الولادة: –
الوفاة: 575
أحد أعظم شخصيات الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السادس الميلادي. أَخوديمّه (ܐܚܘܕܝܡܗ) بالإنجليزية: Ahudemmeh يُعرف أيضًا بـ مار أَخوديمّه الشهيد. لقبه التقليدي مطران المشرق في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. أحيانًا يُذكر بلقب: “أخو ديمه”، أي “أخو الدموع” (في تفسير رمزي تقوي) عاش في القرن السادس الميلادي وتوفي شهيدًا سنة 575م. خدم كأحد أبرز مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الشرق، خصوصًا في المناطق الخاضعة للإمبراطورية الفارسية (الساسانية)
الخلفية والنشأة
وُلد في بيت أرشميا أو بيت عربايه (شمال العراق اليوم) ونشأ في عائلة مسيحية تقية، وتتلمذ في أديرة منطقة نينوى أو قره قوش. التحق بالرهبنة منذ صغره، وكان معروفًا بنسكه، ومعرفته، وغيرته على الإيمان. رُسِم مطرانًا على المشرق (أي بلاد فارس – شرق دجلة)، من قِبل البطريرك يعقوب البرادعي أو أحد خلفائه.
خدم كمطران أنطاكي سرياني أرثوذكسي في أراضٍ تخضع لحكم الفرس، حيث كانت الكنيسة السريانية الغربية تمارس رعيتها في مناطق واسعة، رغم الوجود النسطوري الرسمي.
نشاطه الرعوي
كان شخصية متميزة بالحكمة والشجاعة والبلاغة. بنى أديرة وكنائس في مناطق كثيرة من بلاد ما بين النهرين. ثبت المؤمنين الأرثوذكس في مواجهة الضغوط من السلطات الفارسية ومن الكنيسة الشرقية النسطورية، التي كانت الكنيسة الرسمية تحت حكم الساسانيين، ويُقال إنه بشّر بعض العرب المسيحيين وأدّى دورًا في خدمة بدو تلك المناطق.
كان في البداية على علاقة طيبة مع بعض الولاة الساسانيين، لكن عندما بدأ يُبشّر المسيحيين علنًا ويعزز الولاء للبطريرك الأنطاكي، اتُّهم بـ: موالاة الرومان وتقويض سلطة الدين الزرادشتي والعمل على “نشر هرطقة يعقوب البرادعي” كما كانت تُسمّى في النصوص الفارسية الرسمية.
استشهاده
تم اعتقاله وسُجن بتهمة “نشر المسيحية الغربية (غير النسطورية)”. رُفضت وساطات من بعض المتنفذين لإطلاق سراحه. قُطعت رأسه في نينوى أو منطقة الموصل الحالية سنة 575م. يُعتبر شهيدًا رسميًا في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وتُروى قصته في مخطوطات كثيرة.
تذكاره
15 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. يُذكر اسمه في السنكسار السرياني وتُتلى سيرته ضمن خدمة الشهداء.
يُلقب بـ “شهيد المشرق” ويُقارن دوره بمار يعقوب البرادعي، ولكن في القسم الشرقي من الإمبراطورية الفارسية. يمثّل الشجاعة في الدفاع عن العقيدة السريانية الأرثوذكسية في وجه اضطهاد مزدوج: من السلطات الزرادشتية ومن التيار النسطوري الذي كان معتمدًا رسميًا.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت