الولادة: –
الوفاة: 417
يمثل قديسنا العظيم الأنبا بيشوي الحياة البسيطة المجاهدة في الرب، التي تقوم على شركة الحب مع السيد المسيح في علاقة شخصية تحطم الحواجز، لتفتح القلب بالروح القدس فيتجلى العريس السماوي فيه ويملك بقوة وسلطان!
وُلد في شنشا، قرية بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320م، وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم. رأت الأم ملاكاً يطلب منها: “إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادماً له جميع أيام حياته”، وكانت إجابتها: “هم جميعهم للرب يا سيدي، الذي يريده يأخذه”. مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: “هذا فاعل جيد للرب”. وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر، وكانت الإجابة: “إن قوة الرب في الضعف تكمل”.
في شيهيت إذ بلغ العشرين من عمره، في عام 340م، انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس. وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته، فنما في الفضيلة والتهب قلبه حباً لله.
🕯️ حياة الوحدة
إذ تنيح الأنبا بموا اتفق تلميذاه أنبا بيشوي وأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله، وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده، فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقاً صديقه، وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس.
⚔️ جهاده
إذ كان محباً للصلاة صنع ثقباً في أعلى المغارة جعل فيه وتداً، وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ، أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت. وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس، وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه.
قيل انه كثيراً ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر، وقد دُعيّ “بيشوي الإرميائي”. أما عن العمل اليدوي، فكان يراه جزءاً هاماً لبنيان حياته الروحية، وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل. وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له، أما هو فقال له: “ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب، وليس لهم أن يأخذوا منه شيئاً، امضِ إلى قرى مصر، ووزعه على الفقراء، الله يباركك”. وإذ مضى الرجل، ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: “لقد تعبت معك جداً يا بيشوي.” أجابه بإيمان: “منذ سقطت وتعبك باطل.”
🕊️ شركته مع ربنا يسوع
خلال قلبه النقي البسيط كان يلتقي بالسيد المسيح على مستوى الصداقة، يدخل معه في حوار، وينعم بإعلاناته الإلهية، وينظره. قيل إنه إذ كان مثابراً في نسكه الشديد وصلواته، ظهر له السيد المسيح ليقول له: “يا مختاري بيشوي، السلام لك، قد نظرت تعبك وجهادك، وها أنا أكون معك”.
مرة أخرى إذ ظل قديسنا صائماً مدة طويلة، ظهر له السيد، وقال له: “تعبت جداً يا مختاري بيشوي.” فأجابه القديس: “أنت الذي تعبت معي يا رب، أما أنا فلم أتعب البتة”. مرة ثالثة، ظهر له السيد، وقال له: “افرح يا مختاري بيشوي، أتنظر هذا الجبل؟ إني أرسل لك رهباناً يملأونه، ويعبدونني”. قال له القديس: “أتعولهم يا رب في هذه البرية؟” أجاب الرب: “إن أحبوا بعضهم بعضاً وحفظوا وصاياي فإنني أرزقهم وأعولهم في كل شيء”. قال له: “هل تنجيهم من كل الشدائد المذكورة في الإنجيل؟” فقال له الرب: “الذي يخافني ويحفظ وصاياي أخلصه، وأنجي من يطيعني من كل تجاربه”، ثم باركه وارتفع. ظهر له السيد المسيح تحف به الملائكة، فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى. شرب القديس من الماء وترك نصيباً لتلميذه، وإذ جاء التلميذ طلب منه القديس أن يشرب من الماء الذي في الإناء داخل المغارة، وألحّ عليه وإذ لم يطع ذهب أخيراً ليجد الإناء فارغاً. روى له القديس ما حدث فندم التلميذ وصار في مرارة من أجل عدم طاعته. إذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مراراً، طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله، وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده، ففرح الإخوة جداً، وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخرة.
التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به، أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله، وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب. فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئاً فشيئاً فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل، فتطلع إليه وهو يقول له: “السماء لا تسعك، والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطئ مثلي؟” وإذا بالسيد المسيح يبتسم له، ويقول له: “لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فساداً”، ثم اختفى. ولا يزال جسده محفوظاً بديره لا يرى فساداً. وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله.
🙏 لقاء مع مار إفرآم السرياني
جاء إليه القديس إفرآم السرياني بناء على دعوة إلهية، التقيا معاً، وكان مار إفرآم يتكلم بالسريانية والأنبا بيشوي بالقبطية، لكن الأخير سأل الله أن يعطيهما فهماً، فكانا يعظمان الله دون حاجة إلى مترجمٍ. سمع القديس مار إفرآم السرياني من الأنبا بيشوي عن خبرة آباء مصر الرهبانية، وخاصة سيرة القديس مقاريوس الكبير، وبعد أسبوع رحل. جاء أخ إلى القديس أنبا بيشوي طالباً أن ينال بركة مار إفرآم، وإذ عرف إنه رحل أخذ يجري لكي يلحق به، لكن القديس بيشوي ناداه وقال له إنه لن يلحق به لأن سحابة قد حملته. جاء عن أنبا إفرآم أنه ترك عكازه أمام مغارة القديس أنبا بيشوي.
🌟 زيارة الملك قسطنطين له
إذ مضى القديس يحنس القصير إلى صديقه أنبا بيشوي سمعه وهو خارج القلاية يتحدث، ولكن لما قرع الباب وفتح له لم يجد أحداً، فسأله عمن كان يتحدث معه، فأجاب: “قسطنطين الملك، حضر عندي، وقال: ليتني كنت راهباً وتركت ملكي، فإني لم أكن أتصور هذه الكرامة وهذا المجد العظيم الذي للرهبان.
إني أبصر الذين ينتقلون منهم يُعطون أجنحة كالنسور، ولهم كرامة عظيمة في السماء”.
🕯️ حبه لخلاص كل نفسٍ
كان للقديس تلميذ يُدعى إسحق نزل إلى العالم والتقت به امرأة يهودية أغوته فتهوّد وعاش معها. إذ رأى إسحق بعض الرهبان سألهم عن القديس أنبا بيشوي وطلب منهم أن يقولوا له: “ابنك إسحق اليهودي سقط، ويطلب منك أن تصلي لأجله لكي ينقذه الرب”، وإذ سمعت المرأة ذلك، قالت: “ولو حضر بيشوي إلى هنا لأسقطته.” رجع الرهبان إلى أبيهم ونسوا ما حدث، فقال لهم القديس: “ألم يقل لكم أحد كلامًا لأجلي؟” أجابوا”: “لا”. قال لهم: “ألم تلتقوا بإسحق اليهودي؟” عندئذ قالوا له ما حدث فتراجع إلى خلف ثلاث خطوات، وفي كل مرة يرشم نفسه بعلامة الصليب. تعجب أولاده من ذلك، وقالوا له: “حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه المرأة؟” أجاب في اتضاع: “يا أولادي إن المرأة التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان، من يكون بيشوي المسكين حتى يقف أمامها؟ ليس من يغلب حيل الشيطان في النساء إلا من كان الله معه”. وقد بقيّ صائماً ومصلياً يطلب من أجل ابنه إسحق حتى خلصه الرب وتاب.
📜 تركه شيهيت
إذ حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: “هل تخاف الموت يا رجل الله؟” أجاب: “لا، لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي”. مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك، ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا (قرية الشيخ عبادة بملوي) وسكن في الجبل هناك حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما، وتحقق لهما ذلك. ظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب (سنة 417م)، وقد بلغ من العمر 97 عاماً، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معاً في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت. حالياً بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون.
مصدر آخر
🌟 ميلاد القدّيس العظيم الأنبا بيشوي
وُلِدَ القدّيس العظيم الأنبا بيشوي في عام 320م في بلدة شنشنا في محافظة المنوفيّة بدلتا مصر، وقامت والدته التقيّة بتربيته – بعد وفاة والده – مع إخـوته السّتة. وكافأها الله على حسن تربيتها لهم بأن أرسل ملاكه إليها واختار ابنها بيشوي ليكون خادمًا للربّ طول أيّام حياته.
وبيشوي باللّغة القبطيّة معناها “سامي” أو “عادل”، وتلقّبه الكنيسة في صلواتها وكتبها وتقليدها بـ”الرجل الكامل حبيب مخلّصنا الصالح”، كما يُلقّب أيضًا بـ”كوكب البريّة”.
🏜️ الرهبنة في برّيّة شيهيت
وفي عام 340م، أي وعمره عشرون عامًا، ذهب إلى برّيّة شيهيت بالأسقيط (حاليًا وادي النطرون)، وتتلمذ على يد القدّيس الأنبا بموا تلميذ القدّيس مقاريوس الكبير، وصار أخًا روحيًّا للقدّيس يوحنّا القصير صاحب شجرة الطاعة، الذي غرس عصًا جافة طاعةً لمعلّمه الأنبا بموا، فنَمَت وصارت شجرةً مثمرة ببركة طاعته.
👼 ظهور الملاك وإرشاد السماء
وعندما تنيّح الأنبا بموا، ظهر ملاك الربّ للأنبا بيشوي وأخبره بأنّ الله يُريده أن يسكن منفردًا في المنطقة المجاورة غرب منطقة القدّيس يوحنّس القصير، لأنّه سيصير أبًا ومرشدًا لكثير من الرهبان. فأطاع الأنبا بيشوي وسكن في مغارة (لا تزال موجودة إلى الآن في دير القدّيسة العذراء الشهير بالسريان).
وسرعان ما عُرِفَ بفضائله، فتكوّنت حوله جماعة رهبانيّة، فكان بذلك بداية دير القدّيس العظيم الأنبا بيشوي الحالي.
🙏 حياة الصلاة والسهر الروحي
ولشدّة محبّته لمخلّصنا الصالح كان يودّ أن يواصل حديثه معه في الصلاة والحوار مع الله أطول وقت ممكن، فكان يربط شعر رأسه بحبلٍ مُدلّى من سقف مغارته لأعلى، لكي يستيقظ إذا نام ويواصل صلاته مع حبيبه.
لهذا يُلقَّب بـ”حبيب مخلّصنا الصالح”.
ولشدّة حلاوة الصلاة والتأمّل في الله، كان ينسى الطعام الماديّ لعدّة أيّام، مستعيضًا عنه بالطعام الروحيّ من صلاة وتأمّل وقراءة كلمة الله الحيّة.نعم
وكان كلّ من يتقابل معه يمتلئ بالسلام والسعادة والطمأنينة، ويعود فرحًا سعيدًا، حتى انضمّ إليه جمع غفير بلغ حوالي ٢٤٠٠ شخص، عاشوا حياة السعادة الدائمة تحت إرشاده، وسكنوا في مغاراتٍ منتشرة في الجبل، كما كانوا يحيطون بالأنبا بيشوي مثل النحل حول الشهد (كما ورد في المخطوطات القديمة).
وهكذا تحقّق وعد السيّد المسيح له عندما ظهر له في مغارته وقال له إنّ الجبل كلّه سَيُمتلَأ بالعبّاد تحت إرشاده.
💪 العمل اليدوي والدفاع عن الإيمان
كان عامِلًا نشيطًا يأكل من تعب يديه، حتى إنّه قال لتلاميذه:
“لم آكل طعامًا من إنسان… يا أولادي، اعملوا بأيديكم لتعيشوا وتجدوا ما تتصدّقون به على الفقراء.”
ويُذكر عنه دفاعه عن الإيمان، إذ أنقذ أحد المعلّمين من هرطقةٍ دينيّة دون جرح مشاعره، وبطريقة بسيطة حكيمة، فربحه هو وكلّ أتباعه.
ولم يكن فقط لطيفًا متواضعًا رقيق المشاعر لا يجرح إنسانًا مهما كان، بل كان أيضًا يحترم إنسانيّة الجميع، ويرقّ قلبه الحنون للفقراء والمساكين، حتى لُقّب بـ”الرجل الكامل”.
💧 التواضع وخدمة الغرباء
وبقلبٍ متضع كانيحمل أتعاب تلاميذه وضعفاتهم، وهو ملازم للصوم ليقودهم لحياة الجهاد. وكان يداوم الجهاد لكي يحفظ الله نفوسهم في الإيمان.
ومن تواضعه أنّه كان يغسل أقدام الغرباء والزائرين دون أن يعرف من هم أو ينظر إلى وجوههم. لذلك ظهر له الربّ يسوع كأنّه غريب (مثلما ظهر لإبراهيم أبي الآباء قديمًا)، وغسل له الأنبا بيشوي قدميه الطوباويّتين، ولم يعرفه إلّا عندما رأى جراح الصليب في قدميه.
وتلك هي السِّمة المميّزة لدير الأنبا بيشوي، التي تُظهر تواضع ومحبة الرهبان، وتُبيّن أنّ التواضع والمحبة الصادقة تجعلان الله قريبًا جدًّا من الإنسان.
❤️ معجزة حمل السيد المسيح
ومن حنان قلبه الشفوق أنّه حمل عجوزًا في الطريق، فاكتشف أنّه هو السيّد المسيح الممجّد، الذي وعده بأنّ جسده – أي جسد الأنبا بيشوي – الذي حفظه طاهرًا وخدم به الناس والمحتاجين وضبطه بالتداريب والممارسات الروحيّة، سيبقى بدون فساد لأنّه حمل الربّ يسوع. وفعلاً، ما زال جسده باقٍ بلا فساد إلى الآن (وبدون تحنيط).
ويُذكر عنه أنّه لم يجرح مشاعر إنسانٍ كان يُشوشر أثناء وعظ الأنبا بيشوي لأولاده، فلمّا رأى هذا الإنسان سعة قلب القدّيس، كفّ عن الشوشرة واعتذر.
💎 زهده في المال ومقاومته للشيطان
كما كان زاهدًا في المال، فرفض ما جاء به أحد الأغنياء من ذهبٍ وفضّة، إذ أعلمه الله بحيلة الشيطان الذي أراد أن يُصرفه عن العبادة. ونصح الرجل الغني أن يرجع بفضّته وذهبه ويوزّعه على الفقراء والمحتاجين لينال بركة الربّ.
ولمّا انصرف الرجل الغني ورجع الأنبا بيشوي إلى قلايَته، صاح به الشيطان:
“آه منك… إنّك تُفسد جميع حِيَلي بزهدك.”
فأجابه القدّيس باتّضاعٍ ومسكنة:
“منذ أن سقطتَ أيّها الشيطان والله يُفسد جميع حِيَلك ضدّ أولاده.”
😢 محبّته لأولاده وصلاته عن الخطاة
وكان يحبّ أولاده الروحيّين ويعاملهم كأبٍ حنون، كما كان يبكي على الخطاة مثال إرميا النبيّ، حتى لُقّب بالأنبا بيشوي الأراميّ.
وظلّ يُجاهد في الصلاة من أجل أحد تلاميذه الذي أخطأ حتى رجع تائبًا إلى الله.
وكثيرًا ما كان يظهر له الربّ يسوع لشدّة محبّته له، وكان يعرف أمورًا كثيرة بروح النبوّة، منها أنّه عَرَفَ بمجيء الأنبا أفرآم السريانيّ من سوريا قبل أن يأتي ليزوره، لما سمعه عن روحانيّة الأنبا بيشوي العظيمة.
وقد طلب قدّيسنا من السيّد المسيح أن يعطيه لسانًا سريانيًّا حتى يتحدّث مع الضيف السريانيّ، وقد كان.
⚔️ هجوم البربر وانتقاله إلى الصعيد
وعند هجوم البربر الأوّل على البرّيّة حوالي عام 407م، لم يشأ الأنبا بيشوي أن يبقى بالدير لئلّا يقتله أحد البربر فيهلك البربريّ بسببه، فنزح مع مجموعةٍ من رهبانه إلى الصعيد (أنصنا)، وتصادق مع الأنبا بولا الطموهي، وأسس ديرًا كبيرًا في بلدة دير البرشا مركز ملوي، باقٍ إلى الآن.
🕊️ نياحته ونقل جسده الطاهر
وفي 15 يوليو 417م تنيّح ودُفِن في منية صقر بأنصنا (عند ملوي حاليًّا).
وبعد ثلاثة شهور تنيّح القدّيس الأنبا بولا الطموهي في 7 بابة الموافق 17 أكتوبر، ودُفِن بجواره حسب رغبتهما.
ثمّ نَقَل البابا يوساب الأوّل (البطريرك 52) (830 – 849م) جسده الطاهر إلى ديره بوادي النطرون في 13 ديسمبر 841م (4 كيهك 557ش).
وفي 8 أبيب الموافق 15 يوليو من كل عام، في ذكرى نياحة القدّيس الأنبا بيشوي، يحتفل الدير برئاسة قداسة البابا الطوباوي الأنبا شنوده، مع نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس الدير والآباء الرهبان، بوضع الحنوط والأطياب على جسدي القدّيسين، مع وجود جمعٍ غفير من الشعب.