الولادة: –
الوفاة: 1760
⛪ الرسالة والبطريركيّة
وقد أُرسِلَ مرّتين إلى رومة لمهمّات خاصّة، فخاله أرسله مرّةً أولى لشرح قضيّة خلاف البطريرك المارونيّ يعقوب عوّاد مع طائفته، وأُرسِلَ مرّةً ثانية من قِبَل البطريرك كيرلّس الخامس الحلبيّ ليقدّم إلى البابا صورةَ إيمانِه الكاثوليكيّ. ولمّا تُوفِّيَ البطريرك أثناسيوس الدبّاس سنة ١٧٢٤ انتخبه الشعب الدمشقيّ بطريركًا أنطاكيًّا أصيلًا، وكان لا يزال كاهنًا. ونُصِّبَ بطريركًا بعد أن سِيمَ أسقفًا في ٢٠ أيلول ١٧٢٤ عن يد ثلاثة أساقفة وهم ناوفيطوس مطران صيدنايا وباسيليوس فينان مطران بانياس وأفثيميوس مطران الفرزل، ودُعي كيرلّس السادس. وقد أثبت الأب قسطنطين باشا مؤرّخ الطائفة أنّ رسامة البطريرك كيرلّس طاناس كانت قانونيّةً وانتخابه قانونيًّا، وقد جرى كعادة الانتخاب في تلك الآونة، وهي لا تقبل الشكّ.
لكنّه ما عتم أن هرب من دمشق سنة ١٧٢٥ لاشتداد اضطهاد البطريرك سلفستروس المناوئ له، وأتى ومكث مدّةً من الزمن في عيتنيت البقاع لقربها من كرسيّه البطريركيّ. ولكثرة إلحاح الرهبان المخلّصيّين عليه أتى وسكن في الدار البطريركيّة قرب دير المخلّص، التي صارت فيما بعد المدرسة الإكليريكيّة. وممّا دعاه أيضًا للّجوء إلى دير المخلّص هو حماية الشيخ علي جنبلاط له الذي كتب للبطريرك سلفستروس: “إنّ دير المخلّص هو ديري، وإذا كنتَ تدخل إلى جبل الدروز فما يحميك سيف السلطان”.
📜 المجامع والإنجازات
وفيها استمرّ يدير شؤون البطريركيّة ويرعى الطائفة بغيرة ونشاط مدّة ستّ وثلاثين سنة، وقد عقد عدّة مجامع طائفيّة لسنّ قوانين تهذيبيّة وتوضيح أمور طقسيّة، ومنها مجمع جون ١٧٣١ ومجمع دير المخلّص ١٧٣٦ لأجل اتّحاد الرهبانيّة المخلّصيّة والشويريّة في رهبانيّة واحدة. ولم ينجح مسعى البطريرك هذا، ولا تمّت رغبة الكرسيّ الرسوليّ بسبب اختلاف العقليّات بين مؤلّفي الرهبانيّتَين واختلاف العادات والتقاليد عند كلّ منهما. ومنها مجمع ١٧٥١ ومجمع ١٧٥٩ الذي فيه اعتزل.
وفي عهده صدرت براءة البابا بندكتس الرابع عشر “لمّا قلّد الربّ حقارتنا” في ٢٤ كانون الأوّل ١٧٤٣، وهي مشهورة بما تضمّنَت من توجيهات الكرسيّ الرسوليّ للطائفة الناشئة جديدًا.
🙏 الختام
وفي ١٩ تمّوز ١٧٥٩ اعتزل البطريركيّة لكبر سنّه وعجزه. وقد قضى حياتَهُ في عيشة صالحة مليئة بالفضائل ورعى رعيّتَهُ حسنًا. وانتقلَ إلى رحمةِ الله في رأس سنة ١٧٦٠ ودُفِنَ ضمن الهيكل الكبير في كنيسة دير المخلّص الكبرى.