الولادة: 1726
الوفاة: 1778
📜 سيرته
وُلِدَ بربطولماوس ماريّا دال مونته في بولونيا يوم 3 نوفمبر سنة 1726، لأبوَين هما أوراتسيو دال مونته وآنا ماريّا باسّاني. وعندما بلغ السادسة والنصف، نال سرّ التثبيت من الكاردينال بروسپيرو لامبرتيني، رئيس أساقفة بولونيا آنذاك، والذي أصبح لاحقًا البابا بندكتوس الرابع عشر. وعلى الرغم من أنّ تاريخ مناولته الأولى غير معروف، فقد حُفِظَت نواياه الدينيّة المكتوبة في طفولته، والتي كشفت عن بُعدٍ إفخارستيٍّ عميقٍ في حياته كلّها.
كان فتى ذكيًّا، مرحًا، ذا مزاجٍ حيويّ، تلقّى تعليمًا إنسانيًّا شاملًا في كلّيّة القدّيسة لوتشيا التابعة للآباء اليسوعيّين. غير أنّ دعوته الكهنوتيّة وُوجِهَت بمعارضةٍ شديدةٍ من والده، الذي كان يأمل أن يصبح ابنه مصرفيًّا. وقد ساعده لقاءٌ مع القدّيس ليوناردو من بورتو ماوريتسيو على تثبيت اختياره للكهنوت، فازداد عزمًا على تحقيق دعوته. ورُسِمَ كاهنًا في 20 ديسمبر سنة 1749.
لكنّ مهامه الرعويّة تأجّلت سنتين، بطلبٍ من النائب العام، لكي يُكمِل دراسته. وقد أتمّها بتفوّق، حاصلًا على شهادةٍ في اللاهوت. وبعد أن قضى سنواته الأولى في تعلُّم فنّ الوعظ لدى أعظم الوعّاظ في عصره، بدأ الأب بربطولماوس ماريّا خدمةً رعويّةً متميّزةً في مجال البعثات الشعبيّة.
ولم تقتصر نشاطاته على رعايا بولونيا فقط، بل رغم صحّته الضعيفة، قضى 26 سنةً من كهنوته في التجوال عبر 62 أبرشيّةً على الأقل، يُنظِّم مئات البعثات الشعبيّة، ورياضاتٍ روحيّةٍ في الصوم الكبير، وخلواتٍ للكهنة والرهبان والعلمانيّين. وكانت عظاته تُحدث تحوّلاتٍ معجزيّة، وتُعيد السلام بين المتخاصمين. تحوّلت بعثاته إلى ورشاتٍ مكثّفةٍ للتعليم المسيحيّ والتبشير المنهجيّ، في زمنٍ كانت فيه أفكار الينسينيّة والتنوير تُلقي بظلالها السلبيّة على الإيمان.
وقد عُرِف بلقب “مرسَل التعقُّل”. وكانت حياته انعكاسًا لرسالة المسيح نفسه: صارمًا في إعلان الحقّ، لكنّه رحيمٌ ومُرحِّبٌ بالخطأة. كاهنٌ قد كرّس نفسه كلّيًّا لله ولخلاص النفوس، حتّى صار صورةً حيّةً للذي “هو غنيٌّ بالرّحمة” (أفسس 4:2)، وكان متعبّدًا جدًّا لمريم، أمّ الرحمة.
وبسبب جهوده الرسوليّة المتواصلة، أنهكه التعب في بعثته الأخيرة قبل شهرين من وفاته، وهناك نطق نبوءةً قائلًا: “سوف أموت في بولونيا ليلة عيد الميلاد”.
وفي 24 ديسمبر 1778، أسلم روحه بهدوء، منتقِلًا ليحتفل بالميلاد في السماء. وقد عمّ الحزن مدينة بولونيا كلّها. ومنذ عام 1808، استُودِع جسده الطاهر في مزار سيّدة السلام داخل كاتدرائيّة القدّيس پترونيوس في بولونيا. أُعلِن طوباويًّا على يد البابا يوحنّا بولس الثاني.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت