الولادة: –
الوفاة: –
سرجيس الراسعني فيلسوف من ذوي العلم الواسع ، وكاتب متصرف باعنّة الكلام من أجرى الكتَّاب قريحة .
كان قساً سرياني الجنس ورأس الأطباء في مدينة رأس عين وهي ثاودوسيو بليس في الجزيرة وتظن ولادته فيها. وذاع صيته ببلاغة منطقه . قرأ العلوم في مدينة الإسكندرية فكان حظه من العلوم اليونانية موفوراً فضلاً عن اضطلاعه بالسريانية. وتبسّط في العلوم الفلسفية والطبية تشهد بهذا تآليفه الجليلة. وكان أرثدكسياً ولكنه تحاشى عن الجدل في القضايا اللاهوتية بل تقلّب في المذهب الديني . وخصّ ثاودور أسقف مرو النسطوري بكتابين من وضعه وسنة 553 شخص إلى أنطاكية ليشكو آسول أسقف رأس العين إلى البطريرك أفريم الآمدي، فأوفده هذا إلى رومية لدعوة أغابيطس الروماني إلى القسطنطينية . فرحل وقدم به، وتواطأ أغابيط وأفريم على مناهضة انتيمس القسطنطيني وسويريوس الانطاكي. وفي تلك الأثناء مات سرجيس في العاصمة في ربيع 536 وتوفي أغابيط بعد أيام يسيرة .
وأكثر مؤرخينا يطعنون في سيرة سرجيس وأخلاقه . أما تآليفه المعروفة فهي خطاب في الإيمان أنشأه حوالي سنة 385 _488 لم يصل إلينا .ومقالات أصلية في المنطق سبعة أجزاء ،في السلب والإيجاب ،وفي أسباب المعمورة بحسب مبادئ أريسطو في الجنس والنوع والشخص وهي مخرومة . وكتاب في الأدوية البسيطة ، ومصنف في غاية تآليف أرسطاطاليس بأسرها وخصّ هذين الكتابين بثاودور . وهذا الأخير 294 صفحة بخط الشماس زينون ابن القس سليمان آل القس أبي سالم نسخة عام 1187 للشماس أبي الحسن رأس الأطباء ولكن أبرزها ما نقله من اليونانية إلى السريانية وأشهر نقوله أيساغوجي برفيريوس الصُوري ومقولات أريسطو وكون العالم ؛ومقالته في النفس خمسة فصول وشيء من تآليف جالينس منها ثلاثة كتب من مقالة البسائط ويُرتاب من ترجمة المقالات الزراعية المنسوبة إليه .
وهذه المصنفات حافلة بالفوائد اللغوية والجغرافية حاوية كثيراً من الألفاظ والأسماء النباتية، والكتاب الفلسفي اللاهوتي المشهور المنسوب إلى ديونيسيوس لاأريوفاغي في الأسماء الإلهية والرتب الملائكية والكهنوت، وسبقه بمقدمة بليغة تدل على ما كان لتعاليمه السرّية من بعد الأثر في نفسه .
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت