الولادة: 1207
الوفاة: 1231
سيرتها
القديسة إليصابات الهنغارية، المعروفة أيضًا باسم إليصابات التورينغية، وُلدت في هنغاريا في 7 يوليو 1207، وهي ابنة الملك أندرو الثاني والملكة غيرترود من ميرانيا.
منذ طفولتها، بدأت تتحمل مسؤوليات كونها أميرة ملكية. في سن الرابعة، أُرسلت إلى بلاط لاندغريف تورينغيا لتنشأ هناك، إذ خُطبت باكرًا للأمير الألماني لودفيغ الرابع.
قُتلت والدتها عام 1213، وكانت إليصابات آنذاك في السادسة من عمرها. يُقال إن نبلاء هنغاريين نفذوا القتل بسبب التوترات بين الألمان والنبلاء المحليين. منذ ذلك الحدث، تغيرت نظرتها للحياة والموت، وبدأت تلجأ إلى الصلاة طلبًا للسلام.
في عام 1221، تزوّجت رسميًا من لودفيغ، الذي أحبته بعمق. أنجبا معًا ثلاثة أطفال: اثنان أصبحا من النبلاء، والثالث دخل الحياة الرهبانية وأصبح رئيسًا لأحد الأديرة في ألمانيا.
رغم مكانتها الملكية، عاشت إليصابات حياة صلاة وخدمة للفقراء. دعمها زوجها في التزامها الديني، وبدأت تمارس الزهد والتوبة، مستخدمة نفوذها الملكي لأعمال الخير.
تأثرها بالقديس فرنسيس الأسيزي
في عام 1223، وصل الرهبان الفرنسيسكان إلى تورينغيا، وتعلّمت إليصابات، البالغة 16 عامًا، عن حياة القديس فرنسيس، فقررت أن تتبع مثاله.
ارتدت ملابس بسيطة، وكانت توزّع الخبز يوميًا على مئات الفقراء، وبنت مستشفى كانت تعتني فيه بأكثر من ألف مريض يوميًا. وعندما ضرب المرض والفيضانات تورينغيا عام 1226، كرّست نفسها لخدمة المتضررين، حتى إنها منحت ممتلكات القصر للفقراء.
الترمّل والانخراط في الحياة الدينية
في عام 1227، توفي زوجها لودفيغ بسبب المرض، وانهارت إليصابات حزناً، قائلة: “لقد مات… وكأن العالم كله قد مات بالنسبة لي.”
دفن لودفيغ في دير راينهاردسبورن، وتعهدت إليصابات بعدم الزواج مرة أخرى، رغم ضغوط أقاربها، وقررت أن تعيش كراهبة.
نذرت العفة والطاعة الكاملة لمُرشدها الروحي القاسي “كونراد من ماربورغ”، الذي عُرف بتشدده القاسي، حتى إنه عذّبها جسديًا وأبعد أبناءها عنها. ومع ذلك، بقيت وفية لنذورها، وقالت إنها تقطع أنفها إن اضطرت لمنع أي رجل من رغبتها.
في عام 1228، انضمت إليصابات إلى الرتبة الثالثة من القديس فرنسيس، وأسست مستشفى باسم القديس فرنسيس، حيث كانت تخدم المرضى بيديها وتواسي الفقراء.
وفاتها ومعجزاتها
توفيت إليصابات في 17 نوفمبر 1231 عن عمر ناهز 24 عامًا في مدينة ماربورغ، بعد حياة مليئة بالمحبة والتقوى.
من أشهر معجزاتها الحيّة:
معجزة الورود: أثناء توزيعها الخبز للفقراء سرًا، سألها زوجها عما تخفيه تحت عباءتها. وعندما فتحتها، لم يرَ خبزًا، بل ورودًا حمراء وبيضاء. فكانت علامة على حماية الله لها.
المسيح في سريرها: وضعت ليصابات مريضًا أبرص في سريرها، وعندما اشتكت حماتها لزوجها، رفع الأخير الغطاء ليرى المسيح المصلوب عوضًا عن المريض.
بعد وفاتها، شهد كثيرون شفاءات معجزية على قبرها. بين عامي 1232 و1235، أُجريت فحوصات وشهادات خدمها، مما أدى إلى إعلان قداستها.
في 27 مايو 1235، أعلنها البابا غريغوريوس التاسع قديسة للكنيسة الكاثوليكية.
تكريمها
ضريحها وُضع في كنيسة إليصابات في ماربورغ، ولا يزال هناك حتى اليوم، رغم أن جثمانها قد تفرّق خلال الإصلاح الديني.
تُصوَّر غالبًا وهي تحمل سلّة خبز، أو في مشهد “معجزة الورود”، أو “المسيح على السرير”، كتعبير عن خدمتها ومحبتها للفقراء.
مدحها البابا بندكتوس السادس عشر قائلًا إنها: “نموذج مثالي لمن هم في موقع السلطة.”