الولادة: –
الوفاة: –
مار أدي ومار ماري، هما من أبرز الشخصيات الرسولية في تاريخ الكنيسة السريانية والكنيسة في بلاد ما بين النهرين (الرافدين). تلميذا القديس توما الرسول، مبشرا بلاد الرافدين. عاشا في القرن الأول الميلادي، أي في المرحلة المبكرة جداً من انتشار المسيحية. تركّز نشاطهما التبشيري في بلاد ما بين النهرين، خاصة في منطقة الفرات، نينوى، والموصل، وصولاً إلى المدائن (ساليق وقطيسفون) قرب بغداد الحالية. كانا تلميذين مباشرين أو قريبين من القديس توما الرسول الذي بشّر في الهند والمشرق.
دورهما في التبشير
يعتبرهما التقليد السرياني والكنيسة الشرقية (آشورية وكلدانية) من مؤسسي الكنيسة في المشرق. قام مار أدي أولاً بالتبشير في الرها (أورفا) ثم انتقل إلى بلاد الرافدين. لحقه مار ماري وواصل العمل التبشيري، فبشّرا الوثنيين واليهود، وعمّدا الآلاف.
الكتابات المنسوبة إليهما
“الليتورجيا المار أدي وماري”: تُعتبر من أقدم الطقوس الإفخارستية المعروفة في العالم المسيحي، وهي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في الكنائس الشرقية. هذا الطقس يتميّز بلغة سريانية قديمة وروح نسكية عميقة تعبّر عن الإيمان المبكر والبساطة الرسولية.
الأثر والمكانة
يُكرّمان بعمق في تقليد كنيسة المشرق والكنائس السريانية، ويُعتبران بمثابة رسولين للمشرق. تُحتفل بذكراهما في 15 يوليو بحسب تقويم كنيسة المشرق، وفي تواريخ أخرى ضمن الطقوس الشرقية. توجد كنائس وأديرة كثيرة تحمل اسمهما، خصوصاً في العراق، إيران، وسوريا.
رمزية سيرتهما
يمثلان الروح التبشيرية الأصيلة للكنيسة الأولى، حيث انتشرت المسيحية على أيديهم من دون سيف أو سلطة، بل بالكلمة والصلاة والشهادة. حياتهما تعكس البساطة الإنجيلية، الشجاعة، والإيمان العميق، رغم ظروف الاضطهاد الوثني في الإمبراطورية الفارسية.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت