الولادة: 1676
الوفاة: 1751
📜 حياة القديس ليوناردو من بورتو ماورتسيو واعظ متجول ورسول السلام
هو كاهن من رهبنة الإخوة الأصاغر، الذي ٱمتلأ بحبِّه للأرواح، وكرَّس حياته كلَّها للتبشير، ونشر الكُتب المقدَّس، وزيارة أكثر من ثلاثمائة بعثة في روما، وكورسيكا، وشمال إيطاليا.
هو القديس الذي يُنسب إليه ابتكار طقوس درب الصليب. ليغوري (1676-1751)، ابن قبطان بحري. وُلد في بورتو موريزيو، إمبيريا حاليًا، ودَرَس في الكلية الرومانية بروما، ثم ٱلتحق بدير القديس بونافينتورا على تلّ بالاتين، حيث ٱرتدى ثوب الرهبنة الفرنسيسكانية. أُرسلَهُ البابا إلى كورسيكا لإعادة الوئام بين سكانها، ونجح، رغم ٱلانقسامات العميقة بينهم، في تحقيق سلامٍ لا يُصدَّق.
كان موضوع الصليب محورًا أساسيًّا في وعظه: فقد دعا الجموع إلى التوبة والتقوى المسيحية. وصفه ألفونسو ماريا دي ليغوري بأنَّه: «أعظم مُبشِّر في قرننا».
📝 San Leonardo da Porto Maurizio- Sacerdote
تذكار العيد ف 26 نوفمبر تشرين الثاني
أصل الكلمة: ليوناردو = قوي كالأسد، من اللاتينية والألمانية
وُلد ليوناردو في بلدة بورتو ماورتسيو بإيطاليا عام 1676م. كان والده قبطان سفينة ذو خُلُقٍ مسيحي كريم، فرَبّى أبناءه الخمسة على الفضيلة حتى ٱلتحق ثلاثةٌ منهم بالرهبنة الفرنسيسكانية، وابنة كرَّست حياتها في أحد الأديرة بعد وفاة والديها. وتميّز ليوناردو منذ نعومة أظفاره بالتقوى والعبادة للقربان الأقدس، والإكرام للسيدة مريم العذراء.
🎓 بداياته في روما
عند بلوغه سنَّ الثالثة عشرة، أرسله أبوه إلى مدينة روما للدراسة. فتميّز بالذكاء والتفوّق في علوم الآداب، وبعد ذلك ٱنتمى إلى إحدى الجمعيات وتعيَّن مُدرِّسًا للتعليم المسيحي للفقراء، وقام بهداية البعيدين عن الكنيسة. ثم بدأ في دراسة الطب، لكن قلبه كان يَصبو إلى ما هو فوق.
🙏 الدعوة الرهبانية
في يومٍ من الأيام، وهو عابرٌ بالميدان المسمّى «بميدان يسوع»، رأى راهبين مُتسرْبَلَيْن بملابس رثّة ويتعاملان ببساطة مع الجميع. فتبِعهما حتى دَخلا الكنيسة، فدخل معهما، وكان الرهبان يُتلَون صلاة الغروب. فجلس يستمع إلى الصلاة حتى وصل إلى تلك الكلمات: «ٱهدِنا يا الله مُخلِّصنا».
فٱختَرَقَت تلك الكلمات الإلهية بصيرته، فعزم على ٱتّباع تلك الرهبنة ذات الحياة الصارمة، وقال: «هنا سيكون موضع راحتي». وأسرع إلى مُرشده الذي أعلن له، بعد فحص ضمير عميق، أن الله يدعوه إلى تلك الرهبنة. وعندما عزم على ذلك، وجد معارضة شديدة من عمه، أمّا والده فوافقه على رغبته.
👣 الحياة الرهبانية
ٱرتدى ليوناردو الثوب الرهباني يوم 2 أكتوبر 1697م، ليختبر ذاته ويَختبره رؤساؤه إن كان أهلًا للحياة الرهبانية. وبعد مرور سنة الاختبار، ٱنتقل إلى الدراسات الفلسفية واللاهوتية، حيث ٱنْكَبَّ بحرارة على الصلاة وممارسة التَّقشُّف، وظهرت عليه جميع فضائل الراهب الكامل، مع حرصه الشديد على تتميم أصغر القوانين.
وكان يقول لزملائه: «إن كنا ونحن في سن الشباب لا نهتمُّ بالأشياء الصغيرة بل نُهملها بإرادتنا، عندما نشيخ ستكون لنا حرية أكبر ونسمح لأنفسنا بمخالفة نقاط أكثر أهمية».
لقد أدخل بين الطلبة اختيار فضيلة لممارستها أسبوعيًّا، وكذلك مُبادلة الطلبة تنبيه بعضهم لبعض لهفواتهم وعيوبهم، وأن يكون وقت نزهتهم اليومية للحديث في الأمور الروحية.
🌏 رغبة بالشهادة ورسالة طويلة
كان يرغب في الاستشهاد في بلاد الصين، ولكن لم تُتَحْ له الفرصة، فكان يقول: «إني غيرُ مُستحقٍّ لسفك دمي من أجل المسيح». إنَّ الله لم يُطلَبْ منه يومًا واحدًا ليستشهد فيه، لكنه كان يريد منه قضاء خمسين سنة من المتاعب والمشقات والتضحيات. فهذا الاستشهاد البطيء لم يكن أقلَّ صعوبة من الاستشهاد الحقيقي ولكنه أقلُّ مجدًا.
🩺 المرض والشفاء
بعد سيامته الكهنوتية، ٱختير مديرًا للدراسات الفلسفية، لكنه أُصيب بمرض السلّ، وكانت صحته تزداد سوءًا. فنصحه الأطباء بأن يعيش في جو مسقط رأسه. فٱنتقل إلى دير هناك، حيث كان زملاؤه يسهرون للعناية به.
ولما كان مُوقنًا بعدم جدوى العلاج، ٱلتجأ إلى أمه مريم العذراء، ووعدها بأن يُكرِّس ذاته للرسالة وهداية الخطأة إن عادت إليه صحته. وبعد زمنٍ قصير، زال عنه المرض، وعادت إليه الصحة والقوة، فتبين أن الله يدعوه لهذه الرسالة.
📢 سنوات الوعظ والجهاد
وبدأ يعظ في بلدته حول آلام السيد المسيح، وأخذ ينتقل من الدير إلى القرى القريبة وهو حافي القدمين رغم البرد القارس، وكان يقضي وقته في الوعظ والتعليم المسيحي وقبول الاعترافات.
ثم أخذ ينتقل من بلدة إلى أخرى، ولمدة أربعين سنة يعظ ويهدي الخطأة ويُطفئ نار الحقد ويُحرِّك الفاترين.
ولكي يأتي بثمار مطلوبة، وضع قانونًا صارمًا له ولزملائه، وهو: الصمت الصارم، والنوم على الخشب، والامتناع عن أكل اللحوم والبيض والألبان. ولمدة ثمانيةٍ وعشرين سنة لم يأكلوا السمك، وكانوا يعيشون على الحسنات، وكانت زياراتهم تقتصر على المرضى فقط، ولم يجلسوا على مائدة أحد.
✝ نشر العبادة وإقامة درب الصليب
ٱهتمّ ليوناردو بنشر عبادة «اسم يسوع» وتكريم مريم العذراء، وكان كثير الوعظ عن الأنفس المطهرية. ثم أدخل عادة قرع أجراس الكنائس عند الظهر وتلاوة صلاة السلام الملائكي من أجل الخطاة المُعاندين.
وأقام عبادة «درب الصليب» في أكثر من سبعمائة كنيسة، وكان يقول إن علاج كثير من الشرور يكمن في تلك العبادة. ثم أدخل عبادة السجود للقربان المقدس في الكنائس. وكان ليوناردو ينتقل بين البلاد العديدة المتطاحنة ليضع السلام فيها.
🌟 وفاته وإعلانه قديسًا
في شهر نوفمبر عام 1751م، وهو عائد إلى روما، أُصيب بالمرض الذي أودى بحياته، حيث نال إكليل المجد بعد كفاح دام أربعًا وخمسين سنة في الرهبنة. ودُفن في دير القديس بونافنتورا حيث كرّس نفسه للرب أول مرة.
ولقد أُعلنت قداسته من البابا بيوس التاسع يوم 29 يونيو 1867م. واعتبره البابا بيوس الحادي عشر شفيع جميع الكهنة الذين يُكرسون ذواتهم للخدمة العامة. فهذا فخر للرهبنة الفرنسيسكانية التي تُعطي لكل الأزمنة رجالًا يتميزون بالقداسة والمعرفة والخدمة.
💬 من أشهر أقواله
«إنَّ الاعتراف هو أعظم خيرٍ في الرسالة، وكل شيءٍ آخر دون ذلك هو مجرد مظهرٍ من مظاهر الخير.»