الولادة: 1599
الوفاة: 1621
القديس جان بيركمانس (St. John Berchmans) هو من أبرز القديسين اليسوعيين الذين لمعت حياتهم رغم قِصرها، بسبب مثاله في الطهارة والطاعة والتقوى اليومية.
نشأته
وُلد في عائلة مسيحية متدينة، والده كان صانع أحذية، ووالدته سيدة فاضلة كرّست أولادها لتقوى الله في ديست، بلجيكا، وذلك في 13 مارس 1599. شعر بدعوة للحياة الدينية منذ صغره، وكان معروفًا بحبه الكبير لله وللعذراء مريم.
دخل الرهبنة اليسوعية عام 1616 في معهد اليسوعيين في ميشيلين، حيث عاش حياة انضباط شديد وفق القواعد الرهبانية. ثم انتقل لاحقًا إلى روما لإتمام دراسته في الفلسفة.
مواقفه وسيرته الروحية
رغم صغر سنه، برز في مواقف عديدة تدل على نضوج روحي فائق:
محبته للعذراء: كان يتلو الوردية يوميًا، ويحمل مسبحته معه دائمًا، وكان يتمنى أن يموت وهو ممسك بها، وقد تم له ذلك.
الطاعة: كان مثالًا في الطاعة، حتى في أدق التفاصيل. كان يقول: “أرغب في فعل الأشياء العادية بطريقة غير عادية من المحبة.”
الاجتهاد: لم يكن يضيّع دقيقة من وقته؛ كان يستثمر كل لحظة في الدراسة أو الصلاة أو خدمة الآخرين.
الفرح والبشاشة: كان دائم الابتسامة، مما جذب زملاءه ومحبيه إليه.
الاهتمام بالمرضى: كان يخدم زملاءه المرضى في الدير بمحبة وصبر.
وفاته
توفي في 13 أغسطس 1621، عن عمر 22 عاماً فقط بعد مرض مفاجئ، يُعتقد أنه الزحار أو التهاب الأمعاء، نتيجة لجهوده المفرطة وطقس روما الحار. توفي وهو ممسك بالصليب، كتاب القوانين الرهبانية، والمسبحة. كان يردد اسم يسوع ومريم.
معجزاته
بعد وفاته، نُسبت إليه العديد من المعجزات، ومنها:
شفاء راهبة أمريكية: في عام 1866، حصلت معجزة في لويزيانا، الولايات المتحدة، حيث شُفيت راهبة من داء عضال بعد أن طلبت شفاعته. هذه المعجزة كانت سبباً في إعلانه قديساً عام 1888 من قبل البابا لاوون الثالث عشر.
شفاءات أخرى: تقارير عن شفاءات عديدة تمت بشفاعته، وخاصة بين الشباب والطلاب.
تطويبه وتقديسه
أُعلن طوباوياً: عام 1865
أُعلن قديساً: 15 يناير 1888
شفيعه: شفيع الطلاب، وبالأخص محبي الدراسة والالتزام الرهباني.
إرثه الروحي
الرسالة التي تركها: أن القداسة ليست بالمعجزات الكبرى، بل بالعيش اليومي للفضائل الصغيرة – بإخلاص، بمحبة، وبفرح.
مقولته المشهورة:
“إذا كنت لا أستطيع أن أفعل أشياء عظيمة، فبإمكاني أن أفعل أشياء صغيرة بمحبة عظيمة.”
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت