الولادة: 400
الوفاة: 493
مار دانيال الناسك (ܡܪܝ ܕܢܝܐܝܠ ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ)، أحد كبار النساك السريان في القرن الخامس الميلادي، والذي ترك أثراً نسكياً وروحياً عميقاً في التراث السرياني الشرقي. عاش مار دانيال خلال القرن الخامس (400–493م تقريباً)، في فترة ازدهار الحياة الرهبانية في المشرق السرياني، خاصة بعد انتشار النموذج النسكي المصري والسرياني في سوريا العليا وبلاد ما بين النهرين. وُلد على الأرجح في محيط الرها (أورفا) أو نواحي أنطاكية، وتأثر بحياة القديس مار سمعان العمودي.
حياته النسكية
بدأ حياته الرهبانية في أحد الأديرة السورية وهو في سن الشباب. ترك الدير لينتقل إلى حياة العزلة التامة في البرية، باحثاً عن اتحاد أعمق بالله. اقتدى بالقديس سمعان العمودي، لكنه مارس نمطاً مختلفاً: السكينة والتأمل دون عمود، بل في كوخ بسيط أو كهف. كان يلبس جلداً خشناً، ينام على الأرض، ويتغذى بالقليل من البقوليات أو الأعشاب.
تعاليمه وأقواله
لم تُحفظ لنا كتابات أصلية لمار دانيال، لكن أقواله نُقلت ضمن مجموعات الآباء السريان النسّاك. تتركز تعاليمه على: نقاوة القلب والاتكال على الله فقط. ونبذ الرغبات الأرضية وأهمية البكاء على الخطايا.
مقتطف منسوب إليه (بالسريانية):
“ܒܠܒܐ ܕܕܝܐܢܐ ܕܒܥܐ ܐܠܗܐ ܢܚܬܐ ܬܡܢ.”
“في قلب التائب الذي يطلب الله، تحلّ الراحة الإلهية.”
علاقاته
زاره عدد من التلاميذ والمريدين الذين كانوا يقصدونه للتعلّم والاسترشاد. ورغم عزلته، كان يُعرف عنه تمييز الأرواح، وكان يقدّم نصائح دقيقة للرهبان القادمين إليه.
موته وتكريمه
تنيّح في نهاية القرن الخامس بعد أكثر من خمسين سنة في النسك. يُعتقد أن قبره كان موضع تكريم محلي، وربما بُنيت عليه قلاية أو دير صغير. تُكرمه الكنيسة السريانية كأحد أعمدة النسك الروحي.
تأثيره في التراث السرياني
يُذكر ضمن قائمة النساك العظام في طور عبدين ونصيبين. نُقلت أخباره إلى أديرة جبل إيزلا حيث أثر في قوانين النسك فيها. لُقّب في المخطوطات بـ:
“ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ” (المتّحد بالله)
“ܕܝܠܐ ܕܐܪܥܐ” (غريب الأرض)
عيده وتذكاره
لا عيد رسمي له في الطقس السرياني العام، لكن يُحتفل بذكراه في بعض الأديرة يوم أحد النساك قبل الصوم الكبير. يُذكر في “سنكسار النسّاك” السرياني مع مار يوحنا الديلامي ومار أبراهام القصير.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت