الولادة: –
الوفاة: 529
من أهل الحسَب الأثيل ابن الحاكم قوسطنت . ولد في آمد ونشأ فيها خير منشأ في أحضان النعمة ، وأحرز من الثقافة أوفى نصيب مضطلعاً باليونانية فضلاً عن لغته . وترهب في دير مار توما في سلوقية وفاح أرَج سيرته الفاضلة فكان عفيفاً صوَّاماً وصار وكيلاً للبيعة. وفي أبّان الاضطهاد والبطريرك الانطاكي في المنفى ، سُقّف مارا على آمد بوضع أيدي أساقفة ميافارقين وأكل (أجل) وشِمشاط حوالي سنة 520 وهنأه مار يعقوب السروجي بالأسقفية .
وبعد مدة يسيرة نفاه يسطينس في سبيل الإيمان القويم ومعه أيسوذورس أسقف قنسرين إلى باطرا عاصمة بلاد النبطيين القديمة .
ورافقته اختاه الفاضلتان شموني ومرتا اللتان ربيتاه في طريق الفضيلة ، وكانتا تشجعانه على احتمال المكروه . وصحبه أيضاً كتَّابه الأربعة الشماس اسطيفان وكان من أرباب الفصاحة وتوما الناسك والشماس زوطا وسرجيس، ثم نقل إلى الإسكندرية بفضل الأميرة ثاودورة حول سنة524 فأقام فيها صابراً صبراً جميلاً وانتفع بالمطالعة والدرس .
وجمع خزانة كتب نفيسة عديدة حوت فوائد جمة لمحبي العلم المجتهدين، وبعد أن قضى في المنفى ثماني سنين نقله الله إلى دار كرامته في حدود سنة 529 فحملت أختاه وتلاميذه رمّته إلى وطنه وأدعوها هيكل مار شيلا الذي كان المترجم بناه، وحملوا خزانة كتبه إلى بيعة، آمد، ودوَّن سيرته يوحنا الأفسسي وصنَّف مارا عدة كتب باليونانية ونقل عنه زكريا أسقف مدللي طرفاً من الفصل الثامن من انجيل يوحنا لم يكن قد نقل إلى السريانية، وفصلاً في الإنجيل وأعمال المسيح.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت