الولادة: 650
الوفاة: 701
البابا سرجيوس الأول (Sergius I) (باللاتينية: Sergius I)، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية، وأحد أبرز باباوات القرن السابع. البابا رقم 84 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. تولّى البابوية من 15 ديسمبر 687 حتى وفاته في 8 سبتمبر 701. خلف البابا كونون، وسبقه البابا يوحنا السادس.
الولادة والنشأة
وُلِد في أنطاكية (التي كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية) نحو سنة 640 م، من أصول سورية – بيزنطية. نشأ وتعلّم في صقلية، مثل عدد من رجال الدين البيزنطيين الذين خدموا في الغرب. استقر لاحقاً في روما، وأصبح كاهناً موقراً في الكنيسة الرومانية. توفي في 8 سبتمبر 701 في روما ودُفن في بازيليكا القديس بطرس.
الصفات والشخصية
عُرف بالتقوى والعلم والحزم. يتميز بقدرته على إدارة الصراع، وخصوصاً في مواجهة الإمبراطورية. كان محباً لليتورجيا والموسيقى الكنسية. يُعد من الباباوات الشرقيين ذوي التأثير اللاهوتي والسياسي العميق في الغرب.
أبرز الإنجازات والأعمال
الرفض الحاسم للمجمع التروبتيكتسي (Quinisext Council): في سنة 692، عقد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني مجمعًا في القسطنطينية يُعرف بـ “المجمع الخامس-السادس” أو Quinisext Council، أصدر قوانين (قوانين دون عقائد) لم تكن متوافقة مع تقاليد الكنيسة الغربية.
البابا سرجيوس الأول رفض التوقيع على قرارات المجمع، لأنها: تضمنت انتقادات للطقوس الغربية. لم تكن ناتجة عن إجماع بين الكنائس الشرقية والغربية. الإمبراطور أرسل قوات لاختطاف البابا إلى القسطنطينية، لكن الشعب الروماني والحرس البابوي منعوا تنفيذ الأمر. هذا الحدث يُعد واحدًا من أوائل مظاهر المقاومة البابوية للسلطة الإمبراطورية البيزنطية.
دعم الأرثوذكسية ضد البدع: واصل مقاومة البدع المسيحية مثل المونوتيلية. أكّد على عقيدة أن المسيح له إرادتان وطبيعتان (إلهية وبشرية)، وفق قرارات المجامع المسكونية.
تطوير الطقوس الليتورجية: أضاف إلى القداس الروماني التراتيل المعروفة بـ “أغنوس داي” (Agnus Dei – يا حمل الله). شجّع الموسيقى الكنسية والاحتفالات الليتورجية، وتأثرت كثيراً بالتقاليد الشرقية.
إصلاحات كنسية ورعوية: دعا إلى حياة أكثر تقوى وانضباطًا في صفوف رجال الدين. حافظ على السلام في روما رغم الانقسامات والتدخلات السياسية.
يُعتبر قديساً في الكنيسة الكاثوليكية ويُحتفل بذكراه في 8 سبتمبر.رغم أنه وُلِد بيزنطياً، إلا أن سرجيوس الأول شكّل منعطفًا في مقاومة السيطرة البيزنطية على الكنيسة الرومانية. موقفه الشجاع من مجمع القسطنطينية أكسبه مكانة قوية لدى الكنيسة الغربية.
البابا سرجيوس الأول كان من أصول بيزنطية سورية، لكنه لعب دورًا حاسمًا في استقلالية الكنيسة الرومانية عن الإمبراطورية الشرقية. امتاز بعقله اللاهوتي، وشجاعته في مواجهة تدخل الدولة، وأثره الليتورجي لا يزال حاضرًا حتى اليوم. يُعد من أبرز الباباوات في القرن السابع، الذين مهدوا الطريق لسلطة روما المستقلة دينيًا.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت