الولادة: –
الوفاة: 390
مار غريغوريوس النزينزي، كما يُعرَف في التقاليد السريانية باسم مار گريگوريوس (ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ)، هو أحد أعلام الكنيسة الجامعة في القرن الرابع، ويحتل مكانة مرموقة في الفكر واللاهوت المسيحي، وقد وجد صدى كبيراً في الأدب السرياني، خاصة في ارتباطه الفكري والروحي بمار أفرام السرياني. وهو معروف أيضاً باسم غريغوريوس اللاهوتي وعاش في الفترة (329–390 م تقريبًا).
عاش في نفس الحقبة التي نشط فيها مار أفرام السرياني. كان معاصراً لآباء كبار مثل باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيسي. اشتهر في التقليد السرياني كرجل تأمل، وشعر، ولاهوت عميق.
أصله ومسيرته
وُلد في مدينة نزينزوس (في كبادوكيا، تركيا الحالية) عام 329 م. درس في قيصرية، ثم الإسكندرية، وأكمل دراسته الفلسفية واللاهوتية في أثينا حيث تعرّف على القديس باسيليوس الكبير. أصبح أسقفاً لنزينزوس، ولاحقاً تولّى رئاسة أسقفية القسطنطينية لفترة قصيرة. توفي عام 390 م في عزلة وتأمل بعد أن انسحب من العمل الكنسي بسبب الصراعات اللاهوتية.
مكانته في التراث السرياني
في الأدب السرياني، يُعرف باسم “مار گريگوريوس الكبير” أو “اللاهوتي”. كان تأثيره واضحاً في المدارس اللاهوتية السريانية، خاصة مدرسة الرها ونصيبين. وغالباً ما يُقارن بـ مار أفرام السرياني من حيث: الشعر الروحي، العمق اللاهوتي، التركيز على سر الثالوث والتجسد، المديح الصوفي لله.
مار أفرام السرياني ومار غريغوريوس النزينزي يُعتبران توأمين في الشعر اللاهوتي، رغم اختلاف لغتيهما (السريانية واليونانية)، فقد وحّدهما فكر التقوى المتأملة.
أعماله وأفكاره
الخُطب أشهرها “الخمسة اللاهوتية”، دافَع فيها عن الثالوث ضد الآريوسيين.
الشعر اللاهوتي كتب مئات القصائد الروحية ذات طابع تأملي – لاحقًا تُرجمت إلى السريانية.
رسائل مملوءة بالحكمة الروحية واللاهوتية.
أهم أفكاره
الثالوث القدوس: الوحدة في الجوهر، والتمييز في الأقانيم.
سر التجسد: اتحاد اللاهوت والناسوت بلا اختلاط ولا انفصال.
الحياة النسكية: فضّل العزلة والهدوء على الصراعات الكنسية.
النعمة والحرية: أكّد أهمية النعمة الإلهية مع حرية الإنسان.
مثال من أقواله (ترجمة بتصرف من اليونانية إلى السريانية)
“ܗܘ ܕܠܐ ܐܬܬܢܦܫ ܠܐ ܡܫܟܚ ܠܡܦܢܫ ܐܚܪܢܐ. ܕܘܟܬܐ ܫܠܝܐ ܬܐܘܒܐ ܠܐܠܗܐ ܕܝܠܟ.”
“من لم يُطهّر نفسه لا يستطيع أن يُطهّر غيره. اجعل من سكوتك هيكلًا لله.”
صفاته الروحية
لُقّب بـ”اللاهوتي” في الكنيسة الجامعة – وهو أحد ثلاثة فقط حملوا هذا اللقب (مع يوحنا اللاهوتي وسيمون اللاهوتي الجديد).🕯️ زهد وتواضع انسحب من العمل الأسقفي رغم شهرته، مفضّلاً التأمل والصلاة.
شاعر صوفي حول اللاهوت إلى قصائد تمتلئ بالمحبة الإلهية والدهشة.
محارب للبدع خاصم الآريوسيين ببلاغة نادرة ودقة فلسفية.
تكريمه في الكنيسة السريانية
يُكرَّم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ضمن أعياد الآباء الكبار. وُجدت ترجمات سريانية لأقواله منذ القرن السادس، وذُكر اسمه في بعض المخطوطات إلى جانب مار أفرام وديونيسيوس الأريوباغي. دُرِّست تعاليمه في مدرسة الرها اللاهوتية كمصدر متين للفهم الأرثوذكسي. تحتفل به الكنيسة السريانية في تذكارات الآباء البيزنطيين. يُكرّم في 25 كانون الثاني.
أما في التقليد السرياني، فلا يُخصص له عيد منفصل، لكنه مذكور في صلوات “الآباء القديسين”.
التراث السرياني الذي تأثر به:
كتبه وأشعاره أثّرت في أدب: مار يعقوب السروجي، مار نرساي، مار فيلوكسين المنبجي ولاحقًا في كتابات يشوع الدادسي وأبا الكبير.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت