تُعزى إلى زهده وعلمه ومقاومته البطولية في وجه المصاعب، جال يعقوب بلا كلل في البلاد الشرقية ومصر وسورية، وصولاً إلى أرمينيا شمالاً، وتخوم بلاد فارس. وكان يرسم عشرات الآلاف من الكهنة (قيل أنه رسم 102000!) و/27/ أسقفاً وبطريركين، وذلك بهدف أن يمد المقاومة المناهضة لخلقيدونية بإطار يمهد لإبراز هذه المقاومة على الملأ. وكان ينتقل متخفياً بصفة جوال (من هنا كان اسمه البرادعي، وهو ما لا يجب دمجه بـ ” بار آداي” أو “بار أداي”، كما فعل، على سبيل المثال المعجم اللاهوتي الكاثوليكي). وكان يتوارى دائماً بفضل أن الشعب معه، من وجه الحرس الملكي، “ينظم ويرسم ويعزي ويشجع، ويوطد الإيمان ويعلم في كل مكان حزب المؤمنين”. إنه رئيس روحي موهوب أكثر منه رئيس كنسي، ومع ذلك لم يكن “بديلاً مؤقتاً من البطريرك مار سويريوس”، (الغائب المنفي) وليس من الصحيح إعطاؤه لقب بطريرك. لا يبدو أن يعقوب تجاوز التخوم البيزنطية، وإذا أخذنا بما جاء في التاريخ المنسوب إلى زكريا، يكون قورش هو الذي قام بمثل هذا العمل في المملكة الفارسية، ولكن خصوصاً أحد الأساقفة الذين رسمهم ويدعى أحودامه. يبدو أن دور يعقوب قد تضاءل بعد موت يوستينيانس عام /565/، ولا سيما بعد وفاة حاميه البطريرك تيودوسيوس الإسكندري عام /566/، ثم تأتي سنوات سادت فيها الخلافات، ولا سيما فضيحة تسببت “بالمصائب” التي لم يجلُ المؤرخون أمرها… تحاول النصوص أن تخفف من أهميتها، إذ تذكر على سبيل المثال، أن القديس يعقوب وبولس الثاني الأسود الإسكندري بطريرك أنطاكية /550-575/، كانا متفانيين في خدمة الرب. وفي الواقع، يظهر (في تاريخ الرهاوي المجهول) أن يعقوب قد أقام بولس بطريركاً على أنطاكية بموافقة تيودوسيوس الإسكندري. أما بعد، وكان بولس القالونيقي (الرقي) أن يقبل بالبطريركية، ولكن بطرس كان يرفض دائماً، بسبب وجود بولس. ولم يقبل بطرس (الثالث) بالبطريركية إلا بعد وفاة كل من بولس /575/ ويعقوب /578/، وكانت سيامته على يد دميانس بطريرك الإسكندرية. توفي يعقوب البرادعي في 30 /تموز/يوليو عام /578/، في مصر في دير قسيون، وفي عام /622/، قام رهبان ديره الأصلي وهو دير قسيلتا، بالاستيلاء على رفاته وحملوه إلى ديرهم، وقد يكونون هم أيضاً الذين نمقوا نصوص سيرته لإعلاء شأن ديرهم. اعتبر يعقوب من قبل خصومه “مؤسس” الكنيسة السريانية التي أطلقوا عليها المونوفيزية، وبالتالي لقب “اليعقوبية”. أما السريان الأرثوذكس ابن الكنيسة البار، والمجاهد الرسولي الأكبر. من الثابت أنه كان أحد عناصر نهضة المجموعة اللاخلقيدونية بعد وفاة مار سويريوس. لكن هذه المجموعة لم تتمكن من تحقيق تنظيمها الذاتي، في وجه الكنيسة “الملكية” والكنيسة “النسطورية” الفارسية، إلا في العام /629/، أي قبل الفتح الإسلامي للمدائن، عندما كان جيش هرقل يحتل النصف الشمالي للعراق الحالي، وكان ذلك لمدة ست سنوات فقط. يرد تذكار مار يعقوب البرادعي في جميع اللوائح السريانية الغربية، في 2/شباط/ فبراير و 18 أو 20 منه، وفي 20/آذار/ مارس أو 21 منه، وفي 30 /تموز/يوليو أو 31 منه، وفي 28 /تشرين الثاني/نوفمبر. ينسب إليه عدد قليل من المؤلفات، ومع ذلك لم يُبت بعد بمسألة صحتها، أُحصي له:تسع رسائل، بعضها كُتب بالتعاون مع آخرين، ولا سيما الأسقف ثيودوروس، الذي رُسم معه،”وقانون إيمان”، وهو يُنسب أحياناً إلى البطريرك نوح البقوفي، وعظة حول البشارة وأخيراً نافور. وهناك قوانين باسمه محفوظة في مخطوطات حبشية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار عبدا السرياني | الولادة: – الوفاة: – ترهب ورسم كاهناً، وأسس في سليق وقطيسيفون ديراً ومدرسة، وهدى جمهوراً من المجوس. وفي أواسط القرن الرابع أقام في دير الصليب، وأكرمه الله بفعل المعجزات. ومن تلاميذه عبد يشوع الناسك السرياني الذي أنشأ ديراً باسم الرسول جنوبي قطر، كان آهلاً بمئتي راهب في حدود سنة /390/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار هرون السرياني | الولادة: – الوفاة: 389 وُلد في سروج في أحضان أسرة ثرية، ولما ترعرع تنسك في ديار فلوديا وشيّد ديراً في جبل بريخو (المبارك) في ملطية، وكان رهبانه سبعة وسبعين، وتوفي سنة /389/شيخاً كبيراً بعد أن اجترح العجائب، وكتب قصته بالسريانية تلميذه بولس، وقد أسعف ديره الكنيسة بستة أساقفة من سنة /1088-1289/ أوغريس من بلاد البنطس، درس العلوم، فرسمه القديس غريغوريوس النزينزي شماساً، وفي العقد التاسع من القرن الرابع زهد في الدنيا وتتلمذ لمار مقاريوس المصري، واشتهر بين مصنفاته النسكية العديدة كتاب:المئات وستمائة حكمة نسكية، ومقالة في أفكار الخبيث، وانتقل إلى ربه سنة/399/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سمعان العمودي الكبير | الولادة: – الوفاة: 459 من المعلوم أنه يوجد اثنان بهذا الاسم، سمعان الكبير العجائبي (توفي سنة 459)، وسمعان الصغير المنسوب إلى “الجبل العجيب”(توفي سنة 592). أما الذي يعيّد له السريان الغربيون في 1و2 أيلول/سبتمبر، واللاتين في 5 كانون الثاني/يناير، فهو سمعان الكبير. إن سيرته السريانية تستوحي كثيراً المؤرخ. وُلد سمعان العمودي في سيرا الواقعة عل الحدود بين بلاد قورش وكيليكيا، بدأ حياته راعياً، وبعدما عاش مدة عامين مع بعض النسّاك، التحق بثيودوروس في تلعدا، حيث مكث معه مدة عشرة أعوام، في غضون ذلك نزل إلى بئر جافة، ولما أُخرج منها، قصد تلانيسيوس عند سفح جبل، حيث عاش محتبساً عشرين يوماً، ثم سكن في كوخ، وأخيرا ًارتقى عموداً ارتفاعه ستة أذرع، ثم /12/ذرعاً، و/36/ذراعاً. قيّد نفسه بالسلاسل وبقي عرضة لأقسى التقلبات الطقسية، وحشرات البق، ثم أصيب بتقرح في رجله وأصبح مكانه محجاً للزوار، تاب على يده جمع غفير، وتنبأ بأمور عديدة، وأجرى العدل، وكانت له مداخلات في حياة الكنيسة، توفي في أيلول/سبتمبر من العام /459/. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| برصوم،رئيس البكائين(النسّاك) | الولادة: – الوفاة: 458 وُلد برصوم في الشنّا الشمالية، أي السن بن عتير، الواقعة في نواحي سميساط، وتتلمذ على يد إبراهيم ناسك الجبل العالي. تُنسب إلى هذا الراهب الصّارم أعمال خارقة عديدة، وقد تبعه عدد كبير من التلامذة. ولما صار “رئيس البكائين” قصد القدس مرات عديدة، وفي إحدى رحلاته إليها سنة /438/، على ما يبدو، طرد منها اليهود الذين كانت الإمبراطورة أفدوكية قد سمحت لهم بالعودة إليها. عرف بصداقته لديوسقوس الاسكندري “وكان القطب الرهباني”(كما يقول NUA ) في مجمع أفسس الثاني /449/، وقد دعاه إليه ثيودوسيوس الثاني ليمثل رؤساء الأديرة. وشارك في مجمع خلقيدونية /451/أيضاً ، وقد رافقه إليه حوالي ألف راهب حسبما قيل، واقترع فيه إقالة فلافيونس الذي نال نصيبه من سوء معاملة الرهبان له. وقد طُرد برصوم من المجمع، وأُمهل ثلاثين يوماً للتوقيع على قبوله لأعمال مجمع خلقيدونية، إلا أنه رفض ذلك. يقول نو: “إن برصوم قضى حياته يكيل الضربات ويتلقاها”. وعندما يُتهم بأنه “قاتل أساقفة” كان يكتفي إجمالاً بالرد قائلاً إنه لم يقتل أبداً. توفي عام /458/،ويُعيد له السريان الأرثوذكس تذكاره في 3/شباط/فبراير، المتوافق مع يوم وفاته في 31/أيار/مايو ، وفي 3 حزيران /يونيو أو في يوم الخميس الذي يسبق عيد العنصرة. أصبح ديره الواقع قرب ملطية مقراً لكرسي البطريركية الأنطاكية إعتباراً من القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثالث عشر، وظل قائماً حتى أواسط القرن السابع عشر. وقد كتب تاريخه هونيغمان. إن السريان الأرثوذكس يعتبرون مار برصوم رئيس النسّاك رمزاً فريداً في العبادة والصلاة، وهو الذي صلب نفسه للمسيح طوال أيام حياته، ولم يؤيد أوطيخا بل حرمه، وإن السلطة السياسية خاصمته لحسد وحقد في قلوب منافسيه، وكان من أشد الآباء تمسكاً بتعاليم الكنيسة الجامعة المتمثلة في مجامهعا المسكونية الملتئمة بروح الله في نيقية والقسطنطينية وأفسس، وإن كل صفة سلبية تُنسب إليه فهي من باب الفرضية والتعدي والافتئات على الحقيقة والواقع. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| مار صموئيل | الولادة: – الوفاة: 409 وُلد في بلد الصور شمالي ماردين من أسرة عريقة، ولما ترعرع عشق السيرة النسكية، فترهّب وعرف بالمشتيني. وفي سنة /397/ عمّر وتلميذه مار شمعون القرتميني، ديره المشهور بقرب قرية قرتمين شرقي مديات في طور عبدين بحسب الرسم الذي أظهره له الملاك. وقد جاد القيصران هنوريوس وأرقاديوس لبنائه بمال جزيل. ومنذ منتصف القرن التالي أمّه طلاب العلم والنسك، فتخرج فيه علماء حتى القرن الثاني عشر. وسنة /615/ صار كرسياً مطرانياً لطور عبدين، فأطلق عليه اسم رئيسه ومطرانه مار كبرئيل /667 +/، وحوى خزانة كتب ثمينة اشتهرت منذ القرن الثامن، وقد أسعف الكنيسة بأربعة بطاركة هم: ثاودوسيوس/896+/،وديونيسيوس الثاني /961+/،وبنهام /1454+/، وعزيز ابن العجوز الطور عبديني /1481+/،وبمفريان واحد هو بنهام من آل حبو كني /1404-1412/ البرطلي الأصل والحدلي المولد، وبتسعة وسبعين أسقفاً، ولا يزال عامراً آهلاً. أما مار صموئيل ففعل آيات، وتوفي عام /409/، زمن أشهر تلاميذه مار سمعون القرتميني الآنف الذكر/433+ /. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب الشماس | الولادة: – الوفاة: – كان حبيب من قرية تلصها من أعمال أورهاي (الرها)،وفي زمانه أي في سنة /309/إذ كان قونا أسقفاً لأورهاي أثار ليقينوس اضطهاداً على المسحيين ،فكان حبيب يطوف القرى ويرشد ،ففشا أمره وقبض عليه، وجُلد بقساوة ووحشية ،ثم وُضع في فقص من حديد وضُيّق عليه بشدة، وأُلقي في السجن . وفي اليوم الثاني من أيلول أمر الحاكم بإحضاره، وأمر الجلادين أن يضجعوه على الأرض ويضربوه بقضبان من شجر الرمان ،ثم علقوه على خشبة ،ومزقوه بأظفار حديدية ،وأخيراً انزلوه في حفرة ووضعوا عليه الحطب وأحرقوه،ودُفن في قبر كوريا وشامونا ،وأتى ذكره في السنكسار الروماني في 15/تشرين الثاني. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا آري الشطانوفي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان أبا آري Ariكاهناً بقرية شطانوف التابعة لبشاتيPchati ، بشاتي بالقبطية هي “نيقيوس” مكانها حالياً زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جداً. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا (القداس الإلهي). مواجهته الاضطهاد في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالساً في منصة القضاء يحاور المسيحيين. دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلناً إيمانه بالسيد المسيح. تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلاً له: “تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثاً عظيماً محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي”، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه. رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه. في الإسكندرية بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة. إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن. سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه. صغر الوالي في عيني نفسه جداً، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون Tatiadoron جنوب المدينة. بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح. تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا أموناثاس | الولادة: – الوفاة: – جاء أحد الولاة إلى البلسم (الفرما) يجمع ضريبة من الرهبان كما من أهل العالم، فاجتمع كل الإخوة معاً لدى أبا أموناثا Ammonathas. فكر بعض الآباء أنه يلزم أن يذهبوا إلى الإمبراطور بخصوص هذا الأمر، أما أبا أموناثاس فقال لهم: “لا حاجة بكم إلى مثل هذا التعب، بل اهدأوا في قلاليكم لمدة أسبوعين وأنا وحدي بنعمة الله أعالج هذا الأمر”. فرجع الرهبان إلى قلاليهم، وبقى الشيخ صامتاً في قلايته. بعد نهاية الأسبوعين تضايق الرهبان لأن الشيخ لم يفعل شيئاً، وقالوا: “الشيخ لم يعمل شيئاً في الأمر”. في اليوم الخامس عشر حسب الاتفاق اجتمع الأخوة ثانية حسب اتفاقهم وجاءهم الشيخ معه رسالة تحمل خاتم الإمبراطور. وإذ رأى الأخوة ذلك، قالوا له في دهشة عظيمة: “متى أحضرت هذه أيها الأب”. أجاب الشيخ: “صدقوني أيها الأخوة ذهبت الليلة إلى الإمبراطور الذي كتب الرسالة ثم توجهت إلى الإسكندرية ووقعت الرسالة من الوالي هكذا وعدت”. إذ سمع الأخوة ذلك امتلأوا خوفا وقدموا توبة أمامه، واستقر الأمر ولم يزعجهم الوالي بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابا كراجون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل البنوان وكان أولاً لصاً فاتفق معه شابان في اللصوصية، ومضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهراً في الصلاة. انتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد، ولكنه ظل واقفاً يصلى حتى انحلّت قلوبهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخرّوا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلّمهم ثم ترهَّبوا عنده. أما القديس أبا كراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة، وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح، وقد تم قوله إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة، فودع القديس أبيه وأخذ بركته ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قِبَل مكسيميانوس قيصر، فعذبه كثيراً ثم أخذه معه إلى الإسكندرية وهناك عذّبوه إذ علّقوه في صاري مركب خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في زِق من جلد وطرحوه في البحر فأخرجه ملاك الرب من الماء وأمره أن يمضى إلى سمنود، فمرّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها وكان كل من به مرض يحضر إليه فيُشفى بصلاته. ولما وصل إلى سمنود أجرى الله على يديه جملة عجائب منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلاً. أما القديس فقد أرسلوه إلى الإسكندرية وبعد أن ساموه العذاب بمختلف الأنواع قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقسٍ من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البنوان ووضعوا جسده بها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابادير الشهيد | الولادة: – الوفاة: – إذ يتغنى المؤمنون بالتسبحة للرب يسألون الشهيدين أبادير وأخته إيرائي أن يطلبا من الرب من أجل غفران خطاياهم، وتحتفل الكنيسة بعيد استشهادهما في 28 توت. نشأتهما هما ابنا أخت باسيليوس الوزير الأنطاكي؛ تعين أبادير إسفهلاراً “قائداً عظيماً” في جيش دقلديانوس. ظهر له السيد المسيح في رؤيا بالليل، وطلب منه أن يذهب مع أخته إيرائي إلى مصر لينالا إكليل الاستشهاد، وقد تمتعت أخته بذات الرؤيا، فعرفا أنها من الله وانطلقا بفرح ليتمتعا بما وهُب لهما. هنا يليق بنا أن نتساءل: لماذا سمح الله لهما بل أمرهما أن ينطلقا للاستشهاد، مع أنه يقول: “ومتى طَردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى” (مت 10: 23)، وقد حذرنا كثير من القديسين مثل البابا كيرلس الكبير والبابا بطرس خاتم الشهداء والقديس باخوميوس من الاندفاع نحو الاستشهاد بأنفسنا أو إثارة الولاة لاضطهادنا؟ المسيحي في غيرته المقدسة يقدم حياته كل يوم ذبيحة حب لله (رو12: 1)، لكن بروح الإتضاع لا يسعى لاحتمال الاضطهاد بنفسه، إنما إن جاء يقبله بفرح كما فعل البابا بطرس خاتم الشهداء نفسه. وقد سمح الله بدعوته لجماعة معينة للذهاب إلى الاستشهاد بأنفسهم لرسالة معينة، فإرسالية أبادير الاسفهسلار وأخته إيرائي إنما بقصد إلهي، فقد تعرض مئات الألوف من الأقباط للاستشهاد، بل وتقدمت مدن بأكملها كمدينتي أسنا و إخميم للاستشهاد بفرح على يدي أريانا والي أنصنا (بجوار ملوي)…. حضور أمثال أبادير يعطي تشجيعاً للبسطاء، بأن الأمراء يسعون لهذا الشرف، وحضور إيرائي يعطي سنداً للفتيات أن فتاة شريفة تأتي من القصر لتقبل الآلام بفرح…. هكذا كان للمدعوين للذهاب للاستشهاد بأنفسهم رسالة خاصة وسط الضيق الشديد! استشهادهما أدركت والدتهما بما في قلبيهما فشقت ثيابها هي وجّواريها، وصارت تتوسل إليهما ألا يسلما نفسيهما لدقلديانوس للاستشهاد، فوعدها ابنها أبادير ألا يتحدثا مع دقلديانوس في ذلك، ولم تدرك إنهما قد قررا الذهاب إلى مصر للاستشهاد هناك. كان أبادير يستبدل ثيابه ويقوم بخدمة الذين في السجون موصياً حارسه ألا يخبر أحداً بذلك…. إذ توانى أبادير وأخته قليلاً تكررت الرؤيا، فانطلقا إلى الإسكندرية، ومنها إلى مصر حيث التقيا بالقديس أباكراجون الذي عرفهما وباركهما، ومن هناك دخلا إلى الكنيسة التي في طمويه ثم ذهبا إلى الأشمونين ليلتقيا بشماس يدعي صموئيل رافقهما إلى أنصنا حيث التقيا – أبادير وأخته بأريانا والي أنصنا (بجوار ملوي بصعيد مصر)، فعذبهما عذاباً شديداً للغاية، وكان السيد المسيح يسندهما. وسط الآلام الشديدة أخذ الرب نفسيهما إلى لحظات ليشاهدا الفردوس فيمتلئا قوة وغيرة للاحتمال بفرح…. كتب الوالي قضيتهما وحكم عليهما بقطع رأسيهما…. وإذ استحلف الوالي أريانا أبادير أن يخبره عن شخصه طلب منه أن يتعهد بالا يتراجع عن حكمه، ولما تعهد أخبره أنه أبادير الإسفهسلار، فتأسف جدا لما حدث منه، لكن أبادير ذكّره بتعهده، قائلا له بأنه هو نفسه سينعم أيضا بعطية إكليل الاستشهاد. إذ استشهد القديسان قام بعض المؤمنين بتكفين الجسدين، اللذين حملهما الشماس صموئيل إلى منزله حتى انقضاء عهد الاضطهاد، حيث بنيت باسمهما كنيسة عظيمة. توجد الآن في أسيوط كنيسة باسم الشهيدين، وأخرى في دشلوط بإيبارشية أسيوط…. بركة صلواتهما تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباديون الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – صورة مشرقة لنفسية الشهيد المتهللة وسط الآلام، التي تتمتع بتعزيات نابعة من السماء عينها تسندها حتى تتم جهادها. سامه القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أسقفاً على أنصنا بصعيد مصر (بجوار ملوي). في أيام دقلديانوس إذ اشتد الاضطهاد وكان أريانا واليا على أنصنا عنيفاً في مقاومته للمسيحيين ألقى القبض على الأسقف أباديون، لم يرد أن يقتله في الحال، مدركاً انه لو حطم نفسيته وأثناه عن إيمانه يحطم الكثيرين من ورائه، لهذا قيده وأخذه معه أسيوط ثم أخميم ليشاهد عذابات المؤمنين بنفسه، ويرى الأعداد الغفيرة تُقتل فيخضع له. وإذ حان عيد الميلاد المجيد تركه في أخميم حراً إلى حين ليختبر حلاوة الحرية فإذا به يجتمع مع شعب أخميم في الكنيسة. سمع الوالي فجاء بجنده ليقتل في الدفعة الأولى حوالي 7200 نسمة من الكنيسة ومن جاء من الكنائس التي حولها، حتى سال الدم في الشوارع في صباح العيد وكأنهم ينضمون إلى موكب أطفال بيت لحم! أمر بتقييد الأسقف وأخذه إلى أنصنا مرة أخرى حيث قام بتعذيبه ثم إلقائه في خزانة مظلمة ليجده بعد خمسة أيام فرحاً متهللاً كمن كان في وليمة متشبهاً بالرسل، إذ قيل: “وأما هم فذهبوا من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” ( أع 5 :41). أمر الوالي بصلبه فظهرت حمامتان وقفتا على الصليب، بل وأظهر السيد المسيح نفسه وانحلت المسامير لينزل الأسقف بلا آلام….. هكذا تتجلى قوة ربنا وسط الضعف! أخيراً قُطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد في أول أمشير، بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباكير الشهيد ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – وُلد القديس “أباكير” في دمنهور، وكانت تابعة لكرسي أبي صير (بالقرب من أبي قير) غربي النيل، وقد اتفق مع أخيه فيلبس وكاهنين يدعيان يوحنا وابطليماوس على نيل إكليل الشهادة. ذهب الكل إلى قرطسا واعترفوا أمام الوالي بالسيد المسيح، فُحكم عليهم أن يضربوا بالرماح فلم تصيبهم، كما القوهم في أتون نار فجاء ملاك الرب وخلصهم. رُبطوا في أقدام الخيل وسحبوهم من قرطسا إلى دمنهور والرب كان حافظاً لهم. أمر الوالي بقطع رؤوسهم فنالوا إكليل الاستشهاد. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهادهم في 14 بؤونه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباكير ويوحنا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – شخصيتان مسيحيتان، الأولى تمثل الإنسان الناجح في حياته، فقد عاش طبيباً ناجحاً في مهنته، محبوباً في معاملاته، تقياً في حياته الداخلية كما في سلوكه الظاهر…. متمماً الوصية الرسولية: “أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة” (3يو2). أما الثاني فيمثل الإنسان الحيّ الذي يحيا قويا في داخله، يبحث عن صداقة تسنده وتلهبه روحياً…. بمعنى آخر يمثل الإنسان الجاد في حياته، يطلب حتى في صداقته ما هو لبنيان نفسه. نشأة أباكير ولد أباكير بالإسكندرية من أبوين، تقيين، اهتما بحياته الروحية وثقافته العلمية والفلسفية فصار طبيباً ماهراً في شبابه المبكر. كان محبوباً ومشهوراً من أجل أمانته مع تقواه وفضيلته. شعر الوالي سيريانوس بخطورته كمسيحي يحمل شهادة حق لإيمانه، فطلب أن يقتله متهماً إياه بالسحر والشعوذة وفعل الشر، وإذ سمع أباكير بذلك هرب من الإسكندرية كوصية سيده: “ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى” (مت 10: 23). نسكه انطلق متجهاً نحو الجبال العربية ليعيش بين النساك متأملاً في محبة الله، دون أن يتجاهل مهنته السابقة كطبيب…. وهناك ذاع صيته فبلغ فلسطين وسوريا وما بين النهرين. القديس يوحنا كان يوحنا ضابطاً في الجيش بمنطقة الرها (أديسا)، وكان مشتاقاً إلى حياة الوحدة والتفرغ للعبادة، سمع عن القديس أباكير فاستقال من عمله وانطلق إلى أورشليم يزور الأماكن المقدسة ومن هناك انطلق إلى الصحراء ليلتقي بالقديس الناسك أباكير، حيث توثقت عري الصداقة بينهما على صعيد الروح، كل منهما يسند الآخر ويشجعه. احتمالهما الآلام إذ اشتعل الاضطهاد بعنف في كل مصر في عهد دقلديانوس، سمع القديس أباكير عن القديسة أثناسيا وبناتها الثلاث العذارى ثيؤدورا وتاؤبستى وتاؤذكسيا أنهن قد حُملن مقيدات إلى كانوب (بالقرب من أبي قير الحالية بجوار الإسكندرية)، فخشى لئلا تغلبهن العذابات فيبخرن للأوثان، لهذا رأى أن يذهب بنفسه مع صديقه المحبوب يوحنا لينال الاثنان إكليل الشهادة مشجعين هؤلاء العذارى وأمهن. تعرف أهل الإسكندرية على المتوحد الطبيب فأكرموه جداً، أما هو فاهتم مع صديقه يوحنا بخدمة المسجونين…. قبض عليهما الوالي وحاول ملاطفتهما أولاً ثم صار يعذبهما مع العذارى وأمهن. استخدم الوالي كل أنواع العذابات مع الناسكين، فكان يمزق جسديهما بخطاطيف حديدية ويحرقهما بالمشاعل، ويضع خلاً وملحاً على جراحاتهما، ويسكب شحماً مغلياً على إقدامهما…. وكان الرب يسندهما ويشجعهما حتى يحققا الشهادة له. استشهدت العذارى وأمهن أمامهما ثم الناسكين، إذ قطعت رؤوس الكل. وكان المشاهدون متألمين على قتلهم…. ودفن جسد الشهيدين الناسكين بقبر في كنيسة مارمرقس حيث بقيت رفاتهما قرناً من الزمن، ولما جاء القديس كيرلس نقلها إلى مينوتيس Menutlis بالقرب من كانوب، حيث تمت معجزات كثيرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهادهما في السادس من أمشير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابامون الترنوطي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد شهيد آخر يحمل ذات الاسم، من ترنوط، ذهب إلى الصعيد واعترف بالسيد المسيح أمام أريانا الوالي الذي عذبه بالضرب وتمشيط لحمه وتسمير جسده بمسامير طويلة، وكان السيد المسيح يقويه ويشفيه. أرسله إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حيث أرسل الرب ملاكه وعزاه، ولما تعرض لعذابات جديدة استشهد بسببه كثيرون، منهم العذراء ثاوفيلا التي وبخت الوالي على عبادته للأوثان، فأمر بحرقها بالنار. خلصها الرب من النار فأمر الوالي بقطع رأسها مع الشهيد بلامون. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابامون الشهيد | الولادة: – الوفاة: – شاب يدعى أبامون أو بامون، من أهل بسطة في تخوم الأشمونيين اشتهى أن يقدم حياته ذبيحة حب لله، كان يبحث عن أريانا الوالي ليشهد للسيد المسيح أمامه، وقد سمع أنه ينتقل في بلاد قسقام والأشمونيين وأسيوط، فصار يسأل عنه وفي الطريق التقى بشاب يُدعى “سرنا” يحمل ذات الهدف، وصارا يتحدثان معاً بعظائم الله وهما سائرين حتى بلغا قرية ميسارة، فوجدا القديس الأمير أقلاديوس ومعه ستة جنود، فظناه الوالي ولما سألا عنه عرفا أنه قادم من أنطاكيا ليستشهد ففرحا جداً به، وانضما إليه، وكان الكل يسبح الله، منطلقين إلى أسيوط حيث يوجد أريانا. أمام أريانا في أسيوط رأى الشابان الوالي يقف ليقبّل يدّي أقلاديوس الأمير، لكن الأخير لا يعبأ بذلك وإنما كان يشهد لمسيحه. ألُقيّ الشابان في السجن، ثم أنضم إليهما أقلاديوس الأمير، وفي الصباح استدعى الكل ووقف الوالي يحاور الشاب أبامون ليخضعه لعبادة الأوثان، وإذ رفض أمر بتعذيبه بالهنبازين وطرحه على سرير حديدي وإيقاد نار تحته …. وكان الرب يسنده. هذا وقد استخدم الله هذه العذابات فرصة لاستشهاد 142 فتى و 28 سيدة والقديسة تكلا كما سنرى في سيرة الشهيد أقلاديوس. فاضطر الوالي أن يترك أسيوط ويحمل المعترفين معه. أخيراً استشهد القديسان أبامون وسرنا في 9 بؤونه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابامون الطوخي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – من مدينة طوخ التابعة لبنها، عاش في حياة تقوية، فأرسل الله له رئيس الملائكة ميخائيل الذي دعاه إلى نوال إكليل الاستشهاد بصعيد مصر، فسافر إلى أنصنا ليلتقي بالوالي فرحاً متهللاً…. وقد اعترف بالسيد المسيح محتملاً التعذيب بالهنبازين والحديد المحمي بالنار والضرب بالسياط وبإلقائه في مستوقد نار…. وكان السيد المسيح يتمجد فيه ويسنده. وأخيراً قطعت رأسه في 13 من شهر أبيب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| اباهور الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد بسرياقوس من أب كان يشتغل حداداً، وقد فكر أن يصير شهيداً فمضى إلى الفرما واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح، فعذبه كثيراً ولكن الرب كان يعزيه ويشفيه من جراحاته حتى اندهش الوالي من ذلك، فآمن هو وأسرته وبنوه بالسيد المسيح. ولما عُيِّن والي آخر مكانه استشهدوا على يديه، وهذا أخذ في تعذيب القديس أباهور. ولما تعب من ذلك أرسله إلى أنصنا حيث عذبوه هناك بالهنبازين والصلب منكساً والحرق بالنار وغير ذلك. وأخيراً قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بائيسوس | الولادة: – الوفاة: – “بائيسوس” او “بئيسوس” Paesius أو بائيس من الأسماء التي كانت شائعة بين الرهبان والشهداء الأولين، نذكر منهم: 1. الشهيد بائيسوس: شهيد مصري قدم حياته مع آخرين ذبيحة حب لله في السنة الثانية للاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. قام بتعذيبهم والي فلسطين أوربانوس Urbanus، في قيصرية (يوسابيوس: شهداء فلسطين 3). 2. الشهيد بائيسي Paesi أو بائيسوس أو إيسي Isi: أخ الشهيدة تكله، وهما مصريان (8 كيهك)، من أبي صير غرب الأشمونين (راجع إيسي). 3. القديس بائيسوس أخ أنبا إشعياء الاسقيطي: (راجع إشعياء). 4. القديس بائيسوس أخ أنبا بيمن المتوحد: ويسمي أيضاً “بولا” أحد سبعة إخوة. 5. القديس بائيسوس أخ الأنبا بولا والأنبا بيشوي: أحيانًا يُذكر اسم “بائيسوس” عن “بيشوي”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابياس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرىSt. Papias of Hierapolis (حوالى سنة 80 – 160م)، كما يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس. كان رجلاً ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتماماً خاصاً بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: “تفسير أقوال الرب” Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، للأسف لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس. قدم في هذا العمل ملاحظاته على الإنجيلين بحسب مرقس ولوقا، كما أبرز الاهتمام بالتقليد الشفوي خلال شهود العيان للسيد المسيح. أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض، وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابياس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – من كورنثوس نُفيّ جماعة من الشبان من كورنثوس باليونان إلى منطقة طيبة بصعيد مصر بسبب إعلانهم عن إيمانهم بالسيد المسيح، وذلك في عهد الإمبراطور مرقس أوريليوس نوميريان، سنة 284م. أما أسماء هؤلاء الشبان فهي: بابياسPapias ، فيكتوريانوس، فيكتور (بقطر)، أنيسيفورس، كلوديانوس، ديسقورس، سيرابيون. إذ التقى هؤلاء الشبان بالوالي سابينوس، وقد ظهرت عليهم علامات الوقار والاتزان مع الغِنى والشرف رقّ لحالهم، وصار يحثهم بلطفٍ سائلاً إيَّاهم أن يترفَّقوا بشبابهم وينكروا مسيحهم ويخضعوا لإله الإمبراطور حتى لا يتعرضوا للعذابات المريرة وإلى فقدان حياتهم. أجابه الشباب بلطف وحزم مُعلنين إيمانهم بمسيحهم، أما عن الآلام التي هدَّدهم بها فقالوا له: “هذه هي طلبتنا التي لن نكف عن أن نسألها من ربنا خلال صلواتنا البسيطة، وإننا نشعر بسعادة عظيمة إن استجيب لنا”. عندئذ عرَّضهم لبعض المتاعب البسيطة ليرى إن كانوا ينهارون أمامها، وإذ أظهروا كل ثبات عذبهم بعنف. مع الشهيد فيكتوريانوس كما اعتاد الولاة الرومان، سأل الوالي سابينوس فيكتوريانوس عن اسمه، وكانت الإجابة أنه مسيحي. هدَّده الوالي بالعذابات القاسية التي يعدَّها له إن لم يذبح للآلهة، فأجابه: “إنني أخشى الآلام الفائقة الوصف التي تنتظرني إن ارتدِّيت عن إيماني، أما عن العذابات التى تعدّها لي فإني أتقبلها حتى أنجو من العذابات التي ما بعد الحياة، هذه التي أُعدَّت لكم وللشيطان أبيكم”. ابتكر سابينوس طريقة للتعذيب، إذ جاء بساق شجرة طويلة من البلوط وجوَّفها وملأها فتحات، ثم قال لفيكتوريانوس في سخرية: “أدخل إلى مخدعك الجديد”. أجابه القديس: “يالك من مسكين! إنك تريد أن تسخر بي بهذه الوسيلة مع إنني أينما وُجدت أكون أنا نفسي منزلاً يسكن فيه إلهي يسوع المسيح، الذي بفضله أحتمل كل عذاباتكم”. دخل فيكتوريانوس في ساق الشجرة بنفسه، ثم أُعطيت الإشارة للجلادين أن يُدخلوا أدوات حديدية مسننة من الفتحات حتى امتلأ جسد القديس من الجراحات، وكان الدم ينزف من كل جانب، وكان الوالي في سخرية يقول لعسكره: “قولوا لفيكتوريانوس الذكي أن يحمى إيمانه الذي يبشر به”. أُخرِج الشهيد لكي يسحق الجند يديه ورجليه بالمطارق، ثم قطعوا رأسه بالسيف، ونال إكليل الاستشهاد. مع الشهيد سابينوس ورفقائه أمر الحاكم ببتر يديّ سابينوس ورجليه وإلقاء جسده في الاسطوانة الخشبية، وكان الشهيد يصرخ: “هذا كله يزيد من مجدي الأبدي”. وإذ خرج كجثة هامدة ضربوه بالسيف، لتنطلق نفسه متهللة إلى الفردوس. أما أنيسيفورس فإذ رأى رفيقيه اللذين استشهدا انطلق بنفسه نحو الاسطوانة طالباً من الوالي أن يُسرع بالحكم عليه، فأمر الوالي بإخراجه من الاسطوانة ليُشوى بالنار؛ لكن قبل مفارقة نفسه لجسده قطَّعوا جسمه إلى أجزاءٍ صغيرة، أما نفس القديس فكانت ممتصَّة في المجد الأبدي. جاء دور كلوديانوس فقُطع جسمه إربًا وألقيَّ بها عند أقدام زملائه الباقين لعلَّهم يرتعبون. أما سيرابيون فقُطعت رأسه، وبابياس ألقيّ في النهر، وهكذا نال الكل إكليل الشهادة، حاملين بفرح سمات ربنا يسوع المصلوب! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابيلاس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديس بابيلاس أو فافيلاس أو فيلاس في 28 طوبة. وهو أسقف لا نعرف اسم إيبارشيته، حاكمه نوماريوس في عهد دقلديانوس. قام بمحاولة إغرائه بمراكز زمنية فسخر بذلك. صار يعذبه مع ثلاثة فتيان، وأخيراً قطع رؤوسهم لينالوا إكليل الاستشهاد. قابل أمر نوماريوس بفرحٍ وبشاشةٍ، ثم أخذ يصلي، وعاد ليقول في رقة للجلادين: “اكملوا أوامر الملك يا أولادي!” موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بابيلاس القديس | الولادة: – الوفاة: – يُعتبر القديس بابيلاس Babylas أو بابيلوس من أعظم أساقفة أنطاكيا الأولين بعد القديس أغناطيوس النوراني. سيم بطريركاً على أنطاكية حوالي سنة 237م خلفاً لزبينوس Zebinus، وبقيَّ الراعي الساهر على شعب الله، السالك بروح التقوى والحب مع الحزم لمدة 13 سنة. عاصر ثلاثة ملوك، هم غرديانوس Gordian وفيلبس وداكيوس. حزم مع الإمبراطور يروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن فيلبس كان من أصل عربي من بلاد حوران، وكان هو وزوجته سفيرا مسيحيين. عمل كجنديٍ صغيرٍ وتدرج في الرتب حتى استطاع أن يتولى الحكم خلفاً لغرديانوس بناء على طلب الجيش بينما كان غرديانوس على سرير الموت سنة 244م، وكانت الحرب دائرة بين الرومان والفرس. أخيراً إذ استتب الأمر بعقد مصالحة مع سابور الأول ملك الفرس، قتل فيلبس ابن الملك غرديانس الذي كان قد أوصاه به ووكَّل إليه عنايته، حتى يخلو له الجو منطلقاً إلى روما بمساندة الجيش. في الطريق مرّ بأنطاكية وكان عيد القيامة قد حلّ، فذهب فيلبس إلى الكنيسة يقدم قرابينه كعادة المؤمنين. وإذ بلغ باب الكنيسة ومعه أحد كبار رجال الجيش خرج إليه البطريرك بابيلاس ومنعه من الدخول إلى بيت الله ما لم يقدم توبة صادقة عن قتله للطفل البريء، وبالفعل لم يدخل فيلبس الكنيسة وبقيّ في الخارج مع جماعة الباكين يطلب بدموع مراحم الله. بقيّ هذا الحدث في ذهن الكنيسة عبر الأجيال درساً حيّاً وعمليّاً للرعاية الصادقة بلا محاباة، حيث يهتم الراعي بخلاص المؤمنين دون النظر إلى كرامتهم الزمنية. هنا أود أن أؤكد أن الإمبراطور ما كان يمكنه أن يقف هكذا في صفوف التائبين الباكين لو لم يشعر مع حزم البطريرك حبه له وشوقه الحقيقي لخلاص نفسه، وأدرك أنه لم يفعل ذلك عن تشامخٍ بل في اتضاعٍ. بقيّ فيلبس خمس سنوات ملكاً (244 – 249م) لم يخدم فيها الكنيسة بشيء، لا بقليل ولا بكثير، إنما يمكن أن يُقال أن الكنيسة استراحت في أيامه من الاضطهاد للعمل الرعوي والكرازي لتُجابه حلقات من الضيق الشديد بعد ذلك. كما فعلت يُفعل بك في عام 249م ثار الجند على الإمبراطور كما على سلفه وقتلوه ليخلفه داكيوس أحد أعضاء مجلس الشيوخ، وكان قد وثق فيلبس فيه وطلب منه أن يخمد ثورة الجيوش عليه لكنه خانه واحتلَّ مركزه؛ وكأن ما قد سبق فصنعه في سلفه غرديانوس ارتدَّ عليه. وكما يقول الكتاب: “كما فعلت يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك” (عو 15). وأيضاً: “لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون” (مت 52:26). عذاباته تولى داكيوس الحكم لمدة سنتين تقريباً ولم يكن له عمل سوى اضطهاد الكنيسة. في أيامه أُلقيّ القبض على البطريرك بابيلاس ومعه ثلاثة أولاد أيتام أعمارهم 12، 9، 7 سنوات كان يهتم بهم البطريرك، وصار الوالي يعذب الأربعة حتى مات الأولاد الثلاثة من العذابات أمام عيني البطريرك، وأخيراً أُلقيّ بابيلاس في السجن ليرقد في الرب من شدة الآلام، وإن كان القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أنه قُطعت رأسه. بنى القيصر غاليوس Gallus أخ يوليانوس الجاحد كنيسة فخمة باسم الشهيد بابيلاس في ضواحي مدينة أنطاكية وذلك في منتصف القرن الرابع، وجاء أخوه يوليانوس فهدمها، فحمل المؤمنون رفاته إلى المدينة بالتسابيح. شيَّد الغربيون كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا باسم الشهيد، لإعجابهم بغيرته وشجاعته. ويحتفلون بعيده في 24 يناير بينما يحتفل اليونانيون به في 4 سبتمبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما، أما هما فبقوة الروح قالا له: “يا من تحارب الله، أتظن أنك تثبط أرواحنا بجعلنا في شكل أنثى؟ إنك تستطيع بالقوة أن تلبس الأجساد ملابس النساء، لكنك لن تلبس أرواحنا المتوثبة رداء الجبن!…” أدرك الرجلان أن هذه الثياب لن تسيء إليهما، فقد حمل السيد على رأسه إكليل الشوك وسخر به اليهود، فكان ذلك سرّ فداء للبشرية وعلامة حب إلهي للإنسان. حقاً جاءت الوصية: “لا يكن متاع رجلٍ على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يفعل ذلك مكروه لدى الرب” (تث22: 5)، هذه الوصية يلتزم بها كل مسيحي روحياً بمعنى أن يمارس الإنسان العمل حسب العطية والموهبة التي أُعطيت له برضى، فلا يشتهي الرجل أن يقوم بدور المرأة، ولا المرأة بدور الرجل. عاد مكسيميانوس يلتقي بهما فدخلا معه في حوار روحي بأدب وهدوء مع شجاعةٍ وحزمٍ، وإذ شعر بالخجل أرسلهما إلى أنطيوخوس والي سوريا لكي يلاطفهما ويقنعهما بالعدول عن إيمانهما لينالا كرامات عظيمة، فسافرا إلى نواحي الفرات حيث كان الوالي مقيماً. أمام أنطيوخوس والى سوريا التقيا بالوالي الذي تفرغ لهما محاولاً إغرائهما، أما هما فكانا ثابتين على الإيمان. أمر الوالي بتعرية واخس، وتناوب الجند على جلده بأعصاب البقر على ظهره وبطنه حتى اسلم الروح تحت قسوة الجلدات، وطُرح جسمه في الصحراء فجاءت بعض الوحوش الضارية تحرس جسده بطريقة معجزية حتى جاء بعض المؤمنين وحملوا الجسد. في الليل ظهر القديس باخوس لرفيقه سرجيوس يدعوه إلى المساكن العلوية ويبثّ فيه روح الشجاعة فامتلأ سرجيوس فرحاً وتهليلاً. في الغد استدعى انطيوخوس الوالي القديس سرجيوس أمامه في مدينة روصافا Rosafa التي تبعد حوالي 20 ميلاً من مدينة بربالسا التي استشهد فيها القديس باخوس. هناك صدر الأمر بأن يسير القديس بأحذية بها مسامير مدبَّبة لمسافة طويلة، فكان يذكر القديس جراحات السيد المسيح، كما كان يردِّد كلمات الرسول: “حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام”. في الليل شُفيّ القديس من جراحاته فاغتاظ القاضي وأمر بتكرار الأمر في اليوم التالي. وقد حسب القديس ذلك مجداً له، محتملاً صليب سيده، فأمر القاضي بعد فترة قصيرة بقطع رأسه (حوالي عام 303م). تُعيد له الكنيسة اليونانية واللاتينية في 8 أكتوبر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخوم الإخميمي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – سيرة هذا الفلاح الأُمِّي الذي استشهد وهو شاب مع أخته ضالشوم التي لم تبلغ سوى الثامنة من عمرها تكشف عن عمل الله الفائق، لا في احتمال الآلام فحسب وإنما في الغلبة على الوالي خلال الفكر الروحي المستنير، وكما قيل: “يكون الجميع متعلِّمين من الله” (يو 6 :45). تنيح والده موسى وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت أخته ضالشوم جنيناً في الشهر السابع في بطن أمها. احتضن رجل غني يُدعى سمعان هذه الأسرة الفقيرة التقيَّة، فسلَّم باخوم فلاحة بستانه عند قرية سفلاق في الجنوب، وهي قرية تقع شمال شرقي أخميم عند الجبل، وقد اتفق معه أن يعطيه عُشر الثمار ليعيش بها مع أمه وأخته الصغيرة. لقاؤه مع أريانا إذ أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد جال أريانا والي أنصنا في كل الصعيد ينكِّل بالمسيحيين. وإذ دخل مدينة أخميم صنع احتفالاَ ضخماً في البربا (معبد الوثن) وقدَّم هدايا ثم انطلق ليمارس هوايته ضد المسيحيين في أخميم وتخومها، فأرسل أولاً جنده إلى قرية شنشيف شمال المدينة للقبض على المسيحيين، فجاءوا بعددٍ كبيرٍ ومعهم الكاهن القس كندس (قنطس). عاد فأرسل فرقة أخرى اتجهت نحو قرية سفلاق، فجاءوا بهذا الفلاح الأُمي وكان يلبس ثوباً بالياً، تظهر عليه علامات الفقر. التقى به الجند، وإذ سأله القائد عن اسمه، أجاب أنه مسيحي، فاغتاظ القائد وأمر الجند أن يربطوا في عنقه حجراً كبيراً، أما هو ففي بساطة الإيمان طلب معونة مخلصه وقام والحجر مُعلَّق كأنه بلا وزن، فنسب القائد إليه ممارسة السحر، وطلب من الجند أن يقتادوه إلى الوالي بعد ربطه في عجلة وكانوا في الطريق يضربونه بقسوة ووالدته وأخته الطفلة تسيران وراءه، وقيل إن الحجر الذي عُلِّق في عنقه وقد تلطخ بدمه صار يتدحرج نحوه حتى دُهش الجند. أمام الوالي صار يتحدث بحكمة وتقوى حتى دُهش أريانا من أين لمثل هذا الفلاح الأُمي هذه الحكمة. وإذ أصرَّ ألاّ يبخر للأوثان أمر أريانا بتعذيبه، فكانوا يجرحون جسده والدماء تتصبب على الأرض، والجلْد ينهال عليه حتى غُشيَّ عليه. وإذ فاق من غشيته حسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة أن يُهان من أجل السيد المسيح، ودخل مع الوالي في حوارٍ. اشتدت العذابات على القديس باخوم، وإذ بأخته ضالشوم الصغيرة السن (8 سنوات) تنطلق نحوه وتشهد لمسيحها، تود أن تشاركه إكليله، فاغتاظ الوالي كيف تتجاسر طفلة فلاحة وتندفع هكذا نحو أخيها المتألم، فأمر بضربها، وسقطت مغشياً عليها. رفع باخوم وجهه إلى السماء وصلى إلى السيد المسيح أن يسند هذه الطفلة ويسنده، وأن يثبتهما في جهادهما، وكان الجند يندهشون لصلاته القوية، خاصة وأن نوراً أشرق عليهما وشفى جراحاتهما. تقدمت الطفلة إلى أخيها وأمسكت بيده، وتقدم الاثنان إلى الوالي الذي قدَّم للطفلة ثوبين من الحرير الفاخر وقليلاً من البخور، وطلب منها أن تضع البخور في المجامر، فلم تبالِ بكلماته. أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر الطفلة وتحت جنبيها، وربط عنقها بسلاسلٍ، وإذ لم تنثنِ عن إيمانها ألقوها في مِرْجل به ماء يغلي، أما باخوم فقلعوا أظافر يديه ورجليه. قُطعت رأسيهما في 22 من كيهك، وقام أهل قريتهما بتكفينهما ودفنهما، ثم بُنيّ دير باسمهما في قرية سفلاق لازال قائماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخيـاروس | الولادة: – الوفاة: – قدم لنا جيناديوس فصلاً عن فليسوفٍ مسيحي يُدعى باخياروس Bachiarius (فصل24)، كرَّس كل إمكانياته ووقته لله. يرى البعض أنه كان راهباً أسبانياً من Gallaecia وظن البعض أنه أسقف. كتب مقالاً دفاعياً “عن الإيمان” Libellus de fide حوالي عام 383م، وجَّهه لأسقف المدينة (ربما روما)… ويرى جيناديوس أنه في هذا المقال دافع عن نفسه ضد الذين أساءوا فهم تنقلاته الكثيرة، مؤكداً أنه لم يقم بهذه الأسفار خوفاً من الناس بل من أجل الله، تاركاً أرضه وعشيرته ليصير شريكاً مع أب الآباء إبراهيم. ويرى بعض الدارسين أن هذا المقال كان دفاعاً عن أرثوذكسيته، معلناً أنه ترك مدينته وصار يتجول لأن مدينته سقطت في البدع المنسوبة لأوريجانوس (مثل وجود مسبق للنفس قبل الحمل بالإنسان) وهلفيديوس منكر دوام بتولية العذراء. له ايضاً مقال De reparatione lapsi وجهه إلى رئيس دير يدعى جانياروس Januarius ورهبانه، لأنهم طَردوا راهباً ارتكب خطية بشعة ولم يقبلوا توبته، وأغلقوا أمامه باب الرجاء في العودة إلى الحياة المقدسة. وقد طلب من الراهب أن يترك من ارتكب معها الشر، ويكمل توبته، ولا يقوم بالزواج منها. لهذا المقال أهمية خاصة في الكشف عن مفهوم التوبة عند الأسبان في ذلك الحين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باخوميوس القديس | الولادة: 292 الوفاة: – إن كان القديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب الأسرة الرهبانية، بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشداً لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة. إنه أول أب يشيد ديراً يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها. نشأته وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292م، وكان باخوميوس منذ طفولته محباً للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها. أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: “أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا، وتعود فتحضر الآلهة!”، فحزن الوالدان جداً. في صبوته إذ حمل طعاماً للرعاة، بات في المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: “لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟” وإذ خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعاً إلى بيته. قبوله المسيحية تجنَّد باخوميوس في الجيش، وكان منطلقاً مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. في الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعاماً وشراباً بسخاءٍ وفرحٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع. بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحياً إن عاد سالماً. وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس. بقيّ في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع. مع الأنبا بلامون أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى “بلامون” انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذاً له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جداً، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة. تأسيس نظام الشركة كان القديس باخوميوس متهللاً بحياة الوحدة، سعيداً بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعاً من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطباً في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديراً هناك، وأعطاه لوحاً به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها. أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جداً وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيراً بعد ذلك. أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م في طبانسين بالقرب من باقو أو بابو، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهباً. جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديراً في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها. أهم ملامح هذا النظام نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد امتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة، كالقبطية البحيرية والصعيدية وأيضاً باليونانية الخ… أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام. 1. قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهناً هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلاً لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته. وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ. بهذا قدَّم نفسه مثلاً حياً للحياة الرهبانية كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالاً لبث الغيرة بين الرهبان. 2. اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور مادياً وروحياً، وكان العمل جزءاً أساسياً من الحياة الروحية. 3. انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب. 4. سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيراً ما يجتمع بالمتوحدين. سمات القديس باخوميوس تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتماً في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي. عُرف القديس بوادعته واتضاعه، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله. ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول: “افرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك”. أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى. مع حبه الشديد لأولاده ورقَّته في التعامل وطول أناته كان يتسم أيضاً بالحزم. جاء عنه إذ أراد افتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ويعد لهم طعاماً مطبوخاً، لكن الأخ لم يفعل ذلك. وعندما عاد القديس إلى الدير اشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعاماً مطبوخاً، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه. استدعى الموكل بهذا العمل، وسأله عن أمر تدبير المائدة، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهداً، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سلال، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحاً لهم ضرورة الطاعة، كاشفاً لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصاً واحداً يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته. نياحته انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيَّحوا، كما تنيَّح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 348م. يعيد له الغرب في 14 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس. أثره في العالم نظام الشركة كما أسَّسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عملياً إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهم القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبساً الكثير من النظام الباخومي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باديموس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 376 استشهد القديس الأب باديموس Abbot Bademius حوالي عام 376م، في اضطهاد سابور ملك الفرس. نشأ هذا الأب في مدينة Bethlapat، وكان إنساناً تقياً، محباً لحياة الوحدة، وقد أنشأ ديراً ضمَّ الكثيرين، إذ كان هذا الأب قد نال شهرة عظيمة لقداسة سيرته. في عهد سابور الثاني أُلقيَّ القبض عليه مع سبعة من رهبانه، وكانوا يُضربون يومياً ويُلقون في سجنٍ مظلمٍ. في نفس الوقت أُلقيّ القبض على رجل مسيحي يُدعى نرسان يعمل في البلاط، هذا إذ رأى العذابات انهار وقَبِلَ جحد سيده، وإذ أراد الملك أن يختبر صدق نيته طلب منه أن يقتل باديموس بالسيف. وبالفعل أمسك بالسيف وهمَّ يضرب به فيبست يده، عندئذ عاتبه الأب قائلاً: “يا نرسان، ما هذا الشر العنيف الذي انحدرت إليه حتى إنك لم تجحد الله فحسب وإنما استطعت أن تقتل عبيده؟” أمام إغراءات الملك قسَّى الرجل قلبه وحاول مرات أن يضرب بالسيف وكانت يد الله تمنعه لعلَّه يتوب، وإذ أصر سمح له الرب، فأصابت ضربته الأب باديموس فسبَّبت له جرحاً قاتلاً، نال على أثره إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بارهادبيسابا الشهيد | الولادة: – الوفاة: – في سنة 340م تعرضت الكنيسة في فارس لاضطهادٍ عنيفٍ للغاية بواسطة الملك سابور الثاني. وفي السنة الخامسة عشر من حكمه استشهد القديس بارهادبيسابا St. Barhadbesaba شماس مدينة أربلا Arbela. قُدم للمحاكمة، وإذ أعلن إيمانه وتمسكه بمسيحه تعرض لعذاباتٍ شديدةٍ. وُضع الشهيد على آلة التعذيب وقال له الجلادون: “أعبد الماء والنار، وكُلْ لحوم الحيوانات فتتحرر من هذه الآلام”. أجابهم الشماس الطوباوي بوجهٍ باشٍ وملامح مبتهجة، قائلاً إن نفسه مملوءة فرحاً ونوراً، الأمر الذي لا يعرف عنه الجلادون شيئاً، هذا الفرح الداخلي والنور الإلهي يجعلانه لا يبالي بآلام الجسد. قال الشماس للقاضي: “لا تقدر أنت ولا ملكك ولا كل وسائل التعذيب أن تفصلني عن محبة المسيح يسوع. إنه وحده ذاك الذي خدمته منذ طفولتي حتى شيخوختي”. أمر القاضي بقطع رأسه، ولكي يزيد الحُكم عنفاً طلب أن يقوم رجل مرتد عن الإيمان يدعى غايس أو أغاي Aghaeus بتنفيذ الأمر. وقف ذاك الجاحد جامداً وعاجزاً عن أن يضرب عنق القديس، وإذ حاول أن يجمع كل قواه ليضرب بالسيف لم يستطع السيف أن يؤذي رقبة القديس. لقد ضرب رقبته سبع مرات وإذ لم يُصب بضرر ضرب أحشاءه بالسيف، ونال الشماس إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بارديسيان | الولادة: – الوفاة: – نقدم هذه الشخصية بارديسيان Bardesanes, Bar-Daisan (154 ? 222م) لأهميتها. كان مواطناً من الرُها تحول إلى الإيمان المسيحي عام 179م، لكنه عاد فسقط في الغنوسية، حاسباً أن جسد المسيح خيالاً، وأنه لا قيامة للأجساد. صار له تلاميذ كثيرون، سنده ابنه هرمونيوس Harmonius في تقديم معتقداته خلال تسابيح كثيرة شيقة، حتى حُسب أب التسابيح السريانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بارساس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – القديس بارساس Barsas، أو باساس Bassas أسقف الرُها بسوريا. نُفيّ إلى جزيرة Aradus بواسطة فالنس الأريوسي. وإذ نال نعمة في أعين الجماهير هناك إذ تعلقت به في الرب، أرسله الإمبراطور إلى مدينة أكسيرينخوس Oxyrynchus بمصر. وإذ نال شهرة عظيمة هناك أُستبعد إلى غابة تُسمى الفيلة بجوار أسوان ليتنيح هناك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باستور ويسطس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – طالبان صغيرا السن، يُسطس كان في الثالثة عشرة من عمره وأخوه باستور في التاسعة، عاشا في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، اللذين أشعلا نيران الاضطهاد في كل موقع في الامبراطورية. كان هذان الطالبان في مدرسة ابتدائية بمدينة Compltum (دعيت بعد ذلك Acala de Henares) حين بدأ داسيان Dacian والي أسبانيا يتفنن في تعذيب المسيحيين كأمر الإمبراطورين. وإذ كان الطلبة يرون ما يحتمله المسيحيون من عذابات، إمتلأ بعض الأشرار شوقاً لرؤية المُضْطَهدين بينما تخّوف البعض عند سماعهم لقصص الشهداء، أما هذان الطالبان فإذ أنصتا إلى هذه القصص، قال كل منهما لأخيه إنه يود أن ينال نصيبه في إكليل الاستشهاد. عندئذ لم يحتمل الطالبان التأخير، ولا انطلقا إلى والديهما أو أحد أقربائهما أو حتى إلى الكنيسة، إنما ألقيا كتبهما في المدرسة وأسرعا إلى الساحة كأنهما كانا يخشيان أن تضيع منهما الفرصة. في غيرة متقدة اقتحم الطالبان الجماهير ليقفا أمام القاضي يعلنان إيمانهما بقوة وشجاعة أذهلت كل الحاضرين. استصغرها الوالي جداً ولم يرد أن يدخل معهما في حوار وإنما أمر بضربهما بالسياط، حاسباً أنهما لن يحتملا الكثير، لكن شجاعتهما أبهرت الكل، وإذ شعر الوالي بالخجل والخزي، ورأى الجماهير تتعاطف معهما، أسرع بإصدار أمره بقطع رأسيهما في الحال. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيان القديس | الولادة: – الوفاة: – لا نعرف الكثير عن شخصية القديس باسيان الأسباني أسقف برشلونة Pacian of Barcelona إنما اشتهر خلال كتاباته. تزوج قبل سيامته كاهناً، وأنجب ابناً يدعى فلافيوس دكستر Flavius Dexter، صار رئيساً لحجاب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وحارساً لهونوريوس. وقد التصق القديس جيروم بهذا الابن كصديقٍ حميمٍ، قدم له كتابه: “مشاهير الرجال De Viris Illustribus.. مدح القديس جيروم القديس باسيان كرجلٍ ذي ثقافةٍ عاليةٍ وبليغٍ وقديسٍ. سيم باسيان أسقفاً، وعمرّ حتى بلغ الشيخوخة، وكان خصباً في الكتابة. لم تصلنا من كتاباته سوى مقال يحثّ فيه على التوبة، وعظة عن المعمودية، وثلاث رسائل موجهة إلى أحد الأشراف يدعى Sympronian قَبِل بدعة النوفاتينيين [ أتباع نوفاتيان، كاهن روماني في القرن الثالث واضع كتاب هام في التثليث، أثار انشقاقاً في الكنيسة الغربية على أثر اضطهاد ديسيوس للكنيسة (249 250م)، فإنه وإن لم يحمل هرطقة لاهوتية لكنه كان متحجراً في قبول الراجعين إلى الكنيسة متى جحدوا مسيحهم بصورة ولو غير مباشرة، وحسب كهنة روما متراخين ومتساهلين، وقد حمل هجوماً عنيفاً على أسقف روما، وجذب بعض الأساقفة إلى صفه، وسام أساقفة جدداً وبعثهم للكرازة. وقد دانه البابا ديونسيوس الإسكندري على هذا الانشقاق. حسب أن جماعته هي الكنيسة الجامعة المقدسة، مكفّراً من هم خارجها ]. للقديس باسيان عبارة عنه شهيرة: “اسمي: مسيحي، ولقبي: جامعي”. تنيح في 9 مارس سنة 390م تقريباً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيدي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد النسَّاك السبعة الذين من جبل تونة في 29 من شهر بؤونة؛ وهم باسيدي وكوتلس وأرداما وموسى وإيسي وباركلاس وكوتلس. ظهر ملاك الرب للقس الناسك باسيدي وكوتلس، وحثهما على نوال إكليل الاستشهاد خلال الاعتراف بإيمانهما بالمخلص. نهض الاثنان نحو الوالي، وكانا متهللين بالروح، ينتظران إكليلهما. هناك التقيا بالخمسة القديسين قادمين على سفينة، قاصدين الوالي لينالوا هم أيضاً أكاليلهم، هكذا اجتمع السبعة معاً باتفاقٍ واحدٍ، وشهدوا لمخلصهم أمام الوالي الذي عذبهم كثيراً، وربط حجارة في أعناقهم ثم ألقاهم في السجن. ظهر لهم السيد المسيح وسط آلامهم ليعزيهم ويثبتهم ويعدهم بالملكوت، محولاً آلامهم إلى مصدر تعزية داخلية فائقة. أرسلهم الوالي إلى الإسكندرية، لينالوا نصيباً أوفر من العذابات، فتزداد أمجادهم في الرب. وضعهم والي الإسكندرية في قدرٍ مملوءٍ كبريتاً وقاراً، وأوقد تحتهم، وأرسل الرب ملاكه ليشفيهم. إذ استدعاهم الوالي نظرتهم الجماهير أحياء بعد العذابات الكثيرة التي حلَّت بهم، فآمن 130 شخصاً بالسيد المسيح واستشهدوا كموكب يسبق هؤلاء المباركين. اغتاظ الوالي فاستمر يعذبهم، وأخيراً قطع رؤوسهم بالسيف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيلاؤس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – اتسم القديس باسيلاؤس أو باسيليوس أو بستلاوس بغيرته المقدسة نحو الشهادة لإنجيل المسيح في حياة تقوية ورعة، لذا سامه القديس هرمون بطريرك أورشليم سنة 298م أسقفاً دون تحديد إيبارشية معينة، كما سام معه أيضاً آخرون يمارسون العمل الكرازي في بلاد ليس بها مؤمنون. صار هذا الأب يجول في البلاد والقرى يكرز بالحق حتى إذ دخل مدينة شرصونة بالشام وكرز بها آمن البعض بالسيد المسيح فاغتاظ غير المؤمنين، وثاروا ضده وطردوه. أما هو ففي تسليمٍ كاملٍ انطلق من المدينة إلى الجبل خارجاً، وكان يعكف على العبادة مصلياً لأجل طارديه حتى يفتح الله طريق الخلاص أمامهم. بسماح إلهي مات ابن والي المدينة وكان وحيده، فحزن عليه حزناً شديداً. حدث في الليلة التي دُفن فيها أن رأى الوالي ابنه في رؤيا الليل واقفاً أمامه مرّ النفس، يقول له: “استدع القديس باسيلاؤس، واسأله أن يصلي إلى السيد المسيح من أجلي فإني في ظلمة شديدة”. تنبه الوالي من نومه، وأخذ عظماء المدينة، وانطلق إلى مغارة القديس، وطلب منه أن يأتي معه ليصلي من أجل ابنه، فأجاب سؤاله، وذهب معه حيث القبر، وهناك ابتهل إلى الله بحرارة، فقام الولد حياً بقوة الله. آمن الوالي وأكثر أهل المدينة، ونالوا سرّ الاستنارة (المعمودية) على يديّ القديس. إذ رأى اليهود نجاح كرازة الأسقف حسدوه واجتمعوا بالقلة غير المؤمنة من أهل المدينة، ووثبوا عليه، وصاروا يضربونه حتى أسلم الروح في يديّ الله. تحتفل الكنيسة بعيد استشهاده في 11 من شهر برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليدس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو أحد ضباط الجيش، كلفه الوالي أكيلا بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت. بالفعل اقتادها إلى الساحة، وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها مدافعاً عنها، مظهراً نحوها الكثير من الرقة واللطف. وإذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعاً جزاء الشفقة التي أظهرها نحوها. إذ طلب الوالي تجريد بوتامينا الجميلة من ملابسها عند إلقائها في قار مغلي، تظاهر باسيليدس انه لم يفهم الأمر وجعلها تُسرع بالنزول دون نزع ثيابها، وحسبت هذا كرماً عظيماً من جانبه، لحبها الشديد للطهارة، وحفظاً لحيائها أمام الجماهير. بعد قليل من استشهادها سُئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علناً، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلاً وشعر زملاؤه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره، وإذ تحقق أنه صار مسيحياً جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الإخوة من بينهم أوريجينوس عن سّر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليالٍ متوالية تؤكد له أن طلبتها عنه أُستجيبت، وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تأور البتول | الولادة: – الوفاة: – بعد أن حدثنا بالاديوس عن الطوباوية الأم تاليدا، قدم لنا فصلاً عن إحدى الراهبات اللواتي كن تحت رعايتها، وهي العذراء تاؤر Taor. عاشت هذه البتول في الدير ثلاثين عاماً في حياة نسكية وتقشف شديد، فلم تكن تهتم ان يكون لها ملابس رهبانية جميلة ولا حجاب ولا تنتعل حذاء، قائلة: “إنني لست في حاجة (إلى شيء) لأنه لا يوجد ما يُلزمني بالذهاب إلى السوق”. في أول كل أسبوع كانت بقية الراهبات يذهبن إلى الكنيسة ليشتركن في التقدمة أما هذه البتول فكانت تبقى في الدير بثياب رثة، لا تكف عن العمل والجهاد. امتلأت حكمة وفطنة، وكانت طاهرة وعفيفة. لم تهتم بالزينة الخارجية فزينت قلبها لعريسها الأبدي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاؤبستي القديسة | الولادة: – الوفاة: – تزوجت القديسة تاؤبستي أو ثيؤبستي St. Theopesti برجل رُزقت منه ابناً واحداً، وإذ مات رجلها وهي في ريعان شبابها اشتاقت أن تكرس حياتها متعبدة للرب. نذرت نفسها للحياة الرهبانية، وبدأت تمارس الصلوات والأصوام مع مطانيات مستمرة ليلاً ونهاراً. التقت بالقديس الأنبا مقاريوس أسقف مدينة نقيوس (أبشاتي)، حالياً زاوية رزين بالمنوفية. فاتحت الأب الأسقف في أمر نذرها، وإذ رآها صغيرة السن طلب منها ألا تتسرع بل تجرب نفسها أولا قبل أن تترهبن وتلبس الإسكيم. في طاعة مملوءة إيماناً عادت إلى بيتها، وأغلقت على نفسها في حجرة تمارس الحياة النسكية بجدية دون أن تهمل رعاية ابنها البالغ من العمر حوالي الثانية عشرة من عمره. كانت ترعاه روحياً، خاصة خلال القدوة العملية، وكان هو يهتم بمطالب الحياة. وقد تعلق قلب الصبي بالأم القديسة، إذ رأى فيها صورة السيد المسيح، واشتم في حياتها رائحته الذكية. رهبنتها عبر العام على السيدة، وكان الأب الأسقف قد نسى ما وعد به القديسة تاؤبستي، لكن رآها في النوم في هيئة بهية جداً، تقول له: “يا أبي كيف نسيتني إلى الآن وأنا سأتنيح في هذه الليلة؟” رأى الأب نفسه كأنه واقف يصلي على القديسة الصلوات الخاصة بتكريس راهبة، وأراد أن يلبسها قلنسوة لم يجد فخلع عنه قلنسوته من على رأسه ووضعها عليها، ثم وشحها بالإسكيم المقدس. أمر تلميذه أن يأتي إليه بقلنسوة أخرى ليلبسها. وكان بيد القديسة صليباً من الفضة ناولته إياه، وهي تقول له: “اقبل من تلميذتك هذا الصليب يا أبتِ”. وإذ استيقظ من النوم ذُهل إذ وجد بيده فعلاً صليباً من الفضة حسن الصنع جداً، فأخذ تلميذه وانطلق إلى بيتها ليجد ابنها يتلقاه بدموع غزيرة، ويقول له: “لقد استدعتني والدتي في منتصف الليلة وودعتني، وقالت لي: يا ابني مهما أشار عليك به الأسقف افعله ولا تخرج عن طاعته، فإنني سأتنيح في هذه الليلة وأمضي إلى السيد المسيح، ثم صلت علىّ وأوصتني: احفظ جميع ما أوصيتك به ولا تخرج عن رأي أبينا الأسقف”. قرع الأسقف الباب، وإذ لم تجبه دخل ليجد القديسة قد تنيحت، وقد توشحت بالإسكيم الذي ألبسه إياها في الرؤيا وأيضا قلنسوته، فانهالت الدموع من عينيه، وسبح الله ومجده الذي يصنع مرضاة قديسيه. كفنها الأب الأسقف كعادة الراهبات، وحملها الكهنة إلى الكنيسة حيث صلوا عليها بإكرام عظيم. إذ سمع رجل مقعد وثني بأمرها طلب من أهله أن يحملوه إلى حيث جسدها، وإذ لمسه بإيمان شُفي، وصار يمشي يمجد الله. تعمد الوثني وأهل بيته على يديْ الأب الأسقف. كان كل من به داء يأتي إلى الكنيسة ويلمس الجسد بإيمان فينال بقوة الرب الشفاء. تحتفل الكنيسة بعيد نياحتها في العشرين من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاؤدوسية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – القديسة تاؤدوسية أو تاوضسية أو ثيؤدوسية St. Theodosia هي والدة الشهيد بروكونيوس أو أبروكونيوس الأورشليمي الذي مات والده المسيحي خرستوفورس وقدمت والدته هدايا ثمينة للإمبراطور دقلديانوس فأقام ابنها والياً على الإسكندرية، وأوصاه بتعذيب المسيحيين، لكن صليباً من نور ظهر له بعد خروجه من إنطاكية فآمن بالسيد المسيح. اشتكته والدته للإمبراطور الذي طلب من والي قيصرية أن يعذبه. تعرض ابنها لعذابات كثيرة حتى قارب الموت، وإذ أودع في السجن ظهر له السيد المسيح وشفاه. اُستدعى الابن فرأته والدته بلا جراحات، وإذ تحققت صدق الإيمان بالسيد المسيح أعلنت هي وأميران كانا معهما و12 امرأة إيمانهم بالسيد المسيح، فقُطعت أعناقهم في 7 من أبيب كموكب يتقدم القديس الذي لحق بهم في الرابع عشر من نفس الشهر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاتيان | الولادة: – الوفاة: – تاتيان السرياني Tatian the Syrian هو أحد المدافعين المسيحيين في القرن الثاني الميلادي. ولد عام 130م في أرض أشور بسوريا، شرق نهر التيجر، حيث كانت تلك المنطقة مرتبطة في عهد تراجان ببلاد ما بين النهرين (الميصة) وأيضاً بأرمينيا كولاية رومانية واحدة. وُلد من عائلة وثنية، شريفة وغنية جداً، فتعلم البلاغة والفلسفة اليونانية، كان يتجول من بلد إلى آخر ليتتلمذ على يدي شخص معين. كم كان حزيناً لما اتسم به الفلاسفة من محبة للمال وأخلاقيات فاسدة. رأى تاتيان في الرومان العجرفة وحب السلطة وفي اليونان النظريات الفلسفية الجوفاء دون الحياة. استمع إلى القديس يوستين الشهيد، فأحب كلمة الله التي جذبته للإيمان، فصار مسيحياً في روما ما بين سنة 150، وسنة 165م، لكنه كان له فكره المستقل وآرائه الخاصة. عُرف بالتطرف في آرائه، فقد علَّم بالرفض التام لكل فلسفة يونانية، وأظهر امتعاضه حتى من الحضارة اليونانية من فن وعلم ولغة، لكنه لم يقدر أن يتخلص من الفكر اليوناني تماماً. أقام جماعة نسكية تسمى الإنكراتيين Encratitesتحرّم أكل اللحوم وتنظر إلى الزواج كزنا وتمنع عن شرب الخمر فاستعاضت عنه بالماء في الأفخارستيا. ألّف دفاعه Oratio ad Graecs أظهر فيه إنه لا وجه للمقارنة بين المسيحية بتعاليمها الإلهية النقية والثقافة اليونانية. اشتهر أيضا بعمله Diatessaron الذي يحوي حياة السيد المسيح مأخوذة عن الأناجيل الأربعة، استخدمه السريان حتى القرن الخامس. قاومه الآباء إيريناؤس وترتليان واكلمينضس الإسكندري وأوريجينوس وهيبوليتس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حانانا أوحينانا | الولادة: – الوفاة: 596 مدير مدرسة نصيبين Nisibis وُلد في إقليم أديابين Adiabene الذي استولى عليه تراجان عام 116م وصار إقليم أشور الروماني، لكن سرعان ما عاد فانتصر عليه الفارسيون. تتلمذ في مدرسة نصيبين بالميصة (ما بين النهرين Mesopotamia) على يدي موسى الذي كان معلماً في عهد إبراهام من بيت رابان Beit Rabban (509- 569)، ثم صار مديراً لها قبل مجمع خلقيدونية. فكره اللاهوتي كان مفضلاً تقليد القديس يوحنا الذهبي الفم، وضد فكر ثيؤدور الموبسويستي Theodorus of Mesopotamia، فمع شهرة ثيؤدور إلا أنه أُتهم بالنسطورية والبيلاجية، ومن أشهر تلاميذه يوحنا أسقف إنطاكية وهيبا أسقف الرُها Ibas of Edessa والمبتدع نسطور. علّم حنانا بأن يسوع المسيح شخص واحد، أقنوم واحد، وله طبيعتان. طرده بولس أسقف نصيبين من المدرسة بسبب ولائه لمجمع خلقيدونية، ثم عاد فصار مديراً للمدرسة عام 572م، وبقي في هذا المركز إلى يوم موته بالرغم من الجهود التي بذلها مجمعان (595 و596) لطرده. أُُتهم بالأوريجانية هو والأب إبراهام من هاسكار Haskar رئيس دير جبل Izla بالقرب من نصيبين، وذلك بسبب نقده اللاذع جداً لباباي الكبير Babai the Great، الذي كتب “اتحاد (التجسد)” ضد حنانا واتهمه بأنه أوريجاني خطير، مع أمور أخرى. بعد نشر هذا الاتهام في سنة 580م تركه حوالي 300 تلميذاً، وقد بذل جهداً عظيماً لرد ثقة الكنيسة فيه كدارسٍ لكنه فشل. كتاباته كان حنانا خطيباً، قدم تفاسير لكثير من أسفار العهد القديم (التكوين والمزامير وأيوب والأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد والأنبياء الصغار) والعهد الجديد (مرقس ورسائل بولس)، فُقدت جميعها عدا بعض اقتباسات منها. وضع تفسيراً لقانون الإيمان النيقوي، وشرحاً للأسرار مع عدد من العظات منها عن إجلال الهوشعنا أو أحد الشعانين Solemnity of Hossannas ومعجزة القديس بطرس لشفاء أعرج باب الجميل واكتشاف الصليب المقدس. ما تبقى من كتاباته هو عظة على الجمعة العظيمة الذهبية، وأخرى على “صوم نينوى rogations”، واقتباسات من تفاسيره وردت في تفاسير Isodad of Merw. Encyclopedia of the Early Church, second edition. Oxford University Press: Encyclopedia of the Early Church, New York, 1992. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبصة ورفيقتاها الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 523 جاءت قصة حبصة تكشف عن شوق المؤمنين نحو التمتع بشركة الصلب مع السيد المسيح، فأرادوا أن يقدموا حياتهم ذبيحة حيَّة لذاك الذي قدم حياته ذبيحة حب كفارة عنهم. الحميريون عانت بلاد نجران من ملوكٍ يهود في أجيال كثيرة, من بينهم ذونواس في القرن السادس، فقد بذل كل جهده لإبادة المسيحيين خاصة النساء النجريات. شهوة الاستشهاد كانت حبصة بنت حيان بن حيان الكبير الذي نشر المسيحية في بلاد نجران. وقد حزنت جداً لأنها لم تكن مع النساء النجرانيات اللواتي استشهدن على يد اليهود من أجل إعلانهن الإيمان المسيحي، وطلبت من السيد المسيح أن يلحقها بهن. شهادتها للسيد المسيح وشجاعتها في اليوم التالي قامت وأخذت صليبها النحاسي الصغير ووضعته على غطاء رأسها ونزلت إلى الشارع. وأخذت تصيح أنها مسيحية، ثم تبعتها امرأتان شريفتان، إحداهما عجوز والأخرى شابة، اسم كل منهما حيَّة، كما اجتمع حولهن كثيرون من أهل نجران من رجالٍ ونساءٍ. تطلعت إليهم حبصة ورأت وسطهم جاراً لها يهودياً. دخلت معه في حوارٍ بخصوص شخص السيد المسيح. أخيراً قالت له: “أيها اليهودي، صالب ربك، أنتم تكفرون بالمسيح وتقولون أنه ليس إلهاً، لكني آمنت بسيدي يسوع المسيح رباً وإلهاً”. لما بلغ الملك اليهودي كلامها استحضرها وسألها عن إيمانها فأجابت أنها مسيحية. وحاول استمالتها فلم تقبل، فأخذ يهددها. فقالت له: “إني أؤمن أن المسيح هو الله خالق كل البشرية، وإني أحتمي بصليبه. وأعلم إني لا أهتم بالعذابات، فافعل ما تشاء”. وكانت رفيقتاها توافقنّها على كلامها. استشهادهن أمر الملك أن يربطوا أجسادهن بالحبال حتى سُمع صوت عظامهن التي كانت تتخلع. وأخذوا يلطموهن بشدة ويضربوهن على أفواههن حتى تعذّر عليهن الكلام. وإذ لم تحتمل العجوز سقطت ميتة، أما حبصة وحية الشابة فقد أخذوهما وجلدوهما وأتوا بجملين، وربطوا كل منهما بجملٍ، وأطلقوهما في البرية حتى فارقتا الحياة، ذاهبتين إلى الحياة الحقيقية الأبدية. بذلك نالتا إكليل الاستشهاد في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 523م. لم يكتفِ الملك عدو الحق بهذا، فقد صمم ألا يترك في نجران امرأة مسيحية إلا وقتلها، فأمر قائده ذايزن أن يدخل نجران ويجمعهن إليه، وتمكن من جمع نحو مائة واثنين وعشرين سيدة استشهدن جميعاً بعد اعترافهن بالسيد المسيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب المصري الأرخن | الولادة: 1885 الوفاة: 1953 ولد سنة 1885م وقضى طفولته وفترة تعليمه الابتدائي في أسيوط، ثم جاء إلى القاهرة للدراسة الثانوية. إذ انتهى منها بدأ عمله كموظف في الحكومة، لكنه في الوقت عينه دخل مدرسة الحقوق الفرنسية. وتدرج في المناصب الحكومية إلى أن وصل لمنصب “المستشار الملكي لوزارة العدل”. نشاطه الكنسي في أسيوط وقبل مجيئه إلى القاهرة أسس مع اثنين من أصدقائه نادياً ثقافياً للشباب القبطي، كانت تُلقى فيه المحاضرات والندوات العلمية والدينية أيضاً. ولما حضر إلى القاهرة صار عضواً في عدد كبير من الجمعيات الخيرية القبطية. وفي سنة 1928م أُنتخب لأول مرة في المجلس الملّي الذي ظل عضواً فيه إلى آخر حياته، كما كان وكيلاً له في ثلاث دورات. وأهم ما كان يشغله وهو في المجلس هو الأسرة. فكان رئيساً للجنة الأحوال الشخصية باستمرار، وكان يتطلع دوماً إلى حماية المرأة والأبناء، والهدف الثاني الذي شغله واهتم به وهو في المجلس الملّي هو الإكليريكية والإكليريكيين. أرض الأنبا رويس في سنة 1937م أراد وزير الداخلية الاستيلاء على أرض الأنبا رويس لأنها كانت أصلاً مدافن. طلبت الحكومة نقلها إلى أرض الجبل الأحمر الذي تبرعت به، ثم بعد ذلك أرادت أن تستحوذ على الأرض الأصلية لسعتها ولأهمية موقعها. فظلت المفاوضات بين الكنيسة وبين وزيريّ الداخلية والصحة حتى سنة 1943م. خلال هذه السنوات كتب حبيب المصري ثلاث مذكرات دفاعاً عن حق الأقباط في ملكية هذه الأرض؛ إحداها لرئيس الديوان الملكي وكتب الاثنتين للوزيرين. وشاءت المراحم الإلهية أن ينجح في مسعاه. فقرر الوزيران ووافقهما رئيس الوزارة على أن الكنيسة تملك أرض الأنبا رويس بشرط بناء منشآت عليها لا تدر أي ربح خلال خمس عشرة سنة وإلا تستولي الحكومة على الأرض. رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس في خميس العهد الموافق 13 إبريل سنة 1944م اتفق عدد من الغيورين من بينهم حبيب المصري مع الأنبا ثيؤفيلس مطران أورشليم آنذاك على تأليف جماعة لتنظيم الزيارات للأراضي المقدسة وتسهيل السفر للراغبين فيها، فألَّفوا ما تعرف “برابطة القدس للأقباط الأرثوذكس” برئاسة شرف المطران والرئاسة الفعلية لحبيب المصري. نياحته لما أكمل سعيه تنيح بسلام سنة 1953م، ورثاه الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية آنذاك قائلاً: “إن اسمه كان وصفاً حقيقياً لشخصه فهو حبيب لأنه أحب الناس وأحبه الناس، وهو المصري لأنه يحب مصر من صميم قلبه”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| حبيب جرجس الأرشيدياكون | الولادة: – الوفاة: – إن كان بابا الإسكندرية الحالي, الأنبا شنودة الثالث، وكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة من خدام التربية الكنسية، فالكل يشعر بأن الفضل يعود إلى الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي أنشأ مدارس الأحد في كل القطر. قال لي أحد الخدام انه كان تلميذاً في اجتماع للشباب يقوده المتنيح حبيب جرجس، وكانوا ثائرين ضد رجال الكهنوت. أما هو فقال لهم إن الإصلاح الكنسي لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم من يتسلم القيادات الكنسية. نشأته ولد سنة 1876م وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وعظه جهوري الصوت، قوياً، غزير المعلومات، يؤثر في سامعيه. قام بإنشاء جمعيات خيرية جديدة، كما قام بتشجيع الجمعيات القائمة وأنشأ جمعيات أخرى للوعظ. المعلم الأول مر وقت كان فيه حبيب جرجس هو المعلم الأول حتى أخرج للكنيسة جيلاً من المعلمين. وشمل عمله في التعليم الكلية الإكليريكية ومنابر الكنائس والجمعيات، كما علَّم بقلمه من خلال الكتب التي ألفها. وتعتبر مدارس التربية الكنسية من أهم ميادينه في التعليم. كتاباته أصدر حبيب جرجس مجلة الكرمة. كما أصدر أكثر من ثلاثين كتاباً في شتى العلوم الدينية: في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي. أصدر أيضاً كتباً في الترانيم وفي الشعر. مؤسس مدارس الأحد أنشأ مدارس الأحد سنة 1918 لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. فإنه وإن كان قد نجح مرقس بك مليكة في تقرير دراسة الدين المسيحي في المدارس الأميرية سنة 1908 لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية أدى إلى إهمال تدريسه. حددت اللجنة العليا لمدارس الأحد هدفها الذي تركز في خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي بروح وطني، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية. تقدمت مدارس الأحد بسرعةٍ فائقةٍ، فصار لها في سنة 1935: 20 فرعاً بالقاهرة، 18 بالوجه البحري، 44 بالوجه القبلي، 30 بالسودان. في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس سيم نيافة الأنبا شنودة أول أسقف على المعاهد الدينية والتربية الكنسية، وباختياره بابا للإسكندرية بقي أيضاً مسؤولاً عن هذه الأسقفية. المؤسس الحقيقي للإكليريكية يعتبر حبيب جرجس المؤسس الحقيقي للإكليريكية في عصرها الحاضر، فهو الذي اشترى لها الأرض وأسس لها المباني في مهمشة، وأعد القسم الداخلي لمبيت الطلبة. أنشأ الإكليركية في 29 نوفمبر 1893 والتحق بها, وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية في الربع الأول من القرن العشرين. وتسلم نظارتها سنة 1918 إلى نياحته سنة 1951. وأنشأ كذلك القسم الليلي الجامعي سنة 1946م. وكان أول أستاذ لعلم اللاهوت في الكلية الإكليريكية، وتولى تدريس زملائه وهو طالب. ترشيحه للمطرانية اختير عضواً للمجلس الملّي العام، ورُشِّح مطراناً للجيزة سنة 1948م ولكن لم يقبل البابا يوساب رسامته لأنه لم يكن راهباً، وكانت نياحته سنة 1951م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاتيان الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 301 يروي القديس غريغوريوس أسقف تور Tours أن القديس جاتيان هو أحد الأساقفة الستة الذين أتوا إلى بلاد الغال من روما لتبشيرها، وذلك حوالي منتصف القرن الثالث. وكانت كرازته أساساً في تور Tours، ولذلك يُعتبر مؤسس هذه الكنيسة وأول أسقف عليها. وبعد أن خدم بأمانة مدة حوالي خمسين سنة تنيح بسلام نحو سنة 301م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جالاتيون (غلاتيون) وإبيستيمي الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – تمثل قصة هذين القديسين صورة حيّة للحب الزيجي والإخلاص، فقد عاشا تحت ظل الحب الإلهي. كانا يسندان بعضهما البعض في نموهما الروحي. كان غلاتيون وإبيستيمي زوجين من مدينة حمص بسوريا، وعاشا بتولان بعد زواجهما، ثم قُبض عليهما، وعذبا من أجل الإيمان بالمسيح. ولما أراد الجنود الذين قبضوا عليهما إهانة إبيستيمي مزقوا ثيابها. أراد الجند أن يجرحوا حياء السيدة الطاهرة، لكن القدوس لا يترك عصا الخطاة تستقر على رأس الصديقين. في الحال أُصيب الجنود الـ 53 الموجودين بالعمى. ثم نالا إكليل الاستشهاد بعد أن عُذِّبا بالضرب وبتقطيع لسانيهما وأيديهما وأرجلهما. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاليكانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 352 كان جاليكانوس نائباً للإمبراطور قسطنطين وقائداً في جيشه. عُرف بشجاعته وبسالته، وقام بحملتين عسكريتين ناجحتين: الأولى ضد الفرس، والثانية ضد السكيثيين، وفى الحملة الثانية اعتنق المسيحية على يد الأخوين القديسين يوحنا وبولس. إذ تمتع بالإيمان الحيّ اتسع قلبه بالحب للَّه والناس، وانحنت نفسه بروح الاتضاع لتخدم كل ضعيفٍ وفقيرٍ وغريبٍ. بعد عودته إلى روما، اعتزل في أوستيا Ostia وهناك بنى كنيسة، وإذ شعر بالحرية الداخلية لم يحتمل أن يرى إنساناً عبداً، لذا أعتق عبيده، ووسع منزله ليستضيف فيه الحجاج، وكان يلازمه في كل ذلك صديق له اسمه هيلارينوسHilarinus . وذاعت شهرته في الشرق والغرب، فكان يأتي البعض من كل مكان لمشاهدة النائب السابق وصديق الإمبراطور الذي يغسل أرجل الحجاج ويُعد لهم المائدة، يخدم المرضى، ويقدم ذاته مثلاً حياً لقيم المسيحية السامية. أراد الله أن يُتوج حياته بإكليل الاستشهاد ، إذ بمجيء يوليانوس الجاحد خيَّره ما بين التبخير للأوثان أو النفي. فاختار النفي إلى مصر حيث عاش في وسط مجموعة من المتوحدين. لكن تبعه الاضطهاد إلى الصحراء حيث قُطعت رأسه حوالي سنة 352م، بينما عُذب صديقه هيلارينوس حتى الموت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جانواريوس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 305 رعايته لشعبه المُضطهد كان هذا القديس من مدينة نابولي Naples، سيم أسقفاً. كان يفتقد المسيحيين في بيوتهم، إذ كانوا يعانون من الاضطهاد، كما خرج إلى البراري والمناطق البعيدة يفتقد الهاربين من شدة الاضطهاد، فكان يُعزيهم ويقويهم ويثبتهم على الإيمان. فتح قلبه بالحب للوثنيين، فأحبه كثيرون منهم، وقبلوا الإيمان واعتمدوا. إذ كان الأسقف يطوف المدن لافتقاد المضطهدين، دخل مدينة ميسانا، ووجد هناك شماساً قديساً يُدعى سوسيوس. عند قراءته في الكتاب المقدس لاحظ الأسقف لهيباً من نار حول رأسه فأدرك أنه سيموت شهيداً. وبالفعل بعد أيام قليلة استدعاه دراكنسيوس حاكم الإقليم ودخل معه في حوار، محاولاً أن يستميله إلى الوثنية. إذ فشل في الحوار قدم له وعوداً سخية وإذ فشل في استمالته أمر بضربه بالسياط بطريقة وحشية، وصاروا يجرونه من أطرافه لكي تنكسر عظامه، وكان الشماس القديس متهللاً. أرسله الحاكم إلى السجن في بوزول Pozzouli، كما سُجن معه ثلاثة مؤمنين هم الشماس بروكولوس وأوتيكوس وأوكوسيوس الذين ضُربوا أيضاً بالسياط ثم أُلقوا في السجن. إذ سمع بذلك الأب الأسقف جانواريوس افتقدهم في السجن مراراً لتشجيعهم وتثبيتهم على الإيمان. في ذلك الوقت عُزل الحاكم دراكنسيوس وحلّ محلّه تيموثاوس الذي ما أن وصل إلى المدينة حتى اشتكى الوثنيون من الأسقف أنه يمنع المسيحيين عن عبادة الآلهة، وأنه ذهب إلى مدينة بوزول يفتقد من سجنهم الوالي السابق دراكنسيوس. اضطهاده استدعاه الوالي وطلب منه العبادة للأوثان وجحد السيد المسيح، وإذ رفض طرحه في أتون نار، لكن اللَّه حفظه، محولاً النار إلى ندى كما فعل مع الثلاثة فتية القديسين. نسب الوالي ذلك إلى السحر، وأمر بتكسير عظامه. ثم إيداعه في السجن. أرسل شعبه الشماس فستوس والقارئ ديديريوس إلى المدينة التي سُجن فيها الأسقف. سمع الوالي فقبض عليهما وقدمهما للمحاكمة. أمر أن يُربط المسجونون السبعة بالسلاسل ويسيروا مع الأسقف أمام عربته إلى مدينة بوزول، وهناك أمر بطرحهم للوحوش الجائعة. شجعهم الأسقف، وسار الكل في شوارع المدينة وهم متهللون، ثم دخلوا ميدان الوحوش. خرجت الأسود والنمور تزأر بشدة بسبب جوعها، لكنها إذ رأت القديسين وقفت عند أقدامهم كحيوانات مستأنسة كما فعلت مع كثيرين. فصرخ كثير من المشاهدين يمجدون إله القديسين. استشهاده أُحضر القديسون أما الحاكم تيموثاوس فأصيب بالعمى، وصلى الأب الأسقف وشفاه. آمن خمسة آلاف وثني، وإذ خشي الوالي على مركزه أمر بسرعة قطع رؤوسهم، وكان ذلك في 19 سبتمبر 305م. نُقلت أجسادهم إلى مدينة نابولي. من المعجزات التي رُويت عن هذا الأسقف الشهيد تحول دمه المتجلط والموضوع في قارورة إلى حالة السيولة بالصلاة عليه، وكانت هذه المعجزة تتكرر أكثر من مرة في السنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خائيل الأول البابا السادس والأربعون | الولادة: – الوفاة: 767 سيامته بطريركاً كان هذا الأب راهباً بدير القديس مقاريوس وكان عالماً زاهداً. فلما تنيح سلفه البابا ثاؤذوروس الخامس والأربعون اجتمع أساقفة الوجه البحري وكهنة الإسكندرية في كنيسة الأنبا شنودة بمصر، وادعوا بأن لهم وحدهم حق الانتخاب بينما قام فريق آخر يدعي خلاف ذلك. وحصل خلاف بينهم على من يصلح للبابوية. وأخيراً استدعوا الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف مريوط. ولما حضرا وجد الأنبا بطرس تعنتاً من كهنة الإسكندرية، فزجرهم على ذلك وصرف الجمع هذه الليلة حتى تهدأ الخواطر. ولما اجتمعوا في الغد ذُكر اسم القس خائيل بدير القديس مقاريوس، فارتاحوا إلى اختياره بالإجماع، وحصلوا على كتاب من والي مصر إلى شيوخ برية شيهيت (وادي النطرون). ولما وصلوا إلى الجيزة وجدوا القس خائيل قادماً مع بعض الشيوخ لمقابلة الأمير حفصا لكي يعفيهم من الضرائب، فامسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية، ورسموه بطريركاً في 17 توت سنة 460ش (14 سبتمبر سنة 743م). وحدث أن امتنع المطر عن الإسكندرية مدة سنتين، ففي هذا اليوم سقطت أمطار غزيرة لمدة ثلاثة أيام فاستبشر السكندريون من ذلك خيراً. دَعى نفسه ” خائيل” أي “الأخير”، ولم يرضَ أن يُدعَ ميخائيل تواضعاً منه حتى لا يكون اسمه كاسم رئيس الملائكة. شدائده في عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد جرت على المؤمنين في أيام هذا الأب شدائد عظيمة وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين، كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرون ألفاً، وكان البطريرك من جراء ذلك في حزنٍ عظيمٍ جداً إلى أن أهلك الله من كان سبب ذلك. بسبب شدة الضيق هرب بعض الأساقفة إلى الأديرة، فعقد البابا مجمعاً قرر فيه ضرورة استمرار الأساقفة في ايبارشياتهم، وحرم من يتجاوز هذا الحكم. خلاف مع الملكيين (البطريرك التابع لبيزنطة) بعد سيامته بمدة وجيزة تقرب قوم من الملكيين (الروم) عند الخليفة مروان، ودفعوا له مالاً وحثوه على إصدار أمر إلى عبد الملك بن موسى بمصر لكي يسلمهم دير القديس مارمينا بمريوط، وكانت في يد الأقباط الأرثوذكس. فلما عادوا إلى مصر سلموا الأمر إلى عبد الملك، فعقد مجلساً تحت رئاسة قاضٍ يدعى عيسى للنظر في ملكية الدير، ودعا الفريقين لكي يدافع كل منهما عن حقه. فجمع البابا أشهر أساقفته وعلماء كنيسته وعرض عليهم صورة أمر الخليفة وكلفهم بالحضور في مجلس القضاء. لكن الملكيين رشوا القاضي، فكان يماطل ولا يستمع إلى الأقباط الأرثوذكس. وبينما كان يستعد لكتابة تقريره في صالح الملكيين عُزل من منصبه وتعين قاضٍ آخر يُدعى أبو الحسيني، وكان عادلاً لا يحابي الوجوه فقدم الحقيقة إلى عبد الملك واستمر الدير في حوزة الأقباط. بين ملك النوبة وأسقفها في دنقلة بالنوبة حدث خلاف بين قرياقوص الملك والأنبا إبراهيم أسقفها، وذلك لأن الأسقف حاول ردع الملك عن تصرفاته الشريرة. اغتاظ الملك وطلب من البابا السكندري قطع الأسقف وإلا يدفع بالشعب إلى عبادة الأوثان. خشي البابا من ضياع شعب النوبة كله فاستدعى الأسقف وعقد مجمعاً لدراسة الموقف. فرأى الكل أن يبقى الأسقف بالإسكندرية ويبعثون بأسقفٍ آخر للنوبة حتى يهدأ الملك. شعر الأسقف إبراهيم بأن الحكم فيه ظلم فترك الإسكندرية وذهب إلى أحد الأديرة بالنوبة حتى نهاية حياته هنا. قرياقوس ملك النوبة لاقى هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد. فقد وضع رجليه في خشبة عظيمة وطوق رقبته بطوق حديد ثقيل، وكان معه أنبا موسى أسقف أوسيم وتادرس أسقف مصر وغيرهما، فوضعوهم في خزانة مظلمة نُقرت في صخر لا تصل إلها أشعة الشمس، واستمروا في هذا الضيق من 11 توت إلى 12 بابه، وكان أيضاً معهم ثلاثمائة من الرجال والنساء. في وسط هذا الضيق كان المرضى يأتون إلى البابا في السجن يصلي من أجلهم وينالون نعمة الشفاء. كما اهتم البابا بالمسجونين، فتاب كثيرون ورجعوا إلى الرب. أطلق الوالي سراحه فمضى إلى الصعيد وعاد بما جمعه إلى الوالي بالرغم من الظروف المالية الصعبة التي اجتازها المصريون بسبب الضرائب الفادحة، وكان البابا يعبر بينهم كملاك الرب، يشفي مرضاهم خلال نعمة الله الفائقة. فأخذه منه ثم ألقاه في السجن. فلما علم بذلك قرياقوس ملك النوبة استشاط غضباً وجهز نحو مائة ألف جندي وسار إلى القطر المصري واجتاز الصعيد قاتلاً كل من صادفه من المسلمين حتى بلغ مصر، فعسكر حول الفسطاط مهدداً المدينة بالدمار. فلما نظر الوالي عبد الملك جيوش قرياقوس منتشرة كالجراد جزع خوفاً وأطلق سبيل البطريرك بالإكرام والتجأ إليه أن يتوسط في أمر الصلح بينه وبين ملك النوبة، فلبى دعواه وخرج بلفيف من الإكليروس والتقى بالملك، وطلب منه أن يقبل الصلح مع عبد الملك، فقبل وانصرف من حيث أتى. أكرم عبد الملك المسيحيين ورفع عنهم الأثقال وزاد في اعتبارهم. شفاء ابنة الوالي عبد الملك صلى البطريرك على ابنة الوالي وكانت تعاني من روح نجس وخرج منها الروح بصلاته. مناظرات بينه وبين قزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد حدثت مناظرات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد، فكتب إليه الأب خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلاً: “إنه لا يجوز أن يُقال إن في المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الاتحاد ولا اثنين ولا شخصين”. واقتنع قزما بذلك ورضى أن يصير أسقفاً على مصر تحت رئاسة الأب خائيل. تجديد الاضطهاد لم تستمر فترة الراحة طويلاً إذ حضر مروان إلى مصر ونكث هو وعبد الملك عهدهما مع الأقباط، وأخذا في اضطهادهم بقسوة بربرية. اضطر الأقباط إلى الثورة حتى هزموا جيش مروان، لكن مروان استجمع قواته وقاتلهم بشدة وقبض على البابا السكندري وبطريرك الروم، فدفع الأخير ألف قطعة ذهب بينما لم يكن لدى البابا ذات المبلغ. ثقل رجليه بقطعة من الحديد وألقاه في السجن وابتدأ يعذبه تسعة أيام ثم أحضره وجذبه بيده وطرحه وصار يضربه بقضيب في يده مائتين مرة ثم أمر الوالي بضرب عنقه، لكنه عدل عن ذلك. طلب منه أن ينصح البشامرة الثائرين من الأقباط بالتوقف عن مقاتلته، لكن البشامرة ثاروا بالأكثر. في سنة 751م دخل أبو العباس مصر بجيش زاخر للاستيلاء على الحكم من يد مروان، وكان الأقباط في ضيق شديد فانحازوا إليه وطلبوا مساعدته. عسكر أبو العباس على شاطئ النيل في البر الشرقي تجاه مروان الذي كان مازال قابضاً على البابا وبعض الأساقفة. وأمر الجند أن يهينوا البابا من الجانب الآخر للنيل وينتفون شعر لحيته كما قاموا بتعذيب الأنبا موسى أمام الأقباط. في اليوم التالي أحضر البابا ومعه الأساقفة ومجموعة من الشعب وتركهم في الشمس عشرة ساعات ثم بدأ في تعذيبهم بقسوة شديدة، حتى كان الأقباط ومعهم المسلمون في البر الشرقي يبكون بمرارة. وكان البابا يصلي ويثبّت المؤمنين. لم يحتمل عبد الله بين مروان المنظر، فسكب دموعاً كثيرة أمام أبيه لكي يطلق سراحهم، قائلاً له بأنه لن يقدر على مقاومة الخراسانيين وسيضطر إلى الذهاب إلى السودان، هناك أولاد هذا البطريرك لن يقبلوه. تطلع مروان إلى جيش الخراسانيين فانزعج جداً واضطر إلى إعادة البابا ومن معه إلى المعتقل بالجيزة، وأدخلهم موثقين في أربعة سجون في ضيقٍ شديدٍ حتى أشرفوا على الموت، لكن البابا كان يعزيهم. عبر الخراسانيون إلى الضفة الغربية وهزموا مروان، فهرب بينما ذهب ابنه ليحرق السجن الذي فيه البابا، لكن ما أن أشعل النار حتى أكرهه الأعداء على الهروب. أطفأوا النيران وأطلقوا المسجونين وجاءوا بهم إلى كنيسة مارمرقس بالجيزة. شدة جديدة إذ استولى أبو العباس على مصر أحسن معاملته مع المسيحيين، غير أن هذه الراحة لم تدم سوى أربع سنوات مرت كالحلم. وبسفر أبو العباس وترك الولاية لآخرين أساءوا التصرف، وصاروا يضايقون الأقباط من جديد. حاول البابا أن يذكرهم بما أظهره أبو العباس من آمان لهم لكنه لم ينجح، واستمر المسيحيون في مرارة حتى شوهدت مياه النيل ناقصة عن منسوبها المعتاد ذراعين. رفع منسوب مياه النيل أقام الأساقفة مع البابا صلوات عيد الصليب وتقدموا مع جميع كهنة الجيزة وأهل الفسطاط وحملوا الأناجيل والمباخر ودخلوا كنيسة مار مرقس واكتظت الحقول والحدائق حولها بالشعب. تقدم البابا ورفع الصليب وصلى الكل، وكان الشعب يصرخ: “يا رب ارحم” لمدة ثلاث ساعات، فزاد النيل ذراعاً. سمع الوالي بذلك فأرسل علماء المسلمين وحاخامات اليهود وصلوا فلم يرتفع مقياس النيل. اضطر أن يدعوا النصارى للصلاة، حيث أقام البابا الأسرار الإلهية وألقوا بمياه غسل الأواني في النهر في الساعة السادسة من النهار، فزادت المياه حتى بلغت ثلاثة أذرع، فأحب الوالي أبوعون الأقباط. خلاف مع كنيسة إنطاكية كانت زوجة المنصور أبي جعقر عاقرًا فسمعت عن تقوى اسحق أسقف حاران وعمله العجائب فاستدعته وصلى من أجلها فوهبها الله طفلاً، فصار الأسقف اسحق موضوع الإكرام والتبجيل. وإذ تنيح يوحنا بطريرك إنطاكية سأل الأنبا اسحق الوالي أن يخلفه فأجابه طلبه حالاً وهدد من يعترض ذلك. قيل أنه تسبب في قتل مطرانين رفضا أن لا يترك الأسقف ايبارشيته ليصير بطريركاً. بناء على طلب الأنبا اسحق كلف الخليفة والي مصر أن يحقق طلبات البطريرك الأنطاكي الجديد، كما بعث البطريرك رسالة إلى البابا خائيل في صحبة مطراني دمشق وحمص وكاهنين. عقد البابا مجمعاً لمدة شهر وقرروا ألا يشترك البابا مع بطريرك أخذ رتبته بقوة السلطان. وكان أمام البابا أحد اختيارين، إما مصادقة البطريرك اسحق أو الذهاب لمقابلة الخليفة. وإذ كان البابا يستعد للسفر وهو شيخ، متحملاً مشقة الطريق إذا بخبر انتقال اسحق من العالم قد حلّ المشكلة. كانت أيامه الأخيرة في سلام بعد أن أقام على الكرسي ثلاثة وعشرين عاماً، إذ تنيح في 16 برمهات سنة 468 ش (767م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خائيل الثالث البابا السادس والخمسون | الولادة: – الوفاة: 907 اختياره بطريركاً بعد نياحة البابا شنودة الأول استقر رأى جميع الشعب والأساقفة على اختيار الأب ميخائيل خلفاً له. وكانت سيامته في شهر برمودة من نفس السنة التي تنيح فيها سلفه (597ش، 880م). في عهد خلافة المعتمد بن المتوكل، ولم يتعرض احمد بن طولون لسيامته لانشغاله مع ابنه في الحرب. فقد كانت عادة الولاة التعرض للشعب في تنصيب بطاركة رغبة في سلب أموالهم. خلاف مع أسقف سخا إذ رأى البابا الجو صافياً أمامه نهض إلى تعمير الكنائس التي تهدمت أثناء الاضطهاد، وتشييد بعضها التي أُزيلت معالمها. كان هذا الأب ذا خصال حميدة غير أن أحزاناً شديدةً قد نالته، منها أن البابا قِسْما كان قد بنى كنيسة على اسم الشهيد أبطلماوس ببلدة دنوشر التابعة لأسقف سخا. وحدث أن أهالي دنوشر أرادوا أن يدعوا الأب البطريرك وبعض الأساقفة المجاورين لتكريس الكنيسة فلم يطب لدى الأسقف هذا الأمر. ولما عملوا على غير رغبته وجاء الأب البطريرك ومعه الأساقفة لم يقبل هذا الأسقف البقاء. فخرج من الكنيسة مدعياً أنه ذاهب ليهتم بأمر طعامهم. فلما طال غيابه كثيراً وحان وقت القداس صلى الأب البطريرك صلاة الشكر ورفع القربان بعد إلحاح من الأساقفة وبما له من حقوق الرئاسة. غضب الأسقف ودفعه شره إلى دعوى أن البطريرك تعدى القوانين ورفع قرباناً في إيبارشية بدون إذن صاحبها، وعاد إلى الكنيسة مسرعاً وتعدى على المذبح المقدس الطاهر، أما البابا البطريرك فأكمل صلاة القداس بكل هدوءٍ وكمالٍ. أحمد بن طولون يلقيه في السجن في اليوم التالي عقد البطريرك مجمعاً من الأساقفة الذين معه والكهنة والعلماء وقطع ذلك الأسقف وأقام غيره. فازداد غضباً وأضمر سوءً، فمضى إلى والي مصر أحمد بن طولون وقال له: “إن البطريرك كثير الثروة واسع الغنى”، وكان الوالي يستعد للذهاب إلى الحرب ومحتاجاً إلى النفقات. استدعى الوالي الأب البطريرك وطلب منه أموال الكنائس وأوانيها، فأبى أن يعطيها له، فطرحه في السجن مع شماس اسمه ابن المنذر مدة سنة كاملة وهو لا يقتات بغير الخبز والبقول المسلوقة والملح. الإفراج مقابل غرامة مالية اتفق يوحنا وموسى من كتَّاب الوالي مع كاتبيّ وزيره يوحنا ومقار ابنه على إنقاذ البطريرك، واستغاثوا بالوزير، فلبّى دعوتهم وشفع لدى الوالي على شرط دفع مبلغ 20 ألف ديناراً لابن طولون. فكتب البطريرك تعهداً على نفسه بدفع المبلغ على قسطين، الأول بعد شهر والثاني بعد أربعة أشهر وبهذا أمكنه الخروج من السجن. فلما جاء ميعاد القسط الأول دفع أولئك الكُتَّاب ألفيّ دينار وتبرع الوزير بألف ودفع البابا سبعة آلاف جمعها من الأساقفة والمؤمنين. واقترض البابا من التجار المسلمين، وكان لا بد له من جمع المبلغ ليفي التجار ولكي يسدد القسط الثاني. وكان لا يخاف الموت إنما يخشى على حياة يوحنا الكاتب وابنه اللذين ضمناه على تسديد المبلغ. اضطر أن يطلب من الشعب أبناء الكنيسة، كما وضع على كل راهب ديناراً، فلم يفِ بالمطلوب. اضطر أن يبيع بيوتاً موقوفة للكنائس وأراضٍ خارج الفسطاط كان يسكنها جماعة من الأثيوبيين، وقرر على كل أسقف أن يدفع مبلغاً من المال ؛ كل ذلك تُعتبر مبالغ زهيدة خاصة وكادت الشهور الأربعة أن تعبر سريعاً. اضطر إلى سيامة عشرة أساقفة على عشرة إيبارشيات كانت خالية مقابل مبلغ دفعه كل واحد منهم. وقد تألم البابا كثيرا لهذا الموقف لكن لم يكن هذا إلا لرفع الاضطهاد عن الكنيسة. ولم يذكر أحد من المؤرخين أنه سام أسقفًا غير كفءٍ بسبب المال. قالت مدام بوتشر في كتابها عن الأمة القبطية: “ولا يغرب عن ذهن اللبيب أن أساقفة الأقباط قديما دفعوا تلك المبالغ فدية لكنيستهم، ولكن أساقفة الكنيسة الإنجليزية الذين يتمتعون بالسلام والأمن في ظل حكومة ملك مسيحي لا يزالون يدفعون إلى يومنا هذا مبلغاً لا يقل عن 300 جنيهاً يؤدونها ضريبة للحكومة ولرئيس الأساقفة يوم رسامتهم” ( ج 274:2). انتهز اليهود هذه الفرصة وأخذوا يساومون البابا على كنيسة للأقباط كانت قد خربت وتهدمت، واضطر أن يبيعها. ويقول القس منسي يوحنا أنها كانت في الأصل كنيس يهودي تحولت إلى كنيسة، وعند الانشقاق استولى عليها الروم وبقيت في حوزتهم حتى القرن التاسع، فاستولى عليها الأقباط. وإذ حل الضيق بهم استأجرها اليهود لمدة مائة عام وقيل أنهم اشتروها، وهي الآن في أيديهم، ويعتبرونها من أقدس الأماكن إذ يزعمون أن فيها قبر إرميا النبي. أراد أن يتدبر القسط الثاني فقصد بلبيس، وبينما هو يفكر في الأمر إذا براهب رثْ اللباس مرَّ بتلاميذه وقال لهم: “امضوا وقولوا لمعلمكم أن الرب سيمزق عنه صك الغرامة بعد أربعين يوماً”. فلما علم البابا بذلك طلب الراهب فلم يجده. وقد تم ذلك فعلاً، إذ أنه لم تمضِ تلك المدة حتى توفى ابن طولون وتولى مكانه ابنه خمارويه سنة 875م، الذي استدعى البابا وطيب خاطره ثم مزق الصك الثاني. قضى هذا الأب على الكرسي المرقسي حوالي خمساً وعشرين سنة ثم تنيح بسلام سنة 907م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| خائيل الثاني البابا الثالث والخمسون | الولادة: – الوفاة: 851 حبه للوحدة كان هذا الأب راهباً قديساً وقد رٌسم قساً على دير القديس أنبا يحنس. وكان ذا سيرة صالحة، فاختاروه بطريركاً واعتلى كرسي البطريركية سنة 849م. سيم في عهد خلافة المتوكل بن المعتصم، ولم يكد يجلس على الكرسي حتى تعرض له الولاة الظالمون طالبين منه مبالغ طائلة على سبيل الرشوة أو يمنعوه من الجلوس على الكرسي، فاضطر أن يبيع ذخائر الكنيسة ويوفي المطلوب. ولما حلت أيام الصوم المقدس صعد إلى البرية لتمضيتها هناك، فتذكر حياته الأولى في البرية، فسأل الله ببكاء وتضرع قائلاً: “أنت تعلم يا رب أني لا أزال أهوى الوحدة، وأنه ليس لي طاقة على هذا المركز الذي أنا فيه”. فقبل الرب دعاءه وتنيح بسلام سنة 851م بعد عيد الفصح، بعد أن قضى على الكرسي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دابامون الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – هروب ورشنوفة من الأسقفية كان إنسان يدعى ورشنوفة طُلب للأسقفية فهرب إلى طحمون، فاستضافه أخوان. في تلك الليلة ظهر له ملاك الرب قائلاً: “لماذا أنت نائم والجهاد قائم والأكاليل معدة؟ قم انطلق إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح لتأخذ إكليل الشهادة”. ولما استيقظ قص الرؤيا على الأخوين، فاتفقوا جميعاً على نيل الشهادة، وذهبوا إلى الوالي واعترفوا أمامه باسم السيد المسيح. رفقة دابامون للقديس ورشنوفة واستشهادها ألقاهم الوالي في السجن، ثم أخذهم معه من بنشليل إلى سنهور، وعرض عليهم التبخير للأوثان فأبوا. فعذبهم وكان الرب يرسل ملاكه ويعزيهم، ومن هناك توجه بهم إلى صا، حيث أعلمه كهنة الأصنام عن امرأة بناحية دجوة تدعى دابامون تقاوم الآلهة الوثنية. كانت هذه المرأة صالحة محسنة ولها ابنة تدعى يونا وكانتا تنسجان الأقمشة وترسمان عليها الرسوم الجميلة وتتصدقان بما يفضل عنهما. أرسل إليها الوالي سيافاً يدعى أولوجي، هذا إذ رأى منها حُسن السيرة ومنظرها الملائكي امتنع عن قتلها، وأخذها معه إلى الوالي، وهناك اجتمعت بالقديس ورشنوفة ورافقته. فعذبها الوالي كثيراً وأمر بعصرها بالهنبازين، وكان الرب يقويها ويعيدها صحيحة. في أثناء ذلك اعترف أولوجي – السياف الذي أحضرها – بالسيد المسيح، فقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة. أما الوالي فلما تعب من تعذيب القديسة دابامون أمر أن تُضرب رقبتها خارج المدينة. فخرجوا بها والنساء حولها باكيات، أما هي فكانت فرحة مسرورة، فقطعوا رأسها ونالت إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داتيفوس و ساتورنينوس ورفقاؤهم االشهداء | الولادة: – الوفاة: – في شمال أفريقيا استشهدت هذه المجموعة من الرجال والنساء والأطفال سنة 304م إبان الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس. فعلى الرغم من الأوامر الإمبراطورية بمنع الاجتماعات الدينية، اجتمعت هذا المجموعة من المؤمنين في بلدة أبيتينا Abitina في شمال أفريقيا ليحتفلوا بسرّ الأفخارستيا في بيت شخص يدعى فيلكس أوكتافيوس. وبينما هم يؤدون الشعائر إذا بهم يفاجئون برجال الدولة يحاصرونهم ويقبضون عليهم، فساروا في الطريق يرنمون التراتيل والألحان الكنسية بفرحٍ، وعلى رأسهم داتيفوس وكان عضواً بمجلس شيوخ قرطاجنة، والقس ساتورنينوس وأسرته: ساتورنينوس الصغير وفيلكس اللذان كانا قارئين في الكنيسة، وماري التي كرست حياتها لله، والصبي الصغير هيلاريون. اعترفوا كلهم بإيمانهم المسيحي وقيدوا بالغلال الحديدية، وأرسلوا إلى قرطاجنة. محاكمتهم قُدموا للمحاكمة أمام أنيولينُس Anulinus بتهمة عقد اجتماع والاحتفال بالعشاء الرباني مخالفين الأمر الإمبراطوري. وتناولهم التعذيب الواحد بعد الآخر بقصد معرفة زعيمهم، فكان كل واحدٍ منهم يحاول أن يلصق التهمة بنفسه. وكانت إجاباتهم اعترافات صريحة بأنهم اشتركوا في العشاء الرباني بمحض إرادتهم لأنهم مسيحيون، وقد عذبوا بشدة حتى أن بعضهم مات تحت التعذيب والبعض ماتوا جوعاً في السجن. الشابة فكتوريا قد أظهرت النساء شجاعة بالغة مثل الرجال، ومن بينهن شابة اسمها فكتوريا آمنت بالمسيح، وهي صغيرة وكرست نفسها لله. وحين أراد والداها تزويجها من رجلٍ وثنيٍ هربت يوم زفافها من النافذة وذهبت إلى الكنيسة. وقد حاول أخوها أن يحولها عن مسيحيتها مرات كثيرة إلا أنها ظلت ثابتة ومتماسكة، فادعى أنها مختلة العقل وأن المسيحيين أقنعوها بتبعيتهم عن طريق الخداع، فكانت إجاباتها وقوة منطقها أبلغ رد على هذا الادعاء، ورفضت العودة مع أخيها. الصبي الصغير هيلاريون كان آخر المُعذَّبين الصبي الصغير هيلاريون ابن القس ساتورنينوس، وكان قد شهد أباه وأحد اخوته يعذبان، وأخاً ثانياً يضرب حتى الموت، وشقيقته العذراء تساق إلى للسجن في انتظار الاستشهاد. رأى أنيولينوس أن يخلي الصبي من المسئولية بطريقة ملتوية، غير أن رد الصبي كان حاسماً، إذ قال له: “إني مسيحي، وقد اشتركت في الاجتماع بمحض إرادتي مع أبي واخوتي”. فأمر الوالي بإيداعه في السجن مع الباقين ممن حُكِم عليهم بالموت. وهنا دوى صوت الصبي في ساحة المحكمة وهو يصيح: “لك الشكر يا رب”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داديثو الفارسي | الولادة: – الوفاة: – كان كاثوليكوس Catholics الكنيسة الفارسية في سيلوكية Seleucia-Ctesiphan (420/421 – 456 م). أثناء اضطهاد الملك باهرام الخامس BahramV بذلت الحكومة الفارسية كل الجهود لكي تعين الكاثوليكوس. أخيرًا سُمح للكنيسة الفارسية أن تختار داديثو كاثوليكوس في عام 420/421. لكن وُجدت مقاومة لهذا الاختيار ولأسبقية كرسي سيلوكية كتسيفان تحت قيادة باتاي Batai of Hormizdardasir. بذل هؤلاء المقاومون جهودًا بين رجال الكنائس لتشويه سمعة داديثو، وبين رجال الدولة الفارسيين لإلقائه في السجن. ألقى داديثو في السجن، وإذ أطلق منه عقد أغلب أساقفة فارس مجمعاً عام 424م كنوعٍ من إعادة السلطة الكنسية التي حاولت الحكومة تحطيمها، دُعي مجمع داديثو. عُقد المجمع كطلب أسقف بيت لابات Bet Lapat حضره داديثو، وذلك في ماركابتا Markabta of Tayyaye. فحص المجمع أولوية أسقف سيلوكية كتسيفان في المجامع الأولى وكرموا داديثو الذي عاد إلى كرسيه في مركز كاثوليكوس، كما لُقب بطريركاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دارياو خريسانثوس الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – قبوله الإيمان في روما كان خريسانثوس ابناً لأحد الأشراف ويدعى بوليميوس Polemius، أتى من الإسكندرية مع أبيه إلى روما في زمن حكم الإمبراطور نوماريون Numerian. قبل خريسانثوس الإيمان المسيحي في روما وتعمد على يد كاهن يدعى كاربوفوروس Carpophorus. حزن أبوه حين علم بهذا، وإذ أراد إثنائه عن هذا الطريق فكر في حيلة. أحضر له أبوه خمس نساء لإغرائه أملاً أن يفقد عفته وبذلك يتحول عن المسيحية، ولكن الحيلة فشلت. فزوجه أبوه من بنت غير مؤمنة اسمها داريا، واستطاع خريسانثوس أن يحولها إلى المسيحية، واتفقا أن يحيا معاً على حياة البتولية. كرازته واستشهاده مع زوجته استطاع الزوجان أن يحولا كثيرين في روما إلى المسيحية، فقُبض عليهما وأمر الحاكم كلوديوس جنوده أن يجبروا خريسانثوس على التبخير للأوثان. عذبه الجنود لإجباره على التبخير ولكنه رفض، وكان ثباته في الإيمان رغم التعذيب سبباً في إيمان كلوديوس مع زوجته هيلاريا وابنيهما، وأيضاً الجنود الواقفين. وبأمر من الإمبراطور ذُبِحوا جميعاً. أما داريا فساقوها إلى بيت للدعارة، ولكن الرب حفظها حين سمح بهروب أسدٍ من حبسه ودخوله إلى هذا البيت. وللتخلص من الوحش لم يجدوا وسيلة سوى حرق البيت بالكامل، وبهذا نجت داريا من الفساد وهربت. أخيراً أحضروا خريسانثوس وزوجته أمام الإمبراطور شخصياً، فحكم عليهما بالموت، ودُفِنا أحياء وبهذا نالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| راغب ساويرس الأرشيدياكون | الولادة: 1902 الوفاة: 1945 نشأته وُلد في 15 أغسطس سنة 1902م من أبوين متواضعين ولكنهما ممتلئان نعمة ومحبة وتعلقاً بالكنيسة. كانت ساقه اليمنى أقصر من اليسرى وأقل مقدرة على الحركة منذ ولادته، فاضطر إلى أن يتوكّأ على عكازين طويلين. ولما كان هو الولد الوحيد فقد كان أبوه يصحبه دائماً إلى الكنائس وإلى الاجتماعات الروحية، ويكشف له في سيرهما معاً عن اشتياقه أن يراه خادماً للفادي الحبيب، عاملاً في كرمه. منذ الثامنة من عمره أخذ يتعلم الألحان الكنسية، وقد حفظ راغب الألحان والمردات بسرعة إذ كان قلبه منفتحاً للنعمة الإلهية. ولما بلغ الخامسة عشر من عمره أدخله أبواه مدرسة العرفاء، فذهب إليها فَرِحاً على الرغم من مشقة الطريق ما بين مصر القديمة حيث كان يسكن ومهمشة التي تقع المدرسة فيها. وإذ كان سليم العينين جعل من نفسه العين لرفقائه المكفوفين، فكان يقضي لهم كل حوائجهم، وينتقل بجسمه النحيل على عكازيه مسافات بعيدة عطفاً وحناناً. وهكذا قضى أربع سنوات الدراسة وتخرج سنة 1919م. وقد أجاد الألحان والمدائح والقداسات، ومنحه الله صوتاً عذباً حنوناً فكان كل من يعرفه يشتاق إلى سماعه. عمله كترزي لما كان محتاجاً إلى كسب رزقه فقد اشتغل ترزياً مع أن يده اليمنى كانت هي أيضاً أضعف من اليسرى. فاشتغل أولاً مع زميل في دكانٍ واحدٍ بالقرب من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. ولما استطاع أن تكون له دكان بمفرده اختارها على مقربة من حارة زويلة، فكان يذهب إلى الكنيسة كلما سنحت له الفرصة. ولأن قلبه كان ملتهباً بمحبة فاديه فقد انضم فور تخرجه إلى خدام المذبح بكنيسة الأمير تادرس بآخر مصر القديمة. ولما سمعه بعض أعضاء جمعية المحبة يترنم بالألحان بدقة وأصالة وخشوع طلبوا إليه الانضمام إلى جمعيتهم فقبل طلبهم. اهتمامه بالضالين أسس “جمعية أبناء الرسل” وكان نشاط هذه الجمعية حيوياً، إذ استهدف أعضاؤها البحث عن الضالين وردهم للكنيسة، ومصالحة العائلات المتخاصمة، إلى جانب خدمة الشماسية. وكان راغب بعكازيه وجسمه الهزيل يذهب وراء الضال ولو اضطر إلى الذهاب إليه في منتصف الليل وفي الأدوار العليا من غير مصعد. قسّم هو وأعضاء الجمعية أنفسهم للوعظ في القرى القريبة والأحياء الفقيرة المحرومة من كنيسة أو من الرعاية. ومع كل هذا النشاط فلم يعش هذا الخادم الأمين سوى أربع وأربعين سنة وتنيح بسلام في 14 فبراير سنة 1945م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رجيولُس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: 250 القديس رجيولُس أو رييل Rieul هو شفيع مدينة سِنليس Senlis، ويقال أنه كان أول أسقف على المدينة، ذلك أنه عاش في القرن الثالث بينما حدث بعد ذلك أن احترقت كاتدرائية سِنليس وفيها سجلاتها عن أساقفتها الأوائل. يُقال أنه بعد إيمانه بالسيد المسيح ذهب إلى فرنسا وكان يكرز فيها بالمسيحية. ذهب إلى باريس بحثاً عن رفات الشهداء دينس وروستيكوس وإليوثيريوس SS. Denis، Rusticus and Eleutherius ، ثم أخذ على عاتقه تحويل أهل سِنليس إلى الإيمان. وقد تنيح حوالي سنة 250م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رستيتيوتا العذراء الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 271 كانت عذراء رومانية من أصل شريف، استشهدت سنة 271م في مدينة سورا Sora بإيطاليا، وهذه المدينة تتخذ الشهيدة رستيتيوتا شفيعتها الأولى حيث يقال أن جسدها مدفون هناك. قيل أن السيد المسيح ظهر لها وأخبرها أن تذهب إلى سورا، وأخذها ملاك إلى هناك. وقد مكثت في بيت أرملة، كانت القديسة رستيتيوتا قد شَفَت شاباً من البرص، فتحوّل الشاب وأمه وتسعة وثلاثون آخرون إلى المسيحية. حين علم الوالي أجاثيوس Agathius بنشاط القديسة وعملها قبض عليها وساقها للحبس، وحين رفضت الذبح للأوثان جُلِدت وأُرسِلت مرة أخرى للحبس حيث تُرِكت سبعة أيام بدون طعام أو شراب مكبَّلة بأغلال ثقيلة حول جسمها كله. ظهر لها ملاك في السجن، وللحال ذابت الأغلال مثل الشمع وبَرِئت كل جراحاتها ولم تعد تشعر بجوعٍ أو عطشٍ. فآمن عدد من حراسها ونالوا إكليل الاستشهاد من أجل مسيحيتهم. أما رستيتيوتا فقد استشهدت مع الكاهن كيرلس Cyril – الذي كان قد آمن بواسطتها – ومسيحيين آخرين، حيث قُطِعت رؤوسهم، وأٌلقِيَت أجسادهم في نهر ليري Liri ، وفيما بعد أُنتشلت أجسادهم ودفنت بإكرام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زارا يعقوب القديس | الولادة: 1399 الوفاة: 1468 نشأته الاسم “زارا يعقوب” معناه “نسل يعقوب” وهو أحد معلمي اللاهوت الأثيوبيين القلائل الذين تركوا تراثاً، وإن كان قليلاً، لكنه مازال ضمن تراث الكنيسة الأثيوبية. وُلد حوالي عام 1399م ابناً للإمبراطور داويت Dawit (1382-1413م) والملكة إجزي كبرى Egzi Kebra من تجري، وقد نشأ في الأديرة متعلماً، ولم يكن له أمل في ارتقاء العرش الملكي إذ كان له أخوه الأكبر منه. ثقافته كان تتلمُذِه على الأديرة مثمراً جداً، وقد أتقن لغة الجئز Geeez وآدابها بعيداً عن السياسة. ملك اخوته واحداً بعد الآخر وماتوا دون أن يتركوا وريثاً للعرش، وإذ ظل العرش خالياً لسنوات عمها الاضطراب والفوضى بحث عنه الجيش وأقاموه على العرش. استلم الحكم حين كانت البلاد في حالة انهيار. بحكم دراسته اللاهوتية وتعضيده لللاهوتيين في القصر عمل على إنهاء الخلافات الفكرية وتوحيدها في أثيوبيا. جاء وفد من الإسكندرية بخصوص مشكلة يوم السبت حيث نادى البعض بضرورة تقديس السبت مع الأحد، وقد أمر الوفد بوضوح عدم العمل بتقديس السبت. كانت له دالة خاصة مع القديسة مريم وأيقونتها التي في قصره. إصلاحاته الدينية بجانب اهتمامه بتوحيد الفكر اللاهوتي واهتمامه بالكتابة تشدد في إصلاحاته، فأمر المسيحيين برشم الصليب على جباههم. كما اهتم بالاحتفال بأعياد القديسين، وقراءة بعض معجزات العذراء مريم في الكنائس كجزء من الليتورجيا. عمله السياسي نجح في عمله السياسي حيث ردّ إحدى غارات البربر وقتل ملكها، وتعهد الملك الذي خلفه بالطاعة له. قضى على جميع محاولات الانقلابات ضد القصر وتخلص من كل من شك في أمانته. كتب خطاباً شديد اللهجة إلى السلطان يقماق Iaqmaq (1438-1453م)، إذ سمع عن الاضطهاد الذي يعاني منه الأقباط تحت حكم سلفه برسباي Barsbey (1422-1453م). وعندما سمع بأنباء تدمير دير الماجستيس Al Maghtis في شمال مصر بكى بمرارة، وأقام حداداً شعبياً، وبنى ديراً باسم دير ميتوك Dabra Metuq. وقد استقبل الوفد المصري بحفاوة إذ جاء يخبره بانتهاء الاضطهادات، وأرسل بنفسه وفوداً إلى الشرق الأوسط وأوربا، كان من بينها البعثة التي حضرت مجمع فلورنسا (1439-1440م). تنيح عام 1468م. أعماله وضع مع بعض كهنته في القصر مجموعة من العظات التي تقرأ في الكنائس في الأيام المقدسة والأعياد، تتضمن بعض الردود على البدع مع كتب أخرى مثل: كتاب الميلاد Masehafa Mild: عالج التثليث والتوحيد وتجسد الكلمة. كتاب النور Masehafa Berhan: عالج قضايا لاهوتية عديدة. خطاب للبشرية Tomara Tesbet: يشرح خطورة السحر وعبادة الأوثان. كتاب الترانيم: يعتبر أحد كتب الترانيم المستخدمة في كنيسة أثيوبيا. كتاب معجزات السيدة العذراء: مجموعة كبيرة من المعجزات دونها مضافة إلى المعجزات التي كتبت في مصر وترجمت إلى الأثيوبية. قام بترجمة تاريخ يوسيفوس إلى لغة الجئز بواسطة رجال قصره من الكهنة. تعيد له الكنيسة الأثيوبية في 3 نسي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زاميكائيل أو أراجاوي وزملاؤه الثمانية | الولادة: – الوفاة: – إلى أثيوبيا يوجد تسعة قديسون، يؤكد المؤرخون أنهم جاءوا بطريقة منتظمة من دير القديس باخوميوس في صعيد مصر (ببافو) إلى أثيوبيا. ويرى البعض أنه يُحتمل أنهم ذهبوا إلى أثيوبيا بطريقة منفردة دون اتفاق مسبق. يرى بعض المؤرخون أنهم جاءوا إلى أثيوبيا عقب الانشقاق الذي حدث في مجمع خلقيدونية سنة 451م، وعقب النزاع على النوبة بين الخلقيدونيين بقيادة الإمبراطور ثيؤدور. وأنهم قد ذهبوا إلى أثيوبيا لحماية الإيمان، خشية أن يتسلل فكر الخلقيدونيين بخصوص الطبيعتين في أثيوبيا. ذهبوا في أثناء حكم الملك أليميدا Almida أو سالدابا Saaldabba، والذي أعقب حكم الملك تيزين Tizene أبو الملك كالب الشهير. عندما تعاون الملك كالب مع العرب سنة 527 لإنقاذ مسحيي اليمن من اضطهاد الملك اليهودي ذي نواس (فينحاس) التمس صلاة أحد هؤلاء التسعة القديسين وهو القديس بانتاليمون Pantalemon. القديسون التسعة هم: زاميكائيل أو أراجاوي، بانتاليمون، اسحق أو جاريما، جوبا، ألف، ليقانيوس، سيهما، يماتا، أفاسين أو أفس. قائد القديسين التسعة زاميكائيل: “زا” معناها “الكبير”، وكأن اسمه “ميخائيل الكبير”. أما أراجاوي فمعناها “الشيخ”. وقد دُعي أراجاوي منفاس، أي الشيخ الروحاني. ويعتبره الأثيوبيون المتقدم بين القديسين التسعة الذين جاءوا من دير القديس باخوميوس بصعيد مصر إلى أثيوبيا. تأسيس دير دامو Damo إليه يرجع الفضل في تأسيس دير دامو الشهير. فيه لبس القديس تكلاهيمانوت زيّ الرهبنة، هذا الذي عاش في دير ليبانوس في شوا. كما لبس أياسوس الزيّ الرهباني، وقد عاش في دير هايج. وأيضاً لبس هذا الزيّ فيه إسطفانوس الذي عاش في أمهارا. هؤلاء جميعاً لبسوا زيّ الرهبنة على يد الأب يحنس، الحفيد الروحي للقديس أراجاوي. يُقال أن القديس زاميكائيل قد استعان بحبلٍ لكي يصعد إلى قمة جبل دامو المنيعة، حيث بنى ديره هناك. وحتى اليوم يُستخدم الحبل لبلوغ قمة الجبل. يُقال أيضاً أن أم القديس وتُدعى حنّة Enna قد تبعت مجموعة القديسين التسعة إلى أثيوبيا، هناك شيّدت ديراً للراهبات. تنيح هذا الأب في 19 بابه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زخارياس أو زكريا البابا الرابع والستون | الولادة: – الوفاة: 1032 كان من أهل الإسكندرية وُرسم قسا بكنيسة الملاك ميخائيل. وكان شيخاً متبتلاً طاهر السيرة وديع الخُلق، وكان محبوباً من جميع الأساقفة حتى أنهم كانوا ينزلون عنده في كنيسته. إبراهيم بن بشر والباباوية لما تنيح القديس فيلوثاؤس البابا الثالث والستون، وقع الاختيار عليه ليخلفه، وكان السبب في الإسراع باختياره دون رهبان الأديرة هو ما بلغهم عن أحد أعيان الإسكندرية المدعو إبراهيم بن بشر، الذي كان مقرباً من الخليفة، والذي قدّم له رشوة وحصل منه على مرسوم بتعيينه بطريركاً، وأوفده مع بعض الجند إلى الإسكندرية. فاتفق الأساقفة مع الشعب على تقديم القس زكريا ورسامته بطريركاً، وكانت رسامته سنة 1004 م، وكانت بطريركته في عهد الحاكم بأمر الله والخليفة الظاهر. ولما وصل إبراهيم بن بشر إلى الإسكندرية وجدهم قد انتهوا من تكريس الأب زخارياس بطريركاً، فلما أطلَع الآباء الأساقفة على كتاب الملك خشي الآباء عواقب هذا الأمر وخافوا غضب الخليفة، فأشاروا على البطريرك أنبا زخارياس أن يطيب قلب إبراهيم بن بشر بالأسقفية، فرسموه قمصاً ولما خلا كرسي منوف العُليا جعلوه عليه. رعايته كان مدققا في سيامة الأساقفة لكراهيته الشديدة للسيمونية، أي اقتناء موهبة الكهنوت بدراهم. أقام مجلساً من الأساقفة لحل المشاكل الدينية، وللأسف كان أغلبهم من أقربائه فلم يراعوا الأمانة في خدمتهم، فكانوا يقبلون الرشوة من المتقاضين لتنفيذ مآربهم ،وسبّب هذا ضيقا شديدا للبابا. شفاء شماس تائب قيل أن شماساً اختلف مع زوجته فتركها، وإذ جربه الشيطان سقط في الزنا، فسمح الله بأن يُصاب بالبرص. عاد إلى زوجته فاشتكته لدى البابا. استدعاه البابا وفرض عليه قانوناً بأن يصوم أربعين يوماً إلى المساء ويأكل القليل جداً. بعد انقضاء فترة التأديب صلى من أجله ونال الشفاء. مشكلة القس يوحنا من ذلك أن كاهناً على قرية أبي نفر بالجيزة يُدعى القس يوحنا اشتهى الأسقفية، فطلب ذلك من البابا. قدم البابا هذا الطلب لمجمع الأساقفة فرفضوا الطلب، قيل لأنه كان متزوجاً. كان للبابا ابن أخ يُدعى ميخائيل أسقف سخا، كان محباً للرشوة، طلب مالاً من القس يوحنا ليساعده على رسامته فرفض واعداً إياه بالدفع بعد سيامته، رفض ميخائيل ذلك وبدأ في معاكسته. كان القس يوحنا كلمته في دوائر الحكومة، فخشي الكتّاب من انتقامه بأن يشي بالبابا لدى الخليفة مما يثير الاضطهاد على الأقباط فكانوا يلاطفونه، وكتبوا له تزكية وخطاباً للبابا لسيامته أسقفاً. إذ سمع الأسقف ميخائيل، وكان البابا في وادي هبيب حرض بعض العرب عليه. وإذ عرف البابا بذلك حزن جداً وطيّب خاطر الكاهن ووعده بالأسقفية. رفض مجمع الأساقفة سيامته بسبب سوء تصرفه فأراد الانتقام، فكتب تقريراً إلى الحاكم بأمر الله جاء فيه أن البابا يراسل ملوك أثيوبيا والنوبة ويكشف لهم عن أسرار البلاد وأن الحكام يسيئون معاملة الأقباط. اضطهاده غضب الحاكم بأمر الله وألقى القبض على البابا ومعه بعض الأساقفة، ووضعهم في السجن لمدة ثلاثة شهور. طرح البابا ومعه راهب يدعى سوسنة النوبي للأسود فلم ينلهما منهم أذى، بل تآنست بهما، وقيل أن أحد الأسود جاءت عند قدمي الراهب وكانت تلحسهما. نقم الحاكم على متولّي أمر السباع وظن أنه أخذ رشوة من البطريرك، فأبقى السباع مدة بغير طعام ثم ذبح خروفاً ولطخ بدمه ثياب البطريرك والراهب وألقاهما للأسود مرة ثانية، فلم تؤذهما أيضاً. تعجب الحاكم وأمر برفعه من بين السباع واعتقله ثلاثة أشهر، توعّده فيها بالقتل والطرح في النار إن لم يترك دينه، فلم يَخَفْ البطريرك. ثم وعده بأن يجعله قاضي القضاة فلم تفتنه المراتب العالمية ولم يستجب لأمر الحاكم. أخيراً أطلق سبيله بواسطة أحد الأمراء فذهب إلى وادي هُبيب، وأقام هناك تسع سنين، لحق الشعب في أثنائها أحزان كثيرة ومتاعب جمّة، كما هُدمت كنائس عديدة. منعه الحاكم من مكاتبة ملوك أثيوبيا والنوبة، وكان يتسلم هو مكاتباتهم للبابا، ويطلب منه أن يكتب إليهم بأن الأقباط يتمتعون بكمال الحرية والراحة وعدم التعرض لهم في دينهم، وأن يوصيهم بالمسلمين الذين تحت رعايتهم. زوال الشدة تحنن السيد المسيح فأزال هذه الشدة عن كنيسته وحوَّل الحاكم عن ظلمه، فأمر بعمارة الكنائس التي هُدمت وأن يُعاد إليها جميع ما أُخذ منها، كما سمح بضرب الناقوس مرة أخرى. قيل أن راهباً يُدعى بيمن نال من الحاكم حظوة وتمكن من استصدار أمر برفع الاضطهاد عن الأقباط، رجع البابا وأقام في كنيسة أبى سيفين مع بعض الأساقفة والكهنة والراهب بيمن. زاره الخليفة فعرفه بالبابا، فاندهش الخليفة لحقارة ملابسه وبساطته وسأله عن نفوذه، فأجابه الراهب: “إنه بحالته البسيطة هذه يستطيع أن يخضع الناس له برسالة يوقع عليها باسم الصليب أكثر من خضوعهم لجيوشك الجرارة”. أدار الخليفة وجهه وخرج من الكنيسة وهم لا يدرون ما عزم أن يفعل بهم، ولبثوا في الكنيسة يتوقعون حدوث كارثة، وزادهم رعباً حضور القس يوحنا الكاهن بقرية أبى نفر علة المصائب التي حلت بهم. تقدم إلى البابا وهنأه بالعودة سالماً، وعاد يطلب منه الأسقفية فاغتاظ الأساقفة ولاموا البابا على مقابلته له بالحنو، وحسبوا بساطته علة مهانتهم. خاف يوحنا من الأسقف ميخائيل ابن أخ البابا واحتمى ببعض الحاضرين الذين أقنعوا الأسقف أن يصفح عنه، ثم رسموه قمصاً. بعد ساعات عاد الخليفة وبدأ صوت البكاء يعلو إذ رأوه داخلاً بحاشيته وظنوا أن ضيقاً مراً سيحل بهم. لكن سرعان ما تحول الحزن إلى فرح حيث سلّم الخليفة البابا فرماناً بإباحة الحرية للأقباط، وردّ جميع ما سُلب منهم. بعد ذلك أقام الأب زخارياس اثني عشر عاماً، كان فيها مهتماً ببناء الكنائس وترميم ما هُدم منها. وبقى في الرئاسة ثمانية وعشرين عاماً، ثم تنيح بسلام سنة 1032. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زخارياس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – رهبنته كان ابن كاتب اسمه يوحنا ترك وظيفته واُختير قساً، فنشأ ابنه زخارياس يتعلم العلوم الأدبية والدينية، ولما كبر عيّنه الوزير كاتباً بديوانه. بعد ذلك اتفق مع صديق له يسمى ابلاطس وكان والياً على سخا أن يتركا عملهما ويذهبا إلى البرية ويترهّبا هناك. واتفق حضور أحد رهبان دير القديس يحنس القصير فعزما على أن يذهبا معه إلى ديره. فلما علم الوالي بذلك منعهما، وبعد أيام قليلة رأى الاثنان رؤيا كمن يقول لهما لماذا لم تُتمما النذر الذي قررتماه؟ فخرجا تواً خفية وسارا إلى البرية على غير معرفة بالطريق. فاتفق أن قابلهما أحد الرهبان فاستصحبهما إلى دير القديس يحنس. لما علم أصدقاؤهما أخذوا من الوالي كتاباً ليرجعوهما، فبدّد الرب مشورتهم. أما زخارياس وصديقه فقد لبسا الثوب الرهباني وأجهدا نفسيهما في عبادات كثيرة، وكان ذلك في زمان القديسَين أنبا ابرآم وأنبا جاورجي اللذين كانا خير مرشدٍ لهما. سيامته أسقفاً لما تنيح أسقف سخا كتب الشعب إلى الأب البطريرك يطلبون القديس زخارياس ليكون أسقفاً عليهم، فاستحضره ورسمه رغماً عنه. وقد حدثت وقت الرسامة أنه عندما همَّ الأب البطريرك بوضع يده على رأس زخارياس سطع نور من الكنيسة وظهر وجهه كنجمٍ بهي. ولما حضر إلى كرسيه فرح به الشعب وخرج للقائه بمنتهى الإجلال، فاستضاءت الكنيسة به. كان هذا الأب فصيحاً ممتلئاً من النعمة، فوضع مقالات كثيرة ومواعظ وميامر. وأقام على كرسيه ثلاثين سنة ثم تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| زكا وحلفا الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 303 كان زكا شماساً من جادارا Gadara في عبر الأردن، وحلفا من عائلة شريفة من سكان إليوثيروبوليس Eleutheropolis. قطعوا رأسيهما معاً في الاضطهاد العام الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس وذلك في 17 نوفمبر سنة 303م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابا الغوصي أو القوط الشهيد | الولادة: – الوفاة: 372 أسرى كارزون في القرن الثالث الميلادي رحل كثير من قبائل الجرمان البرابرة الغوصيين (القوط) Goths عبر نهر الدانوب Danube واستقروا في مقاطعتيّ داسيا Dacia ومويسيا Moesia الرومانيتين. وكانوا بين الحين والآخر يقومون بغزوات على آسيا الصغرى، وبالذات على غلاطية Galatia وكبادوكية Cappadocia، حيث كانوا يأسرون العديد من الكهنة والشعب المسيحي. وبمرور الوقت بدأ هؤلاء المسيحيون المسبيون يكرزون بين زملائهم الأسرى ويحوّلون الكثيرين منهم إلى المسيحية، وبدأوا يشيِّدون كنائس مسيحية. وفي سنة 307م أثار حاكم إحدى هذه المناطق الجرمانية الاضطهاد ضد المسيحيين، ويبدو أن السبب كان الانتقام من إعلان إمبراطور روما الحرب ضده. وتحتفل الكنيسة اليونانية بذكرى واحد وخمسين شهيداً مسيحياً منهم، أشهرهم القديسان سابا ونيسيتَس Nicetas.. رفض سابا الأسلوب الملتوي كان سابا قد تحول إلى المسيحية في شبابه المبكر، وخدم كشماس للكاهن صنْسالا Sansala. وحين ثار الاضطهاد ضد المسيحيين أصدر الولاة أوامرهم للمسيحيين بالأكل من الذبائح المقدمة للأوثان. وإذ كان لبعض الوثنيين أقارب وأصدقاء من المسيحيين أرادوا إنقاذهم من الاضطهاد فأقنعوا المسئولين أن يقدموا لهم من اللحم الذي لم يذبح للأوثان فيأكلونه مُدَّعين طاعتهم للأوامر. وقف سابا وبصوت عالٍ وأعلن رفضه هذا الأسلوب الملتوي، ولم يكتفِ بعدم الأكل بل أعلن أيضاً أن من يقبل أن يتخذ هذا الأسلوب فقد أنكر الإيمان. وقد حَيَّاه على تصرفه هذا بعض المسيحيين، ولكن آخرين تضايقوا منه حتى ألزموه على ترك المدينة، إلا أنه عاد إليها بعد فترة قصيرة. استهانة الحاكم به في العام التالي حين بدأ الاضطهاد مرة أخرى عزم بعض المسيحيين على القَسَم أمام المسئولين أنه لا يوجد أي مسيحي في المدينة. وإذ كانوا على وشك القَسَم قدَّم سابا نفسه للمسئولين قائلاً: “لا تجعلوا أحداً يقسم لي، فإني مسيحي”. سأل الحاكم الجمع الواقف عن سابا وعن شخصه، وحين علم أنه لا يملك سوى الملابس التي يلبسها، أطلق سراحه مزدرياً به قائلاً: “هذا شخص لا يساوي شيئاً، ولا يملك أن يؤدّي لنا أية فائدة أو ضرر”. عذاباته بعد عدة سنوات تجددت الاضطهادات مرة أخرى ضد المسيحيين، فبعد ثلاثة أيام من عيد القيامة حضر إلى المدينة عدد من الجنود بقيادة ضابط اسمه أثاريدس Atharidus، واقتحموا منزل صنْسالا واقتادوه هو وسابا الذي كان يقيم عنده بعد أن أمضيا العيد معاً. ربطوا صنْسالا وألقوه في العربة بينما جذبوا سابا من السرير وجرّوه عارياً على الصخور المدببة ثم ضربوه بالعصي. وفي الصباح نادى على مضطهديه قائلاً: “ألم تجروني بالأمس عارياً على الصخور المدببة والأرض الحجرية؟ انظروا إذا كانت رجليَّ مجروحة أو أن الضربات قد تركت أي آثار في جسدي”. فحصوا جسمه وإذ لم يجدوا أي أثر للإصابات مهما كان بسيطاً عزموا على تعذيبه بأكثر قسوة، فربطوه في إحدى العربات من يديه ورجليه وأخذوا يعذبونه طول الليل حتى تعبوا. أتت المرأة التي كان الجنود يقيمون عندها وفكَّت وثاقه إشفاقاً عليه إلا أنه رفض أن يهرب. وفي الصباح علقوه من يديه في سقف المنزل، ثم وضعوا أمامه وأمام صنْسالا لحماً من المذبوح للأوثان فرفض كلاهما الاقتراب منه. وأضاف سابا قائلاً: “هذا اللحم دنس ونجس مثل أثاريدس الذي أرسله”. فضربه أحد الجنود بحربته في صدره بكل عنف حتى أن كل الموجودين ظنوا أنه لا بد أن يكون قد مات، إلا أن القديس لم يُصب بأي مكروه، وقال: “هل تظن أنك قتلتني؟ لقد كانت الحربة مثل قطعة قماش بالنسبة لي”. استشهاده حين سمع أثاريدس بما حدث أمر بقتل سابا، فاقتادوه إلى نهر Mausaeus الذي يصب في الدانوب ليقتلوه غرقاً. وحين وصلوا إلى الشاطئ قال أحد الضباط للآخرين: “لماذا لا نترك هذا الرجل يمضي لحال سبيله؟ أنه بريء وأثاريدس إنسان غير حكيم إذ يريد قتله”، إلا أن سابا أقنعه بضرورة تنفيذ الأوامر وأضاف: “إني أرى ما لا تراه أنت. فعلى الضفة الأخرى من النهر أرى أشخاصاً مستعدين لأخذ روحي لكي ينقلوني إلى المجد. وهم منتظرون اللحظة التي تفارق فيها روحي جسدي”. ساقه الجلادون إلى النهر حيث ربطوا حول عنقه حجراً وألقوه في الماء فاستشهد غرقًا وذلك سنة 372م. وكان ذلك في الغالب في تارجوفيست Targoviste شمال غرب بوخارست Bucarest في رومانيًا Rumania حالياً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابا من أريحا القديس | الولادة: – الوفاة: – محبته للرهبان المتوحدين كان هذا الرجل من أريحا، وكان متزوجاً ومحباً للرهبان المتوحدين. وكان قد اعتاد أن يتوجه ليلاً إلى صوامعهم ويعطي كل واحدٍ منهم كيلة من التمر وبعض الخضراوات لسد أعوازهم، إذ كان رهبان وادي الأردن لا يتناولون الخبز مطلقاً. صداقة مع أسد ذات مرة أرسل إليه عدو الخير أسداً لكي يمنعه من تقديم صدقاته. لكن الله الذي سدَّ أفواه الأسود فلم تضر دانيال النبي (دا 2:6، 33:11) قد أمر الأسد ألا يؤذي “سابا”، بل قدم له القديس طعاماً مما معه، ورجع إلى الرهبان يوزع صدقاته ويتذكر إحسانات الله معه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ساباتيوس النوفاتياني | الولادة: – الوفاة: – سامه ماركيانوس Marcianus كأسقف نوفاتياني للقسطنطينية (كان أتباع نوفاتيان يشعرون بأن قدسية الكنيسة صارت في خطر بسبب قبول المرتدّين عن الإيمان أثناء الاضطهاد)، انسحب من جسم هذه الفرقة العام قبل عام 380م، ومعه اثنان هما ثيؤكتستس Theoctistes ومكاريوس Macarius. وقد نادوا بأن عيد الفصح يلزم الاحتفال به في نفس اليوم وبنفس الطريقة التي يحتفل بها اليهود. اشتكى أيضاً بأن أُناساً غير مستحقين قد انضموا إلى جماعة النوفاتيانيين، فارتكب النوفاتيانيون نفس الخطأ الذي ارتكبته الكنيسة. صار أسقفاً على فرقة صغيرة تدعى الساباتيين Sabbatiai نسبة إليه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| سابور واسحق الأسقفان الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 399 في بلاد فارس كان الاضطهاد العنيف والطويل الذي عاناه المسيحيون في بلاد فارس تحت حكم الإمبراطور سابور الثاني Sapor II سببه الشك في أنهم يتآمرون مع أباطرة روما ضد مصلحة بلادهم. وكان اختبار ولائهم لبلادهم هو خضوعهم للدين الرسمي للدولة وهو المجوسية Mazdeism. كان أول من قُبِض عليهم هم ماهانس Mahanes وإبراهام Abraham وسيمون Simeon، وبعدها بقليل قُبِض على الأسقفين سابور واسحق بتهمة بناء الكنائس وتحويل الشعب إلى المسيحية. أُحضِر الخمسة أمام الملك الذي قال لهم: “ألم تعلموا إني انحدر من الآلهة، ومع هذا فإني أقدم القرابين للشمس وأتعبد للقمر؟ فمن تظنون أنفسكم حتى تقاوموا أوامري؟” أجابه القديسون: “نحن نعترف بإله واحد وهو وحده الذي نعبده”. وأضاف سابور الأسقف: “نحن نعترف بإله واحد وحده الذي خلق كل الأشياء، ويسوع المسيح المولود منه”. أمر الملك بضرب الأسقف على فمه، وكانت الضربة عنيفة حتى أسقطت أسنانه، ثم ضُرِب بعنف حتى أصيب كل جسمه بكدمات وتكسّرت عظامه. استشهاد الأسقف اسحق جاء الدور على اسحق الذي اتهمه الملك ببناء الكنائس، فكان الأسقف ثابتاً لا يلين، فأمر الملك بإحضار بعض الجاحدين الذين ضعفوا تحت تهديد الملك وأمرهم برجم الأسقف حتى استشهد. استشهاد الأسقف سابور إذ سمع سابور الأسقف باستشهاد اسحق فرح متهللاً، وبعد يومين استشهد في السجن تحت تأثير جراحاته، وكان الملك من القسوة أنه أمر بقطع رأسه حتى يتأكد من موته، وكان استشهادهما في سنة 399م. أخيراً أمر الملك بإحضار الثلاثة الباقين، وحين رأى عدم استعدادهم للتنازل عن إيمانهم أمر بسلخ جلد ماهانس من قمة رأسه حتى بطنه، فاستشهد من تأثير هذا التعذيب. وكان نصيب إبراهام فقء عينيه بسيخ حديد محمي، وسيمون دُفِن في الأرض حتى صدره ثم ضربوه بالسهام حتى استشهد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمس الرئاسة أبو البركات | الولادة: – الوفاة: – كاتب السلطان البندقداري كان الشيخ المؤتمن شمس الرئاسة ابن الشيخ الأكمل كاتباً للسلطان البندقداري، عاش في أيام الملك المظفر في عصر المماليك البحرية. كان كاتباً للملك حتى وهو بعد أمير، وأخلص له، عاونه على تأليف كتاب نفيس لا يزال مخطوطاً معروفاً في أوربا، وهو كتاب “زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة”. ويظن بعض الناس أنه كان طبيباً أيضاً لِما بدا في كتاباته من دقة عن العقاقير والعطور. قس كنيسة المعلقة تتضاءل خدماته للعالم أمام خدماته الروحية، إذ لم يلبث أن ترك الخدمة في ديوان الملك لينال كرامة الكهنوت، ويصبح كاهناً لكنيسة العذراء الشهيرة بالمعلقة باسم القس بن كِبَر. كتاباته كان عالماً فاضلاً ولاهوتياً ضليعاً ومؤرخاً كنسياً من المتضلعين في التاريخ الكنسي والطقوس وغيرها من العلوم الدينية. لم تقتصر خدمته الكهنوتية على ما أدّاه من خدمات روحية لأولاده الذين عاشوا تحت رعايته بل امتدت لتشمل الأجيال الآتية من بعده، فقد وضع عدداً غير قليل من الكتب التي مازالت تعتبر مراجع أساسية للباحثين. أول ما كتب هو كتاب الميرون، وصف فيه المواد التي يتألف منها وكيفية طبخه بدقة متناهية. قام المؤرخ العلامة واللاهوتي الكبير بتأليف أكبر موسوعة لاهوتية للكنيسة وهي معروفة باسم “كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة”، ويتضمن هذا السفر العظيم جملة قوانين الكنيسة والمجامع وأخبار الرسل والتلاميذ وقواعد دينية وطقسية وتاريخية وأدبية، وتعد من أهم وأكبر الموسوعات الدينية. ألَّف أيضاً خطباً تتلى في الكنائس والأعياد والمواسم. وضع كتاب “جلاء العقول في علم الأصول” الملقب “كهف الأسرار الخفية في أسباب المسيحية”، ويتضمن هذا الكتاب ثمانية عشر فصلاً في وحدانية الله وتثليث أقانيمه وتجسد ابنه الإلهي. له أيضاً كتاب “البيان الأظهر في الرد على من يقول بالقضاء والقدر”، وكتاب الرد على المسلمين واليهود. على أن ابن كِبَر لم يكتفِ بالكتابة في الموضوعات الروحية والأدبية فقط بل وجَّه اهتمامه إلى اللغة القبطية، فقد كان عالماً في اللغة القبطية وله فيها معجم معروف باسم “السلم الكبير”. وضع ابن كِبَر قائمة بأسماء المدن والقرى المصرية، كما وضع فهرساً خاصاً لجميع الكلمات العبرية التي اقتبسها القبط من أسفار العهد القديم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شمشون القسطنطيني القديس | الولادة: – الوفاة: – كاهن طبيب عاش في القسطنطينية حوالي منتصف القرن الخامس الميلادي، وكان غنياً في المال وأيضاً في حب الخير للآخرين، فأنشأ على نفقته الخاصة مستشفى ضخمة في المدينة لعلاج المرضى الفقراء. ويقال أنه كان طبيباً، وكاهناً كرّس نفسه لكل من كان مريضاً سواء في جسده أو روحه. بسبب محبته وخدمته للآخرين لُقِّب “المضياف” و”أبو الفقراء”، وبعد نياحته مُنِح لقب “قديس”. وفي القرن السادس الميلادي دُمِّرت المستشفى تماماً نتيجة لحريق شبَّ فيها، فأعاد الإمبراطور جوستنيان Justinian بناءها مرة أخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة البهنساوي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وشي بعضهم به لدى الأمير مكسيموس المعيّن من قبل دقلديانوس بأنه مسيحي، فاستحضره وسأله عن معتقده. أقر بإيمانه بالمسيح وبأنه الإله الحقيقي، فأمر الجند أن يطرحوه على الأرض ويضربوه حتى تهرأ لحمه وجرى دمه على الأرض. ثم وضعوه في سجن كريه الرائحة. أرسل الرب إليه رئيس الملائكة ميخائيل فأبرأه من جراحاته، ثم شجعه وقوّاه وبشّره بنيل إكليل المجد، بعد احتمال ما سيحل به من العذاب الشديد. وفي الصباح التالي أمر الأمير الجند أن يفتقدوه فوجدوه واقفًا يصلي. ولما أعلموا الأمير بأمره وأبصره سالمًا بُهت وقال إنه ساحر. ثم أمر فعلّقوه منكساً وأوقدوا تحته ناراً فلم تؤثّر فيه، فعصروه بالهنبازين وأخيراً قطعوا رأسه وجسمه إرباً إرباً ورموه للكلاب فلم تقترب منه. وفي الليل أخذه المؤمنون وطيبوه بطيبٍ كثير الثمن ولفوه في أكفان غالية ووضعوه في تابوت ثم دفنوه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة الثاني البابا الخامس والستون | الولادة: – الوفاة: 1047 بعد وفاة البابا زكريا استحسن الأساقفة والأراخنة الراهب شنودة بدير أنبا مقار، وتأكد لهم الاختيار الإلهي برؤيا لأحد الأساقفة، أنه ضمن السمائيين، فرسموه في الإسكندرية باسم البابا شنودة الثاني سنة 1032م، وذلك في أيام الفاطميين. تسامح الخليفة كانت العادة أن الخليفة لا يصرح بتقليد البطريرك إلا إذا أورد مبلغاً قدره ستة آلاف ديناراً نقداً، أو يكتب صكاً ليدفعه في ميعاد معين. وكان بين الأقباط رجل مسموع الكلمة يُسمى ابن بكر، سعى لدى الخليفة وأصدر أمراً برفع الغرامة. من نعمة الله على الكنيسة في عهده أن سار الخليفة الظاهر على نهج العزيز بالله في التسامح مما أكثر الإنتاج الفكري والفني، بل وسمح الخليفة لمن يريد أن يرجع إلى مسيحيته أن يرجع، كما سمح ببناء الكنائس. انشغاله بالمال أثناء ترشيحه اشترط عليه الإكليروس بالإسكندرية أن ينفق على كنائسهم خمسمائة ديناراً سنوياً، كما اشترط عليه الأراخنة رفض قبول أية رشوة، لاسيما من الذين يطلبون درجة كهنوتية. رغم تعهد البابا بنبذ السيمونية في رسامة الأساقفة إلا أنه رسم أسقفاً لأسيوط بها مقابل مبلغ من المال، وبدون أن يرجع إلى شعبها، مما دعا أهل أسيوط بعدم السماح للأسقف الجديد بدخول بلدهم، ومن ثم عاد إلى ديره في خزي. أساء البابا التصرف، خاصة بقبوله أموالاً للسيامات، فاعترض عليه الأراخنة، خاصة ابن بكر لكنه لم يبال بذلك.وأصدر البابا قراراً يقضي بأن تكون جميع مقتنيات الأساقفة ملكاً للبطريركية بعد وفاتهم، وكان أول من نفذ فيه هذا القرار أسقف شنان. بقي هذا القرار معمولاً به إلى عصرنا الحالي، حتى أصدر قداسة البابا شنودة الثالث قراراً بأن تبقى ممتلكات الأسقفية لمن يخلف الأسقف. نفر الشعب من تصرف البابا وسعيه نحو اكتناز المال، ولما رأى الإكليروس تسليم أمور الكنيسة لمجلس رفض البابا، فاتجه الجميع إلى الصلاة للّه ليحمي كنيسته، فمرض البابا مرضاً صعباً صار يهزه هزاً عنيفاً ولم تُجْدِ معه محاولات الأطباء والأدوية نفعاً، إلى أن انتقل من هذا العالم ملبياً سنة 1047م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| شنودة الأول البابا الخامس والخمسون | الولادة: – الوفاة: 869 سيامته بطريركاً نشأ في البتانون، وترهب هذا القديس بدير القديس مقاريوس، وإذ تزايد في الفضيلة والعبادة عُيّن قمصاً على كنيسة الدير، واختير بعد قليل للبطريركية بتزكية الشعب والأساقفة واعتلى الكرسي في 13 طوبة 576ش الموافق 8 يناير سنة 859م. في كنيسة القديس أبي سرجة، في خلافة المتوكل. شدائد كثيرة واضطهادات عظيمة كانت بداية حبريته فترة خير وسلام للكنيسة، إذ كان الوالي عبد الواحد بن يحي إنساناً عادلاً أحسن معاملة المصريين جميعاً على السواء. ولكن بعد أربع سنوات تغيّر الوالي وأتى من بعده ولاة أتراك معينين من قِبَل الخلفاء العباسيين، فنالته هو والشعب شدائد كثيرة واضطهادات عظيمة. في عام 861م صار يزيد بن الله والياً على مصر، فأمر البابا أن يدفع خمسة آلاف ديناراً كل عام. وإذ لم يكن ممكناً للبابا دفع هذا المبلغ هرب واختفى في أحد الأديرة البعيدة. صار الوالي ينهب الكنائس ويسلب الكهنة ويهين الشعب، فاضطر البابا أن يُسلّم نفسه للوالي، فطلب منه الوالي دفع سبعة آلاف ديناراً، فأخذ الأساقفة والكهنة يجدون في جمع المبلغ من الشعب فلم يستطيعوا أن يجمعوا سوى أربعة آلاف ديناراً سلّموها للبابا، فسلّمها للوالي وتعهد بدفعها سنوياً إن أطلقه. وفي عام 866م تولّى كرسي الخلافة المعتزّ بالله، فاختار البابا الأرخن ساويرس والأرخن إبراهيم ليبسطا الأمر عليه، وكيف ذاقت مصر المرّ والعلقم لجور ولاتها وظلم حكّامها ويرجواه أن يترفق ببلاده ويقيم العدل. أحسن الخليفة استقبالهما وأجاب مطلبهما وأمر بإعادة الأراضي والكنائس والأديرة وأواني المذبح المسلوبة. كتب البابا عدة صور من هذا القرار وبعث به إلى أساقفة القطر معلناً الشكر للّه ومادحاً الخليفة. إذ استتب الملك في مصر لأحمد بن طولون كان يتوهم أن البابا في إمكانه أن يقاومه لذا كان يتحين الفرص لاضطهاد المسيحيين. طلب راهب شمّاس من البابا أن يرسمه أسقفاً وحاول تقديم رشوة فوبّخه البابا على ذلك، وهدّده بتجريده من الشمّاسية إن لم يكف عن ذلك. وإذ أراد الانتقام منه أغرى راهباً سوريّاً بالمال على أن يدّعي أمام ثلاثة شهود من المسلمين لا يعرفون البابا شخصيّاً بأنه قد اقترض البابا منه مبلغاً ضخماً. وإذ أراد الشماس تقديم الصك سمع البابا بذلك فالتقى بأحد أعيان المسلمين المعروفين بالنزاهة وطلب إحضار الثلاثة شهود حتى يميزوه من بين الجالسين، فلما حضروا لم يستطيعوا تمييزه واعترفوا بما حدث. إذ قدّم الشماس الصك للقاضي، استدعى القاضي الشهود فوبّخوا الشماس على تصرفه المشين فخزي وندم على ما فعله. كثرت الاتهامات الباطلة، فادعى راهب أن البابا يعرف علم الكيمياء وعنده من الذهب والفضة ما لا يُحصى. وأخر اشتكى البابا لدى ابن طولون بأنه يجمع الأموال بالاختلاس ويبدّدها. فقبض عليه الوالي ومعه جماعة من الأساقفة وقيّدهم وساقهم إلى بابيلون وأمر أن يُطاف بهم في الشوارع ليكونوا موضوع سخرية وهزء للناظرين. وأخيراً أُلقي في السجن لمدة شهر، ولم يستطيع الراهب أن يُثبت اتهامه ضد البابا بل اضطر أن يعتذر عما حدث فسامحه. رجع الراهب إلى شره وذهب إلى الإسكندرية يضطهد التجار والمسافرين فرفعوا أمره إلى الحاكم الذي أمر بضربه بأعصاب البقر حتى تمزق لحمه ومات. وادعى راهب آخر بأن البابا ضغط على بعض المسلمين لكي يصيروا مسيحيين ويُرهْبنهم. ذهب بعض الجنود إلى أحد الأديره وادعوا على بعض الرهبان أنهم كانوا مسلمين وإذ أكدوا أنهم مسيحيون من آباء مسيحيين قبضوا عليهم وأتوا بهم إلى الوالي. هكذا استغل البعض كراهية الوالي للبابا لكي يقدموا اتهامات كثيرة ضده. اتفق راهب شرير مع بعض اليهود على إثارة المسلمين بان البابا يعمل على رد المسلمين إلى المسيحية فقام المسلمون يقتلون الكثير من المسيحيين وينهبون أموالهم وألزموا الوالي أن يضطهد البابا والأساقفة. صلوات مقبولة كان الله يجري على يديه آيات كثيرة وشفى أمراضاً مستعصية. وحدث مرة أن امتنع المطر عن مدينة مريوط ثلاث سنوات حتى جفّت الآبار وأجدبت الأراضي، فجاء هذا الأب إلى كنيسة القديس أبا مينا بمريوط وقام بخدمة القداس وطلب من الله أن يرحم خليقته، وكان يصلى قائلاً: “يا ربى يسوع ارحم شعبك يليق بغنى رحمتك ليمتلئوا من مسرتك”، ولم ينتهِ من صلاته حتى حصلت بروق ورعود ونزل غيث كالسيل المنهمر حتى امتلأت البقاع والكروم والآبار، فرويت الأرض وابتهج الخلق ممجدين الله صانع العجائب. رعايته قام برحلة رعوية لجميع البلاد المصرية مولياً أديرة الصعيد عنايته الخاصة. حدث عندما كان هذا الأب بالبرية لزيارة الأديرة أن أغار عربان الصعيد على الأديرة للقتل والنهب فخرج إليهم وبيده صليبه، فحين أبصروا الصليب تقهقروا من أمامه وولوا هاربين. وإذ تكرر الأمر وأظهر الرهبان الخوف بنى لهم في كل دير حصناً منيعاً. بعد أن عاد إلى مقر كرسيه بعث برسالة الشركة إلى أخيه في الخدمة الرسولية البطريرك الإنطاكي، فلم يكتفِ بطريرك إنطاكية بالرد عليها بل بعث مع رده بالهدايا النفيسة. اهتمامه بالإيمان المستقيم كان هذا البابا عالماً تقيّاً، بذل كل جهده في إزالة البدع والهرطقات من بين المؤمنين. كان بقرية تسمى بوخنسا من قرى مريوط قوم يقولون إن الآلام لم تقع على الجسد حقيقة ولكنها كانت خيالية، فذهب إليهم وأرشدهم فقبلوا نصحه وعادوا إلى الإيمان. وفي أثناء افتقاده لشعبه في صعيد مصر وجد شعب البلينا قد تركا أسقفيهما وصاروا يقولون بموت اللاهوت، فأخذ يوضّح لهم الإيمان الحقيقي من الكتاب المقدس وأقوال الآباء حتى رجعوا في حضن الكنيسة وخضعوا للأسقفين. كان هذا البابا كثير الاهتمام بأمور الكنائس ومواضع الغرباء وكان كل ما يفضل عنه يتصدق به. ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام في يوم 14 برمهات سنة 597ش الموافق سنة 869م، بعد أن أقام على الكرسي المرقسي حوالي إحدى عشرين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراكسية القديسة | الولادة: – الوفاة: – نشأتها وحيدة أبوين محبين للعبادة والرحمة، وكان والدها أندئكيانوس أميراً يمت بصلة قرابة للملك هونريوس (395 ـ 423 م) إمبراطور الغرب. وإذ تنيح الأب وهو يوصي ابنته التي رباها على حفظ الوصية الإنجيلية سألها أن تهتم بخلاص نفسها وألا تحيد عن طريق الرب، بكاه الكل من أجل تقواه ومحبته. وإذ كان الإمبراطور يحب هذه الأسرة طلب من الأم والابنة أن يعيشا معه في القصر، وكانت الإمبراطورة تحبهما جداً، معتنية بابراكسيا التي وهبها الله مع جمالها الفائق روح الوداعة والتعبد. في مصر سألت الأم ابنتها ابراكسية التي كانت في سن التاسعة، أن تسافر معها إلى مصر لتتصرف في بعض ممتلكات أندئكيانوس التي هناك، فانطلقت الابنة وهي متألمة لمفارقة الإمبراطور وزوجته إذ كانت قد تعلقت بهما جداً، ترد لهما حبهما بالحب. في مصر بدأت الأم ومعها ابنتها تزوران بعض الأماكن المقدسة خاصة أديرة الراهبات لتنال بركة، فشاع خبرهما. دخلت ابراكسية من دير إلى دير، وكانت تشعر كمن يهيم في السماء أو ينتقل بين جوانب الفردوس. فالتهب في داخلها الاشتياق للحياة النسكية، تكرس حياتها لعريسها السماوي الذي قدم دمه مهراً لها…. خلال هذه الأحاسيس المتزايدة دخلت أحد الأديرة وقررت عدم الخروج منه. مع الأخت يوليطة تعرفت على إحدى الراهبات تسمى يوليطة، فنشأت بينهما صداقة قوية على صعيد الروح، تسندان إحداهما الأخرى في الجهاد الروحي. شعر الملك هونريوس وزوجته بالقلق تجاه ابراكسية ووالدتها إذ غابتا جداً في مصر، فبعث رسلاً يبحثون عنهما، وبعد جهد شاق عرفوا مكانهما. عندئذ سألت الأم ابنتها أن تعود معها إلى الإمبراطور وزوجته، أما هي فأصرت ألاّ تخرج من باب الدير، ولا تتراجع عما عزمت عليه…. وإذ أدركت الأم صدق نية ابنتها أبلغت الرسل أنهما سيقضيان حياتهما معاً في الدير، ثم قامت بتوزيع كل ممتلكاتهما على المساكين. عاشت الأم سنوات قليلة ثم انتقلت بسلام إلى الفردوس، وبقيت ابنتها تمارس الحياة النسكية بحب شديد وغيرة متقدة في الرب. عطايا الله لها أظهرت ابراكسية غيرة صادقة في عبادتها ونسكها ومعاملاتها، فصارت تكرس وقتها للصلاة ودراسة الكتاب مع التسبيح المستمر، تصوم أياماً بأكملها انقطاعياً، تلبس المسوح عوض ثيابها الفاخرة وتفترش الأرض…. وكانت منفتحة القلب مع صديقتها يوليطة، تشتركان معاً في كل شيء. دخلت في آلام جسدية، ومع هذا لم تتراخ في جهادها…. فتحنن الرب عليها وشفاها. وإذ رأى الله اتساع قلبها بالحب لله وهبها عطية الشفاء وإخراج الشياطين، فذاع صيتها وتحول الدير إلى مركز روحي حيّ يجد الكثيرون فيه راحتهم الروحية والنفسية والجسدية. بقيت سنوات طويلة في الدير، يلجأ إليها المتألمون والمرضى بكل نوع يطلبون صلواتها. نياحتها رأت رئيسة الدير في أحد الليالي كأن رجلين بهيين يلبسان ثياباً بيضاء موشاة بالذهب عليها الصليب كبير يضيء كالنور، يطلبان منها ابراكسية، قائلين بأن الملك يود منها أن تأتي إليه، ثم أخذاها إلى موضع مجيد للغاية. استيقظت الأم لتروي ما رأت لبعض الراهبات، فحزن الكل جداً على فراقها، وقد طلبت الأم منهن ألا يخبرن إياها بشيء بل يصلين من أجلها. سمعت يوليطة فكانت تبكي بدموع لا تتوقف…. وكانت تصلي إلى الرب إلا يطيل غربتها على الأرض حتى تلحق بصديقتها. مرضت ابراكسية بحمى شديدة، وإذ أدركت أن ساعتها قد اقتربت تهللت بالروح وكانت تسبح الله وتشجع الراهبات اللواتي جلسن بجوارها يبكين. أما يوليطة فكانت تجلس عند قدميها تقرأ لها الكتاب المقدس…. وإذ أدركت أن الوقت قد حان، بدموع قالت يوليطة: “أسألك أيتها الأخت المباركة ابراكسية من أجل المحبة التي جمعت بيننا والصداقة التي تأصلت فينا، إن كنت قد وجدت نعمة أن تطلبي منه لأجلي وأنتِ أمام عرشه لكي ينعم عليّ بالانتقال من هذا العالم”. تحولت الدموع إلى تسابيح الرجاء…. وإذ بها تنظر إليهن تشكرهن على محبتهن لها وتعبهن من أجلها…. وفي نظرة مملوءة حباً تطلعت إلى رئيسة الدير والأخت الراهبة يوليطة، وما عجز لسانها عن الحديث به عبرت به بنظرتها الوداعية، ثم رفعت عينيها نحو السماء ورشمت نفسها بعلامة الصليب لتسلم روحها في يدي الرب في 26 برمهات. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم بن زرعة البابا الثاني والستون | الولادة: – الوفاة: – سيامته بطريركيا كان ابرآم بن زرعة السرياني الجنس تاجراً ذا أموال كثيرة، يتردد على مصر مراراً، وأخيراً استقر فيها. عرف هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبي سرجة للتشاور في أمر سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، اعجبوا به واجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الآخر لعمارة الكنائس. محبته للفقراء عرف هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي أبو اليمن والياً على فلسطين، أودع عند البابا مائة ألف دينار إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك. فلما بلغ البطريرك خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله بوديعته، فسّر بذلك وفرح فرحاً عظيماً. أعماله الرعوية من مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة. حرم أيضاً اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيراً وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم، وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر، وكان البابا ينصحه كثيراً ويطيل أناته عليه، وأخيراً إذ رأى أن هذا الرجل قد صار مثلاً شريراً أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع الرجل بذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ رأى إصرار الغني على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة، قال: “إن دمه على رأسه”، ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفي الحال انشقت عتبة الباب أمام الحاضرين وكانت من حجر الصوان…. ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلاً وعبرة للخطاة. في مجلس المعز عرف المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال الدين للمناقشة أمامه. كان لديه وزير يهودي يُدعي ابن كِلّس، طلب منه أن يسمح لرجل من بني جنسه يُدعى موسى أن يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم، فقال: “ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة”. احتد موسى جداً وحسبها إهانة واتهاماً له بالجهل. وفي هدوء أجابه الأسقف: “يقول اشعياء النبي عنكم “أن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف” (إش 1 : 2). أُعجب الخليفة بهذه الدُعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة، فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: “من كان له إيمان مثل حبة خردل يقول لهذا الجبل انتقل فيكون” (مر 11: 23، مت 21: 21) فأطلعا الخليفة عليها، وسألاه أن يطالب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان ولو كحبة خردل. استدعى الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال إنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم والصلاة طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلي بنفس واحدة في مرارة قلب، وفي فجر اليوم الثالث غفا البابا آبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ أجابها: أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث، فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي المؤدي إلى السوق فيجد رجلاً بعين واحدة حاملاً جرة ماء، فإنه هو الذي ينقل الجبل. قام البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفي لكنه إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلاً إليه ألا يخبر أحداً بأمره حتى يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى “سمعان” يعمل كخراز، جاءته امرأة ليصلح لها حذاءها وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماءً للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله ليبقى صائماً حتى الغروب. ذهب البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد آثار الكثيرين ضد الأقباط …. وإذ اختفى سمعان وراء البابا …. صلى الجميع ولما صرخوا “كيرياليسون”، وسجدوا، ارتفع الجبل فصرخ الخليفة طالبًا الآمان …. وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا …. وصارا صديقين حميمين. طلب منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلحّ عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيراً سأله عمارة الكنائس خاصة كنيسة القديس مرقوريوس بمصر، فكتب له منشوراً بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغاً كبيراً، فشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني المعز من أجل تقواه وزهده. ذهب المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين. نياحته جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم وجاورجي القديسان | الولادة: 608 الوفاة: 693 كتب لنا القديس أنبا زخارياس أسقف كرسي صا (صا الحجر بكفر الزيات)، في القرن السابع، سيرة هذين القديسين، وكانا معاصرين له. نشأة أبرآم وُلد القديس أبرآم سنة 608 م، ونشأ في أسرة تقية محبة لله، كان والده محباً للفقراء حتى إنه إذ حدث جوع بمصر قبل دخول الفرس عام 616 وزع كل أمواله ومحاصيله على الفقراء والمساكين، وباع منزله الكبير وسكن في منزل آخر صغير ليتصدق على المحتاجين. وإذ كان الغلاء شديداً اضطر إلى توزيع ما لديه من أموال ومحاصيل زراعية مودعة لديه كأمانة واثقاً أن أصحابها ينتظرون عليه من أجل ما وصل إليه اخوتهم الفقراء، وأن الله لابد أن يتدخل. لكن أصحاب الودائع أرادوا استغلال المجاعة يطلبون ودائعهم، فقام وصلى للسيد المسيح الذي أرسل إليه قوماً آخرين قدموا له الكثير كأمانة لديه على أن يتصرف فيها إن لم يرجعوا خلال ثلاثة أيام …. فأعطى الأولين مالهم وبقى لديه فائض وزعه أيضاً، وكان يشكر الله ويسبحه من أجل رعايته لهؤلاء المساكين، حتى انتقل إلى السماء. إذ نزح الملك الفارسي خسرو الثاني إلى مصر عام 616 وبلغ الإسكندرية سبا الكثيرين، من بينهم والدة أبرام التي ظلت في سبي فارس حتى تمكن الملك هرقل عام 627 من هزيمة الفرس في موقعة وستكرد الإيراينة …. وفي عام 629 انسحب الفرس من مصر وعادت الأم القديسة إلى ابنها أبرآم، ويقال إنها رأت نجاتها في رؤيا قبل إعادة المسبيين. شيهيت التقت الأم بابنها التي حرمت منه قرابة 13 سنة ولم يكن لديها غيره …. وفرح الاثنان معاً، وكانا يشجعان بعضهما البعض في الحياة التعبدية التقوية …. وإذ بلغ الخامسة والثلاثين من عمره فاتح الابن أمه أنه مشتاق للحياة الرهبانية ليتدرب على يدّي آباء شيهيت، وكان يظن أن في هذا صدمة على أمه الأرملة …. لكنه فوجئ أن تكشف له إنها وإن كانت فكرت في تزويجه بفتاة تقية ليعيشوا معاً، خاصة بعد هذا الفراق الطويل الذي احتملته لكن أبديته أهم وأفضل …. وأخذت تشجعه ألا يتراخى في الطريق، وأنها تسنده بالصلاة ليتمم جهاده. لم يصدق أبرآم نفسه، لكن الأم أكدت له أن ما تفعله إنما هو من واقع الأمومة والمحبة لسعادة ابنها وبنيانه الروحي …. وإنها تقدمه قربان حب لله. انطلق القديس أبرآم إلى الأنبا يوأنس قمص شيهيت يطلب قبوله تلميذاً له، فأعطاه “قلاية” وكان يدربه على حياة الطاعة والنسك الإنجيلي مع دراسة الكتاب المقدس وحفظ المزامير. عكف أبرام على العبادة في قلايته وانسحب قلبه بالحب لله والتأمل، حتى كان يقضي أحيانا الأسبوع كله لا يرى أحداً إلا في القداس الإلهي. امتاز أبرآم بقلب نقي وحياة بسيطة فتمتع برؤية السيد المسيح نفسه، وكان كثيراً ما يرى ملاكاً حارساً يحرسه ويعزيه وأحياناً يوبخه على فكر خاطئ يبثه عدو الخير فيه، كما نال موهبة إخراج الشياطين. لقاؤه مع القديس جاورجي كان جاورجي راعياً للغنم مع أبيه أحب حياة التأمل، لذا ترك والديه التقيين وهو في الرابعة عشرة من عمره ليذهب إلى البرية …. في الطريق رأى الشاب الصغير عمود نور يرشده ففرح وتعزى. لكنه فجأة اختفى العمود ليظهر له إنسان عجوز يقول له: “لقد عبرت إحدى المدن فوجدت رجلاً مشقوق الثياب ينوح ويبكي بشدة، ويصرخ بصوت عظيم قائلا: أن الأسد قد افترس ابني وهو يرعى الغنم في الحقل، وأغلب الظن يا ولدي أنه أبوك. فعليك أن ترجع إليه وتطيّب قلبه، لأنه مكتوب: “أكرم أباك وأمك (خر 20: 12)، ثم تعود إلى البرية”. فأجابه الشاب بحزم أنه مكتوب “من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني” (مت 10: 37). للحال صار الشيخ دخاناً واختفى، فعرف جاورجي أنها خدعة شيطانية، أنقذه الرب منها، فقدم الشكر لله. عندئذ ظهر له الملاك غبريال على شكل صبي صغير حسن الصورة وبهي الملبس رافقه في الطريق حتى بلغ به إلى جبل أوريون بقرب شيهيت. عاش جاورجي يتدرب على يدي راهب قديس على حياة الصلاة وحفظ الكتاب المقدس مع النسك، وكان يود التوحد في البرية الداخلية لكن الله لم يسمح له. بتدبير إلهي إذ كان القديس أبرام يتجول في الجبل التقى بالقديس جاورجي في جبل القديس أوريون، فتحدثا معاً بعجائب الله، وشعرا باتفاق روحي في حياتهما واشتياقهما، فرأيا أن يعيشا معاً يسند أحدهما الآخر …. ذهبا إلى الكنيسة للصلاة وبقيا طوال الليل يطلبان مشورة الله من جهة قرارهما، وقد قيل أن القديس يوحنا المعمدان ظهر لهما وطلبا منهما أن يعيشا معا في إسقيط القديس مقاريوس . ترك الأنبا جاورجي جبل أوريون بعد نواله بركة الآباء وانطلق إلى الإسقيط وكان قد سبقه الأنبا أبرام ليعد له مكاناً …. وهناك عرفه الأنبا أبرام بمعلمه القديس الأنبا يؤانس…. وسكنا معاً في قلاية تسمى بيجيج بجوار قلاية الأنبا يؤانس، وقد ظلت هذه القلاية من معالم الدير حتى القرن الرابع عشر حيث زارها بنيامين الثاني (1327 ? 1339 م). نياحته عاشا معا بروح الصداقة القائمة على الحب الروحي يشجعان بعضهما البعض، حتى مرض الأنبا أبرآم وبقى مدة 18 سنة يعاني من قسوة الألم، وكان أخوة القديس جاورجي يخدمه ويصلي من أجله ويقرأ له في الكتب المقدسة. إذ دنت الساعة بعد تناوله جاءه بعض الآباء الراقدين منهم القديس مقاريوس والأنبا يؤانس وجماعة من الملائكة يستقبلون نفسه الطاهرة، وقد بلغ من العمر 85 عاماً، وكان ذلك في عام 693 م. لم يمض سوى حوالي خمسة أشهر حتى رقد أخوه القديس جاورجي بعد أن بلغ 72 عاماً ليدفن مع صديقه الحميم. تعيد الكنيسة القبطية بتذكار نياحة الأنبا أبرآم في التاسع من طوبة، والأنبا جاورجي في الثامن عشر من بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرا البتول | الولادة: – الوفاة: – كانت أبرا Abra الابنة الوحيدة لأبيها القديس إيلاري أسقف بواتييه، التي ولدت قبل سيامته أسقفاً، وقد عاشت بعد ذلك مع والدتها التي وافقت على سيامة رجلها أسقفاً ويعيش كل منهما في مسكن خاص. إذ نفي القديس إيلاري، وكانت ابنته صبية صغيرة السن تقدم لها ابن والي المدينة ليتزوجها فكتب لوالدها في منفاه. أرسل إليها الوالد يكشف لها عن سمو الحياة البتولية وغنى مكافأتها…. إذ قرأت أبرا رسالة والدها تأثرت جداً، إذ كانت تحبه، وتشعر أن ما ينطق به هو من الله، وبفرح رفضت الزواج. أرسل لها أيضاً مع الرسالة تسبحتين من وضعه وهو في المنفى، لكي تسبح بإحداها صباحاً والأخرى مساءً…. وقد حُفظت الأولى تسبح بها الكنيسة التي في بواتييه في عيد القديس إيلاري، أما الثانية فمفقودة. إذ عاد من المنفى وجد ابنته التهبت بالأكثر حباً للحياة البتولية، متهللة بقرار والدها الحكيم ففرح لنموها الروحي. ولم يمض كثيراً حتى أصيبت على ما يظن بسكتة قلبية تنيحت على أثرها في الحال دون الشعور بألم أو تعب. وبعد قليل أيضاً تنيحت والدتها، وكان ذلك حوالي عام 400 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرآم الأسقف القديس | الولادة: 1829 الوفاة: – سمع الكاتب الإنجليزي ليدر وهو في فرنسا عن أسقف مصري قديس، فأسرع بالسفر إلى مصر مع زوجته ليلتقيا به، وقد سجل لنا فصلاً كاملاً عن حياته، جاء فيه: “هذا القديس الشيخ عرفه العالم الشرقي كله، وأدرك أنه الخليفة المباشر لسلسلة المسيحيين الأولين غير المنقطعة”. وعبرت زوجته عن هذا اللقاء بقولها: “كنا في حضرة المسيح وامتلأنا بروح الله”. نشأته وُلد هذا القديس في جالاد التابعة لإيبارشية ديروط عام 1829 م من أبوين تقيين، وكان اسمه بولس غبريال، وقد حفظ المزامير ودرس الكتاب المقدس منذ طفولته، وإذ التهب قلبه بحب الله دخل دير السيدة العذراء مريم “المحرق” حيث رُسم راهباً باسم بولس المحرقي عام 1848م. ولما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة حوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة أعوام رُسم فيها قساً عام1863. ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره حيث اختير رئيساً للدير، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهباً. لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير. طُرد أبونا بولس وتلاميذه بسبب حبهم للفقراء فالتجئوا إلى دير السيدة العذراء “البراموس” بوادي النطرون، وهناك تفرغ للعبادة ودراسة الكتاب المقدس. وفي عام 1881 رُسم أسقفا على الفيوم وبني سويف والجيزة باسم الأنبا ابرام، فحوّل الأسقفية إلى دار للفقراء. صديق للفقراء خصص الأسقف الدور الأول من داره للفقراء والعميان والمرضى وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئن عليهم بنفسه. وكان إذ دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن لم يجد يعطه “شاله” أو “فروجيته”…. وله في ذلك قصص مذهلة. مطرانية في السماء جاء عنه أن أعيان الايبارشية رأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه على تجديدها وتوسيعها. وكانوا كلما جمعوا مبلغاً من المال يسلمونه له. أخيراً جاءوا إليه يطلبون إليه موعداً للاتفاق مع المقاول على شروط البناء، فتطلع إليهم قائلا: “لقد بنيت يا أولادي!!… لقد بنيت لكم مسكناً في المظال الأبدية”. استغلال عطفه من الروايات المتداولة بين معاصريه أن ثلاثة شبان أرادوا استغلال حبه للفقراء فدخل اثنان منه يدّعيان أن ثالثهم قد مات وليس لهم ما يُكفنانه به، فلما سألهم الأب الأسقف: “هو مات؟!”، فأجابوا: “نعم مات”. ثم هزّ الأسقف رأسه ومدّ يده بالعطية قائلا: “خذوا كفّنوه به”. وخرج الاثنان يضحكان: لكن سرعان ما تحول ضحكهما إلى بكاء عندما نظرا ثالثهما قد مات فعلاً. رجل الصلاة ذكر كثيرون ممن باتوا في الحجرة المجاورة لحجرته أنه كان يقوم في منتصف الليل يصلي حتى الفجر بالمزامير، وكان يقف عند القول: “قلبًا نقياً أخلق فيّ يا الله وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي”، مردداً إياها مراراً بابتهالات حارة. وقد شهد الجميع أن صلاته كانت بروح وعزيمة قوية حتى في شيخوخته. قال مستر ليدر: “لم أسمع قط في حياتي صلاة كهذه، إذ أحسست بالصلة التي له بعرش النعمة التي تملأ الإنسان استقراراً دائماً. لقد بدا لي أن الأرض تلاشت تماما لكي تترك هذا الرجل في حضرة الله نفسه يتحدث معه بجلاء”. إننا لا نبالغ إن قلنا أن مئات بل آلاف المعجزات تمت على يدي هذا الرجل وبصلواته. نسكه كان بسيطاً في ملبسه وفي مأكله، يعيش بالكفاف، ضابطاً نفسه من كل شهوة وفي أحد الأيام اشتاق أن يأكل “فراخاً” فطلب من تلميذه أن يطبخ له ذلك. فلما أعد له الطعام قدمه، فصلى الأب وطلب منه أن يحضره له في اليوم التالي. وتكرر الأمر في اليوم الثاني والثالث والرابع دون أن يأكل منه شيئا حتى فسد الطعام. حينئذ قال لنفسه: “كلي يا نفسي مما اشتهيت”. إتضاعه يقول مستر ليدر: “تضايق عندما ألزمته بركوعي قدامه”. من عادته الجميلة أنه ما كان يسمح لأحد من الشمامسة أن يتلو عبارات التبجيل الخاصة بالأسقف عند قراءة الإنجيل، ولا كان يميز نفسه عن شعبه بل يجلس على كرسي عادي كسائر أولاده. وكان يسر بدعوة أولاده له: “أبينا الأسقف”، ولا يسمح لأحد أن يدعوه: “سيدنا”. وعندما زار البرنس سرجيوس “عم نقولا قيصر روسيا” وزوجته مصر عام 1868 وسمعا عن القديس توجها لزيارته، اهتمت الدولة واستقبلته استقبالاً رسمياً، وحاول أعيان الأقباط أن يشتروا أثاثا جديداً للمطرانية لكنه رفض نهائياً. ولما جاء الزائران وركعا على الأرض والأب جالس يصلي لهما بحرارة قدما له كيساً به كمية من الجنيهات الذهبية، أما هو فاعتذر. وأخيراً أخذ جنيهاً واحداً وأعطاه لتلميذه رزق. وقد خرج الأمير من حضرته يقول أنه لم يشعر برهبة في حياته مثلما شعر بها عندما وقف أمام القديس العظيم الأنبا ابرام. أسقفاً إنجيلياً يقول عنه الأنبا إسيذوروس أنه كان عالماً في مواضيع الكتاب المقدس إلى درجة حفظه نصوصها عن ظهر قلب، وقيل عنه أنه كان يطالع الكتاب المقدس كل أربعين يوماً مرة. وكان يجمع شعبه كل يوم للصلاة مساءً مع دراسة الكتاب المقدس. إخراج الشياطين قال الكاتب الإنجليزي ليدر: “سلطان الأسقف في إخراج الأرواح النجسة جذب إليه كثيرون من أماكن بعيدة أكثر مما فعلته المواهب الأخرى التي أشتهر بها”. نياحته قبيل نياحته استدعى القمص عبد السيد وبعض الشمامسة وطلب منهم أن يصلوا المزامير خارج باب غرفته وألاّ يفتحوا الباب قبل نصف ساعة…. ولما فتحوا الباب وجدوا الأب قد تنيح في الرب. ومن المعروف أن الأستاذ سليم صائب حكمدار الفيوم قد نادى زوجته يوم 3 بؤونه (1914م) قائلا: “آه! يظهر أن أسقف النصارى قد مات… انظري الخيول وركابها المحيطين به، وهم يصرخون “إكئواب، إكئواب”، ثم قام لوقته وقابل أحد المسيحيين وسأله عن معنى كلمة “إكئواب”، فأوضح له أنها تعني بالقبطية “قدوس” وهي تسبحة السمائيين. إنه لا يزال ديره بالفيوم إلى يومنا هذا، الذي به رفاته، سرّ بركة لكثيرين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراكيوس القديس | الولادة: – الوفاة: – تقدم لنا سيرته صورة حية للحياة في المسيح يسوع ربنا التي لا تعرف الشيخوخة ولا العجز أو الملل، كقول المرتل: “يتجدد مثل النسر شبابك” (مز 103: 5(، والرسول بولس: “لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3: 10). عاش بصعيد مصر، في أحد الأديرة، يمارس الحياة النسكية الحازمة قرابة عام، يجاهد بلا ملل في نسكه وتقشفه، متمتعاً بحياة الشركة في المسيح واهبة القوة. أراد عدو الخير أن يستغل شيخوخة جسده، إذ كان قد بلغ حوالي التسعين من عمره، فجاء متخفياً يقول له بأنه لا يزال يبقى له خمسون عاماً أخرى في العالم، قاصداً بهذا أن يضربه بروح الملل والضجر فيتراجع عن جهاده.أما هو فبحكمة قال: “لقد أحزنتني بهذا، لقد كنت أظن أنني سأعيش مائة عامٍ أخرى لهذا قد توانيت. فإن كان الأمر هكذا يجب عليّ أن أجاهد أكثر قبل أن أموت”. بهذا صار يضاعف جهاده أكثر فأكثر، وقد انتقل في ذات العام في الثالث عشر من شهر كيهك. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابرام تلميذ شيشوى | الولادة: – الوفاة: – إبرام أو إبراهيم تلميذ شيشوى Sisoes التبايسي يمثل الراهب الذي يحيا في حياة الرهبنة بروح التلمذة والطاعة مع النمو الدائم في المعرفة. له أكثر من حوار ورد في بستان الرهبان نذكر بعضاً منه في سيرة القديس شيشوى إن شاء الرب. جاء في بستان الرهبان: ذهب أبا إبراهيم (غالباً تلميذ شيشوى) إلى أبا أريوس (غير أريوس الهرطوقي)، وإذ كانا جالسين جاء أخ آخر إلى الأبا يسأله، قائلا: “خبرني ماذا أفعل لأحيا؟”. قال له: “امض واقض الأسبوع كله تجدل سعف النخيل وتصنع حبالاً، وتأكل خبزاً وملحاً مرة واحدة في الغروب، ثم تعال إلىّ فأخبرك ما تفعله”. مضى الأخ وفعل كما أخبره، وإذ سمع الأبا إبراهيم بذلك تعجب. انتهى الأسبوع وجاء الأخ ثانية إلى الشيخ أريوس، وحدث إن كان أبا إبراهيم حاضراً. قال الشيخ للأخ: “اذهب وامض الأسبوع كله صائماً، تأكل مرة واحدة كل يومين”. (جاء في بعض النسخ سنة وليست أسبوعاً). إذ مضى الأخ قال أبا إبراهيم لأبا أريوس: “لماذا تقدم وصايا سهلة لكل الأخوة الآخرين، أما هذا الأخ فتقدم له حملاً ثقيلاً؟ عندئذ قال له الشيخ: “يأتي الأخوة الآخرون ويسألون وحسب سؤالهم يأخذون ويرحلون، أما هذا الأخ فيأتي من أجل الله ليسمع كلمة منفعة، وهو إنسان عمّال، وما أقوله له يتممه بحرص واجتهاد”. [ هكذا اتسم الآباء بالحكمة والتمييز فيقدمون لكل إنسان قدر قامته، كما اتسم الرهبان في تلمذتهم للآباء الشيوخ على السؤال لنوال خبرة التمييز والحكمة فالطاعة لا تعني مجرد تنفيذ الأوامر بلا فهم أو إدراك ]. حدث دفعة أن إبراهيم تلميذ أبا شيشوى جربه الشيطان، وإذ رآه الشيخ ساقطاً للحال بسط يديه نحو السماء، وقال لله: “ربي لن أتركك تذهب حتى تشفيه”، وللحال شفى إبراهيم. [ صورة رائعة للأبوة الحانية، فعوض توبيخ تلميذه على ضعفه، بإيمان بسط يديه يصارع مع ربه ولا يتركه حتى يشفي له تلميذه ويقيمه من التجربة ]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراميوس | الولادة: – الوفاة: – قدم لنا القديس بالاديوس أمثلة رائعة لقديسين عظماء خاصة من مصر، لكنه أيضاً قدم لنا سيرة أبراميوس أو إبراهيم Abramius حتى ندرك حرب الشياطين المستمرة حتى ضد الرهبان والنساك مهما بلغوا من حياة نسكية. عاش ابراميوس في البرية في حياة نسكية شديدة، وكان قاسياً جداً على نفسه، لكن عدو الخير ضربه بالكبرياء والغرور …. فجاء يوماً إلى الكنيسة وأراد أن يمارس العمل الكهنوتي، فتعجب الحاضرون لأنه ليس بكاهن. أما هو فقال لهم: “لقد سامني المسيح بيده كاهناً الليلة الماضية”. عندئذ أدركوا سقوطه، فألزموه بترك البرية وصاروا يرعونه طالبين منه الاعتدال في الحياة النسكية حتى شفي مكن كبريائه وتشامخه، وبهذا أنقذوه من سخريات الشيطان بإدراكه لضعفه. هنا نود تأكيد اهتمام الآباء النساك بالحياة الداخلية التقوية، خاصة الاتضاع ….لأن ممارسة النسكيات بلا تقوى تُفقد الإنسان حياته بالكبرياء والتشامخ. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراكسيوس الأب | الولادة: – الوفاة: – جاء في كتاب القديس بالاديوس “أقوال الآباء”، مقتطفات عن أب يدعى أبراكسيوس Eupraxis: اعتاد الأب ابراكسيوس أن يقول: “شجرة الحياة المغروسة في الأعالي هي الإتضاع”. وأيضا قال: “كن كالعشار، ولا تخطئ كالفريسي، أختر أتضاع موسى فيتحول قلبك القاسي كالصلب إلى ينبوع ماء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليدس 1 | الولادة: – الوفاة: – عرفت الإسكندرية لاهوتياً غنوسياً في النصف الأول من القرن الثاني، أيام هدريان، يسمى باسيليدسBasilides . كتب تفسيراً للكتاب المقدس في 24 كتاباً، كما كتب مقالاً باسم “الإنجيل”، وله عدة أناشيد، لكن لم يبقِ من كتاباته إلا فقرات وردت عند رد بعض الآباء عليه مثل القديسين إيرينيؤس وأكليمنضس الإسكندري وهيبوليتس، لذا يصعب وضع منهج كامل لفكره اللاهوتي. تظهر ميوله الغنوسية في النقاط التالية: 1. إذ كان الغنوسيون يضعون العقل عوض الإيمان، حاسبين أن الإنسان قادر بفكره وحده دون إعلانات الله والإيمان أن يخلص، يعلن باسيليدس في كتاباته أن الإيمان ليس هو الوضع الذي فيه ينال الفكر حريته. هذا وقد كانت فلسفته في ذهنه أهم من إيمانه. 2. عالج مشكلة الألم ووجود الشر بطريقة عقلانية، فنادى بأنه لن يُصاب أحد بألم ما لم يكن قد ارتكب شراً. أما بالنسبة للشهداء فإنهم وإن كانوا أبراراً لكن ما يحتملونه هو ثمرة خطايا سابقة ارتكبوها. وعندما تحدث عن آلام السيد المسيح دخل في صراع شديد، ولكن أمام عشقه لفلسفته قال بأن يسوع إذ تألم لابد أن يكون قد أخطأ، مع أنه أعلن بأن نوراً سماوياً قد نزل وأقامه لكي يجمع المختارين ويرفعهم إلى السموات العليا. 3. بالنسبة لإله العهد القديم، فقد حسب إله اليهود أحد الحكام الصالحين الذين يديرون أجزاء العالم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس أسقف أنقرا | الولادة: – الوفاة: 364 في مجمع القسطنطينية عام 336م عُزل مارسيلليوس عن أسقفيته، وحُكم عليه بالنفي، بينما عُيّن باسيليوس عوضاً عنه، وكان طبيباً لبقاً ذا ثقافة عالية. كان شبه أريوسي نادى بأن الابن شبيه بالآب في كل شيء (لم يقل واحداً معه)، نفاه مجمع سرديكيا عام 343م، لكن قسطنطس أعاده إلى كرسيه عام 348م. كان له دوره الفعال في المجمع الأريوسى في Sirmium عام 351م، ومجمع أنقرا عام 358، ومجمع سلوكية عام 359م. بسبب تعاليمه النصف أريوسية استبعده معارضوه عن كرسيه عام 360م، ونُفي إلى Illyria حيث مات هناك عام 364م. كتاباته له مقال، حفظه القديس أبيفانيوس، عن التعليم الخاص بالثالوث وضعه مع جورج أسقف اللآذيقية بسوريا أكبر المدافعين عن عقيدة مشابهة الإبن للآب في كل شيء. خَّبرنا القديس جيروم أنه كتب مقالاً “ضد مارسيلليوس”، كما كتب مقالاً: “عن البتولية” ومقالات أخرى. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 203 قدم لنا التاريخ مجموعة أسماء من الشهداء بالإسكندرية في عهد سبتيموس ساويرس، استشهدوا حوالي عام 203م، من بينهم ليونديوس والد العلامة أوريجينوس، وارتيروس وقرياقوص وباسيليوس، لا نعرف عنهم سوى أسماءهم. عُرف سبتيموس ساويرس (اسمه يعني: القاسي السابع) في بداية حكمه بسعة صدره وتساهله، فقد تجاهل المنشورات السابقة الخاصة بـاضطهاد المسيحيين. لكن زوجته (جوليا دومينا) السورية الجنسية ابنة أحد أكابر كهنة معبد (الجبل) بحمص قامت بدور خطير، إذ أحاطت نفسها بجماعة من رجال الدين الوثني، وبعد فترة ألهبت قلب الإمبراطور ليضطهد الكنيسة بعنفٍ، وكأن نار الاضطهاد قد بقيت إلى حين مختبئة تحت التبن لتلتهب فجأة وبقوة. ففي أيامه نال الكثيرون أكاليل الاستشهاد في كل البلاد خاصة مصر، حيث أُلقيّ القبض علي كثير من المسيحيين من المكرسين للخدمة وعامة الشعب، من الأغنياء والقرويين الفقراء، وتحوّلت السجون إلى كنائس مقدّسة يُسمع فيها صوت التسبيح للرب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليسا ويوليان القديسان | الولادة: – الوفاة: – قصة زوجين عاشا في حياة البتولية يمارسان عبادتهما ويقودان النفوس لحساب ملكوت الله حتى نالاً الإكليل. نشأ يوليان أو جوليانوس Julian في منطقة أنتينوا أى أنصنا بصعيد مصر وسط عائلة غنية صاحبة نفوذ تتسم بالحياة التقوية. وإذ كان يوليان وحيداً وقد عشق حياة التأمل مع دراسة الكتاب المقدس، خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول، بجانب نبوغه في العلم والمعرفة، شعر والداه أن ابنهما يتجه نحو الحياة البتولية. اختلى به الوالدان وصارا يتوسلان إليه أن يقبل مشورتهما ويتزوج فيحفظ طهارته، ولكي يكون له نسل يحفظ اسم العائلة، فكشف لهما رغبته في البتولية، وإذ ألحّا جداً طلب منهما مهلة سبعة أيام. كرّس يوليان البالغ من العمر 18 سنة أسبوعاً بالصوم والصلاة مع مطانيات كثيرة طالباً مشورة الله، معلناً له شوقه في الحياة البتولية لحساب الرب دون أن يعصى والديه أو يكدّر حياتهما. وفي الليلة الأخيرة إذ أنهكه التعب نام، فرأى في حلم الرب نفسه يشدده ويشجعه، قائلاً له: “لا تخف يا يوليان، كمّل رغبة والديك، فقد اخترتُ لك زوجة تقية، وإني أجعل بتوليتكما خصبة، فتأتي إليكما نفوس كثيرة لتمارس الحياة الكاملة. وإني أطفئ من داخلك يا يوليان نار الشهوة، وسوف أكون معك في ليلة عرسك مع جمعٍ من الملائكة”. قام يوليان فرحاً، وخضع لأمر والديه اللذين بحثا له عن فتاة تقية من عائلة غنية. أُقيم العرس، وتهللت المدينة كلها مشاركة العروسين فرحهما. وإذ دخل العروسان الحجرة، فاحت رائحة زكية ملأت الموضع، عندئذ في ابتسامة لطيفة قالت العروس باسيليسا لرجلها: “يا أخي يوليان، إني أشعر بأمر عجيب في داخلي أيها الزوج الحبيب، وإني أسألك ألا ترفض طلبتي في أول لحظة التقي فيها بك. إن هذه الرائحة العجيبة تحثني أن أنعم معك بعبير الفضائل. أسألك أن تسامحني على جسارتي وأرجوك أن تحترم بتوليتي”. عندئذ غمر الفرح قلبه، وأعلن لها أن هذه الرائحة من قبل الله، وأنه من جانبه يوّد الحياة البتولية، وركع الإثنان يصليان ويسبحان الله طوال الليل، فظهر لهما السيد المسيح مع جمع من الملائكة، كما ظهرت السيدة العذراء مريم يحوط بها عدد من العذارى. خدمتهما بعد زواجهما بفترة قصيرة رقد والديّ كل من العروسين، ومع حبهما الشديد لوالديهما كانا مملوئين تعزية أدهشت المدينة كلها، بل كانت سبب تعزية لكل من هم حولهما. ورث العروسان الكثير من الأسرتين، فقاما بالتوزيع على الفقراء والمساكين بسخاء، وقسما البيت إلى جناحين، واحد سكنه يوليان الذي جاء إليه كثيرون يتتلمذون على يديه، وآخر سكنته باسيليسا التى جمعت عذارى كثيرات حولها، وهكذا تحول الموضع إلى مركز روحي حيّ. نياحة القديسة باسيليسا إذ تولى دقلديانوس المُلك وبدأ الاضطهاد، رأت باسيليسا رؤيا عرفت من خلالها أن تلميذاتها سينتقلن سريعاً ربما بحدوث وباءٍ وأنها سترقد معهن، وأن يوليان سيحتمل عذابات كثيرة على اسم السيد المسيح. تهللت نفس باسيليسا بذلك، وأخبرت يوليان بما رأت، وبالفعل في حوالي ستة أشهر رقدت تلميذاتها ثم تنيحت هي بسلام، وقد تعزت بتمتع بناتها بإكليل البتولية. مع رسول الملك أرسل الملك منشوراته باضطهاد المسيحيين مع رسل من بينهم مرقيانوس Marcian الذي جاء إلى أنصنا التي اشتهرت بأريانا واليها الذي تفنن في تعذيب المسيحيين كما رأينا قبلاً. أصدر مرقيان أمره بألا يشتري أحد شيئاً أو يبيع ما لم يذبح للأوثان، وأن يكون في كل بيت تمثال للإله جوبيتر، كما أعلن عن تقديم مبالغ كبيرة لمن يرشد عن الممتنعين عن التضحية للآلهة. عرف مرقيان أن يوليان من أشراف المسيحيين يثبتهم على الإيمان، فأرسل إليه جنوداً يأتون به، وإذ وقف أمامه يوليان شهد للسيد المسيح، فاغتاظ مرقيان وأمر بحرق بيته بكل الرجال والشبان الذين فيه. وُضعت آلات التعذيب أمام يوليان لإرهابه فكان يزداد قوة وشجاعة، وإذ صدرت الأوامر بضربه انهال الجند عليه بالسياط والعصيّ. وفي وسط هذا العمل الوحشي حيث مُزق جسد القديس أخطأ أحد الجلادين الهدف فأصاب عين أحد الشرفاء الوثنيين ففقأها. عندئذ صرخ يوليان طالباً من مرقيان أن يأتي بكهنته يقدمون الذبائح والصلوات لآلهتهم إن كانوا يقدرون أن يعيدوا إليه بصره، فجاء الكهنة وعبثاً حاولوا شفاءه، أما يوليان فرشمه بعلامة الصليب وتضرع باسم يسوع المسيح، وللحال أبصر بعينه الجسدية كما انفتحت بصيرته الداخلية، فأعلن إيمانه بالسيد المسيح. اغتاظ مرقيان وحسب ذلك من فعل السحر، فأمر حالاً بقتل هذا الوثني الذي آمن فضربت عنقه. أُقتيد يوليان في كل شوارع المدينة مقيداً بسلاسلٍ حديديةٍ ثقيلةٍ، وكان الجلدْ ينهال عليه، وأمامه رجل ينادي: “هكذا يُعذب من يحتقر الآلهة ولا يطيع الملك”. وكان الشبان يجتمعون من كل ناحية ليشاهدوا هذا المنظر، من بينهم صلصس Celsus بن مرقيان، الذي فتح الرب عينيه ليرى ملائكة نورانيين يحيطون بيوليان ويحملون أكاليل عجيبة، ومع كل عذاب يسقط تحته يُوضع إكليل على رأسه. عندئذ لم يحتمل صلصس الموقف بل أسرع ليركض أمام يوليان ويشهد لإلهه، ويطلب منه أن يقبله تلميذاً له. وعانق الصبي القديس يوليان وإذ حاول البعض نزعه عنه يبست أيديهم. سمع مرقيان بما حدث فمزق ثيابه، وضرب نفسه من شدة الغيظ، وأمر بإلقاء الاثنين في سجنٍ مظلمٍ كريه. إذ دخل الاثنان أضاء السجن بنورٍ بهي، فآمن عشرون جندياً هناك بالسيد المسيح، وتحول الموضع إلى كنيسة تمتلئ بصوت التسبيح لله. أمر مرقيان بإلقاء الكل في قدرٍ به زيت مغلي، بما فيهم ابنه الصغير السن، وإذ كان الوثنيون عابرين ومعهم ميت رشم عليه يوليان علامة الصليب وباسم ربنا يسوع المسيح قام وأعلن إيمانه، ومع هذا كان قلب مرقيان يزداد قساوة، بينما آمن كثير من الوثنيين الذين كانوا معه. إذ شعر مرقيان أن ابنه مستعد للموت، أمر بإعادة الكل إلى السجن، وطلب من زوجته أن تذهب إلى ابنها لعلّها تستطيع أن تثني عزيمته. إذ ذهبت التقت بهذه الجموع وتحدثوا معها فآمنت بالسيد المسيح واعتمدت على يدي كاهن السجن يدعى أنطونيوس. أصدر مرقيان بقطع رؤوس العشرين جندياً وإحراق سبعة شرفاء كانوا مع الكاهن، أُوجّل الحكم على الكاهن ويوليان وابنه وامرأته. حاول مرقيان أن يستميل باللطف يوليان، وإذ أخذه معه إلى الهيكل حاسباً انه يقدم ذبائح، ركع عند الباب وصلى فسقط الهيكل على الكهنة الذين فيه وماتوا. أُعيد الكل إلى للسجن ثم اُستدعوا في اليوم التالي وتعرضوا لعذابات كثيرة وكان الرب يخلصهم؛ ربطهم معاً بحبال مشبعة زيتاً وأوقد فيها فاحترقت الحبال ولم تمسهم النار، ولما أُلقوا للوحوش المفترسة صارت تأنس بهم، فأمر بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الاستشهاد يعيد لهم الغرب في 9 من شهر يناير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاتيانا | الولادة: – الوفاة: – سيدة من أشراف روما في أواخر القرن الرابع، تزوجت من عائلة Fruia. التصقت بعائلة القديستين باولا وابنتها استوخيوم اللتين مارستا الحياة النسكية ولازمتا القديس جيروم وتتلمذتا على يديه، وقد صارت تاتيانا أيضا صديقة له. تزوج ابنها ابنة باولا “بلاسيلا”، كما تزوجت ابنتها فيرويا ابن برولس. احتضنت الفكر النسكي، كما ضمت إليها ابنتها المتزوجة ذات الفكر النسكي كما يظهر من المقال الذي كتبه القديس جيروم إلى فيرويا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تاتينوس دولاس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان القديس تاتيانوس دولاس Tatianus Dulas قاطنًا Zephrinum بكيليكية. ألقى الوالي المحلي القبض عليه سنة 310م، وإذ كان مكسيموس الوالي في إحدى جولاته استدعى المسجونين واستجوب هذا القديس الذى اعلن أنه مسيحي منذ طفولته، من عائلة شريفة بقرية بركتورس Practoris بكيليكية. حاول الملك إغراءه فأجاب: “كراماتك ليست لي، احتفظ بها لمن لا يعرف الله”. اغتاظ الملك وأمر بضربه بالعصي وجلده، فكان مع كل ضربة يقدم ذبيحة شكر لله الذي أهله للشهادة له. ومع شدة العذابات لم يجحد مسيحه، فأمر الوالي بجلده على بطنه، ووضعه على جمر نار ليشوى، وإذ لم ينثنِ أمر الملك بوضع جمر ملتهب على رأسه وفلفلٍ في أنفه. أمر الملك بتقديم طعام مما ذبح للأوثان ووضعه قهراً في فمه، عندئذ صار الملك يسخر به لأن الطعام في فمه، أما هو فأجاب: “إن الطعام لا يدنسني، فإنني مستعد أن أموت من أجل إيماني”. إذ كان مكسيموس ذاهباً إلى طرسوس طلب أن يقيدوا المسجونين ويحملهم معه، لكن دولاس تنيح في الطريق. أُلقى جسده في حفرة، لكن راعٍ اكتشف الجسد واهتم به ودفنه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف بنتابوليس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديس تادرس أسقف بنتابوليس (الخمس مدن الغربية) في العاشر من شهر أبيب. إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد، أرسل أميراً يدعى بيلاطس (فيلاطس) إلى شمال أفريقيا. سمع هذا الأمير عن القديس تادرس أسقف الخمس مدن الغربية، والذي كان قد سامه البابا ثيؤناس (16)، أنه يثبت المسيحيين على إيمانهم، ويحثهم على عدم جحد مسيحهم. استدعاه الأمير وسأله أن يقدم ذبيحة للأوثان، فأجابه: “إنني أقدم ذبيحة لخالق الأصنام كل يوم”. أجابه الأمير: “كأنه لأرطاميس وأبللون وغيرهما من الآلهة إلهاً آخر، وهم ليسوا آلهة”. قال الأسقف: “نعم، إن سيدي يسوع المسيح هو خالق الكل”. اغتاظ الأمير لإجابته وأمر بتعذيبه، فصار يُضرب ويُجلد من يوم إلى يوم لمدة أربعين يوما، كما تعرض للصلب والعصر… وإذ لم يرجع عن إيمانه، بل كان يزداد ثباتاً وقوة، أمر الأمير بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف تيانا | الولادة: – الوفاة: – كان الأسقف تادرس Theodore of Tyana صديقا للقديس غريغوريوس النزينزي ومن بلده وقد وجه له الأخير عدة رسائل. نشأ في بلدة أريانزوس، وقد ظهرت تقواه منذ صباه، حينما كان يفكر في الزواج قبل قبوله الكهنوت.أخذه القديس غريغوريوس كرفيقٍ يقيم معه في القسطنطينية عام 379م، حيث وجد الاثنان معاملة سيئة من الرهبان الأريوسيين ومن الغوغاء الذين اقتحموا إحدى الاجتماعات أثناء تقديس الأسرار الإلهية ورشقوا الكهنة بالحجارة. يبدو أن تادرس انفعل ولم يحتمل هذا العنف مثل القديس غريغوريوس، فقد أراد أن يقدم شكوى ضد هؤلاء الأشرار، لكن القديس غريغوريوس كتب له رسالة رائعة وطويلة مظهراً له فيها أن احتماله الأشرار أقوى من الانتقام (رسالة 81). سيم أسقفاً على تيانا ليس قبل عام 381م، إذ حضر سلفه الأسقف أفيريوس Epherius مجمع القسطنطية سنة 381م. إذ عاد القديس غريغوريوس إلى بلدة أريانزوس تبادلا رسائل كثيرة حملت مشاعر الصداقة والحب، فنجد القديس غريغوريوس يدعوه لزيارته والاشتراك معه في عيد الشهداء (رسالة 90) لكن اعتلال صحته عاقه عن ذلك (رسالة 221). ويذكر القديس بالاديوس أن الأسقف تادرس دُعي لحضور المجمع الذى عقد لنفي القديس يوحنا ذهبي الفم، لكنه إذ اكتشف حقيقة الموقف عاد إلى إيبارشيته بعد وصوله دون أن يحضر المجمع، ويصفه بالاديوس بالحكمة مع الهيبة واللطف. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف البهنسا المعترف | الولادة: – الوفاة: – كان أسقفاً على البهنسا، وأثناء الاضطهادات تحمل عذابات كثيرة لكنه لم يستشهد بالسيف لذا لقب بالمعترف. وقد كتب هذا القديس ميمراً خاصاً بالعثور على جسد القديس يوحنا الجوهري الذي من بيج اشروبه في الثالث من مسرى، ويرجع تاريخ كتابة المخطوط هذا إلى سنة 1449ش (1732م) ويوجد بدير مارمينا فم الخليج تحت رقم (51/4 متنوعة). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف كورنثوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وُشى لدى الأميرين لوكيوس Lucius وديفنانيوس Difnanyous بأن تادرس مسيحي ورئيس (أسقف) فاستدعياه وسألاه عن معتقده، فأقر أنه مسيحي. عندئذ تعرض القديس للضرب بعنف والإهانات وسحبه على الأرض، ثم اُستدعى ليقدم بخوراً للأوثان، فرفس المائدة التي وُضعت عليها الأصنام بقدمه. اغتاظ الأميران وأمرا بجرحه بالسيوف، ووضع خرق مشبعة خلاً وملحاً في جراحاته، أما هو فكان يشهد لمسيحه بفرح. أمر الأميران بقطع لسانه حتى لا ينطق بكلمة، وإذ أُلقي لسانه على الأرض حملته سيدة واقفة بجواره وذهبت إليه في السجن وسلمته إياه، فوضعه في مكانه، وعاد سليماً بقوة الله. اُستدِعى الأسقف، فصار ينطق ويشهد للسيد المسيح، وإذ بحمامة بيضاء وطاؤوس يظهران أمام الأميرين وكل الجمهور فآمن لوكيوس بكلمات الأسقف. عندئذ اغتاظ ديفنانيوس، وأمر بقتل القديس وثلاث نسوة كن يتبعنه. وإذ نُفذ الأمر طارت الحمامة وأيضا الطاؤوس. اقنع لوكيوس زميله ديفنانيوس بالإيمان واشتهى الاثنان أن يتمتعا بالشهادة، فأبحرا إلى قبرص واعترف الاثنان أمام واليها بالسيد المسيح، وتمتعا بالشركة مع القديس تادرس في إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أسقف مصر القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد رهبان دير القديس أبي مقار، رسم أسقفاً على مصر غالباً في حبرية البابا الكسندروس الثاني (42)، لأن الأسقف تادرس كان كبير الأساقفة ومتقدماً في السن عندما اُختير البابا خائيل الأول ليكون البابا السادس والأربعين. ومن المعروف ان البابا قزما الأول (44) والبابا ثيؤدورس (45) ساسا الكنيسة لمدة 12 سنة فقط، وأما البابا الكسندروس فقد جلس على كرسى القديس مرقس 24 سنة و9 شهور. وقد تحمل القديس تادرس الكثير من الاضطهادات والآلام من الحكام، كما وقف بجانب البابا ميخائيل الأول (خائيل) أثناء اضطهاد الكنيسة في عهده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أو ثيؤدور أسقف الميصة | الولادة: 350 الوفاة: 428 إن كان في القرن الثالث قد سيم على إيبارشية الميصة (ما بين النهرين) الأسقف تادرس الذي اشتهر بمقاومته لبولس السموساطي، فإنه في النصف الثاني من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس كان أسقفها أيضاً يُدعى بذات الاسم (تادرس) أو ثيؤدور الذي نال شهرة أعظم بسبب بلاغته وكتاباته. نشأته ولد في إنطاكية حوالي سنة 350م، ونشأ في أسرة غنية جداً، وكان والده الذي لا نعرف اسمه له مركزه المرموق، أما ابن عمهPaeanius الذي كتب له القديس يوحنا ذهبي الفم عدة رسائل (95، 193، 204، 220) فكان يحتل مركزاً حكومياً هاماً. وقد صار أخوه Polchronius أسقفاً على إيبارشيةApamea . درس الخطابة والأدب في إنطاكية على يديْ الفيلسوف المشهور ليبانوس حيث التقى بالقديس يوحنا الذهبي الفم وصارا صديقين. وفي سنة 369 التحق الاثنان بمدرسة ديؤدور في دير بأنطاكيا حيث عاشا في حياة نسكية وتكريس لدراسة الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي الرافض للتفسير الرمزي لمدرسة إسكندرية، المنهج الذي تبناه معلمهما ديؤدور. بعد فترة بردت روح ثيؤدور، وترك الحياة الرهبانية، فصار محامياً، وتعرف علي سيدة يهودية جميلة تدعى Hermoine تزوجها فتحطمت نفسه تماماً باليأس. أسرع صديقه القديس يوحنا الذهبي الفم فأرسل رسالتين يحثه فيهما على الرجوع إلي حياته الأولى بالتوبة الصادقة، مظهراً له أن يأسه في مراحم الله هي لطمة على وجه السيد المسيح أكثر مرارة من سقوطه في حبه لهذه السيدة وكسره لنذر الرهبنة، محدثاً إياه عن التوبة وفاعليتها، فاتحاً أبواب الرجاء أمامه، وقد سبق لي ترجمتهما تحت عنوان “ستعود بقوة أعظم”. وقد جاءت الرسالتان بالنتيجة المرجوة، فعاد تادرس إلى الحياة الرهبانية، وفي سنة 383م سيم كاهناً بواسطة الأسقف فلافيان الأنطاكى. سيامته أسقفاً في سنة 392م سيم أسقفاً على الميصة، وقد بقي حتى نياحته (سنة 428م) في كرسيه تلاحقه شهرة عظيمة بسبب بلاغته وكتاباته. لكنه دين بعد وفاته بـ 125 سنة كهرطوقي، بكونه انحرف إلى نوع من البيلاجية (في مجمع القسطنطنية سنة 553م لا تعترف به كنيستنا). كتاباته خير من يمثل مدرسة إنطاكية التفسيرية، الرافضة للفكر الإسكندري الرمزي، يعتبره النساطرة أعظم مفسَر للكتاب المقدس. فسر تقريبًا جميع الأسفار بطريقة تاريخية نقدية. يُعتبر أول من استخدم النقد الحرفي لحل مشاكل نصوص الكتاب، كما ضم تفسيره عدداً كبيراً من المقالات العقيدية والجدلية، مما يظهر انه قد انشغل بالأسئلة اللاهوتية التي سادت في عصره. إذ دين كهرطوقي بادت أغلب كتاباته حتى اُكتشفت بواسطة بعض الدارسين المحدثين. ملاحظة كان نسطور الهرطوقي تلميذاً له، بدأ الشك في أمره بعد مجمع أفسس (431م)، وحُسب أنه هو العلة الأصلية لظهور النسطورية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس أوثيؤدورس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – كان اسم ثيؤدورس أو تادرس من أكثر الأسماء الشائعة خاصة بين الرهبان والشهداء والأساقفة، وقد ورد في “قاموس السير المسيحية” A Dict. of Christian Biography لسميث وولس، 122 اسماً تحت “ثيؤدورس”. كلمة “ثيؤدورس” تعنى هبة أو عطية الله. أما سيرة البابا تادرس فسنذكرها بمشيئة الله تحت اسم ” ثيؤدورس”. تادرس (أسقف) لا نعرف عنه سوى أنه كتب للقديس أغسطينوس يسأله ماذا يفعل مع الكهنة الذين عادوا من البدعة “الدوناتستية Donastism” التى كانت تمثل انشقاقاً في الكنيسة وهرطقة، إذ كانوا يعتقدون أن قوة المعمودية تعتمد على قدسية خادم السرّ، كما كانوا يائسين من جهة توبة الخطاة. طالب القديس أغسطينوس بقبول الكهنة الراجعين من هذه الهرطقة بشيء من اللطف. لقد أعلن بوضوح أنه لا يقبل انشقاقهم السابق، محتقرا هرطقتهم أما اسم الله الذي يحملوه فلا يستهين به، معترفا بمعموديتهم وكهنوتهم ونذرهم للبتولية. قال إنه يقبلهم، ولكنه لا يقبل خطأهم. لقد طالب الأسقف ثيؤدورس أن يظهر هذه الرسالة (61) للآخرين ليعرفوا رأيه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جانواريوس و فستوس ومارتيال الشهداء | الولادة: – الوفاة: 304 يُدعى هؤلاء الشهداء الثلاثة “التيجان الثلاثة لكوردوفا Cordova”، وهي المدينة التي شهدت اعترافهم بالسيد المسيح بشجاعةٍ. بدأوا بتعذيب فستوس، تلاه جانواريوس وأخيراً مارتيال الذي كان أصغرهم سنا. وكانت آلة التعذيب المستخدمة تسمى “الحصان الصغير”. أشار القاضي على المُعَذِبين أن يزيدوا من آلام القديسين حتى يبخروا للأوثان. ولكن فستوس صرخ فيهم قائلا: “ليس إلا إله واحد هو الذي خلقنا جميعاً”، فأمر القاضي بقطع أنفه وأذنيه ورموش عينيه والشفة السفلى، وعند بتر كل عضو كان القديس يقدم الشكر للَّه. جاء الدور على جانواريوس الذي عُذب بنفس الطريقة، وأخيراً مارتيال الذي ظل يصلي من اجل ثباتهم في الإيمان. وحين طلب إليه القاضي الخضوع لأوامر الإمبراطور أجابه بكل ثبات: “يسوع المسيح هو راحتي، ليس إلا إله واحد الآب والابن والروح القدس الذي تجب له العبادة والتمجيد”. أخيراً أمر القاضي بحرقهم أحياء، فأكملوا بذلك شهادتهم بكل فرح، في مدينة كوردوفا بأسبانيا، حوالي سنة 304 م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاودنتيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – هو تاسع أسقف لأرِّيتيوم Arretium (Arezzo)، وجلس على كرسي الأسقفية خلفاً ليوسابيوس Eusebius سنة 381م. وقد نال إكليل الشهادة في السنة التالية على يد الوالي مارسيلليانوس Marcellianus الذي كان أحد أشد المُضطَهِدين للمسيحية. رأي آخر يقول أن استشهاده حدث في عهد الإمبراطور المسيحي فالنتينيان Valentinian الذي كان في بداية حُكمِه يُعيِّن ولاة من الوثنيين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجي القديس | الولادة: – الوفاة: – القديس جاورجي رفيق القديس ابرآم ولد هذا القديس من والدين مسيحيين قديسين وكان يرعى غنم أبيه. ومال قلبه إلى الرهبنة فترك رعاية الغنم وكان عمره وقتئذ أربع عشر سنة. وقصد برية القديس مقاريوس وحدث وهو سائر في الطريق أن تراءى له الشيطان في زي شيخ وقال له: إن أباك ظن أن وحشا ضاريا قد افترسك فشق ثيابه حزنا عليك والواجب أن تعود إليه لتطيب قلبه أولا ثم تعود إلى البرية. فدهش القديس لذلك وفكر في نفسه وقال: إن الكتاب المقدس يقول “من أحب أباً أو أُماً أكثر مني فلا يستحقني”. فلما قال هذا صار الشيطان مثل الدخان وتوارى من أمامه. وللوقت ظهر له ملاك الرب في زي راهب وأرشده إلى دير الأنبا أوريون. فأقام فيه تحت إرشاد أحد الرهبان القديسين مدة عشر سنوات لم يذق طعاما مطبوخا ولا فاكهة. ثم رأى أن ينفرد في البرية الداخلية فذهب إلى دير القديسين مكسيموس ودوماديوس باسقيط مقاريوس. واتفق أن حضر في نفس الوقت إلى هذا الدير القديس ابرآم. فذهبا معا إلى دير القديس مقاريوس واجتمعا بالقديس يوأنس قمص شيهيت فأسكنهما في قلاية قريبة منه تُعرف بقلاية بجيج وفيها تنيح الأنبا ابرآم ثم تنيح بعده الأنبا جاورجي وكانت جملة حياته اثنين وسبعين سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاورجيوس السكندري الشهيد | الولادة: – الوفاة: – نشأته كان والداه وثنيين غنيين. سافر والده التاجر بالإسكندرية إلى اللد بفلسطين، وحضر عيد تكريس كنيسة الشهيد مارجرجس (جاورجيوس الكبادوكي). تأثر بالاحتفال المهيب لهذا الشهيد والألحان الكنسية، وإذ سمع عن سيرة الشهيد أحب الحياة المسيحية. نال سرّ العماد، وتهللت نفسه جداً. صلى إلى الله متشفعاً بقديسه العظيم أن يرزقه ولداً، وإذ عاد إلى الإسكندرية أخبر زوجته بما تمتع به، فآمنت هي أيضاً واعتمدت. قبل الرب طلبتهما، ورزقه طفلاً أسمياه جاورجيوس. نشأ الطفل في جوّ تقوي حيّ حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره حين تنيح والداه، وكان جاورجيوس إنساناً تقياً محباً للكنيسة، مترفقاً بالمساكين والفقراء. مع ابنة خاله أرمانيوس إذ تنيح والداه احتضنه خاله أرمانيوس والي الإسكندرية، الذي كان له ابنة وحيدة طيبة القلب، خرجت ذات يومٍ مع بعض صديقاتها للنزهة، فشاهدت ديراً خارج المدينة وسمعت رهبانه يسبحون الله بتسابيح عذبة. فتأثرت جداً مما سمعته، ولما عادت إلى بيتها سألت ابن عمتها جاورجيوس عما سمعته، فأجابها بأنها تسابيح إلهية يترنم بها الرهبان الذين قد تركوا العالم ليمارسوا الحياة الملائكية. وأخذ الشاب يحدث ابنة خاله عن الإيمان بالسيد المسيح، وعن الحياة الأبدية وأيضاً عن العذاب الأبدي، فتأثرت جداً وقبلت الإيمان بالسيد المسيح. عرف أرمانيوس بالأمر فصار يلاطف ابنته ويخادعها، وإذ لم تنثنِ صار يهددها، أما هي ففي محبة كاملة لمسيحها قدمت حياتها ذبيحة حب لله، إذ قطع والدها رأسها ونالت إكليل الشهادة. استشهاده عرف أرمانيوس أن جاورجيوس هو السبب في إيمان ابنته، فقبض عليه وعذبه عذاباً شديداً، ثم أرسله إلى أريانوس والي أنصنا، الذي قام بدوره بتعذيبه، وأخيراً قطع رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة. وكان هناك شماس يسمى صموئيل أخذ جسده المقدس وكفنه بإكرامٍ جزيلٍ ومضى به إلى منف من أعمال الجيزة. ولما علمت امرأة خاله ذلك أرسلت فأخذت الجسد ووضعته مع جسد ابنتها الشهيدة بالإسكندرية. يُقال أن جسده موجود حالياً في كنيسة مار مرقس برشيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| جاودنتيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 410 تتلمذ هذا القديس على يديْ القديس فيلاستريوس Philastrius أسقف برسكيا Brescia ، وذاع صيته حتى اضطر أن يسافر إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة قاصداً أن يَنساه الشعب مع طول غيابه عن وطنه. لكن هذا الاعتقاد كان خاطئاً، إذ تقابل في قيصرية بكبادوكيا مع اخوة القديس باسيليوس وأقربائه الذين زوّدوه ببركة أجساد الأربعين شهيداً. وفي أثناء غيابه تنيح القديس فيلاستريوس، وكان اتفاق كل الشعب والاكليروس في برسكيا على رسامة جاودنتيوس مكانه، وقد صمموا على عدم قبول أي أسقف غيره. ومن ناحيته فقد وافق على مضض على هذه السيامة بعد تهديده بحرمانه من التناول إذا رفض. وكانت سيامته سنة 387م بيد القديس أمبروسيوس. سرعان ما بدأ أهل برسكيا يعرفون قيمة هذا الأسقف القديس. ففي أحد المرات كان هناك رجل شريف اعتزل في المدينة بعد أن غضبت عليه الإمبراطورة يوستينا، ذلك لأنه رفض تنفيذ أحد الأوامر لصالح الأريوسيين. وفي الاحتفال بعيد القيامة كان هذا الرجل مريضا فطلب إلى القديس جاودنتيوس أن يدون له العظة لفائدته وبذلك ظلت عشرة من عظاته الـ 21 محفوظة. وفي مرة أخرى أراد توضيح أسرار الكنيسة للمتعمدين حديثا وبالذات سرّ الافخارستيا، فشبهه قائلا: “الله خالق الطبيعة والذي يخرج الخبز من الأرض، هو أيضا الذي يحول الخبز إلى جسده، لأنه وعد بذلك، وهو قادر على ذلك. والذي عمل الخمر من الماء يحول الخمر إلى دمه”. وقد بنى القديس جاودنتيوس كنيسة في المدينة أسماها “مجمع القديسين”، ودعي عند تكريسها كثير من الأساقفة. وفي عظته بهذه المناسبة قال انه أودع في الكنيسة جزء من أجساد الرسل والقديسين، وإن الجزء من رفات القديس يتساوى مع كل الجسد من حيث بركته وفاعليته. وفي سنة 405 أرسله البابا إينوسنت الأول Innocent I هو والإمبراطور هونوريوس Honorius مع أسقفين آخرين إلى الشرق للدفاع عن القديس يوحنا الذهبي الفم أمام الإمبراطور أركاديوس، وقد أرسل له يوحنا الذهبي الفم رسالة شكر على ذلك فيما بعد. ولكن قُبض على الأساقفة وحُبسوا في ترواس Thrace وتعرضوا لضغوط حتى ينحازوا للأسقف الذي كان يعارض الذهبي الفم. ويقال أن القديس بولس الرسول ظهر لأحد الشمامسة المرافقين لهم وشجعهم على الثبات، وأخيراً رجعوا سالمين إلى روما. أخيراً تنيح هذا القديس بسلام حوالي سنة 410م، وقد امتدحه روفينوس Rufinus كثيرا بعد نياحته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رفله جرجس الأرخن | الولادة: 1862 الوفاة: – نشأته وُلد في مدينة سوهاج يوم 7 سبتمبر سنة 1862م من أبوين كريمين عنيا بتثقيفه، ولما جاوز مرحلة الطفولة ظهرت عليه دلائل النبوغ والذكاء، فألحقاه بالكلية الأمريكية بأسيوط إلى أن أتم دراسته بتفوق وكان أول فرقته، فانتقل إلى القاهرة حيث درس بمدرسة الحقوق. بعد تخرجه تدرج في الوظائف الحكومية إلى أن اختاره بطرس باشا غالي وزير الخارجية آنذاك وكيلاً للإدارة الإفرنجية لتضلعه في اللغات الأجنبية وذلك في سنة 1898م، وبقي في هذه الوظيفة يقوم بأعبائها على أكمل وجه بجانب نشاطه الجمّ في ميدان الخدمة العامة، فأثَّر هذا على صحته، وانتقل إلى السماء يوم 8 أغسطس سنة 1904م. من أعماله في خدمة الكنيسة ساعد مسز بوتشر في تأليف كتابها الخاص بتاريخ الأمة القبطية، وقام بتحرير مجلة التوفيق التي أصدرتها جمعية التوفيق كما قام بإصدار مجلة أسبوعية باللغة الفرنسية سماها البردي كانت تهدف إلى الإصلاح. حين برزت جمعية التوفيق إلى الوجود سنة 1891م نتيجة للوعي القبطي، اهتمت بالنهوض بالكنائس ورعاتها وعملت على نشر التعليم وتثقيف المرأة. وقد احتاجت الجمعية في دعوتها للإصلاح إلى كُتَّاب وخطباء يُظهِرون أهميتها ويقومون بنشرها، وكان رفله جرجس هو فارس الميدان الأول فاجتمع بحفنة من زملائه يشاركونه الفكر والميول، واستأجروا حجرة وأطلقوا على ندوتهم اسم “جمعية التوفيق القبطية” واختاروه رئيساً لهم بالإجماع. ولم تقتصر جهود الجمعية في نشر رسالتها على العاصمة وحدها بل ذهبت بجهودها وعزيمة رئيسها إلى نشر رسالتها في كثير من الأقاليم، وتأسست فروع للجمعية في عدة بلاد ومدارس لهذه الفروع مماثلة للجمعية ومدارسها المركزية. نجحت دعاية جمعية التوفيق في المطالبة بانتخاب المجلس الملي بعد تعطيله، وأُنتُخِب أعضاؤه من صفوة القوم ومن بينهم رفله جرجس وذلك في دورته الثالثة بتاريخ 20 يونيو سنة 1892م. كما اختير في هذه الدورة سكرتيراً عاماً للمجلس، فكان حلقة اتصال وثيقة بين المجلس الملي وجمعية التوفيق مما سهَّل تنفيذ بعض نواحي الإصلاح التي كانت تنادي بها الجمعية. ولما زادت مشاغله بالمجلس اعتزل رئاسة الجمعية وأُسنِدت إلى ميخائيل بك شاروبيم، فواصلت رسالتها في عهده كما ظلت تحظى بتعضيده ومشورته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رهيبسيمي وجايانا والعذارى الشهيدات | الولادة: – الوفاة: 312 كانت رهيبسيمي عذراء من أصل شريف تعيش مع مجموعة من العذارى المكرسات تحت رئاسة جايانا في مدينة روما. وقد استشهدت في يوم 5 أكتوبر من عام 312م مع بقية العذارى، وكان عددهن حوالي 35. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| رفقة وأولادها الشهداء | الولادة: – الوفاة: – ظهور الملاك ميخائيل تكشف سيرة القديسة رفقة وأولادها عن اهتمام الأسرة المسيحية بالتمتع بالإكليل السماوي. فلم يكن يشغل قلب هذه الأرملة إلا أن تتمتع مع أولادها الخمس بالأحضان الإلهية، مهما كلفهم الثمن. لذا لم تفقد هذه الأسرة سعادتها وسط الآلام، بل تحولت الأتعاب إلى مصدر فرح جماعي للأسرة وشهادة حية أمام الجماهير لينالوا خبرة هذه الأسرة. ومن جانب آخر إذ ارتفعت قلوب أعضاء الأسرة إلى السماء أرسل الله ملاكه عدة مرات لكي يسند القلوب المتألمة ويوجهها ويبهجها! فالحياة المقدسة مفرحة للمؤمنين المجاهدين وللسمائيين. ترمّلت هذه السيدة وكانت أماً لخمسة أبناء وهم أغاثون وبطرس ويوحنا وآمون وأمونه. وكان موطنهم قامولا مركز قوص بجوار الأقصر محافظة قنا. اهتمت الأم بتربية أولادها في الرب، فالتهبت مشاعرهم بحب الله الفائق. أعلن لهم ملاك الرب في رؤيا أنهم سينالون إكليل الشهادة بشبرا بالقرب من الإسكندرية، وأن أجسادهم ستنقل إلى نقرها بمحافظة البحيرة (وهي جزء من مدينة دمنهور الحالية). الاستعداد للاستشهاد إذ تمتعت الأم وأولادها برؤية رئيس الملاك ميخائيل امتلأوا فرحاً. فكانوا يترقبون تمتعهم بإكليل الاستشهاد الذي تهيأوا له كل أيام حياتهم. إذ أمر الإمبراطور الجاحد دقلديانوس بهدم الكنائس، وحرقه الكتب المقدسة، وتعذيب المسيحيين حتى ينكروا الإيمان، جمعت القديسة رفقة أولادها لتحثهم علي الثبات في الإيمان. ذكَّرتهم بقول الرب: “في العالم سيكون لكم ضيق”، “لا تخافوا من الموت” كما قالت لهم أن أعظم عطية يقدمها الإنسان هي حياته، يقدمها بغير تردد ولا ندم، بل بكل فرحٍ وشجاعةٍ. وقفت الأم مع أولادها للصلاة والتوسل إلي الله لكي يرحم كنيسته ويثبت شعبه في الإيمان. بينما كانوا يصلون ظهر لهم ملاك الرب، وأعلن لهم أنهم سينالون إكليل الشهادة علي اسم السيد المسيح. عزاهم الملاك وبشرهم قائلاً: “الرب معكم ويقويكم حتى تكملوا جهادكم، فلا تخافوا الموت، ولا تجزعوا منه، اشهدوا للرب”، فشعروا بفرحٍ عجيبٍ لا مثيل له. الآن وقد حان الوقت فرحوا ووزعوا مالهم على المحتاجين ثم توجهوا إلى ديونيسيوس القائد والي بلدة قوص. إذ طلب الوالي منهم التبخير للأوثان وجحد الإيمان المسيحي صرخوا جميعاً: “نحن مسيحيون، لا نعبد سوى رب السماء والأرض الذي بيده جميع البشر”. حاول القائد إغراءهم بهبات كثيرة، كما هددهم بالموت إن اعترفوا باسم المسيح. لكنهم أعلنوا شوقهم نحو الموت ليلتقوا مع محبوبهم المسيح وجهاً لوجه. وهناك اعترفوا بإيمانهم بثبات، فابتدأ يعذبهم عذاباً شديداً، مبتدئًا بأمهم التي أثبتت صبراً واحتمالاً، بل وكانت تشجع أولادها. وهكذا عذَّب الأبناء الخمسة كلهم، وبسبب ثباتهم وما احتملوه من عذاب آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم واستشهدوا. أما القديسة رفقة وأولادها فوضعهم الوالي في السجن الذي كان محتشداً بجموعٍ غفيرةٍ من الشعب مع أساقفة وكهنة. أمام أرمانيوس والي الإسكندرية لما كان الابن الأكبر أغاثون وكان مقدم بلدته ومحبوباً من مواطنيه، وبسببه هو وأمه واخوته استشهد كثيرون، أشار البعض على القائد بأن يرسلهم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حيث لا يعرفهم أحد هناك. ولما كان أرمانيوس غائباً في بلدة شبرا، فقد أُرسلوا إلى هناك. وبعد أن عذبهم عذاباً مؤلماً بخلع أسنانهم، ألقاهم جميعاً في السجن حيث ظهر لهم رئيس الملائكة ميخائيل للمرة الثانية، وشجعهم وشفى أجسادهم. وفي الصباح دُهش الجند وكل جمهور الشعب، إذ لم يروا علامة واحدة من الجراحات على أجسادهم. صرخت الجماهير تُعلن إيمانها بالرب يسوع، فأمر الوالي بذبح الجماهير. وضع الوالي القديسة رفقة وأولادها على أسرّة من حديد وأوقد ناراً تحتهم، ولم يُصب أحد منهم بشيء، بل أرسل الله مطراً بعد ثلاث ساعات أطفأ النيران، واعترف جمهور غفير بالسيد المسيح واستشهدوا. لم يتحرك قلب الوالي بل ازداد عناداً وأمر بتقطيع أعضاء هؤلاء القديسين ووضع خلّ وجير عليهم. فظهر لهم رئيس الملائكة للمرة الثالثة وأنار حولهم وشفاهم. ألقاهم الوالي في السجن مقيّدين بسلاسل فسمعوا صوتاً يقول: “جهادكم قد اقترب، وها أنا أعددت لكم أكاليل الحياة”. أمر الوالي بصلبهم منكسي الرؤوس، ثم وضعهم في خلقين (برميل)، فانقلب الخلقين بالزيت المغلي على الجنود المكلفين بتعذيبهم فماتوا. أمر بقطع رؤوسهم وطرح أجسادهم في البحر. الاهتمام بأجسادهم الطاهرة أُعلن لرجل مسيحي ثري من نقرها من أعمال البحيرة، بواسطة رؤيا أن يحفظ هذه الأجساد، فقدم للجند بعض المال وأخذ الأجساد منهم، وحفظها عنده حتى زال الاضطهاد. إذ حلّ الخراب بمدينة نقرها نقل المؤمنون الأجساد إلى مدينة ديبي في كنيسة الشهيد مارمينا، وظلت هناك حتى نُقلت إلى سنباط. وكانت تُسمي سنبموطية أو سنابيط، نسبة إلى حاكمها الروماني سنابيط. ومازالت هذه الأجساد الطاهرة في الكنيسة التي بُنيت على اسمهم ببلدة سنباط مركز زفتى محافظة الغربية. وكان استشهادهم في اليوم السابع من شهر توت. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم الأسقف | الولادة: – الوفاة: 422 دعى الأسقف إبراهيم أو ابراميوس Abraames, bishop of Carrhae. تحتفل الكنيسة الغربية بعيده في 14 من شهر فبراير؛ حياته تعلن وحدة الحياة المسيحية دون ثنائية، فقلبه النقي يميل إلى العبادة بلا حدود، يحب الوحدة ليلتقي بعريسه السماوي، دون انغلاق نحو النفوس مقدماً حياته مبذولة من أجل الكرازة بالحق. ولد ببلدة Cyrrlus بسوريا، تاق لحياة التكريس للعبادة فعاش كمتوحد، وكان قلبه يزداد غيرة على خلاص كل نفس، لهذا التزم بالحب أن ينزل إلى قرية بجبل لبنان كل سكانها وثنيون. وفي اتضاع عمل كبائع فاكهة حتى يقدم حباً لكل من يلتقي به، وإذ اكتشفوا أنه مسيحي أساءوا معاملته جداً وصاروا يقاومونه …. لكنه احتملهم بصبره ووداعته. بالكاد خلص من موت كانوا يعدونه له، وفي محبته لهم كان يقترض مالاً ليدفعه لجابي الجزية ليفتدي الفلاحين الذين يتعرضون للسجن بسبب عجزهم عن الإيفاء بالجزية، فربح القرية كلها، وأقام معهم ثلاث سنوات يعلمهم ويتلمذهم فأحبوه جداً وتعلقوا به، ولكنه في حبه للوحدة دبّر لهم سيامة كاهن وانطلق إلى البرية. سيامته أسقفاً لم يكن ممكناً أن يبقى كثيراً في البرية فقد توافد الكثيرون إليه يطلبون إرشاده، وأخيراً سيم أسقفاً على Carrhae بالمصيصة “ما بين النهرين”، فكان الأب الروحي الأمين في التزاماته الأسقفية مع سلوكه بحياة رهبانية زاهدة حتى تنيح عام 422 م في القسطنطينية، إذ قيل أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير كان يحبه جداً ويكرمه فاستدعاه إلى العاصمة وأكرمه، وقد احتفظ بثوب له من المسوح كان يرتديه الإمبراطور في أيام معينة تكريماً لهذا الأب. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم المتوحد القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد الرهبان الباخوميين، تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 30 بابه. ولد بمنوف من أسرة متدينة تقية وغنية، فنشأ زاهداً في كل شيء…. وإذ كبر انطلق إلى اخميم بصعيد مصر ومنها إلى حيث القديس باخوميوس الذي كاشفه باشتياقات قلبه، فاختبره وألبسه زي الرهبنة. عاش هذا القديس 23 سنة في الدير يمارس حياة الشركة بتقوى ومحبة شديدة لاخوته الرهبان، وإذ كان يتوق لحياة الوحدة سمح له القديس باخوميوس أن ينفرد في مغارة خارج الدير. عاش زاهداً للغاية، يعمل بيديه شباكاً لصيد الأسماك يبيعها أحد المؤمنين ليشتري له فولاً، ويتصدق بالباقي، فكان طعامه اليومي قليلا من الفول المبلول كل مساء، أما ثوبه فتهرأ ولم يقتن آخر بل كان يلبس قطعة من الخيش إذ لم يكن يلتقي بأحد، ولا يخرج من قلايته إلا للتناول مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات. إذ شعر أن أيامه قد أوشكت على النهاية أرسل للقديس تادرس تلميذ القديس باخوميوس الذي كان يحبه جداً، وصليا معاً ليرشم نفسه بعلامة الصليب وتنطلق نفسه.! موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم القيدوني | الولادة: – الوفاة: – روى لنا القديس أفرام السرياني قصة ناسك يدعى إبراهيم أو أبرام أو إبراميوس القيدوني Abraham of Kidunaia ، وكان معاصراً له من وطنه، أحبه جداً لنسكه مع اتساع قلبه بالحب وشوقه لخلاص كل نفس، كثيراً ما كان يزوره ويتحدث معه. وقد جاءت القصة مشابهة لقصة تاييس لأناتول فرانس التي كتبها بعد أحداث هذه القصة بقرون طويلة. تحتفل الكنيسة الغربية بعيده في 16 مارس. حداثته ولد إبراهيم في مدينة الرها أو أحد ضواحيها، وقد دعي “القيدوني” نسبة إلى قرية قيدون بجوار الرها، من بيت كريم كثير الغنى، هذبه والداه بالثقافة والفلسفة مع التقوى والورع. عافت نفس الفتى كل غنى هذا العالم ومباهجه، وإذ أدرك والداه تقشفه الزائد وميله للعزلة إذ كان يقضي أوقاته في العبادة مع الدراسة والتأمل خشي أن يتركهما ابنهما المحبوب لديهما إلى الحياة النسكية فألزماه بالزواج. ومن أجل حيائه وتقواه لم يستطع مقاومة والديه، فوجد نفسه قد ارتبط بعروس في الكنيسة. بقى الوالدان يقيمان الحفلات لمدة أسبوع كأهل زمانهم من أجل زواج ابنهما…. وقبل أن يتعرف الشاب على عروسه تسلل ليلاً واختفى. صار الكل يبحث عنه حتى وجدوه بعد 17 يوماً مختفياً في مغارة خارج المدينة. حياته النسكية عبثاً حاول السعاة أن يردوه إلى البيت إذ وضع في قلبه أن يعيش بتولاً، يمارس الحياة النسكية والتعبدية….. (لا نعرف ما موقف عروسه إذ لا يليق به أن يتركها دون موافقتها). قيل أنه بنى المغارة بالطوب ولم يترك إلا طاقة صغيرة يتناول منها طعامه، وعاش في المغارة يمارس العبادة الملائكية مع جهاد ضد قوات الظلمة. إن كان إبراهيم قد هرب من العالم وملذاته واهتماماته لكنه بقلب متسع بالحب لله والناس، لهذا تحولت مغارته إلى سّر بركة لكثيرين، فصارت ملجأ لكل حزين ومتألم ومريض، يجد الكل فيه قلباً محباً ونفساً ملتهبة بالروح، يسند كل القادمين إليه. أفرام الكاهن فرح أسقف الرها بهذا الناسك الذي صار بركة للمدينة وتعزية للكثيرين، وسّر بناء روحي لنفوس كثيرة…. وإذ كان الأسقف متألماً بسبب أهل “بيت قيدون Beth – Keduna ” في ضواحي الرها، إذ كانوا وثنيين قساة القلب لا يستجيبون لأي عمل كرازي، ألّح على إبراهيم أن يقبل السيامة كاهناً ليخدم بين هذه النفوس. أمام محبته لخلاص كل نفس قَبِل السيامة وانطلق إلى المدينة وسط الوثنيين الذين عاملوه بقسوة، حتى ضرب أكثر من مرة وألُقى بين القاذورات حاسبين أنه مات…. وكان إذ يسترد أنفاسه يعود إليهم ثانية ويتحدث معهم عن إنجيل المسيح…. وبعد ثلاثة أعوام إذ رأوا صبره ووداعته وقداسة سلوكه آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا. التف الكل حوله وتحولت المدينة إلى مقدس للرب…. وفرح الأسقف جداً، لكن فجأة إذ اطمأن الكاهن عليهم اختفى راجعاً إلى مسكنه، فبكاه الكل…. وسام لهم الأسقف كاهناً يرعاهم. مع مريم ابنة أخيه قيل أنه بعد عودته إلى مغارته مات أخوه وترك ابنة يتيمة الأب والأم تدعى مريم، كانت في السابعة من عمرها…. فاستأجر لها موضعاً بجواره وكان يهتم برعايتها ويدربها على تلاوة المزامير والحياة المقدسة في الرب، فتقدمت في الفضيلة وأحبت الحياة النسكية ممتثلة بعمها الأب أفرام. استطاع أحد الشبان أن يخدعها حتى سقطت معه في الخطية، وإذ خشيت الالتقاء مع عمها هربت بعيداً وتحولت إلى حياة الدنس والنجاسة بعنف. بكاها القديس إبراهيم كثيرا، وكرّس صلوات ومطانيات وأصوام من أجل خلاصها…. وأخيراً إذ عرف مكانها تخَفى في زي آخر والتقى بها حتى لا تهرب منه…. وبروح الوداعة مع دموع غزيرة ردها إلى التوبة، فرجعت معه مملوءة رجاءً مع انسحاق قلب، وقضت بقية حياتها تمارس التوبة مع نسك شديد. أما هو فإذ ردّ ابنة أخيه لم يبق كثيراً بل أسلم روحه الطاهرة في يدي الرب. قال عنه كاتب سيرته: “لم يُر قط ضاحكاً، بل كان يتطلع إلى كل يوم أنه يومه الأخير. مع هذا فكان محياة نشيطاً، كامل الصحة وقوي البنية كما لو كان لا يمارس حياة التوبة”. حياته صورة حيّة لتكامل الفكر النسكي مع التهاب القلب بالحب الإنجيلي، والتحام الحياة التأملية بالكرازة، واهتمام النفس بخلاصها خلال حبها لخلاص الكل. كتب مار إبراهيم صلوات وأدعية ضُم بعضها إلى كتاب “الأجبية” السرياني، أي صلوات الرهبان السبع. وقد نظُمت أناشيد سريانية كثيرة مستوحاة من توبة ابنة أخي مار إبراهيم، منها مرقاة أو سيبلتو (منظومة سريانية ملحّنة) لمار أفرام السرياني، قام بترجمتها إلى العربية غبطة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عواص، جاء فيها: “مبارك هو المسيح الذي يفتح باب رحمته للخطاة التائبين، ألا فلأتنهد باكية على حياتي! الويل لي، ماذا أصابني؟ وكيف سقطت؟ يارب ارحمني …. لقد اختارني ابن الملك (السماوي) ودعاني لأفرح بوليمته، إلا أنني فضّلت فرح البشر. فيارب ارحمني. ويلاه! فإن الدير الذي اتشحت فيه بالاسكيم الرهباني يندبني الآن، وإن الشيخ الذي ألبسني الاسكيم ينتحب عليّ بحزن عميق، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟! لقد نزعت عني الاسكيم المقدس، وارتديت حلة زانية…. الويل لي…. يارب ارحمني…. لقد نسيت مطالعة الكتب المقدسة، فالويل لي. وأبدلتها بصوت مزمار منكر. فيارب ارحمني. ويلاه! فقد كنت حمامة طاهرة ووديعة، وسقطت بين شدقي إبليس، وصرت له لقمة سائغة، آه منك أيها الشرير ماذا فعلت بي؟ ….! أيها العليّ الذي طأطأ سماء مجده ونزل إلى الأرض لينقذ الغرقى أمثالي، انتشلني من هوة الظلام التي سقطت فيها، آه ارحمني يارب. السماء والأرض ترجوانك من أجلي يارب” …. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابراهيم روفائيل الطوخي بك | الولادة: 1836 الوفاة: 1904 لاهوتي شهير ولد ببلدة طوخ الناصرى من أعمال المنوفية عام 1836، تنقل في دوائر الحكومة ووظائفها الحكومة حتى عُيّن مستشاراً في محكمة الاستئناف الأهلية، وتوفى بالقدس في خميس العهد 29 برمهات 1620 ش الموافق 7 أبريل 1904 م. كان عضوا في المجلس الملي الأول عام 1873م. وضع ستة مؤلفات دينية في مواضيع مختلفة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤذورس الرومي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل أسطير في زمان الملكين مكسيميانوس ودقلديانوس اللذين لما بلغهما أن هذا القديس لا يعبد الأوثان استحضراه وعرضا عليه عبادة الأوثان فلم يقبل، فوعداه بجوائز كثيرة فلم يذعن لقولهما. عذباه بالهنبازين وبتقطيع أعضائه وحرق جسمه بالنار وضربه بالسياط، وكان صابراً على هذا جميعه حباً في السيد المسيح الذي كان يرسل ملائكته فيعزونه ويقوونه. أخيراً قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة، وقد نقل جسده في مثل هذا اليوم من مدينة اماسيا إلى نيسس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤضوطس الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – هو أسقف مدينة قورنثية التي في جزيرة قبرص. وقد عُذِّب كثيراً أيام الاضطهاد، وذلك أن يوليوس المتولي على هذه الجزيرة من قِبَل دقلديانوس قد استحضر هذا القديس وطلب منه أن ينكر المسيح ويقدم البخور للأصنام، وإذ لم يذعن لأمره عراه من ثيابه وضربه ضرباً شديداً موجِعاً بسياط من جلد البقر، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط من حديد ثم سمر جسمه بالمسامير وجروه إلى الحبس. فمكث في الحبس إلى أن هلك دقلديانوس وتملك البار قسطنطين، فأطلقه مع جملة المحبوسين، فعاد إلى كرسيه ورعى رعيته التي أؤتمن عليها إلى أن تنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤغنسطا القديسة | الولادة: – الوفاة: – يبدو أنها هي القديسة نينو العذراء (رسولة جورجيا). قصة فتاة أسيرة استطاعت بالحياة المقدسة التقوية أن تكسب الكثيرين للإيمان بالسيد المسيح، في محبة واتساع واتضاع. إذ مات الإمبراطور ثيؤدوسيوس سنة 395م استلم أركاديوس الشرق وهونوريوس الغرب فأرسل إليهما الملوك من كل بقعة هدايا، من بينهم حاكم الرها بسوريا أرسل إلى الملكين يهنئهما. وإذ عاد الرسل من روما يحملون شكر هونوريوس ومعهم هداياه أيضاً إلى حاكم الرها اجتازوا قرية بجوار روما بها دير للعذارى يُسمى أغاثونيكا، حيث وجدوا عذراء منفردة خارج الدير تسمى ثاؤغنسطا، أُعجبوا بها فخطفوها ليقدموها جارية لسيدتهم الملكة. صارت الراهبة المسبية تمارس عملها ببهجة قلب ورضى، فأنجح الرب طريقها، ووهبها نعمة في عيني الملكة فأقامتها رئيسة على العاملين والعاملات بالقصر، أما هي فكان قلبها متعلقاً بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم. شفاء ابن الحاكم وزوجته تعرض ابن الحاكم لمرض شديد أزعج كل من بالقصر، وقد فشلت كل إمكانيات الأطباء والسحرة، أخيراً طلبت الملكة أن تستدعي ثاؤغنسطا الرومية لتصلي عليه، إذ كانت تشعر أنها إنسانة تقية متعبدة لله، وبالفعل جاءت القديسة وبسطت يديها على شكل صليب وطلبت من الله أن يتمجد في هذا الابن الوحيد لأجل خلاص الكثيرين. وإذ انتهت القديسة من صلاتها فتح الصبي عينيه وقفز من سريره، فدهش الحاضرون. أراد الوالي مكافأتها فحررها من العبودية، وأعطى لها مسكناً منفرداً كطلبها، أقامت فيه تتعبد لله بلا انقطاع، وتطلب من أجل خلاص المحيطين بها. لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى مرضت زوجة الحاكم فطلبت ثاؤغنسطا لتصلي من أجلها، ووهبها الله نعمة الشفاء. عندئذ فاتحت الزوجة رجلها انه يلزم قبول الإيمان بالسيد المسيح الذي تتعبد له ثاؤغنسطا لكنه خشيّ ثورة الجماهير ضده. إيمان الحاكم انطلق الحاكم مع رجاله إلى البرية ليصطاد لكن سحابة سوداء باغتتهم وهبت ريح عاصف بعدها فقدوا الطريق، وأحس الكل أن الهلاك يحلّ بهم لا محالة. عندئذ تذكر الحاكم ثاؤغنسطا وكيف تلتجئ إلى المسيح المصلوب وترشم ذاتها بعلامة الصليب فتنال قوة إلهية. صرخ الوالي طالباً من السيد المسيح أن ينقذه، وإذا به يرى علامة صليب من نور تتقدمهم وتهديهم حتى دخلت بهم إلى المدينة. استقبله شعبه بشغف شديد إذ خشوا عليه أن يكون قد ضل الطريق، أما هو فروى لهم ما حدث معه ومع رجاله، ففرح الكل ومجدوا الله. استدعوا القديسة ثاؤغنسطا كي تبشرهم بالإيمان، فتهللت جداً وطلبت من الوالي أن يرسل إلى هونوريوس ليرسل كاهناً تقياً. لعلها اختارت هونوريوس ملك روما لكونها من روما، أو لأن الشرق قد ملك عليه ثيؤدوسيوس الصغير بعد موت أركاديوس سنة 408م وكانت له ميول أريوسية، أو لمعرفتها هونوريوس واهتمامه بالعمل الكرازي. اختيار ثاؤفانيوس الحبيس للخدمة أرسل الحاكم إلى هونوريوس الذي فرح للغاية، وانطلق إلى راهب حبيس كان يحبه ويطلب مشورته، وإذ عرف ما للراهب من اتضاع حدثه أولاً عن الالتزام بالكرازة وعندئذ أراه رسالة الحاكم وطلب منه ألا يستعفي من خدمة كورة ابنوارس بالرها حيث يقيم هناك الحاكم وثاؤغنسطا. سيم الحبيس الناسك قساً، وأخذ معه رسائل وهدايا من الملك، وهناك التقى بالقديسة ثاؤغنسطا الذي طوبها على جهادها، وصار يكرز مجاهداً. سيم ثاؤفانيوس أسقفاً على إيبارشية ابنوارس بالرها كطلب الوالي والشعب، وكان الله يعمل به بقوة، إذ تزايد عدد المؤمنين من يومٍ إلى يومٍ. الراهبة ثاؤغنسطا الأم كانت القديسة ثاؤغنسطا اليد اليمنى للأسقف في الكرازة للنساء وخدمتهن. وإذ كانت المؤمنات يتعلقن بها جداً التف حولها كثير من العذارى، حيث أقيم لهن دير لتعيش الأم ثاؤغنسطا معهن في حياة ملائكية. لم تعش طويلاً في الدير إذ سمح لها الرب بمرض لتتنيح في السابع عشر من شهر توت حيث يُحتفل بعيد الصليب المجيد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤفيلس الراهب القديس | الولادة: – الوفاة: – كان ابن ملك إحدى جزائر رومية ولم يكن له ولد سواه فربًّاه أحسن تربية وهذًّبه بالآداب المسيحية. ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة قرأ رسائل بولس فوجد في رسالته إلى العبرانيين مكتوباً هكذا: “أنت يارب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى، وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى” (عب1: 1-32). وقرأ في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: “حسن للرجل أن لا يمس امرأة، ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها، لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا، وأظن أنا أيضاً عندي روح الله” (1كو7: 1 و2 و7 و40). وقرأ أيضاً في الإنجيل المقدس قول سيدنا: “إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبِع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالَ اتبعني” (مت19: 21). فترك بيت أبيه وكل ماله وخرج متنكراً وصار يتنقل من دير إلى دير إلى أن وصل إلى الإسكندرية، ومنها مضى إلى دير الزجاج. فلما رآه القديس بقطر رئيس الدير علم من النعمة التي فيه أنه من أولاد الملوك، فتلقاه ببشاشة وباركه ثم استخبره عن أمره فأعلمه به، فتعجب الأب ومجَّد الله وقَبِله في الدير، ولما رأى نجاحه في الفضيلة ألبسه الإسكيم المقدس. وبعد عشر سنين من ذلك أتى جند من قِبَل أبيه وأخذوه رغمًا عن رئيس الدير. فلما وصل إلى أبيه لم يعرفه لأن النسك كان قد غيَّره، فعرَّفه القديس بنفسه ففرح كثيراً بلقائه، وشرع القديس في وعظ أبيه مبيناً له حالة الموت والحياة وهول الدينونة وغير ذلك حتى أثَّر كلامه في قلب والده. فنزع التاج عن رأسه تاركاً الملك لأخيه وذهب هو وامرأته والقديس ثاؤفيلس ابنهما إلى دير الزجاج حيث ترهب وأقام مع ولده، أما والدة القديس فقد ترهبت بدير الراهبات. وقد عاش الجميع بالنسك والعبادة وعمل الفضائل إلى آخر أيامهم. ولما أكملوا جهادهم الصالح تنيحوا بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ثاؤفيلس وزوجته الشهيدان | الولادة: – الوفاة: – كانا من الفيوم في أيام الإمبراطور دقلديانوس. وحدث أن بعضهم وشى بهما عند الوالي أنهما مسيحيان، فاستحضرهما الوالي وسألهما اعترفا بالسيد المسيح، فأمر أن تحفر حفرة عميقة ويلقيان فيها ثم يردم عليهما بالحجارة. وهكذا نفذ الأمر ونالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داسيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – وجد أربعة شهداء معروفون باسم داسيوس، أهمهم جندي روماني من مدينة دوروستورم Durostorum للدولة ببلغاريا، وقع عليه الاختيار في سنة 303م أثناء الاحتفالات السنوية التي تُدعى Feast of Saturnalia بتقديم البخور لتماثيل الإمبراطور، كجزءٍ من طقس الاحتفال. رفض داسيوس الطلب قائلاً: “إنني سأموت في كل الأحوال، فالأفضل لي أن أموت في الإيمان المسيحي”. حاول القائد إقناعه بضرورة التبخير مذكراً إياه بالتزامه كجندي روماني بطاعة رؤسائه، ولكن داسيوس ظل صامداً ومصمماً على رفضه، فقُطعت رأسه وبهذا نال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داكيوس وبقطر وإيريني ورفقاؤهم الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان الشهداء بقطر وداكيوس وإيريني العذراء ومن معهم من رجال ونساء وعذارى في زمان الملك قسطنطين الكبير. ولما ملك يوليانوس الجاحد قتل عدداً كبيراً من المسيحيين ومنهم هؤلاء الشهداء. وقد وردت أسماءهم تحت اسم “الشهيد بقطر”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داماسوس الأول أسقف روما | الولادة: 304 الوفاة: 384 نشأته وُلد داماسوس في روما، ويبدو أن والده أنطونيوس كان من أصل أسباني وكان قساً في روما. وقد خدم ابنه داماسوس شماساً تحت رعاية سلفه الأسقف ليبريوس Liberius (352 – 366م). إلى فترةٍ كان داماسوس يسند فيلكس الذي يبدو أنه كان أريوسياً، وكان مقاوماً للأسقف وإن كان فيلكس اصطلح مع ليبريوس قبل نياحته بمدة قصيرة. اختياره لأسقفية روما لم يتزوج داماسوس، وفي سن الستين اختير أسقفاً لروما. بعد نياحته الأسقف ليباريوس في سبتمبر 366م بسبعة أيام أعلن فريق فيلكس داماسوس أسقفاً على روما، وذلك في لوسينا Lucina، بالرغم من معارضة البعض الذين كانوا يبغضون ترشيح أي شخصٍ آخر غير الشماس يورسينوس Ursinus (Ursicinus) لهذا المنصب. فقد اجتمع فريق ليباريوس في بازليكا جوليان واختاروا يورسينوس. يجد المؤرخون صعوبة في التحقق من الصراع الذي قام بين الفريقين، لأن أغلب التفاصيل مستقاة من أعداء داماسوس. حدث اضطراب شديد في روما وعنف، حيث قُتل أكثر من مائة شخص. فقامت السلطات الإمبراطورية بنفي يورسينوس. لكن سمحت له بالعودة في السنة التالية (367م)، فتجدد العنف. أُستبعد يورسينوس للمرة الثانية وسُمح له ولأتباعه أن يستقروا في شمال إيطاليا. حاولت نفس المجموعة مضايقة داماسوس حتى اتهموه بالزنا، فاضطر أن يقف أمام الإمبراطور جراتيان Gratian ومجمع الأساقفة للدفاع عن نفسه، وظهرت براءته، لكن استمرت المقاومة عنيفة ضده إلى حوالي عشرة سنوات. مقاومته للبدع قاوم بعض البدع والهرطقات التي ظهرت في زمانه. كان يمثل قوة في مقاومة الأريوسية، وقد تمتع بمساندة صديقه الحميم البابا السكندري بطرس في لصق وصمة الأريوسية بميليتوس أسقف أنطاكية ويوسابيوس القيصري، اللذين كان يساندهما القديس باسيليوس الكبير، وفي إدانة أبوليناريوس الذي أنكر أن للسيد المسيح نفساً بشرية (سوزمين 6:25). وفي عام 380 أعلن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول أن المسيحية كما يشهد بها داماسوس وبطرس هي ديانة الدولة. استبعد أسقفين أريوسيين في Illyricum عام 369م، أما جهوده ضد أكسينتيوسAuxentius أسقف ميلان فباءت بالفشل حتى مات الأسقف واحتل القديس أمبروسيوس مكانه عام 374م. أدان أتباع لوسيفر الثائر Lucifer of Cagliari، وقاوم الذين أنكروا لاهوت الروح القدس. أسقفية روما بذل داماسوس جهوداً في تدعيم مركز أسقفية روما. وهو أول من استخدم تعبير “الكرسي الرسولي” لروما باستمرار. يعتبر البعض أن جهوده لها أهميتها في ظهور فكرة “الباباوية الرومانية” مع جهود أنوسنت الأول ولاون الأول. علاقته بسكرتيره الخاص القديس جيروم بدأت مراسلاته مع صديقه الحميم وسكرتيره القديس جيروم عام 376م، ولم تتوقف حتى نياحته عام 384م. شجع سكرتيره على دراساته الإنجيلية. إذ قام القديس جيروم بترجمة عظتين لأوريجينوس عن سفر نشيد الأناشيد وجَّه المقدمة إلى الأسقف داماسوس. وأيضًا وجَّه إليه مقدمات ترجمة الفولجاتا للعهد الجديد. توجد ست رسائل للقديس جيروم موجهة إليه. فقد بعث إليه الأسقف داماسوس عدة أسئلة كتابية خاصة بالعبارات الصعبة في الكتاب المقدس (رسالة 35). وقدم القديس جيروم إجابات على ثلاثة أسئلة وأشار إلى البابا أن يرجع إلى كتابات ترتليان ونوفاتيان وأوريجينوس بخصوص سؤالين آخرين. كما اشتاق القديس جيروم أن يقدم له ترجمته لعمل القديس ديديموس الضرير عن الروح القدس، لكن الموت أوقف رغبته. جاء في رسائل القديس جيروم له: [مع أن عظمتك ترعبني، فإن حنوّك يجتذبني. أطلب من الكاهن حفظ الذبيحة، ومن الراعي الحماية اللازمة للقطيع.] (رسالة 2:15 عام 376 أو 377م). أعماله أرسل مندوبيه لحضور المجمع المسكوني الثاني الذي عقد سنة 381م في القسطنطينية. ويقول عنه القديس جيروم أنه: “كان قدوة في حياته، وكان مستعداً للوعظ دائماً دفاعًا عن الإيمان المستقيم”. من أعماله أيضاً اهتمامه بأجساد القديسين والشهداء ومقابرهم. علاقته بالقديس باسيليوس الكبير كانت علاقته بالقديس باسيليوس سيئة بسبب سوء الفهم بينهما بخصوص التعبيرات اللاهوتية الخاصة بالثالوث القدوس. هذا بجانب مساندة داماسوس لمطالب بولينوس أسقف إنطاكية ضد ميليتوس الأسقف المحبوب لدى باسيليوس. بعد نياحة القديس باسيليوس (379) وميليتوس (381) استمر داماسوس في مساندة بولينوس ضد فلفيان Flavianus خلف ميليتوس، ولم يصطلح مع الأخير إلا مؤخراً (سقراط15:5). رسائله وأعماله الكتابية توجد مجموعة من رسائله، وإن كان البعض يشك في أصالة بعضها. تُسمى رسالته الرابعة “طومس داماسوس” وهي عبارة عن ملخص للأخطاء الخاصة بعقيدة الثالوث القدوس وشخص السيد المسيح، سجلها مجمع روماني في عام 382م وأرسلت إلى بولينوس أسقف أنطاكية. ربما وضع داماسوس الثلاثة أجزاء الأولى من Decretum Gelasianum عن الروح القدس وتقنين الكتاب المقدس والكرسي الروماني كمصدر سلطة. لكن العمل ككل هو نتاج جنوب الغال في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس. ينسب القديس جيروم في رسالته 22:22 لداماسوس أعمالاً عن البتولية وهى حالياً مفقودة. كما كتب عنه: “ذاك الرجل المشهور، المعلم البتول للكنيسة البتول”. في العصور الوسطى نُسب إليه خطأ أنه واضع Liber pontificalis. وأخيرًا تنيح بسلام سنة 384م وله من العمر 80 سنة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دانيال الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان كاهناً استشهد في فارس Persia يوم 21 فبراير في السنة الخامسة الثلاثين من حُكم سابور Sapor التي هي سنة 344م، واستشهدت معه عذراء اسمها كالديي Chaldee التي تعني وردة Rose. وكان استشهاده بعد خمسة أيام من التعذيب وثلاثة شهور من الاستجواب والتحقيق. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ضالوشام الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – نشأتها في مدينة أخميم كانت هناك أسرة فقيرة مادياً ولكنها غنية بالسيد المسيح، الزوج اسمه موسى والزوجة تدعى ياشمنوفا. انتقل الزوج تاركاً هذه الأسرة لترعاها عناية السماء. ترك ابنه الشاب اسمه باخوم يبلغ من العمر ثماني عشر عاماً يعمل ويكدّ لينفق على الأم والأخت الطفلة ضالوشام. كانت الأسرة مواظبة على الكنيسة، تحب الله من عمق القلب، فتشرّبت ضالوشام حياة الإيمان منذ نعومة أظافرها. اضطهاد باخوم حين أعلن الإمبراطور دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين، أرسل جنوده في كل مكان يبحثون عن الذين يعترفون بالسيد المسيح، فقابلوا الشاب باخوم الذي كان مملوء قوة وإيماناً، فاعترف دون خوف أو تردّد أنه مسيحي. ربط الجنود رأسه بحجر كبير حول رقبته وجرّوه وقالوا له في استهزاء: “إن كان إلهك قوياً فليخلصك من هذا العذاب”. أما باخوم فأخذ يصلّي لكي يثبته الرب في الإيمان، فلما سمعت والدته وأخته الصغيرة البالغة من العمر ثمانية أعوام ذهبتا إلى الوالي لكي تعترفا معه. لما وصل الجنود أمام الوالي تم فك الحجر الكبير من باخوم المجاهد، ووقف باخوم أمام الوالي وكذلك كانت والدته وأخته قد وصلتا. وحينما وقفت هذه الأسرة الفقيرة أمام الوالي تعجّب كثيراً لأنهم فقراء مادياً، فأغراهم بالمال ولكنهم رفضوا كل غنى لأن غناهم هو المسيح، فأمر الوالي بضرب باخوم بسياط البقر حتى سقط على الأرض مثل ميت. شجاعة الطفلة الصغيرة ضالوشام لما رأت الطفلة الصغيرة ضالوشام ما حدث لأخيها للحال تشجّعت وقالت للوالي: “أنا مسيحية”، فهدّدها وقال لها محذراً أنه سيفعل بها مثلما فعل بأخيها، وأخذ يغريها بالمال وبإحضار ملابس غالية الثمن عوضاً عن الملابس والخرق البالية التي على جسدها، فرفضت هذه الفتاة الصغيرة سناً الكبيرة في إيمانها وقالت له: “إن الرب يسوع هو سترة جسدي ويسعدني أن أكون متشبهة به حينما كان مقمطاً بخرق في مزود البقر”. تعجّب الوالي لشجاعة هذه الطفلة واشتعل غيظاً وأمر الجنود بضربها مثل أخيها بدون شفقة أو رحمة، فوقعت على الأرض فاقدة الوعي وللحال أُضيء المكان بنور سماوي وإذ برئيس جند الرب ميخائيل يقف وسطهما ويرشمهما بعلامة الصليب المقدّسة وشفاهما من كل جراحاتهما. لما رآهما الوالي بلا أي جروح اندهش وتعجّب وقال لهما في مكر شديد: “إن آلهتي قد وقفت بجانبكما، والآن خذا هذه الثياب الجميلة وقدّما بخور للآلهة كي تعفو عنكما”. فقالا له: “نحن لا يغرينا أي شيء من متع العالم، فنحن أغنياء جداً بالمسيح. نحن ننظر إلى الأمور الأبدية التي لا ترى، لا يهمنا أي تعذيب ولا يفرقنا شيء عن السيد المسيح، فافعل بنا ما تريد”. وللحال أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر ضالوشام وكذلك تحت جنبيها بلا رحمة حتى تحترق من شدة النار، وأكملوا هذا العمل بتقييدها بسلاسل حديدية وألقوها في وعاء كبير به ماء مغلي وتحته نيران مشتعلة. كذلك الشاب باخوم استخدموا ضدّه عذابات كثيرة، ولكن ملاك الرب أنقذهما وهما يسبحان الله. أخيراً أمر الوالي بقطع رقبتهما ونالا إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| طاتباني الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – شوق نحو الإكليل في مدينة روما التهبت نيران الاستشهاد عام 226م على يد الملك الشرير الكسندروس قيصر. سمعت هذه العذراء فالتهب قلبها شوقاً نحو التمتع بإكليل الاستشهاد. انطلقت إلى شوارع روما حيث لاحظت أن أحاديث الناس قد تركّزت في آلات التعذيب، التي يعدّها الملك لمن يعترف باسم السيد المسيح. أما هي فلم تنشغل بذلك بل كان كل ما يشغلها هو التمتع بالإكليل السماوي مهما تكن التكلفة. سارت في شوارع روما تحمل على صدرها صليباً كبيراً، فألقى الجنود القبض عليها، وقيدوها بالسلاسل وقادوها إلى الوالي. لم ترتبك العذراء ولم تخف الملك بل اعترفت بإيمانها أمامه. أما هو فلاطفها كثيراً لعلّه يقدر أن يثنيها عن إيمانها وتقوم بتقديم الذبائح والبخور للأوثان. حوار مع الوالي لم تجد الملاطفة مع هذه العذراء الراسخة في إيمانها، بل حسمت الأمر بقولها. إني لن أتزعزع أبداً عن عبادة الله مخلّصي، بل أقدّم ذبيحة الشكر للّه العظيم، خالق الكل، ومخلّص الجميع. إني أتمسك بعبادته وحده إلى الأبد. إنك بهذا الإصرار يا طاتباني إنما تُعرّضين نفسك لعذابات شديدة، وتجتازين غضبي. ولن يستطيع أحد أن يخلّصك من يدي، سوى طاعتك لأوامري، وتنازلك عن عنادك، وسجودك للآلهة. بهذا تريحين نفسك، وأُطلق سراحِك. أتظن يا أيها القاسي القلب أني أفزع من عقوباتك وأنا مؤمنة بأن إلهي الصالح يُقوّيني، ويرسل لي عوناً من قدسه حسب عِظم معونته، إنني أعلم أنه ليس لك سلطان إلا على جسدي وحده، فافعل به ما يحلو لك. أما نفسي فليس لك عليها سلطان. وأنا مستعدة لاحتمال أي عذاب يؤهلني أن أستريح مع العذارى الحكيمات. تعذيبها قاست هذه العذراء الكثير على يديّ الوالي، فأمر بتمزيق جسمها النحيل بأمشاط حديدية، وسال دمها على الأرض. أما هي فكانت في صبر تشكر الله إلهها الذي أهّلها أن تنال بركة الألم من أجل اسمه. بينما كانت الدماء تسيل من جسمها ألقاها الجنود في سجن مظلم لكي تموت هناك. كانت العذراء تصلي والدم ينزف من جسمها، فظهر لها ملاك الرب وأعطاها السلام وشفى جراحاتها. في الغد جاء إليها أحد الجنود لكي يحمل للملك البشارة بموتها، لكنه دُهش إذ رآها تقف للصلاة، ولا تحمل أي آثار للجراحات. تطلّع إليها فلاحظ علامات السلام الداخلي والفرح تعلو على ملامحها. صرخ الجندي معترفاً بإله هذه القديسة، وإذ سمع المسجونون هذه الصرخة تساءلوا عن السبب، وآمن كثيرون منهم بالسيد المسيح. أمر الوالي بقطع رؤوسهم. صداقة مع الأسد الجائع أراد الوالي أن يجعل من هذه العذراء عبرة لكل من يؤمن بالسيد المسيح، ويرفض عبادة الأوثان. طلب أن يحضروا أسداً ضارياً، ويُترك بلا طعام لمدة ثلاثة أيام، ثم يطلق على هذه العذراء في ساحة الاستشهاد أمام الجماهير ورجال الدولة. جاء الموعد المحدد، وكان الكل يترقب لحظة انطلاق الأسد الجائع ليلتهم هذه العذراء. بينما كان الكل يترقب هذه اللحظة وقفت القديسة تصلي في وسط الساحة وقد وهبها الله نعمة الثبات. وظهر على ملامحها السلام الحقيقي. انطلق الأسد الجائع وقد هزّ الساحة بزئيره وسرعة انطلاقه ليفترس أحداً. لكن صُعق الكل حينما رأوه قد انطلق نحو هذه العابدة لينحني برأسه في خشوع ويُعلق بلسانه قدميها كقطٍّ أليف يود مداعبتها له. صرخ كثيرون معترفين بإله القديسة طاتباني، وأمر الوالي بقطع رؤوسهم. اتهامها بالسحر لم يكن أمام الولاة والقضاة وسيلة لتبرير ضعفهم أمام عمل الله في حياة الشهداء سوى اتهام الشهداء بالسحر. هكذا اتهم الوالي هذه القديسة. أمر الوالي بتجهيز أتون نارٍ ضخم للغاية. وأمر جنديين أن يدفعا بالقديسة في الأتون. أُصيب الجنديان بحروق خطيرة بسبب شدة الحرارة، لكن الله الذي أنقذ الثلاثة فتية من أتون النار أنقذ طاتباني. شعر الوالي بالخزي الشديد، فأمر بقطع رأس القديسة، ونالت إكليل الاستشهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| طوركواتُس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كانت أول بعثة تبشيرية للكرازة بالمسيحية في أسبانيا في القرن الأول الميلادي تتكون من سبعة رجال قديسين، أرسلهم الرسولان بطرس وبولس. وبحسب التقليد، فإن الرجال السبعة ظلوا متلازمين، حتى وصلوا إلى جواديكس Guadix في غرناطة Granada، حيث عسكروا في أحد الحقول. بينما ذهب خدمهم لشراء طعام، هجم عليهم الأهالي وظلّوا يتتبعونهم حتى وصلوا إلى النهر، وبمعجزة أقام لهم الرب كوبري حجري فوق النهر فعبروا عليه، تقدم الأهالي لعبوره بدورهم ولكنه انهار. بعد ذلك انفصل المُبشِّرون عن بعضهم واختار كل واحد منهم منطقة مختلفة ليكرز فيها، ثم صاروا أساقفة كلٍ على منطقته التي كرز فيها. اختار طوركواتُس جواديكس مكاناً لخدمته، ويقال أن السبعة جميعهم نالوا إكليل الشهادة فيما بعد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس مطران القدس | الولادة: 1818 الوفاة: 1899 تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في 17 برمهات (1615 ش). رهبنته وُلد بقرية الدابة التابعة لفرشوط محافظة قنا، سنة 1534 ش (1818 م)، من أبوين تقيين اهتمّا بتربيته فسلماه إلى معلم تقي يهذبه ويعلمه. وإذ بلغ الخامسة والعشرين انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليقضي حياته في التأمل والعبادة مع دراسة في الكتاب المقدس وسِيّر القديسين وتعاليمهم، وكان بقلبه المتسع حباً يخدم المرضى والشيوخ. بسيرته المقدسة في الرب اجتذب أنظار الكل إليه، فسيم قساً بعد ست سنوات من رهبنته؛ ازداد فيه الشعور بالمسئولية وضاعف من عبادته وخدمته فزاد تعلق الكثيرين به، وصار موضع إرشاد الكثيرين وتعليمهم. بعد ثلاث سنوات سيم قمصاً، فازداد اتضاعاً وتفانياً، كما قام بشراء بعض الأراضي لحساب الدير. مطران القدس في عام 1571 ش خلا الكرسي الأورشليمي فسيم قمص دير أنبا انطونيوس مطراناً على القدس، تتبعه مطرانية الدقهلية وجزء من الغربية والقليوبية والشرقية. تزايد اجتهاد هذا الأب فكان محباً لكل جائع وعريان ومريض وسجين وغريب، دون تمييز بين مسيحي أو غير مسيحي، يشعر بالالتزام مظهراً محبته نحو كل إنسانٍ. مع وداعته الحانية كان حازماً فعندما ظنّ قنصل الروس انه يستطيع إغراء القبط فيقتني الهيكل الملاصق للقبر المقدس، قائلاً له إنه مستعد أن يرصّ له من الأرض حتى السقف جنيهات ذهبية كثمنٍ له، أجابه المطران: “وكم من الجنيهات يكون هذا؟” وفي زهو قال: “مليونان”، عندئذ ابتسم المطران في هدوء يقول: “أتريد أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطي ونبيع سيدنا بدراهم؟” ولم يعرف القنصل بما يجيب عليه. محبته لأولاده إذ كان الأنبا باسيليوس منطلقاً إلى أورشليم من دمياط، بلغ يافا في الغروب ولم يكن ممكناً أن يكمل الطريق، عندئذ عرض عليه الأرمن أن يبيت في منزلٍ لهم، أما هو فلم يحتمل أن يترك أولاده يبيتون تحت الأشجار حتى الصباح وينام هو في منزل، لذا أصرّ أن يبقى معهم في العراء، فتضايق الكل وخرج بعض عظماء يافا يسألونه أن يقدموا له خدمة، فأجابهم: “إن كنتم تريدون حقاً أن ترضوني، فابحثوا لي عن منزل أشتريه يأويني أنا وأولادي، إذ كيف ينام إنسان على سرير داخل حجرة بينما أحشاؤه في الشارع؟ ولم تمضِ سوى ساعة تقريباً حتى قدموا له بيتاً اشتراه، بات فيه الجميع. مشكلة دير السلطان ادعى الأثيوبيون ملكيتهم لدير السلطان، وبالرغم من مساندة بعض دول الغرب استطاع بجهود مضنية أن يثبت حق الأقباط في الدير. وقد أثار الأثيوبيون في وقتنا الحالي نفس المشكلة باستيلائهم عليه رغم صدور حكم في صالح الأقباط. حبه للبناء والتعمير اتسم عهده ببناء كنائس كثيرة في البلاد التابعة له، وتجديد عمارة البعض، دون أن يتجاهل محبته ورعايته للعائلات الفقيرة بسخاء. بقيّ يجاهد حتى تنيح في 26 مارس سنة 1899 وكان قد بلغ الثانية والثمانين من عمره. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باشليلية الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديسة باشليلية أو باسيليسا Basilissa في السادس من شهر توت. أُلقيّ القبض عليها وهي في التاسعة من عمرها، وإذ ثبتت على شهادتها لمسيحها قيدوا يديها ورجليها وألقوها في النار، ولكن الله خلصها. وإذ عطشت أنبع الله لها ماءً لتشرب، ثم أودعت حياتها في يد الرب، كان ذلك في أيام دقلديانوس الكافر. استشهادها يعلن عن عمل الله في البشرية بغض النظر عن إمكانياتنا أو سننا أو جنسنا، فبحسب المنطق البشري لا تقدر فتاة في التاسعة أن تحتمل ربما كلمة إهانة أو سبّ، أما هذه الصغيرة فوقفت تُحاكم، وبنعمة الله شهدت لمسيحها الساكن فيها والعامل بها، محتملة العذابات بقوة إلهية ليست من عندياتها. نستطيع أن نرى في حياتها صورة حية لنعمة الله التي تسند النفس وقت الضيق، وتهب تعزيات سماوية ترفعنا فوق الألم. هذه هي خبرة معلمنا بولس الرسول الذي سمع وسط ضيقته: “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (2كو11: 9). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الراهب | الولادة: – الوفاة: – كان واحداً ضمن المئات الذين تتلمذوا للأنبا يوأنس القصير. وبعد أن قضى السنين الطويلة يجاهد الجهاد الروحي بلا ملل ولا فتور، أوحى إليه ملاك الرب أن يكتب سير آباء الصحراء. فأطاع الوحي الإلهي وأخذ يتنقل في الصحاري ويتوغل في فيافيها، فقابل عدداً وفيراً من الآباء وجلس إلى جانبهم يسألهم عن سيرتهم وتاريخ حياتهم، ثم كتب سيرهم لينتفع بها المؤمنون في كافة البلاد وعلى ممر العصور. ولقد روى بافنوتيوس ما شاهده من الأمور العجيبة، فوصف كيف كان هؤلاء النساك يقتلون شهواتهم وأهوائهم، وكيف كانت الشياطين تشن عليهم الحرب، وكيف أنهم كانوا ينتصرون بنعمة الله الفائضة عليهم، وكانت انتصاراتهم باهرة حتى خالطتهم الملائكة كما خضعت لهم الوحوش الكاسرة وخدمتهم خدمة العبد للسيد. قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الأول صفحة 410. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس أسقف طيبة | الولادة: – الوفاة: – حمل كثير من الرهبان والأساقفة اسم القديس بفنوتيوس Paphnutius أو ببنودة، أشهرهم اثنان: القديس بافنوتيوس الأسقف المعترف الذي حضر مجمع نيقية وكان له دوره الهام في مقاومة الأريوسية، ويعرف بالعظيم بافنوتيوس، أو ببنودة تلميذ الأنبا أنطونيوس؛ والثاني هو القديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الكبير الذي استلم تدبير حياة الرهبان وقد دُعيّ بالشيهيتي. وقد ميّز كتاب “أوليري: قديسو مصر” (بالإنجليزية) بين عشر أشخاص يحملون هذا الاسم. بافنوتيوس أسقف طيبة العليا مصري لجأ منذ حداثته إلى دير بسبير Pispir الذي يبعد عن ضفاف النيل ثلاثة أيام من تل القلزم على الأقدام، متتلمذًا على يديّ القديس العظيم أنبا أنطونيوس لعدة سنوات. إذ فاحت سيرته الفاضلة في الرب، وعُرف عنه حبه للتعليم، أُختير أسقفاً في منطقة طيبة العليا. وفي أيام مكسيميانوس Maximin Daza (306 ? 311م) شريك دقلديانوس ذهب الأسقف إلى أنتينوه (أنصنا) بجوار ملوي وهناك اعترف بالإيمان فقلعوا عينه اليمنى، وأحرقوا جفنه، ونزعوا عصب رجله اليسرى، وأحرقوا عضلات رجله بالنار، وفي هذا كله كان يشهد لمسيحه بفرح وبهجة قلب. وأخيراً أُرسل إلى محجر فينون Phenon بالقرب من البحر الميت حيث بقيّ هناك أربع سنوات يعمل بلا تذمر. إذ انقضى عهد الاضطهاد عاد الأسقف إلى إيبارشيته يمارس عمله الرعوي بقوة، وقد أحبه شعبه جداً، خاصة وأن الله وهبه عطية عمل المعجزات بفيض. حضر مجمع نيقية سنة 325م، وقد كانت آثار العذابات في جسمه موضع تقدير الحاضرين وإعجابهم، وقد أحبه الإمبراطور قسطنطين جداً، وكثيراً ما كان يدعوه إلى القصر ويقبّل مقلة عينه المقلوعة كعضو مقدس. يروي لنا المؤرخون الأولون لاسيما سقراط (1: 11) وسوزومين (1: 23) أن القديس بافنوتيوس تصدّى للمجمع في أمر بتولية الكهنة، أصرّ القديس على الالتزام بالتقليد الكنسي وهو بقاؤهم مع زوجاتهم مع عدم السماح لأحدٍ من الكهنة والشمامسة بالزواج بعد السيامة، وقد وافق المجمع على ذلك. كان القديس بافنوتيوس صديقاً حميماً للبابا أثناسيوس، ومدافعاً قوياً ضد الفكر الأريوسي منكر لاهوت السيد المسيح، لذا كان الأريوسيون لا يطيقونه، بل كانوا يكيلون له المكائد، أما هو فكان قوي الحجة ولطيفاً في نفس الوقت. شغل القديس مركزاً مرموقاً في مجمع صور الذي انعقد سنة 335م برئاسة يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي لنفي البابا أثناسيوس باتهامات باطلة. كما حضر أيضاً مجمع سرديكيا (صوفيا عاصمة بلغاريا) سنة 347م. إذ شعر القديس بافنوتيوس أن مكسيموس أسقف أورشليم بدأ يحضر مع الأريوسيين وفي بساطة انقاد لهم، وكان زميله في المحجر، كشف له خبثهم، فتركهم وصار يساند البابا أثناسيوس على التمسك بالإيمان المستقيم كل بقية أيام حياته. يعيِّد له الغرب في 11 من شهر سبتمبر (غالباً عام 360م). موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| باسيليوس الكبير القديس | الولادة: 329 الوفاة: 379 نشأته ولد في قيصرية الكبادوك عام 329 من أسرة تضم عدداً من الشهداء سواء من جانب والده أو والدته. فوالد باسيليوس كان يدعى أيضاً باسيليوس احتملت والدته القديسة ماكرينا أتعاباً كثيرة في أيام مكسيميانوس الثاني بسبب تمسكها بالإيمان، وقد بقيت حياتها نموذجاً حياً للحياة الإيمانية الفاضلة والشهادة للسيد المسيح، أما والدته إميليا فقد مات والدها شهيداً. كان باسيليوس أحد عشرة أطفال، خمسة بنين وخمس بنات، كان هو أكبر البنين، وقد مات أخ له في طفولته المبكرة وآخر في شبابه (نقراطيوس)، بينما سيم الثلاثة الآخرين أساقفة: باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوك، غريغوريوس أسقف نيصص، وبطرس أسقف سبسطية، أما أكبر الكل فهي ماكرينا على اسم جدتها التي كان لها دورها الحيّ بحياتها التعبدية وأثرها الطيب على إخوتها. تربى القديس باسيليوس على يديّ جدته ماكرينا في قرية بالقرب من قيصرية الجديدة في منطقة أنيسي Annesi على نهر الأيرس Eris (حالياً أرماك أو جيكيل). في هذه المنطقة شّيدت أمه أماليا هيكلاً على اسم الأربعين شهيداً الذين استشهدوا في سبسطية؛ كما تأثر القديس بوالده وأيضاً بأخته الكبرى. أُرسل في سن مبكرة إلى مدرسة قيصرية كبادوكية، وهناك تعّرف على أشخاصٍ من بينهم القديس غريغوريوس النزينزي، وقد لفتت شخصيته أنظار الكثيرين وهو بعد صبي لنبوغه وسلوكه. انتقل إلى القسطنطينية حيث درس البيان والفلسفة، ثم ارتحل بعد خمس سنوات (سنة 351م) إلى أثينا ليكمل دراسته، إذ أمضى قرابة خمسة أعوام هناك، حيث كان قد سبقه إليها صديقه غريغوريوس النزينزي. وقد سجل لنا الأخير الكثير عن القديس باسيليوس، مظهراً كيف سبقته شهرته إلى أثينا، وكان الشباب ينتظرونه ويودون صداقته. عاش القديسان في مدينة أثينا كروحٍ واحدة في جسدين، يقدمان لنا فصلاً رائعاً في تاريخ الآباء. هناك التقيا بيوليانوس الذي صار فيما بعد إمبراطوراً يجحد الإيمان ويضطهده. أحب باسيليوس كل العلوم دون أن تفتر حرارته الروحية، فحُسب كمن هو متخصص في الفصاحة والبيان والفلسفة والفلك والهندسة والطب، لكن سموّه العقلي يتضاءل جداً أمام التهاب قلبه بالروح ونقاوة سيرته. عودته إلى وطنه عاد عام 356 إلى وطنه بعد محاولات فاشلة من أصدقائه وتلاميذه بأثينا لاستبقائه، وفي قيصرية الكبادوك اشتغل بتدريس البيان لمدة عامين تقريباً بنجاحٍ عظيمٍ. أرسلت قيصرية الجديدة وفداً لتستميله بإغراءات سخية أن يقوم بالتدريس فيها لكنه رفض. ومع هذا فيبدو أن شهرته وكلمات المديح المستمرة أثرت عليه ففترت نيته في الحياة النسكية لولا تدخل أخته التقية ماكرينا لتكشف له عن بطلان مجد هذا العالم. في سنة 357 نال المعمودية، وبعد قليل أُقيم أغنسطساً (قارئاً) على يدّي ديانيوس أسقف قيصرية، فحزن القديس غريغوريوس النزينزي على هذه السيامة المتسرعة. حياته النسكية أفاق باسيليوس على صوت أخته ماكرينا فاشتاق إلى حياة الوحدة، خاصة وأن والدته وأخته حولتا بيتهما إلى منسكٍ اجتذب عذارى من كبرى العائلات في كبادوكية. نحو سنه 358م إذ كان دون الثلاثين، انطلق يبحث عن النساك في الإسكندرية وصعيد مصر وفلسطين وسوريا وما بين النهرين، فأُعجب جداً بحياتهم، خاصة رهبان مصر وفلسطين، فعاد ليبيع كل ما يخصه ويوزعه على الفقراء، ويبحث عن مكانٍ للوحدة. اختار موقعاً في بنطس تسمى “إيبورا” على نهر الأيرس يقترب من منسك والدته وأخته، عُرف بجمال الطبيعة مع السكون. كتب عن الحياة الجديدة هكذا: “ماذا أكثر غبطة من مشابهة الملائكة على الأرض؟ في بدء النهار ينهض الإنسان للصلاة وتسبيح الخالق بالتراتيل والأغاني الروحية، ومع شروق الشمس يبدأ العمل مصحوباً بالصلاة أينما ذهب، مملحاً كل عملٍ بالتسبيح. إن سكون الوحدة هو بدء تنقية النفس، وبالفعل إن لم يضطرب عقل الإنسان لأي شيء، ولم يتشتت عن طريق الحواس في أمور العالم، يرتدّ إلى ذاته، ويرتفع إلى التفكير في الله”. كان صارماً في نسكه، حتى أضنى جسده، يمزج النسك بدراسة الكتاب المقدس والعبادة، فاجتمع حوله نساك من بنطس وكبادوكية. ويعتبر هو أول من أسس جماعات نسكية من الجنسين في جميع أنحاء بنطس، وإن كان ليس أول من أدخل الرهبنة هناك. في ميدان الخدمة العامة إذ سمع باسيليوس أن ديانيوس أسقف قيصرية قبل قانون إيمان أريوسي يدعى أريميني Ariminum، ترك خلوته ومضى إلى الأسقف يكشف له عن زلته، فقبل الأسقف قانون الإيمان النيقوي الذى يؤُكد وحدانية الإبن مع الآب، وكان على فراش الموت، وبانتقاله خلفه أوسابيوس. تحت تأثير غريغوريوس النزينزي ذهب باسيليوس إلى أوسابيوس الذي سامه قساً سنة 364م بعد تمنعٍ شديدٍ، وهناك كتب كتبه ضد أونوميوس الذي حمل فكراً أريوسياً، إذ أنكر أن الإبن واحد مع الآب في الجوهر، وإنما يحمل قوة من الآب لكي يخلق، وأن الإبن خلق الروح القدس كأداة في يده لتقديس النفوس. اشتهر القديس باسيليوس جداً وتعلقت القلوب به، الأمر الذي أثار الغيرة في قلب أسقفه فأدت إلى القطيعة ثم إلى عودته إلى خلوته مع القديس غريغوريوس ليتفرغا للكتابة ضد الإمبراطور يوليانوس الجاحد الذي أصيب بنكسة هيلينية. إذ ارتقى فالنس العرش حاول بكل سلطته أن ينشر الفكر الأريوسي، فطالب الشعب بعودة باسيليوس، أما أوسابيوس فاكتفى بدعوة غريغوريوس الذي رفض الحضور بدون باسيليوس. وإذ كتب للأسقف: “أتكرمني بينما تهينه؟ إن هذا يعني أنك تربت عليّ بيدٍ وتلطمني بالأخرى. صدقني، إذ عاملته بلطف كما يستحق فسيكون لك فخر”. وبالفعل عاد الاثنان، فصار باسيليوس سنداً للأسقف وصديقاً وفياً له خاصة في شيخوخته. في هذه الفترة أيضاً اهتم برعاية المحتاجين والمرضى، وقد شيّد مؤسسة دُعيت بعد ذلك باسيلياد Basiliad ، أُقيمت في ضواحي قيصرية لعلاج المرضى واستقبال الغرباء والمحتاجين، على منوالها ظهرت مؤسسات في مناطق قروية أخرى في الأقاليم كل منها تحت إشراف خوري أبسكوبس. سنه 368م ظهرت مجاعة اجتاحت الإقليم، فباع ما ورثه عن والدته ووزعه، كما قدم الأغنياء له بسخاء فكان يخدم الفقراء بنفسه. سيامته رئيس أساقفة في حوالي منتصف سنة 370م توفي أوسابيوس، فأرسل باسيليوس الذي كان هو المدبر الفعلي للإيبارشية إلى القديس غريغوريوس النزينزي بحجة اعتلال صحته، وكان قصده أن يرشحه للأسقفية، وإذ بدأ رحلته نحو باسيليوس أدرك حقيقة الموقف فقطع رحلته وعاد إلى نزنيزا، وأخبر والده غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) بالأمر، فقام الوالد بدورٍ رئيسي لتيار باسيليوس، إذ بعث برسائلٍ إلى الأساقفة الذين لهم حق الانتخاب كما إلى الكهنة والرهبان والشعب، وجاء بنفسه محمولاً بسبب شيخوخته وشدة مرضه ليدلي بصوته ويشترك في سيامته عام 370م. كان لسيامته آثار مختلفة فقد تهلل البابا أثناسيوس وأرسل يهنيء كبادوكية بسيامته، كما فرح كل الأرثوذكس، أما الإمبراطور فالنس الأريوسي فحسب ذلك صدمة خطيرة له وللأريوسية. الصعاب التي واجهته 1.رفض فريق من الأساقفة الاشتراك في سيامته، لكنهم بعد سيامته تحولوا عن عدائهم الظاهر إلى المقاومة الخفية، غير أنه تغلب عليهم في سنوات قليلة بالحزم الممتزج بالعطف. صممت حكومة الإمبراطور على تقسيم كبادوكية إلى إقليمين لإضعاف مدينة قيصرية، وبالتالي الحدّ من سلطة القديس باسيليوس، وقد أُختيرت مدينة تيانا عاصمة للإقليم الثاني، وطالب أسقفها أنتيموس بتقسيم كنسي يتبع التقسيم الإداري. وإذ كانت تتمتع تيانا بذات امتيازات قيصرية، الأمر الذي سبب نزاعاً بينه وبين باسيليوس، اضطر الأخير إلى سيامة مجموعة من الأساقفة لمساندته، منهم أخوه غريغوريوس أسقف نيصص، وقد سبق لنا الحديث عن مقاومة الأريوسيون له، وغريغوريوس صديقه على سازيما، الذي اضطر إلى الاعتزال منها لاستيلاء أسقف تيانا عليها، وأيضًا سام أسقفًا في دورا طُرد منها. لم يمضِ على سيامته سنة حتى دخل في صدامٍ علنيٍ مع الإمبراطور فالنس الأريوسي الذي كان يجتاز آسيا الصغرى مصمماً على ملاشاة الإيمان الأرثوذكسي وإحلال الأريوسية محله، وقد انهار بعض الأساقفة أمامه، أما باسيليوس فلم يتأثر بحاشية الإمبراطور التي هددته بالقتل. أرسل الإمبراطور فالنس مودستس حاكم برايتوريوم ليخيره بين العزل أو الاشتراك مع الأريوسية فلم يذعن له، بل وحينما دخل الإمبراطور الكنيسة في يوم عيد الظهور الإلهي لسنة 372م وشاهد الكنيسة تسبح بصوتٍ ملائكيٍ سماوي حاول أن يُقدم تقدمة فلم يتقدم أحد لاستلامها لأنه هرطوقي، وكاد يسقط لولا معاونة أحد الكهنة له، أخيراً تراءف عليه القديس وقبلها من يده المرتعشة، وقد حاول أن يظهر كصديق للقديس باسيليوس. محاولة نفيه بالرغم من الوفاق الظاهري بين الإمبراطور والقديس فإن رفض الأخير قبول الأريوسيين في شركة الكنيسة أدى إلى اقتناع الإمبراطور أن نفي القديس ضروري لسلام الشرق. إذ أُعدت المركبة لرحيله ليلاً بعيداً عن الأنظار مرض غلاطس بن فالنس فجأة، فأصرت أمه دومينيكا أن يبقى القديس وطلب الإمبراطور من الأسقف أن يصلي لوحيده ليشفى، فاشترط أن يكون عماده بيدٍ أرثوذكسية، وبالفعل شُفيّ لكنه حنث بوعده إذ عمده أسقف أريوسي فمات في نفس اليوم. مرة أخرى استسلم الإمبراطور لضغط الأريوسيين، وإذ كان يكتب أمر النفي قُصف القلم أكثر من مرة في يده المرتعشة فخاف. بجانب هذا تعرض لإهانات كثيرة من الحكام الإقليميين، منهم مودستس عدوه القديم، لكنه إذ أصيب بمرض خطير صلى له القديس فشُفيّ وصار من أقرب أصدقائه، وهكذا كانت يدَّ الله تسنده لتحول أعداءه إلى أحباء. السنوات الأخيرة لازم المرض القديس منذ طفولته، وكان يشتد عليه خاصة في السنوات الأخيرة. كما عانى من نياحة كثير من أصدقائه المساندين له مثل القديس أثناسيوس الرسولي (عام 373م) والقديس غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) عام 374م، كما نفيّ أوسابيوس الساموساطي. وقد وجد الأريوسيون فرصتهم للتنكيل بالقديس غريغوريوس أسقف نيصص بعقد مجمع في أنقرا لإدانته وكان الهدف منه جرح مشاعر أخيه. في 9 أغسطس 378 جُرح فالنس في معركة أدريانوبل ليموت ويحتل غراتيان الكرسي لتنتهي الأريوسية، وكان باسيليوس على فراش الموت فنال تعزية وسلاماً من جهة الكنيسة في لحظاته الأخيرة. نياحته في سن الخامسة والأربعين دعي نفسه “عجوزاً”، وفي السنة التالية خلع كل أسنانه، وبعد سنتين في أول يناير سنة 379م سُمع يخاطب الله، قائلاً: “بين يديك أستودع روحي” وفي الحال أسلم الروح، وقد اشترك الكل مسيحيون ووثنيون في جنازته الرهيبة. كتاباته: 1. العقيدة: خمسة كتب ضد أنوميوس، كتاب عن الروح القدس في 30 فصلاً. 2. التفسيرية: الأكسيمارس Hexameron، أي ستة أيام الخليقة في 9 مقالات، 17 مقالاً عن المزامير، تفسير الـ 16 أصحاحاً الأولى لسفر إشعياء. 3. مقالات: 24 مقالاً في مواضيع عقيدية وأدبية ومديح. 4. الرسائل: حوالي 400 رسالة في مواضيع متنوعة تاريخية وعقيدية وأدبية تعليمية وتفسيرية وقوانين، ورسائل تعزية. 5. توجد 3 قداسات باسمه، إحداهم تستخدمه الكنيسة القبطية. 6. النسكية: القوانين الطويلة والقصيرة (الشائعة والمختصرة)؛ مقالتان عن دينونة الله، والإيمان؛ والأخلاقيات Moralia . Butler, S Lives of Saints, June 14. مطبوعات دير السيدة العذراء (السريان): القديس باسيليوس الكبير حياته، نسكياته، قوانين الكنيسة، 1960 [يعتبر ماورد هنا في القاموس ملخصاً لسيرته عن هذا المجلد الثمين الذي وضعه الراهب أنطونيوس السرياني (قداسة البابا شنودة الثالث)]. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابركيوس الأب | الولادة: – الوفاة: – عاش في فيريجيا سالوتريس Phrygia Salutris، في القرن الثاني، أسقفاً على هيروبوليس (غير هيرابوليس) يسمى أبركيوس Abercius.. قام برحلة إلى روما وكان قد بلغ الثانية والسبعين؛ في رحلته عبر على سوريا وما بين النهرين وافتقد نصيبين، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكل أينما ذهب فكان يعمّد الكثيرين ويمارس سّر الافخارستيا. وعند عودته إلى بلده أعد قبراً لنفسه نحت عليه رموزاً كما سجل رحلته إلى روما باختصار. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابصادى أسقف أبصاي | الولادة: – الوفاة: – كلمة (إبصادي) أو (بسادة) تعني (الذليل). كان القديس بسادة أسقفاً على أبصاي أي المنشاة شرق بجوار أخميم. في عهد دقلديانوس أرسل إليه إريانا والي أنصنا يستدعيه لما عرفه عنه من يقظته في رعايته لشعبه وتثبيتهم على الإيمان المسيحي. دعى الأب الأسقف شعبه وحثهم على الجهاد، وأقام لهم قداساً إلهياً اشترك فيه الكل وتناولوا الأسرار الإلهية، ثم ودعهم مسلّماً نفسه بين يدي رسل إريانا. وإذ التقى بالوالي رقّ له، لما للأسقف من هيبة ووقار وسأله في احتشام أن يسمع لأمر الإمبراطور ويخلص نفسه من المتاعب، لكن الأب الأسقف رفض بشجاعة أن يبخر للأوثان. احتمل عذابات كثيرة بالهنبازين وبإلقائه في مستوقد حمام، وكان الرب يحفظه. وأخيراً نال إكليل الاستشهاد في 27 من شهر كيهك. ما زال يوجد ديره باسم القديس الشهيد بسادة بشرق المنشاة بركة صلواته تكون معنا آمين. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – عاش في القرن الحادي عشر، وقد حضر هذا الأسقف المجمع الذي دُعي إليه البابا كيرلس الثاني البطريرك (67) بناء على طلب بدر الدين الجمالي وزير المستنصر، وحضره 47 أسقفًا منهم 22 أسقفاً من الوجه القبلي، واعتذر خمسة أساقفة لتقدم بعضهم في السن أو بسبب المرض. وقد سوى المجمع الخلافات الشخصية، وعّم السلام في الكنيسة المقدسة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الأنطاكي الكاهن | الولادة: – الوفاة: – كاهن بإنطاكية في القرن الخامس، كتب مقالاً في 15 كتاب ضد الأبولينارية وأتباع انوميوس، وقد فُقد عمله هذا. كثيراً ما يحدث لبس بينه بين تادرس (ثيؤدور) الراهب والكاهن في Rathu، في القرن السابع. تتركز بدعة أبوليناريوس في إنكار وجود روح إنسانية للمسيح، إذ ظنوا أنه حمل جسداً دون الروح لأن اللاهوت حلّ محل الروح، وكان هدفهم في ذلك تأكيد الوحدة بين اللاهوت والناسوت. أما اونوميوس فكان أريوسياً أنكر بنوة الابن، حاسباً انه صدر عن الآب مباشرة يحمل قوة للخلق لكنه ليس واحداً معه في اللاهوت، وأن الابن خلق الروح القدس أولاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الإسكندري الأب | الولادة: – الوفاة: – ولد هذا الأخ من أبوين وثنيين. آمن منذ صبوته بالسيد المسيح، وامتاز بميله الشديد نحو النسك والعبادة، فشاعت سيرته، وقربه البابا أثناسيوس إليه. ويبدو من سيرته أنه كان يونانياً لا يعرف القبطية، لأنه كان يتحدث مع القديس باخوم بواسطة مترجم. كما جاء في السيرة أنه لما ذهب إلى الدير الباخومي تعلم القبطية. أحب تادرس ربنا يسوع واشتاق إلى الرهبنة، فترهب إثني عشر عاماً بالإسكندرية، وقد رسمه البابا أثناسيوس أغنسطساً. وفي ذات يوم ذهب مع بعض الإخوة إلى القديس باخوميوس، فسأله الأب (بواسطة المترجم) عن الإخوة المنعزلين بالإسكندرية والكهنة، وانتهى الحديث بأن كشف له باخوم بأن الإنسان الذي ينَّعم جسده بالأكل والشرب لا يقدر أن ينعم بالطهارة. إذ كان مع باخوم عصا صغيرة ضرب بها الأرض مرتين وقال:” هل تسقي هذه الأرض وتضع فيها زبلاً ولا تنبت زواناً؟ هكذا الجسد إن هو تنعم بالأطعمة والأشربة والراحة، فانه لا يستطيع أن يكون في طهارة، لأن الكتاب يقول بأن الذين للرب يسوع المسيح قد صلبوا الجسد وشهواته”. تاق تادرس أن يعيش في الأديرة الباخومية، فسلمه الأب إلى أحد الشيوخ حيث قام بتهذيبه، وتعلم تادرس القبطية، فانتدبه الأب لخدمة الضيافة يقرأ الكتب المقدسة ويفسرها للشبان من الرهبان. أقام الأب أباً على اليونانيين مع الإسكندرانيين. وكان إذا جاء أحد يوناني يحدثه الأب عن طريق هذا الأب. جاء عنه أنه ذهب يوماً إلى الأب باخوم ويقول له: “إنني سمعت عن كرنيليوس أن عقله لا يطيش أثناء الصلاة، وإنني جُربت اليوم بعدم ضبط الفكر ثلاث مرات فماذا أفعل؟” أجابه القديس باخوم بأن كرنيليوس لم يأخذ هذا إلا بمداومة الجهاد. ومكث تادرس 13 سنة راهباً في الدير وتنيح بسلام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الأسقف الشهيد 1 | الولادة: – الوفاة: 306 استشهد حوالي سنة 306م، وهو أحد الأساقفة الأربعة الذين بدأوا بالاعتراض على سلوك ميليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) الذي سبب انشقاقاً في كنيسة مصر، خاصة في عهد البابا بطرس خاتم الشهداء. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فابيانوس أسقف روما الشهيد | الولادة: – الوفاة: 250 اختياره للأسقفية جلس على كرسي روما خلفاً للقديس أنثيروس St. Antherus حوالي سنة 236م، ويقول يوسابيوس أن اختياره كان بإعلان إلهي إذ كان الإكليروس والشعب مجتمعين لاختيار الأسقف الجديد، فطارت حمامة واستقرت على رأس القديس فابيان. كانت هذه العلامة سبباً في إجماع الآراء على اختياره، مع أنه كان رجل علماني غريب عن المدينة ولم يفكر فيه أحد من قبل. رعاية شعبه كان هذا الأب عالماً صالحاً مجاهداً، فأخذ يعلّم شعبه ويقوده في طريق الكمال. وقد قاد الكنيسة حوالي أربعة عشر عاماً، ومن أعماله أنه أحضر رفات القديس بونتيان St. Pontian الأسقف الشهيد من سردينيا Sardinia، وحَرَم بريفاتُس Privatus المبتدع الذي سَبَّب مشاكل للكنيسة. استشهاده قام القائد ديسيوس Decius على فيلبس الملك وقتله وجلس مكانه، وأثار على المؤمنين اضطهاداً شديداً واستشهد على يديه كثيرون. شيّد هذا الملك هيكلاً عظيماً وسط مدينة أفسس، ووضع فيه أصناماً وذبح لها، ثم أمر بقتل كل من لا يذبح لها. فلما بلغه أن القديس فابيانوس يعطّل عبادة الأوثان بتعاليمه للمؤمنين وتثبيتهم على الإيمان استحضره بأفسس وطلب منه أن يقدّم الذبيحة للأصنام، فلم يقبل بل سخر بأصنامه. فعاقبه بعقوبات شديدة مدة سنة كاملة، وأخيراً قتله بالسيف فنال إكليل الشهادة سنة 250م، كما يشهد بذلك القديسان كبريانوس وجيروم. قال عنه القديس كبريانوس أنه كان شخصية فريدة وأن مجد استشهاده يعكس نقاوة وقداسة سيرته وحياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فابيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: 295 استشهد في قيصرية Caesarea بموريتانيا Mauritania، وتعيِّد له الكنيسة الغربية في الحادي والثلاثين من شهر يوليو. تقول سيرته أنه رفض التمثل بالوثنيين في حياتهم، فقُطِعت رأسه في الغالب سنة 295م تحت حكم مكسيميانوس Maximian، وذلك في الوقت الذي كثر فيه استشهاد العسكريين في منطقة شمال أفريقيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاروس الشهيد وكليوباترا الأرملة القديسة | الولادة: – الوفاة: – اهتمامه بالرهبان المحبوسين واستشهاده كان فاروس جندياً في مصر، عاش في القرن الرابع في زمن الإمبراطور مكسيميانوس Maximinus. كان يزور سبعة من الرهبان المحبوسين ويُحضر لهم الطعام، ولما تنيّح أحدهم عرض أن يضع نفسه مكانه. عُذِّب بوحشية وأخيراً نال معهم إكليل الشهادة. اهتمام كليوباترا برفات الشهيد اهتمّت امرأة مسيحية اسمها كليوباترا برفات الشهيد، وخبّأته في جوال، وحملته معها إلى أدرها Adraha شرق بحيرة طبرية Tiberias حيث كانت تعيش، وكان الكثير من المسيحيين يأتون للتبرّك من قبر الشهيد. حين كبر يوحنا ابن كليوباترا وعزم على دخول الجندية، قرّرت أمه بناء كنيسة كبيرة ونقل جسد الشهيد إليها تكريماً له، وحتى يكون الشهيد – الذي كان هو نفسه جندياً – شفيعاً ومسئولاً عن ابنها. وفعلاً بنت الكنيسة ثم حملت هي ويوحنا ابنها عظام الشهيد فاروس إلى المقبرة الجديدة تحت المذبح. الشهيد فاروس يعزّي كليوباترا حدث في نفس الليلة أن مرض يوحنا مرضاً شديداً وتوفي فجأة، فحملته أمه إلى الكنيسة الجديدة ووضعته أمام المذبح، وكانت تبكي وتعاتب الشهيد الذي تكريماً له فعلت كل ذلك، وكانت تطلب إلى الله أن يعيد الحياة إلى ابنها. وهكذا ظلّت على هذا الحال إلى الليلة التالية، حين دخلت في سبات عميق من كثرة الحزن والبكاء، فرأت في حلم القديس فاروس يظهر لها في مجدٍ عظيمٍ ويقود يوحنا ابنها من يده وأنها ارتمت عند قدميه باكية باسترحام. فنظر إليها الشهيد وقال: “هل تعتقدي أنني نسيت كل الحب الذي أظهرتيه نحوي؟ هل تظني أنني لم أصلي إلى الله أن يعطي الصحة والنجاح إلى ابنك؟ واعلمي أن الصلاة قد اُستجيبت، فقد أعطاه الله صحة وحياة إلى الأبد، وأقامه ليكون من الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب”. أجابته كليوباترا: “لقد قبلت واسترحت الآن، ولكن أتضرع إليك أن أكون أنا نفسي الآن معك ومع ابني”. إلا أن الشهيد أجابها: “لا، اتركي ابنك معي وبعد فترة نأتي ونأخذك”. لما استيقظت كليوباترا فعلت كما أُمِرت في حلمها ووضعت جسد يوحنا ابنها بجوار فاروس، ثم عاشت حياة التكريس والوحدة سبع سنوات إلى أن تنيّحت، ودفن جسدها بجوار يوحنا ابنها والشهيد فاروس، وذلك في الكنيسة التي بَنَتها. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فاسي الشهيدة | الولادة: – الوفاة: – في عهد دقلديانوس الجاحد تعرّضت فاسي وأبناؤها الثلاثة ثاؤننس وأغابيوس وفيداله للاستشهاد. عاشت هذه الأسرة في مدينة الرُها بسوريا، وقد ترمّلت فاسي بعد إنجابها هؤلاء الأبناء الثلاثة. أمر القاضي بتعذيب الأبناء أمام والدتهم فاسي حتى تتزعزع عن إيمانها وتطلب من أبنائها أن يجحدوا شخص السيد المسيح. استمر القاضي في تعذيبهم حتى مات الثلاثة. وبّخ القاضي الأم واتهمها بالإجرام لأنها تسببت في عذاب أبنائها وقتلهم. أما هي فقالت له: “الآن هم في مكانٍ آمنٍ، معهم علامة الغلبة والنصرة، وأريد أن ألحق بهم”. دُهش القاضي لهذه الفلسفة التي يعتنقها المسيحيون من جهة العذابات لأجل المصلوب ونظرتهم للموت. أمر بضرب عنق الأم، فانتقلت نفسها لتستريح مع أبنائها الشهداء تحت المذبح السماوي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| فابيولا القديسة | الولادة: – الوفاة: 399 حياتها الأولى كانت من سيدات روما الشريفات اللواتي دخلن إلى سيرة القداسة بتأثير القديس جيروم، ولكن أسلوب حياتها كان مختلفاً عن القديسات مارسيللا Marcella وبولا Paula ويوستوخيوم Eustochium، ولم تكن من ضمن الدائرة التي التفت حول القديس جيروم وقت أن كان يعيش في روما. تسببت سلوكيات زوجها في استحالة استمرار زواجهما، بسبب الزنا حصلت على الطلاق، وبينما كان زوجها مازال حياً ارتبطت برجلٍ آخر بدون تصريح من الكنيسة كما يبدو. العودة إلى شركة الكنيسة بعد فترة توفي زوجها الثاني، وإذ أرادت فابيولا العودة إلى شركة الكنيسة تقدمت إلى كاتدرائية لاتيران Lateran basilica لكي تنال عقاباً علنياً، وهكذا عادت إلى شركة الكنيسة بواسطة البابا القديس سيريسيوس Siricius. في رسالته إلى أوشينيوس أوضح القديس جيروم كيف عانت هذه القديسة من رجلها الأول خاصة بسبب زناه، وأن قانون الكنيسة يختلف عن قانون العالم. فالكنيسة لا تميز بين الرجل والمرأة فمن ارتكب الزنا حق للطرف الآخر أن ينفصل عنه، أما في العالم (في ذلك الحين) فكان يسمح بذلك للرجل دون المرأة. وبرّر أيضاً لها زواجها وهي مطلقة شابة من رجل آخر ما دامت غير قادرة على البقاء هكذا. ومع هذا إذ جاءت تبكي علانية في توبتها بكي الأسقف والكهنة وكل الشعب متأثرين ببكائها. علّق القديس على توبتها قائلاً: “إذ لم تخجل فابيولا من الرب على الأرض هكذا لا يخجل هو منها في السماء (لو 26: 9). كشفت جرحها أمام نظرات الكل، ورأت روما بالدموع آثار الجراحات المشوهة التي حطمت جمالها. كشفت عن ذراعيها وعرّت رأسها وأغلقت فمها. لم تدخل بعد كنيسة الله وإنما مثل مريم أخت موسى (عد 12: 14) جلست خارج المحلة، حتى يردّها الكاهن نفسه الذي طردها. نزلت مثل ابنة بابل من عرش شهواتها وحملت حجر الرحى وطحنت الطعام، عبرت حافية القدمين عبر أنهار الدموع (إش47: 1-2). جلست على حجر النار، فصار لها عوناً (إش 47: 14 الفولجاتا). الوجه الذي به كانت تبهج زوجها الثاني الآن تلطمه. لقد أبغضت الجواهر، ونزعت الحُلي ولم تعد تحتمل رؤية الكتّان الثمين… استخدمت أدوية كثيرة للعلاج إذ اشتاقت إلى شفاء جرحها الواحد”. بالرغم من أنها مطلقة بسبب الزنا وبالرغم أن من حقها كنسياً زواجها الثاني ولكن عند قربها من السيد المسيح شعرت أنه كان من الأفضل لها أن تبقى بدون زواج، وبكت على ذلك! مع القديس جيروم في سنة 395م ذهبت لمقابلة القديس جيروم في بيت لحم مع أحد أقربائها يدعى أوشيانوس Oceanus، ومكثا هناك مع القديستين بولا ويوستوخيوم. يرجع القديس جيروم بذاكرته إلى لقائه معها في أورشليم فيقول: “بالحق إذ اَسترجع لقائنا يبدو لي إني أراها هنا الآن وليس في الماضي. مبارك هو يسوع! أية غيره وأي شوق كان لها نحو الكتب المقدسة! في غيرتها لتشبع شوقها الحقيقي كانت تجري خلال الأنبياء والأناجيل والمزامير. كانت تقدم أسئلة وتقوم بتخزين الإجابات في حضنها. غيرتها هذه نحو الاستماع لم يقدم لها أي شعور بالاكتفاء، فكلّما زادت معرفتها زاد حزنها، وبإلقاء زيت على اللهيب كانت تشعل بالأكثر غيرتها”. كان القديس جيروم في ذلك الوقت على غير وفاق مع يوحنا أسقف أورشليم، بسبب الخلاف مع روفينوس Rufinus حول تعاليم أوريجينوس، وجرت محاولات لاجتذاب فابيولا إلى صف الأسقف، ولكنها لم تهتز أو تتأثر في ولائها لمعلمها. أرادت فابيولا أن تمضي بقية حياتها في بيت لحم، ولكن حياة السيدات المكرسات لم تكن تلائمها، إذ كانت تميل فابيولا إلى ممارسة أعمال الرحمة خاصة بين المرضي، وإلي الخدمة مع الحركة الدائمة، وزاد على ذلك أن غزا الهونسيون Huns سوريا وباتوا قريبين من أورشليم، وهكذا تركت فابيولا فلسطين عائدة إلى روما، بينما اعتزل جيروم وتابعيه لفترة عند شاطئ البحر، ثم عادوا بعد زوال الخطر إلى بيت لحم مرة أخرى. أول مستشفى مسيحي لعامة الشعب في الغرب استمرت فابيولا في آخر ثلاث سنوات من عمرها في خدمة عامة الشعب. كرّست ثروتها الكبيرة لأعمال الرحمة، فكانت تعطي بسخاء المحتاجين في روما والمناطق المجاورة، وقد عملت مع القديس باماخيوس Pammachius على إنشاء مبنى كبير في بورتو Porto لإضافة الفقراء والمرضى. وهكذا أنشأت مستشفى للمرضى الذين جمعتهم من شوارع روما وطرقاتها، وكانت تهتم بهم وترعاهم بنفسها. فكان هذا المبنى هو الأول من نوعه، وفي السنة الأولى من افتتاحه يقول القديس جيروم: “صار معروفاً من بارثيا Parthia إلى بريطانيا Britain”. أما عن سخائها في الخدمة والعطاء فيقول: “هل يوجد شخص عريان مريض على السرير لم ينل ثياباً منها؟ هل وجد أي شخص في عوز لم تقدم له عوناً عاجلاً بلا تردد؟ فإن روما لم تسعها لتمارس حنوّها. فقد قامت بنفسها وبواسطة وكلاء عنها موثوق منهم ومحترمون يجولون من جزيرة إلى جزيرة ويحملون كرمها?” يصف لنا القديس جيروم شوقها للعمل الدائم وخدمة المحتاجين فيقول: “كانت تري أسوار روما كسجن، تريد أن تنطلق من العبودية إلى الحرية من مدينة إلى أخرى للعطاء… لم تترك توزيع العطاء للآخرين بل تقوم به بنفسها”. “كانت دائمًا مستعدة، لم يستطع الموت أن يجدها غير مستعدة”. واستمرت فابيولا لا تهدأ في عملها، وكانت بصدد القيام برحلة طويلة حين تنيّحت سنة 399م، فخرجت روما بأكملها لتوديع خادمتها الحبيبة. في وصفه لموكب جنازتها يقول: “الشوارع والطرقات والأسطح حيث يمكن رؤية (الموكب) كانت لا تسع القادمين لمشاهدته. في ذلك اليوم رأت روما كل شعوبها يجتمعون معاً كواحد…” كان القديس جيروم على اتصال بفابيولا حتى النهاية، فكتب لها رسالتين: الأولى عن كهنوت هارون والرموز والمعاني السرّية للملابس الكهنوتية، والثانية عن محطات (وقفات) بني إسرائيل في التيه متأثراً بعظات العلامة أوريجينوس عن سفر العدد، ولم يكن قد أكمل هذه الرسالة حتى وقت نياحتها، فأرسلها إلى أوشيانوس مع رسالة عن حياة فابيولا وسيرتها. ماذا قال عنها القديس جيروم؟ فابيولا مفخرة المسيحيين، أعجوبة الأمم، أسفَ الفقراء على موتها وكانت تعزية الرهبان. بريق إيمانها لا يزال يشع! هل أشير إلى ملابسها البسيطة التي كانت ترتديها بخطة في ذهنها، وإلى ثوبها الشعبي الذي اختارته بإرادتها، وثوب الأمَة لتخزي به الفساتين الحريرية؟ موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قدراطُس الرسول | الولادة: – الوفاة: – هو أحد السبعين تلميذاً الذين انتخبهم السيد المسيح. وُلد بمدينة أثينا وكان من أغنيائها وأكابر علمائها. آمن بالسيد المسيح وخدَمَه، ولما نال المعزي يوم العنصرة بشَّر بالإنجيل المقدس وذهب إلى بلاد كثيرة. ودخل مدينة مغنيسية وبشّر فيها، فآمن أهلها فعمّدهم وعلّمهم الوصايا المحيية، ثم عاد إلى أثينا وعلّم فيها أيضاً، فرجموه وعذبوه بأنواع كثيرة، وأخيراً طرحوه في النار، فنال إكليل الشهادة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس أسقف البهنسا | الولادة: – الوفاة: – مظالم السلطان الأشرف برسباي كانت مصر سنة 1420م تحت حكم السلطان الأشرف برسباي وكانت الضيقات والآلام على أشدها، لأنه حتى الذين جحدوا فاديهم جرياً وراء المناصب العليا وحب المال لم يكن جحودهم واقياً لهم من غضب السلطان. ومقابل الظلم والجحود برز بعض الآباء الساهرين الذين جاهدوا إلى جانب البابا، في سبيل تقوية العزائم والصمود في وجه الضيقات. رعايته وكتاباته أبرز هؤلاء الآباء الأنبا قرياقوس أسقف البهنسا الذي لم يكتفِ بافتقاد شعبه ووعظه وتوجيهه، بل وضع الميامر العديدة في قيامة رب المجد وفي لجوء العائلة المقدسة إلى مصر، وفي مديح السيدة العذراء، وفي مديح الشهيد بقطر الذي كان من مدينته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – كان شماساً، وكان رفقاؤه سيسينيوس Sissinius ولارجُس Largus وسماراجدُس Smaragdus يساعدون ويشجّعون المسيحيين الذين أُجبِروا على العمل في بناء حمامات الإمبراطور دقلديانوس فقُبِض عليهم. حدث أن شَفَى قرياقوس أرتيميا Artemia ابنة الإمبراطور، فمُنِح منزلاً مكافأة له، وفي هذا المنزل أنشأ مكاناً للعبادة. ثم ذهب إلى بلاد فارس بناء على طلب الملك، لأن ابنته كانت تعاني من نفس حالة أرتيميا، فشفاها كذلك. وبعد عودته إلى روما قُبِض عليه وعُذّب بناء على أمر ماكسيميانوس مع لارجُس وسماراجدُس، ثم قُطِعت رؤوسهم جميعاً. وقد نقل البطريرك مارسيللوس الأول Marcellus I بعد ذلك أجسادهم ودفنها بإكرام. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس السائح | الولادة: – الوفاة: – محبته للوحدة كان في زمان الأنبا بنيامين بطريرك الإسكندرية رجل من قرية اسمها قديماً قرية الملكة ثم سمّيت تيده، أنار الله عينيه ورغب في الوحدة. فقام وأتى إلى البابا وسأله أن يصلي عليه ويقرّبه للوحدة، وسأله أن يسكنه قلاية على شاطئ البحر ليكون فيها حبيساً. فصلّى عليه وأتى به إلى صومعة مبنيّة بالحجر، وأعانه الله على الوحدة والانفراد وكان الناس يأتون إليه من جميع الأماكن ليتباركوا منه. مع والي الملك هرقل كان والي الملك هرقل في مصر يضطهد المسيحيين فيها لرفضهم قبول إيمان مجمع خلقيدونية. فمنهم من أطاع خوفاً من سفك الدماء، ومنهم من أطاع في الظاهر لكن في باطنه مازال مؤمناً، وكان حزن عظيم في الشعب. علم الوالي بوجود رجل ناسك بقلاية على شاطئ البحر، فأنزل إليه من ينزله من صومعته غصباً، فصلى القديس فوقع عليهم سباتاً حتى أنهم صاروا كالسكارى فخفي عن أعينهم. ورجعوا إلى الوالي وقالوا له أنهم لم يشاهدوه. وكان من قبل قد أنبأهم أنه ستأتي أمة مختونة بالجسد تهلكهم وتخرجهم وتَملُك مكانهم، فأخبروا الوالي بذلك. الله يقوته مضى القديس لوقته إلى البرية وكان مقيماً في مغارة يأوي إليها وحش، فكان يأنس إليه ولا يهرب منه. ولما طال الوقت ولم يكن له طعام، سأل الله بما يقوت به جسده ليقوَى على الصلاة لأنه لضعف جسده من الصوم لم يكن يقدر أن يقف. وبينما هو كذلك إذ ببقرة وحشية أتت إليه وهي تصيح، فدنى منها، ورأى ضرعها مملوءً من اللبن، إذ هلك ولدها وكانت تومئ إلى ضرعها ليحلبها لشدة الألم. فمدّ يده وأخذ إناء فخارياً وحلب من ضرعها لبناً وذاق منه فوجده مثل العسل. وتغذّى ذلك اليوم وشكر الله. وفي اليوم الثالث أتت إليه طالبة مثل المرة الأولى ففعل كذلك، وكانت تأتيه كل ثلاثة أيام وكان غذاؤه منها. وأقام على هذا الحال عشر سنين والبقرة لم ينقص لبنها ولم يكن القديس محتاجاً إلى شيء من الطعام غير ذلك. محاربات الشيطان لما رأى عدو الخير ما صار إليه القديس ظهر له في صورة وحش مخيف جداً، وكان يتراءى له عند الصلاة ويخيفه من منظره، فيسأل الله ويرشم عليه علامة الصليب المقدس فيغيب عنه. أيضاً عند نومه يأتيه ويهجم عليه كأنه يريد أن يأكله، فيرشم عليه علامة الصليب أيضًا فيبتعد عنه. ولما طال ذلك قال القديس في نفسه لقد أسأت في هذا المكان قدام الله، لذلك هو يريدني أن أسكن مكاناً غيره، ويجب أن أعمل إرادته. انتقل إلى مغارة أخرى بجانبها، ولكن الشيطان حاربه فيها بأشكال كثيرة: مرة ظهر له في صورة ناسك عابد، ومرة في صورة عسكر عظيم راكبين خيولاً أمسكوه وربطوه وضربوه وأرادوا أن يلقوه من أعلى الجبل. ومرة ظهر له في صورة فارسٍ أراد حمله إلى العالم ليخرجه من البرية. ومرة في صورة ملاك بجناحين ناداه باسمه يريده أن يتبعه. وفي كل مرة كان القديس يرشم الصليب المقدس فيختفي عنه، ولما رأى الله صبره منع عنه عدو الخير. لقاؤه مع البابا بنيامين كان البابا بنيامين يتساءل في نفسه عن الحبيس وما فعله الله به، وسأل الله أن يريه إيّاه إن كان حياً. وفي يوم الأحد الذي يلي أحد القيامة في كنيسة مار مرقس بالإسكندرية رأى راهباً عليه ملابس رثة رديئة المنظر دخل إلى الكنيسة ووقف في إحدى زواياها. ولما انتهى القداس دعاه البابا إلى قلايته وقدم له طعاماً، فأومأ القديس كأنه يأكل لكنه لم يأكل شيئاً. وكان الأب البطريرك ينظر ذلك، ولما اختلى به قال له: “أيها الأب القديس من أين أتيت؟ وإلى أين تذهب؟” فلم يقدر أن يخفي شيئاً لأنه البطريرك. أجابه: “أنا ابنك الذي كنت في صومعة تيده والافراجون”. فأحنى الأب البطريرك وجهه إلى الأرض، وقال للقديس: “بارك عليَّ يا أبي قرياقوس فإني أمجد الله الذي أراني إياك دفعة أخرى، والشكر للّه لأنه استجاب طلبتي ولم يخيب فكري، إذ سألته أن ألتقي بك إن كنت حياً. والآن بارك عليَّ”. وسأله أن يقص جميع ما ناله وأمر إيسيذورس الكاتب أن يكتب سيرته. نياحته بعد أن أقام عنده ثلاثة أيام انطلق إلى مكانه بعد أن عرَّفه أنه سيموت بعد أربعة أشهر بالمغارة التي يقيم بها. ولما اقترب ذلك التاريخ أرسل البابا في طلب سمعان أسقف رشيد وتيدر أسقف أتريب وخائيل أسقف دمياط وإيسيذورس الشماس الكاتب، وأوعز إليهم أن يمضوا إلى مكان القديس قرياقوس ليحضروا نياحته ويدفنوا جسده. في الطريق ظهر لهم الشيطان عدو الخير على شكل وحشٍ مفزعٍ أراد أن يهلكهم. فرآهم القديس وهم مذعورين تائهين في البرية فدنى منهم وعزّاهم وأخذهم إلى مغارته، وعرَّفوه ما حدث معهم في الطريق، فأجابهم: “لا تخافوا إنه العدو مبغض الخير الذي صبّ عليَّ تجارب كثيرة”. وأقاموا يومين وفي اليوم الثالث تنيح، فدفنوه كما أوصاهم الأب البطريرك ثم عادوا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قرياقوس وجوليتا أو يوليطة الشهيدان | الولادة: – الوفاة: 304 تكشف لنا قصة استشهاد القديسين يوليطة وطفلها الصغير قرياقوس عن قوة الإيمان الذي تحدي الإمبراطورية الرومانية بكل أسلحتها وسلطانها، وتحدى العذابات والألم، بل وتحدي المشاعر الطبيعية كالأمومة ليحيا المؤمن أشبه بكائن سماوي يفوق الزمن. القديسة يوليطة قسّم الرومان منطقة آسيا الصغرى (تركيا) إلى عدة أقاليم رومانية مثل ليكاؤنية وكيليكية وكبادوكية وبيسيدية وفريجينية وجاليتا الخ. لكل إقليم عاصمته. وُلدت القديسة يوليطة في مدينة أيقونية عاصمة ليكاؤنية. وهي تنحدر من سلالة ملوك آسيا، لها مركزها الاجتماعي المرموق بجوار غناها وجمالها وتقواها. كانت محبة لخدمة الفقراء والمحتاجين. تزوّجت رجلاً تقياً يخاف الرب، وأنجبت منه طفلاً بهي الطلعة حسن المنظر أسمياه قرياقوس، وهي مشتقة من غريغوريوس أو جريجوري. توفي الزوج في ريعان شبابه وترك قرياقوس مع الأرملة الشابة يوليطة. عندما شدّد دقلديانوس اضطهاده على المسيحيين هناك أرادت ترك مدينتها طلباً للسلام لتذهب إلى مكان آمن حيث لا يعرفها أحد. فقد بدأ الحاكم الروماني دومتيانوس في نشر الاضطهاد في جميع مدن الإقليم بكل وحشية. خشيت الأم لئلا إذا قُتلت يقع طفلها الصغير في أيدي الوثنيين فلا يتمتع بالإيمان المسيحي. إلى سلوكية ثم إلى طرسوس أخذت طفلها قرياقوس الذي كان عمره ثلاث سنوات، وكان جميلاً جداً وجذاباً، مع اثنين من خدمها وذهبت أولاً إلى سلوكية بسوريا، حيث وجدت حاكمها الروماني أشد عنفاً وقسوة من حاكم ليكاؤنية في تعذيبه للمسيحيين، ومن ثمّة تركت المدينة وذهبت إلى طرسوس عاصمة كيليكية. كان وصولها إلى المدينة مع وصول الحاكم إسكندر وحاشيته معه، فتعرّفوا عليها وفى الحال قادوها إلى السجن. أما الجاريتان فهربتا من وجه الجنود، ولكنهما كانتا تتبعان يوليطة وابنها وتنظران إليهما من بعيد. دعوة للاستشهاد بعد هروبها من وجه الاستشهاد مرتين خوفًا علي إيمان طفلها شعرت حين أُلقي القبض عليها بسلامٍ داخلي. أدركت أن عناية الله التي دعتها للاستشهاد كفيلة برعاية ابنها والحفاظ علي إيمانه. محاكمة يوليطة لما أحضروها لتُحاكم، وقفت أمام إسكندر ممسكة بيد ابنها. اندهش الحاكم الروماني لجمالها الفائق وصغر سنها، وتعجّب لهذا الطفل البهي الطلعة، فنزل من كرسيه ودنا منها ودار بينهما الحوار التالي: ما هو اسمك أيتها الحسناء؟ ومن أين أتيت؟ أنا مسيحية. مسيحية! هل أنت من أتباع المصلوب؟ نعم أنا مسيحية! ألا تعلمين أن ملكنا المعظم قد أمر بتعذيب جميع المسيحيين وقتلهم؟ نعم أنا أعلم ذلك. كيف إذن تجاهرين وتعترفين أنك مسيحية؟! ألا تخافين الموت؟ ألا تنظرين إلى جمالك؟ اعلم أيها الوالي أن جميع المسيحيين مستعدون للعذاب والموت من أجل مسيحهم القدوس. وثق أن تعذيبكم وقتلكم لهم يزيدهم شجاعة وعدداً. ألا ترهبون الموت؟ كلا! لأن الموت هو طريقنا للحياة مع إلهنا الحي يسوع المسيح، وجميعنا نشتاق إلى هذا اليوم. ثار الحاكم جداً وحكم عليها بالتعذيب، وأُخذ قرياقوس من بين يديها بالرغم من دموعه وتوسلاته. وحمله الحاكم على ركبتيه في محاولة لتهدئته، لكن عيني الطفل وأذنيه كانت متجهة فقط نحو أمه. وأثناء تعذيبها كانت يوليطة تردد: “أنا مسيحية” فصرخ قرياقوس بشدة: “وأنا أيضاً مسيحي”. استشاط الحاكم غضباً، وأمر بتجريد القديسة يوليطة من ثيابها وجلدها حتى يتمزق جسمها. استشهاد الطفل قرياقوس بينما كان الجلادون يضربون القديسة يوليطة بكل وحشية أمام ابنها، كانت تصرخ: “أنا مسيحية!” كانت تحتمل الألم بإيمان وفرح وهي تنظر إلى ابنها كمن تسنده للثبات علي إيمانه. كان الوالي يلاطف الطفل وأراد أن يقبّله، لكن الطفل لم يعره اهتماماً بل كان متجهاً نحو أمه. أخيراً في محاولة الطفل للتخلص من يديْ إسكندر للذهاب إلى أمه، ركله ونشب أظافره في وجهه، فاستشاط إسكندر غضباً وأمسك برجل الطفل وقذفه من على السلم، فكُسرت جمجمته واستشهد في الحال. وبدلاً من أن تتأسف أمه على موته، قدمت الشكر لله لأنه وُهب لابنها إكليل الاستشهاد. استشهاد القديسة يوليطة ضاعف موقفها هذا من غضب الحاكم الذي شدّد عذاباتها حتى قُطع جنبيها، وأخيرًا أمر بقطع رأسها بحد السيف وإلقاء جثمانها وجثمان ابنها في الموضع الذي تُلقي فيه قمامة المدينة. ربط الجلادون حبلاً في رقبتها وسدّوا فمها حتى لا تنطق بعبارة: “أنا مسيحية”، ثم ساقوها إلى ساحة الاستشهاد. هناك سألتهم أن يصبروا عليها قليلاً. فركعت القديسة وصلّت إلى ربنا يسوع قائلة: “أشكرك يا إلهي القدوس لأنك دعوت ابني الحبيب قرياقوس قبلي. وبأخذك إياه من هذه الحياة الفانية وضعته مع مصاف ملائكتك وقديسيك في فردوس النعيم. الآن أتوسل إليك يا مخلصي الصالح أن تقبل روح أَمتك يوليطة. وأن تجعلني مع العذارى الحكيمات اللواتي دخلن إلى المساكن العلوية النقية البهية الطاهرة، حيث أباركك يا يسوع إلهي مع أبيك الصالح وروحك القدوس إلى الأبد آمين”. إذ أكملت صلاتها رشمت ذاتها بعلامة الصليب المقدس وسلّمت رقبتها للجلادين فقطعوا رأسها. وألقوا بجسدها مع ابنها خارج المدينة، وكان ذلك حوالي سنة 304م. جسدا الشهيدين تقدمت الخادمتان سراً وأخذتا الجسدين ودفنتاهما في حقلٍ بالقرب من المدينة. حين انتهى زمن الاضطهاد بمُلك قسطنطين، تقدّمت إحدى الخادمتين وكشفت عن مكان القبر، ويُقال أن عظام القديس قرياقوس قد نُقلت في القرن الرابع إلى إنطاكية. إنك في سنك الصغير وعقلك الناضج احتملت الآلام بطريقة موحشة يا قرياقوص المنتصر… تعالوا وانظروا يا جميع الناس مشهداً جديداً ونادراً. من رأى والياً ظالماً مهزوماً أمام طفل صغير؟ يا للمنظر العجيب، فإنه يرضع من ثديي أمه ويهتف أثناء الرضاعة: لا تخافي يا أمي من تعذيب سلطان هذا العالم، لأن المسيح قوة للذين يؤمنون به. عن ليتورجية بيزنطية السلام لك يا قرياقوس القديس، لأنك في الثالثة من عمرك غلبت العدوّ وما لديه من آلات تعذيب كثيرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كاؤو الشهيد | الولادة: – الوفاة: – دعوة للاستشهاد كان من بمويه إحدى بلاد الفيوم. وفي الوقت الذي صدر فيه أمر دقلديانوس بعبادة الأصنام كان هذا القديس مقيماً في مسكن بناه لنفسه ليتعبّد فيه خارج بلده، فظهر له ملاك الرب في الرؤيا وقال له: “لماذا أنت جالس هنا والجهاد ميسور؟ قم الآن وامضِ إلى اللاهون حيث تجد هناك رسول والي الإسكندرية. اعترف أمامه باسم السيد المسيح فتنال إكليل الشهادة”. تحطيم التمثال الذهبي استيقظ القديس من نومه فرِحاً ومضى إلى اللاهون، فوجد الرسول على شاطئ البحر. فلما نظره الرسول فرح به وأعجبه حسن منظر شيبته فأكرمه كثيراً وأجلسه على كرسي، ثم أخرج من جيبه صنماً من ذهب مرصعاً بالحجارة الكريمة وقال له: “هذا هدية الملك إلى والي أنصنا”. أخذه القديس في يده وصار يقلبه معجباً بحسن صنعه، ثم طرحه على الأرض فكسره. فغضب رسول الملك منه، وأمر فربطوا القديس كاؤو وأخذه معه إلى والي أنصنا وهناك أعلمه بقضيته. فعذّبه الوالي كثيراً ثم أرسله إلى والي البهنسا فعذّبه هو أيضاً. ولما لم يخضع لعبادة الأوثان قطعت رأسه فنال إكليل الشهادة. حضر بعض المؤمنين وأخذوا الجسد إلى المكان الذي كان القديس يتعبد فيه فدفنوه فيه وبنوا له كنيسة هناك فيما بعد. وقد أظهر الله فيها آيات كثيرة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابراسيوس القديس | الولادة: – الوفاة: 430 كان الأب الروحي والمرشد للقديس هونوراتُس Honoratus of Lrins وكان رجلاً عالماً، هذا ترك أمجاد العالم ليحيا حياة الوحدة والتعبّد في بروفنس Provence. زاره في وحدته هونوراتُس وشقيقه فينانتيوس Venantius – وكانا حينذاك شابين في مقتبل العمر – ليتعلّما منه حياة الكمال. إذ آمنا أنهما قد دُعيا مثل إبراهيم أب الآباء ليتركا أهلهما ومدينتهما اتجها إلى بلاد المشرق، ورافقهما في الرحلة كابراسيوس. كانت رحلتهم شاقة، واِعتَلَّت صحتهم بسبب ما تحمّلوه من أتعاب، وعند مودُن Modon باليونان توفي فينانتيوس، وبعدها عاد رفيقاه إلى بلاد الغال ، وفي جزيرة صحراوية تدعى ليرين Lrins عاشا حياة آباء الصحراء. تجمّع حولهما تلاميذ كثيرون حتى بنى لهم هونوراتُس ديراً لسكناهم ووضع لهم نظاماً وترتيباً لحياتهم انتشر بعد ذلك في بلاد كثيرة. ومع استمرار كابراسيوس أباً ومرشداً لهونوراتُس إلا أنه لم يصر رئيساً للدير، وقد تنيّح سنة 430م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابراسيوس الأسقف الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أسقف آجن عاش في القرن الثالث وكان أول أسقف لمدينة آجن Agen حين بدأ داكيان Dacian اضطهاد المسيحيين (راجع سيرة “فيث Faith الشهيدة”) هرب معظمهم من المدينة، وخرج معهم أسقفهم كابراسيوس ليهتم برعايتهم. ومن مكان اختبائه كان شاهداً على تعذيب الشهيدة فيث، وحين رأى المعجزات التي أجراها الله معها نزل من مكان اختبائه إلى مكان استشهادها، ووقف أمام داكيان ليوبّخه. مقاومته لداكيان سأله داكيان عن اسمه فأجاب بأنه مسيحي وأسقف ويدعى كابراسيوس. أُعجب به داكيان ووعده بعطايا وهدايا إن هو جحد الإيمان، فأجابه القديس بكل ثبات أنه لا يريد أية عطية سوى أن يحيا مع إلهه، وإن أعظم هدايا وكنوز يحصل عليها هي التي لا تفنى. عذاباته سلّمه داكيان للمعذبين، وكان ثباته مؤثراً لكل الموجودين، فأمر الحاكم بإلقائه في السجن. في اليوم التالي حُكِم عليه كابراسيوس بالموت، وفي الطريق إلى ساحة الاستشهاد تقابل مع أمه التي شجعته على الثبات في الإيمان. ثم انضمت إليه ألبرتا Alberta أخت فيث وشابان شقيقان هما بريموس Primus وفيليسيان Felician، وكانوا كلهم مصمّمين على الاستشهاد معه رغم كل المحاولات من الحاكم لإثنائهم عن ذلك. أخيراً سيقوا كلهم إلى معبد ديانا في محاولة أخيرة لإقناعهم بالذبح هناك، وإزاء رفضهم قُطِعت رؤوس الجميع ونالوا إكليل الشهادة. قد أعقب استشهادهم مذبحة عنيفة لجماعة كبيرة من الوثنيين أعلنوا إيمانهم بالمسيح حين رأوا ثبات كابراسيوس ورفقاءه، فكان الجنود يعملون سيوفهم فيهم بينما أخذ الواقفون يرجمونهم بالحجارة حتى استشهد عدد كبير منهم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابريولُس الأسقف | الولادة: – الوفاة: 435 هو أسقف قرطاجنة ويرتبط اسمه في التاريخ بمجمع أفسس الذي انعقد سنة 431م، إذ أنه حين لم يستطع السفر إلى المجمع بسبب هجمات البربر كتب رسالة إلى المجمع يشرح فيها الإيمان المستقيم. وقد قُرِأت هذه الرسالة مع أخرى من سيليستسن Celestine أسقف روما وثالثة من القديس كيرلس بابا الإسكندرية في المجمع، وحين قُرِأت رسالة كابريولُس علَّق القديس كيرلس قائلاً: “هذا هو ما نقوله كلنا وهذه هي رغبتنا كلنا”، واعتُبِرت الرسالة من ضمن أعمال المجمع. تنيّح الأسقف كابريولُس سنة 435م، إما في يوم 21 أو 30 من شهر يوليو. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| كابيتولينا الشهيدة | الولادة: – الوفاة: 399 شهيدة من كبادوكيا، اعترفت أمام الحاكم أن مسكنها هو أورشليم السمائية وأن آباءها هم معلمو المسيحية الذين كان من بينهم الأسقف فيرميلان Firmilan. قُبِض عليها ووُضِعت في السجن، وحين سمعت خادمتها إيروتيس Eroteis بذلك أتت إليها وأخذت تُقّبِّل قيود سيدتها. يُقال أن كابيتولينا قد قُطِعت رأسها يوم 27 أكتوبر وفي اليوم التالي قُطِعت رأس إيروتيس، وذلك في زمن الإمبراطور فالريان. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابطلماوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – أبطلماوس هذا غير أبطلماوس القس الذي استشهد مع القديسين (أباكير ويوحنا وفيلبس) بجوار دمنهور في 15 من شهر بؤونة. لقاؤه مع ببنودة السائح أبطلماوس بن نسطوريوس من مدينة دندرة، على الشاطئ الغربي من النيل مقابل مدينة قنا بالصعيد الأقصى. كان أبطلماوس قد أخذ بعض الجند وانطلق إلى الجبل في رحلة صيد، فالتقى هناك بالقديس ببنودة الراهب السائح (بفنوتيوس). اقترب الراهب منه بناء على صوت سمعه من السماء، لكن الجند استخفوا به من أجل رداءة ثيابه وحاولوا طرده، أما أبطلماوس فنزل عن حصانه وضرب للأب مطانية أمام الجند وطلب منه أن يرافقه… ثم أخذه إلى بستان له مملوء بالأشجار المثمرة. رأى القديس ببنودة هذا المجد الذي يعيش فيه الشاب أبطلماوس فصار يبكي. – أعلمني ما الذي يبكيك يا أبي؟ – يا ولدي ليس بكائي من أجل هذا المجد ولا تلك الكرامة التي أشاهدها، وإنما تذكرت الأمجاد التي أُعدت لنا في ملكوت السموات إن حفظنا وصايا الرب. – يا أبي لن أتركك، وكل ما تشير به عليّ أفعله. إنما أريد منك ألا تفارقني بل تمكث معي في هذا الموضع. – لا يمكنني أن امكث عندك. – إذن خذني معك إلى البرية. – إني أخاف سطوة أبيك، لكن إن كنت تريد الوصول إلى ملكوت السموات بطريق مختصر فها أنا أرسلك إلى مدينة أنصنا، عند رجل تقي عابد الله اسمه دوروثيؤس، يدعى (اللآبس النور) من أجل حسن عبادته. عندئذ كتب القديس ببنودة رسالة للقديس دورثيؤس يوصيه فيها بأبطلماوس. ثم نصح أبطلماوس قائلاً له أن يحذر لنفسه من عدو الخير الذي يثير عليه تجارب كثيرة من جهة امرأة شريرة تلتقي به في الطريق، طالباً منه ألا يكف عن ذكر اسم المسيح لكي يخلصه من التجارب والبلايا. كما أنبأه بأنه إذ يمضي إلى مدينة أنصنا يثير عدو الخير عليه رياحاً شديدة لتحطم السفينة، وطلب منه أن يسأل الرب الخلاص فينال عوناً سريعاً. مع الأب دوروثيؤس أطاع أبطلماوس وصية الأب ببنودة، وفي الحال تخفى وانطلق في الطريق ليجد ما قد أعلنه له الأب ببنودة يتحقق حرفياً، وإذ التقى الأب دورثيؤس (ضورتاوس) أعطاه الرسالة، فجلس معه الأب وأرشده أن يذهب إلى إريانا والي أنصنا ويعترف بالسيد المسيح، فينال الإكليل سريعاً عوض الطريق الطويل خلال الحياة الرهبانية. استشهاده انطلق إلى إريانا حيث اعترف بالسيد المسيح فأذاقه عذابات كثيرة، وأخيراً أمر الوالي أن يعبروا به النيل إلى الغرب إلى قرية طوخ الخيل، حالياً منطقة خربة شمال غرب طحا، وهناك عُلق على صارية عالية وبقي هكذا تسعة أيام حتى طعنه أحد الجنود في رقبته فأكمل شهادته في 11 من شهر كيهك. قيل أن عسل نحل كان يسيل من الصارية كل من أكل منه وهو مريض يشفى. دُفن جسده وأقيمت عليه كنيسة بعد انقضاء فترة الاضطهاد. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن الدهيري | الولادة: – الوفاة: – هو خريسطوذولوس الملقب بابن الدهيري، كان مطراناً في أيام البابا كيرلس بن لقلق (75)، في القرن الثالث عشر، على دمياط. كان ثقة في اللغة القبطية، وضع مقدمة لقواعدها النحوية معروفة باسمه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن المكين | الولادة: – الوفاة: 1273 من أراخنة الفكر في القرن الثالث عشر (توفي بدمشق سنة 1273 م). هو جرجس بن العميد، أخوه الأسعد إبراهيم كاتب الجيوش في عهد الملك العادل. لا نعرف عن سيرته الكثير، إنما نعرف أنه في محبته لله قد ترك مجد العالم وغناه وكرس حياته للعبادة والنسك مع البحث والدراسة في دير الأنبا يؤانس القصير بطرة، جنوبي القاهرة، فتضلع في القبطية والعربية واليونانية والمنطق والفلك والتاريخ. أما مؤلفاته فهي: 1. تاريخ مدني عنوانه (المجموع المبارك) يقع في جزئين، ترجم إلى عدة لغات منذ القرن السابع عشر. 2. كتاب الحاوي، كتاب عقيدي يحوي تفسير بعض الآيات الصعبة. 3. المستفاد من بديهة الاجتهاد، امتدح فيه المجدين والكادحين. 4. قام بتكملة تاريخ الطبري. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – أورد السنكسار القبطي سيرة القديس بافنوتيوس الأسقف تحت 11 من شهر بشنس دون أن يحدد اسم إيبارشيته. أحب هذا القديس الحياة الديرية، فترهب بدير القديس مقاريوس الكبير، وأجهد نفسه في النسك والحياة التعبدية التقوية كما تعلم القراءة والكتابة واهتم بالدراسة في الكتاب المقدس وكتب الآباء وقوانين الكنيسة. ذاع صيته فاستدعاه البابا فيلوثيؤس (الـ 63) في القرن العاشر، بعد أن مكث بافنوتيوس 35 عاماً في البرية. سامه البابا أسقفاً، ولأول مرة استبدل ثوبه الذي من شعر الماعز من أجل الخدمة ليعود فيلبسه مرة أخرى، ولم يكن يملك غيره. اشتد به المرض، فسأل السيد المسيح ألا تفارقه نعمته من أجل عمل الأسقفية، وكما كان يرعاه في البرية كل هذه السنوات يرعاه في الأسقفية، وإذ بملاك الرب يظهر له ويقول: “اعلم انك حين كنت في البرية لم يكن من يهتم بك عند مرضك، ولا تجد دواء، فكان الله يعضدك ويمنع عنك المرض، أما الآن فأنت في العالم، وعندك من يهتم بك وما تحتاجه عند مرضك”. هكذا أراد الله أن يعلم الأسقف بعد خبرة 35 عاماً في البرية أنه وإن كان قد اهتم به في الصحراء فلم يسمح له بمرضٍ لأنه لا يوجد من يعالجه، ولا دواء معه، لكنه إذ نزل للخدمة وسط شعبه وتعرض للمرض لا يمتنع عن العلاج! الله الذي رعاه في البرية بطريقة معينة يرعاه في العالم خلال الطب والدواء بطريقة أخرى! على أي الأحوال بقي في الأسقفية 32 عاماً ليستودع روحه في يديْ خالقه بعد أن استدعى الكهنة والشمامسة وسلمهم أواني الكنيسة معلناً أنه لم يحتفظ لنفسه بدرهمٍ واحدٍ، ثم باركهم وتنيح. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس القديس تلميذ القديس مقاريوس 1 | الولادة: – الوفاة: – يدعى أيضاً المتوحد، إذ عاش 24 سنة في الوحدة، كان يلبس ثوباً واحداً في ليالي الشتاء القارصة. مع عدم قيامه بدراسات كتابية غير أن الروح القدس وهبه عطية معرفة أسرار الكتاب، واعتبر كأبرع مفسر له. قيل أن كاسيان استقى منه معلوماته عن القديس مقاريوس الاسكندري، وإنه التقى بالقديسة ميلانية عام 373 / 374م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الصعيدى | الولادة: – الوفاة: – يرى اليونان المحدثون أن هذا القديس من أهالي صيدا. زار المؤرخ روفينيوس دير القديس بفنوتيوس المتوحد بالصعيد الأقصى عام 390، وكان القديس قد تنيح فروى لنا ما سمعه عنه. عاش في صعيد مصر في حياة مقدسة، حتى كان يسلك كملاكٍ على الأرض. تمتع بشفافية مرهفة وعلاقة وثيقة مع السمائيين. قيل إنه هو الذي قام بالدور الرئيسي في توبة تاييس الخاطئة، وإن كان البعض يرى أن القديس بيساريون هو المقصود، بينما يرى آخرون أن ما حدث مع أحد رجال الله يمكن أن يتكرر أيضاً مع غيره. لا نعرف تاريخ نياحته، وإنما قيل إنه إذ عرف وقت انتقاله وكان جماعة من المتوحدين حاضرين معه أسلم الروح بهدوء إلهي عجيب، وشهد الحاضرون الملائكة تحمل روحه وهي تسبح الله ممجدة إياه. القديس بفنوتي واللص يقدم لنا التاريخ القصة التالية التي تكشف عن شوق الله لخلاص كل نفس، إذ قيل إن القديس بفنوتي كان قد نما في الروح وسما في حياة الفضيلة في الرب، حتى كان ينظر بعض السمائيين. في إحدى المرات سأل عن مدى تقدمه في الفضيلة، فقيل له إنه بلغ قامة أحد محترفي الغناء في قرية مجاورة له. دُهش الأب جداً كيف يُقارن برجل محترف غناء في قامته الروحية بينما قد قطع شوطاً كبيراً في الحياة النسكية، وكرس كل وقته للعبادة، وتأهل للتمتع بمناظر سماوية. أسرع إلى القرية ليلتقي بهذا المطرب، ويسأله عن سلوكه، فأجاب أنه إنسان شرير يعيش على أموال سبق أن اقتناها من السرقة. ألحّ عليه أن يحدثه عن تصرفاته الحسنة، فأجابه أنه لا يذكر إلا أمرين: الأمر الأول أنه في فترة ممارسته لأعمال السرقة اختطف زملاؤه اللصوص عذراء كرست نفسها لله، وإذ أراد زملاؤه اغتصابها انتزعها من أيديهم واقتادها إلى قريتها دون أن يلحق بها ضرراً. والأمر الثاني أنه رأى في الصحراء امرأة في حالة إعياء شديد، حملها إلى مغارته وقدم لها طعاماً وشراباً دون أن يمسها، وإذ سألها عن سّر مجيئها إلى الصحراء أجابت أن دائناً قد زج برجلها وأولادها في السجن من أجل 300 قطعة من الفضة وأنه يطلبها فهربت منه ولها أربعة أيام لم تأكل قط، فتأثر جداً وقدم لها 300 قطعة من الفضة، هو أغلب ما لديه سائلاً إياها أن تنقذ رجلها وأولادها. تعجب القديس بفنوتيوس من هذا اللص الرحيم وعرف أن الله إنما أرسله لخلاص نفسه، فبدأ يحدثه عن محبة الله الحانية، وللحال ألقى الرجل مزماره وتبع المتوحد ليقضي ثلاث سنوات تحت رعايته يسلك طريق الكمال حتى تنيح. القديس بفنوتي ومضيف الغرباء إن كان الله قد قارن القديس بفنوتي المتوحد بلصٍ رأى فيه استعداداً وممارسةً للحب العملي، ففي دفعة أخرى قارنه الله برجلٍ متزوج أنجبت زوجته ثلاثة أولاد وعاش معها بعد ذلك كأخٍ، وكان لا يرفض قط ضيافة أحدٍ ولا يحتقر فقيراً ولا يمتنع عن مساعدة محتاج! لهذا كان القديس يقول لنفسه: “إن كان الذين في العالم يعملون أعمالاً ممتازة، فكم أكون أنا ملزماً كمتوحد أن أجتهد لكي أتقدم عليهم في تداريب التوبة؟!” وهكذا كان يزداد مثابرة وجهاداً في صلواته ونسكياته. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – سمع أريانا والي أنصنا بصعيد مصر عن الراهب بفنوتي، الذي كان يقطن بجوار دندرة وقد جذب الكثيرين بتقواه للسيد المسيح، فأرسل إليه قائديّ مائة لتعذيبه لكنهما فشلا في البلوغ إليه. في إحدى الليالي رأى القديس بفنوتي ملاكاً يحثه على الاستعداد للرحيل من هذا العالم، معلناً له أن أريانا يطلبه. تهلل القديس للخبر وحسب نفسه كمن يحتفل بعيد، وفي الصباح انطلق إلى الشاطئ في صحبة الملاك الذي عزاه واختفي. نزل الوالي من السفينة ليجد عدداً كبيراً من الرسميين يستقبلونه بحفاوة، فتقدم إليه الراهب ليقول له: “أيها السيد الوالي، إن الذي يحدثك هو بفنوتي الذي تفتش عنه بجدٍ، إنه بفنوتي المسيحي”. سار موكب الوالي إلى المدينة بينما كان بفنوتي مقيداً يحيط به الجند ليلقوا به وسط اللصوص والقتلة في السجن. استراح الوالي قليلاً ثم شكّل جلسة لمحاكمة الراهب بفنوتي، أخذ يلاطفه في البداية فكان يحدثه عن الأبدية، وبعد ذلك أمر بتعذيبه. أرسل له الرب ملاكاً يقويه ويشفيه من الجراحات حتى آمن الجلادان دينس وكاليماك واستشهدا على اسم السيد المسيح. أعاد الوالي الراهب بفنوتي إلى السجن حيث التقى بأربعين موظفًا كان الوالي قد أمر بسجنهم، وكان يحدثهم عن الإيمان والأبدية ففرحوا بكلماته، وخاصة وأنهم بالمساء رأوا كأن ناراً تلتهب في السجن فارتعبوا لكن السجّان طمأنهم بأن هذا المنظر يتكرر كل ليلة منذ سُجن هذا الراهب. كان الراهب يستغل كل فرصة للشهادة للسيد المسيح، فحينما أُستدعى من السجن مع الأربعين موظفاً، وأُشعل أتون ضخم تحت إشراف مائة جندياً لحرق الموظفين صار القديس بفنوتي يحدث المشاهدين عن الإيمان بالسيد المسيح في حضرة الوالي فاجتذب الكثيرين، الأمر الذي أذهل الوالي، فأمر بتعذيبه بالهنبازين حتى يتهرأ لحمه. وكان الرب يشفيه فآمن القائد وجنوده الأربعمائة الذين استشهدوا حرقاً. إذ كان عدد الشهداء يتزايد خشيّ الوالي من هياج الشعب، فأخذ القديس بفنوتي معه في السفينة إلى أنتينوه (الشيخ عبادة بملوي) حيث صلبه مربوطاً على جذع نخلة بتهمة التغرير بموظفي الدولة (الأربعين موظفاً)، وإثارة فتنة في الجيش (الأربعمائة جندياً). والعجيب أن الحراس اعترفوا بإلهه بعد أن أنزلوا جسده، واستشهدوا هم أيضاً. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس الشماس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان هذا الشهيد شماساً في Boou (ربما بافو بالصعيد الأقصى)، اهتم مع الجندي سلبون Silbon بالشهيد بانسني Panesniu في السجن، فشاركه إكليل الاستشهاد في أيام كلكيانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داوساس ورفقاؤه الشهداء | الولادة: – الوفاة: – رسامته أسقفاً أحد شهداء فارس Persia الذين استشهدوا سنة 361م. كان ضمن الأسرى الذين حملهم سابور Sapor حين استولى على فينيقية Phoenicia عاصمة زابدين Zabdienne سنة 360م. وحين مرض الأسقف هليودورُس Heliodorus أثناء الرحلة إلى فارس، وضع يديه على رأس داوساس وسامه أسققاً وسلَّمه المذبح المتنقل ومسئولية كل الذين نجوا من الهلاك، فقد رأى أن رسامة أسقف بيد أسقفٍ واحدٍ في مثل تلك الحالة الضرورية كافياً. القبض عليه كان الأسرى يحتفلون بسرّ الإفخارستيا يوماً بعد يوم مما أثار غضب المجوس، فرفعوا تقريراً إلى الملك متهمين المسيحيين بالاجتماع لكي يلعنوا الملك. أصدر سابور أوامره بالقبض على داوساس وكل المجتمعين معه واستجوابهم. وكلَّف قوة مكونة من 100 فارساً و200 جندياً برئاسة القائد أدارفارس Adarphares بتنفيذ هذا الأمر. وحين اجتمع داوساس وماريابُس Mariabus الأسقف المساعد والكهنة والشمامسة والشعب للاحتفال أعلمهم القائد برغبة الملك أن يذهبوا إلى مدينة صافت Saphet تحت جبل ناصبدين Nasebden في مقاطعة دافِن Daven، فأطاعوا ولكن حين وصلوا إلى أبواب المدينة أمر أدارفارس بالقبض عليهم وأخبرهم بأن الملك سمع أنهم يلعنوه، ولذلك فعليهم إما أن يعبدوا النار أو يأمر بقتلهم. حين سمع داوساس ذلك صرخ نحو أدارفارس قائلاً: “إن دم المسيحيين في الشرق مازال يقطر من بين أصابعكم. وسوف ترون أيضاً دماء المسيحيين في الغرب تراق”، ثم التفت إلى قطيعه وقال: “تشجعوا، وافتكروا أننا سوف نُعتَق من نير العبودية لنعود إلى بلدنا”. قُتلوا الأسرى خمسين خمسين حتى وصل العدد إلى 265 شهيداً بينما أنكر الإيمان 25 منهم. كان الشماس إبِدجيسو (عبد يسوع) Ebed-Jesu أحد الذين نُفِّذ فيهم الحكم وتُرِك ليموت، ولكن اعتنى به أحد الرجال في المنطقة حتى استعاد قوته، ودفن داوساس وماريابُس وبعض الكهنة معاً في مغارة أسفل الجبل وأغلقوا مدخلها بالحجارة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داود بن غبريال الراهب الشهيد | الولادة: – الوفاة: 1383 عاش في أواسط القرن الرابع عشر راهب اسمه داود بن غبريال البرجي، نجح بعض الأشرار في استدراجه خارج الدير ثم احتاطوا به وساقوه إلى الوالي. وحاولوا بمعاضدة الوالي أن يدفعوه إلى إنكار السيد المسيح، فلما فشلوا تماماً صدر الأمر بقطع رأسه سنة 1099ش (1383م)، فنال إكليل الاستشهاد المُعد له من سيده. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| داود المقاري القس | الولادة: – الوفاة: – خدمته في السودان نشأ وديع سعيد في أسيوط من عائلة حريصة على العقيدة الأرثوذكسية، مجاهدة في تدعيمها ضد التعاليم الغربية التي كان الأمريكيون يعملون على نشرها، وكانوا قد اتخذوا من أسيوط مركزاً لنشاطهم. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية فالتحق بوظيفة في وزارة الصحة، ثم سافر إلى السودان سنة 1914م للعمل، وهناك ساهم في بناء الكنيسة القبطية وفي مدارس التربية الكنسية والاجتماعات المسائية. بتوليته وخدمته بالقاهرة لما عاد إلى القاهرة سنة 1921م انتظم ضمن خدام كنيسة مار جرجس بالقللي. ومع استمراره في وظيفته الحكومية إلا أنه انضم أيضاً إلى جمعية أبناء الكنيسة. وإذ فضَّل التبتل خصص له زملاؤه في هذه الجمعية غرفة كأنها قلاية، ذلك أنه كان مشتاقاً إلى دخول دير القديس مقاريوس الكبير. كان بمثابة العمود الفقري للجمعية، فقد ألَّف هو وزملاؤه فرقة شمامسة للخدمة في كنائس مختلفة كل أسبوع وكانت تختار لهذه الخدمة الكنائس القائمة في الأحياء الفقيرة أو البعيدة. إلى جانب هذه الخدمة أصدرت الجمعية مجموعة من الكتب الهامة مثل كتاب الخولاجي، وصلوات الإجبية بالقبطي والعربي، والأناجيل الأربعة، وأسفار موسى الخمسة بالقبطية. ثم رأى وديع سعيد أن يُخرِج للأقباط تقويماً يتضمن تعاليمهم وأعيادهم إلى جانب الأعياد العامة. رهبنته كان خلال عمله البنَّاء للكنيسة مازال موظفاً في وزارة الصحة حتى وصل إلى وظيفة مدير مكتب وكيل الوزارة، كما كان قد حصل على الجزء الأول من الدكتوراه في القانون، إلا أنه قرر ترك كل ذلك، فاستقال ودخل الدير. خدمة مستمرة نتيجة لبعض الدعايات المغرضة صدر أمر بإخراج الراهب داود من الدير، فرجع إلى العالم ولكن بالزي الرهباني. عاد ليخدم بأكثر نشاط وبأكثر روحانية، وكأن قلبه لم ينكسر. فقد ساهم في بناء كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج، وبنى ملجأ للأولاد سماه “بيت النعمة” ملاصقاً للكنيسة، وبنى بعد ذلك مدرسة إلى جوار الملجأ لتكون المنشأتان في كنف الكنيسة. وإلى جانب الأبنية أصدر مجلة أسبوعية باسم الأنوار سنة 1946م، وبعد إصدارها بعدة شهور بدأ يصدرها شهرياً بالإنجليزية. إذ كان قد تفاهم مع هيئة اسمها “الجمعية الأفريقية الآسيوية المركزية” استهدافاً لنشر الثقافة القبطية خارج مصر، فكان في هذا المجال أيضاً سباقاً. بعد هذا الجهاد المستمر بلا هوادة، وبعد أن تاجر بوزناته إلى أقصى طاقته انتقل إلى فردوس النعيم. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| دانيال قمص شيهيت القديس | الولادة: 485 الوفاة: – تحمل سيرة هذا القديس شهادة حيّة عن حيوية الرهبنة القبطية ومجدها في القرن السادس. كان هذا القديس أبًا طاهراً كاملاً، خدم بلاده أعظم خدمة بأن قدم للكنيسة أساقفة أعلام من خلال برامج الدراسة التي كانت تُقَدم في الأديرة بهدف إعداد الرهبان لحسن تأدية رسالتهم، والذي كان هذا القديس أحد القائمين بالتعليم فيها مع غيره من الشيوخ الرهبان الذين اشتهروا بالعلم والتقوى. ليس ذلك فحسب بل أن رعايته شملت المتبتلات أيضاً فرعاهن أحسن رعاية. أسره وُلد سنة 485م، وارتحل إلى برية شيهيت وهو صبي. وقع تحت الأسر ثلاث مرّات في رهبنته المبكرة، ربما بسبب شغفه نحو الدخول إلى البرّية الداخلية. في المرة الثالثة صرع أسيره بحجر فأرداه قتيلاً وهرب. لكنه ظل تحت عذاب الضمير طوال حياته. طلب من البابا تيموثاوس الثالث (518-536م) عقوبة. وإذ حاول أن يقنعه بأن ذلك كان دفاعاً عن النفس، لأنه كان مرّ النفس جداً، ولكنه لم يقتنع، فرحل إلى روما والقسطنطينية ثم أفسس وأورشليم وإنطاكية يسأل أساقفة هذه البلاد. وأخيراً إذ لم يسترح سلّم نفسه للقضاء بالإسكندرية، لكن القاضي أخلى سبيله متمنياً لو قتل سبعة من هؤلاء البرابرة العنفاء. مع الشريفة أناسطاسية لما شاع صيته أتت إليه الشريفة أناسطاسية إحدى الشماسات اللواتي هربن مع القديس أنبا ساويرس الأنطاكي إلى مصر سنة 518م. وكانت غنية جداً. جاءت متخفية في زي الرجال وأعلمته بحقيقة أمرها، كما أنبأته بأنها هربت من وجه إمبراطور القسطنطينية الذي أراد الزواج منها. فترهبت ومكثت في مغارة بقربه مدة ثمانية وعشرين عاماً ولم يعلم بأمرها أحد. وكان أحد تلاميذ القمص دانيال يحمل إليها الخبز والماء مرة أسبوعياً ويتركهما عند باب مغارتها. وكانت كلما ساورتها الهواجس والهموم وصفت جميع ما خالجها من مشاعر بكتابته على حجر وتتركه عند باب المغارة، فيأخذه التلميذ إلى القديس دانيال الذي يكتب لها بدوره الرد ويرسله مع التلميذ. وكان القديس يختار رسوله ممن يجهلون اليونانية التي تكتب بها القديسة أناسطاسية، فتظل اعترافاتها سراً مكتوماً. مع أولوجيوس قاطع الأحجار في حوالي عام 525م، حدث ذات يوم أن ذهب القمص دانيال إلى المدينة ليبيع السلال التي صنعها بيديه، فأبصر إنساناً اسمه أولوجيوس كان يقطع حجارة كل يوم بقيراط ذهب، فيقتات منه باليسير ويطعم الفقراء بالباقي ولم يكن يدخر شيئاً. فلما أبصر القديس ذلك استحسن سيرته وطلب من الله أن يعطيه مالاً ليزداد في عمل الخير والرحمة، وسمع له الله. وجد أولوجيوس كنزاً أثناء عمله في الحجارة وأخذه ومضى إلى القسطنطينية، وسعى بماله حتى صار وزيراً وترك عمل الخير. فلما سمع بخبره القديس دانيال قصد القسطنطينية، وعرف سيرته وما صار إليه من عدم الخير. حاول القديس الالتقاء به لكن الجند منعوه. ثم رأى رؤيا كأن السيد المسيح جالس يحكم بين الناس، وكأنه أمر بتعليق القديس دانيال وطالبه بنفس أولوجيوس. ولما استيقظ من نومه عاد إلى ديره وسأل الله عن أولوجيوس أن يعيده إلى ما كان عليه. فظهر له ملاك الرب ونهاه أن يتعرض لحكم الله في خلقه. بعد هذا حدثت مؤامرة ضد يوستنيان سنة 532م، اشترك فيها أولوجيوس، وإذ أراد الإمبراطور البطش به هرب من القسطنطينية إلى مصر لينجو بنفسه. عاد إلى بلده يقطع الحجارة كما كان أولاً. فاجتمع به الأنبا دانيال وقصَّ عليه ما حل به بسببه، فعزاه وسنده ورده إلى محبة الفقراء. القديسة أناسيمون كشف القديس دانيال عن شخصية القديسة أناسيمون الملكة التي تخفّت في شخصية هبيلة لتعيش محتقرة في إحدى أديرة البنات بمصر. كما كشف عن شخصية قديس عظيم يُسمى مرقس كان يتسوّل أمام دار البطريركية. اللص التائب أراد لص أن يسرق أموال دير للراهبات، فتقمص شخصية أنبا دانيال، ودخل الدير ليلاً. سألته الراهبات أن يصلّي من أجل راهبة عمياء، وإذ لم يكن مسيحياً قال لهن أن يغسلن وجهها بالماء الذي غسلن به قدميه. وإذ انفتحت عيناها تأثر اللص جداً، وخرج إلى القديس أنبا دانيال الذي استقبله ببشاشة وأعلمه أنه كان معه بالروح حين دخل دير الراهبات. آمن اللص بالمسيحية وتتلمذ على يدي أنبا دانيال. تعرضه للاضطهاد تعرض القديس للضرب حتى كاد يفارق الحياة، وذلك لأنه شجب طومس لاون وعقيدة مجمع خلقيدونية أمام مندوب الملك يوستنيان. اضطر إلى الهروب إلى مدينة تامبولا (حالياً مركز شبراخيت) حيث أقام بجوارها ديراً مكث فيه حتى مات يوستنيان عام 565م. مع أندرونيكس وزوجته أثناسيا كانا من أثرياء إنطاكية، مات أولادهما جميعاً فجأة فدخلا في حزنٍ شديدٍ. لكنهما عادا إلى حياة التسليم للَّه، وقرّرا الرهبنة. جاء الزوج إلى القديس أنبا دانيال الذي نصحه أن يستودع زوجته في إحدى أديرة الراهبات ثم يعود إليه. تتلمذ على يدي أنبا دانيال لمدة 12 عاماً. وإذ أراد زيارة الأماكن المقدسة التقى براهبٍ يود الذهاب إلى أورشليم، فتحدثا معاً في الطريق، وتعاهدا أن يعيشا معاً عند عودتهما. وبالفعل سكنا في الدير الثامن عشر بالإسكندرية (اوكتوكا يديكاثون). وبقيا هناك 12 عاماً، وكان القديس دانيال يفتقدهما. أخيراً تنيح الراهب واكتشف أندرونيكوس أن الراهب هو زوجته أثناسيا، فأقام في قلايتها. اهتمامه بالرهبان والراهبات عاش القديس دانيال قمص شيهيت أربعين سنة ونصف في الصحاري مداوماً على الصلاة والصوم، مهتماً بالرهبان والراهبات الخاضعين لرئاسته. وقد نال هذا القديس أحزاناً كثيرةً في سبيل الإيمان، وأظهر الله على يديه آيات كثيرة، وعرف زمان انتقاله من هذا العالم، فجمع الرهبان وأوصاهم وثبتهم وعزاهم ثم تنيّح بسلام في الثامن من شهر بشنس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزما الأسقف القديس | الولادة: – الوفاة: – عاش في زمن البابا ثيؤدوسيوس البطريرك الثالث والثلاثين، وذلك في القرن السادس الميلادي. كان أسقف مدينة أنتينوبوليس (في منطقة مَلَّوي الآن) واحتمل النفي مع البابا ثيؤدوسيوس بأمر الإمبراطور جوستينيان، على أن الأنبا قزما لم يُنفَ غير ثلاث سنوات، أصدر بعدها الإمبراطور العفو عنه. ولو أن هذا العفو لم يشمل الأنبا ثيؤدوسيوس، إذ توهّم جوستينيان أن الاستمرار في حبسه قد يضعف من مقاومته في النهاية، فاحتفظ به وأفرج عن عدد من أساقفته. وسارع الأنبا قزما إلى مصر ولما وصلها ظل في الإسكندرية شهراً كاملاً. إذ تجمهر حوله أهلها يستفسرون عن باباهم وعن السبب في عدم عودته إليهم، شدّد هذا الأسقف قلوبهم بأن وصف لهم بالتفصيل ما جرى من المقابلات بين البابا والإمبراطور، كما وصف لهم بسالة البابا في تحمل السجن والبعد عن مصر وشعبه الوفي، فتعزّت قلوب الشعب بكلامه. بعد أن قضى الأنبا قزما شهراً في الإسكندرية عاد إلى أنتينوبوليس عاصمة كرسيه، فوصلها في موعد الاحتفال بعيد الشهيد كلوديوس الذي استشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس، وتزاحم الناس على الكنيسة في العيد في تلك السنة للاستشفاع بالشهيد والاستفسار عن البابا ثيؤدوسيوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان الأول البابا الرابع والأربعون | الولادة: – الوفاة: – بعد نياحة البابا ألكسندروس الثاني سنة 726م، اتجهت الأنظار إلى الناسك قزما (قزمان) أحد رهبان دير القديس مقاريوس الكبير ببرية شيهيت فانتُخِب بالإجماع، ومن ثَمَّ أقامه الأساقفة في نفس السنة على سدة الكنيسة القبطية. كان من أهل بناموسير، سيم بغير اختياره، إذ كان يميل إلى حياة الوحدة. قصر أيام باباويته على أن هذا البابا لم يجد نفسه جديراً بهذه الكرامة العظمى التي أولاه إياها إكليروس الكنيسة وشعبها، كذلك امتلأت نفسه أسى حين علم أن الخليفة عمر بن عبد العزيز قد كتب إلى حيّان بن شُريح عامل الخراج في مصر يقول له: “أن يجعل جزية موتى القبط على أحيائهم”، وأضاف إلى ذلك الجزية على القرى، فكل قرية عليها مقدار من المال يجب تأديته بغض النظر عمن يموت من أهلها. بإزاء هذا الشعور بعدم الاستحقاق الذي طغى على الأنبا قزما، وهذا الأسى الذي ملأ قلبه لعدم قدرته على حماية شعبه من الجزية المتزايدة المبالغ فيها، أخذ يبتهل إلى الله ليلاً ونهاراً ضارعاً إليه أن ينقله من هذا العالم بدلاً من أن يضرع إليه أن يمنحه النعمة لتأدية واجباته الرعوية مخالفاً بذلك الأوامر الإلهية (يو17:15). ولقد استجاب الله لطلبته، فلم يلبث الأنبا قزما أن انتقل إلى الدار الباقية بعد مرور خمسة عشر شهراً على ارتقائه الكرسي المرقسي، فمرّت أيام باباويته مرور السحاب العابر. وهكذا اضطر الإكليروس والشعب إلى التشاور من جديد فيمن يكون رئيسهم الأعلى، وانتهت بهم الشورى إلى انتخاب ثيؤدوروس أحد رهبان دير دمنو بمريوط. نبوة عن قصر أيام باباويته كان بظاهر مريوط دير يُعرف بطمنوة تحت رئاسة أب يُدعى يحنس نال نعمة عظيمة، وكان الرب يشرّفه بعمل عجائب على يديه، وكان له تلميذ يخدمه اسمه ثيؤدورس فاق كل من في الدير. في أيام البابا الكسندروس سلف البابا قزمان قال الأب يحنس لتلميذه: “اعلم يا ابني أنه في السنة التي يتنيح فيها الكسندروس أتنيح أنا معه، وأنت تجلس على كرسي الرسول الجليل مار مرقس، ولكن ليس بعد البابا الكسندروس، وإنما بعد الذي يأتي بعده”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان الثاني البابا الرابع والخمسون | الولادة: – الوفاة: 859 سيامته بطريركاً بعد نياحة البابا ميخائيل الثاني سنة 849م، اجتمع الأساقفة والأراخنة للتشاور فيمن يخلف البابا الراحل، فألهمهم الروح القدس بانتخاب راهب في رتبة الشمّاسية اسمه قزما (قزمان) من دير الأنبا مقاريوس الكبير، فأخذوه لساعتهم إلى الإسكندرية حيث وضع عليه الأساقفة الأيدي، وسيم بطريركاً في 24 كيهك من نفس السنة التي توفي فيها سلفه. مقر إقامته بعد رسامته بأيام قصد إلى الفسطاط ليتقابل مع الوالي، وكان في ديوان الولاية إذ ذاك قبطيّان اسم أحدهما مكاري وثانيهما إبرآم واشتهر كلاهما بالصلاح والتقوى، وكانت لهما حظوة لدى الوالي الذي أشار عليهما بتلبية جميع ما يطلبه البابا. ولما كان مكاري وإبرآم يرغبان في إبداء كل إجلال للبابا السكندري، فقد طلبا إليه أن يقيم في بلدة دميرة شرقي الفسطاط بدلاً من الإسكندرية ليكون قريباً من مقر الولاية، فقبل طلبهما وقضى بها كل أيام باباويته. علاقته ببطريرك إنطاكية كان أول ما قام به البابا قزما الثاني بوصفه البابا المرقسي هو كتابة رسالة الشركة إلى أخيه في الخدمة الرسولية بطريرك إنطاكية، وقد عبَّرت هذه الرسالة عن وحدة الإيمان الأرثوذكسي الذي يربط بين الكنيستين، فجاءه الرد عليها يطفح مودة وإخلاصاً. البابا والأيقونات وفي أيامه أمر قيصر الروم بمحو الأيقونات من الكنائس، فبعث إليه هذا البابا وناظره حتى أقنعه ورجع به إلى حسن الاعتقاد وأمر بإعادة الصور إلى ما كانت عليه. لقد سعد الأنبا قزمان وشعبه بالطمأنينة والسلام إذ كان الخليفة المتوكل يحسن معاملة رعاياه على اختلاف أديانهم. وفي وسط هذا الهدوء انطلق الأنبا قزما الثاني من أغلال هذا الجسد وانضم إلى أسلافه بعد سبع سنوات وسبع شهور قضاها على الكرسي المرقسي، وكانت نياحته في 21 هاتور سنة 576ش الموافقة 859م. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان السينائي | الولادة: – الوفاة: – اتهامه ظلماً سكن في دير بجبل سيناء، وذات مرّة دخل رجل شرير إلى خيمة رجل إعرابي متزوج وأضجع مع ابنته، وقال لها الشرير: “قولي أن أنبا قزمان الراهب هو الذي فعل الشر معي”، فقالت لأبيها هكذا. أخذ الرجل سيفه ورفعه قاصداً ذبح القديس قزمان، ولكن يده انثنت فلم يستطع قتله. فذهب إلى كنيسة الدير وقال للآباء ما فعله الشيخ مع ابنته، فأحضره الآباء وجلدوه عدة جلدات وأرادوا طرده من الدير. لكنه ألحَّ عليهم قائلاً: “اسمحوا لي أن أمكث هنا من أجل الله لكي أتوب عن خطيتي”. فعزلوه بعيداً عن الاخوة ثلاث سنين، وأمروا الجميع بعدم الاقتراب منه. وكان يقضي وقته بمفرده ويذهب إلى الكنيسة كل أحدٍ فقط، ويقدّم توبة ويرجو الآباء أن يصلّوا من أجله. ترك الدير لعزلته ونبذ الرهبان له، سمح لفكر شيطان الكبرياء أن يدخل إلى قلبه فأعلن لهم الحقيقة، وأنه لم يسقط مع الفتاة، فاجتمع الرهبان حوله وأعلنوا ندمهم على نبذهم له وطلبوا منه أن يصفح عنهم، فقال لهم: “إنني حقاً قد سامحتكم ولكنه لم يعد من الممكن أن أمكث معكم بعد ذلك، إذ لم أجد منكم مشجعاً يعطف عليَّ”، ورحل من الدير. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| قزمان الثالث البابا الثامن والخمسون | الولادة: – الوفاة: – سيامة بطرس مطراناً على أثيوبيا انتخب بطريركاً بعد نياحة البابا غبريال الأول سنة 921م، وقد استهل باباويته برسامة الراهب بطرس مطراناً على أثيوبيا وبعد أن زوّده بالنصائح وأوصاه بالتفاني في رعاية شعبه أرسله إلى تلك البلاد. هجوم الفاطميين واضطراب بالإسكندرية من الشدائد التي قابلها هذا البابا ما حدث من تقتيل وتدمير في البلاد، نتيجة لهجوم الفاطميين على الإسكندرية والاستيلاء عليها، قبل أن يتمكن الخليفة العباسي من استرداد المدينة بعد إرسال الإمداد الحربي اللازم، وقد قاسى المصريون الأهوال بعد انسحاب الجيش الفاطمي، وذلك لأن جند الولاة المتنافسين أخذوا يسلبون وينهبون ويقتلون دون تفريق بين مسلم ومسيحي. راهبان يسببان قلاقل بأثيوبيا كذلك قاسى البابا نتيجة ما حدث من اثنان من الأقباط اسم أحدهما مينا والآخر بقطر زوَّرا خطاب باسم البابا قزمان وأخذاه إلى أمير الحبشة يدّعيان فيه أن بطرس ما هو إلا أسقف مزيّف وأن المطران الحقيقي هو مينا، وتسببا في قلاقل كثيرة بين الأمير والمطران والبطريرك. إذ سيم الأنبا بطرس مطراناً على أثيوبيا قوبل بحفاوة عظيمة. وإذ كان الملك يجود بأنفاسه الأخيرة استدعاه إليه وكلّفه أن يتولى الوِصاية على ولديه، وعند بلوغهما سن الرشد يعين منهما ملكاً من يراه أفضل من الآخر حسب الكفاءة. بعد مدة سلّم المطران المُلك إلى الابن الأصغر إذ رآه حكيمًا سديد الرأي، فاستاء الابن الأكبر من ذلك إلا أنه لم يُبدِ أدنى معارضة. ذهب الراهبان إلى أثيوبيا وطلبا من الأنبا بطرس مطران أثيوبيا مالاً، فأبى. زوّرا ختماً باسم البابا قزمان وكتبا رسالة إلى كبار المملكة بأثيوبيا مؤدّاها أن المدعو بطرس مطران غير شرعي لم يعين من قِبله، وانه غير راضٍ على تعيين الابن الأصغر ملكاً، لأن الأكبر أولى منه بالمُلك، واعتبار مينا حامل هذا الرسالة مطراناً وإقامة الابن الأكبر ملكاً. سلّم مينا الخطاب للابن الأكبر فأطاع رجال الدولة أمر البابا ونفوا المطران وأقيم مينا مطراناً وبقطر وكيلاً له. لكن سرعان ما تجمّع الأشرار حول الملك (الابن الأكبر) وصارت حرب أهلية بينه وبين الابن الأصغر انتهت بأسر الملك (الابن الأصغر) وسجنه. حدث خلاف بين مينا وبقطر، وقام الأخير بطرد العاملين في المطرانية أثناء غياب مينا ونهب كل ما في المطرانية وهرب إلى مصر حيث جحد مسيحه. إذ سمع البابا قزمان أسرع وكتب رسالة إلى ملك أثيوبيا يحرّم فيها مينا، ويشجب تصرفاته ويأمر بإعادة المطران الحقيقي. قام الملك بقتل مينا ظاناً أنه بهذا يجلب رضا البابا، وإذ استدعى المطران بطرس وجده قد مات لشدة ما لحقه من عذابات في منفاه. وكان له تلميذ فأخذه الملك وأقامه مطراناً دون أن يسمح له بالذهاب إلى مصر لينال السيامة من البابا خشية أن يوصيه بنزع المُلك عنه وإعطائه لأخيه. ولما علم البابا بذلك غضب ولم يشأ أن يرسم لهم مطراناً، ونسج على منواله أربعة بطاركة، فاستمرت أثيوبيا بلا مطران سبعين عاماً لم تُرسل لها الكنيسة مطراناً واحداً. نياحته من كثرة المشاكل والضيقات التي مرّت بالشعب طغى الحزن على قلب الأنبا قزمان، فلم يجد أمامه غير طريقين: مداومة الصلاة والصوم، وزيارة شعبه وتفقد أحواله ليعزّي القلوب المضطربة ويثبت النفوس الخائرة. ويبدو أن حزنه هذه المرة كان أقوى من أن يحتمل فتداعت قوته الجسمية، ولم يلبث أن استودع روحه في يديّ الآب السماوي سنة 933م. من رسالته إلى الأنبا يوحنا الأنطاكي 61 ورد نصّها في كتاب “اعتراف الآباء” نقتبس منها الآتي: [فإن تعليم النصارى العظيم واجب أن نزكّيه بعيون عقولنا وقلوبنا، مقرّين بثالوث ذي الجوهر الواحد، مساوٍ في الكرامة، إله واحد، متحد بالجوهر، متميز بالأقانيم من غير اختلاط. لهذه الأقانيم ذات اللاهوت الواحد، بمجدٍ ومُلكٍ وسلطانٍ واحدٍ، وقوة وإرادة وأزلية واحدة، ولذا قال مخلصنا المسيح في الإنجيل: “أنا وأبي نحن واحد، ومن رآني فقد رأى الآب الذي أرسلني”. وقوله هذا يحملنا على أن نُقر بالقوة الواحدة والجوهر الواحد خاليًا من جسدٍ للثالوث القدوس… ليس لهذا الابن الواحد طبيعتان، واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها، بل طبيعة واحدة للّه الكلمة الذي صار جسداً، الذي له السجود مع جسده. وقد قال هذا القول أثناسيوس معادل الرسل المشهور بنقاوة تعليمه، إذ قال: “ليس هما ابنان، واحد ابن الله الحق فنسجد له وآخر من مريم إنسان لا نسجد له، بدعوى أنه صار ابناً لله بالنعمة. لكن الذي من الله هو إله كما قلنا وهو ابن الله وليس هو آخر، الذي وُلد في آخر الأزمان من مريم كما قالت الطاهرة مريم البتول في جوابها لرئيس الملائكة جبرائيل: “من أين لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً.” فأجابها الملاك: “الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العليّ تظللك، ولهذا فإن المولود منكِ قدوس وابن الله يُدعى”. فنحن نعلم يقيناً أن الكلمة بن الله الحيّ تجسد أقنوميّا بالروح القدس، ومن مريم البتول الطاهرة، من غير زرع بشر، بجسمٍ معادل لجسمنا، قابل الآلام مثلنا، إذ لم يكن خيالاً أو صورة وهميّة، بل كان ذا مادة محسوسة بنفسٍ عاقلة ناطقة، صار واحداً مع اللاهوت، وهو ابن مريم مولود منها في آخر الزمان، مساوٍ لأبيه ومساوٍ لنا وهو واحد لا أكثر. ونقول أيضاً أن أعمال هذا الواحد التي تليق بلاهوتٍ والتي تليق بناسوتٍ تُنسب لهذا الواحد لا إلى طبيعتين أو أقنومين وبروسوبين، ولا بصفة فعلين وخاصتين بعد ذلك الاتحاد السرّي، بل نقول أنه مسيح واحد دائماً. وأنه طبيعة واحدة هو الإله الكلمة الذي صار جسداً، فلا نفرق هذا الواحد إلى اثنين، ونعبد أحدهما دون الآخر. هذا هو تعليم أسلافنا الأطهار الذين لم يرضوا بقسمة هذا لا بالفكر ولا بالقول.] بعث البابا رسالة أخرى إلى الأنبا باسيليوس بطريرك أنطاكية لا تخرج في معناها عمّا ورد في الرسالة السابقة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كاتب قيصر | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الثالث عشر. هو الرئيس الأوحد علم الرئاسة أبو اسحق إبراهيم ابن الشيخ الرئيس أبي الثناء ابن الشيخ صفي الدولة كاتب الأمير علم الدين قيصر. وضع مقدمة في قواعد اللغة القبطية معروفة بكتاب “التبصرة في أصول اللغة القبطية”، توجد نسخة منه في مكتبة باريس الأهلية. وضع أيضاً تفاسير في إنجيل متى، وأعمال الرسل، ورسائل بولس، والكاثوليكون، وسفر الرؤيا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كبر | الولادة: – الوفاة: 1323 من رجال القرن الثالث عشر. هو الشيخ المؤتمن شمس الرئاسة أبو البركات بن كبر. كان كاتباً للسلطان بيبرس الدويدار، أخلص له وعاونه في تأليف كتاب نفيس لا يزال مخطوطا مع أنه معروف في أوربا، هو “زبدة الفكر في تاريخ الهجرة”. ترك خدمة السلطان وسيم كاهناً لكنيسة العذراء الشهيرة بالمعلقة، فاهتم بالرعاية الروحية للشعب، كما وضع مجموعة من المؤلفات تكشف عن شخصه كعالم فاضل ولاهوتي ضليع ومؤرخ كنسي، وقد تنيح في 15 بشنس 1040 ش (1323م). من مؤلفاته: . كتاب عن الميرون، وصف فيه المواد التي يتألف منها وكيفية طبخه. . جلاء العقول في علم الأصول، الملقب بكشف الأسرار الخفية في أسباب المسيحية، يتضمن 18 فصلاً في وحدانية الله وتثليث أقانيمه والتجسد الإلهي (توجد نسخة بمكتبة الفاتيكان وأخرى بدمشق). . مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة، يمثل موسوعة لاهوتية كنسية. توجد نسخة منه في كل من مكتبة الفاتيكان ومكتبة برلين والمكتبة الأهلية بباريس. . البيان الأظهر في الرد على من يقول بالقضاء والقدر. . الخطب، خاصة بالأعياد والمواسم. . السلم الكبير: قاموس للغة القبطية، طبع في روما عام 1643 م، ونشر بالقبطية واللاتينية والعربية، ويعتبر من أنفس الكتب في القبطية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كتامة | الولادة: – الوفاة: – هو الشيخ المكين بن البركات، من رجال القرن الحادي عشر. كان كاتب الدولة في خلافة الفائز، محباً للكنيسة. بنى كنيسة باسم الشهيد مارجرجس بأعلى كنيسة مار بقطر، كما جدد كنيسة الشهيد مارمينا التي تقع على مقربة منها، وأيضاً كنيسة الأربعة مخلوقات الحية غير المتجسدين ودير نهيا بالجيزة. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن كليل | الولادة: – الوفاة: – هو المكين سمعان بن كليل بن مقارة، من أقرباء ابن العميد. ترهب ببرية الإسقيط بعد أن خدم في ديوان الجيش في أيام الناصر صلاح الدين يوسف. له كتاب: “روضة الفريد وسلوة الوحيد”. توفي في أوائل القرن الثالث عشر. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابن سباع | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الحادي عشر، هو يوحنا بن زكريا. كان لاهوتياً ضليعاً، وضع كتاب: “الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة”، طبع بمصر عام 1902 م. يتضمن التعاليم عن التثليث والتوحيد، والخلقة، كما قدم شرحا دقيقاً لطقوس الكنيسة ومعانيها الروحية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| ابو الكرم | الولادة: – الوفاة: – من رجال القرن الثالث عشر. هو بطرس أبو شاكر بن الراهب، كان شماساً لكنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة، عام 1260 م. وعندما تنيح الباب يؤانس السادس (76) خاض في المعركة الانتخابية مرشحاً للأسف نفسه، وتاركاً لأعوانه استخدام وسائل غير شرعية كدفع مبلغ من المال لبيت لمال… لكنه فشل. وجه اهتماماته بعد ذلك إلى الكتابة فوضع الآتي: 1. الشفا في كشف ما استتر من لاهوت المسيح وما اختفى. 2. مقدمة في التثليث والتوحيد. 3. في حساب الأبقطي مع مقدمة إضافية بالقبطية والعربية. 4. كتب في التاريخ: التواريخ، تاريخ ابن الراهب، المجامع السبعة المكانية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاديوس الأسقف | الولادة: – الوفاة: – يذكر بروسبر Prosper of Aquitineأن أجريكولا Agricola أفسد كنيسة بريطانيا بنشر البدعة البيلاجية (نسبة إلى بيلاجيوس الراهب البريطاني الذي كرز في روما في الفترة ما بين 400 و 410م، ونادى بأن خطية آدم لا تورّث، ويولد الأطفال أبرياء بلا خطية جدية، لذا فهم يُعمدون لا لغفران الخطية، وإنما للتمتع بالعضوية في المسيح وملكوت السماوات، وأن الإنسان قادر على الخلاص بجهاده الذاتي دون حاجة إلى نعمة الله، وأنه لا حاجة للنعمة للتمتع باستنارة الفكر، وقد اهتم كثير من الآباء خاصة القديس أغسطينوس للرد عليه لتأكيد دور النعمة الإلهية دون تجاهل لحرية الإرادة الإنسانية). أُرسل القديس جرمانيوس أسقف Auxerre إلى بريطانيا (عام 429م)، من قبل أسقف روما (البابا) كلستين الأول لإيقاف هذه الحركة البيلاجية بناء على طلب الشماس بالاديوس. وفي سنة 431 سيم هذا الشماس بواسطة (بابا روما) كأول أسقف على أيرلندا. واجه متاعب كثيرة ومعارضة، لكنه إذ كرز لكثيرين وبنى ثلاث كنائس صار محبوباً إلى حد ما. قبل نهاية العام شعر أن خدمته في روما أكثر ثماراً فترك أيرلندا، وانطلق إلى روما، لكنه مرض في الطريق ورقد في Fordun. يرى البعض انه استشهد في أيرلندا. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاريانوس الشهيد | الولادة: – الوفاة: – تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الأخوين الرومانيين بالاريانوس وتيبوريتوس أو ثيبورينوس. وُلد بروما من أسرة شريفة، تزوج الأول بفتاة مسيحية جميلة تُدعي كيليكية ابنة أحد الأشراف، استطاعت بحياتها التقية الورعة أن تجتذب رجلها إلى الإيمان المسيحي والحياة الإنجيلية. التهب قلب بالاريانوس بحب الله، مشتاقاً أن يكسب كل نفسٍ لمملكة المسيح، وبحبه كرز لأخيه، فقبل الأخ الإيمان ونال سرّ العماد، وسلك بتقوى وورعٍ، مكرساً كل حياته للعبادة حتى تأهل لرؤية الملائكة والحديث معهم عن الأسرار الإلهية. إذ ملك دقلديانوس وأثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين، كان هذان القديسان يقومان بتكفين أجساد الشهداء ودفنها. وشى بعض الأشرار بهما لدى طرسيوس حاجب الملك، الذي استدعاهما وسألهما عن عقيدتهما فأعلنا إيمانهما بلا خوف. وصار يلاطفهما من أجل شرف أصلهما وإذ لم ينثنيا عن إيمانهما صار يهددهما، وأخيراً ضرب عنقيهما بعد تعذيبهما. إذ وقف يشاهد منظر قتلهما رأى ملائكة نورانيين تنزل من السماء لتزف نفسيهما كما بموكبٍ سماويٍ فآمن طرسيوس بالسيد المسيح، وأعلن إيمانه، فسُجن ثلاثة أيام بعدها نال إكليل الشهادة مع كليكية زوجة بالاريانوس. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بالاديوس القديس | الولادة: 363 الوفاة: – يعتبر من أهم مؤرخي الرهبنة القبطية، زار منطقة نتريا والقلالي، وعاش كصديقٍ للقديس مقاريوس الإسكندري، لكنه كان بفكره أكثر قربًا للقديس أوغريس البنطي بل يُحسب تلميذاً له، إذ تلاقيا خلال محبتهما لفكر أوريجينوس من جهة الاتجاه العقلي التأملي عوض الحياة الرهبانية البسيطة، فأقاما أشبه بمدرسة رهبانية داخل الحياة الرهبانية المصرية، ضمت أنصار الفكر الأوريجيني، الأمر الذي سبب شرخاً وانقساماً في رهبنة نتريا على وجه الخصوص. نشأته ورهبنته وُلد في غلاطية سنة 363 أو 364م، وتثقف ثقافة عالية. لا نعرف عن عائلته الكثير، إنما نفهم من كتابه “التاريخ اللوزياكي Lausiac History” أن والده كان عائشاً حتى سنة 394م، وأن أخته وأخوه كرسا حياتهما، وإن كان كتابه “حوار بخصوص حياة القديس يوحنا الذهبي الفم” يكشف عن أن أخاه Brisson عاد وترك هذا العمل الديني بكامل حريته ليفلح بستانه الصغير بنفسه. إذ بلغ القديس بالاديوس من العمر 23 عاماً دخل الحياة الديرية في جبل الزيتون بأورشليم ليتتلمذ على يديْ إينوسنت، كما أقام فترة صغيرة مع البيديوس بالقرب من أريحا. وفي حوالي سنة 388م أراد أن يلتقي بمتوحدي مصر ويتعرف عليهم ويتتلمذ على أيديهم، فذهب إلى الإسكندرية وبقي فيها قرابة ثلاث سنوات. التقى بالقديس إيسيذورس الذي كان يدير دار الضيافة بالبطريركية، وهذا سلمه للقديس دورثيؤس الطيبي أو الصعيدي الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال من الإسكندرية، وإذ كانت معيشة هذا المتوحد تفوق احتمال القديس بالاديوس تركه وانطلق إلى نتريا ومنها إلى منطقة القلالي ليقيم فيها تسع سنوات حتى إذ اعتلت صحته اضطر إلى العودة إلى الإسكندرية للعلاج. في نتريا والقلالي بقى في نتريا سنة واحدة أو أقل وفي سنة 391م ذهب إلى القلالي ورافق القديس مقاريوس الإسكندري حتى تنيح عام 394م فانضم إلى القديس أوغريس أو إيفاجريوس البنطي ليتتلمذ على يديه حيث كان الاثنان يحبان أوريجينوس. التصق أيضاً بمحبي أوريجينوس مثل أمونيوس وإخوته الطوال القامة. كان ينتقل من القلالي إلى شيهيت خلال التسع السنوات التي قضاها في منطقة القلالي، كما ذهب خلال هذه الفترة إلى أسيوط (ليكوبوليس) ليزور القديس يوحنا الحبيس الأسيوطي الذي تنبأ له أنه سيصير أسقفاً. وقد حضر نياحة معلمه أوغريس سنة 399م. سيامته اسقفاً قلنا إنه ذهب إلى الإسكندرية للعلاج، لكن الأطباء أشاروا عليه أن يذهب إلى فلسطين كتغيير للجو عام 399م. ذهب من هناك إلى بثينية حوالي عام 400م، حيث سيم أسقفاً على هلينوبوليس Helenopolis كما تنبأ له القديس يوحنا الأسيوطي. دخل في الصراعات الخاصة بالحركة الأوريجينية، وقد ظهر مع القديس يوحنا الذهبي الفم سنة 403 في مجمع السنديان حيث وقف ليناصر القديس يوحنا. وفي سنة 405م سافر إلى روما ليشفع في القديس يوحنا. وفي السنة التالية نفاه الإمبراطور أركاديوس إلى صعيد مصر حيث بقى هناك إلى سنة 412م يتنقل في منطقتي طيبة وأسوان، من بعدها عاد إلى غلاطية كأسقف على Apsuna، وقد تنيح قبيل انعقاد المجمع المسكوني بأفسس سنة 431م. كتاباته 1. لعل أعظم ما قام به هو كتابه “التاريخ اللوزياكي Lausiac History”، وقد سُمي هكذا نسبة إلى لوسياس Lausus رئيس حجاب بلاط الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني، إذ أهداه إليه، كتبه حوالي عام 419/420م، يصف فيه الحركة الرهبانية في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى في القرن الرابع، ويعتبر من أهم مصادر تاريخ الرهبنة الأولى بعد كتاب “حياة أنطونيوس” بقلم البابا أثناسيوس الرسولي. 2. “حوار عن حياة القديس يوحنا ذهبي الفم”، كتبه في أسوان حوالي سنة 408م، إذ كان منفياً هناك بسبب التصاقه ودفاعه عن هذا القديس. وقد جاء هذا العمل هاماً في الكشف عن حياة يوحنا ذهبي الفم لكنه أظهر تحاملاً شديداً وبلهجة قاسية ضد البابا ثاوفيلس الإسكندري الذي لا ننكر خطأه في تورطه في قضية القديس يوحنا ذهبي الفم، ويُقال أنه ندم على ذلك قبل نياحته. 3. “عن شعب الهند والبراهمة”، مقال صغير ينقسم إلى أربعة أجزاء، غالباً الجزء الأول للقديس بالاديوس دون بقية الأجزاء. ملاحظة حدث خلط بين كتاب بلاديوس وكتاب آخر وضع حوالي سنة 400م عن “تاريخ رهبان مصر” يحوي ذات محتويات كتاب بالاديوس بواسطة كاتب مجهول. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| بافنوتيوس المتوحد القديس | الولادة: – الوفاة: – أحد النجوم اللامعة ببرية شيهيت، تسلم الرئاسة كقسٍ لشيهيت، وكان من كبار مدبري الحياة الرهبانية في القرن الرابع (يرى البعض أنه هو بعينه تلميذ القديس مقاريوس الإسكندري). عرف باسم “بفنوتيوس المتوحد” أو “الشيهيتي”، كما دُعى كيفالاس Cephalas وقد اختلف الدارسون في تفسير هذا اللقب، فالبعض يرى إنه يعني “أبا دماغ”، والبعض يرى أنها جاءت محّرفة عن “سمبلاس” أى “البسيط”. أما هو فكان يلقب نفسه بوباليس “الجاموسة” بسبب ضخامة جسمه، كنوع من تحقير نفسه. حياته الديرية وُلد مابين عامي 301 و 311م، تبع القديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه، ثم انفرد في حياة توحدية، وأخيراً انطلق إلى برية شيهيت ليستقر هناك، متتلمذاً على يديْ مقاريوس الكبير تحت رعاية القديس إيسيذورس قس شيهيت. لا نعرف متى سيم كاهناً، لكنه خلف القديس إيسيذورس كقس لشيهيت حوالي عام 373م، حيث انسحب الأخير مع القديس مقاريوس إلى الجنوب نحو البيامون لتأسيس دير أبي مقار، وكان القديس إيسذورس يتردد لفترة 12 عاماً حتى تنيح. صار القديس بافنوتيوس أب الأسقيط بعد نياحة القديس مقاريوس الكبير حوالي عام 390م وكانت قلايته تبعد حوالي خمسة أميال من الكنيسة. وعندما زار القديس يوحنا كاسيان شيهيت عام 399م كان القديس بافنوتيوس شيخاً في التسعين من عمره، وقد كتب عنه أكثر من مرة. عُرف بالحكمة والرزانة، فعندما حدث شقاق بين رهبان نتريا العقلانيين (الذين تبعوا أوريجينوس في نمط تفكيره) وبين البابا ثاوفيلس (23) بخصوص “شكل الله”، إذ حاول هؤلاء الرهبان تصويره بطريقة مادية ملموسة استطاع بحكمته أن يكسب الكل في محبة. من أجل استقامة إيمانه نفاه فالنس الأريوسي في قيصرية الجديدة وعند عودته وجدته القديسة ميلانيا أثناء زيارتها لنتريا، وكان لها شرف الحديث معه (يرى بعض الدارسين أنها التقت بالقديس بافنوتيوس الإسكندري إن كان شخصاً آخر). حبه لخلاص النفس قيل إن أخاً بدير أنبا أنطونيوس في بسبير Pispir أُتهم بخطية ما فانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس، وبعد قليل لحق به بعض الأخوة ليشتكوا عليه، وابتدأوا يوجهون ضده الاتهامات، أما هو فكان يدافع عن نفسه. تدخل القديس بافنوتيوس قائلاً للاخوة: “رأيت إنساناً سقط في الماء فغطس في الطين حتى ركبتيه، فجاء قوم ليساعدوه وينشلوه فما كان منهم إلا أنهم أغرقوه حتى عنقه”. فلما سمع العظيم أنبا أنطونيوس ذلك قال عن القديس بافنوتيوس: “انظروا هذا الإنسان إنه حقاً يستطيع أن يربح النفوس ويخلصها” (يُقال أن هذه القصة خاصة بالقديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الاسكندري). قيل أيضاً إن القديس بافنوتيوس لم يكن يشرب النبيذ قط، ولكن دفعة مرّ أمام عصابة من اللصوص وكانوا يشربون، وأن رئيس العصابة يعرف أنه ناسك لا يشرب النبيذ، فملأ كأساً له، وأخرج بيده سيفاً وهدده، قائلاً: “إن لم تشرب فسأقتلك”. أما القديس فحسب في ذلك جحداً لمشيئته الذاتية، حاسباً أن ما يفعله رئيس العصابة من قتل يهلك نفسه، ففضل أن يشرب الكأس من أجل خلاص الرجل، واثقاً أن نعمة الله لابد وأن تعمل فيه. تصاغر رئيس العصابة جداً في عينيْ نفسه أمام طاعة هذا الإنسان ووداعته، ولم يعرف ماذا يفعل سوى أن يعتذر، قائلاً: “اغفر لي يا أبتي لأني قد أحزنتك”. أجابه القديس: “إني متيقن أن الله سوف يغفر لك خطاياك من أجل هذه الكأس”. عندئذ في توبة قال رئيس العصابة: “وأنا أيضاً واثق بنعمة الله إني من الآن لن أحزن إنساناً ما”؟، وقيل أن الجماعة كلها تابت على يديه. كان مع الأب بافنوتيوس في الإسقيط أخ حاربته أفكار الزنا، فقال: “ولو إني تزوجت عشر نساء لا أشبع شهوتي”. فتوسل إليه الأب، قائلاً له: “لا يا ابني، فإن هذا الكلام هو بسبب حرب الشياطين”، فلم يقتنع الأخ، ونزل إلى مصر وتزوج. وبعد زمان التقى به الأخ وكان يحمل سلة بها صدفاً، فلم يعرفه، لكن الأخ قال له: “أنا تلميذك فلان يا أبتي”. فلما رآه بكى، وقال له: “كيف تركت ذلك الشرف وأتيت إلى الهوان؟ على كل حال، هل اقترنت بعشرة نساء كما ذكرت لي؟” فتنهد الأخ وقال: “بالطبع قد تزوجت واحدة، لكني أشقى كثيراً بسببها، ولا أعرف كيف أشبعها خبزاً”. قال له الأب: “ألا تعود إلينا من جديد؟” أجابه الأخ: “وهل من توبة يا أبتي؟” قال له: “نعم”، وللحال ترك كل شيء وتبعه وصار في الإسقيط كمبتدئ في الرهبنة. تجربته في حياته الرهبانية الأولى يروي لنا شينو في كتابه “قديسو مصر” قصة القديس بفنوتي القس كما لو كانت تخص شخصاً آخر غير القديس بافنوتيس تلميذ القديس مقاريوس الكبير، غير أن هذه القصة تبدو أنها خاصة به في بداية حياته الرهبانية، فقد نما القديس في الفضيلة بصورة رائعة الأمر الذي أثار أحد الرهبان إذ كان يحسده على سمعته الطيبة، وفي أحد الأيام تسلل الراهب من الكنيسة أثناء القداس الإلهي وأخفى كتابه تحت حصيرة الراهب الشاب بفنوتي. وبعد القداس الإلهي اشتكى لرئيس الدير أن كتابه قد سُرق في الدير، وإذ ألح على رئيس الدير أن يبحث عنه تألم الرئيس كيف تكون سرقة في الدير. وأخيراً استقر الرأي على إرسال ثلاثة رهبان إلى القلالي يبحثون عن الكتاب المسروق. وبالفعل بعد فترة عاد الرهبان يحملون الكتاب معلنين عن وجوده تحت حصيرة الراهب بفنوتي. أما هو فلم يعترض بل في اتضاع قبل قانون التوبة دون أن يظهر أية علامة تعجب أو دفاع عن نفسه. أُفرز الأب بفنوتي من بين الرهبان وضاعف أصوامه لمدة أسبوعين في هدوءٍ عجيبٍ، أما الراهب الذي دبّر له المكيدة فباغته روح شرير وسبب إزعاجاً للدير، ولم يستطع حتى القديس إيسيذورس أن يخرجه، بل كان يصرخ: “بفنوتي، بفنوتي، أريد بفنوتي”. في اتضاع جاء القديس بفنوتي المنبوذ من الكل، واعترف الراهب بشره طالباً الصفح عنه. من كلماته وتعاليمه ليكن عندكم الحزن أفضل من الفرح، والتعب أفضل من الراحة، والإهانة أفضل من الكرامة، وليكن عطاؤكم أكثر من أخذكم. مرة توجه البابا ثاوفيلس (23) إلى الإسقيط، فاجتمع الإخوة، وقالوا للأنبا بافنوتيوس: “قل للبابا كلمة واحدة لكي ينتفع”. فقال لهم الشيخ: “إن لم ينتفع بسكوتي، فحتى ولا بكلمتي ينتفع”، فسمع البطريرك ذلك وانتفع جداً. قال الأب بافنوتيوس: “لما كنت أمشي في الطريق ضللت بسبب الضباب، فوجدت نفسي أمام إحدى القرى. وهناك رأيت البعض يتحدثون، فوقفت أصلي من أجل خطاياي، فجاء ملاك يحمل سيفاً، وقال لي: “يا بافنوتيوس، إن الذين يدينون اخوتهم يهلكون بحد هذا السيف. أما أنت، فكونك لا تدين أحداً بل تتضع أمام الله وكأنك أنت الذي يرتكب الخطية، فإن اسمك قد كُتب في سفر الأحياء”. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الاناتوني القديس | الولادة: – الوفاة: – ذهب القديس تادرس إلى دير الاناتون Enaton الذي يبعد حوالي تسعة أميال جنوب غرب الإسكندرية، وغالباً هو غير تادرس تلميذ القديس آمون الكبير ورفيق الأنبا أور، وإنما كان معاصراً له. يسمى أيضا “تادرس الإسكندري” وقد جاء عنه انه قال: “لما كنت شاباً وكنت أُقيم في البرية ذهبت إلى المخبز لأحضر خبزتين، فرأيت هناك أخاً يهيئ خبزه ولم يكن له من يساعده، فتركت خبزي ومددت يدي للعون. ولما انتهيت جاء آخر ففعلت معه الأمر نفسه. ثم جاء ثالث، ففعلت معه كذلك. وهكذا كان حالي مع جميع القادمين إلى المخبز. وبعد أن انصرف الجميع أعددت خبزتي وانصرفت. كان مع الأب لوقيوس يدربان نفسيهما على حياة الغربة، فقد عاشا خمسين عاماً، متى جاء الشتاء يقولان بعد هذا الشتاء سنرحل من هنا، وهكذا متى حلّ الصيف، وبقيا هكذا يشعران أنهما راحلان. من كلماته: “إن حاسبنا الله على كسلنا في الصلاة وفتورنا في التسييح، لا يمكننا أن نخلص”. غالباً رأته القديسة ميلانيا الصغيرة سنة 412م، وتحدثت معه وقالت عنه إنه نبي. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الراهب الشهيد | الولادة: – الوفاة: – ولد بمدينة الإسكندرية، ونشأ في وسط جو عائلي مسيحي نقي. أحب حياة السكون فترك العالم وعاش راهباً في أحد أديرة الإسكندرية، يمارس أصوامه وصلواته ودراسته في الكتاب المقدس وكتب الآباء. إذ نُفيّ القديس أثناسيوس الرسولي وأُقيم بدلاً منه بطريرك دخيل يُدعى جورجيوس لم يقف الأمر عند مقاطعة الشعب للدخيل بالرغم مما تكلفه من ثمن لهذه المقاطعة، وإنما قام الآباء الرهبان بدورهم الإيجابي في تلك الآونة الحرجة، فقد ترك الراهب تادرس ديره ونزل إلى الإسكندرية يسند الشعب ويثبهم في الإيمان، وكان يجادل الأريوسيين ويفحمهم. وإذ رأى البطريرك الأريوسي منكر لاهوت السيد المسيح خطورة هذا العمل ألقي القبض عليه وصار يهدده، وأخيراً أمر بربطه في ذيل حصانٍ جموحٍ حيث أطلقوه فتهرأت أعضاء جسمه وارتوت شوارع الإسكندرية من دمه، وأسلم الروح، ونال إكليل الشهادة في السادس من شهر بؤونة. تمثل حياة هذا الشهيد النفس المشتاقة لحياة الخلوة والشركة مع الله، لكن بقلبٍ ملتهبٍ بخلاص الآخرين. لا يستطيع أن يستريح في ديره، والنفوس تهلك بسبب خداعات الأريوسيين وغياب البابا والأساقفة، لذا قام بالعمل بفرح ليشهد لمسيحه. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الرهاوي القديس | الولادة: – الوفاة: – يروي لنا بستان الرهبان عن لقاء القديس تادرس الأسقف مع حبيس شيخ سأله أن يعَرفه بسيرته من أجل الرب. فتنفس الحبيس الصعداء، وتنهد من صميم قلبه، وذرفت دموعه، وقال: “أما سيرتي فإني أخبرك بها إنما لا تشهرها إلا بعد انتقالي”. عندئذ بدأ الحبيس يروي للأسقف انه ذهب إلى دير وكان معه أخوه الأكبر منه، وقد بقيا بالدير ثلاث سنوات ثم جاء إلى البرية في بابل القديمة، وسكنا مقابر بالقرب من بعضها البعض. وكانا يقضيان حياتهما في العبادة بقلب نقي، وإن جاعا يخرجان يجمعان بعض الحشائش يأكلانها، ولم يكن أحدهما يكلم الآخر، بل كانا مشغولين في العبادة والتأمل، وكان يظهر مع كل أحد ملاك يحفظه. في أحد الأيام شهد هذا الحبيس أخاه يقفز من موضع كمن نجا من فخٍ فاندهش وصمم أن يذهب ليرى ما هو سرّ قفزه. ذهب فوجد ذهباً كثيراً، أخذه وذهب به إلى المدينة، هناك بنى بيتاً للغرباء، وأقام رجلاً يديره بعد أن أعطاه مبلغاً من المال، وقدم كل ما تبقى للفقراء، وعاد إلى موضعه لا يملك ديناراً واحداً، وكان يفكر في نفسه أنه نجح في تدبير المال الأمر الذي فشل فيه أخوه. ذهب إلى موضعه القديم ليجد الملاك الذي كان يراه قبلاً يتطلع إليه في حزن شديد ويقول له: “لماذا تتعجرف باطلاً، إن جميع تعبك الذي انشغلت به كل هذه الأيام لا يساوي تلك القفزة التي وثبها أخوك، لأنه ما جاز عن حفرة الذهب فحسب وإنما عبر أيضاً تلك الهوة الفاصلة بين الغني ولعاذر، واستحق بذلك السكنى في حضن إبراهيم، من أجل ذلك أصبح حالك لا يساوى شيئاً بالنسبة لحاله بما لا يُقاس، وها هو قد فاتك الكثير جداً. لهذا قد صرت غير أهل لأن ترى وجهه كما لا تحظى برؤياي معك بعد”. إذ قال له الملاك ذلك غاب عن عينيه. ذهب إلى مغارة أخيه فلم يجد أخاه عندئذ رفع صوته باكياً حتى لم يعد له قوة على البكاء. لم يقلل الملاك من شأن الصدقة والعطاء، ولكن ما تؤكده هذه القصة أمرين: الأول أن العطاء مع قلب متعجرف يدين الآخرين يُحسب كلا شئ. والأمر الثاني أن الله يطلب نقاوة القلب الداخلية قبل الأعمال الظاهرة، فقد سبق الأخ الأكبر أخاه بقفزة قلبه عن كل أمور العالم. أخيراً قام الحبيس سبعة أيام يطوف في البرية يبحث عن أخيه، وقد ترك البرية وجاء إلى مغارة يمارس العبادة بدموع 49 عاماً مشتاقاً أن يرى الملاك الذي لم يعد يراه، وفي السنة الخمسين ظهر له وامتلأت نفسه تعزيات سماوية. موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد … | آباء وقديسون | |
| تادرس الرومي الشهيد | الولادة: – الوفاة: – كان من أهل اسطير في زمان الملكين مكسيميانوس ودقلديانوس، اللذين لما بلغهما أن هذا القديس لا يعبد الأوثان استحضراه وعرضا عليه عبادة الأوثا |