الولادة: –
الوفاة: –
مار مارِّي بطرس (Mar Mari) هو أحد أوائل المبشرين المسيحيين في المشرق (القرن الأول الميلادي)، ويُعتبر شخصية بارزة في تاريخ المسيحية في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. ينتمي إلى القرن الأول الميلادي، ويُلقب أحيانًا بـ “ابن السبعة”، وهو تعبير قد يُشير إلى انتمائه إلى تلاميذ الرسل أو إلى السبعين تلميذًا الذين أرسلهم المسيح بحسب التقليد المسيحي الشرقي.
الأصل
بحسب التقليد، يُعتقد أن مار ماري كان تلميذًا لمار أداي (أحد تلاميذ الرسول توما، أو بحسب بعض الروايات أحد السبعين تلميذًا)، وقد تبعه في حمل الرسالة الإنجيلية إلى بلاد المشرق. يعتبر أحد المبشرين الأوائل الذين حملوا المسيحية إلى:
بلاد فارس (الإمبراطورية الساسانية)، حيث واجه البيئة الزرادشتية الحاكمة.
المناذرة (مملكة الحيرة في جنوب العراق)، وهي مملكة عربية كانت تحت التأثير الساساني.
المدن الكبرى مثل المدائن (سلوقية-طيسفون)، والتي كانت العاصمة الساسانية.
أهم الأعمال
التبشير: قام مار ماري بجولات تبشيرية واسعة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وأسّس العديد من الكنائس، وكان له دور كبير في تحويل السكان المحليين إلى المسيحية، خصوصًا الآراميين والكلدان.
القداس المنسوب إليه: هناك قداس في الطقس الكنسي الشرقي يُعرف بـ”قداس مار أداي وماري”، وهو أحد أقدم الليتورجيات المسيحية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم في كنيسة المشرق والكنيسة الكلدانية.
تقاليد الكنيسة الشرقية: يُعتبر مار ماري أحد أعمدة الكنيسة الشرقية (النسطورية لاحقًا)، ويُذكر اسمه مع مار أداي في كثير من الطقوس والصلوات.
الوفاة والضريح
لا توجد معلومات دقيقة عن مكان وفاته، لكن يُعتقد أنه مات في إحدى المدن التي بشّر فيها. بعض التقاليد تشير إلى وجود قبر رمزي له في منطقة المدائن أو مناطق قريبة من بغداد.
الأثر الديني والثقافي
الطقس الشرقي: يحظى بمكانة مقدسة في الكنيسة الشرقية، ويُكرَّم كأحد رسل المشرق.
التراث الشفهي: العديد من الروايات الشعبية والكنسية تسرد معجزات ونشاطات تبشيرية قام بها مار ماري.
الاحتفال به: تحتفل به بعض الكنائس الشرقية في أعياد خاصة، ويُعتبر شفيعًا للمبشرين.
مار ماري شخصية تبشيرية محورية في بدايات المسيحية في المشرق، ومؤسس للعديد من المجتمعات المسيحية الأولى في العراق وإيران. رفقة معلمه مار أداي، يُشكلان الأساس الرسولي للكنيسة الآشورية وكنيسة المشرق، وقد ساهم في تحويل مناطق واسعة من العراق وفارس إلى المسيحية في وقت مبكر جدًا من تاريخ الكنيسة.