الولادة: 1976
الوفاة: –
🏞 النشأة
الأب سيمون عساف راهب لبناني ماروني من بلدة غباله – فتوح كسروان. انضم إلى الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1967، وتابع دروسه الثانوية والفلسفية واللاهوتية في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث سيم كاهنًا عام 1976 ونال شهادة الماجستير.
بعد رسامته، عيّنته السلطة الرهبانية في المدرسة المركزية – جونيه، حيث خدم في الإدارة مدة تقارب 14 سنة. عام 1990، سافر إلى كندا بدعوة من أبناء الجالية، وبسبب اجتياح الجيش السوري للمنطقة الشرقية آنذاك، قرر البقاء هناك. التحق بجامعة مونتريال لنيل الدكتوراه، ثم انتقل إلى جامعة شاربروك حيث تخرّج حاملًا شهادة الدكتوراه في علم الديانات. بعدها عاد إلى جامعة مونتريال ودرّس مادة تاريخ الحضارات لمدة سنتين تقريبًا.
عند عودته إلى لبنان عام 2010، تولّى تدريس المادة نفسها في جامعة الروح القدس – الكسليك.
✝️ البدايات والدعوة الرهبانية
بدأت قصته مع الرهبنة في سنّ الرابعة عشرة، حين أرسله والده إلى رئيس دير مار بطرس وبولس – العزرا، الأباتي فرنسيس غانم. وهناك طُرح عليه سؤال مباشر: «بتعمل راهب ورَه؟»، فأجاب بالموافقة دون أن يعرف بالضبط معنى الرهبنة. ومن يومها انطلق مساره الروحي. دخل دير الابتداء في غوسطا، وأبرز نذوره بعد سنتين، لينتقل إلى الكسليك ويبدأ مشوار العلم رغم صعوباته وتحدياته.
كان ضعيف المستوى الدراسي في بداياته، حتى إن أحد المسؤولين في الكسليك نصحه بترك الدراسة أو الاكتفاء بحقل الزراعة. غير أن إصراره على متابعة التحصيل جعله يتحدّى الصعاب. كان عاشقًا للعلم، فدرس بجهد كبير، وتخطّى الصفوف بسرعة لافتة، إذ أنهى المرحلة من الصف الثامن الابتدائي إلى البكالوريا في أربع سنوات فقط بدل سبع.
📖 الأب سيمون عساف الشاعر
نشأ حبه للشعر في قريته غباله، بتشجيع من والدته التي كانت تستمتع بسماعه يلقي الشعر ملحّنًا. تابع شعراء الزجل والفصحى، وتعلّم ضبط الأوزان حتى برع في النظم. صعد المنابر وشارك في مباريات شعرية، فتحوّل من موضع استغراب إلى موضع إعجاب. اعتبر الشعر وسيلة للتعبير عن المشاعر الجماعية بلغة لا يتقنها إلا الشاعر، كما جعله المسرح فضاءً آخر لموهبته.
⚔️ الأب سيمون عساف والهمّ السياسي
لم يكن يومًا سياسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه تأثر بتاريخ أجداده ومعاناة شعبه. من خلال السرديات الشعبية والقصص التاريخية عن المجازر والبطولات والمظالم التي رواها له أجداده، تشبّع بروح الحمية الوطنية والدفاع عن الحق. اعتبر نفسه مدافعًا عن شعبه وكرامته، لا ثائرًا، ورأى أن دوره ككاهن يشمل الوقوف إلى جانب الناس في مواجهة الظلم.
✨ شخصيته وفكره
الأب سيمون عساف يجمع بين الراهب والمثقف والشاعر والمدافع عن القضية اللبنانية. عاش مراحل من التحدي الشخصي منذ صغره، حيث تغلب على صعوبات الدراسة بإصرار قلّ نظيره، ليصبح لاحقًا أستاذًا جامعيًا وحاملاً للدكتوراه. بقي وفيًا لتراثه الماروني، متمسكًا بتاريخ أجداده ومستلهمًا بطولاتهم، ما صاغ شخصيته ككاهن لا يكتفي بالرسالة الروحية بل يحمل أيضًا رسالة وطنية وثقافية.