الولادة: –
الوفاة: –
مار تومّا المبغوي (Thomas of Mabbug) (بالسريانية: ܬܐܘܡܐ ܕܡܒܘܓ) هو أحد أبرز اللاهوتيين السريان في القرن السابع، ويُعتبر شخصية مهمة في التراث اللاهوتي الماروني، خاصة في الفترة التي شهدت تبلور الهوية العقائدية للكنيسة المارونية بعد مجمع خلقيدونية. عُرف بدوره المؤثر في الدفاع عن العقيدة الخلقيدونية، وترسيخ التعليم اللاهوتي باللغة السريانية في ظل تحوّلات سياسية ودينية كبرى في المشرق.
الخلفية والسياق التاريخي
نشأ مار تومّا في مبغوغ/منبج، وهي مدينة سريانية هامة في العهد البيزنطي، وكانت مركزًا للثقافة الهلينستية المسيحية. عاش في فترة تشتّت ديني بين عدة تيارات:
السريان الأرثوذكس (اللاخلقيدونيين)
البيزنطيين الخلقيدونيين
النساطرة
وفيها بدأت تظهر نواة الكنيسة المارونية التي تبنّت المجمع الخلقيدوني ومجمع القسطنطينية الثالث (681م).
مؤلفاته ومساهماته اللاهوتية
دفاع عن العقيدة الخلقيدونية: كتب مؤلفات دفاعية ضد الكنائس اللاخلقيدونية (وخاصة السريان الأرثوذكس). دافع عن مفهوم الطبيعتين في المسيح (اللاهوت والناسوت)، كما عبّر عنه مجمع خلقيدونية 451م. ساهم في توطيد الخط العقائدي للكنيسة المارونية الناشئة، التي كانت مرتبطة في تلك الفترة بالبطريركية الأنطاكية الخلقيدونية.
التعليم بالعامية السريانية: استخدم اللغة السريانية الغربية، فساهم في تقريب المفاهيم اللاهوتية من المؤمنين العاديين، لا النخب فقط. تُنسب إليه شروحات لاهوتية لليتورجيا وتعاليم حول سرّ الفداء والتجسد.
أبرز الأفكار اللاهوتية في تعليمه
التأكيد على وحدة المسيح في شخصه، مع تمييز طبيعتيه (ضد المونوفيزية).
الفداء كعمل محبة متبادل بين الله والإنسان.
الكنيسة كمجتمع الإيمان الذي يحمل الاستمرارية الرسولية والتعليم الصحيح.
الولاء للكرسي الأنطاكي مع استقلالية ليتورجية وتفسيرية عن الدولة البيزنطية.
يُعدّ من الوجوه البارزة التي ساهمت في تشكيل اللاهوت الماروني في زمن ما قبل الانفصال الكامل عن السلطنة البيزنطية.
تأثيره ظاهر في المدارس اللاهوتية المارونية اللاحقة في قنوبين وجبال لبنان.
بعض أفكاره دُمجت في الصلوات الطقسية المارونية، خاصة حول سر التجسد والفداء.
وفاته
لا يُعرف تاريخ وفاته بدقة، لكن يُعتقد أنه توفي حوالي منتصف القرن السابع، على الأرجح في شمال سوريا.
لا يوجد له مزار معروف، لكن يُذكر اسمه في تقليد بعض المدارس المارونية القديمة كمعلّم إيماني.
ملاحظات إضافية
منبج (Mabbug) التي سُمّي نسبةً إليها، المعروفة حاليًا باسم منبج شمال شرق حلب (سوريا حاليًا) كانت مركزًا للجدالات اللاهوتية في تلك الحقبة. لا تزال بعض كتاباته موجودة في المخطوطات السريانية، ولكن غير مطبوعة بشكل واسع حتى اليوم. يُحتمل أن يكون تلميذًا أو متأثرًا بـ مار مارون ومدرسته الروحية والعقائدية، وإن كان متأخرًا عنه بعدة قرون.