الولادة: –
الوفاة: –
مار برصوم النصيبيني (ܡܪܝ ܒܪܨܘܡ ܢܨܝܒܝܢܝ)، أحد أبرز الشخصيات الروحية في القرن الخامس الميلادي ضمن التراث السرياني. عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو عصر ازدهار الحركة الرهبانية والنسكية في الشرق السرياني. ينتمي إلى مدينة نصيبين، وهي مدينة قديمة مهمة في شمال شرق سوريا الحالية، كانت مركزاً دينياً وثقافياً كبيراً.
حياته ودوره
كان راهباً ناسكاً معروفاً بتقواه وزهده. اتبع حياة الانعزال والعبادة الصارمة، وكرّس حياته للصلاة والتأمل والتقشف. يُعتبر من أبرز نماذج النسك والقداسة في منطقة نصيبين، وقدوة للرهبان والناس في تلك الحقبة. ركّز على الزهد وترك الماديات، معتبراً أن الانقطاع عن متاع الدنيا هو الطريق إلى السلام الداخلي. شدد على أهمية الصلاة المستمرة والامتناع عن الشهوات كوسيلة للنمو الروحي. عُرف بتواضعه وابتعاده عن المجد الشخصي، مع تركيزه على الخدمة الروحية.
أثره وتأثيره
ترك أثراً بارزاً في الحركة الرهبانية في نصيبين والمناطق المجاورة.
تمجيده في السنكسارات السريانية، حيث يُذكر كقديس وعلامة من علامات القداسة والنسك.
يُحتفل بذكراه في الكنائس السريانية في مواعيد محددة.
قصة من حياة مار برصوم النصيبيني
روى الرهبان أن مار برصوم النصيبيني كان يعيش حياة بسيطة جداً في عزلة قريبة من نصيبين، وكان يملك شيئاً قليلاً جداً من المال، لكنه كان دائماً يساعد الفقراء والمحتاجين.
ذات يوم، جاء إليه رجل غنيّ وعرض عليه ثروة كبيرة مقابل أن يترك النسك ويعود إلى حياة الترف والراحة. لكن مار برصوم أجابه بهدوء: “إنني قد وجدت كنزي الحقيقي في البساطة والقرب من الله، أما الدنيا فزائلة، فلا أريدها حتى لو عرضت عليّ ملكاً.”
الرجل تأثر بشدة بكلامه وترك الحياة الدنيوية ليقتدي به في طريق الزهد والتقشف.
حكمة من تعاليم مار برصوم النصيبيني
“لا ينال الإنسان السلام الحقيقي إلا إذا ترك حب المال وأقبل بمحبة الله، فإن القلب الذي يملكه الله لا يعرف الفقر.”
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت