الولادة: –
الوفاة: 421
كان هذا الحبر عالي الكعب في الأدب محصّلاً اليونانية والسريانية، وطبيباً حاذقاً آخذاً نفسه بصحبة التقى. وحكيماً لبيباً سياسياً لبِقاً كثرت محاسنه وحُمدت مآثره.
وفي العقد الثامن من المئة الرابعة رسم أسقفاً لميارفارقين، وروى فوتيوس أنه شهد مجمع سيدا لدحض المصلّين وهم بعض أصحاب البدع عام 383. ورحل إلى أنطاكية وبعض بلاد آسيا الصغرى والقسطنطينية، واشترك في قضية الذهبي الفم وثاوفيل الاسكندري. ولمكان فضله أوفده القيصران أرقاديوس ثم ثاودوسيوس الثاني سفيراً إلى يزدجرد الأولى ملك الفرس، مرتين أو ثلاثاً سنة 399 و403 و408 وأقام ثم حتى سنة 410 وعلى يده فاز مسيحيو بلاد الفرس بالأمن، وزال عنهم كابوس الشدّة. وعام 410 رئس مع اسحق الأول جاثليق المدائن مجمعاً عقداه في سليق وردت أعماله في مجموعة القوانين الشرقية.
وصنف ماروثاسير أشهر الشهداء الشرقيين الذين نكّل بهم الطاغية سابور الثاني الملقب بذي الاكتاف في الاضطهاد الأربعيني (339 _379 ) وطبعها أولاً السمعاني منقولة إلى اللاتينية، ثم الراهب بولس بيجان وهي من طرائف السير قد خلعت الفصاحة عليها زخرفُها. وارتاب المستشرقون من صحة نسبتها بنصّها وفصّها إلى المترجم، وإلا ظهر أن مؤلفها غير واحد وكذلك مواطن تأليفها. ولعل بعضها كتب بطلبه وبعضها تقدم زمانه فجمعها لينقلها إلى اليونانية.
ونسب الصوباوي إليه أيضاً ترجمة قوانين مجمع نيقية من اليونانية إلى السريانية، وتاريخه ونشائد صاغها للشهداء الذين حمل كثيراً من رممهم الشريفة إلى ميافارقين فسميت ((مرتيروبوليس )) أي مدينة الشهداء وتظن وفاته حوالي سنة 421.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت