يبدأ تاريخ الأقباط في القرن الأول الميلادي، إلا أن حضارتهم تمتد جذورها في تربة مصر الفرعونية، فلغتهم القبطية هي المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة التي بدأ المصري يكتبها منذ خمسة آلاف عام، واستمرت اللغة القبطية لغة كل المصريين لقرون عديدة بعد دخول العرب مصر، ما زالت مستخدمة حتى الآن في طقوس الكنيسة القبطية العريقة وفي صلواتها. والأقباط جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري خلال عصوره المختلفة، فتاريخ مصر هو تاريخهم، إلا أن اختلاف عقيدتهم أو ديانتهم عن عقيدة أو ديانة الحكام قد أدى إلى ضغوط اقتصادية واجتماعية ألمت بهم في فترات غير قليلة، وتتراوح درجات هذه الضغوط باختلاف طبيعة العصر وأسلوب الحكم وشخصية الحاكم، في حالات ليست نادرة أصابهم مزاج الحاكم أو اختلال قواه العقلية بأضرار تفوق كثيراً الأضرار التي لحقت بمواطنيهم من غير الأقباط، فمن الطبيعي أن يكون للأقباط تاريخهم الخاص في إطار تاريخ مصر العام. "تاريخ الامة القبطية" من تأليف يعقوب نخلة روفيله وتقديم الدكتور جودت جبره.