الولادة: –
الوفاة: –
🕊️ الميلاد والنشأة
وُلِدَ هذا القديس في منتصف القرن الرابع الميلادي، من والدين مسيحيَّيْن تقيَّيْن من أهل فلسطين. وفي السنة الخامسة من عمره، سُلِّم إلى شيخٍ راهب قديس، فربّاه تربية مسيحية، وعلّمه العلوم الدينية. وبعد زمن قصير رُسِم شماساً.
⛪ رهبنته
ترهَّب القديس زوسيما، وصار راهباً تقيّاً، فنما في الفضيلة نمواً مستمراً، وكان مثابراً على التسبيح والقراءة نهاراً وليلاً، حتى أثناء عمله. ولما أكمل خمساً وثلاثين سنة في الدير، رُسِم قسّاً، فتزايد في نسكه وزهده وجهاده.
👼 التجربة والإرشاد الإلهي
بعد أن قضى ثلاث عشرة سنة أخرى في النسك، زرع العدو في فكره أنه قد فاق جميع أهل زمانه في التقوى والفضيلة. غير أنّ الرب، برحمته، شاء أن يرده عن هذا الظن، فأرسل إليه ملاكاً أمره بالانتقال إلى الدير القريب من نهر الأردن. فأطاع ومضى، وهناك وجد شيوخاً قديسين يفوقونه في السيرة والفضيلة، فعرف أنه كان بعيداً عمّا ظنّ في نفسه، فتواضع وأقام بينهم.
📖 عادة الرهبان في الصوم الكبير
كان هؤلاء الشيوخ الرهبان، في أيام الصوم الكبير، بعدما يصومون الأسبوع الأول منه، يتقدّسون بالأسرار الإلهية، ثم يخرجون من الدير وهم يتلون المزمور السادس والعشرين (السابع والعشرين بحسب طبعة بيروت). وعند نهايته يُصلّون، وبعد أن يباركهم الرئيس يودّع بعضهم بعضاً ويتفرّقون في براري الأردن، في المكان عينه الذي صام فيه الرب له المجد أربعين يوماً وأربعين ليلة. وكان كل واحد منهم يجاهد منفرداً.
وصار القديس زوسيما يخرج معهم كل عام، سائلاً من الله أن يريه من ينتفع منه روحياً.
🌿 لقاؤه بالقديسة مريم المصرية
في إحدى سنوات السياحة في البرية، التقى القديس زوسيما بالقديسة مريم المصرية التائبة. وبعد حديث روحي عميق، أخبرته بسيرتها وسبب عزلتها وجهادها. ثم طلبت منه أن يمنحها سرّ الإفخارستيا، فوعدها أن يعود في العام التالي. وبالفعل عاد إليها، فقرّبها من الأسرار الإلهية.
وفي السنة التالية، إذ جاء لافتقادها، وجدها قد رقدت بسلام، فوارى جسدها الطاهر في التراب، ثم عاد إلى الدير وأخبر الرهبان بسيرتها العجيبة وتوبتها المباركة.
🌟 رقاده
بعد أن عاش القديس زوسيما تسعاً وتسعين سنة في نسكٍ وجهادٍ وصلاةٍ، تنيّح بسلام، تاركاً لنا مثالاً حيّاً للتواضع والطاعة والجهاد الروحي.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت