الولادة: 1515
الوفاة: 1582
القديسة تريزا الأفيلاوية (القديسة تريزا من أفيلا)
وُلدت تريزا في أفيلا، إسبانيا، تحت اسم تريزا علي فاطمة كوريا سانشيز دي كابيذا إي أهومادا. كانت نشأتها في وقت مليء بالتغيرات: بعد اكتشاف كولومبوس للعالم الجديد وبدء الإصلاح البروتستانتي بقيادة لوثر. وسط هذه التغيرات، ظهرت تريزا كمثال يُرشد إلى السلام الداخلي في وسط الاضطراب الخارجي.
نشأت في بيت تميز بالتدين والصرامة، حيث كان والدها شديد الورع، بينما كانت والدتها تحب قراءة الروايات الرومانسية التي كانت تُخفيها عن والد تريزا. وهذا أدى إلى تناقض تربوي جعل تريزا تشعر منذ صغرها بأنها ستفشل مهما فعلت.
عندما كانت في السابعة من عمرها، حاولت الهرب مع شقيقها إلى بلاد المسلمين على أمل الاستشهاد، لكن عمهما أرجعهما في الوقت المناسب.
في سن المراهقة، كانت تهتم بالأزياء والشباب والتسلية، مما دفع والدها لإرسالها إلى دير للراهبات. كرهت المكان في البداية، ثم بدأت تكتشف حبها لله والراحة النسبية مقارنة بمنزلها الصارم.
الدخول في الحياة الرهبانية
رغم أنها لم تجد الحياة الرهبانية مغرية، قررت الدخول فيها باعتبارها “الخيار الأكثر أمانًا” لخطّاء مثلها، على حد تعبيرها. في الدير، بدأت بممارسة “الصلاة العقلية” لكنها لم تشعر بتقدم روحي يُذكر على مدى 18 عامًا.
واجهت صعوبات بسبب تسيب الحياة في الدير، حيث كانت الراهبات يهتممن بالمظاهر والزيارات الاجتماعية، مما صرفها عن الله. وكانت علاقاتها الاجتماعية تحجبها عن الصلاة الحقيقية.
أُصيبت بالملاريا، وأوشك الناس أن يدفنوها ظنًا أنها ماتت. أصيبت بالشلل لثلاث سنوات تقريبًا. بدلاً من أن تدفعها هذه المعاناة نحو الله، أصبحت عذرًا لترك الصلاة.
التجديد الروحي
في سن الـ41، أقنعها كاهن بالعودة إلى الصلاة. واجهت صعوبات كبيرة، لكنها واصلت. ووصفت الصلاة العقلية بأنها “علاقة صداقة حميمة بين الأصدقاء… مع من نعلم أنه يحبنا”. بدأت تحصل على اختبارات روحية عظيمة مثل الاندهاش الروحي، والاختطاف، والاتحاد بالله، بل وحتى الارتفاع الجسدي عن الأرض.
مع ذلك، كانت متواضعة جدًا، وطلبت من الله ألّا يمنحها هذه النعم علنًا. كانت تعتبر النعم الروحية “تأديبًا إلهيًا” لا مكافآت.
الإصلاح الكرملي
قررت في عمر 43 عامًا تأسيس دير جديد يعود إلى جذور الحياة الرهبانية: فقر، صلاة، وبساطة. رغم مقاومة الكنيسة والمجتمع لها، أنشأت دير “القديس يوسف” وسط تهديدات ومحاكمات. لكنّها واصلت، وقالت عبارتها الشهيرة:
“ليحميني الله من القديسين الكئيبين!”
دعت إلى حياة روحية فيها حب لا قوانين جامدة، وأعمال لا شعور فقط. وكانت ترى أن أفضل صلاة هي التي تُترجم إلى أفعال.
لاحقًا، سافرت لتأسيس أديرة إصلاحية جديدة وسط صعوبات كبيرة من رجال الدين وحتى النساء الأرستقراطيات. تعرضت لمعارضة من داخل الرهبنة وتم منعها من دخول بعض الأديرة.
وفاتها وإرثها
في 1582، ماتت تريزا بعد حياة حافلة بالتجديد والكتابة. تركت أثرًا هائلًا على الحياة الروحية في أوروبا كلها. أعلنت مُعلمة للكنيسة في عام 1970، كإحدى أول امرأتين تنالان هذا الشرف، بسبب كتاباتها وتعليمها العميق عن الصلاة.
رموزها: قلب، سهم، وكتاب.
شفيعة: المصابين بالصداع والكُتاب.
مؤسسة: رهبنة الكرمليات الحافيات.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت