الولادة: –
الوفاة: 1755
وُلِد القديس جيرارد ماجيلا عام 1726 في مدينة مورو بإيطاليا، ضمن عائلة تتكوّن من سبعة أفراد. نشأ في بيئة فقيرة، لكنه امتلك احترامًا عميقًا للفقراء منذ صغره.
عندما كان في الثانية عشرة من عمره، توفي والده، فاضطُر لتحمّل المسؤولية باكرًا. أرسلته والدته ليعيش مع عمّه ويتعلم مهنة الخياطة التي كان يمتهنها والده. وبعد سنوات من التدرّب على الخياطة، عمل جيرارد خادمًا لأسقف مدينة لاشدونيا.
في سن الحادية والعشرين، بدأ جيرارد يعمل كحرفي، وكان يُقسّم دخله بين والدته، والفقراء، وتقديم الصدقات لأرواح المطهر. مع مرور الوقت، أصبح نحيفًا وشاحبًا نتيجة كثرة صيامه وصلواته في الكاتدرائية المجاورة.
تقدّم جيرارد مرتين للالتحاق بدير الكابوشيين في مورو، لكن تم رفضه بسبب ضعفه الصحي. ومع ذلك، لم يفقد الأمل. في عام 1749، التحق بـ رهبانية الفادي الأقدس، وبعد ثلاث سنوات أصبح أخًا علمانيًا ناذرًا.
خدمته وتفانيه
عاش القديس جيرارد حياة قائمة على الفقر، والطهارة، والطاعة. بقي قريبًا من الفقراء وعمل في وظائف متعددة مثل: الشمّاس، البستاني، الحارس، الممرّض، والخياط.
بفضل ورعه العميق وحكمته الفائقة وقدرته على قراءة الضمائر، سُمح له بتقديم المشورة لرهبانيات النساء. وكان يُستدعى كثيرًا من قِبل الفقراء والمرضى، وكان دائمًا يُلبي النداء بفرح قائلًا: “أنا هنا لأتمم مشيئة الله.”
وكان أيضًا يتمتّع بقدرات فائقة للطبيعة، منها: الارتفاع عن الأرض، التواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، وقراءة الأرواح. وتجلّى في حياته التضحية، الطاعة، والموت عن الذات لأجل المسيح، مما جعله نموذجًا مثاليًا للإخوة العلمانيين.
معجزاته
ارتبط اسم القديس جيرارد بعدّة معجزات موثّقة، منها: إحياء صبي بعد سقوطه من منحدر شاهق.مباركة محصول أحد الفلاحين الفقراء وطرد الفئران منه.
مباركة مؤونة القمح لعائلة فقيرة حتى تكفيهم حتى موسم الحصاد التالي.
مضاعفة الخبز لتوزيعه على الفقراء في عدّة مناسبات.
لكن أكثر معجزاته شهرة كانت تلك التي جعلته شفيعًا للأمهات الحوامل:
قبيل وفاته، أسقط منديله بينما كان يسير، فحاولت فتاة شابة أن تعيده إليه، لكنه قال لها: “احتفظي به، فقد تحتاجينه يومًا ما.”
وبعد سنوات، تزوّجت هذه الفتاة وأصبحت حبلى، لكنها دخلت في ولادة خطيرة وكانت على وشك أن تفقد الجنين.
طلبت من أسرتها أن يُحضِروا منديل جيرارد، وبمجرد وضعه عليها، هدأ الألم وأنجبت طفلًا سليمًا، وهو أمر نادر في ذلك الزمن.
موته وتقديسه
حتى وهو يُعاني من السل الرئوي، كان جيرارد يقول دائمًا إنه يريد فقط أن يحيا في مشيئة الله.
وكانت وصيته الأخيرة أن تُعلق لافتة على باب غرفته مكتوب عليها: “هنا تتم مشيئة الله، كما يشاء الله، وللمدة التي يشاءها.”
قيل له إن مشيئة الله هي أن يُشفى، وبالفعل تحسّن لفترة وجيزة، ثم سرعان ما تدهورت صحته وتوفي في 16 أكتوبر 1755، عن عمر 29 عامًا، بعد أن قضى 6 سنوات فقط في الحياة الرهبانية.
بسبب المعجزات الكثيرة المنسوبة إليه، بدأت إجراءات تطويبه بعد وفاته بوقت قصير. وفي عام 1893 تم تطويبه، ثم قُدّس رسميًا في 11 ديسمبر 1904.
تُطلَب شفاعة القديس جيرارد من أجل: الأطفال والمولودين حديثًا، النساء في المخاض، الأمهات الحوامل، الأمومة، التوبة والاعتراف، الأبرياء المتّهمين ظلمًا، الإخوة العلمانيين، مدينة مورو لوكانو، إيطاليا.