الولادة: 1779
الوفاة: 1815
📜 نشأته
وُلِدَ ميخائيل مظلوم في حَلَب سنة ١٧٧٩، وتعلَّمَ مِهنةَ الحياكة وتثَقَّفَ في العلوم الكهنوتيّة في الدّار الأسقفيّة. رُسِمَ شَمّاسًا سنة ١٨٠٤، ثُمَّ كاهنًا سنة ١٨٠٦ على يد المطران جرمانوس آدم، الذي اتّخذه مُساعدًا له في أعمال المجمع.
انحاز مظلوم إلى آراء المطران العقائديّة، ممّا أدّى إلى أنْ انقَسَمَ الإكليروس والعَلمانيّون في حَلَب إلى فريقَيْن مُتصارِعَيْن. وقد أُرسِلَتْ رسائلُ بطريركيّة تحُثُّهم على الاتّحاد، لكنَّ الخِلاف تفاقمَ حتّى وفاة المطران آدم سنة ١٨٠٩، فتأزَّمَ الوضعُ واشتدَّ التنافُس بين الحِزبَيْن على خِلافته.
📜 انتخابه أسقًفًا لحلب
بعد وفاة المطران جرمانوس آدم، بقي كرسيّ حلب شاغرًا نحو عشرة أشهر. حاول البطريرك أغابيوس مطر تهدئة الخلافات بين الفريقين المتنازعين، لكنّ الانقسام ازداد، خصوصًا بين أنصار جرمانوس (الحزب الشرقي) ومعارضيه (الحزب الغربي).
رغم محاولات المعارضة لتأجيل الانتخاب عبر الاستغاثة بروما، أصدر البطريرك أوامره بإجراء الانتخاب فورًا، ورشّح الخوري ميخائيل مظلوم مع ثلاثة رهبان آخرين. وفي ٢٦ تموز ١٨١٠ اجتمع أنصار الحزب الشرقي وانتخبوا مظلوم بالإجماع، بينما رفض المعارضون المشاركة.
اعترف البطريرك بالانتخاب سريعًا، فرسم مظلوم أسقفًا على حلب في ٦ آب ١٨١٠، ومنحه اسم مكسيموس. وأرسل البطريرك والسينودس رسائل إلى روما لتأكيد رسامته، كما وجّه الأسقف الجديد رسائل راعوية إلى أبناء أبرشيته يدعوهم فيها إلى الوحدة والتسامح.
⚔️ ضحّيّة المعارضة
بعد رسامة المطران مكسيموس مظلوم على حلب، واجه معارضة شديدة من بعض الكهنة والمؤمنين، وصلت شكاواهم إلى رومة. فصدر قرار بتعليق سلطته وتعيين مدبّر رسولـيّ بدلاً عنه. دافع البطريرك أغابيوس مطر عنه حتى وفاته، ثم تعاقب على الكرسي البطريركي رجال بعضهم ناصره وبعضهم خاصمه، ما زاد الأزمة تعقيدًا.
وفي النهاية، أُجبر مكسيموس على التوجّه إلى رومة، حيث حُكم ضده سنة 1815، فسُلِب منه كرسي حلب ومنح لقبًا فخريًا مع راتب شهري. قَبِل القرار بروح منفتحة وتواضع كبير، وفضّل سلام الكنيسة على مصلحته الخاصة. وقد عُدّ هذا الموقف شاهدًا على أخلاقه الرفيعة واستعداده للتضحية، الأمر الذي مهد لاحقًا لارتقائه السدة البطريركية كأحد أبرز قادة الكنيسة الملكية الكاثوليكية.
🗳️ القّسّ موسى قّطّان المدّبّر الرسولّيّ
عُيّن القسّ موسى قطّان الذي مدبّرًا رسولـيًّا على أبرشية حلب بعد إيقاف المطران مكسيموس مظلوم. واجه معارضة قوية من البطريرك، والسينودس، وأبناء حلب الموالين لحزب جرمانوس آدم، لكنه التزم بتنفيذ أوامر الكرسي الرسولي بلا تحزّب.
ربطته رومة مباشرة بمجمع انتشار الإيمان، وأعفته من سلطة البطريرك. مارس صلاحياته في حلب وواجه تساؤلات من المجمع حول صرامة بعض المرسلين.
وبعد تنازل مكسيموس مظلوم سنة 1815، برزت أسماء مرشحين لأسقفية حلب، لكن سرعان ما توفّي بعضهم.
أما موسى قطّان نفسه، فقد انتُخب بطريركًا سنة 1816 باسم أغناطيوس الخامس قطّان، وأقام في دير الملاك ميخائيل بالزوق، وعيّن الخوري يوحنا عجوري معاونًا له ثم أسقفًا على ديار بكر وزحلة، كما جعله الكرسي الرسولي نائبًا على حلب بين 1826 و1831.
نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت