الولادة: –
الوفاة: –
📜 النسب والميلاد
ولد الربان هرمزد، مؤسس الرهبانية الأنطونية الهرمزدية، في بيت لافاط (شيراز) من مقاطعة الأهواز في أواخر القرن السادس الميلادي، من أبوين شريفين هما يوسف وتقلا.
📚 التعليم ودعوة النسك
دخل المدرسة في مدينته وعمره اثنتا عشرة سنة، وتلقى مبادئ العلوم الدينية واللغوية، ونبغ في علوم الكتاب المقدس التي كانت تستهويه.
وفي العشرين من عمره شعر برغبة قوية في الانقطاع إلى حياة التنسك والزهد، فعزم أولًا على زيارة الأماكن المقدسة، فترك ذويه ورحل صوب فلسطين، وبعد مسيرة سبعة وثلاثين يومًا وصل مدينة (حالًا) الواقعة بين نهري رادان وديالى.
هناك صادف ثلاثة رهبان من دير برعيتا (ديرًا دبرعدا) في منطقة المرج، فأقنعوه بالإقلاع عن عزمه ومرافقتهم إلى الدير، والرهبان هم: يعقوب من كفر زمار، ويوحنا المشراحي، وحنانيشوع من حدياب (أربيل).
ورافقهم هرمزد إلى الدير الذي كان يضم آنذاك مئتي راهب، وكان بإدارة الربان سبريشوع، أصله من نينوى (الموصل).
🕊️ الرهبانية والزهد
في دير برعيتا أتمّ الربان هرمزد الابتداء واقتبل الإسكيم الرهباني، ولسيرته الطاهرة غدا مثالًا حيًا يحتذي به إخوته الرهبان. غادر الربان هرمزد دير برعيتا وعاش في خلوة صارمة ملبّيًا الدعوة التي أرادها الله له، بإذن من رؤسائه في الدير. وأقام في مكان منفرد في كوخ جبلي منقطعًا إلى الصوم والصلاة والتأمل والتقشف.
والتقى يومًا راهبًا اسمه إبراهيم، أصله من دير بيت عابي، وقد تحدث هذا الراهب إلى الربان هرمزد عن ديره، فبعث في نفسه الرغبة في زيارته والاطلاع على نمط حياة رهبانه. فقصداه معًا ومكثا فيه ثلاثة أشهر، ثم انطلقا منه إلى دير الرأس (ديرًا درشا) أو دير مار إبراهيم في جبل مقلوب، حيث الربان يوزادق ورهبانه: يوحنا الفارسي، والأنبا دونا، وإيشوع، وشمعون. وعاشوا جميعًا حياة نسك وزهد مثالية.
💧 الترحال وتأسيس الدير
وإثر جفاف النبع الذي كان يُشرَب منه الإخوة الرهبان، تفرّقوا إلى أماكن شتّى. فقصد يوزادق مع دونا وشمعون جبال قردو، وقصد هرمزد وإبراهيم جبال بيت عذري، ومكث إيشوع ويوحنا في الموضع نفسه.
سار الربان هرمزد والربان إبراهيم إلى موضع في جبل بيت عذري شرقي قرية ألقوش، وأقاما بجوار كهف فيه ينبوع ماء يتحلّب من الصخور، وقد عُرف هذا النبع فيما بعد بـ(عينًا دقديشًا). واتخذ كلٌّ منهما مغارة بجوار العين، غير أنّ إبراهيم لم يمكث هناك سوى ثلاثة أيام، انتقل بعدها إلى شمال شرقي (باطنايا) حيث ابتنى لنفسه ديرًا، وهو الدير المعروف اليوم بدير مار أوراها.
أما الربان هرمزد فمكث في الجبل، فتقاطر إليه أهالي القرى القريبة من ألقوش فرحين مستبشرين، ووعدوه أن يقدموا له يد المعونة متى شاء. وممن ساعدوه أيضًا أمير الموصل عُقبة (أو عتبة) بن فرقد السلمي، الذي تولى الموصل سنة 637م، وقد شُفي ابنه شيبين على يد الربان هرمزد، فساعده على بناء الدير حوالي سنة 640م.
🕍 نشأة دير الربان هرمزد
يُروى أن خمسين شخصًا من مدرسة «إيث ألها» (إيّا ألها) في نوهدرا (دهوك الحالية) قصدوا الربان هرمزد وانضمّوا إليه ليعيشوا حياة نسك جماعية. وسرعان ما ابتنوا لهم كنيسة، فكانت نشأة دير الربان هرمزد، وقد ساعد في تشييده أهالي القرى المجاورة لألقوش.
وتوسّع الدير وبلغ عدد الرهبان فيه في فترة قصيرة مائةً وعشرة رهبان.
ويمكننا اعتبار فترة تأسيس الدير بين سنتي 628 – 647م، أي في عهد الجاثليق إيشوعياب الثاني الجدالي.
🌅 نياحته وذكراه
وبعد حياة طاهرة وعفيفة ومقدسة تُوُفِّيَ الربان هرمزد، وعمره سبع وثمانون سنة، قضى منها عشرين سنة في البيت والمدرسة، وتسعًا وثلاثين سنة في دير برعيتا، وستًّا في دير الرأس، واثنتين وعشرين سنة في ديره. ودُفن في كنيسة الدير بإجلال عظيم، ولا يزال قبره قائمًا حتى اليوم في قبر الشهداء (أو القديسين).
ويُحتفل بذكراه في اليوم الثالث بعد عيد القيامة، كما يُخصَّص الأول من أيلول لذكراه أيضًا.