لكل منا هامش في شخصيته وآخر في حياته، كما توجد أيضاً هوامش بين الجماعات، وربما كانت هذه الهوامش هي التي تميّز الشخص عن المجموع. وأحياناً يُسمّى الهامش بـ" الحياة الخاصة للشخص". وربما كان مجموع الهوامش الشخصية هو الإسهامات التي يشترك بها الأفراد معاً في تكوين الشكل العام للحياة، أو ما يسمى أحياناً "سمة المجتمع" أو "صفة المدينة". ومن المنطقي ألا ننظر إلى المجتمع سواء الكنسي أو العام من خلال الهوامش، وإنما من خلال الكل، فلا يُحكم على فرد من تصرف ما ولا على جماعة من خلال شخص ما، ولا يحكم شخص ما على نفسه من خلال مرحلة ما في حياته، فلربما كانت هذه هي الهوامش التي نقصدها. قبول الهوامش ضروري لتفهّم الحياة والمتناقضات التي فيها، ولفهم كيف أن الكامل الوحيد هو الله، وأن حياتنا مشوبة بالضعف والنقص. بقلم الانبا مكاريوس الأسقف العام.