كتاب خطيئة آدم ووراثة الموت للدكتور جورج حبيب بباوي هو بحث آبائي معمّق يتتبع تطور فهم الكنيسة الأولى لقضية سقوط الإنسان ونتائجه، منذ العصر الرسولي وحتى لاهوت القديس ساويرس الأنطاكي في القرن السادس. يناقش الكتاب بإتقان الفرق بين الخطيئة الأصلية كما طُرحت في اللاهوت الغربي، وبين المفهوم الشرقي الأرثوذكسي الذي يركّز على وراثة الموت والفساد لا وراثة الذنب. يستعرض الكاتب آراء آباء بارزين مثل إيرينيئوس، وأثناسيوس، وكيرلس الكبير، ليُظهر كيف أن موت الإنسان لم يكن عقوبة قانونية، بل ثمرة حتمية للانفصال عن مصدر الحياة، أي الله. ويركّز البحث على أن الفداء في المسيح لا يقوم على مجرد إرضاء العدل الإلهي، بل على شفاء الطبيعة البشرية وفتح طريق الحياة الأبدية. بأسلوب علمي وروحي في آنٍ معاً، يكشف جورج حبيب بباوي عن عمق الرؤية الآبائية التي ترى في التجسد والصليب والقيامة استعادة للإنسان لمجده الأول، وليس فقط تحريراً من خطأ آدم، ما يجعل هذا الكتاب مرجعاً محورياً لفهم العلاقة بين السقوط والخلاص في اللاهوت الأرثوذكسي.