الولادة: –
الوفاة: 574
القديس يوحنا الثالث (St. John III) هو البابا رقم 61 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. شغل الكرسي الرسولي من 17 يوليو 561 م حتى وفاته في 13 يوليو 574 م. خلف البابا بيلاجيوس الأول. وُلد في روما، وكان اسمه عند الولادة كاتيلينوس (Catelinus). ينتمي إلى عائلة رومانية نبيلة.
السياق التاريخي والإنجازات
عاش خلال فترة مضطربة سياسياً في الإمبراطورية البيزنطية الغربية. كانت البابوية في زمانه تحت تأثير الإمبراطورية البيزنطية، خاصة أن روما كانت تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جوستين الثاني. واجه تحديات كبيرة من وجود اللومبارديين (Lombards)، الذين غزوا إيطاليا في بداية عهده، مما سبّب الفوضى في شبه الجزيرة الإيطالية. عمل البابا يوحنا الثالث على حماية الكنيسة من الفوضى والاضطرابات، وشارك في الجهود الكنسية والدبلوماسية للتخفيف من آثار الغزو.
السياق السياسي والديني في عهد يوحنا الثالث
الغزو اللومباردي لإيطاليا: خلال بداية حبريته، عام 568 م، اجتاح اللومبارديون شمال إيطاليا بقيادة الملك ألبوين (Alboin). هذا الغزو أحدث انهياراً في النظام الإداري الروماني في الغرب، وانقطعت الاتصالات بين روما وبقية أنحاء إيطاليا. أدى ذلك إلى نزوح جماعي نحو روما والمدن الأخرى، مما زاد من الضغط على المدينة والبابا.
العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية: روما كانت في ذلك الوقت لا تزال اسمياً تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وكان الإمبراطور في القسطنطينية (جوستين الثاني) يرسل حكاماً إداريين يُعرفون بـالإكسارخ (Exarch) لحكم إيطاليا. إلا أن استجابة الإمبراطورية لم تكن فعالة في صد اللومبارديين، ما وضع البابا في موقف صعب بين شعبه والسلطة الإمبراطورية.
البابا والتدخل السياسي: لم يكن البابا يوحنا الثالث يمتلك جيشًا، لكنه تصرف كزعيم مدني وسياسي: لجأ إلى استدعاء الجنرال البيزنطي نارسيس (Narses)، الذي كان قد تم عزله من قبل الإمبراطور جوستين. استعان به لإعادة النظام ومواجهة الفوضى، رغم أن وجود نارسيس لم يكن محبوباً من الشعب، بسبب الضرائب الثقيلة وسوء الإدارة.
التوتر الشعبي: بسبب استدعائه نارسيس، تعرّض يوحنا الثالث للنقد والعداء من بعض أهل روما، مما اضطره إلى مغادرة الكرسي الرسولي مؤقتاً والسكن في كنيسة القديس بطرس خارج الأسوار (San Pietro in Vincoli) حتى هدوء الأوضاع.
الوثائق والمساهمات الكنسية
لم تُسجَّل وثائق لاهوتية كبيرة أو مجامع مسكونية كبرى في فترة حبريته. لكنّ عهده تميّز بالحفاظ على استقلالية الكنيسة، والعمل على حماية الرعاة والممتلكات الكنسية من الفوضى. استمر في تأكيد العقيدة النيقية والتمسك بتعاليم المجامع المسكونية السابقة، خصوصًا مجمع خلقيدونية (451 م).
وفاته وإرثه
توفي يوحنا الثالث في 13 يوليو 574 م. دُفن في بازيليك القديس بطرس القديمة، والتي كانت قبل بناء الكاتدرائية الحالية. يُذكر بإجلال كقديس، رغم أن حبريته لم تكن مشهورة بالإنجازات اللاهوتية، بل بشجاعته في وقت اضطراب سياسي كبير.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت