الولادة: –
الوفاة: –
مار يوحنا السدري (بالسريانية: ܝܘܚܢܢ ܕܣܝܕܪܐ) – المعروف أيضًا باسم يوحنا الثالث السدري (John of Sedre) هو أحد أبرز بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن السابع، وقد تميّز بعمق لاهوته، وثراء صلواته الطقسية، ومساهماته في تنظيم الحياة الكنسية خلال فترة صعبة في تاريخ الكنيسة.
خلفيته وحياته
لا توجد تفاصيل دقيقة عن نشأته الأولى، لكن من الواضح أنه كان راهبًا ولاهوتيًا قبل ارتقائه إلى السدة البطريركية.
نشأ وتعلّم ضمن التقاليد الرهبانية السريانية، ربما في دير مار متى أو دير مار حنانيا (الزعفران).
عُرف بتقواه وورعه وبلاغته في الكتابة الطقسية.
لقّب بـ”السدري” بسبب كثرة ما كتبه من صلوات السَدرو (ܣܕܪܐ) – وهي صلوات سريانية تُقرأ في الأوقات الطقسية الخاصة، مثل الصوم الكبير والجمعة العظيمة. تُعد صلواته من أجمل ما كُتب في الأدب الطقسي السرياني، وتتميز بجمال اللغة والتأملات اللاهوتية العميقة.
مؤلفاته ومساهماته
الصلوات الطقسية (السدروات): ألّف عددًا كبيرًا من صلوات الـ”سدرو”، والتي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في القدّاسات والأعياد والصوم. تتميز هذه الصلوات بطابع شعري روحي، وتعكس فهمًا لاهوتيًا عميقًا لأسرار الفداء، التجسد، التوبة، والنعمة.
الرسائل الرعوية: كتب رسائل رعوية مهمة في تنظيم شؤون الكنيسة، خاصة في فترة التغيرات السياسية مع دخول الفتوحات الإسلامية بلاد الشام والعراق.
لاهوت واضح ومستقيم: دافع عن العقيدة الأرثوذكسية السريانية في وجه تيارات لاهوتية معارضة، خصوصًا ضد تأثيرات المذهب الخلقيدوني.
السياق التاريخي
تولّى البطريركية في فترة شديدة الاضطراب، بالتزامن مع:
الاحتلال الفارسي المؤقت لسوريا
اندلاع الفتوحات الإسلامية
ضعف الدولة البيزنطية
ومع ذلك، حافظ على استقلالية الكنيسة وتنظيمها الداخلي، ونجح في تهدئة الصراعات الطائفية، خاصة مع البيزنطيين.
الإرث الروحي والكنسي
تُعد كتاباته الطقسية من أعمدة الليتورجيا السريانية حتى يومنا هذا.
يُذكر اسمه باحترام كبير في الكنيسة السريانية كواحد من “بطاركة الإصلاح الروحي”.
أثّر في أجيال من اللاهوتيين والرهبان بعده، من خلال ترسيخ أسلوب التأمل في الصلوات.
وفاته
توفي حوالي عام 648 م، بعد ما يقرب من 17 عامًا من الخدمة البطريركية. اسمه مذكور في بعض التذكارات السنوية في الأديرة السريانية. بعض من “السدروات” التي كتبها تُقرأ حتى اليوم في أسابيع الصوم، وتُلحَن بالألحان السريانية التقليدية.