الولادة: 1818
الوفاة: 1863
🏛️ النشأة والخلفية
وُلد ميخائيل بن حنّا أنطاكي في حلب، وكان من كهنة أبرشية المدينة. في ربيع عام 1818 نُفي مع عدد من كهنة حلب إلى لبنان بأمر المطران الأرثوذكسي اليوناني جراسيموس التركماني، وبقي هناك حتى أوائل عام 1825. وفي 19 أيلول 1830 شارك مع كهنة وأعيان حلب في المطالبة برفع يد المطران أغناطيوس عجوري عن إدارة أبرشية حلب.
⚖️ شغور الكرسي وحاجة الأبرشية
بعد وفاة المطران غريغوريوس شاهيات في 21 آب 1843، احتفظ البطريرك مكسيموس مظلوم مباشرة بإدارة الأبرشية، وظهرت الحاجة إلى انتخاب أسقف أصيل بسبب خلاف حول إقامة القداس في أيام الصوم الأربعيني بين الكهنة والحظر البطريركي.
✝️ انتخابه أسقفًا لحلب
أعلن البطريرك مكسيموس مظلوم في 4 نيسان 1844 عن إجراء انتخاب أسقف، وأُجريت الانتخابات برئاسة بطريرك السريان بطرس جَروِه يوم 7 أيار 1844، لكنها لم تُسفر عن نتيجة حاسمة. وبعد عدة جولات واستشارات، اختاره البطريرك رسميًا في 12 تموز 1844. ونال السيامة الأسقفية في 17 أيلول 1844 على يد المطران مكاريوس سمان، متخذًا اسم ديمتريوس، وأضيفت إليه مدينة سلوقية، فيما أقرّت شرعية رسامته لاحقًا من الكرسي الرسولّي في 20 كانون الثاني 1845 بعد طعون حزب العابدات.
🏛️ نشاطه الإداري
شكّل المطران ديمتريوس في 16 نيسان 1846 مجلسًا استشاريًا من سبعة علمانيين من وجهاء الطائفة لمساعدته في شؤون الأبرشية، وشارك لاحقًا في المجامع الكنسية مثل مجمع أورشليم 1849 ومجمع دير المخّلص 20 آذار 1856، موقِّعًا باسم “متروبوليت حلب وسلوقية”.
🚫 القضاء على أخوّيّة “العابدات”
ركّز المطران ديمتريوس على القضاء على أخويّة “العابدات”، التي كانت مستمرة سرًا في ممارساتها الباطلة، وأرسل قبل نيله الرسامة رسالة إلى البطريرك مكسيموس مظلوم بتاريخ 30 تموز 1844 معلنًا عزمه تنفيذ أوامر الكرسي الرسولّي بشأن هذه البدعة. اعتمد في مهمته على مساعده البارز الخوري بولس حاتم وأخيه يوسف، لتقصّي أسرار العابدات وجمع الأدلة واستدراج العضوات للاعتراف بتجاوزات الأخوّيّة، وأجبر الكهنة الداعمون للأخويّة على تقديم اعتراف رسمي بخطئهم، وصادرت السلطة الكنسية أوراق الأخويّة. وفي 3 آب 1847 أعلن في الكنيسة الكاتدرائية الحرم الكبير على بدعة العابدات. ورغم مواجهة مقاومة شديدة وحملات افتراء وتشويه شخصي، نجح المطران في تنفيذ الإجراءات، ومنع لاحقًا البدع البروتستانتية في 21 آانون 1850، لتعزيز سلطة الكهنة واستقلال الطائفة.
👑 زيارة البطريرك مكسيموس مظلوم لحلب 1849
بعد مجمع أورشليم 1849 شجّع المطران ديمتريوس البطريرك مكسيموس مظلوم على زيارة حلب لتأكيد مكانة الأبرشية. غادر البطريرك القدس في 22 حزيران 1849 برفقة المطران ومطارنة آخرين، واستُقبل استقبالًا شعبيًا ورسميًا في الإسكندرونة وحلب بتاريخ 6 آب 1849، حيث شهدت المدينة احتفالات واسعة بحضور القناصل ووجهاء الطائفة. وعزّزت هذه الزيارة العلاقات الطائفية مع السلطات المحليّة، كما شكّلت فترة راحة للبطريرك بعد جهاداته الطويلة.
🔥 أحداث “قومة البلد” 1850
دخل البطريرك حلب في 6 آب 1849 ضمن احتفالات مهيبة، ما أثار حقد بعض الفئات المحلية وأسهم لاحقًا في اندلاع أحداث “قومة البلد” سنة 1850. بدأت أعمال الشغب في ليلة 16 تشرين الأول بعد محاولات الجيش النظامي السيطرة على المشاغبين. قاد الثوار عمليات نهب وحرق المنازل والكنائس المسيحية، واستهدفوا بيوت المطرانيات وممتلكات البطريرك ومطارنة آخرين، مع قتل عدد من المسيحيين. اختبأ البطريرك مظلوم أحد عشر يومًا تحت حماية القناصل والتُجّار الأجانب، بينما ساعد بعض المسلمين المحليين المسيحيين. بعد وصول الباشا محمد باشا قبرصلي في 22 تشرين الأول، تمّ قمع الثوار وأعدم بعضهم ونُفي آخرون. بدأت بعدها عملية تعويض المسيحيين بمبالغ وصلت من البابا والكنائس الأوروبية، رغم مقاومة بعض وجهاء المدينة.
💰 التعويضات بعد “قومة البلد”
في أواخر عام 1852 تراجع الأرمن والموارنة والسريان عن مطالبتهم بالتعويضات بسبب تهديدات الثوار، بينما ظلّ الروم الكاثوليك مصرّين عليها. منحت السلطات العثمانية مبالغ رمزية لإصلاح الكنائس، مثل الكاتدرائية وكنيسة القديس جاورجيوس، مع نقش يذكر إعادة البناء بأمر السلطان عبد المجيد خان سنة 1852. رغم هذه التعويضات الجزئية، بقي المسيحيون يأملون بالحصول على كامل حقوقهم حتى سنة 1870.
⚔️ صراعات المطران ديمتريوس بعد غياب البطريرك
بعد مغادرة البطريرك، واجه المطران ديمتريوس مقاومة داخل الإكليروس والشعب، وصدرت ضدّه شكاوى تطالب بعزله. اضطر لمغادرة حلب مؤقتًا بين 1854-1856 بناءً على نصائح القاصد الرسولي، ثم عاد إليها بعد وفاة البطريرك مظلوم وانتخاب إكليمنضوس بحوث. خلال هذه الفترة، منع خصومه الشعب من الصلاة معه في الكنيستين الرئيسيتين، فأجرى القداسات في معبد المطرانية.
🎓 إصلاحات وتعليم
افتتحت الطائفة الروم الكاثوليك سنة 1854 مدارس للصبيان والبنات، بما فيها مدرسة مهنية للبنات لتعليم القراءة والخياطة، وكانت من أولى المدارس المماثلة في الشرق العربي. وفي سنة 1857 اعتمدت الطائفة الحساب الغربي لتحديد عيد الفصح، رغم مقاومة بعض مطارنة الطائفة، إلا أن أغلب الطائفة في حلب دعم القرار.
📊 إحصاءات الطائفة
بلغ عدد الروم الكاثوليك في حلب سنة 1850 نحو 6,704 نسمة، بينما بلغ مجموع الكاثوليك بحسب تقرير 1856 حوالي 16,200 شخص مقابل 2,300 أرثوذكس، مع تفاصيل عن الأرمن والموارنة والسريان.
⚰️ الوفاة
توفي المطران ديمتريوس أنطاكي في 9 تموز 1863، ودفن بجانب المائدة الكبرى الشمالية بحضور رؤساء الطوائف الكاثوليكية والمرسلين، وخلال شُغور الكرسّي أقام الخوري يوسف حاتم نائبًا بطريركيًا، منهية بذلك رحلة المطران الطويلة من جهاد دؤوب ضد بدعة “العابدات” ومقاومة خصومه في الطائفة.
نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت