الولادة: 860
الوفاة: 929
البابا يوحنا العاشر (Johannes X) هو البابا رقم 122 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية من عام 914م إلى 928م، في واحدة من أكثر المراحل السياسية حساسية في تاريخ الكنيسة. وُلد في توسكانا (بعض المصادر تقول بولونيا) التابعة لـ الدولة البابوية، وكان من خلفية كنسية واضحة، حيث بدأ حياته كـ كاهن كاثوليكي وارتقى في السلك الكنسي حتى صار رجل دين مثقفًا وذا تأثير إداري واسع، ويُشار إليه أحيانًا بأنه كان كاتبًا كنسيًا بارعًا، بسبب درايته بالطقوس والنصوص والعلوم الكنسية.
الخلفية والانتخاب
قبل انتخابه بابا، كان يوحنا العاشر أسقفًا لرافينا، وهي من أهم المراكز الدينية في إيطاليا. ويُعتقد أن صعوده السريع نحو كرسي البابوية جاء بدعم من النبيلة النافذة ماروزيا – إحدى أبرز شخصيات عائلة توسكولوم – والتي كانت تهيمن على السياسة البابوية في تلك الفترة. بفضل هذا الدعم، انتُخب يوحنا العاشر في عام 914م، بعد وفاة البابا لاندو.
بابويته (914–928م)
شهدت حبريته أحداثًا بالغة الأهمية، إذ كان يوحنا العاشر شخصية سياسية قوية إضافة إلى كونه رجل دين. من أبرز إنجازاته:
قاد تحالفًا عسكريًا واسعًا ضد المسلمين الذين أسسوا قاعدة في غاريليانو جنوب إيطاليا، ونجح في طردهم عام 915م، وهي من أهم الانتصارات التي ارتبطت باسمه.
دعم الإمبراطور بيرنغار الأول، وساهم في تتويجه إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا عام 915م، في إطار تأكيد العلاقة بين الكنيسة والسلطة الزمنية.
حاول إجراء إصلاحات كنسية وتنظيم العمل الكهنوتي في الأراضي البابوية، مستندًا إلى خلفيته الإدارية والكتابية.
الصراع مع ماروزيا وسقوطه
رغم أن ماروزيا ساعدت في صعوده، إلا أن النفوذ المتنامي للبابا يوحنا العاشر أثار قلقها. وبعد مقتل حليفها السابق ثيوفلاكتوس، تدهورت العلاقة بين يوحنا وماروزيا، خاصة بعد أن حاول تقليص نفوذها داخل الكنيسة.
في عام 928م، قادت ماروزيا انقلابًا داخل روما ضد يوحنا العاشر.
تم أسره وزُج به في السجن، حيث قُتل خنقًا على الأرجح – وهي رواية يدعمها عدد من المؤرخين، رغم قلة التفاصيل الموثقة.
وفاته ودفنه
توفي في عام 928م، مقتولًا في السجن بعد حوالي 14 عامًا من البابوية.
مكان دفنه غير معروف بدقة، ويُعتقد أنه لم يُدفن وفق التقاليد البابوية بسبب الظروف السياسية التي رافقت نهايته المأساوية.
مكانته في التاريخ
يُعد يوحنا العاشر من أقوى الباباوات سياسيًا في القرن العاشر، إذ جمع بين شخصية الكاهن الكاثوليكي التقي والسياسي المحنّك. كان له دور بارز في الدفاع عن إيطاليا ضد الغزوات، وفي تأكيد العلاقة بين الكنيسة والإمبراطورية. لكن نهايته تعكس مدى هيمنة النبلاء على الكنيسة في تلك المرحلة، وعلى رأسهم ماروزيا التي أطاحت به كما أطاحت بغيره.