الولادة: –
الوفاة: 430
🌍 من تاجست إلى قرطاجنة
في 13 نوفمبر 354م بمدينة تاجست من أعمال نوميديا بأفريقيا الشمالية وُلد أغسطينوس، وكان والده باتريكبوس وثنيًّا فظّ الأخلاق، أمّا والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل شرور زوجها وحماتها بصبر عجيب، وبطول أناتها كسبت الاثنين حتى أن رجلها قبل الإيمان واعتمد قبيل نياحته.
كان كل همّ والده أن يرى ابنه رجلًا غنيًّا ومثقّفًا، وكان معلّموه الوثنيّون لا يهتمّون بسلوك التلاميذ، فنشأ أغسطينوس مستهترًا في حياته ميّالًا للكسل.
إذ بلغ السادسة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى قرطاجنة ليتمهّر في البيان، هناك التقى بأصدقاء أشرار، وصار قائدًا لهم يفتخر بالشر، فتحوّلت حياته إلى المسارح والفساد. أمّا عن دراسته فقد عكف على دراسة الفقه والقوانين مشتاقًا أن يرتقي إلى المحاماة والقضاء، وقد تضلع في اللاتينية حتى افتتح مدرسة لتعليم البيان وهو في التاسعة عشرة من عمره.
أُعجب أغسطينوس بمذهب شيشرون، فقرأ كتابه هورطانسيوس الذي أثار فيه الشوق إلى العفة والبحث عن الحق. قرأ أيضًا الكتاب المقدّس لكن ليس بروح الإيمان والتواضع وإنّما في كبرياء، فأُغلق على نفسه وسقط في المانوية.
إذ رأت مونيكا ابنها قد انحرف سلوكيًّا وعقيديًّا، وصار عثرةً لكثيرين طردته من بيتها، لكن بمحبتها ردّته ثانية، وكانت دموعها لا تجفّ طالبةً خلاص نفسه.
رأت القدّيسة مونيكا في حلم أنّها واقفة على قطعة خشبية (ترمز للإيمان) والكآبة تشملها، وإذ بفتى يلمع بهاؤه أمامها ويشعّ الفرح من محيّاه ينظر إليها ويسألها عن سبب حزنها، وإذ أجابت، قال لها: “تعزّي ولا تخافي، فها ولدك هنا وهو معك”. التفتت مونيكا لتجد ابنها واقفًا معها على الخشبة، فتأكّدت أن الله استجاب طلبتها.
🏛️ في روما
في عام 382م أوعز إليه أصدقاؤه بالسفر إلى روما لينال مجدًا وغنى أعظم، فحاولت والدته صدّه وإذ لم تفلح عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله إنّه ذاهب ليودّع صديقًا له على السفينة، فسافر تاركًا إيّاها غارقةً في دموعها.
⛪ في ميلانو
أرسل حاكم ميلان إلى حاكم روما يطلب أستاذًا في البيان، فبُعث إليه أغسطينوس، وقد دُبِّرت له العناية الإلهية الالتقاء بالقدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان، الذي شمله بحبّه وحنانه فأحبّه أغسطينوس وأُعجب بعظاته، وكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان دون اهتمام بالغذاء الروحي الدسم.
سمع من القدّيس أمبروسيوس تفاسيره الروحيّة للعهد القديم الذي كان المانويّون يتجاهلونه، كما سمعه في ردّه على أتباع ماني وغيرهم من الهراطقة، فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات أنها من الله: فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلّى الكمال الروحي، وتظهر المعجزات، وأخيرًا انتشارها بالرغم ممّا تعانيه من ضيق.
أبحرت مونيكا إلى ميلان ليلتقي بها ابنها ويبشّرها بترك المانوية، لكن دون قبوله الإيمان الحق، إذ كان منهمكًا في الشهوات، حاسبًا حفظ العفة أمرًا مستحيلًا.
بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين التي نُقلت عن اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي انتفع بها لكنها لم تقُده للإيمان.
عاد يقرأ الكتاب المقدّس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول فأُعجب بها، خاصة في ربطها العهد القديم بالعهد الجديد…
دُبِّرت العناية الإلهية أن يزور سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عُني بنشرها فيكتريانوس، فأظهر سمبليانس سروره بذلك، ثم عرف أغسطينوس منه عن اعتناق فيكتريانوس للإيمان المسيحي بروح تقوي، فشبّت فيه الغيرة للاقـتداء به، لكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة.
🙏 توبته
زاره مؤمن حقيقي من كبار رجال الدولة يُدعى بنسيانس، فوجده مع صديقه أليبوس وبجوارهما بعض رسائل معلمنا بولس الرسول، فظنّها أحد الكتب الفلسفية، لكن أغسطينوس أخبره بأن له زمانًا لا يشغله سوى مطالعة هذه الأسفار. فدار الحديث بينهما حتى تطرّق بنسيانس لسيرة القدّيس أنبا أنطونيوس وكيف تأثّر بها اثنان من أشراف البلاط فتركا كل شيء ليسيرا على منواله. هنا التهب قلب أغسطينوس غيرةً: كيف يغتصب البسطاء الأميّون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرّغ في الرجاسات؟
وإذ مضى بنسيانس، قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثّلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ:
“عاصفة شديدة… دافع عني… وأنت فحتى متى؟ إلى متى يا رب؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر علينا ذنوب الأوّلين. فإنني أشعر بأنني قد اُستُعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولِمَ لا يكون الآن؟! لِمَ لا تكن هذه الساعة حدًّا فاصلًا لنجاستي؟”
وبكى بمرارة…
كان ذلك في عام 386م، بالغًا من العمر 32 عامًا، حين تغيّرت حياته وتجددت بنعمة الله، فتحوّلت القوة المحترقة شرًّا إلى قوة ملتهبة حبًّا…
عاد القدّيس أوغسطينوس إلى أليبوس ليذهبا معًا إلى مونيكا يبشّرانها أن صلواتها التي دامت قرابة 30 عامًا قد استُجيبت، ونبوّة القدّيس أمبروسيوس قد تحقّقت، هذا الذي سبق فرآها تبكي فقال لها: “ثقي يا امرأة إنّه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع”.
عزم أغسطينوس بنعمة الله على ترك تدريس البيان وتكريس حياته للتأمل في كلمة الله والخدمة، فاعتزل ومعه والدته وصديقه أليبوس وابنه أدياتس (غير الشرعي) وبعض أبناء عمّه وأصدقائه في كاسيكاسيوم بجوار ميلان حيث أقام ستة شهور يتأهّب لنوال سرّ العماد. وفي ابتداء صوم الأربعين عام 387م ذهب إلى ميلان واعتمد على يدي الأسقف أمبروسيوس.
ومن الجدير بالذكر أنّه في الأغلب الشجرة التي ارتمى تحتها هي زيتون، حيث يوجد الآن في الجزائر شجرة زيتون يُطلَق عليها في الحي “زيتونة القدّيس أوغسطين”.
🌿 نياحة مونيكا
سافر القدّيس أوغسطينوس مع ابنه ووالدته وأخيه وأليبوس إلى أوستيا منتظرين السفينة للعودة إلى وطنهم، وكانت الأم تتحدّث مع أغسطينوس معلنة بأن رسالتها قد تحقّقت برؤيتها له كخادم أمين للرب.
بعد خمسة أيام مرضت مونيكا بحمّى شديدة، وإذ أُغمي عليها وأفاقت قالت لابنيها: “أين كنت أنا؟… هنا تدفنان والدتكم”… قالت هذا ثم سلّمت روحها في يدي الله.
🕊️ في روما وأفريقيا
بعد نياحة القدّيسة مونيكا قرّروا العودة إلى روما، حيث جاهد أغسطينوس هناك لدحض بدعة المانويّين. ومن هناك انطلق إلى أفريقيا حيث ذهب إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست، فوزّع كل ممتلكاته واختلى للعبادة والتأمّل في كلمة الله ثلاث سنوات، ووضع كتبًا كثيرة.
✝️ سيامته كاهنًا
إذ كان أغسطينوس يزور رجلًا شريفًا بمدينة هيبو (تُدعى حاليًا إيبونا من أعمال نوميديا) سِيم كاهنًا بالرغم من محاولته رفض السيامة بدموع، بل وجُعل يعظ أكثر أيام الأسبوع. سكن في بستان ملك الكنيسة وجعله ديرًا حيث امتلأ بالرهبان الأتقياء، كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت تدبير أخته.
⛪ سيامته أسقفًا
أُقيم أسقفًا مساعدًا لفاليروس عام 395م، الأمر الذي أفرح قلوب المؤمنين، وإن كان الهراطقة قد حزنوا وأثاروا شغبًا ضد الشعب وحاولوا قتله. امتاز هذا الأسقف القدّيس بحبّه الشديد للفقراء حتى كان يبيع أحيانًا ما للكنيسة ويوزّعه على الفقراء ويحرّر به المسجونين. واهتمّ بدحض أصحاب البدع. وحضر مجمعًا بأمر الملك أونريوس عام 421م ضمّ 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من الدوناتيين… فقام يجادلهم ويردّهم إلى الإيمان المستقيم.
🌅 نياحته
إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقي أربعة أعوام يستعدّ للرحيل. وفي عام 430م تنيّح وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقّف.
📚 كتاباته
بلغت حوالي 232 كتابًا، منها كتبه التاريخية مثل اعترافاته والاستدراكات، ومقالاته الفلسفية مثل الرد على الأكاديميين والحياة السعيدة، خلود النفس، في الموسيقى… وأيضًا أعماله الجدلية ضد اليهود والوثنيين، وضد أتباع ماني، وضد الدوناتيين، وضد البيلاجيين، وضد الأوريجانيين. كما قدّم كتبًا في تفسير التكوين والمزامير والرسالة الأولى إلى يوحنا، والموعظة على الجبل، وعن اتفاق الإنجيليين، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل رومية وإنجيل يوحنا. كما كتب كتبًا في النسكيات والأخلاقيات.
✦ السيرة من مصدر آخر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت
وُلِدَ القديس فى 13 نوفمبر سنة 354.
👤 العائلة
والده: اسمه باتريكس وثنيًّا “فظ الأخلاق وشريرًا”، ولذلك لم يهتم بأولاده من الناحية الأخلاقية والتربوية، وكان كل ما يهمه أن يراه رجلًا “عظيمًا”.
والدته: اسمها مونيكا مسيحية، احتملت زوجها الشرير ولم تَشْتَكِ لأحد، وكانت حماتها أيضًا شريرة.
أخوته: كان لأغسطينوس أخ اسمه “تفجوس”، كان آبا مسيحيًا لأسرة تقية خرج منها راهبتان. وكان السبب في ذلك يرجع إلى عمتهما أخت القديس أغسطينوس، لم يُذكَر اسمها، التحقت بدير للراهبات وتقدمت في حياتها الروحية حتى أصبحت رئيسة للدير.
👶 طفولة أوغسطينوس
أرضعته أمه مونيكا لبن الإيمان منذ طفولته، فكانت هذه التعاليم راسخة فى ذهنه حتى كبر، حتى وهو في أسوأ حالاته الأخلاقية.
كان محبًّا للعب والكسل رغم أنه كان ذكيًا، والسبب فى ذلك أن المدرسين لم يهتموا بحياته وسلوكياته وأخلاقياته. وكان يكره اللغة اليونانية ويحب اللغة اللاتينية، ثم تدهورت حياته حتى وصل إلى درجة الخطأ في حق زملائه وأخوته وحتى أمه أيضًا.
مرض أغسطينوس ولم يكن قد تعمّد، فأرادت والدته أن تُعَمِّدَه لأنه لم يكن قد تعمّد. لتشجيع والده له على الشر وإهماله الناحية، لكنه شُفِيَ ولم يُعَمَّد.
📖 الانحراف والدراسة
عندما بلغ السادسة عشرة سافر إلى قلاطاجنة ليتعلم البيان، وفرح لأنه مسافر مع أصحاب الأشرار. وهناك صنعوا شرورًا كثيرة، فالتقى بالشريرات وعشق المسارح وصنع الشرور حتى بأماكن العبادة.
حزنت أمه على الحالة السيئة التي وصل إليها من الشر، فكانت تنصحه لكنه لم يَعْتَنِ بكلامها. يقول فى “اعترافاته”: «إن أمي كانت تلحّ عليَّ بشدة التحريض لاعتزال الغواني وكل أسباب الفجور، وأما أنا فما كنت أُعِيرها أذنًا صاغية ولا أَكْتَرِثُ بأقوالها لأنها أقوال امرأة».
عكف أغسطينوس على دراسة الفقه والقوانين لأنه كان يريد أن يكون قاضيًا أو محاميًا.
أعجب بمذهب شيشرون لأنه قرأ كتاب “هور كانسيوس” لشيشرون (الذي ضاع فيما بعد)، فكاتبه يفرط فيه للفلسفة ببلاغة فيصورها مدرسة وفضيلة. تأثر بهذا المذهب مما جعله يشتاق إلى حياة العفة.
أراد قراءة الكتاب المقدس، لكن قراءته له كانت كأي فيلسوف، وكأنه كتاب فلسفي، ولم يتأثر به رغم التعاليم السامية التي فيه، ولم تُعْجِبْه اللغة اللاتينية فيه.
✦ الضياع والعودة
عندما رأت مونيكا انحراف ابنها الخلقي وبدعته في مذهب مانى، طردته من المنزل لأنه جذب أناسًا من الإيمان. لكن لمحبتها له وعطفها عليه أرجعته مرة أخرى.
كانت تصلي بدموع حارة من أجل خلاص ابنها وحياته الأبدية. ورأت في حلم أنها واقفة وأمامها فتى فرحان يقول لها: «لماذا تبكين؟» فأجابت عن هلاك ولدها. فقال لها: «لا تخافي»، وإذ بها تراه معها على الخشبة.
وكان الأسقف أبروسيوس يشجعها دائمًا بقوله: «ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع».
انتقل أعز صديق لأغسطينوس، الذي كان ملازمًا له دائمًا، فقد مرض طويلًا، وخاف عليه أهله فعمدوه فشُفِيَ، لكن أغسطينوس هزأ بعماده. غضب صديقه، ثم سمحت العناية الإلهية بأن ينتقل. فحزن أغسطينوس جدًا، وكره كل شيء، ورأى الحياة سوداء في عينيه، فاتجه إلى بدعة مانى فازدادت مشاكله واضطرابه.
ظل مدة تسع سنين مخدوعًا بالبدعة المانوية، لأنه كان يظن أنهم ينادون بالعفة التي كان يشتاق إليها. لكنه بالبحث عرف بطلان معتقداتهم، ولما التقى برئيس البدعة “يفوستوس” وناقشه، وجده فارغًا، فعرف خداع المانوية. لكنه لم يرجع عن شروره وشهواته.
✦ التوبة والتحول
بعد دموع طالت 20 عامًا من أمه مونيكا، رجع أغسطينوس إلى إيمانه الصحيح. فاحتقر المانوية، وبعد موت أعز صديق له احتقر العالم وشهوته وتاب عن شروره وحياته الرذيلة، وأحب سيرة الأنبا أنطونيوس.
بكى بكاءً مرًّا، وارتمى على جزع شجرة. وكان معه صديقه أليبوس، فتركه وانفرد بنفسه وأخذ يبكي. فسمع صوتًا يقول له: «خُذْ واقرأ… خُذْ واقرأ». ففتح رسائل بولس الرسول، فوجد الآية التي تقول:
“لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، ولا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات” (رومية 13: 13–14).
تحولت القوة الشريرة التي كانت فيه إلى قوة تلتهب حبًا. وكان ذلك سنة 386م، وهو يبلغ من العمر 32 سنة.
⛪ الكهنوت والأسقفية
عزم على تكريس حياته للرب، وأقام مدة ستة أشهر بميلان ليعتمد ومعه ابنه أدياتس (الذي أنجبه من الشر) وذلك سنة 387م، في بداية الصوم الكبير على يد القديس أمبروسيوس.
وبعد وفاة أمه مونيكا في ميلان، عاد إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست وطنه الأصلي، ووزع كل أمواله وممتلكاته. اعتكف في خلوة مع أصدقائه ثلاث سنوات للصلاة والصوم والتأمل.
رسمه فاليريوس أسقف هيبو كاهنًا رغم رفضه، بإجماع الشعب. سكن في بستان الكنيسة فجعله ديرًا مليئًا بالرهبان الأتقياء، ووضع لهم قوانين. كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت رئاسة أخته. كان يعظ الناس بقوة وأُعطي نعمة إخراج الشياطين.
ثم رُسِمَ أسقفًا على هيبو بعد مرض فاليريوس سنة 395م، لمساعدته، وذلك بمشورة أوريليوس أسقف قرطاجنة وبقية الأساقفة. فَرِحَ الشعب جدًا بهذا الاختيار. كان محبًا للفقراء، متضعًا، كتب كتبًا كثيرة للرد على الهراطقة، وحضر مجمعًا سنة 421م بأمر الملك أورنوريوس بسبب بدعة الدوناثيون.