الولادة: –
الوفاة: 672
البابا فيتاليان (Vitalian) هو أحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية البارزين في القرن السابع، وكان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين من الإمبراطورية البيزنطية. عُرف بقدرته على التوفيق بين الكنيسة في روما والإمبراطورية البيزنطية، في وقت كانت فيه الانقسامات العقائدية والسياسية حادة.
نشأته وسيرته
فيتاليان (باللاتينية: Vitalianus) وُلد حوالي سنة 580م في مدينة سيغني (Segni) في منطقة لاتيوم وسط إيطاليا، ضمن أراضي الإمبراطورية البيزنطية آنذاك. كان من عائلة رومانية نبيلة. رُسم كاهناً في سن مبكرة. وكان يتمتع بسمعة جيدة من حيث الاستقامة العقائدية والاعتدال السياسي.
انتخب في 30 يوليو 657م، وبدأت خدمته في 2 أغسطس 657م حتى وفاته في 27 يناير 672م. كان البابا رقم 76 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية.
السياق التاريخي
جاء بعد فترة مضطربة في تاريخ الكنيسة، تميزت بالصراع مع الإمبراطورية البيزنطية حول بدعة المونوثيلية (التي قالت بأن للمسيح إرادة واحدة فقط). خلف البابا إيجين الأول الذي حافظ على الخط العقائدي الرافض للبدعة.
مواقفه وإنجازاته
المصالحة مع الإمبراطورية البيزنطية:حاول إصلاح العلاقات مع الإمبراطور قسطنطين الثاني، التي كانت قد توترت بشدة خلال بابوية مارتين الأول. أرسل رسالة طقسية (synodical letter) إلى الإمبراطور وإلى بطريرك القسطنطينية بطرس، اعترف فيها بوحدة الكنيسة وأبدى استعداداً للحوار. رد الإمبراطور إيجابياً، وذُكر اسم البابا في الليتورجيا (القداس) في القسطنطينية، مما اعتُبر اعترافاً بالسلطة البابوية — وهو أمر مهم جداً آنذاك.
زيارة مبعوثيه إلى القسطنطينية: أرسل مبعوثين رسميين، وتم استقبالهم استقبالاً مهيباً. هذه العلاقة الجيدة ساعدت على تهدئة الانقسامات مؤقتاً، رغم أن المسائل العقائدية لم تُحل بالكامل.
إصلاحات كنسية وتنظيمية: عزز الانضباط الكنسي في الغرب. دعم نشر التقاليد الليتورجية الرومانية في أماكن مختلفة.
علاقته مع الكنيسة الإنجليزية: أرسل توصية إلى الملك أوسوي ملك نورثمبريا لدعم الأسقف ثيودور من تارصوس، الذي أصبح لاحقاً رئيس أساقفة كانتربري، مما ساعد على تنظيم الكنيسة في بريطانيا.
وفاته وقداسته
توفي في 27 يناير 672م في روما. ودُفن في بازيليكا القديس بطرس.يُكرم كـ قديس في بعض التقاليد الغربية. يُحتفل بعيده في 27 يناير (تاريخ وفاته).
أهم ما يُميز بابويته الجمع بين الصلابة العقائدية والمرونة السياسية. إعادة العلاقة مع القسطنطينية بعد قطيعة امتدت لسنوات. تميز بالحكمة والدبلوماسية، مما جعله شخصية محورية في استقرار الكنيسة الغربية خلال حقبة حساسة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت