الولادة: 1714
الوفاة: 1776
📜 نشأته
وُلد أغناطيوس جربوع في حلب لعائلة رومّية ملكيّة كاثوليكية مرموقة. اسمه الأصلي عبد النور، والتحق بالرهبانية الحنّاويّة عام 1737، وارتقى تدريجيًا في الرهبانية ليصبح شمّاسًا ثم مرشدًا للمبتدئين، وكان موثوقًا من قبل الرؤساء. أُطلق عليه اسم أغناطيوس عند الرهبنة.
خدم أغناطيوس في إصلاح العلاقات بين الرهبان والراهبات، وجمع التبرعات لمصلحة الرهبانية في مصر، ونسخ ودوّن تاريخ الرهبانية ومخطوطاتها. بعد وفاة الرئيس العام الخوري نقولا الصائغ عام 1756، انتخب أغناطيوس رئيسًا عامًا للرهبانية، حيث وسّع ودعم الأديرة وأنشأ كنيسة جديدة في بيروت. بقي في هذا المنصب حتى 1761، حين رُسم أسقفًا على حلب.
✝️ رسامته أسقفًا
في 13 تموز 1761، نصّ البطريرك مكسيموس حكيم بطريرك أنطاكية للروم الملكّيّين الكاثوليك، بحضور الموفد البابوي دومينيك دي لانزيس، على أغناطيوس جربوع ليُرسم مطرانًا على حلب. تمّت الرسامة يوم 22 تموز 1761 في كنيسة دير القديس يوحّنّا الصابغ بالخنشارة. حافظ المطران على اسمه الرهباني “أغناطيوس” وأضاف إليه “كربس” وقد يُعزى الاسم أيضًا كتحريف للاسم العائلي “جربوع”.
🏞️ مكوثه بالديورة في لبنان
قضى مطران حلب أغناطيوس جربوع معظم فترة أسقفّيّته (15 سنة و4 أشهر) في لبنان بسبب اضطهاد الروم الكاثوليك في حلب، ولم يقم فيها سوى ثلاث سنوات وسبعة أشهر. خلال هذه الفترة، شارك في المجامع الكنسية لمواجهة محاولات اغتصاب البطريركية، وتثبيت البطريرك ثاوضوسيوس السادس دّهّان، ولعب دور الوساطة بين البطريرك وبعض رجال الدين. كما أكمل تأليف خدمة القديس يوسف في دير الشير عام 1768، وحافظ على علاقة ودّية مع البطريرك الذي منحَه امتيازات رعوية وطقسية ذات قيمة وقتها.
🚶 تردُّدهُ على حلب
أقام مطران حلب أغناطيوس جربوع في حلب فقط ثلاث سنوات وسبعة أشهر من أصل خمس عشرة سنة قضاها كأسقف، وزار المدينة عدة مرات قبل وفاته عام 1776. خلال تردّده على حلب، كلّف نُوابه (أنطون صباغ، زخريا، ميخائيل جربوع) بإدارة شؤون الأبرشية. من أبرز ما عالجه عن بعد مشكلة تردد النساء المسيحيات إلى كنائس المرسلين الإفرنج في الأسواق القديمة، حيث كان ذلك يشكل خطورة أخلاقية واجتماعية، فاحتجت الطوائف الشرقية ورفضت، لكن روما أيّدت المرسلين، وبقيت النساء يذهبن إلى هذه الآنيات.
🕊️ تجديد الطقوس البيعّيّة والآداب الكهنوتّيّة
أدخل المطران أغناطيوس جربوع عام 1769 عيد القديس يوسف في الطقس البيزنطي للروم الملكّيّين الكاثوليك، وكتب له خدمة طقسية في دير الشير عام 1768، لكنها لم تستمر طويلًا. رغم عدم كونه لاهوتيًا بارعًا، اهتم بتنظيم سلوك كهنته، وألّف كتابًا لفحص المرشحين للكهنوت عام 1771، وراقب التزامهم بالأخلاق والتقاليد، كما حرص على التزام أعيان الطائفة بدفع العشر لضمان حقوق البطريرك ورئيس الكهنة تجاه الدولة.
🚫 منع بعض التجاوزات الأخلاقّيّة والمالّيّة
أصدر المطران أغناطيوس جربوع أوامر صارمة لمنع التجاوزات الأخلاقية والمالية، خصوصًا خلال الأعراس، متابعًا وصايا أسلافه. من أبرز هذه الإجراءات: إقامة الأعراس بطريقة مسيحية وبخوف الله، منع النساء المشبوهات والرقص الصاخب، حظر المشروبات الكحولية، إلغاء بعض الملابس والزيجات غير اللائقة، منع نقوط المواليد واحتفالات حمّام العرائس، وتحريم لعب الورق مقابل المال، معتبرًا ذلك خطيئة وجعل الحلّ منها بسلطانه الخاص.
🤝 مع الطائفة السريانّيّة الشقيقة
في سنة 1771، ساعد المطران أغناطيوس جربوع الروم الكاثوليك في حلب طائفة السريان الأرثوذكس المثقلة بالديون، فدفعوا لهم المبالغ المطلوبة مقابل اعتناقهم الكاثوليكية، مما أتاح لهم الاستفادة من الكنيسة للعبادة بحرية. أظهرت هذه الحادثة حرص الروم الكاثوليك على نشر الإيمان واستعدادهم للبذل في سبيله، كما عزّزت حقهم المعنوي في استخدام كنائس السريان لاحقًا. ويُعزى للمطران أغناطيوس دور في انضمام ميخائيل جروه، أول بطاركة السريان الكاثوليك، إلى المذهب الكاثوليكي.
📚 حوادث
في عهد المطران أغناطيوس جربوع استمر النشاط العلمي في طائفة الروم، فتمّ نقل كتب لاهوتية وترجمة بعضها للعربية، وأُلغي الوجود اليسوعي في حلب عام 1773 وسُلِّم ديرهم للآباء اللعازريين. في المقابل، واجه المسيحيون في حلب ضغوطًا مالية شديدة، منها ضرائب وغرامات تفوق الجزية التقليدية، ما تسبّب في معاناة كبيرة وخوف من فقدان السكان لمجتمعاتهم. الرسائل تشير إلى أن المسيحيين لجأوا للبحث عن حماية، وأن عدم تجديد أوامر إعفاءهم من المظالم قد يؤدي إلى تهجيرهم أو انقراضهم المحلي، وهو تصوير جزئي لقسوة الحكم العثماني على الطائفة.
⚰️ وفاته
توفي المطران أغناطيوس جربوع في 1 كانون الأول 1776 في أبرشية حلب، بعد أن أقام فيها ثلاث سنوات وسبعة أشهر، وجاءت مدة ارتسامه الأسقفية خمس عشرة سنة وأربعة أشهر. عُرف بعلمه ووعظه وحسن سيرته، وأثّر تأثيرًا كبيرًا في أهل حلب والرهبنة، وكان موضع حُزن واسع عند وفاته.
📝 مؤلفاته
- قدّاس فم الذهب وباسيليوس.
- رسالة راعوية موجّهة إلى الرجال والسيدات.
- خدمة عيد القديس يوسف.
- البتولية منذ ابتداء الكنيسة.
- البحث الراهن في فحص الكاهن.
- برهان هندسي على إيمان كنيسة المسيح الحقيقية.
- دحض ادعاء الذين يقولون أن الكنائس المتحدة برومة قد أعرضت عن تعاليم الآباء القديسين.
- رسالة في الطبيعتين والمشيئتين في يسوع المسيح – مقسمة إلى 7 فصول.
- سيرة القديس أنطونيوس المصري.
- مديح الحياة الرهبانية منسوب خطأً إلى القديس باسيليوس الكبير.
- الفرائض الإرشادية لبنات الروم الملكية ضمن مؤلفاته التربوية.
- مجموعة مواعظ بثمانية مجلدات ضمن مؤلفات الرعوية والتعليمية.
نقلاً عن كتاب “أساقفة الروم الملكيين بحلب في العصر الحديث”، مع بعض التصرف.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت