كان الطريق والباب نحو الله الآب قد أُغلق في وجه الإنسان، لأنّ الخطيئة فصلت قلب الإنسان عن قلب الله. الإنسان تلهّى بنفسه كغاية وجوده وارتاح لذاته كأصل وسبب كل شيء، فأُعميت بصيرته القلبية والذهنية عن رؤية خالقه الأصل والغاية لوجوده الحقيقي. والخطيئة كانت السبب الوحيد لعمى بصيرته وبعده عن خالقه. المسيح رفع الخطيئة من الوسط، رفعها من على الإنسان ووضعها على جسده ونفسه وقضى عليها بالموت في جسده، فألغى كل سلطانها. وهكذا انفتح الطريق المغلق، فتحه بجسده الذي انكسر على الصليب بالخطيئة ثم قام به مبرأً وصعد به ممجداً، فصار هو الطريق والباب الوحيد المؤدي إلى الآب. ليس لدى الإنسان طريق آخر قط إلى السماء غير جسد المسيح الذي مات وقام وصعد، لأنه من خلال جسد المسيح تسقط كل خطيتي وتنفتح بصيرتي. كتاب القيامة والصعود من سلسلة الرؤية الإلهية للأعياد الكنسية تأليف الأب متى المسكين ومن منشورات دير القديس أنبا مقار - برية شيهيت.