الولادة: 1265
الوفاة: 1308
🏡 النشأة والولادة
ولد جون دونس سكوت في أواخر عام 1265م، بقرية دونس بالقرب من أدنبره في اسكتلندا. وُلِد في عائلة رائدة. وانتمى منذ شبابه إلى رهبانية الإخوة الأصاغر، وسُيِّم كاهنًا في 17 مارس 1291م، في سانت أندروز، نورثهامبتون، إنجلترا. وكان ذا ذكاء حادّ وميل نحو التأمل والتبصر، واستحق أن يُدعى “الملفان الدقيق”.
🎓 التعليم والدراسة الأكاديمية
فاتجه إلى دراسة الفلسفة واللاهوت في جامعات أكسفورد وباريس، وعندما أنهى دروسه بنجاح أصبح أستاذًا للاهوت في جامعتي أكسفورد وكمبريدج، ومن ثم في باريس، مبتدئًا في التعليق، كما كل معلمي ذاك الزمان، على أحكام “بياترو لومباردو”.
تمثل الأعمال الرئيسية لدونس سكوت في الواقع ثمرةً ناضجةً لهذه الدروس. وأهم متنه الفلسفية وشروحاته:
- “المؤلف الأكسفوردي”
- “مسائل في ميتافيزيقا أرسطو”
- “المذكرات الباريسية”
- “رسالة في النفس”
⚔️ الصراع السياسي والمنفى الاختياري
ورَحَل عن باريس عندما اندلع صراع خطير بين الملك فيليب الرابع الجميل ملك فرنسا والبابا بونيفاسيوس الثامن، وكانت القضية هي فرض ضرائب على ممتلكات الكنيسة لدعم حروب الملك مع إنجلترا.
عندما طُرِد بونيفاس كنسيًا، ردّ الملك بالدعوة إلى مجلس الكنيسة العام لإقالة البابا. إذ فَضَّل دونس سكوت المنفى الاختياري بدلًا من التوقيع على وثيقة معادية للحبر الأعظم، فُرِضت من قبل الملك على كل رجال الدين. وهكذا غادر دونس سكوت البلاد حبًّا بالكرسي الرسولي، جنبًا إلى جنب مع الرهبان الفرنسيسكان.
✨ المصالحة والعودة إلى باريس
بيد أن العلاقات بين ملك فرنسا والبابا بنديكتس الحادي عشر، الرجل القديس، داعية السلام وعمل له تقيًا، تَوصَّلت إلى مصالحة الكرسي الرسولي وفرنسا ورفع الحرم عن الملك.
وفي عام 1305م استطاع دونس سكوت العودة إلى باريس، وأصبح أستاذًا لتدريس اللاهوت. وأرسله رؤساؤه في وقت لاحق إلى كولونيا كأستاذ في المعهد اللاهوتي الفرنسيسكاني.
✝️ التأمل في سر التجسد
وقبل كل شيء، لقد تَأمَّل دونس سكوت في سر التجسد وأكَّد على، عكس العديد من المفكرين المسيحيين في ذلك الزمان، أن ابن الله كان سيتأنس حتى ولو لم تسقط الإنسانية في الخطيئة.
ويُجزم قائلاً: “أن الاعتقاد بأن الله كان ليتخلى عن هذا العمل لو لم يخطئ آدَم هو من غير المعقول تمامًا! أقول إذاً إن السقوط لم يكن سبب قدر المسيح – وحتى لو لم يسقط أحد، لا ملاك ولا إنسان – بهذا الافتراض لكان المسيح مقدّرًا له نفس الشيء.”
🌌 التجسد والعمل الخلاصي
ربما تثير هذه الفكرة الدهشة قليلاً، فقد نشأت لأن تجسّد ابن الله بالنسبة لدونس سكوت، المخطط له منذ الأزل من قبل الله الآب في مشروع محبته، هو اكتمال الخلق، ويجعل من الممكن لكل مخلوق، في المسيح وبواسطته، أن تفيض عليه النعمة، فيقدم الثناء والمجد لله على الأبد.
على الرغم من أن دونس سكوت يدرك في الواقع أن المسيح، وبسبب الخطيئة الأصلية، قد خلَّصنا بفدائه وموته وقيامته، فهو يؤكّد أن التجسد هو العمل الأكبر والأجمل في كل تاريخ الخلاص، وهذا لا يتأثر بأي حدث طارئ، بل يشكّل الفكرة الأصلية لله التي تتمثل أخيرًا في توحيد جميع الخلق بذاته في شخص الابن وجسده.
❤️ محبة الله في آلام المسيح والقربان الأقدس
وكتلميذ مخلص للقديس فرنسيس الأسيزي، كان دونس سكوت يحب التأمل والوعظ حول سر آلام المسيح الخلاصية، وهي تعبير عن محبة الله العظيمة.
ولا تظهر هذه المحبة على جبل الجلجلة فحسب، بل أيضًا في سر القربان الأقدس، الذي كرمه دونس سكوت، إذ كان يرى فيه سر الحضور الحقيقي ليسوع المسيح وسر الوحدة والشراكة الذي يدفعنا إلى محبة بعضنا البعض ومحبة الله بصفته الخير المشترك الأعظم.
👼 العقيدة ومريم العذراء
ودافع بقناعة عن العقيدة التي تقول إن مريم كلية القداسة كانت بريئة من الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى من الحبل بها.
ويعلّمنا الطوباوي دونس سكوت أن جوهر حياتنا هو أن نؤمن بأن الله قريبٌ منا ويحبنا في المسيح يسوع، وأن ننمي لذلك محبةً عميقة لله وكنيسته، ونحن شهود لهذه المحبة على هذه الأرض.
لتساعدنا القديسة مريم على تلقّي محبة الله اللامتناهية هذه التي سوف نتمتّع بها بالملء في السماء إلى الأبد، عندما تصبح نفسنا متحدة أخيرًا بالله على الدوام وفي شركة القديسين.
🕊️ الوفاة والتقديس
وإذ كان في قمة عطائه التعليمي في كولونيا، فاجأته المنية هناك في 8 نوفمبر عام 1308م، وأعلنه طوباوياً البابا يوحنا بولس الثاني في 6 يوليو 1991م.