الولادة: –
الوفاة: –
🕊️ حياة النساك والناسكات
تبقى حياة الكثير من النساك والناسكات سرًّا، كل ما نعرفه عنهم هو تصرّفاتهم الظاهرة، أما أعماقهم فيندر جدًا أن يكشفوا عنها لكونها علاقة سرّية بين النفس وعريسها السماوي. وقد سمحت العناية الإلهية أن تلتقي القديسة ميلانية بعذراء الإسكندرية — كما يسميها القديس بالاديوس في كتابه عن تاريخ الرهبان — من وراء الشباك لتكشف بعض جوانب حياتها، فتعلن بهجتها وشبعها الداخلي.
✝️ لقاء مع القديس ديديموس الضرير
إذ التقى القديس بالاديوس بالقديس ديديموس الضرير، مدير مدرسة الإسكندرية، روي له عن هذه العذراء المعاصرة له، التي تركت الإسكندرية وعاشت في قبر (نحن نعلم أن القبور قديمًا كانت متسعة جدًا كما في كثير من بلاد الصعيد إلى يومنا هذا، مثل قبور المسيحيين بدير الشهداء خارج مدينة إسنا).
أغلقت هذه العذراء الكسندرا باب القبر عليها، ولم تسمح لنفسها أن ترى وجه إنسان عشر سنوات، إنما كانت تتعامل مع أخت تخدمها خلال نافذة. وقد بقيت هكذا حتى جاءتها الخادمة يومًا ما تتحدث معها فلم تجد إجابة، ولما أخبرت الكنيسة بذلك كسروا الباب ليجدواها راقدة في الرب.
👩🦳 لقاء القديسة ميلانية بالعذراء
التقت بها القديسة ميلانية من خلف النافذة، وإذ سألتها عن السبب، لماذا دفنت نفسها هكذا، أجابتها بأن شابًا تعثّر بسببها، وإذ رأت أنها ستكون علة هلاك نفس على صورة الله ومثاله، فضّلت أن تأتي إلى القبر طوعًا عوض أن تعثره.
سألتها القديسة ميلانية كيف تحتمل هذه الحياة دون أن ترى وجه إنسان ولا تتحطم باليأس، فأجابتها بكل وضوح أنها لا تعيش في قنوط أو حزن أو حرمان، بل هي متهلّلة فرحة تعمل بلا خمول، إذ قالت:
“أشغل نفسي بصلواتي وعمل يديّ، ولا أجد لحظات بلا عمل.
منذ الصباح حتى التاسعة (3 بعد الظهر) أنسج كتانًا وأنا أتلو المزامير وأصلي. وفي بقية اليوم أذكر في قلبي الآباء القديسين، وأتأمل بأفكاري في سير كل الأنبياء والرسل والشهداء.
في بقية الساعات أعمل بيدي وآكل خبزي، بهذا أنا مستريحة أنتظر برجاء صالح نهاية حياتي”.
هذا ما سمعه القديس بالاديوس من القديسة ميلانية نفسها!
مصدر آخر
👑 ألكسندرا القديسة
ألكسندرا، هي قديسة قبطية قديمة، عاشت بمساعدة صديقتها ميلانيا في إحدى القبور خارج الإسكندرية. وهي من سكان الإسكندرية، مسيحية من الأقباط.
🚶♀️ تعرضها للخطر
في أحد الأيام، كانت ألكسندرا تسير في الطريق، فأراد أحد الشبان الرومانيين ممارسة الجنس معها، وكاد أن يوقع بها. فلما شعرت هذه القديسة بمخططاته، تنبأت أنه سيهلك بسببها، وأيضًا أحسّ ذلك الشاب أن هذه الفتاة متديّنة وأنها استحكمت لما يدبر، فخشى أن تفضحه بين الناس.
🌄 اختيارها التواري عن العالم
فكرت هذه الشابة في زوال العالم وشهواته، من منظره ومتعته التي لا تدوم، فاختارت أن تتوارى عن العالم وما به من عثرات لها أو لغيرها. فذهبت إلى أحد الأماكن المهجورة خارج مدينة الإسكندرية، وأقامت في مكان يشبه القبر، وأغلقت على نفسها تاركة فتحة صغيرة لتأخذ احتياجاتها منها. وقد ساعدتها في ذلك صديقتها التي اسمها ميلانيا، وكانت امرأة مؤمنة تهتم بمعيشتها وتحضر لها طعامها البسيط من الخبز والملح لمدة اثنتي عشرة عامًا.
🍞 وفاتها واكتشاف الأمر
وفي يوم، ذهبت كعادتها تحضر لها طعامها وطرقت على الباب، ولم تجب، فعلمت أنها قد ماتت. فذهبت ميلانيا إلى الأصدقاء المسيحيين وأخبرتهم بأمر هذه القديسة وقصتها (لأنه لم يعرف أحد قصتها وهي على قيد الحياة بناءً على رغبتها). فكسروا باب القبر ووجدوها قد توفّت، فأخذوها إلى الكنيسة وصلّوا عليها.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت