هذا ما عن على بالنا في هذه العجالة ،من الكلمات
السريانية الحلبية التي تنيف على الثلاثمئة و
الثلاثين.وبامكان القارئ اللبيب ،إذا لاحظ
الكلمات التي يتداولها الحلبيون في أحاديثهم،أن يجد بنفسه عشرات غيرها ،من الكلمات التي لا يمكنه أن
يجد لها ذكراً في القواميس العربية.ولاشك
في أن أكثر من 80%منها خاص باللهجة الحلبية ولا
نجده في باقي اللهجات السريانية السورية.
ويجب أن نضيف إلى هذه الكلمات الكثيرة أسماء
الشهور التي ما زالت محفوظة في اللغة السريانية الحلبية كما كانت ،وهي من تشرين الأول إلى أيلول.ونضيف إلى هذا أيضاً الأرقام العددية التي
يستعملها الحلبيون بحسب قواعد اللغة السريانية.وفوق هذا وذاك،نرجو من القارئ النجيب أن يضيف
المئات والمئات من الكلمات التي أشرنا إلى مواضعها في الفصل الأول من هذا الباب ،تلك
الكلمات التي اندمجت باللغة العربية،ولكنها ما زالت سريانية
يستعملها أصحابها الحلبيون إلى اليوم؛تلك الكلمات التي أصبحنا
ولا يخطر سوى على بال اللغويين إنها مستعربة ،مثل هذه:
عرب،عروبة،عراب،فاروق،عمارة،مقاليد،عيد،حج،توراة،المؤمن،النبي،قرية،دير،دفتر،مدينة،سكينة،بنى بنياناً،آمن إيماناً،بارك
بركة،بشر بشارة،تاب توبة ،دان دينونة،سجد سجوداً،صلى صلوة،صام
صوماً وصياماً،قرب قرباناً .الخ…
الخ…
ومنها أسماء الجلال الالهي:الله،رحمن،اللهم،باري
تواب ديان،سبوح،قدوس،قيوم ،مهيمن،مسيح،
روح القدس،قديس الخ…
ومنها أسماء شجر
ونبات:رمان،زيتون،زعرور،كمون،بطيخ،الخ…
ومنها ألفاظ مختومة بالتاء
الطويلة:ناسوت،ملكوت،لاهوت،جبروت،رحموت،كهنوت،حيوت،
حانوت،طاغوت،الخ…
ومنها فيها النسبة بالنون:جسداني ،رهباني
،جسماني،روحاني ،حقاني،رباني،طوباني ،نصراني ،الخ…
الخ…
وهذا كله ولا ريب برضٌ من عدله!.
ويسرنا في ختام هذا الفصل أن نحيل القارئ إلى
العدد الثالث من هذه السلسلة وعنوانه ((هنهونات حلب))حيث بيّنا
كيف أن شعبنا قد حافظ إلى اليوم ،في تضاعيف لهجته الحلبية
علىأجمل تهنئة يقوم بها ؛بل لا يرى يداً من القيام بها في كل
مناسبة فرح،حتى دعوناها أميرة الهنهونات،وهي كما هي،هنهونة سريانية محضة وهي((الله يساوى
،دوص دوص ،جْعى بْعوشْنا دْبورُخ منسيح ،دوص دوص ،حابيبا،هَل))
ومعناها ((ليوفقك الهي،افرح وابتهج ،اصرخوا بقوة
قائلين ،ليكن زواجك مباركاً،إلا افرح وابتهج،وأنتم يا أحباء
هللوا)).
ولآن بعد هذا الدرس الطويل الناشف ،نروي لك أيها
العزيز ،للتسلية قصة حلبية ،سوف لا تتمكن من فهمها مهما استعنت
بالقواميس العربية .إنما يفهمها كل حلبي ،لأن كلماتها سريانية
من لغته السريانية ،التي أوردنا بعضها في هذا
الفصل:
يوسف المسكين
يوسف المسكين شلح شرطوط لبس مرطوط ،رايديه
مشحورة.وشقل تبورة وشاقوف وحالولورابوب،وفشخ تلاتمية وتليتين فشخة ،واندقر بشرش
قبار،وتفشكل بكومة فريكة وقش وسبل
وانطبش جوات الكومة علناطور ،وعلى تور مكدّن
ومشطح وعبكش البق بدنبه !…
وفاروق الناطور بعد أن نطارته ،وفيتله معه وعبنطر ،قشعه ،وقام
شبطه اربتعشر شبطه .وبقع فيه :ايمت تشر كات ما قشعتنا ؟بعينك
بصبوصة!يشر ريقك !وتتشر كل بتنور !والله لا فصفصك !…
وشمط الساطور ،وشلفه عليه ،شلفة المكوك،شلفة قاتولية فرمته
فرم!وحسن عليه .وقام عمصله
عينيه بمرطوطة وشحوره بشحوار.وفرشخ أجريه،ونكش
الطين،وشطحه جواته.وقش كومة برشوشان،وعرطنيثا ،وحاشا،ويبروح،وزوفا ،وقردمان
،وقبار،وشبشتان،بلا ما حدا يقشعه،وملاه
وشطف أيديه بالطشت بلا ما يطرطش،وكت المي عليه
وسكرّ…
ونطر الناطور،تعبرت العابورة وزمر زموره،وفشحا!…