ما يحتاجه قرّاء اللغة العربية من الناحية التاريخية هو تاريخ عام للكنيسة في عصورها الأولى، ولعلهم يجدون هذا الكتاب الذي وضعه مؤرخ عاش في تلك العصور الأولى ( 264 -340 م )، هو يوسابيوس القيصري الذي يعتبر من اقدم المؤرخين واسبقهم. وقد تأثر هذا الكاتب الى حد كبير بالآراء الاريوسية التي كانت شائعة في عصره، الامر الذي نراه ظاهراً في كتاب تاريخ الكنيسة ولا سيما عند التحدث عن لاهوت السيد المسيح. انّ ما يجعل لتاريخ يوسابيوس أهميته العظمى اقتباساته من المؤرخين الكنسيين السابقين، فلقد ضاعت كتابات الكثيرين منهم ولا نعرف عنها شيئاً سوى ما اقتبسه يوسابيوس، وهذه الحقيقة وحدها كافية بأن تعطي لتاريخه أهمية عظيمة. تعريب القمص مرقس داود.