الولادة: –
الوفاة: –
عُرف مار دانيال الصلحي في النصف الأول من المئة السادسة وظن بعض المعاصرين لنا خطأً إنه ولد في صلح قرية طور عبدين، فقد كان غير بلد باسم الصالحية منها مدينة الصالحية في جنوبي الجزيرة العليا، التي يرجع عهدها إلى زمان الرومانيين وتشاهد إطلالها بالقرب من قرية أبو كمال، وكشفت فيها اليوم آثار تاريخية، وكان في أول أمره رئيس دير الصالحيين وإليه يُنسب على الأصحّ، وفي تلك المدة كتب رسالة إلى رهبان دير مار باسوس ذكر فيها اثني عشر نوعاً مما يطلق عليه اسم ((الفساد)) وذلك على أثر الجدال الذي احتدم يومئذ ثم سيم أسقفاً ((لتل موزل)) بعيد سنة 542 كما صرّح البطريرك بهنام الحدلي وداود الراهب الحمصي وغيرهما، بل ورد في كتابه تفسير المزامير أنه من مدينة تلاَّ.
وكان من خيرة أحبار زمانه علماً ضليعاً في علم الكتاب الإلهي وسنة 542 قبل أسقفيته فسّر سفر المزامير تفسيراً مسهباً في ثلاث مجلدات ضخمة، كل مجلدة تشتمل على خمسين مزموراً؛ إجابةً إلى طلبة الراهب القس يوحنا رئيس دير ماراوسيب في كفر ألبيرة.
وتفسيره لاهوتي روحاني محض حافل بالفوائد والعظات، وأنشاؤه سهل متين لا يستشهد فيه بأحد الآباء إلا نادراً. كان منه نسخة كاملة في حباب فقدت، وبقي نسختان في خزانتنا والقسطنطينية وثلاث نسخ في لندن تنطوي على المجلدين الأول والثاني، ونسخة مخرومة في بيروت تشتمل على المجلد الأول الا يسيراً، واختصره داود الحمصي عام 1461 لا في القرن العاشر كما وهم شابو. ومنه نسخ في برطلي وخزائن ديري الزعفران ومار متى وبوسطن وبرمنكهام ونقل المطول إلى العربية بلغة ملحونة في أواسط القرن الثامن عشر وفسّر دانيال أيضاً سفر الجامعة ومنه اقتبس الراهب ساويرا في مجموعته، وقرأنا منه آية واحدة في كتاب الديدسقالية .
وله مقالة في الآفات التي ضرب الله بها المصريين، وغير معلوم سنة وفاته.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت