الولادة: –
الوفاة: –
مار سليمان الملاكي (Solomon the Kingly) هو قديس بارز في التراث السرياني من القرن العاشر الميلادي، عرف بلقب “الملاكي” الذي يشير إلى مكانته الرفيعة أو إلى روح الملكية الروحية التي تجسّدها حياته. عاش في فترة شهدت تغيرات دينية وسياسية كبيرة في الشرق المسيحي، مع استمرار تأثير الحضارة الإسلامية على المجتمعات السريانية، مما أضاف إلى حياته تحديات في الحفاظ على الإرث الروحي والتقليدي لكنيسة المشرق والكنائس السريانية.
حياته الروحية ودوره
مار سليمان الملاكي كان راهبًا وزاهدًا عميق التأمل، حيث كرس حياته للنسك والتقشف، ملتزمًا بالصلاة الدائمة والتأمل في كلمة الله. تميز بأسلوب حياة يجمع بين الحزم الروحي والرحمة، واعتبر مرشدًا روحيًا للعديد من التلاميذ والرهبان في الأديرة السريانية. عُرف أيضًا بحكمته في إدارة شؤون الجماعة الرهبانية، ما جعل منه شخصية محورية في الحياة الكنسية في عصره.
أثره وتعاليمه
ترك مار سليمان أثرًا ملموسًا في مجال التعليم الروحي، حيث كان يُعلي من شأن الحياة الداخلية والتوبة المستمرة، مؤكدًا على ضرورة تحقيق السلام الروحي والاتحاد بالله. كما شجع على العمل الاجتماعي في إطار الحب المسيحي، معتبرًا أن الزهد لا يعني الانعزال الكامل عن خدمة الآخرين.
تم ذكره في بعض السنكسارات السريانية كقديس وراهب حكيم، وكان له تأثير في تطوير الحياة الرهبانية في الأديرة الشرقية خلال القرن العاشر.
مار سليمان الملاكي يمثل نموذج الراهب الملكي الذي يجمع بين السلطة الروحية والوداعة، حاملاً شعلة الإيمان وسط تقلبات العصر، ومُشعلاً نورًا في التاريخ الروحي للكنيسة السريانية.