الولادة: –
الوفاة: –
مار يوحنا الديلامي (بالسريانية: ܡܪܝ ܝܘܚܢܢ ܕܕܝܠܡܝ)، أحد أعلام الرهبنة واللاهوت النسكي في الكنيسة السريانية خلال القرن السابع الميلادي. عاش في القرن السابع الميلادي. زمنه كان مليئاً بالتحوّلات السياسية والدينية في الشرق، خاصةً مع بدايات الفتح الإسلامي.
الأصل والجذور
“الديلامي” نسبة إلى منطقة دَيلم أو دِيالم، وهي تقع في شمال بلاد فارس (قرب جبال بحر قزوين، إيران حالياً). اسمه يشير إلى أصول فارسية مسيحية، وكانت بلاد فارس آنذاك تضم جماعات كبيرة من المسيحيين السريان والنساطرة.
حياته الرهبانية
اتجه إلى حياة الرهبنة والنسك في وقت مبكر من حياته. تأثر بشدة بتقليد النسك السرياني الشرقي، والذي كان يتميز بالصمت، العزلة، الصوم، والصلاة الدائمة. انضم إلى أحد الأديرة القريبة من حدود بلاد فارس والعراق (يُعتقد أنه تتلمذ أو أقام مدة في أديرة بيث عربايه أو نينوى). يُقال إنه اعتزل في الجبال والكهوف، مكرّساً نفسه للصلاة والصمت والتأمل، مقتدياً بالأنبياء والآباء القدامى.
دوره كمعلم ولاهوتي
لم يكن مجرد ناسك، بل كان معلّماً روحياً، يقصده التلاميذ والمريدون ليتعلّموا منه. له تأثير عميق في اللاهوت النسكي السرياني، خاصة في ما يتعلّق بفكرة الاتحاد بالله (ܐܚܝܕ ܒܐܠܗܐ) من خلال النسك والتجرد. تُنسب إليه أقوال وتعاليم روحية تُحفظ في الأديرة، شبيهة بأقوال النسّاك المصريين في البريّة. يظهر من أقواله تأثره العميق بالكتاب المقدس، وخصوصاً رسائل بولس الرسول وسفر المزامير.
بعض من أقواله الروحية
“ܠܐ ܡܢ ܣܓܝܐ ܦܠܬܐ ܢܬܕܥ ܐܢܫܐ ܩܕܝܫܐ، ܐܠܐ ܡܢ ܗܘ ܕܠܒܗ ܫܠܡ ܠܐܠܗܐ.”
“ليس من كثرة الكلمات يُعرف الإنسان المقدس، بل من الذي سلّم قلبه لله بالسلام الكامل.”
“ܐܢܬ ܕܒܥܐ ܬܚܙܐ ܐܠܗܐ – ܩܕܫ ܪܥܝܢܟ!”
“أنتَ الذي تطلب أن ترى الله – نقِّ ذهنك!”
أثره في الأدب الروحي السرياني
لم تصل إلينا مؤلفات كاملة باسمه، لكن تُذكر أقواله في مجموعات أقوال الآباء النسّاك السريان، وخاصة في: سِيَر نساك المشرق والكتب الروحية في أديرة نينوى وطور عبدين. يُذكر ضمن النساك الذين تأثر بهم يوحنا بن كسرين ويشوعياب الحديابي.
تكريمه
يُكرَّم كقديس محلي في بعض الأديرة السريانية الشرقية. يرد اسمه أحياناً في التذكارات النسكية ضمن صلاة الليل في الأديرة. ولا يوجد له عيد رسمي في التقويم الطقسي العام، لكنه مذكور في المخطوطات كـ”مار يوحنا الديلامي البار”.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت