الولادة: 630
الوفاة: 687
البابا كونون، الذي كان كاهناً كاثوليكياً ورجل دين ضمن الإمبراطورية البيزنطية، وتقلد منصب بابا الفاتيكان في القرن السابع.
نشأته وسيرته
كونون (باللاتينية: Conon) البابا رقم 83 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، تولّى البابوية من أكتوبر 686 إلى وفاته في سبتمبر 687. خلف يوحنا الخامس، وسبقه سيرجيوس الأول. وُلِد في تراقيا (Thrace)، وهي منطقة تقع اليوم بين اليونان وتركيا وبلغاريا، وكانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية. من أب جندي سوري، وهو ما يُظهر أصوله الشرقية المختلطة.
تلقى تعليمه في صقلية، والتي كانت خاضعة للحكم البيزنطي أيضاً. يتحدث اليونانية واللاتينية، مما جعله مناسباً للتواصل بين الشرق والغرب الكنسي. توفي في أواخر سبتمبر 687، بعد أقل من سنة في الحكم ودُفن في بازيليكا القديس بطرس.
كان معروفاً بالتقوى والتواضع وُصف بأنه شيخ ذو مظهر وقور وسيرة طاهرة يتمتع بحنكة سياسية، وكان شخصية توافقية في وقت من الانقسامات.
خلفيته السياسية والدينية
لم يكن سياسياً بالمعنى الحرفي الحديث، لكنه لعب دوراً دينياً وسط نزاع سياسي داخلي في روما. تم اختياره كحل وسط بين الفصائل الكنسية المتصارعة: الكهنة الرومانيين التقليديين من جهة، والضباط البيزنطيين والإكليروس الشرقي من جهة أخرى.
يُمكن اعتباره رجل دين “بمواصفات دبلوماسية” أكثر منه رجل سياسة تقليدي.
أعماله وإنجازاته
انتخاب توافقي: جاء انتخابه بعد صراع بين مجموعات كنسية وسياسية في روما كونه “غريباً” (ليس من روما، بل من الشرق)، جعله مرشحًا توافقياً بين الفرقاء. كانت تلك مرحلة انتقالية في البابوية، وكان وجوده بمثابة تهدئة للجو المحتقن.
علاقته بالإمبراطورية البيزنطية: حافظ على علاقات طيبة مع الإمبراطور يوستين الثاني (Justinian II). وافق الإمبراطور بسرعة على تنصيبه، وهذا يدل على القبول السياسي لشخصه.
الاهتمام بالإصلاح الكنسي: لم يُعرف عنه أنه أدخل إصلاحات كبيرة، ربما بسبب قصر مدة حبريته لكنه استمر في الخط اللاهوتي الأرثوذكسي المناهض للهرطقات، مثل المونوتيلية.
يُذكر اسمه في قوائم الباباوات التقيين، لكن لا يُحتفل به كـ”قديس” رسمي في الكنيسة الكاثوليكية، لا توجد له طقوس خاصة أو عيد ديني معروف
البابا كونون كان رجل دين شرقياً بيزنطياً، وُلد في منطقة حدودية بين الثقافات، وتقلد المنصب البابوي في لحظة حساسة، حيث شكّل جسراً توافقياً بين الكنيسة الغربية والإمبراطورية الشرقية. لم يكن بابا إصلاحياً كبيراً، لكن أهميته تأتي من دوره التوفيقي وقدرته على نزع فتيل الصراع الداخلي في الكنيسة الرومانية.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت