الولادة: –
الوفاة: –
القديسة مارينا، المعروفة بلقب “الراهب المتخفي” – وهي من أروع وأعمق قصص القداسة في التقليد المسيحي الشرقي، خاصة في البيئات السريانية والبيزنطية. عاشت في القرن الخامس أو السادس الميلادي، خلال عصر ازدهار الحياة الرهبانية في الشرق المسيحي. تُروى قصتها في تقاليد بيزنطية وسريانية ولبنانية، وتُعتقد أصولها من شمال لبنان أو من محيط أنطاكية.
قصتها
كانت مارينا ابنة وحيدة لرجل تقيّ أرمل، أراد أن يكرّس حياته في أحد الأديرة. عندما قرر والدها أن يترهب، رفض اصطحابها بسبب أنها فتاة. لكنها توسلت إليه أن يأخذها معه، فقصّت شعرها وتنكّرت في زي راهب شاب، واتخذت اسماً ذكورياً: “مارينوس”. دخلت الدير وعاشت حياة تقشف وصلاة مع والدها، دون أن يعرف أحد بحقيقتها.
اتهامها وامتحانها
بعد وفاة والدها، استمرّت مارينا في الدير. وفي إحدى المرات، اتُهمت ظلماً بأنها أوقعت فتاة في الخطيئة وأنجبت منها، دون أن تكشف عن حقيقتها. رغم هذا الظلم، لم تدافع عن نفسها، بل قبلت العقاب في صمت، قائلة: “الله يعرف الحقيقة، وسأصبر على حكم الناس.” طُردت من الدير مؤقتاً، وقامت بتربية الطفل خارج أسوار الدير في فقر شديد، حتى أعيدت لاحقاً إلى الدير بعد انكشاف الحقيقة.
وفاتها واكتشاف الحقيقة
بعد وفاتها، اكتشف الرهبان أثناء تجهيز جسدها للدفن أنها امرأة، فذهلوا من الأمر وبكوا لما عرفوا مقدار الظلم الذي احتملته وصبرها القديس. تحوّلت قصتها إلى شهادة عظيمة عن الاتضاع، الصبر، والنقاوة، وانتشرت في الكنائس الشرقية والبيزنطية.
تكريمها ومكانتها
تُكرَّم في العديد من الكنائس الشرقية، خصوصًا في لبنان وسوريا، وفي الأديرة القبطية والبيزنطية أيضاً. قصتها تُتلى في السنكسارات كرمز للبطولة الروحية والصبر النسكي. كثير من الأديرة تحمل اسمها في لبنان ومصر، مثل دير مار مارينا في القلمون (لبنان).
رمزية سيرتها
تُعدّ رمزاً للقوة الروحية في وجه الظلم والتمييز، وقدوة في الاتضاع والصبر والتضحية. تدعو قصتها للتأمل العميق في فكرة التخلي عن الذات لأجل الله، واحتمال التجربة بصمت وإيمان.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت