لا يمكن للقامة الروحية أن تكتمل في الإنسان إلا إذا تصالحت القوى الغرائزية الطبيعية مع القوى الفكرية والذهنية، لتلتحم التحاماً منسجماً وأصيلاً بالروح القدس. وهذا هو الإنسان الكامل في المسيح، أو الإنسان الجديد الروحاني. على أنّ قول بولس الرسول: "تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" ما هو إلا إعادة مصالحة وتكميل التحام، بين القوى الطبيعية المتمردة وبين القوى الذهنية المتأدبة تحت أقدام الإنجيل والروح القدس الذي يتمجد في القديسين، حيث يكون اتجاه النفس الكلي والموحّد نحو هدف واحد وهو حب المسيح، دون أي انقسام بين الجسد والفكر والروح. كتاب رسائل روحية بقلم الاب متى المسكين. من منشورات دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت.