الولادة: 540
الوفاة: –
من جلة الأحبار المجاهدين العاملين في سبيل المعتقد القويم . ذاع صيته في صدر المئة السادسة وترجم له مار يوحنا الأفسسي الذي حادثه ملياً وقال في حقه كان كاهناً متبحراً في العلم الديني دئباً على المطالعة غيوراً جدِلاً حاذقاً درِباً، أقام حياته كلها نصيراً للحقيقة الأرثوذكسية. فقاوم النساطرة وأفحمهم بججاجه كما ماتن المانوية والمرقيونية والديصانية في بلاد فارس والأوطاخيين فسمي المجادل الفارسي .
ودعا إلى النصرانية في مدينة حيرة النعمان فاستجاب له خلق كثير من العرب وبنى إشرافهم بيعة. ونصّر ثلاثة من زعماء المجوس وعمدهم فاستشهدوا. ورحل إلى ما وراء بلاد الفرس فهدى فيها قوماً من الوثنيين والمجوس، وكافأه أساقفة المشرق فقلدوه الأسقفية على بلدة بيت أرشم الواقعة على نهر دجلة بالقرب من سليق قبيل سنة 503 وأبلى بلاء حسناً في سبيل الدين ونصرة الأرثدكسيين فاعتقل سبع سنين في نصيبين فصبر على مكروه عظيم. وطوَّف في شتى البلاد سبعاً أخرى وتوجه إلى القسطنطينية ثلاثاً. ونال من القيصر انسطاس أن يوفد إلى ملك الفرس سفيراً أزال الشدة عن المؤمنين وكانت رحلته ثالثة لمواجهة القيصرة ثاودورة فتوفي في القسطنطينية شيخاً كبيراً في حدود سنة 540 وألف مار شمعون كتباً ومقالات نقضاً للهراطقة. وكتب رسائل شتى في الإيمان كان ينفذها إلى المؤمنين في سائر البلاد، وصل إلينا منها رسالتان جليلتان ضافيتان، ضمن أولاهما شرح أحوال برصوما النصيبيني ونشوء بدعة نسطور، وانتشارها في بلاد الفرس وغلق مدرسة الرها كتبها سنة 511 وهي أقدم مستند لهذين الحدثين.
وحكى في الثانية التي أنفذها إلى شمعون رئيس دير الجبّول عام 524 إنه صحب رسول القيصر يسطينس الأول إلى المنذر ملك العرب اللخميين، من مدينة الحيرة فصادفاه في الرملة، فدخلا عليه وعلما منه أنه تناول حينئذٍ كتاباً من مسروق اليهودي ملك الحميريين أفاض فيه، في بيان الشدة التي أنزلها بمسيحي نجران عاصمة اليمن وذبحه إياهم _ولدن عودة شمعون إلى الحيرة وقف على تفصيل استشهاد إشراف نجران، وفي مقدمتهم أنبلهم الحارث بن كعب الذي استعذب الموت بشجاعة حبّاً لدينه، وحث الكاتب الأساقفة ليسعوا لدى القيصر لإزالة الشدة عن المسيحيين في اليمن وفي طبرية، ونقل هذه الرسالة المؤرخون زكريا وديونيسيوس وميخائيل الكبير ولشمعون أيضاً ليتورجية نسبها بعض النساخ إلى مار فيلكسينس.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت