الولادة: 350
الوفاة: 428
إن كان في القرن الثالث قد سيم على إيبارشية الميصة (ما بين النهرين) الأسقف تادرس الذي اشتهر بمقاومته لبولس السموساطي، فإنه في النصف الثاني من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس كان أسقفها أيضاً يُدعى بذات الاسم (تادرس) أو ثيؤدور الذي نال شهرة أعظم بسبب بلاغته وكتاباته.
نشأته
ولد في إنطاكية حوالي سنة 350م، ونشأ في أسرة غنية جداً، وكان والده الذي لا نعرف اسمه له مركزه المرموق، أما ابن عمهPaeanius الذي كتب له القديس يوحنا ذهبي الفم عدة رسائل (95، 193، 204، 220) فكان يحتل مركزاً حكومياً هاماً. وقد صار أخوه Polchronius أسقفاً على إيبارشيةApamea . درس الخطابة والأدب في إنطاكية على يديْ الفيلسوف المشهور ليبانوس حيث التقى بالقديس يوحنا الذهبي الفم وصارا صديقين. وفي سنة 369 التحق الاثنان بمدرسة ديؤدور في دير بأنطاكيا حيث عاشا في حياة نسكية وتكريس لدراسة الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي الرافض للتفسير الرمزي لمدرسة إسكندرية، المنهج الذي تبناه معلمهما ديؤدور.
بعد فترة بردت روح ثيؤدور، وترك الحياة الرهبانية، فصار محامياً، وتعرف علي سيدة يهودية جميلة تدعى Hermoine تزوجها فتحطمت نفسه تماماً باليأس. أسرع صديقه القديس يوحنا الذهبي الفم فأرسل رسالتين يحثه فيهما على الرجوع إلي حياته الأولى بالتوبة الصادقة، مظهراً له أن يأسه في مراحم الله هي لطمة على وجه السيد المسيح أكثر مرارة من سقوطه في حبه لهذه السيدة وكسره لنذر الرهبنة، محدثاً إياه عن التوبة وفاعليتها، فاتحاً أبواب الرجاء أمامه، وقد سبق لي ترجمتهما تحت عنوان “ستعود بقوة أعظم”.
وقد جاءت الرسالتان بالنتيجة المرجوة، فعاد تادرس إلى الحياة الرهبانية، وفي سنة 383م سيم كاهناً بواسطة الأسقف فلافيان الأنطاكى.
سيامته أسقفاً
في سنة 392م سيم أسقفاً على الميصة، وقد بقي حتى نياحته (سنة 428م) في كرسيه تلاحقه شهرة عظيمة بسبب بلاغته وكتاباته. لكنه دين بعد وفاته بـ 125 سنة كهرطوقي، بكونه انحرف إلى نوع من البيلاجية (في مجمع القسطنطنية سنة 553م لا تعترف به كنيستنا).
كتاباته
خير من يمثل مدرسة إنطاكية التفسيرية، الرافضة للفكر الإسكندري الرمزي، يعتبره النساطرة أعظم مفسَر للكتاب المقدس. فسر تقريبًا جميع الأسفار بطريقة تاريخية نقدية. يُعتبر أول من استخدم النقد الحرفي لحل مشاكل نصوص الكتاب، كما ضم تفسيره عدداً كبيراً من المقالات العقيدية والجدلية، مما يظهر انه قد انشغل بالأسئلة اللاهوتية التي سادت في عصره.
إذ دين كهرطوقي بادت أغلب كتاباته حتى اُكتشفت بواسطة بعض الدارسين المحدثين. ملاحظة كان نسطور الهرطوقي تلميذاً له، بدأ الشك في أمره بعد مجمع أفسس (431م)، وحُسب أنه هو العلة الأصلية لظهور النسطورية.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت