الولادة: 1673
الوفاة: 1716
⭐ المولد والنشأة
وُلد القدّيس لويس في 31 كانون الثاني 1673 في مونفورت – بريتاني، وكان من عائلة كاثوليكية متديّنة في فرنسا ومعروفة بحياتها المسيحية الديناميكية. أظهر منذ صغره حبًّا قويًّا للقربان المقدّس وإكرامه الوثيق للعذراء مريم وتكريسه لها لا سيما من خلال المسبحة الوردية، وفي يوم مناولته الأولى أضاف اسم “ماري” إلى اسمه الأول.
🎓 التعليم وبدايات الدعوة
تلقّى تعليمه من قبل اليسوعيين، واعتبره معظم أساتذته ذكيًّا، ومجتهدًا، ومتديّنًا للغاية، وفنّيًا وخجولًا بعض الشيء. في سن التاسعة عشرة، انطلق إلى باريس لبدء دراسته الكهنوتية. كانت ثقته في العناية الإلهيّة كبيرة لدرجة أنه، بعد أن تلقّى مساعدة مالية لدفع تكاليف تعليمه، أعطى جميع ممتلكاته للمتسوّل الأول الذي قابله وتابع بقيّة رحلته (التي تزيد عن 200 ميل!) إلى باريس سيرًا على الأقدام ونذر بأن يعيش فقط على الصدقات.
⛪ هدفه الكهنوتي واكتشاف رسالته
شكّلت سنوات الدراسة لسانت لويس هدف حياته الكهنوتية: أن يكون مرسَلًا للفقراء، سواء في فرنسا أو في الخارج. وانضمّ إلى جمعية من الشباب الذين يخدمون الفقراء والمرضى في أيام العطل المدرسية. وقد كتب لاحقًا إلى مرشده الروحي: “كنت أتمنّى… أن تكون رسالتي تعليم المسيحيين الفقراء في البلاد… أشعر برغبة كبيرة في جعل ربّنا وأمّه القديسة محبوبين”. تُمَّت رسامته كاهنًا في السابع والعشرين من عمره، في 5 حزيران 1700، واحتفل لويس ماري بأول قدّاس له في كنيسة سانت سولبيس، على مذبح السيدة العذراء.
📣 موهبة الوعظ وخدمته للناس
اكتشف موهبته العظيمة للوعظ في سن 32، والتزم بها لبقية حياته، وقد لاقى نجاحًا عظيمًا لدرجة أنه غالبًا ما كان يجتذب حشودًا من الآلاف لسماع عظاته التي شجّع فيها التكريس لمريم. على الرغم من أنّ خدمته الكهنوتية التي استمرت 16 عامًا فقط، فقد قدّس ذلك الوقت بالسفر بمفرده ومع مجموعات مختلفة من المرسلين في جميع أنحاء فرنسا لخدمة الفقراء والتبشير بمحبة الله لهم.
🕊️ اللقاء مع البابا والرسالة الرسولية
بعد بضع سنوات من القلق وعدم اليقين بشأن الطريقة التي ينبغي أن يفي بها دعوة الله لخدمة الفقراء، سافر سيرًا على الأقدام إلى روما لطلب مشورة البابا كليمنت الحادي عشر. وعندما تُمَّ استقباله أخيرًا في لقاء مع الأب الأقدس في ربيع عام 1706، أوضح لويس ماري الصعوبات التي يواجهها ورغبته في إرساليات بعيدة. فأجابه البابا:
“في فرنسا لديك مجال رسولي واسع بما يكفي لممارسة غيرتك. في إرسالياتك، علِّم العقيدة بقوّة للشعب وللأطفال. اجعلهم يجدّدون نذور العماد”.
ثم منحه الأب الأقدس لقب “المبعوث الرسولي”.
✝️ سنوات التبشير والصعوبات
وضع لويس ماري صليبًا باركه البابا فوق عصا المشي الخاصة به وتركه ليعود به إلى فرنسا حيث أمضى السنوات العشر المتبقية من حياته يكرز بحوالي 200 مهمة في قرى وبلدات غرب فرنسا. عاش سانت لويس حياة فقر مدقع ووعظ بحماسة للجميع. لقد أُسيءَ فهمه وبُذِلَتْ محاولات عديدة لاغتياله، والتقى بمعارضةٍ ضده خاصة من اليانسين، وهي حركة هرطوقية داخل الكنيسة، وقد تم إنقاذ قلة مختارة فقط منهم.
⚔️ الاضطهاد وتأثير الينسينية
وكان جزء كبير من فرنسا قد تأثّر بالينسينية، بما في ذلك العديد من الأساقفة، الذين طردوه من الوعظ في أبرشياتهم. حتى أنه تم تسميمه في لاروشيل، لكنه نجا على الرغم من أنه عانى من اختلال صحته بعد ذلك. وبينما كان يتعافى من آثار التسميم، كتب تحفة التقوى المريمية، كتاب “الإكرام الحقيقي للسيدة العذراء”، التي تُنُبِّئَ فيها بأن الشيطان سيخفيها لبعض الوقت لتعود وتظهر في الأزمنة الأخيرة. وبالفعل تَمَّ اكتشاف عمله وكتبه التي اختفت بعد 200 عام من وفاته داخل إحدى المكاتب في فرنسا التي تَمَّ إحراقها خلال الثورة الفرنسية.
👥 الرهبانيات التي أسّسها
قبل عام واحد من وفاته، أسّس سانت لويس ماري مجموعتين:
رهبانية بنات الحكمة الإلهية – التي اعتنت بالمرضى في المستشفيات وتعليم الفتيات الفقيرات.
ثم رهبانية للرجال “جمعية مريم”، المبشّرون المكرّسون للوعظ ونشر التكريس الكامل ليسوع من خلال العذراء مريم.
🕯️ المرض والوفاة وإعلان القداسة
لم يردع الواعظ المقدّس أي من هذه الصلبان الصعبة، بل أثّرت في تعميق حياته الروحية. في عام 1716، بعد أن أضعفته كل هذه العوامل، انهار من الإرهاق بعد الوعظ بمهمة في قرية سانت لوران سور سيفري، حيث توفي في 28 نيسان. أُعلِن طوباويًّا عام 1888 من قبل البابا ليو الثالث عشر. وأُعلِن قديسًا على مذابح الكنيسة عام 1947 من قبل البابا بيوس الثاني عشر.
📚 مؤلفاته
ألّف أربعة كتب:
“الحكمة الأزلية، سرّ مريم، سرّ الوردية المقدسة، والإكرام الحقيقي للعذراء مريم”.