الولادة: –
الوفاة: 407
أحد رجال الدين الغربيين الذين كان لهم تأثيرهم القوي في عصره. كان صديقاً للقديسين أمبروسيوس وجيروم ورفينوس وغيرهم من القادة الكنسيين. وكان يساند القديس يوحنا الذهبي الفميه.
نشأته ضد مقاوم
نشأ في مدينة أكويليا Aquileia، وعاش فيها مع أمه الأرملة (التي امتدحها القديس جيروم Jerome في رسالة إليها سنة 374م بأن لها نسل مقدس)، وشقيقه يوسابيوس الذي صار هو الآخر أسقفاً، وشقيقاته غير المتزوجات.
أعماله الكنسية
بعد رسامته كاهناً اشترك في مجمع عُقِد في أكويليا ضد بالاديوس وسيكونديانوس Secundianus الأريوسيين سنة 381م. بعد نياحة القديس فالريان Valerian سنة 388م انتُخِب كروماتيوس بدلاً منه أسقفاً على أكويليا، ومن خلال هذا المنصب صار من مشاهير عصره.
اهتمامه بنشر الكلمة المكتوبة
كان من بين الذين ساندوا القديس جيروم لكي يترجم الأسفار المقدسة ويكتب وينسخ تفاسير الكتاب المقدس هما الأسقفان خروماتيوس وهيليودورس Helidorus أسقف Altinum. إنه موقف كنسي حق، نرى فيه الأساقفة يعملون معاً لنشر الكلمة وتفسير الكتاب المقدس بروح التواضع. فلا يخجلوا من أن يطلبوا بكل قوة من القديس جيروم كي يترجم ويفسر لهم الأسفار المقدسة. وأيضاً تبرز روح الوحدة في العمل. جاء في مقدمة الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد للقديس جيروم: “حسناً أن أبعث برسالتي المزدوجة للذين هما اثنين في الأسقفية، ولا أفصل على الورق اللذين ارتبطا معاً في الواحد بناموس المسيح.
أكتب تفاسير عن هوشع وعاموس وزكريا والملوك بناء على طلبكما، إن لم يمنعني المرض. قدمتما لي راحة بالمعونة التي قدمتموها إليّ، لقد أعنتما السكرتاريين والناسخين لديّ حتى أقدم كل قوتي لكم… ليس من العدل أن أتجاهل عطشكما وعملكما من أجل الآخرين… إني مدين لكل أحد بل ولكما. لهذا فإنني وإن كنت أعاني من مرض طال زمانه إلا أنني لن أصمت ولن أكون أبكم بينكما هذا العام. لقد كرّست حياتي لكما ثلاثة أيام عمل (كل أسبوع)، لترجمة كتب سليمان الثلاثة”.
كما أشار إليهما القديس جيروم في تفاسيره لأسفار أخرى مثل طوبيت وأخبار الأيام وقدم كتابيه في تفسير حبقوق لخروماتيوس. تبادل الكثير من الرسائل مع صديقه القديس جيروم، كما حاول أن يكون صانع سلام في قضية أوريجينوس.
علاقته بصديقه روفينوس
كان صديقاً قديماً لروفينوس روفينوس Rufinus الذي التجأ إلى دير في أكويلا ونال العماد على يديه حوالي عام 371. عندما نشر روفينوس ترجمة كتاب “عن المبادئ” للعلامة أوريجينوس تحولت الصداقة بين جيروم وروفينوس إلى عداوة عنيفة ومرة، وبقي خروماتيوس صديقاً للاثنين، وبذل كل الجهد لمصالحتهما ولم يفلح. طلب خروماتيوس من روفينوس ترجمة “التاريخ الكنسي” ليوسابيوس القيصري إلى اللاتينية، وأيضا عظات أوريجينوس عن يشوع وأعمال أخرى. علاقته بالقديس يوحنا ذهبي الفم أثناء اضطهاد القديس يوحنا الذهبي الفم احتضن خروماتيوس قضيته بكل حماس. كتب للقديس ذهبي الفم رسالة تعزية مملوءة بالعاطفة مع المندوبين العربيين. وفا عام 406 تسلم منه خطاب شكر ( ذهبي الفم رسالة 145).
كما كان خروماتيوس مؤيداً قوياً للقديس يوحنا ذهبي الفم حتى أنه كتب للإمبراطور هونوريوس Honorius معترضاً على اضطهاد ذهبي الفم، وقام هونوريوس بنقل هذا الاعتراض إلى شقيقه أركاديوس Arcadius في القسطنطينية، ولكن للأسف كانت هذه الجهود بدون فائدة (بالاديوس 403).
علاقته بالقديس أمبروسيوس
بناء على طلب شرح القديس أمبروسيوس نبوة بلعام في شكل رسالة. كتب أيضا لهونوريوس لصالح ذهبي الفم، والذي وجه خطابه إلي أخيه أركاديوس كشهادة توضح مشاعر الكنيسة الغربية. كتاباته كان خروماتيوس نفسه مُعَلِّقاً مقتدراً على أسفار الكتاب المقدس. توجد 18 عظة باسمه عن الموعظة علي الجبل، ومعها 17 مقتطفاً عن تفسير لإنجيل متى 3: 15 – 17؛ 5؛ 6. تفسيره حرفي لا رمزي، وتأملاته سلوكية وليست روحية. تنيح هذا الأسقف القديس حوالي سنة 407م.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت