الولادة: –
الوفاة: 538
أحد فضلاء الرهبان الرهاويين ورؤسائهم وبلغائهم، مسلَّم ذلك له غير منازع فيه، جمّ الفضل كثير النبّل. ديّن خَيّر شهم ذكي الفؤاد من نبعة كريمة .
ولد خامس أخوته بعد وفاة أبيه بمُديدة فأحسنت تربيته أمه الفاضلة أفتونيا وكانت تُنمى لأمجاد . فشدا طرفاً من العلم. ثم أدخلته دير مار توما الرسول في سلوقية (السويدية) وهو فتى يافع مدفوعة بسائق التقى وصدق اليقين. فتروّض في السيرة الرهبانية وتخرج بالعلوم الدينية والمنطقية. وبدأ من سماحة أخلاقه ومحمود شمائله وجميل فضائله، بعد لبسه الثوب الرهباني وسيامته كاهناً، ما لفت الأنظار إليه فاصطفقت عليه الآراء فقلد رئاسة أخوته .
وقد حفّت بالدير مكاره القيصر يسطينس الأول وتعسّفه (سنة 521 )فأدار دفته بمنتهى الصبر والحكمة، ثم خرج برهبانه إلى الجزيرة إلى شاطئ نهر الفرات الأيسر فأنشأ في حدود سنة 530 مقابل جرابلس ديراً في موضع يعرف بقنسرين فسمي به ((أو بدير ابن أفتونيا )) وأصبح معهداً بعيد الصيت للتعبد ولعلوم اللغة والفلسفة واللاهوت، وفيه تخرَّج أشهر علماء السريان وعام 533 _534 رحل إلى القسطنطينية وكان كاتباً في مؤتمر ديني عُقد ثم. وحلت وفاته في ديره في الثامن من تشرين الثاني سنة 538 بعد أن فاح أريج قداسته وعمره خمس وخمسون سنة وعيدت له البيعة.
وكان الأنبا يوحنا متضلعاً من السريانية واليونانية، وبهذه اللغة فسّر سفر نشيد النشائد وألّف رسالة المعتقد التي قدمها الأرثدكسيون إلى القيصر يوسطنيان ونظم معانيث بليغة وهي خمسة في معجزات السيد المسيح، ونشيد في غسل الأقدام السري والشهداء الحميريين وتسعة للميلاد والقيامة وغيرها، وثلاثة لتقريظ مار سويريوس الانطاكي ونشيد لدفن الموتى، ويظن أنه عمل ثلاث أنتيفونات لتناول الأسرار المقدسة ونقلت تآليفه إلى السريانية. ونسبت إليه سيرة سويريوس المسهبة وليست له.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت